الكتاب: كتاب الأربعين العشارية
المؤلف: عبد الرحيم العراقي
الجزء:
الوفاة: ٨٠٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: بدر عبد الله البدر
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٣
المطبعة:
الناشر: دار ابن حزم - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

ويليه
كتاب الأربعين العشارية
تأليف
الحافظ أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي
(725 - 806 ه‍)
101

ترجمة العراقي
هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم
الزين، أبو الفضل الكردي.
ولد في الحادي والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة خمس وعشرين
وسبعمائة، بمنشية المهراني على شاطئ النيل.
طلبه للعلم:
قال تقي الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن فهد (1):
" حفظ القرآن العظيم وله من العمر ثمان سنين، وأقدم ما وجد له من
السماع في سنة سبع وثلاثين. وحفظ " التنبيه " واشتغل في العلوم، وكان
أول اشتغاله في القراءات والعربية " ثم ذكر بعض مشايخه الذين أخذ عنهم
ذلك. وقال: " وكان متشوقا للأخذ عن الأستاذ أبي حيان والاجتماع به،
فبلغه عنه سوء خلق وحط على الفقراء، فغير عزمه عن ذلك غيرة
للفقراء، لصحبته إياهم، وخدمته لهم، فتحصل له بذلك العناية التامة،
وانهمك في علم القراءات حتى نهاه عن ذلك فاضي القضاة عز الدين بن
جماعة فقال له: إنه علم كثير التعب، قليل الجدوى، وأنت متوقد الذهن،
فينبغي صرف الهمة إلى غيره: وأشار عليه بالاشتغال في علم الحديث،
فأقبل حينئذ عليه، وطلب بنفسه، وذلك في سنة اثنتين وأربعين، وكان أول
من قرأ عليه الشهاب أحمد بن البابا، ثم أخذ علم الحديث عن

(1) لحظ الألحاظ - ذيل تذكرة الحفاظ - (ص 221 - 222).
103

علاء الدين بن التركماني الحنفي، وبه تخرج وانتفع... " إلخ ما قاله.
مشايخه مع الذين روى عنهم في هذا الكتاب:
1 - إبراهيم بن لاجين بن عبد الله الرشيدي الأغرى.
(673 - 749 ه). الدرر الكامنة (1: 85 - 86)
2 - أحمد بن علي بن يوسف بن أبي بكر بن أبي الفتح بن علي السجزي
الحسيني الحنفي. (673 - 762 أو 763). الدرر الكامنة (1: 263 -
264).
3 - أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي العمري الحرازي.
(675 - 755 ه). الدرر (1: 278).
4 - أحمد بن يوسف بن محمد (أو عبد الدائم) الحلبي، شهاب الدين
المقرئ السمين.
(ت 756 ه). طبقات الشافعية لقاضي شهبة (3: 18 - 19).
5 - سنجر بن عبد الله الجاولي، أبو سعيد.
(653 - 745 ه). الدرر (2: 316 - 319).
6 - عبد الرحمن بن مكي بن إسماعيل بن علي بن إسماعيل الزهري،
وجيه الدين، أبو القاسم العوفي. (635 - 757 ه). الدرر (3: 140 -
141).
7 - جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم
الأموي الأسنوي. (704 - 772 ه). الدرر (3: 147 - 150).
8 - جمال الدين أبو محمد شاهد الجيش، عبد الرحيم بن عبد الله بن
يوسف بن محمد بن محمد الأنصاري. (000 - 746 ه). الدرر
(3: 151).
104

9 - عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة، الكناني
الشافعي، عز الدين.
(694 - 767 ه). الدرر (3: 176 - 180).
10 - عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن نصر بن فهد الدمشقي، أبو محمد
تقي الدين، المعروف بابن قيم الضيانية. (669 - 761 ه). الدرر
(3: 63).
11 - علي بن أحمد بن عبد المحسن بن عيسى بن أبي المجد بن الرفعة
العدوي.
(669 - 762 ه). الدرر (4: 20 - 21).
12 - علي بن أحمد بن محمد بن صالح بن ندى العرضي علاء الدين
الدمشقي.
(677 أو قبلها - 764 ه). الدرر (4: 24).
13 - علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف السبكي، تقي الدين،
أبو الحسن الشافعي. (683 - 750 ه). الدرر (4: 100 - 101).
15 - علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن يوسف الأرموي الصالحي،
أبو الحسن.
(677 - 755 ه). الدرر (4: 115).
16 - عمر بن عثمان بن سالم بن خلف بن فضل المقدسي.
(678 - 760 ه).
الدرر (4: 205 - 206).
17 - محمد بن أحمد بن أحمد بن نعمة بن أحمد بن جعفر النابلسي،
ناصر الدين.
(668 - 755 ه). الدرر (5: 35 - 36).
105

18 - محمد بن إسحاق بن محمد بن المرتضى البلبيسي، عماد الدين.
(679 تقريبا - 749 ه). الدرر (5: 117).
19 - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن بركات بن سعد الدمشقي
الأنصاري العبادي، المعروف بابن الخباز. (667 - 756 ه).
الدرر (5: 119 - 120).
20 - محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب
الأيوب، المعروف بابن الملوك. (674 - 756 ه).
الدرر (5: 123)، الوفيات لابن رافع (2: 184).
21 - محمد بن إسماعيل بن عمر بن المسلم بن حسن بن نصر الدمشقي،
عز الدين.
(680 - 757 ه). الدرر (5: 125).
22 - محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران بن رحمة الأخنائي،
تقي الدين.
(660 تقريب - 750 ه). الدرر (5: 145 - 146).
23 - محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الرحيم القنائي، تقي الدين
الشافعي.
(بعد 640 - 727 ه). الدرر (5: 154 - 155).
24 - محمد بن علي بن عبد العزيز بن مصطفى، قطب الدين القطرواني
المصري.
(بعد 670 - 760 ه). الدرر (5: 321 - 322).
25 - محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان، الميدومي
صدر الدين أبو الفتح. (664 - 754 ه). الدرر (5: 419).
26 - محمد بن محمد بن محمد بن أبي الحرم بن أبي طالب، أبو
الحرم بن أبي الفتح القلانسي. (683 - 765 ه). الدرر (5: 505).
106

27 - محمد بن موسى بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم الشقراوي،
شمس الدين الصالحي.
(674 - 754 ه). الدرر (6: 21).
28 - محمد بن موسى بن سليمان بن محمد بن أحمد الأنصاري،
عماد الدين، ابن الشيرجي. (682 - 770 ه). الدرر (6: 21 - 22).
29 - يحيى بن عبد الله بن مروان بن عبد الله بن قمر الفارقي الدمشقي،
فتح الدين.
(672 - 673 ه). الدرر (6: 188).
30 - يعقوب بن يعقوب بن إبراهيم بن سلطان، البعلي ثم الدمشقي
الحريري، شرف الدين. (675 - 766 ه). الدرر (6: 206).
31 - يوسف بن عثمان بن محمد بن خليل الأعزازي.
(ت 760 ه). الدرر (6: 237).
32 - يوسف بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد، الحراني المعسل.
(000 - 000). الدرر (6: 242).
من تلاميذه:
1 - برهان الدين، إبراهيم بن محمد بن خليل.
2 - برهان الدين الأبناسي، إبراهيم بن موسى بن أيوب، أبو محمد.
(725 - 801 ه). الطبقات لابن شهبة (4: 5 - 7).
3 - ابنه ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين.
(762 - 826 ه). الطبقات (4: 80 - 82).
4 - شهاب الدين بن حجر، خاتمة الحفاظ أحمد بن علي بن حجر
العسقلاني.
(773 - 852 ه). (ليس بحاجة إلى ذكر مصدر ترجمته لشهرته).
5 - زين الدين الفارسكوري، عبد الرحمن بن علي بن خلف المصري.
(755 - 808 ه). الطبقات (4: 27).
107

6 - نور الدين الهيثمي، أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الشافعي.
(735 - 807 ه). الشذرات (7: 70).
7 - جمال الدين بن ظهيرة، محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطية
القرشي المخزومي. (751 - 817 ه). الطبقات (4: 54 - 56).
8 - محمد بن عبد الله بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام، الخزرجي
السبكي.
(741 - 803 ه). الطبقات (4: 60 - 61).
مصنفاته المطبوعة:
1 - الباعث على الخلاص من حوادث القصاص.
2 - التبصرة والتذكرة (ألفية في علوم الحديث).
3 - تخريج أحاديث منهاج البيضاوي.
4 - تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد (في أحاديث الأحكام، وشرحه في
طرح التثريب).
5 - التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق في كتاب ابن الصلاح.
6 - ذيل ميزان الاعتدال.
7 - طرح التثريب في شرح التقريب.
8 - المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار (مطبوع
مع الإحياء).
ولديه تصانيفه أخرج جاوزت الخمسين، ذكرها محقق " ذيل ميزان
الاعتدال " في تقديمه له (ص 21 - 26).
أقوال العلماء فيه:
قال ابن الأثير الجزري: حافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها.
قال ابن شهبة: الحافظ الكبير، المفيد، المتقن، المحرر، الناقد،
108

محدث الديار المصرية، ذو التصانيف المفيدة، كان مع ذكائه سريع
الحفظ جدا.
* قال ابن حجر العسقلاني: حافظ العصر، صار المنظور إليه في هذا الفن
(يعني الحديث) من زمن الشيخ الأسناي (يعني الأسنوي)، ولم نر في
هذا الفن أتقن منه، وعليه تخريج غالب أهل عصره.
قال ابن فهد المكي: الإمام الأوحد العلامة الحجة الحبر الناقد عمدة
الأنام حافظ الإسلام فريد دهره ووحيد عصره من فاق بالحفظ والاتقان
في زمانه، وشهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه زين الدين أبو
الفضل.
وفاته:
بعد حياة حافلة بطلب العلم وتعليمه والعمل به، توفي الحافظ
العراقي في الثامن من شعبان سنة ست وثمانمائة.
وقد رثاه الحافظ ابن حجر العسقلاني وارث علمه بقصيدة، آثرت
إيراها بتمامها وذلك لجودتها ولغزارة فحواها، فقد قال:
مصاب لم ينفس للخناق * أصار الدمع جارا للمآقي
فروض العلم بعد الزهو ذاو * وروح الفضل قد بلغ التراقي
وبحر الدمع يجري في اندقاق * وبدر الصبر سري في انمحاق
وللأحزان بالقلب اجتماع * ينادي الصبر: حي على افتراق
وكان الصب إن يدفع بصبر * يهون عليه مع رجوي التلاقي
فأما بعد يأس من تلاق * فهذا صبره مر المذاق
لقد عظمت مصيبتنا وجلت * بسوق أولى العلوم إلى السياق
وأشراط القيامة قد تبدت * وآذن بالنوى داعي الفراق
وكان بمصر والشام البقايا * وكانوا للفضائل في استباق
فلم تبق الملاحم والرزايا * بأرض الشام للفضلاء باقي
وطاف بأرض مصر كل عام * بكأس الحي للعلماء ساقي
109

فأطفأت المنون سراج علم * ونور ناره لأولى النفاق
وأحكمت الردى في ابن الحسين آل * إمام فألحقته بالمساق
على الحبر الذي شهدت قدوم * له بالانفراد على اتفاق
على حاوي علوم الشرع جمعا * بحفظ لا يخاف من الإباق
ومن فتحت له قدما علوم * غدون لغيره ذات انغلاق
وجارى في " الحديث " قديم عهد * فأحرز دونه خيل السباق
وبالسبع القراءات العوالي * رقى قدما إلى السبع الطباق
فسل " إحياء علوم الدين " عنه * أما وافاه من ضيق النطاق؟
فصير ذكره يسمو وينمو * بتخريج الأحاديث الرقاق
وشرح " الترمذي " لقد توقى * به قدما إلى أعلى المراقي
و " نظم ابن الصلاح " له صلاح * وهذا شرحه في الأفق راقي
وفي " نظم الأصول " له وصول * إلى منهاج حق باشتياق
و " نظم السيرة " الغرا يجازى عليها الأجر من راقي التراقي
دعاه بحافظ العصر الإمام آل * كبير الإسنوي لدى الطباق
وعلى قدره السبكي وابن آل * علائي والأئمة باتفاق
ومن ستين عاما لم يجارى * ولا طمع المجاري في اللحاق
يقضي اليوم في تصنيف علم * وطول تهجد في الليل واقي
فبالصحف الكريمة في اصطباح * وبالتحف الكريمة في اغتباق
فما فتنته كأس بإلتثام * ولا ألهاه ظبي باعتناق
فتى كرم يزيد وشيخ علم * لدى الطلاب مع حمل المشاق
فيغري طالبا علما ويقري * قرى فدته نفسي باشتياق (1)
ويا أسفي عليه لحفظ ود * إذا نسيت مودات الرفاق
ويا أسفي لتقييدات علم * تولت بعده ذات انطلاق
110

