الكتاب: كنز العمال
المؤلف: المتقي الهندي
الجزء: ١٢
الوفاة: ٩٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كنز العمال
في سنن الأقوال والأفعال
للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري المتوفى سنة 975
الجزء الثاني عشر
ضبطه وفسر غريبه صححه ووضع فهارسه ومفتاحه
الشيخ بكري حياني الشيخ صفوة السقا
مؤسسة الرسالة
1

جميع الحقوق محفوظة
1409 ه‍ - 1989 م
مؤسسة الرسالة - بيروت - شارع سورية - بناية صمدي وصالحة
هاتف 295501 - 241692 ص ب 117460 برقيا: بيوشران
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الرابع في القبائل وذكرهم
مجتمعة ومتفرقة
الأنصار
33694 أما بعد أيها الناس! فإن الناس يكثرون وتقل
الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي
منكم أمرا يضر فيه أحدا أو ينفع فيه أحدا فليقبل من محسنهم
ويتجاوز عن مسيئهم (خ (1) - عن ابن عباس).
33695 إن الأنصار قد قضوا الذي عليهم وبقي الذي عليكم
فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا من مسيئهم (الشافعي، هق في
المعرفة عن انس).
33696 إن الناس يهاجرون إليكم ولا تهاجرون إليهم،

(1) أخرجه البخاري كتاب الفضائل باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم
(5 / 43) ص.
3

فوالذي نفسي بيده! لا يحب الأنصار رجل حتى يلقى الله إلا لقي
الله وهو يحبه، ولا يبغض الأنصار رجل حتى يلقى الله إلا لقي
الله وهو يبغضه (حم، طب عن الحارث بن زياد الأنصاري).
32697 إن قريشا حديث عهد هم بجاهلية ومصيبة وإني
أردت أن أجبرهم وأتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا
وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم؟ لو سلك الناس واديا أو
شعبا (1) [وسلكت الأنصار واديا أو شعبا] لسلكت وادي
الأنصار وشعبهم (ت - عن أنس) (2).
33698 أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي (3) وعيبتي وقد
قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن
مسيئهم (خ عن أنس) (4).

(1) شعبا: الشعب بالكسر: الطريق، وقيل: الطريق في الجبل والجمع
شعاب. المصباح اه‍ (1 / 427). ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب رقم 3901 وقال حسن صحيح ص.
(3) كرشي: وفي الحديث " الأنصار كرشي وعيبتي " أراد أنهم بطانته وموضع
سره وأمانته، والذين يعتمد عليهم في أموره، واستعار الكرش والعيبة
لذلك، لان المجتر يجمع علفه في كرشه والرجل يضع ثيابه في عيبته.
اه‍ النهاية (4 / 163). ب
(4) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (5 / 43) ص.
4

33699 ألا! إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي، وإن
كرشي الأنصار، فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم (ت (1)
عن أبي سعيد).
33700 الأنصار كرشي وعيتي، وإن الناس سيكثرون وهم
يقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم (ن عن أسيد
ابن حضير، ق، ت (2)، ن عن أنس).
33701 الأنصار شعار (3) والناس دثار، ولو أن الناس
استقبلوا واديا أو شعبا واستقبلت الأنصار واديا لسلكت وادي
الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار (ه‍ عن سهل
ابن سعد).
33702 ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ خير دور الأنصار
داري بني النجار ثم دار بني عبد الأشهل ثم دار بني الحارث بن
الخزرج، ثم دار بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير (حم،

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب رقم 3904 / وقال حسن ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب رقم 3907 وقال حسن صحيح ص.
(3) شعار: ومنه حديث الأنصار " أنتم الشعار والناس الدثار " أي أنتم
الخاصة والبطانة، والدثار: الثوب الذي فوق الشعار. اه‍ النهاية
(2 / 480). ب
5

ق، ن، ت عن انس، حم، ق، ت عن أبي أسيد الساعدي،
حم، ق عن أبي خميد الساعدي، حم، م عن أبي هريرة).
33703 لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك
الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم (ق عن
انس، حم، خ (1) عن أبي هريرة).
33704 لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك
الناس واديا أو شعبا لكنت مع الأنصار (حم، ت، ك (2)
عن أبي).
33705 لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم
الآخر (م عن أبي هريرة، حم، ت، ن عن ابن عباس،
حم، حب، عن أبي سعيد).
33706 لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق،
من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله (حم، ق، ت،
ن عن البراء).
33707 يا معشر الأنصار! ما حديث أتاني؟ ألا ترضون

(1) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة (5 / 38) ص.
(2) أخرجه الترمذي من كتاب الفضائل في فصل الأنصار وقريش رقم 3899
وقال الترمذي حسن صحيح. ص
6

أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تدخلوه
في بيوتكم؟ لو أخذت الناس شعبا وأخذت الأنصار شعبا لاتخذت
شعب الأنصار (حم، ق (1) ن عن أنس).
33708 يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالا فهداكم
الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وكنتم عالة فأغناكم الله
بي؟ أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي
إلى رحالكم؟ ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك
الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، الأنصار شعار
والناس دثار، إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على
الحوض (حم، ق (2) عن عبد الله بن زيد بن عاصم).
33709 يا معشر الأنصار! إن الله قد أثنى عليكم خيرا في
الطهور فما طهوركم؟ قالوا: نستنجي بالماء، قال: هو ذاك فعليكموه
(ه‍، ك عن جابر وأبي أيوب وأنس).
33710 رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار
(ه‍ عن عمرو بن عوف).

(1) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب مناقب الأنصار (5 / 38) ص.
(2) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب غزوة الطائف (5 / 200) ص.
7

(33711) لكل نبي تركة وإن تركتي وضيعتي (1) الأنصار،
فاحفظوني فيهم (طس عن انس).
(33712) من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار
أبغضه الله (حم، تخ عن معاوية، ه‍، حب عن البراء).
(33713) جزى الله الأنصار عنا خيرا لا سيما عبد الله بن
عمرو بن حرام وسعد بن عبادة (ع، حب، ك عن جابر).
(33714) آية الايمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض
الأنصار (حم، ق، ن عن أنس) (2).
(33715) - العلم في قريش والأمانة في الأنصار (طب عن
ابن جزء).
(33716) أحسنوا إلى محسن الأنصار واعفوا عن مسيئهم
(طب عن سهل بن سعد وعبد الله بن جعفر معا).
(33717) استوصوا بالأنصار خيرا (حم عن انس).
(33718) حب الأنصار آية الايمان، وبغض الأنصار آية
النفاق (حم عن أنس).

(1) وضيعتي: ضيعة الرجل ما يكون منه معاشه كالصنعة والتجارة والزراعة
وغير ذلك. اه‍ النهاية (3 / 108). ب
(2) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب حب الأنصار (6 / 38)، ص
8

33719 خير الرجال رجال الأنصار، وخير الطعام الثريد
(فر عن جابر).
33720 خير ديار الأنصار بنو النجار (ت عن جابر).
33721 خير ديار الأنصار بنو عبد الأشهل (ت عن
جابر).
الاكمال
33722 احفظوا من محسن الأنصار وتجاوزوا عن مسيئهم
(طب عن أبي سعد الأنصاري).
33723 اقبلوا من محسنهم وتجاوزا عن مسيئهم يعني
الأنصار (طب عن أبي بكر، ش عن البراء) (1).
33274 أكرموا الأنصار فإنهم ربوا الاسلام كما يربى
الفرخ في وكره (قط في الافراد والديلمي وابن الجوزي في الواهيات
عن أنس).
33725 إن الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا
في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرا ينفع قوما

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 36) وقال: رواه البزار وفيه
صدقة بن عبد الله السمين وثقه دهيم وأبو حاتم وضعفه جماعته وبقية
رجاله ثقات. ص
9

ويضر آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم (طب
عن ابن عباس) (1).
33726 إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي، وإن الأنصار
كرشي فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم (ابن سعد والرامهرمزي
في الأمثال (عن أبي سعيد).
33727 إن لكل نبي تركة أو ضيعة وإن الأنصار تركتي
وضيعتي وإن الناس يكثرون ويقلون، فاقبلوا من محسنهم واعفوا
عن مسيئهم (ابن سعد عن النعمان بن مرة بلاغا).
33728 أهل بيتي والأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من
محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم (الديلمي عن أبي سعيد).
33729 ألا إن الناس دثاري والأنصار شعاري، ولو سلك
الناس واديا وسلكت الأنصار شعبة لاتبعت شعبة الأنصار،
ولولا الهجرة لكنت رجلا من الأنصار، فمن ولي أمر الأنصار
فليحسن إلى محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم، ومن أفزعهم فقد
أفزع هذا الذي بين هاتين يعني نفسه (حم والروباني، ك،

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 36) وقال: رواه الطبراني وفيه
زيد بن سعد الأشهلي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. ص
10

ص عن أبي قتادة) (1).
33730 ألا ترضون أن كل الناس دثار وأنتم شعار؟
ألا ترضون أن الناس لو سلكوا واديا وسلكتم آخر لاتبعت واديكم
وتركت الناس؟ ولولا أن الله عز وجل سماني من المهاجرين لأحببت أن
أكون امرءا من الأنصار (طب عن عبد الله بن جبير).
33731 أيها الناس! احفظوني في هذا الحي من الأنصار فإنهم
كرشي التي آكل فيها وعيبتي، اقبلوا من محسنهم وتجاوزا عن
مسيئهم (طب عن سعد بن زيد الأشهلي).
33732 والذي نفسي بيده! إني لأحبكم، إن الأنصار
قضوا ما عليهم وبقي ما عليكم، فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزا عن
مسيئهم (ابن سعد عن أنس).
33733 يا أيها الناس! إن الناس يكثرون وإن الأنصار
يقلون، فمن ولي منكم أمرا ينفع به أحدا فليقبل من محسنهم
ويتجاوز عن مسيئهم (حم - عن ابن عباس).
33734 يا أيها الناس! إن الأنصار عيبتي ونعلي وكرشي
التي آكل فيها فاحفظوني فيهم، اقبلوا من محسنهم وتجاوزا عن مسيئهم

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 35) رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح غير يحيى بن النضر وهو ثقة. ص
11

(ابن سعد عن أبي سعيد).
33735 يا معشر المهاجرين! إنكم أصبحتم تزيدون وأصبحت
الأنصار لا تزيد على هيئتها التي هي عليها اليوم، هم عيبتي التي أويت إليها
فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم (حم عن بعض الصحابة، ابن
سعد عن عائشة وعن بعض الصحابة).
33736 يا معشر المهاجرين! إنكم قد أصبحتم تزيدون وإن
الأنصار قد انتهوا، وإنهم عيبتي التي أويت إليها. فأكرموا محسنهم
وتجاوزوا عن مسيئهم (ك، طب عن كعب بن مالك).
33737 يا معشر الناس! إن الناس يكثرون وتقل الأنصار
حتى يكونوا كالملح في الطعام، لا تزيد على حيثيتها التي هي عليها اليوم،
هم عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم (حم
عن بعض الصحابة، ابن سعد عن عائشة وعن بعض الصحابة) (1).
33738 يا معشر المهاجرين! إنكم قد أصبحتم تزيدون وإن
الأنصار قد انتهوا، ومنهم عيبتي التي أويت إليها فأكرموا محسنهم
وتجاوزا عن مسيئهم (ك، طب عن كعب بن مالك).
33739 يا معشر الناس! إن الناس يكثرون وتقل الأنصار

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 35) رواه أحمد ورجاله رجال
الصحيح. ص
12

حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي من أمرهم شيئا فليقبل من محسنهم
وليتجاوز عن مسيئهم (ابن سعد عن ابن عباس).
33739 أيها الناس! لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يذكر
اسم الله عليه عز وجل، ولم يؤمن بالله من لم يؤمن بي، ومن لم يؤمن بي
لم يعرف حق الأنصار (طس عن عيسى بن عبد الله بن سبرة عن أبيه
عن جده).
33740 ألا لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله
عز وجل، ألا! لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من
لا يعرف حق الأنصار (ابن النجار عن عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده
أبي سبرة).
33741 ما آمن بالله من لم يؤمن بي، ومن آمن بي من لم يحب
الأنصار، ولا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه
(ابن قانع عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب عن جده حويطب بن
عبد العزى).
33742 استحدثوا الاسلام بحب الأنصار، فإنه لا يحبهم إلا
مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق (طب عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل
ابن سعد عن أبيه عن جده).
33743 إن هذا الحي من الأنصار محنة، حبهم إيمان وبغضهم
13

نفاق (ش والبغوي والباوردي والحاكم في الكنى، طب عن سعد
ابن عبادة).
33745 إنكم يا معشر الأنصار! لا تهاجرون إلى أحد ولكن
الناس يهاجرون إليكم، والذي نفس محمد بيده! لا يحب رجل الأنصار
حتى يلقى الله إلا لقي الله تعالى وهو يحبه، ولا يبغض رجل الأنصار
حتى يلقى الله إلا لقيه وهو يبغضه (حم، خ في التاريخ، د في فضائل
الأنصار وابن أبي خيثمة، ع وأبو عوانة وابن منيع والبغوي والباوردي وابن
قانع، طب، ص عن الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري، قال البغوي:
ولا أعلم له غيره).
33746 الأنصار أحبائي، وفي الدين إخواني، وعلى الأعداء
أعواني (عد، قط في الافراد وابن الجوزي في الواهيات عن أنس).
33747 الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق،
ومن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله (ش عن البراء).
33748 الأنصار آية المؤمنين وآية المنافقين، لا يحبهم إلا مؤمن
ولا يبغضهم إلا منافق (ط عن أنس).
33749 حب الأنصار إيمان وبغضهم كفر، وأيما رجل
تزوج امرأة على صداق ولا يريد أن يعطيها فهو زان (ق عن أبي
هريرة).
14

33750 من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض
الأنصار فببغضي أبغضهم (طب عن معاوية).
33751 من أحب الأنصار أحبه الله حين يلقاه، ومن أبغض
الأنصار أبغضه الله حين يلقاه (حم، ش، الحسن بن سفيان، حب، طب
وأبو نعيم عن الحارث بن زياد).
33752 يا معشر الأنصار! ألا تبايعون على الهجرة؟ إنما
يهاجر الناس إليكم، من لقي الله وهو يحب الأنصار لقي الله وهو يحبه،
ومن لقي الله وهو يبغض الأنصار لقي الله وهو يبغضه (طب عن أبي
أسيد الساعدي).
33753 لا يبغض الأنصار إلا منافق، ومن أبغضنا أهل
البيت فهو منافق، ومن أبغض أبا بكر وعمر فهو منافق (عد، كر
عن أبي سعيد).
33754 لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر،
ولا يحب يقيفا رجل يؤمن بالله واليوم الآخر (طب عن ابن عباس).
33755 من أخاف هذا الحي من الأنصار فقد أخاف ما بين
هذين ووضع يده على جنبيه (ط، قط في الافراد وسمويه، طس وابن
عساكر، ص عن جابر).
33756 الأنصار كرشي وعيبتي، هم الشعار والناس الدثار
15

(العسكري في الأمثال عن أنس).
33757 الأنصار شعار والناس دثار، ولولا الهجرة لكنت
امرءا من الأنصار (ع عن أبي سعيد).
33758 الناس دثار والأنصار شعار، الأنصار كرشي
وعيبتي، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار (ش عن أنس).
33759 لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبا وسلك الأنصار
واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم، ولولا الهجرة لكنت
امرءا من الأنصار (ش عن أبي هريرة).
33760 لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا
لسلكت وادي الأنصار (حم عن أبي بكر).
33761 يا معشر الأنصار! أنتم الشعار والناس دثار فلا
أوتين من قبلكم (الحاكم في الكنى، طب، ص عن عباد بن بشر
الأنصاري).
33762 يا معشر الأنصار! أما ترضون أن يذهب الناس
بالشاء والبعير وتذهبون أنتم بمحمد إلى أبياتكم؟ (طب عن ابن عباس).
33763 يا معشر الأنصار! ألم آتكم ضلالا فهداكم الله بي؟ لم آتكم متفرقين
فجمعكم الله بي؟ ألم آتكم أعداء فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفلا
تقولون: جئتنا خائفا فآمناك وطريدا فآويناك ومخذولا فنصرناك، قالوا:
16

بل لله المنة علينا ولرسوله (حم عن أنس).
33764 يا معشر الأنصار! ما قالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها
في أنفسكم، ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة فأغناكم الله وأعداء
فألف الله بين قلوبكم؟ قالوا: بلى، قال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار؟
أما والله! لو شئتم لقلتم فصدقتم: أتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا
فنصرناك، وطريدا فآويناك، وعائلا فواسيناك، أوجدتم في أنفسكم
يا معشر الأنصار في لعاعة (1) من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا، ووكلتكم
إلى إسلامكم؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة
والبعير وترجعون برسول الله إلى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده!
لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس شعبا
وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم
الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار (حم وعبد بن حميد، ص
عن أبي سعيد).
33765 اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأزواج
الأنصار ولذراري الأنصار! الأنصار كرشي وعيبتي، ولو أن الناس
أخذوا شعبا وأخذت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار،

(1) لعاعة: أي بقية يسيرة. اه‍ النهاية (4 / 254). ب
17

ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار (حم عن النضر بن أنس
عن أنس).
33766 اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء
الأنصار ولأولاد الأنصار وموالي الأنصار (حم، م (1) عن أنس،
طب عن عوف بن سلمة عن أبيه عن جده).
33767 اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء
الأنصار، وللكنائن والجيران (طب عن أنس).
33768 اللهم اغفر للأنصار وأبنائها وأبناء أبنائها وحشمها (1)
(عبد بن حميد عن جابر).
33769 اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار
ولذراريهم ولمواليهم ولجيرانهم (البغوي وابن قانع، ش، طب، ص عن رفاعة ابن
رافع الزرقي).
33770 - اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء
الأنصار ولنساء الأنصار ولنساء أبناء أبناء الأنصار (حم ش، طب
عن زيد بن أرقم).
33771 اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء
الأنصار (خ، ت عن أنس، ط، حم م (1) - عن زيد بن أرقم، طب

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل الأنصار
رقم 2506. ص
(2) وحشمها: حشم الرجل: خدمه ومن يغضب له (138) مختار الصحاح. ب
18

عن خزيمة بن ثابت، ش عن أبي سعيد).
33772 اللهم صل على الأنصار وعلى ذرية الأنصار وعلى ذرية
ذرية الأنصار (ه‍، ش وابن السني عن قيس بن سعد بن عبادة).
33773 جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا! فإنكم ما علمت
أعفة صبر (طب عن أنس عن أبي طلحة) (1)
33774 اقرأ قومك السلام فإنهم ما علمت أعفة صبر
(ط، حم عن أنس، ت: حسن غريب، طب، ك، ض عن أنس
عن أبي طلحة).
33775 ليس من أحد إلا وقد أخذ ثواب عمله إلا ما كان
من الأنصار فان ثوابهم على الله عز وجل (الديلمي عن عائشة).
33776 إن خير دور الأنصار دور بني عبد الأشهل ثم دار
الحارث بن الخزرج ثم دار بني النجار ثم دار بني ساعدة، فقال سعد:
يا رسول الله! جعلتنا آخر القبائل قال: إذا كنت من الخيار فحسبك
(طب عن عبد المهيمن بن عباس عن سهل بن سعد عن أبيه عن جده).
33777 يأبى الله ورسوله ذلك عليك والأوس والخزرج، لقد
أيدني الله بفئتين. ولو علم الله أن في العرب أشد منهما ألسنا وأدرعا لأيدني
الله بهم (عد عن أنس).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 41) رواه البزار وفيه محمد بن
ثابت البناني وهو ضعيف. ص
19

33778 أنا نقيبكم (ابن سعد عن عبد الرحمن بن أبي الرحال)
قال: مات أسعد بن زرارة فقال بنو النجار: يا رسول الله! قد مات نقيبنا
فنقب علينا، قال: فذكره.
33779 أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين بعيسى ابن
مريم وأنا كفيل قومي (ابن سعد عن محمود بن لبيد) قال: قال رسول الله
للنقباء فذكره.
33780 لا يجدن امرؤ في نفسه شيئا، إنما آخذ من أشار
إليه جبريل (طب عن ابن عمر) قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم النقباء
قال فذكره.
المهاجرون
33781 أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟ فقراء المهاجرين
يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون فيقول لهم الخزنة: أو قد
حوسبتم؟ قالوا: بأي شئ نحاسب وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في
سبيل الله حتى متنا على ذلك؟ فيفتح لهم فيقيلون فيها أربعين عاما قبل
أن يدخلها الناس (ك، هب عن ابن عمرو).
33782 إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار
خمسمائة سنة (ه‍ عن أبي سعيد) (1).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب منزلة الفقراء رقم 4123. ص
20

(33783) إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى
الجنة بأربعين خريفا (م عن ابن عمرو) (1).
(33784) إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة
عام (ت عن أبي سعيد).
(33785) إن للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم
القيامة قد أمنوا من الفزع (البزار، ك عن أبي سعيد).
(33786) سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفا إلى الجنة يتنعمون
فيها والناس محبوسون للحساب، ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف
(طب عن مسلمة بن مخلد).
(33787) للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة
قد أمنوا من الفزع (حب، ك عن أبي سعيد).
الاكمال
(33788) المهاجرون الأولون هم السابقون الشافعون المدلون على
ربهم يأتون يوم القيامة وعلى عواتقهم السلاح فيقرعون باب الجنة فتقول
لهم الخزنة: من أنتم؟ فيقولون: نحن المهاجرون، فيقال لهم: هل
حوسبتم؟ فيجثون على ركبهم وينثرون جعابهم ويرفعون أيديهم
إلى السماء فيقولون: أي رب! وبماذا نحاسب؟ أبهذه نحاسب؟ لقد

(1) أخرجه مسلم كتاب الزهد رقم (37 / 2979). ص
21

خرجنا وتركنا المال والأهل والولد، فيجعل الله لهم أجنحة من ذهب
مخوصة بالزبرجد والياقوت فيطيرون إلى الجنة فلهم بمنازلهم في الجنة
أعرف منهم بمنازلهم في الدنيا (حل، كر وقال: غريب، وابن مردويه
عن صهيب).
قريش
(33789) قدموا قريشا ولا تقدموها، ولولا أن تبطر قريش
لاخبرتها بما لها عند الله (البزار عن علي).
(33790) قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعالموها
(الشافعي والبيهقي في المعرفة عن ابن شهاب بلاغا، عد عن أبي هريرة).
(33791) - قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا من قريش ولا
تعلموها، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله (طب
عن عبد الله بن السائب).
(33792) قريش صلاح الناس ولا يصلح الناس إلا بهم ولا
يعطى إلا عليهم كما أن الطعام لا يصلح إلا بالملح (عد عن عائشة).
(33793) من يرد هوان قريش أهانه الله (حم، ت (1)، ك -
عن سعد).

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب رقم 3905 وقال غريب. ص
22

(33794) الناس تبع لقريش في الخير والشر (حم، م (1) عن
جابر).
(33795) قريش ولاة هذا الامر، فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم
تبع لفاجرهم (حم عن أبي بكر وسعد).
(33796) أسرع قبائل العرب فناء قريش يوشك أن تمر
المرأة بالنعل فتقول: هذه نعل قرشي (حم عن أبي هريرة).
(33797) أما بعد يا معشر قريش فإنكم أهل هذا الامر ما لم
تعصوا الله فإذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى هذا
القضيب (حم عن ابن مسعود).
(33798) قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة
(حم، ت عن عمرو بن العاص) (2).
(33799) إن هذا الامر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه
الله تعالى على وجهه ما أقاموا الدين (حم، خ عن معاوية) (3).
(23800) - الأئمة من قريش ولهم عليكم حق ولكم مثل

(1) أخرجه مسلم كتاب الامارة رقم / 1819 /. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء أن الخلافة من قريش رقم
/ 2227 / وقال: حسن صحيح غريب. ص
(3) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب مناقب قريش (4 / 217). ص
23

ذلك ما إن استرحموا رحموا وإن استحكموا عدلوا وإن عاهدوا وفوا
فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل
الله منه صرفا ولا عدلا (حم، ن والضياء عن أنس).
33801 الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا
فقهوا (العسكري في الأمثال عن جابر).
33802 الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع
لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم، الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم
في الاسلام إذا فقهوا، تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا
الشأن حتى يقع فيه (ق عن أبي هريرة) (1).
33803 يكون من بعدي اثنا عشر أمير كلهم من قريش
(ت عن جابر ابن سمرة) (2).
33804 لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة
(م عن مطيع).
33805 أعطيت قريش ما لم يعط الناس، أعطوا ما أمطرت
السماء وما جرت به الأنهار وما سالت به السيول (الحسن بن سفيان وأبو
نعيم في المعرفة عن الحليس).

(1) أخرجه البخاري كتاب المناقب (4 / 217). ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الخلفاء رقم / 2223 / وقال
حسن صحيح. ص
24

33806 اللهم اهد قريشا! فان عالمها يملا طباق الأرض علما،
اللهم! كما أذقتهم عذابا فأذقهم نوالا (خط وابن عساكر عن أبي
هريرة).
33807 أمان لأهل الأرض من الغرق القريش، وأمان لأهل
الأرض من الاختلاف الموالاة لقريش، قريش أهل الله، فإذا خالفها
قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس (طب، ك عن ابن عباس) (1).
33808 تعلموا من قريش ولا تعلموها وقدموا قريش ولا
تؤخروها، فان للقرشي قوة رجلين من غير قريش (ش عن سهل بن
أبي حثمة).
33809 الخلافة في قريش، والحكم في الأنصار، والدعوة في
الحبشة، والجهاد والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد (حم، طب عن عتبة
ابن عبد).
33810 قريش على مقدمة الناس يوم القيامة، ولولا أن تبطر
قريش لاخبرتها بما لمحسنها عند الله من الثواب (عد عن جابر).

(1) قال المناوي في الفيض (2 / 182): ورد الذهبي تصحيح الحاكم في
المستدرك (4 / 75) وفي الجامع الصغير: أمان لأهل الأرض من الغرق
القوس، والمراد هنا بالقوس كما شرحه المناوي: أي ظهور القوس المسمى
بقوس قزح. ص
25

33811 الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والاذان في
الحبشة، والأمانة في الأزد (حم، ت (1) - عن أبي هريرة).
33812 الأئمة من قريش، برارها أمراء أبرارها، وفجارها،
أمراء فجارها، وإن أمرت عليكم قريش عبدا حبشيا مجدعا فاسمعوا له
وأطيعوا ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه (ك،
هق عن علي (2).
33813 أحبوا قريشا فإنه من أحبهم أحبه الله (حم، حب، ك
عن سهل بن سعد).
33814 إن قريشا أهل أمانة لا يبغيهم العثرات أحد إلا كبه
الله لمنخريه (ابن عساكر عن جابر، خد طب عن رفاعة بن رافع).
33815 قريش خالصة الله تعالى، فمن نصب لها حربا سلب،
ومن أرادها بسوء خزي في الدنيا والآخرة (ابن عساكر عن عمرو
ابن العاص).
33816 إن للقرشي مثل قوة الرجلين من غير قريش (حم،
حب، ك عن جبير).

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في فضل اليمن رقم 3936 وقوله
والأمانة في الأزد: يعني اليمن. ص
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك باب ذكر فضل المهاجرين (4 / 76). ص
26

33817 انظروا قريشا فخذوا من قولهم وذروا فعلهم (حم،
حب عن عامر بن شهر).
33818 شرار قريش خيار شرار الناس (الشافعي والبيهقي في
المعرفة عن ابن أبي ذئب معضلا).
33819 فضل الله قريشا بسبع خصال لم يعطها أحد قبلهم
ولا يعطاها أحد بعدهم: فضل الله قريشا أني منهم، وأن النبوة فيهم،
وأن الحجابة فيهم، وأن السقاية فيهم، ونصرهم على الفيل، وعبدوا
الله عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأنزل الله فيهم سورة من القرآن لم
يذكر فيها أحد غيرهم (لا يلف قريش) تخ، طب، ك والبيهقي في
الخلافيات عن أم هاني).
33820 فضل الله قريشا بسبع خصال: فضلهم بأنهم عبدوا
الله عشر سنين لا يعبد الله إلا قرشي، وفضلهم بأنه نصرهم يوم الفيل
وهم مشركون، وفضلهم بأنه نزل فيهم سورة من القرآن لم يدخل
فيا أحد من العالمين وهي (لا يلف قريش)، وفضلهم بأن فيهم النبوة
والخلافة والحجابة والسقاية (طس عن الزبير بن العوام). الاكمال
33821 إن صريح ولد آدم من الأولين والآخرين أبناء كلاب
ابن مرة قصي وزهرة لفاطمة بنت سعد بن سيل الأزدي وهو أول من جدر
27

البيت بعد كلاب بن مرة (ابن عساكر عن أبي سعيد وعن جبير بن مطعم)
23822 يحبنا الأطيبان من قريش تيم بن مرة وزهرة بن كلاب
(الرامهرمزي في الأمثال عن عمرو بن الحسين بن ابن علاثة عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده).
33823 إن قريشا أعطيت ما لم يعط الناس أعطيت ما أمطرت
السماء وما جرت به الأنهار وما سالت به السيول، ولمن مضى منهم خير
ممن بقي ولا يزال رجل من قريش يتصدى لهذا الامر إما ابتزازا
وإما انتزاء، وأيم الله! لئن (أطبتم) قريشا لتقطعنكم في الأرض أسباطا،
أيها الناس! اسمعوا قول قريش ولا تعملوا بأعمالهم (نعيم بن حماد في الفتن
عن أبي الزاهرية مرسلا، الديلمي عنه عن خنيس).
32824 إن لي على قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا ما حكموا
فعدلوا وائتمنوا فأدوا واسترحموا فرحموا (حم عن أبي هريرة).
33825 الامراء من قريش، الامراء من قريش، الامراء من
قريش، لكم عليهم حق ولهم عليكم حق ما فعلوا ثلاثا: ما حكموا فعدلوا
واسترحموا فرحموا، وعاهدوا فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل (ك،
حم، طب عن أبي موسى).
33826 أنتم أولى الناس بهذا الامر ما كنتم على الحق إلا أن
28

تعدلوا عنه فتلحوا (1) كما تلحى هذه الجريدة قاله لقريش (الشافعي
ق عن عطاء بن يسار مرسلا).
33827 ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت،
وحدثت فصدقت ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبيون فراط (2)
القاصفين (الزبير بن بكار وثعلب في أماليه وابن عساكر عن النابغة
الجعدي).
33828 ما وليت قريش فعلت، واسترحمت فرحمت،
وأعهدت فوفت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبيون لها يوم
القيامة على الحوض فرطان (الشيرازي في الألقاب، طب عن النابغة
الجعدي).
33829 اللهم! فقه قريشا في الدين وأذقهم من يومي هذا إلى
آخر الأبد نوالا فقد أذقتهم نكالا (طب عن العباس بن عبد المطلب).
33830 اللهم! إنك أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا
(حم، ت: حسن صحيح غريب، حب، ص عن ابن عباس).

(1) فتلحوا: اللحت: القشر. ولحت العصا، إذا قشره. اه‍ النهاية
(4 / 235). ب
(2) فراط القاصفين: فراط القاصفين: فراط: جمع فارط: أي متقدمون إلى الشفاعة.
وقيل: إلى الحوض. والقاصفون: المزدحمون. اه‍ النهاية (3 / 434). ب
29

33831 الأئمة من قريش (ش، ق عن أنس، ش، ق
عن علي).
33832 الأئمة من قريش، ولكم عليهم حق ولهم عليكم
حق ما فعلوا ثلاثا: ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا، وعاهدوا
فوفوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
(طب - عن أبي برزة).
33833 الناس تبع لقريش، برهم لبرهم وفاجرهم لفاجرهم (ش
عن سعيد بن إبراهيم بلاغا).
33834 الناس تبع لقريش في هذا الامر، خيارهم تبع لخيارهم
وشرارهم تبع لشرارهم (ش وابن جرير عن أبي هريرة).
33835 الناس تبع لقريش في الخير والشر إلى يوم القيامة
(ش، حم، م، حب عن جابر، طب والخطيب عن عمرو بن العاص).
33836 الناس تبع لقريش (طس، ض عن سهل بن سعد).
33837 أمان أمتي من الاختلاف والموالاة لقريش، قريش
أهل الله، قريش أهل الله، قريش أهل الله، فإذا خالفتها قبيلة من
العرب صاروا حزب إبليس (ابن جرير عن ابن عباس، وفيه إسحاق بن
سعيد بن أركون ضعفوه).
33838 الناس تبع لقريش، صالحهم تبع لصالحهم وشرارهم
30

تبع لشرارهم (عم عن علي).
33839 الناس تبع لقريش في هذا الامر، خيارهم في الجاهلية
خيارهم في الاسلام إذا فقهوا، والله! لولا أن تبطر قريش لاخبرتها
بما لخيارها عند الله (حم، ش عن معاوية).
33840 خذوا من قول قريش (ابن عساكر عن الشعبي عن
عامر بن شهر).
33841 لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله
(الباوردي عن البراء، الشافعي، ق في المعرفة عن الحارث بن عبد الرحمن
بلاغا).
33842 ما أخاف على قريش إلا أنفسها أشحة بجرة (1)، وإن
طال بك عمر لتنظرن إليهم يفتنون الناس حتى يرى الناس بينهم
كالغنم بين الحوضين إلى هذا مرة وإلى هذا مرة (حم عن أعرابي).
33843 إني لا أخشى على قريش إلا أنفسها أشحة بجرة، إن
طال بك عمر رأيتهم يفتنون الناس بينهم حتى يرى الناس بينهم
كالغنم بين الحوضين مرة إلى هذا ومرة إلى هذا (طب عن عمران بن حصين).
33844 لا تؤموا قريشا وإئتموها ولا تعلموا قريشا وتعلموا
منها، فان أمانة الأمين من قريش تعدل أمانة أمينين، وإن علم عالم

(1) بجرة: هي جمع باجر، وهو العظيم البطن. اه‍ النهاية (1 / 97). ب
31

قريش مبسوط على الأرض (ابن عساكر عن علي).
33845 لا تقدموا قريشا فتضلوا ولا تأخروا عنها فتضلوا،
خيار قريش خيار الناس وشرار قريش شرار الناس، والذي نفس محمد
بيده! لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله أو ما لها عند
الله (ش عن أبي جعفر مرسلا).
33846 لا تقدموا قريشا ولا تعلموا قريشا، ولولا أن تبطر
قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله (ابن جرير عن الحارث بن عبد الله).
33847 لا يزال على الناس وال من قريش (طب وابن عساكر
عن الضحاك بن قيس الفهري).
33848 لا تزال هذه الأمة مستقيما أمرها ظاهرة على عدوها
حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ثم يكون المرج (1)
(طب عن جابر بن سمرة).
33849 لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي منهم اثنا عشر
خليفة كلهم من قريش (طب وابن عساكر عن عون بن أبي جحيفة
عن أبيه).
33850 لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة
كلهم من قريش (طب عن جابر بن سمرة).
33851 لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة (طب عنه).

(1) المرج: الخلط. اه‍ النهاية (4 / 314). ب
32

33852 لا يزال هذا الامر ظاهرا على من ناواه، لا يضره
مخالف ولا مفارق حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة من قريش (طب عنه).
33853 لا يزال أمر هذه الأمة طاهرا حتى يقوم اثنا عشر كلهم من قريش (طب عنه).
33854 لا يزال أمر هذه الأمة هاديا على من ناواه حتى يكون
عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش (طب عنه).
33855 لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون اثنا عشر
خليفة كلهم من قريش (طب عنه).
33856 لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يقوم اثنا عشر خليفة
كلهم من قريش (طب عن جابر بن سمرة).
33857 يملك هذه الأمة اثنا عشر خليفة كعدة نقباء بني إسرائيل
(حم، طب، ك عن ابن مسعود).
33858 يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما لا يضرهم من خذلهم،
كلهم من قريش (طب عن جابر بن سمرة).
33859 يكون بعدي من الخلفاء عدة نقباء موسى (نعيم بن حماد
في الفتن عن ابن مسعود).
33860 يكون من بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش
(طب عنه).
33

33861 لن يزال هذا الدين قائما إلى اثني عشر من قريش، فإذا
هلكوا ماجت الأرض بأهلها (ابن النجار عن أنس).
33862 لا يزال هذا الدين واصبا ما بقي من قريش عشرون
رجلا (نعم بن حماد في الفتن، عق عن ابن عباس).
33863 لا تعلموا قريشا وتعلموا منها، ولا تقدموا قريشا ولا
تأخروا عنها، فإنها للقرشي قوة الرجلين من غيرهم (طب عن ابن أبي
خيثمة).
33864 إن للقرشي مثل قوة الرجلين من غير قريش (ش عن
جبير بن مطعم).
33865 إن للقرشي مثل قوة الرجلين من غير قريش (ط، حم،
ع وابن أبي عاصم والباوردي، حب، ك، طب، ق في المعرفة، ص عن
جبير بن مطعم).
33866 للقرشي مثل قوة رجلين من من غير قريش (ط، طب وأبو
نعيم عن جبير بن مطعم، وهو صحيح).
33867 إن خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس (طب عن
شريح بن عبيد عن الحارث بن الحارث وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود وأبي
أمامة).
33868 شرار قريش خير شرار الناس (الشافعي، ق في المعرفة
34

عن ابن أبي ذئب معضلا).
33869 يا معشر قريش! لا ألفين أناسا يأتوني يجرون الجنة
وتأتوني تجرون الدنيا، اللهم! لا أجعل لقريش أن يفسدوا ما أصلحت
أمتي، ألا! إن خيار أئمتكم خيار الناس وشرار قريش شرار الناس،
وخيار الناس تبع لخيارهم وشرار الناس تبع لشرارهم (خ في التاريخ وابن
عساكر عن شريح بن الحارث عن أبي أمامة والحارث بن الحارث الغامدي
وكثير بن مرة وعمير بن الأسود معا).
33870 يا معشر قريش! اتبعوني تطأ العرب أعقابكم بل والله
وفارس والروم (الديلمي عن ابن عمرو).
33871 إني أحذركم الله أن تشقوا على أمتي من بعدي قاله
لقريش (طب عن شريح بن عبيد قال: أخبرني جبير بن نفير وكثير بن
مرة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معد يكرب وأبو أمامة).
33872 يا معسر الناس! أحبوا قريشا، فإن من أحب قريشا
فقد أحبني ومن أبغض قريشا قد أبغضني، وإن الله تعالى حبب إلي قومي
فلا أتعجل لهم نقمة ولا أستكثر لهم نعمة، اللهم! إنك أذقت أول
قريش نكالا فأذق آخرها نوالا، ألا! إن الله تعالى علم ما في قلبي من
حبي لقومي فسرني فيهم، قال الله تعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك
وسوف تسئلون) فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه ثم قال
35

(وأنذر عشيرتك الأقربين، واخفض جناحك لمن اتبعك
من المؤمنين) يعني قومي، فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي
والشهيد من قومي والأئمة من قومي، إن الله تعالى قلب العباد ظهرا لبطن
فكان خير العرب قريش، وهي الشجرة المباركة التي قال الله عز وجل في
كتابه (مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة) يعني بها قريشا
(أصلها ثابت) يقول: أصلها كرم (وفرعها في السماء) يقول: الشرف
الذي شرفهم الله بالاسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله، ثم أنزل فيهم
سورة من كتاب الله محكمة (لايلاف قريش) إلى آخرها (طب وابن
مردويه عن عدي بن حاتم).
33873 يا قتادة! لا تسبن قريشا فإنه لعلك أن ترى منهم
رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم
لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله (حم عن قتادة بن
النعمان).
33874 مهلا يا قتادة! لا تسبن قريشا فإنه يوشك أن ترى منهم رجالا
تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم. لولا أن تطغى قريش لأخبرتها
بما لها عند الله (طب عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده).
33875 مهلا يا قتادة! لا تسبن قريشا فإنك لعلك ترى منها
رجالا تحقر عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم،
36

لولا أن تطغى قريش لأخبرتها بالذي لها عند الله (الشافعي، في المعرفة
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مرسلا).
33876 لا تسبوا قريشا، فان عالمها يملأ الأرض علما، اللهم!
إنك أذقت أولها عذابا ووبالا أذق آخرها نوالا (ط، قط في المعرفة
عن ابن مسعود).
33877 أبعدك الله! فإنك كنت تبغض قريشا) طب
عن المغيرة).
33878 ابن أختنا منا، وحليفنا منا، ومولانا منا، يا معشر قريش!
إن أوليائي منكم المتقون) فان تكونوا أنتم فأنتم، يا أيها الناس! من بغى
قريشا العواثر (1) كب على منخريه (البغوي في معجمه من طريق ابن
القاري عن أبي عبيد الزرقي عن أبيه).
33879 إن لكل قم مادة وإن مواد قريش مواليهم (حم
عن عائشة).
33880 أيها الناس! إن قريشا أهل أمانة، من بغاها العواثر
كبه الله تعالى لمنخريه (الشافعي والبغوي، طب، ق في المعرفة عن إسماعيل
ابن عبيد بن رفاعة الأنصاري عن أبيه عن جده).
33881 من أهان قريشا أهانه الله قبل موته (طب عن أنس).

(1) العواثر، العواثير جمع عاثور، وهو المكان الوعث الخشن، لأنه يعثر
فيه. اه‍ النهاية (3 / 182). ب
37

33882 من يرد هوان قريش إهانة الله (حم، ش والعدني،
ت: حسن غريب، طب، ع، ك وأبو نعيم في المعرفة عن سعد بن أبي
وقاص، تمام وأبو نعيم، ص عن ابن عباس، كر عن عمرو بن العاص).
33883 هذا الامر إلى قريش، فمن ناواهم فيه أو ابتزهم تحات
كما يتحات الورق (ابن جرير عن كعب).
33884 يا معقل بن سنان! اتق مغاضبة قريش (أبو نعيم
عن عبد الله بن يزيد الهذلي).
33885 لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة
قاله يوم فتح مكة (ش، حم عن عبد الله بن مطيع عن أبيه).
33886 لا يقتل أحد من قريش بعد اليوم صبرا إلا قاتل
عثمان فاقتلوه، فإن لم تفعلوا فأبشروا بذبح مثل ذبح الشاة (عد وضعفه
عن الزبير).
33887 لا يقتل قرشي بعد هذا صبرا يعني بعد عبد الله بن
خطل (طب عن السائب بن يزيد).
33888 لا يقتل قرشي بعد يومي هذا صبرا (طب عن مطيع
ابن الأسود).
33889 إن فيهم لخصالا أربعا: أنهم أصلح الناس عند فتنة
وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين
38

ويتيم وأمنعهم من ظلم المملوك (حل عن المستورد الفهري).
أهل بدر
33890 إن الله تعالى أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم
فقد غفرت لكم (ك عن أبي هريرة).
33891 إن للملائكة الذين شهدوا بدرا في السماء لفضلا على من
تخلف منهم (طب عن رافع بن خديج).
33892 بشر من شهد بدرا بالجنة (قط في الافراد عن أبي
بكر).
33893 رأيت أكثر من رأيت من الملائكة معتمين (ابن
عساكر عن عائشة).
33894 لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية (حم عن
جابر).
33895 وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا
ما شئتم فقد غفرت لكم (حم، ق، ت عن علي، د عن أبي هريرة.
م عن جابر وعن ابن عباس) (1)
33896 إني لأرجو أن لا يدخل النار أحد إن شاء الله ممن
شهد بدرا والحديبية (حم، ه‍ عن حفصة).

(1) أخرجه البخاري كتاب الأدب باب من لم ير الكفار من قال.. (8 / 32). ص
39

33897 جاء جبريل فقال: ما تعدون من شهد بدرا فيكم؟
قلت: خيارنا، قال: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة، هم عندنا
خيار الملائكة (حم، خ، ه‍ عن رفاعة بن رافع الزرقي، حم، ه‍، حب
عن رافع بن خديج).
33898 كانت سيماء الملائكة يوم بدر عمائم سود ويوم أحد
عمائم حمر (طب وابن مردويه عن ابن عباس).
33899 لن يلج الناس أحد شهد بدرا أو بيعة الرضوان
(البغوي وابن قانع عن سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة).
الاكمال
33900 لا تؤذ رجلا من أهل بدر، فلو أنفقت مثل أحد
ذهبا لم تدرك عمله (ابن عساكر عن عبد الله بن أبي أوفى).
33901 يا خالد؟ لم تؤذي رجلا من أهل بدر؟ لو أنفقت
مثل أحد ذهبا لم تدرك عمله (ع، حب، طب، ك والخطيب وابن
عساكر عنه).
33902 لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية (حم عن
أم مبشر).
بنو هاشم من الاكمال
33903 إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم أصلح الناس عند فتنة
40

وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين
ويتيم وأمنعهم من ظلم المملوك (حل عن المستورد الفهري).
33904 أترون أني إذا تعلقت بحلق أبواب الجنة أوثر على بني
عبد المطلب أحدا (ابن النجار عن ابن عباس).
33905 لو أني أخذت بحلقة باب الجنة ما بدأت إلا بكم يا بني هاشم
(الخطيب عن نعيم عن أنس).
33906 والذي نفسي بيده! لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبي،
أيرجون أن يدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب (طس، ك
عن عبد الله بن جعفر).
33907 لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبي، أيرجون أن يدخلوا
الجنة بشفاعتي ولا يدخلها عبد المطلب (ط، ص عن عبد الله بن جعفر).
33908 أما والله! لا يبلغون الخير أو قال: الايمان حتى يحبوكم
لله ولقرابتي، أترجو سلهب شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب (خط،
كر عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة، وقال خط: غريب
والمحفوظ عن أبي الضحى عن ابن عباس، وقال: ورواه جماعة عن أبي
الضحى مرسلا).
41

33909 إن لبني أبي طالب عندي رحما سأبلها (1) ببلالها
(طب عن عمرو).
33910 يا بني عبد المطلب! إني سألت الله لكم ثلاثا: سألته أن
يثبت قائمكم ويعلم جاهلكم ويهدي ضالكم، وسألته أن يجعلكم جوادا
نجداء رحماء، فلو أن رجلا صفن (2) بين الركن والمقام وصلى وصام
ثم مات وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار (طب، ك عن
ابن عباس).
33911 ما من أحد أسدى إلى رجل من بني هاشم حسنة لم يكافه
عليها إلا كنت أنا مكافيه يوم القيامة (أبو نعيم عن عثمان).
33912 من صنع إلى أحد من خلف ولد عبد المطلب يدا
فلم يكافه بها في الدنيا فعلي مكافاته إذا لقيني (طس، خط، ض عن
عثمان بن عفان).
33913 من أولى رجلا من بني عبد المطلب معروفا في الدنيا فلم

(1) سأبلها ببلالها: أي أصلكم في الدنيا ولا أغنى عنكم من الله شيئا،
والبلال جمع بلل. النهاية. 1 / 153. ب
(2) صفن: كل صاف قائما فهو صافن. النهاية 3 / 39 ب.
42

يقدر المطلبي على مكافاته فأنا أكافيه عنه يوم القيامة (حل عن عثمان
ابن بشير).
33914 لا يقوم الرجل من مجلسه إلا لبني هاشم (الخطيب
عن أبي أمامة).
33915 يقوم الرجل من مجلسه لأخيه إلا بني هاشم، لا يقومون
لاحد (طب، والخطيب عن أبي أمامة).
33916 كنا وأنتم بنو عبد مناف فنحن اليوم بنو عبد الله
الشيرازي في الألقاب عن علي).
العرب
33917 أحبوا العرب وبقاءهم، فان بقاءهم نور في الاسلام، وإن
فناءهم ظلمة في الاسلام (أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة).
33918 إن الله اختار من آدم العرب، واختار من العرب مضر،
ومن مضر قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من هاشم،
فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب
فببغضي أبغضهم (ك عن ابن عمر (1).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة (4 / 73) ص
43

33919 من سب العرب فأولئك هم المشركون (هب عن عمر).
33920 من غش العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي (حم،
ت عن عثمان) (1) 33921 يا سلمان! لا تبغضني فتفارق دينك، قال: كيف؟ قال:
تبغض العرب فتبغضني (حم، ت، (ك (2)) عن سلمان)
33922 أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي وكلام
أهل الجنة عربي (عق، طب، ك، هب عن ابن عباس).
33923 إذا ذلت العرب ذل الاسلام (ع عن جابر) (3).
33924 حب العرب إيمان وبغضهم نفاق (ك عن أنس).
33925 حب قريش إيمان وبغضهم كفر (وحب العرب

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب في فضل العرب رقم 3928
وفال غريب / ص /
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب رقم 3927 وقال حسن غريب / ص /
(3) قال المناوي في الفيض (1 / 348) قال العراقي في الغريب الحديث صحيح
وقال الهيثمي فيه: محمد بن خطاب البصري ضعفه الأزدي وغيره ووثقه
ابن حبان وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح ورمز السيوطي لضعفه باطل. / ص /
44

إيمان وبغضهم كفر) فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب
فقد أبغضني (طس عن أنس).
الاكمال
33926 إن الله عز وجل خلق السماوات سبعا واختار العلى منها
وأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق الخلق فاختار من خلقه بني آدم،
واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مضر، واختار من مضر
قريشا، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا خيار
إلى خيار، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي
أبغضهم (هب، عد عن ابن عمر). (1)
33927 ما بال أقوام يبلغني عنهم أن الله خلق السماوات سبعا
فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سائر سماواته من شاء من خلقه،
وخلق الأرضين سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء من خلقه، ثم خلق
الخلق واختار من الخلق بني آدم، ثم اختار بني آدم فاختار العرب، ثم
اختار العرب فاختار مضر، ثم اختار مضر فاختار قريشا، ثم اختار
قريشا فاختار بني هاشم، ثم اختار بني هاشم فاختارني، فلم أزل خيارا من

(1) الحديث عند الحاكم في المستدرك كما مر معنا رقم (33918) ص
45

خيار، ألا! من أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب
فببغضي أبغضهم (الحكيم، طب وابن عساكر عن ابن عمرو).
33928 إن جبريل أتاني فقال: يا محمد! إن الله أمرني أن آتي
مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها وسهلها وجبلها فأتيته بخير
أهل الدنيا فوجدت خير أهل الدنيا العرب، ثم أمرني أن آتيه بخير
العرب فوجدت خير العرب مضر (الديلمي - عن ابن عباس).
33929 إني دعوت للعرب فقلت: اللهم! من لقيك منهم مؤمنا
موقنا بك مصدقا بلقائك فاغفر له أيام حياته، وهي دعوة إبراهيم
وإسماعيل، وإن لواء الحمد يوم القيامة بيدي، وإن أقرب الخلق من لوائي
يومئذ العرب (الحكيم، طب، هب عن أبي موسى).
33930 العرب نور الله في الأرض وفناؤهم ظلمة، فإذا فنيت
العرب أظلمت الأرض وذهب النور (ك في تاريخه عن أنس).
33931 العرب كلها بنو إسماعيل بن إبراهيم إلا أربع قبائل
إلا السلف والأوزاع وحضرموت وثقيف (كر عن مالك بن يخامر).
33932 كثرة العرب وإيمانهم قرة عين لي، ألا! فمن أقر عيني
أقر الله عينه (أبو الشيخ عن أنس).
46

33933 من أحب العرب فهو حبي حقا (أبو الشيخ عن
ابن عباس).
33934 لا يبغض العرب مؤمن ولا يحب ثقيفا مؤمن (طب
عن ابن عمر).
33935 لا يبغض العرب إلا منافق (عم عن علي).
33936 يا أيها الناس! إن الرب رب واحد وإن الأب أب واحد
وإن الدين دين واحد، وليست العربية بأحدكم من أب ولا أم فإنما هي
اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي (ابن عساكر عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن مرسلا).
33937 يا معشر العرب! احمدوا الله الذي رفع عنكم العشور
(حم عن سعيد بن زيد).
33938 لو كان ثابتا على أحد من العرب رق كان اليوم، إنما
هو إسار أو فداء (طب عن معاذ).
أهل اليمن
33939 أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا، الايمان يمان
والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار
47

في أهل الغنم (ق عن أبي هريرة) (1)
32940 الايمان يمان (ق عن أبي مسعود).
33941 أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة، والفقه
يمان والحكمة يمانية (ق، ت عن أبي هريرة).
33942 أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة وأسمع طاعة (طب
عن عقبة بن عامر).
33943 دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها اليمن، ووجدت
أكثر أهل اليمن مذحج (2) (خط عن عائشة).
33944 زين الحاج أهل اليمن (طب عن ابن عمر).
33945 الفقه يمان والحكمة يمانية (ابن منيع عن
ابن مسعود).
33946 الايمان يمان، والكفر من قبل المشرق، والسكينة

(1) أخرجه النجاري كتاب المفازي باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن
(5 / 219). ص -
(2) مذحج: وزان مسجد: اسم أكمة باليمن المصباح 1 / 280. ب
48

لأهل الغنم، والفخر والرياء في الفدادين (1) أهل الخيل وأهل الوبر،
يأتي المسيح إذا جاء دبر أحد صرفت الملائكة وجهه قبل الشام
وهنالك يهلك (ت عن أبي هريرة) (2)
33947 الايمان يمان، والفتنة ههنا، يطلع قرن الشيطان
(خ عن أبي هريرة). (3)
33948 الايمان يمان ههنا ألا! إن القسوة وغلظ القلوب
في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في
ربيعة ومضر (حم، ق عن أبي مسعود).
الاكمال
33949 أتاكم أهل اليمن مثل السحاب خيار من في الأرض،
قال رجل من الأنصار: يا رسول الله! إلا نحن، فسكت، ثم أعادها
فسكت ثم أعادها فسكت ثم أعادها فقال كلمة خفيفة: إلا أنتم (حم

(1) الفدادين: الفدادون بالتشديد: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم،
واحدهم: فداد. النهاية 30 / 419. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة رقم
(2243) وقال حسن صحيح. / ص /
(3) أخرجه النجاري كتاب المغازي باب قدوم الأشعريين (5 / 219 - 320) / ص /
49

وابن منيع، طب، ش عن محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه).
33950 إذا مر بكم أهل اليمن يسوقون نساءهم ويحملون أبناءهم
على عوانقهم فإنهم مني وأنا منهم (طب عن عتبة بن عبد).
33951 إني أجد نفس الرحمن من ههنا وأشار إلى اليمن، ولقد
أوحي إلي أني مقبوض غير ملبث وتتبعوني أفنادا، والخيل معقود في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلا معانون عليها (طب عن سلمة
ابن نفيل).
33952 ألا! إن الايمان يمان والحكمة يمانية، والقسوة وغلظ
القلوب في الفدادين في ربيعة ومضر عند أصول أذناب الإبل حيث
يطلع قرن الشيطان (الخطيب عن البراء).
33953 أين أصحاب اليمن؟ هم مني وأنا منهم، وأدخل الجنة
فيدخلونها معي، أهل اليمن المطروحون في أطراف الأرض المدفوعون
عن أبواب السلطان، يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها (طب
عن ابن عمرو).
50

33954 الايمان يمان هكذا إلى لخم (1) وجذام (2) (حم،
ص - عن أنس).
33955 الايمان يمان حتى جبال جذام، وبارك الله في جذام (ابن
عساكر عن روح بن زنباع مرسلا).
33956 الايمان يمان هكذا إلى لخم وجذام، والجفاء في هذين
الحيين ربيعة ومضر (ابن عساكر عن أنس).
33957 الايمان يمان والحكمة يمانية في هذين الحيين من لخم
وجذام (ابن عساكر عن أنس).
33958 الايمان يمان إلى لخم وجذام، ألا! إن الكفر وقسوة
القلب في هذين الحيين من ربيعة ومضر (ابن عساكر عن أنس).
33959 الايمان يمان والحكمة ههنا إلى لخم وجذام (طب عن
أبي كبشة).

(1) لخم: حي من اليمن، ومنهم كانت ملوك العرب في الجاهلية، وهم آل
عمرو بن عدي بن نصر اللخمي. الصحاح للجوهري 5 / 28، 2 ب
(2) وجذام: قبيلة من اليمن تنزل بجبال حسمى، تزعم نساب مضر أنهم من
معد. الصحاح للجوهري. 5 / 1884 ب
51

33960 الايمان يمان في خندف (1) وجذام (طب - عن عبد الله
ابن عوف).
33961 الايمان يمان إلى لخم وجذام، صلوات الله على جذام
يقاتلون الكفار على رؤوس الشعف ينصرون الله ورسوله (الشيرازي في
الألقاب عن أبي هريرة).
33962 الايمان يمان، ومضر عند أذناب الإبل (طب عن ابن
مسعود، طب عن عقبة بن عامر).
33963 الايمان يمان، وهم مني وإلي وإن بعد منهم المربع،
ويوشك أن يأتوكم أنصارا أعوانا فآمركم بهم خيرا (طب عن ابن
عمرو).
33964 جاء الفتح ونصر الله، وجاء أهل اليمن قوم رقيقة
قلوبهم لينة قلوبهم، الايمان والفقه يمان، والحكمة يمانية (طب
عن ابن عباس). قبائل مجتمعة من الاكمال
33965 الايمان يمان والحكمة يمانية، ورحى الاسلام دائرة فيما

(1) خندف: خندف في الأصل لقب ليلى بنت عمران بن إلحاف بن قضاعة،
سميت بها القبيلة النهاية. 2 / 82 ب
52

ولد قحطان والجفوة والقسوة فيما ولد عدنان، حمير رأس العرب ونابها،
ومذحج هامتها وغلصمتها، والأزد كاهلها وجمجمتها، وهمدان غاربها
والأنصار مني وأنا منهم، اللهم! اغفر للأنصار ولابناء الأنصار! اللهم!
أعز غسان أكرم العرب في الجاهلية وأفضل الناس في الاسلام بعثة،
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم الأنصار آووني ونصروني
ورحموني، هم شيعتي وأصحابي وأول من يدخل بحبوحة الجنة من أمتي
(الرامهرمزي في الأمثال، خط، كر والديلمي عن عثمان) (1).
33966 الايمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة، ومأكول حمير
خير من آكلها وحضرموت خير من بني الحارث، لا قيل ولا قاهر ولا
ملك إلا الله، إن الله تعالى أمرني أن ألعن قريشا فلعنتهم مرتين، ثم
أمرني أن أصلي عليهم مرتين، فصليت عليهم مرتين وأكثرهم القبائل في
الجنة مذحج وأسلم وغفار ومزينة، واخلاطهم من جهينة خير من
بني أسد، وتميم وهوازن وغطفان عند الله تعالى يوم القيامة، وإني
لا أبالي أن يهلك الحيان كلاهما، وأمرني أن ألعن قبيلتين تميم بن مرة سبعا
فلعنتهم وبكر بن وائل خمسا، وبنو عصية عصت الله ورسوله، قبيلتان
لا يدخل الجنة منهم أحدا أبدا: مقاعس وملادس (طب عن عمرو

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 41) وقال رواه البزار واسناده حسن / ص /
53

ابن عبسة) (1).
33967 خيار الرجال رجال أهل اليمن، والايمان يمان وأنا
يمان، وأكثر القبائل يوم القيامة في الجنة مذحج، وحضرموت
خير من بني الحارث، وما أبالي أن يهلك الحيان كلاهما، فلا قيل ولا
ملك إلا الله، ولعن الله الملوك الأربعة: جمدا ومشرجا ومخوسا وأبضعة
وأختهم العمردة (طب عن عمرو بن عبسة) (2).
33968 خيار الرجال رجال ذي يمن، الايمان يمان
وأكثر قبيلة في الجنة مذحج، ومأكول حمير خير من آكلها،
وحضرموت خير من كندة، فلعن الله لملوك الأربعة، جمدا ومشرجا
ومخوسا وأبضعة وأختهم العمردة (طب عن معاذ).
33969 خير الرجال رجال أهل اليمن، الايمان يمان إلى لخم
وجذام وعاملة، ومأكول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير
من بنى الحارث وقبيلة خير من قبلية، وقبيلة شر من قبيلة والله! ما أبالي

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 44) وقال رواه الطبراني عن شيخه
بكر بن سهل الدمياطي قال الذهبي: حمل عنه الناس وهو مقارب الحال وقال
النسائي: ضعيف. / ص /
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 43) وقال رواه أحمد متصلا ومرسلا
والطبراني وسمي الثاني بسر بن عبيد الله ورجال الجميع ثقات. / ص /
54

أن يهلك الحيان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة: جمدا ومخوسا ومشرجا
وأبضعة وأختهم العمردة، ثم أمرني ربي أن ألعن قريشا مرتين فلعنتهم،
ثم أمرني أن أصلي عليهم مرتين فصليت عليهم مرتين لعن الله تميم بن مرة
خمسا وبكر بن وائل سبعا، ولعن الله قبيلتين من قبائل بني تميم
مقاعس وملادس عصية عصت الله ورسوله، أسلم وغفار ومزينة
وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله
يوم القيامة، شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل
في الجنة مذحج (حم، طب، ك عن عمرو بن عبسة).
33970 غفار غفر الله لها! واسلم سالمها الله (ط، حم
م (1)، حب عن أبي ذر، طب عن (أبي) قرصافة، ط عن
سلمان، ط عن ابن عمر، خ عن أبي هريرة، ط، م وأبو عوانة عن جابر).
33971 غرة العرب كنانة، وأركانها تميم، وخطباؤها
أسد، وفرسانها قيس، ولله تعالى من أهل الأرض فرسان، وفرسانه
في الأرض قيس (ابن عساكر عن أبي (ذر) (2).

(1) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب ذكر أسلم وغفار (4 / 220) / ص /
(2) قال المناوي في الفيض (4 / 401) الحديث سكت عنه السيوطي وكذا
المناوي لم يعرج عليه بالتخريج. وذكر طرفا منه الهيثمي في المجمع (10 / 49)
وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. / ص /
55

33972 إذا عزت ربيعة ذل الاسلام، ولا يزال الله تعالى
يعز الاسلام وأهله وينقص الشرك وأهله ما عزت مضر واليمن
(كر عن شداد بن أوس).
الأشعريون
33973 إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم
بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد
بالسوية، فهم مني وأنا منهم (ق عن أبي موسى) (1).
33974 إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين
يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن
كنتم لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار (خ، م عن أبي موسى) (2).
33975 الأشعريون في الناس كصرة فيها مسك (ابن سعد
عن الزهري مرسلا).
الأزد
33976 أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها وأعذبها أفواها

(1) أخرجه البخاري كتاب المظالم باب الشركة في الطعام (3 / 181) ص
(2) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر (5 / 175) ص
56

وأصدقها لقاء (طب عن عبد الرحمن).
33977 الأزد أسد الله في الأرض، يريد الناس أن
يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول
الرجل: يا ليت أبي كان أزديا! ويا ليت أمي كانت أزدية (ت عن
أنس). (1)
33978 نعم الحي الأزد! والأشعريون لا يفرون في القتال
ولا يغلون، (2) هم مني وأنا منهم (حم، ت، ك عن أبي عامر
الأشعري) (3)
33979 الأمانة في الأزد، والحياء في قريش (طب عن أبي
معاوية الأزدي).
الاكمال
33980 الأزد مني وأنا منهم، أغضب لهم إذا غضبوا وأرضى

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في فضل اليمن رقم 3937
وقال غريب. / ص /
(2) يغلون: الغلول: الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، وكل
من خان في شئ خفية فقد غل. النهاية. 3 / 380 ب
(3) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب في ثقيف رقم 3947 وقال
حسن غريب. / ص /
57

لهم إذا رضوا (أبو نعيم، طب عن بشر بن عصمة ويقال: ابن
عطية الليثي).
33981 مرحبا بالأزد أحسن الناس وجوها وأشجعهم قلوبا
وأطيبهم أفواها وأعظمهم أمانة! شعاركم يا مبرور (عد عن ابن عباس).
33982 مرحبا بكم أحسن الناس وجوها وأصدقه لقاء وأطيبه
كلاما وأعظمه أمانة! أنتم مني وأنا منكم (ابن سعد عن منير بن
عبد الله الأزدي).
33983 نعم الحي الأزد! والأشعريون لا يفرون في القتال ولا
يغلون، هم مني وانا منهم (حم، ت: غريب، ع والحاكم في الكنى والبغوي،
طب، ك عن أبي عامر الأشعري) مر رقم [33978].
الأوس والخزرج
33984 إن الله أيدني بأشد العرب ألسنا وأذرعا يا بني قيلة:
الأوس والخزرج (طب عن ابن عباس).
33985 رحم الله حميرا! أفواههم سلام وأيديهم طعام وهم أهل
58

أمن وإيمان (حم، ت عن أبي هريرة) (1).
ربيعة
33986 إن الله تعالى سيعز هذا الدين بنصارى من ربيعة على
شاطئ الفرات (ع والشاشي عن عمر).
مضر
33987 لا تسبوا مضر فإنه كان قد أسلم (ابن سعد - عن عبد الله
ابن خالد مرسلا).
33988 إذا اختلف الناس فالعدل في مضر (طب عن
ابن عباس.
الاكمال
33989 إذا اختلف الناس فالحق في مضر (ش عن ابن عباس).
33990 إن جبريل أخبرني أني رجل من مضر (بن سعد عن
يحيى بن جابر مرسلا).
33991 لتضربن مضر عباد الله حتى لا يعبد لله اسم

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في فضل اليمن رقم 3939 قال غريب / ص /
59

وليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة (1) (حم عن
أبي سعيد).
عبد القيس
33992 أسلمت عبد القيس طوعا وأسلم الناس كرها، فبارك
الله في عبد القيس (طب عن نافع العبدي).
33993 خير أهل المشرق عبد القيس (طب عن ابن عباس).
الاكمال
قبائل مرتبة على الحروف
أحمس
33994 ابدؤا بالأحمسيين قبل القيسيين، اللهم بارك في الأحمسيين
ورجالهم (طب عن طارق بن شهاب).
33995 اللهم! بارك على أحمس ورجالها (طب، ض عن خالد
ابن عرفطة).

(1) تلعة: التلاع: مسايل الماء من علو إلى سفل، واحدها تلعة. ومنه
الحديث " فيجيئ مطر لا يمنع منه ذنب تلعة، يريد كثرته وأنه لا يخلو منه
موضع، والحديث الآخر " ليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة ".
1 / 194 النهاية. ب
60

أسلم
33996 ابدؤا بأسلم فتنسموا الرياح، وأسكنوا الشعاب،
إنكم مهاجرون من حيث كنتم (حب، طب، ض عن سلمة بن
الأكوع).
بربر (1)
33997 ما تحت أديم السماء خلق شر من بربر، ولان
أتصدق بعلافة سوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق مائة رقبة
من بربر (نعيم بن حماد في الفتن عن أبي هريرة).
33998 الخبث سبعون جزأ، للبربر تسعة وستون جزأ
وللجن والانس جزء واحد (طب عن عقبة بن عامر).
بكر بن وائل
33999 اللهم أجبر كسيرهم وآو طريدهم وأرض بريهم
ولا ترد منهم سائلا (طب عن أبي عمران محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن
عن أبيه عن جده).
بنو تميم
34000 لا تقل لبني تميم إلا خيرا، فإنهم أطول الناس رماحا

(1) بربر: وزان جعفر قوم من أهل المغرب كالاعراب في القسوة والغلظة، والجمع
برابرة، وهو معرب. المصباح ب 10 / 60
61

على الدجال (حم عن رجل من الصحابة).
34001 يأبى الله لبني تميم إلا خيرا، ثبت الاقدام، عظام الهام
رجح الأحلام، هضبة حمراء، لا يضرها من ناواها، أشد الناس على
الدجال في آخر الزمان (عق والخطيب عن أبي هريرة).
بنو الحارث
34002 نعم أهل البيت بنو الحارث بن هند (الديلمي عن
إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن جده
حارثة).
بنو عامر
34003 أبى الله تعالى لبني عامر إلا خيرا، أما والله! لولا أن
جد قريش نازع لها لكانت الخلافة لبني عامر بن صعصعة ولكن جد
قريش زاحم لها (طب عن عامر بن لقيط العامري).
34004 جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر (عق والخطيب
عن أبي هريرة، قال قيل: يا رسول الله! ما تقول في بني عامر؟ قال
فذكره).
34005 يأبى الله لبني عامر إلا خيرا، يأبى الله لبني عامر إلا
62

خيرا، يأبى الله لبني عامر إلا خيرا (الحسن بن سفيان عن عبد الله
ابن عامر).
بنو العنبر
34006 من كان عليه تحرير رقبة من ولد إسماعيل فليعتق
نسمة من بني عنبر (الباوردي وسمويه، طب، ص عن شعيث
ابن عبيد الله بن زبيب بن ثعلبة عن أبيه عن جده).
ثقيف
34007 اللهم اهد ثقيفا (حم وسمويه، ض عن جابر).
جهينة
34008 جهينة مني وأنا منهم، غضبوا لغضبي ورضوا
لرضائي، أغضب لغضبهم وأرضى لرضاهم، من أغضبهم فقد
أغضبني، ومن أغضبني فقد أغضب الله طب (عن) عمران بن
حصين).
خزاعة
34009 خزاعة مني وأنا منهم، خزاعة الوالد والولد
63

(الديلمي عن بشر بن عصمة المزني).
دوس
34010 اللهم اهد دوسا وائت بهم (خ، م عن أبي
هريرة).
عبس
34011 رب خطيب من عبس (طب عن أبي بكر
ابن محمد بن عمرو بن حزم مرسلا).
عبد القيس
34012 أنا حجيج من ظلم عبد القيس (طب عن
ابن عباس).
34013 اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير
مكرهين إذ بعض قوم لم يسلموا إلا خزايا موتورين (ابن سعد،
طب عن أبي خيرة الصباحي).
34014 اللهم اغفر لعبد القيس ثلاثا (طب عن
ابن عباس).
34015 خير ربيعة عبد القيس ثم الحي الذي أنت منهم
64

(طب عن نوح بن مخلد الضبعي.
عصية
34016 اللهم عليك ببني عصية! فإنهم عصوا الله ورسوله
(طب عن ابن عمر).
عمان
34017 نعم المرضعون أهل عمان (طب عن طلحة
ابن داود).
عنزة (1)
34018 بخ بخ بخ بخ؟ نعم الحي عنزة؟ مبغى عليهم
منصورون، مرحبا بقوم شعيب وأختان موسى، اللهم ارزق عنزة كفافا
لا قوتا ولا إسرافا (ابن قانع، طب عن سلمة بن سعد العنزي).
القبط
34019 استوصوا بالقبط خيرا، فان لهم ذمة ورحما (ابن سعد
عن كعب بن مالك).
34020 إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فان لهم ذمة

(1) عنزة: اسم قبيلة من هوازن. اه‍ 884 / 2 الصحاح للجوهري. ب
65

ورحما (البغوي، طب، ك عن كعب بن مالك)
34021 إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم، فان لهم ذمة وإن
لهم رحما (ابن سعد - عن الزهري مرسلا).
34022 إن الله سيفتح عليكم بعدي مصر! فاستوصوا بقبطها
خيرا، فان لكم منهم صهرا وذمة (كر عن عمر).
34023 الله الله في قبط مصر! فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون
لكم عدة وأعوانا في سبيل الله (طب عن أم سلمة).
قضاعة
34024 أنتم من اليد الطليقة واللقمة الهنيئة من حمير
(طب عن عمرو بن مرة الجهني).
34025 أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير (طب عن
عقبة بن عامر).
34026 أنتم معشر قضاعة من حمير (حم عن عمرو
ابن مرة).
قيس
34027 رحم الله قيسا! إنه كان على دين أبي إسماعيل بن
66

إبراهيم يا قيس حي يمنا، يا يمن! حي قيسا، إن قيسا فرسان
الله في الأرض، والذي نفسي بيده! ليأتين على الناس زمان ليس
لهذا الدين ناصر غير قيس، إن لله فرسانا من أهل السماء
مسومين (1) وفرسانا في الأرض معلمين، ففرسان الله في الأرض
قيس، إنما قيس بيضة تفلقت عنها أهل البيت، إن قيسا ضراء الله في
الأرض يعني أسد الله (طب وابن منده وابن عساكر عن
غالب بن أبجر).
مزينة
34028 سيري مزينة ما هاجرت فتيان قط كرموا على
الله إلا كان اسرعهم فناء سيري مزينة لا يدرك الدجال منها
أحد (تمام وابن عساكر وقال: غريب جدا عن مساور بن
شهاب بن مسور بن مساور عن أبيه عن جده مسرور عن جده سعد
ابن أبي الغادية عن أبيه عن جده).
معافر
34029 لا تلعنهم فإنهم مني وأنا منهم يعني معافر (البغوي

(1) مسومين: المسومة المعلمة، وقوله تعالى: " مسومين " قال الأخفش:
يكون معلمين، ويكون مرسلين، من قولك: سوم فيها الخيل: أي أرسلها.
ومنه السائمة. المختار. اه‍ 256 ب
67

والحسن بن سفيان و (طب، الحاكم في الكنى عن أبي ثور
الفهمي).
همدان
34030 نعم الحي همدان. ما أسرعها إلى النصر وأصبرها
على الجهد. ومنهم أبدال وفيهم أوتاد الاسلام (ابن سعد عن
علي بن عبد الله بن أبي يوسف القرشي عمن سمى من رجاله من أهل
العلم).
ذكر القبائل
الاكمال
قبائل مجتمعة من منهج العمال
34031 أسلم سالمها الله. وغفار غفر الله لها. أما والله،
ما أنا قلته ولكن الله قاله (حم، طب [ك] عن سلمة بن
الأكوع، م عن أبي هريرة).
34032 أسلم سالمها الله. وغفار غفر الله لها. وتجيب
أجابوا الله (طب عن عبد الرحمن بن سندر).
34033 غفار غفر الله لها. واسلم سالمها الله. وعصية
68

عصت الله ورسوله (حم، ق، ت عن ابن عمر) مر برقم
(277).
34034 والذي نفس محمد بيده. لغفار واسلم ومزينة
وجهينة ومن كان من مزينة خير عند الله تعالى يوم القيامة من
أسد وطيئ وغطفان (حم، ق عن أبي هريرة).
34035 أسلم وغفار وشئ من مزينة وجهينة خير عند
الله تعالى من أسد وتميم وهوازن وغطفان (ت عن أبي هريرة).
34036 أسلم وغفار ومزينة خير من [بني] تميم وأسد
وغطفان وبني عامر بن صعصعة (ت عن أبي بكرة).
34037 أسلم سلمهم الله تعالى من كل آفة إلا الموت.
فإنه لا يسلم عليه، وغفار غفر الله لها. ولا حي أفضل من الأنصار
(ابن منده وأبو نعيم في المعرفة عن عمر بن يزيد الكعبي).
34038 أسلم وغفار وأشجع ومزينة وجهينة ومن كان
من بني كعب موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم (ك
عن أبي أيوب).
34039 غرة العرب كنانة، وأركانها تميم، وخطباؤها
69

أسد، وفرسانها قيس، ولله تعالى من أهل الأرض فرسان،
وفرسانه في الأرض قيس (ابن عساكر عن أبي ذر) مر برقم
(378).
34040 بغض بني هاشم والأنصار كفر، وبغض العرب
نفاق (طب عن ابن عباس).
34041 قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع
وغفار موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله (ق عن أبي
هريرة) (1).
34042 بنو هاشم وبنو المطلب شئ واحد (طب عن
جبير بن مطعم).
34043 هاشم والمطلب كهاتين، لعن الله من فرق
بينهما. ربونا صغارا وحملونا كبارا (هق عن زيد بن علي
مرسلا).
34044 إنما أرى بني هاشم وبني المطلب شيئا واحدا،

(1) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب ذكر أسلم وغفار (4 / 220). ص
70

إنهم لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام (حم، خ (1)، د، ن عن
جبير بن مطعم).
34045 حب أبي بكر وعمر من الايمان وبغضهما كفر
وحب الأنصار من الايمان وبغضهم كفر، وحب العرب من
الايمان وبغضهم كفر، ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله. ومن
حفظني فيهم فأنا احفظه يوم القيامة (ابن عساكر عن جابر).
ذكر أشخاص ليسوا من الصحابة
وبعض أحاديث الاكمال من هذه الترجمة
تجئ في الباب السادس
الياس والخضر عليهما السلام
34046 الخضر هو الياس (ابن مردويه عن ابن
عباس).
34047 الخضر في البحر وإلياس في البر يجتمعان كل ليلة
عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ويحجان

(1) البخاري كتاب قسم الفئ باب ومن الدليل على أن الخمس للامام (4 / 111)
وأبو داود كتاب الخراج رقم (2978). ص
71

ويعتمران كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل (الحارث
عن انس).
34048 إنما سمي الخضر خضرا لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا
هي تهتز تحته خضراء (حم، ق (1)، ت - عن أبي هريرة).
34049 إلياس والخضر اخوان أبوهما من الفرس وأمهما من
الروم (فر عن أبي هريرة).
الاكمال
34050 لما لقي موسى الخضر جاء طير فألقى منقاره في الماء
فقال الخضر لموسى: تدري ما يقول هذا الطائر؟ قال: وما يقول: قال:
يقول: ما علمك وعلم موسى في علم الله إلا كما أخذ منقاري من هذا الماء
(ك عن أبي).
34051 ان الخضر في البحر واليسع في البر يجتمعان كل
ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج
ويحجان ويعتمران كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى
قابل (الحارث عن انس، وفيه ابان وعبد الرحيم بن واقد متروكان).

(1) أخرجه كتاب أحاديث الأنبياء باب حديث الخضر مع موسى 4 / 190 ص
72

34052 يلتقي الخضر وإلياس في كل عام في الموسم بمنى فيحلق
كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله
ما شاء الله، لا يسوق الخير إلا الله، ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله ما شاء الله،
ما كان من نعمة فمن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، من قالهن
حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات آمنه الله من الغرق والسرق
ومن الشيطان والسلطان ومن الحية والعقرب (قط في الافرأد وأبو إسحاق
الذكي في فوائده، عق، عد وابن عساكر عن ابن عباس، وضعف، وأورده
ابن الجوزي في الموضوعات).
أويس بن عامر القرني رضي الله عنه
34053 إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة هو بها
بر، لو أقسم على الله لأبر، وكان به بياض فبرئ، فمروه فليستغفر لكم
(م عن عمر) (1)
34054 إن رجلا يأتيكم من اليمن يقل له أويس لا يدع باليمن
غير أم له، قد كان به بياض فدعا الله تعالى فأذهبه عنه إلا مثل موضع
الدرهم، فمن لقيه [منكم] فمروه فليستغفر لكم (م عن عمر) (1)

(1) أخرجهما مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أويس
القرني رضي الله عنه رقم (223) ورقم (224) ورقم (225). ص
73

(34055) خليلي من هذه الأمة أويس القرني (ابن سعد عن
رجل مرسلا).
(34056) خير التابعين أويس (ك عن علي).
(34057) سيكون في أمتي رجل يقال له أويس بن عبد الله القرني
وإن شفاعته في أمتي مثل ربيعة ومضر (عد عن ابن عباس).
الاكمال
(34058) خير التابعين أويس القرني (ك عن علي، ق، كر
عن رجل).
(34059) إن من خير التابعين أويس القرني (حم وابن سعد عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل من الصحابة، حم كر عن رجل).
(34060) إن من أمتي لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه
من العري يحجزه إيمانه أن يسأل الناس، منهم أويس القرني وفرات
ابن حيان (حم في الزهد، حل عن محارب بن دثار وعن سالم بن أبي الجعد).
(34061) إنه سيكون في التابعين رجل من قرن (1) يقال له أويس

(1) قرن: القرن بالتحريك: موضع، وهو ميقات أهل نجد. ومنه أويس القرني
رضي الله عنه. المختار. ا ه‍. 42 ب
74

ابن عامر يخرج به وضح فيدعو الله أن يذهبه عنه فيقول: اللهم ادع
لي في جسدي ما أذكر نعمتك علي، فيدع له منه ما يذكر به نعمته عليه،
فمن أدركه منكم فاستطاع ان يستغفر له فليستغفر له (ع عن عمر).
34062 سيقدم عليكم رجل يقال له أويس كان به بياض فدعا
الله له فأذهبه الله، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر له (ش عن عمر).
34063 يا عمر! يكون في أمتي في آخر الناس رجل يقال له
أويس القرني فيصيبه بلاء في جسده فيدعو الله عز وجل فيذهب به
إلا لمعة في جنبه إذا رآها ذكر الله، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام وأمره
أن يدعو لك، فإنه كريم على ربه بار بوالدته، لو يقسم على الله لابره،
يشفع لمثل ربيعة ومضر (الخطيب وابن عساكر عن عمر، قال الخطيب:
هذا غريب جدا من رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب
عن عمر بن الخطاب لم أكتبه إلا من هذا الوجه).
34064 يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من
مراد ثم من قرن كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم له والدة
هو بها بر، لو أقسم على الله! لابره، فان استطعت أن يستغفر لك فافعل
(ابن سعد، حم، (1) م، عق، ك - عن عمر).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أويس
امين عامر القرني رضي الله عنه (225) ص
75

34065 يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي يقال له أويس
فئام (1) من الناس (ابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن
أسلم عن أبيه عن جده).
34066 يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من
ربيعة ومضر (ش، ك، هق وابن عساكر عن الحسن مرسلا،
قال الحسن: هو أويس القرني).
34067 يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من
عدد مضر، ويشفع الرجل في أهل بيته ويشفع على قدر عمله
(طب عن أبي أمامة).
34068 إن من المؤمنين من يدخل بشفاعته الجنة مثل ربيعة
ومضر (كر عن أبي أمامة).
34069 إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من
ربيعة ومضر (هناد - عن الحارث بن قيس، هناد وأبو البركات،
ابن السقطي في معجمه وابن النجار عن أبي هريرة).
34070 يخرج من النار بشفاعة رجل من أمتي أكثر

(1) فئام: الفئام مهموز: الجماعة الكثيرة النهاية 30 / 406 ب
76

ريعة ومضر (أبو نعيم عن أبي أمامة).
قس بن ساعدة الأيادي
(34071) رحم الله قسا! إنه كان على دين أبي إسماعيل بن
إبراهيم (طب عن غالب بن أبجر) (1)
(34072) - رحم الله قسا؟ كأني أنظر إليه على جمل أورق
تكلم بكلام له حلاوة لا أحفظه (الأزدي في الضعفاء - عن
أبي هريرة).
زيد بن عمرو بن نفيل
(34073) - غفر الله عز وجل لزيد بن عمرو ورحمه! فإنه مات

(1) أورد الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 49) وقال رواه الطبراني
في الكبير والأوسط ورجاله ثقات ومر الحديث برقم (34027) عن قيس
وأما قس فهو من إياد راجع مجمع الزوائد (9 / 418)
وضبط الحافظ ابن حجر قس: بضم القاف راجع تبصير المشتبه (3 / 1132)
وذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى (1 / 315) أن قس بن ساعدة هو
رجل من إياد. وراجع دلائل النبوة لأبي نعيم (1 / 127).
فقد وضح من المقارنة بين هذا الحديث وحديث رقم (34027) أن
قسا هو من قبيلة إياد وأما قيس فهو اسم للقبيلة التي مدحها رسول الله
صلى الله عليه وسلم والله أعلم ص
77

على دين إبراهيم (ابن سعد عن سعيد بن المسيب مرسلا) (1)
34074 دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل (ابن
عساكر عن عائشة).
ورقة بن نوفل
34075 أريته في المنام يعني ورقة وعليه ثياب بياض،
ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك (ت (1) ك
عن عائشة).
34076 لا تسبوا ورقة بن نوفل، فاني قد رأيت له جنة
أو جنتين (ك عن عائشة).
زيد بن عمرو بن نقيل من الاكمال
34077 يأتي يوم القيامة زيد بن عمرو بن نفيل أمة واحدة
(كر عن عروة مرسلا، ع، كر عنه عن سعيد بن زيد،
ك وابن عساكر عن أسامة بن زيد بن حارثة عن أبيه).
34078 يبعث يوم القيامة أمة واحدة بيني وبين عيسى

(1) أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى (3 / 381) ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم رقم
(2288) وقال غريب. ص
78

(ع والبغوي، عد وتمام عن جابر، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم
عن زيد بن عمرو بن نفيل قال: فذكره، حم، طب عن سعيد
ابن زيد).
34079 يحشر زيد بن عمرو بن نفيل أمة واحدة بيني
وبين عيسى ابن مريم (ابن عساكر عن الشعبي عن جابر، د
عن عروة مرسلا).
34080 سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يعيب أكل ما ذبح
لغير الله، فما ذقت شيئا ذبح على النصب حتى أكرمني الله تعالى
بما أكرمني به من رسالته (الديلمي عن عائشة).
ورقة بن نوفل من الاكمال
34081 قد رأيت ورقة فرأيت عليه ثياب بيض، فأحسبه
لو كان من أهل النار لم تكن عليه ثياب بياض (حم عن عائشة).
34082 لقد رأيته يعني ورقة بن نوفل على نهر في
بطنان الجنة عليه حلة من سندس، ورأيت خديجة على نهر من
أنهار الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب (ع
وتمام، عد وابن عساكر عن جابر).
79

المطعم بن عدي
34083 لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء
النتنى لأطلقتهم له يعني أساري بدر (حم، خ، د (1) - عن جبير
ابن مطعم).
أبو رغال
34084 هذا قبر أبي رغال وكان بهذا الحرم يدفع عنه،
فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه،
وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه
أصبتموه معه (د (2) عن ابن عمرو).
تبع (3)
34085 لا تسبوا تبعا، فإنه كان قد أسلم (حم عن سهل
ابن سعد).

(1) البخاري باب الخمس (4 / 111) ص
(2) أخرجه أبو داوود كتاب الخراج باب نبش القبور العادية رقم 3072
وتمام الحديث: فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن. وسكت عنه المنذري
راجع عون المعبود (8 / 346) / ص /
(3) تبع: هو ملك في الزمان الأول قبل أسعد أبو كرب والتبايعة ملوك اليمن
قيل كان لا يسمى تبعا حتى يملك حضرموت وسبأ وحمير النهاية في
غريب الحديث (1 / 180) / ص /
80

34086 ما أدرى تبع أنبيا كان أم لا؟ وما أدري ذا القرنين
أنبيا كان أم لا؟ وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا؟ (ك، هق
عن أبي هريرة).
34087 ما أدري تبع أنبيا كان أم لا، وما أدري عزيز
أنبيا كان أم لا، وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا (ك، هق
عن أبي هريرة).
عمرو بن عامر أبو خزاعة
34088 رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه (1) في
النار وكان أول من سيب السوائب (1) وبحر البحيرة (1) حم،

(1) قصبه: القصب بالضم: المعى، وجمعه: أقصاب
وقيل: القصب: اسم للأمعاء كلها. النهاية 4 / 67. ب
السوائب: الناقة السائبة: هي التي لا تمنع من ماء ولا مرعى ولا تحلب ولا
تركب. وأصله من تسييب الدواب، وهو إرسالها تذهب وتجئ كيف
شاءت. النهاية 2 / 431. ب
البحيرة: هي بنت السائبة. فكانوا إذا ولدت إبلهم سقبا بحروا أذنه: أي
شقوها وقالوا: اللهم إن عاش ففتي، وإن مات فذكي، فإذا مات أكلوه
وسموه البحيرة، وقيل: كانوا إذا تابعت الناقة بين عشر إناث لم يركب
ظهرها ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلا ولدها أو ضيف، وتركوها
مسيبة لسبيلها وسموها السائبة، فما ولدت بعد ذلك من أثنى شقوا أذنها
وخلوا سبيلها، وحرم منها ما حرم من أمها وسموها البحيرة. النهاية
1 / 100. ب.
81

ق عن أبي هريرة).
34089 إن أول من سيب السوائب وعبد الأصنام أبو
خزاعة عمرو بن عامر وإني رأيته في النار يجر أمعاءه فيها (حم
عن ابن مسعود).
أبو طالب
34090 كل الخير أرجوه من ربي (ابن سعد وابن
عساكر عن العباس).
34091 إنه في ضحضاح (1) من النار، ولولا أنا
لكان في الدرك الأسفل يعني أبا طالب (حم، ق عن العباس
ابن عبد المطلب). (2)
34092 لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح
من النار يبلغ كعبيه يغلى منه دماغه يعني أبا طالب (حم، ق
عن أبي سعيد).
34093 هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك
الأسفل من النار يعني أبا طالب (ق عن العباس). (2)

(1) ضحضاح: الضحضاح في الأصل: مارق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ
الكعبين، فاستعاره للنار. النهاية 3 / 75. ب
(2) أخرجهما مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب
والتخفيف عنه بسببه رقم 357 ورقم 358 / 360 /
82

أبو جهل
34094 إن الله قتل أبا جهل، فالحمد لله الذي صدق وعده
ونصر دينه (عق عن ابن مسعود).
عمرو بن لحي بن قمعة
34095 رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أخا
بني كعب وهو يجر قصبه في النار (م عن أبي هريرة) (1)
34096 أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن
قمعة بن خندف أبو خزاعة (طب عن ابن عباس).
الاكمال
34097 عرضت علي النار فرأيت فيها عمرو بن لحى بن
قمعة بن خندف يجر قصبه في النار، وهو أول من غير عهد
إبراهيم، سيب السوائب وبحر البحائر وحمى الحامي ونصب الأوثان
وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون، فقال أكثم: يا رسول
الله! يضرني؟ قال: لا، إنك مسلم وإنه كافر (حم، ش، ك
عن اني هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة رقم / 2856 / ص
83

34098 عرضت علي الجنة بما فيها من الزهرة فتناولت منها
قطفا من عنب لآتيكم به، فحيل بيني وبينه ولو أتيتكم به لاكل منه
من بين السماء الأرض ولا ينقص منه، ثم عرضت علي النار فلما
وجدت سفعها (1) تأخرت عنها، وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي إن
ائتمن أفشين، وإن سألن الحفن (1)، وإن سئلن بخلن، ورأيت
فيها عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، وأشبه من رأيت به معبد بن
أكثم الكعبي، فقال معبد: يا رسول الله! أيخشى علي من شبهه وهو
والذي، قال: لا، أنت مؤمن وهو كافر، وكان أول من حمل العرب على
عبادة الأصنام (حم وعبد بن حميد، ع والشاشي، ص عن جابر).
مالك بن أنس رضي الله عنه
34099 يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون
العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة (ت (2)، ك - عن
أبي هريرة).

(1) سفعها: يقال: سفعت الشئ إذا جعلت عليه علامة، يريد أثرا من النار.
النهاية 2 / 374. ب
(1) ألحفن: يقال: ألحف في المسألة يلحف إلحافا، إذا ألح فيها ولزمها.
4 / 237 ب النهاية
(2) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في عالم المدينة رقم 2680 وقال حسن ص
84

الاكمال
34100 يخرج الناس من المشرق والمغرب في طلب العلم
فلا يجدون عالما اعلم من عالم المدينة (طب عن أبي موسى).
القبائل المجتمعة من الاكمال
34101 أتاني جبريل فقال: يا محمد! إن الله بعثني فطفت
شرق الأرض وغربها وسهلها وجبلها فلم أجد حيا خيرا من العرب،
ثم أمرني فطفت في العرب فلم أجد حيا خيرا من مضر، ثم
أمرني فطفت في مضر فلم أجد حيا خيرا من كنانة، ثم أمرني
فطفت في كنانة فلم أجد حيا خيرا من قريش، ثم أمرني فطفت
في قريش فلم أجد حيا خيرا من بني هاشم، ثم أمرني أختار في
أنفسهم فلم أجد فيها نفسا خيرا من نفسك (الحكيم عن جعفر
ابن محمد عن أبيه معضلا).
34102 أسلم سالمها الله! وغفار غفر الله لها (طب
عن ابن عباس).
34103 إن الله عز وجل جعل هذا الحي من لخم وجذام
مغوثة بالشام بالظهر والضرع كما جعل يوسف مغوثة لأهلها
85

(طب عن عبد الله بن سويد الالهاني).
34104 إن الله أعز أهلي أن يتخلف عني المهاجرون من
قريش والأنصار وأسلم وغفار (ك، طب عن أبي رهم الغفاري).
34105 الخلافة في قريش والقضاء في الأنصار، والاذان
في الحبشة، والجهاد والهجرة في المسلمين والمهاجرين (ابن جرير
عن عتبة بن عبد).
34106 المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا
والآخرة، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء
بعض في الدنيا والآخرة (ط، حم، ع، حب، طب، ك، ص
عن جرير، طب عن ابن مسعود).
34107 الأنصار أعفة صبر، وإن الناس تبع لقريش في
هذا الشأن، مؤمنهم تبع لمؤمنهم وفاجرهم تبع لفاجرهم (ابن جرير
كر عن أبي هريرة).
34108 ألا أقضي بينكم؟ أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما
أنا أخوكم، وأما أنتم يا معشر المهاجرين فإنما أنا منكم، وأما أنتم
يا بني هاشم فأنتم مني وإلي (طب عن كعب بن عجرة).
86

34109 خير الناس العرب، وخير العرب قريش. وخير
قريش وبنو هاشم، وخير العجم فارس، وخير السودان النوبة،
وخير الصبغ العصفر، وخير المال العقر (1)، وخير الخضاب الحناء
الكتم (2) (الديلمي عن علي).
34110 رأيت كأن رحمة وقعت بين بني سالم وبين بني
بياضة، قالوا: يا رسول الله! أفننتقل إلى موضعها؟ قال: لا ولكن
إقبروا فيها موتاكم (البارودي عن إبراهيم بن عبد الله بن سعد بن
خيثمة عن أبيه عن جده).
34111 رأيت جدود العرب فإذا جد بني عامر جمل آدم
أحمر يأكل من أطراف الشجر، ورأيت جد غطفان صخرة
خضراء تتفجر الينابيع، ورأيت جد بني تميم هضبة حمراء
لا يضرها من وراءها، فقال رجل من القوم: إنهم إنهم، فقال:
مه مه عنهم، فإنه عظام الهام، ثبت الاقدام، أنصار الحق في
آخر الزمان (الديلمي عن عمرو العوفي).

(1) العقر: هو بالضم: أصل كل شئ. وقيل: هو بالفتح. وقيل: أراد أصل
مال له نماء. وفي الحديث " خير المال العقر النهاية 3 / 274 ب
(2) الكتم: بفتحتين: نبت فيه حمرة يخلط بالوسمة ويختضب به للسواد. المصباح
2 / 721. ب
87

34112 عبد مناف عز قريش، وأسد بن عبد العزى ركنها
وعضدها، وعبد الدار قادتها وأوائلها، وزهرة الكد، وبنو تيم
وعدي زينتها، ومخزوم فيها كالاراكة في نضرتها، وسهم وجمح
جناحاها، وعامر ليوثها وفرسانها، وقريش تبع لولد قصي، والناس
تبع لقريش (الرامهرمزي في الأمثال عن عثمان بن الضحاك مرسلا).
34113 غفار واسلم وجهينة ومزينة موالي الله عز وجل
ورسوله (طب عن معقل بن سنان).
34114 قريش سادة العرب، وقيس فرسانها، وتميم رحاها
(الرامهرمزي في الأمثال عن الوضين بن مسلم مرسلا).
34115 كنانة عز العرب وأنتم أركانها، وأسد حيطانها،
وقيس فرسانها (الديلمي عن أبي ذر).
34116 قيس فرسان الناس يوم الملاحم، واليمن رحى
الاسلام (نعيم بن حماد في الفتن عن الأوزاعي بلاغا).
34117 قسم الحفظ عشرة أجزاء فتسعة في الترك وجزء في
سائر الناس، وقسم البخل عشرة أجزاء فتسعة في فارس وجزء في
سائر الناس، وقسم الشجاعة عشرة أجزاء فتسعة في السودان وجزء في
سائر الناس، وقسم الحياء عشرة أجزاء فتسعة في العرب وجزء في
88

سائر الناس، وقسم الكبر عشرة أجزاء فتسعة في الروم وجزء في
سائر الناس، (الخطيب في كتاب البخلاء عن سيف بن عمر عن بكر بن
وائل عن محد بن مسلم).
34118 لعن الله لحيانا ورعلا وذكوانا، وعصية عصت
الله ورسوله، أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، أيها الناس! إني
لست أنا قلت هذا ولكن الله قاله (ش عن خفاف بن إيماء الغفاري).
34119 لا تسبوا ربيعة ولا مضر فإنهما كانا مسلمين، ولا تسبوا
قيسا فإنه كان مسلما (الديلمي عن ابن عباس).
34120 يا أبا الدرداء! إذا فاخرت ففاخر بقريش، وإذا
كاثرت فكاثر بتميم، وإذا حاربت فحارب بقيس، ألا إن وجوهها
كنانة، ولسانها أسد: وفرسانها قيس، إن لله يا أبا الدرداء فرسانا في سمائه
يقاتل بهم أعداءه وهم الملائكة، وفرسانا في الأرض يقاتل في الأرض
يقتل بهم أعداءه وهم قيس، يا أبا الدرداء! إن آخر من يقاتل عن الاسلام
حين لا يبقى إلا ذكره ومن القرآن إلا رسمه لرجل من قيس، قالوا:
يا رسول الله! من أي قيس؟ قال: من سليم (تمام وابن عساكر، وقال:
غريب جدا عن أبي الدرداء، وفيه سليمان بن أبي كريمة ضعفه أبو حاتم وقال
عد: عامة أحاديثه مناكير).
89

34121 ألا أخبركم بخير قبائل العرب؟ السكون سكون
كندة، والأملوك أملوك ردمان، والسكاسك وفرق من الأشعريين
وفرق من خولان (البغوي عن أبي نجيح القيسي).
34122 إن من خيار الناس الأملوك أملوك حمير وسفيان
والسكون والأشعريين (طب، عن أبي أمامة).
الفرس من الاكمال
34123 إذا أراد الله أمرا فيه لين أوحى به إلى الملائكة المقربين
بالفارسية الدرية، وإذا أراد أمرا فيه شدة أوحاه بالعربية الجهيرة يعني المبينة
(الديلمي عن أبي أمامة، فيه جعفر بن الزبير متروك).
34124 إذا أقبلت الرايات السود فأكرموا الفرس، فان دولتكم
منهم (خط والديلمي عن ابن عباس وأبي هريرة).
34125 أسعد العجم بالاسلام أهل فارس، وأشقى العرب به
هذا الحي من بهز أو تغلب (أبو نعيم في المعرفة عن إسماعيل بن محمد بن
طلحة الأنصاري عن أبيه عن جده).
24126 أعظم الناس نصيبا في الاسلام أهل فارس (ك في تاريخه
والديلمي عن أبي هريرة).
90

34127 إن إبراهيم هم أن يدعو على أهل العراق فأوحى الله
تعالى إليه: لا تفعل، إني جعلت خزائن علمي فيهم وأسكنت الرحمة
قلوبهم (الخطيب وابن عساكر عن معاذ، قال ابن عساكر: فيه أبو عمر
محمد بن أحمد الحليمي منكر الحديث مقل).
34128 لأنابهم أو ببعضهم أوثق مني بكم أو ببعضكم (ت:
غريب عن أبي هريرة) قال ذكرت الأعاجم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فذكره. (1)
34129 لو كان الايمان معلقا بالثريا لا تناله العرب لناله رجال
من فارس (طب عن قيس بن سعد).
34130 لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس
(طب عن ابن مسعود، ش عن أبي هريرة).
34131 لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من فارس (حل عن
أبي هريرة).
34132 من تكلم بالفارسية زادت في خبثه ونقصت من مروته
(عد، ك، وتعقب عن انس، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في فصل العجم رقم 3932 وقال غريب ص
91

34133 يا أبا أيوب! لا تعيره بالفارسية، فلو أن الدين معلق بالثريا
لنالته أبناء فارس (الشيرازي في الألقاب عن سفينة).
34134 رأيت غنما كثيرة سودا دخلت فيها غنم كثيرة بيض
قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم،
لو كان الايمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم وأسعدهم به الفارس (ك
عن ابن عمر).
34135 رأيتني أنزع من بئر وعليها من ينزو عليها معزي، ثم
وردت على ضأن كثيرة فأولتهم الأعاجم يدخلون في الاسلام (الديلمي
عن أبي هريرة).
34136 إن لله تعالى خيرتين من خلقه: فخيرته من خلقه من
العرب قريش، ومن العجم فارس (الديلمي عن عبد الله بن
رزق المخزومي).
34137 من أسلم من فارس فهو من قريش، هم إخواننا وعصبتنا
(الديلمي عن ابن عباس).
34138 أهل فارس هم ولد إسحاق (ك، في تاريخه
عن ابن عمر).
92

34139 لعن الله الأعجمين: فارس والروم (حم، طب عن
عقبة بن عامر).
34140 إني لأرى أمما تقاد بالسلاسل إلى الجنة (الحاكم في الكنى
عن أبي هريرة).
34141 ألا تسألوني مم ضحكت؟ رأيت فارسا من أمتي يساقون
إلى الجنة بالسلاسل كرها، قيل: يا رسول الله! من هم؟ قال: قوم من
العجم يسبيهم المهاجرون فيدخلونهم الاسلام (طب عن
أبي الطفيل).
34142 عجبت من قوم يدخلون الجنة في السلاسل (1) (خ
عن أبي هريرة).
الباب الخامس في فضل أهل البيت
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول في فضلهم مجملا
34143 اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي (فر عن
أبي سعيد). (2)

(1) أخرجه البخاري كتاب الجهاد باب الأسارى في السلاسل (4 / 73) ص
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 516) فيه: أبو إسرائيل الملاني قال الذهبي: ضعفوه ص
93

34144 إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها
نجا ومن تخلف عنها هلك (ك عن أبي ذر. (1)
34145 أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي، ثم
الأقرب فالأقرب من قريش، ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم من
سائر العرب، ثم الأعاجم، ومن اشفع له أولا أفضل (طب، ك عن
ابن عمر). (2)
34146 خيركم خيركم لأهلي من بعدي (ك عن
أبي هريرة) (3)
34147 سألت ربي تعالى أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي ولا
يتزوج إلى أحد من أمتي إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك (طب، ك
عن عبد الله بن أبي أوفي).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 151) وقال الذهبي فيه مفضل بن صالح واه ص
(2) قال المناوي في الفيض (3 / 91) تفرديه حفص عن ليث وليث ضعيف
وحفص كذاب وهو متهم به. ص
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 174) وقال رواه أبو يعلى ورجاله ثقات
وأخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 311) وقال صحيح على شرط مسلم
وأقره الذهبي. ص
94

34148 سألت ربي تعالى أن لا أزوج إلا من أهل الجنة ولا
أتزوج إلا من أهل الجنة (الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس).
34149 سألت ربي تعالى أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي
النار فأعطانيها (أبو القاسم بن بشران في أماليه عن عمران
ابن حصين).
34150 أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني بحب الله
وأحبوا أهل بيتي لحبي (ت، ك عن ابن عباس) (1)
34151 مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن
تخلف عنها غرق (البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير، (ك عن
أبي ذر).
34152 من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم
القيامة (ابن عساكر عن علي).
34153 من صنع صنيعه إلى أحد من خلف بد المطلب فلم
يكافه بها في الدنيا فعلي مكافأته إذا لقيني (خط عن عثمان).
34154 من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذي الله

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب رقم 3789 وقال حسن غريب ص
95

(ابن عساكر عن علي).
34155 النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لامتي (ع
عن سلمة بن الأكوع).
34156 وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي
بالبلاغ أن لا يعذبهم (ك عن انس).
34157 أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي
(عد، فر عن علي) (1)
34158 إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة،
استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني فأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) ت (2) عن حذيفة).
34159 أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم (ت، (3) ه ب
ك عن زيد بن أرقم).
34160 ما بال أقوام إذا جلس إليهم أحد من أهل بيتي قطعوا

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 148) فيه الحسين بن علان وهو ضعيف ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين رقم / 3781 /
وقال حسن غريب. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب فضل فاطمة رقم 3875 وقال غريب ص
96

حديثهم؟ والذي نفسي بيده! لا يدخل قلب امرئ الايمان حتى
يحبهم لله ولقرابتي (ه‍ (1) عن العباس بن عبد المطلب).
34161 من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في
درجتي يوم القيامة (حم، ت عن علي).
34162 نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة: انا وحمزة وعلي
وجعفر والحسن والحسين والمهدي (ه‍ (2)، ك عن انس
الاكمال
34163 أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي وأصحابي
(عد والديلمي عن علي). مر برقم (34157)
34164 انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم قاله لعلي
وفاطمة والحسن والحسين (حم، طب، ك عن أبي هريرة).
مر برقم (34159)

(1) أخرجه ابن ماجة بالمقدمة فضل العباس بن عبد المطلب رقم 140 وقال في الزوائد:
رجال اسناده ثقات ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب خروج المهدي رقم / 4087 / وقال في الزوائد
في اسناده مقال وعلي بن زياد لم أر من وثقه ولا من جرحه وباقي رجال
الاسناد موثقون ص
97

34165 انا وفاطمة والحسن والحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم
القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد (طب وابن عساكر
عن علي).
34166 إن أول من يدخل الجنة انا وأنت وفاطمة والحسن
والحسين، قال علي: فمحبونا؟ قال: من ورائكم (ك وتعقب
عن علي).
34167 إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في حظيرة القدس في
قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن (ابن عساكر عن عمر، وفيه عمرو بن
زياد الثوباني، قال قط: يضع الحديث.
34168 إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا
وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي، ويل للمكذبين بفضلهم،
من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله (ك وابن عساكر
عن جابر).
34169 إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من
ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك (ابن جرير عن أبي ذر).
34170 مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، فمن
قوم نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ومثل باب
98

حطة في بني إسرائيل (طب عن أبي ذر) (1)
34171 من أحب أن يبارك له في أجله وأن يمتعه الله
بما خوله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة، ومن يخلفني فيهم
بتك (2) أمره وورد علي يوم القيامة مسودا وجهه (أبو الشيخ في
تفسيره وأبو نعيم عن عبد الله بن بدر الخطمي عن أبيه).
34172 إني وإياك وهذا الراقد، يعني عليا، والحسن يوم القيامة لفي
مكان واحد (حم، طب عن علي، ك عن أبي سعيد).
34173 إني سألت ربي أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي ولا يتزوج
إلى أحد من أمتي إلا كان معي في الجنة فأعطاني ذلك (ابن النجار
عن ابن عمر).
34174 ما تزوجت شيئا من نسائي ولا زوجت شيئا من
بناتي إلا بإذن جاءني به جبريل عن الله عز وجل (عد وقال: باطل
بهذا الاسناد، وابن عساكر عن أنس).
34175 سألت ربي لاصهاري الجنة فأعطانيها البتة (أبو

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 168) رواه البزار والطبراني وفيه
الحسن بن أبي جعفر وهو متروك. ص
(2) بتك: البتك: القطع وبابه ضرب ونصر مختار الصحاح 40 ص. ب
99

الخير الحاكمي القزويني عن ابن عباس).
34176 من تزوجت إليه أو تزوج إلي فحرمه الله على
النار (ابن عساكر - عن ابن أبي أوفي).
34177 أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في
قبة تحت العرش (طب عن أبي موسى).
34178 أول من يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبني
من أمتي (الديلمي عن علي).
34179 شفاعتي لامتي من أحب أهل بيتي وهم شيعتي
(الخطيب عن علي).
34180 أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي،
والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه،
والمحب لهم بقلبه ولسانه (الديلمي من طريق عبد الله بن أحمد بن
عامر عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي).
34181 ألا! إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض
إلا للنبي وأزواجه وفاطمة بنت محمد وعلي ألا! بينت لكم أن
تضلوا (طب عن أم سلمة).
100

34182 ألا! إن مسجدي هذا حرام على كل حائض من
النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وعلى أهل بيته علي
وفاطمة والحسن والحسين (ق وضعفه عن أم سلمة).
34183 ألا! لا يحل هذا المسجد لجنب ولا حائض إلا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ألا! قد بينت
لكم الأشياء أن تضلوا (ق وضعفه وابن عساكر عن أم سلمة).
34184 أيها الناس! إني فرط لكم وإني أوصيكم بعترتي خيرا
موعدكم الحوض (ك عن عبد الرحمن بن عوف).
34185 اللهم! أهل بيتي وأنا مستودعهم كل مؤمن (ابن
عساكر عن انس).
34186 اللهم إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك
ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهم! إنهم مني وأنا منهم
فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك علي وعليهم يعني
عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (طب عن واثلة).
34187 اللهم! إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي (طب
عن أم سلمة).
34188 النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لامتي
101

(ش ومسدد والحكيم، ع، طب وابن عساكر عن سلمة بن الأكوع).
34189 النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل
بيتي أمان لامتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب
اختلفوا فصاروا حزب إبليس (ك وتعقب عن ابن عباس) (1)
34190 النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت أتاها
ما يوعدون، وأنا أمان لأصحابي ما كنت فيهم، فإذا ذهبت اتاهم ما
يوعدون، وأهل بيتي أمان لامتي، فإذا ذهب أهل بيتي اتاهم ما
يوعدون (ك وتعقب عن جابر).
34191 خير رجالكم علي: وخير شبابكم الحسن والحسين،
وخير نسائكم فاطمة (الخطيب وابن عساكر عن ابن مسعود).
34192 عرض لي ملك استأذن ان يسلم علي ويبشرني
ببشرى ان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وان الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة (الروياني، حب، ك عن حذيفة).
34193 ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل
بيتي قطعوا حديثهم؟ والذي نفسي بيده! لا يدخل قلب امرئ

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 174) رواه الطبراني وفيه موسى
ابن عبيدة الربذي متروك. ص
102

الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني (هو الروياني، طب وابن
عساكر، عن محمد بن كعب القرظي عن العباس بن عبد المطلب) مر برقم / 34160 /.
34194 من أحب هؤلاء فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد
أبغضني يعني الحسن والحسين وفاطمة وعليا (ابن عساكر عن
زيد بن أرقم).
34195 في الجنة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتم الله
فسلوا لي الوسيلة، قالوا: يا رسول الله! من يسكن معك فيها؟
قال: علي وفاطمة والحسن والحسين (ابن مردويه، عن علي).
34196 من أحب هذين، يعني الحسن والحسين، وأباهما
وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة (طب، عن عي).
34197 من آذاني في أهلي فقد آذى الله (أبو نعيم، عن علي).
34198 من سره أن يحيي حياتي ويموت مماتي ويسكن
جنة عدن التي غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه، وليقتد بأهل
بيتي من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي
وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي،
103

لا أنالهم الله شفاعتي (طب والرافعي عن ابن عباس).
34199 من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو
لاحدى ثلاث: إما منافق، وإما لزنية، وإما امروء حملته أمه
لغير طهر (الباوردي، عد، هب، عن علي).
34200 نحن خير من أبنائنا، وبنون خير من أبنائهم،
وأبناء بنينا خير من أبناء أبنائهم (طب عن معاذ).
34201 نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد (الديلمي عن انس).
34202 والله! لا يدخل قلب امرئ ايمان حتى يحبكم
لله ولقرابتي (حم، عن عبد المطلب بن ربيعة).
34203 لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا ذيد (1) يوم
القيامة عن الحوض بسياط من النار (طب، عن السيد الحسن).
34204 لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا ادخله الله النار
(ك، عن أبي سعيد).
34205 يا علي! إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن

(1) ذيد: ذاده عن كذا يذوده ذيادا بالكسر أي طرده. مختار الصحاح
225. ب
104

والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا
عن أيماننا وعن شمائلنا (ابن عساكر عن علي، وفيه إسماعيل بن
عمرو البجلي ضعيف، قال عد حدث بأحاديث لا يتابع عليها، طب
عن محمد بن عبيد الله ابن أبي رافع عن أبيه عن جده).
34206 يا علي! إن الاسلام عريان لباسه التقوى، ورياشه
الهدى، وزينته الحياء، وعماده الورع، وملاكه العمل الصالح،
وأساس الاسلام حبي وحب أهل بيتي (ابن عساكر عن علي).
34207 ما كان الله ليجمع فيكم أمرين: النبوة والخلافة
(الشيرازي في الألقاب، عن أم سلمة) إن عليا وفاطمة والحسن
والحسين دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه الخلافة
قال فذكره.
الفصل الثاني في فضائل أهل البيت مفصلا
فاطمة رضي الله عنها
34208 أبشري يا فاطمة فان المهدي منك (ابن عساكر
عن الحسين).
34209 إذا كان يوم القيامة نادي مناد من بطنان العرش:
يا أهل الجمع! نكسوا رؤسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة
105

بنت محمد على الصراط، فتمر مع سبعين الف جارية من الحور
العين كمر البرق (أبو بكر في الغيلانيات عن أبي أيوب).
34210 إذ كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش:
أيها الناس! غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة إلى الجنة (أبو بكر
في الغيلانيات عن أبي أيوب).
34211 إذا كان يوم القيامة ينادي مناد من بطنان العرش:
أيها الناس! غضوا أبصاركم، أيها الناس! غضوا أبصاركم حتى
تجوز فاطمة إلى الجنة (أبو بكر في الغيلانيات عن أبي هريرة). (1)
34212 إن فاطمة بضعة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها
وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع
بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله تحت رجل واحد
أبدا (حم، ق، (2) د، ه‍ عن المسور بن مخرمة).
34213 إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا
ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 429): أخرجه الحاكم ورده الذهبي فقال:
بل موضوع ص
(2) أخرجه البخاري باب في الخمس باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم (4 / 101) ص
106

أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني،
يريبني ما يريبها ويؤذيني ما آذاها (حم، ق، (1) د ت، ه‍ عن
المسور بن مخرمة).
34214 إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة
وانه عارضني العام مرتين، ولا أراني إلا حضر أجلى، وإنك أول
أهل بيتي لحاقا بي، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لك
(ق، ه‍ عن فاطمة). (2)
34215 إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني
ما أنصبها (حم، (3) ت، ك عن ابن الزبير).
34216 يا فاطمة! ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء
المؤمنين (ق عن فاطمة).
34217 أتاني ملك فسلم علي، نزل من السماء لم ينزل
قبلها، فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شاب أهل الجنة وأن

(1) أخرجه البخاري كتاب الطلاق باب الشقاق 7 / 61 ص
(2) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب علامات النبوة (4 / 248) ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب فضل فاطمة.. رقم 3869 وقال
حسن صحيح. ص
107

فاطمة سيدة نساء أهل الجنة (ابن عساكر عن حذيفة).
34218 أحب أهلي إلي فاطمة (ت، ك عن أسامة بن زيد).
34219 إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب:
يا أهل الجمع! غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر
(تمام، ك عن علي).
34220 إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها
على النار (البزار، ع، طب، ك عن ابن مسعود).
34221 أول من يلحقني من أهلي أنت يا فاطمة! وأول!
من يلحقني من أزواجي زينب، وهي أطولكن كفا (ابن عساكر
عن واثلة).
34222 فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني (خ، عن
المسور). (1)
34223 فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها ويبسطني
ما يبسطها وإن الأنساب تنقطع به يوم القيامة غير نسبي وسببي
وصهري (حم، ك، عنه).

