الكتاب: كنز العمال
المؤلف: المتقي الهندي
الجزء: ١٤
الوفاة: ٩٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كنز العمال
في سنن الأقوال والأفعال
للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري المتوفي سنة 975
الجزء الرابع عشر
ضبطه وفسر غريبه * صححه ووضع فهارسه ومفتاحه
الشيخ بكري حياني * الشيخ صفوة السقا
1

بسم الله الرحمن الرحيم
باب
في فضائل من ليسوا من الصحابة وذكرهم
أويس بن عامر القرني رضي الله عنه
37823 عن أسير بن جابر قال: كان عمر بن الخطاب إذا
أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى
على أويس فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من
مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت
منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم،
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع
أمداد أهل اليمن من مراد ثم قرن، كان به برص فبرأ منه إلا
موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره! فان
استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي، فاستغفر له، فقال له:
أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها فيستوصي
3

بك قال: لا أكون في غبر (1) الناس أحب إلي، فلما كان من
العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس
كيف تركته فقال: تركته رث البيت قليل المتاع، قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل
اليمن من مراد ثم قرن، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم،
له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره! فان استطعت
أن يستغفر لك فافعل، فأتى أويسا فقال: استغفر لي، قال:
أنت أحدث عهدا بسفر صالح فاستغفر لي، قال: استغفر لي، قال:
لقيت عمر؟ قال نعم، فاستغفر له، ففطن له الناس فانطلق على وجهه
(ابن سعد، م وأبو عوانة والروياني، ع، حل، ق في الدلائل) (2).

(1) غبر: غبر كل شئ: بقيته وآخره. المعجم الوسيط 2 / 646. ب.
(2) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب في فضائل أويس
القرني رقم (225).
وتوسع ابن الجوزي في ترجمة: أويس بن عامر القرني توسعة ممتعة
وسرد الأحاديث الواردة في فضله. صفة الصفوة 3 / 43.
وهكذا ترجم له صاحب الحلية أبي نعيم ترجمة واسعة (2 / 79) وقال
أويس بن عامر القرني سيد العباد وعلم الأصفياء من الزهاد بشر النبي
صلى الله عليه وسلم به وأوصى به أصحابه. ص.
4

37824 عن أسير بن جابر قال: كان محدث بالكوفة يحدثنا
فإذا فرغ من حديثه تفرقوا ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام
لا أسمع أحدا يتكلم كلامه فأحببته ففقدته، فقلت لأصحابي: هل
تعرفون رجلا كان يجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم:
نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرني، قلت: فتعلم منزله؟ قال: نعم،
فانطلقت معه حتى ضربت حجرته فخرج إلي قلت: يا أخي؟ ما
حبسك عنا؟ قال: العري، وكان أصحابي يسخرون به ويؤذونه،
قلت: خذ هذا البرد فالبسه، قال: لا تفعل، فإنهم إذا يؤذونني إن
رأوه علي، فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم فقالوا: من ترون خدع عن
برده هذا؟ فجاء فوضعه وقال: ألا ترى! فأتيت المجلس فقلت:
ما تريدون من هذا الرجل؟ قد آذيتموه، الرجل يعرى مرة
ويكتسى مرة، فأخذتهم بلساني أخذا شديدا، فقضي أن أهل
الكوفة وفدوا إلى عمر فوفد رجل ممن كان يسخر به فقال عمر:
هل ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل، فقال: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع
باليمن غير أم له، وقد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا
مثل موضع الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم. قال:
5

فقدم علينا، قلت: من أين؟ قال: من اليمن، قلت: ما اسمك؟
قال: أويس، قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لي، قلت:
أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك؟ قال: نعم، قلت:
استغفر لي، قال: أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين! قال:
فاستغفر له، قلت له: أنت أخي لا تفارقني، فاملس (1) مني، فأنبئت
أنه قدم عليكم الكوفة، قال: فجعل ذلك الرجل الذي كان يسخر به
ويحقره يقول: ما هذا فينا وما نعرفه، فقال عمر: بلى إنه رجل
كذا كأنه يضع من شأنه. قال: فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال
له " أويس " نسخر به، قال: أدرك ولا أراك تدرك، فأقبل
ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتي أهله فقال له أويس ما هذه
بعادتك! فما بدا لك؟ قال: سمعت عمر يقول فيك كذا وكذا
فاستغفر لي يا أويس! قال: لا أفعل حتى تجعل لي عليك أن
لا تسخر بي فيما بعد ولا تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد،
فاستغفر له، قال أسير: فما لبثت أن فشا أمره في الكوفة فأتيته
فدخلت عليه فقلت له: يا أخي ألا أراك العجب ونحن لا نشعر؟
قال: ما كان في هذا ما أتبلغ به في الناس وما يجزى كل عبد إلا

(1) فاملس: تملس من الامر: تخلص وأفلت. المعجم الوسيط 2 / 814. ب.
6

بعمله، ثم أملس منهم فذهب (ابن سعد، حل، ق في
الدلائل، كر).
37825 عن محمد بن سيرين قال: أمر عمر بن الخطاب إن
لقي رجلا من التابعين أن يستغفر له قال محمد قال فأنبئت أن عمر كان
ينشده في الموسم يعني أويسا (ابن سعد، كر).
37826 * (مسند عمر) * عن صعصعة بن معاوية قال: كان
أويس بن عامر من التابعين رجل من قرن، وإن عمر بن الخطاب
قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في التابعين رجل من
قرن يقال له أويس بن عامر، يخرج به وضح فيدعو الله أن
يذهبه فيقول: اللهم! دع لي في جسدي منه ما أذكر به نعمتك
علي، فيدع له في جسده ما يذكر به نعمته عليه، فمن أدرك منكم
فاستطاع أن يستغفر له فليستغفر له (الحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة، ق
في الدلائل، كر).
37827 عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن
الخطاب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: يا عمر! فقلت:
لبيك وسعديك يا رسول الله! فظننت أنه يبعثني في حاجة، قال:
يا عمر! يكون في أمتي في آخر الزمان رجل يقال له أويس القرني
7

يصيبه بلاء في جسده فيدعو الله فيذهب به إلا لمعة في جنبه إذا
رآها ذكر الله عز وجل، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام وأمره أن
يدعو لك، فإنه كريم على ربه، بار بوالدته، لو يقسم على الله
لأبره، يشفع لمثل ربيعة ومضر، فطلبته حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم
أقدر عليه، وطلبته خلافة أبي بكر فلم أقدر عليه، وطلبته شطرا من
إمارتي فبينا أنا أستقرئ الرفاق وأقول: فيكم أحد من مراد؟
فيكم أحد من قرن؟ فيكم أويس القرني؟ فقال شيخ من
القوم: هو ابن أخي، إنك تسأل عن رجل وضيع الشأن، ليس
مثلك يسأل عنه يا أمير المؤمنين! قلت: أراك فيه من الهالكين،
فرد الكلام الأول. فبينا أنا كذلك إذ رفعت لي راحلة رثة الحال
عليها رجل رث الحال فوقع في خلدي أنه أويس، قلت: يا عبد الله أنت أويس
القرني؟ قال. نعم، قلت: فان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام،
فقال: على رسول الله السلام وعليك يا أمير المؤمنين! قلت: ويأمرك
أن تدعو لي، فكنت ألقاه في كل عام فأخبره بذات نفسي ويخبرني
بذات نفسه (أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي في فوائده،
خط في. كر وقال: هذا حديث غريب جدا).
37828 عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل بشفاعة
8

رجل من أمتي الجنة أكثر من ربيعة ومضر، أما أسمي لكم ذلك
الرجل؟ قالوا: بلى، قال: ذاك أويس القرني، ثم قال: يا عمر!
إن أدركته فاقرئه مني السلام وقل له حتى يدعو لك، وأعلم أنه كان
به وضح فدعا الله فرفع عنه ثم دعاه فرد عليه بعضه، فلما كان في
خلافة عمر قال عمر وهو بالموسم: ليجلس كل رجل منكم إلا من
كان من قرن، فجلسوا إلا رجلا، فدعاه فقال له: هل تعرف
فيكم رجلا اسمه أويس؟ قال: وما تريد منه؟ فإنه رجل لا يعرف
يأوي الخرابات لا يخالط الناس، فقال: اقرئه مني السلام وقل له
حتى يلقاني، فأبلغه الرجل رسالة عمر فقدم عليه، فقال له عمر:
أنت أويس؟ فقال: نعم يا أمير المؤمنين! فقال: صدق الله ورسوله
هل كان بك وضح فدعوت الله فرفعه عنك ثم دعوته فرد عليك
بعضه؟ فقال: نعم، من أخبرك به؟ فوالله ما أطلع عليه غير الله!
قال: أخبرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أسألك حتى تدعو لي
وقال: يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر
ثم سماك، فدعا لعمر ثم قال له: حاجتي يا أمير المؤمنين أن
تكتمها علي و تأذن لي في الانصراف، ففعل، فلم يزل مستخفيا من
الناس حتى قتل يوم نهاوند فيمن استشهد (كر).
9

37829 عن سعيد بن المسيب قال: نادى عمر بن الخطاب وهو
على المنبر بمنى يا أهل قرن! فقام مشايخ فقالوا: نحن يا أمير
المؤمنين! قال: أفي قرن من اسمه أويس؟ فقال شيخ: يا أمير
المؤمنين! ليس فينا من اسمه أويس إلا مجنون يسكن القفار والرمال
ولا يألف ولا يؤلف، فقال: ذاك الذي أعنيه، إذا عدتم إلى قرن
فاطلبوه وبلغوه سلامي وقولوا له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرني بك
وأمرني أن أقرأ عليك سلامه، فعادوا إلى قرن فطلبوه فوجدوه في
الرمال فأبلغوه سلام عمر وسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعرفني
أمير المؤمنين وشهر باسمي السلام على رسول الله، اللهم صل عليه وعلى
آله، وهام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا، ثم عاد
في أيام علي فقاتل بين يديه فاستشهد في صفين (كر).
37830 عن صعصعة بن معاوية قال: كان عمر بن الخطاب
يسأل وفد أهل الكوفة إذا قدموا عليه: تعرفون أويس بن عامر
القرني؟ فيقولون: لا، وكان أويس رجلا يلزم المسجد بالكوفة
فلا يكاد يفارقه وله ابن عم يغشى السلطان ويؤذي أويسا، فوفد
ابن عمه إلى عمر فيمن وفد من أهل الكوفة، فقال عمر: أتعرفون
أويس بن عامر القرني؟ فقال ابن عمه: يا أمير المؤمنين! إن أويسا
10

لم يبلغ أن تعرفه أنت، إنما هو إنسان دون وهو ابن عمي، فقال
له عمر: ويلك هلكت! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أنه سيكون في
التابعين رجل يقال له أويس بن عامر القرني، فمن أدركه منكم
فاستطاع أن يستغفر له فليفعل، فإذا رأيته فأقرئه مني السلام،
ومره أن يفد إلي، فوفد إليه، فلما دخل عليه قال أنت أويس بن
عامر القرني؟ أنت الذي خرج بك وضح من برص فدعوت الله
أن يذهبه عنك فأذهبه؟ فقلت: اللهم! أبق لي منه في جسدي ما
أذكر به نعمتك؟ قال: وأنى دريت يا أمير المؤمنين؟ والله إن
أطلعت على هذا بشرا! قال: أخبرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيكون
في التابعين رجل يقال له أويس بن عامر القرني، يخرج به وضح
من برص فيدعو الله أن يذهبه عنه فيفعل، فيقول: اللهم اترك في
جسدي ما أذكر به نعمتك، فيفعل، فمن أدركه فاستطاع أن
يستغفر له فليفعل، فاستغفر لي يا أويس! قال: غفر الله لك
يا أمير المؤمنين! قال: ولك يغفر الله يا أويس بن عامر! فقال
الناس: استغفر لنا يا أويس فراغ (1) فما رئي حتى الساعة
(ع وابن منده، كر).

(1) فراغ: راغ إلى كذا: مال إليه سرا وحاد. والمختار 210. ب.
11

37831 عن نهشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن
عباس قال: مكث عمر يسأل عن أويس القرني عشر سنين فذكر
أنه قال: يا أهل اليمن! من كان من مراد فليقم، فقام من كان
من مراد وقعد آخرون، فقال: أفيكم أويس؟ فقال رجل:
يا أمير المؤمنين! لا نعرف أويس ولكن ابن أخ لي يقال له أويس
هو أضعف وأمهن من أن يسأل مثلك عن مثله، قال له أبحر منا
هو؟ قال: نعم، هو بالأراك بعرفة يرعى إبل القوم فركب عمر
وعلي رضي الله عنهما حمارين ثم انطلقا حتى أتيا الأراك فإذا هو قائم
يصلي يضرب ببصره نحو مسجده وقد دخل بعضه في بعض، فلما
رأياه قال أحدهما لصاحبه: إن يك أحد الذي نطلبه فهذا هو، فلما
سمع حسهما خفف وانصرف، فسلما عليه فرد عليهما: وعليكما
السلام ورحمة الله وبركاته، فقالا له: ما اسمك رحمك الله؟ قال: أنا
راعي هذا الإبل، قالا: أخبرنا باسمك، قال: أنا أجير القوم،
قالا: ما اسمك؟ قال أنا عبد الله، قال له علي: قد علمنا أن من
في السماوات والأرض عبد الله فأنشدك برب هذه الكعبة ورب هذا
الحرم ما اسمك الذي سمتك به أمك؟ قال: وما تريدان من ذلك؟
أنا أويس بن عامر، فقالا له: اكشف لنا عن شقك الأيسر،
12

فكشف لهما، فإذا لمعة بيضاء قدر الدرهم من غير سوء، فابتدرا
يقبلان الموضع ثم قالا له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نقرئك
السلام وأن نسألك أن تدعو لنا، فقال: إن دعائي في شرق الأرض
وغربها لجميع المؤمنين والمؤمنات، فقالا: ادع لنا، فدعا لهما وللمؤمنين
والمؤمنات، فقال له عمر: أعطيك شيئا من رزقي أو من عطائي
تستعين به! فقال: ثوباي جديدان ونعلاي مخصوفتان ومعي أربعة
دراهم ولي فضلة عند القوم، فمتى أفني هذا! إنه من أمل جمعة
أمل شهرا ومن أمل شهرا أمل سنة، ثم رد على القوم إبلهم ثم
فارقهم فلم ير بعد ذلك (كر).
37832 عن علقمة بن مرثد الحضرمي قال: انتهى الزهد إلى
ثمانية نفر من التابعين: عامر بن عبد الله القيسي، وأويس القرني،
وهرم بن حيان العبدي والربيع بن خيثم الثوري، وأبي مسلم الخولاني،
والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع، والحسن بن أبي الحسن
البصري، فأما أويس القرني فان أهله ظنوا أنه مجنون فبنوا له بيتا على
باب دارهم، فكان يأتي عليه السنة والسنتان لا يرون له وجها، وكان
طعامه مما يلتقط من النوى، فإذا أمسى باعه لافطاره، وأن أصاب حشفة (1).

(1) حشفة: الحشف: أردأ التمر. المختار 105. ب.
13

خبأها لافطاره، فلما ولي عمر بن الخطاب قال: يا أيها الناس! قوموا
بالموسم، فقال: ألا! اجلسوا إلا من كان من أهل اليمن، فجلسوا
فقال: ألا! اجلسوا إلا من كان من أهل الكوفة، فجلسوا فقال: ألا!
اجلسوا إلا من كان من مراد، فجلسوا فقال: ألا! اجلسوا إلا من
كان من قرن، فجلسوا إلا رجل وكان عم أويس، فقال عمر له:
أقرني أنت؟ قال: نعم، قال: أتعرف أويسا؟ قال: وما تسأل عن
ذلك يا أمير المؤمنين؟ فوالله ما فينا أخف منه ولا أجن منه ولا
أهوج منه! فبكى عمر وقال: بك لا به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: يدخل الجنة بشفاعته مثل ربيعة ومضر (كر) (1).
الخضر رضي الله عنه (2)
37833 عن أبي الطاهر أحمد بن السرح ثنا عبد الله بن وهب

(1) أورده ابن الجوزي في صفة الصفوة بطوله في ترجمة أويس (3 / 42) بدون
عزو للحديث كعادته. ص.
(2) الخضر: صاحب موسى عليه السلام اختلف في نسبه وفي كونه نبيا وفي
طول عمره وبقاء حياته وعلى بقائه إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم وحياته بعده
فهو داخل في تعريف الصحابي على أحد الأقوال.
ويقول ابن حجر في الإصابة: 3 / 100 ولغاية صفحة 147 وقد جمعت
من أخباره ما انتهى إلى علمه مع بيان ما يصح من ذلك وما لا يصح.
فتوسع رحمه الله وأطال نفسه في ترجمته. ص.
14

عمن حدثه عن ابن عجلان عن محمد بن المنكدر قال: بينما عمر بن
الخطاب يصلي على جنازة إذا بهاتف يهتف من خلفه: لا تسبقنا
بالصلاة يرحمك الله! فانتظره حتى لحق بالصف، فكبر عمر وكبر
معه الرجل فقال الهاتف: إن تعذبه فكثيرا عصاك وإن تغفر له
ففقير إلى رحمتك! فنظر عمر وأصحابه إلى الرجل، فلما دفن
الميت وسوى الرجل عليه من تراب القبر قال: طوبى لك يا صاحب
القبر إن لم تكن عريفا أو جابيا أو خازنا أو كاتبا أو شرطيا! فقال
عمر: خذوا لي الرجل نسأله عن صلاته وكلامه هذا ومن هو،
فتوارى عنهم، فنظروا فإذا أثر قدمه ذراع، فقال: هذا والله
الخضر الذي حدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم (كر).
إلياس رضي الله عنه (1)
37834 ابن عساكر أنبأنا أبو الكرم بن المبارك بن الحسن
ابن أحمد بن علي الشهرزوري أنبأنا أبو البركات عبد الملك بن أحمد بن
علي الشهرزوري أنبأنا عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ حدثني أبي

(1) أورد ابن كبير في البداية والنهاية (1 / 337) قصة الياس إلياس بن العازر
ابن العبزار بن هارون بن عمران وكان ارساله إلى أهل بعلبك غربي
دمشق فدعاهم إلى الله. ص.
15

حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن منير الحراني بمصر حدثنا أبو الطاهر
خير بن عرفة الأنصاري حدثنا هانئ بن الحسن حدثنا بقية عن
الأوزاعي عن مكحول قال سمعت واثلة بن الأسقع قال: غزونا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك حتى إذا كنا في بلاد حذام في أرض
لهم يقال لها الحوزة وقد كان أصابنا عطش شديد فإذا بين أيدينا آثار
غيث، فسرنا مليا فإذا بغدير وإذا فيه جيفتان وإذا السباع قد وردت
الماء فأكلت من الجيفتين وشربت من الماء، فقلنا: يا رسول الله!
هذا جيفتان وآثار السباع قد أكلت منهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم،
هما طهوران اجتمعا من السماء والأرض لا ينجسهما شئ، وللسباع ما
شربت في بطونها ولنا ما بقي، حتى إذا ذهب ثلث الليل إذا نحن
بمناد ينادي بصوت حزين: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة
المغفور لها المستجاب لها المبارك عليها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حذيفة!
ويا أنس! ادخلا إلى هذا الشعب فانظرا ما هذا الصوت، قالا:
فدخلنا فإذا برجل عليه ثياب بيض أشد بياضا من الثلج وإذا وجهه
ولحيته كذلك، ما أدري أيهما أشد ضوءا ثيابه أو وجهه، فإذا هو
أعلى جسما منا بذراعين أو ثلاثة فسلمنا عليه، فرد علينا السلام ثم
قال: مرحبا! أنتما رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالا: فقلنا: نعم، قالا:
16

فقلنا: من أنت رحمك الله؟ قال: أنا إلياس النبي، خرجت أريد
مكة فرأيت عسكركم فقال لي جند من الملائكة على مقدمتهم جبريل
وعلى ساقتهم ميكائيل: هذا أخوك رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه والقه،
ارجعا فاقرئاه مني السلام وقولا له: لم يمنعني من الدخول إلى
عسكركم إلا أني أتخوف أن تذعر الإبل ويفزع المسلمون من طولي
وان خلقي ليس كخلقكم، قولا له: يأتيني، قال حذيفة وأنس:
فصافحناه، فقال لأنس: من هذا؟ قال: هذا حذيفة بن اليمان
صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرحب به ثم قال: والله إنه لفي
السماء أشهر منه في الأرض! تسميه أهل السماء " صاحب سر
رسول الله " صلى الله عليه وسلم، قال حذيفة: هل تلقى الملائكة قال: ما من
يوم إلا أنا ألقاهم ويسلمون علي وأسلم عليهم، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فخرج
معنا حتى أتينا الشعب وهو يتلألأ وجهه نورا فإذا ضوء وجه إلياس
كالشمس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على رسلكم فتقدمنا النبي صلى الله عليه وسلم
قدر خمسين ذراعا وعانقه مليا ثم قعدا، قالا: فرأيت شيئا كهيئة الطير
العظام بمنزلة الإبل قد أحدقت به وهي بيض وقد نشرت أجنحتها
بيننا وبينهم، ثم صرخ بنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا حذيفة ويا أنس! تقدما
فتقدمنا فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها قد
17

غلب خضرتها بياضنا فصارت وجوهنا خضرا وثيابنا خضرا وإذا
عليها خبز ورمان وموز عنب ورطب وبقل ما خلا الكراث، ثم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا بسم الله، قالا: فقلنا: يا رسول الله! أمن
طعام الدنيا هذا؟ قال: لا، قال لنا: هذا رزقي ولي في كل أربعين
يوما وأربعين ليلة أكلة تأتيني بها الملائكة وهذا تمام الأربعين يوما
والليالي، وهو شئ يقول الله له: كن فيكون، فقلنا: من أين
وجهك؟ قال: وجهي من خلف رومية، كنت في جيش من
الملائكة مع جيش من المسلمين غزوا أمة من الكفار، فقلنا: فكم
يسار من ذلك الموضع الذي كنت فيه؟ قال: أربعة أشهر، وفارقته
أنا منذ عشرة أيام، وأنا أريد إلى مكة أشرب بها في كل سنة شربة
وهي ريتي وعصمتي إلى تمام الموسم من قابل، فقلنا: فأي المواطن
أكثر مقامك؟ قال: الشام وبيت المقدس والمغرب واليمن وليس من
مسجد من مساجد محمد صلى الله عليه وسلم إلا وأنا أدخله صغيرا كان أو كبيرا،
قلنا: الخضر متى عهدك به؟ قال: منذ سنة، كنت قد التقيت
أنا وهو بالموسم وقد قال لي: إنك ستلقى محمدا صلى الله عليه وسلم قبلي فأقرئه
مني السلام، وعانقه وبكى، ثم صافحناه وعانقناه وبكى وبكينا،
فنظرنا إليه حتى هو في السماء كأنه يحمل حملا، فقلنا: يا رسول الله!
18

لقد رأينا عجبا إذ هو إلى السماء، فقال: إنه يكون بين جناحي
ملك حتى ينتهي به حيث أراد (قال ابن عساكر: هذا حديث
منكر وإسناده ليس بالقوي).
37835 * (مسند ابن عباس) * عن أسباط عن السدي قال:
كان ملك وكان له ابن يقال له الخضر وإلياس أخوه، فقال الناس
للملك: إنك قد كبرت وابنك الخضر ليس يدخل في ملك فلو
زوجته لكي يكون ولده ملكا بعدك! فقال له: يا بني تزوج،
فقال: لا أريد، قال: لابد لك، قال: فزوجني، فزوجه امرأة
بكرا، فقال له الخضر: إنه لا حاجة لي في النساء، فان شئت
عبدت الله معي وأنت في طعام الملك ونفقته وإن شئت طلقتك،
قالت: بل أ عبد الله معك، قال: فلا تظهري سري، فإنك إن
حفظت سري حفظك الله، وإن أظهرت عليه أهلك أهلكك الله،
فكانت معه سنة لم تلد، فدعاها الملك فقال: أنت شابة وابني شاب
فأين الولد وأنت من نساء ولد؟ فقالت: إنما الولد بأمر الله،
ودعا الخضر فقال له: أين الولد يا بني؟ قال: الولد بأمر الله،
فقيل للملك: فلعل هذه المرأة عقيم لا تلد، فزوجه امرأة قد
ولدت فقال للخضر: طلق هذه، قال: تفرق بيني وبينها وقد اغتبطت
19

بها! فقال: لابد من طلاقها، فطلقها ثم زوجه ثيبا قد ولدت،
فقال لها الخضر كما قال للأولى، فقالت: بل أكون معك، فلما
كان الحول دعاها فقال: إنك ثيب قد ولدت قبل ابني فأين ولدك؟
فقالت: هل يكون الولد إلا من بعل وبعلي مشتغل بالعبادة لا حاجة
له في النساء، فغضب لذلك وقال: اطلبوه، فهرب فطلبه ثلاثة فأصابه
اثنان منهم، فطلب إليهما أن يطلقاه فأبيا، وجاء الثالث فقال: لا
تذهبا به فلعله يضربه وهو ولده، فأطلقاه، ثم جاؤوا إلى الملك، فأخبره
الاثنين أنهما أخذاه وان الثالث أخذه منهما، فحبس الثالث، ثم
فكر الملك فدعا الاثنين فقال: أنتما خوفتما ابني حتى هرب فذهب،
فأمر بهما فقتلا، ودعا بالمرأة فقال لها: أنت هربت ابني وأفشيت
سره، لو كتمت عليه لأقام عندي، فقتلها وأطلق المرأة الأولى
والرجل، فذهبت المرأة فاتخذت عريشا على باب المدينة، فكانت
تحتطب وتبيعه وتتقوت بثمنه، فخرج رجل من المدينة فقير فقال:
بسم الله فقالت المرأة، وأنت تعرف الله؟ قال: أنا صاحب الخضر،
قالت: وأنا امرأة الخضر، فتزوجها وولدت له وكانت ماشطة ابنة
فرعون، فقال أسباط عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس أنها بينا هي تمشط ابنة فرعون سقط المشط من يدها فقالت:
20

سبحان ربي! فقالت ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ربي، ورب
أبيك، فقالت: أخبر أبي! فقالت: نعم، فأخبرته، فدعا بها فقال:
ارجعي، فأبت، فدعا ببقرة من نحاس وأخذ بعض ولدها فرمي به
في البقرة وهي تغلي، ثم قال لها: ترجعين؟ قالت: لا، فأخذ الولد
الآخر حتى ألقى أولادها أجمعين ثم قال لها: ترجعين؟ قالت: لا،
فأمر بها، قالت: إن لي حاجة، قال: وما هي؟ قالت: إذا ألقيتني
بالبقرة تأمر بالبقرة أن تحمل ثم تكفأ في بيتي الذي على باب المدينة
وتنحي البقرة وتهدم البيت علينا حتى يكون قبورنا، فقال: نعم،
إن لك علينا حقا، ففعل بها ذلك. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
مررت ليلة أسري بي فشممت رائحة طيبة فقلت: يا جبريل! ما هذا؟
فقال: هذا ريح ماشطة بنت فرعون وولدها (كر).
أبو عثمان النهدي رضي الله عنه
37836 عن أبي عثمان النهدي قال: حججت في الجاهلية ثم
بعث النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده قد مات
(ابن منده).
37837 عن عاصم قال: سئل أبو عثمان النهدي: هل رأيت
21

رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أسلمت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأديت إليه
ثلاث صدقات ولم ألقه (كر) (1).
أبو وائل رضي الله عنه
37838 عن أبي وائل قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أمرد فلم
يقض لي أن ألقاه (عد وابن منده، كر).
37839 عن أبي وائل قال: بينما أنا أرعى غنما لأهلي فجاء
ركب ففرقوا غنمي، فوقف رجل منهم فقال: اجمعوا لهذا غنمه كما
فرقتموها عليه ثم اندفعوا، فاتبعت رجلا منهم فقلت: من هذا؟
قال: النبي صلى الله عليه وسلم (يعقوب بن سفيان، كر، قال كر: الأحاديث في
أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم أصح) (2).

(1) أبو عثمان النهدي هو عبد الرحمن بن مل بن عمر بن عدي، سكن الكوفة
ثم البصرة أدرك الجاهلية وأسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق إليه
ولم نلقه وحج سنتين ما بين حجة وعمرة كان ثقة وعريف قومه توفي
سنة (95) ه‍ وعمره (30) سنة. تهذيب التهذيب لابن حجر (6 / 278). ص.
(2) أبو وائل هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره
وقال ابن حبان في الثقات توفي سنة (82) وقال ابن سعد كان ثقة كثير
الحديث. تهذيب التهذيب لابن حجر (4 / 362). ص.
22

37840 عن إبراهيم النخعي قال: ما من قرية إلا وفيها
من يدفع عن أهلها به، وإني لأرجو أن يكون أبو وائل
منهم (كر).
سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم
37841 * (مسند عمر) * عن منصور بن الحميد الضبي عن سالم
ابن عبد الله بن عمر قال: جاؤوا بأسير إلى الحجاج فقال الحجاج: قم
يا سالم فاضرب عنق الأسير! فسل سيفه فأتاه فقالوا لأبيه عبد
الله: إن ابنك ذهب ليضرب عنق الأسير! قال: ما كان ليفعل،
قالوا: إنه قد سل سيفه فأتاه، فقال: ما كان ليفعل، فأتاه فقال:
يا هذا! توضأت الغداة وضوءا حسنا وصليت في الجماعة؟ قال: نعم،
فغمد سيفه ورجع، فقال الحجاج: ما منعك أن تضرب الأسير؟
قال: ما سمعت من والدي يحدث عن عمر عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: أيما رجل توضأ صلاة الغداة وضوءا
حسنا وصلى في الجماعة كان في جوار الله. ما كنت لأقتل جار الله
يا حجاج! قال أبوه ما أخطأت أمه حين سمته سالما (ابن النجار) (1).

(1) سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم هو الفقيه المدني أبو عبد الله.
حفيد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقال أحمد بن حنبل: أصح
الأسانيد: الزهري عن سالم عن أبيه وقال ابن سعد كان ثقة كثير
الحديث عاليا من الرجال توفي سنة 106 ه‍. تهذيب التهذيب لابن
حجر (3 / 438). ص.
23

شريح القاضي رضي الله عنه
37842 * (مسند عمر) * عن الشعبي قال: ساوم عمر بن
الخطاب بفرس فركبه ليشوره (1) فعطب، فقال للرجل: خذ
فرسك، فقال الرجل: لا، فقال: أجعل بيني وبينك حكما،
قال الرجل: شريح، فتحاكما إليه، فقال شريح يا أمير المؤمنين!
خذ ما ابتعت أو رد كما أخذت، قال عمر: وهل القضاء إلا هكذا!
سر إلى الكوفة، فبعثه إليها قاضيا عليها، وإنه لأول يوم عرفه فيه
(عب، وابن سعد).

(1) ليشوره: شارها شورا وشوارا وشورها وأشارها: راضها أو
ركبها عند العرض على مشتريها. القاموس 2 / 65. ب
وشار الشئ: عرضه ليبدي ما فيه من محاسن. ويقال: شار
الدابة: أجراها عند البيع ليظهر قوتها وفي حديث طلحة: كان يشور
نفسه أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي يسعى ويخف ليظهر بذلك قوته
المعجم الوسيط 1 / 499. ب.
24

37843 * (أيضا) * عن الشعبي أن عمر بن الخطاب بعث ابن
سور على قضاء البصرة، وبعث شريحا على قضاء الكوفة (هق).
37844 * (مسند شريح القاضي) * عن علي بن عبد الله بن
معاوية بن ميسرة بن شريح القاضي حدثنا أبي عن أبيه عن معاوية عن
شريح قال: جاء شريح إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله! إن
لي أهل بيت ذوي عدد باليمن، فقال له: جئ بهم، فجاء بهم
والنبي صلى الله عليه وسلم قد قبض (كر) (1).
عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
37845 * (مسند عمر رضي الله عنه) * عن أبي وائل قال:
مر عمر بعجوز تبيع لبنا لها في سوق الليل فقال لها: يا عجوز!
لا تغشي المسلمين وزوار بيت الله ولا تشوبي اللبن بالماء، فقالت:
نعم يا أمير المؤمنين، فمر عليها بعد ذلك فقال: يا عجوز! ألم أقدم
إليك أن لا تشوبي لبنك بالماء؟ فقالت: والله ما فعلت! فتكلمت
ابنة لها من داخل الخباء: يا أمه؟ أغشا وكذبا جمعت على نفسك؟

(1) شريح بن الحارث بن قيس، أبو أمية الكوفي القاضي كان في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمع منه استقضاه عمر على الكوفة ستين سنة وهو ثقة
توفي سنة 78 ه‍ وعمره 180 سنة. تهذيب التهذيب لابن حجر 4 / 328. ص.
25

فسمعها عمر فهم بمعاقبة العجوز فتركها لكلام ابنتها، ثم التفت
إلى بنيه فقال: أيكم يتزوج هذه؟ فلعل الله يخرج منها نسمة
طيبة مثلها! فقال عاصم بن عمر: أنا أتزوجها يا أمير المؤمنين! فزوجها
إياه، فولدت له أم عاصم، فتزوج أم عاصم عبد العزيز بن مروان
فولدت له عمر بن عبد العزيز (ابن النجار) (1).
37846 عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: يا آل عمر!
إنا كنا نتحدث أن هذا الامر لا ينقضي حتى يلي رجل من آل
عمر! يسير مسيرة عمر ويكون بوجهه علامة، قال: فكان بلال
ابن عبد الله بن عمر بوجهه شامة فكانوا يرون أنه هو حتى جاء الله
بعمر بن عبد العزيز، وأمه أم عاصم ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب
(ت في التاريخ، كر).
37847 عن نافع قال: كان ابن عمر يقول كثيرا: ليت
شعري من هذا الذي من ولد عمر بن الخطاب في وجهه علامة يملأ الأرض
عدلا (كر).
37848 عن سعيد بن المسيب قال: الخلفاء ثلاثة وسائرهم

(1) عمر بن العزيز رضي الله عنه أبو جعفر، القرشي ثم المدني أمير
ولد منه 63 ثقة أمام عدل وتوفي سنة 101 ه‍. تهذيب التهذيب 7 / 475. ص.
26

ملوك، قيل: من هؤلاء الثلاثة؟ قال: أبو بكر وعمر وعمر،
قيل له: قد عرفنا أبا بكر وعمر فمن عمر الثاني؟ قال: إن عشتم
أدركتموه، وإن متم كان بعدكم (نعيم بن حماد في الفتن).
37849 عن حبيب بن هند الأسلمي قال: قال لي سعيد بن
المسيب: إنما الخلفاء ثلاثة، قلت: من؟ قال: أبو بكر وعمر
وعمر، قلت: هذا أبو بكر وعمر قد عرفناهما فمن عمر؟ قال:
إن عشت أدركته، وإن مت كان بعدك (كر).
37850 عن مالك عن سعيد بن المسيب أنه قال: الخلفاء
أبو بكر والعمران، فقيل له: أبو بكر وعمر قد عرفناهما فمن عمر
الآخر؟ قال: يوشك إن عشت أن تعرفه يريد به عمر بن عبد
العزيز (كر).
37851 عن يونس بن هلال عن الزهري قال: لا أظنه إلا
رفعه قال: ما من أمة يعملون بطاعة الله مائة سنة فتأتي عليهم وهم
يعملون بطاعة الله إلا أكلوا مثلها، فان أتت عليهم المائة وهم يعملون
بمعصية الله إلا هلكوا وأبيدوا، فكان مما رحم الله هذه الأمة
خلافة عمر بن عبد العزيز (كر).
27

37852 عن علي قال: لا تلعنوا بني أمية فان فيهم أميرا
صالحا يعني عمر بن عبد العزيز. (عم في الزهد).
الشافعي رضي الله عنه
37853 * (مسند عمر) * قال البيهقي في السنن: ثنا أبو سعد
أحمد بن محمد الماليني ثنا أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبد الله بن وهب يعني
الدينوري ثنا عبد الله بن محمد بن هارون الفريابي قال: سمعت الشافعي
محمد بن إدريس بمكة يقول: سلوني ما شئتم أنبئكم من كتاب
الله عز وجل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: فقلت له: أصلحك
الله ما تقول في المحرم يقتل زنبورا؟ قال: نعم، بسم الله الرحمن
الرحيم، قال الله تعالى " وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا "، حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتدوا باللذين من بعدي: أبي
بكر وعمر، وحدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر قيس بن مسلم عن طارق بن
شهاب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر المحرم بقتل الزنبور (هق) (1).

(1) الشافعي رضي الله عنه هو الامام الكبير أبو عبد الله بن إدريس القرشي
الهاشمي المطلبي المكي أحد الأئمة الأربعة لأهل السنة ولد سنة 150
وتوفي سنة 204 وخير كتاب تقرأ فيه سيرته وحياته " مناقب الشافعي "
في مجلدين للامام البيهقي. والحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى
(5 / 212) ص.
28

محمد ابن الحنفية رضي الله عنه (1)
37854 عن محمد ابن الحنفية قال: وقع بين علي وطلحة
كلام فقال طلحة لعلي: ومن جرأتك أنك سميت باسمه وكنيت
بكنيته وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان وفي لفظ: قد نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أن يجمعهما أحد من من أمته بعده قال علي: إن الجرئ من أجترأ
على الله ورسوله، ادعوا لي فلانا وفلانا لنفر من قريش، فجاؤوا
فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: إنه سيولد لك بعدي غلام
وفي لفظ: ولد نحلته اسمي وكنيتي، ولا يحل لاحد من أمتي
بعده (ابن سعد، كر).
37855 عن علي بن الحسين قال: كتب ملك الروم إلى عبد
الملك بن مروان يهدده ويتوعده ويحلف له ليحمل إليه مائة ألف في
البر ومائة ألف في البحر أو يؤدي الجزية، فسقط في يده فكتب
إلى الحجاج أن اكتب إلى ابن الحنفية فتهدده وتوعده ثم أعلمني ما
يرد عليك، ثم كتب الحجاج إلى ابن الحنفية بكتاب شديد يهدده

(1) محمد ابن الحنفية رضي الله عنه هو محمد الأكبر بن علي بن أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب الهاشمي أمه الحنفية خولة بنت جعفر راجع ترجمته
في الطبقات الكبرى لابن سعد (5 / 66). ص.
29

ويتوعده فيه بالقتل، فكتب إليه ابن الحنفية: إن لله تعالى ثلاثمائة
وستين لحظة إلى خلقه وأنا أرجو أن ينظر الله إلى نظرة يمنعني بها
منك، فبعث الحجاج بكتابه إلى عبد الملك فكتب عبد الملك إلى
ملك الروم بنسخته، فقال ملك الروم: خرج هذا منك ولا أنت
كتبت به، ما خرج إلا من بيت نبوة (كر).
37856 * (مسند علي) * عن ابن الحنفية قال: وقع بين طلحة
وبين علي كلام فقال لعلي: إنك تسمي باسمه وتكني بكنيته وقد نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك أن يجمعا لاحد من أمته! فقال علي إن
الجرئ من اجترأ على الله وعلى رسوله، يا فلان ادع لي فلانا وفلانا!
فجاء نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قريش، فشهدوا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص لعلي أن يجمعهما وحرمهما على أمته من
بعده (كر).
37857 * (أيضا) * عن الربيع بن منذر عن أبيه قال: كان
بين علي وبين طلحة كلام فقال علي: إن الجرئ من اجترأ على الله
وعلى رسوله، يا فلان ادع لي فلانا وفلانا! فدعا نفرا من قريش،
فقال: بم تشهدون؟ قالوا: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سم
باسمي وكن بكنيتي ولا تحل لاحد بعدك (كر).
30

37858 عن علي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: سيولد لك بعدي
غلام قد نحلته اسمي وكنيتي (ق في الدلائل، وابن الجوزي في
الواهيات، كر).
محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه
37859 عن أبي جعفر قال: يزعمون أني أنا المهدي، وإني
إلى الاجل أدنى مني إلى ما يدعون، ولو أن الناس اجتمعوا على أن
يأتيهم العدل من باب لخالفهم القدر حتى يأتي به من باب آخر
(كر) (1).
زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه (2).
37860 عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
زيد بن عمرو بن نفيل فقيل! يا رسول الله! إنه كان يستقبل القبلة
في الجاهلية ويقول: إلهي إله إبراهيم وديني دين إبراهيم، ويسجد،

(1) محمد بن علي بن الحسين هو الامام الجليل الهاشمي المدني أبو جعفر الباقر
وتوفي سنة (18) وعمره (73) سنة. تهذيب التهذيب لابن حجر 9 / 351 ص.
(2) زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي رأى النبي صلى الله عليه وسلم
وتوفي قبل أن يبعث فهو والد سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين
بالجنة. أسد الغابة (2 / 295). ص.
31

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحشر ذاك أمة وحده بيني وبين عيسى ابن
مريم (كر).
37861 عن عروة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد
ابن عمرو بن نفيل، فقال يبعث يوم القيامة أمة وحده بيني وبين
عيسى ابن مريم (كر).
37862 * (مسند سعيد) * عن نفيل بن هاشم بن سعيد بن زيد بن
عمرو بن نفيل عن أبيه عن جده أن زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن
نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال لزيد
ابن عمرو: من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ قال من بنية (1)
إبراهيم، قال: وما تلتمس؟ قال: ألتمس الدين، قال: ارجع
فإنه يوشك أن يظهر الذي تطلب في أرضك، فأما ورقة فتنصر
وأما أنا فعرضت علي النصرانية فلم توافقني، فرجع وهو يقول:
لبيك حقا حقا تعبدا ورقا
البر أبغي لا الحال وهل مهاجر كما قال
عذت بما عاذ به إبراهيم

(1) بنية: البنية - على فعيلة - الكعبة، يقال: لا ورب هذه البنية
ما كان كذا وكذا. المختار 48. ب.
32

قال: وجاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أبي كان
كما رأيت وكما بلغك فاستغفر له، قال: نعم، قال: فإنه يبعث يوم
القيامة أمة وحده، قال: وأتى زيد بن عمرو بن نفيل على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن حارثة وهما يأكلان من سفرة لهما فدعواه لطعامهما
فقال زيد بن حارثة للنبي صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي! إنا لا نأكل مما ذبح
على النصب (ط وأبو نعيم، كر).
37863 عن سعيد بن زيد قال: سألت أنا وعمر بن الخطاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل فقال: يأتي يوم القيامة
أمة وحده (ع وأبو نعيم، كر).
النجاشي
37864 عن سعيد بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
استغفروا للنجاشي (أبو نعيم) (1).

(1) النجاشي هو أصحمة بن أبحر ملك الحبشة واسمه بالعربية: عطية،
والنجاشي لقب له أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يهاجر إليه وتوفي
ببلاده قبل فتح مكة وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وكبر عليه أربعا.
أسد الغابة (1 / 120). ص.
33

لقمان الحكيم
37865 عن نوفل بن سليمان الهنائي عن عبد الله بن عمر عن
نافع عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حقا لم يكن لقمان
نبيا! ولكن كان عبدا صمصامة كثير التفكر حسن الظن، أحب
الله فأحبه وضمن عليه بالحكمة، كان نائما نصف النهار إذ جاءه نداء:
يا لقمان! هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس
بالحق؟ فانتبه فأجاب الصوت فقال. إن يخيرني ربي قبلت، فاني
أعلم إن فعل ذلك بي أعانني وعلمني وعصمني، وإن خيرني ربي قبلت
العافية ولم أقبل البلاء، فقالت الملائكة بصوت لا يزاحم، لم
يا لقمان؟ قال: لان الحاكم بأشد المنازل وأكبدها يغشاه الظلم من
كل مكان ينجو أو يعان وبالحري أن ينجو، وإن أخطأ أخطأ طريق
الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا خير من أن يكون شريفا، ومن
يختر الدنيا على الآخرة فتنته الدنيا ولا يصيب ملك الآخرة.
فتعجبت الملائكة من حسن منطقه، فنام نومة فغط بالحكمة غطا
فانتبه فتكلم بها، ثم نودي داود بعده فقبلها ولم يشترط شرط
لقمان، فهوى في الخطيئة غير مرة، وكل ذلك يصفح الله ويتجاوز
ويغفر له، وكان لقمان يوازره بالحكمة وعلمه فقال له داود: طوبى
34

لك يا لقمان! أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية وأوتي داود
الخلافة وابتلي بالرزية والفتنة (الديلمي، كر).
ذكر فرعون
37866 عن أبي بكر الصديق قال: أخبرت أن فرعون كان
أثرم (طس وابن عبد الحكم في فتوح مصر).
حاتم طيئ
37867 عن ابن عمر قال: ذكر حاتم طيئ عند النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ذاك رجل أراد أمرا وفي لفظ: طلب شيئا فأدركه
(قط في الافراد، كر).
ابن جدعان
37868 عن عائشة قالت قلت: يا رسول الله! أخبرني عن
ابن عمي ابن جدعان: قال: وما كان؟ قلت: كان ينحر الكرماء
ويكرم الجار ويكرم الضيف ويصدق الحديث ويوفي بالذمة ويصل
الرحم ويفك العاني ويطعم الطعام ويؤدي الأمانة، قال: هل قال
يوما: اللهم إني أعوذ بك من نار جهنم؟ قلت: والله ما كان
يدري ما جهنم! قال، فلا إذا (ابن النجار).
35

37869 عن عائشة قالت قلت: يا رسول الله! ابن جدعان
كان يحمل اليتيم ويصل الرحم ويفعل ويفعل، فقال: فكيف
يا عائشة ولم يقل ساعة قط من ليل أو نهار: رب اغفر لي خطيئتي
يوم الدين (ابن تركان في الدعاء والديلمي)
أبو طالب
37870 * (مسند أسامة) * جاء علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره
بموت أبي طالب (قط في الافراد).
37871 * (مسند علي) * عن علي قال: لما مات أبو طالب
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إن عمك الشيخ
الضال قد مات! فقال: انطلق فواره ثم لا تحدثن شيئا حتى
تأتيني، فواريته ثم أتيته، فأمرني فاغتسلت، ثم دعا لي بدعوات
ما أحب أن لي ما على الأرض من شئ (ط، ش، حم، د (1)، ن
والمروزي في الجنائز وابن الجارود وابن جرير، ع).
37872 * (مسند علي) * عن أبي إسحاق قال: لما مات
أبو طالب جاء علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن عمك الضال قد مات، قال:

(1) أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عبد مناف ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بخمس
وثلاثين سنة. والحديث أخرجه أبو داود كتاب الجنائز رقم 3214
والنسائي كتاب الجنائز رقم 8 20. ص.
36

اذهب فواره، فلما جئت قال: ألا أعلمك دعاء يغفر الله لك وإن
كنت مغفورا لك؟ فقلت: يا نبي الله علمني، قال: قل:
لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله الا
الله سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين
(ابن جرير).
37873 عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت: إن عمك الشيخ الضال قد مات، قال: اذهب فواره
ولا تحدث شيئا حتى تأتيني، ففعلت الذي أمرني ثم أتيته، وعلمني
دعوات هي أحب إلي من حمر النعم (ابن حمدان).
37874 * (مسند أبي هريرة) * أي عم! إنك أعظمهم
علي حقا وأحسنهم عندي يدا ولانت أعظم علي حقا من والدي فقل كلمة
تجب لك علي بها الشفاعة يوم القيامة قل: لا إله إلا الله (ك عن أبي هريرة).
أمرؤ القيس الشاعر
37875 عن هاشم بن محمد الكلبي عن فروة بن سعيد عن عفيف
ابن معد يكرب عن أبيه عن جده قال: قدم قوم من اليمن على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد! أحيانا الله ببيتين من شعر امرئ
القيس بن حجر، قال: وكيف ذلك! قالوا: أقبلنا نريدك فضللنا،
37

فبقينا ثلاثا بغير ماء، فاستظللنا بالطلح والسمر (1) فأقبل راكب
ملتثم بعمامته وتمثل رجل منا ببيتين:
ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياض من فرائصها (2) دامي
تيممت العين التي عند ضارج يفئ (3) عليها الطلح (4) عرمضها (5) طامي (6)
فقال الراكب: من يقول هذا الشعر؟ قال: امرؤ القيس بن حجر،
قال: فلا والله ما كذب! هذا ضارج عندكم، فجثونا على الركب
إلى ماء كما ذكر عليه العرمض يفئ عليه الطلح، فشربنا رينا

(1) السمر: هو ضرب من شجر الطلح، الوحدة سمرة. النهاية 2 / 399 ب.
(2) فرائصها: الفريصة: اللحمة التي بين جنب الدابة وكتفها لا تزال ترعد
النهاية 3 / 431. ب.
(3) يفئ: أصل الفئ: الرجوع. يقال: فاء يفئ فئة وفيوءا، ومنه قيل
للظل الذي يكون بعد الزوال: فئ لأنه يرجع من جانب الغرب إلى
جانب الشرق. النهاية 3 / 482. ب.
(4) عرمضها: العرمض كجعفر وزبرج من شجر العضاه أو كجعفر
صغار السدر والأراك ومن كل شجر لا يعظم أبدا. القاموس 2 / 336. ب.
(5) والطحلب: بضم اللام وفتحها تخفيف شئ أخصر لزج يخلق في الماء
ويعلوه. المصباح المنير 2 / 505. ب.
(6) طامي: طما الماء - من باب سما - وطمي يطمي - بالكسر - طميا
- بوزن مضي أيضا - فهو طام، إذا ارتفع وملا النهر. المختار 315. ب.
38

وحملنا ما بلغنا الطريق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك رجل مذكور
وفي لفظ: مشهور في الدنيا شريف فيها، منسي في الآخرة
خامل فيها يجئ يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار (كر
وابن النجار).
سويد بن عامر
37876 عن يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي ثم المصطلقي
حدثني أبي عن أبيه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده قول
سويد بن عامر المصطلقي:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم إن المنايا يجنى كل إنسان
فاسلك طريقك تمشي غير مختشع حتى تلاقي ما تمنى لك ألماني
فكل ذي صاحب يوما مفارقه وكل زاد وإن أبقيته فان
والخير والشر مجموعان في قرن بكل ذلك يأتيك الجديدان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أدركني هذا لاسلم وفي لفظ: لو أدركت
هذا لاسلم (ق في الزهد، كر).
أبو جهل
37877 عن المغيرة بن شعبة قال: أول يوم عرفت فيه
39

رسول الله صلى الله عليه وسلم أني كنت أمشي مع أبي جهل بمكة فلقينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال له؟ يا أبا الحكم! هلم إلى الله وإلى رسوله وإلى
كتابه، أدعوك إلى الله، فقال: يا محمد! ما أنت بمنته عن سب
آلهتنا، هل تريد إلا أن نشهد أن قد بلغت، فنحن نشهد أن
قد بلغت، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل علي فقال: والله إني
لاعلم أن ما يقول حق! ولكن بني قصي قالوا: فينا الحجابة،
فقلنا: نعم، قالوا: ففينا القرى، فقلنا: نعم ثم قالوا: فينا الندوة،
فقلنا: نعم، ثم قالوا: فينا السقاية، فقلنا: نعم، ثم أطعموا وأطعمنا،
حتى إذا تحاكت الركب قالوا: منا نبي، والله لا
أفعل (ش).
مطعم والد جبير رضي الله عنه
37879 عن سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو كان مطعم حيا ثم كلمني في هؤلاء
لأطلقتهم يعني أسارى بدر، قال سفيان: وكانت له عند النبي
صلى الله عليه وسلم يد، وكان أجزى الناس باليد (هب).
40

باب في فضائل الأمة
فضلهم مطلقا
37880 * (مسند عمر) * عن عمر قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم
جالسا فقال: أنبئوني بأفضل أهل الايمان إيمانا، قالوا: يا رسول الله!
الملائكة، قال: فهم كذلك ويحق لهم ذلك، وما يمنعهم وقد
أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها! بل غيرهم، قالوا: يا رسول الله!
الأنبياء الذين أكرمهم الله برسالته والنبوة، قال: هم كذلك ويحق
لهم، وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها! قالوا: يا رسول
الله! الشهداء الذين استشهدوا مع الأنبياء، قال: هم كذلك ويحق
لهم، وما يمنعهم وقد أكرمهم الله بالشهادة مع الأنبياء! بل غيرهم،
قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: أقوام في أصلاب الرجال يأتون من
بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، ويصدقوني ولم يروني، يجدون
الورق المعلق فيعملون بما فيه، فهؤلاء أفضل أهل الايمان إيمانا
(ابن راهويه وابن زنجويه والبزار، ع، عق والمرهبي في فضل العلم،
ك، وتعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه بأن فيه محمد بن أبي حميد
متروك الحديث، وقال في المطالب العالية: محمد ضعيف الحديث سئ
الحفظ، وقال البزار: الصواب أنه عن زيد بن أسلم مرسل).
41

37881 * (مسند جابر بن عبد الله بن الرئاب السلمي الأنصاري) *
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني معاوية ثلاثا فأعطي اثنتين ومنعه
واحدة: سأله أن لا يهلك أمته جوعا، ولا يظهر عليهم عدوهم،
فأعطيها، وسأله أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعها (طب).
37882 عن جابر بن عتيك عن مطرف قال قال لي عمران
ابن حصين: اعلم أن خيار عباد الله يوم القيامة الحمادون، واعلم أنه
لا يزال طائفة من أهل الاسلام يقاتلون الرجال (ابن جرير).
37883 * (مسند حذيفة بن اليمان) * خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى حرة بني معاوية واتبعت أثره حتى ظهر عليها فصلى الضحى
ثمان ركعات طول فيهن ثم انصرف فقال: يا حذيفة! طولت
عليك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إني سألت الله فيها ثلاثا
فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة: سألته أن لا يظهر على أمتي غيرها
فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكها بالسنين فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل
بأسها بينها فمنعني (ش وابن مردويه).
37884 عن كريب عن مرة البهزي أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين على من
ناواهم وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، فقلنا:
42

يا رسول الله! من هم وأين هم؟ قال: بأكناف بيت المقدس. قال:
وحدثني أن الرملة هي الربوة وذلك أنها تسيل مغربة ومشرقة (كر).
37885 * (مسند الحكم بن رافع بن سنان) * عن عمر بن
الحكم بن رافع بن سنان قال: حدثني بعض عمومتي وآبائي أنه كانت
عندهم ورقة يتوارثونها في الجاهلية حتى جاء الاسلام، فلما قدم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة جئنا بها فقرئت عليه فإذا فيها: بسم الله وقوله الحق،
وقول الظالمين في تباب (1)، هذا ذكر أمة تأتي في آخر الزمان
تأتزرون على أوساطهم، ويغسلون أطرافهم، ويخوضون البحار إلى
أعدائهم، فيهم صلاة لو كانت في قوم نوح ما أهلكوا بالطوفان،
ولو كانت في عاد ما أهلكوا بالريح، ولو كانت في ثمود ما أهلكوا
بالصيحة، بسم الله وقوله الحق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضعوها
بين ظهري ورق المصحف. (أبو نعيم).
37886 * (مسند معاذ) * صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال فيها،
فلما انصرف قلت: يا رسول الله لقد أطلت اليوم! قال: إني صليت
صلاة رغبة ورهبة وسألت الله لامتي ثلاثا فأعطاني ثنتين ورد علي
واحدة، سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطانيها، وسألته

(1) تباب: التباب: الخسران والهلاك. المختار 55. ب.
43

أن لا يهلكهم غرقا فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم
فردت علي (ش، حم، ه‍، طب).
37887 عن عمير بن هانئ أن معاوية بن أبي سفيان خطبهم
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال من أمتي أمة قائمة
بأمر الله لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم
على ذلك وفي لفظ: وهم ظافرون على الناس. قال عمير بن هانئ:
فقام مالك بن يخامر فقال: سمعت معاذ بن جبل يقول: وهم بالشام
(حم والشاشي ويعقوب بن سفيان، ع، كر والبغوي).
37888 عن يونس بن حليس الجندي أن معاوية بن أبي سفيان
كان يقول على المنبر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنها تبرح
عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على الناس حتى يأتي أمر
الله وهم على ذلك، ثم نزع بهذه الآية " يا عيسى إني متوفيك ورافعك
إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين
كفروا إلى يوم القيامة " (كر).
37889 عن مسلم بن هرمز قال سمعت معاوية يقول في
خطبته: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا يزال في هذه عصابة
يقاتلون على أمر الله، لا يضرهم خذلان من خذلهم ولا عداوة من
44

عاداهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، وأنا أرجو أن تكونوا أنتم
يا أهل الشام (كر).
37890 عن مكحول عن معاوية بن أبي سفيان أنه قال وهو
يخطب على المنبر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا أيها الناس! إنما
العلم بالتعلم والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين،
و " إنما يخش الله من عباده العلماء " ولن تزال أمة من أمتي على
الحق طاهرين على الناس! لا يبالون من خالفهم ولا من ناواهم حتى
يأتي أمر الله وهم ظاهرون (كر).
37891 عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال
طائفة من أمتي على الناس ظاهرين! لا يبالون من خالفهم حتى يأتي
أمر الله، قال النعمان: فمن قال: إني أقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم
يقل، فإن تصديق ذلك في كتاب الله تعالى فان الله يقول " يا عيسى
إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين
اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " (ابن أبي حاتم، كر).
37892 عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليدخلن
الجنة بشفاعة رجل وليس بنبي مثل الحيين أو: مثل أحد الحيين
ربيعة ومضر، فقال قائل: يا رسول الله! ما ربيعة من مضر،
45

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أقول ما أقول (ع، كر).
37893 عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال
طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين! لا يضرهم من
خالفهم إلا أصابهم من لأواء وهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر
الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله! وأين هم؟ قال: ببيت المقدس
وأكناف بيت المقدس (ابن جرير).
37894 عن أبي ثعلبة قال: والله! لا تعجز هذه الأمة من
نصف يوم إذا رأيت الشام قائده رجل وأهل بيته، فعند ذلك
فتح القسطنطينية (ق في البعث).
37895 * (مسند أبي جمعة واسمه حبيب بن سباع) * عن خالد
ابن دريك قال: قلت لأبي جمعة رجل من الصحابة: حدثنا حديثا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، أحدثك حديثا جيدا،
تغدينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا أبو عبيدة فقال: يا رسول الله!
هل أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك! قال: نعم، قوم
يكونون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني، يجدون كتابا بين لوحين
فيؤمنون به ويصدقون به، فهم خير منكم. (حم، ع والباوردي
وابن قانع، طب، ك وأبو نعيم، كر).
46

37896 عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تزال طائفة من أمتي على الناس ظاهرين لا يبالون من خالفهم حتى
يأتي أمر الله! قال النعمان: فمن قال: إني أقول عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما لم يقل، فان تصديق ذلك في كتاب الله، فان الله تعالى
يقول " يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين
كفروا وجاعل الذين اتبعوا فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة "
(ابن أبي حاتم كر).
37897 عن عبد الله عامر بن قيس الكندي حدثه عن أبي
سعيد الزرقي أن رسول الله قال: إن الله وعدني أن يدخل من
أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب، ويشفع كل ألف في سبعين
ألفا، ثم يحثي لي ثلاث حثيات بكفيه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن
ذلك إن شاء الله مستوعب مهاجري أمتي ويوفينا الله بشئ من
أعرابنا (البغوي وابن النجار).
37898 عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه أنه قيل:
يا رسول الله! أرأيت من آمن بك وصدقك ولم يرك؟ قال: طوبى
لهم ثم طوبى لهم! أولئك منا وأولئك معنا (الحسن بن سفيان
وأبو نعيم).
47

37899 عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إني لمشتاق إلى إخواني، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله! ألسنا
إخوانك؟ قال: لا، أنتم أصحابي، إخواني قوم آمنوا بي ولم يروني،
فجاء أبو بكر فأخبره عمر بالذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تحب قوما بلغهم أنك تحبني فأحبوك فأحبهم
الله عز وجل (قال ابن كثير: غريب ضعيف الاسناد).
37900 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليتني أرى
إخواني وردوا علي الحوض فأستقبلهم بالآنية فيها الشراب فأسقيهم
من حوضي قبل أن يدخلوا الجنة! فقيل له: يا رسول الله! ولسنا إخوانك؟
قال: أنتم أصحابي وإخواني، من آمن بي ولم يرني (الديلمي، وفيه
إسماعيل بن يحي التيمي).
37901 * (مسند ابن عمر) * إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة،
ويد الله على الجماعة ومن شذ شذ إلى النار (ت: غريب).
37902 عن ابن عمر وعن ابن مسعود قال: اتقوا الله
واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر، وعليكم بالجماعة!
فان الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة (ش وإسناده صحيح).
37903 عن ابن مسعود قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند
48

ظهره إلى قبة أدم فقال: ألا! لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة،
اللهم! هل بلغت؟ اللهم اشهد! فقال: أتحبون أنكم ربع أهل
الجنة؟ قالوا: نعم يا رسول الله! قال؟ أتحبون أن تكونوا ثلث
أهل الجنة؟ قالوا: نعم، قال: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل
الجنة، ما مثلكم فيمن سواكم إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض
أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود (كر).
37904 عن الحسن قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سألت
ربي أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها (ابن جرير).
37905 عن سعيد بن جبير قال: لم يعط أحد من الأمم
الاسترجاع غير هذه الأمة! أما سمعت قول يعقوب " يا أسفي على
يوسف (هب وقال: رفعه بعض الضعفاء إلى ابن عباس يرفعه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم).
37906 عن ابن شهاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي
أمة مرحومة! لا عذاب عليها في الآخرة، عذابها في الدنيا
الزلازل والبلايا، فإذا كان يوم القيامة أعطى الله كل رجل من
الكفار من يأجوج ومأجوج فيقال: هذا فداؤك من النار: فقال
رجل: يا رسول الله! فأين القصاص؟ فسكت (نعيم).
49

37907 * (مسند علي) * كر: أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد
ابن عبد الله الكريني حدثنا أبو بكر العاطرفاني إملاء ثنا عبد الرحمن
ابن محمد بن إبراهيم المديني ثنا بن عقدة ثنا محمد بن عبد الله بن أبي
نجيح ثنى علي بن حسان القرشي عن عمه عبد الرحمن بن كثير عن
جعفر بن محمد قال: قال أبو جعفر محمد بن علي: أجلسني جدي الحسين
ابن علي في حجره وقال لي: رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام، وقال
لي علي بن الحسين: أجلسني علي بن أبي طالب في حجره وقال لي:
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام.
37908 عن سهل بن أبي زينب قال: كنت عند عمر بن
عبد العزيز قال: يا أبا قلابة! حدثنا، فقال أبو قلابة: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيت أن أؤمكم إذ لحقني ظلال وتقدمت ثم
لحقني ظلال فتقدمت، لحقني من أمتي. يكونون من بعدي
تخلق بي قلوبهم وأعمالهم، فقال: إني والله يا أبا قلابة ما كنت
تسرنا بهذا الحديث قبل اليوم (كر).
37909 * (مسند سعد) * عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقبل ذات يوم من العالية حتى إذ مر بمسجد بني معاوية دخل فركع
فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال: سألت
50

ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي
بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها (ش، حم،
م وابن خزيمة، حب).
37910 * (أيضا) * عن شريح بن عبيد عن سعد بن أبي
وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند
ربها عز وجل أن يؤخرهم نصف يوم، قيل لسعد: وكم نصف
يوم؟ قال: خمسمائة سنة (حم، د ونعيم بن حماد، ك، ق في البعث،
ص. قال ق: إسناده شامي، تفردوا بهذا الحديث).
37911 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وعدني ربي أن يدخل
الجنة من أمتي مائة ألف، فقال أبو بكر: يا رسول الله!
زدنا، فقال هكذا وأشار بيده، قال: يا رسول الله! زدنا،
فقال عمر: إن الله قادر على أن يدخلنا الجنة بحفنة واحدة، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق عمر (أبو نعيم والديلمي).
37912 * (أيضا) * دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته فقال: اللهم!
أقبل بقلوبهم إلى دينك وحط من وراءهم برحمتك (طب).
37913 عن أنس قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى ألقى
أصحابي؟ متى ألقي أحبابي، فقال بعض الصحابة: أوليس نحن
51

أحباؤك؟ قال: أنتم أصحابي، ولكن أحبابي قوم لم يروني وآمنوا بي
أنا إليهم بالأشواق (أبو الشيخ في الثواب).
37914 عن أنس قال: قال رسول الله، إن الله وعدني
أن يدخل الجنة من أمتي أربعمائة ألف، فقال أبو بكر الصديق: زدنا
يا رسول الله قال: وهكذا جميع يديه، قال: زدنا يا رسول الله! قال:
وهكذا، قال عمر: حسبك يا أبا بكر: فقال أبو بكر: دعني
يا عمر! وما عليك أن يدخلنا الله الجنة؟ فقال عمر: إن شاء أدخل خلقه الجنة
بكف واحد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق عمر. (كر).
37915 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة
من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة وأومأ بيده إلى
الشام (كر).
37916 * (أيضا) * (ابن النجار) كتب إلى يوسف بن عبد
الله الدمشقي أنبأنا أبو القاسم محمود بن الفرج بن أبي القاسم المقرئ
الكرخي أنبأنا أبو حفص عمر بن أبي بكر المقرئ أنبأنا أبو الصفا
تأمر بن علي أنبأنا منصور بن محمد بن علي الأصبهاني المذكر أنبأنا محمد
ابن أحمد بن إبراهيم القاضي ثنا محمد بن أيوب الرازي ثنا القعسي عن
سلمة بن وردان عن ثابت البناني عن أنس: قال قال رسول الله
52

صلى الله عليه وسلم: ليلة أسري بي إلى السماء سألت ربي عز وجل فقلت: إلهي
وسيدي! اجعل حساب أمتي على يدي لئلا يطلع على عيوبهم أحد
غيري، فإذا النداء من العلى: يا أحمد! إنهم عبادي لا أحب أن
أطلعك على عيوبهم، فقلت: إلهي وسيدي ومولاي المذنبون من
أمتي؟ فإذا النداء من العلى: يا أحمد! إذا كنت أنا الرحيم وكنت
أنت الشفيع فأين المذنبون بيننا! فقلت: حسبي حسبي (محمد
ابن علي المذكر قال في المغني: متهم تالف، قلت: وأخلق بهذا
الحديث أن يكون من وضعه).
الابدال رضي الله عنهم
37917 * (مسند علي) * عن صفوان بن عبد الله بن صفوان:
قال رجل يوم صفين: اللهم العن أهل الشام! فقال علي كرم الله
وجهه: لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فان بها الابدال، فان بها
الابدال (ابن راهويه والذهبي في علل حديث الزهري، ق في الدلائل،
قال ابن حجر: وله شاهد من حديث أبي زرير الغافقي عن علي
موقوفا أيضا رواه ابن يونس في تاريخ مصر).
37918 عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيار أمتي خمسمائة
53

والابدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون، كلما
مات بدل أبدل الله من الخمسمائة مكان وأدخل في الأربعين مكانهم،
فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأربعون ينقصون، فقالوا: يا رسول الله!
دلنا على أعمال هؤلاء، فقال: هؤلاء يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون
إلى من أساء إليهم، ويواسون مما آتاهم الله، وتصدق ذلك في
كتاب الله " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب
المحسنين " (كر).
37919 عن رجاء بن حياة عن علي أنه قال: يا أهل العراق!
لا تسبوا أهل الشام فان فيهم الابدال، لا يموت رجل منهم إلا
بدل الله مكانه آخر، ثم قال لي: يا رجاء! أذكر لي رجلين
صالحين من بيسان، فان الله خص بيسان برجلين من الابدال،
لا يكون متماوتا ولا طعانا على الأئمة، فإنه لا يكون منهم الابدال
(ابن منده في غرائب شعبة، وأخرجه كر من طريق رجاء).
37920 عن الحارث بن حرمل عن علي رضي الله عنه قال:
لا تسبوا أهل الشام فان فيهم الابدال. وقال الحارث: يا رجاء!
أذكر لي رجلين صالحين من أهل بيسان، فإنه بلغني أن الله اختص
أهل بيسان برجلين صالحين من الابدال، لا يموت واحد إلا أبدل
54

الله مكانه واحدا، ولا تذكر لي منهما متماوتا ولا طعانا على الأئمة
فإنه لا يكون منهما الابدال (.) (1)
باب في فضائل القبائل
المهاجرون رضي الله عنهم
37921 عن ابن عمر قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
حين طلعت الشمس فقال: سيأتي ناس من أمتي يوم القيامة نورهم
كضوء الشمس، قلنا: من أولئك يا رسول الله؟ فقال: فقراء
المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره، يموت أحدهم وحاجته في صدره،
يحشرون من أقطار الأرض (ابن النجار).
37922 * (مسند عبد الله بن عمر) * أتعلم أول زمرة تدخل
الجنة من أمتي؟ فقراء المهاجرين يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة
ويستفتحون فتقول لهم الخزنة: أوقد حوسبتم؟ قالوا بأي شئ
نحاسب؟ وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا

(1) أورده في المنتخب (5 / 333) وقال أخرجه كر: من طريق رجاء لكن
حديث الحارث بن حرمل لم يذكره. والحديثان بلفظ واحد ومعنى
واحد فانتبه. ص.
55

على ذلك! فيفتح لهم فيقيلون فيها أربعين عاما قبل أن يدخلها الناس
(ك، هب).
37923 عن ابن عمرو عن قتادة قال: قلت لسعد بن المسيب:
ما فرق بين المهاجرين الأولين والآخرين؟ قال: فرق بينهما القبلتان،
ومن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين فهو من المهاجرين الأولين (ش).
الأنصار رضي الله عنهم
37924 * (مسند الصديق) * عن عثمان بن محمد بن الزبيري
قال قال أبو بكر الصديق في بعض خطبه: نحن والله والأنصار
كما قال:
جزى الله عنا جعفرا حين أشرفت بنا نعلنا للواطئين فزلت
أبوا أن يملونا ولو أن أمنا تلاقي الذي يلقون منا لملت
(ابن أبي الدنيا في الاشراف).
37925 عن عمر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يعرض
نفسه على قبائل العرب قبيلة قبيلة في الموسم ما يجد أحد يجيبه،
حتى جاء الله بهذا الحي من النصار لما أسعدهم الله وساق لهم من
الكرامة، فآووا ونصروا، فجزاهم الله عن نبيهم خيرا (البزار وحسنه).
56

37926 عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم!
أعز الاسلام بالأنصار الذين أقام الله بهم الدين، آووني ونصروني،
وهم إخواني في الدنيا والآخرة، وأول من يدخل بحبوحة الجنة
(الديلمي).
37927 * (مسند بريدة بن الخصيب الأسلمي) * قال ذو اليدين:
يا معشر الأنصار! أليس أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصبروا حتى
تلقوه (طب عن رجل).
37928 * (مسند جبير بن مطعم) * عن محمد بن يوسف الحمال
عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: اذهبوا بنا إلى بني
واقف نزور البصير. قال سفيان: وهم حي من الأنصار وكان
محجوب البصر (هب).
37929 * (أيضا) * عن أبي عمرو عن سفيان عن عمرو عن
محمد بن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: اذهبوا بنا
إلى البصير الذي في بني واقف نزوره (هب وقال: هذا المرسل
هو الصواب).
37930 * (مسند بلال) * كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه:
57

اذهبوا بنا إلى بني واقف نزور البصير. قال سفيان: حي من
الأنصار، وكان البصير ضرير البصر (طب عن جبير بن مطعم).
37931 * (مسند جابر بن عبد الله) * لقد لبثنا بالمدينة سنتين
قبل أن يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمر المساجد ونقيم الصلاة (ش).
37932 عن جابر قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
يوم فقال: مرحبا يا جويبر! جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا!
آويتموني إذ طردني الناس، ونصرتموني إذ خذلني الناس، فجزاكم
الله معشر الأنصار خيرا! فقلت: بل جزاك الله عنا خيرا! بك
هدانا الله إلى الاسلام، وأنقذنا من شفا حفرة من النار، وبك
نرجو الدرجات العلى من الجنة (الديلمي).
37933 عن جابر قال: النقباء كلهم من الأنصار، منهم
البراء بن معرور من بني سلمة (أبو نعيم).
37934 عن الحارث بن زياد الساعدي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
يوم الخندق وهو يبايع الناس على الهجرة فظننا أنهم يدعون إلى
البيعة فقلت: يا رسول الله! بايع هذا على الهجرة، فقال: ومن
هذا؟ قلت: هذا ابن عمي حوط بن يزيد أو: يزيد بن حوط
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أبايعكم، إن الناس يهاجرون إليكم ولا
58

تهاجرون إليهم، والذي نفسي بيده! لا يحب الأنصار رجل حتى
يلقى الله إلا لقي الله وهو يحبه، ولا يبغض الأنصار رجل حتى
يلقى الله إلا لقي الله وهو يبغضه (حم، خ في تاريخه وابن أبي خيثمة
وأبو عوانة والبغوي، طب وأبو نعيم).
37935 عن زيد بن ثابت قال: دخل سعد بن عبادة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابنه فسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ههنا
ههنا وأجلسه عن يمينه، وقال: مرحبا بالأنصار! وأقام ابنه بين
يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس، فجلس
فقال: ادن، فدنا فقبل يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجله، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: وأنا من الأنصار وأنا من فراخ الأنصار، فقال سعد:
أكرمك الله كما أكرمتنا! فقال: إن الله أكرمكم قبل كرامتي،
إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض (كر،
وفيه عاصم بن عبد العزيز الأشجعي، قال خط: ليس بالقوي).
37936 عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: يا حجاج! ألا
تحفظ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وما وصى به رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيكم، قال: أوصى أن يحسن إلى محسن الأنصار ويعفى
عن مسيئهم (كر).
59

37937 عن عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده أبي سبرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا! لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم
يذكر اسم الله عز وجل، ألا! لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي،
ولا يؤمن بي من لم يعرف حق الأنصار (ابن النجار).
37938 عن مهاجر بن دينار أن أبا سعيد الأنصاري قال لعبد
الملك بن مروان: احفظ في وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وما ذاك؟
قال: اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم، وكان أبو سعيد زوج
أسماء بنت يزيد بن السكن (كر).
37939 عن أبي سعيد قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم السبي
بالجعرانة أعطى عطايا قريش وغيرها من العرب ولم يكن في الأنصار
منها شئ فكثرت المقالة وفشت حتى قال قائلهم: أما رسول الله
لقد لقى قومه، فأرسل إلى سعد بن عبادة فقال: ما مقالة بلغتني عن
قومك أكثروا فيها؟ فقال له سعد: فقد كان ما بلغك، قال فأين
أنت من ذاك؟ قال: ما أنا إلا رجل من قومي، فاشتد غضبه وقال:
أجمع قومك ولا يكن معهم غيرهم، فجمعهم في حظيرة من حظائر
السبي وقام على بابها وجعل لا يترك إلا من كان من قومه وقد ترك
رجالا من المهاجرين ورد أناسا، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه
60

الغضب فقال: يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله؟ فجعلوا
يقولون: نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله يا معشر الأنصار ألم
أجدكم عالة فأغناكم الله فجعلوا يقولون: نعوذ بالله من غضب الله ومن غضب
رسوله! قال: ألا تجيبون؟ قالوا: الله ورسوله أمن وأفضل، فلما سري عنه
قال: ولو شئتم لقلتم فصدقتم: ألم نجدك طريدا فأويناك ومكذبا
فصدقناك وعائلا فآسيناك ومخذولا فنصرناك؟ فجعلوا يبكون ويقولون:
الله ورسوله أمن وأفضل، ثم قال: أوجدتم من شئ من دنيا
أعطيتها قوما أتألفهم على الاسلام ووكلتكم إلى إسلامكم؟ لو سلك
الناس واديا أو شعبا لسلكت واديكم وشعبكم، أنتم شعار والناس
دثار، ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ثم رفع يديه حتى
اني لأرى ما تحت منكبيه فقال: اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار
ولأبناء أبناء الأنصار! أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير
وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم؟ فبكى القوم حتى اخضلوا (1)
لحاهم وانصرفوا وهم يقولون رضينا بالله وبرسوله حظا ونصيبا (ش) (2)
37940 عن عبد الله بن رباح قال قال أبو هريرة: ألا أعلمكم

(1) اخضلوا: اخضل الشئ اخضلالا، واخضوضل: أي ابتل. المحتار 139. ب.
(2) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب اعطاء المؤلفة قلوبهم.
رقم (139). ص.
61

بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا معشر الأنصار! قالوا: لبيك يا رسول الله! قال قلتم: أما الرجل
فقد أدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته، قالوا: قد قلنا ذاك
يا رسول الله! قال: كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إليكم، المحيا
محياكم والممات مماتكم، فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله يا رسول الله
ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله، قال: فان الله ورسوله
يصدقانكم ويعذرانكم (ش).
37941 عن أنس قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم
حنين الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعيينة بن حصن مائة من
الإبل، فقال ناس من الأنصار: يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمنا ناسا
تقطر سيوفنا من دمائهم أو تقطر سيوفهم من دمائنا، فبلغ ذلك
النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليهم فجاؤوا فقال: فيكم غيركم؟ قالوا: لا إلا
ابن أختنا، قال: ابن أخت القوم منهم، فقال: قلتم كذا وكذا!
أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبوا بمحمد إلى دياركم؟
قالوا: بلى يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس دثار
والأنصار شعار، الأنصار كرشي وعيبتي (1)، فلولا الهجرة لكنت

(1) كرشي: الكرش: الجماعة من الناس ومنه الحديث " الأنصار
كرشي وعيبتي ". المختار 449. ب
وعيبتي: العيبة من الرجل: موضع سره. يقال: فلان عيبة فلان
وفي الحديث " الأنصار كرشي وعيبتي. المعجم الوسيط 2 / 639 ب.
62

امرأ من الأنصار (ش).
37942 عن أنس قال: جاء أسيد بن حضير إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقد كان قسم طعاما فذكر له أهل بيت من الأنصار من بني ظفر
فيهم حاجة وجل أهل ذلك البيت نسوة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا! فإذا سمعت بشئ قد جاءنا
فاذكر لي أهل ذلك البيت، فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر شعير
أو تمر، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس وقسم في الأنصار فأجزل،
وقسم في أهل البيت فأجزل، فقال أسيد بن حضير متشكرا:
جزاك الله أي نبي الله أطيب الجزاء أو قال: خيرا فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: وأنتم معشر الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء أو قال
خيرا فإنكم ما علمت أعفة صبر، وسترون بعدي أثرة في الامر
والقسم فاصبروا حتى تلقوني على الحوض (عد، هب كر).
37943 عن أنس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب، رأسه
فتلقته الأنصار بأولادهم وخدمهم فقال: والذي نفس محمد بيده إني
63

لأحبكم! إن الأنصار قد قضوا ما عليهم وبقي الذي عليكم، فأحسنوا
إلى محسنهم
وتجاوزوا عن مسيئهم (الديلمي).
37944 عن أنس أن المهاجرين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا:
يا رسول الله! ما رأينا قوما قط أبذل من كثير ولا أحسن مواساة
من قليل من الأنصار، ولقد قدمنا المدينة فكفونا المؤنة وأشركونا
في المهنأ (1)، لقد خفنا أن يذهبوا بالاجر كله، فقال: أما ما أثنيتم
عليهم ودعوتم لهم فلا وفي لفظ: مكافاة أو شبه المكافاة (ابن
جرير، ك، هب).
37945 * (مسند عبد الله بن زيد بن عاصم المازني) * عن عباد بن
تميم عن عبد الله بن زيد قال: لما أفاء الله على رسوله يوم حنين ما
أفاء قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يقسم ولم يعط الأنصار
شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال:
يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين
فجمعكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟ وكلما قال شيئا قالوا: الله
ورسوله أمن، قال: فما يمنعكم أن تجيبوا؟ قالوا: الله ورسوله

(1) المهنأ: ما يأتيك فتسيغه وتقبله طبيعتك. المعجم الوسيط 2 / 996. ب
وكل أمر أتى بلا تعب فهو هنيئ. المختار 554. ب.
64

أمن، قال: لو شئتم قلتم: جئنا كذا وكذا، أما ترضون أن
تذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم
رحالكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس
واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، الأنصار شعار
والناس دثار، وإنكم ستلقون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني
على الحوض (ش).
(37946) - * (مسند ابن عباس) * جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
على المنبر عليه ملحفة متوشحا بها عاصبا رأسه بعصابة دهماء فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس! تكثرون ويقل الأنصار حتى
يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولى من أمرهم شيئا فليقبل من
من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم (ش).
37947 عن الحسن قال: كان حي من الأنصار لهم دعوة
سابقة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا مات منهم ميت جاءت سحابة
فأمطرت قبره، فمات مولى لهم فقال المسلمون: لننظر اليوم إلى قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم مولى القوم من أنفسهم (1) فلما دفن جاءت سحابة

(1) الحديث لفظه: " مولى القوم من أنفسهم " أخرجه البخاري في صحيحه
كتاب الفرائض باب مولى القوم من أنفسهم. (8 / 193). ص
65

فأمطرت قبره (كر).
37948 * (مسند أنس) * إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نساء أو
صبيانا من الأنصار مقبلين من عرس فقال: اللهم! أنتم أحب
الناس إلي (ش).
37949 * (أيضا) * عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا حمزة
قال: قالت الأنصار: يا رسول الله! إن لكل نبي أتباعا وإنا قد
أتبعناك فادع الله أن يجعل أتباعا منا، فدعا لهم أن يجعل أتباعهم
منهم، فنميت ذلك إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال: قد زعم ذلك
زيد (ش).
37950 * (مسند أنس) * دخل أبو طلحة على النبي صلى الله عليه وسلم في
سكواه الذي قبض فيه فقال: أقرئ قومك السلام، فإنهم أعفة
صبر (أبو نعيم).
37951 عن أنس قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال من
البحرين فتسامعت به المهاجرون والأنصار فغدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذكر حديثا طويلا فيه: وقال للأنصار: إنكم ما علمت تكثرون عند
الفزع وتقلون عند الطمع (العسكري في الأمثال).
37952 عن أنس قال: كان جرير معي في سفر فكان
66

يخدمني فقال: إني رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فلا
أرى أحد منهم إلا خدمته (البغوي في.، ق في..، كر).
المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم
37953 * (مسند عمر) * عن نوفل بن عمارة قال: جاء الحارث
ابن هشام وسهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب فجلسا عنده وهو بينهما
فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر فيقول: ههنا يا سهيل! ههنا
يا حارث! فينحيهما عنهم، فجعل الأنصار يأتون عمر فينحيهما عنهم
كذلك حتى صارا في آخر الناس، فلما خرجا من عند عمر قال الحارث
ابن هشام لسهيل بن عمرو: ألم تر ما صنع بنا؟ فقال له سهيل: أيها
الرجل! لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع يا للوم على أنفسنا، دعي
القوم فأسرعوا ودعينا فأبطأنا، فلما قام من عند عمر أتياه فقالا له:
يا أمير المؤمنين! قد رأينا ما فعلت اليوم وعلمنا أنا أتينا من أنفسنا فهل
شئ نستدرك به؟ قال لهما: لا أعلمه إلا هذا الوجه وأشار لهما
إلى ثغر الروم، فخرجا إلى الشام فماتا بها (كر)
. 37954 * (مسند أنس) * عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم أصلح
الأنصار والمهاجرة (ش).
67

37955 * (أيضا) * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يليه
في الصلاة المهاجرون والأنصار (عب).
أهل بدر رضي الله عنهم
37956 * (مسند الصديق) * (قط في الافراد) حدثنا أبو
بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ حدثنا زيد بن إسماعيل
الصائغ ثنا محمد بن كثير الكوفي ثنا الحارث بن حصيرة عن جابر
الجعفي عن غنم بن جديم عن رجل من أرحب يقال له عقبة بن حمير
قال: أشد أني سمعت أبا بكر الصديق يقول: أشد أني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بشر من شهد بدرا بالجنة (قال قط:
غريب من حديث أبي بكر، لم يروه عنه غير عقبة الأرحبي ولم يروه
عنه غير الحارث بن حصيرة ولم يكتبه إلا عن شيخنا كر).
37957 عن عمر قال: كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل
مكة بكتاب فاطلع الله عليه نبيه، فبعث عليا والزبير في أثر الكتاب،
فأدركا المرأة على بعير فاستخرجاه من قرونها فأتيا به النبي صلى الله عليه وسلم،
فأرسل إلى حاطب فقال: يا حاطب! أنت كتبت هذا الكتاب؟ قال:
نعم، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: يا رسول الله! أما والله إني
68

لناصح لله ولرسوله! ولكن كنت غريبا في أهل مكة وكان أهلي
فيهم فخشيت أن يضرموا عليهم، فقلت أكتب كتابا لا يضر
الله ولا رسوله شيئا وعسى أن يكون منفعة لأهلي، فاخترطت سيفي
ثم قلت: أضرب عنقه يا رسول الله؟ لقد كفر قال: وما
يدريك يا ابن الخطاب أن يكون اطلع الله على هذه العصابة من أهل
بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم البزار وابن جرير، ع
والشاشي، طس، ك وابن مردويه، ض، وذكر البرقاني أن م أخرجه
في بعض نسخه).
37958 عن عمر بن الخطاب قال قلت: يا رسول الله! دعني
أضرب عنق حاطب بن أبي بلتعة فقد كفر، قال: وما يدريك يا ابن
الخطاب لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد
غفرت لكم (طس).
37959 " مسند عمر " عن زهرة عن أبي سلمة ومحمد والمهلب
وطلحة قالوا: لما أعطى عمر أول عطاء أعطاه ذلك سنة خمس عشرة،
فلما دعا صفوان بن أمية وقد رأى ما أخذ أهل بدر ومن بعدهم إلى
الفتح فأعطاه في أهل الفتح أقل مما أخذ من كان قبله أبى أن يقبله
وقال: يا أمير المؤمنين! لست معترفا لان يكون أكرم مني أحد
69

ولست آخذ أقل مما أخذ من هو دوني أو من هو مثلي! فقال: إنما
أعطيتهم على السابقة والقدمة في الاسلام لا على الأحساب، قال: فنعم
إذن، فأخذ وقال: أهل ذلك هم (سيف بن عمر).
37960 عن علي أنه صلى على سهل بن حنيف فكبر عليه ستا
وقال: إنه شهد بدرا (خ والطحاوي).
37961 عن علي أن جبريل هبط على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
له: خيرهم يعني أصحابك في أسارى بدر القتل أو الفداء على
أن يقتل منهم قابلا مثلهم، قالوا: الفداء ويقتل منا (ت وقال:
حسن غريب، ن، حب، ص) (1).
37962 عن علي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في الأسارى يوم بدر:
إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فأديتم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم
بعدتهم، فكان آخر السبعين ثابت بن قيس استشهد باليمامة (ك
وابن مردويه، ق، ض).
37963 عن جابر أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل
مكة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آت لغزوهم، فدل رسول الله

(1) أخرجه الترمذي كتاب السير باب ما جاء في قتل الأسارى والفداء رقم
(1614) وقال حسن غريب. ص.
70

صلى الله عليه وسلم على المرأة التي معها الكتاب فأرسل إليها، فأخذ كتابها
من رأسها فقال: يا حاطب! فعلت؟ قال: نعم، أما إني لم أفعله
غشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقا، قد علمت أن الله مظهر رسوله
ومتم له أمره غير أني كنت غريبا بين أظهرهم وكانت ولدى معهم
فأردت أن أتخذها عندهم، فقال عمر: ألا أضرب رأس هذا؟
فقال: تقتل رجلا من أهل بدر؟ ما يدريك لعل الله اطلع على
أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم (ك).
37964 * (مسند رافع بن خديج) * عن عبادية بن رفاعة عن
جده رافع بن خديج قال: جاء جبريل أو ملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما تعدون من شهد بدرا فيكم؟ قال: خيارنا، قال: كذلك هم
عندنا خيار الملائكة (ش).
37965 * (أيضا) * إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: والذي
نفسي بيده! لو أن مولودا ولد في فقه أربعين من أهل الذين يعمل
بطاعة الله كلها ويجتنب معاصي الله كلها إلى أن يرد إلى أرذل
العمر أو يرد إلى أن لا يعلم بعد علم شيئا لم يبلغ أحدكم هذه الليلة،

(1) الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 301) ولم يوضح كعادته عن
الحديث بشئ وهكذا فعل الامام الذهبي. ص.
71

وقال: إن للملائكة الذين شهدوا بدرا في السماء لفضلا على من تخلف
منهم (طب عن رافع بن خديج).
37966 * (مسند رفاعة بن رافع الزرقي) * قال: جاء جبريل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدون من شهد بدرا؟ فقال: من أفاضل
المسلمين أو: من خيار المسلمين قال: وكذلك من شهد بدرا من
الملائكة فينا (ش وأبو نعيم).
37967 * (مسند سعد مولى حاطب) * عن سعد مولى حاطب
قال: قلت: يا رسول الله! حاطب من أهل النار؟ قال: لن يلج النار
أحد شهد بدرا أو بيعة الرضوان (كر).
37968 * (مسند عبد الله ربن أبي أوفى) * شكى عبد الرحمن
ابن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا خالد! لم تؤذي رجلا من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم
تدرك عمله؟ فقال: يا رسول الله! يقعون في فأرد عليهم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا خالدا، فإنه سيف من سيوف الله صبه
على الكفار (ع، كر).
37969 عن عبد الله بن أبي أوفى قال: شكى عبد الرحمن
ابن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
72

يا خالد! لا تؤذ رجلا من أهل بدر، فلو أنفقت مثل أحد ذهبا
لم تدرك عمله! قال: يقعون في فأرد عليهم، فقال: لا تؤذوا خالدا،
فإنه سيف من سيوف الله صبه على الكفار (كر).
37970 " مسند ابن عباس " أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا محمد! من أفضل أصحابك عندكم؟ قال: الذين شهدوا بدرا، قال:
كذلك الملائكة الذين في السماوات أفضلهم عندنا الذين شهدوا بدرا
(ابن بشر).
37971 عن ابن عباس أن أهل بدر كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر،
والمهاجرون منهم خمسة وسبعون، وكانت هزيمة بدر لسبع عشرة
من رمضان ليلة جمعة (ش).
37972 عن الحسن قال: كان بين الزبير وبين خالد بن الوليد
شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما شأنكم وشأن أصحابي؟ ذروا لي
أصحابي، فوالذي نفسي بيده! لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا
ما أدرك مثل عمل أحدهم يوما واحدا (كر).
37973 عن الحسن قال: بين عبد الرحمن بن عوف وبين
خالد بن الوليد كلام فقال خالد: لا تفخر علي يا ابن عوف بأن سبقتني
بيوم أو يومين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دعوا لي أصحابي، فوالذي
73

نفسي بيده! لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك نصيفهم، قال:
فكان بعد ذلك بين عبد الرحمن والزبير شئ فقال خالد: يا نبي الله!
نهيتني عن عبد الرحمن وهذا الزبير يسابه! فقال: إنهم أهل بدر
وبعضهم أحق ببعض (كر).
37974 عن موسى بن عقبة بن يزيد أن عليا صلى على أبي قتادة
فكبر عليه سبعا وكان بدريا (ق وقال: هكذا روي وهو غلط لان
أبا قتادة بقي بعد على مدة طويلة).
قريش
37975 عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه قال: قال لي
عمر بن الخطاب قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجمع قومك، قلت: أبني
عد؟ قال: لا ولكن قريشا، فجمعته، فتسامعت الأنصار والمهاجرون
بذلك فقالوا: لقد نزل اليوم في قريش وحي، فجئت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت: قد جمعت قومي فأدخلهم عليك أو تخرج إليهم؟ قال:
بل أخرج إليهم، فخرج فقال: هل فيكم من غيركم؟ قالوا:
حلفاؤنا وبنوا إخواننا وموالينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حلفاؤنا منا
وموالينا منا، ثم قال: ألستم تسمعون أن أوليائي منكم يوم القيامة
74

المتقون، ألا! لا أعرفن الناس يأتوني بالاعمال وتأتوني بالاثقال، والله
لا أغني عنكم من الله شيئا! ثم قال: إن قريشا أهل أمانة، من بغى
عليهم العواثر كبه الله على وجهه في النار يقول ذلك ثلاث مرات
(أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي في أماليه، وهو معروف
من رواية إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده رفاعة بن رافع
وسيأتي في محله).
37976 عن عمر قال: قريش أحق الناس بهذا المال، لأنهم
إذا أعطوا فاض المال وإذا أعطيه غيرهم لم يفض (إبراهيم بن سعد).
37977 * (مسند عمر) * عن الحسن البصري قال: كان عمر
قد حجر على أعلام قريش من المهاجرين الخروج إلى البلدان إلا بأذن
وأجل، فشكوه فبلغه، فقام فقال: ألا إني قد سننت الاسلام
سن البعير، يبدأ فيكون جذعا ثم ثنائيا ثم رباعيا ثم سداسيا ثم
بازلا، فهل ينتظر بالبازل إلا النقصان! ألا! وإن الاسلام قد
بزل (1)
، ألا! وإن قريشا يريدون أن يتخذوا مال الله مغرمات دون
عباده، ألا فأما وابن الخطاب حي فلا، إني قائم دون شعب

(1) بزل: البعير بزولا - من باب قعد - فطرنا به بدخوله في السنة
التاسعة فهو بازل يستوي فيه الذكر والجمع بوازل. المصباح المنير 1 / 66. ب.
75

الحرة آخذ بحلاقيم قريش وحجزها أن يتهافتوا في النار
(سيف، كر).
37978 عن الشعبي قال: لم يمت عمر حتى ملته قريش وقد
حصرهم بالمدينة وأسبغ عليهم وقال: إن أخوف ما أخاف على هذه
الأمة انتشاركم في البلاد، فإن كان الرجل يستأذنه في الغزو وهو
ممن حصر في المدينة من المهاجرين ولم يكن فعل ذلك بغيرهم من
أهل مكة فيقول: قد كان لك في غزوك مع النبي صلى الله عليه وسلم ما يبلغك،
وخير لك من الغزو اليوم أن لا ترى الدنيا وتراك، فلما ولى عثمان
خلى عنهم فاضطربوا في البلاد وانقطع إليهم الناس. قال محمد طلحة:
فكان ذلك أول وهن دخل على الاسلام، وأول فتنة كانت في العامة
ليس إلا ذلك (سف، كر).
37979 عن علي قال: الأئمة من قريش، خيارهم على خيارهم،
وشرارهم على شرارهم، وليس بعد قريش إلا الجاهلية (نعيم بن حماد
وابن السني في كتاب الاخوة).
37980 عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس ذات يوم:
ألا! إن الامراء من قريش ما أقاموا بثلاث: ما حكموا فعدلوا
وما عاهدوا فوفوا، وما استرحموا فرحموا، فمن لم يفعل ذلك
76

فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (ع).
37981 * (أيضا) * خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة فقال:
يا أيها الناس! ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى، قال:
فاني كائن لكم على الحوض فرطا وسائلكم عن اثنتين: عن القرآن
وعن عترتي، لا تقدموا قريشا فتهلكوا، ولا تخلفوا عنها فتضلوا
قوة الرجل من قريش قوة رجلين، لا تفاقهوا قريشا فهي أفقه
منكم، لولا أن تبطر قريش لاخبرتها بما لها عند الله، خيار
قريش خيار الناس وشرار قريش من الناس (حل، وفيه
إبراهيم بن اليسع واه).
37982 عن علي قال: قريش أئمة العرب، أبرارها أئمة
أبرارها، وفجارها أئمة فجارها، ولكل حق، فأدوا إلى كل
ذي حق حقه (ابن أبي عاصم في السنة).
37983 عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يملي
مصاحفنا إلا غلمان قريش وغلمان ثقيف (أبو نعيم).
37984 * (مسند الحارث بن الحارث الغامدي) * عن شريح
قال أخبرني أبو أمامة والحارث بن الحارث وعمرو بن الأسود في نفر من
الفقهاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى في قريش فجمعهم، ثم قام فيهم
77

فقال: ألا! إن كل نبي بعث إلى قومه وإني بعثت إليكم، ثم
جعل يستقربهم رجلا رجلا ينسبه إلى آبائه ثم يقول: يا فلان!
عليك بنفسك، فاني لن أغني عنك من الله شيئا حتى خلص إلى
فاطمة ثم قال لها مثل ما قال لهم، ثم قال: يا معشر قريش! لا ألفين
أناسا يأتوني يجرون الجنة وتأتوني تجرون الدنيا! اللهم! لا أجعل
لقريش أن يفسدوا ما أصلحت أمتي، ثم قال: ألا! إن خيار أئمتكم
خيار الناس، وشرار قريش شرار الناس، وخيار الناس تبع لخيارهم
وشرار الناس تبع لشرارهم (خ في تاريخه، كر).
37985 عن عبد الله بن مطيع عن أبيه سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: لا يقتل فرشي صبرا بعد
هذا اليوم إلى يوم القيامة (ش، م) (1).
37986 عن النابغة الجعدي قال: أشهد لسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت،
وحدثت فصدقت، ووعدت خيرا فأنجزت، فأنا والنبيون فراط
لقاصفين (الزبير بن بكار وثعلب في أماليه وابن عساكر).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب لا يقتل قرشي صبرا بعد الفتح
رقم / 1782 /. ص.
78

37987 * (مسند رافع بن خديج) * إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لعمر: أجمع لي قومك، فجمعهم عند بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا
بالباب، ثم دخل عليه فقال: يا رسول الله! أدخلهم عليك أو تخرج
إليهم؟ قال: لا بل أخرج إليهم، فأتاهم فقام عليهم فقال: هل فيكم
أحد من غيركم؟ قالوا: نعم، فينا حلفاؤنا وفينا أبناء أخواتنا وفينا
موالينا، فقال: حليفنا منا وابن أختنا منا ومولانا منا، قال: أنتم
تسمعون أوليائي منكم المتقون، فان كنتم أولئك فذاك وإلا
فأبصروا، لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة وتأتون بالاثقال تحملونها
على ظهوركم فأعرض عنكم، ثم رفع يديه وهو قائم وهو قعود
فقال: يا أيها الناس! إن قريشا أهل صبر وأمانة، فمن بغى لهم
العواثر أكبه الله لمنخريه يوم القيامة قالها ثلاثا (ابن سعد، خ في
الأدب والبغوي، طب، ك عن إسماعيل بن عبيد الله بن رفاعة بن
رافع عن أبيه عن جده).
37988 * (مسند رفاعة بن رافع الزرقي) * جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قريشا فقال: هل فيكم من غيركم؟ قالوا: لا إلا ابن أختنا ومولانا
وحليفنا، فقال: ابن أختكم منكم وحليفكم منكم ومولاكم منكم،
إن قريشا أهل صدق وأمانة، فمن بغى لهم العواثر كبه الله على
79

وجهه (الشافعي، ش، حم والشاشي، طب، ض).
37989 " أيضا " عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه
عن جده رفاعة بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن قريشا أهل
أمانة، من بغاهم العواثر كبه الله لمنخره قالها ثلاثا
(ابن جرير).
37990 عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش:
إن هذا الامر لا يزال فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أمورا تذهب
به منكم وفي لفظ: ينتزعه الله منكم فإذا فعلتم ذلك سلط الله
عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما يلتحى القضيب (ش وابن جرير).
37991 " مسند أبي موسى " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب
فيه نفر من قريش فقال: إن هذا الامر في قريش (ش).
37992 عن أبي هريرة قال: تستريثوا (1) هلكة قريش،
فإنهم أول من يهلك حتى أن النعل لتوجد في المزبلة فيقال: خذوا
هذه النعل إنها لنعل قرشي (نعيم).
37993 " مسند علي " عن سعد أن رجلا قتل فقيل للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال أبعده الله، إنه كان يبغض قريشا (ش).