عليه سلام ربي كل حين * يلاقيه الرضا فيما يلاقي
وأسقت لحده سحب الغوادي * إذا انهلت همت ذات انطباق
ودانت روحه في كل يوم * تحيات إلى يوم التلاقي
مصادر الترجمة:
غاية النهاية في طبقات القراء لابن الأثير الجزري (1: 382).
طبقات الشافعية لابن شهبة (4: 29 - 33).
إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر العسقلاني (5: 170 - 176).
لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ لابن فهد (ص 220 - 234).
الدليل الشافي على المنهل الصافي لابن تغري بردي (1: 409).
الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي (4: 171 - 178).
شذرات الذهب في خبر من ذهب لابن عماد الحنبلي (7: 55 - 57).
البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني (1: 354 -
356).
مقدمة محقق كتاب " ذيل ميزان الاعتدال " للعراقي بقلم عبد القيوم
عبد رب النبي (ص 15 - 30).
وقد استوعب فيها ذكر المراجع التي ترجمت له، فليراجعها من شاء
غير مأمور.
111

منهج المصنف في الكتاب ومصادره فيه
ألف الحافظ العراقي هذا الكتاب - الأربعون العشارية - بناء على
طلب جماعة من أهل العلم - كما ذكر في مقدمته - كما ذكر أنهم " رغبوا أن
يكون ذلك من الأحاديث العالية الإسناد "، ثم نبه أنه أورد فيها أحاديث
صحاح وحسان، وغرائب، واشترط في الأخيرة أن يكون راويها غير معروف
بتعمد الكذب وفعله. وحتى الأحاديث الصحاح أو الحسان لم يوردها ذكر
المصادر التي أخرجت الحديث من الكتب الستة، إلا أضاف تلو روايته لها
فائدة بالكلام على راو من رواتها. وأما الغرائب والتي وسمها بالضعف فذكر
من قدح في راويها. ثم إن أحاديث الكتاب روى جلها من طريق لبعض
أصحاب المصنفات الحديثية وجلهم من طبقة متقدمة، فها نحن نذكر
أصحاب تلك المصنفات مرتبين حسب سني وفياتهم مع ذكر الأحاديث التي
أخرجه كل منهم.
1 - الإمام مالك بن أنس [ت 179]: روى عنه الحديث رقم (28).
2 - الحسن بن عرفة [ت 257]: روى عنه الأحاديث (1، 5، 11، 13).
3 - زكريا بن يحيى بن أسد المروزي [ت 270]: روى عنه الحديث
(32).
4 - الحارث بن أبي أسامة [ت 282]: روى عنه الحديث (15).
15 - أبو يعلى الموصلي [ت 307]: روى عنه الحديث (39).
6 - عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي [ت 317]: روى عنه الحديث
(29).
112

7 - أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي [ت 354]: روى عنه الأحاديث
(7، 9، 18).
8 - أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني [ت 360]: روى عنه الأحاديث
(10، 17، 22، 24، 26، 40).
9 - عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي [ت 369]: روى عنه الأحاديث
(2، 4، 7، 8، 12، 13، 16، 27، 30، 33).
10 - أبو نعيم الأصبهاني، أحمد بن عبد الله [ت 430]: روى عنه
الأحاديث (15، 23، 35).
11 - أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران [ت 430]:
روى عنه الأحاديث (21، 25).
12 - زاهر بن طاهر الشحامي [ت 533]: روى عنه الحديث (20).
13 - أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي [ت 576]: روى عنه
الحديث (37).
113

إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه
ووصف نسخته الخطية ومنهج التحقيق
أولا: إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه:
1 - قال ابن فهد في " لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ "
(ص 232) بعد أن ذكر بعض مصنفاته: " وأربعون عشارية لنفسه أملاها
بالمدينة بين القبر والمنبر، وهي أول أماليه ".
2 - وذكرها السخاوي في " الضوء اللامع " (4: 173) ضمن
مصنفاته، وأعاد ذكرها (4: 174) بقوله،: " وأملى عشارياته بالمدينة ".
قلت: وسيرد في خطبة العراقي في مقدمة الكتاب أنه أملاها
بالمدينة.
3 - نسبها إليه كذلك عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في " فهرس
الفهارس والأثبات " (2: 880) وقال: عنوانها " كتاب الأربعين العشاريات
الإسناد "، ثم ذكر جزءا من خطبة المصنف، وقال: " وهي في كراسين
افتتحها بحديث الأولية، وعندي منها نسخة عتيقة مسموعة، نرويها وكل ما
للحافظ العراقي من طريق الحافظ ابن حجر وولي الدين العراقي وغيرهما
عنه، بل شارك ولي الدين والده في جميع الشيوخ الذين روى عنهم والده
فيها ". اه.
ثانيا: وصف النسخة الخطية:
توفرت لدي صورة عن النسخة الخطية لهذا الكتاب، وهي تقع في
(34) ورقة تحوي 67 صفحة، وهي بخط نسخي ممتاز ليس عليها
سماع في أولها ولا أخرها، ولكن عليها تملك باسم (روح الله بن محمود بن
114

عبد الله الصديقي في ثالث عشرين من رجب سنة 861) أي بعد خمس
وخمسين سنة من وفاة المؤلف.
وقد ذكر هذه النسخة بروكلمان في ملحق 2 / 70، مشيرا إلى أن هذه
في.
منهج التحقيق:
لما كان المصنف - رحمه الله - يورد أحاديث الكتاب ثم يعزوها إلى بعض
مخرجيها من أصحاب الكتب الستة وغيرها التزمت أن أعزو الحديث إلى
موضعه من المصادر التي يعزو إليها، وأكثرها تيسر لي بحمد الله ومنه، إلا
أني وجدت له وهما في حديث واحد، وهو الحديث (37) فقد عزاه برواية
معينة فيه إلى مصدر ليس فيه تلك الرواية. ولم أكتف كذلك بالعزو إلى
المصادر التي يعزو إليها المصنف بل ذكرت مصادر أخرى لم يذكرها
التماسا للفائدة. وما كان في الكتاب من أقوال الأئمة التي يذكرها من جرح
أو تعديل للرواة الذين يرد ذكر بعضهم في أسانيد الأحاديث التي يرويها
المصنف من طريقهم، عزوتها إلى المصادر التي ذكرت فيها تلك الأقوال
إما في مصنفات لأولئك الأئمة وإما من مصدر نقل تلك الأقوال.
وما كان في النسخة الخطية غير واضح وضعته على هيئة (-).
وأرجو من الله العلي القدر أن أكون موفقا في عملي هذا، وأن يتقبله
مني، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
115

صورة أول النسخة الخطية وفيها عنوان الكتاب
وقبله آخر مقدمة تلميذ المؤلف
116

صورة الورقة الأولى من الكتاب
وفيها مقدمة المؤلف
117

صورة آخر الكتاب
118

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأوجده من
العدم دليلا على عظيم قدرته وعنوانا فضله على كثير من مخلوقاته، وتعرف
له فيما أظهر من مكنوناته، وتحجب عنه بكمال صفاته كما تجلى بآياته في
كل شئ عيانا، والصلاة والسلام على المبعوث بالحنفية السمحاء واللغة
العربية الفصحاء، الذي لم يأل أمته نصحاء، أرشدهم جيلا جيلا وزمانا
زمانا، أعظم من نيطت به التمائم (1)، وأشرف من لبثت عليه العمائم،
119

وأكرم من حام على ورود حوضه حائم، ونال فضلا من الله ورضوانا،
ورضي الله عن أصحابه الذين آووا ونصروا وعزروا ووقروا وجاهدوا
وصبروا فأحسنوا للسلف والخلف بنيانا، سمعوا مقالته فأدوها، وحد لهم
شريعته فما تعدوها، وعلموا ما لمبلغيها فانتدبوا إليها وبدوها حتى امتلأت
الآفاق نورا وإيمانا.
أما بعد: يقول الفقير إلى الله الغني عبد الرحيم بن عبد الكريم بن
نصر الله الجرهي ثم الشيرازي لطف الله سبحانه به وجعله من أهل العلم
والعمل به، وغفر له ولوالديه وأحبابه ولمن استغفر لهم ولسائر المسلمين
بمنه:
فلما أنعم الله علي بالوفود على مدينة الأمين جبريل، ومهبط الوحي
والتنزيل، وصدفة جوهر من بشرت به التوراة والإنجيل، عليه أفضل الصلاة
من ربه الجليل، لقيت فيها أوحد دهره علما وفضلا، وأكمل عصره علما
وعقلا، شيخ الإسلام على التمام، وخطيب منبر سيد الأنام، وإمام محرابه
عليه الصلاة والسلام رأسا للملة والشريعة والتقوى والدين، أبا الفضل
عبد الرحيم ابن الشيخ الإمام (-) الدين أبي عبد الله الحسين ابن الشيخ
الإمام زين الدين عبد الرحمن بن العراقي أبقاه الله والدين به وضاح العزة
متهلك الأسرة، بادي النضرة حتى يقضي أمل كل راغب ويقضي رغبة كل
طالب، فأنعم علي بإسماع الحديث المسلسل بالأولية في اليوم الثاني من
نزولي بالمدينة الشريفة، وكان يوم الأربعاء السابع عشر من صفر سنة
تسعين وسبعمائة، وهذه هي المرة السادسة من المرات التي وفقني الله
سبحانه وتعالى للتشرف بزيارة حضرة حبيبه عليه أفضل صلوات المصلين،
وكانت أولها في سنة إحدى وسبعين، ثم ما زلت مترددا إليه في الغدو
والرواح، ماثلا بين يديه في المساء والصباح، وسمعت وقرأت عليه جملا
من مصنفاته المشتملة على فوائد جليلة ولطائف جميلة، ففي أثناء هذا
120

طلبت منه - أدامه الله - والآمال عليه موقوفة، وأوجه المقاصد إليه مصروفة،
أن يملي علينا بعض ما اتصلت به من الأسانيد العشاريات السامية، ويحدثنا
بما وقعت له من الأخبار العالية، فأجابنا - رضي الله عنه - وعن مخلفيه، لما
رأى ذلك متعينا عليه، وعلم أنه قربة من الله فانتدب إليه، ورسم أن يملي
أربعين حديثا مقتفيا طرق السلف الصالح، ونعمت المسالك، ومتكلا على
دعائه عليه أفضل الصلوات والتسليمات وأكمل البركات والتحيات بالنضرة
لمن سمع مقالته فأداها كذلك، والله سبحانه المسؤول أن يجعله خالصا
لوجهه الكريم، ويهدينا وإياه الصراط المستقيم، وكان ابتداء الإملاء المبارك
يوم السبت من رجب الفرد سنة تسعين وسبعمئة بالروضة الشريفة المقدسة
ما بين المنبر الشريف (1) والقبر المقدس الكريم على مشرفها أفضل الصلاة
وأكمل التسليم.
ثم رأى - فسح الله مدته - أن يفتتح هذا الجزء أيضا بالحديث
المذكور - أعني المسلسل بالأولية - عودا على بدء، فأملاه علينا من لفظه
الشريف مبتدءا بسم الله تبارك وتعالى والثناء عليه وذكر مقدمه فقال:
121

الأربعون العشارية السامية
مما وقع لشيخنا من الأخبار العالية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فضل سيدنا محمدا على جميع أنبيائه ورسله،
وأرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فبلغ ما أمر به حتى
نمضى لسبيله، ونقل إلى رفيع محله، وأمر بتبليغ ما بلغه إلى من لم يبلغه
ليدوم اتصال نقله، فبلغ عنه جهابذة النقلة، وقاموا بأعباء حمله، ونصحوا لله
ورسوله في نشر ذلك حتى انتشر، فلا يعذر الجاهل على جهله (1)، فكان
اتصال هذه الشريعة المطهرة بالأسانيد مما خص الله به هذه الأمة بفضله،
ولقد كانت مجالس الحديث غامرة بأهله حتى وسد الأمر إلى غير أهله (2)،
فانقطعت مجالس الإملاء لتقاعد الهمم عنها ورغبة الطالبين عن عقد ذلك
وحله. وقد روينا أنه كان يحضر مجلس أبي مسلم الكجي بالبصرة
للإملاء (3) أربعون ألف محبرة، خارجا عمن يحضر ممن ليس الإستملاء من
شغله، وقد كنت آسف (4) على ذلك أن لو وجدت راغبا في قبول بذله،
فلما كنت بالمدينة الشريفة (5) رغب إلي جماعة من أهل العلم الواردين إليها
122

