الكتاب: تخريج الأحاديث والآثار
المؤلف: الزيلعي
الجزء: ٤
الوفاة: ٧٦٢
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٤
المطبعة: الرياض - دار ابن خزيمة
الناشر: دار ابن خزيمة
ردمك:
ملاحظات:

4
1

سورة الصف
ذكر فيها ثلاثة أحاديث
1334 الحديث الأول
روي أن رجلا آذى المسلمين ونكى فيهم فقتله صهيب وانتحل قتله آخر فقال عمر لصهيب أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنك قتلته فقال إنما قتلته لله ولرسوله فقال عمر يا رسول الله قتله صهيب قال كذلك يا أبا يحيى قال نعم فنزلت في المنتحل
قلت رواه الثعلبي أنا الحسين بن فنجويه الدينوري ثنا ابن أبي صقلاب ثنا أبو الحارث بن سعيد بدمشق ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا محمد بن يعقوب ابن محمد الزهري ثنا حصين بن حذيفة الصهيبي ثنا يحيى عن سعيد بن المسيب عن صهيب قال كان رجل يوم بدر قد آذى المسلمين ونكاهم فقتله صهيب فقال رجل يا رسول الله قتلت فلانا ففرح بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر وعبد الرحمن لصهيب أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنك قتلته فإن فلانا ينتحله فقال صهيب إنما قتلته لله ورسوله فقال عمر وعبد الرحمن يا رسول الله إنما قتله صهيب قال كذلك يا أبا يحيى قال نعم يا رسول الله فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) * انتهى
1335 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي
قلت رواه النسائي في سننه الكبرى في كتاب المناقب ثنا أحمد بن حرب
7

ثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي انتهى
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الفضائل وكذلك في مسنده أيضا ثنا أبو معاوية سندا ومتنا
والحديث في الصحيحين بعضه أخرجاه في الفضائل من حديث محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواري وحواريي الزبير انتهى
1336 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الصف كان عيسى مصليا عليه مستغفرا له ما دام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقة
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو الحسين الخبازي ثنا ابن حنش المقرئ ثنا أبو العباس محمد بن موسى الرازي ثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا شبابة بن سوار الفزاري ثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
8

سورة الجمعة
9

سورة الجمعة
10

ذكر فيها خمسة عشر حديثا
1337 الحديث الأول
في حديث أشعياء إني أبعث أعمى في عميان وأميا في أميين
قلت لم أجده إلا من قول وهب بن منبه رواه الحافظ أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة حدثنا أبي ثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل ثنا محمد بن سهل بن عسكر ثنا إسماعيل بن عبد الكريم ثني عبد الصمد بن معقل قال سمعت وهب بن منبه يقول أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له أشعياء أن قم في بني إسرائيل فإني سأطلق لسانك بوحي فقام فقال يا سماء أسمعي يا أرض انصتي فإن الله يريد أن يقضي شأنا ويدبر أمرا هو منفذه إنه يريد أن يحول الريف إلى الفلاة والآجام إلى الغيطان والأنهار في الصحاري والنعمة في الفقراء والملك في الرعاة قال الله إني مبتعث كذلك نبيا أميا من أميين أعمى من عميان ضالا من ضالين أفتح به آذانا صما وأعينا عميا وقلوبا غلفا وأسدده لكل أمر جميل وأهب له كل خلق كريم وأجعل السكينة لباسه والبر شعاره والتقوى ضميره والحكمة منطقه والصدق والوفاء طبيعته والعفو والمعروف خلقه والحق شريعته والعدل سيرته والهدى أمامه والإسلام ملته اسمه أحمد أهدي به بعد الضلالة وأعلم به من الجهالة وأرفع به بعد الخمالة وأعرف به بعد النكرة وأكثر به بعد القلة وأغني بعد العيلة وأجمع به بعد الفرقة وأؤلف به بين أمم متفرقة وقلوب مختلفة وأهواء متشتتة وأستنقذ به فئاما من الناس عظيما من المهلكة وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن
11

المنكر موحدين مؤمنين مخلصين مصدقين بما جاءت به رسلي انتهى
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن البراء ثنا عبد المنعم بن إدريس ابن سنان عن أبيه عن جده وهب بن منبه فذكره
1338 الحديث الثاني
روي أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة مؤذن واحد وكان إذا جلس على المنبر أذن على المسجد فإذا نزل أقام الصلاة وكان أبو بكر وعمر على ذلك حتى إذا كان عثمان وكثر الناس وتباعدت المنازل زاد مؤذنا آخر فأمر بالتأذين الأول على داره التي تسمى الزوراء فإذا جلس على المنبر أذن المؤذن الأذان الثاني فإذا نزل أقام الصلاة فلم يعب عليه ذلك
قلت روى الجماعة إلا مسلما من حديث الزهري عن السائب بن يزيد أن الاذان كان أوله حين يجلس الإمام على المنبر يوم الجمعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلما كان خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث فأذن به على الزوراء انتهى وفي رواية للبخاري لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مؤذن واحد وفي رواية كان يؤذن بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس على المنبر يوم الجمعة
1339 الحديث الثالث
روي أن الأنصار قالوا إن اليهود يوما ما يجتمعون فيه كل سبعة أيام وللنصارى يوما مثل ذلك فهلموا نجعل لنا يوما نجتمع فيه فنذكر الله ونصلي فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه
12

يوم العروبة وكان يقال لها العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسموه يوم الجمعة لاجتماعهم فيه فأنزل الله آية الجمعة فهي أول جمعة كانت في الإسلام
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه في الجمعة أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال جمع أهل المدينة قبل ان يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبل ان ينزل الجمعة وهم الذين سموها الجمعة فقالت الأنصار لليهود يوم وللنصارى مثله فهلم نجعل لنا يوما نجتمع فيه ونذكر الله ونصلي فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العروبة فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة فذكرهم وصلى بهم فسموه الجمعة حين اجتمعوا فيه فأنزل الله بعد ذلك * (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) * انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الثعلبي في تفسيره بسنده ومتنه
واختصره الطبرانبي في معجمه عن محمد بن إسحاق ثني محمد بن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف عن أبيه حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة استغفر لأبي أمامة أسعد ابن زرارة فمكثت حينا أسمع منه ذلك فسألته يوما عن ذلك فقال أي بني كان أسعد بن زرارة أول من جمع بنا في المدينة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في نقيع الخضمات قلت وكم كنتم قال كنا أربعين رجلا انتهى
وروى ابن سعد في الطبقات في ترجمة مصعب بن عمير من حديث الزهري وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعاصم بن عمر بن قتادة قال لما انصرف أهل العقبة الأولى وهم اثنا عشر رجلا وأسلم بعض الأنصار ارسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث إلينا رجلا يعلمنا القرآن وشرائع الدين فبعث إليهم مصعب بن عمير وكان يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام حتى فشا الإسلام في دور الأنصار فكتب مصعب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في أن يجمع بهم فأذن له وكتب إليه أن
13

انظر اليوم الذي تجهز اليهود فيه لسبتها فإذا زالت الشمس فأردف إلى الله بركعتين واخطب فيهم فجمع بهم مصعب بن عمير في دار سعد بن خيثمة وهم اثنا عشر رجلا فهو أول من جمع في الاسلام وروى قوم من الأنصار أن أول من جمعهم أبو أمامة أسعد بن زرارة مختصر
1340 الحديث الرابع
روي أن أول جمعة جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لما قدم المدينة مهاجرا نزل قباء على بني عمرو بن عوف وأقام بها يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس فأسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة عامدا المدينة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واديهم فخطب صلى الله عليه وسلم وصلى الجمعة
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة من حديث محمد بن إسحاق عن محمد ابن جعفر عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويم قال أخبرني بعض قومي قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول فأقام بقباء الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس فأسس المسجد وصلى فيه تلك الأيام حتى إذا كان يوم الجمعة خرج على ناقته القصواء وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه لبث فيهم ثمان عشرة ليلة ثم خرج وقد اجتمع الناس فأدركته الصلاة في بني سالم فصلاها بمن معه في المسجد الذي ببطن الوادي فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة انتهى
وذكره ابن هشام في السيرة من قول ابن إسحاق لم يتجاوز به فذكر كلاما طويلا في الهجرة إلى أن قال فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو ابن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة أدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي ببطن الوادي وأدي رانوناء وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة مختصر
14

وأخرج البيهقي نحوه عن عروة بن الزبير مرسلا قال تلقى المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقوه إلى بني عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين لهلال شهر ربيع الأول... إلى أن قال ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف ثلاث ليال وقيل أكثر واتخذوا فيهم مسجدا وهو الذي في القرآن أنه أسس على التقوى ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب يوم الجمعة فمر على بني سالم فصلى فيهم الجمعة وكانت أول جمعة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة مختصر وليس فيها ذكر الخطبة
وفي صحيح البخاري منه قطعة يسيرة ذكره في آخر حديث الهجرة أن المسلمين تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو ابن عوف وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ركب راحلته وسار والناس معه حتى بركت عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مختصر
1341 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أهبط إلى الأرض وفيه تقوم الساعة هو عند الله يوم المزيد
قلت هو في الصحيحين وليس فيه قوله وهو عند الله يوم المزيد أخرجاه في الجمعة من حديث الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفي رواية أهبط وفيه تقوم الساعة
1342 الحديث السادس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل عليه السلام وفي كفه مرآة
15

بيضاء وقال هذا يوم الجمعة يعرضها عليك ربك ليكون لك عيدا ولامتك من بعدك وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد
قلت روي من حديث أنس ومن حديث حذيفة
أما حديث أنس فله طرق
منها عند البزار في مسنده عن عمر بن يونس اليمامي ثنا جهضم بن عبد الله ابن أبي الطفيل ثني أبو طيبة عن عثمان بن عمير عن انس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقلت ما هذه يا جبريل قال هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولامتك من بعدك قلت ما هذه النكتة السوداء فيها قال هي الساعة تقوم يوم الجمعة وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد قلت فلم تدعونه يوم المزيد قال إن الله تعالى إذا صير أهل الجنة إلى الجنة أخرجوا إلى دار المزيد فيخرجون في كثبان المسك... إلى أن قال ثم يرجعون إلى منازلهم فتقول لهم أزواجهم لقد خرجتم من عندنا بصورة ورجعتم إلينا بغيرها فيقولون تجلى لنا الجبار عز وجل فنظرنا إلى ما جئنا به عليكم فهم يتقلبون في مسك الجنة ونعيمها في كل سبعة أيام يوم وهو يوم المزيد مختصر
ورواه كذلك الطبري في تفسيره في سورة ق إلا أنه أدخل بين أبي طيبة وعثمان بن عمير رجلا آخر فقال ثني أبو ظبية عن معاوية العبسي عن عثمان ابن عمير
طريق آخر رواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا أحمد بن زهير ثنا محمد ابن عثمان بن كرامة ثنا خالد بن مخلد القطواني ثنا عبد السلام بن حفص عن أبي عمران الجوني عن انس بن مالك... فذكره
16

طريق آخر رواه الشافعي في مسنده أخبرني إبراهيم بن محمد الأسلمي ثني موسى بن عبيدة ثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبيد بن عمير أنه سمع أنس بن مالك يقول أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة سوداء فقال عليه السلام ما هذه قال هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك وهو عندنا يوم المزيد قال يا جبريل وما يوم المزيد قال إن ربك اتخذ في الفردوس واديا فيه كتب مسك فإذا كان يوم الجمعة... إلى آخره كما تقدم
ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في المعرفة إلا أنه قال موسى بن عقبة عوض ابن عبيدة
رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث موسى بن عبيدة به
ورواه أيضا من حديث علي بن الحكم البياني عن عثمان بن عمير عن أنس... فذكره
ورواه من حديث عنبسة بن سعيد عن عثمان بن عمير عن أنس به
طريق آخر رواه ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسنديهما قال ابن أبي شيبة أخبرنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي وقال إسحاق أخبرنا جرير قالا أنا ليث بن أبي سليم عن عثمان بن عمير به سواء
طريق آخر رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا شيبان بن فروخ ثنا الصعق ابن حزن ثنا علي بن الحكم البناني عن أنس... فذكره بلفظ الشافعي
طريق آخر رواه الطبراني في معجمه الوسط أيضا من حديث الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن سالم بن عبد الله انه سمع انس ابن مالك يقول قال صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل وفي يده كهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة
17

سوداء فقلت ما هذه يا جبريل قال هذه الجمعة بعث بها إليك ربك تكون عيدا لك ولأمتك من بعدك فقلت ما لنا فيها قال خير كثير أنتم الآخرون السابقون يوم القيامة وفيها ساعة لا يوافقها عبد يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه فقلت ما هذه النكتة السوداء فقال هذه الساعة تقوم يوم الجمعة ونحن نسميه عندنا يوم المزيد انتهى
طريق آخر رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا محمد بن شعيب بن سابور حدثني عمر مولى عفرة عن انس فذكره بالفظ الأول
وله طرق أخرى اضربت عنها لضعفها
وأما حديث حذيفة فرواه البزار في مسنده من حديث يحيى بن كثير ثنا إبراهيم بن المبارك عن القاسم بن مطيب عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل فذكره باللفظ الأول
وله طريق آخر عند ابن الجوزي في العلل المتناهية عن عبد الله بن عرادة الشيباني ثنا القاسم بن المطلب عن الأعمش فذكره وأعله بعبد الله بن عرادة ونقل عن ابن معين
أنه قال فيه ليس بشيء وعن ابن عدي أنه قال عامة ما يرويه لا يتابع عليه
1343 الحديث السابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله في كل جمعة ستمائة ألف عتيق من النار
قلت روي من حديث انس وله طرق
أحدها رواه البيهقي في شعب الايمان في الباب الحادي والعشرين وأبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث أزور بن غالب عن سليمان التيمي عن ثابت
18

عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تعالى في كل جمعة أو قال ليلة جمعة ستمائة الف عتيق من النار كلهم قد استوجب النار انتهى قال البيهقي في سنده ضعف انتهى
ورواه كذلك ابن عدي في الكامل وابن حبان في الضعفاء وأعلاه بالازور قال ابن حبان يروي عن الثقات ما لا يتابع عليه من المناكير فكان يخطئ وهو لا يعلم حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد وأما ابن عدي فإنه مشاه فقال أرجو أنه لا بأس به
وقال الدارقطني في علله الأزور متروك والحديث غير ثابت انتهى
وقال البخاري وأبو حاتم منكر الحديث وقال النسائي ضعيف
طريق آخر رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده والبخاري في تاريخه الكبير في حرف الميم في ترجمة المعتمر بن نافع فقال ثنا سلمة بن شبيب ثنا زيد بن الحباب عن المعتمر بن نافع عن أبي عبد الله العنزي عن ثابت البناني حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة الله تعالى في كل ساعة منها ستمائة الف عتيق من النار كلهم قد استوجب النار على نفسه انتهى
طريق آخر رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني بسنده عن عبد الواحد بن زيد عن البناني عن انس مرفوعا بلفظ البخاري سواء قال ابن الجوزي هذا لا يصح قال ابن معين عبد الواحد بن زيد ليس بشيء وقال الفلاس متروك انتهى
1344 الحديث الثامن
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد
19

ووقي فتنة القبر
قلت غريب بهذا اللفظ وقريب منه ما رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة محمد ابن المنكدر قال ثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق ثنا أحمد بن داود السجستاني ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء ثنا عمر بن موسى بن الوجيه عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء انتهى وقال غريب من حديث محمد بن المنكدر وجابر تفرد به عنه عمر بن موسى وهو مدني فيه لين انتهى
وفي سنن أبي قرة موسى بن طارق الزبيدي في الجمعة قال ذكر ابن جريج أخبرني سفيان عن ربيعة بن سيف المعافري عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وفي فتنة القبر ومات شهيدا انتهى
وروى عبد الرزاق في مصنفه أنا ابن جريج عن رجل عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وفي فتنة القبر وكتب شهيدا انتهى
والحديث رواه الترمذي في جامعه بسند منقطع وليس فيه كتب الله له أجر شهيد أخرجه في الجنائز عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر انتهى وقال حديث غريب وليس بمتصل لا يعرف لربيعة سماع من عبد الله وإنما يروى عن أبي عبد الرحمن الحبلي عنه انتهى
قلت وصله الطبراني في معجمه فرواه من حديث ربيعة بن سيف عن عياض ابن عقبة الفهري عن عبد الله بن عمرو فذكره وكذلك رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده
20

وله طريق آخر رواه أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما والطبراني في معجمه من حديث بقية حدثني معاوية بن سعيد التجيبي سمعت أبا قبيل سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر انتهى وكذلك رواه عبد بن حميد في مسنده سواء
والحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه أبو داود والنسائي في الجنائز عن ربيعة بن سيف عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة لعلك بلغت معهم الكدا الحديث وليس لربيعة غير هذين الحديثين مع أن فيه مقالا
1345 الحديث التاسع
في الحديث إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد بأيديهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون الأول فالأول على مراتبهم
قلت الحديث في الصحيحين وغيرهما وليس فيه بأيديهم صحف من فضة وأقلام من ذهب أخرجاه في الجمعة من حديث سلمان الأغر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول على مراتبهم فمثل المهجهر كمثل الذي يهدي بدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كبشا ثم دجاجة ثم بيضة فإذا خرج الإمام طووا صحفهم واستمعوا للذكر انتهى
ثم وجدته في تفسير ابن مردويه رواه في تفسير سورة الأعراف عند قوله تعالى * (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا) * قال ثنا زيد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنا أبو صالح الحرار ثنا عمرو بن شمر عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم
21

الجمعة نزل جبريل عليه السلام إلى المسجد الحرام فركز لواءه به وعدا سائر الملائكة إلى المساجد التي يجمع فيها الجمعة فركزوا ألويتهم بأبواب المساجد ثم نشروا قراطيس من فضة وأقلاما من ذهب ثم كتبوا الأول فالأول ممن بكر إلى الجمعة فإذا بلغ من المسجد سبعين رجلا قد بكروا طووا القراطيس فكان أولئك السبعون كالذين اختارهم موسى من قومه والذين اختارهم موسى من قومه كانوا أنبياء انتهى
1346 الحديث العاشر
عن ابن مسعود انه بكر فرأى ثلاثة نفر سبقوه فاغتم وأخذ يعاتب نفسه ويقول أراك رابع أربعة وما رابع أربعة ببعيد
قلت رواه ابن ماجة في سننه في الجمعة ثنا كثير بن عبيد الحمصي عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن معمر عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال خرجت مع عبد الله بن مسعود إلى الجمعة فوجد ثلاثة فقال رابع أربعة وما رابع أربعة ببعيد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس يجلسون من الله تعالى يوم القيامة على قدر رواحهم إلى الجمعات الأول والثاني والثالث ثم قال رابع أربعة وما رابع أربعة ببعيد انتهى
وكذلك رواه الطبراني في معجمه ورواه البزار في مسنده والبيهقي في شعب الايمان في الباب الحادي عشر عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن مروان بن سالم عن الأعمش به قال البزار ومروان بن سالم لين الحديث
وقال ابن أبي حاتم في علله بعد أن رواه بسند ابن ماجة وقد روي عن عبد المجيد عن مروان بن سالم ومروان بن سالم منكر الحديث ضعيف الحديث جدا ليس له حديث قائم يكتب انتهى
وقال الدارقطني في علله وقد روي من حديث عبد المجيد عن سفيان
22

الثوري عن الأعمش به ثم قال وهذا لا يصح عن الثوري انتهى
1347 الحديث الحادي عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا جمعة ولا تشريق ولا فطر ولا أضحى إلا في مصر جامع
قلت غريب ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا على علي فقال ثنا عباد بن العوام عن حجاج عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال لا جمعة ولا تشريق ولا صلاة
فطر ولا أضحى إلا في مصر جامع أو مدينة عظيمة انتهى
1348 الحديث الثاني عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم من تركها يعني الجمعة وله إمام عادل أو جائر... الحديث
قلت روي من حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد الخدري
وأما حديث جابر فرواه ابن ماجة في سننه في الجمعة من حديث عبد الله ابن محمد العدوي عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن جابر ابن عبد الله قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتنصروا وتجبروا واعلموا ان الله قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في يومي هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة فمن تركها وله إمام عادل أو جائز استخفافا بها أو جحودا بها فلا جمع الله شمله ولا بارك الله في أمره ألا ولا صلاة له ولا زكاة له ولا حج له ولا صوم له ولا بر له حتى يتوب ومن تاب تاب الله عليه
23

الا ولا تؤمن امرأة رجلا ولا يؤم أعرابي مهاجرا ولا يؤم فاجر مؤمنا إلا أن يقهره بسلطان يخاف سيفه وسوطه انتهى
وكذلك رواه البيهقي في شعب الايمان وأبو نعيم في الحلية في ترجمة بشر الأمي والدارقطني في علله ورواه ابن عدي في الكامل وأسند إلى وكيع أنه قال عبد الله بن محمد العدوي يضع الحديث وإلى البخاري أنه قال منكر الحديث ووافقهم وقال إن هذا الحديث معروف به انتهى
وقال ابن حبان منكر الحديث جدا على قلة روايته لا يحل الاحتجاج بخبره ثم ذكر له هذا الحديث
وله طريق اخر عند أبي يعلى الموصلي في مسنده عن فضيل بن مرزوق أخبرني الوليد بن بكير عن محمد بن علي عن سعيد بن المسيب عن جابر
وله طريق آخر رواه ابن حبان في كتاب الضعفاء أنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ثنا أبي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد به وأعله بمحمد بن عبد الرحمن وقال إنه يروي عن أبيه وغيره العجائب
وأما حديث أبي هريرة فرواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني عن ابن حبان هكذا رواه ابن حبان في كتاب الضعفاء حدثنا عمر بن محمد الهمداني ثنا زكريا بن يحيى الوقاد ثنا خالد بن عبد الدائم ثنا نافع بن يزيد عن زهرة بن معبد عن سعيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال... الحديث ثم قال هذا حديث لا يصح قال ابن حبان خالد بن عبد الدائم يروي المناكير التي لا تشبه أحاديث الثقات ويلزق المتون الواهية بالأسانيد المشهورة انتهى
وقال ابن عدي زكريا بن يحيى كان يضع الحديث انتهى
وقال الدارقطني في علله هذا حديث يرويه زهرة بن معبد عن سعيد بن
24

المسيب عن أبي هريرة وخالفه علي بن زيد بن جدعان فرواه عن سعيد بن المسيب عن جابر وكلاهما غير ثابت انتهى
وأما حديث الخدري فرواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا محمد بن يحيى ثنا يحيى بن حبيب بن عدي ثنا موسى بن عطية الباهلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله كتب عليكم الجمعة في مقامي هذا... إلى آخره ثم قال لم يرو هذا الحديث عن عطية إلا فضيل بن مرزوق ولا عن فضيل إلا موسى بن عطية تفرد به يحيى ابن حبيب بن عدي قال ورواه أسد بن موسى وعبد الله بن صالح العجلي عن فضيل بن مرزوق عن الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدوي عن علي ابن زيد عن سعيد بن المسيب عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
1349 الحديث الثالث عشر
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع إلى الولاة الفيء والصدقات والحدود والجمعات
قلت غريب
ورفعه صاحب الهداية كما رفعه المصنف وهو في غالب كتب الفقه موقوف على ابن عمر
1350 قوله
وعن عثمان رضي الله عنه أنه صعد المنبر فقال الحمد لله وارتج عليه فقال إن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا
25

وإنكم إلى إمام قوال وستأتيكم الخطب ثم نزل وكان بحضرة الصحابة من غير نكير
1351 الحديث الرابع عشر
روي أن أهل المدينة أصابهم جوع وغلاء شديد فقدم دحية بن خليفة الكلبي بتجارة من زيت الشام والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقاموا إليه خشوا أن يسبقوا إليه فما بقي معه إلا يسير قيل ثمانية وقيل أحد عشر واثنا عشر وأربعون فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو خرجوا جميعا لأضرم الله عليهم الوادي نارا
قلت غريب وروى الطبري في تفسيره حدثنا ابن حميد ثنا مهران عن سفيان عن إسماعيل عن السدي عن أبي مالك قال قدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من الشام والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فلما رأوه قاموا خشوا أن يسبقوا إليه فنزلت * (وإذا رأوا تجارة) * الآية انتهى
وروى عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر عن الحسن في قوله تعالى * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا) * الآية قال أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر فقدمت عير والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فسمعوا بها وخرجوا إليها والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يخطب كما هو فأنزل الله * (وتركوك قائما) * فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو اتبع آخرهم أولهم لالتهب عليهم الوادي نارا انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والخمسين من القسم الثالث
26

من حديث أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لم يبق منكم أحد لسال بكم الوادي نارا ونزلت هذه الآية * (وإذا رأوا تجارة) * الآية انتهى
وروى البزار في مسنده حدثنا عبد الله بن شبيب ثنا إسحاق بن محمد ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فجاء دحية بن خليفة ببيع سلعة له فما بقي في المسجد أحد إلا خرج إلا نفر والنبي صلى الله عليه وسلم قائم فأنزل الله تعالى * (وإذا رأوا تجارة) * الآية انتهى وقال هذا الحديث بهذه الحكاية لا نعلمه إلا بهذا الإسناد انتهى
ورواية الاثني عشر في الصحيحين أخرجاه من حديث سالم بن أبي الجعد عن جابر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام فانفتل الناس حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا فأنزلت هذه الآية * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) * الآية وفي لفظ للبخاري بينما نحن نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت عير فقال البيهقي الأشبه رواية أنه كان في الخطبة وكأن المراد بقوله يصلي الخطبة ويدل عليه حديث كعب بن عجرة انه دخل المسجد وعبد الرحمن ابن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقد قال تعالى * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) * اخرجه مسلم انتهى في لفظ لمسلم إلا اثنا عشر رجلا فيهم أبو بكر وعمر وفي لفظ أنا فيهم
ورواية الأربعين رواها الدارقطني في سننه من حديث علي بن عاصم عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال بينما
27

رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا يوم الجمعة إذ أقبلت عير تحمل الطعام حتى نزلوا بالبقيع فانفضوا إليها وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس معه إلا أربعون رجلا أنا فيهم وانزل الله الآية ثم قال لم يقل فيه أربعون إلا علي بن عاصم عن حصين وخالفه أصحاب حصين فقالوا لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا اثنا عشر رجلا انتهى
فائدة ورد ما يدل على أن هذه الواقعة كانت حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الصلاة على الخطبة في الجمعة روى أبو داود في مراسيله ثنا محمود بن خالد عن الوليد أخبرني أبو معاذ بكير بن معروف أنه سمع مقاتل بن حيان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوم الجمعة قبل الخطبة مثل العيدين حتى إذا كان يوم والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد صلى الجمعة فدخل رجل فقال إن دحية بن خليفة قد قدم لتجارة وكان إذا قدم تلقاه أهله بالدفوف فخرج الناس لم يظنوا إلا أنه ليس في ترك الخطبة شيء فأنزل الله * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) * الآية فقدم النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة يوم الجمعة وأخر الصلاة فكان لا يخرج أحد لحدث أو رعاف بعد النهي حتى يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه بأصبعه التي تلي الإبهام فيأذن له النبي صلى الله عليه وسلم وكان من المنافقين من يثقل عليه الخطبة والجلوس في المسجد فكان إذا استأذن رجل من المسلمين قام المنافق إلى جنبه يستتر به حتى يخرج فأنزل الله تعالى * (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا) * الآية
ومن طريق أبي داود ورواه الحازمي في الناسخ والمنسوخ وذكر انه مرسل منسوخ بالأحاديث المتصلة الثابتة بالإجماع والله أعلم
1352 الحديث الخامس عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الجمعة أعطي من الاجر عشر حسنات بعدد من أتى الجمعة وبعدد من لم يأتهم في أمصار المسلمين
قلت رواه الثعلبي حدثنا أبو موسى عمران بن موسى ثنا مكي بن عبدان ثنا سليمان ثنا أبو معاذ عن أبي عصمة عن زيد العمي عن أبي نضرة عن
28

ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الجمعة... إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في سورة يونس
29

سورة المنافقين
32

ذكر فيها حديثين
1353 الحديث الأول
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين لقي بني المصطلق على المريسيع وهو ماء لهم وهزمهم وقتل منهم ازدحم على الماء جهجاه بن سعيد أجير لعمر يقود فرسه وسنان الجهني حليف لعبد الله بن أبي واقتتلا فصرخ جهجاه يا للمهاجرين وسنان يا للأنصار فأعان جهجاه جعال من فقراء المهاجرين ولطم سنانا فقال عبد الله لجعال وأنت هناك قال ما صحبنا محمد إلا لنلطم والله ما مثلنا ومثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل عنى الأعز بنفسه وبالأذل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لقومه ماذا فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم والله لو أمسكتم عن جعال وذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم ولأوشكوا أن يتحولوا عنكم فلا تنفقوا عليهم حتى ينفضوا من حول محمد فسمع بذلك زيد بن أرقم وكان حدثا فقال أنت والله الذليل القليل المبغض في قومه ومحمد صلى الله عليه وسلم في عز من الرحمن وقوة من المسلمين فقال عبد الله اسكت فإنما كنت ألعب فأخبر زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق قال إذا ترعد أنف كثيرة بيثرب
33

قال فإن كرهت أن يقتله مهاجري فأمر به أنصاريا قال عليه السلام فكيف إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وقال عليه السلام لعبد الله أنت صاحب الكلام الذي بلغني قال والله الذي انزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك إن زيدا لكاذب فقال الحاضرون يا رسول الله شيخنا وكبيرنا لا يصدق عليه غلام عسى أن يكون قد وهم فروي أنه قال عليه السلام لزيد لعلك غضبت عليه قال لا قال فلعله أخطأ سمعك قال لا قال فلعله شبه عليك قال لا فلما نزلت لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا من خلف فعرك أذنه وقال وفت أذنك يا غلام إن الله قد صدقك وكذب المنافقين إلى هنا ذكره الواقدي في المغازي بغير سند
ولما أراد عبد الله أن يدخل المدينة اعترضه ابنه حباب وهو عبد الله بن عبد الله غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه وقال حباب اسم شيطان وقال له وراءك والله لا تدخلها حتى تقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعز وأنا الأذل فلم يزل حبيسا في يده حتى أمره عليه السلام بتخليته
وروي أنه قال له لئن لم تقر لله ورسوله بالعزة لأضربن عنقك قال ويحك أفاعل أنت قال نعم فلما رأى منه الجد قال أشهد أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنه جزاك الله عن رسوله وعن المؤمنين خيرا فلما بان كذب عبد الله قيل له قد نزلت فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله يستغفر لك فلوى رأسه وقال أمرتموني أن أومن فآمنت وأمرتموني أن أزكي مالي فزكيت فما بقي إلا أن أسجد لمحمد فنزلت * (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله) * ولم يلبث إلا أياما قلائل حتى اشتكى ومات
34

قلت المصنف رحمه الله فرق هذا الحديث في طول السورة وجمعته لأنه حديث واحد وذكره الثعلبي بتمامه وعزاه لأصحاب السير وكذلك الواحدي في أسباب النزول
ورواه ابن هشام في سيرته في غزوة بني المصطلق من طريق ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر ومحمد بن يحيى بن حيان كل قد حدثني بعض حديث بني المصطلق قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بني المصطلق يجتمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع... فذكر القصة بطولها وفيها اختلاف يسير وتقديم وتأخير
وكذلك رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن إسحاق بسنده ومتنه
واعلم أن الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما مختصرا وكذلك الترمذي والنسائي في سننيهما كلهم من حديث زيد بن أرقم فرواه البخاري في التفسير من حديث أبي إسحاق عن زيد بن أرقم قال كنت مع عمي فسمعت عبد الله ابن أبي بن سلول يقول لأصحابه * (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) * * (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) * فذكرت ذلك لعمي فذكره عمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني عليه السلام فحدثته فأرسل عليه السلام إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقه فأصابني شيء لم يصبني قط مثله فجلست في البيت فقال عمي ما أردت إلا أن كذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله * (إذا جاءك المنافقون) * فبعت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها ثم قال إن الله قد صدقك انتهى
ورواه مسلم في كتاب المنافقين قريبا منه ورواه الترمذي والنسائي في التفسير من حديث أبي سعيد الأودي ثنا زيد بن أرقم قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معنا ناس من الاعراب فكنا نبتدر الماء وكان الاعراب يسبقوننا إليه فيسبق
35

أعرابي أصحابه فيملأ الحوض ويجعل حوله حجارة ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه قال فأتى رجل من الأنصار أعرابيا فأرخى زمام ناقته ليشرب فأبى أن يدعه فانتزع حجرا ففاض الماء فرفع الاعرابي خشبة فضرب بها رأس الأنصاري وشجها فأتى عبد الله بن أبي رأس المنافقين فأخبره وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي ثم قال * (لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا) * وكانوا يحضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام فقال عبد الله إذا انفضوا من عند محمد فأتوا محمدا بالطعام فليأكل هو ومن عنده ثم قال لأصحابه لئن رجعنا إلى المدينة فليخرج الأعز منكم قال زيد وأنا ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت عبد الله فأخبرت عمي فانطلق فأخبر رسول الله فأرسل إليه رسول الله فحلف وجحد قال فصدقه رسول الله وكذبني قال فجاء عمي إلي فقال ما أردت إلا أن مقتك رسول الله وكذبك هو والمسلمون قال فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد قال فبينما أسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قد خفقت رأسي من الهم إذا أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرك أذني وضحك في وجهي فما سرني أن بها الخلد في الجنة ثم إن أبا بكر لحقني فقال ما قال لك رسول الله قلت ما قال شيئا إلا أنه عرك أذني وضحك في وجهي فقال أبشر ثم لحقني عمر فقلت له مثل قولي لأبي بكر فلما أصبحنا قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المنافقين انتهى وقال حديث حسن صحيح
ورواه الحاكم في المستدرك وقال اخرج الشيخان بعضه
وروى البخاري في التفسير ومسلم في الأدب والترمذي في التفسير والنسائي في السير وفي اليوم والليلة من حديث عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله واللفظ للترمذي قال كنا في غزوة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال المهاجري يا للمهاجرين وقال الأنصاري يا للأنصار فسمع ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال ما بال دعوى الجاهلية قالوا رجل
36

من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة فسمع بذلك عبد الله بن أبي بن سلول فقال أوقد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال عليه السلام دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وقال غير عمر وقال له ابنه عبد الله بن عبد الله والله لا تنفلت حتى تقول إنك أنت الذليل ورسول الله العزيز ففعل انتهى وقال حديث حسن صحيح
وروى الطبري في تفسيره حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ثنا أبي ثني بشير بن مسلم أنه قيل لعبد الله بن أبي يا أبا حباب إنه قد أنزل فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك فلوى رأسه وقال أمرتموني أن أؤمن فآمنت وأمرتموني ان أعطي زكاة مالي فأعطيت فما بقي إلا أن أسجد لمحمد انتهى
1354 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المنافقين برئ من النفاق
قلت رواه الثعلبي من طريق ابن أبي داود ثنا محمد بن عاصم ثنا شبابة ثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... ذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في سورة يونس
37

سورة التغابن
40

ذكر فيها خمسة أحاديث
1355 الحديث الأول
قال المصنف الزعم ادعاء العلم ومنه قوله صلى الله عليه وسلم زعموا مطية الكذب
قلت غريب بهذا اللفظ والموجود في الحديث بئس مطية الرجل زعموا وقد تقدم في أوائل البقرة في الحديث الرابع عشر
وفي الطبقات لابن سعد من قول شريح زعموا كنية الكذب وقد تقدم بإسناده في البقرة
1356 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد أدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا وما من عبد أدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرقاق في كتاب صفة الجنة والنار من حديث الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ولا يدخل أحد النار إلا أري
41

مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة انتهى
وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة انتهى
ولا تعارض بين الحديثين فإنه يرى المقعدين جميعا سواء كان مؤمنا أو كافرا يدل عليه ما أخرجاه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبده ورسوله قال فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة قال نبي الله فيراهما جميعا زاد البخاري وأما الكافر والمنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بين أذنيه بمطرقة من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين انتهى اخرجه البخاري في الجنائز ومسلم في التوبة قبيل الفتن
1357 الحديث الثالث
في الحديث يؤتى برجل يوم القيامة فيقال أكل عياله حسناته
قلت غريب مرفوعا وهو في الحلية لأبي نعيم من قول سفيان الثوري رواه في ترجمته فقال حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ثنا أبو السري
42

هناد بن السري بن يحيى ثنا أبو سعيد الأشج ثنا حصين بن مالك الضبي عن بكر بن محمد العابد قال قال سفيان الثوري يؤمر بالرجل إلى النار يوم القيامة فيقال هذا عياله أكلوا حسناته انتهى
وروى علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية ثنا إسحاق بن أبي يحيى عن عبد الملك عن بكر فقال ينادي مناد يوم القيامة أين الذين أكل عيالهم حسناتهم قوموا فإن قبلكم التبعات انتهى
1358 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل إليهما وأخذهما ووضعهما في حجره على المنبر فقال صدق الله * (أنما أموالكم وأولادكم فتنة) * رأيت هذين الصبيين فلم أصبر عنهما ثم أخذ في خطبته
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة في سننهم فأبو داود والنسائي في الجمعة والترمذي في المناقب وابن ماجة في اللباس من حديث الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة بن الحصيب عن أبيه بريدة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل فأخذهما فصعد بهما ثم قال صدق الله * (أنما أموالكم وأولادكم فتنة) * رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في الخطبة انتهى قال الترمذي حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث الحسين بن واقد انتهى
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن من القسم الثالث والحاكم في مستدركه في موضعين فرواه في الجمعة وقال حديث صحيح على شرط مسلم ورواه في كتاب اللباس وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وأقره الذهبي وهو مما ينتقد عليه فإن الحسين بن واقد احتج به مسلم فقط
43

وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الايمان في الباب الخامس والسبعين ورواه أحمد والبزار وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم قال البزار لا نعلم رواه إلا بريدة ولا طريقا عنه إلا هذه الطريق انتهى
قال النووي في الخلاصة إسناده على شرط مسلم انتهى
1359 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة التغابن دفع عنه موت الفجأة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
44

سورة الطلاق
46

ذكر فيها ثلاثة عشر حديثا
1360 الحديث الأول
قال عليه السلام من قتل قتيلا فله سلبه
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث أبي قتادة وقد تقدم في أوائل البقرة
1361 الحديث الثاني
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن عمر رضي الله عنهما حين طلق امرأته وهي حائض ما هكذا أمرك الله إنما السنة أن تستقبل الطهر استقبالا وتطلقها بكل قرء تطليقة
قلت رواه الدارقطني في سننه والطبراني في معجمه من حديث شعيب بن زريق حدثني عطاء الخراساني عن الحسن عن عبد الله بن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض ثم أراد أن يتبعها تطليقتين أخريين عند القرأين فبلع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بن عمر ما هكذا أمرك الله قد أخطأت السنة والسنة ان يستقبل الطهر فتطلق لكل قرء فأمرني فراجعتها فقال إذا هي طهرت فطلق عند ذلك وأمسك فقلت يا رسول الله أفرأيت لو طلقتها ثلاثا أكان يحل لي أن أراجعها قال لا كانت تبين منك وكانت معصية... وفيه كلام في أحاديث الهداية
47

1362 الحديث الثالث
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر مر ابنك فليراجعها ثم ليدعها حتى تحيض ثم تطهر ثم ليطلقها إن شاء فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق بها النساء
قلت رواه الجماعة عن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر عمر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مره فليراجعها ثم يمسكها حتى تطهر ثم تحيض فتطهر قال فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها طاهرا قبل أن يمسها فتلك العدة التي أمر الله أن تطلق بها النساء انتهى
1363 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا طلق امرأته ثلاثا بين يديه فقال أتلعبون بكتاب الله وأنا بين أظهركم
قلت رواه النسائي في سننه في الطلاق من حديث مخرمة عن أبيه عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا فقام غضبان ثم قال أيلعب بكتاب الله تعالى وأنا بين أظهركم حتى قام رجل فقال يا رسول الله الا نقتله انتهى قال النسائي لا أعلم رواه غير مخرمة
وقال عبد الحق في أحكامه ذهب البخاري إلى أن محمودا له صحبة وقال أبو حاتم لا يعرف له صحبة انتهى
1364 الحديث الخامس
في حديث ابن عمر أنه قال يا رسول الله أرأيت لو طلقها ثلاثا فقال له إذن عصيت ربك وبانت منك امرأتك
48

قلت هو قطعة من الحديث الثاني المتقدم وهو في الصحيحين موقوف على ابن عمر أنه سئل عن رجل طلق امرأته فقال إن طلقها واحدة أو اثنتين فرسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يراجعها ثم يمهلها حتى تحيض ثم تطهر وإن طلقتها ثلاثا فقد عصيت ربك فيما أمر به من طلاق امرأتك وبانت منك مختصر
1365 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه كان لا يؤتى برجل طلق امرأته ثلاثا إلا أوجعه ضربا وأجاز ذلك عليه
قلت رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما قال ابن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر وقال عبد الرزاق ثنا سفيان بن عيينة كلاهما عن شقيق ابن أبي عبد الله عن انس قال كان عمر إذا أتي برجل قد طلق امرأته ثلاثا في مجلس أوجعه ضربا وفرق بينهما انتهى
1366 الحديث السادس
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عمن طلق ثلاثا أو ألفا هل له مخرج فتلاها يعنى قوله تعالى * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) *
قلت غريب بهذا اللفظ وروى الطبراني في معجمه والدارقطني في سننه عن إبراهيم بن عبيد الله بن عبادة بن الصامت عن أبيه عن جده قال طلق بعض آبائي امرأته ألفا فانطلق بنوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن أبانا طلق أمنا ألفا فهل له من مخرج فقال إن أباكم لم يتق الله فيجعل له مخرجا بانت منه بثلاث على غير السنة وتسعمائة وسبع وتسعون رثما في عنقه انتهى قال الدارقطني رواته ضعفاء ومجهولون
وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة الدارقطني وقال فيه سبعة رجال بين مجهول وضعيف وأعله ابن عدي في الكامل بعبد الله بن الوليد الوصافي
49

وضعفه عن النسائي وابن معين والفلاس ووافقهم وقال إنه ضعيف جدا
لكن رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عبد الله بن إدريس سمعت عبد الله بن الوليد يحدث عن داود بن إبراهيم عن عبادة بن الصامت
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث عبيد الله بن الوليد وصدقة ابن أبي عمران عن إبراهيم بن عبيد الله به
1367 الحديث السابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلاها فقال مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ومن شدائد يوم القيامة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من طريق ابن وهب ثنا عبد الله بن إسحاق ثنا عمرو بن الأشعث ثنا سعيد بن راشد الحنفي ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن زيد بن أسلم عن عطاء عن ابن عباس قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) * فقال مخرجا من شبهات الدنيا إلى آخره
رواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث عمرو بن الحصين ثنا سعيد بن راشد عن عبد الله بن سعيد به ورواه أبو نعيم في الحلية موقوفا على قتادة ذكره في ترجمة
1368 الحديث الثامن
قال النبي صلى الله عليه وسلم إني لأعلم آية لو أخذ الناس بها لكفتهم * (ومن يتق الله) * فما زال يقرؤها ويعيدها
قلت رواه ابن ماجة في سننه في كتاب الزهد من حديث أبي السليل ضريب
50

ابن نقير عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة أو قال آية لو أخذ الناس كلهم بها لكفتهم قالوا يا رسول الله أية آية قال * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) * انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وفي لفظهما قال فجعل يرددها حتى نعست
ورواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب الزهد عنه وقال فيه فما زال يقولها ويعيدها
1369 الحديث التاسع
روي أن عوف بن مالك الأشجعي أسر المشركون ابنا له يسمى سالما فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أسر ابني وشكا إليه الفاقة فقال ما أمسى عند آل محمد إلا مد فاتق واصبر وأكثر من ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فبينا هو في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الإبل غفل عنه العدو فاستاقها فنزلت
قلت رواه الحاكم في المستدرك بنقص من حديث عبيد بن كثير العامري عن عباد بن يعقوب ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل ثنا عمار بن أبي معاوية عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال نزلت هذه الآية * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) * في رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال اتق الله واصبر فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء ابن له بغنم كان العدو أصابوه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عنها وأخبره خبرها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها فنزلت * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) * الآية وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي لان عبيد بن كثير قال فيه الأزدي متروك وعباد بن يعقوب رافضي
51

وبسند الحاكم ومتنه رواه الواحدي في أسباب النزول
ورواه البيهقي في دلائل النبوة في باب قوله تعالى * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) * وما جاء فيه من المعجزات بسنده إلى أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال أتى
رجل النبي صلى الله عليه وسلم وأراه عوف بن مالك الأشجعي فقال يا رسول الله إن بني فلان أغاروا علي فذهبوا بابني وإبلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن آل محمد لآهل كذا وكذا بيت أظنه قال تسع أبيات ما فيهم صاع من طعام ولا مد من طعام فسئل الله عز وجل فرجع فأخبر امرأته قال فلم يلبث الرجل أن رد الله عليه ابنه وإبله أوفر ما كانت فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقام على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأمرهم بمسألة الله عز وجل والرغبة إليه وقرأ عليهم * (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) * انتهى
ورواه الثعلبي في تفسيره بسنده إلى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال جاء عوف بن مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن ابني اسره العدو وجزعت أمه فما تأمرني قال آمرك وإياها أن تستكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فانصرف إليها فقالت ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرني وإياك أن نستكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فجعلا يقولان ذلك فغفل العدو عن ابنه يوما فجاء وقد استاق غنمهم وهي أربعة آلاف شاة فأتى بها إلى أبيه فنزلت * (ومن يتق الله) * الآية
وبسند البيهقي في الدلائل ومتنه رواه ابن مردويه في تفسيره
1370 قوله
وعن ابن عباس وعلي قالا عدة الحامل المتوفى عنها أبعد الأجلين
قلت قول ابن عباس رواه البخاري في صحيحه قال جاء رجل إلى ابن عباس وأبو هريرة جالس عنده فقال أفتني في امرأة ولدت بعد وفاة زوجها
52

بأربعين ليلة فقال ابن عباس آخر الأجلين مختصر
وقول علي رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ثنا شبابة عن شعبة عن عبيد ابن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل قال شهدت عليا وسأله رجل عن امرأة توفي عنها وهي حامل قال تتربص أبعد الأجلين
حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي قال قال عبد الله أجل كل حامل ان تضع حملها قال وكان علي يقول آخر الأجلين انتهى
1371 قوله
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال من شاء لاعنته ان سورة النساء القصرى نزلت بعد التي في البقرة
قلت رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة في الطلاق من حديث مسروق عن ابن مسعود قال من شاء لاعنته لانزلت سورة النساء القصرى بعد الأربعة اشهر وعشر انتهى
ورواه البخاري بمعناه في التفسير قال أتجعلون عليها التغليظ ولا تجعلون لها الرخصة لانزلت سورة النساء القصرى بعد الطولى * (وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) * انتهى
وزاد عبد الرزاق في مصنفه وكان بلغه ان عليا يقول هي آخر الأجلين فقال ذلك انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه
53

1372 الحديث العاشر
روت أم سلمة ان سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاة زوجها بليال فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها قد حللت فانكحي
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم في الطلاق واللفظ للبخاري من حديث أم سلمة قالت قتل زوج سبيعة الأسلمية وهي حبلى فوضعت بعد موته بأربعين ليلة فخطبت فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا نفقة لك ولا سكنى
1373 الحديث الحادي عشر
روي أن فاطمة بنت قيس أبت زوجها طلاقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سكنى ولا نفقة
قلت رواه مسلم في صحيحه من حديث الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت طلقني زوجي ثلاثا فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السكنى والنفقة فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة وأمرني أن أعتد في بيت ابن أم مكتوم انتهى وفي لفظ له من حديث أبي سلمة فيها فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
1374 الحديث الثاني عشر
عن عمر رضي الله عنه قال لا ندع كتاب ربنا ولا سنة نبينا لقول امرأة لعلها نسيت أو شبه لها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها السكنى والنفقة
قلت رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي مختصرا ومطولا من حديث أبي إسحاق قال كنت مع الأسود بن يزيد جالسا في المسجد الأعظم ومعنا الشعبي فحدث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجعل
54

لها سكنى ولا نفقة ثم أخذ الأسود كفا من حصى فحصبه به وقال ويلك تحدث بمثل هذا قال عمر لا نترك كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت لها السكنى والنفقة انتهى
1375 الحديث الثالث عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الطلاق مات على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير العبدي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
55

سورة التحريم
58

ذكر فيها أحد عشر حديثا
1376 الحديث الأول
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلا بمارية في يوم عائشة وعلمت بذلك حفصة فقال لها اكتمي علي ذلك وقد حرمت مارية على نفسي وأبشرك أن أبا بكر وعمر يملكان بعدي أمر أمتي فأخبرت به عائشة وكانتا متصادقتين
قلت رواه الطبراني في معجمه باختلاف يسير فقال حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا أبو عوانة عن أبي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس في قوله تعالى * (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) * قال دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها وهو يطأ مارية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة فإن أباك يلي
59

الأمر من بعد أبي بكر إذا أنا مت فذهبت حفصة فأخبرت عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يطأ مارية وأنه أخبرها أن أبا بكر يلي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر من بعده فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير فقالت عائشة لا أنظر إليك حتى تحرم مارية فحرمها فأنزل الله * (يا أيها النبي لم تحرم) * الآية انتهى
وروى ابن مردويه في تفسيره ثنا سليمان بن أحمد ثنا إبراهيم بن محمد ابن برة الصنعاني ثنا أبو الوليد هشام بن إسماعيل المخزومي أنا موسى بن جعفر ابن أبي كثير مولى الأنصاري عن عمه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية القبطية في بيت حفصة بنت عمر فوجدتها معه فقالت يا رسول الله في بيتي وتفعل هذا بي من دون نسائك قال فإنها حرام أن أمسها يا حفصة الا أبشرك فقالت بلى قال يلي هذا الامر بعدي أبو بكر ويليه من بعده أبوك واكتمي علي هذا فخرجت حتى أتت عائشة فقالت يا بنة أبي بكر ألا أبشرك قالت بماذا قالت وجدت النبي صلى
الله عليه وسلم مع مارية في بيتي فقلت له يا رسول الله في بيتي وتفعل بي هذا من دون نسائك وكان أول السرور أن حرمها على نفسه ثم قال لي يا حفصة ألا أبشرك قلت بلى قال إن أبا بكر يلي هذا الامر من بعدي وإن أباك يليه من بعده وقد استكتمني ذلك فاكتميه فأنزل الله في ذلك * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) * الآية انتهى
1377 الحديث الثاني
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم خلا بمارية في يوم حفصة فأرضاها بذلك واستكتمها فلم تكتم فطلقها واعتزل نساءه ومكث تسعا وعشرين
60

ليلة في بيت مارية
قلت غريب وروى ابن أبي خيثمة في تاريخه بسنده إلى محمد بن إسحاق قال أخبرني بعض آل عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أصاب جاريته القبطية أم إبراهيم في بيت حفصة وفي يومها فعثرت حفصة على ذلك فقالت يا رسول الله لقد جئت إلي شيئا ما جئته إلى أحد من نسائك في بيتي وعلى فراشي وفي دولتي قال ايرضيك أن أحرمها فلا أمسها أبدا قالت نعم فحرمها على نفسه وقال لا تذكريه لاحد من الناس قالت افعل وكانت حفصة لا تكتم عائشة شيئا فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبت إلى عائشة فأخبرتها فأنزل الله * (يا أيها النبي لم تحرم) * الآية فكفر يمينه وقرب جاريته انتهى
وروى ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر حدثني عمر بن عقبة عن شعبة قال سمعت ابن عباس يقول خرجت حفصة من بيتها وكان يوم عائشة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجاريته القبطية بيت حفصة فجاءت حفصة والباب مجاف فرقبته حتى خرجت الجارية فقالت حفصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أما إني قد رأيت ما صنعت فقال لها عليه السلام فاكتمي عني وهي علي حرام فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها فأنزل الله * (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا) * إلى قوله * (قلوبكما) * يعني عائشة وحفصة فتركهن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين ليلة ثم نزل * (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) * الآية فكفر يمينه وحبس نساءه انتهى
1378 الحديث الثالث
وروي أن عمر قال لها لو كان في آل الخطاب خير لما طلقك رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل جبريل عليه السلام فقال له راجعها فإنها صوامة
61