(1) لا تستريثوا: راث علينا خبر فلان يريث إذا أبطا. النهاية 2 / 287. ب.
80

37994 عن الزبير بن العوام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجلا
من قريش يوم فتح مكة وقال: لا يقتل أحد من قريش بعد
اليوم صبرا إلا قاتل عثمان فاقتلوه، فإن لم تقتلوه فأبشروا بذبح مثل
ذبح الشاة (عد، كر).
37995 * (مسند أنس) * أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في
بيت رجل من الأنصار فأخذ بعضادتي الباب ثم قال: الأئمة من
قريش (ش).
37996 عن أنس: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال:
يا أيها الناس! قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها
قوة رجل من قريش قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل من
قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم، يا أيها الناس! أوصيكم بحب
ذي أقربها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب، فإنه لا يحبه إلا مؤمن،
ولا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد
أبغضني، ومن أبغضني عذبه الله عز وجل (ابن النجار).
37997 عن أنس قال: كنا في بيت من الأنصار فأتانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل إنسان منا أخر عن مجلسه ليجلس إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام على الباب فوضع يده على عضادتي الباب
81

فقال: الأئمة من قريش، ولهم عليكم حق ولكم عليهم حق مثل
ذلك ما إن عملوا بثلاث: إن حكموا عدلوا، وإن عاهدوا وفوا،
وإن استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين (ابن جرير)
بنو هاشم
37998 * (مسند عثمان) * عن سالم بن أبي الجعد قال: قال
عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم بني هاشم (خط
في الجامع).
37999 عن جبير بن مطعم قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم
سهم ذوي القربى من خيبر على بني هاشم وبني المطلب، فمشيت أنا
وعثمان بن عفان حتى دخلنا عليه فقلنا: يا رسول الله! هؤلاء أخوتك
من بني هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي وضعك الله به منهم،
أرأيت إخوتنا من بني المطلب أعطيتهم دوننا وإنما نحن وهم بمنزلة
واحدة في النسب، فقال: إنهم لم يفارقونا في الجاهلية ولا الاسلام
(ش) وفي لفظ: إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام، وإنما بنو
هاشم وبنو المطلب شئ واحد وشبك بين أصابعه (أبو نعيم).
82

هذيل
38000 * (مسند الصديق) * عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
إن أبي أبا بكر قال: إن خير مواضع أثقلن رقاب الإبل نساء
هذيل (عب).
عنزة
38001 * (مسند عمر) * عن حنظلة بن نعيم أن عمر سأله:
ممن أنت؟ فقال: من عنزة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
عنزة حي من ههنا مبغى عليهم منصورون (حم، ع، طس،
ص) (1).
ربيعة
38002 عن عمر قال: لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إن الله سيمنع الدين من نصارى ربيعة على شاطئ الفرات،

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 51) وقال رواه أبو يعلى في الكبير
والبزار واحد اسناد أبي يعلى رجاله ثقات كلهم. ص.
83

ما تركت بها عربيا إلا قتلته أو يسلم (أبو عبيد في الأموال، ن،
ع والشاشي وابن جرير، ص).
38003 * (أيضا) * عن خالد بن معدان أن عمر بن الخطاب
كتب إلى يزيد أن أبعث جيشا وادفع لواءهم إلى رجل من ربيعة،
فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يهزم جيش لواؤهم مع
رجل من ربيعه (أبو أحمد الدهقاني في الثاني من حديثه، ورجاله
ثقات).
قيس
38004 عن عمر قال: قيس ملاحم العرب (ش).
38005 عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم: أذل
قيسا، فان ذلهم عز الاسلام وعزهم ذل الاسلام (كر).
العرب
38006 عن علي قال: أسندت النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فقال:
يا علي! أوصيك بالعرب خيرا (البزار، طب) (1).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 52) وقال رجال البزار وثقوا على
ضعفهم. ص.
84

بنو أسد
38007 عن الشعبي قال: كانت لبني أسد لست خصال لا
أعلمها كانت لحي من العرب: كانت منهم امرأة زوجها الله نبيه
صلى الله عليه وسلم والسفير بينهما جبريل، وكان أول لواء عقد في الاسلام لواء
عبد الرحمن بن جحش الأسدي، وكان أول مغنم قسم في الاسلام
مغنم عبد الله بن جحش، وكان منهم رجل يمشي بين الناس مقنعا
وهو من أهل الجنة عكاشة بن محصن الأسدي، وكان أول من بايع
بيعة الرضوان أبو سنان عبد الله بن وهب فقال: يا رسول الله!
ابسط يدك أبايعك، قال: على ماذا؟ قال: على ما في نفسك، قال:
وما في نفسي! قال: فتح أو شهادة، قال: نعم، فبايعه، فجعل
الناس يبايعون ويقولون: على بيعة أبي سنان، وكانوا سبعا من
المهاجرين (كر، وسنده صحيح).
الأشعريون
38008 عن يعلي بن الأشدق عن عبد الله بن جراد عن أبيه
قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فيها الأزد والأشعريون فغنموا وسلموا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتتكم الأزد والأشعريون حسنة وجوههم، طيبة
85

أفواههم، لا يغلون ولا يجبنون (أبو نعيم وقال: هذا وهم، وصوابه:
عبد الله بن جراد أنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية).
38009 " مسند أنس " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقدم
عليكم قوم هم أرق أفئدة، فقدم الأشعريون وفيهم أبو موسى فجعلوا
يرتجزون ويقولون:
غدا نلقى الا حبه محمد وحزبه (ش).
بنو سلمة
38010 عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سيدكم
يا بني سلمة؟ قالوا: جد بن قيس على بخل فيه، وأي داء أدوأ
من البخل! بل سيدكم الأبيض بشر بن البراء (أبو نعيم).
أصحاب العقبة
38011 " مسند حذيفة بن اليمان " عن أبي الطفيل قال: كان
حذيفة وبين رجل من أهل العقبة بعض ما يكون بين الناس فقال:
أنشدك الله كم كان أصحاب العقبة؟ فقال أبو موسى الأشعري: قد
كنا نخبر أنهم أربعة عشر، فقال حذيفة: فان كنت فيهم فقد
86

كانوا خمسة عشر، أشهد بالله أن اثنى عشر منهم حزب الله ورسوله
في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد (ش).
بنو أمية
38012 عن ابن عباس قال: لا يزال هذا الامر في بني
أمية ما لم يختلف بينهم رمحان فإذا اختلف رمحان بينهم خرجت منهم إلى
يوم القيامة (نعيم).
38013 عن ابن مسعود قال: إن لكل دين آفة، وآفة
هذا الدين بنو أمية (نعيم ابن حماد في الفتن).
38014 عن سعيد بن المسيب قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم بني أمية
على منابرهم فساءه ذلك فأوحى الله إليه إنما دنيا أعطوها، فقرت عينه
وهو قوله تعالى " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس " (ابن
أبي حاتم وابن مردويه، في الدلائل، كر).
بنو أسامة
38015 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بنو أسامة
مني وأنا منهم، حسبما رأيتموهم فاعرفوا لهم حقهم وفضلوهم (قط
87

في الافراد).
بنو مدلج
38016 عن خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجي قال: وقف
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان فقال رجل: هل لك في عقائل النساء وأدم
الإبل من بني مدلج؟ وفي القوم رجل من بني مدلج فعرف ذلك في
وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير القوم المدافع عن قومه ما لم يأثم
(طب وأبو نعيم).
أسلم وغفار
38017 * (مسند خفاف بن إيماء الغفاري *) صلى بنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة الآخرة قال: أسلم سالمها الله!
وغفار غفر الله لها! ثم أقبل فقال: لست أنا قلت هذا ولكن
الله قاله (ش).
38018 * (مسند سلمة بن الأكوع) * عن إياس بن سلمة بن
الأكوع قال: أصاب أسلم وجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أسلم
أبدوا، قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! نكره أن نرتد ونرجع على
88

أعقابنا، فقال الله صلى الله عليه وسلم: أنتم باديتنا ونحن حاضرتكم، إذا
دعوتمونا أجبناكم، وإذا دعوناكم أجبتمونا، أنتم المهاجرون حيث
كنتم (أبو نعيم).
فارس
38019 عن ابن عباس قال: إذا رأيتم الرايات السود تجئ
من قبل المشرق فأكرموا الفرس، فان دولتنا معهم (نعيم، وفيه داود
ابن عبد الجبار الكوفي متروك).
الأزد وبكر بن وائل
38020 عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعمائة
رجل وأربعمائة أهل بيت من الأزد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا
بالأزد! أحسن الناس وجوها، وأشجعهم قلوبا، وأعظمهم أمانة،
شعاركم يا مبرور (عد، كر).
38021 * (مسند عبد الرحمن بن معاوية) * عن أبي عمران
محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده وكانت له صحبة
قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصابة قد أقبلت فقال: أسلم الأزد
89

أحسن الناس وجوها، وأعذبه أفواها، وأصدقه لقاء، ونظر إلى
كبكبة (1) قد أقبلت فقال من هذه؟ قالوا: هذه بكر بن وائل
فقال: اللهم أجبر كسيرهم، وآو طريدهم، ولا ترد منهم سائلا
(الديلمي).
مزينة
38022 عن سعد بن أبي الغادية عن أبيه قال: كان النبي
صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه جالسا إذ مرت به جنازة فقال: ممن
الجنازة؟ فقالوا: من مزينة، فما جلس مليا حتى مرت به الثانية؟ فقال ممن الثانية
فقالوا: من مزينة، فما جلس مليا حتى مرت به الثالثة فقال: ممن
الجنازة؟ فقالوا: من مزينة، فقال سترى مزينة ما هاجرت فتيان
قط كرموا على الله إلا كان أسرعهم فناء! سترى مزينة لا يدرك
الدجال منها أحد (كر وقال: غريب جدا، لم أكتبه إلا من
هذا الوجه.
جهينة
38023 * (مسند بشر بن عرفطة بن الخشخاش الجهني

(1) كبكبة: الكبة - بالضم - جماعة الخيل، وكذلك الكبكبة والكبكبة
كالكبة، ورماهم بكبته أي بجماعته. لسان العرب 1 / 696. ب.
90

ويقال بشير) * عن بشر بن عرفطة بن الخشخاش الجهني أنه لما دعا النبي
صلى الله عليه وسلم القبائل إلى الاسلام جاءت جهينة في ألف منهم ومن تبعهم،
فأسلموا وحضروا مع النبي صلى الله عليه وسلم مغازي ووقائع، فقال بشر بن عرفطة
في شعر له: (1) ونحن غداة الفتح عن محمد طلعنا أمام الناس ألفا مقدما
وزدنا فضولا من رجال ولم نجد من الناس ألفا قبلنا كان مسلما
بنعمة ذي العرش المجيد وربنا هدانا لتقواه ومن فأنعما
نضارب بالبطحاء دون محمد كتائبهم كانوا أعق وأظلما
إذا ما استللناهن يوما لوقعة فلسن بمغمودات أو ترعف الدما
ويوم حنين قد شهدنا هياجه وقد كان يوما ناقع الموت مظلما
سرايا بنا حول النبي محمد ولم يجدوا إلا كميتا مسوما
(ابن أبي الدنيا في المغازي والحسن بن سفيان ويعقوب بن سفيان
والبغوي، وقال: إسناده مجهول، وأبو نعيم، خط في المؤتلف، كر).
38024 عن الشعبي قال: أول من ألف بين القبائل مع النبي
صلى الله عليه وسلم جهينة (ش).

(1) أورد ترجمته ابن الأثير في أسد الغابة (1 / 223) باختصار ولم يتم ذكر
الأبيات وهكذا ذكر ابن حجر في الإصابة (1 / 252). ص.
91

بنو عامر
38025 * (مسند أبي جحيفة) * أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح
في قبة له حمراء فقال: من أنتم؟ قلنا: بنو عامر، قال: مرحبا!
أنتم مني (ش).
حمير
38026 عن عمرو بن مرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستند
إلى جذع من جذوع نخل خيبر: لا يسألني اليوم أحد عن نسبه
إلا ألحقته بأهله! فجعلنا نتطاول فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يوشك يا عمرو بن
مرة أن يطلع من ههنا وأشار بيده قوم أنت منهم، فجعلت
كلما طلع أحد أريد أن أثب إليه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسوا
بهم مرتين أو ثلاثا، ثم طلع قومي فقال. هم هؤلاء، فقمت
إليهم فقلت: ممن القوم؟ قالوا: من حمير، فأقام عمرو على
ذلك (كر).
قضاعة
38027 عن عمرو بن مرة الجهني قال: كنت عند النبي
92

صلى الله عليه وسلم جالسا فقال: من كان ههنا من معد فليقم، فقمت، فقال:
اجلس، فجلست، فقلت: ممن نحن، فقال: أنتم ولد قضاعة بن
مالك بن حمير النسب المعروف غير المنكر (الشاشي، كر، وسنده
حسن).
قبائل مجتمعة
38028 عن عمرو بن عبسة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على
السكون والسكاسك وعلى حولان العالية وفي لفظ: الغالية وعلى
الملوك ملوك ردمان (ع، كر).
38029 عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن الأقرع بن
حابس جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم
وغفار ومزينة وجهينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن كان
أسلم وغفار وجهنة خيرا من بني تميم ومن بني عامر وأسد وغطفان
أخابوا وخسروا قال: نعم، قال: فوالذي نفسي بيده! إنهم لاخير
منهم (ش) (1).

(1) أخرجه مسلم بلفظه وسنده كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل غفار
وأسلم رقم - 19 / 2522. ص.
93

38030 " أيضا " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتم إن كان
جهينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم ومن بني أسد ومن بني عبد
الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة ومد بها صوته! قالوا:
يا رسول الله! وقد خابوا وخسروا، قال: فإنهم خير من بني تميم
ومن بني أسد ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة
(ش، حم، خ، م) (1).
38031 " مسند أبي هريرة " ذكرت القبائل عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! ما تقول في هوازن؟ زهرة تينع،
قالوا: فما تقول في بني عامر؟ قال: جمل أزهر يأكل من أطراف
الشجر، قالوا: فما تقول في تميم؟ قال: يأبي الله لتميم إلا خيرا،
ثبت الاقدام، عظام الهام، رجح الأحلام، هضبة حمراء، لا يضرها
من ناواها، أشد الناس على الدجال آخر الزمان (الرامهرمزي في
الأمثال، ورجاله ثقات).
38032 عن أبي هريرة قال: الخلافة في قريش، والقضاء
في الأنصار، والاذان في الحبشة، والجفاء في قضاعة، والسرعة في

(1) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل غفار وأسلم
رقم (95). ص.
94

أهل اليمن، والأمانة في الأزد (ابن جرير).
38033 عن أبي الدرداء قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جماعة
من العرب يفاخرون، فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت، فقال لي:
يا أبا الدرداء! ما هذا اللجب (1) الذي أسمع؟ قلت: هذه العرب
تفتخر بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا الدرداء! إذا فاخرت
ففاخر بقريش، وإذا كاثرت فكاثر بتميم، وإذا حاربت فحارب
بقيس، ألا! وإن وجوهها كنانة، ولسانها أسد، وفرسانها قيس،
يا أبا الدرداء! كان لله فرسانا في سمائه يقاتل بهم أعداءه وهم الملائكة
وفرسانا في أرضه وهم قيس يقاتل بهم أعداءه، يا أبا الدرداء! إن
آخر من يقاتل عن الدين حين لا يبقى إلا ذكره ومن القرآن إلا
رسمه لرجل من قيس! قلت: يا رسول الله! ممن هو من قيس؟
قال: من سليم (كر وقال: غريب جدا، ش).
باب في فضائل الأمكنة
مكة زادها الله شرفا وتعظيما
38034 عن موسى بن عيسى قال: كان عمر بن الخطاب

(1) اللجب: لجب القوم لجبا: صاحوا وأجلبوا. المعجم الوسيط 2 / 815 ب.
95

إذا أتى مكة فقضى نسكه قال: لست بدار مكث ولا إقامة
(عب).
38035 عن طلق بن حبيب قال: قال عمر: يا أهل مكة!
اتقوا الله في حرم الله، أتدرون من كان ساكن هذا البلد؟ كان به
بنو فلان فأحلوا حرمه فأهلكوا حتى ذكر ما شاء الله من قبائل
العرب ثم قال: لان أعمل عشر خطايا بركبة (1) أحب إلي من
أعمل ههنا خطيئة واحدة (ش، حب).
38036 عن خثيم أنه جاء عمر بن الخطاب وهو يقطع الناس
عند المروة فقال: يا أمير المؤمنين! أقطعني مكانا لي ولعقبي، قال
فأعرض عنه عمر وقال: هو حرم الله سواء العاكف (2) فيه والباد (3)
(ابن سعد).

(1) بركبه: ركبه كسمعه ركوبا ومركبا علاه كارتكبه، والاسم الركبة
- بالكسر - والذنب اقترفه كارتكبه. القاموس 1 / 75. ب.
(2) العاكف: عكف في المكان عكفا وعكوفا: أقام فيه ولزمه. المعجم
الوسيط 2 / 619. ب.
(3) والباد: بدا القوم بدوا: أي خرجوا إلى باديتهم مثل قتل قتلا. وفي
الحديث: " من بدا جفا " أي: من نزل البادية صار فيه صفاء الاعراب
وتبدى الرجل: أقام بالبادية. لسان العرب 14 / 67. ب.
96

38037 * (أيضا) * عن عمر قال: لان أخطئ سبعين خطيئة
بركبة أحب إلي من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة (الأزرق).
38038 * (أيضا) * عن ابن الزبير قال: سمعت عمر بن الخطاب
يقول: صلاة في المسجد الحرام أفضل من ألف صلاة فيما سواه
من المساجد إلا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنما فضله عليه بمائة صلاة
(سفيان بن عيينة في جامعه).
38039 عن علي قال: إني لاعلم أحب بقعة في الأرض إلى
الله وهي البيت وما حوله (الفاكهي).
38040 عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي عن
أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته وهو واقف على راحلته
وهو يقول: والله! إنك لخير أرض الله (ابن سعد، كر).
38041 عن معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم! بارك
لنا في صاعنا ومدنا، وفي شامنا وفي يمننا وفي حجازنا، فقام إليه
رجل فقال: يا رسول الله! وفي عراقنا! فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم عنه،
فلما كان في اليوم الثاني قال مثل ذلك فقام إليه الرجل فقال: يا رسول
الله! وفي عراقنا! فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فلما كان في اليوم الثالث
قام إليه الرجل فقال: يا رسول الله! وفي عراقنا! فأمسك النبي
97

صلى الله عليه وسلم عنه، فولى الرجل وهو يبكي، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أمن
العراق أنت؟ قال: نعم، قال: إن أبي إبراهيم عليه السلام هم أن
يدعو عليهم، فأوحى الله إليه: لا تفعل، فاني جعلت خزائن علمي
فيهم، وأسكنت الرحمة قلوبهم (كر).
38042 عن أبي ذر قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع
في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟ قال:
المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة، قال: ثم
حيثما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد (ش).
38043 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه
حرام يعني مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض ووضع
هذين الأخشبين، لم تحل لاحد قبلي ولا تحل لاحد بعدي ولم تحل
لي إلا ساعة من النهار، لا يعضد شوكها، ولا ينفر صيدها
ولا يختلى خلالها، ولا ترفع لقطتها إلا لمنشر، فقال العباس:
يا رسول الله! إن أهل مكة لا صبر لهم عن الإذخر لقينهم

(1) لقنهم و أبياتهم: القين هو الحداد والصائغ ومعناه يحتاج إليه القين في
وقود النار، و يحتاج إليه في القبور لتسد بن فرج اللحد المتخللة بين
اللبنات ويحتاج إليه في سقوف البيوت، يجعل فوق الخشب تعليق
صحيح مسلم لمحمد فؤاد عبد الباقي 2 / 987 ب.
98

وأبياتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا الإذخر (ش).
38044 عن أبي جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل بالأبطح أول
ما يقدم (ش).
38045 عن علي قال: خير واديين في الناس وادي بكة
وواد بالهند الذي هبط به آدم ومنه يؤتى بالطيب الذي تطلبون به،
وشر واديين في الناس واد بالأحقاف وواد بحضرموت يقال له
" برهوت "، وخير بئر في الناس بئر زمزم، وشر بئر في الأرض
بئر برهوت وإليها يجتمع أرواح الكفار (الأزرقي وابن أبي حاتم).
38046 عن عمر قال: يا أهل مكة! لا تتخذوا دوركم أبوابا
لينزل البادي حيث يشاء (مسدد وابن زنجويه في الأموال).
38047 عن ابن عمر أن عمر نهى أن تغلق دور مكة دون
الحاج، فإنهم يضطربون فيما وجدوا منها فارغا (أبو عبيد وابن زنجويه
وعبد بن حميد).
الكعبة
38048 * (مسند الصديق) * عن أبي هريرة عن أبي بكر
الصديق قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يطوف بالبيت قرشي
99

بعد هذا العام عريانا ولا بعد هذا العام مشرك (رسته في الايمان).
38049 عن عبد الرحمن بن جبير قال: قام عمر بن الخطاب
بمكة في الحج فقال: يا أهل اليمن! هاجروا قبل الظلمتين إحداهما
الحبشة يخرجوا حتى يبلغوا مقامي هذا (نعيم بن حماد).
38050 عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد الليثي قالا:
لم يكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم حول البيت حائط كانوا يصلون حول
البيت حتى كان عمر فبنى حوله حائطا قال عبيد الله: جدره
قصير فبناء ابن الزبير (خ).
38051 عن عمر أنه خطب عند باب الكعبة فقال: ما من
أحد يجئ إلى هذا البيت لا ينهزه غير صلاته حتى يستلم الحجر إلا
كفر عنه ما كان قبل ذلك (ش).
38052 عن الحسن أن عمر بن الخطاب قال: لقد هممت أن
لا أدع في الكعبة صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها، فقال له أبي بن
كعب: والله ما ذاك لك! فقال عمر: لم؟ قال: إن الله قد بين
موضع كل مال وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: صدقت (عب

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب بنيان الكعبة
(/ 51). ص.
100

والأزرق في أخبار مكة).
38053 عن أبي نجيح عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان
ينزع كسوة البيت في كل سنة فيقسمها على الحجاج (الأزرق،
عب).
38054 عن ابن المسيب قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول
حين رأى البيت: اللهم! أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام
فحينا ربنا بالسلام (ابن سعد، ش والأزرق، ق).
38055 عن عبد العزيز بن أبي داود أن عمر بن الخطاب كان
يقول: يا معشر قريش! الحقوا بالأرياف فهو أعظم لاخطاركم وأقل
لأوزاركم. وكان يقول: لخطيئة أصيبها بمكة أعز علي من سبعين
خطيئة أصيبها بركبة (الأزرقي).
38056 عن الحسن قال: ذكر عمر بن الخطاب الكعبة فقال:
والله! ما هي إلا حجار نصبها الله قبلة لاحيائنا وتوجه إليه موتانا
(المروزي في الجنائز).
38057 عن عمر قال: من خرج إلى هذا البيت لم ينهزه
إلا الصلاة عنده واستلام الحجر كفر عنه ما قبل ذلك (عب).
101

38058 عن عمر قال: لا تقيموا بعد النفر إلا ثلاثا (ش).
38059 * (أيضا) * عن مالك بن دينار قال: أول من نجد
بيتا بالبصرة الخضيراء امرأة مجاشع بن مسعود السلمي، فكتب عمر بن
الخطاب إلى زوجها بلغني أن الخضيراء نجدت بيتا كما تنجد الكعبة
فأقسم عليك إذا جاءك كتابي هذا لما قمت فهتكته! ففعل (هب).
38060 عن الحسن قال: بلغ عمر أن امرأة بالبصرة يقال
لها الخضيراء نجدت بيتا، فكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أما
بعد فإنه بلغني أن الخضيراء نجدت (1) بيتها، فإذا جاءك كتابي هذا
فاهتكه هتكه الله! ففعل (عب، هب).
38061 عن نافع قال: بلغ عمر أن صفية امرأة عبد الله بن
عمر سترت بيوتها بقرام (2) أو غيره، فذهب عمر وهو يريد أن
يهتكه، فبلغهم فنزعوه، فلما جاء عمر لم يجد شيئا فقال: ما بال
أقوام يأتوننا بالكذب (عب، هب).
38062 * (مسند عمر) * عن ابن جريج قال: بلغني أن

(1) نجدت: التنجيد: التزيين، والنجاد - بوزن النجار - الذي يعالج
الفرش والوساد ويخيطها. المختار 512. ب.
(2) بقرام: ستر فيه رقم ونقوش. المختار 419. ب.
102

عمر بن الخطاب كان يكسو البيت القباطي (الجندي في فضائل مكة).
38063 عن عمر أنه قال لقريش: إنه كان ولاة هذا البيت
قبلكم العمالقة فتهاونوا به ولم يعظموا حمرته فأهلكهم الله، ثم وليه
بعدهم جرهم فتهاونوا به ولم يعظموا حرمته فأهلكهم الله، فلا تهاونوا
به وعظموا حرمته (الأزرقي وابن خزيمة، ق في الدلائل).
38064 عن قتادة قال: ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قام بمكة
فقال: يا معشر قريش! إن هذا البيت قد وليه ناس قبلكم، ثم
وليه ناس من جرهم فعصوا ربه، واستخفوا بحقه، واستحلوا
حرمته، فأهلكهم الله، ثم قد وليتم معاشر قريش! فلا تعصوا ربه،
ولا تستخفوا بحقه، ولا تستحلوا حرمته، إن صلاة فيه عند الله
خير من مائة بركة، وأعلموا أن المعاصي فيه على قدر ذلك (ابن
أبي عروبة).
38065 * (أيضا) * عن أبي نجيح أن عمر بن الخطاب كسا
الكعبة القباطي (1) من بيت المال وكان يكتب فيها إلى مصر

(1) القباطي: القبطية: ثياب من كتان بيض رقاق، كانت تنسج بمصر،
وهي منسوبة إلى القبط على غير قياس جمع قباطي وقباطي.
المعجم الوسيط 2 / 711. ب.
103

فتخاط له هناك، ثم عثمان من بعده، فلما كان معاوية بن أبي سفيان
كساها كسوتين: كسوة عمر القباطي، وكسوة الديباج، فكانت
تكسى الديباج يوم عاشوراء، وتكسى القباطي في آخر شهر رمضان
(الأزرقي).
38066 عن علي قال: لما انهدم البيت بعد جرهم فبنته
قريش، فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه، فاتفقوا أنه
يضعه أول من يدخل من هذا الباب، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
من باب بني شيبة، فأمر بثوب فوضع فأخذ الحجر فوضعه في
وسطه، وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فيرفعوه،
وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه (ك والدورقي) (1).
38067 عن علي قال: أقبل إبراهيم من أرمينية ومعه
السكينة تدل على موضع البيت كما يتبوأ العنكبوت بيتها، فحفر
تحت السكينة فأبدى عن قواعد ما يحرك القاعدة منها دون ثلاثين
رجلا (سفيان بن عيينة في جامعه، ص وعبد بن حميد وابن المنذر
وابن أبي حاتم والأزرقي، ك).

(1) الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (1 / 458 و 459) وذكر عدة أحاديث
تتعلق بشأن بناء الكعبة فارجع إليها فإنها مفيدة. ص.
104

38068 عن علي قال: أقبل إبراهيم والملك والسكينة
والصرد (1) دليلا حتى تبوأ البيت كما تبوأت العنكبوت بيتا، فحفر
ما برز عن أسها أمثال خلف الإبل لا يحرك الصخرة إلا ثلاثون
رجلا، ثم قال الله لإبراهيم: قم فابن لي بيتا: قال: يا رب!
وأين؟ قال: سنريك، فبعث الله سحابة فيها رأس يكلم إبراهيم
فقال: يا إبراهيم! إن ربك يأمرك أن تخط قدر هذه السحابة،
فجعل ينظر إليها ويأخذ قدرها، فقال له الرأس: أقد فعلت؟ قال:
نعم، فارتفعت السحابة، فأبرز عن أس ثابت من الأرض فبناه
إبراهيم عليه السلام (الأزرقي).
38069 عن علي قال: لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال:
قد فعلت أي رب! فأرنا مناسكنا، أبرزها لنا، عملناها، فبعث
الله جبريل فحج به (ابن جرير في تفسيره).
38070 * (مسند حويطب بن عبد العزى) * عن ابن أبي
نجيح عن أبيه عن حويطب بن عبد العزى قال: كنا جلوسا بفناء
الكعبة في الجاهلية فأتت امرأة البيت تعوذ من زوجها، فجاء

(1) الصرد: طائر أكبر من العصفور ضخم الرأس والمنقار يصيد صغار
الحشرات وربما صاد العصفور وكانوا يتشاءمون به. المعجم الوسيط 1 / 512. ب.
105

زوجها فمد يده إليها فيبست يده، فلقد رأيته في الجاهلية وانه لأشل
(أبو نعيم).
38071 عن سلمان الفارسي قال: ليحرقن هذا البيت على
يدي رجل من آل الزبير (كر).
38072 عن ابن عباس قال: الحجر الأسود يد الله في
الأرض، فمن مسه فإنما يبايع الله (ابن جرير في تهذيبه).
38073 عن أنس قال: لقيت الملائكة آدم وهو يطوف
بالبيت فقالت: يا آدم! حججت؟ فقال: نعم، قالوا: قد حججنا
قبلك بألفي عام (ش).
ذيل فضائل الكعبة
38074 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدها يوما فقال:
لو فقه قومك هدمت الكعبة فألحقت فيها الحجر فإنه منها ولكن
قومك استملوا من بنيانه، ولجعلت لها بابين فألصقتها بالأرض فان
قومك إنما رفعوا بابها لئلا يدخلها إلا من شاؤوا، ولأنفقت كنزها
(كر).
38075 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدها يوما
106

فقال: لولا حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة وذكر
مثله (كر).
38076 * (مسند السائب بن خباب) * سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول لعثمان بن طلحة حين رفع إليه مفتاح الكعبة: ها! ثم غيبه،
قال: فلذلك تغيب المفتاح (طب).
38077 عن الزهري أن محمد بن جبير بن مطعم حدثه عن
أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعثمان بن طلحة حين دفع إليه
مفتاح الكعبة: ها ثم غيبه، قال: فلذلك يغيب المفتاح (كر).
38078 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن قومك
استقصروا من شأن البيت وإني لولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت منه
ما تركوا منه، فان بدا لقومك أن يبنوه فتعالي أريك ما تركوا
منه. فأراها قريبا من سبعة أذرع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واجعل
لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا، وهل تدرين لما كان
قومك رفعوا بابها؟ قالت: فقلت: لا، قال: تعززا لئلا يدخلها إلا
من أرادوه. كان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها يدعونه حتى يرتقي
حتى إذا كاد يدخل دفعوه فسقط (كر).
38079 عن سعيد بن المسيب قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
107

الكعبة ففتحها، وأخذ المفتاح بيده ثم قام للناس فقال: هل من
متكلم! هل من أحد يتكلم؟ فتطاول العباس ورجال من بني هاشم
رجاء أن يدفعها إليهم مع السقاية، فقال لعثمان بن طلحة: تعال، فجاء
فوضعها في يده (كر).
38080 عن ابن سابط أن النبي صلى الله عليه وسلم ناول عثمان بن طلحة
المفتاح من وراء الثوب (ش، ه‍).
38081 عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع المفتاح إلى عثمان بن
طلحة وقال: يا عثمان! غيبوه، فخرج عثمان إلى الهجرة وخلف
شيبة فحجب البيت (كر).
38082 * (مسند علي) * عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن
الخطاب يقول: إن تركي هذا المال في الكعبة لآخذه فأقسمه في
سبيل الله وفي سبيل الخير، وعلي بن أبي طالب يسمع ما يقول فقال:
ما تقول يا ابن أبي طالب؟ بالله لئن شجعتني عليه لأفعلن! فقال علي:
أتجعله فينا وصاحبه رجل يأتي في آخر الزمان ضرب آدم طويل،
فمضى عمر وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد في الجب الذي كان في الكعبة
سبعين ألف أوقية من ذهب مما كان يهدى إلى البيت وأن علي بن
طالب قال: يا رسول الله! لو استعنت بهذا المال على حربك! فلم
108

يحركه، ثم ذكر لأبي بكر فلم يحركه (الأزرقي).
38083 عن خالد بن عرعرة قال قال: سلوني عما شئتم!
ولا تسألني إلا عما ينفع أو يضر، فقال رجل: يا أمير المؤمنين! ما
الذاريات ذروا " قال: ويحك! ألم أقل لك: لا تسأل إلا عما ينفع
أو يضر؟ تلك الرياح، قال: فما " الحاملات وقرا "؟ قال: هي
السحاب، قال: فما " الجاريات يسرا "؟ قال: تلك السفن، قال:
" المقسمات أمرا "؟ قال: تلك الملائكة، قال: فما " الجوار الكنس "؟
قال: تلك الكواكب، قال: فما " السقف المرفوع "؟ قال: السماء،
قال: فما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له: الضراح،
وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في
الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة فلا يعودون
فيه أبدا. قال رجل: يا أمير المؤمنين! أخبرني عن هذا البيت، قال:
هو أول بيت وضع للناس، قال: كانت البيوت قبله وقد كان نوح
يسكن البيوت ولكنه أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين،
قال: فأخبرني عن بنائه، قال: أوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه
السلام أن ابن لي بيتا، فضاق إبراهيم ذرعا، فأرسل الله إليه ريحا
يقال لها السكينة ويقال لها الخجوج، لها عينان ورأس، وأوحى
109

الله تعالى إلى إبراهيم أن يسير إذا سارت ويقيل إذا قالت: فسارت
حتى انتهت إلى موضع البيت فتطوفت عليه مثل الجحفة (1) وهي بإزاء
البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه
إلى يوم القيامة، فجعل إبراهيم وإسماعيل يبنيانه كل يوم ساقا،
فإذا اشتد عليهما الحر استظلا في ظل الجبل، فلما بلغ موضع الحجر
قال إبراهيم لإسماعيل أئتني بحجر أضعه يكون علما للناس، فاستقبل
إسماعيل الوادي وجاء بحجر، فاستصغره إبراهيم ورمى به وقال:
جئني بغيره، فذهب إسماعيل وهبط جبريل على إبراهيم بالحجر الأسود
وجاء إسماعيل فقال إبراهيم: قد جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك،
فبنى البيت وجعل يطوفون حوله ويصلون حتى ماتوا وانقرضوا
فتهدم البيت، فبنته العمالقة فكانوا يطوفون به حتى ماتوا وانقرضوا
فتهدم البيت، فبنته قريش فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في وضعه
فقالوا: أول من يطلع من الباب، فطلع النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد
طلع الأمين، فبسط ثوبا ووضع الحجر وسطه وأمر بطون قريش
فأخذ كل بطن منهم بناحية من الثوب، ووضعه بيده صلى الله عليه وسلم (الحارث
وابن راهويه والصابوني في المائتين، هب، وروى بعضه الأزرقي، ك).

(1) الجحفة: بقية الماء في جوانب الحوض. المعجم الوسيط 1 / 180. ب.
110

38084 عن علي قال: كنت انطلق أنا وأسامة بن زيد
إلى أصنام قريش نلطخها، فيصبحون فيقولن: من فعل هذا بآلهتنا؟
فينطلقون إليها ويغسلونها باللبن والماء (ابن راهويه، وهو صحيح).
الحرم
38085 * (مسند عمر) * عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب
رأى رجلا يحتش في الحرم فقال: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عن هذا، فشكا إليه الحاجة، فرق له وأمر له بشئ صلى الله عليه وآله.
38086 عن عمر وابن عباس أنها حكما في حمام مكة بشاة
(عب).
38087 عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب كان يخطب
الناس بمنى فرأى رجلا على جبل يعضد شجرا فدعاه فقال: أما علمت
أن مكة لا يعضد شجرها ولا يختلى خلالها؟ قال بلى ولكن حملني
على ذلك بعير نضو (1)، فحمله على بعير وقال: لا تعد، ولم يجعل
عليه شيئا (سعيد بن أبي عروبة في المناسك، ق).
38088 عن نافع بن عبد الحارث قال: قدم عمر بن الخطاب

(1) نضو: النضو - بالكسر - البعير المهزول. المختار 527. ب.
111

مكة فدخل دار الندوة في يوم الجمعة وأراد أن يستقرب منها الرواح
إلى المسجد فألقى رداءه على واقف في البيت، فوقع عليه طير من
هذا الحمام فأطاره، فوقع عليه، فانتهزته (1) حية فقتلته، فلما صلى
الجمعة دخلت عليه أنا وعثمان بن عفان فقال: احكما علي في شئ
صنعته اليوم، إني دخلت هذه الدار وأردت أن أستقرب منها
الرواح إلى المسجد فألقيت ردائي على هذا الواقف، فوقع عليه طير
من هذا الحمام، فخشيت أن يلطخه بسلحه فأطرته عنه، فوقع على
هذا الواقف الآخر، فانتهزته حية فقتلته، فوجدت في نفسي أن
أطرته من منزلة كان فيها آمنا إلى موقع كان فيه حتفه. فقلت
لعثمان رضي الله عنه: كيف ترى في عنز ثنية عفراء نحكم بها على
أمير المؤمنين؟ قال: أرى ذلك، فأمر بها عمر (الشافعي، ق).
38089 عن عمر قال: لو وجدت في الحرم قاتل الخطاب
ما مسسته حتى يخرج منه (عبد بن حميد وابن المنذر والأزرقي).
38090 * (أيضا) * عن عبيد بن عمير الليثي أن عمر بن الخطاب
كان يخطب بمنى فرأى رجلا على جبل يعضد شجرا فدعاه فقال:

(1) فانتهزته: انتهز الشئ قبله وأسرع إلى تناوله. المعجم الوسيط 2 / 958. ب.
112

أما علمت أن مكة لا يعضد شجرها ولا يختلى خلاها؟ قال: بلى
ولكن حملني بعير لي نضوء، فحمله على بعير وقال: لا تعد (سعيد
ابن أبي عروبة في المناسك).
38091 * (أيضا) * عن عبيد بن عمير قال: رأى عمر بن
الخطاب رجلا يقطع شجرا من أشجار الحرم فقال: ما تصنع؟ قال:
ليست معي نفقة فقال عمر: إن هذا حرام حرمه الله ورسوله بمكة!
فقال: إني معسر وليست معي نفقة، فأعطاه ولم يصنع به شيئا
(عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي في حديثه).
38092 * (أيضا) * عن عطاء أن عمر بن الخطاب أبصر رجلا
يعضد من شجر الحرم على بعير له في الحرم فقال له: يا عبد الله!
إن هذا حرم الله لا ينبغي لك أن تصنع فيه هذا! فقال الرجل:
فاني لم أعلم يا أمير المؤمنين، فسكت عنه (سفيان بن عيينة في جامعه
والأزرقي).
38093 * (أيضا) * عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة أن إبراهيم عليه السلام نصب أنصاب الحرم يريه جبريل عليه
السلام، ثم لم تحرك حتى كان قصي فجددها، ثم لم تحرك حتى
كان رسول صلى الله عليه وسلم فبعث عام الفتح تميم بن أسد الخزاعي فجددها،
113

ثم لم تحرك حتى كان عمر بن الخطاب فبعث أربعة من قريش كانوا
يبدون في بواديها فجددوا أنصاب الحرم، منهم مخرمة بن نوفل وأبو
هو سعيد بن يربوع المخزومي وحويطب بن عبد العزى وأزهر بن عبد
عوف الزهري (الأزرقي).
38094 * (أيضا) * عن الحسن بن عبد الرحمن بن حاطب عن
أبيه قال: لما أن بعث عمر بن الخطاب النفر الذين بعثهم في تجديد
أنصاب الحرم أمرهم أن ينظروا إلى كل واد يصب في الحرم فنصبوا
عليه وأعلموه حرما، وإلى كل واد يصب في الحل فجعلوه
حلا، قال: ولما ولي عثمان بن عفان بعث على الحج فبعث عبد الرحمن
ابن عوف وأمره أن يجدد أنصاب الحرم، فبعث عبد الرحمن نفرا
من قريش منهم حويطب بن عبد العزى وعبد الرحمن بن أزهر وكان
سعيد بن يربوع قد ذهب بصره في آخر خلافة عمر وذهب بصر
مخرمة بن نوفل في خلافة عثمان فكانوا يجددون أنصاب الحرم في
كل سنة، فلما ولي معاوية كتب إلى والي مكة فأمره بتجديدها
(الأزرقي).
38085 * (أيضا) * عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب
رأى رجلا يقطع من شجر الحرم ويعلفه بعيرا له فقال: علي بالرجل،
114

فأتي به، فقال: يا عبد الله! أما علمت أن مكة حرام لا يعتضد
عضاها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلا لمعرف؟ فقال:
يا أمير المؤمنين! والله ما حملني ذلك إلا أن أعلف نضوا لي فخشيت
أن لا يبلغني وما معي من زاد ولا نفقة، فرق له بعد ما هم به
وأمر له ببعير من إبل الصدقة موقرا طحينا فأعطاه إياه وقال:
لا تعودن تقطع من شجر الحرم شيئا (في المداراة).
38086 عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن إبراهيم
عليه الصلاة والسلام أول من نصب أنصاب الحرم يريه جبريل
عليه السلام موضعها، ثم جددها إسماعيل، ثم جددها قصي، ثم
جددها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عبيد الله: فلما كان عمر بن الخطاب
بعث أربعة نفر من قريش: مخرمة بن نوفل وسعيد بن يربوع
وحويطب بن عبد العزى وأزهر بن عبد عوف، فنصبوا أنصاب
الحرم (كر).
38097 عن عمرو بن عبد الرحمن بن عوف عن رجال من
الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الفتح والنبي صلى الله عليه وسلم في مجلس من المقام فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا نبي الله! إني نذرت إن فتح الله للنبي صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين مكة لأصلين
115

في بيت المقدس وإني وجدت رجلا من أهل الشام ههنا في قريش
خفيرا مقبلا معي ومدبرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ههنا فصل، ثم قال
الرابعة مقالته فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاذهب فصل فيه، فوالذي بعث محمدا
بالحق، لو صليت ههنا لقضي ذلك عنك صلاة في بيت المقدس
(عب، وقال ابن جريج: أخبرت أن ذلك الرجل سويد ابن
سويد).
38098 عن ابن عباس أن جبريل أرى إبراهيم عليه السلام
موضع أنصاب الحرم فنصبها، ثم جددها قصى بن كلاب، ثم جددها
رسول الله صلى الله عليه وسلم (كر).
38099 عن مرة الهمداني قال: كنت أصلي عند كل سارية
في المسجد ركعتين فجاء رجل إلى عبد الله وأنا عنده فقال: أرأيت
رجلا يصلي في هذا المسجد عند كل سارية ما برح حتى يقضي صلاة
(عب).
38100 عن الزهري قال: من قتل في الحرم قتل في الحرم
ومن قتل في الحل ثم دخل الحرم أخرج إلى الحل وقتل، تلك السنة (عب).
38101 عن محمد بن الأسود بن خلف عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم
أمره أن يجدد أنصاب الحرم (البزار، طب).
116

مقام إبراهيم
38102 عن عائشة أن المقام كان في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وزمان أبي ملصقا بالبيت، ثم أخره عمر بن الخطاب (ق، سفيان
ابن عيينة في جامعه).
38103 عن حبيب بن أبي الأشرس قال: كان سيل أم
نهشل قبل أن يعمل عمر الردم بأعلى مكة فاحتمل المقام من مكانه
فلم يدر أين موضعه، فلما قدم عمر بن الخطاب سأل: من يعلم
موضعه؟ قال المطلب بن أبي وداعة: أنا يا أمير المؤمنين، قد كنت
قدرته وذرعته بمقاط وتخوفت عليه هذا، من الحجر إليه ومن
الركن إليه ومن وجه الكعبة، فقال: ائت به، فجاء به فوضعه
في موضعه، وعمل عمر الردم عند ذلك. قال سفيان: فذلك الذي
حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن المقام كان عند سفع البيت، فأما
موضعه الذي هو موضعه فموضعه الآن، وأما ما يقول الناس: إنه
كان هنالك موضعه، فلا (الأزرقي).
38104 عن كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي
عن أبيه عن جده قال: كانت السيول تدخل المسجد الحرام من باب
بني شيبة الكبير قبل أن يردم عمر الردم الاعلى، فكانت السيول
117

ربما رفعت المقام عن موضعه وربما نحته إلى وجه الكعبة، حتى
جاء سيل أم نهشل في خلافة عمر بن الخطاب فاحتمل المقام من
موضعه هذا وذهب به حتى وجد بأسفل مكة، فأتي به فربط
إلى أستار الكعبة وكتب في ذلك إلى عمر، فأقبل فزعا في شهر
رمضان وقد عفا موضعه وعفاه السيل، فدعا عمر بالناس فقال:
أنشد الله عبدا عنده علم في هذا المقام! فقال المطلب بن أبي وداعة:
أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك، فكنت أخشى عليه هذا، فأخذت
قدره من موضع الركن إلى موضعه ومن موضعه إلى باب الحجر
ومن موضعه إلى زمزم بمقاط وهو عندي في البيت، فقال له عمر:
فاجلس عندي وأرسل إليه، فجلس عنده فأرسل فأتى بها، فمدها
فوجدها مستوية إلى موضعه هذا، فسأل الناس وشاورهم، فقالوا:
نعم هذا موضعه، فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده أمر به، فأعلم
ببناء تحت المقام ثم حوله، فهو في مكانه هذا إلى اليوم (الأزرقي).
38105 عن ابن أبي مليكة قال: موضع المقام هو هذا الذي
به اليوم وهو موضعه في الجاهلية وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر
وعمر إلا أن السيل ذهب به في خلافة عمر فجعل في وجه
الكعبة، حتى قدر عمر فرده بمحضر الناس (الأزرقي).
118

38106 عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب: من له علم
بموضع المقام حيث كان؟ فقال أبو وداعة بن هيبرة السهمي: عندي
يا أمير المؤمنين، قدرته إلى الباب وقدرته إلى الركن الحجر وقدرته
إلى الركن الأسود وقدرته إلى زمزم، فقال عمر: هاته، فأخذه
عمر فرده إلى موضعه اليوم للمقدار الذي جاء به أبو وداعة
(ابن سعد).
38107 عن مجاهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان آخذا بيد عمر
فلما انتهى إلى المقام قال: هذا مقام أبينا إبراهيم مصلى؟ فقال لهم
النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: أفلا تتخذه مصلى؟ فأنزل الله " واتخذوا
من مقام إبراهيم مصلى (ابن أبي داود في المصاحف).
38108 عن مجاهد قال: قال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم:
لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى (ابن أبي داود في المصاحف).
38109 عن مجاهد قال: كان المقام إلى لزق البيت فقال عمر
ابن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لو نحيته من البيت ليصلى
إليه الناس! ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله واتخذوا من
مقام إبراهيم مصلى (ابن أبي داود).
119

زمزم
38110 * (مسند عمر) * عن ابن المعزى قال: كنا عند ابن
عيينة فجاء رجل فقال: يا أبا محمد! ألستم تزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ماء زمزم لما شرب له، قال: بلى، قال: فاني قد شربته
لتحدثني بمائتي حديث، قال: اقعد، فحدثه بها، قال: وسمعت
ابن عيينة يقول: قال عمر بن الخطاب: اللهم! إني أشربه لظمأ يوم
القيامة (كر).
38111 عن علي قال: قلت للعباس: سل لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الحجابة، فقال: أعطيكم ما هو خير لكم منها السقاية، لا ترزوكم
ولا ترزونها (ابن سعد، وابن راهويه وابن منيع والبزار، ع وابن
جرير وصححه، ك، ص).
38112 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم من
دلو منها وهو قائم (عد، خط في المتفق).
38113 عن ابن عباس قال: ضع دلوك من قبل العين التي
تلى البيت أو الركن، فإنها من عيون الجنة (ش).
38114 عن معمر قال: سقط رجل في زمزم فمات فيها،
فأمر ابن عباس أن تسد عيونها وتنزح، قيل له: إن فيها عينا قد
120

غلبتنا، قال: إنها من الجنة، فأعطاهم مطرفا من خز فحشوه
فيها، ثم نزح ماؤها حتى لم يبق فيها نتن (عب).
38115 عن أم معبد قال: مر بي بخيمتي غلام سهيل أزيهر
ومعه قربتا ماء، فقلت: ما هذا؟ قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى مولاي
زهير يستهديه ماء زمزم فأنا أعجل السير لكي لا تنشف القرب (الفاكهي
في تاريخ مكة).
37116 عن عكرمة مولى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم طاف
بالبيت أتى عباسا فقال: اسقونا، فقال العباس: ألا نسقيك يا رسول
الله من شراب صنعناه في البيت؟ فان هذا الشراب قد لوثته الأيدي،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اسقونا مما تسقون الناس، فسقوه فرش بين عينيه،
فدعا بماء فصبه عليه ثم شرب، ثم دعا بماء أيضا فصبه عليه ثم شرب
وكان ذلك الشراب في الأسقية (عب).
38117 عن عبد الله بن زرير الغافقي قال: سمعت علي بن
أبي طالب وهو يحدث حديث زمزم قال: بينا عبد المطلب نائم في
الحجر أتي فقيل له: احفر برة، فقال: وما برة؟ ثم ذهب عنه،
حتى إذا كان الغد نام في مضجعه ذلك إذا كان الغد عاد فنام في مضجعه
فأتى فقيل له: احفر المصونة، قال: وما المصونة، ثم ذهب
121

عنه، حتى إذا كان الغد عاد فنام في مضجعه ذلك فأتى فقيل له: احفر
طيبة، فقال: وما طيبة؟ ثم ذهب عنه، فلما كان الغد عاد لمضجعه
فنام فيه فأتى فقيل له: احفر زمزم، فقال: وما زمزم؟ فقال:
لا تنزف ولا تذم، ثم نعت له موضعها، فقام يحفر حتى نعت له،
فقالت له قريش: ما هذا يا عبد المطلب؟ فقال: أمرت بحفر زمزم
فلما كشف عنه وبصروا بالطي قالوا: يا عبد المطلب! إن لنا حقا
فيها معك! إنها لسر أبينا إسماعيل، فقال: ما هي لكم، فقد خصصت
بها دونكم، قالوا: تحاكمنا؟ قال: نعم، قالوا: بيننا وبينك كاهنة
بني سعد بن هذيم، وكانت بأشراف الشام، فركب عبد المطلب في
نفر من بني أمية، وركب من كل بطن من أفناء قريش نفر،
وكانت الأرض إذ ذاك مفاوز فيما بين الحجاز والشام، حتى إذا كانوا
بمفازة من تلك البلاد فني ماء عبد المطلب وأصحابه حتى أيقنوا
بالهلكة، ثم استقوا القوم، فقالوا: ما نستطيع أن نسقيكم وإنا
نخاف مثل الذي أصابكم، فقال عبد المطلب لأصحابه: ماذا ترون؟
قالوا ما رأينا إلا تبع لرأيك، قال: فاني أرى أن يحفر كل رجل
منكم حفرته، فكلما مات رجل منكم دفعه أصحابه في حفرته حتى
يكون آخركم يدفعه صاحبه، فضيعة رجل أهون من ضيعة جميعكم
122

ففعلوا، ثم قال: والله! إن ألقانا بأيدينا للموت ولا نضرب في
الأرض ونبتغي لعل الله عز وجل أن يسقينا لعجز فقال لأصحابه:
ارتحلوا، فارتحلوا وارتحل، فلما جلس على ناقته فانبعثت به انفجرت
عين تحت خفها بماء عذب، فأناخ وأناخ أصحابه، فشربوا واستقوا
وأسقوا، ثم دعوا أصحابه: هلموا إلى الماء فقد سقانا الله، فجاؤوا
واستقوا و سقوا، ثم قالوا: يا عبد المطلب! قد والله قضى لك! إن
الذي سقاك الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم، انطلق فهي لك
فما نحن بمخاصميك (ابن إسحاق في المبتدأ والأزرقي، ق في
الدلائل).
السقاية
38118 عن ابن عباس قال: طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت ثم أتى
السقاية فقال: أسقوني، فقال له ابن عباس: ألا نخوض لك سويقا؟
فان هذا يتناول منه الناس، قال: أسقوني مما يشرب منه الناس (ز).
38119 عن علي في حديث حدث به عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بسجل من ماء زمزم فتوضأ ثم قال:
أنزعوا عن سقايتكم يا بني عبد المطلب! ولولا أن تغلبوا عليها لنزعت
معكم (الأزرقي).
123

38120 * (مسند أزهر) * عن ابن عباس قال: امتريت (1)
أنا ومحمد ابن الحنفية في السقاية، فشهد طلحة بن عبيد الله وعامر بن
ربيعة وأزهر بن عبد عوف ومخرمة بن نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم دفعها إلى
العباس يوم الفتح (البغوي، وفي إسناده الواقدي).
الطائف
عن عمر قال: لبيت بركبة (2) أحب إلى من عشرة أبيات
بالشام (مالك).
المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام
38122 عن عمر قال: إن الله اختار لنبيه المدينة وهي أقل
الأرض طعاما وأملحه ماء إلا ما كان من هذا التمر، وإنه لا يدخلها
الدجال ولا الطاعون إن شاء الله (الحارث).
38123 عن عمر قال: غلا السعر بالمدينة واشتد الجهد فقال

(1) امتريت: المراء: الجدال، والتماري والمماراة: المجادلة على مذهب الشك
والريبة. ويقال للمناظرة، مماراة، لان كل واحد منهما يستخرج ما عند
صاحبه ويمتريه، كما يمتري الحالب اللبن من الضرع. النهاية 4 / 322. ب.
(2) بركبة: ركبة: موضع بالحجاز بين غمرة وذات عرق. قال مالك
ابن أنس: يريد لطول الأعمار والفاء ولشدة الوباء بالشام. النهاية 2 / 257. ب.
124

رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصبروا وأبشروا! فاني قد باركت على صاعكم
ومدكم، فكلوا ولا تتفرقوا، فان طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام
الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الخمسة والستة والبركة في
الجماعة، فمن صبر على لأوائها وشدتها كنت له شفيعا أو شهيدا
يوم القيامة، ومن خرج عنها رغبة عما فيها أبدل الله من هو خير
منه فيها، ومن أرادها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء (البزار
وقال: تفرد بن عمرو بن دينار البصري وهو لين).
38124 عن بشر بن حرب قال سمعت عمر يقول: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم عند حجرة عائشة يقول: اللهم بارك! بارك لنا في مدينتنا
وصاعنا ومدنا وشامنا ويمننا، ثم استقبل مطلع الشمس فقال: من
ههنا يطلع قرن الشيطان! من هنا الزلازل والفتن والفدادون (1)،
(رسته في الايمان، ورجاله موثوقون غير أبي أظن أن النسخة سقط
منها لفظة " ابن " فان الحديث معروف عن ابن عمر لا عن عمر
خصوصا أن في إسناده: عن بشر بن حرب قال: سمعت عمر، وبشر

(1) والفدادون: - بالتشديد -: الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواسيهم،
واحدهم فداد. يقال: فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته.
النهاية 3 / 419. ب.
125

ابن حرب لم يدرك عمر، وإنما سمع ابن عمر، ثم رأيت كر أخرجه
عن بشر بن حرب قال سمعت عمر فذكره وقال: كذا قال
والصواب: ابن عمر، فحمدت الله عز وجل).
38125 عن علي أنه خطب فقال: من زعم أن عندنا شيئا
نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة صحيفة فيها أسنان الإبل وأشياء
من الجراحات فقد كذب، وفيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين
عير إلى ثور (ش، حم).
38126 * (مسند عمر) * عن عبد الكريم بن أبي المخارق أن
عمر بن الخطاب قال لغلام قدامة بن مظعون: أنت على هؤلاء الحطابين،
فمن وجدته احتطب من بين لابتى المدينة فلك فأسه وحبله، قال:
وثوباه؟ قال عمر: لا، ذلك كثير (عب).
38127 عن عمر أنه لما أراد الزيادة في المسجد وضع المنبر حيث
هو اليوم ودفن الجذع لئلا يفتتن به أحد (السلفي في انتخاب حديث
القراء).
38128 عن عمر قال: يا معشر المهاجرين! لا تتخذوا الأموال
بمكة واتخذوها بالمدينة بدار هجرتكم، فان قلب الرجل مع ماله
(عب في أماليه، ق).
126

38129 عن أسلم أن عمر قال لعبد الله بن عياش بن ربيعة:
أنت القائل: مكة خير من المدينة؟ فقال له: هي حرم الله وأمنه
وفيها بيته! قال عمر: لا أقول في حرم الله ولا بيته ولا في أمنه
شيئا (مالك (1) والزبير بن بكار في أخبار المدينة، كر).
38130 عن علي قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا
كنا بالحرة بالسقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ائتوني بوضوء، فلما توضأ قام فاستقبل القبلة ثم كبر ثم قال: اللهم!
إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة وأنا محمد
عبدك ورسولك وأنا أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم
وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين (حم، ت
وقال: (2) صحيح، وابن خزيمة، حب).
38131 عن علي قال ما كتبنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
القرآن وما في هذه الصحيفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المدينة حرام

(1) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الجامع باب جامع ما جاء في أمر المدينة
رقم (21) ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب ما جاء في فضل المدينة رقم (4007)
وقال حسن صحيح. ص.
127

ما بين عير إلى ثور (1) لا يختلي خلاها ولا ينفر صيدها ولا
يلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يصلح لرجل أن يحمل فيها
السلاح لقتال، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل
بعيره، فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ذمة المسلمين واحدة
يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين، لا يقبل منه عدل ولا صرف (ط، عب، حم، خ،

(1) ذكر في التعليق على صحيح مسلم (2 / 995) محمد فؤاد عبد الباقي
التعريف والتحقيق حول هذه الفقرة: المدينة حرام ما بين عير إلى ثور
عير وثور: اسما جبلين من جبال المدينة.
فعير: جبل عظيم شامخ يقع بجنوب المدينة على مسافة ساعتين عنها تقريبا.
وثور: جبل احمر صغير يقع شمال أحد ويحدان حرم المدينة جنوبا وشمالا.
وهكذا حقق السمهودي في كتابه وفاء الوفا (1 / 92 و 4 / 1269) بما يلي:
عير: جبل كبير مشهور في قبلة المدينة بقرب ذي الحليفة ميقات المدينة:
ثور: جبل صغير خلف أحد.
ومر الحديث برقم (34805) جزء 12 / 231 راجعه إن شئت وصحح
التعليق على ضوء هذا التحقيق. ص.
128

م (1)، د، ت، ن، ع وابن خزيمة وأبو عوانة والصحاوي،
حب، ق).
38132 * (أيضا) * عن مرة الهمداني قال: قرأ علينا علي بن
أبي طالب صحيفة قدر إصبع كانت في قراب سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإذ فيها: إن لكل نبي حرما وأنا أحرم المدينة، من أحدث فيها
حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل
منه صرف ولا عدل (حل).
38133 عن أبي حسان أن عليا كان يأكر بالامر ويقال: قد
فعلنا كذا وكذا، فيقول: صدق الله ورسوله، فقيل له: أشئ
عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئا خاصة دون الناس إلا شيئا سمعته منه في صحيفة في قراب سيفي
قال: فلم نزل به حتى أخرج الصحيفة فإذا فيها: من أحدث حدثا أو
آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله
منه صرفا ولا عدلا، وإذا فيها: إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب فضل المدينة رقم (1370).
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب الفرائض باب إثم من تبرأ من مواليه
(8 / 190) ومر الحديث برقم (34805).
129

المدينة ما بين حريتها وحماها، لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها
ولا يلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها، ولا يقطع شجرها إلا أن
يعلف رجل بعيرا، ولا يحمل فيها السلاح لقتال، وإذا فيها:
المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على منى
سواهم، ألا! لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده (ابن
جرير، ق في الدلائل).
38134 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أحرم بين
لابتي المدينة كما حرم إبراهيم مكة (ابن جرير).
38135 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم كل دافة (1) أقبلت
على المدينة من العضة (2) وشيئا آخر قاله - إلا لمنشد ضالة أو
عصا جديدة ينتفع بها (عب).
38136 * (أيضا) * جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على
الاسلام، فجاء من الغد محموما فقال: يا رسول الله! أقلني، فأبى

(1) دافة: الدافة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالتشديد. والدافة:
قوم من الاعراب يردون لمصر. النهاية 2 / 124. ب.
(2) العضة: العضاه: شجر أم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك، الواحدة:
عضة بالتاء. النهاية 3 / 255. ب.
130

النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه ثلاثة أيام متوالية كل ذلك يقول: يا رسول الله!
أقلني بيعتي، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن المدينة كالكير
تنفي خبثها وتنصع طيبها (عب).
38137 * (أيضا) * عن الحارث بن رافع بن مكيث الجهني
أنه سأل جابر بن عبد الله فقال: لي غنم وغلمان وهم يخبطون على
غنمهم هذه الثمرة الحبلة وهي ثمرة السمر، فقال جابر: لا، ثم لا،
لا يخبط ولا يعضد (1) حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن هشوا (2)
هشا، ثم قال جابر: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمنع أن يقطع المسد
(ابن جرير).
38138 عن جابر قال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بريدا
عن يمين وشمال من نواحيها (ابن جرير).
38139 عن رافع بن خديج أنه قال وهو يخطب بالمدينة:
إن نبي الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتي المدينة (عب وابن جرير).

(1) يعضد: عضدت الشجرة عضدا من باب ضرب: قطعتها. المصباح
المنير 2 / 567. ب.
(2) هشوا: هش الشجرة هشا: ضربها ليتساقط ورقها. المصباح
المنير 2 / 877. ب.
131

38140 عن رافع بن خديج أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
مكة فقال: إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها للمدينة
(ابن جرير).
38141 * (مسند زيد بن ثابت) * عن شرحبيل أبي سعد أنه
دخل الأسواق فصاد فيها نهسا يعني طائرا فدخل عليه زيد بن
ثابت وهو معه، فعرك أذنه وقال: خل سبيله لا أم لك! أما علمت
أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها (ش).
28142 عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين
لابتي المدينة من الصيد والعضاه (عب وابن جرير).
38143 عن سفيان بن أبي زهير أن فرسه أعيت عليه بالعقيق
وهم في بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليه يستحمله وأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج يبتغي له بعيرا، فلم يجده إلا عند أبي جهم بن حذيفة
العدوي فسامه به، فقال له أبو جهم: لا أبيعكه يا رسول الله ولكن
خذه فاحمل عليه من شئت، فأخذه منه ثم خرج حتى إذا بلغ بئر
الإهاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك البنيان أن يبلغ هذا المكان
ويوشك الشام أن يفتح فيأتيه رجال من أهل هذا البلد ويعجبهم
ريفه ورخاؤه، فيسيرون بواليهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون،
132

إن إبراهيم دعا لأهل مكة وإني أسال الله أن يبارك لنا في صاعنا
ومدنا وأن يبارك لنا في مدينتنا ما بارك لأهل مكة (كر).
38144 عن أبي ذر قال: يوشك المدينة أن لا يحمل إليها
طعام على قتب ويكون طعام أهلها بها، من كان له أصل أو حرث
أو ماشية يتبع أذنابها في أطراف السحاب، فإذا رأيتم البنيان قد
علا سلعا فارتقبوه (كر).
38145 * (مسند سمرة بن جندب) * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعو: اللهم! ضع في أرضنا بركتها وزينتها وسكنها (كر).
38146 عن سهل بن حنيف قال: أومى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
فقال: إنها حرام آمن (ش).
38147 عن سهل بن حنيف قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن المدينة فقال: حرام آمن، حرام آمن (ابن جرير).
38148 عن عبادة الزرقي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتي المدينة كما حرم إبراهيم
مكة (ابن جرير).
38149 عن أبي هريرة قال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتي
133

المدينة، فلو وجدت الظباء ما بين لابتيها ما ذعرتهن، وجعل حول
المدينة اثنى عشر ميلا حمى (عب).
38150 عن أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج حتى إذا كان عند السقيا
من الحرم قال: اللهم! إن إبراهيم عبدك ورسولك حرم مكة،
اللهم! وإني أحرم ما بين لابتي المدينة مثل ما حرم إبراهيم مكة
(عب).
38151 عن ابن عباس أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم! إني
حرمت المدينة بما حرمت به مكة (ش).
38152 * (مسند أبي هريرة) * عن سعيد بن المسيب عن
أبي هريرة قال: لو رأيت الظباء ترتع بالمدينة ما ذعرتها، لان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما بين لابتيها حرام (ابن جرير).
38153 عن حبيب الهذلي أن أبا هريرة قال: لو رأيت
الوعول تجرش ما بين لابتيها ما هجتها، وقال: حرم رسول الله
صلى الله عليه وسلم شجرها أن يعضد أو يخبط (ابن جرير).
38154 عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك وتعالى حرم على لساني ما بين لابتي المدينة، ثم
قال لبني حارثة وهم في سند الحرة: ما أراكم أبا بني حارثة إلا قد
134

خرجتم من الحرم، ثم قال: بل أنتم فيه، بل أنتم فيه
(ابن جرير).
38155 عن المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: ما بين لابتيها حرام، لا يقطع شوكها، ولا ينفر صيدها
(ابن جرير).
38156 عن نافع عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن إبراهيم كان عبد الله وخليله وإني عبد الله ورسوله، وإن إبراهيم
حرم مكة وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها عضاها وصيدها،
لا يحمل فيها سلاح لقتال، ولا يقطع منها شجرة إلا لعلف بعير،
ولا ينفر صيدها (ابن جرير).
38157 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل المدينة قال:
اللهم اجعل لنا بها قرارا ورزقا حسنا (الديلمي).
38158 عن ابن عباس قال: دعا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم!
بارك لنا في صاعنا ومدنا، وبارك لنا في مكتنا ومدينتنا، وبارك لنا
في شامنا ويمننا، فقال رجل من القوم: يا نبي الله! وعراقنا!
فقال: إن ههنا يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن، وإن الجفا بالمشرق
(كر).
135

38159 عن عائشة قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم
وصرف الله ذلك عن نبيه، فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت منهم
فقلت: إنهم ليهذون ما يعقلون من شدة الحمى، فقال: اللهم! حبب
إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وبارك لنا في مدنا وصاعنا
وانقل وباءها إلى مهيعة (1) (ابن إسحاق).
38160 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته:
لا يبقى في جزيرة العرب دينان! فلما توفاه الله ارتد في كل ناحية
من جزيرة مرتدون عامة أو خاصة واشرأبت اليهودية والنصرانية وعم
النفاق في المدينة وما حولها وكادوا الدين وبقي المسلمون كالغنم المطيرة
في الليلة المظلمة الشتائية بالأرض المسبعة، فما اختلف الناس في قطعة
إلا أصاب أبي بابها وطار بفنائها، ولو حملت الجبال الرواسي ما
حمل أبي لهاضها (سيف بن عمر).
38161 عن ابن عمر قال: طلع النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة قافلا
من سفر إلا قال: يا طيبة! يا سيدة البلدان (الديلمي).

(1) مهيعة: وهي الجحفة، وقيل قريب من الجحفة. وهي ميقات أهل
الشام معجم البلدان (5 / 235). ب.
136

38162 عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني حرمت
المدينة كما حرم إبراهيم مكة، لا يحمل فيها سلاح لقتال، ومن
أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل (ابن جرير).
38163 عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم! من
أراد المدينة بسوء فأذبه كما يذوب الرصاص في النار، وكما يذوب
الملح في الماء وكما يذوب الإهالة في الشمس (عب).
38164 عن سهل بن أبي أمامة قال: قال ابن المسيب: لعلكم
ترمون الصيد فيما حول المدينة؟ فقلت: نعم، قال: فقد بلغنا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها (ابن جرير).
38165 عن عباد بن أوس قال: سألت سعيد بن المسيب عن
الرمي في المدينة، فقال: لا ترم فيها ولكن حولها، إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم حرم ما بين لابتيها (ابن جرير).
38166 * (مسند علي) * عن الحسن قال: استخرج علي
كتابا من قراب سيفه فقال: هذا ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا
فيه: إنه لم يكن نبي إلا كان له حرم، وإني حرمت المدينة
كما حرم إبراهيم مكة، ولا يحملن فيها سلاح لقتال، من أحدث
137

حدثا فعلى نفسه، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل
(ابن جرير).
38167 عن سعد بن أبي وقاص أنه وجد إنسانا يعضد ويخبط
عضاها بالعقيق فأخذ فأسه ونطعه وما سوى ذلك، فانطلق العبد إلى
ساداته فأخبرهم الخبر، فانطلقوا إلى سعد فقالوا: الغلام غلامنا فأردد
إليه ما أخذت منه، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من وجدتموه
يعضد أو يخبط عضاه المدينة بريدا في بريد فلكم سلبه فلم أكن
أرد شيئا أعطانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (عب).
38168 * (أيضا) * عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أحرم بين لابتي المدينة كما حرم إبراهيم مكة، لا يقطع عضاها،
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ولا يريدهم أحد بسوء إلا أذابه
الله ذوب الرصاص في النار أو ذوب الملح في الماء (ابن جرير).
38169 * (مسند الأرقم) * عن عثمان بن الأرقم عن الأرقم
أنه تجهز يريد بيت المقدس، فلما فرغ من جهازه جاء النبي صلى الله عليه وسلم
يودعه فقال: ما يخرجك حاجة أو تجارة؟ قال: لا والله يا رسول
الله بأبي أنت وأمي! ولكني أردت الصلاة في بيت المقدس، فقال
138

النبي صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه
إلا المسجد الحرام. فجلس ولم يخرج (حم والبارودي وابن قانع،
طب وأبو نعيم، ك، ص).
38170 * (مسند أسامة) * إن رجلا قدم من الأرياف فأخذه
الوجع وفي لفظ: الوباء فرجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني
لأرجو أن لا يطلع علينا نقابها يعني نقاب المدينة (ط، حم
والروياني، طب، ض).
38171 * (مسند أنس) * عن عاصم الأعور قال: سألت
أنس بن مالك: أحرم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال: نعم، هي حرام،
حرمها الله ورسوله، لا يختلى خلاها، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين (ش).
وادى العقيق
38172 عن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعرس
فقال: لقد أوتيت فقيل لي: إنك لبالوادي المبارك يعني العقيق
(خ في تاريخه).
38173 * (أيضا) * عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
139

نام بالعقيق، قال: فاستيقظت وإنه ليقال لي: إنك لبالوادي المبارك
(عد، كر).
البقيع
38174 عن علي قال: أول من دفن بالبقيع عثمان بن
مظعون، ثم اتبعه إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ش، خ
في تاريخه، كر).
مسجد قباء
38175 عن يعقوب بن مجمع بن جارية عن أبيه قال: جاء عمر
ابن الخطاب فقال: لو كان مسجد قباء في أفق من الآفاق ضربنا
إليه أكباد المطي (عب).
38176 عن يعقوب بن مجمع قال: دخل عمر بن الخطاب
مسجد قباء فقال: والله لان أصلي في هذا المسجد صلاة واحدة
أحب إلي من أن أصلي في بيت المقدس أربعا بعد أن أصلي في بيت
المقدس صلاة واحدة! ولو كان هذا المسجد بأفق من الآفاق لضربنا
إليه آباط الإبل (عب).
38177 عن الوليد بن كثير عن رجل قال: أتى عمر مسجد
140

قباء فأمر أبا ليلى: اجتنب العواهر واكنس المسجد بسعفة، قال:
ولو كان هذا المسجد في أفق من الآفاق أو مصر من الأمصار لكان
ينبغي لنا أن نأتيه (مسدد).
38178 عن جرير قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال
لأصحابه: انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم، فأتاهم فسلم عليهم
ورحبوا به، ثم قال: يا أهل قباء! ائتوني بأحجار من هذه الحرة
فجمعت عنده أحجار كثيرة ومعه عنزة له فخط قبلتهم، فأخذ
حجرا فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا أبا بكر! خذ حجرا
فضعه إلى حجري، ثم قال: يا عمر! خذ حجرا فضعه إلى جنب
حجر أبي بكر، ثم التفت فقال: يا عثمان! خذ حجرا فضعه إلى
جنب حجر عمر، ثم التفت إلى الناس بآخره فقال: وضع رجل
حجره حيث أحب من ذلك الخط (طب).
38179 عن زرعة بن عمرو مولى الخباب قال: لما قدم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة قال لأصحابه: انطلقوا بنا إلى أهل قباء نسلم عليهم،
فلما أتاهم سلم عليهم، ثم قال: يا أهل قباء! أئتوني بحجارة من
هذه الحرة، فجمعت عنده، فخط بها قبلتهم، ثم أخذ حجرا
فوضعه على الخط، ثم قال: يا أبا بكر! خذ حجرا فضمه إلى جنب
141

حجري، ففعل، ثم قال: يا عمر! خذ حجرا فضعه إلى جنب حجر
أبي بكر، ففعله، ثم قال: يا عثمان! خذ حجرا فضعه إلى جنب
حجر عمر، ففعل، ثم التفت إلى الناس بآخره فقال: وضع رجل
حجره حيث أحب على هذا الخط وفى لفظ: فقال: من أحب
أن يضع فليضع حيث شاء على هذا الخط (الديلمي، كر).
38180 * (مسند عبد الله بن عمر) * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأتي قباء راكبا وماشيا (ش).
38181 عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من صلى في هذا المسجد يعني مسجد قباء كان كقدر عمرة
(ابن النجار)
. أحد
38182 عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم طلع له أحد فقال: هذا
جبل يحبنا ونحبه (عب) (1).
38183 عن عروة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى أحدا
قال: هذا جبل يحبنا ونحبه (ش).

(1) مر عزو هذه الأحاديث في جزء 12 / 268. ص.
142

38184 عن أنس قال طلع علينا أحد ونحن مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: هذا جبل يحبنا ونحبه (عب).
38185 عن أنس قال: إن أحدا على باب من أبواب الجنة،
فإذا جئتموه فكلوا من شجره ولو من عضاهه (هب).
بيت المقدس
38186 عن عبيد بن آدم قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي
الله عنه يقول لكعب رضي الله عنه: أين ترى أن أصلي؟ إن أخذت
عني صليت خلف الصخرة فكانت القدس كلها بين يديك، فقال
عمر: ضاهيت اليهودية! لا، ولكن أصلي حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فتقدم إلى القبلة فصلى " ثم جاء فبسط رداءه فكنس الكناسة في ردائه
وكنس الناس " (حم، ض).
(38187) - عن قتادة وغيره أن عمر بن الخطاب قال لكعب:
ألا تتحول إلى المدينة؟ فيها مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره! فقال
كعب: يا أمير المؤمنين! إني وجدت في كتاب الله المنزل أن
الشام كنز الله من أرضه، فيها كنز من عباده (كر).

(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1 / 38) وما بين الحاصرين استدراك منه. ص
143

37188 عن حمزة بن عبد كلال قال: سار عمر رضي الله عنه
إلى الشام بعد مسيره الأول كان إليها، حتى إذا شارفها بلغه أن
الطاعون فاش فيها، فقال له أصحابه: ارجع ولا تقتحم عليها، فلو
نزلتها وهو بها لم نر لك الشخوص عنها، فانصرف راجعا إلى المدينة،
فعرس من ليلته تلك وأنا أقرب القوم منه، فلما انبعث انبعثت معه
في أثره فسمعته يقول: ردوني عن الشام بعد أن شارفت عليه لان
الطاعون فيها، وما منصرفي عنه بمؤخر أجلي، وما كان قدومي بمعجل
عن أجلي، ألا! ولو قدمت المدينة ففرغت من حاجات لابد لي منها
لقد سرت حتى أدخل الشام ثم أنزل حمص! فاني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ليبعثن الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب عليهم
ولا عذاب عليهم، مبعثهم فيما بين الزيتون وحائطها في البرث الأحمر
منها (حم والشاشي، طب، ك، خط في تلخيص المتشابه، كر،
قال الذهبي: منكر جدا، وأورده أيضا ابن الجوزي في الواهيات وقال:
لا يصح فيه أبو بكر بن سليمان بن عبد الله العدوي متروك).
38189 عن أسلم قال: كان الشام قد أمكن فإذا اقبل جند من
اليمن وممن بين المدينة فاختار أحد منهم الشام، قال عمر: يا ليت
شعري عن الابدال هل مرت بهم الركاب (كر).
144

38190 عن محمد بن طلحة وسهل قالوا: كتب عمر إلى عبيدة:
إذا أنت فرغت من دمشق إن شاء الله فاصرف أهل العراق إلى العراق
فإنه قد ألقي في روعي أنكم ستفتحونها، ثم تدركون إخوانكم
فتنصرونهم على عدوهم. وأقام عمر بالمدينة لمرور الناس به، وذلك أنهم
ضربوا إليه من بلدانهم، فجعل إذا سرح قوما إلى الشام قال: ليت
شعري عن الابدال هل مرت بهم الركاب أم لا! وإذا سرح قوما
إلى العراق قال: ليت شعري كم في هذا الجند من الابدال (كر).
38191 عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: حدثت أن
عمر بن الخطاب لما دخل بيت المقدس قال: لبيك! اللهم لبيك (ابن
راهويه، ق).
38192 عن محمد بن عطاء عن أبيه قال: لما قدم عمر الشام
أمر أن يتخذ في المدينة مسجدا (ن، كر وقال: أراد المسجد الأعظم
الذي تقام فيه الجمعة).
38193 * (مسند عمر) * عن جبير بن نفير قال: لما جلا
عمر بن الخطاب عن صخرة بيت المقدس المزبلة التي كانت عليها قال:
لا تصلوا عليها حتى يصيبها ثلاث مطرات وأكثر (أبو بكر
الواسطي في فضائل بيت المقدس).
145

38194 * (أيضا) * عن سعيد بن المسيب قال: استأذن رجل
عمر بن الخطاب في إتيان بيت المقدس فقال له: اذهب فتجهز فإذا
تجهزت فأعلمني، فلما تجهز جاءه فقال له عمر: اجعلها عمرة. قال:
ومر به رجلان وهو يعرض إبل الصدقة فقال لهما. من أين جئتما؟
قالا: من بيت المقدس، فعلاهما بالدرة وقال: أحج كحج البيت؟
قال: إنما كنا مجتازين (الأزرقي).
38195 عن ذي الأصابع قال: قلنا: يا رسول الله! أرأيت
إن ابتلينا بالبقاء بعدك أين تأمرنا؟ قال: عليك ببيت المقدس! لعل
الله يرزقك ذرية يغدون ويروحون إليه وفي لفظ: فإنه لعلك أن
يتفق لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون (ابن زنجويه،
عم وسمويه والبغوي والبارودي وابن شاهين وابن نافع، طب وأبو نعيم
كر وابن النجار).
38196 * (مسند عمر بن سلمة) * عن عروة بن رويم عن
شيخ في حرس قال: حدثني سليمان قال: كنت جالسا مع النبي
صلى الله عليه وسلم في عصابة من أصحابه فجاءت عصابة فقالوا: يا رسول الله! إنا
كنا قريبي عهد بالجاهلية وكنا نصيب من الآثام والزنا فأذن لنا
في الخصاء، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم مسألتهم حتى عرف ذلك في
146

وجهه، ثم جاءت عصابة أخرى فقالوا: يا رسول الله! إنا كنا
قريبي عهد بجاهلية، كنا نصيب من الآثام، فأذن لنا بالجلوس في
البيوت نصوم ونقوم حتى يدركنا الموت، فسر النبي صلى الله عليه وسلم بمسألتهم
حتى عرف البشر في وجهه، فقال: إنكم ستجندون أجنادا
وستكون لكم ذمة وخراج وأرض يمنحها الله لكم منها ما يكون
على شفير البحر فيها مدائن وقصور، فمن أدركه ذلك منكم فاستطاح
أن يحبس نفسه في مدينة من تلك المدائن أو قصر من تلك القصور
حتى يدركه الموت فليفعل (كر).
38197 عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! الصلاة في
مسجدك هذا أفضل أم صلاة في بيت المقدس؟ فقال: صلاة في
مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو أرض
المحشر والمنشر! وليأتين على الناس زمان ولبسطة قوس من حيث
يرى منه بيت المقدس أفضل وخير من الدنيا جميعا
(الروياني، كر).
38198 عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: أنبئنا
يا رسول الله عن بيت المقدس، قال: أرض المحشر والمنشر ائتوه
فصلوا فيه، فأن صلاة فيه كألف صلاة فيما سواه، قالت: أرأيت
147

إن لم نطق نأته؟ قال: فمن لم يطق ذلك فليهد إليه زيتا
يسرج فيه، فمن أهدى إليه كمن صلى فيه (حم وابن
زنجويه، د).
38199 عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون في بيت المقدس بيعة هدى (كر).
38200 * (مسند عمر) * عن الهيثم بن عمار قال: سمعت
جدي يقول: لما ولي عمر بن الخطاب زار أهل الشام فنزل بالجابية
وكانت دمشق تشتعل طاعونا فهم أن يدخلها، فقال له: أصحابه أما
علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل بكم الطاعون فلا تهربوا منه
ولا تأتوه حيث هو، وقد علمت أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين معك
فرحانين لم يصبهم طاعون قط! فأرسل عند ذلك رجلا من جديلة
ولم يدخلها هو وسار إلى بيت المقدس فافتتحها صلحا. ثم أتاها عمر
ومعه كعب فقال: يا أبا إسحاق! الصخرة أتعرف موضعها؟ قال:
أذرع من الحائط الذي يلي وادي جهنم كذا وكذا ذراعا وهي مزبلة
ثم احفر ذلك ستجدها، فحفروا فظهرت لهم، فقال عمر لكعب:
أين ترى نجعل المسجد؟ قال: اجعله خلف الصخرة فتجمع بين
القبلتين: قبلة موسى وقبلة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: ضاهيت اليهودية والله
148

يا أبا إسحاق! خير المساجد مقدمها، فبناها في مقدم المسجد فبلغ
أهل العراق أنه زار أهل الشام فكتبوا إليه يسألونه أن يزورهم كما زار
أهل الشام، فهم أن يفعل فقال له كعب: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين
أن تدخلها! قال: ولم؟ قال: فيها عصاة الجن وهاروت وماروت
يعلمان الناس السحر، وفيها تسعة أعشار الشر وكل داء معضل،
قال عمر: قد فهمت كل ما ذكرته غير الداء المعضل فما
هو؟ قال: كثرة الأموال، هو الذي ليس له شفاء، فلم يأتها
عمر (كر).
الشام
38201 عن الحارث بن حرمل قال: قال علي بن أبي طالب:
يا أهل العراق؟ لا تسبوا أهل الشام، فان فيهم الابدال (كر).
38202 قال تمام الرازي في كتاب فضل مغارة الدم ثنا أبو
يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي حدثني من أثق به ثنا محمد بن
أحمد بن إبراهيم عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عروة بن رويم
عن أبيه قال: سمعت علي بن أبي طالب ومعاوية يقولان: سمعنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجل عن الإثارات بدمشق فقال: بها جبل يقال له
149

" قاسيون " فيه قتل ابن آدم أخاه، وفي أسفله في الضرب ولد إبراهيم
وفيه آوى الله تعالى عيسى ابن مريم وأمه من اليهود، وما من عبد
أتى معقل روح الله فاغتسل وصلى ودعا لم يرده الله خائبا، فقال
رجل: يا رسول الله! صفه لنا قال: هو بالغوطة في مدينة يقال لها
" دمشق " أزيدكم أنه جبل كلمه الله فيه، فيه ولد أبي إبراهيم، فمن
أتى هذا الموضع فلا يعجز في الدعاء، فقال رجل: يا رسول الله!
أكان ليحيى معقل؟ قال: نعم، احترس فيه يحيى من هذا ورجل
من قوم عاد في الغار الذي تحت دم ابن آدم المقتول وفيه احترس
إلياس من ملك قومه، وفيه صلى إبراهيم ولوط وموسى وعيسى
وأيوب، فلا تعجزوا عن الدعاء فيه، فان الله انزل علي " ادعوني
أستجب لكم "، فقال رجل: يا رسول الله! ربنا يسمع الدعاء أم
كيف ذلك؟ فأنزل الله " وإذا سألك عبادي عني فاني قريب
أجيب دعوة الداع إذا دعان " (. في هذا الاسناد علتان: الرجل
المبهم، وتدليس الوليد بن مسلم، وأنا أخشى أن يكون هذا الحديث
موضوعا. وقد أخرجه كر فأدخل بين محمد بن أحمد بن إبراهيم وبين
الوليد: ثنا هشام بن خالد رواه تمام، فلم يذكر هشاما وقال تمام:
والأشهر عن معاوية. وأخرجه أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع الربعي في
150

فضائل الشام: أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر الامام ثنا يعقوب
الأذرعي ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا هشام بن خالد عن الوليد بن
مسلم عن بن جريج عن عروة عن أبيه قال: سمعت علي بن أبي طالب
يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله رجل عن الإثارات بدمشق
فذكره).
38203 * (مسند جابر بن عبد الله) * عن الرحمن بن زياد بن
أنعم عن عمرو بن جابر الحضرمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من سكن دمشق نجا، فقلت: أعن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا؟ قال:
أعن رأيي أحدثك (كر).
38204 عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو على المنبر
نظر قبل الشام فقام: اللهم! أقبل بقلوبهم، اللهم! أقبل بقلوبهم،
ونظر قبل العراق فقال نحو ذلك، وقبل كل أفق فقال مثل
ذلك، وقال: اللهم ارزقنا من ثمرات الأرض وبارك لنا في مدنا
صاعنا، وقال: مثل المؤمن كمثل السنبلة تخر مرة وتستقيم مرة
ومثل الكافر مثل الإرزة، لا يزال يستقيم حتى يخر ولا يشعر
(ابن عساكر).
38205 عن سليمان التيمي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن
151

جده قال: قلت: يا رسول الله! خر لي، قال: عليك بالشام (قط
في الافراد، كر، وقال قط: هذا من رواية الأكابر عن الأصاغر،
فسليمان التيمي أكبر من بهز قد لقي أنس بن مالك).
38206 عن معاوية بن أبي سفيان قال: بينا أنا عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: إن فاتح الله لكم! وممكن لكم: فقال رجل: خر لي،
قال: عليك بالشام، فإنها خيرة الله من بلاده يجتبى إليها خيرته من
عباده (كر).
38207 عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يجند الناس أجنادا فجند باليمن وجند بالشام وجند بالمشرق وجند
بالمغرب، فقلت: يا رسول! إني رجل حدث السن فان أدركت
ذلك الزمان فأيها تأمرني؟ قال عليك بالشام، فإنه صفوة الله من
أرضه يسوق إليها صفوته من خلقه، فان أتيتم فعليكم باليمن فاسقوا
بغدره، وقد تكفل الله لي بالشام وأهله (طب، كر).
38208 عن زيد بن ثابت قال: بينما نحن عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال: طوبى للشام! قيل: يا رسول
الله! ولم ذاك؟ إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها (ش، حم،
ت: حسن غريب، حب، طب، ك، هب، ض).
152

38209 عن أبي أمامة قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكروا الشام ومن بها من الروم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم
ستظهرون بالشام وتغلبون عليها وتصيبون على سيف بحرها حصنا يقال
له " أنفة " يبعث الله منه يوم القيامة اثنى عشر ألف شهيد (كر،
ونقل عن الأوزاعي أنه قال: حديث جيد).
38210 عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
عنده: طوبى للشام! قلنا: ما باله يا رسول الله؟ قال: إن الرحمن
لباسط رحمته عليه (كر).
38211 عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنكم ستجندون
أجنادا جندا بالشام وجندا باليمن وجندا بالعراق وجندا بمصر قالوا:
فخر لنا يا رسول الله! قال: عليكم بالشام، قالوا: إنا أصحاب
ماشية وعمود ولا نطيق الشام، قال: فمن أبى وفي لفظ: من لم
يطق الشام فليلحق بيمنه وليسق بغدره، فان الله قد تكفل لي
بالشام وأهله (كر).
38212 عن أبي الدرداء قال: الشام عقر دار الاسلام (كر).
38213 عن أبي ذر قال: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الشام فقال: أرض
المحشر والمنشر (ع، كر).
153

38214 * (مسند سهل بن سعد الساعدي) * عن عبد المهيمن
ابن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول: اتقوا الله يا عباد الله! فإنكم إن اتقيتم الله أشبعكم من خبز
الشام وزيت الشام (الروياني، كر).
38215 * (مسند شداد بن أوس) * عن محمد بن عبد الرحمن
قال سمعت أبي يحدث عن جده شداد بن أوس ثم جلس ثم قام ثم
جلس فقال: يا رسول الله! ضاقت بي الأرض، فقال: ألا! إن
الشام إن شاء الله وبيت المقدس سيفتح إن شاء الله تعالى، وتكون
أنت وولدك من بعدك أئمة بها إن شاء الله (كر).
38216 عن محمد بن الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال:
سمعت أبي يذكر عن أبيه عن جده عن شداد بن أوس أنه كان عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجود بنفسه فقال: ما لك يا شداد؟ قال:
ضاقت بي الدنيا، فقال: ليس عليك، إن الشام يفتح ويفتح بيت
المقدس وتكون أنت وولدك أئمة فيهم إن شاء الله (كر).
38217 عن عبد الله بن حوالة الأزدي أنه قال: يا رسول الله
اكتب لي وفي لفظ: خر لي بلدا أكون فيه، فلو أعلم أنك
تبقى لم أختر على قربك شيئا، قال: عليك بالشام ثلاثا فلما رأى
154

النبي صلى الله عليه وسلم كراهيتي للشام قال: هل تدرون ما يقول الله عز وجل في
الشام؟ يقول: يا شام؟ يا شام؟ يدي عليك أبا شام! أنت صفوتي
من بلادي، أدخل فيك خيرتي من عبادي، أنت سيف نقمتي
وسوط عذابي، أنت الأنذر وإليك المحشر، ورأيت ليلة أسري بي
عمودا أبيض كأنه لؤلؤ حمله الملائكة، قلت: ما تحملون؟ قالوا:
عمود الاسلام، أمرنا أن نضعه بالشام، وبينا أنا نائم رأيت كتابا
وفي لفظ: عمود الكتاب اختلس من تحت وسادتي، فظننت
أن الله قد تخلى عن أهل الأرض، فأتبعته بصري فإذا هو نور
ساطع بين يدي حتى وضع بالشام، فقال ابن حوالة: يا رسول الله! خر لي، قال: عليك بالشام، فمن أبى أن يلحق بالشام فليلحق بيمنه
وليسق من غدره، فان الله تكفل لي بالشام وأهله (كر، وفيه
صالح بن رستم أبو عبد السلام مجهول، وقال في الميزان: روى عنه
ثقتان فخفت الجهالة).
38218 عن عبد الله بن حوالة قال: كنا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشئ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أبشروا! فوالله لأنا من كثرة الشئ أخوف عليكم من قلته!
والله لا يزال هذا الامر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس وأرض
155

الروم وأرض حمير، وحتى يكونوا أجنادا ثلاثة: جندا بالشام،
وجندا بالعراق، وجندا باليمن، وحتى يعطى الرجل مائة دينار
فيتسخطها. قال ابن حوالة: فقلت: يا رسول الله! ومن يستطيع
الشام وبها الروم ذات القرون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله! ليفتحنها
الله عليكم وليستخلفنكم الله فيها، حتى تظل العصابة منهم البيض قمصهم
المحلقة أقفاؤهم قياما على الرجل الأسود منكم، ما أمرهم فعلوا، وإن
بها اليوم رجالا لأنتم اليوم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز
الإبل. قال ابن حوالة: فقلت: فاختر لي يا رسول الله إن أدركني
ذلك، قال: أختار لك الشام، فإنها صفوة الله من بلاده، وإليها
يجتبي صفوته من عباده، يا أهل اليمن! عليكم بالشام، فان صفوة الله
من الأرض الشام، فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق بغدره، وإن الله
قد تكفل لي بالشام وأهله (الحسن بن سفيان، حل، كر).
38219 عن عبد الله بن حوالة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفر قال: يا ابن حوالة! كيف أنت إذا أدركتك فتنة تفور
في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟ قلت: ما تأمرني يا رسول الله؟
قال: عليك بالشام (كر).
38220 عن ضمرة عن ثور عن عبد الله بن حوالة قال: فخرتم
156

يا أهل الشام أن يقذف الله بالفتن عن أيمانكم وعن شمائلكم! والذي
نفس ابن حوالة بيده! ليقذفنكم الله بفتنة تخرج منها زيافكم. وقال
ضمرة عن ابن شوذب قال: تذاكرنا بالشام فقلت لأبي سهل: أما بلغك
أنه يكون بها كذا وكذا؟ قال: بلى، ولكن ما كان بها فهو أيسر
مما يكون بغيرها (كر).
38221 عن عبد الله بن حوالة الأزدي قال: بعثنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا فرجعنا فلم نغنم شيئا وعرف الجهد في وجوهنا
فقام فينا فقال: اللهم! لا تكلهم إلي فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى
أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم، ثم قال:
ليفتحن الشام والروم وفارس أو: الروم وفارس حتى يكون
لأحدكم من الإبل كذا وكذا، ومن البقر كذا وكذا، وحتى
يعطى أحدكم مائة دينار فيتسخطها، ثم وضع يده على رأسي أو:
على هامتي ثم قال: يا ابن حوالة! إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض
المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل (1) والأمور العظام، والساعة
يومئذ أقرب إلى الناس من هذه إلى رأسك (كر).
38222 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تبرح

(1) والبلابل: هي الهموم والأحزان. النهاية 1 / 150. ب.
157

هذه الأمة منصورة، تقذف كل مقذف منصورون أينما توجهوا،
لا يضرهم من خذلهم من الناس، هم أهل الشام (كر).
38223 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم
بالشام (كر).
38224 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن تبرح
هذه الأمة منصورين أينما توجهوا، لا يضرهم من خذلهم من الناس
حتى يأتي أمر الله، أكثرهم أهل الشام (كر).
38225 عن أبي هريرة قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أقبل معاذ بن جبل أو سعد بن معاذ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
رآه: إني لأرى في وجهه خير طالع، فجاء حتى سلم على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبشر يا رسول الله! قد قتل الله كسرى، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله كسرى ثلاثا، ثم قال: إن أول الناس
فناء أو: هلاكا فارس، ثم العرب من ورائها. ثم أشار بيده
قبل الشام إلا بقية ههنا (كر).
38226 عن عائشة قالت: هب النبي صلى الله عليه وسلم من نومه مذعورا
وهو يرجع فقلت: مالك بأبي وأمي؟ قال: سل عمود الاسلام
من تحت رأسي فأوحشني، ثم رميت ببصري فإذا هو قد غرز في
158

وسط الشام فقيل لي: يا محمد! إن الله قد اختار لك الشام ولعباده
فجعلها لكم عزا ومحشرا ومنعة وذكرا، من أراد الله به خيرا أسكنه
الشام وأعطا، نصيبا منها، ومن أراد به شرا أخرج سما من كنانته
وهي معلقة في وسط الشام فرماه بها فلم يسلم في دنيا ولا آخرة
(كر، وفيه الحكم بن عبد الله متروك).
38227 عن عبد الله بن مساحق قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: تجندون أجنادا! فقال رجل: خر لي يا رسول الله!
قال: عليك بالشام، فإنها صفوة الله من بلاده، فيها خيرته من عباده،
فمن رغب عن ذلك فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فان الله قد
تكفل لي بالشام وأهله (كر).
38228 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجندون
أجنادا، قال رجل: يا رسول الله! خر لي، قال: عليك بالشام،
فإنها صفوة الله من بلاده وفيها خيرته من عباده، فمن رغب عن
ذلك فليلحق بيمنه وليسق بغدره، فان الله قد تكفل لي بالشام
وأهله (كر).
38229 عن الضحاك قال: أتيت ابن عمر فسألته: أين أنزل
فقال: إن الناصية الأولى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ساروا بأمر
159

رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا الشام ثم نزلوا حمص خاصة، فانظر ما كانوا
عليه فأته (كر).
38230 عن ابن عمر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر
ثم انفتل فأقبل على القوم فقال: اللهم! بارك لنا في مدينتنا وبارك
لنا في مدنا وصاعنا، اللهم! بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا
ويمننا، فقال رجل! والعراق يا رسول الله! فسكت، ثم أعاد،
فقال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا، اللهم!
بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا ويمننا، فقال رجل: والعراق
يا رسول! فسكت، ثم أعاد، قال: اللهم! بارك لنا في مدينتنا
وبارك لنا في مدنا وصاعنا، اللهم! بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في
شامنا ويمننا، فقال رجل: والعراق يا رسول الله! قال: من ثم
يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن (كر).
38231 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم! بارك
في شامنا ويمننا مرتين، فقال رجل: وفي مشرقنا يا رسول الله!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هناك يطلع قرن الشيطان وبها تسعة
أعشار الشر (حم، كر).
38232 عن ابن عمر أن مولاة له أتته فقالت: إني قد اشتد
160

علي الزمان وأنا أريد أن أخرج إلى العراق! فقال: فهلا إلى الشام
أرض المحشر؟ اصبري لكاع! فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من صبر على شدتها ولأوائها كنت له شفيعا أو: شهيدا يوم
القيامة، وفي لفظ: لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت
له شهيدا أو: شفيعا يوم القيامة (كر).
38233 عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا هلك
أهل الشام فلا خير في أمتي، ولا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على
الحق ظاهرين، لا يبالون خلاف من خالفهم أو خذلان من خذلهم
حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك وهو يشير إلى الشام (كر).
38234 عن ابن عمر قال: ليأتين على الناس زمان لا يبقى
على الأرض مؤمن إلا لحق بالشام (يعقوب بن سفيان، كر، ثم
رواه كر من وجه آخر عن ابن عمر وقال: ليس بالمحفوظ والمحفوظ
الموقوف).
38235 عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سيخرج نار قبل يوم القيامة من بحر عدن من حضرموت يحشر
الناس! قالوا: يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام (ش).
38236 عن الحسن قال الشام أرض المحشر والمنشر (كر).
161

38237 عن ابن مسعود قال: إنكم بحيث تبلبلت الألسن
بين بابل والحيرة، وإن تسعة أعشار الخير بالشام وعشر بغيرها،
وإن تسعة أعشار الشر بغيرها وعشر الشهر بها، وسيأتي عليكم زمان
يكون أحب مال الرجل فيه أحمره ينتقل عليها إلى الشام (كر).
38238 عن ابن مسعود قال: إن الخير قسم عشرة أعشار
فتسعة بالشام وعشر بهذه، وإن الشر قسم عشرة أعشار، فتسعة
بهذه وعشر بالشام (كر).
38239 عن عبد الله بن يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يكون
جند وبالعراق جند وباليمن جند، فقام رجل فقال: يا رسول الله!
خر لي، قال: عليك بالشام، فان الله قد توكل لي بالشام وأهله
(طب، كر، قال: رواه بن أبي عاصم مختصرا: إن الله قد توكل لي
بالشام وأهله).
38240 عن عطاء بن السائب قال: سمعت عبد الرحمن
الحضرمي أيام ابن الأشعث يخطب ويقول: يا أهل الشام! أبشروا فان
فلانا أخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يكون قوم من آخر أمتي
يعطون من الاجر مثل ما يعطى أولهم ويقاتلون أهل الفتن ينكرون
المنكر، وأنتم هم (كر).
162

38241 عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام يوما في
الناس فقال: يا أيها الناس! يوشك أن تكونوا أجنادا مجندة جند
بالشام وجند بالعراق وجند باليمن، فقال ابن حوالة: يا رسول الله!
إن أدركني ذلك الزمان فاختر لي، فقال: إني أختار لك الشام، فإنه
خيرة المسلمين وصفوة الله من بلاده، يجتبي إليها صفوته من خلقه،
فمن أبي فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فان الله قد تكفل لي
بالشام وأهله (كر).
38242 عن عرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام يوما في
الناس فوعظهم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون
فقال: أيها الناس: يوشك أن تكونوا أجنادا مجندة جند بالشام وجند
بالعراق وجند باليمن، فقام عبد الله بن حوالة فقال: يا رسول الله!
إن أدركني ذلك فاختر لي، قال: إني أختار لك الشام، فإنه عقر
دار المسلمين وصفوة الله من بلاده، يجتبي إليها صفوته من خلقه، وأما
أنتم فعليكم بيمنكم، اسقوا من غدركم، فان الله قد تكفل لي
بالشام وأهله (كر).
38243 عن الزهري قال: دمشق معقل المسلمين من الروم
إذا وقعت الملاحم، وعلامة ملاحم الروم إذا بنيت مدينة من
163

دمشق على أربعة أميال قبل المغرب يكون على ساق وتعجل الرحلة
إلى دمشق، فإنها فسطاط المسلمين يومئذ، ولا ينالها مكروه إلا
الغساني الذي يخرج من الشطرجانة والمعقل مكة، وقد بقي لها على
ذلك شئ من ولد العباس، والمعقل جبل الخليل ولبنان (كر).
38244 عن مكحول قال: لتمخرن (1) الروم الشام أربعين
صباحا، لا يمتنع منها إلا دمشق وعمان (كر).
38245 عن أبي بن كعب! في قوله " ونجيناه ولوطا إلى
الأرض التي باركنا فيها " قال: الشام، وما من ماء عذب إلا يخرج
من تلك الصخرة التي ببيت المقدس (كر).
38246 عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا! إنها ستفتح عليكم الشام، فعليكم بمدينة
يقال لها دمشق، فإنها خير مدائن الشام وفسطاط المؤمنين بأرض
يقال لها الغوطة وهي معقلهم (ابن النجار).