في ذلك ليقتفي المملي والمستملي سنة من مضى من قبله، ورغبوا أن
يكون ذلك من الأحاديث العالية الإسناد المتصلة بنقله، فاستخرت الله تعالى
في إملاء أربعين حديثا عشارية الإسناد، فهي أعلى ما يقع اليوم للشيوخ مع
ثقة رجال الإسناد ووصله، فأوردت فيها الأحاديث الصحاح والحسان،
وربما أوردت الغريب إذا كان راويه غير معروف بتعمد الكذب وفعله (1)،
ولا شك أن رواية من هو مستور أو مجهول أولى ممن علم جرحه مفسرا
عند أهله.
واجتنبت إيراد رواية من عرف بالكذب كأبي هدبة (2)، وموسى
الطويل (3)، ودينار الحبشي (4)، ويغنم بن سالم (5)، والأشج (6)، وهؤلاء
الضرب الذين لا يفرح بعواليهم علي إلا من غلبت عليه غباوة جهله.
123

فأما علو الإسناد مع نظافة السند فلا خفاء بشرف محله، وقد روينا
عن الإمام أحمد بن حنبل قال: طلب علو الإسناد من الدين.
وروينا عنه أيضا أنه قال: طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف (1).
وروينا عن يحيى بن معين قال: الإسناد العالي قربة إلى الله عز وجل
ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وروينا عن الإمام محمد بن أسلم الطوسي قال: قرب الإسناد قرب
إلى الله عز وجل (2).
ورأيت أن أقدم قبل الأربعين إملاء الحديث المسلسل بالأولية وإن لم
يكن عشاريا ليحصل التسلسل لمن ابتدأ السماع من الصبيان والغرباء، والله
أسأل أن يحفظني من الزلل في القول والعمل، إنه المستعان وعليه
المتكل.
حدثنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن
عنان بن موسى بن إسماعيل بن عبد الله بن مكي البكري الميدومي سماعا من
لفظه، وهو أول حديث سمعته من لفظه، قال: حدثني أبو الفرج
عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن نصر الحراني، وهو أول حديث
سمعته من لفظه، قال: أخبرنا الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن
الجوزي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا الإمام أبو سعد (3)
124

إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك النيسابوري، وهو أول حديث
سمعته منه قال: أخبرنا والدي الإمام أبو صالح أحمد بن عبد الملك
المؤذن، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثنا الأستاذ أبو. طاهر
محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وهو أول حديث سمعته منه. قال:
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، وهو أول حديث
سمعته منه. قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وهو أول حديث
سمعته منه، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وهو أول حديث سمعته منه، عن
عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاصي عن
عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الراحمون
يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في
السماء ".
هذا حديث صحيح، أخرجه أبو داود والترمذي من غير تسلسل.
فرواه أبو داود عن أبي بكر بن أبي شيبة ومسدد، ورواه الترمذي عن
محمد بن يحيى ابن [أبي] (1) عمر العدني، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، فوقع لنا بدلا لهما عاليا، قال الترمذي: " هذا حديث حسن صحيح " (2)
125

[...]
126

الجزء الأول من العشاريات
بسم الله الرحمن الرحيم وبه التوفيق
الحديث الأول
أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي بقراءتي عليه
عودا على بدء قال: أخبرنا أبو الفرج عن اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن
نصر بن منصور بن الصيقل الحراني، وشيخنا آخر من حدث عنه بالسماع
على وجه الأرض قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن
سعد بن كليب وهو آخر من حدث عنه بالسماع ح.
وأخبرني أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز بقراءتي
عليه بدمشق في الرحلة الأولى قال: أخبرنا أحمد بن عبد الدائم بن نعمة
المقدسي قراءة عليه وأنا حاضر وإجازة لما يرويه وهو آخر من بقي ممن
حضر عنده قال: أخبرنا ابن كليب وهو آخر من حدث عنه بدمشق بالسماع
قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان، وهو آخر من
حدث عنه قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد
وهو آخر من حدث عنه قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار
وهو آخر من حدث عنه قال: حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي وهو
آخر من حدث عنه قال: حدثنا عمار بن محمد وهو آخر من حدث عنه عن
الصلت بن قويد الحنفي وهو آخر من حدث عنه قال: سمعت أبا هريرة -
127

رضي الله عنه - يقول: سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تقوم الساعة
حتى لا تنطح ذات قرن جماء " (1)
هذا حديث عجيب التسلسل بالآخرية، رواه الإمام أحمد في
" مسنده " (2) عن عمار بن محمد فوقع موافقة له عالية، وإسناده حسن.
عمار بن محمد يكنى أبا اليقظان وهو ابن أخت سفيان الثوري، وثقه
يحيى بن معين وغيره، واحتج به مسلم (3).
والصلت بن قويد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين (4) وروى عنه غير
واحد (5)، وأما النسائي فقال: " لا أدري كيف هو " (6)
128

وقد صرح الصلت بسماعه له من أبي هريرة. وقال أبو أحمد الحاكم
في " الكنى ": " سمع أبا هريرة ".
وأما الرواية التي رواها عبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته على
" المسند " عن إبراهيم بن عبد الله الهروي عن عمار عن الصلت بن قويد عن
أبي أحمر عن أبي هريرة (1)، فهي وهم من إبراهيم بن عبد الله الهروي،
وسبب الوهم أن الصلت كنيته أبو أحمر كما قال يحيى بن معين والنسائي
وأبو أحمد الحاكم وابن حبان في " الثقات " (2).
وإبراهيم الهروي ضعفه أبو دواد والنسائي (3)، ووثقه إبراهيم الحربي
والدارقطني (4) ولكن زيادة أبي أحمر في الإسناد وهم منه، والله سبحانه
أعلم.
129

الحديث الثاني
أخبرني أبو بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن رمضان عودا على بدء مرة
بقراءتي عليه بجامع دمشق في الرحلة الأولى قلت له: أخبرك محمد بن
عبد المنعم بن غدير ابن القواس والمسلم بن محمد بن مكي القيسي قالا:
أخبرنا الإمام أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي ح ومرة قراءة عليه
وأنا أسمع قيل له: أخبرك الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر
محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة قال: أخبرنا الكندي وأبو حفص
عمر بن محمد بن معمر بن طبررذ قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن
عبد الباقي بن محمد الأنصاري الفرضي قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن
عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر اسمع في الخامسة ح.
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب بقراءتي عليه
قال: أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال: أخبرنا أبو طاهر
المبارك بن المبارك بن المعطوش قال: أخبرنا أبو الغنايم محمد بن
محمد بن المهتدي بالله قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة
عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي قال:
أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي قال: حدثنا محمد بن
عبد الله الأنصاري قال: حدثنا حميد عن أنس أن الربيع بنت النضر -
عمته - لطمت جارية فكسرت سنها، فعرضوا عليها الأرش فأبوا، فطلبوا
العفو فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالقصاص، فجاء أنس بن النضر فقال:
يا رسول الله
أتكسر سن الربيع؟! والذي بعثك بالحق لا تكسر سنها.
130

فقال: " يا أنس! كتاب الله القصاص ". فعفا القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ".
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن محمد بن عبد الله
الأنصاري، فوقع لنا موافقة عالية (1).
131

الحديث الثالث
أخبرني أبو حفص عمرو بن عثمان بن سالم بن خلف بن فضل
المقدسي بظاهر دمشق وأبو الوفاء محمود بن عبد الحميد بن سليمان الوراق
بها قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي قال:
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر الدارقزي قال: أخبرنا أبو المواهب أحمد بن
محمد بن عبد الملك بن ملوك الوراق والقاضي أبو بكر محمد بن
عبد الباقي بن محمد الأنصاري ح.
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال: أخبرنا ضياء بن أبي القاسم بن
الخريف قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال هو وأبو
المواهب: أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: حدثنا
أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف قال: حدثنا أبو خليفة - يعني
الفضل بن الحباب - قال: حدثنا الوليد بن هشام القحذمي قال: حدثنا
حريز بن عثمان قال: سألت عبد الله بن بسر رضي الله عنه: أشاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأومأ إلى عنفقته.
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري عن عصام بن خالد عن
حريز بن عثمان أنه سمع عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت
132

النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: كان شيخا؟ قال: كان في عنفقته شعرات بيض (1). فوقع
لنا بدلا عاليا.
133

الحديث الرابع
أخبرني أبو المعالي محمد بن موسى بن إبراهيم الشقراوي بقراءتي
عليه بصالحية دمشق بسفح قاسيون في الرحلة الأولى قال: أخبرنا المشايخ
الأربعة قاضي القضاة أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة
وعبد الرحيم بن عبد الملك وعلي بن أحمد بن عبد الواحد وعبد الرحمن بن
الزين أحمد بن عبد الملك المقدسيون قراءة عليهم وأنا أسمع قالوا: أخبرنا
العلامة أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي زاد الثلاثة الأولون - وأبو حفص
عمر (1) بن محمد بن معمر - قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن
عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة
عليه وأنا حاضر أسمع في الخامسة ح.
وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي بقراءتي عليه بمصر
قال: أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال: أخبرنا المبارك بن
المبارك بن المعطوش قال: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي
بالله قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا
عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن
عبد الله الكجي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني
134

سليمان التيمي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
هذا حديث صحيح أخرجه النسائي عن علي بن حجر عن
إسماعيل بن علية عن سليمان التيمي (1)، فوقع لنا عاليا بدرجتين.
ولابن علية فيه إسناد آخر، رواه مسلم في مقدمة " الصحيح " عن
زهير بن حرب، والنسائي عن إسحاق بن راهويه كلاهما عن ابن علية عن
عبد العزيز بن صهيب عن أنس (2).
ورواه البخاري عن أبي معمر، والنسائي عن عمران بن موسى،
كلاهما عن عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب (3).
135

وهذا الحديث من أشهر الحديث حتى ذكر مثالا للمتواتر من
الحديث، فقد ورد من حديث مائة من الصحابة أو يزيدون، منهم العشرة
المشهود لهم بالجنة.
وحكى النووي في " شرح مسلم " عن بعضهم أنه رواه مائتان من
الصحابة (1) وفيه بعد، والله أعلم.
136

الحديث الخامس
أخبرني أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن
بركات بن سعد بن بركات بن سعد الأنصاري الخزرجي العبادي بقراءتي
عليه بدمشق في الرحلة الأولى قال: أخبرنا أحمد بن عبد الدائم بن نعمة
المقدسي قراءة عليه وأنا حاضر وإجازة لما يرويه ح.
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم البكري قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم بن الحراني قالا: أخبرنا عبد المنعم بن
عبد الوهاب بن سعد بن كليب قال: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن بيان
قال: أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد قال: أخبرنا إسماعيل بن
محمد الصفار قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا القاسم بن مالك
المزني عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك - رضي الله [عنه] - قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ أقيمت الصلاة فقال: " يا أيها الناس! إني
إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا برفع رؤوسكم، فإني أراكم
من أمامي (1) ومن خلفي، وأيم الذي نفس محمد بيده لو رأيتم ما رأيت
لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ". قالوا: يا رسول الله! ما رأيت (2)؟! قال:
" رأيت الجنة والنار ".
137

هذا حديث صحيح (1)، أخرجه مسلم والنسائي عن علي بن حجر -
زاد مسلم: وأبي بكر عن أبي شيبة كلاهما عن علي بن مسهر، ورواه
مسلم عن قتيبة عن جرير بن عبد الحميد وعن محمد بن عبد الله بن نمير
وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن محمد بن فضيل ثلاثتهم عن المختار بن
فلفل (2)، فوقع لنا عاليا بدرجتين.
138

الحديث السادس
أخبرني أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن عمر بن مسلم بن
الحسن بن الحموي الدمشقي بقراءتي عليه بجامع دمشق في الرحلة الأولى
قال: أخبرنا المشايخ الأربعة عبد الرحمن بن الزين أحمد بن عبد الملك
وعلي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيان ومحمد بن أبي بكر العامري
وزينب بنت مكي قالوا: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي زاد الثلاثة
الأخيرون: وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر قالا: أخبرنا القاضي
محمد بن عبد الباقي الحاسب قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قراءة
علي وأنا حاضر في الرابعة ح.
وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم البكري بقراءتي عليه قال:
أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الجزري قال: أخبرنا المبارك بن
المبارك بن المعطوش قال: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي
بالله قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن
أيوب بن ماسي قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي قال:
حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري قال: حدثني حميد عن أنس
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنصر أخاك ظالما أو مظلوما ".
قال: قلت: يا رسول الله! أنصره مظلوما، فكيف أنصره ظالما؟!! قال:
" تمنعه من الظلم، فذلك نصرك إياه ".
هذا حديث صحيح أخرجه الترمذي عن محمد بن حاتم المؤدب عن
139

الأنصاري، وقال: " حديث حسن صحيح "، فوقع بدلا له عاليا بدرجتين (1).
وأخرجه البخاري عن مسدد عن معتمر بن سليمان عن حميد (2).
140