(1) أخرجه البخاري كتاب مناقب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب فاطمة..
(5 / 36) ص
108

34224 فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران
(ك، عن أبي سعيد).
34225 فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها، قاله
لعلي (طس، عن أبي هريرة).
الاكمال
34226 ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث،
وإنما سماها الله فاطمة لان الله تعالى فطمها ومحبيها من النار (خط عن ابن عباس).
34227 إنما سميت فاطمة لان الله فطمها ومحبيها عن النار
(الديلمي عن أبي هريرة).
34228 اتاني جبريل بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري
بي فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة
شممت رقبة فاطمة (ك وقال: غريب عن سعد بن أبي وقاص وقال
الذهبي: هو كذب جلى من وضع مسلم بن عيسى الصفار لان فاطمة
ولدت قبل النبوة فضلا عن الاسراء، وكذا قال ابن حجر).
34229 إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق!
طأطئوا رؤسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد (أبو الحسن بن أبي
109

بشران في فوائده، خط عن عائشة).
34230 اما ترضين ان تكوني سيدة نساء أهل الجنة قاله
لفاطمة (خ، ه‍، عق عن عائشة عن فاطمة).
34231 نزل ملك من السماء فاستأذن الله ان يسلم علي
فبشرني ان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة (ك عن حذيفة).
34232 يا فاطمة! ألا ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين
وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة (ك عن عائشة).
34233 فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران
وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد (ش عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى).
34234 أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد، ومثلها
في هذه الأمة مثل مريم في بني إسرائيل (أبو الحسن أحمد بن
ميمون في كتاب فضائل على والرافعي عن بدل بن المحبر عن عبد السلام
ابن عجلان عن أبي يزيد المدني).
34235 لا تبكي فإنك أول أهلي لاحق بي (طب عن فاطمة).
34236 إن الله تعالى غير معذبك ولا ولدك قاله لفاطمة
110

(طب عن ابن عباس).
34237 إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى
لرضاها (الديلمي عن علي).
34238 يا فاطمة! ان الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك
(ع، طب، ك وتعقب (1) وأبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر
عن علي).
34239 ان فاطمة حصنت فرجها وإن الله ادخلها باحصان
فرجها وذريتها الجنة (طب عن ابن مسعود).
34240 إنما فاطمة شجنة (2) مني، يبسطني ما يبسطها
ويقبضني ما يقبضها (ك، طب عن المسور) (3)
34241 إنما فاطمة بضعة مني، ومن آذاها فقد آذاني
(ك عن أبي حنظلة مرسلا)

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 154) وقال الذهبي فيه حسين بن زيد
منكر الحديث لا يحل أن يحتج به. ص
(2) شجنة: يقال: بيني وبينه شجنة رحم أي قرابة مشتبكة وفي الحديث
" الرحم شجنة من الله تعالى " أي الرحم مشتقة من الرحمن. مختار الصحاح.
330 ب.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 154) وقال صحيح وأقره الذهبي. ص
111

34242 إن فاطمة بضعة مني وانا أتخوف ان تفتتن في دينها،
وإني لست أحرم حلال ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع
بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا (حم، خ، م،
د، ه‍، عن المسور بن مخرمة) ان عليا خطب بنت أبي جهل فقال النبي صلى الله عليه وسلم
فذكره. مر برقم (34212).
34243 إن ابنتي فاطمة بضعة مني، يريبني ما أرابها ويؤذيني
ما آذاها (طب عن المسور).
34244 إنما فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني (ش
عن محمد بن علي مرسلا).
34245 يا أبا بكر! انتظر بها القضاء (ابن سعد عن علباء بن
أحمر اليشكري) إن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال فذكره.
الحسن والحسين رضي الله عنهما
34246 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (حم، ت عن
أبي سعيد، طب عن عمرو بن علي وعن جابر وعن أبي هريرة، طس عن
أسامة بن زيد وعن البراء، عد عن ابن مسعود).
34247 ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
112

وأبوهما خير منهما (ابن عساكر عن علي وعن ابن عمر).
34248 أتاني جبريل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة (ابن سعد، ك عن حذيفة).
34249 أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ هو ملك من
الملائكة لم يهبط إلى الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه عز وجل
أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شاب أهل الجنة
وان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة (حم، ت، (1) ن، حب، عن حذيفة).
34250 اما حسن فله هيئتي وسؤددي، واما حسين فله جرأتي
وجودي (ظب عن فاطمة الزهراء).
34251 إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا (ت عن ابن
عمر (2) ن عن أنس).
34252 إن ابني هذين ريحانتاي من الدنيا (عد وابن عساكر
عن أبي بكرة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين..) رقم 3781
وقال حسن غريب. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن رقم 3775 قال
حديث صحيح. ص
113

34253 لكل بني أنثى عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة
فأنا وليهم وأنا عصبتهم (طب عن فاطمة الزهراء).
34254 لكل بني أم عصبة ينتمون إليهم إلا اني فاطمة
فأنا وليهما وعصبتهما (ك عن جابر).
34255 هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم! إني أحبهما فأحبهما
وأحب من يحبهما (ت، حب عن أسامة بن زيد) (1)
34256 هما ريحانتاي من الدنيا يعني الحسن والحسين (حم،
خ عن ابن عمر) (2)
34257 صدق الله ورسوله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)
نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي
ورفعتهما (حم، (3) حب، ك عن بريدة).
34258 هذا مني يعني الحسن وحسين من علي (د عن
المقدام بن معد يكرب). (4)

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن رقم (3769) وقال
حسن غريب. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الأدب باب رحمة الولد (8 / 8) ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين رقم (3774)
وقال حسن غريب. ص
(4) الحديث بلفظه في مسند الإمام أحمد (4 / 132). ص
114

34259 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير
منهما (ن، ك عن ابن عمر، طب عن قرة وعن مالك بن الحويرث، ك
عن ابن مسعود) (1)
34260 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة
عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما
كان من مريم بنت عمران (حم، ع، طب، ك عن أبي سعيد).
34261 الحسن مني والحسين من علي (حم وابن عساكر عن
المقدام بن معد يكرب).
34262 الحسن والحسين سيفا العرش وليسا بمعلقين (طس
عن عقبة بن عامر).
34263 إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين
عظيمتين من المسلمين (حم، (2) خ 3 عن أبي بكرة).
34264 حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحب حسينا،

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 167) وقال صحيح. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الصلح باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي..
(3 / 243). ص
115

الحسن والحسين سبطان من الأسباط (خد، ت، ه‍، (1) ك عن يعلي
ابن مرة).
34265 أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين (ت عن أنس).
34266 كل بني آدم ينتمون إلى عصبة (2) إلا ولد فاطمة،
فأنا وليهم وأنا عصبتهم (طب عن فاطمة الزهراء).
34267 كل بني أنثى فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة،
فأني أنا عصبتهم وانا أبوهم (طب عن عمر).
34268 من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما
فقد أبغضني (حم، ه‍، ك عن أبي هريرة) (3)
34269 من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر
إلى الحسن بن عي (ع عن جابر).
34270 ويح الفراخ فراخ آل محمد من خليفة مستخلف

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين رقم / 3775 /
وقال حسن. ص
(2) عصبة: العصبة: الأقارب من جهة الأب لأنهم يعصبونه ويعتصب بهم: أي
يحيطون به ويشتد بهم النهاية 30 / 245. ب
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 171) وقال صحيح. ص
116

مترف (ابن عساكر عن سلمة بن الأكوع).
34271 سمي هارون ابنيه شبرا وشبيرا، وإني سميت ابني
الحسن والحسين بما سمي به هارون ابنيه (البغوي وعبد الغني في الايضاح
وابن عساكر عن سلمان).
الاكمال
34272 أما حسن فله هيئتي وسؤددي وأما حسين فله جرأتي
وجودي (طب وابن منده، كر عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم) إنها أتت
بابنيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكواه الذي توفي فيه فقالت: يا رسول الله
هذان ابناك فورثهما شيئا، قال فذكره.
34273 أما الحسن فقد نحلته (1) حلمي وهيئتي، وأما الحسين
فقد نحلته نجدتي وجودي (كر عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن
أبيه عن جده) إن فاطمة أتت بابنيها فقالت يا رسول الله! انحلهما،
قال: نعم فذكره.
34274 إن ملكا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في
زيارتي فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي وأن الحسن والحسين سيدا

(1) نحلته: يقال: نحله ينحله نحلا بالضم. والنحلة بالكسر: العطية.
النهاية 5 / 29. ب
117

شباب أهل الجنة (طب وابن النجار عن أبي هريرة).
34275 إني سميت ابني هذين باسم ابني هارون شبر وشبير
(ش عن الأعمش عن سالم مرسلا).
34276 إني سميت بنى هؤلاء تسمية هارون بنيه شبرا وشبيرا
ومشبرا (حم، قط في الافراد، طب، ك، ق وابن عساكر عن علي،
البغوي، طب عن سلمان).
34277 إني رأيت أن أغير اسم ابني هذين (حم والهيثم بن
كليب، الشاشي، ك وتعقب عن علي).
34278 أيها الناس! ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة؟ ألا
أخبركم بخير الناس عما وعمة؟ ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة؟
ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما؟ الحسن والحسين جدهما رسول الله،
وجدتهما خديجة بنت خويلد، وأمهما فاطمة بنت رسول الله، وأبوهما
علي بن أبي طالب، وعمهما جعفر بن أبي طالب، وعمتهما أم هاني بنت
أبي طالب، وخالهما القاسم بن رسول الله، وخالاتهما زينب ورقية
وأم كلثوم بنات رسول الله، وجدهما في الجنة، وأبوهما في الجنة،
وأمهما في الجنة، وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة، وخالاتهما في
118

الجنة، وهما في الجنة، ومن أحبهما في الجنة (طب وابن عساكر
عن ابن عباس، وفيه أحمد بن محمد اليمامي متروك وكذبه أبو حاتم
وابن صاعد).
34279 اللهم! إني أحبهما فأحبهما، وأبغض من أبغضهما
يعني الحسن والحسين (ش، طب عن أبي هريرة).
34280 اللهم! إني أحبهما فأحبهما (ت: حسن (1) صحيح
عن البراء).
34281 اللهم؟ إني أستودعكهما وصالح المؤمنين يعني
الحسن والحسين (طب، ص عن زيد بن أرقم).
34282 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، من أحبهما
فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني (ابن عساكر عن
ابن عباس).
34283 الحسن والحسين سبطان من الأسباط (طب وأبو
نعيم وابن عساكر عن يعلى بن مرة).
34284 الحسن والحسين من أحبهما أحببته، ومن أحببته

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن.. رقم 3783 ورقم 3769
ورقم 3782 وقال حسن غريب. ص
119

أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى
عليهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله
نار جهنم وله عذاب مقيم (أبو نعيم، كر عن سلمان، أبو
نعيم عن أبي هريرة).
34285 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، اللهم!
إني أحبهما فأحبهما (طب عن أسامة بن زيد).
34286 الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحبني، ومن
أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما
أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار
(ك وتعقب (1) عن سلمان).
34287 الولد ريحانة وريحانتي الحسن والحسين (العسكري
في الأمثال عن علي).
34288 جاءني جبريل بشرني أن الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة (خ، ض عن حذيفة).
34289 حسين مني وأنا منه، هو سبط من الأسباط،

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 166) وقال صحيح. ص
120

أحب الله من أحب حسينا، إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة (ابن عساكر عن أبي رمثة).
34290 لما استقر أهل الجنة قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني
أن تزينني بركنين من أركانك؟ قال: ألم أزينك بالحسن والحسين؟
فماست (1) الجنة ميسا كما يميس العروس (طب والخطيب وابن عساكر
عن ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر، قال ابن عساكر: وروى
عن ابن لهيعة عن أبي عشانة مرسلا، وروى عنه عن أبي عشانة قال: بلغني
فذكره من غير أن يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: فالحديث إذن معلول،
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: فيه أحمد بن رشدين كذاب عن
حميد بن علي البجلي وليس بشئ).
34291 من أحب الحسن والحسين أحببته، ومن أحببته أحبه
الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته
ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله جهنم وله
عذاب مقيم (طب عن سلمان).
34292 من أحبني فليحب هذين يعني الحسن والحسين

(1) فماست: ماس يميس ميسا: إذا تبختر في مشيه وتثنى النهاية. 4 / 380 ب.
121

(طب عن ابن مسعود).
34293 هبط ملكان لم يهبطا منذ كانت الأرض فبشراني
أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة فقلت، أبوهما خير
منهما وعثمان شبيه إبراهيم خليل الرحمن (الديلمي عن أنس).
34294 والله! ما من نبي إلا وولد الأنبياء غيري، وإن
ابنيك سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى قاله
لفاطمة (طب وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن علي).
34295 وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل فبشرني أن
حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما (طب
عن حذيفة).
34296 وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما
يعني الحسن والحسين (طب، ض عن أبي أيوب).
34297 لا يقومن أحدكم من مجلسه إلا للحسن والحسين
أو ذريتهما (ابن عساكر عن أبان عن انس).
مقتل الحسين رضي الله عنه
34298 أخبرني جبريل أن حسينا يقتل بشاطئ الفرات
(ابن سعد عن علي).
122

34299 أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض
الطف وجاءني بهذه التربة وأخبرني أن فيها مضجعه (ابن سعد،
طب عن عائشة).
34300 أتاني جبريل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا
يعني الحسين وأتاني بتربة من تربته حمراء (د، ك عن أم الفضل
بنت الحارث (1).
الحسن رضي الله عنه من الاكمال
34301 إن ابني هذا سيد وليصلحن الله به بين فئتين
من المسلمين عظيمتين (يحيى بن معين في فوائده، ق في الدلائل
والخطيب وابن عساكر، ص عن جابر).
34302 إن ابني هذا سيد، وإنه ريحانتي في الدنيا، وإني
أرجو أن يصلح الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين (طب
عن أبي بكرة).
34303 إن ابني هذا سيد يصلح الله على يديه بين فئتين

(1) أم الفضل بنت الحارث اسمها: لبابة زوجة العباس. خلاصة تذهيب الكمال
3 / 392. ص
والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 177) وقال الذهبي: بل منقطع ضعيف
فان شداد لم يدرك أم الفضل ومحمد بن مصعب ضعيف. ص
123

(ت: حسن صحيح عن أبي بكرة) (1)
34304 إن ابني هذا سيد وإن الله سيصلح على يديه بين
فئتين من المسلمين عظيمتين (طب عن أبي بكرة).
34305 إني لأرجو أن يكون ابني هذا سيدا (ن
عن أنس).
34306 إن حسن بن علي أعطي من الفضل ما لم يعط
أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
خليل الله (ابن عساكر عن حذيفة، وفيه أبو هارون العبدي
شيعي متروك).
34307 اللهم إني أحب حسنا فأحبه وأحب من يحبه
(حم، خ، م، ه‍، ع عن أبي هريرة، طب عن سعيد بن زيد،
طب وابن عساكر عن عائشة). (2)
34308 كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن.. رقم 3773 وقال
حسن صحيح
وأخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 175) ص
(2) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل الحسن رقم / 2421 / ص
124

أن أعجله حتى يقضي حاجته (حم، ن والبغوي، طب، ك، ص،
ق عن عبد الله بن شداد ابن الهاد عن أبيه) (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى
فسجد فركبه الحسن فأطال السجود فقالوا: يا رسول الله!
سجدت سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى
إليك قال فذكره. قال البغوي: وليس لشداد مسند غيره.
34309 من أحبني فليحب هذا يعني الحسن (ط عن
البراء، ابن عساكر عن علي).
34310 ويحك يا أنس؟ دع ابني وثمرة فؤادي، فان من
آذى هذا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله (طب عن أنس)
قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم راقد إذ جاء الحسن يدرج حتى قعد
على صدره ثم بال عليه فجئت أميطه عنه قال فذكره.
الحسين رضي الله عنه من الاكمال
34311 اللهم؟ إني أحبه فأحبه يعني الحسين (ك
عن أبي هريرة).
34312 من أحب هذا يعني الحسين فقد أحبني (طب

(1) أخرجه النسائي كتاب الافتتاح باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من
سجدة رقم / 1142 /. ص
125

عن علي).
34313 أخبرني جبريل أن ابني الحسين يقتل بأرض العراق،
فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يقتل فيها، فجاء، فهذه
تربتها (ابن سعد عن أم سلمة).
34314 إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض من
أرض العراق يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منهم فلينصره
(البغوي وابن السكن والباوردي وابن منده وابن عساكر عن
أنس بن الحارث بن منبه، قال البغوي: لا أعلم روى غيره، وقال
ابن السكن: ليس يروى إلا من هذا الوجه ولا نعرف لأنس غيره).
34315 إن جبريل أخبرني أن ابني الحسين يقتل وهذه
تربة تلك الأرض (الخليلي في الارشاد عن عائشة وأم سلمة معا).
34316 إن جبريل كان معنا في البيت، فقال: أتحبه؟
يعني الحسين فقلت: أما في الدنيا فنعم، فقال: إن أمتك ستقتل
هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من تربته فأرانيه
(طب عن أم سلمة) (1)

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 189) وقال: رواه الطبراني ورجاله
موثقون وفي بعضهم ضعف. ص
126

34317 إن جبريل أخبرني أن ابني هذا يقتل، وأنه اشتد
غضب الله على من يقتله (ابن عساكر عن أم سلمة).
34318 إن جبريل أراني التربة التي يقتل عليها الحسين،
فاشتد غضب الله على من يسفك دمه، فيا عائشة؟ والذي نفسي
بيده إنه ليحزنني فمن هذا من أمتي يقتل حسينا بعدي (ابن
سعد عن عائشة).
34319 إن جبريل أتاني وأخبرني أن ابني هذا تقتله أمتي
فقلت: فأرني تربته؟، فأتاني بتربة حمراء (ع، طب عن زينب
بنت جحش).
34320 أوحى الله إلي أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين
ألفا وأني قاتل بابن بنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا (ك عن
ابن عباس).
34321 قام عندي جبريل من قبل فحدثني أن الحسين
يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت:
نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني
أن فاضتا (حم، ع وابن سعد طب عن علي، طب عن أبي أمامة،
طب عن انس، وابن عساكر عن أم سلمة، ابن سعد، طب عن
127

عائشة، ع عن زينب أم المؤمنين، ابن عساكر عن أم الفضل بنت
الحارث زوج العباس).
34322 كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل
بيتي (ابن عساكر عن السيد الحسين بن علي).
34323 يا عائشة؟ ألا أعجبك؟ لقد دخل علي ملك آنفا
ما دخل على قط فقال: إن ابني هذا مقتول، وقال: إن شئت
أريتك تربة يقتل فيها، فتناول الملك يده فأراني تربة حمراء
(طب عن عائشة).
34324 يزيد لا بارك الله في يزيد الطعان اللعان؟
أما؟ إنه نعي إلي حبيبي وسخبلي (1) حسين أتيت بتربته ورأيت
قاتله، أما، إنه لا يقتل بين ظهراني قوم فلا ينصرونه إلا عمهم
الله بعقاب (ابن عساكر عن ابن عمرو).
34325 يقتل الحسين على رأس ستين سنة من مهاجري.
(طب والخطيب وابن عساكر عن أم سلمة، وفيه سعد بن طريف
متروك وقال حب: يضع الحديث وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).

(1) سيخلي: السخل: المولود المحبب إلى أبويه. وهو في الأصل ولد الغنم
النهاية 2 / 350 ب
128

34326 يقتل الحسين حين يعلوه القتير (1) (الباوردي،
طب عن أم سلمة، وفيه سعد بن طريف).
34327 نعي إلي الحسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله
(الديلمي (عن معاذ).
34328 حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا،
حسين سبط من الأسباط. وفي لفظ طب: الحسن والحسين سبطان
من الأسباط (ش، حم، خ في الأدب، ت: حسن (2) ابن سعد،
طب، ك وأبو نعيم في فضل الصحابة عن يعلى بن مرة الثقفي).
محمد ابن الحنفية رضي الله عنه
34329 يا علي! سيولد لك ولد بعدي قد نحلته اسمي
وكنيتي (ق وابن عساكر عن علي).
34330 إنه سيولد بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتي
ولا يحل لاحد من أمتي بعدي (ابن سعد عن علي).
34331 إن ولدك غلام فسمه باسمي وكنه بكنيتي

(1) القتير: الشيب. النهاية 4 / 12 ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما
رقم 3775 وقال: حسن. ص
129

وهو رخصة لك دون الناس (أبو عساكر عن علي).
34332 يولد لك ابن قد نحلته اسمي وكنيتي (خط عن علي).
أزواجه صلى الله عليه وسلم
(و) رضي الله عنهن
34333 إن امركن لمما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن
بعدي إلا الصابرون قاله لأزواجه (ت، حب عن عائشة). (1)
خديجة رضي الله عنها
34334 خديجة سابقة نساء العالمين إلى الايمان بالله وبمحمد
(ك عن حذيفة).
34335 خديجة خير نساء عالمها، ومريم خير نساء عالمها،
وفاطمة خير نساء عالمها (الحارث عن عروة مرسلا).
34336 أتاني جبريل فقال يا رسول الله! هذه خديجة (2) قد أتتك
معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي قد أتتك اقرأ عليها السلام
من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا
نصب (م عن أبي هريرة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
رقم 3749 وقال حسن صحيح غريب. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل خديجة.. رقم / 2432 / ص
130

34337 بشروا خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب
فيه ولا نصب (ك عن عبد الله بن أبي أوفي وعن عائشة).
34338 أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب
لا صخب فيه ولا نصب (حم، ب، ك عن عبد الله بن جعفر).
34339 رأيت خديجة على نهر من أنهار الجنة في بيت من
قصب لا لغو فيه ولا نصب (طب عن جابر).
34340 سيدة نساء المؤمنين فلانة، وخديجة بنت خويلد
أول نساء المسلمين إسلاما (ع عن حذيفة).
34341 قال لي جبريل: بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب
لا صخب فيه ولا نصب (طب عن ابن أبي أوفي).
الاكمال
34342 أتاني جبريل فقال: بشر خديجة ببيت من قصب
لا صخب فيه ولا نصب (الباوردي وابن قانع، طب عن جابر بن عبد الله
ابن رئاب طب عن أبي سعيد).
34343 أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب
(خط عن عائشة).
131

34344 إنها كانت تأتينا زمن خديجة وإن حسن العهد من
الايمان (ك عن عائشة).
34345 بالكره مني ما أرى منك يا خديجة وقد يجعل الله تعالى
في الكره خيرا كثيرا، أما علمت أن الله تعالى زوجني معك في الجنة مريم
ابنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون (طب عن أبي
الدرداء) قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة وهي في مرضها الذي
توفيت فيه قال فذكره.
34346 خير نساء الجنة مريم بنت عمران، وخير نساء الجنة
خديجة بنت خويلد (ابن جرير عن علي).
34347 لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت
مريم على نساء العالمين (طب عن عمار).
34348 ما أبدلني الله خيرا منها، قد آمنت بي إذ كفر
بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني
الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء يعني خديجة) حم
عن عائشة).
34349 والله! لقد آمنت بي حين كفر بي الناس، وآوتني
حين طردني الناس، وأعطتني مالها فأنفقته في سبيل الله، ورزقني الله
132

منها الولد وما رزقني من واحدة منكن يعني خديجة (طب والخطيب
عن عائشة).
عائشة رضي الله عنها
34350 أحب النساء إلي عائشة، ومن الرجال أبوها (ق،
ت عن (1) عمرو بن العاص، ت ه‍ عن انس).
34351 إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على
سائر الطعام (ت (2) ن، ه‍ عن انس، ن عن أبي موسى).
34352 عائشة زوجتي في الجنة (ابن سعد عن مسلم
البطين مرسلا).
34353 أريتك في المنام مرتين يحملك الملك في سرقة (3)
من حرير فيقول: هذه امرأتك فأكشف عنها، فإذا هي أنت فأقول:
إن يكن هذا من عند الله يمضه (حم، ق عن عائشة).
34354 إنها حبة أبيك ورب الكعبة يعني عائشة (د

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب فضل عائشة رضي الله عنها رقم 3886
وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب فضل عائشة رضي الله عنه رقم 3887
وقال حسن. ص
(3) سرقة: أي في قطعة من جيد الحرير، وجمعها سرق. النهاية 2 / 362. ب
133

عن عائشة).
34355 فضل عائشة على النساء كفضل تهامة على ما سواها من
الأرض وفضل الثريد على سائر الطعام (أبو نعيم في فضائل الصحابة
عن عائشة).
34356 يا أم سلمة! لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل على
الوحي وانا في لحاف امرأة منكن غيرها (خ، ت، ن عن
عائشة). (1)
34357 يا عائش! هذا جبريل يقرئك السلام (ق، (1) ت
ن، ه‍ عن عائشة).
34358 أبشري يا عائشة! أما الله فقد برأك (ق (1)
عن عائشة).
34359 إني لاعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت على
غضبي، أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد!
وإذا كنت علي غضبى قلت: لا ورب إبراهيم (حم، (2) ق عائشة).

(1) أخرجه البخاري كتاب فضائل الصحابة باب فضل عائشة رضي الله عنها
5 / 36 / 37 ص
(2) أخرجه البخاري كتاب النكاح باب غيرة النساء (7 / 47) ص
134

الاكمال
34360 لما توفيت خديجة نزل جبريل بصورة عائشة في
سرقة حرير خضراء فقال: يا محمد! هذه زوجتك في الآخرة عوضا من
خديجة بنت خويلد (أبو نعيم في فضائل الصحابة عن ابن عباس).
34361 أتيت بجارية في سرقة من حرير من بعد وفاة
خديجة فإذا هي أنت فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه، ثم
أتيت أيضا بجارية في سرقة من حرير فكشفتها فإذا هي أنت فقلت:
إن يكن هذا من عند الله يمضه (طب عن عائشة).
34362 أتيت بك في خرقة من حرير في المنام ثلاث ليال
فقيل: هذه امرأتك: فكشفت الثوب فإذا أنت، فأقول: إن يكن
هذا من عند الله يمضه (طب عن عائشة).
34363 أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟
فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة قاله لعائشة (ك عن عائشة).
34364 إنه ليهون علي الموت أني أريتك زوجتي في الجنة
(طب عن عائشة).
34365 يا أم سلمة! لا تؤذيني في عائشة، فان الوحي لم ينزل
135

علي ومعي أحد من نسائي إلا عائشة، فان الوحي نزل على وهي
معي في لحافي (طب عن أم سلمة).
34366 قد أريت عائشة في الجنة ليهون علي بذاك موتي
كأني أري كفها (ش عن مصعب بن إسحاق مرسلا).
34367 عائشة تفضل النساء كما يفضل الثريد على سائر
الطعام (طب عن مصعب بن عمير).
34368 فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر
الطعام (ش عن أنس، الخطيب في المتفق والمفترق عن عائشة).
34369 اللهم اغفر لعائشة بنت أبي بكر الصديق
مغفرة واجبة ظاهرة باطنة! أتعجبين هذه دعوتي لمن شهد أن لا
إله إلا الله وأني رسول الله (ك وتعقب عن عائشة).
34370 يا أم رومان! استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها
(ابن سعد عن حبيب مولى عروة مرسلا).
34371 إن وليت من أمرها شيئا فأرفق بها يعني
عائشة، قاله لعلي (ك عن أم سلمة).
34372 إن لونك الآن يا شقيراء لحسن (ابن سعد
136

عن عائشة).
(34373) يا عائشة! ما يخفى علي حين تغضبين علي وحين
ترضين، أما حين ترضين فتقولين: لا ورب محمد، وحين تغضبين
فتقولين: لا ورب إبراهيم (ابن سعد، طب، عن عائشة).
(34374) يا عائشة؟ أخذك شيطانك، ما من آدمي إلا له
شيطان، قلت: وأنت؟ قال: وأنا ولكن دعوت الله عليه فأسلم
(حم، ك، هق عن عائشة). (1)
(34375) - يا معشر المسلمين؟ من يعذرني من رجل قد
بلغني عنه أذاه في أهلي؟ فوالله؟ ما علمت على أهلي إلا خيرا،
ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا، وما كان يدخل على
أهلي إلا معي (خ، (2) م عن عائشة).
(34376) أما بعد يا عائشة إنه بلغني عنك كذا وكذا، فان
كنت برية فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله
وتوبي إليه، فان العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه (خ، (3)
م - عن عائشة).

(1) أخرجه أحمد في مسنده 6 / 115 ص
(2) أخرجه البخاري كتاب التفسير تفسير سورة النور (6 / 130) ص
(3) أخرجه البخاري كتاب التفسير تفسير سورة النور. (6 / 130) ص
137

34377 يا عائشة؟ إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فان
العبد إذا أذنب ثم استغفر الله غفر الله له (حب عن عائشة).
34378 إذا كان يوم القيامة حد الله الذين شتموا عائشة ثمانين
ثمانين على رؤوس الخلائق فيستوهب ربى المهاجرين منهم فأستأمرك
يا عائشة) طب عن ابن عباس).
ميمونة رضي الله عنها
34379 الأخوات الأربع ميمونة وأم الفضل وسلمى
وأسماء بنت عميس أختهن لامهن مؤمنات (ن (1)، ك عن
ابن عباس).
حفصة رضي الله عنها
34380 قال لي جبريل: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة
وإنها زوجتك في الجنة (ك عن أنس وعن قيس بن زيد).
34381 علمي حفصة رقية النملة (أبو عبيد في الغريب عن
أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة).
34382 الا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 33) وقال: صحيح وأقره الذهبي. ص
138

(د (1) عن الشفاء).
الاكمال
34383 إن جبريل اتاني فقال: راجع حفصة فإنها
صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة ابن سعد، طب عن
قيس بن زيد).
أم سلمة رضي الله عنها من الاكمال
34384 أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عنك، وأما
ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك، وأما ما ذكرت
من العيال فإنما عيالك عيالي (حم عن أم سلمة).
34385 أما السن فأنا أكبر منك، وأما الأطفال فهم إلى الله
ورسوله، وأما الغيرة فأدعو الله فيذهبها عنك (حم، طب عن أم سلمة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الرقي رقم / 3869 /. رقية النملة: التي
كانت تعرف بينهن أن يقال العروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شئ
تفعل غير أن لا تعصي الرجل فأراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة
لأنه ألقى إليها سرا فأفشته
وهذا الحديث سكت عنه المنذري ثم ابن القيم راجع عون المعبود 10 / 374
ورجال اسناده صحيح الا إبراهيم بن مهدي وهو ثقة
وأخرجه احمد في مسنده (6 / 372) والحاكم في المستدرك 4 / 57 وقال
صحيح. ص
139

صفية رضي الله عنها من الاكمال
34386 إنك لابنة نبي وإن عمك لنبي وإنك لتحت نبي ففيم
تفخر عليك؟ اتقى الله يا حفصة (ت: حسن صحيح غريب، ع عن
أنس) قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت فقال النبي
صلى الله عليه وسلم فذكره.
34387 ألا قلت: كيف تكونان خيرا مني وأبي هارون وعمي
موسى وزوجي محمد (ك عن صفية).
زينب بنت جحش رضي الله عنها
من الاكمال
34388 إنها لأواهة (طب عن راشد بن سعد) قال: دخل النبي
صلى الله عليه وسلم منزله ومعه عمر بن الخطاب فإذا هو بزينب بنت جحش تصلي وهي
في صلاتها قال فذكره.
34389 من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله تعالى زوجنيها
في السماء (ك عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا).
34390 الله المزوج وجبريل الشاهد (ك عن زينب
بنت جحش).
140

ابنة الجون من الاكمال
34391 لقد عذت بعظيم! الحقي بأهلك (خ (1) عن عائشة)
أن ابنة الجون لما أدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك!
قال: فذكره.
فصل: أزواجه عليه الصلاة والسلام
رضوان الله تعالى عليهن مجملا
من الاكمال
34392 إن الذي يحنو عليكن بعدي لهو الصادق البار
قاله لأزواجه (حم وابن سعد، ك، طب وأبو نعيم في فضائل الصحابة
عن أم سلمة).
34393 ان يحنو عليكن بعدي إلا الصالحون (أبو نعيم في
فضائل الصحابة عن عائشة).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطلاق باب من طلق وهل يواجه
الرجل امرأته بالطلاق (7 / 53)
وابنة الجون اسمها: أميمة بنت النعمان بن شراجيل وأجمعوا على أن النبي
صلى الله عليه وسلم تزوج الجونية واختلفوا في سبب فراقه راجع البحث بطوله في فتح
الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر (9 / 311) و 312 و 313).
وراجع المستدرك للحاكم (4 / 35). ص
141

34394 لا يحنو عليكن بعدي إلا الصابرون قاله لأزواجه
(حم وابن سعد عن عائشة).
34395 لا يحني (1) عليكن إلا الصادق البار (ابن سعد
عن عائشة).
34396 لا يعطف عليكن بعدي إلا الصابرون والصادقون
قاله لأزواجه (ابن عساكر عن أبي سلمة عن عبد الرحمن عن أبيه).
34397 إني لأرجو لهن من بعدي الصديقين يعني لأزواجه،
ومن تعدون الصديقين هم المتصدقون (طب عن المقداد بن الأسود).
34398 الذي يحافظ على أزواجي الصادق البار (ابن سعد عن
ابن أبي نجيح مرسلا).
34399 سيحفظني فيكن الصابرون الصادقون قال لأزواجه
(الحسن بن سفيان عن عائشة).
34400 خياركم خياركم لنسائي (ابن عساكر عن أبي هريرة).
34401 أيتكن اتقت الله ولم تأت بفاحشة مبينة ولزمت

(1) يحني: أي لا يعطف ويشفق. يقال حنا عليه يحنو وأحنى يحني،
النهاية 1 / 454. ب
142

ظهر حصيره فهي زوجتي في الآخرة (ابن سعد عن عطاء بن يسار) إن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لأزواجه فذكره.
الفصل الثالث في جامع مناقب النساء
34402 أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة
ابنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون
(حم، (1) طب، ك عن ابن عباس).
34403 حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران
وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون
(حم، ت، حب، ك عن أنس). (2)
34404 خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وخديجة
بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون (حم، ق

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 223) رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني
ورجالهم رجال الصحيح.
والحاكم في المستدرك (3 / 185) وقال صحيح. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب فضل خديجة رضي الله عنها رقم
(3878) وقل صحيح. ص
143

عن أنس). (1)
34405 خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة
بنت خويلد (حم، ق عن علي). (1)
34406 سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم، وفاطمة، وخديجة
وآسية (ك عن عائشة). (1)
34407 الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة، والنخلة على
نهر من أنهار الجنة، وتحت النخلة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون
ومريم بنت عمران تنظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة (طب (2)
عن عبادة بن الصامت).
34408 كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية
امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل
الثريد على سائر الطعام (حم، ق (3)، ت، ه‍ - عن أبي موسى).

(1) أخرجهما الحاكم في المستدرك (3 / 186) وقالا صحيح والترمذي كتاب
المناقب باب مناقب فضل خديجة رضي الله عنها رقم (3877) وقال حسن
صحيح. ص
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 218) فيه محمد بن مخلد الرعيني
وهذا الحديث من منكراته. ص
(3) أخرجه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب وضرب الله مثلا..
إذ قالت الملائكة وباب قوله تعالى (4 / 200). ص
144

الاكمال
34409 سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة
وخديجة وآسية امرأة فرعون (طب عن ابن عباس).
34410 يا عائشة! إن الله زوجني مريم بنت عمران وآسية
بنت مزاحم في الجنة (ابن السني عن عائشة رضي الله عنها).
34411 أربع نسوة سادات عالمهن: مريم بنت عمران، وآسية
امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وأفضلهن
عالما فاطمة (هب عن ابن عباس).
34412 الأخوات مؤمنات (طب عن ميمونة).
النساء الصحابيات رضوان الله تعالى عليهن
34413 خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على
ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده (حم، ق (1) عن
أبي هريرة).
34414 إن أسرع أمتي لحوقا بي امرأة من أحمس (حم عن
ابن مسعود).

(1) أخرجه البخاري كتاب النكاح باب إلى من ينكح وأي النساء خير
(7 / 7). ص
145

34415 دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت: ما هذه
الخشفة؟ قيل: الغميصاء بنت ملحان (حم، م، ن عن أنس). (1)
34416 من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم
أيمن (ابن سعد - عن سفيان بن عقبة مرسلا).
34417 أم أيمن أمي بعد أمي (ابن عساكر عن سليمان بن أبي
الشيخ معضلا).
34418 من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر
إلى أم رومان (ابن سعد عن القاسم بن محمد مرسلا) (2)
الاكمال
34419 خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على ولد
في صغره وأرعاه على بعل في ذات يده، ولو علمت أن مريم بنت
عمران ركبت بعيرا ما فضلت عليها أحدا (ش عن مكحول مرسلا).
34420 نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على ولد في

(1) أخرجه مسلم باب فضائل أم سليم رقم 2456 ص
(2) أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى (8 / 277) فأم رومان هي بنت عامر بن
عويمر وأسلمت بمكة قديما وهي زوجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وتوفيت
بالمدينة في ذي الحجة سنة ست من الهجرة. ص
146

صغره وأرعاه على زوج في ذات يده، ولو أن مريم بنت عمران ركبت
الإبل ما فضلت عليها (بن سعد عن أبي نوفل بن أبي عقرب).
نساء الأنصار من الاكمال
34421 النساء مع أزواجهن حيث كانوا الا نساء الأنصار
لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن من المدينة (ابن مردويه، ق
وضعفه عن أبي أمامة).
34422 مهلا يا عائشة! إن نساء الأنصار نساء يسألن عن
الفقه (ابن النجار عن أنس).
34423 ما خير امرأة نزلت بين جارتين من الأنصار أو نزلت
بين أبويها (ك عن عائشة).
فاطمة أم علي رضي الله عنهما من الاكمال
34424 إني ألبستها قميصي لتلبس ثياب الجنة، واضطجعت
معها في قبرها لأخفف من ضغطة القبر، إنها كانت أحسن خلق الله
صنيعا إلي بعد أبي طالب يعني فاطمة أم علي (الديلمي عن ابن عباس).
34425 رحمك الله يا أمي! كنت أمي بعد أمي، تجوعين
وتشبعينني وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيبا وتطيبيني تريدين بذلك
وجه الله والدار الآخرة الله الذي يحي ويميت وهو حي لا يموت،
147

اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع مدخلها بحق نبيك
والأنبياء الذين من قبل يا ارحم الراحمين (طب، حل عن انس).
الرميصاء من الاكمال
34426 دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت، ما هذه
الخشفة؟ فقيل الرميصاء وفي لفظ: الغميصاء بن ملحان أم
انس بن مالك) (حم، م، (1) ن ع، حب عن انس).
34427 أريت اني دخلت الجنة فإذا انا بالرميصاء امرأة
أبي طلحة وسمت خشفا امامي فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال:
هذا بلال، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية فقلت: لمن هذا
القصر؟ قالت: لعمر بن الخطاب، فأردت ان ادخله فأنظر إليه
فذكرت غيرتك (ع عن جابر).
أم حبيب بنت العباس من الاكمال
34428 لان بلغت بنى العباس هذه وانا حي لأتزوجنها
قاله لام حبيب بنت العباس (طب عن ابن عباس، حم عن
أم الفضل).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أم سليم أم
أنس بن مالك رقم (2455). ص
148

بنت خالد بن سنان من الاكمال
39929 مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه (المسعودي في مروج
الذهب عن عكرمة عن ابن عباس، قال: وردت ابنة خالد بن
سنان على النبي صلى الله عليه وسلم فتلقاها بخير وأكرمها وقال فذكره،
عبد الرزاق في أماليه عن سعيد بن جبير مرسلا ورجاله
ثقات). (1)
أم سليم من الاكمال
39930 إن طلاق أم سليم لحوب (2) (ك، هق،
عن انس).
39931 إن الله قد كفى وأحسن يا أم سليم (ط، حم،

(1) خالد بن سنان بن غيث، ليست له صحبة ولا أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره
النبي صلى الله عليه وسلم وقال: نبي ضيعه قومه..) أتت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ:
قل هو الله أحد) فقالت: كان أبي يقول هذا
راجع أسد الغابة لابن الأثير (2 / 99) وهكذا ذكره ابن سعد في الطبقات
الكبرى (1 / 296) وتوسع ابن حجر في الإصابة عند ترجمة: خالد بن سنان
(3 / 177) رقم (1630) ص
(2) لحوب: الحوب: الاثم مختار الصحاح، 160. ب
149

د - عن أنس).
الباب السادس في فضل اشخاص ليسوا
من الصحابة من الاكمال
النجاشي
(34432) - إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له (حم، ش،
طب، ض، وابن قانع - عن جرير).
زيد الخير من الاكمال
(34433) - سيكون بعدي رجل من التابعين وهو زيد الخير
يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة بعشرين سنة (ابن عساكر - عن الحارث

(1) الحديث بتمامه عند احمد في مسنده (3 / 108 / 109) وهو: عن أنس
قال لما انهزم المسلمون يوم حنين نادت أم سليم يا رسول الله أقتل من
بعدنا انهزموا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سليم ان الله عز وجل قد
كفى قال فأتاها أبو طلحة ومعها معول فقال ما هذا؟ يا أم سليم قالت:
إن دنا مني أحد من المشركين بعجته قال فقال أبو طلحة يا رسول الله
انظر ما تقول أم سليم وفي رواية مسلم كتاب الجهاد رقم / 1809 / أقتل من بعدنا من الطلقاء
وأم سليم: زوجها، أبو طلحة واسمه زيد بن سهل بن الأسود. راجع ترجمته
في الطبقات الكبرى لابن سعد (3 / 504).
وأم سليم المشهورة: بنت ملحان أم أنس بن مالك امرأة أبي طلحة
راجع الترجمة في الطبقات الكبرى لابن سعد (3 / 516) و 5 / 74 / 75). ص
150

الأعور مرسلا).
ذيل الباب من الاكمال
34434 أبو طالب أخرجته من غمرة (1) جهنم إلى ضحضاح (1)
منها (ع، عد وتمام عن جابر) قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي طالب
قال فذكره.
34435 أما! إنه في ضحضاح من نار عليه نعلان يصب (2)
منها أم رأسه يعني أبا طالب (هناد عن أبي عثمان مرسلا).
34436 كل قبر لا يشهد أن لا إله إلا الله فهو جذوة (3) من
النار وقد وجدت عمي أبا طالب في طمطام من النار فأخرجه اله بمكانه
مني وإحسانه إلي فجعله في ضحضاح من نار (طب عن أم سلمة).
34437 ليعلمن عمي أني قد نفعته يوم القيامة، إنه لفي ضحضاح
من نار ينتعل بعلين منن نار يغلي منها دماغه (هناد عن

(1) غمرة: الغمر بفتح الغين وسكون الميم: الكثير أي يغمر من دخله
ويغطيه النهاية 3 / 383. ب.
ضحضاح: الضحضاح في الأصل: مارق من الماء على وجه الأرض ما يبلغ
الكعبين، فاستعاره للنار. النهاية 3 / 75 ب.
(2) (يصب) أي منها أم رأسه. النهاية 3 / 3. ب.
(3) جذوة: الجمرة بفتح الجيم وضمها وكسرها المختار 72. ب
151

أبي هريرة).
34438 أي عم! قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها
عند الله (خ، م (1) عن ابن المسيب عن أبيه) إن أبا طالب لما حضرته
الوفاة قال له النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
34439 كانت مشيئة الله عز وجل في إسلام عمي العباس ومشيئتي
في إسلام عمي أبي طالب فغلبت مشيئة الله مشيئتي (أبو نعيم عن علي).
34440 ما زالت قريش كافة عني حتى مات أبو طالب
(الديلمي عن عائشة).
34441 إن لأبي طالب عندي رحما سأبلها (2) ببلالها (ابن
عساكر عن عمرو ابن العاص).
34442 والله! لأستغفرن لك ما لم أنه عنك قاله لأبي طالب
(خ، م عن سعيد بن المسيب عن أبيه). (3)

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب الدليل على صحة اسلام من حفرة
الموت رقم 39. ص
(2) سأبلها ببلالها: أي أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئا. والبلال
جمع بلل. النهاية 1 / 153. ب.
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب الدليل على صحة اسلام من حضره الموت
رقم (39) ص.
152

34443 - وصلتك رحم وجزيت خيرا يا عم (ق وتمام وابن
عساكر عن ابن عباس) إن النبي صلى الله عليه وسلم عارض جنازة أبي طالب
فقال فذكره.
34444 كل الخير أرجو من ربي (ابن سعد وابن عساكر
عن العباس) أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما ترجو لأبي طالب؟ قال فذكره.
امرؤ القيس من الاكمال
34445 امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار (حم،
تخ كر عن أبي هريرة) (1)
34446 امرؤ القيس بن حجر قائد الشعراء يوم القيامة
إلى النار (عد، كر وابن النجار عن أبي هريرة).
34447 امرؤ القيس سائق الشعراء إلى النار (كر عن
أبي هريرة).
34448 امرؤ القيس بن حجر قائد الشعراء إلى النار يوم
القيامة وهو رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة (كر عن فروة بن
سعيد بن عفيف بن معد يكرب عن أبيه عن جده).

(1) قال المناوي في الفيض (2 / 186) وكذا البزار كلاهما من حديث هيثم عن
أبي الجهم قال الهيثمي: أبو الجهم ضعيف جدا. ص
153

34449 ذاك رجل مذكور في الدنى منسي في الآخرة،
شريف في الدنيا خامل في الآخرة، يجئ يوم القيامة معه لواء
الشعراء يقودهم إلى النار يعني امرأ القيس بن حجر (طب والخطيب
وابن عساكر عن فروة بن سعيد بن عفيف بن معد يكرب عن أبيه
عن جده).
الباب السابع في فضائل هذه الأمة المرحومة
34450 أمتي يوم القيامة غر من السجود محجلون من
الوضوء (ت عن (1) عبد الله بن بسر).
34451 أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير أو آخرها
خير (ابن عساكر عن عمرو بن عثمان مرسلا).
34452 أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في
الآخرة إنما عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا (د
طب، هب، ك عن أبي موسى).
34453 إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام (طس
عن أبي بكر).

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب الصلاة باب ما ذكر من سيما هذه الأمة
يوم القيامة رقم (607) وقال حسن صحيح غريب. ص
154

34454 أمتي أمة مرحومة، مغفور لها، متاب عليها
(الحاكم في الكنى عن أنس).
34455 إن الله تعالى أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو
عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق،
وأن لا تجتمعوا على ضلالة (د عن أبي مالك الأشعري) (1).
34456 إن الله تعالى إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها
قبلها فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها
ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه
وعصوا أمره (م عن أبي موسى) (2).
34457 إن الله تعالى تجاوز لامتي عما حدثت به أنفسها ما لم
تكلم به أو تعمل به (ق، 4 عن أبي هريرة، طب عن عمران بن حصين).
34458 إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما
استكرهوا عليه (ه‍ عن أبي ذر، طب، ك عن ابن عباس).
34459 إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على الضلالة (ابن أبي

(1) أخرجه أبو داوود كتاب الفتن باب ذكر الفتن ودلائلها رقم 4233
وقال المنذري في عون المعبود 11 / 327 والحديث تفرد به أبو داود. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب إذا أراد الله تعالى رحمة أمة.. رقم
(2288) ص.
155

عاصم عن أنس).
34460 إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا
عليه (ه‍ عن ابن عباس).
34461 إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله تعالى مع
الجماعة، من شذ شذ إلى النار (ت عن ابن عمر) (1).
34462 إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على
الله (حم، ت، ه‍، ك عن معاوية بن حيدة) (2).
34463 إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر
إلى مغارب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل
استأجر أجراء فقال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على
قيراط قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل لي من نصف
النهار إلى صلاة العصر قيراط قيراط؟ فعلمت النصارى، ثم
قال: من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين
قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى وقالوا: ما لنا أكثر عملا

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في لزوم الجماعة رقم (2167)
وقال غريب. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن رقم 3001 وقال حديث حسن. ص
156

وأقل عطاء؟ قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا، قال: فذاك
فضلي أوتيه من أشاء (مالك، حم، خ (1) ت - عن ابن عمر).
34464 مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر
قوما يعملون له عملا إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار فقالوا:
لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطت لنا، وما عملنا فلك، فقال
لهم: لا تفعلوا، اكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملا، فأبوا
وتركوا، فاستأجر آخرين بعدهم فقال: اعملوا بقية يومكم ولكم
الذي شرطت لكم من الاجر، فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر
قالوا: ألك ما عملنا ولك الاجر الذي جعلت لنا فيه، فقال: أكملوا
بقية عملكم فإنما بقي من النهار شئ يسير، فأبوا فاستأجر قوما أن
يعملوا له بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس
واستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من
هذا النور (خ عن أبي موسى) (2).
34465 بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر

(1) أخرجه البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب من أدرك ركعة من العصر
رقم (1 / 146) ص.
(2) أخرجه البخاري كتاب الإجارة باب الإجارة من العصر إلى الليل
(3 / 118) ص.
157

والتمكين في الأرض! فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له
في الآخرة من نصيب (حم، حب، ك، هب عن أبي).
34466 إذا جمع الله تبارك وتعالى الخلائق يوم القيامة أذن لامة
محمد في السجود فيسجدون له طويلا ثم يقال لهم: ارفعوا رؤسكم فقد
جعلنا عدتكم من الكفار فداء لكم من النار (ه‍، طب عن أبي موسى).
34467 أمتي الغر المحجلون (سمويه والضياء عن جابر).
34468 إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم (حم، ن، ت (1) عن أبي هريرة).
34469 إن الله تجاوز عن أمتي عما توسوس به صدورهم ما لم
تعمل أو تكلم به وما استكرهوا عليه (هق عن أبي هريرة).
34470 إن الله لن يعجزني في أمتي أن يؤخرها نصف
يوم خمسمائة عام (حل عن سعد).
34471 إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر،
وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون زاوية من زواياها وما
من مسلمين يموت لهما أربعة من الولد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل

(1) أخرجه الترمذي كتاب الطلاق باب ما جاء فيمن يحدث نفسه بطلاق
امرأته رقم (1183) وقال حسن صحيح. ص
158

رحمته إياهم أو ثلاثة أو اثنان (حم، ك عن الحارث بن أقيش، وما له
غيره وروى ه‍ صدره].
34472 إن من أمتي لمن يشفع للفئام من الناس ومنهم من
يشفع للقبيلة ومنهم من يشفع للعصبة ومنه من يشفع للرجل
حتى يدخلوا الجنة (حم، ت (1) عن أبي سعيد).
34473 إن هذه الأمة أمة مرحومة لا عذاب عليها،
عذابها بأيديها، فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من المسلمين
رجل من المشركين فيقال: هذا فداؤك من النار (ه‍ عن أنس (2)
34474 نحن آخر الأمم وأول من يحاسب يقال أين
الأمة الأمية ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون (ه‍ عن ابن عباس (3)
34475 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا
الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، ثم هذا يومهم الذي

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب رقم 12 ورقم الحديث 2440
وقال حديث حسن. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد رقم 4292 وقال في الزوائد: له شاهد
في صحيح مسلم وأعله البخاري. ص
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب صفة أمة محمد صلى الله عليه وسلم رقم 4290
وقال في الزوائد: اسناده صحيح رجاله ثقات. ص
159

فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع
اليهود غدا والنصارى بعد غد (حم، ق، ن عن أبي هريرة). (1)
34476 والذي نفس محمد بيده! إني لأرجو أن تكونوا
نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة وما
أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود
أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر (ق (2) عن ابن مسعود).
34477 أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ أترضون
أن تكونوا ثلث أهل الجنة أترضون أن تكونوا شطر أهل
الجنة؟ أن الجنة لا تدخلها إلا نفس مسلمة وما أنتم في الشرك
إلا كشعرة بيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في
جلد الثور الأحمر (حم، ت، ه‍ (3) عن ابن مسعود).
34478 والذي نفس محمد بيده! ما من عبد يؤمن ثم
يسدد (4) إلا سلك به في الجنة وأرجو أن لا يدخلها حتى تبوؤا

(1) أخرجه البخاري كتاب الجمعة باب فرض الجمعة (2 / 2). ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة
رقم (221). ص
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد رقم 4283 وقال الترمذي كتاب صفة
الجنة رقم (2547) حسن صحيح. ص
(4) يسدد: أي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف. النهاية 2 / 352. ب
160

أنتم ومن صلح من ذرياتكم مساكن في الجنة، ولقد وعدني ربي
تعالى أن يدخل من أمتي سبعين ألفا بغير حساب (ه‍ عن
رفاعة الجهني) (1)
34479 يقول الله تعالى: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك
والخير في يديك! فتقول: أخرج بعث النار قال: وما بعث
النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فعنده يشيب
الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم
بسكارى ولكن عذاب الله شديد، قالوا: يا رسول الله! وأينا ذلك
الواحد؟ قال: أبشروا فان منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج الف
والذي نفسي بيده! أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة أرجو أن
تكونوا ثلث أهل الجنة أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة،
ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو
كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود أو كالرقمة في ذراع الحمار
(حم، ق عن أبي سعيد). (2)
34480 قال الله تعالى لعيسى: يا عيسى! إني باعث من

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد رقم 4285 اسناده ضعيف. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب قوله عز وجل ان زلزلة الساعة شئ
عظيم 8 / 137. ص
161

بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا، وإن أصابهم
ما يكرهون صبروا واحتسبوا ولا حلم ولا علم، قال، يا رب!
كيف يكون لهم هذا ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيهم من
حلمي وعلمي (حم، طب، ك، هب عن أبي الدرداء).
34481 لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين سيفا منها
وسيفا من عدوها (د عن عوف بن مالك). (1)
34482 لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي
(طب عن عبد الله بن عبد الثمالي).
34483 ما أعطيت أمة من اليقين أفضل مما أعطيت أمتي
(الحكيم عن سعد بن مسعود الكندي).
34484 ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة
إلا أمتي فإنها كلها في الجنة (خط عن ابن عمر).
34485 مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم
آخره؟ (حم، ت عن (1) انس، حم - عن حمار، ع - عن علي،

(1) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب ارتفاع الفتنة في الملاحم رقم [4279]
وقال المنذري في عون المعبود [11 / 408] وفي اسناده إسماعيل بن عياش
وفيه مقال. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الأمثال رقم [2869] وقال حسن غريب. ص
162

طب عن ابن عمر).
34486 إني لأرجو ان لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم
نصف يوم (حم، د عن سعد) (1).
34487 لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم (د، ك
عن أبي ثعلبة) (1)
34488 والذي نفس محمد بيده! ليأتين على أحدكم يوم
ولا يراني ثم لان يراني أحب إليه من أهله وما له معهم (حم،
م عن أبي هريرة). (2)
34489 إن أحدكم سيوشك ان يحب ان ينظر إلي
نظرة بما له من أهل ومال (طب والضياء عن سمرة).
34490 من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود أحدهم
لو رآني بأهله وماله (م عن أبي هريرة)
34491 وددت اني لقيت إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني

(1) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب قيام الساعة رقم [4327] ورقم
[4328] والمنذري سكت عنهما وقال المناوي عن الأول سنده جيد.
راجع عون المعبود [11 / 512]. ص
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب فضل النظر إليه صلى الله عليه وسلم
وتمنيه رقم [2364]. ص
163

(حم عن أنس).
34492 أشد متي لي حبا قوم يكونون بعدي يود أحدهم انه
فقد أهله وماله وانه رآني (حم عن أبي ذر).
34493 إن ناسا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى
رؤيتي بأهله وماله (ك عن أبي هريرة).
34494 عجبت وليس بالعجب! وعجبت وهو العجب العجيب
العجيب! عجبت وليس بالعجب أني بعثت إليكم رجلا منكم فآمن
بي من آمن بي منكم وصدقني من صدقني منكم فإنه العجب وما هو
بالعجب، ولكني عجبت وهو العجب العجيب العجيب لمن لم يرني
وصدق بي (ابن زنجويه في ترغيبه عن عطاء مرسلا).
34495 لن يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين
حتى تقوم الساعة (م عن جابر بن سمرة) (1)
34496 لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم
ظاهرون (ق عن المغيرة).
34497 لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها
من خالفها (ه‍ عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الامارة رقم [172] ورقم [1922] ص
164

34498 لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله
وهم ظاهرون (خ عن المغيرة بن شعبة).
34499 لا يزال هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين
حتى تقوم الساعة (ك عن عمر).
34500 لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من
خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس
(حم، ق (1) عن معاوية).
34501 لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم
من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك (م، ت، ه‍ عن ثوبان. (2)
34502 لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين
لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك
(م عن عقبة بن عامر) (3)
34503 لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين

(1) أخرجه البخاري كتاب الاعتصام باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة..
9 / 125. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الامارة باب قوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي..
رقم 1920. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الامارة رقم (1924). ص
165

على من ناواهم حتى يقاتل آخرهم الدجال (حم، د، ك عن عمران
ابن حصين).
34504 لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم
خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة (ه‍، حب عن قرة
ابن إياس).
34505 إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال
طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة
(حم، ت، حب عن قرة بن إياس). (1)
الاكمال
34506 أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ أترضون
أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ والذي نفسي بيده! لأرجو أن تكونوا
شطر أهل الجنة وسأخبركم عن ذلك، إنه لا يدخل الجنة إلا
نفس مسلمة، وإن قلة المسلمين في الكفار يوم القيامة كالشعرة
السوداء في الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود
(ابن جرير عن ابن مسعود).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الشام رقم 2192 وقال حسن
صحيح. ص
166

34507 أما والذي نفس محمد بيده! ليبعثن منكم يوم
القيامة إلى الجنة مثل الليل الأسود جميعا تحيطون الأرض تقول
الملائكة: لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع الأنبياء (طب عن
أبي مالك الأشعري).
34508 إن من أمتي أمة يدخل الله الجنة منهم سبعين
ألفا بغير حساب (طب، ض عن سمرة).
34509 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب
(طب عن ابن عباس).
34510 إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي يوم القيامة
ربع أهل الجنة إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة إني
لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة (حم وعبد بن حميد في تفسيره،
ص عن جابر).
34511 أنتم ثلث أهل الجنة أو نصف أهل الجنة (طب
عن ابن عباس).
34512 أهل الجنة مائة وعشرون صفا، أنتم ثمانون والناس
سائر ذلك، وأنتم وفاء سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله
عز وجل (طب عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
167

34513 أهل الجنة عشرون ومائة صف، أنتم منها ثمانون
صفا (طب، ك عن ابن مسعود).
34514 كيف أنتم وربع الجنة لكم ولسائر الناس ثلاثة
أرباعها؟ كيف أنتم وثلثها؟ كيف أنتم والشطر؟ أهل الجنة يوم
القيامة عشرون ومائة صف أنتم منها ثمانون صفا (حم، طب عن
ابن مسعود).
34515 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا يعم ذلك مهاجرين
ويوفي ذلك طائفة من أعرابنا (ابن سعد عن أبي سعد الخير).
34516 ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة
ألف متماسكون آخذ بعضهم بيد بعض ان لا يدخل أولهم
حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر (حم (1)
م، عم عن سهل بن سعد).
34517 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة؟ أول زمرة
تدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم، صورة الرجل
منهم كصورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم كأشد كوكب
في السماء، ثم هم بعد ذلك منازل (هناد والخطيب عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان رقم [219] ص ب
168

34518 نكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها أو:
أخيرها (الباوردي عن قتادة عن محمد بن حزم الأنصار).
34519 تكمل يوم القيامة سبعون أمة نحن آخرها وخيرها
(ه‍ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
34520 إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها
على الله تعالى (حم ت: حسن، ه‍، ك، طب عن بهز بن حكيم).
34521 كل أمة بعضها في الجنة وبعضها في النار إلا هذه
الأمة كلها في الجنة (الديلمي عن ابن عمر).
34522 أمتي ثلاثة أثلاث: فثلث يدخلون الجنة بغير
حساب ولا عذاب، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون
الجنة، وثلث يمحصون ويكشفون، ثم تأتي الملائكة فيقولون:
وجدناهم يقولون: لا إله إلا الله وحده، ويقول الله: صدقوا، لا إله إلا
انا، أدخلوهم الجنة بقول لا إله إلا الله وحده واحملوا خطاياهم على أهل
التكذيب، فهي التي قال الله (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم).
(ابن أبي حاتم، طب عن عوف بن مالك).
34523 تحشر هذه الأمة يوم القيامة على ثلاث أصناف:
فصنف يدخلون الجنة بغير حساب، وصنف يحاسبون حسابا
169

يسيرا ويدخلون الجنة، وصنف (1) يحبون على حمائلهم (2) بأمثال
الجبال الراسيات ذنوبا فيقول الله عز وجل لملائكته وهو اعلم
بهم: من هؤلاء؟ فيقولون: ربنا! عبيد من عبيدك وكانوا يعبدونك
ولا يشركون بك شيئا، فيقول: حطوها عنهم وضعوها على
اليهود والنصارى وأدخلوهم الجنة برحمتي (طب، ك عن أبي موسى).
34524 أمتي أمة مرحومة، لا عذاب عليها في الآخرة، إذا
كان يوم القيامة اعطى الله كل رجل من أمتي رجلا من أهل
الأديان فكان فداه من النار (خط في المتفق والمفترق وابن النجار
عن ابن عباس، وفيه عبد الله بن ضرار عن أبيه، قال ابن معين:
لا يكتب حديثه).
34525 إن أمتي أمة مرحومة مغفور لها، يجعل الله عذابها
بينها في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة أعطي كل رجل من المسلمين

(1) يحبون: الحبو: هو المشي على اليدين والركبتين. وحبا الصبي إذا زحف على
استه. النهاية 1 / 336. ب.
(2) حمائلهم: وفي الحديث عذاب القبر " يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله "
قال الأزهري: هي عروق أنثييه.
ويحتمل أن يراد موضع حمائل السيف أي عواتقه وصدره وأضلاعه. النهاية.
1 / 442. ب
170

يهوديا أو نصرانيا فيقال: هذا فداؤك من لنار (طب عن أبي موسى).
34526 ان أمتي مرحومة مقدسة مباركة، لا عذاب عليها
يوم القيامة، إنما عذابهم بينهم في الدنيا بالفتن (طب وابن عساكر
عن أبي بردة).
34527 إن هذه لامة مرحومة، جعل الله عذابها بينها،
فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل امرئ منهم رجل من أهل
الأديان فيقال: هذا فداؤك من النار (حم عن أبي موسى).
34528 ان هذه الأمة أمة مرحومة، لا عذاب عليها، عذابها
بأيديها، فإذا كان يوم القيامة أعطي كل رجل منهم رجلا من أهل
الأديان فكان فكاكه من النار (طب، قط في الافراد عن أبي موسي).
34529 ليجيئن أقوام من أمتي بمثل الجبال ذنوبا فيغفرها
الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى (ك عن أبي موسي).
34530 أعطيت هذه الأمة ما لم يعط أحد قوله: (أدعوني
أستجب لكم) وإنما كان يقال هذ للأنبياء، وقوله (وما جعل
عليكم في الدين من حرج) وإنما كان يقال هذا للأنبياء، وقوله
(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على
171

الناس) وإنما كان يقال هذا للنبي: أنت شهيد على قومك (الحكيم
عن عبادة بن الصامت).
34531 إن أمتي مرحومة ليس عليها في الآخرة حساب
ولا عذاب، إنما عذابها في الدنيا القتل والبلابل والزلازل والفتن
(حم، ك، هب عن أبي موسى).
34532 إن الله تعالى أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو
عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل
الحق، وان لا تجتمعوا على ضلالة، فهؤلاء أجاركم الله تعالى منهن،
وربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ
الكافر فينتفخ ويخرج كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة
الدجال (طب عن أبي مالك الأشعري، وروى صدره).
34533 إن الله تعالى أعطى لامتي ثلاثا لم يعط أحد
قبلهم: السلام وهو تحية أهل الجنة وصفوف الملائكة، وآمين
إلا ما كان من موسى وهارون (الحكيم عن أنس).
34534 أمتي غر محجلون من آثار الوضوء (أبو أحمد،
الحاكم. وقال: غريب عن عبد الله بن بسر).
34535 أنتم الغر المحجلون (ع عن جابر).
172

34536 يردون علي غرا محجلين من الوضوء سيماء لامتي
ليس لأحد غيرها (ش، حب، ه‍ عن أبي هريرة). (1)
34537 تخرج يوم القيامة ثلة غر محجلون فيسدون
الأفق، نورهم مثل نور الشمس، فينادي مناد: النبي الأمي!
فيتخشخش (2) لها كل نبي أمي فيقال: محمد وأمته، فيدخلون
الجنة ليس عليهم حساب ولا عذاب ثم تخرج ثلة أخرى غر
محجلون، نورهم مثل نور القمر ليلة البدر فيسدون الأفق، فينادي
منادى: النبي الأمي! فيتخشخش لها كل نبي أمي فيقال محمد
وأمته، فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم تخرج ثلة
أخرى غر محجلون، نورهم مثل نور أعظم كوكب في السماء
فتسد الأفق فينادي مناد: النبي الأمي! فيتخشخش لها كل نبي
أمي فيقال: محمد وأمته، فيدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب،
ثم يجئ ربك عز وجل ثم يوضع الميزان ويؤخذ في الحساب
(طب عن أبي أمامة، وسنده جيد).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب صفة محمد صلى الله عليه وسلم رقم [4282] ص
(2) فيتخشخش: الخشخشة: حركة لها صوت كصوت السلاح. النهاية.
2 / 33. ب.
173

34538 أنا أول من يؤذن له في السجود يوم القيامة،
وأنا أول من يؤذن له ان يرفع رأسه، فأرفع رأسي فأنظر بين
يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك، وأنظر
عن يميني فأعرف أمتي من بين الأمم، وأنظر عن شمالي فأعرف
أمتي من بين الأمم هم غر محجلون من آثار الوضوء ولا يكون
لاحد من الأمم غيرهم، وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم، وأعرفهم
بسيماهم في وجوههم من أثر السجود، وأعرفهم بنورهم الذي بين
أيديه عن أيمانهم وعن شمائلهم، وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذريتهم
(حم عن أبي الدرداء، ك، هب عن أبي ذر وأبي الدرداء معا).
34539 إن الله تجاوز عن أمتي ثلاثة، الخطأ والنسيان وما
أكرهوا عليه (طب عن ثوبان).
34540 تجاوز الله لي عن أمتي ما توسوس به صدورهم
ما لم تعمل أو تتكلم به (الخطيب عن عائشة).
34541 تجوز عن أمتي ثلاثة: عن الخطأ والنسيان والكره
(ابن عساكر عن أبي الدرداء).
34542 تجوز عن هذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما
أكرهوا عليه (عبد الرزاق عن الحسن مرسلا).
174

34543 ثلاث لا يهلك عليهن ابن آدم: الخطأ والنسيان
وما أكره عليه (عب عن قتادة مرسلا).
34544 مغفور لامتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم
بالشرك (الخطيب عن عائشة).
34545 إن الله لا يعجز هذه الأمة من نصف يوم،
وإذا رأيت بالشام مائدة رجل وأهل بيته فعند ذلك تفتح القسطنطينة
(طب عن أبي ثعلبة).
34546 لا يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم، إذا
رأيت الشام مائدة رجل واحد وأهل بيته، فعند ذلك فتح
القسطنطينية (حم عن أبي ثعلبة).
34547 إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين
صلاة العصر إلى غروب الشمس (1)، أوتي أهل التوراة التوراة فعلموا
حتى إذا انتصف النهار ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا، ثم أوتي
أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا
قيراطا قيراطا، ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا

(1) أخرجه البخاري كتاب مواقيت الصلاة باب من أدرك ركعة من العصر
قبل الغروب [1 / 146]. ص
175

قيراطين قيراطين، فقال أهل الكتاب: أي ربنا! أعطيت هؤلاء
قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ونحن كنا أكثر عملا!
قال الله عز وجل: هل ظلمتكم من أجركم من شئ؟ قالوا: لا،
قال فهو فضلي أوتيه من أشاء (طب، خ عن سالم بن عبد الله
عن أبيه).
34548 من الأمم أمة ضرب لها مثل كمثل أجراء
ائتجرهم رجل يعملون له يوما كله وجعل لهم قيراطا قيراطا، فعملوا
حتى إذا انتصف النهار سئموا فقالوا للرجل: حاسبنا، فحاسبهم
فكان لهم نصف قيراط نصف قيراط وأحب فقال: من يكمل لي عملي إلى
الليل على قيراط قيراط؟ فبايعه قوم آخرون فعملوا حتى إذا كان
قريبا من صلاة العصر سئموا فقالوا: حاسبنا، فحاسبهم فكان لهم
نصف قيراط نصف قيراط، وأحب الرجل أن يقضى له عمله
قبل الليل فائتجر قوما على أن يكملوا ما غبر (1) من عمله إلى
الليل على قيراطين قيراطين، إني أرجو إن شاء الله ان تكونوا أنتم
أصحاب القيراطين (طب عن حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه

(1) غبر: قال الأزهري: يحتمل الغابر هاهنا الوجهين، يعني الماضي والباقي،
فإنه من الأضداد ا. قال: والمعروف الكثير أن الغابر الباقي. النهاية.
3 / 337. ب.
176

عن جده).
34549 إن إبراهيم خليل الرحمن رأى الجنة فيما يرى النائم
فأصبح فقصها على قومه فقال: يا قوم! إني رأيت البارحة فيما
يرى النائم جنة عرضها السماوات والأرض أعدت لمحمد وأمته،
حدائقها شهادة أن لا إله إلا الله، وأشجارها محمد رسول الله، وثمارها
سبحان الله والحمد لله، فقال له قومه: يا خليل الله! من محمد وأمته؟
(بز عن أبي أمامة).
34550 أوحى الله إلى موسى بن عمران أن في أمة محمد
لرجالا يقومون على كل شرف (1) وواد ينادون بشهادة ان لا إله
إلا الله، جزاؤهم على جزاء الأنبياء (الديلمي عن انس).
34551 إني وأمتي لمشرفون على كوم من مسك مشرفون
على الخلائق، ما من أحد من الأمم من المؤمنين إلا ود انه منا
وما من نبي كذبه قومه إلا وأمة محمد شهداء له يوم القيامة أنه
قد بلغ رسالات ربه والرسول شهيد عليكم (الديلمي عن جابر).
34552 الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت ان
أصبر نفسي معهم (د، حل عن أبي سعيد، طب عن عبد الرحمن بن

(1) شرف: الشرف: العلو والمكان العالي. المختار 265. ب
177

سهل بن حنيف).
34553 الآن جاء القتال! ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون
على الحق ظاهرة على الناس، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام فيقاتلونهم
ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وعقر دار المؤمنين
يومئذ الشام، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وهو
يوحى إلي أني مقبوض غير ملبث وأنتم تتبعوني، أفنادا يضرب
بعضكم رقاب بعض، وبين يدي الساعة موتان شديد وبعد
سنوات الزلازل (حم، والدارمي، ن والبغوي، طب، حب، ك، ص
عن سلمة بن نفيل الكندي).
34554 الآن جاء القتال! ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون
في سبيل الله، لا يضرهم من خالفهم، يزيغ الله قلوب قوم ليرزقهم
منهم، ويقاتلونهم حتى تقوم الساعة، ولا يزال الخيل معقودا في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة، ولا تضع الحرب أوزارها حتى يخرج
يأجوج ومأجوج (طب عن سلمة بن نفيل).
34555 كذبوا، الآن جاء القتال! الآن جاء القتال! لا يزال
الله يزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم ويرزقكم الله منهم حتى يأتي أمر
الله وهم على ذلك، وعقر دار الاسلام بالشام (ابن سعد عن سلمة بن
178

نفيل الحضرمي).
34556 لن تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق،
لا يضرهم من خذلهم أو فارقهم حتى يأتي أمر الله (الروياني، كر
عن عمران بن حصين).
34557 لا يزال بهذا الامر عصابة على الحق لا يضرهم خلاف
من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك (حم وابن جرير عن
أبي هريرة).
34558 لا يزال هذا الدين ظاهرا على كل من ناواه أو
خالفه، لا يضره شئ أبدا (ابن جرير عن معاوية).
34559 لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين
إلى يوم القيامة (كر عن جابر، ابن قانع وابن عساكر، حب عن
قتادة عن أنس، قال خ: هذا حديث خطأ، إنما هو قتادة عن مطرف
ابن عمران)
34560 لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى يأتي
أمر الله (ط وعبد بن حميد عن زيد بن أرقم).
34561 لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من
يغزوهم قاهرين، لا يضرهم من ناواهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك،
179

قيل: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: ببيت المقدس (حم طب، ص
عن أبي أمامة).
(34562) لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين (حم،
ص عن زيد بن أرقم).
(34563) لا تزال طائفة من أمتي طاهرة على الدين وعزيزة
إلى يوم القيامة (أبو نصر السجزي في الإبانة والهروي في ذم الكلام
عن سعد بن أبي وقاص).
(34564) لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين حتى يأتي
أمر الله (ط، ك عن عمر).
(34565) لا يبرح هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين
حتى تقوم الساعة (طب عن جابر بن سمرة).
(34566) لا تقوم الساعة إلا وطائفة من أمتي ظاهرون على
الحق حتى يأتيهم الامر، لا يبالون من خذلهم ولا من نصرهم (ه‍
عن معاوية). (1)
(34567) لا يزال الناس من أمتي يقاتلون على الحق حتى
يأتيهم الامر (طب عن معاوية عن زيد بن أرقم).

(1) أخرجه ابن ماجة بالمقدمة باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم [9] ص
180

34568 إنما مثل أمتي كمثل ماء أنزله الله من السما
لا يدري البركة في أولها أو في آخرها (الرامهرمزي عن انس،
وهو حسن).
34569 مثل أمتي كالمطر يجعل الله تعالى في أوله خيرا وفي
آخره خيرا (طب عن عمار).
34570 مثل أمتي كحديقة قام عليها صاحبها فاحتدر رواكيها
وهيأ مساكنها وحلق سعفها، فأطعم عاما فوجا وعاما فوجا،
فلعل آخرهما طعما أن يكون أجودهما قنوانا (1) وأطولهما شمراخا، (1)
والذي بعثني بالحق! ليجدن عيسى ابن مريم في أمتي خلفا من
حواريه (أبو نعيم عن عبد الرحمن بن سمرة).
34571 لا تبكوا فان مثل أمتي مثل حديقة قام عليها
صاحبها فاحتدر رواكيها وهيأ مساكنها وحلق سعفها فأطعمت
عاما فوجا، فلعل آخرها عاما يكون أجودها قنوانا وأطولها شمراخا،
والذي بعثني بالحق! ليجد ابن مريم في أمتي خلفا من حواريه (الحكيم
عن عبد الرحمن بن سمرة).

(1) قنوانا: القنو: العذق والجمع القنوان مختار الصحاح 5540. ب
شمراخا: كل غصن من أغصان العذق شمراخ، وهو الذي عليه البسر.
النهاية 2 / 500 ب.
181

(34572) إن في أصلاب أصلاب أصلاب رجال من أصحابي رجالا
ونساء يدخلون الجنة بغير حساب (طب وابن مردويه، ص عن
سهل بن سعد).
(34573) - إن من أمتي لرجالا الايمان أثبت في قلوبهم من
الجبال الرواسي (ابن جرير عن إسحاق السبيعي مرسلا).
(34574) إن ناسا من أمتي يأتون من بعدي يود أحدهم لو
اشترى رؤيتي بأهله وماله (قط في الافراد، ك عن أبي هريرة).
(34575) إني رأيت أني أؤمكم إذ لحقني ظلال فتقدمت،
ثم لحقني ظلال فتقدمت، لحقني ناس من أمتي يكونون بعدي ملحق
بي قلوبهم وأعمالهم (ابن عساكر عن أبي قلابة مرسلا).
(34576) سيكون بعدي ناس من أمتي يسد الله بهم الثغور،
يؤخذ منهم الحقوق ولا يعطون حقوقهم، أولئك مني وأنا منهم
(ابن عبد البر في الصحابة عن زيد العقيلي).
(34577) أتدرون أي أهل الايمان أفضل إيمانا؟ قالوا:
الملائكة، قال: هم كذلك ويحق لهم وما يمنعهم وقد أنزلهم الله
المنزلة التي أنزلهم بل غيرهم، قالوا: فالأنبياء، قال: هم كذلك وحق
لهم بل غيرهم، قالوا فمن هم؟ قال: أقوام يأتون من بعدي فيؤمنون
182

بي ولم يروني ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء
أفضل أهل الايمان إيمانا (كر عن عمر).
34578 إني من أشد أمتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود
أحدهم لو رآني بأهله وماله (م عن أبي هريرة).
34579 إن أشد أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي يؤمنون
بي ولم يروني يعملون بما في الورق المعلق (الخطيب وابن عساكر
عن أبي هريرة).
34580 ليتني لقيت إخواني! فاني أحبهم، فقال أبو بكر:
أليس نحن إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي، إخواني الذين لم يروني
وآمنوا بي وصدقوني وأحبوني حتى أني أحب إلى أحدهم من والده
وولده، ألا تحب يا أبا بكر قوما أحبوك بحبي إياك؟ قال: بلى
يا رسول الله! قال: فأحبهم ما أحبوك بحبي إياك (أبو نعيم في فضائل
الصحابة عن نافع عن أبي هريرة عن انس، وفيه أبو هرمز متروك).
34581 ليتني أرى إخواني وردوا علي الحوض فأستقبلهم
بالآنية فيها الشراب فأسقيهم من حوضي قبل ان يدخلوا الجنة!
قيل يا رسول الله! ألسنا اخوانك؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواني
من آمن بي ولم يرني، إني سألت ربي ان يقر عيني بكم وبمن
183

آمن بي ولم يرني (أبو نعيم عن ابن عمر).
(34582) ليس إيمان من رآني بعجب ولكن العجب كل
العجب لقوم رأوا أوراقا فيها سواد فآمنوا به أوله وآخره (أبو
الشيخ عن أنس).
(34583) متى ألقى إخواني؟ قالوا: ألسنا إخوانك؟ قال: بل
أنتم أصحابي، وإخواني الذين آمنوا بي ولم يروني، أنا إليهم بالأشواق
(ع وأبو الشيخ عن انس).
(34584) (يا أبا بكر: ليت أني لقيت إخواني فاني أحبهم!
الذين لم يروني وصدقوني وأحبوني حتى أني لأحب إلى أحدهم من
والده وولده (أبو الشيخ عن انس).
(34585) يا حذيفة! إن في كل طائفة من أمتي قوما شعثا
غبرا، إياي يريدون وإياي يتبعون ويقيمون كتاب الله، أولئك مني
وأنا منهم وإن لم يروني (حل عن حذيفة).
(34586) وددت اني لقيت إخواني! قالوا: يا رسول الله!
السنا إخوانك؟ قال أنتم أصحابي، وإخواني قوم يجيئون من
بعدي يؤمنون بي ولم يروني، ثم قال: يا أبا بكر! الا تحب قوما
بلغهم انك تحبني فأحبوك بحبك إياي؟ فأحبهم أحبهم الله (ابن
184

عساكر عن البراء).
34587 اللهم! أقبل بقلوبهم إلى دينك، وحط من ورائهم
برحمتك (طب وسمويه عن انس) قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته
قال فذكر.
34588 مثلت لي أمتي في الماء والطين، وعلمت الأسماء
كلها كما علم آدم الأسماء كلها (الديلمي عن أبي رافع).
34589 يكون في أمتي رجل يقال له: صلة: يدخل بشفاعته
الجنة كذا وكذا (ابن سعد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بلاغا).
34590 يدخل رجل من هذه الأمة الجنة قبل موته (ابن
عساكر عن ابن عمر).
لحوق في القطب والابدال
34591 خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والابدال أربعون، فلا
الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون، كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة
مكانه وأدخل في الأربعين مكانه، يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى
من أساء إليهم، ويتواسون فيما آتاهم الله (حل عن ابن عمر).
34592 الابدال في هذه الأمة ثلاثون رجلا. قلوبهم على
قلب إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلا
185

(حم، عن عبادة بن الصامت). (1)
34593 الابدال من أمتي ثلاثون، بهم تقول الأرض، وبهم تمطرون،
وبهم تنصرون (طب، عنه). (2)
34594 إن الابدال بالشام يكونون وهم أربعون رجلا،
بهم تسقون الغيث، وبهم تنصرون على أعدائكم، ويصرف عن أهل
الأرض البلاء والغرق (ابن عساكر عن علي).
34595 الابدال في أهل الشام، وبهم تنصرون، وبهم ترزقون
(طب عن عوف بن مالك) (3)
34596 الابدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلا، كلما
مات رجل أبدل الله مكانه رجلا، يسقى بهم الغيث، وينتصر
بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب (حم
عن علي).
34597 الابدال أربعون رجلا وأربعون امرأة، كلما مات

(1) قال المناوي في الفيض (3 / 168) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح
غير عبد الواحد بن قيس وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما. ص
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 168) قال المصنف: وسنده صحيح. ص
(3) قال المناوي في الفيض [3 / 169] قال المصنف: أخرجه عنه احمد والحاكم
والطبراني من طرق أكثر من عشرة. ص
186

رجل ابدل الله مكانه رجلا، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها
امرأة (الخلال في كرامات الأولياء، فر عن انس).
34598 الابدال من الموالي (الحاكم في الكنى عن عطاء
مرسلا) (1).
34599 ثلاث من كن فيه فهو من الابدال: الرضا بالقضاء،
والصبر عن محارم الله، والغضب في ذات الله عز وجل (فر
عن معاذ).
34600 علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبدا (ابن
أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن بكر بن خنيس مرسلا).
34601 إن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بالاعمال ولكن إنما
دخولها برحمة الله، وسخاوة الأنفس، وسلامة الصدر، ورحمة لجميع
المسلمين (هب عن أبي سعيد).
34602 لن تخلو الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل
الرحمن، بهم تغاثون، وبهم ترزقون، وبهم تمطرون (حب في تاريخه
عن أبي هريرة).

(1) قال المناوي في الفيض [3 / 170] وهذه الأخبار وإن فرض ضعفها
جميعها لكن لا ينكر تقوى الحديث الضعيف بكثرة طرقه وتعدد مخرجيه
الا جاهل بالصناعة الحديثية أو معاندة متعصب به أنه من قبيل الثاني. ص
187

34603 لن تخلو الأرض من أربعين رجلا مثل خليل
الرحمن، فبهم، تسقون وبهم تنصرون، ما مات منهم أحد إلا أبدل
الله مكانه آخر (طس عن أنس).
الاكمال
34604 إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بصلاة ولا صيام
ولكن دخلوها بسخاء الأنفس، وسلامة الصدر، والنصح للمسلمين
(قط في كتاب الاخوان. عد والخلال في كرامات الأولياء وابن لآل في
مكارم الأخلاق عن الحسن عن أنس).
34605 إن بدلاء أمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صوم ولا
صلاة ولكن دخلوها برحمة الله، وسلامة الصدور، وسخاوة الأنفس،
والرحمة لجميع المسلمين (الحكيم وابن أبي الدنيا في كتاب السخاء،
هب عن الحسن مرسلا).
34606 إن دعامة أمتي عصب (1) اليمن وأبدال الشام

(1) عصب: ومنه حديث على (الابدال بالشام والنجباء بمصر، والعصائب
بالعراق) أراد أن التجمع للحروب يكون بالعراق. وقيل: أراد جماعة من
الزهاد سماهم بالعصائب، لأنه قرنهم بالابدال والنجباء.
والعصائب جمع عصابة، وهم الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين
ولا واحد لها من لفظها. النهاية 3 / 243. ب
188

وهم أربعون رجلا كلما هلك رجل أبدل الله مكانه آخر، ليسوا
بالمتماوتين ولا المتهالكين والمتناوشين، لم يبلغوا ما بلغوا بكثرة صوم ولا
صلاة، وإنما بلغوا ذلك بالسخاء، وصحة القلوب، والمناصحة لجميع
المسلمين، وإن أمتي سيكونون على خمس طبقات: فأنا ومن معي إلى
أربعين سنة أهل إيمان وعلم، ومن بعدهم إلى ثمانين سنة أهل
بر وتقوى، ومن بعدهم إلى عشرين ومائة سنة أهل تراحم وتواصل،
ومن بعدهم إلى ستين ومائة سنة أهل تقاطع وتدابر، ومن بعدهم
إلى انقضاء الدنيا فالهرج الهرج النجاء النجاء (تمام وابن عساكر عن انس).
34607 الابدال يكونون بالشام وهم أربعون رجلا، كلما
مات رجل أبدل الله مكانه رجلا، يسقى بهم الغيث، وينتصر بهم
على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب (حم عن علي،
وسنده صحيح).
34608 الابدال ستون رجلا، ليسوا بالمتنطعين (1) ولا
بالمبتدعين ولا بالمتعمقين ولا بالمعجبين، لم ينالوا ما نالوا بكثرة صلاة
ولا صيام ولا صدقة ولكن بسخاء الأنفس وسلامة القلوب والنصيحة
لأئمتهم، إنهم يا علي في أمتي أقل من الكبريت الأحمر (ابن أبي

(1) بالمتنطعين: المتعمقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى
حلوقهم. النهاية 5 / 74. ب
189

الدنيا في كتاب الأولياء والخلال عن علي).
34609 البدلاء أربعون رجلا: اثنان وعشرون بالشام، وثمانية
عشر بالعراق، كلما مات واحد أبدل الله مكانه، فإذا جاء الامر قبضوا
كلهم فعند ذلك تقوم الساعة (الحكيم والخلال في كرامات الأولياء،
عد عن انس).
34610 بدلاء أمتي أربعون رجلا: اثنان وعشرون بالشام
وثمانية عشر بالعراق، كلما مات واحد أبدل الله مكانه آخر، فإذا
جاء الامر قبضوا (كر عن أنس).
34611 دعائم أمتي عصائب اليمن، وأربعون رجلا من
الابدال بالشام وثمانية عشر بالعراق، كلما مات رجل أبدل الله مكانه،
أما! إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاة ولا صيام ولكن بسخاء النفس،
وسلامة الصدور، والنصيحة للمسلمين (كر عن أنس).
34612 لا يزال أربعون رجلا من أمتي قلوبهم على قلب
إبراهيم، يدفع الله بهم عن أهل الأرض، يقال لهم الابدال، إنهم
لا يدركوها بصلاة ولا يصوم ولا بصدقة، قالوا: يا رسول الله!
فبم أدركوها؟ قال بالسخاء والنصيحة للمسلمين (طب عن ابن مسعود).
34613 لا يزال في أمتي ثلاثون، بهم تقوم الأرض وبهم
190

تمطرون وبهم تنصرون (طب عن عبادة بن الصامت).
(34614) لا يزال أربعون رجلا يحفظ الله بهم الأرض، كلما
مات رجل أبدل الله مكانه آخر، وهم في الأرض كلها (الخلال
في كرامات الأولياء عن ابن عمر).
فضل البشر مطلقا
(34615) ليس شئ خيرا من ألف مثله إلا الانسان (طب
والضياء عن سلمان).
(34616) لا نعلم شيئا خيرا من ألف مثله إلا الرجل المؤمن
(طس عن ابن عمر).
الاكمال
(34617) - إني لا أجد من الدواب صنفا، الدابة الواحدة منها
خير من مائتين من صواحبه غير الرجل تجد الرجل خيرا من مائة
رجل (طب عن سمرة).
(34618) إن الملائكة قالوا: يا ربنا خلقتنا وخلقت بني آدم
فجعلتهم يأكلون الطعام، ويشربون الشراب، ويلبسون الثياب،
ويأتون النساء، ويركبون الدواب، وينامون ويستريحون، ولم تجعل
لنا من ذلك شيئا، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة! فقال عز وجل
191

لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له: كن
فكان (ابن عساكر عن أنس).
34619 إن الملائكة قالت: يا ربنا! أعطيت بني آدم الدنيا
يأكلون فيها ويشربون ويركبون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك
ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا
الآخرة! قال: لا أجعل صالح ذرية من خلقته بيدي كمن قلت له:
كن، فكان (طب عن ابن عمر).
34620 لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة: ربنا! خلقتهم
يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة!
فقال الله تبارك وتعالى: لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من
روحي كمن قلت له: كن، فكان (الديلمي وابن عساكر عن جابر،
هب عن عروة بن رويم الأنصاري).
34621 ما شئ أكرم على الله من ابن آدم، قيل: يا رسول الله!
ولا الملائكة؟ قال: الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر (هب وضعفه
عن ابن عمر، قال: الصحيح وقفه عليه).
34622 ما من شئ أكرم على الله يوم القيامة من ابن آدم،
قيل: يا رسول الله! ولا الملائكة؟ قال: ولا الملائكة، لان الملائكة هم
192

مجبورون بمنزلة الشمس والقمر (طب والخطيب عن ابن عمر).
المجتهد على رأس كل مائة ليجدد لهذه
الأمة أمر دينها
34623 إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة
من يجدد لها دينها (د، ك والبيهقي في المعرفة عن أبي هريرة). (1)
34624 إن لله تعالى في كل بدعة كيد بها الاسلام وأهله وليا
صالحا يذب عنه ويتكلم بعلاماته، فاغتنموا حضور تلك المجالس
بالذب عن الضعفاء وتوكلوا على الله وكفى بالله وكيلا (حل عن
أبي هريرة).
34625 لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم
فيه بطاعته إلى يوم القيامة (حم، ه‍ (2) عن عقبة الخولاني).
34626 في كل قرن من أمتي سابقون (الحكيم عن انس).
34627 لكل قرن من أمتي سابقون (حل عن
ابن عمر).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب ما ذكر في قرن المائة رقم (4270)
راجع عون المعبود (11 / 385). ص
وقال المناوي في الفيض (2 / 282) قال الزين العراقي: وسنده صحيح.
(2) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم / 8 / ص
193

34628 لكل قرن سابق (حل عن أنس).
الاكمال
34629 إن لله في الخلق ثلاثمائة قلوبهم على قلب آدم،
ولله في الخلق أربعون قلوبهم على قلب موسى، ولله في الخلق سبعة
قلوبهم على قلب إبراهيم، ولله في الخلق خمسة قلوبهم على قلب
جبريل، ولله في الخلق ثلث قلوبهم على قلب ميكائيل، ولله في
الخلق واحد قلبه على قلب إسرافيل، فإذا مات الواحد أبدل الله
مكانه من الثلاثة، وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة،
وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة، وإذا مات من
السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل
الله مكانه من الثلاثمائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل الله مكانه
من العامة، فبهم يحي ويميت ويمطر وينبت ويدفع البلاء (حل
وابن عساكر عن ابن مسعود).
الباب الثامن في فضائل الأمكنة والأزمنة
وفيه فصلان
الفصل الأول في الأمكنة
مكة وما حواليها زادها الله شرفا وتعظيما
34630 إن الله تعالى ينزل على هذا المسجد مسجد مكة
194

في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة: ستين للطائفين، وأربعين
للمصلين، وعشرين للناظرين (طب والحاكم في الكنى وابن عساكر عن
ابن عباس).
34631 صلاة في المسجد الحرام مائة الف صلاة، وصلاة
في مسجدي الف صلاة، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة (هب
عن جابر).
34632 الصلاة في المسجد الحرام بمائة الف صلاة، والصلاة
في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة
(طب عن أبي الدرداء).
34633 الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، والصلاة
في مسجدي عشرة آلاف صلاة، والصلاة في مسجد الرباطات
ألف صلاة (حل عن أنس).
34634 فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف
صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة
صلاة (هب عن أبي الدرداء).
34635 استمتعوا من هذا البيت فإنه قد هدم مرتين
195

ويرفع في الثالثة (طب، ك عن ابن عمر). (1)
34636 احتكار الطعام في الحرم إلحاد (2) فيه (د (3) عن
يعلي بن أمية).
34637 احتكار الطعام بمكة إلحاد (طس عن ابن عمر).
34638 إنما سمي البيت العتيق لان الله أعتقه من الجبابرة
فلم يظهر عليه جبار قط (ت، (4) ك، هب عن ابن الزبير)،
34639 أول بقعة وضعت من الأرض موضع البيت
ثم مدت منها الأرض، وإن أول جبل وضعه الله تعالى على وجه
الأرض أبو قبيس ثم مدت منه الجبال (هب عن ابن عباس).
34640 دثر (5) مكان البيت فلم يحجه هود ولا صالح
حتى بوأه الله لإبراهيم (الزبير بن بكار في النسب عن عائشة).

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 500) قال الحاكم في المستدرك صحيح على شرطهما
وأقره الذهبي وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات ص
(2) إلحاد: أي ظلم وعدوان. وأصل الالحاد: الميل والعدول عن الشئ.
النهاية 4 / 236. ب.
(3) أخرجه أبو داود كتاب الحج باب تحريم مكة رقم / 2004 /. ص
(4) أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن رقم (3170) وقال حسن صحيح ص
(5) دثر: أصل الدثور: الدروس، وهو أن تهب الرياح على المنزل فتغشي رسومه
بالرمل وتغطيها بالتراب. النهاية 2 / 100. ب.
196

34641 دخول البيت دخول في حسنة وخروج من سيئة
(عد، هب عن ابن عباس).
34642 من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من
سيئة مغفورا له (طب، هق عن ابن عباس).
34643 رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة
(البزار عن ابن عمر).
34644 مكة أم القري ومرو أم خراسان (عد
عن بريدة).
34645 مكة مناخ، لا تباع رباعها، ولا تؤاجر بيوتها
(ك، هق عن ابن عمرو).
34646 من أكرم القبلة أكرمه الله تعالى (قط عن
الوضين بن عطاء مرسلا).
34647 النظر إلى الكعبة عبادة (أبو الشيخ عن عائشة).
34648 لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد
الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى (حم، ق، (1)، د، ن، ه‍ -

(1) أخرجه البخاري كتاب أبواب التطوع باب فضل الصلاة في مسجد مكة
والمدينة (2 / 76). ص
197

عن أبي هريرة، حم، ق، ت، ه‍ عن أبي سعيد، ه‍ عن ابن عمرو).
34649 لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة
حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا (ه‍ عن عياش بن أبي
ربيعة). (1)
34650 أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة فهبط بها
فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه فحيث بلغ نورها صار
حرما (خط عن جعفر بن محمد معضلا).
34651 إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسول
الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ألا! فإنها لم تحل لاحد قبلي ولا تحل لاحد
بعدي، ألا! وإنها حلت لي ساعة من نهار، ألا! وإنها ساعتي هذه
حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا يلتقط ساقطتها
إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يعقل
وإما أن يقاد أهل القتيل (حم، ق، (2) د عن أبي هريرة).
34652 إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض،
فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لم تحل لاحد قبلي ولا تحل

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المناسك باب فضل مكة رقم [3110] وفي اسناده
يزيد بن أبي زياد واختلط بآخره. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب العلم باب كتابة العلم [1 / 39]. ص
198

لاحد بعدي ولم تحل لي قط إلا ساعة من الدهر، لا ينفر صيدها
ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد
(خ عن ابن عباس).
34653 إن الله حم هذا البيت يوم خلق السماوات
والأرض، وصاغه حين صاغ الشمس والقمر، وما حياله من السماء
حرام، وإنه لا يحل لاحد قبلي وإنما حل لي ساعة من نهار ثم
عاد كما كان (طب عن ابن عباس).
34654 إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل
لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد
بها شجرة، فان أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقولوا:
إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي ساعة من نهار
ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلغ الشاهد الغائب
(حم، (1) ق، ت، ن عن أبي شريح).
34655 أول مسجد وضع في الأرض المسجد الحرام ثم
المسجد الأقصى، وما بينهما أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة

(1) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة زمن الفتح.
[5 / 190]. ص.
199

بعد فصل فان الفضل فيه (حم، ق، ن، ه‍ عن أبي ذر) (1)
(34656) - ما أطيبك من بلد وأحبك إلى! ولولا أن قومي
أخرجوني منك ما سكنت غيرك (ت، حب، ك عن ابن عباس) (2)
(34657) من أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر
له كتب الله له مائة الف شهر رمضان فيما سواها وكتب الله له
بكل يوم عتق رقبة وكل ليلة عتق رقبة، وكل يوم حملان
فرس في سبيل الله وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة (ه‍
عن ابن عباس) (3)
(34658) والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى
الله! ولولا أني أخرجت منك ما خرجت (حم، ت، (4) ه‍، حب،
ك عن عبد الله بن عدي بن الحمراء).
(34659) لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد

(1) أخرجه مسلم كتاب المساجد ومواضع الصلاة رقم [520] ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في فضل مكة رقم (3926) وقال
حسن غريب. ص
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب المناسك باب صيام شهر رمضان بمكة رقم (3117). ص
(4) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في فضل مكة رقم (3925) وقال
حسن صحيح غريب. ص
200

الحرام وإلى مسجدي هذا وإلى مسجد بيت المقدس (مالك، (1) د
ت، ن، حب عن بصرة بن أبي بصرة، ن عن أبي هريرة).
34660 لا تغزى مكة بعد اليوم إلى يوم القيامة (حم،
ت (2)، حب، ك عن الحارث بن مالك بن البرصاء).
34661 لا ينتهي البعوث عن غزو هذا البيت حتى يخسف
بجيش منهم (ن، ك عن أبي هريرة).
34662 لا ينتهي الناس عن غزو هذا أبيت حتى يغزوه
جيش حتى إذا كانوا بالبيداء أو ببيداء من الأرض خسف بأولهم
وآخرهم ولم ينج أوسطهم، قيل فإذا كان فيهم من يكره؟ قال:
يبعثهم الله على ما في أنفسهم (حم، ت، د، ه‍ عن صفية) (3)
34663 يا عائشة! لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية

(1) أخرجه مالك في الموطأ من حديث طويل كتاب الجمعة باب ما جاء في الساعة التي
في يوم الجمعة رقم [17].
والنسائي كتاب الجمعة باب ذكر الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة
رقم [1431]. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب السير باب ما جاء ما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة..
رقم [1611] وقال حسن صحيح. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الخسف رقم [2184] وقال
حسن صحيح. ص
201

لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج، وألزقته بالأرض،
وجعلت له بابين: بابا شرقيا وبابا غربيا، فبلغت به أساس إبراهيم
(ق، (1) ن عن عائشة).
34664 لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي
من النفقة ما يقوى على بنيانه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة
أذرع ولجعلت لها بابا يدخل الناس منه وبابا يخرج منه (ن، م
عن عائشة) (2)
34665 لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأنفقت كنز
الكعبة في سبيل الله ولجعلت بابها بالأرض ولأدخلت فيها من
الحجر (م عن عائشة). (3)
34666 لولا أن قومك حديث عهد بالجاهلية لهدمت
الكعبة وجعلت لها بابين (ت، ن عن عائشة).
34667 لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت فبنيته

أخرجه مسلم كتاب الحج باب نقض الكعبة وبنائها رقم [398].
والبخاري كتاب الحج باب فضل مكة وبنائها [2 / 179 / 180]. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب نقض الكعبة وبنائها رقم 399 ورقم
[400]. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الحج باب نقض الكعبة وبنائها رقم [401]. ص
202

على أساس إبراهيم وجعلت له خلفا، فان قريشا لما بنت البيت
استقصرت (حم، ن عن عائشة).
34668 يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث فإذا كانوا
ببيداء من الأرض خسف بهم، قيل: يا رسول الله! فكيف بمن كان
كارها؟ قال: يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته
(حم، م عن أم سلمة) (1)
34669 يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض
خسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم (خ، ه‍ عن عائشة) (2)
34670 يغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم بالبيداء (ن
عن أبي هريرة).
34671 طائفة من أمتي يخسف بهم يبعثون إلى رجل فيأتي
مكة فيمنعهم الله تعالى ويخسف بهم، مصرعهم واحد ومصادرهم
شتى، إن منهم من يكره فيجئ مكرها (طب عن أم سلمة).
34672 ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت رقم
[2882]. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الحج باب هدم الكعبة [2 / 183]. ص
203

ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم وينادي أولهم آخرهم ثم
يخسف بهم فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم (حم، م (1) ن،
ه‍ - عن حفصة).
34673 كأني أنظر إليه أسود افحج (2) ينقضها حجرا حجرا
يعني الكعبة (حم، خ عن ابن عباس).
34674 إني دخلت الكعبة ولو استقبلت من أمري ما استدبرت
ما دخلتها، إني أخاف أن أكون قد شققت على أمتي من بعدي
(حم، د، (3) ت، ه‍، ك عن عائشة).
34675 إني نسيت أن آمرك أن تخمر القرنين (4) فإنه
ليس ينبغي أن يكون في البيت شئ يشغل المصلي (د (5) عن
عثمان بن طلحة الحجبي).
الاكمال
34676 إن الله عز وجل حبس عن مكة الفيل وسلط

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب الخسف بالجيش.. رقم [2883]. ص
(2) أفحج: الفحج: تباعد ما بين الفخذين. النهاية 3 / 415 ب.
(3) أخرجه أبو داود كتاب المناسك باب في دخول الكعبة رقم [2029] ص
(4) القرنين: أي تغطي قرني الكبش الذي فدى الله به إسماعيل عليه السلام عن
أعين الناس. عون المعبود 6 / 9 ب.
(5) أخرجه أبو داود كتاب المناسك باب في دخول الكعبة رقم [2030]. ص
204

عليها رسول الله والمؤمنين، ألا! فإنها لم تحل لاحد قبلي ولا تحل
لاحد بعدي ألا! وإنها حلت لي ساعة من نهار، ألا! وإنها ساعتي هذه
حرام لا يختلى شوكها ولا يعضد شجرها ولا تلتقط ساقطتها
إلا لمنشد: هو من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يعقل
وإما أن يقاد أهل القتيل، فقال رجل: يا رسول الله! إلا الإذخر،
(حم، ش، خ، د عن أبي هريرة) مر برقم
34677 إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض،
فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لم تحل لاحد قبلي ولا تحل
لاحد بعدي، وتحل لي قط إلا ساعة من الدهر، لا ينفر صيدها
ولا يعضد شوكها ولا يختلى خلاها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد
فقال العباس: إلا الإذخر يا رسول الله فإنه لابد منه للقين (1)
والبيوت، قال: إلا الإذخر فإنه حلال (خ عن ابن عباس). مر
برقم (34652).
34678 أما بعد فان الله هو حرم مكة ولم يحرمها الناس،
وإنما أحلها لي ساعة من النهار وهي اليوم حرام كما حرمها الله عز
وجل أول مرة، وإن أعتى الناس على الله عز وجل ثلاثة: رجل

(1) للقين: التقيين: التزيين. النهاية 4 / 135. ب.
205

قتل فيها ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل (1) الجاهلية
(حم، ق عن أبي شريح).
34679 إن لله عز وجل ملائكة موكلين بأنصاب الحرم
منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة يدعون لمن حج من
مصره ماشيا (الديلمي عن جابر).
34680 لم يهلك قوم نبي قط فيكون للنبي الذي عذب
قومه أمان دون الحرم (الديلمي عن ابن عباس).
34681 من أخذتموه يقطع من شجر الحرم شيئا فلكم
سلبه، لا يعضد شجرها ولا يقطع (ط، حم، ق عن سعد بن
أبي وقاص).
34682 يا أيها الناس! إن الله عز وجل حرم مكة يوم
خلق السماوات والأرض، وهي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد
شجرها ولا ينفر صيدها ولا يأخذ لقطتها إلا منشد فقال العباس:
إلا الإذخر، قال إلا الإذخر (ه‍ عن صفية بنت شيبة).
34683 مكة حرام، وحرام بيع رباعها، وحرام أجر بيوتها

(1) بذحل: الذحل: الحقد والعداوة يقال طلب بذحله أي بثأره.
مختار الصحاح 220. ب.
206

(ك، ق عن ابن عمرو).
34684 من أكل من أجود بيوت مكة شيئا فإنما يأكل
نارا (الديلمي عن ابن عمر).
34685 ولا يحل إجارتها ولا بيعها يعني مكة (طب
عن ابن عمر).
34686 إن أناسا من أمتي يؤمون هذا البيت لرجل من
قريش قد استعاذ بالحرم، فلما بلغوا البيداء خسف بهم، مصادرهم
شتى، يبعثهم الله على نياتهم، قيل: كيف؟ قال: جمعهم الطريق،
منهم المستبصر وابن السبيل والمجبور، يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون
مصادر شتى (حم عن عائشة).
34687 لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزوه جيش
حتى إذا كانوا بالبيداء أو: ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم
ولم ينج أوسطهم، قيل: يا رسول الله! فمن أكره منهم؟ قال: يبعثهم
الله على ما في أنفسهم (حم، ش، ت: حسن صحيح، طب عن صفية).
34688 يأتي جيش من قبل المشرق يريد رجلا من أهل مكة
حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيرجع من كان أمامهم لينظر ما فعل
207

القوم فيصيبهم ما أصابهم، قيل: فكيف بمن كان مستكرها؟ قال:
يصيبهم كلهم ذلك ثم يبعث الله كل امرئ منهم على نيته (حم ونعيم
ابن حماد في الفتن عن حفصة).
34689 يبعث إلى مكة جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء
خسف بهم (نعيم بن حماد في الفتن عن قتادة مرسلا).
34690 يبعث جند إلى هذا الحرم فإذا كانوا ببيداء من الأرض
خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم، قيل: أرأيت إن كان فيهم
مؤمنون؟ قال: تكون لهم قبورا (ن عن حفصة).
34691 يلحد (1) رجل من قريش بمكة يقال له عبد الله، عليه
شطر عذاب العالم (طب عن ابن عمرو).
34692 إنه سيلحد في الحرم رجل من قريش لو توزن ذنوبه
بذنوب الثقلين لرجحت (حم، ك عن ابن عمر).
34693 يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب
الثقلين لوزنتها (حم عن ابن عمرو).

