الكتاب: تخريج الأحاديث والآثار
المؤلف: الزيلعي
الجزء: ٣
الوفاة: ٧٦٢
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٤
المطبعة: الرياض - دار ابن خزيمة
الناشر: دار ابن خزيمة
ردمك:
ملاحظات:

يوسف عبد الرحيم حسن من تاريخ 29 \ 8 \ 99 إلى 3 \ 8 \ 99 تابع تدقيقه خالد الزبن مركز سبايدرنت تخريج الأحاديث والآثارج 3 الحافظ جمال الدين الزيلعي
0
35
سورة النمل
1

سورة النمل
ذكر فيها خمسة عشر حديثا
918 الحديث الأول
سمى النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الأنبياء
قلت روي من حديث أبي الدرداء والبراء بن عازب وعبد الله بن عمرو وجابر وابن مسعود
فحديث أبي الدرداء رواه أبو داوود والترمذي في كتاب العلم وابن ماجة في السنة فأبو داود وابن ماجة من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق فجاءه رجل فقال يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئت لحاجة قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض والحيتان في جوف الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر) انتهى قال الترمذي لا يعرف هذا الحديث إلا عن عاصم بن رجاء بن حيوة وليس إسناده عندي بمتصل هكذا حدثنا محمود بن خداش هذا الحديث وإنما يروي هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح من حديث محمود بن خداش انتهى
7

وقال المنذري في مختصره وقد اختلف في هذا الحديث اختلافا كثيرا فقيل فيه كثير بن قيس وقيل قيس بن كثير وفي بعضها أن كثير بن قيس ذكر أنه جاءه رجل من المدينة وفي بعضها عن كثير بن قيس قال أتيت أبا الدرداء وهو جالس في مسجد دمشق وفي بعضها جاءه رجل من أهل المدينة وهو بمصر ومنهم من أثبت في إسناده داود بن جميل ومنهم من أسقطه وروي عن كثير ابن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء انتهى كلامه
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الأول كرواية أبي داود
وخالفه الدارقطني فذكره في العلل وأعله بالاضطراب وضعف راويه فقال وعاصم بن رجاء ومن فوقه إلى أبي الدرداء ضعفاء ولا يثبت انتهى
وأعله ابن القطان أيضا في كتاب الوهم والإيهام فقال داود بن جميل وكثير ابن قيس لا يعلمان في غير هذا الحديث ولا نعلم روى عن كثير غير داود والوليد ابن مرة ولا نعلم روى عن داود غير عاصم بن رجاء... إلى أن قال فالمتحصل من علته هو الجهل بحال راويين من رواته والاضطراب فيه ممن لم تثبت عدالته يعني عاصما انتهى
وفيه نظر فإن عاصم بن رجاء قال فيه أبو زرعة لا بأس به وقال ابن معين صويلح وقال ابن عبد البر ثقة مشهور وذكره ابن حبان في الثقات وروى له في صحيحه وروى عنه جماعة من الأئمة منهم أبو نعيم الفضل بن دكين والخربي وغيرهما وداود بن جميل وكثير بن قيس ذكرهما ابن حبان في الثقات وروى لهما في صحيحه وروى عن كثير جماعة داود بن جميل والوليد بن مرة الأوزاعي وروايته عنه في المعجم الكبير للطبراني وذكر ابن حبان في الثقات أنه روى عنه يزيد بن سمرة نعم لم أر من روى عن داود بن جميل غير
8

عاصم ولهذا قال ابن عبد البر في كتاب العلم إنه مجهول لا يعرف هو ولا أبوه ولا نعلم أحدا روى عنه غير عاصم بن رجاء وذكره الأزدي أيضا في الضعفاء
وله طريق آخر عند أبي داود عن الوليد بن مسلم قال لقيت شبيب بن شيبة فحدثني به عن عثمان بن أبي سودة عن أبي الدرداء بمعناه مرفوعا وعثمان ابن أبي سودة قال فيه مروان بن محمد ثقة ثبت وذكره ابن حبان في الثقات وتوقف فيه ابن القطان لعدم معرفته بثقته وأما شبيب بن شيبة فلم أر له ذكر إلا في هذا الحديث
وقد رواه الطبراني في معجمه الكبير من حديث مسلم عن شعيب بن زريق سمعت عثمان بن أبي سودة قال قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء أما الذي قدمت له فذكر الحديث وفيه العلماء ورثة الأنبياء ليس فيه إن وهذه الرواية أشبه من رواية أبي داود وإسناده جيد وشعيب ابن زريق قال فيه دحيم لا بأس به وقال الدارقطني ثقة انتهى
وللحديث طريق سالمة من الضعف والاضطراب
رواه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي ثنا أبي شيبان بن عبد الرحمن عن عتبة ابن عبد الله عن يونس بن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن أبي الدرداء فذكره
فشيخ الطبراني هو مطين صاحب المسند إمام حافظ وباقي رجاله محتج بهم في الصحيح ليس فيهم من تكلم فيه غير محمد بن الحسن الأسدي المعروف بالتل وقد احتج به البخاري وقال أبو داود صالح وقال ابن عدي لم أر بحديثه بأسا وضعفه ابن معين وابن حبان ويعقوب الفسوي والله أعلم
وأما حديث البراء بن عازب رواه أبو نعيم في كتاب فضل العالم العفيف على الجاهل الشريف حدثنا أحمد بن عاصم محمد بن عاصم الأيلي ثنا زكريا
9

ابن يحيى الساجي ثنا محمد بن إسحاق البكائي ثنا محمد بن مطرف ثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء وتستغفر لهم الحيتان في البحر) انتهى
وأما حديث عبد الله بن عمرو فرواه أبو نعيم أيضا حدثنا محمد بن علي ابن مسلم العقيلي ثنا عبد الكبير بن عمر الخطائري ثنا سليمان بن محمد بن الفضل ثنا علي بن شبرمة عن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله ابن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم) انتهى
وأما حديث ابن مسعود فرواه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان ثنا يحيى بن زكريا بن أحمد المصري ثنا زفر بن الهديل ثنا أبو حنيفة النعمان بن ثابت عن حماد عن علقمة عن عبد الله بن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العلماء ورثة الأنبياء انتهى
وأما حديث جابر فرواه الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة أحمد بن محمد ابن حامد البلخي من رواية محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله
وفي إسناده الضحاك بن حجوة قال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به وقال ابن عدي منكر الحديث وقال الدارقطني يضع الحديث
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من حديث الضحاك بن حجوة ثنا الفرياني ثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر به ونقل كلام المذكورين
919 قوله
قال عمر كل الناس أفقه من عمر
قلت تقدم بتمامه في سورة النساء وكذا أحاله الطيبي
10

920 الحديث الثاني
قال عليه السلام (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)
قلت تقدم في يوسف
921 الحديث الثالث
أمر النبي صلى الله عليه وسلم العباس أن يحبس أبا سفيان حتى تمر عليه الكتائب
قلت رواه البخاري في صحيحه في المغازي في غزوة الفتح من حديث هشام بن عروة عن أبيه قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح بلغ ذلك قريشا فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوهم فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس احبس أبا سفيان عند حطم الخيل حتى ينظر إلى المسلمين فحبسة العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه وسلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة فقال يا عباس من هذه قال غفار فقال ما لي ولغفار ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هديم فقال مثل ذلك ومرت سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع الزبير... الحديث بطوله وهو مرسل فليعلم ذلك
رواه البيهقي في دلائل النبوة في فتح مكة عن عكرمة عن ابن عباس وفيه ابن إسحاق
11

922 الحديث الرابع
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه
قلت حديث أخرجه مسلم في المغازي عن سلمة بن الأكوع قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر الحديث بطوله وفيه قال قلت يا رسول الله خلني أنتخب من القوم مائة رجل فاتبع القوم فلا أبقي منهم أحد إلا قتلته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجزه... الحديث بطوله
وورد فيه أحاديث
فمنها حديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من رواية عبيدة السلماني عن ابن مسعود قال جاء رجل من اليهود فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على أصبع والأرضين على أصبع والجبال على أصبع والشجر على أصبع والخلائق على إصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقرأ * (وما قدروا الله حق قدره) * الآية
حديث آخر رواه مسلم في صحيحه في الإيمان من حديث المعرور بن سويد عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة وآخر أهل النار خروجا رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال أعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها فيعرض عليه صغار ذنوبه فيقال له عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها هاهنا) فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه انتهى
حديث آخر روى ابن حبان والحاكم وصححه من حديث أبي عمره الأنصاري واسمه ثعلبة عمرو بن محصن رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصاب الناس مخمصة شديدة فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهرهم
12

فقال عمر يا رسول الله كيف بنا إذا لقينا العدو غدا ونحن جياع ولكن إن رأيت يا رسول الله أن ندعو الناس ببقية أزوادهم قال فجعل الرجل يجيء بالحفنة من الطعام فما زاد وأعلاهم من جاء بصاع فجمعه على نطع ثم دعا الله بما شاء أن يدعو ثم أتى الناس بأوعيتهم قال فلم يبق في الجيش وعاء إلا مليء وبقي مثله قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقاه بهما عبد مؤمن إلا حجبتاه عن النار يوم القيامة) انتهى
حديث آخر رواه الحاكم في المستدرك وسكت عنه في الفضائل عن أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فبال في فخاره فقمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أشعر فلما أصبح أمرني أن أهريقها فقلت له إني شربته فضحك حتى بدت نواجذه وقال لا تتجعي بطنك أبدا انتهى
حديث آخر روى الدارقطني في سنته من جهة زمعة بن صالح عن سلمة ابن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال كان عبد الله بن رواحة مضطجعا إلى جنب امرأته فقام إلى جارية له في ناحية الحجرة فوقع عليها فقامت امرأته فأخذت الشفرة وقامت إليه فلما رآها قال لها ما رأيت قالت رأيتك تفعل كذا وكذا فجحد فقلت له اقرأ فقال
(أتانا رسول الله يتلو كتابه
* كما لاح مشهور من الفجر ساطع)
(أتى بالهدى بعد العمى فقلوبنا
* به موقنات أن ما قال واقع)
(يبيت يجافي جفنه عن فراشه
* إذا استقلت بالمشركين المضاجع)
فقالت آمنت بالله وكذبت البصر ثم غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فضحك حتى بدت نواجذه انتهى وزمعة ضعيف إلا أن ابن عبدي مشاه
13

حديث آخر روى البزار في مسنده من حديث عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده صهيب قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه وبين أيديهم تمر يأكلونه وكنت رمد إحدى العينين فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تأكل التمر فإن بعينيك الماء فقلت يا رسول الله إنما آكله بشق عيني الصحيحة قال فضحك عليه السلام حتى بدت نواجذه) انتهى
ورواه ابن ماجة في سننه في الطب وقال فيه فتبسم ورواه الحاكم في المستدرك وصححه إلا أنه لم يقل فيه حتى بدت نواجذه وسنده جيد
وعند الحاكم في آخر المستدرك عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدا آخر ضرس من أضراسه وصححه
حديث آخر رواه البخاري ومسلم أيضا من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (إني لأعلم آخر أهل النار خروجا وآخر أهل الجنة دخولا إلى أن قال فيقول الله تعالى اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشر أمثالها فيقول أتسخر بي وأنت الملك) قال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه
حديث آخر روى البخاري ومسلم أيضا من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر قال فأتى رجل من اليهود وقال بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة قال بلى تكون الأرض خبزة واحدة قال فنظر إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك حتى بدت نواجذه وقال ألا أخبرك بإدامهم قال بلى قال إدامهم بالام نون قال وما هذا قال ثور ونون يأكل من زائدة كبدها سبعون ألفا) انتهى
14

حديث آخر رواه مسلم في الطلاق عن أبي الزبير عن جابر قال دخل أبو بكر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم والقوم جلوس بالباب لم يؤذن لهم قال فأذن لنا فدخلنا قال وجلسنا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس والنساء حوله وساكت فاحم فقال عمر لأكلمن النبي صلى الله عليه وسلم فأدعه يضحك فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة وهي تسألني النفقة فقمت فوجأت عنقها قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه الحديث مختصر
حديث آخر روى أبو داود والنسائي في الطلاق وابن ماجة في الأحكام من حديث زيد بن أرقم قال أتى علي وهو باليمن بثلاثة وقعوا على امرأة في طهر واحد فسال اثنين أتقران لهذا بالولد قالا لا حتى سألهم جميعا ثم أقرع بينهم فألحق الولد بالذي صارت عليه القرعة وجعل عليه ثلثي الدية فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك في الفضائل وزاد فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ما أعلم فيها إلا ما قال علي) وقال صحيح الإسناد
حديث آخر روى أبو داود في الأدب والنسائي في العشرة من حديث عائشة قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهواتها ستر فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال ما هذا يا عائشة قالت بناتي ورأى بينهن فرسا لها جناحان قال وما هذا قالت فرس قال فرس لها جناحان قالت أما
سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة قالت فضحك حتى بدت نواجذه انتهى
وسكت عنه ثم المنذري بعده
حديث آخر روى أبو داود في الاستسقاء من حديث عائشة قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر إلى أن قالت فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول فلما
15

رأى سرعتهم إلى الكن ضحك حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن الله على كل شيء قدير مختصر
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين
923 الحديث الخامس
قال النبي صلى الله عليه وسلم كرم الكتاب ختمه
قلت رواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانىء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كرم الكتاب ختمه وذلك قوله تعالى * (إني ألقي إلي كتاب كريم) * انتهى
ورواه الثعلبي في تفسيره من حديث معاوية بن محمد ثنا صالح بن محمد عن مروان بن محمد عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كرامة الكتاب ختمه انتهى
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث محمد بن إسحاق الثقفي ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ثنا محمد بن مروان السدي عن ابن جريج به
قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب هذا التخليط وقع فيه من جهة محمد بن مروان فإنه مرة عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ومرة رواه عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ومحمد ابن مروان يعرف بالسدي الصغير متروك الحديث والكلبي مثله انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الوسط عن محمد بن مروان السدي عن ابن جريج به وقال لم يروه عن ابن جريج إن محمد بن مروان
انتهى
924 الحديث السادس
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب إلى العجم فقيل له إنهم لا يقبلون إلا
16

كتابا مختوما فاصطنع خاتما
قلت رواه الجماعة إلا ابن ماجة في اللباس من حديث قتادة عن أنس قال أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى العجم فقيل له إنهم لا يقبلون كتابا إلا بخاتم وفي لفظ للبخاري أن يكون مختوما فاتخذ خاتما من فضة ونقش فيه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وفيه رواية اصطنع خاتما من ورق وزاد في رواية فكان في يده حتى قبض وفي يد أبي بكر حتى قبض وفي يد عمر حتى قبض وفي يد عثمان فينا هو عند بئر إذ سقط في البئر فأمر بها فنزحت فلم يقدر عليه انتهى
925 الحديث السابع
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قوله تعالى " آالله خير أم ما يشركون " قال " بل الله خير وأجل وأبقى وأكرم "
قلت قال البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع وقد روي في ختم القرآن حديث منقطع بسند ضعيف إلا أنه ليس فيه من يعرف بالكذب ووضع الحديث ثم قال أنا أبو نصر بن قتادة وهو عمر بن عبد العزيز أنا أبو الفضل محمد ابن عبد الله بن محمد بن خمرويه الكرابيسي الهروي ثنا أحمد بن نجدة بن العريان ابن شداد القرشي ثنا أحمد بن يونس ثنا عمرو بن عمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر قال كان علي بن الحسين يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا ختم القرآن قال الحمد لله رب العالمين * (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) * لا إله إلا الله وكذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا لا إله إلا الله وكذب المشركين من العرب والمجوس واليهود والنصارى والصابئين ومن دعا لله ولدا أو صاحبه أو ندا أو مثلا أو عدلا أو شبيها وإن ربنا أعظم من أن نتخذ شريكا فيما خلقت * (الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا) * الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة
17

وأصيلا * (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما) * إلى قوله * (إن يقولون إلا كذبا) * " الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها فيها وهو الرحيم الغفور " * (الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى) * " آلله خير أم ما يشركون " بل الله خير وأجل وأتقى وأكرم وأعظم مما يشركون والحمد لله بل أكثرهم يعلمون " الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم " صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلك من الشاهدين اللهم صل على جميع الملائكة والمرسلين وارحم عبادك المؤمنين من أهل السماوات والأرضين واختم لنا بخير وافتح لنا بخير وبارك لنا في القرآن العظيم وانفعنا بالآيات والذكر الحكيم ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم انتهى
وذكره الثعلبي من غير سند ولا راو
926 الحديث العاشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال ومن يعصمها فقد غوى بئس خطيب القوم أنت
قلت رواه مسلم في الجمعة من حديث عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصيهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى) انتهى
18

927 الحديث الحادي عشر
عن عائشة رضي الله عنها من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية
قلت رواه البخاري في صحيحه في... ومسلم في الإيمان عن مسروق قال كنت متكئا عند عائشة فقالت يا أبا عائشة ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية قلت ما هن قالت من زعم أن محمد رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ومن زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من كتاب الله عز وجل فقد أعظم على الله الفرية ومن زعم أنه يخبر ما في غد فقد أعظم على الله الفرية مختصر
928 الحديث الثاني عشر
جاء في الحديث (إن دابة الأرض وهي الجساسة طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب)
قلت رواه الثعلبي من حديث محمد بن النضر بن محمد الأودي عن أبيه عن سفيان الثوري عن شهاب بن عبد الرحمن بن طارق عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دابة الأرض طولها ستون ذراعا لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب فتسم المؤمن بين عينيه مؤمن وتسم الكافر بين عينيه كافر ومعها عصا موسى وخاتم سليمان) انتهى وبعضه في مستدرك الحاكم وسيأتي بعده
929 الحديث الثالث عشر
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدابة من أين تخرج فقال (من أعظم المساجد حرمة وأكرمها على الله يعني المسجد الحرام)
قلت رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الفتن من حديث طلحة بن عمرو
19

الحضرمي عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد أبي سريحة الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تكون للدابة ثلاث خرجات... إلى أن قال ثم بينما الناس في أعظم المساجد حرمة على الله وخيرها وأكرمها المسجد الحرام لم ترعهم إلا وهي ترعوا بين الركن والمقام فارفض الناس عنها وتثبت عصابة من المؤمنين وعرفوا أنهم لم يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كالكوكب الدري ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يفوتها هارب حتى أن
الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول له يا فلان الآن تصلي فتسمه في وجهه ثم تنطلق... مختصر وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وهو أبين حديث في الدابة
انتهى
رواه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه في مسنديهما
ومن طريق الطيالسي رواه ابن مردوبه في تفسيره
ورواه البيهقي في كتاب البعث والنشور وقال وطلحة بن عمرو غير قوي
انتهى
وروى الطبري في تفسيره حدثنا عصام بن رواد بن الجراح ثنا أبي ثنا سفيان الثوري ثنا منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال سمعت حذيفة ابن اليمان يقول ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدابة فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أين تخرج فقال من أعظم المساجد حرمة على الله بينا عيسى يطوف بالبيت معه المسلمين إذ اضطربت الأرض تحتهم فتنشق الصفا مما يلي المسعى وتخرج الدابة من الصفا أول ما يبدو منها رأسها ملمعة ذات وبر وريش لن يدركها طالب ولا يفوتها هارب تسم الناس مؤمن وكافر فأما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري وأما الكافر فتنكت بين عينية نكتة سوداء انتهى
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي ومن طريق الثعلبي رواه البغوي
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج دابة الأرض
20

ولها ثلاث خرجات فأول خرجة منها بأرض البادية والثانية في أعظم المساجد وأشرفها وأكرمها ولها عنق مشرف... فذكره بطوله
930 الحديث الرابع عشر
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة مهاجرا حتى بلغ الحزورة استقبلها بوجهه الكريم وقال أعلم أنك أحب بلاد الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت
قلت روي من حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس
أما حديث عدي بن الحمراء فرواه الترمذي في المناقب في باب فضل مكة والنسائي وابن ماجة في الحج من حديث عقيل عن الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة وهو يقول والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله على الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت انتهى هكذا لفظهم الثلاثة ولولا أني أخرجت قال الترمذي حديث حسن صحيح وقد رواه يونس عن الزهري كما رواه عقيل ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث الزهري عن أبي سلمة عن عبد الله بن عدي بن الحمراء عندي أصح انتهى
ورواه ابن حبان في تصحيحه في النوع الأول من القسم الأول
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الهجرة وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ورواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلي الموصلي والدارمي والبزار في مسانيدهم قال البزار ولا يعلم لعبد الله بن عدي بن الحمراء غير هذا الحديث انتهى
ورواه النسائي أيضا من حديث صالح بن كيسان عن الزهري به سواء
21

ورواه البيهقي في دلائل النبوة من حديث شعيب عن الزهري به سواء
وله طريق آخر عند الطبراني أخرجه عن محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن عدي بن الحمراء... فذكره بلفظ السنن
قال الدارقطني ذكر أحاديث رجال من الصحابة رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم رويت أحاديثهم من وجوه صحاح لا مطعن في ناقليها ولم يخرجا من أحاديثهم شيئا يعني البخاري ومسلما فيلزم إخراجها على مذهبهما فذكر جماعة منهم عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن ومحمد ابن جبير بن مطعم قاله الزهري عنهما انتهى
وأما حديث أبي هريرة فرواه النسائي من حديث معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق الحزورة بمكة وقال والله إنك لخير أرض الله وأحب البلاد إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت انتهى
وكذلك رواه عبد الرازق في مصنفه أنا معمر به سواء
وعن عبد الرازق رواه إسحاق بن راهويه في مسنده
وكذلك رواه البيهقي في دلائل النبوة وقال فيه لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت انتهى
ثم قال البيهقي هذا وهم وهم فيه معمر وقد رواه بعضهم أيضا عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وهو أيضا وهم والصحيح حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء
انتهى
ومن طريق عبد الرازق أيضا رواه البزار في مسنده وقال لا نعلم رواه عن الزهري إلا معمر
وبهذا الحديث استدل أحمد على تفضيل مكة على المدينة
وأما حديث ابن عباس فرواه الترمذي من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم
22

ثنا سعيد بن جبير وأبو الطفيل عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة ما أطيبك من بلد وأحبك إلى ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك انتهى قال حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه انتهى
931 الحديث الخامس عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ طس سليمان كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بسليمان وكذب به وهود وشعيب وصالح وإبراهيم ويخرج من قبره وهو يقول لا إله إلا الله
قلت رواه الثعلبي في تفسيره أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد المعدل ثنا أبو يحيى البزار ثنا محمد بن منصور ثنا محمد بن عمران بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثنا أبي عن مجالد بن عبد الواحد عن الحجاج بن عبد الله عن أبي الجليل وعن علي بن زيد وعطاء بن ميمون عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسند الثاني في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
23

سورة القصص
24

سورة القصص
25

سورة القصص
ذكر فيها اثني عشر حديثا
932 الحديث الأول
روي في حديث لو قال هو قرة عين لي كما قالت امرأته لهداه الله كما هداها
قلت رواه النسائي في سننه الكبرى في تفسير سورة طه حدثنا عبد الله ابن محمد ثنا يزيد بن هارون أنا أصبغ بن زيد ثنا القاسم بن أبي أيوب أخبرني سعيد بن جبير قال سألت ابن عباس عن قوله تعالى لموسى علية السلام * (وفتناك فتونا) * فذكر حديث الفتون بطوله فلما سمع الذباحون بأمر موسى اقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه ففالت لهم أقروه فإن هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتى آتي فرعون فأستوهبه منه فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم وإن أمر بذبحه لم ألمكم فأتت فرعون فقالت له قرة عين لي ولك فقال فرعون يكون لك فأما أنا فلا حاجة لي فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يحلف به لو أقر فرعون أن يكون عين كما أقرت امرأته لهداه الله كما هداها ولكن الله حرمه ذلك... الحديث بطوله
933 الحديث الثاني
يروي أنه لم يبعث نبي إلا على رأس أربعين
قلت غريب
27

934 الحديث الثالث في الحديث ينادي مناد يوم القيامة أين الظلمة وأتباع الظلمة وأعوان الظلمة حتى من لاق لهم دواة أو برى لهم قلما فيجمعون في تابوت واحد فيرمى به في جهنم
قلت غريب
وذكره أبو شجاع الديلمي في كتاب الفردوس من حديث أبي هريرة بلفظ المنصف سواء
935 الحديث الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم في التعزية أجركم الله ورحمكم
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الجنائز حدثنا وكيع عن عمران ابن أبي زائدة بن نشيط عن حسين بن أبي عائشة عن أبي خالد الوالبي أن النبي صلى الله عليه وسلم عزى رجلا فقال له يرحمه الله ويأجركم انتهى
والمنصف احتج به على أن قوله * (تأجرني ثماني حجج) * من الأجر الذي هو الثواب
ورواه بلفظ الكتاب أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان من حديث أحمد ابن الحسن عرف بابن طباطبا حدثني أبي الحسن حدثني أبي إبراهيم عن أبيه إسماعيل عن أبيه إبراهيم بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عزى قال أجركم الله ورحمكم وإذا هنأ قال بارك الله لكم وبارك عليكم انتهى
وروى ابن حبان في كتاب الضعفاء من حديث إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي أنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزى رجلا مسلما برجل ذمي فقال أجرك الله وأعظم أجرك انتهى وأعله بإسماعيل
28

هذا وقال إنه يروي عن الثقات الموضوعات لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به بحال انتهى
وأخرج أبو داود عن عمارة بن عمرو بن حزم عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أعطى في زكاة ماله ناقة سمينة هذا الذي عليك فإن تطوعت بخير أجرك الله وقبلنا منك وفيه قصة قال النووي في الخلاصة إسناده صحيح أو حسن
ورواه أحمد في مسنده وزاد ابنه عبد الله قال عمارة وقد وليت الصدقات في زمن معاوية فأخذت من ذلك الرجل ثلاثين حقة لألف وخمسمائة بعير
936 الحديث الخامس
في حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شريكي وكان خير شريك لا يداري ولا يماري
قلت رواه أبو داود وابن ماجة في الشركة من حديث السائب بن يزيد أنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم كنت شريكي فكنت خير شريك لا تداري ولا تماري انتهى
937 الحديث السادس
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى قال أبعدهما وأبطأهما
وروي أنه قال قضى أوفاهما وتزوج صغراهما
قلت روى الحاكم في المستدرك عن عكرمة عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأجلين قضى موسى قال أبعدهما وأبطأهما انتهى
وساقه من طريقا آخر وقال أوفاهما ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
قال ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام هذا حديث يرويه سفيان بن عيينة ثنا إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب وكان رجلا صالحا عن الحسن بن أبان
29

عن عكرمة عن ابن عباس قال سئل... الحديث قال وإبراهيم بن يحيى لا يعرف بغير هذا ولا يعرف روي عنه إلا ابن عيينة وليس كل صالح ثقة في الحديث بل قيل لا نرى الكذب من الصالحين في الحديث وذلك لسلامة صدورهم وتحسينهم الظن بمن يحدثهم وتشاغلهم بما هم فيه عن ضبط الحديث وحفظه ومن لم تثبت عدالته لا يصح حديثه
وروى الطبراني في معجمه والبزار في مسنده من حديث عويد بن عمران الجوني عن أبيه عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الأجلين قضى موسى قال أوفاهما وأبرهما قال وإن سئلت أي المرأتين تزوج فقل الصغرى منهما انتهى
ومن طريق الطبراني رواه ابن الجوزي في العلل وزاد فيه وهي التي قالت " يا أبت استأجره إن خبر من استأجرت القوي الأمين " ثم قال هذا حديث لا يصح قال ابن معين عويد ليس بشيء وقال البخاري منكر الحديث انتهى
وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث سليمان بن داود الشاذكوني ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل يا محمد إن سألك اليهود أي الأجلين قضى موسى فقل أوفاهما وإن سألوا أيهما تزوج فقل الصغرى منهما
938 الحديث السابع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حكى عن ربه الكبرياء ردائي
30

والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار
قلت رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبرياء رداؤه والعظمة إزاره فمن ينازعني عذبته انتهى
وهو من مفردات مسلم ذكره في آخر البر والصلة
939 الحديث الثامن
روي أن أبا طالب قال عند موته يا معشر بني هاشم أطيعوا محمدا وصدقوه تفلحوا وترشدوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عم تأمرهم بالنصيحة لأنفسهم وتدعها لنفسك قال فما تريد يا بن أخي قال أريد منك كلمة واحدة فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا أن تقول لا إله إلا الله أشهد لك بها عند الله قال يا بن أخي قد علمت إنك لصادق ولكني أكره أن يقال جزع عند الموت ولولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة بعدي لقلتها ولأقررت بها عينك بها عند الفراق لما رأى من شدة وجدك ونصيحتك ولكني سوف أموت على ملة الأشياخ عبد المطلب وهاشم وعبد مناف قالت قريش وقيل القائل الحارث ابن عثمان بن نوفل نحن نعلم أنك لعى الحق ولكنا تخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب بذلك وإنما نحن أكلة رأس أي قليلون أن يتخطفونا من أرضنا
قلت غريب بهذا اللفظ وهو في الصحيحين عن سعيد بن المسيب عن
31

أبيه المسيب بن حزن المخزومي... مختصرا
940 الحديث التاسع
في الحديث أن أهل الجنة يلهمون التسبيح والتقديس
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب التوبة عن أبي سفيان عن جابر ابن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون قالوا فما بال الطعام قال حشا ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتقديس كما يلهمون النفس انتهى
وفي لفظ يلهمون التسبيح والتكبير عن أبي الزبير عنه ولفظة التقديس غريبة
941 الحديث العاشر
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل يضر الغبط قال لا إلا كما يضر العضاة الخبط
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا أحمد بن معلى الدمشقي ثنا هشام ابن عمار ثنا محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء حدثتني أمي عن جدتها أم الدرداء قالت قلت يا رسول الله هل يضر الغبط قال نعم كما يضر الشجر الخبط انتهى
ورواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث ثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا سفيان عن رجل مكي عن ابن أبي حسين أن سائلا سال النبي صلى الله عليه وسلم أيضر الناس الغبط قال نعم كما يضر العضاة الخبط قال إرادة الغبط السعة والغبطة السرور انتهى
32

وذكره السرقسطي في غريبه بلفظ المصنف إلا أنه لم يسنده وقال المراد به الحسد
942 الحديث الحادي عشر
حديث موسى وقارون لما أذن الله للأرض أن تطيع موسى فأمرها موسى فانطبقت عليهم طوله المصنف
قلت اختصره الحاكم في المستدرك فرواه من حديث عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال لما أتى موسى قومه أمرهم بالزكاة فجمعهم قارون فقال لهم جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياء فاحتملتموها فتحملوا أن تعطونه أموالكم فقلوا لا نحتمل أن نعطيه أموالنا فما ترى قال أرى أن أرسل إلى بغي من بني إسرائيل فترميه بأنه أرداها على نفسها فدعا الله موسى عليهم فأمر الله الأرض أن تطيعه فقال موسى للأرض خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم فجعلوا يقولون يا موسى يا موسى فقال للأرض خذيهم فأخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون يا موسى يا موسى فقال للأرض خذيهم فأخذتهم فغيبتهم فأوحى الله إلى موسى يا موسى سألك عبادي وتضرعوا إليك فلم تجبهم فوعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم قال ابن عباس وذلك قوله تعالى * (فخسفنا به وبداره الأرض) * خسف به إلى الأرض السفلى انتهى وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
ورواه عبد الرازق ثم الطبري في تفسيريهما أخبرنا جعفر بن سليمان عن علي بن زيد بن جدعان قال سمعت عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي وهو مستند إلى المقصورة فذكر نبي الله سليمان بن داود وما آتاه الله من الملك ثم قرأ هذه الآية * (أيكم يأتيني بعرشها) * حتى بلغ " فلما رآه مستقرا عنده قال
33

هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر) ولم يقل هذا من كرامتي ثم قرأ * (إن ربي غني كريم) * ثم ذكر قارون وما أوتي من الكنوز فقال * (إنما أوتيته على علم عندي) * قال بلغنا أنه أوتي الكنوز والمال حتى جعل باب داره من ذهب وجعل داره كلها من صفائح الذهب وكان الملأ من بني إسرائيل يغدون إليه ويروحون يطعمهم الطعام ويتحدثون فكان مؤذيا لموسى عليه السلام فلم تدعه القسوة والبلاء حتى أرسل إلى امرأة من بني إسرائيل مذكورة بجمال معروفة بأفعال لها هل لك في أن أمولك وأعطيك وأخلطك بنسائي على أن تأتيني والملأ من بني إسرائيل عندي فتقولين يا قارون ألا تنهى موسى عني فقالت بلى قال فلما جاء أصحابه واجتمعوا عنده دعاها فقامت على رؤوسهم فقلب الله قلبها ورزقها التوبة فقالت ما أجد اليوم توبة من أن أكذب عدو الله وأبرىء رسول الله فقالت إن قارون بعث إلي وقال لي كيت وكيت وإني لم أجد اليوم توبة فضلا من أن أكذب عدو الله وأبرىء رسول الله قال فنكس قارون رأسه وعرف أنه قد هلك وفشا الحديث في الناس حتى بلغ موسى عليه السلام وكان شديد الغضب فلما بلغه ذلك توضأ وصلى وسجد فبكى وقال يا رب عدوك قارون كان لي مؤذيا وذكر أشياء ثم لم ينته حتى أراد فضيحتي يا رب سلطني عليه قال فأوحى الله إليه أن أمر الأرض بما شئت فتطيعك فجاء موسى يمشي إلى قارون فرآه قارون فعرف الغضب في وجهه فقال يا موسى ارحمني ثم قال موسى للأرض خذيهم قال فأخذتهم الأرض إلى أقدامهم وساخت داره على قدر ذلك فقال قارون يا موسى ارحمني فقال موسى يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم وساخت داره في الأرض على قدر ذلك وجعل يقول يا موسى ارحمني فقال موسى يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى حلوقهم وجعل يقول يا موسى ارحمني فقال موسى يا أرض خذيهم فخسف به وبداره وأصحابه فقيل له يا موسى ما أفضك أما وعزتي لو إياي دعا لرحمته انتهى
34

قوله
وفي الأخبار والآثار ما يدل عليه يعني وقوع الرعب في قلوب جميع الناس يوم الموقف
قلت أما الأخبار فمنها حديث الشفاعة عند البخاري ومسلم عن أبي هريرة في حديث طويل وفيه يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي تدنو منهم الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ثم ساق الراوي الحديث إلى أن آدم يقول نفسي نفسي وكذا إبراهيم وموسى وعيسى
وأخرجاه أيضا عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا الحديث بطوله
944 قوله
عن علي رضي الله عنه قال إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه يدخل تحتها يعني قوله تعالى * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا) *
قلت رواه الطبري في تفسيره أخبرنا ابن وكيع عن أبيه عن أشعث السمان عن أبي سلام الأعرج عن علي قال إن الرجل ليعجبه من شراك نعله أن يكون أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل في قوله تعالى * (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا) * انتهى
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من طريق إسحاق بن إبراهيم ثنا وكيع عن أشعث به
35

945 الحديث الثاني عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ طسم القصص كان له من الأجر بعدد من صدق موسى وكذبه ولم يبق ملك في السماوات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنه كان صادقا
قلت رواه الثعلبي بنقص من طريق ابن أبي داود ثنا محمد بن حواص ثنا شبابة بن سوار الفزاري ثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن عطاء ابن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ طسم القصص لم يبق ملك في السماوات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنه كان صادقا إن كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسند الأول في آل عمران بلفظ المصنف وبسنده الثاني بلفظ الثعلبي
ورواه الواحدي في تفسيره بسنده في يونس
36

سورة العنكبوت
37

سورة العنكبوت
ذكر فيها أربعة عشر حديثا
946 الحديث الأول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء مهجع وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة
قلت غريب وفي تفسير الثعلبي قال مقاتل نزلت هاتان الآيتان في مهجع ابن عبد الله مولى عمر بن الخطاب كان أول من قتل من المسلمين يوم بدر رماه عامر الحضرمي بسهم فقتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم سيد الشهداء مهجع وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة انتهى وسنده إلى مقاتل في أول كتابه
وكذلك قاله البغوي وكذلك قاله الواحدي في أسباب النزول
وفي مصنف ابن أبي شيبة في كتاب الأوائل عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال أول من استشهد يوم في بدر مهجع مولى عمر بن الخطاب انتهى
وفي مستدرك الحاكم عن هقل بن زياد عن الأوزاعي حدثني أبو عمار عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير السودان ثلاثة لقمان وبلال ومهجع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وصححه
قال الذهبي هكذا قال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعرف هذا انتهى كلامه
وقال ابن سعد في الطبقات في ترجمة مهجع وهي في الطبقة الأولى من الصحابة مهجع مولى عمر بن الخطاب وقال إنه من أهل اليمن أصابه سبي
39

فمن عليه عمر وهو من المهاجرين الأولين وقتل يوم بدر ثم أخرج عن الزهري وداود بن الحصين قالا أول قتيل قتل من المسلمين يوم بدر مهجع مولى عمر ابن الخطاب قتله عامر بن الحضرمي انتهى
947 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قد كان من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار على رأسه فيفرق فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحمة وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه
قلت رواه البخاري في صحيحه في علامات النبوة وفي الإكراه من حديث خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا قال كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يجاء بالمشار فيوضع على رأسه فيجعل فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه والله لا ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون انتهى
948 الحديث الثالث
روي أن سعد بن أبي وقاص لما أسلم قالت له أمه وهي حمنة بنت أبي سفيان بن أمية بلغني أنك قد صبأت فوالله لا يظلني سقف بيت من الضح والريح وإن الطعام والشراب علي حرام حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وكان أحب ولدها إليها فأبى سعد وبقيت ثلاثة أيام كذلك فجاء سعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه فنزلت يعني قوله تعالى * (وإن جاهداك على أن تشرك بي) * الآية فأمره علية السلام أن يترضاها ويداريها بالإحسان
قلت غريب بهذا اللفظ
40

وروى مسلم في صحيحه في الفضائل عن سعد قال أنزلت في أربع آيات من القرآن قال حلفت أم سعد ألا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب وقالت زعمت أن الله أوصاك بوالديك وأنا أمك وأنا آمرك بهذا ومكثت ثلاثا حتى غشي عليها من الجهد فقام ابن لها يقال له عمار فسقاها فجعلت تدعو على سعد فأنزل الله تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن تشرك بي " الآية الحديث مختصر
وذكره الثعلبي في تفسيره والواحدي في أسباب النزول بلفظ سواء من غير سند ولا راو
949 قوله
روي أن عياش بن ربيعة المخزومي هاجر مع عمر بن الخطاب مترافقين حتى نزلا المدينة فخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام أخواه لأمه أسماء بنت مخرمة امرأة من بني تميم من بني حنظلة فنزلا بعياش فقالا له إن من دين محمد عليه السلام صلة الأرحام وبر الوالدين وقد تركت أمك لا تطعم ولا تأوي بيتا حتى تراك وهي أشد حبا لك منا فأخرج معنا وفتلا منه في الذروة والغارب فاستشار عمر فقال هما يخدعانك ولك علي أن أقسم مالي بيني وبينك فما زالا به حتى أطاعهما وعصى عمر فقال عمر أما إذ عصيتني فخد ناقتي فليس في الدنيا بعير يلحقها فإن رابك منهما ريب فارجع فلما انتهوا إلى البيداء قال أبو جهل إن ناقتي قد خلت فاحملني معك قال نعم فنزل ليوطئ لنفسه وله فأخذاه وشدا وثاقه ونزلا فجلداه كل واحد منهما مائة جلدة وذهبا به إلى أمه فقالت له لا تزال في عذاب حتى ترجع عن دين محمد
41

قلت رواه البزار في مسنده بنقص يسير حدثنا زهير بن محمد بن قمير أنا صدقة بن سابق عن محمد بن سابق حدثني نافع عن ابن عمر عن عمر ابن الخطاب قال لما اجتمعنا للهجرة ابتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص الميضاة ميضاة بني غفار فوق سرف وقلنا أيكم لم يصبح عندها فقد احتبس فلينطلق صاحباه فجلس عنا هشام بن العاص فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني عمرو بن عوف بقباء وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة وكلماه فقالا له إن أمك نذرت ألا تمس رأسها بمشط حتى تراك فرق لها فقلت له يا عياش إنه والله يردك القوم عن دينك فاحذرهم فوالله لو قد أذى أمك القمل لامتشطت ولو قد أشتد عليها حر مكة لاستظلت فقال إن لي هناك مالا فآخذه قال فقلت والله لتعلم أني من أكثر قريش مالا فلك نصف مالي ولا تذهب معهما قال فأبى علي إلا أن يخرج معهما فقلت له أما إذ فعلت ما فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ذلول فالزم ظهرها فإن رابك من القوم ريب فانج عليها فخرج معهما عليها حتى إذا كانوا ببعض الطرق قال أبو جهل بن هشام يا عياش والله لقد استبطأت بعيري هذا أفلا تحملني على ناقتك هذه قلت بلى فأناخ وأناخا ليتحول عليها فلما استووا بالأرض عديا عليه فأوثقاه ثم أدخلاه مكة وفتناه فافتتن مختصر من كلام طويل
وكذلك رواه ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق بسنده المذكر ومتنه سواء وقد تقدم في النساء ونقله الثعلبي بلفظ المنصف عن مقاتل
950 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أصحاب السفينة كانوا ثمانية نوح وأهله وبنوه الثلاثة وأهلوهم
42

قلت غريب وتقدم في هود
951 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلا قوله تعالى * (وما يعقلها إلا العالمون) * فقال العالم من عقل عن الله تعالى فعمل بطاعته واجتنب سخطه
قلت رواه داود بن المحبر في كتاب العقل ثنا عباد بن كثير عن ابن جربج عن عطاء وأبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية * (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) * فقال العلم... إلى آخره سواء
وعن داود بن المحبر رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده
ومن طريق الحارث بن أبي أسامة رواه الثعلبي والواحدي في تفسيره
ومن طريق الثعلبي رواه البغوي في تفسيره
وذكر ابن الجوزي في الموضوعات ونقل عن الدارقطني أنه قال كناب العقل وضعه أربعه أولهم ميسرة بن عبد ربه ثم سرقه داود بن المحبر منه فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر انتهى
وقال الشيخ شرف الدين الدمياطي روي من طريق داود بن المحبر ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أسقطت سقطا فسماه عبد الله وكناني بأم عبد الله داود بن المحبر قال فيه أحمد شبه لا شيء لا يدري ما الحديث وقال البخاري منكر الحديث وقال ابن معين ليس بكذاب ولكنه جفا الحديث وتعبد فلما كبر كثر خطؤه وتصحيفه إلا أنه ثقة وقال بن عدي له كتاب في العقل فيه أحاديث منكرة وله خارج كتاب العقل أحاديث صالحة ويشبه أن يكون الأمر فيه كما قال ابن معين وهو في الأصل صدوق انتهى كلامه
43

952 الحديث السادس
عن أبي عباس قال من لم تأمره صلاته بالمعروف وتنهه عن النكر لم يزدد بصلاته إلا بعدا من الله
قلت هكذا ذكره موقوفا وقد روي مرفوعا وموقوفا
أما الموقف فلم يروه إلا الطبري حدثنا القاسم ثنا الحسين ثنا خالد بن عبد الله عن العلاء بن المسيب عمن ذكره عن ابن عباس قال من لم تأمره صلاته... إلى آخر
الحديث
أما المرفوع فرواه الطبراي من حديث يحيى بن أبي طلحة اليربوعي ثنا أبو معاوية عن ليث بن أبي سليم عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا انتهى
وكذلك رواه بن أبي حاتم في تفسيره ثنا علي بن الحسين ثنا يحيى بن أبي طلحة اليربوعي ثنا أبو معاوية به
ورواه بن مردويه أيضا في تفسيره من حديث يحيى بن طلحة به
ويحيى هذا أحد شيوخ الترمذي ذكره بن حبان في الثقات وقال النسائي ليس بشيء وليث مختلف في الاحتجاج به
وروي هذا المرفوع أيضا من حديث ابن عمر رواه الدارقطني في غرائب مالك من حديث محمد بن الحسن الأزدي المصري ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم تأمره صلاته بمعروف ولم تنهه عن الفحشاء والمنكر لم تزده صلاته من الله إلا بعدا انتهى قال الدارقطني هذا باطل لا أصل له ومحمد بن الحسن المصري مجهول انتهى
وذكره ابن حبان في ضعفاه وقال محمد هذا يروي عن مالك ما لا أصل له لا يجوز الاحتجاج به انتهى
44

شعب الإيمان في الباب الحادي والعشرين أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاري ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ الدارقطني
وكذلك رواه الطبري وعبد الرازق في تفسيريهما عن الثوري عن إسماعيل ابن مسلم به
والعطاري في سند البيهقي فيه مقال
وذكره صاحب الفردوس من حديث ابن مسعود
ووقفه الإمام أحمد في كتاب الزهد له عليه فقال ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن مالك بن الحارث عن عبد الرحمن بن يزيد قال قال عبد الله... فذكره
953 الحديث السابع
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن فلان يصلي بالنهار ويسرق بالليل فقال إن صلاته لتردعه
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر
فحدث أبي هريرة رواه ابن حبان في صحيحه من رواية عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال إن صلاته ستنهاه انتهى
ورواه أحمد في مسنده ثنا وكيع ثنا الأعمش به
وكذلك رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والعشرين من حديث وكيع به سندا ومتنا
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش به
45

ورواه البزار في مسنده من حديث محاضر بن المورع عن الأعمش به
وحديث جابر رواه البزار في مسنده ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا زياد ابن عبد الله عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر قال جاء رجل إلى آخره قال وقد اختلفوا في إسناده فرواه غير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ورواه بعضهم عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر وبعضهم يرويه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر انتهى كلامه
قلت ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث عيسى بن يونس بسند ابن حبان ومتنه ثم أخرجه عن أبي إسحاق الغزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر نحوه سواء
954 الحديث الثامن
روي أن فتى من الأنصار كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات ولا يدع شيئا من الفواحش إلا ركبه فوصف له فقال إن صلاته ستنهاه فلم يلبث أن تاب
قلت غريب
955 الحديث التاسع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان باطلا لم تصدقوهم وإن كان حقا لم تكذبوهم
46

قلت ورواه أبو داود في سننه في كتاب العلم من حديث الزهري أخبرني ابن أبي نملة أن أباه أبا نملة الأنصاري أخبره قال بينما هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ جاءه رجل من اليهود فمر بجنازة فقال يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة فقال الله أعلم فقال اليهودي أشهد أنها لتتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان باطلا لم تصدقوه وإن كان حقا لم تكذبوه انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع العاشر من القسم الأول وزاد فيه وقال قاتل الله اليهود لقد أتوا علما انتهى
ورواه أحمد وابن راهويه وأبو يعلي في مسانيدهم وابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان
قال ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام ومثل هذا الحديث ليس بصحيح فإن نملة بن أبي نملة مجهول الحال ولا يعرف بغير هذا الحديث ولا روى عنه غير الزهري وأبوه أبو نملة معروف في الصحابة واسمه عمار بن معاذ بن زرارة شهد بدرا مع أبيه معاذ ثم المشاهد كلها وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان رحمهما الله
ورأيت في حاشية نملة بن أبي نملة ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه جماعة الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة وغيرهما
وله سند آخر رواه الطبراني في كتابه مسند الشاميين حدثنا عثمان بن خالد ابن عمرو السلفي ثنا عبد الله بن عبد الجبار ثنا الحارث بن عبيدة ثنا بقية ابن الوليد عن محمد بن الوليد عن الزبيدي عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة قال كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بجنازة فقال رجل من اليهود يا محمد... الحديث
47

956 الحديث العاشر
جاء في صفة هذه الأمة صدورهم أناجيلهم
قلت روى الطبراني في معجمه حدثنا سهل بن أبي سهل الواسطي ثنا الجراح بن مخلد ثنا إسماعيل بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن فروة ثني أبي عن أبي مروان أن سنان بن الحارث حدثه عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ يجزي بالسيئة الحسنة ولا يكافئ بالسيئة مولده مكة ومهاجره طيبة وأمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضئون أطرافهم أناجيلهم صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذي يتقربون به إلى ربهم دماؤهم ليوث بالنهار ورهبان بالليل انتهى
وفي كتاب الردة للواقدي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة عن أبيه أن يهوديا من أهل سبأ يقال له نعمان وكان أعلم أحبار يهود قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه آمن به وسأله عن أشياء وقال له إن أبي دفع إلي سفرا مختوما وقال لي لا تقرأه على يهود حتى تسمع بنبي قد خرج من يثرب فلما سمعت بك فتحته فإذا فيه صفتك كما أراك الساعة وفيه ما يحل وما يحرم وفيه أنه خير الأنبياء وأمته خير الأمم وأسمه أحمد أمته الحمادون قربانهم دماؤهم وأناجيلهم صدورهم لا يحضرون قتالا إلا وجبريل معهم تحنن الله عليهم كتحنن النسر على فراخه قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع أصحابه حديثه انتهى
48

957 الحديث الحادي عشر
روي أن ناسا من المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتف قد كتبوا فيها بعض ما تقول اليهود قلما نظر إليها ألقاها وقال كفى بها حماقة قوم أو ضلالة قوم أن
يرغبوا عما جاء به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم فنزلت " أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب " الآية
قلت رواه داود في مراسيله عن يحيى بن جعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم آتاه قوم من المسلمين بكتاب في كتف فقال كفى بقوم ضلالة أن يبتغوا كتبا غير كتابهم إلى نبي غير نبيهم فأنزل الله تعالى " أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم " انتهى
ورواه الطبري في تفسيره ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا الحجاج عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة أن ناسا من المسلمين بلفظ المصنف سواء
ورواه ابن عبد البر في كتاب العلم من حديث يونس بن عبد الأعلى ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة فذكره ثم قال ورواه الفريابي وابن وهب والحميدي وأبو الطاهر عن سفيان عن عمرو من دينار عن يحيى بن جعدة نحوه انتهى
958 الحديث الثاني عشر
روي أن الله تعالى وعد رسوله ألا يعذب قومه ولا يستأصلهم وأن يؤخر عذابهم إلى يوم القيامة
قلت غريب ويخالفه ما رواه الحاكم في كتابه المستدرك في الفتن من حديث سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
49

أن أمتي أمة مرحومة ليس عليها الآخرة عذاب إنما عذابها في الدنيا الزلال والقتل والبلاء انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
959 الحديث الثالث عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من فر بدينه من ارض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم
قلت رواه الثعلبي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وقد تقدم في النساء
960 الحديث الرابع عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين
قلت رواه الثعلبي من حديث يوسف بن عطية ثنا هارون بن كثير ثنا زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة العنكبوت إلى آخره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
50

سورة الروم
51

سورة الروم
ذكر فيها ستة عشر حديثا
961 الحديث الأول
روي أن الروم وفارس تحاربوا بين أذرعات وبصرى فغلبت فارس الروم فبلغ الخبر مكة فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين لأن فارس مجوس لا كتاب لهم والروم أهل كتاب وفرح المشركون وشتموا وقالوا إن النصارى أهل كتاب ونحن وفارس أميون وقد ظهر إخواننا عل إخوانكم ولنظهرن نحن عليكم فنزلت * (ألم غلبت الروم) * الآية فقال لهم أبو بكر رضي الله عنه لا يقرر الله أعينكم فوالله ليظهرن الروم على فارس بعد بضع سنين فقال له أبي بن خلف كذبت يا أبا فضيل اجعل بيننا أجلا أناحبكم عليه والمناحبة المراهنة فناحبه على عشر قلائص من كل واحد منهما وجعلا الأجل ثلاث سنين فأخبر أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر ومادة في الأجل فجعلاها مائة قلوص إلى تسع ومات أبي من جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وذلك عند رأس سبع سنين وقيل كان النصر يوم بدر للفريقين فأخذ أبو بكر الخطر من ذرية أبي وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تصدق به
53

قلت غريب وأقرب ما وجدته وإن طرقه تغيير يسير ما رواه سنيد بن داود في تفسيره حدثني حجاج عن أبي بكر بن عبد الله عن عكرمة قال كانت امرأة في فارس لا تلد إلا الأبطال فدعاها كسرى فقال إني أريد أن أبعث إلى الروم جيشا واستعمل عليهم رجلا من بنيك فأشيري علي أيهم أستعمل فأشارت عليه بولد لها يدعى شهربراز فاستعمله قال أبو بكر بن عبد الله فحدثت هذ الحديث عطاء الخراساني فقال عطاء الخراساني فحدثني يحيى بن يعمر أن قيصر بعث رجلا يدعى قطمة بجيش من الروم وبعث كسرى بشهربراز فالتقيا بأذرعات وبصرى فغلبتهم فارس ففرحت بذلك كفار قريش وكرهه المسلمون قال عكرمة ولقي المشركون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم فوالله لتظهرن الروم على فارس أخبرنا بذلك نبينا صلوات الله عليه فقام أبي بن خلف فقال كذبت يا أبا فضيل فقال له أبو بكر أنت أكذب يا عدو الله فقال أناحبك عشر قلائص مني وعشر قلائص منك فإن ظهرت الروم على فارس غرمت إلي ثلاث سنين ثم جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ما هكذا ذكرت إنما البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر ومادة في الأجل فخرج أبو بكر فلقي أبيا فقال لعلك ندمت قال لا تعال أزايدك في الخطر وأمادك في الأجل فاجعلها مائة قلوص لمائة قلوص إلى تسع سنين قال قد فعلت وظهرت الروم على فارس قبل ذلك فغلبهم المسلمون وهذا مرسل
وذكر الترمذي منه قطعة وقال فيه وكان ذلك قبل تحريم الرهان
وروى الحاكم في مستدركه أيضا منه قطعة يسيرة
54

وكذلك الطبري وابن مردويه وابن أبي حاتم وهذا أقرب ما وجدناه
962 الحديث الثاني
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الجنة وما فيها من النعيم وفي القوم أعرابي فقال يا رسول الله هل في الجنة من سماع قال نعم يا أعرابي إن في الجنة نهرا حافاته الأبكار من كل بيضاء خوصانية يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط فذلك أفضل نعيم الجنة
قال الراوي فسألت أبا الدرداء بم يتغنين قال بالتسبيح
قلت رواه ابن عدي في الكامل من حديث سليمان بن عطاء عن مسلمة ابن عبد الله الجهني عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن أبي الدرداء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الأرواح والنعيم وفي أخرياتالقوم أعرابي فجثا لركبتيه وقال يا رسول الله هل في الجنة من سماع فذكره إلى آخره ولين سليمان بن عطاء ونقل عن البخاري أنه قال في حديثه بعض مناكير قال ابن عدي وهو كما قال انتهى
وكذلك رواه الثعلبي
963 الحديث الثالث
روي إن في الجنة لأشجارا عليها أجراس من فضة فإذا أراد أهل الجنة السماع بعث الله ريحا من تحت العرش فيقع في تلك الأشجار فتحرك تلك الأجراس بأصوات لة سمعها أهل الدنيا لماتوا كلهم طربا
55

قلت غريب ورواه الثعلبي من حديث عبد الله بن عرادة الشيباني عن القاسم بن مطيب عن مغيرة عن إبراهيم قال إن في الجنة لأشجارا إلى آخره
وروى إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عتاب بن بشير عن عبد الله ابن مسلم بن هرمز الهرمزي عن مجاهد قال قيل لأبي هريرة هل في الجنة من سماع قال نعم شجرة أصلها من ذهب وأغصانها الفضة وثمرها الياقوت والزبرجد يبعث له ريح فيحك بعضها بعضا فما سمع شيء قط أحسن منه انتهى
964 الحديث الرابع
عن عائشة رضي الله عنها فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر ركعتين
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحهما من طرق عن عائشة وليس في شيء منها ذكر المدينة وهي عند أحمد في مسنده عنها قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين بمكة
فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة زاد مع كل ركعتين ركعتين إلا صلاة المغرب فإنها وتر النهار وصلاة الفجر لطول قراءتها
وروى البخاري معناه عن عائشة أيضا قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ففرضت أربعا انتهى ذكره بعد كتاب المناقب في باب من أين أرخوا التاريخ
56

965 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى فليقل * (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) * الآية
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث الحجاج بن يوسف بن قتيبة بن مسلم ثنا بشر بن الحسين ثنا الزبيري عن عدي عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يكال له إلى آخره
966 الحديث السادس
وعن النبي صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح * (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) * إلى قوله * (وكذلك تخرجون) * أدرك ما فاته في يومه ذلك ومن قالها حين يمسي أدرك ما فاته في ليلته
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الأدب من حديث سعيد بن بشير عن محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال حين يصبح إلى آخره
ورواه الطبراني في معجمه وابن السني في عمل اليوم والليلة
ورواه العقيلي وابن عدي في كتابيهما وأعلاه بسعيد بن بشير ونقلا عن البخاري أنه قال لا يصح حديثه قال العقيلي وهو مجهول وقال ابن عدي ولا أعلم لسعيد بن بشير النجراني غير هذا الحديث وإليه أشار البخاري بقوله لا يصح حديثه
57

967 الحديث السابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم حكاية عن الله كل عبادي خلقت حنفاء فاجتالتهم الشياطين وأمروهم أن يشركوا بي غيري
قلت رواه مسلم في صحيحه في صفة النار من حديث عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته عن الله عز وجل إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وأمروهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا الحديث بطوله
968 الحديث الثامن
قال النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم قرأ أبو هريرة * (فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) *
انتهى
969 الحديث التاسع
في الحديث المستغزر يثاب من هبته
قلت لم أجده إلا من قول شريح رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في البيوع ثنا ابن أبي زائدة عن هشام عن ابن سيرين عن شريح قال المستغزر يثاب من هبته أو ترد عليه انتهى
ورواه عبد الرازق في مصنفه في الهبة أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين به
58

قال ابن الأثير في النهاية ورد عن بعض التابعين أنه قال الجانب المستغزر يثاب من هبته قال وهو الذي يطلب أكثر مما يهدي انتهى
970 الحديث العاشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلنا رياحا ولا تجعلها ريحا
قلت روي من حديث ابن عباس وله طريقان
عند أبي يعلي الموصلي في مسنده والطبراني في معجمه عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه وجثا على ركبتيه ومد يديه وقال اللهم إني أسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بحسين بن قيس ونقل تضعيفه عن أحمد والنسائي
والطريق الآخر رواه الشافعي في مسنده أخبرني من لا أتهم أنا العلاء ابن راشد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا نحوه سواء
ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في المعرفة في باب الاستسقاء وزاد قال ابن عباس ألا ترى إلى قوله تعالى * (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا) * " وأرسلنا عليهم الريح العقيم " وقال * (وأرسلنا الرياح لواقح) * " ويرسل الرياح مبشرات " انتهى
ورواه في كتاب الدعاء الكبير له وزاد قال الأصم سمعت الربيع بن سليمان
59