قوامة وإنها لمن نسائك في الجنة
قلت غريب وروى الحاكم في المستدرك في الفضائل من حديث الحسن ابن أبي جعفر ثنا ثابت عن انس أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة تطليقة فأتاه جبريل فقال يا محمد طلقت حفصة راجعها فإنها قوامة صوامة وإنها زوجتك في الجنة انتهى وسكت عنه
ورواه البزار في مسنده والطبراني في معجمه عن الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن زر بن حبيش عن عمار بن ياسر قال لما طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة أتاه جبريل فقال له راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة انتهى قال البزار لا نعلمه عن عمار إلا من هذا الوجه انتهى
وروى ابن سعد في الطبقات في ترجمة حفصة أخبرنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن قيس بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن جبريل أتاني فقال لي راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة
أخبرنا سعيد بن عامر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة... فذكر نحوه
وبالسند الأول رواه الحارث بن أبي اسامة في مسنده ثنا عفان ثنا حماد ابن سلمة به
1379 الحديث الرابع
روي أنه عليه السلام شرب عسلا ومضى إلى بيت زينب بنت جحش فتواطأت عائشة وحفصة فقالتا له إنا نشم منك ريح مغافير وكان عليه السلام يكره التفل فحرم العسل
62

قلت رواه البخاري في صحيحه ومسلم أيضا من حديث عبيد بن عمير عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فتواطأت أنا وحفصة أيتنا دخل عليها فلتقل له إني أجد منك ريح مغافير قال لا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدا انتهى
ورواه البزار في مسنده وزاد فيه وكان عليه السلام يكره أن يوجد منه ريح
وفي لفظ في الصحيحين وكان عليه السلام يشتد عليه أن يوجد منه الريح
1380 الحديث الخامس
قال صلى الله عليه وسلم لا يموت لأحد ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم
قلت رواه الجماعة إلا أنا داود فرواه مسلم في الزهد والباقون في الجنائز من حديث سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموت لأحد إلى آخره
1381 قوله
عن أبي بكر وعمر وابن عباس وابن مسعود ووزيد وعائشة إن الحرام يمين
وعن علي أنه ثلاث
قلت روى ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا عبد الرحيم بن سليم عن جويبر عن الضحاك أن أبا بكر وعمر وابن مسعود قالوا من قال لامرأته هي علي حرام فليست بحرام وعليه كفارة يمين انتهى
63

حدثنا عبد الله بن المبارك عن خالد عن عكرمة عن عمر قال الحرام يمين انتهى
وروى عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا ابن عيينة عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن مسعود قال في الحرام هي يمين يكفرها انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه
وحديث ابن عباس رواه البخاري ومسلم من حديث سعيد بن جبير عنه قال في الحرام يمين يكفرها ثم قرأ * (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) * انتهى وفي لفظ لمسلم قال إذا حرم الرجل امرأته فهي يمين يكفرها انتهى
وحديث علي في مصنف ابن أبي شيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن علي قال في قول الرجل لامرأته أنت علي حرام هي ثلاث انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه ثنا ابن جريج عن جعفر بن محمد به
وحديث عائشة رواه الدارقطني في سننه عن سعيد بن أبي عروبة عن مطر الوراق عن عطاء عن عائشة انها قالت في الحرام يكفر انتهى
1382 الحديث السادس
عن مقاتل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتق رقبة في تحريم مارية
64

وعن الحسن أنه لم يكفر لأنه كان مغفورا له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
قلت غريب وفي مراسيل أبي داود عن الحسن خلاف هذا فروى من حديث قتادة عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم فتاته أم إبراهيم القبطية فأمر أن يكفر عن يمينه وعوتب في ذلك
وقد تقدم في الحديث الثاني عند ابن أبي خيثمة من طريق ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم كفر عن يمينه
1383 الحديث السابع
عن ابن عباس قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر عنها يعني قوله * (إن تتوبا إلى الله) * حتى حج وحججت معه فلما كان ببعض الطريق عدل وعدلت معه بالإداوة
فسكبت الماء على يده فتوضأ فقلت من هما فقال عجبا يا بن عباس كأنه كره ما سألته عنه ثم قال هما حفصة وعائشة
قلت رواه الجماعة إلا أبا داود فالبخاري والترمذي في التفسير وأخرجه مسلم في الطلاق عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس وأخرجه البخاري أيضا لكن لم يذكر فيه كلام الزهري والنسائي في الصوم وابن ماجة في الزهد عن ابن عباس قال لم أزل حريصا أن اسأل عمر عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله فيهما * (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) * حتى حج عمر وحججت معه فلما كنا ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتاني فصببت عليه من الإداوة فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي اللتان قال الله * (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) * فقال
65

لي واعجبا يا بن عباس قال الزهري وكره والله ما سأله عنه ولم يكتمه فقال هي عائشة وحفصة مختصر
1384 الحديث الثامن
في الحديث رحم الله رجلا قال يأهلاه صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعل الله يجمعهم معه في الجنة
قلت غريب
1385 قوله
عن ابن عباس قال ما بغت امرأة نبي قط
قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره في سورة هود أخبرنا سفيان الثوري عن أبي عامر الهمداني عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال ما بغت امرأة نبي قط انتهى
وعن عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره في السورة المذكورة
ورواه أيضامن حديث سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله ابن شداد عن ابن عباس... فذكره
ورواه في هذه السورة حدثنا ابن حميد ثنا مهران عن سفيان عن أبي عامر به وزاد فيه فخانتاهما أي في الدين انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة هود من حديث حصين بن مخارق عن حمزة الزيات عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة عن ابن عباس وعن عبد الصمد بن علي عن ابن عباس... فذكره
66

1386 الحديث التاسع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربعة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
قلت رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عمرو بن مرة فقال حدثنا سليمان بن أحمد ثنا يوسف القاضي ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن عمرو بن مرة سمع مرة يحدث عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع... إلى آخره سواء
وبهذا السند والمتن رواه الثعلبي في تفسيره
والحديث رواه البخاري في صحيحه ليس فيه خديجة ولا فاطمة رواه في بدء الخلق في باب قوله تعالى * (وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون) * من حديث مرة الهمداني عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنة عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام انتهى
وكذلك رواه في الأطعمة في باب الثريد وسنده فيه ثنا محمد بن بشار ثنا غندر ثنا شعبة به
ورواه الباقون إلا مسلما فالترمذي وابن ماجة في الأطعمة والنسائي في المناقب
وروى ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء العالمين أربع... فذكرهن وصححه الحاكم
1387 الحديث العاشر
روي أن عائشة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف سمى الله المسلمة تعني
67

مريم ولم يسم الكافرة فقال بغضا لها قالت فما اسمها قال اسم امرأة نوح واغلة واسم امرأة لوط واهلة ثم قال المصنف وهذا حديث أثر الصنعة عليه ظاهر بين ولقد سمى الله تعالى جماعة من الكفار بأسمائهم وكناهم
قلت غريب
1388 الحديث الحادي عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة التحريم آتاه الله توبة نصوحا
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد ابن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة الباهلي عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
68

سورة الملك
70

فيها حديثان
1389 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلاها فلما بلغ قوله * (أيكم أحسن عملا) * قال أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله واسرع في طاعة الله
قلت تقدم في أول هود
1390 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الملك فكأنما أحيا ليلة القدر
قلت رواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
71

سورة ن
74

ذكر فيها خمسة أحاديث
1391 الحديث الأول
عن عائشة رضي الله عنها أن سعد بن هشام سألها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن ألست تقرأ القرآن
قلت رواه مسلم في صحيحه في التهجد عن زرارة بن أبي أوفى أن سعدا أتى ابن عباس فسأله عن الوتر فقال ألا أدلك على أعلم الناس بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال عائشة فذهب إليها ومعه حكيم بن أفلح فاستأذنا فأذنت فقالت حكيم قال نعم قالت من معك قال سعد بن هشام قالت من هشام قال ابن عامر فترحمت عليه وقالت خيرا فقلت يا أم المؤمنين أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ القرآن قال بلى قالت فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن مختصر
وفي بعض طرقه قال حكيم بن أفلح لابن عباس حين أعاد عليه كلام عائشة أما إني لو علمت أنك لا تدخل عليها ما أنبأتك حديثها وهذا يدل على أن الذي سأل عائشة إنما
هو حكيم بن أفلح وهشام يسمع لا كما هو في لفظ المصنف
ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وهو وهم ولفظه عن زرارة بن أبي أوفى عن سعد بن هشام في قوله تعالى * (وإنك لعلى خلق عظيم) * قال سألت عائشة فقلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أتقرأ القرآن قلت نعم قالت كان خلقه
75

القرآن انتهى وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وهو كلفظ المصنف
1392 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولده ولا ولد ولده
قلت رواه أبو نعيم في كتاب الحلية في ترجمة مجاهد من حديث عبد الله بن حنيف ثنا يوسف بن أسباط عن أبي إسرائيل الملائي إسماعيل بن إسحاق عن فضيل ابن عمرو عن مجاهد عن ابن عمر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولده ولا ولد ولده انتهى ثم قال تابع يوسف ابن أسباط عليه إسحاق بن منصور ثم رواه من حديث إسحاق بن منصور ثنا أبو إسرائيل به
ورواه أيضا في ترجمة يوسف بن أسباط من حديث بركة بن محمد الحلبي ثنا يوسف بن أسباط به سواء
وبهذا الإسناد رواه الثعلبي في تفسيره
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي نعيم بسنده ومتنه واعله بأبي إسرائيل
والحديث معناه عند النسائي في سننه الكبرى في كتاب العتق من حديث إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة ولد زنا ولا شيء من نسله إلى سبعة آباء انتهى
قال ابن حبان في كتاب الضعفاء هو كثير الخطأ فاستحق الترك ونقل عن
76

ابن معين أنه قال هو ضعيف وكذلك ابن طاهر في موضوعاته وأعله ابن الجوزي في الموضوعات بإبراهيم بن مهاجر
وروى النسائي أيضا من حديث شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن نبيط من شريط عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة ولد زنية ولا عاق ولا مدمن خمر انتهى
ثم رواه من حديث سفيان الثوري عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابان عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع عشر من القسم الثالث ثم قال وقد اختلف الثوري وشعبة فيه فقال الثوري عن سالم بن أبي الجعد عن جابان وقال شعبة عن سالم بن أبي الجعد عن نبيط عن جابان قال ولا يضر ذلك فإن سالما سمعه من جابان مرة وسمعه مرة أخرى من نبيط فالخبر متصل إلا أن الثوري أعرف بحديث بلده انتهى كلامه
ورواه النسائي أيضا من حديث جرير عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري مرفوعا نحو حديث ابن عمرو وهو معلول بيزيد بن أبي زياد
قال ابن الجوزي في الموضوعات وقد اختلف فيه على مجاهد من عشرة أوجه فتارة يروى عن مجاهد عن أبي هريرة وتارة عن مجاهد عن ابن عمرو وتارة عن مجاهد عن أبي سعيد وتارة عن مجاهد عن محمد بن عبد الرحمن وتارة يروى موقوفا وكله من تخليط الرواة قال وفيه مخالفة للأصول وأعظمها قوله تعالى * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * انتهى كلامه
1393 الحديث الثالث
روي أن العباس رضي الله عنه وسم أباعره في وجهها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أكرموا الوجوه فوسمها في جواعرها
77

قلت غريب بهذا اللفظ وروى مسلم في صحيحه في كتاب اللباس من حديث يزيد بن أبي حبيب ان ناعما مولى أم سلمة حدثه انه سمع ابن عباس يقول وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا موسوم الوجه فأنكر ذلك فقال الرجل والله لا أسمه إلا أقصى شيء من الوجه فأمر بحمار له أن يكوى في جاعرتيه فهو أول من كوى الجاعرتين انتهى
وبالسند والمتن رواه الطبراني في معجمه وزاد قال وكان الرجل الذي كوى الجاعرتين العباس بن عبد المطلب انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه كذلك ولفظه عن ابن عباس ان العباس وسم بعيرا له أو دابة في وجهه فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال العباس لا أسمه إلا في آخره فوسمه في جاعرتيه انتهى
1394 الحديث الرابع
حديث ابن مسعود يكشف الرحمن عن ساقيه أما المؤمنون فيخرون سجدا وأما المنافقون فتكون ظهورهم طبقا كأن فيها السفافيد
قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الفتن وفي كتاب الأهوال من حديث الحسين بن حفص ثنا سفيان ثنا سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود قال إنكم ستفترقون أيها الناس لخروجه يعني الدجال ثلاث فرق... فذكر حديثا طويلا إلى أن قال ثم يتمثل الله للخلق حتى يمر المسلمون فيقال لهم من تعبدون فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيئا فيقال هل تعرفون ربكم فيقولون سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه قال فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا ويبقى المنافقون ظهورهم
78

طبق واحد كأنما فيها السفافيد فيقال لهم قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون... الحديث بطوله وقال في الموضعين حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
وفي الصحيح بعضه رواه البخاري ومسلم في صفة القيامة من حديث أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنه ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب فيسجد فيعود طبقا واحدا مختصر
واختصر الطبري في تفسيره حديث الحاكم فقال ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان به عن ابن مسعود قال يتمثل الله تعالى للخلائق يوم القيامة حتى يمر المسلمون فيقال لهم من تعبدون فيقولون نعبد الله ولا نشرك به شيئا فيقول هل تعرفون ربكم فيقولون سبحانه إذا اعترف إلينا عرفناه قال فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد فيقولون ربنا فيقال لهم قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون انتهى
1395 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة القلم أعطاه الله عز وجل ثواب الذين حسن الله أخلاقهم
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
79

سورة الحاقة
82

ذكر فيها أربعة أحاديث
1396 الحديث الأول
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما ارسل الله سفينة من ريح إلا بمكيال ولا قطرة من مطر إلا بمكيال إلا يوم عاد ويوم نوح فإن الماء يوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه سبيل ثم قرأ * (إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية) * وإن الريح يوم عاد عتت على الخزان فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ * (بريح صرصر عاتية) *
قلت رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة شهر بن حوشب عن الطبراني بسنده إلى موسى بن أعين عن سفيان عن موسى بن المسيب عن شهر ابن حوشب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسل سفينة من ريح... فذكره إلى آخره سواء ثم قال تفرد برفعه موسى بن أعين عن سفيان ورواه غير واحد موقوفا انتهى
قلت وكذلك رواه الطبري في تفسيره فقال حدثنا ابن حميد ثنا مهران عن سفيان عن موسى بن المسيب عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال ما ارسل الله سفينة من ريح... فذكره موقوفا
ورواه الثعلبي من حديث موسى بن أعين بسنده المتقدم مرفوعا
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره عن الطبراني ثنا سليمان بن المعافى
83

ابن سليمان ثنا أبي موسى بن أعين به
1397 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه عند نزول قوله تعالى * (وتعيها أذن واعية) * سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي قال علي رضي الله عنه فما نسيت شيئا بعد وما كان لي ان انسى
قلت رواه الطبري في تفسيره ثنا علي بن سهل ثنا الوليد بن مسلم عن علي بن حوشب قال سمعت مكحولا يقول لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم * (وتعيها أذن واعية) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربي أن يجعلها أذن علي قال مكحول فكان علي يقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فنسيته انتهى وهو مرسل
ورواه الثعلبي حدثنا ابن فنجويه ثنا ابن حبان ثنا إسحاق بن محمد ثنا أبي ثنا إبراهيم بن عيسى ثنا علي بن علي ثنا أبو حمزة الثمالي حدثني عبد الله ابن حسن قال حين نزلت هذه الآية * (وتعيها أذن واعية) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت الله... إلى آخره بلفظ المصنف سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث سعيد بن منصور ثنا الوليد بن مسلم به بلفظ الطبري
1398 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) * قال اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين انتهى
قلت رواه الطبري أيضا ثنا ابن حميد ثنا سلمة بن الفضل عن محمد
84

ابن إسحاق قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هم اليوم أربعة يعني حملة العرش فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فكانوا ثمانية وقد قال تعالى * (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) * انتهى وهو معضل
وذكره الثعلبي من غير سند
وفي حديث الصور الطويل من رواية إسماعيل بن رافع المدني عن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توقفون يوم القيامة موقفا مقدار سبعين عاما لا يقضى بينكم... فذكره بطوله إلى أن قال ثم ينزل الجبار تعالى في ظلل من الغمام والملائكة تحمل عرشه يومئذ ثمانية وهم اليوم أربعة اقدامهم على نجوم الأرض السفلى والسماوات إلى حجزهم والعرش على مناكبهم... الحديث بطوله رواه البيهقي والطبراني وأبو يعلى الموصلي وغيرهم وقد استوفينا الكلام عليه في غير هذا الكتاب
1399 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الحاقة حاسبه الله حسابا يسيرا
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده في يونس
85

سورة المعارج
88

ذكر فيها أربعة أحاديث
1400 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال شر ما أعطي ابن أدم شح هالع وجبن خالع
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد من حديث عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول اله صلى الله عليه وسلم شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع انتهى
قال ابن طاهر إسناده متصل وهو من شرط أبي داود وقد احتج مسلم بموسى بن علي عن أبيه عن جماعة من الصحابة انتهى
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس والسبعين من القسم الثاني
ورواه أحمد وعبد بن حميد وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم وابن أبي شيبة في مصنفه في الأدب والبيهقي في شعب الايمان في الباب الثالث والسبعين وأبو نعيم في الحلية في ترجمة عبد الرحمن بن مهدي
والهالع ذو الهلع وهو الجزع والخالع الذي يخلع الفؤاد لشدته واختلف في الشح والبخل فقيل هما مترادفان وهو شدة الحرص وقيل الشح الحرص على ما ليس لك والبخل بما عندك وهذا رواه الطبري عن طاوس
89

1401 الحديث الثاني
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال أفضل العمل أدومه وإن قل
قلت رواه مسلم في صحيحه في الصلاة من حديث سعد بن إبراهيم أنه سمع أبا سلمة يحدث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي عمل أحب إلى الله قال أدومه وإن قل انتهى
1402 الحديث الثالث
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان عمله عليه السلام ديمة
قلت رواه البخاري في الصوم ومسلم في الصلاة من حديث علقمة قال سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت يا أم المؤمنين كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان يخص شيئا من الأيام قالت لا كان عمله ديمة وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق انتهى
1403 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة سأل سائل أعطاه الله ثواب * (الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) *
قلت رواه الثعلبي أخبرني محمد بن القاسم ثنا إسماعيل بن نجيد ثنا محمد ابن إبراهيم بن سعيد ثنا سعيد بن حفص قال قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة سأل سائل أعطاه الله ثواب * (الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) * * (والذين هم على صلاتهم يحافظون) * انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران ولفظ الثعلبي
وكذلك رواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس ومتن الثعلبي
90

سورة نوح عليه السلام
92

ذكر فيها ثلاثة أحاديث
1404 قوله
عن عمر رضي الله عنه انه خرج يستسقي فما زاد على الاستغفار فقيل له ما رأيناك استسقيت فقال لقد استسقيت بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر
قلت رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما في الاستسقاء والطبراني في كتاب الدعاء له والبيهقي في سننه والطبري والثعلبي في تفسيريهما كلهم من حديث سفيان بن عيينة عن مطرف عن الشعبي ان عمر خرج يستسقي... إلى آخره وزادوا ثم قرأ * (استغفروا ربكم) * إلى آخر الآية
وكذلك رواه الواحدي في تفسيره الوسيط
قال النووي في الخلاصة إسناده صحيح لكنه مرسل فإن الشعبي لم يدرك عمر انتهى
1405 قوله
عن ابن عباس وابن عمر إن الشمس والقمر وجوههما مما يلي السماء وظهورهما مما يلي الأرض
93

قلت غريب روى ابن مردويه في تفسيره في أول سورة يونس من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس في قوله تعالى * (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) * قال وجوههما إلى السماء واقفيتهما إلى الأرض
وروي أيضا من حديث حماد بن سلمة عن عبد الجليل عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو نحوه
وروى عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر عن قتادة قال قال عبد الله بن عمرو بن العاص إن الشمس والقمر وجوههما قبل السماء وأقفيتهما قبل الأرض انتهى
ورواه الطبري في تفسيره أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن ثور عن معمر به
حدثنا محمد بن يسار ثنا معاذ بن هشام الدستوائي ثنا أبي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو... فذكره
وروى الحاكم في المستدرك من حديث يوسف بن مهران عن ابن عباس في قوله * (وجعل القمر فيهن نورا) * قال وجهه إلى العرش وقفاه إلى الأرض انتهى وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
1406 الحديث الأول
قال عليه السلام من قتل قتيلا فله سلبه
قلت رواه البخاري ومسلم وتقدم أول البقرة
1407 الحديث الثاني
قال النبي عليه السلام يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى
94

قلت رواه مسلم في صحيحه في الفتن في باب فتح ردم يأجوج ومأجوج من حديث عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت عبث النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فقلنا له يا رسول الله صنعت في منامك شيئا لم تكن تفعله قال العجب أن أناسا من أمتي يؤمون هذا البيت لرجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا يا رسول الله إن الطريق قد يجمع الناس فقال نعم فيهم المستنصر والمجبور وابن السبيل ويهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله على نياتهم انتهى
وعزاه المزي في أطرافه لمسلم في الحج وما وجدته إلا في الفتن
1408 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح
قلت رواه الثعلبي أخبرني محمد بن القاسم ثنا محمد بن محمد بن شادة ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا سلم بن قتيبة عن سعيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسند يونس
95

سورة الجن
98

ذكر فيها ستة أحاديث
1409 الحديث الأول
في حديث عمر كان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا وروي في أعيينا
قلت غريب من حديث عمر وقد تقدم في أوائل البقرة من حديث انس رواه أحمد
1410 الحديث الثاني
روى الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس رضي الله عنهم قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في نفر من الأنصار إذ رمي بنجم فاستنار فقال ما كنتم تقولون في مثل هذا قالوا كنا نقول يموت عظيم أو يولد عظيم
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الطب من حديث الأوزاعي عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس أخبرني رجل من الأنصار قال بينما هم جلوس ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ رمي بنجم فاستنار فقال ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية إذا رأيتموه قالوا كنا نقول يموت عظيم أو يولد
99

عظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يرمى به لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تعالى إذا قضى امرا تسبح حملة العرش ثم يسبح أهل السماء الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح إلى هذه السماء ثم سأل أهل السماء السادسة أهل السابعة ماذا قال ربكم قال فيخبرونهم ثم تستجيب أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا ويتخطف الشياطين السمع فيقذفونه إلى أوليائهم فما جاءوا به على وجهه فهو حق ولكنهم يحرفون ويزيدون
ورواه الترمذي في كتابه في تفسير سورة سبأ من حديث معمر عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل فيه أخبرني رجال من الأنصار وقال فيه حسن صحيح انتهى
ورواه جماعة كما رواه مسلم وآخرون كما رواه الترمذي
1411 قوله
قال عمر رضي الله عنه ما تصعدني شيء ما تصعدتني خطبة النكاح
قلت رواه أبو عبيد القاسم بن سلام وإبراهيم الحربي في غريبيهما من حديث حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر أنه قال ما تصعدني شيء... إلى آخره قال أبو عبيد ومعناه أي ما شق علي وكل شيء فعلته بمشقة فقد تصعدك قال تعالى * (كأنما يصعد في السماء) * قال وأرى أن أصل هذا من الصعود وهي العقبة المنكرة قال تعالى * (سأرهقه صعودا) * انتهى كلامه
1412 الحديث الثالث
قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث فضالة بن عبيد ومن حديث
100

انس ومن حديث أبي مالك الأشعري ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
أما حديث أبي هريرة فرواه الترمذي في كتاب الايمان من حديث القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم انتهى وقال حديث حسن صحيح انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والأربعين من القسم الثالث والحاكم في مستدركه في كتاب الايمان وفي لفظ له على أنفسهم وأموالهم وقال لم يخرجاه بهذه الزيادة وهي صحيحة على شرط مسلم
وأما حديث فضالة بن عبيد فرواه ابن ماجة في سننه في كتاب الفتن من حديث عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس والستين من القسم الثالث والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وأما حديث انس فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول من حديث حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد وحميد عن أنس مرفوعا من لفظ الترمذي
ورواه الحاكم في المستدرك أيضا وقال إنه صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وأما حديث أبي مالك الأشعري فرواه الطبراني في معجمه حدثنا هاشم ابن مرثد ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع أليس هذا اليوم الحرام قالوا بلى يا رسول الله قال فإن حرمة
101

ما بينكم إلى يوم القيامة كحرمة هذا اليوم وأحدثكم عن المسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأحدثكم من المؤمن المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم وأحدثكم من المهاجر المهاجر من هجر السيئات
حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثني إسماعيل ابن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن جده سمعت أبا مالك... فذكره
وأما حديث واثلة بن الأسقع فرواه الطبراني في معجمه أيضا ثنا جعفر ابن أحمد بن سنان الواسطي ثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث ثنا عبثر بن القاسم ثنا العلاء بن ثعلبة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة بن الأسقع قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف فقلت له يا رسول الله أفتنا في أمر نأخذه عنك من بعدك قال تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك وإن أفتاك المفتون قلت وكيف لي بذلك قال تضع يدك على فؤادك فإن القلب يسكن للحلال ولا يسكن للحرام وإن المسلم الورع يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير قلت يا رسول الله فما المعصية قال الذي يعين قومه على الظلم قلت فمن الحريص قال الذي يطلب الكسب من غير حل قلت فمن الورع قال الذي يقف عند الشبهة قلت فمن المؤمن قال من أمنه الناس على أموالهم ودمائهم قلت فمن المسلم قال من سلم الناس من لسانه ويده قلت فأي الجهاد أفضل قال كلمة حق عند إمام جائر انتهى
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام به
وأما حديث ابن العاص فرواه عبد بن حميد في مسنده حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله ابن عمرو بن العاص ان رجلا قال يا رسول الله من المسلم قال من سلم المسلمون من يده ولسانه قال فمن المؤمن قال من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم قال فمن المهاجر قال من هجر السيئات قال فمن المجاهد
102