(1) يلحيد: أصل الالحاد: الميل والعدول عن الشئ.
وفي الحديث " احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه " أي ظلم وعدوان
النهاية 4 / 236. ب.
208

34694 يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله، عليه مثل
أوزار نصف الناس (حم عن عثمان).
34695 يلحد رجل من قريش بمكة، يكون عليه نصف
عذاب العالم (حم عن عثمان، ورجال الحديثين ثقات).
34696 لا تغزى مكة بعد هذا العام، ولا يقتل رجل من
قريش بعد هذا العام صبرا أبدا (حم طب عن مطيع بن الأسود).
34697 لا يسكن مكة سافك دم ولا مشاء بنميمة (أبو
نعيم عن جابر).
34698 اتقوا الله وانظروا ماذا تفعلون بها فإنها مسؤلة
عنكم وعن أعمالكم فتخبر عنكم، واذكروا إذ ساكنها من لا يأكل
الدم ولا يأكل الربا ولا يمشي بالنميمة (الخرائطي في مساوئ
الأخلاق عن ابن عمر) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم قعود بفناء
الكعبة قال فذكره.
34699 إن هذا البيت مسؤول عن أعمالكم يوم القيامة،
فانظروا ماذا يخبر عنكم (عق عن ابن عمرو).
34700 لا يدخل الدجال مكة والمدينة (حم عن عائشة).
34701 يا أهل مكة! إنكم في وسط من الأرض بحذاء
209

وسط السماء وبأقل الأرض مطرا فأقلوا من اتخاذ الماشية (الديلمي
عن ابن عباس).
34702 ويها يا أصيل! دع القلوب تقر (أبو موسى في
الذيل عن بديح بن سدرة السلمي).
34703 خلق الله عز وجل مكة فوضعها على المكروهات
والدرجات (ك في تاريخه عن أبي هريرة وابن عباس معا).
34704 من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت
منه جهنم مسيرة مائتي عام وتقربت منه الجنة مسيرة مائتي عام
(أبو الشيخ عن أبي هريرة، وفيه عبد الرحيم بن زيد العمى متروك
عن أبيه وليس بالقوي).
34705 قد علمت أن أحب البلاد إلى الله عز وجل مكة،
فلولا أن قومي أخرجوني ما خرجت، اللهم اجعل في قلوبنا من
حب مكة (هب عن ابن عمر).
34706 والله! إنك لخير أرض الله إلي، ولولا أني أخرجت
منك ما خرجت (ابن سعد، ك وتعقب عن عبد الرحمن بن الحارث
ابن هشام عن أبيه).
34707 من دخل مكة فتواضع لله عز وجل وآثر
210

رضاه على جميع أموره لم يخرج منها حتى يغفر له (الديلمي
عن ابن عمرو).
34708 من أعد قوسا في الحرم ليقاتل بها عدو الكعبة
كتب الله له بكل يوم ألف حسنة حتى يحضر العدو (الحسن
ابن سفيان وأبو نعيم عن معاذ).
34709 من أدرك شهر رمضان بمكة من أوله إلى
آخره صيامه وقيامه كتب له مائة ألف شهر رمضان في
غيرها وكان له بكل يوم مغفرة وشفاعة، وبكل ليلة مغفرة
وشفاعة، وبكل يوم حملان فرس في سبيل الله وله بكل يوم دعوة
مستجابة (هب عن ابن عباس وقال: تفرد به عبد الرحيم بن زيد
العمي وليس بالقوي).
30710 خلق الله مكة فحففها بالملائكة قبل أن يخلق
شيئا من الأرض كلها بألف عام، ثم وصلها بالمدينة ووصل المدينة
ببيت المقدس، وخلق الأرض بعد ألف عام خلقا واحدا (الديلمي
عن عائشة).
34711 اذهب فصل فيه، فوالذي بعث محمدا بالحق! لو
صليت ههنا لقضى عنك ذلك كل صلاة في بيت المقدس (حم
211

عن رجل من الأنصار).
الكعبة
الاكمال
34712 أول مسجد وضع في الأرض الكعبة، ثم بيت
المقدس، وكان بينهما مائة عام (ابن منده في تاريخه أصبهان عن علي).
34713 إن الله تعالى يلحظ إلى الكعبة في كل عام لحظة
وذلك في ليلة النصف من شعبان، فعند ذلك تحن إليها قلوب
المؤمنين (الديلمي عن عائشة وابن عباس).
34714 النظر إلى الكعبة عبادة، والنظر إلى وجه الوالدين
عبادة، والنظر في كتاب الله عبادة (ابن أبي داود في المصاحف
عن عائشة، وفيه زافر، قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه).
34715 لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة
حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا (حم، ه‍، طب عن عياش
ابن أبي ربيعة المخزومي). مر برقم 34648
34716 من حج ولم تقبل حجته شكر الله له زيارة
الكعبة (الديلمي عن البراء).
34717 كان موضع البيت في زمن آدم شبرا أو أكثر
212

علما وكانت الملائكة تحجبه قبل آدم، ثم حج آدم فاستقبلته الملائكة
فقالوا: يا آدم! من أين جئت؟ قال: حججت البيت، فقالوا: قد
حجته الملائكة قبلك (ق عن أنس).
34718 بعث الله جبريل إلى آدم وحواء فقال لهما: ابنيا
لي بيتا، فحط جبريل فجعل آدم يحفر وحواء تنقل حتى أجابه
الماء، ثم نودي من تحته: حسبك يا آدم! فلما بناه أوحى الله إليه
أن يطوف به وقيل له: أنت أول الناس وهذا أول بيت، ثم
تناسخت القرون حتى حجه نوح، ثم تناسخت القرون حتى رفع
إبراهيم القواعد منه (هق وابن عساكر عن ابن عمر، وقال هق:
تفرد به ابن لهيعة هكذا مرفوعا).
34719 أول من جدر (1) الكعبة بعد كلاب بن مرة
قصي بن كلاب (الديلمي عن أبي سعيد).
34720 لقد مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا حفاة
عليهم العباء يؤمون بيت الله العتيق منهم موسى عليه السلام (ع،

(1) جدر: الجدر: هو ما رفع حول المزرعة كالجدار ومنه قوله لعائشة
رضي الله عنها " أخاف أن يدخل قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت " يريد
الحجر، لما فيه من أصول حائط البيت. النهاية 1 / 246. ب.
213

عق، طب، حل، كر عن أبي موسى).
الحجر الأسود
34721 أكثروا استلام هذا الحجر فإنكم يوشك أن يفقدوه،
بينما الناس ذات ليلة يطوفون به إذ أصبحوا وقد فقدوه، إن الله
لا يترك شيئا من الجنة في الأرض إلا أعاده فيها قبل يوم القيامة
(فر عن عائشة).
34722 إن لهذا الحجر لسانا وشفتين يشهد لمن استلمه يوم
القيامة بحق (حب، ك عن ابن عباس).
34723 والله ليبعثنه يوم القيامة يعني الحجر له عينان
يبصر بهما ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق (ت عن
ابن عباس) (1).
34724 الحجر الأسود من الجنة (حم عن انس، ن عن
ابن عباس).
34725 الحجر الأسود من حجارة الجنة (سمويه عن انس).
34726 الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضا من

(1) أخرجه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في الحجر الأسود رقم [961]
وقال حسن. ص
214

الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك (حم، عد، هب عن
ابن عباس).
34727 الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض
من الجنة غيره وكان أبيض كالماء، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية
ما مسه ذو عاهة إلا برئ (طب عن ابن عباس).
34728 الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة وإنما
سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن
استلمه وقبله من أهل الدنيا (ابن خزيمة عن ابن عباس).
34729 الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده
(خط وابن عساكر عن جابر).
34730 الحجر يمين الله، فمن مسحه فقد بايع الله (فر
عن أنس، الأزرقي عن عكرمة موقوفا).
34731 الحجر الأسود نزل به ملك من السماء (الأزرقي
عن أبي).
34732 إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان
الخطايا حطا (حم عن ابن عمر).
34733 إن كان الحجر الأسود أشد بياضا من الثلج حتى
215

سودته خطايا بني آدم (طب عن ابن عباس).
(34734) لولا ما مس من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو
عاهة إلا شفي، وما على الأرض شئ من الجنة غيره (هق عن
ابن عمر).
(34735) ليأتين هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما
ولسان ينطق به، يشهد على ما استلمه بحق (ه‍، هب (1) عن
ابن عباس).
(34736) ليس من الجنة في الأرض شئ إلا ثلاثة أشياء:
غرس العجوة، والحجر، وأوراق تنزل في الفرات كل يوم بركة
من الجنة (خط عن أبي هريرة).
(34737) نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من
اللبن فسودته خطايا بني آدم (ت عن ابن عباس) (2)
(34738) - ههنا تسكب العبرات - يعني عند الحجر (ه‍، ك -
عن ابن عمر (3)

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المناسك باب استلام الحجر رقم [2944]. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في فضل الحجر الأسود.
رقم [877] وقال حسن صحيح. ص.
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب المناسك باب استلام الحجر رقم [2945]
اسناده ضعيف. ص.
216

34739 أشهدوا هذا الحجر خيرا فإنه يوم القيامة شافع
مشفع، له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه (طب عن عائشة).
34740 الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة (ك
عن أنس).
34741 إن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس
الله تعالى نورهما، ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب
(حم، ت، حب، ك عن ابن عمر) (1)
الاكمال
34742 إن الركن والمقام من ياقوت الجنة، ولولا ما مسهما
من خطايا بني آدم لأضاء ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما من ذي
عاهة ولا سقم إلا شفي (هب، ق عن ابن عمرو).
34743 الحجر والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولولا أن الله
طمس نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب (ط.. عن ابن عمرو).
34744 الحجر الأسود يمين الله، فمن مسح يده على الحجر فقد
بايع الله أن لا يعصيه (الديلمي عن أنس).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في فضل الحجر الأسود رقم
[878] وقال غريب. ص.
217

34745 الحجر الأسود من حجارة الجنة، وزمزم حفنة من
جناح جبريل (الديلمي عن عائشة).
34746 الحجر الأسود من حجارة الجنة، وزمزم خطية مقام
جبريل، وسيكون لبني عباس راية من تبعها رشد، ومن تخلف عنها
هلك ولن يخرج الامر منهم إلى غيرهم (كر عن عائشة).
34747 لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي
الظلمة والأثمة لأستشفي به من كل عاهة ولألفي اليوم كهيئته يوم
خلقه الله وإنما غيره الله بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة،
وليصيرن إليها، وإنها لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة وضعه الله حين
أنزل آدم في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة، والأرض يومئذ
طاهرة لم يعمل فيها شئ من المعاصي وليس لها أهل ينجسونها، فوضع
لها صف من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض،
وسكانها يومئذ الجن لا ينبغي لهم أن ينظروا إليه لأنه شئ من الجنة
ومن نظر إلى الجنة دخلها فليس ينبغي أن ينظر إليها إلا من قد وجبت
له الجنة، والملائكة يذودونهم عنه وهم وقوف على أطراف الحرم يحدقون
به من كل جانب، ولذلك سمي الحرم لأنهم يحولون فيما بينهم وبينه
(طب عن ابن عباس).
218

34748 ليبعثن الله الحجر يوم القيامة وله عينان ينظر بهما ولسان
ينطق به، يشهد لمن استلمه بحق (حم، حب، طب، ق عن
ابن عباس).
34749 من فاوض الحجر الأسود فإنما يفاوض يد الرحمن
(الديلمي عن أبي هريرة).
34750 يأتي هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان
ينطق به يشهد لمن استلمه بحق (حم عن ابن عباس).
34751 يأتي الركن يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق (1)
يشهد لمن يستلمه بالتوحيد (ك، هب عن علي).
34752 يبعث الله الحجر الأسود والركن اليماني يوم القيامة
ولهما عينان ولسان وشفتان يشهدان لمن استلمهما بالوفاء (طب عن
ابن عباس).
الركن اليماني
34753 أوكل بالركن اليماني سبعون ملكا، فمن قال: اللهم!
إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا! آتنا في الدنيا
حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، قالوا: آمين، ومن فاوض

(1) ذلق: أي فصيح بليغ. على وزن فعل: صرد. النهاية 2 / 165. ب.
219

الركن الأسود فإنما يفاوض يد الرحمن (ه‍ عن أبي هريرة). (1)
34754 على الركن اليماني ملك موكل منذ خلق الله
السماوات والأرض، فإذا مررتم به فقولوا: ربنا! آتنا في الدنيا
حسنة الآية، فإنه يقول: آمين آمين (خط عن ابن عباس، هب
عنه موقوفا).
34755 الركن يمان (عق عن أبي هريرة).
الاكمال
34756 ما أتيت الركن اليماني إلا لقيت عنده ألف ألف
ملك لم يحجوا قبل ذلك (الديلمي عن أبي هريرة).
34757 إن مسحهما كفارة للخطايا يعني الركنين (ت: (2)
حسن، ك، ن، هب عن ابن عمر).
الملتزم
34758 ما دعا أحد بشئ في هذا الملتزم إلا استجيب له

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المناسك باب فضل الطواف رقم [2957] قال
السندي: وذكر الدميري ما يدل على أنه حديث غير محفوظ. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في استلام الركنين رقم] 959]
وقال حسن ص.
220

(فر عن ابن عباس).
34759 ما بين الركن والمقام ملتزم، ما يدعو به صاحب
عاهة إلا برئ (طب عن ابن عباس).
الحجر
34760 صلي في الحجر إن أردت دخول البيت، فإنما هو
قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة
فأخرجوه من البيت (حم، ت (1) عن عائشة).
الاكمال
34761 إن قومك حين بنوا البيت قصرت بهم النفقة
فتركوا بعض البيت في الحجر، فاذهبي فصلي في الحجر ركعتين
(ق عن عائشة).
34762 إن قومك استقصروا من بنيان الكعبة ولولا حداثة
عهدهم بالشرك أعدت فيه ما تركوا منه، فان بدا لقومك من بعدي
أن يدعوه فهلمي أريك ما تركوا منه فأراها قريبا من سبع أذرع
في الحجر ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا،

(1) أخرجه الترمذي كتاب الحج باب ما جاء في الصلاة في الحجر رقم [876]
وقال حسن صحيح. ص.
221

أتدرين لم كان قومك رفعوا بابها؟ تعززا أن لا يدخلها إلا من
أرادوا، وكان الرجل إذا كرهوا أن يدخل يدعونه حتى إذا كاد
أن يدخل دفعوه حتى يسقط (ابن سعد عن عائشة).
34763 لولا أن قومك حديث عهد بشرك أو بجاهلية
لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين: بابا شرقيا وبابا
غربيا وزدت فيها من الحجر ستة أذرع، فان قريشا اقتصرتها حين
بنت الكعبة (حم عن عائشة).
34764 لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لهدمت البيت
حتى أدخل فيه ما أخرجوا منه من الحجر فإنهم عجزوا عن نفقته
وجعلت لها بابين: بابا شرقيا و بابا غربيا، وألصقته بالأرض ولوضعته
على أساس إبراهيم (ك عن عائشة).
34765 يا عائشة! لولا أن قومك حديث عهدهم بكفر
لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين: بابا يدخل الناس وبابا يخرجون
منه (خ عن عائشة). مر برقم 34662.
الحجابة من الاكمال
34766 خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا
222

ظالم يعني حجابة (1) الكعبة (ابن سعد، طب وابن عساكر عن
ابن عباس).
زمزم
34767 إن جبريل لما ركض (2) زمزم بعقبه جعلت أم
إسماعيل تجمع البطحاء، رحم الله هاجر! لو تركتها كانت عينا
معينا (عم، والضياء (3) عن أبي).
34768 إنها مباركة، إنها طعام مطعم يعني زمزم (حم،
م عن أبي ذر) (4).
34769 إنها مباركة وهي طعام طعم وشفاء سقم
(الطيالسي عنه).
34770 انزعوا بني عبد المطلب! فلولا أن يغلبكم الناس على

(1) حجابة: يعني سدانتها وتولي حفظها وهم الذين بأيديهم مفتاحها.
النهاية. 1 / 340. ب.
(2) ركض: الركض: تحريك الرجل، ومنه قوله تعالى: " اركض برجلك ".
مختار الصحاح 255. ب.
(3) أورده الهيثمي في موارد الظمآن باب ما جاء في فضل زمزم رقم [1028] ص
(4) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي ذر رضي الله عنه
- وهو حديث طويل وهذه فقرة منه - رقم (132 / 2473). ص.
223

سقايتكم لنزعت معكم (م، د، ه‍ عن جابر) (1)
34771 يا بني عبد المطلب! سقايتكم، ولولا أن يغلبكم عليها
الناس لنزعت (حم، ت عن علي). (2)
34772 يرحم الله أم إسماعيل! لولا أنها عجلت لكان عينا
معينا (خ عن ابن عباس) (3)
34773 يرحم الله أم إسماعيل! لو تركت زمزم أو قال:
لو لم تعرف من الماء لكانت عينا معينا (خ عن ابن عباس) (3)
34774 ماء زمزم لما شرب له (ش، حم، ه‍، (4) هق عن
جابر، هب عن ابن عمرو).
34775 ماء زمزم لما شرب له، فان شربته تستشفي به شفاك
الله، وإن شربته مستعيذا أعاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم وللحديث بقية رقم
(147 / 1218). ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب لحج باب ما جاء ان عرفة كلها موقف رقم
[885] وقال حسن صحيح. ص
(3) أخرجه البخاري كتاب المساقاة باب من رأى أن صاحب الحوض..
[3 / 147]. ص.
(4) أخرجه ابن ماجة كتاب المناسك باب الشرب من زمزم رقم [3062] وقال
في الزوائد: هذا اسناده ضعيف. ص.
224

قطعه الله وإن شربته ليشبعك أشبعك الله، وهي (1) هزمة جبريل
وسقيا إسماعيل قط، ك (1) عن ابن عباس).
34776 ماء زمزم لما شرب له، على شربه لمرض شفاه الله
أو لجوع أشبعه الله أو لحاجة قضاها الله (المستغري في الطب
عن جابر).
34777 ماء زمزم شفاء من كل داء (فر عن صفية).
34778 التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق (الأزرقي في
تاريخ مكة عن ابن عباس).
34779 خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام
من الطعم وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء
بوادي برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام
تصبح تتدفق وتمسي لا بلال بها (طب عن بن عباس).
34780 زمزم طعام طعم وشفاء سقم (ش، البزار عن
أبي ذر).

(1) هزمة: أي ضربها برجله فنبع الماء. النهاية 5 / 263. ب.
(2) أخرجه لحاكم في المستدرك كتاب المناسك (1 / 473) وقال الحاكم في سنده
محمد بن حبيب الجارودي وقال الذهبي في الميزان (3 / 508) غمزه الحاكم لأنه
أتى بخبر باطل اتهم بسنده. ص.
225

34781 زمزم حفنة من جناح جبريل (فر عن عائشة).
34782 آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم
(تخ، ه‍، ك (1) عن ابن عباس).
الاكمال
34783 إن جبريل لما ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل
تجمع البطحاء، رحم الله هاجر أو أم إسماعيل لو تركتها كانت
عينا معينا (حم، ن وأبو القاسم البغوي في معجمه وقال: غريب، ص
من حديث ابن عباس عن أبي بن كعب).
34784 ماء زمزم لما شرب له، إن شربته لتستشفي به شفاك
الله، وإن شربته ليشبعك أشبعك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه
الله، وهي هزمة جبريل وسقيا إسماعيل (الديلمي عن ابن عباس)
34785 ماء زمزم لما شرب له، فان شربته تستشفي به شفاك
الله، وإن شربته مستعيذا أعاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه
(ك عن ابن عباس). مر برقم 34775

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المناسك باب الشرب من زمزم رقم [3061]
وقال في الزوائد: اسناده صحيح ورجاله موثقون. والحاكم في المستدرك
[1 / 472]. ص.
226

السقاية من الاكمال
34786 أعطيكم ما هو خير لكم، منها السقاية بروائكم ولا
تزروا بها (1) (ابن سعد، عن علي) قال قلت للعباس: سل لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجابة، فسأله، قال فذكره.
34787 اعملوا فإنكم على عمل صالح، لولا أن تغلبوا لنزلت
حتى أضع الحبل على هذه يعني عاتقه (حم، خ (2) عن ابن عباس)
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي زمزم وهم يسقون ويعملون فيها قال فذكره.
34788 إنكم لعلى عمل صالح، لولا أن تغلبوا عليه لنزلت
فنزعت معكم (ابن سعد عن مجاهد) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى
زمزم قال: استقوا لي منها دلوا ثم قال فذكره.
34789 انزعوا بني عبد المطلب! فلولا أن يغلبكم الناس على
سقايتكم لنزعت معكم (م (3) د، ه‍ عن جابر) ان النبي صلى الله عليه وسلم أتي بني
عبد المطلب وهم يسقون على زمزم قال فذكره (طب عن
أبي الطفيل).

(1) تزروا: أزريت به إزراء إذا قصرت به وتهاونت. النهاية. 2 / 302. ب.
(2) أخرجه البخاري كتاب الحج باب سقاية الحاج [2 / 191]. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الحج باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم رقم [147 / 118]. ص.
227

34790 لولا أن الناس يتخذونه نسكا ويغلبونكم عليه
لنزعت معكم (حم عن ابن عباس) أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى السقاية
قال فذكره.
المعلى من الاكمال
34791 نعم المقبرة ثنية الشعب يعني مقبرة مكة
(الفاكهي والديلمي عن ابن عباس).
وادي السرر
34792 إذا كنت بين الأخشبين من منى فان هناك واديا
يقال له السرر به سرحة سر تحتها سبعون نبيا (1) (ن، هق عن
ابن عمر).
مسجد خيف من الاكمال
34793 صلى في مسجد الخيف سبعون نبيا منهم موسى
فكأني أنظر إليه وعليه عباءتان قطوانيتان وهو محرم على بعير من
إبل شنوءة مخطوم بخطام من ليف وله ضفيرتان (طب وابن
عساكر عن ابن عباس).
البيت المعمور
34794 البيت المعمور في السماء السابعة يدخله كل يوم

(1) أورده الهيثمي في موارد الظمآن باب في وادي السرر رقم [1029]. ص
228

سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة (حم، ن،
ك، هب عن انس).
الاكمال
34795 البيت المعمور في السماء يقال له الضراح وهو على
مثل البيت الحرام بحياله، لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم سبعون
ألف ملك لم يروه قط، وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة
مكة) طب وابن مردويه عن ابن عباس، وضعف).
عسفان (1) من الاكمال
34796 لقد مر به يعني بوادي عسفان هود وصالح ونوح
على بكرات حمر خطمها الليف، أزرهم العباء وأرديتهم النمار،
يلبون يحجون البيت العتيق (حم وابن عساكر عن ابن عباس).
34797 مر بهذا الوادي عسفان إبراهيم وهود وصالح
وشعيب على بكرات حمر، أزرهم العباء، وأرديتهم النمار، وشراك
نعلهم الخوص، وأزمة نوقهم الليف، يؤمون البيت العتيق (الديلمي
عن ابن عباس).

(1) عسفان: منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة.
معجم البلدان [4 / 121]. ص
229

34798 يؤمر جبريل في كل غداة يدخل بحر النور
فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة فيسقط منه
سبعون ألف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا فيؤمر بهم إلى
البيت المعمور فيصلون فيه ثم يؤمر بهم إلى حيث شاء فيسبحون
إلى يوم القيامة (الديلمي عن أبي هريرة).
ذكر منى
34799 مثل منى كالرحم وهي ضيقة فإذا حملت وسعها الله
(طس عن أبي الدرداء).
فضائل المدينة وما حولها على ساكنها
أفضل الصلاة والسلام
34800 المدينة حرم امن (أبو عوانة عن سهل بن حنيف).
34801 المدينة خير من مكة (طب، قط في الافراد
عن رافع بن خديج).
34802 المدينة قبة الاسلام ودار الايمان وأرض الهجرة
ومتبوأ الحلال والحرام (طس عن أبي هريرة).
34803 افتتحت القرى بالسيف وافتتحت المدينة بالقرآن
(هب عن عائشة).
230

34804 المدينة حرم من كذا إلى كذا، لا يقطع شجرها
ولا يحدث فيها حدث، من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا
ولا عدلا (حم، ق (1) عن أنس).
34805 المدينة حرم ما بين عير (2) إلى ثور، فمن أحدث
فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،
لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، وذمة المسلمين واحدة
يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، ومن ادعى إلى
غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا (حم، ق، (3)
د، ت عن علي، م عن أبي هريرة).
34806 المدينة حرام ما بين عائر إلى ثور لا يختلي خلاها
ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يحل
لرجل أن يحمل فيها السلاح لقتال، ولا يصلح ان يقطع منها

(1 - 3) أخرجه البخاري كتاب الفرائض باب إثم من تبرأ من مواليه [8 / 192]. ص
(2) ما بين عير إلى ثور: هما جبلان: أما عير فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور
فالمعروف أنه بمكة. النهاية. 1 / 229. ب.
231

شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره (د عن علي) (1)
34807 أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي
المدينة تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد (ق عن أبي هريرة). (2)
34808 إن الله تعالى أمرني أن أسمي المدينة طيبة (طب
عن جابر بن سمرة).
34809 إن الله تعالى سمى المدينة طابة (حم، م، (3) ن عن
جابر سمرة).
34810 إن إبراهيم حرم بيت الله وأمنه وإني حرمت
المدينة ما بين لابتيها، لا يقلع عضاهها ولا يصاد صيدها (م
عن جابر).
34811 اللهم! إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرما، وإني
حرمت المدينة حراما ما بين مأزميها (4) أن لا يراق فيها دم ولا

(1) أخرجه أبو داود كتاب الحج باب في تحريم المدينة رقم [2034]. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب المدينة تنفى شرارها رقم (1382). ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الحج باب المدينة تنفي شرارها رقم (1385). ص
(4) مأزميها: المأزم هو الجبل، وقيل المضيق بين الجبلين ونحوه، والأول هو
الصواب هنا، ومعناه ما بين جبليها. تعليق صحيح مسلم لفؤاد عبد الباقي
2 / 1001. ب.
232

يحمل فيها سلاح لقتال ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم!
بارك لنا في مدينتنا، اللهم! بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في
مدنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين! والذي نفسي بيده! ما من
المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانه حتى تقدموا
إليها (م عن أبي سعيد). (1)
34812 اللهم! إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك لأهل
مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة
أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثلي ما باركت لأهل مكة مع
البركة بركتين (ت عن علي).
34813 إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها
(م، (2) حم، ق، ت عن جابر).
34814 إني حرمت ما بين لابتي المدينة كما حرم إبراهيم
مكة (م عن أبي سعيد). (2)
34815 بطحان على بركة من برك الجنة (البزار
عن عائشة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة رقم (1374). ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب صيانة المدينة رقم (478 / 489). ص
233

34816 يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن
أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كان يعملون، ويفتح الشام فيأتي قوم
يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعملون،
ويفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة
خير لهم لو كانوا يعملون (مالك، (1) ق عن سفيان بن أبي زهير).
34817 حرم ما بين لابتي المدينة على لساني (خ عن أبي هريرة،
ن عن أبي سعيد، حم عن ابن مسعود).
34818 رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من
البلدان، وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان (طب
والضياء عن بلال بن الحارث المزني).
34819 صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه
إلا المسجد الحرام (حم، ق، (2) ت، ن، ه‍، عن أبي هريرة، حم، م،
ن، ه‍ عن ابن عمر، م عن ميمونة، حم عن جبير بن مطعم وعن سعد
وعن الأرقم).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب الترغيب في المدينة رقم [497]. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة
رقم (1394). ص
234

34820 صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه
من المساجد إلا المسجد الحرام فاني آخر الأنبياء وأن مسجدي آخر المساجد
(م، ن عن أبي هريرة).
34821 صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا
المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة
فيما سواه (حم، ه‍ عن جابر). (1)
34822 صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه
من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من
صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة (حم، حب عن ابن الزبير).
34823 صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلا
المسجد الحرام، وصيام شهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر رمضان
فيما سواها، وصلاة الجمعة بالمدينة كألف جمعة فيما سواها (هب عن
ابن عمر).
34824 قوائم منبري رؤيت في الجنة (حم، ن، حب، ت
عن أم سلمة، طب، ك عن أبي واقد).

(1) أورده الهيثمي في موارد الظمآن باب في مسجد محمد صلى الله عليه وسلم رقم (1037). ص
235

34825 منبري هذا على ترعة (1) من ترع الجنة (حم عن
أبي هريرة).
34826 الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه
إلا المسجد الحرام، والجمعة في مسجدي هذا أفضل من ألف جمعة فيما
سواه إلا المسجد الحرام، وشهر رمضان في مسجدي هذا أفضل من
ألف شهر رمضان فيما سواه إلا المسجد الحرام (هب عن جابر).
34827 على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال
(حم، ق عن أبي هريرة). (2)
34828 غبار المدينة شفاء من الجذام (أبو نعيم في الطب عن
ثابت بن قيس بن شماس).
34829 غبار المدينة يبرئ الجذام (ابن السني وأبو نعيم معا في
الظب عن أبي بكر ومحمد بن سالم مرسلا).
34830 غبار المدينة يطفئ الجذام (الزبير بن بكار في أخبار

(1) ترعة: الترعة في الأصل: الروضة على المكان المرتفع خاصة فإذا كانت في
المطمئن فهو روضة.
قال القتيبي: معناه أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة، فكأنه
قطعة منها النهاية 1 / 187. ب.
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب صيانة المدينة رقم [1379]. ص.
236

المدينة عن إبراهيم بلاغا).
34831 لكل نبي حرم وحرمي المدينة (حم عن ابن عباس).
34832 لو بني مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي (الزبير بن
بكار في أخبار المدينة عن أبي هريرة).
34833 ما بين لابتي المدينة حرام (ق، ت عن أبي هريرة). (1)
34834 ما وضعت قبلة مسجدي هذا حتى فرج لي ما بيني وبين
الكعبة (الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن ابن شهاب مرسلا).
34835 ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري
على حوضي (ق، (2) ت عن أبي هريرة).
34836 من آذى أهل المدينة آذاه الله وعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل (طب
عن ابن عمر).
34837 من أخاف أهل المدينة أخافه الله (حب عن جابر).
34838 من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي (حم
عن جابر).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة [1372]. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب ما بين القبر والمنبر رقم [1391]. ص
237

34839 من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في
الماء (حم، م، ن عن أبي هريرة، م عن سعد). (1)
34840 من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل، فاني أشفع لمن
يموت بها (حم، ت، ه‍، حب عن ابن عمر).
34841 من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله، هي طابة هي
طابة (حم عن البراء).
34842 المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا (م،
ت عن أبي سعيد، حم، ك عن أبي).
34843 الناس تبع لكم يا أهل المدينة في العلم (ابن
عساكر عن أبي سعيد).
34844 اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة (حم،
ق عن أنس) (2)
34845 إنها حرم آمن، إنها حرم آمن يعني المدينة
(حم، م، ه‍ عن سهل بن حنيف) (3)

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب من أراد أهل لمدينة بسوء رقم [493]. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة رقم [1369]. ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة رقم [1375]. ص
238

34846 إنها طيبة، تنفى الرجال كما تنفي النار خبث الحديد
(ق، ت عن زيد بن ثابت).
34847 تبلغ المساكن إهاب (1) أو يهاب (م (2) عن
أبي هريرة).
34848 تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا
العوافي، وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان
بغنمهما فيجدانها وحوشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما
(حم، (3) ق عن أبي هريرة).
34849 لتتركن المدينة على خير ما كانت يأكلها الطير
والسباع (ك عن أبي هريرة).
34850 من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح
لم يضره ذلك اليوم سم حتى يمسى (م عن سعد) (4)
34851 لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ

(1) إهاب: اسم موضع بقرب المدينة يعني أن المدينة تتوسع جدا حتى تصل مساكنها
إلى ذلك الموضع. تعليق صحيح مسلم 4 / 2228. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب في سكنى المدينة رقم [2903] ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الحج باب في فضل المدينة رقم [449]. ص
(4) أخرجه مسلم كتاب الامشرية باب فضل تمر المدينة رقم [2047] ص
239

سبعة أبواب، على كل باب ملكان (خ عن أبي بكرة).
34852 لا يدخل المدينة المسيح والطاعون (خ عن
أبي هريرة).
34853 لا يصبر لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي
ألا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة (م، ت عن أبي هريرة،
د عن ابن عمرو، حم، م عن أبي سعيد) (1)
34854 لا يكيد أهل المدينة أحد إلا إنماع كما ينماع
الملح في الماء (خ عن سعد).
34855 يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه:
هلم إلى الرخاء، هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعملون،
والذي نفسي بيده! لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله
فيها من هو خير منه، ألا! إن المدينة كالكير تخرج الخبيث،
لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفى الكير خبث
الحديد (م (2) عن أبي هريرة).
34856 يجئ الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة،

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة رقم (482) ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب المدينة تنفي شرارها رقم (1381). ص
240

فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة،
فيأتي سبخة الجرف (1) فيضرب رواقه فترجف المدينة ثلاث
رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة (حم، ق عن أنس).
34857 يأتي الدجال المدينة فيجد الملائكة يحرسونها، فلا
يدخلها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله (حم، خ، ت عن أنس).
34858 ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة،
وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها فينزل
بالسبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج إليه منها
كل كافر ومنافق (ق ن عن أنس).
34859 يأتي المسيح من قبل المشرق. وهمته المدينة حتى
ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهنالك
يهلك (حم، م عن أبي هريرة) (2)
34860 إن إبراهيم حرم مكة ودعا لها، وإني حرمت
المدينة كما حرم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل
ما دعا إبراهيم لمكة (حم، ق عن عبد الله بن زيد المازني).

(1) الجرف: هم اسم موضع من المدينة. النهاية 1 / 262. ب.
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب صيانة المدينة رقم (1380). ص
241

34861 إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها
يعني المدينة (حم، م عن رافع بن خديج).
34862 إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها
أو يقتل صيدها، المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يدعها أحد
رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد
على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة، ولا
يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص
أو ذوب الملح في الماء (حم، م (1) - عن سعد).
الاكمال
34863 إن الله حرم على لساني ما بين لابتي المدينة (ش
عن أبي هريرة).
34864 إن لكل نبي حرما وحرمي المدينة، اللهم! إني أحرمها
بحرمتك، لا يوافيها محدث ولا يختلى خلاها ولا تؤخذ لقطتها إلا
لمنشد (ابن جرير عن ابن عباس).
34865 إن إبراهيم حرم بيت الله وأمنه، وإني حرمت ما بين
لابتيها فلا يصيد صيدها ولا يقطع عضاهها (ابن جرير عن جابر).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة رقم (1363). ص.
242

34866 إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم المدينة، وهي حرام
ما بين لابتيها (الشيرازي في الألقاب عن علي).
34867 إني قد حرمت ما بين لابتيها كما حرم على لسان إبراهيم
الحرم) ابن جرير عن أبي قتادة).
34868 اللهم! إن إبراهيم خليلك ونبيك وإنك حرمت مكة
على لسان إبراهيم، اللهم! وأنا عبدك ونبيك وإني أحرم ما بين لابتيها
(ه‍ عن أبي هريرة).
34869 المدينة حرام كحرمة مكة، والذي أنزل القرآن على
قلب محمد! إن على أنقابها ملائكة يحرسونها من الشيطان (عبد بن حميد
وابن جرير عن جابر).
34870 حرم ما بين لابتي المدينة على لساني (خ عن أبي هريرة،
ن، ع، ص عن أبي سعيد).
34871 لكل نبي حرم، وإني قد حرمت المدينة كما حرم إبراهيم
مكة، ما بين حرتها حرام (أبو نعيم عن ابن عباس).
34872 ما بين كذا وأحد حرام (حم، طب، ص عن عبد الله
ابن سلام).
34873 اللهم! إني أحرم ما بين جبلبها كما حرم إبراهيم مكة،
243

اللهم! بارك لهم في مدهم وصاعهم (حم، خ، م عن أنس).
34874 لكل نبي حرم وحرمي المدينة، اللهم! إني أحرمها
بحرمك أن لا يأوي فيها محدث ولا يختلى خلاها ولا يعضد شوكها
ولا تؤخذ لقطتها إلا لمنشد (حم عن ابن عباس).
34875 الله! إن إبراهيم خليلك وعبدك ونبيك دعاك لأهل
مكة، وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة مثل ما دعاك به إبراهيم
لأهل مكة، ندعوك أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم، اللهم!
حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة واجعل ما بها من وباء بخم
اللهم! إني قد حرمت ما بين لابتيها كما حرمت على لسان إبراهيم الحرم
(حم، والروياني، ص عن أبي قتادة).
34876 اللهم! بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم
يعني المدينة (مالك، خ، (1) م، ن والدارمي، حب عن أنس).
34877 نعم سوقكم! فلا ينتقصن ولا يضربن عليه خراج
(طب عن أبي أسيد).
34878 اللهم! أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا
(حم والروياني، طس، حل، ص عن أنس عن زيد ثابت).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة رقم [1373]. ص.
244

34879 اللهم! بارك لنا في مدنا وصاعنا واجعل مع البركة
بركتين (حب عن أبي سعيد).
34880 اللهم! بارك لنا في مدنا وصاعنا واجعل مع البركة
بركتين (حم عن أبي سعيد).
34881 اللهم! حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد،
اللهم! بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى
الجحفة (خ، م (1) عن عائشة).
34882 اللهم! بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك
لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا، اللهم! إن إبراهيم عبدك وخليلك
ونبيك، وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة
بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه (م (2) ت عن أبي هريرة).
34883 اللهم! إن إبراهيم نبيك وخليلك دعاك لأهل
مكة، وانا نبيك ورسولك أدعوك لأهل المدينة، اللهم! بارك لهم
في مدهم وصاعهم وقليلهم وكثيرهم ضعفي ما باركت لأهل مكة،
ارزقهم من ههنا وههنا وأشار إلى نواحي الأرض كلها، اللهم! من

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة رقم (1376). ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحج باب فضل المدينة رقم (1373). ص.
245

أرادهم بسوء فأذبه كما يذوب الملح في الماء (ابن عساكر عن
أبي هريرة).
34884 اللهم! من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه، وعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منهم صرف ولا عدل
(طب وابن عساكر وابن النجار عن عبادة بن الصامت).
34885 المدينة مهاجري ومضجعي من الأرض وحق على
أمتي أن يكرموا جيراني ما اجتنبوا الكبائر، فمن لم يفعل ذلك سقاه
الله عز وجل من طينة الخبال عصارة أهل النار (قط في الافراد
عن جابر، طب عن معقل بن يسار).
34886 من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، لا يقبل الله منه عدلا ولا صرفا (ش والشاشي وابن
عساكر، ص. عن جابر).
34887 من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله وكانت
عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة
صرفا ولا عدلا (ابن سعد، حم والباوردي والبغوي وابن قانع، طب،
حل، ض عن السائب بن خلاد بن سويد).
34888 من أخاف أهل المدينة أخافه الله يوم القيامة ولعنه
246

الله وغضب عليه ولم يقبل منه صرفا ولا عدلا (طب عن خالد
ابن خلال بن السائب عن أبيه عن جده).
34889 من أراد أهل هذه البلدة بسوء أذابه الله في النار
كما يذوب الملح في الماء (عب عن أبي هريرة).
34890 من ظلم أهل المدينة أخافهم فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل (طب، ض عن عبادة
ابن الصامت).
34891 اللهم! بارك لأهل المدينة في مدينتهم وبارك لهم في
صاعهم وبارك لهم في مدهم، اللهم! إن إبراهيم عبدك وخليلك، وإني
عبدك ورسولك وإن إبراهيم سألك لأهل مكة وإني أسألك لأهل
المدينة كما سألك إبراهيم لأهل مكة ومثله معه، ألا! إن المدينة
مشبكة بالملائكة على كل نقب منها ملكان يحرسانها، لا يدخلها
الطاعون ولا الدجال، من أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح
في الماء (حم، (1) ع، ك، ص عن سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة معا).
34892 أبشروا يا معشر المسلمين! لا يدخلها الدجال يعني
المدينة (حب عن فاطمة بنت قيس).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 309) وقال رواه أحمد ورجاله ثقات. ص
247

(34893) إن طيبة المدينة، وما نقب من أنقابها إلا عليه ملك
شاهر سيفه، لا يدخلها الدجال أبدا (طب عن تميم الداري).
(34894) نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال! على كل
نقب من أنقابها ملك لا يدخلها، فإذا كان ذلك رجفت المدينة بأهلها
ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرجوا إليه، وأكثر من
يخرج إليه النساء وذلك يوم التخليص وذلك يوم تنفي المدينة الخبث
كما ينفي الكير خبث الحديد، يكون معه سبعون ألفا من اليهود،
على كل رجل منهم (1) ساج وسيف محلى، فيضرب قبته بهذا
الظرب. (2) الذي عند مجتمع السيول، ما كانت فتنة ولا تكون
حتى تقوم الساعة أكبر من فتنة الدجال، ولا من نبي إلا وقد
حذر أمته، ولأخبرنكم بشئ ما أخبره نبي أمته قبلي، أشهد بأن
الله ليس بأعور (حم، ض عن جابر). (3)
(34895) - ويح أمها! قرية يدعها أهلها أينع ما يكون يأكلها

(1) ساج: الساج: هو الطيلسان الأخضر. النهاية. 2 / 432. ب.
(2) الظرب: الظراب: الجبال الصغار، واحدها ظرب بوزن كتف.
النهاية. 3 / 156. ب.
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 308) رواه أحمد والطبراني ورجاله
رجال الصحيح. ص
248

عافية الطيور والسباع ولا يدخلها الدجال إن شاء الله كلما أراد دخولها
تلقاه بكل نقب من نقابها ملك مصلت يمنعه عنها (حم، طب، ك
عن محجن بن الأدرع) (1)
34896 أما والله! يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين عاما
للعوافي، أتدرون ما العوافي؟ الطير والسباع (ك عن عوف بن مالك).
34897 يا أهل المدينة؟ لتدعنها للعوافي أربعين عاما. قيل:
ما العوافي؟ قال: الطير والسباع (طب عن عوف بن مالك).
34898 ويل أمها من قرية يتركها أهلها أحسن ما كانت؟
يأتيها الدجال فلا يستطيع أن يدخلها، يجد على كل فج منها ملكا
مصلتا بالسيف (طب عن عمران بن حصين). (2)
34899 لا يأتي الدجال المدينة إلا وجد على كل نقب من
أنقابه ملكا معه السيف (ابن النجار عن أبي هريرة).
34900 إني لأرجو أن لا يطلع علينا نقابها يعني نقاب
المدينة الوباء (ط، حم والروياني، طب عن أسامة بن زيد)

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 310) رواه الطبراني في الأوسط
ورجال رجال الصحيح. ص
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 309 / 310) رواه الطبراني وقال رواه
الطبراني الكبير ورجاله رجال الصحيح. ص.
249

34901 إن الله اطلع إلى المدينة وهي بطحاء قبل أن تعمر
ليس فيها مدر ولا وبر فقال: يا أهل يثرب! إني مشترط عليكم ثلاثا
وسائق إليكم من كل الثمرات لا تعصى ولا تغلى ولا تكرى، فان
فعلت شيئا من ذلك تركتك كالجزور لا يمنع من أكله (طب (1)
عن أبي مجبر).
34902 إن هذه القرية هي المدينة لا يصلح فيها قبلتان،
فأيما نصراني أسلم ثم تنصر فاضربوا عنقه (طب عن عبد الرحمن
ابن ثوبان).
34903 المدينة كالكير تنفي الخبث كما ينفي الكير خبث
الحديد (ش عن جابر).
34904 إن رجالا يستنفرون بعشائرهم تقول: الخير الخير،
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفس محمد بيده! لا يصبر
على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا أو هما جميعا
يوم القيامة، والذي نفس محمد بيده! إنها لتنفي خبث أهلها كما ينفي

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 299): عن ذي مخبر قال رواه
الطبراني في الكبير وفيه سعيد بن سنان الشامي وهو ضعيف وما بين الحاصرتين
استدراك منه. ص.
250

الكير خبث الحديد، والذي نفس محمد بيده! لا يخرج منها أحد راغبا
عنها إلا أبدلها الله خيرا منه (هب عن أبي هريرة).
34905 إنه يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف
فيصيبون منها مطعما وملبسا ومركبا فيكتبون إلى أهليهم: هلم إلينا
فإنكم بأرض مجاز جدبة، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يصبر
على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة
(ابن سعد، (1) طب عن أبي أسيد الساعدي).
34906 تفتح البلاد والأمصار فيقول الرجال لاخوانهم:
هلموا إلى الريف، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يصبر على
لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له يوم القيامة شهيدا أو شفيعا
(حم عن أبي هريرة).
34907 سيأتي على الناس، زمان تفتح فيه فتحات الأرض
فيخرج إليها رجال يصيبون رخاء وعيشا وطعاما فيمرون على إخوان
لهم حجاجا أو عمارا فيقولون: ما يقيمكم في لأواء العيش وشدة
الجوع؟ فذاهب وقاعد، والمدينة خير لهم، لا يبيت بها أحد فيصبر

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 300) رواه الطبراني من الكبير
واسناده حسن. ص
251

على لأوائها وشدتها حتى يموت إلا كنت له يوم القيامة شهيدا أو
شفيعا (حم (1) عن أبي أيوب وزيد بن ثابت).
34908 يوشك البناء أن يبلغ ههنا ويوشك الشام أن
يفتح فيأتي رجال من أهل المدينة فيعجبهم مكانه فيستنفرون خواصهم،
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، اللهم؟ إن إبراهيم دعا لأهل مكة
وإني أسأل الله أن يبارك لنا في مدنا وصاعنا مثل ما بارك لأهل
مكة (ابن سعد، حم والبغوي عن سفيان بن أبي القرد) قال:
خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ باب الحرة فقال فذكره.
34909 والذي نفس محمد بيده؟ ما خرج أحد من المدينة
رغبة عنها إلا أبدلها الله خيرا منه أو مثله (كر عن جابر).
34910 لا يخرج أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله به
خيرا منه (عب عن عروة مرسلا).
34911 لا يخرج منها أحد يعني المدينة رغبة عنها إلا أبدلها
الله ما هو خير لها منه، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يخرج
رجل من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيرا منه، وليسمعن

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 300) رواه الطبراني من الكبير
ورجاله ثقات. ص.
252

ناس برخص من أسعار وريف فيتبعونه، والمدينة خير لهم لو كانوا
يعلمون (ك عن جابر).
(34912) من صبر على لأواء المدينة وجهدها كنت له شهيدا
أو شفيعا يوم القيامة، لينحازن الايمان إليها كما ينحاز السيل الدمن (1)
(عب عن عروة مرسلا).
(34913) والذي نفسي بيده! ليعودن هذا الامر كما بدأ،
وليعودن كل إيمان إلى المدينة كما بدأ حتى يكون كل إيمان
بالمدينة (أبو نعيم عن جابر).
(34914) من استطاع منكم أن لا يموت إلا بالمدينة فليمت بها،
فإنه من يمت بها يشفع له ويشهد له (حب عن الصميتة). (2)
(34915) - من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه لن

(1) الدمن: ومنه الحديث " فينبتون نبات الدمن في السيل " هكذا جاء في
رواية بكسر الدال وسكون الميم، يريد البعر لسرعة ما ينبت فيه.
وفي الحديث " إياكم وخضراء الدمن " الدمن جمع دمنة:: وهي ما تدمنه
الإبل والغنم بأبوالها وأبعارها: أي تلبده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات
الحسن النضير. النهاية. 2 / 134. ب.
(2) أورده الهيثمي في موارد الظمآن باب فضل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (1032)
والصميتة الليثية من بني ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة. راجع أسد الغابة
[7 / 176]. ص.
253

يموت بها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة (طب، هب، ز عن
سبيعة الأسلمية، طب، هب عن صميتة الليثية، طب عن يتيمة كانت
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثقيف). (1)
34916 من مات بالمدينة كنت له يوم القيامة شفيعا أو شهيدا
(ابن عساكر عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن صميتة صحابية).
34917 المدينة بين عيني السماء: عين بالشام وعين باليمن،
وهي أقل الأرض مطرا (الشافعي، ق في المعرفة، كر عن
ابن مسعود).
34918 أسكنت أقل الأرض مطرا وهي بين عيني السماء:
عين بالشام وعين باليمن (الشافعي، ق في المعرفة، كر عن يزيد
أو نوفل بن عبد الله الهاشمي).
34419 قد رأيت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل
بين لابتين (ك عن عائشة).
34920 من كانت له غنم فليسر بها عن المدينة فان المدينة أقل
أرض الله مطرا (طب عن عبد الله بن ساعدة أخي عويم).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد [3 / 306] رواه الطبراني في الكبير واسناده
حسن ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني. ص
254

34921 يصيب المدينة مطر لا يكن أهلها بيت من مدر
(الشافعي، ق في المعرفة عن صفوان بن سليم مرسلا).
34922 يوشك المدينة أن تمطر مطرا لا يكن أهلها
البيوت ولا يكنهم إلا مظال الشعر (الشافعي، ق في المعرفة عن
أبي هريرة).
34923 كيف بك يا عائشة إذا رجع الناس إلى المدينة
وكانت كالرمانة المحشوة؟ يطعمهم الله من فوق رؤسهم ومن تحت
أرجلهم ومن الجنة (الديلمي عن عائشة).
34924 من كان له بالمدينة أصل فليتمسك به، ومن لم
يكن له بها أصل فليجعل له بها أصلا، فليأتين على الناس زمان
يكون الذي ليس له بها أصل كالخارج منها المجتاز إلى غيرها (طب
عن سهل بن سعد) (1)
34925 ليسيرن الراكب في جنبات المدينة ليقولن: لقد
كان في هذا حاضر من المؤمنين كثير (حم عن عمر، وهو حسن).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 301) رواه الطبراني في الكبير ورجاله
لم يذكر فيهم جرحا. ص.
255

34926 مالي أراك لقا (1) بقا؟ كيف بك إذا أخرجوك
من المدينة؟ قال: آتي الأرض المقدسة، قال: فكيف بك إذا أخرجوك
منها؟ قال: آتي المدينة قال: فان أخرجوك منها؟ قلت: آخذ سيفي
فأضرب به حتى أقتل، قال: لا ولكن اسمع وأطع ولو لعبد أسود
(نعيم بن حماد في الفتن عن أبي ذر).
34927 سيبلغ البناء سلعا ثم يأتي على المدينة زمان يمر
السفر (1) على بعض أقطارها فيقول: قد كانت هذه مرة عامرة
من طول الزمان وعفو الأثر (طب عن سهل بن حنيف).
34928 من جاءني زائرا لا يعمده حاجة إلا زيارتي كان
حقا على أن أكون له شفيعا يوم القيامة (طب عن ابن عمر).
34929 خلق الله تعالى لي ملكين يردان السلام على من
سلم علي من شرق البلد وغربها، الا من سلم علي في داري فاني
أرد عليه السلام بنفسي ولا سيما أهل المدينة فاني أرد عليهم لأحسابهم
وأنسابهم، قيل: وهل تعرف وهم يتناسلون من بعدك؟ قال: وهل

(1) لقا بقا: بوزن عصا. واللقي: الملقى على الأرض، والبقا: اتباع له.
النهاية. 4 / 267. ب.
(2) السفر: السفر: جمع سافر، كصاحب وصحب. والسفر والمسافرون بمعنى
النهاية 2 / 371. ب.
256

لا يعرف الجار جاره؟ وهل لا يعرف الجار جاره؟ وهل لا يعرف
الجار جاره (ابن النجار (عن ابن عمر).
34930 اذهب فصل فيه، فوالذي بعث محمدا بالحق! لو
صليت ههنا لقضى عنك ذلك كل صلاة في بيت المقدس (حم
عن رجل من الأنصار).
34931 لو بنى مسجدي هذا إلى صنعاء كان من مسجدي
(الديلمي عن أبي هريرة).
34932 صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات
في بيت المقدس، ولنعم المصلى في أرض المحشر والمنشر! وليأتين
على الناس زمان ولقيد سوط الرجل حيث يرى منه بيت المقدس
خير له من الدنيا جميعا (هب عن أبي ذر).
34933 صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات
في بيت المقدس، ولنعم المصلى! وليوشكن أن يكون الرجل بسط
فرشه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا
جميعا (هب عن أبي ذر).
34934 صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما
سواه من المساجد إلا المسجد الحرام (ط، ش، حم وابن منيع والروياني
257

وابن خزيمة، طب وأبو نعيم، ص عن جبير بن مطعم، ش، ط، حم،
م، (1) د، ن عن ابن عمر، حم، خ، د، ت، ن، ه‍، حب عن أبي
هريرة، ش، م، ن عن ابن عباس عن ميمونة أم المؤمنين، حم، ع،
ص عن سعد بن أبي وقاص، الشيرازي في الألقاب عن عبد الرحمن بن
عوف، ش عن عائشة، حم وأبو عوانة، طب، ك والباوردي وابن
قانع، ص عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم الأرقمي عن عمه
عبد الله بن عثمان وعن أهل بيته عن جده وعن عثمان بن الأرقم).
34935 صلاة في مسجدي هذا تعدل ألف صلاة فيما سواه
من المساجد إلا المسجد الحرام فهو أفضل (ق (1) وابن زنجويه
عن ابن عمر).
34936 صلاة في مسجدي تزيد على ما سواه من المساجد
ألف صلاة غير المسجد الحرام (طب عن جبير بن مطعم).
34937 صلاة في هذا المسجد أفضل من مائة صلاة في
غيره إلا المسجد الحرام (ه‍، ع والطحاوي، حب، ض عن أبي سعيد).
34938 صلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة فيما

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي مكة والمدينة رقم
[1394] ورقم [507]. ص
258

سواه (الطحاوي عن عمر).
34939 من صلى في مسجدي أربعين صلة لا يفوته صلاة
كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب برئ من النفاق (حم
عن أنس).
34940 اللهم! إنك أخرجتني من أحب البلاد إلي فأسكني
أحب البلاد إليك (ك وتعقب عن أبي هريرة).
34941 يا طيبة! يا سيدة البلدان (أبو نعيم عن ابن عمر)
قال: ما طلع النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة قافلا من سفر إلا قال فذكره.
34942 من سمي المدينة يثرب فليستغفر الله، هي طابة،
هي طابة (حم عن البراء، ورواه الخطيب في المتفق والمفترق بلفظ:
هي طابة ثلاث مرات).
34943 من قال للمدينة: يثرب، فكفارته أن يقول: المدينة
عشر مرات (ك في تاريخه عن عامر بن ربيعة).
الروضة الشريفة
34944 ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري
على حوضي (حم، ق، ت (1) عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب ما بين القبر والمنبر رقم [1390 / 1391] ص.
259

34945 ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة (حم،
ق، (1) ن عن عبد الله بن زيد المازني).
الاكمال
34946 ما بين مصلاي وبيتي روضة من رياض الجنة (أبو
نعيم في المعرفة عن سعد).
34947 ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة (حم،
ع، ص عن أبي سعيد هب والخطيب وابن عساكر عن جابر
ابن عبد الله، الخطيب وابن عساكر عن سعد بن أبي وقاص).
34948 ما بين منبري إلى حجرتي روضة من رياض الجنة،
وإن منبري على ترعة من ترع الجنة (حم والشاشي، ص عن
جابر، حم، طب عن عبد الله بن زيد المازني).
34949 ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وقوائم
منبري رؤيت في الجنة (ق عن سهل بن سعد).
34950 من سره أن يصلي في روضة من رياض الجنة
فليصل بين قبري ومنبري (الديلمي عن عبد الله بن أبي لبيد).
34951 وضع منبري على ترعة من ترع الجنة، وما بين

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب ما بين القبر والمنبر رقم [1390 / 1391] ص.
260

منبري وبيتي روضة من رياض الجنة (ابن النجار عن عمر).
34952 وضعت منبري على ترعة من ترع الجنة (سمويه،
حل عن ابن عمر). 34953 إن قوائم منبري رؤيت في الجنة (ق عن سهل
ابن سعد).
34954 وضع منبري على ترعة من ترع الجنة (سمويه،
حل عن ابن عمرو، الشاشي، ص عن جابر، حم، طب عن عبد الله بن
زيد المازني).
34955 ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري
على ترعة من ترع الجنة (ع، قط في الافراد عن أبي بكر) (1)
34956 ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وإن
منبري لعلى حوضي (حل عن ابن عمر، سمويه، حل عن ابن عمر).
34957 إن قوائم منبري رؤيت في الجنة (طب عن
أبي واقد).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد [4 / 9] رواه الطبراني في الأوسط
وقال حديث حسن. ص
261

البقيع من الاكمال
34958 بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم (حم عن عائشة).
34959 يا أم قيس! أترين هذه المقبرة؟ يبعث الله منها
سبعين ألفا يوم القيامة على صورة القمر ليلة البدر يدخلون الجنة
بغير حساب (طب عن أم قيس بنت محصن).
34960 يبعث الله عز وجل من هذه البقعة ومن هذا
الحرم سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، فيشفع كل واحد
منهم في سبعين ألفا، وجوههم كالقمر ليلة البدر (الديلمي عن
ابن مسعود).
34961 يا أبا مويهبة! انطلق فاني قد أمرت أن أستغفر
لأهل هذا البقيع، السلام عليكم يا أهل البقيع! ليهن لكم ما أصبحتم
فيه مما أصبح الناس فيه، لو تعلمون ما أنجاكم الله منه! أقبلت
الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من
الأولى، يا أبا مويهبة! إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد
فيها ثم الجنة، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة فاخترت لقاء
ربي والجنة (حم وابن سعد والبغوي وابن منده، طب، (1) ك، وابن

(1) أبو مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من مولدي مزينة ثم ذكر ابن الأثير في
أسد الغابة (6 / 309) الحديث. ص.
262

عساكر عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم).
مسجد قباء
(34962) الصلاة في مسجد قباء كعمرة (حم، ت، (1) ه‍،
ك عن أسيد بن ظهير).
(34963) من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه
كان له كأجر عمرة (ه‍ عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف) (2)
(34964) - نزلت هذه الآية في أهل قباء (فيه رجال يحبون
أن يتطهروا والله يحب المطهرين) (ت عن أبي هريرة) (3)
البقيع من منهج العمال
(34965) بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم (حم عن عائشة).
(34966) فان جبريل أتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في الصلاة في مسجد قباء رقم
[324] وقال حديث غريب. ص.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في الصلاة في مسجد
قباء رقم [1412]. ص.
(3) أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن كتاب باب ومن سورة التوبة رقم [3100]
وقال حديث غريب. ص.
263

فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك
وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي
فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم (م
عن عائشة). (1)
مسجد قباء من الاكمال
34967 من توضأ فأسبغ الوضوء ثم عمد إلى مسجد قباء
لا يريد غيرة ولا يحمله على الغدو إلا الصلاة في مسجد قباء
فصلى فيه أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بأم القرآن كان له
مثل أجر المعتمر إلى بيت الله (طب عن سعيد بن إسحاق بن
كعب بن عجرة عن أبيه عن جده) (2).
34968 من توضأ فأحسن وضوءه ثم دخل مسجد قباء
فركع أربع ركعات كان ذلك عدل عمرة (ش وعبد بن حميد،
طب عن سهل بن حنيف).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهله
رقم [103]. ص.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4 / 11) رواه الطبراني في الكبير وفيه:
يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف. ص
264

34969 من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى في مسجد قباء
ركعتين كانت له عمرة (طب عنه).
34970 من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامدا إلى مسجد
قبا لا ينزعه إلا الصلاة فيه فصلى فيه ركعتين كانتا عدل عمرة
(الخطيب عن أبي أمامة).
34971 من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى مسجد قباء
لا يخرجه إلا الصلاة فيه انقلب بأجر عمرة (أبو نعيم في المعرفة
عن سليمان بن محمد الكرماني عن أبيه، وقال: صوابه عن محمد بن
سليمان الكرماني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه).
34972 من خرج حتى يأتي هذا المسجد يعني مسجد
قباء فيصلي فيه كانت كعدل عمرة، ومن خرج على طهر لا يريد
إلا مسجدي هذا يريد مسجد المدينة ليصلي فيه كانت له بمنزلة
حجة (هب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه).
34973 من صلى في مسجد قباء كان له كأجر عمرة
(عق عن ابن عمر).
34974 من صلى في مسجد قباء يوم الاثنين ويوم الخميس
انقلب بأجر عمرة (ابن سعد عن ظهير بن رافع الحارثي).
265

34975 من أتى مسجد قباء فصلى فيه كان كعمرة (ابن
سعد عن أسيد بن ظهير، طب عن سهل بن حنيف).
34976 صلاة في مسجد قباء كعمرة (ش، ق عن أسيد
ابن ظهير).
مسجد بني عمرو بن عوف من الاكمال
34977 من صلى فيه يعني مسجد بني عمرو بن عوف
كان كعدل عمرة (حب عن بن عمر).
وادى العقيق من الاكمال
34978 يا سلمة بن الأكوع! لو كنت تأخذ طريق
العقيق لشيعتك حين تخرج وتلقيتك حين تقدم (أبو نعيم عن
سلمة بن الأكوع).
بطحان من الاكمال
34979 بطحان (1) على ترعة من ترع الجنة (الديلمي
عن عائشة).
الروحاء من الاكمال
34980 لقد مر بالصخرة من الروحاء سبعون نبيا حفاة

(1) بطحان: بطحان بفتح الباء اسم وادي المدينة. والبطحانيون منسوبون إليه،
وأكثرهم يضمون الباء ولعله الأصح. النهاية 1 / 135. ب.
266

عليهم العباء يؤمون بيت الله العتيق منهم موسى عليه السلام (عق،
طب، حل، كر عن أبي موسى).
34981 لقد صلى في هذا المسجد سبعون نبيا قبلي، ولقد
قدمها موسى عليه السلام عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء
في سبعين ألفا من بني إسرائيل (ابن عساكر عن كثير بن عبد الله
ابن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده) قال: غزونا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالروحاء قال فذكره.
34982 نعم أودية المدينة سجاسج! ونعم الوادي الماشية
(الديلمي عن ابن عمر).
بئر غرس
34983 بئر غرس من عيون الجنة (ابن سعد، عن
ابن عباس).
34984 نعم البئر بئر غرس! هي من عيون الجنة وماؤها
أطيب المياه (ابن سعد عن عمر بن الحكم).
الاكمال
34985 رأيت الليلة كأني جالس على عين من عيون
الجنة بئر غرس (ابن سعد عن ابن عمر).
267

جبل أحد
34986 أحد جبل يحبنا ونحبه (خ (1) عن سهل بن
سعد، ت عن أنس، حم، طب والضياء عن سويد بن عامر
الأنصاري، وماله غيره، أبو القاسم بن بشران في أماليه عن أبي هريرة).
34987 أحد جبل يحبنا ونحبه، فإذا جئتموه فكلوا من
شجره ولو من عضاهه (2) (طس عن أنس).
34988 أحد ركن من أركان الجنة (ع، طب عن
سهل بن سعد).
34989 أحد هذا جبل يحبنا ونحبه على باب من أبواب
الجنة، وهذا عير (3) يبغضنا ونبغضه وإنه على باب من أبواب
النار (طس عن أبي عبس بن جبر).
34990 إن أحدا جبل يحبنا ونحبه (ق عن أنس).
34991 إن أحدا جبل يحبنا ونحبه وهو على ترعة من
ترع الجنة، وعير على ترعة من ترع النار (ه‍ عن أنس).

(1) أخرجه البخاري كتاب الزكاة باب خرص التمر. [2 / 155]. ص.
(2) عضاهه: العضاء: شجر أم غيلان. النهاية 3 / 255. ب.
(3) عير: هو جبل في المدينة. النهاية 3 / 328. ب.
268

(34992) هذا جبل يحبنا ونحبه (ق، ت عن أنس).
(34993) هذه طابة وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه
(حم، ق (1) عن أبي حميد).
(34994) هذا جبل يحبنا ونحبه (حم، ق عن أبي حميد).
الحجاز
(34995) عشرة أبيات بالحجاز أبقى من عشرين بيتا بالشام
(طب عن معاوية).
(34996) غلظ القلوب والجفاء في أهل المشرق، والايمان
والسكينة في أهل الحجاز (حم، م عن جابر) (2)
(34997) إن صيد و ج وعضاهه حرام محرم لله (وذلك
قبل نزوله الطائف وحصاره لثقيف) (حم، د والضياء عن الزبير). (3)

(1) أخرجه البخاري كتاب الزكاة باب خرص التمر [2 / 155].
ومسلم كتاب الحج باب أحد جبل يحبنا ونحبه رقم [1392]. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب تفاضل أهل الايمان رقم [53]. ص.
(3) أخرجه أبو داود كتاب الحج باب رقم [97] ورقم الحديث [2016]
وما بين الحاصرتين استدراك منه، ومعنى صيد و ج: واد بالطائف
وقال المنذري في عون المعبود [6 / 15] في اسناده محمد بن عبد الله بن انسان
الطائفي: ليس بالقوي وفي حديثه نظر. ص.
269

الاكمال
34998 إن الايمان ههنا، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين
عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر
(كر عن أبي مسعود الأنصاري).
فضل الحرمين والمسجد الأقصى
من الاكمال
34999 أنا خاتم الأنبياء ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء. وأحق
المساجد أن يزار ويشد إليه الرواحل مسجد الحرام ومسجدي، وصلاة
في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام (الديلمي
وابن النجار عن عائشة).
35000 لا تشد المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام
ومسجدي هذا والمسجد الأقصى (كر عن ابن عمر.
35001 لا تشد رحال المطي إلى مسجد يذكر الله فيه
إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام ومسجد المدينة وبيت المقدس،
ولا تصلح الصلة في ساعتين من النهار بعد الفجر حتى تطلع
الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا يصلح الصوم في
يومين من السنة: يوم الفطر من رمضان ويوم الأضحى من ذي
270

الحجة، ولا تسافر المرأة مسيرة ثلاثة أيام إلا مع زوج أو ذي محرم
(حم، (1) م وابن خزيمة، حب، ص عن أبي سعيد).
35002 لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد
الحرام وإلى المسجد الأقصى وإلى مسجدي هذا، ولا تسافر امرأة
مسيرة يومين إلا مع زوجها أو ذي محرم (حل عن ابن عمر
وأبي سعيد).
35003 إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد، مسجد الكعبة ومسجدي
ومسجد إيلياء، والصلاة في مسجدي أحب إلى الله من ألف صلاة في
غيره إلا مسجد الكعبة (ق، عن أبي هريرة).
35004 قال الله عز وجل: من زارني في بيتي أو مسجد رسولي أو
في بيت المقدس فمات مات شهيدا (الديلمي عن أنس).
35005 من مات في أحد الحرمين بعث آمنا يوم القيامة
(طس عن جابر).
35006 من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي وكان يوم
القيامة من الآمنين (طب، هب وضعفه عن سلمان).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب سفر المرأة رقم [827] وباب لا تشد الرحال
إلا إلى ثلاثة مساجد رقم [1397]. ص
271

35007 من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم
القيامة، ومن زارني محتسبا في المدينة كان في جواري يوم القيامة
(هب، عن أنس).
35008 من مات في أحد الحرمين بعثه الله يوم القيامة
آمنا (أبو نعيم في المعرفة عن محمد بن قيس بن مخرمة، وجعله مرسلا
ومحمد تابعي).
35009 من مات بين الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله عز
وجل يوم القيامة لا حساب عليه ولا عذاب، ومن زارني بعد موتي
فكأنما زارني في حياتي، ومن جاورني بعد موتي فكأنما جاورني في
حياتي، ومن مات بمكة فكأنما مات بالسماء الدنيا، ومن شرب ماء زمزم
فماء زمزم لما شرب له، ومن قبل الحجر واستلمه شهد له يوم
القيامة بالوفاء، ومن طاف حول بيت الله أسبوعا أعطاه الله بكل
طواف عشر نسمات (1) من ولد إسماعيل عتاقة، ومن سعى بين
الصفا والمروة ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل فيه الاقدام
(الديلمي عن ابن عمر، وفيه أحمد بن صالح السموي، قال ابن حجر:
هذا من مناكيره).

(1) نسمات: النسمة: النفس والروح، وفي الحديث " من أعتق نسمة،
أو فك رقبة " أي من أعتق ذا روح النهاية 5 / 49. ب.
272

35010 من مات في أحد الحرمين مكة أو المدينة بعث
آمنا (عد وأبو الشيخ، هب عن جابر).
35011 لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد
الحرام ومسجد المدينة ومسجد بيت المقدس (طب عن ابن عمر).
الشام
35012 الشام صفوة الله من بلاده، إليها يجتبي صفوته من
عباده، من خرج من الشام إلى غيرها فبسخطة، ومن دخلها من
غيره فبرحمة (طب، ك عن أبي أمامة).
35013 الشام أرض المحشر والمنشر (أبو الحسن بن شجاع
الربعي في فضائل الشام عن أبي ذر).
35014 أهل الشام سوط الله تعالى في الأرض، ينتقم بهم
ممن يشاء من عباده، وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم
وأن يموتوا إلا هما وغما وغيظا وحزنا (حم، ع، طب والضياء عن
خريم بن فاتك).
35015 صفوة الله من أرضه الشام، وفيها صفوته من خلقه
وعباده، وليدخلن الجنة من أمتي ثلة (1) لا حساب عليهم ولا

(1) ثلة: الثلة بالضم: الجماعة من الناس. النهاية 1 / 220. ب.
273

عذاب (طب عن أبي أمامة).
35016 طوبى للشام! إن الرحمن لباسط رحمته عليه (طب
عن زيد بن ثابت).
35017 طوبى للشام! لان ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها
عليه (حم، ت، (1) ك عن زيد بن ثابت).
35018 عقر دار الاسلام بالشام (طب عن سلمة
ابن نفيل).
35019 عليكم بالشام (طب عن معاوية بن حيدة)
35020 عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته
من خلقه، فمن أبي فليلحق بيمنه وليسق من غدره (2) فان الله
عز وجل تكفل لي بالشام وأهله (طب عن واثلة).
35021 ليبعثن الله تعالى من مدينة بالشام يقال لها حمص
سبعين ألفا يوم القيامة لا حساب عليهم ولا عذاب، مبعثهم فيما

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب في فضل الشام رقم 3954 وقال
حسن غريب. ص
(2) غدره: الغدران والغدر جمع غدير، وهو القطعة من الماء يغادرها السيل.
المختار. 369 ب
274

بين الزيتون والحائط في البرث (1) الأحمر منها (حم، طب، ك
عن عمر).
35022 لا تسبوا أهل الشام فان فيهم الابدال (طس
عن علي).
35023 ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض
ألزمهم مهاجر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم
وتقذرهم نفس الله وتحشرهم النار مع القردة والخنازير (حم، د، ك
عن ابن عمرو). (2)
35024 سيصير الامر إلى أن تكونوا جنودا مجندة، جند
بالشام وجند باليمن وجند بالعراق، عليك بالشام فإنها خيرة الله من
أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فان أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا
من غدركم، فان الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله (حم، د (3)
عن عبد الله بن حوالة)

(1) البرث: الأرض اللينة، وجمعها براث، يريد بها أرضا قريبة من حمص قتل
بها جماعة من الشهداء والصالحين. النهاية 1 / 112 ب.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في سكنى الشام رقم [2465]. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب الحج باب في فضل الشام رقم [2466]. ص.
275

35025 لا يزال أهل الغرب (1) ظاهرين على الحق حتى
تقوم الساعة (م عن سعد). (2)
الاكمال
35026 إنكم ستظفرون بالشام وتغلبون عليها وتصيبون على
سيف بحرها حصنا يقل له أنفة، يبعث الله منه يوم القيامة اثني
عشر ألف شهيد (طب وابن عساكر عن أبي أمامة).
35027 أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى
منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله، فمن احتل منها مدينة من
المدائن فهو في رباط، ومن احتل منها ثغرا من الثغور فهو في
جهاد (طب، وابن عساكر عن أبي الدرداء).
35028 إنكم ستكونون أجنادا مجندة، جند بالشام وجند
بالعراق وجند باليمن، فعليكم بالشام فإنه صفوة الله من بلاده وفيها

(1) أهل الغرب: قيل: أراد بهم أهل الشام لأنهم غرب الحجاز وقيل:
أراد بالغرب الحدة والشوكة. يريد أهل الجهاد. وقال ابن المديني: الغرب
ههنا الدلو، وأراد بهم العرب، لأنهم أصحابها وهم يستقون بها.
النهاية. 3 / 351. ب.
(2) أخرجه مسلم كتاب الامارة باب قوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي
رقم [1920].
276

خيرته من عباده وفيها يربط الله نوره، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق
من غدره فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله (طب، ك عن
عبد الله بن حواله).
35029 فسطاط المسلمين في الملحمة الغوطة مدينة يقال
لها دمشق خير مدائن الشام (كر عن جبير بن نفير مرسلا).
35030 إنكم ستجدون أجنادا، جند بالشام ومصر والعراق
واليمن، قالوا: فخر لنا يا رسول الله! قال: عليكم بالشام، فمن أبى
فليلحق بيمنه وليسق بغدره فان الله قد تكفل لي بالشام (طب
عن أبي الدرداء).
35031 إنها ستفتح الشام فعليكم بمدينة يقال له دمشق،
فإنها خير مدائن الشام وهي مقيل المسلمين من الملاحم، وفسطاط
المسلمين بأرض فيها يقال لها الغوطة، ومعقلهم من الدجال بيت المقدس،
ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور (كر عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جده).
35032 ألا! إنها ستفتح عليكم الشام فعليكم بمدينة يقال لها
دمشق فإنها خير مدائن الشام، وفسطاط المؤمنين بأرض منها يقال
277

لها الغوطة وهي معقلهم (ابن النجار عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير
عن أبيه).
35033 ستفتح عليكم الدنيا، فإذا خيرتم المنازل فعليكم بمدينة
يقال له دمشق، فإنها معقل المسلمين من الملاحم، وفسطاطها منها
بأرض يقال لها الغوطة (حم عن رجل من الصحابة).
35034 أيها الناس! يوشك أن تكونوا أجنادا مجندة جند
بالشام وجند بالعراق وجند باليمن، قال ابن حوالة: اختر، قال: إني
أختار لك الشام، فإنه خيرة المسلمين وصفوة الله من بلاده يجتبي
إليه صفوته من خلقه، فمن أبي فليلحق بيمنه وليسق من غدره،
فان الله تعالى قد تكفل لي بالشام (طب عن العرباض).
35035 تكون جنود أربعة فعليكم بالشام، فان الله قد
تكفل لي بالشام (هب، كر عن أبي طلحة الخولاني، واسمه درع).
35036 ستفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا، فإذا
فتحها واحتلها فأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة رجالهم
وصبيانهم ونساؤهم وعبيدهم، فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو
في جهاد، ومن احتل ببيت المقدس وما حوله فهو رباط (كر
عن أبي الدرداء).
278

35037 عقر دار الاسلام بالشام، يسوق الله إليها صفوته
من عباده، لا ينزع إليها إلا مرحوم، ولا يرغب عنها إلا مفتون،
وعليها يمين الله من أول يوم من الدهر إلى آخر يوم من الدهر
بالظل والمطر، فان أعجزهم المال لا يعجزهم الخير والماء (نعيم بن
حماد في الفتن عن كثير بن مرة مرسلا).
35038 ستكون فتن، قيل: يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال:
عليكم بالشام (ت: حسن صحيح، (1) وتمام وابن عساكر عن بهز
ابن حكيم عن أبيه عن جده).
35039 سيكون جند بالشام وجند باليمن، قل رجل: فخر
لي رسول الله! قال: عليك بالشام، عليك بالشام، عليك بالشام، فمن
أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فان الله تبارك وتعالى قد
تكفل لي بالشام وأهله (حم، حب، طب، ك، ص عن عبد الله
بن حوالة).
35040 يا أبا ذر! إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها نحو
الشام، ولا أرى أمراءك إلا يحولوا بينك وبين ذلك، قال: فآخذ

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء لا تقوم الساعة رقم [2217]
وقال حسن صحيح غريب. ص.
279

سيفي فأضرب به؟ قال: لا ولكن تسمع وتطيع ولو لعبد حبشي
(ك، هق في الدلائل وابن عساكر عن أبي ذر).
35041 إذا رأيت البناء قد بلغ سلعا فاغز بالشام، فإن لم تستطع
فاسمع وأطع (بن منده، كر عن أبي أسيد الأنصاري، وقال كر: فاغن
يعني أقم، قال: وفي رواية: والحق بالشام، تجند الناس أجنادا جند
باليمن وجند بالشام وجند بالمشرق وجند بالمغرب عليكم بالشام فإنها
صفوة الله من بلاده يسوق إليها صفوته من عباده، عليكم بالشام فان
الله قد تكفل لي بالشام وأهله، فمن أبى فليلحق بيمنه، طب
عن واثلة]. (1)
35042 يكون بالشام جند وبالعراق جند وباليمن جند،
فقال رجل: يا رسول الله! خر لي، فقال: عليك بالشام فان الله قد
تكفل لي بالشام وأهله (طب عن عبد الله بن زيد).
35043 عليك بالشام، هل تدرون ما يقول الله؟ يا شام! يدي
عليك، يا شام! أنت صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرتي من
عبادي، أنت سيف نقمتي وسوط عذابي، أنت الأنذر وإليك المحشر،

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد [10 / 59] قال رواه الطبراني
ورجاله ثقات. ص
280

ورأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة، قلت:
ما تحملون؟ قالوا: عمود الاسلام، أمرنا أن نضعه بالشام، وبينا أنا
نائم رأيت كتابا أختلس من تحت وسادتي فظننت أن الله تخلي من
أهل الأرض فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع بين يدي حتى وضع
بالشام، فمن أبى أن يلحق بالشام فليحلق بيمنه وليسق من غدره،
فان الله قد تكفل لي بالشام وأهله (طب وابن عساكر عن عبد الله
ابن حوالة).
35044 إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي
فأتبعته بصري فإذا هو نور ساطع فعمد به إلى الشام، ألا!
وإن الايمان إذا وقعت الفتن بالشام (طب، (1) ك وتمام وابن عساكر
عن ابن عمرو).
35045 بينا أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من
تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعمد به إلى
الشام، ألا! وإن الايمان حين تقع الفتن بالشام (حم، طب، حل

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الفتن والملاحم [4 / 509] وقال صحيح
على شرط البخاري ومسلم وفي سنده سعيد بن عبد العزيز قال الذهبي في
الميزان (2 / 149) ثقة وأشار حمزة الكناني إلى أنه بأخرة. ص.
281

عن أبي الدرداء]. (1)
35046 رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي فذهب
إلى الشام فأولته الملك. (ك وحسنه عن ابن عمر).
35047 رأيت عمودا من نور خرج من تحت رأسي ساطعا حتى
استقر بالشام (كر عن عمر).
35048 بنيا أنا في منامي أتتني ملائكة فحملت عمود الكتاب
من تحت رأسي فعمدت به إلى الشام، ألا! وإن الايمان حين
تقع الفتن بالشام (حم، طب، حل عن أبي الدرداء).
35049 رأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة
تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون؟ قالوا: عمود الاسلام، أمرنا أن
نضعه بالشام، وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت
وسادتي فظننت أن الله تخلى من أهل الأرض فأتبعته بصري فإذا
هو نور ساطع بين يدي حتى وضع بالشام (طب عن عبد الله
ابن حوالة).
35050 سل عمود الاسلام من تحت رأسي فأوحشني، ثم

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد [10 / 57] رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد
رجال الصحيح. ص
282

رميت ببصري فإذا هو قد غرز في وسط الشام، فقيل لي: يا محمد!
إن الله عز وجل قد اختار لك الشام ولعباده فجعلها لكم عزا ومحشرا
ومنعة وذكرا، من أراد الله به خيرا أسكنه الشام وأعطاه نصيبه
منها، ومن أراد به شرا أخرج سهما من كنانته وهي معلقة في وسط
الشام فرماه بها فلم يسلم في دنيا ولا آخرة (ابن عساكر عن عائشة).
35051 لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق
وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حولها، لا يضرهم خذلان
من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة (عد وعبد الجبار
ابن عبد الله الخولاني في تاريخ داريا وابن عساكر عن أبي هريرة).
35052 لا تزال عصابة من أمتي قائمة على أمر الله، لا يضرها
من خالفها، تقاتل أعداء الله، فلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم
آخرين، ويرفع الله تعالى أقواما ورزقهم منه حتى تأتيهم الساعة، هم
أهل الشام (حل عن أبي هريرة).
35053 لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من
ناوأهم وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك قيل: وأين
هم؟ قال: بأكناف بيت المقدس (طب عن مرة البهزي).
35054 لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على أبواب بيت
283

المقدس وما حولها وعلى أبواب أنطاكية وما حولها وعلى أبواب
دمشق وما حولها وعلى أبواب الطالقان وما حولها ظاهرين على الحق
لا يبالون من خذلهم ولا من نصرهم حتى يخرج الله كنزه من
الطالقان فيحي بهم دينه كما أميت من قبل (كر عن أبي هريرة،
وقال: إسناده غريب وألفاظه غريبة جدا).
35055 لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، يقذف
الله بهم كل مقذف، يقاتلون فضول الضلالة، لا يضرهم من خالفهم
حتى يقاتلوا الأعور الدجال، وأكثرهم أهل الشام (كر عن أبي الدرداء).
35056 الخير عشرة أعشار: تسعة بالشام وواحد في سائر
البلدان، والشر عشرة أعشار: واحد بالشام وتسعة في سائر البلدان،
فإذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم (الخطيب في المتفق والمفترق
عن ابن عمرو، وفيه أبو خليفة الدمشقي عن الوضين بن عطاء، قال
أحمد: ما كان به بأس، ولينه غيره).
35057 إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم (كر عن
ابن عمرو).
35058 إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة
من أمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة (حم،
284

ش، ت: حسن صحيح، طب، حب عن معاوية بن قرة
عن أبيه). (1)
35059 إذا هلك أهل الشام فلا خير في أمتي، ولا تزال
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يقاتلوا الدجال (نعيم بن حماد
في الفتن، كر عن معاوية بن قرة عن أبيه).
مسجد العشار من الاكمال
35060 إن الله يبعث من مسجد العشار يوم القيامة
شهداء لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم (د (2) عن أبي هريرة).
بيت المقدس
35061 بيت المقدس أرض المحشر والمنشر! ائتوه فصلوا
فيه، فان صلاة فيه كألف صلاة في غيره فمن لم يستطع فيهدي له
زيتا يسرج فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه فصلى فيه (طب

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الشام رقم [2192]
وقال حسن صحيح. ص.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب في ذكر البصرة رقم [4286] وقال
أبو داود هذا المسجد مما يلي النهر وذكر الدارقطني في عون المعبود
[11 / 422] أن إبراهيم هذا ضعيف. ص.
285

عن ميمونة). (1)
35062 من لم يأت بيت المقدس يصلي فيه فليبعث بزيت
يسرج فيه (هب عن ميمونة).
35063 جبل الخليل مقدس وإن الفتنة لما ظهرت في بني
إسرائيل أوحى الله تعالى إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل الخليل
(ابن عساكر عن الوضين بن عطاء مرسلا).
الاكمال
35064 ائتوه فصلوا فيه، فإن لم تأتوه وتصلوا فيه فابعثوا
بزيت يسرج في قناديله (حم، د (1) عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم)
إنها قالت: يا رسول الله! أفتنا في بيت المقدس، قال فذكره.
35065 انزل بيت المقدس ولعل الله يرزقك ذرية يعمرون
ذلك المسجد يغدون إليه ويروحون (ابن سعد عن ذي الأصابع).
35066 عليكم ببيت المقدس، فلعله أن ينشأ لكم ذرية يغدون
إلى ذلك المسجد ويروحون (عم، طب والبغوي والباوردي وابن
قانع وسمويه وابن شاهين وأبو نعيم عن ذي الأصابع).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب في السرج في المساجد رقم [457]
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد [4 / 7] ورجاله ثقات. / ص /
286

35067 سيصير الامر إلى أن تكونوا جنودا مجندة جند
بالشام وجند باليمن وجند بالعراق! قال ابن حوالة: خر لي يا رسول
الله إن أدركت ذلك، قال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من أرضه
يجتبي إليه خيرته من عباده، فان أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من
غدركم، فان الله قد توكل لي بالشام وأهله (حم، د، طب، ض
عن عبد الله بن حوالة) مر برقم 35024
35068 قال الله عز وجل لداود: ابن لي بيتا في الأرض،
فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به، فأوحى الله إليه:
يا داود! نصبت بيتك قبل بيتي؟ قال: أي رب! هكذا قلت فيما
قضيت: من ملك استأثر، ثم أمر ببناء المسجد، فلما تم السور
سقط ثلثاه، فشكى ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله تعالى إليه أنه لا يصلح
أن تبني لي بيتا، قال: أي رب! ولم؟ قال: لما جرى على يديك من
الدماء، قال: أي رب! أو لم يكن ذلك في هواك ومحبتك؟ قال: بلى
ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم، فشق ذلك عليه، فأوحى الله إليه: لا تحزن فاني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان ولما مات داود
أخذ سليمان في بنائه، فلما تم قرب القرابين وذبح الذبائح وجمع
بني إسرائيل، فأوحى الله تعالى إليه: قد أرى سرورك ببنيان بيتي
287

فاسألني أعطك، قال: أسألك ثلاث خصال: حكما يصادف حكمك،
وملكا لا ينبغي لاحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا
الصلاة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، أما ثنتان فقد أعطيهما
وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة (طب عن رافع بن عمير) (1)
35069 لما بنى سليمان بن داود بيت المقدس جعل لا يتماسك
البنيان، فأوحى الله تعالى إليه: إنك أدخلت فيه ما ليس منه،
فأخرجه فتماسك البنيان (عق عن أبي بن كعب).
35070 نعم المصلى أرض المحشر والمنشر؟ وليأتين على
الناس زمان ولقيد سوط الرجل أو: قاب قوس الرجل من حيث
يريد من بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا وما فيها
(الديلمي عن أبي ذر).
35071 من أحرم بحج أو عمرة من المسجد الأقصى كان
كيوم ولدته أمه (عبد الرزاق عن أم سلمة).
35072 من أهل من المسجد الأقصى غفر له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر (هب عن أم سلمة).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد [4 / 7] قال رواه الطبراني في الكبير وفيه
محمد بن أيوب بن سويد الرملي وهو متهم بالوضع. ص.
288

35073 من أهل بالحج والعمرة من المسجد الأقصى إلى
المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر و وجبت له الجنة
(ق، هب عن أم سلمة).
35074 من مات ببيت المقدس وما حولها باثني عشر ميلا
كان بمنزلة من قبض في السماء الدنيا (الديلمي عن أبي هريرة).
35075 من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء
(البزار عن أبي هريرة).
عسقلان (1)
35076 رحم الله أهل المقبرة؟ تلك مقبرة تكون بعسقلان
(ص عن عطاء الخراساني بلاغا).
35077 طوبى لمن أسكنه الله تعالى إحدى العروسين: عسقلان
أو غزة (فر عن ابن الزبير).
الاكمال
35078 عليك بالشام وأهله، ثم الزم من الشام عسقلان، فإنها
إذا دارت الرحى في أمتي كان أهلها في راحة وعافية (قط والديلمي

(1) عسقلان: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم قاف وأخره نون وهو اسم أعجمي وهي
مدينة بالشام من أعمال فلسطين معجم البلدان [4 / 122]. / ص /
289

عن ابن عباس).
(35079) عسقلان إحدي العروسين: يبعث منها يوم القيامة
بعون ألفا لا حساب عليهم، ويبعث منها خمسون ألفا شهداء
وفودا
إلى الله، وبها صفوف الشهداء رؤوسهم مقطعة في أيديهم تثج (1)
أوداجهم دما يقولون: ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا
يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، فيقول: صدق عبيدي اغسلوهم
بهر البيضة، فيخرجون منها نقيا بيضا فيسرحون في الجنة حيث
شاؤوا (حم عن أنس وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ورد عليه
ابن حجر في القول المسدد وذكر له شواهد).
(35080) من رابط بعسقلان يوما وليلة ثم مات بعد ذلك
بستين سنة مات شهيدا وإن مات في أرض الشرك (حمزة في تاريخ
جرجان وابن عساكر عن أبي أمامة).
الغوطة (2)
(35081) - فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال

(1) تثج: ثج الماء والدم: سيله، وبابه رد. المختار. 61. ب
(2) الغوطة: بالضم ثم السكون وهي الكورة التي منها دمشق معجم البلدان
(4 / 219). ص.
290

لها الغوطة فيها مدينة يقال له دمشق خير منازل المسلمين يومئذ
(حم عن أبي الدرداء).
الاكمال
35082 يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال
لها الغوطة، فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ
(ك، كر (1) عن أبي الدرداء).
35083 من تكفل لي ببيت في الغوطة بمدينة يقال لها
دمشق من كبر مدائن الشام (كر عن معاذ).
35084 من تكفل لي ببيت في الغوطة أتكفل له ببيت
في الجنة (ابن عساكر عن الوضين بن عطاء، وقال: هذا منقطع
وفيه من يجهل حاله).
35085 ألا! إنها ستفتح عليكم الشام، فعليكم بمدينة يقال لها
دمشق، فإنها خير مدائن الشام، وفسطاط المؤمنين بأرض منها يقال
لها الغوطة وهي معقلهم (ابن النجار عن عبد الرحمن بن جبير بن
نفير عن أبيه).
35086 ستفتح عليكم الشام، إذا خيرتم المنازل فيها

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 486) وقال صحيح وأقره الذهبي. ص
291

فعليكم بمدينة يقال لها دمشق فإنها معقل المسلمين من الملاحم،
وفسطاطها منها بأرض يقال لها الغوطة (حم عن رجل من
الصحابة).
قزوين (1)
35087 رحم الله إخواني بقزوين (ابن أبي حاتم في فضائل
قزوين عن أبي هريرة وابن عباس معا، أبو العلاء العطار فيها
عن علي).
35088 اغزوا قزوين، فإنه من أعلى أبواب الجنة (ابن أبي
حاتم والخليلي معا في فضائل قزوين عن بشر بن أبي سلمان الكوفي
عن رجل (مرسلا)، خط في فضائل قزوين عن بشر بن سلمان
أبي السرى عن رجل، نسي أبو السرى اسمه وأسند عن أبي زرعة قال:
ليس في قزوين حديث أصح من هذا (1)
الاكمال
35089 أفضل الثغور أرض ستفتح يقال لها قزوين، من

(1) قزوين بكسر الواو من بلاد الجبل ثغر الديلم. القاموس 4 / 260. ب
(2) قال المناوي في الفيض (2 / 18) أي ليس في الأخبار الواردة في فضل
قزوين خبر أصح منه ويلزم من هذا كونه صحيحا أو حسنا. ص
292

بات فيها ليلة احتسابا مات شهيدا وبعث مع الصديقين في زمرة
النبيين حتى يدخل الجنة (الخليل بن عبد الجبار في فضائل قزوين
والرافعي عن أبي هريرة).
35090 إن جبلا من جبار فارس بأرض الديلم يقال لها
قزوين، نبأني خليلي جبريل قال: يحشرون يوم القيامة فيقومون على
أبواب الجنة صفوفا والخلائق في الحساب وهم يجدون رائحة الجنة
(الحافظ الحسن بن أحمد العطار في فضائل قزوين والرافعي عن أبان
عن أنس).
35091 إنه سيكون في آخر الزمان قوم ينزلون مكانا
يقال له قزوين، يكتب لهم فيه قتال في سبيل الله (الخطيب في
فضائل قزوين والرافعي عن أبي ذر).
35092 إني لأعرف أقواما يكونون في آخر الزمان قد
اختلط الايمان بلحومهم ودمائهم، يقاتلون في بلدة يقال لها قزوين،
تشتاق إليهم الجنة وتحن كما تحن الناقة إلى ولدها (أبو الشيخ في
كتاب الأمصار والبلدان والحسن بن أحمد العطار في فضائل قزوين و
الديلمي والرافعي عن جابر).
35093 تجئ قزوين يوم القيامة ولها جناحان تطير بهما
293

بين السماء والأرض من درة بيضاء مجوفة تنادي: أنا قطعة من
الفردوس من دخلني حتى أشفع له إلى ربي (الخليلي في فضائل قزوين
والرافعي عن كعب بن عجرة).
35094 رحم الله إخواني بقزوين ثلاثا، قالوا: يا رسول الله!
وما قزوين؟ قال: قزوين أرض من أرض الديلم، هي اليوم في
يد الديلم، وستفتح على أمتي وتكون رباطا لطوائف من أمتي، فمن
أدرك ذلك فليأخذ بنصيبه من فضل رباط قزوين، فإنه يستشهد
بها قوم يعدلون شهداء بدر (ابن أبي حاتم في فضائل قزوين عن
أبي هريرة وابن عباس معا).
35095 رحم الله إخواني بقزوين ثلاثا، قالوا: يا رسول الله!
وما قزوين؟ قال: قزوين باب من أبواب الجنة وهي اليوم في يد
المشركين، ستفتح في آخر الزمان على أمتي، فمن أدرك ذلك الزمان
فليأخذ نصيبه من فضل الرباط بقزوين (الخليل بن عبد الجبار في
فضل قزوين والرافعي عن أبي هريرة).
35096 رحم الله إخواني بقزوين! قيل: يا رسول الله! وما
قزوين؟ قال: بلدة يقل لا قزوين، الشهداء فيها يعدلون عند الله
294

شهداء بدر (الحافظ أبو العلاء العطار في فضائل قزوين والرافعي
عن علي).
35097 ستفتح عليكم الآفاق وستفتح عليكم مدينة يقال
لها قزوين، من رابط فيها أربعين يوما أو: أربعين ليلة كان
له في الجنة عمود من ذهب، عليه زبرجدة خضراء، عليها قبة من
ياقوتة حمراء، لها سبعون الف مصراع من ذهب، على كل مصراع
زوجة من الحور العين (ه‍ (1) والخليلي في فضائل قزوين عن
أنس، وفيه داود بن المحبر كذاب، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات،
وقال المزي في التهذيب: هو حديث منكر).
35098 ستفتح الإسكندرية وقزوين على أمتي، وإنهما بابان
من أبواب الجنة، من رابط فيهما أو في أحدهما ليلة واحدة خرج
من ذوبه كيوم ولدته أمه (الخليلي في فضائل قزوين والرافعي
عن علي، قال أبو حفص عمر بن زاذان: غريب تفرد به خالد بن حميد
عن الأعمش).
35099 ستفتح على أمتي مدينتان: إحداهما من أرض الديلم

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجهاد باب ذكر الديلم وفضل قزوين رقم [2780]
وقال في الزوائد: هذا اسناده ضعيف. ص
295

يقال لها قزوين، والأخرى من أرض الروم يقال لها الإسكندرية،
من رابط في شئ منهما خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (أبو
الشيخ في كتاب الأمصار محمد بن داود بن ناجية المهري في فضائل
الإسكندرية وميسرة بن علي في مشيخته والرافعي عن بعض الصحابة).
35100 سيكون جهاد ورباط بقزوين، يشفع أحدهم في
مثل ربيعة ومضر (الخطيب في فضائل قزوين والرافعي عن
ابن عباس).
35101 صلاة الله على أهل قزوين، فان الله ينظر إليهم في
الدنيا فيرحم بهم أهل الأرض (إسحاق بن محمد الكيساني وأبو
يعلى الخليلي معا في فضائل قزوين والرافعي عن ابن مسعود، وفيه
ميسرة بن عبد ربه كذاب).
35102 صلى الله على أخي يحيى بن زكريا! قال: يكون في
آخر الزمان ترعة من ترع الجنة يقال لها قزوين، فمن أدركها
فليرابطها وليشركني في رباطا أشركه في فضل نبوتي (أبو حفص
عمر بن عبد الله بن زاذان في فوائده وأبو العلاء العطار في فضائل
قزوين والرافعي عن علي).
35103 قزوين باب من أبواب الجنة، هي اليوم في أيدي
296

المشركين وستفتح على يدي أمتي من بعدي، المفطر فيها كالصائم في
غيرها، والقاعد فيها كالمصلي في غيرها، وإن الشهيد فيها يركب يوم
القيامة على براذين من نور فيساق إلى الجنة ثم لا يحاسب على
ذنب أذنبه ولا عمل عمله وهو في الجنة خالدا ويزوج من الحور
العين ويسقى من الألبان والعسل والسلسبيل مع ما له عند الله من
المزيد (أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار في فضائل قزوين والرافعي
عن علي).
35104 قزوين باب من أبواب الجنة، يحشر من مقبرتها
كذا وكذا ألف شهيد (الخطيب في فضائل قزوين والرافعي
عن أبي هريرة).
35105 ما من قوم أحب إلى الله تعالى من قوم حملوا
القرآن وركبوا إلى التجارة التي ذكرا الله تنجيكم من عذاب
أليم قرؤا القرآن وشهروا السيوف يسكنون بلدة يقل لها قزوين،
يأتون يوم القيامة وأوداجهم تقطر دما، يحبهم الله ويحبونه، تفتح
لهم ثمانية أبواب الجنة فيقال لهم، ادخلوا من أيها شئتم (الخليلي في
فضائل قزوين وأبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن منده في التاريخ
والرافعي عن جابر).
297

35106 من سره أن يفتح الله له بابا من أبواب الجنة
فليشهد بابا من أبواب العجم سكانه رهبان بالليل ليوث بالنهار
(الكيساني والخليل بن عبد الجبار معا في فضائل قزوين والرافعي
عن ابن عباس، وفيه ميسرة بن عبد ربه، قال الرافعي: أساؤا
القول فيه).
35107 من سره أن يحرم الله وجهه وبدنه على النار
فليمت بقزوين (أبو بكر بن محمد عمر الجعابي في أماليه والخليل بن
عبد الجبار في فضائل قزوين والرافعي والديلمي عن ابن عباس، قال
الرافعي: كان المعنى فليقم بها مرابطا إلى أن يموت).
35108 من سره أن يختم له بالسعادة والشهادة فليشهد
باب قزوين (الحسن بن أحمد العطار والرافعي عن ابن مسعود).
35109 ينظر الله إلى أهل قزوين في كل يوم مرتين
فيتجاوز عن مسيئهم ويتقبل من محسنهم (أبو الشيخ في كتاب
الأمصار والبلدان والرافعي عن ابن عباس).
35110 يكون لامتي مدينة يقال لها: قزوين، الساكن
بها أفضل من ساكن الحرمين (أبو بكر الجعابي في أماليه والرافعي
عن أبي هريرة، قال الرافعي: كأنه يريد السكنى بها للمرابطة).
298

ذكر مرو
35111 ستكون بعدي بعوث كثيرة فكونوا في بعث
خراسان ثم أنزلوا في مدينة مرو، فإنه بناها ذو القرنين ودعا لها
بالبركة، ولا يصيب أهلها سوء أبدا (حم عن بريدة) (1)
الاكمال
35112 إنه سيبعث بعدي بعوث تأتي خراسان، ثم كن
في بلدة يقال لها مرو، ثم أسكن مدينتها فإنه بناها ذو القرنين
ودعا بالبركة وقال: لا يصيب أهلها سوء (سمويه، عق، قط في الافراد
عن أوس بن عبد الله).
الأماكن المجتمعة من الاكمال
35113 أربعة أبواب من أبواب الجنة مفتحة في الدنيا:
الإسكندرية وعسقلان وقزوين وعبادان، وفضل جدة على هؤلاء
كفضل بيت الله الحرام على سائر البيوت (حب في الضعفاء والديلمي

(1) الحديث أخرجه أحمد في مسنده (5 / 357) ومرو: راجع التوسعة عنها
في معجم البلدان (5 / 113) وخراسان: بلاد واسعة وتشتمل على أمهات
من البلاد منها نيسابور وهراة ومرو وطالقان وغيرها. (2 / 350)
معجم البلدان. ص
299

والرافعي عن علي، وفيه عبد الملك بن هارون بن عنترة كذاب وأورده
ابن الجوزي في الموضوعات ورواه الخطيب في فضائل قزوين و
الرافعي عن علي موقوفا).
35114 بابان مفتوحان في الجنة للدنيا: عبادان وقزوين (أبو
الشيخ في كتاب البلدان والديلمي والرافعي عن أنس).
35115 يحول الله ثلاث قرى زبرجدة خضراء نزف
إلي أزواجهن: عسقلان والإسكندرية وقزوين (حل والخطيب في
كتاب فضائل قزوين والرافعي عن عمر بن صبيح عن أبان عن
أنس، وعمر كذاب وأبان متروك).
35116 اللهم؟ بارك لنا في صاعنا ومدنا ومكتنا ومدينتنا،
وبارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل: وعراقنا، قال: إن فيها قرن
الشيطان وتهيج الفتن، وإن الجفاء بالمسرق (طب عن ابن عباس).
35117 اللهم؟ بارك لنا في شامنا، اللهم؟ بارك لنا في يمننا،
قالوا: وفي نجدنا، قال: هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن
الشيطان (حم، خ (1) ن عن ابن عمر).

