الكتاب: كنز العمال
المؤلف: المتقي الهندي
الجزء: ٦
الوفاة: ٩٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كنز العمال
في سنن الأقوال والأفعال
للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري المتوفى سنة 975
الجزء السادس
ضبطه وفسر غريبه * صححه ووضع فهارسه ومفتاحه
الشيخ بكري حياني * الشيخ صفوة السقا
مؤسسة الرسالة
1

* (رموز التعليق) *
1 - إذا وجدت أيها القارئ في نهاية التعليق رمز (ب) فالمراد به عمل:
الشيخ بكري الحياني.
2 - وإذا رأيت رمز صلى الله عليه وآله فالمراد به تحضير: الشيخ صفوة السقا.
3 - وإذا لم تجد رمزا فدليل على أنه من أصل الكتاب
مصحح الكتاب
جميع الحقوق محفوظة
1409 ه‍ - 1989 م
2

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الامارة
من قسم الأقوال
وفيه بابان
الباب الأول
في الامارة
وفيه ثلاثة فصول
3

الفصل الأول
(في الترغيب فيها)
14580 السلطان ظل الله في الأرض، فمن أكرمه، أكرمه الله
ومن أهانه، أهانه الله. (طب هب عن أبي بكر).
14581 السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلوم من
عباده فان عدل كان له الاجر وكان على الرعية الشكر، وإن جار أو
خان (1) أو ظلم، كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر، إذا جارت
الولاة قحطت السماء، وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا
ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة، وإذا أخفرت (2) الذمة أديل (الحكيم
والبزار هب عن ابن عمر)

(1) ففي مجمع الزوائد (5 / 196) أو حاف، وقال: رواه البزار وفيه سعيد بن سنان
أبو مهدي وهو متروك. ص.
(2) أخفرت: الخفارة بالكسر والضم: الذمام، وأخفرت الرجل إذا نقضت عهده
وذمامه. والهمزة فيه للإزالة، أي أزلت خفارته، كأشكيته إذا أزلت شكايته
النهاية (2 / 53) ب.
وكان اللفظ في النسخة التي أعيد طبعها (وإذا أخفرت الذمة أهل الذمة
أديل الكفار) ولدي الرجوع للفتح الكبير (2 / 172)، وفيض القدير
(4 / 143) تبين أن اللفظ (وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار) فأثبته
لأنه صواب.
ومعنى هذا اللفظ النبوي (وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار) لان المؤمن
عاهد الله بالوفاء بذمته، فإذا أخفر نقض العهد وإذا نقض وهن عقد المعرفة
مقرونة بالعهد معقودة به، وبنقض العهد يخاف انحلال العقد وبالإنحلال
تذهب هيبة الاسلام ويقذف الوهن في القلوب. ا ه‍ فيض القدير للمناوي
(4 / 143) ب.
4

14582 السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه الضعيف، وبه
ينصر المظلوم، ومن أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة
(ابن النجار عن أبي هريرة).
14583 السلطان ظل الله في الأرض، فمن غشه ضل، ومن
نصحه اهتدى. (هب عن أنس).
14584 السلطان ظل الله في الأرض، فإذا دخل أحدكم بلدا ليس
فيه سلطان فلا يقيمن به. (أبو الشيخ عن أنس).
14585 السلطان ظل الرحمن في الأرض يأوي إليه كل مظلوم
من عباده، فان عدل كان له الاجر وعلى الرعية الشكر، وإن جار
أوحاف (1) وظلم كان عليه الاصر (2) وعلى الرعية الصبر (فر عن ابن عمر).

(1) أوحاف: الحيف: الجور والظلم. النهاية (1 / 469).
وكان اللفظ في النسخة التي أعيد طبعها (أوصاف) بدلا من (أوحاف) ولدي
الرجوع للفتح الكبير (2 / 171). وإلى فيض القدير (4 / 144) تبين أن
اللفظ (أوحاف) فأثبته لأنه الصواب. ب. *
(2) الاصر: بالكسر العهد، وهو أيضا الذنب والثقل. المختار (13) ب.
5

14586 لا تسبوا السلطان، فإنه فئ الله في أرضه (هب عن أبي عبيدة).
14587 لا تسبوا الأئمة وادعوا لهم بالصلاح، فان صلاحهم لكم
صلاح. (طب عن أبي أمامة).
14588 لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك، ولكن تقربوا إلى الله
تعالى بالدعاء لهم يعطف الله قلوبهم عليكم. (ابن النجار عن عائشة).
14589 السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض،
ويرفع له عمل سبعين صديقا. (أبو الشيخ عن أبي بكر).
14590 أحسنوا إذا وليتم، واعفوا عما ملكتم. (الخرائطي
في مكارم الأخلاق عن أبي سعيد).
14591 أيما وال ولي فلان ورفق رفق الله تعالى به يوم القيامة
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عائشة).
14592 إنك لن تخلف بعدي فتعمل عملا صالحا إلا ازددت به
درجة ورفعة ثم لعلك إن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك
آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس
سعد بن خولة. (حم ق د ه‍ عن سعد بن أبي وقاص)

(1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الوصية باب الوصية بالثلث رقم (1628).
والترمذي كتاب الوصايا رقم (2116) قال حسن صحيح. ص.
6

14593 ما من أحد أفضل منزلة من إمام إن قال صدق، وإن
حكم عدل، وإن استرحم رحم. (ابن النجار عن أنس).
14594 إذا أراد الله بعبد خيرا صير حوائج الناس إليه. (فر
عن أنس).
14595 إذا أراد الله بقوم خيرا ولى عليهم حلماءهم، وقضى
عليهم (1) علماؤهم وجعل المال في سمحائهم، وإذا أراد الله بقوم شرا ولى
عليهم سفهاءهم، وقضى بينهم جهالهم، وجعل المال في بخلائهم. (فر
عن مهران).
14596 إذا أراد الله أن يخلق خلقا للخلافة مسح ناصيته بيده
(عق عد خط فر عن أبي هريرة) (2).
14597 إذا حكم الحاكم فأجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم
فأجتهد فأخطأ فله أجر واحد. (حم ق د ن ه‍ عن عمرو بن العاص حم
ق عد عن أبي هريرة) (3).

(1) وقضى عليهم: لدي الرجوع للفتح الكبير (1 / 75) وجدت لفظ: (وقضى
بينهم) بدلا من (وقضى عليهم) وهو الصواب. ب
(2) أورده الخطيب في تاريخه (10 / 147) في ترجمة عبد الله بن موسى بن شيبة
الأنصاري رقم (5295) ص.
(3) رواه البخاري في صحيحه كتاب الاعتصام باب أجر الحاكم إذا اجتهد
فأصاب (9 / 132).
ومسلم في صحيحه كتاب الأقضية باب بيان أجر الحاكم رقم (1716)
والترمذي كتاب الأحكام باب ما جاء في القاضي يصيب ويخطئ رقم
(1326) وقال حسن غريب وعن أبي هريرة. ص.
7

14598 إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها، إنما
السلطان ظل الله ورمحه في الأرض. (هب عن أنس).
14599 إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة في
بلاد الله. (ه‍ عن ابن عمر).
14600 إن الله إذا أراد أن يجعل عبدا للخلافة مسح بيده على
جبهته. (خط عن أنس).
14601 إن الله إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده على
ناصيته فلا تقع عليه عين إلا أحبته. (ك عن ابن عباس).
14602 إن الله تعالى يحب إغاثة اللهفان. (ابن عساكر عن
أبي هريرة).
14603 إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور عن
يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم
وما ولوا. (حم م ن عن ابن عمرو) (1)
.

(1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب فضيلة الإمام العادل رقم (1827) ص.
8

14604 أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأدناهم مجلسا إمام عادل
وأبغض الناس إلى الله وأبعدهم منه إمام جائر. (حم ت عن أبي سعيد).
14605 إنما الامام جنة (1) يقاتل به (د عن أبي هريرة) (2).
14606 حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا
أربعين صباحا. (ن ه‍ عن أبي هريرة).
(الاكمال)
14607 أحب الناس إلى الله وأقربهم منه مجلسا يوم القيامة إمام
عادل، وأبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر. (هب
عن أبي سعيد).
14608 أفضل الشهداء عند الله المقسطون، الذين يعدلون
في حكمهم وأهليهم وما ولوا. (خط في المتفق والمفترق عن أنس)
وفيه (إسماعيل بن مسلم المكي) قال ابن معين: ليس بشئ، وقال
الدارقطني: متروك.

(1) جنة: الجنة بالضم ما استترت به من سلاح، والجنة: السترة، والجمع جنن
واستجن بجنة: استتر بسترة. المختار (85).
(2) رواه أبو داود كتاب الجهاد باب في الامام يستجن به في العهود، رقم
(2740) ص.
9

14609 أفضل الناس عند الله إمام عادل يأخذ للناس من الله،
ويأخذ للناس بعضهم من بعض. (أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة).
14610 إن أفضل عباد الله عند الله يوم القيامة إمام عادل رفيق،
وإن شر عباد الله عند الله يوم القيامة إمام جائر خرق (1)
. (ابن زنجويه
والشيرازي في الألقاب عن عمر).
14611 إن أرفع الناس درجة يوم القيامة الإمام العدل، وإن
أوضع الناس درجة يوم القيامة الامام الذي ليس بعادل (ع عن أبي سعيد).
14612 إن الامام جنة يقاتل به. (ش عن أبي هريرة (2).
14613 الاسلام والسلطان أخوان توأمان لا يصلح واحد
منهما إلا بصاحبه فالاسلام أس (3) والسلطان حارث، وما لا أس له يهدم
وما لا حارث له ضائع. (الديلمي عن ابن عباس).
14614 الإمام العادل لا ترد دعوته. (ش عن أبي هريرة).

(1) خرق: الخرق: مصدر الاخرق، وهو ضد الرفيق. وقد خرق بالكسر
يخرق خرقا. الصحاح للجوهري (4 / 1468). ب
(2) رواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب الامام جنة يقاتل به رقم (1831).
وللحديث بقية فراجعه. ص.
(3) أس: الأس بالضم أصل البناء، وكذا الأساس. المختار (12) ص.
10

14615 السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض،
ويرفع للوالي العادل المتواضع في كل يوم وليلة عمل ستين صديقا كلهم
عابد مجتهد. (أبو الشيخ عن أبي بكر).
14616 السلطان ظل الله في الأرض فمن نصحه ودعا له اهتدى
ومن دعا عليه ولم ينصحه ضل. (الديلمي عن أنس).
14617 السنة سنتان: سنة من نبي مرسل، وسنة من إمام
عادل. (الديلمي عن ابن عباس).
14618 المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن
وكلتا يديه يمين، المقسطون على أهليهم وأولادهم وما ولوا. (حب
عن ابن عمرو).
14619 المقسطون في الدنيا على منابر من لؤلؤ بين يدي الرحمن
بما أقسطوا له في الدنيا. (أبو سعيد النقاش في القضاة عنه).
14620 الوالي العادل ظل الله ورمحه في الأرض، فمن نصحه في
نفسه وفي عباد الله أظله الله في ظله، ومن غشه في نفسه وفي عباد الله
خذله الله يوم القيامة. (ابن شاهين والإصبهاني معا في الترغيب،
هو ضعيف).
14621 حد يقام في الأرض خير من مطر أربعين صباحا.
11

(كر عن أبي هريرة).
14622 حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من مطر
ثلاثين أو أربعين صباحا. (حم ن ه‍ عن أبي هريرة).
14623 عدل يوم أفضل من عبادة ستين سنة. (كر عن
أبي هريرة).
14624 يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة، وحد
يقام في الأرض لحقه أزكى فيها من مطر أربعين يوما. (طب ق وإسحاق
عن ابن عباس).
14625 يقال للامام العادل في قبره: أبشر فإنك رفيق محمد.
(أبو نعيم عن معاذ).
14626 كان في بني إسرائيل ملكان أخوان على مدينتين، وكان
أحدهما بارا برحمه عادلا في رعيته، وكان الآخر عاقا برحمه جائرا في رعيته
وكان في عصرهما نبي أوحى الله إلى ذلك النبي أنه قد بقي من عمر هذا
البار ثلاث سنين، وبقي من عمر هذا العاق ثلاثون سنة، فأخبر ذلك النبي
رعية هذا ورعية هذا، فأحزن ذلك رعية العادل، وأحزن ذلك رعية
الجائر، ففرقوا بين الأطفال والأمهات وتركوا الطعام والشراب وخرجوا
إلى الصحراء يدعون الله عز وجل أن يمتعهم بالعادل. ويزيل عنهم أمر
12

الجائر، فأقاموا ثلاثا فأوحى الله إلى ذلك النبي، أن أخبر عبادي أني قد
رحمتهم وأجبت دعاءهم فجعلت ما بقي من عمر هذا البار لذلك الجائر،
وما بقي من عمر ذلك الجائر لهذا البار، فرجعوا إلى بيوتهم، ومات العاق
لتمام ثلاث سنين، وبقي العادل فيهم ثلاثين سنة، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك
على الله يسير) (1).
(أبو الحسن بن معرف والخطيب وابن عساكر عن
عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده).
14627 ما استخلف الله عز وجل خليفة حتى يمسح ناصيته بيمينه
(ابن النجار والديلمي عن سليمان بن معقل بن عبد الله بن كعب بن مالك عن
أبيه عن جده عن كعب بن مالك).
14628 ما من مسلم ولي من أمر المسلمين شيئا إلا بعث الله إليه
ملكين يسددانه ما نوى الحق فإذا نوى الجور على عمد وكلاه إلى نفسه.
(طب عن واثلة).

(1) سورة فاطر رقم 11.
وأما عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي الأمير عن أبيه:
ليس بحجة ولعل الحفاظ إنما سكتوا عنه مداراة للدولة. راجع ميزان
الاعتدال. (2 / 620). ص.
13

14629 من ولاه الله من أمر المسلمين شيئا فأراد به خيرا جعل له
وزير صدق، فان نسي ذكره، وإن ذكر أعانه. (حم عن عائشة).
14630 من ولي منكم عملا فأراد به خيرا عل له وزيرا صالحا
إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه. (ن ق عن عائشة).
14631 من ولي من أمور المسلمين شيئا فحسنت سريرته
رزق الهيبة من قلوبهم، وإذا بسط يده لهم بالمعروف رزق المحبة منهم،
وإذا وفر عليهم أموالهم وفر الله عليه ماله، وإذا أنصف الضعيف من
القوي قوى الله سلطانه، وإذا عدل فيهم مد في عمره. (الحكيم
والديلمي وابن النجار عن ابن عباس).
14

الفصل الثاني
(في الترهيب عن الامارة)
14632 أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا: حيف (1)
الأئمة وإيمانا
بالنجوم، وتكذيبا بالقدر. (ابن عساكر عن أبي محجن).
14633 إذا استشاط (2) السلطان تسلط الشيطان. (حم طب
عن عطية السعدي) (3).
14634 أشد الناس عذابا إمام جائر. (ع طس حل عن
أبي سعيد).
14635 أفلحت يا قديم إن مت ولم تكن أميرا، ولا كاتبا
ولا عريفا (4).
(د عن المقدام بن معد يكرب) (5).

(1) حيف: الحيف: الجور والظلم، وقد حاف عليه من باب باع. المختار (127) ب.
(2) استشاط: أي إذا تلهب وتحرق من شدة الغضب وصار كأنه نار تسلط عليه
الشيطان فأغراه بالايقاع بمن غضب عليه. (وهو استفعل، من شاط يشيط
إذا كان يحترق. النهاية (2 / 519) ب.
(3) رواه أحمد في مسنده عن عطية السعدي (4 / 226) ص.
(4) عريفا: العريف: النقيب، وهو دون الرئيس والجمع عرفاء، وبابه طرف
إذا صار عريفا. المختار (337) ب.
(5) رواه أبو داود في كتاب الفرائض باب في العرافة رقم (2917)
يا قديم: تصغير مقدام بحذف الزوائد وهو تصغير ترخيم.
قال القارئ: أولا معروفا يعرفك الناس، ففيه إشارة إلى أن الخمول
راحة والشهرة آفة.
قال المنذري: صالح بن يحيى قال البخاري فيه نظر. راجع عون المعبود
شرح سنن أبي داود (8 / 152) ص.
15

14636 إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك
أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهله بيته. (ن حب عن أنس).
14637 إن الله سائل كل راع عما استرعاه رعية قلت أو
كثرت، حتى يسأل الزوج عن زوجته والوالد عن ولده والرب عن خادمه
هل أقام فيهم أمر الله. (ابن عساكر عن أبي هريرة).
14638 إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقومون على جسر جهنم،
فمن كان مطواعا لله يناوله الله بيمينه حتى ينجيه، ومن كان عاصيا لله
انخرق به الجسر إلى واد من نار يلتهب التهابا. (ش والباوردي وابن
منده عن بشر بن عاصم).
14639 إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم، أو كدت
تفسدهم. (د عن معاوية).
14640 إنما الإمام العادل جنة يقاتل به من وراءه ويتقى به
16

فان أمر بتقوى الله وعدل، فان له أجرا، وإن أمر بغيره فان عليه وزرا
(ق ن عن أبي هريرة).
14641 ألا أخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم؟ خيارهم الذين تحبونهم
ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم، وشرار أمرائكم الذين تبغضونهم
ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم. (ت عن عمر) (1).
14642 يوشك رجل أن يتمنى أنه خر من الثريا ولم يل من
أمر الناس شيئا. (ك عن أبي هريرة) (2).
14643 ما من إمام ولا وال بات ليلة سوداء غاشا لرعيته إلا
حرم الله عليه الجنة وعرفها (3) يوجد يوم القيامة من مسيرة سبعين سنة.
(طب عن عبد الله بن مغفل).
14644 ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد (4) لهم وينصح
إلا لم يدخل معهم الجنة. (م عن معقل بن يسار). كتاب الامارة.

(1) رواه الترمذي في كتاب الفتن باب رقم (77) ورقم الحديث (2264)
وقال: حسن غريب. ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 91) وقال صحيح ووافقه الذهبي. ص.
(3) وعرفها: العرف، الريح، أي ريحها ا لطيبة. النهاية (3 / 217) ب.
(4) يجهد: من أجهد فهو مجهد بالكسر: فمعناه ذو جهد ومشقة. النهاية
(1 / 320) ب.
17

(14645) - من ولى من أمور المسلمين شيئا فاحتجب دون حاجتهم
وخلتهم (1) وفقرهم وفاقتهم احتجب الله عنه يوم القيامة دون خلته وحاجته
وفاقته وفقره. (د ه‍ ك عن أبي مريم الأزدي) (2).
(14646) - يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا
تتأمرن على اثنين ولا تولين مال اليتيم. (م د ت عن أبي ذر) (3).
(14647) - يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنه يوم القيامة خز ي
وندامة إلا من أخذ بحقها وأدى الذي عليه فيها. (م عن أبي ذر) (4).
(648 14) - يا عبد الرحمن بن سمرة: لا تسأل الامارة فإنك إذا
.

(1) وخلتهم: الخلة بالفتح الخصلة، وهي أيضا الحاجة والفقر. اه‍ المختار
(146) ب.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الخراج والفئ والامارة باب فيما يلزم الامام من
أمر الرعية رقم (2932) ص.
(3) رواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب كراهية الامارة بغير ضرورة
رقم (1826).
وأبو داود كتاب الوصايا باب ما جاء في الدخول في الوصايا رقم (2851).
وما عزاه المصنف ل: [ت] لم أره وقال المنذري: أخرجه مسلم والنسائي.
راجع عون المعبود شرح سنن أبي داود (8 / 70 / 71). ص.
(4) رواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب كراهة الامارة بغير ضرورة.
رقم (1825) ص.
18

أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها
وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وأت
الذي هو خير. (حم ق 3 عن عبد الرحمن بن سمرة).
(14649) - إن الله تعالى لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم
حقه. (طب عن ابن مسعود).
(14650) - إن الإمام العادل إذا وضع في قبره ترك على يمينه،
فإذا كان جائرا نقل من يمينه على يساره. (ابن عساكر عن عمر بن
عبد العزيز بلاغا).
(14651) - إنكم ستحرصون على الامارة وإنها ستكون ندامة
وحسرة يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة. (خ ن
عن أبي هريرة).
(14652) - إن شئتم أنبأتكم عن الامارة وما هي؟ أولها ملامة،
وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل. (طب عن
عوف بن مالك).
(14653) - أيما رجل استعمل رجلا على عشرة أنفس علم أن في
العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله وغش جماعة
المسلمين. (ع عن حذيفة).
19

(14654) - أيما امرئ ولى من أمر المسلمين ولم يحطهم (1) بما
يحوط به نفسه لم يرح رائحة الجنة. (عق عن ابن عباس).
(14655) - أيما وال ولى من أمر المسلمين شيئا وقف به على جسر جهنم
فيهتز به الجسر حتى يزول كل عضو. (ابن عساكر عن بشر بن عاصم)
(14656) - أيما راع غش رعيته فهو في النار. (ابن عساكر عن
معقل بن يسار).
(14657) - من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته (طب عن رجل)
(14658) - أيما وال ولى أمر أمتي من بعدي أقيم الصراط ونشرت
الملائكة صحيفته فإن كان عادلا نجاه الله بعدله وإن كان جائرا انتفض به
الصراط انتفاصة تزايل (2) بين مفاصله حتى يكون بين عضوين من
أعضائه مسيرة مائة عام، ثم ينخرق به الصراط، وأول ما يتقي به النار
أنفه وحر وجهه. (أبو القاسم ابن بشران في أماليه عن علي عب حل
عن أبي أمامة).

(1) يحطهم: حاحه يحوطه حوطا وحياطة: إذا حفظه وصانه وذب عنه
وتوفر على مصالحه. النهاية (1 / 461) ب.
(2) تزايل: زيله فتزيل: أي فرقه فتفرق، ومنه قوله تعالى: (فزيلنا بينهم)
والمزايلة المفارقة، يقال: زايله مزايلة، وزيالا أي فارقه. المختار (223) ب.
20

(14659) - أيما راع لم يرحم رعيته حرم الله عليه الجنة. (خيثمة
الأطرابلسي في جزئه عن أبي سعيد).
(14660) - شر قتيل بين صفين أحدهما يطلب الملك. (طس
عن جابر).
(14661) - صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي: إمام ظلوم غشوم،
وكل غال (1) مارق. (طب عن أبي أمامة).
(14662) - أيما راع استرعي رعية فلم يحطها (2) بالأمانة والنصيحة
ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شئ (خط عن عبد الرحمن بن سمرت).
(14663) - أيما وال ولي فلان ورفق رفق الله تعالى به يوم القيامة
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عائشة).
(14664) - أيما وال ولي شيئا من أمر أمتي فلم ينصح لهم ويجتهد
لهم كنصيحته وجهده لنفسه كبه الله على وجهه يوم القيامة في النار.
(طب عن معقل بن يسار).

(1) غال: يقال غل في المغنم يغل غلولا فهو غال. وكل من خان في شئ خفية
فقد غل. وقد تكرر ذكر (الغلول) في الحديث، وهو الخيانة في المغنم
والسرقة من الغنيمة قبل القسمة. النهاية (3 / 380) ب.
(2) لدى رجوعي لتاريخ بغداد (10 / 127) تبين: فلم يحفظها. ص.
21

(14665) - الامام الضعيف ملعون. (طب عن ابن عمر).
(14666) - يكون أمراء يقولون ولا يرد عليهم يتهافتون في النار
يتبع بعضهم بعضا. (طب عن معاوية).
(14667) - ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي ألا وعمالها
في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة. (حل عن الحسن مرسلا).
(14668) - كل راع مسؤول عن رعيته. (خط عن أنس).
(14669) - كل نفس من بني آدم سيد، فالرجل سيد أهله،
والمرأة سيدة بيتها. (ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة).
(14670) - كلكم مسؤول عن رعيته، فالامام راع وهو مسؤول عن
رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في
بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو
مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته،
وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. (حم ق د ت عن ابن عمر).
(14671) - ليس أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم ولا عدوا يجتاحهم،
ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم، وإن عصوهم قتلوهم
(طب عن أبي أمامة).
22

(14672) - لكل آفة تفسده، وآفة هذا الدين ولاة السوء.
(الحارث عن ابن مسعود).
(14673) - لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. (حم خ ت ه‍
عن أبي بكرة).
(14674) - ليتمنين أقوام ولوا هذا الامر أنهم خروا من الثريا
وأنهم لم يلوا شيئا. (حم عن أبي هرير ة).
(14675) - ليودن رجل أنه خر من عند الثريا وأنه لم يل من أمر
الناس شيئا. (الحارث ك عن أبي هريرة). ومر برقم [14642].
(14676) - ما عدل وال أتجر في رعيته. (الحاكم في الكنى
عن رجل).
(14677) - ما من أحد يؤمر على عشرة فصاعدا [لا يقسط فيهم]
إلا جاء يوم القيامة في الأصفاد والأغلال. (ك عن أبي هريرة) (1).
(14678) - ما من أحد يكون على شئ من أمور هذه فلا يعدل
فيهم إلا كبه الله تعالى في النار. (ك عن معقل بن سنان).
(14679) - ما من إمام أ ووال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة
.

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 89) وقال صحيح الاسناد
ووافقه الذهبي. ص.
23

والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته.
(حم ت عن عمرو بن مرة)
(14680) - ما من أمير عشرة إلا وهو يؤتي به يوم القيامة مغلولا
حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور. (هق عن أبي هريرة).
(14681) - مامن أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة ويده مغلولة
إلى عنقه. (هق عن أبي هريرة).
(14682) - ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة
(طب عن ابن عباس).
(14683) - ما من حاكم يحكم بين الناس إلا يحشر يوم القيامة وملك
آخذ بقفاه حتى يقفه على جهنم، ثم يرفع رأسه إلى الله تعالى، فان قال الله
تعالى ألقه ألقاه في مهوى أربعين خريفا. (حم ه‍ ق عن ابن مسعود).
(14684) - ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله
مغلولا يده إلى عنقه فكه بره، أو أوثقه إثمه، أولها ملامة، وأوسطها
ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة. (حم عن أبي أمامة).
.

(1) رواه الترمذ ي كتاب الأحكام باب ما جاء في إمام الرعية رقم (1332)
وقال غريب. ص.
24

(14685) - ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو
غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. (ق عن معقل بن يسار).
(14686) - من احتجب عن الناس لم يحجب عن النار. (ابن
منده عن رباح).
(14687) - من استعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو أرضى لله
منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. (ك عن ابن عباس) (1)
(14688) - من ولى شيئا من أمور المسلمين لم ينظر الله في حاجته
حتى ينظر في حوائجهم. (طب عن ابن عمر).
(14689) - ويل للوالي من الرعية إلا واليا يحوطهم من ورائهم
بالنصيحة [الروياني عن عبد الله بن معقل).
(14690) - لا خير في الامارة لرجل مسلم. (حم عن حبان بن
بح الصدائي) (2)
.

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 92) وقال صحيح الاسناد
ولم يتعرض له الذهبي. ص.
(2) لفظ: رواية الإمام أحمد في مسنده: لا خير في الامرة لمسلم وفي سنده
ابن لهيعة (4 / 168 / 169) وليس له سوى هذا الحديث: أي حبان بن بح
الصدائي بكسر الحاء وقيل بفتحها والكسر أكثر وأصح. راجع أسد الغابة
(1 / 437) ص.
25

(14691) - خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم
ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم
ويلعنونكم. (م عن عوف بن مالك).
(14692) - إن شر الرعاء الحطمة (1). (حم م عن عائذ بن عمرو) (2)
(الاكمال)
(14693) - إن الإمام العادل إذا وضع في قبره ترك على يمينه، فإن كان
جائرا (3) نقل من يمينه على يساره. (كر عن عمر بن عبد العزيز قال:
بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، وإسناده ضعيف).

(1) الحطمة هو العنيف برعاية الإبل في السوق والايراد والإصدار، ويلقى
بعضها على بعض ويعسفها. ضربه مثلا لوالي السوء. ويقال أيضا حطم
بلا هاء. النهاية (1 / 402) ب.
(2) رواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب فضيلة الإمام العدل رقم (1830)
وفي مسند أحمد (5 / 64) وعن عائذ بن عمرو. ص.
(3) جائرا: الجور: الميل عن القصد، وبابه قال: تقول: جار عن
الطريق، وجار عليه في الحكم. المختار (87).
وكان لفظ (جائرا) بالهمز (جابرا) بالباء، ولدى الرجوع إلى الفتح
الكبير وجدت اللفظ (جائرا) بالهمز (جابرا) بالباء. الفتح الكبير
(1 / 295) ب.
26

(14694) - إن أخونكم عندنا من طلبه يعني العمل. (حم د
عن أبي موسى).
(14695) - إن شر الرعاء الحطمة. (م عن عائذ بن عمرو).
(14696) - إن شئتم أنبئتكم عن الامارة وما هي، أولها ملامة،
وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل وليس يعدل مع
أقاربه. (طب وأبو سعيد النقاش في القضاة عن عوف بن مالك، وفيه
زيد بن واقد وثقه أبو حاتم وضعفه أبو ذرعة عن بشر بن عبد الله وهو
منكر الحديث).
(14697) - إن قوما كانوا أهل ضعف ومسكنة قاتلهم أهل تجبر
وعداوة فأظهرهم الله عليهم يعني أهل الضعف فعمدوا (1) إلى أهل التجبر
هم عدوهم، فاستعملوهم وسلطوهم فأسخطوا الله عليهم إلى يوم القيامة. (حم
ع وابن مردويه ص عن حذيفة).
(14698) - إن من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته. (أبو سعيد
النقاش في القضاة عن أبي الأسود المالي عن أبيه عن جده).
(14699) - إنه سيفتح لكم مشارق الأرض ومغاربها، وإن عمالها
في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة. (حم عن رجل من محارب).

(1) فعمدوا: عمد للشئ قصد له أي: تعمد، وهو ضد الخطأ. المختار (357) ب.
27

(14700) - أول الامارة ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب من
الله يوم القيامة إلا من رحم وبذل وقال بيده هكذا وهكذا بالمال وكيف
يعدل مع ذوي القربى. (طب عن شداد بن أوس).
(14701) - يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي
وندامة إلا من أخذ بحقها وأدى الذي عليه فيها. (ط ش م وابن سعد
وابن خزيمة وأبو عوانة، ك عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله ألا
تستعملني قال فذكره).
(14702) - لا يحرص أحد على الامارة فيعدل. (الديلمي عن
ابن عباس).
(14703) - أول من يدخل النار سلطان مسلط لم يعدل في
سلطانه أطغاه كبره وأبطرته قدرته. (ك في تاريخه والديلمي عن أنس).
(14704) - ألا أخبركم بخيار عمالكم وشرارهم؟ خيارهم خيارهم لكم
من تحبونهم ويحبونكم وتدعون الله لهم ويدعون الله لكم، وشرارهم
شرارهم لكم من تبغضونهم ويبغضونكم وتدعون الله عليهم ويدعون الله
عليكم، قالوا: أفلا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال: لا، دعوهم ما صاموا وصلوا
(طب عن عقبة بن عامر).
28

(14705) - إياكم والإقراد (1) يكون أحدكم أميرا أو عاملا فتأتي
الأرملة واليتيم والمسكين فيقال: اقعد حتى ننظر في حاجتك فيتركون
مقردين لا تقضى لهم حاجة ولا يؤمروا فينفضوا (2)، ويأتي الرجل
الغني الشريف فيقعده إلى جانبه ثم يقول: ما حاجتك فيقول: حاجتي
كذا وكذا، فيقول: اقضوا حاجته وعجلوا. (حل عن أبي هريرة) (3)
(14706) - الامارة باب عنت (4) إلا من رحمه الله. (ش عن
خيثمة، مرسلا).
(14707) - شر الرعاء الحطمة. (حم وأبو عوانة حب طب عن
عائذ بن عمرو المزني). ومر برقمين [14692 و 14695].

(1) والإقراد: يقال أقرد الرجل إذا سكت ذلا، وأصله أن يقع الغراب
على البعير فيلقط القردان فيقر ويسكن لما يجد من الراحة. وفي الحديث
(إياكم والإقراد، قالوا: يا رسول الله، وما الإقراد؟ قال: الرجل
يكون منكم أميرا أو عاملا فيأتيه المسكين والأرملة فيقول لهم: مكانكم
حتى أنظر في حوائجكم، ويأتيه الشريف الغني فيدنيه، ويقول: عجلوا
فضاء حاجته، ويترك الآخرون مقردين). النهاية (4 / 36) ب.
(2) فينفضوا: فض القوم فاتفضوا، أي فرقهم فتفرقهم. المختار (398) ب.
(3) أول الحديث: في الحلية (6 / 108) لياي والافراد. فينصرفوا بدلا
من (فينفضوا) ص.
(4) عنت: العنت: المشقة والفساد، والهلاك، والاثم والغلط والخطأ والزنا
كل ذلك قد جاء وأطلق العنت عليه. النهاية (3 / 306). ب
29

(14708) - صنفان من أمتي إذا صلحوا صلحت الأمة: الامراء
والفقهاء. (حل وابن النجار عن ابن عباس).
(14709) - صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: سلطان ظلوم غشوم
وغال في الدين يشهدون عليهم ويتبرؤون منهم. (الشيرازي في الألقاب،
طب عن معقل بن يسار).
(14710) - كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته (ق عن أنس).
(14711) - ويل للعرفاء ويل للأمراء ويل للامناء ليودن أقوام
يوم القيامة لو أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا يذبذب (1) بهم بين السماء
والأرض وأنهم لم يلوا من أمر الناس شيئا. (ط حم ك ق وابن عساكر
عن أبي هريرة).
(14712) - ويل للأمراء وويل للعرفاء وويل للامناء ليأتين على
أحدهم يوم يود لو أنه معلق بالنجم مذبذب وأنه لم يتأمر على اثنين.
(قط في الافراد عن عائشة).

(1) يذبذب: التذبذب: التحرك. والذبذبة: نوس الشئ المعلق في الهواء
والذباذب أيضا: أشياء تعلق في الهودج. والمذبذب المتردد بين أمرين
قال الله تبارك وتعالى: (مذبذبين بين ذلك). ا ه‍ الصحاح للجوهري
(1 / 127) ب.
30

(14713) - ويل للأمراء وويل للعرفاء وويل للامناء ليتمنين أقوام
يوم القيامة أن نواصيهم معلقة بالثريا يتجلجلون (1) بين السماء والأرض وأنهم
لن يلوا عملا. (ق عن عائشة).
(14714) - لن تهلك الرعية وإن كانت ظالمة مسيئة إذا كانت
الولاة هادية مهدية ولكن تهلك الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا
كانت الولاة ظالمة مسيئة. (أبو نعيم وابن النجار عن ابن عمر).
(14715) - لن تهلك الأمة وإن كانت ظالة مضلة إذا كانت
الأئمة هادية مهدية، ولن تهلك الأمة إذا كانت ضالة مسيئة إذا كانت
الأئمة هادية مهدية. (الخطيب عن ابن عمر) (2)
(14716) - لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة. (ش
عن أبي بكرة).

(1) يتجلجلون: جلجلت الشئ: إذا حركته بيدك. وتجلجل في الأرض،
أي: ساخ فيها ودخل: تجلجلت قواعد البيت، أي: تضعضعت. وفي
الحديث (إن قارون خرج على قومه يتبختر في حلة له، فأمر الله
الأرض فأخذته، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة). الصحاح للجوهري
(4 / 1659) ب.
(2) أورده الخطيب في تاريخه (9 / 459) في ترجمة عبد الله بن زيد الكلبي
وبرقم (5089) ص.
31

(14717) - ليس من وال بلي أمة قلت أو كثرت فلم يعدل فيهم
إلا كبه الله بوجهه في النار. (ش وابن عساكر عن معقل بن يسار).
(14718) - ليس من والى أمة قلت أو كثرة لا يعدل فيها إلا
كبه الله على وجهه في النار. (حم عن معقل بن يسار).
(14719) - ما استرعى الله عبدا رعية فلم يحطمن ورائهم بالنصيحة
إلا حرم الله عليه الجنة. (هب وابن النجار عن عبد الرحمن بن سمرة).
(14720) - ما من أحد أحد يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا يأتي يوم
القيامة مغلولة يداه إلى عنقه يفكه عدله أو بوبقه (1) إثمه. (أبو سعيد
النقاض في القضاة عن أبي أمامة).
(14721) - ما من أمير ثلاثة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يداه
إلى عنقه أطلقه الحق أو أوبقه. (ش عن أبي هريرة).
(14722) - ما من أمير عشرة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولة يداه
إلى عنقه لا يفكه من غله ذلك إلا العدل. (ص ش حم وعبد بن حميد
طب هب عن سعد بن عبادة). (2)
.