(1) لتمخرن: المخر في الأصل: الشق. يقال: مخرت السفينة الماء،
إذا شقته بصدرها وجرت. ومنه الحديث " لتمخرن الروم الشام
أربعين صباحا " أراد أنها تدخل الشام وتخوضه، وتجوس خلاله وتتمكن
منه، فشبهه بمخر السفينة البحر. النهاية 4 / 305. ب.
164

عسقلان
38247 عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني
أريد أن أغزو فقال: عليك بالشام وأهله، ثم الزم من الشام عسقلان
فإنها إذا دارت الرحى في أمتي كان أهلها في راحة وعافية
(الديلمي).
38248 عن ابن عباس قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
أريد الغزو في سبيل الله! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالشام، فان
الله قد تكفل لي بالشام وأهله، ثم الزم من الشام عسقلان فإنها وفي
لفظ: فإنه إذا دارت الرحى في أمتي كان أهل عسقلان في راحة
وعافية (كر).
38249 عن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان في
عسقلان مرابطا فكان نائما دهره، وكل الله به في محرابه ملائكة
يصلون عليه ويحشر مع المصلين إلى الجنة (ابن النجار).
38250 عن عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يذكر أهل مقبرة يوما فصلى عليها فأكثر عليها الصلاة فسئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: أهل مقبرة شهداء عسقلان يزفون
إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها (ع، خط في المتفق والمفترق
165

وقال: قال خط: هذا حديث غريب، لا أعلم حديث به غير بشير
ابن ميمون الواسطي يكنى أبا صيفي، وقد أورده ابن الجوزي في
الموضوعات وقال: بشير ليس بشئ).
جزيرة العرب
38251 عن ابن عمر قال: قال عمر: لا تتركوا اليهود
والنصارى بالمدينة فوق ثلاث قدر ما يبيعون سلعتهم. وقال:
لا يجتمع دينان في جزيرة العرب (أبو عبيد، ش).
38252 عن ابن شهاب قال: مخض عمر بن الخطاب حتى أتاه
الثلج واليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يجتمع دينان في جزيرة
العرب، فأجلى عمر يهود خيبر (مالك في الموطأ مرسلا وهو موصول في الصحيحين، ق).
38253 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته:
لا يبقى في جزيرة العرب دينان (ابن النجار).
38254 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يترك بأرض العرب
دينان، دين مع الاسلام (ابن جرير في تهذيبه).
38255 * (مسند أبي عبيدة) * آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم
قال: أخرجوا يهود أهل الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب،
166

واعلموا أن شرار الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
(حم، ع).
38256 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وليت
هذا الامر من بعدي فأخرج أهل نجران من جزيرة العرب
(ابن أبي عاصم).
اليمن
38257 عن سعيد بن عمر القرشي أن عمر رأى رفقة من
أهل اليمن رجالهم الأدم فقال: من أحب أن ينظر إلى شبه رفقة
كانوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هؤلاء (هناد).
38258 عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال:
أدركت الجاهلية وأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم باليمن فأسلمنا
(أبو نعيم).
38259 * (مسند خزرج) * نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن
فقال: اللهم! أقبل بقلوبهم وبارك لنا في صاعنا ومدنا (ت: حسن
غريب، طب عن زيد بن ثابت) (1).

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب في فضل اليمن رقم 3930 قول حسن صحيح غريب.
167

38260 * (أيضا) * نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اليمن فقال:
اللهم! أقبل بقلوبهم، ونظر قبل العراق فقال: اللهم، أقبل بقلوبهم،
ونظر قبل الشام فقال: اللهم! أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا
ومدنا (طب، حل عن زيد بن ثابت).
38261 عن أبي مسعود قال: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو
اليمن فقال: إن الايمان ههنا وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين
عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرن الشيطان في ربيعة ومضر
(ع، كر).
مصر
38262 عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيرا، فذلك
الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر: ولم يا رسول الله؟
قال: لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة (ابن عبد الحكم في
فتوح مصر، كر، وفيه لهيعة عن الأسود بن مالك الحميري عن بحر
ابن داخر المعافري، ولم أر للأ ترجمة إلا أن ابن حبان ذكر في
الثقات أنه يروى عن بحر بن داخر ووثق بحرا).
168

عمان
38263 * (مسند الصديق) * عن الزبير بن الخريت عن أبي
لبيد قال: خرج رجل من طاحية مهاجرا يقال له بيرح بن أسد فقدم
المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام، فرآه عمر بن الخطاب رضي
الله عنه فعلم أنه غريب فقال له: من أين أنت؟ قال: من أهل عمان
قال: من أهل عمان؟ قال: نعم، فأخذ بيده فأدخله على أبي بكر
رضي الله عنه فقال: هذا من الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إني لاعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر، بها حي
من العرب، لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر (حم وأبو نعيم
وقال حم: إنما هو: سمعت يعني أبا بكر، وقال يزيد بن هارون:
سمعت بالرفع، يعني عمر، قال ابن كثير: رواية النصب وجعله
في مسند الصديق أولى، فان الإمام علي بن المديني رواه في مسند
الصديق ثم قال: هذا إسناد منقطع من ناحية أبي لبيد واسمه لمازة بن
زبار الجهضمي فإنه لم يلق أبا بكر ولا عمر وإنما له رؤية لعلي وإنما
يحدث عن كعب بن سور وضربه من الرجال، قال ابن كثير: وهو
من الثقات: ورواه ع أيضا في مسند الصديق).
169

الكوفة
38264 عن نافع بن جبير قال: كتب عمر بن الخطاب إلى
أهل الكوفة: إلى وجوه الناس (ابن سعد، ش).
38265 عن الشعبي قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أهل
الكوفة إلى رأس العرب (ابن سعد، ش).
38266 عن عامر قال: كتب عمر إلى أهل الكوفة إلى
رأس أهل الاسلام (ابن سعد، ك).
38267 عن الشعبي أن عمر بن الخطاب كتب إلى سعد بن أبي
وقاص أن اتخذ للمسلمين دار هجرة ومنزل جهاد، فبعث سعد رجلا
من الأنصار يقال له الحارث بن سلمة فارناد لهم موضع الكوفة اليوم
فنزلها سعد بالناس فخط مسجدها وخط فيها الخطط، قال الشعبي:
وكان ظهر الكوفة ينبت الخزامي والشيح والأقحوان وشقائق النعمان،
وكانت العرب تسميه في الجاهلية خد العذارى، فارتادوا فكتبوا
إلى عمر بن الخطاب، فكتب أن انزلوه، فتحول الناس إلى
الكوفة (ش).
38268 عن عمر قال: أهل الكوفة رمح الله وكنز الايمان
170

وجمجمة العرب، يخربون ثغورهم ويمدون الأمصار (ش
وابن سعد).
38269 عن عمر قال: أعظل بي أهل الكوفة ما يرضون
بأمير ولا يرضاهم أمير (أبو عبيد في الغريب وإبراهيم بن سعد في
مشيخته والمحامل في أماليه).
38270 عن عمر قال: غلبني أهل الكوفة! استعمل عليهم
المؤمن فيضعف، واستعمل عليهم الفاجر فيفجر (أبو عبيد).
قزوين
38271 * (مسند ابن عمر) * إن الله وملائكته يصلون في كل
يوم على موتى قزوين والتجار وشهدائهم مائة صلاة (الرافعي عن
ابن مسعود).
جامع الأمكنة
38272 * (مسند عمر) * عن محمد بن سيرين عن عمر قال:
الأمصار سبعة: فالمدينة مصر، والشام مصر، ومصر والجزيرة
والبحرين والبصرة والكوفة (كر).
171

38273 * (أيضا) * عن محمد بن سيرين عن عمر قال: الأمصار
مكة والمدينة والبصرة والكوفة ومصر والشام والجزيرة
والبحرين (كر).
38274 عن أبي هريرة عن جميل الغفاري قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد مكة،
ومسجدي هذا، ومسجد بيت المقدس (أبو نعيم).
38275 عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم: بارك
لنا في مدينتنا، اللهم! بارك لنا في شامنا، اللهم! بارك لنا في
يمننا، فقال له رجل: يا رسول الله! فالعراق! فان فيها ميرتنا وفيها
حاجتنا، فسكت، ثم أعاد عليه فسكت، فقال: بها يطلع قرنا
الشيطان، وهنالك الزلازل والفتن (كر).
38276 عن علي قال: ما أصبح بالكوفة أحد إلا ناعما،
إن أدناهم منزلة ليشرب من ماء الفرات ويجلس في الظل (هناد).
38277 عن علي قال: كانت الأرض ماء فبعث الله ريحا
فمسحت الأرض مسحا، فظهرت على الأرض زبدة، فقسمها أربع
قطع، خلق من قطعة مكة، والثانية المدينة، والثالثة بيت المقدس،
والرابعة الكوفة (أبو بكر الواسطي في فضائل بيت المقدس).
172

ذيل الأمكنة
38278 عن المعرور بن سويد قال: كنت مع عمر بين مكة
والمدينة فصلى بنا الفجر ثم رأى أقواما ينزلون فيصلون في مسجد فسأل
عنهم، فقالوا: مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما هلك من
كان قبلكم أنهم اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا، من مر بشئ من هذه
المساجد فحضرت الصلاة فليصل وإلا فليمض (عب).
أماكن مذمومة
العراق
38279 * (مسند عمر) * عن أبي مجلز قال: أراد عمر أن
لا يدع مصرا من الأمصار إلا أتاه، فقال له كعب: لا تأتي العراق
فان فيه تسعة أعشار الشر (ش).
38280 * (أيضا) * عن أبي إدريس قال: قدم علينا عمر بن
الخطاب الشام فقال: إني أريد أن آتي العراق، فقال له كعب
الاخبار: أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من ذلك! قال وما تكره من
ذلك؟ قال: بها تسعة أعشار الشر وكل داء عضال وعصاة الجن
وهاروت وماروت، وبها باض إبليس وفرخ (كر).
173

أصحاب الحجر
38281 عن محمد بن أبي كبشة الأنماري عن أبيه قال: لما
كان في غزوة تبوك سارع ناس إلى أصحاب الحجر فدخلوا عليهم،
فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر فنودي أن الصلاة جامعة، فأتيته
وهو ممسك ببعيره وهو يقول على م تدخلون؟ على قوم غضب
الله عليهم؟ فناداه رجل: تعجبا منهم يا رسول الله! فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أفلا أنبئكم بما هو أعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم
يحدثكم بما كان قبلكم وما يكون بعدكم، استقيموا وسددوا فان
الله لا يعبأ بعذابكم شيئا، وسيأتي الله بقوم لا يدفعون عن أنفسهم
بشئ (ش).
38282 * (مسند عبد الله بن عمر) * لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا
باكين أن يصيبكم مثل الذي أصابهم، ثم قنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأسه وأسرع السير حتى جاز الوادي (عب " م كتاب الزهد ").
بربر
38283 عن عبد الله بن عمر قال: قسم الشر سبعين جزءا،
174

فجعل تسعة وستون جزءا في البربر وجزء واحد في سائر الناس
(نعيم).
38284 * (مسند أنس) * لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي
وصيف بربري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قوم هذا أتاهم نبي قبلي
فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وشربوا مرقه (نعيم وبن حماد في الفتن،
وفيه يحيى بن سعد العطار، قال حب: يروي الموضوعات عن
الاثبات).
38285 عن عائشة أنها أمرت بصدقة فقالت للرجل: لا تعط
منها بربريا شيئا ولو أن تطعمه للكلاب (نعيم بن حماد في الفتن).
الرستاق
38286 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرستاق حظيرة
من حظائر جهنم، ليس فيها حد ولا جمعة ولا جماعة، صبيهم عارم
وشبانهم شياطين وشيوخهم جهال، المؤمن أنتن فيهم من الجيفة
(الديلمي).
175

باب فضل الأزمنة
الشتاء
38287 عن عمر قال: الشتاء غنيمة العابدين (ش حم في
الزهد، حل).
رجب
38288 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل رجب
قال: اللهم! بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان. وكان إذا
كانت ليلة الجمعة قال: هذه ليلة غراء، ويوم الجمعة يوم أزهر
(كر).
38289 عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل
رجب: قال: اللهم! بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان
(ابن النجار).
ليلة النصف من شعبان
38290 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو وهو
ساجد ليلة النصف من شعبان يقول: أعوذ بعفوك من عقابك!
176

وأعوذ برضاك من سخطك! وأعوذ بك منك! جل وجهك،
وقال: أمرني جبريل أن أرددهن في سجودي فتعلمتهن وعلمتهن
(كر).
38291 عن عطاء بن يسار قال: إذا كان ليلة النصف من
شعبان نسخ الملك من يموت من شعبان إلى شعبان، وإن الرجل
ليظلم ويتجر وينكح النسوان وقد نسخ اسمه من الاحياء إلى الأموات
ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل منها ينزل الله إلى السماء الدنيا فيغفر
لكل أحد إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم (ابن شاهين
في الترغيب).
38292 عن عطاء بن يسار قال: إذا كان أول ليلة من
شعبان نسخ لملك الموت كل من يقبض روحه في تلك السنة إلى
مثلها من العام المقبل، وإن الرجل لينكح النساء ويولد له ويبني
ويغرس ويفجر وما له اسم في الاحياء (ابن زنجويه).
38293 عن علي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة النصف
من شعبان قام فصلى أربع عشر ركعة، ثم جلس بعد الفراغ فقرأ
بأم القرآن أربع عشرة مرة و " قل هو الله أحد " أربع عشر مرة
و " قل أعوذ برب الفلق " أربع عشرة مرة و " قل أعوذ برب
177

الناس " أربع عشرة مرة وآية الكرسي مرة و " لقد جاءكم رسول
من أنفسكم " الآية، فلما فرغ من صلاته سألته عما رأيت من صنيعه،
قال: من صنع مثل الذي رأيت كان له كعشرين حجة مبرورة وصيام
عشرين سنة مقبولة، فان أصبح في ذلك اليوم صائما كان له كصيام
سنتين: سنة ماضية وسنة مستقبلة (هب وقال: منكر وفي رواته
مجهولون، قال: ويشبه أن يكون هذا الحديث موضوعا، وأخرجه
الجوزقاني في الأباطيل وابن الجوزي في الموضوعات وقال: موضوع
وإسناده مظلم).
يوم الجمعة وليلتها وليلة القدر
38294 عن عكرمة بن خالد المخزومي قال: من مات يوم
الجمعة أو ليلة القدر ختم بخاتم الايمان ووقي عذاب القبر (ق في
كتاب عذاب القبر).
38295 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز
وجل ينزل كل ليلة جمعة من أول الليل إلى آخره إلى السماء الدنيا
وفي سائر الليالي في الثلث الآخر من الليل فيأمر ملكا ينادي: هل
من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر
178

فأغفر له؟ يا طالب الخير! أقبل، ويا طالب الشر! أفصر (قط
في أحاديث النزول).
شهر المحرم
38296 * (مسند عثمان) * عن الزهري أن عثمان قال: إن
أول السنة المحرم (كر).
38297 عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء ويأمر
به (كر).
38298 عن علي قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد
فقال: يا رسول الله! أي شهر تأمرني أن أصوم بعد شهر رمضان؟
قال: إن كنت صائما بعد شهر رمضان فصم المحرم، فإنه شهر الله
وفيه يوم تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على آخرين (الدارمي، ت وقال: حسن غريب، عم، ع، هب).
يوم النيروز
38299 (مسند علي) عن المسعر التميمي قال: أهدى إلى
علي بن أبي طالب فالوذج في جام يوم النيروز فقال: ما هذا؟ قالوا:
179

هذا يوم النيروز، فقال: نيروزنا كل يوم بالماء (ابن الأنباري في
المصاحف، ورواه عن ابن سيرين).
عشر ذي الحجة
38300 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من
عمل أزكى عند الله ولا أعظم منزلة من خير عمل في العشر من
الأضحى، قيل يا رسول الله! ولا من جاهد في سبيل الله بنفسه
وماله؟ قال: ولا من جاهد في سبيل الله بنفسه وماله إلا من لم
يرجع بنفسه ولا بماله (ابن زنجويه).
38301 عن ابن عمر وقال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكرت الأعمال فقال: ما من أيام أفضل فيهن العمل من هذه
العشر! قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد فأكبره؟ قال: ولا الجهاد
إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله ثم يكون مهجة نفسه
فيه (ابن النجار).
180

باب فضائل الحيوانات والنبات والجبال
الخيل
38302 عن رجل شهد القادسية قال: رجعنا من القادسية
فكان أحدنا ينتج (1) فرسه من الليل فإذا أصبح غر مهرها،
فبلغ ذلك ذلك عمر فكتب إلينا أن: أصلحوا إلي ما رزقكم الله فان
في الامر نعس (هناد).
38303 (مسند عتبة) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جز
أذناب الخيل وأعرافها ونواصيها، وقال: أما أعرافها فإنها أدفاؤها،
وأما أذنابها فإنها مذابها، وأما نواصيها فان الخير معقود في نواصيها
(الرامهرمزي في الأمثال).
الديك
38304 عن ابن مسعود أن ديكا صاح وعند النبي صلى الله عليه وسلم ناس

(1) ينتج: يقال: نتجت الناقة إذا ولدت، فهي منتوجة، ونتجت
الناقة أنتجها، إذا ولدتها. والناتج للإبل كالقابلة للنساء.
النهاية 5 / 12.
181

فقال رجل: اللهم العنه! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبه فإنه يدعو إلى
الصلاة (هب وابن النجار).
الجراد
38305 عن علي قال: جناح الجرادة مكتوب بالسريانية: أنا
الله رب الجرادة وخالقها، إذا شئت أن أبعثها عذابا على قوم
(ابن النجار).
38306 (أيضا) عن محمد بن علي قال: أخبرني علي بن أبي
طالب أن هذه النقطة السوداء التي في جناح الجرادة كتاب بالسريانية:
إني أنا الله إله العالمين، قاصم الجبارين، خلقت الجراد وجعلته جندا
من جنودي، أهلك به من أشاء من عبادي (الختلي في الديباج).
38307 عن الحسين بن علي أنه سئل: ما مكتوب على جناح
الجرادة؟ فقال: سألت أبي فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي:
على جناح الجرادة مكتوب: إني أنا الله لا إله إلا أنا رب الجرادة
ورازقها، إذا شئت بعثتها رزقا لقوم، وإن شئت على قوم بلاء
(طب وإسماعيل بن عبد الغفار الفارسي في الأربعين، هب).
182

الغنم
38308 عن أم راشدة مولاة أم هانئ أن عليا دخل على أم
هانئ فقدمت له طعاما علي: مالي لا أرى عندكم بركة؟ فقالت
أم هانئ: أليس هذا بركة؟ قال: ليس أعني هذا، ما لكم شاة
(ش ومسدد).
38309 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لام هانئ: ألكم
غنم؟ قالت: لا، قال: اتخذوا الغنم فإنها فيها بركة (ابن جرير).
38310 (مسند عبد المطلب بن ربيعة) عن أبي إسحاق
عن عبدة بن حزن النصري فقالت: تفاخر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصحاب الإبل وأصحاب الغنم فقال أصحاب الإبل: وما أنتم يا رعاة
الشاء هل تحبون شيئا أو تصيدونه؟ ما هي شويهات، أحدكم يرعاها
ثم يرفعها حتى أصمتوهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بعث داود وهو راعي
غنم وبعث موسى وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأرعى غنم أهلي
بأجياد، فغلبهم أصحاب الغنم (كر وقال: رواه بندار عن أبي داود
عن شعبة عن أبي إسحاق فقال: عن نصر بن حزن، قال شعبة: قلت
لأبي إسحاق: أنصر أدرك النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم).
38311 (مسند علي) ابن جرير حدثنا المقدمي ثنا إسحاق
183

الفروي ثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده
عن أبي جده علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان في بيته شاة
تحلب جاءه الله برزقها وكانت في بيته بركة وقدس كل يوم تقديسة
وانتقل عنه الفقر مرحلة، ومن كانت عنده شاتان يحلبهما جاءه الله
برزقهما وانتقل الفقر عنه مرحلتين وقدس كل يوم تقديستين، ومن
كان في بيته ثلاث شياه يحلبهن جاءه الله برزقهن وكانت في بيته ثلاث
بركات وقدس كل يوم ثلاث تقديسات وانتقل عنه الفقر ثلاث مراحل
(قال ابن جرير: هذا خبر عندنا صحيح سنده، وتعقب بأن إسحاق
وعيسى ضعيفان).
الحمام
38312 عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه النظر إلى
الحمام الأحمر والأنرج (حب في الضعفاء وابن السني وأبو نعيم معا
في الطب).
العنكبوت
38313 (مسند الصديق) قال الديلمي في مسند الفردوس:
184

أنا والدي وقال: أحبها منذ سمعت شيخي أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد
المراغي والمطهر بن محمد بن جعفر البيع بأصبهان قالا: إنا نحبها منذ
سمعنا من أبي سعيد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان قال: أنا أحبها
منذ سمعت من أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الصوفي
قال: أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر محمد بن محمود الفارسي الزاهد
ببلخ قال: أنا أحبها منذ سمعت أبا سهل ميمون بن محمد بن يونس الفقيه
قال: أنا أحبها منذ سمعت من إبراهيم بن محمد قال: أنا أحبها
منذ سمعت من أحمد بن العباس الحضرمي قال: أنا أحبها منذ سمعت من
عبد الملك بن قريب الأصمعي قال: أنا أحبها منذ سمعت من ابن عون
قال: أنا أحبها منذ سمعت من محمد بن سيرين قال: أنا أحبها منذ
سمعت من أبي هريرة قال: أنا أحبها منذ سمعت من أبي بكر
الصديق يقول: لا أزال أحب العنكبوت منذ رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحبها وقال: جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا فإنها
نسجت علي وعليك يا أبا بكر في الغار حتى لم يرنا المشركون ولم
ولم يصلوا إلينا، قال الديلمي: وأنا أحبها منذ سمعت والدي يقول
هذا الحديث.
185

البرغوث
38314 عن علي قال: نزلنا منزلا فآذتنا البراغيث فسببناها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوها فنعمت الدابة فإنها أيقظتكم لذكر
الله (طس).
38315 عن علي: بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم فآذتنا البراغيث
فسببناها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا البراغيث فنعم الدابة
دابة توقظكم لذكر الله، فبتنا تلك الليلة متهجدين (عق وابن الجوزي
في الواهيات).
38316 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم!
بارك لنا في هذه الدابة التي أيقظتنا للصلاة يعني البرغوث (الديلمي).
السرطان
38317 عن ابن عباس قال: هذه السراطين التي على ساحل
البحر وكلها الله بالموج لا يغرق الساحل (كر).
اللبان
38318 عن عبد الله بن جعفر قال: جاء رجل إلى علي بن
186

أبي طالب يشتكي إليه النسيان، فقال: عليك باللبان، فإنه يشجع
القلب ويذهب النسيان (ابن السني وأبو نعيم معا في الطب، خط
في الجامع).
نضوح الرمان
38319 (مسند علي) عن أسد عن جعفر بن محمد عن
آبائه عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلوا الرمان، فإنه ليس
فيها من حبة إلا وفيها من ماء الجنة، وليس فيها من حبة تقع المعدة
إلا أنارت القلب وأحرست الشياطين أربعين ليلة (أبو الحسن علي بن
الفرج الصقلي في فوائده، وفي سنده مجاهيل).
38320 (أيضا) عن مكحول عن بشر بن عطية عن علي
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالرمان، فكلوه بشحمه فإنه دباغ المعدة
وما من حبة تقع في جوف رجل إلا أنارت قلبه وحرست شياطين
الوسوسة أربعين يوما (الصقلي المذكور، وفيه مجاهيل).
38321 عن علي قال: عليكم بالرمان الحلو فإنه نضوح المعدة
(خط في الجامع).
38322 عن علي قال: إذا أكلتم الرمان فكلوه بشحمه، فإنه
187

دباغ المعدة (عم والدينوري وابن السني وأبو نعيم معا في الطب، هب).
38323 عن مرجانة قالت: رأيت عليا يأكل رمانا فرأيته
يتتبع ما يسقط منه ويأكله (هب).
التمر
38324 عن علي قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا محمد! خير تمراتكم البرني (1) (أبو نعيم)
(38325) - (مسند عمر) عن الشعبي قال: كتب قيصر إلى
عمر بن الخطاب: إن رسلي أتتني من قبلكم فزعمت أن قبلكم
شجرة ليست بخليقة لشئ من الخير، تخرج مثل آذان الحمير، ثم
تتشقق عن مثل اللؤلؤ الأبيض، ثم تصير مثل زمرد الأخضر،
ثم تصير مثل الياقوت، ثم تينع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج
أكل، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزادا للمسافر، فإن لم يكن
رسلي صدقتني فلا أرى هذه الشجرة إلا من شجرة الجنة. فكتب إليه
عمر: إن رسلك قد صدقتك، هذه الشجرة عندنا هي الشجرة التي

(1) البرني: نوع من أجود التمر. المصباح المنير 1 / 63. ب.
188

أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى (كر والسفلي في انبخاب
حديث الفراء).
38326 (مسند جزء السدوسي) عن حفص بن المبارك عن
رجل من بني سدوس يقال له " جزء " قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم بتمر
من تمر اليمامة فقال: فقال: أي تمر هذا؟ فقلنا الجذامي، فقال:
اللهم! بارك في الجذامي (أبو نعيم).
38327 (مسند عبد الله بن الأسود) عن محمد بن عمر عن
أبيه عن جده عن أبي جده عبد الله بن الأسود قال: خرجنا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس من القرية ومعي تمر جذامي إليه فنثرتها
بين يديه على نطع فأخذ بكفيه من التمر فقال: أي تمر هذا؟ قلت:
الجذامي (1)، قال: بارك الله في الجذامي وفي حديقة خرج هذا
منها وجنة خرج هذا منها (الديلمي).
38328 عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذانك الأطيبان:
التمر واللبن (الرامهرمزي).

(1) الجذامي: قيل: هو تمر أحمر اللون. النهاية 1 / 253. ب.
189

حرف القاف
وفيه أربعة كتب: القيامة، القصاص، القصص، القراض:
كتاب القيامة من قسم الأقوال
وفيه بابان
الباب الأول في أمور تقع قبلها
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول في قرب وقوعها
38329 بعثت في نفس الساعة فسبقتها، كما سبقت هذه هذه
لأصبعيه السبابة والوسطى (ت عن المستورد) (1).
(38330) - بعثت أنا والساعة كهاتين (حم، ق، ت - عن
أنس، حم، ق عن سهل بن سعد) (2).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت
رقم / 2214 وقال: غريب. ض
(2) أخرجه البخاري كتاب الجمعة ومسلم كتاب الفتن باب قرب الساعة
رقم / 1950 / ص.
190

38331 بعثت في نسم (1) الساعة (الحاكم في الكنى عن
أبي جبيرة).
38332 مثلي ومثل الساعة كفرسي رهان، مثلي ومثل
الساعة كمثل رجل بعثه قومه طليعة، فلما خشي أن يسبق ألاح
بثوبه: أتيتم أتيتم! أنا ذاك! أنا ذاك (هب عن سهل بن سعد).
38333 الدنيا سبعة آلاف سنة، أنا في آخرها ألفا (طب
والبيهقي في الدلائل عن الضحاك بن زمل).
38334 اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا قربا (طب عن
ابن مسعود).
38335 اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا
ولا يزدادون من الله إلا بعدا (ك عن ابن مسعود).
38336 يسألوني عن الساعة وإنما علمها عند الله، وأقسم
بالله ما على الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة
(حم، م عن جابر) (2).

(1) نسم: هو من النسيم، أول هبوب الريح الضعيفة: أي بعثت في
أول أشراط الساعة وضعف مجيئها. النهاية 5 / 49. ب.
(2) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب لا يأتي مائة سنة رقم (8 25) ص.
191

38337 يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر والعصر
(ك عن أبي هريرة).
38338 إن يعش هذا الغلام فسعى أن لا يبلغ الهرم حتى
تقوم الساعة (م عن أنس، د عن المغيرة وعن عائشة) (1).
38339 لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى فتذاكروا أمر
الساعة، فردوا أمرهم إلى إبراهيم، فقال: لا علم لي بها، فردوا
الامر إلى موسى، فقال: لا علم لي بها، فردوا الامر إلى عيسى،
فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله تعالى، وفيما عهد إلي
ربي أن الدجال خارج ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص
فيهلكه الله إذا رآني حتى أن الحجر وأن الشجر ليقول: يا مسلم!
إن تحتي كافرا فتعالى فاقتله، فيهلكه الله، ثم يرجع الناس إلى بلادهم
وأوطانهم، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب
ينسلون، فيطئون بلادهم، لا يأتون على شئ إلا أهلكوه ولا يمرون
على ماء لا شربوه، ثم يرجع الناس إلى فيشكونهم فأدعو الله
عليهم، فيهلكهم الله ويميتهم حتى تجوى (2) الأرض من نتن ريحهم

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب قرب الساعة رقم 3 29 ص.
(2) تجوى: يقال. جوي يجوي: إذا أنتن. النهاية 1 / 319 ب.
192

فينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم في البحر، ثم تنسف
الجبال وتمد الأرض مد الأديم، ففيما عهد إلي ربي أن ذلك إذا كان
كذلك فان الساعة كالحامل المتم التي لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها
ليلا أو نهارا (حم، ه‍، ك عن ابن مسعود) (1).
38340 ما على الأرض نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة
(ت عن جابر).
38341 لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم
(م عن أبي سعيد) (2).
38342 ما من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي
يومئذ حية (حم، م، ت عن جابر) (3).
38343 إن لكل أمة أجلا وإن لامتي مائة سنة، فإذا
مرت على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله (طب عن المستورد
ابن شداد).

(1) أخرجه أحمد في مسنده 1 / 375 وابن ماجة كتاب الفتن باب طلوع الشمس
من مغربنا رقم 4081 وقال في الزائد: هذا إسناده صحيح ورجاله
ثقات. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة رقم 219 / 220. ص.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة رقم 2537. ص.
ج / 14.
193

38344 أرأيتكم ليلتكم هذه! فان على رأس مائة سنة منها
لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد (حم، ق، (1) د، ت
عن ابن عمر).
38345 إن لله تعالى ريحا يبعثها على رأس مائة سنة تقبض
روح كل مؤمن (ع والروياني وابن قانع، ك والضياء عن بريدة).
38346 من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين
فليقرأ " إذا الشمس كورت " و " إذا السماء انفطرت " و " إذا
السماء انشقت " (حم، ت، ك عن ابن عمر) (2).
الاكمال
38347 أنتم والساعة كهاتين (حم، ك عن أنس).
38348 بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالوسطى والسبابة
(ط، حم وعبد بن حميد، خ، م، ت والدارمي، حب عن أنس
ابن بريدة، حم وهناد، طب، ص عن جابر بن سمرة، حم، خ،
م، حب عن سهل بن سعد، طب عن المستورد، خ، ه‍ وهناد
عن أبي هريرة، ه‍ وابن سعد عن جابر بن عبد الله، البغوي عن

(1) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة رقم 2538. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب التفسير رقم 3330 وقال حسن صحيح. ص.
194

أبي جبيرة الأنصاري عن أشياخ من الأنصار).
38349 بعثت أنا والساعة كهاتين، إن كادت لتسبقني (حم
وسمويه، ص عن عبد الله بن بريدة عن أبيه).
8350 بعثت أنا والساعة كهذه من هذه، وإن كادت
لتسبقني (حم وسمويه، ص عن عبد الله بن بريدة عن أبيه).
38351 بعثت أنا والساعة كهذه من هذه، إن كادت لتسبقني
(حم، هناد، عن أبي جحيفة).
38352 بعثت أنا والساعة هكذا، فسبقتها كما سبقت هذه
هذه (طب عن أبي جبيرة بن الضحاك الأنصاري).
38353 يسألوني عن الساعة، والذي نفسي بيده! ما على
الأرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة (حب عن أنس).
38354 لا يأتي على الناس مائة سنة وفي الأرض عين تطرف
(عن ابن عباس).
38355 لا تأتي المائة وعلى ظهرها أحد باق (الحسن بن
سفيان وابن شاهين وابن قانع، طب، ك وابن عساكر عن سفيان
ابن وهب الخولاني).
195

38356 لا يكون مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف
(ك عن ابن مسعود).
38357 لا تمر مائة سنة من الهجرة ومنكم عين تطرف
(ق في البعث عن أنس).
38358 لا تمضي مائة سنة وعين تطرف (ن عن عبد الله
ابن بريدة عن أبيه).
38359 والذي نفسي بيده! ما بقي من دنياكم فيما مضى منها
إلا كما بقي من يومكم هذا، وما يرى من المسلمين إلا اليسير
(سمويه، ض عن أنس).
الفصل الثاني في خروج الكذابين والفتن
38360 في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، منهم
أربعة نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي (حم طب، والضياء
عن حذيفة).
38361 بينا أنا نائم رأيت في يدي أسوارين من ذهب
فأهمني شأنهما، فأوحي إلي في المنام أن أنفخهما، فنفختهما فطارا،
فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي، وكان أحدهما العنسي والآخر
196

مسيلمة (ق، ت (1) ه‍ - عن أبي هريرة، خ عن ابن عباس).
38362 لتنتقضن عرى الاسلام عروة عروة، ولتكونن
أئمة مضلون، وليخرجن على اثر ذلك الدجالون الثلاثة (ك عن حذيفة).
38363 لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابا (طب
عن ابن عمر).
38364 إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم (حم، م (2)
عن جابر بن سمرة).
38365 إني أشهد عدد تراب الدنيا أن مسيلمة كذاب
(طب عن وبر الحنفي).
38366 في ثقيف كذاب ومبير (ت عن ابن عمر،
طب عن سلامة بنت الحر).
38367 إن في ثقيف كذابا ومبيرا (م (3) عن أسماء
بنت أبي بكر).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم رقم 2274. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الامارة باب الناس تبع لقريش رقم 1822. ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب ذكر كذاب ثقيف رقم 1545
مبيرا: أي مهلكا. ص.
197

38368 أول من بدل سنتي رجل من بني أمية هو يزيد (ع
عن أبي ذر).
38369 إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ويرفع
فيها العلم ويكثر فيها الهرج والهرج القتل (ق (1) ابن مسعود
وأبي موسى).
38370 بين يدي الساعة أيام الهرج (حم، طب - عن
خالد بن الوليد).
الاكمال
38371 بين يدي الساعة كذابون، منهم صاحب اليمامة،
ومنهم صاحب صنعاء العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال
وهو أغلظهم فتنة (حم عن جابر).
38372 لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، كلهم
يزعم أنه نبي (طب عن نعيم بن مسعود).
38373 لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، فيكون
بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة، ولا تقوم الساعة حتى يبعث

(1) أخرجه مسلم كتاب العلم باب رفع العلم رقم 2672. ص.
198

دجالون كذابون قريبا من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله (حم،
م، (1) خ، د، ت عن أبي هريرة).
38374 لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، منهم
مسيلمة والعنسي والمختار، وشر قبائل العرب بنو أمية وبنو حنيفة
والثقيف (ش، عد عن الزهري).
38375 لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، آخرهم
الأعور الكذاب ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى الحديث
بطوله (أبو نعيم عن جابر بن سمرة).
38376 لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كذابون
كلهم يزعم أنه نبي، فمن قاله فاقتلوه، ومن قتل منهم أحدا فله الجنة
(كر عن العلاء بن زياد العدوي، قال حديث عن النبي
فذكره).
38377 لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا،
كلهم يكذب على الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم (ش عن أبي هريرة).
38378 لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، كلهم
يزعم أنه نبي قبل يوم القيامة (ش عن عبيد بن عمرو الليثي).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب إذ توجه المسلمان بسيفهما رقم 288. ص.
199

38379 يكون قبل خروج الدجال نيف على سبعين دجالا
(نعيم بن حماد في الفتن، ع عن أنس).
38380 إن بين يدي الساعة الدجال وبين يدي الدجال كذابون
ثلاثون أو أكثر، قال: ما آيتهم؟ قال: إن يأتوك بسنة لم تكونوا
عليها يغيرون بها سنتكم ودينكم، فإذا رأيتموهم فاجتنبوهم وعادوهم
(طب عن ابن عمر).
38381 إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا، منهم الأسود
العنسي صاحب صنعاء وصاحب اليمامة (طب عن ابن الزبير).
37382 إن بين يدي الساعة كذابين (طب عن النعمان
ابن بشير).
38383 إن بين يدي الساعة كذابين، منهم صاحب حمير (حب،
ص عن جابر بن عبد الله).
38384 إن بين يدي الساعة كذابين، منهم صاحب اليمامة،
ومنهم الأسود العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال وهو
أعظمهم فتنة (ش عن الحسن مرسلا).
38385 أما بعد فان شأن هذا الرجل يعني مسيلمة فقد
أكثرتم في شأنه فإنه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون قبل الدجال،
200

فإنه ليس بلد إذا يدخله رعب المسيح إلا المدينة، على كل نقب من
أنقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح (حم، طب، ك عن
أبي بكرة).
38386 من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب: أما بعد
فان الأرض لله يورثها من عباده والعاقبة للمتقين (طب عن نعيم
ابن مسعود).
38387 لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدو
أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك (1) الله، وإني لأراك الذي
أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت يجيبك عني قاله لمسيلمة (خ
عن ابن عباس).
38388 سيخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما شر من
الأول وهو مبير (ابن سعد عن أسماء بنت أبي بكر) (2)؟.
38389 يكون في ثقيف كذاب ومبير (نعيم بن حماد عن
أسماء بنت أبي بكر).
38390 يخرج من ثقيف ثلاثة: الكذاب: والدجال، والمبير

(1) ليعقرك: أي، ليهلكنك. النهاية 3 / 272. ب.
(2) أخرجه البخاري كتاب باب علامات النبوة 4 / 247. ص.
201

(نعيم بن حماد في الفتن عن أسماء بنت أبي بكر).
38391 يخرج من ثقيف كذابان، الآخر منهما شر من
الأول وهذا المبير (ك أسماء بنت أبي بكر).
38392 يخرج من ثقيف مبير وكذاب (طب عن
ابن عمر).
الفصل الثالث في أشراط الساعة الكبرى
38393 ما المسؤول عنها يعني الساعة بأعلم من السائل،
وسأخبركم عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها، وإذا
كانت العراة الحفاة رؤس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاولوا
في البنيان فذاك من أشراطها، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا
الله " إن الله عنده علم الساعة الآية " (حم، ق، ه‍ عن أبي
هريرة، م، د، ن عن عمر، ن عن أبي هريرة وأبي ذر معا).
38394 إذا رأيت الأمة قد ولدت ربتها ورأيت أصحاب
البنيان يتطاولون بالبنيان ورأيت الحفاة الجياع العالة كانوا رؤس الناس
فذاك من معالم الساعة وأشراطها (حم عن ابن عباس).
38395 لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة
202

كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون كاليوم، ويكون
اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة (1) بالنار (حم، ت
عن أنس).
38396 لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من
ذهب يقتتل عليه الناس، فيقتل تسعة أعشارهم (ه‍ عن أبي هريرة
طب عن أبي).
38397 لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من
ذهب يقتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، فيقول
كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو (م عن أبي هريرة) (2)
38398 يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب،
فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: والله! لئن تركنا
يأخذون منه ليذهبن به كله فيقتتل الناس عليه حتى يقتل من كل
تسعة وتسعون (حم، م عن أبي).
38399 يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب،

(1) كالضرمة: الضرمة: الجمرة، والنار. والسعفة ونحوها في طرفها
نار. ويقال: ما بها نافخ ضرمة: أحد. المعجم الوسيط 1 / 539. ب.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة رقم 2895. ص.
203

فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا (ق، د عن أبي هريرة) (1).
38400 لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل،
ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل (خ (2)
ه‍ عن أبي هريرة).
38401 لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى
يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه
عليه: لا أرب لي فيه (ق عن أبي هريرة) (3).
38402 لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان دعواهما
واحدة، ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من
ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله (حم، ق (4) د، ت عن
أبي هريرة).
38403 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر

(1) أخرجه البخاري كتاب الفتن باب خروج النار 9 / 73. ص.
(2) (2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أبواب الاستسقاء، باب ما قيل في
الزلازل والآيات 2 / 41. ص.
(3) أخرجه البخاري كتاب وجوب الزكاة باب الصدقة قبل الرد (2 / 135) ص
(4) أخرجه البخاري كتاب الفتن (9 / 14). ص.
204

وراءه اليهودي: يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله (ق عن
أبي هريرة) (1).
38404 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين،
حمر الوجوه، زلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة،
ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر، وليأتين على أحدكم
زمان لان يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله (ق (2)،
د، ت، ه‍ عن أبي هريرة).
38405 لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم
كالمجان المطرقة، يلبسون الشعر ويمشون في الشعر (م، د، ن
عن أبي هريرة).
38406 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من
الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف، صغار الأعين، كأن
وجوههم المجان المطرقة، نعالهم الشعر (حم، خ (3) عن
أبي هريرة).

(1) أخرجه البخاري كتاب علامات النبوة (/ 238). ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب علامات النبوة (4 / 238).
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب علامات النبوة (4 / 238).
205

38407 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين،
عراض الوجوه، كأن أعينهم حدق الجراد، كأن وجوههم المجان
المطرقة، ينتعلون الشعر ويتخذون الدرق حتى يربطوا خيولهم بالنخل
(حم، ه‍، حب عن أبي سعيد).
38408 إن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما ينتعلون نعال
الشعر، وإن من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما عراض الوجوه، كأن
وجوههم المجان المطرقة (حم، خ، ه‍ عن عمرو بن تغلب).
38409 بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر، وهم
أهل النار (خ عن أبي هريرة) (1).
38410 بين يدي الساعة تقاتلون قوما ينتعلون الشعر، وتقاتلون
قوما كأن وجوههم المجان المطرقة (ق، خ (2) عن عمرو بن تغلب).
38411 لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا
طلعت من مغربها ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع
نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل (حم، ق (3) د، ه‍ عن أبي هريرة)

(1) أخرجه البخاري كتاب علامات النبوة (4 / 239). ص.
(2) أخرجه البخاري كتاب علامات النبوة (4 / 237). ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب بيان الزمن.) رقم 248. ص.
206

38412 لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل
بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا
وأنهارا (م (1) عن أبي هريرة).
38413 لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس
حول ذي الخلصة (ه‍، حم، 22 ق عن أبي هريرة).
38414 لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق
الناس بعصاه (ق عن أبي هريرة) (2).
38415 لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي أخذ القرون قبلها
شبرا بشبر وذراعا بذراع، قيل: يا رسول الله! كفارس والروم؟
قال: ومن الناس إلا أولئك (خ عن أبي هريرة) (3).
38416 لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق،
فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا
تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم! فيقول

(1) أخرجه مسلم كتاب الزكاة باب الترغيب في الصدقة رقم 10 / 157. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة رقم (2897). ص.
(3) أخرجه البخاري كتاب الاعتصام باب قبول صلى الله عليه وسلم لنتبعن سنن من كان
قبلكم (9 / 126). ص.
207

المسلمون: لا والله! لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم،
فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء
عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية، فبينما
هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان
أن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا
جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت
الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما
يذوب الملح في الماء، فلو تركه لإنذاب حتى يهلك ولكن يقتله
الله بيده فيريهم دمه في حربته (م عن أبي هريرة) (1) 38417 لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم
المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر
والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله،
إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود (م عن أبي هريرة) (2).
38418 لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي المشركين
وحتى تعبد الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا، كلهم

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب فتح قسطنطينية رقم 2897. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى يمر رقم 2922. ص.
208

يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي (ق، ك عن ثوبان) (1).
(38419) - لا تقوم الساعة حتى يكون أدنى مسالح (2) المسلمين
ببولاء، يا علي! إنكم ستقاتلون بني الأصفر، ويقاتلونهم الذين من
بعدكم، حتى يخرج إليهم روقة الاسلام أهل الحجاز الذين لا يخافون
في الله لومة لائم، ويفتتحون القسطنطينية بالتسبيح والتكبير، فيصيبون
غنائم لم يصيبوا مثلها حتى يقتسموا بالأترسة، ويأتي آت فيقول:
إن المسيح قد خرج في بلادكم، ألا! وهي كذبة، فالآخذ نادم
والتارك نادم (ه‍ - عن عمرو بن عوف) (3).

(1) رمز له: ق ك وعلق عليه في المنتخب ورمز له: ت وقال المعلق ولم أجد
الرواية في جامع الترمذي الحديث. ليس في الصحيحين كما رمز له ولكن
هذه الرواية ولفظها في سنن الترمذي كتاب أبواب الفتن باب ما جاء
لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون رقم 2220 وقال حسن صحيح ص.
(2) مسالح: المسلحة: القوم الذين يحفظون الثغور من العدو، وسموا
مسلحة لأنهم يكونون ذوي سلاح أو لأنهم يسكنون المسلحة، وهي
كالثغر والمرقب يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم على غفلة، فإذا
رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له. وجمع المسلح مسالح. النهاية / 38 ب.
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب الملاحم رقم 4094 وقال في الزوائد:
في إسناده كثير بن عبد الله كذبه الشافعي و أبو داود. ص.
209

38420 إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم
(الحكيم عن أبي الدرداء).
38421 إذا سمعتم بقوم قد خسف بهم ههنا قريبا فقد
أظلت الساعة (حم والحاكم في الكنى، طب عن بقيرة
الهلالية).
38422 إذا وسد الامر إلى غير أهله فانتظر الساعة (خ
عن أبي هريرة).
38423 إن الله تعالى يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير،
فلا تدع أحدا في قلبه مثقال حبة من الايمان إلا قبضته (ك عن
أبي هريرة).
38424 إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل
ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال ويبقي النساء حتى
يكون لخمسين امرأة قيم واحد (حم، ق ت، ه‍ عن أنس).
38425 إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر
(طب عن أبي أمية الجمحي).
38426 إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد،
210

لا يجدون من يصلي بهم (حم، د (1) عن سلامة بنت الحر).
38427 إن من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون نفسا لا تقبل
لأحدهم صلاة (أبو الشيخ في كتاب الفتن عن ابن مسعود).
38428 أول الأرض خرابا يسراها ثم يمناها (ابن عساكر
عن جرير).
38429 أول الناس هلاكا قريش، وأول قريش هلاكا
أهل بيتي (طب عن عمرو بن العاصي).
38430 أول الناس فناء قريش، وأول قريش فناء بنو
هاشم (حم، خ عن ابن عمرو).
38431 أول من يرفع الركن والقرآن ورؤيا التي في المنام
(الأزرقي في تاريخ مكة عن عثمان بن ساج بلاغا).
38432 الآيات بعد المائتين (ه‍، ك عن أبي قتادة).
38433 الآيات خرزات منظومات في سلك، فإذا انقطع
السلك فيتبع بعضها بعضا (حم، ك عن ابن عمر).
38434 لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى

(1) أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب في كراهية.) رقم 581. ص.
211

ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى كل من كان في قلبه مثقال حبة من
خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم
(م عن عائشة) (1).
38435 والذي نفسي بيده! لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل
على القبر فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا
القبر! وليس به الدين إلا البلاء (م، ه‍ عن أبي هريرة).
38436 والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى تقتلوا
إمامكم وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم (حم، ت، ه‍
عن حذيفة) (2).
38437 والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى تكلم
السباع الانس، وحتى يكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله،
ويخبره فخذه بما يحدث أهله بعده (حم، ت، ك، حب عن
أبي سعيد).
38438 لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له:
الجهجاه (ه‍، م عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة رقم 2907. ض.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن رقم 4044. ص.
212

38439 لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من
الموالي يقال له: الجهجاه (ت عن أبي هريرة).
38440 يا ابن حوالة! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض
المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ
أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك (حم، د، ك عن
ابن حوالة).
38441 يا عوف! احفظ خلالا ستا بين يدي الساعة:
إحداهن موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم داء يظهر فيكم يستشهد
الله به ذراريكم وأنفسكم ويزكي به أموالكم، ثم تكون الأموال
فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، وفتنة تكون
بينكم لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته، ثم تكون بينكم وبين بني
الأصفر هدنة فيغدرون ثم يسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل
غاية اثنا عشر ألفا (ه‍، ك عن عوف بن مالك الأشجعي) (1).
38442 يأتي على الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون
إماما يصلي بهم (حم، ه‍ عن سلامة بنت الحر) (2).

(1) أخرجه ابن ماجة في كتاب الفتن رقم 4042. ص.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب إقامة الصلاة رقم 982. ص.
213

38443 يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين،
يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل
وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل: أبي يغترون أم علي
يجترؤون؟ فبي حلف لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم
منهم حيران (ت عن أبي هريرة).
38444 يدرس الاسلام كما يدرس وشي (1) الثوب حتى
لا يدري ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على
كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقي طوائف
من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون؟ أدركنا آباءنا على هذه
الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها (ه‍، ك، هب والضياء
عن حذيفة) (2).
38445 أعدد ستا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت
المقدس، موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال

(1) وشئ: وشى فلان الثوب، وشيا وشية: نمنمه ونقشه وحسنه.
المعجم الوسيط 1 / 135. ب.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب ذهاب القرآن والعلم رقم 4049.
وقال في الزوائد: إسناده صحيح رجاله ثقات. ض.
214

حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى
بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني
الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر
ألفا (خ كتاب فرض الخمس عن عوف بن مالك).
38446 بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم (ك
عن أنس).
38447 تكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم،
يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا،
ويبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا (ت عن أنس) (1).
38448 تكون هدنة على دخن قلوب لا تعود على ما
كانت عليه ثم تكون دعاة الضلالة، فان رأيت يومئذ خليفة الله
في الأرض فالزمه وإن نهك جسمك وأخذ مالك، وإن لم تره
فاضرب في الأرض ولو أن تموت وأنت عاض بجذل شجرة
(حم، د عن حذيفة) (2).
38449 تكون بين يدي الساعة أيام يرفع فيها العلم وينزل

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن رقم 2198. ص.
(2) أخرجه أحمد في مسنده (5 / 403 و 435). ص.
215

الجهل ويكثر فيها الهرج والهرج القتل (ه‍ عن ابن مسعود).
38450 تكون بينكم وبين بني الأصفر هدنة، فيغدرون
فيسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا (ه‍ عن
عوف بن مالك) (1).
38451 ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا
من ورائهم فتسلمون وتغنمون، ثم تنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم
رجل من الروم فيرفع الصليب ويقول: غلب الصليب! فيقوم
إليه رجل من المسلمين فيقتله، فيغدر القوم ويكون الملاحم،
فيجتمعون لكم فيأتونكم في ثمانين غاية مع كل غاية عشرة آلاف
(حم، د، ه‍، حب عن ذي مخمر) (2).
38452 سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها
الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها
الأمين، وينطق فيها الروبيضة، قيل: وما الروبيضة؟ قال: الرجل

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب الملاحم رقم 4095. ص.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب ما يذكر من ملاحم الروم
رقم (4292). ص.
216

التافه يتكلم في أمر العامة (حم، ه‍، ك عن أبي هريرة) (1).
38453 تجئ ريح بين يدي الساعة فيقبض فيها روح كل
مؤمن (ك عن عياش بن ربيعة).
38454 تقوم الساعة والروم أكثر الناس (حم، م
عن المستورد).
38455 ستة من أشراط الساعة: موتي، وفتح بيت
المقدس، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها، وفتنة يدخل
حرها بيت كل مسلم، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم،
وأن يغدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفا
(حم، طب عن معاذ).
38456 ستخرج نار من حضرموت قبل القيامة تحشر
الناس (حم، ت عن ابن عمر).
38457 سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء ويقل فيه
الفقهاء ويقبض العلم ويكثر الهرج، ثم يأتي من بعد زمان يقرأ
القرآن رجال من أمتي لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي من بعد زمان
يجادل المشرك بالله المؤمن في مثل ما يقول (طب، ك عن

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب شدة الزمان رقم 4031. ض.
217

أبي هريرة).
38458 سيأتي على الناس زمان يخير الرجل بين العجز
والفجور، فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور (ك
عن أبي هريرة).
38459 سيخرج أهل مكة ثم لا يعبر بها إلا قليل ثم تمتلئ
وتبنى، ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبدا (حم عن عمر).
38460 سيخرج ناس إلى المغرب يأتون يوم القيامة ووجوههم
على ضوء الشمس (حم عن رجل).
38461 ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه " البصرة " عند
نهر يقال له " دجلة " يكون عليه جسر يكثر أهلها وتكون من
أمصار المسلمين، فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء قوم
عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر، فيتفرق
أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية وهلكوا،
وفرقة يأخذون لأنفسهم وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف
ظهورهم ويقاتلونهم وهم الشهداء (حم، د عن أبي بكرة) (1).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب في ذكر البصرة رقم (6 43).
218

38462 لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم
الجيش ذلك الجيش (حم، ك عن بشر الغنوي).
38463 الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال
في سبعة أشهر (حم، د (1) ت، ه‍، ك عن معاذ).
38464 لتنتقون كما ينتقى التمر من الحثالة، فليذهبن
خياركم وليبقين شراركم، فموتوا إن استطعتم (ه‍، ك عن
أبي هريرة).
38465 لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها (طب
عن ابن مسعود).
38466 ليت شعري كيف أمتي بعدي حين تتبختر رجالهم
وتمرح نساؤهم! وليت شعري حين يصيرون صنفين: صنفا ناصبي
نحورهم في سبيل الله، وصنفا عمالا لغير الله تعالى (ابن عساكر
عن رجل).
38467 ليسوقن رجل من قحطان الناس بعصى (طب
عن ابن عمر).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب في تواتر الملاحم رقم (4295). ض.
219

38468 من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الرحم
وتخوين الأمين، وائتمان الخائن (طس عن أنس).
38469 من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة (طب عن
ابن مسعود).
38470 من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال:
لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة (طس
عن أنس).
38471 من اقتراب الساعة هلاك العرب (ت عن طلحة
ابن مالك).
38472 من اقتراب الساعة كثرة القطر وقلة النبات، وكثرة
القراء وقلة الفقهاء، وكثرة الامراء وقلة الامناء (طب عن عبد
الرحمن بن عمرو الأنصاري).
38473 من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء (خ
كتاب الفتن 9 / 60 عن ابن مسعود).
38474 لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع ابن لكع (1)

(1) لكع: رجل لكع، بوزن عمر، أي: لئيم، وقيل: هو العبد
الذليل النفس. المختار 477. ب.
220

(حم عن أبي هريرة).
38475 ليأتين على الناس زمان يكذب فيه الصادق ويصدق
الكاذب، ويخون الأمين ويؤتمن الخؤون، ويشهد المرء ولم يستشهد،
ويحلف وإن لم يستحلف، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع
لا يؤمن بالله ورسوله (طب عن أم سلمة).
38476 لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا
لكع ابن لكع (حم، ت والضياء عن حذيفة) (1).
38477 يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض
على الجمر (ت عن أنس).
38478 تخرب المدينة قبل يوم القيامة بأربعين سنة (فر
عن عوف بن مالك).
38479 يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة (ق ت (2).
عن أبي هريرة).
38480 يذهب الصالحون الأول فالأول، وتبقى حثالة
كخللة الشعير أو التمر لا يباليهم الله تعالى بالة (حم، خ عن

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن رقم 2290 وقال: حسن. ض.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن رقم 2909. ض.
221

مرداس الأسلمي) (1).
38481 يكون في آخر الزمان عباد جهال وقراء فسقة (حل،
ك عن أنس).
38482 أسرع الأرض خرابا يسراها ثم يمناها (طس،
حل عن جرير).
38483 ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة
من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد
يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء (ق
عن أبي موسى) (2).
38484 لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد (حم
م، ت، د عن أنس).
38485 لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله
(حم، م (3) ت عن أنس).
38486 لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس (حم،

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزمان باب ذهاب الصالحين رقم 8 / 114. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الزكاة رقم 1012. ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان رقم 234. ص.
222

م (1).
38487 لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول:
يا ليتني مكانه (حم، ق عن أبي هريرة).
38488 لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت (ع، ك
عن أبي سعيد).
38489 لا تقوم الساعة حتى يرفع الركن والقرآن (السجزي
عن عمر).
38490 لا تقوم الساعة حتى يكون الزهد رواية والورع
تصنعا (حل عن أبي هريرة).
38491 إن أول هذه الأمة خيارهم، وآخرها شرارهم، مختلفين
متفرقين، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته وهو يأتي
الناس ما يحب أن يؤتى إليه (حب عن ابن مسعود).
38492 ثلاث إذا رأيتهن فعند ذلك خراب العامر وعمارة
الخراب: أن يكون المعروف منكرا والمنكر معروفا وأن يتمرس (2)

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن رقم 2949. ص.
(2) يتمرس: تمرس بالشئ: احتك به. المعجم الوسيط 832 ب.
223

الرجل بالأمانة تمرس البعير بالشجرة (ابن عساكر عن محمد بن
عطية السعدي).
38493 آخر قرية من قرى الاسلام خرابا المدينة (ت
عن أبي هريرة).
38494 آخر من يحشر راعيا من مزينة يريدان المدينة
ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على
وجوههما (ك عن أبي هريرة).
الاكمال
38495 يا ابن مسعود! إن للساعة أعلاما وإن للساعة أشراطا
ألا! وإن من علم الساعة وأشراطها أن يكون الولد غيظا، وأن
يكون المطر قيظا (1) وأن يقبض الأشرار قبضا، يا ابن مسعود!
من أعلام الساعة وأشراطها أن يصدق الكاذب وأن يكذب
الصادق، يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن

(1) قيظا: قاظ يومنا قيظا: اشتد حره فهو قائظ. والقيظ: صميم الصيف.
المعجم الوسيط 2 / 770. ب.
224

الخائن وأن يخون الأمين،، يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة
وأشراطها أن يواصل الاطباق وأن يقاطع الأرحام، يا ابن مسعود!
إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها وكل
سوق فجارها، يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة وأشراطها أن
يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد، يا ابن مسعود! إن من
أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المحاريب وأن تخرب القلوب،
يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفى الرجال
بالرجال والنساء بالنساء، يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة وأشراطها
أن تكنف المساجد وأن تعلو المنابر، يا ابن مسعود! إن من أعلام
الساعة وأشراطها أن يعمر خراب الدنيا ويخرب عمرانها، يا ابن
مسعود! إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف وشرب
الخمور، يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تشرب
الخمور، يا ابن مسعود! إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تكثر
الشرط والهمازون والغمازون واللمازون، يا ابن مسعود! إن من أعلام
الساعة وأشراطها أن تكثر أولاد الزنا (طب عن ابن مسعود).
38496 الامارات خرزات منظومات يسلك، فإذا انقطع
السلك تبع بعضه بعضا (ك عن أنس).
225

38497 إذا استحلت هذه الأمة الخمر بالنبيذ والربا بالبيع
والسحت بالهدية وأتجروا بالزكاة فعند ذلك هلاكهم ليزدادوا إثما
(الديلمي عن حذيفة).
38498 إذا استحلت أمتي خمسا فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم
التلاعن، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات، وشربوا الخمور، واكتفى
الرجال بالرجال والنساء بالنساء (هب من طريقين عن أنس، وقال
كل من الاسنادين غير قوى غير أنه إذا ضم بعضه إلى بعض
أخذ قوة).
38499 إذا استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال فبشرهم بريح
حمراء تخرج من قبل المشرق فيمسخ بعضهم ويخسف ببعض، ذلك
بما عصوا وكانوا يعتدون (الديلمي عن أنس).
38500 لا تذهب الدنيا حتى يستغني النساء بالنساء والرجال
بالرجال، والسحاق زنا النساء فيما بينهن (الخطيب وابن عساكر عن
أيوب بن مدرك بن العلاء الحنفي عن مكحول عن واثلة وأنس،
وأيوب متروك).
38501 إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة، وكثرت التجارة
وكثر المال، وعظم رب المال لماله، وكثرت الفاحشة، وكانت
226

وكانت إمارة الصبيان، وكثر النساء، وجار السلطان، وطفف في
المكيال والميزان، فيربي الرجل جروا خير من أن يربي ولدا له،
ولا يوقر كبير ولا يرحم صغير، ويكثر أولاد الزنا حتى أن
الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق، ويلبسون جلود الضأن على
قلوب الذئاب، أمثلهم في ذلك الزمان المداهن (طب، ك وتعقب
عن منتصر بن عمارة بن أبي ذر عن أبيه عن جده).
38502 إذا ظهر فيكم مثل ما ظهر في بني إسرائيل، إذا
كانت الفاحشة في كباركم، والملك في صغاركم، والعلم في رذالكم
(حم، ع، ه‍ عن أنس، قال: قيل يا رسول الله! متى ندع
الامر بالمعروف والنهى عن المنكر؟ قال فذكره، ولفظ ع: إذا
ظهر الادهان في خياركم، والفاحشة في شراركم، وتحول الملك في
صغاركم، والفقه في رذالتكم) (1).
38503 إذا اقترب الساعة تقارب الزمان، فتكون السنة
كالشهر والشهر كالجمعة، والجمعة كاحتراق السعفة في النار (ع
عن أبي هريرة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن رقم 4015 وقال في الزوائد: إسناده
صحيح رجاله ثقات. ص.
227

38504 لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة
كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون
اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة (حم، حل
عن أبي هريرة).
38505 إذا تقارب الزمان أناخ بكم الشرف (1) الجون،
فتن كقطع الليل المظلم (نعيم بن حماد في الفتن، طب عن أبي
هريرة، وهو ضعيف).
(38506) - إذا تقارب الزمان انتقى الموت خيار أمتي، كما ينتقي
أحدكم خيار الرطب من الطبق (الرامهرمزي في الأمثال عن أبي
هريرة، وفيه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن أبيه،
قال أحمد: ليس بثقة).
38507 إذا سمعتم بناس يأتون من قبل المشرق أو كورها
يعجب الناس من زيهم فقد أظلت الساعة (نعيم بن حماد في الفتن
عن حفصة).
38508 إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل: كيف

(1) الشرف: جمع مشارف، يريد فتنا متصلة الأوقات متطاولة المدد شبهت
بمسان النوق. الجون: جمع جون، وهو الأسود الفائق 2 / 234. ب.
228

إضاعتها؟ قال: إذا أسند الامر إلى غير أهله فانتظر الساعة (خ
عن أبي هريرة).
38509 تجئ ريح بين يدي الساعة يقبض فيها روح كل
مؤمن (م، ك، خ عن عياش بن أبي ربيعة).
38510 إن أمام الدجال سنين خداعة! يكذب فيها الصادق
ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن،
ويتكلم فيها الروبيضة، قيل: وما الروبيضة؟ قال: الفاسق يتكلم
في أمر العامة (حم عن أنس).
38511 إن بين يدي الساعة سنين خداعة، يتهم فيها الأمين
ويؤتمن الخائن ويصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويتكلم
فيها الروبيضة، قال، يا رسول! وما الروبيضة؟ قال السفيه ينطق في
أمر العامة (طب والحاكم في الكنى وابن عساكر عن عوف بن
مالك الأشجعي).
38512 إن بين يدي الساعة فتنا كأنها قطع الليل المظلم،
يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا
يبيع قوم أخلاقهم بعرض من الدنيا يسير (حم ونعيم بن حماد في
الفتن، حل عن النعمان بن بشير).
229

38513 إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح
الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع
فيها قوم دينهم بعرض من الدنيا (طب عن ابن عباس).
38514 إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة
حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وظهور شهادة
الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم (حم، ك عن
ابن مسعود).
38515 إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين
المرأة زوجها على التجارة وحتى يخرج الرجل بماله إلى أطراف الأرض
فيرجع فيقول: لم أربح شيئا (ك عن ابن مسعود).
38516 إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، فتنا
كقطع الدخان، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه، يصبح الرجل
فيها مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع فيها
أقوام أخلاقهم ودينهم بعرض الدنيا (ابن سعد، حم، طب، ك
عن الضحاك بن قيس).
38517 إن بين يدي الساعة ثلاث سنوات، تمسك السماء
أول سنة ثلث قطرها والأرض ثلث نباتها، والسنة الثانية
230

تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض ثلثي نباتها، والسنة الثالثة تمسك
السماء قطرها والأرض نباتها حتى لا يبقى ذو خف ولا حافر، إن
يخرج يعني الدجال وأنا فيكم فأنا حجيجه وإلا فان الله عز وجل
خليفتي على كل مؤمن، قالوا: يا رسول الله! فما يجزئ المؤمن؟
قال: ما يجزئ الملائكة: التسبيح والتحميد والتهليل (طب عن
أسماء بنت يزيد).
38518 تكون قبل خروج المسيح الدجال سنوات خداعة،
يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب، ويؤتمن فيها الخائن
ويخون فيها الأمين، ويتكلم الروبيضة الوضيع عن الناس (نعيم
ابن حماد في التن عن أبي هريرة).
38519 تكون أمام الدجال ستون خداعة، يكثر فيها المطر
ويقل النبت، ويكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب، ويؤتمن
الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الروبيضة، قيل: يا رسول الله؟
وما الروبيضة؟ قال: من لا يوبه له (طب عن عوف بن مالك).
38520 إن من أشراط الساعة أن يفشو المال، ويكثر القلم
وتفشو التجارة، ويظهر الجهل، ويبيع الرجل البيع فيقول: لا حتى
استأمر تاجر بني فلان، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب فلا يوجد
231

(حم، ن عن عمرو بن تغلب).
38521 إن من إشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل
(ابن النجار عن ابن عمر).
38522 إن من علامات البلاء وأشراط الساعة أن تعزب (1).
العقول، وتنقص الأحلام، ويكثر القتل، ويرفع علامات الخير،
وتظهر الفتن (طب - عن ابن عمر).
38523 إن من علامات البلاء وأشراط الساعة أن تعزب
العقول، وتنقص الأحلام، و ترفع علامات الحق، ويظهر الظلم
(نعيم بن حماد في الفتن عن كثير بن مرة مرسلا).
38524 يوشك العلم أن يرفع قالها ثلاثا، قال زيد بن
لبيد: وكيف يرفع العلم منا وهذا كتاب الله بين أظهرنا قد قرأناه
ويقرأه أبناؤنا أبناءهم! فقال: ثكلتك أمك يا زيد بن لبيت! إن
كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة! أوليس هؤلاء اليهود والنصارى
عندهم التوراة والإنجيل فما أغنى عنهم! إن الله ليس يذهب بالعلم برفع
ولكن يذهب بحملته، لا قل ما قبض الله عالما من هذه الأمة إلا

(1) تعزب: عزب الشئ عزوبا: بعد وخفي. المعجم الوسيط 2 / 598. ب.
232

كان ثغرة في الاسلام لا تسد بمثله إلى يوم القيامة (ابن عساكر
عن أبي شجرة).
38525 يقبض الله العلماء ويقبض العلم منهم فينشأ أحداث
ينزو بعضهم على بعض نزو العير على العير، ويكون الشيخ فيها
مستضعفا (طس عن أبي سعيد).
38526 يسري على كتاب الله تعالى ليلا فيصبح الناس
ليس منه آية ولا حرف في جوف مسلم إلا نسخت (الديلمي
عن حذيفة وأبي هريرة معا).
38527 لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن من حيث جاء
فيكون له دوي حول العرش كدوي النحل فيقول الرب عز وجل:
مالك؟ فيقول: منك خرجت وإليك أعود، أتلى فلا يعمل بي،
فعند ذلك يرفع القرآن (الديلمي عن ابن عمرو).
38528 إن من أشراط الساعة الفحش والتفحش، وسوء
الجوار، وقطع الأرحام، وأن يؤتمن الخائن ويخون الأمين، ومثل
المؤمن كمثل قطعة الذهب الجيد أو قد عليها فخلصت وأوزنت فلم
تنقص، ومثل المؤمن كمثل النحلة أكلت طيبا ووضعت طيبا، ألا!
إن أفضل الشهداء المقسطون، ألا! إن أفضل المهاجرين من هجر
233

ما حرم الله عليه، ألا! إن أفضل المسلمين من سلم المسلمون من
لسانه ويده، ألا! إن حوضي طوله كعرضه أبيض من اللبن وأحلى من
العسل، آنيته عدد النجوم من أقداح الذهب والفضة، من شرب
منه شربة لم يظمأ آخر ما عليها أبدا (الخرائطي في مكارم الأخلاق
عن ابن عمر).
38529 إن من أشراط الساعة أن يغلب على الدنيا لكع بن
لكع، وأفضل الناس مؤمن بين كريمين (العسكري في الأمثال عن
عمر، ورجاله ثقات).
38530 لا تذهب الدنيا حتى تكون للكع بن لكع (حم،
ش، طب عن أبي بردة بن نيار، نعيم بن حماد في الفتن عن أبي
بكر بن حزم مرسلا).
38531 لا تذهب الأيام والليالي حتى يكون أسعد الناس
بالدنيا لكع بن لكع (طس، ص عن أنس).
38532 لا ينقضي الدنيا حتى تكون للكع بن لكع
(طب عن أنس).
38533 يوشك أن يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع،
234

وأفضل الناس يومئذ مؤمن بين كريمين (العسكري في الأمثال
والديلمي عن أبي ذر، وسنده حسن).
38534 إن من أشراط الساعة إخراب العامر وإعمار الخراب.
وأن يكون الغزو فداء وأن يتمرس الرجل بأمانته كما يتمرس
البعير بالشجرة (البغوي وابن عساكر عن عروة بن محمد بن
عطية عن أبيه).
38535 إنها أمارات من أمارات بين يدي الساعة قد أوشك
الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله
بعده (حم عن أبي هريرة).
38536 تخرب الأرض قبل الشام بأربعين سنة (كر عن
عوف بن مالك).
38537 ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج منها كل منافق
وكافر (طب عن أنس).
38538 تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل
القوم فيقول: من صعق تلكم الغداة؟ فيقولون: صعق فلان وفلان
(حم وأبو الشيخ في العظمة، ك عن أبي سعيد).
235

38539 ست فيكم أيتها الأمة! موت نبيكم واحدة،
ويفيض المال فيكم حتى أن الرجل ليعطى عشرة آلاف فيظل يتسخطها
ثنتان، وفتنة تدخل بيت كل رجل منكم ثلاث، وموت كقعاص
الغنم أربع، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر ليجمعون لكم
تسعة أشهر كقدر حمل المرأة ثم يكونون أولى بالغدر منكم خمس،
وفتح مدنية ست، قيل: أي مدينة؟ قال: قسطنطينية (حم
عن ابن عمرو).
38540 عوف! احفظ خلالا ستا بين يدي الساعة:
إحداهن موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم داء يظهر فيكم يستشهد
به ذراريكم وأنفسكم ويزكى به أموالكم، ثم تكون الأموال فيكم
حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، وفتنة تكون بينكم
لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته، ثم يكون بينكم وبين بني الأصفر
هدنة فيغدرون فيسيرون في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا.
زاد طب: فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها الغوطة في مدينة
يقال لها دمشق (ه‍، طب، ك، ونعيم بن حماد في الفتن عن عوف
ابن مالك الأشجعي، ك عن أبي هريرة).
38541 ينزل المسلمون أرضا يقال لها " الجابية " فتكثر
236

بها أموالهم ودوابهم، فيبعث عليهم جرب كالدمل تزكو فيه
أعمالهم ويستشهد فيه أبدانهم (ع وابن عساكر عن أبي أمامة
عن معاذ).
38542 ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن
أشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها، وإذا كانت
الحفاة العراة رؤس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاة البهم
في البنيان فذاك من أشراطها، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا
الله (ان الله عنده علم الساعة) الآية (حم، خ، م، ه‍ عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: متى الساعة؟ قال فذكره،
م، د، ن عن عمر، ن عن أبي هريرة وأبي ذر معا، حل
عن أنس).
(38543) - لا يعلمها إلا الله ولا يجليها لوقتها إلا هو ولكن
سأحدثكم بمشاريطها وما بين يديها، ألا! إن بين يديها فتنا وهرجا،
قيل: يا رسول الله ما الهرج؟ قال: هو بلسان الحبشة القتل، وأن
يلقى بين الناس التناكر فلا يعرف أحد، وتحف قلوب الناس،
ويبقى رجرجة (1) لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا (طب وابن
مردويه عن أبي موسى).