(1) أخرجه البخاري كتاب الفتن باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الفتنة من قبل
المشرق (9 / 67) ص.
300

35118 القرى المحفوظة مكة والمدينة وإيلياء ونجران
وما من ليلة إلا وينزل بنجران سبعون ألف ملك يصلون على
أهل بيت الأخدود ثم لا يعودون إليها أبدا (نعيم بن حماد في الفتن
عن ابن عمر).
35119 مكة آية الشرف، والمدينة معدن الدين، والكوفة
فسطاط الاسلام، والبصرة فخر العابدين، والشام معدن الأبرار،
ومصر عش إبليس وكهفه ومستقره، والسند مداد إبليس، والزنا
في الزنج، والصدق في النوبة، والبحرين منزل مبارك، والجزيرة
معدن القتل، وأهل اليمن أفئدتهم رقيقة ولا يعدمهم الرزق،
والأئمة من قريش، وسادة الناس بنو هاشم (كر عن ابن عباس).
35120 إن الله خلق أربعة أشياء،
خلق الجدب وأردفه الزهد وأسكنه الحجاز، وخلق العفة وأردفها
الغفلة وأسكنها اليمن، وخلق الريف وأردفه الطاعون وأسكنه
الشام، وخلق الفجور وأردفه الدرهم وأسكنه العراق (كر عن
عائشة، قال: وفي إسناده مجاهيل فل يحتج به انتهى).
الجبال من الاكمال
35121 أربعة أجبل من جبال الجنة: أحد ونجبة وطور
301

ولبنان، وأربعة أنهار من أنهار الجنة: النيل والفرات وسيحان
وجيحان، وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة: بدر وأحد والخندق
وحنين (طب، عد وابن مردويه، كر عن كثير بن عبد الله بن
عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده، وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات وقال: لا يصح وكثير كذب، قال حب: روى عن أبيه
عن جده نسخة موضوعة). (1)
جبل الخليل من الاكمال
3512 جبل الخليل جبل مقدس، وإن الفتنة لما ظهرت في
بني إسرائيل أوحى الله تعالى إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل
الخليل (نعيم بن حماد في الفتن، تمام، كر عن الوضين بن عطاء
مرسلا).
حمت من الاكمال
35123 هل تدرون ما اسم هذا الجبل؟ هذا حمت جبل
من جبال الجنة، اللهم؟ بارك فيه وبارك لأهله فيه (طب عن
كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 71) رواه الطبراني في الأوسط
وفيه من لم أعرفهم. ص.
302

فارس
35124 فارس عصبتنا أهل البيت، لان إسماعيل عم ولد
إسحاق وإسحاق عم ولد إسماعيل (ك في تاريخه عن ابن عباس).
35125 لو كان الايمان عند الثريا لذهب به رجل من
أبناء فارس حتى يتناوله (م (1) عن أبي هريرة).
35126 الجنة بالمشرق (فر عن أنس).
الروم
35127 فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبدا،
والروم ذات القرون، كلما هلك قرن خلفه قرن أهل صبر، وأهله
أهل لآخر الدهر، هم أصحابكم ما دام في العيش خير (الحارث عن
ابن محيريز).
حضرموت
35128 حضرموت خير من بني الحارث (طب عن عمرو
ابن عبسة).
العريش والفرات وفلسطين
35129 إن الله تعالى بارك ما بين العريش والفرات وفلسطين،

(1) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل فارس رقم [2546]. ص
303

وخص فلسطين بالتقديس (ابن عساكر عن زهير بن محمد بلاغا).
المغرب
35130 لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة
(م عن سعد). (1)
جزيرة العرب
35131 لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى
لا أدع إلا مسلما (م (3) د، ت عن عمر).
35132 لئن عشت إن شاء الله لأخرجن اليهود والنصارى من
جزيرة العرب (ت، ك عن عمر). (3)
الاكمال
35133 أخرجوا اليهود من جزيرة العرب (ط والدارمي والحاكم

(1) أخرجه مسلم كتاب الامارة باب قوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طافقه رقم
(1925). ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الجهاد باب اخراح اليهود والنصارى من جزيرة العرب
رقم (1767) ص.
(3) أخرجه الترمذي كتاب السير باب ما جاء في اخراج اليهود والنصارى رقم
[1606] ورقم [1607] وقال حسن صحيح. ص.
304

في الكنى عن أبي عبيدة، طب عن أم سلمة).
35134 أخرجوا يهود نجران من الحجاز (أبو نعيم في المعرفة
عن أبي عبيدة).
35135 أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب،
واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد (حم، ع
والحاكم في الكنى، حل، كر، ض عن أبي عبيدة بن الجراح) قال: آخر
ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره.
35136 إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب
(طب، ض عن عبادة بن الصامت).
35137 إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة
العرب ولكن في التحريش بينهم (حم، م، (1) ت وابن خزيمة، حب،
عن جابر).
35138 إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب
ولكن خفت أن يضل من يبقى منكم بالنجوم (طب عن العباس

(1) أخرجه مسلم كتاب صفات المنافقين باب تحريش الشيطان رقم [2812]
ومعنى التحريش: أي يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء
والحروب والفتن وغيرها. ص
305

ابن عبد المطلب).
35139 إن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام في جزيرة
العرب (طب عن عبادة بن الصامت وأبي الدرداء).
35140 إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه ولكن
رضي منكم بما تحقرون (حل عن أبي هريرة).
35141 إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضي هذه ولكنه قد
رضي بالمحقرات من أعمالكم (طب عن معاذ).
35142 إن إبليس قد يئس أن يعبد في أرض العرب (طب
عن جرير).
35143 إن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة
العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلما (حم، م، د، ت، ن وابن الجارود وأبو
عوانة، حب ك عن عمر) مر برقم (35131).
35144 لئن بقيت لا أدع بجزيرة العرب دينين (ابن سعد عن
عيد الله بن عبد الله بن عتبة مرسلا).
35145 ليس على مؤمن جزية، ولا يجتمع قبلتان في جزيرة
العرب (ق عن ابن عباس).
35146 قتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم
306

مساجد، لا يبقين دينان بأرض العرب (ق عن أبي عبيدة بن
الجراح) (1).
35147 لا يبقى في جزيرة العرب دينان (حم عن عائشة).
35148 لا يجتمع دينان في جزيرة العرب (ق عن ابن عمر).
35149 يا علي إن وليت الامر بعدي فأخرج أهل نجران من
جزيرة العرب (حم عن علي).
البصرة
35150 يا أنس؟ إن الناس يمصرون أمصارا وإن مصرا منها
يقال لها البصرة أو البصيرة فان أنت مررت بها أو دخلتها فإياك
وسباخها وكلاءها وسوقها وباب أمرائها؟ وعليك بضواحيها؟ فإنه يكون
بها خسف وقذف ورجف وقوم يبيتون يصبحون قردة وخنازير
(د عن أنس) (2)

(1) أخرجه مسلم كتاب المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور
رقم (530) ص.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب في ذكر البصرة رقم [4285]
والبصرة: وهي بصرتان العظمى بالعراق وأخرى بالمغرب ومعنى البصرة في
كلام العرب الأرض الغليظة وإنما سميت بصرة لغلظها وشدتها
معجم البلدان (1 / 430) ص
307

الاكمال
35151 إني لأعرف أرضا يقال لها البصرة أقومها قبلة
وأكثرها مساجد ومؤذنين، يدفع الله عن أهلها البلاء ما لا يدفع عن
سائر البلاد (الديلمي عن أبي ذر).
35152 تكون قرية يقال لها البصرة أقوم الناس قبلة وأكثره
مؤذنين، يدفع الله عنهم ما يكرهون (ابن عساكر عن أبي ذر)
عمان (1) من الاكمال
35153 إني أعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بجانبها البحر،
الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها (حم ق عن ابن عمر).
35154 إني لاعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر، بها
حي من العرب لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر (حم عن
عمر ابن منيع، ع، ص عن أبي بكر).
عدن (2) من الاكمال
35155 يخرج من عدن أبين (2) اثنا عشر ألفا ينصرون الله

(1) عمان: بضم أوله وتخفيف ثانيه وآخره نون اسم كورة عربية على ساحل بحر
اليمن والهند. معجم البلدان [4 / 150]. ص
(2) عدن: عدن بالمكان إذا أقام به وقال الطبراني: سميت عدن وأبين بعدن
وأبين ابني عدنان وهي مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند من ناحية اليمن
معجم البلدان [4 / 89]. ص
308

ورسوله، هم خير من بيني وبينهم (حم، عد، طب عن ابن عباس).
الأماكن المذمومة
البربر (1)
35156 الخبث سبعون جزءا، للبربر تسعة وستون جزءا، وللجن
والانس جزء واحد (طب عن عقبة بن عامر).
35157 إن مصر ستفتح! فانتجعوا خيرها ولا تتخذوها دارا،
فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا (تخ وابن السنى وأبو نعيم في الطب
والباوردي عن رباح).
الاكمال
35158 ألا! إن الفتنة ههنا يشير إلى المشرق من حيث
يطلع قرن الشيطان (مالك عن سالم بن عمر).
35159 الجفاء والبغي في الشام (عد، كر، عن أنس).
35160 دخل إبليس العراق فقضى حاجته فيها، ثم دخل الشام
فطردوه حتى بلغ نيسان (2). ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ ثم

(1) البربر: هو اسم يشتمل على قبائل كثيرة في جبال المغرب أولها برقة
معجم البلدان [1 / 368].!
(2) وردت فقرة: حتى بلغ نيسان هذا تصحيف والواقع: بيسان بالفتح ثم السكون
وسين مهملة ونون، مدينة بالأردن بالغور الشامي ويقال هي لسان الأرض وهي
بين حوران وفلسطين. معجم البلدان [1 / 527]. ص
309

بسط عبقرية (1) (طب وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن عمر).
35161 ستفتح مصر بعدي؟ فانتجعوا خيرها ولا تتخذوها
دارا، فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارا (خ في تاريخه وقال: لا يصح،
وابن يونس وقال: منكر جدا، وابن شاهين وابن السكن، عن مطهر بن
الهيثم عن موسى بن علي بن رياح عن أبيه عن جده، وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات).
35162 شر البلدان أسواقها (ك عن جبير بن مطعم).
حجر ثمود
35163 لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين،
فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم، لا يصيبكم ما أصابهم (حم،
ق (2) - عن عبد الله بن عمر).
الفصل الثاني في فضائل الأزمنة والشهور
34164 رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي

(1) عبقرية: قيل هو الديباج. وقيل: البسط الموشية. وقيل: الطنافس
الثخان. النهاية 3 / 173. ب.
(2) أخرجه مسلم كتاب الزهد باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا رقم [2980]
وعن عبد الله بن عمر. ص.
310

(أبو الفتح ابن أبي الفوارس في أماليه عن الحسن مرسلا).
الاكمال
35165 رجب من شهور الحرم وأيامه مكتوبة على أبواب السماء
السادسة، فإذا صام الرجل منه يوما وجدد صومه بتقوى الله نطق
الباب ونطق اليوم قالا: يا رب اغفر له! وإذا لم يتم صومه بتقوى الله
لم يستغفرا، وقيل: خدعتك نفسك (أبو محمد الحسن بن محمد الخلال
في فضائل رجب عن أبي سعيد).
35166 إن رجبا شهر عظيم تضاعف فيه الحسنات، من صام
يوما منه كان كصيام سنة (الرافعي عن أبي سعيد).
35167 إن رجبا شهر الله ويدعى الأصم، وكان أهل الجاهلية
إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها، فكان الناس يأمنون
ويأمن السبيل ولا يخافون بعضهم بعضا حتى ينقضي (هب عن عائشة،
وقال: رفعه منكر).
35168 رجب شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات، فمن
صام يوما من رجب فكأنما صام سنة، ومن صام منه سبعة أيام غلقت
عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له ثمانية أبواب
الجنة، ومن صام منه عشرة أيام لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ومن صام
311

منه خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء قد غفر لك ما مضى
فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله، وفي رجب حمل الله نوحا في
السفينة فصام رجب وأمر من معه أن يصوموا فجرت بهم السفينة
ستة أشهر آخر ذلك يوم عاشوراء، أهبط على الجودي فصاح نوح ومن
معه والوحش شكرا لله عز وجل، وفي يوم عاشوراء فلق الله البحر لبني
إسرائيل، وفي يوم عاشوراء تاب الله على آدم وعلى مدينة يونس، وفيه
ولد إبراهيم (طب عن سعيد بن أبي راشد).
35169 في رجب يوم وليلة، من صام ذلك اليوم وقام تلك
الليلة كان كمن صام من الدهر مائة سنة وقام مائة سنة، وهو لثلاث
بقين من رجب، وفيه بعث الله تعالى محمدا (هب وقال: منكر عن
سلمان الفارسي).
35170 في رجب ليلة يكتب للعامل فيها حسنات مائة سنة
وذلك لثلاث بقين من رجب، فمن صلى فيها اثنتي عشرة ركعة يقرأ في
كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة من القرآن يتشهد في كل ركعتين
ويسلم في آخرهن ثم يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر مائة مرة، ويستغفر الله مائة مرة، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم
مائة مرة، ويدعو لنفسه ما شاء من أمر دنياه وآخرته ويصبح
312

صائما فان الله يستجيب دعاءه كله إلا أن يدعو في معصية (هب
عن أبان عن أنس، وقال: هو أضعف من الذي قبله).
شعبان
35171 شعبان بين رجب وشهر رمضان تغفل الناس عنه،
ترفع فيه أعمال العباد، فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم
(هب عن أسامة).
35172 شعبان شهري ورمضان شهر الله (فر عن عائشة).
35173 إنما سمي شعبان لأنه يتشعب فيه خير كثير للصائم
فيه حتى يدخل الجنة (الرافعي في تاريخه عن أنس).
ليلة النصف من شعبان
35174 إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر
لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن (1) ه‍ - عن أبي موسى) (2).
35175 في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض إلا
لمشرك أو مشاحن (هب عن كثير بن مرة الحضرمي مرسلا).

(1) مشاحن: المشاحن: المعادي، والشحناء العداوة. النهاية. 2 / 449. ب
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في الليلة النصف من
شعبان رقم (1390) وقال في الزوائد: اسناده ضعيف. ص
313

35176 في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت
بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة (الدينوري في المجالسة
عن راشد بن سعد مرسلا).
35177 إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها
وصوموا يومها، فان الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا
فيقول: ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟
ألا سائل فأعطيه ألا كذا؟ ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر (هب
عن علي).
35178 إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل
من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئا
إلا أعطاه إلا زانية بفرجها أو مشرك (هب عن عثمان بن أبي العاص).
35179 إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله من
الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب (هب عن عائشة).
35180 إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان
إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب (حم، ت (1)

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان
رقم (1389). ص
314

عن عائشة).
الاكمال
35181 إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله من
الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب (هب عن عائشة).
35182 إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر
لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن (ه‍ عن أبي موسى) مر
برقم 35174.
35183 إن الله تعالى يغفر ليلة النصف من شعبان للمسلمين
ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم (ابن قانع عن أبي
ثعلبة الخشني).
35184 يا عائشة! أكنت تخافين أن يحيف (1) الله عليك
ورسوله؟ بل أتاني جبريل فقال: هذه الليلة ليلة النصف من شعبان،
ولله فيها عتقاء من النار بعدد شعور غنم كلب، لا ينظر الله فيها
إلى مشرك ولا إلى مشاحن ولا إلى قاطع رحم ولا إلى مسبل (2)

(1) يحيف: الحيف: الجور والظلم. النهاية. 1 / 469. ب.
(2) مسبل: المسبل: هو الذي يطول ثوبه ويرسله إلى الأرض إذا مشى. وإنما
يفعل ذلك كبرا واختيالا. النهاية. 2 / 339. ب
315

ولا إلى عاق لوالديه ولا إلى مدمن خمر (هب وضعفه عن عائشة).
عشر ذي الحجة
35185 ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة،
ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع
من ذلك بشئ (حم، د، ه‍ عن ابن عباس). (1)
الاكمال
35186 ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله
من عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد
في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ
(ع وأبو عوانة، حب، ص عن جابر، ت، (2) حب، ه‍ عن
ابن عباس).
35187 ما من عمل أزكي عند الله ولا أعظم أجرا من
خير تعلمه في عشر الأضحى، قيل، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:
ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من

(1) أخرجه أبو داود كتاب الصوم باب في صوم العشر رقم (2438). ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الصوم باب ما جاء في العمل في أيام العشر رقم
(757) وقال حسن صحيح. ص
316

ذلك بشئ (هب عن بن عباس).
35188 ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من
هذه الأيام يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في
سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه
وماله ثم لم يرجع من ذلك بشئ (حم، (1) خ عن ابن عباس).
35189 ما من أيام أفضل فيهن العمل من هذه العشر؟
قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل
بنفسه وماله في سبيل الله ثم يكون مهجة نفسه فيه (طب عن
أبي عمرو).
35190 ما من أيام من أيام الدنيا أحب إلى الله أن يتعبد
له فيها من أيام العشر، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة وقيام
كل ليلة منها بقيام ليلة القدر (ابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي
الحجة، هب والخطيب وابن النجار عن أبي هريرة).
35191 ما من أيام العمل فيهن أفضل من أيام عشر ذي
الحجة، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله
إلا من عقر جواده وأهريق دمه (طب، حل عن ابن مسعود).

(1) أخرجه البخاري كتاب الصوم باب العمل في أيام العشر (12) ص.
317

35192 ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل
فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير
والتهليل (طب عن ابن عباس، حم وابن أبي الدنيا في فضل عشر
ذي الحجة، هب عن ابن عمر).
35193 ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن من هذه
الأيام، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله
إلا من خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع حتى يهراق دمه (حم وابن
أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة، طب عن ابن عمرو).
35194 ما من أيام أفضل عند الله ولا العمل فيهن أحب
إلى الله تعالى من هذه الأيام العشرة فأكثروا فيهن من التهليل
والتكبير وذكر الله، وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة،
والعمل فيهن يضاعف سبعمائة ضعف (هب عن ابن عباس).
35195 ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي
الحجة، قالوا: يا نبي الله! ولا مثلها في سبيل الله؟ قال: ولا مثلها في
سبيل الله إلا من عفر وجهه في التراب (ابن أبي الدنيا عن جابر).
35196 ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي
الحجة، هي أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله إلا عفر العفر
318

في التراب، وما من يوم أفضل عند الله تعالى من يوم عرفة،
ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء فيباهي بأهل الأرض أهل السماء
فيقول: انظروا إلى عبادي شعثا غبرا ضاجين جاؤوا من كل فج
عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتيقا من
النار من يوم عرفة (هب وابن صصري في أماليه عن جابر).
35197 ما من عمل أحب إلى الله من عمل في العشر،
قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا من
خرج بنفسه وماله وجواده فلم يرجع من ذلك بشئ (عق عن
أبي هريرة).
يوم النحر من الاكمال
35198 أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر (1)
(طب، حب عن عبد الله بن قرط).
المحرم
35199 من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا
(هب عن ابن عباس).

(1) القر: هو الغد من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة لان الناس يقرؤن
فيه بمني: أي يسكنون ويقيمون. النهاية. 4 / 37 ب.
319

35200 من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله
عليه في سنته كلها (طس، هب عن أبي سعيد) (1).
الاكمال
35201 المحرم شهر الله تاب الله فيه على قوم ويتوب
فيه على قوم (الديلمي عن علي).
يوم الاثنين والخميس
35202 اللهم بارك لامتي في بكورها يوم الخميس (ه‍
عن أبي هريرة). (2)
35203 اللهم بارك لامتي في بكورها (حم، حب عن
صخر الغامدي، (3) ه‍ عن ابن عمر، طب عن ابن عباس وعن ابن
مسعود وعن عبد الله بن سلام وعن عمران بن حصين وعن كعب بن
مالك وعن النواس بن سمعان).

(1) قال المناوي في الفيض (6 / 235) تفرد به هيصم عن الأعمش وقال ابن حجر
في أماليه اتفقوا على ضعف الهيصم. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب التجارات باب ما يرجى من البركة في البكور رقم
(2237) وقال في الزوائد: اسناده ضعيف. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في التكبير بالتجارة رقم (1212)
وقال حديث حسن. ص
320

35204 إن أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس
(حم، د (1) عن أسامة بن زيد).
35205 بورك لامتي في بكورها (طس عن أبي هريرة
عبد الغنى في الايضاح عن ابن عمر).
الاكمال
35206 تفتح الجنة كل اثنين وخميس، وتعرض الأعمال
في كل اثنين وخميس (حب عن أبي هريرة).
الليل
35207 الليل خلق من خلق الله عظيم (د في مراسيله،
هق عن أبي رزين مرسلا).
الشتاء
35208 الشتاء ربيع المؤمن (حم، ع عن أبي سعيد).
35209 الشتاء ربيع المؤمن، قصر نهاره فصام، وطال
ليله فقام (هق عن أبي سعيد).
35210 الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء (ت عامر بن

(1) أخرجه أبو داود كتاب الصوم باب الاثنين والخميس رقم
(2419) قال المنذري وأخرجه النسائي وفي إسناده رجلان مجبولان
راجع عون المعبود (7 / 102) ص.
321

مسعود (1)
35211 قلوب ابن آدم تلين في الشتاء، وذلك لان الله تعالى
خلق آدم من طين والطين في الشتاء (حل عن معاذ).
35212 إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء رحمة لما يدخل
على فقراء المسلمين فيه من الشدة (طب عن ابن عباس).
الاكمال
35113 مرحبا بالشتاء! فيه تنزل الرحمة، أما ليله فطويل
للقائم، وأما نهاره فقصير للصائم (الديلمي عن ابن مسعود).
جامع الأزمنة من الاكمال
35214 أربع لياليهن كأيامهن وأيامهن كلياليهن يبر الله
فيهن القسم ويعتق فيهن النسم ويعطي فيهن الجزيل: ليلة القدر
وصباحها، وليلة عرفة وصباحها، وليلة النصف من شعبان وصباحها
وليلة الجمعة وصباحها (الديلمي عن انس).
35215 يسح الله عز وجل من الخير في أربع ليال سحا:
ليلة الأضحى والفطر وليلة النصف من شعبان، ينسخ فيها الآجال

(1) أخرجه الترمذي كتاب الصوم باب ما جاء في الصوم في الشتاء رقم 797
وقال الترمذي: هذا حديث مرسل، عامر بن مسعود لم يدرك النبي
صلى الله عليه وسلم وهذا الحديث مما تفرد به الترمذي. ص
322

والأرزاق ويكتب فيها الحج، وفي ليلة عرفة إلى الاذان (الديلمي (عن عائشة).
35216 شعبان شهري ورمضان شهر الله وشعبان المطهر ورمضان
المكفر (الديلمي عن عائشة).
35217 خيرة الله من الشهور شهر رجب، وهو شهر الله
من عظم شهر الله رجب فقد عظم أمر الله، ومن عظم أمر
الله أدخله جنات النعيم وأوجب له رضوانه الأكبر، وشعبان شهري
ومن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري، ومن عظم أمري كنت
له فرطا وذخرا يوم القيامة، وشهر رمضان شهر أمتي، فمن عظم
شهر رمضان وعظم حرمته ولم ينتهكه وصام نهاره وقام ليله وحفظ
جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به (هب
عن انس وقال اسناده منكر بمرة).
الباب التاسع في فضائل الحيوانات
فضائل الدواب
الغنم والمعزى
35218 اتخذوا الغنم، فإنها بركة (طب، خط عن أم
هانئ، ورواه ه‍ بلفظ: اتخذي غنما فان فيها بركة).
35219 اتخذي غنما، فإنها تروح بخير وتغدو بخير (حم عن أم هانئ).
35220 أكرموا المعزى وامسحوا برغامها، فإنها من
323

دواب الجنة (البزار عن أبي هريرة) (1).
35221 أكرموا المعزى وامسحوا الرغم (2) عنها وصلوا
في مراحها (1) فإنها من دواب الجنة (عبد بن حميد عن أبي سعيد).
35222 إن الله أنزل بركات ثلاثا: الشاة والنحلة والنار
(طب عن أم هانئ).
35223 الشاة في البيت بركة، والشاتان بركتان، والثلاث
ثلاث بركات (خد عن علي).
35224 الشاة بركة، والبئر بركة، والتنور بركة،
والقداحة بركة (خط عن انس).
35225 الشاة من دواب الجنة (ه‍ (4) - عن ابن عمر، خط عن
ابن عباس).

(1) قال الهيثمي في المجمع 4 / 66 قال المناوي في الفيض (2 / 91) فيه يزيد
ابن عبد الملك وهو متروك. ص
(2) الرغم: الرغام بالفتح: التراب. وأرغم الله أنفه: ألصقه بالرغام.
المختار 198. ب
(3) مراحها: المراح بالضم: الموضع الذي تروح إليه الماشية: أي تأوي
إليه ليلا. النهاية 2 / 273. ب
(4) أخرجه ابن ماجة كتاب التجارات باب اتخاذ الماشية رقم 2306 وفي اسناده
زربي بن عبد الله متفق على ضعفه. ص
324

35226 عليكم بالغنم فاها من دواب الجنة، فصلوا في مراحها
وامسحوا رغامها (طب عن ابن عمر).
35227 الغنم بركة (ع عن البراء).
35228 الغنم بركة، والإبل عز لأهلها، والخيل معقود
بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، وعبدك أخوك فأحسن إليه، وإن
وجدته مغلوبا فأعنه (البزار عن حذيفة).
35229 الغنم من دواب الجنة، فامسحوا رغامها وصلوا في
مرابضها (خط عن أبي هريرة).
35230 الغنم أموال الأنبياء (فر عن أبي هريرة).
35231 ما من أهل بيت عندهم شاة إلا وفي بيتهم بركة
(ابن سعد عن أبي الهيثم بن التيهان).
35232 ما من أهل بيت تروح عليهم ثلة من الغنم إلا
باتت الملائكة تصلي عليهم حتى تصبح (ابن سعد عن
أبي ثفال عن خالد).
35233 الشاة إن رحمتها رحمك الله (طب عن قرة بن
إياس وعن معقل بن يسار، د، ع، حم، تخ، طب، ك عن
ضرار بن الأزور) (1)

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 4 / 33 وله ألفاظ كثيرة ورجاله ثقات. ص
325

الاكمال
35234 أحسنوا إلى الماعز وامسحوا عنها الرغام، فإنها من
دواب الجنة، ما من نبي إلا وقد رعى، قالوا: وأنت؟ قال وأنا قد
رعيت الغنم (خط عن أبي هريرة) (1).
35235 استوصوا بالمعزى خيرا، فإنها مال رقيق وهو في
الجنة، وأحب المال إلى الله الضأن، وعليكم بالبياض، فان الله تعالى
خلق الجنة بيضاء، فليلبسه أحياؤكم وكفنوا فيه موتاكم، وإن
دم الشاة البيضاء أعظم عند الله من دم السوداوين (طب. عد
ابن عباس، قال عد: فيه حمزة النصيبي كذاب).
35236 البركة في الغنم، والجمال في الإبل (الديلمي
عن انس).
35237 الشاة في البيت بركة، والشاتان بركتان. والثلاث
شياة ثلاث بركات (خ في الأدب. عق وابن جرير عن علي).
35238 الشاة في الدار بركة، والدجاج في الدار بركة
(ك في تاريخه عن انس).
الخيل
35239 الجن لا تخبل أحدا في بيته عتيق من الخيل

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 4 / 66 وقال: رواه البزار وهو ضعيف. ص
326

(ع، طب عن عريب).
35240 خير الخيل الأدهم الاقرح اللأرثم محجل الثلاث
مطلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية (حم،
ت. ه‍، ك عن أبي قتادة).
35241 ميامن الخيل في شقرها (الطيالسي عن
ابن عباس).
35242 يمن الخيل في شقرها (حم، د، ت عن
ابن عباس) (1).
35243 الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، والمنفق
على الخيل كالباسط كفه بالنفقة لا يقبضها (طس عن أبي هريرة).
35244 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة (مالك،
حم، ق، ن، ه‍ عن ابن عمر، حم، ق، ن، ك، د عن
عروة بن الجعد، خ، عن انس، م، ت، ن، ه‍ عن أبي هريرة،
حم عن أبي ذر وعن أبي سعيد، طب عن سوادة بن الربيع وعن
النعمان بن بشير وعن أبي كبشة).
35245 الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة الاجر

(1) أخرجه مسلم كتاب الزكاة باب اثم مانع الزكاة رقم 26 وكتاب الامارة
باب الخيل في نواصيها الخير رقم 96 ورقم 98. ص
327

والمغنم (حم، ق، ت، ن عن عروة البارقي، حم، م، ن
عن جرير) (1).
35246 الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن إلى يوم
القيامة، وأهلها معانون عليا، قلدوها ولا تقلدوا الأوتار (طس
عن جابر).
35247 البركة في نواصي الخيل (حم، ق، ن عن انس) (2).
35248 الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم
القيامة وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها وادعوا لها بالبركة
وقلدوها ولا تقلدوا الأوتار (حم عن جابر).
35249 الخيل معقود بنواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة
وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كباسط يده في صدقة، وأبوالها
وأرواثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة (طب عن
عريب المليكي).
35250 الخيل ثلاثة: ففرس للرحمن، وفرس للشيطان،
وفرس للانسان، فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله

(1) أخرجه مسلم كتاب باب اثم مانع الزكاة رقم 26 وكتاب الامارة باب الخيل
في نواصيها الخير وقم 96 ورقم 98. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الامارة باب الخيل في نواصيها الخير رقم 1874. ص
328

فعلفه وروثه وبوله في ميزانه، وأما فرس الشيطان فالذي يقامر
أو يراهن عليه، وأما فرس الانسان فالفرس يرتبطها الانسان
يلتمس بطنها فهي ستر من فقر (حم عن ابن مسعود).
35251 الخيل لثلاثة: هي لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى
رجل وزر، فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله
فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها من المرج أو
الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو
شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر
فشربت ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات، ورجل ربطها تغنيا
وسترا وتعففا ثم لم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له ستر
ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الاسلام فهي له وزر (مالك،
حم، ق (1)، ت، ن، ه‍ عن أبي هريرة).
35252 الخيل في نواصي شقرها الخير (خط عن ابن عباس).
35253 عليك بالخيل! فان الخيل معقود في نواصيها الخير
إلى يوم القيامة (طب والضياء عن سوادة بن الربيع).
الاكمال
35354 الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة، مثل

(1) أخرجه مسلم كتاب الزكاة باب اثم مانع الزكاة رقم 987. ص
329

المنفق على الخيل كالمتكفف للصدقة (ق عن أبي هريرة).
35255 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة،
والخيل ثلاثة: خيل اجر، وخيل وزر، وخيل ستر، فأما
خيل الستر فمن اتخذها تعففا وتكرما وتجملا ولم ينس حق
ظهورها وبطونها في عسره ويسره، واما خيل الاجر فمن ارتبطها
في سبيل الله فإنها لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان له اجر حتى
ذكر أرواثها وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين إلا كان
في ميزانه، واما خيل الوزر فمن ارتبطها تبذخا على الناس فإنها
لا تغيب في بطونها شيئا إلا كان وزرا عليه حتى ذكر أرواثها
وأبوالها ولا تعدو في واد شوطا أو شوطين الا كان عليه وزر
(هب عن أبي هريرة).
35256 الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها
معانون عليها ومن ربط فرسا في سبيل الله كانت النفقة عليه كالماد
يده بالصدقة لا يقبضها (ابن زنجويه وأبو عوانة طب والبغوي وابن قانع
عن سهل بن الحنظلية).
35257 الخيل في نواصيها الخير والمغنم إلى يوم القيامة، نواصيها
دفاؤها وأذنابها مذابها (طب عن أبي امامه).
35258 الخيل في نواصيها الخير معقود ابدا إلى يوم القيامة،
330

فمن ربطها عدة في سبيل الله وأنفق عليه احتسابا في سبيل الله فان شبعها
وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاح في ميزانه يوم القيامة ومن
ربطها مرحا وفرحا ورياء وسمعة فان مشبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها
وأبوالها خسران في ميزانه يوم القيامة (حم والعسكري في الأمثال، حل
والخطيب عن أسماء بنت يزيد).
35259 الخيل معقود في نواصيها الخير وأهلها معانون عليها،
والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة (حب، ك عن أبي كبشة).
35260 خير الخيل الحر (ش عن عطاء مرسلا).
35261 عليكم بكل كميت أغر محجل (ن عن أبي
وهب الجشمي).
35262 يمن الخيل في شقرها وأيمنها ناصية ما كان منها
أغر محجلا مطلق اليد اليمنى (طب عن عيسى بن علي عن أبيه
عن جده عن ابن عباس).
35263 لا تحذقوا أذناب الخيل فإنها مذابها ولا تقصوا أعرافها
فإنها دفاؤها (ش عن الوضين بن عطاء مرسلا، ش عن عمر موقوفا).
35264 إنما فرسي هذا بحر (طب عن ابن مسعود).
الإبل
35265 الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخير معقود
331

في نواصي الخيل إلى يوم القيامة (ه‍ عن عروة البارقي).
35266 الجمال في الإبل، والبركة في الغنم، والخيل في نواصيها
الخير (الشيرازي في الألقاب عن انس).
العنكبوت
35267 جزى الله العنكبوت عنا خيرا! فإنها نسجت علي
في الغار (أبو سعد السمان في مسلسلاته، فر عن أبي بكر).
فضائل الطيور
الحمام والديك
35268 اتخذوا الديك الأبيض فان دارا فيه ديك أبيض
لا يقربه شيطان ولا ساحر ولا الدويرات حولها (طس عن انس).
35269 اتخذوا هذه الحمام المقاصيص في بيوتكم، فإنها تلهي
الجن (1) عن صبيانكم (الشيرازي في الألقاب، خط، فر عن
ابن عباس، عد عن انس).
35270 صوت الديك صلاة وضربه بجناحيه ركوعه
وسجوده (أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة، ابن مردويه
عن عائشة).

(1) قال المناوي في الفيض 1 / 112 وقال ابن حجر فيه محمد بن زياد اليشكري
كذاب وقال الذهبي في الميزان 3 / 552 وضاع ثم أورد له بهذا الخبر. ص
332

35271 لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة (د عن زيد
بن خالد) (1).
35272 إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله تعالى من فضله
فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان
فإنها رأت شيطانا (حم، ق، ت (2) د، عن أبي هريرة).
35273 الديك الأبيض صديقي (ابن قانع عن أيوب بن عتبة).
35274 الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدو
الله (أبو بكر البرقي عن أبي زيد الأنصاري).
35275 الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي
(الحارث عن عائشة وأنس).
35276 الديك الأبيض صديقي وعدو عدو الله، يحرس دار
صاحبه وسبع أدور (البغوي عن خالد بن معدان).
35277 الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي جبريل،
يحرس بيته وستة عشر بيتا من جيرانه: أربعة عن اليمين وأربعة
عن الشمال وأربعة من قدام وأربعة من خلف (عق وأبو الشيخ

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في الديك والبهائم 5079 وقال المنذري
في عون المعبود: 14 / 6 وأخرجه النسائي مسندا ومرسلا. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب خير مال المسلم غنم 4 / 155. ص
333

في العظمة عن انس).
35278 الديك يؤذن بالصلاة، من اتخذ ديكا أبيض حفظ
من ثلاثة: من شر كل شيطان وساحر وكاهن (هب عن
ابن عمر).
35279 الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي
يحرس دار صاحبه وتسع دور حولها (الحارث عن أبي زيد
الأنصاري).
الاكمال
35280 إن لله عز وجل ديكا براثنه في الأرض السفلى
وعنقه مثنى تحت العرش وجناحاه في الهوى يخفق بهما سحر كل
ليلة يقول: سبحوا القدوس، ربنا الرحمن لا إله غيره (أبو الشيخ
في العظمة عن ثوبان).
35281 ان لله عز وجل ديكا جناحاه موشيان بالزبرجد
واللؤلؤ والياقوت، جناح له في المشرق، وجناح له في المغرب،
وقوائمه في الأرض السفلى، ورأسه مثنى تحت العرش، فإذا كان في
السحر الاعلى خفق بجناحيه ثم قال: سبوح قدوس ربنا الله لا إله
غيره، فعند ذلك تضرب الديكة بأجنحتها وتصيح، فإذا كان يوم
القيامة قال الله له: ضم جناحك وغض صوتك فيعلم أهل السماوات
334

والأرض أن الساعة قد اقتربت (أبو الشيخ عن ابن عمر).
35282 ان لله عز وجل ديكا رأسه تحت العرش وجناحه
في الهواء وبراثنه في الأرض، فإذا كان في الأسحار وأذان الصلوات
خفق بجناحه وصفق بالتسبيح، فتسبح الديكة تجيبه بالتسبيح (طب
عن صفوان).
35283 ان الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت
رجلاه الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما
أعظم شأنك! فيرد عليه، لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا (أبو
الشيخ في العظمة، طس، ك أبي هريرة).
35284 إن لله تعالى ديكا رجلاه في التخوم وعنقه تحت
العرش منطوية، فإذا كان هنة من الليل صاح: سبوح قدوس
فصاحت الديكة (عد، هب وضعفه عن جابر).
35285 ثلاثة أصوات يحبها الله: صوت الديكة، وصوت
الذي يقرأ القرآن، وصوت المستغفرين بالاسحار (الديلمي عن أم
سعد بنت زيد بن ثابت).
35286 لا تسبوا الديك، فإنه يؤذن بوقت (طب، هب
عن ابن مسعود).
35287 (لا تسبوا الديك، فإنه يدعو إلى الصلاة (ط
335

وعبد بن حميد، حب والحكيم، هب عنه).
35288 لا تسبوا الديك الأبيض، فإنه صديقي وأنا صديقه
وعدوه وعدوي، والذي بعثني بالحق! لو يعلم بنو آدم ما في قربه لاشتروا
لحمه وريشه بالذهب والفضة، وانه ليطرد مدى صوته من الجن
(أبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر).
35289 لا تلعنه ولا تسبه، فإنه يدعو إلى الصلاة يعني
الديك (حم، طب، ص عن زيد بن خالد الجهني، وأبو الشيخ
في العظمة عن ابن عباس، طب عن ابن مسعود).
الطير من الاكمال
35290 طوبى لك يا طير! تأوي إلى الشجر وتأكل من
الثمر وتصير إلى غير حساب (ك في تاريخه، هب عن انس).
الحمام من الاكمال
35291 اتخذوا هذه الحمام المقاصيص في بيوتكم، فإنها تلهي
الجن عن صبيانكم (الشيرازي في الألقاب، خط عن ابن عباس،
عد عن انس). مر برقم 35269.
الجراد
35292 إن مريم سألت الله تعالى أن يطعمها لحما لا دم
فيه، فأطعمها الجراد (عق عن أبي هريرة).
336

الاكمال
35293 إن مريم بنت عمران سألت ربها أن طعمها لحما
لا دم فيه، فأطعمها الجراد، فقالت: اللهم أحيه بغير رضاع،
وتابع بنيه بغير شياع يعني الصوت (طب، هب عن أبي
أمامة الباهلي، قال الذهبي: اسناده أنظف من الأول).
35294 لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم (البغوي وابن
صصري في أماليه عن أبي زهير النميري).
35295 ان الله خلق ألف أمة: ستمائة منها في البحر،
وأربعمائة في البر، فأول هذه الأمم هلاكا الجرد، فإذا هلك الجراد
تتابعت الأمم مثل نظام السلك إذا انقطع (الحكيم، ع وأبو الشيخ
في العظمة هب وضعفه عن عمر).
العنقاء من الاكمال
35296 ان الله تعالى خلق طائرا في الزمن الأول يقال له
العنقاء فكثر نسله في بلاد الحجاز، فكانت تخطف الصبيان
فشكوا ذلك لخالد بن سنان وهو نبي ظهر بعد عيسى من بني عبس
فدعا عليها أن يقطع نسلها فبقيت صورتها في البسط (المسعودي
في مروج الذهب عن ابن عباس).
337

البرغوث من الاكمال
35297 لا تلعنه فإنه نبه نبيا من الأنبياء لصلاة الغداة
يعني البرغوث (الحكيم، هب عن انس).
الباب العاشر في فضائل الأشجار والثمار
والأنهار والنخلة وفيه العنب والبطيخ
35298 أخبروني بشجرة شبه الرجل المسلم، لا يتحات
ورقها ولا ولا، ولا تؤتي أكلها كل حين، هي النخلة (خ عن
بن عمر) (1).
35299 إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل
المسلم فحدثوني ما هي؟ ثم قال: هي النخلة (حم، ق (2)، ت
عن ابن عمر).
35300 أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة
طينة آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة
ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الولد الرطب
فإن لم يكن رطب فتمر (ع وابن أبي حاتم، عق، عد وابن

(1) أخرجه البخاري كتاب الأدب باب اكرام الكبير (8 / 42). ص
(2) أخرجه البخاري كتاب العلم باب الحياء في العلم (1 / 45) وباب طرح
الامام المسألة على أصحابه (1 / 24).
338

السنى وأبو نعيم في الطب وابن مردويه عن علي) (1).
35301 إن الله تعالى يحب من يحب التمر (طب، عد
عن ابن عمرو).
35302 بيت لا تمر فيه جياع أهله (حم، م (2)، د ت،
ه‍ عن عائشة).
35303 بيت لا تمر فيه كالبيت لا طعام فيه (ه‍ عن
سلمى).
35304 خلقت النخلة والرمان والعنب من فضلة طينة
آدم (ابن عساكر عن أبي سعيد).
35305 نعم تحفة المؤمن التمر (خط عن فاطمة).
35306 النخل والشجر بركة على أهله وعلى عقبهم بعدهم
إذا كانوا لله شاكرين (طب عن الحسن بن علي).
35307 لا يجوع أهل بيت عندهم التمر (3) عن عائشة).
35308 العجوة من فاكهة الجنة (أبو نعيم في الطب
عن بريدة).

(1) قال المناوي في الفيض (2 / 95) فالحديث في سنده ضعف وانقطاع. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب في ادخال التمر رقم 153. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب ادخال التمر رقم 153. ص
339

35309 العجوة والصخرة والشجرة من الجنة (حم، ه‍ (1)،
ك عن رافع بن عمرو المزني).
35310 ربيع أمتي العنب والبطيخ (أبو عبد الرحمن السلمى
في كتاب الأطعمة وأبو عمر النوقاتي في كتاب البطيخ، فر عن
ابن عمر).
الاكمال
35311 أبت الأنصار إلا حب التمر (ع عن انس).
35312 انظروا إلى حب الأنصار التمر (حم، م عن انس) (2).
35313 أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر، فإنه من كان
طعامها في نفاسها التمر خرج ولدها ذلك حليما، فإنه كان طعام
مريم حيث ولدت عيسى، ولو علم الله طعاما هو خير لها من
التمر أطعمها إياه (خط عن سلمة بن قيس، وفيه داود بن سليمان
الجرجاني كذاب) (3).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب الكمأة والعجوة رقم 3456 وقال في
الزوائد: اسناده صحيح ورجاله ثقات. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي طلحة رقم (2144). ص
(3) داود بن سليمان الجرجاني الغازي قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2 / 8)
وبكل حال فهو شيخ كذاب. ص
340

35314 إذا جاء الرطب فهنئوني، وإذا ذهب فعزوني (ابن
لآل في مكارم الأخلاق عن انس وعن عائشة معا).
35315 إن أرضكم رفعت لي منذ قعدتم إلي فنظرت
من أدناها إلى أقصاها، فخير تمراتكم البرني، يذهب الداء ولا داء فيه
(ك وتعقب عن انس).
35316 إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة (1) فان
استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها (ط، حم وعبد بن
حميد، خ في الأدب وابن منيع وابن أبي عمر، بر وابن جرير، ص
عن هشام بن زيد بن انس عن جده).
35317 إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل
المسلم فحدثوني ما هي؟ قالوا: حدثنا يا رسول الله ما هي، قال:
هي النخلة (حم، خ، م، ت عن ابن عمر) مر برقم 35299.
35318 خير تمركم البرني، يذهب الداء ولا داء فيه
(عد عن علي، ك عن أبي سعيد، عق عن انس، خ في
تاريخه والروياني، عد، هب، ص عن بريدة، وأورده ابن الجوزي

(1) فسيلة: الفسيل: صغار النخل وهي الودي والجمع فسلان مثل رغيف
ورغفان الواحدة فسيلة وهي التي تقطع من الام أو تقلع من الأرض
فتغرس. المصباح 2 / 647. ب
341

في الموضوعات فأخطأ).
35319 نعم المال النخل الراسخات في الوحل المطعمات
في المحل (الرامهرمزي في الأمثال من طريق علي بن الموصل من أهل
وادي القرى عن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
عن آبائه).
35320 يا عائشة! بيت لا تمر فيه جياع أهله (حم، م (1)
عن عائشة).
35321 بارك الله في الجذامي وفي حديقة خرج هذا منها
(طب عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عبد الله بن الأسود).
35322 اللهم! بارك في الجذامي (طب عن الهرماس
بن زيادة).
35323 لما أهبط الله آدم من الجنة علمه صنعة كل شئ
وزوده من ثمار الجنة، فثماركم هذه من ثمار الجنة غير أن ثمرتكم
تتغير وثمر الجنة لا يتغير (بز، طب عن أبي موسى).
الرمان من الاكمال
35324 ما من رمانة من رمانكم إلا وهو يلقح بحبة
من رمان الجنة (عد، كر عن ابن عباس، وقال عد: هذا

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب في ادخال التمر رقم 853. ص
342

حديث باطل).
النبق من الاكمال
35325 لما أهبط الله عز وجل آدم إلى الأرض كان أول
ما أكل من ثمارها النبق (1) (الخطيب عن ابن عباس).
الكباث من الاكمال
35326 عليكم بالأسود منه يعني الكباث (2) - فإنه أطيبه
فاني كنت أجنيه إذا كنت أرعى الغنم، قالوا: وكنت ترعى
الغنم؟ قال: نعم، وهل من نبي إلا وقد رعاها (حم، خ، م
وابن سعد عن جابر) (3).
الفاغية من الاكمال
35327 الفاغية تشبه ريحان الجنة (طب عن ابن عباس)
قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بورد الحناء قال فذكره.
البنفسج من الاكمال
35328 إن فضل البنفسج على سائر الادهان كفضلي على سائر الناس
(الخطيب عن أبي هريرة، الخطيب عن انس، وقال: منكر).

(1) النبق: بفتح النون وكسر الباء، وقد تسكن: ثمر السدر واحدته
نبقة ونبقة، وأشبه شئ به العناب قبل أن تشتد حمرته النهاية 5 / 10. ب
(2) الكباث: هو النضيج من ثمر الأراك. النهاية 4 / 139. ب
(3) أخرجه البخاري كتاب الأطعمة باب الكباث وهو ثمر الأراك 7 / 105.
343

35329 إن فضل البنفسج على سائر الادهان كفضل الاسلام
على سائر الأديان (طب عن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن
أبيه عن جده، قال ابن كثير في جامع المسانيد: منكر جدا، وقال
ابن دحية: موضوع من جميع طرقه).
35330 إن فضل دهن البنفسج على سائر الادهان كفضلي
على سائر الخلق، بارد في الصيف، حار في الشتاء (حب في الضعفاء
عن أبي سعيد، وقد أورد ابن الجوزي في هذه الأحاديث الثلاثة في الموضوعات).
الهندباء من الاكمال
35331 على كل ورقة من الهندباء حبة من ماء الجنة (عد،
هب وضعفه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده).
35332 ما من ورقة من ورق الهندباء إلا وعليها قطرة من
ماء الجنة (طب عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده،
وقال بن كثير: منكر جدا، وقال ابن دحية، موضوع).
العدس من الاكمال
35333 عليكم بالعدس! فإنه قدس على لسان سبعين نبيا
(أبو نعيم عن واثلة).
الأنهار
35334 فجرت أربعة أنهار من الجنة: الفرات والنيل
344

وسيحان وجيحان (حم عن أبي هريرة).
35335 أربعة أنهار من أنهار الجنة: سيحان وجيحان
والنيل والفرات (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة).
35336 إن النيل يخرج من الجنة، ولو التمستم فيه حين
يمج لوجدتم فيه من ورقها (أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة).
35337 ما من يوم إلا ويقسم فيه مثاقيل من بركات الجنة
في الفرات (ابن مردويه عن ابن مسعود).
35338 نهران من الجنة: النيل والفرات (الشيرازي
عن أبي هريرة).
35339 ينزل في الفرات كل يوم ميثاقل من بركة الجنة
(خط عن ابن مسعود).
35340 سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار
الجنة (م (1) عن أبي هريرة).
35341 البحر من جهنم (أبو مسلم الكجي في سننه، ك،
هق عن يعلى بن أمية).
الاكمال
35342 النيل والفرات ودجلة وسيحان وجيحان من أنهار

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب ما في الدنيا من أنهار الجنة رقم 2839. ص
345

الجنة (الخطيب عن أبي هريرة).
جامع الفضائل
35343 ألا أخبركم بأفضل الملائكة؟ جبريل، وأفضل
النبيين آدم، وأفضل الأيام يوم الجمعة، وأفضل الشهور شهر
رمضان، وأفضل الليالي ليلة القدر، وأفضل النساء مريم بنت
عمران (طب عن ابن عباس).
35344 سيد الناس آدم، وسيد العرب محمد، وسيد
الروم صهيب، وسيد الفرس سلمان، وسيد الحبشة بلال،
وسيد الجبال طور سيناء (1) وسيد الشجر السدر، وسيد الأشهر
المحرم، وسيد الأيام الجمعة، وسيد الكلام القرآن، وسيد
القرآن البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي، أما إن فيها خمس
كلمات في كل كلمة خمسون بركة (فر عن علي) (2).

(1) سينا: بكسر أوله وبفتح: اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور فيقال
طور سيناء وهو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى بن عمران عليه
السلام. معجم البلدان 3 / 300. ص
(2) قال المناوي في الفيض (4 / 123) فيه محمد بن عبد القدوس قال الذهبي
مجهول. ص
346

كتاب الفضائل من قسم الافعال
باب فضائل النبي صلى الله عليه وسلم
وفيه معجزاته وإخباره بالغيب
35345 (مسند عمر) عن الشفاء بنت عبد الله عن عمر
ابن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرسولي كسرى لما بعثهما إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربي عز وجل قد قتل ربكما الليلة في خمس
ساعات مضين منها، قتله ابنه شيرويه، سلطه الله عليه، فقولا
لصاحبكما: إن تسلم أعطك ما تحت يديك في بلادك، وإن
لا تفعل يغن الله عنك، ارجعا إليه فأخبراه (الديلمي).
35346 (مسند البراء بن عازب) بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم
على المنبر قام رجل فقال: يا رسول الله! أدع الله أن يسقي قريشا
فقد هلكوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم أسقهم! فسقوا. فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: لو أن أبا طالب حي لسر بنا لما يرى، فقال الرجل:
يا رسول الله! كأنك تريد بذلك قوله:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم (الخطيب في المتفق والمفترق).
35347 (أيضا) كنا إذا احمر البأس نتقي برسول الله
صلى الله عليه وسلم، وإن الشجاع للذي يحاذي به (ش).
347

35348 عن البراء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير
فأتينا على ركي ذمة (1) قال سليمان بن المغيرة: والدمة القليلة الماء
فنزل منا ستة أنا سادسهم أو قال: سبعة أنا سابعهم ماحة
قال سليمان: الماحة الذين يقدحون الماء فأدلينا دلوا ورسول الله
صلى الله عليه وسلم على شفة الركية فجعلنا فيها نصفها أو قال: قراب ثلثيها أو
نحو ذلك فرفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغمس يده فيها وقال:
ما شاء الله أن يقول: فأعيدت إليها الدلو وما فيها من الماء، فقد
رأيت أحدنا أخرج بثوب رهبة الغرق، ثم ساحت أو قال: ساخت (طب) (2).
35349 عن عمار بن ياسر أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل
أتيت في الجاهلية شيئا حراما؟ قال: لا، وكنت على ميعادين: أما
أحدهما فغلبتني عيني، وأما الآخر فشغلني عنه سامر قوم (كر) (3).
35350 (مسند علي) عن زيد بن وهب قال: قدم على

(1) ركى ذمة: الركي: جنس للركية وهي البئر، والذمة القليلة
الماء. لسان العرب 14 / 333. ب
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 300) وقال رواه أحمد والطبراني
ورجالهما رجال الصحيح. ص
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 226) وقال رواه الطبراني في
الثلاثة. ص
348

علي وفد من اليمن فخطب رجل منهم فقال في خطبته: إن طاعة
هذا طاعة الرب ومعصيته معصية الرب، فقال له علي: كذبت،
إنما ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي طاعته طاعة الرب ومعصيته معصية
الرب (كر).
35351 عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ
شعره يقول: من آذى شعرة من شعري فالجنة عليه حرام (أبو
الحسن بن المفضل في مسلسلاته).
35352 عن علي قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بشعرة
فقال: من آذى شعرة مني فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن
آذى الله لعنه الله ملء السماوات وملء الأرض، لا يقبل الله منه
صرفا ولا عدلا (كر وابن المفضل في مسلسلاته).
35353 عن علي قال: لما كنا بخيبر سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قتال المشركين، فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر فوضع
رأسه في حجري فنام فاستثقل فلم يستيقظ حتى غربت الشمس، فلما
استيقظ مع غروب الشمس قلت: يا رسول الله! ما صليت صلاة
العصر كراهية أو أوقظك من نومك، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يده وقال: اللهم! إن عبدك تصدق بنفسه على نبيك فاردد عليه
شروقها، فرأيتها في الحال في وقت العصر بيضاء نقية حتى قمت ثم
349

توضأت ثم صليت ثم غابت (أبو الحسن سادان الفضلي العراقي في
كتاب رد الشمس عن هارون بن سعد) (1).
35354 عن زيد بن علي عن آبائه عن علي أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم علم الاذان ليلة أسرى به وفرضت عليه الصلاة (ابن مردويه).
35355 (مسند أسامة بن عمير) كانت نائرة (2) في بني
معاوية فذهب النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم فالتفت إلى قبر فقال: لا دريت،
فقيل له، فقال: إن هذا يسأل عني فقال: لا أدري (طب عن
بشير الحارثي).
35356 عن قتادة قال: تزوج أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عتيبة بن عبد العزى أبي لهب فلم يبن (3) بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم
وكانت رقية ابنة النبي صلى الله عليه وسلم تحت عتبة أخي عتيبة، فلما انزل الله
(تبت يدا أبي لهب) قال أبو لهب لابنيه عتيبة وعتبة: رأسي من
رأسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي محمد! وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عتبة طلاق

(1) مر في الجزء الحادي عشر صفحة (524) في فضائل يوشع بن نون
عليه السلام رد الشمس وجنسها وراجع المواهب اللدنية 5 / 114 / 118
وهارون بن سعد الكوفي مجهول راجع تهذيب التهذيب (11 / 6). ص
(2) نائرة: أي عداوة وشحناء. المختار 542 ب
(3) يبن بها: ينى على أهله: زفها، والعامة تقول بني بأهله، وهو خطأ.
المختار 48. ب
350

رقية وسألته رقية ذلك، فقالت له أمه وهي حمالة الحطب:
طلقها يا بني! فإنها قد صبت (1)، فطلقها وطلق عتيبة أم كلثوم
وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث فارق أم كلثوم وقال: كفرت بدينك،
وفارقت ابنتك، لا تحبني ولا أحبك، ثم سطا عليه فشق قميص
النبي صلى الله عليه وسلم هو خارج نحو الشام تاجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما
أني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه! فخرج في نفر من قريش
حتى نزلوا بمكان من الشام يقال له الزرقاء ليلا، فأطاف بهم الأسد
تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أمي! هو والله آكلي
كما دعا محمد علي، ألا! قاتلي ابن أبي كبشة وهو بمكة وأنا بالشام،
فعدا عليه الأسد من بين القوم فأخذ برأسه فضغمه (2) ضغمة
فمزعه (3)، فتزوج عثمان بن عفان رقية فتوفيت عنده ولم تلد
له (كر).

(1) صبت: وصبأ من دين إلي دين يصبأ مهموز بفتحتين: خرج، فهو
صابئ، ثم جعل هذا اللقب علما على طائفة من الكفار يقال: إنها
تعبد الكواكب في الباطن وينسب إلي النصرانية في الظاهر وهم الصابئة
والصابئون ويدعون أنهم على دين صابئ بن شيث بن آدم ويجوز التخفيف
فيقال: الصابون، وقرأ به نافع. المصباح المنير 1 / 454. ب
(2) الضغم: العض الشديد، وبه سمى الأسد ضيغما، بزيادة الباء.
النهاية 3 / 91. ب
(3) فمزعه: يقال: فلان يتمزع من الغيظ، أي: يتقطع. المختار 494. ب
351

المعجزات ودلائل النبوة
35357 عن عيسى بن يزيد قال: قال أبو بكر الصديق:
كنت جالسا بفناء الكعبة وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعدا فمر به
أمية بن الصلت فقال: كيف أصبحت يا باغي الخير؟ قال: بخير،
قال: وجدت؟ قال: لا، فقال: كل دين يوم القيامة إلا ما
قضى الله في الحنيفية بور (1)، أما! إن هذا النبي الذي ينتظر منا أو
منكم ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي ينتظر ولا يبعث، فخرجت
أريد ورقة بن نوفل وكان كثير النظر إلى السماء، كثير همهمة
الصدر، فاستوقفته ثم قصصت عليه الحديث، فقال: نعم يا ابن
أخي! إنا أهل الكتب والعلماء إلا أن هذا النبي الذي ينتظر من
أوسط العرب نسبا ولي علم بالنسب وقومك أوسط العرب نسبا،
قلت: يا عم! وما يقول النبي؟ قال: يقول ما قيل له إلا أنه لا
يظلم ولا يظالم، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنت به وصدقت
(كر، وهو منقطع).
35358 عن ابن عباس أنه قيل لعمر بن الخطاب حدثنا عن
شأن ساعة العسرة، فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد

(1) بور: البور: الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه، وبار عمله:
بطل. المختار 50. ب
352

فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع
حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الرجل فلا يرجع حتى يظن
أن رقبته ستنقطع حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه
فيشربه ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر: يا رسول الله!
إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع الله لنا، قال: أتحب ذلك؟
قال: نعم، فرفع يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء فأظلت ثم
سكبت فملؤا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر
(البزار وابن جرير وجعفر الفريابي في دلائل النبوة وابن خزيمة،
حب، ك وأبو نعيم، ق معا في الدلائل، ص).
35359 عن عمر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة
تبوك أصابنا جوع شديد فقلنا: يا رسول الله! إن العدو قد حضروهم
شباع والناس جياع، فقالت الأنصار: ألا ننحر نواضحنا
فنطعمها الناس؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، بل يجئ كل رجل
منكم بما في رحله وفي لفظ: من كان معه فضل طعام فليجئ
به وبسط نطعا فجعل الرجل يجئ بالمد والصاع وأكثر وأقل،
فكان جميع ما في الجيش بضعا وعشرين صاعا، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم
إلى جنبه ودعا بالبركة، ثم دعا الناس فقال: بسم الله خذوا ولا
تنتبهوا، فجعل الرجل يأخذ في جرابه وفي غرارته، وأخذوا في
353

أوعيتهم، حتى أن الرجل ليربط كم قميصه فيملؤه، ففرغوا والطعام
كما هو، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول
الله، لا يأتي بهما عبد محق إلا وقاه الله حر النار (ابن راهويه
والعدني، ع والحاكم في الكنى وجعفر الفريابي في دلائل النبوة).
35360 عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالحجون وهو
كئيب حزين لما آذاه المشركون، فقال: اللهم أرني اليوم آية فلا
أبالي من كذبني بعدها من قومي، فقيل: ناد، فنادى شجرة من
قبل عقبة أهل المدينة، فجاءت تشق الأرض حتى انتهت إليه
فسلمت عليه، ثم أمرها فرجعت إلى موضعها، فقال: ما أبالي من
كذبني بعدها من قومي (البزار، ع، ق في الدلائل، وسنده حسن).
35361 عن أبي عذبة الحضرمي قال: جاء رجل إلى عمر بن
الخطاب فأخبره أن أهل العراق قد حصبوا إمامهم وكان عوضهم به
مكان إمام كان قبله، فخرج غضبان فصلي فسها في صلاته، فلما
سلم قال: يا أهل الشام! استعدوا لأهل العراق فان الشيطان قد باض
فيهم، اللهم! إنهم قد ألبسوا علي فألبس عليهم وعجل عليهم بالغلام الثقفي
الذي يحكم بحكم الجاهلية، لا يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن
مسيئهم، قال ابن لهيعة، وما ولد الحجاج يومئذ (ابن سعد في
الدلائل. وقال: لا يقول ذلك عمر إلا توقيفا).
354

35362 عن نافع قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب قال: يكون
رجل من ولدي بوجه شين فيملأ الأرض عدلا، قال نافع: ولا
أحسبه إلا عمر بن عبد العزيز (نعيم بن حماد في الفتن، ت في
التاريخ، ق في الدلائل، كر).
35363 عن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على عمر بن
الخطاب فقال: يا عبد الرحمن! أتخشى أن يترك الناس الاسلام
ويخرجوا منه؟ قلت: إلا إن شاء الله، وكيف يتركونه وفيهم
كتاب وسنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لئن كان من ذلك شئ
ليكونن بنو فلان (طس، قال الحافظ ابن حجر في الإنارة: إسناده
صحيح على شرط (م) ومثل هذا لا يقوله عمر من قبله فحكمه حكم
المرفوع انتهى).
35364 عن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في محفل من
أصحابه إذ جاء أعرابي من بني سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه
ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله، فلما رأى الجماعة قال: ما
هذه؟ قالوا: هذا الذي يذكر أنه نبي فجاء حتى شق الناس، فقال:
واللات والعزى! ما اشتملت النساء على ذي لهجة أبغض إلي منك
ولا أمقت، ولولا أن تسميني قومي عجولا لعجلت إليك فقتلتك
فسررت بقتلك الأحمر والأسود والأبيض وغيرهم، فقلت: يا رسول الله!
دعني فأقوم فأقتله! فقال: يا عمر! أما علمت أن الحليم كاد أن
355

يكون نبيا، ثم أقبل على الاعرابي فقال: ما حملك على أن قلت
ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرم مجلسي؟ قال: وتكلمني
أيضا استخفافا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ واللات والعزى!. لا أو من
بك أو يؤمن بك هذا الضب، فأخرج الضب من كمه وطرحه بين
يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن آمن بك هذا الضب آمنت بك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ضب! فأجابه الضب بلسان عربي مبين
يسمعه القوم جميعا: لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة! قال:
من تعبد يا ضب؟ قال: الذي في السماء عرشه، وفي الأرض
سلطانه وفي البحر سبيله وفي الجنة رحمته وفي النار عذابه، قال: فمن أنا يا
ضب؟ قال: أنت رسول رب العالمين وخاتم النبيين، وقد أفلح من
صدقك وقد خاب من كذبك، قال الاعرابي: لا أتبع أثرا بعد
عين، والله لقد جئتك وما على ظهر الأرض أحد أبغض إلي
منك وإنك اليوم أحب إلي من والدي ونفسي وإني لأحبك بداخلي
وخارجي وسري وعلانيتي، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي هداك إلى هذا الدين الذي يعلو
ولا يعلى، ولا يقبله الله إلا بصلاة ولا يقبل الصلاة إلا
بقرآن، قال: فعلمني، فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحمد) و (قل
هو الله أحد، قال: زدني يا رسول الله! فما سمعت في البسيط ولا
في الرجز أحسن من هذا، قال: يا أعرابي! إن هذا كلام رب
356

العالمين وليس بشعر، وإنك إذا قرأت (قل هو الله أحد) مرة كان
لك كأجر من قرأ ثلث القرآن، وإن قرأت قل هو الله أحد مرتين
كأن لك كأجر من قرأ ثلثي القرآن، وإن قرأت قل هو الله أحد
ثلاث مرات كان لك كأجر من قرأ القرآن كله، فقال الاعرابي: نعم
الاله إلهنا، يقبل اليسير ويعطي الجزيل، فقال: رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ألك مال؟ قال: ما في بني سليم قاطبة رجل هو أفقر مني،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه، أعطوه، فأعطوه حتى أبطروه،
فقام عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله! إن عندي ناقة
عشراء دون البختي وفوق الاعرابي تلحق ولا تلحق، أهديت
إلي يوم تبوك، أتقرب بها إلى الله وأدفعها إلى الاعرابي؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد وصفت ناقتك، وأصف لك ما عند الله
جزاء يوم القيامة، قال: نعم، قال: لك ناقة من درة جوفاء قوائمها
من زمرد أخضر وعنقها من زبرجد أصفر، عليها هودج وعلى
الهودج السندس والإستبرق تمر بك على الصراط كالبرق الخاطف
يغبطك بها كل من رآك يوم القيامة، فقال عبد الرحمن: قد
رضيت. فخرج الاعرابي من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه ألف
أعرابي من بني سليم على ألف دابة معهم ألف سيف وألف رمح،
فقال لهم: أين تريدون؟ فقالوا: نذهب إلى هذا الذي سفه آلهتنا
فنقتله، فقال: لا تفعلوا، أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
357

رسول الله، فقالوا: صبوت، فقال: ما صبوت وحدثهم الحديث،
فقالوا بأجمعهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فتلقاهم في رداء فنزلوا عن ركابهم يقبلون ما رأوه منهم وهم يقولون:
لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم قالوا: يا رسول الله مرنا بأمراء
قال: كونوا تحت راية خالد بن الوليد، فليس أحد من العرب آمن
منهم ألف جميعا إلا بنو سليم (طس وقال: تفرد به محمد بن علي بن
الوليد السلمي، عد، ك في المعجزات وأبو نعيم، ق معا في الدلائل،
كر، وقال هق: الحمل فيه على السلمي، قال: وروى ذلك من حديث
عائشة وأبي هريرة وهذا أمثل الأسانيد فيه، قال ابن دحية في الخصائص:
هذا خبر موضوع، وقال الذهبي في الميزان: هذا خبر باطل، وقال
الحافظ ابن حجر في اللسان: السلمي روى عنه الإسماعيلي في معجمه
وقال: منكر الحديث) (1).
35365 (مسند عمر) عن ابن عمر قال: كتب عمر بن
الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية أن وجه نضلة بن
معاوية إلى حلوان العراق فليغر على ضواحيها فوجه سعد نضلة في
ثلاثمائة فارس، فخرجوا حتى أتوا حلوان فأغاروا على ضواحيها فأصابوا

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 8 / 294 وقال رواه الطبراني والحمل
من هذا الحديث عليه. ص
358

غنيمة وسبيا، فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي حتى إذا رهقهم العصر
وكادت الشمس أن تؤوب فألجأ نضلة الغنيمة والسبي إلى سفح
جبل ثم قام فأذن فقال: الله أكبر الله أكبر، فإذا مجيب من الجبل
يجيبه: كبرت كبيرا يا نضلة! قال: أشهد أن لا إله إلا الله،
قال: كلمة الاخلاص يا نضلة! قال: أشهد أن محمدا رسول الله،
قال: هو النذير وهو الذي بشرنا به عيسى ابن مريم وعلى رأس أمته
تقوم الساعة، قال: حي على الصلاة، قال: طوبى لمن مشى إليها
وواظب عليها قال: حي على الفلاح قال: أفلح من أجاب محمدا،
فلما قال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال: أخلصت
الاخلاص كله يا نضلة! فحرم الله بها جسدك على النار، فلما فرغ
من أذانه قمنا فقلنا له: من أنت يرحمك الله؟ أملك أنت أم ساكن
من الجن أم طائف من عباد الله أسمعتنا صوتك؟ فأرنا صورتك
فانا وفد الله ووفد رسول الله ووفد عمر بن الخطاب، فانفلق الجبل
عن هامة كالرحا أبيض الرأس واللحية، عليه طمران من صوف،
فقال: السلام عليكم ورحمة الله، قلنا: وعليك السلام ورحمة الله،
من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا زريب بن ثرملة وصي العبد
الصالح عيسى ابن مريم، أسكنني هذا الجبل ودعا لي بطول البقاء إلى
نزوله من السماء، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبرأ مما نحلته
359

النصارى، فأما إذ فاتني لقاء محمد فاقرؤا عمر مني السلام وقولوا له:
يا عمر! سدد وقارب فقد دنا الامر، وأخبروه بهذه الخصال التي
أخبركم بها، يا عمر! إذا ظهرت هذه الخصال في أمة محمد فالهرب
الهرب: إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وانتسبوا من غير
مناسبة وانتموا إلى غير مواليهم، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم، ولم
يوقر صغيرهم كبيرهم، وترك المعروف فلم يؤمر به، وترك
المنكر فلم ينه عنه، وتعلم عالمهم العلم فيجلب به الدنانير والدراهم،
وكان المطر قيظا والولد غيضا وطولوا المنازل، وفضضوا المصاحف،
وزخرفوا المساجد، وأظهروا الرشا (1) وشيدوا البناء، واتبعوا
الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، واستخفوا بالدماء، وقطعت الأرحام،
وبيع الحكم، وأكل الربوا فخرا، وصار الغنى عزا، وخرج
الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه فسلم عليه، وركب
النساء السروج. ثم غاب عنا، فكتب بذلك نضلة إلى سعد،
فكتب سعد إلى عمر، فكتب عمر إلى سعد: لله أبوك! سر
أنت ومن معك من المهاجرين والأنصار حتى تنزل هذا الجبل، فان
لقيته فأقرئه مني السلام، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن بعض

(1) الرشا: الرشوة - بكسر الراء وضمها - والجمع رشا بكسر الراء
وضمها، وقد رشاه من باب عدا، وارتشى: أخذ الرشوة. المختار 194 ب
360

أوصياء عيسى ابن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق فخرج سعد
في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزلوا ذلك الجبل أربعين
يوما ينادي بالاذان وقت كل صلاة فلا جواب (قط في غرائب مالك
وقال: لا يثبت، وق في الدلائل وقال: ضعيف بمرة، خط في رواة
مالك وقال: منكر).
35366 (مسند جبير بن مطعم) كنت أكره أذى قريش
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ظننت أنهم سيقتلونه خرجت حتى لحقت بدير
من الديرات فذهب أهل الدير إلى رأسهم فأخبروه، فقال: أقيموا
له حقه الذي ينبغي له ثلاثا، فلما مر ت ثلاث رأوه لم يذهب، فانطلقوا
إلى صاحبهم فأخبروه، فقال: قولوا له: قد أقمنا لك بحقك الذي
ينبغي لك، فان كنت وصبا (1) فقد ذهب وصبك، وإن كنت
واصلا فقد نالك أن تذهب إلى من تصل، وإن كنت تاجرا فقد
نالك أن تخرج إلى تجارتك، فقلت: ما كنت تاجرا ولا واصلا وما
أنا بنصب، فذهبوا إليه فأخبروه، فقال: إن له لشأنا فسلوه ما شأنه،
فأتوني فسألوني، فقلت: لا والله! إلا أن في قرية إبراهيم ابن عمي

(1) وصبا: الوصب - بفتح الصاد -: المرض وقد وصب يوصب،
بوزن علم يعلم، فهو وصب - بكسر الصاد - وأوصبه الله " فهو
موصب المختار 574. ب
361

يزعم أنه نبي وآذوه قومه وتخوفت أن يقتلوه فخرجت لئلا أشهد
ذلك، فذهبوا إلى صاحبهم فأخبروه بقولي، قال: هلموا، فأتيته فقصصت
عليه قصصي، فقال: تخاف أن يقتلوه؟ قلت: نعم، قال: وتعرف
شبهه لو تراه مصورا؟ قلت: نعم، عهدي به منذ قريب، فأراني
صورا معطاة فجعل يكشف صورة صورة ثم يقول: أتعرف؟
فأقول: لا، حتى كشف صورة مغطاة، فقلت: ما رأيت شيئا أشبه
بشئ من هذه الصورة به كأنه طوله وجسمه وبعد ما بين منكبيه،
قال: فتخاف أن يقتلوه؟ قلت: أظنهم قد فرغوا من قتله، قال:
والله! لا يقتلوه وليقتلن من يريد قتله: وإنه لنبي وليظهرنه الله،
ولكن قد وجب حقك علينا فامكث ما بدا لك وادع بما شئت:
فمكثت عندهم حينا ثم قلت: لو أطعتهم! فقدمت مكة فوجدتهم قد
أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فلما قدمت قامت إلي قريش
فقالوا: قد تبين لنا أمرك وعرفنا شأنك فهلم أموال الصبية التي
عندك التي استودعكها أبوك، فقلت: ما كنت لافعل هذا حتى
تفرقوا بين رأسي وجسدي ولكن دعوني أذهب فأدفعها إليهم، فقالوا:
إن عليك عهد الله وميثاقه أن لا تأكل من طعامه، فقدمت المدينة
وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فدخلت عليه فقال لي فيما يقول:
اني لأراك جائعا، هلموا طعاما، قلت: لا آكل حتى أخبرك، فان
362

رأيت أن آكل أكلت، قال فحدثته بما أخذوا علي، قال: فأوف
بعهد الله ولا تأكل من طعامنا ولا تشرب من شرابنا (طب)
35367 عن جبير بن مطعم عن ابن عمر قال: ما سمعت عمر
ابن الخطاب يقول لشئ قط: إني لأظن كذا وكذا، إلا كان كما
يظن، بينا عمر جالس إذ مر به رجل جميل، فقال له: أخطأ ظني
أو أنك على دينك في الجاهلية أو لقد كنت كاهنهم؟ وما رأيت
كاليوم استقبل به رجل مسلم، قال عمر: فاني أعزم عليك إلا
أخبرتني، قال: كنت كاهنهم في الجاهلية، قال: فما أعجبك ما جاءتك
به جنيتك؟ قال: بينا أنا يوما في شرف جاءتني أعرف فيها الفزع
قالت:
ألم تر الجن وإبلاسها * ويأسها من بعد انكاسها
ولحوقها بالقلاص وأحلاسها
قال عمر: صدق، بينا أنا نائم عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل
فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمعه صارخا قط أشد صوتا منه يقول:
يا جليح! أمر نجيح رجل فصيح يقول: لا إله إلا الله، فوثب
القوم، قلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى كذلك الثانية
والثالثة، فقمت فما نشبت أن قيل: هذا نبي (خ، ك، ق في
الدلائل).
363

35368 عن إبراهيم النخعي قال: خرج نفر من أصحاب عبد
الله يريدون الحج حتى إذا كانوا ببعض الطريق إذ هم بحية تنثني على
الطريق أبيض تنفخ منه ريح المسك، فقلت لأصحابي: امضوا
فلست ببارح حتى أنظر إلى ما يصير أمر هذه الحية، فما لبثت أن
ماتت، فعمدت إلى خرقة بيضاء فلففتها فيها، ثم نحيتها عن الطريق
فدفنتها وأدركت أصحابي، فوالله! إنا لقعود إذ أقبل أربع نسوة
من قبل المغرب فقالت واحدة منهن: أيكم دفن عمرا؟ قلنا، ومن
عمرو؟ قالت: أيكم دفن الحية؟ قلت: أنا، قالت: أما والله!
لقد دفنت صواما قواما يأمر بما أنزل الله، ولقد آمن بنبيكم، وسمع
صفته في السماء قبل أن يبعث بأربعمائة سنة، فحمدنا الله ثم قضينا
حجنا، ثم مررت بعمر بن الخطاب بالمدينة فأنبأته بأمر الحية، فقال:
صدقت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لقد آمن بي قبل أن أبعث
بأربعمائة سنة (أبو نعيم في الدلائل).
35369 (مسند عمر) عن سلمان قال قال عمر بن الخطاب
لكعب الأحبار: أخبرنا عن فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مولده، قال:
نعم يا أمير المؤمنين! قرأت فيما قرأت أن إبراهيم الخليل وجد حجرا
مكتوبا عليه أربعة أسطر: الأول أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني،
والثاني أنا الله لا إله إلا أنا، محمد رسولي، طوبى لمن آمن به واتبعه
364

والثالث إني أنا الله لا إله إلا أنا، من اعتصم بي نجا، والرابع إني
أنا الله لا إله إلا أنا، الحرم لي والكعبة بيتي، من دخل بيتي أمن
عذابي (كر).
35370 عن علي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا
في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا مدر ولا شجر إلا وهو
يقول: السلام عليك يا رسول الله (الدارمي، ت وقال: حسن
غريب، والدورقي، ك، ق في الدلائل، ض).
35371 عن بلال بن الحارث: خرجت تاجرا إلى الشام في
الجاهلية، فلما كنت بأدنى الشام لقيني رجل من أهل الكتاب فقال:
هل عندكم رجل تنبأ؟ قلنا: نعم، قال: هل تعرف صورته إذا
رأيتها؟ قلت: نعم، فأدخلني بيتا فيه صور، فلم أر صورة النبي
صلى الله عليه وسلم، فبينما أنا كذلك إذ دخل رجل منهم علينا فقال: فيم أنتم؟
فأخبرناه، فذهب بنا إلى منزله فساعة ما دخلت أنظرت إلى صورة
النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا رجل آخذ بعقب النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: من هذا
الرجل القائم على عقبه؟ قال: إنه لم يكن نبي إلا كان بعده نبي
إلا هذا فإنه لا نبي بعده، وهذا الخليفة بعده، وإذا صفة أبي
بكر (طب).
35372 (مسند ثابت بن يزيد) عن عبد الرحمن عائذ
365

قال قال ثابت بن يزيد، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجلي عرجاء لا تمس
الأرض، فدعا لي، فبرئت حتى استوت مثل الأخرى (الباوردي وابن
منده، وقال: لا نعرفه إلا من هذا الوجه ويحتمل أن يكون هو ابن
وديعة، طب في مسند الشاميين وأبو نعيم وقال: غريب لا يحفظ إلا
من هذا الوجه).
35373 عن جرهد الأسلمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه
طعام، فقال: يا جرهد! كل، فمد يده الشمال ليأكل وكانت
اليمين مصابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل باليمين، قال: إنها
مصابة، فنفث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما اشتكيتها بعد (أبو نعيم).
35374 عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن
بمكة لحجرا كان يسلم علي ليالي بعثت، إني لأعرفه إذا مررت عليه
(ط وأبو نعيم).
35375 عن جابر بن سمرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اني لأعرف
حجرا كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه أبو نعيم) (1).
35376 (أيضا) صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر
فجعل يهوي بيديه قدامه وهو في الصلاة، فسأله القوم حين انصرف

(1) وهكذا أخرجه الدارمي في السنن (1 / 12) وأخرجه مسلم في صحيحه
كتاب الفضائل باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم رقم / 2277 /. ص
366

فقال: إن الشيطان كان يلقي علي شرر النار ليفتنني عن الصلاة
فتناولته، فلو أخذته ما انفلت مني حتى يربط إلى سارية من
سواري المسجد وينظر إليه ولدان أهل المدينة (عب).
35377 (مسند جابر بن عبد الله) لما بنيت الكعبة ذهب
النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان حجارة، فقال عباس للنبي صلى الله عليه وسلم: اجعل
إزارك على رقبتك من الحجارة، ففعل فخر على الأرض وطمحت
عيناه إلى السماء، ثم قام فقال: إزاري إزاري! فشد عليه
إزاره (عب).
35378 عن جابر قال: أصاب الناس عطش يوم الحديبية
فهش الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوضع يده في الركوة فرأيت
الماء مثل العيون، قيل: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة الف لكفانا،
كنا خمس عشرة مائة (ش).
35379 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة
للكعبة وعليه إزاره فقال له العباس عمه: يا ابن أخي! لو حللت
إزارك فجعلته على منكبيك دون الحجارة، قال: فحله فجعله على
منكبه فسقط مغشيا عليه، فما رئي بعد ذلك اليوم عريانا (أبو نعيم).
35380 عن بديح بن سدرة بن علي السلمي من أهل قباء
عن أبيه عن جده قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا القاحة
367

وهي التي تسمى اليوم السقيا لم يكن بها ماء فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى مياه بني غفار على ميل من القاحة، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد
الذي في الكهف، واضطجع بعض أصحابه ببطن الوادي (1) فبحث
بيده بالبطحاء فنديت ففحص (2) الماء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فسقى
واستسقى جميع من معه، فقال: هذه سقيا سقاكموها الله عز وجل،
فسميت السقيا (الديلمي).
35381 أتى جرهد النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه طعام فأدنى يده
الشمال ليأكل وكانت اليمنى مصابة، فقال: كل باليمين، فقال:
يا رسول الله! إنها مصابة، فنفث عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما شكى
حتى مات (طب عن جرهد).
35382 (مسند جعدة بن خالد الجشمي) (3) عن أبي إسرائيل
عن جعده قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأني برجل فقيل: يا رسول
الله! هذا أراد ان يقتلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ترع
لم ترع، لو أردت ذلك لم يسلطك الله على قتلي (ط، حم، ز،
طب وأبو نعيم).

(1) فبحث: بحث في الأرض حفرها. المصباح المنير 1 / 50. ب
(2) ففحص: فحصت عن الشئ إذا استقصيت في البحث عنه. المصباح
المنير 2 / 633. ب
(3) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (1 / 339). ص
368

35383 عن جعدة الجشمي أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل فقالوا:
إن هذا أراد أن يقتلك، فقال له: لم ترع لم ترع، ولو أردت
ذلك لم يسلطك الله علي (حم، ز، طب).
35384 (مسند جعفر بن أبي الحكم) غزوت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته وأنا على فرس عجفاء ضعيفة فكنت في
آخر الناس فلحقني، فقال: سر يا صاحب الفرس! فقلت:
يا رسول الله! عجفاء ضعيفة، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم محفقة (1)
كانت معه فضربها بها وقال: اللهم بارك له فيها! فقد رأيتني ما
أمسك رأسها لان تقدم الناس، ولقد بعت من بطنها باثني عشر
ألفا (ز، طب وأبو نعيم عن جعيل الأشجعي).
35385 (مسند الجشيش بن النعمان الكندي) عن الجشيش
الكندي قال: جاء قوم من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:
أنت منا وادعوه، فقال: لا نقفوا أمنا ولا ننتفي من أبينا، نحن
من ولد النضر بن كنانة (طب وأبو نعيم) (2).
35386 عن حبيب بن فديك أن أباه خرج به إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(1) مخفقة: خفقه خفقا من باب ضرب إذا ضربه بشئ عريض كالدرة.
المصباح 1 / 240. ب
(2) أورد الحديث ابن الأثير في أسد الغابة (1 / 338) وللحديث بقية. ص
369

وعيناه مبيضتان ولا يبصر بهما شيئا، فسأله ما أصابه، قال: كنت
أمرن جملي فوضعت رجلي على بيض حية فأصابت بصري، فنفث
النبي صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر، فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وأنه
ابن ثمانين سنة وأن عينيه لمبيضتان (أبو نعيم).
35387 عن عمرو بن العاص قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
واليا على عمان فأتيتها، فخرج إلي أساقفتهم ورهبانهم فقالوا: من
أنت؟ فقلت: أنا عمرو بن العاص بن وائل السهمي رجل من
قريش: قالوا: ومن بعثك؟ قلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا:
ومن هو؟ قلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب رجل منا قد
عرفناه وعرفنا نسبه، قد أمرنا بمكارم الأخلاق ونهانا عن مساويها،
وأمرنا أن نعبد الله وحده، قال: فصيروا أمرهم إلى رجل منهم
فقال لي: هل به من علامة؟ قلت: نعم، لحم متراكب بين
كتفيه يقال له خاتم النبوة، قال: فهل يأكل الصدقة؟ قلت:
لا، قال: فهل يقبل الهدية؟ قلت: نعم، ويثيب عليها، قال:
فكيف الحرب بينه وبين قومه؟ قلت: سجال، مرة له ومرة
عليه. قال: فأسلم وأسلموا ثم قال لي: والله! لان كنت صدقتني
لقد مات في هذه الليلة، قلت: ما تقول؟ قال: والله! لئن كنت
صدقتني لقد صدقتك، قال: فمكث أياما فإذا راكب قد أناخ يسأل
370

عن عمرو بن العاص! فقمت إليه مفزوعا، فناولني كتابا فإذا عنوانه:
من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو بن العاص، فأخذت
الكتاب ودخلت البيت ففككته فإذا به:
بسم الله الرحمن الرحيم
من أبي بكر خليفة رسول الله إلى عمرو بن العاص
سلام عليك! أما بعد فان الله عز وجل بعث نبيه صلى الله عليه وسلم
حين شاء وأحياه ما شاء ثم توفاه حين شاء وقد قال في كتابه الصادق
(إنك ميت وإنهم ميتون) وإن المسلمين قلدوني أمر هذه الأمة من
غيره إرادة مني ولا محبة، فأسأل الله العون والتوفيق! فإذا أتاك
كتابي فلا تحلن عقالا عقله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تعقلن عقالا
حله رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلام.
فبكيت بكاء طويلا ثم خرجت عليهم فأعلمتهم فبكوا وعزوني،
فقلت: هذا الذي ولينا بعده، ما تجدونه في كتابكم؟ قال: يعمل
بعمل صاحبه اليسير ثم يموت، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يليكم قرن
الحديد فيملأ مشارق الأرض ومغاربها قسطا وعدلا، لا يأخذه في
الله لومة لائم ثم ماذا؟ قال: ثم يقتل قلت يقتل؟ قال: إي والله
يقتل: قلت: ومن ملا أم من غيلة (1)؟ قال بل

(1) غيلة: الغيلة بالكسر الاغتيال. يقال: قتله غيلة، وهو أن
يخدعه فيذهب به إلي موضع فيقتله فيه. ا ه‍ ص 383 المختار. ب
371

من غيلة، فكانت أهون علي، قلت. ثم ماذا؟.. وانقطع من
كتاب الشيخ (كر).
35388 عن حبان بن بح الصدائي قال: كفر قومي
فأخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم جهز لهم جيشا، فأتيته فقلت: إن قومي
على الاسلام، قال: كذلك؟ قلت: نعم، واتبعته ليلتي إلى
الصباح، فأذنت بالصلاة، فلما أصبحت أعطاني إناء فتوضأت منه،
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم أصابعه في الاناء فنبع عيون، فقال: من أراد
منكم ان يتوضأ فليتوضأ، فتوضأت وصليت، وأمرني عليهم وأعطاني صدقتهم،
فقام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانا ظلمني، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لا خير في الإمارة لرجل مسلم، ثم جاء رجل يسأل صدقة،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الصدقة صداع وحريق في البطن
وداء، فأعطيته صحيفة إمرتي وصدقتي، فقال: ما شأنك؟ فقلت:
وكيف أقبلها وقد سمعت منك ما سمعت؟ فقال: هو ما سمعت
(طب وأبو نعيم).
35389 (مسند حذيفة بن أسيد الغفاري) عن أبي الطفيل
عن حذيفة بن أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرضت علي
أمتي البارحة أدنى هذه الشجرة أولها إلى آخرها، فقال رجل:
يا رسول الله! هذا عرض عليك من خلق فكيف عرض
372

عليك من لم يخلق؟ قال: صوروا لي في الطين حتى لأنا أعرف
بالانسان منهم من أحدكم بصاحبه (الحسن بن سفيان طب، ض
وأبو نعيم).
35390 عن غيلان بن سلمة (1) الثقفي قال: خرجنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم فرأينا منه عجبا، مررنا بأرض فيها أشاء (2) متفرق فقال نبي
الله صلى الله عليه وسلم: يا غيلان! ايت هاتين الاشاءتين، فمر إحداهما تنضم
إلى صاحبتها حتى أستتر بهما فأتوضأ، فانطلقت فقمت بينهما، فقلت:
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحداكما أنت تنضم إلى صاحبتها، قال:
فمادت إحداهما ثم انقلعت تخد في الأرض حتى انضمت إلى صاحبتها،
فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ خلفهما ثم ركب، وعادت تخد في
الأرض إلى موضعها، قال: ثم نزلنا معه منزلا فأقبلت امرأة بابن
لها كأنه الدينار فقالت: يا نبي الله! ما كان في الحي غلام أحب
إلي من ابني هذا فاصابته الموتة (3)، فانا أتمنى موته فادع الله له

(1) غيلان بن سلمة بن معتب أسلم بعد فتح الطائف وكان تحته عشر نسوة من الجاهلية
فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخير منهن أربعة أسد الغابة 4 / 343. ص
(2) أشاء: الاشاء: صغار النخل، واحدتها أشاء 1 / 24 لسان العرب. ب
(3) الموتة: بالضم: جنس من الجنون والصرع يعترى الانسان، فإذا أفاق
عاد إليه عقله كالنائم والسكران. والموتة: الغشي. والموتة: الجنون
لأنه يحدث عنه سكوت كالموت. ا ه‍ 2 / 92 لسان العرب. ب
373

يا نبي الله! قال: فأدناه نبي الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: بسم الله، أنا رسول
الله، أخرج عدو الله ثلاثا، قال: اذهبي بابنك لن تري بأسا
إن شاء الله، ثم مضينا فنزلنا منزلا فجاء رجل فقال: يا نبي الله! انه كان لي حائط فيه عيشي وعيش عيالي ولي فيه ناضحان فاغتلما،
ومنعاني أنفسهما وحائطي وما فيه، ولا يقدر أحد على الدنو منهما،
فنهض النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه حتى أتى الحائط فقال لصاحبه: افتح،
فقال: يا نبي الله! أمرهما أعظم من ذلك، قال: فافتح، فلما
حرك الباب بالمفتاح أقبلا: لهما جلبة كخفيف الريح، فلما أفرج
الباب ونظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بركا ثم سجدا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رؤسهما
ثم دفعهما إلى صاحبهما فقال: استعملهما وأحسن علفهما، فقال القوم
يا نبي الله! تسجد لك البهائم! فما لله عندنا بك أحسن من هذا،
آجرتنا من الضلالة واستنقذتنا من الهلكة، أفلا تأذن لنا بالسجود
لك؟ فقال: كيف كنتم صانعين بأخيكم إذا مات؟ أتسجدون
لقبره؟ قالوا: يا نبي الله! نتبع أمرك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن
السجود ليس إلا للحي الذي لا يموت، لو كنت آمر أحدا
بالسجود من هذه الأمة لأمرت المرأة بالسجود لبعلها، قال: ثم
رجعنا، فجاءت المرأة أم الغلام فقال: يا نبي الله! والذي بعثك
بالحق ما زال من غلمان الحي، وجاءت بسمن ولبن وجزر، فرد
374

عليها السمن والجزر وأمرهم بشرب اللبن (كر).
35391 عن قباث بن أشيم قال، انهزمت يوم بدر فقلت
في نفسي: لم أر مثل هذا اليوم قط، قلما أو من الناس أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم لاستأمنه، فقال: قباث! قلت: لم أر مثل أمر الله قط فر
منه إلا النساء، فقلت: أشهد أنك رسول الله ما ترمرمت به
شفتاي وما كان إلا شيئا عرض في نفسي (ابن منده، كر).
35392 عن قباث بن أشيم قال: شهدت بدرا مع المشركين
وإني لأنظر إلى قلة أصحاب محمد في عيني وكثرة من معنا من
الخيل والرجال فانهزمت فيمن انهزم، فقد رأيتني وإني فأنظر إلى
المشركين في كل وجه وإني لاقول في نفسي: ما رأيت مثل هذا
الامر فر منه إلا النساء، فلما كان بعد الخندق قلت: لو قدمت
المدينة فنظرت ما يقول محمد وقد وقع في قلبي الاسلام، فقدمت
المدينة فسألت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هو ذاك في ظل المسجد
مع ملا من أصحابه، فأتيته وأنا لا أعرفه من بينهم فسلمت، فقال:
يا قباث بن أشيم! أنت القائل يوم بدر: ما رأيت مثل هذا الامر
فر منه إلا النساء؟ فقلت: أشهد أنك رسول الله وإن هذا الامر
ما خرج مني إلى أحد قط وما ترمرمت به إلا شيئا حدثت به نفسي،
فلولا أنك نبي الله ما أطلعك الله عليه، هلم حتى أبايعك، فعرض
375

علي الاسلام، فأسلمت (الواقدي، كر).
35393 عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عياض بن
عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن قتادة بن النعمان قال: خرجت ليلة
من الليالي مظلمة فقلت: لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدت معه
الصلاة وأسيته بنفسي، ففعلت، فلما دخلت المسجد برقت السماء
فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا قتادة، ما هاج عليك؟ فقلت:
أردت بأبي أنت وأمي أؤنسك، قال: خذ هذا العرجون فتخصر
به فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرا أمامك وعشرا خلفك، ثم
قال: إذا دخلت بيتك فاضرب به مثل الحجر الأخشن في أستار
البيت فان ذلك الشيطان، فخرجت فأضاء لي ثم ضربت مثل الحجر
الأخشن حتى خرج من بيتي (كر).
35394 عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة
ابن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر فسالت حدقته على وجنته،
فأرادوا أن يقطعوها فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا، فدغا به فغمز
حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت (ع، عد والبغوي،
ق في الدلائل، كر).
35395 عن قتادة بن النعمان أنه سالت عينه على خده يوم
بدر، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت أصح عينيه (البغوي، كر).
376

35396 عن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان
حدثني أبي عن أبيه عن عمر عن أبيه قتادة بن النعمان قال: أهدي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي يوم أحد،
فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اندقت من سنتها ولم أزل
عن مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي، كلما
مال سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميلت رأسي لاقي وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا رمي أرميه، فكان آخرها سهما ندرت منه
حدقتي على خدي وافترق الجمع، فأخذت حدقتي بكفي فسعيت بها
في كفي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم دمعت
عيناه فقال: اللهم! إن قتادة فدى وجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن
عينيه وأحدهما نظرا، فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرا (كر).
35397 (مسند الحكم بن أبي العاص بن أمية) عن قيس
ابن جبير قال قالت بنت الحكم قلت لجدي الحكم: ما رأيت قوما
كانوا أعجز ولا أسوأ رأيا في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم يا بني أمية!
قال: لا تلومينا يا بنية! إني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين،
قلنا: والله! ما نزال نسمع قريش: يصلي هذا الصابئ في مسجدنا
تواعدوا له حتى تأخذوه، فتواعدنا إليه، فلما رأيناه سمعنا صوتا ظننا
أنه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا، فما عقلنا حتى قضى صلاته
377

ورجع إلى أهله، ثم تواعدنا ليلة أخرى، فلما جاء نهضنا إليه
فرأيت الصفا والمروة التقتا إحداهما بالأخرى فحالتا بيننا وبينه، فوالله!
ما نفعنا ذلك (طب وأبو نعيم).
35398 عن أبي الطفيل أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر
والعصر والمغرب والعشاء، فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر
والعصر جميعا، ثم دخل ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم
قال: إنكم ستأتون إن شاء الله عدا عين تبوك وإنكم تأتونها بضحى
النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي، فجئناها وقد
سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشئ من ماء، فسألهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئا قالا: نعم،
فشتمهما وقال لهم ما شاء الله أن يقول: ثم عرفوا من العين بأيديهم
قليلا حتى اجتمع في شئ، ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه
ويديه ثم أعاده فيه فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس، ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك يا معاذ إن تطاول بك حياة أن ترى ماءها
هنا قد ملئ جنانا (مالك، عب).
35399 (مسند خباب بن الأرت) بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
378

في السلب فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خلات (1) لي ناقتي وأنا
أضربها فقال: لا تضربها، وقال صلى الله عليه وسلم خل، فقامت فسارت مع
الناس (طب).
35400 عن الحكم بن الحارث السلمي عن الصنابحي قال:
حضرنا معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم الذبيح، فقال بعض
القوم: إسماعيل الذبيح، وقال بعضهم: بل إسحاق الذبيح، فقال:
معاوية: سقطتم على الخبير، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي
فقال: يا ابن الذبيحين! قال: فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره عليه
فقلنا: يا أمير المؤمنين! وما الذبيحان؟ قال: إن عبد المطلب لما
أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل له أمرها أن ينحر بعض ولده
فأخرجهم فأسهم بينهم، فخرج السهم على عبد الله، فأراد ذبحه،
فمنعه أخواله من بني مخزوم فقالوا: أرض ربك وافد ابنك، ففداه
بمائة ناقة، فهو الذبيح وإسماعيل الذبيح (كر).
35401 عن معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب
اليمامي عن أبيه عن جده معرض بن معيقيب قال: حججت حجة
الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن وجهه
دارة القمر وسمعت منه عجبا، جاءه رجل من أهل اليمامة بصبي

(1) خلات: خلات الناقة: حزنت وبركت من غير علة. المختار 143. ب
379

يوم ولد قد لفه في خرقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام!
من أنا! قال: أنت رسول الله، قال صدقت، بارك الله فيك!
قال: ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب، قال قال أبي: فكنا
نسميه مبارك اليمامة (ابن النجار، وفيه محمد بن يونس الكديمي) (1).
35402 عن واثلة بن الأسقع قال: كنت أحد العشرين
حرسا في الصفة وإنه أصابنا جوع وكنت أحدث القوم سنا، فبعثني
القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكو له ذلك، فالتفت في بيته فقال:
هل من شئ؟ قالوا: نعم يا نبي الله! ههنا شئ من كسر وشئ
من لبن، قال: أتوني به، فأتي به ففت الكسر فتا دقيقا ثم صب
عليه اللبن ثم دلكه بيده حتى جعله كالزبد وأنا قائم أنظر إليه، ثم
قال لي: يا واثلة! فائتني بعشرة من أصحابك وليجلس في المحرس
عشرة، فتعجبت لذلك لقلة الثريد، فأتيت المحرس فدعوت عشرة،
فأجلسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الطعام، ثم أخذ برأس الثريد
بيده ثم قال: خذوا وفي لفظ: كلوا بسم الله من جوانبها
واعفوا رأسها فان البركة تأتيها من فوقها وإنها تمد، قال: فرأيتهم
يأكلون ويتخللون أصابعه حتى تضلعوا شبعا وإن الثريد ليخيل لي
أنها كما هي، وقال: اذهبوا بسم الله إلى محرسكم وابعثوا أصحابكم،

(1) أورده ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة معرض بن معيقيب 5 / 229. ص
380

فانصرفوا وقمت متعجبا لما رأيت، وأقبل على العشرة وأمرهم بمثل
الذي كان أمر به أصحابهم وقال لهم مثل الذي قال لهم، فأكلوا منها
حتى تملؤا شبعا وحتى انتهوا وإن فيها لفضلة (كر وابن النجار) (1).
35403 عن يزيد بن الأسود أن أحد الرجلين اللذين صليا
في رحالهما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! استغفر الله
لي، قال: غفر الله لك! قال: وأخذ بيده فوضعها في صدري
فوجدت بردها في ظهري، قال: ما شممت ريحا قط أطيب من
يده ولقد كانت أبرد من الثلج (بقي بن مخلد).
35404 عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: إن رجلا من أهل
الشام نزل بيهودي من أهل يثرب فأنزله وأكرمه، فقال الشامي:
إني لا أدري ما أجازيك بما صنعت إلي إلا أني أكرمك بحديث
أحدثكه فاحفظه مني: إنه خارج بأرض العرب نبي فان
أدركته فاتبعه، فان أنت لم تفعل فليكن بينك وبينه ولث (2) عهد

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 305) وقال رواه كله الطبراني باسنادين
واسناده حسن. ص
(2) ولث عهد: في حديث عمر (أنه قال للجاثليق: لولا ولث عقد
لك لأمرت بضرب عنقك) الولث: العهد غير المحكم والمؤكد. وقيل:
الولث: الشئ اليسير من العهد. النهاية 5 / 223. ب
381

قال: فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء اليهودي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنك رسول الله، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فاتبعني، فقال اليهودي: لا أدع ديني ولكن لي
ألف نخلة فلك منها مائة وسق أؤديه كل عام إليك وأنا آمن
على أهل ومالي، فاكتب لي بذلك، فكتب له رسول الله صلى الله
عليه وسلم، قال يوسف: فهو ذا، ما يؤخذ منه غيره حتى الساعة
مائة وسق، ما يزاد عليه (كر).
35405 (مسند رفاعة بن عرابة الجهني) عن أبي الحارث
محمد بن الحارث بن هانئ بن مدلج بن المقداد بن زمل بن عمرو
العذري حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن زمل بن عمرو
العذري قال: كان لبني عذرة صنم يقال له حمام، وكان سادنه رجلا
يقال له طارق، فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا، يا بني هند بن
حرام! ظهر الحق وأودى حمام، ودفع الشرك الاسلام، ففزعنا
لذلك وهالنا، فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول: يا طارق،
يا طارق! بعث النبي الصادق، بوحي ناطق، صدع صادع
يأرض تهامة، لناصريه السلامة، ولخاذليه الندامة، هذا الوداع
مني إلى يوم القيامة، فوقع الصنم لوجهه. قال زمل: فاتبعت
راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي وأنشدته
382

شعرا قلته:
إليك رسول الله أعملت نصها * أكلفها حزنا وقوزا من الرمل
لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلي
وأشهد أن الله لا شئ غيره * أدين له ما أثقلت قدمي نعلي
قال: فأسلمت وبايعت وأخيرناه بما سمعنا، فقال: ذلك من كلام
الجن، ثم قال: يا معشر العرب! إني رسول الله إلى الأنام كافة،
أدعوهم إلى عبادة الله وحده وأني رسوله وعبده، وأن تحجوا البيت،
وتصوموا شهرا من اثني عشر شهرا وهو شهر رمضان، فمن أجابني
فله الجنة نزلا وثوابا، ومن عصاني كانت النار منقلبا. قال: فأسلمنا
وعقد لنا لواء وكتب لنا كتاب نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة إني بعثته
إلى قومه عامة، فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله، ومن أبى فله
أمان شهرين. شهد علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري.
(كر، وقال: غريب جدا).
35406 عن أبي أمامة قال: قيل: يا رسول الله! ما كان
بدء أمرك؟ قال: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورأيت أمي
خرج منها نور أضاء قصور الشام (ابن النجار).
383

35407 عن أبي أمامة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل
استقبل بي الشام واستدبر بي اليمن ثم قال لي: يا محمد! إني جعلت
لك ما تجاهك غنيمة ورزقا وما خلف عهرك مددا، والذي نفسي
بيده! لا يزال الله يزيد الاسلام وأهله وينقص الشرك وأهله حتى
يسير الراكب بين النطفتين لا يخشى إلا جورا يعني جور
السلطان قيل: يا رسول الله! وما النطفتان؟ قال: بحر المشرق
والمغرب، والذي نفسي بيده! ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل (كر
وابن النجار).
35408 عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! كيف
علمت أنك نبي حتى علمت ذلك واستيقنت أنك نبي؟ قال: يا أبا ذر!
أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة فوقع أحدهما بالأرض وكان
الآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال:
هو هو، فقال: زنه برجل: فوزنت برجل فرجحته، ثم
قال: زنه بعشرة، فوزناني بعشرة فوزنتهم، ثم قال: زنه بمائة،
فوزناني بمائة فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف، فوزناني بألف
فرجحتهم، فجعلوا ينتثرون علي من كفة الميزان، فقال أحدهما
لآخر: لو وزنته بأمته لرجحها، ثم قال أحدهما لصاحبه: شق
بطنه، فشق بطني، ثم قال أحدهما لصاحبه: أخرج قلبه، فشق
384

قلبي فأخرج منه مغمز (1) الشيطان وعلق الدم فطرحهما، ثم قال
أحدهما للآخر: اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء (2)
ثم دعى بسكينة كأنها برهرهة (3) بيضاء فأدخلت قلبي، ثم قال
أحدهما لصاحبه: خط بطنه، فخاط بطني فجعلا الخاتم بين كتفي،
فما هو إلا أن وليا عني فكأنما أعاين الامر معاينة (الدارمي والروياني
والحباني في فوائده، كر وابن النجار، ص - عن سويد بن
يزيد العمى (4)).
(35409) - عن أبي ذر قال: لا أذكر عثمان إلا بخير بعد

(1) مغمز: الغمز: العصر والكبس باليد. ومنه حديث عائشة " اللدود
مكان الغمز " هو أن تسقط اللهاة فتغمز باليد: أي تكبس.
النهاية 3 / 385. ب
(2) الملاء: بالضم والمد: جمع ملاءة، وهي الإزار واربطة النهاية 4 / 352. ب
(3) برهرهة، في حديث المبعث (فأخرج منه علقة سوداء، ثم أدخل
فيه البرهرهة) قيل: هي سكينة بيضاء جديدة صافية، من قولهم:
امزأة برهرهة كأنها ترعد رطوبة. قال الخطابي: قد أكثرت السؤال
عنها فلم أجد فيها قولا يقطع بصحته، ثم أختار أنها السكين النهاية 1 / 122. ب
(4) أخرج بعض الحديث الدارمي في سننه باب كيف كان أول شأن النبي
صلى الله عليه وسلم (صفحة 9). ص
385

شئ رأيته، كنت رجلا أتتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتعلم منه، فرأيته يوما خاليا وحده: فاغتنمت خلوته فجئت حتى
حلت إليه، فقال: يا أبا ذر! ما جاء بك؟ قلت: الله ورسوله،
فجاء أبو بكر فسلم ثم جلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا أبا بكر! ما جاء بك؟ قال: الله ورسوله، ثم جاء عمر فسلم
وجلس عن يمين أبي بكر، فقال: يا عمر! ما جاء بك؟ قال:
الله ورسوله، ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر، فقال:
يا عثمان! ما جاء بك؟ قال: الله ورسوله، وبين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم سبع حصيات أو قال: تسع حصيات فأخذهن فوضعهن
في كفه، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم
وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في يدي أبي بكر، فسبحن
حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن
فوضعهن في يد عمر، فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل،
ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان، فسبحن حتى
سمعت لهن حنينا كحنين النحل، ثم وضعهن فخرسن، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: هذه خلافة النبوة (كر).
35410 عن عاصم بن حميد عن أبي ذر قال: انطلقت ألتمس
386

النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حوائط المدينة فإذا أنا بالنبي صلى الله عليه وسلم قاعد تحت
نخلات! فأقبلت فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟
قلت: الله جاء بي وأبتغي رسوله، فقال: اجلس، فجلست، ثم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليت أتانا رجل صالح، فأقبل أبو بكر فسلم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، ثم قال:
ما جاء بك؟ قال: الله جاء بي وأبتغي رسوله، فأمره فجلس، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليربعنا رجل صالح! فأقبل عمر فسلم على النبي
صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟ قال: الله جاء بي وأبتغي
رسوله، فأمره فجلس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليخمسنا رجل
صالح! فأقبل عثمان فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
السلام، ثم قال: ما جاء بك؟ قال: الله جاء بي وأبتغي رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فأمره فجلس، ثم جاء علي فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ما جاء بك؟ قال: الله جاء بي وأبتغي
رسوله، ثم أمره فجلس، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات يسبحن
في يده، فناولهن أبا بكر فسبحن في يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن
عمر فسبحن في يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن عثمان فسبحن في
387

يده، ثم انتزعهن منه، فناولهن عليا فلم يسبحن وخرسن (كر).
35411 عن أبي سفيان أن أمية بن أبي الصلت كان معه بغزاة
فقال له: يا أبا سفيان! ألهني (1) عن عتبة بن ربيعة، قال: كريم
الطرفين ويجتنب المظالم والمحارم وشريف مسن، قال: إني
كنت أجد في كتبي نبيا يبعث من حرتنا هذه فكنت أظن أني
هو، فلما دارست أهل العراق إذا هو من بني عبد مناف، فنظرت
في بني عبد مناف فلم أجد أحدا يصلح لهذا الامر غير عتبة بن ربيعة
فلما أخبرتني بسنه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين ولم يوح
إليه، قال أبو سفيان: فضرب الدهر من ضربه وأوحي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة،
فمررت بأمية بن أبي الصلت فقلت له كالمستهزئ به: يا أمية! قد
خرج النبي صلى الله عليه وسلم الذي كنت تنتظر، قال: أما إنه حق فاتبعه،
قلت: ما يمنعك من اتباعه؟ قال: ما يمنعني إلا الاستيحاء من
نساء ثقيف، إني كنت أحدثهم أني هو ثم يرونني تابعا لغلام من

(1) ألهني: اللهو: اللعب. يقال: لهوت بالشئ ألهو لهوا، وتلهيت به،
إذا لعبت به وتشاغلت: وغفلت به عن غيره. وألهاه عن كذا، أي:
شغله. النهاية 4 / 282. ب
388

بني عبد مناف! ثم قال أمية: وكأني بك يا أبا سفيان إن خالفته قد
ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك إليه فيحكم فيك بما
يريد (كر).
35412 عن أبي مريم الكندي قال: أقبل أعرابي من بهز
حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد عنده حلقة من الناس فقال:
ألا تعلمني شيئا تعلمه وأجهله وينفعني ولا يضرك؟ فقال الناس:
مه مه! اجلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه فإنما سأل الرجل ليعلم
فأفرجوا له، حتى جلس فقال: أي شئ كان أول من أمر نبوتك؟
قال: أخذ الله مني الميثاق كما أخذ من النبيين ميثاقهم وتلا (ومنك
ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا)
وبشرى المسيح عيسى ابن مريم، ورأت أم رسول في منامها أنه خرج
من بين رجليها سراج أضاءت لها منه قصور الشام، فقال الاعرابي:
هاه! وأدنى رأسه منه وكان في سمعه شئ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ووراء ذلك ووراء ذلك مرتين أو ثلاثا (طب وابن مردويه وأبو نعيم
في الدلائل، كر)
35413 عن عبد الله بن سلام أنه كان نزل بعمة له فبينا
هو يريد أن يجتني لها رطبا فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يلتفت
389

وينظر إلى ظهره، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يريد أن ينظر إلى
الخاتم فألقى له رداءه فصدقه وسأله عن ثلاث آيات (كر).
35414 عن محمد بن حمزة بن عبد الله بن سلام عن جده عبد
الله بن سلام أنه لما سمع بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خرج فلقيه فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت ابن عالم أهل يثرب؟ قال: نعم، قال:
فناشدتك بالله الذي أنزل التوراة على طور سيناء هل تجد صفتي في
الكتاب الذي أنزله الله على موسى؟ قال عبد الله بن سلام: انسب لنا
ربك يا محمد! فارتج النبي صلى الله عليه وسلم فقال له جبريل (قل هو الله
أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد)
فقال ابن سلام: أشهد أنك رسول الله، وأن الله مطهرك ومظهر
دينك على الأديان، وإني لأجد صفتك في كتاب الله (يا أيها النبي
إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) أنت عبدي ورسولي، سميتك
المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق،
ولا يجزي بالسيئة السيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه
الله حتى يقيم به الملة العوجاء حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به
أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا (كر).
35415 عن أبي هريرة أن يهودية؟ هدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة
390

مصلية فأكل منها ثم قال: أخبرتني أنها مسمومة، فمات بشر بن
البراء منها، فأرسل إليها فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قالت:
أردت أن أعلم، إن كنت نبيا لم يضرك، وإن كنت ملكا أرحت
الناس منك، فأمر بها فقتلت (طب).
35416 عن ابن عباس قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان
ابن حرب في الطواف فقال: يا أبا سفيان! كان بينك وبين هند
كذا كذا، فقال أبو سفيان، أفشت علي هند سري، لأفعلن بها!
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من طوافه لحق أبا سفيان فقال: يا أبا
سفيان! لا تكلم هندا فإنها لم تفش من سرك شئ، فقال أبو سفيان:
أشهد أنك رسول الله! هذه هند ظننتها أن تكون أفشت سري
من انبائك ما في نفسي (كر).
35417 عن ابن عباس أنه قال إن قريشا أتوا امرأة
كاهنة فقالوا لها: أخبرينا بأشبهنا بصاحب هذا المقام يعنون
إبراهيم، فقالت: إن أنتم جررتم كساء على هذه السهلة ثم مشيتم
عليها أنبأتكم، فجروا ثم مشى الناس عليها، فأبصرت أثر محمد
صلى الله عليه وسلم قالت: أقربكم إليه شبها، فمكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو
ما شاء الله ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم (كر).
391

35418 (مسند رجال لم يسموا) ابن إسحاق حدثني من
لا أتهم عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله! ما حجة الله على كسرى فيك؟ قال:
بعث الله إليه ملكا فأخرج يده من سور جدار بيته الذي هو فيه
تلألأ نورا، فلما رآها فزع، فقال: لم ترع يا كسرى! إن
قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فاتبعه يسلم لك دنياك وآخرتك،
قال: سأنظر (ابن النجار).
35419 عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله
عليه وسلم قالوا: يا رسول الله! أخبرنا عن نفسك، قال دعوة أبي
إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي حين حملت بي أنه
خرج منها نور أضائت له قصور بصرى من أرض الشام،
واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينما أنا مع أخ لي في بهم
لنا أتاني صجلان بثياب بيض معهما طست من ذهب مملوء ثلجا،
فأضجعاني فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فغسلاه، ثم جعلا فيه حكمة
وإيمانا (ابن منده، كر).
35420 عن عبد الرحمن بن عوف قال: كنت أنا ورسول الله
392

صلى الله عليه وسلم تربا، وكانت أمي الشفاء أخت عمرو بن عوف تحدثنا عن
آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت الشفاء: لما ولدت
محمد وقع على يدي فاستهل، فسمعت قائلا: رحمك الله ورحمك
ربك! قالت الشفاء: فأضاء لي ما بين المشرق والمغرب حتى نظرت
إلى بعض قصور الروم، قالت: ثم أضجعته فلم أنشب أن غشيتني
ظلمة ورعب، ثم أسفر لي عن يميني فسمعت قائلا يقول: أين
ذهبت به؟ قال: ذهبت به إلى المغرب، قالت: وأسفر ذلك عني
ثم عاودني الرعب والظلمة عن يساري فسمعت قائلا يقول: أين
ذهبت به؟ قال: ذهبت إلى المشرق. قال: فلم يزل الحديث مني
على بال حتى ابتعثه الله، فكنت في أول الناس إسلاما (أبو نعيم
في الدلائل).
35421 عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من
يهلك من الناس قومك، قلت: جعلني الله فداك! أبنو تميم؟
قال: لا، ولكن هذا الحي من قريش (ابن جرير).
35422 عن الحسن قال: ابتعث الله النبي صلى الله عليه وسلم مرة لادخال
رجل الجنة، فمر على كنيسة من كنائس اليهود فدخل إليهم وهم
يقرأون سفرهم (1)، فلما رأوه أطبقوا السفر وخرجوا، وفي ناحية
393

من الكنيسة رجل يموت، فجاء إليه فقال: إنما منعهم أن يقرأوا
أنك أتيتهم وهم يقرأون نعت نبي هو نعتك، ثم جاء إلى السفر
ففتحه ثم قرأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،
ثم قبض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دونكم أخاكم، فغسلوه وكفنوه
وحنطوه ثم صلى عليه (ش).
35423 عن الحسن قال: جعل لرجل أواقي على أن يقتل
النبي صلى الله عليه وسلم، فأطلعه الله على ذلك، فأمر به فصلب وكان أول من
صلب في الاسلام (ش وابن جرير).
35424 عن الحسن قال: أول رجل صلب في الاسلام
رجل من بني ليث جعلت له قريش أواقي عن أن يقتل النبي صلى الله عليه وسلم
فأتاه جبريل فأخبره، فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به
فصلب (ش).
35425 عن الحسن أن رهطا من قريش جلسوا في الحجر
بعد بدر فقالوا: قبح الله العيش بعد موت آبائنا ببدر، ليتنا
أصبنا رجل يقتل محمدا وجعلنا له جعلا، فقال رجل، أنا والله

(1) سفرهم: السفر - بالكسر -: الكتاب، والجمع أسفار. المختار 239. ب
394

جرئ الصدر جواد الشد جيد الحديد أقتله، فجعل له أربعة رهط
كل رجل منهم أوقية من ذهب، فخرج حتى قدم المدينة فنزل على
رجل من قومه مسلم، فقال له: ما جاء بك؟ قال: أسلمت
فجئت، قال: فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما في نفسه،
فبعث إلى الرجل الذي نزل عليه ينظر ضيفه فيشده وثاقا ثم ابعث
به إلي، قال: فجعل الرجل ينادي حين خرجوا به: هكذا تفعلون
بمن تبعكم! هكذا تفعلون بمن أختار دينكم! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
اصدقني، حتى ظن الناس أنه لو صدقه خلى عنه، فقال: ما جئت
إلا لاسلم؟ قال: كذبت، ثم قص رسول الله صلى الله عليه وسلم
قصته في قصة القوم، فقال: ما كان ذلك، فأمر به رسول الله
فصلب على ذباب (1)، فإنه لأول مصلوب (ابن جرير).
35426 (مسند عتبة) كانت حاضنتي من بني سعد بن
بكر، فانطلقت وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا، فقلت:
يا أخي! اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا، فانطلق أخي ومكثت عند
البهم، فأقبل طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه
أهو هو؟ قال: نعم، فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا
بطني: ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال

(1) ذباب: هو جبل بالمدينة. النهاية 2 / 152. ب
395

أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني
بماء برد، فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذراها (1)
في قلبي، ثم قال لصاحبه حصه (2) يعني خطه واختم عليه
بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفا
من أمته في كفت، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخروا
علي فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني
وفرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته،
فأشفقت أن يكون قد التبس بي، فقالت: أعيذك بالله! فرحلت
بعيرا لها فجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت:
أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك، قالت:
إني رأيت حين خرج مني نورا أضاءت منه قصور الشام (حم، ع،
ك وابن عساكر (عن عتبة بن عبد) (3).