(1) يوبقه: وبق يبق بالكسر وبوقا: هلك. المختار (560) ب.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 205) وقال: وفيه رجل لم يسم وبقية أحد
أسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح. ص.
32

(14723) - ما من أمير عشرة إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولا
حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور. (ش ق وابن عساكر عن أبي
هريرة كر عن عمرو بن مرة الجهني).
(14724) - ما من أمير ولا وال يغلق بابه دون ذوي الخلة والحاجة
والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته.
(كر عن عمرو بن مرة الجهني).
(14725) - ما من رجل وإلى عشرة إلا أتي به يوم القيامة مغلولة
يداه إلى عنقه حتى يقضي بينه وبينهم. (طب عن ابن عباس).
(14726) - ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا
حرم الله عليه الجنة. (ابن عساكر عن عبد الرحمن بن سمرة).
(14727) - ما من عبد يسترعى رعية إلا سئل يوم القيامة أقام
فيهم أمر الله أم أضاعه. (أبو سعيد النقاض في القضاة عن أبي هريرة).
(14728) - ما من والى عشرة إلا جئ به يوم القيامة مغلولا معذبا
أو مغفورا له. (ابن منده وأبو نعيم عن الحارث بن محمد عن حصين).
(14729) - ما من مسلم يلي عشرة فما فوق ذلك إلا أتي يوم القيامة
مغلولا يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه إثمه أولها ملامة، وأوسطها
33

ندامة، وآخرها عذاب يوم القيامة. (طب عن أبي أمامة) (1)
(14730) - ما من والي ثلاثة إلا لقي الله مغلولا، يمينه إلى عنقه
فكه عدله أو غله جوره. (ابن عساكر عن أبي الدرداء).
(14731) - مامن وال ولى أمر المسلمين شيئا فلم يحط من ورائهم
بالنصيحة إلا كبه الله على وجهه في جهنم يوم يجمع الله الأولين والآخرين
(الحاكم في الكنى طب عن معقل بن يسار).
(14732) - ما من والى أمة قلت أو كثرت لم يعدل فيهم إلا كبه
الله على وجهه في النار. (ش طب عنه).
(14733) - ما من والى عشرة إلا يأتي يوم القيامة مغلولة يداه إلى
عنقه أطلقه عدله أو أوبقه جوره. (حل عن ثوبان) (2)
(14734) - ما ولي أحد ولاية إلا بسطت له العافية فان قبلها
تمت له وإن حقر (3) عنها فتح له ما لا طاقة له به (طب عن ابن عباس).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد باب فيمن ولي شيئا (5 / 204 / 205).
وقال: رواه أحمد والطبراني وفيه يزيد بن أبي ملك وثقه ابن حبان
وغيره وبقية رجاله ثقات. ص.
(2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6 / 118) ص.
(3) حقر: الحقير: الصغير الذليل. تقول منه: حقر بالضم حقارة وحقره
واحتقره، واستحقره: استصغره، وتحاقرت إليه نفسه: تصاغرت.
الصحاح للجوهري (2 / 635) ب.
34

(14735) - مثل الذي ما عدل في الحكم وأقسط في القسط ورحم
ذا الرحم، فمن لم يفعل ذلك فليس مني ولست منه. (الحسن بن سفيان
والباوردي وابن قانع طب وابن عساكر ص عن بلال بن سعد عن أبيه
قال قلنا يا رسول الله ما للخليفة من بعدك قال فذكره).
(14736) - من استرعى رعية فلم يحطهم بنصيحة لم يجد ريح الجنة
وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام. (ش م حم طب وابن عساكر
عن معقل بن يسار).
(14737) - من استرعى رعية فغشها لقي ربه وهو عليه غضبان.
(الخطيب عنه).
(14738) - من استرعاه الله رعية فمات وهو غاش لها أدخله الله
النار. (الشيرازي في الألقاب عن الحسن مرسلا).
(14739) - من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون
حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عنه يوم القيامة دون حاجته وخلته
وفقره. (د وابن سعد والبغوي عن أبي مريم الأذى).
(14740) - من ولي من أمور المسلمين شيئا فاحتجب دون
35

حاجتهم وفقرهم وفاقتهم احتجب الله منه يوم القيامة دون خلته وحاجته
وفقره. (طب وابن قانع ك ق عن أبي مريم الأزدي) (1)
(14741) - من ولي [على عشرة فحكم بينهم بما أحبوا أو كرهوا
جئ به [يوم القيامة] مغلولة يداه [إلى عنقه] فان عدل ولم يرتش ولم
يحف فك الله عنه، وإن حكم بغير ما أنزل الله وارتشى وحابى فيه
شدت يساره إلى يمينه ثم رمي به في قعر جهنم فلم يبلغ قعرها خمس مائة
عام. (ك عن ابن عباس)
(14742) - من ولي من أمر المسلمين شيئا فاحتجب عن ضعفة
المسلمين وأولي الحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة (حم طب عن معاذ)

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 94) وقال صحيح الاسناد
وإسناده شامي صحيح ووافقه الذهبي. ص. *).
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 103) ما بين الحاصرين
استدركته منه.
وقال: سعدان بن الوليد البجلي: كوفي قليل الحديث ولم يخرجا عنه وقال
الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 206) رواه الطبراني في الأوسط وفيه
سعدان بن الوليد لم أعرفه. ص. *).
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 210) وقال: رواه أحمد والطبراني
ورجال أحمد ثقات. ص.
36

(14743) - من ولي من أمر المسلمين شيئا فلم يحطهم بنصيحة كما
يحوط أهل بيته فليتبوأ معقده من النار (حم طب عن معقل بن يسار).
(14744) - من ولي من أمر الناس شيئا فأغلق بابه دون ذوي الفقر
أو الحاجة أغلق الله عن فقره وحاجته باب السماء. (أبو سعيد النقاش في
القضاة عن أبي مريم).
(14745) - من أغلق بابه دون ذوي الفقر أو ذوي الحاجة أغلق الله
عن فقره وحاجته باب السماء. ابن عساكر عن أبي مريم).
(14746) - من أغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلقة والمسكنة أغلق
الله باب السماء دون خلته وحاجته وفقره ومسكنته. (ك عن عمرو بن
مرة الجهني) (1)
(14747) - من ولي شيئا من أمور الناس أتي به يوم القيامة حتى
يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر
فهوى فيه سبعين خريفا. (البغوي وابن قانع طب عن بشر بن عاصم الثقفي،
قال البغوي: ولا اعلم له غيره وفيه سويد بن عبد العزيز متروك) (2)

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 94)، قال الذهبي:
صحيح. ص. *).
(2) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 205 / 206): وفيه سويد بن عبد العزيز
متروك. ص.
37

(14748) - من ولى أحدا من أمر الناس أتي به يوم القيامة حتى يوقف
على جسر جهنم، فإن كان محسنا نجا، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر
فهوى فيه سبعين خريفا وهي سوداء مظلمة. (البغوي طب عن أبي ذر
وفيه سويد بن عبد العزيز) (1)
(14749) - من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة
فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم ومن أعطى
أحدا حمى الله فقد انتهك في حمى الله شيئا بغير حقه فعليه لعنة الله أو قال
تبرأت منه ذمة الله. (حم ك عن أبي بكر).
(14750) - من ولي عملا وهو يعلم أنه ليس لذلك العمل أهل فليتبوأ
مقعده من النار. (الروياني كر عن أبي موسى).
(14751) - من ولي من أمر ألنا أأنت شيئا فأغلق دون المسلمين أو
المظلوم أو ذوي الحاجة أغلق الله دونه أبواب رحمته عن حاجته وفقره أفقر
ما يكون إليه. (حم وابن عساكر عن أبي الشماخ الأزدي عن ابن عم
له من الصحابة) (2)

(1) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 205 / 206): وفيه سويد بن عبد العزيز
متروك. ص.
(2) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 210) الحديث عن أبي السماح رواه أحمد
وأبو يعلي وأبو السماح لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. ص.
38

(14752) - من ولي ذا قرابة محاباة وهو يجد خيرا منه لم يجد رائحة
الجنة. (ابن عساكر عن أبي بكر).
(14753) - نعم الشئ الامارة لمن أخذها بحقها وحلها، وبئس
الشئ الامارة لمن أخذها بغير حقها فتكون عليه حسرة يوم القيامة. (طب
عن زيد بن ثابت) (1).
14754 لا تسأل الامارة فإنها من سألها وكل إليها ومن ابتلي
بها ولم يسألها أعين عليها. (كر عن عبد الرحمن بن سمرة).
14755 لا بد للناس من إمارة برة أو فاجرة فأما البرة فتعدل
في القسم وتقسم بينكم فيئكم بالسوية، وأما الفاجرة فيبتلي فيها المؤمن
والامارة خير من الهرج قيل يا رسول الله: وما الهرج؟ قال: القتل
والكذب. (طب عن ابن مسعود).
14756 لا تأمرن على اثنين ولا تقدمهما. (أبو نعيم عن نعيم
عن أنس).
14757 لا يؤم رجل عشرة من المسلمين إلا جاء يوم القيامة

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 200) وقال: رواه الطبراني عن
شيخه حفص بن عمر بن الصباح الرقي وثقه ابن حبان وبقية رجاله
رجال الصحيح ص
39

مغلولا حتى يكون الله تعالى يرحمه فيعتقه أو يمضي في غير ذلك. (الحاكم
في الكنى عن كعب بن عجرة).
14758 لا يزال هذا الامر فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أعمالا
تنزعه منكم فإذا فعلتم ذلك سلط الله عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما
يلتحى هذا القضيب. (حم طب ك عن أبي مسعود الأنصاري).
14759 لا يسترعي الله عبدا رعية فيموت يوم يموت وهو لها
غاش إلا حرم الله عليه الجنة. (حم عن معقل بن يسار).
14760 لا يسترعي الله عبدا رعية قلت أو كثرت إلا سأله الله
تعالى عنها يوم القيامة أقام فيهم أمر الله أم أضاعه حتى يسأله عن أهل بيته
خاصة. (حم عن ابن عمر).
14761 لا يستعمل رجل على عشرة فما فوقهم إلا جاء يوم
القيامة مغلولة يداه إلى عنقه فإن كان محسنا فك عنه وإن كان مسيئا زيد
غلا إلى غلة. (ن عبد اله بن زيد عن أبيه).
14762 لا يقبل الله صلاة إمام حكم بغير ما أنزل الله ولا يقبل
الله صلاة عبد بغير طهور ولا صدقة من غلول. (ك والشيرازي في الألقاب
عن طلحة بن عبيد الله).
14763 لا يقدس الله أمة قادتهم امرأة (طب عن أبي بكرة).
40

14764 لا يكون رجل على قوم إلا جاء يقدمهم يوم القيامة على
يديه راية يحملها وهم يتبعونه فيسأل عنهم ويسألون عنه. (طب عن
المقدام بن معد يكرب).
14765 يا أيها الناس من ولي منكم عملا فحجب بابه عن ذي
حاجة المسلم حجبه الله أن يلج باب الجنة، ومن كانت الدنيا نهمته حرم الله
عليه جواري فاني بعثت بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها. (طب حل
عن أبي الدحداح) (1).
14766 يا عباس يا عم النبي نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها
(ابن سعد عن الضحاك بن حمزة مرسلا، ابن سعد ق عن محمد بن المنكدر
مرسلا ق عن جابر) (2).
14767 يؤتى بالوالي الذي كان يطاع في معصية الله فيؤمر به
إلى النار فيقذف فيها فتندلق أقتابه (3) في النار، كما يستدير الحمار في

(1) أورده الهيثمي في الزوائد (5 / 210 / 211) وقال رواه الطبراني عن
شيخه جبرون بن عيسى عن يحيى بن سليمان الجفري ولم أعرفها وبقية
رجاله رجال الصحيح. ص.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى في ترجمة العباس بن عبد المطلب
(4 / 27). ص.
(3) أقتابه: الأقتاب: الأمعاء، واحدها: قتب بالكسر.
وقيل: هي جمع قتب، وقتب جمع، وهي المعي. النهاية (4 / 11) ب.
41

الرحى فيأتي عليه أهل طاعته من الناس فيقولون: أي فل (1) أينما كنت
تأمرنا فيقول: كنت آمركم بأمر وأخالفكم إلى غيره (ك - عن أسامة
ابن زيد) (2)
(14768) - يؤتى بالوالي فيوقف على الصراط فيهتز به حتى يزول
كل عضو منه عن مكانه فإن كان عادلا مضى وإن كان جائرا هوى في النار
سبعين خريفا. (عبد بن حميد عن بشر بن عاصم).
(14769) - يؤتى بالولاة يوم القيامة عادلهم وجائرهم حتى يقفوا على
جسر جهنم فيقول الله عز وجل: فيكم طلبتي (3) فلا يبقى جائر في حكمه
مرتش في قضائه مميل سمعه أحد الخصمين إلا هوى في النار سبعين
خريفا، ويؤتى بالرجل الذي ضرب فوق الحد فيقول الله: لم ضربت
فوق ما أمرتك؟ فيقول: يا رب غضبت لك، فيقول: أكان لغضبك

(1) أي فل: أي يا رجل. قال ابن عقيل في شرحه على ألفية ابن مالك:
من الأسماء ما لا يستعمل إلا في النداء، نحو (يا فل) أي: يا رجل. ا ه‍
شرح ابن عقيل (2 / 216) ب.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 89) وقال: صحيح
الاسناد ووافقه الذهبي. ص.
(3) طلبتي: الطلبة: الحاجة. النهاية 3 / 131) ب.
42

أن يكون أشد من غضبي، ويؤتى بالذي قصر فيقول: عبدي لم
قصرت؟ فيقول: رحمته فيقول: أكان لرحمتك أن تكون أشد من رحمتي
(ع عن حذيفة).
(14770) - يؤتى برجل كان واليا فيلقى في النار فتندلق أقتابه
فيدور في أنار كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون:
ألست كنت تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت
آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه. (الحميدي
والعدني عن أسامة بن زيد).
(14771) - يؤتى بالحكام يوم القيامة بمن قصر وبمن تعدى،
فيقول: أنتم خزان أرضي ورعاء عبيدي وفيكم بغيتي، فيقول للذي قصر:
ما حملك على ما صنعت؟ فيقول: رحمته فيقول الله: أنت أرحم بعبادي مني
ويقول للذي تعدى: ما حملك على الذي صنعت؟ فيقول: غضبا مني،
فيقول: انطلقوا بهم فسدوا بهم ركنا من أركان جهنم. (أبو سعيد
النقاش في كتاب القضاة من طريق ابن عبد الرحيم المروزي عن بقية
ثنا سلمة ابن كلثوم عن أنس، وعنده قال أبو داود: لا أحدث عنه،
وسلمة شامي ثقة وبقية روايته عن الشاميين مقبولة وقد صرح في هذا
الحديث بالتحديث).
43

(14772) - يجاء بالأمير يوم القيامة فيلقى في النار فيطحن فيها كما
يطحن الحمار بطاحونته فيقال له: ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن
المنكر؟ قال: بلى ولكن لم أكن لافعله. (حل عن أسامة بن زيد) (1)
(14773) - إذا كان يوم القيامة أمر بالوالي فيوقف على جسر جنهم،
فيأمر الله الجسر فينتفض انتفاضة فيزول كل عظم منه من مكانه، ثم
يأمر الله العظام فترجع إلى مكانها ثم يسأله فإن كان لله مطيعا اجتبذه (2)
فأعطاه كفلين من الاجر، وإن كان عاصيا خرق به الجسر فهوى إلى
جهنم سبعين خريفا. (طب عن عاصم بن سفيان الثقفي) (3)
(14774) - إن من الأئمة طرادين (4). (ش عن عباس الجشمي).

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4 / 112) وقال: غريب من حديث شعبة
عن حبيب مشهور من حديث الأعمش وغيره عن شقيق. ص.
(2) اجتبذه: الجبد لغة في الجذب. النهاية (1 / 235) ب.
كفلين: الكفل: الضعف، قال الله تعالى: ((يؤتكم كفلين من رحمته)
وقيل: إنه النصيب. المختار (454) ب.
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 206) وقال: رواه الطبراني وفيه
من لم أعرفه. ص.
(4) قال صاحب القاموس (1 / 32) معنى الطرادين: من يطول على الناس القراءة
حتى يطردهم. ص.
44

الفصل الثالث
(في أحكام الامارة وآدابها)
وفيه خمسة فروع
الفرع الأول
في آدابها وأن الأئمة من قريش
(الآداب)
(14775) - إذا بعثتم إلي رجلا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم.
(البزار طس عن أبي هريرة).
(14776) - إذا أبردتم إلي بريدا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم.
(البزار عن بريدة).
(14777) - إذا بعثت إلي بريدا فاجعله جسميا وسيما حسن الوجه.
(الخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي أمامة).
(14778) - لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما. (حم
طب عن نعيم بن مسعود الأشجعي).
(14779) - أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما.
(د ك عن نعيم بن مسعود).
45

(14780) - لولا أنك رسول لضربت عنقك. (حم د ك عن
ابن مسعود).
(14781) - أقطف القوم دابة أميرهم. (خط عن معاوية بن قرة
مرسلا) (1)
(14782) - إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم. (د ك
عن جبير بن نفير وكثير بن مرة والمقدام وأبي أمامة) (2)
(14783) - وأعرضوا عن الناس ألم تر أنك إن ابتغيت الريبة في
الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم. (طب عن معاوية).
(14784) - إنك إن ابتغيت (3) عورات الناس أفسدتهم أو كدت
أن تفسدهم. (د عن معاوية). مر برقم [14639].

(1) أورده الخطيب في تاريخه (9 / 274) في ترجمة شبيب بن شيبة المنقري
رقم (4836). وقال أبو داود: ليس بشئ. وراجع ترجمته في
ميزان الاعتدال (2 / 262) وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. ص.
(2) أخرجه بو داود في كتاب الأدب باب في النهي عن التجسس رقم (4868)
وفي اسناده إسماعيل بن عياش. راجع عون المعبود (13 / 233).
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه أبو داود وأحمد والطبراني ورجاله
ثقات (5 / 215) ص.
(3) لفظ رواية أبي داود في كتاب الأدب - باب النهي عن التجسس، رقم
(4867) اتبعت. ص.
46

(14785) - إنا لا نستعمل على عملنا من أراده. (حم ق د ت
عن أبي موسى).
(14786) - إنا والله لا نولي على هذا العمل أحدا سأله ولا أحدا
حرص (1) عليه. (م عن أبي موسى).
(14787) - أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله، وأوصيه بجماعة
المسلمين أن يعظم كبيرهم ويرحم صغيرهم، ويوقر عالمهم، وأن لا يضربهم
فيذلهم، ولا يوحشهم فيكفرهم وأن لا يخصيهم فيقطع نسلهم وأن لا
يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم. (هق عن أبي أمامة).
(14788) - عفو الملوك أبقى للملك. (الرافعي عن علي).
(14789) - على الوالي خمس خصال: جمع الفئ من حقه ووضعه في
حقه وأن يستعين على أموره بخير من يعلم، ولا يجمرهم (2) فيهلكهم، ولا
يؤخر أمرهم لغد. (عق عن واثلة).

(1) حرص: بفتح الراء وكسرها والفتح أوضح والحديث: أخرجه مسلم في صحيحه
كتاب الامارة باب النهي عن طلب الامارة والحرص عليها (1333) ص.
(2) يجمرهم: تجمير الجيش: جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم.
ولدى مراجعتي للفتح الكبير وجدت لفظ (ولا يؤخر أمر يوم لغد) بدلا
من لفظ (ولا يؤخر أمرهم لغد) (2 / 232) ب.
47

(الامراء من قريش)
(14790) - الامراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث: ما رحموا إذا
استرحموا، وقسطوا وعدلوا إذا حكموا. (ك عن أنس) (1)
(14791) - الامراء من قريش من ناوأهم أو أراد أن يستفزهم تحات
تحات (2) الورق. (الحاكم في الكنى عن كعب بن عجرة).
(14792) - الأئمة من قريش أبرارها امراء أبرارها، وفجارها
أمراء فجارها، وإن أمرت عليكم قريش حبشيا مجدعا فاسمعوا له وأطيعوا
ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه فان خير بين إسلامه وضرب
عنقه فليتقدم عنه. (ك هق عن علي) (3)

(1) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 193) عن سيار بن سلامة.
وقال رواه أحمد وأبو يعلى أتم منه وفيه قصة والبزار ورجال أحمد رجال
الصحيح خلا: سكين بن عبد العزيز وهو ثقة. ص.
(2) تحات: ومنه الحديث (تحاتت عنه ذنوبه) أي تساقطت، ومنه الحديث
(ذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء وسط الشجر الذي تحات ورقه
من الضريب) أي تساقط. النهاية (1 / 337) ب.
(3) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 192) وقال: رواه الطبراني في
الصغير والأوسط عن شيخه حفص بن عمر الصباح الرقي.
وقال الحاكم حدث بغير حديث لم يتابع عليه، وأخرجه الحاكم في المستدرك
(4 / 76). ص.
48

(14793) - كان هذا الامر في حمير فنزعه الله منهم وجعله في
قريش وسيعود إليهم. (حم طب ذي مخمر) (1)
(14794) - لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي في الناس اثنان.
(حم ق عن ابن عمر).
الفرع الثاني
في إطاعة الأمير والترهيب عن البغي ومخالفته
(14795) - اسمع وأطع ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف. (حم م
عن أبي ذر).
(14796) - اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم. (م
ت عن وائل).
(14797) - عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم. (طب عن زيد بن
سلمة الجعفي) (2)

(1) أخرجه أحمد في مسنده عن ذي مخمر الحبشي (4 / 91).
ذو مخبر الحبشي: بكسر الميم صحابي نزل الشام ومات بها وهو ابن أخي
النجاشي ويقال بالميم: مخمر بدل الباء. خلاصة الكال (1 / 312).
تهذيب التهذيب (3 / 224) ص.
(2) الحديث عند الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل
المظلم رقم (2199) وقال تحسن صحيح ولفظه: اسمعوا وأطيعوا فإنما
عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم. ومر برقم (14796) ص.
49

(14798) - إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله
فاسمعوا له وأطيعوا. (م ه‍ عن أم الحصين).
(14799) - اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن
رأسه زبيبة. (حم خ ه‍ عن أنس).
(14800) - إنما الطاعة في معروف (حم ق عن علي) (1)
(14801) - عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك
ومكرهم وأثرة (2) عليك (حم م ن عن أبي هريرة) (3).
(14802) - سيليكم أمراء يفسدون وما يصلح الله بهم أكثر،
فمن عمل منهم بطاعة الله فلهم الاجر وعليكم الشكر، فمن عمل منهم
بمعصية الله فعليهم الوزر وعليكم الصبر. (هب عن ابن مسعود).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامرأة - باب وجوب طاعة الامراء رقم
(1810) ص.
(2) وأثرة: وفي الحديث (قال للأنصار: إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا)
الأثرة - بفتح الهمزة والثاء - الاسم من آثر يؤثر إيثارا إذا أعطى، أراد أنه
يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفئ. النهاية (1 / 22) ب.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة - باب وجوب طاعة الامراء رقم
(1836) ص.
50

(14803) - أيما رجل خرج يفرق بين أمتي فاضربوا عنقه (ن
عن أسامة بن شريك).
(14804) - سكون بعدي هنات (1) وهنات وهنات فمن أراد أن
يفرق أمر المسلمين وهم جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان. (د ن
ك عن عرفجة) (2)
(14805) - كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه
نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال:
فوا بيعة الأول فالأول وأعطوهم حقهم الذي جعل الله لهم فان الله
سائلهم عما استرعاهم (حم ق ه‍ عن أبي هريرة).
(14806) - من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق
عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه (م عن عرفجة).

(1) هنات: أي شدائد وأمور عظام النهاية (5 / 279) ب.
(2) أخرجه أبو داود في كتاب السنة باب في قتل الخوارج رقم (4736).
وقال المنذري أخرجه مسلم والنسائي. عون المعبود (13 / 107).
وراجع صحيح مسلم كتاب الامارة - باب حكم من فرق أمير المسلمين وهو
مجتمع رقم (1852).
وأول الحديث (إنه ستكون هنات...)) وعن عرفجة. ص.
51

(14807) - إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما. (حم م عن
أبي سعيد) (1)
(14808) - من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله،
ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني. (حم ق
ن ه‍ عن أبي هريرة).
(14809) - من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية
ومن قاتل تحت راية عمية (2) يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية
أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها
وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني
ولست منه. (حم ن م عن أبي هريرة).
(14810) - من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له،
ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. (م عن ابن عمر).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب إذا بويع لخليفتين رقم (1853) ص.
(2) عمية قيل: هي فعيله، من العماء: الضلالة، كالقتال في العصبية والأهواء،
وحكى بعضم فيها ضم العين. ومنه حديث الزبير (لئلا نموت ميتة عمية)
أي ميتة فتنة وجهالة. النهاية (3 / 304).
ولقد مر شرح لهذه الكلمة في حديث رقم [7655] من هذا الكتاب فراجعه
ان شئت فان فيه زيادة إيضاح. ب.
52

(14811) - من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه ليس
أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية. (حم م ق
عن ابن عباس).
(14812) - يا أيها الناس اتقوا الله وإن أمر عليكم عبد حبشي
مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام لكم كتاب الله. (حم ت ك عن
أم الحصين) (1)
(14813) - لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على
خير ما يعلمه خيرا لهم وينذرهم ما يعلمه شرا لهم، وإن أمتكم هذه جعل
عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء شديد وأمور تنكرونها، وتجئ
فتن فيرقق بعضها بعضا وتجئ الفتن فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم
تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب منكم أن
يزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر
وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقه
يده وثمرة قلبه فليطعمه ما استطاع فان جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر

(1) رواه الترمذي كتاب الجهاد باب جاء في طاعة الامام رقم (1706)
وقال: حسن صحيح.
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب وجوب طاعة الامراء رقم (1838)
وعن أم الحصين الأحمسية ص.
53

(حم م ن ه‍ عن ابن عمرو) (1)
(14814) - اطع كل أمير، وصل خلف كل إمام ولا تسبن
أحدا من أصحابي. (طب عن معاذ بن جبل).
(14815) - صلوا خلف كل بر وفاجر وصلوا على كل بر وفاجر
وجاهدوا مع كل بر وفاجر. (هق عن أبي هريرة).
(إطاعة الأمير من الاكمال)
(14816) - اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة. (ط خ
عن أنس).
(14817) - أطيعوا أمراءكم مهما كان فان أمروكم بشئ مما جئتكم به
فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتهم، وإن أمروكم بشئ مما لم آتكم به
فإنه عليهم وأنتم منه براء ذلك بأنكم إذا لقيتم الله قلتم ربنا لا ظلم، فيقول:
لا ظلم، فيقولون: ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم باذنك واستخلفت
علينا خلفاء فأطعناهم باذنك، وأمرت علينا أمراء فأطعناهم لك فيقول:
صدقتم هو عليهم وأنتم منه برآء. (ابن جرير طب ق عن المقدام).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة - باب وجوب طاعة الامراء رقم
(1844) ص.
54

(14818) - اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأطيعوا من ولاه الله
أمركم ولا تنازعوا الامر أهله وإن كان عبدا أسود، وعليكم بما تعرفون
من سنة نبيكم والخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ تدخلوا
الجنان. (طب ك عن العرباض بن سارية).
(14819) - أذكركم الله لا تبغوا على أمتي بعدي سيكون بعدي
أمراء فأدوا طاعتهم فان الأمير مثل المجن يتقى به فان أصلحوا أموركم
بخير فلكم ولهم، وإن أساءوا فيما أمروكم فهو عليهم وأنتم منه براء، إن
الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم. (طب عن المقدام بن معد
يكرب وأبي أمامة معا).
(14820) - إذا كان عليكم أمراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة والجهاد في
سبيل الله فقد حرم الله عليكم سبهم وحلت لكم الصلاة خلفهم. (طب
عن عمرو البكالي).
(14821) - من عقر بهيمة ذهب ربع أجره، ومن حرق نخلا
ذهب ربع أجره، ومن غش شريكا ذهب ربع أجره ومن عصى
إمامه ذهب أجره كله. (ق والديلمي، وابن النجار. عن أبي
رهم السماعي) (1)

(1) مر ترجمته (3 / 270) واسمه: أحزاب بن أسيد. ص.
55

(14822) - إذا كان في الأرض خليفتان فاقتلوا آخرهما. (طس
ت عن معاوية) (1)
(14823) - إذا خرج عليكم خارج وأنتم مع رجل جميعا ويريد أن
يشق عصا المسلمين ويفرق جمعهم فاقتلوه. (طب عن عبد الله بن عمر
الأشجعي).
(14824) - إنه كائن من بعدي سلطان فلا تذلوه، فمن أراد أن
يذله فقد خلق ربقة الاسلام من عنقه وليس بمقبول منه حتى يسد
ثلمته (2) التي ثلم وليس بفاعل ثم يعود فيكون فيمن يعزه. (حم
هب عن أبي ذر).
(14825) - إنه سيكون بعدي سلطان فأعزوه فإنه من أراد ذله
ثغر ثغرة في الاسلام وليست له توبة إلا أن يسدها وليس بساد لها إلى
يوم القيامة. (خ في تاريخه والروياني عن أبي ذر).

(1) (لدى الرجوع إلى مظان هذا الحديث في سنن الترمذي لم أره، ولكن
الحديث في مجمع الزوائد (5 / 198) وقال رواه الطبراني في الكبير والأوسط
ورجاله ثقات. ومر عزوه برقم [14807] ص.
(2) ثلمته: الثلمة في الحائط وغيره: الخلل، والجمع ثلم مثل غرفة وغرف،
وثلمت الاناء ثلما - من باب ضرب - كسرته من حافته فانثلم وتثلم هو. ا ه‍
المصباح المنير (1 / 116) ب.
56

(14826) - إنه سيكون أمراء يؤخرون الصلاة عن مواقيتها ألا
فصل الصلاة لوقتها، ثم ائتهم فان كانوا قد صلوا كنت قد أحرزت
صلاتك وإلا صليت معهم وكانت لك نافلة. (ط و عبد الرزاق حم م
ن عن أبي ذر).
(14827) - سيكون عليكم أمراء يميتون الصلاة عن مواقيتها فصلوا
الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم سبحة (1). (حم طب عن
شداد بن أوس).
(14828) - إنه سيكون بعدي أئمة يصلون الصلاة لغير وقتها،
فإذا فعلوا ذلك فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم نافلة.
(طس عن أنس).
(14829) - إنها ستكون بعدي امراء يصلون بكم الصلاة فان أتموا
ركوعها وسجدوها فلكم ولهم، وإن انتقصوا منها فلكم وعليهم. (حم
طب عن عقبة بن عامر).
(14830) - إنها ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر
هذه الأمة وهم جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان (حب عن عرفجة)
مر برقم [14804].

(1) سبحة: أي نافلة. (2 331) ب.
57

(14831) - ستكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة
أو يريد أن يفرق بين أمة محمد وأمرهم جميع فاقتلوا كائنا من كان، فان يد الله
على الجماعة وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض (ن هب ن عرفجة
ابن شريح الأشجعي).
(14832) - ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برئ
ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال:
لا ما صلوا (م د عن أم سلمة) (1)
(14833) - إنها ستكون أمراء يميتون الصلاة ويخففونها إلى
شرق (2) الموتى وإنها صلاة من هو شر من حمار وصلاة من لا يجد بدا
فمن أدرك منكم ذلك الزمان فليصل الصلاة لوقتها، واجعلوا صلاتكم معهم
سبحة. (طب عن ابن مسعود).

(1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب إذا بويع لخليفتين رقم (1854) ص.
(2) شرق: وفي الحديث أنه ذكر الدنيا فقال: (إنما بقي منها كشرق الموتى)
له معنيان: أحدهما أنه أراد به آخر النهار، لان الشمس في ذل الوقت إنما
تلبث قليلا ثم تغيب، فشبه ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك
الساعة، والآخر من قولهم شرق الميت بريقه إذا غص به فشبه قلة ما
بقي من من الدنيا بما بقي من حياة الشرق بريقه إلى أن تخرج نفسه.
وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه فقال: ألم تر إلى الشمس إذا ارتفعت عن
الحيطان فصارت بين القبور كأنها لجة، فذلك شرق الموتى. يقال: شرقت
الشمس شرقا إذا ضعف ضوءها. النهاية (2 / 465) ب.
58

(14834) - إنها ستجئ أمراء تشغلهم أشيا حتى لا يصلوا الصلاة
لميقاتها فصلوا الصلاة لوقتها، فان أدركتموها معهم فاجعلوا صلاتكم معهم
سبحة. (طب عن عبد الله بن أم حرام).
(14835) - إنها ستكون أمراء بعدي يصلون الصلاة لوقتها
ويؤخرونها عن وقتها فصلوا معهم فان صلوها لوقتها وصليتموها معهم
فلكم، وإن أخروها عن وقتها فصليتموها معهم فلكم وعليهم، ومن فارق
الجماعة مات ميتة جاهلية، ومن نكث العهد فمات ناكثا للعهد جاء يوم
القيامة لا حجة له. (عبد الرزاق حم ع طب ص عن عامر بن ربيعة).
(14836) - إنها ستكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن مواقيتها
قالوا: كيف نصنع؟ قال: صلوها لوقتها فان أدركتموها معهم فاجعلوا
صلاتكم معهم سبحة. (سمويه ص عن أنس).
(14837) - أوصيكم بتقوى الله، وأن تسمعوا من قول قريش وتدعوا
فعلهم. (ابن سعد وابن جرير عن عامر بن شهر الهمداني) (1)
(14838) - تمسكوا بطاعة أئمتكم ولا تخالفوهم فان طاعتهم طاعة
الله وإن معصيتهم معصية الله، ون الله إنما بعثني ادعوا إلى سبيله بالحكمة

(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى في ترجمة عامر بن شهر الهمداني
(6 / 28) ص.
59

والموعظة الحسنة فمن خلفني في ذلك فهو مني وأنا منه، ومن خالفني في
ذلك فهو من الهالكين، وقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله، ومن ولي
من أمركم شيئا فعمل بغير ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين،
وسيليكم أمراء إن استرحموا لم يرحموا، وإن سئلوا الحقوق لم يعطوا،
وإن أمروا بالمعروف أنكروا وستخافونهم ويفترق ملاكم فيهم حتى لا
يحملوكم على شئ إلا احتملتم عليه طوعا أو كرها فأدنى الحق عليكم أن
لا تأخذوا منهم العطاء ولا تحضروهم في الملا. (الهيثم بن كليب (1) الشاشي
وابن منده طب والبغوي وابن عساكر عن أبي ليلى الأشعري، وفيه
محمد بن سعيد الشامي متروك).
(14839) - خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، تصلون
عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم،
وتلعنونهم ويلعنونكم، قيل: يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال:
لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من
معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة. (م

(1) الهيثم بن كليب الشاشي الحافظ المحدث الثقة أبو سعيد محدث ما وراء
النهر ومؤلف المسند الكبير، وتوفي سنة (335) ه‍. تذكرة الحفاظ
للذهبي (3 / 848) ص.
60

عن عوف بن مالك الأشجعي) (1)
(14840) - خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم
وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم
ويلعنونكم قيل: يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا ما أقاموا
فيكم الصلاة قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا
تكرهونه فاكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة. (م عن عوف
ابن مالك الأشجعي) (2)
(14841) - ستكون من بعدي أمراء فأدوا إليهم طاعتهم فان الأمير
مثل المجن يتقى به فان صلحوا واتقوا وأمروكم بخير فلكم ولهم، وإن
أساءوا وأمروكم به فعليهم وأنتم منه برآء، وإن الأمير إذا ابتغى الريبة
في الناس أفسدهم (طب عن شريح بن عبيد قال أخبرني: جبير بن نفير
وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معد يكرب وأبو أمامة).
(14842) - ستكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون
بسنتي وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال شياطين في جسمان (3) إنسان
قال حذيفة: كيف أصنع إن أدركني ذلك؟ قال: اسمع الأمير

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب إذا بويع لخليفين رقم (1855)
ورقم (65 / 66) ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب إذا بويع لخليفين رقم (1855)
ورقم (65 / 66) ص.
(3) جسمان: الجسمان بالضم الجثمان. المصباح المنير (1 / 139) ب.
61

الأعظم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك (ابن سعد عن حذيفة).
(14843) - سيكون عليكم عليكم امراء يصلون بكم الصلاة فان أتموا
بكم ركوعها وسجودها وما فيها فلكم ولهم، وإن انتقصوا من ذلك
فلكم وعليهم (قط في الافراد عن عقبة بن عامر).
(14844) - سيكون امراء تشغلهم أشياء يؤخرون الصلاة عن
وقتها فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا. (حم
عن أبي موسى).
(14845) - سيكون بعدي امراء يؤخرون الصلاة لوقتها فإذا حضرتم
معهم الصلاة فصلوا (طس عن ابن عمرو).
(14846) - سيكون بعدي ولاة فيليكم البر ببره، ويليكم
الفاجر بفجوره، فاسمعوا له وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلوا وراءهم
فان أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم. (ابن جرير قط
وابن النجار عن أبي هريرة، وضعف).
(14847) - عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك
ومكرهك وأثرة عليك ولا تنازع الامر أهله وإن رأيت أن لك إلا
أن يأمرك بأمر توارى عنك تأويله من الكتاب. (طب والروياني وابن
عساكر عن عبادة بن الصامت).
62

(14848) - عليك بالسمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك
ومكرهك وأثرة عليك. (حم م ن وابن جرير عن أبي هريرة).
(14849) - عليكم بالسمع والطاعة في ما أحببتم وكرهتم، ألا إن
السامع المطيع لا حجة عليه وإن السامع العاصي لا حجة له، ألا وعليكم بحسن
الظن بالله فان الله تعالى معط كل عبد بحسن ظنه وزيادة عليه. (أبو
الشيخ عن عبد الرحمن بن مسعود).
(14850) - لخليفتي على الناس السمع والطاعة لله ولرسوله ولولاة
الامر. (البغوي وابن شاهين عن حزم بن عبد الخثعمي، قال البغوي: ولا
أدري له صحبة أم لا وقد ذكره ابن أبي حاتم وابن حبان في ثقات التابعين).
(14851) - لولا أنكم تسبون أمراءكم لأرسل الله عليهم نارا فأهلكتهم
إنما يدفع الله بسبكم إياهم. (الديلمي عن ابن عمرو).
(14852) - عليكم بالسمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم في منشطكم
ومكرهكم وأثرة عليكم ولا تنازعوا الامر أهله. (طب عن عبادة
ابن الصامت.
(14853) - ما من قوم سعوا إلى السلطان ليذلوه إلا أذلهم الله
قبل يوم القيامة. (ن عن حذيفة).
63

(14854) - من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله،
ومن يطع الأمير فقد أطعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني، وإنما
الامام جنة يقاتل به من وراءه ويتقى به فان أمر بتقوى الله وعدل كان
له بذلك أجر. وإن يأمر بغيره كان عليه منه. (خ م ن عن أبي هريرة
كش حم ه‍ صدره إلى قوله فقد عصاني).
(14855) - من استطاع منكم أن لا ينام نوما ولا يصبح صبحا
إلا وعليه إمام فليفعل. (ابن عساكر عن أبي سعيد وابن عمر).
(14856) - من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه
ما استطاع فان جاء آخر ينازعه فاضربوا رقبة الآخر. (د (1) ش
عن ابن عمرو).
(14857) - من خرج يدعو إلى نفسه أو إلى غيره وعلى الناس إمام
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فاقتلوه. الديلمي عن أبي بكر).
(14858) - من خرج على أمتي وهم مجتمعون يريد أن يفرق بينهم

(1) أخرجه أبو داود في كتاب الفتن باب ذكر الفتن ودلائلها رقم (4229)
قال المزي: الحديث أخرجه مسلم بطوله في المغازي وأبو داود في الفتن
والنسائي في البيعة والسير وابن ماجة في الفتن. عون المعبود شرح سنن
أبي داود (11 / 319) ص.
64

فاقتلوه كائنا من كان. (ع وأبو عوانة ص عن أسامة بن شريك، طب
عن عرفجة الأشجعي).
(14859) - من دعي إلى سلطان فلم يجب فهو ظالم لا حق له.
(طب عن سمرة).
(14860) - من دعي إلى حكم (1) من أحكام فلم يجب فهو ظالم
(د في مراسيله، ق عن الحسن، مرسلا).
(14861) - من مات وليس عليه طاعة مات ميتة جاهلية، وإن
خلعها من بعد عقده إياها في عنقه لقى الله تعالى ليست له حجة، ألا
لا يخلون رجل بامرأة لا تحل له فان ثالثهما الشيطان إلا محرم فان الشيطان
مع الواحد وهو من الاثنين أبعد من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن
(ش حم طب ص عن عامر بن ربيعة). (2)
(14862) - من مات مفارقا للجماعة مات ميتة جاهلية. (طب حل
عن ابن عمر).
(14863) - من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ومن نزع يدا من طاعة جاء يوم القيامة لا حجة له (ط حل عن ابن عمر).