(1) أراد رذالة الناس ورعاعهم الذين لا عقول لهم. النهاية (2 / 198). ص.
237

38544 علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ولكن سأخبركم
بمشاريطها وما يكون بين يديها: إن بين يديها فتنة وهرجا، قالوا:
يا رسول الله! الفتنة قد عرفناها فالهرج ما هو؟ قال: بلسان الحبشة
القتل، ويلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد أن يعرف أحدا.
(حم، ص عن حذيفة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة
قال فذكره).
38545 لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قيل: وما
الهرج؟ قال: القتل (حل عن أبي موسى).
38546 إن بين يدي الساعة الهرج، قيل: وما الهرج؟ قال:
القتل: وما هو قتل الكفار ولكن قتل الأمة بعضها بعضا حتى أن
الرجل يلقى أخاه فيقتله، ينتزع عقول أهل ذلك الزمان ويخلف له
هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شئ وليسوا على شئ
(حم، ه‍، طب وابن عساكر عن أبي موسى).
38547 لا تقوم الساعة حتى يقتل الرجل أخاه (ك في تاريخه
عن أبي موسى).
38548 لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا
وأنهارا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال
238

الطريق، وحتى يكثر الهرج، قالوا: ما الهرج يا رسول الله؟
قال: القتل (حم عن أبي هريرة).
38549 لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا
وأنهارا (ك عن أبي هريرة).
38550 لتنزلن طائفة من أمتي أرضا يقال لها البصرة يكثر
بها عددهم ويكثر بها نخلهم ثم يجئ بنو قنطوراء عراض الوجوه
صغار العيون حتى ينزلوا على جسر لهم يقال لها دجلة، فيتفرق
المسلمون ثلاث فرق: أما فرقة فتأخذ بأذناب الإبل وتلحق بالبادية
فتهلك، وأما فرقة فتأخذ على نفسها فكفرت فهذه وتلك سواء،
وأما فرقة فيجعلون عيالهم خلف ظهورهم ويقاتلون، فقتلاهم شهداء
ويفتح الله على بقيتها (حم في البعث عن أبي بكرة، وسنده لين).
38551 يوشك خيل الترك مخرمة أن تربط بسعف نخل
نجد (ابن قانع عن عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد).
38552 يجئ قوم صغار العيون عراض الوجوه كأن
وجوههم الجحف فيحلقون أهل الاسلام بمنابت الشيح كأني أنظر
إليهم وقد ربطوا خيولهم بسواري المسجد، قيل: يا رسول الله! ومن
هم؟ قال: الترك (ك عن بريدة).
239

38553 مدينة هرقل يفتح أولا (حم عن ابن عمرو).
38554 معقل المسلمين من الملاحم دمشق، ومعقلهم من
الدجال بيت المقدس، ومعقلهم من يأجوج ومأجوج الطور (ش
عن ابن الزاهرية مرسلا).
38555 من أشراط الساعة الفحش والتفحش (طس، ص
عن أنس).
38556 من أشراط الساعة أن ترى الرعاة رؤس الناس،
وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتباهون في البنيان، وأن تلد الأمة
ربها وربتها (الحارث، حل عن أبي هريرة).
38557 من أشراط الساعة أن يؤتمن الخائن ويخون الأمين
(الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عمرو).
38558 من أشراط الساعة سوء الجوار، وقطيعة الأرحام،
وتعطيل السيوف عن الجهاد، وأن تختل الدنيا بالدين (الديلمي عن
أبي هريرة).
38559 من أشراط الساعة أن يملك من ليس أهلا أن
يملك، ويرفع الوضيع ويتضع الرفيع (نعيم بن حماد في الفتن
عن كثير بن مرة مرسلا).
240

38560 من أعلام الساعة أن يكون الولد غيظا والمطر قيظا،
وتفيض الأشرار فيضا، ويصدق الكاذب ويكذب الصادق، ويؤتمن
الخائن ويخون الأمين، ويسود كل قبيلة منافقوها وكل سوق فجارها
فتزخرف المحاريب وتخرب القلوب، ويكتفي الرجال بالرجال والنساء
بالنساء، وتخرب عمارة الدنيا ويعمر خرابها، وتظهر الريبة وأكل
الربا، وتظهر المعازف والكبول وشرب الخمر، وتكثر الشرط
والغمازون والهمازون (ق في البعث وابن النجار عن ابن مسعود،
قال ق: إسناده فيه ضعيف إلا أن أكثر ألفاظه قد روي بأسانيد
متفرقة).
38561 تقوم الساعة يوم الجمعة، وليس بهيمة إلا وهي رافعة
رأسها يوم الجمعة تشفق من الساعة حتى تغيب الشمس (الديلمي عن
أبي هريرة).
38562 لا تقوم الساعة إلا نهارا (حل عن أبي هريرة).
38563 من اقتراب الساعة إذا كثر خطباء منابركم وركن
علماؤكم إلى ولاتكم فأحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأتوهم
بما يشتهون، وتعلم علماؤكم ليحلوا به دنانيركم ودراهمكم، واتخذتم
القرآن تجارة الحديث (الديلمي عن علي).
241

38564 من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار
ويفتح القول ويحبس العمل، ويقرأ في القوم المثناة ليس فيه أحد
ينكرها، قيل: وما الثناة؟ قال: ما كتب سوى كتاب الله
(طب عن ابن عمرو).
38565 من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا (1) (طس،
ق عن أنس).
38566 والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش
والبخل، ويخون الأمين ويؤتمن الخائن، وتهلك الوعول ويظهر
التحوت، قيل: وما الوعول وما التحوت؟ قال: الوعول وجوه
الناس: والتحوت الذين كانوا تحت أقدامهم (ك عن أبي هريرة).
38567 لا تذهب الأيام والليالي حتى يخلق القرآن في صدور
أقوام من هذه الأمة كما تخلق الثياب، ويكون ما سواه أعجب لهم
ويكون أمرهم طمعا كله لا يخالطه خوف، إن قصر عن حق الله
مننه نفسه الأماني، وإن تجاوز إلى ما نهى الله عنه قال: أرجو

(1) قبلا: رآه قبلا - بفتحتين - وقبلا - بضمتين - وقبلا - بكسر بعده
فتح، أي: مقابلة وعيانا. قال الله تعالى: " أو يأتيهم العذاب قبلا "
المختار 410. ب.
242

أن يتجاوز الله عني، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب،
أفضلهم في أنفسهم المداهن الذي لا يأمر ولا ينهى (حل عن
معقل بن يسار).
38568 لا تزال الأمة على شريعة حسنة ما لم يظهر فيهم
ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم ولد الخبث، ويظهر
فيهم السقارون، قالوا: وما السقارون؟ قال: بشر يكونون في آخر
الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن (حم، طب، ك
وتعقب (1) عن معاذ بن أنس).
38570 يأتي على الناس زمان تمطر السماء مطرا ولا تنبت
الأرض شيئا (ك عن أنس).
38571 لا تقوم الساعة حتى تزول الجبال عن أماكنها
وترون الأمور العظام التي لم تكونوا ترونها (طب عن سمرة).
38572 لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله،
وحتى تمر المرأة بقطعة النعل فتقول: قد كان لهذه رجل مرة،
وحتى يكون الرجل قيم خمسين امرأة، وحتى تمطر السماء ولا تنبت

(1) في المستدرك للحاكم (4 / 444) وقال الذهبي: فيه زبان بن فائد لم يخرجا له. ص.
243

الأرض (ك عن أنس).
38573 لا تقوم الساعة على أحد يقول: لا إله إلا الله
(عبد بن حميد، حب عنه).
38574 إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل
(ابن النجار عن أبي هريرة).
38575 لا تقوم الساعة على رجل يقول: لا إله إلا الله،
ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر (ابن جرير، ك والخطيب عن
أنس، والديلمي والخطيب عن أبي هريرة).
38576 لا تقوم الساعة حتى لا يعبد الله في الأرض قبل
ذلك بمائة سنة (ابن جرير، ك في تاريخه عن بريدة).
38577 لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب الله عارا، ويكون
الاسلام غريبا، حت يبدو الشحناء بين الناس، وحتى يقبض العلم،
ويهرم الزمان، وينقص عمر البشر، وتنقص السنون والثمرات،
ويؤتمن النهماء ويتهم الامناء، ويصدق الكاذب ويكذب الصادق،
ويكثر الهرج وهو القتل، وحتى تبنى الغرف فتطاول، وحتى
تحزن ذوات الأولاد وتفرح العواقر، ويظهر البغي والحسد والشح
244

ويهلك الناس و يتبع الهوى ويقضي بالظن، ويكثر المطر ويقل
الثمر، ويغيض العلم غيضا، و يفيض الجهل فيضا، ويكون الولد
غيظا والشتاء قيظا، وحتى يجهر بالفحشاء، و تزوى الأرض زيا،
ويقوم الخطباء بالكذب فيجعلون حقي لشرار أمتي، فمن صدقهم بذلك
ورضي به لم يرح رائحة الجنة (ابن أبي الدنيا، طب وأبو نصر
السجزي في الإبانة وابن عساكر عن أبي موسى، ولا بأس بسنده).
38578 لا تقوم الساعة حتى يدل الحجر على الرجل اليهودي
مختبيا كان يطرده رجل مسلم فاطلع قدامه فاختبأ، يقول الحجر:
يا عبد الله! هذا ما تبتغي (طب عن سمرة).
38579 لا تقوم الساعة حتى ترجعوا حراثين، وحتى يعمد
الرجل إلى النبطية فيتزوجها على معيشة ويترك بنت عمه لا ينظر
إليها (طب عن أبي أمامة).
38580 لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما
تأكل البقر بألسنتها (حم والخرائطي في مكارم الأخلاق، ص عن
سعد بن أبي وقاص).
38581 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم
المجان المطرقة (الخطيب عن عمرو بن تغلب).
245

38582 لا تقوم الساعة حتى لا تنطح ذات قرن جماء
(ابن النجار عن أبي هريرة).
38583 لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش وقطيعة الرحم
وسوء الجوار، ويؤتمن الخائن ويخون الأمين، قيل: يا رسول الله!
كيف المؤمن يومئذ؟ قال: كالنخلة وقعت فلم تكسر وأكلت فلم
تفسد ووضعت طيبا، أو كقطعة الذهب أدخلت النار فأحرقت فلم
تزدد إلا جودة (الحاكم في الكنى، ك عن ابن عمرو).
38584 لا تقوم الساعة حتى يكون السلام على المعرفة، وحتى
تتخذ المساجد طرقا فلا يسجد لله فيها وحتى يبعث الغلام الشيخ
بريدا بين الأفقين، وحتى يبلغ التاجر بين الأفقين فلا يجد ربحا
(طب عن ابن مسعود).
38585 لا تقوم الساعة حتى يتسافد (1) الناس تسافد البهائم
في الطرق (طب عن ابن عمر).
38586 لا تقوم الساعة حتى تكون رابطة من المسلمين
ببولاء يا علي! إنكم ستقاتلون بني الأصفر ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين ثم
يخرج إليهم روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله

(1) يتسافد: تسافد الحيوان: نزا بعضه على بعض. المعجم الوسيط 1 / 432. ب.
246

لا تأخذهم في سبيل الله لومة لائم حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية
ورومية بالتسبيح والتكبير، فيهدم حصنها و يصيبون مالا عظيما لم
يصيبوا مثله قط، حتى أنهم يقتسمون بالأترسة، ثم يصرخ صارخ:
يا أهل الشام! قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم، فيقبض
الناس عن المال، فمنهم الآخذ ومنهم التارك، فالآخذ نادم والتارك
نادم، ثم يقولون: من هذا الصارخ؟ ولا يعلمون من هو، فيقول:
ابعثوا طليعة إلى لد، فان يكون المسيح قد خرج فسيأتيكم بعلمه،
فيأتون فيبصرون فلا يرون شيئا، ويرون الناس ساكتين فيقول:
ما صرخ الصارخ إلا إلينا، فاعتزموا ثم أرشدوا فيخرج بأجمعنا إلى
لد، فان يكن بها المسيح الدجال نقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه
وهو خير الحاكمين، وإن تكون الأخرى فإنها بلادكم وعشائركم
رجعتم إليها (طب، ك وتعقب عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن
عوف عن أبيه عن جده).
38587 لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل
الأرض فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا (حم،
ك ابن عمر).
38588 لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد
247

لله فيه حاجة، وحتى توجد المرأة نهارا جهارا تنكح وسط الطريق
لا ينكر ذلك أحد ولا يغيره، فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول:
لو نحيتها عن الطريق قليلا! فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم
(ك عن أبي هريرة).
38589 لا تقوم الساعة إلا على حثالة الناس (حم، طب
وابن جرير، ك عن علباء السلمي).
38590 لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا، وحتى
يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وحتى تتجر المرأة وزوجها، وحتى
تغلو الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة (ك عن
ابن مسعود، طب عن العداء بن خالد).
38591 لا تقوم الساعة حتى يملك الناس رجل من الموالي
يقال له: جهجاء (طب عن علباء السلمي).
38592 لا تقوم الساعة حتى يدبر الرجل خمسين امرأة
(طب - عن كعب بن عجرة).
38593 لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا لا تكن
منه بيوت المدر ولا تكن منه إلا بيوت الشعر (حم عن
أبي هريرة).
248

38594 لا تقوم الساعة حتى يلتمس رجل من أصحابي كما
تلتمس الضالة فلا يوجد (حم عن علي).
38595 لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظا، ويفيض
الأيام فيضا، ويغيظ الكرام غيظا، ويجترئ الصغير على الكبير
واللئيم على الكريم (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة).
38596 لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من المدينة إلى
الشام يبتغون فيها الصحة (الديلمي عن أبي هريرة).
38597 لا تقوم الساعة حتى تناكر القلوب ويختلف
الأقاويل ويختلف الاخوان من الأب والام في الدين (الديلمي
عن حذيفة).
38598 لا تقوم الساعة حتى يتغاير على الغلام كما يتغاير على
المرأة (الديلمي عن أبي هريرة).
38599 لا تقوم الساعة حتى ترضح رؤس أقوام بكواكب
من السماء باستحلالهم عمل قوم لوط (الديلمي عن ابن عباس).
38600 لا تقوم الساعة حتى يعز الله فيه ثلاثا: درهما من
حلال، وعلما مستفادا، وأخا في الله عز وجل (الديلمي عن
حذيفة).
249

38601 لا تقوم الساعة حتى يفتح الله على المؤمنين
القسطنطينية الرومية بالتسبيح والتكبير (الديلمي عن عمرو
ابن عوف).
38602 لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها (الديلمي
عن أبي هريرة).
38603 لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم، وتختلفوا بأسيافكم
ويورث دنياكم شراركم (نعيم بن حماد في الفتن عن حذيفة).
38604 لا تقوم الساعة حتى ينصب الأوثان، وأول من
ينصبها أهل حصن من تهامة (نعيم عن ابن عمر).
38605 لا تقوم الساعة حتى يغلب أهل القفيز على قفيزهم،
وأهل المد على مدهم وأهل الأردب على أردبهم، وأهل الدينار
على دينارهم، وأهل الدرهم على درهمهم، ويرجع الناس إلى بلادهم
(كر عن أبي هريرة).
38606 لا خير في الدنيا بعد مائة سنة (الديلمي عن
أنس).
38607 لا يولد في الاسلام بعد ستمائة مولود لله فيه حاجة
(طب والخليلي في مشيخته عن صخرة بن قدامة، وأورده ابن
250

الجوزي في الموضوعات، وأخرجه ابن قانع بلفظ: بعد المائتين، وقال:
هذا مما ضعف به خالد بن خداش وأنكر عليه).
38608 يا أبا الوليد! يا عبادة بن الصامة! إذا رأيت
الصدقة كتمت وغلت واستؤجر على الغزو وأخرب العامر
وعمر الخراب وصار الرجل يتمرس بأمانته كما يتمرس البعير بالشجرة
فإنك والساعة كهاتين (عبد الرزاق طب عن عبد الله بن زينب
الجندي).
38609 يأتي على الناس زمان يتباهون بالمساجد ثم لا يعمرونها
إلا قليلا (ابن خزيمة عن أنس).
38610 يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها
حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب
عليها بمسحاته ومعوله (حم عن ابن عمرو).
38611 ذو السويقتين يخرب بيت الله عز وجل (الديلمي
عن أبي هريرة).
38612 ينادي مناد بين يدي الصيحة: يا أيها الناس! أتتكم
الساعة فيسمعها الاحياء والأموات، وينزل الله إلى السماء الدنيا، ثم
ينادي مناد: لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار (الديلمي عن
251

أبي سعيد)
38613 يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتلون عليه
فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ولا تقوم الساعة إلا نهارا (ك
عن أبي هريرة).
38614 يحسر الفرات عن جبل من ذهب وفضة، فيقتل
عليه من كل تسعة سبعة، فان أدركتموه فلا تقربوه (نعيم بن حماد
في الفتن عن أبي هريرة).
38615 تكون في بيت المقدس بيعة هدى (ابن سعد عن
عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني).
38616 كأني بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهن
مشركات (حم عن ابن عباس).
37617 لعن الله كسرى! إن أول الناس هلاكا العرب
ثم أهل فارس (حم عن أبي هريرة).
38618 إن من اقتراب الساعة هلاك العرب (ش، ق في
البعث عن طلحة بن مالك).
38619 أول الناس هلاكا فارس، ثم العرب على أثرهم (نعيم
ابن حماد في الفتن عن أبي هريرة، وسنده ضعيف).
252

38620 أول الناس هلاكا قريش، وأول قريش هلاكا
أهل بيتي (الحاكم في الكنى عن عمرو بن العاص).
38621 لا يذهب الله الليل والنهار حتى توجد النعل في
القمامة فيقال: كأنها نعل قرشي (ابن قانع، طب عن عبد الرحمن
ابن شبل).
فرع في تنزل الزمان وتغيره لبعد العهد منه
صلى الله عليه وسلم
38622 ما من عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
(ت (1) عن أنس).
38623 كل شئ ينقص إلا الشر فإنه يزاد فيه (حم، طب
ع عن أبي الدرداء).
38624 ما من عام إلا ينقص الخير فيه ويزيد الشر
(طب عن أبي الدرداء).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب رقم 35 ورقم الحديث (2207)
وقال حسن صحيح. ص.
253

38625 لا يأتي عليكم عام ولا يوم إلا والذي بعده شر منه
حتى تلقوا ربكم (حم، خ، ن عن أنس).
38626 إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به
هلك، ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا (ت - (1)
عن أبي هريرة).
38627 ضاف ضيف رجلا من بني إسرائيل وفي داره كلبة
محج (2) فقالت الكلبة: والله لا أنبح ضيف أهلي فعوى جراؤها
في بطنها، قيل: ما هذا فأوحى الله عز وجل إلى رجل منهم: هذا
مثل أمة تكون من بعدكم يقهر سفهاؤها حلماءها (حم عن
ابن عمرو).
الاكمال
28628 إنكم قد أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه
قليل سؤاله كثير معطوه، العمل فيه خير من العلم، وسيأتي عليكم

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب العمل القليل.) رقم (2268)
وقال الترمذي: غريب. ص
(2) محج: حامل قرب الولاد. ب.
254

زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه، العلم
فيه خير من العمل (طب - عن حزام بن حكيم بن حزام عن أبيه،
طب وابن عساكر عن حزام بن حكيم عن عمه عبد الله بن سعد
الأنصاري).
38629 إنكم في زمان علماؤه كثير خطباؤه قليل، من
ترك فيه عشير ما يعلم هوى، وسيأتي على الناس زمان يقل علماؤه
ويكثر خطباؤه من تمسك فيه بعشير ما يعلم نجا (حم عن
أبي ذر).
38630 أنتم اليوم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك،
وسيأتي على الناس زمان من منهم عشر ما أمر به نجا (عد، كر
وابن النجار عن أبي هريرة).
38631 يكون في آخر الزمان ديدان القراء، فمن أدرك ذلك
الزمان فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهو الانتنون، ثم يظهر
قلانس البرود، فلا يستحيى يومئذ من الربا، والمستمسك يومئذ
بدينه كالقابض على الجمرة، والمتمسك يومئذ بدينه أجره كأجر
خمسين. قالوا: منا أو منهم؟ قال: بل منكم (الحكيم عن
أبان عن أنس).
255

38632 لا يأتي عليكم عام إلا وهو شر من الآخر (نعيم
في الفتن عن ابن عمر).
38633 لن يزداد الزمان إلا شدة، ولن يزداد الناس إلا
شحا، ولن تقوم الساعة إلا على شرار الناس (ابن النجار عن أسامة
ابن زيد).
38634 لا يزداد الامر إلا شدة، ولا يزداد المال إلا إفاظة
ولا يزداد الناس إلا شحا (طب، ك، ق في كتاب بيان خطأ من
أخطأ على الشافعي عن أبي أمامة، طب عن معاوية).
38635 الشقي من أدركته الساعة حيا لم يمت (الديلمي
عن ابن عمر).
38636 إن رجلا كان فيمن كان قبلكم استضاف قوما
فأضافوه ولهم كلبة تنبح فقالت الكلبة: والله! لا أنبح ضيف
أهلي الليلة، فعوى جراؤها في بطنها، فبلغ ذلك نبيا لهم أو فقيها لهم
فقال: مثل هذه مثل أمة تكون بعدكم يقهر سفهاؤها حلماءها أو:
يغلب سفهاؤها علماءها (الرامهرمزي في الأمثال عن عطاء بن
السائب عن أبيه عن ابن عمرو).
256

38637 إن كلبة كانت في بني إسرائيل مجح فضاف أهلها
ضيف فقالت: لا أنبح ضيفا الليلة، فعوى جراؤها في بطنها،
فأوحى الله إلى رجل منهم أن مثل الكلبة مثل أمة يأتون من بعدكم
يستعلي سفهاؤها على علمائها (طس عن ابن عمرو).
38638 نزل ضيف في بني إسرائيل على قوم وكانت لهم كلبة
محج يعني حامل فقالت: لا أنبح ضيف أهلي، فعوى جراؤها
في بطنها، فغدوا على نبي لهم فأخبروه، فقال: أتدرون ما مثل
هؤلاء؟ قالوا: لا، قال: مثل أمة تكون بعدكم يغلب سفهاؤها
علماءها (طب عن ابن عمر).
الفصل الرابع في ذكر أشراط الساعة الكبرى
ذكرها مجتمعة
38639 إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر آيات: الدخان،
والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، وثلاثة خسوف:
خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونزول
عيسى، وفتح يأجوج ومأجوج، ونار تخرج من قعر عدن تسوق
الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا
257

(حم، م، ع عن حذيفة بن أسيد) (1).
38640 إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها
وخروج الدابة على الناس ضحى، فأيتها ما كانت قبل صاحبتها
فالأخرى على أثرها قريبا (حم، م، ن، ه‍ عن ابن عمر) (2).
38641 بادروا بالاعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها،
والدخان، ودابة الأرض، والدجال، وخويصة أحدكم، وأمر
العامة (حم، م (3) عن أبي هريرة).
38642 ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن
آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من
مغربها، والدجال، ودابة الأرض (م (4)، ت عن أبي هريرة).
38643 خروج الآيات بعضها على أثر بعض، يتتابعن كما
يتتابع الخرز في النظام (طس عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب في الآيات التي تكون قبل الساعة
رقم (2901). ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن رقم (2941). ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الفتن رقم 829. ص.
(4) أخرجه مسلم كتاب الايمان رقم 249. ص.
258

38644 كل ما توعدون في مائة سنة (البزار عن ثوبان).
الاكمال
38645 أول الآيات الدجال ونزول عيسى ونار تخرج من
قعر عدن أبين (1)، تسوق الناس إلى المحشر، تقيل معهم إذا قالوا:
والدخان والدابة ويأجوج ومأجوج، قيل: يا رسول الله! وما
يأجوج ومأجوج، قال: يأجوج ومأجوج أمم، كل أمة أربعمائة
ألف أمة، لا يموت الرجل منهم حتى يرى ألف عين تطرف بين
يديه من صلبه، وهم ولد آدم، فيسيرون إلى خراب الدنيا وتكون
مقدمتهم بالشام وساقتهم بالعراق، فيمرون بأنها الدنيا فيشربون الفرات
ودجلة وبحيرة طبرية حتى يأتوا بيت المقدس فيقولون: قد قتلنا أهل
الدنيا فقاتلوا من في السماء، فيرمون بالنشاب إلي السماء، فيرجع
نشابهم مخضبة بالدم، فيقولون: قد قتلنا من في السماء، وعيسي
والمسلمون بجبل طور سنين، فيوحي الله إلى عيسى أن أحرز عبادي
وما يلي أيلة، ثم إن عيسى يرفع يديه إلى السماء ويؤمن المسلمون،

(1) أبين: أبين - وزن أحمر - اسم رجل من حمير بني عدن فنسبت إليه
وقيل عدن أبين. المصباح المنير 1 / 98. ب.
259

فيبعث الله عليهم دابة يقال لها: النغف، تدخل في مناخرهم، فيصبحون
موتى من حاق الشام إلى حاق العراق حتى تنتن الأرض من جيفهم،
ويأمر السماء فتمطر كأفواه القرب، فتغسل الأرض من جيفهم
ونتنهم، فعند ذلك طلوع الشمس من مغربها (ابن جرير عن
حذيفة بن اليمان).
38646 بين يدي الساعة عشر آيات كالنظم في الخيط، إذا
سقط منها واحدة توالت: خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم
وفتح يأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وذلك حين
لا ينفع نفسا إيمانها (كر عن أبي شريحة).
38647 عشر بين يدي الساعة: خسف بالمغرب، وخسف
بالمشرق، وخسف بجزيرة العرب، والدخان، ونزول عيسى ابن مريم،
والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وريح تسفيهم
وتطرحهم بالبحر، وطلوع الشمس من مغربها (البغوي، طب
عن الربيع بن عضلة عن أبي شريحة).
38648 عشر آيات بين يدي الساعة (ابن السكن عن
ربيعة الجرشي).
38649 للناس ثلاثة معاقل: فمعقلهم من الملحمة الكبرى
260

التي يكون بعمق أنطاكية دمشق، ومعقلهم من الملحمة بيت المقدس،
ومعقلهم من يأجوج ومأجوج طور سيناء (حل، كر عن الحسين
ابن علي، كر عن يحيى بن جابر الطائي مرسلا).
38650 لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات: خسف
بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدجال،
والدخان ونزول عيسى، ويأجوج ومأجوج، والدابة، وطلوع الشمس
من مغربها، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر
تحشر الذر والنمل (طب، ك وابن مردويه عن واثلة).
خروج المهدي
38651 إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان
فأتوها، فان فيها خليفة الله المهدي (حم، ك عن ثوبان).
38652 تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى
تنصب بإيلياء (حم، ت عن أبي هريرة) (1).
38653 أبشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي، يخرج

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن رقم (2270) وقال حسن غريب. ص.
261

في اختلاف من الناس وزلزال، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما
ملئت ظلما وجورا، ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض،
ويقسم المال صحاحا بالسوية، ويملا قلوب أمة محمد صلى الله عليه وسلم غنى ويسعهم
عدله حتى أنه يأمر مناديا فينادي: من له حاجة إلي؟ فما يأتيه أحد
إلا رجل واحد يأتيه فيسأله، فيقول: ائت السادن حتى يعطيك،
فيأتيه فيقول: أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا، فيقول: أحث،
فيحثي ولا يستطيع أن يحمله، فيلقي حتى يكون قدر ما يستطيع
أن يحمله، فيخرج به فيندم فيقول: أنا كنت أجشع أمة محمد
نفسا، كلهم دعي إلى هذا المال فتركه غيري، فيرد عليه فيقول:
إنا لا نقبل شيئا أعطيناه، فيلبث في ذلك ستا أو سبعا أو ثمانيا أو
تسع سنين ولا خير في الحياة بعده (حم والبارودي عن
أبي سعيد).
38654 إن في أمتي المهدي يخرج، يعيش خمسا أو سبعا
أو تسعا، فيجئ إليه الرجل فيقول: يا مهدي! أعطني أعطني،
فيجثي له ثوبه ما استطاع أن يحمله (ت عن أبي سعيد) (1).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن رقم (2233) وقال حسن غريب. ص.
262

38655 لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملك رجل من
أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي (حم، د، ت عن ابن مسعود) (1).
38656 لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا،
ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا شرار الناس، ولا
مهدي إلا عيسى ابن مريم (ه‍، ك عن أنس).
38657 يخرج ناس من المشرق فيوطؤن للمهدي سلطانه
(ه‍ عن عبد الله بن الحارث بن جزء) (2).
38658 يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم
لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق
فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم، فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج
فإنه خليفة الله المهدي (ه‍، ك عن ثوبان).
38659 يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا ولا يعده
عددا (حم، م عن جابر). (3)؟

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن رقم (2231) وقال حسن صحيح ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 4 / 441 وابن ماجة كتاب الفتن رقم 4039. ص.
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن رقم 4088 وقال في الزوائد: وفي إسناده
ابن لهيعة. ص.
263

38660 يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال ولا يعده
(حم، م عن أبي سعيد وجابر).
38661 يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، لو لم
يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي (ت عن
ابن مسعود).
38662 المهدي من عترتي من ولد فاطمة (د، م عن
أم سلمة).
38663 المهدي من العباس عمي (قط في الافراد
عن عثمان).
38664 المهدي من أهل البيت، يصلحه الله في ليلة (حم،
ه‍ عن علي).
38665 المهدي أجلى الجبهة، أقنى الانف، يملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين (د، ك
عن أبي سعيد) (1).
38666 المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدري

(1) أخرجه أبو داود كتاب المهدي رقم (4284) ورقم (4285). ض.
264

(الروياني عن حذيفة).
38667 سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء امراء،
ومن بعد الامراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج
رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ثم يؤمر
بعده القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه (طب عن
حامل الصدفي).
38668 يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل
من أهل المدينة هاربا إلى مكة، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه
وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام
فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه
أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم
ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون
عليهم، وذلك بعث كلب، والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب!
فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم ويلقي الاسلام بجرانه
إلى الأرض، فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون
(حم، د، ك عن أم سلمة) (1).

(1) أخرجه أبو داود كتاب المهدي رقم 4286. ص
265

38669 لتملأن الأرض جورا وظلما! فإذا ملئت جورا وظلما
يبعث الله عز وجل رجلا مني اسمه اسمي واسم أبيه أسم أبي، فيملؤها
عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها
ولا الأرض شيئا من نباتها، يمكث فيكم سبعا أو ثمانيا، فان
أكثر فتسعا (طب والبزار عن قرة المزني).
38670 لتملأن الأرض ظلما وعدوانا! ثم ليخرجن رجل
من أهل بيتي حتى يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا
وعدوانا (الحارث عن أبي سعيد).
38671 لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى ابن مريم في
آخرها، والمهدي في أوسطها (أبو نعيم في أخبار المهدي - عن
ابن عباس).
38672 من خلفائكم خليفة يحثي المال حثيا ولا يعده عدا
(م عن أبي سعيد).
38673 منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه (أبو نعيم في
كتاب المهدي عن أبي سعيد).
38674 لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله تعالى حتى
266

يملك رجل من أهل بيتي جبل الديلم والقسطنطينية (ه‍ عن
أبي هريرة).
38675 لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله تعالى
رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا (حم،
عن علي) (1).
38676 لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله تعال ذلك
اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم
أبيه أسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا
(د عن ابن مسعود) (2).
الاكمال
38677 إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا
وإن أهل بيتي سيلقون من بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا، حتى
قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه
فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى

(1) أخرجه أبو داود كتاب المهدي رقم 4282 ورقم 4283. ص.
(2) أخرجه أبو داود كتاب المهدي رقم 4282 ورقم 4283. ص.
267

رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي،
فيملك الأرض فيملؤها قسطا وعدلا كما ملؤها جورا وظلما، فمن
أدرك ذلك منكم أو من أعقابكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج، فإنها
رايات هدى (ه‍، ك وتعقب عن ابن مسعود).
38678 المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي (كر
عن ابن مسعود).
38679 ستطلع عليكم رايات سود من قبل خراسان!
فأتوها ولو حبوا على الثلج، فإنه خليفة الله تعالى المهدي (الديلمي
عن ثوبان).
38680 ستكون بينكم وبين الروم أربع هدن! يوم الرابعة
على يد رجل من آل هارون، يدوم سبع سنين، قيل: يا رسول
الله! من إمام الناس يومئذ؟ قال: من ولدي ابن أربعين سنة، كأنه
وجهه كوكب دري، في خده الأيمن خال أسود، عليه عباءتان
قطوانيتان، كأنه من رجال بني إسرائيل، يملك عشرين سنة يستخرج
الكنوز ويفتح مدائن الشرك (طب عن أبي أمامة).
38681 تكون هدنة على دخن! قيل: يا رسول الله!
ما هدنة على دخن؟ قال: قلوب لا تعود على ما كانت عليه، ثم
268

تكون دعاة الضلالة، فان رأيت يومئذ خليفة الله تعالى في الأرض
فالزمه وإن نهك جسمك وأخذ مالك، وإن لم تره فاضرب في الأرض
ولو أن تموت وأنت عاض بجذل شجرة (ط، حم، د، ع، ض
عن حذيفة).
38682 كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى ابن مريم في
آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها (ك في تاريخه، كر
عن ابن عباس).
38683 لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجلا من
أهل بيتي (طب عن ابن مسعود).
38684 لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول الله تعالى تلك
الليلة حتى يلي رجل من أهل بيتي (الديلمي عن أبي هريرة).
38685 ستكون بعدي فتن منها فتنة الأحلاس يكون فيها
حرب وهرب، ثم بعدها فتن أشد منها، ثم تكون فتنة كلما
قيل: انقطعت تمادت، حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ولا مسلم إلا
شكته حتى يخرج رجل من عترتي (نعيم بن حماد في الفتن عن
أبي سعيد).
38586 في ذي العقدة تجاذب القبائل وعامئذ ينهب الحاج
269

ستكون ملحمة بمنى حتى يهرب صاحبهم، فيبايع بين الركن والمقام
هو كاره، يبايع مثل عدة أهل بدر، يرضى عنه ساكن السماء
وساكن الأرض (نعيم بن حماد في الفتن، ك عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده).
38687 منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي (البيهقي
وأبو نعيم كلاهما في الدلائل، الخطيب عن ابن عباس).
38688 منا القائم ومنا المنصور ومنا السفاح ومنا المهدي،
فأما القائم فتأتيه الخلافة لم يهراق فيها محجمة من دم، وأما المنصور
فلا تدركه راية، وأما السفاح فهو يسفح المال والدم، وأما المهدي
يملؤها عدلا كما ملت ظلما (الخطيب عن أبي سعيد).
38689 لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله تعالى رجلا من
أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، فيملأ الأرض
عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (طب، قط في الافراد، ك
عن ابن مسعود).
38690 لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل
بيتي أجلى أقنى، يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما، يكون سبع
سنين (حم، ع وسمويه، ض عن أبي سعيد).
270

38691 لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا،
ثم يخرج رجل من عترتي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وعدوانا (ع وابن خزيمة، حب، ك عنه).
38692 لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي يوطئ
اسمه اسمي (حم عن ابن مسعود).
38693 يا عم النبي! إن الله تعالى ابتدأ الاسلام بي وسيختمه
بغلام من ولدك، وهو الذي يتقدم عيسى ابن مريم (حل عن
أبي هريرة).
38694 يا عباس! إن الله تعالى بدأ بي هذا الامر وسيختمه
بغلام من ولدك يملؤها عدلا كما ملئت جورا، وهو الذي يصلي
بعيسى عليه السلام (قط في الافراد والخطيب وابن عساكر عن
عامر بن ياسر).
38695 يا عم! ولدك قوم تحج وخيرهم للأبعد (طس
عن العباس، وضعف).
38696 يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة
أهل بدر، فتأتيه عصب العراق وأبدال الشام، فيأتيهم جيش من
الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، ثم يسير إليه رجل من
271

قريش أخواله كلب فيهزمهم الله تعالى، فكان يقال: الخائب من
خاب غنيمة كلب (ش، طب، كر عن أم سلمة).
38697 يعوذ عائذ في البيت، فيبعث إليه جيش، حتى
إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فلم يفلت منهم إلا رجل يخبر عنهم
(الخطيب في المتفق و المفترق عن أم سلمة).
38698 يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة
من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان
فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب (1) تلعة، ويخرج رجل
من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جندا من جنده
فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من
الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم (ك عن
أبي هريرة) (2).

(1) ذنب تلعة: ومنه الحديث " فتحئ مطر لا يمنع منه ذنب تلعة "
يريد كثرته وأنه لا يخلو منه موضع والحديث الآخر " ليضربنهم
المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة " النهاية 1 / 197. ب.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 520) وقال هذا حديث صحيح
الاسناد ووافقه الذهبي. ص.
272

38699 يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا
البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة الغرب، ثم تجئ
الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون
كنزه (ش، حم، ك عن أبي هريرة).
38700 يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث،
وتخرج الأرض نباتها، يعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية،
وتعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثمانيا (ك عن ابن مسعود) (1).
38701 يخرج المهدي في أمتي، يعيش خمسا أو سبعا أو
تسعا، ثم يرسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض من نباتها
شيئا ويكون المال كدوسا، يجئ الرجل إليه فيقول: يا مهدي!
أعطني أعطني، فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل (حم عن
أبي سعيد).
38702 يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه
خلقي، فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (طب عن
ابن مسعود).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 558) وقال صحيح ووافقه الذهبي
وعن أبي سعيد الخدري. ص.
273

يكون في آخر الزمان عند تظاهر من الفتن وانقطاع
من الزمن أمير، أول ما يكون عطاؤه للناس أن يأتيه الرجل
فيحثي له في حجره، يهمه من يقبل من صدقة ذلك اليوم
لما يصيب الناس من الفرج (ع وابن عساكر عن أبي سعيد).
38704 يكون بعدي خلفاء، وبعد الخلفاء الامراء، وبعد
الامراء الملوك، وبعد الملوك الجبابرة، وبعد الجبابرة رجل من أهل
بيتي يملأ الأرض عدلا، ومن بعده القحطاني، والذي بعثني بالحق!
ما هو دونه (نعيم بن حماد في الفتن عن عبد الرحمن بن قيس بن
جابر الصدفي).
38705 يكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي
ذي القعدة تتحارب القبائل، وفي ذي الحجة يلتهب الحاج، وفي
المحرم ينادي مناد من السماء: ألا! إن صفوة الله تعالى من خلقه
فلان فاسمعوا له وأطيعوا (نعيم عن شهر بن حوشب مرسلا).
38706 يكون في أمتي المهدي، إن قصر عمره فسبع سنين
وإلا فثمان وإلا فتسع سنين، فتنعم أمتي في زمانه نعيما لم ينعموا مثله
قط البر منهم والفاجر، يرسل السماء عليه مدرارا، ولا تدخر
الأرض شيئا من نباتها، يكون المال كدوسا، يقول الرجل فيقول:
274

يا مهدي! أعطني، فيقول: خذ (قط في الافراد، طس عن
أبي هريرة، ه‍ عن أبي سعيد).
38707 يملك الناس رجل من أهل بيتي اسمه اسمي واسم
أبيه اسم أبي، يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا
(طب والخطيب عن ابن مسعود).
38708 ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم
لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة، وحتى يملأ الأرض
جورا وظلما، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم
فيبعث الله تعالى رجلا من عترتي، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما
ملئت ظلما وجورا، يرضى عنه عنه ساكن السماء وساكن الأرض،
لا تدخر الأرض شيئا من بذرها إلا أخرجته، ولا السماء شيئا من
قطرها إلا صبته ويعيش فيهم سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع
(ك عن أبي سعيد) (1).
38709 كلوا هذا المال ما طاب لكم، فإذا غادر شئ
فدعوه، فان الله تعالى سيغنيكم من فضله، ولن تفعلوا حتى يأتيكم الله

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 465) وقال الذهبي: إسناده مظلم. ص.
275

بإمام عادل ليس من بني أمية (عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا
وابن عساكر عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا).
الخسف والمسخ والقذف
38710 في أمتي خسف ومسخ وقذف (حم، م ك عن
ابن عمرو).
38711 إن في أمتي خسفا وقذفا ومسخا (طب عن سعيد
ابن أبي راشد).
38712 بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف (ه‍ عن
ابن مسعود).
38713 ليبيتن أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم
ليصبحن قردة وخنازير (طب عن أبي أمامة).
38714 إذا اتخذ الفئ دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما
وتعلم لغير الدين وأطاع الرجل امرأته وعق أمه، وأدنى صديقه
وقصى أباه، وظهرت الأصوات في المساجد، وساد القبيلة فاسقهم،
وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وظهرت
القينات والمعازف، وشربت الخمور، ولعن آخر هذه الأمة أولها
276

فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء وزلزلة وخسفا ومسخا وقذفا وآيات
تتابع كنظام لآل قطع سلكه فتتابع (ت عن أبي
هريرة) (1).
38715 يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف (حم، ه‍
عن ابن عمر).
38716 يكون في آخر أمتي الخسف والقذف والمسخ (ه‍
عن سهل بن سعد).
38717 يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف،
قيل: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر
الخبث (ت عن عائشة).
38718 في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف في أهل القدر
(ت، ه‍ عن ابن عمر).
38719 في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف إذا ظهرت
القينات والمعازف وشربت الخمور (ت عن عمران بن
277

حصين) (1).
38720 سيكون في آخر الزمان خسف ومسخ وقذف
إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر (طب عن
سهل بن سعد).
الاكمال
38721 لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل حتى يقال: من
بقي من بني فلان (حم والبغوي و ابن قانع، طب، ك، ض عن
عبد الرحمن بن صحار بن صخر العبدي عن أبيه).
38722 لا تقوم الساعة حتى يخسف برجل كثير المال
والولد (نعيم عن معاذ).
38723 يكون في أمتي رجفة، يهلك فيها عشرة آلاف،
عشرون ألفا، ثلاثون ألفا، يجعلها الله موعظة للمتقين ورحمة
للمؤمنين وعذابا على الكافرين (ابن عساكر عن عروة بن رويم
الأنصاري).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في علامة.) رقم (3 22)
وقال غريب.
278

38724 تكون هدة في شهر رمضان، توقظ النائم وتفزع
اليقظان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم معمعة في ذي القعدة، ثم
يسلب الحاج في ذي الحجة، تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون
موت في صفر، ثم يتنازع القبائل في شهر ربيع، ثم العجب كل
العجب من جمادي ورجب، ثم ناقة مقتبة خير من دسكرة تقل
مائة ألف (نعيم بن حماد في الفتن، ك عن أبي هريرة، قال ك:
غريب المتن، وقال الذهبي: موضوع، وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات).
38725 تبنى مدنية بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة تجئ
إليها خزائن الأمصار وجبابرتها، يخسف بها وبمن فيها، فلهي أسرع
ذهابا في الأرض من وتد الحديد في الأرض الرخوة (الخطيب ووهاه
عن جرير، الخطيب عن أنس، وقال: ليس بمحفوظ والمحفوظ
حديث جابر).
38726 تكون وقعة بين زوراء، قالوا: وما الزوراء
يا رسول الله؟ قال: مدينة بين أنهار من أرض جوخا يسنها جبابرة
أمتي، تعذب بأربعة أصناف، بخسف ومسخ وقذف (الخطيب
عن حذيفة).
279

38727 تكون في أمتي قزعة فيصير الناس إلى علمائهم
فإذا هم قردة وخنازير (الحكيم عن أبي أمامة).
38728 سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب
وخسف في جزيرة العرب، قيل يخسف بالأرض وفيهم الصالحون؟
قال: نعيم، إذا أكثر أهلها الخبث (طب عن أم سلمة).
38729 في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، قيل: يا رسول
الله! ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت
الخمور (ت: غريب عن عمران ين حصين) مر برقم 38719.
38730 والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع بهم
الخسف والمسخ والقذف، قالوا: ومتى ذلك يا نبي الله؟ قال: إذا
رأيتم النساء قد ركبن السروج، وكثرت القينات، وشهد شهادات
الزور، وشرب الخمر لا يستخفى بها، وشرب المصلون في آنية
أهل الشرك من الذهب والفضة، واستغنى الرجال بالرجال والنساء
بالنساء، فاستذفروا واستعدوا واتقوا القذف من السماء (ك وتعقب.
عد هب وضعفه عن أبي هريرة).
38731 لا بد من خسف ومسخ ورجف! قالوا: يا رسول
الله! في هذه الأمة؟ قال: نعم، إذا اتخذوا القيان، واستحلوا الزنا،
280

وأكلوا الربا، واستحلوا الصيد في الحرم، ولبسوا الحرير، واكتفى
الرجال بالرجال والنساء بالنساء (ابن النجار عن ابن عمر).
38732 يكون في أمتي الخسف والمسخ والقذف باتخاذهم
القينات وشربهم الخمور (طب وابن عساكر عن أبي مالك الأشعري،
البغوي عن هشام بن الغاز عن أبيه عن جده ربيعة).
38733 يكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف إذا
ظهرت القيان والمعازف واستحلت الخمور (عبد بن حميد وابن أبي
الدنيا في ذم الملاهي وابن النجار عن سهل بن سعد).
38734 تكون في أمتي قذف ومسخ وخسف إذا ظهرت
المعازف وكثرت القينات وشربت الخمور (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي
عن عمران بن حصين).
38735 يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير،
قيل: يا رسول الله! ويشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
ويصومون؟ قال: نعم، قيل: فما بالهم يا رسول الله؟ قال: يتخذون
المعازف والقينات والدفوف ويشربون الأشربة، فباتوا على شربهم
ولهوهم فأصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير (حل عن
أبي هريرة).
281

38736 ليكونن من هذه الأمة قوم قردة وخنازير، ليصبحن
فيقال خسف بدار بني فلان ودار بني فلان، وبينما الرجلان يمشيان
يخسف بأحدهما بشرب الخمور ولباس الحرير والضرب بالمعازف ولزمارة
(نعيم بن حماد في الفتن عن مالك الكندي).
خروج الدجال
38737 أما فتنة الدجال فإن لم يكن نبي إلا قد حذر أمته،
وسأحذركموه تحذيرا لم يحذره نبي أمته، إنه أعور وإن الله ليس
بأعور، مكتوب بين عينيه (كافر) يقرؤه كل مؤمن، وأما فتنة
القبر فبي تفتنون وعني تسألون، فإذا كان الرجل الصالح أجلس في
قبره غير فزع ثم يقال له: ما هذا الرجل الذي كان فيكم، فيقول:
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءنا بالبينات من عند الله عز وجل فصدقناه
فتفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال
له: انظر إلى ما وقاك الله عز وجل، ثم يفرج له فرجة إلى الجنة
فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك منها، ويقال له:
على اليقين كنت وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى، وإذا
كان الرجل السوء أجلس في قبره فزعا فيقال له: ما كنت
282

تقول؟ فيقول: لا أدري، فيقال: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟
فيقول: سمعت الناس يقولون قولا فقلت كما قالوا، فتفرج له فرجة
من قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له انظر إلى
ما صرف الله عنكم، ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم
بعضها بعضا، ويقال له: هذا مقعدك منها، على الشك كنت وعليه
مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى، ثم يعذب (حم عن عائشة).
38738 إني والله ما قمت مقامي هذا لأمر ينفعكم لرغبة
ولا لرهبة ولكن تميما الداري أتاني فأخبرني خبرا منعني القيلولة من
الفرح وقرة العين فأحببت أن أنشر عليكم فرح نبيكم، ألا! إن
تميما الداري أخبرني أن الريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفونها. فقعدوا
في قوارب السفينة حتى خرجوا إلى الجزيرة فإذا هم بشئ أهلب كثير
الشعر، قالوا له: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة، قالوا: أخبرينا
قالت: ما أنا بمخبرتكم شيئا ولا سائلتكم ولكن هذا الدير قد
رمقتموه فأتوه، فان فيه رجلا بالأشواق إلى أن تخبروه بخبركم، فأتوه
فدخلوا عليه فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق يظهر الحزن شديد
التشكي، فقيل لهم: من أين؟ قالوا: من الشام، قال: ما فعلت
العرب؟ قالوا: نحن قوم من العرب، عما تسأل؟ قال: ما فعل
283

هذا الرجل الذي خرج فيكم؟ قالوا: خيرا، ناوي قوما فأظهره الله
عليهم فأمرهم اليوم جميع إلههم واحد ودينهم واحد، قال: ما فعلت
عين زغر (1)؟ قالوا: خيرا: يسقون منها زروعهم ويستقون منها
لسقيهم، قال: ما فعل نخل بين عمان وبيسان؟ قالوا: يطعم ثمره
كل عام، قال: ما فعلت بحيرة الطبرية؟ قالوا: تدفق جنباتها من
كثرة الماء، فزفر ثلاث زفرات ثم قال: لو انفلت من وثاقي هذا
لم أدع أرضا إلا وطئتها برجلي هاتين إلا طيبة، ليس لي عليها سبيل،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا انتهى فرحي، هذه طيبة! والذي
نفسي بيده! ما فيها طريق ضيق ولا واسع ولا سهل ولا جبل إلا
وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة (حم، ه‍ عن فاطمة
بنت قيس) (2).
38739 ألا! إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كأن
عينه عنبة طافئة، وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم
كأحسن ما ترى من أدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رجل

(1) عين زغر: قرية بالشام. ص.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب فتنة الدجال رقم 4074. ص.
284

الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعا يديه على منكبي رجلين وهو بينهما،
يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: المسيح ابن مريم، ثم
رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور عين اليمنى يطوف بالبيت،
فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا المسيح الدجال (ق عن
ابن عمر).
38740 غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم
فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه
والله خليفتي على كل مسلم، إنه شاب قطط، إحدى عينيه كأنها عنبة
طافئة، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم فليقرأ
عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة بين الشام والعراق
فعاث يمينا وعاث شمالا، يا عباد الله! فاثبتوا، قلنا: يا رسول الله!
ما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما، يوم كسنة ويوم كشهر
ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم، قلنا يا رسول الله! فذلك اليوم
كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال: لا، اقدروا له قدره، قالوا: وما
إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم
فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء السماء فتمطر والأرض
فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرى وأصبغه ضروعا
285

وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف
فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شئ من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول
لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب (1) النحل، ثم
يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض:
ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث
الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين
مهرودتين (2) واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر
وإذا رفعه تحدر منه مثل جمان كاللؤلؤ، ولا يحل لكافر بحد
ريح نفسه إلا مات. ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه
حتى يدركه بباب لد فيقتله، ثم يأتي عيسى قوما قد عصمهم الله منه
فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك
إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى عليه السلام: إني قد أخرجت

(1) كيعاسيب: ومنه حديث الدجال " فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل " جمع
يعسوب: أي تظهر له وتجتمع عنده كما تجتمع النحل على يعاسبيها.
النهاية 3 / 235. ب.
(2) مهرودتين: أي في شقتين أو حلتين. النهاية 5 / 258. ب.
286

عبادا لي لا يدان لاحد بقتالهم فحرز (1) عبادي إلى الطو، ويبعث
الله عز وجل يأجوج ومأجوج " وهم من كل حدب ينسلون " فيمر
أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد
كان بهذه مرة ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل
بيت المقدس فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض فهلموا لنقتل من في
السماء! فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما
ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه حتى يكون رأس الثور
لأحدهم خير من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى
وأصحابه إلى الله عز وجل، فيرسل الله عليهم النغف (2) في رقابهم،
فيصيحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى
وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا وقد ملاه
زهمهم (3) ونتنهم ودماؤهم، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه

(1) فحرز: أي ضمهم إليه واجعله لهم حرزا. النهاية 1 / 366. ب.
(2) النغف: النغف - بالتحريك - دود يكون في أنوف الإبل والغنم،
واحدتها نغفة. النهاية 5 / 87. ب.
(3) زهمهم: الزهم - بالتحريك - مصدر زهمت يده تزهم من رائحة
اللحم، والزهمة - بالضم - الريح المنتنة، أراد أن الأرض تنتن من
جيفهم. النهاية 2 / 323. ب.
287

إلى الله عز وجل، فيرسل عليهم طيرا كأعناق البخت فتحملهم
فتطرحهم حيث شاء الله تعالى، ثم يرسل الله عز وجل مطرا لا
يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة،
ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك وردي بركتك، فيومئذ تأكل
العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها (1) ويبارك الله في الرسل (2).
حتى أن اللقحة (3) من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة
من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ
من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث الله عز وجل ريحا طيبة فتأخذهم
تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار
الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة (حم، م (4) ت
عن النواس بن سمعان).

(1) بقحفها: أراد قشرها، تشبيها بقحف الرأس، وهو الذي فوق
الدماغ. النهاية 4 / 17. ب.
(2) الرسل: ما كان من الإبل والغنم من عشر إلى خمس وعشرين.
النهاية 2 / 222. ب.
(3) اللقحة: - بالكسر والفتح - الناقة القريبة العهد بالنتاج. النهاية 4 / 202. ب.
(4) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب ذكر الدجال رقم 2937. ب.
288

38741 يا أيها الناس! هل تدرون لم جمعتكم! إني والله
ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لان تميما الداري كان
رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت
أحدثكم عن المسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية
مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الريح شهرا في البحر
ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حين مغرب الشمس فجلسوا في أقرب
السفينة فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون
ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا: ويلك ما أنت؟
قالت: أنا الجساسة، قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم!
انطلقوا إلى الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، قال: لما سمت
لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة، فانطلقنا سراعا حتى دخلنا
الدير فإذا فيه أعظم إنسانا رأيناه خلقا قط وأشده وثاقا مجموعة يداه
إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد. قلنا: ويلك ما أنت؟
قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن ناس من
العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم (1) فلعب

(1) اغتلم: أي: هاج واضطربت أمواجه، والاغتلام: مجاوزة الحسد
النهاية 3 / 382 ب.
289

بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا
الجزيرة فلقينا دابة أهلب كثير الشعر ما ندري ما قبله من دبره
من كثرة الشعر فقلنا: ويلك: ما أنت؟ قال: أنا الجساسة، قلنا:
وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم
بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا وفرقنا منها ولم نأمن أن تكون
شيطانة، فقال: أخبروني عن نخل بيسان، قلنا: عن أي شأنها
تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر، قلنا له: نعم، قال:
أما أنا يوشك أن لا تثمر، قال: أخبروني عن بحيرة طبرية، قلنا:
عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قلنا: هي كثيرة الماء،
قال: إن ماءها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر (1).
قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء وهل يزرع
أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من
مائها، قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من
مكة ونزل بيثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا نعم، قال: كيف
صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه،

(1) عين زغر: بوزن صرد: عين بالشام من أرض البلقاء.
النهاية 2 / 304.
290

قال: قد كان ذلك؟ قلنا: نعم، قال أما! إن ذلك خير لهم أن
يطيعوه، وإني مخبركم عني! إني أنا المسيح الدجال، وإني أوشك
أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا
هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة هما مخرمتان علي كلتاهما، كلما
أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا
يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها، ألا
أخبركم هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة ألا! هل كنت حدثتكم
ذلك؟ فإنه أعجبني حديث تميم، إنه وافق الذي كنت أحدثكم
عنه وعن المدينة ومكة إلا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من
قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو
وأومي بيده إلى المشرق، قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
(حم، م (1) عن فاطمة بنت قيس، قلت: قال الشيخ جلال الدين
السيوطي رضي الله عنه في قسم الافعال: زاد طب في آخر هذا
الحديث: بل هو في بحر العراق، يخرج حين يخرج من بلدة يقال
لها أصبهان من قرية من قراها يقال لها رستقاباد، ويخرج حين يخرج
على مقدمته سبعون ألفا عليهم التيجان، معه نهران: نهر من ماء

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب قصة الجساسة رقم 2942. ص.
291

ونهر من نار، فمن أدرك ذلك منكم فقيل له: ادخل الماء، فلا
يدخله فإنه نار، وإذا قيل له: ادخل النار، فليدخلها فإنه ماء انتهى).
38742 يا أيها الناس: إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض
منذ ذرأ الله تعالى ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله لم يبعث
نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم وهو
خارج فيكم لا محالة، فان يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل
مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه والله خليفتي على
كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا
ويعيث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا! فاني سأصفه لكم صفة لم يصفها
إياه نبي قبلي، إنه يبدأ فيقول: أنا نبي، ولا نبي بعدي، ثم يثني
فيقول: أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور وإن
ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه كل
مؤمن كاتب أو غير كاتب، وإن من فتنته أن معه جنة ونارا فناره
جنة وجنته نار، فمن ابتلى بنار فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف
فتكون بردا وسلاما كما كانت النار على إبراهيم، وإن من فتنته أن
يقول للاعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أن تشهد أني
ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان على صورة أبيه وأمه
292

فيقولان: يا بنى! اتبعه فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على
نفس واحدة فيقتلها فينشرها بالمنشار حتى يلقى شقين، ثم يقول:
انظروا إلى عبدي هذا فاني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري، فيبعثه
الله فيقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله وأنت عدو الله
أنت الدجال، والله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم، وإن
فتنة الدجال أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت
فتنبت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة
إلا هلكت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن
تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من
يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا،
وإنه لا يبقى شئ من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة،
لا يأتيهما من نقب من أنقابها إلا لقته الملائكة بالسيوف صلتة حتى
ينزل عند الظريب (1) الأحمر عند منقطع السبحة، فترجف المدينة

(1) الظريب: الظراب: الجبال الصغار، واحدها: ظرب بوزن كتف.
ومنه حديث عائشة " رأيت كأني على ظرب " ويصغر على ظريب
ومنه حديث أبي أمامة في ذكر الدجال حتى ينزل على الظريب الأحمر
النهاية 3 / 156 ب.
293

بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه،
فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم
يوم الخلاص، قيل: فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل وجلهم
ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم
صلاة الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك
الامام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى، فيضع عيسى يده بين
كتفيه ثم يقول له: تقدم فصلي فإنها لك أقيمت، فيصلي بهم إمامهم
فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب، فيفتحون ووراءه الدجال معه
سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه
الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا ويقول عيسى عليه
السلام إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد
الشرقي فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شئ مما خلق الله عز
وجل يتواقى به اليهودي إلا أنطق الله ذلك الشئ لا حجر ولا شجر
ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم، لا ينطق إلا قال:
يا عبد الله المسلم! هذا يهودي فتعال اقتله، وإن أيامه أربعون سنة،
السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وآخر
أيامه كالشررة، ويصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر
294

حتى يمسي، قيل: يا رسول الله! كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟
قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرون في هذه الأيام الطوال ثم
صلوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون عيسى ابن مريم عليه السلام في
أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا، يدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع
الجزية ويترك الصدقة فلا تسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء
والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده
في الحية فلا تضره وتغر الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون
الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملا الأرض من السلم كما يملا الاناء
من الماء، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب
أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور (1).
الفضة تنبت نباتها بعهد آدم، حتى يجتمع النفر على القطف من
العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، و يكون الثور
بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات، قالوا:
يا رسول الله! وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبدا،
قيل: فما يغلي الثور؟ تحرث الأرض كلها، وإن قبل خروج الدجال

(1) كفاثور: الفاثور: الخيوان وقيل: هو طست أو جام من فضه أو ذهب
النهاية 3 / 412. ب.
295

ثلاث سنوات شداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله
السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس
ثلث نباتها، ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها
ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة
فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها
فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله
تعالى، قيل: يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: التهليل
والتكبير والتسبيح والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام (ه‍ (1).
وابن خزيمة، ك والضياء عن أبي أمامة).
38743 يخرج الدجال ومعه نهر ونار، فمن دخل نهره
وجب وزره وحط أجره، ومن دخل ناره وجب أجره وحط
وزره، ثم إنما هي قيام الساعة (حم، د، ك عن حذيفة).
38744 يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه
المسالح مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد؟ فيقول: أعمد إلى
هذا الرجل الذي خرج فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا؟ فيقول: ما

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن رقم 4077. ص.
296

بربنا خفاء، فيقولون اقتلوه، فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم
ربكم أن تقتلوا أحدا دونه! فينطلقون به إلى الدجال، فإذا رآه
المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيأمر الدجال به فيشبح فيقول: خذوه وشجوه، فيوسع ظهره
وبطنه ضربا، فيقول: أو ما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح
الكذاب، فيؤمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه
ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم! فيستوي قائما، ثم
يقول له: أتؤمن بي! فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة، ثم
يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس فيأخذه
الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا، فلا يستطيع
إليه سبيلا، فيأخذه بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس إنما
قذفه في النار وإنما ألقي في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا أعظم
الناس شهادة عند رب العالمين (م عن أبي سعيد) (1).
38745 يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، فيبعث الله
تعالى عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفي، فيطلبه فيهلكه،

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن رقم 113. ص.
297

ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله
ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه
مثقال ذرة من الايمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد
جبل لدخلت عليه حتى تقبضه فيبقى شرار الناس في خفة الطير
وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل
لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون فما تأمرنا فيأمرهم بعبادة
الأوثان، فيعبدونها وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم، ثم ينفخ
في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا، وأول من يسمعه
رجل يلوط حوض إبله، فيصعق أو يصعق الناس، ثم يرسل
الله تعالى مطرا كأنه الطل، فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ
فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس! هلموا إلى
ربكم وقفوهم إنهم مسؤولون، ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال:
من كم؟ فيقال: من ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال فذاك يوم
يجعل الولدان شيبا، وذلك يوم يكشف عن ساق (حم، م (1) من
ابن عمرو).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب خروج الدجال رقم 2940. ص.
298

38746 الدجال عينه خضراء (تخ عن أبي).
38747 الدجال ممسوح العين، مكتوب بين عينيه: كافر،
يقرؤه كل مسلم (م عن أنس) (1).
38748 الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر، معه
جنة ونار، فناره جنة وجنته نار (حم، م عن حذيفة) (2).
38749 الدجال لا يولد له ولا يدخل المدينة ولا مكة (حم
عن أبي سعيد).
38750 الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان
يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة (ت، ك عن
أبي بكر).
38751 الدجال تلده أمه وهي منبوذة في قبرها، فإذا ولدته
حملت النساء بالخطائين (طس عن أبي هريرة).
38752 إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها (حم، م (3) عن حفصة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب ذكر الدجال رقم 103 ورقم 104. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب ذكر الدجال رقم 103 ورقم 104. ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الفتن رقم 2932 ص.
299

38753 ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به نبي قومه!
إنه أعور وإنه يجي معه تمثال الجنة والنار فالتي يقولها إنها الجنة هي
النار. وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه (ق عن أبي هريرة).
38754 بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج المسيح
الدجال في السابعة (حم، د، ه‍ عن عبد الله بن بسر).
38755 طعام المؤمنين في زمن الدجال طعام الملائكة: التسبيح
والتقديس، فمن كان منطقه يومئذ التسبيح والتقديس أذهب الله
تعالى عنه الجوع (ك عن ابن عمر).
38756 عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب
خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية
خروج الدجال (حم، د عن معاذ) (1).
38757 ليفرن الناس من الدجال في الجبال (حم، م، (2).
ت عن أم شريك).
37758 ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من

(1) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب في أمارات الملاحم رقم 4294. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب في بقية من أحاديث الدجال رقم (2945)
ورقم 2946. ص.
300

الدجال (حم، م عن هشام بن عامر) (1).
38759 لقد أكل الدجال الطعام ومشى في الأسواق (حم
عن عمران بن حصين).
38760 إن الدجال ممسوح العين اليسرى، عليها ظفرة،
مكتوب بين عينيه: كافر (حم عن أنس).
38761 إن الدجال يخرج من قبل المشرق من مدينة يقال
لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة (حم، م
عن أبي بكر).
38762 إن بين يدي الساعة ثلاثين دجالا كذابا (حم
عن ابن عمر).
38763 إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا، فأما الذي يرى
الناس أنها النار فماء بارد، وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار
تحرق، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار، فإنه
عذب بارد (خ عن حذيفة) (2).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب في بقية من أحاديث الدجال رقم (2945)
ورقم 2946. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفتن باب ذكر الدجال رقم 2934 ص.
301

38764 إنه يكن نبي بعد نوح إلا وقد أنذر الدجال قومه
وإني أنذركموه لعله سيدركه بعض من قد رآني وسمع كلامي، قالوا:
يا رسول الله! كيف قلوبنا يومئذ؟ قال: مثلها اليوم أو خير (حم،
د، (1) ت، حب، ك عن أبي عبيدة بن الجراح).
38765 إني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا
أن المسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين
ليست بناتئة ولا حجراء، فان ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس
بأعور وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا (حم، د (2)، عن عبادة
ابن الصامت).
38766 إني لأنذركموه يعني الدجال وما من نبي إلا
وقد انذره قومه، ولقد انذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولا
لم يقله نبي لقومه: إنه أعور وإن الله ليس بأعور (ق، د، ت
عن ابن عمر) (3).
38767 لنقاتلن المشركين حتى يقاتل بقيتكم الدجال

(1) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب خروج الدجال رقم 432 و 4321. ص.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب خروج الدجال رقم 320 و 4321. ص.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه باب ذكر الدجال (9 / 75). ص.
302

على نهر الأردن، أنتم شرقيه وهم غربيه (طب عن نهيك
ابن صريم).
38768 ما بعث الله تعالى من نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال
الأعور الكذاب، ألا! وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور،
مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه كل مؤمن (حم، ق، د،
ت عن أنس) (1).
38769 ما بعث الله من نبي إلا أنذر أمته الدجال، أنذره
نوح والنبيون من بعده، وإنه يخرج فيكم، فما خفي عليكم من
شأنه فليس يخفى عليكم إن ربكم ليس بأعور، وأنه أعور العين
اليمنى كأن عينه عنبة طافئة، ألا! إن الله حرم عليكم دماءكم
وأموالكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا!
هل بلغت؟ اللهم اشهد! ثلاثا، ويحكم انظروا لا ترجعوا بعدي
كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض (خ - (2) عن ابن عمر).
38770 ما من نبي إذا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه

(1) أخرجه البخاري في صحيحه باب ذكر الدجال (9 / 75). ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه باب ذكر الدجال (9 / 75). ص.
303

أعور وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه " ك ف ر "
(ت عن أنس) (1).
38771 من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه
وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات (حم، د،
ك عن عمران بن حصين).
38772 يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم
الطيالسة (حم، م عن أنس) (2).
38773 يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاما لا يولد لهما
ولد، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شئ وأمله منفعة، تنام عيناه
ولا ينام قبله، أبوه طوال ضرب اللحم كأن انفه منقار، وأمه
امرأة فرضاخية طويلة الثديين (حم، ت عن أبي بكرة) (3).
38774 ينشأ نشئ يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما

(1) وهذا أخرجه مسلم بلفظه كتاب الفتن رقم 2933. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب في بقية من أحاديث الدجال رقم 2944. ص.
(3) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في ذكر ابن صائد رقم 2249
وقال حسن غريب وللحديث بقية. ص.
304

خرج قرن قطع حتى يخرج في أعراضهم الدجال (ه‍ عن
ابن عمر) (1).
38775 سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في
البحر، لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق،
فإذا جاؤها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا
الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقول
الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقول
الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر، فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون،
فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج!
فيتركون كل شئ ويرجعون (م عن أبي هريرة) (2).
38776 لأنا أعلم بما مع الدجال من الدجال، معه نهران
يجريان أحدهما رأى العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج
فلما أدركن واحدا منهم فليأت النهر الذي يراه نارا ثم ليغمض ثم
ليطأطئ رأسه فليشرب فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب في ذكر الخوارج رقم 170 وقال في
الزوائد إسناده صحيح. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة رقم 2920. ص.
305

اليسرى، عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه
كل مؤمن كاتب وغير كاتب (حم، ق، د عن حذيفة وأبي
مسعود معا) (1).
38777 يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة
فينزل بعض السباخ التي بالمدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير
الناس أو من خير الناس فيقول له: أشد أنك الدجال الذي حدثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قلت هذا ثم
أحييته هل تشكون في الامر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه فيقول
حين يحييه، والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني اليوم، فيريد
الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه (حم، ق عن أبي سعيد) (2).
الاكمال
38778 إن رأس الدجال من ورائه حبك حبك وإنه سيقول
أنا ربكم، فمن قال: أنت ربي افتتن، ومن قال: كذبت، ربي

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب ذكر الدجال رقم 105. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب في صفة الدجال رقم 2938. ص.
306

الله، عليه توكلت وإليه أنيب، فلا يضره (حم، طب، ك عن
هشام بن عامر).
38779 أحذركم المسيح وأنذركموه، وكل نبي قد حذر
قومه وهو فيكم أيتها الأمة! وسأحكي لكم عن نعته ما لم يحك
الأنبياء قبلي لقومهم، يكون قبل خروجه سنون خمس جدب حتى
هلك كل ذي حافر، قيل: فيم يعيش المؤمنون؟ قال: بما يعيش
به الملائكة، ثم يخرج، وهو أعور وليس الله بأعور، بين عينيه
" كافر " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، أكثر من يتبعه
اليهود والنساء والاعراب، يرون السماء تمطر وهي لا تمطر والأرض
تنبت وهي لا تنبت، يقول للأعراب: ما تبغون مني؟ ألم أرسل
السماء عليكم مدارا وأحيي لكم أنعامكم شاخصة ذراها خارجة
خواصرها دارة ألبانها؟ ويبعث معه الشياطين على صورة من قد مات
من الآباء والاخوان والمعازف، فيأتي أحدهم إلى أبيه أو أخيه فيقول:
ألست فلانا؟ ألست تعرفني؟ هو ربك فاتبعه، يعمر أربعين سنة،
السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة
كاحتراق السعفة في النار، يرد كل منهل إلا المسجدين، أبشروا،
فان يخرج وأنا بين أظهركم فالله كافيكم ورسوله، وإن يخرج بعدي
307

فالله خليفتي على كل مسلم (طب عن أسماء بنت يزيد).
38780 سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في
البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله! قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها
سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاؤها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم
يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر، فيسقط أحد جانبيها
الذي في البحر، ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط
جانبها الآخر، ثم يقول الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج
لهم فيدخلونها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ
فقال: إن الدجال قد خرج! فيتركون كل شئ ويرجعون (م
عن أبي هريرة) مر برقم 38775.
38781 أحذركم الدجالين الثلاثة، قيل: يا رسول الله! قد
أخبرتنا عن الدجال الأعور وعن أكذب الكذابين فمن الثالث؟ قال:
رجل يخرج من قوم أولهم مثبور، وآخرهم مثبور عليهم اللعنة دائبة
في فتنة يقال لها الخارقة وهو الدجال الأكلس، يأكل عباد الله، قال
محمد: وهو أبعد الناس من شيبة (ابن خزيمة ك وتعقب، طب عن العداء بن خالد).
38782 إحدى عينيه عنبة يعني الدجال كأنها زجاجة خضراء، وتعوذوا
بالله من عذاب القبر (ط، حم وابن منيع والروياني، حب، ش عن أبي بن كعب).
308

38783 إن من بعدكم الكذاب المضل وإن رأسه من بعده
حبك حبك حبك ثلاث مرات وإنه سيقول: أنا ربكم. فمن
قال: كذبت لست ربنا ولكن الله ربنا عليه توكلنا وإليه أنبنا
ونعوذ بالله منك فلا سبيل إليه (حم والخطيب عن رجل من
الصحابة).
38784 ألا إن كل نبي قد أنذر أمته الدجال، وإنه يومه
هذا قد أكل الطعام، وإني عاهد عهدا لم يعهده نبي لامته قبلي، ألا!
إن عينه اليمني ممسوحة والحدقة جاحظة فلا تخفى كأنها نخاعة في
جنب حائطه، واليسرى كأنها كوكب دري. معه مثل الجنة والنار
فالنار روضة خضراء والجنة غبراء ذات دخان، ألا! وإن بين يديه
رجلين ينذران أهل القرى، كما دخلا قرية أنذرا أهلها، فإذا خرجا
منها دخلها أول أصحاب الدجال، ويدخل القرى كلها غير مكة والمدينة
حرما عليه، والمؤمنون متفرقون في الأرض فيجمعهم الله له فيقول
رجل من المؤمنين لأصحابه: لانطلقن إلى هذا الرجل فلانظرن أهو
الذي أنذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا، ثم ولى، فقال له أصحابه: والله
لا ندعك تأتيه ولو أنا نعلم أنه يقتلك إذا أتيته خلينا سبيلك ولكنا
نخاف أن يفتنك، فأبي عليهم الرجل المؤمن إلا أن يأتيه، فانطلق
309

يمشي حتى أتى مسلحة من مسالحه فأخذوه فسألوه: ما شأنك وما
تريد؟ قال لهم: أريد الدجال الكذاب، قالوا: إنك تقول ذلك
قال: نعم، فأرسلوا إلى الدجال: إنا قد أخذنا من يقول كذا وكذا
فنقتله أو نرسله؟ قال: أرسلوه إلى، فانطلق به حتى أتى به الدجال
فلما رآه عرفه لنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الدجال: ما شأنك؟
فقال العبد المؤمن أنت الدجال الكذاب الذي أنذرناك رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال له الدجال: أنت تقول هذا! قال: نعم، قال له الدجال:
أتطيعني فيما أمرتك وإلا شققتك شقتين! فنادى العبد المؤمن فقال:
يا أيها الناس! هذا المسيح الكذاب، فمن عصاه فهو في الجنة، ومن
أطاعه فهو في النار، فقال له الدجال: والذي احلف به لتطيعني أو
لاشقنك شقتين! فمد رجله فوضع حديدته على عجب ذنبه فشقه
شقتين، فلما فعل به ذلك قال الدجال لأوليائه أرأيتم إن أحييته
ألستم تعلمون أني ربكم؟ قالوا: بلى. فضرب إحدى شقيه أو
الصعيد عنده، فاستوى قائما، فلما رآه أولياؤه صدقوه وأيقنوا أنه
ربهم وأجابوه واتبعوه، وقال للمؤمن: ألا تؤمن بي؟ قال له المؤمن:
لأنا الآن أشد فيك بصيرة من قبل! ثم نادى في الناس: ألا! إن
هذا المسيح الكذاب، فمن أطاعه فهو في النار، ومن عصاه فهو في الجنة،
310

فقال الدجال: والذي أحلف به لتطيعني أو لأذبحنك أو لألقينك في
النار! فقال له المؤمن: والله لا أطيعك أبدا! فأمر به فاضجع
فجعل الله صفيحتين من نحاس بين تراقيه ورقبته فذهب ليذبحه فلم
يستطع ولم يسلط عليه بعد قتله إياه، فأخذه بيديه ورجليه فألقاه
في الجنة وهي غبراء ذات دخان يحسبها النار، فذاك الرجل أقرب
أمتي مني درجة (ك عن أبي سعيد) (1).
38785 إنه لم يكن نبي إلا قد وصف الدجال لامته ولاصفنه
صفة لم يصفها أحد كان قبلي: إنه أعور والله تعالى ليس بأعور (حم
وابن منيع وأبو نعيم في المعرفة، ص عن داود بن عامر بن سعد
ابن مالك عن أبيه عن جده).
38786 إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد وصف الدجال لامته
ولاصفنه صفة لم يصفها من كان قبلي، إنه أعور والله تبارك وتعالى
ليس بأعور، عينه اليمنى كأنها عنبة طافئة (حم عن ابن عمر).
38787 لم يكن نبي قبلي إلا حذر أمته الدجال، وهو أعور

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الفتن والملاحم (4 / 438) وقال الحاكم
والذهبي: في سنده عطية بن سعد لم يحتج الشيخان به. ص.
311

عينه اليسرى، بعينه اليمنى ظفرة غليظة، بين عينيه مكتوب " كافر "
يخرج معه واديان: أحدهما جنة والآخر نار، فجنته نار وناره جنة
معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء: أحدهما عن
يمينه، والآخر عن شماله، وذلك فتنة الناس، يقول: ألست بربكم
ألست أحيي وأميت؟ فيقول أحد الملكين: كذبت، فما يسمعه
أحد من الناس فيحسبون أنه صدق الدجال، وذلك فتنة، ثم يسير
حتى يأتي المدينة ولا يؤذن له فيها فيقول: هذه قرية ذاك الرجل،
ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق (ط،
حم والبغوي، طب، كر عن سفينة).
38788 إنه لم يكن نبي إلا وقد أنذر بالدجال أمته وأني
أنذركموه، إنه أعور ذو حدقة جاحظة لا تخفى كأنها نخاعة في
جنب جدار، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، ومعه مثل الجنة
ومثل النار، وجنته غبراء ذات دخان، وناره روضة خضراء، وبين
يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلما خرجا من قرية دخل أوائلهم،
ويسلط على رجل لا يسلط على غيره فيذبحه ثم يضربه بعصا ثم يقول:
قم، فيقوم، فيقوم لأصحابه: كيف ترون؟ فيشهدون له بالشرك
ويقول المذبوح: يا أيها الناس، إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه
312

رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما زادني هذا فيك إلا بصيرة! فيعود فيذبحه
فيضربه بعصا معه فيقول: قم، فيقوم، فيقول لأصحابه: كيف
ترون؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول المذبوح: يا أيها الناس! إن
هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما زادني فيك
إلا بصيرة، فيعود فيذبحه فيضربه بعصا معه فيقول: قم، فيقوم.
فيقول لأصحابه: كيف ترون؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول المذبوح:
يا أيها الناس! هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما
زادني هذا فيك إلا بصيرة فيعود كذا الرابعة ليذبحه، فيضرب الله على
حلقه صفيحة من نحاس، فيريد أن يذبحه فلا يستطيع ذبحه (عبد بن
حميد، ع، كر عن أبي سعد).
38789 إن يخرج الدجال وأنا حي كفيتكموه وإن يخرج بعدي
فان ربكم عز وجل ليس بأعور، إنه يخرج في يهودية أصبهان حتى
يأتي المدينة فينزل ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها
ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة بفلسطين
بباب لد، فينزل عيسى عليه السلام فيقتله، ويمكث عيسى في
الأرض أربعين سنة إماما عدلا وحكما مقسطا (حم عن عائشة).
38790 إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه، وإن يخرج ولست
313

فيكم فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، ألا!
إنه مطموس العين كأنها عين عبد العزى بن قطن الخزاعي، ألا!
وإنه مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه كل مسلم، فمن لقيه منكم
فليقرأ عليه بفاتحة الكهف، ألا! وإني رأيته خرج من خلة بين
الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا، يا عباد الله! أثبتوا ثلاثا،
قيل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! ما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما
يوم منها كسنة ويوم كجمعة وسائرها كأيامكم هذا، قالوا:
يا رسول الله! فكيف نصنع بالصلاة يومئذ صلاة يوم أو نقدر؟
قال: بل تقدروا (طب وابن عساكر عن عبد الرحمن بن جبير
ابن نفير عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال
فقال فذكره).
38791 أنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران أحدهما نار
تأجج في عين من رآه والآخر ماء أبيض، فان أدركه أحد منكم
فليغمض وليشرب من الذي يراه نارا فإنه ماء بارد، وإياكم والآخر!
فإنه الفتنة، واعلموا أنه مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه من
يكتب ومن لا يكتب، وإن إحدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة،
إنه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية أفيق، وكل
314

واحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن، وإنه يقتل من المسلمين
ثلثا ويهزم ثلثا، ويبقى ثلثا، يحجن عليهم الليل فيقول بعض المؤمنين
لبعض: ما تنظرون أن تلحوا باخوانكم في مرضات ربكم؟ من
كان عنده فضل طعام فليعد به على أخيه، وصلوا حتى ينفجر الفجر
وعجلوا الصلاة ثم أقبلوا على عدوكم، فلما قاموا يصلون نزل عيسى
ابن مريم امامهم فصلى بهم، فلما انصرف قال هكذا فرجوا بيني
وبين عدو الله، فيذوب كما تذوب الإهالة في الشمس، ويسلط الله
تعالى عليهم المسلمين فيقتلونهم حتى أن الشجر والحجر لينادي: يا عبد
الله يا عبد الرحمن يا مسلم! هذا يهودي فاقتله، فيفنيهم الله ويظهر
المسلمون فيكسرون الصليب ويقتلون الخنزير ويضعون الجزية، فبينما
هم كذلك إذ أخرج الله يأجوج ومأجوج فيشرب أولهم البحيرة
ويجئ آخرهم وقد انتشفوه فما يدعون فيه قطرة فيقولون: ظهرنا على
أعدائنا! قد كان ههنا أثر ماء فيجئ نبي الله وأصحابه وراءه حتى
يدخلوا مدينة من مدائن فلسطين يقال لها لد فيقولون: ظهرنا على
من في الأرض فتعالوا نقاتل من في السماء! فيدعوا الله نبيه عند
ذلك فيبعث الله عليهم قرحة في حلوقهم فلا يبقى منهم بشر، فتؤذي
ريحهم المسلمين فيدعو عيسى عليهم، فيرسل الله عليهم ريحا فتقذفهم
315

في البحر أجمعين (كر عن حذيفة).
38792 إني لأنذركموه يعني الدجال وما من نبي إلا قد
أنذره قومه ولقد أنذره نوح قومه ولكن سأقول لكم فيه قولا لم
يقله نبي لقومه: تعلمون أنه أعور وأن الله عز وجل ليس بأعور (خ،
م، د، ت عن ابن عمر).
38793 إني لأنظر إلى مواقع عدو الله المسيح، إنه يقبل
حتى ينزل من كذا، حتى يخرج إليه غوغاء الناس، ما من نقب
من أنقاب المدينة إلا عليه ملك أو ملكان يحرسانه، معه صورتان
صورة الجنة وصورة النار خضراء، معه شياطين مشبهون بالأموات،
يقولون للحي: تعرفني أنا أخوك أنا أبوك أو ذو قرابة منه ألست
قدمت؟ هذا ربنا فاتبعه فيقضى الله ما يشاء منه ويبعث الله له
رجلا من المسلمين فيسكته ويبكته ويقول: هذا الكذاب، أيها
الناس، لا يغرنكم فإنه كذاب ويقول باطلا وليس ربكم بأعور،
فيقول: هل أنت متبعي؟ فيأبى، فيشقه شقتين، ويعطي ذلك، فيقول
أعيده لكم، فيبعثه الله أشد ما كان له تكذيبا وأشد شتما، فيقول:
أيها الناس! إنما رأيتم بلاء ابتليتم به وفتنة أفتنتم بها، إن كان
صادقا فليعدني مرة أخرى وإلا هو كذاب، فيأمر به إلى هذه
316

النار وهي في صورة الجنة، فيخرج قبل الشام (طب عن سلمة
ابن الأكوع).
38794 إن الله تعالى لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال وأني
آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن
يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج كل مسلم، وإن يخرج فيكم بعدي
فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم، وإن يخرج
من خلة بين العراق والشام، عاث يمينا وعاث شمالا، يا عباد الله
أثبتوا فإنه يبدو فيقول " أنا نبي " ولا نبي بعدي، وإنه مكتوب بين
عينيه " كافر " يقرؤه كل مؤمن، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه
وليقرأ بفواتح سورة الكهف، وإنه يسلط من نفس من بني آدم
فيقتلها ثم يحيها، وإنه لا يعدو ذلك ولا يسلط على نفس غيرها،
وإن من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي
بناره فليغمض عينيه وليستعن بالله، تكون عليه بردا وسلاما كما كانت
النار بردا وسلاما على إبراهيم، وإن أيامه أربعون يوما، يوم كسنة
ويوم كشهر ويوم كجمعة ويوم كالأيام، وآخر أيامه كالسراب،
يصبح الرجل عند باب المدينة فيمس قبل أن يبلغ بابها الآخر،
قالوا وكيف نصلي يا رسول الله في تلك الأيام القصار؟ قال: تقدرون
317

فيها كما تقدرون في الأيام الطوال (طب عن أبي أمامة).
38795 إن الدجال خارج وإنه أعور عين الشمال، عليها
ظفرة غليظة، وإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى ويقول
للناس أنا ربكم، فمن قال: أنت ربي، فقد فتن، ومن قال: الله
ربي، حتى يموت على ذلك فقد عصم من فتنة الدجال ولا فتنة
بعده عليه ولا عذاب، فيلبث في الأرض ما شاء الله، ثم يجئ
عيسى ابن مريم عليهما السلام من قبل المغرب مصدقا بمحمد صلى الله عليه وسلم
وعلى ملته فيقتل الدجال، ثم إنما هو قيام الساعة (حم، طب
والروياني، ض عن سمرة).
38796 إن الدجال أعور عين الشمال، بين عينيه مكتوب
" كافر " وعلى عينة ظفرة غليظة (نعيم بن حماد في الفتن
عن أنس).
38797 إن الدجال يبلغ كل منهل إلا أربعة مساجد
مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد طور سيناء ومسجد الأقصى
(نعيم عن رجل).
38798 إن ربكم تعالى ليس بأعور وإنه أعور يعني
318

الدجال مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه الأمي والكاتب
(طب عن أبي بكرة).
38799 الدجال جعد هجان أقمر، كأن رأسه غصن
شجرة، مطموس عينيه اليسرى، والأخرى كأنها عنبه طافئة، أشبه
الناس به عبد العزى بن قطن، فاما هلك الهلك فإنه أعور وإن ربكم
ليس بأعور (ط، حم، طب عن ابن عباس).
38800 رأيت الدجال أقمر هجانا ضخما فيلمانيا، كأن
شعر رأسه أغصان شجرة، أعور كأن عينه كوكب الصبح،
أشبه بعبد العزى، رجل من خزاعة (طب عن ابن عباس).
38801 الدجال فيلمانيا أقمر هجانا، إحدى عينية قائمة كأنها
كوكب دري، كأن شعرات رأسه أغصان شجرة، ورأيت عيسى
شابا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق، ورأيت
موسى أشحم آدم كثير الشعر شديد الخلق، ونظرت إلى إبراهيم
فلا أنظر إلى أرب منه إلا نظرت إليه مني كأنه صاحبكم، فقال
جبريل: سلم على مالك، فسلمت عليه (حم عن ابن عباس).
38802 الدجال أعور عين الشمال، بين عينيه مكتوب
319

" كافر " يقرؤه الأمي والكاتب (حم عن أبي بكرة).
38803 الدجال يقتله عيسى ابن مريم على باب لد (ش عن
مجمع بن حارث).
38804 تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تقاتلون الروم
فيفتحهم الله، ثم تقاتلون فارس فيفتحهم الله، ثم تقاتلون الدجال
فيفتحه الله (ش، ك عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص).
38805 كيف بكم إذا ابتليتم بعبد قد سخرت له أنهار
الأرض وثمارها، فمن اتبعه أطعمه وأكفره، ومن عصاه حرمه
ومنعه، إن الله تعالى يعصم المؤمنين يومئذ بما عصم به الملائكة من
التسبيح، إن بين عينيه " كافر " يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير
كاتب (طب عن أسماء بنت عميس).
38806 ليدركن الدجال من رآني أو ليكونن قريبا من
موتي (طب عن عبد الله بن بسر).
38807 ليصبحن الدجال أقوام يقولون: إنا لنصحبه وإنا لنعلم
أنه الكافر ولكنا نصحبه نأكل من طعامه ونرعى من الشجر، فإذا
نزل غضب الله نزل عليهم كلهم (نعيم بن حماد في الفتن عن عبيد
ابن عمير مرسلا).
320

38808 ما أهبط الله عز وجل إلى الأرض منذ خلق آدم
إلى أن تقوم الساعة فتنة أعظم من فتنة الدجال، وقد قلت فيه
قولا لم يقله أحد من قبلي: إنه آدم جعد ممسوح عين اليسار، على
عينه ظفرة غليظة، وإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويقول: أنا ربكم
فمن قال: ربي الله، فلا فتنة عليه، ومن قال: أنت ربي فقد افتتن
يلبث فيكم ما شاء الله، ثم ينزل عيسى ابن مريم مصدقا بمحمد
على ملته إماما مهديا وحكما عدلا فيقتل الدجال (طب عن
عبد الله بن مغفل).
38809 ما سؤالك عنه؟ إنك لا تدركه، أما! إنه لا يخرج
حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة يعني الدجال (طب
عن المغيرة).
38810 ما شبه عليكم منه يعني الدجال فان الله تعالى
ليس بأعور، يخرج فيكون في الأرض أربعين صباحا، يرد منها
كل منهل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة، الشهر كالجمعة والجمعة
كاليوم، ومعه جنة ونار، فناره جنة وجنته نار، معه جبل من خبز
ونهر من ماء، يدعو رجلا لا يسلطه الله عليه فيقول: ما تقول في؟
فيقول: أنت عدو الله وأنت الدجال الكذاب، فيدعو بمنشار فيضعه
321

حذو رأسه فيشقه حتى يقع على الأرض ثم يحييه فيقول: ما تقول
في؟ فيقول: والله ما كنت أشد بصيرة مني فيك الآن! أنت
عدو الله الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهوي إليه
بسيفه فلا يستطيعه فيقول: أخروه عني (طب عن ابن عمر).
38811 ما كانت فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم
من فتنة الدجال وما من نبي إلا وقد حذر قومه، ولأخبرنكم
بشئ ما أخبر به نبي: إنه أعور وأشهد أن الله ليس بأعور (ك
عن جابر).
38812 لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال
وليس من فتنة صغيرة ولا كبيرة إلا تضع لفتنة الدجال، فمن
نجا من فتنة قبلها نجا منها، وإنه لا يضر مسلما، مكتوب بين عينيه
" كافر " (حم، ع، ز، حب والروياني، ض عن حذيفة).
38813 ما من نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال، وإني أحذركم
أمر الدجال، إنه أعور وإن ربي ليس بأعور، بين عينيه مكتوب
" كافر " يقرؤه الكاتب وغير الكاتب، معه جنة ونار، فناره جنة
وجنته نار (طب عن معاذ).
322

38814 لا تزالون تقاتلون الكفار حتى يقاتل بقيتكم الدجال
على نهر الأردن، أنتم غربية وهم شرقية (طس والبغوي عن نهيك
ابن ضريم، ويقال: صريم، وما له غيره).
38815 لا تفعلي فإنه إن يخرج وأنا فيكم يكفيكم الله بي،
وإن يخرج بعد أن أموت يكفيكموه بالصالحين، ما من نبي إلا قد
حذر أمته وأنا أحذركموه، إنه أعور وإن الله ليس بأعور، ألا!
إن المسيح الدجال كأن عينه عنبة طافئة (طب عن أم سلمة).
38816 لا يخرج الدجال حتى يكون شئ أحب إلى المؤمن
من خروج نفسه (حل عن ابن مسعود).
38817 لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره
وحتى يترك الأئمة ذكره على المنابر (ن وابن قانع عن المصعب
ابن جثامة).
38818 يا أيها الناس! إنما أنا بشر رسول أذكركم بالله،
إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شئ من تبليغ رسالات ربي لما
أخبرتموني، فبلغت رسلات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ، وإن
كنت بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني، أما بعد فان رجالا يزعمون
323

أن كسوف هذه الشمس وهذا القمر وزوال النجوم عن مطالعها
لموت رجال من عظماء الأرض، وإنهم قد كذبوا، ولكن هن
آيات من آيات الله يعبر بها عباده لينظر من يحدث له منهم توبة
فقد أريت في مقامي و أنا أصلي ما أنتم لاقون في دنياكم وآخرتكم،
ولا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال،
ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحي، وإنه متى خرج يزعم
أنه الله، فمن آمن به وصدقه لم ينفعه صالح من عمله سلف، ومن
كفر به وكذبه لم يعاقب بشئ سلف، وإنه سيظهر على الأرض
كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وإنه يسوق الناس إلى بيت المقدس
فيحصرون حصرا شديدا يوزلون أزلا شديدا، فيصبح فيهم عيسى ابن
مريم، فيهزمه الله وجنوده حتى أن جذم الحائط وغصن الشجرة
لينادي المؤمنين يقول: هذا كافر استتر بي تعال فاقتله، ولن يكون
ذلك حتى تروا شيئا من شأنكم يتفافم في أنفسكم وحتى تسائلون
بينكم: هل ذكر نبيكم من هذا ذكرا، وحتى تزول الجبال عن
مراتبها، ثم يكون على أثر ذلك القبض، القبض أي الموت
(حم، ع وابن خزيمة والطحاوي، حب وابن جرير، طب، ك،
هق 3 / 338، ص عن سمرة).
324

38819 يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم،
فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة واليوم منها
كالشهر واليوم منها كالجمعة ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار
يركبه، عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا فيقول للناس: أنا ربكم،
وهو أعور وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه " ك ف ر "
مهجاة يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، يرد كل ماء ومنهل
إلا المدينة ومكة، حرمهما الله وقامت الملائكة بأبوابهما، ومعه جبال
من خبز والناس في جهد إلا من اتبعه، ومعه نهران أنا أعلم بهما
منه، نهر يقول: الجنة، ونهر يقول: النار، فمن أدخل الذي
يسميه الجنة فهي النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهي الجنة،
ويبعث الله معه شياطين تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر
السماء فتمطر فيما يرى الناس، ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس!
لا يسلط على غيرها من الناس، فيقول للناس: أيها الناس! هل يفعل
مثل هذا إلا الرب؟ فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم
فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهدا شديدا، ثم ينزل عيسى
فينادي من السحر فيقول: يا أيها الناس! ما يمنعكم أن تخرجوا
إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جنى، فينطلقون فإذا هم
325

بعيسى عليه الصلاة والسلام، فتقام الصلاة فيقال له: تقدم يا روح
الله! فيقول: ليتقدم إمامكم فليصل، بكم، فإذا صلوا صلاة الصبح
خرجوا إليه، فحين يراه الكذاب ينماث (1) كما ينماث الملح في الماء
فيمشي إليه فيقتله حتى أن الشجر والحجر ينادي: يا روح الله! هذا
يهودي، فلا يترك مما كان يتبعه أحدا إلا قتله (حم وابن خزيمة،
ع، ك، ض عن جابر).
38820 يخرج الدجال من يهودية أصبهان حتى يأتي الكوفة
فيلحقه قوم من المدينة وقوم من الطور وقوم من ذي يمن وقوم من
قزوين، قيل يا رسول الله! وما قزوين؟ قال: قوم يكونون بآخره
يخرجون من الدنيا زهدا فيها، يرد الله بهم قوما من الكفر إلى
الايمان (الخطيب في فضائل قزوين والرافع عن ابن عباس).
38821 يخرج الدجال ومعه سبعون ألفا من الحاكة، على
مقدمته أشعر من فيهم يقول: بدو بدو (الديلمي عن علي).
38822 يخرج الدجال من أرض يقال لها خراسان، يتبعه
قوم كأن وجوههم المجان المطرقة (ابن جرير في تهذيبه عن
أبي بكر).

(1) ينماث: ماثه يميثه ويموثه: أذابه. الفائق 3 / 396. ب.
326

38823 يخرج الدجال من قبل أرض يقال لها أصبهان المشرق
وهم قوم وجوهم كالمجان (طب عن عمران بن حصين).
38824 يخرج الدجال من قبل أصبهان (طب عن عمران
ابن حصين).
38825 يخرج الأعور الدجال من يهودية أصبهان لم تخلق
له عين، والأخرى كأنها كوكب ممزوجة من دم، يشوي في
الشمس شيئا، يتناول الطير من الجولة ثلاث صيحات يسمعها أهل
المشرق والمغرب، له حمار ما بين عرض أذنيه أربعون باعا، يطأ
كل منهل في كل سبعة أيام، يسير معه جبلان، أحدهما فيه أشجار
وثمار وماء، وأحدهما فيه دخان ونار، يقول: هذه الجنة وهذه النار
(ك 4 / 528 وابن عساكر عن ابن عمرو).
38826 يخرج الأعور الدجال من يهودية أصبهان، عينه
اليمنى ممسوحة والأخرى كأنها زهرة (سمويه، ك عن ابن عمر
عن حذيفة).
38827 يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن وأنتم شرقي
النهر وهم غربيه (ابن سعد عن نهيك بن صريم السكوني).
327

38828 يكون قوم من أمتي يكفرون بالله وبالقرآن وهم
لا يشعرون كما كفرت اليهود والنصارى، يقرون ببعض القدر
ويكفرون ببعضه، يقولون: الخير من الله والشر من إبليس،
فيقرؤون على ذلك كتاب الله ويكفرون بالقرآن بعد الايمان والمعرفة،
فما تلقى أمتي منهم من العداوة والبغضاء والجدال، أولئك زنادقة هذه
الأمة، في زمانهم يكون ظلم السلطان، فيا لهم من ظلم وحيف
وأثرة، ثم يبعث الله طاعونا فيفني عامتهم، ثم يكون الخسف فما
أقل من ينجو منهم، المؤمن يومئذ قليل فرحه، شديد غمه، ثم
يكون المسخ فيمسخ الله عامة أولئك قردة وخنازير، ثم يخرج
الدجال على أثر ذلك قريبا (طب والبغوي عن رافع بن خديج).
38829 يكون للمسلمين ثلاثة أمصار: مصر بملتقى البحرين
ومصر بالحيرة ومصر بالشام، فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج
الدجال في أعراض الناس فينهزم من قبل المشرق، فأول مصر
يرده المصر الذي بملتقى البحرين، فيصير أهلها ثلاث فرق، فرقة
تقبم وتقول: نشامه ننظر ما هو، وفرقة تلحق بالاعراب، وفرقة
تلحق بالمصر الذي يليهم، ومع الدجال سبعون ألفا عليهم
التيجان، فأكثر من معه اليهود والنساء، ثم يأتي المصر الذي يليهم
328

فيصير أهله ثلاث فرق: فرقة تقول: نشامه وننظر ما هو،
وفرقة تلحق بالاعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ثم يأتي
الشام فينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق، فيبعثون سرحا لهم فيصاب
سرحهم (حم، ع، كر عن عثمان بن أبي العاص).
38830 يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة السنة كالشهر
والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كاضطرام السعفة في النار (حم
وابن عساكر عن أسماء بنت يزيد).
38831 ينزل الدجال بهذه السبخة بمرقناة، فيكون أكثر
من يخرج إليه النساء، حتى أن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه
وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه، ثم يسلط الله
المسلمين عليه فيقتلونه ويقتلون شيعته، حتى أن اليهودي ليختبئ تحت
الشجرة أو الحجر فيقول الحجر أو الشجرة: يا مسلم! هذا يهودي
تحتي فاقتله (حم، طب عن ابن عمر).
38832 يجئ الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة، فيأتي
المدينة فيجد كل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة، فيأتي سبخة
الجرف فيضرب رواقه فترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج إليه
329

كل منافق ومنافقة (خ، م عن أنس).
38833 يوم الخلاص وما يوم الخلاص! يوم الخلاص وما
يوم الخلاص! يوم الخلاص وما يوم الخلاص! ثلاثا، فقيل له: وما
يوم الخلاص؟ قال يجئ الدجال فيصعد أحدا فيطلع فينظر إلى
المدينة ويقول لأصحابه: ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض؟ هذا
مسجد أحمد، ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها ملكا
مصلتا، فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه، ثم ترجف المدينة
ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا
خرج إليه، فتخلص المدينة فذلك يوم الخلاص (حم، ك عن
محجن ابن الأدرع).
38834 يقتل الدجال دون باب لد سبع عشرة ذراعا
(ابن عساكر عن مجمع بن جارية).
ابن صياد
38835 إن يكن هو فلن تسلط عليه، وإن لم يكن هو
فلا خير لك في قتله (حم، ق، عن ابن عمر) (1)

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب ذكر ابن صياد رقم 2930. ص
330

الاكمال
38836 اخسأ فلن تعدو قدرك قاله لابن صياد (حم، خ،
م، (1) د عن ابن عمر، خ عن ابن عباس، طب عن السيد
الحسين، حم والروياني، ض عن أبي ذر، م عن مسعود عن
أبي سعيد).
38837 إنما خروج ابن صياد لغضبة يغضبها (طب
عن حفصة).
38837 إن يكن هو فلست صاحبه إنما صاحبه عيسى ابن
مريم، وإن لم يكن هو فليس لك أن تقتل رجلا من أهل العهد
(حم، ض عن جابر أن عمر قال: يا رسول الله! أئذن لي فأقتل
ابن صياد، قال فذكره).
38839 دعه فان يكن الذي تخاف فلن تستطيع قتله (م (2)
عن ابن مسعود أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل ابن صياد قال
فذكره).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب ذكر ابن صياد رقم 2930. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب ذكر ابن صياد رقم 86. ص.
331

نزول عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام
38840 كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم فأمكم (م (1)
عن أبي هريرة).
38841 والله لينزلن عيسى ابن مريم حكما عدلا فليكسرن
الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية، وليتركن القلاص (2)
فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون
إلى المال فلا يقبله أحد (م (3) عن أبي هريرة).
38842 والذي نفسي بده ليوشكن أن ينزل فيكم عيسى ابن
حكما مقسطا وإماما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع
الجزية ويقبض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة
الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها (حم، ق، ت، ه‍ عن

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب نزول عيسى ابن مريم رقم 245. ص.
(2) القلاص: القلاص من النوق: الشابة، وهي بمنزلة الجارية من النساء
وجمعها قلص - بضمتين - وقلائص مثل قدوم، وقدم، وقدائم
وجمع القلص: قلاص. المختار 433. ب.
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب نزول عيسى ابن مريم رقم 243. ص.
332

هريرة) (1).
38843 ليس بيني وبين عيسى نبي وإنه نازل، فإذا رأيتموه
فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، ينزل بين ممصرتين
كأنه رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيقاتل الناس على الاسلام
فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه
الملل كلها إلا الاسلام، ويهلك المسيح الدجال، فيمكث في
الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون (د عن
أبي هريرة) (2).
38844 طوبى لعيش بعد المسيح! يؤذن للسماء في القطر
ويؤذن للأرض في النبات حتى لو بذرت حبك في الصفا لنبت،
وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره
ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض (أبو سعيد النقاش في فوائد
العراقيين عن أبي هريرة).
38845 عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب نزول عيسى ابن مريم رقم 212. ص.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الملاحم باب خروج الدجال رقم 434. ص.
333

تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى ابن مريم (حم، ن والضياء
عن ثوبان).
38845 كيف بكم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم
(ق عن أبي هريرة).
38846 لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين
إلى يوم القيامة فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صل لنا.
فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمير تكرمة الله لهذه الأمة
(حم، م عن جابر) (1).
38847 لم يسلط على الدجال إلا عيسى ابن مريم (الطيالسي
عن أبي هريرة).
38848 ليدركن الدجال قوما مثلكم أو خيرا منكم، ولن
يخزي الله أمة أنا أولها وعيسى ابن مريم آخرها (الحكيم، ك عن
جبير بن نفير).
38849 ليقتلن ابن مريم الدجال بباب لد (حم عن مجمع
ابن جارية).

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب نزول عيسى ابن مريم رقم 247. ص.
334

38850 يقتل ابن مريم الدجال بباب لد (ت عن مجمع
ابن جارية).
48851 ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا،
وليسلكن فجا حاجا أو معتمرا أو بنيتهما وليأتين قبري حتى يسلم علي
ولأردن عليه (ك عن أبي هريرة).
38852 ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق
(طب عن أوس بن أوس).
38853 خير هذه الأمة أولها وآخرها، أولها فيهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وآخرها فيهم عيسى ابن مريم، وبين ذلك نهج أعوج
ليس منك ولست منهم (حل عن عروة بن رويم).
38854 سيدرك رجلان من أمتي عيسى ابن مريم ويشهدان
قتال الدجال (ابن خزيمة، ك عن أنس).
الاكمال
38855 إن روح الله عيسى ابن مريم نازل فيكم! فإذا
رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان
335

ممصران، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب
ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الاسلام، فيهلك الله
في زمانه المسيح الدجال، وتقع الامنة على أهل الأرض حتى ترعى
الأسود مع الإبل والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم، ويلعب
الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي
عليه المسلمون (ك عن أبي هريرة).
38566 الأنبياء إخوة لعلات (1) أمهاتهم شتى ودينهم واحد
وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه
نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه
ثوبان ممصران، ورأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب ويقتل
الخنزير ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الاسلام، فتهلك في زمانه
الملل كلها إلا الاسلام، وترتع الأسود مع الإبل والنمار مع البقر
والذئاب مع الغنم، وتلعب الصبيان بالحيات فلا تضرهم، فيمكث
أربعين سنة ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون (حم أبي هريرة).