يقول كان الشافعي إذا قال أخبرني من لا أتهم يريد به إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي وإذا قال أخبرني الثقة يريد به يحيى بن حسان انتهى
والمصنف قد استدل به على أن الرياح هي الجنوب والشمال والصبا وهي رياح الرحمة والدبور هي ريح العذاب
971 الحديث الحادي عشر
قال عليه السلام إذا كثرت المؤتفكات زكت الأرض
قلت غريب
972 الحديث الثاني عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من امرئ مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم
قلت رواه الترمذي في كتاب البر والصلة من طريق ابن المبارك أنا أبو بكر النهشلي عن مرزوق أبي بكر التيمي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة انتهى وقال حديث حسن انتهى
قال ابن القطان في كتابه ومانعه من الصحة مرزوق هذا فإنه لم تثبت عدالته انتهى
60

ورواه كذلك أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والخمسين
وروي أيضا من حديث أسماء بنت يزيد رواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي وعبد بن حميد في مسانيدهم والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان وأبو نعيم في الحيلة في ترجمة شهر بن حوشب كلهم من حديث عبيد الله ابن أبي زياد القداح عن شهر بن حوشب عن أسماء بن يزيد الأنصارية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بالقداح ولينه يسيرا
ورواه الطبراني أيضا عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب به وزاد ثم قرأ * (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) *
وبهذا الإسناد رواه ابن مردويه في تفسيره ورواه أيضا عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعا نحوه سواء
973 الحديث الثالث عشر
عن ابن عمر قال قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم * (من ضعف) * يعني بفتح الضاد فأقرأني من * (ضعف) * يعني بضمها
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الحروف والترمذي في القراءات من حديث فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن عبد الله بن عمر أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم * (من ضعف) * فقال له انتهى " من صعف " قال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فضيل بن مرزوق انتهى
وكذلك رواه إسحاق بن راهويه في مسنده والبزار وسكت عنه
ووهم ابن عساكر في أطرافه فعزاه للترمذي في ترجمة عطية عن الخدري وأهمله في ترجمة عطية عن ابن عمر
61

قال المنذري في مختصره والذي شاهدناه في غير ما نسخة من الترمذي إنما ذكره عن عطية عن ابن عمر انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره أيضا من حديث سلام بن سليمان المدائني عن أبي عمرو بن العلاء عن نافع عن ابن عمر قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم * (الذي خلقكم من ضعف) * فقال لي قل من * (ضعف) * ولا تقل ضعفا انتهى
ورواه أيضا من حديث عبد الجبار بن نافع الضبي عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر نحوه
974 الحديث الرابع عشر
في الحديث ما بين فناء الدنيا إلى البعث أربعين قالوا لا نعلم أهي أربعون سنة أم أربعون ألف سنة
قلت غريب بهذا اللفظ
وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون سنة قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعين يوما قال أبيت انتهى
975 الحديث السادس عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الروم كان له من الأجر عشر
62

حسنات بعدد كل ملك سبح لله بين السماء والأرض وأدرك ما ضيع يومه وليلته
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
63

سورة لقمان
65

سورة لقمان
ذكر فيها أحد عشر حديثا
967 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة فيها ولا أثمانهن
قلت روي من حديث أبي أمامة ومن حديث عمر بن الخطاب ومن حديث علي ومن حديث عائشة
أما حديث أبي أمامة فرواه الترمذي من حديث عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن ولا خير في التجارة فيهن وثمنهن حرام في مثل هذا نزلت هذه الآية * (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) * الآية انتهى وقال حديث غريب إنما يروي من حديث القاسم عن أبي أمامة والقاسم ثقة وعلي ين يزيد يضعف في الحديث قاله محمد بن إسماعيل انتهى
ورواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم ورواه الطبري وابن أبي حاتم وابن مردويه والثعلبي والبغوي في تفاسيرهم وألفاظهم فيه قال لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن ولا التجارة فيهن وأكل أثمانهن حرام انتهى وهو لفظ الكتاب
67

وذكره عبد الحق في أحكامه في البيوع من جهة الترمذي ثم قال وعلي ابن يزيد ضعفه أحمد والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم وقال النسائي متروك وأحسن ما وجدنا فيه قول ابن عدي وقال هو صالح في نفسه إلا أن يروي عنه ضعيف وهذا قد روى عنه ابن زحر وقد ضعفه أبو حاتم وابن معين وابن المديني ووثقه البخاري
وله طريق آخر رواه ابن ماجة في التجارات ثنا أحمد بن محمد بن سعيد القطان ثنا هاشم بن القاسم ثنا أبو جعفر الرازي عن عاصم عن أبي المهلب عن عبيد الله الإفريقي عن أبي أمامة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغنيات وعن شرائهن وعن كسبهن وعن أكل أثمانهن انتهى
وله طريق آخر عند الطبراني في معجمه عن الوليد بن الوليد ثنا أبو ثوبان عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة فذكره بلفظ الطبري بزيادة الحديث الذي بعده
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث فرج بن فضالة عن علي بن زيد بدون الزيادة
وأما حديث عمر فرواه الطبراني في معجمه من حديث يزيد بن عبد الملك النوفلي عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النظر إلى المغنية حرام وغناها حرام وثمنها كثمن الكلب سحت مختصر
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بيزيد بن عبد الملك وقال عامة ما يرويه غير محفوظ واسند إلى النسائي أنه قال فيه متروك الحديث
وأما حديث علي فرواه أبو يعل الموصلي في مسنده عن علي بن يزيد
68

الصدائي عن الحارث بن نبهان عن إسحاق عن الحارث عن علي قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغنيات وعن بيعهن وشرائهن والتجارة فيهن وقال كسبهن حرام انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بالحارث بن نبهان وفيه أيضا غيره
وأما حديث عائشة فرواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من حديث ليث ابن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن عائشة مرفوعا إن الله حرم القينة وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها ثم قرأ * (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) * انتهى
وأعله بليث بن أبي سليم قال ابن حبان قد اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم انتهى
وإليه أشار البيهقي في سننه عقيب حديث أبي أمامة فقال وروي عن ليث ابن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن عائشة وليس بمحفوظ
977 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من رجل رفع صوته بالغناء إلا يبعث الله عليه شيطانين أحدهما على المنكب والآخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت
قلت رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده والطبراني في معجمه من حديث رشيدين بن سعد عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رفع رجل صوته بالغناء إلى آخره
69

ورواه إسحاق بن راهويه والحارث بن أبي أسامة والواحدي في أسباب النزول من حديث مطرح بن يزيد عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم عن أبي أمامه مرفوعا لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن وأثمانهن حرام وما من رجل رفع صوته بالغناء إلى آخره
بهذا السند المتن رواه ابن مردويه والثعلبي ثم الواحدي في تفاسيرهم وكذلك رواه الطبراني في معجمه أيضا ملحقا بالحديث الذي قبله حدثنا محمد بن جعفر بن سفيان
الرقي ثنا أيوب بن محمد الوزان ثنا الوليد بن الوليد ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن يحيى بن الحارث الزيادي عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا نحوه
ورواه في كتابه المسمى بمسند الشاميين ثنا محمد بن عمار الدمشقي ثنا العباس بن الوليد الخلال ثنا الوليد بن الوليد به لا يحل بيع المغنيات إلى آخره سواء
وكذلك رواه ابن عدي في الكامل عن مسلمة بن علي أبي سعيد الخشني ثني يحيى بن الحارث به وضعف مسلمة عن البخاري والنسائي وابن معين ووافقهم وقال عامة أحاديثه غير محفوظة انتهى
978 الحديث الثالث
روي في الحديث الحديث في المسجد يأكل الحسنات كم تأكل البهيمة الحشيش
قلت استدل به المصنف على أن المراد به الحديث المنكر وتقدم في براءة
979 الحديث الرابع
قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أبر قال أمك قال
70

ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أباك
قلت رواه أبو داود في سننه في الأدب والترمذي في البر والصلة من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله من أبر إلى آخره سواء وزاد فيه ثم الأقرب فالأقرب انتهى ولم يعزه الطيبي إلا للترمذي
ومعناه في الصحيحين رواه البخاري في الأدب ومسلم في البر والصلة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك انتهى
980 الحديث الخامس
قال عليه السلام لا صيام لمن لم يعزم الصيام من الليل
قلت تقدم في البقرة وكذا قوله ألا يرى إلى قوله لمن لم يبيت الصيام من الليل تقدم في أواخر البقرة
981 الحديث السادس
في الحديث إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه
قلت روي من حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة
أما حديث ابن عمر فرواه ابن حبان في صحيحه فبي النوع الحادي والسبعين
71

من القسم الأول من حديث عمارة بن غزية عن حرب بن قيس عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه انتهى
ورواه أحمد والبزار وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم وكذلك البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والعشرين
وعمارة بن غزية احتج به مسلم ووثقه أحمد وأبو زرعة وقال ابن معين هو صالح الحديث وقال أبو حاتم كان صدوقا وقال ابن سعد كان ثقة وضعفه ابن حزم وحده وحرب بن قيس ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا
وأما حديث ابن عباس فرواه ابن حبان أيضا في صحيحه في النوع الثامن والستين من القسم الثالث عن هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا باللفظ المذكور
ورواه الطبراني في معجمه أيضا
وعن الطبراني رواه أبو نعيم في الحيلة في ترجمة هشام بن حسان
وأما حديث ابن مسعود فرواه الطبراني في معجمه أيضا ثنا أبو مسلم الكشي ثنا معمر بن عبد الله الأنصاري ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا نحوه
وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة علقمة وقال لم يروه مرفوعا عن شعبة إلا معمر ورواه غندر وبكر بن بكار وغيرهما موقوفا
وكذلك رواه العقيلي عن معمر بن عبد الله الأنصاري به مرفوعا وقال لا يتابع على رفعه ووقفه غيره وهو أولى انتهى
قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب فقال إنه من أقران معمر ولم يتابع على رفعه وقد رواه روح بن عبادة عن شعبة موقوفا ورواه أبو إسحاق
72

السبيعي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه من قوله الصحيح انتهى
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا
وأما حديث أبي هريرة فرواه ابن أبي سيبة في مسنده حدثنا زيد بن الحباب حدثني عمر بن عبد الله بن أبي خثعم اليمامي أنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله أقصر الصلاة في سفري قال نعم إن الله يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بفريضته انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بعمر بن أبي خثعم وقال إن عمر منكر الحديث
ورواه ابن عدي أيضا عن سعيد بن سعيد بن أبي المقبري ثني أخي عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا نحوه وأعله بسعد هذا وقال عامة ما يرويه لا يتابع عليه ولم أر للمتقدمين فيه كلاما انتهى
قال ابن طاهر وسعد هذا لم يتكلم فيه ولكن له مناكير منها هذا الحديث وقد عده ابن عدي من مناكيره قلت ورواه يحيى بن عبيد الله عن أبيه كذلك ويحيى ضعيف انتهى
وأما حديث عائشة فرواه ابن عدي في الكامل من طريقين
أحدهما عن الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي أنه سمع القاسم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يحب أن يعمل برخصه كما يحب أن يعمل بفرائضه) انتهى وضعف الحكم هذا عن جماعة جدا ووافقهم
والآخر عن عمر بن عبيد البصري ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه
73

قلت وما عزائمه قال فرائضه وضعف عمر بن عبيد هذا
وقال لم يروه بهذا الإسناد غيره انتهى
وبهذا السند الثاني والمتن رواه أبو يعلي الموصلي في معجمه وحجمه ثلاثة أجزاء حديثية وكذلك الطبراني في معجمه الوسط
قال ابن طاهر وروي هذا الحديث من حديث علي رواه عيسى بن عبد الله ابن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا قال وعيسى هذا من أهل الكوفة عامة ما يرويه لا يتابع عليه انتهى
حديث آخر رواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا الفضل بن العباس القرطبي ثنا إسماعيل بن عيسى العطار ثنا عمر بن عبد الجبار ثنا عبد الله بن يزيد بن آدم عن أبي الدرداء وأبي أمامة ووائلة بن الأسقع وأنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب أن يؤتى رخصه كما يحب العبد مغفرة ربه انتهى وقال لا يروى إلا بهذا الإسناد تفرد به إسماعيل بن عيسى العطار انتهى
قوله
وقولهم عزمة من عزمات ربنا
قلت رواه أبو داود والنسائي في الزكاة من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في كل سائمة إبل في أربعين بنت لبون لا يفرق إبل عن حسابها من أعطاها مؤتجرا فله أجرها فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا ليس لآل محمد منها شيء انتهى
ورواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
74

وعزاه الشيخ في الإلمام إلى الترمذي وهو خطأ
وقال البيهقي إنما لم يخرجاه لأنه لا يثبت عندهما معاوية بن حيدة رواية ثقة غير ابنه على عادتهما في الصحابي أو التابع أو تابع التابع إذا لم يكن له إلا راو واحد لم يخرجا حديثه في الصحيح انتهى
وقد وثق بهز بن حكيم أبو داود والترمذي والنسائي وابن معين وابن المديني وابن الجارود وغيرهم ولكن ابن حبان قال إنه كان يخطئ كثيرا قال ولولا حديث إنا آخذوه وشطر إبله لأدخلناه في الثقات انتهى
قال الشيخ في الإمام ولا يتعين أن يكون الشيخان تركا تخريجه للعلة التي ذكرها البيهقي فقد يكونان لم يريا بهزا من شرطهما وهو وإن وثقه جماعة فقد قال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال أبو زرعة ليس بمشهور
وقوله إن الصحابي والتابع إذا لم يكن له إلا راو واحد لم يخرجا حديثه هذا قد أبطله الحافظ عبد الغني في الكتاب الذي وضعه في أوهام المدخل للحاكم انتهى كلامه
983 الحديث السابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم سرعة المشي يذهب بهاء المؤمن
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث الخدري
فحديث أبي هريرة رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي جعفر يعقوب بن الفرجي من حديث أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن انتهى
وأبو معشر فيه مقال
وأخرجه ابن عدي في الكامل عن عمار بن مطر العنبري الرهاوي ثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا وأعله بعمار هذا وقال
75

أنه منكر الحديث
وأما حديث ابن عمر فرواه ابن عدي في الكامل من حديث الوليد بن سلمة قاضي الأردن ثنا عمر بن محمد بن صهبان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا نحوه سواء وأعله بعمر بن صهبان وضعفه عن البخاري والنسائي وابن معين ووافقهم وقال غالب أحاديثه غير محفوظة
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء أيضا وأسند عن ابن معين أنه قال عمر بن صهبان لا يساوي فلسا وقال في أبي معشر اختلط في آخر عمره وكثرت المناكير في روايته فبطل الاحتجاج به
وأما حديث الخدري فرواه ابن عدي أيضا عن الوليد بن سلمة المذكور ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وقال الوليد بن سلمة الطبراني قاضي الأردن كان يضع الحديث لا يجوز الاحتجاج به بحال وابنه إبراهيم بن الوليد ثقة انتهى
984 قوله
قالت عائشة في حق عمر رضي الله عنهما كان إذا مشى أسرع
قلت غريب وفي النهاية لابن الأثير عن عائشة قالت كان عمر إذا مشى أسرع وإذا قال أسمع وإذا ضرب أوجع
وروى ابن سعد في الطبقات في ترجمة عمر أخبرنا محمد بن عمر الواقدي ثنا عمر بن سليمان بن أبي خثيمة عن أبيه قال قالت الشفاء بنت عبد الله كان عمر إذا مشى إلى آخره سواء
76

985 الحديث الثامن
يروي أن أيسر ما يعذب به أهل النار الأخذ بالأنفاس
قالت غريب جدا
968 الحديث التاسع
في الحديث في جذعة ابن نيار تجزي عنك ولن تجزىء عن أحد بعدك
قلت تقدم في أوائل البقرة
987 قوله
روي أن الحارث بن عمرو بن حارثة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أخبرني عن الساعة متى قيامها وإني قد ألقيت حباتي في الأرض وقد أبطأت عنا السماء فمتى تمطر وأخبرني عن امرأتي فقد اشتملت على حمل ما في بطنها أذكر أم أنثى وإني علمت ما علمت أمس فما أعمل غدا وهذا مولدي قد عرفته فأين أموت فنزلت * (إن الله عنده علم الساعة) * الآية
قلت روى الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما من حديث ابن أبي نجيح عن مجاهد قال جاء رجل من أهل البادية فقال يا محمد إن امرأتي حبلى فأخبرني ما تلد وبلدنا مجدبة فأخبرني ما ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت فأنزل الله * (إن الله عنده علم الساعة) * الآية انتهى
وذكره الثعلبي في تفسيره والواحدي في أسباب النزول بلفظ المنصف من غير سند ولا راو
77

988 الحديث العاشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مفاتيح الغيب خمس وتلا الآية
قلت رواه البخاري في صحيحه من حديث محمد بن زيد عن عبد الله ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاتيح الغيبي خمس ثم قرأ " عن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث " الآية
ورواه في تفسير سورة الرعد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أطول من هذا وبه في التوحيد أخضر منه وكذلك رواه في الاستسقاء وهو من أفراده
989 قوله
روي أن ملك الموت مر على سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظر إليه فقال الرجل من هذا قال ملك الموت فقال كأنه يريدني وسأل سليمان أن يحمله على الريح ويلقيه ببلاد الهند ففعل ثم قال ملك الموت لسليمان كان دوام نظري إليه تعجبا منه لأني أمرت أن أقبض روحه بالهند
قلت رواه ابن أبي شيبه في مصنفه في أبواب كلام الأنبياء حدثنا عبد الله ابن نمير ثنا الأعمش عن خثيمة عن شهر بن حوشب قال دخل ملك الموت على سليمان عليه السلام فجعل ينظر إلى آخره
ورواه الثعلبي في تفسيره من طريق أحمد بن حنبل ثنا عبد الله بن نمير
ورواه أحمد في كتاب الزهد حدثنا عبد الله بن نمير به سندا ومنتا
990 الحديث الحادي عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة لقمان كان لقمان رفيقه
78

يوم القيامة وأعطي من الحسنات عشرا بعدد من عمل بالمعروف ونهى عن المنكر
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي كعب مرفوعا ورواه عن ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في سورة يونس
79

سورة آلم تنزيل السجدة
81

سورة آلم تنزيل السجدة
ذكر فيها ستة أحاديث
991 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة لو نظرت إليها
قلت احتج به المصنف على أن لو فيه للتمني
والحديث رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة في سننهم وابن حبان والحاكم في صحيحهما وأحمد والدارمي وعبد بن حميد والبزار في مسانيدهم والبيهقي والدارقطني في سننيهما وابن شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما وكلهم لم يذكروا فيه لو أخرجوه كلهم من حديث المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما انتهى وفيه كلام مبسوط في أحاديث الهداية
ولم يجد أحدا رواه بلفظة لو إلا أبو عبيد القاسم بن سلام فإنه رواه في غريب الحديث له حدثني أبو معاوية عن عاصم عن بكر بن عبد الله المزني عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للمغيرة وقد خطب امرأة لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما انتهى
ولو احتج المصنف بقوله تعالى * (أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين) * لكان أولى مع أن التمني في الحديث غير ظاهر والتمني في الآية ظاهر قطعا لوجود النصب في جوابه
83

992 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تفسيرها يعني قوله تعالى * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * قال قيام العبد من الليل
قلت رواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * قال قيام العبد من الليل انتهى
ومن طريق أحمد رواه الثعلبي وبهذا الإسناد رواه ابن مردويه
ومعناه عند الترمذي في الإيمان وابن ماجة في الفتن عن أبي وائل عن معاذ قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه إلى أن قال ألا أدلك على أبواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم قرأ * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح
ورواه الحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
993 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة جاء مناد ينادي بصوت يسمع الخلائق كلهم سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهو قليل ثم يرجع فينادي ليقم الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل
84

فيسرحون جميعا إلى الجنة ثم يحاسب سائر الناس
قلت رواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي في مسنديهما أخبرنا أبو معاوية ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس يوم القيامة في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر ثم يقوم مناد فينادي سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم فيقول أين الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يعود فينادي أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يحاسب سائر الناس انتهى
وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره عن عبد الرحمن بن إسحاق به بلفظ المصنف سواء
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والعشرين بالإسناد المذكور فذكره إلى قوله فينادي ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب ثم يحاسب سائر الناس انتهى
واختصره الحاكم في المستدرك في تفسير سورة النور عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادي مناد سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم ثلاث مرات ثم يقول أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع ثم يقول أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ثم ينادي أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم وصححه
85

994 قوله
عن أنس بن مالك قال كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة فنزلت * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * الآية
قلت رواه أبو داود في سننه في قيام الليل من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك في هذه الآية * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) * قال كانوا ينتفلون ما بين المغرب والعشاء يصلون قال وكان الحسن يقول هو قيام الليل انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث الحارث بن وجيه سمعت مالك ابن دينار يقول سألت أنس بن مالك عن قوله تعالى * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * قال كان أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون من المغرب إلى العشاء وأنزل الله فيهم هذه الآية انتهى
وله سند آخر عند البزار في مسنده عن عبد الحميد بن سليمان حدثني مصعب عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال بلال كنا نجلس وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت هذه الآية * (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) * انتهى قال ولا نعلم روى أسلم عن بلال إلا هذا الحديث ولا نعلم له طريقا عن بلال إلا هذه الطريق انتهى
955 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتهم عليه اقرءوا إن شئتم " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة عين "
قلت رواه البخاري في بدء الخلق ومسلم في صفة القيامة واللفظ لمسلم
86

عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما أطلعكم الله عليه ثم قرأ * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) * انتهى قوله ذخرا بله ما أطلعكم الله عليه زياد لمسلم
قال البيهقي ليس عند البخاري ذخرا بله ما أطلعتم عليه بل انفرد به مسلم
996 قوله
روي أنه شجر بين علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط يوم بدر كلام فقال له الوليد اسكت فإنك صبي أنا أشب منك شبابا وأجلد منك جلدا وأذرب منك لسانا وأحد منك سانا وأشجع منك جنانا وأملأ منك حشوا في الكتبية فقال له علي اسكت فإنك فاسق فنزلت * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) *
قلت رواه الواحدي في أسباب النزول أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأصبهاني ثنا عبد الله بن محمد الحافظ ثنا إسحاق بن بيان ثنا حبيش بن مبشر الفقيه ثنا عبيد الله بن موسى ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب أنا أحد منك سنانا وأنشط منك لسانا وأملأ
للكتبية منك فقال له علي اسكت يا فاسق فإنما أنت فاسق فنزلت * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) * قال يعني بالمؤمن عليا وبالفاسق الوليد بن عقبة انتهى
87

ورواه ابن مردويه في تفسيره ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا إسحاق ابن بيان به
ورواه أيضا عن علي بن مندل عن الكلبي عن أبي صالح عن أبن عباس فذكره
997 الحديث الخامس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ * (ألم تنزيل) * و * (تبارك الذي بيده الملك) * أعطي من الأجر كما لو أحيا ليلة القدر
قلت ورواه الثعلبي من حديث أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن زيد العمي عن أبي نضرة عن ابن عباس عن أبي بن كعب مرفوعا ليس فيه و * (تبارك الذي بيده الملك) *
وهكذا هو الفائق لابن غنائم
ورواه ابن مردويه ثنا داود في تفسيره حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن منصور الروماني ثنا داود بن معاذ المصيصي ثنا فهد أبو الخير الموصلي وعبد الله ابن وهب المصري قالا ثنا الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ * (تبارك الذي بيده الملك) * و * (ألم تنزيل) * السجدة بين المغرب والعشاء فكأنما أحيا ليلة القدر انتهى
ورواه أيضا بسنديه المذكورين في آل عمران ليس فيه بين المغرب والعشاء
88

وكذلك رواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس بلفظ المصنف سواء
998 الحديث السادس
وقال عليه السلام من قرأ * (ألم تنزيل) * في بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام
قلت غريب جدا
89

سورة الأحزاب
91

سورة الأحزاب
ذكر فيها أربعين حديثا
999 الحديث الأول
عن زر قال قال لي أبي بن كعب كم تعدون سورة الأحزاب قلت ثلاثا وسبعين آية قال فوالذي يحلف به أبي بن كعب إن كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول ولقد قرأنا منها آية الرجم الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم
قلت رواه النسائي في سننه في كتاب الرجم من حديث منصور عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال قال أبي بن كعب كم تعدون سورة الأحزاب قلنا ثلاثا وسبعين آية قال فوالذي يحلف به أبي بن كعب إن كانت لتعدل سورة البقرة أو أطول ولقد كان فيها آية الرجم الشيخ والشيخة... إلى آخره
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الحادي والمائة
ورواه الحاكم في المستدرك في الحدود عن حماد بن زيد عن عاصم به وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وبسند الحاكم رواه أحمد في مسنده
ورواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا زيد بن أبي أنيسة عن عاصم به
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الحدود أنا سفيان الثوري عن عاصم
93

به وزاد قال الثوري بلغنا أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقرءون القرآن أجيبوا يوم مسيلمة فذهب حروف من القرآن انتهى
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده ثنا ابن فضالة عن عاصم به
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في كتاب المدخل فرفعت فيما رفعت
ومن طريق الطبراني رواه ابن مردويه في تفسيره
1000 قوله
وأما ما يحكى أن تلك الزيارة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها الداجن فمن تأليفات الملاحدة والروافض
قلت رواه الدارقطني في سننه في كتاب الرضاع من حديث محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمره عن عائشة وعن عبد الرحمن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم والرضاعة وكانتا في صحيفة تحت سريري فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها انتهى
وكذلك رواه أبو يعلى الموصلي في سنده
ورواه البيهقي في المعرفة في الرضاع من طريق الدارقطني بسنده المتقدم ومتنه
وكذلك رواه البزار في مسنده وسكت والطبراني في معجمه الوسط في ترجمة محمود الواسطي
وروى إبراهيم الحربي في كتاب غريب الحديث ثنا هارون بن عبد الله ثنا عبد الصمد ثنا أبي قال سمعت حسينا عن ابن أبي بردة أن الرجم أنزل
94

في سورة الأحزاب وكان مكتوبا في خوصة في بيت عائشة فأكلتها شاتها انتهى
1001 الحديث الثاني
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة كان يحب إسلام اليهود قريضة والنضير وبني قينقاع وقد تابعه ناس منهم على النفاق وكان يلين لهم جانبه ويكرم صغيرهم وكبيرهم وإذا أتى منهم قبيح تجاوز عنهم وكان يسمع منهم فنزلت * (ولا تطع الكافرين) * الآية
وروي أن أبا سفيان بن حرب وعكرمة بن أبي جهل وأبا الأعور السلمي قدموا عليه في الموادعة التي كانت بينهم وبينه وقام معهم عبد الله بن أبي ومتعب بن قشير والجد بن قيس فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ارفض ذكر آلهتنا وقل إنها تضر وتنفع وتشفع ونحن ندعك وربك قال فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين وهموا بقتلهم فنزلت
قلت غريب
والثاني ذكره الثعلبي من غير سند وكذلك الواحدي في أسباب النزول
1002 الحديث الثالث
روي في زيد بن حارثة وكان رجلا من كلب سبي صغيرا وكانت العرب في جاهليتها يتغاورون ويتسابون فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له وطلبه أبوه وعمه فخير فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه وكانوا يقولون زيد بن محمد فأنزل الله هذه الآية " وما كان محمد أبا أحد... " الآية
95

قلت رواه ابن أبي خيثمة في أول تاريخه بسنده إلى ابن إسحاق قال وكان من أمر زيد بن حارثة أنه أصابته منة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من سبايا العرب من كلب في بيت منهم كان حكيم بن حزام اشتراه من سوق حباشة بمكة سوق للعرب يتسوقون به في كل سنة واشتراه لخديجة بنة خويلد فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر منه بعشر سنين فتبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى أنزل الله * (ادعوهم لآبائهم) * انتهى
وهذه اللفظة في الصحيحين عن سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر قال ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى أنزل الله * (ادعوهم لآبائهم) * انتهى
1003 الحديث الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة
فحديث أبي هريرة رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثاني والعشرين من القسم الثالث عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخشى عليكم بعدي الفقر ولكن أخشى عليكم الغنا والتكاثر وما أخشى عليكم الخطأ ولكن أخشى عليكم العمد
انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك في تفسير سورة التكاثر وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والسبعين بسنده ومتنه
وحديث عائشة رواه الطبراني في معجمه الوسط من حديث ثابت بن
96

عجلان عن عطاء عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إني لست أخاف عليكم الخطأ ولكن أخاف عليكم العمد انتهى
ورواه أيضا في مسند الشاميين ثنا محمد بن عيسى بن المنذر الحمصي ثنا أبي ثنا بقية عن ثابت بن عجلان ثني عطاء بن أبي رباح به
1004 الحديث الخامس
قال النبي صلى الله عليه وسلم رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه
قلت رواه ابن ماجة في سننه في الطلاق ثنا محمد بن المصفى ثنا الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء بن يسار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه انتهى
وهو سند ضعيف
لكن رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن والستين من القسم الثالث عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعا إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه انتهى
وكذلك رواه الحاكم في المستدرك في الطلاق وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل من حديث جعفر بن جبر بن فرقد ثني أبي عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع الله عن هذه الأمة ثلاثا الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه انتهى وعده من منكرات جعفر
وفي الحديث كلام طويل وله طرق أخرى بينت ذلك في أحاديث الهداية
1005 الحديث السادس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من مؤمن إلا أنا أولى به في الدنيا
97

والآخرة اقرءوا إن شئتم * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * فأيئما مؤمن هلك وترك مالا فلترثه عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي
قلت رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرءوا إن شئتم * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * فأيما مؤمن ترك مالا فلترثه عصبته من كانوا وإن ترك دينا أو ضياعا فليأتني أنا مولاه انتهى
1006 قوله
قالت عائشة لسنا أمهات النساء
قلت رواه الدارقطني في في كتابه المؤتلف والمختلف ثنا محمد بن مخلد ثنا عبيد الله بن الهيثم العبدي ثنا أبو قتيبة مسلم بن قتيبة ثنا مطر الأعنق حدثتني خرقاء قالت قلت لعائشة يا أمة فقالت لست أم النساء إنما أنا أم الرجال انتهى ذكره في باب خرقاء
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عائشة أخبرنا الفضل بن دكين ثنا سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال قالت امرأة لعائشة يا أمة فقالت عائشة إني لست بأمك إنما أنا أم الرجال انتهى
1007 الحديث السابع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور انتهى البخاري في الاستسقاء وفي بدء الخلق وفي المغازي ومسلم في الاستسقاء
98

1008 الحديث الثامن
من حديث الأحزاب ويوم الخندق روي أن الله تعالى أرسل * (جنودا لم تروها) * وهم الملائكة وكانوا ألفا بعث الله عليهم صبا باردة في ليلة شاتية فأخصرتهم وسفت التراب في وجوههم وأمر الملائكة فقلعت الأوتاد وقطعت الأطناب وأطفأت النيران وأكفأت القدور وماجت الخيول بعضها في بعض وقذف في قلوبهم الرعب وكبرت الملائكة في جوانب عسكرهم فقال طليحة بن خويلد الأسدي أما محمد فقد بدأكم بالسحر فالنجاة النجاة فانهزموا من غير قتال وحين سمع النبي صلى الله عليه وسلم بإقبالهم ضرب الخندق على المدينة وأشار عليه بذلك سلمان الفارسي ثم خرج في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب معسكره والخندق بينه وبين القوم وأمر بالذراري والنساء فرفعوا في الآطام واشتد الخوف وظن المؤمنون كل ظن ونجم النفاق من المنافقين حتى قال معتب بن قشير كان محمد يعدنا كنوز كسرى وقيصر ونحن لا نقدر نذهب إلى الغائط وكانت قريش قد أقبلت في عشرة آلاف من الأحابيش وبني كنانة وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان وخرج غطفان في ألف ومن تابعهم من أهل نجد وقائدهم عيينة بن حصن وعامر بن الطفيل في هوازن وضامتهم اليهود من قريظة والنضير ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم إلا الرمي بالنبل والحجارة حتى أنزل الله النصر
قلت هذا كله في سيرة ابن هشام في غزوة الخندق معرفا في طول القصة عن ابن إسحاق من قوله
ورواه الطبري من طريق ابن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة بن
99

الزبير وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم من علمائنا أنه كان من حديث الخندق... فذكره مطولا بزيادات ونقص
1009 الحديث التاسع
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه إن الأحزاب سائرون إليكم تسعا أو عشرا يعني في آخر تسع ليل أو عشر فلما رأوهم قد أقبلوا للميعاد قالوا * (هذا ما وعدنا الله ورسوله) *
1010 الحديث العاشر
في الحديث من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة
قلت رواه الترمذي في كتابه في المناقب وابن ماجة في السنة من حديث الصلت بن دينار الأزدي عن أبي نضرة منذر بن مالك عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله انتهى قال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت بن دينار وقد تكلم فيه بعض أهل العلم وضعفه انتهى
قلت رواه الطبراني في معجمه بسند آخر فقال ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سليمان بن أيوب بن سليمان ابن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله حدثني أبي ثني جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآني يقول من أحب أن ينظر إلى شهيد... الحديث
100

الحديث الحادي عشر
روي أن طلحة ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى أصيبت يده فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوجب طلحة
قلت لم يروه هكذا بهذا اللفظ إلا الثعلبي أخبرنا عبد الله بن حامد ثنا أحمد بن محمد بن شاذان ثنا جيعونة بن محمد الترمذي ثنا صالح بن محمد بن سليمان بن حرب عن حزم عن عروة عن عائشة في قوله تعالى * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) * قالت منهم طلحة بن عبيد الله ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم... إلى آخره
ولكن روي مفرقا
فحديث أوجب طلحة رواه الترمذي في كتابه في الجهاد من طريق محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله ابن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام قال كان النبي صلى الله عليه وسلم درعان يوم أحد فنهض إلى الصخرة فلم يستطع فأقعد طلحة تحته فصعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة قال فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أوجب طلحة انتهى وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن من القسم الثالث وكذلك الحاكم في المستدرك في المغازي وقال على شرط مسلم ولم يخرجاه
101

ورواه ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي والبزار في مسانيدهم
وحديث أصيبت يده رواه النسائي في الجهاد أخبرنا عمرو بن سواد أنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر قال لما كان يوم أحد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلا من الأنصار وفيهم طلحة بن عبيد الله فأدرجهم المشركون فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من للقوم فقال طلحة أنا قال كما أنت فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله فقاتل حتى قتل ثم التفت فإذا المشركون قال من للقوم فقال طلحة أنا فقال كما أنت فقال رجل من الأنصار أنا فقال أنت فقاتل حتى قتل ثم لم يزل يقول ذلك ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من للقوم فقال طلحة أنا فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فانقطعت أصابعه فقال حس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون ثم رد الله المشركين انتهى
وروي البخاري في المغازي من حديث إسماعيل عن قيس قال رأيت يد طلحة شلاء وقي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد انتهى
1012 الحديث الثاني عشر
روي أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة الليلة التي انهزم فيها الأحزاب ورجع المسلمون إلى المدينة ووضعوا سلاحهم على فرسه الحيزوم والغبار على وجه الفرس وعلى السرج فقال ما هذا يا جبريل قال من متابعة قريش فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الغبار عن وجه الفرس وعن سرجه فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة لم تضع السلاح إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريضة وأنا عامد إليهم
102

فإن الله داقهم دق البيض على الصفا وإنهم لكم طعمة فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس أن من كان سامعا مطيعا فلا يصلي العصر إلا في بني قريظة فما صلى كثير من الناس العصر إلا بعد العشاء الآخرة لأجل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزلون على حكمي فأبوا فقال على حكم سعد بن معاذ فرفضوا به فقال سعد حكمت فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم ونساؤهم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ثم استنزلهم وخندق في سوق المدينة خندقا وقدمهم وضرب أعناقهم وهم من ثمانمائة إلى تسعمائة وقيل كانوا ستمائة مقاتل وسبعمائة أسير
قلت هذا كله في سيرة ابن هشام في غزوة بني قريظة عن ابن إسحاق من قوله إلا قوله عليه السلام لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة فإنه أسنده حدثني عاصم بن عمير بن قتادة عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد ابن معاذ عن علقمة بن وقاص الليثي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ثم قال قال ابن إسحاق ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق المدينة فخندق بها خندق ثم بعث إليهم فضربت أعناقهم في تلك الخنادق فخرج بهم إليه أرسالا وهم ستمائة أو سبعمائة والمكثر يقول كانوا بين الثمانمائة إلى التسعمائة وبقية الحديث مفرق في طول القصة إلا قوله فإن الله داقهم دق البيض على الصفا فإنه قال بدله إني عامد إليهم فمزلزل بهم ورواها بهذا اللفظ أبو نعيم في دلائل النبوة فقال في الفصل الثامن والعشرين وهو فصل المغازي ثنا عبد الله بن محمد في جماعة قالوا ثنا عبد الله ابن محمد البغوي ثنا الحكم بن موسى ثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي ثنا معاذ ابن رفاعة حدثني أبو الزبير عن جابر قال لما رابط النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير
103

وطال المكث بهم أتاه جبريل عليه السلام وهو يغسل رأسه فقال عفا الله عنك يا محمد ما أسرع ما مللتهم والله ما نزعنا من لأمتنا شيئا منذ نزلت عليهم قم فشد عليك سلاحك والله لأذقنهم كما يدق البيض على الصفا قال فأتبعته بصري حتى تقذفذ في المدينة فلما رأينا ذلك نهضنا إليه ففتحها الله انتهى
1013 الحديث الثالث عشر
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل عقارهم يعني الأحزاب للمهاجرين دون الأنصار فقالت الأنصار في ذلك فقال إنكم في منازلكم وقال عمر أما نخمس كما خمست يوم بدر قال لا إنما جعلت هذه طعمة لي دون الناس قالوا رضينا بما صنع الله ورسوله
قلت رواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني معمر عن الزهري عن خارجة بن زيد عن أم العلاء قالت لما غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير قسم ما أفاء الله عليه فأعطى المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار من ذلك الفيء شيئا إلا رجلين كانا محتاجين سهل بن حنيف وأبا دجانة مختصر
وحدثني أبو بكر بن عبد الله عن المسور بن رفاعة قال وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم الأموال والحلقة فوجدوا من الحلقة خمسين درعا وخمسين بيضة وثلاثمائة وأربعين سيفا وكان الذي ولي قبضها محمد بن مسلمة ويقال إنهم غيبوا بعض سلاحهم فقال عمر يا رسول الله ألا نخمس كما خمست ما أصيب من بدر فقال عليه السلام لا أجعل شيئا جعله الله لي دون المؤمنين بقوله * (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) * الآية كهيئة ما وقع فيه السهمان للمسلمين مختصر
1014 الحديث الرابع عشر
روي أن آية التخيير لما نزلت غم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأ
104

بعائشة وكانت أحبهن إليه فخيرها وقرأ عليها القرآن فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة فرئي الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اختار جميعهن اختيارها فشكر الله لهن ذلك وأنزل * (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج) *
وروي أنه قال لعائشة إني ذاكر لك أمرا ولا عليك ألا تجعلي فيه حتى تستأمري أبويك ثم قرأ عليها القرآن قالت أفي هذا أستأمر أبوي إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة
وروي أنها قالت لا تخير أزواجك إني اخترتك قال إنما بعثني الله مبلغا ولم يبعثني متعنتا
قلت الأول رواه الطبري حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن في قوله تعالى * (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها) * الآية قال أمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة والجنة والنار قال قتادة وهي غيرة من عائشة في شيء أرادته من الدنيا وكانت تحته تسع نسوة عائشة وحفصة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وسودة بنت زمعة وأم سلمة بنت أبي أمية وزينب بنت جحش وميمونة بني الحارث الهلالية جورية بنت الحارث من بني المصطلق وصفية بنت حيي وكانت أحبهن إليه فلما اختارت الله رسوله والدار الآخرة رئي الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتابعن على ذلك فشكرهن الله على ذلك فقال * (لا يحل لك النساء من بعد) * الآية فقصره الله عليهن وهن التسع اللاتي اخترن الله ورسوله انتهى
والثاني رواه البخاري في صحيحه في التفسير ومسلم في الطلاق من
105

حديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال إني ذاكر لك أمرا فلا عليك ألا تعجلي حتى تستأمري أبويك وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ثم قال إن الله قال * (يا أيها النبي قل لأزواجك) * إلى تمام الآيتين فقلت له ففي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثلما فعلت انتهى
الثالث رواه مسلم في صحيحه في الطلاق من حديث أبي الزبير عن جابر قال دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد فوجد الناس جلوسا... فذكر قصة عائشة بعينها وفي آخره قالت بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة وأسألك ألا تخبر امرأة من نسائك قال لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتا ولا متمعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا مختصر
وهو في الصحيحين من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس... فذكراه مطولا وفي آخره قال معمر فأخبرنا أيوب عن عائشة قالت له لا تخبر نساءك أني اخترتك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إن الله أرسلني مبلغا ولم يرسلني متعنتا
وعزاه الطيبي لأحمد فقط
1015 الحديث الخامس عشر
عن عائشة رضي الله عنها خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فلم يعده طلاقا وروي أفكان طلاقا
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم بعضهم في النكاح وبعضهم في الطلاق من رواية مسروق عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعده طلاقا انتهى
وفي رواية فلم نعده طلاقا وفي رواية أفكان طلاقا والثلاثة في الصحيحين
106

1016 الحديث السادس عشر
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي الدرداء (إن فيك جاهلية قال جاهلية كفر أم إسلام قال بل جاهلية كفر)
قلت غريب والذي في الصحيحين أنه عليه السلام قال ذلك لأبي ذر أخرجاه في العتق من حديث العرور بن سويد عن أبي ذر قال كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي (أعيرت فلانا بأمه قلت نعم قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم...) الحديث مختصر
ولم يذكر الطيبي غير حديث أبي ذر من غير أن يعترضه والذي عيره أبو ذر بأمه هو بلال بن رباح قاله المنذري
1017 الحديث السابع عشر
روي أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الله الرجال في القرآن بخير وما فينا خير نذكر به إنا نخاف ألا يقبل منا طاعة فنزلت * (إن المسلمين والمسلمات) * الآية وروي أن السائل أم سلمة رضي الله عنها
قلت روى النسائي من حديث شريك عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت يا رسول الله ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرون فأنزل الله * (إن المسلمين والمسلمات) * الآية انتهى
وكذلك رواه الطبراني في معجمه والطبري في تفسيره عن أبي معاوية عن محمد بن عمرو به
107

ورواه أحمد وابن راهويه في مسنديهما من حديث عبد الواحد بن زياد ثنا عثمان بن حكيم عن عبد الرحمن بن شيبة عن أم سلمة فذكره وكذلك رواه النسائي أيضا
ورواه الحاكم في مستدركه من حديث مجاهد عن أم سلمة فذكره وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وروى الترمذي عن أم عمارة الأنصارية بنحو حديث أم سلمة سواء
وروى ابن مردويه في تفسيره من طريق أحمد بن حنبل حدثنا الحسين ابن الحسن الأشقر ثنا أبو كدينة عن قابوس عن أبية عن ابن عباس قال قلن نساء النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ما له ليس يذكر إلا المؤمنون ولا يذكر المؤمنات بشيء فأنزل الله * (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) * الآية
1018 قوله
وروي أنه لما نزل في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما نزل قال نساء المسلمين فما نزل فينا شيء فنزلت
قلت رواه الطبري حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد عن قتادة قال دخل نساء من المؤمنات على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلن قد ذكركن الله في القرآن ولم نذكر بشيء ما فينا ما يذكر فأنزل الله تعالى * (إن المسلمين والمسلمات) * الآية
ورواه ابن سعيد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي ثنا عن قتادة نحوه
1019 الحديث الثامن عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته فصليا جميعا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات)
108

قلت رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة في صلاة الليل من حديث الأعمش عن الأغر أبي مسلم المديني عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته) إلى آخره قال أبو داود ورواه بعضهم موقوفا على أبي سعيد ولم يذكر فيه أبا هريرة انتهى
قلت وهكذا رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما أخبرنا الثوري عن علي بن الأقمر عن الأغر عن الخدري موقوفا
ورواه مرفوعا ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
قال النووي في الخلاصة إسناده صحيح
1020 الحديث التاسع عشر
روي أن رسول الله خطب زينب بنت جحش بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب على مولاه زيد بن حارثة فأبت وأبى أخوها عبد الله فنزلت * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة) * الآية فقالا رضينا برسول الله فأنكحها إياه وساق إليها مهرها ستين درهما وحمارا وملحفة ودرعا وإزار وخمسين مدا من الطعام وثلاثين صاعا من تمر
قلت غريب بهذا اللفظ
وروى الداقطني في سننه في النكاح والطبراني في معجمه من حديث الحسن بن أبي السري العسقلاني ثني الحسن بن أعين الحراني ثنا حفص بن سليمان عن الكميت بن زيد الأسدي حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش قالت خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى
109

رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره فقال لها أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها قالت ومن هو يا رسول الله قال زيد بن حارثة قال فغضبت حمنة غضبا شديدا وقالت يا رسول الله أتزوج بنت عمتك مولاك قالت وجائتني فأعلمتني فغضبت غضبا شديدا من غضبها وقلت أشد من قولها فأنزل الله * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) * قالت فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلت إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله أفعل ما رأيت فزوجني زيد انتهى
والحسين بن أبي السري ضعفه أبو داود وغيره وحفص بن سليمان الأسدي قال البخاري تركوه
1021 الحديث العشرون
قال المصنف رحمه الله وقيل أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وهي أول من هاجر من النساء فوهبت نفسها للنبي فقال قد قبلت وزوجها زيدا فسخطت هي وأخوها وقالا إنما أردنا رسول الله فزوجنا عبده
قلت رواه الطبري حدثني يونس أنا ابن وهب قال عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم في قوله تعالى * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) * الآية قال نزلت في أم كلثوم بنت عقبة
بن أبي معيط وكانت أول من هاجر من النساء فوهبت نفسها للنبي فقال قد قبلت فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالا إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجنا عبده انتهى
وذكر الثعلبي هذه الرواية والتي قبلها بلفظ المصنف من غير سند
110

1022 الحديث الحادي والعشرين
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر زينب بعدما أنكحها زيد فوقعت في نفسه فقال (سبحان الله مقلب القلوب) وسمعت زينب بالتسبيحة فذكرتها لزيد ففطن وألقى الله في نفسه كراهة صحبتها والرغبة عنها فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أريد أن أفارق صاحبتي فقال (ما لك أرابك منها شيء) قال لا والله ما رأيت منها إلا خيرا ولكنها تتعظم علي بشرفها ويؤذيني فقال * (أمسك عليك زوجك واتق الله) * ثم طلقها بعد فلما اعتدت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أجد أحد أوثق في نفسي منك أخطب لي زينب) قال زيد فانطلقت فإذا هي تخمر عجينتها فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها حين علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري قلت يا زينب أبشري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبك ففرحت وقالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن * (زوجناكها) * فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة ما أولم عليها ذبح شاة وأطعم الناس الخبز واللحم إلى أن امتد النهار انتهى
قلت غريب بهذا اللفظ ورواه مسلم في صحيحه في النكاح مختصر من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اذكرها علي قال فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي قفلت يا زينب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت
111

إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن ثم ذكر قصة الحجاب
وروى البخاري ومسلم من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس واللفظ لمسلم قال ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه أكثر وأفضل مما أولم على زينب أطعمهم خبزا ولحما حتى تركوه وفي رواية ذبح شاة
وروى الطبري حدثني يونس أنا وهب قال قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوج زيد بن حارثة زينب بنت جحش ابنة عمته فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يريده وعلى الباب ستر من شعر فرفعت الريح الستر فانكشفت وهي في حجرتها حاسرة فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم فلما وقع ذلك كرهت إلى زيد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد أن أفارق صاحبتي قال أرابك منها شيء فقال لا والله يا رسول الله ما رابني منها شيء ولا إلا رأيت إلا خيرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم * (أمسك عليك زوجك) * الآية انتهى
وذكر الثعلبي في تفسيره الحديث بلفظ المصنف من غير سند
1023 الحديث الثاني والعشرين
عن عائشة قالت لو كتم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا مما أوحي إليه لكتم هذه الآية يعني قوله * (أمسك عليك زوجك) *
قلت رواه البخاري في التفسير ومسلم في الإيمان من حديث مسروق عن عائشة قالت ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية إلى أن قال ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا مما أنزل الله عليه لكتم هذه الآية " وإذا تقول للذي أنعم الله عليه " الآية مختصر
وسيأتي في * (حم عسق) * وفي الجمع لعبد الحق الصحيح انه عزاه لمسلم فقط
112

1024 الحديث الثالث والعشرين
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد قتل عبد الله بن أبي السرح وأعترض عثمان بشفاعته له قال عمر لقد كان عيني إلى عينك هلا تشير إلي فأقتله فقال (إن الأنبياء لا تومض ظاهرهم وباطنهم واحد)
قلت روى البيهقي في كتابه دلائل النبوة في باب فتح مكة والطبراني في معجمه الوسط من حديث الحسن بن بشر البجلي ثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس بن مالك قال أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس عبد العزى بن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة فأما ابن خطل فإنه قتل وهو متعلق بأستار الكعبة قال ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له فجعل الأنصاري يتردد ويكره أن يقدم عليه فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال للأنصاري (قد انتظرتك أن توفي بنذرك) قال يا رسول الله أفلا أومضت إلي قال إنه ليس للنبي أن يومض مختصر
طريق آخر روى عبد الرازق في مصنفغه في المغازي في غزوة الفتح ثنا معمر عن عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس قال لما كانت المدة التي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش فذكره بطوله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال وأمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة عبد الله بن أبي سرح وابن خطل ومقيس بن ضبابة الكناني وامرأة أخرى قال ثم جاءه عثمان بن عفان بابن أبي سرح فقال بايعه يا رسول الله فأعرض عنه ثم جاءه فبايعه فقال علية السلام (لقد أعرضت عنه ليقتله بعضكم) فقال رجل من الأنصار هلا أومضت إلينا يا رسول الله
113

قال (إن النبي لا يومض) وهو مرسل
طريق آخر روى الطبري في تفسيره في سورة الأنفال حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى * (وإن يريدوا خيانتك) * الآية قال ذكر لنا رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فنافق ولحق بالمشركين بمكة فسمع ذلك رجل من الأنصار فنذر لئن أمنكه الله منه ليقتلنه فلما كان يوم الفتح أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح ومقيس بن ضبابة وابن خطل وامرأته فجاء عثمان بابن أبي سرح وكان أخاه من الرضاعة فقال يا رسول الله هذا عبد الله قد جاء تائبا فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع به الأنصاري جاء متقلدا سيفه وجعل يطيف به وهو ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يومي إليه ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم يده إليه فبايعه ثم قال (والله لقد تلومتك فيه لتوفي بنذرك) فقال يا نبي الله إني هبتك فلولا أومضت إلي فقال إنه لا ينبغي لنبي أن يومض انتهى
وليس في شيء منها ذكر عمر ولا قوله ظاهرهم وباطنهم واحدا ومعنى الحديث في سنن أبي داود في الجهاد عن سعد بن أبي وقاص قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة قال (اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة) عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد الله بن أبي سرح فأما ابن خطل فأدرك متعلقا بأستار الكعبة فقتله سعيد بن حريت إلى أن قال وأما عبد الله بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى البيعة جاء به حتى أوقفه فقال يا رسول الله بايع عبد الله فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال (أما كان فيكم رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله) قالوا وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أومأت إلينا بعينيك قال (لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين) مختصر
114

ولفظ يومض في سنن أبي داود في الجنائز في باب أين يقوم الإمام من الميت ولكنه في غير هذه القصة
1025 الحديث الرابع والعشرين
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في ابنه إبراهيم حين توفي (لو عاش لكان نبيا)
قلت رواه ابن ماجة في سننه في الجنائز حدثنا عبد القدوس بن محمد ثنا داود بن شبيب ثنا أبو شيبة إبراهيم بن عثمان نا الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن له مرضعا في الجنة ولو عاش لكان صديقا نبيا ولو عاش لمتقت أخواله القبط وما استرق قبطي) انتهى
وأخرج البخاري في الأدب عن ابن أبي أوفي قال مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم صغيرا ولو قضي أن يكون بعد محمد نبي عاش ابنه ولكن لا نبي بعده
انتهى
ورواه الدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف عن الحارث بن رجب الضبي عن أبي شيبة به
1026 الحديث الخامس والعشرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذكر الله على فم كل مسلم) وروي (في قلب كل مسلم)
قلت غريب بهذا اللفظ
وروى البيهقي والدارقطني من حديث أبي هريرة قال سأل رجل
115

رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل منا يذبح وينسي أن يسمي قال (اسم الله على فم كل مسلم)
ورواه ابن عدي في الكامل وأعلة بمروان بن سالم الغفاري
وكذلك ابن القطان في كتابه وقال إنه ضعيف جدا
1027 الحديث السادس والعشرون
روي عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت إليه فعذرني ثم أنزل الله هذه * (إنا أحللنا لك أزواجك) * إلى قوله " وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك الآتي هاجرن معك " فلم أحل له لأني لم أهاجر معه كنت من الطلقاء
قلت رواه الترمذي من حديث السدي عن أبي صالح عن أم هانئ قالت خطبني إلى آخره
ورواه الحاكم في المستدرك في النكاح وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
قال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث السدي انتهى
ورواه ابن أبي شبية وعبد بن حميد وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في معجمه
ورواه الطبري وابن مردوية وابن أبي حاتم في تفاسيرهم ومن طريق الطبري رواه الثعلبي
1028 الحديث السابع والعشرون روي أن أمهات المؤمنين حين تغايرن وابتغين زيادة النفقة وغظن
116

رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرهن شهرا ونزل التخيير فأشفقن أن يطلقن فقلن يا رسول الله افرض لنا من نفسك ومالك ما شئت
قلت غريب بهذا اللفظ ويقرب منه ما رواه مسلم في صحيحه في الطلاق من حديث أبي الزبير عن جابر قال دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم والناس على الباب جلوس لم يؤذن لهم فجلسا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس والناس حوله وهو ساكت فقال عمر لأكلمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدعه يضحك فقال يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة وهي تسألني النفقة فقمت فوجأت عنقها قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال (هن حولي كما ترى يسألنني النفقة) فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده فنهاهما النبي صلى الله عليه وسلم فقلن والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ما ليس عنده وأنزل الله آية التخيير فذكره
وروى ابن مردويه في تفسيره من طريق أحمد بن حنبل ثنا عبد الملك ابن عبد الرحمن الذماري عن سفيان حدثني سالم الأفطس عن مجاهد قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فخشين أن يطلقهن فقلن يا رسول الله أقسم لنا من نفسك ومالك ما شئت فنزلت * (ترجي من تشاء) * الآية
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه ثنا جرير عن منصور عن أبي رزين أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يفارق نساءه فقلن له اقسم لنا من نفسك ومالك ما شئت ودعنا على حالنا
وسيأتي قريبا بتمامه وهو مرسل
117

1029 الحديث الثامن والعشرين
يروى أن عائشة قالت يا رسول الله إني أرى ربك يسارع في هواك
قلت رواه البخاري ومسلم في النكاح من حديث هشام بن عروة عن أبيه كانت خولة بنت حكيم من اللآتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة أما تستحي المرأة أن تهب نفسها للرجل فلما نزلت * (ترجي من تشاء منهن) * قلت يا رسول الله ما أرى ربك إلا يسارع في هواك انتهى
ووهم الحاكم في المستدرك فرواه في تفسير سورة الرمز وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
1030 الحديث التاسع والعشرون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرجى من نسائه خمسة سودة وجورية وصفية وميمونة وأم حبيبة فكان يقسم لهن ما يشاء وأوى أربعة عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب
وروي انه كان يسوي مع ما أطلق له وخير فيه إلا سودة فإنها وهبت ليلتها لعائشة وقالت لا تطلقني حتى أحشر في جملة نسائك
قلت الأول رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في النكاح حدثنا جرير عن منصور عن أبي رزين في قوله تعالى * (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء) * فكان ممن أوى عائشة وأم سلمة وزينب وحفصة وكان قسمتهن من نفسه وماله فهن سواء وكان ممن أرجى سودة وجويرية وأم حبيبة وميمونة وصفية فكان يقسم لهن ما شاء وكان أراد أن يفارقهن فقلن له اقسم لنا من نفسك ما شئت ودعنا على حالنا انتهى
ورواه عبد الرازق في تفسيره حدثنا معمر عن منصور به
118

ورواه الطبري حدثنا ابن حميد عن جرير به وهو مرسل
وروى ابن مردويه في تفسيره من طريق أحمد بن حنبل حدثنا عبد الملك ابن عبد الرحمن الذماري عن سفيان ثني سالم الأفطس عن مجاهد قال كان المرجئات خمسا ومن أوى أربعا فذكرهن وهذا مرسل
وأما الثاني فرواه الطبراني في معجمه في مسند سودة ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل بعضنا على بعض في القسم وكان كل يوم إلا وهو يطيف بنا ويدنو من كل واحدة منا من غير مسيس حتى ينتهي إلى التي هي يومها ويثبت عندها ولقد قالت له سودة بنت زعمة وقد أراد أن يفارقها يومي منك ونصيبي لعائشة فقبل ذلك منها وفيها نزلت * (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا) * الآية انتهى
زاد فيه من طريق أخرى والله ما بي رغبة في الدنيا إلا أني أحشر في جملة نسائك فيكون لي ما لهن
وروى البيهقي من حديث أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق سودة فلما خرج إلى الصلاة أمسكت بثوبه فقالت والله ما لي في الرجال من حاجة ولكني أريد أن أحشر في أزواجك قال فراجعها وجعل يومها لعائشة وهو مرسل
وفي الترمذي عن ابن عباس أن سودة خشيت أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ففعل انتهى وينظر
1031 قوله
والتسع اللأتي مات عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر وأم حبيبة بنت أبي سفيان وسودة بنت زمعة
119