(1) حكم: العلم والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حكم يحكم. النهاية (1 / 419) ب.
(2) رواه أحمد في مسنده (3 / 446) في مسند عامر بن ربيعة. ص.
65

(14864) - من ما ت ناكثا عهده جاء يوم القيامة لا حجة له.
(الخرائطي في مساوى الأخلاق عن عامر بن ربيعة).
(14865) - من نزع يدا من طاعة الله وفارق الجماعة ثم مات، مات ميتة
جاهلية ومن خلعها بعد عهدها لقى الله ولا حجة له (خط في المتفق والمفترق
عن ابن عمر)
(14866) - من نزع يدا منن طاعة الله فإنه يأتي يوم القيامة لا طاعة له
ولا حجة له ومن مات مفارقا للجماعة فقد مات موتة جاهلية. (حم
عن ابن عمر).
(14867) - لا تدعوا على أئمتكم بالفساد، فان صلاحهم صلاحكم
وفسادهم فسادكم (الشيرازي في الألقاب عن ابن عمر).
(14868) - لا تسبوا السلطان فإنه ظل الله في أرضه (أبو نعيم في
المعرفة عن أبي عبيد).
(14869) - يا معاذ أطع كل أمير وصل خلف كل إمام، ولا تسبن
أحدا من أصحابي (عد ق عن معاذ).
(14870) - يا هؤلاء أليس تعلمون أني رسول الله أليس تعلمون أن الله
أنزل في كتابه من أطاعني فقد أطاع الله، من طاعة الله أن تطيعوني، وإن
من إطاعتي أن تطيعوا أئمتكم، وإن صلوا قعودا فصلوا قعودا أجمعين
(طب عن ابن عمر).
66

(14871) - يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب، وتلين لهم
الجلود ثم يكون عليكم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود،
قيل: أفلا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال: لا ما أقاموا الصلاة. (حم ع ص
عن أبي سعيد).
الفرع الثالث
(في جواز مخالفته وعدم اطاعته)
(14872) - لا طاعة لمن لم يطع الله. (حم عن أنس).
(14873) - من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه. (حم ه‍ ك
عن أبي سعيد).
(14874) - لا طاعة لاحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف.
(ق د ن عن علي).
(14875) - لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. (تحم ك عن عمران
والحكم بن عمرو الغفاري).
(14876) - سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثوكم
فيكذبونكم، ويعملون فيسيئون العمل لا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم
وتصدقوا كذبهم فأعطوهم الحق ما رضوا به، فإذا تجاوزوا فمن قتل على
ذلك فهو شهيد. (طب عن أبي سلالة).
67

(14877) - سيكون أمراء تعرفون وتنكرون، فمن نابذهم نجا، ومن
اعتزلهم سلم، ومن خالطهم هلك. (ش طب عن ابن عباس).
(14878) - سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون
وينكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله
عز وجل (طب ك عن عبادة بن الصامت).
(14879) - طاعة الامام حق على المرء المسلم ما لم يأمر بمعصية الله، فإذا
أمر بمعصية الله فلا سمع له ولا طاعة (هب عن أبي هريرة).
(14880) - إنه سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون،
وينكرون عليكم ما تعرفون فلا طاعة لمن عصى الله فلا تضلوا بربكم (حم
ك عن عبادة بن الصامت).
(14881) - السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب أو كره ما لم
يؤمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة (حم ق 4 عن ابن عمر).
(14882) - استقيموا لقريش ما استقاموا لكم فإن لم يستقيموا لكم
فضعوا سيوفكم على عواتقكم ثم أبيدوا خضراءهم (حم عن ثوبان.
(14883) - سيكون عليكم أمراء من بعدي يأمرونكم بما لا تعرفون
ويعملون بما تنكرون فليس أولئك عليكم بأئمة. (طب عن عبادة بن
الصامت).
68

(14884) - سيكون أئمة من بعدي يقولون فلا يرد عليهم قولهم
يتقاحمون في النار كما تقاحم (1)
) القردة (ع طب عن معاوية).
(14885) - إياكم وأبواب السلطان فإنه قد أصبح صعبا هبوطا (2)
(طب عن رجل من سليم).
(14886) - ما ازداد رجل من السلطان قربا إلا ازداد عن الله بعدا
ولا كثرت أتباعه الا كثرت شياطينه ولا كثر ماله إلا ازداد حسابه (هناد
عن عبيد بن عمير مرسلا).

(1) تقاحم: قحم في الامر: رمى بنفسه فيه من غير روية (وبابه خضع
وأقحم فرسه النهر فانقحم، أي أدخله فدخل وفي الحديث (أقحم يا ابن
سيف الله) واقتحم الفرس النهر: دخله. المختار (411) ب.
(2) صعبا: أي شديدا.
هبوطا: أي منزلا لدرجة من لازمه مذلا له في الدنيا والآخرة،
ثم إن لفظا هبوطا بالهاء هو ما وقفت عليه في نسخ البيهقي، والطبراني
حبوطا بحاء مهملة أي يحبط العمل والمنزلة عند الله تعالى.
قال الديلمي: وروى خبوطا بخاء معجمة والخبط أصله الضرب، والخبوط
البعير الذي يضرب بيده على الأرض ا ه‍. وإنما كان كذلك لان من
لازمها لم يسلم من النفاق ولم يصب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينه
أغلا منه، وهذه فتنة عظيمة للعلماء، وذريعة صعبة للشيطان عليهم سيما
من له لهجة مقبولة وكلام عذب وتفاصح وتشدق إذ لا يزال الشيطان
يلقى إليه أن في دخولك عليهم ووعظهم ما يزجره عن الظلم ويقيم الشرع
ثم إذا دخل لم يلبث أن يداهن ويطرى وينافق فيهلك ويهلك. فيض القدير للمناوي (3 / 121) ب.
69

(14887) - اتقوا أبواب السلطان وحواشيها فان أقرب الناس منها
أبعدهم من الله ومن آثر سلطانا على الله جعل الله الفتنة في قلبه ظاهرة وباطنة
وأذهب عنه الورع وتركه حيران.) (الحسن بن سفيان فر عن ابن عمر).
(14888) - من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج من دين الله
(ك عن جابر).
(الاكمال)
(14889) - سيكون عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن مواقيتها
ويحدثون البدع، قال ابن مسعود: فكيف أصنع إن أدركتهم؟ قال تسألني
يا ابن أم عبد كيف تصنع لا طاعة لمن عصى الله (طب ق عن ابن مسعود).
(14890) - اسمعوا إنه سيكون عليكم أمراء فلا تعينوهم على ظلمهم
ولا تصدقوهم بكذبهم فان من أعانهم على ظلمهم وصدقهم على كذبه فلن يرد
علي الحوض (حم ع حب طب ك ص عن عبد الله بن خباب عن أبيه).
(14891) - اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم
فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد
علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم
بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد علي الحوض. (ت: صحيح غريب
ن حب عن كعب بن عجرة).
70

(14892) - يا كعب كيف بك إذا نزل أمراء فمن دخل عليهم
فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه، ولا يرد
علي بحوضي، يا كعب إنه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتا من سحت،
كل لحم ودم نبتا من سحت فالنار أولى به، يا كعب، الناس رجلان
غاديان (1) ورائحان غاد في فكاك رقبة فمعتقها، وغاد فموبقها:، يا كعب
الصلاة برهان والصوم جنة والصدقة تذهب الخطيئة كما تذهب
الجامدة (2) على الصفا (3). (هب عن كعب بن عجرة).
14893 يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء، أمراء

(1) غاديان: الغدوة: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس، يقال: أتيته غدوة
غير مصروف لأنها معرفة، مثل سحر، إلا أنها منن الظروف المتمكنة
والجمع غدا ويقال: آتيك غداة غد، والجمع: الغدوات. والغد وضد
الرواح. وقد غد من باب سما. المختار (369) ب.
ورائحان: الراح: ضد الصباح، وهم اسم للوقت من زوال الشمس إلى
الليل وهو أيضا مصدر راح يروح ضد غدا يغدو. وسرحت الماشية بالغداة
وراحت بالعشي تروح رواحا: أي رجعت. المختار (208) ب.
(2) الجامدة: جمد الماء وكل سائل كنصر وكرم جمدا وجمودا ضد ذاب
فهو جامد وجمد سمي بالمصدر (وجمد تجميدا حاول أن يجمد، والجمد
محركة: الثلج. القاموس (1 / 284) ب.
(3) الصفا: الصفا: صخرة ملساء، والجمع صفا، مقصور، وأصفاء،
وصفي، على فعول. المختار (289) ب.
71

يكونون من بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن دخل عليهم
وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا
يردون على حوضي، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم
على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي يا كعب بن عجرة
الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والصلاة
قربان أو قال برهان يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحم نبت
من سحت النار أولى به، يا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه
فمعتقها وبائع نفسه فموبقها. (حم وعبد بن حميد والدارمي وابن زنجويه ع
حب ك ص وابن جرير طب حل هب عن جابر) (1).
14894 يا عبد الرحمن أعاذك الله من أمراء يكونون بعدي فمن
دخل عليهم وصدقهم وأعانهم على جورهم فليس مني ولا يرد علي الحوض
يا عبد الرحمن، إن الصيام جنة والصلاة برهان يا عبد الرحمن إن الله تعالى

(1) هذا حديث اسناده صحيح رواه أحمد في المسند رقم (14493) (3 / 321)
ثم رواه أحمد أيضا رقم (15347) و (3 / 399).
ورواه الحاكم في المستدرك (4 / 422) وقال صحيح الاسناد ووافقه الذهبي.
وأورد الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 247) وقال رواه أحمد والبزار ورجاله
رجال الصحيح. ص.
72

أبى على أن يدخل الجنة لحما نبت من سحت النار أولى به. (ك والخطيب
عن عبد الرحمن ابن سمرة) (1)
(14895) - أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون [من]
بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني
ولست منه ولا يرد علي الحوض، ومن غشي [أبوابهم] أو لم يغش فلم
يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على
الحوض، يا كعب بن عجرة الصلاة برهان والصوم جنة والصدقة تطفئ
الخطيئة كما يطفئ الماء النار يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم [نبت] من سحت
إذا كانت النار أولى به. (ت: حسن غريب عن كعب بن عجرة) (2)
(14896) - إن الله لم يبعث نبيا إلا وله حواريون فيمكث بين أظهرهم
ما شاء الله يعمل فيهم بكتاب الله وسنة نبيه فإذا انقرضوا كان من بعدهم
أمراء يركبون رؤوس المنابر يقولون ما تعرفون ويعملون ما تنكرون،
فإذا رأيتم أولئك فحق على كل مؤمن يجاهدهم بيده فإن لم يستطع فبلسانه،

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة (3 / 480) وأورده
مطولا في المستدرك (4 / 422) وقال صحيح الاسناد ووافقه اذهبي. ص.
(2) رواه الترمذي في صحيحه كتاب أبواب الصلاة باب ما ذكر في فضل الصلاة
رقم (614) وقال: حسن غريب وراجع تحقيق أحمد شاكر عند هذا الحديث
في سنن الترمذي (2 / 514 / 515). وقال: الحديث صحيح وله شواهد تؤيد
صحته وذكرها ص.
73

فإن لم يستطع بلسان فبقلبه ليس وراء ذلك إسلام. (ابن عساكر
عن ابن مسعود).
(14897) - إنه سيكون عليكم أمراء يكذبون ويظلمون، فمن صدقهم
بكذبهم وأعانهم على ظلهم فليس مني ولست منه ولا يرد على الحوض،
ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد على
الحوض (حم وسمويه طب ص عن حذيفة).
(14898) - إنها ستكون عليكم أمراء بعدي يعظون بالحكمة على منابر
فإذا نزلوا اختلست منهم قلوبهم أنتن من الجيف فمن صدقهم بكذبهم
وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد على الحوض ومن لم يصدقهم
بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد على الحوض
(طب عن كعب بن عجرة).
(14899) - إنها ستكون أمراء فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم
وغشى أبوابهم فليس مني ولست منه، ولا يرد على الحوض ومن لم
يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يغض أبوابهم فهو مني وسيرد
علي الحوض. (الشيرازي في الألقاب عن ابن عمر).
(14900) - إنها ستكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون، فمن دخل
عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منه ولست منه، وليس
74

بوارد على الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني
وأنا منه وهو وارد على الحوض (حم ق عن كعب بن عجرة).
(14901) - ألا إنه سيكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون فمن
صدقهم بكذبهم ومالأهم (1) على ظلمهم فليس مني ولا أنا منه ومن لم يصدقهم
بكذبهم ولم يمالئهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، ألا وإن سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. هن الباقيات الصالحات. (حم
عن النعمان بن بشير).
(14902) - سيكون أمراء يظلمون ويكذبون يأتيهم غواش (2) من
الناس، فمن دخل عليهم فصدقهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست
منه، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو
مني وأنا منه. (ط حم ع حب ص عن أبي سعيد).

(1) مالأهم: ومنه حديث على (والله ما قتلت عثمان ولا مالأت في قتله) أي
ما ساعدت ولا عاونت. النهاية (4 / 353) ب.
(2) غواش: غشه: لم يحضه النصح، أو أظهر له خلاف ما أضمره كغششه
والغش بالكسر: الاسم منه. القاموس (2 / 281).
(هذا إذا كان من غش، وأما إذا كان من غشا فتقول: غواش) غشا
(في حديث المسعي فان الناس غشوه) أي ازدحموا عليه وكثروا. يقال:
غشيه يغشاه غشيانا إذا جاءه، وغشاه تغشية إذا غطاه، وغشي الشئ إذا
لامسه. النهاية (3 / 369) ب.
75

(14903) - سيكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون
وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعملون، ويفعلون ما لا يؤمرون،
فمن أنكر عليه برئ ومن أمسك يده سلم ولكن من رضي وتابع.
(ق وابن عساكر عن أبي هريرة) (1)
(14904) - إنه سيكون عليكم أئمة تعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد
برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضي وتابع، قيل: يا رسول الله أفلا
نقاتلهم قال: لا ما صلوا (حم ت حسن صحيح طب عن أم سلمة).
(14905) - سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلون فمن صدقهم
بكذبهم وأعانهم على ظلمه فليس مني ولست منه، ولم يرد على الحوض
(حم عن ابن عمر).
(14906) - سيكون عليكم أمراء يأمرونكم بما تعرفون، ويعملون
ما تنكرون فليس لأولئك عليك طاعة. (ش عن عبادة بن الصامت).
(14907) - كيف بك يا عبد الله إذا كان عليك أمراء يضيعون
السنة ويؤخرون الصلاة عن ميقاتها؟ قال: فكيف يتأمرني يا رسول الله؟
قال: تسألني ابن أوم عبد كيف تفعل؟ لا طاعة لمخلوق في معصية الله.

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7 / 270) وقال رواه أبو يعلى ورجاله رجال
الصحيح غير أبي بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه وهو ثقة. ص.
76

(عبد الرزاق حم عن ابن مسعود).
(14908) - ليأتين على الناس زمان يكون عليهم أمراء سفهاء
يقدمون شرار الناس ويظهرون حب خيارهم يؤخرون الصلاة عن مواقيتها
فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا
(ع ص عن أبي سعيد وأبي هريرة معا).
(14909) - يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ووزراء فسقة وقضاة
خونة وفقهاء كذبة فمن أدركهم فلا يكونن لهم عريفا ولا جابيا ولا خازنا
ولا شرطيا (الخطيب عن أبي هريرة).
(14910) - لا تحرجوا أمتي ثلاثا اللهم من أمر أمتي بما لم تأمرني به
أو أمرتهم به فإنهم منه في حل (طب والخطيب وابن عساكر عن أبي
عتبة الخولاني).
(14911) - لا طاعة لبشر في معصية الله (ابن جرير كرش عن علي).
(14912) - يكون بعدى أمراء من دخل عليهم فليقل حقا وإن الرجل
ليتكلم بالكلمة يرضي بها السلطان فيهوى بها أبعد من السماء (ابن منده وابن
عساكر عن بلال بن الحارث المزني).
(14913) - أعجزتم إذا بعثت رجلا منكم فلم يمض لامري أن
77

تجعلوا مكانه من يمضي لامري (د عن عقبة بن مالك) (1)
(أدب الأمير من الاكمال)
(14914) - أشهد الله على الوالي من بعدي لما رق على جماعة المسلمين
ورحم صغيرهم إني لأؤمر الرجل على القوم وفيهم من هو خير منه لأنه أيقظ
عينا وأبصر بالحرب. (ق من طريق يونس بن بكير عن أبي معشر
عن بعض مشيختهم).
(14915) - إنا واله لا نولي هذا الامر أحدا سأله ولا أحدا
حرص عليه. (طب عن أبي موسى). مر برقم [14786].
(14916) - إني لست استعمل أحدا حتى أشارطه. (الديلمي
عن عائشة).
(14917) - على الوالي خمس خصال: جمع الفئ من حقه، ووضعه
في حقه، وأن يستعين على أمورهم بخير من يعلم، ولا يجمرهم فيهلكهم
ولا يؤخر أمر يوم لغد. (عق عن واصلة).
(14918) - ما من ملك يصل رحمه وذوي قرابته ويعدل في رعيته
إلا شد الله له ملكا وأجزل له ثوابه وأكرم مآبه وخفف حسابه.
(أبو الحسن بن معروف، الخطيب وابن عساكر والديلمي عن علي).

(1) رواه أبو داود كتاب الجهاد باب في الطاعة رقم (2610) ص.
78

(14919) - من استعمل عاملا من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى
بذلك منه وأعلم بكتاب الهل وسنة نبيه فقد خان الهل ورسوله وجميع المسلمين
(م د عن ابن عباس).
(14920) - لا تفتشوا الناس فتفسدوهم. (طب عن معاوية).
(14921) - لا تكون المرأة حكما (1) تقضي بين العامة. (الديلمي
عن عائشة).
(14922) - لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. (حم خ د ن
عن أبي بكرة).؟؟
(14923) - لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة. (ش عن
أبي بكرة).
(14924) - لا يحل لخليفة من مال الله إلا قصعتان: قصعة يأكلها
هو وأهله، وقصعة يضعها بين أيدي الناس (حم عن علي).؟؟
(14925) - من ولي لنا عملا ولم تكن له زوجة فليتخذ زوجة،
ومن لم يكن له خادم فليتخذ خادما، أو ليس له مسكن فليتخذ مسكنا،

(1) حكما: بفتحتين: الحاكم. المختار (113) ب.
79

أو ليس له دابة فليتخذ دابة، فمن أصاب سوى ذلك فهو غال أو سارق.
(طب حم م عن المستورد).
(14926) - اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق
عليه، اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق بهم (1). (حم
عن عائشة).
(14927) - إذا بعثتم إلي رسولا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم.
(الحكيم بز عق طس عن أبي هريرة).
(14928) - إذا بعثتم إلي بريدا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم.
(الديلمي وابن النجار عن ابن عباس).
الفرع الرابع
(في أعوان الأمير)
(14929) - إنا الله تعالى لم يبعث نبيا ولا خليفة إلا وله بطانتان:
بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا،
ومن يوق بطانة السوء فقد وقي. (خد ت عن أبي هريرة) (2)

(1) الصواب: (فارفق به) كما في صحيح مسلم (3 / 1458) ورقم (1828) ب.
(2) رواه الترمذي في كتاب الزهد - باب ما جاء معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
رقم (2369) والحديث طويل وهذه آخره فقرة منه. فقال: حسن
صحيح غريب ص.
80

(14930) - ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت
له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه: وبطانة تأمره بالشر
وتحضه عليه، فالمعصوم من عصمه الله. (حم خ ن عن أبي سعيد).
(14931) - ما بعث الله من نبي ولا كان بعده من خليفة إلا كان له
بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه
خبالا فمن وقي بطانة السوء فقد وقي. (ن عن أبي أيوب).
(14932) - ما من وال إلا وله بطانتان تأمره بالمعروف وتناه عن
المنكر وبطانة لا تألوه خبالا، فمن وقي شرها فقد وقي وهو من
التي تغلب عليه نهما. (ن عن أبي هريرة).
(14933) - ما من أحد من الناس أعظم أجرا من وزير صالح مع
الامام يأمره بذات الله فيطيعه. (ص عن عائشة).
(14934) - إن من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبدا أذهب
آخرته بدنيا غيره. (طب عن أبي أمامة).
(14935) - من أسوء الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره.
(هب عن أبي هريرة).
(14936) - إن أشد الناس ندامة يوم القيامة رجل باع آخرته بدنيا
غيره. (تخ عن أبي أمامة).
81

(14937) - من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبد أذهب
آخرته بدنيا غيره. (ه‍ عن أبي أمامة).
(14938) - من حضر إماما فليقل خيرا أو ليسكت. (طس
عن ابن عمر).
(14939) - من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا
صالحا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه. (ن عن عائشة).
(14940) - إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي
ذكره وإن ذكر أعانه، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل وزير سوء إن
نسي لم يذكره وإن ذكره لم يعنه. (د هب عن عائشة) (1).
(الاكمال)
(14941) - إن شر البرية عند الله تعالى يوم القيامة من اذهب آخرته
بدنيا غيره. (الخرائطي في مساوي الأخلاق عن أبي هريرة).
(14942) - إن في النار حجرا يقال له ويل يصعد عليه العرفاء وينزلون
فيه (البزار عن سعد).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الخراج والفئ والامارة باب في اتخاذ الوزير
رقم (2916) وسكت المنذري عنه. راجع عون المعبود شرح سنن
داود (8 / 151) ص.
82

(14943) - إن شئت ولكن العريف (1) في النار (ابن عساكر
عن سليمان بن علي عن أبيه عن جده أنه قال: يا رسول الله اجعلني
عريفا قال فذكره).
(14944) - لعن الله سهيلا فإنه كان يعشر (2) الناس في الأرض
فمسخه الله شهابا. (طب وابن النسي في عمل يوم وليلة عن أبي
الطفيل عن علي).
(14945) - كان سهيل عشارا باليمن يظلمهم ويغصبهم أموالهم

(1) العريف: وفي الحديث (العرافة حق، والعرفاء في النار: جمع عريف
وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه
أحوالهم، فعيل بمعنى فاعل. والعرافة: عمله. النهاية (3 / 218) ب.
(2) يعشر: عشر، في الحديث (إن لقيتم عاشرا فاقتلوه) أي إن وجدتم من
يأخذ العشر على ما كان يأخذه أهل الجاهلية مقيما على دينه فاقتلوه، لكفره
أو لاستحلاله لذلك إن كان مسلما وأخذه مستحلا وتاركا فرض الله وهو
ربع العشر، فأما من يعشرهم على ما فرض الله تعالى فحسن جميل. قد عشر
جماعة من الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وللخلفاء بعده، فيجوز أن يسمى آخذ
ذلك عاشرا لإضافة ما يأخذه إلى العشر كربع، ونصف العشر، كيف وهو
يأخذ العشر جميعه، وهو زكاة ما سقته السماء، وعشر أموال أهل الذمة في
التجارات. يقال: عشرت ماله أعشره عشرا فأنا عاشر، وعشرته فأنا معشر
وعشار إذا أخذت عشره، وما ورد في الحديث من عقوبة العشار فمحمول
على التأويل المذكور. النهاية (3 / 239) ب.
83

فمسخه الله عز وجل شهابا فعلقه حيث ترونه. (طب وابن السني
في عمل يوم وليلة عن ابن عمر).
(14946) - ما من إنسان أعظم أجرا من وزير صالح معه إمام
يأمره بذات الله فيطيعه (ابن النجار عن عائشة).
(14947) - ما من نبي ولا وال وله بطانتان: بطانة تأمره
بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، ومن وقي شرها فقد
وقي وهو من التي تغلب عليه منهما. (حم ق عن أبي هريرة).
(14948) - من أعان على خصومة بظلم أو يعين على ظلم لم يزل في
سخط الله حتى ينزع. (ه‍ والرامهرمزي في الأمثال ك عن ابن عمر).
(14949) - من أعان ظالما عند خصومة ظلما وهو يعلم فقد برئت
منه ذمة الله وذمة رسوله. (الخطيب عن ابن عمر).
(14950) - من عان ظالما على ظلمه جاء يوم القيامة وعلى جبهته
مكتوب آيس من رحمة الله. (الديلمي عن أنس).
(14951) - من أعان على ظلم فهو كالبعير المتردي بنزع بذنبه.
(ق عن ابن مسعود).
(14952) - من سود (1) اسمه مع إمام جائر حشر معه يوم

(1) سود: ورد في الحديث (من سود مع قوم فهو منهم، ومن روع مسلما
لرضا سلطان جئ به يوم القيامة معه) خط عن أنس. الفتح الكبير
(3 / 200) ب.
قال العلامة المناوي في شرحه: (من سود) بفتح السين وفتح الواو المشددة
بضبطه أي من كثر سواد قوم بأن ساكنهم وعاشرهم وناصرهم فهو منهم وإن لم
يكن من قبيلتهم أو بلدهم. فيض القدير (6 / 156) ب.
84

القيامة. (الخطيب في المتفق والمفترق عن مجاهد مرسلا وسنده ضعيف).
(14953) - من مشى مع ظالم فقد أجرم يقول الله (إنا من المجرمين
منتقمون). (الديلمي عن معاذ).
(14954) - من مشى إلى سلطان جائر طوعا من ذات نفسه تملقا (1)
إليه بلقائه والتسليم عليه خاض نار جهنم بقدر خطاه إلى أن يرجع من
عنده إلى منزله فان مال إلى هواه أو شد على عضده لم يحلل به من الله
لعنة إلا كان عليه مثلها ولم يعذب في النار بنوع من العذاب إلا عذب
بمثله. (الديلمي عن أبي الدرداء).
(14955) - من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج
من الاسلام. (خ في التاريخ والبغوي والباوردي وابن شاهين وابن قانع

(1) تملقا: تملق له تملقا وتملاقا بالكسر أي تودد إليه وتلطف له. والملق: الود
واللطف، وقد ملق، من باب طرب. ورجل ملق: يعطي بلسانه ما ليس في
قلبه. المختار (501) ب.
85

ط ت وأبو نعيم ص عن أوس بن شرحبيل، قال البغوي والصحيح عندي
شرحبيل بن أوس).
(14956) - من شر الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره.
(حل عن أبي هريرة).
(14957) - يؤتى بصاحب القلم يوم القيامة في تابوت من نار يقفل
عليه بأقفال من نار فينظر قلمه فيما أجراه، فإن كان أجراه في طاعة الله
ورضوانه فك عنه التابوت، وإن كان أجراه في معصية الله هوى
التابوت سبعين خريفا (1) حتى بارئ (2) القلم ولائق (3) الدواة. (طب
عن ابن عباس).
(14958) - يقال للرجال يوم القيامة اطرحوا سياطكم وادخلوا جهنم
(ك عن أبي هريرة).

(1) خريفا: الخريف لزمان المعروف من فصول السنة ما بين الصيف والشتاء.
ويريد به أربعين سنة لان الخريف لا يكون في السنة إلا مرة واحدة، فإذا
انقضى أربعون خريفا فقد مضت أربعون سنة. النهاية (2 / 25) ب.
(2) البراية: النحاتة وما بريت من العود وكذلك البراء. والمبراة: الحديدة
التي يبري بها السهام، وبريت من القلم بريا، وبريت البعير أيضا إذا حسرته وأذهبت لحمه، الصحاح للجوهري (6، 2280) ب.
(3) ولائق: لاقت الدواة من أبا ب باع لصقت، ولاقها صاحبها يتعد ويلزم
فهي مليقه، أي: أصلح مدادها، وألاقها إلاقة لغة فيه قليلة. والاسم منه
الليقة ا ه‍ المختار (482) ب.
86

(14959) - يقال للجلواز (1) يوم القيامة ضع سوطك وادخل النار.
(الديلمي عن عبد الرحمن بن سمرة).
(14960) - يكون في آخر الزمان في هذه الأمة أناس معهم سياط
كأنها أذناب البقر يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه. (حم ك
عن أبي أمامة).
الفرع الخامس
(في لواحق الامارة والخلافة)
(14961) - الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك
(حم ت ع حب عن سفينة) (2)
(14962) - خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء
(د ك عن سفينة) (3)
(14963) - أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله

(1) الجلواز: الشرطي، والجمع الجلاوزة. الصحاح للجوهري (2 / 866) ب. (2) رواه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الخلافة رقم (2226) وقال
هذا حديث حسن. ص.
(3) رواه أبو داود في كتاب السنة باب في الخلفاء رقم (4622) ص.
87

ونيط (1) عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر (د ك عن جابر) (2).
14964 - لكل قوم سادة حتى أن للنحل سادة (فر عن أبي موسى).
(14965) - هون عليك فاني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش
تأكل القديد (ه‍ ك عن أبي مسعود) (3).
(14966) - الخلافة بالمدينة والملك بالشام (تخ ك عن أبي هريرة).
(14967) - لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا
وليه غير أهله (حم ك عن أبي أيوب).
(14968) - ما من إمام يعفو عند الغضب إلا عفا الله عنه يوم القيامة
(ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن مكحول مرسلا)
(14969) - اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق
عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به (م عن
عائشة). كتاب الامارة رقم (1828) ومر برقم [14926].

(1) نيط: ناط الشئ، علقه، وبابه قال. المختار (543) ب.
(2) رواه أبو داود كتاب السنة باب في الخلفاء رقم (4612).
وقال المنذري: الحديث منقطع لان الزهري لم يسمع من جابر. راجع
عون المعبود (12 / 389 و 390) ص.
(3) رواه ابن ماجة في كتاب الأطعمة باب القديد رقم (3312).
وقال في الزوائد: هذا اسناد صحيح ورجاله ثقات. ص
88

(14970) - أميران وليسا بأميرين: المرأة تحج مع القوم فتحيض
قبل أن تطوف بالبيت طواف الزيارة فليس لأصحابها أن ينفروا حتى
يستأمروها، والرجل يتبع الجنازة فيصلي عليها فليس له أن يرجع حتى
يستأمر أهلها (المحاملي في أماليه عن جابر).
(14971) - إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى (عد وابن
عساكر عن ابن مسعود).
(14972) - كما تكونوا يولى عليكم (فر عن أبي بكرة هب عن
أبي إسحاق (1) السبيعي مرسلا).
(14973) - إذا أراد الله بقوم سوءا جعل أمرهم إلى متر فيهم. (فر
عن علي) (2).
(14974) - الشاهد يرى ما لا يرى الغائب. (حم عن علي
القضاعي عن أنس).

(1) أورده العجلوني في كشف الخفاء (1 / 126) قال في الأصل رواه
الحاكم ومن طريقه الديلمي عن أبي بكرة مرفوعا وأخرجه البيهقي بلفظ:
يؤمر عليكم بدون شك وبحذف أبي بكرة فهو منقطع.
وفي شعب الايمان للبيهقي: كما تكونون ا ه‍. ص.
(2) رمز السيوطي لضعفه وقال المناوي في فيض القدير (1 / 265) وفيه:
حفص بن مسلم السمرقندي قال الذهبي: متروك. ص
89

(العرافة)
(14975) - لا بد من العريف، والعريف في النار (أبو نعيم في
المعرفة عن جعونة بن زياد [الشني]) (1).
(14976) - العرافة (2) أولها ملامة وآخرها ندامة والعذاب يوم القيامة
الطيالسي عن أبي هريرة).
(14977) - إن العرافة حق ولا بد للناس من العرفاء ولكن العرفاء
في النار (د عن رجل) (3).
(14978) - أما إن العريف يدفع في النار دفعا. (طب عن زيد
ابن سيف).

(1) ذكره ابن حجر في الإصابة (2 / 88) وقال: وبقية رجاله مجهولون. ص. (2) العرافة: العرفاء: جمع عريف، وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من
الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم فعيل بمعنى فاعل.
والعرافة: عمله.
وقوله: (العرافة حق) أي فيها مصلحة للناس ورفق في أمورهم وأحوالهم
وقوله: (العرفاء في النار) تحذير من التعرض للرياسة لما في ذلك من الفتنة،
وأنه إذا لم يقم بحقه أثم استحق العقوبة. (3 / 218) ب.
(3) أخرجه أبو داود في كتاب الخراج والفئ والامارة رقم (2918)،
وقال المنذري: في اسناده مجاهيل. عون المعبود (8 / 153) ص.
90

الباب الثاني
في القضاء - وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول
(في الترغيب عنه)
(14979) - القصاص ثلاثة أمير أو مأمور أو مختال (طب عن
عوف بن مالك وعن كعب بن عياض).
(14980) - القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة رجل علم
الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل قضى للناس على جهله فهو في النار، ورجل
عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار (عد ك عن بريدة) (1)
(14981) - القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة قاض
قضى بالهوى فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار، وقاض قضى
بالحق فهو في الجنة (طب عن ابن عمر).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 90) وقال صحيح الاسناد
وقال الذهبي: فيه ابن بكير الغنوي منكر الحديث وقال له شاهد صحيح.
ورواه الترمذي في كتاب الأحكام رقم (1322) ص.
91

(14982) - قاضيان في النار، وقاض في الجنة، قاض عرف الحق فقضى
به فهو في الجنة، وقاض عرف الحق فجار متعمدا أو قضى بغير علم فهما في النار
(ك عن بريدة) (1).
(14983) - اتقوا الله فان أخونكم عندنا من طلب العمل.
(طب عن أبي موسى).
(14984) - أبعد الناس عند الله يوم القيامة القاضي الذي يخالف إلى
غير ما أمر به. (فر عن أبي هريرة).
(14985) - إن الله مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان
(ت عن عبد الله بن أبي أوفى). كتاب الأحكام رقم (1330).
(14986) - إن الله تعالى مع القاضي ما لم يحف (2)
) عمدا (طب عن
ابن مسعود حم عن معقل بن يسار).
(14987) - إن الله تعالى مع القاضي ما لم يجر فإذا جار تبرأ الله منه
ولزمه الشيطان (ك هق عن ابن أبي أوفى) (3).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 90) ص.
(2) يحف: الحيف: الجور والظلم، وقد حاف عليه، من باب باع.
المختار (127) ب.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 93) ما عدا الفقرة الأخيرة
وهي: ولزمه الشيطان. وقال: اسناده صحيح ووافقه الذهبي. ص.
92

(14988) - إن القاضي العدل ليجاء به يوم القيامة فيلقى من شدة
الحساب ما يتمنى أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة قط (الشيرازي في
الألقاب عن عائشة).
(14989) - ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم
يقض بين اثنين في تمرة قط (حم عن عائشة).
(14990) - شرار أمتي من يلي القضاء إن اشتبه عليه لم يشاور
وإن أصاب بطر، وإن غضب عنف (1) وكاتب السوء كالعامل به (فر
عن أبي هريرة).
(14991) - عج (2) حجر إلى الله فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا
وكذا سنة، ثم جعلتني في أس (3) كنيف فقال: أما ترضى أن عزلت
بك عن مجالس القضاة (تمام وبان عساكر عن أبي هريرة).

(1) عنف: التعنيف: التوبيخ والقريع واللوم. النهاية (3 / 309) ب.
(2) عج: العج: رفع الصوت، وقد عج يعج بالكسر عجيجا. المختار
(327) ب.
(3) أس: الأس بالضم: أصل البناء، وكذا الأساس. المختار (327).
كنيف: كل ما ستر من بناء أو حظيرة فهو كنيف. النهاية (205).
وفي الفتح الكبير: (أو ما ترضي أن عدلت بك عن مجالس القضاة).
الفتح الكبير (2 / 224) ب.
93

(14992) - لسان القاضي بين جمرتين حتى يصير إما إلى الجنة وإما
إلى النار (فر عن أنس).
(14993) - ما من قاض من قضاة المسلمين إلا ومعه ملكان يسددانه
إلى الحق ما لم يرد غيره، فإذا أراد غيره وجار متعمدا تبرأ منه الملكان ووكلاه
إلى نفسه (طب عن عمران).
(14994) - من ابتغى القضاء وسأل فيه الشفعاء وكل إلى نفسه
ومن أكره على أنزل الله عليه ملكا يسدده (ت عن أنس) (1).
(14995) - من سأل القضاء وكل إلى نفسه، ومن أجبر عليه نزل
عليه ملك يسدده (حم ت ه‍ عن أنس) (2).
(14996) - من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه، ومن لم يطلبه
ولم يستعن عليه أنزل الهل عليه ملكا يسدده (د ت ك عن أنس).
(14997) - من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره
فله الجنة، ومن غلب جوره عدله فله النار (د هق عن أبي هريرة).
(14998) - ما من عبد يحكم بين الناس إلا جاء يوم القيامة وملك

(1) رواه الترمذي كتاب الأحكام رقم (1324) ص.
(2) رواه الترمذي كتاب الأحكام رقم (1323) ص.
94

آخذ بقفاه ثم يرع رأسه إلى السماء فان قال الله: ألقه ألقاه في مهواة (1)
أربعين خريفا (ه‍ عن ابن مسعود) (2).
(14999) - من ولي القضاء فقد ذبح نفسه بغير سكين. (حم
د ت عن أبي هريرة) (3).
(15000) - من جعل قاضيا فقضى بين الناس فقد ذبح بغير سكين.
(حم د ه‍ ك عن أبي هريرة).
(15001) - من كان قاضيا فقضى بالعدل فبالحري (4) أن ينقلب منه

(1) مهواة: ومنه حديث عائشة (ووصفت أباها قالت: وامتاح من المهواة)
أرادت البئر العميقة. أي أنه تحمل ما لم يتحمله غيره. النهاية (5 / 285).
وتهاوى القوم في المهواة، إذا سقط بعضهم في إثر بعض. الصحاح
للجوهري (4 / 2538) ب.
(2) رواه ابن ماجة كتاب الأحكام باب التغليظ في الحيف والرشوة، رقم
(2311) وقال في الزوائد: في اسناده مجالد وهو ضعيف. ص.
(3) رواه الترمذي كتاب الأحكام رقم (1325) وقال: حسن غريب. ص.
(4) فبالحري: يقال: فلان حري بكذا وحري بكذا، وبالحرى أن يكون
كذا: أي جدير وخليق. والمثقل يثني ويجمع ويؤنث، تقول: حريان
وحريون وحرية، وأحرياء، وهن حريات وحرايا. والمخفف يقع على
الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث على حالة واحدة، لأنه مصدر.
النهاية (1 / 376) ب.
95

كفافا (1) (ت عن ابن عمر) (2).
(ترهيب القضاة من الاكمال)
(15002) - إن القاضي ليزل في مزلته أبعد من عدن (3)
في جهنم (أبو سعيد النقاش في كتاب القضاة عن معاذ ورجال ثقات إلا
أن فيه بقية وقد عنعن).
(15003) - القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة، قاض قضى
بغير الحق وهو يعلم فذاك في النار، وقاض قضى وهو لا يعلم فأهلك حقوق
الناس فذاك في النار وقاض قضى بالحق فذاك في الجنة. (ق عن بريدة).
مر [14980].
(15004) - قاضيان في النار وقاض في الجنة، قاض عرف الحق فقضى
به فهو في الجنة وقاض عرف الحق فجار متعمدا أو قضى بغير علم فهما في النار
قالوا فما نذب هذا الذي يجهل؟ قال: ذنبه أن لا يكون قاضا حتى يعلم
(ك عن بريدة). مر [14982].