(1) فذراها: ذر الحب والملح والدواء: فرقه. المختار 175. ب
(2) حصه: في حديث علي " أنه قطع ما فضل عن أصابعه من كميه ثم
قال للخياط: خصه " أي خط كفافه. حاص الثوب يحوصه حوصا
إذا خاطه. النهاية 1 / 461. ب
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 222): وقال رواه أحمد والطبراني
ولم يسق المتن واسناد أحمد حسن. ص
396

(35427) عن خليفة بن عبدة المنقري قال: سألت محمد بن
عدي بن ربيعة بن سواءة بن جشم بن سعد: كيف سماك أبوك في
الجاهلية محمدا؟ قال: أما إني سألت أبي عما سألتني عنه فقال: خرجت
رابع أربعة من بني تميم أنا أحدهم وسفيان بن مجاشع ويزيد بن عمرو
ابن ربيعة بن حرقوص بن مازن وأسامة بن مالك بن جندب بن العنبر
نريد زيد بن جفنة الغساني بالشام، فلما وردنا الشام نزلنا على غدير
عليه شجرات وقربه قائم لديراني فقلنا: لو اغتسلنا من هذا الماء وادهنا
ولبسنا ثيابنا ثم أتينا صاحبنا فأشرف علينا الديراني فقال: إن هذه
للغة قوم ما هي بلغة أهل هذا البلد، فقلنا: نعم نحن قوم من
مضر، قال: من أي المضائر؟ قلنا؟ من خندف، فقال: أما إنه
سيبعث فيكم وشيكا نبي فسارعوا إليه وخذوا بحظكم منه ترشدوا
فإنه خاتم النبيين؟ فقلنا: ما اسمه؟ قال: محمد، فلما انصرفنا من عند
ابن جفنة ولد لكل واحد منا غلام فسماه محمدا لذلك (ق
و البارودي وابن منده وابن السكن وابن شاهين، طس وأبو نعيم،
كر) (1).
(35428) - (ابن إسحاق) حدثني يزيد بن زياد مولى بني هاشم

(1) أورده الهيثمي في الزوائد (8 / 232) وقال رواه الطبراني وفيه من لم
أعرفهم. ص
397

عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة وكان
سيدا حليما قال ذات يوم: وهو جالس في نادي قريش ورسول الله
صلى الله عليه وسلم جالس وحده في المسجد: يا معشر قريش! ألا أقوم إلى هذا
فأكلمه فأعرض عليه أمورا لعله أن يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء
ويكف عنا؟ وذلك حين أسلم حمزة بن عبد المطلب ورأوا أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيدون ويكثرون، فقالوا: بلى، فقم يا أبا الوليد
فكلمه، فقام عتبة حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا ابن
أخي! إنك منا حيث قد علمت من السعة في العشيرة والمكان في
النسب، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم
وسفهت به أحلامهم وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت من مضى
من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك أن تقبل
منها بعضها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل يا أبا الوليد
أسمع، فقال: يا ابن أخي! إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا
القول مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن
كنت إنما تريد شرفا شرفناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن
كنت تريد ملكا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك
رئي (1) تراه ولا تسطيع أن ترده عن نفسك طلبنا لك الطبيب

(1) رئي: يقال للتابع من الجن: رئي بوزن كمي. النهاية 2 / 178. ب
398

وبذلنا فيه أموالنا حتى يبرئك منه فإنه ربما غلب التابع على الرجل
حتى يداوى منه، أو لعل هذا الذي يأتي به شعر جاش به صدرك،
وإنكم لعمري يا بني عبد المطلب تقدرون منه على ما يقدر عليه
أحد! حتى إذا سكت عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع
منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرغت يا أبا الوليد؟ قال:
فاسمع مني، قال: افعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بسم الله الرحمن الرحيم. حم. تنزيل من الرحمن الرحيم. كتاب
فصلت آياته قرانا عربيا لقوم يعلمون. فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها
عليه، فلما سمعها عتبة أنصت له وألقى بيده خلف ظهره معتمدا
عليها يستمع منه حتى انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم للسجدة فسجد فيها
ثم قال: قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت فأنت وذاك! فقام عتبة
إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد
بغير الوجه الذي ذهب به! فلما جلس إليهم قالوا: ما وراءك يا أبا
الوليد؟ فقال: ورائي أني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط!
والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا الكهانة! يا معشر قريش!
أطيعوني واجعلوها في، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوا،
فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ! فان تصبه العرب فقد
كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه
399

عزكم وكنتم أسعد الناس به، قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه!
فقال: هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم (ق في الدلائل، كر).
35429 (مسند علي) قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم فجعل
لا يمر على حجر ولا شجر إلا سلم عليه (طس).
35430 (مسند أبي بن كعب) إن أبا هريرة كان جريئا
على أن يسأل رسول صلى الله عليه وسلم الله عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال:
يا رسول الله! ما أقول ما رأيت من أمر النبوة؟ فاستوى جالسا
وقال: لقد سألت أبا هريرة! إني لفي صحراء أمشي ابن عشر حجج
وأشهر إذا أنا برجلين فوق رأسي يقول أحدهما لصاحبه: أ هو هو؟
قال: نعم، فأخذاني فصلقاني (1) على ظهري بحلاوة القفا ثم شقا
بطني، فكان أحدهما يختلف بالماء في طست من ذهب والآخر يغسل
جوفي، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره، فإذا صدري فيما أرى
ملفوفا لا أجد له وجعا، ثم قال: اشقق قلبه، فشق قلبي، فقال:
أخرج الغل والحسد منه، فأخرج شبه العلقة فنبذ به، ثم قال:
أدخل الرأفة والرحمة قلبه، فأدخل شيئا كهيئة الفضة، ثم أخرج
ذرورا كان معه فذره عليه ثم نقر إبهامي ثم قال: اغد، فرجعت

(2) فصلقاني: أي ألقياني على ظهري. يقال: سلقه وسلقاه بمعنى. ويروي
بالصاد، والسين أكثر وأعلى. النهاية 2 / 391. ب
400

بما لم أغد به من رحمتي للصغير ورقتي على الكبير (عم، حب،
ك والمحامل وأبو نعيم في الدلائل وابن عساكر، ض).
35431 (أيضا) قال: لم يرم بنجم منذ رفع عيسى
حتى تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رمي بها فرأت قريش أمرا لم تكن
تراه، فجعلوا يسيبون أنعامهم ويعتقون أرقاءهم يظنون أنه الفناء،
ثم فعلت ثقيف مثل ذلك، فبلغ عبد يا ليل فقال: لا تعجلوا وانظروا
فان تكن نجوما تعرف فهو عند فناء الناس، وإن كانت نجوما لا
تعرف فهو عند أمر قد حدث، فنظروا فإذا هي لا تعرف،
فأخبروه فقال: هذا عند ظهور نبي، فما مكثوا إلا يسيرا حتى قدم
الطائف أبو سفيان بن حرب فقال: ظهر محمد بن عبد الله يدعي أنه
نبي مرسل، قال عبد يا ليل: فعند ذلك رمي بها (أبو نعيم في
الدلائل).
35432 عن عبد الله بن الأخرم الهجيمي عن أبيه وكانت له
صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم ذي قار: هذا أول يوم
انتصفت فيه العرب من العجم (خليفة بن خياط، خ في تاريخه
والبغوي وابن قانع وأبو نعيم).
35433 (مسند أسامة) خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجته التي حجها، فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلم
401

امرأة معها صبي لها فسلمت عليه، فوقف لها، فقالت: يا رسول الله!
هذا ابني فلان، والذي بعثك بالحق! ما زال في خنق واحد أو كلمة
تشبهها منذ ولدته إلى الساعة، فاكتنع (1) إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبسط يده فجعله بينه وبين الرحل ثم تفل في فيه ثم قال: اخرج
عدو الله! فاني رسول الله، ثم ناولها إياه فقال: خذيه فلن ترين
منه شيئا يريبك بعد اليوم إن شاء الله. فقضينا حجنا ثم انصرفنا،
فلما نزلنا بالروحاء فإذا تلك المرأة أم الصبي فجاءت ومعها شاة مصلية
فقالت: يا رسول! أنا أم الصبي الذي أتيتك به، قالت: والذي
بعثك بالحق! ما رأيت منه شيئا يريبني إلى هذه الساعة، فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أسيم قال الزهري: وهكذا كان يدعى به
لخمسة ناولني ذراعها، فامتلخت الذراع فناولتها إياه، فأكلها ثم قال:
يا أسيم! ناولني ذراعها، فامتلخت الذراع فناولتها إياه، فأكلها ثم
قال: يا أسيم! ناولني الذراع، فقلت: يا رسول الله! إنك قلت:
ناولني الذراع، فناولتكها فأكلنها، ثم قلت: ناولني، فناولتكها
فأكلتها، ثم قلت: ناولني الذراع، وإنما للشاة ذراعان، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم له: أما إنك لو أهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت
لك، ثم قال: يا أسيم! قم فاخرج فانظر هل ترى مكانا يوارى

(1) فاكتنع إليها: أي دنا منها. النهاية 4 / 204. ب
402

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت فمشيت حتى حسرت فما قطعت الناس
وما رأيت شيئا أرى أنه يوارى أحدا وقد ملا الناس ما بين السدين (1)
قال: فهل رأيت شجرا أو رجما؟ قلت: بلى، قد رأيت نخلات
صغارا إلى جانبهن رجم من حجارة، فقال: يا أسيم! اذهب إلى
النخلات فقل لهن: يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلتحق بعضكن
ببعض حتى تكن سترة لمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقل ذلك الرجم،
فأتيت النخلات فقلت لهن الذي أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالذي
بعثه بالحق نبيا! لكأني أنظر إلى تعاقرهن بعروقهن وترابهن حتى
لصق بعضهن ببعض فكن كأنهن نخلة واحدة، وقلت ذلك للحجارة
فوالذي بعثه بالحق! لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى علا
بعضهن بعضا فكن كأنهن جدار، فأتيته فأخبرته فقال: خذ الإداوة،
فأخذتها ثم انطلقنا نمشي، فلما دنونا منهن سبقته فوضعت الإداوة
ثم انصرفت إليه، فانطلق فقضى حاجته ثم أقبل وهو يحمل الإداوة
فأخذتها، ثم رجعنا، فلما دخل الخباء قال لي، يا أسيم! انطلق إلى
النخلات فقل لهن يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع كل نخلة
منكن إلى مكانها، وقل ذلك للحجارة، فأتيت النخلات فقلت لهن
الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالذي بعثه بالحق! لكأني أنظر إلى

(1) السدين: السد - بالفتح والضم -: الجبل والحاجز. المختار 232. ب
403

تعاقرهن وترابهن حتى عادت كل نخلة منهن إلى مكانها، وقلت ذلك
للحجارة، فوالذي بعثه بالحق! لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا
حتى عاد كل حجر إلى مكانه، فأتيته فأخبرته بذلك صلى الله عليه وسلم (ع وأبو نعيم،
هق معا في الدلائل، وحسنه ابن حجر في المطالب العالية (1) والبوصيري
في زوائد العشرة).
35434 عن محمد بن الأسود بن خلف بن عبد يغوث عن أبيه
أنهم وجدوا كتابا أسفل المقام فدعت قريش رجلا من حمير
فقال: إن فيه لحرفا لو أحدثكموه لقتلتموني، قال: فظننا أن فيه ذكر
محمد صلى الله عليه وسلم فكتمناه (خ في تاريخه).
35435 عن الأقرع بن شفى العكي قال: دخل علي النبي
صلى الله عليه وسلم في مرضي يعودني فقلت: لا أحسب إلا أني ميت من مرضي
قال: كلا لتبقين ولتهاجرن إلى أرض الشام وتموت وتدفن بالربوة
من أرض فلسطين، فمات في خلافة عمر ودفن بالرملة (ابن السكن
وابن منده، طب وأبو نعيم، كر).
35436 عن علي قال: لقد رأيتني أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الوادي فلا يمر بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول

(1) أورده ابن حجر في المطالب العالية (4 / 10) بطوله وقال. إسناد
حسن. ص
404

الله! وأنا أسمعه (ق في الدلائل).
35437 عن عبد الله بن زرير الغافقي قال سمعت علي بن أبي
طالب يقول؟ يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بغدر،
مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، فقتل حجر وأصحابه (يعقوب
ابن سفيان في تاريخه، ق في الدلائل، وقال: لا يقول على مثل هذه
إلا بأن يكون سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
35438 عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما هممت
بشئ مما كان أهل الجاهلية يهمون به من النساء إلا ليلتين كلتاهما
عصمني الله منهما، قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية غنم
أهلنا فقلت لصاحبي: أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر بها كما
يسمر الفتيان: فقال: بلى، فدخلت حتى إذا جئت أول دار من
دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير فقلت: ما هذا؟ فقيل:
تزوج فلان فلانة، فجلست أنظر وضرب الله على أذني، فوالله
ما أيقظني إلا مس الشمس! فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟
قلت: ما فعلت شيئا، ثم أخبرته بالذي رأيت، ثم قلت له ليلة
أخرى: أبصر لي غنمي حتى أسمر بمكة، ففعل فدخلت، فلما
جئت مكة سمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة، فسألت فقيل: فلان
نكح فلانة، فجلست انظر وضرب الله على أذني، فوالله ما أيقظني
405

إلا مس الشمس! فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ قلت:
لا شئ، ثم أخبرته الخبر، فوالله ما هممت ولا عدت بعدهما بشئ
من ذلك حتى أكرمني الله بنبوته (ابن إسحاق وابن راهويه والبزار،
ك وأبو نعيم: ق معا في الدلائل، كر، ص) (1).
35439 عن علي قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: هل عبدت وثنا قط؟
قال: لا، قالوا: فهل شربت خمرا قط؟ قال، لا، وما زلت
أعرف أن الذي هم عليه كفر وما كنت أدري ما الكتاب ولا
الايمان (أبو نعيم في الدلائل).
35440 عن علي قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما بما
يكون إلى أن تقوم الساعة (الحاكم في الكنى).
35441 عن الحسن عن أنس قال: تناول النبي صلى الله عليه وسلم من
الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهن أبا بكر فسبحن
كما سبحن في يد النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ناولهن النبي صلى الله عليه وسلم عمر فسبحن في
يده كما سبحن في يد أبي بكر، ثم ناولهن عثمان فسبحن في يده كما

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 226) وقال أخرجه البزار ورجاله
ثقات. ص
406

سبحن في يد أبي بكر وعمر (كر) (1)
35442 (أيضا) عن ثابت البناني عن أنس أن النبي
صلى الله عليه وسلم أخذ حصيات في يده فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن
في يد أبي بكر فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد
عمر فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عثمان فسبحن
حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في أيدينا رجلا رجلا فما سبحت
حصاة منهن (كر) (2).
35443 عن علي أن يهوديا كان يقال له جريجرة وكان له
على النبي صلى الله عليه وسلم دنانير فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: يا يهودي!
ما عندي ما أعطيك، قال: فاني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أجلس معك، فجلس معه فصلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 298) باب تسبيح الحصى وأورد
هذه الأحاديث وغيرها وقال: رواه البزار باسنادين ورجال أحدهما
ثقات. ص
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 298) باب تسبح الحصى وأورد
هذه الأحاديث وغيرهما وقال: رواه البزار باسنادين ورجال أحدهما
ثقات. ص
407

والغداة، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يهددونه ويتوعدونه، ففطن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما الذي تصنعون به؟ فقالوا، يا رسول الله!
يهودي يحبسك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منعني ربي أن أظلم معاهدا
ولا غيره، فلما ترجل النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا
الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما
والله! ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة:
محمد بن عبد الله، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام،
ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا متزي
بالفحش، ولا قول الخنا. أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول
الله، هذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله، وكان اليهودي كثير المال
(ك، ق في الدلائل، كر، قال ابن حجر في الأطراف: لم يتكلم
عليه، ك وفي إسناده أبو علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي وكذبه
جماعة).
35444 (مسند أنس) أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي ثنا
أبو العباس محمد بن إسحاق السراج حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو هاشم
كثير بن عبد الله الأيلي سمعت أنس بن مالك يحدث معاوية بن قرة
قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين وكان أبي
توفي وتزوجت أمي بأبي طلحة، وكان أبو طلحة إذ ذاك لم يكن له
408

شئ وربما بتنا الليلة والليلتين بغير عشاء، فوجدنا كفا من شعير
فطحنته وعجنته وخبزت منه قرصين، وطلبت شيئا من اللبن من
جارة لها أنصارية فضبت على القرصين وقال: اذهب فادع بأبي طلحة
تأكلان جميعا، فخرجت أشتد فرحا لما أريد أن آكل فإذا أنا
برسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا وأصحابه! فدنوت من النبي صلى الله عليه وسلم فقلت:
إن أمي تدعوك فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقال لأصحابه: قوموا، فجاء حتى
انتهي إلى قريب من منزلنا فقال لأبي طلحة: هل صنعتم شيئا
دعوتمونا إليه؟ فقال أبو طلحة: والذي بعثك بالحق نبيا! ما دخل
فمي منذ غداة أمس شئ، قال: فمن أي شئ دعتنا أم سليم!
ادخل فانظر فدخل أبو طلحة فقال: يا أم سليم لأي شئ دعوت
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما فعلت غير أني اتخذت
قرصين من شعير وطلبت من جارتي الأنصارية لبنا فصببت على
القرصين وقلت لابني أنس، اذهب فادع أبا طلحة تأكلان جميعا،
فخرج أبو طلحة فقال للنبي صلى الله عليه وسلم الذي قالت أم سليم، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: ادخل بنا يا أنس! فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة وأنا معهم
فقال: يا أم سليم! ائتيني بقرصك، فاتته به، فوضعه بين يديه،
وبسط النبي صلى الله عليه وسلم يديه على القرص وقرن بين أصابعه فقال: يا أبا
طلحة! اذهب فادع من أصحابنا عشرة، فدعا بعشرة، فقال لهم:
اقعدوا وسموا الله وكلوا من بين أصابعي، فقعدوا فقالوا: بسم الله،
409

وأكلوا من بين أصابعه حتى شبعوا، فقالوا: شبعنا، فقال: انصرفوا
وقال لأبي طلحة: أدع بعشرة أخرى، فما زال يذهب عشرة ويجئ
عشرة حتى أكل منه ثلاثة وسبعون رجلا ثم قال: يا أبا طلحة ويا
أنس! تعالوا، فأكل النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة وأنا معهم حتى شبعنا،
ثم إنه رفع القرصين فقال: يا أم سليم! كلي وأطعمي من شئت،
فلما أبصرت أم سليم ذلك أخذتها الرعدة يعني من التعجب (أورده
الحافظ ابن حجر في عشارياته وقال: هذا حديث غريب من هذا
وهو مشهور عن أنس، وفي هذا الاسناد مقال من جهة كثير بن
عبد الله وقد تكلموا فيه ولكنه لم ينفرد به، وقد تابعه إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة عن أنس، أخرجه خ).
35445 عن أهبان بن أوس الأسلمي أنه كان في غنم له فشد
الذئب على شاة منها فصاح عليه فأقعى على ذنبه فخاطبني فقال: من
لها يوم تشغل عنها! تنزع مني رزقا رزقنيه الله! فصفقت بيدي
وقلت: والله ما رأيت شيئا أعجب من هذا! فقال: تعجب
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات وهو يومئ بيده إلى المدينة
يحدث الناس بنبأ ما قد سبق ونبأ ما يكون وهو يدعو إلى الله والى
عبادته، فأتى أهبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمره وأمر الذئب
وأسلم (خ في تاريخه وقال: إسناده ليس بالقوى، وأبو نعيم).
410

حنين الجذع
35446 (مسند أبي) كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى
جذع إذ كان المسجد عريشا وكان يخطب إلى ذلك الجذع، فقال
رجل من أصحابه: هل لك أن نجعل لك شيئا تقوم عليه يوم الجمعة
حتى يراك الناس وتسمعهم خطبتك؟ قال: نعم، فصنع له ثلاث
درجات، فهي التي على المنبر، فلما وضع المنبر وضعوه في الموضع
الذي هو فيه، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم على المنبر مر إلى
الجذع الذي كان يخطب إليه، فلما جاوز الجذع خار (1) حتى تصدع
وانشق، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده حتى
سكن، ثم رجع إلى المنبر، فكان إذا صلى صلى إليه (الشافعي،
حم، والدارمي، ه‍، ع، ص، زاد عبد الله بن أحمد: فقاله النبي
صلى الله عليه وسلم: إنك إن تشأ غرستك في الجنة فيأكل منك الصالحون،
وإن تشأ أعيدك كما كنت رطبا فاختار الآخرة على الدنيا) (2).
المعراج
35447 عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صليت ليلة أسري بي في مقدم المسجد ثم دخلت إلى الصخرة فإذا

(1) خار: أي: صاح. المختار 150. ب
(2) أخرجه الدارمي في المقدمة ما أكرم النبي صلى الله عليه وسلم بحنين الجذع رقم (31). ص
411

ملك قائم معه آنية ثلاثة، فتناولت العسل فشربت منه قليلا،
ثم تناولت الآخر فشربت منه حتى رويت فإذا هو لبن، فقال:
اشرب من الآخر، فإذا هو خمرا! فقلت: قد رويت، فقال: أما
إنك لو شربت من هذا لم تجتمع أمتك على الفطرة أبدا: ثم انطلق
بي إلى السماء ففرضت علي الصلاة، ثم رجعت إلى خديجة وما
تحولت عن جانبها الآخر (ابن مردويه).
35448 عن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب التميمي عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أسري بي كنت أنا في شجرة
وجبريل في شجرة: فغشينا من أمر الله بعض ما غشينا، فخر
جبريل مغشيا عليه وثبت على أمري، فعرفت فضل إيمان جبريل
على إيماني (كر).
35449 عن محمد بن عمير بن عطارد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
في نفر من أصحابه فجاء جبريل فنكست في ظهره، قال: فذهب
بي إلى شجرة فيها مثل وكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في
الآخر، ثم نشأت (1) بهما حتى ملأت الأفق، قال: فلو بسطت
يدي إلى السماء لنلتها، فدلي بسبب وهبط النور، فوقع جبريل
مغشيا عليه كأنه حلس، فعرفت فضل خشيته على خشيتي، فأوحى
إلي: أنبي عبد أم نبي ملك وإلى الجنة ما أنت فأومى

(1) نشأت: نشأت السحابة: ارتفعت. المختار 522. ب
412

إلي جبريل أن تواضع، فقلت: نبيا عبدا (الحسن بن سفيان وأبو
نعيم في المعرفة، كر، ورجاله ثقات).
35450 عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي:
رأيت كذا).
35451 (مسند أبي سعيد) قال، فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم
الصلاة ليلة أسري به خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمسا، فقال
الله: فان لك بالخمس خمسين، الحسنة بعشر أمثالها (عب).
35452 (مسند شداد بن أوس) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صليت بأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما، فأتاني جبريل بدابة
بيضاء فوق الحمار ودون البغل، فاستصعبت علي فأدارها بأذنها حتى
حملني عليها، فانطلقت تهوي بنا تضع حافرها حيث أدرك طرفها
حتى انتهينا إلى أرض ذات نخل، قال: انزل، فنزلت، ثم قال:
صل، فصليت، ثم ركبنا فقال لي: أتدري أين صليت؟ قلت:
الله أعلم، قال: صليت بيثرب صليت بطيبة، ثم انطلقت تهوي بنا
تضع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا بيضاء، قال لي:
انزل، فنزلت، ثم قال: صل، فصليت، ثم ركبنا، قال: أتدري
أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليت بمدين صليت عند
شجرة موسى، ثم انطلقت تهوي بنا تضع حافرها حيث أدرك طرفها
413

ثم ارتفعنا، فقال: انزل، فنزلت، فقال: صل، فصليت، ثم
ركبنا فقال؟ أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم، قال: صليت
ببيت لحم حيث ولد المسيح ابن مريم، ثم انطلق بي حتى دخلنا
المدينة من بابها اليماني، فأتى قبلة المسجد فربط دابته، ودخلنا
المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر، فصليت في المسجد
حيث شاء الله، ثم أتيت باناءين: في أحدهما لبن، وفي الآخر
عسل، أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما، ثم هداني الله فاخترت
اللبن، فشرب حتى قرعت به جبيني، وبين يدي شيخ متكئ
فقال: أخذ صاحبك بالفطرة، ثم انطلق بي حتى أتيت الوادي
الذي بالمدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي! ثم مررنا بعير
لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم فسلمت عليهم، فقال
بعضهم لبعض: هذا صوت محمد؟ ثم أتيت أصحابي قبل الصبح
بمكة، فأتاني أبو بكر فقال: يا رسول الله! أين كنت الليلة؟
فقد التمستك في مكانك فلم أجدك، فقلت: أعلمت أني أتيت
بيت المقدس الليلة؟ فقال: يا رسول الله! إنه مسيرة شهر فصفه
لي، ففتح لي صراط كأني أنظر إليه، لا يسألوني عن شئ إلا
أنبأتهم عنه (البزار وابن أبي حاتم، طب وابن مردويه، ق في
الدلائل، وصححه).
414

35453 المعافي بن زكريا الجريري حدثنا محد بن حمدان
الصيدلاني حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا
خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
الله عز وجل فضل المرسلين على المقربين لما بلغت السماء السابعة،
لقيني ملك من نور على سرير فسلمت عليه فرد علي السلام، فأوحى
الله إليه: سلم عليك صفيي ونبيي ولم تقم إليه وعزتي وجلالتي
لتقومن فلا تقعدن إلى يوم القيامة (خط والديلمي، قال في المغني:
محمد بن مسلمة الواسطي عن يزيد ضعفه اللالكائي وضعفه ابن الجوزي
في الموضوعات).
35454 عن ابن عباس قال: ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم دخل
الجنة فسمع في جانبها خشفا (1) فقال: يا جبريل! من هذا؟ فقال:
هذا بلال المؤذن، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم الناس وقال: قد أفلح بلال
رأيت له كذا وكذا، قال: ولقيه موسى فرحب به فقال: مرحبا
بالنبي الأمي! قال: وهو رجل آدم طوال سبط شعره مع أذنيه
أو فوقهما، فقال: يا جبريل! من هذا؟ فقال: هذا موسى، ثم
مضي فلقيه رجل فرحب به فقال من هذا؟ فقال: هذا يا جبريل؟ هذا عيسى، ثم
مضى فلقه شيخ جليل مهيب فرحب به وسلم عليه وكلهم يسلم

(1) خشفا: الخشفة بالسكون: الحس والحركة. وقيل: هو الصوت.
ومنه حديث أبي هريرة " فسمعت أمي خشف قدمي ". النهاية 2 / 34. ب
415

عليه فقال: يا جبريل! من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، فنظر
في النار فإذا قوم يأكلون الجيف! قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال:
هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ورأى رجلا أزرق جعدا شعثا
إذا رأيته، قال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عاقر الناقة، فلما
أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي، ثم التفت فإذا
النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جئ بقدحين: أحدهما
عين اليمين والآخر عن الشمال، في أحدهما لبن وفي الآخر عسل،
فأخذ اللبن فشربه، فقال الذي معه القدح: أصبت الفطرة (ق في
البعث، وفيه قابوس بن أبي ظبيان ضعيف).
35455 عن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة
أسري به إلى المسجد الأقصى كان بين المقام وزمزم وجبريل عن
يمينه وميكائيل عن يساره، فطارا به حتى بلغ السماوات السبع،
فلما رجع قال: سمعت تسبيحا في السماوات العلى مع تسبيح كثير:
سبحت السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات لذي العلي لما علا،
سبحان العلي الاعلى، سبحانه وتعالى (كر).
35456 (مسند أنس) بينا أنا جالس إذ جاء جبريل
فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها مثل كوكرى الطائر،
فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فنمت فارتفعت حتى سدت
416

الخافقين وأنا أقلب بصري ولو شئت أن أمس السماء لمسست،
فالتفت إلى جبريل، فإذا هو كأنه حلس لاطئ، فعرفت فضل
علمه بالله علي، وفتح لي باب من السماء ورأيت النور الأعظم،
ولط دوني الحجاب رفرفه الدر والياقوت، ثم أوحى الله إلي ما شاء
أن يوحي (ابن سعد، بز وابن خزيمة، طس وأبو الشيخ في العظمة،
هب، عن أنس) (1).
35457 عن عطاء بن أبي رباح قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم لما
أسري به كان كلما مر بسماء سلمت عليه الملائكة، حتى إذا جاء
السماء السادسة قال له جبريل: هذا ملك فسلم عليه، فبدره (2)
الملك فبدأه بالسلام عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وددت أني سلمت عليه
قبل أن يسلم علي، فلما جاء السماء السابعة قال له جبريل: إن الله
عز وجل يصلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أهو يصلي؟ قال: نعم، قال:
وما صلاته؟ قال: يقول: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح،
سبقت رحمتي غضبي (عب).
35458 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل

(1) أورده السيوطي في الخصائص الكبرى (1 / 392) والتصحيح منه. ص
(2) فبده: بدر إلى الشئ: أسرع. المختار 32 ب
417

بالبراق، فقال له أبو بكر: قد رأيتها يا رسول الله! قال: صفها لي،
قال: بدنة، قال: صدقت: قد رأيتها يا أبا بكر (ابن النجار).
فضائله متفرقة
35459 عن ابن عباس قال: كان أبو طالب يقرب إلى
الصبيان بصحفتهم أول البكرة، فيجلسون وينتهبون ويكف
رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ولا ينتهب معهم، فلما رأى ذلك عمه عزل
له طعامه على حدة (كر).
35460 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلها إلى امرأة
فقالت: ما رأيت طائلا، فقال: لقد رأيت خالا بخدها اقشعرت
منه ذوائبك، فقلت: ما دونك سر ومن يستطيع أن
يكتمك (كر).
35461 (مسند الصديق) عن بكير بن الأخنس عن
رجل عن أبي بكر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطيت سبعين ألفا
من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر
وقلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي، فزادني مع كل
واحد سبعين ألفا، قال أبو بكر: فرأيت أن ذلك آت على أهل
القرى ومصيب من حافات البوادي (حم والحكيم، ع، قال ابن كثير:
418

بكير بن الأخنس ثقة من رجال مسلم ولم يسم شيخه فهو مبهم،
لا يحتج بمثله في الاحكام والحلال والحرام، ويقبل في الترغيبات
والفضائل، ويجوز أن يكون ثقة، وقد يغلب على الظن ذلك في مثل
هذا، لان الرواة عن الصديق في الغالب إما صحابة أو كبار التابعين
وكلهم أئمة انتهى).
35462 عن عمر أنه قال: يا رسول الله! ما لك أفصحنا
ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال: كانت لغة إسماعيل قد درست،
فجاء بها جبريل فحفظتها (الغطريفي في جزئه).
35463 عن علي قال: كنا إذا حمي البأس ولقي القوم
اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يكون منا أحد أقرب إلى العدو منه
(ك، ش، حم وأبو عبيد في الغريب، ن، ع، ك والحارث، ابن جرير
وصححه، ق في الدلائل).
35464 (مسند عمر) عن أسلم قال: كان عمر بن الخطاب
إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم الناس
بالناس، وكان لليتيم كالوالد، وكان للمرأة كالزوج الكريم، وكان
أشجع الناس قلبا، وأوضحهم وجهها، وأطيبهم ريحا، وأكرمهم حسبا،
فلم يكن له مثل في الأولين والآخرين (أبو العباس الوليد بن أحمد
419

الزوزني في كتاب شجرة العقل، وفيه حبيب بن رزين، قال حم:
كان يكذب، وقال د: كان يضع الحديث).
35465 عن ابن عمر قال: تى عمر ابن الخطاب برجل سب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتله، ثم قال: من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو
أحدا من الأنبياء فاقتلوه (أبو الحسن بن رملة الأصبهاني في أماليه،
وسنده صحيح).
35466 عن علي قال: ما رمدت مذ تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم
في عيني (حم، ع، ض).
35467 عن علي قال: ما رمدت ولا صدعت منذ دفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي الراية يوم خيبر (ط، ق في الدلائل).
35468 (أيضا) ما رمدت ولا صدعت منذ مسح
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية
(ش ومسدد وابن جرير وصححه، ع، ص).
35469 عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا
بأيام الله حتى يعرف ذلك في وجهه، وكأنه نذير قوم يصبحكم
غدوة، وكان إذا كان قريب عهد بجبريل لم يبتسم ضاحكا حتى يرتفع
عنه (الحاكم في الكنى وابن مردويه).
35470 (مسند انس) ابن النجار كتب إلى معمر بن محمد
420

الأصبهاني أن أبا نصر محمد بن إبراهيم اليونارتي أخبره في معجمه قال:
سمعت الشريف واضح بن أبي تمام الزبيبي يقول: سمعت أبا علي بن
تومة يقول، اجتمع قوم من الغرباء عند أبي حفص بن شاهين فسألوه
أن يحدثهم أعلى حديث عنده، فقال: لأحدثنكم حديثا من عوالي
ما عندي: ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا شيبان بن فروخ الابلي حدثنا
نافع أبو هرمز السجستاني قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حياتي خير لكم ومماتي خير لكم الحديث.
35471 عن بريدة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم من أصبح العرب،
وكان يتكلم بالكلام لا يدرون ما هو حتى يخبرهم (العسكري
في الأمثال، وفيه حسان بن مصك متروك).
35472 (مسند جابر بن سمرة) صلينا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة مكتوبة فضم يديه في الصلاة، فلما قضى الصلاة قلنا:
يا رسول الله، أحدث في الصلاة شئ؟ قال: لا، إلا أن الشيطان
أراد أن يمر بين يدي فخنقته حتى وجدت برد لسانه على يدي،
وأيم الله! لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لنيط إلى سارية من
سواري المسجد حتى يطيف به ولدان أهل المدينة (طب).
35473 قال ابن عساكر: أخبرني أبو القاسم هبة الله بن عبد الله
أنا أبو بكر الخطيب أنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل
421

الداودي أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الفتح الصيرفي ثنا أبو بكر
ابن أبي داود ثنا محمد بن قهزاد أخبرنا سلمة بن سليمان ثنا عبد الله بن
المبارك أنا عمر بن سلمة بن أبي يزيد عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن
النبي صلى الله عليه وسلم توضأ في طست فأخذته فصببته في بئر لنا. قال أبو بكر
ابن داود: كتب عني أبي ثلاثة أحاديث هذا أحدها، وسمع مني
أبي هذا الحديث، وكان يقول: حدثت عن ابن قهزاد.
35474 عن جابر قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في مسجد
المدينة فذكر بعض أصحابه الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا دجانة! أما
علمت أن من أحبنا وامتحن بمحبتنا أسكنه الله معنا؟ ثم تلا هذه
الآية (في مقعد صدق عند ملك مقتدر.) (الديلمي).
35475 عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على فاطمة كساء
من اوبار الإبل وهي تطحن فبكى وقال: يا فاطمة! اصبري على مرارة
الدنيا لنعيم الآخرة غدا، ونزلت ((ولسوف يعطيك ربك فترضي.)
(ابن لآل وابن مردويه وابن النجار والديلمي).
35476 (مسند أبي أيوب) صنعت للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر
طعاما قدر ما يكفيهما فأتيتهما به: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب
فادع لي ثلاثين من أشراف الأنصار، فشق ذلك علي فقلت: ما
عندي شئ أزيده، فكأني تغفلت فقال: اذهب فادع لي ثلاثين من
422

أشراف الأنصار، فدعوتهم فجاؤوا، فقال: اطعموا، فأكلوا حتى
صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا، ثم
قال: اذهب فادع لي ستين من أشراف الأنصار، والله! لأنا
بالستين أجود مني بالثلاثين، فدعوتهم، فأكلوا حتى صدروا ثم
شهدوا أنه رسول الله ثم بايعوه قبل أن يخرجوا، ثم قال: اذهب
فادع لي تسعين من الأنصار، فلانا أجود بالتسعين والستين مني
بالثلاثين، فدعوتهم، فأكلوا حتى صدروا ثم شهدوا أنه رسول الله
ثم بايعوه قبل أن يخرجوا. فأكل من طعامي ذلك مائة وثمانون
رجلا كلهم من الأنصار (طب).
35477 عن أبي بكرة أن جبريل ختن النبي صلى الله عليه وسلم حين
طهر قلبه (كر).
35478 عن أبي ذر قال: تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر
يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ما بقي شئ يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد
بين لكم (طب).
35479 عن عبادة بن الصامت قال: قيل: يا رسول الله!
أخبرنا عن نفسك، قال: نعم، أنا دعوة أبي إبراهيم، وكان
آخر من بشر بي عيسى ابن مريم (كر).
423

35480 عن أبي الطفيل قال: لما بني البيت كان الناس
ينقلون الحجارة والنبي صلى الله عليه وسلم ينقل معهم فأخذ الثوب
فوضعه على عاتقه، فنودي: لا تكشف عورتك! فألقى الحجر
ولبس ثوبه (عب).
35481 (من مسند أبي طلحة) دخلت المسجد فعرفت
في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فسألت أم سليم: هل عندك من
شئ؟ فأشارت بكفيها فقالت: عندي شئ، فقلت: اصنعي إعجني،
وأرسلت أنسا فقلت: ايته فساره في أذنه وادعه، فلما أقبل
أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا رجل قد أتاكم يخبرنا بشئ،
أرسلك أبوك يدعونا؟ قال أنس: نعم، قال: قوموا بسم الله،
فأدبر أنس يشتد حتى أتى أبا طلحة فقال: رسول الله قد أتاك في
الناس! قال أبو طلحة: فاستقبلته عند الباب على مستراح الدرجة
فقلت: ماذا صنعت بنا يا رسول الله؟ إنما عرفنا في وجهك الجوع
فصنعنا لك شيئا تأكله، قال: ادخل وأبشر، فدخل فأتي
بصحفة، فجعل يسويها بيده ثم قال: هل من كابه يعني الأدم؟
فأتوه بعكتهم فيها شئ أوليس فيها: فقال بيده فانسكب منها
السمن، فقال: أدخل علي عشرة عشرة، قال: وهم زهاء
مائة فدخلوا فأكلوا حتى شبعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للفضل:
424

كلوا أنتم وعيالكم، فأكلوا وشبعوا (طب).
35482 عن أبي عمرة الأنصاري قال: كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها فأصاب الناس مخمصة، فاستأذن الناس النبي
صلى الله عليه وسلم في نحر بعض ظهورهم، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم
في ذلك فقال عمر بن الخطاب: أرأيت يا رسول الله إذ نحن نحرنا
ظهورنا ثم لقينا عدونا غدا ونحن جياع رجال! فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فما ترى يا عمر قال: تدعو الناس ببقايا أزوادهم ثم تدعو لنا
فيها بالبركة، فإن الله تبارك وتعالى سيبلغنا بدعوتك إن شاء الله،
فدعا بثوب فأمر به فبسط، ثم دعا الناس ببقايا أزوادهم، فجاؤوا بما
كان عندهم، فمن الناس من جاء بالحفنة من الطعام، ومنهم من جاء
بمثل البيضة، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده على ذلك الثوب
ثم دعا فيه بالبركة وتكلم بما شاء أن يتكلم ثم نادى في الجيش،
فجاؤوا ثم أمرهم فأكلوا وطعموا وملأوا أوعيتهم ومزاودهم، ثم دعا
بركوة فوضعت بين يديه، ثم دعا بماء فصبه فيها ثم مج فيها
وتكلم بما شاء الله أن يتكلم ثم ادخل خنصره فيها، فأقسم
بالله لقد رأيت أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم تفجر ينابيع
من الماء! ثم أمر الناس فشربوا وسقوا وملأوا قربهم وأداويهم،
ثم ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال:
425

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
لا يلقاه بهما أحد يوم القيامة إلا دخل الجنة على ما كان (طب).
35483 عن يزيد بن أبي مريم عن أبيه قال: قام فينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم مقاما ثم حدثنا ما هو كائن إلى أن تقوم
الساعة (البغوي، كر).
35484 عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل: متى وجبت لك النبوة؟ قال: فيما بين خلق آدم ونفخ
الروح فيه (كر).
35485 عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد
مختونا (كر).
35486 عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: ادع أصحابك من أهل الصفة، فجعلت أتتبعهم
رجلا رجلا فجمعتهم، فجئنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستأذنا، فأذن لنا ووضعت بين أيدينا صفحة أظن أن فيها قدر
مد من شعير فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وقال:
خذوا بسم الله، فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة: والذي نفس رسول الله
426

صلى الله عليه وسلم بيده! ما أمسى في آل محمد طعام ليس شئ ترونه، قيل
لأبي هريرة: قدر كم كانت حين فرغتم؟ قال: مثلها حين
وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع (ز).
35487 عن خالد بن عبد العزى بن سلامة الخزاعي أنه أجزر
النبي صلى الله عليه وسلم شاة وكان عيال خالد كثيرة يذبح الشاة فلا تبد
عياله عظما عظما وأن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها ثم قال له: أرني دلوك
يا أبا خناس! فصنع فيها فضلة الشاة ثم قال: اللهم! بارك لأبي
خناس، فانقلب به فنشره لهم وقال: تواسوا فيه، فأكل منه عياله
وأفضلوا (الحسن بن سفيان).
35488 (مسند سلمة بن نفيل السكوني) كنا جلوسا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال قائل: يا رسول الله! هل أنيت بطعام من
السماء قال: نعم (كر).
35489 عن ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
فداك أبي وأمي! أين كنت وآدم في الجنة؟ فتبسم حتى بدت
نواجذه ثم قال: كنت في صلبه وركب بي السفينة في صلب أبي
نوح، وقذف بي في صلب أبي إبراهيم، لم يلتق أبواي قط على
سفاح، لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الحسنة إلى الأرحام الطاهرة
مصفى مهذبا، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما، قد أخذ
الله بالنبوة ميثاقي وبالاسلام عهدي، ونشر في التوراة والإنجيل
427

ذكري، وبين كل نبي صفتي، تشرق الأرض بنوري والغمام
لوجهي، وعلمني كتابه، ورقى بي في سمائه وشق لي اسما من
أسمائه فذو العرش محمود وأنا محمد، ووعدني أن يحبوني بالحوض
والكوثر وأن يجعلني أول مشفع، ثم أخرجني من خير قرن لامتي
وهم الحمادون، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. قال ابن عباس:
فقال حسان بن ثابت في النبي صلى الله عليه وسلم:
من قبلها طبت في الظلال وفي * مستودع حيث يخصف الورق
ثم سكنت البلاد لا بشر * أنت ولا نطفة ولا علق
مطهر تركب السفين وقد * ألجم أهل الضلالة الغرق
تنقل من صلب إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله حسانا! فقال علي بن أبي طالب: وجبت
الجنة لحسان ورب الكعبة (كر وقال: هذا حديث غريب جدا
والمحفوظ أن هذه الأبيات للعباس، قلت: قال الشيخ جلال الدين
السيوطي رحمه الله تعالى: وفي إسناده سلام بن سليمان المدائني، قال
عد: عامة ما يرويه لا يتابع عليه).
35490 عن زينب بنت أبي سلمة أن أبا لهب أعتق جارية
له يقال لها ثويبة وكانت قد أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى
أبا لهب بعض أهله في النوم فسأله ما وجد، فقال: ما وجدت
بعدكم راحة غير أني سقيت في هذه مني وأشار إلى النقرة التي
428

تحت إبهامه في عتقي ثويبة (عب).
35491 عن ابن عباس قال: هجت امرأة من بني حطمة
النبي صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتد
عليه وقال: من لي بها؟ فقال رجل من قومها: أنا يا رسول الله!
وكانت تمارة تبيع التمر، فأتاها فقال لها: عندك تمر؟ قالت:
نعم، فأرته تمرا، فقال: أردت أجود من هذا، فدخلت لتريه
ودخل خلفها فنظر يمينا وشمالا فلم ير إلا خوانا (1) فعلا به رأسها
حتى دمغها به، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
كفيتكها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا ينتطح فيها
عنزان (2)، فأرسلها مثلا (كر).
35492 عن عائشة قالت: استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة
كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت عني الإبرة، فطلبتها فلم
أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة بشعاع نور وجهه
فضحكت، فقال: يا حميراء! لم ضحكت؟ قلت: كان كيت وكيت،
فنادى بأعلى صوته: يا عائشة! الويل ثم الويل لمن حرم النظر إلى هذا الوجه!
ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر إلى وجهي (الديلمي، كر).

(1) خوانا: الخوان - بالكسر -: الذي يؤكل عليه معرب. المختار 151. ب
(2) عنزان: ومنه الحديث " لا يتنطح فيها عنزان " أي لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان
لان النطاح من شأن التيوس، والكباش لا العنوز. وهو إشارة إلى
قضية مخصوصة لا يجري فيها خلف ونزاع. النهاية 5 / 74. ب
429

35493 عن عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة فظننت أنه قام إلى جاريته مارية، فقمت ألتمس الجدر
فوجدته قائما يصلي، فأدخلت يدي في شعره لأنظر هل اغتسل
أم لا، فقال: أخذك شيطانك! قلت: ولي شيطان يا رسول الله؟
قال نعم، قلت: ولجميع بني آدم؟ قال: نعم، قلت: ولك؟ قال:
نعم، ولكن الله أعانني عليه فأسلم (ابن النجار).
35494 (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص) أن رسول
صلى الله عليه وسلم قام يصلي من الليل فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه، حتى
إذا صلى وانصرف إليهم قال لهم: قد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن
أحد قبلي! أما أولهن فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي
إنما يرسل إلى قومه، ونصرت بالرعب على العدو ولو كان بيني وبينه
مسيرة شهر لملئ مني رعبا، وأحلت لي الغنائم وكان من قبلي
يعظمونها، كانوا يحرمونها، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا،
أينا أدركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك،
إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة قيل لي: سل
فان كل شئ قد سأل، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة وهي لكم
ولمن شهد أن لا إله إلا الله (ابن النجار).
430

35495 عن سعيد بن المسيب قال: أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوة بضع خمسة وأربعين رجلا، وإنه لم يكن يقيم عند امرأته يوما
تاما، كان يأتي هذه الساعة ويأتي هذه الساعة، ينتقل بينهن كذلك
اليوم، حتى إذا كان الليل قسم لكل امرأة منهن ليلتها (عب).
35496 عن ابن مسعود قال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد
الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا! بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وليس معنا ماء فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اطلبوا من معه فضل ماء،
فأتى بماء، فصبه في إناء ثم وضع كفه فيه، فجعل الماء يخرج من
بين أصابعه، ثم قال: حي على الطهور المبارك والبركة من الله،
فشربنا. قال ابن مسعود: لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو
يؤكل (د، كر، عب).
35497 عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم
أعطي قوة أربعين أو خمسة وأربعين في الجماع (كر).
35498 عن الشعبي قال: ما ولد عبد المطلب ذكرا ولا أنثى
إلا يقول شعرا غير محمد صلى الله عليه وسلم (كر).
35499 عن عبد الرحمن بن غنم قال: كنا جلوسا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعنا ناس من أهل المدينة وهم أهل
431

النفاق فإذا سحابة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم علي ملك ثم قال
لي: لم أزل أستأذن ربي عز وجل في لقائك حتى كان أوان أذن لي
وإني أبشرك أنه ليس أحد أكرم على الله منك (ابن منده
والديلمي، كر).
35500 عن عطاء قال: ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحل له
أن ينكح ما شاء (عب).
35501 عن علي بن الحسين قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن
ينزل عليه بمكة تسرع إليه العين، فكانت خديجة ترسل إلى
عجوز من عجائز مكة تتفل عليه، فكان يوافقه، فلما ابتعثه الله
وأنزل عليه وجد الذي كان يجد، فقالت خديجة: إلا أبعث إلى
العجوز فتتفل عليك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الآن
فلا (ابن جرير).
35502 (مسند العرباض) الواقدي حدثني ابن أبي سبرة
عن موسى بن سعد عن عرباض بن سارية قال: كنت ألزم باب
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر، فرأينا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا
لحاجة فرجعنا إلى منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تعشى ومن عنده من
أضيافه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل في قبة ومعه زوجه
432

أم سلمة، فلما طلعت عليه قال: أين كنت منذ الليلة؟ فأخبرته،
فطلع جعال بن سراقة وعبد الله بن مغفل المزني فكنا ثلاثة كلنا جائع،
نعيش بباب النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فطلب شيئا
نأكله فلم يجده، فخرج إلينا فنادى بلالا: يا بلال! هل من عشاء
لهؤلاء النفر؟ قال: لا: والذي بعثك بالحق لقد نفضنا جربنا
وحميتنا! قال: انظر عسى أن تجد شيئا، فأخذ الجرب ينفضها
جرابا جرابا فتقع التمرة والتمرتان حتى رأيت بين يديه سبع تمرات
ثم دعا بصحفة فوضع فيها التمر، ثم وضع يده على التمرات وسمى
الله وقال: كلوا بسم الله، فأكلنا، فأحصيت أربعة وخمسين تمرة
أكلتها، أعدها ونواها في يدي الأخرى، وصاحباي يصنعان ما أصنع
وشبعنا، وأكل كل واحد منهما خمسين تمرة، ورفعنا أيدينا فإذا
التمرات السبع كما هي! فقال: يا بلال! ارفعها في جرابك فإنه لا
يأكل منها أحد إلا نهل شبعا، فبتنا حول قبة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فكان يتهجد في الليل فقام تلك الليلة يصلي، فلما طلع الفجر رجع
ركعتي الفجر، فأذن بلال وأقام، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس،
ثم انصرف إلى فناء قبة، فجلس وجلسنا حوله فقراء من المؤمنين
عشرة، فقال: هل لكم في الغداء؟ قال عرباض: فجعلت أقول في
433

نفسي أي غداء؟ فدعا بلالا بالتمرات فوضع يده عليهن في الصحفة
ثم قال: كلوا بسم الله، فأكلنا والذي بعثه بالحق حتى شبعنا وإنا
لعشرة ثم رفعوا أيديهم منها شبعا وإذا التمرات كما هي! فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لولا أني أستحي من ربي لأكلنا من هذه التمرات حتى نرد
المدينة من آخرنا، فطلع غليم من أهل البلد فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
التمرات بيده فدفعها إليه، فولى الغلام يلوكهن (كر).
35503 عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بعض مغازيه: أنا
النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، أنا ابن العوانك (كر) (1)
فقال إبراهيم الحربي وعبد الله بن مسلم بن قتيبة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا
ابن العواتك من سليم، هن ثلاثة نسوة من سليم: عاتكة بنت
هلال أم عبد مناف، وعاتكة بنت مرة بن هلال أم هاشم بن
عبد مناف، وعاتكة بنت الأوقص ابن مرة بن هلال أم وهب أبي

(1) الحديث أورده السيوطي في جامعه وقال المناوي في الفيض 3 / 38 العواتك
جمع عاتكة من جداته تسع وكان له ثلاث جدات من سليم كل تسمى
عاتكة وقال ابن سعد: العاتكة في اللغة الطاهرة. وقال الهيثمي:
سيابه بن عاصم بن شيبان السلمي له صحبة والحديث رجاله رجال الصحيح
وقال الذهبي كابن عساكر في التاريخ. اختلف على هشيم فيه. فاما
صدر الحديث فهو في صحيح مسلم كتاب الجهاد باب في غزوة حنين
رقم 1776. ص
434

آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم، فالأولى من العواتك عمة الوسطى، والوسطى
عمة الأخرى (كر) وقال أبو عبد الله الطالبي العدوي: العواتك
أربع عشرة: ثلاث قريشات، وأربع سلميات، وعدوانيتان،
وهذلية، وقحطانية، وقضاعية، وثقيفة، وأسدية أسد خزيمة،
فالقريشات من قبل أمه آمنة بنت وهب، وأمها ريطة بنت
عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، وأمها أم حبيب وهي عاتكة
بنت أسد بن عبد العزى بن قصي، وأمها ريطة بنت كعب بن تيم
ابن مرة بن كعب، وكانت ريطة أول امرأة من قريش ضربت قباب
الأدم بذي المجاز، وأمها قلابة بنت حذافة بن جمح الخطباء، ويقال:
الحظياء، وكان داود بن مسور المخزومي يقول: الخطباء، من طريق
الكلام، وغيره يقول: الحظياء من طريق الحظوة، وأمها آمنة
بنت عامر الجان بن ملكان بن أفصى بن حارثة بن خزاعة، ويقال لعامر
الجان وهو عامر بن غبشان من خزاعة: وأمه عاتكة بنت الهلال بن
أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر، وأم أهيب بن ضبة بن الحارث بن
فهر مخشية بنت محارب بن فهر، وأمها عاتكة بنت مخلد بن النضر بن
كنانة وهي الثالثة، وأما السلميات فولدنه من قبل هاشم بن عبد مناف
ابن قصى، ومن قبل وهب بن عبد مناف بن زهرة أم هاشم بن عبد
435

مناف عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان، وأم مرة بن
هلال بن فالج بن ذكوان عاتكة بنت مرة بن عدي بن أسلم بن أفصى
من خزاعة، ويقال: إن أم مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان هي
عاتكة بنت جابر بن قنفذ بن مالك بن عوف بن امرئ القيس من
سليم وهي الثانية، وأم هلال بن فالج بن ذكوان عاتكة بنت الحارث
بن بهثة بن سليم بن منصور، وأم وهب بن عبد مناف بن زهرة
عاتكة بنت الأوقص بن هلال بن فالج ابن ذكوان، فهؤلاء العواتك
السلميات. وأما العدوانيتان فولدتاه من قبل أبيه ومن قبل مالك بن
النضر، فأما التي ولدته من قبل أبيه عبد الله بن عبد المطلب وهي
السابعة بن أمهاته، ويقال: إنها الخامسة، فهي عاتكة بنت عبد الله
ابن ظرب بن الحارث بن جديلة العدواني، ومن قال: إنها السابعة،
فهي عاتكة بنت عامر بن ظرب بن عمرو بن عائذ بن يشكر العدواني
وهي أم هند بنت مالك بن كنانة الفهمي من قيس بن عيلان، وهند
بنت مالك هي أم فاطمة بنت عبد الله بن ظرب بن الحارث بن وائلة
العدواني، وفاطمة أم سلمى بنت عامر بن عميرة، وسلمى أم تخمر
بنت عبد بن قصي، وتجمر أم صخرة بنت عبد الله بن عمران، وصخرة
أم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، فاطمة بنت عمرو
436

ابن غائذ بن عمران بن مخزوم أم عبد الله بن عبد المطلب، ومن قبل
مالك بن النضر بن كنانة فأم مالك بن النضر عاتكة بنت عمرو بن
عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان. وأما الهذلية فولدته من قبل
هاشم بن عبد مناف وأم هاشم عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالج،
وأمها مارية بنت حرزة بن عمرو بن صعصعة بن بكر بن هوازن،
وأم معاوية بن بكر بن هوازن عاتكة بنت سعد بن سهل بن هذيل
ابن فهر الهذلية. وأما الأسدية فولدته من قبل كلاب بن مرة وهي الثالثة
من أمهاته وهي عاتكة بنت دوان بن أسد بن خزيمة. وأما الثقفية
فهي عاتكة بنت عمرو بن سعد بن أسلم بن عوف الثقفي، وهي أم
عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، و عبد العزى جد آمنة
بنت وهب، وأم آمنة بن وهب: برة بنت عبد العزى بن عثمان
ابن عبد الدار بن قصي. وأما القحطانية فولدته من قبل غالب بن
فهر أم غالب بن فهر ليلى بنت سعدان بن هذيل، وأمها سلمى بنت
طابخة بن إلياس بن مضر، وأم سلمى عاتكة بنت الأسد بن الغوث،
وعاتكة أيضا هي الثالثة من أمهات النضر. وأما القضاعية فولدته من
قبل كعب بن لؤي، وهي الثالثة من أمهاته، وهي عاتكة بنت رشدان
ابن قيس بن جهينة بن زيد بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة
437

قال أحمد: أخبرني بذلك كله بعض الطالبيين ورواه لي عن عبد الله العدوي.
35504 عن سيابة بن عاصم السلمى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم
حنين: أنا ابن العواتك (ص وابن منده والبغوي وقال لا أعلم لسيابة
غير هذا الحديث كر وابن النجار ورواه بعضهم فقال: يوم خيبر، وقال
كر: وهو غريب، والمحفوظ: يوم حنين) (1).
إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم
35505 (مسند بلال بن أبي رباح) عن محمد بن المنكدر عن
جابر عن أبي بكر عن بلال قال: أذنت في ليلة باردة فلم يأت
أحد، ثم ناديت فلم يأت أحد ثلاث مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ما لهم؟ فقلت: منعهم البرد، فقال: اللهم احبس وفي لفظ:
أذهب عنهم البرد! فأشهد أني رأيتهم يتروحون في الصبح من
الحر (طب وأبو نعيم).
35506 عن هبار بن الأسود قال: كان أبو لهب وابنه عتيبة
ابن أبي لهب تجهزا إلى الشام فتجهزت معهما، فقال ابنه عتيبة: والله
لانطلقن إلى محمد ولأوذينه في ربه سبحانه وتعالى! فانطلق حتى أتى

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 8 / 219) وقال رواه الطبراني ورجاله
رجال الصحيح. ص
438

النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب
قوسين أو أدنى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ابعث عليه كلبا من كلابك!
ثم انصرف عنه فرجع إلى أبيه، فقال: يا بني! ما قلت له!
فذكر له ما قال له، ثم قال: فما قال لك؟ قال قال: اللهم سلط
عليه كلبا من كلابك! فقال: والله يا بني! ما آمن عليك دعاءه،
فسرنا حتى نزلنا السراة وهي مأسدة فنزلنا إلى صومعة راهب، فقال
الراهب: يا معشر العرب! ما أنزلكم هذه البلاد؟ فإنما تسرح
الأسد فيها كما تسرح الغنم، فقال لنا أبو لهب: إنكم عرفتم
كبر سني وحقي، فقلنا؟ أجل، يا أبا لهب؟ فقال: إن هذا الرجل
قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه! فاجمعوا متاعكم إلى هذه
الصومعة وافرشوا لابني عليها ثم افرشوا حولها، ففعلنا فجمعنا المتاع
ثم فرشنا له عليه وفرشنا حوله فبينا نحن حوله وأبو لهب معنا أسفل
وبات هو فوق المتاع، فجاء الأسد فشم وجوهنا فلما لم يجد ما يريد
نقبض فوثب وثبة فإذا هو فوق المتاع! فشم وجهه ثم هزمه هزمة
ففشخ رأسه، فقال: أبو لهب: لقد عرفت أنه لا ينفلت من دعوة
محمد (كر) (1).

(1) أورده السيوطي في الخصائص الكبرى (1 / 366) وقال السيوطي وأخرجه
ابن إسحاق وأبو نعيم من طرق أخرى مرسلة. ص
439

35507 عن واثلة قال: كنت من أصحاب الصفة وكان
رجل من الأنصار لا يزال يأتيني فيأخذ بيدي ويد صاحب لي إلى
منزله وإنه احتبس عنا ليلة من الليالي لم يأتنا، فقلت لصاحبي: إن
أصحبنا غدا صياما هلكنا ولكن انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى
نصيب عنده طعاما، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه حاجتنا إلى
الطعام وأعلمناه أن صاحبنا الأنصاري الذي كان يأتينا كل ليلة لم يأتنا
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نسائه امرأة امرأة، كل ذلك تقول:
والله ما أمسى عندنا طعام يا رسول الله! فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يديه إلى السماء فقال، اللهم! إنا نسألك من فضلك ورحمتك وإنا
إليك راغبون، فما ضم رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلا ورجل من الأنصار
معه قصعة عظيمة فيها ثريد ولحم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا
فضل الله قد أتاكم، وأنا أرجو أن يكون الله قد أوجب لكم
رحمته (كر).
35508 عن يزيد بن نمران قال: رأيت رجلا مقعدا فقال:
مررت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا على حمار وهو يصلي، فقال: اللهم
اقطع أثره! فما مشيت عليها (ش).
35509 عن عقيل بن أبي طالب قال: جاءت قريش إلى أبي
طالب فقالوا: إن ابن أخيك يؤذينا في نادينا وفي مسجدنا فانهه عن
440

أذانا، فقال: يا عقيل! ائتني بمحمد، فذهبت فأتيته به، فقال:
يا ابن أخي! إن بني عمك يزعمون أنك تؤذيهم في ناديهم وفي
مسجدهم، فانته عن ذلك، قال: فلحظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى
السماء فقال: أترون هذه الشمس؟ قالوا: نعم، قال: ما أنا بأقدر
على أن أدع لكم ذلك على أن تشتعلوا لي منها شعلة، فقال أبو طالب:
ما كذب ابن أخي فارجعوا (ع وأبو نعيم، كر).
نسبه صلى الله عليه وسلم
35510 (مسند عبد الله بن عباس) أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أدد
(ابن سعد).
35511 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انتهى إلى معد
ابن عدنان أمسك وقال: كذب النسابون، قال الله تبارك وتعالى؟
(وقرونا بين ذلك كثيرا) قال ابن عباس: ولو شاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لعلمه (كر).
35512 عن ابن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أنا محمد بن عبد الله بن المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك
441

ابن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
ابن معد بن عدنان بن أد بن أدد بن الهميسع بن يشحب بن نبت
ابن جميل بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارح بن
ناحور بن اشوع بن أرعوش بن فالغ بن عابر وهو هود النبي صلى الله عليه وسلم
ابن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن
أخنوخ وهو إدريس بن أزد بن قينان بن انوش بن شيث بن آدم
(الديلمي، وفيه إسماعيل بن يحيى كذاب).
35513 (مسند الأشعث) عن الأشعث بن قيس قال:
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد من كندة فقلت: يا رسول الله!
نزعم أنك منا، فقال: نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو (1) أمنا
ولا ننتفي من أبينا (ط وابن سعد: حم، والحارث والباوردي وسمويه
وابن قانع، طب وأبو نعيم، ض).
أبواه صلى الله عليه وسلم
35514 عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه في ألف مقنع
يوم الفتح، فما رئي باكيا أكثر من ذلك اليوم (هب).

(1) لا نقفوا أمنا: أي لا نتهمها ولا نقذفها. يقال: قفا فلان فلانا
إذا قذفه بما ليس فيه. النهاية 4 / 95. ب
442

35515 عن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه قال: قلت لزيد
ابن أرقم: ما كان اسم أم رسوله الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: آمنة بنت
وهب (كر).
35516 (مسند زيد بن الخطاب) عن عبد الرحمن بن
زيد بن الخطاب عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح
مكة نحو المقابر، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر فرأيناه كأنه يناجيه،
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدموع من عينيه، فتلقاه عمر وكان
أولنا فقال: بأبي أنت وأمي! ما يبكيك؟ قال: إني استأذنت ربي
في زيارة قبر أمي وكانت والدة ولها قبلي حق أن أستغفر لها
فنهاني، ثم أومى إلينا أن أجلسوا، فجلسنا فقال: إني كنت نهيتكم
عن زيارة القبور فمن شاء منكم أن يزور فليزر، وإني نهيتكم عن
لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام فكلوا وادخروا ما بدا لكم، وإني
كنت نهيتكم عن ظروف وأمرتكم بظروف فانتبذوا في كل فان
الآنية لا تحل شيئا ولا تحرمه واجتنبوا كل مسكر (كر).
35517 عن أبي الطفيل قال: كنت غلاما أحمل عضو
البعير ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لحما بالجعرانة فأقبلت امرأة
بدوية، فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه فجلست عليه،
فسألت: من هذه؟ فقالوا: أمه التي أرضعته (ع، كر).
443

ولادته صلى الله عليه وسلم
35518 عن حسان بن ثابت قال: إني والله لغلام يفع ابن
سبع سنين أو ثمان سنين أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديا
يصرخ على أطم يثرب: يا معشر يهود طلع الليلة نجم أحمد الذي
به ولد (كر).
35519 عن العباس بن المطلب قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم
مختونا مسرورا قال: وأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده وقال:
ليكونن لابني هذا شأن! فكان (ابن سعد).
35520 عن ابن عباس قال: لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم (1) عق عنه
بكبش عبد المطلب وسماه محمدا، فقيل له: يا أبا الحارث! ما حملك
على أن سميته محمدا ولم تسمه باسم آبائه؟ قال: أردت أن يحمده
الله في السماء ويحمده الناس في الأرض (كر).
35521 عن ابن عباس قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم
مسرورا مختونا (عد، كر).
35522 عن أين عباس قال: ولد نبيكم صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين،

(1) عق: عق عن ولده، من باب رد، إذا ذبح عنه يوم أسبوعه.
وكذا إذا حلق عقيقته. المختار 351. ب
444

ونبئ يوم الاثنين، وخرج من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة
يوم الاثنين، وفتح مكة يوم الاثنين، ونزلت سورة المائدة يوم
الاثنين (اليوم أكملت لكم دينكم)) ورفع الحجر يوم الاثنين،
وتوفي يوم الاثنين (كر).
35523 عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الاثنين، ومات يوم الاثنين، ودفن ليلة الثلاثاء (كر).
35524 عن ابن عباس قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في
ربيع الأول، وهاجر إلى المدينة يوم الاثنين في ربيع الأول، وتوفي
يوم الاثنين في ربيع الأول (كر).
35525 عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام
الفيل (كر).
35526 عن ابن عباس قال: كان بنو عبد المطلب يصبحون
غمصا (1) رمصا ويصبح محمد صلى الله عليه وسلم صقيلا دهينا (كر).
35527 عن أبي عمر قال: ولد النبي صلى الله عليه وسلم
مسرورا مختونا (كر).

(1) غمصا رمصا: يقال: غمصت عينه مثل رمصت وقيل: الغمص
اليابس منه، والرمص: الجاري. النهاية 3 / 387. ب
445

بدء أمره وبدء الوحي
35528 عن جابر قال: احتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أول أمره وحبب إليه الخلاء فجعل يخلو في حراء، فبينما هو
مقبل من حراء قال: إذا أنا بحس فوقي! فرفعت رأسي فإذا أنا
بشئ على كرسي! فلما رأيته جئثت (1) إلى الأرض، فأتيت
أهلي بسرعة فقلت: دثروني دثروني! فأتاني جبريل فجعل يقول:
(يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز
فاهجر.) (ش) (2).
35529 عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه
على الناس بالموقف يقول: ألا رجل يعرضني على قومه؟ فان
قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي، فأتاه رجل من همدان، فقال:
وممن أنت؟ قال: من همدان، قال: وعند قومك منعة؟ قال:
نعم، فذهب الرجل ثم أنه خشي أن يخفره قومه فرجع إلى

(1) جئثت: في حديث المبعث " فتجئثت منه فرقا " أي ذعرت
وخفت. يقال: جئث الرجل، وجئف، وجث: إذا فزع.
النهاية 1 / 232. ب
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب بدء الوحي رقم 255 ورقم
256 ورقم 257. ص
446

النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اذهب فأعرض على قومي وآتيك من قابل، ثم
ذهب، وجاءت وفود الأنصار في رجب (ش).
35530 عن هشام بن عروة عن أبيه عن الحارث بن هشام
قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف يأتيك الوحي؟ قال: أحيانا
يأتيني مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد وعيت ما قال وهو أشده
علي، وأحيانا يأتيني الملك فيتمثل لي رجلا ويكلمني وأعي ما يقول
(أبو نعيم).
35531 عن الحسن قال: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن
أربعين سنة، فمكث بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين (ش).
35532 عن أبي بكر كان يسمع مناجاة جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم
ولا يراه (ابن أبي داود في المصاحف، كر).
35533 (مسند علي) عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي
طالب أو الزبير بن العوام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا
بأيام الله حتى يعرف ذلك في وجهه كأنما يذكر قوما يصبحهم
الامر غدوة أو عشية، فكان إذا كان حديث عهد بجبريل لم يتبسم
ضاحكا حتى يرتفع عنه (ابن أبي الفوارس).
35534 (مسند الزبير) عن عبد بن سلمة عن الزبير قال:
447

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام الله حتى يعرف ذلك في
وجهه كأنه رجل يتخوف أن يصبحهم الامر غدوة، وكان إذا
كان حديث عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكا حتى يرتفع عنه (أبو نعيم
وقال: هذا الحديث تابع حجاج بن نصير فيه وهب بن جرير فقال:
عن علي أو الزبير، رواه عن إسحاق بن راهويه في مسنده على الشك،
ورواه حجاج بن نصير على ما ذكرنا بغير شك، قال: وعبد الله بن
سلمة إن كان صاحب علي و سعد وابن مسعود فهو المرادي
الجملي انتهى).
35535 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب
مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق قلبه فاستخرج منه علقة فقال:
هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم
لامه! (1) ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني
ظئره فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون.
قال أنس: وقد كنت أرى اثر ذلك المخيط في صدره (ش، م) (2).

(1) لامه: لام الجرح والصدع، من باب قطع، إذا سده فالتأم.
المختار 465. ب
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب الاسراء رقم 261. ص
448

35536 (أيضا) إن الصلاة فرضت بمكة، وإن ملكين
أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبا به إلى زمزم فشقا بطنه فأخرجا حشوته
في طست من ذهب فغسلاه بماء زمزم ثم كبسا جوفه وفي لفظ:
ثم حشيا جوفه حكمة وعلما (ن، كر).
35537 (مسند أنيس بن جنادة العقدي) عن أبي ذر قال:
كان لي أخ يقال له أنيس وكان شاعرا فسافر هو وشاعر آخر فأتيا
مكة فرجع أنيس فقال: يا أخي! رأيت بمكة رجلا يزعم أنه نبي
وأنه على دينك (الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
صبره صلى الله عليه وسلم على أذى المشركين
35538 (مسند طارق بن عبد الله المحاربي) عن طارق
المحاربي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز فمر وعليه
جبة له حمراء وهو ينادي بأعلى صوته: يا أيها الناس! قولوا: لا إله
إلا الله تفلحوا، ورجل يتبعه بالحجارة وقد أدمى كعبيه
وعرقوبيه (1) وهو يقول: يا أيها الناس! لا تطيعوه فإنه كذاب،
قلت: من هذا؟ قالوا: غلام من بني عبد المطلب، قلت: فمن
هذا يتبعه يرميه؟ قالوا: هذا عمه عبد العزى وهو أبو لهب (ش).

(1) وعرقوبيه: العرقوب: عصب موثق خلف الكعبين والجمع عراقيب مثل
عصفور وعصافير. المصباح المنير 2 / 555. ب
449

35539 عن الحارث بن الحارث الغامدي قال: قلت لأبي
ونحن بمنى: ما هذه الجماعة! قال: هؤلاء قوم اجتمعوا على صابئ
لهم، فتشرفنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى توحيد الله والايمان
به وهم يردون عليه قوله ويؤذنونه حتى ارتفع النهار وانصدع عنه
الناس، وأقبلت امرأة قد بدا نحرها تبكي تحمل قدحا فيه ماء
ومنديلا، فتناوله منها فشرب وتوضأ ثم رفع رأسه إليها فقال: يا بنية!
خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك غلبة ولا ذلا، فقلنا: من
هذه؟ قالوا: هذه زينب ابنته (خ في تاريخه، طب وأبو نعيم،
كر، وقال أبو زرعة الدمشقي: هذا حديث صحيح).
35540 عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن مدرك بن
الحارث الغامدي قال: حججت مع أبي فلما كنا بمنى إذا جماعة على
رجل! فقلت: يا أبة! ما هذه الجماعة؟ فقال: هذا الصابئ الذي ترك
دين قومه، ثم ذهب أبي حتى وقف عليهم على ناقته، فذهبت أنا
حتى وقفت عليهم على ناقتي، فإذا به يحدثهم وهم يردون عليه، فلم
يزل موقف أبي حتى تفرقوا عن ملال وارتفاع من النهار، وأقبلت
جارية في يدها قدح فيه ماء ونحرها مكشوف، فقالوا: هذه بنته
زينب، فناولته وهي تبكي، فقال: خمري عليك نحرك يا بنية!
450

ولن تخافي على أبيك غلبة ولا ذلا (كر).
35541 عن منيب بن مدرك بن منيب عن أبيه عن جده
قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وهو يقول: يا أيها الناس!
قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم
من حثى عليه التراب، ومنهم من سبه، فأقبلت جارية بعس من
ماء فغسل وجهه ويديه وقال: يا بنية! اصبري ولا تحزني على
أبيك غلبة ولا ذلا، فقلت: من هذه؟ فقالوا: زينب بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي جارية وصيفة (كر).
الخصائص
35542 (مسند عمر رضي الله عنه) عن أبي البختري قال:
سمعت حديثا من رجل فأعجبني فقلت: أكتبه لي، فأتى به
مكتوبا، قال: دخل العباس وعلي على عمر وهما يختصمان وعند عمر
طلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف فقال لهم عمر: أنشدكم
بالله، ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن كل مال النبي صدقة
إلا ما أطعمه أهله أو كساهم، إنا لا نورث؟ قالوا: بلى، فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق من ماله على أهله ويتصدق بفضله (ط).
35543 (مسند بشر بن حزن النصري رضي الله عنه) ثنا
451

شعبة عن أبي إسحاق عن بشر بن حزن النصري قال: افتخر أصحاب
الإبل والغنم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعث داود وهو
راعي غنم وبعث موسى وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأن أرعى
غنما لأهلي بجياد (1) (البغوي وابن منده وأبو نعيم، كر) قال أبو نعيم:
كذا رواه أبو داود بمتابعة غيره له ورواه ابن أبي عدى وغيره عن
شعبة عن أبي إسحاق: عن عبدة بن حزن، وهو الصواب، وافقه
عليه الثوري وزكريا ابن أبي زائدة وإسرائيل وغيرهم، ورواه بندار
عن ابن أبي عدى وأبي داود عن شعبة عن أبي إسحاق: عن عبدة
ابن حزن).
35544 عن عائشة قالت: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
أحل له أن ينكح ما شاء (عب).
بنوه صلى الله عليه وسلم
35545 (مسند البراء بن عازب) عن الشعبي عن البراء قال:
توفي إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستة عشر شهرا، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادفنوه في البقيع، فان له مرضعا يتم رضاعه

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 256) رواه أحمد والبزار وفيه
الحجاج بن أرطأة وهو مدلس. ص
452

في الجنة (عب وأبو نعيم في المعرفة).
35546 عن عدى بن ثابت عن البراء قال: قال رسول الله
عليه وسلم لما مات ابنه إبراهيم: إن له مرضعا في الجنة (خ (1)، م، د،
ت، ن وأبو عوانة، حب، ك وأبو نعيم).
35547 عن بريدة قال: أهدى أمير القبط إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بغلة شهباء وجاريتين، فكان يركب البغلة، ووهب إحدى
الجاريتين لحسان بن ثابت وتسر الأخرى، فولدت له ابن النبي
صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم).
35548 عن عبد الله بن أبي أوفى قال: لما مات إبراهيم ابن
لنبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرضع بقية رضاعه في الجنة
(أبو نعيم).
35549 عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قلت لعبد الله بن أبي
أوفى: رأيت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: مات وهو صغير،
ولو قدر أن يكون بعده نبي لكان (أبو نعيم).
35550 عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على
أم إبراهيم مارية القبطية وهي حامل منه بإبراهيم وعندها نسيب لها
كان قدم معها من مصر وأسلم وحسن إسلامه وكان كثيرا ما يدخل
453

على أم إبراهيم وانه جب نفسه فقطع ما بين رجليه حتى لم يبق
قليلا ولا كثيرا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على أم إبراهيم فوجد
عندها قريبها، فوجد في نفسه من ذلك شيئا كما يقع في أنفس الناس
فرجع متغير اللون فلقيه عمر بن الخطاب فعرف ذلك في وجهه فقال:
يا رسول الله! ما لي أراك متغير اللون؟ فأخبره ما وقع في نفسه من
قريب مارية، فمضى بسيفه فأقبل يسعى حتى دخل على مارية فوجد
عندها قريبها ذلك فأهوى بالسيف ليقتله، فلما رأى ذلك منه كشف
عن نفسه، فلما رآه عمر رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال:
إن جبريل أتاني فأخبرني أن الله عز وجل قد برأها وقريبها مما وقع
في نفسي، وبشرني أن في بطنها مني غلاما، وأنه أشبه الخلق بي، وأمرني
أن أسمي ابني إبراهيم، وكناني بأبي إبراهيم، ولولا أني أكره أن
أحول كنيتي التي عرفت بها لاكتنيت بأبي إبراهيم كما كناني
جبريل (كر، وسنده حسن).
35551 عن عبد الله بن عمرو قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهبط عليه جبريل فقال: يا أبا إبراهيم! الله يقرئك السلام، فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، أنا أبو إبراهيم، وإبراهيم جدنا وبه عرفنا،
وقد قال الله تعالى في محكم كتابه (ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم
454

المسلمين (عد، كر، وقالا: فيه صخر بن عبد الله الكوفي بعوف
بالحاجبي يحدث بالأباطيل).
35552 (مسند أنس) عن السدي عن أنس قال: توفي
إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستة عشر شهرا، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: ادفنوه بالبقيع، فان له مرضعا يتم رضاعه في الجنة
(أبو نعيم).
35553 عن أنس قال: لو عاش إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم
لكان نبيا صديقا (أبو نعيم).
35554 عن أنس قال: لما توفي إبراهيم بن نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له
ظئرين يكملان رضاعه في الجنة (أبو نعيم).
35555 (مسند ابن عباس) لما مات إبراهيم صلى عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن له مرضعا ترضعه في الجنة، وقال: لو عاش
لعتقت أخواله من القبط وما استرق قبطي (أبو نعيم).
35556 عن مجاهد قال: مكث القاسم ابن النبي صلى الله عليه وسلم سبع
ليال ثم مات (عب).
35557 عن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو عاش
إبراهيم ابنه لوضعت الجزية عن كل قبطي (أبو نعيم في المعرفة).
455

جامع الدلائل وأعلام النبوة
35558 (مسند شداد بن أوس) الوليد بن مسلم حدثنا
صاحب لنا عن عبد الله بن مسلم حدثني عبادة بن نسي قال سمعت
أبا العجفاء حدثني شداد بن أوس قال: أقبل رجل من بني عامر
شيخ كبير يتوكأ على عصاه حتى مثل بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! إنك تفوه بأمر عظيم! تزعم أنك رسول
الله أرسلت إلى الناس كما أرسل موسى بن عمران وعيسى ابن مريم
والنبيون من قبلهم! وإنما أنت رجل من العرب فما لك والنبوة؟
ولكن لكل قول حقيقة ولكل بدء شأن فحدثني بحقيقة قولك
وبدء شأنك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حليما لا يجهل فقال له: يا أخا
بني عامر! إن للامر الذي سألتني عنه قصصا ونبأ فاجلس حتى أنبئك
بحقيقة قولي وبدء شأني، فجلس العامري بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن والدي لما بنى بأمي حملت فرأت فيما يرى النائم أن
نورا خرج من جوفها فجعلت تتبعه بصرها حتى ملا ما بين السماء
والأرض نورا، فقصت ذلك على حكيم من أهلها فقال لها: والله
لئن صدقت رؤياك ليخرجن من بطنك غلام يعلو ذكره بين
السماء والأرض! وكان هو الحي من بني سعد بن هوازن ينتابون
نساء أهل مكة فيحضنون أولادهم وينتفعون بخيرهم، وإن أمي ولدتني
456

في العام الذي قدموا فيه وهلك والدي فكنت يتيما في حجر عمي
أبي طالب، فأقبل النسوان يتدافعنني ويقلن: ضرع (1) صغير
لا أب له فما عسينا أن ننتفع به من خير وكانت فيهن امرأة يقال
لها أم كبشة ابنة الحارث فقالت: والله لا أنصرف عامي هذا خائبة
أبدا؟ فأخذتني وألقتني على صدرها فدر لبنها فحضنتني، فلما بلغ ذلك
عمي أبا طالب اقطعها إبلا ومقطعات من الثياب، ولم يبق عم من
عمومتي إلا أقطعها وكساها، فلما بلغ ذلك النسوان أقبلن إليها يقلن:
أما والله يا أم كبشة! لو علمنا بركة هذا تكون هكذا ما سبقتنا
إليه ثم ترعرعت وكبرت وقد بغضت إلي أصنام قريش والعرب
فلا أقربها ولا آتيها، حتى إذا كان بعد زمن خرجت بين أتراب
لي من العرب نتقاذف بالاجلة يعني البعر فإذا بثلاثة نفر
مقبلين معهم طست مملوة ثلجا فقبضوا علي من بين الغلمان، فلما
رأى ذلك الغلمان انطلقوا هرابا، ثم رجعوا فقالوا: يا معشر النفر!
إن هذا الغلام ليس منا ولا من العرب، وإنه لابن سيد قريش
وبيضة (2) المجد، وما من حي من أحياء العرب إلا لآبائه في
رقابهم نعمة مجللة، فلا تصنعوا بقتل هذا الغلام شيئا، وإن كنتم

(1) ضرع: الضارع: النحيف الضاوي الجسم. يقال: ضرع يضرع فهو
ضارع وضرع، بالتحريك. النهاية 3 / 84 ب
(2) وبيضة المجد: أي مجتمعه وموضع سلطانه ومصتقر دعوته. النهاية 1 / 172. ب
457

لابد قاتليه فخذوا أحدنا فاقتلوه مكانه، فأبوا أن يأخذوا مني
فدية، فانطلقوا وأسلموني في أيديهم، فأخذني أحدهم فأضجعني إضجاعا
رقيقا فشق ما بين صدري إلى عانتي، ثم استخرج قلبي فصدعه
فاستخرج منه مضغة سوداء منتنة فقذفها، ثم غسله في تلك الطست
بذلك الثلج ثم رده، ثم أقبل الثاني فوضع يده على صدري إلى
عانتي، فالتأم ذلك كله، ثم أقبل الثالث وفي يده خاتم له شعاع
فوضعه بين كتفي وثديي، فلقد لبثت زمانا من دهري وأنا أجد
برد ذلك الخاتم، ثم انطلقوا، وأقبل الحي بحذافيرهم، فأقبلت معهم
إلي أمي التي أرضعتني، فلما رأت ما بي التزمتني وقال: يا محمد!
لوحدتك وليتمك، وأقبل الحلي يقبلون ما بين عيني إلى
مفرق رأسي ويقولون: يا محمد! قتلت لوحدتك وليتمك، احملوه
إلى أهله لا يموت عندنا فحملت إلى أهلي فلما رآني عمي أبو طالب
قال: والذي نفسي بيده لا يموت ابن أخي حتى تسود به قريش جميع العرب!
احملوه إلى الكاهن، فحملت إليه، فلما رآني قال: يا محمد!
حدثني ما رأيت وما صنع بك، فأنشأت أقص عليه القصص،
فلما سمعني وثب علي والتزمني وقال: يا للعرب! اقتلوه، فوالذي
نفسي بيده! لئن بقي حتى يبلغ مبالغ الرجال ليشتمن موتاكم وليسفهن
رأيكم وليأتينكم بدين ما سمعتم بمثله قط، فوثبت عليه أمي التي
458

أرضعتني فقالت: إن كانت نفسك قد غمتك فالتمس لها من
يقتلها، فأنا غير قاتلي هذا الغلام فهذا بدء شأني وحقيقة قولي.
فقال العامري: ما تأمرني به يا محمد؟ قال: آمرك أن تشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وتصلي الخمس لوقتهن،
وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا،
وتؤدي زكاة مالك، قال: فما لي إن فعلت ذلك؟ قال: جنات
عدن تجري من تحتها الأنهار، ذلك جزاء من تزكى، قال:
يا محمد! فأي المسمعات أسمع؟ قال: جوف الليل الدامس إذا
هدأت العيون، فان الله حي قيوم يقول: هل من تائب فأتوب
عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له ذنبه؟ هل من سائل فأعطيه سؤله؟
فوثب العامري فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
الله (كر، وقال: هذا حديث غريب وفيه من يجهل. وقد روي
عن شداد من وجه آخر فيه انقطاع). 35559 عن عمر بن صيح عن ثور بن يزيد عن مكحول
عن شداد ابن أوس قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
أتاه رجل من بني عامر وهو سيد قومه وكبيرهم ومديرهم (1) يتوكأ

(1) ومدرههم: في حديث شداد بن أوس (إذ أقبل شيخ من بني عامر،
هو مدره قومه) المدره: زعيم القوم وخطيبهم، والمتكلم عنهم،
الذين يرجعون إلى رأيه. النهاية 4 / 310. ب
459

على عصاه فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ونسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جده
فقال: يا ابن عبد المطلب! إني أنبئت أنك تزعم أنك رسول الله
إلى الناس، أرسلك بما أرسل به إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من
الأنبياء، ألا! وإنك قد تفوهت بعظيم! إنما كانت الأنبياء والملوك
في بيتين من بني إسرائيل: بيت نبوة، وبيت ملك، فلا أنت
من هؤلاء ولا أنت من هؤلاء، إنما أنت رجل من العرب، فما
لك والنبوة! ولكن لكل أمر حقيقة فأنبئني بحقيقة قولك وشأنك
فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم مسألته ثم قال: يا أخا بني عامر! إن للحديث
الذي تسأل عنه نبأ ومجلسا فاجلس، فثنى رجله وبرك كما يبرك
البعير، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أخا بني عامر! إن حقيقة قولي وبدء
شأني دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى ابن مريم، وإني كنت
بكر أمي وإنها حملتني كأثقل ما تحمل النساء حتى جعلت تشتكي
إلى صواحبها ثقل ما تجد، وإن أمي رأت في المنام أن الذي في
بطنها نور! قالت: فجعلت أتبع بصري النور، فجعل النور
يسبق بصري حتى أضاء لي مشارق الأرض ومغاربها، فلما نشأت
بغضت إلي الأوثان وبغض إلي الشعر، واسترضع لي في بني
جشم بن بكر، فبينما أنا ذات يوم في بطن واد مع أتراب لي من
الصبيان إذ أنا برهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملآن من ثلج
460

فأخذوني من بين أصحابي، وانطلق أصحابي هرابا حتى انتهوا إلى شفير
الوادي، ثم اقبلوا على الرهط فقالوا: ما لكم ولهذا الغلام؟ إنه غلام
ليس منا وهو ابن سيد قريش وهو مسترضع فينا من غلام يتيم
ليس له أب فما ذا يرد عليكم قتله؟ ولئن كنتم لا بد فاعلين فاختاروا
منا أينا شئتم فليأتكم فاقتلوه مكانه ودعوا هذا الغلام، فلم يجيبوهم،
فلما رأى الصبيان أن القوم لا يجيبونهم انطلقوا هرابا مسرعين إلى
الحي يؤذنونهم به ويستصرخونهم على القوم، فعمد إلي أحدهم
فأضجعني إلى الأرض إضجاعا لطيفا، ثم شق ما بين صدري إلى متن
عانتي وأنا أنظر فلم أجد لذلك مسا، ثم أخرج أحشاء بطني فغسله بذلك
الثلج فأنعم غسله ثم أعادها مكانها، ثم قام الثاني فقال لصاحبه: تنح،
ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي وأنا أنظر، فصدعه فأخرج
منه مضغة سوداء فرمى بها، ثم قال بيده كأنه يتناول شيئا فإذا أنا
بخاتم في يده من نور يخطف أبصار الناظرين دونه فختم على قلبي،
فامتلأ نورا وحكمة، ثم أعاده مكانه، فوجدت برد ذلك الخاتم في
قلبي دهرا، ثم قام الثالث فنحى صاحبيه فأمر بيده بين
ثديي ومنتهى عانتي، والتأم ذلك الشق بأذن الله، ثم أخذ
بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا، فقال الأول الذي شق
461

بطني: زنوه بعشرة من أمته، فوزنوني فرجحتهم، ثم قال: زنوه
بمائة من أمته، فوزنوني فرجحتهم، ثم قال: زنوه بألف من أمته،
فوزنوني فرجحتهم، ثم قال: دعوه فلو وزنتموه بأمته جميعا لرجح
بهم، ثم قاموا إلي فضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني
ثم قالوا: يا حبيب! لم ترع، إنك لو تدري ما يراد بك من الخير
لقرت عينك! فبينما نحن كذلك إذ أقبل الحي بحذافيرهم وإذا
ظئري (1) أمام الحي تهتف بأعلى صوتها وهي تقول: يا ضعيفاه،
فأكبوا علي يقبلوني ويقولون: يا حبذا أنت من ضعيف! ثم قالت:
يا وحيداه! فأكبوا علي وضموني إلى صدورهم وقالوا: يا حبذا أنت
من وحيد! ما أنت بوحيد، إن الله معك وملائكته والمؤمنون من
أهل الأرض، ثم قالت: يا يتيماه! استضعفت من بين أصحابك
فقلت لضعفك، فأكبوا علي وضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وقالوا:
يا حبذا أنت من يتيم! ما أكرمك على الله تعالى! لو تعلم ماذا
يراد بك من الخير! فوصلوا إلى شفير الوادي، فلما بصرت بي ظئري
قالت: يا بني! ألا أراك حيا بعد؟ فجاءت حتى أكبت علي
فضمتني إلى صدرها، فوالذي نفسي بيده! إني لفي حجرها قد ضمتني

(1) ظئري: الظئر: المرضعة غير ولدها. ويقع على الذكر والأنثى.
النهاية 3 / 155. ب
462

إليها وإن يدي لفي يد بعضهم وظننت أن القوم يبصرونهم فإذا هم لا
يبصرونهم، فجاء بعض الحي فقال: هذا غلام أصابه لمم أو طائف
من الجن، فانطلقوا بنا إلى الكاهن ينظر إليه ويداويه، فقلت له:
يا هذا! ليس بي شي ء مما تذكرون، إن لي نفسا سليمة وفؤادا
صحيحا وليس بي قلبة، فقال أبي وهو زوج ظئري: ألا ترون
كلامه صحيحا؟ إني لأرجو أن لا يكون بابني بأس، فاتفق القوم
على أن يذهبوا بي إلى الكاهن، فاحتملوني حتى ذهبوا بي إليه فقصوا
عليه قصتي، فقال اسكتوا حتى أسمع من الغلام فإنه أعلم بأمر،
فقصصت عليه أمري من أوله إلى آخره، فلما سمع مقالتي ضمني إلى
صدره ونادى بأعلى صوته: يا للعرب! اقتلوا هذا الغلام واقتلوني
معه، فواللات والعزى! لئن تركتموه ليبذلن دينكم وليسفهن
أحلامكم وأحلام آبائكم وليخالفن أمركم وليأتينكم بدين لم تسموا بمثله،
فانتزعته ظئري من يده وقالت: لانت أعته منه وأجن، ولو علمت
أن هذا يكون من قولك ما أتيتك به، ثم احتملوني ما ردوني إلى
أهلي، فأصبحت مغموما مما دخل بي، وأصبح أثر الشق ما بين
صدري إلى منتهى عانتي كأنه شراك فذاك حقيقة قولي وبدء شأني.
فقال العامري: أشهد أن لا إله إلا الله وأن أمرك حق، فأنبئني
بأشياء أسألك عنها، قال: سل عنك وكان يقول للسائلين قبل ذلك
463

سل عما بدا لك، فقال يومئذ للعامري: سل عنك، فإنها لغة بني
عامر فكلمه بما يعرف فقال العامري: أخبرني يا ابن عبد المطلب!
ماذا يزيد في الشر؟ قال: التمادي، قال: فهل ينفع البر بعد الفجور؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، إن التوبة تغسل الحوبة (1)، وإن الحسنات
يذهبن السيئات، فإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أعانه
عند البلاء، قال العامري: وكيف ذلك يا ابن عبد
المطلب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك بأن الله يقول: لا أجمع
لعبدي أبدا أمنين ولا أجمع له أبدا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا
خافني يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع
فيه عبادي في حظيرة القدس، فيدوم له أمنه ولا أمحقه فيمن أمحق
فقال العامري: يا ابن عبد المطلب! إلى ما تدعو؟ قال: أدعو إلى
عبادة الله وحده لا شريك له، وأن تخلع الأنداد وتكفر باللات
والعزى: وتقر بما جاء من الله من كتاب ورسول، وتصلي
الصلوات الخمس بحقائقهن، وتصوم شهرا من السنة، وتؤدي زكاة
مالك فيطهرك الله به ويطيب لك مالك، وتحج البيت إذا وجدت
إليه سبيلا، وتغتسل من الجنابة، وتقر بالبعث بعد الموت وبالجنة
والنار، قال: يا ابن عبد المطلب! فإذا أنا فعلت هذا فما لي؟ قال

(1) الحوبة: الاثم. النهاية 1 / 455. ب
464

النبي صلى الله عليه وسلم: (جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك
جزاء من تزكى)، قال: يا ابن عبد المطلب! هل مع هذا من الدنيا
شئ؟ فإنه يعجبنا الوطاءة في العيش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم،
النصر والتمكين في البلاد، فأجاب العامري وأناب (ع وأبو نعيم في
الدلائل، كر، وقال: مكحول لم يدرك شدادا.
35560 المعافي بن زكريا القاضي حدثنا الحسن بن علي بن
زكريا العدوي أبو سعيد البصري حدثنا أحمد بن محمد المكي أبو بكر
حدثنا محمد بن عبد الرحمن المديني عن محمد بن عبد الواحد الكوفي
حدثنا محمد بن أبي بكر الأنصاري (عن عبادة بن الصامت وكان عقيبا
بدريا نقيبا أنه قال: بعثني أبو بكر إلى ملك الروم يدعوه إلى الاسلام
ويرغبه فيه ومعي عمرو بن العاص بن وائل السهمي وهشام بن العاص
ابن وائل السهمي وعدي بن كعب ونعيم بن عبد الله النحام، فخرجنا
حتى قدمنا على جبلة بن الأيهم دمشق، فأدخلنا على ملكهم بها الرومي
فإذا هو على فرش له مع الأسقف، فأجلسنا وبعث إلينا رسوله
وسألنا أن نكلمه، فقلنا: لا والله لا نكلمه برسول بيننا وبينه!
فإن كان له في كلامنا حاجة فليقربنا منه، فأمر بسلم فوضع
ونزل إلى فرش له في الأرض فقربنا فإذا هو عليه ثياب سود
465

مسوح، فقال له هشام بن العاص بن وائل: ما هذه المسوح التي
عليك؟ قال: لبستها ناذرا أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام،
فقلنا: قال القاضي: وذكر كلاما خفي علي من كتابي معناه
بل نملك مجلسك وبعده ملككم الأعظم، فوالله لنأخذنه إن شاء
الله! فإنه قد أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم الصادق البار، قال: إذا أنتم
السمراء، قال: قلنا: وما السمراء؟ قال: لستم بها، قلنا: ومن هم؟
قال: الذين يقومون الليل ويصومون النهار، قال فقلنا: نحن والله هم!
قال فقال: وكيف صومكم وصلاتكم وحالكم؟ فوصفنا له أمرنا، فنظر إلى
أصحابه وراطنهم (1) وقال لنا: ارتفعوا، قال: ثم علا وجهه سواد
حتى كأنه قطعة مسح من شدة سواده وبعث معنا رسلا إلى ملكهم
الأعظم بالقسطنطينية، فخرجنا حتى انتهينا إلى مدينتهم ونحن على
رواحلنا علينا العمائم والسيوف، فقال لنا الذين معنا: إن دوابكم
هذه لا تدخل مدينة الملك، فان شئتم فجئناكم ببراذين وبغال، قلنا:
لا والله لا ندخلها إلا على رواحلنا! فبعثوا إليه يستأذنونه، فأرسل
إليهم أن خلوا سبيلهم، ودخلنا على رواحلنا حتى انتهينا إلى غرفة

(1) وراطنهم: الرطانة - بفتح الراء وكسرها -، والتراطن: كلام
لا يفهمه الجمهور، وإنما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة، والعرب تخص
بها غالبا كلام العجم. النهاية 2 / 233. ب
466

مفتوحة الباب فإذا هو فيها جالس ينظر، قال: فأنخنا تحتها ثم قلنا:
لا إله إلا الله والله أكبر، فيعلم الله لانتفضت (1) حتى كأنها
نخلة تصفقها الريح، فبعث إلينا رسولا أن هذا ليس لكم أن
تجهروا بدينكم في بلادنا، وأمر بنا فأدخلنا عليه فإذا هو مع بطارقته،
وإذا عليه ثياب حمر، فإذا فرشه وما حواليه أحمر، وإذا رجل
فصيح بالعربية يكتب فأومأ إلينا فجلسنا ناحية، فقال لنا وهو
يضحك: ما منعكم أن تحيوني بتحيتكم فيما بينكم؟ فقلنا: نرغب بها
عنك، وأما تحيتك التي لا ترضى إلا بها فإنها لا تحل لنا أن
نحييك بها، قال: وما تحيتكم فيما بينكم؟ قلنا: السلام، قال: فما
كنتم تحيون به نبيكم؟ قلنا: بها، قال: فما كان تحيته هو؟ قلنا،
بها، قال: فبم تحيون ملككم اليوم! قلنا: بها، قال: فبم يجيبكم؟
قلنا: بها، قال: فما كان نبيكم يرث منكم؟ قلنا: ما كان يرث إلا
ذا قرابة، قال: وكذلك ملككم اليوم؟ قلنا: نعم، قال: فما أعظم
كلامكم عندكم؟ قلنا: لا إله إلا الله قال: فيعلم الله لانتفض حتى
كأنه طير ذو ريش من حسن ثيابه، ثم فتح عينيه في وجوهنا،

(1) لانتفضت: أي تحركت النهاية. 5 / 97. ب
وفي الخصائص: فلقد تنقضت. وفي حديث هرقل " ولقد تنقضت
الغرفة " أي تشققت وجاء صوتها. النهاية 5 / 107. ب
467

قال فقال: هذه الكلمة التي قلتموها حين نزلتم تحت غرفتي؟ قلنا:
نعم، قال: كذلك إذا قلتموها في بيوتكم تنفضت لها سقوفكم؟ قلنا: والله ما رأيناها صنعت هذا قط إلا عندك وما ذاك إلا لأمر أراده
الله تعالى، قال: ما أحسن الصدق! أما والله لوددت أني خرجت
من نصف ما أملك وأنكم لا تقولونها على شئ إلا انتفض لها، قلنا:
ولم ذاك؟ قال: ذاك أيسر لشأنها وأحرى أن لا تكون من النبوة
وأن تكون من حيل ولد آدم، قال: فماذا تقوون إذا فتحتم
المدائن والحصون؟ قلنا: نقول: لا إله إلا الله والله أكبر، قال:
تقولون: لا إله إلا الله والله أكبر ليس غيره شئ؟ قلنا:
نعم، قال: تقولون الله أكبر هو أكبر من كل شئ؟ قلنا
نعم، قال: فنظر إلى أصحابه فراطنهم! ثم أقبل علينا فقال: أتدرون
ما قلت لهم؟ قل: ما أشد اختلاطهم، فأمر لنا بمنزل وأجرى
لنا نزلا، فأقمنا في منزلنا تأتينا ألطافه غدوة وعشية. ثم بعث
إلينا فدخلنا عليه ليلا وحده ليس معه أحد، فاستعادنا الكلام فأعدناه
عليه، ثم دع بشئ كهيئة الربعة (1) ضخمة مذهبة فوضعها بين
يديه، ثم فتحها فإذا بها بيوت صغار وعليها أبواب، ففتح منها بيتا
فاستخرج منها خرقة حرير سوداء فنشرها فإذا فيها صورة حمراء

(1) الربعة: إناء مربع كالجونة. النهاية 2 / 189. ب
468

وإذا رجل ضخم العينين عظيم الأليتين لم ير مثل طول عنقه في مثل
جسده أكثر الناس شعرا، فقال لنا: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا
قال: هذا آدم صلى الله عليه وسلم: ثم أعاده ففتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة
حرير سوداء فنشرها فإذا بها صور بيضاء وإذا رجل له شر كثير
كشعر القبط قال القاضي: أراه قال ضخم العينين بعيد ما بين
المنكبين عظيم الهامة، فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا لا، قال: هذا
نوح صلى الله عليه وسلم، ثم أعادها في موضعها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة
حرير خضراء فإذا به صورة شديدة البياض وإذا رجل حسن الوجه
حسن العينين شارع الانف سهل الخدين أشيب الرأس أبيض اللحية
كأنه حي يتنفس، فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا
إبراهيم صلى الله عليه وسلم، ثم أعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير
خضراء فإذا فيها صورة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: تدرون من هذا؟ قلنا:
هذا محمد صلى الله عليه وسلم وبكينا، فقال: بدينكم أنه محمد؟ قلنا نعم،
بديننا أنها صورته كأنما ننظر إليه حيا. قال: فاستخف حتى قام على
رجليه قائما ثم جلس فأمسك طويلا فنظر في وجوهنا فقال: أما إنه
كان آخر البيوت ولكني عجلته لأنظر ما عندكم، فأعاده وفتح بيتا
آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا فيها صورة رجل جعد
469

أبيض قطط غائر العينين حديد النظر عابس متراكب الأسنان
مقلص الشفة كأنه من رجال أهل البادية، فقال: تدرون من هذا؟
قلنا: لا، قال: هذا موسى، وإلى جانبه صورة شبيهة به رجل
مدر الرأس عريض الجبين بعينيه قبل (1)، قال: تدرون من هذا؟
قلنا: لا، قال: هذا هارون، فأعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه
خرقة حرير خضراء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء وإذا رجل شبه
المرأة ذو عجيزة وساقين، قال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال:
داود، فأعادها وفتح بيتا آخر فاستخرج منه خرقة حرير خضراء فإذا
فيها صورة ة بيضاء فإذا رجل أوقص قصير الظهر طويل الرجلين على
فرس، لكل شئ منه جناح، قال: تدرون من هذا؟ قلنا: لا،
قال: هذا سليمان وهذه الريح تحمله، ثم أعادها وفتح بيتا آخر فيه
خرقة حرير خضراء فنشرها فإذا فيها صورة بيضاء وإذا رجل شاب
حسن الوجه حسن العينين شديد سواد اللحية يشبه بعضه بعضا،
فقال: أتدرون من هذا؟ قلنا: لا، قال: عيسى ابن مريم، فأعادها
وأطبق الربعة. قال قلنا: أخبرنا عن قصة الصور ما حالها؟ فانا

(1) قبل: هو إقبال السواد على الانف. وقيل: هو ميل كالحول.
النهاية 4 / 9. ب
470

نعلم أنها تشبه الذين صورت صورهم فانا رأينا نبينا صلى الله عليه وسلم يشبه صورته،
قال: أخبرت أن آدم سأل ربه أن يريه أنبياء بنيه، فأنزل عليه
صورهم، فاستخرجها ذو القرنين من خزانة آدم في مغرب الشمس،
فصورها لنا دانيال في خرق الحرير على تلك الصور، فهي هذه بعينها.
أما والله لوددت أن نفسي طابت بالخروج من ملكي فتابعتكم على
دينكم وأن أكون عبدا لأسوئكم ملكة! ولكن نفسي لا تطيب.
فأجازنا فأحسن جوائزنا، وبعث معنا من يخرجنا إلى مأمننا،
فانصرفنا إلى رحالنا. قال القاضي: قد كنا أملينا هذا الخبر من وجه
آخر، ومعاني الخبرين متقاربة، ولما حضرنا هذا الخبر من هذا الطريق
رسمناه ههنا وقد تضمن ما يدل على صدق نبينا وصحة نبوته على كثرة
الاخبار والروايات فيه وشهادة الكتب السالفة مع تأييد الله عز وجل
اسمه إياه بالمعجزات التي أظهرها على يده والاعلام الشاهدة له (كر).
35561 عن العباس بن مرداس السلمي أنه كان في لقاح له
نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب
بيض مثل اللبن فقال: يا عباس بن مرداس! ألم تر أن السماء
كفت أحراسها، وأن الحرب تجرعت أنفاسها، وأن الخيل وضعت
أحلاسها وأن الدين نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء مع صاحب
471

الناقة القصوى، قال: فخرجت مذعورا قد راعني ما رأيت وسمعت
حتى أتيت وثنا لي يدعى بالضمار (1) وكنا نعبده ويكلم من جوفه
فكنست ما حوله، ثم تمسحت به وقبلته وإذا صائح يصيح
من جوفه:
قل للقبائل من سليم كلها * هلك الضمار وفاز أهل المسجد
هلك الضمار وكان يعبد مرة * قيل الصلاة مع النبي محمد
إن الذي بالقول أرسل والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد
قال: فخرجت مذعورا حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة
وأخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاثمائة من قومي من بني حارثة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة فدخلت المسجد، فلما رآني النبي صلى الله عليه وسلم
فرح بي وقال: يا عباس كيف كان إسلامك؟ فقصصت عليه
القصة، فسر بذلك وقال: صدقت، فأسلمت أنا وقومي (الخرائطي
في الهواتف، كر، وسنده ضعيف).
35562 (مسند أيمن بن خريم) عن أبي بكر بن عياش
قال حدثني سفيان بن زياد الأسدي عن أيمن بن خريم الأسدي قال قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيمن! إن قومك أسرع العرب هلاكا

(1) بالضمار: والضمار ككتاب: صنم عبده العباس بن مرداس ورهطه.
القاموس 2 / 76. ب
472

(الحسن بن سفيان وابن منده، كر، قال كر: سفيان بن زياد لم
يسمع من أيمن، وأبو بكر بن عياش قال في المغني: صدوق امام
ضعفه محمد بن عبد الله بن نمير ويحيى القطان، وقال ابن معين: ثقة).
شفقته صلى الله عليه وسلم
35563 عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول صلى
الله عليه وسلم: اللهم اغفر لقومي! فإنهم لا يعلمون (ز) (1).
باب في فضائل الأنبياء
جامع الأنبياء
35564 عن أبي ذر قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أي الأنبياء أول!
قال: آدم، قلت: أو نبيا كان؟ قال: نعم، نبي مكلم، قلت:
فكم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا (ابن
سعد، ش).
35565 عن عائشة قالت قلت: يا رسول الله! إنك تأتي
الخلاء فلا نرى شيئا من الأذى إلا أنا نجد رائحة المسك، فقال:
إنا معشر الأنبياء نبتت أجسادنا على أرواح أهل الجنة، وأمرت
الأرض ما كان منا أن تبتلعه (الديلمي، وفيه عنبسة بن عبد الرحمن

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد باب غزوة أحد رقم 1792. ص
473

متروك عن محمد بن زاذان، قال خ: لا يكتب حديثه).
35566 عن إبراهيم قال: لم يكن نبي إلا عاش مثل
نصف عمر صاحبه الذي كان قبله وعاش عيسى في قومه أربعين
سنة (كر).
آدم عليه السلام
35567 (مسند أنس) عن سعيد بن ميسرة عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هبط آدم وحواء عريانين جميعا عليهما ورق الجنة
فأصابه الحر حتى قعد يبكي ويقول: يا حواء! قد آذاني الحر،
فجاءه جبريل بقطن وأمرها أن تغزل وعلمها، وامر آدم بالحياكة
وعلمه وأمره أن ينسج، وكان آدم لم يجامع امرأته في الجنة حتى
هبط منها للخطيئة التي أصابها بأكلهما الشجرة، وكان كل واحد
منهما ينام على حدة، ينام أحدهما بالبطحاء، والآخر من ناحية
أخرى، حتى أتاه جبريل فأمره أن يأتي أهله وعلمه كيف يأتيها،
فلما أتاها جاءه جبريل، فقال له: كيف وجدت امرأتك؟ قال:
صالحة (كر، قال عد: سعيد بن ميسرة عن أنس مظلم الأثر).
إبراهيم عليه السلام
35568 عن علي قال: أول من يكسى من الخلائق إبراهيم
474

قبطيتين (1) ثم يكسي النبي صلى الله عليه وسلم حلة وهو عن يمين العرش (ش
وابن راهويه، ع: قط في الافراد، ق في الأسماء والصفات، ص).
35569 (مسند حيدة، عن حبيب، بن حسان بن طلق
ابن حبيب أنه سمع حيدة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول تحشرون يوم
القيامة حفاة عراة غرلا (2)، وأول من يكسى إبراهيم الخليل
يقول الله: اكسوا إبراهيم خليلي ليعلم الناس فضله، ثم يكسى
الناس على قدر الأعمال (أبو نعيم) (3).
35570 عن عثامة بن قيس البجلي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم، ويغفر الله للوط!
لقد كان يأوي إلى ركن شديد (كر) (4).