الحديث السابع
أخبرنا أبو الفضل بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن
عبد الولي المرداوي قراءة عليه وأنا أسمع بظاهر دمشق في الرحلة الأولى
قيل له: أخبرك المشايخ الخمسة أبو بكر بن محمد الهروي والإمام أبو
الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة وابن أخته عبد الرحيم بن
عبد الملك وعلي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيون وأحمد بن شيبان قالوا:
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر الحسان قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن
محمد بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن
إبراهيم بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي قال:
حدثنا القاضي إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ح.
وحدثني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم الجزري قال: أخبرنا المبارك بن المبارك بن
المعطوش قال: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله قال:
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا عبد الله بن
إبراهيم بن أيوب بن ماسي قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي
قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان ابن لأم سليم يقال له أبو عمير كان
النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه إذا دخل على أم سليم، فدخل يوما فوجده حزينا فقال:
141

" ما لأبي عمير حزينا؟ " قالوا: يا رسول الله! مات نغره الذي كان يلعب
به، فجعل يقول له: " أبا عمير! ما فعل النغير "؟ ".
هذا حديث صحيح، أخرجه الإمام أحمد في " مسنده " عن محمد بن
عبد الله الأنصاري (1)، فوقع موافقة له عالية.
ورواه النسائي في " سننه الكبرى " في " عمل اليوم والليلة " عن
عمران بن بكار البراد الحمصي عن الحسن بن خمير عن الجراح بن مليح
عن شعبة عن محمد بن قيس عن حميد بنحوه (2). فوقع لنا عاليا بست
درجات، وكأن شيوخ شيوخنا لقوا النسائي وصافحوه به.
وقد اختلف في هذا الحديث على شعبة، فرواه الجراح بن مليح -
والد وكيع بن الجراح - عنه هكذا، وخالفه آدم بن أبي إياس وعبد الله بن
إدريس الأودي ووكيع بن الجراح ويزيد بن زريع فرووه عن شعبة عن أبي
التياح - واسمه يزيد بن حميد الضبيعي - عن أنس. أخرجه الأئمة الستة خلا
أبا داود من رواية شعبة هكذا، وهو المحفوظ (3).
142

ورواه سعيد بن عامر عن شعبة عن قتادة عن أنس، ورواه النسائي
في " اليوم والليلة " أيضا (1).
ورواية الأنصاري له عن حميد عن أنس صحيحه، وقعت لنا عالية
بالنسبة إلى البخاري ومسلم بدرجتين، وبالنسبة إلى من رواه من أصحاب
السنن بثلاث درجات، ولا مانع أن يكون لشعبة فيه ثلاثة شيوخ فحدث به
مرة عن هذا ومرة عن هذا ومرة عن هذا، والله أعلم.
143

الحديث الثامن
أخبرني الشيخ الصالح المكثر أبو محمد عبد الله بن محمد بن
إبراهيم بن نصر بن القاسم البلخي ثم الصالحي بقراءتي عليه بالجامع
المظفري بسفح قاسيون في الرحلة الأولى قلت له: أخبرك الشيخان أبو
الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد وعبد الرحمن بن الزين أحمد بن
عبد الملك المقدسيان قراءة عليهما وأنت تسمع قالا: أخبرنا العلامة أبو
اليمن زيد بن الحسن الكندي زاد الشيخ الأول وأبو حفص عمر بن
محمد بن معمر البغدادي قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي
الأنصاري قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر في
الرابعة. وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم الجزري قال: أخبرنا أبو طاهر المبارك بن
المعطوش قال: أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله قال:
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن
ماسي البزاز قال: أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي قال: حدثنا
محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني التيمي - يعني سليمان بن طرخان -
قال: حدثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم
رجلان فسمت - أو فشمت - أحدهما ولم يشمت الآخر، فقيل: يا
رسول الله! عطس عندك رجلان فشمت أحدهما ولم تشمت الآخر،
أو فشمته ولم تشمت الآخر؟! فقال: " إن هذا حمد الله - عز وجل -
144

فسمته، وإن هذا لم يحمد الله فلم أسمته " (1).
هذا حديث صحيح، أخرجه الأئمة الستة. فرواه البخاري عن
محمد بن كثير عن سفيان الثوري وعن آدم عن شعبة، ورواه مسلم عن
محمد بن عبد الله بن نمير عن حفص بن غياث، وعن أبي كريب عن أبي
خالد الأحمر، ورواه أبو داود عن محمد بن كثير عن سفيان، وعن أحمد بن
يونس عن زهير، ورواه الترمذي عن محمد بن يحيى بن أبي عمر عن
سفيان بن عيينة، ورواه النسائي في " الكبرى " عن إسحاق بن إبراهيم عن
معتمر بن سليمان، وعن عمران بن موسى عن عبد الوارث، ورواه ابن ماجة
عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون: تسعتهم عن سليمان التيمي
به. فوقع لنا عاليا بدرجتين. قال الترمذي: " حديث حسن صحيح " (2).
145

[...]
146

الحديث التاسع
أخبرني الشيخ المكثر أبو الحرم محمد بن أبي عبد الله محمد بن
محمد الحنبلي بقراءتي عليه بالقاهرة قال: أخبرنا غازي بن أبي الفضل بن
عبد الوهاب الدمشقي الحلاوي قال: أخبرنا عمر بن محمد بن معمر
الدارقزي ح.
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال: أخبرنا القاضي أبو الحسن
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد البغدادي وأبو احمد عبد الوهاب بن أبي
منصور بن علي الصواف قراءة عليهما وأنا أسمع قالوا: أخبرنا هبة الله بن
محمد بن عبد الواحد بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن
إبراهيم بن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر (1) محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد ربه الخزاز في
المحرم سنة سبع وسبعين ومائتين قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال:
حدثنا حميد عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت له امرأة
بالطريق ومعه ناس من أصحابه، فقالت: يا رسول الله! إن لي إليك حاجة.
فقال: " يا أم فلان! اجلسي في أي نواحي السكك شئت أجلس إليك "
ففعلت، فجلس إليها حتى قضى حاجتها.
147

هذا حديث صحيح، أخرجه أبو دواد عن محمد بن عيسى بن
الطباع (1) وكثير بن عبيد كلاهما عن محمد بن قيس الأسدي (2) عن حميد،
فوقع لنا عاليا بدرجتين.
وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبو داود عن عثمان بن
أبي شيبة كلاهما عن يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن
أنس (3)، فوقع لنا عاليا بثلاث درجات.
148

الحديث العاشر
أخبرني الشيخ الصالح أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الأرموي
وزوجه ست العرب بنت محمد بن علي بن أحمد المقدسي بقراءتي عليهما
بسفح قاسيون قالا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد، قالت
ست العرب قراءة عليه وأنا حاضرة وإجازة لما يرويه، وقال الأرموي: إجازة
إن لم يكن سماعا، قال: قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر
الصيدلاني في كتابه قال: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية (1) ح
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب بقراءتي عليه
قال: أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم بن الصيقل قال: أخبرنا أبو القاسم
عبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني إذنا قال: أخبرنا جعفر بن عبد الواحد
الثقفي وفاطمة الجوزدانية قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة ح.
قال ابن الصيقل: وأخبرنا محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني (2) فيما
كتبه إلينا قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن إسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا
أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فادشاه قال هو وابن ريذة:
أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا أبو مسلم
الكشي قال: حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع -
149

رضي الله عنه - قال: خرجت أربد الغابة، فسمعت غلاما لعبد الرحمن بن
عوف يقول: أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: من اخذها؟! قال: غطفان
وفزارة. فصعدت الثنية، فقلت: يا صباحاه، يا صباحاه. ثم انطلقت أسعى
في آثارهم حتى استنقذتها منهم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من
أصحابه، فقلت: يا رسول الله! إن القوم عطاش، أعجلناهم عمر أن يستقوا
لسقيهم. قال: " يا ابن الأكوع! ملكت فاسجح، إن القوم غطفان
يقرون " (1).
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري عن المكي بن
إبراهيم عن يزيد بن أبي عبيد، فوقع لنا بدلا له عاليا (2).
وأخرجه هو ومسلم
أيضا عن قتيبة عن حاتم بن إسماعيل عن يزيد عن
أبي عبيد، فوقع لنا عاليا بدرجتين (3).
أخبرنا قاضي القضاة أبو المعالي محمد بن أبي بكر بن عيسى
السعدي المالكي قراءة عليه وأنا أسمع سنة تسع وثلاثين وسبعمائة قال:
أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي قال: أخبرنا أبو
المظفر محمد بن أبي البدر بن قتيان النهرواني قال: أخبرنا أبو الفوارس
سعد بن محمد بن سعد التميمي قال: أخبرنا أبو المجد محمد بن محمد بن
عيسى بن جهور قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن محمد بن سهل النحوي
قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن دينار قال: حدثنا أبو بكر
150

محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقرئ قال: سمعت أبا العباس -
يعني أحمد بن يحيى ثعلبا - وقد سئل عن قولهم: " ملكت فاسجح " قال:
معناه " فسهل "، وهو مثل سائر، وقالته عائشة - رضي
الله عنها لعلي - رضي الله عنه - يوم الجمل حين ظهر - والله أعلم.
آخر الجزء الأول من الأربعين العشارية
151

الجزء الثاني من العشاريات
بسم الله الرحمن الرحيم وبه التوفيق
الحديث الحادي عشر
أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم
الميدومي بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن
علي الحراني ح.
وأخبرني أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الأنصاري
بقراءتي عليه في دمشق في الرحلة الأولى قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن
عبد الدائم بن نعمة قراءة عليه وأنا حاضر وإجازة لما يرويه قالا: أخبرنا أبو
الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن كليب قال: أخبرنا أبو القاسم
علي بن أحمد بن محمد بن بيان قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن
محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن
محمد بن إسماعيل الصفار قال: أخبرنا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي
قال: حدثنا القاسم بن مالك المزني عن المختار بن فلفل عن أنس بن
مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أول شفيع يوم
القيامة، وأنا أكثر الناس (1) تبعا يوم القيامة، إن من الأنبياء لمن يأتي يوم
القيامة ما معه مصدق غير واحد " (2).
152

هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم وقتيبة بن
سعيد كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، وعن أبي كريب عن معاوية بن
هشام عن سفيان الثوري، وعن أبي بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي
الجعفي عن زائدة، ثلاثتهم عن المختار بن فلفل (1). فوقع لنا عاليا
بدرجتين بالنسبة لطريق مسلم الأول، وعاليا بثلاث درجات بالنسبة إلى
طريقيه الأخيرين، والله أعلم.
153

الحديث الثاني عشر
أخبرني الشيخ عماد الدين محمد بن موسى بن سليمان بن محمد بن
أحمد بن محمد بن عبد الوهاب الأنصاري الدمشقي بقراءتي عليه بالقاهرة
قلت له: أخبرك أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن
السعدي المقدسي قال: أخبرنا الإمام أبو اليمن زيد بن الحسن بن العريان
الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر الحساني قالا: أخبرنا القاضي
أبو بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي قال: أخبرنا أبو إسحاق بن عمر
البرمكي قراءة عليه وأنا أسمع في الرابعة ح.
وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب قال: أخبرنا أبو الفرج
ابن عبد المنعم الجزري قال: أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش قال: أخبرنا أبو
الغنائم بن المهتدي بالله قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي سماعا عليه قال:
أخبرنا أبو محمد بن ماسي قال أخبرنا أبو مسلم الكجي قال: حدثنا
محمد بن عبد الله الأنصاري قال حميد: حدثناه عن أنس - رضي الله عنه -
قال: كان يسوق بهم رجل يقال له انجشة بأمهات المؤمنين. قال: فاشتد
بهم السير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أنجشة رويدك، أرفق بالقوارير " (1).
هذا حديث صحيح متفق عليه من طرق، فرواه البخاري عن مسدد
154

عن ابن علية (1)، وعن موسى بن إسماعيل عن وهيب (2)، وعن مسدد (3)
وسليمان بن حرب (4) فرقهما كلاهما عن حماد بن زيد، ورواه مسلم عن
عمرو بن الناقد وزهير بن حرب كلاهما عن ابن علية (5)، وعن أبي الربيع
الزهراني وحامد بن عمر وقتيبة وأبي كامل أربعتهم عن حماد بن زيد (6)،
ثلاثتهم عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس - رضي الله عنه - فوقع لنا عاليا
بثلاث درجات. واتفقا عليه أيضا من رواية حماد بن زيد عن ثابت عن
أنس (7)، ومن رواية همام بن يحيى عن قتادة عن أنس (8).
ورواه مسلم من رواية هشام الدستوائي عن قتادة (9).
155