وأم سلمة بنت أبي أمية وصفية بنت حيي الخيبرية وميمونة بنت الحارث الهلالية وزينب بنت حجش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية
قلت رواه ابن أبي خثيمة في تاريخه بسنده إلى الزهري قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده تسع نسوة فذكرهن سواء
ورواه أيضا بسنده إلى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع نسوة خمس من قريش عائشة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة وثلاثة من سائر العرب ميمونة
وجويرية وزينب ومن بني إسرائيل صفية انتهى
وحديث قتادة هذا رواه البيهقي في آخر كتابه دلائل النبوة أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج خمس عشرة امرأة ودخل بثلاثة عشر وتوفي عن تسع منهن خمس من قريش فذكرهن سواء
وروى الحاكم في المستدرك في أول فضائل عائشة بسنده إلى أبي عبيد القاسم ابن سلام قال صح عندنا وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ثماني عشر امرأة منهن واحدة من بني إسرائيل ولم يتزوج في الجاهلية إلا خديجة ثم تزوج بعدها في الإسلام سودة بمكة ثم تزوج عائشة قبل الهجرة بسنتين ثم تزوج بالمدينة بعد وقعة بدر بأم سلمة ثم تزوج حفصة بنت عمر سنة ثنتين فهؤلاء الخمسة من قريش ثم تزوج سنة ثلاث زينب بنت جحش ثم تزوج جويرية سنة خمس ثم تزوج أم حبيبة سنة ست ثم تزوج صفية سنة سبع ثم تزوج ميمونة ثم تزوج فاطمة بنت شريح ثم تزوج زينب بنت خزيمة ثم تزوج هند بنت يزيد ثم تزوج أسماء بنت النعمان ثم تزوج فتيلة بنت قيس أخت الأشعر ثم تزوج أسماء بنت شيبة السلمية انتهى
وأسند إلى معمر بن المثنى قال أول من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب وآخر من مات منهن أم سلمة
انتهى
120

وقال ابن سعد في الطبقات قال محمد بن عمر الواقدي قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسع لا اختلاف فيهن وهن عائشة إلى آخرهن سواء قال الواقدي والمجمع عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أربع عشرة امرأة الآتي سميتهن وأسماء بنت النعمان الجونية التي أستعاذت منه وفاطمة بنت الضحاك الكلابية وخديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة وريحانة بنت زيد النضرية وماتت عنده خديجة بنت خويلد وزينب وريحانة انتهى
1032 الحديث الثلاثون
روي أن عيينة بن حصن دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة من غير استئذان فقال علية السلام (يا عيينة وأين الاستئذان) قال يا رسول الله ما استأذنت على رجل قط ممن مضى منذ أدركت ثم قال من هذه الجملة إلى جنبك فقال عليه السلام هذه (عائشة أم المؤمنين) قال عيينة أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق فقال عليه السلام (إن الله قد حرم ذلك) فلما خرج قالت عائشة من هذا يا رسول الله قال (أحمق مطاع وإنه على ما ترين سيد قومه)
قلت روي من حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جرير ابن عبد الله البجلي
أما حديث أبي هريرة فرواه البزار في مسنده والدارقطني في سننه في أول النكاح من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن زيد بن اسلم عن
121

عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل تنزل لي عن امرأتك وأنزل عن امرأتي وأزيدك قال فانزل الله * (ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن) * قال فدخل عيينة بن حصن الفزاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة بغير إذن فقال له عليه السلام يا عيينة وأين الاستئذان قال يا رسول الله ما استأذنت على رجل من مضر منذ أدركت ثم قال من هذه الحميراء التي هي جنبك يا رسول الله قال (هذه عائشة أم المؤمنين) فقال عيينة يا رسول الله أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق قال (يا عيينة إن الله حرم ذلك) قال فلما خرج قالت عائشة يا رسول الله من هذا قال (هذا أحمق مطاع وإنه على ما ترين لسيد قومه) انتهى قال البزار لا نحفظه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد وإسحاق لين الحديث فكتبناه وبينا علته انتهى
وأما حديث جرير فرواه الطبراني في معجمه بنقص يسير فقال ثنا علي ابن سعيد الرازي ثنا يحيى بن مطيع هو الشيباني ثنا يحيى بن عبد الملك ابن أبي غنية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة بغير إذن فقال من هذه الجالسة إلى جانبك قال (هذه عائشة) قال أفلا أنزل لك عن خير منها يعني امرأته فقال له لا ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم (اخرج فاستأذن) قال إنها يمين علي ألا أستأذن على مضري فقالت عائشة من هذا قال (هذا أحمق متبع) انتهى
وأما حديث عائشة فرواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عيينة بن حصن أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التميمي عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة قالت دخل عيينة ابن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من هذه الحميراء إلى آخره
122

1033 الحديث الثاني والثلاثون
عن عائشة رضي الله عنها قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء يعني نسخ قوله تعالى * (لا يحل لك النساء من بعد) *
قلت رواه الترمذي في التفسير والنسائي في النكاح من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء قال قالت عائشة ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له النساء انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح انتهى
وبهذا الإسناد رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في النكاح وأحمد وأبو يعلي الموصلي وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم
ورواه النسائي وعبد الرازق وابن مردويه والطبري في التفسير أخبرنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل له من النساء ما شاء انتهى ومن طريق عبد الرازق رواه البزار في مسنده
وبهذا الإسناد رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن والأربعين من القسم الخامس والحاكم في مستدركه في تفسير سورة الرمز وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
ورواه البزار في مسنده أيضا حدثنا عمرو بن علي ثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة فذكره
وقد روي نحو هذا من حديث أم سلمة رواه ابن أبي حاتم في تفسيره ثنا أبو زرعه ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة ثني عمر بن أبي بكر حدثني المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله عن عبد الله بن وهب بن زمعه عن أم سلمة قالت لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
123

أحل له أن يتزوج من النساء ما شاء إلا ذات محرم انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي حدثني يزدان بن أبي النضر عن أبيه عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة فذكره
ورواه أيضا أخبرنا محمد بن عمر ثنا ابن أبي سبرة وسعيد بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عائشة وابن عباس مثله انتهى
1034 الحديث الثالث والثلاثون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على زينب بتمر وسويق وشاة وأمر أن يدعو بالناس فترادفوا أفواجا يأكل كل فوج ثم يخرج ويدخل فوج إلى أن قال والله يا رسول الله دعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه فقال (ارفعوا طعامكم) وتفرق الناس وبقي ثلاثة نفر يتحدثون فأطالوا فقام عليه السلام لينطلقوا فذهب إلى حجرة عائشة فقال (السلام عليكم أهل البيت) قالوا وعليك السلام يا رسول الله كيف وجدت أهلك وطاف بالحجرات وسلم عليهن ودعون له ورجع فإذا الثلاث جلوس يتحدثون فكان عليه السلام شديد الحياء فتولى فلما رأوه متوليا خرجوا فرجع ونزلت آية الحجاب
قلت روى البخاري في التفسير ومسلم في النكاح من حديث أنس قال بنا النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنة جحش بخبز ولحم فأرسلت على طعام داعيا فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون حتى ما أجد أحد أدعو فقلت يا نبي الله ما أجد أحد أدعه قال (ارفعوا طعامكم) وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حجرة عائشة فقال (السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله) فقالت وعليك السلام ورحمة الله كيف وجدت أهلك بارك الله
124

لك فيقري حجر نسائه كلهن يقول لهن كما قال لعائشة ويقلن له كما قالت عائشة ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا ثلاثة رهط في البيت يتحدثون وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة فما أدري أخبرته أو أخبر أنه القوم خرجوا حتى إذا وضع رجله في أسكفة الباب داخلة وأخرى خارجة أرخى الستر بيني وبينه وأنزلت آية الحجاب انتهى
ورواه البخاري أيضا في آخر الأطعمة عن الزهري عن أنس فذكره بتغير يسير
1035 قوله
عن عائشة أنها قالت حسبك في الثقلاء أن الله لم يحتملهم فقال * (فإذا طعمتم فانتشروا) *
قلت رواه الثعلبي ثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ثنا أبو موسى عمران بن موسى ثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق ثنا أبو عمرو عثمان بن خرذاد الأنطاكي أنا عمر بن مرزوق ثنا جويرية بن أسماء قال قرىء بين يدي إسماعيل ابن حكيم هذه الآية فقال هذا أدب أدب الله به الثقلاء وسمعت الحسين بن محمد بن الحسين يقول سمعت محمد بن عبد الله بن محمد يقول سمعت الغلابي يقول سمعت عائشة تقول إلى آخره
125

1036 الحديث الرابع والثلاثون
في سبب آية الحجاب قال المنصف رحمه الله روي أن عمر رضي الله عنه كان يحب ضرب الحجاب عليهن محبة شديدة وكان يذكره كثيرا ويود أن ينزل فيه وكان يقول لو أطاع فيكن ما رأتكن عين وقال يا رسول الله يدخل عليك البار والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فنزلت
قال وروي أنه مر عليهن وهن مع النساء في المسجد فقال لهن احتجبن فإن لكن على النساء فضلا كما أن لزوجكن على الرجال فضلا فقالت زينب يا بن الخطاب إنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا فلم يلبثوا إلا يسيرا فنزلت
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه فأصابت يد واحد منهم يد عائشة فكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت
قلت روى النسائي من حديث أنس عن عمر بن الخطاب قال قلت يا رسول الله يدخل عليك البار والفاجر فلو حجبت أمهات المؤمنين فأنزل الله آية الحجاب انتهى
وعزاه الواحدي للبخاري في تفسيره وينظر
وروى النسائي أيضا وابن مردويه في تفسيره من حديث سفيان بن عيينة عن مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد عن عائشة قالت كنت آكل مع النبي حيسا في قعب فمر عمر رضي الله عنه فدعاه فأكل فأصابت أصبعه أصبعي فقال حس أواه لو كنت أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزل الحجاب انتهى
وكذلك رواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب والطبراني في معجمه الصغير
126

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الفضائل ثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد فذكره مرسلا وكذلك رواه الطبري مرسلا
ومن طريق الطبري رواه الواحدي في أسباب النزول له
وقال الدارقطني في علله هذا حديث يرويه مسعر واختلف عنه فرواه ابن عيينة عنه عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد عن عائشة وغيره يرويه عن مسعر عن موسى عن مجاهد مرسلا والصواب المرسل انتهى
وروى الطبري في تفسيره حدثنا عمرو بن علي ثنا أبو داود ثنا المسعودي ثنا أبو نهشل عن أبي وائل عن ابن مسعود قال أمر عمر رضي الله عنه نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب فقالت زينب يا بن الخطاب إنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا فأنزل الله تعالى " وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب " الآية
حدثني أحمد بن محمد الطوسي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا همام ثنا عطاء بن السائب عن أبي وائل به
وروى الثعلبي من حديث أبي أسامة عن مجاهد عن الشعبي قال مر عمر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهن مع نساء في المسجد فقال لهن احتجبن فإن لكن على النساء فضلا كما أن لزوجكن على الرجال فضلا فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى أمروا بالحجاب انتهى
1037 قوله
وذكر أن بعضهم قال أننهى أن نكلم بنات عمنا إلا من وراء حجاب لئن مات محمد لأتزوجن فلانه فأعلم الله أن ذلك محرم
قلت قال الطيبي ذكر البغوي أن هذا القائل هو طلحة بن عبيد الله وفي رواية بدل فلانة عائشة انتهى
127

وروى عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا معمر عن قتادة أن رجلا قال لو قد مات محمد لأتزوجن عائشة فأنزل الله (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده) الآية
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره ثنا علي بن الحسين ثنا محمد بن أبي حماد ثنا مهران عن سفيان عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى (وما لكم أن تؤذوا رسول الله) الآية قال نزلت في رجل هم أن يتزوج ببعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده قال رجل لسفيان أهي عائشة قال هكذا ذكروا
ثم أسند إلى السدي أن الذي عزم على ذلك طلحة بن عبيد الله حتى نزل تحريم ذلك انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره عن محمد بن حميد ثنا مهران به سندا ومتنا لم يذكر قول السدي
وروى ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي ثني عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم في قوله تعالى (ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) الآية قال نزلت في طلحة بن عبيد الله لأنه قال إذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة انتهى
1038 الحديث الخامس والثلاثون
في حديث (من ذكرت عنده فلم يصل علي فأبعده الله)
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن سمرة ومن حديث مالك بن الحويرث
فحديث أبي هريرة رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول من حديث حفص بن غياث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال (آمين آمين آمين) قلت
128

يا رسول الله إنك صعدت المنبر قلت (آمين آمين آمين) قال (إن جبريل أتاني فقال من أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك أبويه أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت عنده وفلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين) انتهى
وحديث جابر بن سمرة رواه الطبراني في معجمه ثنا عبدان بن أحمد ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل ثنا إسماعيل بن أبان ثنا قيس بن الربيع عن سماك عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فذكره سواء
وحديث مالك بن الحويرث رواه الطبراني أيضا من حديث عمران بن أبان الواسطي ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده مالك ابن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى عتبة المنبر فقال (آمين) ثلاث مرات فسئل عن ذلك فقال إلى آخره
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه في النوع العشرين من القسم الثالث لكن لم يقل فيه فدخل النار وقد رواه جماعة من الصحابة وليس فيه يدخل النار
رواه ابن عباس وجابر بن عبد الله وعمار بن ياسر وبريدة وعبد الله ابن الحارث بن جزء الزبيدي
فحديث ابن عباس رواه الطبراني في معجمه عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر إذ قال (آمين) ثلاث مرات فسئل عن ذلك فقال (أتاني جبريل فقال من ذكرت عنده فلم يصل فأبعده الله قل آمين فقلت آمين قال ومن أدرك والديه أو أحدهما عليك فمات قلم يغفر له فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله قل آمين فقلت آمين) انتهى
129

ورواه أيضا من حديث إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عبد الله ابن كيسان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره
وحديث جابر بن عبد الله رواه البيهقي في شعب الإيمان في الثالث والعشرين أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر محمد بن جعفر القارئ ببغداد ثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا أبو يحيى صاحب الطعام واسمه محمد بن عيسى العبدي عن محمد بن المنكدر عن جابر فذكره نحوه
وحديث عمار بن ياسر رواه البزار في مسنده ثنا أحمد بن المقدام ثنا سلمة بن عبيد الله الرهاوي ثنا عثمان بن أبي عبيدة عن محمد بن عمار بن ياسر قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فذكره
وحديث بريدة رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا جرير عن عطاء ابن السائب عن أصحابه عن بريدة قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فذكره نحوه
وحديث الزبيدي رواه الطبري في معجمه من طريق ابن لهيعة عن عبد الله ابن يزيد الحضرمي عن مسلم بن يزيد الصدفي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي أن
النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فذكره
وهذه الأحاديث كلها كما نراها متطابقة أن هذا الحديث من كلام جبريل يخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم والمصنف أورده من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فأعلم ذلك
1039 الحديث السادس والثلاثون
روي أنه قيل يا رسول الله أرأيت قوله الله تعالى " إن الله ملائكته يصلون على النبي " صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام (هذا من العلم المكنون ولولا أنكم سألتموني عليه ما أخبرتكم به إن الله وكل
130

بي ملكين فلا أذكر عند عبد مسلم فيصلي علي إلا قال ذانك الملكان غفر الله لك وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين ولا أذكر عند عبد مسلم فلا يصلي علي إلا قال ذانك الملكين لا غفر الله لك وقال الله وملائكته جوابا لذينك الملكين آمين)
قلت رواه الطبراني في معجمه من حديث يزيد بن هارون أنا شيبان عن الحكم بن عبد الله بن خطاف عن أم أنيس بنت الحسن بن علي بن أبي طالب عن أبيها الحسن قال قالوا يا رسول الله أرأيت إلى آخره
وكذلك رواه الثعلبي وابن مردويه
1040 قوله
والاحتياط أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر لما ورد من الأخبار
قلت فيه أحاديث روى مسلم في صحيحه من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا)
حديث آخر رواه الترمذي في الدعوات عن عمارة بن غزية عن عبد الله ابن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن حسين بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصلي علي) انتهى وقال حديث حسن صحيح غريب انتهى
حديث آخر رواه رواه النسائي في عمل اليوم والليلة بالسند والمتن المذكورين عن حسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه علي بن أبي طالب
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول والحاكم في مستدركه في الدعاء وصحيحه
131

حديث آخر رواه الحاكم في المستدرك أيضا من طريق ابن وهب عن عمرو عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي) انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
حديث آخر روى النسائي أيضا من حديث المغيرة بن مسلم الخراساني عن أبي إسحاق الهمداني عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من ذكرت عنده فليصل علي فمن صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا) انتهى وسنده جيد
حديث آخر روى الترمذي من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلي علي) وقال حديث حسن غريب انتهى
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه ورواه الحاكم وسكت عنه ولم يصححه
حديث آخر روى الترمذي أيضا في الصلاة من حديث موسى بن يعقوب الزمعي ثنا عبد الله بن كيسان أن عبد الله بن شداد أخبره عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة) انتهى وقال حديث حسن غريب انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول فقال فيه عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن ابن مسعود
وكذلك رواه البزار في مسنده والطبراني في معجمه
وهذا غير قادح فإنه روى عن أبيه وعن ابن مسعود فلعله سمعه منهما
ولكن أعله ابن القطان في كتابه بعبد الله بن كيسان وقال إنه لا يعرف حاله ولا نعرف روى عنه إلا موسى بن يعقوب هذا انتهى
قلت روى عنه أيضا ابنه إسحاق بن عبد الله بن كيسان وهو عند الطبراني كما تقدم قريبا في الحديث الخامس والثلاثين
132

حديث آخر روى ابن ماجة من حديث جبارة بن المغلس ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من نسي الصلاة علي خطىء طريق الجنة) انتهى
ورواه الطبراني في معجمه من حديث فطر بن خليفة عن أبي جعفر محمد ابن علي بن حسين عن جده حسين بن علي مرفوعا من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة انتهى
ورواه البيهقي في المعرفة في الضحايا من حديث عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ ابن ماجة سواء
حديث آخر رواه ابن ماجة في الصلاة من حديث عاصم بن عبيد الله العدوي عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صلى علي صلت عليه الملائكة ما صلى علي فليقل عبد من ذلك أو ليكثر انتهى
وعاصم هذا وإن تكلم فيه فقد روى الترمذي في الجنائز من حديث عاصم بن عبيد الله هذا عن القاسم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وقال فيه حديث حسن صحيح مع أنه قد روي من غير طريق عاصم فرواه الطبراني في معجمه الكبير من طريق عبد الرازق عن عبد الله ابن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه فذكره إلا أنه قال عوض (صلت عليه الملائكة) (صلى الله عليه)
ورواه في معجمه الوسط من حديث عيسى بن يونس عن شعبة عن يعلي بن عطاء عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره وقال لم يرو هذا الحديث عن شعبة عن يعلي بن عطاء إلا عيسى بن يونس انتهى
قلت عيسى بن يونس أخرج له الشيخان وكذلك شعبة ويعلي بن عطاء أخرج له مسلم
133

حديث آخر روى ابن خزيمة في صحيحه حدثنا زياد بن يحيى ثنا معمر ابن محمد بن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل ذكر الله من ذكرني بخير) انتهى
فيه عدم الاكتفاء بالذكر حتى صلى عليه
حديث آخر روى الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس عشر من حديث سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه كعب ابن عجرة قال ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال أول درجة (آمين) ثم ارتقى درجة ثانية فقال (آمين) ثم ارتقى درجة ثالثة فقال (آمين) ثم نزل فقيل له فقال (إن جبريل عرض لي فقال بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعد من إذا ذكرت عنده ولم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعد من أدرك أبواه الكبر أو أحدهما عنده فلم يدخل يدخلاه الجنة فقلت آمين انتهى
وأبو يعلي والحارث بن أبي أسامة
حديث آخر روى إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا النضر بن شميل من حماد بن سلمة أنا معبد وهلال العنزي العبدي أنا فلان في مسجد دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أضل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي) مختصرا
حديث آخر روى البخاري في كتابه المفرد في الأدب حدثنا عبد الرحمن ابن شيبة أخبرني عبد الله بن نافع الصائغ عن عصام بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر... بنحو حديث كعب ابن عجرة إلا أنه قال عوض بعد شقي
ورواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا العباس
134

ابن إسماعيل الطيالسي ثنا عبد الرحمن بن مغري ثنا الفضل بن مبشر عن جابر نحوه
حديث آخر روى الترمذي في الصلاة أخبرنا أبو داود سليمان بن سلم البلخي أنا النضر بن شمل عن أبي قرة الأسلمي عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب قال إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم انتهى وسكت عنه
وروى نحوه مرفوعا البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الكريم الجزري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء محجوب عن الله حتى يصلى على النبي محمد وعلى آل محمد) انتهى
حديث آخر روى العقيلي في ضعفاه من حديث محمد بن مروان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا أبلغته) وضعف محمد بن مروان عن جماعة وقال ليس له أصل ولا هو محفوظ وقال ابن دحية في العلم المشهور هذا حديث موضوع تقرب به محمد بن مروان السدي وكان كذابا
ورواه البيهقي في كتاب حياة الأنبياء في قبورهم وهو جزء حديثي ثم قال ومحمد بن مروان فيه نظر ولكن يؤكده ما أخبرنا به الحسن بن بشران أنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا أبو أحمد الزبيري وإسرائيل قالا أنا ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال ليس أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يصلي علية صلاة إلا وهي تبلغه يقول له الملك فلان يصلي عليك انتهى كلامه
حديث آخر روى الأمام أبو بكر بن أبي عاصم في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جزء حديثي من طريق ابن لهيعة عن عبد الله بن يزيد الحضرمي عن مسلمة بن يزيد الصدفي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال
135

صعد النبي صلى الله عليه وسلم يوما المنبر فقال (أتاني جبريل فقال من ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله ثم أبعده الله فقلت آمين) انتهى
1041 الحديث السابع والثلاثون
قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم صل على آل أبي أوفى)
قلت رواه الجماعة إلا الترمذي كلهم في الزكاة من حديث عمرو بن مرة عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقاتهم قال (اللهم صل عليهم) فأتاه أبو أوفى بصدقته فقال (اللهم صل على آل أبي أوفى) انتهى
وتقدم في براءة
1042 الحديث الثامن والثلاثون
قال النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم)
قلت غريب
وتقدم في سورة يوسف
1043 الحديث التاسع والثلاثون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حكى عن ربه قال (يشتمني ابن آدم ولم ينبغ له أن يشتمني آذاني ولم ينبع له أن يؤذيني فأما شتمه إياي فقوله إني اتخذت ولدا وأما أذاه فقوله إن الله لا يعيدني بعد أن بدأني)
136

قلت رواه البخاري في صحيحه في بدء الخلق من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (قال الله عز وجل كذبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني وشتمني ابن آدم ولم يكن له أن يشتمني أما تكذيبه إياي فقوله لا أعيده كما بدأته وليس آخر الخلق بأعز من أوله وأما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا وأنا الله أحد صمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد) انتهى
ورواه في تفسير أول سورة البقرة من حديث نافع بن جبير عن ابن عباس مرفوعا نحوه
وفي شرح السنة للبغوي رواه البخاري من طريق عبد الرزاق عن همام ابن منبه عن أبي هريرة انتهى
وهو من مفردات البخاري وليس فيه وآذاني
1044 الحديث الأربعون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة الأحزاب وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطي الأمان من عذاب القبر)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفيسره بسنده الثاني في آل عمران
137

سورة سبأ
139

سورة سبأ
ذكر فيها أربعة أحاديث
1045 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه سمع رجلا يقول اللهم اجعلني من القليل فقال عمر ما هذا الدعاء إني سمعت الله يقول * (وقليل من عبادي الشكور) * فأنا أدعوه أن يجعلني من ذلك القليل فقال عمر كل الناس أعلم من عمر
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الدعاء ثنا يزيد بن هارون عن العوام عن إبراهيم التيمي قال قال رجل عند عمر اللهم اجعلني من القليل... إلى آخره
ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الزهد لأبيه فقال ثنا محمد ابن عبادة ثنا سفيان عن مسعر قال سمع عمر... إلى آخره
1046 الحديث الأول
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (فإذا أذن لمن أذن أن يشفع فزعته الشفاعة)
قلت غريب والتفزيع هو إزالة الفزع
141

1047 الحديث الثاني
قال النبي صلى الله عليه وسلم (بعثت في نسم الساعة)
قلت رواه البزار في مسنده
وقد تقدم في سورة الأنبياء
1048 الحديث الثالث
عن ابن مسعود دخل النبي صلى الله عليه وسلم وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود ويقول * (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) * وما يبدي وما يعيد
قلت رواه البخاري ومسلم في الصحيحين في المغازي من حديث أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود دخل النبي صلى الله عليه وسلم... إلى آخره وفي لفظ يوم الفتح
1049 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة سبأ لم يبق رسول ولا نبي إلا كان له يوم القيامة رفيقا ومصافحا)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعا فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الأول في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
142

سورة الملائكة
143

سورة الملائكة
ذكر فيها أربعة عشر حديثا
1050 قوله
عن ابن عباس ما كنت أدري ما فاطر السماوات والأرض حتى اختصم إلي أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأتها
قلت تقدم في أول الأنعام
1051 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى جبريل عليه السلام ليلة المعراج وله ستمائة جناح
قلت في الصحيحين من حديث زر بن حبيش عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته وله ستمائة جناح انتهى
ورواه البخاري في تفسير سورة النجم ومسلم في كتاب الإيمان في سياق حديث المعراج
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الثالث ولفظه قال (رأيت جبريل عند سدرة المنتهى وله ستمائة جناح ينتثر من ريشه الدر والياقوت) انتهى وهو أصرح
145

1052 الحديث الثاني
روي أنه عليه السلام سأل جبريل أن يتراءى له في صورته فقال له إنك لن تطيق ذلك قال (إني أحب أن تفعل) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى في ليلة مقمرة فأتاه جبريل علية السلام في صورته فغشي عليه صلى الله عليه وسلم ثم أفاق وجبريل عليه السلام مسنده واضعا إحدى يديه على صدره والأخرى بين كتفيه فقال (سبحان الله ما كنت أرى أن شيئا من الخلق هكذا) فقال له جبريل فكيف لو رأيت إسرافيل له اثنا عشر جناحا جناح بالمشرق وجناح بالمغرب وأن العرش على كاهله وأنه ليتضاءل الأحايين لعظمة الله تعالى حتى يعود مثل الوصع
قلت رواه ابن المبارك في كتاب الزهد أخبرنا الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل جبريل إلى آخره سواء وزاد والوصع عصفور صغير حتى ما يحمل عرشه إلا عظمته انتهى وهو مرسل جيد
ومن جهة ابن مبارك رواه الثعلبي في تفسيره
1053 الحديث الثالث
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله * (يزيد في الخلق ما يشاء) * قال (هو الوجه الحسن والشعر الحسن والصوت الحسن)
146

1054 الحديث الرابع
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحيى الله الموتى وما آية ذلك في خلقه فقال (هل مررت بوادي أهلك محلا ثم مررت به يهتز خضرا) قالوا نعم سؤال (فكذلك يحيى الله الموتى وتلك آتية في خلقه)
قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الأهوال من حديث حماد بن سلمة أنا يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين العقيلي لقيط ابن عامر رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أكلنا يرى ربه يوم القيامة وما آية ذلك في خلقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أليس كلكم ينظر القمر مخليا به) قال بلى قال (فالله أعظم) قال قلت يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى وما آية ذلك في خلقه قال (أما مررت بوادي أهلك محلا) قال بلى قال (ثم مررت به يهتز خضرا) قال قلت بلى قال (فكذلك يحيى الله الموتى وذلك آيته في خلقه) انتهى وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في كتاب الاعتقاد وفي كتاب البعث والنشور
ورواه أحمد وعبد بن حميد وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم
ومن طريق أحمد رواه ابن مردويه في تفسيره ومن طريق عبد بن حميد رواه الثعلبي في تفسيره
ورواه ابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي في مسنديهما من حديث شعبة أنا يعلى بن عطاء به
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في معجمه
وقال الدارقطني في كتاب المؤتلف والمختلف حماد بن سلمة يقول وكيع ابن حدس وغيره يقول وكيع بن عدس قال عبد الله بن أحمد عن أبيه الأول هو الصواب انتهى كلامه
ولم يعز الطيبي الحديث إلا لمسند رزين العبدري
147

ورواه ابن مردويه في تفسيره أيضا ثنا سليمان بن أحمد هو الطبراني ثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الله بن حماد بن نمير ثنا عبد الأعلى عن برد بن سنان عن سليمان بن موسى عن أبي رزين الفقيلي فذكر نحوه
ومن طريق الطيالسي رواه الواحدي في تفسيره الوسيط
واعلم أن بعض الحديث في سنن أبي داود وابن ماجة أخرجاه في كتاب السنة فأبو داود في باب الرؤية وابن ماجة في باب ما أنكرت الجهمية
ووهم ابن كثير فعزاه في تفسيره بتمامه إليهما وهو فيهما عن حماد بن سلمة بالسند المذكور والمتن إلى قوله (فالله أعظم) وكأنه قلد أصحاب الأطراف والله أعلم
1055 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (إليه يصعد الكلم الطيب) * قال (هو قول الرجل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر إذا قالها العبد عرج بها الملك إلى السماء فحيا بها وجه الرحمن فإذا لم يكن للعبد عمل صالح لم يقبل منه)
قلت لم أجده هكذا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عند الثعلبي فقال أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن عبد الله الدينوري ثنا أبو جعفر محمد بن محمد ابن أحمد الهمداني ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن السكن البصري ثنا أحمد ابن محمد المكي ثنا علي بن عاصم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) قال (هو قول الرجل سبحان الله) إلى آخره
ورواه الحاكم في مستدركه موقوفا على ابن مسعود وكذلك البيهقي في كتاب الأسماء والصفات وكذلك الطبري في تفسيره كلهم من حديث عبد الرحمن بن
148

عبد الله المسعودي عن عبد الله بن المخارق عن أبيه بن سليم عن عبد الله ابن مسعود قال إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك في كتاب الله إن العبد إذا قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قبض عليهن ملك فضمهن تحت جناحه وصعد بهن لا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يحيي بها وجه الرحمن ثم تلا عبد الله * (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) * انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره أيضا مرفوعا فقال حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا أحمد بن محمد بن الحسن القرشي البغدادي ثنا أحمد بن محمد بن زياد المعروف بالمكي ثنا علي بن عاصم به سندا ومتنا إلا أنه قال عوض لم يقبل منه لم ترفع
1056 الحديث السادس
في الحديث لا يقبل الله قولا إلا بعمل ولا يقبل قولا وعملا إلا بنية ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بإصابة السنة
قلت روى من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة
فحديث أنس رواه الخطيب البغدادي في كتاب الجامع لآداب الراوي والسامع أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ثنا أبو العباس الأصم ثنا أبو عتبة أحمد ابن الفرج ثنا بقية ثنا إسماعيل بن عبد الله عن أبان بن أبي عياش عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يقبل الله قولا إلا بعمل ولا يقبل قولا وعملا إلا بنية ولا يقبل قولا عن عملا ونية إلا بإصابة السنة) انتهى
ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في كتابه التحقيق في مسألة نية الوضوء وغلط في سنده فقال عن إياس عن أنس
قال ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق وهو غلط وإنما هو أبان قال
149

وقد حسن ابن عساكر هذا الحديث وغلط فإن هذا الحديث لا يصح مرفوعا وإنما يعرف من كلام الثوري وأبو عتبة أحمد بن الفرج ضعفه ابن جوصا وقال ابن عدي يكتب حديثة ولا يحتج به وقال ابن حبان كتبنا عنه وأبان بن أبي عياش متروك انتهى كلامه
وحديث أبي هريرة رواه ابن عدي في الكامل وابن حبان في الضعفاء عن زكريا عن خالد به من حديث خالد بن عبد الدائم عن نافع بن يزبد عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (قرآن في صلاة خير من قرآن في غير صلاة وقرآن في غير صلاة خير مما سواه من الذكر والصدقة خير من الصلاة والصيام جنة حصينة من النار ولا قول إلا بعمل ولا قول ولا عمل إلا بنية ولا قول وعمل ونية إلا بإصابة السنة) ولين خالدا وقال أرجو أنه لا بأس به
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني عن ابن حبان هكذا
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء ثنا عمر بن محمد الهمداني ثنا زكريا ابن يحيى الوقاد ثنا خالد بن عبد الدائم به ثم قال وزكريا بن يحيى الوقاد قال فيه ابن عدي كان يضع الحديث وخالد بن عبد الدائم قال ابن حبان يروي المناكير ويلزق المتون الواهية بالأسانيد المشهورة انتهى
وأما حديث ابن مسعود فرواه ابن حبان في كتاب الضعفاء من حديث أحمد ابن الحسين بن أبان المصري عن إبراهيم بن يسار عن ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قال عبد الله بن مسعود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا يقبل الله قولا إلا بعمل ولا يقبل قولا وعملا إلا بنية ولا يقبل قولا وعملا ونية إلا بما يوافق الكتاب والسنة) انتهى وأعله بأحمد هذا وقال إنه يضع لا يحل أن يحتج به
150

1057 الحديث السابع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الصلة والصدقة يعمران الديار ويزيدان في الأعمار)
قلت رواه أحمد في مسنده لكنه قال عوض الصدقة حسن الخلق فقال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا محمد بن مهرام عن عبد الرحمن ابن القاسم ثنا القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزدن في الأعمار) انتهى
ورواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن هارون ثنا أبو بكر بن مردويه ثنا عبد الحميد بن موسى الفناد الواسطي ثنا إبراهيم بن عبد السلام العنبري ثنا أبو حصن جميل بن يونس الأنصاري ثنا عصمة ابن محمد الأنصاري ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (صلة الرحم وحسن الخلق وبر الوالدين يعمرن الديار ويزدن في الأعمار وإن كان القوم فجار) انتهى
1058 قوله
عن كعب أنه قال حين طعن عمر لو أن عمر دعا الله لأخر في أجله فقيل أليس قد قال تعالى * (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) * قال فقد قال تعالى (وما يعمر من معمر) الآية
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال قال كعب والله لو سأل الله عمر
151

حين طعن لأخر في أجله فقيل له يا أبا إسحاق أتقول هذا وقد قال الله * (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) * قال فقد قال تعالى * (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب) * انتهى ذكره في آخر مسند ابن عباس
1059 الحديث الثامن
في الحديث أعلمكم بالله أشدكم له خشية
قلت غريب وذكره الثعلبي هكذا
1060 الحديث التاسع
قال النبي صلى الله عليه وسلم (إني أرجو أن أكون أتقاكم لله وأعلمكم به)
قلت رواه مالك في موطئه عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رجلا قبل امرأته وهو صائم فوجد من ذلك وجدا شديدا فأرسل امرأته فسألت أم سلمة عن ذلك فقالت أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم فرجعت فأخبرت زوجها فقال لسنا مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل لرسوله ما يشاء فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال (إني لأرجو أن أكون أتقاكم لله وأعلمكم بحدوده) انتهى
وعن مالك رواه الشافعي في مسنده
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الصوم أخبرنا ابن جريج عن زيد بن أسلم به
1061 الحديث العاشر
روى عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له)
152

قلت رواه البيهقي في كتاب البعث والنشور من حديث حفص بن خالد أبي جابر ثني ميمون بن سياه عن عمر بن الخطاب أنه قرأ على المنبر (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له) انتهى ثم قال البيهقي فيه إرسال بين ميمون وعمر قال وقد روي موقوفا من وجه غير قوي ثم أخرجه عن سعيد بن منصور ثنا فرج بن فضالة ثنا أزهر بن عبد الله الحرازي عمن عمر يقول فذكره موقوفا لم يرفعه
ورواه العقيلي في كتاب الضعفاء وابن مردويه في تفسيره والواحدي في الوسيط عن الفضل بن عميرة الظفاوي عن ميمون بن سياه الكردي عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمر بن الخطاب قرأ على المنبر إلى آخر لقط البيهقي وأعله بالفضل بن عمير وقال لا يتابع على إسناده وقد روي بإسناد أصلح من هذا انتهى كلامه
وبسند العقيلي رواه الثعلبي ومن طريق الثعلبي رواه البغوي
1062 الحديث الحادي عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في محشرهم ولا في مسيرهم وكأني بأهل لا إله إلا الله يخرجون من قبورهم ينفضون التراب عن وجوههم ويقولون (الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن)
قلت روى من حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس
فحديث ابن عمر له طرق
أحدها عند أبي يعلي الموصلي والطبراني في معجمه الوسط وفي كتاب الدعاء
153

والبيهقي في أول شعب الإيمان عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم) إلى آخره
وبهذا الإسناد رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم والثعلبي ثم البغوي في تفاسيرهم
وعبد الرحمن ضعيف جدا لكن تابعه أخوه عبد الله كما رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب من حديث عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه به
طريق آخر رواه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا يحيى بن موسى المروزي ثنا سليمان بن عبد الله بن وهب الكوفي عن عبد العزيز بن حكيم عن أبن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
طريق آخر رواه البيهقي في البعث والنشور من حديث بهلول بن عبيد عن سلمة بن كهيل عن نافع عن ابن عمر مرفوعا
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله ببهلول وقال إن أحاديثه لا يتابعه الثقات عليها
وكذلك رواه ابن حبان في الضعفاء وأعله ببهلول وقال إنه يسرق الحديث لا يحتج به
وحديث ابن عباس رواه الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة محمد بن سعيد الطائفي عن محمد بن سعيد الطائفي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس على أهل لا إله إلا الله) إلى آخره ولم يذكر الخطيب محمد بن سعيد الطائفي بجرح ولا تعديل وهو كذلك في فوائد تمام
وأعله ابن حبان في كتاب الضعفاء بالطائفي وقال لا يحل الاحتجاج به
154

وهذا خبر باطل إنما يروى عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به
وحديث أنس رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث القاسم بن مطيب عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ليس على أهل لا إله إلا الله) إلى آخره
ولحديث ابن عمر طريق آخر عند النسائي في كتاب الكنى عن سليمان ابن عبد العزيز بن أبي داود عن عبد العزيز بن حكيم به سندا ومتنا
1063 الحديث الثاني عشر
في الحديث الذي أعذر الله فيه لابن آدم ستون سنة
قلت رواه البزار في مسنده ثنا هشام بن يونس ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (العمر الذي أعذر الله لابن آدم ستون سنة " أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر " انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره ثنا أحمد بن جعفر بن أحمد ثنا عبيد بن الحسن ثنا سلمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أبي حازم عن سهل بن سعد وربما لم يقل عن سهل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم ستون سنة) انتهى
وهو في البخاري بلفظ آخر رواه في... من حديث محمد بن معن الغفاري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمره الله ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر انتهى
ووهم الحاكم فرواه في المستدرك وقال على شرط البخاري ولم يخرجاه
وروى الترمذي وابن ماجة في الزهد من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك) قال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى
155

وهو عجيب من الترمذي فإنه رواه في الزهد أيضا من حديث كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا (عمر أمتي من الستين إلى السبعين سنة) انتهى وقال حسن غريب وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السبعين من القسم الثالث بسند الترمذي الأول ومتنه
وكذلك الحاكم في مستدركه وقال على شرط مسلم
1064 قوله
وفي حديث أبي بكر ذو بطن خارجه جارية
قلت رواه مالك في الموطأ عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت إن أبا بكر كان نحلني جداد عشرين وسقا من ماله بالعالية فلما حضرته الوفاة قال ما من الناس أحد أحب إلي عني بعدي منك ولا أعز علي فقرا منك وإني كنت نحلتك جداد عشرين وسقا فلو كنت حزته لكان لك وإنما هو اليوم مال وارث وإنما هو أخواك وأختاك فاقتسموه على كتاب الله قالت يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته وإنما هي أسماء فمن الأخرى قال ذو بطن بنت خارجة أراها جارية فولدت جارية أخوها عبد الرحمن ومحمد وبنت خارجة هي حبيبة بنت خارجة بن زيد زوجة أبي بكر كانت ذلك الوقت حاملا فولدت أم كلثوم انتهى
وعن مالك رواه محمد بن الحسن في موطئه بسنده ومتنه
وتقدم بعضه في سورة الإسراء
156

1065 قوله
عن ابن عباس أنه قال لرجل مقبل من الشام من لقيت به قال كعب قال ما سمعته يقول قال سمعته يقول إن السماوات تدور على منكب ملك قال كذب كعب أما ترك يهوديته بعد ثم قرأ * (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) * الآية
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال جاء رجل إلى ابن مسعود فقال من أين جئت قال من الشام قال من لقيت قال لقيت كعبا قال ما حدثك كعب قال حدثني أن السماوات تدور على منكب ملك قال لقد كذب كعب إن الله يقول (إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا) الآية وهذا سند صحيح وهو كما تراه عن ابن مسعود لا عن ابن عباس ولعلة اشتبه على المصنف عبد الله بعبد الله وقد تقدم له نحو هذا وليس فيه أيضا قوله أما ترك يهوديته
وروى ابن وهب عن مالك أن السماء لا تدور واحتج بهذه الآية وبحديث إن بالمغرب بابا للتوبة لا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس منه وهو في الصحيح والله أعلم
1066 الحديث الثالث عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا تمكروا ولا تعينوا ماكرا فإن الله يقول " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " ولا تبغوا ولا تعينوا باغيا فإن الله يقول * (إنما بغيكم على أنفسكم) *
157

قلت رواه ابن المبارك في كتاب الزهد وقد تقدم أوله في يونس
1067 قوله
عن ابن مسعود أن الجعل يعذب في جحره بذنب ابن آدم
1068 قوله
وعن أنس قال إن الضب ليموت هزلا في حجره بذنب ابن آدم
قلت الأول رواه الحاكم في المستدرك وقد تقدم في النحل
والثاني لم أجده عن أنس وإنما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة كما عزاه المصنف في سورة النحل وقد تقدم هناك
1069 الحديث الرابع عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الملائكة دعته ثمانية أبواب الجنة أن أدخل من أي باب شئت)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (
من قرأ سورة الملائكة دعنه يوم القيامة ثمانية أبواب الجنة) إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
158

سورة يس
159

سورة يس
ذكر فيها عشرة أحاديث
1070 قوله
روى أن أبا جهل حلف إن رأى محمدا يصلي ليرضخن رأسه فأتاه ومعه حجر ليدمغه فلما رفع يده انثنت إلى عنقه ولزق الحجر بيده حتى فكوه عنها بجهد فرجع إلى قومه فأخبرهم فقال آخر أنا أقتله بهذا الحجر فذهب فأعمى الله بصره
قلت رواه بنقص يسير أبو نعيم في دلائل النبوة في الفصل الثالث والثلاثين من طريق ابن إسحاق ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس قال إن أبا جهل قال إني أعاهد الله لأجلسن غدا لمحمد بحجر ما أطيق حمله فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه فلما أصبح أخذ أبو جهل حجرا كما وصف وغدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده يصلي بين الركنين وغدت قريش فجلست في أنديتهم ينتظرون ما يفعل أبو جهل فلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم احتمل أبو جهل الحجر ثم أقبل نحوه حتى إذا دنا منه رجع منهزما مرعوبا قد يبست يداه على الحجر حتى قذف الحجر من يده انتهى وهو في أوائل سيرة ابن هشام من قول ابن إسحاق في كلام طويل
161

1071 الحديث الأول
عن جابر قال أردنا النقلة إلى المسجد والبقاع حوله خالية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتانا في ديارنا وقال (يا بني سلمة بلغني أنكم تريدون النقلة إلى المسجد) فقلنا نعم بعد علينا المسجد والبقاع حوله خالية فقال (عليكم دياركم فإنما تكتب لكم آثاركم) قال فما وددنا حضرة المسجد لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت رواه مسلم بتغير يسير في الصلاة في باب كثرة الخطأ إلى المساجد من حديث أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قريب من المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم (إنه بلغني أنكم تريدون أن تنقلوا قرب المسجد) فقالوا نعم يا رسول الله قال (يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم) فقالوا ما كان يسرنا أنا كنا تحولنا انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول بلفظ المصنف بحروفه إلا أنه قال فما وددنا أنا بحضرة المسجد
1072 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون)
قلت رواه الطبراني بنقص في معجمه من حديث حسين بن حسن الأشقر عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (السباق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب ياسين والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب) انتهى
ورواه كذلك ابن مردويه في تفسيره والعقيلي في الضعفاء وأعله بحسين
162

الأشقر وقال إنه شيعي متروك ولا يعرف هذا إلا من جهته وهو حديث منكر
ورواه بلفظ المصنف الثعلبي من حديث عمرو بن جميع عن محمد بن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سباق الأمم ثلاثة) إلى آخره سواء
وحديث السباق أربعة رواه الحاكم في مستدركه في الفضائل من حديث عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (السباق أربعة أنا سابق العرب وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس) انتهى ولم يصححه وإنما قال تفرد به عمارة بن زاذان عن ثابت انتهى قال الذهبي في مختصره وعمارة بن زاذان واه ضعفه الدارقطني انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الصغير من حديث بقية بن الوليد ثنا أبي عن محمد بن زياد عن أبي أمامة مرفوعا نحوه وزاد فيه إلى الجنة
وذكره ابن أبي حاتم في علله بهذا السند وقال سمعت أبي وأبا زرعة يقولان هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد
1073 الحديث الثالث
في حديث مرفوع نصح قومه حيا وميتا
قلت رواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا الحسن بن محمد السكوني الكوفي ثنا علي بن محمد بن خالد المطرز ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد ثنا أبي ثنا بيان عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وأهل مكة حرب وأهل الطائف حرب وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا إذ جاءه عروة بن مسعود فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
163

رسول الله إني أسلمت لم يغزها ولم يطأ أرضها جيش قال نعم قال فاجعلني رسولك إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أتخوف أن يقتلوك) قال لو وجدوني نائما لم يوقظوني قال (فأنت رسولي إليهم) فانطلق إليهم فدعاهم إلى الإسلام فرماه رجل منهم بسهم فأصاب مقتله فوقع واجتمع حوله بنو عمه فكان يقول لهم وهو في النزع يا معشر ثقيف ايتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطلبوا منه الأمان قبل أن يبلغه موتي فيغزوكم فما زال هذا كلامه حتى قبض رحمه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد نصحهم حيا وميتا) وشبهه بصاحب ياسين إذ نصح قومه حيا وميتا فقال * (يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) * انتهى
1074 قوله
عن ابن عباس أنه قيل له إن قوما ما يزعمون أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة فقال بئس القوم نحن إذا نكحنا نساءه وقسمنا ميراثه
قلت رواه الحاكم في مستدركه في فضائل الصحابة عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن الأصم قال قلت للحسن بن علي إن هذه الشيعة تزعم أن عليا عليه السلام مبعوث قبل يوم القيامة فقال كذبوا ما أولئك شيعة لو كان مبعوثا ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله انتهى وسكت عنه
ورواه في تفسير سورة البقرة من حديث عمران بن الحارث قال بينا نحن عند ابن عباس إذ جاء رجل فقال من أين جئت قال من العراق قال من أيهم قال من الكوفة قال فما الخبر قال تركتهم وهم يتحدثون أن عليا خارج إليهم فقال لا أبا لك لو شعرنا ذلك ما أنكحنا نساءه مختصر وهو حديث الكتاب فإنه من رواية بن عباس
164

1075 الحديث الرابع
أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتم عليه
قلت رواه الجماعة إلا أبا داود من حديث أبي هريرة وقد تقدم في سورة السجدة
1076 الحديث الخامس
في الحديث يقول العبد يوم القيامة إني لا أجيز علي شاهدا إلا من نفسي فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل
قلت رواه مسلم في الزهد من حديث عبيد الله الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد المكي عن فضيل عن الشعبي عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال (هل تدرون مم أضحك) قال قلنا الله ورسوله أعلم قال (من مخاطبة العبد لربه فيقول يا رب ألم تجرني من الظلم فيقول بلى فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني قال فيقول فكفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا قال فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي قال فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين
الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل) انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فرواه في كتاب الأهوال بسنده ومتنه وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى
وقال الحميدي في الجمع بين الصحيحين ليس للشعبي عن أنس في الصحيح غير هذا الحديث انتهى
165

وقال النسائي في التفسير في سورة الانفطار بعد أن رواه لا أعلم أحدا رواه عن الثوري غير الأشجعي وهو حديث غريب
1077 الحديث السادس
قوله صلى الله عليه وسلم
(أنا النبي لا أكذب
* أنا ابن عبد المطلب)
وقال
(هل أنت إلا أصبع دميت
* وفي سبيل الله ما لقيت)
قلت أخرجها البخاري في صحيحه في الجهاد ومسلم في المغازي
الأول من حديث البراء بن عازب قال له رجل أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال لا لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا فأقبل المسلمون على الغنائم استقبلوانا بالسهام فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء وإن أبا سفيان آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب) انتهى
الثاني من حديث جندب بن سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في بعض المشاهد وقد دميت أصابعه فقال (هل أنت إلا أصبع دميت) إلى آخره
1078 الحديث السابع
حديث تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الحمد والنعمة لك)
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث ابن عمر أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) قال وكان عبد الله بن عمر يزيد في تلبية لبيك لبيك وسعديك والخير بين يديك والرغباء إليك والعمل انتهى
وقوله كسر أبو حنيفة ورفع الشافعي وكلاهما تعليل يعني همزة إن وهذا الخلاف لا أعرفه لكن قال الشيخ تقي الدين في الإمام قال الخطابي هما
166

روايتان والكسر أجود قال ثعلب من كسر فقد عم ومن فتح فقد خص قال القاضي عياض والأوجه ما قاله وذلك أنه استأنف الأخبار والاعتراف لله بما يجب له من الحمد وما له من النعمة وإذا فتح فإنما تقتضي التلبية له من أجل ذلك ولا تعلق للتلبية بها إلا على بعد وتخريج وهذا ما أشار إليه ثعلب من العموم والخصوص انتهى كلامه
1079 الحديث الثامن
روي أن جماعة من كفار قريش منهم أبي بن خلف وأبو جهل والعاص بن وائل والوليد بن المغيرة تكلموا في ذلك فقال لهم أبي ألا تسمعون ما يقول محمد إن الله يبعث الأموات قال واللات والعزى لأسيرن له ولأخصمنه وأخذ عظما باليا فجعل يفته بيده ويقول يا محمد أترى الله يحيي هذا بعدما رم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (نعم ويبعثك ويدخلك جهنم)
قلت غريب بهذا اللفظ ونقله الثعلبي عن قتادة هكذا بلفظ المصنف
وروى الحاكم في المستدرك من حديث عمرو بن عون ثنا هيثم أنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن العاص بن وائل أخذ عظما من البطحاء ففته بيده ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيحيي الله هذا بعد ما أرى فقال عليه السلام (نعم يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك جهنم) قال ونزلت الآيات من آخر يس انتهى وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وحديث أبي رواه البيهقي في كتاب البعث والنشور من حديث سعيد بن منصور عن خالد عن حصين عن أبي مالك قال جاء أبي بن خلف بعظم فجعل يفتته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال من يحيي العظام وهي رميم فأنزل الله آخر سورة يس انتهى
167

وروى الطبري وابن مردويه ثنا محمد بن سعد ثني أبي ثنا عمي ثنا أبي عن أبيه عن ابن عباس من حديث العوفي عن ابن عباس أن عبد الله ابن أبي جاء بعظم يفتته فذكر نحوه وهذا فيه نكارة فإن السورة مكية وعبد الله بن أبي بن سلول إنما كان في المدينة وعلى كل تقدير فسواء كانت في أبي بن خلف أو في العاص بن وائل أو فيهما فهي عامة في كل من أنكر البعث
وقد تقدم في أول النحل شيء من هذا
وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس في قوله * (من يحيي العظام وهي رميم) * قال نزلت هذه الآية في أبي جهل جاء بعظم حائل بال إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذراه فقال من يحيي العظام وهي رميم فقال الله يا محمد * (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) * انتهى
1080 قوله
عن ابن عباس قال ليس من شجرة إلا وفيها نار إلا العناب
1081 الحديث التاسع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل شيء قلب وقلب القرآن يس ومن قرأ يس يريد بها وجه الله تعالى غفر الله له وأعطاه من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتين وعشرين مرة وأيما مسلم قرىء عنده إذا نزل به ملك الموت سورة يس نزل بكل حرف منا عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفا يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون
168

غسله ويشيعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه وأيما مسلم قرأ سورة يس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة يشربها وهو على فراشه فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان)
قلت رواه القضاعي في مسند الشهاب من طريق محمد بن جرير الطبري ثنا زكريا بن يحيى ثنا شبابة ثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بنى زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل شيء قلب وإن قلب القرآن يس من قرأ يس وهو يريد بها الله عز وجل غفر الله له وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتي عشر مرة وأيما مسلم قرىء عنده إذا نزل به ملك الموت سورة يس نزل بكل حرف منها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفا يصلون عليه ويستغفرون له ويشهدون عليه ويشيعون جنازته ويصلون عليه ويشهدون دفنه وأيما مسلم قرأ يس وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يجيئه رضوان خازن الجنة بشربة من الجنة فيشربها وهو على فراشه فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان ويمكث في قبره وهو ريان ويبعث يوم القيامة وهو ريان ويحاسب وهو ريان ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان) انتهى
ولم أجده في تفسير الطبري
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون ابن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعا بلفظ القضاعي
ورواه أيضا عن الطبري بسنده الأول في آل عمران
169

ورواه الثعلبي في تفسيره من حديث يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعا فذكره سواء
وقوله في الحديث أن لكل شيء قلب وقلب القرآن يس هو في الترمذي رواه في فضائل القرآن من حديث حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي عن الحسن ابن صالح عن هارون أبي محمد عن مقاتل بن حبان عن قتادة عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل شيء قلبا وإن قلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة
القرآن عشر مرات) انتهى وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن
وهارون أبو محمد شيخ مجهول وفي الباب عن أبي بكر الصديق وأبي هريرة وحديث أبي بكر الصديق لا يصح وحديث أبي هريرة منظور فيه
قلت حديث أبي هريرة رواه البزار في مسنده من حديث زيد بن الحباب عن حميد المكي مولى آل علقمة عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن لكل شيء قلب وإن قلب القرآن يس) انتهى وقال لا نعلمه يرويه عن حميد إلا زيدا انتهى
وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة البزار وسكت عنه وتعقبه ابن القطان فقال حميد هذا مولى بني علقمة لا نعرف روى عنه إلا زيد بن الحباب قال وقد ذكر هو ذلك في أحكامه الكبرى انتهى
1082 الحديث العاشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن في القرآن سورة تشفع قارئها وتغفر
170

لمستمعها ألا وهي سورة يس)
قلت رواه الثعلبي أخبرني محمد بن محمد ثنا محمد بن محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلم الملطي بمصر ثنا إسماعيل بن حمدوية النيسابوري ثنا أحمد بن عمران الرازي عن محمد بن عمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في القرآن سورة تشفع لقارئها ويغفر لمستمعها ألا وهي سورة يس) انتهى
وعزاه القرطبي في التذكار لأبي عيسى الترمذي من حديث عائشة والترمذي الحكيم من حديث أبي بكر وينظر
171

سورة الصافات
173

سورة الصافات
ذكر فيها أحد عشر حديثا
1083 الحديث الأول
في الحديث عجب ربكم من إلكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم
قلت غريب وقال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث يروى عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن محمد بن عمرو يرفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (عجب ربكم من إلكم وقنوطكم وسرعة أجابته إياكم) ثم قال وهو أن يرفع الرجل صوته بالدعاء قال وبعض المحدثين يرويه من أزلكم قال والأزل الشدة قال وأراه المحفوظ انتهى كلامه
1084 الحديث الثاني
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن في كل شيء
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم فالبخاري ومسلم والترمذي في الصلاة وأبو داود في اللباس والباقي في الطهارة من حديث مسروق وعن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع في شأنه كله وطهوره وترجله ونعله ولفظ التيامن من عند النسائي
1085 الحديث الثالث
في الحديث العاقل من دان نفسه
قلت غريب بهذا اللفظ والموجود الكيس من دان نفسه رواه الترمذي وابن ماجة في الزهد من حديث أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب
175

عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) انتهى قال الترمذي حديث حسن قال ومعنى دان نفسه أي حاسبها في الدنيا قبل يوم القيامة انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان وقال فيه حديث صحيح على شرط البخاري ومسلم قال الذهبي في مختصره لا والله ليس على شرط واحد منهما قال فأبو بكر بن أبي مريم واه انتهى
ورواه أحمد وأبو داود الطيالسي والبزار وأبو يعلى الموصلي والحارث ابن أبي أسامة في مسانيدهم
ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة شداد بن أوس
ورواه الطبراني في معجمه
قال البزار لا نعلمه يروى إلا عن شداد بن أوس ولا طريق له غير هذا الطريق انتهى
والمصنف احتج به على أن دان بمعنى ساس
وقال ابن طاهر وهو حديث مداره على أبي بكر بن أبي مريم وهو ضعيف انتهى
1086 قوله
عن ابن عباس قال لو تمت تلك الذبحة لصارت سنة وذبح الناس أبناءهم
1087 الحديث الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم (استشرقوا ضحاياكم فإنهم على الصراط مطاياكم)
176

قلت غريب وبمعناه ما رواه أبو الفتح سليم بن أيوب الفقيه الرازي الشافعي في كتاب الترغيب له أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد أنا أبو بكر عبد الله ابن محمد القتات ثنا أبو بكر أحمد بن يحيى بن الحجاج بن سعيد الشيباني ثنا عباس ابن يزيد اليشكري ثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (استفرهوا أضحيتكم فإنكم يوم القيامة لا تركبون شيئا من الدواب إلا البدن والأضحية) انتهى
والحديث بلفظ الكتاب في الفردوس من رواية أبي هريرة ذكره في أوائله
1088 الحديث الخامس
روي أنه لما ذبحه قال جبريل الله أكبر فقال الذبيح لا إله إلا الله والله أكبر فقال إبراهيم الله أكبر ولله الحمد فبقيت سنة
1089 الحديث السادس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا ابن الذبيحين)
قلت غريب
1090 الحديث السابع
روي أن أعرابيا قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا بن الذبيحين فتبسم النبي عليه السلام فسئل عن ذلك فقال (إن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم نذر لله لئن سهل له أمرها ليذبحن أحد ولده فخرج السهم على عبد الله فمنعه أخواله وقالوا له أفد ابنك بمائة من الإبل ففداه بمائة من الإبل والثاني إسماعيل)
177