(1) لعلات: بنو العلات: بنو رجل واحد من أمهات شتى. وفي الحديث
" الأنبياء أولاد علات " إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة. المعجم
الوسيط 2 / 23. ب.
336

38857 إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم
فان عجل بي موت فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام (م عن
أبي هريرة) (1).
38858 كيف تهلك أمة أنا أولها وعيسى ابن مريم آخرها
(ك عن ابن عمر).
38859 طوبى لعيش بعد المسيح! يؤذن للسماء في القطر
وللأرض في النبات، فلو بذرت حبة على الصفا لنبتت، ولا تباغض
ولا تحاسد حتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره ويطأ على الحية فلا
تضره (أبو نعيم عن أبي هريرة).
38860 لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما
مقسطا وإماما عدلا، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض المال
حتى لا يقبله أحد (ش عن أبي هريرة).
38861 ينزل عيسى ابن مريم عند باب دمشق عند المنارة
البيضاء لست ساعات من النهار في ثوبين ممشقين كأنما ينحدر من

(1) بعد التحقيق تبين ان الحديث في مسند أحمد بن حنبل 2 / 298 وصفحة 299
بلفظه وعن أبي هريرة. ص.
337

رأسه اللؤلؤ (تمام وابن عساكر عن عبد الرحمن بن أيوب بن
نافع بن كيسان عن أبيه عن جده).
38862 ينزل عيسى ابن مريم قبل القيامة، فيكسر الصليب
ويقتل الخنزير، ويجتمع الناس على دين، ويضع الجزية (ابن سعد
عن أبي هريرة).
38863 ينزل عيسى ابن مريم ثمانمائة رجل وأربعمائة
امرأة أخيار من على الأرض وصلحاء من مضى (الديلمي عن
أبي هريرة).
خروج يأجوج ومأجوج
38864 سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم
وأترستهم سبع سنين (ه‍ (1) عن النواس).
38865 فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه
وعقد وهيب بيده تسعين (حم، ق عن أبي هريرة) (2).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب فتنة الدجال رقم 4076. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب اقتراب الفتن رقم 2811. ص.
338

38866 ليحجن هذه البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج
ومأجوج
(حم، خ أبي سعيد).
38867 إن الناس ليحجون ويعتمرون ويغرسون النخل بعد
خروج يأجوج ومأجوج (عبد بن حميد عن أبي سعيد).
38868 لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب!
فتح اليوم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه
الابهام والتي تليها، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا
كثر الخبث (ق (1) ت، ه‍ عن زينب بنت جحش).
38869 إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى
إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم: ارجعوا فسنحفره غدا،
فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي
عليهم: أرجوا فسنحفره غدا إن شاء الله تعالى واستثنوا، فيعودون
إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس،
فينشفون الماء ويتحصن الناس منهم في حصونهم، فيرمون سهامهم
إلى السماء فترجع وعليها كهيئة الدم الذي اختبط فيقولون: قرنا

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب اقتراب الفتن رقم 2. ص.
339

أهل الأرض وعلونا أهل السماء! فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم
فيقتلهم بها، والذي نفسي بيده! إن دواب الأرض لتسمن وتشكر
شكرا من لحومهم ودمائهم (حم، ه‍، ك عن أبي هريرة).
38870 إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاؤوا
وشجر يلقحون ما شاؤوا، فلا يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته
ألفا فصاعدا (ن عن أوس بن أبي أوس).
38871 تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس كما
قال الله عز وجل " من كل حدب ينسلون " فيغشون الأرض، وينحاز
المسلمون عنهم إلى مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم،
ويشربون مياه الأرض حتى أن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه
حتى يتركوه يبسا حتى أن من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد
كان ههنا ماء مرة، حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا أخذ في
حصن أو مدنية قال قائلهم: هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم،
بقي أهل السماء، ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع
مخضبة دما للبلاء والفتنة، فبينما هم على ذلك إلى بعث الله دودا في
أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقه فيصبحون موتى لا يسمع
لهم حس، فيقول المسلمون: ألا رجل يشرى لنا نفسه فينظر ما
340

فعل هذا العدو؟ فيتجرد رجل منهم محتسبا نفسه قد أوطنها على أنه
مقتول فينزل، فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي:
يا معشر المسلمين! ألا أبشروا، إن الله عز وجل قد كفاكم عدوكم
فيخرجون من مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم، فما يكون
لها رعي إلا لحومهم فتشكر عنه كأحسن ما شكرت عن شئ من
النبات أصابته قط (حم، ه‍ (1)، حب، ك عن أبي سعيد).
الاكمال
38872 إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم، ولو أرسلوا
لأفسدوا على الناس معايشهم، ولن يموت منهم رجل إلا ترك من
ذريته ألفا فصاعدا، وإن من ورائهم ثلاث أمم، تأويل وتاريس ومنسك
(عبد بن حميد في التفسير وابن المنذر، طب وابن مردويه، ق في
البعث عن ابن عمرو).
38873 إنكم تقولون: لا عدو، وإنكم لا تزالون تقاتلون
عدوا حتى يأتي يأجوج ومأجوج، عراض الوجوه، صغار العيون،

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب فتنة الدجال رقم 4080. ص.
341

صهب الشعاف " من كل حدب ينسلون " كأن وجوههم المجان
المطرقة (حم، طب عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن خالته).
38874 بعثني الله حين أسري بي إلى يأجوج ومأجوج فدعوتهم
إلى دين الله وإلى عبادته، فأبوا أن يجيبوني، فهم في النار مع من
عصى من ولد آدم وولد إبليس (نعيم بن حماد في الفتن عن
ابن عباس).
38875 ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح من ردم
يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد عشرة، قيل: أنهلك وفينا
الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث (طب عن أم سلمة
عن عائشة).
38876 لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب!
فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بأصبعه
الابهام والتي تليها، قيل: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:
نعم، إذا كثر الخبث (ش، خ، م، ت، ه‍ عن زينب بنت
أم سلمة عن أم حبيبة بنت أم حبيبة عن أمها حبيبة عن زينب بنت
جحش) مر برقم 38868.
342

38877 سيوقد المسلمون من جعابهم وقسيم وأترسهم سبع
سنين يعني يأجوج ومأجوج (طب عن النواس).
خروج الدابة
38878 تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصا موسى فتحلو
وجه المؤمن بالعصا وتخطم أنف الكافر بالخاتم، حتى أن أهل الخوان
ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن! ويقول هذا: يا كافر (حم،
ت، (1)، ه‍: ك عن أبي هريرة).
38879 تخرج الدابة فتسم الناس الناس على خراطيمهم، ثم
يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة، فيقال: ممن اشتريت؟
فيقول: من الرجل المخطم (حم عن أبي أمامة).
38880 بئس الشعب جياد؟ تخرج الدابة فتصرخ فيسمعها
من بين الخافقين (طس عن أبي هريرة).
الاكمال
38881 مثل أمتي ومثل الدابة حين تخرج كمثل حيز بني

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير ومن سورة النمل رقم 3186 وقال
حسن. ص.
343

ورفعت حيطانه وسدت أبوابه وطرح فيه من الوحش كلها ثم جئ
بالأسد فطرح وسطها فارتعدت وأقبلت إلى النفق تلحسه من كل
جانب، كذلك أمتي عند خروج الدابة لا يفر منها أحد إلا مثلت
بين عينيه، ولها سلطان من ربنا عظيم (أبو نعيم والديلمي
عن سلمان).
خروج النار
38882 أما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق
فتحشر الناس إلى المغرب، وأما أول ما يأكل أهل الجنة فزيادة
كبد حوت، وأما شبه الولد أباه وأمه فإذا سبق ماء الرجل ماء
المرأة نزع إليه الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها
(حم، خ، (1) ن عن أنس).
38883 لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز
تضئ أعناق الإبل ببصرى (ق (2) عن أبي هريرة).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء باب خلق آدم (4 / 60). ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الفتن باب خروج النار (9 / 73) ص.
344

الاكمال
38884 ستخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت
قبل يوم القيامة تحشر الناس، قالوا: يا رسول الله! فما تأمرنا؟
قال: عليكم بالشام (حم، ت: (1) حسن صحيح عن ابن عمر).
38885 ستخرج عليكم نار في آخر الزمان من حضرموت
تحشر الناس، قيل: بما تأمرنا يا رسول الله؟ قال عليكم بالشام
(حب عن ابن عمر).
38886 لتقصدنكم نار هي اليوم خامدة في واد يقال له:
برهوت، تغشى الناس، فيها عذاب أليم، تأكل الأنفس والأموال
تدور الدنيا كلها في ثمانية أيام، تطير طير الريح والسحاب، حرها
أشد من حرها بالنهار، ولها ما بين السماء والأرض دوي كدوي
الرعد القاصف، هي من رؤس الخلائق أدنى من العرش، قيل:
يا رسول! أسليمة هي يومئذ على المؤمنين والمؤمنات؟ قال، وأين
المؤمنون والمؤمنات يومئذ؟ هم شر من الحمر يتسافدون كما تتسافد

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء لا تقوم الساعة رقم 228
وقال حديث حسن صحيح غريب. ص.
345

البهائم وليس فيهم رجل يقول: مه مه (طب وابن عساكر
عن حذيفة بن اليمان).
38887 تكون هجرة بعد هجرة حتى يهاجر الناس إلى
مهاجر إبراهيم وحتى لا يبقى على الأرض إلا شرار أهلها، تقذرهم
روح الله وتلفظهم أرضوهم، وتحشرهم النار من عدن مع القردة
والخنازير، تبيت معهم أينما باتوا وتقيل معهم أينما قالوا، ولها ما سقط
منهم (حم، طب، ك عن عمر).
38888 ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض
ألزمهم مهاجر إبراهيم، ويبقي في الأرض شرار أهلها، تلفظهم
وتقذرهم نفس الله، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم
إذا باتوا وتقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تخلف (حم عن ابن
عمر، حم (1)، د، ك، حل عن ابن عمرو).
38889 توشك أن تخرج نار من حبس سيل، تسير سير
بطيئة الإبل، تسير بالنهار وتقيم بالليل وتغدو وتروح، يقال: غدت
النار أيها الناس أغدو، قالت النار أيها الناس فقيلوا، راحت النار

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في سكنى الشام رقم 2482. ص.
346

أيها الناس فروحوا، من أدركته أكلته (حم، ع والبغوي والباوردي
وابن قانع، طب، ك، حب وأبو نعيم وتعقب، هق عن رافع بن
بشر السلمي عن أبيه ويقال له بشير، قال البغوي: ولا أعلم له غيره).
38890 أخرج أهلك فإنه يوشك أن تخرج منه نار تضئ
أعناق الإبل ببصرى يعني حبس سيل (ك وتعقب عن أبي البداح
ابن عاصم عن أبيه).
38891 أخرج أهلك منها يعني من حبس سيل فإنه يوشك
أن تخرج منه نار تضئ أعناق الإبل ببصرى (طب عن عاصم بن
عدي الأنصاري).
38892 أما إنهم سيدعونها أحسن ما كانت يعني المدينة،
ليت شعري متى تخرج نار اليمن من جبل الوراق! تضئ منها
أعناق الإبل بروكا ببصرى كضوء النهار (حم، ع، حب والروياني
ك، ض عن أبي ذر).
38893 تبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب،
تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا: يكون لها ما سقط
منهم وتخلف، تسوقهم سوق الجمل الكسير (قط في الافراد، طب
ك عن ابن عمرو).
347

38894 لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من ركوبة تضئ
أعناق الإبل ببصرى (أبو عوانة عن أبي الطفيل عن حذيفة
ابن أسيد).
38895 يوشك أن تدعوها أحسن ما كانت، ليت شعري
متى تخرج نار من جبل الوراق! تضئ لها أعناق البخت ببصرى،
يرون كضوء النهار (ك - عن أبي ذر).
طلوع الشمس من مغربها
38896 أول الآيات طلوع الشمس من مغربها (طب
عن أبي أمامة).
38897 لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا
طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها
لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، ولتقومن الساعة
وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن
وقد انصرف الرجل بلين لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة
وهو يليط حوضه فلا يسعى فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته
348

إلى فيه فلا يطعمها (ق، ه‍ (1) عن أبي هريرة).
38898 طلوع الفجر أمان لامتي من طلوع الشمس من
مغربها (فر عن ابن عباس).
الاكمال
38899 إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا
ينادي ويهجر: إلهي! مرني أن أسجد لمن شئت، فيجتمع إليه
زبانيته فيقولون: يا سيدهم ما هذا التضرع؟ فيقول: إني سألت ربي
عز وجل أن ينظرني إلى الوقت المعلوم، وهذا الوقت المعلوم، ثم
تخرج دابة الأرض من صدع في الصفا، فأول خطوة تضعها
بأنطاكية فتأتي إبليس فتلطمه (طب عن ابن عمرو).
38900 يجئ الريح التي يقبض الله فيها نفس كل مؤمن
ثم طلوع الشمس من مغربها وهي الآية التي ذكرها الله تعالى في كتابه
(طب، ك عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد).
38901 يجئ الريح التي يقبض الله فيها نفس كل مؤمن

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الفتن باب خروج النار 9 / 74. ص.
349

ثم طلوع الشمس من مغربها وهي الآية التي ذكرها الله تعالى في
كتابه (ك عن أبي شريحة، حسن).
38902 تدري أين تذهب؟ فإنها تذهب حتى تسجد تحت
العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها
منها وتستأذن فلا يوذن لها، يقال لها: ارجعي من حيث جئت،
فتطلع من مغربها، فذلك قوله تعالى: " والشمس تجري لمستقر
لها ذلك تقدير العزيز العليم " (خ عن أبي ذر) (1).
38903 تغيب الشمس تحت العرش فيؤذن لها فترجع،
فإذا كانت تلك الليلة التي تطلع صبيحتها من المغرب لم يؤذن لها فإذا
أصبحت قيل لها: اطلعي من مكانك، ثم قرأ " هل ينظرون إلا أن
تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك " (حم (2)
عن أبي ذر).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس والقمر
بحسبان 4 / 131. ص.
(2) الحديث أخرجه أحمد في مسنده (5 / 145). ص.
350

نفخ الصور
38904 الصور قرن ينفخ فيه (حم، د، ت (1) ك عن
ابن عمرو).
38905 صاحب الصور جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره
(ك عن أبي سعيد).
38976 كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى
الجبهة وأصغى السمع ينتظر متى يؤمر بالنفخ فينفخ! قالوا كيف
نصنع؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا (حم
حب، ت، ك عن أبي سعيد، حم، ك عن ابن عباس، حم،
طب عن زيد بن أرقم، وأبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة
حل عن جابر، والضياء عن أنس).
38907 إن صاحبي الصور بأيديهما قرنا يلاحظان النظر،

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب ما جاء في شأن الصور رقم 2432
وقال حسن صحيح. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب ما جاء في شأن الصور رقم
2433 وقال حديث حسن. ص.
351

صاحب الصور واضع على فيه منذ خلق ينتظر متى يؤمر أن ينفخ
فيه فينفخ (خط عن البراء).
38907 ما بين النفختين أربعون، ثم ينزل الله من السماء
ماء فينبتون كما ينبت البقل، وليس من الانسان شئ إلا يبلى إلا
عظم واحد وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة
(ق (1) عن أبي هريرة).
الاكمال
38909 إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد
ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن
عينيه كوكبان دريان (ك عن أبي هريرة).
38910 كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وجنى
الجبهة وأصغى السمع ينتظر متى يؤمر بالنفخ فينفخ، قالوا:
يا رسول صلى الله عليه وسلم! كيف نصنع؟ قال: قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل
على الله توكلنا (ص، حم وعبد بن حميد، ت: حسن، ع، حب
وابن خزيمة وأبو الشيخ في العظمة، ك، ق في البعث، ص عن

(1) أخرجه البخاري في التفسير جزء عم رقم 6 / 205. ص.
352

أبي سعيد، حم، طب عن زيد بن أرقم، حم كذا طس، ك،
ق في البعث عن ابن عباس، حل عن جابر، أبو الشيخ عن
أبي هريرة، الباوردي عن الأرقم بن الأرقم، وقال: كذا في كتابي
ولا أدري مني أو ممن حدثني، وقال: أيوب بن زيد بن أرقم، ص
عن أنس) مر عزوه برقم (38906).
38911 كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى
ظهره ينظر تجاه العرش، كأنه عينيه كوكبان دريان، لم يطرف
قط مخافة أن يؤمر من قبل ذلك (الخطيب عن أنس).
البعث والحشر
البعث
38912 هكذا نبعث! يوم القيامة (ت (1) ه‍، ك عن
ابن عمرو).
38913 قال الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك!
وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب رقم 3670. ص.
353

أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد فسبحان أن أتخذ صاحبة
أو ولدا (خ (1) عن ابن عباس).
38914 أما مررت بوادي قوم ممحلا ثم تمر به خضراء ثم تمر
به ممحلا ثم تمر به خضراء؟ كذلك يحيى الله الموتى (حم، طب عن
أبي رزين).
38915 ليس شئ من الانسان إلا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب
ومنه يركب الخلق يوم القيامة (ه‍ عن أبي هريرة) (2).
38916 قال الله تعالى: شتمني عبدي ابن آدم وما ينبغي له أن
يشتمني! وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني! أما شتمه إياي فقوله إن
لي ولدا، وأنا الله الاحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا
أحد، أما تكذيبه إياي فقوله: ليس يعبدني كما بدأني، وليس
أول الخلق بأهون علي من إعادته (حم، خ (3) ن عن
أبي هريرة).

(1) أخرجه البخاري في صحيح كتاب التفسير تفسير سورة البقرة (6 / 34)
وعن ابن عباس. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفتن باب ما بين النفختين رقم 2955. ص.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير تفسير جزء عم وسورة الاخلاص
6 / 205 و 222 وعن أبي هريرة. ض.
354

الحشر
وهو نوعان: أحدهما قبل الموت، والثاني
بعد الموت، وهذه الأحاديث مركبة منهما
38917 إن الناس يحشرون يوم القيامة على ثلاثة أفواج:
فوج راكبين طاعمين كاسين، وفوج تسحبهم الملائكة على وجوههم
وتحشرهم النار، وفوج يمشون ويسعون، ويلقي الله الآفة على
الظهر فلا يبقى ذات ظهر حتى أن الرجل ليكون له الحديقة
المعجبة يعطيها بذات القتب لا يقدر عليها (حم، ن ك عن
أبي ذر) (1).
38918 إنكم تحشرون رجالا وركبانا وتجرون على
وجوهكم ههنا وأومى بيده نحو الشام (حم، ن، ك عن
معاوية بن حيدة).
38919 أول ما يدعى يوم القيامة آدم عليه السلام فتراءى
ذريته فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك! فيقول:
أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب! كم أخرج؟ فيقول:

(1) أخرجه النسائي كتاب الجنائز باب البعث رقم 2088. ض.
355

أخرج من كل مائة تسعة وتسعين، قالوا: يا رسول الله! إذا
أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا؟ قال: إن
أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود (خ عن
أبي هريرة) (1).
38920 تحشرون حفاة عراة (2) غرلا (خ (3) عن عائشة، ت،
ك عن ابن عباس).
38921 تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون
منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم
من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من
يكون إلى حقويه (4) ومنهم من يلجمه العرق إلجاما (م عن المقداد

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب كيف الحشر
جزء 8 / 136 و 137. ص.
(2) غرلا: الغرل: جمع الأغرل، وهو الأقلف. والغرلة: القلفة.
النهاية 3 / 362. ب.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب كيف الحشر
8 / 136 و 137. ص.
(4) حقويه: الحقو - بالفتح - الإزار. والحقوا أيضا: الخصر، وشد
الإزار. المختار 11. ب.
356

ابن الأسود) (1).
38922 إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس والعباد حتى
يكون قيد ميل أو اثنين فتصهرهم الشمس فيكونون في العرق كقدر
أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه،
ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاما (حم، ت
عن المقداد).
38923 يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في
الأرض سبعين ذراعا، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم (خ عن
أبي هريرة) (2).
38924 يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه (خ (3).
ت، ه‍ عن ابن عمر).
38925 الكافر يلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول: رب!
أرحني أرحني ولو في النار (خط عن ابن مسعود).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب صفة يوم القيامة رقم 2894 /. ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب قول الله تعالى: ألا يظن
أولئك.) 8 / 138. ص.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب قول الله تعالى: ألا يظن
أولئك.) 8 / 138. ص.
357

38926 إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول: رب
أرحني ولو إلى النار (طب عن ابن مسعود).
38927 إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين
باعا، وإنه ليبلغ أفواه الناس وإلى آذانهم (م عن
أبي هريرة).
38928 كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة
خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم (طب، ك عن ابن عمرو).
38829 يا أيها الناس! إنكم محشورون إلى الله تعالى حفاة
عراة غرلا، " كما بدأنا أول خلق نعيده " ألا! وإن أول الخلائق
يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا! وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ
بهم ذات الشمال فأقول: يا رب! أصحابي أصحابي! فقال: إنك
لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح " وكنت
عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت الرقيب عليهم " فيقال:
إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم (حم، ق (1)،
ت، ن - عن ابن عباس).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب كيف الحشر رقم 8 / 136 ص.
358

38930 يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، قالت
عائشة: يا رسول الله! الرجل والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض!
قال: يا عائشة! الامر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض (ن،
ه‍ عن عائشة) (1).
38931 يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء
كفرصة النقي (2) ليس فيها معلم لاحد (ق عن سهل
ابن سعد) (3).
38932 يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائق راغبين
وراهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة
على بعير، وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم
حيث باتوا وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا (ق

(1) أخرجه مسلم في صحيحه بلفظه وسنده كتاب الجنة رقم 2859. ص.
(2) النقي: يعني الخبز الحواري. النهاية 5 / 112. ب.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنة باب فناء الدنيا رقم 2861
وكتاب المنافقين باب في البعث رقم / 2790 /. ص.
(4) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنة باب فناء الدنيا رقم 2861 وكتاب
المنافقين باب في البعث رقم / 2790 /. ص.
359

ن عن أبي هريرة).
38933 يحشر الناس يوم القيامة على ثلاث أصناف: صنفا مشاة،
وصنفا ركبانا، وصنفا على وجوههم، [قيل: يا رسول الله! وكيف
يمشون على وجوههم؟ قال] إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على
وجوههم، أما! إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك (حم، ت
عن أبي هريرة).
38934 يأخر الجبار سماواته وأرضه بيده ثم يقول: أنا الجبار
أنا الملك، أين الجبارون؟ وأين المتكبرون (ه‍ عن ابن عمر).
38935 يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده
اليمنى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي
الأرضين ثم يأخذهن بشماله ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟
أين المتكبرون (م، (1) د عن ابن عمر).
(28936) - يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماوات
بيمينه ثم يقول: أنا الملك! أين ملوك الأرض (ق (2) ن، ه‍ -
عن أبي هريرة، خ - عن ابن عمر).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المنافقين باب صفة القيامة رقم 2788. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب صفات المنافقين رقم 2787. ص.
360

38937 يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما
عرضتان فجدال ومعاذير، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في
الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله (ن (1) عن أبي هريرة، حم،
د عن أبي موسي).
38938 كل من وود القيامة عطشان (حل، هب
عن أنس).
38939 الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة (فر
عن أنس).
38940 لو أن رجلا يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم
يموت هرما (2) في مرضات الله تعالى لحقره يوم القيامة (حم، تخ،
طب عن عتبة بن عبد).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب ما جاء في العرض رقم 2427
وابن ماجة كتاب الزهد رقم 4277 وقال في الزوائد رجال الاسناد ثقات
إلا أنه منقطع. ص.
(2) هرما: الهرم: كبر السن. وقد هرم من باب طرب، فهو
هرم. المختار 550. ب.
361

الاكمال
38941 يبعث الله الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم
(حم (1) ع، ص عن أنس).
38942 تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا (طب
عن سهل بن سعد).
38943 تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا، وأول من
يكسى إبراهيم الخليل، يقول الله تعالى: اكسوا إبراهيم الخليل
ليعلم الناس فضله، ثم يكسى الناس على ما قدر الأعمال (ابن السكن
والإسماعيلي وابن منده وأبو نعيم عن طلق بن حبيب عن حيدة، قال
ابن السكن: لعله والد معاوية بن حيدة).
38944 تحشرون حفاة عراة غرلا، قيل: يا رسول الله!
الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: الامر أشد من أن
يهمهم (حم، خ (2) عن عائشة).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 334) وقال رواه أحمد وبقية
رجاله ثقات. ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب كيف الحشر 86 / 36 ص.
362

38945 تحشرون حفاة عراة غرلا، قالت امرأة: أيبصر
بعضنا عورة بعض؟ قال: يا فلانة! " لكل امرئ منهم يومئذ
شأن يغنيه " (ت: حسن صحيح، ك عن ابن عباس).
38946 تحشرون ههنا حفاة مشاة وركبانا وعلى وجوهكم،
وتعرضون على الله وعلى أفواهكم الفدام، وإن أول ما يعرب عن
أحدكم فخذه (ش، طب، ك عن معاوية بن حيدة).
38947 يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق
وبلغ شحوم الآذان، قالت سودة: وا سوأتاه! ينظر بعضنا إلى
بعض؟ قال: شغل الناس عن ذلك، لكل امرئ منهم شأن
يغنيه (طب، ك، وابن مردويه في العبث عن سودة بنت زمعة).
38948 يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، قالت
عائشة: كيف بالعورات؟ قال: " لكل امرئ منهم يومئذ شأن
يغنيه " (ك وابن مردويه عن عائشة).
38949 يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، قالت
عائشة: يا رسول الله! الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟
قال: يا عائشة! الامر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض (م، ن
363

ه‍ عن عائشة) (1).
38950 يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، قالت
امرأة: يا رسول الله! فكيف يرى بعضنا بعضا؟ قال: إن الابصار
يومئذ شاخصة (طب عن السيد الحسن).
38951 يحشر الناس يوم القيامة كما ولدتهم أمهاتهم حفاة
عراة غرلا، قالت عائشة: ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: شغل
الناس يومئذ عن النظر وسموا بأبصارهم إلى السماء موقوفون أربعين
سنة لا يأكلون ولا يشربون (ابن مردويه عن ابن عمر).
3952 " لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه " لا ينظر
الرجال إلى النساء والنساء إلى الرجال، أشغل بعضهم عن بعض
(ك عن عائشة).
38953 يحشر الله عز وجل الناس يوم القيامة عراة غرلا
بهما (2) قالوا: وما بهما؟ قال: ليس معهم شئ. ثم يناديهم بصوت

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنة باب فناء الدنيا رقم 2859. ص.
(2) بهما: البهم جمع بهيم، وهو في الأصل الذي لا يخالط لونه لون
سواه. يعني ليس فيهم شئ من العاهات والاعراض التي تكون في الدنيا
كالعمى والعرج وغير ذلك. النهاية 1 / 167 ب.
364

يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي
لاحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة
حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لاحد من أهل الجنة أن يدخل
الجنة ولاحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة،
قالوا: كيف وإنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بهما؟ قال:
بالحسنات والسيئات (حم، ع والخرائطي في مساوي الأخلاق، طب
ك، ض عن عبد الله بن أنيس الأنصاري).
38954 يبعث كل عبد على ما مات عليه، المؤمن على
إيمانه والمنافق على نفاقه (حب عن جابر).
38955 آخر من يحشر من هذه الأمة رجلان من قريش
(ش عن وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: أخبرت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره، وعن وكيع عن المسعودي عن سعيد بن
خالد عن حذيفة بن أسيد موقوفا، والأول صحيح لان قيس بن أبي
حازم سمع من العشرة، والثاني حسن وله حكم الرفع).
38956 يحشر رجلان من مزينة، هما آخر من يحشر،
يقبلان من جبل حتى يأتيا معالم الناس فيجدان الأرض وحوشا حتى
يأتيا المدينة فإذا جاءا قالا: أين الناس؟ فلا يريان أحدا فيقول أحدهما
365

لصاحبه: الناس في دورهم! فيدخلان الدور فإذا ليس فيها أحد وإذا
على الفراش الثعالب والسنانير فيقولون: أين الناس؟ فيقول أحدهما
لصاحبه: الناس في المسجد! فيأتيا المسجد فلا يجدان فيه أحدا
فيقولان: أين الناس؟ فيقول أحدهما لصاحبه: أراهم في السوق شغلتهم
الأسواق! فيخرجان حتى يأتيا السوق فلا يجدان فيها أحدا فينطلقان
حتى يأتيا المدينة فإذا عليها ملكان فيأخذان بأرجلهما فيسحبانهما إلى
أرض المحشر، فهما آخر الناس حشرا (ك وابن مردويه وابن عساكر
عن أبي سريحة الغفاري).
38960 إن الله عز وجل يجمع الأمم يوم القيامة ثم ينزل
من عرشه إلى كرسيه " وسع كرسيه السماوات والأرض " (طب
عن ابن مسعود).
38961 إنكم تحشرون إلى بيت المقدس ثم تجمعون إلى
يوم القيامة (طب عن سمرة).
38962 شعار الناس يوم القيامة في ظلمة يوم القيامة: لا إله
إلا الله (الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عمرو).
38963 إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في
صورة حسنة فيقول له: ما أنت؟ فوالله! إني لأراك امرأ الصدق
366

فيقول له: أنا عملك، فيكون له نور أو قائد إلى الجنة، وإن الكافر،
إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة سيئة وبشارة سيئة فيقول:
من أنت؟ فوالله! إني لأراك امرأ السوء، فيقول: أنا عملك،
فينطلق به حتى يدخل النار (ابن جرير عن قتادة مرسلا).
38964 يأكل التراب كل شئ من الانسان إلا عجب ذنبه
مثل حبة، خردل، منه تنبتون (حم، ع، حب، ك، ص عن
أبي سعيد).
38965 تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل ويزاد في
حرها كذا وكذا، يغلي منه الهوام كما تغلى القدور على الأثافي (1)
يعرفون منها على قدر خطاياهم، منهم من يبلغ إلى كعبيه، ومنهم من
يبلغ إلى ساقيه، ومنهم من يبلغ إلى وسطه، و منهم من يلجمه العرق
(حم، طب عن أبي أمامة).
38966 تدنوا الشمس من الأرض يوم القيامة فيعرق الناس،
فمن الناس من يبلغ عرقه كعبيه، ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق

(1) الأثافي: هي جمع أثفية وقد تخفف الباء في الجمع، وهي الحجارة التي
تنصب وتجعل القدر عليا. يقال: أثفت القدر إذا جعلت لها الأثافي
وثفيتها إذا وضعتها عليها. النهاية 1 / 23. ب.
367

ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العجز، ومنهم من يبلغ
الخاصرة، ومنهم من يبلغ منكبيه، ومنهم من يبلغ حلقه، ومنهم من
يلجمه، ومنهم من يغمره (حم، طب، ك عن عقبة بن عامر).
38967 يلجم الناس العرق إلى شحمة أذنيه (ك عن
ابن عمر).
38968 تدنو الشمس من الناس يوم القيامة حتى تكون!
من الناس على قدر ميلين ويزاد في حرها فتصهرهم فيكونوا في العرق
بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه العرق إلى كعبيه، ومنهم من يأخذه
إلى ركبتيه ومنهم يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاما (طب
عن مقدام (1) بن معدي كرب).
38969 يجمع الله الناس يوم القيامة فينادي مناد: يا أيها الناس!
ألم ترضوا بربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم أن يولى كل إنسان
ما كان يعبد في الدنيا ويتولى؟ أليس ذلك عدلا من ربكم؟ قالوا:
بلى، فينطلق كل إنسان منكم.

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد رقم (10 / 335): وقال رواه الطبراني
وبقية رجاله حديثهم حسن. ص.
368

38970 يحشر الناس فينادي مناد: أليس عدلا مني أن
أولي كل قوم ما كانوا يعبدون! ثم ترفع لهم آلهتهم فيتبعونها حتى
لا يبقى أحد غير هذه الأمة فيقال لهم: ما لكم؟ قالوا: ما نرى
إلهنا الذي كنا نعبد، فيتجلى لهم تبارك وتعالى (طب عن
أبي موسى).
الحساب
38971 عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس
عليه (فر عن أبي هريرة).
38972 سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي لئلا تفتضح
عند الأمم، فأوحى الله إلي: يا محمد! بل أنا أحاسبهم فإن كان منهم
زلة سترتها عنك لئلا تفتضح عندك (فر عن أبي هريرة).
38973 ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم
ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا (حم عن ثوبان).
38974 من حوسب عذب (ت والضياء عن أنس).
38975 من نوقش المحاسبة هلك (طب عن ابن الزبير).
38976 من نوقش الحساب عذب (ق عن عائشة).
369

38977 من حوسب يوم القيامة عذب، قالت: عائشة: أوليس
يقول الله " فسوف يحاسب حسابا يسيرا "؟ قال: ليس ذلك
بالحساب إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك (حم،
ق، ت عن عائشة).
38978 إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة بين
الجنة والنار فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا
وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده! لأحدهم
بمسكنه في الجنة أدل بمسكنه كان في دار الدنيا (حم خ (1) عن
أبي سعيد).
38979 إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد
وخاصم فيقول: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك، فيقول: كذبوا،
فيقال: أهلك وعشيرتك؟ فيقول: كذبوا، فيقول: احلفوا،
فيحلفون، ثم يصمتهم الله وتشهد عليهم ألسنتهم فيدخلهم النار (ع
ك عن أبي سعيد).
38980 أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع

- (1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المظالم باب قصاص المظالم 3 / 167. ص.
370

شيئا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما
الأصم فيقول: رب! لقد جاء الاسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق
فيقول: رب! جاء الاسلام والصبيان يخذفونني بالبعر، وأما الهرم
فيقول: يا رب! لقد جاء الاسلام وما أعقل شيئا، وأما الذي مات
في الفترة فيقول: رب! ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه
فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما،
ومن لم يدخلها سحب إليها (حم، ت (1) عن الأسود بن سريع
وأبي هريرة).
38981 إن الله تعالى لطف الملكين الحافظين حتى أجلسهما على
الناجذين وجعل لسانه قلمهما وريقه مدادهما (فر عن معاذ).
38982 لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن
عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه

(1) الحديث ليس في سنن الترمذي كما عزاه المصنف هنا ولكن الحديث في الجامع
الكبير رقم / 2927 / للسيوطي عزاه لهذه الرموز: حب حم وأبو نعيم
في المعرفة هق في. ض عن الأسود بن سريع وأبي هريرة طب عن
الأسود وحده. ص.
371

وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه (ت عن أبي بزرة) (1).
38983 لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى
يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن
ماله من أيه أكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم (ت (2) عن
ابن مسعود).
38984 يجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه (3) بذج فيوقف بين
يدي الله عز وجل فيقول الله: أعطيتك وخولتك وأنعمت عليك فماذا
صنعت! فيقول: جمعته وثمرته وتركته أكثر ما كان فارجعني آتك
به كله، فيقول له: أرني ما قدمت! فيقول: يا رب! جمعته
وتركته وثمرته وتركته أكثر ما كان فأرجعني آتك به كله، فإذا
عبد لم يقدم خيرا فيمضي به إلى النار (ت عن أنس) (4).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب في القيامة في شأن الحساب
والقصاص رقم / 2418 / و / 2419 / وقال حسن صحيح. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب في القيامة في شأن الحساب
والقصاص رقم / 2418 / و / 2419 / وقال حسن صحيح. ص.
(3) وبذج: البذج ولد الضأن. النهاية 1 / 110. ص.
(4) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب مثال على مناقشة الحساب رقم
2429 وسنده ضعيف. ص.
372

38985 يقول العبد يوم القيامة: يا رب! ألم تجرني من
الظلم؟ فيقول: بلى، فيقول: إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا
منى، فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين
شهودا، فيختم على فيه فيقال لأركانه: انطقي، فتنطق بأعماله، ثم
يخلى بينه وبين الكلام فيقول: بعدا لكن وسحقا! فعنكن كنت
أناضل (حم، م، ن عن أنس) (1).
38986 إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة (حم
عن عثمان).
38987 يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له: ألم أجعل لك سمعا
وبصرا ومالا وولدا وسخرت لك الانعام والحرث وتركتك ترأس
وربع (2) فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا؟ فيقول: لا، فيقول
له: اليوم أنساك كما نسيتني (ت (3) عن أبي هريرة).
38988 الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها وتضرب بأذنابها

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد رقم 2969. ص.
(2) وتربع: في حديث القيامة " ألم أذرك تربع وترأس " أي تأخذ ربع
الغنيمة. النهاية 1 / 186. ب.
(3) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة رقم 2430 وقال صحيح غريب. ص.
373

وتطرح ما في بطونها وليس عندها طلبة فالقة (طب، عد
عن ابن عمر).
الاكمال
38989 تجئ الطير يوم القيامة تحت العرش ترفع مناقيرها
وتضرب بأذنابها وتطرح ما في بطونها وليست عليها مظلمة فالقة
(عق، عد عن ابن عمر).
38990 إذا كان يوم القيامة ضرب الله على هذه الأمة بسرادق
من زمرد أخضر ثم نادى مناد من قبل الله تعالى: يا أمة محمد!
إن الله تعالى قد عفا عنكم فليعف بعضكم عن بعض، ألا! فهلموا
إلى الحساب (الديلمي عن أبي أمامة).
38991 إذا كان يوم القيامة دخل أهل الجنة الجنة وأهل
النار النار وبقي الذين عليهم المظالم نادى مناد من تحت العرش:
يا أيها الجمع! تتاركوا المظالم وثوابكم علي (ابن أبي الدنيا وابن
النجار عن أنس).
38992 إن الله تعالى ينادي يوم القيامة بصوت رفيع غير
فظيع: يا عبادي! أنا الله لا إله إلا أنا، أرحم الراحمين، أحكم
374

الحاكمين، وأسرع الحاسبين، يا عبادي! لا خوف عليكم اليوم ولا
أنتم تحزنون، وأحضروا! حجتكم ويسروا جوابا فإنكم مسؤلون محاسبون
يا ملائكتي! أقيموا صفوفا على أطراف أقدامهم للحساب (الديلمي
عن معاذ).
38993 ألا تسألون من أي شئ ضحكت؟ عجبت من
مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول: يا رب؟ أليس وعدتني أن لا
تظلمني؟ قال: بلى قال فاني لا أقبل علي شهادة شاهد إلا من نفسي
فيقول: أوليس كفى بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين؟ فيردد هذا
مرات فيختم على فيه وتتكلم أركانه بما كان يعمل، فيقول بعدا لكن
وسحقا! فعنكن كنت أجادل (ك عن أنس).
38994 إن أول ما يتكلم من الانسان حين يختم على الأفواه
فخذه من الرجل اليسار (حم، طب عن عقبة بن عامر).
38996 أول ما يشهد على أحدكم فخذه (ابن عساكر عن بهز
ابن حكيم عن أبيه عن جده).
38997 تجيؤون يوم القيامة وعلى أفواهكم الفدام (1)، فأول ما يتكلم

(1) الفدام: ما يشد على فم الإبريق والكوز من خرقة لتصفية الشراب الذي
فيه. أي يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم فشبه ذلك
بالفدام. النهاية 3 / 341 ب.
375

من الانسان فخذه وكفه (طب، ك عن حكيم بن معاوية
عن أبيه).
38998 أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته، والله ما
يتكلم لسانه! ولكن يداها ورجلاها يشهدان عليها بما كانت تغيب
لزوجها، وتشهد رجلاه ويداه بما كان يوليها، ثم يدعى الرجل وخدمه
فمثل ذلك، ثم يدعي بأهل الأسواق، وما يوجد ثم دوانيق ولا قراريط
ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا الذي ظلم وسيئات هذا الذي ظلمه
[توضع عليه]، ثم يؤتي بالجبارين في مقامع من حديد فيقال أوردهم
إلى النار (طب وابن مردويه عن أبي أيوب، وفيه عبد الله بن
عبد العزيز الليثي ضعفوه).
38999 أول ما يستنطق من ابن آدم جوارحه في محافر عمله
فيقول: وعزتك إن عندي المطمرات (1) العظام! فيقول الله عز وجل:
أنا أعلم بها منك، اذهب فقد غفرت لك (الخطابي في الغريب عن
عن أبي أمامة).
39000 أول من يدعى إلى الحساب أبناء الستين أو السبعين
(الديلمي عن الوليد بن مسافع الديلمي عن أبيه).

(1) المطمرات: أي المخبآت من الذنوب. النهاية 3 / 138. ب.
376

39001 قصاص أهل الذمة من أمتي يوم القيامة يخفف
عنهم من عذابهم (ك في تاريخه عن أبي هريرة، وفيه محمد بن
مخلد الحمصي يروى الأباطيل).
39002 ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه
حاجب ولا ترجمان (ز وابن خزيمة، ض عن عبد الله بن
بريدة عن أبيه).
39003 والذي نفسي بيده إنه ليخفف عن المؤمن حتى
يكون أهون من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا يعني يوم القيمة
(حم، ع وابن جرير، حب، ق في البعث، ض عن
أبي سعيد).
39004 والذي نفسي بيده إنه ليختصم حتى الشاتين فيما انتطحتا
(حم، ع عن أبي سعيد).
39005 والذي نفسي بيده ليختصمن كل شئ يوم القيامة
حتى الشاتان فيما انتطحتا (حم عن أبي هريرة).
39006 يا أبا ذر! أتدري فيم يختصمان؟ قال: لا، قال:
ولكن الله يدي وسيقضي بينهما يوم القيامة (ط حم عن أبي ذر
377

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان قال
فذكره).
39007 يؤتى بالنعم يوم القيامة وبالحسنات والسيئات فيقول
الله تعالى لنعمة من نعمه: خذي حقك من حسنات عبدي، فلا
تترك له حسنة إلا ذهبت بها (أبو الشيخ وابن النجار عن أنس).
39008 ليقتص الجماء من القرناء يوم القيامة ((1)..
عن سلمان).
39009 إي والذي نفسي بيده إن فيه لماء، ألا إن أولياء الله
ليردون حياض الأنبياء، ويبعث الله سبعين ألف ملك في أيديهم
عصى من نار يذودون الكفار عن حياض الأنبياء (ابن مردويه عن
ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي الله
تعالى هل فيه ماء؟ قال فذكره).
39010 يرفع للرجل الصحيفة يوم القيامة حتى يرى أنه ناج
فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما تبقى له حسنة ويزداد عليه من
سيئاتهم (ك عن أبي عثمان النهدي عن سلمان وسعد وابن

(1) مر عزو الحديث رقم (38986) ورمز له " حم ". ص.
378

مسعود وغيرهم).
39011 لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع:
عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين
اكتسبه، وفيما أنفقه (طب عن أبي الدرداء).
39012 لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسئل عن
أربع خصال: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله
من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به (طب، هب
الخطيب وابن عساكر عن معاذ).
39013 لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع:
عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن
أين اكتسبه، وعن حبنا أهل البيت (طب عن ابن عباس).
39014 يا ابن آدم! لا تزول قدماك يوم القيامة بين يدي
الله عز وجل حتى تسئل عن أربع: عن عمرك فيما أفنيته، وجسدك
فيما أبليته، ومالك من أين اكتسبته، وأين أنفقته (حل وابن
النجار عن أنس).
379

الميزان
39015 يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ويمد له في
جسمه ستون ذراعا، ويبيض وجهه، ويجعل على رأسه تاج من
لؤلؤ يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون: اللهم
إئتنا بهذا وبارك لنا في هذا! حتى يأتيهم فيقول لهم: أبشروا، لكل
رجل منكم مثل هذا، وأما الكافر فيسود وجهه، ويمد له في
جسمه ستون ذراعا على صورة آدم، ويلبس تاجا من نار فيراه
أصحابه فيقولون: نعوذ بالله من شر هذا! اللهم لا تأتنا بهذا فيأتيهم
فيقولون: اللهم أخزه! فيقول: أبعدكم الله! فان لكل رجل منكم
مثل هذا (ت، ك عن أبي هريرة) (1).
39016 إن الله تعالى يخفف على من يشاء من عباده طول
يوم القيامة كوقت صلاة مكتوبة (هب عن أبي هريرة).
39017 إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه (2) ويستره
من الناس ويقرره بذنوبه فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير رقم 3135 وقال حسن غريب. ص.
(2) كنفه: ستره وعفوه. ص.
380

كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب! حتى إذا قرره
بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: فاني قد سترتها عليك في
الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطي كتاب حسناته بيمينه، وأما
الكافر والمنافق " فيقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا
لعنت الله على الظالمين " (حم، ق، ن، ه‍ عن ابن عمر) (1).
39018 الميزان بيد الرحمن، يرفع أقوما ويضع آخرين
(البزار عن نعيم بن همار).
39019 أما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحد أحدا: عند
الميزان حتى يعلم أيخفف ميزانه أم يثقل، وعند الكتاب حتى يقال
" هاؤم اقرءوا كتابيه " حتى يعلم أين يقع كتابه في يمينه أم في
شماله أم من وراء ظهره! وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم
حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثيرة، يحبس الله بها من يشاء
من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا (د، (2) ك - عن عائشة).

(1) أخرجه مسلم كتاب التوبة باب قبول توبة القاتل رقم 2768. ض.
(2) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في ذكر الميزان رقم 4755 ض.
381

الاكمال
39020 أما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحد أحدا: عند
الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أو يثقل، وعند الكتاب حين يقال
" هاؤم اقرءوا كتابيه " حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله
أم من وراء ظهره! وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم،
حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثيرة، يحبس الله بها من يشاء من
خلقه حتى يعلم أينجو أم لا (ك، د (1) عن عائشة قالت: قلت:
يا رسول الله! هل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ قال فذكره).
39021 خلق الله تعالى كفتي الميزان ملء السماوات والأرض
فقالت الملائكة: يا ربنا! ما تزن بهذا؟ قال: أزن به ما شئت، وخلق
[الله -] الصراط كحد السيف كحد الموسى، فقالت الملائكة:
يا ربنا! من يجوز على هذا قال: أجيز عليه من شئت (الديلمي
عن عائشة).
39022 يوضع الميزان يوم القيامة، فلو وزن فيه السماوات
والأرض لوسعت، فتقول الملائكة: يا رب! لمن تزن بهذا؟ فيقول

(1) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في ذكر الميزان رقم 4755. ض.
382

الله تعالى: لمن شئت من خلقي، فتقول الملائكة: سبحانك! ما عبدناك
حق عبادتك، ويوضع الصراط مثل حد الموسى فتقول الملائكة: من
تجيز على هذا؟ فيقول: من شئت من خلقي، فيقولون: سبحانك!
ما عبدناك حق عبادتك (ك عن سلمان بن المبارك والآجري في
الشريعة عنه موقوفا) (1).
39023 ما من أحد يموت إلا يوزن قوله وعمله، فإن كان
قوله أوزن من عمله لم يرفع عمله، وإن كان عمله أوزن من قوله
رفع عمله (الديلمي عن أبي هريرة).
39024 يجاء بالعبد يوم القيامة فتوضع حسناته في كفة
وسيئاته في كفة فترجح السيئات، فتجئ بطاقة فتقع في كفة
الحسنات فترجح بها، فيقول: يا رب! ما هذه البطاقة؟ فما من
عمل عملته في ليلي أو نهاري إلا وقد استقبلت به! قال: هذا ما
قيل فك وأنت منه برئ، فينجو بذلك (الحكيم عن ابن عمر).
39025 يوضع الميزان يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 586) وقال صحيح على شرط مسلم
ووافقه الذهبي. ض.
383

فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة، ومن
رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار، قيل: يا رسول
الله! فمن استوت سيئاته وحسناته؟ قال: أولئك أصحاب الاعراب
لم يدخلوها وهم يطمعون (ابن عساكر عن جابر، وفيه عباد بن
كثير الثقفي ضعيف).
39026 يؤتى بابن آدم يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان
ويوكل به ملك، فان ثقل ميزانه ينادي الملك بصوت يسمع
الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا! وإن خف ميزانه
نادى الملك بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد
بعدها أبدا (حل عن أنس).
الصراط
39027 يوضع الصراط بين ظهراني جهنم عليه حسك
كحسك السعدان ثم يستجيز الناس فناج مسلم ومخدوش به
ثم ناج ومحتبس به ومنكوس فيها (حم، ه‍، حب، ك
عن أبي سعيد).
384

39028 جهنم تحيط بالدنيا، والجنة من ورائها، فلذلك
صار الصراط على جهنم طريقا إلى الجنة. (خط، فر عن
ابن عمر).
39029 تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جز يا مؤمن!
فقد أطفأ نورك لهبي (طب، حل عن يعلي بن منبه).
39030 شعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة: رب! سلم
سلم (ت، ك عن المغيرة) (1).
39031 شعار أمتي إذا حملوا على الصراط، يا لا إله إلا أنت
(طب عن ابن عمرو).
39032 شعار المؤمنين يوم يبعثون من قبورهم: لا إله إلا
الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون (ابن مردويه عن عائشة).
39033 شعار المؤمنين يوم القيامة في ظلم القيامة: لا إله
إلا أنت (الشيرازي عن ابن عمرو).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب ما جاء في شأن الصراط رقم
4342 وقال غريب. ض.
385

الاكمال
39034 إن الصراط بين أظهر جهنم دحض مزلة والأنبياء
عليه يقولون: رب سلم سلم! والناس عليه كالبرق وكطرفة العين
وكأجاود الخيل والركاب وشدا على الاقدام، فناج مسلم ومخدوش
مرسل ومطروح فيها، ولها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء
مقسوم (الرامهرمزي في الأمثال عن أبي هريرة).
39035 إن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة وإنا
أن نأني عليه وفي أحمالنا أطمار أخرى أن ننجو من أن نأتي عليه
ونحن مواقير (حم، ك عن أبي ذر).
39036 إن على جهنم جسرا أدق من الشعر واحد من
السيف، أعلاه نحو الجنة دحض مزلة بجنبيه كلاليب وحسك النار،
يحشر الله به من يشاء من عباده، الزالون والزلات يومئذ كثير،
والملائكة بجانبيه قيام ينادون: اللهم: سلم سلم، فمن جاء بالحق
جاز، ويعطون النور يومئذ على قدر إيمانهم وأعمالهم، فمنهم من
يمضي عليه كلمح البرق، ومنهم من يمضي عليه كمر الريح، ومنهم
من يعطى نورا إلى موضع قدميه، ومنهم من يحبو حبوا، وتأخذ
386

النار منه بذنوب أصابها وهي تحرق من يشاء الله منهم على قدر
ذنوبهم حتى ينجو، وينجو أول زمرة سبعون ألفا لا حساب عليهم
ولا عذاب، وكأن وجوههم القمر ليلة البدر، والذين يلونهم
كأضواء نجم في السماء حتى يبلغوا إلى الجنة برحمة الله تعالى (هب
وضعف عن أنس).
39037 يحمل الناس يوم القيامة على الصراط فتقادع بها
جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار، ثم ينجي الله برحمته من يشاء
ثم يؤذن للملائكة والنبيين والصديقين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون
ويخرجون ويشفعون ويخرجون حتى لا يبقى في النار أحد في قلبه
مثقال ذرة من الايمان (حم طب عن أبي بكرة).
39038 يقبل الجبار عز وجل فيثني رجل على الجسر ويقول:
وعزتي وجلالي لا يتجاوزني اليوم ظلم! فينصف الخلق من بعضهم
بعضا حتى أنه ينصف الشاة الجماء من العضباء بنطحة نصحتها (طب
عن ثوبان، وضعف).
39039 يمر الناس على جسر جهنم وعليه حسك وكلاليب
وخطاطيف تخطف الناس يمينا وشمالا، وجنبتيه ملائكة يقولون:
اللهم! سلم سلم، فمن الناس من يمر مثل البرق، ومنهم من يمر
387

مثل الريح، ومنهم من يمر مثل الفرس، ومنهم من يسعى سعيا،
ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يحبو حبوا، ومن من يزحف
زحفا، فأما أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون ولا يحبون، وأما
أناس يؤخذون بذنوب وخطايا فيحترقون فيكونون فحما، ثم يؤذن
في الشفاعة فيؤخذون ضبارات (1) ضبارات فيقذفون على نهر من
أنهار الجنة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، أما رأيتم الصبغاء
شجرة تنبت في الغثاء؟ فيكون من آخر من أخرج من النار
رجل على شفتها فيقول: يا رب! اصرف وجهي عنها، فيقول:
عهدك وذمتك لا تسألني غيرها، وعلى الصراط ثلاث شجرات،
فيقول: يا رب! حولني إلى هذه الشجرة آكل من ثمرها وأكون
في ظلها، فيقول: عهدك وذمتك لا تسألني غيرها، ثم يرى أخرى
هي أحسن منها، فيقول: يا رب! حولني إلى هذه آكل من ثمرها
وأكون في ظلها، فيقول: عهدك وذمتك لا تسألني غيرها، ثم يرى

(1) ضبارات: في حديث أهل النار " يخرجون من النار ضبائر ضبائر " هم
الجماعات في تفرقة، واحدتها ضبارة مثل عمارة وعمائر. وكل مجتمع:
ضبارة. وفي رواية أخرى " فيخرجون ضبارات ضبارات " هو جمع
صحة للضبارة، والأول جمع تكسير. النهاية 3 / 72. ب.
388

أخرى فيقول: يا رب! حولني إلى هذه آكل من ثمرها وأكون
في ظلها، ثم يرى سواد الناس ويسمع كلامهم فيقول: يا رب أدخلني
الجنة، فيدخل الجنة فيعطى الدنيا ومثلها (حم، ع، حب، ك
عن أبي سعيد) (1).
39040 يا عائشة! أما عند ثلاثة فلا يذكر أحد أحدا:
عند الميزان حتى يثقل أو يخف، وعند تطاير الكتب فاما أن يعطى
بيمينه أو يعطى بشماله، وحين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم
ويتغيظ عليهم ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة، وكلت بمن دعا
مع الله إلها آخر، ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب، ووكلت
بكل جبار عنيد، فينطوي عليهم ويرمي بهم في غمرات، ولجهنم
جسر أدق من الشعر وأحد من السيف، عليه كلاليب وحسك،
يأخذان من شاء الله، والناس عليه كالطرف وكالبرق وكالريح
وكأجاويد الخيل والركاب، والملائكة يقولون: رب! سلم، سلم
فناج مسلم ومخدوش مسلم ومكور في النار على وجهه (حم
عن عائشة).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 584) وقال صحيح ووافقه الذهبي. ض.
389

الشفاعة
39041 الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة،
ونبيكم، وأهل بيته (فر عن أبي هريرة).
39042 إن الناس يصيرون يوم القيامة جثى (1)، كل أمة
تتبع نبيها، يقولون: يا فلان! أشفع، يا فلان! اشفع، حتى تنتهي
الشفاعة إلى محمد، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود (خ عن
ابن عمر).
39043 لاشفعن يوم القيامة لمن كان في قلبه جناح بعوضة
إيمان (خط عن أنس).
39044 يخرج من النار قوم بالشفاعة كأنهم الثعارير (2)
(ق عن جابر).
(39045) - يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني

(1) جثى: أي جماعة. النهاية 1 / 239. ب.
(2) الثعارير: وردت في لفظ الحديث بالغين المعجمة فهو خطأ والصحيح بالعين
المهملة كما وردت في النهاية: 1 / 212 والثعارير: هي القثاء الصغار
وفسر معناها في صحيح البخاري كتاب الرقاق (8 / 143): الضغابيس. ض
390

تميم (ت (1) ك عن عبد الله بن أبي الجدعاء).
39046 لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وإني خبأت
دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة (حم، م عن جابر) (2).
39047 لكل نبي دعوة يدعو بها فأريد أن أختبئ دعوتي
شفاعة لامتي يوم القيامة (حم، ق عن أبي هريرة) (3).
39048 لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها فيستجاب له
فيؤتاها، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة (م عن
أبي هريرة) (4).
39049 لكل نبي دعوة مستجابة دعا بها في أمته فاستجيب
له، وإني أريد إن شاء الله تعالى أن أدخر دعوتي شفاعة لامتي يوم
القيامة (ق عن أبي هريرة).
39050 يصف الناس يوم القيامة صفوفا فيمر الرجل من

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة رقم 2440 وقال حسن صحيح
غريب. ض.
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم
دعوة رقم 234 و 335. ض.
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم
دعوة رقم 234 و 335. ض.
(4) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة رقم 359. ص.
391

أهل النار على الرجل من أهل الجنة فيقول: يا فلان: أما تذكر
يوم استسقيت فسقيتك شربة؟ فيشفع له، ويمر الرجل على الرجل
فيقول: أما تذكر يوم ناولتك طهورا؟ فيشفع له، ويقول:
يا فلان! أما تذكر يوم بعثني في حاجة كذا وكذا فذهبت لك؟
فيشفع له (ه‍ عن أنس) (1).
39051 أنا سيد الناس يوم القيامة! وهل تدرون مم ذاك؟
يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم (2)
البصر وتدنو الشمس منهم فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون
ولا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض: ألا ترون إلى ما قد بلغكم؟
أتنتظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض: ائتوا
آدم، فيقولون: يا آدم! أنت أبونا أنت أبو البشر؟ خلقك الله تعالى
بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك! اشفع لنا إلى
ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ الا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم
آدم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأدب باب فضل صدقة الماء رقم 3685
وإسناده ضعيف. ص.
(2) وينفذهم: يقال: نفذني بصره إذا بلغني وجاوزني. النهاية 5 / 91. ب.
392

بعده مثله وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي نفسي! اذهبوا
إلى غيري اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح! أنت
أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا! اشفع لنا إلى
ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم نوح:
إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده
مثله وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي نفسي
اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقولون يا إبراهيم!
أنت نبي الله وخليل الله من أهل الأرض! اشفع لنا إلى ربك، ألا
ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربي
تعالى قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله
وإني قد كنت كذبت ثلاث كذبات، نفسي نفسي نفسي! اذهبوا
إلى غيري اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى! أنت
رسول الله فضلك الله برسالاته وبتكليمه على الناس! اشفع لنا إلى
ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول
لهم موسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن
يغضب بعده مثله وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي
نفسي! اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى، فيأتون عيسى فيقولون:
393

يا عيسى! أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت
الناس في المهد! اشفع لنا إلى ربك! ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا
ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى: إن ربى قد غضب اليوم غضبا
لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، نفسي نفسي نفسي! اذهبوا
إلى غيري اذهبوا إلى محمد، فيأتون محمدا فيقولون: يا محمد! أنت
رسول الله و خاتم الأنبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر!
اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا
فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله على ويلهمني
من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لاحد قبلي، ثم يقال:
يا محمد! ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي
فأقول: يا رب أمتي أمتي! فيقال: يا محمد! أدخل الجنة من أمتك
من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء
الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، والذي نفسي بيده! إن ما بين
المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة
وبصرى (حم، ق (1) ت عن أبي هريرة).
38052 أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير 6 / 106. ص.
394

الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي،
وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، فيفزع الناس ثلاث
فزعات فيأتون آدم فيقولون: أنت أبونا آدم فاشفع لنا إلى ربك،
فيقول: إني أذنبت ذنبا أهبطت منه إلى الأرض ولكن ائتوا نوحا
فيأتون نوحا فيقول: إني دعوت على أهل الأرض دعوة فأهلكوا
ولكن اذهبوا إلى إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقول: إني كذبت ثلاث
كذبات ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله تعالى ولكن ائتوا
موسى، فيأتون موسى فيقول: إني قد قتلت نفسا ولكن ائتوا عيسى
فيأتون عيسى فيقول: إني عبدت من دون الله ولكن ائتوا محمدا، فيأتوني
فأنطلق معهم فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها فيقال: من هذا؟
فأقول: محمد، فيفتحون لي ويرحبون فيقولون: مرحبا! فأخر
ساجدا فيلهمني الله من الثناء والحمد فيقال لي: ارفع رأسك، سل
تعطه واشفع تشفع، وقل يسمع لقولك، وهو المقام المحمود الذي
قال الله تعالى " عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا " (ت (1) وابن
خزيمة عن أبي سعيد، إلا قوله " فآخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها،
فإنها عن أنس).

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير رقم 3147 وقال حديث حسن. ص.
395

39053 يجمع الله المؤمنين يوم القيامة فيهتمون لذلك فيقولون:
لو استشفعنا إلى ربنا فأراحنا من مكاننا هذا! فيأتون آدم فيقولون:
يا آدم! أنت أبو البشر، خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته
وعلمك أسماء كل شئ فاشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا
فيقول لهم آدم: لست هناكم ويذكر ذنبه الذي أصابه فيستحيي ربه
من ذلك ويقول: ولكن إئتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى
أهل الأرض، فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم ويذكر لهم
خطيئته سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحيي ربه من ذلك ولكن
ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، فيأتونه فيقول: لست هناكم ولكن ائتوا
موسى عبدا كلمه الله تعالى وأعطاه التوراة، فيأتون موسى فيقول: لست
هناكم ويذكر لهم النفس التي قتل بغير نفس فيستحيي ربه من
ذلك لكن ائتوا عيسى عبد الله وكلمته وروحه، فيأتون عيسى
فيقول: لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عبدا قد غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر، فأقوم فأمشي بين سماطين تمن المؤمنين حتى
استأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا لربي
تبارك وتعالى، فيدعني ما شاء أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد! قل
تسمع وسل تعطه واشفع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه
396

ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه الثانية فإذا
رأيته ربي وقعت ساجدا لربي، فيدعني ما شاء أن يدعني ثم يقول:
ارفع محمد! وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمده
بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود الثالثة
فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا لربي، فيدعني ما شاء أن يدعني ثم يقول:
ارفع محمد! وقد يسمع وسل تعطه واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمده
بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة
فأقول: يا رب! ما بقي إلا من حبسه القرآن فيخرج من النار من
قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم
يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما
يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من
الخير ما يزن ذرة (حم، ق، (1) ت، ه‍ عن أنس).
39054 يجمع الله الناس يوم القيامة فيقوم المؤمنون حين تزلف
لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل
أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم، لست بصاحب ذلك، اذهبوا
إلى ابني إبراهيم خليل الله، فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك إنما

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التوحيد باب ما يذكر في الذات
9 / 149 ومسلم كتاب الايمان رقم / 319 /. ص.
397

كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما،
فيأتون موسى فيقول: لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى عيسى كلمة
الله وروحه، فيقول عيسى لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى محمد فيأتون محمدا فيقوم
فيؤذن له، وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنتي الصراط يمينا وشمالا
فيمر أولكم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرحال، تجري
بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم، حتى
تعجز أعمال العباد، حتى يجئ الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا
وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت بأخذه
فمخدوش ناج ومكدوس في النار (م عن أبي هريرة وحذيفة) (1).
39055 شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي (حم، د، ت،
حب، ك عن أنس، ن، ه‍، حب. ك عن جابر، طب
عن ابن عباس، خط عن ابن عمر عن كعب بن عجرة).
39056 شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي قال أبو الدرداء:
وإن زنى وإن سرق! قال: نعم وإن زنى وإن سرق على رغم أنف
أبي الدرداء (خط عن أبي الدرداء).

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب أدنى أهل الجنة رقم 329. ص.
398

39057 شفاعتي لامتي من أحب أهل بيتي (خط عن علي).
39058 شفاعتي مباحة إلا لمن سب أصحابي (حل عن
عبد الرحمن بن عوف).
39059 شفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن
من أهلها (ابن منيع - عن زيد بن أرقم وبضعة عشر من الصحابة).
39060 أريت ما تلقى أمتي من بعدي وسفك بعضهم دماء
بعض وكان ذلك سابقا من الله كما سبق في الأمم قبلهم فسألته
أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل (حم، طس، ك عن
أم حبيبة).
39061 إن لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته فاستجيب
له وإني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة (حم، ق
عن أنس).
39062 إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض
من حجر وشجر ومدر (حم عن بريدة).
39063 أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة
وأهل الطائف (طب عن عبد الله بن جعفر).
399

39064 خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة
فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى، أترونها للمؤمنين المتقين لا
ولكنها للمذنبين الملوثين الخطائين (حم عن ابن عمر، ه‍ عن
أبي موسى) (1).
39065 سألت ربي أبناء العشرين من أمتي فوهبهم لي (ابن
أبي الدنيا عن أبي هريرة) (2).
39066 سألت ربي في أبناء الأربعين من أمتي فقال: يا محمد!
قد غفرت لهم، قلت: فأبناء الخمسين! قال: إني قد غفرت لهم،
قلت: فأبناء الستين! قال: قد غفرت لهم، قلت: فأبناء السبعين!
قال: يا محمد! إني لأستحيي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني
لا يشرك بي شيئا أن أعذبه بالنار، فأما أبناء الأحقاب أبناء الثمانين
والتسعين فاني واقف يوم القيامة فقائل لهم أدخلوا من أحببتم
الجنة من الناس (أبو الشيخ عن عائشة) (3)

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب ذكر الشفاعة رقم 4388 وقال: اسناده
صحيح ورجاله ثقات. ص.
(2) أوردهما السيوطي في الجامع الصغير رقم 4599 ورقم 4600.
أوردهما السيوطي في الجامع الصغير رقم 4599 ورقم 4600
400

39067 سألت الله الشفاعة لامتي فقال: لك سبعون ألفا
يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، قلت: رب زدني! فحثا لي
بيديه مرتين وعن يمينه وعن شماله (هنا عن أبي هريرة).
39068 ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون
" الجهنميون " (ن، ت، ه‍ عن عمران بن حصين).
39069 ليدخلن الجنة بشفاعتي رجل من أمتي أكثر من
بني تميم (حم، ه‍، حب، ك عن عبد الله بن أبي الجدعاء).
39070 ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين
ربيعة ومضر، إنما أقول ما أقول (حم، طب عن أبي أمامة).
39071 الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة فسلوا
الله أن يؤتيني الوسيلة (حم عن أبي سعيد).
39072 يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم
الشهداء (ه‍ عن عثمان).
39073 اعملي ولا تتكلي، فان شفاعتي للهالكين من أمتي
(عد عن أم سلمة).
401

الاكمال
39074 أتدرون ما خيرني ربي الليل! فإنه خيرني أن يدخل
نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، هي لكل مسلم
(ه‍، ك عن عوف بن مالك الأشجعي).
39075 ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفا؟ خيرني أن يدخل
ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة، فاخترت
الشفاعة، إن شفاعتي لكل مسلم (طب عن عوف بن مالك).
39076 أريت ما تعمل أمتي من بعدي فاخترت لهم الشفاعة
يوم القيامة (ابن النجار عن أنس عن أم سليم).
39077 إن الله عز وجل خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي
أو شفاعتي، فاخترت شفاعتي ورجوت أن تكون أعم لامتي، ولولا
الذي سبقني إليه العبد الصالح لعجلت دعوتي، إن الله لما فرج عن
إسحاق كرب الذبح قيل له: يا إسحاق سل تعطه، قال: أما والله
لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان، اللهم! من مات لا يشرب بك
شيئا وأحسن فاغفر له وأدخله الجنة (طب، ك عن
أبي هريرة).
402

39078 إن ربي تبارك وتعالى خيرني بين خصلتين: أن يدخل
نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة (طب عن عوف بن مالك).
39079 جاءني رسول من ربي فخيرني بين أن أدخل نصف
أمتي الجنة أو الشفاعة، فاخترت الشفاعة، إني جاعل في شفاعتي من
مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا (طب عن معاذ).
39080 هل تدرون أين كنت وفيم كنت؟ إني أتاني آت
من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت
الشفاعة، أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئا في شفاعتي (حم، طب
عن أبي موسى).
39081 إن لكل نبي دعوة تعجلها في الدنيا وإني اختبأت
دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة للمذنبين المتلطخين (الخطيب عن
ابن مسعود).
39082 إني خبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة (ك
عن أبي هريرة).
39083 قد أعطي كل نبي عطية وكل قد تعجلها وإني
أخرت عطيتي شفاعة لامتي، وإن الرجل من أمتي ليشفع فيشفع
لفئام من الناس فيدخلون الجنة، وإن الرجل ليشفع للقبيلة، وإن
403

الرجل ليشفع للعصبة، وإن الرجل ليشفع للثلاثة وللرجلين وللرجل
(عد عن أبي سعيد).
39084 كل نبي قد أعطي عطية فتنجزها وإني اختبأت
عطيتي شفاعة لامتي يوم القيامة (عبد بن حميد، ع وابن عساكر
عن أبي سعيد).
39085 ألا! كل نبي قد مضت دعوته إلا دعوتي فاني قد
ذخرتها عند ربي إلى يوم القيامة، أما بعد فان الأنبياء مكاثرون
فلا تخزوني فاني جالس لكم على الحوض (طب عن أبي أمامة).
39086 إن لكل نبي يوم القيامة منبرا من نور الحديث
بطوله في الشفاعة (حب عن أنس).
39087 إنما الشفاعة لأهل الكبائر (هناد عن أنس).
39088 إني سألت ربي عز وجل الشفاعة لامتي فأعطانيها
وهي نائلة إن شاء الله تعالى من لا يشرك بالله شيئا (حم وابن خزيمة
والطحاوي والروياني، ك، ص عن أبي ذر).
39089 إني لأول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم
القيامة ولا فخر، وأعطى لواء الحمد ولا فخر، وأنا سيد الناس يوم
404

القيامة ولا فخر، وأنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ولا فخر،
وآتي باب الجنة فإذا الجبار عز وجل مستقبلي فأسجد له فيقول:
ارفع رأسك، فإذا بقي من بقي من أمتي في النار قال أهل النار:
ما أغنى عنكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئا! فيقول الجبار:
فبعزتي لأعتقنهم من النار، فيخرجون وقد امتحشوا (1) ويدخلون
في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين
أعينهم: هؤلاء عتقاء الله عز وجل، فيقول أهل الجنة هؤلاء
الجهنميون، فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار (حم، ن والدارمي
وابن خزيمة، ص عن أنس).
39090 إني لقائم انتظر أمتي تعبر على الصراط إذ جاءني
عيسى فقال: هذه الأنبياء قد جاءتك يا محمد يشتكون أو قال:
يجتمعون ويدعون الله أن يفرق جمع الأمم إلى حيث شاء الله
لغم ما هم فيه والخلق ملجمون في العرق فأما المؤمن فهو عليه
كالزكمة وأما الكافر فيغشاه الموت، قال: انتظر حتى أرجع
إليك، فذهب نبي الله فقام تحت العرش فلقي ما لم يلقى ملك مصطفى
ولا نبي مرسلا فأوحى الله إلى جبريل أن: اذهب إلى محمد فقل له:

(1) امتحشوا: المحش: احتراق الجلد وظهور العظم. النهاية 4 / 302. ب.
405

ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع، فشفعت في أمتي أن أخرج
من كل تسعة وتسعين إنسانا واحدا، فما زلت أتردد إلى ربي عز
وجل فلا أقوم منه مقاما إلا شفعت حتى أعطاني الله من ذلك أن
قال: يا محمد! أدخل من أمتك من خلق الله عز وجل من شهد أن
لا إله إلا الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك (حم وابن خزيمة،
ص عن أنس).
39091 أنتم أصحابي في الدنيا والآخرة، إن الله تعالى أيقظني
فقال: يا محمد! إني لم أبعث نبيا ولا رسولا إلا وقد سألني مسألة
أعطيتها إياه فسل يا محمد تعطه! فقلت: مسألتي شفاعة لامتي يوم
القيامة. قال أبو بكر: يا رسول الله! وما الشفاعة؟ قال: أقول:
يا رب! شفاعتي التي اختبأت عندك، فيقول الرب تبارك وتعالى:
نعم، فيخرج ربي عز وجل بقية أمتي من النار فينبذهم في الجنة (حم،
طب والشيرازي في الألقاب عن عبادة بن الصامت).
39092 يا أيها الناس! ما لي أوذي في أهلي! فوالله إن
شفاعتي لتنال حتى جاء وحكم وصداء وسلهب يوم القيامة (طب وابن
منده عن أبي هريرة وابن عمر وعمار معا).
406

39093 إني لأرجو أن تبلغ شفاعتي جاء وحكم (ابن عساكر
عن أبي بردة).
39094 إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض مد الأديم حتى
لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه فأكون أول من يدعى
وجبريل عن يمين الرحمن تبارك وتعالى والله ما رآه قبلها فأقول: أي
رب! إن هذا أخبرني أن أرسلته إلي! فيقول الله عز وجل: صدق
ثم أشفع فأقول: يا رب! عبادك عبدوك في أطراف الأرض،
وهو المقام المحمود (عب وابن جرير عن علي بن الحسين مرسلا).
39095 إذا ميز أهل الجنة وأهل النار فدخل أهل الجنة
الجنة وأهل النار النار قام الرسل فشفعوا فيقول: انطلقوا، فمن
عرفتم فأخرجوه، فيخرجونهم قد امتحشوا (1) فيلقونهم في نهر يقال
له: الحياة، فيسقط محاشهم على حافة النهر ويخرجون بيضا مثل
الثعاير (2) ثم يشفعون فيقول: انطلقوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال
قيراط من إيمان فأخرجوه، فيخرجون بشرا ثم يشفعون فيقول:

(1) امتحشوا: المحش: احتراق الجلد وظهور العظم. النهاية 4 / 302. ب.
(2) الثعارير: هي الثقاء الصغار، شبهوا بها لان القثاء ينمي سريعا.
النهاية 1 / 212. ب.
407

انطلقوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان
فأخرجوه، ثم يقول الله عز وجل: أنا الآن أخرج بعلمي ورحمتي!
فيخرج أضعاف ما أخرجوا وأضعافه، فيكتب في رقابهم: عتقاء الله
عز وجل، ثم يدخلون الجنة فيسمون فيها الجهنميين (حم، حب وابن
منيع والبغوي في الجعديات، ض عن جابر).
39096 اطلبني أول ما تطلبني على الصراط، قلت: فإذا لم
ألقك على الصراط؟ قال: فأنا عند الميزان، قلت: فإن لم ألقك عند
الميزان؟ قال: فأنا عند الحوض، لا أخطئ هذه الثلاثة موطن
يوم القيامة (حم عن أنس، ت: حسن غريب عن أنس) (1).
39097 إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة والرجل للرجل
(ابن خزيمة عن أنس).
39098 إن الرجل من أهل الجنة ليشرف على أهل النار
فيناديه رجل من أهل النار: يا فلان! أما تعرفني؟ فيقول: لا والله
ما أعرفك من أنت ويحك! قال: أنا الذي مررت بي في الدنيا

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب ما جاء في شأن الصراط رقم
/ 2435 / وقال حسن غريب. ص.
408

فاستسقيتني شربة ماء فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك! فيدخل ذلك
الرجل على الله عز وجل في دوره فيقول: يا رب! إني أشرفت على
أهل النار فقام رجل من أهل النار فنادي: يا فلان! أما تعرفني
؟ قلت: لا والله! ما أعرفك ومن أنت؟ قال: أنا الذي مررت
بي في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك، يا رب!
فشفعني فيه، فيشفعه الله فيه وأخرجه من النار (ع (1)
عن أنس).
39099 إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الآذان
فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول: لست بصاحب ذلك: ثم
بموسى فيقول كذلك، ثم بمحمد بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة
الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا (ابن جرير عن ابن عمر).
39100 إن ربكم خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة
عفوا بغير حساب وبين الخبيئة عنده لامتي، إن ربي زادني
مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده (حم، طب عن

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 832) وقال رواه أبو يعلى وفيه أبو
علي علي بن أبي ساره وهو متروك. ص.
409

أبي أيوب) (1).
39101 إن ربي خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير
حساب وبين الخبيئة عنده، وإن ربي زادني، يتبع كل ألف
سبعون ألفا والخبيئة عنده (حل عن أبي أيوب).
39102 إن قوما يخرجون من النار بالشفاعة (طب
عن جابر).
39103 إن جبريل أتاني آنفا فبشرني أن الله قد أعطاني
الشفاعة، قيل له: يا رسول الله! أفي بني هاشم خاصة؟ قال: لا،
قيل: أفي قريش عامة؟ قال: لا قيل: أفي أمتك؟ قال: هي
في أمتي للمذنبين المثقلين (طب وابن عساكر عن عبد الله
ابن بشير).
39104 تمد الأرض يوم القيامة مدا لعظمة الرحمن، ثم لا
يكون لبشر من بني آدم إلا موضع قدميه ثم أدعى أول الناس
فأخر ساجدا ثم يؤذن لي فأقوم فأقول: يا رب! أخبرني هذا -

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 735) وقال رواه أحمد الطبراني
وفيه ابن لهيعة ضعفه الجمهور. ص.
410

لجبريل وهو على يمين الرحمن والله ما رآه جبريل قبلها قط أنك
أرسلته إلي! وجبريل ساكت لا يتلكم حتى يقول الله: صدق،
ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول: يا رب! عبادك عبدوك في أطراف
الأرض، فذلك المقام المحمود (ك عن جابر).
39105 تمد الأرض يوم القيامة لعظمة الرحمن فلا يكون
لاحد إلا موضع قدميه فأكون أول من يدعى فأجد جبريل قائما
عن يمين الرحمن، لا والذي نفسي بيده! ما رأى الله قبلها! فأقول:
يا رب! إن هذا جاءني فزعم أنك أرسلته إلي! وجبريل ساكت
فيقول عز وجل: صدق، أنا أرسلته إليك، حاجتك؟ فأقول:
يا رب! إني تركت عبادا من عبادك قد عبدوك في أطراف البلاد
وذكروك في شعب الآكام ينتظرون جواب ما أجئ به من عندك؟
فيقول: أما إني لا أخزبك فيهم، فهذا المقام المحمود الذي قال الله
تعالى " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " (حل، هب، عن
علي بن الحسين عن رجل من الصحابة).
39106 شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي! قال أبو الدرداء:
وإن زنى وإن سرق! قال: نعم، وإن زنى وإن سرق على رغم
أنف أبي الدرداء (الخطيب عن أبي الدرداء).
411

39107 ليدخلن الجنة قوم من المسلمين قد عذبوا في النار
برحمة الله وشفاعة الشافعين (طب عن ابن مسعود).
39108 ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا ينال أهل
بيتي إن شفاعتي لتناول جاء وحكم (1) (طب عن أم هانئ).
39109 ما سألتهما يعني أبويه ربي فيعطيني فيهما، وإني
لقائم يومئذ المقام المحمود يوم ينزل الله فيه على كرسيه يئط به كما
يئط الرجل من تضايقه لسعة ما بين السماء والأرض، ويجاء بكم
حفاة عراة غرلا، فيكون أول من يكسى إبراهيم فيقول الله:
اكسوا خليلي! فيؤتى بربطتين بيضاوين من رباط الجنة فيلبسهما ثم
يقعد مستقبل العرش، ثم أكسى على أثره فأقوم عن يمين الله
مقاما لا يقوم فيه غيري، يغبطني فيه الأولون والآخرون، ويشق
لي نهر من الكوثر إلى حوضي يجري في حال من المسك ورضراض
نباته قضبان الذهب، ثمارها اللؤلؤ والجوهر، شرابه أشد بياضا
من اللبن وأحلى من العسل، من سقاه الله منه شربة لم يظمأ

(1) جاء وحكم: وفي الحديث: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي حتى حكم
وجاء " هما قبيلتان جافيتان من وراء رمل يبرين. النهاية 1 / 421. ب.
412

بعدها، ومن حرمه لم يرو بعدها (حم وابن جرير، ك
عن ابن مسعود).
39110 نعم الرجل أنا لشرار أمتي! قيل: يا رسول الله!
كيف أنت لخيارهم؟ قال: أما شرار أمتي فيدخلهم الله الجنة
بشفاعتي، وأما خيارهم فيدخلهم الله الجنة بأعمالهم (طب، حل
عن أبي أمامة).
39111 نعم الرجل أنا لشرار أمتي! قيل: يا رسول الله! كيف
أنت لخيارهم؟ قال: خيار أمتي يدخلون الجنة بأعمالهم، وشرار أمتي
ينتظرون شفاعتي، ألا! إنها مباحة يوم القيامة لجميع أمتي إلا رجل
منتقص أصحابي (الشيرازي في الألقاب وابن النجار عن أم سلمة).
39112 والذي نفسي بيده! لقد ظننت أن إبراهيم ليرغب في
شفاعتي (ك في تاريخه عن أبي بن كعب).
39113 والذي نفسي بيده! لقد ظننت أنك أول من يسألني عن
ذلك من أمتي لما رأيت من حرصك على العلم لا يهمني من انتصابهم
على باب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي هم، وشفاعتي لمن يشهد أن
لا إله إلا الله مخلصا وأن محمدا رسول الله يصدق لسانه قلبه وقلبه لسانه
413

(طب، ك عن أبي هريرة، قال: قلت: يا رسول الله! ماذا رد
إليك [ربك] في الشفاعة؟ قال فذكره).
39114 ألا! إني لكم بمكان صدق حياتي، فإذا مت لا أزال
أنادي في قبري: " يا رب أمتي أمتي " حتى ينفخ في الصور النفخة
الأولى، ثم لا تزال لي دعوة مجابة حتى ينفخ في الصور النفخة الثانية
(الحكيم عن أنس).
39115 يدخل من أهل هذه القبلة النار ما لا يحصي
عددهم إلا الله تعالى بما عصوا الله واجترؤا على معصيته وخالفوا طاعته
فيؤذن لي في الشفاعة، فأثني على الله تعالى ساجدا كما أثني عليه قائما،
فيقال: ارفع رأسك، سل تعطه واشفع تشفع (طب عن
ابن عمرو).
39116 يفقد أهل الجنة قوما كانوا معهم في الدنيا فينطلقون
إلى الأنبياء فيقولون لهم: اشفعوا لنا، فيشفعون لهم فيخرجون من
النار فيصب عليهم ماء الحياة فيكونون مثل الثعارير فيسمون الطلقاء
وكلهم طلقاء (الشيرازي في الألقاب عن جابر).
39117 يوضع للأنبياء منابر من ذهب يجلسون عليها ويبقى
414

منبري لا أجلس عليه قائما بين يدي ربي عز وجل منتصبا بأمتي مخافة
أن يبعث بي إلى الجنة وتبقي أمتي بعدي فأقول: يا ربي! أمتي
أمتي، فيقول الله تعالى: ما تريد أن أصنع بأمتك يا محمد؟ فأقول:
يا رب! عجل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة
برحمة الله تعالى، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فلا أزال أشفع
حتى أعطى صكا برجال قد أمر بهم إلى النار حتى أن خازن النار
ليقول: يا محمد! ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة
(ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله، طب (1).
، ك وتعقب، ق في
البعث، كر وابن النجار عن ابن عباس).
الحوض
39118 إن الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته فأرجو
أن أكون يومئذ أكثرهم، كلهم واردة، وإن كل رجل منهم يومئذ
قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من أمته، ولكل
أمة سيماء يعرفهم بها نبيهم (طب عن سمرة).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 38) وقال رواه الطبراني وفيه محمد بن ثابت
البناني وهو ضعيف). ص.
415

39119 إن أمامكم حوضا ما بين ناحيتيه كما بين جرباء
وأذرح (حم، م (1) عن ابن عمر).
39120 إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح، فيه أباريق
كنجوم السماء، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبدا (م عن
ابن عمر) (2).
39121 إن في حوضي من الأباريق بعدد نجوم السماء (ت
عن أنس).
39122 إني فرطكم على الحوض وإن عرضه كما بين
أيلة إلى الجحفة، إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن
أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من
كان قبلكم (م (3) عن عقبة بن عامر).
39123 إني لبعقر (4) حوضي يوم القيامة أذود الناس لأهل

(1) أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رقم
(34 / 2299 /). ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رقم
(34 / 2299 /). ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الفضائل رقم (31). ص.
(4) لبعقر: عقر الحوض - بالضم - موضع الشاربة منه: أي أطردهم لأجل
أن يرد أهل اليمن. النهاية 43 / 271. ب.
416

اليمن وأضربهم بعصاي حتى يرفض (1) عليهم، فسئل عن عرضه
فقال من مقامي إلى عمان، وسئل عن شرابه فقال أشد بياضا من
اللبن وأحلى من العسل، يغت (2) فيه ميزابان يمدانه من الجنة:
أحدهما من ذهب والآخر من ورق (حم، م (3) عن ثوبان).
39124 يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلون على
الحوض فأقول: أي رب! أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما
أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى (ه‍ عن
أبي هريرة) (4).
39125 أنا فرطكم على الحوض أنظركم ليرفع لي رجال منكم
حتى إذا عرفتم اختلجوا دوني فأقول: رب! أصحابي أصحابي،
فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (حم، خ عن حذيفة) (5).

(1) يرفض: أي يسيل. النهاية 2 / 243. ب.
(2) يغتن: أي يدفقان فيه الماء دفقا دائما متتابعا. النهاية 3 / 342. ب.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل رقم (27 / 2301). ص.
(4) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب في الحوض 7 / 150 /. ص.
(5) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب في الحوض (8 / 148. ص.
417

39126 أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن
عليهم فأقول: يا رب! أصحابي أصحابي، فيقول: إنك لا تدرى ما
أحدثوا بعدك (حم، (1) ق عن ابن مسعود).
(39127) - أنزلت على آنفا سورة * (بسم الله الرحمن الرحيم) *
أنا أعطيناك الكوثر فصل ربك وانحر إن شانئك هو الأبتر * (أتدرون
ما الكوثر؟ فإنه نهر وعدنيه ربي، عليه خير كثير، هو حوضي ترد
عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول
يا رب! إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك
(م، (2) د، ن عن أنس).
39128 ترد على أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود
الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله! تعرفنا؟ قال: نعم
لكم سيماء ليست لاحد غيركم، تردون على غرا محجلين من آثار
الوضوء، وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون فأقول: يا رب! هؤلاء
من أصحابي، فيجيبني ملك فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟

(1) أخرجه مسلم كتاب الفضائل رقم 32 / 2297 /). ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الصلاة باب حجة من قال البسملة رقم 53 / 400 /). ص.
418

(م عن أبي هريرة) (1).
39129 إني على الحوض حتى أنظر من يرد على منكم،
وسيؤخذ أناس دوني فأقول: يا رب! منى ومن أمتي فيقال: هل شعرت
وما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم
(م، عن أسماء بنت أبي بكر، حم، م عن عائشة) (2).
39130 إني لكم فرط على الحوض فإياي لا يأتين أحدكم
فيذب عني كما يذب البعير النضال فأقول: فيم هذا فيقال: إنك لا
تدري ما أحدثوا بعدك! فأقول: سحقا (م عن أم سلمة) (3).
39131 ليردن على ناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم
وعرفتهم اختلجوا دوني فأقول: يا رب! أصيحابي أصيحابي! فيقال لي
إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (ك، حم، ق عن أنس
وحذيفة (4)).

(1) أخرجه مسلم كتاب الطهارة باب استحباب إطالة الغرة رقم / 37 /). ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب أثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رقم
/ 2293 /). ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب أثبات الحوض رقم / 2295 /). ص.
(4) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب الحوض رقم 8 / 149 /) ص.
419

39132 ألا إني فرطكم على الحوض، وإن بعد ما بين طرفيه
مثل ما بين صنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه عدد النجوم
(حم، م عن جابر سمرة (1).
39133 بينا أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر حافتاه قباب
اللؤلؤ المجوف قلت: يا جبريل! ما هذا؟ قال: الكوثر هذا الذي
أعطاك الله، ثم ضرب بيده إلى طينه فاستخرج مسكا، ثم رفعت
لي سدرة المنتهى فرأيت عندها نورا عظيما (خ، ت عن أنس) (2).
39134 ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض (حم، د ك
عن زيد بن أرقم).
39135 لأذودن عن حوضي رجالا كما تذاد الغريبة من
الإبل (م عن أبي هريرة) (3).
39136 ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة أو كما
بين المدينة وعمان يرى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب الحوض رقم 8 / 149. ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب الحوض / 8 149 /). ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الفضائل رقم / 38 / ورقم / 44 /). ص.
420

السماء، وأكثر (حم، م، (1) ه‍ - عن أنس).
39138 هل تدرون ما الكوثر؟ هو نهر أعطانيه ربي في
الجنة، عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد
الكواكب، يختلج العبد منهم فأقول: يا رب! إنه من أمتي،
فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك (حم، م، د، ن عن
زيد بن خالد).
39138 والذي نفسي بيده! لآنيته يعني الحوض أكثر
من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة،
من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنة
الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى
أيلة، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل (حم، ن، م
عن أبي ذر).
39139 والذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما
تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض (خ عن أبي هريرة).
39140 إن حوضي ما بين الكعبة وبيت المقدس أبيض مثل

(1) أخرجه مسلم كتاب الفضائل رقم / 38 / ورقم / 44 /). ص.
421

اللبن، آنيته عدد النجوم، وإني لأكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة
(ه‍ عن أبي سعيد).
39141 إن حوضي لابعد من أيلة إلى عدن والذي نفسي
بيده! لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء ولهو أشد بياضا من
اللبن وأحلى من العسل، والذي نفسي بيده! إني لأذود عنه الرجال
كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه، قالوا: يا رسول الله!
أو تعرفنا؟ قال: نعم، تردون على الحوض غرا محجلين من آثار
الوضوء ليس لأحد غيركم (م، (1) ه‍ عن حذيفة).
39142 إن حوضي أبعد من أيلة إلى عدن، لهو أشد بياضا
من الثلج وأحلى من العسل باللبن، ولآنيته أكثر من عدد النجوم
وإني لأصدن الناس عنه كما يصد الرحل إبل الناس عن حوضه،
قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ؟ قال: نعم، لكم سيما ليست
لاحد من الأمم، تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء (م
عن أبي هريرة) (2).

(1) أخرجه مسلم كتاب الطهارة باب استنجاب إطالة الغرة رقم / 36 /
ورقم / 37 /). ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الطهارة باب استنجاب إطالة الغرة رقم / 36 /
ورقم / 37 /) ص.
422

39143 حوضي كما بين صنعاء والمدينة، فيه الآنية مثل
الكواكب (ق عن حارثة بن وهب والمستورد) (1).
39144 حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء، وماؤه أبيض
من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء من
شرب منه فلا يظمأ أبدا (ق عن ابن عمر) (2).
39145 حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا
من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من
شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، وأول الناس ورودا عليه فقراء
المهاجرين، الشعث رؤسا الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المتنعمات
ولا يفتح لهم السدد (3) (ت، ك عن ثوبان) (4).
39146 الكوثر نهر من الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه
على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من
العسل وأشد بياضا من الثلج (حم، ت، ه‍ عن ابن عمر).
39147 الكوثر نهر أعطانيه الله في الجنة، ترابه المسك،
أبيض من اللبن وأحلى من العسل، يرده طائر أعناقها مثل أعناق

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب الحوض رقم 8 / 149 /. ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب الحوض رقم 8 / 149 /. ص.
(3) السدد: أي لا تفتح لهم الأبواب. النهاية 2 / 353. ب.
(4) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب ما جاء في صفة أواني الحوض
رقم (2446) وقال غريب). ص.
423

الجزر، أكلها أنعم منها (ك عن أنس).
39148 أمامكم حوضي كما بين جرباء وأذرح (خ، د عن
ابن عمر) (1).
39149 إن حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه أشد
بياضا من اللبن وأحلى من العسل، وأكاويبه عدد النجوم، من شرب
منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين
الشعث رؤسا، الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات ولا يفتح
لهم السدد، الذين يعطون الحق الذي عليهم ولا يعطون الذي لهم
(حم، ت، ه‍، ك عن ثوبان).
39150 إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن
فيه الأباريق كعدد نجوم السماء (حم، ق عن أنس).
39151 إن لكل قوما فرطا وإني فرطكم على الحوض، فمن
ورد على الحوض وشرب لم يظمأ ومن لم يظمأ دخل الجنة (طب عن
سهل بن سعد).
39152 إن لكل نبي حوضا وإنهم يتباهون أيهم أكثر

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب الحوض رقم (8 / 149 /). ص.
424

واردة وإني لأرجو ا أن أكون أكثرهم واردة (ت عن سمرة).
39153 دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ!
فضربت بيدي إلى ما يجري فيه من الماء فإذا هو مسك أذفر
فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك الله (حم
خ، ت، ن عن أنس).
39154 عدد آنية الحوض كعدد نجوم السماء (أبو بكر بن
أبي داود في البعث عن أنس).
39155 لتزدحمن هذه الأمة على الحوض إزدحام الإبل وردت
لخمس (طب عن العرباض).
39156 إذا جعلت إصبعيك في أذنيك سمعت خرير الكوثر
(قط عن عائشة).
الاكمال
39157 أريت حوضي فإذا على حافتيه آنية مثل نجوم السماء
فأدخلت يدي فيه فإذا عنبر أذفر (ابن النجار عن أنس).
19158 أعطيت نهرا في الجنة يدعى " الكوثر " وعرضه
425

ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ، هو والله مثل ما بين صنعاء وأيلة
فيه أباريق مثل عدد نجوم السماء، وأحب واردها إلى قومك يا ابنة
فهد (طب عن أسامة بن زيد).
39159 أعطيت الكوثر نهرا في الجنة، عرضه وطوله ما
بين المشرق والمغرب، لا يشرب أحد فيظمأ، ولا يتوضأ أحد
فيتشعث أبدا، لا يشربه إنسان أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي
(ابن مردويه عن أنس).
39160 أعطيت نهرا في الجنة يقال له " الكوثر " ماؤه أشد
بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد، فيه طيور أعناقها
كالجزر، قال عمر: إنها لناعمة! قال: أكلها أنعم منها (ابن
مردويه عن أنس).
39161 أعطيت الكوثر فضربت بيدي إلى تربته فإذا مسك
أذفر، وإذا حصاه اللؤلؤ، وإذا حافتاه قباب الدر (ع عن أنس).
39162 إن حوضي ما بين أيلة وصنعاء، عرضه كطوله،
يصب فيه ميزابان من الجنة: أحدهما من ورق والآخر من ذهب
وهو أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وألين من
426

الزبد، أباريقه كعدد نجوم السماء، فمن شرب منه لم يظمأ حتى
يدخل الجنة (حم، طب، ك عن أبي برزة).
39163 إن حوضي من كذا إلى كذا، فيه من الآنية عدد
نجوم السماء، أطيب ريحا من المسك وأحلى من العسل وأبرد من
الثلج وأبيض من اللبن، من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا، ومن لم
يشرب منه لم يرو أبدا (طب عن أنس).
39164 إن لي حوضا كما بين أيلة وعمان (ابن عساكر عن
الفرزدق عن أبي هريرة).
39165 أنا فرطكم على الحوض، وإن بعد ما بين طرفيه
كما بين صنعاء وأيلة كأن الأباريق فيه النجوم (طب عن جابر
ابن سمرة).
39166 أنا فرطكم بين أيديكم، فإذا لم تروني فأنا على الحوض
قدر ما بين أيلة إلى مكة، وسيأتي رجال ونساء بقرب وآنية فلا
يطعمون منه شيئا (حم وابن أبي عاصم وأبو عوانة، حب، ص
عن جابر).
39167 أول من يدعى يوم القيامة أنا فأقوم فآتي، ثم
427

ثم يؤذن لي في السجود فأسجد له سجدة يرضى بها عني ثم يأذن
لي فارفع فأدعوه بدعاء يرضى به عني، يقومون غدا غرا محجلين من
آثار الوضوء فيوردون على الحوض ما بين بصرى إلى الصنعاء، أشد
بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك، فيه من الآنية
عدد نجوم السماء، من ورده فشرب منه لم يظمأ بعده أبدا، ثم يعرض
الناس على الصراط فيرى أوائلهم كالبرق، ثم يمرون كالريح، ثم
يمرون كالظرف، ثم يمرون كأجاويد الخيل والركاب على كل حال
وهي الأعمال، والملائكة جانبي الصراط يقولون " رب! سلم،
سلم " فسالم ناج ومخدوش ناج، وترمل في النار، وجهنم تقول:
" هل من مزيد "! حتى يضع فيها رب العالمين ما شاء أن يضع
فتزوى وتنقبض وتغرغر كما تغرغر المزادة الجديدة إذا ملئت
وتقول: قط قط قط (1) الحكيم عن أبي بن كعب).
39168 ألا! إني فرطكم على الحوض، إن بعد ما بين
طرفيه مثل ما بين صنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه النجوم (حم

(1) قط: بالسكون: بمعنى حسب، وهو الاكتفاء بالشئ تقول: قطني
أي حسبي. المصباح المنير 2 / 697. ب.
428

م وأبو عوانة عن جابر بن سمرة).
19169 أيها الناس! إني فرطكم وإنكم واردون على حوضي،
عرضه ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم (سمويه عن حذيفة
ابن أسيد).
39170 الحوض عرضه مثل طوله، أبيض من الفضة وأحلى من العسل
من شرب منه شربة لم يظمأ آخر ما عليه (قط في الافراد عن
ابن عمرو).
39171 الكوثر نهر كما بين صنعاء إلى أيلة من أرض الشام
آنيته عدد نجوم السماء، يرده طير لها أعناق كأعناق البخت أكلها أنعم
منها (هناد عن أنس).
39172 الكوثر نهر وعدني ربي، عليه خير كثير، هو
حوضي، ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج
العبد منهم فأقول: يا رب! إنه من أمتي، فيقول: لا تدري ما
أحدث بعدك (ش.).
39173 حوضي كما بين عدن وعمان، فيه الأكاويب عدد نجوم
السماء، من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا، وإن ممن يرد علي من
429

أمتي الشعثة رؤسهم الدنسة ثيابهم لا ينكحون المتنعمات ولا يحصرون
السدد يعني أبواب السلطان الذين يعطون كل الذي عليهم ولا
يعطون كل الذي لهم (طب، ص عن أبي أمامة).
39174 حوضي مثل ما بين عدن وعمان وهو أوسع وأوسع
فيه مثعبان من ذهب وفضة، شرابه أبيض من اللبن وأحلى مذاقة
من العسل وأطيب ريحا من المسك، من شرب منه لم يظمأ بعدها
ولم يسود وجهه أبدا (حم، طب، حب، ه‍، وسمويه عن
أبي أمامة).
39175 حوضي مسيرة شهر، زواياه سواء، أكوابه عدد
نجوم السماء، ماؤه أبيض من الثلج وأحلى من العسل وأطيب من
المسك، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا (طب عن
ابن عباس).
39176 حوضي كما بين عدن وعمان، أبرد من الثلج وأحلى من
العسل وأطيب ريحا من المسك. أكاويبه مثل نجوم السماء، من
شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أول الناس ورودا عليه صعاليك
المهاجرين قال قائل منهم: ومن هم يا رسول الله؟ قال الشعثة رؤسهم،
430

الشحبة (1) وجوههم، الدنسة ثيابهم الذين لا تفتح لهم السدد
ولا ينكحون المتنعمات، الذين يعطون كل الذي عليهم ولا يأخذون
الذي لهم (حم، طب عن ابن عمر).
39177 حوضي كما بين البيضاء إلى بصرى، يمدني الله فيه
بكراع لا يدري إنسان ممن خلق أين طرفاه (طب عن عتبة بن
عبد السلمي).
39178 حوضي ما بين عمان إلى اليمن، فيه آنية عدد نجوم
السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا (ع عبد الله بن
بريدة عن أبيه).
39179 حوضي أشرب منه يوم القيامة ومن اتبعني ومن
استسقاني من الأنبياء، ويبعث الله ناقة ثمود لصالح فيحلبها فيشرب
من لبنها هو والذين آمنوا معه من قومه ثم يركبها من قبره حتى
يوافي به المحشر ولها رغاء، فقيل: يا رسول الله! وأنت يومئذ على
العضباء؟ قال: لا، ابنتي فاطمة على العضباء وأحشر أنا على البراق

(1) الشحبة: الشاحب: المتغير اللون والجسم لعارض من سفر أو مرض
ونحوهما. النهاية 2 / 448. ب.
431

واختصصت به من دون الأنبياء، ويحشر بلال على ناقة من نوق الجنة
يقدمنا بالاذان محضا فإذا قال: اشهد أن لا إله إلا الله، قالت الأنبياء
وأممها: ونحن نشهد أن لا إله إلا الله، فإذا قال: أشهد أن محمدا
رسول الله قالوا: ونحن نشهد على ذلك، فمن مقبول منه ومن
مردود عليه، فإذا وافي بلال استقبل بحلة من حلل الجنة فيلبسها،
وأول من يكسى يوم القيامة من حلل الجنة بعد الأنبياء والشهداء بلال
وصالح المؤمنين (حميد بن زنجويه وابن عساكر عن كثير بن
مرة الحضرمي، عق ابن عساكر عن عبد الكريم بن كيسان عن
سويد بن عمير، قال عق: ابن كيسان مجهول وحديثه غير محفوظ،
وأورد بن الجوزي حديث سويد في الموضوعات ووافقه الذهبي،
وقال غيره: منكر).
39180 حوضي كما بين أيلة ومصر، آنيته أكثر وقال: مثل
نجوم السماء، ماؤها أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأبرد من
الثلج وأطيب رائحة المسك، من شرب منه لم يظمأ بعد (حم
عن حذيفة).
39381 ذلك نهر أعطانيه الله يعني الكوثر أشد بياضا
من اللبن وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر، قال
432

عمر: إن هذه لناعمة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكلتها
منها أنعم (حم، ت: حسن ك - عن أنس). (1)
39182 قد أعطيت الكوثر، نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين
المشرق المغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد
فيشعث، لا يشربه إنسان أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي (طب
عن أنس).
39183 كأني أنظر إلى تدافع أمتي بين الحوض والمقام فيلقى
الرجل الرجل فيقول: يا فلان! أشربت؟ فيقول: نعم ويلقى الآخر
فيقول له: لا، صرف وجهي فما قدرت (الحسن بن سفيان
عن جابر).
39184 لأنازعن رجالا عن الحوض فيختلجون دوني فأقول:
أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (قط الافراد
عن ابن مسعود).
39185 ليردن الحوض على أقوام حتى إذا عرفتهم وعرفوني

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في صفة طير الجنة
رقم (545) وقال حسن غريب). ص.
433

اختلجوا دوني فأقول: يا رب أصحابي! فيقول: إنك لا تدري ما
أحدثوا بعدك (نعيم بن حماد في الفتن عن حذيفة).
39186 ما بال أقوام يقولون: إن رحمي لا نفع! بلى والله
إن رحمي موصولة، وإن فرطكم على الحوض، فإذا رجال جئت قام
رجال فقال هذا: يا رسول الله أنا فلان، وقال هذا: أنا فلان،
فأقول: قد عرفتكم ولكنكم أحدثتم بعدي ورجعتم القهقرى (ك
عن أبي سعيد).
39187 ما بقي لامتي من الدنيا إلا كمقدار الشمس إذا
صليت العصر، إن حوضي ما بين أيلة إلى المدينة، فيه عدد النجوم
من أقداح الذهب والفضة (الخطب عن ابن عمرو).
39188 مثل ما بين ناحيتي حوضي مثل ما بين المدينة وصنعاء
أو مثل ما بين المدينة وعمان (عم عن علي).
39189 موعدكم حوضي، عرضه مثل طوله، وهو أبعد مما بين
أيلة إلى مكة، وذاك مسيرة شهر، فيه أمثال الكواكب أباريق،
ماؤه أشد بياضا من الفضة، من ورده وشرب منه لم يظمأ بعده أبدا
(ك عن ابن عمرو).
39190 لا ألفين ما نوزعت أحدا منكم على الحوض فأقول
434

أناس من أصحابي! فيقال: إن لا تدري ما أحدثوا بعدك (طب،
كر عن أبي الدرداء).
39191 يا أنس! إن الله تعالى أعطاني الكوثر الليلة، طوله
ستمائة عام وعرضه ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد قبلي
ولا يطعمه من خفر ذمتي ووتر عترتي وقتل أهل بيتي (عد
عن أنس).
39192 يا أيها الناس! إني فرطكم وإنكم واردون علي
الحوض، حوضي عرضه ما بين صنعاء وبصرى، فيه عدد النجوم
قدحان (1) من ذهب وفضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن
الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله
سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به ولا تضلوا
ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن
يفترقا حتى يرد علي الحوض (طب، حل والخطيب عن أبي الطفيل
عن حذيفة بن أسيد).