(1) قبطيتين: القبطية: الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء، وكأنه منسوب
إلى القبط، وهم أهل مصر. وضم القاف من تغيير النسب. وهذا في
الثياب: فأما في الناس فقبطي، بالكسر. النهاية 4 / 6. ب
(2) غرلا: جمع الأغرل، وهو الأقلف. والغرلة، القلفة.
النهاية 3 / 362 ب
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق من باب كيف المحشر 8 / 136. ص
(4) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب زيادة طمأنينة القلب
رقم (238) ص.
475

35571 عن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول من
يكسى إبراهيم عليه الصلاة والسلام (ش).
35572 عن أنس أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير الناس!
قال: ذاك إبراهيم، قال: يا أعبد الناس! قال: ذاك داود (كر).
نوح عليه السلام
35573 عن مجاهد قال: قال لي عمر: هل تدري كم لبث
نوح في قومه؟ قلت: نعم، ألف سنة إلا خمسين عاما، قال: فان
من كان قبل كانوا أطول أعمار ثم لم يزل الناس ينقصون في الخلق
والخلق والأجل إلى يومهم هذا (نعيم بن حماد في الفتن).
موسى عليه السلام
35574 عن أنس قال: لما بعث الله موسى إلى فرعون
نودي: لن يفعل، قال: فلم أفعل؟ قال: فناداه اثنا عشر ملكا
من علماء الملائكة: امض لما أمرت به، فانا جهدنا أن نعلم هذا
فلم نعلمه (ابن جرير).
يونس عليه السلام
35575 عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينبغي لاحد وفي
لفظ: لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى سبح الله في الظلمات
476

(ش وعبد بن حميد وابن مردويه، كر).
35576 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يونس
حين بدا له أن يدعو الله بالكلمات حين ناداه وهو في بطن الحوت
فقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فأقبلت
الدعوة نحو العرش فقالت الملائكة: يا رب! هذا صوت ضعيف
معروف من بلاد غريبة، فقال: أما تعرفون ذلك؟ قالوا: يا رب!
من هو؟ قال: ذلك عبدي يونس الذي لم يزل يرفع له عمل
متقبل ودعوة مستجابة، قالوا: يا رب! أفلا ترحم من كان
يصنع في الرخاء فتجيبه في البلاء، قال: بلى! فأمر الحوت فطرحه
بالعراء (بن أبي الدنيا في..،).
داود عليه السلام
35577 عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن داود
حين نظر إلى المرأة وهم، قطع على بني إسرائيل وأوصى صاحب البعث
فقال: إذا حضر العدو فقرب فلانا بين يدي التابوت وكان
التابوت في ذلك الزمان يستنصر به من قدم بين يدي التابوت لم
يرجع حتى يقتل أو ينهزم عنه الجيش فقتل زوج المرأة ونزل
الملكان على داود يقصان عليه قصته ففطن داود فسجد فمكث أربعين
477

ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على رأسه وأكلت الأرض
جبينه يقول في سجوده: زل داود زلة أبعد ما بين المشرق والمغرب،
رب! إن لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنبه جعلت ذنبه حديثا في
الخلوف من بعده، فجاءه جبريل بعد أربعين ليلة فقال له: يا داود!
قد غفر الله لك الهم الذي هممت، قال داود: قد علمت أن الله
قادر أن يغفر لي الهم الذي هممت به وقد علمت أن الله عدل لا
يميل فكيف بفلان إذا جاء يوم القيامة؟ فقال: يا رب! دمي الذي
عند داود! فقال له جبريل ما سألت ربي عن ذلك ولئن شئت
لأفعلن، قال: تعم، فعرج جبريل فسجد داود فمكث ما شاء الله،
ثم نزل فقال: سألت الله يا داود عن الذي أرسلتني إليه فيه فقال:
قل لداود: إن الله يجمعكم يوم القيامة فيقول: هب لي دمك الذي
عند داود، فيقول: هو لك يا رب! فيقول: فان لك في الجنة ما
اشتهيت وما شئت عوضا (كر).
يوسف عليه السلام
35578 عن أبي موسى: أعجزت أن تكون مثل عجوز
بني إسرائيل! إن موسى حين أراد أن يسير ببني إسرائيل ضل
الطريق فسأل بني إسرائيل: ما هذا؟ قال علماء بني إسرائيل: إن
478

يوسف حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله ألا نخرج من مصر
حتى تنقل عظامه معنا، فقال لهم موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف؟
فقال له علماء بني إسرائيل: ما يدري أين قبر يوسف إلا عجوز من
بني إسرائيل، فأرسل إليها موسى فقال: دليني على قبر يوسف،
فقالت: لا والله حتى تعطيني حكمي! قال: وما حكمك؟ قالت:
حكمي أن أكون معك في الجنة، فكأنه ثقل ذلك عليه، فقيل له:
أعطها، فأعطاها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقع ماء
فقالت: انضبوا هذا الماء، فلما نضبوا قالت: احفروا في هذا
المكان، فلما احتفروا أخرجوا عظام يوسف، فلما استنقلوها من
الأرض إذا الطريق مثل النهار (طب، ك عن أبي موسى) (1).
هود عليه السلام
35579 عن الأصبغ بن نباتة قال: أقبل رجل من حضرموت
فأسلم على يدي علي فقال له علي: أتعرف الأحقاف؟ قال له الرجل:
كأنك تسأل عن قبر هود؟ قال: نعم، قال: خرجت وانا في
عنفوان شبيبتي في غلمة من الحي ونحن نريد أن نأتي قبره لبعد

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2 / 572) وقال صحيح ولم ينوه الذهبي
عليه بشئ. ص *]
479

صوته كان فينا وكثرة من يذكره منا: فسرنا في بلاد الأحقاف
أياما ومعنا رجل قد عرف الموضع، فانتهينا إلى كثيب أحمر فيه
كهوف كثيرة، فمضى بنا الرجل إلى كهف منها فدخلناه، فأمعنا
فيه طويلا، فانتهينا إلى حجرين قد أطبق أحدهما دون الآخر وفيه خلل
يدخل منه الرجل النحيف، فدخلته فرأيت رحلا على سرير شديد
الأدمة طويل الوجه كث اللحية قد يبس على سريره، فإذا
مسست شيئا من جسده أصبته صليبا (1) لم يتغير، ورأيت عند
رأسه كتابا بالعربية: أنا هود الذي أسفت على عاد بكفرها وما
كان لأمر الله من مرد. قال لنا علي، كذلك سمعته من أبي
القاسم صلى الله عليه وسلم (كر).
شعيب عليه السلام
35580 (مسند شداد بن أوس) بكى شعيب النبي من
حب الله عز وجل حتى عمي، فرد الله إليه بصره وأوحى الله إليه:
يا شعيب، ما هذا البكاء؟ أشوقا إلى الجنة أو فرقا من النار؟ قال:
إلهي وسيدي! أنت تعلم، ما أبكي شوقا إلى جنتك ولا فرقا من
النار، ولكن اعتقدت حبك بقلبي، فإذا أنا نظرت إليك فما أبالي

(1) صليبا: الصلب، والصليب: الشديد، وبابه ظرف. المختار 290. ب
480

ما الذي صنع بي؟ فأوحى الله إليه: يا شعيب! إن يك ذلك حقا
فهنيئا لك لقائي يا شعيب! ولذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي
(الخطيب وابن عساكر عن شداد بن أوس، وفيه إسماعيل بن علي
ابن الحسن بن بندار بن المثني الأسترآبادي الواعظ أبو سعيد، قال
الخطيب: لم يكن موثوقا به في الرواية والحديث منكر، وقال الذهبي
في الميزان: هذا حديث باطل لا أصل له، وقال ابن عساكر: رواه
الواحدي عن أبي الفتح محمد بن علي الكوفي عن علي بن الحسن بن
بندار، كما رواه ابنه إسماعيل عنه فقد برئ من عهدته، قال: والخطيب
إنما ذكره لأنه حمل فيه على إسماعيل).
دانيال عليه السلام
35581 عن قتادة عن أنس بن مالك قال: لما فتحنا السوس
وجدنا دانيال في بيت وأن جيفته لترشح منه لم يتغير منه شئ
وعنده في البيت الذي كان فيه مال، فكتب فيه أبو موسى إلى عمر
ابن الخطاب، فكتب عمر أن اغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلوا
عليه وادفنوه، قال قتادة ا: وبلغني أنه دعا أن يورث ماله المسلمين.
قال قتادة: وبلغني أن الأرض لا تسلط على الجسد الذي لم يعمل
خطيئة (المروزي في الجنائز).
481

35582 عن أبي تميم الهيجمي قال: أتانا كتاب عمر أن
اغسلوا دانيال بسدر وماء الريحان (المروزي).
35583 (مسند عمر) عن قتادة: لما فتحت السوس وعليهم
أبو موسى الأشعري وجدوا دانيال في أتون (1) إلى جنبه مال
موضوع من شاء أتى فاستقرض منه إلى أجل فأتى به إلى ذلك الاجل
وإلا برص، فالتزمه أبو موسى وقبله وقال: دانيال ورب الكعبة!
ثم كتب في شأنه إلى عمر، فكتب إليه عمر أن كفنه وحنطه
وصل عليه ثم ادفنه كما دفنت الأنبياء، وانظر ماله فاجعله في
بيت مال المسلمين، فكفنه في قباطي بيض وصلى عليه ودفنه
(أبو عبيد).
سليمان عليه السلام
35584 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينما
امرأتان نائمتان معهما ولداهما عدا الذئب عليهما فأخذ ولد إحداهما
فاختصمتا إلى داود في الباقي، فقضى به للكبرى منهما، فخرجتا فلقيهما
سليمان بن داود فقال: ما قضى به الملك بينكما؟ قالت الصغرى:

(1) أتون: الأتون - بالتشديد - المتوقد، والعامة تخففه، وجمعه أتأتين،
وقيل: هو مولد. المختار 3. ب
482

قضى به للكبرى، قال سليمان: هاتوا السكين فأشقه بينكما، قالت
الصغرى: هو للكبرى دعه لها، فقال سليمان: هو لك خذيه يعني
للصغرى حين رأى رحمتها له. قال أبو هريرة: وما سمعت بالسكين
قط إلا يومئذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كنا نسميها إلا
المدية (عب).
باب فضائل الصحابة
فصل في فضلهم اجمالا
35585 (مسند عمر) عن الأشتر النخعي قال: لما قدم
عمر بن الخطاب الشام بعث إلى الناس فنودوا أن الصلاة جامعة عند
باب الجابية، فلما صفوا قام فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وذكر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحق عليه ذكره ثم قال لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: إن يد الله على الجماعة والفذ من الشيطان وفي لفظ: مع
الشيطان وان الحق أصل في الجنة، وان الباطل أصل في النار،
ألا! وان أصحابي خياركم فأكرموهم، ثم القرن الذين يلونهم، ثم
القرن الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب والهرج (كر).
35586 عن زاذان قال: قدم علينا عمر بن الخطاب بالجابية على
بعير مقتب عليه عباءة قطوانية وبيده عنزة فقال: أيها الناس! اني
483

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم بكى، ثم قال: سمعت حبيبي رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيها الناس! عليكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ثلاثة قرون، ثم يجئ قوم لا خير فيهم، يشهدون ولا
يستشهدون، ويحلفون، ولا يستحلفون. من سره أن ينزل
بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، ألا ان الواحد شيطان وهو من الاثنين
أبعد، ومن ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن (كر).
35587 عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنهى عن
أصحابي من شهد أني رسول الله أن يقول لهم سوءا وقد رضي الله
عنهم وقال لهم في كتابه خيرا، ولكن احفظوني في أصحابي فإنهم
أكثر همي، رفضني الناس وضموني، وكذبني الناس وصدقوني،
وقاتلني الناس ونصروني، ثم الأنصار خاصة فجزاهم الله عني خيرا فإنهم
الشعار دون الدثار (1) (...) (2).

(1) فإنهم الشعار دون الدثار: الدثار: هو الثوب الذي يكون فوق
الشعار، يعني هم الخاصة والناس العامة. النهاية 2 / 100. ب
(2) الفقرة الأخيرة من الحديث هو في الصحيحين وغيره من كتب السنة
ولكنك أيها القارئ قد عرفت الطريق الذي سلكناه في العزو
للأحاديث فأقول: الحديث في صحيح مسلم كتاب الزكاة باب اعطاء المؤلفة
رقم (139). ص
484

35588 عن البراء قال: لا تسبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فوالذي نفسي بيده! لمقام أحدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل
أحدكم عمره (كر).
35589 (مسند ابن مسعود) سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي
الناس أفضل؟ قال: قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم (أبو نعيم)
في المعرفة).
35590 عن ابن مسعود قال: إن الله نظر في قلوب العباد
فاختار محمدا صلى الله عليه وسلم فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه، ثم نظر في قلوب
الناس بعده فاختار له أصحابا فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه، وما رآه
المؤمنون حسنا فهو عند الله حسن، وما رآه المؤمنون قبيحا فهو عند
الله قبيح (ط وأبو نعيم).
فصل في تفضيلهم
فضل الصديق رضي الله عنه
35591 عن أبي بكر قال: قرئت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
الآية) يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية مرضية.) فقلت:
ما أحسن هذا يا رسول الله! فقال: يا أبا بكر! أما ان الملك
سيقولها لك عند الموت (الحكيم).
485

35592 عن أبي جعفر قال: كان أبو بكر يسمع مناجاة
جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يراه (ابن أبي داود في المصاحف، كر).
35593 عن أبي بكر قال: ما دخلني اشفاق من شئ ولا دخلني
في الدين وحشة إلى أحد بعد ليلة الغار، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
رأى إشفاقي عليه وعلى الدين قال لي: هون عليك، فان الله عز وجل
قد قضى لهذا الامر بالنصر والتمام (ابن عساكر).
35594 عن عائشة قالت: لما حضرت أبا بكر الوفاة قال: أي بنية!
انه ليس أحد أحب إلي غنى منك، ولا أعز علي فقرا منك واني قد كنت
نحلتك جداد (1) عشرين وسقا من أرضي التي بالغابة وانك لو كنت
حزتيه كان لك فإذا لم تفعلي فإنما هو للوارث وإنما هما أخواك
وأختاك، قلت: هل هي إلا أم عبد الله؟ قال: نعم، وذو بطن
ابنة خارجة قد ألقي في نفسي أنها جارية فأحسنوا إليها، فولدت
أم كلثوم (عب وابن سعد، ش، ق).
35595 عن القاسم بن محمد أن أبا بكر قال لعائشة: يا بنية!

(1) جداد: ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه " قال لعائشة: إني كنت
نحلتك جاد عشرين وسقا " النهاية 1 / 245. ب
والجداد - بالفتح والكسر -: صرام النخل، وهو قطع ثمرتها يقال:
جد الثمرة يجدها جدا. النهاية 1 / 244. ب
486

إني نحلتك نخلا من خيبر وأني أخاف أن أكون آثرتك على ولدي
وإنك لم تكوني حزتيه فرديه على ولدي، فقالت: يا أبتاه! لو كانت
لي خيبر بجدادها لرددتها (عب).
35596 عن أفلح بن حميد عن أبيه قال: كان المال الذي نحل
عائشة بالعالية من أموال بني النضير بئر حجر كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه
ذلك المال فأصلحه بعد ذلك أبو بكر وغرس فيه وديا (1)
(ابن سعد).
35597 عن مسروق قال: مر صهيب بأبي بكر فأعرض
عنه فقال: ما لك أعرضت عني؟ أبلغك شئ تكرهه؟ قال: لا
والله! لا رؤيا رأيتها لك كرهتها، قال: وما رأيت؟ قال: رأيت
يدك مغلولة إلى عنقك على باب رجل من الأنصار يقال له أبو المحشر،
فقال له أبو بكر: نعم ما رأيت! جمع الله لي ديني إلى يوم الحشر (ش).
35598 عن أبي العالية الرياحي قال: قيل لأبي بكر الصديق:
هل شربت الخمر في الجاهلية؟ فقال: أعوذ بالله! فقيل له: ولم قال:
كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي فان من شرب الخمر كان مضيعا
في عرضه ومروءته، قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدق

(1) وديا: الودي - بتشديد الياء -: صغار النخل: الواحدة: ودية.
النهاية 5 / 170. ب
487

أبو بكر مرتين (ابن ونعيم في المعرفة، كر).
35599 عن عائشة قالت: ما شرب أبو بكر خمرا في الجاهلية
ولا في الاسلام (الدينوري في المجالسة).
35600 عن عائشة قالت: لما توفي صلى الله عليه وسلم اشرأب (1) النفاق
وارتدت العرب وانحازت الأنصار، فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل
بأبي لهاضها (2)، فما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بفنائها وفصلها،
قالوا: أين يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فما وجدنا عند أحد من ذلك
علما، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من نبي
يقبض إلا دفن تحت مضجعه الذي مات فيه، قالت: واختلفوا في
ميراثه فما وجدوا عند أحد من ذلك علما، فقال أبو بكر، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنا معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا
صدقة (أبو القاسم البغوي وأبو بكر في الغيلانيات، كر) (3).

(1) اشرأب: أي: أرتفع وعلا. 2 / 455. ب
(2) لهاضها: أي: لكسرها. والهيض: الكسر بعد الجبر. وهو أشد
ما يكون من الكسر. النهاية 5 / 288. ب
(3) وهكذا أخرجه الترمذي عن عائشة كتاب الجنائز رقم 1023 وقال هذا
حديث غريب. ص
488

35601 عن الزهري قال: قال رجل لأبي بكر: ما أحد
من الناس بعد نفسي أحب إلي صلاحا منك، فقال: ومن نفسك؟
قال: في بعض الأمور (حم في الزهد).
35602 عن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب ذكر
أبا بكر على المنبر فقال: إن أبا بكر كان سابقا مبرزا (ش، حم فيه
وخيشمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة).
35603 عن سهل بن سعد قال: كان أبو بكر لا يلتفت في
صلاته (حم فيه).
35604 عن معاوية بن أبي سفيان قال: إن الدنيا لم ترد
أبا بكر ولم يردها، وأرادت ابن الخطاب فلم يردها (حم).
35605 عن عائشة أن أبا بكر لم يقل شعرا في الاسلام قط
حتى مات، وأنه قد كان حرم الخمر هو وعثمان في الجاهلية (ابن أبي
عاصم في السنة).
35606 عن زيد بن علي بن الحسين قال: سمعت أبي علي بن
الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: قلت لأبي بكر:
يا أبا بكر! من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال لي: أبوك،
فسألت أبي عليا فقلت: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
أبو بكر (الدغولي، كر).
489

35607 عن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان
يتعاهد عجوزا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل فيستسقي
لها ويقوم بأمرها، وكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح
ما أرادت، فجاءها غير مرة فلا يسبق إليها، فرصده عمر فإذا هو
بأبي بكر الصديق الذي يأتيها وهو خليفة، فقال عمر: أنت
لعمري (خط).
35608 عن مالك أن رجلا دعا أبا بكر الصديق في الجاهلية
إلى حاجة له استصحبه أن لا يمر في طريق غير التي يمر فيها،
فقال أبو بكر: أين تذهب عن هذه الطريق؟ قال: إن فيها ناسا
نستحي منهم أن نمر عليهم، فقال أبو بكر: تدعوني إلى طريق
تستحي منها! ما أنا بالذي أصاحبك فأبى أن يتبعه (الزبير
ابن بكار).
35609 عن عائشة قالت: حرم أبو بكر الخمر في الجاهلية
فلم يشربها في جاهلية ولا إسلام، وذلك أنه مر برجل سكران
يضع يده في العذرة ويدنيها من فيه فإذا وجد ريحها صدف (1)
عنها، فقال أبو بكر: إن هذا لا يدري ما يصنع، فحرمها (حل).

(1) صدف: صدف عنه: أعرض، وبابه ضرب وجلس. المختار 284. ب
490

35610 عن ابن شهاب قال: كان في فضائل أبي بكر
الصديق أنه لم يكفر بالله ساعة (اللالكائي).
35611 عن عمر: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أن نتصدق
ووافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته
يوما، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت
لأهلك؟ قلت، أبقيت لهم، قال: ما أبقيت لهم؟ قلت: مثله،
وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر! ما أبقيت لأهلك؟
فقال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شئ أبدا
(الدارمي، د، ت وقال: حسن صحيح (1)، والشاشي وابن أبي
عاصم وابن شاهين في السنة، ك، حل، ق، ض).
35612 عن عائشة عن عمر بن الخطاب قال: أبو بكر سيدنا
وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ت وقال: هذا حديث صحيح (2)
غريب، وابن أبي عاصم، حب، ك، ص).
35613 عن محمد بن سيرين قال: ذكر رجال على عهد

(1) أخرجه الترمذي كتاب مناقب أبي بكر الصديق رقم 3757 وقال حسن
صحيح. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب مناقب أبي بكر الصديق رقم 3739 وقال هذا
حديث صحيح غريب. ص
491

عمر فكأنهم فضلوا عمر على أبي بكر، فبلغ ذلك عمر فقال: والله
لليلة من أبي بكر خير من آل عمر! وليوم من أبي بكر خير
من آل عمر، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه
أبو بكر فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه حتى فطن له
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا بكر؟ ما لك تمشي ساعة بين يدي
وساعة خلفي؟ فقال: يا رسول الله! أذكر الطلب فأمشي خلفك
ثم أذكر الرصد (1) فأمشي بين يديك: فقال: يا أبا بكر! لو كان
شئ أحببت أن يكون بك دوني؟ قال: نعم، والذي بعثك بالحق!
ما كانت لتكون من ملمة إلا أن تكون بي دونك، فلما انتهينا
إلى الغار قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك
الغار فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه ذكر أنه لم يستبرئ
الجحرة فقال: مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة فدخل
واستبرأ ثم قال: انزل يا رسول الله! فنزل، قال عمر: والذي
نفسي بيده! لتلك الليلة خير من آل عمر (ك، ق في الدلائل) (2).

(1) الرصد: - بفتحتين - القوم يرصدون كالحرس، يستوى فيه الواحد
والجمع والمؤنث. المختار 194. ب
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الهجرة (3 / 6) وقال صحيح وأقره
الذهبي وقال صحيح مرسل. ص
492

35614 عن هزيل بن شرحبيل قال قال عمر بن الخطاب
لو وزن إيمان أبي بكر بايمان أهل الأرض لرجح بهم (معاذ في
زيادات مسند مسدد والحكيم وحسنه في فضائل الصحابة، ورسته في
الايمان، هب).
35615 عن ضبة بن محصن العنزي قال قلت لعمر بن الخطاب:
أنت خير من أبي بكر، فبكى وقال: والله: ليلة من أبي بكر
ويوم خير من عمر عمر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قلت:
نعم، يا أمير المؤمنين! قال: أما ليلته فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
هاربا من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر فجعل يمشي مرة
أمامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن يساره، فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف هذا من فعلك؟ فقال:
يا رسول الله! أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون
خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، فمشى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما
رآه أبو بكر قد حفيت رجلاه حمله على كاهله جعل يشتد به حتى
أتى به فم الغار فأنزله ثم قال: والذي بعثك بالحق! لا تدخله
حتى أدخله، فإن كان فيه شئ نزل بي قبلك: فدخل فلم ير
شيئا فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حياة وأفاعي فخشي
493

أبو بكر أن يخرج منهن شئ يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقمه قدمه
فجعل يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي وجعلت دموعه تنحدر
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: يا أبا بكر! لا تحزن إن الله معنا، فأنزل
الله سكينته طمأنينة لأبي بكر فهذه ليلته. وأما يومه فلما توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب فقال بعضهم: نصلي ولا نزكي
وقال بعضهم: لا نصلي ولا نزكي، فأتيته ولا آلو نصحا فقلت:
يا خليفة رسول الله! تألف الناس وارفق بهم، فقال: جبار في
الجاهلية خوار في الاسلام! فيما ذا أتألفهم أبشعر مفتعل أو سحر
مفتري؟ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتفع الوحي فوالله لو منعوني
عقالا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه؟ فقاتلنا
معه، وكان والله رشيد الامر! فهذا يومه (الدينوري في المجالسة
وأبو الحسن ابن بشران في فوائده، ق في الدلائل واللالكائي
في السنة).
35616 عن سالم بن عبيد وكان من أهل الصفة قال: أخذ
عمر بيد أبي بكر فقال له: من له هذه الثلاثة؟ إذ يقول لصاحبه
من صاحبه؟ إذ هما في الغار من هما؟ لا تحزن إن الله معنا
(ابن أبي حاتم).
494

35617 عن ميمون قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: ما
رأيت مثلك: قال: رأيت أبا بكر؟ قال: لا، قال: لو قلت:
نعم إني رأيته، لأوجعتك ضربا (ش).
35618 عن ابن عباس أن عمر قال: لا أسمع بأحد يفضلني
على أبي بكر إلا جلدته أربعين (ش).
35619 عن الحسن قال: قال عمر: وددت أني في الجنة
حيث أرى أبا بكر (ش).
35620 عن عمر قال: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني
بلالا (ابن سعد، ش، خ، ك والخرائطي في مكارم الأخلاق
وأبو نعيم).
35621 عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني عمر بن الخطاب أنه ما سابق
أبا بكر إلى خير قط إلا سبقه به (الديلمي، كر).
35622 عن أبي رجاء قال: قدمت المدينة فرأيت عمر يقبل
رأس أبي بكر (ابن السمعاني في الذيل).
35623 عن زياد بن علاقة قال: رأى عمر رجلا يقول:
إن هذا لخير الأمة بعد نبيها، فجعل عمر يضرب الرجل بالدرة
495

ويقول: كذب الآخر، لأبو بكر خير مني ومن أبي ومنك ومن
أبيك (خيشمة في فضائل الصحابة).
35624 عن يحيى بن سعيد قال: ذكر عمر بن الخطاب فضل
أبي بكر الصديق فجعل يصف مناقبه ثم قال: وهذا سيدنا وبلال
حسنة من حسنات أبي بكر (أبو نعيم).
35625 عن الحسن عن أبي رجاء العطاردي قال: أتيت
المدينة فإذا الناس مجتمعون وإذا في وسطهم رجل يقبل رأس رجل
ويقول: أنا فداؤك؟ لولا أنت هلكنا، فقلت: من المقبل
ومن المقبل؟ قال: ذاك عمر بن الخطاب يقبل رأس أبي بكر في
قتال أهل الردة الذين منعوا الزكاة (كر).
35626 عن عمر قال: وددت أني شعرة في صدر أبي
بكر (مسدد).
35627 عن عمر قال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
فمن قال غير هذا بع مقامي هذا فهو مفتر وعليه ما على المفتري
(اللالكائي).
35628 عن الحسن قال: كان لعمر عيون على الناس فأتوه
فأخبروه أن قوما اجتمعوا ففضلوه على أبي بكر، فغضب وأرسل
496

إليهم فأتي بهم فقال: يا شر قوم! يا شر حي! يا سيد الحصان!
فقالوا: يا أمير المؤمنين! لم تقول لنا هذا؟ ما شأننا؟ فأعاد ذلك
عليهم ثلاث مرات ثم قال بعد: لم فرقتم بيني وبين أبي بكر
الصديق؟ فوالذي نفسي بيده؟ لوددت أني من الجنة حيث أرى فيها
أبا بكر مد البصر (أسد بن موسى في فضائل الشيخين).
35629 عن جبير بن نفير أن نفرا قالوا لعمر بن الخطاب: والله! ما
رأينا رجلا أقضى بالقسط ولا أقول بالحق ولا أشد على المنافقين
منك يا أمير المؤمنين! فأنت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
عوف بن مالك: كذبتم، والله! لقد رأينا خيرا منه بعد النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: من هو يا عوف؟ فقال: أبو بكر، فقال عمر: صدق
عوف وكذبتم، والله! لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك
وأنا أضل من بعير أهلي (أبو نعيم في فضائل الصحابة، قال ابن
كثير، اسناده صحيح).
35630 عن جابر قال: ضرب المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم
مرة حتى غشي عليه، فجاء أبو بكر فقال: سبحان الله! أتقتلون
رجلا أن يقول ربي الله؟ فقالوا: من هذا؟ قيل: ابن أبي قحافة
المجنون (ع، ه‍).
497

35631 عن جابر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا الدرداء يمشي
أمام أبي بكر فقال له: أتمشي قدام رجل ما طلعت الشمس على
أحد منكم أفضل منه! فما رئي أبو الدرداء بعد ذلك إلا خلف
أبي بكر (السراج).
35632 عن علي قال: إن الله هو الذي سمى أبا بكر على
لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم (صديقا) (أبو نعيم في المعرفة).
35633 (أيضا) عن أبي يحيى قال: سمعت عليا يحلف
بالله: الله أنزل اسم أبي بكر من السماء (الصديق) (طب، ك
وأبو طالب اليساري في فضائل الصديق وأبو الحسن البغدادي في فضائل
أبي بكر وعمر).
35634 عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب: إني
لأستحي من ربي أن أخالف أبا بكر (العشاري).
35635 عن علي قال: أبو بكر أفضلنا حديثا (العشاري).
35636 عن علي قال: وهل أنا إلا حسنة من حسنات أبي
بكر (العشاري).
35637 عن جابر قال: رأى رجل صالح ليلة كأن أبا بكر
نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نيط عمر بأبي بكر ثم نيط عثمان بعمر،
498

قال جابر: فلما قمنا قلنا: الرجل الصالح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهؤلاء
ولاة الامر من بعده (نعيم في حماد في الفتن).
35638 عن أبي عبد الرحمن الأزدي قال: لما انقضى الجمل
قامت عائشة فتكلمت فقالت: أيها الناس! إن لي عليكم حرمة
الأمومة وحق الموعظة لا يتهمني إلا من عصى ربه، قبض رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين سحري (1) ونحري وأنا إحدى نسائه في الجنة، ادخرني
ربي وخصني من كل بضاعة، وبي ميز مؤمنكم من منافقكم،
وبي رخص لكم في صعيد الأقراء، وأبي رابع أربعة من المسلمين
وأول من سمي (صديقا)، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض،
فتطوقه واهق (2) الإمامة، ثم اضطرب حبل الدين فأخذ بطرفيه
ورشق لكم أسلمه، فرقد النفاق وغاض (3) نبغ (4) الردة وأطفأ

(1) سحري: السحر: الرئة، أي أنه مات وهو مستند إلى صدرها
وما يحاذي سحرها مه. النهاية 2 / 546. ب
(2) وهق: الوهق بالتحريك وقد يسكن: هو حبل كالطول تشد
به الإبل والخيل لئلا نند. النهاية 5 / 233. ب
(3) وغاض نبغ الردة: أي أذهب ما نبغ منها وظهر. النهاية 3 / 401. ب
نبغ (4) نبغ: في حديث عائشة تصف أباها (غاض نبغ النفاق والردة) أي نقصه
وأذهبه. يقال: نبغ الشئ إذا ظهر، ونبغ فيهم النفاق إذا ظهر ما كانوا
يخفونه منه. النهاية 5 / 10. ب
499

ما حشت (1) يهود، وأنتم حينئذ جحظ (2) تنتظرون العدوة وتستمعون
الصيحة قراب النأى، وأوذم (3) السقاء وامتاح (4) من المهواة (5)
واجتهر دفن الرواء (5) فقبضه الله وأطفأ على هامة النفاق مذكيا نار
الحرب للمشركين يقظان في نصرة الاسلام صفوحا عن الجاهلين
(الزبير بن بكار).
35639 عن عمرو بن العاص قال: قيل: يا رسول الله! أي
الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقال: من الرجال؟ قال: أبوها،
قال، ثم من؟ قال: ثم أبو عبيدة (كر).
35640 عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى دار

(1) وأطفأ ما حشت: أي ما أوقدت من نيران الفتنة والحرب.
النهاية 1 / 390. ب
(2) جحظ: جحوظ العين: نتوءها وانزعاجها، والرجل جاحظ، وجمعه
جحظ. تريد عائشة: وأنتم شاخصوا الابصار، تترقبون أن ينعق
ناعق، أو يدعو إلي وهن الاسلام داع. النهاية 1 / 241. ب
(3) وأوذم السقاء: أي شده بالوذمة. النهاية 5 / 172. ب
(4) وامتاح: هو افتعل أي استقى، من الميح: العطاء. النهاية 4 / 379. ب
(5) المهواة: ومنه حديث عائشة " تصف أباها وامتاح من المهواة أرادت
البئر العميقة أي أنه تحمل ما لم يتحمله غيره. النهاية (5 / 285) ب
(6) واجتهر دفن الرواء: هو بالفتح والمد الماء الكثير. النهاية 2 / 279. ب
500

السلاسل فسأله أصحابه أن يأذن لهم أن يوقدوا نارا ليلا فمنعهم،
فكلموا أبا بكر أن يكلمه في ذلك، فقال: قد أرسلوا إلي لا يوقد
أحد منهم نارا إلا ألقيته فيها، فلقوا العدو فهزمهم، فأرادوا أن
يتبعوهم فمنعهم، فلما انصرف ذلك الجيش للنبي صلى الله عليه وسلم شكوه إليه،
فقال: يا رسول الله! إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا
فيرى عدوهم قلتهم، وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا
عليهم، قال: فأحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره، قال: فقال: يا رسول الله
من أحب الناس إليك؟ قال: لم؟ قال: لأحب من تحب،
قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبو بكر (ع، كر).
35641 عن كعب بن مالك قال: عهدي بنبيكم قبل وفاته
بخمس ليال فسمعته يقول: لم يكن نبي إلا وله خليل من أمته
وإن خليلي منكم أبو بكر بن أبي قحافة، وإن الله اتخذ صاحبكم
خليلا، وإن من كان قبلكم اتخذوا قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد،
ألا وإني أنهاكم عن ذلك ثلاث مرار. ثم أغمي عليه فأفاق فقال:
اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما
تلبسون، وألينوا لهم في القول (أبو سعيد بن الاعرابي في معجمه
والشاشي، قال ابن كثير: غريب ضعيف الاسناد).
501

35642 عن الزهري عن أيوب بن بشير بن أكال قال: سمعت
معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صبوا علي من
سبع قرب من آبار شتى حتى أخرج إلى الناس وأعهد إليهم، فخرج
عاصبا رأسه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن عبدا
من عباد الله خير بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله، فلم
يلقنها إلا أبو بكر فبكى وقال: نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا! فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: على رسلك أفضل الناس عندي في الصحبة وذات اليد ابن
بي قحافة، انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدوها إلا
ما كان من باب أبي بكر فاني رأيت عليه نورا (طس، كر وقال:
هذا وهم فان معاوية لم يرو هذا الحديث، وإنما رواه الزهري عن أيوب
ابن النعمان أحد بني معاوية مرسلا، فظن (أحد بني) معاوية (حدثني)
معاوية فغير حدثني بسمعت ونسب معاوية إلى أبي سفيان) (1).
35643 (مسند ربيعة بن كعب الأسلمي) كنت أخدم
النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني أرضا وأعطى أبا بكر أرضا، وجاءت الدنيا فاختلفنا
في عذق نخلة فقال أبو بكر: هي في حدي، وقلت أنا: هي في
حدي، فكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال أبو بكر كلمة كرهتها وندم،

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 42) وقال: رواه الطبراني في الأوسط
والكبير وإسناده حسن. ص
502

فقال لي: يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصا، فقلت: لا
أفعل، فقال أبو بكر: لتقولن أو لاستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض، فانطلق أبو بكر إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فانطلقت أتلوه، فجاء أناس من أسلم فقالوا: يرحم الله
أبا بكر! في أي شئ يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي
قال لك ما قال! فقلت: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصديق
وهو ثاني اثنين وهو ذو شيبة في الاسلام، فإياكم يلتفت فيراكم
تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه فيغضب
الله لغضبهما فيهلك ربيعة، قالوا: فما تأمرنا؟ قلت: ارجعوا، فانطلق
أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته وحدي حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلي رأسه فقال: يا ربيعة! ما لك
وللصديق؟ قلت: يا رسول الله! كان كذا وكذا فقال لي كلمة
كرهتها فقال لي: قل لي كما قلت لك حتى يكون قصاصا، قال:
أجل فلا ترد عليه ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر! فولى
أبو بكر وهو يبكي (طب عن ربيعة الأسلمي) (1).
(35644) - (مسند أبي الدرداء) رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يمشي

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 45) وقال فيه مبارك بن فضالة
وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات. ص
503

أمام أبي بكر فقال: أتمشي أمام من هو خير منك! إن أبا بكر
خير من طلعت عليه الشمس وغربت (كر، وسنده حسن).
35645 عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك عن أبيه عن
جده أخي كعب بن مالك قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حجة الوداع صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس!
إن أبا بكر لم يسؤني قط (ابن منده وقال: غريب لا نعرفه إلا
من هذا الوجه، كر).
35646 عن ابن عباس قال: قال أبي: تدرون لم سمي
أبو بكر الصديق (عتيقا) قلت لعتق وجهه أو لعتق نسبه،
قال: ليس كما تظن، كانت أمه في الجاهلية إذا ولد لها ولد لم
يعش، فلما ولد أبو بكر جاءت به إلى الكعبة وقالت: يا إلهي
العتيق يا لا إله إلا أنت! هبه لي من الموت، قال: فخرج كف
من ذهب لا معصم لها وإذا بقائل يقول:
فزت بحمل الولد العتيق * يعرف في التوراة بالصديق
قد وهبه الله من الموت وجعله وزير خير أهل الأرض، فلن يفترقا
حيين ولن يفترقا ميتين ولن يفترقا غدا عند الله تعالى (أبو علي
الحسن بن أحمد البناء في مشيخته وابن النجار، وسنده جيد).
35647 عن عبد الله بن الزبير قال: كان اسم أبي بكر
504

عبد الله بن عثمان، فلما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت عتيق الله من
النار سمي (عتيقا) (أبو نعيم، قال ابن كثير: إسناده جيد).
35648 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما نفعني
مال قط ما نفعني مال أبي بكر، فبكى أبو بكر ثم قال: هل أنا
ومالي إلا لك يا رسول الله (كر).
35649 عن أبي هريرة قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت
وأبو بكر الصديق عن يمينه وقال: هنيئا لك يا أبا بكر تحية من
عند الله إياك! هبط جبريل فقال: يا محمد! من هذا المتخلل
بالعباءة عن يمينك؟ فقلت: هذا أبو بكر، أنفق ماله علي قبل
الفتح وصدقني وزوجني ابنته، فقال: يا محمد! أقرئه السلام من
الله وقل له: أراض أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فبكى
أبو بكر طويلا ثم قال: رضيت وسلمت لقضاء الله وقدره
يا رسول الله (أبو نعيم في فضائل الصحابة، قال ابن كثير: فيه غرابة
شديدة وشيخ الطبراني عبد الرحمن بن معاوية العتبي وشيخه محمد بن نصر
الفارسي لا أعرفهما ولم أر أحدا ذكرهما).
35650 عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج
عن عطاء عن ابن عباس أن أبا بكر الصديق صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو ابن ثمان عشرة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين وهم يريدون الشام
505

في تجارة حتى إذا نزلوا منزلا فيه سدرة قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيراء يسأله عن شئ فقال
له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال له: ذلك محمد بن عبد الله
ابن عبد المطلب، فقال: هذا والله نبي! ما استظل تحتها بعد عيسى
ابن مريم إلا محمد، ووقع في قلب أبي بكر اليقين والصدق، فلما
نبئ النبي صلى الله عليه وسلم اتبعه (ابن منده، كر، قال في المغنى: موسى
ابن عبد الرحمن الصنعاني دجال، قال حب: وضع على ابن جريج عن
عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير).
(35651) عن ابن عباس قال: قدم رجل من أهل العراق
وبينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة من النساء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مرحبا برجل غنم وسلم! فقال: يا رسول الله! من أحب الناس
إليك؟ قال: عائشة وهي خلفه جالسة، قال: لم أعن من
النساء، إنما عنيت من الرجال، قال: فأبوها إذن (.. (1).
(35652) - عن أبي واقد قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قوائم

(1) مر معنا هذا الحديث رقم (35606) وكان معزوا إلى هذه الرموز:
الدغولي: كر. وسيأتي الحديث برقم (35687) وعزاه للنسائي.
وأما ما ذكره بلفظه (الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 4 / 33) رقم
(3888) في سنده نافع أبو هرمز الجمال وهو ضعيف. ص
506

منبري رواتب في الجنة وأن عبدا من عبيد الله خير بين الدنيا
ونعيمها وملكها وبين الآخرة فاختار الآخرة، فقال أبو بكر:
نفديك يا رسول الله بأنفسنا وأموالنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت
متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله
(أبو نعيم) (1).
35653 عن ابن عباس أن أبا بكر الصديق صحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان عشرة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة وهم يريدون
الشام في تجارة حتى إذا نزلوا منزلا فيه سدرة قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
في ظلها ومضى أبو بكر إلى راهب يقال له بحيراء يسأله عن شئ
فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة؟ فقال: ذلك محمد بن عبد الله
فقال: هذا والله نبي! ما استظل تحتها بعد عيسى إلا محمد، فوقع
من ذلك في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فلما نبئ النبي صلى الله عليه وسلم
اتبعه (أبو نعيم).
35654 عن عائشة قالت: إني لجالسة ذات يوم ورسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه بفناء البيت والستر بيني وبينهم إذ أقبل أبي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: من أراد وفي لفظ: من سره أن

(1) المقطع الأخير من الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل
الصحابة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا (5 / 5). ص
507

ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر، وإن اسمه الذي
سماه به أهله حيث ولد (عبد الله بن عثمان) فغلب عليه اسم
(العتيق) (ع وأبو نعيم في المعرفة، وفيه صالح بن موسى الطلحي
ضعيف) (1).
35655 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر
عتيق الله من النار، فمن يومئذ سمي (عتيقا) (أبو نعيم، وفيه
إسحاق بن يحيى بن طلحة متروك).
35656 عن عائشة أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا أبا بكر! أنت عتيق الله من النار، فمن يومئذ سمي
(عتيقا) (ت وقال: غريب، وفيه إسحاق المذكور، طب، ك
وابن منده).
35657 عن عائشة قالت: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم أصبح
يحدث بذاك الناس، فارتد ناس ممن كان آمن به وصدق وفتنوا،
فقال أبو بكر: إني لاصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدق بخبر
السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبو بكر (الصديق)
(أبو نعيم، وفيه محمد بن كثير المصيصي ضعفه أحمد جدا، وقال ابن

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 40) وقال رواه البزار والطبراني
ورجالهما ثقات. ص
508

معين: صدوق، وقال ن وغيره: ليس بالقوي).
35658 (مسند عبد الله بن عمر) بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس
وعنده أبو بكر الصديق عليه عباءة قد خلها (1) على صدره بخلال
إذ نزل عليه جبريل فأقرأه من الله السلام وقال له: يا رسول الله!
ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خلها على صدره بخلال! فقال: يا جبريل؟
أنفق ماله علي قبل الفتح، قال: فأقرئه من الله السلام وقل له:
يقول لك ربك: أراض أنت عني في فقرك أم ساخط؟ فبكي
أبو بكر وقال: على ربي أغضب! أنا عن ربي راض! أنا عن ربي
راض (أبو نعيم في فضائل الصحابة).
35659 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عبدا
من عباد الله قد خير بين ما عند الله وبين الدنيا فاختار ما عند الله
فلم يفقهها أحد ألا أبو بكر فبكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: على رسلك
يا أبا بكر! سدوا هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب
أبي بكر، فاني لا أعلم امرءا أفضل عندي يدا في الصحابة من
أبي بكر (يحيى بن سعيد الأموي في مغازيه).
35660 عن إسحاق بن طلحة قال: دخلت على أم المؤمنين

(1) خلها: أي لجع بين طرفيه بخلال من عود أو حديد. النهاية 2 / 73. ب
509

عائشة وعندها عائشة بنت طلحة وهي تقول لامها أم كلثوم بنت
أبي بكر: أنا خير منك وأبي خير من أبيك، فجعلت أمها تسبها
فقالت عائشة: ألا أقضي بينكما؟ قالت: بلى! قالت: فإن
أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا أبا بكر! أنت عتيق
الله من النار، فمن يومئذ سمي (عتيقا) ودخل طلحة بن عبيد الله
فقال: أنت يا طلحة ممن قضى نحبه (ابن منده، كر).
35661 عن عائشة قالت: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لعبد الرحمن بن أبي بكر: أتيني بكتف حتى أكتب لأبي بكر
كتابا لا يختلف عليه من بعدي، فلما قام عبد الرحمن قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أبى الله والمؤمنون أن يختلف على أبي بكر الصديق (ز).
35662 عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن عمر قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة،
قيل: إنما نعني من الرجال، قال: أبوها (كر).
35663 عن ابن عمر قال: كبر عمر فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
تكبيره فاطلع رأسه مغضبا فقال: أين ابن أبي قحافة (الواقدي، كر).
35664 (مسند نبعة) عن أبي صالح مولى أم هانئ عن
أم هانئ قالت: حدثتني نبعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: يا أبا بكر
إن الله سماك (الصديق) (فر).
510

35665 عن أم هانئ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري
به: إني أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم، فكذبوه وصدقه أبو بكر
فسمي يومئذ (الصديق) (أبو نعيم في المعرفة، وفيه عبد الاعلى
ابن أبي المساور متروك).
35666 عن الحسن أن أبا بكر أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة
فأخذها فقال: يا رسول الله! هذه صدقتي ولله عندي معاد، وجاء
عمر بصدقته فأظهرها فقال: يا رسول الله! هذه صدقتي ولي عند الله
معاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر! وترت قوسك بغير وتر،
ما بين صدقتيكما كما بين كلمتيكما (حل قال ابن كثير: إسناده
جيد ويعد من المرسلات).
35667 (مسند عبد الرحمن بن أبي بكر) قال الديلمي في
مسند الفردوس: أنبأنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الحافظ أنبأنا أبو علاء الواسطي أنبأنا أحمد بن عمرويه
حدثنا محمد بن جعفر بن أحمد بن الليث حدثنا عبد الله بن جعفر الهمداني
حدثنا عبد الله بن محمد بن جيهان حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا
مبارك بن فضالة حدثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حدثني
511

عمر بن الخطاب أنه ما سابق أبا بكر إلى خير قط إلا سبقه به (كر).
35668 عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال: صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل على أصحابه بوجهه قال: من
أصبح منكم اليوم صائما؟ قال عمر: يا رسول الله! لم أحدث نفسي
بالصوم البارحة فأصبحت مفطرا: فقال أبو بكر: لكن حدثت
نفسي بالصوم فأصبحت صائما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل منكم اليوم
أحد عاد مريضا؟ قال عمر: يا رسول الله! لم نبرح فكيف نعود
المريض! فقال أبو بكر: بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف شاك
فجعلت طريقي عليه لأنظر كيف أصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل منكم
أحد أطعم مسكينا؟ فقال عمر: يا رسول الله؟ صلينا ثم لم
نبرح، فقال أبو بكر: دخلت المسجد فإذا سائل فوجدت كسرة
من خبز الشعير في يد عبد الرحمن فأخذتها فدفعتها إليه، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت فأبشر بالجنة! فتنفس عمر فقال: واها للجنة!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة أرضى بها عمر، عمر زعم أنه لم يرد خيرا
قط إلا سبقه إليه أبو بكر (كر).
35669 عن الحارث قال: سمعت عليا يقول: أول من أسلم
من الرجال أبو بكر، وأول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم
512

علي (كر) (1).
35670 عن الحسن عن علي قال: لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم
أبا بكر أن يصلي بالناس وإني لشاهد وما أنا بغائب وما بي مرض،
فرضينا لدنيانا ما رضي به النبي صلى الله عليه وسلم لديننا (كر).
35671 (مسند علي) عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه
عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! نازلت
ربي فيك ثلاثا فأبى أن يقدم إلا أبا بكر (ابن النجار).
35672 عن محمد بن كعب القرظي قال: لما رجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين أسري به فبلغ ذا طوى قال: يا جبريل! إني أخاف أن
يكذبوني، قال: وكيف يكذبونك وفيه أبو بكر الصديق (الزبير
ابن بكار).
35673 عن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: هل
قلت في أبي بكر قليلا؟ قال: نعم، قال: قل وأنا أسمع قال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدو به إذ يصعد الجبلا
وكان ردف رسول الله قد علموا * من البرية لم يعدل به رجلا

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 43) وقال رواه الطبراني وفيه
غالب بن عبد الله لم أعرفه. ص
513

فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: صدقت يا حسان!
هو كما قلت (ابن النجار).
35674 عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر:
أنا أكبر أو أنت؟ قال: أنت أكبر وأكرم وأنا أسن منك
(خليفة بن خياط، قال ابن كثير: غريب جدا والمشهور خلافه، ش).
35675 عن صلة بن زفر قال: كان علي إذا ذكر عنده
أبو بكر قال: السباق يذكرون! السباق يذكرون! والذي نفسي
بيده! ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا إليه أبو بكر (طس).
35676 عن أبي الزناد قال: قال رجل لعلي: يا أمير المؤمنين!
ما بال المهاجرين والأنصار قدموا أبا بكر وأنت أوفى منه منقبة
وأقدم منه سلما وأسبق سابقة؟ قال: إن كنت قرشيا فأحسبك
من عائذة، قال: نعم، قال: لولا أن المؤمن عائذ الله لقتلتك،
ولئن بقيت لتأتينك مني روعة حصراء، ويحك! إن أبا بكر
سبقني إلى أربع: سبقني إلى الإمامة، وتقديم الإمامة وتقديم الهجرة
وإلى الغار، وإفشاء الاسلام، ويحك! إن الله ذم الناس كلهم
ومدح أبا بكر فقال: (إلا تنصروه فقد نصره الله) الآية
(خيثمة، كر).
514

35677 عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: ماتت فاطمة بنت
النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر عمر ليصلوا فقال أبو بكر لعلي بن أبي
طالب: تقدم، فقال: ما كنت لاتقدم وأنت خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فتقدم أبو بكر فصلى عليها (خط في رواة مالك).
35678 (مسند أنس) صليت وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
ساعة يسلم يقوم، ثم صليت وراء أبي بكر فكان إذا سلم وثب
فكأنما يقوم عن رضفة (عب).
35679 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر
الصديق: يا أبا بكر! إن الله أعطاني ثواب من آمن به من يوم
خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، وإن الله أعطاك يا أبا بكر ثواب
من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة (الدينوري في المجالسة والعشاري
في فضائل الصديق والخلعي، خط والديلمي وابن الجوزي في الواهيات).
35680 عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله
أن يقدمك ثلاثا، فأبى إلا تقديم أبي بكر (أبو طالب العشاري في
فضائل الصديق، خط وابن الجوزي في الواهيات، كر، وقال في
الميزان: إنه باطل).
35681 عن أبي وائل قال: قيل لعلي: ألا تستخلف؟ فقال:
515

لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخلف، فان يرد الله بالناس خيرا
فسيجمعهم على خير كما جمعهم بعد نبيهم على خير (ابن أبي عاصم،
عق وأبو الشيخ في الوصايا والعشاري في فضائل الصديق، ق).
35682 عن الحارث عن علي قال: لما خطبت بنت أبي جهل
ابن هشام وجد النبي صلى الله عليه وسلم موجدة فرأيت في وجهه فخرجت إلى
أبي بكر فأخذت بيده فأدخلته على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى النبي
صلى الله عليه وسلم أبا بكر مقبلا تهلل وجه النبي صلى الله عليه وسلم فرحا فقلت: يا رسول الله!
رأيت في وجهك ما أكره فلما نظرت إلى أبي بكر تهلل وجهك
إليه فرحا! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يمنعني أن تهلل وجهي إلى أبي بكر
فرحا وأبو بكر أول الناس إسلاما، وأقدمهم إيمانا، وأطولهم صمتا
وأكثرهم مناقب، رفيقي في الهجرة إلى المدينة، وأنيسي في وحشة
الغار، ومن بعد ذلك ضجيعي في قبري، كيف لا يتهلل وجهي
إلى أبي بكر فرحا (الزوزني).
35683 عن علي قال: إن أكرم الخلق من هذه الأمة على
الله بعد نبيها وأرفعهم درجة أبو بكر لجمعه القرآن بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقيامه بدين الله مع قديم سوابقه وفضائله (الزوزني).
35684 عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب عن
عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب من فيه قال،
516

لما أمر الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب
خرج وأنا معه وأبو بكر فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب،
فتقدم أبو بكر وكان مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة فسلم
وقال: ممن القوم؟ قالوا: من ربيعة، قال: وأي ربيعة أنتم؟
من هامها أو لهازمها فقالوا: من الهامة العظمى، فقال أبو بكر:
وأي هامتها العظمى أنتم؟ قالوا:، من ذهل الأكبر، قال: منكم
عوف الذي يقال له لا حر بوادي عوف؟ قالوا: لا، قال: فمنكم
جساس بن مرة حامي الذمار مانع الجار؟ قالوا: لا، قال: فمنكم
بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الاحياء؟ قالوا: لا، قال: فمنكم
الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها؟ قالوا: لا، قال: فمنكم
المزدلف صاحب العمامة الفردة؟ قالوا: لا، قال: فمنكم أخوال
الملوك من كندة؟ قالوا: لا، قال: فمنكم أصهار الملوك من لخم؟
قالوا: لا، قال أبو بكر: فلستم من ذهل الأكبر، أنتم من
ذهل الأصغر، فقام إليه غلام من بني شيبان حين بقل (1)
وجهه فقال:
إن على سائلنا أن نسأله * والعبء لا تعرفه أو تحمله
يا هذا! إنك قد سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا فمن الرجل؟ قال

(1) بقل وجهه: أي أول ما نبتت لحيته. النهاية 1 / 147. ب
517

أبو بكر: أنا من قريش: فقال الفتى: بخ بخ من أهل الشرف
والرئاسة! فمن أي القرشيين أنت؟ قال: من ولد تيم بن مرة،
فقال الفتى: أمكنت والله الرامي من سواء الثغرة، أمنكم قصي
الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا؟ قال:
لا، قال: فمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة
مسنتون (1) عجاف؟ قال: لا، قال: فمنكم شيبة الحمد عبد
المطلب مطعم طير السماء الذي كأن وجهه القمر يضئ في الليلة
الداجية الظلماء؟ قال: لا، قال: فمن أهل الإفاضة بالناس أنت؟
قال: لا، قال: فمن أهل الحجابة أنت؟ قال: لا، قال: فمن أهل
السقاية أنت؟ قال: لا، قال: فمن أهل الندوة أنت؟ قال: لا،
قال: فمن أهل الرفادة أنت؟ قال: لا، فاجتذب أبو بكر زمام
الناقة راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الغلام:
صادف درء (2) السنيل درءا يدفعه * بهيضه حينا وحينا يصدعه

(1) (1) مسنتون: أي مجدبين، أصابتهم السنة وهي القحط والجدب.
النهاية 2 / 407. ب
(2) درء: يقال للسيل إذا أتاك من حيث لا تحسبه: سيل درء أي
يدفع هذا ذاك وذاك هذا. ودرأ علينا فلان يدرأ إذا طلع مفاجأة.
النهاية 2 / 110. ب
518

أما والله! لو ثبت لأخبرتك من قريش، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال علي: فقلت: يا أبا بكر! لقد وقعت من الاعرابي على باقعة،
قال: أجل يا أبا حسن! ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء
مؤكل بالمنطق. ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار
فتقدم أبو بكر فسلم فقال: ممن القوم؟ قالوا من شيبان بن ثعلبة،
فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي! هؤلاء
غرر الناس، وفيهم مفروق بن عمرو وهانئ بن قبيصة والمثنى بن
حارثة والنعمان بن شريك، وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا وكانت
له غديرتان (1) تسقطان على تريبته (2) وكان أدنى القوم مجلسا، فقال
أبو بكر: كيف العدد فيكم؟ فقال مفروق: إنا لنزيد على ألف
ولن يغلب ألف من قلة، فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم؟
فقال المفروق: علينا الجهد ولكل قوم جد، فقال أبو بكر:
كيف الحرب بينكم وبين عدوكم؟ فقال: مفروق: إنا لأشد ما
نكون غضبا حين نلقى، وإنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا
لنؤثر الجياد على الأولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله

(1) غديرتان: الغدائر: الذوائب، واحدتها غديرة. النهاية 3 / 345. ب
(2) تريبته: التريبة: هي أعلى صدر الانسان تحت الذقن، وجمعها الترائب.
النهاية 1 / 186. ب
519

يديلنا (1) مرة ويديل علينا أخرى، لعلك أخو قريش، فقال
أبو بكر: قد بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا هو ذا! فقال مفروق:
بلغنا أنه يذكر ذاك فإلى م تدعونا يا أخا قريش؟ فتقدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدعوكم
إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله، وإلى أن تؤوني وتنصروني، فان قريشا قد ظاهرت على أمر
الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد،
فقال مفروق بن عمرو إلى م تدعونا يا أخا قريش؟ فوالله؟ ما سمعت
كلاما أحسن من هذا، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (قل تعالوا أتل ما
حرم ربكم عليكم) إلى (فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به
لعلكم تتقون)، فقال مفروق: وإلى م تدعونا يا أخا قريش؟ فوالله
ما هذا من كلام أهل الأرض! فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يأمر
بالعدل والاحسان) إلى قوله (لعلكم تذكرون) فقال مفروق بن
عمرو: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن
الأعمال! ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك وكأنه أحب
أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال: وهذا هاني شيخنا

(1) يديلنا: ومنه حديث أبي سفيان وهرقل " ندال عليه ويدال علينا "
أي نغلبه مرة ويغلبنا أخرى. النهاية 2 / 141. ب
520

وصاحب ديننا! فقال هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش! إني
أرى إن تركنا ديننا واتبعناك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له
أول ولا آخر إنه زلل في الرأي وقلة نظر في العاقبة، وإنما تكون
الزلة مع العجلة، ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدا
ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر وكأنه أحب أن يشركه
المثنى بن حارثة فقال: وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا!
فقال المثنى بن حارثة: سمعت مقالتك يا أخا قريش! والجواب فيه
جواب هانئ بن قبيصة، وتركنا ديننا ومتابعتك على دينك، وإنا
إنما نزلنا بين ضرتي اليمامة والسمامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هاتان
الضرتان؟ فقال: أنهار كسرى ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار
كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وأما ما كان
مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول، وإنا إنما
نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا،
وإني أرى أن هذا الامر الذي تدعونا إليه يا أخا قريش مما تكره
الملوك، فان أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن
دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه، أرأيتم أن
لا تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم
521

نساءهم، أتسبحون الله وتقدسونه؟ فقال النعمان بن شريك: اللهم فلك
ذلك! فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا.
وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا
على يدي أبي بكر وهو يقول: يا أبا بكر! أية أخلاق في الجاهلية
ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما
بينهم، فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سر بما كان من أبي بكر
ومعرفته بأنسابهم (ابن إسحاق في المبتدأ، عق وأبو نعيم، هق معا
في الدلائل، خط في المتفق، قال عق: ليس لهذا الحديث بطوله وألفاظه أصل،
ولا يروى من وجه يثبت إلا شئ يروى في مغازي الواقدي وغيره مرسل، وقد
روى داود العطار عن ابن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم
لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في الموسم فذكر الحديث
بخلاف لفظ أبان ودونه في الطول وهو أولى من حديث أبان بن عثمان
انتهى، وقال ق: قال الحسن بن صاحب: كتب عني هذا الحديث
أبو حاتم الرازي، قال ق: وقد رواه أيضا محمد بن زكريا الغلابي وهو
متروك عن شعيب بن واقد عن أبان بن عثمان فذكره باسناده ومعناه،
وروي أيضا باسناد آخر مجهول عن أبان بن تغلب انتهى).
522

35685 عن أبي العطوف الجزري عن الزهري عن أنس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت: هل قلت في أبي بكر شيئا؟
قال نعم يا رسول الله! قال: قل حتى أسمع، قال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدو به إذ يصعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا * من البرية لم يعدل به بدلا
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: صدقت يا حسان!
هو كما قلت (عد، ورواه من وجه آخر عن الزهري مرسلا وقال:
ولم يوصله إلا محمد بن الوليد بن أبان وهو ضعيف يسرق الحديث:
وقال: هذا الحديث موصله ومرسله منكر، والبلاء فيه من أبي
العطوف).
35686 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال:
سدوا هذه الأبواب الشارعة في المسجد إلا باب أبي بكر، فاني لا
أعلم أحدا أعظم عندي يدا في صحبته وذات يده من أبي بكر،
فقال بعض الناس: سدوا الأبواب كلها إلا باب خليله، فقال: إني
رأيت على أبوابهم ظلمة ورأيت على باب أبي بكر نورا، فكانت
الآخرة أعظم عليهم من الأولى (عد).
35687 عن أنس قال: قالوا: يا رسول الله! أي الناس
523

أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أبوها إذا (ن).
35688 عن أبي البختري الطائي قال: سمعت عليا يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: من يهاجر معي؟ قال: أبو بكر، وهو
يلي أمر أمتك من بعدك وهو أفضلها وأرأفها (كر وقال: غريب
جدا لم أكتبه إلا من هذا الوجه).
35689 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: من
أصبح اليوم منكم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من عاد منكم
اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من شيع اليوم منكم
جنازة؟ قال: أبو بكر: أنا، قال: وجبت وجبت لك الجنة (ابن النجار).
35690 (مسند علي) عن محمد بن عقيل قال: خطبنا علي
ابن أبي طالب فقال: أيها الناس! أخبروني من أشجع الناس؟ قالوا:
أنت يا أمير المؤمنين! قال: أما إني ما بارزت أحدا إلا انتصفت
منه ولكن أخبروني بأشجع الناس، قالوا: لا نعلم فمن؟ قال:
أبو بكر، إنه لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريشا فقلنا:
من يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لئلا يهوي إليه أحد من المشركين؟
فوالله! ما دنا منا أحد إلا أبو بكر شاهرا بالسيف على رأس
رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يهوي إليه أحد إلا أهوى إليه، فهذا أشجع
524

الناس! ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذته قريش فهذا يجأه (1)
وهذا يتلتله (2) وهم يقولون: أنت الذي جعلت الآلهة إلها واحدا!
فوالله ما دنا منا أحد إلا أبو بكر! يضرب هذا ويجأ هذا ويتلتل
هذا وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله! ثم رفع
علي بردة كانت عليه فبكي حتى اخضلت لحيته، ثم قال: أنشدكم
الله! أمؤمن آل فرعون خير أم أبو بكر؟ فسكت القوم، فقال:
ألا تجيبوني! فوالله لساعة من أبي بكر خير من مثل مؤمن آل
فرعون! ذاك رجل يكتم إيمانه وهذا رجل أعلن إيمانه (البزار) (3).
عبادته رضي الله عنه
35691 (مسند الصديق) عن أبي بكر بن حفص قال:
بلغني أن أبا بكر كان يصوم الصيف ويفطر الشتاء (حم في الزهد).
35692 عن مجاهد عن عبد الله بن الزبير أنه كان يقوم في

(1) يجأه: يقأل: وجأته بالسكين وغيرها وجاء إذا ضربته بها.
النهاية 5 / 152. ب
(2) يتلتله: تلتله: زعزعه وأقلقه وزلزله وتله الجبين: صرعه، كما
تقول: كبه لوجهه. المختار 58. ب
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 47) وقال: رواه البزار ورجاله رجال
الصحيح غير إسماعيل بن أبي الحارث وهو ثقة. ص
525

الصلاة كأنه عود وكان أبو بكر يفعل ذلك. قال مجاهد: هو الخشوع
في الصلاة (ابن سعد، ش).
ورعه رضي الله عنه
35693 (مسند الصديق) عن محمد بن سيرين قال: لم أعلم
أحدا استقاء من طعام أكله غير أبي بكر، فإنه أتى بطعام فأكله
ثم قيل له: جاء به ابن النعيمان قال: فأطعمتموني كهانة ابن النعيمان
ثم استقاء (حم في الزهد).
35694 عن زيد بن أسلم أن أبا بكر شرب لبنا من الصدقة
ولم يعلم، ثم أخبر به فتقيأه (أبو نعيم).
35695 عن زيد بن أرقم قال: كان لأبي بكر مملوك يغل (1)
عليه، فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة، فقال له المملوك: ما لك
كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة؟ قال: حملني على ذلك الجوع
من أين جئت بهذا؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية فرقيت (2)

(1) بغل: يقال: فلان يغل على عياله - بالضم أي: يأتهم بالغلة واستغل
عبده: كلفه أن يغل عليه. المختار 377. ب
(1) فرقيته: رقيته أرقيه رقيا من باب رمى: عوذته بالله والاسم الرقيا.
المصباح المنير 1 / 322.
وإذا أردت الاطلاع على موضوع الرقية تفصيليا فارجع إلى كتاب
النهاية عند كلمة (رقى). ب
526

لهم فوعدوني، فلما أن كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم فأعطوني،
قال: أف لك! كدت أن تهلكني، فأدخل بيده في حلقه فجعل
يتقيأ وجعلت لا تخرج، فقيل له إن هذه لا تخرج إلا بالماء فدعا
بعس (1) من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها، فقيل له:
يرحمك الله! كل هذا من أجل هذه اللقمة! قال: لو لم تخرج إلا
مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل جسد
نبت من سحت فالنار أولى به، فخشيت أن ينبت شئ من جسدي
من هذه اللقمة (الحسن بن سفيان، حل والدينوري في المجالسة).
35696 عن زيد بن أرقم قال: كنت عند أبي بكر فأتاه
غلام فأتاه بطعام فأهوى بيده إلى لقمة فأكلها، ثم سأله من أين
اكتسبه؟ قال: كنت قينا لقوم في الجاهلية فوعدوني فأطعموني
هذا اليوم، فقال: ما أراك إلا أطعمتني ما حرم الله ورسوله ثم أدخل أصبعه
فتقيأ ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما لحم نبت من حرام فالنار
أولى به (هب) (2).
35697 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي نعيمان وكان من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذا هيئة وضيئة فأتاه قوم فقالوا: عندك في

(1) بعس: العس - بالضم - القدح الكبير. المصباح المنير 2 / 560.
(2) الحديث في صحيح البخاري بمعناه كتاب باب أيام الجاهلية (5 / 54). ص
527

المرأة لا تعلق شئ؟ قال: نعم، قالوا: ما هو؟ فقال: يا أيها الرحم
العقوق، صه لداها وفوق، وتحرم من العروق: يا ليتها في الرحم
العقوق، لعلها تعلق أو تفيق، فأهدى له غنما، فجاء ببعضه إلى
أبي بكر فأكل منه، فلما أن فرغ قام أبو بكر فاستقاء ثم قال:
يأتينا أحدكم بالشئ لا يخبرنا من أين هو؟ (البغوي، قال ابن كثير:
إسناده جيد حسن).
خوفه رضي الله عنه
35698 (مسند الصديق) عن الحسن قال: أبصر أبو بكر
طائرا على شجرة فقال: طوبى لك يا طائر! تأكل الثمر وتقع على
الشجر، لوددت أني ثمرة ينقرها الطائر (ابن المبارك، هب).
35699 عن الضحاك قال، رأى أبو بكر الصديق طيرا واقفا
على شجرة فقال: طوبى لك يا طير! والله لوددت أني كنت مثلك
تقع على الشجر وتأكل من الثمر ثم تطير وليس عليك حساب ولا
عذاب، والله لوددت أني كنت شجرة في جانب الطريق مر
علي جمل فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا
ولم أكن بشرا (ش وهناد، هب).
35700 عن أبي بكر الصديق قال: وددت أني شعرة في
528

جنب عبد مؤمن (حم في الزهد).
35701 عن معاذ بن جبل قال: دخل أبو بكر حائطا وإذا
بدبسي (1) في ظل شجرة فتنفس الصعداء ثم قال: طوبى لك يا طير!
تأكل من الشجر وتستظل بالشجر وتصير إلى غير حساب، يا ليت
أبا بكر مثلك (أبو أحمد، الحاكم).
35702 عن قتادة قال: بلغني أن أبا بكر قال: وددت أني
خضرة تأكلني الدواب (ابن سعد).
35703 عن الضحاك بن مزاحم قال قال أبو بكر الصديق
ونظر إلى عصفور: طوبى لك يا عصفور؟ تأكل من الثمار وتطير
في الأشجار، لا حساب عليك ولا عذاب، والله! لوددت أني
كبش يسمنني أهلي، فإذا كنت أعظم ما كنت وأسمنه يذبحوني
فيجعلوني بعضي شواء وبعضي قديدا، ثم أكلوني ثم ألقوني عذرة
في الحش (2) وأني لم أكن خلقت بشرا (ابن فتحويه في الوجل).
شمائله واخلاقه رضي الله عنه
35704 (مسند الصديق) عن الأصمعي قال: كان أبو بكر

(1) بدبسي: الدبسي: طائر صغير. النهاية 2 / 99. ب
(1) الحش: الحش - بفتح الحاء وضمها -: البستان وهو أيضا المخرج،
لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين، والجمع حشوش. المختار 104. ب
529

إذا مدح قال: اللهم! أنت أعلم مني بنفسي وأنا أعلم بنفسي منهم،
اللهم! اجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا
تؤاخذني بما يقولون (العسكري في المواعظ، كر).
35705 عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر:
أنا أكبر أو أنت؟ قال: أنت أكبر وأكرم وأنا أسن منك
(حم في تاريخه وخليفة بن خياط، كر، قال ابن كثير: مرسل
غريب جدا).
35706 عن أنيسة قالت: كن جواري الحي يأتين بغنمهن
إلى أبي بكر الصديق فيقول لهن: أتحبون ان أحلب لكن
حلب ابن عفراء (ابن سعد).
35707 عن أسلم قال: اشتراني عمر بن الخطاب سنة اثنتي
عشرة وهي السنة التي قدم بالأشعث بن قيس فيها أسيرا فأنا انظر
إليه في الحديد يكلم أبا بكر الصديق وأبو بكر يقول له: فعلت
وفعلت! حتى إذا كان آخر ذلك اسمع الأشعث بن قيس يقول:
يا خليفة رسول الله! استبقني لحربك وزوجني بأختك، ففعل أبو بكر
فمن عليه وزوجه أخته أم فروة (ابن سعد).
35708 قال ابن الاعرابي: روي أن أعرابيا جاء إلى أبي بكر
530

فقال: أنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قال: فما أنت؟
قال: انا الخالفة بعده أي القاعدة بعده (كر).
وفاته رضي الله عنه
35709 (مسند الصديق) عن عائشة انها تمثلت بهذا
البيت وأبو بكر يقضي:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
فقال أبو بكر: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم (ش، حم وابن سعد).
35710 عن عائشة قلت: لما حضرت أبا بكر الوفاة قلت:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
قال أبو بكر: بل جاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه
تحيد قدم (الحق) وأخر (الموت) (ابن سعد وأبو عبيد في
فضائل القرآن وابن منذر، وذكر ان هذه قراءة لها حكم الرفع
لأنها لا تكون بالرأي).
35711 عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال:
دخلت على أبي بكر في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه، فقال:
رأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية وستتخذون ستور الحرير
ونضائد الديباج وتألمون ضجائع الصوف الآزري كأن أحدكم على
531

حسك السعدان، فوالله لان يقدم أحدكم فيضرب عنقه في غير
حد خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا (طب، حل، وله
حكم الرفع لأنه من الاخبار عما يأتي).
35712 عن عائشة قالت: إن أبا بكر لما حضرته الوفاة
قال: اي يوم هذا؟ قالوا، يوم الاثنين، قال: فان مت في ليلتي
فلا تنتظروا بي الغد فان أحب الأيام والليالي إلي أقربها من رسول
الله صلى الله عليه وسلم (حم).
35713 عن عبادة بن نسي قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة
قال: لعائشة: اغسلي ثوبي هذين وكفنيني بهما، فإنما أبوك أحد
رجلين: إما مكسو أحسن الكسوة أو مسلوب أسوء السلب
(حم في الزهد).
35714 عن أبي السفر قال: دخل على أبي بكر ناس
يعودونه في مرضه فقالوا: يا خليفة رسول الله! ألا ندعو لك
طبيبا ينظر إليك؟ قال: قد نظر إلي، قالوا فما قال لك؟ قال:
قال: إني فعال لما أريد (ابن سعد، ش، حم في الزهد،
حل وهناد).
35715 عن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على أبي بكر
في مرضه الذي توفي فيه فقال: جعلت لكم عهدا من بعدي واخترت
532

لكم خيركم في نفسي فكلكم ورم لذلك انفه رجاء أن يكون الامر
له، ورأيت الدنيا قد أقبلت ولما تقبل وهي جائية وستتخذون بيوتكم
بستور الحرير ونضائد الديباج وتألمون ضجائع الصوف الآزري كأن
أحدكم فيضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسبح في
غمرة الدنيا (عق، طب، حل).
35716 عن قتادة والحسن وأبي قلابة ان أبا بكر أوصى
بالخمس من ماله، وقال: الا ارضى من مالي بما رضي الله به
لنفسه من غنائم المسلمين! ثم تلا (واعلموا إنما غنمتم من شئ
فأن لله خمسه)، وفي لفظ: آخذ من مالي ما أخذ الله من
الفئ (عب وابن سعد، ش، ق).
35717 عن عبد الرحمن بن سابط وزبيد بن الحارث ومجاهد
قالوا: لما حضر أبا بكر الموت دعا عمر فقال له: اتق الله يا عمر!
واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل وعملا بالليل لا يقبله بالنهار
وانه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازين
من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا وثقله
عليهم وحق لميزان يوضع فيه الحق غد أن يكون ثقيلا، وإنما
خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في
533

الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الباطل عدا أن يكون
خفيفا: وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز
عن سيئه، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأخاف أن لا ألحق بهم، وإن
الله تعالى ذكر أهل أنار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه،
فإذا ذكرتهم قلت: إني لأخاف أن أكون مع هؤلاء وذكر آية
الرحمة وآية العذاب فيكون العبد راغبا راهبا ولا يتمنى على الله غير
الحق ولا يقنط من رحمته ولا يلقي بيديه إلى الهلكة. فان أنت
حفظت وصيتي فلا يك غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك،
وإن أنت ضيعت وصيتي فلا يك غائب أبغض إليك من الموت
ولست بمعجزه (ابن المبارك، ش وهناد وابن جرير، حل).
35718 عن عائشة قالت: لما حضر أبو بكر قلت:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى
إذا حشرجت (1) يوما وضاق بها الصدر
فقال أبو بكر: لا تقولي هكذا يا بنية ولكن قولي (وجاءت سكرة
الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد.) وقال: انظروا ثوبي
هذين فاغسلوهما ثم كفنوني فيهما، لان الحي أحوج إلى الجديد من

(1) حشرجت: الحشرجة: الغرغرة عند لموت وتردد النفس. النهاية 1 / 389. ب
534

الميت، إنما هو للمهلة (1) (حم في الزهد وابن سعد وأبو العباس
ابن محمد بن عبد الرحمن الدغولي في معجم الصحابة، ق).
35719 عن عبد الله بن شداد وبن أبي مليكة وغيرهما أن
أبا بكر حين حضرته الوفاة أوصى أسماء ابنة عميس أن تغسله
وكانت صائمة فعزم عليها: لتفطرن! فإنه أقوى لك (ابن سعد،
ش والمروزي في الجنائز).
35720 عن عائشة قالت: قال أبو بكر في مرضه الذي مات
فيه: انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت في الخلافة فابعثوا به إلى
الخليفة من بعدي، فلما مات نظرنا فإذا عبد نوبي يحمل صبيانه
وناضح كان يستقي عليه! فبعثنا بهما إلى عمر فقال رحمة الله على
أبي بكر! لقد أتعب من بعده تعبا شديدا (ابن سعد، ش
وأبو عوانة: ق).
35721 عن عائشة قالت: لما ثقل أبي دخل عليه فلان
وفلان فقالوا: يا خليفة رسول الله! ماذا تقول لربك غدا إذا قدمت
عليه وقد استخلفت علينا ابن الخطاب! فقال: أبالله ترهبوني أقول:

(1) للمهلة: بضم الميم وكسرها وفتحها، وهي ثلاثتها: القيح والصديد
الذي يذوب فيسيل من الجسد، ومنه قيل للنحاس الذائب: مهل.
النهاية 4 / 375. ب
535

استخلفت عليهم خيرهم (ابن سعد، ق).
35722 عن يوسف بن محمد قال: بلغني أن أبا بكر الصديق
أوصى في مرضه فقال لعثمان اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا
ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها
وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حين يصدق الكاذب ويؤدي الخائن
ويؤمن الكافر إني استخلفت بعدي عمر بن الخطاب، فان عدل
فذلك ظني به ورجائي فيه، وإن بدل وجار فلا أعلم الغيب،
ولكل امرئ ما اكتسب (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب
ينقلبون.) (ق).
35723 عن عائشة قالت: لما اشتد مرض أبي بكر بكيت
وأغمى عليه فقلت:
من لا يزال دمعه مقنعا * فإنه من دفعه مدفوف
فأفاق فقال: ليس كما قلت يا بنية ولكن (جاءت سكرة الموت
بالحق ذلك ما كنت منه تحيد.) ثم قال: أي يوم توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: يوم الاثنين، فقال: أي يوم هذا؟ فقلت: يوم
الاثنين، قال: فاني أرجو من الله ما بيني وبين هذا الليل، فمات
ليلة الثلاثاء، فقال: في كم كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت:
536

كفناه في ثلاثة أثواب سحولية بيض جدد ليس فيه قميص ولا
عمامة، فقال لي: اغسلوا ثوبي هذا وبه ردع (1) من زعفران
واجعلوا معه ثوبين جديدين، فقلت: إنه خلق، قال: الحي أحوج
إلى الجديد من الميت، إنما هو للمهلة (ع وأبو نعيم والدغولي، ق
وروى مالك قصة التكفين).
35724 عن عطاء قال: أوصى أبو بكر أن تغسله امرأته
أسماء بنت عميس، فإن لم تستطع استعانت بعبد الرحمن بن أبي بكر
(ابن سعد والمروزي في الجنائز).
35725 عن عروة والقاسم بن محمد قالا: أوصى أبو بكر
عائشة أن يدفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفي حفر له
وجعل رأسه عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والصق اللحد بقبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبر هناك (ابن سعد).
35726 عن ابن شهاب أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا
يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر فقال الحارث لأبي بكر: ارفع
يدك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله إن فيها لسم سنة! وأنا وأنت
نموت في يوم واحد! قال: فرفع يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا

(1) ردع: أي لطخ لم يعمه كله. النهاية 2 / 21. ب
537

في يوم واحد عند انقضاء السنة (ابن سعد وابن السنى وأبو نعيم معا
في الطب، قال ابن كثير: إسناده صحيح إلى الزهري، قال
ومرسلاته في مثل هذا غاية).
35727 عن ابن عمر قال: كان سبب موت أبي بكر وفاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، كمد فما زال جسمه يحري (1) حتى مات
(سيف بن عمر).
35728 عن زياد بن حنظلة قال: كان سبب موت أي بكر
الكمد (2) على رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيف).
35729 عن أبي الطاهر محمد بن موسى بن محمد بن عطاء
المقدسي عن عبد الجليل المري عن حبة العرني عن علي بن أبي طالب
أن أبا بكر أوصي إليه أن يغسله بالكف الذي غسل به رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلما حملوه على السرير استأذنوا، قال علي: فقلت: يا رسول
الله! هذا أبو بكر يستأذن! فرأيت الباب قد فتح وسمعت قائلا
يقول: أدخلوا الحبيب إلى حبيبه، فان الحبيب إلى حبيبه مشتاق

(1) يحري: أي ينقص. يقال: حرى الشئ يحري إذا نقص.
النهاية 1 / 375. ب
(2) الكمد: الحزن المكتوم. المختار 457. ب
538

(كر وقال: منكر، وأبو طاهر كذاب وعبد الجليل مجهول عن
يزيد الرقاشي).
35730 عن سعيد بن المسيب قال: لما احتضر أبو بكر
الصديق حضره ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا خليفة رسول
الله! زودنا فانا نراك لما بك، قال: كلمات من قالهن حين يمسي
ويصبح جعل الله روحه في الأفق المبين! قالوا: وما الأفق المبين؟
قال: قاع تحت العرش فيه رياض وأشجار وأنهار يغشاه كل
يوم ألف رحمة أو قال: مائة رحمة فمن مات على ذلك القول
جعل الله روحه في ذلك المكان: اللهم! إنك ابتدأت الخلق بلا
حاجة بك إليهم فجعلتم فريقين: فريقا للنعيم وفريقا للسعير، فاجعلني
للنعيم ولا تجعلني للسعير، اللهم! إنك خلقت الخلق فرقا وميزتهم
قبل أن تخلقهم فجعلت منهم شقيا وسعيدا وغويا ورشيدا، فلا تشقيني
بمعاصيك، اللهم! إنك علمت ما تكسب كل نفس قبل أن
تخلقها فلا محيص لها مما علمت، فاجعلني ممن تستعمله بطاعتك،
اللهم! إن أحدا لا يشاء حتى تشاء، فاجعل مشيئتك لي أن أشاء
ما يقربني إليك، اللهم! إنك قدرت حركات العباد فلا يتحرك
شئ إلا باذنك، فاجعل حركاتي في تقواك، اللهم! إنك خلقت
539

الخير والشر وجعلت لكل واحد منهما عاملا يعمل به، فاجعلني من
خير القسمين، اللهم! إنك خلقت الجنة والنار وجعلت لكل
واحد منهما أهلا، فاجعلني من سكان جنتك اللهم! إنك أردت
بقوم الهدى وشرحت صدورهم وأردت بقوم الضلالة وضيقت
صدورهم، فاشرح صدري للايمان وزينه في قلبي، اللهم! إنك
دبرت الأمور فجعلت مصيرها إليك، فأحيني بعد الموت حياة طيبة
وقربني إليك زلفى، اللهم، من أصبح وأمسى ثقته ورجاؤه غيرك
فأنت ثقتي ورجائي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال
أبو بكر: هذ كله في كتاب الله عز وجل (ابن أبي الدنيا في الدعاء).
35731 عن ابن عمر قال: لقد حضرت دفن أبي بكر
فنزل في حفرته عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله
وعبد الرحمن ابن أبي بكر، قال ابن عمر: فأردت أن أنزل فقال
عمر: كفيت (ابن سعد).
35732 عن أبي بكر بن حفص بن عمر قال: جاءت عائشة
إلى أبي بكر وهو يعالج ما يعالج الميت ونفسه في صدره فتمثلت
هذا البيت:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق به الصدر
540

فنظر إليها كالغضبان ثم قال: ليس كذلك يا أم المؤمنين؟ ولكن (وجاءت
سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) إني قد كنت نحلتك
حائطا وإن في نفسي منه شيئا فرديه إلى الميراث، قالت: نعم، فرددته، أما!
إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنا
قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم
على ظهورنا، وليس عندنا من فئ المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا
العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة، فإذا مت
فابعثي بهن إلى عمر وابرئي منهن، ففعلت، فلما جاء الرسول عمر
بكى حتى جعلت دموعه تسيل في الأرض وجعل يقول: رحم الله
أبا بكر لقد أتعب من بعده! رحم الله أبا بكر لقد أتعب من
بعده! يا غلام! ارفعهن، فقال عبد الرحمن بن عوف: سبحان
الله! تسلب عيال أبي بكر عبدا حبشيا وبعيرا ناضحا وجرد قطيفة
ثمن خمسة الدراهم، قال: فما تأمر؟ قال: تردهن على عياله، فقال:
لا والذي بعث محمدا بالحق! أو كما حلف لا يكون هذا في ولايتي
أبدا ولا خرج أبو بكر منهن عند الموت وأردهن أنا على عياله،
الموت أقرب من ذلك (ابن سعد).
35733 (مسند حويطب بن عبد العزى) عن عبد الرحمن
541

ابن أبي سفيان بن حويطب عن أبيه عن جده قال: قدمت من عمرتي
فقال لي أهلي: أعلمت أن أبا بكر بالموت؟ فأتيته في ثياب سفري
فأجده لما به، فقلت: السلام عليك! فقال: وعليك السلام
وعيناه تذرفان، فقلت: يا خليفة رسول الله! كنت أول من
أسلم، وثاني اثنين في الغار، وصدقت هجرتك، وحسنت نصرتك،
ووليت المسلمين فأحسنت صحبتهم واستعملت خيرهم، قال: وحسن
ما فعلت (قلت: نعم، قال: فأنا لله والله أشكر له وأعلم ولا
يمنعني ذلك من أن أستغفر الله، فما خرجت حتى مات (كر وقال:
هذا الحديث شبيه بالمسند، قال وإنما أخرجته لأني أعلم له حديثا مسندا
سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن معين: لا أحفظ عن حويطب بن
عبد العزى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا).
35734 عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لم توفي أبو بكر سجوه ثوبا وارتجت المدينة بالبكاء ودهش الناس
كيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء علي بن أبي طالب مسرعا باكيا
مسترجعا وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على
باب البيت الذي فيه أبو بكر ثم قال: رحمك الله أبا بكر! كنت
أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأكثرهم يقينا وأعظمهم غنى وأحد بهم
على الاسلام وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمنهم على أصحابه
542

وأحسنهم صحبة وأعظمهم مناقب وأكثرهم سوابق وأرفعهم درجة
وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشبههم به هديا وسمتا وخلقا ودلا
وأشرفهم منزلة وأكرمهم عليه وأوثقهم عنده، فجزاك الله عن الاسلام
وعن رسوله وعن المسلمين خيرا! صدقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
كذبه الناس فسماك رسول الله صلى الله عليه وسلم صديقا، قال الله تعالى (جاء بالصدق)
يعني محمدا (وصدق به) يعني أبا بكر وآسيته حين بخلوا، وكنت
معه حين قعدوا، صحبته في الشدة أكرم صحبة، ثاني اثنين في
الغار والمنزل، رفيقه في الهجرة ومواطن الكرة، خلفته في أمته
بأحسن الخلافة حين ارتد الناس، وقمت بدين الله قياما لم يقمه خليفة
نبي قبلك، قويته حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا،
ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت خليفته
حقا لم تنازع برغم المنافقين وطعن الحاسدين وكره الفاسقين وغيظ
الكافرين، فقمت بالامر حين فشلوا، ومضيت بنور الله حين وقفوا،
واتبعوك فهدوا، كنت أخفضهم صوتا وأعلاهم خوفا وأقلهم كلاما
وأصوبهم منطقا وأشدهم يقينا وأشجعهم قلبا وأحسنهم عقلا وأعرفهم
بالأمور، كنت والله للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس عنه
وآخرا حين فلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا
543

فحملت أثقالا عنها ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا،
وشمرت إذ خنعوا (1)، وصبرت إذا جزعوا، فأدركت أوتار ما طلبوا،
ونالوا بك ما لم يحتسبوا، كنت على الكافرين عذابا صبا، وللمؤمنين
غيثا وخصبا، ذهبت بفضائلها، وأحرزت سوابقها، لم تفلل حجتك
ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخن، كنت كالجبل لا
تحركه العواصف، ولا تزيله الرواجف، كنت كما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمن الناس في صحبتك وذات يدك، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك عظيما عند الله،
كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين، ثم لم يكن لاحد فيك مهمز،
ولا لقائل فيك مغمز ولا لاحد عندك هوادة، والذليل عندك قوي
عزيز حتى تأخذ الحق، والقوي العزيز عندك ضعيف حتى تأخذ
منه الحق، القريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق
والصدق، وقولك حكم وحتم، وأمرك غنم وعزم، ثبت الاسلام
وسبقت والله سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، وفزت
بالخير فوزا مبينا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء،
وهدت مصيبتك الأنام، والله لا يصاب المسلمون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) خنعوا: الخانع: الذليل الخاضع. النهاية 2 / 84. ب
544

بمثلك، كنت للدين عزا وكهفا، وللمسلمين حصنا، وأنسا، وعلى
المنافقين غلظة وغيظا وكظما، فألحقك الله بنبيك صلى الله عليه وسلم ولا حرمنا
أجرك ولا أضلنا بعدك وإنا لله وأنا إليه راجعون (ه‍ في التفسير
والشاشي وأبو زكريا في طبقات أهل الموصل، وأبو الحسن علي بن
أحمد بن إسحاق البغدادي في فضائل أبي بكر وعمر، والمحاملي في أماليه،
وابن منده وأبو نعيم في المعرفة واللالكائي في السنة، خط في المتفق،
كر وابن النجار، ض).
فضائل الفاروق رضي الله عنه
35735 عن أبي بكر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
اللهم اشدد الاسلام بعمر بن الخطاب (طس، وفيه محمد بن الحسن بن
زبالة متروك) (1).
35736 عن عائشة قالت: قال أبو بكر الصديق: والله!
إن عمر لأحب الناس إلي، ثم قال: كيف قلت؟ قالت عائشة:
قلت: والله! إن عمر لأحب الناس إلي، فقال: الله أعز الولد
ألوط (2) (أبو عبيد في الغريب، كر).

(1) أوده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 62) وقال رواه الطبراني. ص
(2) أعز الولد ألوط: أي ألصق بالقلب. يقال: لاط به يلوط ويليط،
لوطا وليطا ولياطا، إذا لصق به: أي الولد ألصق بالقلب.
النهاية 4 / 277. ب
545

35737 عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن أبا بكر أقطع
لعيينة بن حصن قطيعة وكتب له بها كتابا: فقال له طلحة أو غيره:
إنا نرى هذا الرجل سيكون من هذا الامر بسبيل يعني عمر
فلو أقرأته كتابك، فأتى عيينة عمر فأقرأه كتابه، فشق الكتاب
ومحاه، فسأل عيينة أبا بكر أن يجدد له كتابا، فقال: والله!
لا أجدد شيئا رده عمر (أبو عبيد في الأموال).
35738 عن عمر بن يحيى الزرقي قال: أقطع أبو بكر طلحة
ابن عبيد الله أرضا وكتب له بها كتابا، وأشهد له بها ناسا فيهم
عمر، فأتى طلحة عمر بالكتاب فقال: اختم على هذا: فقال:
لا أختم، أهذا كله لك دون الناس! قال فرجع طلحة مغضبا
إلى أبي بكر فقال: والله! ما أدري أنت الخليفة أم عمر! قال: بل
عمر ولكنه أبى (أبو عبيد في الأموال).
35739 عن عمر قال: خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه، فاستفتح
سورة الحاقة فجعلت أتعجب من تأليف القرآن فقلت: والله!
هذا شاعر كما قالت قريش، فقرأ (إنه لقول رسول كريم وما
هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون)، قلت: كاهن، قال: (ولا
546

بقول كاهن قليلا ما تذكرون) إلى آخر السورة، فوقع الاسلام
في قلبي كل موقع (حم، كر، ورجاله ثقات ولكن فيه انقطاع
بين شريح بن عبيد وعمر).
35740 عن أسلم قال قال عمر: أتحبون أن أعلمكم كيف
كان بدء إسلامي؟ قلنا: نعم، قال: كنت من أشد الناس على رسول
الله صلى الله عليه وسلم: فبينا أنا في يوم شديد الحر بالهاجرة في بعض طريق
مكة إذ لقيني رجل من قريش فقال: أين تذهب يا ابن الخطاب قلت:
أريد هذا الرجل، قال: عجبا لك يا ابن الخطاب! إنك تزعم أنك
كذلك وقد دخل عليك هذا الامر في بيتك! قلت: وما ذاك؟ قال:
أختك قد أسلمت؟ فرجعت مغضبا حتى قرعت الباب، وقد كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أسلم الرجل والرجلان ممن لا شئ له ضمهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرجل الذي في يده السعة، فنالا من فضلة
طعامه، وقد كان ضم إلى زوج أختي رجلين، فلما قرعت الباب
قيل: من هذا؟ قلت: عمر، وقد كانوا يقرأون كتابا في أيديهم،
فلما سمعوا صوتي قاموا حتى اختبأوا في مكان وتركوا الكتاب، فلما
فتحت لي أختي الباب قلت: أيا عدوة نفسها! صبوت؟ وأرفع
شيئا فأضرب به على رأسها، فبكت المرأة وقالت لي: يا ابن الخطاب!
اصنع ما كنت صانعا فقد أسلمت، فذهبت وجلست على السرير
547

فإذا بصحيفة وسط البيت! فقلت: ما هذه الصحيفة؟ فقالت لي:
دعها عنك يا ابن الخطاب! فإنك لا تغتسل من الجنابة ولا تتطهر
وهذا لا يمسه إلا المطهرون، فما زلت بها حتى أعطتنيها، فإذا بها
(بسم الله الرحمن الرحيم)، فلما مررت باسم الله ذعرت منه
فألقيت الصحيفة، ثم رجعت إلى نفسي فتناولتها فإذا فيها (سبح
لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم)، فقرأتها حتى بلغت
(آمنوا بالله ورسوله) إلى آخر الآية فقلت: أشهد أن لا إله إلا
الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فخرج القوم متبادرين فكبروا
واستبشروا بذلك وقالوا لي: أبشر يا ابن الخطاب! فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعا يوم الاثنين فقال: اللهم؟ أعز الدين بأحب الرجلين إليك:
عمر بن الخطاب أو أبي جهل بن هشام، وإنا نرجو أن تكون دعوة
رسول الله صلى الله عليه وسلم لك، فقلت: دلوني على رسول اله صلى الله عليه وسلم أين هو؟
فلما عرفوا الصدق دلوني عليه في المنزل الذي هو فيه، فخرجت حتى
قرعت الباب، فقال: من هذا؟ قلت: عمر بن الخطاب، وقد
علموا شدني على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعلموا باسلامي، فما اجترأ
أحد منهم أن يفتح لي حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افتحوا له، فان
يرد الله به خيرا يهده، ففتح لي الباب فأخذ رجلان بعضدي
548

حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلوه
فأرسلوني، فجلست بين يديه، فأخذ بمجامع قميصي ثم قال: أسلم
يا ابن الخطاب! اللهم اهده! فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أنك رسول الله، فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طريق مكة
وقد كانوا سبعين قبل ذلك، فكان الرجل إذا أسلم فعلم به الناس
يضربونه ويضربهم، فجئت إلى رجل فقرعت عليه الباب فقال:
من هذا؟ قلت: عمر بن الخطاب، فخرج إلي، فقلت له: أعلمت
أني قد صبوت؟ قال: أوقد فعلت؟ قلت: نعم، قال: لا تفعل
ودخل البيت وأجاف الباب دوني، فقلت: ما هذا بشئ فإذا أنا
لا أضرب ولا يقال لي شئ، قال الرجل: أتحب أن يعلم
باسلامك؟ قلت: نعم، قال: إذا اجلس في الحجر فائت فلانا
فقل له فيما بينك وبينه، أشعرت أني قد صبوت، فإنه قلما يكتم
الشئ، فجئت إليه وقد اجتمع الناس في الحجر فقلت له فيما بيني
وبينه: أشعرت أني قد صبوت؟ قال: أفعلت: قلت: نعم، فنادى
بأعلى صوته: ألا! إن عمر قد صبا، فثار إلي أولئك الناس فما
زالوا يضربوني وأضربهم حتى أتى خالي، فقيل له: إن عمر قد صبا،
فقام على الحجر فنادى بأعلى صوته: ألا! إني قد أجرت ابن أختي
فلا يمسه أحد! فانكشفوا عني، فكنت لا أشاء أن أرى أحدا
549

من المسلمين يضرب إلا رأيته، فقلت: ما هذا بشئ إن الناس
يضربون وأنا لا أضرب ولا يقال لي شئ، فلما جلس الناس في
الحجر جئت إلى خالي فقلت: اسمع! جوارك رد عليك! قال:
لا تفعل، فأبيت، فما زلت أضرب وأضرب حتى أظهر الله
الاسلام (الحسن بن سفيان والبزار، وقال: لا نعلم أحدا رواه
بهذا السند إلا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، ولا نعلم في إسلام عمر
أحسن منه على أن الحنيني خرج من المدينة فكف واضطرب حديثه،
وابن مردويه وخيثمة في فضائل الصحابة، حل، ق في الدلائل، كر
قال الذهبي في المغني: إسحاق بن إبراهيم الحنيني متفق على ضعفه).
35741 عن جابر قال: قال لي عمر: كان أول إسلامي أن
ضرب أختي المخاض فأخرجت من البيت فدخلت في أستار الكعبة
في ليلة قارة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل الحجر وعليه نعلاه فصلى
ما شاء ثم انصرف، فسمعت شيئا لم أسمع مثله، فخرجت فاتبعته
فقال: من هذا؟ قلت: عمر، قال: يا عمر! أما تتركني ليلا ولا
نهارا؟ فخشيت أن يدعو علي فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك
رسول الله، فقال: يا عمر! أسره، فقلت: والذي بعثك بالحق!
لأعلنته كا أعلنت الشرك (ش، حل، كر، وفيه يحيى بن يعلى
الأسلمي عن عبد الله بن المؤمل ضعيفان).
550

35742 عن ابن عباس قال: سألت عمر: لأي شئ سميت
(الفاروق)؟ قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، ثم شرح الله صدري
للاسلام فقلت: الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، فما في الأرض
نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أين رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قالت أختي: هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا،
فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في
البيت: فضربت الباب، فاستجمع القوم، فقال لهم حمزة: ما لكم؟
قالوا: عمر بن الخطاب، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابي
ثم نترني نترة فما تمالكت أن وقعت على ركبتي فقال: ما أنت
بمنته يا عمر! فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد
فقلت: يا رسول الله! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟ قال:
بلى! والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم! قلت:
ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين:
حمزة في أحدهما وأنا في الآخر، له كديد (1) ككديد الطحين حتى
دخلنا المسجد، فنظرت إلي قريش وإلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم

(1) كديد: الكديد: التراب الناعم، فإذا وطئ صار غباره، أراد أنهم
كانوا جماعة، وأن الغبار كان يثور من مشيهم. النهاية 4 155. ب
551

يصبهم مثلها، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ (الفاروق)، وفرق
الله بي بين الحق والباطل (حل، كر، وفيه أبان بن صالح ليس
بالقوى وعنه إسحاق بن عبد الله الدمشقي متروك).
35743 عن عمر قال: لقد رأيتني وما أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم
إلا تسعة وثلاثون رجلا وكنت رابع أربعين رجلا، فأظهر الله
دينه ونصر نبيه وأعز الاسلام (حل، كر، وهو صحيح).
35744 عن عمر قال: كنت جالسا مع أبي جهل وشيبة
ابن ربيعة، فقال أبو جهل: يا معشر قريش! إن محمدا قد شتم آلهتكم
وسفه أحلامكم وزعم أن من مضى من آبائكم يتهافتون في النار،
ألا! ومن قتل محمدا فله علي مائة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة!
فخرجت متقلدا السيف متنكبا كنانتي أريد النبي صلى الله عليه وسلم، فمررت على
عجل يذبحونه فقمت أنظر إليهم، فإذا صائح يصيح، من جوف
العجل يا آل ذريح أمر نجيح رجل يصيح بلسان فصيح، يدعو
إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فعلمت أنه أرادني،
ثم مررت بغنم فإذا هاتف يهتف يقول:
يا أيها الناس ذوو الأجسام * ما أنتم وطائش الأحلام
ومسندو الحكم إلى الأصنام * فكلكم أراه كالانعام
أما ترون ما أرى أمامي * من ساطع يجلو دجى الظلام
552

قد لاح للناظر من تهام * أكرم به لله من إمام
قد جاء بعد الكفر بالاسلام * والبر والصلات للارحام
فقلت: والله ما أراه إلا أرادني، ثم مررت بالضمار (1) فإذا هاتف
من جوفه:
ترك الضمار وكان يعبد وحده * بعد الصلاة مع النبي محمد
إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد
سيقول من عبد الضمار ومثله * ليت الضمار ومثله لم يعبد
فاصبر أبا حفص فإنك آمن * يأتيك عز غير عز بني عدي
لا تعجلن فأنت ناصر دينه * حقا يقينا باللسان وباليد
فوالله لقد علمت أنه أرادني! فجئت حتى دخلت على أختي فإذا خباب
ابن الأرت عندها وزوجها! فقال خباب: ويحك يا عمر! أسلم،
فدعوت بالماء فتوضأت ثم خرجت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: قد
استجيب لي فيك يا عمر! أسلم، فأسلمت وكنت رابع أربعين
رجلا ممن أسلم، ونزلت (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من
المؤمنين.) (أبو نعيم في الدلائل).