(1) كفافا: الكفاف: هو الذي لا يفضل عن الشئ، ويكون بقدر الحاجة
إليه. وفي حديث عمر (وددت أني سلمت من الخلافة كفافا، لا علي
ولا لي) وهو نصب على الحال. النهاية (4 / 191) ب.
(2) رواه الترمذي كتاب الأحكام رقم (1322) وقال غريب. ص.
(3) عدن: هي مدينة معروفة باليمن. النهاية (3 / 192) ب.
96

(15005) - ما من رجل يكون على الناس فيقوم على رأسه الرجال
يحب أن يكثر الخصوم عنده فيدخل الجنة (ك وأبو سعيد النقاش في
القضاة عن معاوية).
(15006) - من كان قاضيا فقضى بجهل كان من أهل النار، ومن كان
قاضيا عالما فقضى بحق أو عدل سأل كفافا (طب وأبو سعيد النقاض في
القضاء عن ابن عمر وفيه عبد الملك بن أبي جميلة مجهول).
(15007) - لسان القاضي بين جمرتين حتى يصير إما إلى جنة وإما إلى
نار (الخطيب في المتفق والمفترق وميسرة بن علي في مشيخته والديلمي
والرافعي عن أنس قال الرافعي تفرد به علي بن محمد الطنافسي).
(15008) - يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب
ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط (ط ق عن عائشة).
(15009) - يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيلقى من الهول قبل الحساب
ما يود أنه لم يقض بين اثنين في تمرة (ابن عساكر عن عائشة).
(15010) - إن الهل مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان
(ت غريب ق عن عبد الله بن أبي أوفى) (1)
.

(1) رواه الترمذي كتاب الأحكام رقم (1330) وقال حسن غريب. ص.
97

(15011) - إن الله مع القاضي ما لم يحف عمدا فإذا جار وكله إلى نفسه
(حب طب ق عن عبد الله بن أبي أوفى).
(15012) - الذي يقضي بين الناس يذبح نفسه بغير سكين (أبو سعيد
النقاش في كتاب القضاة عن أبي هريرة).
(15013) - يكون في أمتي من يقبل على [ألد...] (1) ويرتشي في الحكم
ويضيع الصلاة ويتبع الشهوات (أبو سعيد النقاش عن مجاهد وفيه ليث
ابن أبي سليم).

(1) وهكذا بياض في الأصول ولدى الرجوع إلى منتخب كنز العمال لم يذكره
المصنف، ولعل هذه اللفظة الساقطة هي: (الدنيا) ليستقيم المعنى الظاهر
الله أعلم. ص.
98

الفص الثاني
(في الترغيب وآدابه)
(الترغيب).
(15014) - اقض بينهم فان الله مع القاضي ما لم يحف عمدا. (طب ك
عن معقل بن يسار).
(15015) - إذا جلس القاضي في مجلسه هبط عليه ملكان يسددانه
ويوفقانه ويرشدانه ما لم يجر فإذا جار عرجا وتركاه (هق عن ابن عباس).
(15016) - إن الله مع القاضي ما لم يجر عمدا فإذا جار وكله إلى نفسه
(ه‍ حب عن ابن أبي أوفى).
(15017) - إن الله مع القاضي ما لم يحف عمدا يسدده للجنة ما لم يرد
غيره (طب عن زيد بن أرقم).
(الاكمال)
(15018) - اقض بينهما يا عمرو فإذا قضيت بينهما القضاء فلك عشر
حسنات وإن اجتهدت فأخطأت فلك حسنة (حم طب عن عمرو).
(15019) - اجتهد فإذا أصبت فلك عشر حسنات، وإن أخطأت فلك
حسنة (عد عن عقبة بن عامر).
99

(15020) - إن أصبت القضاء بينهما فلك عشر حسنات، وإن اجتهدت
فأخطأت فلك حسنة واحدة (ابن سعد عن عمرو بن العاص.
(15021) - يد الله مع القاضي حين يقضي، ويد الله مع القاسم حين
يقسم (حم ن عن أبي أيوب).
(15022) - اقض بينهما على أنك إن أصبت فلك عشر أجور وإن
اجتهدت فأخطأت فلك أجر (ك وتعقب عن ابن عمرو).
(الآداب والاحكام)
(15023) - إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقض للأول حتى تسمع كلام
الآخر فسوف تدري كيف تقضي، قال علي: فما زلت بعد قاضيا. (ت
عن علي) (1).
(15024) - إذا جلس إليك خصمان فسمعت من أحدهما فلا تقض
لأحدهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنك إذا فعلت ذلك
تبين لك القضاء (حم ك هق عن علي).
(15025) - اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم اقتسما ثم ليحل كل واحد
منكما صاحبه (ك عن أم سلمة).

(1) رواه الترمذي في كتاب رقم (1331) وقال: حسن. ص.
100

(15026) - اذهبوا فقاسموهم أنصاف الأموال، ولا تمسوا ذراريهم
ولولا أن الله لا يحب ضلالة العمل ما رزيناكم (1) عقالا. (د عن الزبيب
العنبري) (2).
(15027) - لا تقضين ولا تفصلن إلا بما تعلم، وإن أشكل عليك
أمر فقف حتى تبينه أو تكتب إلى فيه (ه‍ عن معاذ).
(15028) - لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان. (م ت ن عن
أبي بكرة).
(15029) - لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال (د عن عوف
ابن مالك) (3).
(15030) - لا يقضي القاضي بين اثنين وهو غضبان (حم خ د ه‍
عن أبي بكرة).

(1) ما رزيناكم: وفي الحديث (لولا أن الله تعالى لا يحب ضلالة العمل ما رزيناك
عقالا) جاء في بعض الروايات هكذا غير مهموز، والاضل الهمز، وهو
من التخفيف الشاذ. وضلالة العمل: بطلانه وذهاب نفعه. ا ه‍ النهاية
(2 / 218) ب.
(2) أخرجه أبو داود في كتاب الشهادات باب القضاء باليمين والشاهد رقم
(3595) والحديث طويل ص.
(3) الحديث أول فقرة منه في المطبوع: أبا يقضي وهكذا في ذخائر المواريث
في مسند عوف بن مالك (3 / 76)
ولكن في سنن أبي داود كتاب العلم باب في القصص رقم (3648).
لا يقص وكذا في مسند أحمد (6 / 23 و 29) وفي مشكاة المصابيح رقم
(240) وقال المنذري: في اسناده عباد بن عباد الخواص وفيه مقال.
وراجع عون المعبود شرح سنن أبي داود (10 / 98).
وأخرجه ابن ماجة في كتاب الأدب باب القصص رقم (3753) وقال في
الزوائد: في اسناده عبد الله بن عامر الأسلمي: وهو ضعيف. ص.
101

(15031) - لا يقضين أحد في قضاء بقضائين ولا يقضي أحد بين خصمين
وهو غضبان (ن عن أبي بكرة).
(15032) - من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظة وإشارته
ومقعده ومجلسه (قط طب هق عن أم سلمة).
(15033) - من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فلا يرفع صوته على أحد
الخصمين ما لم يرفع على الآخر (طب هق عن أم سلمة).
(15034) - إذا ابتلى أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقض وهو
غضبان وليسوا بينهم في النظر والمجلس والإشارة (ع عن أم سلمة).
(15035) - إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم
حم خ عن أبي سعيد).
102

(الاكمال)
(15036) - إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، فإذا جلس بين
يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنه
أحرى أن يتبين لك القضاء (د ن عن علي).
(15037) - لا يضيفن ذو سلطان خصما ولا يدنيه منه ولا يسمع
منه إلا وخصمه معه. (الديلمي عن ابن عمر، وفيه العلاء بن هلال
يضع الحديث).
(15038) - من ابتلى بالقضاء بين المسلمين فلا يقضين وهو غضبان
(طب عن أم سلمة).
(15039) - يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان (حم خ د ه‍
عن أبي بكرة).
(15040) - لا يقضي القاضي بين اثنين إلا وهو شبعان ريان (قط
والخطيب ق وضعفه عن أبي سعيد).
(15041) - لا يقضي أحد في أمر بقضائين (أبو سعيد النقاش
في القضاة عن أبي بكر).
103

(الأقضية وجامع الاحكام من الاكمال)
(15042) - أما إذا فعلتما ما فعلتما فاقتسما وتوخيا الحق، ثم استهما ثم تحالا
(د عن أم سلمة) (1).
(15043) - إنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون ألحن (2) بحجته من
بعض فمن قضيت له من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من نار (ش
عن أنس) (3).
15044 - دعنا يا عمر فان لصاحب الحق مقالا (طس طب حل
عن أبي حميد الساعدي).
15045 - مه يا عمر صاحب الدين له مقال (طب عن جابر).
15046 - دعوه، فان طالب الحق أعذر من النبي صلى الله عليه وسلم. (حل عن
أبي هريرة).

(1) وأبو داود كتاب القضاء باب قضاء القاضي إذا أخطأ رقم (3567) ص.
(2) ألحن: اللحن: الميل من جهة الاستقامة. يقال: لحن فلان في كلامه،
إذا ال عن صحيح المنطق. النهاية (4 / 241) ب.
(3) أخرجه أبو داود كتاب القضاء - باب في قضاء القاضي إذ أخطأ، رقم
(3566) وعن أم سلمة.
وقال المنذري: أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
راجع عون المعبود (9 / 502) ص.
104

15047 دعوه فان لصاحب الحق مقالا (خ ت عن أبي
هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فتقاضاه فأغلظ له فهم به أصحابه قال:
فذكره ابن عساكر عن أبي حميد الساعدي).
15048 قضى أن الخصمين يقعدان بين يدي الحكم (د عن
عبد الله بن الزبير) (1).
15049 قضى أن الخصمين يقعدان بين يدي الحاكم. (حم ك
عن عبد الله بن الزبير).
15050 يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني
بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه، اذهب به يا عمر فأعطه حقه وزده
عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته (2) (طب ك عن محمد بن حمزة بن
يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام).
15051 إن الله قد جعل لكل ذي حق حقه ألا لا وصية لوارث
والولد للفراش وللعاهر الحجر ألا لا يتولين رجل غير مواليه، ولا يدعى

(1) أخرجه أبو داود في كتاب القضاء باب كيف يجلس الخصمان رقم (3571)
وقال المنذري: في إسناده مصعب بن ثابت أبو عبد الله المدني ولا يحتج بحديثه
عون المعبود (9 / 506) ص.
(2) رعته: الروع بالفتح، الفزع، وراعه من باب قال فارتاع أي: أفزعه ففزع
وروعه ترويعا. المختار (209) ب.
105

إلى غير أبيه، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله متتابعة إلى يوم القيامة ألا لا
تنفق امرأة من بيت زوجها إلا بإذن زوجها ألا إن العارية مؤداة والمنحة
مردودة والدين مقضى والزعيم غارم (الحسن بن سفيان ق وابن عساكر
عن الحسن وروى ه‍ بعضه).
15052 لا يتوارث أهل ملتين المرأة ترث من عقل (1) زوجها
وماله وهو يرث من عقلها ومالها إلا أن يقتل أحدهما صاحبه عمدا فان قتل لم
يورث من ماله ولا من عقله شيئا، وإن قتل أحدهما صاحبه خطأ ورث من
ماله ولم يرث من عقله أيما امرأة وعد أبوها وأخوها أو حد من أهلها شيئا
ثبل أن يملك عصمتها ثم يملك عصمتها بالذي وعد أبوها أو أخوها أو أحد من
أهلها فهو لها، فإذا ملكت عصمتها وأكرمها أبوها أو أخوها أو أحد من
أهلها بشئ فهو له وأحق ما يكرم به ابنته أو أخته والبينة على المدعي ألا
ويد المسلمين على من سواهم واحدة تتكافأ دماؤهم ولا يقتل مؤمن بكافر ويرد

(1) عقل: قد تكرر في الحديث ذكر (العقل والعقول والعاقلة) أما العقل فهو
الدية، وأصله: أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من الإبل فعقلها
بفناء أولياء المقتول، أي شدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضوها منه،
فسميت الدية عقلا بالمصدر. يقال: عقل البعير يعقله عقلا، وجمعها
عقول. وكان أصل الدية الإبل، ثم قومت بعد ذلك بالذهب والفضة
والبقر والغنم وغيرها. النهاية (3 / 278) ب.
106

قوى المؤمنين على ضعيفهم ومتسريهم (1) على قاعدهم ويعقد أدناهم (ق وابن
عساكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
15053 قضى أن المعدن جبار (2) والبئر جبار والعجماء جرحها
جبار، وقضى في الركاز الخمس، وقضى أن ثمر النخل لمن أبرها (3) الا أن
يشترط المبتاع وإن ملك المملوك لمن باعه إلا أن يشترط المبتاع، وقضى أن
الولد للفراش وللعاهر الحجر وقضى بالشفعة بين الشركاء في الأرضين والدور

(1) متسريهم: المتسري: الذي يخرج في السرية،: وهي طائفة من الجيش
يبلغ أقصاها أربعمائة تبعث إلى العدو، وجمعها السرايا، سموا بذلك لأنهم
يكونون خلاصة العسكر وخيارهم من الشئ السري النفيس. ومعنى
الحديث أن الامام أو أمير الجيش يبعثهم وهو خارج إلى بلاد العدو،
فإذا غنموا شيئا كان بينهم وبين الجيش عامة، لأنهم ردء لهم وفئة،
فأما إذا بعثهم وهو مقيم، فان القاعدين معه لا يشاركونهم في المغنم،
فإن كان جعل لهم نفلا من الغنيمة لم يشركهم غيرهم في شئ منه على
الوجهين معا. النهاية (2 / 363) ب.
(2) جبار: بوزن الغبار: الهدر. يقال: ذهب دمه جبارا، وفي الحديث
(المعدن جبار) أي: إذا أنهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به
مستأجره. المختار (68) ب.
(3) أبرها: المأبورة: الملقحة يقال: أبرت النخلة وأبرتها فهي مأبورة ومؤبرة
والاسم الأبار. النهاية (1 / 13) ب.
107

وقضى في الجنين المقتول بغرة عبد أو أمة وقضى في الرحبة (1) تكون من
الطريق ثم يريد أهلها البنيان فيها فقضى أن يترك للطريق منها سبعة
أذرع، وقضى في النخل أو النخلتين أو الثلاث يختلفون في حقوق ذلك
فقضى لكل نخلة من أولئك مبلغ جريدها حريما لها، وقضى في شرب
النخل من السيل أن الاعلى فالأعلى يشرب قبل الأسفل ويترك الماء إلى
الكعبين ثم يرسل الماء إلى الأسفل الذي يليه فكذلك حتى تنقضي الحوائط
أو يفنى الماء، وقضى أن المرأة لا تعطي من مالها شيئا إلا بإذن زوجها
وقضى للجدتين من الميراث بالسدس بينهما بالسوية، وقضى أن من أعتق
شركا (2) في مملوك فعليه جواز عتقه إن كان له وقضى أن لا ضرر ولا ضرار
وقضى أنه ليس لعرق ظالم (3) حق وقضى بين أهل المدينة في النخيل

(1) الرحبة: رحبة المسجد، ساحته، وجمعها رحب ورحبات ورحاب.
المختار (188) ب.
(2) شركا: أي حصة ونصيبا. النهاية (2 / 467) ب.
(3) لعرق ظالم: هو أن يجئ الرجل إلى أرض قد أحياها رجل قبله فيغرس فيها
غرسا غصبا ليستوجب به الأرض.
والرواية (لعرق) بالتنوين، وهو على حذف المضاف: أي لذي عرق
ظالم، فجعل العرق نفسه ظالما والحق لصاحبه، أو يكون الظالم من صفة
صاحب العرق، وإن روى (عرق) بالإضافة فيكون الظالم صاحب العرق،
والحق للعرق، وهو أحد عروق الشجرة. النهاية (3 / 219) ب.
108

لا يمنع نقع بئر وقضى بين أهل البادية أن لا يمنع فضل ماء ليمنع فضل الكلأ
وقضى في الدية الكبرى المغلظة بثلاثين ابنة لبون وثلاثين حقة وأربعين
جذعة وقضى في الدية الصغرى بثلاثين ابنة لبون وثلاثين حقة وعشرين
ابنة مخاض وعشرين بني مخاض ذكور (عم وأبو عوانة طب عن عبادة
ابن الصامت) (1).
15054 لا رضاع بعد فصال ولا يتم بعد احتلام ولا عتق إلا بعد
ملك ولا طلاق إلا بعد النكاح ولا يمين في قطيعة رحم ولا تعرب بعد هجرة
ولا هجرة بعد الفتح ولا يمين لولد مع الوالد ولا يمين لامرأة مع زوج
ولا يمين لعبد مع سيده ولا نذر في معصية الله ولو أن أعرابيا حج عشر
حجج ثم هاجر كانت عليه حجة إن استطاع إليه سبيلا ولو أن صبيا حج
عشر حجج ثم احتلم كانت عليه حجة إن استطاع إليه سبيلا ولو أن عبدا حج
عشر حجج، ثم أعتق كان عليه حجه إن استطاع إليه سبيلا (ط
ق عن جابر).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4 / 203 و 205) وقال: روى ابن ماجة
طرفا منه ورواه عبد الله بن أحمد وإسحاق لم يدرك عبادة. ص.
109

الفصل الثالث
(في الهدية والرشوة)
(الهدية)
15055 تهادوا تحابوا (ع عن أبي هريرة).
15056 تهادوا تحابوا وتصافحوا يذهب الغل عنكم. (ابن
عساكر عن أبي هريرة).
15057 تهادوا تزدادوا حبا وهاجروا تورثوا أبناءكم مجدا وأقيلوا
الكرام عثراتهم (ابن عساكر عن عائشة).
15058 تهادوا الطعام بينكم فان ذلك توسعة في أرزاقكم (عد
عن ابن عباس).
15059 تهادوا إن الهدية تذهب وحر (1) الصدر ولا تحقرن
جارة جارتها ولو بشق فرسن (2) شاة. (حم ت عن أبي هريرة).

(1) وحر: في الحديث (الصوم يذهب وحر الصدر) هو بالتحريك: غشه
ووساوسه، وقيل: الحقد والغيظ، وقيل، العداوة. وقيل: أشد
الغضب. النهاية (5 / 160) ب.
(2) فرسن: الفرسن: عظيم قليل اللحم، وهو خف البعير كالحافر للدابة،
وقد يستعار للشاة فيقال فرسن شاة والذي للشاة هو الظلف. والنون
زائدة، وقيل أصلية. النهاية (3 / 429) ب.
110

15060 تهادوا فان الهدية تذهب السخيمة (1) ولو دعيت إلى
كراع لأجبت ولو أهدي إلي كراع لقبلت. (هب عن أنس).
(15061 -) تهادوا فان الهدية تضعف الحب وتذهب بغوائل
الصدر. (طب عن أم حكيم بنت وداع).
15062 الهدية إلى الامام غلول. (طب عن ابن عباس).
(15063 الهدية تذهب بالسمع والقلب والبصر. (طب عن
عصمة بن مالك).
(15064 الهدية تعور (2) عين الحكيم. (فر عن ابن عباس).
15065 من أتته هدية وعنده قوم جلوس فهم شركاؤه فيها.
(طب عن الحسين بن علي).
15066 نعم الشئ الهدية إمام الحاجة (طب عن الحسين بن علي).
15067 هدايا العمال غلول. (حم هق عن أبي حميد الساعدي
عن عرباض) (3).

(1) السخيمة: الحقد في النفس. النهاية (2 / 351 ب.
(2) تعور: أي تصيره أعور لا يبصر إلا بعين الرضى فقط، وتعمى عين السخط
فيض القدير للمناوي (6 / 357) ب.
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 249) وقال رواه الطبراني من رواية
إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهي ضعيفة. ص.
111

15068 هدايا العمال حرام كلها. (ع عن حذيفة).
15069 أخذ الأمير الهدية سحت، وقبول القاضي الرشوة
كفر. (حم في الزهد عن علي).
15070 من شفع لأخيه شفاعة فأهدي له هدية عليها فقبلها
منه فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا. (حم د عن أبي أمامة) (1)
15071 إن رجالا من العرب يهدي أحدهم الهدية فأعوضه منها
بقدر ما عندي ثم يتسخطه فيظل يتسخط فيه علي وأيم الله لا أقبل
بعد مقامي هذا من رجل من العرب هدية إلا من قريشي أو أنصاري
أو ثقفي أو دوسي. (ت عن أبي هريرة) (2).
15072 إن فلانا أهدى إلي ناقة فعوضته منها ست بكرات (3)
فظل ساخطا لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قريشي أو أنصاري أو
ثقفي أو دوسي. (حم ت عن أبي هريرة) (4).

(1) أخرجه أبو داود في كتاب البيوع باب في الهدية لقضاء الحاجة رقم (3524)
وقال المنذري: فيه مقال. عون المعبود (9 / 456) ص.
(2) رواه الترمذي كتاب المناقب في ثقيف وبني حنيفة، رقم (3946).
وقال: حسن. ص.
(3) بكرات: البكر بالفتح: الفتى من الإبل، بمنزلة الغلام من الناس.
والأنثى بكرة، وقد يستعار للناس. النهاية (1 / 149) ب.
(4) رواه الترمذي كتاب المناقب باب مناقب في ثقيف وبني حنيفة رقم (3945) ص.
112

15073 وأيم الله لا أقبل بعد يومي هذا من أحد هدية إلا أن
يكون مهاجرا قرشيا أو أنصاريا أو دوسيا أو ثقفيا. (د عن
أبي هريرة) (1).
15074 إني نهيت عن زبد (2) المشركين. (د ت عن
عياض بن حمار).
15075 إني لا أقبل هدية مشرك. (طب عن كعب بن مالك).
15076 إنا لا نقبل من المشركين. (حم ك عن حكيم بن حزام).
(الرشوة)
15077 الراشي والمرتشي في النار (طب ص عن ابن عمرو).
15078 لعنة الله على الراشي والمرتشي. (حم ه‍ د ت عن
ابن عمرو).
15079 لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم. (حم ك عن

(1) أخرجه أبو داود في كتاب البيوع باب في قبول الهدايا رقم (3520)
وأيم الله: لفظ قسم ذو لغات وهمزتها وصل وقد تقطع تفتح وتكسر.
راجع عون المعبود (9 / 452) ص.
(2) زبد: بفتح الزاي وسكون الموحدة: الرفد والعطاء. ا ه‍ النهاية
(2 / 293) ب.
113

أبي هريرة) (1).
15080 لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما.
(حم عن ثوبان) (2).
15081 خذوا العطاء ما دام عطاءا، فإذا تجاحفت قريش (3) بينها
الملك وصار العطاء رشا (4) عن دينكم فدعوه. (تخ د عن ذي الزوائد) (5).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأحكام (4 / 103) وسكت عنه ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك الاحكام (4 / 103) وأخرجه أحمد في مسنده
(5 / 279) وعن ثوبان ومر برقم (14495) بتحقيق أوسع. ص.
(3) تجاحفت: بفتح الجيم وحاء وفاء مخففات، قال الزمخشري: من الاجحاف
ويقال: الجحف: الضرب بالسيف، والمجاحفة المزاحفة، يقال:
تجاحف القوم في القتال: إذا تناول بعضهم بعضا بالسيوف. فيض القدير
للمناوي 3 / 435) ب.
قريش: كان هذا اللفظ بالفاء ولدى الرجوع إلى الفتح الكبير (2 / 85)
وفيض القدير (3 / 435) وجدت اللفظ بالقاف.
(4) وكذا وجدت في الفتح الكبير (رشاء) بدلا من (رشا).
رشا: الرشوة بكسر الراء وضمها، والجمع رشا، بكسر الراء وضمها،
وقد رشاه من باب عدا. وارتشى: أخذ الرشوة. واسترشى في حكمه
طلب الرشوة عليه. المختار (194) ب.
(5) رواه أبو داود في كتاب الخراج والفئ باب في كراهية الافتراض في
آخر الزمان عن سليم بن مطير وبرقم (2942 و 2943).
وراجع عون المعبود (8 / 172 / 175).
وأول فقرة من الحديث: (يا أيها الناس خذوا العطاء).
ذو الزوائد: الجهني صحابي عداده من أهل المدينة.
خلاصة الكمال (1 / 312). تهذيب التهذيب لابن حجر (3 / 223).
وراجع أسد الغابة (2 / 174) ص.
114

(الهدية من الاكمال)
15082 الهدايا للأمراء غلول. (عب عن جابر بن حسن).
15083 هدايا الامراء غلول. (أبو سعيد النقاش في كتاب
القضاة عن أبي حميد الساعدي وعن أبي سعيد عن أبي هريرة الرافعي
عن جابر).
15084 هدايا السلطان سحت وغلول. (ابن عساكر عن
عبد الله بن سعد).
15085 هدية الأمير غلول. (ابن جرير عن جابر).
15086 إني قد عرفت بلاءك في الدين والذي نالك وذهب من
مالك وركبك من الدين وقد طيبت لك الهدية فان أهدي لك شئ
فاقبل، قاله لمعاذ. (طب عن عبيد بن صخر بن لوذان).
15087 نعم العون الهدية في طلب الحاجة. (ك في تاريخه
عن عائشة).
115

15088 نعم المفتاح الهدية أمام الحاجة. (الديلمي عن عائشة).
15089 نعم مفتاح الحاجة الهدية بين يديها. (الخطيب
عن عائشة) (1).
15090 تهادوا الطعام بينكم فان ذلك توسعة لارزاقكم في
عاجل الخلف وجسيم الثواب يوم القيامة. (الديلمي عن ابن عباس).
15091 الهدية رزق من الله طيب فإذا أهدي إلى أحدكم
فليقبلها وليعط خيرا منها. (الحكيم عن ابن عمرو).
15092 الهدية رزق من رزق الله فمن قبلها فإنما يقبلها من
الله ومن ردها فإنما يردها على الله (أبو عبد الرحمن السلمي عن أبي هريرة).
15093 تهادوا فان الهدية تخرج الضعائن من القلوب.
(الخطيب عن عائشة).
15094 ألا لا يرد أحدكم هدية أخيه وإن وجد فليكافئه والذي
نفسي بيده لو أهديت إلي ذراع لقبلت ولو دعيت إلى كراع لأجبت
(هناد عن الحسن مرسلا).
15095 ما أقبحه لو أهدي إلي راع لقبلت ولو دعيت إلى

(1) أورده الخطيب البغدادي في تاريخه (8 / 166) ص.
116

ذراع لأجبت. (طب عن أم حكيم بنت وداع الخزاعية، قالت: قلت
يا رسول الله تكره رد الظلف (1) قال فذكره).
15096 الهدية لنا والصدقة عليها، يعني بريرة. (ابن النجار
عن أبي بكر).
15097 ما هذه معكم أهدية أم صدقة فان الصدقة يبتغي بها
وجه الله وإن الهدية يبتغي بها وجه الرسول وقضاء الحاجة. (ابن
عساكر عبد الرحمن بن علقمة).
15098 إذا أتى أحدكم بهدية فجلساؤه شركاؤه فيها. (الحكيم
عن ابن عباس).
15099 من أهديت له هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها.
(عق طب عن ابن عباس).
15100 لقد هممت أن لا أتهب (2) هبة إلا من أنصاري أو
قرشي أو ثقفي. (حم طب عن ابن عباس).

(1) الظلف: الظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل والخف للبعير.
النهاية (3 / 159) ب.
(2) أتهب، أي لا أقبل هدية إلا من هؤلاء، لأنهم أصحاب مدن وقرى،
وهم أعرف بمكارم الأخلاق ولان في أخلاق البادية جفاء وذهابا عن
المروءة، وطلبا للزيادة. وأصله: أو تهب، فقلبت الواو تاء وأدغمت في
تاء الافتعال، مثل اتزن واتعد. من الوزن والوعد. يقال: وهبت له
شيئا وهبا ووهبا وهبة، والاسم: الموهب والموهبة بالكسر،
والاستيهاب: سؤال الهبة. وتواهب القوم: إذا وهب بعضهم بعضا.
النهاية (5 / 231) ب.
117

15101 من يعذرني من فلان أهدى إلي لقحة (1) فكأني أنظر
إليها في وجه بعض أهلي فأثبته بست بكرات فتسخطها (2)، لقد هممت
أن لا أقبل هدية إلا أن تكون من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي.
(ك عن أبي هريرة).
15102 إن فلانا أهدى إلي ناقة وهي ناقتي أعرفها كما أعرف
بعض أهلي ذهبت مني يوم زغابات (3) فعوضته منها ست بكرات فظل
ساخطا، لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي

(1) لقحة: اللقحة بالكسر والفتح: الناقة القريبة العهد بالنتاج. النهاية
(4 / 262 ب.
(2) فتسخطها: السخط والسخط: الكراهية للشئ وعدم الرضا به.
النهاية (2 / 350) ب.
(3) زغابات: زغابة بالضم، موضع قرب المدينة. القاموس (1 / 79).
قال المحشي: قوله: وزغابة بالضم موضع ضبطوه بالفتح في غزوة الخندق
أيضا مع إهمال العين ففي كلام المصنف نظر من وجهين. هامش القاموس
(1 / 79) ب.
118

أو دوسي. (حم ت عن أبي هريرة) (1).
15103 إنا لا نقبل من المشركين ولكن إن شئت أخذتها
منك بالثمن. (حم طب ك ص عن حكيم بن حزام أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
حلة وهو كافر، فذكره).
15104 إنا لا نقبل زبد المشركين. (ط حم ق عن
عياض بن حمار).
15105 إني أكره زبد المشركين. (ط حم ق عن
عمران بن حصين).
(الرشوة من الاكمال)
15106 كل لحم أنبته السحت فالنار أولى به قيل: وما السحت؟
قال: الرشوة في الحكم. (ابن جرير عن ابن عمر).
15107 لعن الله الراشي والمرتشي. (ط حم د ت: حسن
صحيح ق ك عن ابن عمر وأبو سعيد في القضاة عن عائشة، ق ك عن
عبد العزيز بن مروان بلاغا).

(1) رواه الترمذي في كتاب المناقب باب مناقب في ثقيف وبني حنيفة رقم
(3945) ومر برقم (15071) ص.
119

15108 لعن الله الآكل والمطعم الرشوة. (عب في تاريخه
وأبو سعيد النقاش في القضاة عن عبد الرحمن بن عوف).
15109 لعن آخذ رشوة في الحكم كانت سترا بينه وبين
الجنة. (. عن أنس).
(لواحق الامارة من الاكمال)
15110 إن فيكم النبوة، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة،
ثم تكون ملكا وجبرية. (طب عن أبي عبيدة بن الجراح وبشير بن سعد
والد النعمان بن بشير).
15111 إن هذا الامر بدأ رحمة ونبوة ثم يكون رحمة وخلافة
ثم كائن ملكا عضوضا (1)، ثم كائن عتوا وجبرية (2) وفسادا في الأرض
يستحلون الحرير والفروج، والخمور ويرزقون على ذلك وينصرون حتى
يلقوا الله عز وجل. (طب وأبو نعيم في المعرفة عن أبي ثعلبة الخشني عن
معاذ وأبي عبيدة بن الجراح).

(1) عضوضا: أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضا.
والعضوض: أبنية المبالغة. النهاية (3 / 253).
(2) جبرية: في الحديث (ثم يكون ملك وجبروت) أي عتو وقهر. يقال:
جبار بين الجبروت، والجبرية والجبروت. النهاية (1 / 236) ب.
120

15112 إن هذا الامر بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة
ثم يكون ملكا عضوضا يشربون الخمور ويلبسون الحرير ويستحلون
الفروج وينصرون ويرزقون حتى يأتيهم أمر الله. (نعيم بن حماد في
الفتن عن حذيفة).
15113 أول هذه الأمة نبوة ورحمة، ثم خلافة ورحمة، ثم
ملك عاض وفيه رحمة، ثم جبروة (1) صلعاء ليس لأحد فيها متعلق
تضرب فيها الرقاب وتقطع فيها الأيدي والأرجل وتؤخذ فيها الأموال
(نعيم بن حماد في الفتن عن أبي عبيدة بن الجراح).
15114 تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا
شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن
تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا عضوضا فتكون ما شاء
الله، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم ملكا جبرية ثم تكون خلافة على منهاج
النبوة. (ط د حم (2) والروياني ص عن نعمان بن بشير عن حذيفة).

(1) جبروة صلعاء: أي ظاهرة بارزة. النهاية (3 / 47) ب.
(2) هذا الحديث: رواه أحمد في مسنده وبلفظه (4 / 273) وفي مسند النعمان بن
بشير. وأما عزو المصنف الحديث ل: (د) فلم أجد في مظانه. ص.
121

حرف الخاء
كتاب خلق العالم
من قسم الأقوال
(خلق القلم)
15115 إن أول شئ خلقه الله القلم، فأمره فكتب كل شئ
يكون. (حل هق عن ابن عباس).
15116 إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: يا رب
وماذا أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة، يا بني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من مات على غير هذا فليس مني [خلق]
(د عن عبادة الصامت) (1).
15117 إن أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب، قال: ما
أكتب؟ فقال: اكتب القدر ما كان وما هو كائن إلى الأبد.

(1) أخرجه أبو داود في كتاب السنة باب في القدر رقم (16) رقم الحديث
(4675). وسكت عنه المنذري. عون المعبود (12 / 46).
ولفظ (خلق) ليست في سنن أبي داود. ص.
122

(ت عنه) (1).
(خلق القلم من الاكمال)
15118 لما خلق الله القلم قال له: اكتب فجرى بما هو كائن
إلى قيام الساعة. (طب عن ابن عباس).
(خلق العالم من الاكمال)
15119 كل شئ خلق من ماء. (ك عن أبي هريرة) (2).
15120 خلق الله عز وجل أول الأيام يوم الأحد وخلقت
الأرض في يوم الأحد ويوم الاثنين وخلقت الجبال وشقت الأنهار
وغرس في الأرض الثمار وقدر في كل أرض قوتها يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء
(ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير تفسير سورة (ن) رقم (3319).
وقال: حسن غريب.
وكذا أخرجه الترمذي في كتاب القدر رقم (2155)، وهنا قال:
غريب. وعن عبادة الصامت.
وأخرجه أحمد في مسنده (5 / 317) ص.
(2) أخرجه الحاكم بطوله في المستدرك (2 / 452):
ولفظه: فأتى الرجل عبد الله بن عباس فسأله فقال: مم خلق الخلق
قال من الماء.) قال الذهبي: هذا الخبر منكر. ص.
123

قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء
أمرها) (1) في يوم الخميس ويوم الجمعة وكان آخر الخلق في آخر الساعات
يوم الجمعة فلما كان يوم السبت لم يكن فيه خلق. (ك عن
ابن عباس) (2).
15121 خلق الله عز وجل الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق
الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء
والمدائن والعمران والخراب، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة
النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقين منه، فخلق الله
في أول ساعة من هذه الثلاث الساعات الآجال حين يموت من مات،
وفي الثانية ألقى الله الألفة على كل شئ مما ينتفع به الناس، وفي الثالثة
آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة.
(ك عن ابن عباس) (3).

(1) سورة فصلت آية 11.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب التفسير (2 / 450) وقال: هذا
حديث أرسله عبد الرزاق عن ابن عينية عن أبي سعيد ولم يذكر فيه
ابن عباس وكتباه متصلا من هذه الرواية ووافقه الذهبي. ص.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب التاريخ (2 / 543).
قال الذهبي في تلخيص المستدرك: أبو سعيد البقال، قال ابن معين:
لا يكتب حديثه. ص.
124

خلق آدم صلوات الله وسلامه عليه
15122 لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل
نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، ثم جعل بين عيني كل إنسان منهم
وبيصا (1) من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟
قال: هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم أعجبه نور ما بين عينيه فقال: أي
رب من هذا؟ قال: هذا رجل من ذريتك في آخر الأمم يقال له داود
فقال: أي رب كم عمره قال: ستون سنة قال: فزده من عمري أربعين سنة
قال: إذن يكتب ويختم ولا يبدل، فلما انقضى عمر آدم جاءه
ملك الموت قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها
ابنك داود، فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته،
وخطئ (2) آدم فخطئت ذريته. (ت ك عن أبي هريرة) (3).

(1) وبيصا: الوبيص: البريق. وقد وبص الشئ يبص وبيصا. ومنه
الحديث (رأيت وبيص الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم)
النهاية (5 / 146) ب.
(2) وخطئ: بكسر الطاء من باب سمع يسمع أي: أذنب وعصى. تحفة
الأحوذي (8 / 458) ب.
(3) أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن تفسير سورة الأعراف رقم (3076)
وقال: حسن صحيح. وأخرجه الحاكم (2 / 325) وقال صحيح. ص.
125

15123 لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال: الحمد لله
فحمد الله باذنه، فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك
الملائكة إلى ملا منهم جلوس، فقل السلام عليكم، فقال السلام عليكم
قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، ثم رجع إلى ربه، فقال: إن هذه
تحيتك وتحية بنيك بينهم، قال الله له ويداه مقبوضتان: اختر أيتهما
شئت، قال: اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها
فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك
فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو
من أضوئهم، قال: يا رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود وقد كتبت
له عمره أربعين سنة، قال: يا رب زده من عمره، قال: فذاك الذي
كتبت له، قال: أي رب فاني قد جعلت له من عمري ستين سنة،
قال: أنت وذاك. قال: ثم سكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها، فكان
آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت، فقال له آدم: قد تعجلت، قد
كتب لي ألف سنة، قال: بلى ولكنك قد جعلت لابنك داود ستين
سنة، فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته، قال: فمن يومئذ
أمر بالكتاب والشهود. (ت ك عن أبي هريرة) (1)
.

(1) أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن باب رقم 95، رقم (3368)،
وقال: حسن غريب. ص.
126

15124 إن الله إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان (1) يوم عرفة
وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر، ثم كلمهم
قبلا (2) قال: (ألست بربكم قالوا بلى). (حم ن ك هق في
الأسماء عن ابن عباس).
15125 إن الله خلق التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال
يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء،
وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم
بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات يوم
الجمعة فيما بين العصر إلى الليل. (حم م عن أبي هريرة) (3).

(1) بنعمان: وعمان بالفتح: واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات.
الصحاح للجوهري (5 / 2044) ب.
(2) قبلا: يقال: رأيته قبلا بكسر القاف أي عيانا. الصحاح للجوهري
(5 / 1796) ب.
(3) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب صفات المنافقين وأحكامهم باب
ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام رقم (2789).
وقد تكلم علماء الحديث حول هذا الحديث ما خلاصته:
ذكر ابن القيم في كتابه المنار المنيف فصل 19 153 صفحة
(84) ما يلي:
ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط من حديث أبي هريرة: (خلق الله التربة
يوم السبت.) ولكن وقع الغلط في رفعه وإنما هو من قول كعب
الأحبار كذلك قال إمام أهل الحديث: محمد بن إسماعيل البخاري في
تاريخه الكبير (1 / 413) وقاله غيره من علماء المسلمين أيضا، وهو كما
قالوا: لان الله أخبر أنه خلق السماوات والأرض ما بينهما في ستة أيام
وهذا الحديث يقتضي أن مدة التخليق سبعة أيام والله تعالى أعلم وانظر
لزاما التعليق الواقع في المنار بين صفحة (84 و 85) تجد فيه بغيتك ص.
127

15126 إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض
فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين
ذلك والسهل (1) والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك. (حم د ت ك
هق عن أبي موسى).
15127 إن الله تعالى خلق آدم من طين الجابية وعجنه بماء من
ماء الجنة. (ابن مردويه عن أبي هريرة).
15128 إن الله خلق آدم من تراب الجابية وعجنه بماء الجنة.
(الحكيم عد عن أبي هريرة).