الحديث الثالث عشر
أخبرني أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن سالم الأنصاري
بقراءتي عليه بمنزله بدمشق في الرحلة الأولى قلت له: أخبرك أبو العباس
أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قراءة عليه وأنت حاضر وإجازة لما
يرويه ح.
وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الغنايم بقراءتي قال:
أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قالا: أخبرنا عبد المنعم بن
عبد الوهاب بن سعد البغدادي قال: أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن بيان
قال: أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد قال: أخبرنا
إسماعيل بن علي الصفار قال: أخبرنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا أبو
بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب - رضي الله عنهما - قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم [وأصحابه] (1) فأحرمنا بالحج، قال: فلما قدمنا مكة
قال: " اجعلوا حجكم عمرة " قال: فقال الناس: يا رسول الله! قد أحرمنا
بالحج، فكيف نجعلها عمرة؟!! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " انظروا الذي
امركم به فافعلوا ". قال: فردوا عليه القول، فغضب ثم انطلق حتى دخل
على عائشة - رضي الله عنها - غضبان، فرأت الغضب في وجهه، فقالت:
156

من أغضبك أغضبه الله قال: " وما لي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا
أتبع؟ " (1).
هذا حديث حسن، أخرجه ابن ماجة عن محمد بن الصباح، ورواه
النسائي في " سننه الكبرى " في " عمل اليوم والليلة " عن أبي كريب كلاهما
عن أبي بكر بن عياش (2). فوقع لنا بدلا لهما عاليا بثلاث درجات.
وأبو بكر بن عياش أحد أئمة القراء، احتج به البخاري في
" صحيحه "، ووثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فقالا: " ثقة "، زاد
أحمد: " ربما غلط وهو صاحب قراءات وسنة " (3).
وقال ابن المبارك: " ما رأيت أسرع إلى السنة منه " (4).
157

وقال يزيد بن هارون: " كان خيرا فاضلا لم يضع جنبه إلى الأرض
أربعين سنة " (1).
وقال يحيى بن معين: " لم يفرش له فراش خمسين سنة " (2).
وقد ضعفه محمد بن عبد الله بن نمير ويحيى بن سعيد القطان (3).
قال ابن عدي: لم أراه حديثا منكرا من رواية ثقة عنه (4).
وقد صحح الترمذي بهذا الإسناد حديث: كنا نتحدث أن أصحاب
بدر بعدة أصحاب طالوت (5).
158

وذكره ابن حبان في " الثقات " (1).
وقد اختلف في اسمه على ثلاثة عشر قولا. فقيل: اسمه شعبة
وصححه أبو زرعة الرازي. وقيل اسمه سالم، وقيل عبد الله، وقيل غير
ذلك. والصحيح أن اسمه كنيته، صححه ابن حبان، وابن عبد البر، وابن
الصلاح، والمزي، والذهبي (2). والله أعلم.
159

الحديث الرابع عشر
أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن محمود بن الدقاق الدمشقي
بقراءتي عليه بجامع دمشق في الرحلة الأولى قال: أخبرنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدي وزينب بنت مكي قالا: أخبرنا أبو
اليمن زيد بن الحسن الكندي وأبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد
قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا
إبراهيم بن عمر البرمكي قراءة عليه في الرابعة ح.
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم البرمكي قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال: أخبرنا أبو طاهر المبارك بن
المبارك بن المعطوش قال: أخبرنا أبو الغنائم ابن المهتدي بالله قال: أخبرنا
أبو إسحاق البرمكي قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي قال: أخبرنا أبو مسلم
الكجي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا حميد عن
أنس - رضي الله عنه - قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة (أخذت أم
سليم بيدي، فقالت: يا رسول الله!): هذا أنس غلام لبيب كاتب
يخدمك. قال: فقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
160

هذا حديث صحيح رجاله كلهم ثقات، قال الحافظ أبو نصر الوائلي:
ما وقفت له على علة توجب تركه (1).
161

الحديث الخامس عشر
أخبرنا الشيخ أبو سعيد يوسف بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد
الحراني قراءة عليه وأنا أسمع بظاهر دمشق في الرحلة الأولى قال: أخبرنا
أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي -
عرف بابن البخاري - قال: أخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر
الأصبهاني إجازة بأصبهان قال: أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن المقرئ
وأنا حاضر قال: أخبرنا الإمام أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ
قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد قال: حدثنا الحارث بن أبي
أسامة قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثنا حميد عن أنس بن
مالك - رضي الله عنه - قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله!
متى الساعة؟ فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة ثم قال: " أين السائل عن
الساعة؟ " فقال الرجل: أنا. قال: " ما أعددت للساعة؟ " قال: يا
رسول الله! ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب، وأنت مع من أحببت " فما رأيت
المسلمين فرحوا بشئ بعد الاسلام فرحهم بها (1).
162

وبه قال: أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا فاروق الخطابي قال: حدثنا
ابن أبي قريش قال: حدثنا الأنصاري قال: حدثنا حميد مثله.
وبه قال ابن البخاري: وأخبرناه القاضي أبو المكارم أحمد بن
محمد بن محمد اللبان وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الأصبهانيان
إجازة منهما قالا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قراءة عليه - قال
أبو جعفر: وأنا حاضر - قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد
الحافظ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال:
حدثنا أحمد بن عصام قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عثمان بن سعد
قال: سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: إن أعرابيا قال
للنبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال: " هي آتية، فما أعددت لها؟ " قال: ما
أعددت لها من كثير عمل، إلا أني أحب الله ورسوله. قال: " المرء مع من
أحب " (1).
هذا حديث صحيح متفق عليه من طرق. أخرجه البخار عن
عبدان، وأخرجه مسلم عن محمد بن يحيى بن عبد العزيز اليشكري عن
عبدان عن أبيه عن شعبة عن عمرو بن مرة (2) عن سالم بن أبي الجعد عن
أنس - رضي الله عنه - (3). فوقع لنا عاليا بأربع درجات بالنسبة للبخاري،
وعاليا بخمس درجات بالنسبة إلى مسلم، والله أعلم.
163

وعثمان بن سعيد الراوي له عن أنس - رضي الله عنه - أخرجا حديثه
164

للمتابعة، وفيه لين (1). وقد اخرج له أبو داود عن أنس - رضي الله عنه -
حديث: كانت قبيصة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة. وسكت عليه فهو عنده
صالح (2).
165

[...]
166

الحديث السادس عشر
أخبرني الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن صالح بن بدا
العرضي الدمشقي بقراءتي عليه بالقاهرة قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن
أحمد بن عبد الواحد المقدسي قال: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن اللغوي
وعمر بن محمد بن معمر البغدادي قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي
الفرضي قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي قراءة عليه وأنا حاضر في الرابعة
ح.
وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم الجزري قال: أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش
قال: أخبرنا أبو الغنايم بن المهتدي بالله قال: أخبرنا أبو إسحاق البرمكي
قال: أخبرنا أبو محمد بن ماسي قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي قال: حدثنا
محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني سليمان التيمي عن أنس -
رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا هجرة بين المسلمين فوق
ثلاثة أيام " أو قال: " ثلاث ليال ".
هذا حديث صحيح رجاله كلهم ثقات محتج بهم في الصحيحين (1).
167

[...]
168

الحديث السابع عشر
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن يوسف بن محمد بن عطاء
الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق في الرحلة الأولى قال: أخبرنا أبو
الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدي قال: أخبرنا أبو عبد الله
محمد بن أبي زيد حمد الكراني إجازة من أصبهان قال: أخبرنا أبو
منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي قراءة عليه وأنا أسمع قال:
أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه ح.
قال أبو الحسن: وأخبرنا محمد بن أحمد - يعرف بسلفه - ومحمد
وعفيفة ولدا (1) أحمد بن عبد الله الفارفاني مكاتبة منهم قالوا: أخبرتنا فاطمة
بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية قراءة عليها ونحن نسمع قالت: أخبرنا أبو
بكر بن ريذة قالا (2): أخبرنا الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
اللخمي قال: حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي وأحمد بن
محمد ابن الحارث بن محمد بن عبد الرحمن بن عرق (3) قالا: حدثنا
علي بن عياش قال: حدثنا حسان بن نوح قال: رأيت عبد الله بن بسر -
رضي الله عنه - وسمعته يقول: أترون كفي هذه؟ فاشهدوا عني، وضعتها
169

في كف محمد صلى الله عليه وسلم، ونهانا عن صوم يوم السبت إلا في فريضة وقال: " إن
لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرة فليفطر عليها ".
هذا حديث صحيح، أخرجه النسائي عن الحسين بن منصور بن جعفر
عن مبشر بن إسماعيل عن حسان بن نوح، فوقع لنا عاليا بدرجتين (1).
170

الحديث الثامن عشر
أخبرنا الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن بن الرفعة
العدوي قال: أخبرنا غازي بن أبي الفضل بن عبد الوهاب الدمشقي
الحلاوي قال: أخبرنا أبو حفص عمر (1) بن محمد بن معمر الدارقزي ح.
وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن
علي البغدادي قالا: أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قال:
أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز قال: أخبرنا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: حدثنا إسماعيل (2) القاضي قال: حدثنا أبو
الهذيل العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية (3) المنقري قال:
حدثني عبيد الله بن عكراش قال: حدثني أبي قال: بعثني بنو مرة بن عبيد
بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمت عليه المدينة فوجدته جالسا
بين المهاجرين والأنصار فأتيته بإبل كأنها عروق الأرطاة (4) فقال: " من
171

الرجل؟ فقلت: عكراش بن ذؤيب. قال: " ارفع في النسب ". فقلت: ابن
حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد، وهذه صدقات بني
مرة بن عبيد. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: " هذه إبل قومي، هذه صدقات
قومي ". فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضم إليها. ثم
أخذ بيدي فانطلق بي إلى منزل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " هل من
طعام؟ " فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر (1)، فأقبلنا نأكل منها، فأكل
رسول الله صلى الله عليه وسلم مما بين يديه وجعلت أخبط في نواحيها، فقبض
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى ثم قال: " يا عكراش! كل من
موضع واحد، فإنه طعام واحد "، ثم أتينا بطبق فيه ألوان من رطب أو تمر -
شك عبيد الله بن عكراش رطبا كان أو تمرا - فجعلت آكل من بين يدي،
وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق، ثم قال: " يا عكراش! كل من حيث
شئت، فإنه من غير لون واحد ". ثم أتينا بماء فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم
مسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه ثم [قال] (2): " يا عكراش، هكذا
الوضوء مما غيرت النار " (3).
هذا حديث غريب أخرجه الترمذي بتمامه عن محمد بن بشار عن
العلاء بن الفضل وقال: " هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء،
وقد تفرد العلاء بهذا الحديث " (4).
172

وأخرج ابن ماجة بعضه عن محمد بن بشار (1) فوقع لنا بدلا لهما عاليا
بدرجتين.
وعكراش بن ذؤيب يكنى أبا الصهباء، قال ابن حبان: " له صحبة غير
أني لست بالمعتمد على إسناد خبره ". وذكر العلاء بن الفضل في
" الضعفاء " إلا أنه قال: " ما وافق الثقات فيه فإن اعتبر معتبر به لم أر بذلك
بأسا " (2).
وقال الذهبي في " الميزان ": " صدوق إن شاء الله " (3).
وأما عبيد الله (4) بن عكراش فقال البخاري: " لا يثبت حديثه " (5).
وقال مرة: " في إسناده نظر " (6).
وقال أبو حاتم: " مجهول " (7).
173

وقد ذكر عكراش في بعض المشاهد، فذكر ابن قتيبة أنه حضر مع
علي - رضي الله عنه - وقعة الجمل (1).
وقد اعتبر بعض المتأخرين على ابن الصلاح (2) في قوله: أن آخر
الصحابة موتا على الإطلاق أبو الطفيل عامر بن واثلة مات سنة مائة (3) بأن
عكراش بن ذؤيب عاش بعد سنة الجمل مائة سنة فيكون آخر الصحابة
موتا، واحتج لذلك بأن ابن دريد ذكره في كتاب " الاشتقاق " (4).
قلت: وهذا مردود إجماعا، وابن دريد لا يعتمد عليه في ذلك، وإنما
حكى حكاية بغير إسناد محتملة للتأويل، وأخذه ابن دريد من أبي محمد بن
قتيبة، فإنه حكى في كتاب " المعارف " أن عكراشا حضر مع علي وقعة
الجمل وأن عليا مسح رأسه وعاش عكراش بعد ذلك مائي سنة (5)، فهذه
الحكاية لم يروها بإسناد، وعلى تقدير ثبوتها فالمراد أنه أكمل بعد ذلك مائة سنة، فكان جميع عمره مائة سنة، وقد أجمع أهل الحديث أن أبا الطفيل
174