قال من جاهد نفسه لله عز وجل انتهى
1413 الحديث الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة آراب وهي الجبهة والانف واليدان والركبتان والقدمان
قلت لم يروه بهذا اللفظ فيما وجدته إلا البزار في مسنده من حديث العباس ابن عبد المطلب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة آراب... فذكرها إلا أنه قال الوجه عوض الجبهة والانف وهو أولى لاستقامة العدد قال البزار وقد روى هذا الحديث سعد وابن عباس وأبو هريرة وغيرهم لا نعلم أحدا قل الآراب إلا العباس انتهى
والحديث في السنن الأربعة ولفظهم فيه إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب وجهه وكفاه وقدماه وركبتاه
وروى أبو داود من حديث ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت وربما قال أمر نبيكم أن يسجد على سبعة آراب انتهى ولم يذكرها
وفي الصحيحين عن ابن عباس مرفوعا أمرت ان أسجد على سبعة أعظم وفي لفظ سبعة أعضاء فذكروا الجبهة دون الانف ويحتمل أن يكون قوله في الكتاب وهي الجبهة... إلى آخره من كلام المصنف لا من الحديث فليتأمل
1414 الحديث الخامس
قال النبي صلى الله عليه وسلم بلغوا عني بلغوا عني
قلت غريب والذي وجدناه في الحديث من رواية عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم انتهى أخرجه الجماعة إلا البخاري
103

وروى البخاري في صحيحه من حديث بني إسرائيل من حديث أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار انتهى ورواه مسلم أيضا
1415 الحديث السادس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الجن كان له بعدد كل جن صدق بمحمد وكذب به عتق رقبة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث نوح بن أبي مريم عن علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
104

سورة المزمل
106

ذكر فيها ثمانية أحاديث
1416 الحديث الأول
عن عائشة أنها سئلت ما كان تزميل النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان مرطا طوله أربعة عشر ذراعا نصفه علي وأنا نائمة ونصفه عليه وهو يصلي فسئلت ما كان فقالت والله ما كان خزا ولا قزا ولا مرعزي ولا إبريسما ولا صوفا كان سداه شعرا ولحمته وبرا
قلت غريب وروي البيهقي في كتاب الدعوات الكبير له أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو صالح خلف بن محمد أنا صالح بن محمد ثنا محمد بن عباد المكي ثنا حاتم بن إسماعيل عن نصر بن كثير عن يحيى بن سعيد عن عروة عن عائشة قالت لما كانت ليلة النصف من شعبان انسل النبي صلى الله عليه وسلم من مرطي ثم قالت والله ما كان مرطي من حرير ولا قز ولا كتان ولا كرسف ولا صوف قلنا فمن أي شيء كان قالت إن كان سداه لمن شعر وإن كان لحمته لمن وبر مختصر
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من حديث سليمان بن أبي كريمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة... فذكره سواء وأعله بابن أبي كريمة وقال إن له مناكير
107

1417 الحديث الثاني
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وقد جاء فرقا أول ما أتاه جبريل وبوادره ترعد فقال زملوني وحسب أنه عرض له فبينا هو كذلك إذ ناداه جبريل * (يا أيها المزمل) *
قلت غريب
1418 قوله
قال عمر رضي الله عنه شر السير الحقحقة وشر القراءة الهذرمة
قلت غريب وروى ابن المبارك في الزهد أخبرنا معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن قال كان يقال شر السير الحقحقة مختصر
ورفعه ابن عدي في الكامل من حديث الحسن بن دينار عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شر السير الحقحقة وضعفه بابن دينار
وروى الخطيب البغدادي في أوائل كتابه الجامع لآداب الراوي والسماع حدثنا الحسين بن محمد الأصم قال قرأت على منصور بن جعفر قال قرأت على أبي محمد بن درستويه قال قرأنا على ابن قتيبة قال عمر بن الخطاب شر القراءة الهذرمة وشر الكتابة المشق يعني التعليق انتهى
1419 الحديث الثالث
سئلت عائشة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا كسردكم هذا لو أراد السامع أن يعد حروفه لعدها
108

قلت تقدم في الفرقان
1420 الحديث الرابع
عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي ثقل عليه وتربد له جلده
قلت غريب
وروى مسلم في صحيحه في الفضائل من حديث عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد وجهه انتهى
وروى أحمد في مسنده من حديث ابن عباس في قصة هلال بن أمية قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذ أنزل عليه الوحي عرفوا ذلك في تربد جلده
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده ثنا عباد بن منصور ثنا عكرمة عن ابن عباس وفيه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي تربد له وجهه وجسده
ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في دلائل النبوة
1421 الحديث الخامس
عن عائشة رضي الله عنها رأيته عليه السلام ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليرفض عرقا
قلت رواه البخاري في أول صحيحه من حديث عروة عنها قالت ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا مختصر
وهو في الثعلبي ليرفض
109

1422 الحديث السادس
قال صلى الله عليه وسلم اللهم أشدد وطأتك على مضر
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة وقد تقدم في الأنبياء
1423 قوله
عن أبي الدرداء إنا لنكشر في وجوه قوم ونضحك إليهم وإن قلوبنا لتقليهم
قلت رواه البيهقي في شعب الايمان في الباب السادس والخمسين عن الحاكم بسنده إلى مسلمة بن سعيد عن أبي الأحوص عن أبي الزاهرية قال قال أبو الدرداء إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم انتهى
وروى أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي الدرداء ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا خلف بن حوشب قال قال أبو الدرداء... فذكره باللفظ المذكور
وبهذا اللفظ ذكره البخاري في صحيحه تعليقا في كتاب الأدب فقال ويذكر عن أبي الدرداء فذكره باللفظ المذكور
ورواه علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية في باب مخالطة الناس حدثنا أبو معاوية عن الأحوص بن حكيم عن أبيه عن أبي الزاهرية قال قال أبو الدرداء إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتقليهم انتهى
1424 الحديث السابع
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية " إنا لدينا أنكالا وجحيما... " الآية فصعق
110

قلت رواه الطبري في تفسيره ثنا أبو كريب ثنا وكيع عن حمزة الزيات عن حمران بن أعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية * (إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما) * فصعق انتهى
ومن طريق الطبري رواه الثعلبي
ورواه أحمد بن حنبل في كتاب الزهد ثنا وكيع به سندا ومتنا مرسلا
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط ثنا أبو سعد بن أبي بكر الوراق أنا محمد بن محمد الحافظ أنا أبو العباس إبراهيم بن محمد الفرائضي أنا طاهر بن الفضل بن سعيد البغدادي ثنا وكيع عن حمزة الزيات عن حمران بن أعين عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع قارئا يقرأ " إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا عصة... " فصعق انتهى ثم قال ورواه إسحاق الحنظلي في تفسيره عن وكيع انتهى
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن ثنا وكيع به بسند الطبري
وأسنده ابن عدي في الكامل فقال حدثنا أحمد بن الحسن الكرخي ثنا الحسن بن شبيب ثنا أبو يوسف عن حمزة الزيات عن حمران بن أعين عن أبي حرب عن أبي الأسود أن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره وأعله بحمران بن أعين وضعفه ابن معين ثم قال وغير أبي يوسف يرويه عن حمزة عن حمران لم يقل فيه عن أبي الأسود انتهى
1425 قوله
عن ابن مسعود أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا فباعه بسعر يومه كان عند الله من الشهداء
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث المعافى بن عمران عن فرقد السبخي عن إبراهيم بن مسعود... فذكره
111

ورواه ابن مردويه في تفسيره مرفوعا من حديث عيسى بن يونس عن أبي عمرو بن العلاء البصري عن فرقد السبخي عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره وزاد ثم قرأ * (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) * انتهى
1426 قوله
عن ابن عمر ما خلق الله موتة أموتها بعد القتل في سبيل الله أحب إلي من أن أموت بين شعبتي رجل أضرب في الأرض ابتغي من فضل الله
قلت رواه الثعلبي من حديث القاسم بن عبيد الله عن أبيه قال سمعت ابن عمر يقول... فذكره
ورواه البيهقي في شعب الايمان في الباب الثالث عشر من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ذكر عمر أو غيره وقال ما خلق الله إلى آخره ثم قال ورواه غيره فقال عن عمر بن الخطاب لم يشك وزاد ثم تلا * (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) * انتهى
قلت كذلك رواه علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية أنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن نافع أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ما خلق الله موته أموتها إلا أن أموت مجاهدا في سبيل الله أحب إلي من أن أموت وأنا أضرب في الأرض على ظهر راحلتي أبتغي من فضل الله عز وجل انتهى
1427 الحديث الثامن
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المزمل دفع الله عنه العسرة في الدنيا والآخرة
112

قلت رواه الثعلبي من حديث المؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري ثنا أسلم المقرئ عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
113

سورة المدثر
116

ذكر فيها ثمانية أحاديث
1428 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار شعار والناس دثار
قلت تقدم في الأربعين من سورة آل عمران
1429 الحديث الثاني
روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كنت على جبل حراء فنوديت يا محمد إنك رسول الله فنظرت عن يميني ويساري فلم أر شيئا فنظرت فوقي فرأيت شيئا وفي رواية عائشة فنظرت فوقي فإذا به قاعدا على عرش بين السماء والأرض يعني الملك الذي ناداه فرعبت ورجعت إلى خديجة فقلت دثروني دثروني فنزل جبريل عليه السلام وقال " يأ يها المدثر... "
قلت رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي سلمة عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جاورت بحراء فلما قضيت بجواري هبطت فنوديت فنظرت
117

عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم ار شيئا ونظرت أمامي فلم أر شيئا ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماء باردا فنزلت انتهى
ورواه في بدء الخلق وزاد قال أبو سلمة * (والرجز) * الأوثان انتهى
ورواه في أول صحيحه بالسند المذكور قال بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت فقلت دثروني فأنزل الله * (يا أيها المدثر) * مختصر
1430 الحديث الثالث
عن الزهري أول ما نزلت سورة * (اقرأ باسم ربك) * إلى قوله * (ما لم يعلم) * قال فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل يعلو شواهق الجبال فناداه جبريل عليه السلام إنك نبي الله فرجع إلى خديجة وقال دثروني وصبوا علي ماء باردا فنزلت * (يا أيها المدثر) *
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري قال كان أول شيء انزل على النبي صلى الله عليه وسلم * (اقرأ باسم ربك) * حتى بلغ * (ما لم يعلم) * ثم فتر الوحي فترة فحزن لذلك صلى الله عليه وسلم وجعل يغدو إلى شواهق الجبال ليتردى منها فكلما وافى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فيقول له إنك نبي الله قال فبينما أنا أمشي يوما إذ رأيت الملك الذي كان يأتيني بحراء على كرسي بين السماء والأرض فجثت منه رعبا ورجعت إلى خديجة وقلت دثروني فدثرناه وأنزل الله * (يا أيها المدثر) * انتهى
وفي مستدرك الحاكم من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت إن أول ما نزل من القرآن * (اقرأ باسم ربك الذي خلق) * انتهى
118

ولا يعارض ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سألت جابر بن عبد الله الأنصاري أي القرآن انزل قبل قال * (يا أيها المدثر) * فقلت أو * (اقرأ باسم ربك) * قال جابر أحدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو على العرش في الهواء يعني جبريل فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني ثم صبوا علي الماء وأنزل الله علي * (يا أيها المدثر قم فأنذر) * انتهى
قال الواحدي في أسباب النزول وذلك لان جابرا سمع آخر القصة ولم يسمع أولها فتوهم أن سورة المدثر أول ما نزل وليس كذلك ولكنها أول ما نزل عليه بعد سورة اقرأ يدل عليه ما رواه البخاري ومسلم من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينما أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثت منه رعبا فرجعت فقلت زملوني فدثروني فأنزل الله تعالى * (يا أيها المدثر) * انتهى قال فظهر بهذا أن الوحي كان قد فتر بعد نزول * (اقرأ باسم ربك) * ثم نزلت * (يا أيها المدثر) * يوضحه قوله فيه إن الملك الذي جاء بحراء جالس فدل على أن هذه القصة كانت بعد نزول سورة اقرأ انتهى
1431 قوله
في الحديث المستغزر يثاب من هبته
قلت تقدم في الروم رواه ابن أبي شيبة من قول شريح
119

1432 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (سأرهقه صعودا) * قال يكلف أن يصعد عقبة في النار كلما وضع عليها يده ذابت فإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله ذابت فإذا رفعها عادت
قلت رواه البزار في مسنده والبيهقي في كتاب البعث والنشور والطبراني في معجمه الوسط من حديث منجاب بن الحارث ثنا شريك عن عمار الذهبي عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (سأرهقه صعودا) * قال جبل من نار يقال له صعود يكلف أن يصعده إذا وضع يده عليه ذابت... إلى آخره
وكذلك رواه الطبري والثعلبي ثم البغوي وابن مردويه والواحدي وابن أبي حاتم في تفاسيرهم ثم رواه البيهقي من حديث سفيان بن عيينة عن سفيان ابن عيينة عن عمار الذهبي به موقوفا
وكذلك رواه عبد الرزاق في تفسيره وابن المبارك في كتاب الزهد قالا أنا ابن عيينة به موقوفا
وكذلك رواه البزار موقوفا ثم قال ولا نعلم رفعه عن عمار إلا شريك
وكذلك قال الطبراني وزاد ورواه ابن عيينة عن عمار فوقفه
1433 الحديث الخامس
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي فيه كذلك ابدا
قلت رواه الترمذي في كتابه في التفسير وفي صفة جهنم من طريق ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله
120

صلى الله عليه وسلم الصعود جبل من نار يتصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي به كذلك أبدا انتهى وقال حديث غريب إنما نعرفه مرفوعا من حديث ابن لهيعة وقد روي عن عطية عن أبي سعيد موقوفا انتهى
قلت رواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو ابن الحارث عن دراج به مرفوعا وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وبهذا السند رواه الطبري في تفسيره وعن الحاكم رواه البيهقي في البعث والنشور
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث به مرفوعا
1434 الحديث السادس
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (عليها ملائكة غلاظ شداد) * قال كأن أعينهم البرق وكأن أفواههم الصياصي يجرون شعورهم لأحدهم مثل قوة الثقلين يسوق أحدهم الأمة وعلى رقبته جبل فيرمي بهم في النار ويرمي بالجبل عليهم
قلت غريب
1435 الحديث السابع
روى انس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (هو أهل التقوى) * قال هو أهل أن يتقى وأهل أن يغفر لمن اتقاه
قلت رواه الترمذي والنسائي في التفسير وابن ماجة في الزهد من حديث سهيل بن عبد الله القطعي عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه
121

الآية قال الله تعالى أنا أهل ان أتقى فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له انتهى قال الترمذي حديث حسن غريب وسهيل ليس بالقوي وقد تفرد به عن ثابت انتهى
وكذلك رواه الطبراني في معجمه الوسط والحاكم في مستدركه وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه انتهى ورواه أحمد والدارمي وأبو يعلى الموصلي والبزار وابن أبي شيبة في مسانيدهم
ورواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في نوادر الأصول في الأصل السابع والتسعين بعد المائة بلفظ السنن وفي لفظ قال هو أهل أن يتقى فمن أتقى لهو أهل أن أغفر له ثم قال والروايتان ترجعان إلى موضع واحد
ورواه الثعلبي ومن طريقه البغوي وكذلك الواحدي في تفاسيرهم
ورواه ابن عدي في الكامل والعقيلي في ضعفاه وقالا لا يتابع عليه سهيل ولا يعرف إلا به ومقدار ما يرويه إفرادات وقال البزار أحاديث سهيل لا نعلم رواها عن ثابت غيره انتهى
وقد روي من غير حديث أنس قال ابن مردويه في تفسيره حدثنا أحمد بن محمد بن مهران ثنا حاجب بن أبي بكر الدمشقي ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن مفضل الحراني ثنا يحيى بن ساج الحراني ثنا سليم بن عبد الله الأحمر عن عبد الله ابن نيار قال سمعت ثلاثة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا هريرة وابن عمر وابن عباس يقولون سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) * قال أنا أهل أن اتقى فلا يجعل معي شريك وإذا اتقيت ولم يجعل معي شريك فأنا أهل أن أغفر ما سوى ذلك انتهى
1436 الحديث الثامن
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المدثر أعطاه الله عشر حسنات بعدد من صدق محمدا وكذب به بمكة
122

قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد ابن اسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المدثر... إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران ولفظ المصنف سواء
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس ولفظ المصنف سواء
123

سورة القيامة
126

ذكر فيها أربعة أحاديث
1437 الحديث الأول
روي أن عدي بن أبي ربيعة ختن الأخنس بن شريق وهما اللذان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهما اللهم اكفني جاري السوء قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد حدثني عن يوم القيامة متى يكون وكيف أمرها فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك يا محمد ولم أومن به أو يجمع الله العظام فنزلت * (بلى قادرين) *
قلت غريب وهو في تفسير الثعلبي والبغوي وأسباب النزول للواحدي هكذا من غير سند ولا راو
1438 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم فقد جعل بأسهم بينهم
قلت روي من حديث ابن عمر ومن حديث خولة بنت قيس ومن حديث أبي هريرة
أما الحديث ابن عمر فرواه الترمذي في كتابه في الفتن من طريقين
أحدهما عن موسى بن عبيدة الربذي عن عبد الله بن دينار عن ابن
127

عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتها أبناء فارس والروم سلط شرارها على خيارها انتهى وقال غريب
وبهذا السند والمتن رواه ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي والبزار في مسانيدهم والبيهقي في دلائل النبوة وابن المبارك في كتاب الزهد وابن عدي في الكامل وأعله بموسى ابن عبيدة وضعفه عن أحمد وقال الضعف على رواياته بين انتهى
الطريق الثاني قال الترمذي ثنا محمد بن إسماعيل الواسطي ثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ثم قال وحديث أبي معاوية هذا ليس له أصل إنما المعروف حديث موسى بن عبيدة انتهى وبهذا الإسناد رواه البزار في مسنده وقال لا نعلم أحدا تابع محمد بن إسماعيل على هذه الرواية عن أبي معاوية وإنما يعرف عن موسى بن عبيدة عن ابن عمر مرفوعا انتهى
طريق آخر رواه الدارقطني في غرائب مالك من حديث مالك عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر مرفوعا نحوه وقال غريب من حديث مالك والمشهور عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر انتهى
طريق آخر رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب من حديث فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن يحنس مولى الزبير عن ابن عمر مرفوعا وقال سلط بعضهم على بعض وفرج ابن فضالة ضعيف
وهذا رواه البيهقي في دلائل النبوة من حديث يحيى بن سعيد عن يحنس مولى الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... فذكره بلفظ
128

الأصبهاني لم يقل فيه عن ابن عمر ولم يروه الثعلبي في تفسيره إلا كذلك لا غير
وأما حديث خولة فروه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن والستين من القسم الثالث عن حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد سنوطا عن خولة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... فذكره بلفظ الأصبهاني سواء
وأما حديث أبي هريرة فرواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا أحمد بن يحيى ثنا يحيى بن بكير ثنا ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن يحيى بن سعيد عن يحنس مولى الزبير عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال... فذكره بلفظ الأصبهاني وسكت عنه
قال إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث المطيطاء بالمد أن يفتح يديه عن جنبيه ويمشي وهو التبختر نقله عن أبي عبيدة والفراء وابن الاعرابي
1439 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان إذا قرأ * (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) * قال سبحانك بلى
قلت أخرجه أبو داود في سننه في الصلاة عن موسى بن أبي عائشة قال كان رجل يصلي فوق بيته وكان إذا قرأ * (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) * قال
فسبحانك بلى فسألوه عن ذلك فقال سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك عن إسماعيل بن أمية عن أبي اليسع عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ * (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) * قال بلى وإذا قرأ * (أليس الله بأحكم الحاكمين) * قال بلى انتهى
129

وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه
1440 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة القيامة شهدت له أنا وجبريل يوم القيامة أنه كان مؤمنا بيوم القيامة
قلت رواه الثعلبي من حديث محمد بن عمران بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبي عن مجالد بن عبد الواحد عن الحجاج بن عبد الله بن أبي الخليل عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره وزاد وجاء وجهه مسفرا على وجوه الخلائق يوم القيامة انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده في يونس ومتن الثعلبي
130

سورة الانسان
132

ذكره فيها خمسة أحاديث
1441 الحديث الأول
عن الحسن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالأسير فيدفعه إلى بعض المسلمين فيقول أحسن إليه فيكون عنده اليومين والثلاثة فيؤثره على نفسه
1442 الحديث الثاني
وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغريم أسيرا قال غريمك أسيرك فأحسن إلى أسيرك
1443 الحديث الثالث
عن ابن عباس أن الحسن والحسين رضي الله عنهما مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس معه فقالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن برئا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا وما معهما شيء فاستقرض علي رضي الله عنه من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة آصع من شعير فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه
133

وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صياما فلما أمسوا وضعوا الطعام بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل فقال يتيم من أيتام المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه وباتوا لم يذوقوا شيئا إلا الماء فأصبحوا صياما فلما أمسوا وضعوا الطعام ليفطروا فوقف عليهم سائل وقال أسير من أساري المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء فلما أصبحوا أخذ علي رضي الله عنه بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآهم يرتعشون كأنهم الفراخ من شدة الجوع قال ما أشد ما يسؤني مما أرى بكم وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل عليه السلام وقال خذ يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث القاسم بن بهرام عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس ومن حديث محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قول تعالى * (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) * قال فرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره وزاد في أثنائه شعرا لعلي وفاطمة
وقال أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل الرابع والأربعين ومن الأحاديث التي تنكرها القلوب حديث رووه عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى " يؤفون بالنذر " قال مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخر الحديث بشعره ثم قال هذا حديث مزوق مفتعل لا يروج إلا على أحمق جاهل وكيف يظن بعلي رضي الله عنه مثل هذا فيجهد نفسه وعياله وأطفالا صغارا على جوع ثلاثة أيام وقد قال تعالى " يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو " وقال عليه السلام خير الصدقة ما كان عن ظهر
134

غنى وقال كفى بالمرء إثما ان يضيع من يقوت انتهى كلامه
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث أبي عبد الله السمرقندي عن محمد بن كثير الكوفي عن الأصبغ بن نباته قال مرض الحسن والحسين... إلى آخره فذكره بشعره وزيادة ألفاظ ثم قال وهذا حديث لا يشك في وضعه ولو لم يدل عليه إلا هذه الالفاظ الركيكة والاشعار الرديئة والافعال التي تنزه عنها أولئك السادة قال ابن معين أصبغ بن نباته لا يساوي شيئا وقال احمد حرقنا حديث محمد بن كثير وأما أبو عبد الله السمرقندي فلا يوثق به
1444 الحديث الرابع
قوله وفي الحديث هواء الجنة سجسج لا حر ولا قر
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في باب صفة الجنة من قول ابن مسعود فقال ثنا أبو اسامة ثنا زكريا عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن عوسجة عن علقمة عن عبد الله قال الجنة سجسج لا حر بها ولا قر انتهى
ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الزهد لأبيه عن ابن أبي شيبة بسنده المذكور
ورواه الامام أبو محمد قاسم بن ثابت السرقسطي في كتابه غريب الحديث من حديث سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله... فذكره وقال السجسج من الزمان الذي ليس فيه برد ولا رد يؤذيان انتهى
قال الدارقطني في علله هذا حديث رواه زكريا عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن عوسجة عن علقمة عن عبد الله بن مسعود وخالفه الثوري فرواه عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال وقول زكريا أصح انتهى
وقال ابن أبي حاتم في علله سألت أبي عن حديث رواه إسرائيل عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله... فذكره هل سمع أبو إسحاق من علقمة
135

فقال لا ولكن هكذا رواه وقد رواه زكريا بن أبي زائدة فقال عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن عوسجة عن علقمة عن عبد الله انتهى
وقال في موضع آخر من علله ورواه مالك بن إسماعيل وعمرو بن خالد عن زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله ثم قال وقد رواه جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن علقمة من قوله لم يجاوز به وكذلك رواه علي بن الجعد عن زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن علقمة من قوله انتهى
قال في الصحاح يوم سجسج لا حر فيه ولا برد وفي الحديث الجنة سجسج انتهى
1445 الحديث الخامس
قال عليه السلام من قرأ سورة * (هل أتى) * كان جزاؤه على الله جنة وحريرا
قلت رواه الثعلبي أخبرنا بأقل بن أرقم ثنا محمد بن شادة ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا سلم بن قتيبة عن شعبة عن عاصم عن زر عن أبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
136

سورة المرسلات
138

فيها حديثان
1446 الحديث الأول
روي في قوله تعالى * (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) * انها نزلت في ثقيف حين امرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة فقالوا لا نجبى فإنها مسبة علينا فقال عليه السلام لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود
قلت رواه أبو داود في سننه بنقص اخرجه في كتاب الخراج من حديث الحسن البصري عن عثمان بن أبي العاص أن وفد ثقيف لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم انزلهم النبي المسجد ليكون أرق لقلوبهم فاشترطوا عليهم ألا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم ألا تحشروا ولا تعشروا ولا خير في دين ليس فيه ركوع انتهى
ورواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم والطبراني في معجمه
وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة أبي داود وقال لا يعرف للحسن سماع من عثمان وليس طريق الحديث بقوي انتهى
وذكره الثعلبي عن مقاتل بلفظ المصنف سواء
1447 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ * (والمرسلات) *
139

كتب له انه ليس من المشركين
قلت رواه الثعلبي من حديث محمد بن عمران بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبي عن مجالد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
140

سورة عم
142

ذكر فيها أربعة أحاديث
1448 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحج العج والثج
قلت رواه الترمذي وابن ماجة من حديث وكيع عن إبراهيم بن يزيد الخوزي قال سمعت محمد بن جعفر المخزومي يحدث عن ابن عمر قال قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من الحاج قال الشعث التفل فقام آخر فقال أي الحج أفضل قال العج والثج فقام آخر فقال ما السبيل يا رسول الله قال الزاد والراحلة قال وكيع يعني العج التلبية والثج نحر البدن انتهى وضعفه الترمذي فقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه انتهى
ورواه أيضا من حديث محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر الصديق مرفوعا نحوه وضعفه الترمذي أيضا فقال هذا حديث غريب ومحمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع انتهى
وفيه كلام طويل استوفيناه في أحاديث الهداية فليراجع هناك إن شاء الله تعالى
1449 الحديث الثاني
عن معاذ بن جبل انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (فتأتون أفواجا) * فقال يا معاذ سألت عن امر عظيم من الأمور
143