قلت رواه الحاكم في مستدركه في فضائل الأنبياء من حديث عبد الله بن محمد العتبي من ولد عتبه بن أبي سفيان عن أبيه قال حدثني عبد الله بن سعيد عن الصنابحي قال كنا عند معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم الذبيح فقال بعضهم هو إسماعيل وقال بعضهم هو إسحاق فقال معاوية على الخبير سقطتم كنا يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال يا رسول الله خلفت البلاد يابسا والماء عابسا هلك العيال وضاع المال فعد علي بما أفاء الله عليك يا بن الذبيحين قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه
فقلنا يا أمير المؤمنين وما الذبيحان قال إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل له أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم على عبد الله فأراد ذبحه فمنعه أخواله من بني مخزوم وقالوا ارض ربك وافد ولدك قال ففداه بمائة ناقة قال فهو الذبيح وإسماعيل الثاني انتهى وسكت عنه
وكذلك رواه الطبري في تفسيره وابن مردويه سندا ومتنا
قال الذهبي في مختصره وإسناده واه
وتفسيره الذبيحين من كلام معاوية كما تراه فيكون قول المصنف فسئل عن ذلك أي سئل رجل عن ذلك مع احتمال عوده على النبي صلى الله عليه وسلم وعوده على الأعرابي أيضا وهو مصرح به في تفسير الثعلبي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فذكر بالإسناد المذكور وفيه فقيل يا رسول الله وما الذبيحان قال (إن عبد المطلب) الحديث
وفي غريب الحديث للسرقسطي تركت البلاد يابسا أي ذاهبة الماء والماء عابسا أي ناشفا يقال عبس عليه الوسخ أي نشف انتهى
1091 الحديث الثامن
حديث كتاب يعقوب إلى يوسف قال المصنف رحمه الله ومما يدل على أن الذبيح إسحاق كتاب يعقوب إلى يوسف بن يعقوب
178

إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله
قلت رواه الدارقطني في كتابه غرائب مالك من حديث إسحاق بن وهب الجمحي الطهرمسي ثنا عبد الله بن وهب عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوحي الله إلى ملك الموت إن رأيت يعقوب بن إسرائيل فسلم عليه فأتاه فسلم فرد عليه وقال من أنت يرحمك الله قال أنا ملك الموت قال مرحبا بمن كنت أتمنى لقياه ولو بعد حين أسألك يا ملك الموت بالذي ملكك قبض روح ابن آدم هل قبضت روح يوسف قال لا وإنه لحي على الأرض قال فدعا بنيه وبني بنيه فقال ائتوني بدواه وقرطاس فاكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا أسباب البلاء أما جدي إبراهيم فأبلاه الله بالنار حتى فداه وأما إسحاق فأبلاه الله بالذبح حتى فداه وأما أنا فكان لي ولد قرة عيني وأحب إلي من ملء الدنيا ذهبا وفضة فارحم اليوم كبر سني وانحناء ظهري وذهاب بصري فرد علي ولدي فأوحى الله إلى يعقوب أتشكوني إلى عوادك فقال يا إله إبراهيم أسألك بحق إبراهيم خليلك عليك وإسحق ذبيحك عليك وأنا إسرائيلك إلا رحمت اليوم كبر سني وانحناء ظهري وذهاب بصري رد على ولدي فأوحى الله إلى جبريل إن رأيت عبدي يوسف فسلم عليه قال فدخل عليه السجن فقال السلام عليك أيها الصديق فقال من أنت يرحمك الله قال أما تعرفني قال لا وإني أرى صورة حسنة وأشم رائحة طيبة لا تشبه روائح الخطائين قال أيها الصديق إن الله طهر إسحاق بالنبوة بأطهر الأطهار ذكر كلمة قيد لك الزمان بملك مصر وأهلها تملك ملوكها وتخدمك أشرافها يا أيها الصديق قل اللهم يا كبير كل كبير ويا من لا ند له ولا شريك ولا وزير ويا خالق الشمس والقمر المنير يا منزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم ويا مجيب دعوة المضطرين ورجاءهم ويا راحم الطفل الصغير ويا مطلق الأسير ويا رازق الفقير اكفنا اللهم من أمر دنيانا وآخرتنا
179

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته انتهى ثم قال الدارقطني هذا حديث موضوع باطل وإسحاق بن وهب الطهرمسي يضع الحديث على ابن وهب وغيره حدث عنه بهذا الإسناد أحاديث لا أصل لها انتهى
ورواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل الحادي والعشرين بعد المائتين حدثنا عمر بن أبي عمر ثنا عصام بن المثنى الحمصي عن أبيه عن وهب بن منبه قال كتب يعقوب كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من يعقوب نبي الله ابن إسحاق ذبيح الله إلى آخره
وذكره المصنف في سورة يوسف بألفاظ ليست في هذا وقد تقدم
1092 قوله
عن ابن عباس قال كل تسبيح في القرآن فهو صلاة
قلت رواه الطبري في تفسيره في سورة النور عند قوله تعالى * (يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال) * فقال المعاني بن عمران عن سفيان عن عمار الذهبي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كل تسبيح في القرآن فهو صلاة انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الحديد من حديث المعافى بن عمران به سندا ومتنا وزاد كل سلطان في القرآن فهو جحة
ورواه عبد الرازق في تفسيره في سورة غافر من قول قتادة فقال أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) * قال هي صلاة الصبح وصلاة العصر وكل شيء في القرآن من التسبيح فهو صلاة انتهى
1093 الحديث التاسع قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لتحب القرع قال أجل هي شجرة أخي يونس
قلت غريب وفي تفسير ابن مردويه في سورة الأنبياء من حديث الحسن ابن عمارة ثنا أبو إسحاق هعن عمرو بن ميمون ثنا عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (التقم يونس عليه السلام الحوت * (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) * قال فرمى به على شاطىء النهر ليس له جلد ولا شعر فصار كأنه فرج قال وأنبت الله عليه شجرة من يقطين) قال عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (واليقطين القرع) مختصر
1094 الحديث العاشر عن أنس رضي الله عنه لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وكانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم المساحي قالوا محمد والخميس ورجعوا إلى حصنهم فقال صلى الله عليه وسلم (الله أكبر خرجت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم) الآية
قلت رواه البخاري في صحيحه في المغازي ومسلم في النكاح واللفظ للبخاري عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى خيبر ليلا وكان إذا أتى بليل لم يقربهم حتى يصبح فلما خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتليهم فلما رأوه قالوا محمد بساحة قوم * (فساء صباح المنذرين) * انتهى
وطوله مسلم وفيه تزويج صفية
180

الحديث التاسع
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنك لتحب القرع قال أجل هي شجرة أخي يونس
قلت غريب وفي تفسير ابن مردويه في سورة الأنبياء من حديث الحسن ابن عمارة ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون ثنا عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (التقم يونس عليه السلام الحوت * (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) * قال فرمى به على شاطىء النهر ليس له جلد ولا شعر فصار كأنه فرج قال وأنبت الله عليه شجرة من يقطين) قال عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (واليقطين القرع) مختصر
1094 الحديث العاشر
عن أنس رضي الله عنه لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وكانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم المساحي قالوا محمد والخميس ورجعوا إلى حصنهم فقال صلى الله عليه وسلم (الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم) الآية
قلت رواه البخاري في صحيحه في المغازي ومسلم في النكاح واللفظ للبخاري عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى خيبر ليلا وكان إذا أتى بليل لم يقربهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والخميس ورجعوا إلى حصنهم فقال صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم * (فساء صباح المنذرين) * انتهى وطوله مسلم وفيه تزويج صفية
181

1095 قوله
عن علي قال من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من ألأاجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه * (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) * إلى آخر السورة
قلت رواه عن الرزاق في مصنفه في الصلاة أخبرنا ابن عيينة عن حمزة الثمالي عن الأصبغ بن نباتة قال قال علي بن أبي طالب من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل حين يفرغ من صلاته * (سبحان ربك رب العزة) * إلى آخرها
ورواه الثعلبي في تفسيره والواحدي في الوسيط عن الأصبغ بن نباتة وقال فيه فليكن آخر كلامه من مجلسه
ومن طريق الثعلبي رواه البغوي
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره مسندا مرسلا فقال ثنا عمار بن خالد الواسطي عن شبابة عن يونس عن أبي إسحاق عن الشعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى) إلى آخره
1096 الحديث الحادي عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ * (والصافات) * أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان وتباعدت عنه مردة الشياطين وبرئ من الشرك وشهد له حافظاه يوم القيامة أنه آمن بالمرسلين
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الصافات) إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده في يونس
182

سورة ص
183

سورة ص
ذكر فيها أحد عشر حديثا
1097 الحديث الأول
روي أنه لما أسلم عمر رضي الله عنه فرح به المؤمنون فرحا شديدا وشق على قريش وبلغ منهم فاجتمع خمسة وعشرون من صناديدهم ومشوا إلى أبي طالب وقالوا أنت شيخنا وكبيرنا وقد علمت ما فعل السفهاء يريدون الذين دخلوا في الإسلام وجئناك يا أبا طالب لتقضي بيننا وبين بن أخيك فاستحضر أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا بن أخي هؤلاء قومك يسألونك السؤال فلا تمل عليهم كل الميل فقال صلى الله عليه وسلم (ماذا يسألوني) قالوا ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وإلهك وندعك وإلهك فقال صلى الله عليه وسلم (أرأيتم إن أعطيتكم ما سألتم أمعطي أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم) قالوا نعم فقال (قولوا لا إله إلا الله) فقاموا فقالوا * (أجعل الآلهة إلها واحدا) *
قلت رواه الترمذي والنسائي مختصرا من حديث يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال مرض أبو طالب فجاءت قريش وجاء النبي صلى الله عليه وسلم وعند رأس أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك وشكوه إلى أبي طالب فقال يا بن أخي ما تريد من قومك قال (يا عم أريد منهم كلمة تدين لهم العرب وتؤدي إليهم بها الجزية العجم) قال كلمة واحدة
185

قال ما هي قال (لا إله إلا الله) فقالوا " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " قال ونزل فيهم * (ص والقرآن ذي الذكر) * حتى * (إن هذا إلا اختلاق) * انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن والستين من القسم الثالث والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم وابن مردويه والطبري وابن أبي حاتم في تفاسيرهم وابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في دلائل النبوة وذكره الثعلبي بلفظ المصنف سواء من غير سند وكذلك الواحدي في أسباب النزول
وابن القطان في كتاب الوهم والإيهام يجعل مثل هذا الحديث مرسلا قال لا إلا من جهة الاحتمال الذي في قول الصحابي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن لا يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال ولكن من جهة أن الصحابي إذا أخبر بقصة ولم يذكر أنه شاهدها ولا حدثه بها من شاهدها ولا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبره فإنه يكون مرسلا لأنه يحتمل أن يكون تلقاه عن صحابي آخر ممن شاهد أو سمع من النبي صلى الله عليه وسلم قال ويصير هذا بمثابة ما لو قال ابن عباس نام النبي صلى الله عليه وسلم عند البيت فجاءه جبريل فأسرى به أو تحنث في غار حراء فجاءه الملك ونحو ذلك مما علم أنه لم يشاهده قال وليس بنافع في مثل هذا أن يقال يحتمل انه شاهد أو سمع من النبي صلى الله عليه وسلم إذ ليس بالاحتمال يثبت الاتصال واعترض بهذا الكلام على أحاديث كثيرة وقعت من صحيح مسلم في هذا النوع في مواضع متفرقة منها حديث المسيب بن حزن قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية فذكره ومنها حديث أنس أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر
186

1098 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ضموا فواشيكم)
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الأشربة من حديث أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء) انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه (كفوا فواشيكم)
والفواشي جمع فاشية وهي المواشي كالإبل والبقر والغنم وغيرها سميت به لأنها تفشو أي تنتشر وفحمة العشاء الظلمة التي بين الصلاتين والتي بين الغداة والعشاء عسعسة
1099 الحديث الثالث
عن أم هانئ دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بوضوء فتوضأ ثم صلى صلاة الضحى وقال (يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق)
قلت رواه الطبراني في معجمه ثنا العباس بن محمد المجاشعي ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني ثنا الحجاج بن نصير ثنا أبو بكر الهذلي واسمه سلمى عن عطاء ابن أبي رباح عن ابن عباس قال كنت أمر بهده الآية فما أدري ما هي قوله * (بالعشي والإشراق) * حتى حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعا بوضؤء في جفنه كأني أنظر إلى أثر العجين فتوضأ ثم قام فصلى الضحى فقال (يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق) انتهى
ورواه الثعلبي من حديث حجاج بن نصير به
ومن طريق الثعلبي رواه البغوي ورواه ابن مردويه كذلك
187

وعن الثعلبي رواه الواحدي في تفسيره الوسيط
ويقرب منه ما رواه الحاكم في مستدركه في فضائل أم هانئ من حديث سعيد ابن أبي عروبة عن أيوب بن صفوان عن عبد الله بن الحارث أن ابن عباس كان لا يصلي الضحى حتى أدخلناه على أم هانئ فقلت لها أخبري ابن عباس بما أخبرتينا به فقالت أم هانئ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فصلى صلاة الضحى ثماني ركعات فخرج ابن عباس وهو يقول لقد قرأت ما بين اللوحين فما عرفت صلاة الإشراق إلا الساعة * (يسبحن بالعشي والإشراق) * ثم قال ابن عباس هذه صلاة الإشراق انتهى وسكت عنه
1100 الحديث الرابع
في وصف كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا نذر ولا هذر
قلت هو في حديث أم معبد وقد تقدم بطرقه في سورة الأعراف
وقالوا في تفسير هذا إن معناه ليس فيه اختصار مخل ولا تطويل ممل بل هو وسط ليس بقليل ولا كثير
وروى أبو داود في سننه في كتاب الأدب من حديث عائشة قالت كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا يفهمه من سمعه انتهى
1101 قوله عن سعيد بن المسيب والحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال من حدثكم بحديث داود على ما يروونه القصاص جلدته مائة وستين جلدة وهو حد الفرية على الأنبياء صلوات الله وسلامه
188

عليهم أجمعين
1102 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم (من سره أن يقوم له الناس صفونا فليتبوأ مقعده من النار)
قلت غريب
وروى أبو داود في الأدب والترمذي في الاستئذان من حديث لاحق بن حميد أبي مجلز أن معاوية بن أبي سفيان دخل بيتا فيه ابن عامر وابن الزبير فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال له معاوية اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من سره أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار) انتهى
ورواه الطبراني في معجمه وزاد فيه من سره أن يتمثل له الناس قياما إذا جاء مقبلا فليتبوأ الحديث
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث ثنا هشيم أنا العوام ابن حوشب عن عزرة بن الحارث عن البراء بن عازب قال كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه قمنا معه صفوفا فإذا سجد تبعناه انتهى قال وللناس في تفسير الصافن وجهان فمنهم من قال كل صاف قدميه قائما فهو صافن والقول الآخر إن الصافن من الخيل الذي قلب أحد حوافره وقام على ثلاث قوائم ومنه قراءة عبد الله بن مسعود واذكروا اسم الله عليها صوافن
189

1103 الحديث السادس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخيل مقعود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)
قلت رواه البخاري ومسلم في الجهاد من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
قال الترمذي وفقه هذا الحديث أن الجهاد قائم مع كل إمام إلى يوم القيامة انتهى
وأخرجاه عن عروة بن الجعد البارقي مرفوعا بنحوه وبزيادة الأجر والغنيمة
وأخرجه مسلم عن جرير بنحو حديث عروة سواء
1104 الحديث السابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم في زيد الخيل حين وفد عليه وأسلم (ما وصف لي رجل فرأيته إلا كان دون ما بلغني إلا زيد الخيل) وسماه زيد الخير
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب الوفود في باب وفد طيئ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن ابن إسحاق قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد طيئ منهم زيد الخيل فلما انتهوا إليه كلموه وعرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال لي منه إلا زيد الخيل) ثم سماه زيد الخير الحديث بطوله
ورواه ابن سعد في الطبقات في ذكر الوفود أخبرنا محمد بن عمر يعني الواقدي ثني أبو بكر بن عبد الله أبي سبرة عن أبي عيمر الطائي وكان
190

يتيم الزهري قال وحدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ثنا عباد الطائي عن أشياخهم قالوا قدم وفد طيء على رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلا رأسهم زيد الخيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام فاسلموا وأجازهم بخمسة أواق فضة لكل رجل منهم فأعطى زيد الخيل اثنتي عشر أوقيه ونشأ وقال (ما ذكر لي رجل) إلى آخر لفظ البيهقي
1105 قوله
وسأل رجل بلال رضي الله عنه عن قوم يستبقون من السابق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الرجل أردت الخيل قال وأنا أردت الخير
قلت رواه إبراهيم الحربي في كتابه حدثنا ابن عائشة عن أبي عوانة عن مغيرة عن الشعبي قال كان رهان فقال رجل لبلال من سبق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فمن صلى قال أبو بكر قال إنما أعني في الخيل قال وأنا أعني في الخير انتهى ذكره في باب صلى قال والمصلي الذي يجيء على أثر السابق انتهى كلامه
1106 الحديث الثامن
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (قال سليمان لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تأتي كل واحدة بفارس يجاهد في سبيل الله ولم يقل إن شاء الله فطاف عليهن فلم تحمل إلا امرأة) واحدة جاءت بشق رجل والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون)
191

قلت رواه البخاري ومسلم في كتاب الإيمان من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة كلهن يأتين بفارس يجاهد في سبيل الله فقال له صاحبه قل إن شاء الله فلم يقل إن شاء الله فلم تحمل منهن إلا امرأة جاءت بشق رجل وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون) انتهى
ورواه البخاري في بدء الخلق في باب قوله تعالى * (ووهبنا لداود سليمان) * وقال في آخره قال شعيب وابن أبي الزناد تسعين امرأة وهو أصح انتهى
1107 قوله
وأما ما يحكى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان فالله أعلم بصحته ثم ذكره
قلت روى ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث ابن عباس فذكر حديث الخاتم والشيطان قريبا مما حكاه المصنف
وذكره ابن كثير في تفسيره وقال اسناده قوي وكأنه مما تلقاه ابن عباس من أهل الكتاب إن صح عنهم وفيهم طائفة لا يعتقدون نبوة سليمان عليه السلام فالظاهر أنهم يكذبون عليه وفيه منكرات من أشدها ذكر النساء والمشهور عن مجاهد وغيره من أئمة السلف أن ذلك الجني لم يسلط على نساء سليمان بل عصمهن الله منه تشريفا لنبيه عليه السلام قال وقد رويت هذه القصة عن سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم وجماعة من السلف وكلها متلقاة من قصص أهل الكتاب
قلت روى النسائي في التفسير عند قوله تعالى * (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) * أخبرنا محمد بن العلاء ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن المنهال ابن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان الذي أصاب أصحاب سليمان ابن داود عليه السلام بسبب امرأة من أهله يقال لها جرادة وكانت أحب نسائه
192

إليه وكان إذا أراد أن يأتي نساءه أو يدخل الخلاء أعطاها الخاتم فجاء ناس من أهل جرادة يخاصمون قوما إلى سليمان فكان هوى سليمان أن يكون الحق لأهل جرادة فيقضي لهم فعوقب إذ لم يكن هواه عليهم وإنما أراد الله أن يبتليه دخل الخلاء وأعطاها الخاتم فجاء الشيطان في سورة سليمان وقال لها هاتي خاتمي فدفعته إليه فلما لبسه دانت له الشياطين والإنس والجن وكل شيء فجاءها سليمان فطلب منها الخاتم فقالت له اخرج لست بسليمان قال سليمان إن ذلك أمر الله أبتلي به فخرج فجعل كلما قال أنا سليمان رجموه حتى يدمون عقبه ومكث هذا الشيطان فيهم مقيما ينكح نساءه ويقضي بينهم وانطلقت الشياطين فكتبوا كتبا فيها سحر وكفر ودفنوها تحت كرسي سليمان عليه السلام ثم أثاروها وقالوا كان سليمان يفتن بهذا الأنس والجن قال فأكفر الناس سليمان حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فانزل الله عليه * (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) * ولما أنكر الناس من أمر سليمان وأراد الله أن يرد عليه ملكه جاءوا إلى نسائه فسألوهن فقلن إنه ليأتينا ونحن حيض وما كان يأتينا قيل ذلك فلما رأى الشيطان أنه حضر هلاكه هرب وألقى الخاتم في البحر فتلقته سمكة وخرج سليمان يحمل على ساحل بحر فحمل لرجل سمكا بسمكة منه فلما بلغ به أعطاه السمكة التي في بطنها الخاتم فذهب بها فشق بطنها يريد أن يشويها فإذا الخاتم فيها فلما لبسه أقبل إليه الإنس والجن والشياطين وأرسل في طلب الشيطان فجعلوا لا يطيقونه حتى احتالوا عليه فوجدوه نائما قد سكر فأخذوه وجاءوا به إلى سليمان فأمر بتخت من رخام فنقر ثم أدخله في جوفه ثم سده بالنحاس ثم أمر به فطرح في البحر انتهى
1108 الحديث التاسع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتى بمخدع قد خبث بأمه فقال (خذوا عثكالا فيه مائة شمراخ فاضربوه بها ضربة)
193

قلت رواه النسائي وابن ماجة في سننيهما الأول في الرجم والثاني في الحدود من حديث محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي أمامة سهل بن حنيف عن سعيد بن سعد بن عبادة قال كان بين أبياتنا رجل ضعيف مخدج فلم يرع الحي إلا وهو على أمة من إمائهم يخبث بها قال ذلك سعد بن عبادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (اضربوه حده) قالوا يا رسول الله هو أضعف من ذلك لو ضربناه مائة قتلناه فقال (خذوا له عكثالا فيه مائة شمراخ فاضربوه به ضربة واحدة) قال ففعلوا انتهى
وكذلك رواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في معجمه
قال البزار ولا نعلم أسند سعيد بن سعد إلا هذا الحديث وقد اختلف فيه على أبي أمامة فرواه ابن عيينة عن أبي الزناد عن أبي أمامة مرسلا ورواه داود بن مهران عن ابن عيينة عن أبي الزناد عن أبي أمامة عن الخدري ورواه إسحاق بن راشد عن الزهري عن أبي أمامة عن أبيه وغير إسجاق يرويه عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل مرسلا انتهى كلامه
ورواه أبو داود في سننه في الحدود من حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره باختلاف لفظ
1109 الحديث العاشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (للمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه ويتعاطى ما لا ينال ويقول ما لا يعلم)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره أخبرنا الحسن بن محمد بن الحسين الدينوري ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني ثنا أحمد بن عمير بن يوسف ثنا محمد ابن عوف ثنا محمد بن الصفي ثنا حيوة بن شريح بن يزيد ثنا أرطاة بن المنذر
194

عن ضمرة بن حبيب عن سلمة بن نفيل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (للمتكلف ثلاث علامات) إلى آخره
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين من كلام أرطاة ابن المنذر فقال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد عن أرطاة بن المنذر قال آية المتكلف ثلاث إلى آخره إلا أنه قال ويتكلم فيما لا يعلم
ورواه أبو نعيم في كتاب الحلية من كلام وهب بن منبه بسنده إليه
1110 الحديث الحادي عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة ص كان له بوزن كل جبل سخره الله لداود عليه السلام عشر حسنات وعصمه أن يصر على ذنب صغير أو كبير)
قلت ذكره الثعلبي عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير سند
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
195

سورة الزمر
197

سورة الزمر
ذكر فيها ثلاثة عشر حديثا
1111 الحديث الأول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب العلم وفي آخر الدعوات ومسلم في صفة القيامة من حديث شقيق قال كان عبد الله بن مسعود يذكرنا كل يوم خميس فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن إنا نحب حديثك ونشتهيه ولوددنا أنك حدثتنا كل يوم فقال ما يمنعني أن أحدثكم إلا كراهية أن أملكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا انتهى
1112 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصلاة صلاة القنوت)
قلت هكذا وجدته في عدة نسخ والذي في الصحيح وغيره أفضل الصلاة طول القنوت رواه مسلم في الصلاة من حديث أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضل الصلاة طول القنوت) انتهى
والمصنف احتج به على أن المراد بالقنوت القيام وقد جاء مصرحا به في حديث رواه أبو نعيم في الحلية من طريق أحمد بن حنبل بسنده إلى عبد الله ابن حبشي الخثعمي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الصلاة أفضل قال (طول القيام) انتهى
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله عن نافع عن ابن عمر أنه سئل عن القنوت فقال ما أعرف القنوت إلا طول
199

ورواه الثعلبي أخبرني ابن فنجويه ثنا عبد الله بن محمد ثني ابن أبي شيبة ثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن مدينا الموصلي ببغداد ثنا أبو فروة يزيد بن القيام ثم قرأ " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما " انتهى
وروى الطحاوي في شرح الآثار في باب القراءة في ركعتي الفجر حدثنا محمد بن النعمان ثنا الحميدي ثنا سفيان قال سمعت أبا الزبير يحدث عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أفضل الصلاة طول القيام) انتهى
1113 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ينصب الله الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صبا قال الله تعالى * (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) * حتى يتمنى أهل العافية أن أجسادهم تقرض بالمقابض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل ويحوزونه)
قلت رواه الطبراني في معجمه مختصرا فقال ثنا السري بن سهل الجنديسابوري ثنا عبد الله بن رشيد ثنا مجاعة بن الزبير عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يؤتى بالشهداء يوم القيامة فينصبون للحساب ويؤتى بالمتصدقين فينصبون للحساب ثم يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان فيصب عليهم الأجر حتى إن أهل العافية ليتمنون في الموقف أن أجسادهم قرضت بالمقاريض من حسن ثواب الله لهم) انتهى
وعن الطبراني رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة جابر بن زيد بسنده ومتنه
ورواه الثعلبي في تفسيره بسند آخر ومتن الكتاب فقال أخبرني ابن فنجويه ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني حدثني محمد بن إبراهيم الضحاك ثنا نصر بن مرزوق ثنا أسد بن موسى ثنا بكر بن حبيش عن ضرار بن عمرو
200

عن زيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ينصب الميزان) إلى آخره بلفظ المصنف
ورواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب بهذا السند وبكر ابن حبيش وضرار والرقاشي كلهم ضعاف
ورواه ابن مردويه في تفسيره ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا آدم ثنا بكر بن حبيش ثنا ضرار بن عمرو به بلفظ المصنف إلا أنه زاد الصوم بعد الصلاة
1114 الحديث الرابع
قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم * (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) * فقيل يا رسول الله كيف انشراح الصدر قال (إذا دخل النور القلب انشرح وانفتح) فقيل يا رسول الله فما علامة ذلك قال (الإنابة إلى دار الخلد والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل نزوله)
قلت رواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في نوادر الأصول في الأصل السادس والثمانين حدثنا صالح بن محمد ثنا إبراهيم بن يحيى الأسلمي حدثني أبو سهيل بن أبي أنس عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر أن رجلا قال يا نبي الله أي المؤمن أكيس قال (أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم له استعدادا وإذا دخل النور في القلب انفتح واستوسع) قالوا فما آية ذلك يا رسول الله قال (الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله) ثم قرأ * (أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه) * انتهى
201

محمد ثني أبي عن أبيه ثنا زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن عبد الله ابن الحارث عن عبد الله بن مسعود قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفمن شرح الله صدره) إلى آخره
والحديث رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الرقاق من حديث عبد الرحمن ابن عبد الله المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) فقال (إن النور إذا دخل الصدر انفسح) إلى آخره فقيل يا رسول الله إلى آخره
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والسبعين وسكت عنه الحاكم
وهذه الآية في الأعراف وكأنه اختلاف لفظ من الراوي
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر البصري ثنا عبد الله بن سعيد بن يحيى ثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي حدثني أبي عن أبيه به بسند الثعلبي ومتن المصنف
ثم رواه حدثنا أبو عمرو أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا آدم ثنا عيسى بن ميمون ثنا محمد بن كعب القرظي قال لما نزلت هذه الآية (أفمن شرح الله صدره للإسلام) قالوا يا رسول الله فهل تنشرح الصدور قال (نعم) قالوا هل لذلك علامة قال (نعم التجافي عن دار الغرور) إلى آخره
ورواه البيهقي في كتاب الزهد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن المقرئ ثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان ثني أبي
202

عن أبيه بسند الثعلبي ومتن المصنف إلا أنه قال (وانفسح)
1115 قوله
كما جاء في وصفه يعني القرآن لا ينفد ولا ينشاق ولا يخلق على كثرة الرد
قلت تقدم في آل عمران وليس فيه لا ينفد ولا ينشاق لكن ذكر القاضي عياض الحديث المذكور في الشفاء في آل عمران بلفظ ثم قال وعن ابن مسعود نحوه وزاد فيه لا يختلف ولا يتشان فيه نبأ الأولين والآخرين انتهى
1116 الحديث الخامس
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرر على أصحابه ما كان يعظهم به وينصح ثلاث مرات وسبعا
قلت غريب وروى البخاري في صحيحه في كتاب العلم وفي الاستئذان من حديث ثمامة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه وإذا أتى إلى قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا انتهى وزاد أحمد في مسنده وكان يستأذن ثلاثا
قال البيهقي في كتاب المدخل قال الإسماعيلي يشبه أن يكون تسليمه عليه السلام ثلاثا كان تسليم الاستئذان كما جاء في حديث أبي موسى وأبي سعيد وإلا فالسنة في التسليم مرة واحدة
203

قلت يعكر على هذا زيادة أحمد في مسنده كما ذكرناه
1117 قوله
قال عبد الله بن عمر في قوله تعالى * (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) * لقد عشنا برهة من دهرنا ونحن نرى أن هذه الآية أنزلت فينا وفي أهل الكتاب قلنا كيف نختصم ونبينا واحد وديننا واحد وكتابنا واحد حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف فعرفت أنها نزلت فينا
وقال أبو سعيد الخدري كنا نقول ربنا واحد وديننا واحد فما هذه الخصومة فلما كان يوم صفين وشد بعضنا على بعض بالسيوف قلنا نعم هذا هو
وعن إبراهيم النخعي قالت الصحابة ما خصومتنا ونحن إخوان فلما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه قالوا هذه خصومتنا
قلت
الأول رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال من حديث زيد بن أبي أنيسة عن القاسم بن عوف البكري قال سمعت ابن عمر يقول لقد عشنا إلى آخره قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
والثاني ذكره الثعلبي تعليقا فقال وروى خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن الخدري قال كنا نقول إلى آخر كلامه
والثالث رواه عبد الرازق والطبري والثعلبي في تفاسيرهم من حديث إسماعيل ابن علية عن ابن عون عن إبراهيم النخعي قال لما نزلت * (ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) * قالت الصحابة فيم خصومتنا إلى آخره
204

1118 قوله
عن ابن عباس في ابن آدم نفس وروح بينهما مثل شعاع الشمس فالنفس التي بها العقل والتميز والروح التي بها النفس والحركة فإذا نام العبد قبض الله نفسه ولم يقبض روحه
قلت غريب جدا
1119 الحديث السادس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله تعالى * (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) * الآية (ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية) فقال رجل يا رسول الله ومن أشرك فسكت ساعة ثم قال (إلا ومن أشرك) ثلاث مرات
قلت رواه الطبري في تفسيره ثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ثنا حجاج ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول ثني أبو عبد الرحمن الحبلي انه سمع ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية * (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم) * الآية فقال رجل يا رسول الله ومن أشرك فسكت عليه السلام ثم قال (إلا ومن أشرك إلا ومن أشرك إلا ومن أشرك) انتهى
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي
ورواه ابن مردويه في تفسيره من طريق ابن وهب ثنا عبد الله بن لهيعة به
ورواه الطبراني في معجمه الوسط والبيهقي في شعب الإيمان في الباب
205

التاسع والأربعين كلاهما من طريق ابن لهيعة به سندا ومتنا ولم يقولا إلا ومن أشرك إلا مرة
1120 الحديث السابع
في حديث من الشرك الخفي أن يصلي الرجل لمكان الرجل) أي لأجل الرجل
قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الرقاق من حديث كثير بن زيد المدني عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده أبي سعيد الخدري قال
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن نتذاكر الدجال فقال (غير الدجال أخوف عليكم الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل) مختصر وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم ولفظ أحمد أن يصلي الرجل لمكان الرجل وقال البزار لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه وربيح بن عبد الرحمن حدث عنه جماعة من أهل العلم فذكرهم بأسمائهم
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس والأربعين عن كثير بن زيد به بلفظ أحمد
والمصنف احتج به على أن المراد بقوله لمكانك أي لأجلك
1121 الحديث الثامن
قيل سأل عثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير قوله تعالى (له مقاليد السماوات والأرض) فقال (يا عثمان ما سألني عنها أحد قبلك
206

تفسيرها لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده أستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم هو الأول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير)
قلت رواه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات في كلامه على الظاهر من أسماء الله تعالى والطبراني في كتاب الدعاء وأبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث أغلب بن تميم ثنا مخلد أبو الهذيل العبدي عن عبد الرحيم عن عبد الله ابن عمر أن عثمان بن عفان رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير قوله تعالى * (له مقاليد السماوات والأرض) * إلى آخره سواء
ورواه العقيلي في ضعفائه عن أغلب بن تميم هذا ويعرف بالكندي ويقال المسعودي وضعفه وقال لا يتابع عليه
وذكره ابن الجوزي في كتابه الموضوعات قال أما أغلب بن تميم فقال يحيى ليس بشيء وأما مخلد فقال ابن حبان منكر الحديث وأما عبد الرحيم فكذا هو في رواية يوسف بن يعقوب القاضي وهو في رواية العقيلي عبد الرحمن ابن عدي المدني وهو ضعيف قال وهذا الحديث من الموضوعات الباردة التي لا تليق بمنصب النبوة انتهى
ورواه ابن أبي حاتم والثعلبي في تفسيريهما
ورواه ابن مردويه في تفسيره ثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا زيد بن المبارك ثنا سلام بن وهب الجندي ثنا أبي عن طاوس عن ابن عباس أن عثمان بن عفان فذكره
حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق السوسي ثنا عبد الله بن سعد بن يحيى القاضي ثنا سعيد بن بزيع الرقي ثنا سعيد بن مسلمة بن هشام ثني كليب بن
207

وائل عن عبد الله بن عمر عن عثمان بن عفان قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وزاد فيهما يا عثمان من قالها كل يوم مائة مرة أعطي بها عشر خصال فذكر أشياء الوضع ظاهر عليها وهو الذي ذكره ابن الجوزي ورواه أيضا بسند البيهقي والطبراني
1122 الحديث التاسع
روي أن جبريل عليه السلام جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على أصبع والأرضين على أصبع والجبال على أصبع والشجر على أصبع والثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع ثم يهزهن ويقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال ثم قرأ * (وما قدروا الله حق قدره) *
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد وفي التفسير ومسلم في صفة القيامة من حديث عبيدة السلماني عن ابن مسعود قال جاء حبر فقال يا محمد إن الله يمسك السماوات على أصبع والأرضين على أصبع والجبال على أصبع والثرى على أصبع والشجر على أصبع والخلائق على أصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تعجبا له ثم قرأ * (وما قدروا الله حق قدره) * الآية انتهى
ووقع للمصنف هنا تصحيف في قوله إن جبريل وإنما هو حبر كما هو في الصحيحين وفي لفظ للبخاري أن يهوديا وفي لفظ أن رجلا من أهل الكتاب وفي لفظ لمسلم جاء حبر من اليهود
ورواه الترمذي والنسائي في كتابيهما وابن حبان والحاكم في صحيحهما وأحمد وابن راهويه والبزار في مسانيدهم والطبراني في معجمه كلهم لم يخرجوا عن هذه الألفاظ
208

1123 الحديث العاشر
روي أنه نهى عن خطفة السبع
قلت رواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي واحمد في مسانيدهم أخبرنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن عبيد الله بن يزيد رجل من بني سعد ابن بكر قال سألت سعيد بن المسيب إن ناسا من قومي يأكلون الضبع فقال إنها لا تحل وعنده شيخ من أهل الشام فقال الشيخ أخبرك بما سمعت أبا الدرداء يقول فيه قلت نعم قال سمعت أبا الدرداء يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل كل خطفة ونهبة ومجثمة وكل ذي ناب من السبع فقال سعيد صدق انتهى
وروى الدارمي في مسنده في الضحايا أخبرنا عبد الله بن مسلمة ثنا أبو أويس بن عم مالك بن أنس عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخطفة والمجثمة والنهبة وكل ذي ناب من السباع انتهى
والنسائي في كتاب الكنى أخبرنا عمرو بن منصور ثنا عبد الله القعنبي ثنا أبو أويس عبد الله بن عبد الله عن الزهري به
وكذلك الطبراني في معجمه الوسط عن القعنبي به
وقد تقدم في الأعراف
قال إبراهيم الحربي في غريبه الخطفة هي أن يرمى الصيد فينقطع منه عضو وكأنه اختطف منه ذلك العضو لأخذه إياه بسرعة فإنه يأكله ولا يأكل العضو انتهى
والمصنف احتج به على التسمية بالمصدر كالقبضة
209

ورواه أبو يعلي الموصلي أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم بن سليمان ثنا عبد الرحمن بن زياد الإفريقي عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء
1124 الحديث الحادي عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الظلم ظلمات يوم القيامة)
قلت رواه الجماعة إلا ابن ماجة فرواه البخاري في المظالم وفي الإكراه ومسلم في البر والصلة وكذلك الترمذي ثلاثتهم من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الظلم ظلمات يوم القيامة) انتهى
وأبو داود والنسائي من حديث زهير بن الأقمر عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالفجور ففجروا وبالقطيعة فقطعوا)
وأخرجه مسلم عن عبد الله بن مقسم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فأن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) انتهى
1125 الحديث الثاني عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة الزمر لم يقطع الله رجاءه يوم القيامة وأعطاه الله ثواب الخائفين الذين خافوا)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الزمر) إلى آخره لم يقل فيه (الذين خافوا)
210

ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الأول في آل عمران وقال الحافين الذين يحفون بعرشه ورواه بالسند الثاني وقال الذين خافوا الله تعالى
وبهذا اللفظ رواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في سورة يونس
1126 الحديث الثالث عشر
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والزمر
قلت رواه الترمذي في الدعوات والنسائي في التفسير في اليوم والليلة من حديث حماد بن زيد عن أبي لبابة مروان عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل ولفظ النسائي وكذا قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول إنه لا يريد أن يفطر ويفطر حتى نقول إنه لا يريد أن يصوم وكان يقرأ كل ليلة بني إسرائيل والرمز انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك بهذا المتن وسكت عنه
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما وأبو يعلي الموصلي في مسنده
211

سورة غافر المؤمن
213

سورة غافرالمؤمن
ذكر فيها ثمانية أحاديث
1127 قوله
روى أن عمر رضي الله عنه افتقد رجلا ذا بأس شديد من أهل الشام فقيل تتابع في الشراب فقال عمر لكاتبه اكتب من عمر ابن الخطاب إلى فلان بن فلان سلام عليك إني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو بسم الله الرحمن الرحيم * (حم) * إلى قوله * (وإليه المصير) * وختم الكتاب وقال لرسوله لا تدفعه إليه حتى تجده صاحيا ثم أمر من عنده بالدعاء له بالتوبة فلما أتته الصحيفة جعل يقرأها ويقول قد وعدني الله أن يغفر لي وحذرني عقابه فلم يزل يرددها حتى بكى ثم نزع فأحسن النزوع وحسنت توبته فلما بلغ عمر أمره قال هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم قد زل زله فسددوه ووفقوه وادعوا له أن يتوب الله عليه ولا تكونوا إخوان الشيطان عليه
قلت رواه أبو نعيم في كتاب الحلية في ترجمة يزيد بن الأصم ثنا عبد الله ابن محمد بن جعفر ثنا محمد بن سهل ثنا عبد الله بن عمر ثنا كثير بن هشام أنا جعفر بن برقان ثنا يزيد بن الأصم أن رجلا كان ذا بأس وكان يوفد إلى عمر ابن الخطاب لبأسه وكان من أهل الشام وإن عمر فقده فسأل عنه فقيل له تتابع في الشراب إلى آخره سواء
ورواه عبد بن حميد في تفسيره ثنا كثير بن هشام به إلى قوله وحذرني
215

عقابه لم يذكر باقيه
ومن طريق عبد بن حميد رواه الثعلبي في تفسيره بسنده ومتنه
وكذلك رواه ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبي ثنا موسى بن مروان الرقي ثنا عمر بن أيوب ثنا جعفر بن برقان به بلفظ ابن حميد
وفي سيرة ابن هشام في غزوة خيبر عن ابن إسحاق قال لما ولي عمر بن الخطاب ولي النعمان بن عدي بن نظلة ميسان فأرسل النعمان إلى امرأته بأبيات وكانت امتنعت من الخروج معه
(فمن مبلغ الحسناء أن حليلها
* بميسان يسقى في زجاج وحنتم)
(إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني
* ولا تسقني بالأصغر المتثلم)
(لعل أمير المؤمنين يسؤوه
* تنادمنا في الجوسق المتهدم)
فبلغ ذلك عمر فكتب إليه عمر بسم الله الرحمن الرحيم * (حم تنزيل الكتاب) * إلى قوله * (وإليه المصير) * وبعد فقد بلغني قولك لعل أمير المؤمنين يسؤوه البيت وأيم الله لقد ساءني ثم عزله فلما قدم عليه قال والله يا أمير المؤمنين لم يكن ما قلته شيئا وقع وإنما هو فضل شعر وما شربت والله الخمر قط فقال عمر أظن ذلك ولكن والله لا تعمل لي عملا أبدا انتهى
1128 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن جدالا في القرآن كفر)
قلت روى من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث أبي هريرة
فحديث أبي هريرة رواه الطبراني في معجمه حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني ثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الله ابن شوذب عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة
216

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الجدال في القرآن كفر) انتهى
وعن الطبراني رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عبد الله بن شوذب
ورواه الحاكم في المستدرك من حديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا باللفظ المذكور وقال الشيخان لم يحتجا بعمر بن أبي سلمة وسكت عنه
وبهذا السند رواه إسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي في مسنديهما والدارقطني في علله
ورواه النسائي في كتاب الكنى من حديث سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا جدال في القرآن كفر انتهى ثم قال وسعد لم يسمع من أبي سلمة انتهى
وأما حديث عبد الله بن عمرو فرواه أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا فليح بن سليمان عن سالم أبي النضر عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تجادلوا في القرآن فإن جدالا فيه كفر) انتهى
ومن طريق أبي داود الطيالسي رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر منه
والحديث رواه أبو داود في سننه في كتاب السنة من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المراء في القرآن كفر) انتهى
قال ابن عبد البر في كتاب العلم ومعنى الحديث المراء الذي يؤدي إلى جحدها أو وقوع الشك فيها فهذا هو الكفر وأما التنازع في معاني القرآن وأحكامه فجائز إجماعا انتهى
217

1129 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تتفكروا في عظم ربكم ولكن تفكروا فيما خلق الله من الملائكة فإن خلقا من الملائكة يقال له إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله وقدماه في الأرض السفلى وقد مرق رأسه من سبع سماوات وأنه ليتضائل من عظمة الله حتى يصير كأنه الوضع
قلت غريب وفي تفسير الثعلبي وروى شهر بن حوشب عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تتفكروا في عظم ربكم) إلى آخره
1130 الحديث الثالث
في الحديث إن الله تعالى أمر جميع الملائكة أن يغدوا ويروحوا بالسلام على حملة العرش تفضيلا لهم على سائر الملائكة
1131 الحديث الرابع
في الحديث تحشرون حفاة عراة غرلا
قلت رواه البخاري في التفسير وفي الرقاق ومسلم في صفة القيامة من حديث القاسم بن محمد عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا) قلت يا رسول الله النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض قال (يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض) انتهى
1132 الحديث الخامس
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت فتلقاه المشركون حين فرغ
218

من ذلك فأخذوه بمجامع ردائه فقالوا أنت الذي تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا قال (نعم أنا ذاك) فقام أبو بكر رضي الله عنه فالتزمه من ورائه وقال * (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) * رافعا صوته بذلك وعيناه تسفحان حتى أرسلوه
قلت رواه النسائي أخبرنا هناد بن السري عن عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمرو بن العاص أنه سئل ما أشد شيء رأيت قريشا بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مر بهم ذات يوم فقالوا أنت تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا فقال (أنا) فقاموا إليه فأخذوا بمجامع ثيابه قال فرأيت أبا بكر محتضنة من روائه يصرخ وإن عينيه تنضحان وهو يقول * (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) * الآية انتهى
ورواه البيهقي في دلائل النبوة وقال فيه رافعا صوته وعيناه تسفحان حتى أرسلوه انتهى
وطوله ابن حبان في صحيحه فرواه في النوع الخامس والأربعين من القسم الخامس من طريق أبي إسحاق عن يحيى بن عروة عن عروة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت له ما أكبر ما رأيت قريشا نالت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر فذكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما رأينا مثل هذا الرجل سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعاتنا وسب آلهتنا ولقد صبرنا منه على أمر عظيم فبينما هم كذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما مر بهم غمزوه ببعض القول فعرفت ذلك في وجهه فمر بهم الثانية فغمزوه بمثلها ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها حتى وقف ثم قال (أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح) قال فأطرق القوم حتى ما منهم إلا كأنما على رأسه طائر ثم انصرف عليه السلام حتى إذا كان الغد اجتمعوا
219

في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا ناداكم بما كنتم تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك إذ طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رجل فوثبوا إليه وأحاطوا به يقولون أنت الذي تقول كذا وتقول كذا قال (نعم أنا ذاك) قال فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجامع ردائه وقام أبو بكر دونه يقول وهو يبكي ويلكم * (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) * قال ثم انصرفوا عنه فذلك أشد ما رأيت قريشا بلغت منه انتهى
وكذلك رواه البراز في مسنده وابن هشام في أوائل سيرته والبيهقي في دلائل النبوة والبرقاني في كتابه يعلي وأبو الموصلي في مسنده
1133 الحديث السادس
في الحديث إذا شغل عبدي طاعتي عن الدعاء أعطيته أفضل ما أعطي السائلين
قلت غريب بهذا اللفظ
وفي الصحيح من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين
وفي الترمذي في فضائل القرآن بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم (يقول الله تعالى من شغله قراءة القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين)
وفي مصنف عبد الرازق في كتاب الصلاة أنا سفيان عن منصور عن
220

مالك بن الحارث قال يقول الله عز وجل إذا شغل عبدي ثناؤه علي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين انتهى
1134 الحديث السابع
روى النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الدعاء هو العبادة) وقرأ * (ادعوني أستجب لكم) *
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة وقدم تقدم في سورة مريم
1135 قوله
عن ابن عباس قال أفضل العبادة الدعاء
قلت رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الدعاء من حديث كامل بن العلاء عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس وعن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال أفضل العبادة الدعاء وقرأ * (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * الآية انتهى وسكت عنه
1136 قوله
وعن ابن عباس من قال لا إله إلا الله فليقل على إثرها الحمد لله رب العالمين
قلت رواه الحاكم في مستدركه أيضا من حديث علي بن الحسن بن شقيق أنا الحسين بن واقد ثنا الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال من قال لا إله إلا الله إلى آخره وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات بسنده ومتنه وزاد
221

فإن الله يقول * (فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) *
وبهذا الإسناد رواه الطبري في تفسيره
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي وكذلك ابن مردويه في تفسيره
1137 قوله
عن علي قال إن الله بعث نبيا أسود
قلت رواه الطبري في تفسيره ثنا أحمد بن الحسين الترمذي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا إسرائيل عن جابر عن عبد الله بن نجي عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى " منهم منى قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك " قال بعث الله عبدا حبشيا نبيا فهو الذي لم نقصص عليك انتهى
ورواه ابن مردويه أيضا من حديث آدم بن أبي إياس به سندا ومتنا
ورواه الطبراني في معجمه الوسط عن آدم بن إياس وقال تفر به آدم
وروى الثعلبي في تفسيره أخبرنا عبد الله بن حامد أنا أبو محمد المزني ثنا مطين ثنا عثمان ثنا معاوية بن هشام عن شريك عن جابر عن أبي الطفيل عن علي قال كان أصحاب الأخدود نبيهم حبشي بعث نبي من الحبشة إلى قومه ثم قرأ * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) * قال فدعاهم فتبعه ناس فأخذوهم وخدوا لهم أخدودا من نار فمن تبع النبي رموه فيها ومن تبعهم تركوه فجاءوا بامرأة معها صبي رضيع فجزعت فقال لها الصبي مري ولا تنافقي فإنك على الحق انتهى
وكذلك رواه ابن مردويه في سورة البروج من حديث منجاب بن الحارث ثنا طلق بن غنام عن قيس بن الربيع عن جابر عن عبد الله بن نجي عن علي قال بعث نبي من الحبش إلى قومه فذكره
222

1138 الحديث الثامن
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة المؤمن لم تبق روح نبي ولا صديق ولا شهيد ولا مؤمن إلا صلى عليه واستغفر له)
قلت رواه الثعلبي من طريق ابن أبي حاتم ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا شبابة بن سوار ومن طريق ابن أبي داود ثنا محمد بن عاصم ثنا شبابة بن سوار ثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة حم المؤمن لم يبق نبي ولا صديق ولا شهيد وإلا صلوا عليه واستغفروا له) انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسط بسنده المذكور في يونس
223

سورة حم السجدة
225

سورة حم السجدة
ذكر فيها ثلاثة أحاديث
1139 الحديث الأول
روي أن أبا جهل قال في ملأ من قريش قد التبس علينا أمر محمد فلو التمستم لنا رجلا عالما بالسحر والكهانة والشعر فكلمه ثم أتانا ببيان من أمره فقال عتبة بن ربيعة والله لقد سمعت الشعر والكهانة والسحر وعلمت من ذلك علما وما يخفى علي فأتاه فقال يا محمد أنت خير أم هاشم أنت خير أم عبد المطلب أنت خير أم عبد الله فبم تشتم آلهتنا وتظللنا فإن كنت تريد الرئاسة عقدنا لك اللواء فكنت رئيسا وإن كانت بك الباءة زوجناك عشرة نسوة تختارهن أي بنات قريش شئت وإن كان بك المال جمعنا لك مالا تستغني به ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت فلما فرغ قال (بسم الله الرحمن الرحيم * (حم) * إلى قوله * (صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) * فأمسك عتبة على فمه وناشده الله والرحم ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش فلما احتبس عنهم قالوا ما نرى عتبة إلا قد صبأ فانطلقوا إليه وقالوا يا عتبة ما حبسك عنا إلا أنك قد صبأت فغضب وأقسم ألا يكلم محمدا أبدا ثم قال والله لقد كلمته فأجابني بشيء ما هو شعر ولا كهانه ولا سحر ولما بلغ صاعقة عاد وثمود أمسكت بفيه وناشدته الرحم أن يكف وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب فخفت أن ينزل بكم العذاب
227

قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة والحاكم بسنده إلى الأجلح بن عبد الله الكندي عن الذيال بن حرملة عن جابر بن عبد الله قال أبو جهل في ملأ من قريش لقد انتشر علينا أمر محمد فلو التمستم عالما بالسحر والكهانة والشعر فكلمه ثم أتانا ببيان من أمره فقال عتبة لقد سمعت السحر والكهانة والشعر وعلمت من ذلك علما وما يخفى علي إن كان كذلك فأتاه فقال له يا محمد أنت خير أم هاشم أنت خير أم عبد المطلب أنت خير أم عبد الله فبم تشتم آلهتنا وتظللنا وآباءنا فإن كنت إنما بك الرئاسة عقدنا لك الويتنا وكنت رأسنا ما بقيت وإن كان بك الباءة زوجناك عشرة نسوة تختارهن من أي أبيات قريش شئت وإن كان بك المال جمعنا لك من أموالنا ما تستغني به أنت وعقبك من بعدك ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يتكلم فلما فرغ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بسم الله الرحمن الرحيم * (حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا) * حتى بلغ " فقل أنذرتكم صاعقة مثال صاعقة عاد وثمود " فأمسك عتبة على فيه وناشده الرحم ليكف عنه لفظ ابن مردويه ورجع إلى أهله ولم يخرج إلى قريش واحتبس عنهم فقال أبو جهل يا معشر قريش والله ما نرى عتبة إلا قد صبا إلى محمد وأعجبه طعامه وما ذلك إلا من حاجة أصابته انطلقوا بنا إليه فأتوه فقال أبو جهل والله يا عتبة ما حسبنا إلا أنك صبأت إلى محمد وأعجبك أمره فإن كانت بك حاجة جمعنا لك من أموالنا ما يغنيك عن طعام محمد فغضب وأقسم بالله لا يكلم محمدا أبدا وقال لقد علمتم أني من أكثر قريش مالا ولكني أتيته فقص عليهم القصة فأجابني بشيء ما هو بسحر ولا شعر ولا كهانة قرأ بسم الله الرحمن الرحيم * (حم تنزيل من الرحمن الرحيم) * حتى بلغ * (فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود) * فأمسكت بفيه وناشدته الرحم أن يكف وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب فخفت أن ينزل بكم العذاب انتهى
وكذلك رواه أبو نعيم في دلائل النبوة في الباب التاسع عشر
228

ورواه أبي ابن أبي شيبة في مصنفه في أوائل المغازي وعن ابن أبي شيبة رواه عبد حميد وأبو يعلي الموصلي في مسنديهما
وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره ومن طريقه رواه البغوي وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره
وسند ابن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر عن الأجلح به وهذا إسناد صالح فالأجلح بن عبد الله الكندي أبو جحيفة الكوفي يقال اسمه يحيى وإنما الأجلح لقب له وثقه يحيى بن معين والعجلي وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به (وثقه يحيى بن معين العجلي مكر وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به) وقال النسائي ليس بذلك وقال ابن عدي لم أجد له حديثا منكرا إلا أنه يعد من شيعة الكوفة وهو عندي صدوق مستقيم الحديث وأما الذيال بن حرمله فذكره ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكره بجرح وإنما قال روى عن ابن عمر وجابر وعنه الأجلح وحجاج بن أرطاة وفطر سمعت أبي يقول ذلك انتهى
ورواه الإمام محمد بن إسحاق في السيرة فقال ثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال حدثت أن عتبة بن ربيعة فذكره هكذا مرسلا بزيادة ونقص
1140 الحديث الثاني
عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله أخبرني بأمر أعتصم به قال (قل ربي الله ثم استقم) قال فقلت ما أخوف ما يخاف علي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانه نفسه ثم قال (هذا)
قلت رواه الترمذي في الطب وابن ماجة في الفتن من حديث عبد الرحمن ابن ماعز عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال (قل ربي الله ثم استقم) قلت يا رسول الله ما أخوف ما أخاف علي فاخذ بلسان نفسه ثم قال (هذا) انتهى قال الترمذي
229

حديث حسن صحيح انتهى
ورواه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول والحاكم في مستدركه في كتاب الرقاق وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
ورواه النسائي في التفسير في سورة الأحقاف من حديث شعبة عن يعلي ابن عطاء عن عبد الله بن سفيان بن عبد الله الثقفي عن أبيه قال قلت يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسال عنه أحدا غيرك قال (قل آمنت بالله ثم استقم) قال فنا أبقى فأخذ بلسان نفسه انتهى
ويوجد في بعض نسخ النسائي عن سفيان بن عبد الله عن أبيه وهو غلط نبه عليه ابن عساكر في أطرافه
وكذلك رواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين وهو سند صحيح رجاله كلهم ثقات
وشطر الحديث في مسلم رواه في كتاب الإيمان عن عروة عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال (قل آمنت بالله ثم استقم) انتهى
1141 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة السجدة أعطاه الله بكل حرف عشر حسنات)
قلت ذكره الثعلبي من رواية أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير سند وذكره في الفائق لابن غنائم التنيسي
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران إلا أنه قال بعدد كل حرف
230

سورة الشورى
231

سورة الشورى
ذكر فيها أربعة عشر حديثا
1142 قوله
في حديث رقيقة بنت ضيفي في سقيا عبد المطلب ألا وفيهم الطيب الطاهر لذاته
قلت حديث سقيا عبد المطلب رواه الطبراني في معجمه وليس فيه هذا اللفظ فرواه في ترجمة رقيقة بنت أبي صيفي في باب الراء من مسند النساء حدثنا محمد بن موسى
بن حماد البربري ثنا زكريا بن يحيى أبو السكين الطائي ثنا عمر أبي زحر بن حصن عن جده حميد بن منهب ثني عروة بن مضرس قال حدث مخزمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم وكانت لدة عبد المطلب قالت تتابعت على قريش سنون أمحلت الضرع وأدقت العظم فبينا أنا راقدة إذا هاتف يصرخ بصوت صحل يقول معشر قريش إن هذا النبي المبعوث قد أظلتكم أيامه وظهرت أعلامه فحيهلا بالحياء والخصب ألا فانظروا رجلا منكم أبيض وسيطا جساما عظاما أوطف الأهداب سهل الخدين أشم العرنين له فخر يكظم عليه وسنة يهدي إليه فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كل بطن رجل فليشنوا من الماء وليمسوا من الطيب وليستلموا الركن ثم ليرقوا أبا قبيس ثم ليدع الرجل ثم ليؤمن من القوم فأصبحت مذعورة قد أقشعر جلدي ووله عقلي فاقتصصت رؤياي ثم نمت في شعاب مكة فوالحرمة والحرم ما بقي بها أبطحي إلا قال هذا شيمة الفرج هذا شيبة الحمد وتناهت إليه رجال قريش وهبط إليه من كل بطن رجل فشنوا
233