آخر من مات من الصحابة، قاله مسلم (1)، وخليفة بن خياط (2)، ومصعب
الزبيري، وأبو عمر بن عبد البر (3)، وأبو زكريا بن مندة، وغيرهم. ولم أر
لغيرهم خلاف ذلك إلا عن جرير بن حازم فإنه قال: آخرهم موتا سهل بن
سعد، وكأنه أخذه من قول سهل بن سعد: لو مت لم تسمعوا أحدا يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان خطاب سهل بن سعد لأهل المدينة، وإنما
أراد جرير بن حازم ذلك بدليل أن وهب بن جرير بن حازم روى عن أبيه
قال: كنت بمكة سنة عشر ومئة فرأيت جنازة، فسألت عنها. فقالوا: هذا أبو
الطفيل. وقد مات سهل قبل ذلك بمدة طويلة وأكثر ما قيل في موته أنه سنة
إحدى وتسعين. فعلى هذا يكون الإجماع واحدا على أن آخرهم موتا أبو
الطفيل. وإنما اختلفوا في سنة وفاته، فالمشهور أنه في سنة مائة، قاله
مسلم وخليفة وابن عبد البر (4). وقيل: بقي إلى سنة اثنين ومائة،
وهو قول مصعب الزبيري، وقيل: بقي إلى سبع ومائة وهو قول ابن
حبان (5) وعبد الباقي بن قانع، وأبي زكريا ابن مندة. وقيل: بقي إلى سنة
عشر ومائة، وصححه الحافظ أبو عبد الله الذهبي في " الوفيات "، والدليل
على كذب من ادعى أنه بقي بعد سنة عشر ومائة قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث
الصحيح في السنة التي مات فيها: " أرأيتم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة
سنة منها لا يبقى أحد ممن على وجه الأرض ". رواه البخاري في
" صحيحه " (6). فعلى هذا لم يبق أحد بعد سنة عشر، وكيف يظن عاقل أنه
175

يعيش واحد من الصحابة إلى بعد الثلاثين ومائة في بلد من البلاد أو في
حي من الاحياء ولا يعرف به أحد من أهل العلم ولا يقصده أحد من أهل
الحديث ولا يسمع منه أحد وإنما انفرد عنه ابنه عبيد الله بالرواية؟!! هذا ما
لا يقع في الذهن إمكانه مع حرص أهل العلم على طلب الصحابة
والسماع منهم، والله أعلم.
176

الحديث التاسع عشر
أخبرنا القاضي ناصر الدين أبو عبد الله محمد ابن العلامة قاضي
القضاة شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم بن جميل الربعي ابن
التونسي بقراءتي عليه بظاهرة القاهرة قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحافظ أبي
الفتوح نصر بن أبي الفرج محمد بن علي بن الحصري قراءة عليه وأنا أسمع
قال: أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي
إجازة منهما قال المؤيد: أخبرنا محمد بن الفضل العزاوي، وقال أبو روح: أخبرنا تميم بن أبي سعيد (1) الجرجاني قالا: أخبرنا عمر بن أحمد بن مسرور
الزاهد قال: أخبرنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي قال: أخبرنا أبو
مسلم الكجي قال: حدثنا أبو عاصم عن أيمن بن نابل عن قدامة بن
عبد الله - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة لا ضرب
ولا جلد ولا إليك إليك.
هذا حديث صحيح أخرجه الترمذي (2) عن أحمد بن منيع عن
مروان بن معاوية، وأخرجه النسائي (3) عن إسحاق بن إبراهيم، وابن ماجة (4)
عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن وكيع كلاهما عن أيمن بن نابل،
177

فوقع لنا عاليا بدرجتين. قال الترمذي: " هذا حديث حسن صحيح " (1).
178

الحديث العشرون
أخبرني عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الإمام بقراءتي عليه بدار
الحديث الكاملية قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله الدمشقي عن أبي
روح واسمه عبد المعز بن محمد قال: أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي سنة
سبع وعشرين وخمسمائة قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن (1) الكنجروذي قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي
قال: أخبرنا محمد بن أيوب الرازي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال:
حدثنا سحامة بن عبد الله قال: قدم علينا أنس بن مالك - رضي الله عنه - واسط فحدثنا أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر من أمره حاجة وفقرا،
فأقيمت الصلاة فنهض النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل في الصلاة فتعلق به الرجل، فقام
النبي صلى الله عليه وسلم معه حتى قضى حاجته، ثم دخل في الصلاة (2).
هذا حديث حسن، وسحامة: بفتح السين والحاء المهملتين، وقد
ذكره ابن حبان في " الثقات " (3)، إلا أنه سمى أباه عبد الرحمن، وهكذا قال
179

ابن أبي حاتم عن أبيه فيما صدر به كلامه، قال: " وقيل ابن عبيد الله " (1)
وقد روى عنه جماعة: وكيع وأبو عامر العقدي وآخرون (2).
أخبرني مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
الأنصاري قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فارس قراءة عليه
وأنا حاضر سنة ثمان وستين وستمائة وإجازة لما يرويه قال: أخبرنا قاضي
القضاة أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري قال:
أخبرنا طاهر بن سهل بن بشر الأسفراييني (3) قال: أخبرنا محمد بن مكي بن
عثمان الأزدي قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس
الإخميمي (4) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد قال: حدثنا سهل بن
محمد السجستاني قال: حدثنا العتبي عن أبيه قال: قال عبد الملك بن
مروان: يا بني أمية! إن خير المال ما أفاد حمدا ومنع ذما، فلا يقولن
أحدكم: ابدأ بمن تعول، فإن الخلق عيال الله.
وبه إلى الحسن الأخميمي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سعيد
قال: أنشدنا محمد بن يزيد لأبي العتاهية:
عيال الله أكرمهم عليه * أبثهم المكارم في عاليه
180

قال محمد بن يزيد: أخذ أبو العتاهية هذا القول من الحديث الذي
روي أن: " الخلق عيال الله، فأحبهم إليه أنفعهم لعياله " (1).
آخر الجزء الثاني
181

[...]
182

الجزء الثالث من العشاريات
الحديث الحادي والعشرون
أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان
البكري بقراءتي عليه بالقاهرة قال: أخبرنا أبو الفجر عبد اللطيف بن
عبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور بن الصيقل الحراني قال: أخبرنا أبو
الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة الحراني قراءة علي وأنا
أسمع ببغداد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان إذنا قال: أخبرنا
أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال: أخبرنا أبو
أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان قال: حدثنا عبد الله بن روح قال:
حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا حميد عن أنس - رضي الله عنه - أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أقيمت الصلاة أقبل بوجهه على أصحابه فقال: " سووا
صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري ". فلقد كنت أرى الرجل يلزق منكبه
بمنكب صاحبه إذا قام إلى الصلاة.
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري عن عمرو بن خالد عن زهير بن
معاوية عن حميد بلفظ: " أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري "
فكان أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه. فوقع لنا عاليا
بدرجتين.
183

[...]
184

الحديث الثاني والعشرون
أخبرنا الشيخ ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن
نعمة بن أحمد بن جعفر بن حسن بن حماد المقدسي قراءة عليه وأنا أسمع
بجامع دمشق في الرحلة الأولى قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
عبد [الواحد] المقدسي قال: أخبرنا عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد
الكراني وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني مكاتبة من أصبهان
ح.
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب قال: أخبرنا
النجيب عبد اللطيف [بن] عبد المنعم بن علي الحراني قال: أخبرنا محمد بن
أبي زيد الكراني إجازة من أصبهان قالا: أخبرنا أبو منصور (1) محمود بن
إسماعيل الصيرفي قراءة علي قال الصيدلاني: وأنا حاضر قال: أخبرنا أبو
الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه ح.
قال أبو الحسن المقدسي وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر
الصيدلاني وأبو عبد الله محمد وعفيفة ولدا أحمد بن عبد الله الفارفاني إجازة
قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية ح.
وقال النجيب عبد اللطيف وأخبرنا: أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم
185

ابن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني إجازة قال: أخبرنا جعفر بن عبد الواحد
الثقفي وفاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزذانية قالا: أخبرنا أبو بكر
محمد بن عبد [الله] بن ريذة قالا: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني قال: حدثنا أبو مسلم الكجي قال: حدثنا أبو عاصم عن
يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " (1).
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري (2) عن مكي بن إبراهيم عن
يزيد بن أبي عبيد. فوقع لنا بدلا عاليا (3).
186

الحديث الثالث والعشرون
أخبرنا يعقوب بن يعقوب بن إبراهيم البعلي الحريري قراءة عليه وأنا
أسمع بدمشق في الرحلة الأولى قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
عبد الواحد المقدسي قال: أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد بن عبد الله
اللبان الأصبهاني في كتابه إلي منها قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن
أحمد بن الحسن قراءة علي وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن
عبد الله بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد قال:
حدثنا الحارث بن محمد قال: حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثنا
حميد عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: غاب أنس بن النضر عم
أنس بن مالك - رضي الله عنهما - عن قتال بدر، فلما قدم قال: غبت عن
أول قتال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين، لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله
ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف الناس، فقال: اللهم إني أبرأ إليك
مما جاء به هؤلاء - يعني المشركين (1)، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني
المسلمين. ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ - رضي الله عنه - فقال: أي
سعد، والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد، واها لريح الجنة. قال: فما استطعت يا رسول الله ما صنع. قال أنس: فوجدناه بين القتلى
فيه بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، قد
مثلوا به، فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه. قال أنس: فكنا نقول: أنزلت
187

هذه الآية: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه) [الأحزاب:
23] أنها فيه وفي أصحابه (1).
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري عن محمد بن سعيد الخزاعي
عن عبد الاعلى بن عبد الأعلى (2). وأخرجه الترمذي عن عبد بن حميد (3)،
والنسائي عن إسحاق بن إبراهيم (4) كلاهما (5) عن يزيد بن هارون، كلاهما (6)
عن حميد نحوه (7). فوقع لنا عاليا بدرجتين.
188

الحديث الرابع والعشرون
أخبرني الشيخ الصالح يوسف بن عثمان بن محمد بن خليل الإعزازي
الأصل الطرابلسي بقراءتي عليه بتاران قرية من قرى طرابلس في الرحلة
الثانية قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي ح.
وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم قال: أخبرنا
النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي
زيد بن حمد الخباز إجازة من أصبهان قال: أخبرنا محمود بن إسماعيل
الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه
ح.
قال أبو الحسن المقدسي: وأخبرنا أبو عبد الله محمد وعفيفة ولدا
أحمد بن عبد الله الفارفاني وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني
الأصبهانيون إجازة من أصبهان قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت [عبد الله] (1) بن
أحمد بن عقيل الجوزدانية ح.
وقال النجيب عبد اللطيف: وأخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن
القاسم بن الفضل الصيدلاني إجازة. قال جعفر بن عبد الواحد الثقفي
وفاطمة ابنة عبد الله الجوزدانية قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن
ريذة قالا: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال:
189

حدثنا أبو مسلم وهو الكجي قال: حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد
عن سلمة - رضي الله عنه - قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات، ومع
زيد بن حارثة - رضي الله عنه - سبع غزوات كان يؤمره علينا (1).
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري عن أبي عاصم، فوقع لنا موافقة له عالية (2).
ورواه البخاري ومسلم عن قتيبة، زاد مسلم: ومحمد بن عباد كلاهما
عن حاتم بن إسماعيل (3) ورواه البخاري أيضا عن محمد بن عبد الله عن
حماد بن مسعدة (4)، كلاهما (5)، عن يزيد بن أبي عبيد، فوقع لنا عاليا
بدرجتين.
190

الحديث الخامس والعشرون
أخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان البكري
قال: أخبرنا عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الجزري قال: أخبرنا
عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد التاجر قراءة عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا
الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان إذنا قال: أخبرنا أبو
القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال: أخبرنا أبو
أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان قال: أخبرنا عبد الله بن روح قال:
حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حميد عن أنس - رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل:
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ".
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري عن آدم بن أبي
إياس، ومسلم عن محمد بن أحمد بن أبي خلف عن روح بن عبادة كلاهما
عن شعبة عن ثابت عن أنس (1)، فوقع لنا عاليا بدرجتين بالنسبة إلى طريق
البخاري، وبدلا عاليا بثلاث درجات بالنسبة إلى طريق مسلم.
191

[...]
192

الحديث السادس والعشرون
أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن صالح الدمشقي قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدي المقدسي ح.
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب قال: أخبرنا
النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
أبي زيد بن حمد الخباز (1) إجازة من أصبهان قال: أخبرنا أبو منصور
محمود بن إسماعيل الصيرفي قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن
فاذشاه ح.
قال أبو الحسن المقدسي: وأخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله
الفارفاني وأخته أم هانئ عفيفة ومحمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح بن
محمد بن خالويه الأصبهاني كتابة منها قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله
الجوزدانية ح.
وقال النجيب عبد اللطيف: وأخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم بن
الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني إجازة قال: أخبرنا جعفر بن عبد الواحد
الثقفي وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية قالا: أخبرنا محمد بن عبد الله هو ابن
ريذة قالا: أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني قال: حدثنا أبو
مسلم الكشي قال: حدثنا أبو عاصم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة -
193