ثم ارسل عينيه وقال يحشر الناس عشرة أصناف من أمتي بعضهم على صور القردة وبعضهم على صور الخنازير وبعضهم منكوسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها وبعضهم عمي وبعضهم صم بكم وبعضهم يمضغون ألسنتهم فهي مولاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم وبعضهم مصلوبون على جذوع من نار وبعضهم أشد نتنا من الجيف وبعضهم ملبسون جبابا سائغة من قطران لازقة بجلودهم فأما الذين على صور القردة فالقتات من الناس وأما الذين على صور الخنازير فأهل السحت وأما المنكوسون على وجوههم فأكلة الربا وأما العمي فالذين يجورون في الأحكام وأما الصم البكم فالمعجبون بأعمالهم وأما الذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصاص الذين خالف قولهم فعلهم وأما الذين قطعت أيديهم وأرجلهم فهم الذي يؤذون الجيران وأما المصلوبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى الشيطان وأما الذين هم أشد نتنا في الجيف فالذين يتبعون الشهوات واللذات ويمنعون حق الله وأما الذين يلبسون الجباب فأهل الكبر والفخر والخيلاء
قلت رواه الثعلبي في تفسيره أخبرني ابن فنجويه ثنا ابن شيبة ثنا عبيد الله ابن أحمد بن منصور الكسائي ثنا محمد بن عبد الجبار ثنا محمد بن زهير عن محمد بن المهتدي عن حنظلة السدوسي عن البراء بن عازب قال كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى * (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) * قال يا معاذ سألت عن امر عظيم... إلى آخره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره ثنا الحسن بن علي بن أحمد ثنا الحسن بن علي
144

ابن الحارث الكسائي ثنا إبراهيم بن مسعود ثنا محمد بن زهير به
1450 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) * قال هذه الآية أشد ما في القرآن على أهل النار
قلت رواه الثعلبي من طريق الامام أبي بكر بن السني أنا ابن فنجويه ثنا أبو داود الحراني ثنا شعيب بن بيان ثني مهدي بن ميمون سمعت الحسن بن دينار انه سأل الحسن عن أشد آية في القرآن على أهل النار فقال الحسن سألت ابا برزة الأسلمي فقال سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال * (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) * انتهى
وكذلك رواه ابن أبي حاتم في تفسيره ثنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري ثنا خالد بن عبد الرحمن ثنا جسر بن فرقد عن الحسن قال سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في القرآن على أهل النار فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول * (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا) * انتهى وجسر بن فرقد ضعيف جدا
ورواه البيهقي في كتاب البعث والنشور من حديث مسلم بن إبراهيم ثني جسر بن فرقد به... فذكره موقوفا لم يرفعه
وكذلك رواه الطبراني في معجمه رواه موقوفا فقط ويراجع
وأخرجه ابن مردويه في تفسيره من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن أحمد الحواري ثنا جعفر بن جسر بن فرقد ثني أبي عن الحسن به
1451 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة عم يتساءلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة
145

قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد ابن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
146

سورة النازعات
148

ذكر فيها أربعة أحاديث
1452 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بن كعب
فحديث أبي هريرة رواه الترمذي في كتابه من حديث يزيد بن سنان التميمي سمعت بكير بن فيروز يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل الا أن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة انتهى وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الرقاق وقال حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه إلا أني وجدت في النسخة برد بن سنان فلينظر
ورواه عبد بن حميد في مسنده والبيهقي في شعب الايمان في الباب الحادي عشر عن يزيد بن سنان به
ورواه العقيلي في كتابه وأعله بيزيد بن سنان
وقال ابن طاهر يزيد بن سنان متروك ولا يصح مسندا ويروى من كلام أبي ذر
أما حديث أبي بن كعب فرواه الحاكم في المستدرك أيضا من حديث عبد الله ابن الوليد العدني عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل ابن أبي بن كعب عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خاف أدلج...
149

إلى اخره
ورواه البيهقي في شعب الإيمان أيضا من حديث وكيع ثنا سفيان الثوري به
وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة وكيع وقال غريب تفرد به وكيع عن الثوري وسند الحاكم وارد عليه
1453 الحديث الثاني
روي أن مصعب بن عمير قتل أخاه أبا عزيز يوم أحد ووقى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفذت المشاقيص في جوفه
1454 الحديث الثالث
عن عائشة لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الساعة ويسأل عنها حتى نزلت يعني قوله تعالى * (فيم أنت من ذكراها) *
قلت روي من حديث طارق بن شهاب ومن حديث عائشة
فحديث طارق رواه النسائي أنا أحمد بن سليمان ثنا مؤمل بن الفضل ثنا عيسى عن إسماعيل ثنا طارق بن شهاب ان النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يزال يذكر من شأن الساعة حتى نزلت * (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) * الآية انتهى
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا أبو كريب ثنا وكيع ثنا إسماعيل به
وأما حديث عائشة فرواه الحاكم في المستدرك من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل عليه " يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى
150

ربك منتهاها) قال فانتهى ثم قال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فإن ابن عيينة كان يرسله بأخرة انتهى
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أنا ابن عيينة به مسندا
وكذلك الطبري في تفسيره ثني يعقوب بن إبراهيم ثنا سفيان بن عيينة به مسندا
ورواه عبد الرزاق في تفسيره أنا ابن عيينة به مرسلا لم يذكر فيه عائشة
وذكر الدارقطني في علله جماعة رووه عن ابن عيينة فأسندوه وآخرين رووه عنه فأرسلوه قال وكأن ابن عيينة أسنده مرة وأرسله أخرى
وقال ابن أبي حاتم في علله وقال أبو زرعة الصحيح مرسل بلا عائشة انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره من طريق إسحاق بن راهويه به مسندا ثم رواه من حديث نعيم بن حماد عن سفيان به مرسلا ومن حديث سعيد بن منصور به مرسلا
وروي أيضا حديث طارق من رواية عباد بن صهيب ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن طارق
1455 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة النازعات كان ممن حبسه الله تعالى في القبر والقيامة حتى يدخل الجنة قدر صلاة المكتوبة
قلت ذكره الثعلبي مقطوعا فقال وروى أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة والنازعات كان حبسه في القبر حتى يدخل الجنة قدر صلاة مكتوبة قال وروي لم يكن حبسه في القبر والقيامة إلا كقدر صلاة مكتوبة انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
151

ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
152

سورة عبس
154

ذكر فيها ثلاثة أحاديث
1456 الحديث الأول
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه ابن أم مكتوم وأم مكتوم أم أبيه وأسمه عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري من بني عامر بن لؤي وعنده صناديد قريش عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف والوليد بن المغيرة يدعوهم إلى الاسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم فقال يا رسول الله اقرئني وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول إذا رآه مرحبا بمن عاتبني فيه ربي ويقول هل لك من حاجة واستخلفه على المدينة مرتين
وقال انس رأيته يوم القادسية وعليه درع وله راية سوداء
قلت اخرج الطبري وابن مردويه حدثنا محمد بن سعد ثنا أبي ثنا عمي
155

ثنا أبي عن أبيه عن ابن عباس وابن أبي حاتم في تفسريهما عن العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى * (عبس وتولى) * قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عتبة ابن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعاص بن عبد المطلب وكان يتصدى لهم كثيرا وجعل عليهم أن يؤمنوا فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبد الله بن أم مكتوم يمشي هو يناجيهم فجعل عبد الله يستقرئ النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن وقال يا رسول الله علمني مما علمك الله فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه واقبل على الآخرين فلما قضى عليه السلام نجواه وأخذ ينقلب إلى أهله أمسك الله بعض بصره ثم خفق برأسه وأنزل الله * (عبس وتولى) * الآية فأكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه وقال له ما حاجتك انتهى
وروى الطبري أيضا ثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أن عبد الله بن أم مكتوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستقرئه وهو يناجي أمية بن خلف فأعرض عنه عليه السلام فأنزل الله * (عبس وتولى) * الآية قال وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه بعد ذلك على المدينة مرتين في غزوة غزاهما يصلي بأهلها انتهى
وروى الترمذي في كتابه من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت أنزل * (عبس وتولى) * في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم من عظماء المشركين فجعل عليه السلام يعرض عنه ويقبل على الاخر ويقول أترى بما أقول بأسا فيقول لا ففي هذا انزل انتهى
رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الخامس من القسم الخامس والحاكم في المستدرك وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وكلام أنس رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر عن قتادة قال
156

أخبرني انس بن مالك قال رأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء يعني ابن أم مكتوم انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده
ورواه الطبري أيضا في تفسيره أخبرنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن انس بن مالك... فذكره
وذكر الثعلبي لفظ المصنف بتمامه من غير سند ولا راو وكذلك فعل الواحدي في أسباب النزول
وقال السهيلي في الروض الأنف سمعت شيخنا أبا بكر بن العربي يقول قول المفسرين في الذي شغل النبي صلى الله عليه وسلم أنه الوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعباس كله باطل فإن أمية والوليد كانا بمكة وابن أم مكتوم كان بالمدينة ما حضر معهما ولا حضرا معه وماتا كافرين أحدهما قبل الهجرة والاخر في بدر ولم يقصد أمية المدينة قط ولا حضر عنده مفردا ولا مع آخر انتهى
وروى ابن سعد في الطبقات أخبرنا يزيد بن هارون أنا جويبر عن الضحاك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدى لرجل من قريش يدعوه إلى الاسلام فأقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعرض عنه ويعبس في وجهه ويقبل على الاخر فعير الله رسوله فقال * (عبس وتولى) * الآيات قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمه واستخلفه في المدينة مرتين انتهى وجويبر ضعيف
1457 قوله
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه انه سئل عن الأب فقال أي سماء تظلني واي ارض تقلني إذا قلت في كتاب الله بما لا علم لي به
157

قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن وعبد بن حميد في تفسيره قالا ثنا محمد بن عبيد عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر سئل عن قوله تعالى * (وفاكهة وأبا) * فقال أي سماء تظلني واي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله تعالى ما لا أعلم انتهى
ومن طريق عبد بن حميد رواه الثعلبي في تفسيره
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن ثنا محمد بن يزيد عن العوام بن حوشب وفيه انقطاع بين إبراهيم التيمي والصديق
ورواه ابن عبد البر في كتاب العلم من حديث موسى بن هارون الحمال ثنا يحيى الحماني ثنا حفص عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم النخعي عن أبي معمر عن أبي بكر... فذكره ثم قال ورواه عن أبي بكر أيضا ميمون ابن مهران وعامر الشعبي وابن أبي مليكة انتهى
1458 قوله
عن عمر رضي الله عنه انه قرا هذه الآية فقال كل هذا قد عرفنا فما الأب ثم رفض عصا كانت في يده وقال هذا لعمر الله التكلف يا بن أم عمر الا تدري ما الأب ثم قال ابتغوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه
قلت رواه الحاكم في المستدرك من حديث يزيد بن هارون أنا ابن حميد عن انس وعن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب ان انس اخبره انه سمع عمر بن الخطاب يقرأ * (فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا) * قال كل هذا قد عرفنا فما الأب ثم نقض عصا كانت في يده وقال هذا لعمر الله التكلف اتبعوا ما تبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه انتهى وقال هذا صحيح على شرط الشيخين
158

ولم يخرجاه انتهى
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الايمان في الباب التاسع عشر بالسند الثاني وكذلك الثعلبي رواه بالسند الثاني
ورواه ابن مردويه من حديث أبي اليمان أنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري به
والطبراني في مسند الشاميين وكذلك الطبري رواه من طريق ابن وهب أنا يونس وعمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن أنس فذكره كلهم بلفظ الحاكم
فائدة روى الحاكم في كتاب الصوم في المستدرك عن عمر بن الخطاب أنه سأل ابن عباس عن الأب فقال هو نبت الأرض مما يأكله الدواب والانعام ولا يأكله الناس مختصر وقال صحيح على شرط مسلم
1459 الحديث الثاني
في الحديث من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار
قلت رواه ابن ماجة من حديث جابر وقد تقدم مستوفى في سورة الفتح
1460 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة عبس جاء القيامة ووجهه ضاحك مستبشر
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد ابن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
159

سورة التكوير
162

فيها حديثان
1461 الحديث الأول
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يحشر الناس حفاة عراة فقالت أم سلمة كيف بالنساء فقال شغل الناس يا أم سلمة قالت وما شغلهم قال نشر الصحف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سعيد بن سليمان عن عبد الحميد ابن سليمان ثنا محمد بن أبي موسى عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس... فذكره
والحديث في الصحيحين عن عائشة من رواية عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قالت يا رسول الله الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض قال يا عائشة الامر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض انتهى وفي لفظ للبخاري الامر أشد من أن يهمهم ذلك
وهو في مستدرك الحاكم في تفسير سورة عبس من حديث سودة وقال فيه صحيح على شرط مسلم وروى ابن مردويه في تفسيره حديث عائشة وحديث سودة فقط
1462 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة " إذا الشمس
163

كورت) أعاذه الله أن يفضحه حين تنشر صحيفته
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
164

سورة الانفطار
166

فيها حديثان
1463 قوله
عن علي رضي الله عنه انه صاح بغلام له مرات فلم يلبه فنظر فإذا هو بالباب فقال له مالك لا تجيبني فقال لثقتي بحلمك وأمني من عقوبتك فاستحسن جوابه وأعتقه
1464 الحديث الأول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تلا قوله تعالى * (ما غرك بربك الكريم) * قال غره جهله
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه واسمه الحسين بن محمد ثنا أبو علي بن حنش المقري ثنا أبو القاسم بن الفضل المقري ثنا علي بن الحسين المقدمي وعلي بن هاشم قالا ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا صالح ابن مسمار قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية * (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) * قال غره جهله
وعن الثعلبي رواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده ومتنه
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن حدثنا كثير ابن هشام وذكره سواء إلا أنه قال غره حلمه والنسخة صحيحة
167

1465 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ * (إذا السماء انفطرت) * كتب الله له بعدد كل قطرة من السماء حسنة وبعدد كل قبر حسنة
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن اسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره وزاد وأصلح له شأنه يوم القيامة انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
وكذلك رواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
168

سورة المطففين
170

ذكر فيها ثلاثة أحاديث
1466 الحديث الأول
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وكانوا أخبث كيلا فنزلت فأحسنوا الكيل
وقيل قدمها وبها رجل يعرف بأبي جهينة ومعه صاعان يكيل بأحدهما ويكتال بالاخر
وقيل كان أهل المدينة تجارا يطففون وكانت مبايعتهم المنابذة والملامسة والمخابرة فنزلت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليهم وقال خمس بخمس قيل يا رسول الله وما خمس بخمس قال ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم الفقر وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر
قلت
الأول رواه النسائي في التفسير من حديث يزيد بن أبي سعيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فكانوا من أخبث الناس كيلا فأنزل الله تعالى * (ويل للمطففين) * إلى أخر الآية فأحسنوا الكيل بعد ذلك انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع عشر من القسم الثالث
171

والحاكم في المستدرك في البيوع وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه انتهى
والثاني نقله الثعلبي عن السدي وكذلك الواحدي في أسباب النزول وفي الوسيط
والثالث غريب
وحديث خمس بخمس رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الجهاد من حديث بشر بن المهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقض قوم العهد إلا كان القتل فيهم ولا ظهرت فيهم فاحشة إلا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر وما نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر انتهى وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وروي في كتاب الفتن من حديث حفص بن غيلان عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر مرفوعا نحوه وصححه
وروي الطبراني في معجمه من حديث إسحاق بن عبد الله بن كيسان حدثني أبي عن الضحاك بن مزاحم عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس مرفوعا نحوه وقال فيه ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات أخذوا بالسنين
1467 الحديث الثاني
روي أن الملائكة لتصعد بعمل العبد فيستقلونه فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله من سلطانه أوحى إليهم أنتم الحفظة على عبادي وانا
172

الرقيب على ما في قلبه وإنه قد أخلص عمله فاجعلوه في عليين فقد غفرت له وإنها لتصعد بعمل العبد فيزكونه فإذا انتهوا به إلى ما شاء أوحى إليهم أنتم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على قلبه وإنه لم يخلص عمله فاجعلوه في سجين
قلت رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني عن ضمرة بن حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة ليصعدون بعمل العبد فيستقلونه ويحتقرونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله من سلطانه فيوحي الله إليهم انكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه فضاعفوا له واكتبوه له في عليين وإن الملائكة ليرفعون عمل العبد من عباد الله فيكثرونه ويزكونه حتى ينتهوا به حيث شاء الله بن سلطانه فيوحي الله إليهم أنكم حفظة على عمل عبدي وأنا رقيب على ما في نفسه إن عبدي هذا لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين انتهى
1468 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المطففين سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون ابن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي امامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المطففين... إلى اخره
قال ابن أبي حاتم في علله قال أبي سلام بن سليم هو سلام الطويل وهو متروك الحديث
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ثنا عمرو بن سفيان القطيعي ثنا الحسن بن عجلان
173

وهو ابن أبي جعفر الجفري ثنا علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي ابن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ويل للمطففين سقاه الله من الرحيق المختوم قيل يا رسول الله وما الرحيق المختوم قال غدران الخمر انتهى
ورواه أيضا بسنديه في آل عمران بلفظ المصنف
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده في يونس
174

سورة الانشقاق
176

ذكر فيها خمسة أحاديث
1469 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم ما اذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة وقد تقدم في سورة إبراهيم
1470 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من يحاسب يعذب فقيل يا رسول الله * (فسوف يحاسب حسابا يسيرا) * قال ذلك العرض من نوقش في الحساب عذب
قلت رواه البخاري في التفسير وفي العلم ومسلم في صفة القيامة من حديث عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حوسب يوم القيامة عذب فقلت أليس قد قال الله * (فسوف يحاسب حسابا يسيرا) * قال ليس ذلك الحساب إنما ذلك العرض من نوقش الحساب يوم القيامة عذب انتهى
1471 الحديث الثالث
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ذات يوم * (واسجد واقترب) * فسجد هو ومن معه من المؤمنين وقريش تصفق فوق رؤوسهم وتصفر فنزلت
177

* (وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) *
1472 الحديث الرابع
عن أبي هريرة انه سجد في * (إذا السماء انشقت) * وقال والله ما سجدت فيها إلا بعد أن رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها
قلت ورواه البخاري ومسلم من حديث أبي رافع عن أبي هريرة انه قرأ * (إذا السماء انشقت) * فسجد فقلت ما هذه السجدة قال لو لم أر النبي صلى الله عليه وسلم يسجدها لم أسجد زاد في رواية فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه انتهى
1473 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة انشقت أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم بسنده المتقدم وهذا المتن
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في الوسيط
178

سورة البروج
180

ذكر فيها خمسة أحاديث
1474 الحديث الأول
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان لبعض الملوك ساحر فلما كبر ضم إليه خادما وكان في طريق الغلام راهب فسمع منه فرأى في طريقة ذات يوم دابة قد حبست الناس فأخذ حجرا وقال اللهم إن كان الراهب أحب إليك من الساحر فاقتلها فقتلها وكان الغلام بعد ذلك يبرئ الأكمه والأبرص ويبرئ من الادواء إذ عمي جليس الملك فأبرأه فأبصره الملك فسأله من رد عليك بصرك فقال ربي فغضب فعذبه فدل على الغلام فعذبه فدل على الراهب فلم يرجع الراهب عن دينه فقد بالمنشار وأبى الغلام فذهب به إلى جبل ليطرح من ذروته فدعا فرجف بالقوم وطاحوا ونجا فذهبوا به إلى قرقور فلججوا به ليغرقوه فدعا فانكفأت بهم السفينة فغرقوا ونجا فقال للملك لست بقاتلي حتى تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع وتأخذ سهما من كنانتي وتقول باسم الله رب الغلام ثم ترميني به فرماه فوقع في صدره فوضع يده عليه ومات فقال الناس آمنا برب الغلام فقيل للملك نزل بك ما كنت تحذر فأمر بأخاديد في أفواه السكك وأوقدت فيها النيران فمن لم يرجع طرحه فيها حتى جاءت امرأة معها صبي فتقاعست ان تقع فيها فقال الصبي يا أماه
181

اصبري فإنك على الحق فاقتحمت وقيل لها قعي ولا تنافقي وقيل ما هي إلا غميضة فصبرت
قلت رواه مسلم في صحيحه في آخر الكتاب وبوب عليه باب قصة الأخدود وأسند إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث لي غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب وسمع كلامه وأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه وإذا اتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساح فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم اعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من امر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس... إلى آخره الحديث فيه زيادة ونقص ويقارب في المعنى
ورواه الترمذي والنسائي في التفسير ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس من القسم الثالث وفي آخره فجاءت امرأة بابن لها ترضعه وكأنها تقاعست أن تقع في النار فقال الصبي يا أمه اصبري فإنك على الحق وهو لفظ النسائي أيضا
ورواه الطبري وقال فيه فاقتحمت فقال لها امضي ولا تنافقي
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي والبزار في مسانيدهم
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في كتاب المغازي وقال في آخره وأما الغلام فإنه دفن وذكر انه أخرج في زمن عمر بن الخطاب ويده على صدغه كما وضعها حين قتل قال والأخدود بنجران انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الايمان
182

في الباب السادس عشر بسنده ومتنه وليس عندهم قصة المرأة قال البزار لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا صهيب ولا نعلم رواه إلا ثابت البناني عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب انتهى
1475 الحديث الثاني
عن علي رضي الله عنه انهم حين اختلفوا في أحكام المجوس قال هم أهل كتاب وكانوا متمسكين بكتابهم وكانت الخمر قد أحلت لهم فتناولها بعض ملوكهم فسكر فوقع على أخته فلما صحا ندم وطلب المخرج فقالت له المخرج أن تخطب الناس فتقول يا أيها الناس إن الله قد أحل نكاح الأخوات ثم تخطبهم بعد ذلك أن الله حرمه فخطب فلم يقبلوا فقالت له ابسط فيهم السوط فلم يقبلوا فقالت له ابسط فيهم السيف فلم يقبلوا فأمرته بالاخاديد وإيقاد النار وطرح من أبي فيها فهم الذين أرادهم الله تبارك وتعالى بقوله * (قتل أصحاب الأخدود) * الآية
قلت رواه عبد بن حميد في تفسيره عن الحسن بن موسى ثنا يعقوب بن عبد الله القمي ثنا جعفر بن أبي المغيرة عن عبد الرحمن بن أبزى قال لما هزم المسلمون أهل الاسفيدهار انصرفوا فجاءهم نعي عمر فاجتمعوا فقالوا أي شيء يجري على المجوس من الاحكام فإنهم ليسوا بأهل كتاب وليسوا من مشركي العرب فقال علي بن أبي طالب بل هم أهل كتاب وكانوا متمسكين بكتابهم وكانت الخمر أحلت لهم فتناولها ملك من ملوكهم فسكر فوقع على أخته... إلى آخره سواء
ومن طريق عبد بن حميد رواه الثعلبي في تفسيره بسنده ومتنه
ورواه الطبري أيضا في تفسيره ثنا ابن حميد ثنا يعقوب القمي ثنا جعفر عن ابن أبزي فذكره إلى قوله فوقع على أخته قال فلما ذهب عنه السكر
183

قال لها ويحك ما المخرج مما ابتليت به فقالت اخطب الناس فقل يا أيها الناس إن الله قد أحل نكاح الأخوات فقال الناس برئنا إلى الله من هذا القول ما أتانا به نبي ولا وجدناه في كتاب فرجع إليها نادما فقال لها ويحك إن الناس قد أبوا أن يقروا بذلك فقالت ابسط فيهم السياط ففعل فأبوا أيضا فرجع إليها نادما فقال إنهم قد أبوا فقالت اخطبهم فإن أبوا فجرد فيهم السيف ففعل فأبوا عليه أيضا فقال لها إنهم قد أبوا فقالت خد لهم الأخدود ثم اعرضهم عليها فمن أقر وإلا فاقذفه في النار فأنزل الله فيهم * (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) * إلى قوله * (ولهم عذاب الحريق) * قال فلم يزالوا منذ ذلك يستحلون نكاح الأمهات والأخوات والبنات انتهى
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث الهيثم بن جميل ثنا يعقوب القمي عن جعفر عن سعيد بن جبير قال لما انهزم أهل اسفيدهار قال عمر ابن الخطاب ما هم يهود
ولا نصارى وليس لهم كتاب فقال علي بن أبي طالب لهم كتاب ولكنه رفع وذلك أن ملكا لهم سكر... إلى آخره
ورواه البيهقي في كتاب المعرفة في أواخر السير أخبرنا أبو منصور الدامغاني إجازة عن أبي بكر الإسماعيلي عن يوسف بن يعقوب عن أبي الربيع عن يعقوب القمي به
1476 الحديث الثالث
روي أنه وقع إلى نجران رجل ممن كان على دين عيسى عليه السلام فدعاهم فأجابوا فسار إليهم ذو نواس اليهودي بجنوده من حمير فخيرهم بين اليهودية والنار فأبوا فأحرق منهم اثني عشر ألفا في الأخاديد وقتل سبعين ألفا وذكر أن طول الأخدود أربعون ذراعا وعرضه اثنا عشر ذراعا
184

قلت رواه ابن هشام في أوائل السيرة حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي إن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان... فذكر الخبر بطوله إلى أن قال واستجمع أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر وكان على ما جاء به عيسى عليه السلام من الإنجيل وحكمه وجعل عبد الله بن الثامر لا يجد بنجران أحدا به ضر إلا أتاه فاتبعه على امره ودعا له فعوفي فمن هنالك كان أصل النصرانية بنجران حتى رفع شأنه إلى ملك نجران فدعاه ثم أرسل به إلى جبل عظيم فألقاه من أعلاه إلى الأرض فقام ليس به بأس ثم بعث به فألقاه في بحر بعيد الغور فخرج به ليس به بأس فقال له عبد الله بن الثامر إنك لن تقدر علي حتى توحد الله فوحد الملك الله وآمن به ثم أخذ الملك عصا فضرب بها عبد الله بن الثامر فشجه فهلك وهلك الملك واجتمعت أهل نجران على دين عبد الله بن الثامر فسار إليهم ذو نواس بجنوده فدعاهم إلى اليهودية وخيرهم بين ذلك والقتل فاختاروا القتل فخد لهم الأخدود فحرق بالنار وقتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل عشرين ألفا ففي ذي نواس وجنوده انزل الله تعالى * (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) * الآية انتهى ملفقا من كلام طويل
ونقله الثعلبي في تفسيره عن محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه ان رجلا كان على دين عيسى فوقع إلى نجران فدعاهم فأجابوه فسار إليهم ذو نواس اليهودي فخيرهم بين اليهودية والنار فأبوا عليه فخد الأخاديد فأحرق اثني عشر ألفا
وقال الكلبي كان أصحاب الأخدود سبعين ألفا وهم نصارى نجران وذلك أن ملكا بنجران أخذ بها قوما مؤمنين فخد لهم في الأرض سبعة أخاديد طول كل أخدود أربعون ذراعا وعرضه اثنا عشر ذراعا ثم طرح فيها النفط والنار ثم عرضهم عليها فمن أبى قذفوه فيها ومن رضي تركوه إلى آخر القصة
185