(1) بالضمار: ضمار: صنم عبده العباس بن مرداس السلمي ورهطه،
ذكره الصاغاني والحافظ. تاج العروس شرح القاموس 12 / 405. ب
553

35745 عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث آيات، فقلت:
يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى! فنزلت (واتخذوا
من مقام إبراهيم مصلى) وقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! إن
نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن! فنزلت
آية الحجاب، واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت
لهن (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن).
فنزلت كذلك (ص، حم والعدني والدارمي، خ، (1) ت، ن، ه‍
وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر وابن أبي عاصم وابن جرير
والطحاوي، حب، قط في الافراد وابن شاهين في السنة وابن
مردويه، حل، ق).
35746 عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث: في الحجاب
وفي أسارى بدر، وفي مقام إبراهيم (م (2) وابن داود وأبو عوانة
وابن أبي عاصم).
35747 عن عمر قال: وافقت ربي في أربع: قلت:
يا رسول الله! لو صلينا خلف المقام! فأنزل الله (واتخذوا من

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب ما جاء في القبلة (1 / 188). ص
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عمر
رضي الله عنه رقم (2399). ب
554

مقام إبراهيم مصلى). وقلت: يا رسول الله! لو ضربت على
نسائك الحجاب! فإنه يدخل عليهن البر والفاجر، فأنزل الله
(وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب)، ونزلت هذه
الآية (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين إلى قوله: ثم
أنشأناه خلقا آخر) فلما نزلت قلت أنا: تبارك الله أحسن الخالقين،
فنزلت (فتبارك الله أحسن الخالقين)، ودخلت على أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت لهن: لتنتهين أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن،
فنزلت هذه الآية ((عسى ربه إن طلقكن) (ط وابن أبي
حاتم وابن مردويه، كر، وهو صحيح).
35748 عن عقيل بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن
الخطاب: إن غضبك عز ورضاك حكم (كر).
35749 عن مصعب بن سعد قال: قالت حفصة بنت عمر
لعمر: لو لبست ثوبا هو ألين من ثوبك! وأكلت طعاما هو أطيب
من طعامك! فقد وسع الله من الرزق وأكثر من الخير، فقال:
إني سأخاصمك إلى نفسك، أما تذكرين ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يلقى من شدة العيش؟ فما زال يكررها حتى أبكاها فقال لها:
والله إن قلت ذلك، إني والله ان استطعت لأشاركنها بمثل عيشهما
555

الشديد لعلي أدرك عيشهما الرخي (ابن المبارك وابن سعد، ش
وابن راهويه حم في الزهد وهناد، وعبد بن حميد، ن، حل، ك،
هب، ض).
35750 عن عمر قال: ما بلت قائما منذ أسلمت (ش
والبزار والطحاوي وصحح).
35751 عن عكرمة بن خالد أن حفصة وابن مطيع وعبد الله
ابن عمر كلموا عمر بن الخطاب فقالوا: لو أكلت طعاما طيبا كان
أقوى لك على الحق، فقال: قد علمت أنه ليس منكم إلا ناصح
ولكني تركت صاحبي يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر على جادة،
فان تركت جادتهما لم أدركهما في المنزل (عب، ق، كر).
35752 عن الحسن أن عمر بن الخطاب أتي بفروة كسرى
ابن هرمز فوضعت بين يديه، وفي القوم سراقة بن مالك فأخذ عمر
سواريه فرمى بهما إلى سراقة، فأخذهما فجعلهما في يديه فبلغا منكبيه،
فقال: الحمد لله! سواري كسرى بن هرمز في يدي سراقة بن
مالك بن جعشم أعرابي من بني مدلج، ثم قال: اللهم! إني قد علمت
أن رسولك قد كان حريصا على أن يصيب مالا ينفقه في سبيلك
وعلى عبادك فزويت عنه ذلك نظرا منك وخيارا، اللهم! إني قد
556

علمت أن أبا بكر كان يحب مالا ينفقه في سبيلك وعلى عبادك
فزويت عنه ذلك، اللهم! إني أعوذ بك أن يكون هذا مكرا منك
بعمر، ثم تلاها (أيحسبون أنما نمدهم به من مال) الآية (عبد
ابن حميد وابن المنذر، ق، كر).
35753 عن ابن عباس قال: سألت عمر: لأي شئ سميت
(الفاروق)! قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام، فخرجت إلى المسجد
فأسرع أبو جهل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسبه، فأخبر حمزة، فأخذ قوسه
وجاء إلى المسجد إلى حلقة قريش التي فيه أبو جهل، فاتكأ على قوسه
مقابل أبي جهل فنظر إليه، فعرف أبو جهل الشر في وجهه فقال:
ما لك يا أبا عمارة؟ فرفع القوس فضرب بها أخدعيه فقطعه فسالت
الدماء، فأصلحت ذلك قريش مخافة الشر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف
في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، فانطلق حمزة فأسلم، وخرجت
بعده بثلاثة أيام فإذا فلان المخزومي! فقلت: أرغبت عن دينك ودين
آبائك واتبعت دين محمد؟ قال: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم
عليك حقا مني! قلت: من هو؟ قال أختك وختنك! فانطلقت
فوجدت همهمة فدخلت فقلت: ما هذا؟ فما زال الكلام بيننا
حتى أخذت برأس ختني فضربته وأدميته، فقامت إلي أختي وأخذت
557

برأسي وقالت: قد كان ذلك على رغم أنفك! فاستحييت حين رأيت
الدماء فجلست وقلت: أروني هذا الكتاب، فقالت: إنه لا يمسه
إلا المطهرون، فقمت فاغتسلت، فأخرجوا لي صحيفة فيها (بسم الله
الرحمن الرحيم) قلت: أسماء طيبة طاهرة (طه ما أنزلنا عليك
القرآن لتشقى.) إلى قوله: (الأسماء الحسنى.) فتعظمت في
صدري وقلت: من هذا فرت قريش! فأسلمت وقلت: أين
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فإنه في دار الأرقم، فأتيت فضربت الباب
فاستجمع القوم فقال لهم حمزة: ما لكم؟ قالوا: عمر! قال: وعمر!
افتحوا له الباب، فان أقبل قبلنا منه، وإن أدبر قتلناه، فسمع
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج، فتشهدت فكبر أهل الدار تكبيرة
سمعها أهل المسجد! قلت: يا رسول الله! ألسنا على الحق؟ قال:
بلى! قلت: ففيم الاختفاء! فخرجنا صفين: أنا في أحدهما وحمزة
في الآخر حتى دخلنا المسجد، فنظرت قريش إلي وإلى حمزة فأصابتهم
كآبة شديدة، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم (الفاروق) يومئذ وفرق بين
الحق والباطل (أبو نعيم في الدلائل، كر).
35754 عن أبي إسحاق قال: قال عمر بن الخطاب: لا
ينخل لنا دقيق بعد ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل
(ابن سعد، حم في الزهد).
558

35755 عن عمر قال: لما أسلمت تذكرت أي أهل مكة
أشد عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أبو جهل فأتيته حتى وقفت
على بابه، فخرج إلي فرحب بي وقال مرحبا وأهلا بابن أختي!
ما جاء بك؟ قلت: جئت لأخبرك أني قد أسلمت! فضرب الباب
في وجهي وقال: قبحك الله وقبح ما جئت به (المحاملي، كر).
35756 عن عمر قال: إني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة
ولي اليتيم، إن احتجت أخذت منه بالمعروف، فإذا أيسرت رددته،
فان استغنيت استعففت (عب وابن سعد، ص، ش وعبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر والنحاس في ناسخه، ق).
35757 عن الأقرع قال: أرسل عمر إلى الأسقف فقال:
هل تجدنا في كتابكم؟ قال: نعم: قال: فمنا تجدني؟ قال: قرن
من حديد، أمير شديد، قال: فما تجد بعدي؟ قال: خليفة صدق
يؤثر أقربيه، قال عمر: يرحم الله ابن عفان (ش ونعيم في حماد في
الفتن واللالكائي في السنة).
35758 عن أسلم قال: كان عمر بن الخطاب يصلي من الليل
ما شاء أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله
للصلاة ثم يقول لهم: الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآية (وامر أهلك
559

بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك إلى قوله والعاقبة
للتقوى.) (مالك، هق) (1).
35759 عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال: لما فتح عمرو
ابن العاص مصر أتى أهلها إليه حين دخل بؤنة من أشهر العجم،
فقالوا له: أيها الأمير! إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها، فقال
لهم: وما ذاك؟ قالوا: إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا
الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها
شيئا من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل،
فقال لهم عمرو: إن هذا لا يكون في الاسلام وإن الاسلام يهدم
ما قبله فأقاموا بونة (2) وأبيب ومسرى لا يجري قليلا ولا
كثيرا حتى هموا بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو كتب إلى عمر
ابن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر: قد أصبت، إن الاسلام يهدم
ما كان قبله، وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل النيل إذا أتاك

(1) أخرجه مالك في الموطأ كتاب صلاة الليل باب ما جاء في صلاة الليل
رقم / 5 /. ص
(2) بؤنة: حزيران. وأبيب: تموز. ومسرى: آب. مروج الذهب
للمسعودي 1 / 349. ب
560

كتابي، فلما قدم الكتاب على عمرو فتح البطاقة فإذا فيها:
من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر!
أما بعد فان كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الواحد
القهار يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك.
فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل
مصر للجلاء والخروج منها لأنه لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل،
فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا، وقطع تلك
السنة السوء عن أهل مصر (ابن عبد الحكم في فتوح مصر وأبو
الشيخ في العظمة، كر).
35760 عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: حدثني
يا كعب عن جنات عدن! قال: نعم يا أمير المؤمنين! قصور في
الجنة لا يسكنها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل، فقال
عمر: أما النبوة فقد مضت لأهلها، وأما الصديقون فقد صدقت
الله ورسوله: وأما الحكم العدل فاني أرجو الله أن لا أحكم بشئ إلا
لم آل فيه عدلا، وأما الشهادة فأنى لعمر بالشهادة (ابن المبارك وأبو
ذر الهروي في الجامع).
35761 عن محمد بن سيرين قال: قال كعب لعمر بن الخطاب:
يا أمير المؤمنين! هل ترى في منامك شيئا؟ فانتهره، فقال: إنا
561

نجد رجلا يرى أمر الأمة في منامه (ابن المبارك، كر).
35762 عن زيد بن أسلم قال: خرج عمر بن الخطاب ليلة
يحرس فرأى مصباحا في بيت فدنا فإذا عجوز تطرق شعرا لها
لتغزله أي تنفشه بقدح وهي تقول:
على محمد صلاة الأبرار * صلى عليك المصطفون الأخيار
قد كنت قواما بكى الأسحار * يا ليت شعري والمنايا أطوار
هل تجمعني وحبيبي الدار
تعني النبي صلى الله عليه وسلم، فجلس عمر يبكي، فما زال يبكي حتى قرع الباب
عليها، فقالت: من هذا؟ قال: عمر بن الخطاب، قالت: ما لي
ولعمر؟ وما يأتي بعمر هذه الساعة؟ قال: افتحي رحمك الله!
فلا بأس عليك، ففتحت له فدخل فقال: ردي علي الكلمات التي
قلت آنفا، فردتها عليه، فملا بلغت آخرها قال: أسألك أن تدخليني
معكما، قالت:
وعمر فاغفر له يا غفار
فرضى ورجع (ابن المبارك، كر).
35763 عن موسى بن أبي عيسى قال: أتى عمر بن الخطاب مشربة
بني حارثة، فوجد محمد بن مسلمة فقال عمر: كيف تراني يا محمد؟
562

فقال: أراك والله! كما أحب وكما تحب من يحب لك الخير،
أراك قويا على جمع المال: عفيفا عنه، عدلا في قسمه، ولو ملت
عدلناك كما يعدل السهم في الثقاب، فقال عمر: هاه! وقال: لو ملت
عدلناك كما يعدل السهم في الثقاب؟ فقال: الحمد لله الذي جعلني في
قوم إذا ملت عدلوني (ابن المبارك).
35764 عن عمر أنه سمع رجلا يقرأ (هل أتى على الانسان
حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) فقال عمر: يا ليتها تمت
(ابن المبارك وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن المنذر).
35765 عن عبد الله بن إبراهيم قال: أول من ألقى الحصى
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وكان الناس إذا رفعوا
رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم، فأمر عمر بالحصى، فجئ
به من العقيق، فبسط في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم (ابن سعد).
35766 عن محمد بن سيرين قال: قال عمر بن الخطاب: لأعزلن
خالد بن الوليد والمثنى مثنى بن شيبان حتى يعلما أن الله إنما كان ينصر
عباده وليس إياهما كان ينصر (ابن سعد).
35767 عن أسلم قال: رأيت عمر بن الخطاب يأخذ بأذن
الفرس ويأخذ بيده الأخرى أذنه ثم ينزو على متن الفرس (ابن سعد
وأبو نعيم في المعرفة).
563

35768 عن راشد بن سعد أن عمر بن الخطاب أتي بمال
فجعل يقسمه بين الناس فازدحموا عليه فأقبل سعد بن أبي وقاص
يزاحم الناس حتى خلص إليه، فعلاه عمر بالدرة وقال: إنك أقبلت
لا تهاب سلطان الله في الأرض فأحببت أن أعلمك أن سلطان
الله لن يهابك (ابن سعد).
35769 عن عكرمة أن حجاما كان يقص عمر بن الخطاب
وكان رجلا مهيبا، فتنحنح عمر فأحدث الحجام، فأمر له عمر بأربعين
درهما (ابن سعد، خط).
35770 عن محمد بن زيد قال: اجتمع علي وعثمان والزبير
وطلحة وعبد الرحمن بن عوف وسعد وكان أجرأهم على عمر عبد
الرحمن بن عوف فقالوا: يا عبد الرحمن! لو كلمت أمير المؤمنين
للناس! فإنه يأتي الرجل طالب الحاجة فتمنعه هيبتك ان يكلمك في
حاجته حتى يرجع ولم يقض حاجته، فدخل عليه فكلمه فقال:
يا أمير المؤمنين! لن للناس، فإنه يقدم القادم فتمنعه هيبتك أن
يكلمك في حاجته حتى يرجع ولم يكلمك، فقال: يا عبد الرحمن!
أنشدك الله أعلي وعثمان وطلحة والزبير وسعد أمروك بهذا؟ قال:
اللهم نعم، قال: يا عبد الرحمن! والله لقد لنت للناس حتى خشيت
564

الله في اللين! ثم اشتددت عليهم حتى خشيت الله في الشدة، فأين
المخرج؟ فقام عبد الرحمن يبكي يجر رداءه يقول بيده: أف لهم
بعدك (ابن سعد، كر).
35771 عن سعيد بن المسيب قال: أصيب بعير من المال
من الفئ فنحره عمر وأرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم منه، وصنع
ما بقي طعاما فدعا عليه من المسلمين وفيهم يومئذ العباس بن عبد المطلب
فقال العباس: يا أمير المؤمنين! لو صنعت لنا في كل يوم مثل هذا
فأكلنا عندك وتحدثنا! فقال عمر: لا أعود لمثلها، إنه مضى صاحبان
لي يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر عملا عملا وسلكا طريقا، وإني إن
عملت بغير عملهما سلك بي طريق غير طريقهما (ابن سعد
ومسدد، كر).
35772 عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: كان عمر بن
الخطاب يعس لمسجد بعد العشاء فلا يرى فيه أحدا إلا أخرجه إلا
رجلا قائما يصلي، فمر بنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبي
ابن كعب فقال: من هؤلاء؟ فقال أبي: نفر من أهلك يا أمير
المؤمنين! قال: ما خلفكم بعد الصلاة؟ قالوا: جلسنا نذكر الله،
قال فجلس معهم ثم قال لأدناهم إليه: خذ قال فدعا فاستقرأهم رجلا
565

رجلا يدعون حتى انتهى إلي وأنا إلى جنبه فقال: هات فحصرت
وأخذني من الردعة أفكل (1) حتى جعل يجد مس ذلك مني فقال:
ولو أن تقول: اللهم اغفر لنا! اللهم ارحمنا! قال ثم أخذ عمر فما
كان في القوم أكثر دمعة ولا أشد بكاء منه، ثم قال: إيها الآن
فتفرقوا (ابن سعد).
35773 عن أبي وجزة عن أبيه قال: كان عمر بن الخطاب
يحمي النقيع (2) لخيل المسلمين ويحمي الربذة والشرف لابل الصدقة
ويحمل على ثلاثين ألف بعير في سبيل الله كل سنة (ابن سعد).
35774 عن السائب بن يزيد قال: رأيت خيلا عند عمر
ابن الخطاب موسومة في أفخاذها، حبيس في سبيل الله (ابن سعد).
35775 عن السائب بن يزيد قال: رأيت عمر بن الخطاب السنة

(1) أفكل: الأفكل - بالفتح -: الرعدة من برد أو خوف، ولا يبنى
منه فعل وهمزته زائدة ووزنه أفعل، ولهذا إذا سميت به لم تصرفه
للتعريف ووزن الفعل، ومنه حديث عائشة رضي الله عنها " فأخذني
أفكل وارتعدت من شدة الغيرة ". النهاية 1 / 56. ب
(2) لنقيع: وفيه " أن عمر حمى غرز النقيع " هو موضع حماه لنعم
الفئ وخيل المجاهدين، فلا يرعاه غيرها، وهو موضع قريب من المدينة
كان يستنفع فيه الماء: أي يجتمع. النهاية 5 / 108. ب
566

يصلح أداة الإبل التي يحمل عليها في سبيل الله براذعها وأقتابها،
فإذا حمل الرجل على البعير جعل معه أداته (ابن سعد).
35776 عن سفيان بن أبي العوجاء قال: قال عمر بن الخطاب:
والله ما أدري أخليفة أنا أم ملك؟ فان كنت ملكا فهذا أمر
عظيم، قال قائل: يا أمير المؤمنين! إن بينهما فرقا، قال: ما هو؟
قال: الخليفة لا يأخذ إلا حقا ولا يضعه إلا في حق، فأنت بحمد الله
كذلك، والملك يعسف الناس فيأخذ من هذا ويعطي هذا، فسكت
عمر (ابن سعد).
35777 عن سلمان أن عمر قال له: أملك أنا أم خليفة؟
قال له سلمان: إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهما أو أقل أو
أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك غير خليفة، فاستعبر عمر
(ابن سعد).
35778 عن أبي مسعود الأنصاري قال: كنا جلوسا في نادينا
فأقبل رجل على فرى يركضه يجري حتى كاد يوطئنا، فارتعنا
لذلك وقمنا فإذا عمر بن الخطاب! فقلنا: من بعدك يا أمير المؤمنين؟
قال: وما أنكرتم! وجدت نشاطا فأخذت فرسا فركضته
(ابن سعد).
567

35779 عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مكث عمر
زمانا لا يأكل من المال شيئا حتى دخلت عليه في ذلك خصاصة، وأرسل
إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشارهم فقال: قد شغلت نفسي في هذا
الامر فما يصلح لي منه؟ فقال عثمان بن عفان: كل وأطعم، قال
وقال ذلك سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وقال لعلي: ما تقول أنت
في ذلك؟ قال: غداء وعشاء قال فأخذ بذلك عمر (ابن سعد).
35780 عن سعيد بن المسيب أن عمر استشار أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: والله لأطوقنكم من ذلك طوق الحمامة! ما يصلح لي
من هذا المال؟ فقال علي: غداء وعشاء، قال: صدقت (ابن سعد).
35781 عن ابن عمر قال: كان عمر يقوت نفسه وأهله
ويكتسي الحلة في الصيف ولربما خرق الإزار حتى يرقعه فما يبدل
مكانه حتى يأتي الا بان (1)، وما من عام يكثر فيه المال إلا كسوته
فيما أرى أدنى من العام الماضي، فكلمته في ذلك حفصة فقال: إنما
أكتسي من مال المسلمين وهذا يبلغني (ابن سعد).
35782 عن محمد بن إبراهيم قال: كان عمر بن الخطاب

(1) الا بان: إبان الشئ - بالكسر والتشديد -: وقته، يقال: كل
الفاكهة في إبانها، أي: وقتها. المختار 2. ب
568

يستنفق كل يوم درهمين له ولعياله وإنه أنفق في حجته ثمانين ومائة
درهم (ابن سعد).
35783 عن ابن الزبير قال: أنفق عمر في حجته ثمانين ومائة
درهم وقال: قد أسرفنا في هذا المال (ابن سعد).
35784 عن ابن عمر أن عمر أنفق في حجته ستة عشر دينارا،
فقال: يا عبد الله ابن عمر! أسرفنا في هذا المال، قال: وهذا مثل
الأول على صرف اثني عشر درهما بدينار (ابن سعد).
35785 عن ابن عمر قال: أهدى أبو موسى الأشعري لامرأة
عمر عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل طنفسة أراها تكون ذراعا وشبرا،
فدخل عليها عمر فرآها فقال: أنى لك هذه؟ قالت: أهداها لي
أبو موسى الأشعري، فأخذها عمر فضرب بها رأسها حتى نغض (1)،
ثم قال: علي بأبي موسى الأشعري وأتعبوه، فأتي به قد أتعب وهو
يقول: لا تعجل علي يا أمير المؤمنين! فقال عمر: ما يحملك على أن
تهدي لنسائي؟ ثم أخذها عمر فضرب بها فوق رأسه وقال: خذها
فلا حاجة لنا فيها (ابن سعد، كر).

(1) نغض: ومنه الحديث " وأخذ ينغض رأسه كأنه يستفهم ما يقال له "
يحركه، ويميل إليه. النهاية 5 / 87. ب
569

35786 عن أبي بردة عن أبيه قال: رأى عوف بن مالك أن
الناس قد جمعوا في صعيد واحد فإذا رجل قد علا الناس بثلاثة أذرع!
قلت: من هذا؟ قالوا: عمر بن الخطاب، قلت: بما يعلوهم؟ قالوا:
إن فيه ثلاث خصال: لا يخاف في الله لومة لائم، وإنه شهيد
مستشهد، وخليفة مستخلف، فأتى عوف أبا بكر فحدثه، فبعث
إلى عمر فبشره، فقال أبو بكر: قص رؤياك، فقصها، فلما قال:
خليفة مستخلف انتهره عمر فأسكته، فلما ولى عمر قال لعوف:
أقصص رؤياك، فقصها، فقال؟ أما لا أخاف الله في لومة لائم
فأرجو أن يجعلني الله فيهم، وأما خليفة مستخلف فقد استخلفت
فأسأل الله أن يعينني على ما ولاني، وأما شهيد مستشهد فأنى لي
الشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب لست أغزو والناس حولي!
ثم قال: ويلي! ويلي! يأتي الله بها إن شاء الله تعالى (ابن سعد، كر).
35787 عن سعد الجاري موسى عمر بن الخطاب أنه دعا
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وكانت تحته فوجدها تبكي، فقال:
ما يبكيك؟ فقالت: يا أمير المؤمنين! هذا اليهودي تعني كعب
الأحبار. يقول: إنك على باب من أبواب جهنم! فقال عمر:
ما شاء الله! والله إني لأرجو أن يكون ربي خلقني سعيدا! ثم أرسل
إلى كعب فدعاه، فلما جاءه كعب قال: يا أمير المؤمنين! لا تعجل
570

علي، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة: فقال
عمر: أي شئ هذا مرة في الجنة ومرة في النار؟ فقال: يا أمير
المؤمنين! والذي نفسي بيده! إنا لنجدك في كتاب الله على باب من
أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت لم يزالوا يقتحمون
فيها إلى يوم القيامة (ابن سعد وأبو القاسم بن بشران في أماليه).
35788 عن ابن عمر قال: وجه عمر جيشا وأمر عليهم
رجلا يدعى سارية فبينما هو يخطب يوما جعل ينادي: يا سارية
الجبل ثلاثا: ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر، فقال: يا أمير
المؤمنين! لقينا عدونا فهزمنا، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي:
يا سارية الجبل ثلاثا، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل فهزمهم الله، فقيل
لعمر: إنك كنت تصيح بذلك (ابن الاعرابي في كرامات الأولياء
والدير عاقولي في فوائده وأبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين وأبو نعيم
عق معا في الدلائل واللالكائي في السنة، كر، قال الحافظ ابن حجر
في الإصابة: إسناده حسن).
35789 عن ابن عمر قال: كان عمر يخطب يوم الجمعة
فعرض في خطبته أن قال: يا سارية الجبل! من استرعى الذئب
ظلم، فالتفت الناس بعضهم إلى بعض فقال لهم علي: ليخرجن
571

مما قال! فلما فرغ سألوه، فقال: وقع في خلدي أن المشركين هزموا
إخواننا وأنهم يمرون بجبل، فان عدلوا إليه قاتلوا من وجه واحد،
وإن جازوا هلكوا، فخرج مني ما تزعمون أنكم سمعتموه، فجاء
البشير بعد شهر فذكر أنهم سمعوا صوت عمر في ذلك اليوم، قال:
فعدلنا إلى الجبل ففتح الله علينا (السلمي في الأربعين وابن مردويه).
35790 عن عمرو بن الحارث قال: بينما عمر يخطب يوم
الجمعة إذ ترك الخطبة فقال: يا سارية الجبل مرتين أو ثلاثا، ثم
أقبل على خطبته، فقال بعض الحاضرين: لقد جن، إنه لمجنون،
فدخل عليه عبد الرحمن بن عوف وكان يطمئن إليه فقال: إنك
لتجعل لهم على نفسك مقالا، بينا أنت تخطب إذ أنت تصيح:
يا سارية الجبل، أي شئ هذا؟ قال: والله إني ما ملكت ذلك!
رأيتهم يقاتلون عند جبل يؤتون من بين أيديهم ومن خلفهم فلم
أملك أن قلت: يا سارية الجبل! ليلحقوا بالجبل. فلبثوا إلى أن
جاء رسول سارية بكتابه أن القوم لقونا يوم الجمعة فقاتلناهم حتى
إذا حضرت الجمعة سمعنا مناديا ينادي: يا سارية الجبل مرتين، فلحقنا
بالجبل، فلم نزل قاهرين لعدونا إلى أن هزمهم الله وقتلهم. فقال
أولئك الذين طعنوا عليه: دعوا هذا الرجل، فإنه مصنوع له (أبو نعيم
في الدلائل).
572

35791 (مسنده رضي الله عنه) عن أبي بلج علي بن عبيد الله
قال: بينما عمر بن الخطاب قاعد على المنبر يوم الجمعة يخطب قال بأعلى
صوته: يا سارية الجبل! يا سارية الجبل! ثم أخذ في خطبته،
فأنكر الناس ذلك منه، فلما نزل وصلى قيل: يا أمير المؤمنين!
قد صنعت اليوم شيئا ما كنا نعرفه، قال: وما ذاك؟ قيل: قلت كذا
وكذا وذكروا ما نادى به، فقال: ما كان شئ من هذا، قالوا:
بلى والله لقد كان ذلك! قال: فأثبتوا من هذا اليوم من هذا الشهر
ثم أبصروا، وكان بعث سارية في بعث العراق فطف (1) العدو
فحيز إلى الجبل. وقال سارية لما انصرف: بينا نحن نقاتل العدو
إذ سمعنا صوتا لا ندري ما هو: يا سارية الجبل ثلاثا، فدفع الله
عنا به، فنظروا في ذلك اليوم فإذا هو اليوم الذي قال عمر فيه ما قال
(اللالكائي).
35792 عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب خطب بالمدينة فقال:

(1) فطف: طف الشئ يطف طفا وأطف واستطف: دنا وتهيأ
وأمكن، وقيل: أشرف وبدا ليؤخذ، والمعنيان متجاوران تقول العرب:
خذ ما طف لك وأطف واستطف أي: ما أشرف لك، وقيل:
ما ارتفع لك وأمكن، وقيل: ما دنا وقرب: وطف الحائط طفا:
علاه. لسان العرب 9 / 221 و 223 ب
573

يا سارية بن زنيم الجبل! من استرعى الذئب فقد ظلم، فقيل: تذكر
سارية وسارية بالعراق! فقال الناس لعلي: أما سمعت عمر يقول:
يا سارية وهو يخطب على المنبر؟ قال: ويحكم! دعوا عمر فإنه
ما دخل في شئ إلا خرج منه، فلم يلبث إلا يسيرا حتى قدم
سارية وقال: سمعت صوت عمر وصعدت الجبل (خط في رواة
مالك، كر).
35793 عن عبد الله بن السائب قال: أخر عمر بن الخطاب
العشاء الآخرة فصليت ودخل وكان في ظهري فقرأت (والذاريات
حتى أتيت على قوله (: وفي السماء رزقكم وما توعدون) فرفع صوته
حتى ملا المسجد، فقال: وأنا أشهد (أبو عبيد في فضائله).
35794 عن كعب أن عمر بن الخطاب قال: أنشدك بالله
يا كعب! أتجدني خليفة أم ملكا؟ قال: بل خليفة: فاستحلفه
فقال كعب: خليفة والله! من خير الخلفاء، وزمانك خير زمان
(نعيم بن حماد في الفتن).
35795 عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال: سمعت نشيج
عمر وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ سورة يوسف
حين بلغ (إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله) (عب، ض وابن
سعد، ش، هب).
574

35796 عن علي بن أبي طالب قال، ما علمت أحدا هاجر
إلا مختفيا إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه
وتنكب قوسه وانتضى (1) في يده أسهما وأتى الكعبة وأشراف
قريش في بفنائها، فطاف سبعا ثم صلى ركعتين عند المقام ثم أتى
حلقهم واحدة واحدة فقال: شاهت الوجوه! من أراد أن تثكله
أمه ويؤتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي! فما تبعه
منهم أحد (كر).
35797 عن سالم بن عبد الله أن كعب الأحبار قال لعمر بن
الخطاب: إنا لنجد: ويل لملك الأرض من ملك السماء! فقال
عمر: إلا من حاسب نفسه، فقال كعب: والذي نفسي بيده! إنها
في التوراة لتابعتها، فكبر عمر ثم خر ساجدا (العسكري في
المواعظ وعثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية والخرائطي في
الشكر، هب).
35798 عن طارق بن شهاب قال: إن كان الرجل ليحدث عمر بالحديث فيكذبه
الكذبة فيقول: احبس هذه ثم يحدثه بالحديث فيقول: احبس هذه، فيقول له:

(1) وانتضي: وهي حديث علي: وذكر عمر فقال: " تنكب قوسه وانتضى
في يده أسهما " اي أخذ واستخرجها من كنانته. يقال: نضا السيف
من غمده وانتضاه، إذا أخرجه. النهاية 5 / 73. ب
575

كل ما حدثتك به حق إلا ما أمرتني أن أحبسه (كر).
35799 عن الحسن قال: إن كان أحد يعرف الكذب إذا
حدث به إنه كذب فهو عمر بن الخطاب (مسدد، كر).
35800 عن إسماعيل بن زياد قال: مر علي بن أبي طالب على
المساجد في رمضان وفيها القناديل فقال: نور الله على عمر قبره
كما نور علينا مساجدنا (كر، ورواه خط في أماليه عن أبي
إسحاق الهمداني).
35801 عن معاوية بن قرة قال: كان يكتب (من أبي بكر
خليفة رسول الله) فلما كان عمر بن الخطاب أرادوا أن يقولوا: خليفة
خليفة رسول الله، فقال عمر: هذا يطول، قالوا؟ لا، ولكنا
أمرناك علينا فأنت أميرنا، قال: نعم، أنتم المؤمنون وأنا أميركم
فكتب (أمير المؤمنين) (كر).
35802 عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر
ابن سليمان بن أبي حثمة لأي شئ كان يكتب: من خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في عهد أبي بكر، ثم كان عمر كتب أولا: من خليفة
أبي بكر، فمن أول من كتب (من أمير المؤمنين)؟ فقال:
حدثتني الشفاء وهي جدته وكانت من المهاجرات الأول أن عمر
576

ابن الخطاب كتب إلى عامل العراق أن يبعث إليه رجلين جلدين
يسألهما عن العراق وأهله، فبعث عامل العراق بلبيد بن ربيعة وعدي
ابن حاتم، فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخل المسجد
فإذا هما بعمرو بن العاص فقالا: استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين!
فقال عمر: أنتما والله أصبتما اسمه! هو الأمير ونحن المؤمنون،
فوثب عمرو فدخل على عمر فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين!
فقال عمر: ما بدا في هذا الاسم يا ابن العاص؟ ربي يعلم لتخرجن
مما قلت! إن لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء
المسجد ثم دخلا علي فقالا لي: استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين!
فهما والله أصابا اسمك! نحن المؤمنون وأنت أميرنا، فمضى به الكتاب
من يومئذ (خ في الأدب والعسكري في الأوائل، طب، ك).
35803 عن ابن عمر قال: قاتل عمر المشركين في مسجد
مكة فلم يزل يقاتلهم منذ غدوة حتى صارت الشمس حيال رأسه
فجاء حتى افرجهم فقال: ما تريدون من هذا الرجل؟ قالوا: لا والله
إلا أنه صبأ، قال: فنعم رجل اختار لنفسه دينا! فدعوه وما اختار
لنفسه، ترون بنى عدي ترضي أن يقتل عمر؟ لا والله لا ترضى
بنو عدي! قال: وقال عمر يومئذ: يا أعداء الله! والله لو قد بلغنا
577

بثلاثمائة لقد أخرجناكم منها! قلت لأبي بعد من ذاك الرجل الذي
ردهم عنك يومئذ؟ قال: ذاك العاصي بن وائل أبو عمرو بن العاص (ك) (1).
35804 عن معاوية بن خديج قال: بعثني عمرو بن العاص
إلى عمر بن الخطاب بفتح الإسكندرية فقدمت المدينة في الظهيرة
فأنخت راحلتي بباب المسجد ثم دخلت المسجد، فبينما أنا قاعد فيه إذ
خرجت جارية من منزل عمر بن الخطاب فقالت: من أنت؟ قلت:
أنا معاوية بن خديج رسول عمرو بن العاص، فانصرفت عني ثم
أقبلت تشتد فقالت: قم فأجب أمير المؤمنين: فتبعتها فلما دخلت
فإذا بعمر بن الخطاب يتناول رداءه بإحدى يديه ويشد إزاره بالأخرى!
فقال: ما عندك؟ قلت: خير يا أمير المؤمنين! فتح الله الإسكندرية،
فخرج معي إلى المسجد فقال للمؤذن: أذن في الناس: الصلاة جامعة،
فاجتمع الناس، ثم قال لي: قم فأخبر الناس، فقمت فأخبرتهم، ثم
صلى ودخل منزله واستقبل القبلة فدعا بدعوات ثم جلس فقال:
يا جارية! هل من طعام؟ فأتت بخبز وزيت، فقال: كل،
فأكلت على حياء، ثم قال: كل، فان المسافر يحب الطعام، فلو

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة (3 / 85) قال صحيح
على شرط مسلم وأقره الذهبي. ص
578

كنت آكلا لأكلت معك، فأصبت على حياء، ثم قال: يا جارية!
هل من تمر؟ فأتت بتمر في طبق، فقال: كل، فأكلت على
حياء، ثم قال: ماذا قلت يا معاوية حين أتيت المسجد؟ قال: قلت
أمير المؤمنين قائل، قال: بئسما قلت أو بئسما ظننت لئن
نمت النهار لأضيعن الرعية، ولئن نمت الليل لأضيعن نفسي، فكيف
بالنوم مع هذين يا معاوية (ابن عبد الحكم).
35805 عن رجل من بني أسد أنه شهد عمر بن الخطاب
سأل أصحابه وفيهم طلحة وسلمان والزبر وكعب فقال: إني سائلكم
عن شئ فإياكم أن تكذبوني فتهلكوني وتهلكوا أنفسكم، أنشدكم
بالله! أخليفة أنا أم ملك؟ فقال طلحة والزبير: إنك لتسألنا عن
أمر ما نعرفه، ما ندري ما الخليفة من الملك، فقال سلمان يشهد
بلحمه ودمه: إنك خليفة ولست بملك، فقال عمر إن تقل فقد
كنت تدخل فتجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال سلمان: وذلك
أنك تعدل في الرعية وتقسم بينهم بالسوية وتشفق عليهم شفقة الرجل
على أهله وتقضي بكتاب الله، فقال كعب: ما كنت أحسب أن في
المجلس أحدا يعرف الخليفة من الملك غيري ولكن الله ملا سلمان حكما
وعلما، ثم قال كعب: أشهد أنك خليفة ولست بملك فقال له
579

عمر: وكيف ذاك؟ قال: أجدك في كتاب الله قال عمر: تجدني
باسمي؟ قال: لا ولكن بنعتك أجد: نبوة ثم خلافة ورحمة على
منهاج نبوة، ثم خلافة ورحمة على منهاج نبوة، ثم ملكا عضوضا
(نعيم بن حماد في الفتن).
35806 عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده أن
سعيد بن العاص أتى عمر يستزيده في داره التي بالبلاط وخطط
أعمامه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: صل معي الغداة وغبش
ثم اذكرني حاجتك قال: ففعلت حتى إذا هو انصرف قلت:
يا أمير المؤمنين، حاجتي التي أمرتني أن أذكرها لك، قال فوثب معي
ثم قال: امض نحو دارك، حتى انتهيت إليها، فزادني وخط لي
برجله، فقلت: يا أمير المؤمنين، زدني، فإنه نبتت لي نابتة من ولد
وأهل، فقال: حسبك واختبئ عندك أن سيلي الامر بعدي من
يصل رحمك، ويقضي حاجتك، قال: فمكثت خلافة عمر بن الخطاب
حتى استخلف عثمان وأخذها عن شورى ورضي فوصلني وأحسن وقضى
حاجتي وأشركني في أمانته (ابن سعد).
35707 عن مكحول أن سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: إني أريد أن أوصيك يا عمر!
580

قال: أجل فأوصني، قال: أوصيك أن تخشى الله في الناس ولا
تخشى الناس في الله، ولا يختلف قولك وفعلك فان خير القول
ما صدقه الفعل، ولا تقض في أمر واحد بقضاءين فيختلف عليك
أمرك وتزيغ عن الحق، وخذ بالامر ذي الحجة تأخر بالفلج (1)
ويعينك الله ويصلح رعيتك على يديك، وأقم وجهك وقضاءك لمن
ولاك الله أمره من بعيد المسلمين وقريبهم، وأحب لهم ما تحب
لنفسك وأهل بيتك، وأكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك،
وخض الغمرات إلى الحق، ولا تخف في الله لومة لائم. فقال
عمر: من يستطيع ذلك؟ فقال سعيد: مثلك من ولاه الله أمر
أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم لم يحل بينه وبين الله أحد (ابن سعد، كر).
35808 عن علي بن رباح أن عمر بن الخطاب أجاز رجلا
بألف دينار (ابن حذيم الجمحي، ابن سعد، كر).
34809 عن زيد بن أسلم ويعقوب بن زيد قالا: خرج عمر
ابن الخطاب يوم الجمعة إلى الصلاة فصعد المنبر ثم صاح: يا سارية
ابن زنيم الجبل! ظلم من استرعى الذئب الغنم، ثم خطب حتى فرغ،
فجاء كتاب سارية بن زنيم إلى عمر بن الخطاب: إن الله فتح علينا

(1) بالفلج: الفلج: الظفر والفوز. وقد فلج الرجل على خصمه يفلج
فلجا. لسان العرب 2 / 347. ب
581

يوم الجمعة لساعة كذا وكذا لتلك الساعة التي خرج فيها عمر
فتكلم على المنبر، قال سارية: وسمعت صوتا: يا سارية بن زنيم
الجبل! يا سارية بن زنيم الجبل! ظلم من استرعى الذئب الغنم،
فعلوت بأصحابي الجبل ونحن قبل ذلك ببطن الوادي ونحن محاصرو العدو،
ففتح الله علينا. فقيل لعمر بن الخطاب: ما ذلك الكلام؟ فقال:
والله! ما ألقيت له بالا شئ أتى على لساني (ابن سعيد).
35810 عن الأوزاعي أن عمر خرج في سواد الليل فرآه
طلحة فذهب عمر فدخل بيتا ثم دخل بيتا آخر، فلما أصبح طلحة
ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة، فقال لها: ما بال
هذا الرجل يأتيك؟ قالت: إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا، يأتيني
بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك
يا طلحة! أعثرات عمر تتبع (حل).
35811 عن الشعبي قال: قال عمر: والله لقد لان قلبي في
الله حتى لهو ألين من الزبد ولقد اشتد قلبي في الله حتى لهو أشد
من الحجر (حل).
35812 (مسند عمر) سيف بن عمر عن الصعب بن عطية
ابن بلال عن أبيه وعن سهم بن منجاب قالا: خرج الأقرع
582

والزبرقان إلى أبي بكر فقالا: اجعل لنا حراج البحرين ونضمن
لك أن لا يرجع من قومنا أحد، ففعل وكتب الكتاب، وكان
الذي يختلف بينهم طلحة بن عبيد الله، وأشهدوا شهودا بينهم منهم عمر
فلما أتي عمر بالكتاب ونظر فيه لم يشهد ثم قال: لا ولا كرامة،
ثم مزق بالكتاب ومحاه، فغضب طلحة وأتى أبا بكر فقال له: أنت
الأمير أم عمر؟ فقال: الأمير عمر غير أن الطاعة لي فسكت (كر).
35713 عن نافع أن أبا بكر أقطع الأقرع بن حابس والزبرقان
قطيعة وكتب لهما كتابا، فقال عثمان: أشهدا عمر، فإنه أحرز
لأمركما وهو الخليفة بعده، فأتيا عمر فقال: من كتب لكما هذا
الكتاب؟ قالا: أبو بكر، قال: لا والله ولا كرامة! والله ليغلقن
وجوه المسلمين ثم الحجارة ثم يكون لكما هذا! وتفل فيه فمحاه،
فأتيا أبا بكر فقالا: ما ندري أنت الخليفة أم عمر؟ ثم أخبراه: قال:
إنا لا نجيزا إلا ما أجازه عمر (يعقوب بن سفيان، كر).
35814 عن أبي الزناد قال: كان ابن عباس يغمز قدمي عمر
ابن الخطاب (ابن السنى).
35815 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: رأى عوف بن مالك
كأن سببا (1) دلي من السماء، فأخذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتشط

(1) سببا: أي حبلا. النهاية 2 / 329. ب
583

ثم دلي فأخذ به أبو بكر فانتشط، ثم ذرع الناس ففضلهم عمر
بثلاثة أذرع، فقصها عوف على أبي بكر فلما بلغ هذا المكان قال له
عمر: دعنا من رؤياك، فسكت عوف، فلما استخلف عمر قال: لعوف
بقية رؤياك! قال: أليس أنت انتهرتني فأسكتني؟ قال: إني كرهت
أن تنعي إلى الرجل نفسه، هات رؤياك من أولها، حتى بلغ: وذرع
الناس ففضلهم عمر بثلاثة أذرع، فقلت ففيم فضلهم عمر بثلاثة أذرع؟
فقيل لي: إنه خليفة، وإنه شهيد، وإنه لا يخاف في الله لومة لائم،
قال عمر: أما الخلافة فان الله عز وجل يقول (ثم جعلناكم خلائف في
الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون.) فقد استخلفها عمر فانظر
كيف يعمل، وأما الشهادة فكيف لي بها وحولي العرب وإن الله
عز وجل لقادر على أن يسوقها إلي، وأما أن لا أكون أخاف في
الله لومة لائم فما شاء الله (خيثمة في فضائل الصحابة).
35816 عن حنش الخزاعي قال: رأيت عمر بن الخطاب شادا
حقوه بعقال وهو يمارس شيئا من إبل الصدقة قال منصور:
حفظي أنه كان يبيعها فيمن يزيد كلما باع بعيرا منها شد حقوه بعقاله
ثم تصدق بها يعني بتلك العقال (ق).
35817 (مسنده) عن مجاهد قال: كنا نتحدث أو نحدث
584

أن الشياطين كانت مصفدة في إمارة عمر، فلما أصيب بثت (كر).
35818 عن محمد بن المتوكل قال: بلغني أن خاتم عمر نقشه
(كفى بالموت واعظا يا عمر) (الختلي في الديباج، كر)،
35819 عن ابن عباس قال: لما ولي عمر بن الخطاب قال له
رجل: لقد كان بعض الناس أن يحيد هذا الامر عنك، قال عمر:
وما ذاك؟ قال: يزعمون أنك فظ، فقال له عمر: الحمد لله الذي
ملا قلبي لهم رحما وملا قلوبهم لي رعبا (كر).
35820 (مسنده) عن سفيان عن عوف الاعرابي عن
الحسن بن أبي الحسن قال: مر عبد الله بن سلام بعبد الله بن عمر وهو
راقد فقال له: قم يا ابن قفل جهنم! فقام عبد الله وقد تغير لونه
حتى أتى عمر فقال: أما سمعت ما قاله ابن سلام لي؟ قال: وما قال
لك؟ قال لي: قم يا ابن قفل جهنم، فقال عمر: الويل لعمر إن كان
بعد عبادة أربعين سنة ومصاهرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقضاياه بين
المسلمين بالاقتصاد أن يكون مصيره إلى جهنم حتى يكون قفلا لجهنم!
ثم قام وتقنع بطيلسان له وألقى الدرة على عاتقه فاستقبله عبد الله بن سلام
فقال له عمر: يا ابن سلام! بلغني أنك قلت لابني: قم يا ابن قفل
جهنم! قال: نعم، قال: وكيف؟ قال: أخبرني أبي عن آبائه عن
موسى بن عمران عن جبريل أنه قال: يكون في أمة محمد صلى الله عليه وسلم رجل
585

يقال عمر بن الخطاب أحسن الناس دينا وأحسنهم يقينا، ما دام بينهم
الدين عال والدين فاش فجهنم مقفلة، فإذا مات عمر يرق الدين
ويقل اليقين، وافترق الناس على فرق من الأهواء، وفتحت أقفال
جهنم، فيدخل في جهنم من الآدميين كثير (كر).
(35821) (مسنده) عن الحسن قال قال عمر بن الخطاب:
السنة ثلاثمائة وستون يوما، وإن حق الله على عمر أن يكسح بيت
المال في كل سنة يوما عذرا إلى الله أني لم أدع فيه شيئا (كر).
(35822) عن مخلد بن قيس العجلي عن أبيه قال: لما قدم
سيف كسرى ومنطقته (1) وزبر جدته على عمر قال: إن أقواما
أدوا هذا لذوو أمانة، فقال علي: إنك عففت فعفت
الرعية (كر).
(35823) - عن أبي بكر قال: وقف أعرابي على عمر فقال:

(1) ومنطقته: النطاق: شبه إزار فيه تكة كانت المرأة تنتطق به. وقد
انتطق بالنطاق والمننطقة وتنطق وتمنطق، الأخيرة عن اللحياني.
وفي حديث عن أم إسماعيل: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم
إسماعيل اتخذت منطقا، هو النطاق وجمعه مناطق، وهو أن تلبس المرأة
ثوبها، ثم تشد وسطها بشئ وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند
معاناة الاشغال، لئلا تعثر في ذيلها. 1 ه‍ 10 / 355 لسان العرب. ب
586

يا عمر الخير جزيت الجنة جهز بنياتي واكسهن
أقسم بالله لتفعلنه
قال عمر: فإن لم أفعل يكون ماذا؟ قال:
أقسم أني سوف أمضينه
قال: فان مضيت يكون ماذا؟ قال:
والله عن حالي لتسألنه
يوم تكون المسلات ثمة * والواقف المسؤول بينهنه
إما إلى نار وإما جنه
قال: فبكى عمر حتى اخضلت لحيته بدموعه وقال لغلامه: أعطه
قميصي هذا لذلك اليوم لا لشعره والله لا أملك قميصا غيره (كر).
35824 أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنا أبو بكر
الخطيب أتاه القاضي أبو بكر الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم حدثنا العباس بن الوليد البيروتي أخبرني محمد بن شعيب أخبرني
يوسف بن سعيد بن يسار عن عبد الملك بن عياش الجذامي أبي عفيف
أنه حدثهم عن عرزب الكندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيحدث
بعدي أشياء فأحبها إلي أن تلزموا ما أحدث عمر (كر).
35825 عن سلمة بن سعيد قال: أتي عمر بن الخطاب بمال
587

فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا أمير المؤمنين! لو حبست
من هذا المال في بيت المال لنائبة تكون أو أمر يحدث! فقال كلمة
ما عرض بها إلا شيطان لقاني الله حجتها ووقاني فتنتها: أعصي الله
العام مخافة قابل! أعد لهم تقوى الله، قال الله تعالى (ومن يتق
الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب) ولتكون فتنة
على من يكون بعدي (كر).
35826 (مسنده) عن ابن عباس قال: أكثروا ذكر
عمر، فان عمر إذا ذكر ذكر العدل، وإذا ذكر العدل ذكر
الله (كر).
35827 عن عائشة قالت: إذا ذكر عمر في المجلس حسن
الحديث (كر).
35828 عن عائشة قالت: زينوا مجالسكم بذكر عمر (كر).
34829 عن عائشة قالت: إذا ذكر الصالحون فحي هلا
بعمر (كر).
35830 عن ابن مسعود قال: إذا ذكر الصالحون فحي
هلا بعمر (كر).
35831 (مسنده) عن سليمان بن سحيم قال: أخبرني من
رأى عمر تصلي وهو يترجح ويتمايل ويتأوه حتى لو رآه غيرنا ممن
588

يجهله لقال: أصيب الرجل، وذلك لذكر النار إذا مر بقوله
(وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا) وما
أشبه ذلك (أبو عبيد في فضائله).
35832 (أيضا) عن الحسن قال: قرأ عمر بن الخطاب
(إن عذاب ربك لواقع. ماله من دافع) فربا (1) ربوة عيد
منها عشرين يوما (أبو عبيد).
35833 (أيضا) عن عبيد بن عمير قال: صلى بنا عمر
الخطاب صلاة الفجر فافتتح سورة يوسف فقرأها حتى إذا بلغ
(وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) بكى حتى انقطع فركع
(أبو عبيد).
35834 (أيضا) عن الحسن قال: مات عمر بن الخطاب
ولم يجمع القرآن وقال: أموت وأنا في زيادة أحب إلي من أن
أموت وأنا في نقصان. وقال الأنصاري: يعني نسيان القرآن
(أبو عبيد).
35835 (أيضا) عن ابن عمر قال: قال عمر وذكر

فربا: وفي حديث عائشة " مالك حشياء رابية " الرابية: التي أخذها
الربو، وهو النهيج وتواتر النفس يعرض للمسرع في مشيه
وحركته. النهاية 2 / 92. ب
589

إسلامه فذكر أنه حيث أتى الدار ليسلم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ
(ومن عنده علم الكتاب) قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ
(بل هو آيات بينات في صدور الذين اتوا العلم) (ابن مردويه).
35836 (مسند علي) عن علي قال: كنا أصحاب محمد
لا نشك أن السكينة تنطق على لسان عمر (مسدد وابن منيع
والبغوي في الجعديات ص، حل، ق في الدلائل).
35837 عن علي: كنا نتحدث أن ملكا ينطق على لسان
عمر (حل).
35838 عن عباد بن الوليد الغبري ثنا محمد بن موسى الشيباني
ثنا الربيع بن عبد الله المدني ثنا عبد الله بن الحسن عن محمد بن علي
عن علي أن عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله! أخبرني بما رأيت
في الجنة ليلة أسري بك، فقال: يا ابن الخطاب! لو لبثت فيكم
ما لبث نوح في قومه ألف سنة أحدثكم عما رأيت في الجنة لما
فرغت منه، ولكن يا عمر إذا قلت لي: حدثني، فسأحدثك عما لم
أحدث به غيرك، رأيت فيها قصورا أصلها في أرض الجنة وأعلاها
في جوف العرش، فقلت: يا جبريل! هي في جوف العرش
وأركانها في أرض الجنة؟ قال: لا أدري، قلت يا جبريل!
590

أخبرني من يصير إليها ومن يسكنها وإذا ضوؤها كضوء الشمس
في الدنيا! قال: يسكنها ويصير إليها من يقول الحق ويهدي إلى
الحق، وإذا قيل له الحق لم يغضب، ومات على الحق، قلت:
يا جبريل! هل تسمي أحدا؟ قال: نعم، رجلا واحدا، قلت:
من ذاك الواحد؟ قال: عمر بن الخطاب، فشهق عمر شهقة فخر
مغشيا عليه إلى الغد من تلك الساعة]. قال أبو محمد: فحدثني عبد
الله بن الحسن أن عمر بن الخطاب لم يضحك ملء فيه بعد ذلك حتى
فارق الدنيا (ابن مردويه).
25839 عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم من بعض مغازيه
فأتته جارية سوداء فقالت: يا رسول الله؟ إني كنت نذرت إن
ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف، قال: إن كنت
نذرت فاضربي وإلا فلا، فجعلت تضرب والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فدخل
أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحتها وقعدت
عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ليخاف وفي لفظ:
ليفرق منك يا عمر! إني كنت جالسا وهي تضرب، ثم دخل
أبو بكر وهي تضرب، فلما دخلت ألقت الدف تحتها وقعدت عليه
(حم، ع كر).
591

35840 عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب خاصة (يعقوب بن سفيان، عد
ق في.. كر).
35841 عن عائشة: أنه كان بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
كلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترضين أن يكون بيني وبينك أبو بكر؟!
فقلت: لا، قال: ترضين أن يكون بيني وبينك عمر: قلت: من
عمر؟ قال: عمر بن الخطاب، قلت: لا والله إني أفرق من عمر!
قال النبي صلى الله عليه وسلم: الشيطان يفرق من عمر (وفي لفظ: من
حس عمر (كر).
35842 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا فسمع ضوضاء
الناس والصبيان فإذا حبشية تزفن (1) والناس حولها، فقال:
يا عائشة! تعالي فانظري، فوضعت خدي على منكبيه فجعلت أنظر
ما بين المنكبين إلى رأسه، فجعل يقول: يا عائشة! ما شبعت؟
فأقول: لا لأنظر منزلتي عنده، فلقد رأيته يراوح بين قدميه:
فطلع عمر فتفرق الناس عنها والصبيان وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت
شياطين الإنس والجن فروا من عمر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

(1) تزفن: زفن زفا من باب ضرب: رقص. المصباح المنير 1 / 345. ب
592

لا تلبث أن تصرع فصرعت في الناس فأخبروا بذلك (عد، كر).
35843 عن عائشة قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخزيرة
طبختها له، فقلت لسودة: كلي والنبي صلى الله عليه وسلم بيني وبينها فقلت:
لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت فوضعت يدي في الخزيرة
فطليت بها وجهها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ووضع فخذه لها وقال لسودة:
الطخي وجهها، فلطخت وجهي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، فمر
عمر فنادى: يا عبد الله! يا عبد الله! فظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيدخل
فقال: قوما فاغسلا وجوهكما، قالت عائشة: فما زلت أهاب عمر
لهيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه (ع، كر).
35844 عن عمر بن العاص قال: أشهد لسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ما أقرأكم عمر فاقرؤا وما أمركم به فائتمروا (كر).
35845 عن حذيفة بن اليمان قال: قالوا: يا رسول الله! ألا
تستخلف علينا؟ فقال: إن تولوا هذا الامر عمر تجدوه قويا في أمر
الله قويا في بدنه (أبو نعيم في المعرفة).
35846 عن حذيفة قال: أيسركم أن يكون فيكم خير
من عمر؟ قالوا: نعم، قال: لو أن فيكم خيرا من عمر لذهبتم سفالا،
593

وإن الناس لا يزالون ينمون صعدا (1) ما كان عليهم خيارهم
(ابن جرير).
35847 عن خباب بن الأرت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم! أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام يعني
أبا جهل (كر).
35848 عن سلمان قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث
عمر بن الخطاب وهو يتبسم في وجهه ويقول: بطل مؤمن سخي
تقي حياطة الدين وملك الاسلام ونور الهدى ومنازل التقى: فطوبى
لمن تبعك، والويل لمن خذلك (كر وقال: كذا قال: ومنازل،
ولعله: ومنار).
35849 عن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث أن عمر
ابن الخطاب ينطق على لسان ملك (يعقوب بن سفيان، كر).
35850 عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أبغض
عمر فقد أبغضني، ومن أحب عمر فقد أحبني، وإن الله باهى بالناس
عشية عرفة عامة، وإن الله باهى بعمر خاصة، وإنه لم يبعث نبيا

(1) ينمون صعدا: ومنه حديث في رجز: " فهو ينمي صعدا " أي
يزيد صعودا وارتفاعا. يقال: صعد إليه وفيه وعليه. النهاية 3 / 30. ب
594

قط إلا كان في أمته من يحدث، وإن يكن في أمتي أحد فهو
عمر، قيل: يا رسول الله! كيف يحدث؟ قال: تتكلم الملائكة
على لسانه (كر).
35851 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت الجنة
فرأيت قصرا من ذهب أعجبني حسنه فقلت: لمن هذا؟ قيل:
لعمر، فما منعني أن أدخله إلا ما علمت من غيرتك يا عمر! فبكى
عمر فقال: أعليك أغار يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اليتيمة تستأمر في نفسها، فان سكتت فهو إذنها وإن أبت فلا
جواز عليها (كر).
35852 عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
اللهم أعز الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأصبح
عمر فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج فصلى في المسجد ظاهرا (كر).
35853 عن نافع عن ابن عمر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: اللهم! أعز الدين بعمر (كر).
35854 عن ابن عمر قال: لما طعن عمر قال له ابن عباس:
أبشر! قد دعا لك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز بك الدين والمسلمون
مختفون بمكة، فلما أسلمت كان إسلامك عزا (كر).
595

35855 عن ابن عباس قال: لما أسلم عمر نزل جبريل على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! استبشر أهل السماء باسلام عمر (قط في
الافراد، كر).
35856 عن يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد
ابن جبير عن ابن عباس قال: نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئ
عمر عن ربه السلام وأعلم أن رضاه حكم وغضبه عز (عد،
كر، قال عد: لم يقل (عن ابن عباس) غير إسماعيل بن أبان،
ورواه جماعة عن يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير مرسلا، ورواه بعضهم
عن يعقوب عن أنس).
35857 عن ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم إلى
عمر بن الخطاب فتبسم إليه فقال: يا ابن الخطاب أتدري لم تبسمت
إليك؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: إن الله باهى ملائكته ليلة
عرفة بأهل عرفة عامة وباهى بك خاصة (كر).
35858 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله
باهى بالناس يوم عرفة عامة وباهى بعمر بن الخطاب خاصة (كر).
35859 عن عائشة قالت: زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم وبذكر عمر بن الخطاب (كر).
596

35860 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أعز
الاسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل
ابن هشام! فكان أحبهما إلى الله عمر بن الخطاب (حم وعبد
ابن حميد، ع، كر).
35861 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اشدد
الدين بأحب الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فشد بعمر (كر).
35862 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب:
لو كان بعدي نبي لكنته (خط وقال: منكر، كر).
35863 عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
بينا أنا نائم رأيتني في الجنة فإذا أنا بامرأة توضأ إلى جانب قصر!
فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر، فذكرت غيرته فوليت
مدبرا، فبكى عمر وهو في المجلس فقال: عليك بأبي وأمي أنت
يا رسول الله أغار (كر).
35864 (مسند ابن عباس) ركب عمر فرسا على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فركضه فانكشف فخذه، فرأى أهل نجران على
فخذه شامة سوداء فقالوا: هذا الذي نجده في كتابنا أنه يخرجنا من
أرضنا (أبو نعيم في المعرفة وسنده صحيح).
597

35865 عن الحسن قال: لقد فرح أهل الاسلام باسلام
عمر (كر).
35866 عن سعيد بن جبير قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فمر
رجل من المسلمين على رجل من المنافقين فقال له: النبي صلى الله عليه وسلم يصلي
وأنت جالس! فقال له: امض إلى عملك إن كان لك عمل، فقال:
ما أظن إلا سيمر عليك من ينكر عليك، فمر عليه عمر بن الخطاب
فقال له: يا فلان! النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس! فقال له مثلها،
فوثب عليه فضربه حتى انتهر، ثم دخل المسجد فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم،
فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه عمر، قال: يا نبي الله! مررت آنفا
على فلان وأنت تصلي فقلت له: النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنت جالس!
قال: مر إلى عملك إن كان لك عمل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فهلا ضربت
عنقه؟ فقام مسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عمر! ارجع، فان غضبك
عز ورضاك حكم، إن لله في السماوات السبع ملائكة يصلون له
غني عن صلاة فلان، فقال له عمر: يا نبي الله! وما صلاتهم!
فلم يرد عليه شيئا، فأتاه جبريل فقال: يا نبي الله! سألك عمر عن
صلاة أهل السماء؟ قال: نعم، قال: أقرئ عمر السلام وأخبره أن
أهل السماء الدنيا سجود إلي يوم القيامة يقولون: سبحان ذي الملك
598

والملكوت، وأهل السماء الثانية قيام إلى يوم القيامة يقولون
سبحان رب العزة والجبروت! وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة
يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت (كر).
35867 عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم!
أيد الاسلام بعمر (كر).
35868 عن ابن مسعود قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم
عمر (كر).
35869 عن ابن مسعود قال: إن إسلام عمر كان عزا وإن
هجرته كانت فتحا ونصرا وإمارته كانت رحمة، والله ما استطعنا أن
نصلي حول البيت ظاهرين حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم
حتى صلينا، وإني لأحسب بين عيني عمر ملكا يسدده، وإني
لأحسب الشيطان يفرقه، وإذا ذكر الصالحون فحي هلا
بعمر (كر).
35870 عن ابن مسعود قال: ما كنا نتعاجم (1) أن
السكينة تنطق على لسان عمر (كر).
35871 عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن

(1) نتعاجم: أي ما كنا نتكنى ونوري. وكل من لم يفصح بشئ فقد
أعجمه. النهاية 3 / 187. ب
599

عمر من أهل الجنة (عد، كر).
35872 عن أبي عقيل عن جده قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال: أتحبني يا عمر؟ قال: لانت
أحب إلي من كل شئ إلا نفسي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي
نفسي بيته حتى أكون أحب إليك من نفسك! فقال عمر: فأنت
يا رسول الله أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
الآن يا عمر (كر).
35873 (مسند علي) عن الشعبي قال: ذكر عند علي
قول عمر: قد ألقي في روعي أنكم إذا لقيتم العدو هزمتموهم،
فقال علي: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر، وإن
في القرآن لرأيا من رأي عمر. وقال الشعبي: إن لكل أمة محدثا
وإن محدث هذه الأمة عمر بن الخطاب (كر).
35874 عن مجاهد قال: كان عمر إذا رأى رأيا نزل به
القرآن (كر).
35875 عن علي قال: كنا نتحدث أن السكينة تنطق على
لسان عمر وقلبه (كر).
35876 (أيضا) عن وهب السوائي قال: خطب علي
600

الناس فقال: من خير هذه الأمة بعد نبيها؟ قالوا: أنت يا أمير
المؤمنين! قال: لا، بل أبو بكر ثم عمر، إنا كنا نظن أن
السكينة لتنطق على لسان عمر (كر).
35877 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا غضب
عمر بن الخطاب! فإنه إذا غضب غضب الله له (ابن شاهين).
35878 عن علي قال: إن ذكر الصالحون فحي هلا
بعمر، ما كن نبعد أصحاب محمد أن السكينة تنطق على لسان
عمر (طس).
35879 (أيضا) عن عبد خير قال: كنا قريبا من علي
حين جاءه أهل نجران، قلت: إن كان رادا على عمر شيئا فاليوم!
قال: فسلموا واصطفوا بين يديه، ثم أدخل بعضهم يده في كمه
وأخرج كتابا فوضعه في يد علي، قالوا: يا أمير المؤمنين! خطك
بيمينك وأملا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك، قال: فرأيت عليا وقد جرت
الدموع على خده ثم رفع رأسه إليهم وقال: يا أهل نجران! إن هذا
لآخر كتاب كتبته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فأعطنا ما فيه،
قال: فأخبركم عن ذلك، إن الذي أخذ منكم عمر لم يأخذه لنفسه،
إنما أخذه لجماعة المسلمين، وكان الذي أخذ منكم خيرا مما أعطاكم، والله
لا أرد شيئا صنعه عمر! وإن عمر كان رشيد الامر (ق).
601

35880 (أيضا) عن سعد بن أبي وقاص قال: استأذن
عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه
عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب فأذن
له رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال: بأبي
أنت وأمي يا رسول الله أضحك! الله سنك ما يضحكك؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن
صوتك تبادرن الحجاب، فقال عمر: فأنت يا رسول الله! بأبي
أنت وأمي كنت أحق أن يهبن، ثم أقبل عليهن فقال: أي
عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلن: نعم،
أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إيه
يا ابن الخطاب! والذي نفس محمد بيده! ما لقيك الشيطان سالكا
فجا إلا سلك فجا غير فجك (خ، م) (1).
35881 عن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم أعز
الاسلام بعمر بن الخطاب (خيثمة في فضائل الصحابة، كر).
35882 عن أنس أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئ
عمر السلام وأعلمه أن غضبه عز ورضاه عدل (أبو نعيم، وفيه

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عمر
ابن الخطاب 2 / 13. ص
602

محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي، قال قط: متروك).
35883 (مسند أنس) عن عمر بن رافع القزويني عن
يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال لي جبريل: أقرئ عمر السلام وأعلمه أن
رضاه عدل وغضبه عز (كر).
35884 (أيضا) عن إبراهيم بن رستم حدثنا يعقوب بن
عبد الله القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن أنس
ابن مالك أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقرئ عمر السلام أعلمه
أن غضبه عز ورضاه عدل (عد، كر، قال عد: هذا الحديث لم
يوصله عن يعقوب غير إبراهيم بن رستم، ورواه جماعة عن يعقوب
عن جعفر عن سعيد بن جبير مرسلا).
35885 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في داره فدخل
عليه نسوة من قريش يسألنه ويستخبرنه رافعات أصواتهن، فأقبل
عمر فاستأذن، فلما سمعن صوت عمر بادرن الحجاب، فأذن لعمر
فدخل، فاشتد ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: أضحك الله سنك
يا نبي الله! مم ضحكت؟ قال: لا إلا أن نسوة من قريش
دخلن علي يسألنني ويستخيرنني رافعات أصواتهن فوق صوتي، فلما
603

سمعن صوتك بادرن الحجاب، فقال عمر: يا عدوات أنفسهن!
تهبنني وتجترين على نبي الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت امرأة منهن: إنك أفظ
وأغلظ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: مه عن عمر! فوالله ما سلك
عمر واديا قط فسلكه الشيطان (كر).
35886 عن طارق عن عمر بن الخطاب قال: أسلمت رابع
أربعين فنزلت (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)
(أبو محمد إسماعيل بن علي الخطبي في الأول من حديثه).
35887 عن ابن عمر قال: اجتمعت قريش فقالوا: من
يدخل على هذا الصابئ فيرده عما هو عليه فيقتله؟ فقال عمر بن
الخطاب: أنا، فأتى العين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله!
إن عمر بن الخطاب يأتيك فكن منه على حذر! فلما أن صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب قرع عمر الباب وقال: افتحي يا خديجة
فلما أن دنت قالت: من هذا؟ قال: عمر، قالت: يا نبي الله!
هذا عمر، فقال من عنده من المهاجرين وهم تسعة صيام وخديجة
عاشرتهم: ألا نشتفي يا رسول الله فنضرب عنقه؟ قال: لا، ثم
قال: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب! فلما دخل قال: ما تقول
يا محمد! قال: أقول أن تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
604

له وأن محمدا عبده ورسوله وتؤمن بالجنة والنار والبعث بعد الموت
فبايعه وقبل الاسلام، وصبوا عليه من الماء حتى اغتسل، ثم تعشى
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبات يصلي معه، فلما أصبح اشتمل على سيفه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوه والمهاجرون خلفه حتى وقف على قريش
وقد اجتمعوا فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر،
فتفرقت حينئذ قريش عن مجالسها (كر وابن النجار).
35888 (مسند عمر) عن ابن إسحاق قال: ثم إن قريشا
بعثت عمر بن الخطاب وهو يومئذ مشرك في طلب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار في أصل الصفا ولقيه النحام وهو
نعيم بن عبد الله بن أسيد أخو بني عدي بن كعب قد أسلم قبل ذلك
وعمر متقلد سيفه فقال: يا عمر! أين تراك تعمد؟ فقال: أعمد
إلى محمد هذا الذي سفه أحلام قريش وسفه آلهتها وخالف جماعتها
فقال له النحام: لبئس الممشى مشيت يا عمر! ولقد فرطت وأردت
هلكة بني عدي بن كعب أو تراك سلمت من بني هاشم وبني
زهرة وقد قتلت محمدا صلى الله عليه وسلم فتحاورا حتى ارتفعت أصواتهما، فقال
605

له عمر: إني لأظنك صبؤت (1) ولو أعلم ذلك لبدأت بك، فلما
رأى النحام أنه غير منته قال: فأني أخبرك أن أهلك وأهل ختنك
قد أسلموا وتركوك وما أنت عليه من ضلالتك، فلما سمع عمر تلك
المقالة يقولها قال: وأيهم؟ قال: ختنك وابن عمك وأختك، فانطلق
عمر حتى أتى أخته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتته الطائفة من
أصحابه من ذوي الحاجة نظر إلى أولي السعة فيقول: عندك فلان؟
فوافق عليه ابن عم عمر وختنه زوج أخته سعيد بن زيد بن عمرو
ابن نفيل، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرت مولى ثابت
ابن أم أنمار حليف بني زهرة وقد أنزل الله عز وجل (طه. ما
أنزلنا عليك القرآن لتشقى. إذا تذكرة لمن يخشى) وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم دعا ليلة الخميس فقال: اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب
أو بأبي الحكم بن هشام! فقال ابن عم عمر وأخته: نرجو أن
تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر، فكانت، قال: فأقبل عمر حتى
انتهى إلى باب أخته ليغير عليها ما بلغه من إسلامها فإذا خباب بن

(1) صبوت: كان يقال للرجل إذا أسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: قد صبأ،
عنوا انه خرج من دين إلى دين.
وقد صبأ يصبأ صبأ وصبوءا، وصبو يصبؤ صبأ وصبوءا
كلاهما: خرج من دين إلى دين آخر، كما تصبأ النجوم أي تخرج
من مطالعها. لسان العرب 1 / 108. ب
606

الأرت عند أخت عمر يدرس عليها (طه) وتدرس عليه (إذا
الشمس كورت.) وكان المشركون يدعون الدراسة الهينمة (1)
فدخل عمر، فلما أبصرته أخته عرفت الشر في وجهه فخبأت
الصحيفة، وراغ (2) خباب فدخل البيت، فقال عمر لأخته: ما هذه
الهينمة في بيتك؟ قالت: ما عدا حديثا نتحدث به بيننا، فعذلها
وحلف أن لا يخرج حتى تبين شأنها، فقال له زوجها سعيد بن
زيد بن عمرو بن نفيل: إنك لا تستطيع أن تجمع الناس على هواك
يا عمر وإن كان الحق سواه فبطش به عمر فوطئه وطأ شديدا وهو
غضبان، فقامت إليه أخته تحجزه عن زوجها، فنفحها (3) عمر بيده
فشجها، فلما رأت الدم قالت: هل تسمع يا عمر أرأيت كل شئ
بلغك عني مما تذكره من تركي آلهتك وكفري باللات والعزى فهو
حق، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله، فائتمر أمرك واقض ما أنت قاض، فلما رأى ذلك عمر

(1) الهينمة: وفي حديث إسلام عمر رضي الله عنه " إنه أتى منزل أخته
فاطمة امرأة سعيد بن زيد. وعندها خباب وهو يعلمها سورة طه فاستمع
على الباب فلما دخل قال: ما هذه الهينمة التي سمعت؟ " هي الصوت
الخفر والهينمان والهينوم والهنم مثلها. (الفائل 4 / 110. ب
(2) وراغ: راغ إلى كذا: مال إليه سرا وجاد. المختال 210.
(3) فنفحها: النفح: الضرب والرمي. النهاية 5 / 89. ب
607

سقط في يديه، فقال عمر لأخته: أرأيت ما كنت تدرسين
أعطيك موثقا من الله لا أمحوها حتى أردها إليك ولا أريبك فيها،
فلما رأت ذلك أخته ورأت حرصه على الكتاب رجت أن تكون
دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له قد لحقته فقالت: إنك نجس ولا يمسه
إلا المطهرون ولست آمنك على ذلك، فاغتسل غسلك من الجنابة
وأعطني موثقا تطمئن إليه نفسي، ففعل عمر، فدفعت إليه الصحيفة،
وكان عمر يقرأ الكتاب فقرأ (طه. حتى بلغ: إن الساعة آتية
أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى. إلى قوله: فتردى.)
وقرأ (إذا الشمس كورت حتى إذا بلغ: علمت نفس ما أحضرت.)
فأسلم عند ذلك عمر، فقال لأخته وختنه: كيف الاسلام؟ قالا:
تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله،
وتخلع الأنداد وتكفر باللات والعزى، ففعل ذلك عمر، فخرج
خباب وكان في البيت داخلا، فكبر خباب: وقال: أبشر يا عمر
بكرامة الله! فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا لك أن يعز الله الاسلام
بك، فقال عمر: دلوني على المنزل الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
له خباب بن الأرت: أنا أخبرك، فأخبر أنه في الدار التي في أصل
الصفا: فأقبل عمر وهو حريص على أن يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم
608

وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمر يطلبه ليقتله ولم يبلغه إسلامه، فلما
انتهى عمر إلى الدار استفتح، فلما رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر
متقلدا بالسيف أشفقوا منه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجل القوم
فقال: افتحوا له، فإن كان الله يريد بعمر خيرا اتبع الاسلام وصدق
الرسول، وإن كان يريد غير ذلك يكن قتله علينا هينا، فابتدره
رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم داخل البيت
يوحي إليه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع صوت عمر وليس عليه
رداء حتى أخذ بمجمع قميص عمر وردائه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما أراك منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الرجز ما أنزل
بالوليد بن المغيرة! ثم قال: اللهم اهد عمر! فضحك عمر فقال:
يا نبي الله! أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
فكبر أهل الاسلام تكبيرة واحدة سمعها من وراء الدار، والمسلمون
يومئذ بضعة وأربعون رجلا وإحدى عشرة امرأة (كر).
وقائعه عام الرمادة
35889 (مسنده) عن أسلم قال: كتب عمر بن الخطاب
في عام الرمادة إلى عمرو بن العاص: من عبد الله عمر أمير المؤمنين
إلى العاصي بن العاصي، إنك لعمري ما تبالي إذا سمنت ومن قبلك
609

أن أعجف (1) أنا ومن قبلي، فيا غوثاه! فكتب عمرو السلام
أما بعد لبيك لبيك لبيك! عير أولها عندك وآخرها عندي مع أني
أرجو أن أجد سبيلا أن أحمل في البحر، فلما قدم أول عبر دعا
الزبير فقال: اخرج في أول هذه العير فاستقبل بها نجدا فاحمل إلي
أهل كل بيت قدرت أن تحملهم إلي، ومن لم تستطع حمله فمره
لكل أهل بيت ببعير بما عليه، ومرهم فليلبسوا كساءين ولينحروا
البعير فليجملوا شحمه وليقددوا لحمه وليجلدوا جلده ثم ليأخذوا كبة من
قديد وكبة من شحم وحنفة من دقيق فيطبخوا ويأكلوا حتى يأتيهم
الله برزق، فأبى الزبير أن يخرج، فقال: أما والله لا تجد مثلها
حتى تخرج من الدنيا! ثم دعا آخر أظنه طلحة فأبى، ثم دعا
أبا عبيدة بن الجراح فخرج في ذلك، فلما رجع بعث إليه بألف دينار،
فقال أبو عبيدة: إني لم أعمل لك يا ابن الخطاب! إنما عملت لله
ولست آخذ في ذلك شيئا، فقال عمر: قد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أشياء بعثنا لها فكرهنا ذلك، فأبى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاقبلها
أيها الرجل واستعن بها على دينك ودنياك، فقبلها أبو عبيدة (ابن
خزيمة، ك، ق).

(1) أعجف: العجف: الهزال، وبابه طرب فهو أعجف. وأعجفه:
هزله. المختار 328. ب
610

35890 عن ابن عمر قال: سمعت عمر يقول عام الرمادة:
اللهم! لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي (ابن سعد).
35891 عن أسلم قال: قال عمر: بئس الوالي أنا إن أكلت
طيبها وأطعمت الناس كراديسها (ابن سعد).
35892 عن السائب بن يزيد قال: ركب عمر بن الخطاب
عام الرمادة دابة فراثت شعيرا فرآها عمر فقال: المسلمون يموتون
هزلا وهذه الدابة تأكل الشعير! لا والله! لا أركبها حتى يحيى
الناس (ابن سعد، ق، كر).
35893 عن أنس بن مالك قال: تقرقر بطن عمر بن
الخطاب وكان يأكل الزيت عام الرمادة وكان حرم عليه السمن
فنقر بطنه بإصبعه وقال: تقرقر تقرقرك، إنه ليس لك عندنا
غيره حتى يحيى الناس (ابن سعد، حل، كر).
35894 عن أسلم أن عمر حرم على نفسه اللحم عام الرمادة
حتى يأكله الناس (ابن سعد).
35895 عن أسلم قال: كنا نقول: لو لم يرفع الله المحل
عام الرمادة لظننا أن عمر يموت هما بأمر المسلمين (ابن سعد).
35896 عن فراس الديلي قال: كان عمر بن الخطاب ينحر
611

كل عام على مائدته عشرين جزورا من جزر بعث بها عمرو بن
العاص من مصر (ابن سعد).
35897 عن صفية بنت أبي عبيد قالت: حدثني بعض نساء
عمر قالت: ما قرب (1) عمر امرأة زمن الرمادة حتى أحيى الناس
هما (ابن سعد، كر).
35898 عن عيسى بن معمر قال: نظر عمر بن الخطاب عام
الرمادة إلى بطيخة في يد بعض ولده فقال: بخ بخ يا ابن أمير
المؤمنين! تأكل الفاكهة وأمة محمد صلى الله عليه وسلم هزلى! فخرج الصبي
هاربا وبكى فأسكت عمر بعدما سأل عن ذلك، فقالوا: اشتراها
بكف من نوى (ابن سعد).
35899 عن أنس بن ألك قال: رأيت عمر بن الخطاب
وهو يومئذ أمير المؤمنين يطرح له صاع من تمر فيأكلها حتى
يأكل حشفها (مالك، عب وابن سعد وأبو عبيد في الغريب).
35900 عن السائب بن يزيد عن أبيه قال: رأيت عمر بن
الخطاب يصلي في جوف الليل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم زمان الرمادة

(1) قرب: قربته بالكسر أقربه قربانا: أي: دنوت منه. الصحاح
للجوهري 1 / 198. ب
612

وهو يقول: اللهم! لا تهلكنا بالسنين وارفع عنا البلاء يردد
هذه الكلمة (ابن سعد).
(35901) عن كردم أن عمر بعث مصدقا عام الرمادة
فقال: أعط من أبقت له السنة غنما وراعيا ولا تعط من أبقت
له السنة غنمين وراعيين (أبو عبيد في الأموال وابن سعد).
(35902) عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن عمر أخر
الصدقة عام الرمادة فلم يبعث السعاة، فلما كان قابل ورفع الله ذلك
الجدب أمرهم أن يخرجوا، فأخذوا عقالين، فأمرهم أن يقسموا
فيهم عقالا ويقدموا عليه بعقال (ابن سعد، عن ابن أبي ذباب مثله
أبو عبيد في الأموال).
(35903) عن أسلم قال: سمعت عمر يقول: أيها الناس!
إني أخشى أن تكون سخطة عمتنا جميعا فأعتبوا (1) ربكم وانزعوا
وتوبوا إليه وأحدثوا خيرا (ابن سعد).
(35904) - عن سليمان بن يسار قال: خطب عمر بن الخطاب

(1) فأعتبوا: أعتبني فلان إذا عاد إلى مسرتي. واستعتب: طلب أن يرضى
عنه، كما تقول: استرضيته فأرضاني. ومنه الحديث (لا يتمنين أحدكم
الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما مسيئا فلعله يستعتب) أي:
يرجع عن الإساءة ويطلب الرضا. النهاية 3 / 175. ب
613

الناس في زمان الرمادة فقال: أيها الناس! اتقوا الله في أنفسكم وفيما
غاب عن الناس من أمركم فقد ابتليت بكم وابتليتم بي، فما أدري
السخطة علي دونكم أو عليكم دوني أو قد عمتني وعمتكم، فهلموا
فلندع الله يصلح قلوبنا وأن يرحمنا وأن يرفع عنا المحل (ابن سعد).
35905 عن نيار الأسلمي قال: لما أجمع عمر على أن يستسقي
ويخرج بالناس كتب إلى عماله أن يخرجوا يوم كذا وكذا وأن
يتضرعوا إلى ربهم ويطلبوا إليه أن يرفع هذا المحل عنهم وخرج لذلك
اليوم عليه برد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى المصلى فخطب الناس
وتضرع، وجعل الناس يلحون، فما كان أكثر دعائه إلا الاستغفار
حتى إذا قرب أن ينصرف رفع يديه مدا وحول رداءه وجعل اليمين على
اليسار، ثم اليسار على اليمين، ثم مدى يديه وجعل يلح في الدعاء وبكى
عمر بكاء طويلا حتى أخضل لحيته (ابن سعد).
35906 (مسند عمر) عن الليث بن سعد أن الناس بالمدينة
أصابهم جهد (1) شديد في خلافة عمر بن الخطاب في سنة الرمادة
فكتب إلى عمرو بن العاص وهو بمصر: من عبد الله عمر أمير المؤمنين

(1) جهد: الجهد - بالفتح المشقة. وفي حديث أم معبد " شاء خلفها
الجهد عن الغنم " أي الهزال. النهاية 1 / 320. ب
614

إلى العاص بن العاص، سلام! أما بعد فلعمري يا عمرو! ما تبالي
إذا شبعت أنت ومن معك أن أهلك أنا ومن معي، فيا غوثاه!
ثم يا غوثاه يردده قوله. فكتب إليه عمرو بن العاص: لعبد الله
عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص، أما بعد فيا لبيك! ثم
يا لبيك! وقد بعثت إليك بعير أولها عندك وآخرها عندي، والسلام
عليك ورحمة الله وبركاته، فبعث عمرو إليه بعير عظيمة فكان أولها
بالمدينة وآخرها بمصر يتبع بعضها بعضا، فلما قدمت على عمر وسع
بها على الناس ودفع إلى أهل كل بيت بالمدينة وما حولها بعيرا بما
عليه من الطعام، وبعث عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد
ابن أبي وقاص يقسمونها على الناس، فدفعوا إلى أهل كل بيت بعيرا
بما عليه من الطعام أن يأكلوا الطعام وينحروا البعير فيأكلوا لحمه
ويأتدموا شحمه ويحتذوا جلده وينتفعوا بالوعاء الذي كان فيه الطعام لما
أرادوا من لحاف أو غيره، فوسع الله بذلك على الناس، فلما رأى
ذلك عمر حمد الله وكتب إلى عمرو بن العاص يقدم عليه هو وجماعة
من أهل مصر، فقدموا عليه، فقال عمر: يا عمرو! إن الله قد فتح
على المسلمين مصر وهي كثيرة الخير والطعام وقد ألقي في روعي (1)

(1) روعي: الروع بالضم القلب والعقل، يقال: وقع ذلك في روعي،
أي: في خلدي وبالي. وفي الحديث (إن الروح الأمين نفث في
روعي). المختار 209. ب
615

لما أحببت من الرفق بأهل الحرمين والتوسع عليهم حين فتح الله
عليهم مصر وجعلها قوة لهم ولجميع المسلمين أن أحفر خليجا من
نيلها حتى يسيل في البحر، فهو أسهل لما نريد من حمل الطعام إلى
المدينة ومكة، فان حمله على الظهر يبعد ولا نبلغ منه ما نريد،
فانطلق أنت وأصحابك فتشاوروا على ذلك حتى يعتدل فيه رأيكم،
فانطلق عمرو فأخبر بذلك من كان معه من أهل مصر، ثقل ذلك عليهم
وقالوا: نتخوف أن يدخل في هذا ضرر على أهل مصر، فنرى
أن تعظم ذلك يا أمير المؤمنين وتقول له: إن هذا الامر لا يعتدل
ولا يكون ولا نجد إليه سبيلا، فرجع عمرو إلى عمر فضحك
عمر حين رآه وقال: والذي نفسي بيده! لكأني أنظر إليك يا عمرو
وإلى أصحابك حين أخبرتهم بما أمرتك به من حفر الخليج، فثقل
ذلك عليهم وقالوا: يدخل في هذا ضرر على أهل مصر فنرى أن
تعظم ذلك على أمير المؤمنين وتقول له: إن هذا الامر لا يعتدل
ولا يكون ولا نجد إليه سبيلا، فعجب عمرو من قول عمر وقال:
صدقت والله يا أمير المؤمنين! لقد كان الامر على ما ذكرت، فقال
له عمر: انطلق يا عمرو بعزيمة مني حتى تجد في ذلك ولا يأتي
عليك الحول حتى تفرغ منه إن شاء الله، فانصرف عمرو وجمع لذلك
616

من الفعلة (1) ما بلغ منه ما أراد، وحفر الخليج الذي في جانب
الفسطاط الذي قال له: (خليج أمير المؤمنين) فساقه من النيل
إلى القلزم، فلم يأت الحول حتى جرت فيه السفن، فحمل فيه
ما أراد من الطعام إلى المدينة ومكة، فنفع الله بذلك أهل الحرمين
وسمي (خليج أمير المؤمنين). ثم لم يزل يحمل فيه الطعام
حتى حمل فيه بعد عمر بن عبد العزيز، ثم ضيعه الولاة بعد ذلك
فترك وغلب عليه الرمل فانقطع فصار منتهاه إلى ذنب التمساح
من ناحية طحاء القلزم (ابن عبد الحكم).
خلقه رضي الله عنه
35907 عن الحسن أن رجلا قال لعمر: اتق الله! قال:
وما فينا خير إن لم يقل لنا، وما فيهم خير إن لم يقولوا لنا (حم
في الزهد).
35908 عن بحيرة قالت: استوهب عمي خداش من رسول
الله صلى الله عليه وسلم قصعة رآه يأكل فيها فكانت عندنا فكان عمر يقول:
أخرجوها إلي فنملأها من ماء زمزم فنأتيه بها فيشرب منها ويصب
على رأسه ووجهه، ثم إن سارقا عدا علينا فسرقها مع متاع لنا،

(1) الفعلة: محركة - صفة غالبة على عملة الطين والحفر ونحوه القاموس 4 / 32. ب
617

فجاءنا عمر بعد ما سرقت فسألنا أن نخرجها له، فقلنا: يا أمير المؤمنين
سرقت في متاع لنا، فقال: لله أبوه! سرق صحفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم! فوالله ما سبه ولا لعنه (ابن سعد في وابن بشران في أماليه).
35909 عن طارق بن شهاب قال: لما قدم عمر بن الخطاب
الشام عرضت له مخاضة فنزل عمر عن بعيره ونزع خفيه فأخذهما
بيده وأخذ بخطام راحلته ثم خاض المخاضة فقال له أبو عبيدة بن
الجراح: لقد فعلت يا أمير المؤمنين فعلا عظيما عند أهل الأرض! نزعت
خفيك وقدمت راحلتك وخضت المخاضة! فصك عمر بيده في صدر
أبي عبيدة وقال: أوه يمد بها صوته! لو غيرك يقولها! أنتم كنتم
أذل الناس وأضل الناس فأعزكم الله بالاسلام، فمهما تطلبوا العزة
بغيره يذلكم الله عز وجل (ابن المبارك وهناد، ك، (1) حل، هب).
35910 عن جابر رضي الله عنه قال قال رجل لعمر بن
الخطاب: جعلني الله فداك! قال: إذن يهينك الله (ابن جرير).
خوفه رضي الله عنه
35911 عن أنس بن مالك قال سمعت عمر بن الخطاب يوما
وخرجت معه حتى دخل حائطا فسمعته يقول وبيني وبينه جدار

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة (3 / 82). ص
618

وهو في جوف الحائط: أمير المؤمنين! والله لتتقين الله أو ليعذبنك
(مالك وابن سعد وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس وأبو نعيم في
المعرفة، كر).
35912 عن الضحاك قال: قال عمر: يا ليتني كنت كبش
أهلي سمنوني ما بدا لهم، حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم
بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدا ثم أكلوني
فأخرجوني عذرة ولم أكن بشرا (هناد حل، هب).
35913 عن جابر قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: جعلني
الله فداك! قال: إذن يهينك الله (ابن جرير).
35914 عن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب أخذ
تبنة من الأرض فقال: يا ليتني كنت هذه التبنة! ليتني لم أخلق!
ليتني لم أك شيئا! ليت أمي لم تلدني! ليتني كنت نسيا منسيا
(ابن المبارك وابن سعد، ش ومسدد، كر).
35915 عن عمر أنه سمع رجلا يقرأ؟ هل أتى على الانسان
حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. (1)) فقال عمر: يا ليتها تمت
(ابن المبارك وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن المنذر).

(1) سورة الانسان / 76 / آية / 1 /. ب
619

35916 عن عمر قال: لو نادى مناد من السماء: يا أيها
الناس إنكم داخلون الجنة كلكم أجمعون إلا رجلا واحدا لخفت
أن أكون أنا هو، ولو نادى مناد: أيها الناس؟ إنكم داخلون النار
إلا رجلا واحدا لرجوت أن أكون أنا هو (حل).
35917 عن ابن عمر أن عمر لقي أبا موسى الأشعري فقال له:
يا أبا موسى! أيسرك أن عملك الذي كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خلص
لك وأنك خرجت من عملك كفافا خيره بشره وشره بخيره كفافا
لا لك ولا عليك؟ قال: لا يا أمير المؤمنين! والله لقد قدمت البصرة
وأن الجفاء فيهم لفاش فعلمتهم القرآن والسنة وغزوت بهم في سبيل
الله وإني لأرجو بذلك فضله، قال عمر: لكن وددت أني خرجت
من عملي خيره بشره وشره بخيره كفافا لا علي ولا لي وخلص
لي عملي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المخلص (كر).
35918 عن حسن بن محمد بن علي بن أبي طالب أن عمر بن
الخطاب كان يقرأ في خطبته يوم الجمعة (إذا الشمس كورت حتى
بلغ: علمت نفس ما أحضرت ثم ينقطع (الشافعي).
زهده رضي الله عنه
35919 عن الحسن قال: دخل عمر على ابنه عبد الله وإن عنده
620

لحما فقال: ما هذا اللحم؟ قال: اشتهيته، قال: وكلما اشتهيت شيئا
أكلته! كفى بالمرء سرفا أن يأكل كل ما اشتهاه (ابن المبارك،
عب، حم في الزهد والعسكري في المواعظ، كر).
35920 عن يسار بن نمير قال: ما نخلت لعمر طعاما قط
إلا وأنا له عاص (ابن المبارك وسعد وهناد).
35921 عن سعيد بن جبير قال: بلغ عمر بن الخطاب أن يزيد
ابن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام فقال لمولى له: يقال له يرفأ: إذا
علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني، فلما حضر عشاؤه أعلمه، فأتى
عمر فسلم و استأذن فأذن له، فدخل فقرب عشاؤه فجاء بثريد
ولحم فأكل عمر معه، ثم قرب شواء فبسط يزيد يده وكف
عمر ثم قال عمر: الله يا يزيد بن أبي سفيان! أطعام بعد طعام؟
والذي نفس عمر بيده! لئن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن
طريقهم (ابن المبارك).
35922 عن أبي موسى الأشعري أنه قدم على عمر بن الخطاب
مع وفد أهل البصرة، قال: فكنا ندخل عليه وله كل يوم خبز
يلت، وربما وافيناه مأدوما بسمن أحيانا بزيت وأحيانا بلبن،
وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم أغلي بماء، وربما وافقنا
621

اللحم الغريض (1) وهو قليل، فقال لنا يوما: إني والله لقد أرى
تقديركم وكراهيتكم طعامي وإني والله لو شئت لكنت أطيبكم
طعاما وأرقكم عيشا! أما والله! ما أجهل عن كراكر (2) وأسنمة
وعن صلاء وعن صلائق وصناب (4) قال جرير بن حازم: الصلاة
الشواء، والصناب الخردل، والصلائق الخبز الرقاق ولكني
سمعت الله عير قوما بأمر فعلوه، فقال: (أذهبتم طيبتكم في
حياتكم الدنيا واستمتعتم بها) فقال أبو موسى: لو كلمتم أمير المؤمنين
ففرض لكم من بيت المال طعاما تأكلونه فكلموه! فقال: يا معشر
الامراء! أما ترضون لأنفسكم ما أرضى لنفسي، فقالوا: يا أمير المؤمنين!
إن المدينة أرض العيش بها شديد، ولا نرى طعامك يعشي ولا
يؤكل وإنا بأرض ذات ريف وان أميرنا يعشي وإن طعامه يؤكل،

(1) الغريض: أي الطري. النهاية 3 / 360. ب
(2) كراكر: يريد إحضارها للاكل فإنها من أطايب ما يؤكل من الإبل.
وفيه " ألم تروا إلى البعير تكون بكركرته نكتة من جرب " هي
بالكسر: زور البعير الذي إذا برك أصاب الأرض، وهي ناتئة عن
جسمه كالقرصة، وجمعها: كراكر. النهاية 4 / 166. ب
(3) صلائق: الصلائق: الرقاق واحدتها صليقة وقيل هي الحملان المشوية.
النهاية 4 / 48. ب
(4) صناب: الخردل المعمول بالزيت وهو صباغ يؤتدم به. النهاية - / 55. ب
622

فنكس عمر ساعة ثم رفع رأسه فقال: قد فرضت لكم من بيت
المال شاتين وجريبين، فإذا كان الغداة فضع إحدى الشاتين على أحد
الجريبين فكل أنت وأصحابك، ثم ادع بشراب فاشرب يعني
الشراب الحلال ثم اسق الذي عن يمينك ثم الذي يليه ثم قم
لحاجتك، فإذا كان بالعشى فضع الشاة الغابرة على الجريب الغابر
فكل أنت وأصحابك، ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم وأطعموا
عيالهم فان تجفيتكم للناس لا يحسن أخلاقهم ولا يشبع جائعهم،
فوالله مع ذلك ما أظن رستاقا يؤخذ منه كل يوم شاتان وجريبان
إلا يسرع ذلك في خرابه (ابن المبارك وابن سعد، كر).
35923 عن عروة عن عامل لعمر كان على أذرعات قال: قدم
علينا عمر بن الخطاب وإذا عليه قميص من كربيس فأعطانيه فقال:
اغسله وارقعه، فغسلته ورقعته ثم قطعت عليه قميصا قبطيا فأتيته
بهما فقلت: هذا قميص وهذا قميص قطعته عليه لتلبسه، فمسه
فوجده لينا فقال: لا حاجة لنا فيه، هذا أنشف للعرق منه
(ابن المبارك).
35924 عن حميد بن هلال أن حفص بن أبي العاص كان
يحضر طعام عمر وكان لا يأكل فقال له عمر: ما يمنعك من طعامنا؟
623

قال: طعامك جشب غليظ وإني راجع إلى طعام لين قد صنع لي
فأصيب منه، قال: أتراني أعجز أن آمر بشاة فيلقي عنها شعرها وآمر
بدقيق فينخل في خرقة ثم آمر به فيخبز خبزا رقاقا وآمر بصاع
من زبيب فيقذف في سعن (1) ثم يصب عليه من الماء فيصبح
كأنه دم غزال؟ فقال حفص: إني لأراك عالما بطيب العيش،
فقال عمر: أجل، والذي نفسي بيده لولا كراهية أن ينقص من
حسناتي يوم القيامة لشاركتكم في لين عيشكم (ابن سعد وعبد
ابن حميد).
35925 عن الربيع بن زياد الحارثي أنه وفد إلى عمر بن الخطاب
فأعجبته هيئته ونحوه فشكى عمر طعاما غليظا أكله فقال الربيع:
يا أمير المؤمنين! إن أحق الناس بطعام لين ومركب لين
وملبس لين لانت، فرفع عمر جريدة معه فضرب بها رأسه
وقال أما والله! ما أراك أردت بها الله وما أردت بها إلا مقاربتي،
إن كنت لأحسب أن فيك؟ ويحك! هل تدري ما مثلي ومثل
هؤلاء؟ قال: وما مثلك ومثلهم؟ قال: مثل قوم سافروا فدفعوا

(1) سعن: السعن هو بضم السين ثم السكون -: قربة أو إداوة ينتبذ
فيا وتعلق بوتد أو جذع نخلة، وقيل هو جمع واحده سعنة.
النهاية 2 / 369. ب
624

نفقاتهم إلى رجل منهم فقالوا له: أنفق علينا، فهل يحل له أن
يستأثر منها بشئ؟ قال: لا يا أمير المؤمنين! قال: فكذلك مثلي
ومثلهم (ابن سعد وابن راهويه، كر).
35926 عن عمرو بن ميمون قال: أمنا عمر بن الخطاب في
بت (1) (ابن سعد).
35927 عن أنس بن مالك قال: رأيت عمر بن الخطاب
وهو يومئذ أمير المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث لبد (2)
بعضها فوق بعض (مالك، هب).
35928 عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم أن عمر كان يمسح
بنعليه ويقول: إن مناديل آل عمر نعالهم (ابن سعد).
35929 عن السائب بن يزيد قال: ربما تعشيت عند عمر بن
الخطاب فيأكل الخبز واللحم ثم يمسح يده على قدمه ثم يقول:
هذا منديل عمر وآل عمر (ابن سعد).

(1) بت: البت: كساء غليظ مربع. وقيل: طيلسان من خز، ويجمع
على بتوت. النهاية 1 / 92. ب
(2) لبد: اللبد وزان حمل: ما يتلبد من شعر أو صوف، ولبد الشئ
من باب تعب بمعنى لصق ويتعدى بالتضعيف فيقال: لبدت الشئ تلبيدا
ألزقت بعضه ببعض حتى صار كاللبد. واللبادة مثل تفاحة ما يلبس
للمطر. المصباح المنير 2 / 751. ب
625

35930 عن أنس قال: كان أحب الطعام إلى عمر الثفل (1)
وأحب الشراب إليه النبيذ (ابن سعد).
35931 عن الأحوص بن حكيم عن أبيه قال: اتي عمر
بلحم فيه سمن فأبى أن يأكلهما وقال: كل واحد منهما أدم
(ابن سعد).
35932 عن أبي حازم قال: دخل عمر بن الخطاب على حفصة
ابنته فقدمت إليه مرقا باردا وخبزا وصبت في المرق زيتا فقال:
أدمان في إناء واحد لا أذوقه حتى ألقى الله (ابن سعد).
35933 عن الحسن أن عمر دخل على رجل فاستسقاه وهو
عطشان، فأتاه بعسل، فقال: ما هذا؟ قال: عسل، قال: والله!
لا يكون فيما أحاسب به يوم القيامة (ابن سعد، كر).
35934 عن أبي وائل أن عمر اتي بطعام فقال: أتوني بلون
واحد (هناد).
35935 عن أبي وائل: قال لي عمر: يا غلام! انضج
العصيدة تذهب حرارة الزيت، وإن أقواما يعجلون طيباتهم في
حياتهم الدنيا (هناد).

(1) الثفل: - مثل قفل -: حثالة الشئ وهو الثخين الذي يبقى أسفل
الصافي. المصباح المنير. 1 / 114. ب
626

35936 عن عتبة بن فرقد قال: قدمت على عمر بسلال
خبيص فقال: ما هذا؟ فقلت: طعام أتيتك به لأنك تقضي في
حاجات الناس أول النهار فأحببت إذا رجعت أن ترجع إلى طعام
فتصيب منه فقواك، فكشف عن سلة منها فقال: عزت عليك
يا عتبة أرزقت كل رجل من المسلمين سلة؟ فقلت: يا أمير
المؤمنين! لو أنفقت مال قيس كلها ما وسعت ذلك، قال: فلا حاجة لي
فيه، ثم دعا بقصعة ثريد خبزا خشنا ولحما غليظا هو يأكل معي
أكلا شهيا، فجعلت أهوي إلى البيضة البيضاء أحسبها سناما فإذا
هي عصبة: والبضعة من اللحم أمضغها فلا أسيغها فإذا غفل عني
جعلتها بين الخوان والقصعة، ثم دعا بعس من نبيذ قد كان أن
يكون خلا فقال: اشرب، فأخذته وما أكاد أسيغه، ثم أخذه
فشرب ثم قال: اسمع يا عتبة: إنا ننحر كل يوم جزورا فأما
ودكها وأطايبها فلمن حضرنا من آفاق المسلمين، وأما عنقها
فلآل عمر يأكل هذا اللحم الغليظ ويشرب هذا النبيذ الشديد
يقطع في بطوننا أن يؤذينا (هناد).
35937 عن أبي عثمان النهدي قال: لما قدم عتبة بن فرقد
آذربيجان أتي بالخبيص، فلما أكله وجد شيئا حلوا طيبا فقال:
627

لو صنعت لأمير المؤمنين من هذا؟ فأمر فجعل له سفطين (1)
عظيمين ثم حملهما على بعير مع رجلين فسرح بهما إلى عمر، فلما
قدم عليهم فتحهما فقال: أي شئ هذا؟ فقالوا: خبيص، فذاقه فإذا
شئ حلو، فقال للرسول: أكل المسلمين شبع من هذا في
رحله؟ لعله قال: لا، قال: أما لا فارددهما. ثم كتب إليه: أما
بعد فإنه ليس من كدك ولا من كد أبيك ولا من كد
أمك، أشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك (ابن
راهويه وهناد والحارث، ع، ك، ق).
35938 عن عمر أنه دعي إلى طعام فكانوا إذا جاؤوا بلون
خلطه مع صاحبه (هناد).
35939 عن حبيب بن أبي ثابت عن بعض أصحابه عن عمر
أنه قدم عليه ناس من أهل العراق فيهم جرير بن عبد الله فأتاهم
بحفنة قد صنعت بخبز وزيت، فقال لهم: خذوا، فأخذوا أخذا
ضعيفا، فقال لهم عمر: قد أرى ما تفعلون، فأي شئ تريدون؟
أحلوا وحامضا، وحارا وباردا، ثم قذفا في البطون (هناد، حل).
35940 عن مسروق قال: خرج علينا عمر ذات يوم وعليه

(1) سفطين: السفط: واحد الأسفاط، وهو كالجوالق أو كالقفة.
المختار 239. ب
628

حلة قطن فنظر إليه الناس نظرا شديدا فقال:
لا شئ فيما ترى إلا بشاشته * يبقى الاله ويودى (1) المال والولد
والله! ما الدنيا في الآخرة إلا كنفجة (2) أرنب (هناد وابن أبي
الدنيا في قصر الأمل).
(35941) عن قتادة قال: كان عمر وهو خليفة يلبس جبة
من صوف مرقوعة بعضها بأدم ويطوف بالأسواق على عاتقه الدرة
يؤدب الناس ويمر بالنكث (3) والنوى فليقطه ويلقيه في
منازل الناس لينتفعوا به (الدينوري في المجالسة، كر).
(35942) - عن الحسن قال: خطب عمر بن الخظاب الناس وهو
خليفة وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة (حم في الزهد وهناد وابن
جرير وأبو نعيم).