(1) قدحان: القدح: اسم السهم قبل أن يراش ويركب نصله المصباح
المنير 2 / 674. ب.
435

39193 يا أيها الناس! إني بينما أنا على الحوض أتي بكم
رفقة رفقة فذهبت طائفة منكم ههنا وههنا فقلت: ما لهم، هلموا
إلي! فصرخ صارخ فقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقا
سحقا (حم طب عن أم سلمة).
39194 يا أيها الناس! إني فرطكم على حوض، وإن سعته ما
بين الكوفة إلى الحجر الأسود، وآنيته كعدد النجوم، وإني رأيت
ناسا من أمتي لما دنوا مني خرج عليهم رجل فمال بهم عني، ثم أقبلت
زمرة أخرى ففعل بهم كذلك، فلم يفلت منهم إلا كمثل النعم،
قال أبو بكر: لعلى منهم يا نبي الله قال: لا، ولكنهم قوم يخرجون
بعدكم يضيعون ويمشون القهقري (ك عن ابن عمر).
39195 يرد علي قوم ممن كان معي فإذا رفعوا إلي رأيتهم
اختلجوا دوني فأقول: يا رب! أصيحابي أصيحابي، فيقال: إنك
لا تدري ما أحدثوا بعدك (طب عن سمرة).
39196 يعرفني الله نفسه يوم القيامة فأسجد سجدة يرضى
بها عني، ثم يؤذن لي في الكلام، ثم تمر أمتي على الصراط مضروب
بين ظهراني جهنم فيمرون أسرع من الظرف والسهم وأسرع من أجود
الخيل حتى يخرج الرجل منهم يحبو، وهي الأعمال، وجهنم تسأل
436

المزيد حتى يضع قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض وتقول " قط
قط " وأنا على الحوض، قال: وما الحوض؟ قال: والذي نفسي
بيده! إن شرابه أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج
وأطيب ريحا من المسك، وآنيته أكثر من عدد النجوم، لا يشرب
منه إنسان فيظمأ أبدا، ولا يصرف فيروى أبدا (ع، قط في
الافراد عن أبي بن كعب).
رؤية الله تعالى
39197 هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟
هل تمارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟ فإنكم ترونه
كذلك، يحشر الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا
فليتبعه! فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان
يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يبعد الطواغيت الطواغيت،
وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في صورة غير صورته
التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك! هذا
مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته
التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه،
437

ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من
الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، كلام الرسل
يومئذ " اللهم! سلم سلم " وفي جهنم كلاليب مثل شوك
السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ فإنها مثل شوك السعدان غير
أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم
من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله
من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار
أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرب بالله شيئا ممن
يقول: لا إله إلا الله، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود،
وحرم الله على النار أن تأكل آثار السجود، فيخرجون من النار
قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في
حميل السيل، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين
الجنة والنار و هو آخر أهل النار خروجا وآخر أهل الجنة دخولا
الجنة مقبلا بوجه قبل النار فيقول: يا رب! اصرف وجهي عن
النار فقد قشبني ريحها وحرقني دكاؤها، فيقول: هل عسيت إن
فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك! فيعطي
الله ما شاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل
438

به على الجنة ورأى ببهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال:
يا رب! قدمني عند باب الجنة، فيقول الله له: أليس قد أعطيت
العهد والميثاق ان لا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يا رب!
لا أكون أشقى خلقك، فيقول: فما عسيت إن أعطيت ذلك
أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك! لا أسألك غير ذلك، فيعطي
ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها
فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن
يسكت فيقول: يا رب! أدخلني الجنة، فيقول الله: ويحك يا ابن
آدم! ما أغدرك! أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير
الذي أعطيت؟ فيقول: يا رب! لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك
الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول: تمن، فيتمنى حتى إذا
انقطعت أمنيته قال الله تعالى: فزد من كذا وكذا أقبل يذكره
ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله عز وجل: لك ذلك ومثله
معه (حم، ق (1) - عن أبي هريرة، د - عن أبي سعيد، لكنه
قال: وعشرة أمثاله).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب فضل السجود 1 / 204
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب معرفة طريق الرؤية رقم
299 / 182 و 4 / 2279 ص.
439

39198 هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس
معها سحاب؟ وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس
فيها سحاب؟ ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون
في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: ليتبع كل أمة
ما كنت تعبد، فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام
والأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى لم يبق إلا من يعبد الله من
بر وفاجر وغبر (1) أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم: ما
تعبدون؟ قالوا: كنا عزير ابن الله، فيقال: كذبتم! ما اتخذ الله
من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ قالوا عطشنا يا ربنا فاسقنا! فيشار
إليهم: ألا تردون! فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها
بعضا، فيتساقطون في النار، ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم
تعبدون؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم! ما

(1) وغبر: وفي حديث أويس " أكون في غبر الناس أحب إلي " أي
أكون من المتأخرين لا المتقدمين المشهورين، وهو من الغابر: الباقي.
ومنه الحديث " فلم يبق إلا غبرات من أهل الكتاب " وفي رواية
" غبر أهل الكتاب " الغبر جمع غابر، والغبرات: جمع غبر.
النهاية 3 / 338. ب.
440

اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فيقال لهم: ماذا تبغون؟ فيقولون:
عطشنا يا ربنا فاسقنا! فيشار إليهم: ألا تردون! فيحشرون إلى
جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا، فيتساقطون في النار، حتى
إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر وفاجر أتاهم رب العالمين في
أدنى صورة من التي رأوه فيها، قال: فما تنتظرون؟ تتبع كل أمة
ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا! فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا
إليهم ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك!
ما نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا، حتى أن بعضهم ليكاد أن ينقلب
فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، الساق،
فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا
أذن له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء أو رياء إلا جعل
الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، ثم
يرفعون رؤسهم وقد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة
فيقول: أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا، ثم يضرب الجسر على
جهنم وتحل الشفاعة فيقولون: اللهم! سلم سلم، قيل: يا رسول الله
وما الجسر؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسكة
تكون بنجد فيها شويكة يقال لها " السعدان " فيمر المؤمنون
441

كطرفة العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل وكالركاب
فناج مسلم ومخدوش مرسل، ومكدوش في نار جهنم، حتى إذا
خلص المؤمنون من البار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد
مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لاخوانهم الذين
في النار يقولون: ربنا! كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون!
فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار، فيخرجون
خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقيه إلى ركبتيه فيقولون:
ربنا! ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به، فيقول عز وجل: ارجعوا،
فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه، فيخرجون
خلقا كثيرا ثم يقولون: ربنا! لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به، ثم
يقول: ارجعوا، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه،
فيخرجون خلقا ثم يقولون: ربنا! لم نذر فيها خيرا، فيقول الله:
شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم
الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا
قد عادوا حمما (1) فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له " نهر

(1) حمما: الحمم: الرماد والفحم، كل ما احترق من النار. الواحدة حممة
المختار 120 ب.
442

الحياة " فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل، ألا ترونها
تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر
وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فيحرجون كاللؤلؤ
في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم
الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، ثم يقول: ادخلوا الجنة فما
رأيتموه فهو لكم، فيقولون: ربنا! أعطيتنا ما لم تعط أحدا من
العالمين، فيقول: لكم عندي أفضل من هذا، فيقولون: يا ربنا!
أي شئ أفضل من هذا؟ فيقول: رضائي فلا أسخط عليكم بعده
أبدا (حم، ق (1) عن أبي سعيد).
39199 هل يضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في
سحابة؟ هل يضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟
فوالذي نفسي بيده! لا تضارون في رؤية ربكم عز وجل إلا كما
تضارون في رؤية أحدهما فيلقى العبد فيقول أي فل (2)! ألم أكرمك

(1) أخرجه البخاري: في صحيحه كتاب الرقاق باب الصراط جسر جهنم 8 / 147
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب معرفة طريق الرؤية رقم
302 / 183. ص.
(2) فل: معناه يا فلان وليس ترخيما له، لأنه يقال إلا بسكون اللام،
ولو كان ترخيما لفتحوها أو ضموها. النهاية 3 / 473 ب.
443

وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع؟
فيقول: بلى، فيقول: أظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا فيقول:
فاني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثاني فيقول: أي فل! ألم أكرمك
وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وترتع؟
فيقول: بلى أي رب! فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول:
لا، فيقول: فاني أنساك كما نسيتني، ثم يلقى الثالث فيقول له مثل
ذلك فيقول يا رب! آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت
وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع، فيقال: ههنا إذا، ثم
يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك، ويتفكر في نفسه: من
ذاك الذي يشهد على؟ فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه
وعظامه: انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك
ليعتذر من نفسه، وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه
(م عن أبي هريرة) (1).
39200 يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد، ثم
يطلع عليهم رب العالمين فيقول: ألا! يتبع كل إنسان ما كانوا

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير تفسير سورة النساء 6 / 56
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد رقم 16 / 2968. ب.
444

يعبدون، فيتمثل لصاحب الصليب صليبه ولصاحب التصاوير تصاويره
ولصاحب النار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون
فيطلع عليهم رب العالمين فيقول: ألا تتبعون الناس؟ فيقولون: نعوذ
بالله منك ونعوذ بالله منك! الله ربنا: وهذا مكاننا حتى نرى ربنا،
وهو يأمرهم ويثبتهم قالوا وهل نراه يا رسول الله؟ قال: وهل
تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال:
فإنكم لا تضارون في رؤيته تلك الساعة، ثم يتوارى ثم يطلع فيعرفهم
نفسه ثم يقول: أنا ربكم فاتبعوني! فيقوم المسلمون فيوضع الصراط
فيمر عليه مثل جياد الخيل والركاب، وقولهم عليه: سلم سلم!
ويبقى أهل النار فيطرح منها فوج فيقال: " هل امتلأت "؟
فتقول: " هل من مزيد "! ثم يطرح فيها فوج فيقال: " هل
امتلأت "؟ فتقول: " هل من مزيد "! حتى إذا أوعبوا (1) فيها
وضع الرحمن قدميه فيها وأزوى بعضها إلى بعض ثم قال: " قط "!
قالت: " قط قط "، فإذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار
النار أتي بالموت ملبيا فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل

(1) أوعبوا: الايعاب والاستيعاب: الاستئصال والاستقصاء في كل شئ
النهاية 5 / 205. ب.
445

النار ثم يقال يا أهل النار! فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة،
فيقال لأهل الجنة ولأهل النار: هل تعرفون هذا؟ فيقولون هؤلاء
وهؤلاء: قد عرفناه، هو الموت الذي وكل بنا، فيضجع فيذبح
ذبحا على السور، ثم يقال: يا أهل الجنة! خلود لا موت،
ويا أهل النار! خلود لا موت (ت (1) عن أبي هريرة).
39201 آتي يوم القيامة باب الجنة فيفتح بي فأرى ربي وهو
على كرسيه فيتجلى لي فأخر ساجدا (ابن النجار عن ابن عباس).
39202 تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت (م،
ت (2) عن رجل).
39203 يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليا
به؟ فإنما هو خلق من خلق الله فالله أجل وأعظم (حم، د (3)
ه‍، ك - عن أبي رزين).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في خلود أهل الجنة رقم
2560 وقال حسن صحيح. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفتن باب ذكر ابن صياد رقم 169:
4 / 2245. ص.
(3) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في الرؤية رقم 4729 ص.
446

39204 إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى:
تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا
الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب
إليهم من النظر إلى ربهم (م (1) ت عن صهيب).
39205 إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى
مناد: يا أهل الجنة! إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه،
فيقولون: وما هو؟ ألم يثقل الله موازيننا؟ ويبيض وجوهنا؟ ويدخلنا
الجنة وينجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فوالله ما
أعطاهم الله شيئا أحب إليهم من النظر إليه ولا أقر لأعينهم (حم،
ن، ه‍ (2) وابن خزيمة، حب عن صهيب).
39206 إن الله تعالى أعطى موسى الكلام وأعطاني الرؤية،
وفضلني بالمقام المحمود والحوض المورود (ابن عساكر عن جابر).
39207 إنكم سترون الله كما ترون هذا القمر، لا تضامون

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب اثبات رؤية المؤمنين رقم
(291)). ص.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب المقدمة باب فيما أنكرت الجهمية رقم (187). ص.
447

في رؤيته، فان استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس
وصلاة قبل غروبها فافعلوا (حم، ق، عن جرير) (1).
39208 إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا (طب في السنة
عن أبي أمامة).
39209 رأيت ربي عز وجل (حم عن ابن عباس) (2).
39210 سألت جبريل: هل ترى ربك؟ قال: إن بيني
وبينه سبعين حجابا من نور! لو رأيت أدناها لاحترقت (طس
عن أنس)
39211 يتجلى ربنا ضاحكا يوم القيامة (طب عن
أبي موسى).
39212 إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله تبارك وتعالى
للمؤمنين يوم القيامة وما أول ما يقولون له، فان الله تعالى يقول

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مواقيت الصلاة باب فضل صلاة العصر
رقم 1 / 145). ص.
(2) قال المنادي أأنت في الفيض (4 / 6) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح ومن ثم
رمزا المصنف لصحته). ص.
448

للمؤمنين: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا! فيقول: لم؟
فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك! فيقول: قد أوجبت لكم عفوي
ومغفرتي (حم، طب عن معاذ).
الاكمال
39213 إنكم سترون ربكم يوم القيامة عيانا (طب عن
جرير، وقال: فيه زيادة لفظ " عيانا " تفرد بها أبو شهاب الحناط
وهو حافظ مبين من ثقات المسلمين
39214 قال الله تعالى: يا موسى! لن تراني، إنه لن يراني
حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده. ولا رطب إلا تفرق،
إنما يراني أهل الجنة الذين لا تموت أعينهم ولا تبلى أجسادهم (الحكيم
عن ابن عباس).
39215 قلت: يا جبريل! هل ترى ربي؟ قال: إن بيني
وبينه سبعين ألف حجاب من نور ونار ولو رأيت أدناها لاحترقت
(سمويه عن أنس).
39216 يا أبا رزين! أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخليا
به! فإنما هو خلق من خلق الله فالله أجل وأعظم (حم، د، ه‍
ك، طب عن أبي رزين العقيلي، قال قلت: يا رسول الله! أكلنا
449

نرى ربه مخليا به يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال
فذكره).
39217 هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه؟ وترون القمر
في ليلة لا غيم فيها؟ فإنكم سترون ربكم حتى أن أحدكم ليحاضره
ربه محاضرة فيقول: عبدي! هل تعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول
رب ألم تغفر لي؟ فيقول بمغفرتي صرت إلى هذا (حل، عن
أبي هريرة).
39218 يجمع الله الأمم في صعيد واحد يوم القيامة،
فإذا بدا لله أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون
فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار، ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على
مكان رفيع فيقول: من أنتم؟ فنقول: نحن المسلمون، فيقول
ما تنتظرون؟ فنقول: ننتظر ربنا، فيقول وهل تعرفونه إن رأيتموه؟
فيقولون: نعم، فيقول: كيف تعرفونه ولم تروه؟ فنقول: نعم،
إنه لا عدل له، فيتجلى لنا ضاحكا فيقول: أبشروا يا معشر
الاسلام فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت في النار يهوديا أو نصرانيا
مكانه (حم عن أبي موسى) (1).

(1) الحديث أخرجه أحمد في المسند (4 / 407). ص.
450

39219 يوم القيامة أول يوم نظرت فيه عين إلى الله عز
وجل (الخطيب عن ابن عمر)
ذكر الجنة وصفتها
39220 الجنة لها ثمانية أبواب، والنار لها سبعة أبواب
(ابن سعد عن عتبة بن عمرو).
39221 الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين
السماء والأرض (ابن مردويه عن أبي هريرة).
39222 الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن
لوسعتهم (حم، ع عن أبي سعيد).
39223 الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة (طس
عن أبي هريرة).
39224 الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة
عام (طس عن أبي هريرة).
39225 الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها (1)

(1) وملاطها: الملاط: الطين الذي يجعل بين ساقي البناء يملط به الحائط
أي يخلط النهاية 4 / 357 ب.
451

المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران، من
يدخلها ينعم ولا ييأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى
شبابهم (حم، ت عن أبي هريرة).
39226 أرض الجنة خبزة بيضاء (أبو الشيخ في العظمة
عن جابر). (1)
39227 ألا مشمر للجنة فان الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة
نور يتلألأ، و ريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة
كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبدا
في حبرة (2) ونضرة في دور عالية سليمة بهية، قالوا: نحن
المشمرون لها يا رسول الله قال قولوا: إن شاء الله (ه‍، حب
عن أسامة) (3).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنة باب ما جاء في صفة الجنة رقم (2528)
وقال ليس اسناده لذلك القوي). ص.
(2) حبرة: الحيرة - بالفتح - النعمة وسعة العيش، وكذلك الحبور.
النهاية 1 / 327. ب.
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب صفة الجنة رقم (4332) و قال في
اسناده مقال). ص.
452

39228 جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من
ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم
إلا ردا الكبرياء على وجهه في جنة عدن (ق، ت، ن، ه‍ عن
أبي موسى) (1).
39229 جنة الفردوس هي ربوة الجنة العليا التي هي أوسطها
وأحسنها (طس عن سمرة).
39230 الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء
والأرض، والفردوس أعلى الجنة وأوسطها، وفوقه عرش الرحمن،
ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس (ه‍ (2)
عن معاذ، ك عن عبادة بن الصامت، د عن أبي هريرة، ابن
عساكر عن أبي عبيدة بن الجراح).
39231 إن الله تعالى بنى الفردوس بيده، وحظرها على
على كل مشرك وعلى كل مدمن الخمر سكير (هب عن
ابن عباس).

(1) أخرجه البخاري كتاب التوحيد باب وجوه يومئذ ناضرة لربها ناظرة. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب صفة الجنة رقم (4338)). ص.
453

39232 إن في الجنة لنهرا ما يدخل جبريل من دخلة فيخرج
فينتفض إلا خلق الله تعالى من كل قطرة تقطر منه ملكا (أبو
الشيخ في العظمة عن أبي سعيد).
39233 إن ما بين مصراعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة
(حم، ع عن أبي سعيد).
39234 جنان الفردوس أربع: جنتان من ذهب حليتهما
وآنيتهما وما فيها، وجنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وما
بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في
جنة عدن، وهذه الأنهار تشخب من جنة عدن ثم تصدع بعد
ذلك أنهارا (طب، حم عن أبي موسى).
39235 خلق الله جنة عدن وغرس أشجارها بيده فقال لها:
تكلمي، فقالت: " قد أفلح المؤمنون " (ك عن أنس).
39236 لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها: تكلمي،
قالت " قد أفلح المؤمنون " (طب عن ابن عباس).
39237 ليس في الجنة شئ مما في الدنيا إلا الأسماء (الضياء
عن ابن عباس).
454

39238 ذر الناس يعملون، فان الجنة مائة درجة، ما بين
كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة
وأوسطها، وفوقها عرش الرحمن، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم
الله تعالى فاسألوه الفردوس (حم، ت عن معاذ) (1).
39239 إن في الجنة بحر الماء وبحر العسل وبحر اللبن وبحر
الخمر، ثم لا تشقق الأنهار بعده (حم، ت عن معاوية
ابن حيدة) (2).
39240 إن في الجنة لمراغا (3) من مسك مثل مراغ
دوابكم في الدنيا (طب عن سهل بن سعد).
39241 إن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا
خطر على قلب بشر (طب عن سهل بن سعد).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في صفة درجات الجنة
رقم / 2532 /). ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في صفة انهار الجنة رقم
(2574) وقال حسن صحيح). ص.
(3) لمراغا: في صفة الجنة " مراغ دوابها المسك " أي الموضع الذي
يتمرغ فيه من ترابها. النهاية 4 / 320. ب.
455

39242 الفردوس ربوة الجنة وأعلاها وأوسطها، ومنها
تفجر أنهار الجنة (طب عن سمرة).
39243 لشبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها (ه‍ عن
أبي سعيد، حل عن ابن مسعود).
39244 لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين السماء
والأرض (حم عن أبي هريرة).
39245 موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها (خ (1).
ت، ه‍ عن سهل بن سعد، ت عن أبي هريرة).
39246 ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين
عاما، وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ (2) (حم عن معاوية
ابن حيدة).
39247 ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب (ت
عن أبي هريرة) (3).

(1) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب صفة الجنة رقم (4 / 144). ص.
(2) لكظيظ: وفي الحديث في ذكر أبواب الجنة " وليأتين عليه يوم وهو
كظيظ " أي ممتلئ. والكظيظ الزحام. النهاية 4 / 177. ب.
(3) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة رقم (537) وقال حسن غريب) ص.
456

39248 إن في الجنة لشجرة يسير الراكب بالجواد المضمر
السريع في ظلها مائة عام ما يقطعها (حم، ت، خ عن أنس،
ق (1) عن سهل بن سعد، حم، ق ت عن أبي سعيد، ق، ت،
ه‍، عن أبي هريرة).
39249 " طوبي " شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب
أهل الجنة تخرج من أكمامها (حم، حب عن أبي سعيد).
39250 " طوبى " شجرة غرسها الله بيده ونفخ فيها من روحه
تنبت بالحلى والحلل، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة (ابن
جرير عن قرة بن إياس).
39251 طوبى شجرة في الجنة، لا يعلم طولها إلا الله،
فيسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا، ورقها
الحلل، يقع عليها الطير كأمثال البخت (ابن مردويه عن
ابن عمر).
39252 طوبى شجرة في الجنة، غرسها الله تعالى بيده ونفخ
فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت

(1) أخرجه مسلم كتاب الزهد باب في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها
رقم / 2826 /. ص.
457

الحلى والثمار متهدلة (1) على أفواهها (ابن مردويه عن ابن عباس).
39253 إن في الجنة مائة درجة، لو أن العالمين اجتمعوا في
إحداهن لوسعتهم (ت عن أبي سعيد).
39254 في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مائة عام
(ت عن أبي هريرة).
39255 في الجنة ثمانية أبواب فيها باب يسمى " الريان "
لا يدخله إلا الصائمون (خ عن سهل بن سعد) (2).
39256 في الجنة باب يدعى " الريان " يدعى له الصائمون
فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لا يظمأ أبدا
(ت، ه‍ عنه).
39257 في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلا
في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن (حم
م (3)، ت - عن أبي موسى).

(1) متهدلة: وفي حديث قس " وروضة قد تهدل أغصانها " أي تدلت
واسترحت لثقلها بالثمرة. النهاية 5 / 251. ب.
(2) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق باب صفة أبواب الجنة رقم 4 / 145). ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب صفة الجنة باب في صفة خيام الجنة رقم (2838)) ص.
458

39258 في الجنة مائة درجة، ما بين درجتين كما بين السماء
والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة
ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس (حم،
م، ت، ك عن عبادة بن الصامت).
39259 في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر
على قلب بشر (البزار، طس عن أبي سعيد).
الاكمال
39260 الجنة في السماء، والنار في الأرض (الديلمي عن
عبد الله بن سلام).
39261 الشمس بالجنة، والجنة بالمشرق (ك في تاريخه
عن أنس).
39262 الفردوس سرة الجنة (. عن الحارث الأزدي) (1).
(39263) - خلق الله جنة عدن بيده، خلق فيها ما لا عين

(1) الحديث هنا خل من الرموز: أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 398)
عن أبي أمامة رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو متروك). ص.
459

رأت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها تكلمي، قالت: " قد
أفلح المؤمنون " فقال: وعزتي! لا يجاوزني فيك بخيل (طب في
السنة وتمام وابن عساكر عن ابن عباس).
39264 درمكة (1) بيضاء مسك خالص (حم، م (2) -
عن أبي سعيد أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة قال -
فذكره).
39265 عرضت علي الجنة فذهبت أتناول منها قطفا أريكموه
فحيل بيني وبينه، قيل: يا رسول الله! مثل ما الحبة من العنب؟
قال: كأعظم دلو فرت أمك قط (ع، ص عن أبي سعيد) (3).
39266 نظرت إلى الجنة فإذا الرمانة من رمانها كجلد
البعير المقتب! وإذا طيرها كالبخت وإذا فيها جارية! فقلت:

(1) ودرمكة: هي في البياض درمكة وفي الطب مسك والدرمك هو
الدقيق الحواري الخالص البياض. صحيح مسلم (4 / 1243). ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب في ذكر ابن صائد رقم 2928. ص.
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 414) وقال رواه أبو يعلى
وإسناده حسن. ص.
460

يا جارية! لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة، وإذا في الجنة ما لا
عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (ابن عساكر
عن أبي سعيد).
39267 لا مشبه لها، هي ورب الكعبة ريحانة تهتز، ونور
يتلألأ، ونهر مطرد، وزوجة لا تموت، وخلود ونعمة في مقام
أمين (الخطيب عن ابن عباس قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة
قال فذكره، وقال: غريب).
39268 ألا! هل مشمر للجنة؟ فان الجنة لا خطر لها،
هي ورب الكعبة نور يتلألأ كلها، وريحانة تهتز، وقصر مشيد،
ونهر مطرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل
كثيرة، في مقام أبدا، في حبرة ونضرة في دار عالية سليمة بهية،
قالوا: نحن المشمرون يا رسول الله! قال: قولوا: إن شاء الله (ه‍،
ع، ن، حب، أبو بكر بن داود في البعث والروياني والرامهرمزي
طب، ق في البعث، ص عن أسامة بن زيد).
39269 إذا سكن الله أهل الجنة الجنة بقي في مكان فيح
فيسكنها الله ستين وثلاثمائة عالم، كل عالم أكبر من الدنيا منذ
خلقت إلى يوم تنقطع (الديلمي عن أبي سعيد).
461

39270 إن في الجنة شجرة مستقلة على ساق واحد، عرض
ساقها سير سبعين سنة (طب عن سمرة).
39271 يسير الراكب في ظل الفنن (1) منها مائة سنة
فيها فراش (2) الذهب، كأن ثمرها القلال يعني سدرة المنتهى
(ت، حسن صحيح، طب، ك عن أسماء بنت أبي بكر).
39272 نخل الجنة جذوعها ذهب أحمر، وكرنفها (3)
زمرد أخضر، وسعفها (4) الحلل، وثمرها مثال القلل، ألين من
الزبد، ليس له عجم (5) (الديلمي عن ابن عباس).
39273 إن في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة فيجئ
فيقع على صفحة الرجل من أهل الجنة ثم ينتفض فيخرج من كل

(1) الفنن: الغصن: وجمعه: الأفنان ثم الأفانين. المختار 403. ب.
(2) فراش: هي بالفتح: الطير الذي يلقي نفسه في ضوء السراج، واحدتها:
فراشة. النهاية 3 / 43. ب.
(3) وكرنفها: هي أصل السعفة الغليظة والجمع: الكرانيف. النهاية 1 / 168. ب.
(4) سعفها: السعفاف جمع سعفة بالتحريك وهي أغصان النخيل
النهاية 2 / 268. ب.
(5) عجم: العجم بالتحريك: النوى. النهاية 3 / 187. ب.
462

ريشة لون أبيض من الثلج وألين من الزبد وأعذب من الشهد،
ليس فيه لون يشبه صاحبه، ثم يطير فيذهب (هناد عن
أبي سعيد).
39274 إن في الجنة طيرا له سبعون ألف ريشة، فإذا وضع
الخوان قدام ولي من الأولياء جاء الطير فسقط عليه فانتفض فخرج
من كل ريشة لون ألذ من الشهد وألين من الزبد وأحلى من العسل
ثم يطير (ابن مردويه عن ابن مسعود).
39275 إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤ مجوفة طولها
ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى
بعضهم بعضا (حم عن ابن أبي موسى).
39276 إن وضع سوط في الجنة لخير من الدنيا وما فيها
(ك عن أبي هريرة).
39277 لعلكم تظنون أن أنهار الجنة أخدود في الأرض!
لا والله ولكنها السائحة على وجه الأرض، حافاتها خيام اللؤلؤ،
وطينها المسك الأذفر (أبو نعيم عن أنس).
39278 إن ما بين المصراعين في الجنة مقدار أربعين عاما
463

وليأتين عليه يوم يزاحم عليه كازدحام الإبل وردت لخمس ظمأ
(طب عن عبد الله بن سلام)
ذكر أهل الجنة ومراتبهم
وفيه ذكر أولاد المشركين أيضا
39279 أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة
البدر، لا يبصقون فيها ولا يتمخطون فيها ولا يتغوطون، آنيتهم
فيها الذهب، وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة،
ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما
من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم
قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا (حم، ق، (1) ت
عن أبي هريرة).
39280 أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر،
والذين هم على أثرهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم
على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ولا تحاسد،

(1) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة 4 / 143. ص.
464

لكل امرئ منها زوجتان، كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من
وراء لحمها من الحسن، يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا
يتمخطون ولا يبصقون، آنيتهم الذهب والفضة، وأمشاطهم الذهب،
والفضة، ووقود مجامرهم الألوة (1) (ق عن أبي هريرة) (2).
39281 إن أدنى أهل الجنة منزلة لرجل ينظر في ملكه
ألف سنة، يرى أقصاه كما يرى أزواجه وخدمه وسرره، وإن أفضلهم
منزلة لمن ينظر في وجه الله مرتين (حم، ك عن ابن عمر).
39282 إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم،
ثم يؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم ويبرز لهم
عرشه ويبتدأ لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من
نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر
من ذهب ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم وما فيهم من دني
على كثبان المسك والكافور ما يرون أن أصحاب الكراسي أفضل
منهم مجلسا، قال أبو هريرة قلت: يا رسول الله! هل نرى ربنا؟

(1) الألوة: هو العود الذي يتبخر به وتفتح همزته وتضم، وهمزتها أصلية
وقيل زائدة. النهاية 1 / 63. ب.
(2) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة الجنة 4 / 143. ص.
465

قال: نعم، هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ قلنا:
لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربكم، ولا يبقى في ذلك
المجلس رجل إلا حاضره الله محاضرة حتى أنه يقول للرجل منهم: يا فلان
ابن فلان! أتذكر يوم قلت كذا وكذا؟ فيذكره ببعض غدراته (1)
في الدنيا، فيقول: يا رب! ألم تغفر لي؟ فيقول: بلى، فبسعة
مغفرتي بلغت منزلتك هذه، فبينما هم على ذلك إذ غشيتهم سحابة من
فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط، ويقول
ربنا: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم،
فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة ما لم تنظر العيون إلى مثله ولم
تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب، فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس
يباع فيه شئ ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم
بعضا، فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة فيلقى من هو دونه وما
فيهم دني فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه
حتى يتمثل عليه ما هو أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لاحد أن
يحزن فيها، ثم ننصرف إلى منازلنا فتتلقانا أزواجنا فيقلن: مرحبا
وأهلا! لقد جئت وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه، فنقول:

(1) غدراته: الغدر: ترك الوفاء، وبابه ضرب فهو غادر. المختار 369 ب.
466

إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا (ت (1)
ه‍ عن أبي هريرة).
39283 أكثر أهل الجنة البله (2) (البزار عن أنس).
39284 أكثر خرز أهل الجنة العقيق (حل عن عائشة).
39285 إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الاخوان
بعضهم إلى بعض فيسير سرير ذا إلى سرير ذا وسرير ذا إلى سرير
ذا حتى يلتقيا فيتكئ ذا ويتكئ ذا فيحدثان ما كان بينهما في دار
الدنيا فيقول: يا أخي! تذكر يوم كنا في دار الدنيا في مجلس كذا
فدعونا الله عز وجل فغفر لنا (أبو الشيخ في العظمة، حل والبيهقي
في البعث عن أنس).
39286 إن الله تعالى يتجلى لأهل الجنة في مقدار كل يوم
جمعة على كثيب كافور أبيض (خط عن أنس).
39287 إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة!

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في سوق الجنة رقم 2552
وقال هذا حديث غريب. ص.
(2) البله: هو جمع الأبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير.
النهاية 1 / 155. ب.
467

فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما
لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحد من خلقك؟ فيقول: ألا
أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب! وأي شئ أفضل من
ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا
(حم، ق (1) ت عن أبي سعيد).
39288 إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادت مكانها أخرى
(طب عن ثوبان).
39289 إن الرجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنة
فتضئ الجنة لوجهه كأنها كوكب دري (د عن أبي سعيد).
39290 إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل في
الأكل والشرب والشهوة والجماع، حاجة أحدهم عرق يفيض من
جلده فإذا بطنه قد ضمر (طب عن زيد بن أرقم).
39291 يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة في النساء (ت (2)
حب - عن أنس).

(1) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب صفة الجنة 8 / 142. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في صفة جماع أهل الجنة
رقم 2539 وقال صحيح غريب ص.
468

39292 إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه
وأزواجه ونعمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على
الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية (ت عن ابن عمر) (1).
39293 إن أدنى أهل الجنة منزلا لرجل له دار من لؤلؤة
واحدة منها غرفها وأبوابها (هناد في الزهد عن عبيد بن
عمير مرسلا).
39294 إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون
ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولكن طعامهم ذلك جشاء (2)
ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون
النفس (حم، م، د عن جابر) (3).
29295 إن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش (ابن مردويه
عن أبي أمامة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب أقل رجال رقم 2556. ص.
(2) جشاء: جشأ تجشؤا: وجشا تجشئة، بمعنى تجشأ والاسم الجشأة
- كالنمرة - والجشاء أيضا بالضم والمد. المختار 77. ب.
(3) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب في صفات الجنة وأهلها رقم 2835. ص.
469

(39296) - إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا (طص
عن أبي سعيد).
39297 إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة،
طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى
بعضهم بعضا (م عن أبي موسى) (1).
39298 الخيمة درة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا، في
كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون (ق عن أبي
موسى) (2).
(39299) - إن أدخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان
فحملت عليه ثم طار بك حيث شئت (ت عن أبي أيوب) (3).
39300 أهل الجنة عشرون ومائة صف، وثمانون منها من
هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم (حم، ت (4) ه‍، حب، عن

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب في صفة خيام الجنة رقم 2838. ض.
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنة رقم 25. ض.
(3) أخرجه الترمذي كتاب الجنة باب ما جاء في صفة خيل الجنة رقم 2547
وقال حسن وإسناده ليس بالقوي. ض.
(3) أخرجه الترمذي كتاب الجنة باب ما جاء في كم صف أهل الجنة رقم 2549
وقال حسن. ض.
470

بريدة، طب عن ابن عباس وابن مسعود وعن أبي موسى.
39301 أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا
تبلى ثيابهم (ت عن أبي هريرة) (1).
39302 أول زمرة تدخل الجنة يوم القيامة صورة وجوههم -
على مثل صورة القمر ليلة البدر، والزمرة الثانية على لون أحسن
كوكب دري في السماء، لكل رجل منهم زوجتان، على كل زوجة
سبعون حلة، يرى مخ ساقها من ورائها (حم، ت عن
أبي سعيد) (2).
39303 أول شئ يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت
(الطيالسي عن سمرة وعن أنس).
39304 أولاد المشركين خدم أهل الجنة (طس عن
سمرة وعن أنس).
39305 إني سألت ربي أولاد المشركين فأعطانيهم خدما

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في صفة ثياب أهل الجنة
رقم 2542 وقال حسن. ض.
(2) أخرجه الترمذي كتاب الجنة باب ما جاء في صفة أهل الجنة رقم 2540
وقال صحيح. ض.
471

لأهل الجنة، لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك، ولأنهم
في الميثاق الأول (الحكيم عن أنس).
39306 سألت ربي فأعطاني أولاد المشركين خدما لأهل
الجنة، وذلك أنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك ولأنهم في
الميثاق الأول (أبو الحسن بن ملة في أماليه عن أنس).
39307 ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش شافع ومشفع
من لم يبلغ ثنتي عشر سنة، ومن بلغ ثلاث عشرة سنة فعليه وله
(أبو بكر في الغيلانيات وابن عساكر عن أبي أمامة).
39308 ذراري المسلمين عصافير خضر في شجر الجنة،
يكفلهم أبوهم إبراهيم (ص عن مكحول مرسلا).
39309 ذراري المسلمين يكفلهم إبراهيم (أبو بكر بن داود
في البعث عن أبي هريرة).
39310 أطفال المؤمنين في جبل في الجنة، يكفلهم إبراهيم
وسارة (ص عن سليمان موقوفا).
39311 باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة
الراكب المجود ثلاثا، ثم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول
472

(ت عن ابن عمر) (1).
39312 كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول: لولا
أن الله هداني! فيكون له شكرا، وكل أهل النار يرى مقعده من
الجنة فيقول: لو أن الله هداني! فيكون عليه حسرة (حم، ك
عن أبي هريرة) (2).
39313 دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله (ابن شاهين
في الافراد وابن عساكر عن جابر).
39314 كل نعيم زائل إلا نعيم أهل الجنة، وكل هم
منقطع إلا هم أهل النار، وإذا عملت سيئة فاتبعها حسنة (ابن لآل
عن أنس).
39315 لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى الأرض
لملأت الأرض من ريح المسك ولأذهبت بضوء الشمس والقمر
(طب والضياء عن سعيد بن عامر).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في صفة أبواب الجنة رقم
2551 وقال غريب. ص.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 399) وقال أخرجه أحمد ورجاله
رجال الصحيح. ص.
473

39316 ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا سبعمائة ألف
متماسكون آخذ بعضهم بعضا لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم،
وجوههم على صورة القمر ليلة البدر (ق عن سهل بن سعد) (1).
39317 ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه ثنتين
وسبعين زوجة: ثنتين من الحور العين، وسبعين من ميراثه من أهل
النار، ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي وله ذكر لا ينثني
(ه‍ عن أبي أمامة) (2).
39318 من يدخل الجنة ينعم فيها، ولا يبأس ولا تبلى
ثيابه ولا يفنى شبابه (م عن أبي هريرة) (3).
39319 النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في
الجنة، والوئيد في الجنة (حم، د عن رجل).
39320 النبيون والمرسلون سادة أهل الجنة، والشهداء

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب الدليل على دخول طوائف رقم 373. ص.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب صفة الجنة رقم 4337 وفي
إسناده مقال. ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب في صفة الجنة رقم 28. ص.
474

قواد أهل الجنة، وحملة القرآن عرفاء أهل الجنة (حل عن
أبي هريرة).
39321 النوم أخو الموت ولا يموت أهل الجنة (هب
عن جابر).
39322 إن أهل الجنة ليتراؤن أهل الغرف في الجنة من
فوقهم كما ترون الكوكب في السماء (حم، ق (1) عن سهل
ابن سعد).
39323 إن أهل الجنة ليتراؤن أهل الغرف من فوقهم كما
تراؤن الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب
لتفاضل ما بينهم (حم، ق عن أبي سعيد، ت عن
أبي هريرة) (2).
39324 إن أهل الجنة ليتزاورون على النجائب بيض كأنهن
الياقوت، وليس في الجنة شئ من البهائم إلا الإبل والطير (طب
عن أبي أيوب).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب ترائي أهل الجنة رقم 2830. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف
رقم 2831. ص.
475

39325 إن أهل الجنة يدخلون على الجبار كل يوم مرتين
فيقرأ عليهم القرآن وقد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه
على منابر الدر والياقوت والزمرد والذهب والفضة بالاعمال، فلا
تقر أعينهم قط كما تقر بذلك ولم يسمعوا شيئا أعظم منه ولا أحسن
منه، ثم ينصرفون إلى رحالهم وقرة أعينهم ناعمين إلى مثلها من الغد
(الحكيم عن بريدة).
39326 المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه
وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي (حم، ت، (1) ه‍، حب
عن أبي سعيد).
39327 أدنى أهل الجنة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان
وسبعون زوجة، وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين
الجابيه وصنعاء (حم، ت، حب والضياء عن أبي سعيد) (2).
39328 إن يدخلك الله الجنة فلا تشاء أن تركب فرسا
من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت إلا ركبت

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنة رقم 2566 وقال حسن غريب. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب الجنة باب ما جاء لأدنى أهل الجنة رقم 2565
وقال غريب. ص.
476

(حم، ت عن بريدة) (1).
39329 يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا مكحلين أبناء
ثلاثين أو ثلاث وثلاثين (حم، ت عن معاذ بن جبل).
39330 إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقها من
وراء سبعين حلة حتى يرى مخها، وذلك بأن الله تعالى يقول: " كأنهن
الياقوت والمرجان " فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم
استصفيته لرأيته من ورائه (ت عن ابن مسعود).
39331 إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة
البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة،
لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب
ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم
على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء
(حم، ق، ه‍ عن أبي هريرة) (2).
39332 إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله: هل تشتهون

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنة باب ما جاء صفة خيل الجنة رقم 2549. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب أول زمرة رقم 16. ص.
477

شيئا فأريدكم؟ فيقول: ربنا! وما فوق ما أعطيتنا؟ فيقول:
رضواني أكبر (ك عن جابر).
39333 إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده
فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك، فيقول: يا رب؟ قد عملت
لي ولهم، فيؤمر بالحاقهم به (طب عن ابن عباس).
39334 إن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع،
فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى ولكن أحب أن أزرع،
فبذر فبادر الطرف نباته واستواءه واستحصاده، فكان مثل أمثال
الجبال، فيقول الله: دونك يا ابن آدم! فإنه لا يشبعك شئ (حم
خ عن أبي هريرة).
39335 إن عليهم التيجان يعني أهل الجنة إن أدنى
لؤلؤة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب (ت، ك عن
أبي سعيد).
39336 إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فيها كثبان المسك
فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادوا حسنا وجمالا
فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم: والله
لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم
478

بعدنا حسنا وجمالا (حم، م عن أنس) (1).
39337 إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور
من الرجال والنساء، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها (ت
عن علي) (2).
29338 ألا أنبئك بأهل الجنة؟ الضعفاء المغلوبون (طب
عن ابن عمرو).
39339 بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا
رؤسهم فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم فقال: السلام عليكم
يا أهل الجنة؟ وذلك قوله عز وجل " سلام قولا من رب رحيم "
فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شئ من النعم ما داموا
ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم
(ه‍ والضياء عن جابر).
39340 تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها (3)

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب في سوق الجنة رقم / 2833 /). ض.
(2) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة رقم 2553 وقال غريب.
(3) يتكفؤها: وفي حديث القيامة " وتكون الأرض خبزة واحدة، -
479

الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة
(حم، ق عن أبي سعيد).
39341 كأن الناس لم يسمعوا القرآن حين يتلوه الله عليهم
في الجنة (السجزي في الإبانة عن أنس).
39342 كأن الخلق لم يسمعوا القرآن حين يسمعونه من
الرحمن يتلوه عليهم يوم القيامة (فر عن أبي هريرة).
39343 لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له
ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة
اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء
النجوم (حم، ت عن أبي سعيد).
39344 من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون
بني ثلاثين في الجنة لا يزيدون عليها أبدا، وكذلك أهل النار (ت
عن أبي سعيد).

- - يكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر " وفي رواية
" يتكفؤها " يريد الخبزة التي يضعها المسافر ويضعها في الملة فإنها
لا تبسط كالرقاقة، وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي.
النهاية 4 / 183. ب.
480

39345 والذي نفسي بيده إن ارتفاعها كما بين السماء والأرض
وإن ما بين السماء والأرض لمسيرة خمسمائة عام يعني قوله تعالى:
" وفرش مرفوعة " حم، ت، ن، حب عن أبي سعيد).
39346 لا يدخل الجنة أحد إلا أري مقعده من النار لو
أساء ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحد إلا أرى مقعده من الجنة
لو أحسن ليكون عليهم حسرة (خ عن أبي هريرة).
39347 يا عبد الله! إن يدخلك الله الجنة كان لك هذا وما
اشتهته نفسك ولذت عينك (حم، ت عن بريدة).
39348 يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولا يمتخطون
ولا يتغوطون ولا يبولون، إنما طعامهم جشاء ورشح كرشح
المسك، يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس (حم، م، ه‍
عن جابر) (1).
39349 يخرج الله قوما من النار فيدخلهم الجنة (حم، ق
عن جابر) (2).
39350 يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله فيلتفت

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب في صفات الجنة رقم 19. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب أدنى أهل الجنة رقم 317 و 321. ص.
481

أحدهم فيقول: أي رب! إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه
الله منها (م عن أنس) (1).
39351 يدخل الجنة من أمتي زمرة وهم سبعون ألفا تضئ
وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر (ق عن أبي هريرة) (2).
الاكمال
39352 والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة
من مسيرة ألف عام (طب عن ابن عمر).
39353 لا يدخل الجنة أحد إلا بجواز " بسم الله الرحمن
الرحيم، هذا كتاب من الله لفلان بن فلان، أدخلوه جنة عالية،
قطوفها دانية " (عبد الرزاق وابن المنذر والشيرازي في الألقاب،
طب وابن مردويه والخطيب عن سلمان).
39354 أسفل أهل الجنة درجة لمن يقوم على رأسه عشرة
آلاف خادم بيد كل خادم صفحتان: صفحة من ذهب، وصفحة من
فضة، في كل واحد لون ليس في الأخرى، يأكل من آخرها مثل

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب أدنى أهل الجنة رقم 317 و 321. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب الدليل على دخول رقم 370. ض.
482

ما يأكل من أولها، يجد لآخرها من اللذة والطيب مثل ما يجد
لأولها، ثم يكون ذلك رشح مسك وجشاء مسك، لا يبولون ولا
يتغوطون ولا يمتخطون (حل عن أنس).
39355 إن الله تعالى لينزل لأهل الجنة يوم الجمعة في رمال
من كافور (قط، أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس عن عمر عن
أبي بكر، قال أبو نعيم: تفرد به الحسين بن المبارك، قال ابن عدي:
وهو منكر الحديث).
39356 إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن
يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبيه فينظر وجهه في خدها
أصغى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضئ ما بين المشرق والمغرب
فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد
وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها
بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن عليها التيجان إن
أدنى لؤلؤة منها لتضئ ما بين المشرق والمغرب (حم، ع، حب،
ص عن أبي سعيد).
39357 إن الرجل ليفتض في الغداة سبعين عذراء ثم ينشئهن
الله تعالى أبكارا (الديلمي عن أبي سعيد).
483

39358 دحاما (1) دحاما لا مني ولا منية (ع، طب
عد، ق في البعث عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيجامع
أهل الجنة؟ قال فذكره).
39359 والذي نفسي بيده! إن الرجل من أهل الجنة ليعطى
قوة مائة رجل من المطعم والمشرب والشهوة والجماع: قيل: فان الذي
يأكل ويشرب يكون له الحاجة! قال: حاجة أحدهم عرق يفيض
من جلودهم مثل ريح المسك فإذا البطن قد ضمر (حم وهناد بن
حميد والدارمي، ع، حب، طب، ص عن زيد بن أرقم).
39360 والذي نفسي بيده! إن الرجل من أهل الجنة ليفضي
في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء (هناد عن ابن عباس).
39361 يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجمال،
قيل: يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟ قال: يعطى قوة مائة (ت:
صحيح غريب عن ابن عباس).

(1) دحاما: في الحديث " أنه سئل هل يتناكح أهل الجنة فيها؟ فقال:
نعم دحما دحما " هو النكاح والوطئ بدفع وإزعاج. وانتصابه
بفعل مضمر: أي يدحمون دحما. والتكرير للتأكيد وهو بمنزلة
قولك لقيتهم رجلا رجلا: أي دحما بعددهم. النهاية 2 / 106. ب.
484

39362 يعطى الرجل منهم من القوة الواحدة أكثر من
سبعين منكم (ابن السكن وابن منده وأبو نعيم، هب والخطيب في
المؤتلف عن خارجة بن جزء العذري قال: سمعت رجلا بتبوك يقول:
يا رسول الله! أيباضع أهل الجنة؟ قال فذكره).
39363 إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار
قال: يا أهل الجنة! كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا
يوما أو بعض يوم، قال: نعما اتجرتم في يوم أو بعض يوم رضواني
وجنتي! امكثوا خالدين مخلدين، ثم يقول: يا أهل النار! كم لبثتم
في الأرض عدد سنين؟ قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم، قال: بئسما
اتجرتم في يوم أو بعض يوم غضبي وسخطي! امكثوا فيها خالدين
مخلدين، فيقولون: " ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون " فيقول
" اخسئوا فيها ولا تكلمون " فيكون ذلك آخر عهدهم بكلام
ربهم (أبو بكر محمد بن إبراهيم الإسماعيلي عن أيفع الكلاعي، وله
صحبة، قال ابن كثير: غريب، والظاهر أنه منقطع).
39364 إذا دخل أهل الجنة الجنة مر رجل فيقول:
يا رب! ائذن لي في الزرع، فقال الله له: هذه الجنة كل منها
حيث شئت، فقال: يا رب! ائذن لي في الزرع، فيأذن له فيبذر
485

حبة فلا يلتفت حتى تعود كل سنبلة طولها اثنتي عشرة ذراعا ثم لا
يبرح مكانه حتى يكون منه ركام أمثال الجبال (أبو الشيخ في
العظمة عن أبي هريرة).
39365 إن العبد ليعطى على باب الجنة ما يكاد فؤاده يطير
لولا أن الله بعث ملكا ليشد فؤاده (الديلمي عن أنس).
39366 إن لأهل الجنة سوقا يأتونها كل جمعة فيها كثبان
المسك، فإذا خرجوا إليها هبت الريح فتملأ وجوههم وثيابهم
وبيوتهم مسكا فيزدادون حسنا وجمالا، فيأتون أهلهم فيقول لهم
أهلوهم: لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، ويقولون لهن: وأنتم والله
لقد ازددتم حسنا وجمالا (حم والدارمي وأبو عوانة، حب
عن أنس).
39367 يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولا يمتخطون
ولا يتغطون ولا يبولون، إنما طعامهم جشاء ورشح كرشح المسك،
يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس (حم، م عن جابر).
39368 أتؤمن بشجرة المسك وتجدها في كتابكم؟ فان
البول والجنابة عرق يسيل من ذوائبهم إلى أقدامهم المسك يعني أهل
الجنة (طب عن زيد بن أرقم).
486

39369 أول ما يأكل أهل الجنة كبد حوت (طب،
كر عن طارق بن شهاب).
39370 أول زمرة تدخل الجنة وجوههم على ضوء القمر
ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أحسن كوكب دري، فقال
عكاشة: ادع الله أن يجعلني منهم! فقال: اللهم اجعله منهم! فقام
آخر، فقال: سبقك إليها عكاشة (ك عن أبي هريرة).
39371 أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة
البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون، آنيتهم فيها
الذهب وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم
المسك، ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء
اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب
واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا (حم، خ، م، ت عن
أبي هريرة) (1).
39372 أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر
ليلة البدر، والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب في صفات الجنة رقم 17. ص.
487

السماء، لكل رجل منهم زوجتان من الحور العين، على كل زوجة
سبعون حلة يرى مخ سوقها من وراء لحومها وحللها كما يرى
الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء (طب عن ابن مسعود).
39373 أول زمرة تدخل الجنة يوم القيامة صورة وجوههم
على صورة القمر ليلة البدر، والثانية على لون أحسن كوكب دري
في السماء، كل رجل زوجتان، على كل زوجة سبعون حلة يبدو
مخ ساقها من ورائها (حم، ت صحيح، وأبو الشيخ في العظمة
عن أبي سعيد).
39374 ما من عبد يدخل الجنة إلا يجلس عند رأسه وعند
رجليه ثنتان من الحور العين تغنيان بأحسن صوت سمعت الجن والإنس
، وليس بمزامير الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه (طب
وأبو نصر السجزي في الإبانة وابن عساكر عن أبي أمامة).
39375 يزوج المؤمن في الجنة ثنتين وسبعين زوجة: سبعين
من نساء الجنة، وثنتين من نساء الدنيا (ابن السكن، كر عن
محمد بن الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة عن أبيه عن جده).
39376 يزوج الرجل من أهل الجنة أربعة آلاف بكر
وثمانية آلاف أيم ومائة حواء، فيجتمعن في كل سبعة أيام فيقلن
488

بأصوات حزين لم يسمع الخلائق بمثلها: نحن الخالدات فلا نبيد،
ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، ونحن
المقيمات فلا نظعن، طوبى لما كان لنا وكنا له (أبو الشيخ في العظمة
عن أبي أوفى).
(39377) - إي والذي نفسي بيده، إن الله تعالى يوحي إلى
شجرة في الجنة أن: أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكري عن
عزف البرابط والمزامير، فترفع بصوت لم يسمع الخلائق بمثله من
تسبيح الرب وتقديسه (الحكيم عن أبي هريرة).
39378 والذي نفسي بيده! إن الله عز وجل ليوحي إلى
شجرة الجنة أن أشغلي عبادي الذي شغلوا أنفسهم بذكري عن المعازف
والمزامير، فتسمعهم بأصوات ما سمع الخلائق مثلها بالتسبيح والتقديس
(الديلمي عن أبي هريرة).
39379 تبلغ حلية أهل الجنة مبلغ الوضوء (حب عن
أبي هريرة).
39380 تدخلون الجنة جردا مردا مكحلين ذوي أفانين
يعني الجمام، أبناء ثلاث وثلاثين، على صورة يوسف وقلب أيوب
(ابن عساكر عن أنس).
489

39381 يدخل أهل الجنة جردا مردا بيضاء جعادا مكحلين،
أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم وطوله ستون ذراعا في عرض سبع
أذرع (ابن سعد عن سعيد بن المسيب مرسلا، حم وأبو الشيخ في
العظمة عنه عن أبي هريرة).
39382 ما من أحد يموت سقطا ولا هرما وإنما الناس
فيما بين ذلك إلا بعث ابن ثلاثين سنة، فمن كان من أهل الجنة
كان على مسحة آدم وصورة يوسف وقلب أيوب، ومن كان من
أهل النار عظموا وفخموا كالجبال (طب عن المقدام بن
معد يكرب).
39383 يبعث الله أهل الجنة يوم القيامة على صورة آدم في ميلاد
ثلاثة وثلاثين مردا جردا مكحلين، ثم يذهب بهم إلى شجرة في
الجنة فيكتسون منها، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم (أبو الشيخ في
العظمة وتمام وابن عساكر وابن النجار عن أنس).
39384 يحشر الناس ما بين السقط إلى الشيخ الفاني أبناء
ثلاث وثلاثين سنة في خلق آدم وحسن يوسف وخلق أيوب جردا
مردا مكحلين ذوي أفانين (طب عن المقداد بن الأسود).
39385 يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني المؤمنون منهم
490

أبناء ثلاث وثلاثين سنة في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب
مردا مكحلين أولى أفانين، قيل: يا رسول! كيف بالكافر؟ قال:
يعظم للنار حتى يصير غلظ جلده أربعين باعا، حتى يصير نابه مثل
أحد (طب وابن مردويه عن المقدام بن معد يكرب).
39386 ليس هنالك يعني في الجنة ليل، إنما هو ضوء
ونور، يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو، ويأتيهم طرف
الهدايا من الله لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا، ويسلم
عليهم الملائكة (الحكيم عن الحسن وأبي قلابة معا مرسلا).
39387 للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤ مجوفة طولها ستون
ميلا، للعبد المؤمن فيها أهل يطوف عليهم لا يرى بعضهم بعضا
(طب عن أبي موسى).
39388 كل نعيم زائل إلا نعيم أهل الجنة، وكل هم منقطع إلا هم أهل
النار، وإذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها (ابن لآل عن أنس).
39389 من يدخل الجنة يحيى فيها لا يموت، وينعم فيها
لا يبأس، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم، بناؤها لبنة من ذهب
ولبنة من فضة، ملاطها المسك الأذفر، ترابها الزعفران،
حصباؤها اللؤلؤ والياقوت (طب عن ابن عمر).
491

39390 مم تضحكون؟ إن جاهلا يسأل عالما، أين السائل
عن ثياب أهل الجنة؟ لا، بل يشقق عنها ثمر الجنة (حم،
طب عن ابن عمرو).
39391 يحبس أهل الجنة بعد ما يجاوزون الصراط على
قنطرة فيؤخذ لبعضهم من بعض مظالمهم التي تظالموها في الدنيا،
حتى إذا هذبوا ولقوا أذن لهم في دخول الجنة فلأحدهم أعرف بمنزله
كان في الدنيا (ك عن أبي سعيد).
39392 يوضع للمؤمنين كراسي من نور، ويظلل عليهم
الغمام، ويكون ذلك اليوم عليهم كساعة من نهار (طب عن
ابن عمرو).
39393 يقول الله تعالى: يا أهل الجنة! بقي لكم شئ لم
تنالوه، فيقولون! وما هو يا ربنا؟ فيقول: رضواني (الحكيم
عن جابر).
39394 يقال لأهل الجنة: إن لكم أن تصحوا ولا تسقموا
أبدا، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تنعموا
فلا تبأسوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا (الخطيب في
المتفق والمفترق عن أبي سعيد وأبي هريرة معا ورجاله ثقات).
492

39395 إن الرجل من أهل الجنة ليشرف على أهل الجنة
كأنه كوكب دري، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما (كر
عن أبي هريرة).
39396 إن أدنى أهل الجنة منزلة وليس فيها دنئ الذي
يتمنى فيقول بلسان طلق ذلق وعقل مجتمع: أعطني كذا وأعطني
كذا، حتى إذا لم يجد شيئا لقن فقيل له: قل كذا وقل كذا
فيقال له: هو لك ومثله معه (طب، ص عن سهل بن سعد).
39397 إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه
وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله
من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ: وجوه يومئذ ناظرة "
(ت، طب عن ابن عمر) (1).
39398 إن أهل الجنة ليتراؤن أهل الغرف من فوقهم كما
تراؤن الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب
لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء لا يبلغها
غيرهم، قال: بلى والذي نفسي بيده! رجال آمنوا بالله وصدقوا

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب أفل رجل في الجنة رقم 2656. ص.
493

المرسلين (حم والدارمي، خ، م، (1) حب عن أبي سعيد، حب
عن سهل بن سعد، حم، ت: صحيح عن أبي هريرة).
39399 إن أهل الدرجات العلى لينظر إليهم من هو أسفل
منهم كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدري الغابر في أفق من آفاق
السماء، وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما (كر ابن عمر).
39400 إن بين أعلى أهل الجنة وأسفلهم درجة كالنجم يرى
في مشارق الأرض ومغاربها (ابن جرير عن قتادة مرسلا).
39401 إن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب، قيل:
ما ثوابهم؟ قال: على الأعراف وليسوا في الجنة: وما الأعراف؟
قال: حائط الجنة تجري فيه الأنهار وتنبت فيه الأشجار والثمار (ق
في البعث عن أنس).
39402 ألا أنبئكم برجالكم من أهل الدنيا في الجنة؟ النبي في
الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود مولود
الاسلام في الجنة، والرجل يكون في جانب المصر يزور أخاه لا
يزوره إلا الله في الجنة، ألا أنبئكم بنسائكم من أهل الجنة؟ الولود

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب ترائي أهل الجنة رقم 2837. ص.
494

الودود التي إذا غضبت قالت يدي في يدك لا أكتحل بغمض (طب
عن ابن عباس).
39403 خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال: يا محمد!
والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عباده عبد الله تعالى خمسمائة سنة
على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا
والبحر المحيط به بأربعة آلاف فرسخ من كل ناحية، وأخرج الله
له عينا عذبة بعرض الإصبع تبيض بماء عذب فتستنقع في أسفل
الجبل، وشجرة رمان تخرج في كل ليلة رمانة فتغذيه يومه، فإذا
أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته
فسأل ربه عند وقت الاجل أن يقبضه ساجدا وأن لا يجعل للأرض
ولا لشئ يفسده سبيلا حتى يبعثه وهو ساجد، ففعل، فنحن نمر
عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا، فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة
فيوقف بين يدي الله تعالى فيقول له الرب تبارك وتعالى: أدخلوا
عبدي الجنة برحمتي، فيقول: يا رب! بل بعملي، فيقول الله:
حاسبوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت
بعبادة خمسمائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه، فيقول: ادخلوا
عبدي النار، فيجر إلى النار فينادي: رب! برحمتك أدخلني الجنة،
495

فيقول: ردوه، فيوقف بين يديه فيقول: يا عبدي! من خلقك ولم
تكن شيئا؟ فيقول: أنت يا رب! فيقول: من قواك لعبادة خمسمائة
سنة؟ فيقول: أنت يا رب! فيقول: من أنزلك في جبل وسط
اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة
وإنما تخرج في السنة مرة؟ وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك
بك؟ فيقول: أنت يا رب! فقال الله: فذلك برحمتي، وبرحمتي
أدخلك الجنة، قال جبريل: إنما الأشياء برحمة الله يا محمد (الحكيم،
ك وتعقب، حب عن جابر).
39404 ليس منكم أحد إلا وله منزلان: أحدهما في الجنة
والآخر في النار (أبو إسحاق بن يونس (1) في تاريخ هراة عن
حسان بن قتيبة بن الحسحاس بن عيسى بن الحسحاس بن فضيل عن أبيه
عن جده عن أبيه عن جده الحسحاس بن فضيل الحنظلي، ورجال إسناده
مجاهيل، وفيه خالد بن هياج متروك).
39405 ما من عبدا إلا وله بيتان: بيت في الجنة، وبيت

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 241) وقال رجال اسناده مجاهيل وهو
من رواية خالد بن هياج وهو متروك). ص.
496

في النار، فأما المؤمن فيبنى بيته في الجنة ويهدم بيته في النار، وأما
الكافر فيهدم بيته في الجنة وبيني بيته في النار (الديلمي عن
أبي سعيد).
39406 يؤتى بأقوام من ولد آدم يوم القيامة معهم حسنات
كالجبال حتى إذا دنوا وأشرفوا على الجنة نودوا: لا نصيب لكم فيها
(ابن قانع عن سالم مولى أبي حذيفة).
39407 يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى ثم ينشئ الله
لها خلقا ما يشاء (عبد بن حميد، م، ع (1)، حب عن أنس).
ذراري المؤمنين
ومر ذكرهم أيضا في ذكر أهل الجنة
الاكمال
39408 إن ذراري المؤمنين في الجنة يكفلهم إبراهيم (ك
عن أبي هريرة).
39409 ذراري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم (ك

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب يدخلها الجبارون رقم 39. ص.
497

عن أبي هريرة) (1).
39410 أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم
وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة (ك عن أبي هريرة).
ذراري المشركين
ومر ذكرهم أيضا في ذكر أهل الجنة
الاكمال
39411 سألت ربي أن يتجاوز عن أطفال المشركين، فتجاوز
عنهم وأدخلهم الجنة (أبو نعيم عن أنس).
39412 لم يكن لهم سيئات فيعاقبوا بها فيكونوا من أهل
النار، ولم يكن لهم حسنات فيجازوا بها فيكونوا من ملوك أهل
الجنة، هم خدم أهل الجنة يعني أطفال المشركين (طب عن
الحسن بن علي).

(1) قال المناوي في فيض القدير (3 / 561) فقد رواه أحمد باللفظ المزبور
والحاكم والديلمي وابن عساكر. ص.
498

39413 يا عائشة! لو شئت لأسمعتك تضاغيهم (1) في النار يعني
أطفال المشركين (الديلمي عن عائشة).
39414 إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين
وأولادهم في النار (عم عن علي).
39415 الله أعلم بما كانوا عاملين (ط، خ، د، ن عن
ابن عباس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين فقال
فذكره، ط عن ابن عباس عن أبي بن كعب، خ، م، (2) د،
ن عن أبي هريرة، د والحكيم عن عائشة، عبد بن حميد عن
أبي سعيد).
39416 الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم (حم عن
ابن عباس).
39417 إن الله تبارك وتعالى إذا قضى بين أهل الجنة وأهل
النار ثم ميزهم عجوا (3) فقالوا: اللهم؟ ربنا لم يأتنا رسولك ولم نعلم

(1) تضاغيهم: أي صياحهم وبكاءهم. النهاية 3 / 92. ب.
(2) أخرجه مسلم كتاب القدر باب معنى كل مولود يولد على الفطرة رقم 23. ص.
(3) عجوا: العج: رفع الصوت. المختار 327. ب.
499

شيئا، فأرسل إليهم ملكا والله أعلم بما كانوا عاملين فقال: إني
رسول ربكم إليكم فانطلقوا، فاتبعوا حتى أتوا النار، قال لهم: إن
الله يأمركم أن تقتحموا فيها، فاقتحمت طائفة منهم، ثم أخرجوا من
حيث لا يشعر أصحابهم فجعلوا في السابقين المقربين ثم جاءهم الرسول
فقال: إن الله يأمركم أن تقتحموا في النار، فاقتحمت طائفة أخرى
ثم أخرجوا من حيث لا يشعر أصحابهم فجعلوا في أصحاب اليمين
ثم جاءهم الرسول فقال: إن الله يأمركم أن تقتحموا في النار، فقالوا:
ربنا! لا طاقة لنا بعذابك، فأمر بهم فجمعت نواصيهم وأقدامهم ثم
ألقوا في النار (الحكيم عن عبد الله بن شداد أن رجلا سأل النبي
صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين الذين هلكوا صغارا قال فذكره).
آخر أهل الجنة دخولا
39418 آخر من يدخل الجنة رجل " يمشي على الصراط "
فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة، فإذا جاوزها التفت
إليها فقال: تبارك والذي نجاني منك! لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه
أحدا من الأولين والآخر رين، فترفع له شجرة فيقول: أي رب
أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها وأشرب من مائها، فيقول الله
500

يا ابن آدم! لعلى إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول لا يا رب ويعاهد
أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها،
فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة أخرى هي
أحسن من الأولى فيقول: أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها
وأستظل بظلها لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني
أن لا تسألني غيرها فيقول: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها! فيعاهد
أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها،
فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة
هي أحسن من الأوليين فيقول: أي رب أدنني من هذه فلأستظل
بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني
أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب أدنني من هذه لا أسألك غيرها
فيقول: لعلى إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها
وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها، فإذا أدناه منها سمع
أصوات أهل الجنة فيقول: يا ابن آدم! ما يصريني منك؟ أيرضيك
أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ فيقول: أي رب! أتستهزئ منى وأنت
رب العالمين؟ فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء
قدير (حم، م كتاب الايمان رقم 310 عن ابن مسعود).
501

39419 إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل صرف الله وجهه
عن النار قبل الجنة ومثل له شجرة ذات ظل فقال: أي رب!
قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها، فقال الله تعالى: هل عسيت
إن فعلت أن تسألني غيره؟ قال: لا وعزتك! فقدمه الله إليها،
ومثل له شجرة ذات ظل وثمر، فقال: أي رب! قدمني إلى هذه
الشجرة فأكون في ظلها وآكل من ثمرها، فقال الله تعالى له:
هل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره؟ فيقول: لا وعزتك!
فيقدمه الله إليها، فيمثل الله تعالى له شجرة أخرى ذات ظل وثمر
وماء، فيقول: أي رب! قدمني إلى هذه الشجرة أكون في ظلها
وآكل من ثمرها وأشرب من مائها! فيقول له: هل عسيت إن
فعلت أن تسألني غيره؟ فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيقدمه
الله إليها، فيبرز له باب الجنة فيقول: أي رب! قدمني إلى باب
الجنة فأكون تحت نجاف (1) الجنة فأرى أهلها، فيقدمه الله إليها
فيرى الجنة وما فيها فيقول: أي رب أدخلني الجنة! فيدخله الجنة،
فإذا دخل الجنة قال: هذا لي؟ فيقول الله تعالى له: تمن! فيتمنى،

(1) نجاف: قيل: أسكفة الباب وقال الأزهري: هو درونده، يعني
أعلاه النهاية 5 / 22. ب.
502

ويذكره الله عزو جل: سل من كذا وكذا، حتى إذا انقطعت به
الأماني قال الله تعالى: هو لك وعشرة أمثاله: ثم يدخله الجنة فتدخل
عليه زوجتاه من الحور العين فتقولون: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا
لك! فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت. وأدنى أهل النار
عذابا ينعل من نار بنعلين يغلي دماغه من حرارة نعليه (حم، عن أبي سعيد) (1).
39420 إن قوما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا
دارات (2) وجوههم، حتى يدخلون الجنة (حم، م، عن جابر) (3).
39421 إن رجلين ممن دخل اشتد صياحهما فقال الرب
تبارك وتعالى: أخرجوهما! فلما أخرجا قال لهما: لأي شئ اشتد
صياحكما؟ قال: فعلنا ذلك لترحمنا، قال: رحمتي لكما ان تنطلقا

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها
رقم 311.
(2) دارات: جمع دارة، وهي ما يحيط بالوجه من جوانبه، معناه أن النار
لا تأكل دارة الوجه لكونها محل السجود. تعليق، صحيح مسلم
(1 / 178). ب.
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها رقم 319. ص.
503

فتلقيا أنفسكما حيث كنتما من النار، فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه
فيجعلها عليه بردا وسلاما، ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه، فيقول له
الرب تبارك وتعالى: ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك؟
فيقول: يا رب! إني لأرجوا أن لا تعيذني فيها بعد ما أخرجتني،
فيقول له الرب: لك رجاؤك، فيدخلا الجنة جميعا برحمة الله (ت
أبي هريرة).
39422 إني لاعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل
الجنة دخولا الجنة، رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله له:
اذهب فادخل الجنة! فيأتيها فيخيل إليه أنها ملاى فيرجع فيقول:
يا رب وجدتها ملاى! فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة فان لك
مثل الدنيا وعشرة أمثالها، فيقول: أتسخر بي وأنت الملك (حم،
ق، ت، ه‍ عن ابن مسعود) (1).
39423 سأل موسى ربه فقال يا رب! ما أدنى أهل الجنة
منزلة؟ فقال: هو رجل يجئ بعد ما يدخل أهل الجنة الجنة فيقال
له: ادخل الجنة! فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب آخر أهل النار خروجا رقم 38. ص.
504

وأخذوا أخذاتهم؟ فقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك
من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك ومثله
ومثله ومثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيت رب! فيقول:
هذا لك ولك عشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك،
فيقول: رضيت رب: قال: رب فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين
أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم
تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر (حم، م (1) ت عن المغيرة
ابن شعبة).
39424 يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول
الله عز وجل: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من
إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما
تنبت الحبة في جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية (ق
عن أبي سعيد) (2).
39425 يعذب ناس من أهل التوحيد في النار حتى يكونوا

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب أدنى أهل الجنة رقم 312. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون رقم 42. ص.
505

حمما ثم تدركهم الرحمة فيخرجون ويطرحون على أبواب الجنة
فيرش عليهم أهل الجنة الماء فينبتون كما ينبت الثغاء في حمالة السيل
ثم يدخلون الجنة (حم، ت عن جابر) (1).
39426 ليصيبن ناسا سفع من النار عقوبة بذنوب عملوها
ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته فيقال لهم الجهنميون (حم خ
عن أنس) (2).
39427 يخرج من النار قوم بعد ما احترقوا فيدخلون الجنة
فيسميهم أهل الجنة الجهنميون (خ عن أنس).
39428 يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون
الجنة ويسمون الجهنميين (حم، خ، د عن عمران بن حصين) (3).
39429 إن الله يخرج قوما من النار بعد ما لا يبقى منهم
إلا الوجوه فيدخلهم الجنة (عبد بن حميد عن أبي سعيد).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم رقم (2600) وقال حسن صحيح ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التوحيد باب أن رحمة الله قريب
من المحسنين 9 / 164. ص.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب صفة الجنة 8 / 143. ص.
506

39430 آخر من يدخل الجنة رجل يقال له " جهينة " فيقول
أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين (خط في رواة مالك عن
ابن عمر).
الاكمال
39431 آخر رجل يدخل الجنة رجل يتقلب على الصراط
ظهرا لبطن كالغلام يضربه أبوه وهو يفر منه، يعجز عنه عمله أن
يسعى فيقول: يا رب بلغ بي الجنة ونجني من النار! فيوحي الله
إليه: عبدي أنجيتك من النار وأدخلتك الجنة تعترف لي بذنوبك
وخطاياك؟ فيقول العبد: نعم يا رب وعزتك وجلالك لئن نجيتني
من النار لاعترفن لك بذنوبي وخطاياي! فيجوز الجسر ويقول فيما
بينه وبين نفسه: لئن اعترفت له بذنوبي وخطاياي ليردني إلى النار!
فيوحي الله إليه: عبدي اعترف لي بذنوبك وخطاياك أغفرها لك
وأدخلك الجنة فيقول العبد: وعزتك وجلالك ما أذنبت ذنبا قط
ولا أخطأت خطيئة قط! فيوحي الله إليه: عبدي إن لي عليك بينة
فيلتفت العبد يمينا وشمالا فلا يرى أحدا ممن كان يشهده في الدنيا
فيقول: يا رب أرني بينتك! فيستنطق الله تعالى جلده بالمحقرات
507

فإذا رأى ذلك العبد يقول: يا رب عندي وعزتك العظائم
المضرات! فيوحي الله إليه: عبدي! أنا أعرف بها منك، اعترف
لي بها أغفرها لك وأدخلك الجنة، فيعترف العبد بذنوبه فيدخل
الجنة، هذا أدنى أهل الجنة منزلة فكيف بالذي فوقه (طب عن
أبي أمامة وحسن).
39432 آخر من يخرج من النار رجلان، يقول الله عز
وجل لأحدهما: يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيرا
قط؟ هل رجوتني؟ فيقول: لا يا رب! فيؤمر به إلى النار فهو
أشد أهل النار حسرة، ويقول للآخر: يا ابن آدم! ما أعددت
لهذا اليوم؟ هل عملت خيرا قط أو رجوتني؟ فيقول: لا أي رب
إلا أني كنت أرجوك، فترفع له شجرة فيقول: أي رب أقرني
تحت هذه الشجرة فأستظل بظلها وآكل من ثمرها وأشرب من مائها
ويعاهده أن لا يسأله غيرها فيقره تحتها، ثم ترفع له شجرة أخرى
أحسن من الأولى وأغدق ماء فيقول: أي ربي أقرني تحتها لا
أسألك غيرها فأستظل بظلها وآكل من ثمرها وأشرب من مائها،
فيقول: يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: أي
رب هذه لا أسألك غيرها فيقره تحتها، ثم ترفع له شجرة عند
508

باب الجنة هي أحسن من الأوليين وأغدق ماء فيقول: أي رب! هذه
أقرني تحتها، فيدنيه منها ويعاهده أن لا يسأله غيرها فيسمع
أصوات أهل الجنة فلا يتمالك فيقول: أي رب! أدخلني الجنة،
فيقول الله عز وجل، سل وتمن! فيسأل ويتمنى مقدار ثلاثة أيام
من أيام الدنيا، ويلقنه الله ما لا علم له به فيسأل ويتمنى، فإذا
فرغ قال: لك ما سألت ومثله معه قال أبو هريرة وعشرة أمثاله
(حم وعبد بن حميد عن أبي سعيد وأبي هريرة).
39433 آخر من يدخل الجنة رجل من جينة فيقول
أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين، سلوه: هل بقي من الخلائق
أحد يعذب؟ فيقول: لا (قط في غرائب مالك، خط في رواة
مالك عن ابن عمر، وقال قط: باطل).
39434 إذا كان يوم القيامة وفرغ الله تعالى من قضاء الخلق
فيبقى رجلان فيؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول الجبار
تعالى ردوه، فيردونه فيقول له: لم التفت؟ فيقول: قد كنت
أرجو أن تدخلني الجنة! فيؤمر به إلى الجنة فيقول: لقد أعطاني
الله عز وجل حتى لو أني أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي
شيئا (حم عن عبادة بن الصامت وفضالة بن عبيد معا).
509

39435 إن آخر من يدخل الجنة ويخرج من النار رجل يحبو
فيقال له: ادخل الجنة! فيخل إليه أنها ملاى فيقول: يا رب أنها
ملاى فيقول له: ادخل، إن لك عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أنت
الملك أتضحك بي! فذلك أنقص أهل الجنة حظا (طب عن
ابن مسعود).
39436 إن ناسا يدخلون جهنم، حتى إذا كانوا حمما أدخلوا
الجنة فيقول أهل الجنة: من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الجهنميون (سمويه
حل عن أنس).
39437 إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار
بذنوبهم فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم " لا إله
إلا الله " وأنتم معنا في النار! فيغضب الله تعالى فيخرجهم فيلقيهم في
نهر الحياة فيبرؤون من حروقهم كما يبرأ القمر من كسوفه فيدخلون
ويسمون فيها الجهنميين (حل عن أنس).
39438 إن رجالا يدخلهم الله النار فتحرقهم حتى يكونوا
فحما أسود وهم أعلى أهل النار فيجأرون إلى الله يدعونه فيقولون:
ربنا أخرجنا فاجعلنا في أصل هذا الجدار فإذا جعلهم الله في أصل
510

الجدار رأوا أنه لا يغنى عنهم شيئا، قالوا: ربنا اجعلنا من وراء السور
ولا نسألك شيئا بعده، فترفع لهم شجرة حتى تذهب عنهم سخنة
النار ثم يقول: إني عهدت إلى عبادي أو أدخل الجنة رجلا إلا
جعلت له فيها ما اشتهت نفسه، لكم ما سألتم ومثله معه (هناد
عن أبي سعيد وأبي هريرة معا).
39439 إن عبدا في جهنم لينادي ألف سنة " يا حنان يا منان "
فيقول الله لجبريل: اذهب فأتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد
أهل النار مكبين يبكون فيرجع إلى ربه فيخبره فيقول: إيتني به فإنه
في مكان كذا وكذا، فيجئ به فيوقفه على ربه عز وجل فيقول:
له يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: يا رب! شر
مكان وشر مقيل، فيقول: ردوا عبدي، فيقول: يا رب ما كنت
أرجو إذ أخرجتني منها أن تعيدني فيها؟ فيقول: دعوا عبدي (حم
وابن خزيمة، حب عن أنس).
39440 إن لجهنم بابين أحدهما يسمى " الجوانية " والآخر
يسمى " البرانية " فأما الجوانية فالتي لا يخرج منها أحد، وأما البرانية
فالتي يعذب الله فيها أهل الذنوب والموجبات من أهل الايمان ما شاء
511

الله أن يعذبهم ثم يأذن الله للملائكة والرسل الأنبياء ولمن شاء من
عباده الصالحين فيشفعون فيخرجون منها وهم فحم فيلقون على شاطئ
نهر في الجنة يسمى نهر الحيوان فينضح عليهم فينبتون كما تنبت الحبة
في المحيل، فإذا استوت أجسادهم قيل: ادخلوا النهر! فيدخلون
ويشربون منه ويغتسلون فيخرجون، فيقال لهم: ادخلوا الجنة (هناد
عن أبي سعيد وأبي هريرة معا).
39441 سيخرج قوم من النار قد احترقوا وكانوا مثل الحمم،
فلا يزال أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون كما تنبت الغثاء
في حميل السيل (حل عن أبي سعيد).
39442 قد علمت آخر أهل الجنة يدخل الجنة، كان يسأل
الله أن يزحزحه عن النار ولا يسأل الجنة، فإذا دخل أهل الجنة
الجنة وأهل النار النار بقي بين ذلك قال: يا رب ما لي ههنا! قال:
هذا ما كنت تسألني يا ابن آدم! قال: بلى يا رب، فبينما هو كذلك
إذ بدت له شجرة من باب الجنة داخلة في الجنة فقال: يا رب أدنني
من هذه الشجرة آكل من ثمرها وأستظل في ظلها! فيقول:
يا ابن آدم ألم تكن تسألني؟ قال: يا رب أين مثلك! فما يزال يرى
512

شيئا أفضل من شئ ويسأل حتى يقال له: اذهب فلك ما سعت
قدماك وما رأت عيناك، فيسمي حتى يكد أشار بيده فقال: هذا
وهذا! فيقال له: هذا لك ومثله معه، فيرضى حتى يرى أنه أعطاه
شيئا ما أعطاه أحدا من أهل الجنة فيقول: لو أذن لي لأدخلت أهل
الجنة طعاما وشرابا وكسوة مما أعطاني الله ولا ينقصني ذلك شيئا
(طب عن عوف بن مالك).
39443 يخرج رجلان من النار فيعرضان على الله عز وجل
ثم يؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول: أي رب! قد كنت
أرجوا إذا أخرجتني منها أن لا تعيدني فيها، فينجيه الله (حم، ع
وأبو عوانة، حب عن أنس).
39444 يخرج قوم من النار منتنين قد محشتهم النار فيدخلون
الجنة برحمة الله وبشفاعة الشافعين فيسمون الجهنميين (ط، حم وأب
خزيمة عن حذيفة).
39445 يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيسمون الجهنميين
في الجنة، فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم، فيمحو الله عنهم
ذلك فإذا خرجوا من النار (طب عن المغيرة).
39446 يخرج ناس من النار قد احترقوا وكانوا مثل الحمم
513

ثم لا يزال أهل الجنة يرشون عليهم الماء حتى ينبتون نبات الغثاء في
السيل (عم، ع وابن خزيمة عن أبي سعيد).
39447 يدخل قوم النار حتى إذا صاروا فحما أخرجوا
فأدخلوا الجنة فيقول أهل الجنة: من هؤلاء؟ فيقال: الجهنميون
(الحكيم عن أنس).
39448 يكون في النار قوم ما شاء الله أن يكونوا ثم
يرحمهم الله فيخرجهم منها فيكونون في واد من أدنى الجنة فيغتسلون
في نهر يقال له " الحيوان " فيسميهم أهل الجنة الجهنميون، لو ضاف
أحدهم أهل الدنيا لاطعمهم وسقاهم وفرشهم ولحفهم وزوجهم، لا ينقص
ذلك مما عنده شيئا (حم وابن عساكر عن ابن مسعود).
ذبيح الموت
39449 إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار
يجاء بالموت كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيقال:
يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون فينظرون ويقولون: نعم
هذا الموت وكلهم قد رآه، فيؤمر به فيذبح، ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت
514

ويا أهل النار! خلود ولا موت (حم، ق (1) ت، ن عن أبي سعيد).
39450 إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار
جئ بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح، ثم ينادي
مناد: يا أهل الجنة! خلود لا موت، يا أهل النار، خلود لا موت
فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى
حزنهم (حم، ق عن ابن عمر) (2).
39451 إذا كان يوم القيامة أتي بالموت كالكبش الأملح
فيوقف بين الجنة والنار فيذبح وهم ينظرون، فلو أن أحدا مات
فرحا لمات أهل الجنة، ولو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار
(ت عن أبي سعيد) (3).
39452 يؤتى بالموت كأنه كبش أملح حتى يوقف على
السور بين الجنة والنار فيقال: يا أهل الجنة! فيشرئبون، ويقال
يا أهل النار! فيشرئبون، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون رقم 40 / 2849. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون رقم 43. ص.
(3) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة رقم 2561 وقال حسن صحيح. ص.
515

هذا الموت، فيضجع ويذبح، فلو لا أن الله قضى لأهل الجنة
الحياة والبقاء لماتوا ترحا (ت عن أبي سعيد) (1).
39453 يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال:
يا أهل الجنة! فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي
هم فيه ثم يقال يا أهل النار فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم
الذي هم فيه، فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، فيؤمر
به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما خلود فيما تجدون
لا موت فيها أبدا (حم، ه‍، ك، عن أبي هريرة).
39454 يدخل الله أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم
يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة! لا موت، ويا أهل النار!
لا موت، كل خالد فيما هو فيه (ق عن ابن عمر) (2).
39455 يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة! خلود لا موت،
ولأهل النار، يا أهل النار! خلود لا موت (خ عن
أبي هريرة) (3).

(1) أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن رقم 3155 وقال حسن صحيح ص.
(2) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب يدخل الجنة 8 / 141. ص.
(3) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب يدخل الجنة 8 / 141 ص.
516

39456 ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا
وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا
أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا (حم، م، ت، ن
عن أبي هريرة) (1).
الاكمال
39457 يجاء بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح
فيوقف بين الجنة والنار: فيقال: يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟
فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم، ويقال لأهل النار: هل تعرفون
هذا؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون: نعم هذا الموت، فيؤمر به
فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة! خلود فلا موت، ويا أهل النار!
خلاد فلا موت (طب عن ابن عمر).
39458 يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح (ع،
ص عن أنس).
39459 يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقوم

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب في صفات الجنة رقم 22. ص.
517

مؤذن بينهم، يا أهل النار! لا موت، ويا أهل الجنة! لا موت،
خلود (خ عن ابن عمر).
ذكر الحور
39460 إن الحور العين ليغنين في الجنة يقلن: نحن الحور
الحسان، خلقن لأزواج كرام (سمويه عن أنس).
39461 إن في الجنة لمجتمعا للحور العين يرفعن بأصوات لم
يسمع الخلائق مثلها، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات
فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنا
له (ت عن علي).
39462 إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن
أصوات سمعها أحد (طس عن عن ابن عمر).
39463 الحور العين خلقن من الزعفران (ابن مردويه، خط
عن أنس).
39464 الحور العين خلقن من تسبيح الملائكة (ابن
مردويه عن عائشة).
39465 خلق الحور العين من الزعفران (طب عن
518

أبي أمامة).
39466 سطع نور في الجنة فقيل: ما هذا؟ فإذا هو من
ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها (الحاكم في الكنى، خط
عن ابن مسعود).
الاكمال
39467 إن للمؤمن زوجتين، يرى مخ سوقهما من ثيابهما
(أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة).
39468 خلق الحور العين من تسبيح الملائكة فليس فيهن
أذى (الديلمي عن أبي أمامة عن عائشة).
39469 لو أن حوراء أطلعت إصبعا من أصابعها لوجد ريحا
كل ذي روح (الحسن بن سفيان، طب وابن عساكر عن سعيد
ابن عامر بن حذيم).
39470 لو أن امرأة من الحور العين أطلعت إصبعا من
أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح (ابن قانع، حل عن
سعيد بن حذيم).
519

ذكر النار وصفتها
39471 إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي
بها سبعين عاما ما تفضي إلى قرارها (ن، ت عن عتبة
ابن غزوان).
39472 لسرادق النار أربعة جدر، كثف كل جدار،
مسيرة أربعين سنة (حم، ت، حب، ك عن أبي سعيد).
39473 لو أن رصاصة مثل هذه وأشار إلى مثل الجمجمة
أرسلت من السماء إلى الأرض وهي مسيرة خمسمائة سنة لبلغت
الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة لسارت أربعين
خريفا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلها أو قعرها (حم، ت، ك
عن ابن عمرو) (1).
39474 ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين
جزءا من نار جهنم، قيل يا رسول الله! إن كانت لكافية، قال:
فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها (حم، ق،

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم باب ذكر السلسلة بالنار رقم 2591
وقال إسناده حسن صحيح. ص.
520

ت عن أبي هريرة) (1).
39475 هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم (حم عن
أبي هريرة).
39476 إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها، وإنها لتدعو الله أن لا
يعيدها فيها (ه‍، ك عن أنس).
39477 ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم،
لكل جزء منها حرها (ت عن أبي سعيد).
33478 هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فلهو
يهوى في النار إلى حين انتهى إلى قعرها (حم، م، عن
أبي هريرة).
39479 لا تزال جهنم يلقى فيها و تقول " هل من مزيد " حتى
يضع فيها رب العزة قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط
قط وعزتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله
خلقا آخر فيسكنهم في قصور الجنة (حم، ق، ت، ن عن أنس).