1477 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ من جهد البلاء
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أبواب كلام الأنبياء في باب كلام النبي صلى الله عليه وسلم ثنا أبو اسامة عن عوف عن الحسن قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحاب الأخدود تعوذ من جهد البلاء انتهى
1478 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة البروج أعطاه الله بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة تكون في الدنيا عشر حسنات
قلت رواه الثعلبي أخبرني محمد بن القاسم ثنا إسماعيل بن نجيد ثنا محمد ابن إبراهيم بن سعد ثنا سعيد بن حفص قال قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ * (والسماء ذات البروج) * إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
186

سورة الطارق
188

ذكر فيها ثلاثة أحاديث
1479 الحديث الأول
روي أن أبا طالب كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فانحط نجم فامتلأ ماء ثم نورا ففزع أبو طالب وقال أي شيء هذا فقال عليه السلام هذا نجم رمي به وهو آية من آيات الله تعالى فعجب أبو طالب فنزلت
قلت هكذا هو في تفسير الثعلبي وأسباب النزول للواحدي
1480 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وكل بالمؤمن مائة وستون ملكا يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب ولو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين
قلت رواه الطبراني في معجمه من حديث عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل بالمؤمن مائة وستون ملكا يذبون عنه ما لم يقدر عليه من ذلك البصر عليه سبعة أملاك يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب في اليوم الصائف ولو وكل العبد... إلى آخره
189

وبهذا الاسناد رواه الثعلبي في تفسيره وهو معلول بعفير
1481 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الطارق أعطاة الله تعالى بكل نجم في السماء عشر حسنات
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في الوسيط
190

سورة الاعلى
192

ذكر فيها أربعة أحاديث
1482 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما نزلت * (فسبح باسم ربك العظيم) * قال اجعلوها في ركوعكم ولما نزلت * (سبح اسم ربك الأعلى) * قال اجعلوها في سجودكم
قلت رواه أبو داود وابن ماجة في سننهما في الصلاة من حديث ثابت بن عامر عن عقبة بن عامر قال لما نزلت * (فسبح باسم ربك العظيم) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت * (سبح اسم ربك الأعلى) * قال اجعلوها في سجودكم انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه انتهى
ورواه أحمد وأبو داود الطيالسي وزاد في رواية لأبي داود وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا وإذا سجد قال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا ثم قال أخاف ألا تكون هذه الزيادة محفوظة
1483 الحديث الثاني
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم اسقط آية في قراءته في الصلاة فحسب أبي بن كعب انها نسخت فسأله فقال نسيتها
193

قلت رواه النسائي في سننه الكبرى في كتاب المناقب ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فترك آية فقال أفي القوم أبي بن كعب فقال أبي يا رسول الله أنسخت آية كذا وكذا أم نسيتها قال لا بل نسيتها انتهى
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وفي مسنده والطبراني في معجمه وقالا فيه فضحك ثم قال بل نسيتها انتهى
وكذلك البخاري في كتابه المفرد في الأدب في القراءة خلف الإمام بسنده ومتن الطبراني
وإسناده على شرط الشيخين وعبد الرحمن بن أبزي مختلف في صحبته قال البخاري له صحبة وقال أبو حاتم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلفه وقال ابن أبي داود تابعي وكذا ذكره ابن حبان في ثقات التابعين
قلت الصواب الأول ففي صحيح البخاري في باب السلم عن محمد ابن أبي مجالد قال ارسلني أبو بردة وعبد الله بن شداد إلى عبد الرحمن بن أبزي وعبد الله بن أبي أوفى فسألتهما عن السلف فقالا كنا نصيب المغانم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأتينا أنباط من أنباط الشام فنسلفهم في الحنطة والشعير والزبيب إلى أجل مسمى وفي لفظ له قال ارسلني أبو بردة وعبد الله بن شداد إلى عبد الله ابن أبي أوفى سألته عن السلف فقال كنا نسلف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر في الحنطة والشعير والزبيب قال وسألت ابن أبزي فقال مثل ذلك انتهى ففي هذا تصريح بصحبة عبد الرحمن بن أبزى
وفي سنن أبي داود أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم وذكره في الصلاة في باب تمام التكبير ثنا محمد بن بشار ثنا أبو داود ثنا شعبة بسند النسائي ومتنه
قال المنذري في مختصره ورواه البخاري في تاريخه الكبير قال وحكى عن أبي داود الطيالسي أنه قال هذا عندنا باطل قال المنذري والأحاديث الثابتة على خلاف هذا الحديث ومعناه أي كان لا يأتي بالتكبير في الانتقالات كلها
194

إنما يأتي به في بعضها انتهى كلامه
ورواه ابن سعد في الطبقات ولفظه فيه فكان إذا سجد لا يكبر قال وهو قول محمد بن سيرين والقاسم وغيرهما وقال ابن سعد وكان عبد الرحمن بن أبزي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انتهى
ثم ذكره ابن سعد في باب ذكر من نزل مكة بعد الهجرة من الصحابة فعد جماعة منهم عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فلما تقدم ليصلي عليه التفت فإذا هو بامرأة فطردت ثم صلى عليها انتهى
وروى الطحاوي في شرح الآثار حديث أبي داود بلفظه ثم قال وبهذا اخذ بنو أمية فكانوا لا يكبرون في حال الخفض ويكبرون في حال الرفع والأحاديث الثابتة على خلاف ذلك أنه عليه الصلاة والسلام كان يكبر في كل خفض ورفع انتهى
وروى الطحاوي أيضا عن عبد الرحمن بن ابزي انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الوتر فقرأ في الركعة الأولى * (سبح اسم ربك الأعلى) * وفي الثانية * (قل يا أيها الكافرون) * وفي الثالثة * (قل هو الله أحد) * ورجاله ثقات
ورواه النسائي في الكنى أيضا عن شعبة عن الحسن بن عمران سمعت سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه انه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان لا يتم التكبير انتهى
وقد اسنده أبو بشر الدولابي من حديث أبي بن كعب في كتابه الذي جمعه من أحاديث سفيان فقال ثنا عمرو بن علي وبندار قالا ثنا يحيى بن سعيد ثنا سفيان الثوري ثني سلمة بن كهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر... إلى آخره ثم قال لم يقل غيره وفيه عن أبي بن كعب انتهى
195

1484 الحديث الثالث
عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كم أنزل الله من كتاب فقال مائة وأربعة كتب منها على آدم عشر صحف وعلى شيث خمسون وعلى إبراهيم عشر صحايف وعلى أخنوخ وهو إدريس ثلاثون صحيفة والتوارة والإنجيل والزبور والفرقان
قلت رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الأول من حديث أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال دخلت المسجد يوما فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده قال يا ابا ذر إن للمسجد تحية وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما قال فقمت فركعتهما... إلى أن قال يا رسول الله كم عدد الأنبياء قال مائة الف وعشرون ألفا قلت يا رسول الله كم الرسل منها قال ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا قلت يا رسول الله من كان أولهم قال آدم قلت يا رسول الله أنبي مرسل قال نعم قلت يا رسول الله كما كتابا انزله الله قال مائة وأربعة كنت على موسى قبل التوراة عشر صحائف وعلى إبراهيم عشر صحائف وانزل على شيث خمسين وأنزل على أخنوخ ثلاثين صحيفة وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان مختصر وقد تقدم بتمامه في سورة الحج
وكذلك رواه الحاكم في المستدرك في الفضائل من حديث عبيد بن عمير عن أبي ذر فذكره وسكت عنه وكذلك رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في أول شعب الايمان وأبو نعيم الحافظ في الحلية في ترجمة أبي ذر كلهم بلفظ ابن حبان سواء
وكأن الوهم من المصنف في قوله على آدم عشر صحف
196

وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره بلفظ ابن حبان
1485 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة الاعلى أعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف انزله الله على إبراهيم وموسى ومحمد
وكان إذا قرأها قال سبحان ربي الأعلى وكان علي وابن عباس يقولان ذلك
وكان يحبها
وقال أول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل
قلت هذه أربعة أحاديث
فالأول رواه الثعلبي في تفسيره والواحدي في الوسيط من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
وأما الثاني فرواه أبو داود في سننه في الصلاة من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ * (سبح اسم ربك الأعلى) * قال سبحان ربي الأعلى انتهى ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه ذكره في الصلاة
وأما الثالث والرابع فقال الثعلبي وروى علي بن أبي طالب قال كان رسول الله
197

صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة * (سبح اسم ربك الأعلى) * وأول من قال سبحان ربي الأعلى ميكائيل انتهى
وروى البزار في مسنده ثنا يوسف بن موسى ثنا وكيع ثنا إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي ابن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب سورة * (سبح اسم ربك الأعلى) * انتهى
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من طريق أحمد بن حنبل ثنا وكيع به
198

سورة الغاشية
200

حديث واحد
1486 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حسابا يسيرا
قلت رواه الثعلبي أنا محمد بن القاسم ثنا إسماعيل بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد ثنا سعيد بن حفص قال قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده في يونس
201

سورة الفجر
204

ذكر فيها ثلاثة أحاديث
1487 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الشفع بيوم النحر والوتر بيوم عرفة لأنه تاسع هذه الأيام وذاك عاشرها
قلت رواه النسائي في سننه في الحج وفي التفسير أيضا من حديث زيد ابن الحباب أخبرني عياش بن عقبة أخبرني خير بن نعيم عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر الأضحى والوتر ويوم عرفة والشفع يوم النحر انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك في أول الأضاحي وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
ورواه أحمد والبزار في مسنديهما والبيهقي في شعب الايمان في الباب الثالث عشر قال البزار لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الاسناد انتهى وهذا سند لا بأس برجاله
1488 قوله
روي عن عبد الله بن قلابة أنه خرج في طلب إبل له فوقع عليها يعني إرم ذات العماد فحمل منها ما قدر عليه وبلغ خبره معاوية
205

فاستحضره وقص عليه فبعث إلى كعب يسأله فقال هي إرم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين في زمانك أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عقبه خال يخرج في طلب إبل له ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل
قلت رواه الثعلبي من طريق عثمان بن سعيد الدارمي أنا عبد الله بن صالح ثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن وهب بن منبه عن عبد الله بن قلابة أنه خرج في طلب إبل له شردت... إلى آخره
وفيه زيادة
1489 الحديث الثاني
روي أنه لما نزل قوله تعالى " وجئ يومئذ بجهنم " تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف في وجهه حتى اشتد على أصحابه فأخبروا عليا فجاء فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه وقال يا نبي الله بأبي وأمي ما الذي حدث اليوم وما الذي غيرك فتلا عليه الآية فقال علي كيف يجاء بها قال يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع
قلت رواه الثعلبي انا ابن فنجويه ثنا أحمد بن الحسين بن ماجة ثنا يعقوب بن يوسف القزويني ثنا القاسم بن الحكم ثنا عبيد الله بن الوليد ثنا عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت هذه الآية " وجئ يومئذ بجهنم " تغير لون رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرف في وجهه... إلى اخره وفيه زيادة
ورواه ابن مردويه في تفسيره ثنا محمد بن محمد بن مالك ثنا يعقوب بن
206

يوسف القزويني ثنا القاسم بن الحكم العرني ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت... فذكره
وعن الثعلبي رواه الواحدي بسنده ومتنه
1490 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الفجر في الليالي العشر غفر الله له ومن قرأها في سائر الأيام كانت له نورا يوم القيامة
قلت رواه الثعلبي أخبرني بأقل بن راقم بن أحمد الباقي ثنا محمد بن محمد ابن شادة ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا سلم بن قتيبة عن سعيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده المتقدم في يونس
207

سورة البلد
210

ذكر فيها ستة أحاديث
1491 الحديث الأول
قتل النبي صلى الله عليه وسلم ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة ومقيس بن ضبابة وغيرهم وحرم دار أبي سفيان
قلت أما قتل ابن خطل فرواه البخاري ومسلم من حديث الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عام الفتح قيل له إن ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه انتهى
وأما قتل مقيس بن ضبابة وغيره فروى أبو داود في سننه في الجهاد والنسائي في المرتد من حديث مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين قال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن ضبابة وعبد الله بن أبي سرح
فأما ابن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشب الرجلين فقتله
وأما مقيس بن ضبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه
وأما عكرمة فركب البحر فأصابتهم ريح عاصفة قال أصحاب السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا فقال عكرمة والله إن لم ينجني من البحر إلا الإخلاص لا ينجني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن عافيتني
211

مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى أضع يده في يدي فلاجدنه عفوا كريما فجاء فاسلم
وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به وأوقفه وقال يا رسول الله بايع عبد الله فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال ما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا فيقتله حيث رآني كففت يدي عن بيعته قالوا وما يدرينا يا رسول الله هلا أومأت لنا بعينك قال إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين انتهى
وأما تحريم دار سفيان فغريب
1492 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لم تحل لاحد قبلي ولن تحل لاحد بعدي ولم تحل لي إلا ساعة من نهار فلا يعضد شجرها ولا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد فقال العباس يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقيوننا وقبورنا وبيوتنا فقال عليه السلام إلا الإذخر
قلت رواه الجماعة إلا ابن ماجة من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق الله السماوات
212

والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحل القتال فيه لاحد قبلي ولم تحل لي إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله تعالى إلى يوم القيامة لا يعضد شوكها ولا ينفر صيدها ولا تلتقط لقطتها إلا من عرفها فقال العباس إلا الإذخر فإنه لقبورنا وبيوتنا فقال إلا الإذخر انتهى
وفي رواية للشيخين ولا يختلى خلاها وفي رواية وأنها لم تحل لاحد كان قبلي وإنها أحلت لي ساعة من نهار وإنها لن تحل لاحد بعدي وفي رواية فإنه لقينهم وبيوتهم
وإذا تتبعت طرق الحديث وجدت لقط المصنف
1493 الحديث الثالث
روي أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم دلني على عمل يدخلني الجنة فقال تعتق النسمة وتفك الرقبة قال اوليسا سواء قال لا إعتاقها ان ينفرد بعتقها وفكها ان تعين في تخليصها من قود أو غرم
قلت رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه في كتاب المكاتب من حديث عيسى بن عبد الرحمن السلمي ثنا طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن ابن عوسجة عن البراء بن عازب قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال اعتق النسمة وفك الرقبة قال اوليسا واحدا قال لا عتق النسمة ان ينفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في ثمنها انتهى قال الحاكم صحيح الاسناد ولم يخرجاه
ورواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب والبيهقي في شعب الايمان في الحج وليس عند أحد منهم ذكر القود والغرم
213

وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره والواحدي في الوسيط
1494 الحديث الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم من فك رقبة فك الله بكل عضو منها عضوا منه من النار
قلت غريب
وروى الحاكم في مستدركه من حديث عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة فك الله بكل عضو من أعضائه عضوا من أعضائه من النار انتهى وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه
1495 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (أو مسكينا ذا متربة) * قال هو الذي مأواه المزابل
قلت غريب أيضا
وفي مستدرك الحاكم موقوفا على ابن عباس قال هو المطروح الذي ليس له بيت وفي لفظ قال هو الذي لا يقيه من التراب شيء وصحح الأول وسكت عن الثاني
ثم وجدته عند ابن مردويه في تفسيره فقال حدثنا أحمد بن علي بن حبيش الرازي ثنا الحسن بن علي بن نصر ثنا أبو النضر إسماعيل بن عبد الله العجلي ثنا عمرو بن حكام ثنا شعبة عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (أو مسكينا ذا متربة) * قال الذي مأواه المزابل انتهى
214

1496 الحديث السادس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ * (لا أقسم بهذا البلد) * أعطاه الله الأمان من غضبه يوم القيامة
قلت رواه الثعلبي من حديث أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن علي بن زيد عن زر عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ * (لا أقسم بهذا البلد) *... إلى اخره وقال الامن
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده في يونس
215

سورة والشمس
218

حديث واحد
1497 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الشمس فكأنما تصدق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر
قلت رواه الثعلبي أخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي ثنا أبو محمد ابن أبي حامد ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الأصبهاني ثنا المؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري ثنا أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
219

سورة والليل
222

فيها حديثان
1498 الحديث الأول
قال صلى الله عليه وسلم كل ميسر لما خلق له
قلت رواه البخاري في آخر صحيحه في باب قوله تعالى * (ولقد يسرنا القرآن للذكر) * ومسلم في كتاب القدر من حديث مطرف عن عمران بن حصين قال قيل يا رسول الله اعلم أهل الجنة من أهل النار فقال نعم قال ففيم يعمل العاملون قال كل ميسر لما خلق له انتهى
ورواه مسلم أيضا من حديث علي بن أبي طالب قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عود ينكت به الأرض فقال ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار أو من الجنة فقال رجل من القوم الا نتكل يا رسول الله قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ * (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى) * الآية انتهى اخرجه أيضا في كتاب القدر عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي
1499 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة والليل أعطاه الله تعالى حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن اسلم عن أبيه عن أبي امامة عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
223

ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في الوسيط
224

سورة والضحى
226

ذكر فيها ستة أحاديث
1500 الحديث الأول
روي أن الوحي تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما فقال المشركون إن محمدا ودعه ربه وقلاه
وقيل إن أم جميل امرأة أبي لهب قالت له يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فنزلت
قلت روى البخاري ومسلم عن الأسود عن قيس عن جندب بن عبد الله البجلي قال أبطا جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال المشركون قد ودع محمد فأنزل الله تعالى * (والضحى والليل إذا سجى) * إلى آخرها انتهى
وروى البخاري في صحيحه في التهجد وفي التفسير ومسلم في المغازي بهذا السند قال احتبس جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك فأنزل الله * (والضحى والليل) * إلى آخرها انتهى
وفي مستدرك الحاكم من حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث أياما لا ينزل عليه الوحي فأتته امرأة أبي لهب فقالت يا محمد ما أرى صاحبك إلا قد ودعك وقلاك فأنزل الله تعالى (والضحى...) إلى آخرها مختصرا وقال
227

صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وروى ابن مردويه في تفسيره حديث الترمذي بسنده ومتنه
ورواه أيضا ثنا أحمد بن كامل ثنا محمد بن سعد ثني أبي ثنا عمى ثنا أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله * (ما ودعك ربك وما قلى) * قال ابطأ عليه جبريل أياما فعير بذلك وقال المشركون ودعه ربه وقلاه فأنزل الله * (ما ودعك ربك وما قلى) * انتهى
1501 الحديث الثاني
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم مات أبوه وهو جنين قد أتت عليه ستة أشهر وماتت أمه وهو ابن ثمان سنين فكفله عمه أبو طالب وعطفه الله عليه فأحسن تربيته
قلت غريب
وروى الحاكم في المستدرك في كتاب الفضائل من طريق ابن إسحاق حدثني مطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده أنه ذكر ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال توفي أبوه وأمه حبلى به انتهى وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وفي السيرة قال ابن إسحاق ثم لم يلبث عبد الله بن عبد المطلب أن هلك وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل به وقال ابن إسحاق أيضا وتوفيت أمه وهو ابن ست سنين وقال أبو عمر سبع سنين وقال قال محمد بن حبيب المحبر توفيت أمه وهو ابن ثمان سنين من سيرة أبي الفتح اليعمري
وقال السهيلي في الروض الأنف وأكثر العلماء على أنه عليه الصلاة والسلام توفي أبوه وهو في المهد كما ذكره الدولابي وغيره انتهى
228

وقال ابن سعد في الطبقات والأول أثبت انه عليه السلام توفي أبوه عبد الله وهو حمل
1502 الحديث الثالث
قال النبي صلى الله عليه وسلم جعل رزقي تحت ظل رمحي
قلت روي من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث انس ابن مالك
أما حديث ابن عمر فرواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم والطبرني في معجمه والبيهقي في شعب الايمان في الباب الثالث عشر من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الحرشي عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم انتهى
وذكره البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد تعليقا فقال باب ما قيل في الرماح ويذكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت بين يدي الساعة... إلى آخره
وأما حديث أبي هريرة فرواه البزار في مسنده من حديث صدقة بن عبد الله عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم انتهى ثم قال لم يتابع صدقة على روايته هذه وغيره يرويه عن الأوزاعي مرسلا انتهى
وأما حديث انس فرواه أبو نعيم الحافظ في كتابه تاريخ أصبهان في ترجمة احمد
229

ابن محمود فقال ثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة ثنا بشر بن الحسين الأصبهاني ثنا الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل الصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم انتهى
1503 الحديث الرابع
في الحديث بأبي وأمي هو والله ما كهرني
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الصلاة من حديث معاوية بن الحكم السلمي قال بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت وأثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ولما رأيتهم يصمتوني لكني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأني هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن الحديث بطوله
قال الجوهري في الصحاح الكهر الانتهار قال ومنه قراءة ابن مسعود فأما اليتيم فلا تكهر وفسره المصنف بالعبس
1504 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رددت السائل ثلاثا فلم يرجع فلا عليك أن تزبره
قلت رواه ابن الجوزي في كتاب الموضوعات من طريق الدارقطني ثنا إسماعيل بن أبي العباس الوراق ثنا عباد بن العوام ثنا الوليد بن الفضل العمري
230

ثنا عبد الرحمن بن أبي حسن ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رددت السائل ثلاثا فلا بأس أن تزبره انتهى ثم قال الدارقطني تفرد به الوليد قال ابن حبان يروي المناكير التي لا يشك أنها موضوعة انتهى
ورواه الثعلبي في تفسيره أخبرنا ابن فنجويه ثنا عبد الله بن يوسف ثنا الحسن بن علي بن زكريا القرشي ثنا قتيبة بن مجالد ثنا حبان بن علي ثنا طلحة ابن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رددت السائل ثلاثا فلم يرجع فلا عليك ألا تنهره انتهى
قال ابن الجوزي وقد روي من حديث عائشة ثم ساق من طريق عبد الغني ابن سعيد الحافظ بسنده إلى وهب بن زمعة القرشي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة إذا رددت السائل ثلاثا فلم يذهب فلا بأس أن تزبريه انتهى ثم قال قال عبد الغني وهب ابن زمعة هذا هو وهب بن وهب القاضي قال ابن الجوزي وكان يضع الأحاديث قال ومن المصائب العظيمة في الدين تدليس اسم الكذاب انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الوسط فقال ثنا عبد الملك بن محمد ثنا نعيم ثنا عمار بن رجاء ثنا أحمد بن أبي طيبة ثنا حبان بن علي عن طلحة ابن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رددت السائل ثلاثا فلا عليك أن تزبره انتهى
1505 الحديث السادس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة والضحى جعله الله فيمن يرضى بمحمد أن يشفع له وعشر حسنات يكتبها الله بعدد كل
231

يتيم وسائل
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث محمد بن عمران بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ثنى أبي عن مجالد بن عبد الواحد عن الحجاج بن عبد الله عن أبي الجليل عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
232

سورة ألم نشرح
234

ذكر فيها حديثين
1506 الحديث الأول
عن ابن عباس وابن مسعود لن يغلب عسر يسرين وروي مرفوعا أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو يضحك وهو يقول لن يغلب عسر يسرين
قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره أنا معمر عن أيوب عن الحسن في قوله تعالى * (إن مع العسر يسرا) * قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما مسرورا فرحا
وهو يضحك وهو يقول لن يغلب عسر يسرين * (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) * انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الحاكم في مستدركه وسكت عنه وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثمانين بسنده ومتنه
ورواه الطبري في تفسيره أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ثنا أبو ثور عن معمر عن الحسن... فذكره وهو مرسل
وموقوف ابن مسعود رواه عبد الرزاق أيضا أخبرنا جعفر بن أبي سليمان عن ميمون بن أبي حمزة عن إبراهيم النخعي عن ابن مسعود قال لو كان العسر في جحر ضب لتبعه اليسر حتى يستخرجه لن يغلب عسر يسرين انتهى
وموقوف ابن عباس غريب
235

وفيه موقوف على عمر رواه مالك في الموطأ في كتاب الجهاد أنا زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب بلغه أن أبا عبيدة حضر بالشام وقد تألب عليه القوم فكتب إليه عمر سلام عليك أما بعد فإنه ما نزل بمؤمن شدة إلا جعل الله بعدها فرجا ولن يغلب عسر يسرين و * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * إلى آخرها انتهى
وكذلك رواه الحاكم في المستدرك قال على شرط مسلم ولم يخرجاه
وفيه مرفوع آخر رواه ابن مردويه في تفسيره فقال حدثنا أحمد بن محمد ابن السري ثنا المنذر بن محمد بن المنذر ثني أبي ثنا يحيى بن محمد بن هانئ عن محمد بن إسحاق ثني الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال لما نزلت * (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا لن يغلب عسر يسرين وفيه قصة
1507 قوله
عن عمر رضي الله عنه قال إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سبهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة
قلت غريب
وروي ابن أبي شيبة في مصنفه في باب كلام الصحابة وأحمد في كتاب الزهد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع قال قال عبد الله بن
236

مسعود إني لأمقت الرجل أراه فارغا ليس في شيء من عمل دنيا ولا آخرة انتهى
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة ابن مسعود وكذلك رواه الطبراني في معجمه وابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق والبيهقي في كتاب الزهد له
1508 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ * (ألم نشرح) * فكأنما جاءني وأنا مغتم ففرج عني
قلت رواه الامام أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه الشافعي في كتاب الترغيب أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان أنا أبو أحمد القاسم بن أبي صالح ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا شاذ بن الفياض ثنا الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد بن جدعان عن عاصم عن زر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ * (ألم نشرح) *... إلى آخره هكذا وجدته مرسلا
ورواه الثعلبي مسندا من طريق أبي عوانة عن عاصم بن بهدلة عن زر ابن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال سمعت الله صلى الله عليه وسلم يقول... فذكره
ورواه ابن مروديه في تفسيره من حديث علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه أيضا حدثنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا أبو عمارة أحمد بن محمد ابن المهدي ثنا محمد بن ضوء بن الصلصال بن الدلهمس ثني أبي ان أباه أعلمه أن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
237