(1) والسهل: بفتح فسكون أي: الذي فيه رفيق ولين.
والحزن: بفتح فسكون أي الذي فيه عنف وغلفه. فيض القدير للمناوي
(2 / 231) ب.
128

15129 خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعا، ثم
قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس،
فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال: فذهب فقال:
السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من
يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص
بعد حتى الآن.
(حم ق عن أبي هريرة).
15130 إن الله خلق آدم من ثلاثة ترب سوداء وبيضاء وحمراء
(ابن سعد عن أبي ذر).
15131 خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى،
فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن، ثم ضرب كتفه اليسرى فأخرج
ذرية سوداء كأنهم الحمم (1)، قال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء
في النار ولا أبالي (حم وابن عساكر عن أبي الدرداء).
15132 لما صور الله تعالى آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه
فجعل إبليس يطيف به ينظر إليه فلما رآه أنه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك

(1) الحمم: في حديث الرجم (أنه مر بيهودي محمم مجلود) أي مسود
الوجه من الحممة: الفحمة، وجمعها حمم. النهاية (1 / 444) ب.
129

حم م عن أنس) (1).
15133 لو أن بكاء داود وبكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم
ما عدله. (ابن عساكر عن بريدة).
15134 الناس ولد آدم وآدم من تراب (ابن سعد عن أبي هريرة).
(الاكمال)
15135 إن الله تعالى لم يخلق بيده إلا ثلاثة أشياء وقال لسائر
الأشياء: كن فكان خلق القلم وآدم والفردوس بيده وقال لها: وعزتي
وجلالي لا يجاورني فيك بخيل ولا شم ريحك ديوث (2) (الديلمي عن علي).
15136 إن الله تعالى خلق ثلاثة أشياء بيده آدم بيده وكتب
التوراة بيده وغرس الفردوس بيده (قط في الصفات).
15137 وقال وعزتي لا يسكنها مدمن ولا ديوث، قالوا:

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب البر والصلة باب خلق الانسان خلقا لا
يتمالك رقم (2611) وعن أنس.
(يطيف به) قال أهل اللغة: طاف بالشئ يطوف طوفا وطوافا وأطاف
يطيف: إذا استدار حواليه. صحيح مسلم (4 / 2016) ص.
(2) ديوث: وفي الحديث (تحرم الجنة على الديوث) هو الذي لا يغار على
أهله. النهاية (2 / 147) ب.
130

يا رسول الله وما الديوث؟ قال: من يقر السوء في أهله (الخرائطي في
مساوئ الأخلاق عن عبد الله بن الحارث بن نوفل).
15138 خلق الله ثلاثة أشياء بيده: خلق آدم بيده وكتب التوراة
بيده وغرس الفردوس بيده (الديلمي عن الحارث بن نوفل).
15139 لما صور الله آدم تركة فجعل إبليس يطيف به ينظر إليه
فلما رآه أجوف قال، ظفرت به خلق لا يتمالك (ك وأبو الشيخ في العظمة
عن أنس) (1).
15140 كان آدم طوالا (2) كأنه نخلة سحوق (3) فلما أصاب
الخطيئة هرب في الجنة فأخذته شجرة فالتفت فقال: يا رب العفو، فلذلك
إذا أخذ عبده آبق فأول ما يسأل العفو (أبو الشيخ في العظمة عن أنس.

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب التاريخ (2 / 542) وقال: صحيح
ووافقه الذهبي.
والحديث مر (15132) وكان عزوه للإمام أحمد ولمسلم وعن أنس
وفي المستدرك أحاديث كثيرة يقول عنها الحاكم هي على شرط الشيخين ولم يخرجاه
أو على شرط مسلم ويكون الحديث المنوه عنه بلفظه وسنده في الصحيحين
أو في أحدهما ص.
(2) طوالا: الطوال بالضم: الطويل. يقال: طويل وطوال. فإذا أفرط
في الطول قيس طوال بالتشديد. الصحاح للجوهري (5 / 1754) ب.
(3) نخلة سحوق: أي الطويلة التي بعد ثمرها على المجتنى. النهاية
(2 / 347) ب.
131

15141 لما خلق الله آدم قال له: اسجد فسجد، فقال: لك الجنة
ومن سجد من ذريتك وقال لإبليس: اسجد فأبى، فقال لك النار ولمن أبى
أن يسجد من ذريتك (ك في تاريخه عن أنس).
15142 قال الله عز وجل لآدم: يا آدم إني عرضت الأمانة على
السماوات والأرض فلم تطقها فهل أنت حاملها بما فيها؟ قال: وما لي فيها؟ قال
إن حملتها أجزت وإن ضيعتها عذبت، فقال قد حملتها بما فيها فلم يلبث في
الجنة إلا ما بين الصلاة الأولى إلى العصر حتى أخرجه الشيطان منها (أبو
الشيخ من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس).
15143 هبط آدم وحواء عريانين جميعا عليهما ورق الجنة فأصابه
الحر حتى قعد يبكي ويقول: يا حواء قد آذاني الحر فجاءه جبريل بقطن
وأمرها أن تغزل (1) وعلمها، وأمر آدم بالحياكة وعلمه وأمره بالنسيج وكان
آدم لم يجامع امرأته في الجنة حتى هبط منها للخطيئة التي أصابها بأكلها الشجرة
وكان كل واحد منهما على حدة ينام أحدهما في البطحاء والآخر من ناحية
أخرى، حتى أتاه جبريل، فأمره أن يأتي أهله وعلمه كيف يأتيها، فلما
أتاها جاءه جبريل، فقال له: كيف وجدت امرأتك؟ قال: صالحة

(1) تغزل: غزلت المرأة القطن من باب ضرب، واغتزلته مثله، والغزل
أيضا: المغزول. المختار (374) ب.
132

(ابن عساكر عن أنس).
15144 لو وزن دموع آدم بجميع دموع ولده لرجع دموعه على
دموع جميع ولده (طب عد هب وابن عساكر عن سليمان بن بريدة
عن أبيه قال عد روى موقوفا عن أبي بريدة وهو أصح).
15145 خلق الله آدم عليه السلام حين خلقه فضرب كتفه اليمنى
فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن ثم ضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية
سوداء كأنهم الحمم فقال للذي في يمينه: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وقال
للذي في كتفه اليسرى وهؤلاء في النار ولا أبالي (حم وابن عساكر عن
أبي الدرداء).
15146 لما خلق الله آدم ضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية
بيضاء كأنهم الذر ثم ضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم
الحمم، فقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي وهؤلاء إلى النار ولا أبالي.
(طب عن أبي الدرداء).
15147 لما خلق الله آدم ضرب بيده على شق آدم الأيمن
فأخرج ذرءا كأنهم الذر فقال: يا آدم هؤلاء ذريتك من أهل الجنة،
ثم ضرب على شق آدم الأيسر فأخرج ذرءا كالحمم، ثم قال هؤلاء ذريتك
من أهل النار. (الحكيم عن أبي هريرة).
133

15148 إن الله تعالى يوم خلق آدم قبض من صلبه قبضة
فوقع كل طيب في يمينه وكل خبيث في يده الأخرى، فقال: هؤلاء
أصحاب اليمين ولا أبالي وهؤلاء أصحاب الشمال ولا أبالي، وهؤلاء أصحاب
النار، ثم أعادهم في صلب آدم يتناسلون على ذلك. (طب عن أبي موسى)
15149 إن الله قبض بيمينه قبضة وأخرى باليد الأخرى، قال:
هذه لهذه، وهذه لهذه ولا أبالي. (حم عن أبي عبد الله).
15150 إن الله تعالى أخرج ذرية آدم من صلبه حتى ملأوا
الأرض وكانوا هكذا. (طب عن معاوية).
15151 إن أول من جحد آدم، قالها ثلاث مرات، إن الله لما
خلق آدم مسح على ظهره فأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا
يزهر (1) فقال: أي رب أي نبي هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال:
فكم عمره؟ قال: ستون سنة قال: أي رب زده في عمره قال: لا، إلا أن
تزيد أنت من عمرك وكان عمر آدم ألف سنة فقال: أي رب زده من
عمري فزاده أربعين سنة، وكتب عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة، فلما
احتضر آدم أتته الملائكة لتقبض روحه قال: إنه بقي من عمري أربعون

(1) يزهر: رجل أزهر، أي أبيض مشرق الوجه. الصحاح للجوهري
(2 / 674) ب.
134

سنة، فقالوا: إنك جعلتها لابنك داود، قال: أي رب ما فعلت فأنزل
الله عليه الكتاب وأقام البينة ثم أكمل الله لآدم ألف سنة وأكمل لداود
مائة سنة. (ط حم وابن سعد طب ق عن ابن عباس) (1).
15152 لما نزل بآدم عليه السلام الموت قال لبنيه: أي بني إني
أشتهي من ثمر الجنة فانطلق بنوه يلتمسون فرأوا الملائكة، فقالوا: أين
تريدون يا بني آدم؟ فقالوا: اشتهى أبونا من ثمر الجنة فانطلقنا نطلب ذلك
له، فقالوا: ارجعوا فقد أمر بقبض أبيكم فأقبلوا حتى انتهوا إلى آدم
فلما رأتهم حواء عرفتهم فلصقت بآدم، فقال: إليك عني فمن قبلك
أتيت دعيني وملائكة ربي، فقبضوه وهم ينظرون، وغسلوه وهم ينظرون،
وكفنوه وهم ينظرون، وحنطوه وهم ينظرون، وصلوا عليه، ثم حفروا
له ودفنوه ثم أقبلوا عليهم فقالوا: يا بني آدم هذه سنتكم في موتاكم وهذا
سبيلكم. (ط وابن منيع عم والروياني وابن عساكر ك ق ص عن أبي
ابن كعب ط ص عن الحسن رفع الحديث) (2).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 206) وقال: رواه أحمد والطبراني
وفيه: علي بن زيد وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات. ص.
(2) الحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8 / 199) وقال رواه عبد الله
ابن أحمد ورجاله رجال الصحيح غير: عتي بن ضمرة وهو ثقة. ص.
135

(15153) أتاني ملك برسالة من الله عز وجل، ثم رفع رجله
فوضعها فوق السماء والأخرى في الأرض، ثم لم يرفعها. (طس
عن أبي هريرة).
(15154) أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من
حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة سنة. (د
والضياء عن جابر) (1).
(15155) أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في
الأرض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير
مسيرة سبع مائة عام، يقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت.
(طس عن أنس).
(15156) خلق الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من
نار، وخلق آدم مما وصف لكم. (حم م عن عائشة) (2).

(1) أخرجه أبو داود في كتاب السنة باب في الجهمية رقم (3701) الحديث:
سكت عنه المنذري وقال المناوي: اسناده صحيح كما رمز السيوطي لذلك.
راجع عون المعبود (13 / 36) وفيض القدير (1 / 458) ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق باب في أحاديث متفرقة رقم
(2996) وأول الحديث: خلقت الملائكة. ص.
136

الاكمال (15157) أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السابعة السفلى على قرنه العرش ومن شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطير مسيرة سبع مائة عام. (حل عن جابر وابن عباس (1)
. (15158) أذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة من حملة
العرش ما بين عاتقه إلى شحمة أذنه مسيرة سبع مائة سنة خفقان الطير
قدماه في الأرض السابعة والعرش على قرنه يقول: سبحانك حيث كنت
(خط في المتفق والمفترق عن عمر وفيه أبو معشر المدني).
(15159) ألا أخبركم ببعض عظمة الله؟ إن لله ملكا من حملة العرش
يقال له: إسرافيل زواية من زوايا العرش على كاهله قد مرقت قدماه
في الأرض السفلى ومرق رأسه من السماء السابعة العليا في مثله من خليقة
ربكم. (حل عن ابن عباس).
(15160) إن لله تعالى ملائكة ما بين شحمة أذن أحدهم إلى

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3 / 158) ولكن آخر فقرة من الحديث: مسيرة مائة عام. ص.
137

ترقوته (1) مسيرة سبع مائة عام للطير السريع الطيران. (أبو الشيخ في
العظمة عن جابر).
{خلق جبريل عليه السلام}
(15161) أشبه من رأيت بجبريل دحية الكلبي. (ابن سعد
عن ابن شهاب) (2).
(15162) رأيت جبريل له ست مائة جناح (طب عن ابن مسعود).
(15163) مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس (3)
البالي من خشية الله. (طس عن جابر).

(1) ترقوته: الترقوة: العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق ولا تضم التاء.
المختار من صحاح اللغة (57) ب.
(2) أورده السيوطي في جامع الصغير ورمز له بالضعف ولم يتكلم المناوي عنه
بشئ. فيض القدير (1 / 514) ص.
(3) كالحلس: حلس البيت: كساء يبسط تحت حر الثياب، وفي الحديث
" كن حلس بيتك " أي لا تبرح. المختار (114) ب.
والحلس للبعير، هو كساء رقيق يكون تحت البرذعة. وحكى أبو عبيد
حلس وحلس مثل شبه وشبه ومثل ومثل. الصحاح للجوهري
(2 / 916) ب.
138

(15164) أتاني جبريل في خضر (1) تعلق به الدر. (قط في
الافراد عن ابن مسعود) (2).
(15165) إنما ذلك جبريل ما رأيته في الصورة التي خلق فيها
غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم (3) خلقه ما بين
السماء والأرض. (ت عن عائشة) (4).

(1) خضر: بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين: لباس أخضر.
الدر: بضم المهملة: اللؤلؤ العظام، أي جاءني في لباس أخضر تعلق
به اللؤلؤ العظام بأن تمثل له بتلك الهيئة الحسنة وذلك المنظر البهيج البهي
فكان يأتيه على هيئات كثيرة، ورآه مرتين بصورته الأصلية بستمائة جناح
كل جناح يسد ما بين الخافقين وكان يأتيه بصورة دحية، وتمثل بمكة
بصورة فحل من الإبل فاتحا فاه ليلتقم أبا جهل.
فيض القدير (1 / 98) ب.
(2) أورده السيوطي في الجامع ورمز له بالصحة وذكر المناوي (1 / 98)
أنه ضعيف. ص.
(3) عظم: بالرفع فاعل سادا، والعظم بضم العين وسكون الظاء. وبكسر
العين وفتح الظاء: وهو ضد الصغر. تحفة الأحوذي (8 / 444) ب.
(4) أخرجه الترمذي كتاب التفسير تفسير سورة الأنعام رقم (3068) وقال
حسن صحيح. ص.
139

(15166) خلق الله تعالى جمجمة (1) جبريل على قدر الغوطة (2)
(ابن عساكر عن عائشة قال الذهبي في الميزان: هذا حديث منكر).
(15167) رأيت جبريل منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما
بين السماء والأرض. (أبو الشيخ في العظمة عن عائشة).
(15168) رأيت جبريل منهبطا قد ملا ما بين الخافقين عليه
ثياب سندس معلق بها اللؤلؤ والياقوت. (أبو الشيخ في العظمة
عن عائشة).
(15169) رأيت جبريل عند السدرة وعليه ستمائة جناح ينتثر من
ريشه تهاويل (3) الدر والياقوت. (أبو الشيخ عن ابن مسعود).
{ميكائيل عليه السلام}
(15170) ما ضحك ميكائيل مذ خلقت النار (حم عن أنس).

(1) جمجمة: الجمجمه: عظم الرأس المشتمل على الدماغ. المختار (84) ب.
(2) الغوطة: بالضم موضع بالشام كثير الماء والشجر، وهي غوطة دمشق
المختار (381) ب.
(3) تهاويل: الأشياء المختلفة الألوان. النهاية (5 / 283) ب.
140

(15171) مر بي ميكائيل ومعه ملك على جناحه غبار وهو راجع
من طلب العدو وأنا أصلي فضحك إلي وتبسمت إليه. (البغوي
وضعفه وابن السكن والباوردي وابن قانع عد طب ق وضعفه عن جابر بن
عبد الله بن رباب قال البغوي: ولا أعلم له حديثا مسندا غيره وقال غيره
بل له أحاديث).
الملائكة المتفرقة من الاكمال
(15172) إن أقرب الخلق عند الله عز وجل جبريل وميكائيل
وإسرافيل وهم عند ذي العرش مكينون (1) وإنهم من الله مسيرة خمسين
ألف سنة. (الديلمي عن جابر).
(15173) إن في السماء ملكا يقال له إسماعيل على سبعين ألف
ملك، كل ملك منهم على سبعين ألف ملك. (طس عن أبي سعيد).

(1) مكينون: قال الامام القرطبي في تفسير قوله تعالى: {عند ذي العرش
مكين " أي ذي منزلة ومكانة، فروى أبي صالح قال: يدخل سبعين
سرادقا بغير إذن. (19 / 240).
وقال في القاموس: والمكانة التؤدة كالمكينة والمنزلة عند ملك، ومكن
ككرم وتمكن فهو مكين جمع مكناء. القاموس (4 / 272) ب.
141

(15174) إن لله تعالى ملكا نصف جسده الاعلى ثلج، ونصفه
الأسفل نار ينادي بصوت رفيع له سبحان الله الذي كف حر النار فلا
تذيب هذا الثلج وكف برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار،
اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك.
(الديلمي عن ابن عباس).
(15175) خلق الله الملائكة من نور وإن منهم لملائكة أصغر من
الذباب، وخلق الله الملائكة، ثم يقول: ليكن ألف ليكن ألفان
(الديلمي عن ابن عمر).
(15176) ملكا الليل غير ملكي النهار. (ك في تاريخه عن
ابن عباس).
{الجن}
(15177) اختصم عندي الجن المسلمون والجن المشركون،
وسألوني أن أسكنهم فأسكنت المسلمين الجلس (1) وأسكنت
المشركين الغور (1). (أبو الشيخ في العظمة، طب عن بلال بن
الحارث المزني).

(1) الجلس: كل مرتفع من الأرض ويقال لنجد جلس أيضا. النهاية (1 / 286) ب.
(2) الغور: ما انخفض من الأرض. النهاية (3 / 393) ب.
142

(15178) الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطيرون بها
في الهواء، وصنف حياة وكلاب، وصنف يحلون (1)
ويظعنون.
(طب ك والبيهقي في الأسماء عن أبي ثعلبة الخشني).
(15179) خلق الله عز وجل الجن ثلاثة أصناف: صنف حياة
وعقارب وخشاش (2) الأرض، وصنف كالريح في الهواء، وصنف عليهم
الحساب والعقاب، وخلق الله الانس ثلاثة أصناف، صنف كالبهائم،
وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين، وصنف في
ظل الله يوم لا ظل إلا ظله. (الحكيم وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان
وأبو الشيخ في العظمة عن أبي الدرداء).
(15180) الغيلان سحرة الجن. (ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان
عن عبد الله بن عبيد بن عمير، مرسلا).

(1) يحلون: حل المكان وبه يحل ويحل حلا وحلولا وحللا محركة نادر:
نزل به. القاموس (3 / 359) ب.
ويظعنون: ظعن: سار، وبابه قطع. المختار (320) ب.
(2) خشاش: الخشاش بالكسر: الحشرات، وقد يفتح. اه‍ المختار
(136) ب.
143

(15181) جن نصيبين جاءوني يختصمون إلي في أمور كانت بينهم
وقد سألوني الزاد فزودتهم الرجعة (1) وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا
وما وجدوا من عظم وجدوه كاسيا. (حم عن ابن مسعود).
(15182) ما عندي ما أزود كم به، ولكن ادنوا لكل عظم مررتم
به فهو لكم لحم عريض، وكل روث مررتم به فهو لكم تمر، قاله للجن.
(ع عن ابن مسعود).
(15183) إن نفرا من الجن خمسة عشر بنو إخوة وبنو عم يأتوني
الليلة فأقرأ عليهم القرآن. (طس عن ابن مسعود).
(15184) بت الليلة أقرأ على الجن رفقاء بالحجون (2). (عبد بن
حميد وابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود).

(1) الرجعة: الرجيع: العذرة والروث، سمي رجيعا لأنه رجع عن حالته
الأولى بعد أن كان طعاما أو علفا النهاية (2 / 203) ب.
وهذا رجيع السبع ورجعة أيضا، وكل شئ يردد فهو رجيع، لان
معناه مرجوع أي: مردود. المختار (187) ب.
(2) بالحجون: الحجون: الجبل المشرق مما يلي شعب الجزارين بمكة. وقيل
هو موضع بمكة فيه اعوجاج. والمشهور الأول، وهو بفتح الحاء.
النهاية (1 / 348) ب.
144

{خلق السماء والسحاب}
(15185) هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قال: قلنا الله
ورسوله أعلم قال: بينهما مسيرة خمس مائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء
مسيرة خمس مائة سنة وكثف (1) كل سماء خمس مائة سنة وفوق السماء
السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية
أوعال (2) بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك
العرش بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض، والله سبحانه تعالى
فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شئ. (حم ت ك
عن العباس) (3).
(15186) هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا
العنان هذه روايا (4)
الأرض يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه

(1) كثف: الكثافة: الغلظ. الصحاح للجوهري (4 / 1420) ب.
(2) أوعال: الوعل: بكسر العين: الأروى. وجمعه وعول و أوعال.
المختار من صحاح اللغة (578) ب.
(3) رواه الترمذي كتاب التفسير تفسير سورة الحاقة رقم (3320) وقال:
هذا حديث حسن غريب.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2 / 288) وفيه يحيى واه. ص.
(4): كسحاب مبنى ومعنى من عن إذا ظهر.
روايا: جمع راوية. قال في النهاية: الروايا من الإبل الحوامل للماء
واحدتها رواية فشبهها بها. ب.
145

ثم قال: هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها
الرقيع (1) سقف محفوظ وموج مكفوف، ثم قال: هل تدرون كم
بينكم وبينها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: بينكم وبينها خمس مائة
سنة، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: فان فوق ذلك سماءين وما بينهما مسيرة خمس مائة سنة، حتى عد
سبع سماوات ما بين كل سماءين كما بين السماء والأرض، ثم قال: هل تدرون
ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فان فوق ذلك العرش
وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين، ثم قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها الأرض، ثم قال: هل تدرون ما الذي
تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فان تحتها أرضا أخرى،
بينهما مسيرة خمس مائة سنة، حتى عد سبع أرضين بين كل أرضين
مسيرة خمس مائة سنة. (ت عن أبي هريرة) (2).
.

(1) الرقيع: هم اسم لسماء الدنيا، وقيل لكل سماء والجمع أرقعة.
وموج مكفوف: أي ممنوع من الاسترسال حفظها الله أن يقع على الأرض
وهي معلقة بلا عمد كالموج المكوف. تحفة الأحوذي (9 / 185 و 186) ب.
(2) رواه الترمذي في كتاب التفسير تفسير سورة الحديد رقم (3298)
وقال: حديث غريب. ففي المطبوع وردت روايا، ولكن في سنن
الترمذي: زوايا. ص.
146

(15187) إن الله ينشئ السحاب فينطق أحسن النطق ويضحك
أحسن الضحك. (حم هق في الأسماء عن شيخ من بني غفار).
{الاكمال}
(15188) خلق الله السماء الدنيا من الموج المكفوف، وفي لفظ:
من دخان وماء، ثم رفعها، وجعل فيها سراجا مضيئا وقمرا منيرا، وحفها
بالنجوم وجعلها رجوما للشياطين، وحفظها من كل شيطان رجيم، وخلق
الأرض من الزبد (1)
الجفاء والماء وجعلها على صخرة فوق ظهر الحوت
يتفجر منها الماء لو انخرق منها خرق لاذرت (2)
الأرض ومن عليها.
(ابن عساكر عن ابن مسعود وابن عباس).
(15189) هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض؟ قالوا: لا

(1) الزبد: زبد الماء والبعير والفضة وغيرها. والزبدة أخص منه. تقول
أزبد الشراب. وبحر مزبد، أي مائج يقذف بالزبد. الصحاح (1 / 477).
الجفاء: ما نفاه السيل. قال الله تعالى: {فأما الزبد فيذهب جفاء}
أي باطلا. وجفأ الوادي جفأ، إذا رمى بالقذى والزبد. وكذلك
القدر إذا رمت بزبدها عند الغليان. الصحاح (1 / 41) ب.
(2) لاذرت: من الحديث " إن الله خلق في الجنة ريحا من دونها باب مغلق
لو فتح ذلك الباب لاذرت ما بين السماء والأرض " وفي رواية " لذرت
الدنيا وما فيها " يقال: ذرته الريح وأذرته تذروه وتذريه: إذا أطارته
ومنه تذرية الطعام. النهاية (2 / 159) ب.
147

ندري، قال: إن بعد ما بينهما إما واحدة أو ثنتان أو ثلاث وسبعون سنة
ثم السماء فوقها كذلك حتى عد سبع سماوات، ثم فوق السابعة بحر بين
أعلاه وأسفله مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين
أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهم العرش بين
أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء، ثم الله فوق ذلك. (د ه‍ عن
العباس بن عبد المطلب) (1).
(15190) هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا
العنان هذه زوايا الأرض يسوقه الله إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه، ثم
قال هل تدرون ما فوقكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها الرقيع سقف
محفوظ وموج مكفوف، ثم قال: هل تدرون كم بينكم وبينها؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم، قال: بينكم وبينها خمسمائة سنة، ثم قال: هل تدرون
ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فان فوق ذلك سماءين ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع سماوات ما بين كل سماءين ما بين السماء
.

(1) رواه الترمذي كتاب التفسير تفسير سورة الحاقة رقم (3320).
وقال هذا حديث حسن غريب والحديث مر برقم [15185].
وأبو داود في كتاب السنة باب الجمهية رقم (4697) وقال المنذري:
أخرجه الترمذي وابن ماجة وقال الترمذي: حسن غريب وفي اسناده
الوليد بن أبي ثور ولا يحتج بحديثه. عون المعبود (13 / 10) ص.
148

والأرض، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: فان فوق ذلك العرش وبينه وبين السماء بعد ما بين السماءين، ثم
قال: هل تدرون ما الذي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنها
الأرض، ثم قال: هل تدرون ما الذي تحت ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم
قال: فان تحتها أرضا أخرى بينهما مسيرة خمسمائة سنة حتى عد سبع أرضين
بين كل أرضين مسيرة خمسمائة سنة، ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو
أنكم دليتم (1) [رجلا] بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله (2) ثم قرأ:
{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم}. (ت:
غريب عن أبي هريرة) (3).

(1) دليتم: بتشديد اللام المفتوحة من أدليت الدلو ودليتها إذا أرسلتها البئر
أي لو أرسلتم.
(2) على الله: أي على علمه وملكه كما صرح به الترمذي في كلامه الآتي
" هو الأول " أي قبل كل شئ بلا بداية " والآخر " أي بعد كل شئ
بلا نهاية، " والظاهر " أي بالأدلة عليه " والباطن " أي عن إدراك
الحواس " وهو بكل شئ عليم " أي بالغ في كمال العلم به محيط علمه
بجوانبه. تحفة الأحوذي (9 / 187) ب.
(3) رواه الترمذي كتاب التفسير تفسير سورة الحديد رقم (3298) وقال:
حديث غريب والحديث. مر برقم [15186]. وما بين الحاصرين
استدركته من سنن الترمذي. ص.
149

(15191) المجرة التي في السماء هي [من] عرق الأفعى التي تحت
العرش. (طب كر عن معاذ بن جبل) (1).
{خلق السحاب من الاكمال}
(15192) أتدرون ما هذه الغيابة (2)؟ هذه روايا الأرض يسوقها
إلى أهل أرض لا يعبدونه. (أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة).
(15193) ينشئ الله غز وجل السحاب، ثم ينزل فيه الماء فلا شئ
أحسن من ضحكه ولا شئ أحسن من منطقه، وضحكه البرق ومنطقه
الرعد. (عق والرامهرمزي في الأمثال، ك في تاريخه وابن مردويه
عن أبي هريرة).

(1) لقد ذكر ابن القيم الجوزية في كتابه المنار المنيف صفحة 59 فصل 11
ومنها: أن يكون الحديث باطلا في نفسه فيدل بطلانه على أنه ليس من
كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وسرد عدة أحاديث منها:
84 المجرة التي في السماء. " اه‍ ص.
(2) الغيابة: غيابة الجب: قعره. وكذلك غيابة الوادي. تقول: وقعنا في
غيبة وغيابة، أي هبطة من الأرض. وقولهم: غيبه غيابه، أي دفن
في قبره. الصحاح (1 / 196) ب.
150

(15194) إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من
ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور لله في كل يوم ستون وثلاث مائة
لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء. (طب
عن ابن عباس) (1).
{العرش}
(15195) العرش من ياقوتة حمراء. (أبو الشيخ في العظمة عن
الشعبي، مرسلا).
{الكرسي}
(15196) الكرسي لؤلؤ، والقلم لؤلؤ، وطول القلم سبع مائة
سنة وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون. (الحسن بن سفيان حل عن
محمد بن الحنفية، مرسلا) (2).

(1) ذكر ابن كثير في البداية النهاية (1 / 14) وقال: رواه الطبراني. ص.
(2) ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (1 / 13) أحاديث كثيرة فيما تتعلق
بالكرسي فراجعها تجد بغيتك. ص.
151

(15197) الكرسي الذي يجلس عليه الرب عز وجل، وما يفضل
منه إلا قدر أربع أصابع وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد.
(الخطيب من طريق أبي إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة
الهمداني) (1).
{الشمس والقمر}
(15198) الشمس والقمر وجوههما إلى العرش وأقفاؤهما إلى الدنيا
(فر عن ابن عمر).
(15199) وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم
ولولا ذلك ما أتت على شئ إلا أحرقته. (طب عن أبي أمامة).
(15200) الشمس والقمر يكوران (2)
يوم القيامة. (خ عن
أبي هريرة). كتاب بدء الخلق باب صفة الشمس والقمر.

(1) أورده الخطيب البغدادي في تاريخه (8 / 52) ص.
(2) تكوران: أي يلفان ويجمعان، ومنه حديث أبي هريرة " يجاء بالشمس
والقمر ثورين يكوران في النار يوم القيامة أي يلفان ويجمعان ويلقيان
فيها. والرواية " ثورين " بالثاء كأنها يمسخان. وقد روى بالنون، وهو
تصحيف. النهاية (4 / 208) ب.
152

(15201) الشمس والقمر ثوران عقيران (1) في النار إلى شاء أخرجهما
وإن شاء تركهما. (ابن مردويه عن أنس).
(15202) الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان فإذا ارتفعت فارقها
فإذا استوت قارنها فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا
غربت فارقها. (مالك ن عن أبي عبد الله الصنابحي).
(15203) أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله
أعلم قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر
ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي ارجعي من حيث جئت
فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت
العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي ارجعي
من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا
يستنكر الناس منها شيئا، حتى تنتهي إلى مستقرها ذلك تحت العرش،
فيقال لها: ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من

(1) عقيران: وفي حديث كعب " إن الشمس والقمر نوران عقيران في النار "
قيل: لما وصفهما الله تعالى بالسباحة في قوله: {كل في فلك يسبحون "
ثم أخبر أنه يجعلهما في النار يعذب بهما أهلها بحيث لا يبرحانها صارا كأنهما
زمنان عقيران، حكى ذلك أبو موسى وهو كما تراه. النهاية (3 / 275) ب.
153

مغربها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون متى ذاك؟ ذاك حين
{لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}
(م عن أبي ذر) (1).
(15204) هل تدري أين تغرب هذه؟ فإنها تغرب في عين حامية
(د عن أبي ذر) (2).
(15205) يا أبا ذر هل تدري أين تذهب الشمس إذا غابت فإنها تذهب
حتى تأتي العرش فتسجد بين يدي ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع
فيأذن لها وكأنها قيل لها: ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها
فذلك مستقرها. (حم ق 4 عن أبي ذر).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الايمان
رقم 250 والآية من سورة الأنعام رقم 158. ص.
(2) الحديث: أوله، عن أبي ذر قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على
حمار والشمس عند غروبها فقال: هل تدري أين تغرب هذه؟.
أخرجه أبو داود في كتاب الحروف والقرآت رقم 3983 تغرب في عين
حامية: باثبات الألف بعد الحاء قال البغوي قرأ أبو جعفر وأبو عامر وحمزة
والكسائي وأبو بكر: حامية بالألف غير مهموزة أي حارة، وقرأ الآخرون
حمئة مهموزا بغير ألف: أي ذات حمأة وهي الطينة السوداء والحديث سكت
عنه المنذري. عون المعبود (11 / 35 و 36) ص.
154

{الرياح}
(15206) إن الله خلق في الجنة ريحا بعد الريح سبع (1) سنين
ولها باب مغلق وإنما يأتيك الروح (2) من خلل ذلك الباب، ولو
فتح ذلك الباب لاذرت (3)
ما بين السماء والأرض وهي عند الله
الأزيب (4)
وعندكم الجنوب. (ش وابن راهويه والروياني هق والضياء
عن أبي ذر).
{الرعد}
(15207) الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب معه
مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله. (ت عن ابن عباس) (5)

(1) سبع: اللفظ في الفتح الكبير (1 / 334): " بسبع " ب.
(2) الروح: الروح والراحة من الاستراحة. والروح: نسيم الريح. ويقال أيضا
يوم روح وريوح، أي طيب. وروح وريحان، أي رحمة ورزق.
الصحاح (1 / 368) ب.
(3) لاذرت: يقال: ذرته الريح وأذرته تذروه وتذريه: إذا أطارته. اه‍
النهاية (2 / 159) ب.
(4) الأزيب: اللفظ في الفتح الكبير " الا ذيب " يقال: تذأبت الريح: أتت
من كل جانب. مقاييس اللغة (2 / 368). ب
الجنوب: الريح المقابلة للشمال. المختار (84) ب.
(5) الحديث أوله في سنن الترمذي كتاب تفسير القرآن سورة الرعد رقم 3117
وقال: هذا حديث حسن غريب عن ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: ملك من
الملائكة. " الخ ص.
155

(15208) إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا. (د في مراسيله
عن عبد الله بن جعفر) (1).
(15209) إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله فإنه لا يصيب ذاكرا.
(طب عن ابن عباس) (2).
{المتفرقات}
(15210) كل شئ خلق من الماء (حم ك عن أبي هريرة).
(15211) كل خلق الله تعالى حسن. (حم طب عن الشريد
ابن سويد).
(15212) الدنيا مسيرة خمس مائة سنة. (فر عن حذيفة).
(15213) سبحان الله أين الليل إذا جاء النهار (حم عن التنوخي).

(1) ففي فيض القدير للمناوي (1 / 380) عبيد، ثقة ونقل عن أحمد أنه
لينه ورمز السيوطي لضعفه ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 380) قال ابن حجر فيه ضعف، وقال
الهيثمي فيه: يحيي؟ بن كثير أبو النصر وهو ضعيف ص.
156

(15214) الدنيا كلها سبعة أيام من أيام الآخرة (الديلمي عن أنس).
(15215) خلق الله الدنيا على سبعة آماد، والأمد الدهر الطويل
الذي لا يحصيه إلا الله فمضى من الدنيا قبل خلق آدم ستة آماد (1)، ومنذ
خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة أمد واحد. (الديلمي عن علي).
{خلق الأرض من الاكمال}
(15216) إن الأرضين بين كل أرض إلى التي تليها مسيرة خمس
مائة سنة، فالعليا منها على ظهر حوت قد التقى طرفاه في سماء الدنيا،
والحوت على صخرة والصخرة بيد ملك، والثانية مسجن الريح، فلما أراد
الله أن يهلك عادا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا،
قال: يا رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر الثور، فقال له الجبار تبارك
وتعالى: إذا تكفأ (2)
الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم

(1) آماد: الأمد: الغاية كالمدى. يقال: ما أمدك؟ أي منتهى عمرك.
الصحاح (1 / 439) ب.
(2) تكفأ: وفي الحديث " لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في إنائها "
هو تفتعل، من كفأت القدر، إذا كببتها لتفرغ ما فيها. يقال: كفأت
الاناء وأكفأته إذا كببته، وإذا أملته، وحديث الصراط " آخر من يمر
رجل يتكفأ به الصراط " أي يتميل وينقلب. النهاية (4 / 182) ب.
157

فهي التي قال الله تعالى في كتابه: {ما تذر من شئ أتت عليه إلا جعلته
كالرميم}، والثالثة فيها حجارة جهنم، والرابعة فيها كبريت جهنم،
قالوا: يا رسول الله أ للنار كبريت؟ قال: نعم والذي بيده إن فيها لأودية
من كبريت لو أرسل فيها الجبال الرواسي لماعت (1)، والخامسة فيها
حياة جهنم إن أفواهها كالأودية تلسع الكافر فلا يبقى منه لحم على وضم
والسادسة فيها عقارب جهنم إن أدنى عقربة منها كالبغال الموكفة (2)
تضرب الكافر ضربة ينسيه ضربها حر جهنم والسابعة سفر وفيها إبليس
مصفد بالحديد يد أمامه ويد خلفه فإذا أراد الله أن يطلقه لمن يشاء من
عباده أطلقه. (ك وتعقب عن ابن عمرو).
{خلق البحر من الاكمال}
(15217) تحت البحر نار وتحت النار بحر وتحت البحر نار.
(الديلمي عن ابن عمر).

(1) لماعت: ماع الشئ يميع، وانماع، إذا ذاب وسال. النهاية (381) ب
(2) وضم: الوضم: كل شئ يوضع عليه اللحم من خشب أو بارية يوقى به من
الأرض، وقد وضم اللحم، من باب وعد، أي: وضعه على الوضم.
المختار (576) ب.
(3) الموكفة: إكاف الحمار ووكافه، والجمع أكف، وقد أكف الحمار وأوكفه،
أي: شد عليه الأكاف. المختار (15) ب.
158

(15218) كلم الله عز وجل البحر الشامي فقال: يا بحر ألم أخلقك
فأحسنت خلقك وأكثرت فيك من الماء. قال: بلى يا رب، قال:
فكيف تصنع إذا حملت فيك عبادي يهللوني ويحمدوني ويسبحوني
ويكبروني؟ قال: أغرقهم، قال: فاني جاعل بأسك في نواحيك وحاملهم
على يدي ثم كلم الله البحر الهندي فقال: يا بحر ألم أخلقك فأحسنت
خلقك وأكثرت فيك من الماء، قال: بلى يا رب قال: فكيف تصنع
إذا حملت فيك عبادي يهللوني ويحمدوني ويسبحوني ويكبروني؟ قال:
أهلك معهم وأسبحك معهم وأكبرك معهم وأحملهم بين ظهري وبطني،
فأعطاه الله الحلية والصيد الطيب. (أبو الشيخ في العظمة والخطيب
والديلمي عن أبي هريرة بز عنه موقوفا، ابن أبي حاتم والخطيب عن ابن
عمرو عن كعب الأحبار موقوفا) (1).