رضي الله عنه - قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ثم تنحيت فقال:
" يا سلمة! ألا تبايع؟ " قلت: قد بايعت. قال: " أقبل فبايع " فدنوت فبايعته.
قلت: على م بايعت يا أبا مسلم؟ قال: على الموت (1).
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري عن أبي عاصم وعن مكي بن
إبراهيم فرقهما عن يزيد بن أبي عبيد (2)، فوقع لنا موافقة له عالية من طريق
أبي عاصم وبدلا له عاليا من طريق مكي بن إبراهيم.
194

الحديث السابع والعشرون
أخبرني أبو بكر (1) بن عبد العزيز بن أحمد بن رمضان بقراءتي عليه
بجامع بني أمية بدمشق قال: أخبرنا محمد بن عبد المنعم بن غدير
والمسلم بن محمد بن مكي القيسي قالا: أخبرنا العلامة أبو اليمن زيد بن
الحسن الكندي قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي الكعبي قال: أخبرنا
إبراهيم بن عمر البرمكي قراءة عليه في الرابعة من عمري ح.
وأخبرني أبو الفتح الميدومي قال: أخبرنا أبو الفرج (2) بن عبد المنعم
الحراني قال: أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش قال: أخبرنا أبو الغنائم بن
المهتدي بالله قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا أبو
محمد بن ماسي قال: أخبرنا أبو مسلم الكجي قال: حدثنا عبد الله بن
مسلمة القعنبي قال: حدثنا سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك -
رضي الله عنه - يقول: ارتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: " آمين " ثم ارتقى
ثانية فقال: " آمين "، ثم استوى عليه فقال: " آمين " فقال أصحابه: على م
أمنت يا رسول الله؟! فقال: " أتاني جبريل عليه السلام، فقال لي: يا
محمد، رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين. ثم
قال: رغم أنف امرئ أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت:
195

آمين. ثم قال: رغم أنف امرئ أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فقلت:
آمين " (1).
هذا حديث حسن. وسلمة بن وردان حسن له الترمذي حديثه عن
196

أنس: " من ترك الكذب وهو باطل... " الحديث، وهو من إفراده عن
أنس فقال: " هذا حديث حسن، لا نعرفه إلا من حديث سلمة " (1).
وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: " ليس حديثه بذاك " (2).
وقال أبو حاتم: " ليس بقوي، عامة ما يرويه عن أنس منكر " (3).
197

الحديث الثامن والعشرون
أخبرني الشيخ الصالح المعمر أبو محمد عبد الرحمن (1) بن مكي بن
إسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عوف العوفي الزهري بقراءتي عليه بثغر
الإسكندرية قلت له: أخبرك إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري إذنا
عاما قال: أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن البطي وعلي بن
عبد الرحمن بن محمد المعز تاج القراء قالا: أخبرنا مالك بن أحمد بن علي
البايناسي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت
قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال: أخبرنا أبو مصعب أحمد بن أبي
بكر الزهري عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه
سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: إن خياطا دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لطعام صنعه، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) فقرب إليه خبزا من
شعير، ومرقا فيه دباء وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء
من حروف القصعة. قال: فلم أزل أحب الدباء من ذلك اليوم (3).
هذا حديث صحيح، متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي
198

في " الشمائل " عن قتيبة (1)، والبخاري وأبو داود عن القعنبي (2)، والبخاري
عن عبد الله بن يوسف وأبي نعيم وإسماعيل بن أبي أويس فرقهم (3)، ستتهم
عن مالك. فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين (4)
199

الحديث التاسع والعشرون
أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان
بقراءتي عليه بمصر قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد القوي بن عزون
وعبد الله بن عبد الواحد بن علاق إجازة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا
إسماعيل بن صالح بن ياسين قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الرازي قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر قال: أخبرنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال: حدثني يحيى الحماني قال:
حدثنا عطوان بن مشكان قال: حدثتني جمرة بنت عبد الله (1) اليربوعية قالت:
ذهب بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما قد رددت على أبي الإبل فقال: يا
رسول الله! ادع الله لابنتي هذه. قالت: فأجلسني في حجره ووضع يده
على رأسي ودعا لي.
هذا حديث حسن، ويحيى بن عبد الحميد الحماني إمام حافظ، ولكن
قد اختلف فيه، فوثقه ابن نمير وابن معين (2)، واختلف كلام أحمد بن حنبل
فوثقه مرة، ونسبه مرة إلى الكذب.
200

وعطوان روى عنه جماعة وقال فيه أبو حاتم: " شيخ، ليس بمنكر
الحديث، كتبنا عن رجلين عنه " (1).
وضبطه ابن عبد البر بفتحتين، عطوان، وقيل: بضم العين وسكون
العطاء (2).
201

الحديث الثلاثون
أخبرني الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم البلخي
الأصل الصالحي بقراءتي عليه بسفح قاسيون قال: أخبرنا أبو الحسن
علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدي وعبد الرحمن بن الزين أحمد بن
عبط الملك المقدسيان قراءة عليهما وأنا اسمع قالا: أخبرنا أبو اليمن زيد بن
الحسن اللغوي - زاد أبو الحسن: وعمر بن محمد بن معمر الدارقزي قالا:
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر
البرمكي قراءة عليه في الرابعة من عمري ح.
وأخبرني أبو الفتح الميدومي قال: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن
عبد المنعم قال: أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش قال: أخبرنا أبو الغنائم بن
المهتدي بالله قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال: أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن إبراهيم (1) بن أيوب بن ماسي قال: أخبرنا أبو مسلم
الكجي قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: حدثنا سلمة بن وردان
عن أنس - رضي الله عنه - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرز فلم يتبعه
أحد (2) ففزع عمر - رضي الله عنه -، فاتبعه بمطهرة - يعني إداوة -، فوجده
202

ساجدا (1) في شربة (2)، فتنحى عمر، فلما رفع رأسه (3) قال: " أحسنت يا عمر
حيث رأيتني ساجدا فتنحيت عني، إن جبريل - عليه السلام - أتاني فقال:
من صلى عليك من أمتك واحدة صلى الله عليه عشرا، ورفع له عشر
درجات " (4)
203

هذا حديث حسن، وسلمة بن وردان فيه، ضعف وقد حسن له
الترمذي أحاديث كما سيأتي، والله أعلم.
آخر الجزء الثالث من الأربعين العشارية
204

الجزء الرابع من العشاريات
الحديث الحادي والثلاثون
أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان
البكري الميدومي بقراءتي عليه بالقاهرة قال: أخبرنا النجيب عبد اللطيف بن
عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قال: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن
عبد الوهاب بن سعد البغدادي قراءة عليه وأنا أسمع بها قال: أنبأنا الحافظ
أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي قال: أخبرنا محمد بن علي بن
عبد الرحمن ومحمد ومحمد ابنا محمد بن عيسى بن حازم الحذاء قالوا:
حدثنا محمد بن إبراهيم بن سلمة الحضرمي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي الأشناني قال: حدثنا
إسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي ح.
قال أي أبو الغنائم النرسي: وحدثنا علي بن المحسن بن علي التنوخي
قال: حدثنا محمد بن زيد بن مروان الأنصاري قال: حدثنا أبو جعفر
محمد بن محمد بن عقبة الشيباني قال: حدثنا إسماعيل بن موسى قال:
حدثنا عمر بن شاكر عن أنس مالك - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض
على الجمر ".
هذا حديث غريب رواه الترمذي عن إسماعيل بن موسى هكذا، فوقع
205

لنا موافقة له عاليا، وقال: " غريب من هذا الوجه " (1).
قلت: وعمر بن شاكر روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في " الثقات " (2).
وقال أبو حاتم: " ضعيف يروي عن أنس المناكير " (3).
وإسماعيل بن موسى روى عنه أصحاب السنن خلا النسائي، وروى
عنه ابن خزيمة وأبو يعلى الموصلي وآخرون.
ووثقه النسائي فقال: " ليس به بأس " (4).
وقال أبو حاتم: " صدوق " (5).
وقال ابن عدي: " إنما أنكروا عليه الغلو في التشيع، وأما في
الرواية (6) فقد احتمله الناس ورووا عنه " (7).
206

[...]
207

الحديث الثاني والثلاثون
أخبرني الوجيه عبد الرحمن بن مكي بن إسماعيل بن مكي العوفي
بقراءتي عليه بثغر الإسكندرية قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن
مكي بن عبد الرحمن بن أبي سعيد فيما أذن لنا عموما أن نروي عنه قال:
أخبرنا جدي لأمي الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قراءة
عليه وأنا أسمع سنة أربع وخمسين وخمسمائة قال: أخبرنا مكي بن
منصور بن محمد بن علان الكرجي سنة إحدى وتسعين وأربع مائة وفيها (1)
مات قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي النيسابوري
قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا زكريا بن
يحيى بن أسد المروزي ببغداد سنة ثمان وثمانين ومائتين قال: حدثنا
سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر سمع جابرا يقول: ولد لرجل منا غلام،
فسماه القاسم فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم ولا ينعم لك عينا، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم
فذكر ذلك له، فقال: " سم ابنك عبد الرحمن " (2)
208

هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري عن صدقة بن
الفضل وعبد الله بن محمد، ورواه مسلم عن عمرو (1) الناقد ومحمد بن
عبد الله بن نمير، أربعتهم عن سفيان بن عيينة، فوقع لنا عاليا بثلاث
درجات (2).
209

الحديث الثالث والثلاثون
أخبرني محمد بن موسى بن إبراهيم الشقراوي بقراءتي عليه
بالصالحية بسفح قاسيون قال: أخبرنا المشايخ الأربعة قاضي القضاة أبو
الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر (1) بن قدامة وابن أخته عبد الرحيم بن
عبد الملك وابن أخيه عبد الرحمن بن الزين أحمد بن عبد الملك وأبو الحسن
علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسيون قراءة عليهم وأنا أسمع قالوا كلهم:
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، وقالوا خلا ابن الزين: وأخبرنا
أيضا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر الحساني قالا: أخبرنا أبو بكر
محمد بن عبد الباقي الحاسب قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قراءة
عليه وأنا حاضر في الرابعة ح.
وأخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب قال: أخبرنا
عبد اللطيف بن عبد المنعم قال: أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش قال: أخبرنا
أبو الغنائم بن المهتدي بالله قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال:
أخبرنا عبد الله بن إبراهيم (1) بن أيوب [أخبرنا] (2) الكجي قال: حدثنا القعنبي
قال: حدثنا سلمة بن وردان عن أنس بن مالك أن رجلا قال: يا نبي الله!
أي دعاء أفضل؟ قال: " تسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ". ثم
210

أتاه الغد فقال: يا رسول الله! أي الدعاء أفضله؟ قال: " سل الله العفو
والعافية في الدنيا والآخرة ". ثم أتاه اليوم الثالث فقال (1): " تسأل الله العفو
والعافية في الدنيا والآخرة، فإذا أعطيت العفو والعافية في الدنيا والآخرة
فقد أفلحت " (2).
هذا حديث حسن، أخرجه الترمذي عن يوسف بن عيسى عن
الفضل بن موسى عن سلمة بن وردان، وقال: " هذا حديث حسن إنما نعرفه
من حديث سلمة " (3).
ورواه ابن ماجة عن دحيم عن ابن أبي فديك عن سلمة بن وردان
نحوه، فوقع لنا عاليا بدرجتين (4).
211

الحديث الرابع والثلاثون
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أحمد بن نعمة المقدسي قراءة
عليه وأنا أسمع بجامع دمشق قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن
عبد الواحد المقدسي قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر
الصيدلاني إجازة أخبرنا أبو علي الحداد قراءة عليه وأنا حاضر قال: أخبرنا
أبو سعيد بن حسنويه هو الحسن بن محمد بن عبد الله كتابة قال: أخبرنا أبو
محمد عبد الله (1) بن محمد بن عيسى بن مزيد (2) الخشاب قال: حدثنا أبو
حاتم المغيرة بن محمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله قال: حدثنا حميد عن
أنس - رضي الله عنه - قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن وقت الصلاة، صلى (3)
حين طلع الفجر، وصلى بعد ذلك حين أسفر، فقال: " ما بين هذين
وقت ".
هذا حديث صحيح أخرجه النسائي عن علي بن حجر عن
إسماعيل بن جعفر عن حميد، فوقع لنا عاليا بدرجتين (4).
212