من الماء ومسوا من الطيب ثم مسوا واستلموا الركن ثم ارتقوا أبا قبيس واصطفوا حوله حتى استووا بذروة الجبل قام عبد المطلب ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام قد أيفع أو كرب فرفع يديه وقال اللهم ساد الخلة وكاشف الكربة أنت معلم غير معلم ومسئول غير مبخل وهذه عبيدك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم أذهبت الخف وأمحقت الظلف اللهم فأمطر علينا مغدقا مربعا قالت فورب الكعبة ما انصرفوا حتى تفجرت السماء بمائها واكتظ الوادي بثجيجه وسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان وحرب بن أمية وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب هنيأ لك أبا البطحاء وقالت رقيقة
(بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا
* وقد فقدنا الحياة واجلوذ المطر)
(فجاء بالماء جوني له سبل
* سحا فعاشت به الأنغام والشجر)
(منا من الله باليمون طائره
* وخير من بشرت يوما به مضر)
(مبارك الأمر يستسقى الغمام به
* ما في الأنام له عدل ولا خطر)
وعن الطبراني رواه أبو نعيم في دلائل النبوة له
ورواه ابن سعد في الطبقات أنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي ثني الوليد بن عبد الله بن جميع عن ابن لعبد الرحمن بن موهب بن رباح الأشعري حليف بني زهرة عن أبيه قال حدثني مخزمة بن نوفل به
1143 الحديث الأول
روي أنه لما نزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قيل يا رسول الله من قربتك الذين وجبت علينا مودتهم قال (علي وفاطمة وأبناؤهما)
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا
234

حرب بن الحسن الطحان ثنا حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * قالوا يا رسول الله إلى آخره
ورواه ابن أبي حاتم وابن مردويه في تفسيريهما ثنا علي بن الحسين ثنا رجل سماه ثنا حسين الأشقر به سواء وحسين الأشقر شيعي مختلق
وذكر نزول هذه الآية في المدينة بعيد فإنها مكية ولم تكن إذ ذاك لفاطمة أولاد بالكلية فإنها لم تتزوج بعلي إلا بعد بدر من السنة الثانية والحق تفسير الآية بما فسرها حبر الأمة ابن عباس أخرجه البخاري من رواية طاوس عنه أنه سئل عن قوله تعالى * (إلا المودة في القربى) * فقال سعيد بن جبير قربى آل محمد فقال ابن عباس عجلت إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان لهم فيه قرابة فقال إلا أن يصلوا ما بيني وبينكم من القرابة انتهى
ورواه الحاكم في كتاب مناقب الشافعي عن حرب بن الحسن بن الطحان به سندا ومتنا
ثم أخرجه عن محمد بن حدير ثنا القاسم بن إسماعيل أبو المنذر ثنا حسين الأشقر فذكره موقوفا
1144 الحديث الثاني
روي عن علي رضي الله عنه قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس لي فقال (أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا)
335

قلت رواه الطبراني في معجمه بنقص يسير ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا يحيى الحماني ثنا مندل بن علي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي (إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرياتنا شيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا) انتهى
حدثنا أحمد بن محمد المري القنطري ثنا حرب بن الحسن الطحان ثنا يحيى بن يعلي عن محمد بن عبيد الله به
ورواه الثعلبي أنا أبو منصور الحمشادي ثنا أبو عبد الله الحافظ ثني أبو بكر بن مالك ثني محمد بن يونس ثنا عبيد الله بن عائشة ثنا إسماعيل بن عمرو عن عمر بن موسى عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخره بلفظ المصنف سواء
1145 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها إذا لقيني يوم القيامة
قلت رواه الثعلبي أنا يعقوب بن السري ثنا محمد بن عبد الله الحفيد ثنا عبد الله بن أحمد بن عامر أنا أبي ثنا علي بن موسى الرضا ثني أبي موسى ابن جعفر أنا أبي جعفر بن محمد أنا أبي محمد بن علي ثني أبي علي بن الحسين ثني أبي الحسين بن علي ثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حرمت الجنة) إلى آخره
336

1146 الحديث الرابع
روي أن الأنصار قالوا فعلنا وفعلنا كأنهم افتخروا فقال عباس أو ابن عباس لنا الفضل عليكم يا معشر الأنصار فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم في مجالسهم فقال (يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي) قالوا بلى يا رسول الله (ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي) قالوا بلى يا رسول الله قال (أفلا تجيبوني) قالوا ما نقول يا رسول الله قال (ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك أولم يكذبوك فصدقناك أولم يخذلوك فنصرناك) قال فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا أموالنا وما في أيدينا لله ورسوله فنزلت
قلت رواه الطبري في تفسيره ثنا أبو كريب ثنا مالك بن إسماعيل ثنا عبد السلام ثنا يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس قال قالت الأنصار فعلنا وفعلنا كأنهم افتخروا فقال ابن عباس أو العباس شك عبد السلام لنا الفضل عليكم إلى آخره قال فنزلت * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) *
انتهى
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي
وكذلك رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن علي بن الحسين عن عبد المؤمن ابن علي عن عبد السلام عن يزيد بن أبي زياد مثله
وفي نزول هذه الآية بالمدينة نظر فإن السورة مكية وليس يظهر من هذه الآية وهذا السياق مناسبة فالله أعلم
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره عن عبد السلام بن حرب عن يزيد ابن أبي زياد به سندا ومتنا
ورواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا عبد السلام
237

ابن حرب عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فخطب فقال للأنصار (ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله) إلى آخره وقال لم يروه عن يزيد إلا عبد السلام
1147 الحديث الخامس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات على حب آل محمد مات شهيدا ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح الله له في قبره بابين إلى الجنة ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافرا ألا ومن مات على بغض محمد لم يشم رائحة الجنة)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن البلخي ثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق ثنا محمد بن أسلم الطوسي ثنا يعلي ابن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات على حب آل محمد فذكره سواء
238

1148 الحديث السادس
روي أن الأنصار أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال جمعوه فقالوا يا رسول الله هدانا الله بك وأنت ابن أختنا وتعروك نوائب وحقوق وما لك سعة فاستعن بهذا على ما ينوبك فنزلت ورده
قلت غريب
ونقله الثعلبي عن ابن عباس أن الأنصار أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخره من غير سند وكذلك الواحدي في أسباب النزول
وروى ابن مردويه في تفسيره بمعناه فقال ثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن مرزوق ثنا حسين الأشقر ثنا نصير بن زياد عن عثمان بن أبي اليقطان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قالت الأنصار فيما بينهم لو جمعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالا فبسط يديه لا يحول بينه وبين أحد فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنا أردنا أن نجمع لك من أموالنا فأنزل الله * (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * فخرجوا مختلفين فقال بعضهم ألم تروا إلى ما قال رسول الله وقال بعضهم إنما قال هذا ليقاتل عن أهل بيته وينصرهم فأنزل الله * (أم يقولون افترى على الله كذبا) * إلى قوله * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) * فعرض لهم بالتوبة انتهى
1149 الحديث السابع
قال صلى الله عليه وسلم (أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدنيا وكثرتها)
قلت رواه الطبري في تفسيره أخبرنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون
239

ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أخوف ما أخاف على أمتي زهرة الدينا وكثرتها) وكان يقال خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك انتهى
وذكر الثعلبي عن قتادة من غير سند
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أخوف ما أخاف عليكم من زهرة الدنيا وزينتها) ذكره البخاري في مواضع ومسلم في الزكاة
1150 قوله
وعن عمر رضي الله عنه أنه قيل له اشتد القحط وقنط الناس فقال مطروا إذن وقرأ * (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) *
قلت رواه عبد الرازق في تفسيره أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) * قال ذكر لنا أن رجلا أتى عمر ابن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين قحط المطر وقنط الناس فقال مطروا إذن انتهى
ورواه الثعلبي من حديث روح ثنا سعيد عن قتادة فذكره وزاد ثم قرأ * (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا) * الآية
1151 الحديث الثامن
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما من اختلاج عرق ولا خدش عود ولا نكبة حجر إلا بذنب ولما يعفو الله عنه أكثر)
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان لم يذكر فيه الحجر فقال في الباب السبعين منه أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر المنادي ثنا يونس بن محمد ثنا شيبان عن قتادة قال ذكر لنا أن
240

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول (لا يصب ابن آدم خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر) انتهى قال وهذا مرسل وقد رواه الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى
قلت رواه كذلك عبد الرزاق في تفسيره أنا سفيان الثوري عن إسماعيل ابن مسلم عن الحسن البصري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما من خدش عود ولا عثرة قدم ولا اختلاج عرق إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر) ثم قرأ " وما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " انتهى
وكذلك رواه ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن مسلم به
ورواه الثعلبي من حديث أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية الضرير عن إسماعيل بن مسلم به فذكره بلفظ المصنف سواء
ورواه الطبري في تفسيره أنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة فذكر بلفظ البيهقي سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن بكير عن ابن فضيل عن الصلت بن بهرام عن أبي وائل عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بلفظ عبد الرزاق سواء
1152 الحديث التاسع
عن علي رضي الله عنه وقد رفعه من عفي عنه في الدنيا عفي عنه في الآخرة ومن عوقب في الدنيا لم يثن عليه العقوبة في الآخرة
قلت روى ابن ماجة معناه في سننه في كتاب الحدود من حديث يونس ابن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أصاب ذنبا في الدنيا فعوقب به فالله أعدل من أن يثني على عبده
241

عقوبته ومن أذنب ذنبا فستر الله عليه وعفى عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء عفى عنه) انتهى
قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب رواه الترمذي وابن ماجة بإسناد متصل ثابت انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ورواه أحمد وعبد بن حميد والبزار في مسانيدهم وكذلك الدارقطني في سننه في آخر الحدود والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السابع والأربعين ويونس ابن أبي إسحاق السبيعي فيه مقال
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عيسى بن يونس عن إسماعيل ابن عبد الملك بن أبي الصغير المكي عن يونس بن حباب عن علي مرفوعا بلفظ الحاكم
وبهذا السند رواه ابن مردويه في تفسيره
1153 قوله
عن الحسن قال ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأدب ثنا الفضل بن دكين عن إياس بن دغفل قال قال الحسن فذكره
وعن ابن أبي شيبة رواه عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه بسنده ومتنه
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب ثنا آدم بن أبي إياس ثنا حماد بن زيد عن الحسن أنه قال والله ما تشاور قوم إلا هدوا لأفضل ما يحضر بهم ثم تلا " وأمرهم شورى بينهم انتهى
242

وذكره المصنف في سورة آل عمران مرفوعا وذكرناه هناك للبهيقي بمعناه
1154 الحديث العاشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان له على الله أجر فليقم فيقوم خلق فيقال لهم ما أجركم على الله فيقولون نحن الذين عفونا عمن ظلمنا فيقال لهم ادخلوا الجنة بإذن الله تعالى)
قلت رواه الطبراني في كتاب مكارم الأخلاق والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السابع والخمسين وأبو نعيم في الحلية من حديث يحيى بن خلف أبي سلمة الباهلي ثنا الفضل بن يسار عن غالب القطان عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا وقف العباد للحساب ينادي مناد لهم من كان أجره على الله فليدخل الجنة فيقال ومن ذا الذي أجره على الله فيقول العافون عن الناس فقام كذا وكذا فدخلوها بغير حساب) انتهى
وزاد البيهقي ثم قرأ * (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) * انتهى
ورواه العقيلي في كتابه وأعله بالفضل بن يسار وقال لا يتابع على حديثه وقد روى من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا انتهى
ورواه العقيلي أخبرني محمد بن عبد الله العدل ثنا محمد بن الحسين بن بشر ثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن جلاس الدمشقي ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن بشر القرشي ثنا زهير بن عباد الرواسي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا كان يوم القيامة) إلى آخره إلا أنه قال عوض فيقوم خلق فيقوم عنق كبير
243

وكذلك أخرجه ابن مردويه في تفسيره عن أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك الدمشقي ثنا زهير بن عباد به سندا ومتنا
ورواه البيهقي أيضا في الباب السادس والخمسين من حديث خلف بن هشام ثنا أبو المطرف مغيرة الشامي عن العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذ جمع الله الخلائق يوم القيامة نادى مناد أين أهل الفضل فيقوم ناس وهم يسير فينطلقون سراعا إلى الجنة فتلقاهم الملائكة فيقولون إنا نراكم سراعا إلى الجنة فمن أنتم فيقولون نحن أهل الفضل فيقولون وما فضلكم فيقولون كنا إذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء علينا حملنا فيقال لهم ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين) انتهى قال البيهقي متنه غريب وإسناده ضعيف
1155 الحديث الحادي عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أن زينب أسمعت عائشة رضي الله عنها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان ينهاها فلا تنتهي فقال عليه السلام لعائشة (دونك فانتصري)
قلت رواه النسائي بتغيير يسير من حديث خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت ما علمت حتى دخلت علي زينب بغير إذن وهي غضبى ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك إذا قلبت لك ابنة أبي بكر ذويبتيها ثم أقبلت علي فأعرضت عنها حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم (دونك فانتصري) فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبس ريقها في فيها ما ترد على شيئا فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه انتهى
ورواه ابن ماجة في سننه في النكاح كذلك إلا أنه قال أقبلت لك بنية أبي بكر ذريعتيها
ورواه ابن أبي شيبة في مسنده وقال زيبعتيها
244

ورواه ابن عدي في الكامل ولين خالد بن سلمة ونقل عن ابن معين أنه قال فيه كان ثقة إلا أنه كان يبغض عليا
ومعناه في سنن أبي داود رواه في كتاب الأدب من حديث علي بن زيد ابن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه زيد بن جدعان عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش إلى أن قال فأقبلت زينب تقحم لعائشة فنهاها عليه السلام فأبت أن تنتهي فقال لعائشة (سبيها) فسبتها فغلبتها مختصر وعلي بن زيد بن جدعان لا يحتج به وأم محمد هذه مجهولة
وروى ابن مردويه في تفسيره الحديثين المذكورين بسنديهما ومتنهما سواء
1156 الحديث الثاني عشر
روي أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألا تكلم الله وتنظر إليه فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك فقال (لم ينظر موسى إلى الله) فأنزلت * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) *
1157 الحديث الثالث عشر
عن عائشة من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم قالت أولم تسمعوا ربكم * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) * الآية
قلت رواه البخاري في صحيحه في التفسير ومسلم في الإيمان من حديث مسروق عن عائشة قالت ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم قرأت * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) * " وما كان لبشر أن، يكلمه الله إلا وحيا أو من
245

وراء حجاب) ومن زعم أن محمدا يعلم ما في غد الغيب فقد أعظم على الله الفرية ثم قرأت * (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) * ومن زعم أن محمدا كتم شيئا مما أوحى إليه ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم قرأت * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك) * الآية انتهى
وتقدم في الأحزاب
1158 الحديث الرابع عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ * (حم عسق) * كان ممن تصلي عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون له)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ * (حم عسق) * كان ممن تصلي عليه الملائكة ويستغفرون له ويترحمون عليه) انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران ولفظ المصنف
246

سورة الزخرف
247

سورة الزخرف
ذكر فيها ثمانية أحاديث
1159 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع رجله في الركاب قال (بسم الله) فإذا استوى على الدابة قال (الحمد لله على كل حال (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) وكبر ثلاثا وهلل ثلاثا
وكان إذا ركب السفينة قال (بسم الله مجراها مرساها)
قلت
أما الأول فرواه أبو داود في سننه في الجهاد والترمذي في الدعوات والنسائي في السير من حديث أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قال شهدت علي بن أبي طالب أتى بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله ثم قال (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) ثم قال الله أكبر ثلاث مرات ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقيل يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت يا رسول الله من أي شيء ضحكت فقال (إن ربك تعالى يعجب من عبيده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري) انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح انتهى
249

ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثاني عشر من القسم الخامس والحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
ورواه الطبراني في كتاب الدعاء له حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ثني أبي عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن علي بن ربيعة عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع رجله في الركاب إلى آخر لفظ المصنف
ورواه الثعلبي بسند السنن ولفظ المصنف بتمامه
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسند السنن ومتنها
وحديث السفينة غريب لكن رواه الطبراني في معجمه من قوله عليه السلام لا من فعله إذ لا يعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب السفينة قال الطبراني ثنا محمد بن موسى الأيلي المفسر ثنا محمد بن يحيى الأيلي ثنا عبد الحميد بن الحسن الهلالي عن نهشل عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا الفلك أن يقولوا بسم الله * (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) * * (بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم) * انتهى
ورواه في كتاب الدعاء له حدثنا عبد الله بن وهيب الغزي ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا سيف بن الحجاج الكوفي عن يحيى بن العلاء البجلي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه سواء
وحديث الدابة في مسلم بعضه رواه في كتاب الحج من حديث علي الأزدي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال * (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون) * مختصر
250

1160 قوله
عن الحسين بن علي أنه رأى رجلا ركب دابة فقال (سبحان الذي سخر لنا هذا) فقال الحسين أبهذا أمرتم قال وبم أمرنا قال أن تذكروا نعمة ربكم كأنه ترك التحميد فنبهه عليه
قلت رواه الطبراني في كتاب الدعاء له حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا تميم بن المنتصر ثنا إسحاق الأزرق ثنا سفيان الثوري عن أبي هاشم الواسطي عن أبي مخلد عن الحسين بن علي رضي الله عنهما أنه رأى رجلا ركب دابة فقال * (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) * فقال له الحسين بن علي وبهذا أمرت قال فكيف أقول قال يقول الحمد لله الذي هداني للإسلام ومن علي بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعلني في خير أمة أخرجت للناس فهذه النعمة يقول يبدأ بهذا لقوله تعالى * (ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) * انتهى
ورواه الطبري ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي هاشم به
1161 قوله
قال عمر رضي الله عنه اخشوشنوا واخشوشبوا وتمعددوا
قلت رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث ثنا أبو بكر ابن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي العدبس الأسدي عن عمر أنه قال اخشوشنوا واخشوشبوا وتمعددوا واجعلوا الرأس رأسين ولا تلثوا بدار معجزة وأصلحوا مثاويكم وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم انتهى
وروى ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع من القسم الرابع عن قتادة قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول أتانا كتاب عمر بن الخطاب ونحن بأذربيجان مع عتية بن فرقد أما بعد فاتزروا وارتدوا وانتعلوا إلى أن قال واخشوشنوا واخشوشبوا واخلولقوا وارموا الأغراض وانزلوا نزوا مختصرا
251

1162 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة ماء)
قلت روي من حديث سهل بن سعد ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر
أما حديث سهل بن سعد فرواه الترمذي وابن ماجة في الزهد من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة) انتهى
ورواه الترمذي من حديث عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم به وقال صحيح غريب من هذا الوجه وفي الباب عن أبي هريرة انتهى
ورواه ابن ماجة من حديث زكريا بن منظور عن أبي حازم به ولفظه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة رجلها فقال (أترون هذه هنية على صاحبها ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة أبدا) انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الرقاق بسند ابن ماجة ومتنه إلا أنه قال شربة عوض قطرة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وتعقبه الذهبي في مختصره فقال وزكريا بن منظور ضعفوه انتهى
ورواه العقيلي في كتابه بسند الترمذي وأعله بعبد الحميد بن سليمان وقال تابعه زكريا بن منظور وهو دونه انتهى
وأما حديث أبي هريرة فرواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والسبعين عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ الترمذي
252

ورواه البزار في مسنده من حديث محمد بن عمار بن جعفر بن سعد عن صالح مولى التوءمة عن أبي هريرة مرفوعا نحوه إلا أنه قال ما أعطى كافرا منها شيئا
وأما حديث ابن عباس فرواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة مجاهد من حديث الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا بلفظ المصنف لم يذكر الماء وأعاده في ترجمة المعافى بن عمران وقال لم يكتبه إلا من حديث الحسن بن عمارة انتهى
وأما حديث ابن عمر فرواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث محمد ابن أحمد بن أبي عون عن أبي مصعب عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ المصنف سواء
قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب هذا لا أصل له من حديث مالك والحمل فيه علي ابن أبي عون وحديث ابن عباس فيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف وحديث أبي هريرة طريقاه ضعيفان وحديث سهل أيضا طريقاه ضعيفان وله طريق ثالث رواه صالح بن موسى عن أبي حازم وصالح هذا من ولد طلحة بن عبيد الله ليس بشيء في الحديث انتهى
1163 الحديث الثالث
في الحديث إن موت الفجأة رحمة للمؤمن وأخذة أسف للكافر
قلت غريب بهذا اللفظ ورواه أحمد في مسنده من حديث عائشة مرفوعا موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للكافر انتهى
وقد تقدم في طه
253

1164 الحديث الرابع
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قرأ على قريش * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) * امتعضوا من ذلك امتعاضا شديدا فقال عبد الله بن الزبعرى يا محمد أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الأمم فقال عليه السلام (هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم) فقال خصمتك ورب الكعبة ألست تزعم أن عيسى بن مريم نبي وتثني عليه خيرا وعلى أمه وقد علمت أن النصارى يعبدونهما وعزير يعبد والملائكة يعبدون فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم ففرحوا وضحكوا وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) * الآية
قلت غريب وتقدم نحوه في سورة الأنبياء
1165 الحديث الخامس
في الحديث إن عيسى عليه السلام ينزل على ثنية البيت المقدس يقال لها أفيق وعليه ممصرتان وشعر رأسه دهين وبيده حربة وبها يقتل الدجال فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة الصبح والإمام يؤم بهم فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يقتل الخنزير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به
قلت غريب بهذا اللفظ وهو في تفسير الثعلبي هكذا من غير سند وهو مفرق في غضون الأحاديث
254

فقوله ينزل على ثنية أفيق عند الحاكم في المستدرك في كتاب الفتن من حديث عثمان بن أبي العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يكون للمسلمين ثلاثة أمصار) وفيه فينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق
وقوله وعلية ممصرتان عند ابن حبان والحاكم وأحمد عن أبي هريرة وفيه فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان ممصران الحديث ومعناه أي مصبوغتان بالمصر وهو المغرة
وقوله والناس في صلاة الصبح ففي ابن ماجة في حديث طويل عن أبي أمامة فبينما إمامهم يصلي بهم الصبح إذ نزل عيسى بن مريم فرجع الإمام يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم الحديث
وقوله فيقتل الخنزير ويكسر الصليب في الصحيحين عن أبي هريرة
1166 الحديث السادس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا ينزع رجل في الجنة ثمرها إلا نبت مكانها مثلاها)
قلت رواه البزار في مسنده من حديث ثوبان وقد تقدم في سورة البقرة
1167 قوله
قيل لابن عباس قرأ ابن مسعود ونادوا يا مال فقال ما أشغل أهل النار عن الترخيم
وعنه إنما يجيبهم مالك بعد ألف سنة
255

قلت
الأول غريب وروى البخاري في بدء الخلق في باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى ومسلم في من حديث يعلي بن أمية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر * (ونادوا يا مالك) * قال سفيان في قراءة عبد الله يا مال انتهى
وأما الثاني فرواه الحاكم في مستدركه عن سفيان عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى * (ونادوا يا مالك) * قال مكث عنهم ألف سنة ثم يقول * (إنكم ماكثون) * وقال صحيح الإسناد وهو عند الطبري من قول النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي بعده
1168 الحديث السابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيقولون ادعوا مالكا فيدعون مالكا * (ليقض علينا ربك) *)
قلت رواه الترمذي في كتابه في صفة جهنم من حديث قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يلقى على أهل النار الجوع فيعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة فيذكرون أنهم كانوا يجيرون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيدفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت
256

من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم فيقولون ادعوا خزنة جهنم فيقولون " ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال " قال فيقولون ادعوا مالكا فيقولون ادعوا مالكا فيقولون * (يا مالك ليقض علينا ربك) * قال فيجيبهم * (إنكم ماكثون) * قال الأعمش نبئت أن بين دعائهم وإجابة مالك إياهم ألف عام فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون * (ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) * قال فيجيبهم " اخسئوا فيها ولا تكلمون " فعند ذلك ييأسوا من كل خير ويأخذون في الزفير والحسرة والويل) انتهى وسكت عنه لكن ذكر عن بعضهم انهم لا يرفعونه قال وقطبة بن عبد العزيز ثقة عند أهل الحديث انتهى
وكذلك رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في البعث والنشور من حديث قطبة بن عبد العزيز به مرفوعا بلفظ الترمذي
ورواه الطبري في تفسيره من حديث شريك عن الأعمش به موقوفا وفيه إن بين دعائهم وإجابة مالك إياهم ألف عام من كلام أبي الدرداء
ورواه من حديث قطبة بن عبد العزيز به مرفوعا وساقه فيه من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا من قول الأعمش كما هو عند الترمذي
1169 الحديث الثامن
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ (سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة * (يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون) * ادخلوا الجنة بغير حساب)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله
257

صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الزخرف) إلى آخره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في تفسيره الوسيط
258

سورة الدخان
259

سورة الدخان
ذكر فيها أحد عشر حديثا
1170 الحديث الأول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى في هذه الليلة مائة ركعة يعني ليلة النصف من شعبان أرسل الله تعالى إليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا وعشرة يدفعون عنه مكائد الشيطان)
قلت رواه الإمام أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه الشافعي في كتاب الترغيب بتغير يسير حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن جعفر ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ثنا عبد الرازق عن توبة عن عثمان بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة يقرأ في كل ركعة * (الحمد لله) * و * (قل هو الله أحد) * عشر مرات لم يمت حتى يريه الله في منامه مائة ملك ثلاثون يبشرونه
بالجنة وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار وثلاثون يحفظونه من خطاياه وعشرة يكلئونه من عدوه) انتهى
وكذلك رواه الإمام أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي في كتاب فضائل شعبان من حديث علي بن عاصم عن عمرو بن مقدام عن جعفر بن محمد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره سواء
ثم أخرجه من حديث سهل بن منصور ثنا الحسن بن علوان عن جعفر
261

ابن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب فذكره ولم يرفعه
ورواه الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر في كتابه فضائل شعبان وهو جزء حديثي وكذا الذي قبله من طريق محمد بن إسحاق السني أنا الحسين بن عبد الله القطان ثنا موسى بن مروان ثنا يحيى بن الحكم عن عمر ابن ثابت عن جعفر المدائني عن يحيى القتات قال ثني بضعة وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فذكره
وهو في الفردوس من حديث ابن عمر باللفظ المذكور
1171 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرحم أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب)
قلت رواه الترمذي في كتابه في الصوم وابن ماجة في التهجد من حديث الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة قالت فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلب فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال (يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله) قالت قد قلت ومابي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك فقال (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب) انتهى قال الترمذي لا نعرفه إلا من حديث الحجاج وسمعت محمدا يعني البخاري يضعف هذا الحديث وقال إن يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة والحجاج لم يسمع من يحيى بن أبي كثير انتهى
ورواه ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسنديهما
262

ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني بسنده عن عطاء بن عجلان عن عبد الله بن أبي ملكية عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (في ليلة النصف من شعبان يعتق الله فيها من النار أكثر من عدد شعر غنم كلب) مختصر وقال تفرد به عطاء بن عجلان عن ابن أبي ملكية قال ابن معين عطاء بن عجلان ليس بشيء كان يوضع له حديث فيحدث به وقال الفلاس والسعدي كذاب انتهى
ورواه البيهقي في كتاب الدعوات الكبير عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى إبراهيم بن إسحاق الغسيلي ثنا وهب ثنا سعيد بن عبد الكريم الواسطي عن أبي نعمان السعدي عن أبي رجاء العطاردي عن أنس بن مالك عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها (أتدرين ما هذه الليلة هذه ليلة النصف من شعبان لله فيه عتقاء من النار بعدد سعر غنم كلب) قالت وما بال غنم كلب قال (ليس في العرب أكثر غنما منهم) مختصر قال البيهقي في إسناده بعض من يجهل انتهى
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال إنه لا يصح قال أبو الفتح الأزدي سعيد بن عبد الكريم متروك انتهى
قال ابن دحية في العلم المشهور هذا حديث موضوع وإبراهيم بن إسحاق هذا من ولد حنظلة الغسيل قال فيه ابن حبان يقلب الأخبار ويسرق الحديث وشيخه وهب أكذب الناس وسعيد متروك وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يصح ذكر أهل التعديل والتجريح انتهى
263

1172 الحديث الثالث
قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إلا لكاهن أو ساحر أو مشاحن أو مدمن خمر أو عاق للوالدين أو مصر على الزنا)
قلت غريب بهذا اللفظ وأقرب ما وجدته حديثان
أحدهما رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والعشرين عن سلام ابن سليم أنا سلام الطويل عن وهب المكي عن أبي رهم عن أبي سعيد الخدري أنه دخل على عائشة فقالت له يا أبا سعيد إلى أن قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله إن جبريل أتاني فقال هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب لا ينظر الله فيها إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل ولا إلى عاق والديه ولا مدمن خمر) مختصر
والثاني رواه البيهقي في الدعوات الكبير من حديث سعيد ابن عبد الكريم الواسطي عن أبي نعمان السعدي عن أبي رجاء العطاردي عن أنس ابن مالك عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها (أتدرين ما هذه الليلة هذه ليلة النصف من شعبان لله فيها عتقاء من النار بعدد شعر غنم كلب) قالت وما بال غنم كلب قال (ليس في العرب أكثر غنما منهم لا أقول فيهم ستة نفر مدمن خمر ولا عاق والديه ولا مصر على الزنا ولا على الربا ولا مصارم ولا مصور ولا قتات) مختصرا قال البيهقي في إسناده بعض من يجهل
264

وأعله ابن الجوزي بسعيد وقد تقدم في الحديث قبله والله أعلم
وروى ابن ماجة في سننه في التهجد عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم عن أبيه عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)
وروى ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول من حديث مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يطلع الله إلى خلقه ليلة النصف من شعبان) إلى آخره سواء
وكذلك رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان
وروى البراز في مسنده من حديث عبد الملك بن عبد الملك عن مصعب ابن أبي ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عن أبي بكر مرفوعا نحوه سواء وقال لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وقد روي عن غير أبي بكر وأعلى من رواه أبو بكر وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه انتهى
وكذلك رواه البيهقي أيضا في الشعب
وأعله ابن عدي والعقيلي في كتابيهما بعبد الملك
ورواه البيهقي أيضا والبزار من حديث عبد الله بن لهيعة عن عبد الله ابن زياد بن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك مرفوعا نحوه سواء
ورواه البيهقي والبزار أيضا من حديث هشام بن عبد الرحمن عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا نحوه سواء
265

ولم يروه البغوي في تفسيره إلا بهذا اللفظ من حديث أبي بكر بسند البراز ومتنه
1173 الحديث الرابع
روي أنه صلى الله عليه وسلم سأل ليلة الثالث عشر من شعبان في أمته فأعطي الثلث منها ثم سأل ليلة الرابع عشر فأعطى الثلثين ثم سأل ليلة الخامس عشر فأعطي الجميع إلا من شرد على الله شراد البعير
قلت غريب
1174 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أول الآيات الدخان ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر) قال حذيفة يا رسول الله فما الدخان فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم * (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان) * الآية وقال (يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه كهيئة الزكام وأما الكافر فهو كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره)
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثني عصام بن رواد بن الجراح ثنا أبي ثنا سفيان الثوري ثنا منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال سمعت حذيفة ابن اليمان يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أول الآيات الدجال ونزول عيسى بن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين والدخان) قال حذيفة يا رسول الله وما الدخان فتلا إلى آخره سواء
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي ومن طريق الثعلبي رواه البغوي
وضعفه الطبري فقال وحدثني محمد محمد بن خلف العسقلاني انه سأل روادا عن هذا الحديث هل سمعه من سفيان فقال لا قال فقلت أقرأته عليه
266

قال لا قال فقلت له أقرئ عليه وأنت حاضر فقال لا قلت فمن أين جئت به قال جاءني به قوم فعرضوه علي وقالوا لي اسمعه منا فقرءوه ثم ذهبوا فحدثوا به عني قال ابن كثير وقد أجاد الطبري فإنه موضوع بهذا السند انتهى
1175 قوله
عن ابن مسعود قال خمس قد مضت الروم والدخان والقمر والبطشة واللزام
قلت رواه البخاري في التفسير ومسلم في التوبة عن ابن مسعود قال خمس قد مضين الروم والدخان واللزام والبطشة والقمر انتهى
1176 الحديث السادس
روي أنه قيل لابن مسعود إن قاصا عند أبواب كندة يقول إنه دخان يأتي يوم القيامة فيأخذ بأنفاس الناس فقال من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم ثم قال ألا وسأحدثكم أن قريشا لما استعصمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فقال (اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان فمشى إليه أبو سفيان ونفر معه وناشدوه الله والرحم وعاهدوه إن دعا لهم وكشف عنهم أن يؤمنوا فلما كشف عنهم رجعوا إلى شركهم
267

قلت رواه البخاري في الاستسقاء وفي التفسير ومسلم في صفة القيامة من حديث مسروق قال كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا وهو مضطجع بيننا فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم في هذه الآية * (يوم تأتي السماء بدخان مبين) * قال يأتي الناس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام فقال عبد الله من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله اعلم فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا علم له الله أعلم إنما كان هذا أن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا الجلود والميتات وكان ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأتاه أبو سفيان فقال يا محمد إنك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم فدعا لهم فمطروا فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى ما كانوا فأنزل الله تعالى * (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين) * الآية انتهى
ولم أجد العلهز في شيء من طرقه وإنما هو موجود في حديث آخر رواه النسائي في تفسير سورة المؤمنين من حديث ابن عباس قال جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز يعني الوبر والدم فأنزل الله تعالى * (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) * انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورواه الطبراني في معجمه والبيهقي في دلائل النبوة
وقد روي في قصة أبي سفيان ما دل على أن ذلك كان بعد الهجرة ولعله مرتان انتهى
1177 الحديث السابع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مؤمن مات في غربة غابت فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض)
268

قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين من حديث يحيى ابن يحيى ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد الحضرمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ألا لا غربة على مؤمن ما مات مؤمن في غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض) انتهى ثم قال هكذا وجدته مرسلا
وكذلك رواه الطبري في تفسيره ثني يحيى بن طلحة ثنا عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو به سواء
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي
1178 الحديث الثامن
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم)
قلت روي من حديث سهل بن سعد الساعدي رواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه من طريق ابن لهيعة ثنا أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي عن سهل بن سعد الساعدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم) انتهى
ومن طريق أحمد رواه الثعلبي ومن طريق الثعلبي رواه البغوي وكذلك رواه الطبري وابن مردويه عن الطبراني وابن أبي حاتم في تفسيريهما
وله طريق آخر عند الدارقطني في غرائب مالك رواه من حديث حبيب عن مالك عن أبي حازم بن دينار أنه سمع سهل بن سعد الساعدي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تلعنوا تبعا فإنه كان قد أسلم) انتهى ثم قال تفرد به حبيب عن مالك
269

وحديث ابن عباس رواه الطبراني في معجمه ثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أحمد بن محمد بن أبي بزة ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري عن سماك ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم) انتهى
ورواه أيضا في معجمه الوسط وقال لم يروه عن سفيان إلا مؤمل انتهى
وبهذا الإسناد رواه ابن مردويه في تفسيره ورواه أيضا من حديث محمد ابن زكريا ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان به سندا ومتنا
1179 الحديث التاسع
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أدري أكان تبع نبيا أو غير نبي)
قلت رواه الثعلبي من طريق عبد الرازق أنا معمر عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أدري تبع كان نبيا أو غير نبي) انتهى ولم أجده في تفسير عبد الرازق
ورواه أبو داود في سننه في كتاب السنة من حديث أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أدري تبع ألعين هو أم لا وما أدري أعزير نبي أم لا) انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك إلا أنه قال عوض عزير ذو القرنين وزاد وما أدري الحدود كفارات لأهلها أو لا انتهى وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وذكره ابن عبد البر في كتاب العلم ثم قال قال الدارقطني تفرد به عبد الرازق وحديث عبادة بن الصامت أن الحدود كفارات لأهلها أصح وأثبت إسنادا ثم ساقه من طريق البخاري بسنده إلى عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
270

تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له)
1180 الحديث العاشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك)
قلت رواه الترمذي في فضائل القرآن من حديث عمر بن أبي خثعم ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حم الدخان) إلى آخره وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعمر بن أبي خثعم يضعف قال محمد منكر الحديث انتهى
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر وقال عمر بن أبي خثعم منكر الحديث انتهى وكذلك رواه ابن عدي في الكامل وأعله بعمر بن عبد الله بن أبي خثعم وقال إنه منكر الحديث
وبهذا السند رواه الثعلبي ومن طريقه رواه البغوي
وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء عمر بن أبي راشد اليمامي وهو الذي يقال له عمر بن عبد الله بن أبي خثعم كان يروي الموضوعات عن الثقات لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل القدح وأسند عن ابن معين أنه قال فيه ليس بشيء
1181 الحديث الحادي عشر
وعنه صلى الله عليه وسلم (من قرأ حم التي يذكر فيها الدخان في ليلة جمعة أصبح مغفورا)
قلت رواه الترمذي في فضائل القرآن أيضا من حديث هشام أبي المقدام عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ حم الدخان في ليلة
271

الجمعة غفر له) انتهى وقال حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو المقدام يضعف والحسن لم يسمع من أبي هريرة انتهى
ورواه بهذا السند أبو يعلي الموصلي في مسنده وفيه عن الحسن قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
وهو مخالف للترمذي كذا وجدته في ثلاث نسخ وعنه الإمام أبو بكر بن السني في عمل اليوم والليلة والبيهقي في شعب الإيمان كلهم بلفظ المصنف سواء قال البيهقي تفرد به هشام أبو المقدام وهو ضعيف انتهى
وكذلك رواه ابن مردويه والثعلبي
272

سورة الجاثية
273

سورة الجاثية
ذكر فيها ثلاثة أحاديث
1182 الحديث الأول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر)
قلت رواه البخاري في التفسير ومسلم في قتل الحيات من حديث ابن سيرين عن أبي هريرة واللفظ لمسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا الدهر فأن الله هو الدهر) انتهى ولفظ البخاري قال قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار انتهى
1183 الحديث الثاني في الحديث من جثا جهنم والمصنف احتج به على أن جثا جمع جثوة وهي الجماعة
قلت رواه الترمذي في كتاب الأمثال والنسائي في السير وفي التفسير في آخر سورة الحج واللفظ له من حديث أبي سلام أن الحارث بن الحارث الأشعري حدثه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم) قال رجل يا رسول الله وإن صلى وصام قال (نعم وإن صلى وصام فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله) انتهى وطوله الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب وأبو سلام اسمه ممطور قال محمد بن إسماعيل والحارث الأشعري له صحبة وله غير هذا الحديث انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس والخمسين من القسم الأول
275

ثم قال والحارث الأشعري هو أبو مالك الأشعري من ساكني الشام انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في أول الصوم وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأنهما لم يجدا للحارث لأشعري راويا غير ممطور بن سلام فتركاه انتهى
ورواه أحمد وأبو داود الطيالسي وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم
وروى البخاري في صحيحه في تفسير سورة الإسراء من حديث آدم ابن علي قال سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون أي فلان أشفع لنا حتى تنتهي الشفاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود) انتهى
1184 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ حم الجاثية ستر الله عورته وسكن روعته يوم الحساب)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد ابن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعا سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في الوسيط
276

سورة الأحقاف
277

سورة الأحقاف
ذكر فيها اثني عشر حديثا
1185 الحديث الأول
قوله عليه السلام (لا أملك لكم من الله شيئا)
قلت رواه البخاري ومسلم في الإيمان من حديث موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص وقال يا بني كعب بن لؤي يا بني مرة بن كعب يا بني عبد شمس ويا بني عبد مناف ويا بني وهاشم ويا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار إني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها انتهى
1186 الحديث الثاني
روي أن عبد الله بن سلام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة والولد ينزع إلى أبيه أو أمه فقال عليه السلام (أما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الولد فإذا سبق ماء الرجل نزعه وإذا سبق ماء المرأة نزعته) فقال أشهد أنك رسول الله حقا ثم قال يا رسول الله إن اليهود قوم بهت وإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم عني بهتوني عندك فجاءت اليهود فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (أي رجل
279

عبد الله فيكم) فقالوا خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا فقال (أرأيتم إن أسلم عبد الله) قالوا أعاذه الله فخرج إليهم عبد الله فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا وانتقصوه قال هذا يا رسول الله ما كنت أخاف وأحذر
قلت رواه البخاري في صحيحه في بدء الخلق وفي التفسير من حديث حميد عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بمقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو في أرض يخترف فأتاه فقال له إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه قال (أخبرني بهن جبريل آنفا) قال جبريل قال نعم قال ذلك عدو اليهود من الملائكة فقرأ عليه السلام هذه الآية * (من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك) * أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد وإذا سبق ماء المرأة نزعت قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله إن اليهود قوم بهت الحديث إلى آخره
1187 الحديث الثالث
عن سعد بن أبي وقاص قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وفيه نزل * (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن) *
قلت رواه البخاري ومسلم في الفضائل من حديث عامر بن سعد عن أبيه سعد قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحي يمشي على وجه الأرض إنه في
الجنة إلا لعبد الله بن سلام زاد البخاري وفيه نزلت هذه الآية " وشهد شاهد
280

من بني إسرائيل على مثله) الآية قال ولا أدري مالك بن أنس قال الآية أو هي في الحديث انتهى
فائدة روى الطبري عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق قال إن ناسا يزعمون أن شاهدا من بني إسرائيل على مثله هو عبد الله بن سلام وآل حم إنما أنزلت بمكة كما رواه ابن مردويه عن ابن عباس عن الزبير من عدة طرق وعبد الله بن سلام إنما أسلم بالمدينة وإنما كانت محاجة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله فقال " قل أرأيتم إن كان من عند الله ولكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله " قال التوراة مثل الفرقان وموسى مثل محمد * (فآمن واستكبرتم) * أي فآمن هذا الذي من بني إسرائيل بنبيه وكتابه واستكبرتم أنتم فكذبتم نبيكم وكتابكم * (إن الله لا يهدي) * إلى قوله * (إفك قديم) * انتهى
ثم روى من طريق أبي داود الطيالسي ثنا شعيب بن صفوان ثنا عبد الملك أن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام قال قال عبد الله بن سلام في أنزلت هذه الآية * (قل أرأيتم إن كان من عند الله) * إلى قوله * (فآمن واستكبرتم) * انتهى
وروى ابن أبي شيبة في كتابه المفرد في فضائل القرآن ثنا وكيع عن ابن عون قال قيل للشعبي قوله * (وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله) * هو عبد الله بن سلام فقال كيف يكون عبد الله بن سلام والسورة مكية انتهى
1188 قوله
وعن عائشة أنها أنكرت نزول هذه الآية في أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر * (والذي قال لوالديه أف لكما) *
ولما كتب معاوية إلى مروان أن يبايع الناس ليزيد بن معاوية قال عبد الرحمن لقد جئتم بها هرقلية أتبايعون لأبنائكم فقال مروان أيها الناس هو الذي قال الله فيه * (والذي قال لوالديه أف لكما) *
281

فسمعت عائشة فغضبت وقالت والله ما هو به ولو شئت أن أسميه لسميته ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضض من لعنة الله
قلت رواه النسائي من حديث محمد بن زياد قال لما بايع معاوية لابنه قال مروان سنة أبي بكر وعمر فقال عبد الرحمن سنة هرقل وقيصر قال مروان هذا الذي أنزل الله فيه * (والذي قال لوالديه أف لكما) * الآية فبلغ ذلك عائشة فقالت كذب والله ما هو به ولو شئت أن أسميه لسميته ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه فضض من لعنه الله انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك في الفتن وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
قال الذهبي في مختصره فيه انقطاع فإن محمدا لم يسمع من عائشة انتهى
ورواه ابن أبي خيثمة في أول تاريخه ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد أن معاوية كتب إلى مروان بن الحكم أن يبايع الناس ليزيد بن معاوية فقال عبد الرحمن بن أبي بكر لقد جئتم بها هرقلية إلى آخر لفظ المصنف سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث أمية بن خالد ثنا شعبة عن محمد بن زياد قال لما بويع ليزيد بن معاوية قال مروان بن الحكم سنة أبي بكر وعمر إلى آخره
1189 قوله
عن عمر لو شئت دعوت بصلانق وصناب وكراكر وأسمنة ولكني رأيت الله تعالى نعى على قوم طيباتهم فقال * (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) *
282

وعنه قال لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأحسنكم لباسا ولكني استبقي طيباتي
قلت
الأول رواه ابن المبارك في كتاب الزهد أخبرنا جرير بن حازم أنه سمع الحسن يقول قدم على أمير المؤمنين عمر وفد أهل البصرة مع أبي موسى الأشعري قالوا وكنا ندخل عليه وله كل يوم خبز يلت فربما وافقناها مأدومة بسمن وأحيانا بزيت وأحيانا باللبن فربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلى عليها وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل فقال لنا يوما إني والله لقد أرى تقذركم وكراهيتكم طعامي وإني والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا أما والله ما أجهل الكراكر وأسنمة وصلا وصناب وصلانق قال جرير والصلا هو الشواء والصناب الخرول والصلانق الخبز الرقاق ولكني سمعت الله عير أقواما بأمر فعلوه فقال * (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) * الآية انتهى
ومن طريق ابن المبارك رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث له ثنا أبو نوح عن جرير بن حازم عن الحسن عن عمر قال لو شئت لدعوت بصلانق إلى أخره
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عمر أنا أبو أسامة حماد بن أسامة حدثني جرير بن حازم به ولم يذكر فيه كلام جرير
ورواه أحمد بن حنبل في كتاب الزهد فقال ثنا عفان ثنا جرير بن حازم به بتمامه وأما الثاني فرواه الطبري ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول لو شئت لكنت. أطيبكم طعاما إلى آخره
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي
ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عمر بن الخطاب من حديث عفان ثنا جرير بن حازم
283

ثنا الحسن أن عمر قال والله لو شئت إلى آخره
1190 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على أهل الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالأدم ما يجدون لها رقاعا فقال (أنتم اليوم خير أم يغدو أحدكم في حلة ويروح في حلة أخرى ويغدى عليه بجفنة ويراح بأخرى ويستر بيته كما تستر الكعبة) قالوا نحن يومئذ خير قال (بل أنتم اليوم خير)
قلت رواه الطبري في تفسيره ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوما على أصحاب الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالأدم ما يجدون لها رقاعا إلى آخره سواء
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي وهذا مرسل
وروى أبو نعيم في الحلية في ترجمة أصحاب الصفة حدثنا عبد الله بن محمد أنا أبو يحيى الرازي ثنا هناد بن السري ثنا يونس بكير ثنا سنان ابن سنبس الحنفي ثني الحسن قال بنيت صفة لضعفاء المسلمين فجعل المسلمون يوغلون إليها ما استطاعوا من خير فكان عليه الصلاة والسلام يأتيهم فيقول (السلام عليكم يأهل الصفة) فيقولون وعليك السلام يا رسول الله فيقول (كيف أصبحتم) فيقولون بخير يا رسول الله فيقول (أنتم اليوم خير أم يوم يغدى على أحدكم بجفنة ويراح بأخرى ويغدو في حلة ويروح في أخرى وتسترون بيوتكم كما تستر الكعبة) فقالوا نحن يومئذ خير يعطينا الله فنشكر فقال عليه السلام (بل أنتم اليوم خير) انتهى والآخر مرسل
وروى الترمذي في البر والصلة من حديث محمد بن كعب القرظي قال حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول إنا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس
284

إذ طلع علينا مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في أخرى ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى ويستر بيته كما تستر الكعبة قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير نكفي المؤنة ونفرغ للعبادة فقال عليه السلام (أنتم يوم خير) انتهى وقال حديث حسن غريب
1191 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رأى الريح فزع وقال (اللهم إني أسألك خيرها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به) وإذا رأى مخيلة قال وقعد وجاء وذهب وتغير لونه فنقول له يا رسول الله ما تخاف فيقول (إني أخاف أن أكون مثل قوم عاد وثمود حيث قالوا * (هذا عارض ممطرنا) *
قلت رواه مسلم في صحيحه بتغيير يسير في باب صلاة الاستسقاء من حديث ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الريح قال (اللهم إني أسالك من خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به) وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فسألته عائشة فقال (أخشى أن يكون كما قال قوم عاد * (هذا عارض ممطرنا) * انتهى
ورواه الترمذي في التفسير والنسائي في الصلاة وابن ماجة في الدعاء بالسند المذكور قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة أقبل وأدبر فإذا مطرت سرى عنه قالت فقلت له فقال (وما أدري لعله كما قال " فلما رأوه عارضنا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا " انتهى قال الترمذي حديث حسن انتهى
285

وكذلك رواه البزار وأبو يعلي في مسنديهما والبخاري في كتابه المفرد في الأدب وابن مردويه في تفسيره
1192 الحديث الثامن
في حديث أبي ذر لو كان هاهنا أحد من أنفارنا
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل وهو حديث إسلام أبي ذر بطوله وأنا أذكره مختصرا عن عبد الله بن الصامت قال قال أبو ذر خرجنا من قومنا غفار وكانوا وكانوا يحلون الشهر الحرام أنا وأخي أنيس وأمنا فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا ذو مال وذو هيئة فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا فحسدنا قومه فقالوا له إنك إذا خرجت عن أهلك خلفك إليهم أنيس فجاء خالنا فنثا ما قيل له قال فقلت له أما ما مضى من معروفك فقد كدرته ولا جماع لنا فيما بعد قال فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها حتى نزلنا بحضرة مكة فقال لي أنيس إن لي حاجة بمكة فاكفني حتى آتيك قال فانطلق فراث علي ثم أتاني فقلت ما حسبك قال لقيت رجلا يزعم أن الله أرسله قال فقلت ما تقول له الناس قال يقولون شاعر ساحر كاهن قال وكان أنيس شاعرا فقال إني سمعت قول الكهان فما يقول بقولهم وقد وضعت قوله على قول الشعر فما هو بشعرهم ووالله إنه لصادق وإنهم لكاذبون قال فقلت له هل أنت كافي حتى أنطلق وأنظر قال انطلق وكن من أهل مكة على حذر قال انطلقت حتى قدمت مكة فتضعفت رجلا منهم فقلت أين هذا الرجل الذي يدعونه الصابئ قال فأشار إلي فمال أهل الوادي علي بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيا علي فلما أفقت أتيت زمزم فشربت من مائها واغتسلت ثم جئت فدخلت بين الكعبة وأستارها فلبثت ثلاثين يوما وليلة مالي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينما
286

أنا في ليلة قمراء إضحيان وقد ضرب الله على أصمخة أهل مكة فما يطوف بالبيت غير امرأتين فأتتا علي ثم انطلقتا تولولان وتقولان لو كان هاهنا أحد من أنفارنا قال فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هابطان من الجبل فقال ما لكما قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه حتى استلم الحجر ثم طاف بالبيت وصلى ثم أتيته فكنت أول من حياه بتحية الإسلام فقال عليك ورحمة الله ممن أنت قلت من غفار إلى أن قال فتحملنا حتى أتينا قومنا غفارا فأسلم بعضهم وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمنا فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم بقيتهم وقال النبي صلى الله عليه وسلم (غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله) مختصرا وهذا معظم الحديث
ورواه أحمد وابن راهويه والبزار في مسانيدهم
والمصنف استدل به على أن النفر يجمع على أنفار
1193 الحديث التاسع
روي أن الجن كانت تسترق السمع فلما حرست السماء ورجموا بالشهب قالوا ما هذا إلا لنبأ حدث فنهض سبعة نفر أو تسعة من أشراف جن نصيبين أو نينوى منهم زوبعة فضربوا حتى بلغوا تهامة ثم اندفعوا إلى وادي نخلة فوافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف في جوف الليل يصلي أو في صلاة الفجر فاستمعوا لقراءته وذلك عند منصرفه من الطائف حين خرج إليهم يستنصرهم فلم يجيبوه إلى طلبته وأغروا به سفهاء ثقيف
قلت غريب بهذا اللفظ وروى البخاري ومسلم من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن وما رآهم انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين
287

خبر السماء فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا
مختصر
وروى الحاكم في مستدركه من حديث عاصم عن زر عن ابن مسعود قال هبطوا يعني الجن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة * (فلما حضروه قالوا أنصتوا) * وكانوا تسعة أحدهم زوبعة فأنزل الله تعالى * (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا) * الآية إلى * (ضلال مبين) * وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
1194 الحديث العاشر
عن سعيد بن جبير أنه قال ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجن ولا رآهم ولكن كان يتلوا في صلاته فمروا به فقرأ مستمعين وهو لا يشعر فأنبأه الله باستماعهم
قلت تقدم في الحديث قبله رواه البخاري ومسلم من حديث سعيد بن جبير وقد يعكر على هذا ما رواه الترمذي من حديث جابر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال (مالي أراكم سكوتا لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن ردودا منكم كلما أتيت على قوله * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * قالوا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد) انتهى وقال غريب
288

ورواه الحاكم في المستدرك في سورة الرحمن عن زهير بن محمد عن محمد ابن المنكدر عن جابر به وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
1195 الحديث الحادي عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوما (إني أمرت أن أقرأ على الجن الليلة فمن يتبعني) قالها ثلاثا فأطرقوا إلا عبد الله بن مسعود قال لم يحضر ليلة الجن أحد غيري قال فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة في شعب الحجون فخط لي خطا وقال (لا تخرج حتى أعود إليك) ثم افتتح القرآن وسمعت لغطا شديدا حتى خفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى لا أسمع صوته ثم انقطعوا كقطع السحاب فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (هل رأيت شيئا) قلت نعم رجلاا سودا مستشعرين بثياب بيض فقال (أولئك جن نصيبين وكانوا اثني عشر ألفا) والسورة التي قرأها عليهم (اقرأ باسم ربك)
قلت غريب بهذا اللفظ وأخرج الطبري عن قتادة أنه قال في قوله تعالى * (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن) * قال ذكر لنا أنهم صرفوا إليه من نينوى وأن نبي الله قال (إني أمرت أن أقرأ على الجن فأيكم يتبعني) فأطرقوا ثم استتبعهم فأطرقوا ثم أستتبعهم فأطرقوا إلا عبد الله بن مسعود قال فأتبعه ابن مسعود حتى دخل النبي صلى الله عليه وسلم شعبا يقال له شعب الحجون قال وخط على ابن مسعود خطا وقال (لا تخرج حتى أعود إليك) قال وسمعت لغطا شديدا حتى خفت على نبي الله صلى الله عليه وسلم ولما رجع صلى الله عليه وسلم قلت له ما هذا اللغط الذي سمعته قال (اختصموا إلى في قتيل فقضيت بينهم بالحق) انتهى وهو مرسل
289

وروى الحاكم في المستدرك في تفسير سورة الجن من حديث الزهري قال أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي وكان من أهل الشام أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول إن رول اله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وهو بمكة (من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل) فلم يحضر منهم أحد غيري قال فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطا ثم أمرني أن أجلس فيه ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة ثكيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر ثم أتاني فقال (ما فعل الرهط) قلت هم أولئك يا رسول الله ثم أخذ عظما وروثا فأعطاهم إياه زادا ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو روث انتهى وسكت عنه
وروى الطبري من حديث معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي أنه قال لأبن مسعود حدثت أنك كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال أجل قال فكيف كان قال فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم خط عليه خطا وقال (لا تبرح منه) وغشي رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل العجاجة السوداء حتى إذا كان قريبا من الصبح أتاني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي (هل رأيت شيئا) قلت نعم رأيت رجالا سودا مستشعرين بثياب بيض قال (أولئك جن نصيبين
سألوني المتاع) قال فمتعتهم بكل عظم وحائل أو بعرة أو روثة فقلت يا رسول الله وما يغني ذلك عنهم قال (إنهم لا يجدون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل ولا روثا إلا وجدوا فيه حبة يوم أكل فلا يستنج أحدكم بعظم ولا روث) انتهى
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره عن عكرمة في قوله تعالى (وإذ صرفنا
290

إليك نفرا من الجن) قال هم جن نصيبين جاءوا من جزيرة الموصل وكانوا اثني عشر ألفا فقال النبي صلى الله عليه وسلم (انطرني حتى آتيك) وخط عليه خطا فلما خشيهم ابن مسعود كاد أن يذهب فذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبرح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (لو ذهبت لم تلقني إلى يوم القيامة)
1196 الحديث الثاني عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة الأحقاف كتب الله له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الأحقاف أعطي من الأجر بعدد كل رمل في الدنيا عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات) انتهى
رواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في تفسيره الوسيط
291

سورة القتال
293

سورة القتال
ذكر فيها ثمانية أحاديث
1197 الحديث الأول
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أبي عزة الجمحي وعلى ثمامة بن أثال الحنفي وفادي رجلا برجلين من المشركين
قلت هو ثلاثة أحاديث
فالأول في سيرة ابن هشام في غزوة بدر الكبرى قال ابن إسحاق وكان ممن سمي لنا من الأسارى ممن من عليه بغير فداء أبو العاص بن الربيع والمطلب بن حنطب وصيفي بن أبي رفاعة وأبو عزة عمرو بن عبد الله بن جمح الجمحي مختصر
وقال الدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف وأبو عزة الجمحي كان مع المشركين يوم بدر فأسره النبي صلى الله عليه وسلم وكان ممن من عليه فلما كان يوم أحد خرج ورجع مع المشركين فأسره النبي صلى الله عليه وسلم وقتله صبرا انتهى
وفي الطبقات لابن سعد أبو عزة الجمحي أسر يوم بدر فمن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج عليه يوم أحد مع المشركين فأسره أيضا فقال له من علي يا محمد فقال (لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين) ثم أمر به عاصم بن ثابت ابن أبي الأفلح فضرب عنقه انتهى
وأسند البيهقي في المعرفة عن الشافعي قال وكان من الممنون عليهم يوم
295

بدر بغير فدية أبو عزة الجمحي تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم لبناته وأخذ عليه عهدا ألا يقاتله فخرج عليه يوم أحد ورجع مع المشركين فما أسر من المشركين غيره فلما جيء به قال يا محمد امنن علي ودعني أعود لبناتي وأنا لا أعود لقتالك فقال عليه السلام (لا تمسح عارضيك وتقول خدعت محمدا مرتين) ثم أمر به فضربت عنقه انتهى
وروى الواقدي في كتاب المغازي ثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم من يوم بدر على أبي عزة عمرو بن عبد الله ابن عمير الجمحي فذكره بنحوه
وقد ذكرناه في أحاديث الهداية
وحديث ثمامة رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فذكر قصته بطولها وهو في نسخ الكشاف ومن على أثال وهو غلط
الثالث رواه الترمذي في كتابه في الجهاد من حديث أبي المهلب عن عمران ابن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين انتهى وقال حديث حسن صحيح
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الخامس ورواه الطبراني في معجمه وذكر فيه قصة
والذي في الكتاب أنه فادى رجلا برجلين من المشركين وهي رواية ذكرها البيهقي في المعرفة عن الشافعي أخبرنا عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب السختياني عن أبي قلابة الجرمي عن أبي المهلب عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدى رجلا من المسلمين برجلين من المشركين قال البيهقي هكذا وقع في هذا
296