(1) أورده الخطيب البغدادي في تاريخه (10 / 233 و 234) في ترجمة عبد الرحمن
ابن عبد الله العمري، قال البخاري: ليس بقوي يتكلمون فيه، توفي سنة
186 وقال أبو داود: لا يكتب حديثه وقال النسائي: متروك الحديث.
تاريخ بغداد (10 / 236).
ثم ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (1 / 24) هذا الحديث وقال: أحاديثه مناكير
وذكر الذهبي هذا الحديث في الميزان (2 / 571 و 572) وقال: فهذا أفظع
حديث جاء به عبد الرحمن، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه مناكير إما متنا
وإما اسنادا. ص.
159

كتاب خلق العالم
من قسم الافعال
{بدء الخلق}
(15219) {مسند عمر رضي الله عنه} عن عمر قال: قام فينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم
وأهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه. (خ قط
في الافراد) (1).
(15220) عن علي قال: أول ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي
الدواة، ثم خلق اللوح فكتب الدنيا وما يكون فيها حتى تفنى من خلق
مخلوق أو عمل معمول بر أو فجور وما كان من رزق حلال أو حرام
أو رطب أو يابس ثم وكل بذلك الكتاب ملائكة ووكل بالخلق ملائكة
(خشيش) (2).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق باب ما جاء في قول الله تعالى:
{وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده " (4 / 129) ص.
(2) خشيش: بمعجمات مصغرا، ابن أصرم النسائي أبو عاصم حافظ جوال ثقة
توفي سنة 253 ه‍. خلاصة الكمال (1 / 298) ص.
160

(15221) عن مجاهد قال: بدء الخلق العرش والماء والهواء وخلقت
الأرض من الماء وبدء الخلق الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وجميع
الخلق يوم الجمعة فتهودت اليهود يوم السبت ويوم من الستة الأيام كألف
سنة مما تعدون (ش).
{مدة الدنيا}
(15222) قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح،
حدثنا يحيى بن يعقوب عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة، فقد مضى ستة آلاف
سنة ومئو سنة وليأتين عليها مئو سنة ليس عليها موحد. (1)

(1) ذكر ابن القيم في كتابه المنار المنيف فصل 18 - 142 ومنها: 13
مخالفة الحديث صريح القرآن كحديث مقدار الدنيا " وأنها سبعة آلاف ونحن
في الألف السابعة " وهذا من أبين الكذب لأنه لو كان صحيحا لكان
كل أحد عالما أنه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا مئتان وأحد وخمسون سنة
والله تعالى يقول: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها؟ قل: إنما
علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا
تأتيكم إلا بغتة، يسألونك كأنك حفي عنها؟ قل: إنما علمها عند الله}
سورة الأعراف آية 187.
المنار المنيف في الصحيح والضعيف لابن القيم صفحة (80) ص.
161

(15223) عن ابن عباس قال: أول ما خلق الله القلم، ثم خلقت
له النون وهي الدواة. (ش).
(15224) عن ابن عباس قال: أول ما خلق الله من شئ القلم،
ثم خلق النون فكبس الأرض على ظهر النون. (ش).
(15225) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل
أول شئ خلق القلم فأخذه بيده اليمنى، وكلتا يديه يمين فكتب ما
يكون فيه من عمل معمول بر أو فجور رطب أو يابس فأحصاه عنده
في الذكر، ثم قال: اقرءوا إن شئتم: {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق
إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} قبل النسخ الامر قد فرغ منه.
(قط في الصفات).
{خلق الأرواح}
(15226) عن محمد بن كعب القرظي قال: خلق الله الأرواح
قبل أن يخلق الأجساد فأخذ ميثاقهم. (ش).
{خلق آدم عليه السلام}
(15227) عن علي قال: إن آدم خلق من أديم الأرض فيه الطيب
والصالح، والردي وكل ذلك أنت راء في ولده. (ابن جرير).
162

(15228) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل
خلق آدم من تراب، ثم جعله طينا ثم تركه حتى إذا حمأ مسنونا خلقه
وصوره، ثم تركه حتى إذا كان صلصالا كالفخار فكان إبليس يمر به
فيقول: لقد خلقت لأمر عظيم، ثم نفخ الله من روحه فكان أول
ما جرى فيه الروح بصره وخياشيمه، فعطس فلقاه (1) الله حمد ربه،
فقال الرب: يرحمك ربك، ثم قال الله: يا آدم اذهب إلى أولئك النفر
فقل لهم فانظر ماذا يقولون؟ فجاء فسلم عليهم فقالوا: وعليك السلام ورحمة
الله، فجاء إلى ربه فقال: ماذا قالوا لك وهو أعلم بما قالوا له؟ قال: يا رب
لما سلمت عليهم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله، فقال: يا آدم هذه
تحيتك وتحية ذريتك، قال: يا رب وما ذريتي؟ قال: اختر يدي يا آدم
قال: أختار يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين، فبسط الله كفه، فإذا
كل من هو كائن من ذريته في كف الرحمن، فإذا رجال منهم على
أفواههم النور، وإذا رجل تعجب آدم من نوره، فقال: يا رب من
هذا؟ قال: ابنك داود، فقال: يا رب فكم جعلت له من العمر؟ قال:
جعلت له ستين سنة، قال: فأتم له من عمري حتى يكون عمره مائة
سنة، ففعل الله ذلك وأشهد على ذلك، فلما نفد عمر آدم بعث الله إليه

(1) فلقاه: لقاه الشئ ألقاه إليه {وإنك لتلقى القرآن} يلقى إليك وحيا
من الله تعالى، القاموس (4 / 386) ب.
163

ملك الموت فقال آدم: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال له ملك
الموت: ألم تعطها ابنك داود؟ فجحد ذلك فجحدت ذريته ونسي
فنسيت ذريته. (ع كر).
{خلق الجن}
(15229) عن عمر قال: بينما نحن قعود مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبال
من جبال تهامة إذ أقبل شيخ بيده عصا فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه
السلام، ثم قال: نغمة جن وغنتهم
(1) من أنت؟ قال: أنا هامة بن
الهيم بن لاقيس بن إبليس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينك وبين إبليس
إلا أبوان؟ قال: نعم، فكم أتى عليك من الدهر قال: قد أفنيت الدنيا
عمرها إلا قليلا، قال: ما علم ذلك، قال: ليالي قتل قابيل هابيل كنت
غلاما ابن أعوام أفهم الكلام وأمر بالآكام (2)، وآمر بافساد الطعام
وقطيعة الأرحام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس عمل الشيطان المتوسم

(1) وغنتهم: في حديث أبي هريرة " أن رجلا أتى على واد مغن " يقال:
أغن الوادي فهو مغن: أي كثرت أصوات ذبانه، جعل الوصف له
وهو للذباب، النهاية (3 / 390) ب.
(2) بالآكام: الأكمة معروفة والجمع أكمات وأكم. وجمع اأكم إكام،
مثل جبل وجبال، وجمع الآكام أكم مثل كتاب وكتب، وجمع اأكم
آكام، مثل عنق وأعناق، الصحاح (5 / 1863) ب.
164

والشاب المتلوم، قال: ذرني من الترداد إني تائب إلى الله عز وجل،
إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه
على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني، وقال لا جرم إني على ذلك من
النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، قلت يا نوح إني ممن أشرك
في دم السعيد هابيل بن آدم فهل تجد لي عند ربك توبة؟ قال: يا هام
هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة إني قرأت في ما أنزل الله عز وجل
علي أنه ليس من عبد تاب إلى الله عز وجل بالغا ذنبه ما بلغ إلا تاب
الله عليه، قم فتوضأ واسجد لله سجدتين، ففعلت من ساعتي ما أمرني به،
فناداني ارفع رأسك فقد نزلت توبتك من السماء فخررت لله ساجدا
حولا، وكنت مع هود في مسجده مع من آمن من قومه. فلم أزل
أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني فقال: لا جرم إني
على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وكنت
مع صالح في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على قومه
حتى بكى عليهم وأبكاني وكنت زوارا ليعقوب، وكنت من يوسف
بالمكان المكين، وكنت آلف إلياس في الأودية وأنا ألقاه الآن،
وإني لقيت موسى بن عمران فعلمني من التوراة وقال: إن لقيت عيسى
ابن مريم فأقرأه مني السلام، وإني لقيت عيسى ابن مريم فأقرأته من
165

موسى السلام، وإن عيسى قال لي: إن لقيت محمدا فأقرأه مني السلام فأرسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه فبكى، ثم قال: وعلى عيسى السلام ما دامت الدنيا
وعليك يا هامة بأدائك الأمانة قال: يا رسول الله افعل بي ما فعل موسى بن
عمران فإنه علمني من التوراة فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم {إذا وقعت الواقعة}
و {المرسلات} و {عم يتساءلون} و {إذا الشمس كورت}
و {المعوذتين} و {قل هو الله أحد} وقال: ارفع إلينا حاجتك يا هامة
ولا تدع زيارتنا، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فقبض رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولم ينعه إلينا فلسنا ندري أحي أم ميت. (عق وأبو العباس
اليشكري في اليشكريات وأبو نعيم ق معا في الدلائل والمستغفري في
الصحابة وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي من طرق وطريق ق أقواها وطريق
عق أوهاها وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق عق فلم يصب
وله شواهد من حديث أنس وابن عباس وغيرهما تأتي في محالها وقد بسطت
الكلام عليه في اللآلي المصنوعة).
(15230) عن عمر قال: إذا تغولت (1) الغيلان فليؤذن فان ذلك
لا يضره. (ق في الدلائل).

(1) تغولت الغيلان: الغول: أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين
كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا:
أي تتلون تلونا في صور شتى، وتغولهم أي: تضلهم عن الطريق وتهلكهم
فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله وفي الحديث " لا غول ولا صفر " وفي الحديث
" إذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان " أي ادفعوا شرها بذكر الله تعالى
وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها، النهاية (3 / 396) ب.
166

(15231) عن أسير بن عمرو قال: ذكرنا عند عمر الغيلان، فقال:
إنه لا يستطيع شئ أن يتحول عن خلق الله الذي خلقه، ولكن فيهم
سحرة كسحرتكم فإذا أحسستم من ذلك شيئا فأذنوا. (عب ش).
(15232) عن بلال بن الحارث قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بعض أسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج لحاجته يبعد فأتيته بإداوة
من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطا لم أسمع مثلها فجاء
فقال: بلال قلت: بلال، قال: أمعك ماء؟ قلت: نعم، قال: أصبت
فأخذ مني فتوضأ قلت: يا رسول الله سمعت عندك خصومة رجال ولغطا
ما سمعت أحد من ألسنتهم، قال: اختصم عندي الجن المسلمون والجن
المشركون سألوني أن أسكنهم، فأسكنت المسلمين الجلس (1) وأسكنت
المشركين الغور (2). (طب).
(15233) عن ابن مسعود قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني

(1) الجلس: كل مرتفع من الأرض، النهاية (1 / 286) ب.
(2) الغور: ما انخفض من الأرض، النهاية (3 / 393) ب.
167

أمرت أن أقرأ على إخوانكم من الجن، فليقم معي رجل منكم، ولا يقم
رجل في قلبه مثقال حبة من كبر، فقمت معه وأخذت إداوة فيها نبيذ
فانطلقت معه فلما برز خط علي خطا وقال: لا تخرج فإنك إذا خرجت
من هذا لم ترني ولم أرك إلى يوم القيامة، ثم انطلق فتوارى عني حتى لم أره
فلما سطع الفجر أقبل فقال لي: قد أراك قائما قلت ما قعدت قال: ما
عليك لو فعلت، قلت خشيت أن أخرج منها، فقال: أما إنك لو
خرجت منها لم ترني ولم أرك، هل معك وضوء؟ قلت لا، قال: فما هذه
الإداوة؟ قلت: فيها نبيذ، قال: تمرة طيبة وماء طهور، فتوضأ، فأقام
الصلاة فلما قضى الصلاة قام إليه رجلان من الجن فسألاه المتاع، فقال:
ألم آمر لكما ولقومكما بما يصلحكم؟ قالا: بلى ولكن أحببنا أن يشهد بعضنا
معك الصلاة، قال: ممن أنتما؟ قالا: من جن نصيبين، قال: قد أفلح
هذان وأفلح قومهما وأمر لهما بالروث والعظام طعاما ولحما، ونهى أن
يستنجى بعظم أو روثة. (عب).
(15234) وعنه أن رجلا قال له: حدثت أنك كنت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن، فقال: أجل فذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم
خط عليه خطا وقال: لا تبرح منه فمرت به مثل العجاجة السوداء حتى
غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان قريبا من الصبح أتاني فقال: أنمت؟
168

فقلت: لا والله ولقد هممت أن استصرخ الناس حين سمعتك تقرعهم
بعصاك تقول: اجلسوا، قال: لو خرجت لم آمن من أن يخطفك بعضهم
ثم قال: تلك الجن قد رأت في قتيل بينهم فقضى بينهم بالحق، ثم قال:
هل رأيت شيئا؟ قلت: نعم رجالا سودا مستثفري (1)
ثياب بيض قال:
أولئك جن نصيبين يسألون المتاع، والمتاع الزاد فمتعتهم بكل عظم
حائل وروثة وبعرة، قلت: يا رسول الله وما يغني ذلك عنهم قال: إنهم
لا يأخذون عظما إلا وجدوا عليه لحمه يوم أكل ولا روثة ولا بعرة إلا
وجدوا خبرتها (2)
يوم أكلت فقالوا: يا رسول الله إن الناس ينجسونها
علينا، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى أحد خرج من الخلاء بعظم
ولا روثة ولا بعرة. (عب).

(1) مستثفري: ومنه حديث ابن الزبير رضي الله عنه في صفة الجن " فإذا نحن
برجال طوال كأنهم الرماح، مستثفرين ثيابهم " وهو أن يدخل الرجل ثوبه
بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه. النهاية (1 / 214) ب.
(2) خبرتها: الخبير والخبرة: الادام، وقيل هي الطعام من اللحم وغيره،
يقال: أخبر طعامك: أي دسمه، وأتانا بخبزة ولم يأتنا بخبرة، النهاية
(2 / 7) ب.
169

(15235) عن حبة العرني (1)
قال: سمعت عليا يحلف ذات
يوم والذي خلق السماء من دخان وماء. (ابن أبي حاتم).
(15236) عن علي قال: اسم سماء الدنيا رقيع واسم السابعة الضراح
(أبو الشيخ في العظمة).
{خلق الرعد}
(15237) عن علي قال: الرعد ملك، والبرق ضربه السحاب
بمخراق من حديد. (ابن أبي الدنيا في كتاب المطر، وابن المنذر
والخرائطي ق).
(15238) عن علي إنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان
من سبحت له. (ابن جرير).
{خلق البرق}
(15239) عن علي قال: البرق مخاريق من النار بأيدي ملائكة
السحاب يزجرون بها السحاب. (عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم
وأبو الشيخ والخرائطي في مكارم الأخلاق ق).

(1) حية بن جوين العرني: بضم المهملة، أبو قدامة الكوفي، قال العجلي:
ثقة، قال ابن سعد: توفي سنة 76 ه‍، خلاصة الكمال (1 / 191) ص.
170

(15240) عن ابن عباس قال: إن الشمس تطلع كل سنة في
ثلاث مائة وستين كوة تطلع كل يوم في كوة ولا ترجع إلى تلك
الكوة إلى ذلك اليوم من العام القابل، ولا تطلع إلا وهي كارهة فتقول:
رب فلا تطلعني على عبادتك فاني أراهم يعملون بمعاصيك. (كر).
(15241) عن عكرمة قال: قلت لابن عباس: أرأيت ما جاء
عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمية بن أبي الصلت آمن شعره وكفر قلبه: فقال:
هو حق، ما أنكرتم من ذلك؟ قلت أنكرنا قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
ليست بطالعة لهم في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
ما بال الشمس تجلد فقال: والذي نفسي بيده ما طلعت الشمس قط حتى
ينخسها سبعون ألف ملك فيقولون لها: اطلعي اطلعي فتقول: لا أطلع
على قوم يعبدون من دون الله فيأتيها ملك فيستقل بضياء بني آدم فيأتيها
شيطان فيريد أن يصدها عن الطلوع فتطلع بين قرنيه فيحرقه الله تحتها
وذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما طلعت الشمس إلا بين قرني شيطان ولا
غربت إلا بين قرني شيطان وما غربت الشمس قط إلا خرت لله ساجدة
171

فيأتيها شيطان فيريد أن يصدها عن السجود فتغرب بين قرنيه فيحرقه
الله تحتها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غربت إلا بين قرني شيطان (كر)
(15242) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق أمية بن أبي الصلت
في شئ من شعره أنشده رجل من قوله أمية:
زحل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق وقال:
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمراء يصبح لونها يتورد
تأتي فما تطلع لنا في رسلها إلا معذبة وإلا تجلد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق. (حم ع كر) (1)
(15243) عن ابن مسعود قال: الشمس والقمر وجوههما إلى
السماء وأقفاؤهما إلى الأرض يضيئان في السماء كما يضيئان في الأرض.
(كر).
(15244) عن أبي ذر قال: قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر هل تدري
أين تذهب الشمس إذا غابت فإنها تذهب تأتي العرش فتسجد بين يدي

(1) أورد الحديث بلفظه ابن كثير في البداية والنهاية (1 / 12) وقال حديث
صحيح الاسناد رجاله ثقات. وأخرجه أحمد في مسنده (1 / 256)
وأورده البيهقي في الأسماء والصفات صفحة (360) ص.
172

ربها عز وجل فتستأذن في الرجوع فيأذن لها وكأنها قد قيل لها:
ارجعي من حيث جئت فترجع إلى مطلعها فذلك مستقرها ثم قرأ:
{والشمس تجرى لها لمستقر لها. (ط حم خ م د ت: حسن
صحيح ن حب) (1).
(15245) وعنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر أتدري أين تغرب
هذه؟ فإنها تغرب في عين حامية. (ك).
(15246) وعنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب
الشمس فقال: أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم،
قال: تذهب حتى تسجد تحت العرش عند ربها، وتستأذن في الرجوع
فيؤذن لها ويوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها حتى تستشفع وتطلب فإذا
طال عليها قيل لها أطلعي مكانك فذلك قوله: {والشمس تجري لمستقر
لها ذلك تقدير العزيز العليم}. (أبو نعيم).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير تفسير سورة يس (5 / 154)
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب بيان الزمن، رقم
(250 / 159) ص.
173

(15247) عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جده قال: بينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ نشأت سحابة فقيل: هذه سحابة ناشئة،
فقال: كيف ترون قواعدها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها، قال:
كيف ترون رحاها (1)؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استدارتها فقال: كيف
ترون جونها (2)؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده قال: فكيف ترون
بواسقها (3)
؟ قالوا: ما أحسنها وأشد استقامتها، قال: فكيف ترون
برقها أوميضا أم خفيا أم يشق شقا؟ قالوا: بل يشق شقا، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: هذا الحيا (4) هذا الحيا، فقالوا: يا نبي الله ما رأينا الذي هو أفصح
منك، فقال: وما يمنعني وإنما أنزل القرآن بلساني لسان عربي مبين وإني
من قريش ونشأت في بني سعد بن بكر. (العسكري والرامهرمزي
في الأمثال).

(1) رحاها: أي استدارتها أو ما استدار منها. النهاية (1 / 211) ب.
(2) جونها: الجون: هو من الألوان، ويقع على الأسود والأبيض.
النهاية (1 / 318) ب.
(3) بواسقها: أي ما استطال من فروعها، النهاية (1 / 128) ب.
(4) الحيا: الحيا مقصور: المطر لاحيائه الأرض. وقيل الخصب وما يحيا
به الناس، النهاية (1 / 472) ب.
174

(15248) عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ إني مرسلك
إلى قوم من أهل الكتاب، فإذا سئلت عن المجرة التي في السماء فقل:
لعاب حية تحت العرش. (عن عد وأبو نعيم وأورده ابن الجوزي
في الموضوعات) (1).
{الأرض}
(15249) عن علي قال: لما خلق الله الأرض قمصت (2) وقالت:
أي رب تجعل علي بني آدم يعملون الخطايا ويجعلون علي الخبث فأرسى الله
فيها من الجبال ما ترون فكان قرارها كاللحم يرجرج. (ابن جرير).
{البحر}
(15250) عن العوام بن حوشب قال: حدثني شيخ كان مرابطا

(1) لقد مر عزو هذا الحديث برقم (15191) مع بيان مرتبته، وذكره ابن
كثير في البداية والنهاية (1 / 39) فقال: حديث منكر جدا بل الأشبه
أنه موضوع ص.
(2) قمصت: يقال: قمص الفرس قمصا وقماصا، وهو أن ينفر ويرفع يديه
ويطرحهما، ومنه حديث سليمان بن يسار " فقمصت به فصرعته " أي وثبت
ونفرت فألقته، النهاية (4 / 108) ب.
175

بالساحل، قال: خرجت ليلة لحرسي لم يخرج أحد ممن كان عليه الحرس
غيري فأتيت الميناء فصعدت عليه والميناء موضع الحرس، فجعل يخيل
إلي أن البحر يشرف حتى يحاذي برؤوس الجبال ففعل ذلك مرارا وأنا
مستيقظ فحدثت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب، فقال: صدقت حدثنا
عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس من ليلة إلا والبحر
يشرف ثلاث مرات على أهل الأرض يستأذن الله أن ينفضخ (1) عليهم
حتى يندفق فيكفه الله، وحدثني أبو صالح قال: أوصاني عمر بن الخطاب
أن نشترك ثلاثة: فرجل يبيع علينا، ورجل يغزو، ورجل يجلب علينا
فهذه نوبتي فأنا الآن قافل إلى المدينة. (ابن راهويه).
{جامع الخلق}
(15251) {الصديق} عن أبي بكر قال: جاء اليهود إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد أخبرنا ما خلق الله من الخلق في هذه الأيام الستة،
فقال: خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلاثاء،

(1) ينفضخ: في حديث على " قال له: إذا رأيت فضخ الماء فاغتسل " أي
دفقه يريد المنى، النهاية (3 / 453) ب.
وانفضخت القرحة وغيرها: انفتحت واتسعت، وزيد بكى شديدا والدلو
دفعت ما فيها من الماء، القاموس (1 / 267) ب.
176

وخلق المدائن والأقوات والأنهار وعمرانها وخرابها يوم الأربعاء، وخلق
السماوات والملائكة يوم الخميس إلى ثلاث ساعات يعني من يوم الجمعة،
وخلق في أول ثلاث ساعات: الآجال، وفي الثانية الآفة، وفي الثالثة
آدم، قالوا: صدقت إن تمت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يريدون فغضب،
فأنزل الله: {وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون}. (ابن
جرير في التفسير).
(15252) عن علي قال: أشد خلق ربك عشرة: الجبال الرواسي،
والحديد ينحت الجبال، والنار تأكل الحديد، والماء يطفئ النار،
والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح تنقل السحاب،
والانسان يتقي الريح بيده، ويذهب فيها لحاجته، والسكر يغلب
الانسان، والنوم يغلب السكر، والهم يمنع النوم فأشد خلق ربك الهم. (طس والدينوري في المجالسة).
(15253) عن عبد الله بن عمرو قال: إن الله عز وجل جزأ الخلق عشرة
أجزاء فجعل تسعة أجزاء الملائكة، وجزءا سائر الخلق، الملائكة عشرة أجزاء
فتسعة أجزاء الكروبيون الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وجزء
واحد الذين وكلوا بخزائن كل شئ، الجن والإنس عشرة أجزاء،
فتسعة أجزاء الجن، وجزء واحد الانس، فإذا ولد ولد من الانس
177

ولد معه تسعة أجزاء من الجن، والانس عشرة أجزاء فتسعة أجزاء
يأجوج ومأجوج، وجزء واحد سائر الناس، وما في السماء موضع
إهاب (1) إلا عليه ملك ساجد وقائم وإن الحرم محرم ما بحياله إلى العرش
وإن البيت المعمور بحيال البيت لو سقط سقط عليه يصلي فيه كل يوم
سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا. (كر).
{المسوخ}.
(15254) عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن المسوخ (2) فقال: هم
ثلاثة عشر: الفيل، والدب، والخنزير، والقرد، والجريث (3)،
والضب، والوطواط، والعقرب، والدعموص (4)، والعنكبوت،
والأرنب، وسهيل، والزهرة، فقيل: يا رسول الله ما سبب مسخهن؟
قال: أما الفيل فكان رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا، وأما
الدب فكان مؤنثا يدعو الرجال إلى نفسه، وأما الخنزير فكان من

(1) إهاب: الإهاب: الجلد ما لم يدبغ. المختار (22) ب.
(2) المسوخ: المسخ، تحويل صورة إلى ما هو أقبح منها، يقال: مسخه الله قردا
(3) الجريث: هو نوع من السمك يشبه الحيات، النهاية (1 / 254) ب.
(4) الدعموص: هي دويبة تكون في مستنقع الماء، والدعموص أيضا:
الدخال في الأمور النهاية (2 / 120) ب.
178

النصارى الذين سألوا المائدة فلما نزلت كفروا، وأما القرد فيهود اعتدوا
في السبت، وأما الجريث فكان ديوثا يدعو الرجال إلى امرأته حليلته،
وأما الضب فكان أعرابيا يسرق الحاج بمحجنه، وأما الوطواط فكان
رجلا يسرق الثمار من رؤوس النخل، وأما العقرب فكان لا يسلم أحد
من لسانه، وأما الدعموص فكان نماما يفرق بين الأحبة، وأما العنكبوت
فامرأة سحرت زوجها، وأما الأرنب فكانت امرأة لا تطهر من الحيض،
وأما سهيل فكان عشارا باليمن، وأما الزهرة فكانت بنتا لبعض الملوك من
بني إسرائيل افتتن بها هاروت وماروت. (الزبير بن بكار في الموفقيات
وابن مردويه والديلمي ه‍) (1).

(1) الزبير بن بكار: الحافظ النسابة قاضي مكة، أبو عبد الله بن أبي بكر القرشي
الأسدي المكي قال الدارقطني: ثقة، وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا عالما
بالنسب وأخبار المتقدمين له مصنف في نسب قريش توفى سنة 256 ه‍
تذكرة الحفاظ للذهبي (2 / 528). تاريخ بغداد (8 / 467).
وليس في منتخب كنز العمال (2 / 464) رمز: " ه‍ " كما عزاه المصنف
ورجعت إلى مظان الحديث في سنن ابن ماجة فلم أره.
وراجع تفسير ابن كثير عند قوله تعالى: {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين
وعند قوله تعالى: {وجعل منهم القردة والخنازير} سورة المائدة آية 60
تفسير ابن كثير (2 / 602).
ولكن روى مسلم في صحيحه كتاب القدر رقم (33) الحديث: فقال
رجل: يا رسول الله! القردة والخنازير هي مما مسخ؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا
وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك. صحيح مسلم (4 / 2051) ص.
179

{كتاب الخلع}
من قسم الأقوال
(15255) أقبل الحديقة وطلقها تطليقة. (خ ن عن ابن عباس) (1)
{الاكمال}
(15256) إن المختلعات والمنتزعات هن المنافقات. (عبد الرزاق
عن الأشعث مرسلا).
(15257) لا يأخذ من المختلعة أكثر مما أعطاها. (ق عن
عطاء مرسلا).
(15258) يا ثابت أقبل الحديقة وطلقها تطليقة. (طب عن
ابن عباس).
(15259) يجرى على المختلعات الطلاق ما كانت في العدة.
(عبد الرزاق عن علي بن طلحة الهاشمي مرسلا، وعن ابن مسعود،
موقوفا).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الخلع باب الخلع وكيف الطلاق فيه (7 / 60) ص
180

{كتاب الخلع}
من قسم الافعال
(15260) عن عمر قال: إذا أراد النساء الخلع فلا تكفروهن.
(ش ق).
(15261) عن عبد الله بن رباح أن عمر قال: اخلعها بما دون
عقاص رأسها. (ش ق).
(15262) عن عبد الله بن شهاب الخولاني أن امرأة طلقها زوجها
على ألف درهم فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب، فقال باعك زوجك،
طلاقك بيعا وأجازه عمر. (عب ص ق).
(15263) عن عبد الله بن شهاب الخولاني قال: شهدت عمر بن
الخطاب وأتاه رجل وامرأة في خلع فأجازه وقال: إنما طلقك بمالك.
(ابن سعد).
(15264) عن نافع أنه سمع ربيع بنت معوذ بن عفراء وهي
تخبر عبد الله بن عمر أنها اختلعت (1)
من زوجها على عهد عثمان فجاء معاذ

(1) اختلعت: خالعت المرأة بعلها: أرادته على طلاقها ببذل منها له، فهي
خالع، والاسم الخلعة بالضم، وقد تخالعا واختلعت فهي مختلعة. المختار
(144) ب.
181

ابن عفراء إلى عثمان فقال: إن ابنة معوذ اختلعت من زوجها اليوم
أتنتقل؟ فقال له عثمان: لتنتقل ولا ميراث بينهما ولا عدة عليها إلا أنها
لا تنكح حتى تحيض حيضة خشية أن يكون بها حبل فقال عبد الله عند
ذلك: عثمان خيرنا وأعلمنا. (أبو الجهم في جزئه).
(15265) عن عروة أن عثمان جعل الفداء طلاقا قال: إن أراد
شيئا من الطلاق فهو من الفداء. (عب).
(15266) عن عروة عن جمهان أن أم أبي بكر الأسلمية كانت
تحت عبد الله بن أسيد فاختلعت منه ثم ندمت وندم فجاءا عثمان فأخبراه
فقال عثمان: هي تطليقة إلا أن تكون سميت شيئا فهي على ما سميت فراجعها
(مالك عب قط).
(15267) عن الربيع قالت: اختلعت من زوجي ثم ندمت فرفع
ذلك إلى عثمان فأجازه. (عب ورواه مالك ق).
(15268) عن نافع عن الربيع ابنة معوذ بن عفراء قالت: كان
لي زوج يقل الخير علي إذا حضر ويحزنني إذا غاب فكانت مني زلة يوما
فقلت له اختلعت منك بكل شئ أملكه، فقال: نعم ففعلت، فخاصم
ابني معاذ بن عفراء إلى عثمان فأجاز الخلع وأمره أن يأخذ عقاص رأسي
182

فما دونه أو قالت دون عقاص الرأس. (عب) (1).
(15269) عن نافع بن معاذ بن عفراء أنه زوج ابنة أخيه رجلا
فخلعها فرفع ذلك إلى عثمان فأجازه فأمرها أن تعتد حيضة. (عب).
(15270) عن ابن عباس قال: بعثت أنا ومعاوية حكمين فقيل لنا:
إن رأيتما أن تجمعا جمعتما وإن رأيتما أن تفرقا فرقتما قال معمر: وبلغني أن
الذي بعثهما عثمان. (عب).
(15271) عن كثير مولى سمرة قال: أخذ عمر بن الخطاب امرأة
ناشزة فوعظها فلم تقبل فحبسها في بيت كثير الزبل (2)
ثلاثة أيام ثم
أخرجها فقال: كيف رأيت فقالت: يا أمير المؤمنين لا والله ما وجدت
راحة إلا هذه الثلاث فقال عمر: اخلعها ويحك ولو من قرطها (3).
(عب وعبد بن حميد وابن جرير ق).
(15272) عن علي قال: إذا أخذ الطلاق ثمنا فهي واحدة.
(عب عن علي).

(1) روي القصة مالك في الموطأ كتاب الطلاق باب طلاق المختلعة رقم (33)
بنحو ما وردت هنا. ص.
(2) الزبل: السرجين، وموضعه مزبلة بفتح الباء وضمها. المختار (214) ب.
(3) قرطها: القرط: الذي يعلق في شحمة الأذن. المختار (418) ب.
183

(15273) عن علي: قال: يحل خلع المرأة ثلاث: إذا أفسدت ذات يدك
أو دعوتها لتسكن إليها فأبت عليك، أو خرجت بغير إذنك. (عب).
(15274) عن علي قال: يأخذ منها فوق ما أعطاها. (عب).
(15275) عن علي قال: عدة المختلعة مثل عدة المطلقة. (عب).
(15276) عن ابن مسعود قال: يجري الطلاق على المختلعة ما كانت
في العدة. (عب).
(15277) عن حبيبة بنت سهل أن ثابت بن قيس بن شماس بلغ
منها ضربا لا تدري ما هو فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم في الغلس فذكرت له الذي
بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خذ منها فقالت: أما إن الذي أعطاني عندي كما
هو قال: فخذ منها فأخذ منها فقعدت عند أهلها. (عب) (1)
(15278) عن سعيد بن المسيب أن امرأة كانت تحت ثابت بن
قيس بن شماس وكان قد أصدقها حديقة وكان غيورا فضربها فكسر
يدها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكت إليه فقالت: أنا أرد عليه حديقته
قال: أو تفعلين؟ قالت: نعم فدعا زوجها فقال: إنها ترد عليك حديقتك
قال: أو ذلك؟ قال: نعم قال: فقد قبلت يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم
اذهبا فهي واحدة، ثم نكحت بعده رفاعة الصائدي فضربها فجاءت

(1) روى الامام مالك هذه القصة في الموطأ باب ما جاء في الخلع رقم 31. ص
184

عثمان فقالت: أنا أرد عليه صداقه فدعاه عثمان فقبل، فقال عثمان:
اذهبي فهي واحدة (عب) (1).
(15279) عن ابن جريج قال: قال لي عطاء: أتت امرأة نبي الله
صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أبغض زوجي وأحب فراقه، فقال:
فتردين عليه حديقته التي أصدقك قال: وكان أصدقها حديقة، فقالت:
نعم وزيادة من مالي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما زيادة من مالك فلا ولكن
الحديقة، فقالت: نعم، فقضى بذلك النبي صلى الله عليه وسلم على الرجل فأخبر بقضاء
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد قبلت قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. (هق) (2).
(15280) عن معمر عن أيوب عن عكرمة مولى ابن عباس قال:
جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله لا والله
ما أعتب على ثابت دينا ولا خلقا ولكن أكره الكفر في الاسلام
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم

(1) روى الامام مالك هذه القصة في الموطأ باب ما جاء في الخلع،
رقم (31) ص.
(2) القصة ذكرها البخاري في صحيحه كتاب الخلع باب الخلع (7 / 60)
وعن ابن عباس. ومر عزوه برقم (15255)، والسنن الكبرى
للبيهقي (7 / 314) ص.
185

ثابتا فأخذ حديقته وفارقها، وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي سلول
قال معمر: وبلغني أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: لي من الجمال ما قد ترى
وثابت رجل دميم (1). (عب)
(15281) عن عكرمة مولى ابن عباس قال: اختلعت امرأة
ثابت بن قيس بن شماس من زوجها فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عدتها حيضة
واحدة. (عب).

(1) الدمامة: بالفتح القصر والقبح ورجل دميم ومنه حديث عمر:
" لا يزوجن أحدكم ابنته بدميم ". النهاية (2 / 134) ص.
186

حرف الدال
{وفيه كتابان}
الدعوى والدين
من قسم الأقوال
{كتاب الدعوى}
(15282) البينة على المدعي واليمين على من أنكر إلا في القسامة (1)
(هق وابن عساكر عن ابن عمر).
(15283) البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه. (ت عن
ابن عمرو).
(15284) شاهداك أو يمينه. (عن ابن مسعود).
(15285) لو يعطى الناس بدعواهم لادعى الناس دماء رجال
وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه. (حم ق ه‍ عن ابن عباس

(1) القسامة: القسامة بالضم: ما يأخذه القسام من رأس المال عن أجرته لنفسه
كما يأخذ السماسرة رسما مرسوما لا أجرا معلوما، كتواضعهم أن يأخذوا من
كل ألف شيئا معينا وذلك حرام. النهاية (4 / 61) ب.
187

(15286) المدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم عليه البينة. (هق
عن ابن عمرو).
15287 خذ حقك من عفاف (1)
واف أو غير واف. (ه‍ ك
عن أبي هريرة).
(15288) من طلب حقا فليطلبه من عفاف (2) واف أو غير واف
(ن ه‍ حب ك عن ابن عمر وعائشة).
{استصحاب اليد}
(15289) كل أحد أحق بماله من والده وولده والناس أجمعين.
(هق عن حبان الجمحي)

(1) من عفاف: لدي مراجعتي للفتح الكبير وفيض القدير وجدت لفظ " في عفاف "
بدلا من لفظ " من عفاف " وهو الصواب.
ومعنى الحديث باختصار " خذ حقك في عفاف " أي عف في أخذه عن
الحرام بسوء المطالبة والقول السئ " واف أو غير واف " أي سواء وفى
لك حقك أو أعطاك بعضه لا تفحش عليه في القول، وأخرج العسكري
عن الأصمعي قال: أتى أعرابي قوما فقال لهم: هل لكم في الحق أو
فيما هو خير من الحق؟ قالوا: وما خير من الحق؟ قال: التفضل
والتغافل أفضل من أخذ الحق كله، وهذا الحديث قد عد من الأمثال
قال الراغب: والاخذ حوز الشئ وتحصيله. فيض القدير (3 / 433) ب.
(2) من عفاف: اللفظ في الكبير " في عفاف " (2 / 85) ب.
188

(15290) كل ذي مال أحق بماله يصنع به ما شاء. (هق عن
ابن المنكدر مرسلا).
{الاكمال}
(15291) إنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من
بعض فمن قطعت له من حق أخيه قطعة فإنما أقطع له قطعة من النار.
(ش عن أبي هريرة). مر برقم [15043].
(15292) من طلب عند أخيه طلبة (1) بغير بينة فالمطلوب أولى
باليمين. (طب قط ك ه‍ ق عن زيد بن ثابت).
(15293) المدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم عليه بينة. (ق
عن ابن عمرو).
(15294) قضى أن اليمين على المدعى عليه. (حم م د ت عن
ابن عباس).
(15295) قضى باليمين مع الشاهد الواحد. (حم ش م د ه‍
عن ابن عباس حم ت ه‍ ق ص عن جابر د ت ه‍ ق عن أبي هريرة
ق عن عمر والباوردي، طب ك ق ص عن بلال بن الحارث المزني

(1) طلبة: بكسر اللام ما طلبته. القاموس (1 / 98) ب.
189

طب حل ق عن زيد بن ثابت ابن قانع عن شعيث بن عبيد الله بن الزبيب
ابن ثعلبة عن أبيه عن جده، أبو عوانة وابن قانع طب ق عن سرق، ق
عن علي حم طب قط ق عن سعد بن عبادة، ابن قانع ق عن شعيث
ابن عبيد الله بن الزبيب العنبري عن أبيه عن جده حم طب ق عن عمارة
ابن حزم، النقاش في القضاة عن ابن عمر ش عن أبي جعفر مرسلا).
(15296) لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال دماء رجال
وأموالهم ولكن البينة على الطالب واليمين على المطلوب (ق عن ابن عباس).
(15297) لو يعطي الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم
ودماءهم ولكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر (ق عن ابن عباس).
(15298) ليس على الرجل مع بينة يمين. (الديلمي عن جابر).
{دعوى النسب ولحاق الولد}
(15299) الولد للفراش وللعاهر الحجر. (ق د ن ه‍ عن عائشة
حم ق ت ن ه‍ عن أبي هريرة د عن عثمان وعن ابن مسعود وعن ابن
الزبير ه‍ عن عمر وعن أبي أمامة).
(15300) لا دعوة في الاسلام ذهب أمر الجاهلية الولد للفراش
وللعاهر الحجر (حم د عن ابن عمرو).
190

(15301) كفر بامرئ ادعاء نسب لا يعرفه (1) أو جحده وإن دق
(ه‍ عن ابن عمرو) (2).
(15302) كفر بالله تبرؤ (3) من نسب وإن دق. (البزار
عن أبي بكر).
(15303) ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلم إلا كفر
ومن ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلا
بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار (4)
عليه، ولا يرمي رجلا
بالفسق ولا يرميه بالكفر إلا ردت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك.
(حم ق عن أبي ذر).
(15304) من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه
حرام (حم ق د ه‍ عن سعد وأبي بكرة).