[...]
213

الحديث الخامس والثلاثون
أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن صالح العرضي قال
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي قال: أخبرنا أبو
جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني في كتابه إلينا من أصبهان قال:
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد قراءة عليه وأنا حاضر
قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسن الحافظ قال:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار النصيبي قال: حدثنا
الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا
حميد الطويل عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سقط
عن فرس فجحش شقة أو فخذه، وآلى من نسائه شهرا، فجلس في مشربة
له درجها من جذوع، فأتاه أصحابه يعودونه، قال: فصلى بهم جالسا وهم
قيام، فلما سلم قال: " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا
ركع فاركعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإن صلى قائما فصلوا قياما، وإن
صلى قاعدا فصلوا قعودا " ونزل لتسع وعشرين، فقالوا: يا رسول الله! إنك
آليت شهرا؟! قال: " إن الشهر تسع وعشرون ".
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري عن محمد بن عبد الرحيم (1) -
214

صاعقة - وعن عبد الله بن منير، فرقهما كلاهما عن يزيد بن هارون فوقع لنا
عاليا بدرجتين (1).
215

الحديث السادس والثلاثون
أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم
الميدومي قال: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال:
أخبرنا عبد المنعم بن أبي الفتح الآجري قراءة عليه ببغداد قال: أنبأنا أبو
الغنائم محمد بن علي بن ميمون الحافظ قال: أخبرنا محمد بن علي بن
عبد الرحمن ومحمد ابنا محمد بن عيسى بن حازم قالوا: أخبرنا محمد بن
إبراهيم الكهيلي قال: حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي قال: حدثنا
إسماعيل بن موسى قال: حدثنا عمر بن شاكر عن أنس بن مالك - رضي الله
عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان، الصابر منهم على
دينه له أجر خمسين منكم ". قالوا: يا رسول الله، أجر خمسين منا؟ قال:
" نعم، اجر خمسين منكم ". قالها ثلاثا.
هذا حديث غريب (1)، وقد اخرج الترمذي بهذا الإسناد " الصابر منهم
216

على دينه كالقابض على الجمر ". كما تقدم (1)، وتقدم أن عمر بن شاكر
وثقه ابن حبان، وتكلم فيه أبو حاتم. وأن إسماعيل بن موسى وثقه أبو حاتم
والنسائي (2).
217

الحديث السابع والثلاثون
أخبرني الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن مكي بن إسماعيل الزهري
العوفي بقراءتي عليه بثغر الإسكندرية بانتقائي له وتخريجي عليه قال:
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي الحاسب وسبط الحافظ أبي طاهر
السلفي فيما أذن لنا عموما أن يروى عنه قال: أخبرني جدي أبو طاهر
أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال: أخبرنا مكي بن منصور الكرجي
قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي الحيري بنيسابور قال: حدثنا
أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال: حدثنا زكريا بن يحيى المروزي
ببغداد قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة سمع جرير بن
عبد الله - رضي الله عنه - يقول: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم.
هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه مسلم عن أبي بكر بن [أبي]
شيبة وزهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأخرجه البخاري (1) عن
محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ أربعتهم عن سفيان بن عيينة (2). فوقع لنا
بدلا لهما عاليا بدرجتين.
218

وأخرجه البخاري من رواية سفيان الثوري وأبي عوانة كلاهما عن
زياد بن علاقة (1).
ورواه النسائي عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد عن شعبة عن
زياد بن علاقة (2)، فوقع لنا عاليا بثلاث درجات بالنسبة إلى طريق النسائي
هذه، والله أعلم (3).
219

الحديث الثامن والثلاثون
أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم الخطيب
قال: أخبرني عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال: أخبرنا (1) أبو الفرج
عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنبأنا أبو
الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبي قال: حدثنا محمد بن علي
يعني ابن عبد الرحمن الزاهد قال: حدثنا أبو حفص الكتاني هو عمر (2) بن
إبراهيم قال: حدثنا أبو سعيد العدوي قال: حدثنا جبارة بن مغلس قال:
حدثنا كثير بن سليم عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما مررت (3) بملأ من الملائكة إلا قالوا لي: يا محمد! مر أمتك
بالحجامة ".
هذا حديث غريب: أخرجه ابن ماجة عن جبارة بن مغلس (4)، فوقع
لنا موافقة له عالية.
220

وجبارة بن مغلس قال فيه ابن نمير: " هو صدوق، ما هو ممن
يكذب " (1).
وقال أبو حاتم: " هو على أيدي عدل " (2).
وقال البخاري: " حديثه مضطرب " (3) وتكلم فيه أيضا غير واحد (4).
وأما كثير بن سليم فقد ضعفه ابن معين، وأبو حاتم، وأبو زرعة،
والنسائي (5)، ولم ينسب إلى الكذب، فلذلك أخرجت حديثه لكونه في
إحدى السنن، والله أعلم (6).
221

[...]
222

[...]
223

الحديث التاسع والثلاثون
أخبرني الحافظ أبو عمر عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الكناني
بقراءتي عليه قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر إجازة عن
أبي روح عبد المعز بن محمد الهروي قال: أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي
سعيد الجرجاني قال: أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي
قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمران قال: أخبرنا أبو يعلى
الموصلي وهو أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا عبد الله بن بكار قال:
حدثنا عكرمة بن عمار بن الهرماس بن زياد - رضي الله عنه - قال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد الأضحى يخطب على بعير (1).
هذا حديث حسن، أخرجه أبو داود وزاد: " في حجة الوداع
بمنى " (2)، فرواه عن هارون بن عبد الله عن هشام بن عبد الملك الطيالسي،
ورواه النسائي عن إبراهيم بن يعقوب عن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان،
224

كلاهما عن عكرمة بن عمار، فوقع لنا عاليا بدرجتين (1).
وعبد الله بن بكار ذكره ابن حبان في " الثقات " (2).
وعكرمة بن عمار احتج به مسلم في " صحيحه "، ووثقه ابن معين (3)،
والعجلي (4)، والدارقطني (5).
وقال ابن عدي: " مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة " (6)
225

الحديث الأربعون
أخبرني المحدث المفيد أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن
إسماعيل بن مظفر الفارقي بقراءتي عليه بالقاهرة قال: أخبرنا الحافظ أبو
محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي قال: أخبرنا أبو المظفر صقر بن
يحيى بن صقر الحلبي واللفظ له وإبراهيم بن خليل بن عبد الله الدمشقي
ومحمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي قالوا: أخبرنا أبو الفرج يحيى بن
محمود الثقفي قال: أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن أبي نزار وفاطمة
بنت عبد الله الجوزدانية قالا: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قال:
أخبرنا الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: حدثنا
جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري
الدمشقي قال: حدثني جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل المدني قال:
أراني أنس بن مالك الوضوء: أخذ ركوة فوضعها على يساره، وصب على
يده اليمنى، فغسلها ثلاثا، ثم أدار الركوة على يده اليمنى، فتوضأ ثلاثا
ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وأخذ ماء جديدا لسماخه (1)، فمسح سماخه (2)،
فقلت له: قد مسحت أذنيك، فقال: يا غلام، إنهما من الرأس، ليس هما
من الوجه، ثم قال: يا غلام! هل رأيت وفهمت أو أعيد عليك؟ فقلت: قد
كفاني وقد فهمت، قال (3): هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ. قال
226

الطبراني: لم يرو عمرو (1) بن أبان عن أنس حديثا غير هذا. انتهى.
هذا حديث غريب، أخرجه الطبراني هكذا في " معجميه الصغير
والأوسط " (2)، وأورده الحافظ أبو عبد الله الذهبي في " الميزان " في ترجمة
جعفر بن حميد (3)، وقال: " تفرد عنه الطبراني " (4). قال: " وعمر بن أبان لا
يدري من هو. والحديث ثماني لنا على ضعفه " (5).
قلت: وقد وقع لنا أيضا تساعيا:
أخبرني به أبو الحرم محمد بن محمد بن أبي الحرم القلانسي ومحمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي المذكور بقراءتي عليهما قالا:
227

أخبرتنا مؤنسة ابنة الملك العادي أبي بكر (1) بن أيوب قراءة عليها ونحن
نسمع قالت: أخبرنا المشايخ الأربعة أسعد بن سعيد بن روح وأبو سعد
أحمد بن محمد بن نصر وعفيفة بنت أحمد الفارفانية وعائشة بنت معمر بن
عبد الواحد بن الفاخر إجازة منهم قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله
الجوزدانية قراءة عليها - قالت عائشة: وأنا حاضرة وقال الباقون: ونحن
نسمع - قالت: أخبرنا ابن ريذة قال: أخبرنا الطبراني.
وقد وقع لنا حديثان آخران في " المعجم الصغير " للطبراني بهذا
الإسناد تساعيان، في الثاني منهما نظر، فرأيت إيرادهما مع بيان أمرهما
للفائدة. أخبرني بهما القلانسي والفارقي بالإسناد المذكور أخيرا إلى
الطبراني قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد القصاص قال: حدثنا دينار بن
عبد الله مولى أنس قال: حدثني أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طوبى لمن رآني وآمن بي، ومن رأى من رآني، طوبى
ومن رأى من رأى من رآني ".
هذا حديث ضعيف، رواه الطبراني هكذا في " معجميه الصغير
والأوسط " (2) وقد رواه عن أنس جماعة من الضعفاء المتهمين، منهم:
228

يغنم بن سالم بن قنبر (1)، وأبو هدبة إبراهيم بن هدية (2) وموسى الطويل (3)،
229

ودينار الحبشي (1)، هذا وكلهم كذابون متهمون بالوضع (2).
وقد روى أحمد في " مسنده " من رواية جسر عن ثابت البناني عن
أنس مرفوعا: " طوبى لمن آمن بي ورآني مرة، وطوبى لمن آمن بي ولم
يرني سبع مرات " (3).
وجسر هو ابن فرقد، ضعفه ابن معين والنسائي (4).
230

ورواه أحمد هكذا من حديث أبي أمامة من رواية أيمن عنه، وأيمن
لا أعرفه (1)
231

ورواه من حديث أبي سعيد الخدري نحوه من رواية ابن لهيعة عن
دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد (1)
232

وبه إلى الطبراني قال: أخبرنا عبيد الله بن رماحس القيسي برمادة
الرملة سنة أربع وسبعين ومائتين قال: حدثنا أبو عمرو زياد بن طارق وكان
قد أتت عليه عشرون ومائة سنة قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد
الجشمي يقول: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق
السبي والشاء أتيته فأنشأت أقول هذا الشعر:
امنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على (1) بيضة قد عاقها قدر * مشتت شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم نعماء تنشرها * يا أرجح الناس حلما حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك يملأه (2) من مخضها الدرر
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها * وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا لمن شالت نعامته * واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه * من أمهاتك إن العفو مشتهر
يا خير من مرحت كمت الجياد به * عند الهياج إذا ما استوقد الشرر
إنا نؤمل عفوا منك تلبسه * هذي البرية إذ تعفو وتنتصر
فاعف عفا الله عما أنت راهبه * يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر
233

قال: فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال: " ما كان لي ولبني
عبد المطلب فهو لكم " وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. وقالت
الأنصار ما كان لنا فهو لله ولرسوله.
قال الطبراني: " لم يرو عن زهير بن صرد بهذا التمام إلا بهذا
الإسناد، تفرد به عبيد الله بن رماحس ". انتهى.
هذا حديث غريب أخرجه الطبراني هكذا في " معاجمه الثلاثة " (1)،
وشيخه عبيد الله بن رماحس روى عنه جماعة منهم أبو سعيد بن الأعرابي.
قال أبو عبد الله الذهبي في " الميزان " (2): " ما رأيت للمتقدمين فيه جرحا،
وما هو من المعتمد عليهم " (3). قال: " ثم رأيت الحديث الذي رواه له علة
قادحة، قال أبو عمر بن عبد البر في شعر زهير: رواه عبيد الله بن رماحس عن
زياد بن طارق عن [زياد بن] (4) صرد بن زهير عن أبيه عن جده زهير بن
صرد، فعمد عبيد الله إلى الإسناد فأسقط (5) رجلين منه، وما قنع بذلك حتى
صرح أن (6) زياد بن طارق قال: حدثني زهير " (7).
234

وقال الذهبي في باب الزاي: " زياد بن طارق نكرة، لا يعرف، تفرد
عنه عبيد الله بن رماحس " (1).
انتهى الغرض بنا فيما سئلنا إملاءه، وإنما ذكرت هذه الأحاديث
التساعية لبيان أمرها، خصوصا هذا الأخير الذي فيه إسقاط رجلين، فقد
أورده الحافظ الشريف عز الدين الحسيني في ثمانيات النجيب والحافظ أبو
الفتح المعمري في ثمانيات مؤنسة خاتون وسباعياتها (بالا؟) فقد روينا عدة
أحاديث تساعيات لا يصح أسانيدها، ولا فائدة في العلو مع عدم الصحة.
والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وآله وصحبه أجمعين الطيبين الطاهرين وسلم تسليما
235