(1) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة النار وانها مخلوقة 4 / 147. ص.
521

39480 يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل
زمام سبعون ألف ملك يجرونها (م، ت عن ابن مسعود).
39481 اشتكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعضي
بعضا فأذن لها بنفسين: نفس في الشاء ونفس في الصيف، فهو
أشد ما تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير (مالك، ق
ه‍ عن أبي هريرة).
39582 اشتكت النار إلى ربها وقالت: يا رب أكل بعضي
بعضا! فجعل لها نفسين: نفسا في الشتاء ونفسا في الصيف، فأما
نفسها في الشتاء زمهرير، وأما نفسها في الصيف فسموم (ت
عن أبي هريرة) (1).
39483 أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها
ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت،
فهي سوداء مظلمة كالليل المظلم (ت ه‍ عن أبي هريرة) (2).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم باب ما جاء أن النار رقم 2595
وقال صحيح. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم باب أوقد على النار رقم 2594 وقال
هو موقوف. ص.
522

39484 كل مؤذ في النار (خط وابن عساكر
عن علي وقال المناوي: 5 / 30 وقال: خبر غريب).
39485 لو أن حجر مثل سبع حلقات ألقي في شفير جهنم
هوى فيها سبعين خريفا لا يبلغ قعرها (هناد عن أنس).
39486 لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل
الدنيا (ت، حب، ك عن أبي سعيد).
39487 لو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من
بالمغرب (ابن مردويه عن أنس).
39488 لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا
لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن تكون طعامه (حم،
ت، ن، ه‍، حب، ك عن ابن عباس).
39490 لو أن مقمعا من حديد وضع في الأرض فاجتمع له
الثقلان ما أقلوه من الأرض، ولو ضرب الجبل بمقمع من
حديد كما يضرب أهل النار لتفتت وعاد غبارا (حم، ع، ك
عن أبي سعيد).
523

الاكمال
39491 إن الحجر ليزن سبع خلفات يرمى به في جهنم
فيهوي فيها سبعين خريفا ما يبلغ قعرها ويؤتى بالغلول فيلقى معه
ثم يكلف صاحبه أن يأتي به (ن، طب، حب عن سليمان بن
بريدة عن أبيه).
39492 لو أن صخرة وزنت عشر خلفات قذف بها من
شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفا حتى تنتهي إلى غي وأثام،
قيل: وما غي وأثام؟ قال: بئران في جهنم يسيل فيهما صديد
أهل النار (طب عن أبي أمامة).
39493 لو أن حجرا قذف به في جهنم لهوى سبعين خريفا
قبل أن يبلغ قعرها (هناد عن أبي موسى).
39494 لو أخذ سبع خلفات بشحومهن فألقين من شفير
جهنم ما انتهين إلى آخرها سبعين عاما (ك عن أبي هريرة).
39495 والذي نفس محمد بيده! إن قدر ما بين شفير النار
وقعرها كصخرة زنتها سبع خلفات بشحومهن ولحومهن وأولادهن
يهوي في ما بين شفير النار وقعرها إلى أن تبلغ قعرها سبعين خريفا
(طب عن معاذ، ك عن أبي هريرة).
524

39496 إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم
ولولا أنها ضربت في اليم سبع مرار لما انتفع بها بنو آدم (ابن
مردويه عن أبي هريرة).
39497 ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم،
ولولا أنها غمست في الماء مرتين ما استمتعتم بها، وأيم الله! إن
كانت لكافية، وإنها لتدعو الله أن لا يعيدها في النار أبدا (ك،
وتعقب عن أنس).
39498 أوقد عليها ألف سنة حتى احمرت، وألف عام حتى
ابيضت، وألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يطفى
لهبها (هب عن أنس).
39499 إن في جهنم لواديا يقال له " لملم " إن أودية جهنم
لتستعيذ بالله من حره (حل عن أبي هريرة).
39500 كعكر الزيت فإذا قربه إلى وجهه سقطت فروة
وجهه فيه (حم وعبد بن حميد، ق، ع، حب، (1) ك، ق في البعث
عن أبي سعيد في قوله " لمهل " قال فذكره).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم رقم 2587. ص.
525

39501 لو أن شررة من شرر جهنم وقعت في وسط الأرض
لأفنى ريحه وشدة حره ما بين المشرق والمغرب (ابن مردويه
عن أنس).
39502 والذي نفسي بيده! لو أن قطرة من الزقوم قطرت
في بحار الأرض لفسدت، فكيف بمن يكون طعامه (ك
عن ابن عباس) (1).
39503 إن في النار حياة كأمثال أعناق البخت الموكفة
تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين خريفا، وإن في النار
عقارب كأمثال البغال الموكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها
أربعين سنة (حم، طب، حب، ك، ص عن عبد الله بن
الحارث بن جزء الزبيدي).
39504 يجاء بجهنم، تقاد بسبعين ألف زمام، مع كل زمام
سبعون ألف ملك يجرونها (طب عن ابن مسعود).
39505 ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج واحمر تخفق
أبوابها (طب عن أبي أمامة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم رقم 2587. ص.
526

39506 يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد تخفق
أبوابها (الخطيب عن أبي أمامة).
ذكر أهل النار وصفتهم
39507 أدنى أهل النار عذابا ينتعل بنعلين من نار يغلي
دماغه من حرارة نعليه (م عن أبي سعيد) (1).
39508 إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع
في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم
(حم، خ (2) ت عن النعمان بن بشير).
39509 إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان
من نار، يغلى منهما دماغه كما يغلى المرجل، ما يرى أن أحدا أشد
منه عذابا وإنه لأهونهم عذابا (م عنه) (3).
39510 إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل يحذي

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب أهون النار عذابا رقم 361 و 362
363 و 364. ص.
(2) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق باب صفة الجنة 8 / 149. ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب أهون أهل النار عذابا رقم 361 و 362
363، 364. ص.
527

له نعلان من نار يغلى منهما دماغه يوم القيامة (ك عن أبي هريرة).
39511 أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل يوضع في
أخمص قدميه جمرتان يغلى منهما دماغه (م عن النعمان بن بشير) (1).
39512 أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين
من نار يغلى منهما دماغه (حم م عن ابن عباس) (2).
39513 يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة
فيصبغ في النار صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم! هل رأيت خيرا قط
هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب! ويؤتي بأشد الناس
بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له: يا ابن
آدم! هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا
والله يا رب مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط (حم، م، (3)
ن، ه‍ عن أنس).
39514 إن الكافر ليسحب لسانه يوم القيامة وراءه الفرسخ

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب أهون أهل النار عذابا رقم 361 و 362
363 و 364. ص.
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب أهون أهل النار عذابا رقم 361 و 362
363 و 364. ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب صفات المنافقين باب صبغ أنعم أهل الدنيا من
النار رقم 55. ص.
528

والفرسخين، يتوطؤه الناس (حم، ت عن ابن عمر).
39515 إن الحميم ليصب على رؤسهم فينفذ الحميم حتى يخلص
إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم
يعاد كما كان (حم، ت، ك عن أبي هريرة).
39516 إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون
الضرس من أضراسه كأحد (حم عن زيد بن أرقم).
39517 إن الكافر ليعظم حتى إن ضرسه لأعظم من أحد،
وفضيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه (ه‍
عن أبي سعيد).
39518 إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير ما بين
شحمة أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام، وغلظ جلد أحدهم
أربعين ذراعا، وضرسه أعظم من جبل أحد (طب عن ابن عمر).
39519 إن غلظ جلد الكافر اثنتان وأربعون ذراعا بذراع
الجبار وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة
(ت، ك عن أبي هريرة).
39520 ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة
529

ثلاث (م، ت عن أبي هريرة) (1).
39521 ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وفخذه مثل
البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة (2) (ت
عن أبي هريرة).
39522 ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض
جلده سبعون ذراعا، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان (3)
ومقعده في النار ما بيني وبين الربذة (حم، ك عن أبي هريرة).
39523 ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون
ذراعا بذراع الجبار (البزار عن ثوبان).
39524 إن الذي أمشاهم على أرجلهم في الدنيا قادر على أن
يمشيهم على وجوههم يوم القيامة (حم، ق، ن عن أنس) (4).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة رقم (44). ص.
(2) الربذة: قرية معروفة قرب المدينة بها قبر أبي ذر الغفاري النهاية 2 / 183. ب.
(3) ورقان: هو بوزن قطران: جبل أسود بين العرج والرويثة على
يمين المار من المدينة إلى مكة. النهاية 5 / 176. ب.
(4) أخرجه مسلم كتاب صفات المنافقين باب يحشر الكافر على وجهه
رقم (54) ص.
530

39525 إن منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من
تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته، ومنهم
من تأخذه إلى عنقه (حم، م عن سمرة) (1).
39526 يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع
الدموع، ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود،
لو أرسلت فيه السفن لجرت (ه‍ عن أنس).
39527 يلقى على أهل النار الجوع، فيعدل ما هم فيه من العذاب
فيستغيثون فيغاثون بطعام من ضريع ذي غصة، فيذكرون أنهم
كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب فيستغيثون بالشراب فيدفع
إليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم
فإذا دخلت بطونهم فيقولون: ادعوا خزنة جهنم! فيقولون! ألم تك
تأتيكم رسلكم بالبينات؟ قالوا: بلى، قالوا: فادعوا! وما دعاء
الكافرين إلا في ضلال، فيقولون: ادعوا مالكا! فيقولون: يا مالك!
ليقض علينا ربك، فيجيبهم: إنكم ماكثون، فيقولون: ادعوا
ربكم فلا أحد خير من ربكم، فيقولون: ربنا غلبت علينا شقوتنا
وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فان عدنا فإنا ظالمون، فيجيبهم:

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب في شدة نار جهنم رقم 32 و 33. ص.
531

اخسئوا فيها ولا تكلمون، فعند يئسوا من كل خير، وعند ذلك
يأخذون في الزفير والحسرة والويل (ش، ت عن أبي الدرداء) (1).
39528 إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في
دموعهم لجرت، وإنهم ليبكون الدم (ك عن أبي موسى) (2).
39529 أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها
ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتتهم
إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجئ بهم ضبائر ضبائر فبثوا
على أنهار الجنة ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم! فينبتون
نبات الحبة تكون في حميل السيل (حم، م، ه‍ عن أبي سعيد) (3).
39530 لو قيل لأهل النار: إنكم ماكثون في النار عدد
كل حصاة في الدنيا لفرحوا، ولو قيل لأهل الجنة: إنكم ماكثون
فيها عدد كل حصاة، لحزنوا، ولكن جعل لهم الأبد (طب
عن ابن مسعود).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم باب ما جاء في صفة طعام أهل النار
رقم 2589 وقال هو موقوف عن أبي الدرداء. ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 4 / 605 وقال صحيح ووافقه الذهبي. ص.
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب اثبات الشفاعة رقم 306. ص.
532

39531 ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام
للراكب المسرع (ق عن أبي هريرة) (1).
39532 إن أهل البيت يتتابعون في النار حتى ما يبقى منهم
حر ولا عبد ولا أمة، وإن أهل البيت يتتابعون في الجنة حتى
ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة (طب عن أبي جحيفة).
39533 إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار (الطيالسي
ع عن أنس).
الاكمال
39534 إن الكافر ليسحب لسانه يوم القيامة الفرسخ
والفرسخين يتوطؤه الناس (هناد، ت، هب عن ابن عمر) (2).
39535 إن الكافر ليجر لسانه يوم القيامة وراءه قدر
فرسخين يتوطؤه الناس (حم ابن عمر).
39536 مقعد الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام، وكل
ضرس له مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، وجلده سوى لحمه وعظمه

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون رقم 45. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم رقم 2583 وقال غريب. ص.
533

أربعون ذراعا (حم، ع، ك (عن أبي سعيد).
39537 مقعد الكافر مسيرة ثلاثة أيام، وضرسه مثل
أحد (الخطيب عن أبي هريرة).
39538 يعظم أهل النار في النار حتى أن بين شحمة أذن
أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام، وإن غلظ جلده سبعون ذراعا
وإن ضرسه مثل أحد (حم عن ابن عمر).
39539 لو أخرج رجل من أهل النار ثم أقيم بالمشرق وأقيم
رجل بالمغرب لمات ذلك الرجل من نتن ريحه (الديلمي عن
أبي سعيد).
39540 لو كان في هذا المسجد مائة ألف أو يزيدون وفيه
رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه
(ع، ق في البعث عن أبي هريرة).
39541 يسلط الجرب على أهل النار فيحكون حتى تبدو
عظامهم فيقولون: بم سلط علينا ذلك؟ فيقال: بإيذائكم أهل الايمان
(الديلمي عن أنس).
39542 يلقى البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنفد الدموع
ثم يبكون الدماء حتى أنه ليصير في وجوههم أخدود لو أرسلت فيها
534

السفن لجرت (هناد عن أنس).
39543 والله لا يخرج من النار من دخلها حتى يكونوا فيها
أحقابا والحقب بضع وثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما،
كل يوم كألف سنة مما تعدون (الديلمي عن ابن عمر).
39544 ينصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة
كما لم يعمل في الدنيا، وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من
مسيرة أربعين سنة (حم، ع، حب، ك، ص عن أبي سعيد).
39545 إن أدنى أهل النار عذابا لرجل عليه نعلان من نار
يغلى منهما دماغه كأنهم مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، وأشفاره
لهب النار، فتخرج أحشاء جنبيه من قدميه، وسائرهم كالحب القليل
في الماء الكثير فهو يفور (هناد عن عبيد بن عمير مرسلا).
39546 إن من أهل النار من تأخذه النار إلى كعبيه،
ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم
من تأخذه إلى ترقوته (طب، ك عن سمرة).
39547 أهون أهل النار عذابا رجل في رجليه نعلان من
نار يغلي منهما دماغه، ومنهم من هو في النار إل كعبيه مع إجراء
العذاب، ومنهم من هو في النار إلى ركبتيه مع إجراء العذاب،
535

ومنهم من هو في النار إلى أذنيه مع إجراء العذاب، ومنهم من هو
في النار إلى صدره مع إجراء العذاب، ومنهم من قد اغتمر في النار
(حم وعبد بن حميد وابن منيع، ك، ص عن أبي سعيد).
39548 أهون أهل النار عذابا عليه نعلان فيغلي منها دماغه
(حم عن أبي هريرة).
ذيل أهل النار من الاكمال
39549 إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي
ثم ماتوا عليها، فمنهم في الباب الأول من جنهم لا تسود وجوههم
ولا تزرق أعينهم ولا يغلون بالاغلال ولا يقرنون مع الشياطين
ولا يضربون بالمقامع ولا يصرخون في الادراك، منهم من
يمكث فيها ساعة ثم يخرج، ومنهم من يمكث فيها شهرا ثم يخرج
ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج، وأطولهم مكثا فيها مثل الدنيا
يوم خلقت إلى يوم أفنيت وذلك سبعة آلاف سنة، ثم إن الله
إذا أراد أن يخرج الموحدين منها قذف في قلوب أهل الأديان
فقالوا لهم: كنا نحن وأنتم جميعا في الدنيا فآمنتم وكفرنا وصدقتم
وكذبنا وأقررتم وجحدنا فما أغنى ذلك عنكم! نحن وأنتم اليوم فيها
536

جميعا سواء تعذبون كما نعذب وتخلدون كما نخلد، فيغضب الله عند
ذلك غضبا لم يغضبه من شئ فيما مضى ولا يغضب من شئ فيما بقي
فيخرج أهل التوحيد منها إلى عين بين الجنة والصراط يقال لها
" نهر الحياة " فيرش عليهم من الماء فينبتون كما تنبت الحبة في حميل
السيل، فما يلي الظل منها اخضر وما يلي الشمس منها أصفر، يدخلون
الجنة يكتب في جباههم " عتقاء الله من النار " إلا رجلا واحدا
فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي: " يا حنان يا منان "!
فيبعث الله إليه ملكا ليخرجه فيخوض في النار في طلبه سبعين عاما
لا يقدر عليه ثم يرجع فيقول: إنك أمرتني أن أخرج عبدك
فلانا من النار وإني طلبته منذ سبعين سنة فلم أقدر عليه! فيقول
الله تعالى: انطلق فهو في وادي كذا وكذا تحت صخرة فأخرجه،
فيخرجه منها فيدخله الجنة (الحكيم عن أبي هريرة).
39550 إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها، أتاني رجل
فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى بي جبلا طويلا وعرا فقال لي: ارقه!
فقلت: لا أستطيع، فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كما رقيت
قدمي وضعتها على درجة حتى استوينا على سواء الجبل فانطلقنا فإذا نحن
برجال ونساء مشققة أشداقهم فقلت: من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء
537

الذين يقولون ما لا يفعلون، ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مسمرة
أعينهم وآذانهم، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يرون
أعينهم ما لا يرون ويسمعون آذانهم ما لا يسمعون، ثم انطلقنا وإذا
نحن بنساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤسهن ينهش ثديهن الحيات
قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يمنعون أولادهن من ألبانهن،
ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤسهن
يلحسن من ماء قليل وحمأ، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين
يصومون ويفطرون قبل تحلة صومهم، ثم انطلقنا وإذا نحن برجال
ونساء أقبح شئ منظرا وأقبح لبوسا وأنتنه ريحا كأنما ريحهم
المراحيض، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزناة، ثم
انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شئ انتفاخا وأنتنه ريحا، قلت: ما هؤلاء؟
قال: هؤلاء موتى الكفار، ثم انطلقنا فإذا نحن نرى دخانا ونسمع
عواء، قلت: ما هذا؟ قال: هذه جهنم فدعها، ثم انطلقنا فإذا نحن
برجال نيام تحت ظلال الشجر، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء
موتى المسلمين، ثم انطلقنا فإذا نحن بغلمان وجواري يلعبون بين
نهرين، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذرية المؤمنين، ثم انطلقنا
فإذا نحن برجال أحسن شئ وجها وأحسنه لبوسا وأطيبه ريحا
538

كأنه وجوههم القراطيس، قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الصديقون
والشهداء والصالحون، ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة نفر يشربون خمرا
ويغنون، قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذاك زيد بن حارثة وجعفر وابن
رواحة فملت قبلهم فقالوا: فدنا لك فدنا لك! ثم رفعت رأسي
فإذا ثلاثة نفر تحت العرش، قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذاك أبوك
إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك (طب، ك، ق في عذاب
القبر، ص عن أبي أمامة).
39551 الموحدون من أمتي يعذبون في النار على نقصان
إيمانهم (ك في تاريخه عن أنس).
39552 يعذب المذنبون في النار على قدر نقصان إيمانهم
(ك في تاريخه عن أنس).
39553 يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلا وبالهالك في الفترة
وبالهالك صغيرا، فيقول الممسوخ عقلا: يا رب! لو آتيتني عقلا ما
كان ما آتيته عقلا بأسعد بعقله منى، ويقول الهالك في الفترة: لو
أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهدك مني،
ويقول الهالك صغيرا: يا رب لو آتيتني عمرا ما كان من آتيته عمرا
بأسعد بعمره منى، فيقول الرب سبحانه: إني آمركم بأمر أفتطيعوني؟
539

فيقولون: نعم وعزتك! فيقول: اذهبوا فأدخلوا النار، ولو دخلوها
ما ضرهم، فتخرج عليهم قوابس (1) يظنون أنها قد أهلكت ما خلق
الله عز وجل من شئ فيأمرهم فيرجعون سراعا يقولون: خرجنا يا رب
وعزتك نريد دخولها فخرجت علينا قوابس ظننا أنها قد أهلكت ما
خلق الله عز وجل من شئ، فأمرهم الثانية فيرجعون كذلك فيقولون
مثل قولهم فيقول الله عز وجل سبحانه: قبل أن تخلقوا علمت ما أنتم
عاملون وعلى علمي خلقتكم وإلى علمي تصيرون ضميهم، فتأخذهم
النار (الحكيم، طب، حل عن معاذ بن جبل).
39554 إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم
على ظهورهم فيسألهم ربهم عز وجل فيقولون: لم ترسل إلينا رسولا
ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك،
فيقول ربهم: أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعونه؟ فيقولون: نعم،
فيأمرهم أن يعبروا جهنم فيدخلونها فينطلقون حتى إذا دنوا منها سمعوا
لها تغيظا وزفيرا فيرجعون إلى ربهم فيقولون: ربنا أخرجنا منها،
فيقول: ألم تزعموا أني إن أمرتكم بأمر تطيعوني، فيأخذ على ذلك
من مواثيقهم فيقول: اعمدوا لها فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا

(1) قوابس: القبس: الشعلة من النار. النهاية 4 / 4. ب.
540

فرجعوا فقالوا: ربنا! فرقنا منها ولا نستطيع أن ندخلها، فيقول:
ادخلوها داخرين (1) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو دخلوها أول مرة
كانت عليهم بردا وسلاما (ن، ك وابن مردويه عن ثوبان).
39555 إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله
تعالى من أهل القبلة قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا:
بلى، قالوا؟ فما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار! قالوا:
كانت لنا ذنوب فأخذنا بها، فسمع الله ما قالوا فأمر بمن كانوا في
النار من أهل القبلة فاخرجوا، فلما رأى ذلك من بقي من الكفار
قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا! فذلك قوله تعالى
" ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " (ابن أبي عاصم في
السنة وابن جرير وابن أبي حاتم، طب وابن مردويه، ك، ق في
البعث عن أبي موسى).
39556 إن أهل النار الذين لا يريد الله إخراجهم لا يموتون
فيها ولا يحيون، وإن أهل النار الذين يريد الله إخراجهم يميتهم فيها
إماتة ثم يخرجون ضبائر فيبثون على أنهار الجنة حتى ينبتوا كما تنبت
الحبة في حميل السيل، فيسميهم أهل الجنة الجهنميين، فيسألون الله

(1) داخرين: الداخر: الذليل المهان. النهاية 2 / 107. ب.
541

أن يرفع ذلك الاسم عنهم، فيرفعه عنهم (عبد بن حميد عن
أبي سعيد).
39557 يخرج من النار رجل فيقول له ربه تعالى: ما تعطيني
إن أخرجتك؟ فيقول: يا رب! أعطيك ما تسألني، فيقول له:
كذبت وعزتي! قد سألتك ما هو أهون من ذلك فلم تعطني،
سألتك أن تسألني فأعطيك وتدعوني فأستجيب لك وتستغفرني فأغفر
لك (الديلمي عن أنس).
39558 يعتذر الله إلى آدم يوم القيامة ثلاث معاذير، يقول
الله تعالى يا آدم لولا أني لعنت الكذابين وأبغضت الخلف والكذب
وأوعدت عليه لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم
من العذاب، ولكن حق القول مني لئن كذبت رسلي وعصي أمري
لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين، ويقول الله تعالى: يا آدم!
اعلم أني لا أدخل من ذريتك النار أحدا ولا أعذب منهم بالنار
أحدا إلا من عملت بعلمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر مما
كان منه ولم يرجع ولم يعتب، ويقول الله: يا آدم! قد جعلتك
حكما بيني وبين ذريتك، قم عند الميزان وأنظر ما يرفع من
أعمالهم، فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى
542

تعلم أني لا أدخل النار منهم إلا كل ظالم (ابن عساكر عن
الفضل بن عيسى الرقاشي عن الحسن عن أبي هريرة والفضل ضعيف
وعن سعيد بن أنس عن الحسن قوله).
39559 رأيت رجالا تقرض جلودهم بمقاريض من نار، قلت: ما شأن
هؤلاء؟ قال هؤلاء الذين يتزينون إلى مالا يحل لهم، ورأيت
جبا خبيث الريح فيه صياح قلت: ما هذا؟ قال هن نساء يتزين إلى
ما لا يحل لهن، ورأيت قوما اغتسلوا في ماء الحياة، قلت: ما
هؤلاء؟ قال: هم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا (ابن عساكر عن
أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه).
39560 والذي نفسي بيده ما من شئ وعدتموه في الآخرة
إلا قد عرض على في مقامي هذا حتى لقد عرضت على النار فأقبل إلى
منها شرر حتى حاذى خبائي هذا فخشيت أن يغشاكم فقلت: أي
رب! وأنا فيهم، فصرفها الله عنكم، فأدبرت قطعا كأنها الزراباني
فنظرت نظرة فرأيت عمران بن حومان بن الحارث أحد بني غفار
متكئا في جهنم على قوسه، ورأيت فيها الحميرية صاحبة القطة التي
ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي بعثتها (طب عن عقبة بن عامر).
543

تحاج الجنة والنار
39561 احتجت الجنة والنار فقالت الجنة يدخلني الضعفاء
والمساكين وقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، فقال الله للنار
أنت عذابي أنتقم بك ممن شئت وقال للجنة، أنت رحمتي أرحم بك
من شئت، ولكل واحدة منكما ملؤها (م ت (1) - عن أبي هريرة م
عن أبي سعيد، ابن خزيمة عن أنس).
39562 تحاجت الجنة والنار: فقالت النار أوثرت بالمتكبرين
والمتجبرين، وقالت الجنة: فمالى لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم!
وعجزهم فقال الله تعالى للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء
من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من
عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع
الله تعالى قدمه عليها فتقول: قط قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوي
بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فان
الله ينشئ لها خلقا (حم، ق عن أبي هريرة) (2).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون
رقم 34 / 3846. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنة رقم 36 ص.
544

39563 لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها،
فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال: أي رب!
وعزتك لا يسمع بها
أحد إلا دخلها! ثم حفها بالمكاره ثم قال: يا جبريل! اذهب فانظر
إليها، فذهب ثم نظر إليها ثم جاء فقال: أي رب! وعزتك وجلالك
لقد خشيت أن لا يدخلها أحد! فلما خلق الله النار قال: يا جبريل!
اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها فقال: أي رب! وعزتك
لا يسمع بها فيدخلها! فحفها بالشهوات ثم قال: يا جبريل! اذهب
فانظر إليها، فذهب فنظر إليها فقال: أي رب! وعزتك لقد
خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها (حم، ش، ك عن
أبي هريرة).
الاكمال
39564 اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة: يا رب!
ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم! وقالت النار: ما لي
لا يدخلني إلا الجبارون والمتكبرون! فقال للجنة: أنت رحمتي أصيب
بك من أشاء، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء،
ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما الجنة فإنه ينشئ لها من يشاء، وأما
545

النار فإنه لا يظلم من خلقه أحد، فيلقى فيها وتقول: " هل من
مزيد " حتى يضع قدمه فيها فتمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض فتقول:
قط قط قط (خ، قط في الصفات عن أبي هريرة).
39565 رأيت الجنة والنار فلم أر مثل ما فيهما من الخير
والشر (ق في البعث عن أنس).
39566 للنار سبعة أبواب وللجنة ثمانية أبواب (ابن النجار
عن عتبة بن عبد السلمي).
حرف القاف
كتاب القيامة من قسم الافعال
قرب القيامة
39567 * (مسند علي) * عن نعيم بن دجاجة قال: دخل أبو
مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري على علي بن أبي طالب فقال له علي:
أنت الذي تقول: لا تأتي على الناس مائة سنة وعلى الأرض عين
تطرف؟ أخطأت إستك الحفرة! إنما قال: لا يأتي على الناس مائة
سنة على الأرض عين تطرف ممن هو اليوم حي، وإنما رخاء هذه
الأمة وفرجها بعد المائة (حم، ع، ك، ض).
546

39568 عن معاوية بن الحكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأومى
بيده إلى ظهره: بعثني الله والساعة، ولن يزداد الامر إلا شدة،
ولن يزداد الناس إلا شحا، ولن تقوم الساعة إلا شرار الناس (ق
في كتاب بيان خطأ من أخطأ على الشافعي) (1).
39569 عن أبي سعيد قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من
تبوك سألته عن الساعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يأتي مائة وعلى
الأرض نفس منفوسة اليوم (ش).
39570 عن عائشة قالت: كان الاعراب إذا قدموا على النبي
صلى الله عليه وسلم سألوه: متى الساعة؟ فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال: إن
يعش هذا فلم يدركه الهرم قامت عليكم ساعتكم (ش) (2).
39571 عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بعثت
أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعه المشيرة والوسطي كفرس رهان
استبقا فسبق أحدهما صاحبه، باذنه جاء الله سبحانه وتعالى وجاءت

(1) الفقرة الأخيرة من لفظ الحديث هي في صحيح مسلم كتاب الفتن باب
قرب الساعة 2949. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه بلفظه وسنده كتاب الفتن باب قرب الساعة
رقم 2952.
547

الملائكة جاءت الجنة، يا أيها الناس! استجيبوا لربكم وألقوا إليه
السلم (ك).
الكذابون
مسيلمة
39572 * (مسند) * عثمان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
أن عبد الله بن مسعود أخذ بالكوفة رجالا ينعشون (1) حديث مسيلمة
الكذاب يدعون إليهم فكتب فيهم إلى عثمان بن عفان، فكتب إليه
عثمان أن أعرض عليهم دين الحق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله، فمن قبلها وبرئ من مسيلمة فلا تقتله، من لزم دين
مسيلمة فاقتله، فقبلها رجلا منهم فتركوا، ولزم دين مسيلمة رجال
فقتلوا (ق، ش).
39573 عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بشهر:
إن بين يدي الساعة كذابين، منهم صاحب اليمامة، ومنهم صاحب

(1) ينعشون: قال ابن منظور في لسان العرب: 6 / 356 والنعش: إذا مات
الرجل فهم ينعشونه أي يذكرونه ويرفعون ذكره. ص.
548

الصنعاء العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم الدجال، والدجال أعظمهم
فتنة (نعيم بن حماد).
39574 عن الضحاك بن فيروز الديلمي عن أبيه: إن أول
ردة كانت في الاسلام ردة كانت باليمن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
على يدي ذي الحمار عبهلة بن كعب وهو الأسود في عامة مذحج
خرج بعد حجة الوداع فجاءتنا كتب النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا فيها أن
نبعث الرجال لمجادلته ومصاولته وأن نبلغ كل من رجا عنده شيئا من
ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقام معاذ في ذلك بالذي أمر به فعرفنا القوة ووثقنا
بالنصر (سيف، ك).
39475 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الأسود العنسي
فقال: قتله الرجل الصالح فيروز بن الديلمي رجل من فارس (ابن
منده، كر).
39576 عن عبد الله بن الديلمي عن أبه قال: أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم برأس الأسود العنسي الذي قتلته باليمن (الديلمي، وقال فيروز:
هذا هو جدنا من بني ضبة، كر).
39577 * (مسند عائشة) * كان قوم من الاعراب جفاة
يأتون النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن الساعة فكان ينظر إلى أصغرهم ويقول:
549

إن يعمر هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم (خ (1)،
ق في البعث).
39578 عن عبد الله بن عمرو قال: مر علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصا (2) فقال: ما هذا؟ قلت: خص
وهي (3) فنحن نصلحه، فقال: ما أرى الامر إلا أعجل من
ذلك (هناد، ت وقال حسن صحيح (4) ه‍).
39579 عن قيس أن ابن مسعود قال: إن هذا لابن النواحة
أتى النبي صلى الله عليه وسلم وبعثه إليه مسيلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت قاتلا
رسولا لقتله (عب).

(1) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب سكرات الموت 8 / 133 قال هشام
تقدم عليكم ساعتكم: يعني موتهم. ص.
(2) خصا: الخص بيت يعمل من الخشب والقصب، وجمعه خصاص
وأخصاص وخصوص، سمي به لما فيه من الخصاص وهي الفرج
والانقاب. النهاية 2 / 37. ب.
(3) وهي: أي خرب أو كاد. النهاية 5 / 234. ب.
(4) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في قصر الأمل رقم 2336
وقال حسن صحيح. ص.
550

غير مسيلمة
39580 عن أبي الجلاس قال سمعت عليا يقول لعبد الله
الشيباني: ويلك! ما أفضى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ كتمته عن
الناس، ولقد سمعته يقول: إن ما بين يدي الساعة ثلاثين كذابا، وإنك
لأحدهم (ش وابن أبي عاصم، ع).
طليحة بن خويلد
39581 (مسند حصين بن يزيد الكلبي) سيف بن عمير
عن سعيد بن عبيد بن يعقوب عن أبي ماجد الأسدي عن الحضرمي بن
عامر الأسدي قال: سئلت عن أمر طليحة بن خويلد فقال: وقع بنا
أخبر مرجع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بلغنا أن مسيلمة قد غلب على اليمامة
وأن الأسود قد غلب على اليمن، فلم نلبث إلا قليلا حتى ادعى
طليحة النبوة وعسكر بسميراء، واتبعه العوام واستكثف أمره وبعث
حبالا ابن أخيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الموادعة ويخبره خبره،
وقال حبال: إن الذي يأتيه ذو النون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد سمي
ملكا، فقال حبال: أنا ابن خويلد، فقال النبي صلى ا لله عليه وسلم: قتلك الله
وحرمك الشهادة! ورده كما جاء، فقتل حبال في الردة. قال سيف:
551

وقال الكلبي: وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ما كان يقول قوله
" يأتيني ذو النون، الذي لا يكذب ولا يخون، ولا يكون كما
يكون " قال ذكر ملكا عظيم الشأن (كر).
39852 (أيضا) سيف عن بدر بن الخليل عن عثمان بن
قطبة عن نفر من بني أسد أتوه أحدهم أن طليحة قد خرج في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم فنزل بسميراء ودعا الناس إلى أمره، وأرسل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم يوادعه فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم ضرار بن الأزور فقدم على سنان
ابن أبي سنان وعلى قضاعة، ثم أتى بني ورقاء من بني الصيداء وفيهم
بنت الصيداء وغيرها بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم وأمره إلى عوف بن فلان
فأجابه وقبل أمره، وراسلوا كل مسلم ثبت على إسلامه، وعسكر
المسلمون بواردات واجتمعوا إلى سنان وقضاعة وضرار وعوف فعسكر
الكافرون بسميراء واجتمعوا إلى طليحة، واجتمع عوف وسنان
وقضاعة على أن دسوا لطليحة مخنف بن السليل فلما دفع إليهم أرسل
إليه فأعطاه سيفه فشحذه له ثم قام إليه فطبق به هامته فما حصه (1)
وخر طليحة مغشيا عليا وأخذوه فقتلوه فلما أفاق طليحة قال: هذا

(1) حصه: الحص: إذهاب الشعر عن الرأس يحلق أو مرض.
النهاية 1 / 396. ب.
552

عمل ضرار وعوف فأما سنان وقضاعي فإنهما تابعان لهما في هذا
الشأن (كر).
39583 (أيضا) سيف بن طليحة بن الأعلم عن حبيب بن ربيعة
الأسدي عن عمارة بن بلال الأسدي قال: ارتد طليحة في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم وادعى النبوة، فوجه النبي صلى الله عليه وسلم ضرار بن الأزور إلى عماله على
بني أسد في ذلك وأمره بالقيام، فقام في ذلك وجميع من بعث إليه
في مثل ذلك فأشجوا طليحة وأخافوه، ونزل المسلمون بواردات ونزل
المشركون بسميراء، فما زال المسلمون في نماء وما زال المشركون في
حتى هم ضرار بالسير إلى طليحة ولم يبق إلا أخذه سلما إلا ضربة
كان ضربها بالجراز فنبا عنه فشاعت في الناس وأتى المسلمين وهم على
ذلك موت النبي صلى الله عليه وسلم وقال ناس من الناس لتلك الضربة: إن
السلاح لا تحيك في طليحة، فما أمسى المسلمون من ذلك اليوم حتى
عرفوا النقصان وأرفض الناس إلى طليحة واستطار أمره (كر).
39584 (مسند علي) سيف بن عمر عن بدر بن الخليل
عن علي بن ربيعة الوالبي قال: حدثت عليا بأمر طليحة وأخبرته أن
سيفه كان يقال له الجراز وأخبرته خبر محنف وضربته إياه بالجراز
ونبوة الجراز عنه، فقال: وقع بنا الخبر بضربة طليحة ونبوة الجراز
553

عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها مأمورة ولقد شجى وإن كان الجراز قد
نبا عنه (كر).
الاشراط الصغرى
39585 عن عمر قال: أيها الناس! هاجروا قبل الحبشة،
تخرج من أودية بني علي نار، تقبل من قبل اليمن، تحشر الناس،
تسير إذا ساروا وتقيم إذا قاموا حتى أنها لتحشر الجعلان حتى تنتهي
إلى بصرى، وحتى أن الرجل ليقع فتقف حتى تأخذه (ش).
39586 عن عمر قال: اتركوا هذه الفطح الوجوه ما تركوكم
فوالله! لوددت أن بيننا وبينهم بحرا لا يطاق (ش).
39587 (مسند عمر) عن سليمان بن الربيع العدوي قال:
خرجت من البصرة في رجال نساك فقدمنا مكة فلقينا عبد الله بن
عمرو فقال: يوشك بنو قنطوراء أن يسوقوا أهل خراسان وأهل
كيسان سوقا عنيفا، ثم يربطوا خيولهم بنخل شطر دجلة، ثم قال:
كم بعد أيلة من البصرة؟ قلنا: أربع فراسخ قال: فيجيئون فينزلون
بها ثم يبعثون إلى أهل البصرة: إما أن تخلوا لنا أرضكم وإما أن
نسير إليكم! فيتفرقون على ثلاث فرق، فأما فرقة فيلحقون بالبادية
554

وأما فرقة فيلحقون بالكوفة، وأما فرقة فيلحقون بهم، ثم يمكثون
سنة فيبعثون إلى أهل الكوفة: إما أن تخلوا لنا أرضكم وإما أن
نسير إليكم! فيتفرقون على ثلاث فرق، فتلحق فرقة بالشام، وفرقة
تلحق بالبادية، وفرقة تلحق بهم. قال: فقدمنا على عمر فحدثناه بما
سمعنا من عبد الله بن عمرو، فقال: عبد الله بن عمرو أعلم بما يقول:
ثم نودي في الناس: إن الصلاة جامعة، فخطب عمر الناس فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق
حتى يأتي أمر الله "، فقلنا: هذا خلاف حديث عبد الله بن عمرو!
فلقينا عبد الله بن عمرو فحدثناه بما قال عمر، فقال: نعم، إذا جاء
أمر الله جاء ما حدثتكم به، قلنا: ما نراك إلا قد صدقت (ابن جرير
وصححه، ق في البعث).
39588 (مسند عمر) عن قتادة عن أبي الأسود الدؤلي
قال: انطلقت أنا وزرعة بن ضمرة مع الأشعري إلى عمر بن الخطاب
فلقينا عبد الله بن عمرو فقال: يوشك أن لا يبقى في أرض العجم
من العرب إلا قتيل وأسير يحكم في دمه، فقال له زرعة: أيظهر
المشركون على أهل الاسلام؟ فقال: ممن أنت؟ فقال: من بني
عامر بن صعصعة، فقال: لا تقوم الساعة حتى تدافع مناكب بني
555

عامر بن صعصعة على ذي الخلصة وثن كان من أوثان الجاهلية،
فذكرنا لعمر قول عبد الله بن عمرو، فقال: عبد الله أعلم بما يقول
ثلاث مرات، ثم إن عمر خطب يوم الجمعة فقال: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي
أمر الله " فذكرنا لعبد الله بن عمرو قول عمر بن الخطاب، فقال
عبد الله بن عمرو: صدق نبي الله صلى الله عليه وسلم، إذا أتى أمر الله كان الذي
قلت (ابن راهويه، قال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات لكن فيه
انقطاع بين قتادة وأبي الأسود).
39589 (مسند علي) عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بهم البلاء، قيل: وما هي
يا رسول الله؟ قال: إذا اتخذوا الفئ دولا، والأمانة مغنما، والزكاة
مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وجفا أباه، وعق أمه وبر صديقه،
وشربت الخمور، وألبست الحرير والديباج، واتخذوا المعازف والقينات،
وأكرم الرجل مخافة شره، وكان زعيم القوم أرذلهم، ولعن آخر
هذه الأمة أولها، وارتفعت الأصوات في المساجد، فليتوقعوا خلالا
ثلاثا: ريحا حمراء وخسفا ومسخا (ت (1) وقال وابن أبي الدنيا في ذم

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن رقم 2211 وقال غريب. ص.
556

الملاهي، ق في البعث وقال: هذا الاسناد فيه ضعف، وابن الجوزي
في الواهيات).
39590 عن علي قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح
فلما قضى صلاته ناداه رجل: متى الساعة؟ فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانتهره وقال له: اسكت، حتى إذا أسفر رفع طرفه إلى السماء فقال:
تبارك رافعها ومدبرها! ثم رمى ببصره إلى الأرض فقال: تبارك
داحيها وخالقها! ثم قال: أين السائل عن الساعة؟ فجثى الرجل
على ركبتيه فقال: أنا بأبي وأمي سألتك، قال: ذلك عند حيف
الأئمة وتصديق النجوم وتكذيب بالقدر، وحين تتخذ الأمانة
مغنما والصدقة مغرما والفاحشة زنا حرة، فعند ذلك هلاك قومك
(البزار، وسنده حسن).
39591 عن علي قال: ينتقص الاسلام حتى لا يقال: الله
الله، فإذا فعل ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فإذا فعل ذلك
بعث قوما يجتمعون كما يجتمع فرع الخريف، والله! إني لأعرف
اسم أميرهم ومناخ ركابهم (ش).
39592 عن علي قال: يذهب الناس حتى لا يبقى أحدا
557

يقول: لا إله إلا الله، فإذا فعلوا ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه
فيجتمعون إليه من أطراف الأرض كما يجتمع فرع الخريف، والله
إني لأعرف اسم أميرهم ومناخ ركابهم، يقولون: القرآن مخلوق،
وليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله، منه بدأ وإليه يعود
(اللالكائي والإصبهاني).
39593 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة
وهي حية يومئذ (ش).
39594 عن جرير البجلي قال: أول الأرض خرابا يسراها
ثم يتبعها يمناها، والمحشر ههنا، وأنا بالأثر (ش).
39595 عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف، قيل: يا رسول الله! ومتى
ذلك؟ قال: إذا ظهرت المعازف، وكثرت القينات، وشربت الخمور
(ابن النجار).
39596 عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعدد
يا عوف ستا بين يدي الساعة: أولهن موتي فاستبكيت حتى جعل
558

رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكتني ثم قال: قل إحدى، والثانية فتح بيت
المقدس قل: اثنين، والثالثة موتان يكون في أمتي كقعاص الغنم
قل: ثلاثا، والرابعة فتنة تكون في أمتي وأعظمها قل: أربعا،
والخامسة يفيض المال فيكم حتى يعطى الرجل المائة الدينار فيسخطها
قل: خمسا، والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، ثم
يسيرون إليكم فيقاتلونكم، والمسلمون يومئذ في أرض يقال لها
" الغوطة " في مدينة يقال لها " دمشق " (نعيم بن حماد في الفتن).
39597 عن عوف بن مالك قال: استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم
فقلت: أدخل؟ قال: ادخل، قلت: أدخل كلي أو بعضي؟
قال: ادخل كلك، فدخلت عليه وهو يتوضأ وضوء مكينا فقال:
يا عوف بن مالك! ست قبل الساعة: موت نبيكم قل: إحدى
فكأنما انتزع قلبي من مكانه وفتح بيت المقدس، وموت يأخذ
تقعصون كما تقعص الغنم، وأن يكثر المال وفي لفظ: ثم تظهر
الفتن، وتكثر الأموال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيسخطها،
وفتح مدينة الكفر، وهدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، يأتونكم
تحت ثمانين غابة تحت كل غابة اثنى عشر ألفا فيكونون أولي بالغدر
منكم (ش وابن النجار).
559

39598 عن سواد بن أبي عمار قال قال عوف بن مالك:
يا طاعون! خذني إليك، فقالوا: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
كما طال عمر المسلم كان خيرا له! قال: بلى، ولكني أخاف شيئا
إمارة السفهاء وبيع الحكم وسفك الدماء وقطيعة الرحم وكثرة
الشرط ونشوءا يتخذون القرآن مزامير (ش).
39599 عن عوف بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
جاءه فئ قسمه من يومه فأعطى الآهل حظين وأعطى العزب حظا
واحدا، فدعينا وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر فدعيت وأعطاني
حظين وكان لي أهل، ثم دعا بعدي عمار بن ياسر فأعطي حظا واحدا،
فتسخط حتى عرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه ومن حضره،
وبقيت قطعة سلسلة من ذهب فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفعها بطرف
عصاه فتسقط ثم يرفعها وهو يقول: فكيف أنتم يوم يكثر لكم
من هذا؟ فلم يجبه أحد، فقال عمار: وددنا والله لو قد أكثر لنا
منه فصبر من صبر وفتن من فتن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلك
تكون فيه شر مفتون (ع، كر).
39600 (أيضا) إن الحرب لن تضع أوزارها حتى يكون
560

ست أولهن موتي قل إحدى، والثانية فتح بيت المقدس، والثالثة
موت يكون في الناس كقعاص الغنم، والرابعة فتنة تكون في
الناس لا يبقى أهل بيت إلا دخل عليهم نصيبهم منها، والخامسة
يولد في بني الأصفر غلام من أولاد الملوك يشب في اليوم كما يشب
الصبي في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب الصبي في الشهر ويشب في
الشهر كما يشب الصبي في السنة، فلما بلغ اثنتي عشرة سنة ملكوه
عليهم فقام بين أظهرهم فقال: إلى من يغلبنا هؤلاء القوم على مكارم
أرضنا! إني رأيت أن أسير إليهم حتى أخرجهم منها، فقام الخطباء
فحسنوا رأيه فبعث في الجزائر والبرية بصنعة السفن، ثم حمل فيها
المقاتلة حتى ينزل بين أنطاكية والعريش فيجتمع المسلمون إلى صاحبهم
ببيت المقدس فأجمعوا رأيهم على أن يسيروا إلى مدينة الرسول حتى
تكون مصالحهم بالسرح وخيبر يخرجوا أمتي من منابت الشيح، فيفر
منهم الثلث ويقتل منهم الثلث فيهزمها الله بالثلث الصابر، يومئذ يضرب
والله بسيفه ويطعن برمحه ويتبعه المسلمون حتى يبلغوا المضيق الذي
عند القسطنطينية فيجدونه قد يبس ماؤه، فيجيزون إلى المدينة حتى
نزلوا بها فيهدم الله جدرانهم بالتكبير، ثم يدخلونهم عليهم فيقسمون
أموالهم بالأترسة، فبينما هم على ذلك إذا جاءهم راكب فقال: أنتم
561

ههنا والدجال قد خالفكم في أهليكم! وإنما كانت كذبة فمن سمع العلماء في
ذلك أقام على ما أصابه، وأما غيرهم فانفضوا، ويكون المسلمون يبنون
المساجد في القسطنطينية ويغزون وراء ذلك حتى يخرج الدجال
السادسة (ك) (1).
39601 عن عوف بن مالك الأشجعي عن حذيفة بن اليمان
قال: لا تفتح القسطنطينية حتى يفتح القريتان: سعية
وعمورية (ك).
39602 (أيضا) عن صلة بن زفر قال: شهدت فتح بلنجر
فبينا نحن نسير مع حذيفة فقال لي: يا صلة! قلت: لبيك، قال:
كيف أنت إذا سار المسلمون إلى بيضاء خرد ومعهم الفالنجار حتى
ينقضوها حجرا حجرا! قلت: إن ذلك لكائن؟ قال نعم، والذي نفسي
بيده! ما كذبت ولا كذبت، قلت: على يدي من يكون ذلك؟
قال: على يدي غلام من بني هاشم، ثم: قال صلة! قلت: لبيك،
قال: كيف أنت إذا سار المسلمون إلى طبرستان معهم الفالنجار حتى

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 551) وقال صحيح صحيح الاسناد
وقال الذهبي فيه انقطاع. ص.
562

ينقضوها حجرا حجرا! قلت: إن ذلك لكائن؟ قال: نعم، والذي
نفسي بيده! ما كذبت ولا كذبت، قلت: على يدي من يكون
ذلك؟ قال على يدي من بني هاشم ثم صلة! قلت: لبيك،
قال: كيف أنت إذا سار المسلمون إلى القسطنطينية معهم الفالنجار
حتى ينقضوها حجرا حجرا! إن ذلك لكائن؟ قال: نعم، والذي
نفسي بيده! ما كذبت ولا كذبت، قلت: على يدي من يكون
ذلك؟ على يدي غلام من بني هاشم (كر).
39603 عن معاذ قال: يكون في آخر الزمان قراء فسقة،
ووزراء فجرة، وأمناء خونة، وعرفاء ظلمة، وأمراء كذبة (ش).
39604 عن أبي أمامة قال: لا تقوم الساعة حتى يتحول
أشرار أهل الشام إلى العراق وخيار أهل العراق إلى الشام (ش).
39605 عن أبي أمامة قال: لا تقوم الساعة حتى يتحول
خيار أهل العراق إلى الشام ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالشام (كر).
39606 عن أبي أمامة قال: لا تقوم الساعة حتى يتحول
أشرار الناس إلى العراق وخيار أهل العراق إلى الشام حتى يكون
563

الشام شاما والعراق عراقا (كر).
39607 عن أبي بكرة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضا
يقال لها البصرة أو البصيرة إلى جنبها نهر يقال لها دجلة ذو نخل
كثير ينزل به قنطوراء فيفق الناس ثلاث فرق: فرقة تلحق
بأصلها وهلكوا، وفرقة تأخذ على أنفسها وكفروا، وفرقة يجعلون
ذراريهم خلف ظهورهم فيقاتلون، قتلاهم شهداء، يفتح الله على بقيتهم
(ش، وسنده حسن).
39608 عن أبي ثعلبة الخشني قال: إن من أشراط الساعة
أن تنتفض العقول وتقرب الأحلام ويكثر الهم (نعيم بن حماد
في الفتن).
39609 عن أبي الرباب أن أبا ذر قال: استعيذوا بالله من
زمن التباغي وزمن التلاعن، قالوا: وما ذاك؟ قال: لا تقوم
الساعة حتى يكون قتال قوم دعواهم دعوى الجاهلية فيقتل بعضهم
بعضا، ولا تقوم الساعة حتى توقف العربية التي تنسب إلى سبعة آباء
بالأسواق، لا يمنع الرجل أن يبتاعها إلا حموشة ساقيها وكان يقال:
المحروم من حرم غنيمة بني كلب، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
564

أول الناس هلاكا قريش، وأول قريش هلاكا أهل بيتي، قال:
ويقال اشتكى إليه وباء المدينة فقال: اللهم انقل وباءها إلى مهيعة!
اللهم حببها إلينا ضعف ما حببت إلينا مكة! قال: ويقال استقبل
الشام فقال: يفتح ههنا فيبس الناس إليه بسا ويفتح المشرق فيبس
الناس إليه بسا والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وبورك لهم في
صاعهم ومدهم، وقال: من صبر على لأوائها وسدتها كنت له
شهيدا يوم القيامة (كر).
39610 عن عبد الله بن بشر قال لقد سمعت حديثا منذ
زمان: إذا كنت في قوم عشرين رجلا أو أقل أو كثر فتصفحت
وجوههم فلم تر فيهم رجلا يهاب في الله فاعلم أن الامر قد قرب
(هب، كر).
39611 عن عبد الله بن بشر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنا
نسمع أنه يقال: إذا اجتمع عشرون رجلا أو أكثر أو أقل فلم يكن
فيهم من يهاب في الله فقد حضر الامر (هب).
39612 عن عبد الله بن حوالة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم، فقدمنا ولم نغنم شيئا، فلما
565

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بنا من الجهد قال: اللهم! لا تكلهم إلي
فأضعف عنهم، ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ويستأثروا
عليهم، ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولكن توحد بأرزاقهم
ثم قال: لتفتحن لكم الشام ثم لتقسمن لكم كنوز فارس والروم
وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا حتى أن أحدكم ليعطى مائة
دينار فيسخطها، ثم وضع يده على رأسي فقال: يا ابن حوالة! إذا
رأيت الخلافة قد نزلت في الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلابل
والفتن و الأمور العظام، والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه
إلى رأسك (يعقوب بن سفيان، كر).
39613 عن أبي هريرة قال: لا تقوم الساعة حتى تفتح
مدينة قيصر أو هرقل ويؤذن فيها المؤمنون ويقتسمون الأموال
فيهما بالأترسة فيقبلون بأكثر أموال على الأرض فيلقاهم الصريخ
إن الدجال قد خلفكم في أهليكم! فيلقون ما معهم ويجيؤون
فيقاتلونه (نعيم).
39614 عن ابن عباس قال: يوشك المطلع أن يطلع!
قيل له: وما المطلع؟ قال مناد ينادي: الساعة! فما من حي ولا
ميت إلا كأنما ينادى عند أذنه (خط في المتفق).
566

39615 عن عبد ربه بن صالح عن عروة بن رويم أنه سمعه
يحدث عن الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يكون في أمتي رجفة
يهلك فيها عشرة آلاف، عشرون ألفا، ثلاثون ألفا، يجعلها موعظة
للمتقين ورحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين (كر).
39616 عن عبد ربه حدثنا عروة بن رويم عن الأنصاري
قال قال الله تعالى: لأرجفن بعبادي في خير ليال فمن قبضته فيها
كافرا كانت منيته التي قدرت عليه، ومن قبضته فيها مؤمنا كانت
له شهادة (كر).
(39617) - عن عبد الله بن عمرو قال: إن من أشراط الساعة
أن يوضع الأخيار ويشرف الأشرار ويسود كل قوم
منافقوهم (نعيم).
39618 عن عبد الله بن عمرو قال: إنكم ستغزون القسطنطينية
ثلاث غزوات: الأولى يصيبكم فيها بلاء، والثانية يكون بينكم
وبينهم صلح حتى تبنوا في مدينتهم مسجدا وتغزون أنتم وهم عدوا
وراء القسطنطينية، وأما الثالثة فيفتحها الله عليكم بالتكبير فيخرب
ثلثها ويحرق الله ثلثا وتقسمون الثلث الباقي كيلا (نعيم).
567

39619 (مسند عبد الله بن عمرو) إن الله يبغض الفاحش
المتفحش، والذي نفسي بيده! لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش
والتفحش، وسوء الجرار، وقطيعة الأرحام، حتى يخون الأمين
ويؤتمن الخائن، والذي نفس محمد بيده! إن أسلم المسلمين من سلم
المسلمون من لسانه ويده، وإن أفضل الهجرة من هجر ما نهى الله
عنه، والذي نفس محمد بيده! إن مثل المؤمن كمثل القطعة من
الذهب نفخ عليها صاحبها فلم تغير ولم تنقص، والذي نفس محمد
بيده! إن مثل المؤمن كمثل نحلة أكلت طيبا ووضعت طيبا ووقعت
ولم تكسر ولم تفسد، ألا وإن لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة
إلى مكة، وإن فيه أباريق مثل الكواكب هو أشد بياضا من اللبن
وأحلى من العسل، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا (حم، طب
والخرائطي في مساوي الأخلاق عن ابن عمرو).
39620 عن عبد الله بن عمرو قال: لا تقوم الساعة حتى
يتسافد الناس في الطرق تسافد الحمر (ش).
39621 عن عبد الله بن عمرو قال: لا تقوم الساعة حتى
يتهاجرون في الطرق تهارج الحمر، فيأتيهم إبليس فيصرفهم إلى عبادة
الأوثان (ش).
568

39622 عن عبد الله بن عمرو قال: أول الأرض خرابا
الشام (ش).
39623 عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يبعث الله ريحا بين يدي الساعة لا تدع
أحدا في قلبه من الخير شئ إلا أماتته (كر).
39624 عن ابن مسعود قال: من أشراط الساعة أن يمر
الرجل في المسجد فلا يركع فيه ركعتين (عب).
39625 عن ابن مسعود قال: ليسرين على القرآن في ليلة
فلا تترك آية في مصحف أحد إلا رفعت (ابن أبي داود).
39626 عن ابن مسعود قال: أيها الناس! لا تكرهوا مد
الفرات فإنه يوشك أن يلتمس فيه طس من ماء فلا يوجد، وذلك
حين يرجع كل ماء إلى عنصره فيكون الماء وبقية المؤمنين يومئذ
بالشام (ش).
39627 عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان
صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال، وتمييز القبائل في
ذي القعدة، وتسفك الدماء في ذي الحجة والمحرم وما المحرم يقولها
ثلاث مرات هيهات هيهات! يقتل الناس فيه هرجا هرجا، قلنا
569

وما الصيحة يا رسول الله؟ قال: هدة في النصف من رمضان ليلة
الجمعة فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم وتخرج العواتق من
خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل والبرد، فإذا وافق
شهر رمضان في تلك السنة ليلة الجمعة فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة
في النصف من رمضان فأدخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا
كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم، فإذا أحسستم بالصيحة
فخروا لله سجدا وقولوا: سبحان القدوس، سبحان القدوس، ربنا
القدوس، فإنه من فعل ذلك نجا ومن لم يفعل هلك (نعيم، ك).
39628 (مسند ابن مسعود) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة،
وسيصلي قوم لا دين لهم، وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك
أن يرفع، قالوا: وكيف يرفع وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في
مصاحفنا؟ قال: يسرى عليه في ليلة فيذهب بما في قلوبكم ويذهب
بما في مصاحفكم، ثم قرأ عبد الله " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا
إليك " الآية (ش ونعيم).
39629 عن ابن مسعود قال: يوشك أن لا تأخذوا من
الكوفة نقدا ولا درهما، قيل: وكيف؟ قال: يجئ قوم كأن
570

وجوههم المجان المطرقة حتى يربطوا خيولهم على السواد فيجلوكم إلى
منابت الشيح حتى أن البعير والزاد أحب إلى أحدكم من القصر
من قصوركم هذه (ش).
39630 عن ابن مسعود قال: يأتيكم قوم من قبل المشرق
عراض الوجوه صغار العيون كأنما نبتت أعينهم في الصخر كأن
وجوههم المجان المطرقة حتى يربطوا خيولهم بشط الفرات (ش).
39631 عن أبي هريرة قال: يوشك أن لا تجدوا بيوتا
تكنكم، تهلكها الرواجف، ولا دواب تبلغوا عليها في أسفاركم،
تهلكها الصواعق (نعيم).
39632 عن طاوس قال: يكون ثلاث رجفات: رجفة
باليمن شديدة، ورجفة بالشام أشد منها، ورجفة بالمشرق (نعيم).
39632 عن ابن سابط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في
أمتي خسفا ومسخا وقذفا، قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يشهدون أن
لا إله إلا الله؟ قال: نعم، إذا ظهرت المعازف والخمور ولبس
الحرير (ش).
39634 عن عدي بن حاتم قال: يوشك الرجل يشق عليه
أن يؤدي زكاة ماله (كر).
571

39635 عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه
لا تقوم الساعة حتى يفتح القصر الأبيض الذي في المدائن، ولا تقوم
الساعة حتى تسير الظعينة من الحجاز إلى العراق آمنة لا تخاف
شيئا فقد رأيتهما جميعا ولا تقوم الساعة حتى يكون على الناس
إمام يحثي المال حثيا (ابن النجار).
39636 عن مكحول قال: أول الأرض خرابا أرمينية ثم
مصر (ش، وفيه برد).
39637 (مسند علي) حدثنا وكيع عن سوار بن ميمون
حدثنا شيخ لنا من عبد القيس بشير بن عوف قال سمعت عليا يقول:
إذا كانت سنة خمس وأربعين ومائة منع البحر جانبه، وإذا كانت
سنة خمسين ومائة منع البر، وإذا كانت سنة ستين ومائة ظهر
الخسف والمسخ والرجفة (ش).
39638 عن علي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج رجل من وراء
النهر يقال له الحارث بن حراث على مقدمته رجل يقال له المنصور
يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وجب على كل مؤمن نصره أو قال:
572

إجابته (د) (1).
39639 (مسند علي) عن زيد بن واقد عن مكحول عن علي
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس
أضاعوا الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستحلوا الكبائر، وأكلوا الربا،
وأخذوا الرشى، وشيدوا البناء، واتبعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا،
واتخذوا القرآن مزامير، واتخذوا جلود السباع صفافا، والمساجد طرقا
والحرير لباسا، وكثر الجور، وفشا الزنا، وتهاونوا بالطلاق،
وائتمن الخائن، وخون الأمين، وصار المطر قيظا، والولد غليظا،
و أمراء فجرة، ووزراء كذبة، وأمناء خونة، وعرفاء ظلمة، وقلت
العلماء، و كثرت القراء، وقلت الفقهاء، وحليت المصاحف وزخرفت
المساجد، وطولت المنابر، وفسدت القلوب، واتخذوا القينات،
واستحلت المعازف، وشربت الخمور، وعطلت الحدود، ونقصت
الشهور، ونقضت المواثيق، وشاركت المرأة زوجها في التجارة،
وركب النساء البراذين، وتشبهت النساء بالرجال والرجال بالنساء،

(1) أخرجه أبو داود كتاب المهدي باب أول المهدي رقم (4290) وهو
منقطع. ص.
573

ويحلف بغير الله، ويشهد الرجل من غير أن يستشهد، وكانت
الزكاة مغرما، والأمانة مغنما، وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وأقصى
أباه، وصارت الامارات مواريث، وسب آخر هذه الأمة أولها،
وأكرم الرجل اتقاء شره، وكثرت الشرط، وصعدت الجهال
المنابر، ولبس الرجال التيجان، وضيقت الطرقات، وشيد البناء
واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وكثرت خطباء منابركم،
وركن علماؤكم إلى ولاتكم فأحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال
وأفتوهم بما يشتهون، وتعلم علماؤكم العلم ليجلبوا به دنانيركم ودراهمكم
واتخذتم القرآن تجارة، وضيعتم حق الله في أموالكم، وصارت
أموالكم عند شراركم، وقطعتم أرحامكم، وشربتم الخمور في ناديكم،
ولعبتم بالميسر، وضربتم بالكبر (1) والمعزفة والمزامير، ومنعتم
محاويجكم زكاتكم ورأيتموها مغرما وقتل البرئ ليغيظ العامة بقتله،
واختلف أهواؤكم، وصار العطاء في العبيد والسقاط، وطفف
المكائيل والموازين، ووليت أموركم السفهاء (أبو الشيخ في الفتن
وعويس في جزئه والديلمي).

(1) بالكبر: الكبر - بفتحتين -: الطبل ذو الرأسين. وقيل: الطبل
الذي له وجه واحد. النهاية 4 / 142. ب.
574

39640 عن أبي قال: قيل لنا أشياء تكون في آخر هذه الأمة
عند اقتراب الساعة، فمنها نكاح الرجل امرأته أو أمته في دبرها، وذلك
مما حرم الله ورسوله، ويمقت الله عليه ورسوله، ومنها نكاح الرجل
الرجل وذلك مما حرم الله عليه ورسوله، ومنها نكاح المرأة المرأة،
وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله صلى الله عليه وسلم، وليس
لهؤلاء صلاة ما أقاموا على ذلك حتى يتوبوا إلى الله عز وجل توبة
نصوحا قيل لأبي: وما التوبة النصوح؟ قال؟ سألت ذلك عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هو الندم على الذنب حين يفرط منك
فتستغفر الله بندامتك عند الحافر ثم لا تعود إليه أبدا (قط في
الافراد، هب ابن النجار).
39641 عن علي قال: ليأتين على الناس زمان يطرى (1) فيه
الفاجر ويقرب فيه الماحل (2) ويعجز فيه المنصف، في ذلك الزمان
تكون الأمانة فيه مغنما والزكاة مغرما والصلاة تطاولا والصداقة منا

(1) يطرى: الاطراء: مجاوزة الحد في المدح، والكذب فيه.
النهاية 3 / 103. ب.
(2) الماحل: المحال - بالكسر - هو الكيد. وقيل المكر. النهاية 4 / 303. ب.
575

وفي ذلك الزمان استشارة الإماء وسلطان النساء وإمارة السفهاء
(ابن المنادى).
39642 عن علي: والذي نفسي بيده! لا يذهب الليل والنهار
حتى تجئ الرايات السود من قبل خراسان حتى يوثقوا خيولهم
بنجلات بيسان والفرات (ابن المنادى).
39643 عن علي قال قال رجل: يا رسول الله؟ متى الساعة!
فزبره رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا صلى الفجر رفع رأسه إلى السماء
فقال: تبارك خالقها ورافعها ومبدلها وطاويها كطي السجل للكتاب! ثم
نظر إلى الأرض فقال: تبارك خالقها وواضعها ومبدلها وطاويها كطي
السجل للكتاب! ثم قال: أين السائل عن الساعة؟ فجثي رجل من
آخر القوم على ركبتيه فإذا هو عمر بن الخطاب، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: عند حيف الأئمة، وتكذيب بالقدر: وإيمان بالنجوم، وقوم يتخذون الأمانة
مغنما والزكاة مغرما والفاحشة زيارة. فسألته عن " الفاحشة زيارة "
فقال: الرجلان من أهل الفسق يصنع أحدهما طعاما وشرابا ويأتيه
بالمرأة فيقول: اصنع لي كما صنعت، فيتزاورون على ذلك هلكت
أمتي يا ابن الخطاب (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي).
576

39644 عن علي أنه سئل: متى الساعة؟ فقال: لقد
سألتموني عن أمر ما يعلمه جبريل ولا ميكائيل! ولكن إن شئتم
أنبأتكم بأشياء: إذا كانت الألسن لينة والقلوب تناول، ورغب
الناس في الدنيا، وظهر البناء على وجه الأرض، واختلف الاخوان
فصار هواهما شتى، وبيع حكم الله بيعا (ش).
39645 (مسند أنس) قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
متى الساعة؟ فلبث النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يلبث ثم دعاه فنظر إلى
غلام من أزد شنوءة وهو من أنرابي فقال: إن يعش هذا لم يدركه
الهرم حتى تقوم الساعة (عبد بن حميد، م، ق في البعث).
39646 (أيضا) كان أجرى الناس على مسألة رسول الله
صلى الله عليه وسلم الاعراب، أتاه أعرابي فقال: يا رسول! متى تقوم الساعة؟
فلم يجبه شيئا حتى أتى المسجد فصلى فأحف الصلاة ثم أقبل على
الاعرابي فقال: أين السائل عن الساعة؟ ومر سعد الدوسي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يعمر هذا حتى يأكل عمره لا يبقى منكم
عين تطرف (ق، في البعث).
39647 عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله! متى تقوم
577

الساعة؟ وعنده غلام من الأنصار يقال له: محمد، فقال: إن
يعش هذا الغلام فعسى أن يبلغ الهرم حتى تقوم الساعة (أبو نعيم
في المعرفة)
فرع في تنزل الزمان وتغيره لبعد العهد منه
صلى الله عليه وسلم
39648 قال ابن جرير في تهذيب الآثار: حدثني أبو حميد
الحمصي أحمد بن المغيرة حدثنا عثمان بن سعيد عن محمد بن مهاجر حدثني
الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت: يا ويح لبيد
حيث يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الأجرب
قالت عائشة: لو أدركت زماننا هذا! ثم قال الزهري: رحم الله
عروة فكيف لو أدرك زماننا هذا! ثم قال الزبيدي: رحم الله الزهري
فكيف لو أدرك زماننا هذا! قال محمد: وأنا أقول: رحم الله الزبيدي
فكيف لو أدرك زماننا هذا! قال أبو حميد قال عثمان: ونحن نقول:
رحم الله محمدا فكيف لو أدرك زماننا هذا! قال ابن جرير قال لنا
578

أبو حميد: رحم الله عثمان فكيف لو أدرك زماننا هذا! قال ابن
جرير: رحم الله أحمد بن المغيرة فكيف لو أدرك زماننا هذا (1).
جامع الاشراط الكبرى
93649 عن حذيفة قال: لو أن رجلا ارتبط فرسا في
سبيل فأنتجب مهرا عند أول الآيات ما ركب المهر حتى يرى
آخرها (ش).
29650 عن حذيفة قال: إذا رأيتم أول الآيات تتابعت (ش).
39651 عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا بد من خسف
ومسخ وقذف، قال: يا رسول الله! في هذه الأمة؟ قال: نعم،
إذا اتخذوا القيان، واستحلوا الزنا، وأكلوا الربا، واستحلوا الصيد
في الحرم، وليس الحرير، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء
بالنساء (ابن النجار).
39652 عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال له: أنت الذي

(1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11 / 246) وقال المعلق: أخرجه ابن
المبارك عن معمر: صفحة 60 رقم 183. ص.
579

تزعم أن الساعة تقوم إلى مائة سنة! قال: سبحان الله وأنا أقول
ذلك! ومن يعلم قيام الساعة إلا الله! إنما قلت: ما كانت رأس
مائة للخلق منذ خلقت الدنيا إلا كان عند رأس المائة أمر، قال:
ثم يوشك أن يخرج ابن حمل الضأن، قيل: وما ابن حمل الضأن؟
قال: رومي أحد أبويه شيطان، يسير إلى المسلمين في خمسمائة ألف
بحرا حتى ينزل بين عكا وصور ثم يقول: يا أهل السفن! اخرجوا
منها، ثم أمر بها فأحرقت، ثم يقول لهم: لا قسطنطينية لكم ولا
رومية حتى يفصل بيننا وبين العرب، قال: فيستمد أهل الاسلام
بعضهم بعضا حتى تمدهم عدن أبين (1) على قلصاتهم فيجتمعون فيقتتلون
فتكاتبهم النصارى الذين بالشام ويخيرونهم بعورات المسلمين فيقول
المسلمون: الحقوا فكلكم لند عدو حتى يقضى الله بيننا وبينكم،
فيقتتلون شهرا لا يكل لهم سلاح ولا لكم ويقذف الطير عليكم
وعليهم، قال: وبلغنا إنه إذا كان رأس الشهر قال ربكم: اليوم
أسل سيفي فأنتقم من أعدائي وأنصر أوليائي، فيقتتلون مقتلة ما
رئي مثلها قط حتى ما تسير الخيل إلا على الخيل وما يسير الرجل
إلا على الرجل، وما يجدون خلقا يحول بينهم وبين القسطنطينية ولا

(1) أبين: أبين بوزن أحمر: قرية على جانب البحر ناحية اليمن. النهاية 1 / 20. ب.
580

رومية، فيقول أميرهم يومئذ: لا غلول (1) اليوم، من أخذ اليوم
شيئا فهو له، قال: فيأخذون ما يخف عليهم ويدعون ما ثقل عليهم
فبينما هم كذلك إذ جاءهم: إن الدجال قد خلفكم في ذراريكم،
فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون، ويصيب الناس مجاعة شديدة
حتى أن الرجل ليحرق وتر قوسه فيأكله، وحتى أن الرجل ليحرق
حجفته (2) فيأكلها، حتى أن الرجل ليكلم أخاه فما يسمعه الصوت
من الجهد، فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا من السماء: أبشروا فقد
أتاكم الغوث، فيقولون: نزل عيسى ابن مريم، فيستبشرون
ويستبشر بهم: صل يا روح الله! فيقول إن الله أكرم هذه الأمة
فلا ينبغي لاحد أن يؤمهم إلا منهم، فيصلي أمير المؤمنين بالناس
قيل: وأمير الناس يومئذ معاوية بن أبي سفيان؟ قال: لا
ويصلي عيسى خلفه، فإذا انصرف عيسى دعا بحربته فأتى الدجال فقال:
رويدك يا دجال! يا كذاب! فإذا رأى عيسى وعرف صوته ذاب كما
يذوب الرصاص إذا أصابته الناس وكما تذوب الالية إذا أصابتها الشمس

(1) غلول: الغلول هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة.
يقال: غل في المغنم يغل غلولا فهو غال. النهاية 3 / 380. ب.
(2) حجفته: الحجفة: الترس. النهاية 1 / 345. ب.
581

ولولا أنه يقول رويدا، لذاب حتى لا يبقى منه شئ، فيحمل عليه
عيسى فيطعن بحربته بين ثدييه فيقتله ويفرق جنده تحت الحجارة
والشجرة، وعامة جنده اليهود والمنافقون، فينادي الحجر: يا روح
الله! هذا تحتي كافر فاقتله، فيأمر عيسى بالصليب فيكسر وبالخنزير
فيقتل، وتضع الحرب أوزارها، حتى أن الذئب ليربض إلى جنبه
ما يغمز بها، وحتى أن الصبيان ليلعبون بالحيات ما تنهشهم، ويملا
الأرض عدلا، فبينما هم كذلك إذ سمعوا صوتا قال: فتحت يأجوج
ومأجوج، وهو كما الله تعالى " وهم من كل حدب ينسلون " فيفسدون
الأرض كلها، حتى أن أوائلهم ليأتي النهر العجاج فيشربونه كله
وأن آخرهم ليقول: قد كان ههنا نهر، ويحاصرون عيسى ومن معه
ببيت المقدس ويقولون: ما نعلم في الأرض أحدا إلا ذبحناه، هلموا
نرمي من في السماء فيرمون حتى ترجع إليهم سهامهم في نصولها الدم
للبلاء فيقولون: ما بقي في الأرض ولا في السماء، فيقول المؤمنون:
يا روح الله! ادع عليهم بالفناء، فيدعو الله عليهم، فيبعث النغف (1) في
آذانهم فيقتلهم في ليلة واحدة، فتنتن الأرض كلها من جيفهم،

(1) النغف: - بالتحريك - دود يخرج في أنوف الإبل والغنم، واحدتها:
نغفة. النهاية 5 / 87. ب.
582

فيقولون: يا روح الله! نموت من النتن، فيدعو الله، فيبعث وابلا
من المطر فجعله سيلا فيقذفهم كلهم في البحر، ثم يسمعون صوتا
فيقال: مه؟ قيل: غزي البيت الحصين، فيبعثون جيشا فيجدون
أوائل ذلك الجيش، ويقبض عيسى ابن مريم ووليه المسلمون وغسلوه
وحنطوه و كفنوه وصلوا عليه وحفروا له ودفنوه، فيرجع أوائل
الجيش والمسلمون ينفضون أيديهم من تراب قبره، فلا يلبثون بعد
ذلك إلا يسيرا حتى يبعث الله الريح اليمانية، قيل: وما الريح
اليمانية؟ قال: ريح من قبل اليمن ليس على الأرض مؤمن يجد
نسيمها إلا قبضت روحه! قال: ويسري على القرآن في ليلة واحدة
ولا يترك في صدور بني آدم ولا في بيوتهم منهم شئ إلا رفعه الله
فيبقى الناس ليس فيهم نبي وليس فيهم قرآن وليس فيهم مؤمن
قال عبد الله بن عمرو: فعند ذلك أخفي علينا قيام الساعة فلا ندري
كم يتركون! كذلك تكون الصيحة، قال: ولم تكن صيحة قط
إلا بغضب من الله على أهل الأرض، قال: وقال الله تعالى " وما
بنظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق " سورة ص:
آية 15، قال: فلا أدري كم يتركون كذلك (كر).
583

المهدي عليه السلام
39653 عن الحسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: أبشري
بالمهدي منك (كر، وفيه موسى بن محمد البلقاوي عن الوليد بن محمد
الموقري كذابان).
39654 (ش) حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة
عن أبي محمد عن عاصم بن عمرو البجلي أن أبا أمامة قال: لينادين باسم
رجل من السماء لا ينكر الدليل ولا يمنع منه الذليل).
39655 عن العباس بن عبد المطلب قال: لما كان يوم فتح
مكة ركبت بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدمت إلى قريش لأردهم عن
حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففقدني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عني فقالوا:
تقدم إلى مكة ليرد قريشا عن حربك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ردوا
علي أبي ردوا علي أبي، لا تقتله قريش كما قتلت ثقيف عروة بن مسعود فخرجت
فوارس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تلقوني فردوني معهم،
فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم جهش (1) واعتنقني باكيا، فقلت: يا رسول الله

(1) جهش: الجهش: أن يفزع الانسان إلى الانسان ويلجأ إليه، وهو مع
ذلك يريد البكاء، كما يفزع الصبي إلى أمه وأبيه. يقال: جهشت
وأجهشت. النهاية 1 / 322. ب.
584

إني ذهبت لأنصرك. فقال: نصرك الله، اللهم انصر العباس وولد
العباس قالها ثلاثا: ثم قال: يا عم! أما علمت أن المهدي من
ولدك موفقا راضيا مرضيا (كر وفيه الكديمي).
39656 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحبس الروم
على وال من عترتي اسمه يواطئ اسمي فيقبلون بمكان يقال له " العماق "
فيقتتلون فيقتل من المسلمين الثلث أو نحو ذلك، ثم يقتتلون يوما
آخر فيقتل من المسلمين نحو ذلك، ثم يقتتلون اليوم الثالث فيكون
على الروم، فلا يزالون حتى يفتحوا القسطنطينية، فبينما هم يقتسمون
فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ: إن الدجال قد خلفكم في ذراريكم
(الخطيب في المتفق والمفترق).
39657 عن سعيد بن جبير قال: سمعنا ابن عباس ونحن نقول:
اثنا عشر أميرا ثم لا أمير، واثنا عشر أميرا ثم هي الساعة، فقال:
ما أحمقكم! إن منا أهل البيت بعد ذلك: المنصور والسفاح والمهدي
يدفعها إلى عيسى ابن مريم (كر).
39658 عن ابن عباس قال: إني لأرجو أن لا تذهب الأيام
والليالي حتى يبعث الله منا غلاما شابا يأمر بالمعروف وينهى عن
585

المنكر، ولم يلبس الفتن ولم تلبسه الفتن، وإني لأرجو أن يختم الله
بنا هذا الامر كما فتحه بنا، فقال له رجل: يا ابن عباس! عجزت
عنها شيوخكم وترجوها شبابكم! قال إن الله يفعل ما يشاء
(كر).
39659 عن علي قال: تملأ الأرض ظلما وجورا حتى
يدخل كل بيت خوف وحزن، يسألون درهمين و جريبين فلا يعطونه
فيكون قتال بقتال ويسار بيسار حتى يحيط الله بهم في مصره، ثم
تملأ الأرض عدلا وقسطا (ش).
39660 عن قتادة قال: كان يقال: إن المهدي ابن أربعين
سنة (كر).
39661 عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يكون في آخر
الزمان فتنة تحصل الناس كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا
أهل الشام ولكن سبوا شرارهم، فان فيهم الابدال، يوشك أن
يرسل على أهل الشام سيب من السماء ففرق جماعتهم حتى لو قاتلتهم
الثعالب غلبتهم، فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث
رايات، المكثر يقول: خمسة عشر ألفا، والمقلل يقول: هم اثنا
586

عشر ألفا، أمارتهم " أمت أمت " يلقون سبع رايات تحت كل
راية منها رجل يطلب الملك، فيقتلهم الله جميعا، ويرد الله إلى
المسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم (طس) (1).
39662 (أيضا) الغفاري في كتاب الآداب والمواعظ:
أنبأنا القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السحناني أنبأنا ابن خلف أنبأنا
إسحاق بن زرنيق أنبأنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله أنبأنا الحسن بن
عمارة عن الحكم بن عيينة عن يحيى بن حراز عن علي بن أبي طالب
قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل تميم الداري فسلم على
النبي صلى الله عليه وسلم وقبل رأسه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أين كنت يا تميم قال
ركبت البحر يا رسول الله فكسر بنا ثم ذكر حديث الجساسة
بطوله من أوله إلى آخره.
39663 عن علي قال: لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث
ويموت ثلث ويبقى ثلث (نعيم بن حماد في الفتن).
39664 عن علي قال: لا يخرج المهدي حتى يبصق بعضهم

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7 / 315) وقال رواه الطبراني في الأوسط
وفيه ابن لهيعة وهو لين وبقية رجاله ثقات. ص.
587

(في وجه بعض (نعيم).
39665 عن علي قال: إذا نادى مناد من السماء " إن الحق
في آل محمد " فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ويشربون
حبه فلا يكون لهم ذكر غيره (نعيم وابن المنادي في الملاحم).
39666 عن علي قال: تخرج رايات سود مقابل السفياني،
فيهم شاب من بني هاشم، في كفه اليسرى خال، وعلى مقدمته
رجل من بني هاشم يدعى " شعيب بن صالح " فيهزم أصحابه
(نعيم).
39667 عن علي قال: إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة
بعث في طلب أهل خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي
فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح، فيلتقي
هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر، فتكون بينهم ملحمة عظيمة،
فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنى الناس
المهدي ويطلبونه (نعيم).
39668 عن علي قال: يبعث بجيش إلى المدينة فيأخذون
من قدروا عليه من آل محمد صلى الله عليه وسلم، وتقتل من بني هاشم رجالا
588

ونساء، فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة إلى مكة فيبعث
في طلبهما وقد لحقا بحرم الله وأمنه (نعيم).
39669 عن علي قال: إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا
فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج
المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة ويسير
المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب
والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتى
تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل
بيته بالمشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل
ويتوجه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتى يموت (نعيم).
39670 عن علي قال: يفرج الله الفتن برجل منا يسومهم
خسفا لا يعطيهم إلا السيف، يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر
هرجا حتى يقولوا والله ما هذا من ولد فاطمة ولو كان من ولد فاطمة
لرحمنا، يغزيه الله ببني العباس وبني أمية (نعيم).
39671 عن علي قال: المهدي مولده بالمدنية، من أهل بيت
النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه اسم نبي، ومهاجره بيت المقدس، كث اللحية
589

أكحل العينين، براق الثنايا في وجهه خال، أقني أجلى في كتفه علامة
النبي، يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مرط معلمة سوداء مربعة فيها حجر
لم ينشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنشر حتى يخرج المهدي، يمده
الله بثلاثة آلف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم،
يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين (نعيم).
39672 عن علي قال: المهدي فتى من قريش، آدم، ضرب
من الرجال (نعيم).
39673 عن علي قال: إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني
التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من
مكة ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلى ركعتين بعد أن ييأس الناس
من خروجه لما طال عليم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته، انصرف
فقال أيها الناس! ألح البلاء بأمة محمد صلى الله عليه وسلم و بأهل بيته خاصة، قهرنا
وبغى علينا (نعيم).
39674 عن عمر بن الخطاب أنه ودع البيت وقال: والله ما
أدري أدع خزائن البيت وما فيه من السلاح والمال أم أقسمه في
سبيل الله! فقال له علي بن أبي طالب: امض يا أمير المؤمنين فلست
590

بصاحبه، إنما صاحبه منا شاب من قريش يقسمه في سبيل الله في
آخر الزمان (نعيم).
39675 عن علي قال: المهدى رجل منا من ولد
فاطمة (نعيم).
39676 عن علي قال: يلي المهدي أمر الناس ثلاثين سنة أو
أربعين سنة (نعيم).
39677 عن علي قال: ويحا للطالقان! فان لله فيها كنوزا
ليست من ذهب ولا من فضة ولكن بها رجال عرفوا الله حق
معرفته وهم أنصار المهدي آخر الزمان (أبو غنم الكوفي في
كتاب الفتن).
39678 عن علي قال: ليخرجن رجل من ولدي عند اقتراب
الساعة حين تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان لما لحقهم من
الضر والشدة والجوع والقتل وتواتر الفتن والملاحم العظام وإماتت
السنن وإحياء البدع وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر،
فيحي الله بالمهدي محمد بن عبد الله السنن التي قد أميتت، ويسر بعدله
وبركته قلوب المؤمنين وتتألف إليه عصب من العجم وقبائل من
591

العرب، فيبقى على ذلك سنين، ليس بالكثيرة دون العشرة ثم
يموت (ابن المنادي في الملاحم).
39679 عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال: خطب
علي بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس! إن
قريشا أئمة العرب، أبرارها لابرارها وفجارها لفجارها، ألا! ولابد
من رحى تطحن على ضلالة وتدور، فإذا قامت على قلبها طحنت
بحدتها، ألا! إن لطحنيها روقا وروقها حدتها وفلها على الله، ألا!
وإني وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغارا وأحلم الناس كبارا
معنا راية الحق، من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها محق، ومن
لزمها لحق، إنا أهل الرحمة، وبنا فتحت أبواب الحكمة، وبحكم الله
حكمنا، وبعلم الله علمنا، ومن صادق سمعنا، فان تتبعونا تنجوا، وإن
تتولوا يعذبكم الله بأيدينا، بنا فك الله ريق الذل من أعناقكم وبنا يختم
لا بكم، وبنا يلحق التالي، وإلينا يفئ الغالي، فلو لا تستعجلوا
وتستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر لحدثتكم بشباب من الموالى
وأبناء العرب ونبذ من الشيوخ كالملح، في الزاد وأقل الزاد الملح
فينا معتبر، ولشيعتنا منتظر، إنا وشيعنا تمضى إلى الله بالبطن والحمى
والسيف، إن عدونا يهلك بالداء والدبيلة وبما شاء الله من البلية
592

والنقمة، وأيم الله الأعز الأكرم! أن لو حدثتكم بكل ما أعلم
لقالت طائفة: ما أكذب وأرحم! ولو انتقيت منكم مائة قلوبهم
كالذهب ثم انتخبت من المائة عشرة ثم حدثتهم فينا أهل البيت
حديثا لينا لا أقول فيه إلا حقا ولا أعتمد فيه إلا صدقا لخرجوا وهم
يقولون: علي من أكذب الناس، ولو اخترت من غيركم عشرة
فحدثتهم في عدونا وأهل البغي علينا أحاديث كثيرة لخرجوا وهم
يقولون: علي من أصدق الناس، هلك حاطب الحطب، وحاصر
صاحب القصب، وبقيت القلوب منها تقلب، فمنها مشغب، ومنها
مجدب، ومنها مخصب، ومنها مسيب، يا بني! ليبر صغاركم كباركم
وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقهوا
في الدين، ولم يعطوا في الله محض اليقين، كبيض بيض في أداحي (1)
ويح لفراخ فراخ آل محمد من خليفة جبار عتريف (2) مترف

(1) أداحي: الأداحي: جمع الأدحي وهو الموضع الذي تبيض فيه
النعامة وتفرخ، وهو أفعول، من دحوت، لأنها تدحوه برجلها أي
تبسطه ثم تبيض فيه. النهاية 2 / 106. ب.
(2) عتريف: العتريف: الغاشم الظالم. وقيل: الداهي الخبيث. وقيل:
هو قلب العفريت، الشيطان الخبيث. النهاية 3 / 78 ب.
593

مستخف بخلفي وخلف الخلف! وبالله لقد علمت تأويل الرسالات،
وإنجاز العدات، وتمام الكلمات، وليكونن من يخلفني في أهل بيتي
رجل يأمر بالله، قوي يحكم بحكم الله، وذلك بعد زمان مكلح (1)
مفضح، يشتد فيه البلاء، وينقطع فيه الرجاء، ويقبل فيه الرشاء
فعند ذلك يبعث الله رجلا من شاطئ دجلة لأمر حزبه، يحمله الحقد
على سفك الدماء، قد كان في ستر وغطاء، فيقتل قوما وهو عليهم
غضبان، شديد الحقد حران، في سنة بختنصر، يسومهم خسفا
ويسقيهم كأسا، مصيره سوط عذاب وسيف دمار، ثم يكون
بعده هنات (2) وأمور مشتبهات، إلا من شط الفرات إلى النجفات
بابا إلى القطقطانيات، في آيات وآفات متواليات، يحدثن شكا بعد
يقين، يقوم بعد حين، يبني المدائن ويفتح الخزائن، ويجمع الأمم،
ينفذها شخص البصر، وطمح النظر، وعنت الوجوه، وكشفت
البال حتى يرى مقبلا مدبرا، فيا لهفي على ما أعلم! رجب شهر
ذكر، رمضان تمام السنين، شوال يشال فيه أمر القوم، ذي القعدة

(1) مكلح: أي يكلح الناس لشدته. والكلوح: العبوس. يقال: كلح
الرجل، وأكلحه الهم. النهاية 4 / 196. ب.
(2) هنات: أي شرور وفساد. النهاية 5 279. ب.
594

يقتعدون فيه، ذو الحجة الفتح من أول العشر، ألا! إن العجب
كل العجب بعد جمادي ورجب، جمع أشتات، وبعث أموات،
وحديثات هونات هونات، بينهن موتات، رافعة ذيلها، داية عولها
معلنة قولها، بدجلة أو حولها، ألا! إن منا قائما عفيفة أحسابه، سادة
أصحابه، ينادي عند اصطلام أعداء الله باسمه واسم أبيه في شهر
رمضان ثلاثا بعد هرج وقتال، وضنك وخبال، وقيام من البلاء على
وإني لاعلم إلى من تخرج الأرض ودائعها وتسلم إليه خزائنها، ولو
شئت أن أضرب برجلي فأقول: أخرجي من هند بيضا ودروعا،
كيف أنتم يا ابن هنات، إذا كانت سيوفكم بأيمانكم مصلتات،
ثم رملتم رملات، ليلة البيات! ليستخلفن الله خليفة يثبت على الهدى
ولا يأخذ على حكمه الرشى، إذا دعا دعوات بعيدات المدى، دامغات
للمنافقين، فارجات على المؤمنين، ألا! إن ذلك كائن على رغم الراغمين
والحمد لله رب العالمين، وصلاته على سيدنا محمد خاتم النبيين، وآله
وأصحابه أجمعين (ابن المنادى وسعد والأصبغ متروكان).
39680 عن محمد ابن الحنفية أن علي بن أبي طالب قال
يوما في مجلسه: والله قد علمت لتقتلنني ولتخلفني ولتكفون إكفاء
الاناء بما فيه، ما يمنع أشقاكم أن يخضب هذه يعني لحيته بدم
595

من فود هذه يعني هامته، فوالله إن ذلك لفي عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلي، وليدالن عليكم هؤلاء القوم باجتماعهم على أهل باطلهم
وتفرقكم على أهل حقكم حتى يملكوا الزمان الطويل فيستحلوا الدم
الحرام، والفرج الحرام، والخمر الحرام، والمال الحرام، فلا يبقى
بيت من بيوت المسلمين إلا دخلت عليهم مظلمتهم، فيا ويح بني
أمية من ابن أمتهم! يقتل زنديقهم، ويسير خليفتهم في الأسواق،
فإذا كان كذلك ضرب الله بعضهم ببعض، والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة لا يزال ملك بني أمية ثابتا لهم حتى يملك زنديقهم، فإذا
قتلوه وملك ابن أمتهم خمسة أشهر ألقى الله بأسهم بينهم، فيخربون
بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، وتعطل الثغور، وتهراق الدماء،
وتقع الشحناء في العام والهرج سبعة أشهر، فإذا قتل زنديقهم فالويل
ثم الويل للناس في ذلك الزمان! يسلط بعض بني هاشم على بعض
حتى من الغيرة تغير خمسة نفر على الملك كما يتغاير الفتيان على
المرأة الحسناء، فمنهم الهارب والمشؤم، ومنهم السناط (1) الخليع
يبايعه جل أهل الشام، ثم يسير إليه حماز الجزيرة من مدينة الأوثان،
فيقاتله الخليع ويغلب على الخزائن، فيقاتله من دمشق إلى حران،

(1) السناط: الذي لا لحية له أصلا. النهاية 2 / 409. ب.
596

ويعمل عمل الجبابرة الأولى، فيغضب الله من السماء لكل عمله،
فيبعث عليه فتى من قبل المشرق يدعو إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم،
هم أصحاب الرايات السود المستضعفون، فيعزهم الله وينزل عليهم
النصر، فلا يقاتلهم أحد إلا هزموه، ويسير الجيش القحطاني حتى
يستخرجوا الخليفة وهو كاره خائف، فيسير معه تسعة آلاف من
الملائكة، معه راية النصر، وفتى اليمن في نحر حماز الجزيرة على
شاطئ نهر، فيلتقي هو وسفاح بني هاشم فيهزمون الحماز ويهزمون
جيشه ويغرقونهم في النهر، فيسير الحماز حتى يبلغ حران فيتبعونه فينهزم
منهم، فيأخذ على المدائن التي في الشام على شاطئ البحر حتى ينتهي
البحرين، ويسير السفاح وفتى اليمن حتى ينزلوا دمشق فيفتحونها
أسرع من التماع اليرق ويهدمون سورها، ثم يبنى ويعمر ويساعدهم
عليها رجل من بني هاشم اسمه اسم نبي، فيفتحونها من الباب الشرقي
قبل أن يمضي من اليوم الثاني أربع ساعات، فيدخلها سبعون ألف
سيف مسلول بأيدي أصحاب الرايات السود، شعارهم " أمت أمت "
أكثر قتلاها فيما يلي المشرق، والفتى في طلب الحماز فيدركانه فيقتلانه
من وراء البحرين من المعرتين واليمن، ويكمل الله للخليفة سلطانه، ثم
يثور سميان أحدهما بالشام والآخر بمكة، فيهلك صاحب المسجد
597

الحرام ويقبل حتى يلقى جموعه جموع صاحب الشام فيهزمونه
(ابن المنادي).
39681 عن علي قال: ستكون فتنة يحصل الناس منها كما
يحصل الذهب في العدن، فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم،
فان فيهم الابدال، وسيرسل الله سيبا من السماء فيفرقهم حتى لو
قاتلهم الثعالب غلبتهم، ثم يبعث الله عند ذلك رجلا من عترة
الرسول في اثنى عشر ألفا إن قلوا، وخمسة عشر ألفا إن كثروا،
أمارتهم أي علامتهم: " أمت أمت " على ثلاث رايات تقاتلهم أهل
سبع رايات، ليس من صاحب راية إلا وهو يطمع بالملك، فيقتلون
ويهزمون، ثم يظهر الهاشمي فيرد الله إلى الناس ألفتهم ونعمتهم،
فيكون حتى يخرج الدجال (نعيم بن حماد، ك).
39682 عن علي أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أمنا آل محمد المهدي
أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منا، يختم الله به كما فتح بنا
ربنا، يستنقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك، وبنا يؤلف
الله بين قلوبهم بعد عداوة الشرك، وبنا يصبحون بعد عداوة الفتنة
إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم، قال علي:
598

أمؤمنون أم كافرون؟ قال: مفتون وكافر (نعيم بن حماد، طس،
وأبو نعيم في كتاب المهدي، خط في التلخيص).
الدجال
39683 (مسند الصديق) عن سعيد بن المسيب قال:
قال أبو بكر: هل بالعراق أرض يقال لها خراسان؟ قالوا: نعم
قال فان الدجال يخرج منها (ش).
39684 عن أبي بكر الصديق قال: يخرج الدجال من مرو
من يهوديتها (نعيم بن حماد في الفتن).
39685 عن عكرمة عن أبي بكر الصديق قال: يخرج الدجال
من قبل المشرق من أرض يقال لها خراسان (نعيم).
39686 (من مسند حذيفة بن اليمان) قلت: يا رسول الله
الدجال قبل أو عيسى ابن مريم؟ قال: الدجال ثم عيسى ابن مريم،
ثم لو أن رجلا أنتج فرسا لم يركب مهرها حتى تقوم الساعة
(نعيم).
39687 (أيضا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال
599

عدو الله ومعه جنود من اليهود وأصناف الناس، معه جنة ونار
ورجال يقتلهم ثم يحييهم، معه جبل من ثريد ونهر من ماء وإني
سأنعت لكم نعته! إنه يخرج ممسوح العين، في جبهته مكتوب
" كافر " يقرؤه كل من كان يحسن الكتاب ومن لا يحسن،
فجنته نار وناره جنة، وهو المسيح الكذاب، ويتبعه من نساء
اليهود ثلاثة عشر ألف امرأة، فرحم الله رجلا منع سفيهته أن
تتبعه والقوة عليه يومئذ بالقرآن، فان شأنه بلاء شديد، يبعث الله
الشياطين من مشارق الأرض ومغاربها فيقولون له: استعن بنا على
ما شئت، فيقول لهم: انطلقوا فأخبروا الناس أني ربهم وإني قد
جئتهم بجنتي وناري، فينطلق الشياطين فيدخل على الرجل أكثر من
مائة شيطان فيمثلون له بصورة والده وولده وأخوته ومواليه ورفيقه فيقولون
يا فلان! أتعرفنا؟ فيقال لهم الرجل نعم هذا أبي، وهذه أمي وهذه أختي
وهذا أخي، فيقول الرجل: ما نبؤكم؟ فيقولون: بل أنت أخبرنا
ما نبؤك، فيقول الرجل: إنا قد أخبرتا أن عدو الله الدجال قد
خرج، فيقول له الشياطين: مهلا! لا تفل هذا، فإنه ربكم يريد
القضاء فيكم، هذه جنته قد جاء بها وناره، ومعه الأنهار والطعام
فلا طعام إلا ما كان قبله إلا ما شاء الله، فيقول الرجل: كذبتم،
600