سورة التين
240

ذكر فيها أربعة أحاديث
1509 الحديث الأول
روي أنه أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه كلوا فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس
قلت رواه أبو نعيم الحافظ في كتاب الطب له حدثنا أبو زرعة محمد بن محمد ابن عبد الوهاب بن أبي عصمة العكبري ثنا عبد الله بن الحسن بن نصر الواسطي نثا إسحاق بن وهيب الواسطي ثنا أحمد بن نصر الخراساني ثنا عبد الله بن محمد الكوفي ثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي ذر قال أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طبق من تين... إلى آخره سواء... ثم رواه بهذا الإسناد عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا نحوه سواء
ورواه ابن الجوزي في كتابه المسمى بلفظ المنافع في الطب من طريق أبي بكر محمد بن إسحاق السني ثنا القاسم بن أبي الحسن الزبيري ثنا سهل بن إبراهيم الواسطي عن عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال ثني الثقة عن أبي ذر قال أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره وبهذا الإسناد رواه الثعلبي في تفسيره
241

1510 الحديث الثاني
عن معاذ بن جبل أنه مر بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيبا واستاك به وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة تطيب الفم وتذهب بالحفرة وسمعته يقول هي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي
قلت رواه الطبراني في كتابه مسند الشاميين وفي معجمه الوسط حدثنا أحمد بن علي الأبار ثنا معلل بن نفيل الحراني ثنا محمد بن محصن عن إبراهيم ابن أبي عبلة عن عبد الله بن الديلمي عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة تطيب الفم وتذهب بالحفر وسمعته يقول هي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي انتهى
وكذلك رواه الثعلبي تفسيره عن معلل بن نفيل به
1511 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال بلى وأنا على ذلك من الشاهدين
قلت رواه الطبري في تفسيره أخبرنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى * (أليس الله بأحكم الحاكمين) * وقال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال بلى وأنا على ذلك من الشاهدين انتهى
وروى الحاكم في المستدرك من حديث يزيد بن عياض عن إسماعيل
242

ابن أمية عن أبي اليسع عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ * (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) * قال بلى وإذا قرأ * (أليس الله بأحكم الحاكمين) * قال بلى انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
1512 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة والتين أعطاه الله خصلتين العافية واليقين ما دام في دار الدنيا فإذا مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأها
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم...
فذكره إلا أنه قال بعدد من قرأها صيام يوم وهذه الزيادة لم أجدها في نسخ الكشاف
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران بلفظ الثعلبي
وكذلك رواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس بلفظ الثعلبي
243

سورة القلم
246

ذكر فيها ستة أحاديث
1513 الحديث الأول
روي أن أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتزعم ان من استغنى طغى فاجعل لنا جبال مكة ذهبا وفضة لعلنا نأخذ منها فنطغى فندع ديننا ونتبع دينك فنزل جبريل عليه السلام فقال إن شئت قعلنا ذلك ثم إن لم يؤمنوا فعلنا بهم ما فعلنا بصاحب المائدة فكف عليه الصلاة والسلام عن الدعاء إبقاء عليهم
1514 الحديث الثاني
روي أن أبا جهل قال لقريش هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قالوا نعم قال فوالذي يحلف به لئن رأيته لأطأن عنقه فجاءه ثم نكص على عقبيه فقالوا مالك يا أبا الحكم قال إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة
قلت رواه مسلم في صحيحه في صفة القيامة من حديث أبي حازم عن أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قالوا نعم
247

قال واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته قال فما فجئهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه فقيل له مالك قال إن بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا قال وأنزل الله تعالى * (كلا إن الإنسان ليطغى) * إلى آخرها انتهى
1515 الحديث الثالث
روي أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فقال ألم أنهك فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتهددني وأنا أكثر أهل الوادي ناديا فنزلت * (فليدع ناديه) * الآية
قلت رواه الترمذي والنسائي بتغيير يسير من حديث أبي خالد الأحمر سليمان ابن حبان ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فجاء أبو جهل فقال ألم أنهك عن هذا فنهره النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو جهل إنه ليعلم ما بها ناد أكثر مني فأنزل الله تعالى * (فليدع ناديه) * الآية قال ابن عباس والله لو دعا نادية لاخذته زبانية الله انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب انتهى
رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في دلائل النبوة
ورواه أحمد وابن أبي شيبة والبزار في مسانيدهم
ورواه الطبري في تفسيره... فذكره بلفظ المصنف سواء زاد عليه قول ابن عباس أيضا
وكذلك ابن مردويه في تفسيره عن علي بن مسهر عن داود بن أبي هند
248

بلفظ المصنف سواء
1516 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو دعا ناديه لاخذته الزبانية عيانا
قلت رواه النسائي من طريق عبد الرزاق انا معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى * (سندع الزبانية) * قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو فعل أبو جهل لاخذته الملائكة عيانا انتهى وتقدم هذا من قول ابن عباس
ورواه ابن مردويه في تفسيره من طرق بلفظ النسائي سواء
1517 الحديث الخامس
في الحديث أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد
قلت رواه مسلم في صحيحه في الصلاة من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء انتهى
1518 الحديث السادس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة العلق أعطي من الاجر كأنما قرأ المفصل كله
قلت رواه الثعلبي من حديث إسماعيل بن عمرو ثنا يوسف بن عطية ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ * (اقرأ باسم ربك) * إلى آخره
249

ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
250

سورة القدر
252

ذكر فيها حديثان
1519 الحديث الأول
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله الف شهر فعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة خيرا من مدة ذلك الغازي يعني ليلة القدر
قلت رواه ابن أبي حاتم والثعلبي في تفسيريهما والواحدي في أسباب النزول من حديث مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله تعالى ألف شهر قال فعجب المسلمون من ذلك فأنزل الله تعالى * (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر) * الذي لبس السلاح فيها في سبيل الله تعالى انتهى وهو مرسل
1520 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة القدر أعطي من الاجر كمن صام رمضان وأحيا ليلة القدر
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث عبد الله بن روح المدائني ثنا شبابة بن سوار ثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن زر بن حبيش
253

عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
254

سورة لم يكن
256

حديث واحد
1521 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة لم يكن كان يوم القيامة من خير البرية مساء ومقيلا
قلت رواه الثعلبي من طريق ابن أبي داود ثنا محمد بن عاصم ثنا شبابة ابن سوار ثنا مخلد بن عبد الواحد بالسند الذي قبله وبهذا المتن
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران وقال في الأول مساء ومقيلا وفي الثاني ساكنا ومقيلا
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده في يونس وقال مسافرا ومقيما وهذا اختلاف
257

سورة الزلزلة
260

فيها حديثان
1522 الحديث الأول
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تشهد الأرض على كل أحد بما عمل على ظهرها
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث انس
فحديث أبي هريرة رواه الترمذي والنسائي من طريق ابن المبارك ثنا سعيد ابن أبي أيوب ثنا يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قرأ رسول الله هذه الآية * (يومئذ تحدث أخبارها) * قال أتدرون ما أخبارها قالوا الله ورسوله اعلم قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول عمل كذا في يوم كذا فهذه اخبارها انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثاني والسبعين من القسم الثالث والحاكم في المستدرك في كتاب القراءات وقال على شرط الشيخين
وأما حديث انس فرواه البيهقي في شعب الايمان في أواخر الباب السابع والأربعين من حديث رشدين بن سعد ثنا يحيى بن أبي سليمان عن أبي حازم عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الأرض لتخبر يوم القيامة بكل عمل
261

عمل على ظهرها ثم تلا * (إذا زلزلت الأرض زلزالها) * إلى آخرها انتهى
قال البيهقي ورشدين بن سعد ضعيف
وبالسندين رواه ابن مردويه في تفسيره
1523 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ * (إذا زلزلت الأرض) * اربع مرات كان كمن قرأ القرآن كله
قلت رواه الثعلبي أخبرنا يعقوب بن أحمد السري العروضي انا محمد بن عبد الله العماني ثنا أبو القاسم الطائي حدثني أبي ثني علي بن موسى الرضا ثني أبي موسى بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد حدثني أبي محمد بن علي حدثني أبي علي بن الحسين حدثني أبي الحسين بن علي حدثني أبي علي بن أبي علي ابن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
وفي مسند ابن أبي شيبة والبزار عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال * (قل يا أيها الكافرون) * ربع القرآن و * (إذا زلزلت) * ربع القرآن و * (إذا جاء نصر الله) * ربع القرآن انتهى وفي لفظ البزار تعدل ربع القرآن
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران ولفظه من قرأ * (إذا زلزلت) * أعطي من الاجر كمن قرأ ربع القرآن
وبهذا اللفظ رواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
262

سورة العاديات
264

فيها حديثان
1524 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يكن نقع ولا لقلقة
قلت غريب مرفوعا ولم أجده إلا من قول عمر رواه عبد الرزاق في مصنفه في الجنائز أنا معمر عن الأعمش عن أبي وائل قال قيل لعمر إن نسوة من بني المغيرة قد اجتمعن في دار خالد بن الوليد يبكين عليه وإنا نكره أن يؤذينك فلو نهيتهن فقال عمر ما عليهن أن يهرقن من دموعهن على أبي سليمان سجلا أو سجلين ما لم يكن نقع أو لقلقة انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الحاكم في المستدرك في فضائل خالد بن الوليد وزاد فيه النقع اللطم واللقلقة الصراخ انتهى وسكت عنه
ورواه البيهقي في سننه قال النووي في الخلاصة بسند صحيح
وذكره البخاري في صحيحه تعليقا في باب الجنائز فقال باب ما يكره من النياحة على الميت وقال عمر دعهن يبكين على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة قال والنقع التراب على الرأس واللقلقة الصوت انتهى
قلت ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث له حدثني جرير عن منصور عن أبي وائل به بلفظ عبد الرزاق
وكذلك رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث له عن أبي معاوية عن الأعمش به
265

قال أبو عبيد والنقع عندنا رفع الصوت وهو قول أكثر أهل العلم وقال بعضهم هو رفع التراب على الرأس وقال آخرون هو شق الجيوب قال وأما اللقلقة فهي شدة الصوت ولم أسمع فيه خلافا انتهى
وقال إبراهيم الحربي قال الأصمعي النقع الصياح وقال أبو سلمة هو وضع التراب على الرأس انتهى
والمصنف رحمه الله احتج بالحديث على أن النقع الصياح
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة خالد بن الوليد أخبرنا وكيع ثنا الأعمش به بلفظ عبد الرزاق وزاد قال وكيع قال والنقع الشق واللقلقة الصوت انتهى
1525 قوله
عن ابن عباس قال كنت جالسا في الحجر فجاء رجل فسألني عن * (والعاديات ضبحا) * قال ففسرتها بالخيل فذهب إلى علي وهو تحت سقاية زمزم فسأله وذكر له ما قلت فقال ادعه لي فلما وقفت على رأسه قال تفتي الناس بما لا علم لك به والله إن كانت لأول غزوة في الاسلام بدر وما معنا إلا فرسان فرس للزبير وفرس للمقداد إنما العاديات ضبحا الإبل من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى
قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الجهاد من طريق ابن وهب ثني أبو صخر عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بينما انا في الحجر جالس... إلى آخره سواء وقال صحيح على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي في مختصره فقال لم يحتج البخاري بأبي صخر وأما معاوية البجلي فلا ذكر له في الكتب الستة انتهى
266

وكذلك رواه الطبري في تفسيره
ومن طريقه رواه الثعلبي وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره
1526 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ العاديات أعطي من الاجر عشر حسنات بعدد من بات في المزدلفة وشهد جمعا
قلت رواه الثعلبي من حديث عبد الله بن روح ثنا شبابة بن سوار بسنده في سورة القدر
وبهذا المتن رواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
267

سورة القارعة
270

فيها حديثان
1527 قوله
وثقل الميزان رجحانها ومنه حديث أبي بكر في وصيته لعمر رضي الله عنهما
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في خلافه... حدثنا وكيع عن إسماعيل ابن أبي خالد عن زبيد بن الحارث أن أبا بكر لما حضره الموت أرسل إلى عمر فلما أتى قال له إني موصيك بوصية إن لله حقا في الليل لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار لا يقبله بالليل وإنه ليس لاحدنا نافلة حتى يؤدي الفريضة إنه إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يثقل وخفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف ألم تر أن الله ذكر أهل الجنة بأحسن اعمالهم حتى يقول قائل من يبلغ عمله عمل هؤلاء وذلك أن الله تجاوز عن أسوأ أعمالهم فلم يبده لهم وذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم حتى يقول قائل أنا خير عملا من هؤلاء وذلك أن الله رد عليهم أحسن أعمالهم ألم تر أن الله أنزل آية الشدة عند آية الرخاء وآية الرخاء عند آية الشدة ليكون راغبا راهبا لئلا يلقي بيده إلى التهلكة ولا يتمنى على الله أمنية يتمنى فيها على الله غير الحق انتهى
ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي بكر الصديق
271

ورواه الطبري في تفسيره سورة الأحقاف حدثنا ابن حميد ثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال دعا أبو بكر عمر... فذكره
1528 الحديث الأول
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم يهوي فيها يعني النار سبعين خريفا
قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الأهوال من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عيسى بن طلحة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا فيهوي بها في النار سبعين خريفا انتهى وقال حديث صحيح على شرط مسلم
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه والبزار وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم
وفيه أحاديث منها
حديث رواه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يلقي بها بالا يرفعه الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يلقي بها بالا يهوي بها في جهنم
حديث آخر روى الترمذي في كتابه في صفة جهنم من حديث الحسن عن عتبة بن غزوان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين عاما وما تفضي إلى قرارها انتهى وضعفه فقال لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان وإنما قدم عتبة في زمان عمر وولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر انتهى
272

ورواه في الشمائل من حديث خالد بن عمير عن عتبة بن غزوان
ورى الترمذي أيضا من حديث أبي الهيثم عن الخدري مرفوعا ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره انتهى
حديث آخر روى البزار في مسنده ثنا معاذ بن سهل ثنا عثمان بن عبد الله ثنا الحسن بن أبي جعفر عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكلم بالكلمة يهوي بها في النار كذا وكذا خريفا انتهى وقال لا نعلمه إلا بهذا الإسناد
وأخرج أيضا من حديث مجالد عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود يرفعه يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيوقف على شفير جهنم فإن أمر به دفع فيهوي فيها سبعين خريفا
1529 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة القارعة ثقل الله ميزانه يوم القيامة
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في تفسيره الوسيط
273

سورة التكاثر
276

فيها حديثان
1530 الحديث الأول
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل هو وأصحابه تمرا وشربوا عليه ماء فقال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين
قلت غريب بهذا اللفظ والذي وجدته ما رواه النسائي من حديث عمار سمعت جابر بن عبد الله يقول أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم رطبا وشربوا ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من النعيم الذي تسألون عنه انتهى
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الرابع
ولم يروه الطبري وابن مردويه في تفسيريهما إلا كذلك
وروى أبو داود في سننه في الأطعمة والترمذي في الشمائل والنسائي في اليوم والليلة من حديث رباح بن عبيدة السلمي عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاما قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين انتهى
1531 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ * (ألهاكم التكاثر) * لم
277

يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم عليه في دار الدنيا وأعطي من الاجر كأنما قرأ ألف آية
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير بسنده المتقدم غير مرة
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الأول في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
278

سورة العصر
280

فيها حديثان
1532 الحديث الأول
قال صلى الله عليه وسلم من فاتته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله
قلت رواه البخاري ومسلم في الصلاة من حديث نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله انتهى
1533 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة العصر غفر الله له وكان ممن تواصى بالحق وتواصى بالصبر
قلت رواه الثعلبي بغير هذا اللفظ من حديث سلام بن سليم ثنا هارون ابن كثير بسنده المتقدم مرفوعا من قرأ سورة * (والعصر) * ختم الله له بالصبر وكان مع أصحاب الحق يوم القيامة انتهى
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
وبلفظ الثعلبي أيضا رواه الواحدي في الوسيط بسنده المتقدم
281

سورة الهمزة
284

1534 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الهمزة أعطاه الله عشر حسنات بعدد من استهزأ بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه
قلت رواه الثعلبي أخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم الفارسي ثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد ثنا أبو عبيد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوسنجي ثنا سعيد ابن حفص قال قرأت على معقل بن عبيد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة * (ويل لكل همزة لمزة) * أعطي من الاجر... إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
285

سورة الفيل
288

1535 خبر أبرهة والنجاشي وقصة الفيل
قلت رواه الطبري من قول ابن إسحاق ان أبرهة بنى كنيسة بصنعاء وكان نصرانيا وسماه القليس... فذكره
1536 قال من قرأ سورة الفيل أعفاه الله من الخسف والمسخ
قلت رواه الثعلبي أخبرنا بأقل بن أرقم ثنا محمد بن شادة ثنا احمد ابن الحسن ثنا محمد بن يحيى ثنا سلم بن قتيبة عن شعبة عن عاصمة عن زر عن أبي مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
289

سورة قريش
292

حديث واحد
1537 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه قرأ سورة قريش مع سورة أرأيت في الركعة الثانية من المغرب وقرأ في الأولى والتين
قلت رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما في الصلاة قال عبد الرزاق انا سفيان بن عيينة وقال ابن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص كلاهما عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال صلى بنا عمر المغرب فقرأ في الأولى بالتين والزيتون وفي الثانية * (ألم تر كيف) * و * (لإيلاف قريش) * انتهى
وذكره الثعلبي موقوفا مقطوعا فقال قال عمرو بن ميمون صليت المغرب خلف عمر... فذكره
1538 حديث فضيلة السورة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة * (لإيلاف قريش) * أعطاه الله عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها
قلت رواه الثعلبي من حديث نوح بن أبي مريم عن علي بن زيد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
293

سورة أرأيت
296

ذكر فيها أربعة أحاديث
1539 الحديث الأول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع له السهو في صلاته
قلت ورد في ذلك خمسة أحاديث
الحديث الأول حديث ذي اليدين رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر فصلى بنا ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها يعرف في وجهه الغضب ثم خرج سرعان الناس وهم يقولون قصرت الصلاة قصرت الصلاة وفي الناس أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه فقام رجل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميه ذا اليدين فقال يا رسول الله أنسيت أم قصرت الصلاة قال لم أنس ولم تقصر الصلاة قال بل نسيت يا رسول الله فأقبل على القوم وقال أصدق ذو اليدين فأومئوا أي نعم فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مقامه فصلى الركعتين الباقيتين ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع وكبر ثم سلم انتهى
الحديث الثاني رواه الأئمة الستة أيضا عن عبد الله بن بحينة قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم قام فلم يجلس فقام الناس معه فلما قضى صلاته وانتظرنا التسليم كبر فسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم ثم سلم انتهى
297

وهذا رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده بزيادة فقال ثنا شريح ثنا معاوية ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن سعد انه نهض في الركعتين فسبحوا به فاستتم قائما فلما فرغ سجد سجدتي السهو ثم قال أكنتم ترون أني أجلس إنما صنعت كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
الحديث الثالث حديث ابن مسعود اخرجه الأئمة الستة أيضا عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر خمسا فقيل له أزيد في الصلاة قال وما ذاك قال صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم انتهى
قال القاضي عياض في كتاب الشفاء والصحيح من الأحاديث الواردة في سهوه صلى الله عليه وسلم في الصلاة ثلاثة أحاديث أولها حديث ذي اليدين والثاني حديث ابن بحينة والثالث حديث ابن مسعود انتهى كلامه
وهذا الكلام مدخول بالحديثين الآخرين
الحديث الرابع حديث عمران بن حصين رواه مسلم في صحيحه عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر فسلم في ثلاث ركعات فقام رجل يقال له الخرباق فقال له يا رسول الله فذكر له صنيعه فقال أصدق هذا قالوا نعم فصلى ركعة ثم سلم ثم سجد سجدتي السهو ثم سلم انتهى
الحديث الخامس رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن عشر من القسم الخامس عن ابن خزيمة بسنده إلى معاوية بن خديج رضي الله عنه قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فسها فسلم في الركعتين ثم انصرف فقال له رجل يا رسول الله إنك سهوت فسلمت في ركعتين قال فأمر بلالا فأقام الصلاة ثم أتم تلك الركعة وسألت عن هذا الرجل فقالوا هو طلحة بن عبيد الله انتهى
قال ابن حبان ولا تضاد في هذه الأخبار فإنها صلوات متغايرة في أوقات مختلفة ففي حديث أبي هريرة أن الذي أعلمه بسهوة ذو اليدين وفي خبر عمران
298

ابن حصين الذي أعلمه الخرباق وفي حديث معاوية بن خديج الذي أعلمه طلحة ابن عبيد الله انتهى كلامه
وفي المعرفة للبيهقي رواه أبو داود في سننه
1540 الحديث الثاني
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا غمة في فرائض الله
قلت تقدم في سورة يونس أيضا وذكره القاضي عياض في الشفاء
1541 الحديث الثالث
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال الرياء اخفى من دبيب النملة في الليلة المظلمة على المسح الأسود
1542 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة أرأيت غفر الله له إن كان للزكاة مؤديا
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم القارئ الفقيه ثنا أبو محمد بن أبي حامد ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الأصبهاني ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري ثنا أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس
299

سورة الكوثر
302

ذكر فيها خمسة أحاديث
1543 الحديث الأول
قرأ النبي صلى الله عليه وسلم إنا أنطيناك الكوثر
قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب القراءات من حديث عمرو بن عبيد عن الحسن عن أمه عن أم سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ إنا أنطيناك انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي في مختصره وقال عمرو بن عبيد واه
وكذلك رواه الطبراني في معجمه والدارقطني في المؤتلف والمختلف والثعلبي في تفسيره وكذلك ابن مردويه في تفسيره
1544 الحديث الثاني
قال عليه السلام وأنطوا الثبجة
قلت ذكره القاضي عياض في الشفاء في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر وقد تقدم
1545 الحديث الثالث
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأها حين أنزلت فقال أتدرون ما الكوثر إنه نهر في الجنة وعدنيه ربي فيه خير كثير
303

قلت رواه مسلم في صحيحه في أوائل الصلاة من حديث المختار بن فلفل عن أنس قال بينما نحن ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا له ما أضحكك يا رسول الله قال أنزلت علي آنفا سورة فقرأها حتى ختمها ثم قال هل تدرون ما الكوثر قالوا الله ورسوله أعلم قال فإنه نهر وعدنيه ربي في الجنة
1546 الحديث الرابع
وروي في صفته يعني الكوثر أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء
وروي لا يظمأ من شرب منه أبدا أول وارد به فقراء المهاجرين الدنس الثياب الشعث الرؤوس الذين لا يتزوجون المنعمات ولا يفتح لهم أبواب السدد يموت أحدهم وحاجته تتلجلج في صدره لو أقسم على الله لأبره
قلت الأول رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الايمان بنقص يسير من حديث أبي برزة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء عرضه كطوله فيه ميزابان يصبان من الجنة أحلى من العسل وأبرد من الثلج وأشد بياضا من اللبن والين من الزبد فيه أباريق عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة انتهى وقال حديث صحيح على شرط مسلم
وروى ابن مردويه في تفسيره حديث الاسراء حدثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني ثنا عبد الله بن أحمد بن أسيد الأصبهاني ثنا محمد بن عيسى بن يزيد السعدي ثنا سليمان بن عمر بن سيار التيمي ثني أبي ثنا شعيب بن رزين
304

ثنا عمر بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أسري بي إلى السماوات رأيت فيها أعاجيب... فذكره طويلا نحو عشر ورقات وفيه ثم نظرت فإذا نهر يجري من أصل شجرة ماؤها أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ومجراه على رضراض در وياقوت وحافتها زبرجد وذكر فيه أشياء اثر الوضع عليها
والثاني رواه ابن ماجة في سننه في كتاب الزهد بنقص يسير أيضا من حديث ثوبان مولى رسول الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن حوضي ما بين عدن إلى أيلة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل أكاويبه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا وأول من يرده علي من المهاجرين الدنس ثيابا الشعث رءوسا الذين لا ينكحون المنعمات ولا تفتح لهم السدد مختصر
ورواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه وقالا فيه أول من يرده فقراء المهاجرين
1547 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكوثر سقاه الله من كل بئر في الجنة ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد يوم النحر أو يقربونه
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن اسلم عن أبيه عن أبي امامة عن أبي بن كعب مرفوعا... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران إلا أنه قال أو يقربونه من أهل الكتاب والمشركين
وروى الواحدي في الوسيط بسنده المتقدم صدره لم يقل فيه ويكتب له عشر حسنات إلى آخره
305

سورة الكافرون
308

حديث واحد
1548 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكافرون فكأنما قرأ ربع القرآن وتباعدت منه مردة الشياطين وبرئ من الشرك وتعافى من الفزع الأكبر
قلت رواه الثعلبي من حديث محمد بن عمران بن أبي ليلى ثني أبي عن مجالد عن الحجاج بن عبد الله عن أبي الجليل عن زر بن حبيش عن أبي ابن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكافرون...
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني إلا أنه قال ويعافى من فزع اليوم فمروا صبيانكم أن يقرءوها عند المنام فلا يعرض لهم شيء انتهى
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده في يونس بلفظ المصنف
309

سورة النصر
312

ذكر فيها اثني عشر حديثا
1549 الحديث الأول
روي أن فتح مكة كان لعشر مضين من رمضان سنة ثمان وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وطوائف العرب واقام بها خمس
عشرة ليلة ثم خرج إلى هوازن وحين دخلها وقف على باب الكعبة ثم قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم قال يأهل مكة ما ترون أني فاعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم ثم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت أخرجه ابن هشام في السيرة في فتح مكة من قول ابن إسحاق إلا أنه قال فيه إن فتح مكة كان لعشر ليال بقين من رمضان
وفي صحيح البخاري في فتح مكة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في رمضان من المدينة ومعة عشرة آلاف من المسلمين... إلى أن قال قال الزهري فصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان
وروى البيهقي في دلائل النبوة من طريق ابن إسحاق عن الزهري ومحمد ابن علي بن الحسين وعاصم بن عمر بن قتادة وعمرو بن شعيب وعبد الله بن أبي بكر وغيرهم قالوا كان فتح مكة سنة ثمان لعشر بقيت من شهر رمضان انتهى
313