(1) لا يعرفه: اللفظ في الفتح الكبير وفيض القدير (5 / 7) " لا يعرف " ب.
(2) رواه ابن ماجة في كتاب الفرائض باب من أنكر ولده رقم (2744)
وقال في الزوائد: واسناده صحيح ص.
(3) معنى الحديث " تبرؤ " أي ذو تبرى " من نسب وإن دق " ليس المراد بالكفر
حقيقته التي يخلد صاحبها في النار، ومناسبته إطلاق الكفر هنا أنه كذب
على الله كأنه يقول خلقني الله من ماء فلان ولم يخلقني من ماء فلان،
والواقع خلافه، فيض القدير (5 / 7) ب.
(4) حار، أي رجع عليه ما نسب إليه. النهاية (1 / 458) ب.
191

(15305) من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة
الله المتتابعة إلى يوم القيامة. (د عن أنس).
(15306) لا مساعاة في الاسلام ومن ساعى في الجاهلية فقد لحق
بعصبته، ومن دعا ولدا من غير رشدة فلا يرث ولا يورث. (د ك
عن ابن عباس) (1).
(15307) كل مستلحق استلحق بعد أبيه الذي يدعى له ادعاه
ورثته من بعده فقضى إن كان من أمة يملكها يوم أصابها فقد لحق بمن
استلحقه وليس له فيما قسم قبله من الميراث شئ، وما أدرك من ميراث
لم يقسم فله نصيبه، ولا يلحق إذا كان أبوه الذي يدعى له أنكره،
وإن كان من أمة لا يملكها أو من حرة عاهر بها، فإنه لا يلحق ولا
يورث، وإن كان الذي يدعى له هو ادعاه فهو ولد زنا لأهل أمه من كانوا
حرة أو أمة. (ه‍ عن ابن عمرو) (2).

(1) رواه أبو داود كتاب النكاح باب في ادعاء ولد الزنا رقم (2247)
المساعاة: الزنا وكان الأصمعي يجعلها في الإماء دون الحرائر، وقال المنذري:
في اسناده رجل مجهول. راجع عون المعبود (6 / 352) ص.
(2) رواه أبو داود في كتاب النكاح باب في ادعاه الزنا رقم (2248)
عن عمرو بن شعيب.
وقال المنذري: روى عن عمرو هذا الحديث محمد بن راشد بن المكحول
وفيه مقال، عون المعبود (6 / 353 و 357).
ورواه ابن ماجة في كتاب الفرائض باب في ادعاء الولد رقم (2746)
وقال في الزوائد: اسناده حسن وهذا في بعض النسخ دون بعض ولم
يذكره المزي. ص.
192

(15308) لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فقد كفر.
(ق عن أبي هريرة).
(15309) من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. (ه‍ عن ابن عباس).
(15310) من انتسب إلى غير أبيه لم يرح (1) رائحة الجنة وإن
ريحها ليوجد من مسيرة خمس مائة عام. (ه‍ عن ابن عمرو).
(15311) من استلحق شيئا ليس منه حته (2)
الله حت الورق.
(الشاشي والضياء عن سعد).
(15312) من ادعى ما ليس له فليس وليتبوأ مقعده من النار
(ه‍ عن أبي ذر).

(1) لم يرح: أي لم يشم ريحها، يقال راح يريح، وراح يراح وأرح يريح:
إذا وجد رائحة الشئ، والثلاثة قد روى بها الحديث. النهاية (2 / 272) ب.
(2) حته: الحك، والحت، والقشر سواء، النهاية (1 / 337) ب.
193

(15313) {الاكمال}
أدوا إلى كل ذي حق حقه والولد للفراش وللعاهر
الحجر، ومن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. (طب
عن أبي مسعود).
(15314) إن من أفرى الفري أن يعتزى (1)
الرجل إلى غير والديه
(الخرائطي في مساوي الأخلاق عن ابن عمر).
(15315) من ادعى إلى غير أبيه حرم الله عليه الجنة. (ز ص
عن أسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص وأبي بكر ابن قانع عن زياد).
(15316) من ادعى إلى غير أبيه لم يجد روح الجنة وإنه ليوجد
من مسيرة سبعين عاما. (عب حم طب والخطيب عن ابن عمرو).
(15317) من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين. (طب وابن النجار عن ابن عباس).
(15318) من ادعى ولدا من أمة لا يملكها أو من حرة عاهر

(1) يعتزى: التعزي: الانتماء والانتساب إلى القوم يقال، عزيت الشئ
وعزوته أعزيه وأعزوه إذا أسندته إلى أحد. النهاية (3 / 233) ب.
194

بها فإنه لا يلحق به ولا يرث وهو ولد زنا لأهل أمه من كانوا. (ك
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
15319 من ادعى نسبا لا يعرف كفر بالله أو انتفى من نسب
وإن دق كفر بالله. (طس عن أبي بكر).
(15320) من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه لم يرح رائحة
الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة سبعين عاما. (الخرائطي في مساوي
الأخلاق عن ابن عمرو).
(15321) من ادعى إلى غير أبيه فعليه لعنة الله. (عب عن رجل
من الأنصار).
(15322) من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه غضب
الله والملائكة والناس أجمعين. (ابن جرير عن ابن عباس).
(15323) من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه
لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة. (ابن جرير عن ابن عباس).
(15324) من ادعى إلى غير أبيه أو ادعى إلى غير مواليه فقد كفر
(ابن جرير عن سعد).
(15325) كفر تبرؤ من نسب وإن دق أو ادعاء نسب لا
يعرف. (الدارمي حم عن عمرو بن شعيب).
195

{نفي النسب من الاكمال}
(15326) إن من أكبر الكبائر أن ينتفي الرجل من ولده. (طب
عن واثلة).
(15327) من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا فضحه الله يوم
القيامة على رؤوس الاشهاد قصاص بقصاص (حم طب حل عن ابن عمر).
(15328) لا تنتفين من ولدك فيفضحك الله على رؤوس الخلائق
كما فضحته في الدنيا. (طب عن ابن عمر).
(15329) كفر بالله ادعاء نسب لا يعرف، وكفر بالله انتفاء
من نسب وإن دق. (الخطيب عن أبي بكر عب عن البراء موقوفا).
{الحاق الولد من الاكمال}
(15330) ما استلحق قوم رجلا إلا ورثهم. (ابن عساكر
عن أنس).
(15331) الولد للفراش. (كر عن الحسن).
196

كتاب الدعوى
من قسم الافعال
{آداب الدعوى}
(15332) عن علي قال: المدعى عليه أولى باليمين، فان أبى أن يحلف
حلف المدعي وأخذ. (عب).
(15333) عن علي أنه كان وكل عبد الله بن جعفر بالخصومة
وقال: إن للخصومة قحما (1) (أبو عبيد في الغريب ق).
(15334) عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يتقاضى رجلا
وقد ألح عليه في الطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم للطالب: خذ حقك في عفاف
وافيا (2) أو غير واف. (العسكري في الأمثال وسنده ضعيف).

(1) قحما: هي الأمور العظيمة الشاقة، واحدتها: قحمة. اه‍ النهاية
(4 / 19) ب.
(2) وافيا: الصواب " واف " كما مر في رواية ابن ماجة والحاكم عن أبي
هريرة في حديث رقم (15287) ب.
197

{دعوى النسب} (15335) عن عمر قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالولد للفراش.
(الشافعي والحميدي ش وابن راهويه حم والعدني ه‍ ع والطحاوي قط ص).
(15336) عن عروة أن عمر دعا القافة في رجلين ادعيا ولد امرأة
وقعا عليها في طهر واحد، فقالوا: لقد اشتركا فيه، فقال له عمر: وال
أيهما شئت. (عب ق).
(15337) عن عطاء قال: تداول ثلاثة من التجار جارية فولدت
فدعا عمر بن الخطاب القافة فألحقوا ولدها بأحدهم ثم قال: من ابتاع جارية
قد بلغت الحيض فليتربض (1) بها حتى تحيض وإن كانت لم تحض فليتربض
بها خمسا وأربعين ليلة. (عب).
(15338) عن الحسن قال قال عمر: الولد للوالد المسلم. (ق).
(15339) عن عثمان قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الولد للفراش
وللعاهر الحجر. (حم د والطحاوي ع ق ص).
(15340) عن الحسن بن سعد عن أبيه أن يحيس وصفية كانا من
سبى الخمس فزنت صفية برجل من الخمس وولدت غلاما فادعي الزاني

(1) ربض الرجل: المرأة التي تقوم بشأنه. النهاية (2 / 185) ص.
198

ويحيس فاختصما إلى عثمان فرفعهما عثمان إلى علي بن أبي طالب فقال علي:
أقضي فيهما بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش وللعاهر الحجر وجلدهما
خمسين خمسين. (الدورقي).
(15341) عن أبي ظبيان أن عليا أتاه رجلان وقعا على امرأة في طهر
فقال: الولد بينكما وهو للباقي منكما. (ق).
(15342) عن معاذ بن جبل قال: إني لمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعاب
دابته على فخذي فسمعته يقول: لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، لعن الله
من انتمى إلى غير مواليه. (ابن جرير).
(15343) عن معمر عن الزهري وسئل عن رجل ولدت امرأته
ولدا فأقر به، ثم نفاه قال: يلحق به إذا أقر به ولد على فراشه وقال: إنما كانت
الملاعنة التي كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت الفاحشة عليها
ثم ذكر الزهري عن حديث الفزاري فقال: حدثني سعيد بن المسيب عن
أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ولدت امرأتي
غلاما أسود وهو حينئذ يعرض بأن ينفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألك إبل
قال: نعم، قال: ما ألوانها قال: حمر، قال: أفيها أورق؟ فقال: نعم فيها
ذو دورق، قال: مم ذاك ترى قال ما أدرى لعله أن يكون نزعها عرق،
قال وهذا لعله أن يكون نزعه عرق ولم يرخص له في الانتفاء عنه (عب).
199

(15344) عن عائشة أن عتبة بن أبي وقاص قال لأخيه سعد: أتعلم
أن ابن جارية زمعة ابني فلما كان يوم الفتح رأى سعد الغلام فعرفه بالشبه
فاعتنقه إليه فقال: ابن أخي ورب الكعبة، فجاءه عبد بن زمعة فقال بل هو
أخي ولد على فراش أبي من جاريته، فانطلقا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال سعد:
يا رسول الله ابن أخي انظر إلى شبهه بعتبة، فقال عبد بن زمعة: بل هو أخي
ولد على فراش أبي من جاريته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش
واحتجبي منه يا سودة فوالله ما رآها حتى مات. (عب).
(15345) عن عائشة قالت: اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن
زمعة في غلام، فقال سعد: يا رسول الله أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إلي
أنه ابنه انظر إلى شبهه، قال عبد بن زمعة: هذا أخي يا رسول الله ولد على
فراش أبي من وليدته، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شبهه فرأى بينهما شبها
بينا بعتبة، فقال: هو لك يا عبد، الولد للفراش، وللعاهر الحجر واحتجبي
منه يا سودة فلم تره. (قط عب).
(15346) عن عبد الله بن أبي يزيد عن أبيه قال: أرسل عمر بن
الخطاب إلى شيخ من بني زهرة فسأله عن ولاد من ولاد الجاهلية فقال: أما
الفراش فلفلان، وأما النطفة فلفلان، فقال عمر: صدقت ولكن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قضى بالفراش. (الشافعي ق).
200

(15347) عن قبيصة بن ذؤيب أن عمر بن الخطاب قضى في رجل
أنكر ولد امرأته وهو في بطنها، ثم اعترف به وهو في بطنها حتى إذا ولد
أنكره فأمر به عمر بن الخطاب فحد ثمانين جلدة لفريته عليها، ثم ألحق
به ولدها. (ق).
(15348) عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أن رجلين تداعيا ولدا
فدعا له عمر القافة، فقالوا: لقد اشتركا فيه، فقال عمر: وال أيهما
شئت. (الشافعي ق).
{لحاق الولد}
(15349) عن عمر قال: إذا أقر الرجل بولده مرة واحدة، وفي
لفظ: طرفة عين فليس له أن ينفيه. (ش ق).
(15350) عن عمر قال: بلغني أن رجالا منكم يعزلون فإذا حملت
الجارية، قال: ليس مني والله لا أوتي برجل منكم فعل ذلك إلا ألحقت به
الولد فمن شاء فليعزل ومن شاء لا يعزل. (طب).
(15351) عن عمر قال: أيها الناس ما بال رجال يصيبون ولائدهم
ثم يقول أحدهم: إذا حملت فليس مني فأيما رجل اعترف بإصابة وليدته فحملت
فان ولدها له أحصنها أو لم يحصنها وإنها إن ولدت حبى عليه لا تباع ولا
توهب ولا تورث وإنه يتمتع بها ما كان حيا وإن مات فهي حرة،
201

ولا تحسب في حصة ولدها ولا يدركها دين فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى
أنه لا يحل لولد أن يملك والدة ولا تترك في ملكه. (عب).
(15352) عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: باع عبد الرحمن بن
عوف جارية كان يقع عليها قبل أن يستبرئها فظهر بها حمل عند المشتري
فخاصمه إلى عمر، فقال له عمر: أكنت تقع عليها؟ قال: نعم، قال،
فبعتها قبل أن تستبرئها، قال: نعم، قال: ما كنت لذلك بخليق فدعا
عمر عليه القافة فنظروا إليه فألحقوه به. (ش ق).
(15353) عن سعيد بن المسيب أن رجلين اشتركا في طهر امرأة
فولدت ولدا فارتفعوا إلى عمر بن الخطاب فدعا لهم ثلاثة من القافة فدعوا
بتراب فوطئ فيه الرجلان والغلام ثم قال لأحدهم: انظر فنظر فاستقبل
واستعرض واستدبر قال: لقد أخذ الشبه منهما جميعا فما أدري لأيهما
هو ونظر الآخران فقالا مثل ذلك فقال عمر: إنا نقوف الآثار وكان
عمر قائفا فجعله لهما يرثانه ويرثهما. (ق ورواه عب عن قتادة).
(15354) عن الحسن أن رجلين وطئا جارية في طهر واحد فجاءت
بغلام فارتفعا إلى عمر فدعا له ثلاثة من القافة فاجتمعوا على أنه قد أخذ
الشبه منهما جميعا وكان عمر قائفا يقوف، فقال: قد كانت الكلبة ينزو
عليه الكلب الأصفر والأسود والأنمر فتؤدي إلى كل كلب شبهه
202

ولم أكن أرى هذا في الانسان حتى رأيت هذا فجعله عمر لهما يرثانه
ويرثهما وهو للباقي منهما. (ق).
(15355) عن صفية بنت أبي عبيد أن عمر بن الخطاب قال: ما بال
رجال يطؤن ولائدهم ثم يدعونهن يخرجن لا تأتيني وليدة يعترف سيدها
أنه قد كان ألم بها إلا ألحقت به ولدها فأرسلوهن بعد أو أمسكوهن.
(مالك عب ق).
(15356) عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي أن امرأة هلك
عنها زوجها فاعتدت أربعة أشهر وعشرا، ثم تزوجت حين حلت فمكثت
عند زوجها أربعة أشهر ونصفا ثم ولدت ولدا تماما فجاء زوجها عمر بن
الخطاب فذكر ذلك له فدعا عمر نساء من نساء الجاهلية قدماء فسألهن
عن ذلك فقالت امرأة منهن أخبرك عن هذه المرأة هلك [عنها] زوجها
حين حملت [منه] فأهريقت عليه الدماء فحش (1) ولدها في بطنها فلما أصابها
زوجها الذي نكحت وأصاب الولد الماء تحرك الولد في بطنها وكبر
فصدقها عمر بذلك وفرق بينهما وقال لها عمر: أما إنه لم يبلغني عنك إلا خير
وألحق الولد بالأول. (مالك عب وأبو عبيد في الغريب ق) (2).

(1) فحش: أي يبس، يقال: أحشت المرأة فهي محش إذا صار ولدها
كذلك. والحش: الولد الهالك في بطن أمه. النهاية (1 / 391) ب.
(2) رواه مالك في الموطأ كتاب الأقضية باب القضاء بالحاق الولد بأبيه
رقم (21) وما بين الحاصرتين استدركته منه. ص.
203

(15357) عن سليمان يسار أن عمر بن الخطاب كان يليط (1)
أولاد الجاهلية بمن ادعاهم في الاسلام فأتاه رجلان كلاهما يدعي ولد امرأة
فدعا عمر قائفا فنظر إليهما فقال القائف لقد اشتركا فيه فضربه عمر بالدرة
ثم دعا المرأة، فقال لها: أخبريني خبرك قالت: كان هذا لاحد الرجلين
يأتيني وهي في إبل أهلها فلا يفارقها حتى يظن أو تظن أن قد استمر بها
حمل ثم انصرف عنها فأهريقت عليه دماء ثم خلف عليها هذا تعنى الآخر
فلا أدري ما أيهما هو؟ [قال]: فكبر القائف فقال عمر للغلام: وال
أيهما شئت. (مالك عب ق) (2).
(15358) عن عمر قال: يسأل الرجل عن ولده عند موته فأصدق
ما يكون عند موته. (عب ق).
(13359) عن عروة أن رجلين ادعيا ولدا فدعا عمر القافة واقتدى
في ذلك ببصر القافة وألحقه بأحد الرجلين. (عب ق).

(1) يليط: أي يلحقهم بهم، من ألاطه يليطه، إذا ألصقه به. اه‍ النهاية
(4 / 285) ب.
(2) رواه مالك في الموطأ في كتاب الأقضية باب القضاء بالحاق الولد بأبيه
رقم (22) وما بين الحاصرين استدركته منه. ص.
204

(15360) عن أبي قلابة أن رجلين وقعا على امرأة في طهر واحد
فحملت فنفست غلاما فأبصر القافة شبهه فيهما، فقال عمر: هذا الامر لا
أقضي فيه شيئا، ثم قال للغلام: اجعل نفسك حيث شئت. (عب).
(15361) عن ابن سيرين قال: لما دعا عمر القافة قال كنت أعلم
أن الكلبة تلقح لأكلب فيكون كل جر ولأبيه ما كنت أرى أن
مائين يجتمعان في ولد واحد. (عب).
(15362) عن قتادة قال: رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهر
فسأل عنها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال علي: ألا ترى يقول الله تعالى: {وحمله
وفصاله ثلاثون شهرا} قال: وفصاله في عامين وكان الحمل هنا ستة أشهد
قال: فتركها ثم بلغنا أنها ولدت آخر لستة أشهر. (عب).
(15363) عن قتادة بن أبي حرب بن الأسود الدؤلي عن أبيه،
قال: رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهد فأراد عمر أن يرجمها فجاءت
أختها إلى علي بن أبي طالب فقالت: إن عمر يرجم أختي فأنشدك الله إن
كنت تعلم أن لها عذرا لما أخبرتني به فقال علي: إن لها عذرا فكبرت
تكبيرة سمعها عمر ومن عنده، فانطلقت إلى عمر فقالت: إن عليا زعم
أن لأختي عذرا، فأرسل عمر إلى علي ما عذرها؟ قال: إن الله عز وجل
يقول: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين}، فقال:
205

{حمله وفصاله ثلاثون شهرا} فالحمل ستة أشهر والفصل أربعة
وعشرون شهرا فخلى عمر سبيلها، قال: ثم إنها ولدت بعد ذلك لستة
أشهر. (عب وعبد بن حميد وابن المنذر).
(15364) عن ابن عباس قال: إني لصاحب المرأة التي أتي بها عمر
وضعت لستة أشهر فأنكر الناس ذلك فقلت لعمر: لم تظلم، فقال:
كيف؟ قلت له اقرأ: {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} قال: {والوالدات
يرضعن أولادهن حولين كاملين} كم الحول قال: سنة قلت: كم السنة
قال: اثنا عشر شهرا، قلت: فأربعة وعشرون شهرا حولان كاملان
ويؤخر من الحمل ما شاء الله ويقدم فاستراح عمر إلى قولي. (عب).
(15365) عن علي أنه أتي بثلاثة اشتركوا في طهر امرأة فأقرع
بينهم وقال: أنتم شركاء متشاكسون فجعل الولد للذي قرع وجعل
لصاحبيه ثلثي الدية فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجده
(ط ق وضعفه ق عنه موقوفا).
(15366) عن يحيى بن أبي كثير عن يزيد بن أبي نعيم أن رجلا من
أسلم يقال له عبيد بن عويمر قال: وقع عمي على وليدته فحملت منه غلاما
يقال له حمام وذلك في الجاهلية فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمي وكلمه في ابنه
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابنك ما استطعت فأخذ ابنه فجاء به إلى النبي
206

صلى الله عليه وسلم وجاء مولى الغلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
غلامين فقال: خذ أحدهما ودع للرجل ابنه فأخذ غلاما وترك له ابنه.
(أبو نعيم).
{نفي النسب}
(15367) {لصديق} عن الحسن قال: قال أبو بكر الصديق
كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم. (رستة في الايمان).
(15368) عن القاسم بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى أبي بكر
الصديق بابن له فقال: يا أبا بكر هذا ابني وهو ينتفي مني فقال أبو بكر:
ابنك ولد على فراشك؟ قال نعم فقام إليه أبو بكر فجعل يضرب رأسه
بالدرة ويقول إن الشيطان في الرأس إن الشيطان في الرأس إن الشيطان
في الرأس ثم قال أبو بكر: كفر بالله ادعاء نسب لا يعلم أو تبرؤ من
نسب وإن دق. (رستة).
(15369) عن القاسم أن أبا بكر أتي برجل انتفي من أبيه فقال
أبو بكر: أضرب الرأس فان الشيطان في الرأس. (ش).
(15370) عن مسروق قال: قال أبو بكر الصديق كفر بالله تبرأ
من نسب وإن دق وكفر بالله ادعاء نسب لا يعلم (ابن سعد وهناد).
207

(15371) عن عدي بن عدي عن أبيه قال: قال عمر كنا نقرأ
فيما نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم ثم قال لزيد بن ثابت:
أكذلك يا زيد؟ قال: نعم. (عب ط وأبو عبيد في فضائله وابن
راهويه ورستة في الايمان طب).
(15372) عن عدي بن عدي بن عميرة بن فروة عن أبيه عن جده
أن عمر بن الخطاب قال لأبي: أو ليس كنا نقرأ من كتاب الله أن
انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال: بلى، ثم قال: أو ليس كنا نقرأ
الولد للفراش وللعاهر الحجر فقد فيما فقدنا من كتاب الله؟ قال: بلى
(ابن عبد البر في التمهيد).
208

الكتاب الثاني
(في الدين والسلم)
من قسم الأقوال
وفيه بابان
الباب الأول
في ترغيب الاقراض والانظار
وصدق نية المستدين
{وفيه ثلاث فصول}
209

الفصل الأول
{في الاقراض}
(15373) دخلت الجنة فرأيت على بابها الصدقة بعشرة والقرض
بثمانية عشر، فقلت: يا جبريل كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض
بثمانية عشر؟ قال: لان الصدقة تقع على يد الغني والفقير والقرض لا يقع
إلا في يد من يحتاج إليه. (طب عن أبي أمامة).
(15374) رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر
أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت: يا جبريل ما بال القرض أفضل من
الصدقة؟ قال: لان السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من
حاجة. (ه‍ عن أنس) (1).
(15375) كل قرض صدقة. (حل طس عن ابن مسعود).
(15376) قرض الشئ خير من صدقته. (هق عن أنس).
(15377) قرض مرتين في عفاف خير من صدقة مرة. (ابن
النجار عن أنس).

(1) رواه ابن ماجة كتاب الصدقات باب القرض (2431) وقال في الزوائد:
في اسناده خالد بن يزيد ضعفه أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي وأبو
زرعة والدار قطني وغيرهم. ص.
210

(15378) من أقرض ورقا مرتين كان كعدل صدقة مرة. (هق
عن ابن مسعود).
(15379) من نفس من غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم
القيامة. حم م عن أبي قتادة).
(15380) إن السلف يجري مجرى شطر الصدقة. (حم عن
ابن مسعود).
(15381) ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقتها
مرة. (ه‍ عن ابن مسعود) (1).
{الاكمال}
(15382) رأيت على باب الجنة مكتوبا: القرض بثمانية عشر،
والصدقة بعشر فقلت: يا جبريل ما بال القرض أعظم أجرا؟ قال: لان
صاحب القرض لا يأتيك إلا وهو محتاج وربما وقعت الصدقة في غنى.
(طب والحكيم عن أبي أمامة).
(15383) لما عرج بي إلى السماء مررت بباب الجنة وجبريل معي

(1) رواه ابن ماجة كتاب الصدقات باب القرض رقم (2430)، وقال في
الزوائد: هذا اسناده ضعيف. ص.
211

فنظرت فإذا مكتوب في أسكفة (1)
باب الجنة العليا الصدقة بعشر أمثالها
والقرض بثمانية قيل: كيف يكون هذا؟ قال: إن الصدقة ربما وقعت
عند الغني والقرض لا يأتيك إلا وهو محوج فتنزع من يدك فتضعه في
يده. (ابن عساكر. (2).
(15384) من أقرض قرضين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به
(طب ق في الافراد وضعفه عن ابن مسعود).
(15385) من أقرض رجلا مسلما دراهم مرتين كان له أجر صدقتهما
مرة واحدة. (هب عن ابن مسعود).
(15386) من أقرض لله مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدق به
(حب عن ابن مسعود).
(15387) قرض مرتين كصدقة مرة. (أبو الشيخ وأبو نعيم في
المعرفة عن محمد المزني أبي مهند).
(15388) لا ينبغي لعبد أن يأتي أخاه فيسأله قرضا وهو يجده
فيمنعه. (طب عن أبي أمامة).

(1) أسكفة: أسكفة الباب عتبته. المختار (243) ب.
(2) عزاه المصنف: لأبي أمامة: وقال وفيه مسلمة بن علي متروك، انظر
الحديث رقم (15545) الآتي ص.
212

(15389) لا ينبغي لرجل يمشي إليه أخوه فيطلبه قرضا وهو عنده
يعلم أنه يرده إليه فيرده حتى يقرضه. (الديلمي وابن عساكر عن
أبي أمامة).
(15390) من طب أخاه فليطلب بعفاف واف أو غير واف.
(ق م عن أبي) (1).

(1) الحديث مر برقم (15288) وعزوه مغاير هنا لما مر وسيأتي كذلك
الحديث برقم (15404) ورقم (15423) ولدى التحقيق حول صحة
العزو أقول: الحديث هو عند ابن ماجة كتاب الصدقات في باب حسن المطالبة
وأخذ الحق في عقاف رقم (2422) وفي منتخب كنز العمال (2 / 471)
رمز له المصنف [هق عن أبي]، وانظر السنن الكبرى للبيهقي كتاب
البيوع (5 / 357) وعن ابن عمر وعائشة. وهو الصواب. ص.
213

الفصل الثاني
{في الانظار والمسامحة}
(15391) من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل
إلا ظله. (حم م عن أبي اليسر) (1).
(15392) من أنظر معسرا إلى ميسرة أنظره الله بذنبه إلى توبته.
(طب عن ابن عباس).
(15393) من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل
الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة. (حم م ك
عن أبي هريرة).
(15394) من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت
ظل العرش يوم لاظل إلا ظله. (حم ت عن أبي هريرة).
(15395) إذا كان للرجل على رجل حق فاخره إلى أجل كان له
صدقة فان أخره بعد أجله كان له بكل يوم صدقة. (طب عن
عمران بن حصين).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد من حديث طويل لأبي اليسر باب
حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر رقم (3006) ص.
214

15396 حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شئ
إلا أنه كان رجلا موسرا وكان يخالط الناس وكان يأمر غلمانه أن
يتجاوزوا عن المعسر فقال الله عز وجل لملائكته: نحن أحق بذلك منه
تجاوزوا عنه. (خد ت ك هب عن أبي مسعود) (1)
(15397) كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه: إذا أتيت
معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه. (حم ق
ن عن أبي هريرة) (2).
(15398) من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته
فليفرج عن معسر. (حم عن ابن عمر).
(15399) أتى الله عز وجل بعبد من عباده آتاه مالا فقال له:
ماذا عملت في الدنيا؟ فقال: ما عملت من شئ يا رب إلا أنك آتيتني
مالا فكنت أبايع الناس وكان من خلقي أن أيسر على الموسر وأنظر

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب فضل انظار المعسر رقم (1561)
والترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في انظار المعسر والرفق به رقم (1307)
وقال: حسن صحيح. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب في فضل انظار المعسر رقم
(1562) ص.
215

المعسر، قال الله تعالى: أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي. (ك
عن حذيفة وعقبة بن عامر وأبي مسعود الأنصاري).
(15400) أظل الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أنظر معسرا أو ترك
لغارم. (حم عن عثمان). الفتح الكبير (1 / 195).
(15401) إن رجلا ممن كان قبلكم أتاه ملك الموت ليقبض نفسه
فقال له: هل عملت من خير؟ قال ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس
وأجازيهم فأنظر المعسر وأتجاوز عن الموسر فأدخله الله الجنة. (حم ق ه‍
عن حذيفة وأبي مسعود).
(15402) إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس ويقول
لرسوله: خذ ما تيسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا، فلما
هلك قال الله له: هل عملت خيرا قط، قال: لا، إلا أنه كان لي غلام
وكنت أداين الناس فإذا بعثته يتقاضى قلت له: خذ ما تيسر واترك ما
عسر وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا، قال الله: قد تجاوزت عنك.
(ن حب ك عن أبي هريرة).
(15403) من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله تحت ظل عرشه
يوم لا ظل إلا ظله. (حم ت عن أبي هريرة) (1).

(1) أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في انظار المعسر والرفق به
رقم (1206) وقال: حسن صحيح غريب. ومر برقم [15406] ص.
216

(15404) من طالب حقا فليطلبه في عفاف واف أو غير واف.
(ه‍ حب ك عن ابن عمر وعائشة) (1).
(15405) خذ حقك في عفاف واف أو غير واف. (ه‍ ك
عن أبي هريرة) (2).
{الاكمال}
(15406) من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم ألا
إن عمل الجنة حزن (3) بربوة ثلاثا ألا إن عمل النار سهل بسهوة والسعيد
من وقي الفتن وما من جرعة أحب إلى الله عز وجل من جرعة غيظ
يكظمها عبد ما كظم عبد لله إلا ملا الله جوفه إيمانا (م عن ابن عباس) (4)

(1) رواه ابن ماجة في كتاب الصدقات في باب حسن المطالبة وأخذ الحق في
عفاف رقم (2421) ص.
(2) رواه ابن ماجة في كتاب الصدقات في باب حسن المطالبة وأخذ الحق في
عفاف رقم (2422).
وقال في الزوائد: هذا اسناد صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم.
ورواه ابن حبان في صحيحه ص.
(3) حزن: الحزن: المكان الغليظ الخشن، والحزونة: الخشونة. اه‍
النهاية (1 / 380) ب.
(4) لدى الرجوع إلى صحيح مسلم كما عزاه المصنف لم أره، والحديث
في مسند أحمد وعن ابن عباس (1 / 327) وقال ابن كثير في تفسيره
عند تفسير قوله تعالى: وإن كان ذو عسرة، سورة البقرة آية 280.
" تفرد به أحمد " ص.
217

(15407) من أنظر معسرا أو ودع له كان في ظل الله أو في كنف
الله يوم القيامة. (ابن النجار عن أبي اليسر).
(15408) من أنظر معسرا أو يسر عليه أظله الله تعالى في ظله يوم
لا ظل إلا ظله. (طب عن كعب بن عجرة).
((15409) من أنظر معسرا بعد حلول أجله كان له بكل يوم صدقة
(الخطيب عن زيد بن أرقم).
(15410) ارفقوا وترافقوا ولييسر بعضكم على بعض فلو يعلم
طالب الحق ما له في تأخير حقه لكان الطالب هو الهارب من المطلوب.
(الديلمي عن أبي سعيد).
(15411) إن أول الناس يستظل في ظل الله يوم القيامة لرجل أنظر
معسرا حتى يجد شيئا أو تصدق عليه بما يطلبه يقول ما لي عليك صدقة
ابتغاء وجه الله ويخرج صحيفته. (طب عن أبي اليسر).
(15412) من ترك لغريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة
(ع عن أبي قتادة).
218

(15413) من سره أن يستظل من فور (1) جهنم فلينظر غريما
أو يدع لمعسر. (طب عن أبي اليسر).
(15414) من سره أن ينجيه الله من كربات يوم القيامة فليوسع
على معسر أو يدع له. (عب ع يحيى بن أبي كثير مرسلا).
(15415) من سره أن يفرج الله كربته وأن يعطيه مسألته وأن
يظله في ظل عرشه يوم القيامة فلينظر معسرا أو ليضع عنه. (عب
عن أبي اليسر).
(15416) من سره أن تنفس كربته وأن تستجاب دعوته
فلييسر على معسر أو ليضع له فان الله تعالى يحب إغاثة اللهفان. (ابن أبي
الدنيا في قضاء الحوائج عن عبادة بن أبي عبيد).
(15417) من أحب أن يظله الله في ظله فلينظر معسرا أو ليضع
عنه. (ه‍ وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج ق عن أبي اليسر).
(15418) من سره أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله،
فلييسر على معسر أو ليضع عنه. (طب عن عاصم بن عبيد الله بن أسعد
ابن زرارة، وهو منقطع وهذا يدخل فيمن أسند عنه من الصحابة الذين
ماتوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لان أسعد بن زرارة مات على رأس تسعة

(1) فور: فورة الحر شدته. المختار (404) ب.
219

أشهر من الهجرة، قال البغوي: بلغني أنه أول من مات من الصحابة بعد
الهجرة وأول ميت صلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأول من دفن بالبقيع وذلك قبل بدر).
(15419) من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس
عن معسر أو يضع عنه (م عن عبد الله بن أبي قتادة بن أبيه) (1).
(15420) من سره أن يأمن من غم يوم القيامة فلينظر معسرا
أو ليضع عنه. (طب عن أنس عن قتادة).
(15421) من كان له على رجل حق فمن أخره كان له بكل يوم
صدقة. (طب عن عمران بن حصين).
(15422) يا كعب خذ الشطر ودع الشطر. (طب عن
كعب بن مالك).
(15423 -) من طلب أخاه فليطلبه بعفاف واف أو غير واف.
(هق عن أبي). ومر برقم [15390].
(15424) اتقوا دعوة المعسر. (الديلمي عن أبي هريرة).
(15425) كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه: إذا أتيت
معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه. (حم
خ م ن حب عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب فضل انظار المعسر رقم (1563) ص.
220

الفصل الثالث
{في نية المستدين وحسن القضاء}
(15426) ما من عبد كانت له نية في قضاء دينه إلا كان له من
الله عون. (حم ك عن عائشة).
(15427) من أدان دينا ينوي قضاءه أداه الله عنه يوم القيامة.
(طب عن ميمونة).
(15428) من كان عليه دين فهم بقضائه لم يزل معه من الله حارس
(طس عن عائشة).
(15429 من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن
أخذها يريد إتلافها أتلفه الله. (حم خ ه‍ عن أبي هريرة).
(15430) إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن دينه فيما
يكره الله. (تخ ه‍ ك عن عبد الله بن جعفر).
(15431) ما من أحد يدان دينا يعلم الله منه أنه يريد قضاءه إلا
أداه الله عنه في الدنيا. (حم ن ه‍ حب عن ميمونة).
(15432) من أخذ دينا وهو يريد أن يؤديه أعانه الله. (ن
عن ميمونة).
221

(15433) خياركم أحسنكم قضاء (ت ن عن أبي هريرة).
(14534) خير الناس أحسنهم قضاء (ه‍ عن العرباض بن سارية).
(14535) خيركم خيركم قضاء. (ن عن العرباض).
(14536) إن خياركم أحسنكم قضاء. (حم خ ن ه‍ عن
أبي هريرة).
(15437) ليس للدين دواء إلا القضاء والوفاء والحمد. (خط
عن ابن عمر) (1).
(15438) ليس من غريم يرجع من عند غريمه راضيا إلا صلت
عليه دواب الأرض ونون (2) البحار، ولا غريم يلوي غريمه وهو يقدر
إلا كتب الله عليه في كل يوم وليلة إثما (هب عن خولة امرأة حمزة).
(15439) لي الواجد يحل عرضه وعقوبته. (حم د ن ه‍
ك عن الشريد) (3).