ما أنتم إلا شياطين وهو الكذب! وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد حدث حديثكم وحذرنا وأنبأنا به فلا مرحبا بكم، أنتم الشياطين
وهو عدو الله، وليسوقن الله عيسى ابن مريم حتى يقتله، فيخسؤا
فينقلبوا خاسئين. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أحدثكم هذا
لتعقلوه وتفقهوه وتفهموه وتعوه واعملوا عليه وحدثوا به من خلفكم،
فليحدث الآخر الآخر فان فتنته أشد الفتن (نعيم، وفيه سويد بن
عبد العزيز متروك).
39688 عن حذيفة قال: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون
عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن أدركه، وإني بينما أنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قلت: يا رسول الله! أرأيت هذا الخير
الذي أعطانا الله هل بعده من شر كما كان قبله شر؟ قال: نعم،
قلت: فما العصمة منه؟ قال: السيف، قلت: وهل للسيف من
بقية؟ قال: هدنة على دخن، قلت: يا رسول الله! ما بعد الهدنة
قال: دعاة للضلالة، فان لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالزمه
وإن أخذ مالك وضرب ظهرك وإلا وفي لفظ: فإن لم يكن خليفة
فاهربن في الأرض حد هربك حتى يدركك الموت وأنت عاض
أصل شجرة، قلت: يا رسول الله! فما بعد دعاة الضلالة؟ قال:
601

خروج الدجال، قلت: يا رسول الله! ما يجئ الدجال؟ قال: يجئ
بنار ونهر، فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره، قلت:
يا رسول الله! فما بعد الدجال؟ قال: عيسى ابن مريم؟ قلت: فما
بعد عيسى ابن مريم؟ قال لو أن رجلا أنتج فرسا لم يركب ظهرها
حتى تقوم الساعة (ش، كر).
39689 عن حذيفة قال: لو خرج الدجال لآمن به قوم في
قبورهم (ش).
39690 عن محجن قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي
فصعد على أحد فأشرف على المدينة فقال: ويل أمها مدينة يدعها
أهلها وهي خير ما كانت يأتيها الدجال فيجد على كل باب من أبوابها
ملكا مصلتا بجناحيه فلا يدخلها (ش).
39691 عن أبي سعيد الخدري قال: مع الدجال امرأة يقال
لها لئيبة لا يؤم قرية إلا سبقته إليها فتقول: هذا الرجل داخل
عليكم فاحذروه (نعيم بن حماد في الفتن).
39692 عن عبد الله بن بسر المازني أنه قال: يا ابن أخي!
لعلك تدرك فتح القسطنطينية فإياك إن أدركت فتحها أن تترك
602

غنيمتك منها، فان بين فتحها وبين خروج الدجال سبع سنين (نعيم
ابن حماد في الفتن).
39693 عن عبد الله بن بسر المازني قال: إذا أتاكم خبر
الدجال وأنتم فيها فلا تدعوا غنائمكم فيها، فان الدجال لم يخرج
(نعيم).
39694 عن أبي هريرة قال: يسلط الدجال على رجل من
المسلمين فيقتله ثم يحييه ثم يقول: ألست بربكم؟ ألا ترون أني
أحيي وأميت، والرجل ينادي: يا أهل الاسلام! بل هو عدو الله
الكافر الخبيث، إنه والله لا يسلط على أحد بعدي (ش).
39695 عن أبي هريرة قال: لا تقوم الساعة حتى تفتح مدينة
هرقل قيصر ويؤذن فيها المؤذنون ويقسم فيها المال بالأترسة، فيقبلون
بأكثر أموال رآها الناس، فيأتيهم الصريخ: إن الدجال قد خالفكم
في أهليكم! فيلقون ما في أيديهم ويقبلون يقاتلون (ش).
39696 عن أبي الطفيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال: يخرج الدجال على حمار، رجس على رجس (ش).
39697 عن أبي ظبيان قال: ذكرنا الدجال فسألنا عليا متى
603

خروجه؟ قال: لا يخفى على مؤمن، عينه اليمنى مطموسة، مكتوب
بين عينيه " كافر " يتهجأها لنا علي، قلنا: ومتى يكون ذلك؟ قال:
حين يفخر الجار على جاره، ويأكل الشديد الضعيف، وتقطع
الأرحام، ويختلفون اختلاف أصابعي هؤلاء وشبكها ورفعها هكذا
فقال له رجل من القوم: كيف تأمر عند ذلك يا أمير المؤمنين؟
قال: لا أبا لك إنك لن تدرك ذلك! فطابت أنفسنا (ش).
39698 (مسند رجال لم يسموا من الصحابة) أنذرتكم
المسيح، وهو ممسوح العين اليسرى، تسير معه جبال الخبز وأنهار
الماء، علامته: يمكث في الأرض أربعين صباحا، يبلغ سلطانه كل
منهل، لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة: ومسجد الرسول، والمسجد
الأقصى، والطور، ومهما كان من ذلك فاعلموا أن الله عز وجل ليس
بأعور، يسلط على رجل فيقتله ثم يحييه، ولا يسلط على
غيره (حم).
39699 عن رجل من الأنصار: أنذرتكم المسيح أنذرتكم
المسيح الدجال! إنه لم يكن نبي قبل إلا قد أنذر أمته، وإنه فيكم
جعد آدم ممسوح العين اليسرى، معه جنة ونار، وجبل من خبز
604

ونهر من ماء، وتمطر السماء ولا ينبت الشجر، يسلط على نفس
مؤمنة فيميتها ثم يحييها، يكون في الأرض أربعين صباحا، لا يبقى
منهل إلا أتاه، لا يدخل المساجد الأربعة: مكة والمدينة وبيت
المقدس والطور، فما شبه عليكم من شأنه فاعلموا أن الله ليس بأعور
(البغوي عن رجل من الأنصار).
39700 عن عائشة قالت: استطعمت يهودية فقالت:
أطعموني أعاذكم الله من فتنة الدجال ومن فتنة عذاب القبر! فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مدا يستعيذ بالله من فتنة الدجال ومن فتنة
القبر (ابن جرير).
39701 يا أيها الناس! هل تدرون لم جمعتكم؟ إني والله ما
جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لان تميما الداري كان رجلا
نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كانت أحدثكم
عن المسيح الدجال، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين
رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرسوا
إلى جزيرة البحر حين مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة
فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من
605

دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك! ما أنت قالت: أنا الجساسة قالوا: وما
الجساسة قالت: أيها القوم! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم
بالأشواق، قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة
فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا
وأشده وثاقا مجموعة يداه عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا
ويلك! ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟
قالوا نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر
حين اغتلم (1) فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه
فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة، فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر ما
ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا: ويلك! ما أنت؟
فقالت: أنا الجساسة، قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا
الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا
منها ولم نأمن أن تكون شيطانة، فقال أخبروني عن نخل بيسان،
قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل تثمر؟
قلنا: نعم، قال: أما إنها توشك أن لا تثمر! قال: أخبروني عن

(1) اغتلم: أي هاج واضطربت أمواجه، والاغتلام: مجاوزة الحد.
النهاية 3 / 28. ب.
606

بحيرة الطبرية، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟
قلنا: هي كثيرة الماء، قال: إن ما يوشك أن يذهب! قال:
أخبروني عن عين زغر (1) قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل
في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة
الماء وأهلها يزرعون من مائها، قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل،
قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا:
نعم، قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه
من العرب وأطاعوه، قال: قد كان ذلك؟ قلنا نعم، قال: أما إن
ذلك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح الدجال،
وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا
أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، هما محرمتان
علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده
السيف صلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة
يحرسونها. ألا أخبركم هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة! ألا هل
كنت حدثتكم ذلك! فإنه أعجبني حديث تميم، إنه وافق الذي
كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة، ألا! إنه في بحر الشام

(1) زغر: بوزن صرد: عين بالشام من أرض البلقاء. النهاية 2 / 34. ب.
607

أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق
هو، من قبل المشرق ما هو (حم، م، (1) طب عن فاطمة
بنت قيس، زاد طب في آخره: بل هو في بحر العراق، بل هو في
بحر العراق، بل هو في بحر العراق، يخرج حين يخرج من بلدة
يقال لها أصبهان من قرية من قراها يقال لها رستقاباد يخرج حين
يخرج على مقدمته سبعون ألفا عليهم التيجان، معه نهران: نهر من
ماء ونهر من نار، فمن أدرك ذلك منهم فقيل له: ادخل الماء فلا
يدخله فإنه نار، وإذا قيل له: ادخل النار، فيدخلها فإنه ماء).
39702 (ش) حدثنا أبو أسامة ثنا مجالد أنبأنا عامر قال
أخبرتني فاطمة ابنة قيس قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
بالهاجرة فصلى ثم صعد المنبر فقام الناس فقال: أيها الناس!
اجلسوا فاني والله ما قمت مقامي هذا لأمر ينقصكم لرغبة ولرهبة
وذلك أنه صعد المنبر في ساعة لم يكن يصعده فيها ولكن تميما
أتاني فأخبرني إن رهطا من بني عمه ركبوا البحر فأصابتهم عاصف
من ريح ألجأتهم إلى جزيرة لا يعرفوها فقعدوا في قوارب السفينة

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن باب قصة الجساسة رقم 2942. ص.
608

حتى خرجوا إلى جزيرة فإذا هم بشئ أسود أهلب كثير الشعر
لا يدرون هو رجل أو امرأة قالوا له: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة
قالوا: أخبرينا ما أنت، قالت: ما أنا بمخبرتكم شيئا ولا سائلتكم
ولكن هذا الدير قد رمقتموه فأتوه فان فيه رجلا بالأشواق إلى أن
تخبروه ويخبركم، فانطلقوا حتى أتوا الدير فاستأذنوا فأذن لهم فدخلوا
عليه، فإذا هم بشيخ موثوق شديد الوثاق يظهر الحزن، شديد
التشكي، فسلموا عليه فرد عليهم السلام، فقال لهم: من أين أنتم؟
قالوا: من الشام، قال: من أنتم؟ قالوا: من العرب، قال: ما فعلت
العرب؟ خرج نبيهم بعد؟ قالوا: نعم، قال: ما فعل هذا الرجل
الذي خرج فيكم؟ قالوا خيرا، ناواه قومه دينه فأظهره الله عليه
فأمرهم أن يعبدوا الله، فيهم اليوم في جميع إلههم واحد ودينهم
واحد، قال: ذاك خير لهم، قال: ما فعلت عين زغر؟ قالوا
خيرا، يسقون منها زرعهم ويستقون منها لسقيهم: قال: ما فعل
نخل بين عمان وبيسان؟ قالوا: يطعم ثمره كل عام، قال: ما
فعلت بحيرة الطبرية؟ قالوا: ملاى تدفق جنباتها من كثيرة الماء،
فزفر ثلاث زفرات ثم قال: لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أرضا
إلا وطئتها برجلي هاتين إلا طيبة، ليس لي عليها سبيل ولا سلطان
609

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى هذا انتهي فرحي، هذه طيبة، والذي
نفسي بيده إن هذه طيبة! ولقد حرم الله حرمي على الدجال أن يدخله
ثم حلف صلى الله عليه وسلم: ما فيها طريق ضيق ولا واسع ولا جبل إلا وعليه
ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة، ما يستطيع الدجال أن يدخلها على
أهلها، قال مجالد: فأخبرني عامر قال: ذكرت هذا الحديث للقاسم
ابن محمد فقال القاسم: أشهد على عائشة لحدثتني هذا الحديث غير
أنها قالت: الحرمان عليه حرام: مكة والمدينة، قال عامر: فلقيت
المحرز بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة فقال: أشد على أبي أنه
حدثني كما حدثتك فاطمة، ما نقص حرفا واحدا غير أن أبي زاد فيه
بابا واحدا فقال: فخط النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو المشرق ما هو قريب
من عشرين مرة (ش).
39703 عن عبد الله بن عمرو قال: تجيشون الروم فيخرجون
أهل الشام من منازلهم فيستغيثون بكم فتغيثونهم، فلا يتخلف عنهم
مؤمن فيقتتلون فيكون بينكم قتل كثير، ثم تهزمونهم فينتهون إلى أسطوانة، إني
لاعلم مكانها عليهم، عندها الدنانير فيكتالونها بالتراس، فيلقاهم الصريخ
إن الدجال يحوش ذراريكم، فيلقون ما في أيديهم ثم يأتون (كر).
39704 عن عبد الله بن عمرو قال: يخرج الدجال من
610

كوثي أرض بالعراق، ثم قال: إن للأشرار بعد الأخيار عشرين ومائة
سنة لا يدري أحد من الناس متى يدخل أولها (ش).
39705 عن ابن مسعود: يخرج الدجال من كوثي (ش).
39706 عن أبي صادق قال قال عبد الله بن مسعود: إني
لاعلم أول أهل أبيات يقرعهم الدجال! أنتم أهل الكوفة (ش).
39707 عن مكحول قال: ما بين الملحمة وفتح القسطنطينية
وخروج الدجال إلا سبعة أشهر، وما ذاك إلا كهيئة العقد ينقطع
فيتبع بعضه بعضا (ش).
39708 (مسند ابن الجراح) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إنه لم يكن نبي بعد نوح إلا قد أنذر قومه الدجال، وإني
أنذركموه فوصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا بحلية لا أحفظها وقال: لعله
يدركه بعض من رآني أو سمع كلامي، قلنا: يا رسول الله! قلوبنا
يومئذ مثلها اليوم؟ قال: أو خير (ت، ع وأبو نعيم في
المعرفة) (1).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الدجال رقم (2235) وقال
حسن غريب. ص.
611

39709 عن علي أنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وصلى
على نبيه ثم قال: معاشر الناس! سلوني قبل أن تفقدوني يقولها
ثلاث مرات، فقام إليه صعصعة بن صوحان العبدي فقال: يا أمير
المؤمنين! متى يخرج الدجال؟ فقال مه يا صعصعة! قد علم الله
مقامك وسمع كلامك، ما المسؤول بأعلم بذلك من السائل، ولكن
لخروجه علامات وأسباب وهنات، يتلو بعضهن بعضا حذوا النعل
في حول واحد، ثم إن شئت أنبأتك بعلامته! فقال: عن ذلك
سألتك يا أمير المؤمنين! قال: فاعقد بيدك واحفظ ما أقول لك:
إذا أمات الناس الصلوات، وأضاعوا الأمانات، وكان الحكم ضعفا،
والظلم فخرا، وأمراؤهم فجرة، ووزراؤهم خونة، وأعوانهم ظلمة،
وقراؤهم فسقة، وظهر الجور، وفشا الزنا، وظهر الربا، وقططت
الأرحام، واتخذت القينات، وشربت الخمور، ونقضت العهود،
وضيعت العتمات (1) وتوانى الناس في صلاة الجماعات، وزخرفوا
المساجد، وطولوا المنابر، وحلوا المصاحف، وأخذوا الرشى، وأكلوا
الربا، واستعملوا السفاء، واستخفوا بالدماء وباعوا الدين بالدنيا، واتجرت

(1) العتمات: العتمة: وقت صلاة العشاء. وقد عتم الليل من باب ضرب.
وأعتمنا من العتمة كأصبحنا من الصبح. المختار 326. ب.
612

المرأة مع زوجها حرصا على الدنيا، وركب النساء على المنابر، وتشبهن
بالرجال، وتشبه الرجال بالنساء وكان السلام بينهم على المعرفة، وشهد
شاهدهم من غير أن يستشهد، وحلف من قبل أن يستحلف،
ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، وكانت قلوبهم أمر من
الصبر، وألسنتهم أحلى من العسل، وسرائرهم أنتن من الجيف،
والتمس النفقة لغير الدين، وأنكر المعروف وعرف المنكر،
فالنجاء النجاء والوحاء الوحاء! نعم السكن حينئذ عبادان! النائم
فيها كالمجاهد في سبيل الله، وهي أول بقعة آمنت بعيسى عليه الصلاة
والسلام، وليأتين على الناس زمان يقول أحدهم: يا ليتني كنت تبنة
في لبنة من بيت من بيوت عبادان! فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال:
يا أمير المؤمنين! ومن الدجال؟ قال: صافي بن صائد، الشقي من
صدقة، والسعيد من كذبه، ألا! إن الدجال يطعم الطعام ويشرب
الشراب ويمشي في الأسواق، والله تعالى عن ذلك، ألا! إن الدجال
طوله أربعون ذراعا بالذراع الأول، تحته حمار أقمر، طول كل أذن
من أذنيه ثلاثون ذراعا، ما بين حافر حماره إلى الحافر الآخر مسيرة
يوم وليلة، تطوى له الأرض منهلا، يتناول السحاب بيمينه،
ويسبق الشمس إلى مغيبها، يخوض البحر إلى كعبيه، أمامه جبل
613

دخان، وخلفه جبل أخضر، ينادي بصوت له يسمع به ما بين
الخافقين: " إلي أوليائي! إلي أوليائي! إلي أحبائي! إلي أحبائي!
فأنا الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، وأنا ربكم الاعلى "!
كذب عدو الله! ليس ربكم كذلك، ألا! إن الدجال أكثر
أشياعه وأتباعه اليهود وأولاد الزنا، يقتله الله تعالى بالشام على عقبة
يقال لها: عقبة أفيق، لثلاث ساعات يمضين من النهار، على يدي
عيسى ابن مريم، فعند ذلك خروج الدابة من الصفا، معها خاتم
سليمان بن داود وعصا موسى بن عمران، فتنكت بالخاتم جبهة كل
مؤمن: هذا مؤمن حقا حقا! ثم تنكت بالعصا جبهة كل كافر: هذا كافر
حقا حقا! ألا! إن المؤمن حينئذ يقول للكافر: ويلك يا كافر!
الحمد لله الذي لم يجعلني مثلك، وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن:
طوبى لك يا مؤمن! يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما،
لا تسألوني عما بعد ذلك، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن أكتمه
(ابن المنادي، وفيه حماد بن عمرو متروك عن السري بن قال، قال في
الميزان: لا يعرف، وقال الأزدي لا يحتج به).
39710 عن أنس قال: إن بين يدي الرجال لستا وسبعين
دجالا (ش).
614

ابن الصياد
39711 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقي ابن صياد ومعه أبو بكر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد
أني رسول الله؟ فقال ابن صياد: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول
صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى؟ فقال
ابن صياد: أرى عرشا على الماء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترى
عرش إبليس على البحر، قال: ما ترى: قال: أرى صادقين أو
كاذبين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبس عليه فدعوه، لبس عليه
فدعوه (ش) (1).
39712 عن جابر قال: فقدنا ابن صياد يوم الحرة (ش).
39713 عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال خبأ النبي
صلى الله عليه وسلم لابن صياد دخانا فسأله عما خبأ له فقال: دخ، فقال: اخسأ
فلن تعدو أصلك فلما ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القوم: وماذا قال؟
قال بعضهم:! دخ، وقال بعضهم بل: ذخ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: هذا وأنتم معي تختلفون! فأنتم بعدي أشد اختلافا (طب).

(1) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفتن باب ذكر ابن صياد
رقم 2925. ص.
615

39714 عن أبي ذر قال: لان أحلف عشرا أن ابن صياد
هو الدجال أحب إلي من أحلف واحدة أنه ليس به، وذلك لشئ
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم ابن صياد
فقال: سلها كم حملت به؟ فقالت: حملت به اثنى عشر شهرا. فأتيته
فأخبرته، فقال: سلها عن صيحته حيث وقع، قالت: صاح صياح
صبي ابن شهرين، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبأت لك
خبيئا، فقال: خبأت لي عظم شاة عفراء وأراد أن يقول: والدخان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ! فإنك لن تسبق القدر (ش).
39715 عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد: ما ترى؟
قال: أرى عرشا على البحر وحوله حياة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ذلك عرش إبليس (ش).
39716 عن ابن عمر قال: لقيت ابن صياد في طريق من
طرق المدينة فانتفخ حتى ملا الطريق فقلت: اخسأ! فإنك لن
تعدو قدرك، فانضم بعضه إلى بعض ومررت (ش).
39717 عن أم سلمة أن ابن صياد ولدته أمه مسرورا
مختونا (ش).
616

نزول عيسى عليه الصلاة والسلام
39718 عن نافع بن كيسان عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: ينزل عيسى (خ في تاريخه، كر).
39719 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر
الهند: يغزو الهند بكم جيش يفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوكهم
مغللين بالسلاسل يغفر الله ذنوبهم، فينصرفون حين ينصرفون فيجدون
ابن مريم بالشام (نعيم).
39720 عن أبي الأشعث الصنعاني قال سمعت أبا هريرة يقول:
يهبط عيسى ابن مريم فيصلي الصلوات ويجمع الجمع ويزيد في الحلال
كأني به تجذبه رواحله ببطن الروحاء حاجا أو معتمرا (كر).
39721 عن أبي هريرة قال: إن المساجد لتحدر لخروج
المسيح، وإنه سيخرج فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، ويؤمن به
من أدركه، فمن أدركه منكم فليقرئه مني السلام (ش).
39722 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لينزلن ابن
مريم حكما عدلا وفي لفظ: عادلا فليكسرن الصليب،
وليقتلن الخنزير، وليضعن الجزية، وليتركن القلاص فلا يسقي
617

وعليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إلى المال
فلا يقبله أحد (كر).
39723 عن أبي هريرة يرويه قال: لا تزال عصابة من أمتي
على الحق ظاهرين على الناس لا يبالون من خالفهم حتى ينزل عيسى ابن
مريم. قال الأوزاعي: فحدثت بهذا الحديث قتادة قال: لا أعلم
أولئك إلا أهل الشام (كر).
39724 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا تزال
عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين حتى ينزل عليهم عيسى ابن
مريم. قال الأوزاعي: فحدثت به قتادة فقال: لا أعلم أولئك إلا
أهل الشام (كر).
39725 عن ابن عباس قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى
ابن مريم على ذروة أفيق بيده حربة، يقتل الدجال (كر).
39726 عن ابن عباس قال: الدجال أول من يتبعه سبعون
ألفا من اليهود عليها السيجان وهي الأكسية من صوف أخضر،
يعني به الطيالسة ومعه سحرة اليهود يعملون العجائب ويراها الناس
فيظلونهم بها، وهو أعور ممسوح العين اليمنى، يسلطه الله على رجل
618

من هذه الأمة فيقتله ثم يضربه فيحييه، ثم لا يصل إلى قتله ولا
يسلط على غيره، وتكون آية خروجه: تركهم الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر، وتهاون بالدماء، وضيعوا الحكم، وأكلوا الربا
وشيدوا البناء، وشربوا الخمور، واتخذوا القيان، ولبسوا الحرير،
وأظهروا بزة (1) آل فرعون، ونقضوا العهد، وتفقهوا لغير الدين
وزينوا المساجد وخربوا القلوب، وقطعوا الأرحام، وكثرت القراء
وقلت الفقهاء، وعطلت الحدود، وتشبه الرجال بالنساء والنساء
بالرجال، فتكافى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، بعث الله عليهم
الدجال فسلط عليهم حتى ينتقم منه، ويتجاوز المؤمنون إلى بيت
المقدس، قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعند ذلك ينزل
أخي عيسى ابن مريم من السماء على جبل أفيق إماما هاديا وحكما
عدلا، عليه برنس له، مربوع الخلق، أصلت، سبط الشعر،
بيده حربة، يقتل الدجال، فإذا قتل الدجال تضع الحرب أوزارها
فكان السلم، فيلقى الرجل الأسد فلا يهيجه، ويأخذ الحية فلا
تضره، وتنبت الأرض كنباتها على عهد آدم ويؤمن به أهل الأرض
ويكون الناس أهل ملة واحدة (إسحاق بن بشر، كر).

(1) بزة: البزة الهيئة. النهاية 1 / 125. ب.
619

39727 عن ابن عباس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا
سكن بنوك السود ولبسوا السواد وكان شيعتهم أهل خراسان
لم يزل هذا الامر فيهم حتى يدفعوه إلى عيسى ابن مريم
(ابن النجار).
39728 عن عائشة قالت قلت: يا رسول الله! إني أرى أني
أعيش بعدك فتأذن لي أن أدفن إلى جنبك! فقال: وأنى لك
بذلك الموضع! ما فيه إلا موضع قبري وقبر أبي بكر وعمر وعيسى
ابن مريم (كر).
39729 عن يحيى بن جعدة قال: قالت فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عيسى ابن مريم مكث في
إسرائيل أربعين سنة (ع، كر).
39730 عن عبد الله بن عمر قال: ينزل عيسى ابن مريم فإذا
رآه الدجال ذاب كما تذوب الشحمة، فيقتل الدجال ويفرق عنه
اليهود فيقتلون حتى أن الحجر يقول: يا عبد الله للمسلم هذا
يهودي فتعال فاقتله (ش).
39731 عن ابن مسعود قال: إن المسيح ابن مريم خارج
قبل يوم القيامة وليستغن به الناس عمن سواه (كر).
620

يأجوج ومأجوج
39732 عن النواس بن سمعان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أريت أن ابن مريم يخرج من تحت المغارة البيضاء شرقي دمشق
واضعا يده على أجنحة الملكين بين ربطتين ممشقتين، إذا أدنى رأسه
قطر، وإذا رفع رأسه تحادر منه جمان كاللؤلؤ، يمشي وعليه السكينة
والأرض تقبض له، ما أدرك نفسه من كافر مات، ويدرك
نفسه حيث ما أدرك بصره حتى يدرك بصره في حصونهم وقرباتهم
حتى يدرك الدجال عند باب لد فيموت، ثم يعمد إلى عصابة من
المسلمين عصمهم الله بالاسلام، وينزل الكفار ينتفون لحاهم وجلودهم،
فتقول النصارى: هذا الدجال الذي أنذرناه وهذه الآخرة، ومن
مس ابن مريم كان من أرفع الناس قدرا، ويعظم مسه، ويمسح
على وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم من الجنة، فبينما هم فرحون بما هم
فيه إذ خرجت يأجوج ومأجوج فيوحى إلى المسيح أني قد أخرجت
عبادا لي لا يستطيع قتلهم إلا أنا فاحرز عبادي إلى الطور، فيمر
صدر يأجوج ومأجوج على بحيرة طبرية فيشربونها، ثم يقبل آخرهم
فيركزون رماحهم فيقولون: لقد كان ههنا مرة ماء، حتى إذا كانوا
حيال بيت المقدس قالوا: قد قتلنا من في الأرض فهلموا نقتل من في
621

السماء! فيرمون نبلهم إلى السماء، فيردها الله مخضوبة بالدم، فيقولون:
قد قتلنا من في السماء! ويتحصن ابن مريم وأصحابه حتى يكون
رأس الثور ورأس الجمل خيرا من مائة دينار اليوم (كر وقال:
كذا قال " المغارة " وهو تصحيف: وإنما هو " المنارة ").
39733 عن وهب بن جابر عن عبد الله بن عمرو أراه رفعه
قال: يأجوج ومأجوج من ولد آدم! قال: نعم، ومن ورائهم ثلاث
أمم: تأويل وتأريس ومنسك، يلد الرجل من صلبه ألفا
(ق، كر).
الخسف والمسخ
39734 عن عبد الرحمن بن صخار عن أبيه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يخسف بقبائل حتى يقال للرجل:
من نبي فلان، قال فعرفت أن العرب تدعى إن قبائلها وأن العجم
تدعى إلى قراها (ش).
39735 عن عبد الله بن عمر قال: تخرج معادن مختلفة
قريب يقال لها: فرعون ذهب يذهب إليه شرار الناس، وبينما
622

هم يعملون فيه إذ حسر لهم عن الذهب فأعجبهم معتملة إذ خسف به
وبهم (نعيم).
39736 عن عبد الله بن عمر قال، ليخسفن بالدار إلى جنب
الدار وبالدار إلى جنب الدار (ش).
39737 عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا بد من خسف
و مسخ ورجف! قالوا: يا رسول الله! في هذه الأمة قال: نعم،
إذا اتخذوا القيان، واستحلوا الزنا، وأكلوا الربا واستحلوا الصيد في
الحرم، ولبس الحرير، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
(ابن النجار)
الدابة
39738 عن ابن شوذب قال قال عمر: لا تخرج دابة الأرض
حتى لا يبقى في الأرض مؤمن (نعيم بن حماد).
39739 (من مسند حذيفة بن أسيد الغفاري) الدابة
تكون لها ثلاث خرجات من الدهر: فتخرج خرجة من أقصى
اليمن حتى ينشر ذكرها في أهل البادية ولا يدخل ذكرها القرية
623

يعني مكة، ثم تمكث زمانا طويلا بعد ذلك، ثم تخرج خرجة أخرى
قريبا من مكة فينتشر ذكرها في أهل البادية وينشر ذكرها بمكة ثم
تكمن زمانا طويلا، ثم بينما الناس يوما بأعظم المساجد على الله حرمة وخيرها وأكرمها
على الله المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي في ناحية المسجد ترغو ما بين الركن
والمقام إلى باب بني مخزوم على الخارج الخارج من المسجد تنفض عن رأسها التراب
فارفض الناس عنها شتى ومعا، وتثبت لها عصابة من المؤمنين وعرفوا
أنهم لن يعجزوا الله، فبدت بهم فجلت وجوههم حتى تجعلها كأنها
الكواكب الدرية، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ولا يعجزها
هارب حتى أن الرجل ليقوم يتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول
يا فلان الآن تصلي! فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ثم تذهب،
ويتجاور الناس في دورهم وفي أسفارهم ويشتركون في الأموال ويصطحبون
في الأمصار ويعرف المؤمن من الكافر، حتى أن المؤمن ليقول للكافر
يا كافر! أقضني حقي، وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن: يا مؤمن
أقضني حقي (ط، طب، ك وتعقب، ق، في البعث، وعبد بن
حميد في تفسيره عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري).
39740 عن عاصم بن حبيب بن صهبان قال: سمعت عليا على
المنبر يقول: إن دابة الأرض تأكل بفيها وتحدث من إستها،
624

فقال له رجل: أشهد أنك تلك الدابة! فقال له علي قولا
شديدا (عق).
الريح الصفراء
39741 عن عبد الله بن عمرو قال: يبعث ريحا غبراء قبل
يوم القيامة فتقبض روح كل مؤمن فيقال: فلان قبض روحه
وهو في المسجد، وفلان قبض روحه وهو في سوقه
(نعيم).
ذيل الاشراط
39742 (من مسند بريدة بن الخصيب) عن بريدة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأس مائة سنة تبعث ريح طيبة
باردة يقبض فيها روح كل مسلم (أبو نعيم).
نفخ الصور
39743 (من مسند ابن عباس) لما نزلت " فإذا نقر في
الناقور " قال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم
625

القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ! فقال أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم: فكيف نقول؟ قال قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل! على
الله توكلنا (ش، طب وابن مردويه، وهو حسن).
39744 عن الأرقم بن الأرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن وحنى الجبهة وأصغى
السمع ينتظر متى يؤمر! فلما سمعه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد
ذلك عليهم وقالوا: يا رسول الله! كيف نصنع؟ قال: قولوا:
حسبنا الله ونعم الوكيل (البارودي، وقال: كذا في كتابي فلا
أدري مني أو ممن حدثني! وقال أيوب: زيد بن أرقم).
البعث والحشر
39745 عن أنس قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله!
أين الناس يوم القيامة؟ قال: في خير أرض الله وأحبها إليه الشام
وهي أرض فلسطين والإسكندرية من خير الأرضين، المقتولون فيها
لا يبعثهم الله إلى غيرها، فيها قتلوا ومنها يبعثون ومنها يحشرون
ومنها يدخلون الجنة (كر وسنده ضعيف).
626

باب في أمور تقع بعد البعث
الحساب
39746 (من مسند بريدة بن الخصيب الأسلمي) عن
بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد إلا سيسأله رب العالمين
ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان (أبو نعيم).
39747 عن سليمان بن عامر حدثنا مقداد بن الأسود قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق
حتى تكون منهم مقدار ميل قال سليمان بن عامر: فوالله ما أدري
ما يعني بالميل المسافة أم الميل الذي يكحل به العين فيكون
الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى ركبتيه،
ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فمه (م ت كتاب الجنة رقم 2864).
39748 عن أبي موسى قال: يؤتى بالعبد يوم القيامة فيستره
ربه بينه وبين الناس فيرى خيرا فيقول: قد قبلت، ويرى سيئا
فيقول: قد غفرت، فيسجد عند الخير والشر، فيقول الناس:
طوبى لهذا العبد الذي لم يعمل شرا قط (ق في البعث، وقال:
627

هذا موقوف ولا يقوله إلا توقيفا).
39749 عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: من يحاسب الخلق يوم القيامة يا رسول الله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم
الله عز وجل، فقال الاعرابي: نجونا ورب الكعبة! فقال: وكيف
يا أعرابي؟ فقال: إن الكريم إذا قدر عفا (ابن النجار).
الشفاعة
39750 (مسند الصديق) عن أبي هنيدة البراء بن نوفل
عن والآن العدوي عن حذيفة عن أبي بكر رضي الله عنه قال: أصبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة ثم جلس حتى إذا كان من
الضحى ضحك ثم جلس مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل
ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى أهله، فقا الناس
لأبي بكر: ألا تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنه صنع اليوم شيئا لم
يصنعه قط؟ فسأله فقال: نعم، عرض علي ما هو كائن من أمر
الدنيا وأمر الآخرة، يجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد ففظع
الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم والعرق يكاد يلجمهم فقالوا: يا آدم!
أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله، اشفع لنا إلى ربك! قال:
628

لقد لقيت مثل الذي لقيتم فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين "
فينطلقون إلى نوح فيقولون: اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله
واستجاب لك دعائك ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا،
فيقول: ليس ذاكم عندي، انطلقوا إلى إبراهيم فان الله اتخذه خليلا
فينطلقون إلى إبراهيم فيقول: ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى
موسى فان الله كلمه تكليما، فيقول موسى: ليس ذاكم عندي ولكن
انطلقوا إلى عيسى ابن مريم، فإنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي
الموتى، فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى سيد ولد
آدم، فإنه أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، انطلقوا إلى محمد
فيشفع لكم إلى ربكم، فينطلق، فيأتي جبريل ربه عز وجل فيقول
الله تعالى: ائذن له وبشره بالجنة! فينطلق به جبريل فيخر ساجدا
قدر جمعة، ويقول الله تعالى: ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع
فيرفع رأسه، فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة أخرى، فيقول
الله تعالى له: ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع! فيذهب ليقع
ساجدا فيأخذ جبريل بضبعيه فيفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه
على بشر قط، فيقول: أي رب! خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر
629

وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، حتى أنه ليرد
على الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة. ثم يقال: ادعوا الصديقين،
فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الأنبياء، فيجئ النبي ومعه العصابة، والنبي
ومعه الخمسة والستة، والنبي وليس معه أحد، ثم يقال: ادعوا
الشهداء، فيشفعون لمن أرادوا، فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول الله:
أنا أرحم الراحمين! أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا!
فيدخلون الجنة، ثم يقول الله عز وجل: انظروا في النار هل تلقون
من أحد عمل خيرا قط؟ فيجدون في النار رجلا، فيقول له: هل
عملت خيرا قط؟ فيقول: لا، غير أني كنت أسامح الناس في البيع
فيقول الله: أسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي! ثم يخرجون من
النار رجلا، فيقول له: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا، غير
أني قد أمرت ولدي: إذا مت فأحرقوني بالنار ثم اطحنوني حتى إذا
كنت مثل الكحل فاذهبوا بي إلى البحر فأذروني في الريح فوالله
لا يقدر علي رب العالمين أبدا! فقال الله: لم فعلت ذلك؟ قال:
من مخافتك، فيقول الله تعالى: انظر إلى ملك أعظم ملك فان
لك مثله وعشرة أمثاله! فيقول: لم تستخر بي وأنت الملك! وذلك
الذي ضحكت منه من الضحى (حم، وابن المديني في كتابه تعليل
630

الأحاديث المسندة والدارمي، وابن راهويه، والحارث، والبزار وقال:
تفرد به البراء بن نوفل عن والآن ولا نعلمهما رويا إلا هذا الحديث،
وابن أبي عاصم في السنة، ع، والشاشي، وأبو عوانة، وابن خزيمة
وقال في أوله: إن صح الخبر، ثم قال في آخره: إنما استثنيت صحة
الخبر في الباب لأني في الوقت الذي ترجمت الباب لم أكن أحفظ عن
والآن خبرا غير هذا ولا راويا غير البراء ثم وجدت له خبرا ثانيا
وروايا آخر قد روى عنه مالك بن عمر الحنفي، حب، قط في
العلل وقال: والآن مجهول والحديث غير ثابت، والإصبهاني في
الحجة، ض).
39751 (مسند جابر بن عبد الله) عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شفاعتي
لأهل الكبائر من أمتي. قلت ما هذا يا جابر؟ قال: نعم يا محمد!
إنه من زادت حسناته فذاك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن
استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل
الجنة، وإنما شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه وأثقل ظهره
(ق في البعث، كر، ه‍).
39752 عن عوف بن مالك قال، عرس بنا رسول الله
631

صلى الله عليه وسلم فتوسد كل إنسان منا ذراع راحلته، فانتبهت في بعض الليل،
فإذا أنا لا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند راحلته، فأفزعني ذلك، فانطلقت
التمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بمعاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري
وإذا هما قد أفزعهما ما أفزعني، نحن كذلك إذ سمعنا هزيزا بأعلى
الوادي كهزيز الرحى، فأخبرناه بما كان من أمرنا، فقال نبي الله
صلى الله عليه وسلم:
أتاني الليلة آت من ربي عزو جل فخيرني بين الشفاعة وبين
أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، فقلت: أنشدك الله يا نبي الله
والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك! قال: فإنكم من أهل شفاعتي
فانطلقنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى الناس، فإذا هم قد
فزعوا حين فقدوا نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: أتاني آت من
ربي فخيرني بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت
الشفاعة، فقالوا ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك!
فلما انضموا عليه قال نبي الله صلى الله عليه وسلم، فاني أشهد من حضر أن شفاعتي
لمن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا (البغوي، كر).
39753 (مسند عبد الله بن بسر النصري والد عبد الواحد)
قال كر: له صحبة ورواية، عنه ابنه عبد الواحد وعمرو بن روبة عن
الأوزاعي عن عبد الواحد بن عبد الله بن بسر قال حدثني أبي قال:
632

بينما نحن بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه
يتهلل فقمنا في وجهه فقلنا: يا رسول! سرك الله! إنه ليسرنا ما نرى
من إشراق وجهك وتطلقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جبريل
أتاني آنفا فبشرني أن الله قد أعطاني الشفاعة، فقلنا: يا رسول الله!
أفي بني هاشم خاصة؟ قال: لا، فقلنا: أفي قريش عامة؟ قال:
لا، قلنا: في أمتك؟ قال: هي في أمتي للمذنبين المثقلين
(طب، كر).
39754 (من مسند ابن عباس) ما من نبي إلا وله دعوة
كلهم قد تنجزها في الدنيا وإني ادخرت دعوتي شفاعة لامتي يوم
القيامة، ألا! وإني سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من
تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد تحته آدم
فمن دونه ولا فخر، ويشتد كرب ذلك اليوم على الناس فيقولون:
انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر فليشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا،
فيأتون آدم فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته
وأسجد لك ملائكته! فاشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا، فيقول:
إني لست هناكم، إني أخرجت من الجنة بخطيئتي، فإنه لا يهمني
اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا نوحا أول النبيين، فيأتون نوحا فيقولون:
633

اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضي بيننا، فيقول: لست هناكم، إني دعوت
دعوة أغرقت أهل الأرض، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن
ائتوا إبراهيم خليل الله، فيأتون إبراهيم فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا
حتى يقضى بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني كذبت في الاسلام
ثلاث كذبات، فإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي والله ما حاول بهن
إلا عن دين الله، قوله: " إني سقيم " وقوله " بل فعله كبيرهم
هذا " وقوله لسارة: قولي: إنه أخي ولكن ائتوا موسى عبدا
اصطفاه الله برسالاته وبكلامه، فيأتون موسى فيقولون: اشفع لنا
إلى ربنا حتى يقضى بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني قتلت
نفسا بغير نفس، وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا عيسى
روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى
يقضى بيننا، فيقول: إني لست هناكم، إني اتخذت وأمي إلهين
من دون الله ولكن أرأيتم لو أن متاعا في وعاء قد ختم عليه أكان
يوصل إلى ما في الوعاء حتى يفض الخاتم؟ فيقولون لا، فيقول إن
محمد قد حضر اليوم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتيني
الناس فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا حتى يقضى بيننا، فأقول: أنا لها
حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى، فإذا أراد الله أن يقضي بين خلقه
634

نادى مناد: أين أحمد وأمته؟ فأقوم فتتبعني أمتي غر محجلون من
أثر الوضوء والطهور فنحن الآخرون الأولون، أول من يحاسب،
وتفرح لنا الأمم عن طريقنا، وتقوم الأمم: كادت هذه الأمة أن
تكون أنبياء كلها، فأنتهي إلى باب الجنة فأستفتح فيقال: من هذا؟
فأقول أحمد! فيفتح لي فأنتهي إلى ربي وهو على كرسيه فأخر
ساجدا فأحمد ربي بمحامد لم يحمده أحد بها قبلي ولا يحمده بها أحد
بعدي، فيقال لي: ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع
فيقال: فاذهب فأخرج من النار من كان في قلبه من الخير كذا
وكذا! فأنطلق فأخرجهم، ثم أرجع إلى ربي ساجدا فيقال
لي: ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع وسل تعطه فيحد لي حدا
فأخرجهم (ط، حم).
39755 عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم
الرجل أنا لشرار أمتي! فقال له رجل من مزينة: يا رسول الله!
أنت لشرارهم فكيف لخيارهم! قال: خيار أمتي يدخلون الجنة بأعمالهم
وشرار أمتي ينتظرون شفاعتي، ألا! إنها مباحة يوم القيامة
لجميع أمتي إلا رجل ينتقص أصحابي (الشيرازي في الألقاب
وابن النجار).
635

39756 عن ابن مسعود قال قال رجل: يا رسول الله! ما
المقام المحمود؟ قال: ذاك يوم ينزل الله عز وجل على عرشه فيئط
كما يئط الرجل الجديد من تضيقاته (الديلمي).
39757 عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال: انطلقت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض
إلينا من رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما في الناس أحد أحب إلينا
من رجل دخلنا عليه، فقال قائل منا: يا رسول! ألا سألت ربك
ملكا كملك سليمان؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: لعل
لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان! إن الله لم يبعث نبيا
إلا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذها وفي لفظ: اتخذ بها دنيا
فأعطيها، ومنهم من دعا على قومه لما عصوه فأهلكوا بها، وإن الله
أعطاني دعوة اختبأتها عند ربي شفاعة لامتي يوم القيامة (البغوي
وقال: لا أعلم روى ابن أبي عقيل غير هذا الحديث، وهو غريب لم
يحدث به إلا من هذا الوجه، وابن منده، كر).
39758 (مسند علي) عن حرب بن شريح قال قلت لأبي
جعفر محمد بن علي بن الحسين: جعلت فداك! أرأيت هذه الشفاعة
636

التي يتحدث بها بالعراق أحق هي؟ قال: شفاعة ماذا؟ قلت:
شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، قال: حق والله! إي والله! لحدثني عمي محمد بن
علي ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أشفع
لامتي حتى يناديني ربي فيقول: أرضيت يا محمد؟ فأقول: نعم
رضيت: ثم أقبل علي فقال: إنكم تقولون يا معشر العراق إن
أرجى آية في كتاب الله " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم "؟
قلت: إنا لنقول ذلك، قال: ولكنا أهل البيت نقول: إن أرجى
آية في كتاب الله " ولسوف يعطيك ربك فترضى " وهي
الشفاعة (ابن مردويه).
39759 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي
بيده! إني لسيد الناس يوم القيامة ولا فخر، وإن بيدي لواء الحمد
وإن تحته آدم ومن دونه ولا فخر، ينادي الله يومئذ آدم فيقول:
يا آدم! فيقول: لبيك رب وسعديك! فيقول: أخرج من ذريتك
بعث النار، فيقول: يا رب! وما بعث النار؟ فيقول: من كل
ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فيخرج ما لا يعلم عدده إلا الله،
فيأتون آدم فيقولون: يا آدم! أنت أكرمك الله وخلقك بيده ونفخ
637

فيك وروحه وأسكنك جنته وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع
لذريتك أن لا تحرق اليوم بالنار، فيقول آدم: ليس ذلك إلي اليوم
ولكن سأرشدكم، عليكم بنوح! فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح!
اشفع لذرية آدم، فيقول: ليس ذلك إلي اليوم ولكن عليكم بعبد
اصطفاه الله بكلامه ورسالته وصنع على عينه وألقى عليه محبة منه
موسى وأنا معكم، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى! أنت عبد
اصطفاك الله برسالته وبكلامه وصنعت على عينه وألقى عليك محبة
منه، اشفع لذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار! فيقول: ليس ذلك إلي
اليوم، عليكم بروح الله وكلمته عيسى! فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى
أنت روح الله وكلمته اشفع لذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فيقول:
ليس ذلك إلى اليوم ولكن سأرشدكم، عليكم بعبد جعله الله رحمة
للعالمين أحمد وأنا معكم! فيأتون أحمد فيقولون: يا أحمد جعلك الله
رحمة للعالمين، اشفع لذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار، فأقول: نعم،
أنا صاحبها، فآتي حتى آخذ بحلقة باب الجنة فيقال: من هذا؟
أحمد! فيفتح لي فإذا نظرت إلى الجبار لا إله إلا هو خررت
ساجدا، ثم يفتح لي من التحميد والثناء على الرب شيئا لا يفتح
لاحد من الخلق، ثم يقال: ارفع رأسك، سل تعطه، واشفع
638

تشفع، فأقول: يا رب! ذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار! فيقول
الرب جل جلاله: اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قدر قيراط من
إيمان فأخرجوه! ثم يعودون إلي فيقولون: ذرية آدم لا يحرقون
اليوم بالنار! فآتي حتى آخذ بحلقة الجنة فيقال: من هذا؟ فأقول:
أحمد! فيفتح لي فإذا نظرت الجبار لا إله إلا هو خررت ساجدا
مثل سجودي أول مرة ومثله معه، فيفتح لي من الثناء على الرب
والتحميد مثل ما فتح لي أول مرة، فيقال: ارفع رأسك، سل
تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب: ذرية آدم لا تحرق اليوم
بالنار! فيقول الرب: اذهبوا من وجدتم في قلبه مثقال دينار من
إيمان فأخرجوه! ثم آتي حتى أصنع مثل ما صنعت أول مرة
فإذا نظرت إلى الجبار عز جلاله خررت ساجدا فأسجد كسجودي
أول مرة ومثله معه، فيفتح لي من الثناء والتحميد مثل ذلك، ثم
يقال: ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع، فأقول: يا رب!
ذرية آدم لا تحرق اليوم بالنار! فيقول الرب: اذهبوا فمن وجدتم
في قلبه مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه، فيخرجون ما لا يعلم عدده
إلا الله ويبقى أكثر، ثم يؤذن لآدم في الشفاعة فيشفع لعشرة
آلاف ألف، ثم يؤذن للملائكة والنبيين فيشفعون، ثم يؤذن
639

للمؤمنين فيشفعون، وإن المؤمن يشفع يومئذ لأكثر من ربيعة
ومضر (كر).
الحوض
39760 عن عمرو بن مرة عن مرة عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا! إني فرطكم على
الحوض، أنظركم ومكاثر بكم الأمم فلا تسودوا بوجهي (ش).
39761 عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
على هذا المنبر: إني سلف لكم على الكوثر، بينا عليه إذا مر بكم
ارسالا فيخالف بهم فأنادي: هلم! فينادي مناد: ألا! إنهم قد
بدلوا بعدك، فأقول: ألا سحقا (ش) (1).
39762 (مسند أسامة) أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن
عبد المطلب يوما فلم يجده فسأل امرأته عنه وكانت من بني النجار
فقالت: خرج بأبي أنت آنفا عامدا نحوك فاطمة أخطاك في بعض

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب اثبات الحوض.)
رقم 3391. ص.
640

أزقة بني النجار، أفلا تدخل يا رسول الله؟ فدخل فقدمت إليه حيسا
فأكل منه، فقالت يا رسول الله؟ هنيئا لك ومريئا! لقد جئت
وأنا أريد أن آتيك أهئك وأمرئك، أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت
نهرا في الجنة يدعى الكوثر! قال: أجل، وعرصته ياقوت ومرجان
وزبرجد ولؤلؤ، قالت: أحببت أن تصف لي حوضك بصفة أسمعها
منك، فقال: هو ما بين أيلة وصنعاء، فيه أباريق ميل عدد النجوم
وأحب واردها على قومك يا بنت فهد يعني الأنصار (طب، ك،
قال الحافظ ابن حجر في الأطراف: فيه حرام بن عثمان
ضعيف جدا) (1).
39763 (مسند أنس) عن ابن شهاب أنه سمع أنس بن
مالك يقول في الكوثر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو نهر أعطانيه ربي
أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيها طيور أعناقها كأعناق
الجزر، فقال عمر بن الخطاب: إنها يا رسول الله لناعمة، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكلها أنعم منها (ق في البعث).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 363) وقال رواه الطبراني وفيه
حرام بن عثمان وهو متروك. ص.
641

39764 عن أبان عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما
عرج بي إلى السماء أتيت على نهر في السماء السابعة عجاج يطرد
أقوم من السهم وإذا حافتاه قباب در مجوف، فقلت: ما هذا
يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فذقته فإذا هو
أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن، فضربت بيدي إلى حمأته
فإذا حمأته مسكة ذفرى، وضربت بيدي إلى رضراضه فإذا در
(ابن النجار).
39765 عن أنس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
قد أعطيت الكوثر! فقلت: يا رسول الله! وما الكوثر؟ قال:
نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه
أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث أبدا، لا يشربه إنسان
أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي (أبو نعيم).
الصراط
39766 عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله
عز وجل يدعوا الناس يوم القيامة بأمهاتهم سترا منه على عباده، وأما
عند الصراط فان الله يعطي كل مؤمن نورا وكل مؤمنة نورا وكل
642

منافق نورا، فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات
فقال المنافقون: انظرونا نقتبس من نوركم! وقال المؤمنون: ربنا أتمم
لنا نورنا! فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا (طب).
39767 عن رجل من كندة قال: دخلت على عائشة وبيني
وبينها حجاب فقلب: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه يأتي عليه
ساعة لا يملك فيها لاحد شفاعة؟ فقالت: لقد سألته وإنا لفي شعار
واحد فقال: نعم، حين يوضع الصراط، وحين تبيض وجوه
وتسود وجوه، وعند الجسر حين يسجر ويستحد حتى يكون مثل
شفرة السيف ويسجر حتى يكون مثل الجمرة، فأما المؤمن فيجوزه
ولا يضره، وأما المنافق فينطلق حتى إذا كان في وسطه حرق قدميه
فيهوي بيده إلى قدميه فهل رأيت من رجل يسعى حافيا فيأخذ
شوكة حتى يكاد ينفذ قدميه! فإنه كذلك يهوي بيديه إلى قدميه،
فتضربه الزبانية بخطاف في ناصيته فيطرح في جهنم يهوي فيها خمسين
عاما، فقلت: أيثقل؟ قال يثقل خمس خلفات، " فيومئذ يعرف
المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام " (عب) (1).

(1) ذكره السيوطي في الدر المنثور: 6 / 145 وابن كثير قال: حديث غريب. ص
643

الميزان
39768 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله
يعتذر إلى آدم يوم القيامة بثلاثة معاذير: يقول الله تعالى: يا آدم!
لولا أني لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والخلف وأوعدت عليه
لرحمت اليوم ذريتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب،
ولكن حق القول مني لمن كذب رسلي وعصى أمري لأملأن جهنم
منهم أجمعين، ويقول الله تبارك وتعالى: يا آدم! إني لا أدخل أحدا
من ذريتك النار ولا أعذب أحدا منهم بالنار إلا ما علمت في سابق
علمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شر ما كان فيه لم يراجع ولم
يعتب، ويقول له: يا آدم! قد جعلتك اليوم حكما بيني وبين
ذريتك، قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم، فمن
رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة، حتى تعلم أني لا
أدخل النار منهم إلا ظالما (الحكيم).
الجنة
39769 عن قيس بن أبي حازم قال: خطب عمر بن الخطاب
الناس ذات يوم فقال في خطبته: إن في جنات عدن قصرا له
644

خمسمائة باب، على كل باب خمسة آلاف من الحور العين، لا
يدخله إلا نبي، ثم التفت إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هنيئا لك
يا صاحب القبر! ثم قال: أو صديق، ثم التفت إلى قبر أبي بكر
فقال: هنيئا لك يا أبا بكر! ثم قال: أو شهيد، ثم أقبل على نفسه
فقال: أني لك الشهادة يا عمر! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة
إلى هجرة المدينة قادر أن يسوق إلي الشهادة (طس، كر).
39770 عن مجاهد قال: قرأ عمر على المنبر " جنات عدن "
فقال: أيها الناس! هل تدرون ما " جنات عدن "؟ قصر في
الجنة له عشرة آلاف باب، على كل باب خمسة وعشرون ألفا من
الحور العين، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد (ش وابن
منذر وابن أبي حاتم).
39771 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حين خلق الله
جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأيت ولا خطر على قلب بشر ثم قال
لها تكلمي! فقالت " قد أفلح المؤمنون " (كر).
39772 عن ابن مسعود قال: إن أنهار الجنة تفجر من
جبل مسك (ق في البعث وصححه).
645

39773 (مسند علي) عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت
عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جنة عدن قضيب غرسه الله بيده
ثم قال: كن! فكان (ابن مردويه).
39774 عن علي في قوله تعالى " وسيق الذين اتقوا ربهم
إلى الجنة زمرا " حتى إذا جاؤها وجدوا عند باب الجنة شجرة
تخرج من أصلها عينان فعمدوا إلى إحداهما فكأنما أمروا بها فاغتسلوا
وفي رواية: فتوضؤا بها فلا تشعث رؤسهم بعد ذلك أبدا ولا
تغير جلودهم أبدا فكأنما ادهنوا بالدهان وجرت عليهم نضرة النعيم،
ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فطهرت أجوافهم فلا يبقى في
بطونهم قذى ولا أذى ولا سوء إلا خرج، وتتلقاهم الملائكة على
باب الجنة " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " وتتلقاهم الولدان
كاللؤلؤ المكنون وكاللؤلؤ المنثور يخبرونهم بما أعد الله لهم، يطيفون
بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم، يقولون: أبشروا! أعد الله
لك كذا وكذا وأعد لك كذا، ثم يذهب الغلام منها إلى الزوجة
من أزواجه فيقول: قد جاء فلان باسمه الذي يدعى به في الدنيا
الفرح حتى تقوم أسكفة بابها فتقول: أنت رأيته! فيجئ فينظر
إلى تأسيس بنيانه على جندل اللؤلؤ من بين أخضر وأصفر وأحمر
646

من كل لون، ثم يجلس فإذا ذرابي مبثوثة، ونمارق مصفوفة،
وأكواب موضوعة، ثم يرفع رأسه إلى سقف بنيانه فلو لا أن
الله تبارك وتعالى سخر ذلك له لألم أن يذهب بصره، إنما هو مثل
البرق، ثم يتكئ على أريكة من أرائكه ثم يقول: الحمد لله الذي
هدانا لهذا الآية (ابن المبارك، عب، ش، وعبد بن حميد، وابن
راهويه، وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، وابن أبي حاتم، وابن جرير،
ع، والبغوي في الجعديات، وأبو نعيم في صفة الجنة، وابن مردويه،
ق في البعث، ض، قال الحافظ ابن حجر في المطالب (1) العالية:
هذا حديث صحيح وحكمه حكم المرفوع إذ لا مجال للرأي في مثل
هذه الأمور).
أهل الجنة
39775 عن عمر قال: جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: يا محمد! أفي الجنة فاكهة؟ قال: نعم، فيها فاكهة ونخل
ورمان، قالوا: أفتأكلون كما تأكلون في الدنيا؟ قال: نعم وأضعاف
ذلك، قالوا: فتقضون الحوائج؟ قال: لا، ولكن يعرقون ثم

(1) أورده ابن حجر في المطالب العالية (4 / 400) رقم 4674. ص.
647

يرشحون فيذهب الله ما في بطونهم من أذى (الحارث وعبد بن
حميد وابن مردويه وسنده ضعيف).
39776 عن بريدة بن الخصيب أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله! هل في الجنة خيل؟ قال: إن يدخلك الله الجنة فلا
تشاء تركب على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث
شئت، فجاء رجل آخر فقال: يا رسول الله! هل في الجنة إبل؟ فلم
يقل له مثل ما قال لصاحبه، قال: إن يدخلك الله الجنة يكن لك
فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك (أبو نعيم، كر).
39777 عن أبي أمامة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل
يجامع أهل الجنة؟ قال: نعم، دحاما دحاما ولكن لا مني ولا
منية (ع، كر).
39778 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أهل
الجنة في مجلس لهم إذ لمع لهم نور غلب من نور الجنة فرفعوا
رؤسهم فإذا الرب تبارك وتعالى قد أشرف عليهم فقال سبحانه:
سلوني! فقالوا: نسألك الرضاء عنا! فقال: رضائي أحلكم داري
وأنيلكم كرامتي وهذا أوانها فسلوا! فيقولون: نسألك الزيارة إليك!
648

فيؤتون بنجائب من نور تضع حوافرها عند منتهى طرفها، وتقودهم
الملائكة بأزمتها فينتهي بهم إلى دار السرور فينصبغون بنور الرحمن
ويسمعون قوله: مرحبا بأحبابي وأهل طاعتي! ارجعوا بالتحف إلى
منازلكم ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية " نزلا من غفور رحيم " (ابن
النجار، وفيه سليمان بن أبي كربة، قال عد: عامة أحاديثه
مناكير).
39779 عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل: هل
يمس أهل الجنة أزواجهم؟ قال: نعم بذكر لا يمل وشهوة لا
تنقطع (كر).
29780 عن حسناء بنت معاوية قالت حدثني عمر قال قالت:
يا رسول الله! من في الجنة؟ قال: النبي في الجنة، والشهيد في
الجنة، والمولود في الجنة، والموؤودة في الجنة (أبو نعيم).
39781 (مسند علي) عن أبي فروة يزيد بن محمد بن
يزيد بن سنان الرهاوي ثنا أبي إسماعيل بن زياد عن جرير بن سعيد
عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة عن علي قال قلت:
يا رسول الله! " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " قلت كلهم
649

ركبانا؟ قال: يا علي! والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم
استقبلوا بأينق عليها رحال الذهب، شرك نعالهم نور يتلألأ،
فيسيرون عليها حتى ينتهوا إلى باب الجنة، فإذا حلقة من ياقوت على
صفائح الذهب، وإذا عند باب الجنة شجرة ينبع من أصلها عينان
فيشربون من إحدى العينين، فإذا بلغ الشراب الصدر أخرج الله
ما في صدورهم من غل أو حسد أو بغي، وذلك قول الله تعالى
" ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " فلما
انتهى الشراب إلى البطن طهرهم من دنس الدنيا وقذرها، وذلك
قول الله تعالى " وسقاهم ربهم شرابا طهورا " ثم اغتسلوا من الأخرى
فجرت عليهم نضرة النعيم، فلا تشعث أبدانهم ولا تغير ألوانهم
أبدا، فيضربون بالحلقة على الصفائح، فيسمع لذلك طنين، فيبلغ
كل حوراء أن زوجها قدم فتبعث بقيمها، فلو لا أنه عرفه نفسه
لخر له ساجدا من النور والبهاء والحسن، فيقول: يا ولي الله! إنما
أنا قيمك الذي وكلت بمنزلك، فينطلق وهو بالأثر حتى ينتهي
به إلى قصر من فضة شرفه الذهب، يرى ظاهره من باطنه
وباطنه من ظاهره، فيقول: لمن هذا؟ فيقول الملك: هو لك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو مات أحد من الفرح لمات! فيريد أن
650

يدخله، فيقول له: أمامك! فلا يزال يمر به على قصوره وعلى
خيامه وعلى أنهاره حتى يمر به على غرفة من ياقوتة من أسفلها إلى
أعلاها مائة ألف ذراع، قد بنيت على جبال الدر والياقوت، بين
أبيض وأحمر وأخضر وأصفر، ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها
في الغرفة سرير عرضه فرسخ في طول ميل، عليه من الفرش على
قدر سبعين غرفة بعضها فوق بعض، فرشه لو وسريره لون، على
رأس ولي الله تاج، لذلك التاج سبعون ركنا، في كل ركن منها
ياقوتة تضئ مسيرة ثلاث للمتعب، ووجهه مثل القمر ليلة البدر،
وعليه طوق ووشاحان، له نور يتلألأ، وفي يده ثلاثة أسورة: سوار
من ذهب وسوار من فضة وسوار من لؤلؤ، وذلك قوله " يحلون
فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا " وعليه سبعون حلة من حرير
مختلفة الألوان على رقة الشقائق النعمان، وذلك قوله تعالى " ولباسهم
فيها حرير " يهتز السرير فرحا وشوقا إلى ولي الله فاتضع له حتى
استور عليه، وينظر إلى أساس بنيانه يسترقه مخافة أن يلتمع ذلك
النور بصره، فبينما هو كذلك إذ أقبلت حوراء عيناء معها سبعون
جارية وسبعون غلاما وعليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء
الحلل والجلد والعظم كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء
651

وكما يرى السلك في الدرة الصافية، فلما عاينها نسي كل شئ عاينه
قبلها، فتستوي على السرير معه، فيضرب بيده إلى نحرها فيقرأ ما
في كبدها فإذا هو مكتوب: أنا حبك وأنت حبي، إليك انتهت
نفسي، وذلك قوله " كأنهن الياقوت والمرجان " يشبه في بياض
اللؤلؤ، فيتنعم معها سبعين سنة لا تنقطع شهوتها ولا شهوته،
فبينما هم كذلك إذا أقبل الملائكة وللغرفتين سبعون باب أو سبعون
ألف باب على كل باب حاجب فتقول الملائكة: استأذنوا على ولي
الله! فتقول الحجبة: إنه ليتعاظمنا أن نستأذن لكم، إنه مع أزواجه
فيقولون: الملائكة بالباب يستأذنون عليك! فيقول: ائذنوا لهم ثم
تلا النبي صلى الله عليه وسلم " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم
بما صبرتم فنعم عقبى الدار " قال: وتلا النبي صلى الله عليه وسلم " وإذا رأيت
ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا فلا تدخل الملائكة عليهم إلا بإذن،
والأنهار تطرد من تحت مساكنه، والثمار متدلية عليه إن شاء
تناولها بفيه، وإن شاء تناولها متكئا، وإن شاء تناولها قاعدا، وإن
شاء تناولها قائما " وأنهار من ماء غير آسن " ليس فيها كدر
- والآسن الذي يتغير كما يتغير ماء الدنيا " وأنهار من لبن "
لم يخرج من بين الفرث والدم ولا من ضروع الماشية " وأنهار من
652

خمر " لم يطأها الرجال بأرجلها " لذة للشاربين " لا تصدع رؤسهم
ولا تغلبهم على عقولهم " وأنها من عسل مصفى " من موم العسل
لم يخرج من بطون النحل، فبينما هو كذلك مرة يتنعم مع أزواجه
ومرة يؤتى بغذائه، ومرة يؤتى بشرابه، ومرة تستأذن عليه
الملائكة، ومرة يزور ربه فيكلمه عز وجل، ومرة يزور الاخوان
في الله، فبينا هو كذلك إذ نور قد غشيه فقال بعضهم: ما هذا
النور الذي غشي أهل الجنة؟ فيقول الملائكة: هذه الحوراء أشرقت
من خيمتها فرحا وشوقا إليك، فما غشيك من نور فهو من نور
ثغرها (ابن مردويه ويزيد بن سنان (1) والثلاثة فوقه ضعفاء).
39782 عن عبد الله بن عبد الرحمن الزهري قال: دخل هشام بن عبد الملك
المسجد الحرام فنظر إلى محمد بن علي بن الحسين وقد أحدق به الناس
فأرسل إليه فقال: أخبرني عن يوم القيامة ما يأكل الناس فيه وما
يشربون، فقال محمد بن علي للرسول: قل له يحشرون على مثل فرصة
النقي فيها أنها تفجر (كر).

(1) يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي مولى تميم ضعفه ابن معين واحمد وقال
البخاري مقارب الحديث توفى سنة 155 ه‍ تركه النسائي. ميزان
الاعتدال للذهبي 4 / 427. ص.
653

39783 (مسند علي) عن الحارث عن علي قال: إن الرجل
من أهل الجنة يشتاق إلى أخيه في الله، فيؤتى بنجيبة من نجائب
الجنة، فيركبها إلى أخيه، وبينه وبينه مسيرة ألف ألف عام بقدر
مسير أحدكم فرسخا أو فرسخين، فيلقاه ويعانقه (ابن فيل في
جزئه، وفيه خالد بن يزيد القسيري، قال عد: أحاديثه لا
يتابع عليها).
النار
39784 عن عمر بن الخطاب قال: جاء جبريل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم في حين غير حينه الذي كان يأتي فيه، فقام إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا جبريل! ما لي أراك متغير اللون؟ قال: ما جئتك
حتى أمر الله عز وجل بمفاتيح النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا جبريل! صف لي النار وانعت لي جهنم! فقال جبريل: إن
الله تبارك وتعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم
أمر فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أمر فأوقد عليها ألف
عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضئ شررها ولا يطفأ
لهبها، والذي بعثك بالحق لو أن قدر ثقب إبرة فتح من جهنم لمات
654

من في الأرض كلهم جميعا من حره، والذي بعثك بالحق! لو أن
ثوبا من ثياب النار علق بين السماء والأرض لمات من في الأرض
جميعا من حره، والذي بعثك بالحق! لو أن خازنا من خزنة جهنم
برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه لمات من في الأرض كلهم من قبح
وجهه ومن نتن ريحه، والذي بعثك بالحق! لو أن حلقة من حلق
سلسلة أهل النار التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا
لأرفضت وما تقارت حتى تنتهي إلى الأرض السفلى، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا ينصدع قلبي فأموت! فنظر رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى جبريل وهو يبكي فقال: تبكي يا جبريل وأنت من الله
بالمكان الذي أنت به! فقال: وما لي لا أبكي! أنا أحق بالبكاء،
لعلي أكون في علم الله على غير الحال التي أنا عليها، وما أدري لعلي
أبتلى بما ابتلي به إبليس فقد كان من الملائكة وما أدري لعلي أبتلى
بما ابتلي هاروت وماروت، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل،
فما زالا يبكيان حتى نوديا أن يا جبريل ويا محمد! إن الله قد آمنكما
أن تعصياه، فارتفع جبريل، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من
الأنصار يضحكون ويلعبون فقال: أتضحكون ووراءكم جهنم! فلو
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما أسغتم الطعام
655

والشراب، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى! فنودي
يا محمد! لا تقنط عبادي، إنما بعثتك ميسرا ولم أبعثك معسرا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا (طس وقال: تفرد به سلام
الطويل، قال في المغني: تركوه) (1).
39785 عن طارق بن شهاب قال: جاء يهودي إلى عمر بن
الخطاب فقال: أرأيت قوله تعالى " وجنة عرضها السماوات والأرض "
فأين النار؟ فقال عمر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. أجيبوه، فلم يكن
عندهم فيها شئ، فقال عمر: أرأيت النهار إذا جاء الليل يملأ الأرض
فأين الآخر؟ قال: حيث شاء فقال اليهودي، والذي نفسي بيده
يا أمير المؤمنين! إنها لفي كتاب الله المنزل كما قلت (عبد بن حميد
وابن جرير وابن المنذر وابن خسرو وهو لفظه).
39786 عن عبادة بن الصامت أنه قام على سور بيت المقدس
الشرق فبكى فقيل: ما يبكيك؟ قال: من ههنا أخبرنا النبي
صلى الله عليه وسلم أنه رأى جهنم (كر).

(1) سلام بن سلم الطويل قال في المغني: 1 / 270 ضعيف وهكذا قال في
الميزان: 2 / 175 ضعيف لا يكتب حديثه. ص.
656

39787 عن أبي أسامة قال: رأيت عبادة بن الصامت على
سور بيت المقدس وهو يبكى، فقلت: ما يبكيك؟ قال: من
ههنا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى مالكا يقلب الجمر
كالقطف (كر).
39788 عن علي قال: إن أبواب جهنم سبعة بعضها فوق
بعض فيملأ الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع حتى تملأ كلها
(ابن المبارك، ش حم في الزهد وهناد وعبد بن حميد وابن أبي
الدنيا في صفة النار وابن جرير وابن أبي حاتم، ق في البعث).
39789 عن حطان بن عبد الله قال قال علي: أتدرون كيف
أبواب جهنم؟ قلنا: كنحو هذه الأبواب، قال لا ولكنها هكذا
ووضع يده فوق يد وبسط يده على يده (حم في الزهد وعبد بن حميد).
39790 تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط
رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته (حم، ت: حسن
صحيح غريب، وابن أبي الدنيا في صفة النار، ع، كر، ص عن
أبي سعيد في قوله " وهم فيها كلحون " قال فذكره) (1).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم باب ما جاء في صفة طعام أهل الجنة
رقم 2590 وقال حسن صحيح غريب ص.
657

39791 عن عمر قال: لما كان ليلة أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لجبريل: أرني مالكا خازن النار، فوقف به عليه فقال: يا مالك
هذا محمد رسول الله، قال: وقد بعث؟ قال: نعم، هو هذا واقف
عليك! فنظر إليه رسول الله فإذا هو رجل عابس مغضب يعرف
الغضب في وجهه فقال: يا مالك! صف لي جهنم، قال: يا محمد!
والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من السلسلة التي ذكرها الله وضعت
على جبال الدنيا لذابت حتى تبلغ تخوم الأرض السفلي، يا محمد!
إن في جهنم واديا يستعيذ بالله من جهنم في كل يوم سبعين مرة،
وإن في ذلك الوادي بئرا تستعيذ بالله من ذلك الوادي ومن جهنم
سبعين مرة، وإن في البئر جبا يستعيذ بالله من ذلك البئر ومن ذلك
الوادي ومن جهنم سبعين مرة وإن في ذلك الجب حية تستعيذ مرة
أعدها الله للفسقة من حملة القرآن من أمتك (ابن مردويه وفيه
عمر بن راشد المديني، قال أبو حاتم: وجدت حديثه كذبا). أهل النار
39792 (مسند الصديق) عن أبي بكر الصديق قال:
ضرس الكافر مثل أحد وجلده أربعون ذراعا (هناد).
658

39793 (من مسند سمرة بن جندب) رأيت الليلة رجلين
أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فإذا رجل جالس
ورجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد فيدخله في شدقه
فيشقه حتى يبلغ قفاه ثم يخرجه فيدخله في شدقه الآخر ويلتئم هذا
الشدق فهو يفعل ذلك به قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقت
معهما فإذا رجل مستلق على قفاه ورجل قائم بيده فهر أو صخرة
فيشدخ بها رأسه فيتدهده الحجر فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما
كان فيصنع مثل ذلك، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق: فانطلقت
معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع توقد
تحته نار فيه رجال ونساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن
يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها، فقلت: ما هذا؟ قالا لي: انطلق،
فانطلقت فإذا نهر من دم فيه رجل وعلى شاطئ النهر رجل بين
يديه حجارة فيقبل الرجل الذي في النهر فإذا دنا ليخرج رمى في
فيه حجرا فرجع إلى مكانه فهو يفعل به ذلك، فقلت: ما هذا؟
قالا لي: انطلق، فانطلقت معهما فإذا روضة خضراء وإذا فيها شجرة
عظيمة وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان وإذا رجل قريب منه وبين
يديه نار فهو يحشها ويوقدها فصعدا بي في شجرة فأدخلاني دارا لم
659

أر دارا قط أحسن منها فإذا فيها رجال شيوخ وشباب وفيها نساء
وصبيان، فأخرجاني منها فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دارا هي
أحسن وأفضل منها فيها شيوخ وشباب فقلت لهما: إنكما قد طوفتماني
فأخبراني عما رأيت! قالا: نعم، أما الرجل الأول الذي رأيت فإنه
رجل كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق فهو يصنع به
ما رأيت إلى يوم القيامة ثم يصنع الله تبارك وتعالى به ما شاء، وأما
الرجل الذي رأيت مستلقيا فرجل آتاه الله تعالى القرآن فنام عنه
بالليل ولم يعمل بما فيه بالنهار فهو يفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة
وأما الذي رأيت في التنور فهم الزناة، وأما الذي رأيت في النهر
فذلك آكل الربا، وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة فذلك
إبراهيم عليه السلام، وأما الصبيان الذين رأيت فأولاد الناس، وأما
الرجل الذي رأيت يوقد النار فذلك مالك خازن النار وتلك النار
وأما الدار التي دخلت أولا فدار عامة المؤمنين، وأما الدار الأخرى
فدار الشهداء، وأنا جبريل وهذا ميكائيل. ثم قالا لي: ارفع رأسك
فرفعت فإذا كهيئة السحاب فقالا لي: وتلك دارك، فقلت لهما:
دعاني أدخل داري؟ فقالا: قد بقي لك عمر لم تستكمله، فلو استكملته
دخلت دارك (حم، خ، م وابن خزيمة، حب، طب عن سمرة).
660

39794 (أيضا) عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن
جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوما المسجد فقال: أيكم رأى رؤيا
فليحدث بها! فلم يحدث أحد بشئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني
رأيت رؤيا فاستمعوا مني! بينا أنا نائم إذ جاءني رجل فقال: قم!
فقمت، قال امضه، فمضيت ساعة فإذا أنا برجلين رجل قائم والآخر
نائم، والقائم يجمع الحجارة ويضرب بها رأس النائم فيشدخه، فإلى أن يجئ
بحجر آخر عاد رأسه كما كان، فقلت: سبحان الله! ما هذا؟ فقال
امض أمامكم، فمضيت ساعة فإذا برجلين رجل جالس وآخر قائم وفي
يده حديدة فيضعها في شدقه فيمده حتى يبلغ حاجته ثم ينزعه وهذا
يمد الجانب الآخر فإذا مد هذا عاد هذا كما كان، فقلت: سبحان الله
ما هذا؟ قال: امض، أمامك، فمضيت ساعة فإذا أنا بنهر من دم
وفيه رجل يسبح وعلى شاطئ النهر رجل يجمع حجارة قد أحماها
قد تركها مثل الجمرة كلما دنا منه ألقمه حجرا للذي في الدم فيرجع،
فقلت: سبحان الله! ما هذا؟ قال: امض أمامك، فمضيت ساعة
فإذا أنا بروضة قد ملئت أطفالا ووسطهم رجل يكاد يرى رأسه
طولا في السماء، قلت: سبحان الله! ما هذا؟ قال امض أمامك،
فمضيت ساعة فإذا أنا بشجرة لو اجتمع تحتها الخلق لأظلتهم وتحتها
661

رجلان واحد يجمع حطبا والآخر يوقد، قلت: سبحان الله! ما
هذا؟ قال: ارقه، فرقيت ساعة فإذا أنا بمدينة مبنية من ذهب
وفضة وإذا أهلها شق منهم سود وشق منهم بيض، فقلت:
سبحان الله! ما هذا؟ قال: امض أمامك، هل تدري أين مآبك؟
قلت: مآبي عند الله عز وجل، قال: صدقت، قال: انظر إلى
السماء، فإذا أنا برائبة، قال ذلك مآبك، قلت: ألا تخبرني عما
رأيت؟ قال: لا تفارقني وسلني عما بدا لك وإذا بمدينة أوسع منها
ووسطها نهر ماؤه أشد بياضا من اللبن فيه رجال مشمرون يشدون
إلى المدينة الأخرى فيضفونهم في ذلك النهر فيخرجون بيضا نقاء،
قلت: أخبرني عن هذه المدينة الأخرى! قال: تلك الدنيا فيها ناس
خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، تابوا فتاب الله عليهم، قلت: فالرجلان
اللذان كانا يوقدان النار تحت الشجرة؟ قال: ذلك ملكا جهنم
يحمون جهنم لأعداء الله عز وجل يوم القيامة، قلت: فالروضة؟ قال:
أولئك الأطفال وكل بهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام يربيهم إلى
يوم القيامة، قلت: فالذي يسبح في الدم؟ قال: ذاك صاحب الربا
ذاك طعامه في القبر إلى يوم القيامة، قلت: فالذي يشدخ رأسه؟
قال: ذاك رجل تعلم القرآن ونام عنه حتى نسيه ولا يقرأ منه شيئا،
662

كلما رقد دقوا رأسه في القبر إلى يوم القيامة، لا يدعونه ينام،
وسألته عن الذي يشق شدقه؟ قال: ذاك رجل كذاب (قط
في الافراد، كر).
39795 (أيضا) عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة: إني
أتاني الليلة آتيان فابتعثاني وقالا لي: انطلق! فانطلقت معهما، وإذا
نحن أتينا على رجل مضطجع فإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو
يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ بها رأسه فيتدهده الحجر فيذهب ههنا
فيتبعه فيأخذه ولا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود
عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قلت هما: سبحان الله! ما
هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه
وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه
فيشرشر شدقه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل
ذلك، فما يفرغ منه حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود إليه
فيفعل به كما فعل في المرة الأولى: قلت لهما: سبحان الله! ما هذا؟
قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على بناء مثل التنور فسمعنا
فيه لغطا وأصواتا فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هو يأتيهم
لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللب ضوضؤا، قلت لهما: سبحان
663

الله! ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر
مثل الدم فإذا في النهر رجل يسبح وإذا على شاطئ النهر رجل قد
جمع عنده حجارة وإذا ذاك السابح يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد
جمع عند حجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا حجرا فيذهب فيسبح
ما يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع فغر له فاه فالقمه حجرا، قلت
لهما: ما هذا؟ قالا: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على رجل كريه
المرآة كأكره ما أنت راء رجلا مرآة وإذا عنده نار يحشها
ويسعى حولها، قلت لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا
فأتينا روضة معشبة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهراني الروضة
رجل قائم طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء فإذا حول
الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط وأحسنه. قلت لهما: سبحان
الله! ما هذا؟ قال لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فانتهينا إلى دوحة
عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن، قالا لي: ارق فيها،
فارتقينا فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب
المدينة فاستفتحناها، ففتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر من
خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما أنت راء رجلا،
فقالا لهم: اذهبوا: فقعوا في ذلك النهر! وإذا نهر معترض يجري
664

كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا
وقد ذهب عنهم السوء وصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه
جنة عدن وها هو ذاك منزلك، فقلت لهما: بارك الله فيكما! ذراني
أدخله، قالا: أما الآن فلا وأنت داخله، قلت لهما: إني قد رأيت
هذه الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك،
أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل
يأخذ بالقرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي
أتيت عليه يشرشر شدقه وعينه ومنخره إلى قفاه فإنه الرجل يغدو
من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة
الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي
يسبح في النهر ويلقم الحجارة فإنه آكل الربا، وأما الرجل الذي
عنده النار الكريه المرآة فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الذي
في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله فكل مولود على
الفطرة، قالوا: يا رسول الله! وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد
المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطرا منهم حسنا وشطرا
منهم سيئا فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم
(حم، طب).
665

39796 عن سمرة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن رجلين ممن دخل النار أشتد صياحهما فقال الرب تبارك وتعالى:
أخرجوهما، فلما أخرجا قال لهما: لأي شئ اشتد صياحكما؟ قالا:
فعلنا ذلك لترحمنا، قال: رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقيا أنفسكما حيث
كنتما من النار، فينطلقان فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها عليه بردا
وسلاما، ويقوم الآخر فلا يلقي نفسه، فيقول له الرب تبارك وتعالى
ما منعك أن تلقي نفسك كما ألقى صاحبك؟ فيقول: يا رب! إني
لأرجو ا أن لا تعيدني فيها بعد ما أخرجتني، فيقول له الرب: لك
رجاؤك، فيدخلان الجنة جميعا برحمة الله (هق وضعفه).
39797 عن عائشة قالت: إن الكافر يسلط عليه في قبره
شجاع أقرع فيأكل لحمه من رأسه إلى رجله، ثم يكسى اللحم فيأكل
من رجله إلى رأسه فهو كذلك (هق في عذاب القبر).
39798 (مسند أنس) قال رجل: يا رسول الله! كيف
يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟ قال: إن الذي أمشاه على رجليه قادر
على أن يمشيه على وجهه (حم، خ، م، ن، وابن جرير، وابن أبي
حاتم، ك، وابن مردويه، وأبو نعيم، ق) مر برقم (39524).
666

أهل النار وأهل الجنة
39799 عن سليم بن عامر أبي يحيى الكلاعي قال حدثني أبو
أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بينا أنا نائم إذ أتاني
رجلان فأخذ بضبعي وأتاني جبلا وعرا فقالا لي: اصعد، فقلت:
إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهل لك، فصعدت حتى إذا كنت في
سواء الجبل إذا أنا بأصوات شديد فقلت: ما هذا الأصوات؟ قال:
هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقهم مشققة
أشداقهم دما، قلت: من هؤلاء قال: هم الذين يفطرون قبل تحلة
صومهم فقال أبو أمامة: خابت اليهود والنصارى، فقال سليم: لا
أدري أشيئا سمعه أبو أمامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم شيئا من رأيه ثم
انطلق بي فإذا أنا بقوم أشد إنتفاخا وأنتنه ريحا وأسوئه منظرا قلت:
من هؤلاء؟ قال: هؤلاء قتلى الكفار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم
أشد شئ انتفاخا وأنتنه ريحا وأسوئه منظرا كأنه ريحهم المراحيض،
قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني، ثم انطلق بي فإذا
بنساء ينهشن ثديهن الحيات، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء
منعن أولادهن ألبانهن، ثم انطلق بي فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين،
قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذراري المؤمنين، ثم تشرف بي شرفا
667

فإذا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم، قلت: من هؤلاء؟ قال:
هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة، ثم تشرف بي شرفا آخر فإذا أنا
بنفر ثلاثة، قلت: من هؤلاء؟ قال: هذا إبراهيم وموسى وعيسى
وهم ينتظرونك (ق في كتاب عذاب القبر، ض).
39800 عن عكرمة مولى ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن أهون أهل النار عذابا رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه، فقال
أبو بكر الصديق: وما كان جرمه يا رسول الله؟ قال: كانت له
ماشية يغشي بها الزرع ويؤذيه وحرم الله الزرع وما حوله غلوة (1).
سهم فاحذروا أن لا يسحت الرجل ماله في الدنيا ويهلك نفسه
في الآخرة فلا تسحتوا أموالكم في الدنيا وتهلكوا أنفسكم في
الآخرة (عب) (2).
39801 عن علي قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ذات
يوم بغلس وكان يغلس ويسفر ويقول: ما بين هذين وقت،
لكيلا يختلف المؤمنون، فصلى بنا ذات يوم بغلس، فلما قضى

(1) غلوة: الغلوة: قدر رمية سهم. النهاية 3 / 383. ب.
(2) أورده عبد الرزاق في مصنفه (11 / 424). ص.
668

الصلاة التفت إلينا وكأن وجهه ورقة مصحف فقال: أفيكم من
رأى الليلة شيئا؟ قلنا: لا يا رسول الله! قال: ولكني رأيت ملكين
أتياني الليلة فأخذا بضبعي فانطلقا بي إلى السماء الدنيا فمررت بملك
وأمامه آدمي وبيده صخرة فيضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه
جانبا وتقع الصخرة جانبا، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه!
فمضيت فإذا بملك وأمامه آدمي وبيد الملك كلوب من حديد فيضعه في
شدقه الأيمن فيشقه حتى ينتهي إلى أذنه، ثم يأخذ في الأيسر فيلتئم
الأيمن، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه! فمضيت فإذا أنا بنهر من
دم يمور كمور المرجل، على فيه قوم عراة، على حافة النهر ملائكة
بأيديهم مدرتان، كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه وينتقل
إلى أسفل ذلك النهر، قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه! فمضيت
فإذا أنا ببيت أسفله أضيق من أعلاه، فيه قوم عراة توقد من
تحتهم النار، فأمسكت على أنفي من نتن ما أجد من ريحهم، قلت:
من هؤلاء؟ قالا لي: امضه! فإذا أنا بتل أسود، عليه قوم مخبلين،
تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وآذانهم وأعينهم
قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه! فمضيت فإذا أنا بنار مطبقة
موكل بها ملك، لا يخرج منها شئ إلا اتبعه حتى يعيده فيها،
669

قلت: ما هذا؟ قالا لي: امضه! فمضيت فإذا أنا بروضة وإذا فيها
شيخ جميل لا أجمل منه وإذا حوله الولدان وإذا شجرة ورقها
كآذان الفيلة، فصعدت ما شاء الله من تلك الشجرة وإذا أنا بمنازل
لا أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء،
وفيه قدحان وأباريق تطرد، قلت: ما هذا؟ قالا لي: انزل!
فنزلت فضربت بيدي إلى إناء منها فغرفت ثم شربت فإذا أحلى من
العسل وأشد بياضا من اللبن وألين من الزبد، فقالا لي: أما صاحب
الصخرة التي رأيت يضرب بها هامة الآدمي فيقع دماغه جانبا وتقع
الصخرة في جانب فأولئك الذين كانوا ينامون عن صلاة العشاء الآخرة
ويصلون الصلوات لغير مواقيتها، يضربون بها حتى يصيروا إلى
النار، وأما صاحب الكلوب الذي رأيت ملكا موكلا بيده كلوب
من حديد يشق شدقه الأيمن حتى ينتهي إلى أذنه ثم يأخذ في الأيسر
فيلتئم الأيمن فأولئك الذين كانوا يمشون بين المؤمنين بالنميمة فيفسدون
بينهم، فهم يعذبون بها حتى يصيروا إلى النار، وأما الملائكة التي
بأيديهم مدرتان من النار كلما طلع طالع قذفوه بمدرة فتقع في فيه
فينتقل إلى أسفل ذلك النهر فأولئك أكلة الربا، يعذبون حتى
يصيروا إلى النار، وأما البيت الذي رأيت أسفله أضيق من أعلاه،
670

فيه قوم عراة يتوقد تحتهم النار أمسكت على أنفك من نتن ما
تجد من ريحهم فأولئك الزناة وذلك نتن فروجهم، يعذبون حتى
يصيروا إلى النار، وأما التل الأسود الذي رأيت عليه قوما مخبلين
تنفخ النار في أدبارهم فتخرج من أفواههم ومناخرهم وأعينهم وآذانهم
فأولئك الذين يعملون عمل قوم لوط، الفاعل والمفعول به، فهم
يعذبون حتى يصيروا إلى النار، وأما النار المطبقة التي رأيت ملكا
موكلا بها كلما خرج منها شئ اتبعه حتى يعيده فيها فتلك جهنم تفرق
من بين أهل الجنة وأهل النار، وأما الروضة التي رأيتها فتلك جنة
المأوى، وأما الشيخ الذي رأيت ومن حوله من الولدان فهو إبراهيم
وهم بنوه، وأما الشجرة التي رأيت فطلعت إليها فيها منازل لا منازل
أحسن منها من زمردة جوفاء وزبرجدة خضراء وياقوتة حمراء فتلك
منازل أهل عليين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
أولئك رفيقا، وأما النهر فهو نهرك الذي أعطاك الله الكوثر، وهذه
منازل لك ولأهل بيتك، قال: فنوديت من فوقي،: يا محمد يا محمد!
سل تعطه، فارتعدت فرائصي، ورجف فؤادي، واضطرب كل
عضو مني، ولم أستطع أن أجيب شيئا، فأخذ أحد الملكين يده
اليمنى فوضعها في يدي، وأخذ الآخر يده اليمنى فوضعها بين كتفي
671

فسكن ذلك مني، ثم نوديت: يا محمد! سل تعطه، قلت: اللهم!
إني أسألك أن تثبت شفاعتي وأن تلحق بي أهل بيتي، وأن ألقاك ولا
ذنب لي، ثم دلي بي ونزلت علي هذه الآية " انا فتحنا لك فتحا
مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر إلى قوله: صراطا
مستقيما " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فكما أعطيت هذه كذلك أعطانيها
إن شاء الله تعالى (كر).
ذيل القيامة
39802 (مسند محجن بن الأدرع) يا أيها الناس! قد
خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم، ألا فهل من امرئ
بعثه قومه فقالوا: أعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال: ألا ثم
لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال،
ألا! إني مسؤول هل بلغت، ألا! فاسمعوا تعيشوا، ألا اجلسوا،
فجلس الناس، ضن ربكم بخمس من الغيب لا يعلمهن إلا هو!
علم المنية قد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم المني
حين يكون في الرحم قد علم ولا تعلمونه، وعلم ما في غد قد
علم ما أنت ظاعن غدا ولا تعلمه، وعلم الغيث يشرف عليهم آزلين
672

مشفقين ويظل ربك يضحك قد علم أن غوثكم قريب، وعلم يوم
الساعة، تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصيحة، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها
من شئ إلا مات والملائكة الذين مع ربك فأصبح ربك يتطوف
في الأرض، وخلت عليه البلاد فأرسل ربك السماء يهضب من عند العرش
فلعمر إلهك ما يدع عليها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت
الأرض عنه، ويخلقه من قبل رأسه فيستوي جالسا فيقول ربكم:
مهيم لما كان فيه؟ يقول: يا رب! أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه
حديثا قيل: يا رسول الله! كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلاء
والسباخ؟ قال: أنبئك بمثل ذلك! هي في إل الله تعالى الأرض أشرفت
عليها وهي مدرة بالية فقلت: لا تحي أبدا، ثم أرسل ربك عليها السماء
فلم تلبث عنها الأيام يسيرا! حتى أشرفت عليها فإذا هي شربة واحدة،
ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض
فتخرجون من الأجداث من مصارعكم فتنظرون إليه ساعة وينظر
إليكم، قيل: يا رسول الله! كيف ونحن ملء الأرض وهو شخص
واحد ينظر إلينا وننظر إليه؟ قال: أنبئك بمثل ذلك في ال الله،
الشمس والقمر آية منه صغيره ترونهما في ساعة واحدة ويريانكم لا
تضامون في رؤيتهما، ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه
673

منهما أن ترونهما ويريانكم، قيل: يا رسول الله! فما يفعل بنا ربنا إذا
لقيناه؟ قال: تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا يخفى عليه منكم خافية
فيأخذ ربكم بيده غرفة من الماء فينضح بها قبلكم، فلعمر إلهك ما
تخطئ وجه واحد منكم قطرة، فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة
البيضاء، وأما الكافر فتخطمه مثل الحمم الأسود، ألا! ثم ينصرف
عنكم ويتفرق على أثره الصالحون، فتسلكون جسرا من النار يطأ
أحدكم على الجمر فيقول: حس، يقول ربك أوانه: ألا فتطلعون على
حوض الرسول، لا يظمأ والله ناهله، فلعمر إلهك من يبسط أحد منكم يده
إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى، ويحبس
الشمس والقمر فلا ترون منها واحدا، قيل: يا رسول الله! فبم
نبصر يومئذ؟ قال: مثل بصر ساعتك هذه وذلك مع طلوع
الشمس، قيل: يا رسول الله فبم نجازى من سيئاتنا وحسناتنا؟
قال: الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها أو تغفر، قيل: فما الجنة
وما النار؟ قال: لعمر إلهك! إن للنار سبعة أبواب ما منهن
باب إلا أن يسير الراكب بينهما سبعين عاما، وإن للجنة ثمانية
أبواب ما منها بابان إلا أن يسير الراكب بينهما سبعين عاما، قيل:
فعلى ما نطلع من الجنة؟ على أنهار من عسل مصفى، وأنهار من
674

كأس ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه،
وأنهار من ماء غير آسن، وفاكهة، ولعمر إلهك ما تعلمون وخير
مثله معه، وأزواج مطهرة والصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم
في الدنيا ويلذذنكم غير أن لا توالد، قيل: على ما أبايعك؟ قال:
على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإياك والشرك! لا تشرك بالله إلها
غيره! قيل: فما بين المشرق والمغرب نحل منها حيث شئنا ولا
يجني على امرئ إلا نفسه، قال: ذلك لك حيث شئت ولا يجني
عليك إلا نفسك، قيل: هل لاحد ممن مضى منا من خير في
جاهلية؟ قال: ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك
فقل: أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك تجر على وجهك
وبطنك في النار: ذلك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم
نبيا، فمن أطاع نبيه كان من المهتدين، ومن عصاه كان من الضالين
(عم، طب، ك عن لقيط بن عامر) (1).
أطفال المؤمنين
39703 (مسند أنس) عن أبان عن أنس قال قال رسول

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 560 - 561) وقال صحيح الاسناد. ص.
675

الله صلى الله عليه وسلم: يؤتي يوم القيامة بالمتقاعسين والمتبذلين، قالوا: يا رسول
الله! ومن هم؟ قال: أما المتبذلون فيهم الذين بذلوا مهج دمائهم
فهراقوها شاهري سيوفهم يتمنون على الله يوم القيامة لا ترد لهم
حاجة، وأما المتقاعسون فهم أطفال المؤمنين اشتد عليهم الموقف
فيتصايحون فيقول الله: يا جبريل! ما هذا الصوت وهو أعلم
بذلك؟ فيقول جبريل: أي رب! صوت أطفال المؤمنين أشد
عليهم الموقف، فيقول: أظلهم تحت ظل عرشي، ثم يقول:
يا جبريل! أدخلهم الجنة فيرتعون فيها، فيسوقهم جبريل فيتصايحون
كما تصيح الخرفان إذا أعزلت عن أمهاتها، فيقول: يا جبريل
وهو أعلم بذلك منه ما حالهم؟ قال: أي رب! يريدون الآباء والأمهات
فيقول عز وجل: أدخل الآباء والأمهات مع أطفالهم (الديلمي).
أطفال المشركين
39804 (مسند أبي) عن ابن عباس قال: أنى علي زمان
وأنا أقول: أطفال المسلمين مع المسلمين وأطفال المشركين مع
المشركين حتى حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عنهم فقال: الله
أعلم بما كانوا عاملين (ط).
676

تم بحمد الله تعالى وحسن توفيقه طبع الجزء الرابع عشر من
كنز العمال للعلامة الشيخ علاء الدين المتقي الهندي رحمه الله يوم الأول
من شهر رمضان سنة 1396 و 25 آب سنة 1976.
وقد عني بتصحيحه وتحقيق أصوله وتخريج آثاره والتعليق عليه:
صفوة السقا وبكري الحياني.
ويليه الجزء الخامس عشر إن شاء الله تعالى، أوله " كتاب
القصاص " وندعو الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا به ويوفقنا لما يحبه
ويرضاه، وصلى الله على خير خلقه سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه
أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
677