وهذا اختلاف رواية وأخرج الواقدي في كتاب المغازي الروايتين ذكرهما في غزوة حنين
1550 الحديث الثاني
عن جابر بن عبد الله أنه بكى ذات يوم فقيل له في ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دخل الناس في دين الله أفواجا وسيخرجون منه أفواجا
قلت رواه أحمد في مسنده حدثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن الأوزاعي ثني أبو عمار ثني جار لجابر بن عبد الله قال قدمت من سفر فجاءني جابر بن عبد الله يسلم علي فجعلت أحدثه عن افتراق الناس وما أحدثوا فجعل جابر يبكي ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس دخلوا في دين الله أفواجا وسيخرجون منه أفواجا انتهى
وكذلك رواه إسحاق بن راهويه في مسنده ثنا أبو أسامة حدثني المفضل ابن يونس عن الأوزاعي به
وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره من طريق بقية بن الوليد ثنا الأوزاعي ثنا شداد بن عمار حدثني جار لجابر بن عبد الله... فذكره
واختصره الحاكم في المستدرك فرواه في الفتن من طريق ابن وهب ثني عبد الرحمن بن شريح عن أبي الأسود القرشي عن أبي قرة مولى أبي جهل عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما أنزلت عليه هذه السورة * (إذا جاء نصر الله والفتح) * إلى آخرها قال عليه السلام ليخرجن منه أفواجا كما دخلوه أفواجا انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي بسند أحمد ومتنه
314

1551 الحديث الثالث
قال أبو هريرة لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر جاء نصر الله والفتح وجاء أهل اليمن رقيقة قلوبهم الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية
قلت غريب من حديث أبي هريرة
ورواه النسائي من حديث ابن عباس أخرجه من طريق أبي عوانة عن هلال ابن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت * (إذا جاء نصر الله) * إلى آخرها قال نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين أنزلت فأخذ في أشد ما كان اجتهادا في أمر الآخر وقال بعد ذلك جاء الفتح وجاء نصر الله وجاء أهل اليمن فقال رجل يا رسول الله وما أهل اليمن قال رقيقة قلوبهم الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الحادي عشر من القسم الثالث
وحديث أبي هريرة في صحيح البخاري ومسلم مختصرا رواه في كتاب الإيمان من حديث محمد بن سرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء أهل اليمن لهم أرق أفئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية انتهى
ورواه ابن مردويه من حديث أبي هريرة أخرجه من طريق عبد الرزاق ثنا هشام بن حسان عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال لما نزلت * (إذا جاء نصر الله والفتح) * إلى آخر لفظ المصنف
1552 الحديث الرابع
قال صلى الله عليه وسلم (إني أجد نفس ربكم من قبل اليمن)
315

قلت رواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات من حديث عبد الله بن سالم الحمصي ثنا إبراهيم بن سليمان الأفطس ثنا الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل السكوني قال دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله تركت الخيل وألقي السلاح وزعم قوم ألا قتال فقال صلى الله عليه وسلم كذبوا الآن حان القتال لا تزال من أمتي أمة قائمة على الحق ظاهرة قال وهو مول ظهره إلى اليمن أني أجد نفس الرحمن من هاهنا والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها انتهى قال البزار هذا حديث رجاله شاميون مشهورون إلا إبراهيم ابن سليمان الأفطس انتهى
وروى الطبراني في كتابه مسند الشاميين ثنا أبو زرعة أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قالا ثنا علي بن عياش الحمصي ثنا حريز بن عثمان عن شبيب أبي روح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان يمان والحكمة يمانية وأجد نفس الرحمن من قبل اليمن انتهى
ورواه في المعجم الوسط ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثنا أبو اليمان ثنا حريز بن عثمان عن شبيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإيمان يمان والحكمة يمانية وأجد نفس ربكم من قبل اليمن مختصر
قال البيهقي وهذا الخبر إن كان محفوظا فمعناه ألا إني أجد الفرج من قبل اليمن وهو كقوله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة أي فرج ثم نقل عن الأزهري أنه قال فيه وفي حديث أبي بن كعب لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن إن النفس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر لأن مصدر نفس تنفيس فوضع النفس موضع التنفيس كما وضع الفرج موضع التفريج انتهى
316

والحديث بلفظ الكتاب في الفردوس من رواية أبي هريرة وأنس
1553 الحديث الخامس
روت أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح باب الكعبة صلى صلاة الضحى ثمان ركعات
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن أبي ليلى قال ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى غير أم هانئ فإنها ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة اغتسل في بيتها وصلى ثماني ركعات فلم يره أحد صلاهن بعد انتهى
ورواه أبو داود والترمذي في سننهما ورواه بن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه
ورواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه وأبو يعلى الموصلي من نحو ثلاثين طريقا ورواه البيهقي في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه والطبري في تفسيره وليس عند أحد منهم أنه صلاها لما فتح باب الكعبة وإنما يقولون يوم الفتح أو يوم فتح مكة والله أعلم
وفي سنن أبي داود انه عليه السلام كان يسلم يوم الفتح من كل ركعتين وهذا ينفي انه صلاها بتسليمة واحدة رواه من حديث كريب عن أم هانئ
وبعض العلماء أنكر أن هذه الصلاة صلاة الضحى قالوا لأنه عليه السلام لم يواظب عليها كيف يصليها في ذلك اليوم مع أنه لم ينو الإقامة بمكة ومكث بها تسعة عشر يوما من رمضان يقصر الصلاة ويفطر هو وجميع الجيش وكانوا نحوا من عشرة آلاف قالوا وإنما كانت صلاة الفتح واستحبوا لأمير الجيش إذا فتح بلدا ان يصلي فيها ثمان ركعات وهكذا فعل سعد بن أبي وقاص يوم فتح المدائن لكن يرد هذا تسميتها في الحديث صلاة الضحى كما تقدم في لفظ البخاري ومسلم لكنه من كلام الراوي
317

وقد ورد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فرواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان الثاء المثلثة بسنده إلى أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى حين فتح مكة ثمان ركعات قالت فقلت يا رسول الله ما هذه الصلاة قال هذه صلاة الضحى
ويؤيده أيضا أنه قد روي من حديث عائشة أيضا رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث عشر من القسم الخامس من حديث عائشة قالت دخل النبي صلى الله عليه
وسلم بيتي فصلى الضحى ثمان ركعات انتهى
فقد اتفقا في التسمية والوقت والعد
قال السهيلي في الروض الأنف هذه صلاة الضحى وقد صلى سعد بن أبي وقاص حين افتتح المدائن ودخل إيوان كسرى صلاة الفتح قال وهي ثمان ركعات لا يفصل بينها ولا يصلي بإمام ولا يجبر فيها بقراءة قاله الطبري انتهى
ولفظ أبي داود أيضا يرد هذا عن أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح صلى سبحة الضحى ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين انتهى
قال النووي في الخلاصة سنده على شرط البخاري
1554 الحديث السادس
عن عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر قبل موته أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك
قلت رواه البخاري في صحيحه في التفسير ومسلم في أوائل الصلاة في باب ما يقال في الركوع والسجود واللفظ لمسلم عن مسروق عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول قبل أن يموت سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك وأتوب إليك قالت فقلت يا رسول الله ما هذه الكلمات
318

التي أراك تقولها قال قد جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها * (إذا جاء نصر الله والفتح) * إلى آخر السورة انتهى
ولفظ البخاري قالت ما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة بعد أن نزلت عليه * (إذا جاء نصر الله والفتح) * إلا يقول فيها سبحانك اللهم وبحمدك ربنا اللهم اغفر لي انتهى
1555 الحديث السابع
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إني لاستغفر الله في اليوم والليلة مائة مرة
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الذكر والدعاء من حديث أبي بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه ليغان على قلبي وإني لاستغفر الله في اليوم مائة مرة انتهى
1556 الحديث الثامن
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هذه السورة استبشروا وبكى العباس فقال عليه السلام ما يبكيك يا عم قال نعيت إليك نفسك قال إنها لكما تقول فعاش بعدها سنتين لم ير فيها ضاحكا مستبشرا
وقيل إن ابن عباس هو الذي قال ذلك فقال عليه السلام لقد أوتي هذا الغلام علما كبيرا
قلت الأول ذكره الثعلبي من قول مقاتل قال لما نزلت هذه السورة قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه وفيهم أبو بكر وعمرو وسعد بن أبي وقاص ففرحوا واستبشروا... إلى آخره وسنده إلى مقاتل أول كتابه
319

1557 الحديث التاسع
روي أن السورة لما نزلت خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين لقائه فاختار لقاء الله فعلم أبو بكر رضي الله عنه فقال فديناك بأنفسنا وأموالنا وآبائنا وأولادنا
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما في الفضائل من حديث عبيد ابن حنين عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوما فقال إن عبدا خيره الله بين الدنيا وأن يعيش فيها ما شاء وبين لقائه فاختار لقاء الله فبكى أبو بكر وبكى وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا وكان عليه السلام هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا به
ورواه البخاري أيضا من حديث بسر بن سعيد عن الخدري نحوه ووقع له في الصلاة عن عبيد بن حنين عن بسر بن سعيد عن الخدري قال الفربري الرواية هكذا وصوابه عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد
1558 الحديث العاشر
عن ابن عباس ان عمر رضي الله عنهما كان يدنيه ويأذن له مع أهل بدر فقال عبد الرحمن رضي الله عنه أيأذن لهذا الفتى معنا وفي أبنائنا من هو مثله فقال إنه ممن قد علمتم قال ابن عباس فأذن لهم ذات يوم وأذن لي معهم فسألهم عن قوله تعالى * (إذا جاء نصر) * ولا أراه سألهم إلا من أجلي فقال بعضهم امر الله تعالى نبيه إذا فتح عليه ان يستغفره ويتوب إليه فقلت ليس كذلك ولكن نعيت إليه نفسه صلى الله عليه وسلم فقال عمر ما أعلم فيها إلا كما تعلم
320

ثم قال كيف تلومونني عليه بعد ما ترون
قلت رواه البخاري في صحيحه بتغيير يسير من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله فقال عمر إنه من قد علمتم قال فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم فأريت أنه إنما دعاني يومئذ إلا ليريهم فسأل ما تقولون في قول الله عز وجل * (إذا جاء نصر الله والفتح) * فقال بعضهم أمرنا بحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي أكذلك تقول يا بن عباس فقلت لا قال فما تقول قلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال * (إذا جاء نصر الله والفتح) * وذلك علامة أجلك * (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) * فقال عمر ما أعلم منها إلا ما تقول انتهى
ووهم الحاكم في المستدرك فرواه في الفضائل وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ورواه البزار في مسنده وزاد فيه ثم قال عمر كيف تلومونني عليه بعد ما ترون انتهى
وكذلك ابن سعد في الطبقات
1559 الحديث الحادي عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا فاطمة رضي الله عنها فقال لها يابنتاه إنه قد نعيت إلي نفسي فبكت فقال لا تبكي فإنك أول أهلي لحوقا بي
321

قلت رواه البيهقي في أواخر كتابه دلائل النبوة من حديث هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما نزلت * (إذا جاء نصر الله والفتح) * دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها وقال لها إنه قد نعيت إلي نفسي فبكت فقال لها اصبري فإنك أول أهلي لحوقا بي
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعيد بن سليمان عن عباد بن العوام عن هلال بن خباب به سندا ومتنا زاد فيه فقال لها بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم رأيتك بكيت ثم ضحكت قالت إنه قال قد نعيت إلي نفسي فبكيت فقال لا تبكي فإنك أول أهلي لحوقا بي فضحكت انتهى
وبعضه في الصحيحين رواه البخاري في علامات النبوة ومسلم في الفضائل من حديث مسروق عن عائشة قالت اجتمعن نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة رضي الله عنها كأن مشيتها مشية النبي صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن شماله وأسر إليها حديثا فبكت فاطمة ثم سارها فضحكت فقلت لها ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحد حتى إذا قبض سألتها فقالت إنه قال إن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة وإنه عارضه به العام مرتين ولا أراني إلا قد حضر أجلي وإنك لأول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك فبكيت ثم إنه سارني فقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو نساء هذه الأمة فضحكت لذلك انتهى
وقد تعارض هذا بما رواه مسلم في صحيحه في الفضائل من حديث عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا حتى توفيت زينب فعرفنا أنه الصدقة وكانت زينب امرأة صناعا تعمل بيديها وتتصدق والجواب أن المراد
322

بالأهل في الأول الأقارب والخطاب في الثاني للزوجات
ووقع في البخاري أن سودة كانت أول أهله لحوقا به رواه في الزكاة من حديث مسروق عن عائشة أن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن له أينا أسرع بك لحوقا
فقال أطولكن يدا فأخذوا قصبة يذرعونها فكانت سودة أطولهن يدا فقلنا بعد إنما كان طول يدها الصدقة وكانت أسرعنا لحوقا به وكانت تحب الصدقة انتهى بحروفه
وإذا تأملت تجده غير منتظم فإن سودة كانت أطولهن يدا من حيث الخلقة وزينب كانت أطولهن يدا من حيث الصدقة فجمع بينهما لسودة في متن البخاري وهذا وهم ظاهر ونسب إلى البخاري نفسه وقد رواه مسلم عن الصواب والله أعلم
ورواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا عفان بن مسلم ثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن عائشة... فذكره بلفظ البخاري ثم قال قال محمد بن عمر يعني الواقدي هذا الحديث وهل في سودة وإنما هو في زينب بنت جحش فإنها كانت أول نسائه لحوقا به توفيت في خلافة عمر بن الخطاب وبقيت سودة بنت زمعة فيما حدثنا به محمد بن عبد الله بن مسلم عن أبيه أن سودة توفيت في شوال سنة اربع وخمسين بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان وهو الثبت عندنا انتهى
قال ابن الجوزي وهذا بلا شك وهم من بعض الرواة قال والعجب من البخاري كيف لم يغيره ولا نبه عليه وإنما هي زينب فإنها كانت أطولهن يدا في الصدقة والعطاء وزينب توفيت سنة عشرين وسودة إنما توفيت سنة أربع وخمسين انتهى
وقال عبد الحق في الجمع بين الصحيحين لما ذكر حديث البخاري في الفضائل والمعروف أن زينب كانت أول من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ماتت أيام عمر
323

ابن الخطاب انتهى
والحميدي عده فيما اتفق الشيخان على متنه بسندين ولم يبين وهم البخاري فيه
1560 الحديث الثاني عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة * (إذا جاء نصر الله والفتح) * أعطي من الاجر كمن شهد مع محمد صلى الله عليه وسلم فتح مكة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
وبسند الثعلبي رواه الواحدي في الوسيط
324

سورة تبت
326

فيها ثلاثة أحاديث
1561 الحديث الأول
روي أنه لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * رقى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا وقال يا صباحاه فاستجمع إليه الناس من كل أوب فقال يا بني عبد المطلب يا بني فهر أن أخبرتكم إن بسفح هذا الجبل خيلا أكنتم مصدقي قالوا نعم قال فإني نذير لكم بين يدي الساعة فقال أبو لهب تبا لك ألهذا دعوتنا فنزلت
قلت رواه البخاري في صحيحه في التفسير ومسلم في الايمان من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد فاجتمعوا إليه فقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب فاجتمعوا إليه فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال فقال أبو لهب تبا لك أما جمعتنا إلا لهذا ثم قال فنزلت * (تبت يدا أبي لهب) * إلى آخرها انتهى
1562 الحديث الثاني
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه
327

قلت رواه أصحاب السنن الأربعة وغيرهم وقد تقدم في آخر سورة النور
1563 الحديث الثالث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة تبت رجوت الا يجمع الله بينه وبين أبي لهب في دار واحدة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي امامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة تبت... إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران وبسند الثعلبي رواه الواحدي في الوسيط
328

سورة الاخلاص
330

فيها حديثان
1564 الحديث الأول
روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أسست السماوات السبع والأرضون السبع على * (قل هو الله أحد) *
قلت غريب
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه في كتابه المفرد في فضائل القرآن وهو مجلد لطيف ثنا الحسن بن موسى ثنا أبو هلال عن قتادة عن عبد الله بن غيلان الثقفي انه كان أميرا على البصرة فقال حدثني هذا الرجل الصالح كعب الأحبار ان الله تبارك وتعالى أسس الأرضين على * (قل هو الله أحد) * انتهى
1565 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سمع رجلا يقرأ * (قل هو الله أحد) * فقال وجبت قيل يا رسول الله وما وجبت قال وجبت له الجنة
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي امامة
أما حديث أبي هريرة فرواه الترمذي في كتابه فضائل القرآن والنسائي في
331

الصلاة وفي التفسير وفي اليوم والليلة من حديث عبيد بن حنين عن أبي هريرة قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ * (قل هو الله أحد) * إلى آخرها فقال وجبت فسألنا يا رسول الله ماذا وجبت قال الجنة انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن انس انتهى
ورواه مالك في موطئه عن عبيد الله بن عبد الرحمن عن عبيد بن حنين به
ومن طريق مالك أيضا رواه الحاكم في المستدرك في فضائل القرآن وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه انتهى
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الايمان في الباب التاسع عشر بسنده ومتنه
وأما حديث أبي أمامة فرواه الطبراني في معجمه من حديث معاذ بن رفاعة ثنا علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقرأ * (قل هو الله أحد) * فقال أوجب هذا قيل ما أوجب قال وجبت له الجنة انتهى
332

سورة الفلق
334

ذكر فيها أربعة أحاديث
1566 الحديث الأول
في الحديث لما رأى الشمس قد وقبت قال هذا حين حلها يعني صلاة المغرب
قلت رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث فقال ثنا محمد بن ربيعة عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عن أبي هند عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما رأى الشمس قد وقبت قال هذا حين حلها انتهى ثم قال قوله وقبت أي غابت واصل الوقوب الدخول قال ومنه قوله تعالى * (ومن شر غاسق إذا وقب) * انتهى
والمصنف احتج به على أن وقب بمعنى غاب
1567 الحديث الثاني
عن عائشة قالت أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فأشار إلى القمر فقال نعوذ بالله من شر هذا إنه الغاسق إذا وقب
قلت رواه الترمذي في كتابه في التفسير والنسائي فيه وفي اليوم والليلة من حديث ابن أبي ذئب عن خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح
335

ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه انتهى
ورواه أحمد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم
ورواه الطبري في تفسيره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن خاله الحارث به
ولفظ النسائي في التفسير أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي وقد طلع القمر فقال
1568 الحديث الثالث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنثين هكذا في الكتاب
قلت فيه أحاديث
روى البخاري ومسلم في فضائل القرآن من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الكتاب فهو يقوم به آناء الليل والنهار انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه وزاد فيه فهو ينفق يعني الصدقة
ورواه ابن أبي شيبة في مسنده وزاد فيه فيقول الرجل لو آتاني الله مثل ما أوتي فلان لفعلت مثل ما يفعل
حديث آخر روى البخاري في كتاب العلم ومسلم في فضائل القرآن من حديث قيس بن أبي حازم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها انتهى
ورواه البخاري من حديث أبي هريرة باللفظ الأول وزاد فيه فقال
336

رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل الذي يعمل فوضع الحسد موضع الغبطة
ولا يعارض هذا بقوله تعالى * (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) * لان الآية نزلت في سبب خاص رواه الحاكم في المستدرك من حديث مجاهد عن أم سلمة قالت يا رسول الله ايغزو الرجال ولا نعزو ولا نقاتل فنستشهد وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله الآية ثم قال صحيح إن كان مجاهد سمع من أم سلمة انتهى
قال القرطبي في شرح مسلم المراد بالحسد في هذا الحديث الغبطة وقد نبه عليه البخاري في التبويب فقال باب الاغتباط في العلم والحكمة وكذلك قال النووي لا غبطة أفضل منها في هاتين
قال البغوي في شرح السنة وقيل إن فيه إباحة لنوع من الحسد كما فيه نوع إباحة من الكذب في قوله صلى الله عليه وسلم لا يحل الكذب إلا في ثلاث الرجل يكذب في الحرب ويصلح بين اثنين ويحدث أهله انتهى
قال القرطبي ومن الحسد ما يكون محمودا مثل أن يتمنى زوال النعمة عن الكافر وعمن يستعين بها على المعاصي وكلهم اتفقوا على تفسير الحسد تمني زوال النعمة عن المحسود إلى الحاسد والغبطة أن يتمنى لنفسه مثلها دون زوالها من أخيه فقال القرطبي ويسمى أيضا منافسة قال الله تعالى * (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) *
1569 الحديث الرابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ المعوذتين فكأنما قرأ الكتب التي أنزلها الله تعالى كلها
قلت رواه الثعلبي من حديث أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن زيد العمي
337

عن أبي نضرة عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ المعوذتين... إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في الوسيط بسنده المتقدم في يونس
338

سورة الناس
340

حديث واحد
1570 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد انزل علي سورتان ما أنزل علي مثلهما وإنك لن تقرأ سورة أحب ولا أرضى عند الله منهما
قلت غريب بهذا اللفظ
وروى مسلم في صحيحه من حديث عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط * (قل أعوذ برب الفلق) * و * (قل أعوذ برب الناس) *
وروى ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول من حديث اسلم بن عمران عن عقبة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يقرأ سورة أحب إلى الله ولا أبلغ من * (قل أعوذ برب الفلق) * و * (قل أعوذ برب الناس) * فإن استطعت ألا تدعهما في صلاة فافعل انتهى
341

ما روي في فضائل السور
روى أبو جعفر العقيلي رحمه الله في ترجمة بزيع بن حسان حدثنا علي بن الحسين بن عامر ثنا محمد بن بكار ثنا بزيع بن حسان أبو الخليل البصري ثنا علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبي من قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر فذكر فضل سورة سورة إلى آخر القرآن انتهى بحروفه
ثم أسند إلى ابن المبارك أنه قال في حديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة كذا فله كذا ومن قرأ سورة كذا فله كذا قال ابن المبارك أظن الزنادقة وضعته انتهى
وروى ابن الجوزي في أول كتاب الموضوعات من طريق الحافظ أبي عبد الله الحاكم قال سمعت أبا علي الحافظ يقول سمعت محمد بن يونس المقرئ يقول سمعت جعفر بن أحمد بن نصر يقول سمعت ابا عمار المروزي يقول قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم المرزوي من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة وليس هذا عند أصحاب عكرمة فقال إني رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي ابن إسحاق فوضعت هذا الحديث حسبة انتهى
ثم روى الحديث المتقدم من طريق العقيلي بسنده ومتنه
ثم رواه من طريق أبي بكر بن أبي داود السجستاني ثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن
343

كعب أنه قال أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الاجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانا على جسر جهنم ومن قرأ سورة النساء أعطي من الاجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ومن قرا المائدة أعطي عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهودي ونصراني تنفس في الدنيا ومن قرأ سورة الأنعام صلى عليه سبعون الف ملك ومن قرأ الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس سترا ومن قرأ الأنفال كنت له شفيعا وشاهدا
وبرئ من النفاق ومن قرأ سورة يس أعطي من الاجر عشر حسنات بعدد من كذب يونس وصدق به وبعدد من غرق مع فرعون ومن قرأ سورة هود أعطي من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به قال وذكر في كل سورة ثواب تاليها إلى آخر القرآن
وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنهما ليسا من أصحاب الحديث وإنما عجبت من الامام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشأن ويعلم أنه حديث محال ولكن بعض المحدثين يرى تنفيق حديثه ولو بالبواطيل وهذا قبيح منهم فإنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين
وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك وفي إسناد الطريق الأول بزيع قال الدارقطني متروك وفي الطريق الثاني مخلد بن عبد الواحد قال ابن حبان منكر الحديث جدا وقد اتفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علي بن زيد قال احمد وابن معين علي بن زيد ليس بشيء وأيضا فنفس الحديث
344

يدل على أنه مصنوع فإنه قد استنفذ السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرسول
قال وقد روى في فضائل السور أيضا ميسرة بن عبد ربه قال عبد الرحمن ابن مهدي قلت لميسرة ومن اين جئت بهذه الأحاديث من قرأ كذا فله كذا ومن قرأ كذا فله كذا قال وضعته أرغب الناس فيه
ثم اسند من طريق الامام أبي بكر الخطيب البغدادي بسنده إلى محمود بن غيلان قال سمعت المؤمل وذكر عنده حديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل القرآن فذكر عن أشياخ عدة لم يذكر أسماءهم انهم قالوا اجتمعنا فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذه الفضائل ليرغبوا فيه انتهى كلام ابن الجوزي
وروى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان في ترجمة من اسمه يوسف حدثنا أبو عمرو يوسف بن إبراهيم بن يوسف الباطرقاني المؤدب ثنا أبو خالد يزيد ابن خالد بن يزيد الرملي ثنا يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد ابن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فضائل القرآن بطوله انتهى بحروفه
وروى ابن مردويه في آخر تفسيره حدثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى ثني أبي عن مخلد بن عبد الواحد عن الحجاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قرأ علي رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في السنة التي مات فيها فقال يا أبي إن جبريل أمرني أن أقرأ عليك القرآن وهو يقرئك السلام قال أبي فقلت كما كان لي خاصة قرأتك علي القرآن فخصني بثواب القرآن مما علمك الله واطلعك عليه قال نعم أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الاجر كأنما قرأ ثلثي القرآن وأعطي من الاجر كأنما
345

تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ومن قرأ سورة البقرة أعطي من الاجر كالمرابط في سبيل الله سنة لا يسكن روعته وقال يا أبي مر المسلمين يتعلموا البقرة فإن تعلمها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قلت يا رسول الله وما البطلة قال السحرة ومن قرأ آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم... فذكره بطوله كما ذكرته مفرقا في السور إلى آخر المعوذتين وهذا سنده الأول في حديث فضائل السور
ثم رواه بسند آخر فقال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة انا إبراهيم بن شريك بن الفضل بن خالد الأسدي الكوفي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير ح وحدثنا محمد بن أحمد ابن يعقوب الحرفي ثنا أبو عمرو يوسف بن إبراهيم بن يوسف الباطرقاني المؤدب ثنا أبو خالد الرملي يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب بمكة ثنا يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن اسلم عن أبيه عن أبي امامة عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره نحوه باختلاف ألفاظ يسيرة كما بينته في أواخر السورة وهذا سنده الثاني في حديث فضائل السور والله أعلم
تمت النسخة المباركة تخريج أحاديث الكشاف للامام الزيلعي رحمه الله
346

هذا اخر ما وجدته من تخريج أحاديث الكشاف وكتبه من خط مؤلفه العبد الفقير الراجي عفو ربه القدير المعترف بالخطأ والتقصير علي بن سودون بن عبد الله الإبراهيمي الحنفي عامله الله بلطفه الخفي
في الثاني والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وثمانمائة
أحسن الله عاقبتها
بمحمد وآله وصحبه وسلم تسليما دائما ابدا إلى يوم الدين
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله
347