المتن وأظنه غلطا من الكاتب والصحيح ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس أنا أبو الربيع الشافعي بهذا الإسناد أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسروا رجلا من بني عقيل وكانت ثقيف أسرت رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ففداه النبي صلى الله عليه وسلم بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف انتهى
1198 الحديث الثاني
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الشعب يوم أحد وقد فشت فيهم الجراحات فنادى المشركون أعل هبل فنادى المسلمون الله أعلى وأجل فنادى المشركون يوم بيوم والحرب سجال إن لنا عزى ولا عزى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قولوا الله مولانا ولا مولى لكم إن القتلى مختلفة أما قتلانا وأحياء يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون)
قلت رواه الطبري حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت يوم أحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب وقد فشت فيهم الجراحات إلى آخره سواء
وكذلك ذكره الثعلبي عن قتادة من غير سند
وفي البخاري بعضه رواه في غزوة أحد عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال لقينا المشركين يوم أحد فذكر القصة إلى أن قال فقال أبو سفيان نحن لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أجيبوه) قالوا ما نقول قال (قولوا الله مولانا ولا مولى لكم) فقال أبو سفيان يوم بيوم والحرب سجال مختصر
ولم يذكر ابن مردويه إلا متن البخاري بسنده
1199 قوله
عن ابن عباس لا يموت أحد في معصية الله إلا تضرب الملائكة
297

في وجهه ودبره
1200 الحديث الثالث
عن أنس ما خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية أحد من المنافقين يعني قوله تعالى * (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم) * قال فكان يعرفهم بسيماهم ولقد كنا في بعض الغزوات وفيها تسعة من المنافقين يشكونهم الناس فباتوا ذات ليلة وأصبحوا على وجه كل واحد مكتوب هذا منافق
قلت غريب وهو في الثعلبي هكذا
1201 الحديث الرابع
عن أبي العالية قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما أنه ينفع لا مع الشرك عمل
قلت رواه الإمام محمد بن نصر المروزي الفقيه الشافعي في كتاب الصلاة ثنا أبو قدامة ثنا وكيع ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل فنزلت * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) * انتهى
وقد ورد في ذلك أحاديث مرفوعة فمنها
حديث رواه إسحاق بن راهويه في مسنده وأبو يعلي الموصلي في مسنده إلا أنه قال عوض يحيى بن اليمان أبو أحمد فلينظر أخبرنا يحيى بن اليمان
298

ثنا سفيان عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن مسروق قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يضر مع الإسلام ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل) انتهى
ومن طريق ابن راهويه رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة سفيان الثوري ثم قال حديث غريب من رواية الثوري عن إبراهيم تفرد به يحيى بن اليمان انتهى
وأعله عبد الحق في أحكامه في كتاب الإيمان بيحيى بن اليمان وقال إنه لا يحتج بحديثه انتهى
حديث آخر رواه العقيلي في كتابه وابن عدي في الكامل من حديث حجاج بن نصير عن منذر بن زياد الطائي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر ابن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا ينفع مع الشرك شيء كما لا يضر مع الإيمان شيء) انتهى
وهو معلول بحجاج بن نصير ومنذر بن زياد فقال عبد الحق في أحكامه وحجاج هذا ضعفه ابن معين والنسائي وقال فيه البخاري وأبو حاتم وابن المديني متروك وقال العقيلي منذر بن زياد منكر الحديث انتهى
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال قال عمرو بن علي الفلاس كان المنذر بن زياد كذابا وقال الدارقطني متروك وله مناكير قال ابن الجوزي وقد رواه أحمد بن عبد الله الهروي عن عبد الله بن معدان الأزدي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إني لأرجو ألا يمنع مع التوحيد ذنب كما لا يمنع مع الشرك عمل
وقال هذا أيضا باطل وهو من عمل الهروي
299

1202 الحديث الخامس
عن ابن عمر قال كنا نرى أنه ليس شيء من حسناتنا إلا مقبولا حتى نزلت * (ولا تبطلوا أعمالكم) * فقلنا ما هذا الذي يبطل أعمالنا فقلنا الكبائر والموجبات والفواحش حتى نزلت * (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * فكففنا عن القول في ذلك فكنا نخاف على من أصاب الكبائر ونرجو لمن لم يصبها
قلت ثم روى الإمام محمد بن نصر المذكور في الحديث قبله من طريق عبد الله بن المبارك أخبرني بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر قال كنا معشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبولا حتى نزلت * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) * فقلنا ما هذا الذي يبطل أعمالنا... إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا دعلج بن أحمد ثنا جعفر بن محمد ابن الحسن ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني ثنا عبد الله بن المبارك به سندا ومتنا بلفظ المصنف سواء
1203 الحديث السادس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله
قلت رواه البخاري ومسلم في الصلاة من حديث مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) انتهى
1204 الحديث السابع
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القوم في قوله تعالى " يستبدل قوما غيركم " وكان سلمان إلى جنبه فضرب على فخذه وقال (هذا
300

وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس)
قلت رواه الترمذي من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية فقالوا ومن يستبدل بنا قال فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذ سلمان وقال (هذا وقومه والذي نفسي بيده...) إلى آخره سواء
ورواه ابن حبان في صحيحيه في النوع الثامن من القسم الثالث إلا أنه قال الدين عوض الإيمان... إلى آخره
ورواه الحاكم في المستدرك إلا أنه لم يقل فيه والذي نفسي بيده... إلى آخره وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
ورواه البيهقي في دلائل النبوة والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما وابن مردويه والواحدي
1205 الحديث الثامن
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوسنجي ثنا سعيد بن جعفر قال قرأت على معقل بن عبد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة محمد...) إلى آخره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
301

سورة الفتح
303

سورة الفتح
ذكر فيها أربعة عشر حديثا
1206 الحديث الأول
عن موسى بن عقبة قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية فقال رجل من أصحابه ما هذا بفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا فبلغ صلى الله عليه وسلم فقال (بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسألوكم القضية ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا)
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب قصة الحديبية حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنا إسماعيل بن محمد بن الفضل ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد ابن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو جعفر البغدادي ثنا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية راجعا فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما هذا بفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا وعكف رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين من المسلمين خرجا فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا ليس بفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بئس الكلام هذا أعظم الفتوح لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم ويسألوكم القضية ويرغبوا إليكم في الأمان وقد رأوا منكم ما كرهوا وقد أظفركم الله عز وجل عليهم وردوكم سالمين غانمين مأجورين فهذا أعظم الفتوح...) الحديث بطوله
305

1207 الحديث الثاني
روي أنه كان في فتح الحديبية آية عظيمة وذلك أنه نزح ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فتمضمض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مجه فيها فدرت الماء حتى شرب جميع من كان معه وقيل فجاش الماء حتى امتلأت ولم ينفذ ماؤها بعد
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحه في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي إسحاق عن البراء قال كنا يوم الحديبية على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمشى غير بعيد ثم استقينا حتى روينا ورويت ركابنا انتهى
وأخرج أيضا عن المسور ومروان قالا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية... إلى أن قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء
فلم يلبث الناس أن نزحوه وشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه مختصرا
وهذا مخالف للأول أو تكونا واقعتين أو فعلا في بئر واحدة يدل عليه ما رواه الواقدي في المغازي ثني الهيثم بن واقد عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال حدثني أربعة عشر رجلا ممن أسلم من الصحابة أن ناجية بن الأعجم حدثهم قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين شكي إليه قلة الماء يعني في الحديبية فدفع إلي سهما من كنانته وأمر بدلو من مائها فمضمض فاه منه ثم مجه في الدلو وقال لي (انزل بالماء فصبه في البئر وحثحث الماء بالسهم) ففعلت فوالذي بعثه بالحق ما كدت أخرج حتى كاد يغمرني وفارت كما تفور القدر حتى استوى الماء بشفيرها وجعلوا يغترفون منها حتى نهلوا من آخرهم مختصر
306

قال الواقدي وثني محمد بن الحجازي عن أسيد بن أبي أسيد عن أبي قتادة قال لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل فنزل بالسهم وتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومج فاه فيه ثم رده إلى البئر جاشت بالرواء مختصر وقوله فجاش الماء روى البيهقي في دلائل النبوة قصة الحديبية من طرق قال في طريق منها فجاش الماء حتى ضرب الماء بعطن
ولمسلم في قصة خيبر من حديث سلمة قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبا الركية فإما دعا وإما بصق قال فجاشت فسقيا واستقينا... الحديث بطوله
1208 الحديث الثالث
عن جابر بن عبد الله قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على الموت وعلى ألا نفر فما نكث أحد منا البيعة إلا جد بن قيس وكان منافقا اختبأ تحت إبط بعيره ولم يسر مع القوم أخزاه الله
قلت رواه مسلم في كتاب الإمارة من حديث أبي الزبير عن جابر أنه سئل كم كانوا يوم الحدييبة قال كنا أربع عشرة مائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة فبايعناه غير جد بن قيس الأنصاري اختبأ تحت بطن بعيره انتهى
ورواه أبو يعلى الموصلي والبراز في مسنديهما من حديث أبي سفيان عن جابر قال لم نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت إنما بايعناه على ألا نفر بايعناه كلنا إلا الجد بن قيس فإنه اختبأ تحت بطن بعيره انتهى
307

1209 - الحديث الرابع
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد المسير إلى مكة عام الحدييبة معتمرا استنفر من حول المدينة من أهل البوادي والإعراب ليخرجوا معه حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب أو يصدوه عن البيت وأحرم هو صلى الله عليه وسلم وساق الهدي ليعلم أنه لا يريد حربا فتناقل كثير من الأعراب وقال يذهب إلى قوم قد غزوه في عقر داره بالمدينة واعتلوا بالشغل بأهاليهم وأموالهم وأنه ليس لهم من يقوم بأشغالهم
قلت رواه البيهقي بنقص يسير في دلائل النبوة في باب قصة الحدييبة أنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن ابن أبي يحيى عن مجاهد قال أري رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحدييبة أنه يدخل مكة الحديث إلى أن قال وقال تعالى * (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا) * يعني أعراب المدينة جهينة ومزينة وذلك أنهم استتبعهم النبي صلى الله عليه وسلم لخروجه إلى مكة فقالوا أنذهب معه إلى قوم جاءوه فقتلوا أصحابه فنقاتلهم في ديارهم فاعتلوا بالشغل مختصر
1210 الحديث الخامس
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ترك الحدييبة بعث جواس بن أمية الخزاعي رسولا إلى أهل مكة فهموا به فمنعه الأحابيش فلما رجع دعا بعمر رضي الله عنه ليبعثه فقال إني أخافهم على نفسي لما عرف من عداوتي إياهم وما بمكة عدي يمنعني ولكني أدلك على رجل هو أعربها مني وأحب إليهم عثمان بن عفان فبعثه فخبرهم أنه لم يأت بحرب وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فوقروه وقالوا إن شئت أن تطوف بالبيت فافعل فقال ما كنت لأطوف قبل أن يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتبس عندهم فأرجف بأنهم قتلوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا نبرح حتى نناجز القوم) ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه تحت الشجرة وكانت سمرة قال جابر بن عبد الله لو كنت أبصر لأريتكم مكانها وقيل كان عليه السلام جالسا في ظل الشجرة وعلى ظهره غصن من أغصانها قال عبد الله بن المغفل وكنت واقفا على رأسه وبيدي غصن من الشجرة أذب عنه فرفعت الغصن عن ظهره وبايعوه على الموت دونه وعلى ألا يفروا فقال لهم عليه السلام (أنتم اليوم خير أهل الأرض) وكان عدد المبايعين ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين وقيل ألفا وأربعمائة وقيل ألفا وثلاثمائة
قلت وجدته مفرقا
فرواه أحمد في مسنده ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدي سبعين بدنة... إلى أن قال وقد كان قبل ذلك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جواس بن أمية الخزاعي إلى مكة وحمله على جمل له يقال له الثعلب فلما دخل مكة أرادت قريش قتله فمنعهم الأحابيش حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا
208

وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فوقروه وقالوا إن شئت أن تطوف بالبيت فافعل فقال ما كنت لأطوف قبل أن يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتبس عندهم فأرجف بأنهم قتلوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا نبرح حتى نناجز القوم ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه تحت الشجرة وكانت سمرة قال جابر بن عبد الله لو كنت أبصر لأريتكم مكانها وقيل كان عليه السلام جالسا في ظل الشجرة وعلى ظهره غصن من أغصانها قال عبد الله بن المغفل وكنت واقفا على رأسه وبيدي غصن من الشجرة أذب عنه فرفعت الغصن عن ظهره وبايعوه على الموت دونه وعلى ألا يفروا فقال لهم عليه السلام (أنتم اليوم خير أهل الأرض) وكان عدد المبايعين ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين وقيل ألفا وأربعمائة وقيل ألفا وثلاثمائة
قلت وجدته مفرقا
فرواه أحمد في مسنده ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا وساق معه الهدي سبعين بدنة... إلى أن قال وقد كان قبل ذلك بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جواس بن أمية الخزاعي إلى مكة وحمله على جمل له يقال له الثعلب فلما دخل مكة أرادت قريش قتله فمنعهم الأحابيش حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا
209

عمر ليبعثه إلى مكة فقال يا رسول الله إني أخاف قريشا على نفسي وليس بها أحد من بني عدي يمنعني وقد عرفت قريش عداوتي إياها وغلظتي عليها ولكن أدلك على رجل هو أعز مني عثمان بن عفان قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب وأنه جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته فخرج عثمان حتى أتى مكة فلقيه أبان بن سعيد بن العاص فنزل عن دابته وحمله بين يديه وردفه خلفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق عثمان حتى أتا أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به فقالوا لعثمان إن شئت أن تطوف بالبيت فطف فقال ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال واحتبسته قريش عندها فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قتل... مختصر من حديث فتح مكة
ورواه الطبري في تفسيره عن عكرمة مولى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا جواس بن أمية الخزاعي... فذكره مرسلا باللفظ المذكور
ثم أخرج عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن عثمان قد قتل قال (لا نبرح حتى نناجز القوم) ودعا الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة فقال الناس يقولون بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وجابر يقول لم يبايعنا على الموت ولكن بايعنا على ألا نفر... إلى أن قال وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر من أم عثمان باطل مختصر
وقوله فبايعوه تحت الشجرة وكانت سمرة رواه مسلم في الإمارة من حديث أبي الزبير عن جابر أنه سئل كم كانوا يوم الحديبية قال كنا أربع عشرة مائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة
وقول جابر لو كنت أبصر لأريتكم مكانها أخرجاه في الصحيحين عن عمرو بن مرة عن جابر قال كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أنتم اليوم خير أهل الأرض) قال جابر لو كنت أبصر لأريتكم موضع الشجرة انتهى
310

وحديث عبد الله بن المغفل رواه النسائي في التفسير أنا محمد بن عقيل أنا علي بن الحسين ثني أبي عن ثابت ثني عبد الله بن مغفل المزني قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة وعلى ظهره غصن من أغصان تلك الشجرة فرفعته عن ظهره... وسيأتي بتمامه في الحديث التاسع
وقوله عليه السلام (أنتم اليوم خير أهل الأرض) تقدم تقريبا
وأما عدد التابعين ففيه ثلاث روايات كما ذكر المصنف
فالرواية الأولى أخرجاها في الصحيحين عن سالم ابن أبي الجعد قال سألت جابر ابن عبد الله عن أ صحاب الشجرة فقال لو كنا مائة لكفانا كنا ألفا وخمسمائة انتهى
والرواية الثانية أخرجاها في الصحيحين عن عمرو بن مرة عن جابر قال كنا يوم الحديبية... وقد تقدم قريبا بتمامه
وأما الرواية الثالثة فأخرجاها في الصحيحين أيضا من حديث عمرو بن مرة عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان أصحاب الشجرة ألفا وثلاثمائة وكانت أسلم ثمن المهاجرين انتهى
ذكر هذه الأحاديث في المغازي وذكر البيهقي في دلائل النبوة الروايات الثلاث وعزاها للصحيحين ثم اسند إلى قتادة قال قلت لسعيد بن المسيب كم كان الذين شهدوا بيعة الرضوان قال خمس عشرة مائة قال قلت فإن جابر ابن عبد الله قال كانوا أربع عشرة مائة قال يرحمه الله لقد وهم هو والله حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة
انتهى
وهذا رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الخامس وعزاه البيهقي للبخاري ولم أجده قال البيهقي وهذا يدل على أنه كان يقول في القديم خمس عشرة ثم يذكر الوهم فقال أربع عشرة ورواية الأربع
311

عشرة أصح كذلك رواه البراء بن عازب ومعقل بن يسار وسلمة بن الأكوع انتهى
قلت
فحديث سلمة بن الأكوع رواه مسلم قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة فدعانا للبيعة في أقصى الشجرة قال فبايعته أول الناس... الحديث
وحديث معقل بن يسار رواه مسلم أيضا عنه قال لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس وأنا غصن من أغصانها عن رأسه ونحن لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على ألا نفر انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه ثم قال وفي هذا رد على من يقول إن هذه الرواية بها جابر قال والصحيح ألف وخمسمائة انتهى
وحديث البراء ما وجدته
1211 الحديث السادس
روي أن عكرمة بن أبي جهل خرج في خمسمائة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم من هزمه وأدخله حيطان مكة وكان ذلك في غزوة الحديبية
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا ابن حميد ثنا يعقوب القمي ثنا جعفر عن ابن أبزى قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالهدي وانتهى إلى ذي الحليفة قال له عمر يا نبي الله تدخل على قوم حرب لك بغير سلاح ولا كراع قال فبعث إلى المدينة فلم يدع فيها كراعا ولا سلاحا إلا حمله فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل فسار حتى أتى منى فنزل بها فأتاه عينه أن عكرمة بن أبي جهل قد خرج عليك في خمسمائة فقال لخالد بن الوليد (يا خالد هذا ابن عمك
312

وقد أتاك في الخيل) فقال خالد أنا سيف الله وسيف رسوله فيومئذ سمي سيف الله يا رسول الله ارم بي إن شئت فبعثه على خيل فلقي عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثانية فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ثم عاد في الثالثة فهزمه حتى أدخله حيطان مكة فأنزل الله * (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة) * إلى قوله * (عذابا أليما) * قال فكف الله تعالى النبي عنهم من بعد أن أظفرهم عليهم لبقايا من المسلمين كانوا أبقوا فيها كراهية أن تطأهم الخيل انتهى
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره كذلك
قال ابن كثير في تفسيره وهذا السياق فيه نظر فإنه لا يجوز أن يكون عام الحديبية لأن خالدا لم يكن أسلم بل كان حينئذ طليعة للمشركين كما ورد في الصحيح ولا يجوز أن يكون في عمرة القضاء لأنهم قاضوه على أن يأتي في العام القابل فيعتمر ويقيم بمكة ثلاثة أيام ولما قدم لم يمانعوه ولا حاربوه ولا قاتلوه ولا عام الفتح لأنه لم يسق عام الفتح هديا وإنما جاء محاربا مقاتلا في جيش عرمرم فهذا السياق فيه خلل فليتأمل انتهى
1212 الحديث السابع
روي أنه عليه السلام وأصحابه نحروا بالحديبية لما أحصروا وقال المصنف وبعض الحديبية من الحرم
وروي أن مضارب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت في الحل ومصلاه في الحرم
قلت روي البخاري في صحيحه في الشهادات من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام القابل ولا يحمل بها سلاحا ولا يقيم بها إلا ما أحبوا فاعتمر من العام المقبل فدخلها كما كان صالحهم فلما أقام بها ثلاثا أمروه أن يخرج فخرج انتهى
313

وعند البخاري عن المسور ومروان في الحج أنه صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه (قوموا فانحروا ثم احلقوا) قال البخاري عقيبه والحديبية خارج الحرم انتهى
وقوله وروي أن مضارب رسول الله صلى الله عليه وسلم... إلى آخره
رواه أحمد في مسنده في حديث الفتح ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت... فذكره بطوله وفيه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الحرم وهو مضطرب في الحل وقد تقدم منه قطعة في الحديث الخامس
1213 الحديث الثامن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن آخر وطأة وطئها الله تعالى بوج)
قلت تقدم في آخر براءة
1214 الحديث التاسع
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل بالحديبية بعثت قريش سهيل ابن عمرو القرشي وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص بن الأحنف على أن يعرضوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع من عامه ذلك على أن تخلي له قريش مكة من العام القابل ثلاثة أيام ففعل ذلك وكتبوا منهم كتابا فقال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه (اكتب بسم الله الرحمن الرحيم) فقال سهيل وأصحابه ما نعرف هذا ولكن اكتب باسمك اللهم ثم قال اكتب هذا ما صالح عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة فقالوا لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك
314

ولكن اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله أهل مكة فقال صلى الله عليه وسلم (اكتب ما يريدون فإني أشهد أني رسول الله وأنا محمد بن عبد الله)
قلت روي البيهقي في دلائل النبوة عن عروة بن الزبير فذكر حديث إرسال النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى أهل مكة كما تقدم في الحديث الخامس وقال فيه فرجع عروة إلى قريش فقال إنما جاء الرجل وأصحابه عمارا فخلوا بينه وبين البيت فليطوفوا فشتموه ثم بعثت قريش سهيل بن عمروا وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص ليصلحوا عليهم فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوه إلى الصلح والموادعة... الحديث بطوله
ثم أخرج عن ابن إسحاق ثني الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور ومروان قالا فدعت قريش سهيل بن عمرو وقالوا اذهب إلى هذا الرجل وصالحه أن يرجع عنا عامه هذا لا تتحدث العرب أنه دخل علينا عنوة فخرج سهيل من عندهم حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع الصلح على أن يوضع الحرب بينهم عشر سنين وأن يأمن الناس بعضهم من بعض وأن يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا العام المقبل خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا... الحديث بطوله
وروى النسائي في التفسير من حديث علي بن الحسين ثني أبي عن ثابت ثني عبد الله بن المغفل قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله * (إذ يبايعونك تحت الشجرة) * وكأني بغصن من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعته عن ظهره وعلي بن أبي طالب وسهيل ابن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اكتب بسم الله الرحمن الرحيم) فأخذ سهيل يده فقال ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال (اكتب باسمك اللهم هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة) فأمسك يده لقد ظلمناك إن كنت رسولا اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال (اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنا رسول الله) قال فكتب... الحديث بطوله
315

وفي الصحيحين بعض هذه الألفاظ ولكن ما ذكرناه أقرب إلى لفظ الكتاب
1215 الحديث العاشر
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه قبل خروجه إلى الحديبية كأنه وأصحابه قد دخلوا مكة آمنين وقد حلقوا وقصروا فقص الرؤيا على أصحابه ففرحوا واستبشروا وحسبوا أنهم داخلوها في عامهم وقالوا إن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حق فلما تأخر ذلك قال عبد الله ابن أبي وعبد الله بن نفيل ورفاعة بن الحارث والله ما حلقنا ولا قصرنا ولا رأينا المسجد فنزلت " لقد صدق الله رسوله الرؤيا الحق " الآية
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب قصة الحديبية أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد قال أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤسهم ومقصرين فقال له أصحابه حين نحر بالحديبية أين رؤياك يا رسول الله فأنزل الله عز وجل * (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) * إلى قوله * (فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) * فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة فتح خيبر ثم اعتمر بعد ذلك وهذا مرسل
وروى الطبري ثني يونس أنا ابن وهب قال قال عبد الرحمن بن زيد ابن أسلم في قوله * (لقد صدق الله رسوله الرؤيا) * الآية قال قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم (إني قد رأيت أنكم ستدخلون المسجد الحرام محلقين رؤسكم ومقصرين) فلما نزل بالحديبية ولم يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك فقالوا أين رؤياه
316

فأنزل الله * (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) * الآية انتهى
1216 الحديث الحادي عشر
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا تعلبوا صوركم)
1217 الحديث الثاني عشر
عن ابن عمر أنه رأى رجلا قد أثر في وجهه السجود فقال إن صورة وجهك أنفك فلا تعلب وجهك ولا تشن صورتك
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه في الصلاة أنا سفيان الثوري عن الأعمش عن حبيب عن أبي الشعثاء عن ابن عمر أنه رأى رجلا يتنحى إذا سجد قال لا تعلب صورتك يقول لا توثرها قلت ما تعلب صورتك قال لا تغير لا تشن انتهى ورواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث ثنا أحمد بن جعفر ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن عطاء عن ابن عمر أنه رأى رجلا قد أثر السجود في وجهه فقال لا تعلب صورتك انتهى ثم قال علبت الشيء أعلبه علبا وعلوبا إذا أثرت فيه انتهى
1218 الحديث الثالث عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار)
قلت روي من حديث جابر ومن حديث أنس
فحديث جابر رواه ابن ماجة في سننه في الصلاة من حديث أبي زيد ثابت ابن موسى عن شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال
317

رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) انتهى
وقد طعن ابن عدي والعقيلي وابن حبان في ثابت بسبب روايته لهذا الحديث وذلك على ما نقل ابن طاهر عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال دخل ثابت بن موسى الزاهد على شريك القاضي وكان شريك رجلا مزاحا وثابت رجلا صالحا والمستملي بين يدي شريك وشريك يقول له ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر المتن فلما نظر إلى ثابت قال يباسطه (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) فظن ثابت لغفلته أنه روى هذا الحديث بهذا الإسناد وكان ثابت يحدث به عن شريك بهذا الإسناد وليس لهذا الحديث أصل إلا من هذا الوجه وعن قوم من المجروحين سرقوه من ثابت ورووه عن شريك انتهى كلامه
وكذلك قاله ابن عدي في الكامل كما قاله محمد بن عبد الله الحاكم سواء
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات بهذا الإسناد ونقل كلام ابن عدي
قال ابن طاهر كل من رواه عن شريك غير ثقة
وقال القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي في كتابه مسند الشهاب وقد وقع لنا هذا الحديث من طريق عن ثقات غير ثابت وغير شريك وذلك كما أخبرنا فساق بسنده إلى عبد الله بن شبرمة الشريكى ثنا شريك وعن سعيد ابن حفص ثنا شريك وعن موسى بن علي ثنا شريك وعن كثير بن عبد الله ابن كثير ثنا شريك به ثم رواه من حديث إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن علي البحار ومحمد بن علي بن الربيع قالوا ثنا عبد الرزاق عن سفيان الثوري وابن جريج عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا نحوه ثم رواه من حديث الحسين بن حفص عن الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ومن حديث علي بن الحسين الحلمي ثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ومن حديث أبي العتاهية القاسم بن إسماعيل الشاعر ثنا الأعمش
318

عن أبي سفيان به فهذه ثمانية طرق
ولم يصحح ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب شيئا من هذه الطرق وإنما قال وقد رواه قوم من الضعفاء عن ثقات عن الأعمش ثم ذكرها قال وظن صاحب الشهاب أن الحديث صحيح لكثرة رواته وهو معذور لأنه لم يكن من أهل الشام انتهى
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء من حديث عبد الحميد بن بحر الكوفي عن شريك به ثم قال وعبد الحميد هذا كان يسرق الأخبار لا يحل الاحتجاج بحديثه وهو سرقه من ثابت وثابت أخطأ فيه
وحديث أنس رواه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث حكامة بنت عثمان بن دينار قالت حدثني أبي عن أخيه مالك بن دينار عن أنس مرفوعا بلفظه سواء ثم قال هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا السند فيه عثمان بن دينار روت عنه ابنته حكامة أحاديث بواطيل لا أصل لها انتهى
وقال ابن أبي حاتم في علله قال أبي هذا حديث موضوع
1219 الحديث الرابع عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة الفتح فكأنما كان ممن شهد مع محمد صلى الله عليه وسلم فتح مكة) هو هكذا في الفائق لابن غنائم
قلت رواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
319

سورة الحجرات
321

سورة الحجرات
ذكر فيها سبعة وعشرين حديثا
1220 الحديث الأول
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى تهامة سبعة وعشرين رجلا عليهم المنذر بن عمرو الساعدي فقتلهم بنو عامر وعليهم عامر بن الطفيل إلا ثلاثة نفر نجوا فلقوا رجلين من بني سليم بقرب المدينة فاعتزيا لهم إلى بني عامر لأنهم أعز من بني سليم فقتلوهما وسلبوهما ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (بئسما صنعتم) كانا من سليم والسلب ما كسوتهما فوداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس عشر أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بسنده إلى مقاتل بن حيان في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) * قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية واستعمل عليهم المنذر ابن عمرو الأنصاري فذكر قصة أصحاب بئر معونة ورجوع ثلاثة نفر منهم إلى المدينة وأنهم لقوا رجلين من بني سليم جاءين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا من أنتما فاعتزيا إلى بني عامر فقتلوهما وأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر فكره النبي صلى الله عليه وسلم قتلهما فنزلت الآية انتهى
وروي في دلائل النبوة عن موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل نجد وفي لفظ قبل أرض بني سليم وهي يومئذ بئر معونة وكان أميرهم المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة ورئيس المشركين يومئذ
323

عامر بن الطفيل حتى إذا كان المسلمون ببعض الطريق بعثوا حرام بن ملحان إلى المشركين ليقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أتاه لم ينظر في كتابه وغدا عليه عامر فقتله واتبع المشركون أثره حتى وجدوا القوم مقبلين هم والمنذر وقاتل القوم حتى قتل المسلمون عن آخرهم وارتث في القتلى كعب بن زيد حتى قتل يوم الخندق وكان عمرو بن أمية الضمري في سرح القوم فأخذه عامر بن الطفيل فأعتقه وكان ثلاثة نفر من سرية المنذر بن عمرو تخلفوا على ضالة يبغونها فانطلق أحدهم نحو المشركين فقتل وأما الآخران فأقبلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان ببعض الطريق لقيا رجلين من بني كلاب كافرين قد كانا وصلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعهد فنزلا منزلا فناما فقتلاهما ولم يعلما أن لهما عهدا من النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمرو بن أمية الضمري على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره الخبر فقال عليه السلام (لآدينهما) مختصر من حديثين أحدهما عن موسى بن عقبة والآخر عن ابن إسحاق
1221 الحديث الثاني
عن مسروق قال دخلت على عائشة رضي الله عنها في اليوم الذي يشك فيه فقالت للجارية اسقه عسلا فقلت إني صائم فقالت قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم هذا اليوم وفيه نزلت * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) *
قلت غريب وروى الدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف حدثنا إبراهيم ابن حماد ثنا عباس بن يزيد ثنا بن مهدي ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مالك بن حمرة عن مسروق قال دخلت على عائشة في اليوم الذي يشك فيه أنه يوم عرفة... الحديث انتهى ذكره في باب حمزة وحمرة وقال مالك بن حمرة هذا بالحاء والراء المهملتين أبو عطية الهمداني روى عنه أبو إسحاق ومحمد
324

ابن سيرين انتهى ولم يذكره بجرح ولا تعديل
وذكره الثعلبي في تفسيره بلفظ المصنف من غير سند
1222 الحديث الثالث
عن الحسن أن ناسا ذبحوا يوم الأضحى قبل الصلاة فأمرهم أن يعيدوا ذبحا آخر
وعنه لما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أتته الوفود من الآفاق وأكثروا عليه المسائل فنهوا أن يبتدئوه بالمسألة حتى يكون هو المبتدي
قلت
الأول رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر عن الحسن في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) * قال هم قوم ذبحوا قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يعيدوا الذبح
ورواه الطبري ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد عن قتادة في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) * قال ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون لو أنزل كذا لو صنع كذا لو قيل كذا قال وقال الحسن هم أناس من المسلمين ذبحوا قبل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيدوا ذبحا آخر انتهى والثاني غريب
1223 الحديث الربع
عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية يعني " ولا تجهروا
325

له بالقول) قال أبو بكر يا رسول الله والله لا أكلمك إلا السرار أو أخا السرار حتى ألقى الله
وعن عمر أنه كان يكلم النبي صلى الله عليه وسلم كأخي السرار ولا يسمعه حتى يستفهمه
وكان أبو بكر رضي الله عنه إذا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد أرسل إليهم من يعلمهم كيف يسلمون ويأمرهم بالسكينة والوقار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت
الأول غريب وذكره الواحدي في أسباب النزول وفي الوسيط عن عطاء عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية... إلى آخره إلا أنه قال كأخي السرار ولم يصل سنده به
ورواه الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة قال لما نزلت * (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) * قال أبو بكر رضي الله عنه والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل انتهى وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى
وروى الطبراني في معجمه وأبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث ذيال ابن عبيد بن حنظلة حدثني جدي حنظلة بن حذيم المالكي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه إليه انتهى
وروى البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والستين عن الحاكم بسنده إلى موسى بن عبد الملك بن عمير عن شيبة بن عثمان الحجبي عن عثمان بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاث تصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه) انتهى
قال ابن أبي حاتم في علله سألت أبي عن حديث رواه موسى بن عبد الملك
326

ابن عمير عن أبيه به سندا ومتنا فقال حديث منكر وموسى هذا ضعيف انتهى
وعن الحاكم رواه البيهقي في المدخل
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث طارق بن شهاب عن أبي بكر قال لما نزلت * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) * قلت يا رسول الله آليت أن لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله انتهى
ورواه البزار في مسنده من حديث حصين بن عمر عن مخارق عن طارق به قال وحصين حدث بأحاديث لا يتابع عليها وكذلك رواه الواحدي في الوسيط
وحديث عمر رواه البخاري في صحيحه عن ابن أبي مليكة قال قال ابن الزبير لما نزلت * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) * كان عمر بعد ذلك إذا حدث النبي صلى الله عليه وسلم حدثه كأخي السرار لم يسمعه حتى في الكتاب يستفهمه مختصر
وحديث أبي بكر غريب
1224 الحديث الخامس
أنه قال للعباس بن عبد المطلب لما انهزم الناس يوم أحد (اصرخ بالناس)
وكان العباس أجهر الناس صوتا
وروي أن غارة أتتهم يوما فصاح العباس يا صباحاه فأسقطت الحوامل لشدة صوته
وزعمت الرواة أنه كان يزجر السباع عن الغنم فيفتق مرارة
327

السبع في جوفه
1225 الحديث السادس
عن ابن عباس في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) * قال نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وكان في أذنه وقر وكان جهوري الصوت وكان إذا تكلم رفع صوته وكان يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتأذى بصوته
1226 الحديث السابع
وعن أنس قال لما نزلت فقد ثابت ففقده رسول الله فأخبر بشأنه فدعاه فسأله فقال يا رسول الله لقد أنزلت هذه الآية وأنا رجل جهير الصوت فأخاف أن يكون حبط عملي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لست هناك إنك تعيش بخير وتموت بخير وإنك من أهل الجنة)
قلت أخرجه البخاري في التفسير وفي فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ومسلم في الإيمان من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه فقال له ما شأنك فقال شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى
328

فرجع إليه المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال (اذهب إليه فقل له لست من أهل النار ولكنك من أهل الجنة) انتهى
وزاد فيه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في دلائل النبوة قال أنس كنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة فلما كان يوم اليمامة جاء ثابت بن قيس وقد تحنط ولبس أكفانه وقال بئسما تعودون أقرانكم ثم تقدم فقاتل حتى قتل انتهى
1227 الحديث الثامن
قال عليه السلام (وإن مما ينبت الربيع لما يقتل حبطا أو يلم)
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة من حديث عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فخطب الناس فقال (لا والله ما أخشى عليكم أيها الناس إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا) فقال رجل يا رسول الله أيأتي الخير بالشر فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال (كيف قلت) قال قلت أيأتي الخير بالشر قال (إن الخير لا يأتي إلا بخير أو خير هو أن كل ما ينبت الربيع يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر أكلت حتى امتلأت خاصرتها استقبلت الشمس ثلطت أو بالت ثم اجترت فعادت فأكلت فمن يأخذ مالا بحقه يبارك له فيه ومن يأخذ مالا بغير حقه فمثله كمثل الذي يأكل ولا يشبع)
1228 الحديث التاسع
روي أن وفد تميم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الظهر وهو راقد فجعلوا ينادونه يا محمد اخرج إلينا فاستيقظ فخرج ونزلت * (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم) * الآية
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم فقال (هم جفاة بني تميم لولا أنهم أشد قتالا للأعور الدجال لدعوت الله عليهم أن يهلكهم)
329

قلت
الأول رواه الواحدي في أسباب النزول والثعلبي في تفسيره من حديث يعلى بن عبد الرحمن ثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم عن جابر بن عبد الله قال جاءت بنو تميم فدخلوا المسجد فنادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات أن اخرج إلينا يا محمد فأذى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم من صياحهم فخرج إليهم فقالوا يا محمد جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا... الحديث بطوله قال ونزل القرآن فيهم (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) الآية
وذكره ابن هشام في السيرة في آخر غزوة تبوك عن ابن إسحاق قال قدمت وفود العرب على رسول الله صلى الله عليه وسلم... إلى أن قال ولما قدم وفد بني تميم دخلوا المسجد فنادوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات يا محمد اخرج إلينا فأذى رسول الله صلى الله عليه وسلم صياحهم وخرج إليهم فقالوا يا محمد جئناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا فأذن لهم فقام عطارد بن حاجب فخطب وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس أن يجيبه قال فأجابه ثابت بخطبة أفصح منها ثم قام شاعرهم الزبرقان بن بدر فذكر شعرا في المفاخرة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت أن يجيبه فأجابه ثم عاد فذكر شعرا فأجابه حتى تكرر ذلك منهما... بطوله وفي آخره ونزل فيهم القرآن * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) * الآية مختصر
وكذلك رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب الوفود بسنده إلى ابن إسحاق فذكره باللفظ المذكور
ورواه ابن مردويه في تفسيره من طريق محمد بن إسحاق ثني محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال قدم وفد بني تميم وهم سبعون رجلا أو ثمانون رجلا منهم الزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب وقيس ابن عاصم وقيس بن الحارث وعمرو بن الأهتم المدينة فانطلق معهم عيينة ابن حصن الفزاري حتى أتوا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادوه من وراء الحجرات
330

بصوت جاف يا محمد اخرج إلينا يا محمد اخرج إلينا يالا محمد اخرج إلينا فخرج إليهم فقالوا يا محمد إن مدحنا زين وإن شتمنا شين نحن أكرم العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كذبتم بل مدحة الله الزين وشتمه الشين وأكرم منكم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) فقالوا إنا أتيناك لنفاخرك... فذكره بطوله وفي آخره فقال التميميون فقالوا والله إن خطيبه لأخطب من خطيبنا وشاعره أشعر من شاعرنا قال وفيهم أنزل الله * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات) * الآية انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات في باب الوفود أخبرنا محمد بن عمر الواقدي ثنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن الزهري... فذكره بلفظ ابن مردويه
وأعاده في ترجمة ثابت بن قيس وقال فيه أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أذن بلال للظهر... فذكره وكذلك رواه الواقدي في كتاب المغازي بالسند المذكور
وأما الثاني فرواه الثعلبي أنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن فنجويه ثنا عبد الله ابن يوسف ثنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي ثنا هاشم بن القاسم الحراني ثنا يعلى بن الأشدق ثنا سعيد بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله تعالى * (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) * من هم قال (هم جفاة بني تميم...) إلى آخره
ولمسلم في الفضائل عن أبي زرعة قال قال أبو هريرة لا أزال أحب بني تميم من ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول (هم أشد أمتين على الدجال)
1229 الحديث العاشر
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة أخا عثمان لأمه وهو الذي ولاه عثمان الكوفة بعد سعد بن أبي وقاص فصلى بالناس
331

صلاة الفجر أربعا وهو سكران فقال هل أزيدكم فعزله عثمان عنهم وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا إلى بني المصطفى وكانت بينهم وبينه إحنة فلما شارف ديارهم ركبوا مستقبلين له فحسبهم مقاتليه فرجع وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتدوا ومنعوا الزكاة فوردوا وقالوا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فاتهمهم فقال (لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا هو عندي كنفسي يقاتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم) ثم ضرب بيده على كتف علي رضي الله عنه
وقيل بعث إليهم خالد بن الوليد فوجدهم منادين بالصلاة متهجدين فسلموا إليه الصدقات فرجع
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده والطبراني في معجمه من حديث موسى بن عبيدة الربذي عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق بعد الوقعة يأخذ صدقات أموالهم فلما سمعوا خرج إليه ركب منهم يستقبلونه فظن أنهم ساروا إليه ليقاتلوا فرجع إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وقال يا رسول الله إن بني المصطلق منعوني صدقاتهم ولما سمعوا بمرجعه أقبلوا حتى قدموا المدينة وصلوا وراءه في الصفوف فلما فرغوا قالوا إنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله يا رسول الله ذكر لنا أنك أرسلت لنا رجلا يصدق أموالنا فسررنا بذلك وقرت أعيننا ثم سمعنا أنه رجع فخشينا أن يكون ذكره غضبا من الله أو من رسوله قالت فما زالوا يعذرون إليه حتى نزلت فيهم الآية * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) * انتهى للطبراني
332

وزاد ابن راهويه قال فما زالوا يعتذرون إليه حتى جاءه المؤذن لصلاة العصر فصلى المكتوبة ثم دخل بيتي فصلي بعدها ركعتين لم يصلهما قبل ولا بعد قال فبعثت إليها عائشة ما هذه الصلاة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتك فقالت هذه سجدتان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما قبل العصر فشغله بنو المصطلق فأنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) * انتهى
ورواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه ثنا محمد بن سابق ثنا عيسى ابن دينار ثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي يقول قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني إلى الإسلام فدخلت فيه ودعاني إلى الزكاة فقلت يا رسول الله أرجع إلى قومي فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة وترسل إلي رسولا لأبان كذا ليأتك ما جمعت من الزكاة فلما بلغ الأبان الذي بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأته الرسول ظن أنه حدث فيه سخط من الله أو من رسوله فدعا بسروات قومه وأخبرهم بذلك وقال لهم انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كانوا ببعض الطريق وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة ليقبض ما عنده فلما رآهم فرق ورجع فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الحارث قال إلى من بعثهم قالوا إليك فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت منعت الزكاة وأردت قتل رسولي قال لا والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا رآني ولكن لما احتبس رسولك خشيت أن يكون سخطة من الله ورسوله فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) * الآية انتهى
وبهذا السند والمتن رواه الواحدي في أسباب النزول
وذكره الثعلبي في تفسيره بلفظ المصنف سواء من غير سند
وقصة الوليد بن عقبة في الصلاة رواها مسلم في صحيحه في كتاب الحدود عن حصين بن المنذر قال شهدت عثمان بن عفان أتي الوليد بن عقبة وقد صلى
333

الغداة بالكوفة ركعتين ثم قال أزيدكم فشهد عليه رجلان قال أحدهما رأيته يشربها وقال الآخر رأيته يتقياها فقال عثمان إنه لم يتقياها حتى شربها فقال لعلي أقم عليه الحد وقال لابن أخيه عبد الله بن جعفر أقم عليه الحد فأخذ السوط فجلده وعلي يعد حتى إذا بلغ أربعين جلدة قال له أمسك جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عثمان ثمانين وكل سنة انتهى هكذا في مسلم وقد صلي الغداة ركعتين
ورواه البيهقي في دلائل النبوة والنسائي في سننه الكبرى وإسحاق بن راهويه في مسنده وقالوا فيه وقد صلى الغداة أربعا فلينظر
ورواه ابن مردويه في تفسيره والحديثان المذكوران عن الطبراني سنده ومتنه فيهما
وروي أيضا من حديث عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن موسى ابن المسيب عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى بني وليعة وكانت بينهم شحناء في الجاهلية فلما استقبلوه خشي ورجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له إن بني وليعة منعوني الصدقة وأرادوا قتلي فلما بلغهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكذبوه وقالوا إن بيننا وبينه شحناء فقال عليه السلام (لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا يقاتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم هو هذا) وضرب بيده على كتف علي وفيهم نزلت * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) * الآية
1230 الحديث الحادي عشر
عن ابن عباس قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس بعض الأنصار وهو على حمار فبال الحمار فأمسك عبد الله بن أبي بأنفه وقال خل سبيل حمارك فقد آذانا نتنه فقال عبد الله بن رواحة والله إن بول حماره لأطيب من مسكك
334

وروي أن حماره لأفضل منك وبول حماره أطيب من مسكك ومضى عليه الصلاة والسلام وطال الخوض بينهما حتى استبا وتجالدا وجاء الأوس والخزرج فتجالدوا بالعصي وقيل بالأيدي والنعال والسعف فرجع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلح بينهما ونزلت * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) * الآية
قلت غريب من حديث ابن عباس
ورواه البخاري ومسلم من حديث أنس بتغيير يسير من حديث معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لو أتيت عبد الله بن أبي فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم وركب حمارا وانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي صلى الله عليه وسلم بال الحمار فقال عبد الله بن أبي إليك عني فوالله لقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الأنصار منهم والله لحمار رسول الله أطيب ريحا منك فاستبا فغضب لكل واحد منهما أصحابه وكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها نزلت * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) * الآية انتهى
رواه البخاري في الشهادات ومسلم في المغازي في غزوة أحد
ولم يروه ابن مردويه إلا بلفظ الصحيحين وسنديهما وكذلك الواحدي في الوسيط
1231 الحديث الثاني عشر
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (يا بن أم عبد هل تدري كيف حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة) قال الله ورسوله أعلم قال (لا يجهز على جريحها لا يقتل أسيرها لا يطلب هاربها ولا يقسم فيئها)
335

قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب قتال أهل البغي من حديث كوثر ابن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يا بن أم عبد هل تدري...) إلى آخره سواء وسكت عنه وتعقبه الذهبي في مختصره وقال كوثر بن حكيم متروك انتهى
وكذلك رواه البزار في مسنده والحارث بن أبي أسامة في مسنده والثعلبي في تفسيره والواحدي في الوسيط قال البزار لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ابن عمر ولا طريق له غير هذا الطريق انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وضعف كوثر بن حكيم عن البخاري والنسائي وابن معين وقالوا إنه منكر الحديث ولا تحل الرواية عنه ووافقهم عليه
وعن الحاكم رواه البيهقي
قال في التنقيح هذا حديث غير ثابت تفرد به كوثر بن حكيم وأحاديثه بواطيل قال الإمام أحمد وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء يروي المناكير عن المشاهير قال ابن معين ليس بشيء
1232 الحديث الثالث عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يعيبه ولا يتطاول عليه في البنيان فيستر عليه الريح إلا بإذنه ولا يؤذيه بقتار قدره) ثم قال (احفظوا ولا يحفظه منكم إلا قليل)
قلت رواه الثعلبي أنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن فنجويه ثنا عمر بن الخطاب ثنا محمد بن إسحاق المسوحى ثنا عمرو بن عاصم ثنا إسماعيل بن رافع ثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم...) إلى آخره سواء وزاد فيه (ولا يؤذيه بقتار إلا أن يغرف له منها ولا يشتري لبنيه الفاكهة فيخرجون منها إلى صبيان جاره ثم لا يطعمونهم
336

منها) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (احفظوا...) إلى آخره وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله)
1233 الحديث الرابع عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم (النساء لحم على وضم)
قلت غريب مرفوعا
ورواه ابن المبارك موقوفا على عمر بن الخطاب من حديث محمد بن عمرو ابن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال إنما النساء لحم على وضم إلا ما ذب عنه فخذوا على أيدي نسائكم حتى يبصر الشاب موضع قدميه انتهى
وكذلك رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث بالسند والمتن وقال الوضم ما يوضع عليه اللحم من خشبة أو بارية أو غير ذلك كأنه يقول النساء في الضعف كاللحم الموضوع على الوضم الذي لا يمتنع من أحد إلا أن يذب عنه
وكذلك رواه أبو بكر الفريابي في سننه
1234 قوله
عن ابن مسعود البلاء موكل بالمنطق لو سخرت من كلب لخشيت أن أحول كلبا
وعن عمرو بن شرحبيل لو رأيت رجلا يرضع عنزا فضحكت
337

منه لخشيت أن أصنع مثل الذي صنع
قلت رواهما ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأدب ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال قال عبد الله بن مسعود البلاء موكل بالمنطق لو سخرت من كلب لخشيت أن أكون كلبا انتهى
والثاني أخرجه عن أبي موسى فقال ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد الله بن بكر عن أبيه قال قال أبو موسى الأشعري لو رأيت رجلا يرضع شاة في الطريق فسخرت منه خفت ألا أموت حتى أرضعها انتهى
1235 الحديث الخامس عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اذكروا الفاجر بما فيه)
قلت رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والستين وأبو يعلى الموصلي في مسنده والترمذي الحكيم في نوادر الأصول في الأصل الثامن والستين بعد المائة كلهم من حديث الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أترعون عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه كي يحذره الناس) انتهى
قال البيهقي وهذا يعد في أفراد الجارود وقد روي عن غيره وليس بشيء ثم روي عن الحاكم بسنده إلى العلاء بن بشر ثنا سفيان بن عيينة عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليس للفاسق غيبة) انتهى ثم قال قال أبو عبد الله الحاكم هذا غير صحيح ولا معتمد قال البيهقي وهذا إن صح فإنما أراد به فاجرا معلنا بفجوره أو هو ممن يشهد في أمور الناس ويتعلق به شيء من الديانات فيحتاج إلى بيان حاله لئلا يعتمد عليه انتهى كلامه
ورواه العقيلي في ضعفاه عن الجارود بن يزيد به وقال ليس له أصل
338

ولا يتابع الجارود عليه انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وابن حبان في الضعفاء وقال الجارود بن يزيد أبو علي النيسابوري يروي عن الثقات ما لا أصل له كذلك وأسند إلى أحمد بن حنبل أنه قال هذا حديث منكر وأطال ابن عدي في تضعيفه وأخرجه أيضا عن سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي عن سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا (أترعون عن ذكر الفاجر...) إلى آخره قال وسليمان هذا ممن يضع الحديث وهذا عن الثوري باطل وإنما يرويه الجارود بن يزيد عن بهز به وأخرجه أيضا عن عمرو بن الأزهر العتكي الواسطي عن بهز ابن حكيم وضعف عمرو بن الأزهر عن البخاري والنسائي قال وكل من روى هذا الحديث فهو ضعيف انتهى
وقال الدارقطني في علله الحديث من وضع الجارود سرقه من الجارود جماعة منهم عمرو بن الأزهر حدث به عن بهز وعمرو كذاب ومنهم سليمان بن عيسى وكان دجالا فرواه عن الثوري عن بهز ومنهم العلاء ابن بشر رواه عن سفيان بن عيينة عن بهز وابن عيينة لم يسمع من بهز وغير لفظه فقال ليس لفاسق غيبة انتهى
وقال ابن طاهر حديث أترعون عن ذكر الفاجر رواه الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال الحاكم هذا غير صحيح ولا معتمد وكأن الجارود أدخل حديثا في حديث فإنه روى عن بهز أحاديث مستقيمة وقد روى عن معمر بن راشد عن بهز وليس بثابت قال الطبراني لم يروه عن معمر إلا عبد الوهاب بن همام أخو عبد الرزاق قال ابن معين عبد الوهاب معضل وروى عن عمر بن الخطاب وطريقه غير معروف رواه يوسف ابن أبان ثنا الأبرد بن حاتم أخبرني منهال السراج عن عمر بن الخطاب
339

وحديث ليس للفاسق غيبة رواه العلاء بن بشر عن سفيان بن عيينة عن بهز به وهو حديث منكر لم يروه عن ابن عيينة أحد من أصحابه إلا العلاء ابن بشر انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا عبد الله بن محمد بن أبي السري العسقلاني ثني أبي ثنا عبد الوهاب بن همام أخو عبد الرزاق أنا معمر عن بهز بن حكيم به وقال لم يروه عن معمر إلا عبد الوهاب انتهى
1236 الحديث السادس عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن من حق المؤمن على أخيه أن يسميه بأحب الأسماء إليه)
قلت غريب بهذا اللفظ
وروى الطبراني في معجمه وأبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث ذيال ابن عبيد بن حنظلة حدثني جدي حنظلة بن حذيم المالكي رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه إليه انتهى
وروى البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والستين عن الحاكم بسنده إلى موسى بن عبد الملك بن عمير عن شيبة بن عثمان الحجبي عن عثمان بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاث تصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه) انتهى
قال ابن أبي حاتم في علله سألت أبي عن حديث رواه موسى بن عبد الملك ابن عمير عن أبيه به سندا ومتنا فقال حديث منكر وموسى هذا ضعيف انتهى
وروى ابن عدي في الكامل عن الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي ثني
340

الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مكروه أن يدعو أحدكم أخاه يا هناه ويا هذا ولكن ليدع أحدكم أخاه بأحب أسمائه إليه) انتهى وضعف الحكم هذا عن جماعة من غير توثيق انتهى
1237 الحديث السابع عشر
عن ابن عباس أن صفية بنت حيي أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت إن النساء يعيرنني ويقلن يا يهودية بنت يهوديين فقال لها عليه السلام (هلا قلت إن أبي هارون وإن عمي موسى وإن زوجي محمد)
قلت وروى الترمذي في جامعه في كتاب المناقب من طريق عبد الرازق أنا معمر عن ثابت عن أنس قال بلغ صفية أن حفصة قالت بنت يهودي فبكت فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي فقال (ما يبكبك) قالت قالت لي حفصة إني ابنة يهودي فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم تفخر عليك) ثم قال (اتقي الله يا حفصة) انتهى وقال حديث حسن صحيح غريب
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الخامس من القسم الخامس وأحمد في مسنده والطبراني في معجمه وأبو نعيم في الحلية
وروى الترمذي من حديث هاشم بن سعيد الكوفي ثنا كنانة حدثتنا صفية بنت حيي قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام فذكرت ذلك له فقال (ألا قلت وكيف تكونان خيرا مني وزوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى) وكان الذي بلغها أنهم قالوا نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها نحن أزواج النبي وبنات عمه انتهى وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي وليس إسناده بذلك القوي انتهى
وذكره الثعلبي عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ المصنف سواء من غير سند
341

1238 الحديث الثامن عشر
روى في قوله تعالى * (لا يسخر قوم من قوم) * قال نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وكان به وقر فكانوا يوسعون له في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى قوما يقول تفسحوا حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرجل تنح فلم يتنح فقال من هذا فقال الرجل أنا فلان فقال بل أنت ابن فلانة لأم كان يعير بها في الجاهلية فخجل الرجل فنزلت فقال ثابت لا أفخر بعدها على أحد في الحسب
قلت غريب وذكره الثعلبي ثم البغوي والواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس هكذا من غير سند
1239 الحديث التاسع عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله حرم من المسلم دمه وعرضه وأن نظن به ظن السوء)
قلت في الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا (إياكم والظن فإن الظن الكذب...) الحديث زاد مسلم (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكنه ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) مختصر
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الديات حدثنا عبدة بن سليمان عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى الكعبة فقال (ما أعظمك وأعظم حرمتك للمسلم أعظم حرمة منك حرم الله دمه وماله وعرضه وأن يظن به ظن السوء) انتهى
وكذلك رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والأربعين من حديث حفص بن عبد الرحمن عن شبل بن عباد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن
342

عباس مرفوعا نحوه سواء
وروى ابن ماجة في سننه في الفتن من حديث عبد الله بن أبي قيس البصري ثنا عبد الله بن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة وهو يقول (ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن يظن به إلا خير) انتهى
1240 الحديث العشرون
روي (من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له)
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والستين من طريق عثمان ابن سعيد الدارمي أنا الربيع بن نافع أنا رواد بن الجراح حدثهم عن أبي سعد الساعدي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له) انتهى ثم قال في إسناده ضعف وإن صح فيحمل على الفاسق المعلن بفسقه انتهى
ورواه القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي في مسند الشهاب عن إسماعيل بن محمد الصفار ثنا العباس بن عبد الله الترفقي ثنا رواد بن الجراح عن أبي سعد به
ورواه ابن عدي في الكامل من حديث الربيع بن بدر عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من خلع جلباب الحياء فلا غيبة له) انتهى أعله بأبان بن أبي عياش وقال هو مولى لأنس وهو متروك الحديث وضعفه عن جماعة من غير توثيق
ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال فيه متروكان
343

الربيع بن بدر وأبان بن أبي عياش انتهى
وذكره ابن طاهر في كلامه عن أحاديث الشهاب من الطريقين المذكورين وقال هما ضعيفان ففي الأول أبان بن أبي عياش وهو متروك وفي الثاني رواد بن الجراح وهو شامي ضعيف وأبو سعد مثله انتهى
وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء أبو سعد الساعدي شيخ يروي عن أنس ابن مالك المناكير التي لا يشاركه فيها أحد لا يجوز الاحتجاج به بحال انتهى
1241 الحديث الحادي والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب فرفع صوته حتى أسمع العواتق في خدورهن فقال (يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته حتى يفضحه ولو في جوف بيته)
قلت روي من حديث ابن عمر ومن حديث أبي برزة ومن حديث البراء ابن عازب ومن حديث ثوبان ومن حديث ابن عباس ومن حديث بريدة
أما حديث ابن عمر فرواه الترمذي في جامعه في كتاب البر والصلة من حديث أوفى بن دلهم عن نافع عن ابن عمر قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع قال (يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله) انتهى وقال حديث حسن غريب انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في أول القسم الثاني وهو سند صحيح فإن أوفى بن دلهم وثقه النسائي وابن حبان ولا يضره تفرد يحيى بن أكثم فإنه مقرون بالجارود بن معاذ وقد وثقه النسائي وقد روى عنه جماعة الأئمة وباقي
344

رجاله رجال الصحيحين
وأما حديث أبي برزة فرواه أبو داود في سننه في كتاب الأدب من حديث سعيد بن عبد الله بن جريج عن أبي برزة الأسلمي مرفوعا نحوه
وكذلك رواه أحمد في مسنده عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن سعيد به
وكذلك رواه الطبراني في معجمه وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره وكذلك رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده
وأما حديث البراء بن عازب فرواه أبو يعلى الموصلي في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والستين وفي الباب السابع والسبعين من حديث مصعب بن سلام ثنا حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب مرفوعا نحوه
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث مصعب بن سلام قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتى أسمع العواتق في خدورهن (يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه وهو في جوف بيته) انتهى
وبهذا اللفظ رواه أبو يعلى
وأما حديث ثوبان فرواه أحمد في مسنده ثنا محمد بن بكر ثنا ميمون أبو محمد المرائي ثنا محمد بن عباد المخزومي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته) انتهى
وأما حديث ابن عباس فرواه الطبراني في معجمه من حديث قدامة بن محمد
345