(1) يودي: أودي الرجل: هلك، فهو مود. المختار 566. ب
(2) كنفجة: أي كوثبته من مجثمعه، يريد تقليل مدتها. النهاية 5 / 88. ب
(3) بالنكث: وعن عمر رضي الله عنه: (إنه لقط نويات من الطريق
فأمسكها بيده حتى مر بدار قوم فألقاها فيها: وقال: تأكلها داجنتهم.
وعنه رضي الله عنه: (إنه كان يأخذ النوى ويلقط النكث من
الطريق، فإذا مر بدار قوم رمى بها فيها، وقال: انتفعوا بهذا.
النويات: جمع قلة، والنوى جمع كثرة.
والنكث: واحد الأنكاث، وهو الخيط الخلق من صوف أو شعر
أو وبر لأنه ينكث ثم يعاد فتله. الفائق 4 / 31. ب
629

35943 عن أبي وائل قال: غزوت مع عمر الشام فنزلنا
منزلا فجاء دهقان يستدل على أمير المؤمنين حتى أتاه، فلما رأى
الدهقان عمر سجد، فقال عمر: ما هذا السجود؟ فقال: هكذا
نفعل بالملوك، فقال عمر: اسجد لربك الذي خلقك، فقال:
يا أمير المؤمنين! إني قد صنعت لك طعاما فأتني، فقال عمر: هل
في بيتك تصاوير العجم! قال: نعم، قال: لا حاجة لي في بيتك
ولكن انطلق فابعث لنا بلون من الطعام ولا تزدنا عليه فانطلق
فبعث إليه بطعام فأكل منه، ثم قال عمر لغلامه: هل في إداوتك
شئ من ذلك النبيذ، قال: نعم، فأتاه فصبه في إناء ثم شمه فوجده
منكر الريح فصب عليه ماء ثم شمه فوجده منكر الريح فصب
عليه الماء ثلاث مرات ثم شربه ثم قال: إذا رابكم من شرابكم
شئ فافعلوا به هكذا، ثم قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا
تلبسوا الديباج والحرير ولا تشربوا في آنية الفضة والذهب فإنها
لهم في الدنيا ولنا في الآخرة (مسدد، ك، كر):
35944 عن حفص بن أبي العاص قال: كنا نتغدى مع عمر
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله في كتابه
(ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيبتكم) الآية
(ابن مردويه).
630

35945 عن ابن عمر أن عمر رأى في يد جابر بن عبد الله
درهما فقال: ما هذا الدرهم؟ قال: أريد أن أشتري لأهلي به لحما
قرموا (1) إليه، فقال: أكلما اشتهيتم شيئا اشتريتموه؟ أين
تذهب عنكم هذه الآية (أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم
بها) (ص وعبد بن حميد وابن المنذر، ك، هب).
35946 عن قتادة قال: ذكر لنا أن عمر بن الخطاب كان
يقول: لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وألينكم لباسا ولكني
أستبقي طيباتي، وذكر لنا أن عمر بن الخطاب لما قدم الشام صنع
له طعام لم ير قبله مثله، قال: هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا
وهم لا يشبعون من خبز الشعير؟ فقال خالد بن الوليد: لهم الجنة،
فاغرورقت عينا عمر وقال: لئن كان حظنا من هذا الحطام وذهبوا
بالجنة لقد بانوا بونا (2) عظيما (عبد بن حميد وابن جرير).
35947 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قدم على عمر
ناس من أهل العراق، فرأى كأنهم يأكلون تقذيرا فقال: يا أهل

(1) قرموا: القرم - بفتحتين -: شدة شهوة اللحم. وقد قرم إلى
اللحم، من باب طرب. المختار 19. ب
(2) بانوا بونا: البون: الفضل والمزية، وقد بأنه من باب قال وباع،
وبينهما بون بعيد وبين بعيد، والواو أفصح. المختار 52. ب
631

العراق! لو شئتم أن يدهمق لي كما يدهمق لكم ففعلت ولكنا
نستبقي من دنيانا نجده في آخرتنا، أما سمعتم الله يقول لقوم (أذهبتم
طيبتكم في حياتكم الدنيا) الآية (حل).
35948 عن سفيان بن عيينة قال: كتب سعد بن أبي وقاص
إلى عمر بن الخطاب وهو على الكوفة يستأذنه في بناء بيت يسكنه،
فوقع في كتابه: ابن ما يسترك من الشمس ويكنك من الغيث،
فان الدنيا دار بلغة (1). وكتب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر:
كن لرعيتك كما تحب أن يكون لك أميرك (ابن أبي الدنيا
والدينوري).
35949 عن ثابت قال: أكل الجارود عند عمر بن الخطاب،
فلما فرغ قال: يا جارية! هلمي الدستار يعني المنديل يمسح يده
فقال عمر: امسح يدك باستك أو ذر (الدينوري).
35950 عن ثابت ان عمر استسقى فأتي باناء من عسل،
فوضعه على كفه فجعل يقول: أشربها فتذهب حلاوتها وتبقى
نقمتها قالها ثلاثا، ثم دفعه إلى رجل من القوم فشربه (ابن المبارك).
35951 (مسند عمر) عن عبد الله بن واقد بن عبد الله بن

(1) بلغة: البلغة: ما ينبلغ به من العيش. المختار 46. ب
632

عمر قال: بعث أبو موسى من العراق إلى عمر بن الخطاب بحلية
فوضعت بين يديه وفي حجزه أسماء بنت زيد بن الخطاب وكانت
أحب إليه من نفسه لما قتل أبوها باليمامة عطف عليها فأخذت
من الحلية خاتما فوضعته في يدها، فأقبل عليها فقبلها ويلتزمها، فلما
غفلت أخذ الخاتم من يدها فرمى به في الحلية وقال: خذوها عني
(ابن أبي الدنيا).
35952 عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب لما قدم الشام
أهديت له سلة خبيص، قال: إن هذا طعام ما أعرفه فما هو؟
قالوا: يا أمير المؤمنين! الخبيص، قال: وما الخبيص؟ قالوا: طعام
يصنع من العسل ونقي الدقيق، فقال: والله إن هذا طعام لا آكله
أبدا حتى ألقى الله إلا أن يكون طعام الناس كلهم مثله، قالوا:
يا أمير المؤمنين! ما هو بطعام المسلمين كلهم، قال: فلا حاجة لنا
فيه (خط في رواة مالك).
35953 (مسند عمر) عن وهب بن كيسان عن جابر بن
عبد الله قال: لقيني عمر بن الخطاب ومعي لحم اشتريته بدرهم فقال:
ما هذا؟ فقلت: يا أمير المؤمنين! اشتريته للصبيان والنساء، فقال
عمر: لا يشتهي أحدكم شيئا إلا وقع فيه مرتين أو ثلاثا، ثم
قال: لا يطوي أحدكم بطنه لجاره وابن عمه؟ ثم قال: أين تذهب
633

عنكم هذه الآية (أذهبتم طيبتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها)
(ابن جرير).
35954 عن أبي بكرة قال: أتي عمر بن الخطاب بخبز وزيت
فقال: أما والله لتموتن أيها البطن على الخبز والزيت ما دام السمن
يباع بالأواقي (ق).
35955 (مسنده) عن ابن أبي مليكة قال: قدم عتبة بن فرقد
على عمر وبين يدي عمر طعام يأكل منه، فقال له عمر: كل من
هذا، فأكل منه متكارها، فقال له عمر: دعه إن شئت، قال:
هل لك يا أمير المؤمنين في شئ يعني طعاما يصنع له لا ينقص
من خراج المسلمين شيئا، قال: ويحك! آكل طيباتي في حياتي
الدنيا واستمتع بها (كر).
35956 (أيضا) عن عروة عن عاصم عن عمر قال: لا
أجد أن يحل لي أن آكل من مالكم هذا إلا كما كنت آكل
من صلب مالي الخبز والزيت والخبز والسمن، قال: فكان ربما
أتي بالقصعة قد جعلت بزيت وما يليه سمن فيعتذر فيقول: إني
رجل تمرد وليست أستمرئ هذا الزيت (هناد).
35957 عن طلحة رضي الله عنه قال: أتي عمر بمال فقسمه
بين المسلمين ففضلت منه فضلة فاستشار فيها، فقالوا: لو تركت
634

لنائبة إن كانت! وعلي ساكت لا يتكلم فقال: ما لك يا أبا الحسن
لا تتكلم؟ قال: قد أخبرك القوم، قال عمر: لتكلمني، قال: إن
الله قد فرغ من قسمة هذا المال وذكر حديث مال البحرين
حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم حين حال بينه وبين أن يقسمه الليل فصلى
الصلوات في المسجد فقد رأيت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
فرغ منه، فقال: لا جرم لتقسمنه! فقسمه علي رضي الله عنه،
فأصابني منه ثمانمائة درهم (البزار).
35958 (مسند عمر) عن سالم بن عبد الله قال: لما ولي
عمر قعد على رزق أبي بكر الذي كانوا فرضوا له فكان بذلك
فاشتدت حاجته، واجتمع نفر من المهاجرين فيهم عثمان وعلي وطلحة
والزبير فقال: الزبير: لو قلنا لعمر في زيادة نزيدها إياه في رزقه! فقال
علي: وددنا أنه فعل ذلك فانطلقوا بنا، فقال عثمان: إنه عمر! فهلموا
فلنستشر ما عنده من وراء وراء، نأتي حفصة فنكلمها ونستكتمها
أسماءنا، فدخلنا عليها وسألوها أن تخبر بالخبر عن نفر ولا تسمي
أحدا له إلا أن يقبل، وخرجوا من عندها، فلقيت عمر في ذلك
فعرفت الغضب في وجهه، فقال: من هؤلاء؟ قالت: لا سبيل
إلى علمهم حتى أعلم ما رأيك، فقال: لو علمت من هم لسودت
وجوههم، أنت بيني وبينهم أناشدك الله ما أفضل ما اقتنى رسول الله
635

صلى الله عليه وسلم في بيتك من الملبس؟ قالت: ثوبين ممشقين كان يلبسهما
للوفد ويخطب فيهما للجمع، فقال: فأي طعام ناله عندك أرفع؟
قالت: خبزنا خبز شعير يصب عليها وهي حارة أسفل عكة لنا
فجعلنا حيسة (1) دسماء حلوة نأكل منها ونطعم منها استطابة، قال:
فأي مبسط كان يبسطه عندك كان أوطأ؟ قالت: كساء لنا ثخين
كنا يرفعه في الصيف فنجعله تحتنا، فإذا كان الشتاء انبسطنا نصفه
وتدثرنا نصفه، قال: يا حفصة! فأبلغيهم عني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قدر فوضع الفضول مواضعها وتبلغ (2) بالتوجية (3) وإني قدرت فوالله
لأضعن الفضول مواضعها ولا تبلغن بالتوجية، وإنما مثلي ومثل صاحبي
كثلاثة نفر سلكوا طريقا، فمضى الأول وقد تزود زادا فبلغ، ثم
اتبعه الآخر فسلك طريقه فأفضى إليه، ثم اتبعهما الثالث فان لزم

(1) حيسة: الحس: تمر ينزع نواه ويدق مع أقط ويعجنان بالسمن
ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد، وربما جعل منه سويف. المصباح
المنير 1 / 218. ب
(2) وتبلغ: يقال: تبلغ به إذا اكتفى به وتجزا وفي هذا بلاغ وبلغة
وتبلغ أي: كفاية. المصباح المنير 1 / 85. ب
(3) بالتوجية: لعله بالتوجبة من وجب فلان نفسه وعياله وفرسه أي: عودهم
أكلة واحدة في النهار. والوجبة الأكلة في اليوم والليلة. قال ثعلب:
الوجبة أكلة في اليوم إلى مثلها من الغد. لسان العرب 1 / 795. ب
636

طريقهما ورضي بزادهما لحق بهما وكان معهما، وإن سلك غير طريقهما لم
يجامعهما أبدا (كر).
35959 (أيضا) عن الحسن البصري قال: أتيت مجلسا
في جامع البصرة فإذا أنا بنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتذاكرون
زهد أبي بكر وعمر وما فتح الله عليهما من الاسلام وحسن سيرتهما،
فدنوت من القوم فإذا فيهم الأحنف بن قيس التميمي جالس معهم،
فسمعته يقول: أخرجنا عمر بن الخطاب في سرية إلى العراق ففتح
الله علينا العراق وبلد فارس فأصبنا فيها من بياض فارس وخراسان
فجعلناه معنا واكتسينا منها، فلما قدمنا على عمر أعرض عنا بوجهه
وجعل لا يكلمنا، فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا
ابنه عبد الله بن عمر وهو جالس في المسجد، فشكونا إليه ما نزل
بنا من الجفاء من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فقال عبد الله: إن
أمير المؤمنين رأى عليكم لباسا لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه ولا الخليفة
من بعده أبو بكر الصديق، فأتينا منازلنا فنزعنا ما كان علينا وأتيناه
في البزة (1) التي كان يعهدنا فيها، فقام يسلم علينا على رجل رجل
ويعانق منا رجلا رجلا حتى كأنه لم يرنا قبل ذلك، فقدمنا إليه

(1) البزة: - بالكسر -: الهيئة. المختار 38 ب
637

الغنائم فقسمها بيننا بالسوية، فعرض عليه في الغنائم سلال من أنواع
الخبيص من أصفر وأحمر، فذاقه عمر فوجده طيب الطعم طيب
الريح، فأقبل علينا بوجهه وقال: والله يا معشر المهاجرين والأنصار
ليقتلن منكم الابن أباه والأخ أخاه على هذا الطعام! ثم أمر به فحمل
إلى أولاد من قتلوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الأنصار،
ثم إن عمر قام منصرفا فمشى وراءه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثره،
فقالوا: ما ترون يا معشر المهاجرين والأنصار إلى زهد هذا الرجل وإلى
حليته؟ لقد تقاصرت إلينا أنفسنا مذ فتح الله على يديه
ديار كسرى وقيصر وطرفي المشرق والمغرب، ووفود
العرب والعجم يأتونه فيرون عليه هذه الجبة قد رقعها اثنتي عشرة
رقعة فلو سألتم معاشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأنتم الكبراء من أهل
المواقف والمشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والسابقين من المهاجرين والأنصار
أن يغير هذه الجبة بثوب لين يهاب فيه منظره ويغدي عليه
جفنة من الطعام ويراح عليه جفنة يأكله ومن حضره من
المهاجرين والأنصار، فقال القوم بأجمعهم: ليس لهذا القول إلا علي
ابن أبي طالب فإنه أجرأ الناس عليه وصهره على ابنته أو ابنته حفصة فإنها
زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موجب لها لموضعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكلموا عليا فقال علي: لست بفاعل ذلك ولكن عليكم بأزواج رسول
638

الله صلى الله عليه وسلم فإنهن أمهات المؤمنين يجترئن عليه، قال الأحنف بن قيس:
فسألوا عائشة وحفصة وكانتا مجتمعتين، فقالت عائشة: إني سائلة
أمير المؤمنين ذلك، وقالت حفصة: ما أراه يفعل وسيبين لك ذلك،
فدخلنا على أمير المؤمنين فقربهما وأدناهما، فقالت عائشة: يا أمير
المؤمنين! أتأذن لي أن أكلمك؟ قال: تكلمي يا أم المؤمنين!
قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مضى لسبيله إلى جنته ورضوانه لم يرد
الدنيا ولم ترده، وكذلك مضى أبو بكر على أثره لسبيله بعد إحياء
سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم وقتل الكذابين وأدحض حجة المبطلين بعد عدله
في الرعية وقسمه بالسوية و أرضى رب البرية، فقبضه الله إلى رحمته
ورضوانه وألحقه بنبيه صلى الله عليه وسلم بالرفيع الاعلى، لم يرد الدنيا ولم ترده،
وقد فتح الله على يديك كنوز كسرى وقيصر وديارهما وحمل إليك
أموالهما، ودانت لك طرفا المشرق المغرب، ونرجو من الله المزيد وفي
الاسلام التأييد، ورسل العجم يأتونك ووفد العرب يردون عليك
وعليك هذه الجبة قد رقعتها اثنتي عشرة رقعة! فلو غيرتها بثوب
لين يهاب فيه منظرك ويغدي عليك بجفنة من الطعام ويراح
عليك بجفنة تأكل أنت ومن حضرك من المهاجرين والأنصار، فبكى
عمر عند ذلك بكاء شديدا، ثم قال: سألتك بالله هل تعلمين أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم شبع من خبز بر عشرة أيام أو خمسة أو ثلاثة
639

أو جمع بين عشاء وغداء حتى لحق بالله؟ فقالت: لا، فأقبل على
عائشة فقال: هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرب إليه طعام على
مائدة في ارتفاع شبر من الأرض؟ كان يأمر بالطعام فيوضع على
الأرض ويأمر بالمائدة فترفع، قالتا: اللهم نعم، فقال لهما: أنتما
زوجتا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ولكما على المؤمنين حق وعلي
خاصة ولكنا أتيتماني وترغباني في الدنيا وإني لاعلم أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لبس جبة من الصوف فربما رق جلده من خشونتها! أتعلمان
ذلك؟ قالتا: اللهم نعم، قال: فهل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يرقد على عباءة على طاقة واحدة؟ وكان مسحا (1) في بيتك
يا عائشة يكون بالنهار بساطا وبالليل فراشا فندخل عليه فنرى أثر
الحصير على جنبه، ألا يا حفصة! أنت حدثتيني أنك ثنيت له
ذات ليلة فوجد لينها فرقد عليه فلم يستيقظ إلا بأذان بلال فقال لك:
يا حفصة! ماذا صنعت؟ أثنيت لي المهاد ليلتي حتى ذهب بي النوم
إلى الصباح؟ ما لي وللدنيا وما للدنيا وما لي! شغلتموني لين الفراش!
يا حفصة! أما تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مغفورا له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر؟ أمسى جائعا ورقد ساجدا ولم يزل ركعا وساجدا

(2) مسحا: المسح - بوزن الملح - البلاس وهو ثوب من الشعر غليظ.
المختار 494. ب
640

وباكيا ومتضرعا في آناء الليل والنهار إلى أن قبضه الله إلى رحمته
ورضوانه، لا أكل عمر طيبا ولا لبس لينا فله أسوة بصاحبيه،
ولا جمع بين الأدمين إلا الملح والزيت، ولا أكل لحما إلا في كل
شهر حتى ينقضي ما انقضى من القوم فخرجنا فخبرتا بذلك أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل (كر).
نصفته في أهله رضي الله عنه
35960 عن الحسن قال: جئ إلى عمر بمال فبلغ ذلك حفصة
ابنة عمر فجاءت فقالت: يا أمير المؤمنين! حق أقربائك من هذا
المال! قد أوصى الله عز وجل بالأقربين، فقال لها: يا بنية! حق
أقربائي في مالي: فأما هذا ففئ المسلمين، غششت أباك! قومي،
فقامت والله تجر ذيلها (حم في الزهد).
35961 عن أسلم قال: رأيت عبد الله بن الأرقم جاء إلى
عمر فقال: يا أمير المؤمنين! عندنا حلية من حلية جلولاء آنية
فضة فانظر إن تفرغ يوما فيها فتأمرنا بأمرك، فقال: إذا رأيتني
فارغا فآذني، فجاءه يوما فقال: إني أراك اليوم فارغا! قال: أجل
ابسط لي نطعا، فأمر بذلك المال فأفيض عليه، ثم جاء حتى وقف
عليه، فقال: اللهم! إنك ذكرت هذا المال فقلت (زين للناس
641

حب الشهوات) حتى فرغ من الآية وقلت (لكيلا تأسوا على
ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) وإنا لا نستطيع إلا أن نفرح
بما زينت لنا، اللهم! فاجعلنا ننفقه في حق وأعوذ بك من شره،
قال فأتي بابن له يحمل يقال له عبد الرحمن بن بهية فقال: يا أبت
هب لي خاتما، قال: اذهب إلى أمك تسقيك سويقا، قال: فوالله
ما أعطاه شيئا (ش، حم في الزهد وابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف
وابن أبي حاتم، كر).
35962 عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال:
قدم على عمر مسك وعنبر من البحرين فقال عمر: والله لوددت
أني وجدت امرأة حسنة الوزن تزن لي هذا الطيب حتى أقسمه بين
المسلمين، فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل: أنا
جيدة الوزن فهلم أزن لك! قال: لا، قالت: لم؟ قال: إني
أخشي أن تأخذيه فتجعليه هكذا أدخل أصابعه في صدغيه
وتمسحين به عنقك فأصبت فضلا على المسلمين (حم في الزهد).
35963 عن عمر أنه قسم يوما مالا فجعلوا يتنون عليه،
فقال: ما أحمقكم! لو كان هذا لي ما أعطيتكم منه درهما واحدا
(عبد بن حميد، ق).
642

قبول دعائه رضي الله عنه
35964 عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان
يقول: اللهم لا تجعل قتلي بيد رجل صلى لك ركعة أو سجدة
واحدة يحاجني بها عندك يوم القيامة (مالك (1) وابن راهويه، خ،
حل وصححه).
شمائله رضي الله عنه
35965 عن قيس قال: لما قدم عمر الشام استقبله الناس
وهو على بعير فقال: يا أمير المؤمنين! لو ركبت برذونا يلقاك
عظماء الناس ووجوههم! فقال عمر: لا أراكم ههنا وأشار بيده إلى
السماء (ش، حل).
35966 عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب كان يحمل في
العام الواحد على أربعين ألف بعير يحمل الرجل إلى الشام على بعير
ويحمل الرجل إلى العراق على بعير، فجاءه رجل من أهل العراق
فقال: احملني وسحيما، فقال عمر: أنشدك بالله أسحيم رق؟ قال:
نعم (مالك وابن سعد).
35967 عن أسلم قال: قال بلال: يا أسلم! كيف تجدون

(1) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الجهاد باب الشهداء في سبيل الله رقم (30). ص
643

عمر؟ فقلت: خير الناس إلا أنه إذا غضب فهو أمر عظيم، فقال
بلال: لو كنت عنده إذا غضب قرأت عليه القرآن حتى يذهب
غضبه (ابن سعد).
35968 عن مالك الدار قال: صاح علي عمر يوما وعلاني
بالدرة فقلت: أذكرك بالله، فطرحها وقال: لقد ذكرتني عظيما
(ابن سعد).
35969 عن ابن عمر قال: ما رأيت عمر غضب قط فذكر
الله عنده أو خوف أو قرأ عنده إنسان آية من القرآن إلا وقف
عما كان يريد (ابن سعد، كر).
35970 عن الزهري أن عمر بن الخطاب أصابه حجر وهو
يرمي الجمار فشجه فقال: ذنب بذنب والبادي أظلم (هناد).
35971 عن أسلم قال: قال عمر: لقد خطر على قلبي شهوة
السمك الطري، فرحل يرفأ راحلته وسار أربعا مقبلا ومدبرا
واشترى مكتلا، فجاء به وعمد إلى الراحلة فغسلها فأتى عمر، فقال:
انطلق حتى أنظر إلى الراحلة، فنظر وقال: نسيت أن تغسل هذا
العرق الذي تحت أذنها، عذبت بهيمة في شهوة عمر، لا والله!
لا يذوق عمر مكتلك (كر).
644

35972 عن ابن الزبير قال: كان عمر إذا غضب فتل شاربه
(أبو نعيم).
35973 عن أبي أمية قال: سألت عمر بن الخطاب المكاتبة،
قال: فقال لي: كم تعرض؟ قلت: أعرض مائة أوقية، قال: فما
استزادني وكاتبني عليها وأراد أن يعجل لي من ماله طائفة؟ قال:
وليس عنده يومئذ مال؟ قال: فأرسل إلى حفصة أم المؤمنين: إني
كاتبت غلامي وأريد أن أعجل له من مالي طائفة فأرسلي إلي مائتي
درهم إلى أن يأتيني شئ، فأرسلت بها إليه، قال: فأخذها عمر
ابن الخطاب بيمينه، قال: وقرأ هذه الآية (والذين يبتغون الكتاب
مما ملكت ايمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله
الذي آتاكم) فخذها بارك الله لك فيها، قال: فبارك الله لي فيها،
عتقت منها وأصبت منها المال الكثير، فسألته أن يأذن لي إلى العراق،
قال: أما إذ كاتبتك فانطلق حيث شئت، قال: فقال لي أناس
كاتبوا مواليهم: كلم لنا أمير المؤمنين أن يكتب لنا كتابا إلى أمير
العراق نكرم به، قال: وعلمت أن ذلك لا يوافقه فاستحييت من
أصحابي، قال: فكلمته فقلت: يا أمير المؤمنين! اكتب لنا كتابا
إلى عاملك بالعراق نكرم به، قال: فغضب وانتهرني، ولا والله
ما سبني سبة قط ولا انتهرني قط قبلها قال: أتريد أن تظلم الناس؟
645

قال قلت: لا، قال: فإنما أنت رجل من المسلمين يسعك ما يسعهم
قال: فقدمت العراق فأصبت مالا وربحت ربحا كثيرا: قال:
فأهديت له طنفسة ونمطا (1)، قال: فجعل يطايبني ويقول: إن
ذا لحسن، قال: قلت يا أمير المؤمنين! إنما هي هدية أهديتها لك،
قال: إنه قد بقي عليك من مكاتبتك شئ فبع هذا واستعن به في
مكاتبك، فأبى أن يقبل (ابن سعد).
35974 عن محمد بن سيرين قال: سأل عمر رجلا عن إبله
فذكر عجفا ودبرا (2) فقال عمر: إني لأحسبها ضخاما سمانا، فمر
عليه عمر وهو في إبله يحدوها ويقول:
أقسم بالله أبو حفص عمر * ما إن بها من نقب (4) ولا دبر
فاغفر له اللهم إن كان فجر

(1) نمطا: النمط - بفتحتين - ثوب من صوف ذو لون من الألوان،
ولا يكاد يقال للأبيض نمط، والجمع أنماط مثل سبب وأسباب.
المصباح المنير 2 / 860. ب
(2) عجفا: العجف: ذهاب السمن والهزال. لسان العرب 9 / 233.
ودبرا: الدبرة: بالتحريك: قرحة الدابة والبعير. لسان
العرب 4 / 273. ب
(3) نقب: وفي حديث عمر رضي الله عنه: أتاه أعرابي فقال: إني على
ناقة دبراء عجفاء نقبا، واستحمله فظنه كاذبا، فلم يحمله، فانطلق
وهو يقول:
أقسم بالله أبو حفص عمر: ما مسها من نقب ولا دبر
أراد بالنقب هاهنا: رقة الاخفاف: نقب البعير ينقب، فهو نقب
لسان العرب 1 / 766. ب
646

فقال عمر: ما هذا؟ قال: أمير المؤمنين سألني عن إبلي فأخبرته عنها
فزعم أنه يحسبها ضخاما سمانا وهي كما ترى، قال: فاني أنا أمير
المؤمنين عمر، ائتني في مكان كذا وكذا، فأتاه فأمر بها فقبضت
وأعطاه مكانها من إبل الصدقة (الحارث).
35975 عن جراد بن طارق قال: أقبلت مع عمر بن الخطاب
من صلاة الغداة حتى إذا كان في السوق فسمع صوت صبي مولود
يبكي حتى قام عليه فإذا عنده أمه فقال لها: ما شأنك؟ قالت:
جئت إلى هذا السوق لبعض الحاجة فعرض لي المخاض فولدت غلاما
وهي إلى جانب دار قوم في السوق قال: هل شعر بك أحد
من أهل هذه الدار؟ أما! إني لو علمت أنهم شعروا بك ثم لم ينفعوك
فعلت بهم وفعلت بهم، ثم دعا لها بشربة سويق ملتوتة بسمن
فقال: اشربي هذا فان هذا يقطع الوجع ويقبض الحشي ويعصم الأمعاء
ويدر العروق وفي لفظ: فان هذا يشد أحشاءك ويسهل عليك
الدم وينزل لك اللبن ثم دخلنا المسجد (ابن السنى وأبو نعيم معا
647

في الطب، ق).
35976 عن ابن عمر قال: رأيت عمر يتفوه وفي لفظ:
يتحلب فوه فقلت: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قال: أشتهي
جرادا مقلوا (الحارث وابن السني في الطب).
35977 عن أسلم قال: ما شعرنا ليلة ونحن مع عمر فإذا هو
قد رحل رواحلنا وأخذ راحلته فرحلها، فلما أيقظنا ارتجز وقال:
لا تأخذ الليل عليك بالهم * والبس له القميص واعتم
وكن شريك رافع وأسلم * ثم أخدم الأقوام كيما تخدم
فوثبنا إليه وقد فرغ من رحله ورواحلنا ولم يود أن يوقظهم (أبو
نعيم، وقال: قال سعيد بن عبد الرحمن المدني: كان رافع وأسلم خادمين للنبي
صلى الله عليه وسلم، كر).
35978 عن أسلم أن عمر بن الخطاب طاف ليلة فإذا هو
بامرأة في جوف دار لها وحولها صبيان يبكون وإذا قدر على النار
قد ملأتها ماء فدنا عمر من الباب فقال: يا أمة الله! ما بكاء
هؤلاء الصبيان؟ قالت: بكاؤهم من الجوع، قال: فما هذه القدر
التي على النار؟ قالت: قد جعلت فيها ماء هو ذا أعللهم به حتى يناموا
وأوهمهم أن فيها شيئا دقيقا، فبكى عمر ثم جاء إلى دار الصدقة
648

وأخذ غرارة (1) وجعل فيها شيئا من دقيق وشحم وسمن وتمر
وثياب ودراهم حتى ملا الغرارة ثم قال: يا أسلم! احمل علي،
فقلت: يا أمير المؤمنين! أنا أحمله عنك؟ فقال لي: لا أم لك
يا أسلم! أنا أحمله لأني أنا المسؤول عنهم في الآخرة، فحمله حتى أتى
به منزل المرأة، فأخذ القدر فجعل فيها دقيقا وشيئا من شحم وتمر
وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر، فرأيت الدخان يخرج من
خلل لحيته حتى طبخ لهم، ثم جعل يغرف بيده ويطعمهم حتى
شبعوا! ثم خرج وربض بحذائهم حتى كأنه سبع، وخفت أن
أكلمه، فلم يزل كذلك حتى لعب الصبيان وضحكوا، ثم قام
فقال: يا أسلم! تدري لم ربضت بحذائهم؟ قلت لا، قال: رأيتهم
يبكون فكرهت أن أذهب وأدعهم حتى أراهم يضحكون، فلما
ضحكوا طابت نفسي (الدينوري وابن شاذان في مشيخته، كر).
35979 عن الأصمعي قال: كلم الناس عبد الرحمن بن عوف
أن يكلم عمر بن الخطاب في أن يلين لهم، فإنه قد أخافهم حتى
خاف الابكار في خدورهن، فكلمه عبد الرحمن، فقال عمر: إني
لا أجد لهم إلا ذلك، والله! لو أنهم يعلمون ما لهم عندي من الرأفة

(1) غرارة: الغرار - بالكسر - واحدة غرائر التبن، وأظنه معربا.
المختار 371. ب
649

والرحمة والشفقة لأخذوا ثوبي عن عاتقي (الدينوري).
35980 (مسند عمر) عن أبي كبشة: إني لأرجز في
عرض الحائط وأنا أقول:
أقسم بالله أبو حفص عمر * ما مسها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللهم إن كان فجر
قال: فما راعني إلا وهو خلف ظهري، فقال: أقسمت هل علمت
بمكاني؟ قلت: لا والله يا أمير المؤمنين ما علمت بمكانك! قال:
وأنا أقسم لأحملنك (الحاكم في الكنى).
35981 عن ابن عباس قال: قدم عيينة بن حصن بن بدر
فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وان من النفر الذين يدنيهم عمر
وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاوريه كهولا كانوا أو شبانا،
فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي! لك وجه عند هذا الأمير
فاستأذن لي عليه، فاستأذن له، فأذن له عمر، فلما دخل قال: هي
يا ابن الخطاب! فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل!
فغضب عمر حتى هم أن يوقع به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين!
إن الله قال لنبيه (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين.)
وإن هذا من الجاهلين، فوالله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان
650

وقافا عند كتاب الله عز وجل (خ (1) وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن
مردويه، هب).
فراسته رضي الله عنه
35982 عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب قال لرجل:
ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن شهاب، قال:
ممن؟ قال: من الحرقة (2)، قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة
النار، قال: بأيها؟ قال: بذات لظى، فقال له عمر: أدرك
أهلك فقد احترقوا، فكان كما قال عمر (مالك، ورواه أبو القاسم
ابن بشران في أماليه موصولا من طريق موسى بن عقبة عن نافع
عن ابن عمر، وزاد في آخره: فرجع الرجل فوجد أهله قد
احترقوا).
35983 عن الحكم بن أبي العاص الثقفي قال: كنت قاعدا
مع عمر بن الخطاب فأتاه رجل فسلم عليه، فقال له عمر، بينك
وبين أهل نجران قرابة؟ قال الرجل: لا، قال عمر: بلى، قال
الرجل: لا، قال عمر: بلى والله، أنشد الله كل رجل من

(1) أخرجه البخاري كتاب التفسير تفسير سورة الأعراف (6 / 76). ص
(2) الحرقة: هي حي من العرب. لسان العرب 10 / 46. ب
651

المسلمين يعلم أن بين هذا وبين أهل نجران قرابة لما تكلم، فقال رجل
من القوم: يا أمير المؤمنين بلى، إن بينه وبين أهل نجران، قرابة
من قبل كذا وكذا ولدته امرأة من أهل نجران، فقال له عمر:
مه، إنا نقفوا الآثار (عب وابن سعد).
شكره رضي الله عنه
35984 عن عمر قال لو أتيت براحلتين: راحلة شكر
وراحلة صبر لم أبال أيهما ركبت (كر).
35985 عن سليمان بن يسار قال: مر عمر بن الخطاب
بضجنان فقال: لقد رأيتني وإني لأرعى على الخطاب في هذا المكان
وكان والله ما علمت فظا غليظا ثم أصبحت إلى أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم
ثم قال متمثلا:
لا شئ فيما ترى إلا بشاشته * يبقى الاله ويودى المال والولد
ثم قال لبعيره: حوب (1) (ابن سعد).
35986 عن عبد الرحمن بن حاطب قال: أقبلنا مع عمر بن
الخطاب قافلين من مكة حتى إذا كنا بشعاب ضجنان قال: لقد رأيتني

(1) حوب: زجر لذكور الإبل، مثل حل، لإناثها، وتضم الباء وتفتح
وتكسر، وإذا نكر دخله التنوين. النهاية 1 / 456. ب
652

في هذا المكان وأنا في إبل للخطاب وكان فظا غليظا أحتطب عليها
مرة وأختبط عليها أخرى، ثم أصبحت اليوم يضرب الناس بجنباتي
ليس فوقي أحد ثم تمثل بهذا البيت:
لا شئ فيما ترى إلا بشاشته * يبقى الاله ويودى المال والولد
(أبو عبيد في الغريب وابن سعد، كر).
تواضعه رضي الله عنه
35987 عن أسلم قال: قدم عمر بن الخطاب الشام على بعير
فجعلوا يتحدثون بينهم فقال عمر: تطمح أبصارهم إلى مراكب من
لا خلاق له (ابن المبارك، كر).
35988 عن الحارث بن عمير عن رجل أن عمر بن الخطاب رقي
المنبر وجمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس! لقد رأيتني
وما لي من أكال (1) يأكله الناس إلا أن لي خالات من بني مخزوم
فكنت استعذب لهن الماء فيقبضن لي القبضات من الزبيب، قال:
ثم نزل عن المنبر، فقيل له: ما أردت إلى هذا يا أمير المؤمنين؟
قال: إني وجدت في نفسي شيئا فأردت أن أطأطئ منها
(ابن سعد).

(1) أكال: يقال: ما ذقت أكالا بالفتح، أي: طعاما. الصحاح
للجوهري 4 / 1625. ب
653

(35989) عن حزام بن هشام عن أبيه قال: رأيت عمر بن
الخطاب عام الرمادة مر على امرأة وهي تعصد عصيدة لها فقال:
ليس هكذا تعصدين ثم أخذ المسوط (1) فقال: هكذا - فأراها
(ابن سعد).
(35990) - عن هشام بن خالد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: لا تذرن إحداكن الدقيق حتى يسخن الماء ثم تذره قليلا قليلا
وتسوطها بمسوطها فإنه أريع (2) لها وأحرى أن لا يتقرد (3)
(ابن سعد) (53991) - (مسند عمر) عن الحسن قال: خرج عمر بن الخطاب
في يوم حار واضعا رداءه على رأسه فمر به غلام على حمار فقال: يا غلام!
احملني معك، فوثب الغلام عن الحمار وقال: اركب يا أمير المؤمنين،

(1) المسوط: في حديث سودة (أنه نظر إليها وهي تنظر في ركوة فيها
ماء فنهاها وقال: إني أخاف عليكم منه المسوط) يعني الشيطان، سمي
به من ساط القدر بالمسوط، والمسواط، وهو خشبة يحرك بها
ما فيها ليختلط. النهاية 2 / 421. ب
والسوط: خلط الشئ بعضه ببعض، ومنه سمي المسواط. وسوطه
تسويطا: خلطه وأكثر من ذلك. المختار 255. ب
(2) أريع: الريع: الزيادة والنماء. النهاية 2 / 289. ب
(3) يتقرد: أي لئلا يركب بعضه بعضا. النهاية 4 / 37. ب
654

قال: لا أركب وأركب أنا خلفك، تريد أن تحملني على المكان
الوطئ وتركب أنت على الموضع الخشن! فركب خلف الغلام
فدخل المدينة وهو خلفه والناس ينظرون إليه (الدينوري).
35992 عن محمد بن عمر المخزومي عن أبيه قال: نادى عمر
ابن الخطاب: الصلاة جامعة! فلما اجتمع الناس وكثروا صعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وصلى على نبيه ثم قال: أيها
الناس! لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم فيقبضن لي
القبضة من التمر أو الزبيب فأظل يومي وأي يوم؟ ثم نزل فقال له
عبد الرحمن بن عوف: ما زدت على أن قمأت نفسك يعني عبت،
قال: ويحك يا ابن عوف! إني خلوت فحدثتني نفسي فقالت: أنت
أمير المؤمنين فمن ذا أفضل منك؟ فأردت أن أعرفها نفسها
(الدينوري).
35993 عن زر قال: رأيت عمر بن الخطاب يمشي إلى العيد
حافيا (المروزي في العيدين).
ورعه رضي الله عنه
35994 عن زيد بن أسلم قال: شرب عمر لبنا فأعجبه فسأل
الذي سقاه: من أين لك هذا اللبن؟ فأخبره أنه ورد على ماء فإذا
655

نعم من نعم الصدقة وهم يسقون فحلبوا لنا من ألبانها في سقائي
هذا، فأدخل عمر إصبعه فاستقاءه (مالك، هق).
35995 عن عروة أن عمر بن الخطاب قال: لا يحل لي من
المال إلا ما آكل من صلب مالي (ابن سعد).
35996 عن عمران أن عمر بن الخطاب كان إذا احتاج أتى
صاحب بيت المال فاستقرضه فربما عسر فيأتيه صاحب بيت المال
يتقاضاه فيلزمه فيحتال له عمر، وربما خرج عطاؤه فقضاه (ابن سعد).
35997 عن ابن البراء بن معرور أن عمر خرج يوما حتى أتى
المنبر وقد كان اشتكى شكوى له فنعت له العسل وفي بيت المال
عكة فقال: إن أذنتم لي فيها أخذتها وإلا فإنها علي حرام، فأذنوا له
فيها (ابن سعد، كر).
35998 عن عاصم بن عمر قال: لما زوجني عمر أنفق علي
من مال الله شهرا ثم أرسل إلي عمر يرفأ فأتيته فقال: والله! ما
كنت أرى هذا المال يحل لي من قبل أن إليه إلا بحقه وما كان
قط أحرم علي منه إذ وليته فعاد أمانتي وقد أنفقت عليك شهرا من
مال الله ولست بزائدك ولكني معيبك بثمر مالي بالغابة فأجدده
فبعه ثم ائت رجلا من قومك من تجارهم فقم إلى جنبه فإذا اشترى
656

شيئا فاستشركه فاستنفق وأنفق على أهلك (ابن سعد وأبو عبيد
في الأموال).
35999 عن الحسن أن عمر بن الخطاب رأى جاريه تطيش
هزالا فقال: عمر من هذه الجارية؟ فقال عبد الله: هذه إحدى
بناتك، قال: وأي بناتي هذه؟ قال: ابنتي، قال: ما بلغ بها ما أرى؟
قال: عملك، لا تنفق عليها، فقال: إني والله ما أغرك من
ولدك فأوسع على ولدك أيها الرجل (ابن سعد، كر، ش).
36000 عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب كان يتجر وهو
خليفة وجهز عيرا إلى الشام فبعث إلى عبد الرحمن بن عوف
يستقرضه أربعة آلاف درهم فقال للرسول: قل له: يأخذها من
بيت المال ثم ليردها، فلما جاءه الرسول فأخبره بما قال شق عليه،
فلقيه عمر فقال: أنت القائل: ليأخذها من بيت المال؟ فان مت
قبل أن تجئ قلتم: أخذها أمير المؤمنين دعوها له، وأوخذ بها
يوم القيامة! لا، ولكن أردت أن آخذها من رجل حريص شحيح
مثلك فان مت أخذها من ميراثي (أبو عبيد في الأموال وابن
سعد، كر).
36001 عن عبد العزيز بن أبي جميلة الأنصاري قال: كان
657

قميص عمر لا يجاوز كمه رسغ كفيه (ابن سعد).
36002 عن بديل بن ميسرة قال: خرج عمر بن الخطاب
يوما إلى الجمعة وعليه قميص سنبلاني فجعل يعتذر إلى الناس وهو
يقول: حبسني قميصي هذا وجعل يمد يده يعني كميه فإذا تركه
رجع إلى أطراف أصابعه (ابن سعد).
36003 عن هشام بن خالد قال: رأيت عمر يتزر فوق
السرة (ابن سعد).
36004 عن عامر بن عبيدة الباهلي قال: سألت أنسا عن
الحز فقال: وددت أن الله لم يخلقه وما أحد من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم إلا وقد لبسه ما خلا عمر وابن عمر (ابن سعد، وهو
صحيح).
36005 عن المسور بن مخرمة قال: كنا نتعلم من عمر بن
الخطاب الورع (ابن سعد).
عدله رضي الله عنه
36006 عن ابن عمر قال: اشتريت إبلا وارتجعتها إلى الحمى
فلما سمنت قدمت بها، فدخل عمر السوق فرأى إبلا سمانا فقال: لمن هذه الإبل؟ قيل لعبد الله بن عمر، فجعل يقول: يا عبد الله بن
658

عمر! بخ بخ ابن أمير المؤمنين! فجئت أسعى فقلت: ما لك
يا أمير المؤمنين؟ قال: ما هذه الإبل؟ قلت: إبل اشتريتها وبعثت
بها إلى الحمى أبتغي ما يبتغي المسلمون، فقال: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين،
اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، يا عبد الله بن عمر! اغد على رأس
مالك، واجعل الفضل في بيت مال المسلمين (ص، ش، ق).
36007 عن عطاء قال: كان عمر بن الخطاب يأمر عماله
أن يوافوه بالموسم فإذا اجتمعوا قال: يا أيها الناس! " إني لم أبعث
عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم ولا من أموالكم ولا من أعراضكم،
إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم وليقسموا فيئكم بينكم، فمن فعل به
غير ذلك فليقم، فما قام أحد إلا رجل واحد قام فقال: يا أمير المؤمنين!
إن عاملك فلانا ضربني مائة سوط، قال: فيم ضربته؟ قم فاقتص
منه، فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين! إنك إن فعلت
هذا يكثر عليك ويكون سنة يأخذ بها من بعدك، فقال: أنا لا
أقيد وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقيد من نفسه! قال: فدعنا
فلنرضه، قال: دونكم فأرضوه، فافتدى منه بمائتي دينار عن كل
سوط بدينارين (ابن سعد وابن راهويه).
36008 عن عمر قال: أيما عامل لي ظلم أحدا فبلغتني مظلمته
فلم أغيرها فأنا ظلمته (ابن سعد).
659

36009 عن البهي أن عبيد الله بن عمر شتم المقداد فقال
عمر: علي نذر إن لم أقطع لسانك، فكلموه وطلبوا إليه فقال:
دعوني حتى أقطع لسانه حتى لا يشتم بعده أحدا من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم (حم واللالكائي معا في السنة وأبو القاسم بن بشران في
أماليه، كر).
36010 عن أنس أن رجلا من أهل مصر أتى عمر بن
الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين! عائذ بك من الظلم، قال: عذت
معاذا، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربني
بالسوط ويقول: أنا ابن الأكرمين، فكتب عمر إلى عمرو يأمره
بالقدوم ويقدم بابنه معه، فقدم، فقال عمر: أين المصري؟ خذ
السطو فاضرب، فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب
ابن الأكرمين. قال أنس، فضرب، فوالله لقد ضربه ونحن
نحب ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر
للمصري: ضع السوط على صلعة (1) عمرو، فقال: يا أمير المؤمنين!
إنما ابنه الذي ضربني وقد استقدت منه، فقال عمر لعمرو:

(1) صلعة: رجل أصلع بين الصلع، وهو الذي انحسر شعر مقدم
رأسه، وبابه طرب وموضعه الصلعة - بفتح اللام والصلعة أيضا،
بوزن الجرعة. المختار 291. ب
660

مذ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟ قال:
يا أمير المؤمنين! لم أعلم ولم يأتني (ابن عبد الحكم).
36011 عن مليح بن عوف السلمي قال: بلغ عمر بن الخطاب
أن سعد بن أبي وقاص صنع بابا مبوبا من خشب على باب داره
وخص على قصره خصا (1) من قصب، فبعث محمد بن مسلمة
وأمرني بالمسير معه وكنت دليلا بالبلاد، فخرجنا وقد أمره أن
يحرق ذلك الباب وذلك الخص وأمره أن يقيم سعدا لأهل الكوفة
في مساجدهم، وذلك أن عمر بلغه عن بعض أهل الكوفة أن سعدا
حابى في بيع خمس باعه، فانتهينا إلى دار سعد فأحرق البا والخص،
وأقام محمدا سعدا في مساجدها فجعل يسأله عن سعد ويخبرهم أن
أمير المؤمنين أمره بهذا، فلا يجد أحدا يخبره إلا خيرا (ابن سعد).
36012 عن ابن عمر قال: قدم على عمر رضي الله عنه
مال من العراق فأقبل يقسمه، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين
لو أبقيت من هذا المال لعدو إن حضر أو نائبة إن نزلت! فقال
عمر: ما لك؟ قاتلك الله! نطق بها على لسانك شيطان لقاني الله

(1) خصا: الخص: بيت يعمل من الخشب والقصب، وجمعه خصاص، وأخصاص
وخصوص سمي به لما فيه من الخصاص وهي الفرج والألقاب.
النهاية 2 / 37. ب
661

حجتها، والله لا أعصين الله اليوم لغد! لا ولكن أعد لهم ما
أعد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (حل).
36013 عن أسلم قال: سمعت عمرو بن العاص يوما ذكر
عمر فترحم عليه ثم قال: ما رأيت أحدا بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر
أخوف لله من عمر، لا يبالي على من وقع الحق على ولد أو والد،
ثم قال: والله إني لفي منزلي ضحى بمصر إذ أتاني آت فقال: قدم
عبد الله وعبد الرحمن ابنا عمر غازيين، فقلت للذي أخبرني: أين
نزلا؟ فقال: في موضع كذا وكذا لأقصى مصر وقد كتب
إلي عمر: إياك أن يقدم عليك أحد من أهل بيتي فتحبوه بأمر
لا تصنعه بغيره فأفعل بك ما أنت أهله، فأنا لا أستطيع أن
أهدي لهما ولا آتيهما في منزلهما خوفا من أبيهما، فوالله إني لعلى ما
أنا عليه إلى أن قال قائل: هذا عبد الرحمن بن عمر وأبو سروعة
على الباب يستأذنان، فقلت: يدخلان، فدخلا وهما منكسران وقالا:
أقم علينا حد الله فانا قد أصبنا البارحة شرابا فسكرنا، فزبرتهما (1)
وطردتهما، فقال عبد الرحمن: إن لم تفعل أخبرت أبي إذا قدمت
عليه، فحضرني رأي وعلمت أني إن لم أقم عليهما الحد غضب علي

(1) فزبرتهما: ومنه الحديث " إذا رددت على السائل ثلاثا فلا عليك أن
تزبره " أي تنهره وتغلظ له في القول والرد. النهاية 2 / 293. ب
662

عمر في ذلك وعزلني وخالفه ما صنعت، فنحن على ما نحن عليه إذ
دخل عبد الله بن عمر فقمت إليه فرحبت به وأردت أن أجلسه على
صدر مجلسي فأبى علي وقال: إن أبي نهاني أن أدخل عليك إلا أن
لا أجد بدا وإن لم أجد بدا من الدخول عليك، إن أخي لا
يحلق على رؤوس الناس أبدا، فأما الضرب فاصنع ما بدا لك،
قال: وكانوا يحلقون مع الحد، قال: فأخرجتهما إلى صحن الدار
فضربتهما الحد، ودخل ابن عمر بأخيه عبد الرحمن إلى بيت من
الدار فحلق رأسه ورأس أبي سروعة، فوالله ما كتبت إلى عمر
بحرف مما كان إذا تحينت كتابي فإذا هو يطم فيه: بسم الله
الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى العاصي بن العاصي،
فعجبت لا يا ابن العاصي ولجرأتك علي وخلاف عهدي، أما إني قد
خالفت فيك أصحاب بدر ممن هو خير منك واخترتك لجرأتك عني
وإنفاذ عهدي فأراك تلوثت بما قد تلوثت، فما أراني إلا عازلك
ومنشي عزلك تضرب عبد الرحمن بن عمر في بيتك وتحلق رأسه
في بيتك وقد عرفت أن هذا يخالفني! إنما عبد الرحمن رجل من
رعيتك تصنع به ما تصنع بغيره من المسلمين ولكن قلت: هو ولد
أمير المؤمنين، وقد عرفت أن لا هوادة لاحد من الناس عندي في
حق يجب لله عليه، فإذا جاءك كتابي هذا فابعث به في عباءة على
663

قتب حتى يعرف سوء ما صنع، فبعثت به كما قال أبوه وأقرأت
ابن عمر كتاب أبيه وكتبت إلى عمر كتابا أعتذر فيه وأخبره أني
ضربته في صحن داري، وبالله الذي لا يحلف بأعظم منه إني لأقيم
الحدود في صحن داري على الذمي والمسلم، وبعثت بالكتاب مع
عبد الله بن عمر. قال أسلم: فقدم بعبد الرحمن على أبيه فدخل عليه
وعليه عباءة ولا يستطيع المشي من مركبه، فقال: يا عبد الرحمن!
فعلت وفعلت السياط، فكلمه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا أمير
المؤمنين! قد أقيم عليه الحد مرة فما عليه أن تقيمه ثانية، فلم يلتفت
إلى هذا عمر وزبره، فجعل عبد الرحمن يصيح، إني مريض وأنت
قاتلي! فضربه الثانية الحد وحبسه، ثم مرض فمات (ابن سعد).
36014 عن ابن عمر قال: شرب أخي عبد الرحمن وشرب
معه أبو سروعة عقبة بن الحارث وهما بمصر في خلافة عمر فسكرا،
فلما أصبحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا: طهرنا
فانا قد سكرنا من شراب شربناه، قال عبد الله: فذكر لي أخي أنه
سكر فقلت: ادخل الدار أطهرك، ولم أشعر أنهما قد أتيا عمرا،
فأخبرني أخي أنه قد أخبر الأمير بذلك، فقلت: لا تحلق اليوم على
رؤوس الناس، ادخل الدار أحلقك، وكانوا إذا ذاك يحلقون مع
664

الحد، فدخلا الدار وقال عبد الله: فحلقت أخي بيدي ثم جلدهم
عمرو، فسمع بذلك عمر فكتب إلى عمرو أن ابعث إلي بعبد الرحمن
على قتب ففعل ذلك، فلما قدم على عمر جلده وعاقبه لمكانه منه ثم
أرسله، فلبث شهرا صحيحا ثم أصابه قدره فمات، فيحسب عامة
الناس أنما مات من جلد عمر ولم يمت من جلد عمر (عب، ق،
وسنده صحيح).
36015 عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قدم بريد ملك
الروم على عمر بن الخطاب، فاستقرضت امرأة عمر بن الخطاب دينارا،
فاشترت به عطرا وجعلته في قوارير وبعثت به مع البريد إلى امرأة
ملك الروم، فلما أتاها فرغتهن وملأتهن جواهر وقالت: اذهب
إلى امرأة عمر بن الخطاب، فلما أتاها فرغتهن على البساط، فدخل
عمر بن الخطاب فقال: ما هذا؟ فأخبرته بالخبر، فأخذ عمر الجواهر
فباعه ودفع إلى امرأته دينارا، وجعل ما بقي من ذلك في بيت مال
المسلمين (الدينوري في المجالسة).
36016 (مسند عمر) عن مجاهد قال: جاء رجل من بني
مخزوم إلى عمر يستعديه على أبي سفيان قال: يا أمير المؤمنين! إن
أبا سفيان ظلمني حدي بمكة، فقال عمر؟ أنا أعلم بذلك الحد ولربما
لعبت أنا وأنت عليه ونحن غلمان، فإذا قدمت مكة فأتني، فلما قدم
665

عمر مكة أتاه المخزومي وجاء بأبي سفيان، فانطلق عمر معه إلى ذلك
الحد فقال: غيرت يا أبا سفيان فخذ هذا الحجر من ههنا فضعه ههنا،
فقال: والله لا أفعل، فعلاه عمر بالدرة ثم قال: خذه لا أم لك!
فأخذه أبو سفيان فوضعه في الموضع الذي أمره عمر فدخله مما صنع
بأبي سفيان شئ، فاستقبل البيت وقال: اللهم لك الحمد إذ لم تمتني
حتى غلبت أبا سفيان على هواه وذللته لي بالاسلام، فاستقبل أبو سفيان
البيت وقال: اللهم لك الحمد إذ لم تمتني حتى أدخلت قلبي من الاسلام
ماذا ذللتني لعمر (اللالكائي)،
36017 عن سعيد بن عامر بن محمد بن عمرو قال: قدم عمر
مكة فقال له: يا أمير المؤمنين! إن أبا سفيان قد حمل علينا السيل،
فانطلق عمر معهم فقال: يا أبا سفيان! خذ هذا الحجر، فأخذه
فاحتمله على كتده (1) وجاءه فقال له: خذ هذا فاحتمله، ثم قال له:
وهذا، فرفع عمر يده وقال: الحمد لله الذي آمر أبا سفيان ببطن
مكة فيطيعني (كر).
36018 عن جويرية بن أسماء أن عمر بن الخطاب قدم مكة
فجعل يجتاز في سككها فيقول لأهل المنازل قموا أفنيتكم، فمر

(1) كتده: في صفته على الصلاة والسلام " جليل المشاش والكتد " الكتد
بفتح التاء وكسرها: مجتمع الكتفين، وهو الكاهل. النهاية 4 / 149. ب
666

بأبي سفيان فقال له: يا أبا سفيان! قموا (1) فناءكم، فقال: نعم
يا أمير المؤمنين حتى يجئ مهاننا: ثم إن عمر اجتار بعد ذلك فرأى
الفناء كما كان فقال: يا أبا سفيان! ألم آمرك أن تقموا فناءكم؟
قال: بلى يا أمير المؤمنين ونحن نفعل إذا جاء مهاننا، فعلاه بالدرة
فضربه بين أذنيه، فسمعت هند فقالت: أبصر به، أما والله لرب
يوم لو ضربته لأقشعر بك بطن مكة! فقال عمر: صدقت ولكن
الله رفع بالاسلام أقواما ووضع به آخرين (كر).
36019 عن سعيد بن عبد العزيز قال: قال عمر بن الخطاب
لأبي سفيان بن حرب: لا أحبك أبدا، رب ليلة غممت فيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم (كر).
36020 عن أسيد بن حضير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إنكم ستلقون بعدي أثرة، فلما كان زمان عمر قسم حللا
فبعث إلي منها بحلة فاستصغرتها فأعطيتها ابني، بينا أنا أصلي إذ
مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل يجرها،
فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم ستلقون أثرة بعدي، فقلت:
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق رجل إلى عمر فأخبره، فجاء وأنا

(1) قموا: وفي حديث فاطمة " أنها قمت البيت حتى اغبرت ثيابها " أي
كنسته. والقمامة: الكناسة. والمقمة: المكنسة. النهاية 4 / 110. ب
667

أصلي فقال: صل يا أسيد! فلما قضيت صلاتي قال: كيف قلت؟
فأخبرته، قال: تلك حلة بعثت بها إلى فلان وهو بدري أحدي
عقبي فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها، فظننت أن ذلك
يكون في زماني، قلت: قد والله يا أمير المؤمنين ظننت أن ذلك
لا يكون في زمانك (ع، كر).
أيضا سياسته على نفسه وأهله وعلى الامراء
36021 عن عكرمة بن خالد قال: دخل ابن لعمر بن الخطاب
عليه وقد ترجل ولبس ثيابا فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه، فقالت
له حفصة: لم ضربته؟ قال: رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن
أصغرها إليه (عب).
36022 (مسنده) عن ابن عمر قال: شهدت جلولاء
فابتعت من المغنم بأربعين ألفا، فلما قدمت على عمر قال لي: أرأيت
لو عرضت على النار فقيل لك: افتدني أكنت مفتدي؟ فقلت:
والله ما من شئ يؤذيك إلا كنت مفتديك منه! فقال: كأني
شاهد الناس حين تبايعوا فقالوا: عبد الله بن عمر صاحب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين وأحب الناس إليه وأنت كذلك فكان
أن يرخصوا عليك بمائة أحب إليهم من أن يغلوا عليك بدرهم
668

وأني قاسم مسؤول وأنا معطيك أكثر ما ربح تاجر من قريش لك ربح
الدرهم درهم، قال ثم دعا التجار فابتاعوا منه بأربعمائة ألف. فدفع إلي ثمانين
ألفا وبعث بالبقية إلى سعد بن أبي وقاص فقال: اقسمه في الذين
شهدوا الوقعة، ومن كان مات منهم فادفعه إلى ورثته
(أبو عبيد).
36023 عن البهي قال: كان بين عبد الله بن عمر وبين المقداد
شئ فنال منه عبد الله فشكاه المقداد إلى أبيه، فنذر عمر ليقطعن
لسانه! فلما خاف ذلك من أبيه تحمل على أبيه بالرجال، فقال:
دعوني فأقطع لسانه فتكون سنة يعمل بها من بعدي، لا يوجد
رجل شتم رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قطع
لسانه (كر).
36024 (مسند عمر) عن هشام بن حسان قال: كسح (1)
أبو موسى بيت المال فوجد فيه درهما، فمر به ابن لعمر بن الخطاب فأعطاه
إياه، فرأى عمر الدرهم مع الصبي فقال: من أين لك هذا؟ فقال:
أعطانيه أبو موسى، فأقبل عمر على أبي موسى فقال: أما كان لك
في المدينة أهل بيت أهون عليك من آل عمر؟ أردت ان لا تبقي

(1) كسح: كسحت البيت كسحا من باب نفع: كنسته. المصباح
المنير 2 / 731. ب
669

أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا طالبنا بمظلمة في هذا الدرهم! فأخذ الدرهم
فألقاه في بيت المال (ابن النجار).
36025 (أيضا) عن أبي النضر ان رجلا قام إلى عمر بن
الخطاب وهو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين! ظلمني عاملك وضربني
فقال عمر: والله لأقيدنك منه! فقال عمرو بن العاص: يا أمير
المؤمنين! وتقيد من عاملك؟ قال: نعم والله لأقيدن منهم! أقاد
رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه وأقاد أبو بكر من نفسه أفلا أقيد؟
قال عمرو بن العاص: أو غير ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: وما هو؟
قال: أو يرضيه؟ قال: أو ذلك (ق، وقال: هذا منقطع وقد
روي من وجه آخر موصولا).
36026 (أيضا) عن الأحنف بن قيس قال: ما كذبت
قط إلا مرة، قالوا: وكيف يا أبا بحر؟ قال: وفدنا على عمر بفتح
عظيم، فلما دنونا من المدينة قال بعضنا لبعض: لو ألقينا ثياب سفرنا
ولبسنا ثياب صوننا فدخلنا على أمير المؤمنين والمسلمين في هيئة وشارة (1)
حسنة كان أمثل، فلبسنا ثياب صوننا وألقينا ثياب سفرنا حتى إذا
طفنا في أوائل المدينة لقينا رجل فقال: انظروا إلى هؤلاء أصحاب

(1) شارة: الشارة هي الهيئة، وألفها مقلوبة عن الواو. النهاية 2 / 508. ب
670

دنيا ورب الكعبة! قال: فكنت رجلا ينفعني رأيي فعلمت أن
ذلك ليس بموافق للقوم فعدلت فلبستها وأدخلت ثياب صوني العيبة
وأشرجتها (1) وأغفلت طرف الرداء ثم ركبت راحلتي ولحقت
بأصحابي، فلما دفعنا إلى عمر نبت (2) عيناه عنهم ووقعت عيناه
علي فأشار إلي بيده، فقال: أين نزلتم؟ قلت: في مكان كذا
وكذا، فقال: أرني يدك، فقام معنا إلى مناخ ركابنا، فجعل يتخللها
ببصره ثم قال: ألا اتقيتم الله في ركابكم هذه؟ أما علمتم أن لها
عليكم حقا؟ إلا قصدتم بها في المسير؟ ألا حللتم عنها فأكلت من
نبت الأرض؟ فقلنا: يا أمير المؤمنين! إنا قدمنا بفتح عظيم فأحببنا
أن نسرع إلى أمير المؤمنين وإلى المسلمين بالذي يسرهم، فحانت منه
التفاتة فرأى عيبتي فقال: لمن هذه العيبة؟ قلت: لي يا أمير المؤمنين!
قال: فما هذا الثوب؟ قلت: ردائي، قال، بكم ابتعته؟ فألقيت
ثلثي ثمنه، فقال: إن رداءك هذا لحسن لولا كثرة ثمنه، ثم انطلق
راجعا ونحن معه فلقيه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! انطلق معي فأعدني

(1) واشرجتها: يقال: اشرجت العيبة وشرجتها إذا شددتها
بالشرج وهي العرى. النهاية 2 / 456. ب
(2) نبت: يقال: نبا عنه بصرة ينبو: أي تجافى ولم ينظر إليه، كأنه
حقرهم ولم يرفع بهم رأسه. النهاية 5 / 11. ب
671

على فلان فإنه قد ظلمني، فرفع الدرة فخفق (1) بها رأسه وقال:
تدعون أمير المؤمنين وهو معرض لكم حتى إذا شغل في أمر من
أمر المسلمين أتيتموه أعدني أعدني، فانصرف الرجل وهو يتذمر (2)
فقال: علي الرجل، فألقى إليه المخفقة (3) فقال: امتل، فقال:
لا والله ولكن أدعها لله ولك! قال: ليس هكذا، إما أن تدعها
لله إرادة ما عنده أو تدعها لي فأعلم ذلك، قال: أدعها لله، قال:
فانصرف ثم مضى حتى دخل منزله ونحن معه فافتتح الصلاة فصلى
ركعتين وجلس فقال: يا ابن الخطاب! كنت وضيعا فرفعك الله،
وكنت ضالا فهداك الله، وكنت ذليلا فأعزك الله، ثم حملك على
رقاب المسلمين فجاءك رجل يستعديك فضربته! ما تقول لربك غدا
إذا أتيته؟ قال: فجعل يعاتب نفسه في ذلك معاتبة ظننا أنه من
خير أهل الأرض (كر).

(1) فخفق: خفقة خفقا من باب ضرب إذا ضربه بشئ عريض كالدرة.
المصباح المنير. 1 / 240. ب
(2) يتذمر: ومنه حديث موسى عليه السلام " أنه كان يتذمر على ربه " أي
يجترئ عليه ويرفع صوته غي عتابه. النهاية 2 / 167. ب
(3) المخفقة: الدرة. النهاية 2 / 56. ب
672

سيره رضي الله عنه متفرقة
36027 (مسنده) عن سعيد بن مالك العبسي قال:
حججت أنا وصاحب لي على بعيرين فقضينا نسكنا وقد أدبرنا، فلما
قدمنا المدينة أتيت عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين! إني
حججت أنا وصاحب لي فقضينا نسكنا وقد أدبرنا فبلغنا يا أمير
المؤمنين واحملنا، فقال: ائتني ببعيريكما، فجئت بهما فأناخهما ثم
نظر إلى دبرهما ثم دعا غلاما يقال له عجلان فقال: انطلق بهذين
البعيرين فألقهما في نعم الصدقة بالحمى: وائتني ببعيرين ذلولين
فتيين، فجاء بهما، فقال: خذ هذين البعيرين فالله يحملكما
ويبلغكما، فإذا بلغت فأمسك أو بع واستنفق (أبو عبيد).
36028 (أيضا) عن الزهري قال: أعتق عمر كل
مسلم من رقيق بيت المال وشرط عليهم أن يخدموا الخليفة بعدي
ثلاث سنين، وشرط لهم أن يصحبكم بمثل ما كنت أصحبكم به،
فابتاع الخيار خدمته من عثمان الثلاث سنين بغلامه أبي فروة (عب).
وفاؤه عطايا النبي صلى الله عليه وسلم
36029 (مسند عمر) عن عكرمة قال: لما أسلم تميم
الداري قال: يا رسول الله! إن الله مظهرك على الأرض كلها
673

فهب لي قريتي من بيت لحم، قال: هي لك وكتب له بها، فلما
استخلف عمر فظهر على الشام جاءه تميم بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر:
أنا شاهد ذلك، فأعطاه إياها (أبو عبيد في الأموال، كر).
36030 (أيضا) عن سماعة أن تميما الداري سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يقطعه قريات بالشام عينون وقلاية والموضع الذي فيه
قبر إبراهيم وإسحاق ويعقوب، قال: وكان بها ركحه (1) ووطنه،
فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا صليت فسلني ذلك، ففعل
فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهن بما فيهن، فلما كان زمن عمرو فتح
الله عليه الشام أمضى ذلك لهم (أبو عبيد، كر).
36031 عن الليث بن سعد أن عمر أمضى ذلك لتميم وقال:
ليس لك أن تبيع، قال: فبقي في يد أهل بيته إلى اليوم (أبو عبيد،
كر، عب).
36032 (أيضا) أنبأنا ابن عيينة أخبرني عمرو بن دينار عن
أبي جعفر أن العباس بن عبد المطلب قال لعمر بن الخطاب: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطع لي البحرين، فقال له عمر: من شهودك؟

(1) ركحه: الركح بالضم: ناحية البيت من ورائه، وربما كان لا بناء
فيه. اه‍ 2 / 258 النهاية. ب
674

قال: المغيرة بن شعبة، قال عمر: ومن معه؟ قال: ليس معه أحد
قال عمر: فلا إذن، فأبى عمر أن يأخذ باليمين مع الشاهد، فقال له
العباس: أعضك الله ببظر أمك، فقال عمر لابن عباس:
يا عبد الله خذ بيد أبيك فأقمه (عب).
استخلافه رضي الله عنه
(36033) عن شهر بن حوشب قال قال عمر بن الخطاب: لو
استخلفت سالما مولى أبي حذيفة فسألني عنه ربي: ما حملك على ذلك؟
لقلت: يا رب! سمعت نبيك وهو يقول: إنه يحب الله حقا
من قلبه، ولو استخلفت معاذ بن جبل فسألني عنه ربي: ما حملك
على ذلك؟ لقلت: يا رب سمعت نبيك محمدا صلى الله عليه وسلم يقول: إن العلماء
إذا حضروا ربهم كان معاذ بن جبل بين أيديهم رتوة (1) بحجر (حل).
وفاته رضي الله عنه
(36034) - عن ابن عباس قال: أنا أول الناس أتى عمر حين

(1) رتوة: وفي حديث معاذ (أنه يتقدم العلماء يوم القيامة برتوة) أي
برمية سهم. وقيل بميل. وقيل مدى البصر.
وفي حديث فاطمة (أنها أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: ادني يا فاطمة
فدنت رتوة، ثم قال لها: ادني يا فاطمة، فدنت رتوة) الرتوة ههنا:
الخطوة. النهاية 2 / 195. ب
675

طعن، فقال: يا ابن عباس! احفظ عني ثلاثا فاني أخاف أن
لا يدركني الناس: إني لم أقض في الكلالة (1)، ولم استخلف على
الناس خليفة، وكل مملوك لي عتيق، فقيل له: استخلف قال:
أي ذلك فعلت فقد فعله من هو خير مني، إن أستخلف فقد
استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أدع الناس إلى أمرهم
فقد تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين!
صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلت صحبته ثم وليت فعدلت وأديت
الأمانة، فقال عمر: أما تبشيرك إياي بالجنة فوالله الذي لا إله إلا
هو لو أن لي ما بين السماء والأرض لافتديت به مما هو أمامي قبل
أن أعلم الخبر! وأما ما ذكرت من أمر المسلمين فوالله لوددت أني
نجوت منه كفافا لا علي ولا لي وأما ما ذكرت من صحبة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذاك (عب، ط، حم وابن سعد).
(36035) عن يحيى بن أبي راشد البصري قال قال عمر بن
الخطاب لابنه: يا بني! إذا حضرتني الوفاة فاحرفني واجعل ركبتيك
في صلبي وضع يدك اليمنى على جنبي أو جبيني ويدك اليسرى على ذقني
فإذا قبضت فأغمضني، واقصدوا في كفني، فإنه إن كان لي عند الله

(1) الكلالة: هو أن يموت الرجل ولا يدع والدا ولا ولدا يرثانه.
النهاية 4 / 194. ب
676

خير أوسع لي فيها مد بصري، وإن كنت على غير ذلك ضيقها
علي حتى تختلف أضلاعي، ولا تخرج معي امرأة، ولا تزكوني
بما ليس في، فان الله هو أعلم بي، فإذا خرجتم بي فأسرعوا في
المشي، فإنه إن كان لي عند الله خير قدمتموني إلى ما هو خير لي،
وإن كنت على غير ذلك كنتم قد ألقيتم عن رقابكم شرا تحملونه
(ابن سعد وابن أبي الدنيا في القبور).
(36036) عن القاسم بن محمد أن عمر بن الخطاب حين طعن
جاء الناس يثنون عليه ويودعونه فقال عمر: أبالإمارة تزكونني؟
لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبض الله رسوله وهو عني راض، ثم
صحبت أبا بكر فسمعت وأطعت فتوفي أبو بكر وأنا سامع مطيع
وما أصبحت أخاف على نفسي إلا إمارتكم هذه (ابن سعد، ش).
(36037) عن عمر قال: والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس
لافتديت به من هول المطلع (1) (ابن المبارك وابن سعد وأبو عبيد
في الغريب ق في كتاب عذاب القبر).
(36038) - عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر لما طعن قال:

(1) المطلع: يريد به الموقف يوم القيامة، أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة
عقيب الموت فشبهه بالمطلع الذي يشرف عليه من موضع عال.
النهاية 3 / 133. ب
677

هذا حين لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول
المطلع! فقال له ابن العباس: يا أمير المؤمنين! والله إن كان
إسلامك لنصرا وإن كانت إمارتك لفتحا ولقد ملأت الأرض
عدلا! فقال: أتشهد لي بهذا عند الله يوم تلقاه؟ فقال بن عباس:
نعم، ففرح عمر بذلك وأعجبه (ابن سعد، كر).
36039 عن جارية بن قدامة السعدي قال قلنا لعمر بن الخطاب
أوصنا، فقال: عليكم بكتاب الله عز وجل فإنكم لن تضلوا ما
اتبعتموه، وأوصيكم بالمهاجرين فان الناس يكثرون وهم يقلون،
وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الاسلام الذي لجأ إليه، وأوصيكم
بالاعراب فإنها أصلكم ومادتكم، وأوصيكم بذمتكم فإنها ذمة
نبيكم ورزق عيالكم (ابن سعد، ش).
36040 عن الزهري قال قال عمر بن الخطاب في العام الذي
طعن فيه: أيها الناس! إني أكلمكم بالكلام فمن حفظه فليحدث
به حيث انتهت به راحلته، ومن لم يحفظه فأخرج بالله على امرئ
أن يقول علي ما لم أقل (ابن سعد).
36041 عن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر لما طعن
عليه ملحفة صفراء قد وضعها على جرحه وهو يقول: (وكان أمر
678

قدرا مقدورا) ابن سعد، ش).
36042 عن محمد بن سيرين قال عمر: رأيت كأن ديكا
نقرني نقرتين فقلت: يسوق الله إلي الشهادة ويقتلني أعجم أو
أعجمي (ابن سعد).
36043 عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن عمر بن الخطاب خطب
الناس يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد
أيها الناس! إني رأيت رؤيا لا أراها إلا لحضور أجلي، رأيت أن
ديكا أحمر نقرني نقرتين فحدثتها أسماء بنت عميس فحدثتني انه يقتلني
رجل من الأعاجم (ابن سعد).
36044 عن عمرو بن ميمون قال: شهدت عمر يوم طعن
فما منعني أن أكون في الصف المقدم إلا هيبته وكان رجلا مهيبا
فكنت في الصف الذي يليه، وكان عمر لا يكبر حتى يستقبل
الصف المقدم بوجهه، فان رأى رجلا متقدما من الصف أو متأخرا
ضربه بالدرة، فذلك الذي منعني منه، وأقبل عمر فعرض له أبو لؤلؤة
فطعنه ثلاث طعنات، فسمعت عمر وهو يقول هكذا بيده قد
بسطها: دونكم الكلب قد قتلني! وماج الناس بعضهم في بعض،
فصلى بنا عبد الرحمن بن عوف بأقصر سورتين في القرآن (إذا جاء
679

نصر الله)، (وإنا أعطيناك الكوثر) واحتمل عمر فدخل الناس
عليه فقال: يا عبد الله بن عباس! اخرج فناد في الناس! أيها الناس!
إن أمير المؤمنين يقول: أعن ملا منكم هذا؟ فقالوا: معاذ الله!
ما علمنا ولا اطلعنا، فقال ادعوا لي طبيبا، فدعي له الطبيب فقال:
أي شراب أحب إليك؟ قال: نبيذ، فسقي نبيذا فخرج من
بعض طعناته فقال الناس: هذا صديد، اسقوه لبنا، فسقي لبنا
فخرج فقال الطبيب: ما أراك تمسي، فما كنت فاعلا فافعل، فقال:
يا عبد الله بن عمر! أتيني بالكتف التي كتبت فيها شأن الجد بالأمس!
فلو أراد الله أن يمضي ما فيه أمضاه، فقال له ابن عمر: أنا أكفيك
محوها، فقال: لا والله لا يمحوها أحد غيري، فمحاها عمر بيده
وكان فيها فريضة الجد، ثم قال: ادعوا لي عليا وعثمان وطلحة
والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعدا، فلما خرجوا من عنده قال
عمر: إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق، فقال له ابن عمر: فما
يمنعك يا أمير المؤمنين: قال؟ أكره أن أتحملها حيا وميتا (ابن
سعد والحارث، حل واللالكائي في السنة، وصحح).
36045 عن سماك أن عمر بن الخطاب لما حضر قال: إن
أستخلف فسنة، وإن لا أستخلف فسنت، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم
يستخلف، وتوفي أبو بكر فاستخلف، فقال علي: فعرفت والله أنه
680

لن يعدل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذاك حين جعلها عمر شورى بين
عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن
عوف وسعد بن أبي وقاص، وقال للأنصار: أدخلوهم بيتا ثلاثة
أيام فان استقاموا وإلا فأدخلوا عليهم فاضربوا أعناقهم (ابن سعد).
36046 عن عبد الرحمن بن بزي قال قال عمر: هذا الامر
في أهل بدر ما بقي منهم أحد، ثم في أهل أحد ما بقي منهم أحد،
وفي كذا وكذا وليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة
الفتح شئ (ابن سعد).
36047 عن إبراهيم قال قال عمر: من أستخلف؟ لو كان
أبو عبيدة بن الجراح! فقال له رجل: يا أمير المؤمنين! فأين أنت
من عبد الله بن عمر؟ فقال: قاتلك الله! والله ما أردت الله بهذا!
استخلف رجلا ليس يحسن يطلق امرأته (ابن سعد).
36048 عن ابن شهاب قال: كان عمر لا يأذن لسبي قد
احتلم في دخول المدينة حتى كتب المغيرة بن شعبة وهو على الكوفة
يذكر له غلاما عنده صنعا (1) ويستأذنه أن يدخله المدينة ويقول:
إن عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للناس، إنه حداد نقاش نجار،

(1) صنعا: يقال: رجل صنع وامرأة صناع، إذا كان لهما صنعة يعملانها
بأيديهما ويكسبان بها. النهاية 3 / 56. ب
681

فكتب إليه عمر فأذن له أن يرسل به إلى المدينة، وضرب عليه المغيرة
مائة درهم كل شهر، فجاء إلى عمر يشتكي إليه شدة الخراج، فقال
له عمر: ماذا تحسن من العمل؟ فذكر له الأعمال التي يحسن،
فقال له عمر: ما خراجك بكثير في كنه عملك، فانصرف ساخطا
يتذمر، فلبث عمر ليالي ثم إن العبد مر به فدعاه فقال له: ألم
أحدث أنك تقول: لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح؟ فالتفت
العبد ساخطا عابسا إلى عمر ومع عمر رهط فقال: لاصنعن لك رحى
يتحدث الناس بها! فلما ولى العبد أقبل عمر على الرهط الذين
معه فقال لهم: أوعدني العبد آنفا، فلبث ليالي ثم اشتمل أبو لؤلؤة
على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه فكمن في زاوية من زوايا
المسجد في غلس السحر، فلم يزل هنالك حتى خرج عمر يوقظ
الناس للصلاة صلاة الفجر وكان عمر يفعل ذلك، فلما دنا منه
عمر وثب عليه فطعنه ثلاث طعنات إحداهن تحت السرة وقد
خرقت الصفاق (1) وهي التي قتلته، ثم انحاز أيضا على أهل المسجد
فطعن من يليه حتى طعن سوى عمر أحد عشر رجلا ثم انتحر
بخنجره فقال عمر حين أدركه النزف وانقصف الناس عليه: قولوا
لعبد الرحمن بن عوف: فليصل بالناس، ثم غلب عمر النزف

(1) الصفاق: جلدة رقيقة تحت الجلد الاعلى وفوق اللحم. النهاية 3 / 39. ب
682

حتى غشي عليه، قال ابن عباس: فاحتملت عمر في رهط حتى أدخلته
بيته، ثم صلى بالناس عبد الرحمن فأنكر الناس صوت عبد الرحمن
قال ابن عباس: فلم أزل عند عمر ولم يزل في غشية واحدة حتى
أسفر الصبح، فلما أسفر أفاق فنظر في وجوهنا فقال: أصلى الناس؟
فقلت: نعم، فقال: لا إسلام لمن ترك الصلاة، ثم دعا بوضوء
فتوضأ ثم صلى، ثم قال: اخرج يا عبد الله بن عباس فسل من
قتلني؟ قال ابن عباس: فخرجت حتى فتحت باب الدار فإذا الناس
مجتمعون جاهلون بخبر عمر فقلت: من طعم أمير المؤمنين؟ فقالوا:
طعنه عدو الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، قال: فدخلت فإذا
عمر يبد في النظر ويستأني خبر ما بعثني إليه، فقلت: أرسلني
أمير المؤمنين لأسأل عمن قتله، فكلمت الناس فزعموا أنه طعنه عدو
الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة ثم طعن معه رهطا ثم قتل نفسه،
فقال: الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجني عند الله بسجدة سجدها
له قط، ما كانت العرب لتقتلني أنا أحب إليها من ذلك، قال سالم
فبكى عليه القوم حين سمعوا فقال: لا تبكوا علينا، من كان
باكيا فليخرج، ألم تسمعوا ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: يعذب
الميت ببكاء أهله عليه. فمن أجل ذلك كان عبد الله بن عمر لا
يقر أن يبكى عنده على هالك من ولد ولا غيرهم، وكانت
683

عائشة رضي الله عنها تقيم النوح على الهالك من أهلها. فحدثت بقول عمر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يرحم الله عمر وابن عمر فوالله ما كذبا، ولكن
عمر وهل (1) إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على نوح يبكون على هالك
لهم فقال: إن هؤلاء يبكون وإن صاحبهم ليعذب وكان قد اجترم ذلك (ابن سعد).
36049 عن أبي الحويرث قال: لما قدم غلام المغيرة بن شعبة
ضرب عليه عشرين ومائة درهم كل شهر، أربعة دراهم كل يوم،
قال: وكان خبيثا، إذا نظر إلى السبي الصغار يأبي فيمسح رؤوسهم
ويبكي ويقول: إن العرب أكلت كبدي، فلما قدم عمر من مكة
جاء أبو لؤلؤة إلى عمر يريده فوجده غاديا إلى السوق وهو متكئ على يد
عبد الله بن الزبير فقال: يا أمير المؤمنين! إن سيدي المغيرة يكلفني
ما لا أطيق من الضريبة، قال عمر: وكم كلفك؟ قال: أربعة دراهم
كل يوم، قال: وما تعمل؟ قال: الأرحاء وسكت عن سائر
أعماله، فقال: في كم تعمل الرحى؟ فأخبره، قال: وبكم تبيعها؟
فأخبره، فقال: لقد كلفك يسيرا، انطلق فأعط مولاك ما سألك،
فلما ولى قال عمر: ألا تجعل لنا رحى؟ قال: بل أجعل لك رحى
يتحدث بها أهل الأمصار، ففزع عمر من كلمته، قال: وعلي معه
فقال: ما تراه أراد؟ قال: أوعدك يا أمير المؤمنين! قال عمر:

(1) وهل: أي غلط. النهاية 5 / 233. ب
684

يكفيناه الله، قد علمت أنه يريد بكلمته غورا (1) (ابن سعد).
36050 عن ابن عمر قال: سمعت عمر يقول: لقد طعنني أبو
لؤلؤة وما أظنه إلا كلبا حتى طعنني الثالثة (ابن سعد).
36051 عن ابن عمر قال: كان عمر يكتب إلى أمراء الجيوش:
لا تجلبوا علينا من العلوج أحدا جرت عليه المواسي، فلما طعنه أبو
لؤلؤة قال: من هذا؟ قالوا: غلام المغيرة بن شعبة، قال: ألم أقل
لكم: لا تجلبوا علينا من العلوج أحدا فغلبتموني (ابن سعد).
36052 عن محمد بن سيرين قال: لما طعن عمر جعل الناس
يدخلون عليه، فقال لرجل: انظر، فأدخل يده فنظر، فقال: ما
وجدت؟ فقال: إني أجده قد بقي لك من وتينك ما تقضي منه
حاجتك، قال: أنت أصدقهم وخيرهم، فقال رجل: والله إني
لأرجو أن لا تمس النار جلدك أبدا؟ فنظر إليه حتى رثينا أو أوينا
له ثم قال: إن علمك بذلك يا ابن فلان لقليل، لو أن لي ما في
الأرض لافتديت به من هول المطلع (ابن سعد).
36053 عن شداد بن أوس عن كعب قال: كان في بني
إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر، وإذا ذكرنا عمر ذكرناه،
وكان إلى جنبه نبي يوحى إليه فأوحى الله إلى النبي أن يقول له: أعهد

(1) غورا: غور كل شئ قعره، يقال فلان بعيد الغور أي حقود المصباح 1 / 624. ب
685

عهدك واكتب إلي وصيتك فإنك ميت إلى ثلاثة أيام، فأخبره النبي
بذلك، فلما كان اليوم الثالث وقع بين الجدر وبين السرير ثم جأر (1)
إلى ربه فقال: اللهم إن كنت تعلم أني كنت أعدل في الحكم،
وإذا اختلفت الأمور اتبعت هداك وكنت وكنت فزودني في عمري
حتى يكبر طفلي وتربو أمتي! فأوحى الله إلى النبي أنه قد قال كذا
وكذا وقد صدق وقد زدته في عمره خمس عشرة سنة، ففي ذلك
ما يكبر طفله وتربو أمته، فلما طعن عمر قال كعب: لئن سأل
عمر ربه ليبقينه الله، فأخبره بذلك عمر فقال: اللهم! اقبضني إليك
غير عاجز ولا ملوم (ابن سعد).
36054 عن الشعبي قال: لما طعن عمر جعل جلساؤه يثنون
عليه فقال: إن من غره عمره لمغرور، والله لوددت أني أخرج
منها كما دخلت فيها! والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت
به من هول المطلع (ابن سعد والعسكري في المواعظ).
36055 عن ابن عمر أن عمر أوصى إلى حفصة، فإذا ماتت فإلى
الأكابر من آل عمر (ابن سعد).
36056 عن قتادة قال: أوصى عمر بن الخطاب بالربع
(عب وابن سعد).

(1) جأر: جأر إلى الله: تضرع بالدعاء. المختار 67. ب
686

36057 عن عروة أن عمر بن الخطاب لم يتشهد في وصيته
(ابن سعد).
36058 عن ابن عمر ان عمر أوصى عند الموت ان يعتق
من كان يصلي السجدتين من رقيق الامارة، وإن أحب الوالي بعدي
أن يخدموه سنتين فذلك له (ابن سعد).
36059 عن ربيعة بن عثمان أن عمر بن الخطاب أوصى أن
تقر عماله سنة، فأقرهم عثمان سنة (ابن سعد).
36060 عن عامر بن سعد قال: قال عمر بن الخطاب: إن
وليتم سعدا فسبيل ذاك وإلا فليستشره الوالي، فاني لم أعزله عن سخطة
(ابن سعد).
36061 عن عثمان بن عفان قال: آخر كلمة قالها عمر حتى قضى:
ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي! وويلي وويل أمي إن لم يغفر الله
لي! وويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي (ابن سعد ومسدد).
36062 عن ابن أبي مليكة قال: لما طعن عمر جاء كعب
فجعل يبكي بالباب ويقول: والله لو أن أمير المؤمنين يقسم على الله
ان يؤخره لاخره، فدخل ابن عباس عليه فقال: يا أمير المؤمنين!
هذا كعب يقول كذا وكذا، قال: إذن والله لا أسأله! ثم قال:
ويل لي ولأمي إن لم يغفر الله لي (ابن سعد).
687

36063 عن المقدام بن معد يكرب قال: لما أصيب عمر
دخلت عليه حفصة فقالت: يا صاحب رسول الله! ويا صهر
رسول الله! ويا أمير المؤمنين! فقال عمر لابنه: يا عبد الله! أجلسني
فلا صبر لي على ما اسمع، فاسنده إلى صدره فقال لها: إني أحرج
عليك بما لي عليك من الحق ان تندبيني بعد مجلسك هذا، فأما عينك
فلن أملكها، إنه ليس من ميت يندب بما ليس فيه إلا الملائكة
تمقته (ابن سعد وابن منيع والحارث).
36064 عن انس بن مالك ان عمر بن الخطاب لما طعن
عولت حفصة فقال: يا حفصة! أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن المعول عليه يعذب، قال: وعول صهيب فقال عمر: يا صهيب!
أما علمت أن المعول عليه يعذب (ابن سعد).
36065 عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه قال:
لما طعن عمر أقبل صهيب يبكي رافعا صوته فقال عمر: أعلي؟ قال:
نعم، قال عمر: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبك
عليه يعذب، قال عبد الملك: فحدثني موسى بن طلحة عن عائشة أنها
قالت: أولئك يعذب أمواتهم ببكاء احيائهم تعني الكفار (ابن سعد).
36066 عن ابن عمر أن عمر نهى أهله أن يبكوا عليه (ابن سعد).
688

36067 عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن عمر بن الخطاب
صلى في ثيابه التي جرح فيها ثلاثا (ابن سعد).
36068 عن ابن عمر أن عمر قال: اذهب يا غلام إلى أم
المؤمنين فقل لها: إن عمر يسألك أن تأذني لي أن أدفن مع أخوي
ثم ارجع إلي فأخبرني، قال فأرسلت أن نعم قد أذنت لك، قال
فأرسل فحفر له في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعا ابن عمر فقال: يا بني!
إني قد أرسلت إلى عائشة أستأذنها أن أدفن مع أخوي فأذنت لي
وأنا أخشى أن يكون ذلك لمكان السلطان، فإذا انا مت فاغسلني
وكفني ثم احملني حتى تقف بي على باب عائشة فتقول: هذا عمر
يستأذن ويقول: أألج؟ فان أذنت لي فادفني معهما، وإلا فادفني في
البقيع (ابن سعد).
36069 عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: لما أرسل
عمر إلى عائشة فاستأذنها أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، فأذنت
قال عمر: إن البيت ضيق فدعا بعصا فأتى بها فقدر طوله ثم قال:
احفروا على قدر هذه (ابن سعد).
36070 عن عبد الله بن معقل أن عمر بن الخطاب أوصى أن
لا يغسلوه بمسك أو لا يقربوه مسكا (ابن سعد والمروزي في
الجنائز).
689

36071 عن الفضيل بن عمرو قال: أوصى عمر أن لا يتبع
بنار ولا تتبعه امرأة ولا يحنط بمسك (ابن سعد والمروزي).
36072 عن عبد الرحمن بن يسار قال: شهدت موت عمر
ابن الخطاب فانكسفت الشمس يومئذ (أبو نعيم).
36073 عن ابن عباس قال: دعاني عمر حين طعن فقال:
احفظ عني ثلاث خصال، من قال علي فيهن شيئا فقد كذب: من
قال: إني تركت مملوكا فقد كذب، ومن قال: إني قضيت في
الكلالة بشئ فقد كذب، ومن قال: إني سميت الخليفة من بعدي
فقد كذب، ثم بكى عمر، فقال له ابن عباس: ما يبكيك يا أمير
المؤمنين؟ قال: يبكيني أمر آخرتي، قال ابن عباس: فان فيك
يا أمير المؤمنين ثلاث خصال لا يعذبك الله معهن أبدا إن شاء الله!
قال عمر: وما هن؟ قال: إنك إذا قلت صدقت، وإذا حكمت
عدلت، وإذا استرحست رحمت، قال: أتشهد لي بهن عند ربي
يا ابن عباس؟ قال: نعم (ابن سعد).
36074 عن ابن عمر قال: أوصاني عمر قال: إذا وضعتني
في لحدي فأفض بخدي إلى الأرض حتى لا يكون بين جلدي وبين
الأرض شئ (ابن منيع).
690

36075 عن عثمان بن عروة قال: كان عمر بن الخطاب قد
استسلف من بيت المال ثمانين ألفا فدعا عبد الله بن عمر فقال: بع
فيها أموال عمر، فإن وفت وإلا فسل بني عدي، فان وفت وإلا
فسل قريشا ولا تعدهم، قال عبد الرحمن بن عوف: ألا تستقرضها
من بيت المال حتى تؤديها؟ فقال عمر: معاذ الله أن تقول أنت
وأصحابك بعدي: أما نحن فقد تركنا نصيبنا لعمر، فتغروني بذلك
فتتبعني تبعته وأقع في أمر لا ينجيني إلا المخرج منه، ثم قال لعبد
الله بن عمر: اضمنها، فضمنها. فلم يدفن عمر حتى أشهد بها ابن
عمر على نفسه أهل الشورى وعدة من الأنصار، فما مضت جمعة
بعد أن دفن عمر حتى حمل ابن عمر المال إلى عثمان بن عفان
وأحضر الشهود على البراءة بدفع المال (ابن سعد).
36076 عن محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو سلمة ويحيى بن
عبد الرحمن بن حاطب وأشياخ قالوا: رأى عمر بن الخطاب في المنام،
قال: رأيت ديكا أحمر نقرني ثلاث نقرات بين الثنة (1) والسرة،
قالت أسماء بنت عميس أم عبد الله بن جعفر: قولوا له: فليوص
وكانت تعبر الرؤيا، فجاءه أبو لؤلؤة الكافر المجوسي عبد المغيرة

(1) الثنة: ما بين السرة والعانة من أسفل البطن. النهاية 1 / 224. ب
691

ابن شعبة فقال: إن المغيرة قد حمل علي من الخراج ما لا أطيق،
قال: كم جعل عليك؟ قال: كذا وكذا، قال: وما عملك؟ قال:
أجوب (1) الأرحاء، قال: وما ذاك عليك بكثير، ليس بأرضنا أحد
يعملها غيرك، ألا تصنع لي رحى؟ قال: بلى والله لأجعلن لك
رحى يسمع بها أهل الآفاق! فخرج عمر إلى الحج فلما صدر
اضطجع بالمحصب وجعل رداءه تحت رأسه فنظر إلى القمر فأعجبه
استواؤه وحسنه فقال: بدا ضعيفا ثم لم يزل الله يزيده حتى استوت
فكان أحسن ما كان، ثم هو ينقص حتى يرجع كما كان، وكذلك
الخلق كله، ثم رفع يديه فقال: اللهم! إن رعيتي كثرت وانتشرت
فاقبضني إليك غير عاجز ولا مضيع، فصدر إلى المدينة فذكر
له أن امرأة من المسلمين ماتت بالبيداء مطروحة على الأرض يمر بها
الناس لا يكفنها أحد ولا يواريها أحد حتى مر بها كليب بن البكير
الليثي فأقام عليها حتى كفنها وواراها، فذكر ذلك لعمر فقال:
من مر بها من المسلمين؟ فقالوا: لقد مر عليها عبد الله بن عمر
فيمن مر عليها من الناس، فدعاه وقال: ويحك! مررت على امرأة

(1) أجوب: جاب: خرق وقطع: وبابه قال ومنه قوله تعالى: " وثمود
الذين جابوا الصخر بالواد " وحببت البلاد - بصم الجيم وكسرها، من
باب قال وباع - واجتبتها: قطعتها. المختار 86. ب
692

من المسلمين مطروحة على ظهر الطريق فلم توارها ولم تكفنها!
قال: والله ما شعرت بها ولا ذكرها لي أحد! فقال: لقد خشيت
أن لا يكون فيك خير، فقال: من وأراها وكفنها؟ قال: كليب
ابن بكير الليثي، قال: والله لحري أن يصيب كليب خيرا، فخرج
عمر يوقظ الناس بدرته لصلاة الصبح فلقيه الكافر أبو لؤلؤة فطعنه
ثلاث طعنات بين الثنة والسرة وطعن كليب بن بكير فأجهز عليه،
وتصايح الناس فرمى رجل على رأسه ببرنس ثم اضطبعه إليه،
وحمل عمر إلى الدار، فصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس وقيل لعمر:
الصلاة وحرجه يثعب (1)، قال: لا حفظ لمن لا صلاة له،
فصلى ودمه يثعب، ثم انصرف الناس عليه فقالوا: يا أمير المؤمنين!
إنه ليس بك بأس! وإنا لنرجو أن ينسئ (2) الله في أثرك (3)
ويؤخرك إلى حين! فدخل عليه ابن عباس وكان يعجب به فقال:
اخرج فانظر من صاحبي؟ ثم خرج فجاء فقال: أبشر يا أمير المؤمنين!
صاحبك أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة، فكبر حتى خرج

(1) يثعب: أي يجري. النهاية 1 / 212. ب
(2) ينسئ: النساء: التأخير. يقال: نسأت الشئ نسأ، وأنسأته
إنساء، إذا أخرته. النهاية 5 / 44. ب
(3) أثرك: الأثر: الاجل، وسمى به لأنه يتبع العمر. النهاية 1 / 23. ب
693

صوته من الباب، ثم قال: الحمد لله الذي لم يجعله رجلا من المسلمين
يحاجني بسجدة سجدها الله يوم القيامة، ثم أقبل على القوم فقال:
أكان هذا عن ملا منكم؟ فقالوا: معاذ الله! والله لوددنا أنا
فديناك بآبائنا وزدنا في عمرك من أعمارنا! إنه ليس بك بأس!
فقال: أي يرفأ! اسقني، فجاءه بقدح فيه نبيذ حلو، فشربه
فألصق رداءه ببطنه، فلما وقع الشراب في بطنه خرج من الطعنات
فقالوا: الحمد لله! هذا دم استكن في جوفك فأخرجه الله من
جوفك، قال: أي يرفأ! اسقني لبنا، فجاءه بلبن فشربه، فلما
وقع في جوفه خرج من الطعنات، فلما رأوا ذلك علموا أنه هالك
فقالوا: جزاك الله خيرا! قد كنت تعمل فينا بكتاب الله وتتبع
سنة صاحبيك، لا تعدل عنها إلى غيرها، جزاك الله أحسن الجزاء!
قال: أبالإمارة تغبطوني؟ فوالله لوددت أني أنجو منها كفافا لا على
ولا لي! قوموا فتشاوروا في أمركم، أمروا عليكم رجلا منكم، فمن
خالفه فاضربوا رأسه، فقاموا وعبد الله بن عمر مسنده إلى صدره
فقال عبد الله: أتؤمرون وأمير المؤمنين حي؟ فقال عمر: لا، وليصل
صهيب ثلاثا، وانتظروا طلحة وتشاوروا في أمركم فأمروا عليكم
رجلا منكم، فمن خالفكم فاضربوا رأسه، قال: اذهب إلى عائشة
694

فاقرأ عليها مني السلام وقل: إن عمر يقول: إن كان ذلك لا يضر
بك ولا يضيق عليك فاني أحب أن أدفن مع صاحبي، وإن كان
يضر بك ويضيق عليك فلعمري لقد دفن في هذا البقيع من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين من هو خير من عمر،
فجاءها الرسول فقالت: إن ذلك لا تضرني ولا يضيق علي، قال:
فادفنوني معهما، قال عبد الله بن عمر: فجعل الموت يغشاه وأنا أمسكه
إلى صدري، قال: ويحك! ضع رأسي بالأرض، فأخذته غشية
فوجدت من ذلك فأفاق فقال: ويحك! ضع رأسي بالأرض، فوضعت
رأسه بالأرض، فعفره بالتراب وقال: ويل عمر! ويل عمر! إن
لم يغفر الله له (ش).
36077 عن جابر قال: لما طعن عمر دخلنا عليه وهو يقول:
لا تعجلوا إلى هذا الرجل، فان أعش رأيت فيه رأيي وإن أمت
فهو إليكم، قالوا: يا أمير المؤمنين! إنه والله قد قتل وقطع،
قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال: ويحكم من هو؟ قالوا:
أبو لؤلؤة، قال: الله أكبر، ثم نظر إلى ابنه عبد الله فقال:
أي بني! أي والد كنت لك؟ قال: خير والد، قال: فأقسم
عليك لما احتملتني حتى تلصق خدي بالأرض حتى أموت كما يموت
695

العبد، فقال عبد الله: والله إن ذلك ليشتد علي يا أبتاه! ثم قال:
قم فلا تراجعني، فقام فاحتمله حتى ألصق خده بالأرض، ثم قال:
يا عبد الله! أقسمت عليك بحق الله وحق عمر إذا مت فدفنتني فلا
تغسل رأسك حتى تبيع من رباع آل عمر ثمانين ألفا فتضعها في
بيت مال المسلمين، فقال له عبد الرحمن بن عوف وكان عند رأسه:
يا أمير المؤمنين! وما قدر هذه الثمانين ألفا فقد أضررت بعيالك أو
بآل عمر، قال: إليك عني يا ابن عوف! فنظر إلى عبد الله فقال:
يا بني! واثنين وثلاثين ألفا أنفقتها في اثنتي عشرة حجة حججتها في
ولايتي ونوائب كانت تنوبني في الرسل تأتيني من قبل الأمصار،
فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين! أبشر وأحسن الظن
بالله فإنه ليس أحد منا من المهاجرين والأنصار إلا وقد قبض مثل
الذي أخذت من الفئ الذي جعله الله لنا وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو عنك راض وقد كانت لك معه سوابق، فقال: يا ابن عوف!
ود عمر أنه لو خرج منها كما دخل فيها، إني أود أن ألقى الله فلا
تطالبوني بقليل ولا كثير (العدني).
36078 عن أبي رافع قال: كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة
ابن شعبة وكان يصنع الرحى وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة
696

دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال: يا أمير المؤمنين! إن المغيرة قد
أثقل علي غلتي فكلمه يخفف عني، فقال له عمر: اتق الله وأحسن
إلى مولاك ومن نية عمر أن يلقي المغيرة فيكلمه فيخفف عنه
فغضب العبد وقال: وسع الناس كلهم عدله غيري، فأضمر على قتله
فاصطنع خنجرا له رأسان وشحذه وسمه ثم أتى به الهرمزان فقال:
كيف ترى هذا؟ قال: أرى أنك لا تضرب به أحدا إلا قتلته
فتحين أبو لؤلؤة فجاء في صلاة الغداة حتى قام ورأى عمر وكان
عمر إذا أقيمت الصلاة يتكلم فيقول: أقيموا صفوفكم، فذهب يقول
كما كان يقول: فلما كبر وجأه (1) أبو لؤلؤة، وجأه في كتفه
ووجأه في خاصرته، فسقط عمر، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا،
فهلك منهم سبعة وفرق منهم ستة، وحمل عمر فذهب به إلى منزله
وماج الناس حتى كادت الشمس أن تطلع، فنادى عبد الرحمن بن عوف
يا أيها الناس! الصلاة الصلاة! ففزعوا إلى الصلاة، فتقدم
عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن
فلما قضى الصلاة توجهوا إلى عمر فدعا بشراب لينظر
ما قدر جرحه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ

(1) وجأه: يقال: وجأته بالسكين وغيرها وجاء، إذا ضربته بها.
النهاية 5 / 152. ب
697

هو أو دم، فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه، فقالوا: لا بأس
عليك يا أمير المؤمنين! فقال: إن يكن القتل بأسا فقد قتلت،
فجعل الناس يثنون عليه يقولون: جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين!
كنت وكنت! ثم ينصرون، ويجئ قوم آخرون فيثنون عليه،
فقال عمر: أما والله على ما تقولون، وددت أني خرجت منها كفافا
لا علي ولا لي وأن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي، فتكلم عبد
الله بن عباس فقال: لا والله لا تخرج منها كفافا! لقد صحبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبته خير ما صحبه صاحب، كنت له وكنت
له وكنت له حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عنك راض، ثم
صحبت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت فوليتها
بخير ما وليتها أنت كنت تفعل وكنت تفعل، وكان عمر يستريح
إلى كلام ابن عباس فقال: كرر علي حديثك، فكرر عليه، فقال
عمر: أما والله على ما تقول لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت
به اليوم من هول المطلع! قد جعلتها شورى في ستة: عثمان
وعلي وطلحة بن عبيد والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف
وسعد بن أبي وقاص، وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيرا وليس هو
منهم وأجلهم ثلاثا، وأمر صهيبا أن يصلي بالناس (ع،
حب، ك، ق).
698

36079 عن يحيى بن أبي راشد البصري أن عمر لما حضرته
الوفاة قال لابنه: يا بني! إذا حضرت فاحرفني واجعل ركبتيك في
صلبي واجعل يدك اليمنى على جبهتي واجعل يدك الأخرى على ذقني
(المروزي).
36080 عن ابن عمر أنه نهى أهله أن يبكوا عليه (أبو الجهم
في جزئه).
36081 عن ابن عمر قال: لما حضر عمر غشي عليه
فأخذت رأسه فوضعته في حجري فأفاق فقال: ضع رأسي بالأرض
كما آمرك، فقلت: فهل حجري والأرض إلا سواء يا أبتاه! فقال:
ضع رأسي بالأرض لا أم لك كما آمرك! فإذا قبضت فأسرعوا بي
إلى حفرتي، فإنما هو خير تقدموني إليه أو شر فتضعونه عن رقابكم
(ابن المبارك).
36082 عن عثمان بن عفان قال قال عمر بن الخطاب حين
حصر: ويلي وويل أمي إن لم يغفر لي! فقضى ما بينهما كلام
(ابن المبارك وابن سعد، كر).
36083 عن هيبرة بن مريم أن عبد الله بن مسعود قال:
لا يأتي عليكم عام إلا شر من العام الذي مضى، قالوا: أليس يكون
العام أخصب من العام؟ قال: ليس ذلك أعني، قال: إنما أعني
699

ذهاب العلماء، قال: وأظن عمر بن الخطاب يوم أصيب ذهب معه
ثلث العلم (كر).
36084 (مسند علي) عن أبي مطر قال: سمعت عليا
يقول: دخلت على عمر بن الخطاب حين وجأه أبو لؤلؤة وهو
يبكي فقلت: ما يبكيك يا أمير المؤمنين! قال: أبكاني خبر السماء
أيذهب بي إلى الجنة أم إلى النار؟ فقلت له أبشر بالجنة؟ فاني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما لا أحصيه يقول: سيدا كهول أهل
الجنة أبو بكر وعمر وأنعما، فقال: أشاهد أنت لي يا علي بالجنة؟
قلت: نعم، وأنت يا حسن فاشهد على أبيك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: إن عمر من أهل الجنة (كر).
36085 (أيضا) عن أوفى بن حكيم قال: لم كان اليوم
الذي هلك فيه عمر قلت: والله لآتين باب علي بن أبي طالب! فأتيت
باب علي فإذا الناس يرقبونه فما لبثت أن خرج علينا فأطم ساعة ثم
رفع رأسه فقال: لله در باكية عمر قالت: وا عمراه، قوم الأود
وأبد العمد (1)، وا عمراه! مات نقي الثوب قبل العيب، وا عمراه!

(1) وأبد العمد: العمد بالتحريك ورم ودبر يكون في الظهر،
أرادت أنه أحسن السياسة. النهاية 3 / 297. ب
700

ذهب بالسنة وأبقى الفتنة، قاتلها الله ما ذرب! (1) ولكنه قول
أصاب والله ابن الخطاب خيرها ونجا من شرها (ابن النجار).
36086 عن عمر أنه قال: أوصي الخليفة بعدي بالمهاجرين
الأولين أن يعلم لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار
الذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن
يعفو عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الاسلام
وجباة الأمول وغيظ العدو أن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن
رضاهم، وأوصيه بالاعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الاسلام
أن يؤخذ من حواشي أموالهم فيرد على فقرائهم، وأوصيه بذمة
الله وذمة رسوله أن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم
ولا يكلفهم إلا طاقتهم (ش وأبو عبيد في الأموال، ع، ن،
حب، ق).

(1) ذرب: هو بالتحريك: الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ويفسد
فيها فلا تمسكه ومنه حديث الأعشى " أنه أنشد النبي صلى الله عليه وسلم أبياتا في
زوجته منها قوله:
" إليك أشكو ذربة من الذرب "
كنى عن فسادها وخيانتها بالذربة، وأصله من ذرب المعدة وهو فسادها.
النهاية 2 / 156. ب
701

تم بمنه تعالى وحسن توفيقه طبع الجزء الثاني عشر من كتاب
كنز العمال للعلامة علاء الدين علي المتقي الهندي رحمه الله المتوفى 975 ه‍
وذلك في شهر ربيع الأول لعام 1395 ه‍ والموافق لشهر نيسان
عام 1975 م واعتنى بتصحيحه والتعليق عليه صفوة السقا وبكري الحياني.
(ويليه الجزء الثالث عشر إن شاء الله تعالى أوله: فضل الشيخين أبي بكر
وعمر رضي الله عنهما - الافعال).
وندعو الله سبحانه أن ينفعنا به ويوفقنا لما يحبه ويرضاه، وصلى
الله على خير خلقه سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه أجمعين. وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مصحح الكتاب
صفوة السقا وبكري الحياني
702