الأشجعي عن إسماعيل بن شبيب الطائفي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فأسمع العوائق في خدورهن فقال (يا معشر من آمن بلسانه) إلى آخره
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بقدامة هذا وقال حديث غيره محفوظ
ورواه العقيلي في كتابه وأعله إسماعيل الطائي وقال إنه حديث منكر غير محفوظ انتهى
وأما حديث بريدة فرواه الطبراني في معجمه من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا نحوه
ورواه ابن مردويه في تفسيره ثنا محمد بن محمد بن مالك ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا سعيد بن محمد الجرمي ثنا أبو نميلة ثني رميح بن هلال الطائي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال صلينا الظهر خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلما انفتل أقبل علينا غضبان فنادى بصوت أسمع العوائق في جوف الخدور (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه لا تذموا المسلمين ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من يطلب عورة أخيه المسلم هتك الله ستره وأبدى عورته ولو كان في جوف بيته) انتهى
1242 قوله
عن زيد بن وهب قال قلنا لابن مسعود هل لك في الوليد بن عقبة تقطر لحيته خمرا فقال ابن مسعود إنا قد نهينا عن التجسس ولكن أن ظهر لنا شيء أخذنا به
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الأدب من حديث أبي معاوية عن
346

الأعمش عن زيد بن وهب قال أتى ابن مسعود فقيل هذا فلان تقطر لحيته خمرا فقال عبد الله إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن ظهر لنا شيء نأخذ به انتهى
وكذلك رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الأدب والبيهقي في الشعب
ورواه عبد الرازق في مصنفه في السرقة ثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش به ومن طريق عبد الرازق رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الثاني والخمسين وفي الباب التاسع والستين
وله طريق آخر رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الحدود والترمذي في علله الكبير عن أسباط بن محمد القرشي عن الأعمش به وقال فيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن التجسس فإن يظهر لنا شيء نأخذه به انتهى
وكذلك رواه البزار في مسنده وقال لا نعلم أحد أسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أسباط وقد رواه غير أسباط عن الأعمش وقال إن الله نهانا أو إنا نهينا انتهى كلامه
وقال ابن أبي حاتم في علله سألت أبا زرعة عن حديث رواه أسباط عن الأعمش عن زيد بن وهب قال أتى رجل ابن مسعود... إلى آخره بلفظ الحاكم فقال أبو زرعه أخطأ فيه أسباط إنما هو إن الله نهانا هكذا رواه أبو معاوية وغيره وهو الصحيح انتهى كلامه
وقال الترمذي في علله الكبير سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال خطأ والصحيح عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال نهينا عن التجسس انتهى
1243 الحديث الثاني والعشرون
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال (أن تذكر أخاك بما
347

يكره فإن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته)
قلت رواه الجماعة إلا ابن ماجة فالبخاري ومسلم والترمذي في كتاب البر والصلة وأبو داود في الأدب والنسائي في التفسير كلهم من حديث أبي العلاء عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتدرون ما الغيبة) قالوا الله ورسوله أعلم قال (ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته) انتهى
وعزاه المنذري في مختصره لمسلم فقط وكذلك عبد الحق في الجمع بين الصحيحين قال لم يخرجه البخاري
1244 الحديث الثالث والعشرون
عن ابن عباس أن سلمان كان يخدم رجلين من الصحابة ويسوي لهما طعاما فنام عن شأنه يوما فبعثاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبغي لهما إداما وكان أسامة على طعام النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما عندي شيء فأخبرهما سلمان فعند ذلك قولا لو بعثناه إلى بئر سمحة لغار ماؤها فلما راحا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما (مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما فقالا ما تناولنا لحما فقال إنكما قد اغتبتما) ونزلت * (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) *
قلت غريب وبمعناه ما رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب من حديث عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت بن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن العرب كانت تخدم بعضهم بعضا في الأسفار وكان مع أبي بكر وعمر رضي الله عنهما رجل يخدمهما فاستيقظا ذات يوم وهو نائم لم يهيئ لهما طعاما فقال
348

أحدهما لصاحبه إن هذا ليوائم نوم نبيكم فأيقظاه ثم أرسلاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأدمانه طعاما فقال (اذهب فأخبرهما أنهما ايتدما) فأتياه فسألاه عن ذلك فقال (قد ايتدمتما بلحم أخيكما والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين ثناياكما) قالا فاستغفر لنا يا رسول الله قال (هو يستغفر لكما) انتهى
وذكره الثعلبي ثم البغوي بلفظ المصنف سواء من غير سند ولا ذكر فيه ابن عباس
1245 الحديث الرابع والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه طاف يوم فتح مكة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (الحمد لله الذي أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتكبرها يا أيها الناس إنما الناس رجلان مؤمن تقي كريم وفاجر شقي هين على الله تعالى) ثم قرأ الآية
قلت روي من حديث ابن عمر وأبي هريرة
فحديث ابن عمر رواه الترمذي ثنا علي بن حجر أنا عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال (يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان مؤمن تقى كريم على الله وفاجر هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) * إلى قوله * (عليم خبير) * انتهى ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار إلا من هذا الوجه وعبد الله بن جعفر يضعف ضعفه يحيى بن معين وغيره وهو والد علي بن المديني وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس انتهى
وله طريق آخر رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن والعشرين من القسم الخامس من حديث موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
349

مرفوعا بلفظ الترمذي سواء
وبهذا الإسناد رواه عبد بن حميد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم وابن أبي شيبة في مصنفه في فتح مكة وابن أبي حاتم في تفسيره وابن مردويه كلهم عن موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم الفتح على راحلته يستلم الأركان بمحجنه فلما خرج لم يجد مناخا فنزل على أيدي الرجال ثم قام فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه وقال (الحمد لله الذي اذهب عنكم عبية الجاهلية وتكبرها بآبائها الناس رجلان...) إلى آخره وقرن ابن أبي شيبة مع موسى بن عبيدة أخاه عبد الله بن عبيدة كلاهما عن ابن دينار به
وحديث أبي هريرة رواه أبو داود في سننه في كتاب الأدب من حديث المعافي ابن عمران وابن وهب كلاهما عن هشام بن سعد عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وفخرها بالآباء الناس رجلان مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفه النتن) انتهى
ورواه ابن المبارك في كتاب البر والصلة حدثنا هشام بن سعد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره لم يقل فيه عن أبيه
وكذلك رواه أحمد في مسنده عن محمد بن عبد الله بن الزبير ثنا هشام ابن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة
وكذلك رواه البزار في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين قال البزار هكذا رواه غير واحد عن هشام بن سعد عن سعيد عن أبي هريرة وقد رواه المعافي بن عمران عن هشام بن سعيد عن سعد عن أبي هريرة وتابعه عليه غيره
350

ورواه الترمذي وهو آخر حديث في كتاب الترمذي آخر المناقب بسند أبي داود ومتنه وقال حديث حسن ثم قال وسعيد المقبري سمع من أبي هريرة ويروي عن أبيه كيسان عن أبي هريرة أشياء كثيرة انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره أخبرنا عبد الله بن محمد بن عيسى ثنا عبد الله ابن محمد بن النعمان ثنا عبد الله بن رجاء أنا عبد الملك بن قدامة الحاطبي ثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم عام فتح مكة صعد المنبر فحمد الله وأثنى ثم قال (أما بعد يا أيها الناس فإن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعظمها بآبائها...) إلى آخر لفظ الترمذي في حديث ابن عمر وقدامة بن حاطب الحاطبي يعد في الصحابة والترمذي أخرجه عن أبي عامر العقدي ثنا هشام بن سعد عن سعيد ابن أبي سعيد عن أبي هريرة... فذكره وقال حديث حسن وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس وقد رواه سفيان الثوري وغيره عن هشام بن سعد بنحو رواية أبي عامر ثم أخرجه عن موسى بن أبي علقمة الفروي عن هشام ابن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة... فذكره وقال أيضا حديث حسن انتهى
1246 الحديث الخامس والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله تعالى)
قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الأدب من حديث أبي المقدام هشام ابن زياد عن محمد بن كعب القرظي ثني ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من
أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله تعالى ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده) مختصر وفيه طول وسكت عنه وتعقبه الذهبي في مختصره فقال هشام بن زياد متروك انتهى
وكذلك رواه عبد بن حميد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم
351

وكذلك رواه الطبراني في معجمه
وعن الطبراني رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة محمد بن كعب القرظي
ورواه العقيلي في كتابه بطوله وأعله بهشام بن زياد وقال ليس لهذا الحديث طريق يثبت انتهى
ورواه ابن عدي وضعف هشام بن زياد عن البخاري والنسائي وأحمد بن حنبل وابن معين ووافقهم وقال إن الضعف على رواياته بين انتهى
ورواه البيهقي في كتاب الزهد عن الحاكم بسنده إلى هشام به سواء وقال إنهم تكلموا في هشام بسبب هذا الحديث وإنه كان يقول أولا حدثني يحيى عن محمد بن كعب ثم ذكر بعد أنه سمعه من محمد بن كعب وهكذا وجد في كتاب عفان ثم قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبي ثني عبد الرحمن الضبي عن القاسم بن عروة عن محمد بن كعب القرظي ثني عبد الله بن عباس يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره بنحوه إلا أنه قدم وأخر بعض الألفاظ
1247 الحديث السادس والعشرون
عن يزيد بن شجرة رضي الله عنه قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق المدينة فرأى غلاما أسود ينادي من يشتريني على شرط ألا يمنعني الصلوات الخمس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراه رجل وكان يصلي و رسول الله صلى الله عليه وسلم يراه عند كل صلاة ففقده فسأل عنه صاحبه فقال محموم فعاده ثم سأل عنه بعد ثلاثة أيام فقيل هو لما به فجاءه وهو ذمائه فتولى غسله ودفنه فدخل على المهاجرين والأنصار أمر عظيم فنزلت يعني قوله تعالى * (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) *
352

قلت هكذا ذكره الثعلبي والواحدي سواء
1248 الحديث السابع والعشرون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الحجرات أعطي من الأجر بعدد من أطاع الله عز وجل وعصاه)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الحجرات...) إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في الوسيط
353

سمرة ق
355

سورة ق
ذكر فيها ستة أحاديث
1249 الحديث الأول
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب)
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب) رواه مسلم في آخر الفتن وزاد في لفظ منه خلق وفيه يركب انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك في كتاب الأهوال من حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه) قالوا وما هو يا رسول الله قال (هو مثل حبة الخردل منه ينبتون) انتهى
وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
فإن أراد بهذا الإسناد فغريب وإن أراد أصله فوهم والظاهر أنه مقصوده على عادة أوهامه في ذلك والله أعلم
وعجب الذنب بفتح العين المهملة وسكون الجيم بعدها باء موحدة ويروى بالميم وهو العظم أسفل الصلب وهو مكان الدبث من الحيوان وذوات الأربع
1250 الحديث الثاني
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن مقعد ملكيك على ثنيتك ولسانك قلمهما وريقك مدادهما وأنت تجري فيما لا يعنيك لا تستحي من الله ولا منهما)
357

قلت رواه الثعلبي أخبرني الحسن بن محمد بن الحسين الدينوري ثنا أحمد بن جعفر بن سليمان الختلي ثنا أحمد بن أيوب المرجاني ثنا جميل بن الحسن ثنا أرطاة بن الأشعث العدوي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مقعد ملكيك...) إلى آخره
1251 الحديث الثالث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على يساره وكاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات فإذا عمل حسنة كتبها ملك اليمين عشرا وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين صاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر)
قلت رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السابع والأربعين كلاهما من حديث جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صاحب اليمين أمين على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة كتبها بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة قال له صاحب اليمين امكث ست ساعات فإن أستغفر لم يكتب عليه وإلا أثبتت عليه السيئة) انتهى
وبهذا السند رواه الثعلبي ومن طريقه رواه البغوي
ورواه البيهقي أيضا وإسحاق بن راهويه في مسنده والواحدي في الوسيط من حديث بشر بن نمير عن القاسم بن محمد عن أبي أمامة مرفوعا... فذكراه وفيه فيقول له أمسك فيمسك سبع ساعات فإن استغفر لم تكتب عليه وإن لم يستغفر كتبت سيئة انتهى
وروى الطبراني أيضا عن ثور بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا نحوه
وروى الطبري في تفسيره في سورة الرعد عند قوله تعالى (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) حدثني المثنى ثنا إبراهيم بن
358

عبد السلام بن صالح القشيري ثنا علي بن جرير عن حماد بن سلمة عن عبد الحميد بن جعفر عن كنانة قال دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أخبرني عن العبد كم معه ملك قال (على يمينك ملك وهو على حسناتك وهو أمين على الملك الذي على الشمال إذا عملت حسنة كتبت عشرا وإذا عملت سيئة قال الذي على الشمال للذي على اليمين اكتب فيقول له لا لعله يستغفر الله ويتوب) مختصر
واختصره أبو نعيم في الحلية في ترجمة عروة فرواه من حديث إسماعيل بن عياش ثنا عاصم بن رجاء بن حيوة عن عروة بن رويم عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها عنه وإلا كتبها واحدة انتهى
وقال غريب من حديث عاصم وعروة لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل ابن عياش انتهى
وبهذا السند والمتن رواه ابن مردويه في تفسيره
1252 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من صلى ركعتين بعد المغرب قبل أن يتكلم كتبت صلاته في عليين)
قلت روي مرسلا ومسندا
فالمسند روي من حديث أنس ومن حديث عائشة
فحديث أنس رواه الدارقطني في كتابه غرائب مالك من حديث الحسن بن الليث بن حاجب ثني أحمد بن سليمان الأسدي قال قرأت على مالك بن أنس عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى المغرب ثم صلى بعدها ركعتين قبل أن يتكلم بشيء كتبتا في عليين
359

فإن صلى أربعا كان كالمعقب غزوة بعد غزوة فإن صلى ثنتي عشرة ركعة بنى له في الجنة قصر من ياقوت فيه من الشجر ونور الثمر مالا يحصيه إلا رب والعالمين) انتهى قال الدارقطني هذا حديث موضوع على مالك ومن دونه في الإسناد ضعفاء انتهى
وحديث عائشة رواه أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان المعروف بابن شاهين في كتاب الترغيب فقال ثنا عمر بن عبد الله بن عمرو بن عثمان الزيادي ثنا إسحاق بن عبد الحميد الواسطي العطار ثنا محمد بن عون بن عمارة عن حفص بن جميع عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من صلاة أحب إلى الله عز وجل من صلاة المغرب بها يفتح العبد ليلة ويختم نهاره لم يحطها عن مسافر من صلاها وصلى بعدها ركعتين قبل أن يكلم جليسا كتبت صلاته في عليين أو رفعت) شك ابن عون فإن صلى بعدها أربع ركعات قبل أن يكلم جليسا بنى الله له قصرين من ياقوت بينهما من الجنان مالا يعلمه إلا الله وإن صلى بعدها ستا قبل أن يكلم جليسا غفر له ذنوب أربعين عاما) انتهى
وأما المرسل فرواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما في كتاب الصلاة قالا حدثنا سفيان الثوري عن عبد العزيز بن عمر قال سمعت مكحولا يقول بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من صلى ركعتين بعد المغرب قبل أن يتكلم كتبتا) أو قال رفعتا في عليين انتهى
1253 الحديث الخامس
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل (يا معاذ اسمع ما أقول
360

لك) ثم حدثه بعد ذلك
1254 الحديث السادس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة ق هون الله عليه ثارات الموت وسكراته)
قلت رواه الثعلبي أنا أبو الخير محمد بن القاسم بن أحمد الماوردي ثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن شادة الكرابيسي ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا سلمة بن قتيبة عن شعبة عن عاصم بن بهدله عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة ق هون الله عليه) إلى آخره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده المذكور في يونس
361

سورة الذاريات
363

سورة الذاريات
ذكر فيها حديثين
1255 قوله
عن علي بن أبي طالب أنه قال على المنبر سلوني قبل ألا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي فقام ابن الكواء فقال ما الذاريات قال الرياح قال * (فالحاملات وقرا) * قال السحاب قال * (فالجاريات يسرا) * قال الفلك قال (فالمقسمات أمرا) قال الملائكة وكذا عن ابن عباس
قلت رواه الحاكم في المستدرك من حديث أبي الطفيل قال رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قام على المنبر فقال سلوني قبل ألا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي إلى آخره سواء وزاد قال فمن * (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) * قال منافقو قريش انتهى قال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
وكذلك رواه الطبري وعبد الرزاق في تفسريهما
وروى البزار في مسنده نحوه مرفوعا فقال حدثنا إبراهيم بن هانىء ثنا سعيد بن سلام العطار ثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب قال جاء صبيغ بن عسلي التميمي إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن * (الذاريات ذروا) * قال هي الرياح ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فأخبرني عن * (الحاملات وقرا) * قال
365

هي السحاب ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال فأخبرني عن * (الجاريات يسرا) * قال هي السفن ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته قال ثم أمر به عمر فضرب مائة وجعله في بيت فلما برأ دعا به فضربه مائة أخرى وحمله على قتب وكتب إلى أبي موسى الأشعري أن امنع الناس عن مجالسته فلم يزل كذلك حتى أتى صبيغ أبا موسى فحلف له بالإيمان المغلظة أنه ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا فكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر ما إخاله إلا قد صدق فخل بينه وبين الناس انتهى ثم قال هذا حديث لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه وإنما ذكرته لأبين علته فإنه إنما أتى من جهة أبن أبي سبرة فيما أحسب وابن أبي سبره لين الحديث وسعيد بن سلام لم يكن من أصحاب الحديث انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث عبد الله بن موسى عن ابن أبي سبرة به سندا ومتنا
وأما حديث ابن عباس فرواه الطبري ثني محمد بن سعد ثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى * (والذاريات) * قال هي الرياح (فالحاملات وقرا) قال السحاب * (فالجاريات) * قال هي السفن * (فالمقسمات أمرا) * قال هي الملائكة انتهى
1256 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان والتمرة والتمرتان) قالوا فما هو قال (الذي لا يجد ولا يتصدق عليه)
قلت رواه مسلم في صحيحه في الزكاة من حديث الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان) قالوا فما المسكين يا رسول الله قال (الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه) انتهى
366

1257 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة الذاريات أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث نوح بن أبي مريم عن علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الذاريات...) إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده المتقدم قي يونس
367

سمرة الطور
369

سورة الطور
ذكر فيها خمسة أحاديث
1258 قوله
عن علي أنه سأل يهوديا أين موضع النار في كتابكم قال في البحر قال لا أراه إلا صادقا لقوله * (والبحر المسجور) *
قلت رواه البيهقي في كتاب البعث والنشور عن الحاكم بسنده إلى حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال قال علي لرجل من اليهود أين جهنم قال البحر قال ما أراه إلا ماء قال * (والبحر المسجور) * * (وإذا البحار سجرت) * انتهى
ورواه الطبري في تفسيره عن ابن عليه ثنا داود بن أبي هند به
1259 الحديث الأول
عن جبير بن مطعم قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلمه في الأسارى فألفيته في صلاة الفجر يقرأ سورة الطور فلما بلغ * (إن عذاب ربك لواقع) * أسلمت خوفا من أن ينزل العذاب
قلت لم أجده كذلك فقد أخرجه الجماعة إلا الترمذي كلهم في الصلاة من حديث محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطور في صلاة المغرب زاد البخاري في طريق فلما بلغ هذه الآية " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون... " إلى آخرها كاد قلبي يطير انتهى وزاد في طريق آخر وكان قد جاء في فداء الأسارى يوم بدر
371

1260 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه ليقر بهم عينه)
قلت رواه البزار في مسنده من حديث قيس بن الربيع عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله ليرفع ذرية المؤمن إليه في درجته وإن كانوا دونه في العمل ليقر بهم عينه) ثم قرأ * (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان) * الآية انتهى وقال هذا حديث لا نعلم أحدا أسنده إلا قيس وقد رواه الثوري عن عمرو بن مرة عن سعيد عن ابن عباس موقوفا انتهى
وكذلك رواه أبو نعيم في كتاب الحلية في ترجمة سعيد بن جبير عن قيس بن الربيع به مرفوعا وقال حديث غريب تفرد به قيس عن عمرو بن مرة انتهى
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث قيس به عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله ليرفع...) الحديث
وكذلك رواه الثعلبي ومن طريقه البغوي في تفسيريهما
ورواه ابن عدي في الكامل وضعف قيسا عن أحمد وابن معين وابن المبارك ولينه ابن عدي ونقل عن شعبة أنه قال فيه لا بأس به انتهى
والموقوف الذي أشار إليه البزار رواه عبد الرزاق في تفسيره أنا الثوري عن عمرو بن مرة به فذكره موقوفا
ومن طريق عبد الرزاق رواه الحاكم في المستدرك وسكت عنه
وعن الحاكم رواه البيهقي في كتاب الاعتقاد وكذلك رواه الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما
372

1261 الحديث الثالث
عن قتادة أنه قيل له في قوله تعالى (غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون) هذا الخادم فكيف المخدوم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)
قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (كأنهم لؤلؤ مكنون) * قال بلغني أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هذا الخادم فكيف المخدوم فقال (والذي نفسي بيده...) إلى آخره
ورواه الطبري حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن ثور عن معمر به سواء
ورواه أيضا حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد عن قتادة أن رجلا قال يا رسول الله هذا الخادم فكيف المخدوم إلى آخره
وأخرجه الثعلبي عن الحسن فقال أنا الحسين بن محمد بن فنجويه ثنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البوني ثنا الحسين بن المكتب الموصلي ثنا المعلى بن مهدي أنا مسكين بن حوشب عن الحسن في هذه الآية * (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون) * قال قالوا يا رسول الله الخادم كاللؤلؤ فكيف بالمخدوم قال (كما بين القمر ليلة البدر والكواكب) انتهى
1262 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامه فيجيبه ألف ببابه لبيك لبيك)
قلت رواه الثعلبي أنا الحسين بن محمد بن فنجويه ثنا أحمد بن علي بن عمر ابن حبيش ثنا محمد بن أحمد بن عاصم ثنا عمر بن عبد العزيز البصري ثنا يوسف بن أبي طيبة عن وكيع بن الجراح عن هشام بن عروة عن أبيه عن
373

عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم فيجيبه ألف يناديه كلهم لبيك لبيك) انتهى
وفي الترمذي عن عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وينصب له فيه من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية وصنعاء) انتهى
وهو في الفردوس عن عائشة بلفظ المصنف
1263 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة الطور كان حقا على الله أن يؤمنه من عذابه وأن ينعمه في جنته)
قلت رواه الثعلبي أنا أبو الحسن الفارسي ثنا أبو محمد بن أبي حامد ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الأصبهاني ثنا المؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري ثنا أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة * (والطور) * إلى آخره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
374

سورة والنجم
375

سورة النجم
ذكر فيها أحد عشر حديثا
1264 الحديث الأول
حديثا عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما أن عتبة بن أبي لهب وكانت تحته ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد الخروج إلى الشام فقال لآتين محمدا فلأوذينه فأتاه فقال يا محمد هو كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ثم تفل في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد عليه ابنته وطلقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم سلط عليه كلبا من كلابك) وكان أبو طالب حاضرا فوجم لها وقال ما كان أغناك يا بن أخي عن هذه الدعوة فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم إن هذه أرض مسبعة فقال أبو لهب لأصحابه أعينونا يا معشر قريش فإني أخاف على ابني دعوة محمد فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتبة فجاء الأسد يشتم وجوههم حتى ضرب عتبة فقتله
قلت رواه أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة في الباب السادس والعشرين من حديث محمد بن إسحاق عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه... فذكره بلفظ المصنف إلا أنه قال فضربه الأسد بذنبه ضربة واحدة فمات مكانه
ورواه البيهقي في دلائل النبوة والطبراني في معجمه في ترجمة رقية بنة النبي صلى الله عليه وسلم من حديث زهير بن العلاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال كانت
377

أم كلثوم بنة النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية تحت عتيبة بن أبي لهب وكانت رقية تحت أخيه عتبة بن أبي لهب فلما أنزل الله تعالى * (تبت يدا أبي لهب) * قال
أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة رأسي من رؤسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عتبة طلاق ابنته رقية وسألته رقية ذلك مطلقها وطلق عتيبة أم كلثوم قال فلما طلقاهما جاء عتيبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له كفرت بدينك وفارقت ابنتك ثم سطا عليه فشق قميص النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة السلام (اللهم سلط عليه كلبك) فخرج نحو الشام تاجرا فنزلوا بمكان يقال له الزرقاء ليلا فطاف بهم الأسد فعدا عليه من بني القوم فقتله قال زهير بن العلا وحدثني هشام بن عروة عن أبيه فذكره نحوه وقال فلما طاف بي الأسد تلك الليلة وكانوا ناموا وجعلوا عتيبة وسطهم فأقبل الأسد يتخطاهم حتى أخذ برأس عتيبة ففدغه وخلف عثمان بن عفان بعده على رقيه رضي الله عنهما انتهى
ذكره الثعلبي عن عروة بلفظ المصنف من غير سند وفي آخره سعر حسان
وروى الحاكم في المستدرك في تفسيره سورة تبت عن عباس بن الفضل الأزرق ثنا الأسود بن شيبان ثنا أبو نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم سلط عليه كلبك) فجهز أبو لهب البز إلى الشام وبعث معه ولده وقال لغلمانه إني أخاف على ابني دعوة محمد فتعاهدوه فكانوا إذا نزلوا منزلا ألزقوه بالحائط وجعلوا عليه الثياب والمتاع قال فبينما هم كذلك إذ جاء سبع فنشله فقتله انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه البيهقي في دلائل النبوة كذلك وقال هكذا قال عباس بن الفضل لهب بن أبي لهب وعباس ليس بالقوي وأهل المغازي يقولونه عتبة بن أبي لهب ومنهم من يقول عتيبة انتهى
378

1265 الحديث الثاني
روي أنه عليه الصلاة السلام أحب أن يرى جبريل في صورته التي جبل عليها فاستوى له في الأفق الأعلى وهو أفق الشمس فملأ الأفق
وقيل ما رآه أحد من الأنبياء في صورته الحقيقة إلا محمد صلى الله عليه وسلم مرتين مرة في الأرض ومرة في السماء
قلت رواه البخاري في صحيحه في التفسير ومسلم في الإيمان واللفظ له من حديث مسروق عن عائشة قالت ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية ثم قالت أنا أول هذه الأمة سال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (إنما هو جبريل لم أره على صورته التي رأيته عليها غير هاتين المرتين رأيته متهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض) الحديث
ورواه الترمذي ولفظه قال قلت هل رأى محمد ربه فقالت لقد تكلمت بشيء قف له شعري ثم قرأت * (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) * وقالت من أخبرك أن محمدا رأى ربه فقد أعظم الفرية ولكنه رأى جبريل لم يره في صورته إلا مرتين مرة عند سدرة المنتهى ومرة في جياد له ستمائة جناح قد سد الأفق
وبهذا اللفظ رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الحادي عشر من القسم الثالث منه
1266 الحديث الثالث
في الحديث لا صلاة إلى أن ترتفع الشمس مقدار رمحين
قلت احتج به المصنف وبالحديث الذي بعده على أن التقدير جاء بالقوس والرمح والسوط وغير ذلك
379

وهذا الحديث رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الطهارة من حديث عمرو بن عبسة أنه قال يا رسول الله أي الليل أسمع قال (جوف الليل الأخير فصل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تطلع الشمس قيد رمح أو رمحين) الحديث بطوله وصححه
ورواه الطبراني في معجمه عن الحارث بن الضحاك ثني منصور بن المعتمر سمعت محمد بن المنكدر يحدث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الليل أسمع قال (جوف الليل الأخير ثم الصلاة مقبولة حتى يصلي الفجر ثم صلاة حتى تكون الشمس قيد رمح أو رمحين...) الحديث
وروى إسحاق بن راهويه في مسنده أنا جرير عن منصور عن سالم ابن أبي الجعد عن كعب بن مرة السلمي قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الليل الأخير ثم الصلاة مقبولة حتى حتى يصلي الفجر ثم لا صلاة حتى تكون الشمس قيد رمح أو رمحين ثم لا صلاة حتى تميل الشمس ثم الصلاة مقبول حتى تكون الشمس قيد رمح أو رمحين ثم لا صلاة حتى تغرب الشمس انتهى
ورواه الدارقطني في علله من حديث الثوري عن منصور به سواء
1267 الحديث الرابع
في الحديث لقاب قوس أحدكم من الجنة وموضع قذة خير من الدنيا وما فيها قال المصنف والقذ السوط
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق في باب صفة الجنة من حديث إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لروحة في سبيل الله أو غدوة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم من الجنة أو موضع قذ يعني سوطه خير من الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت على
380

الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا ولنصيفها يعني الخمار على رأسها خير من الدنيا وما فيها) وفيه قصة
ورواه أحمد في مسنده كذلك بدون القصة
1268 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في سدرة المنتهى (أريت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح الله تعالى)
قلت رواه الطبري في تفسيره ثني يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب قال قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله * (إذ يغشى السدرة ما يغشى) * قيل له يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شيء رأيت يغشى تلك السدرة قال (رأيتها بغشاها فراش من ذهب ورأيت على كل ورقة ملكا قائما يسبح الله تعالى) انتهى وهو مرسل
1269 الحديث السادس
وعن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله * (إذ يغشى السدرة ما يغشى) * قال يغشاها رفرف من طير خضر وعن ابن مسعود وغيره يغشاها فراش من ذهب
قلت الأول غريب
وقوله ابن مسعود رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أنا ابن عيينة عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن مرة عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى * (إذ يغشى السدرة ما يغشى) * قال فراش من ذهب أعطي نبيكم
381

عندها ثلاثا فرضت عليه الصلاة وأعطي خواتم سورة البقرة وغفر لأمته المقحمات ما لم يشركوا بالله شيئا
انتهى
1270 الحديث السابع
روي أن العزى كانت لفطفان وهي سمرة فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من قطعها فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها على رأسها فجعل يضربها بالسيف حتى قتلها وهو يقول
(يا عز كفرانك لا سبحانك
* إني رأيت الله قد أهانك)
ورجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام (تلك العزى ولن تعبد أبدا)
قلت رواه الواقدي في كتاب المغازي في غزوة الفتح بالسند والمتن المذكورين
ورواه أبو عبد الله الأزرقي من طريق الواقدي حدثني عبد الله بن يزيد الهذلي عن سعيد بن عمرو الهذلي قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الجمعة لعشر
ليال بقين من شهر رمضان فبث السرايا في كل وجه وأمرهم أن يغيروا على من لم يكن على الإسلام فخرج هشام بن العاص في مائتين قبل يلملم وخرج خالد ابن سعيد بن العاص في ثلاثمائة قبل عرنة وبعث خالد بن الوليد إلى العزى يهدمها فخرج خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه إلى العزى حتى انتهى إليها فهدمها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له (أهدمتها) قال نعم قال فهل رأيت شيئا قال لا قال (فإنك لم تهدمها فارجع فاهدمها فرجع إليها فخرجت له امرأة سوداء عريانه ناشرة شعرها فأقبل عليها خالد بن الوليد ضربا بالسيف فجدلها باثنتين وهو يقول يا عز كفرانك لا سبحانك... البيت ثم رجع فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال (نعم تلك العزى وقد أيست أن تعبد أبد) انتهى وهذا مرسل وهو أقرب إلى لفظ المصنف
382

ورواه ابن مردويه في تفسيره من طريق محمد بن إسحاق حدثني محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح وعن عكرمة عن أبي عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى العزى ليهدمها وكانت نخلة عليها سادن فجاء خالد فهدمها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له (أهدمتها) قال نعم قال (رأيت شيئا) قال لا قال (فإنك لم تهدمها ارجع فاهدمها) فرجع إليها خالد فهدمها فإذا هو بامرأة سوداء عريانة واضعة يديها على رأسها وهي تدعو بالويل فأقبل عليها خالد فضرب رأسها بالسيف وهو يقول
(يا عز كفرانك لا سبحانك
* إني وجدت الله قد أهانك)
ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره قال (نعم تلك العزى ولن تعبد بعد اليوم أبدا) انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة وعبد الرحمن بن أبي الزناد وجماعة فذكر سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها سرية خالد ابن الوليد إلى العزى بلفظ ابن مردويه
ورواه أيضا في ترجمة خالد بن الوليد أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي بسند الأزرقي ومتنه قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وبث السرايا بعث خالد ابن الوليد إلى العزى... الحديث
ورواه النسائي بنقص من حديث محمد بن فضيل ثنا الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة وكانت بها العزى فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال (أرجع فإنك لم تصنع شيئا) فرجع خالد فلما أبصرت به السدنة وهم حجبتها أمعنوا في الجبل وهم يقولون يا عزى يا عزى فأتاها خالد فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحتفن التراب على رأسها فعمتها خالد بالسيف حتى قتلها ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال (تلك العزى) انتهى
383

وكذلك رواه البيهقي في دلائل النبوة في فتحة مكة والطبراني في معجمه وأبو يعل الموصلي في مسنده عن الطبراني رواه أبو نعيم في دلائل النبوة في الباب الثامن والعشرين بسنده ومتنه
1271 الحديث الثامن
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (وإبراهيم الذي وفى) * قال (وفي عمله كل يوم بأربع ركعات في صدر النهار)
قلت رواه الطبراني وابن مردويه وابن أبي حاتم والثعلبي ثم البغوي في تفاسيرهم كلهم من حديث جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلا هذه الآية * (وإبراهيم الذي وفى) * ثم قال (أتدري ما الذي وفى) قلت الله ورسوله أعلم قال (وفى عمل يومه بأربع ركعات في أول النهار) انتهى وهو معلول بجعفر وزاد ابن مردويه فيه وزعم أنها صلاة الضحى انتهى
ورواه أيضا حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي البصري ثنا محمد بن أيوب عن عافية ثنا جدي ثنا معاوية بن صالح عن سليم بن عامر عن أبي أمامة... فذكره
1272 الحديث التاسع
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ألا أخبركم لم سمى الله خليلة الذي وفى كان يقول إذا أصبح وإذا أمسى * (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) * إلى قوله * (وحين تظهرون) *
قلت رواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه وابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة كلهم من حديث ابن لهيعة عن زبان بن فايد عن سهل بن معاذ ابن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ألا أخبركم لم سمى الله
384

إبراهيم الخليل الذي وفى كان يقول كلما أصبح وأمسى * (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) * حتى ختم الآية انتهى
ورواه الطبري وابن مردويه والثعلبي وابن أبي حاتم في تفاسيرهم وهو مشتمل على جماعة من الضعفاء ورواه ابن مردويه أيضا من حديث رشدين بن سعد عن زبان بن فايد به
1273 قوله
وكانت قريش تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبو كبشة تشبيها له برجل من أشرافهم يقال له أبو كبشة
قلت كأنه وهم إنما كانوا يقولون له ابن أبي كبشة كما جاء في حديث أبي سفيان لقد أمر أمر ابن أبي كبشة
1274 الحديث العاشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم ير ضاحكا بعدها يعني قوله تعالى * (وتضحكون ولا تبكون) *
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من طريق أحمد بن حنبل ثنا وكيع ثنا زياد ابن أبي مسلم عن صالح أبي الخليل قال لما نزلت هذه الآية * (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون) * لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكا بعد انتهى
ورواه ابن مردوية في تفسيره حدثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل ثنا عبد الله ابن قريش الأسدي قال وجدت في سماع الفرج بن اليمان ثنا عمر بن يزيد ثنا معبد بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم * (أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون) * قال
385

فما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها ضاحكا أو مبتسما حتى ذهب من الدنيا انتهى
ورواه أحمد بن حنبل في كتاب الزهد ثنا وكيع... إلى آخر لفظ الثعلبي إلا أنه زاد بعد قوله ضاحكا أو مبتسما
1275 الحديث الحادي عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة والنجم أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل من صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم وجحد به بمكة)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أمه عن أبي أمامة عن أبي كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة والنجم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد صلى الله عليه وسلم وكذب به) انتهى
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران ولم يقل فيهما بمكة
وكذلك رواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس ولم يقل بمكة
386

سورة القمر
387

سورة القمر
ذكر فيها أربعة أحاديث
1276 الحديث الأول
عن ابن عباس وأنس وابن مسعود أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر مرتين
قال ابن عباس انفلق فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت
وقال ابن مسعود رأيت حراء بين فلقتي القمر
قلت أما حديث أنس ففي الصحيحين من حديث قتادة عنه أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين رواه البخاري في التفسير وفي الفضائل ومسلم في صفة القيامة زاد البخاري في لفظ حتى رأوا حراء بينهما انتهى
وأما حديث ابن عباس ففي الصحيحين أيضا من رواية عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال انشق القمر على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأوا حراء بينهما انتهى
وأما حديث ابن مسعود ففي الصحيحين أيضا من حديث أبي معمر عنه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين وكانت فلقة وراء الجبل وكانت فلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (اشهدوا) انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث منصور بن المعتمر عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال ولقد رأيت حراء بين الشقتين
389

وروى أبو نعيم في دلائل النبوة في الباب التاسع عشر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال انفلق القمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت قال ابن مسعود ولقد رأيت جبل حراء بين فلقتي القمر انتهى
وقد وري حديث انشقاق القمر من حديث ابن عمر وهو في مسلم من رواية مجاهد عنه ومن حديث جبير بن مطعم رواه الحاكم في مستدركه عن حصين ابن عبد الرحمن عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل وفرقة على هذا الجبل فقالوا سحرنا محمد فقالوا إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم انتهى
وقال صحيح على شرط الشيخين انتهى
ورواه أحمد في مسنده والبيهقي في دلائل النبوة
1277 الحديث الثاني
عن حذيفة أنه خطب بالمدائن فقال ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت رواه الحاكم في المستدرك في الأهوال من حديث إسماعيل بن علية عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال نزلنا المدائن فكنا منها على فرسخ فجاءت الجمعة فحضر أبي وحضرت معه فخطبنا حذيفة فقال ألا إن الله يقول * (اقتربت الساعة وانشق القمر) * ألا وإن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم صلى الله عليه وسلم ألا وإن الدنيا قد أذنت بفراق ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق فقلت إني لأستبق الناس غدا فقال يا بني إنك لجاهل إنما السباق بالأعمال انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وكذلك رواه عبد الرزاق في مصنفه في الجمعة وأبو نعيم في الحلية في ترجمة حذيفة
390

ورواه الطبري ومن طريقه الثعلبي في تفسيرهما
ورواه ابن مردويه قي تفسيره من طريق أحمد بن حنبل ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عطاء بن السائب
1278 الحديث الثالث
عن عكرمة قال لما نزلت * (سيهزم الجمع) * قال عمر أي جمع يهزم فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت في الدرع وهو يقول * (سيهزم الجمع) * عرف تأويلها
قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره أنا معمر عن قتادة عن أيوب عن عكرمة أن عمر بن الخطاب قال لما نزلت * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * قال عمر أي جمع يهزم أي جمع يغلب قال عمر فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثبت في الدرع وهو يقول * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) * فعرفت تأويلها يومئذ انتهى
وعن عبد الرزاق رواه إسحاق بن راهويه في كمسنده بسنده ومتنه
وكذلك رواه الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره وأخرجه الطبراني في معجمه الوسط عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن معمر عن قتادة عن أنس أن عمر بن الخطاب قال... الحديث بحروفه
1279 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة القمر في كل غب بعثه الله يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر) من قلت رواه الثعلبي في تفسيره أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد العدل ثنا أبو يحيى البزار ثنا محمد بن منصور
391

ثنا محمد بن عمران بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبي عن مجالد بن عبد الواحد عن الحجاج بن عبد الله عن أبي الجليل عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة اقتربت الساعة في كل غب بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر ومن قرأها في كل ليلة فهو أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق) انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
392

سورة الرحمن جل وعلا
393

سورة الحمن جلا وعلا
ذكر فيها خمسة أحاديث
1280 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم (ألظوا بياذا الجلال والإكرام)
قلت روي من حديث أنس ومن حديث أبي هريرة من حديث ربيعة ابن عامر
أما حديث أنس فرواه الترمذي في الدعوات من طريقين
أحدهما عن يزيد الرقاشي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ألظوا بيادا الجلال والإكرام) انتهى وقال حديث غريب وقد روي عن أنس من غير هذا الوجه ثم أخرجه من حديث المؤمل بن إسماعيل ثنا حماد ابن سلمة وعن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره ثم قال حديث غريب غير محفوظ وإنما يروى عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أصح انتهى
والأول رواه إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة في مسنديهما
وبالسند الثاني رواه أبو يعلي الموصلي والبزار في مسنديهما
قال أبو يعلي الموصلي غلط فيه المؤمل والصحيح ما رواه أبو سلمة ثنا حماد عن ثابت وحميد عن الحسن عن النبي مرسلا
395

ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث روح بن عبادة ثنا حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
وقال ابن طاهر وقد تابع المؤمل فيه روح بن عبادة وروح حافظ ثقة انتهى
وأما حديث أبي هريرة فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب الدعاء من حديث رشدين بن سعد ثنا موسى بن حبيب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا... فذكره وسكت عنه ولم يتعقبه الذهبي
وأما حديث ربيعة فرواه النسائي في سننه الكبرى في البعوث وفي التفسير من حديث عبد الله بن المبارك عن يحيى بن حسان عن ربيعة بن عامر بن بجاد مرفوعا... فذكره
ورواه الحاكم أيضا في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
ورواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه قال أبن طاهر إسناده لا بأس به
وأما حديث ابن عمر فرواه ابن مردويه في تفسيره من حديث المعافى بن عمران ثنا ابن عياش ثنا عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ألظوا بياذا الجلال والإكرام) انتهى
396

1281 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجل يصلي وهو يقول يا ذا الجلال والإكرام فقال (لقد استجيب لك)
قلت رواه الترمذي في الدعوات أيضا من حديث سعيد الجريري عن أبي الورد عن اللجلاج عن معاذ بن معاذ بن جبل قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو يقول اللهم إني أسألك تمام النعمة فقال (أي شيء تمام النعمة) قال دعوة دعوت بها أرجو الخير قال (فإن تمام النعمة دخول الجنة) وسمع رجلا وهو يقول يا ذا الجلال والإكرام فقال (قد استجيب لك) وسمع رجلا وهو يقول اللهم إني أسألك الصبر قال (سألت الله البلاء فاسأله العافية) انتهى
قال حديث حسن انتهى
ورواه البخاري في كتابه المنفرد في الأدب وأحمد والبزار في مسنديهما قال البزار ولا نعلم روى عن اللجلاج إلا أبو الورد انتهى
ورواه الطبراني في معجمه ومن طريق الطبراني رواه البيهقي في الأسماء والصفات
قال ابن أبي حاتم في علله قال أبو زرعة وأبو الورد لا يسمى انتهى
1282 الحديث الثالث
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلا قوله تعالى * (كل يوم هو في شأن) * فقيل له ما هذا الشأن قال (من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين)
قلت روي من حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن عمرو ومن حديث عبد والله بن منيب
فحديث أبي الدرداء رواه ابن ماجة في سننه في كتاب السنة من حديث يونس بن ميسرة بن حلبس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في
397

قوله * (كل يوم هو في شأن) * قال (من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين) انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس والبيهقي في الأسماء والصفات
قال البزار وقد روي هذا الحديث عن أبي الدرداء من غير وجه وهذا من أحسن إسناد يروى به انتهى
وأما حديث ابن عمر فرواه البزار في مسنده حدثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن الحارث ثنا محمد بن عبد الرحمن بن السلماني عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل فيه ويرفع قوما... إلى آخره
وأما حديث عبد الله بن منيب فرواه الطبراني في معجمه من حديث عمرو ابن بكر السكسكي ثنا الحارث بن عبيدة بن رباح الغساني عن أبيه عبيدة عن منيب بن عبد الله بن منيب الأزدي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ ابن ماجة سواء
ورواه البزار في مسنده والطبري والثعلبي وابن أبي حاتم في تفاسيرهم
قال البزار ولا نعلم أسند عبد الله بن منيب عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث انتهى
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره
1283 الحديث الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمنون هينون لينون)
قلت تقدم في الفرقان
398

1284 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة الرحمن أدى شكر ما أنعم الله عليه)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون ابن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة الباهلي عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الرحمن رحم الله ضعفه وأدى شكر ما أنعم الله عليه)
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران ومتن الثعلبي
وكذلك رواه الواحداي في الوسيط بسنده المتقدم في يونس ومتن الثعلبي
399

سورة الواقعة
401

سورة الواقعة
ذكر فيها أحد عشر حديثا
1285 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الثلتان من أمتي)
قلت روي من حديث أبي بكر ومن حديث ابن عباس
أما حديث أبي بكر فرواه مسدد في مسنده حدثنا خاقان بن عبد الله بن الأهتم السعدي أبو الصباح حدثنا علي بن زيد عن عقبة بن صهبان عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) * قال (هما جميعا من أمتي)
ومن طريق مسدد رواه الطبراني في معجمه وابن مردويه في تفسيره وإبراهيم الحربي في غريب الحديث له وقال الثلة الجماعة
ورواه الطبراني أيضا ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد به
ورواه أبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه في مسنديهما ثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن عقبة بن صهبان عن أبي بكرة في قوله تعالى * (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) * قال كلتاها جميعا من هذه الأمة قال الطيالسي وقد رواه الحجاج بن أرطاة عن حماد بن سلمة فرفعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم انتهى
403

وقال الدارقطني في علله هذا حديث لم يثبت وكان يحيى القطان قد حدث به عن حماد بن سلمة به مرفوعا ثم تركه
انتهى
وأما حديث ابن عباس فرواه ابن عدي في الكامل والطبري وابن مردويه والواحدي والثعلبي ومن طريقة البغوي في تفاسيرهم كلهم عن سفيان الثوري عن أبان بن أبي عياش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية * (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) * قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هما جميعا من أمتي)
انتهى
وضعفه الطبري فإنه قال وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر من وجه غير صحيح أنه قال (الثلتان من أمتي) ثم ساقه بالسند المذكور وضعفه ابن عدي بابان بن أبي عباس وقال هو مولى لأنس بن مالك وهو منكر الحديث وأرجو أنه ممن لا يكذب ولكنه يغلط
انتهى
1286 الحدث الثاني في الحديث أولاد الكفار خدم أهل الجنة
قلت روي من حديث سمرة ومن حديث أنس
فحديث سمرة رواه البزار في مسنده والطبراني في معجمه الكبير والوسط والبخاري في تاريخه الوسط كلهم من حديث عيسى بن شعيب ثنا عباد بن منصور عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال (هم خدم أهل الجنة)
انتهى
قال البزار لا نعلمه يرويه عن النبي إلا سمرة ولا رواه عنه إلا أبو رجاء العطاردي
انتهى
وقال الطبراني في معجمه الوسط ولا رواه عن أبي رجاء إلا عباد بن منصور
انتهى
404

وقال البخاري عيسى بن شعيب بصري صدوق
انتهى
وأما حديث أنس فرواه البزار في مسنده ثنا الفضل بن سهل ثنا الحجاج ابن نصير ثنا مبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أطفال المشركين خدم أهل الجنة)
انتهى
وسكت عنه وهذا مناقض لقوله لا نعلمه يرويه عن النبي إلا سمرة
وله طريق آخر رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ثنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان الرقاشي قال قلنا لأنس بن مالك يا أبا حمزة ما تقول في أطفال المشركين فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم يكن لهم سيئات فيعذبوا بها ولم يكن لهم حسنات فيكونوا بها من أهل الجنة هم خدم أهل الجنة)
انتهى
وبهذا السند رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة الربيع بن صبيح عن الطبراني بسنده إلى الربيع ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس به
1287 الحديث الثالث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أم سلمة سألته عن قوله تعالى * (إنا أنشأناهن إنشاء) * فقال (يا أم سلمة هن اللواتي قبضن في أرض الدنيا عجائز شمطا رمضا جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء كما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا) فلما سمعت عائشة ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت واوجعاه فقال عليه الصلاة والسلام (ليس هناك وجع)
405

قلت رواه الطبراني في معجمه والطبري في تفسيره بنقص لم يذكرا فيه كلام عائشة كلاهما من حديث عمرو بن هاشم البيروتي ثنا سليمان بن أبي كريمة عن هشام ابن حسان عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت قلت يا رسول الله أخبرني عن قوله * (عربا أترابا) * قال هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمضاء شمطاء خلقهن الله بعد الكبر فجعلن عذاري عربا متعشقات متحببات لأزواجهن أترابا على ميلاد واحد)
وبهذا السند رواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا بكر بن سهيل ثنا عمرو بن هاشم به سندا ومتنا
ورواه بلفظ المصنف الثعلبي من حديث عيسى بن عمر بن ميمون ثنا المسيب بن إسحاق ثنا عيسى بن موسى غنجار ثنا إسماعيل بن أبي زياد عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (إنا أنشأناهن إنشاء) * الآية فقال (يا أم سلمة هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطا رمضا جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء) ثم قال وأخبرنا ابن فنجويه ثنا موسى بن محمد ثنا الحسن بن علوية ثنا إسماعيل بن عيسى ثنا المسيب بن شريك في قوله تعالى * (إنا أنشأناهن إنشاء) * الآية قال (هن عجائز الدنيا أنشأهن الله خلقا جديدا كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا فلما سمعت عائشة ذلك قالت واوجعاه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس هناك وجع)
انتهى
وفي الترمذي منه قطعة يسيرة رواه من حديث موسى بن عبيدة عن يزيد ابن أبان الرقاشي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (إن أنشأناهن إنشاء) قال إن من المنشآت الآتي كنا في الدنيا عجائز عمشا رمضا)
انتهى
وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة ويزيد الرقاشي وهما يضعفان في الحديث
انتهى
406

1288 الحديث الرابع روي أن عجوزا قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يدخلني الجنة فقال (إن الجنة لا يدخلها العجائز) فولت وهي تبكي فقال عليه السلام (أخبروها أنها ليست يومئذ بعجوز)
قلت رواه الترمذي في الشمائل في باب مزاح النبي صلى الله عليه وسلم من حديث المبارك ابن فضالة عن الحسن قال أتت عجوز للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة فقال (يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز) قال فولت وهي تبكي فقال (أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله يقول (إنا أنشأناهن إنشاء) الآية
انتهى
وهو مرسل ضعيف
وبهذا السند رواه الثعلبي
وذكر أن ابن الجوزي رواه في كتاب الوفاء من حديث خارجة بن مصعب عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن عجوزا دخلت فقالت الحديث
وروى البيهقي في البعث والنشور من حديث ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عائشة قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة وعندها عجوز فقال (من هذه) قالت إحدى خالاتي قال (أنا إنه لا يدخل الجنة العجز) فدخل العجوز من ذلك ما شاء الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنا أنشأناهن خلقا آخر)
انتهى
ورواه الطبري في معجمه الوسط حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن طارق الوالبي ثنا مسعدة بن اليسع ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت أتت النبي صلى الله عليه وسلم عجوز من الأنصار فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة فقال عليه السلام (إن الجنة لا يدخلها عجوز) فلقيت مما قال مشقة فقال (إن الله إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا)
انتهى
407

1289 الحديث الخامس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يدخل أهل الجنة الجنة جرادا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين)
قلت رواه أحمد في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه في صفة الجنة وأبو يعلى الموصلي في مسنده والطبراني في معجمه الصغير وفي الوسط في حرف الميم والبيهقي في البعث والنشور عن يزيد بن هارون وعفان أنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يدخل أهل الجنة الجنة جردا جردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبعة أذرع)
انتهى
ورواه الثعلبي بهذا الإسناد ومن طريقه البغوي
قال ابن حاتم في علله قال أبي ورواه أبو سلمة عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وكلاهما صحيحان
انتهى
ورواه الترمذي في كتابه مختصرا من حديث عمران القطان عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة)
انتهى
وقال حديث غريب وبعض أصحاب قتادة رووه عن قتادة مرسلا لم يسندوه
انتهى
وذكره في صفة الجنة
وكذلك رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في كتاب البعث والنشور ثم أخرجه البيهقي عن شيبان عن قتادة به فذكره موقوفا
ورواه ابن سعد في أول الطبقات أخبرنا يحيى بن السكن أنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد به فذكره مرسلا ليس فيه أبو هريرة
408

1290 الحديث السادس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يقولن أحدكم زرعت وليقل حرثت)
قلت رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث والأربعين من القسم الثاني من حديث مسلم بن أبي مسلم الجرمي ثنا مخلد بن الحسين عن هشام ابن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يقل أحدكم زرعت وليقل حرثت) ثم قرأ أبو هريرة * (أفرأيتم ما تحرثون) * إلى آخرها
انتهى
ورواه كذلك أبو يعلي الموصلي والبزار في مسنديهما وأبو نعيم في الحلية في ترجمة مخلد بن الحسين والطبري وابن مردويه في تفسيريهما والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الرابع والثلاثين وذكره عبد الحق في أحكامه في باب إحياء الموات من جهة البزار وسكت عنه فهو صحيح عنده وأقره ابن القطان على ذلك
1291 الحديث السابع في الحديث مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البعداء ويتركها القرباء فبينما هم إذ غار ماؤها فانتفع بها قوم وبقي قوم تتفكنون) قال المصنف قرىء يتفكنون ومعناه تندمون واستشهد بالحديث
1292 الحديث الثامن وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم)
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما في صفة النار من حديث أبي الزناد
409

عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من حر جهنم) قالوا والله إن كانت لكافية يا رسول الله قال (فإنها قد فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها)
انتهى
1293 الحديث التاسع وقال عليه السلام (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)
قلت رواه البخاري في صحيحه في المظالم وفي الإكراه ومسلم في كتاب البر والصلة من حديث عقيل عن الزهري عن سالم عن أبيه ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)
انتهى
ورواه أبو داود في الأدب
وعجبت من الشيخ زكي الدين يقول في مختصره وأخرجه الترمذي والنسائي ثم قال وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة بعضه بمعناه
ومسلم والبخاري أخرجاه بعينه سندا ومتنا وكأنه أشار إلى حديث رواه مسلم في كتاب البر والصلة من حديث أبي هريرة مرفوعا لا تحاسدوا إلى أن قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله
1294 الحديث العاشر روت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم * (فروح) * بالضم
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الحروف والترمذي في القراءات النسائي في التفسير من حديث هارون بن موسى الأعور عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ * (فروح وريحان) *
انتهى
قال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور
انتهى
410

ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده وزاد فيه برفع الراء
وكذلك رواه الثعلبي وابن مردويه ورواه الحاكم في المستدرك بسند السنن ومتنها وسكت عنه وأعاده في كتاب القراءات من حديث حماد عن بديل بن ميسرة به وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
انتهى
1295 الحديث الحادي عشر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة الواقعة في كل ليله لم تصبه فاقة أبدا)
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر من حديث الحجاج ابن منهال ثنا السدي بن يحيى الشبياني أبو الهيثم عن شجاع عن أبي فاطمة أن عثمان بن عفان عاد ابن مسعود في مرضه فقال ما تشتكي قال ذنوبي قال فما تشتهي قال وجه ربي قال ألا ندعو لك طبيبا قال الطبيب أمرضني قال ألا آمر لك بعطائك قال منحتنيه قبل اليوم فلا حاجة لي فيه قال تدعه لأهلك وعيالك قال إني علمتهم شيئا إذا قالوه لم يفتقروا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من قرأ الواقعة كل ليلة لم يفتقر)
انتهى
قال البيهقي تفرد به شجاع هذا هكذا رواه الحجاج بن منهال فقال فيه عن أبي فاطمة وخالفه ابن وهب وعباس بن الفضل البصري ويزيد بن أبي حكيم فرووه عن السدي بن يحيى عن شجاع عن أبي ظبية عن ابن مسعود هكذا قالوه بنقطة فوق الطاء ثم رواه بأسانيدهم الثلاثة كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة أبدا) وكان ابن مسعود بأمر بناته يقرأن بها في كل ليلة
انتهى
ثم قال وذكر البخاري في تاريخه شجاها هذا وقال إنه هو أبو ظبية
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن إسحاق بن إبراهيم عن محمد بن
411

منيب العدني عن السري بن يحيى عن شجاع عن أبي ظبية عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا) فكان أبو ظبية لا يدعها
انتهى
ثم رواه عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن محمد بن المنيب العدني عن السري ابن يحيى عن أبي ظبية عن ابن مسعود نحوه وزاد وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة
لم يذكر فيه شجاعا
وعن أبي يعلى رواه أبو بكر بن السني في كتاب عمل اليوم والليلة بهذا الإسناد الثاني ومتنه وهو سند جيد
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق ابن وهب حدثني السري ابن يحيى أن شجاعا حدثه عن أبي ظبية عن ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة)
انتهى ثم قال قال أحمد بن حنبل هذا حديث منكر وشجاع والسري لا أعرفهما
انتهى
وبهذا السند رواه البغوي في تفسيره
ورواه الثعلبي في تفسيره من حديث أبي بكر العطاردي ثنا السري بن يحيى عن شجاع عن أبي ظبية الجرجاني قال دخل عثمان بن عفان على ابن مسعود فذكر باللفظ المتقدم سواء
ورواه أبو عمر بن عبد البر في التمهيد من حديث عمرو بن الربيع عن السري بن يحيى عن أبي شجاع عن أبي ظبية عن عبد الله بن مسعود فذكره باللفظ الأول أيضا
وذكره عبد الحق في آخر أحكامه من جهة ابن عبد البر وسكت عنه وتعقبه ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام وقال لا ينبغي أن يظن بهذا الحديث صحة فابن عبد البر يرويه عن عمرو بن الربيع فذكر سنده قال ولا يتحقق كون أبي ظبية هذا هو الكلاعي ولا يعرف أبو ظبية غير الكلاعي والكلاعي
412

إنما تعرف روايته عن معاذ بن جبل والمقداد وهو ثقة ولا يتحقق أيضا كون أبي شجاع هذا هو سعيد بن يزيد الإسكندراني وهو أيضا ثقة يروي عنه الليث وابن المبارك ونحوهما والسري بن يحيى ثقة أيضا وعمرو بن الربيع بن طارق أيضا ثقة أيضا وباقي السند لا يعرف لهم حال قال وذكر أبو عبيد القاسم بن سلام هذا الحديث في كتاب فضائل القرآن عن شجاع عن أبي ظيبة عن ابن مسعود وذكره ابن وهب في جامعه فقال ثني السري بن يحيى أن شجاعا حدثه عن أبي ظبية عن عبد الله بن مسعود هكذا قال إن شجاعا فإن لم يكن وهما فهو مما يؤكد الجهل به أو يكون مختلفا فيه فيقال شجاع أو أبو شجاع
انتهى كلامه
وقال الدارقطني في كتاب المؤتلف والمختلف أبو طيبة الجرجاني اسمه عيسى ابن سليمان له حديث مرسل يرويه السري بن يحيى أبو الهيثم عن شجاع عن أبي طيبة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم يفتقر أبدا ذكره فيمن اسمه طيبة بالطاء المهملة ولم يذكر فيهم من اسمه شجاع
وكذلك فعل الزمخشري في مؤتلفه
وقد اعترض ابن ماكولا على الدارقطني فقال ليس هو بأبي طيبة إنما هو أبو فاطمة وهذا اعتراض غير صحيح فأكثر الروايات على أبي طيبة وأبو فاطمة وقع في رواية للبيهقي في الشعب كما تقدم
وفي الميزان لشيخنا الذهبي أن أبا طيبة هو عيسى وقد ضعف ذكره ابن الجوزي في ضعفائه غيره وشجاع مجهول العين دون الحال فقد تبين ضعف هذا الحديث من وجوه
أحدهما الانقطاع كما ذكره الدارقطني وابن أبي حاتم في علله نقلا عن أبيه
والثاني نكارة متنه كما قال أحمد
413

والثالث ضعف رواته كما ذكره ابن الجوزي
والرابع الاضراب فمنهم من يقول أبو طيبة بالطاء المهملة بعدها ياء آخر الحروف كما ذكره الدارقطني ومنهم من يقول بظاء معجمه بعدها باء موحده ومنهم من يقول أبو فاطمة كما ذكرهما البيهقي ومنهم من يقول أبو شجاع ومنهم من يقول عن أبي شجاع وقد اجتمع على ضعفه الإمام أحمد وأبو حاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي تلويحا وتصريحا والله أعلم
وذكره النسائي في كتاب الكنى فقال أبو ظبية شجاع عن ابن عمر روى عنه السري بن يحيى
انتهى
لم يقل غيره
414

سورة الحديد
415

سورة الحديد
ذكر فيها أربعة أحاديث
1296 الحديث الأول قال النبي صلى الله عليه وسلم (لو أنفق أحدكم ملء أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم فرواه البخاري ومسلم في الفضائل والترمذي والنسائي في المناقب وأبو داود وابن ماجة في السنة كلهم من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)
انتهى
ونسخ الكشاف مطابقة على ملء أحد وكأن التصحيف من المصنف
ورواه مسلم من حديث أبي هريرة قال شيخنا المزي في أطرافه وهو وهم وقع منه في حال الكتابة بدليل أنه ذكر أولا حديث أبي معاوية ثم ثنى بحديث جرير وذكر المتن وبقية الإسناد عن كل واحد منهما ثم ثلث بحديث وكيع ثم ربع بحديث شعبة ولم يذكر المتن ولا بقية السند عنهما بل قال عن الأعمش بإسناد جرير وأبي معاوية بمثل حديثهما إلى آخر كلامه فلولا أن إسناد جرير وأبي معاوية واحد لما جمعهما جميعا في الحوالة عليهما قال والوهم تارة يكون في الحفظ وتارة في القول وتارة يكون في الكتابة والوهم هنا وقع في الكتابة وقد وقع في بعض نسخ ابن ماجة عن أبي هريرة وهو وهم أيضا
انتهى
417

1297 قوله عن ابن مسعود قال ما كان بين إسلامنا وبين أن عوتبنا بهذه الآية إلا أربع سنين يعني قوله تعالى * (ألم يأن للذين آمنوا) * الآية
قلت أخرجه مسلم في التفسير عنه قال ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية * (ألم يأن للذين آمنوا) * إلا أربع سنين
انتهى
ووهم الحاكم فرواه في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
انتهى
1298 الحديث الثاني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله تعالى أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض أنزل الحديد والماء والنار والملح)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره أخبرنا أبو سفيان الحسين بن عبد الله الدهقان ثنا الحسن بن إسماعيل بن خلف الخياط ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الفرج العدل ثنا محمد بن عبيد بن عبد الملك بن مالك التميمي عن عبد الله بن خليفة عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى أنزل) إلى آخره
وهو في الفردوس كذلك من حديث ابن عمر
1299 الحديث الثالث روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جعفرا رضي الله عنه في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم عليه فدعاه فاستجاب له فقال ناس ممن آمن من أهل مملكته وهم أربعون رجلا أئذن لنا في الوفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لهم فقدموا مع جعفر وقد تهيأ لوقعة أحد فلما رأوا ما بالمسلمين من خصاصة استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعوا
418

وقدموا بأموالهم فآسوا بها المسلمين فأنزل الله * (الذين آتيناهم) * إلى قوله * (ومما رزقناهم ينفقون) * فلما سمع من لم يؤمن من أهل الكتاب قوله * (يؤتون أجرهم مرتين) * فخروا على المسلمين وقالوا من آمن بكتابكم وكتابنا فله اجر مرة ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجركم فما فضلكم علينا فنزلت
قلت رواه الطبري في تفسيره ثنا ابن حميد ثنا مهران ثنا يعقوب عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جعفر في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم عليه فدعاه فاستجاب له وآمن به فلما كان عند انصرافه قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته وهم أربعون رجلا ائذن لنا في الوفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا مع جعفر على النبي صلى الله عليه وسلم وقد تهيأ لوقعه أحد فلما رأوا بالمسلمين من الخصاصة وشدة الحال استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا نبي الله إن لنا أموالا ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فأذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين فأنزل الله فيهم " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به مؤمنون ومما رزقناهم ينفقون " وكانت النفقة التي واسوا بها المسلمين فلما سمع أهل الكتاب ممن لم يؤمن بقوله * (يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) * فخروا على المسلمين فقالوا يا معشر المسلمين أما من آمن منا بكتابكم وكتابنا فله أجره مرتين ومن لم يؤمن بكتابكم فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا فأنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) * فجعل لهم أجرين وزادهم النور والمغفرة
وهذا مرسل
419

وذكر الثعلبي عن سعيد بن جبير باللفظ المذكور من غير سند
1300 الحديث الرابع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم المدائني بسنده المعروف
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
420

سورة المجادلة
421

سورة المجادلة
ذكر فيها أربعة عشر حديثا
1301 الحديث الأول روي أن خولة بنت ثعلبة رآها زوجها وهي تصلي وهو أوس بن الصامت أخو عبادة وكانت حسنة الجسم فراودها فأبت فغضب وكان به خفة لمم فظاهر منها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب في فلما خلا سني ونثرت بطني أي كثر ولدها جعلني عليه كأمه
روى أنها قالت إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إلى جاعوا وإن ضممتهم إليه ضاعوا فقال ما عندي في أمرك شيء
وروي أنه قال لها حرمت عليه فقالت يا رسول الله ما ذكر طلاقا وإنما هو أبو ولدي وأحب الناس إلي قال حرمت عليه فقالت أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي كلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت عليه هتفت وشكت إلى الله تعالى فنزلت * (قد سمع الله) * الآية
قلت رواه البيهقي والدارقطني في سننيهما بروايات مختلفة وفي أبي داود منه شيء يسير وكذلك الطبراني في معجمه وخولة بنت ثعلبة ويقال خويلة والأول أشهر
والرواية الثالثة عند الطبري في تفسيره ثنا ابن حميد ثنا مهران عن نجيح
423

أبي معشر المدني عن محمد بن كعب القرظي قال كانت خولة بنت ثعلبه تحت أوس ابن الصامت وكان رجلا به لمم فقال في بعض هجراته أنت علي كظهر أمي ثم ندم وقال ما أظنك إلا حرمت فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا نبي الله إن أوس بن الصامت أبو ولدي وأحب الناس إلي والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا وإنما قال أنت علي كظهر أمي ثم ندم فقال عليه السلام (كما أراك إلا حرمت عليه) فقالت يا رسول الله لا تقل كذلك والله ما ذكر طلاقا فرادت النبي صلى الله عليه وسلم مرارا ثم قالت اللهم إني أشكو إليك فاقتي وحدتي وما يشق علي من فراقه اللهم فأنزل على نبيك وفي لفظ له عن أبي العالية قال فجعلت كلما قال لها حرمت عليه هتفت وقالت أشكو إلى الله فاقتي فلم ترم مكانها حتى نزلت الآية فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها عليه ثم قال له أعتق رقبة قال لا أجد قال (فصم شهرين متتابعين) قال لا أستطيع أن أصوم اليوم الواحد قال (أطعم ستين مسكينا) قال أما هذا فنعم فهذا مرسل والذي قبله أيضا
1302 الحديث الثاني عن عائشة قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد كلمت المجادلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جانب البيت وأنا عنده لا أسمع وقد سمع الله لها
قلت رواه النسائي في التفسير وفي الطلاق وابن ماجة في السنة من حديث الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة أنها قالت الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها فكان يخفى علي كلامها فأنزل الله * (قد سمع الله قول التي تجادلك) * الآية
424

ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم والطبري في تفسيره وكذلك ابن مردويه في تفسيره والبخاري في صحيحه تعليقا فقال وقال الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة فذكره في كتاب التوحيد وألفاظهم كلهم الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت لا أسمع ما يقول فأنزل الله * (قد سمع الله) * إلى آخر الآية
انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك ولفظه قالت تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى على بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك
قالت عائشة فما برحت حتى نزل جبريل عليه السلام بهؤلاء الآيات (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها) وزوجها أوس بن الصامت
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
1303 الحديث الثالث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لسلمة بن صخر البياضي حين قال له يا رسول الله ظاهرت من امرأتي ثم أبصرت خلخالها في ليلة قمراء فواقعتها فقال (استغفر الله ولا تعد حتى تكفر
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة في كتبهم من حديث الفضل بن موسى عن معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا ظاهر من امرأته ثم واقعها قبل أن يكفر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره قال (ما حملك على ما صنعت) قال رأيت بياض ساقيها في القمر قال (فاعتزلها حتى تكفر عنك) ولفظ الترمذي قال رأيت خلخالها في ضوء القمر قال (فلا تقربها
425

حتى تفعل ما أمرك الله)
انتهى
وقال حديث حسن غريب صحيح
انتهى
ورواه أبو داود والنسائي من طريق عبد الرزاق أنا معمر به فذكره مرسلا قال النسائي والمرسل أولى بالصواب
انتهى
ورووا إلا النسائي من حديث سلمة بن صخر البياضي قال كنت امرءا أستكثر من النساء لا أرى رجلا يصيب من ذلك ما كنت أصيب فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فبينما هي تحدثني ذات ليلة انكشف لي منها شيء فوثبت عليها فواقعتها الحديث بطوله وليس فيه استغفر الله إلى آخره
1304 الحديث الرابع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه) وروي دون الثالث
قلت رواه البخاري وأخرجه مسلم في آخر الاستئذان وهو بعد الأدب من حديث أبي وائل شقيق عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه)
انتهى دون آخر انتهى
والحديث فيه روايات ف دون آخر اتفقا عليه ودون صاحبهما ودون واحد انفرد بهما مسلم ودون ثالث انفرد بها البخاري وأخرجا عن نافع عن ابن عمر مرفوعا إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون واحد
انتهى
ورواه البزار في مسنده من حديث ابن عمر وزاد فيه إلا بإذنه قال قلت فإن كانوا أربعة قال لا بأس به
انتهى
1305 الحديث الخامس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين
426

حضر الجواد المضمر سبعين سنة)
قلت روى أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث عبد الله بن محرر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد سبعون درجه ما بين كل درجتين مسيرة مائة عام حضر الفرس السريع) انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بعبد الله بن محرر ثم أسند عن ابن المبارك بعرة أحب إلي منه وعن أبن معين قال ضعيف وعن السدي هالك وعن النسائي والفلاس متروك الحديث وعن قتادة منكر الحديث ووافقهم وقال رواياته غير محفوظة
انتهى
ورواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب أخبرنا أبو الخير ابن هارون أنا أبو الفرج البرجي أنا محمد بن عمر بن حفص ثنا إسحاق بن الفيض ثنا القاسم بن الحكم عن سلام عن خارجة بن مصعب عن زيد ابن أسلم عن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد سبعون درجة ما بين كل درجتين حضر الجواد سبعين عاما)
انتهى
وفي كتاب العلم لابن عبد البر قال وروى ابن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة)
انتهى
1306 الحديث السادس عن النبي صلى الله عليه وسلم (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب)
427

قلت رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث أبي الدرداء وقد تقدم في سورة النمل
1307 الحديث السابع
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء)
قلت رواه ابن ماجة في آخر سننه من حديث عنبسة بن عبد الرحمن القرشي عن علان بن أبي مسلم عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يشفع يوم القيامة) إلى آخره
ورواه البيهقي في كتاب البعث والنشور وأبو عمر بن عبد البر في كتاب العلم وأخرجه ابن عدي في الكامل والعقيلي في ضعفاه وأعلاه بعنبسة ونقلا عن البخاري أنه قال فيه تركوه
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده بسنده المذكور ومتنه
1308 قوله عن ابن عباس خير سليمان بين العلم والمال والملك فاختار العلم فأعطي العلم والملك والمال
قلت ذكره ابن عبد البر في كتاب العلم هكذا من غير سند وذكره أبو شجاع الديلمي في كتاب الفردوس عن ابن عباس مرفوعا على اصطلاحه في حذف اسمه عليه السلام
428

1309 الحديث الثامن قال النبي صلى الله عليه وسلم (أوحى الله إلى إبراهيم يا إبراهيم إني أحب كل عليم)
قلت ذكره ابن عبد البر أيضا في كتاب العلم من غير سند فقال وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أوحى الله) إلى آخره
1310 قوله عن عمر رضي الله عنه أنه قال من أفضل ما أوتيت العرب الشعر يقدمه الرجل أمام حاجته فيستمطر به الكريم ويستنزل به اللئيم
1311 الحديث التاسع وروي أن الناس أكثروا مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريدون حتى أملوه فأمروا بالصدقة لمن أراد المناجاة قال علي لما نزلت دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ما تقول في دينار) قلت لا يطيقونه قال قلت حبة أو شعيرة قال (إنك لزهيد) قال فلما رأوا ذلك اشتد عليهم فارتدعوا وكفوا أما الغني فلشحه وأما الفقير فلعسرته
قلت رواه الترمذي والنسائي في سننه الكبرى في خصائص علي بنقص يسير من حديث عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول
429

فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم (ما ترى في دينار) قلت لا يطيقونه قال (فنصف دينار) قلت لا يطيقونه قال (فكم) قلت شعيرة قال (إنك لزهيد) قال فنزلت * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * الآية قال فبي خفف الله عن هذه الأمة
انتهى
وقال حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه ومعنى شعيرة أي وزن شعيرة من ذهب
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن من القسم الثالث ورواه ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبزار وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم قال البزار لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا علي ولا نحفظه عن علي إلا بهذا الإسناد وعثمان بن المغيرة روى عنه جماعة كثيرة
وروى الطبري في تفسيره ثني علي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) * الآية قال وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فأراد أن يخفف عن نبيه فلما قال ذلك ضن كثير من الناس فكف كثير من الناس عن المسألة فأنزل الله بعد هذا * (فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم) * الآية فوسع الله عليهم
انتهى
ورواه ابن مردويه كذلك
1312 قوله عن علي رضي الله عنه قال إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا بعمل بها أحد بعدي كان لي دينار فصرفته فكنت إذا ناجيته تصدقت بدرهم
قال الكلبي تصدق به في عشر كلمات سألهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت رواه الحاكم في المستدرك من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
430

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي آية النجوى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) الآية قال كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فناجيت النبي صلى الله عليه وسلم فكنت كلما ناجيته قدمت بين يدي نجواي درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت * (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * الآية وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
انتهى
ورواه ابن أبي شيبة في مسنده ثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد قال قال علي فذكره بلفظ المصنف
وقال الكلبي لم أجده 1313 الحديث العاشر روي أن عبد الله بن نبتل المنافق كان يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حجره إذ قال (يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعين شيطان) فدخل ابن نبتل وكان أزرق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (علام تشتمني أنت وأصحابك) فحلف بالله ما فعل فقال عليه السلام (فعلت) فانطلق فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه فنزلت
قلت رواه الحاكم في المستدرك بنقص يسير من حديث سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل حجرة وقد كاد الظل أن يتقلص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم
431

بعين الشيطان فإذا جاءكم فلا تكلموه) فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق أعور فقال حين رآه دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (علا تشتمني أنت وأصحابك) فقال ذرني آتك بهم فانطلق فدعاهم فحلفوا ما قالوا وما فعلوا فأنزل الله عز وجل " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون " وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
رواه أحمد وابن أبي شيبة والبزار في مسانيدهم ورواه الطبراني في معجمه والبيهقي قي دلائل النبوة والواحدي في أسباب النزول والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما وهذا سند جيد وابن مردويه أيضا
1314 الحديث الحادي عشر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول (اللهم لا تجعل لفاجر ولا الفاسق عندي نعمة فإني وجدت فيما أوحيت * (لا تجد قوما يؤمنون بالله) * الآية
قلت رواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا جعفر الأحمر عن كثير ابن عطية عن رجل قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم لا تجعل لفاجر عندي يدا ولا نعمة فإني أجد فيما أنزلت (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر) الآية
انتهى
وهو في الفردوس لأبي شجاع الديلمي من حديث معاذ
1315 الحديث الثاني عشر روي أن أبا قحافة سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصكه أبو بكر صكه سقط منها إلى الأرض فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (أو فعلته) قال نعم قال (لا تعد) قال والله لو كان السيف إلى جانبي لقتلته
432

قلت غريب ونقله الثعلبي عن ابن جريج قال حدثت أن أبا قحافة إلى آخره وزاد فأنزل الله * (لا تجد قوما) * الآية وكذلك ذكره الواحدي في أسباب النزول نحوه سواء
1316 الحديث الثالث عشر روي أن أبا عبيدة بن الجراح قتل أباه عبد الله بن الجراح يوم أحد
وأبو بكر دعا ابنه إلى البراز يوم بدر وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعني أكن في الرعلة الأولى قال (متعنا بنفسك يا أبا بكر أما تعلم أنك عندي بمنزلة سمعي وبصري)
ومصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يوم أحد
وعمر قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر
وعلي وحمزة وعبيدة بن الحارث قتلوا شيبة وعتبة ابني ربيعه والوليد ابن عتبة يوم بدر
قلت في تفسير الثعلبي وروى مقاتل بن حيان عن مرة الهمداني عن عبد الله ابن مسعود في الآية * (ولو كانوا آباءهم) * يعني أبا عبيدة قتل أباه فذكره إلى آخره
وفي أسباب النزول للواحدي وروي عن ابن مسعود أنه قال نزلت هذه الآية في أبي عبيدة بن الجراح فذكره إلى آخره
1317 الحديث الرابع عشر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة المجادلة كتب من
433

حزب الله يوم القيامة)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده في يونس
434

سورة الحشر
135

سورة الحشر
ذكر فيها سبعة أحاديث
1318 الحديث الأول روي أن بني النضير صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يكونوا عليه ولا له فلما ظهروا يوم بدر قالوا هو النبي الذي نعته في التوراة لا ترد له راية فلما هزم المسلمون يوم أحد ارتابوا ونكثوا فخرج كعب بن الأشرف في أربعين راكبا إلى مكة فحالفوا عليه قريشا عند الكعبة فأمر النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة الأنصاري فقتل كعبا غيلة وكان أخاه من الرضاعة ثم صبحهم بالكتائب وهو على حمار مخطوم بليف فقال لهم اخرجوا من المدينة فقالوا الموت أحب إلينا من ذلك فتنادوا بالحرب وقيل استمهلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أيام ليتجهزوا للخروج فدس عبد الله بن أبي المنافق إليهم لا تخرجوا من الحصن فإن قاتلوكم فنحن معكم لا نخذلكم وإن خرجتم لنخرجن معكم فدربوا على الأزقة وحصنوها فحاصرهم إحدى وعشرين ليلة فلما قذف الله في قلوبهم الرعب وأيسوا من نصر المنافقين طلبوا الصلح فأبى عليهم إلا الجلاء على أن يحمل كل ثلاث أبيات على بعير ما شاءوا من متاعهم فجلوا إلى الشام إلى أريحا وأذرعات إلا آل بيتين منهم آل أبي الحقيق وآل حيي بن أخطب فإنهم لحقوا بخيبر ولحقت طائفة بالحيرة
437

فلت غريب
وهو في تفسير الثعلبي هكذا من غير سند
1319 الحديث الثاني روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر أن يقطع نخلهم ويحرق قالوا يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد في الأرض فما بال قطع النخل وتحريقها وكان في أنفس المؤمنين شيء من ذلك فنزلت يعني قوله * (ما قطعتم من لينة أو تركتموها) * الآية
قلت رواه أبو داود في مراسيله عن عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بنى النضير فتحصنوا فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل وحرق فنادوا حين رأوا النخل تقطع وتحرق يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد فما بال قطع النخل وحرقه وكان من أنفس المؤمنين من ذلك شيء فأنزل الله * (ما قطعتم من لينة) * الآية
انتهى
ورواه الطبري في تفسيره ثنا ابن حميد ثنا سلمة بن الفضل حدثني محمد ابن إسحاق ثنا يزيد بن رومان قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير تحصنوا منه في الحصون فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخل والتحريق فيها بالنار فنادوه يا محمد قد كنت تنهى إلى آخره
وذكره ابن هشام في سيرته في غزوة بني النضير من قول ابن إسحاق
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق ثني محمد بن السائب الكلبي ثني أبو صالح عن ابن عباس فذكره
ورواه الواقدي في كتاب المغازي وثني يحيى بن عبد العزيز قال أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة فضرب قبته إلى أن قال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل
438

فقطعت وحرقت قال فأرسل حيي بن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد إنك كنت تنهى عن الفساد إلى آخره
1320 الحديث الثالث روي أن رجلين كانا يقطعان أحدهما العجوة والآخر اللون فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما إنما تركتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الآخر إنما قطعتهما غيظا للكفار
قلت غريب وروى البيهقي في دلائل النبوة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي أنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى * (ما قطعتم من لينة) * يعني من نخلة قال نهى بعض المهاجرين بعضا عن قطع النخل وقال إنما هي من مغانم المسلمين وقال الذين قطعوا بل هو غيظ للعدو فنزل القرآن بتصديق من نهى عن قطعه وتحليل من قطعه من الإثم فقال إنما قطعه وتركه بإذن الله عز وجل
انتهى
وروى الواقدي في كتاب المغازي ثني يحيى بن عبد العزيز فذكر القصة وفيه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطعت وحرقت واستعمل على قطعها رجلين من أصحابه أبا ليلى المازني وعبد الله بن سلام وكان أبو ليلى يقطع العجوة وكان عبد الله بن سلام يقطع اللون فقيل لهما في ذلك فقال أبو ليلى كانت العجوة احرق لهم وقال عبد الله بن سلام قد عرفت أن الله سيغنمه أموالهم وكانت العجوة خير أموالهم فأنزل الله تعالى رضا بما صنعا * (ما قطعتم من لينة) * الآية
1321 الحديث الرابع قال صلى الله عليه وسلم في الإفاضة من عرفات (ليس البر في إيجاف الخيل ولا إيضاع الإبل على هينتكم)
439

قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الحج من حديث الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة وعليه السكينة ورديفة أسامة فقال (يا أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بإيجاف الخيل والإبل) قال فما رأيتها بعد رافعة يديها عادية حتى أتى جمعا
انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
انتهى
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم
وأخرج البخاري في عن ابن عباس أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرا شديدا وضربا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال (يا أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع)
انتهى
1322 قوله عن ابن مسعود أنه لقي رجلا محرما وعليه ثيابه فقال له انزع عنك هذا فقال له الرجل اقرأ علي في هذا آية من كتاب الله تعالى قال نعم فقرأ علية (وما آتاكم الرسول فخذوه) الآية
قلت رواه الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب العلم أخبرنا محمد ابن خليفة ثنا محمد بن الحسين البغدادي بمكة ثنا أبو العباس أحمد بن سهل الأشناني ثنا الحسين بن علي بن الأسود ثنا يحيى بن آدم ثنا قطبة بن عبد العزيز وأبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال لقي عبد الله بن مسعود رجلا محرما وعليه ثيابه فقال له انزع عنك هذا فقال له الرجل أتقرأ علي بهذا آية من كتاب الله تعالى قال نعم * (وما آتاكم الرسول فخذوه) * الآية
انتهى
ورواه الثعلبي في تفسيره من طريق ابن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد به سندا ومتنا
440

1323 الحديث الخامس روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني النضير على المهاجرين ولم يعط الأنصار إلا ثلاثة نفر محتاجين أبا دجانة سماك بن خرشة وسهل ابن حنيف والحارث بن الصمة وقال لهم (إن شئتم قسمت للمهاجرين من أموالكم وداركم وشاركتموهم في هذه الغنيمة وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة) فقالت الأنصار بل يقسم لهم من ديارنا وأموالنا ونؤثرهم بالقسمة ولا نشاركهم فيها فنزلت
قلت رواه الواقدي في كتاب المغازي ثني معمر عن الزهري عن خارجة ابن زيد عن أم العلاء قالت لما غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير قال لثابت بن قيس بن شماس ادع لي الأنصار كلها فدعا الأوس والخزرج فتكلم وحمد الله ثم ذكر الأنصار وما صنعوا مع المهاجرين وإنزالهم إياهم في منازلهم وأثرهم على أنفسهم ثم قال (إن أحببتم قسمت بينكم وبين المهاجرين مما أفاء الله علي من بني النضير ويكون المهاجرون على ما هم عليه من السكنى في مساكنكم وأموالكم وإن أحببتم أعطيتهم وخرجوا من دوركم) فقال سعد بن عبادة وسعد بن معاذ يا رسول الله بل نقسمه للمهاجرين ويكونون في دورنا كما كانوا ونادت الأنصار رضينا يا رسول الله فقال عليه السلام (اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار) فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أفاء الله عليه فأعطى المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار إلا رجلين كانا محتاجين سهل بن حنيف وأبا دجانة ونفل سعد بن معاذ بسيف ابن أبي الحقيق وكان له ذكر عندهم
انتهى
وروى أبو داود في سننه في كتاب الجهاد من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن كفار قريش كتبوا إلى ابن أبي ومن كان معه يعبد الأوثان من الأوس والخزرج فذكره قصة بني النضير وفي آخره وكانت نخل بني النضير لرسول الله
441

صلى الله عليه وسلم خاصة أعطاه الله إياها وخصه بها فقال * (ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل) * يقول بغير قتال فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها للمهاجرين قسمها بينهم وقسم منها لرجلين من الأنصار ولم يقسم لغيرهما من الأنصار مختصر
وفي سيرة ابن هشام في غزوة بني النضير عن ابن إسحاق ثني عبد الله ابن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني النضير على المهاجرين الأولين دون الأنصار إلا أن سهل بن جنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقرا فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن طريق ابن إسحاق رواه الطبري في تفسيره سندا ومتنا
وذكر الثعلبي في تفسيره لفظ المصنف بحروفه عن ابن عباس من غير سند
وفي الروض الأنف للسهيلي ابن إسحاق يقول أعطي أبا دجانة وسهل ابن حنيف وغير ابن إسحاق يقول أعطى ثلاثة وذكر فيهم الحارث بن الصمة
1324 الحديث السادس عن أبي هريرة سألت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم قال (عليك بأخر سورة الحشر فأكثر قراءته) فأعدت عليه فأعاد علي فأعدت عليه فأعاد علي
قلت رواه الثعلبي أنا أبو عثمان بن أبي بكر الحيري ثنا أبو الحسين محمد ابن الحجاجي ثنا عبد الله بن أبان بن شداد أن إسماعيل بن محمد الحبري حدثهم قال ثنا علي بن زريق ثنا هشام عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال سألت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروى الواحدي في تفسيره الوسيط أنا أبو سعد عبد الرحمن بن الحسن
442

الحافظ أنا علي بن عمر بن مهدي ثنا محمد بن علي بن حمزة بن صالح الأنطاكي ثنا أحمد بن نجدة ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ثنا يحيى بن ثعلبة ثني الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اسم الله الأعظم في ست آيات من سورة الحشر)
انتهى
1325 الحديث السابع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)
قلت رواه الثعلبي أنا الحسين بن محمد بن فنجويه الدينوري ثنا ابن حمدان ثنا أبي ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا عمرو بن عاصم ثنا أبو الأشهب عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ آخر سورة الحشر) إلى آخره
وأما ابن مردويه فلم يروه أصلا ولا الواحدي في الوسيط
443

سورة الممتحنة
445

سورة الممتحنة
ذكر فيها ثمانية أحاديث
1326 الحديث الأول روي أن مولاة لأبي عمرو بن صيفي بن هاشم يقال لها سارة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يجهز للفتح فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أمسلمة جئت) قالت لا قال (أفمهاجرة) قالت لا قال (فما جاء بك) فقالت كنتم الأهل والموالي والعشيرة وقد ذهبت الموالي يعني قتلوا يوم بدر فاحتجت حاجة شديدة فحث عليها بني عبد المطلب فكسوها وحملوها وزودوها فأتاها حاطب ابن أبي بلتعة وأعطاها عشرة دنانير وكساها بردا واستحملها كتابا إلى أهل مكة نسخته من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فخذوا حذركم فخرجت سارة ونزل جبريل عليه السلام بالخبر فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وعمارا وعمر وطلحة والزبير والمقداد وأبا مرثد وكانوا فرسانا وقال (أنطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظغينة معها كتاب من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة فخذوه منها وحلوها فإن أبت فأضربوا عنقها) فأدركوها فجحدت وحلفت فهموا بالرجوع فقال علي ما كذبنا ولا كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسل سيفه وقال أخرجي الكتاب أو تضعي رأسك فأخرجته من عقاص شعرها
447

وروي أنه عليه السلام أمن الناس إلا أربعة هي أحدهم فاستحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا وقال ما حملك على هذا فقال يا رسول الله ما كفرت منذ أسلمت ولا غشتك منذ نصحتك ولا أحببتهم منذ فارقتهم ولكني كنت امرءا ملصقا في قريش وروي عزيزا فيهم أي غريبا ولم أكن من أنفسها وكل من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون أهاليهم وأموالهم غيري فخشيت على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يدا وقد علمت أن الله ينزل عليهم بأسه وأن كتابي لا ينفعهم شيئا فصدقه وقبل عذره فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال (وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) ففاضت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم فنزلت
هو كذلك بتمامه في تفسير الثعلبي ثم البغوي وكذلك في أسباب النزول للوالحدي
قلت غريب بهذا اللفظ والحديث رواه الجماعة إلا ابن ماجة بنقص ألفاظ فرواه البخاري في موضعين في الجهاد ورواه في التفسير ومسلم في المناقب وأبو داود في الجهاد والترمذي والنسائي في التفسير كلهم من حديث عبيد الله بن أبي رافع عن علي رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها) فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا هلمي الكتاب قالت ما عندي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب فأخرجته من عقاص شعرها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة
448

إلى ناس من المشركين يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (يا حاطب ما هذا قال لا تجعل علي يا رسول الله إني كنت امرءا ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان معك من المهاجرين بها قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم فأحببت إذ فاتني فيهم ذلك أن أتخذ منهم يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنه قد صدقكم) فقال عمر دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنه قد شهد بدرا فما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) قال وفيه أنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) * السورة
انتهى
وفي لفظ للبخاري بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام وكلنا فارس فقال انطلقوا الحديث ذكره في كتاب استتابة المرتدين ورواه في كتاب الاستئذان وفيه فقال علي ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه فقال عمر إنه قد خان الله ورسوله فدعني أضرب عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أليس من أهل بدر وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة) قال فدمعت عينا عمر وقال الله ورسوله أعلم
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب وفيه فأخرجته من حجزتها
الروايتان في صحيح ابن حبان ذكر الأول في النوع الثاني من القسم الثالث عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي فذكره بلفض الصحيحين الأول وفيه فأخرجته من حجزتها ثم أعاده في النوع الحادي عشر منه فذكره بسند الصحيحين ومتنه إلا أنه قال بعثني أنا والزبير وطلحة والمقداد بن الأسود
ورواه الحاكم في مستدركه في الفضائل بلفظ الصحيحين وفي لفظ لأبي داود قالت ما معي من كتاب فقال علي والذي يحلف به لأقتلنك أو لتخرجي الكتاب الحديث بطوله
449

وروى الطبري في تفسيره وابن هشام ورواه الواقدي في كتاب المغازي ثني المنذر بن سعيد عن يزيد بن رومان قال لما أجمع فذكره بلفظ ابن هشام ثم قال وحدثني عتبة بن جبيرة عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد قال هي سارة وجعل لها عشرة دنانير
وفي السيرة في فتح مكة من حديث محمد بن إسحاق ثني محمد بن جعفر ابن الزبير عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير إلى مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش كتابا يخبرهم فيه بأمره ثم أعطاه امرأة زعم محمد بن جعفر أنها من مزينة زاد الواقدي في المغازي يقال لها كنود وزعم غيره أنها سارة مولاة لبني عبد المطلب وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما فعل حاطب فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فقال (أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد اجتمعنا عليه من أمرهم) فخرجا حتى أدركاها بالحليفة فاستنزلاها فالتمسا رحلها فلم يجدا شيئا فقال على والله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا لتخرجن هذا الكتاب أو ليكشفنك فلما رأت الجد قالت له أعرض فأعرض فحلت قرون رأسها ودفعت الكتاب إليه فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا حاطبا الحديث
وروى الطبري أيضا وابن أبي حاتم في تفسيريهما وأبو يعلي في مسنده من حديث أبي سنان سعيد بن سنان عن عمرو بن مرة الجملي عن أبي إسحاق عن أبي البختري عن الحارث عن علي قال لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسر إلى أناس من أصحابه أنه يريد مكة فيهم حاطب بن أبي بلتعة وأفشى في الناس أنه يريد خيبر قال فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبعثني وأبا مرثد وليس منا رجل إلا وعنده فرس فقال ائتوا روضة خاخ فإنكم ستلقون امرأة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا حتى رأينا المكان فقلنا لها هاتي الكتاب فقالت ما معي كتاب ففتشناها فلم نجده فقلنا لها
450

لتخرجنه أو لنجردنك قال عمرو بن مرة فأخرجته من حجزتها وقال حبيب بن أبي ثابت فأخرجته من قبلها فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث
وقوله وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمن الناس إلا أربعة هي أحدهم
ورواه البيهقي في دلائل النبوة في باب فتح مكة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا الحسن بن بشر الكوفي ثنا الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس بن مالك قال أمن النبي صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس عبد العزى بن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة مولاة لقريش وفي لفظ سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة
فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى أهل مكة فذكر قصة حاطب
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث الحسن بن بشر به سندا ومتنا
وكذلك الطبراني في معجمه الوسط وقال تفرد به الحسن بن بشر
وذكره ابن هشام في السيرة من قول ابن إسحاق قال فيه وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وزاد خامسا قال والحويرث بن نقيذ فإنه لما حمل العباس ابن عبد المطلب بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة يريد المدينة جلس لهما فرمى بهما الأرض
ورواه الدارقطني في سننه في آخر الحج من حديث عمر بن عثمان بن عبد الرحمن ابن سعيد المخزومي عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم وجعل الحويرث عوض سارة ثم رواه في آخر البيوع من حديث مصعب بن سعد عن أبيه وجعل عوضها عكرمة بن أبي جهل
وبهذا السند والمتن رواه الحاكم في المستدرك في البيوع وسكت عنه
451

وفي عيون الأثر لأبي الفتح اليعمري ومغازي الواقدي وهبار بن الأسود وقينتا ابن خطل كانتا تغنيان بهجوه عليه السلام قال
وأما ابن خطل فإنه كان مسلما وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم مصدقا ومعه آخر من الأنصار فعمد ابن خطل على الأنصاري وهو نائم فقتله ثم ارتد مشركا فأمر النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بقتله وهو متعلق بأستار الكعبة فقتله أبو بزرة الأسلمي وقيل سعيد بن حريث المخزومي وقيل عمار بن ياسر والأول أثبت ثم أسند عن عبد الرحمن بن أبزى قال سمعت أبا بزرة يقول أنا أخرجت عبد الله بن خطل من تحت أستار الكعبة فضربت عنقه بين الركن والمقام
وأما ابن أبي سرح فإنه أيضا كان ممن أسلم وهاجر وكان يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين فلما كان يوم الفتح اختبأ عند عثمان فأتى به واستأمن له النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بعد ذلك إسلامه ولاه عمر ثم عثمان بعده
وأما عكرمة فإنه فر إلى اليمن ولحقته امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فردته فأسلم وحسن إسلامه
وأما الحويرث بن نقيذ وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقتله علي بن أبي طالب يوم الفتح
وأما مقيس بن ضبابة فإنه أيضا كان مسلما ولكنه قتل رجلا من الأنصار بأخيه هشام بن ضبابة بعد أن أخذ الدية وكان الأنصاري قتل أخاه مسلما خطأ في غزوة ذي قرد وهو يرى أنه من العدو ثم لحق بمكة مرتدا فقتله يوم الفتح نميلة بن عبد الله الليثي وهو ابن عمه
وأما هبار بن الأسود فهو الذي عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث بها زوجها أبو العاص إلى المدينة فنخس بها فأسقطت وألقت ما في بطنها وأهرقت الدماء ولم يزل بها مرضها حتى ماتت سنة ثمان فقال لهم عليه السلام (إن وجدتم هبارا فأحرقوه بالنار) ثم قال (اقتلوه ولا تحرقوه) فلم يوجد ثم إنه أسلم
452

بعد الفتح وحسن إسلامه وصحب النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الناس يسبونه فقال عليه السلام (من سبك فسبه) فانتهوا عنه
وأما قينتا ابن خطل فقتلت إحداهما واستؤمن للأخرى فعاشت مدة ثم ماتت في حياته عليه السلام
وأما سارة فاستؤمن لها أيضا فأمنها عليه السلام وعاشت إلى أن أوطأها رجل فرسا بالأبطح فماتت في زمن عمر
انتهى
وقال السهيلي في الروض الأنف
وأما القينتان اللتان أمر بقتلهما فهما سارة وفرتنا فأسلمت فرتنا وأمنت سارة وعاشت إلى زمن عمر
انتهى
وقال ابن سعد في الطبقات في باب غزوة الفتح وأمر النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بقتل ستة نفر وأربع نسوة عكرمة بن أبي جهل وهبار بن الأسود وعبد الله بن أبي سرح ومقيس بن ضبابة والحويرث بن نقيذ وهند بنت عتبة وسارة مولاة عمرو بن هشام وفرتنا وقريبة فقتل منهم ابن خطل ومقيس بن ضبابة والحويرث بن نقيذ انتهى
وكذلك قاله الواقدي في كتاب المغازي
1327 الحديث الثاني روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم حبيبة فلانت عند ذلك عريكة أبي سفيان واسترخت شكيمته في العداوة وكانت أم حبيبة قد أسلمت وهاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش إلى الحبشة فتنصر وأرادها على النصرانية فأبت وصبرت على دينها ومات زوجها فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها عليه وساق عنه إليها مهرها أربع مائة دينار وبلغ ذلك أباها فقال ذلك الفحل لا يقدع أنفه
453

قلت غريب بهذا اللفظ
وروى أبو داود والنسائي في سننيهما في النكاح من حديث عروة بن الزبير عن أم حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش فمات بأرض الحبشة فزوجها النجاشي النبي صلى الله عليه وسلم وأمهرها عنه أربعة ألاف درهم وبعث بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع شرحبيل بن حسنة
انتهى
ورواه أبو داود مرسلا عن الزهري أن النجاشي زوج أم حبيبة بنت أبي سفيان من رسول الله صلى الله عليه وسلم على صداق أربعة آلاف درهم وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل
انتهى
وروى الحاكم في المستدرك في النكاح من طريق ابن المبارك أنا معمر عن الزهري عن عروة عن أم حبيبة أنها كانت تحت عبيد الله بن جحش فمات بأرض الحبشة فزوجها النجاشي النبي صلى الله عليه وسلم وأمهرها عنه أربعة آلاف وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة
انتهى
وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه هن ورواه أحمد وابن أبي شيبة في مسنديهما كذلك وزاد فيه ولم يرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مهور أزواجه أربعمائة درهم
انتهى
ثم روى في فضائل أم حبيبة بسنده إلى الزهري قال تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش الأسدي وكان قد هاجر بها من مكة إلى الحبشة ثم افتتن وتنصر ومات نصرانيا وأثبت الله الإسلام لأم حبيبة حتى رجعت إلى المدينة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها إياه عثمان بن عفان قال الزهري وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى النجاشي فزوجها إياه وساق عنه أربعين أوقية
انتهى
454

ثم أسند إلى الواقدي ثني إسحاق بن محمد عن جعفر بن محمد بن علي عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي يخطب عليه أم حبيبة بنت أبي سفيان وكانت تحت عبيد الله بن جحش وزوجها إياه وأصدقها النجاشي من عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار
انتهى
ثم أسند أيضا إلى الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر بن عبد الواحد بن أبي عون قال لما بلغ أبا سفيان بن حرب نكاح النبي صلى الله عليه وسلم ابنته قال ذلك الفحل لا يفرع أنفه هكذا وجدته في نسخة معتمدة وهكذا وجدته في تاريخ ابن أبي خثيمة يفرع بالفاء والراء وبينه في الحاشية ووجدته في عيون الأثر يقزع ووجدته في طبقات ابن سعد بالفاء والراء كما في تاريخ ابن أبي خثيمة
ثم أسند الحاكم إلى الواقدي ثني عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو ابن سعيد بن العاص قال قالت أم حبيبة لما مات عبيد الله بن جحش رأيت في النوم كأن أبي يقول لي يا أم المؤمنين ففزعت وأولتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوجني قالت فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي جارية يقال لها
أبرهة كانت تقوم على بناته دخلت علي فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجك منه فقلت بشرك الله بالخير ثم قامت فدفعت لها سواري من فضة وخواتيم فضة كانت في أصابع رجليها سرورا بما بشرتها وأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاص فوكلته فلما كان العشاء أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال الحمد لله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار بحق حمده وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم أما بعد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان وقد أجبته إلى ما دعا وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده أستعينه وأستنصره وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق
455

ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أما بعد فقد أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان فبارك الله لرسوله ثم قبض الدنانير ودعا النجاشي بطعام فأكلوا ثم تفرقوا فلما وصل الذهب أم حبيبة أرسلت منه إلى أبرهة خمسين دينارا التي بشرتها فردتها وردت جميع ما أخذت منها وقالت قد عزم علي الملك أن لا أرزاك شيئا وقد أسلمت لله واتبعت رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا وصلت إليه فأقرئيه مني السلام واعلميه أني قد اتبعت دينه وقد أمر الملك نساءه أن يبعثن إليك بكل ما عندهن من العطر قالت فلما كان الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير وكانت هي التي جهزتني فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرته الخبر وما فعل النجاشي وما فعلت أبرهة معي وأقرأته منها السلام فقال (وعليها السلام ورحمة الله)
انتهى
وسكت عن هذه الأحاديث الواقدية كلها
وروى ابن هشام في أوائل السيرة حدثني زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق ثني محمد بن علي بن الحسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث في أم حبيبة إلى النجاشي عمرو بن أمية الضمري فخطبها عليه النجاشي فزوجه إياها وأصدقها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة دينار فقال محمد بن علي ما نرى عبد الملك ابن مروان وقف صداق النساء على أربعمائة دينار إلا عن ذلك وكان الذي أملكها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص
انتهى
وقال أبو نعيم في كتاب دلائل النبوة في الباب التاسع عشر قال وبعث النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان وأصدقها عنه من ماله أربعمائة دينار وبعث بها إليه قال وكان ذلك في سنة ست من الهجرة بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر قال ولا أعلم في ذلك خلافا
انتهى كلامه
وروى ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر الواقدي ثني سيف ابن سليمان عن ابن أبي نجيح وثني عبد الله بن محمد الجمحي عن أبيه عن عبد العزيز بن سابط فذكر قصة المهاجرين إلى أرض الحبشة
456

الهجرة الأولى كانوا أحد عشر رجلا وأربع نسوة منهم عثمان بن عفان وزوجته رقية بنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والهجرة الثانية كانوا ثلاثة وثمانين رجلا واحد واحدى عشرة امرأة فلما سمعوا بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة رجع بعضهم وبقي بعضهم فلما كان شهر ربيع الأول سنة سبع من الهجرة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي عمرو بن أمية الضمري بكتاب يدعوه فيه إلى الإسلام فأسلم وسأله أن يزوجه أم حبيبة وكانت هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش وتنصر ومات فزوجه النجاشي إياها وأصدقها عنه أربعمائة دينار وولى تزويجها خالد بن سعيد بن العاص وسأله أن يبعث إليه بمن بقي من أصحابه ففعل وحملهم مع عمرو بن أمية حتى قدموا المدينة فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح خيبر فكلم عليه السلام المسلمين أن يدخلوهم في سهامهم ففعلوا
مختصر
وروى ابن أبي شيبة في مصنفة في النكاح ثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر أن
النجاشي زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة على أربعمائة دينار انتهى
وروى الطبراني في معجمه الوسط في ترجمة أحمد بن النضر من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم زوجه النجاشي أم حبيبة أصدف عنه من ماله مائتي دينار
انتهى
وروى في معجمه الكبير من حديث عروة بن الزبير أن عبيد الله بن جحش مات بالحبشة نصرانيا ومعه أم حبيبة بنت أبي سفيان فأنكحها عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل أنها بنت صفيه بنت أبي العاص وصفيه عمة عثمان بن عفان
وأخرج من حديث بقية ثنا أبو بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس أن أم حبيبة كانت بأرض الحبشة وأنه عليه السلام تزوجها وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار
انتهى
وروى الثعلبي في تفسيره في سورة النساء من طريق أبي عبيد ثنا أبو اليمان عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب أن أم حبيبة كانت
457

بأرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها فأصدق عنه النجاشي أربعمائة دينار
انتهى
وقال أبو الفتح اليعمري في عيون الأثر وقع في الصحيح أخرج مسلم في الفضائل عن أبي زميل عن ابن عباس قال لما كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا نبي الله ثلاث أعطيتهن قال نعم عندي أحسن العرب أم حبيبة أزوجكها قال نعم قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك قال نعم وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال نعم قال أبو زميل لولا أنه طلب ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم ما أعطاه لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال نعم
انتهى
قال عبد الحق في الجمع في الصحيحين لم يخرجه البخاري والصحيح أنه عليه السلام تزوجها قبل إسلام أبي سفيان
انتهى
وقول أبي سفيان يوم الفتح للنبي صلى الله عليه وسلم أسألك ثلاثا فذكر منهن أن يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة يعني ابنته فأجابه عليه السلام لما سأل قال وهذا مخالف لما اتفق عليه أرباب السير والعلم بالخبر قال وأجاب عنه الحافظ المنذري جوابا يتساول هزلا فقال يحتمل أن أبا سفيان ظن أنه تجددت له عليها ولاية بما حصل له من الإسلام فأراد تجديد العقد يوم ذاك لا غير
1328 الحديث الثالث روي أن أسماء بنت أبي بكر الصديق قدمت عليها أمها قتيلة بنت عبد العزى وهي مشركة بهدايا فلم تقبلها ولم تأذن لها في الدخول فنزلت بعني قوله تعالى * (لا ينهاكم الله) * الآية فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدخلها وتقبل منها وتكرمها
458

قلت رواه الحاكم في المستدرك من طريق ابن المبارك عن مصعب بن ثابت ابن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده قال قدمت قتيلة بنت عبد العزى على ابنتها أسماء بنت أبي بكر وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية فقدمت على ابنتها بهدايا صبابا وسمنا وأقطا فأبت أسماء أن تقبلها أو تدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها فأنزل الله تعالى * (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) * الآيتين
انتهى
وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وكذلك رواه أحمد والبزار وأبو داود الطيالسي وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم ورواه الطبراني في معجمه والطبري وابن مردويه وابن أبي حاتم في تفاسيرهم والواحدي في أسباب النزول
وحديث أسماء في الصحيحين من حديث عروة عنها بغير هذا اللفظ
1329 الحديث الرابع كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للممتحنة (بالله الذي لا إله إلا هو ما خرجت من بغض زوج بالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض بالله ما خرجت التماس دنيا بالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله)
قلت رواه الطبري في معجمه والبزار في مسنده من حديث قيس بن الربيع عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن حصين عن أبي نصر الأسدي قال سئل ابن عباس كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحن النساء قال كان إذا أتته امرأة لتسلم حلفها بالله ما خرجت لبغض زوج بالله ما خرجت إلا حبا لاكتساب دنيا وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض وبالله ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله)
انتهى
ورواه الترمذي في كتابه حدثنا سلمة بن شبيب ثنا محمد بن يوسف الفرياني ثنا قيس بن الربيع به سندا ومتنا وهو موجود في نسخ الترمذي التي هي من رواية
459

الصدفي دون غيرها ولم يذكره ابن عساكر في أطرافه وقال فيه الترمذي حديث غريب
وقال البزار لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في أواخر المغازي من حديث قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
1330 الحديث الخامس روي أن صلح الحديبية كان على أن من أتاكم من أهل مكة يرد إلينا ومن أتى منكم مكة لا يرد إليكم وكتبوا بذلك كتابا وختموه فجاءت سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة والنبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية وأقبل زوجها مسافر المخزومي وقيل صيفي بن الراهب فقال يا محمد أردد علي امرأتي فإنك قد شرطت علينا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف فنزلت بيانا لأن الشرط إنما كان في الرجال دون النساء
وعن الضحاك كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين عهد ألا يأتيك منا امرأة ليست على دينك إلا رددتها إلينا فإن دخلت في دينك ولها زوج أن ترد على زوجها الذي أنفق عليها وللنبي عليه السلام من الشرط مثل ذلك
وعن قتادة ثم نسخ هذا الحكم وهذا العهد ببراءة فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلفت فأعطى زوجها ما أنفق وتزوجها عمر
قلت غريب ذكره البغوي هكذا عن ابن عباس من غير سند
1331 الحديث السادس روي أن من لحق بالمشركين من نساء المؤمنين المهاجرين راجعة عن
460

الإسلام ست نسوة أم الحكم بنت أبي سفيان كانت تحت عياض بن شداد الفهري وفاطمة بنت أبي أمية كانت تحت عمر بن الخطاب وهي أخت أم سلمة وبروع بنت عقبة كانت تحت شماس بن عثمان وعبدة بنت عبد العزى ابن نضلة وزوجها عمرو بن عبد ود وهند بنت أبي جهل كانت تحت هشام ابن العاص وأم كلثوم بنت جرول كانت تحت عمر بن الخطاب وأعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهور نسائهم من الغنيمة
قلت غريب وذكره هكذا الثعلبي ثم البغوي هكذا عن ابن عباس من غير سند ولا راو
1332 الحديث السابع روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ يوم فتح مكة من بيعة الرجال أخذ في بيعة النساء وهو على الصفا وعمر بن الخطاب أسفل منه يبايعهن بإذنه ويبلغهن عنه وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متقنعة متنكرة خوفا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرفها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا) فرفعت هند رأسها وقالت والله لقد عبدنا الأصنام وإنك لتأخذ علينا أمرا ما رأيناك أخذته على الرجال تبايع الرجال على الإسلام والجهاد فقال عليه الصلاة والسلام ولا يسرفه فقالت إن أبا سفيان رجل شحيح وإني أصبت من ماله هنات فما أدري أيحل أم لا فقال أبو سفيان ما أصبت من مالي فيما مضى وفيما غبر فهو لك حلال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها فقال لها (وإنك لهند بنت عتبة) قالت نعم فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك فقال * (ولا يزنين) * فقالت أو تزني الحرة وفي رواية ما زنت منهن امرأة قط فقال * (ولا يقتلن أولادهن) * فقالت ربيناهم
461

صغارا وقتلتموهم كبارا فأنتم وهم أعلم وكان ابنها حنظله بن أبي سفيان قد قتل يوم بدر فضحك عمر حتى استلقى وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال * (ولا يأتين ببهتان) * فقالت والله إن البهتان لأمر عظيم القبح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق فقال * (ولا يعصينك في معروف) * فقالت والله ما جلسنا في مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء
وقيل في كيفية المبايعة أنه دعا بقدح ماء فغمس يده فيه ثم غمس أيديهن
وقيل صافحهن وكان على يده ثوب قطري
وقيل كان عمر يصافحهن عنه
قلت غريب بهذا اللفظ
وروى الطبري في تفسيره مختصرا فقال ثنا محمد بن سعد ثنا أبي عن عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب فقال قل لهن إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا وكانت هند بنة عتبة بن ربيعة التي شقت بطن حمزة متنكرة في النساء فقالت إني إن أتكلم يعرفني فيقتلني فتنكرت فرقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت كيف تقبل من النساء ما لم تقبله من الرجال فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعمر قل لهن * (ولا يسرقن) * قالت هند والله إني لأصبت من مال أبي سفيان الهنت ما أدري أحل لي أم لا قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وصرف عنها ثم قال * (ولا يزنين) * فقالت يا رسول الله وهل تزني الحرة قال لا ثم قال * (ولا يقتلن أولادهن) * قالت هند أنت قتلتهم يوم بدر فأنت وهم أبصر قال * (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) * قال * (ولا يعصينك في معروف) * قال منعهن أن ينحن وكان أهل الجاهلية يمزقن الثياب ويخدشن
462

الوجوه ويقطعن الشعور ويدعون بالويل والثبور
انتهى
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن مقاتل بن حيان فذكره كما تقدم وزاد فلما قال ولا تقتلن أولادكن قالت هند ربيناهم صغارا فقتلتموهم كبارا فضحك عمر بن الخطاب حتى استلقى
قوله وقيل في كيفية المبايعة إنه دعا بقدح ماء إلى آخره
رواه الطبراني في معجمه من حديث جبارة بن المغلس ثنا عبد الله بن حكيم عن حجاج عن داود بن أبي عاصم عن عروة بن مسعود الثقفي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده الماء فإذا بايع النساء غمسن أيديهن فيه
انتهى
وفي تاريخ أصبهان في باب الحاء المهملة لأبي نعيم عن صغدي بن سنان ثنا عثمان بن عبد الملك عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نسوة فسلم عليهن فقلن يا رسول الله إنا نحب أن نبايعك ونصافحك قال (إني لا أصافح النساء) ثم دعا بقعب ماء فخاض فيه يده فقال (ضعن أيديكن فيه) وكانت بيعتهن
انتهى
وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث أبي مطيع الحكم بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صافح النساء دعا بقدح من ماء فغمس يده فيه ثم غمسن أيديهن فيه وكانت هذه بيعتهن
انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي ثنا أسامة ابن زيد الليثي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده فذكره سواء ببقبق
قوله وقيل صافحهن وعلى يده ثوب قطري
463

رواه أبو داود في مراسيله عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بايع النساء أتى ببرد قطري فوضعه على يده وقال (لا أصافح النساء)
انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه وفي تفسيره أخبرنا الثوري عن منصور عن إبراهيم النخعي مرسلا قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافح النساء وعلى يده ثوب قطري
وروى ابن سعد في الطبقات المرسلين
قوله وقيل كان عمر يصافحهن عنه
رواه ابن حبان في صحيحه في القسم الثاني عن إسماعيل بن عبد الرحمن ابن عطية عن جدته أم عطية قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أمر نساء الأنصار فجمعن في بيت ثم أرسل إليهن عمر فجاء عمر فسلم علينا فقال أنا رسول رسول الله إليكن فقلن مرحبا برسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعكن * (على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن) * إلى آخر الآية ثم مد يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من داخل البيت فقال اللهم اشهد فبايعناه انتهى
وكذلك رواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده والطبري في تفسيره وابن مردويه وأبو يعلي الموصلي في مسنده والنسائي في كتاب الكنى
وفي الصحيح ما يدفع هذه الروايات عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية " على أن لا يشركن بالله سيئا " قالت وما مست يده يد امرأة قط إلا امرأة يملكها
انتهى
رواه البخاري بهذا اللفظ ورواه مسلم في أواخر الجهاد بلفظ والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام
وروى الترمذي والنسائي في السير وابن حبان والحاكم في صحيحيهما ومالك في الموطأ في أول الجهاد مالك عن محمد بن المنكدر به من حديث محمد بن
464

المنكدر عن أميمة بنت رقيقة قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه على الإسلام فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هلم نبايعك فقال (إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة) وصححه الترمذي وهو في لفظ الحاكم وكذلك الطبري إنما قولي لأمراة كقولي لمائة امرأة وهو في مسند أحمد باللفظين وكذلك الطبقات لابن سعد
وذكر الحازمي في كتاب الناسخ والمنسوخ حديث الشعبي بلفظ أبي داود ثم قال وهذا مرسل لا يقاوم الأحاديث الثابتة ثم ذكر حديث أميمة هذا ثم قال فإن كان ثابتا ففيه دلائل على النسخ وله شاهد في بعض الأحاديث
انتهى
وروى الواقدي في كتاب المغازي في غزوة الفتح ثني ابن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن أبي حبيبة مولى الزبير عن عبد الله بن الزبير قال لما كان يوم الفتح أسلم عشرة نسوة من قريش منهن هند بنت عتبة وأم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل فأتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعنه فقالت هند يا رسول الله نصافحك قال (إني لا أصافح النساء إن قولي لمائة امرأة مثل قولي لامرأة واحدة) قال الواقدي ويقال وضع على يده ثوبا ثم مسحن على يده ويقال إنه أتى بقدح من ماء فوضع يده فيه ثم جعلهن يضعن أيديهن فيه قال والأول أثبت عندنا مختصر
1333 الحديث الثامن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة الممتحنة كان له المؤمنون والمؤمنات شفعاء يوم القيامة)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو الحسن الخبازي المقرئ أنا ابن حسان أنا الفرقدي ثنا إسماعيل بن عمرو ثنا يوسف بن عطية ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الممتحنة) إلى آخره سواء
465

ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
466