(1) أورده الخطيب البغدادي في ترجمة جعفر بن أبي الليث واسمه عامر،
(7 / 198) وقال: والحديث لا أصل له.
وقال الذهبي في الميزان (1 / 414) عن ابن عرفة بخبر: منكر. ص.
(2) ونون: النون: الحوت، والجمع أنوان، ونينان. المختار (544) ب.
(3) أخرجه أبو داود كتاب القضاء باب في الدين هل يحبس به رقم (3611)
وقال المنذري: أخرجه النسائي وابن ماجة. عون المعبود (10 / 57) ص.
222

(15440) مطل الغني ظلم، فإذا أتبع على ملي فليتبع. (د 4
عن أبي هريرة) (1).
(15441) المعك طرف من الظلم. (طب حل والضياء عن
حبشي بن جنادة) (2).
{الاكمال}
(15442) من أدان دينا وهو ينوي أن يؤديه أداه الله عنه يوم
القيامة ومن استدان دينا وهو لا ينوي أن يؤديه فمات، قال الله عز
وجل يوم القيامة: ظننت أن لا آخذ لعبدي بحقه، فيؤخذ من حسناته
فيجعل في حسنات الآخر فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات الآخر
فجعلت عليه. (طب ك عن أبي أمامة).
(15443) من أدان دينا ينوي قضاءه كان معه عون من الله تعالى
على ذلك. (ق عن ميمونة).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحوالات باب في الحوالة (3 / 123)
ومسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب تحريم مطل الغني رقم (1564)
والترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في مطل الغني ظلم رقم (1308)
وقال: حسن صحيح ص.
(2) المعك: الدلك والمطل يقال معكه بدنية وماعكه ومنه حديث شريح:
المعك طرف من الظلم. النهاية (4 / 343) ص.
223

(15444) من أدان دينا وهو يحدث نفسه بقضائه أعانه الله عليه.
(طب عن ميمونة).
(15445) من تداين بدين وفي نفسه وفاءه، ثم مات تجاوز الله
تعالى عنه وأرضى غريمه بما شاء، ومن تداين بدين وليس في نفسه وفاءه
ثم مات اقتص الله تعالى لغريمه منه يوم القيامة (ك عن أبي أمامة).
(15446) من تدين بدين وهو يريد أن يقضيه حريص على أن
يؤديه فمات ولم يقض دينه فان الله تعالى قادر على أن يرضي غريمه بما شاء
من عنده ويغفر للمتوفى ومن تدين بدين وهو يريد أن لا يقضيه
فمات على ذلك ولم يقض دينه فإنه يقال له أظننت أن لا توفى فلانا حقه
عنك فيؤخذ من حسناته فتجعل زيادة في حسنات رب الدين فإن لم تكن
له حسنات أخذ من سيئات رب الدين فجعلت في سيئات المطلوب.
(هب عن القاسم بن معاوية بلاغا مرسلا).
(15447) من حمل من أمتي دينا وجهد في قضائه فمات قبل أن
يقضيه فأنا وليه. (ق وابن النجار عن عائشة).
(15448) من دان بدين وفي نفسه وفاءه فمات تجاوز الله عنه
وأرضى غريمه بما شاء ومن دان بدين وليس في نفسه وفاءه فمات اقتص الله
لغريمه منه يوم القيامة. (طب عن أبي أمامة).
224

(15449) من مات وعليه دين علم الله أنه كان يريد قضاءه لم يعذبه
الله ولم يسأل عنه. (أبو نعيم عن أبي هريرة).
(15450) ما من مسلم يدين دينا يريد أداءه إلا أداه الله عنه في
الدنيا. (طب عن ميمونة).
(15451) ما من أحد يكون عليه دين يؤمل أداءه إلا كان معه
من الله عون (عب عن ميمونة وفيه راويان لم يسميا).
(15452) لا يأخذ أحد أموال الناس ثم يريد أداءها إلا أدى الله
عنه ولا يأخذها أحد يريد إتلافها إلا أتلفه الله. (هب عن أبي هريرة).
15453 يا عائشة إنه ليس أحد يدان دينا يعلم الله منه أنه حريص
على قضاء ذلك الدين إلا لم يزل معه من الله حافظ (الديلمي عن عائشة).
{آداب أداء الدين وفضله من الاكمال}
(15454) خير الناس أحسنهم قضاءا (أبو نعيم عن أبي رافع).
(15455) أعطه إياه فان خير الناس أحسنهم قضاء. (ط حم م
د ن ت ه‍ والدارمي وابن خزيمة والطحاوي طب عن أبي رافع) قال:
استسلف النبي صلى الله عليه وسلم من رجل بكرا وقال: اقضه، فقلت لم أجد إلا
جملا خيارا رباعيا قال: فذكره (1).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب من استسلف شيئا رقم (1600)
والترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء في استقراض البعير رقم (1318)
وقال: حسن صحيح. ص.
225

(15456) أعطوه فان خيركم أحسنكم قضاء. (حم ت عن
أبي هريرة).
(15457) إن خير القوم خيرهم قضاء (حم ك ه‍ عن العرباص).
(15458) سبحان الله إنما هو من مكارم الأخلاق خذ الصغير
وأعط الكبير وخذ الكبير وأعط الصغير، وخيركم أحسنكم قضاء.
(عب عن معاذ) قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن استقراض الخمير
والخبز قال: فذكره.
(15459) رحم الله عبدا سمحا قاضيا وسمحا مقتضيا. (ابن
عساكر عن جابر).
(15460) إن رجلا كان شهلا قاضيا ومقتضيا وبائعا ومبتاعا فدخل
الجنة. (ط عن عثمان).
(15461) من مشى إلى غريمه بحقه صلت عليه دواب الأرض
ونون الماء ويكتب له بكل خطوة شجرة تغرس في الجنة وذنب يغفر.
(الخطيب والديلمي عن ابن عباس).
226

(15462) من مشى بحقه إلى أخيه حتى يقضيه فله به صدقة.
(طب ص عن ابن عباس).
(15463) من انصرف غريمه من عنده وهو راض صلت عليه
دواب الأرض ونون الماء ومن انصرف غريمه من عنده وهو ساخط
عليه كتب عليه في كل يوم وليلة وجمعة وشهر وسنة ظلم. (الحسن
ابن سفيان عن خولة).
(15464) صدق، من أحق بالعدل مني لا قدس الله تعالى أمة
لا يأخذ ضعيفها حقه من شديدها وهو لا يتعتعه يا خولة غديه وادهنيه
واقضيه فإنه ليس من غريم يخرج من عند غريمه راضيا إلا صلت عليه
دواب البر ونون البحار وليس من غريم يلوي غريمه وهو يجد إلا
كتب الله تعالى عليه في كل يوم وليلة إثما. (طب عن خولة
بنت قيس).
{دعاء قضاء الدين من الاكمال}
(15465) يا سلمان أكثر أن تقول: يا رب اقض عني الدين وأغنني
من الفقر. (طب عن سلمان).
(15466) يا معاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من
الدين مثل صبير أداه الله عنك فادع به يا معاذ {قل اللهم مالك الملك
227

تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتذل من تشاء بيدك
الخير إنك على كل شئ قدير تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل
وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير
حساب} رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي من تشاء منهما وتمنع
من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك. (طب عن معاذ).
(15467) يا معاذ، ألا آمرك بكلمات تقولهن لو كان عليك أمثال
الجبال قضاه الله: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك
ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شئ قدير
تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج
الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب) إله الآخرة والدنيا تعطي
منهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء، قل اللهم أغنني من الفقر واقض عني الدين
وقوني في عبادتك وجهاد في سبيلك (طب عن معاذ).
(15468) كان عيسى ابن مريم يعلم أصحابه وقال: لو كان على
أحدكم جبل ذهبا دينا فدعا الله عز وجل بذلك قضاه الله عنه: اللهم فارج
الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما
أنت ترحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك (ك عن أبي بكر) (1).

(1) في المستدرك (1 / 515) وقال الذهبي فيه: الحكم، ليس بثقة. ص.
228

(15469) ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد
دينا لأداه الله عنك قل يا معاذ: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من
تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك
الخير إنك على كل شئ قدير} (1) رحمن الدين والآخرة ورحيمهما تعطيهما
من تشاء ارحمني رحمة بها تغنيني عن رحمة من سواك. (طب ص عن أنس)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: فذكره. (2)

(1) سورة آل عمران آية 26.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 185 و 186) كتاب الأدعية باب
الدعاء لقضاء الدين وأورد الأحاديث التي مرت برقم (15466 و 15467
15468). وقال رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات وعن أنس. ص.
229

الباب الثاني
في الترهيب عن الاستقراض
من غير ضرورة
(15470) إن الدين يقضي من صاحبه يوم القيامة إذا مات إلا
من يدين في ثلاث خلال: الرجل تضعف قوته في سبيل الله فيستدين
يتقوى به لعدو الله وعدوه، ورجل يموت عنده مسلم لا يجد ما يكفنه
ولا يواريه إلا بدين فيموت ولم يقضه، ورجل خاف على نفسه العزبة
فينكح ليعف نفسه بذلك خشية على دينه فان الله يقضي عن هؤلاء يوم
القيامة. (ه‍ هب عن ابن عمرو) (1).
(15471) إن أخاك محبوس بدينه فاقض عنه. (حم ه‍ هق عن
سعد بن الأطول).
(15472) الآن بردن عليه جلده. (حم قط ك عن جابر).
(15473) سبحان الله ماذا نزل من التشديد فسكتنا وفزعنا فلما

(1) رواه ابن ماجة كتاب الصدقات رقم (2435) والحديث ضعيف. ص.
230

كان من الغد سألته فقلت يا رسول الله ما هذا التشديد الذي نزل فقال في
الدين: والذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل
ثم أحيي ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه. (حم ن
ك عن محمد بن جحش).
(15474) من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته ليس
ثم دينار ولا درهم. (ه‍ عن ابن عمر).
(15475) هاهنا أحد من بني فلان إن صاحبكم مأسور بدينه.
(حم د عن سمرة).
(15476) الدين شين الدين. (أبو نعيم في المعرفة عن مالك بن
يخامر، القضاعي عنه عن معاذ).
(15477) الدين دينان فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه، ومن
مات لا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته ليس يومئذ دينار ولا
درهم. (طب عن ابن عمر).
(15478) الدين راية الله في الأرض فإذا أراد أن يذل عبدا وضعها
في عنقه. (ك عن ابن عمر).
(15479) الدين هم بالليل ومذلة بالنهار. (فر عن عائشة).
(15480) الدين ينقص من الدين والحسب. (فر عن عائشة).
231

(15481) إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر
التي نهى الله عنها أن يموت الرجل وعليه دين لا يدع له قضاء. (حم د
عن أبي موسى).
(15482) إن صاحب الدين له سلطان على صاحبه حتى يقضيه.
(ه‍ عن ابن عباس).
(15483) إياكم والدين فإنه هم بالليل ومذلة بالنهار (هب عن أنس).
(15484) أيما رجل يدين دينا وهو مجمع على أن لا يوفيه إياه
لقي الله سارقا. (ه‍ عن صهيب) (1).
(15485) صاحب الدين مأسور بدينه في قبره يشكو إلى الله
الوحدة. (طب وابن النجار عن البراء).
(15486) صاحب الدين مغلول في قبره لا يفكه إلا قضاء دينه
(فر عن أبي سعيد).
(15487) لان يلبس أحدكم ثوبا من رقاع شتى خير له من أن
يأخذ بأمانته ما ليس عنده (حم عن أنس).

(1) رواه ابن ماجة في كتاب الصدقات باب من أدان دينا رقم (2410)
وقال في الزوائد: في اسناده يوسف بن محمد ذكره ابن حبان في الثقات
وقال أبو حاتم: لا بأس به. ص.
232

(14588) نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضي عنه. (حم ت
ه‍ ك عن أبي هريرة) (1)
(15489) لا تخيفوا أنفسكم، فقيل: يا رسول الله وبما نخيف
أنفسنا قال: بالدين. (هق عن عقبة بن عامر).
{الاكمال}
(15490) لا تخيفوا الأنفس بعد أمنها، قالوا: يا رسول الله وما
ذاك قال: الدين (حم طب ك ق عن عقبة بن عامر) (2).
(15491) لا تفزعوا قلوبكم بعد النهي، قيل: وما يفزع قلوبنا
يا رسول الله، قال: الدين. (هب عن صفوان بن سليم، بلاغا).
(15492) لا تموتن وعليك دين فإنما هي الحسنات والسيئات ليس
ثم دينار ولا درهم جزاء وقضاء وليس يظلم أحد. (طب عن ابن عمر).
(15493) إن أعظم الذنوب عند الله يوم القيامة أن يلقاه بها عبد بعد

(1) رواه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: نفس
المؤمن رقم (1078 و 1079) وقال: حسن.
ورواه ابن ماجة في كتاب الصدقات باب التشديد في الدين رقم (2412) ص.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4 / 126 و 127) وقال رواه أحمد باسنادين
رجال أحدهما ثقات ورواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى. ص.
233

الكبائر التي نهى الله عنها أن يموت الرجل وعليه دين لا يدع له قضاء.
(حم خ في تاريخه د والحاكم في الكنى طب هب عن أبي موسى).
(15494) الدين غل ثقيل مركب في عنق العبد يشقى به أو
يسعد به ويكر به ذلك ويحزنه في ساعات الليل والنهار ولا يزال مأجورا
حتى يؤديه فيسعد بذلك، أو يستخف به حتى يموت فيشقى بذلك.
(الديلمي عن عمرو بن حزم).
(15495) الدين راية الله الثقيلة من هذا الذي يطيق حملها.
(الديلمي عن أبي بكر).
(15496) لو أن رجلا قتل في سبيل الله، ثم أحيي ثم قتل ثم أحيي
ثم قتل لم يدخل الجنة حتى يقضى عنه دينه وليس ثم ذهب ولا فضة
إنما هي الحسنات والسيئات. (طب عن محمد بن عبد الله بن جحش، عبد
ابن حميد، ص عن سعد بن أبي وقاص).
(14597) لان يلبس الرجل من ألوان شتى خير له من أن يستدين
ما ليس عنده قضاؤه. (هب عن أنس).
(15498)
تعال إن جبريل سارني الساعة فقال: إلا الدين فإنه
يؤخذ منك. (هب عن ابن عمرو) أن رجلا قال: يا رسول الله ماذا لي
إن قتلت في سبيل الله، قال: الجنة فلما أدبر، قال: فذكره.
234

(15499) نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين إذا مات.
(حب هب عن أبي هريرة).
(15500) لا تزال نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه. (ق
عن أبي هريرة).
(15501) هاهنا أحد من بني فلان إن صاحبكم محبوس بباب الجنة
بدين عليه. (حم والروياني ك ط طب هب ص عن سمرة).
(15502) أفيكم أحد من هذيل إن صاحبكم محتبس بدينه.
(طب عن ابن عباس).
(15503) إن صاحبكم محبوس بباب الجنة بدين عليه إن شئتم
فأسلموه إلى عذاب الله وإن شئتم ففكوه. (ط ق عن سمرة).
(15504) من هاهنا من رهط فلان إن صاحبكم قد احتبس عن
الجنة بدين كان عليه فاما أن تفدوه من عذاب الله وإما أن تسلموه.
(طب عن سمرة).
(15505) الآن حين بردت عليه جلدته. (ط حم قط ك ق
عن جابر).
(15506) إن جبريل نهاني أن أصلي على رجل دين وقال: إن
صاحب الدين مرتهن في قبره حتى يقضى عنه دينه (ع عن أنس)
235

(15507) ما ينفعكم أن أصلي على رجل روحه مرتهن في قبره
ولا تصعد روحه إلى الله لو ضمن رجل دينه لصليت عليه فان صلاتي تنفعه
(الباوردي عن أنس).
(15508) صلوا على صاحبكم يعني الذي عليه دين. (خ هب عن
سلمة بن الأكوع).
(15509) على صاحبكم دين، صلوا على صاحبكم. (طب عن
أسماء بنت يزيد).
(15510) إنه سيكون للوالدين على ولدهما دين فإذا كان يوم
القيامة يتعلقان به فيقول: أنا ولدكما فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر
من ذلك. (طب عن أبي مسعود).
(15511) كل دين مأخوذ من حسنات صاحبه إلا من أدان في
ثلاث، رجل ضعفت قوته في سبيل الله فيقوى على قتال عدوه بدين
فمات ولم يقض، ورجل خاف على نفسه العزوبة فاستعف بنكاح امرأة
بدين فمات ولم يقض، ورجل مات عنده رجل مسلم فلم يجد ما يكفنه إلا
بدين فمات ولم يقض، فان الله تعالى يقضي عنهم يوم القيامة. (طب
عن ابن عمرو).
(15512) يؤتى بصاحب الدين يوم القيامة فيقول الله: فيم أتلفت
236

أموال الناس؟ فيقول: يا رب إنك تعلم أنه أتى علي إما حرق وإما غرق
فيقول: فاني سأقضي عنك اليوم فيقضي عنه. (طب عن عبد الرحمن
ابن أبي بكر).
(15513) يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة فيقيمه بين يديه
فيقول: يا عبدي فيم أذهبت أموال الناس، فيقول: يا رب لم تذهب إلا
في حرق أو غرق أو وضيعة، فيدعو الله بشئ فيضعه في ميزانه فيثقل.
(ابن عساكر عن عبد الرحمن بن أبي بكر).
(15514) يدعو الله بصاحب الدين يوم القيامة حتى يوقف بين يديه
فيقول: يا ابن آدم فيم أخذت هذا الدين؟ وفيم ضيعت حقوق الناس؟
فيقول: يا رب إنك تعلم أني أخذته ولم آكل ولم أشرب ولم ألبس ولم أضيع
ولكن أتى على يدي إما حرق وإما سرق وإنما وضيعة، فيقول الله عز وجل:
صدق عبدي أنا أحق من قضى عنك اليوم، فيدعو الله عز وجل بشئ
فيضعه في كفة ميزانه فترجح حسناته على سيئاته فيدخل الجنة بفضل
رحمته. (حم حل عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق) (1).
* (هامش) (1) رواه أحمد في مسنده (1 / 198) وكان في الحديث نقصا فاستدركه منه. ص. (*)
237

فصل في لواحق كتاب الدين
(15515) إذا أقرض أحدكم قرضا فأهدى إليه طبقا فلا يقبله أو
حمله على دابته فلا يركبها إلا أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك.
(ه‍، هق عن أنس) (1).
(15516) كل قرض جر منفعة فهو ربا. (الحارث عن علي).
(15517) إنما جزاء السلف الحمد والوفاء. (حم ق ن عن عبد الله
ابن أبي ربيعة) (2).
(15518) ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير (3)
دينا أداه الله عنك: {قل اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني
بفضلك عمن سواك}. (حم ت (4) ك عن علي).

(1) رواه ابن ماجة كتاب الصدقات باب القرض رقم (2432).
وقال في الزوائد: في اسناده عتبة بن حميد الضبي ضعفه أحمد وأبو حاتم ص.
(2) رواه ابن ماجة كتاب الصدقات باب حسن القضاء رقم (2424) ص.
(3) صبير: هم اسم جبل باليمن. النهاية (3 / 9) ب.
(4) رواه الترمذي كتاب الدعوات باب رقم (111) ورقم الحديث (3563)
وقال: حسن غريب.
ووردت في لفظ الحديث: ثبير كما مر بيانه وشرحه مرارا. ص
238

(15519) ألا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله تعالى همك وقضي
عنك دينك؟ قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن. وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل،
وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال (د عن أبي سعيد) (1).
(15520) الدين قبل الوصية. (هق عن علي).
{الاكمال}
(15521) يا علي جزاك الله والاسلام خيرا فك الله رهانك يوم
القيامة كما فككت رهان أخيك المسلم ليس من عبد يقضي عن أخيه
دينا إلا فك الله رهانه يوم القيامة قيل يا رسول الله العلي خاصة؟ قال:
لا، بل لعامة المسلمين. (عبد بن حميد ق وضعفه عن أبي سعيد).
(15522) يا علي جزاك الله خيرا فك الله رهانك ما فككت
رهان أخيك إنه ليس من ميت يموت وعليه دين وهو مرتهن بدينه
فمن فك رهان ميت فك الله رهانه يوم القيامة، قيل هذا لعلي خاصة؟

(1) رواه أبو داود كتاب الصلاة باب في الاستعاذة رقم (1540).
وقال المنذري: في اسناده غسان بن عوف وهو بصري وقد ضعف.
عون المعبود (4 / 413).
وبالنسبة لمتن سنن أبي داود وطبع حمص سنة 1970 م يكون الرقم (1555) ص.
239

قال: لا بل للمسلمين عامة. (ق وضعفه عن علي).
(15523) من ابتاع دينا على رجل فصاحب الدين أولى بالذي
عليه إذا أدى مثل الذي أدى صاحبه. (عب عن عمر بن عبد العزيز،
مرسلا).
(15524) كان رجل ممن كان قبلكم يبايع بالأمانة، فأتاه رجل
فأخذ منه ألف دينار إلى أجل، فحضر الاجل وقد خب (1) البحر
فأخذ خشبة فجعل فيها الدنانير ثم أتى البحر فقال: اللهم إن فلانا بايعني
بالأمانة وقد خب البحر فأدها إليه ورمى بها في البحر فأقبلت الخشبة
ترفعها موجة وتضعها أخرى وخرج الرجل ليتوضأ لصلاة الغداة فجاءت
الخشبة فصكت كعبه فأخذها، ثم قال لأهله لا تحدثوا فيها حدثا حتى
أصلي فإذا فيها الدنانير فكتب وزنها عنده ثم لقي الرجل بعد زمان فقال:
ألست فلانا؟ قال: بلى، قال: ألست الذي بايعتك بالأمانة؟ قال: بلى،
قال: فأين مالي، قال: اتزن، ثم قال: له ليعلم الله لقد فعلت كذا،
قال: قد أدى الله أمانتك فأي الرجلين أعظم أمانة الذي أداها ولو شاء
لذهب بها أم الذي ردها ولو شاء أخذها. (الخرائطي في مكارم الأخلاق
عن أبي هريرة).

(1) خب البحر: يقال: خب إذا اضطرب. النهاية (2 / 4) ص.
240

(15525) كان رجل في بني إسرائيل لا يأتيه أحد يستسلفه شيئا
إلا أسلفه إياه بكفيل، فأتاه رجل فقال: أسلفني ستمائة دينار، قال: ائتني
بكفيل، قال: الله كفيلي، قال: رضيت فأعطاه ستمائة دينار فضرب
له أجلا وخرج الرجل إلى البحر، فلما جاء الاجل جعل الرجل يختلف
إلى ساحل البحر يسأل عن الرجل، فبينما هو كذلك إذ ألقى إليه البحر
خشبة فأخذها فانطلق بها إلى منزله فكسرها فإذا فيها الدنانير ومعها
كتاب إني قد دفعت الدنانير إلى الكفيل، ثم لم يلبث أن قدم الرجل
فأتاه فقال له: الدنانير، فقال: انطلق حتى أدفعها إليك، فلما جاء
بالدنانير ليدفعها إليه، قال: أم إن الكفيل قد أداها إلي. (ابن
النجار عن أبي هريرة).
{السلم}
(15526) من أسلف في شئ فليسلف في كيل معلوم ووزن
معلوم إلى أجل معلوم. (حم ق 4 عن ابن عباس) (1).
(15527) من أسلف في شئ فلا يصرفه إلى غيره. (د عن
أبي سعيد) (1).

(1) رواه البخاري في صحيحه كتاب السلم باب السلم في كيل معلوم وفي
وزن معلوم (3 / 111) ص.
(2) رواه أبو داود كتاب الإجارة باب السلف يحول رقم (3451)
وقال المنذري: أخرجه ابن ماجة كتاب التجارات باب السلف رقم
(2280) وعطية بن سعد لا يحتج بحديثه.
عون المعبود (9 / 357) ص.
241

(15528) إذا أسلفت في شئ فلا تصرفه إلى غيره. (د عن
أبي سعيد) (1).
{الاكمال}
(15529 من أسلف في شئ فلا يصرفه إلى غيره. (د عن
أبي سعيد). مر برقم [15526].
(15530) أردد عليه ما أخذت منه ولا تسلموا في نخل حتى يبدو
صلاحه. (ه‍ عن ابن عمر) (2).
(15531) من أسلف في شئ فلا يشترط غير قضائه. (أبو نعيم
عن ابن عمر).

(1) رواه ابن ماجة كتاب التجارات باب من أسلم في شئ رقم (2283) ص.
(2) رواه ابن ماجة كتاب التجارات باب إذا أسلم في نخل رقم (2284) ص.
242

كتاب الدين والسلم
من قسم الافعال
{الترهيب عن الاستقراض}
(15532) عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بجنازة لم
يسأل عن شئ من عمل الرجل إلا أن يسأل عن دينه فان قيل له دين،
كف عن الصلاة، وإن قيل ليس عليه دين صلى عليه، فأتي بجنازة فلما قام
سأل أصحابه هل على صاحبكم دين؟ قالوا: عليه ديناران، فعدل عنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صلوا على صاحبكم، قلت يا نبي الله هما علي وهو
برئ منهما، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، ثم قال: يا علي جزاك
الله خيرا فك الله رهانك كما فككت رهان أخيك إنه ليس من ميت
يموت وعليه دين إلا وهو مرتهن بدينه، فمن فك رهان ميت فك الله
رهانه يوم القيامة، فقال بعضهم: هذا لعلي خاصة أم للناس عامة فقال:
بل للناس عامة. (ق) وقال: اسناده ضعيف، وحديث أبي قتادة
أصح، وكان إذا كانت له خصومة وكل فيها عقيل بن أبي طالب فلما
كبر عقيل وكلني. (ق) (1).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الكفالة في القرض باب الدين (3 / 128) ورواه مسلم في صحيحه بنحوه كتاب الفرائض باب من ترك مالا فلورثته
رقم (1619) ص.
243

(15533) عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلى على رجل عليه
دين فأتي بميت فسأل هل عليه دين، قالوا: نعم ديناران. قال: فصلوا على
صاحبكم، قال أبو قتادة: هما علي يا رسول الله فصلى عليه فلما فتح الله على
رسوله صلى الله عليه وسلم قال أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك دينا فعلي ومن
ترك مالا فلورثته. (عب).
(15534) عن سمرة بن جندب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
جنازة، فقال: أهاهنا من بني فلان أحد ثلاثا، فقام رجل فقال له: ما
منعك في المرتين الأوليين أن تكون أجبتني أما إني لم أنوه بك إلا خيرا
إن فلانا لرجل منهم مات مأسور بدينه فلو أتيت أهله ومن يتحزن به فلقد
رأيته قضوا عنه حتى ما أحد يطلبه بشئ. (عب).
(15535) عن ابن عمرو قال: ما أحب أن أقتل في سبيل الله صابرا
محتسبا وعلي عشرة دنانير لا أدع لها وفاء. (عب).
(15536) عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: يجئ المؤمن يوم
القيامة قد أخذه صاحب الدين، فيقول ديني على هذا، فيقول الله: أنا
أحق من قضى عن عبدي، قال: يقضي هذا من دينه ويغفر لهذا.
244

(ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله).
(15537) عن محمد بن عبد الله بن جحش قال: كنا جلوسا في موضع
الجنائز مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه ثم وضع راحته على جبهته وقال:
سبحان الله ما هذا التشديد الذي نزل فسكتنا وفزعنا فلما كان من الغد
سألته فقلت: يا رسول الله ما هذا التشديد الذي نزل فقال: في الدين
والذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحيي ثم قتل في أحيي
ثم قتل وعليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه. (حم ن طب
ك وأبو نعيم في المعرفة ق).
(15538) وعنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت
إن قتلت في سبيل الله مالي؟ قال: الجنة فلما ولى قال: إلا الدين سارني
جبريل آنفا. (أبو نعيم).
(15539) وعنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله
ماذا لي إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، قال: الجنة فلما ولى الرجل،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كروه (1) علي فلما جاء، قال: إن جبريل قال:
إلا أن يكون عليه دين. (الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
(15540) عن أبي سعيد الخدري قال: حضر النبي صلى الله عليه وسلم جنازة،

(1) كروه: الكر: الرجوع، وبابه رد. المختار (449) ب.
245

فقال: على صاحبكم دين؟ قالوا: نعم، قال: صلوا عليها، قال علي: علي
الدين يا رسول الله، فصلى عليها، قال: فك الله رهانك يا علي كما
فككت رهان أخيك في الدنيا، من فك رهان أخيه في الدنيا فك الله
رهانه يوم القيامة، فقال رجل: يا رسول الله لعلي خاصة أم للناس عامة؟
قال: بل للناس عامة. (كر وقال: فيه محمد بن خالويه لا أعرفه في
أصحاب الحديث انتهى، وفيه أيضا عبيد الله بن الوليد الرصافي عن عطية
العوفي ضعيفان).
(15541) عن أبي سعيد قال: شهدت جنازة فيها النبي صلى الله عليه وسلم فلما
وضعت سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل عليه دين؟ قالوا: نعم فعدل عنها وقال:
صلوا على صاحبكم، فلما رآه علي يمضي قال: يا رسول الله هو برئ من
دينه أنا ضامن لما عليه فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم فصلى عليه، فلما انصرف قال:
يا علي جزاك الله والاسلام خيرا فك الله رهانك من النار كما فككت
رهان أخيك المسلم ليس من عبد مسلم يقضي عن أخيه دينا إلا فك الله
رهانه يوم القيامة، فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله لعلي هذا
خاصة؟ قال: لا بل لعامة المسلمين. (ابن زنجويه وفيه عبيد بن الوليد
الرصافي عن عطية ضعيفان).
(15542) عن أبي قتادة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة رجل من
246

قومي يصلي عليها، فقال: على صاحبكم دين؟ قالوا: نعم عليه بضعة عشر
درهما، قال: فصلوا على صاحبكم، قلت: هي علي يا رسول الله، فصلى
عليه. (عب).
(15543) عن أسماء بن عبيد أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي أبا
قتادة بعد ذلك فقال: أديت عن صاحبك؟ قال: أنا فيه يا رسول الله، ثم
الثانية ثم الثالثة، فقال: قد فرغت يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا أوان بردت على صاحبك مضجعه. (عب).
(15544) عن أبي قتادة قال: قال رجل: يا رسول الله أرأيت
رجلا قتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله به خطاياه؟ قال:
نعم، ثم قال: كيف قلت، فأعاد عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إلا الدين
كذلك أخبرني جبريل. (عب).
{الترغيب في الاقراض}
(15545) عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بي إلى
السماء مررت بباب الجنة وجبريل معي فنظرت فإذا مكتوب في أسكفة
باب الجنة العليا: الصدقة بعشرة أمثالها والقرض بثمانية عشر، قال: فقيل
يا رسول الله كيف يكون هذا؟ قال: إن الصدقة ربما وقعت عن الغني،
247

والمقراض لا يأتيك إلا وهو محوج فتنزع من يدك فتضع في يده.
(كر وفيه مسلمة بن علي متروك).
{أدب الدائن}
(15546) عن محمد بن سيرين أن أبي بن كعب أهدى إلى عمر بن
الخطاب من ثمرة أرضه فردها فقال أبي: لم رددت هديتي وقد علمت
أني من أطيب أهل المدينة ثمرة خذ عني ما يرد علي هديتي وكان عمر
أسلفه عشر آلاف درهم. (عب ق).
(15547) عن ابن سيرين أن أبيا كان لعمر عليه دين فأهدى إليه
هدية فردها، فقال أبي أبعث لما لك فلا حاجة لي في شئ منعك طيب
ثمري، فقبلها عمر وقال: إنما الربا على من أراد أن يربى وينسئ.
(عب ش).
(15548) عن أبي بن كعب قال: إذا أقرضت رجلا قرضا فأهدى
لك هدية فخذ قرضك واردد إليه هديته. (عب).
(15549) عن ابن عباس قال: إذا أسلفت رجلا سلفا فلا تقبل منه
هدية كراع ولا عارية ركوب دابة. (عب).
248

(15550) عن ابن عمر قال: هلك أسيد بن حضير وترك عليه
أربعة آلاف درهم دينا وكان ماله يغل كل عام ألفا فأرادوا بيعه فبلغ
ذلك عمر بن الخطاب فبعث إلى غرمائه فقال: هل لكم أن تقبضوا في كل
عام ألفا فتستوفونه في أربعة سنين؟ قالوا: نعم يا أمير المؤمنين فأخروا ذلك
وكانوا يقبضون كل عام ألفا. (ابن سعد).
15551 عن ابن مسعود قال: حوسب رجل فلم توجد له حسنة
فقيل: إنه كان له مال وكان يداين الناس فكان يقول لغلمانه من وجدتموه
موسرا فخذوا منه، ومن وجدتموه معسرا فتجاوزوا عنه لعل الله أن
يتجاوز عني، فقال الله: أنا أحق من تجاوز عنه. (عب).
(15552) عن عبيد بن عمير قال: كان رجل يداين الناس أو يبايعهم
له كاتب ومتجاز فيأتيه المعسر والمستنظر فيقول لكاتبه ومتجازيه:
أجل وأنظر وتجاز ليوم يتجاوز عنا فيه فلقي الله ولم يعمل خيرا غيره
فغفر له. (عب).
(15553) عن الحسن قال: من أنظر معسرا كان له بكل يوم
صدقة. (عب).
249

(15554) عن ورقاء بنت هداب أن عمر بن الخطاب كان إذا خرج
من منزله مر على أمهات المؤمنين فسلم عليهم قبل أن يأتي مجلسه فإذا
انصرف إلى منزله مر عليهم فكان كلما مر وجد على باب عائشة رجلا
جالسا فقال له: ما لي أراك ها هنا جالسا قال: حق لي أطلب به أم المؤمنين
فدخل عليها عمر فقال لها: يا أم المؤمنين مالك في كل ستة آلاف كفاية
في كل سنة قالت: بلى ولكن علي فيها حقوق وقد سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
يقول: من كان عليه دين يهمه قضاؤه أو هم بقضائه لم يزل معه من الله
حارس فأنا أحب أن لا يزال معي من الله حارس. (طس).
(15555) عن عبد الله بن جراد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا
أقرض أحدكم قرضا فليوفه ثناء وحمدا. (كر).
(15556) عن عبد الله بن أبي ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة
استلف منه ثلاثين ألفا واستعار منه سلاحا فلما رجع رد ذلك إليه وقال:
إنما جزاء السلف الوفاء والحمد. (أبو نعيم).
(15557) عن أبي رافع قال استسلف النبي صلى الله عليه وسلم من رجل بكرا
فجاءته إبل الصدقة فأمرني أن أقضيه بكرا فقلت لم أجد إلا جملا خيارا
رباعيا: فقال: اقضه إياه فان خير الناس أحسنهم قضاء. (مالك عب ورواه
250

عب عن وجه آخر بلفظ: فأمر بلالا أن يقضيه) (1).
(15558) عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي يتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم
بعيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم التمسوا له سنا مثل سن بعيره فالتمسوا فلم يجدوا
إلا فوق سن بعيره فقال الاعرابي أوفيتني أو فاك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
إن خيركم خيركم قضاء. (عب).
(15559) عن عطاء بن أبي رباح قال: تسلف النبي صلى الله عليه وسلم من رجل
ورقا فلما قضاه وضع في الميزان فرجح فقيل قد أرجحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
إنا كذلك نزن. (عب).
(15560) عن عروة قال: اشترى النبي صلى الله عليه وسلم من أعرابي بعيرا
بوسق من تمر فاستنظره النبي صلى الله عليه وسلم إلى أجل مسمى فقال الاعرابي:
واغدراه، فهم به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه فان
لصاحب الحق مقالا اذهبوا به إلى فلانة امرأة من الأنصار فمروها فلتقضه
فقالت: ليس عندنا إلا تمر أجود من تحق، قال: لتقضه ولتطعمه
ففعلت فمر الاعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: جزاك الله خيرا فقد قضيت
وأطيبت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أولئك خيار الناس القاضون المطيبون.
(عب).

(1) رواه مالك في الموطأ كتاب البيوع باب ما يجوز من السلف رقم (43) ص.
251

(15561) {مسند الصديق} عن عائشة قالت: قال لي أبي:
ألا أعلمك دعاء علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: كان عيسى يعلمه الحواريين
لو كان عليك مثل أحد دينا لقضاه الله عنك؟ قلت: بلى، قال قولي:
اللهم فارج الهم وكاشف الكرب مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا
والآخرة أنت رحماني فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
(البزار وضعفه ك). مر برقم [15468].
(15562) عن عائشة قالت: دخل علي أبو بكر قال: هل سمعت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمنيه؟ قلت: وما هو؟ قال: كان عيسى
ابن مريم يعلمه أصحابه قال: لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا فدعا الله
بذلك لقضاه الله عنه: اللهم فارج الهم كاشف الغم مجيب دعوة المضطرين
رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت ترحمني فارحمني رحمة تغنيني بهما عن
رحمة من سواك، قال أبو بكر وكان علي بقيت من الدين وكنت للدين
كارها وكنت أدعو بذلك فأتاني الله بفائدة فقضى الله عني، قالت عائشة:
وكان علي دين لا أجد ما أقضيه فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيرا
حتى رزقني الله رزقا ما هو بصدقة تصدق بها علي ولا ميراث ورثته
فقضاه الله عني وقسمت في أهلي قسما وحليت بنت عبد الرحمن بثلاث
252

أوراق ورقا وفضل لنا فضل حسن. (ابن أبي الدنيا في الدعاء، وفيه الحكم
ابن عبد الله الأيلي، ضعيف).
(15563) عن أبي وائل قال: أتى عليا رجل فقال: يا أمير المؤمنين
إني عجزت عن مكاتبتي فأعني، فقال علي: ألا أعلمك كلمات علمنيهن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل صبير دنانير لأداها الله عنك،
قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك.
(حم ت وقال: حسن غريب ك ص).
{أحكام الدين}
(15564) عن عبد الرحمن بن دلاف أن رجلا من جهينة كان
يشتري الرواحل فيغالي بها ثم يسرع السير فيسبق الحاج قافلين فرفع
أمره إلى عمر بن الخطاب فقال: أما بعد أيها الناس فان الأسيفع أسيفع
جهينة قد رضي من دينه وأمانته بأن يقال سبق الحاج ألا إنه قد أدان معرضا
فأصبح وقد رين (1) به فمن كا له عليه دين فليأتنا بالغداة فنقسم ماله بين
غرمائه بالحصص وإياكم والدين فان أوله هم وآخره حرب. (مالك عب
وأبو عبيد في الغريب ق).

رين به: أي أحاط الدين بماله. النهاية (4 / 291) ب
253

(15565) عن أبي المنهال أنه سأل ابن عمر قلت لرجل علي دين،
فقال لي: عجل لي وأضع عنك فنهاني عن ذلك وقال: نهى أمير المؤمنين
يعني عمر أن أبيع العين بالدين. (ص ق).
(15566) عن أبي المنهال عبد الرحم بن مطعم قال: سألت ابن عمر
عن رجل لي عليه حق إلى أجل فقلت عجل لي وأضع عنك فنهاني عنه
وقال: نهانا أمير المؤمنين أن نبيع العين بالدين. (عب).
(15567) عن أبي البختري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
وعن ثور بن زيد عن خالد بن معدان وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمير يقترض لا بأس به. (الحاكم في الكنى
وقال قال يحيى بن معين: أبو البختري كذاب) (1).
(15568) عن التلب بن ثعلبة العنبري (2) قال: كنت عند النبي
صلى الله عليه وسلم فكان يطعم ويكيل لي مدا فأرفعه وآكل مع الناس حتى كان
طعاما فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم أطعمتني مدا يوم كذا وكذا فجمعته إلى اليوم

(1) أبو البختري: هو: سعيد بن فيروز. راجع الميزان للذهبي (4 / 494) ص.
(2) التلب بن ثعلبة بن ربيعة العنبري التميمي، صحابي.
التلب: بالفتح وكسر اللام. خلاصة الكمال (1 / 147). الإصابة
(1 / 303) ص.
254

فاستقرضه النبي صلى الله عليه وسلم مني وكال لي منه الذي كان يكيل لي قبل ذلك.
(طب).
(15569) عن الزهري قال: قد كانت ديون تكون على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمنا حرا بيع في دين. (عب).
{ذيل الدين}
(15570) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلا
من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار قال:
ائتني بالشهداء أشهدهم فقال: كفى بالله شهيدا قال: فأتني بالكفيل قال: كفى
بالله كفيلا، قال: صدقت فدفعها إليه إلى أجل مسمى فخرج في البحر
فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله
فلم يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى
صاحبه ثم زجج موضعها ثم أتى بها إلى البحر فقال: اللهم إنك تعلم أني تسلفت
فلانا ألف دينار فسألني كفيلا فقلت كفى بالله كفيلا فرضي بك وسألني
شهودا فقلت كفى بالله شهيدا فرضي بك وإني جهدت أن أجد مركبا
أبعث إليه الذي له فلم أجد وإني أستودعكها فرمى بها في البحر حتى
ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج
الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله فإذا بالخشبة التي فيها
255

المال فأخذها لأهله حطبا فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي
كان أسلفه فأتى بالألف دينار وقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب
لآتيك بمالك فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه قال: هل كنت
بعثت إلي شيئا؟ قال: أخبرتك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه،
قال: فان الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة فانصرف بالألف
دينار راشدا. (حم خ عن أبي هريرة) (1).
{السلم}
(15571) عن أبي البختري قال: سألت ابن عمر عن السلم في
النخل فقال: نهى عمر عن بيع الثمر حتى يصلح ونهى عن بيع الورق
بالذهب نساء بناجز (2). (خ) (3).
(15572) عن ابن سيرين أن عمر وحذيفة وابن مسعود كانوا
يكرهون السلم في الحيوان. (ش).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب ما يستخرج من البحر
(2 / 159) ص.
(2) بناجز: الناجز: الحاضر. المختار (513) ص.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب السلم. باب السلم في النخل،
(3 / 113) ص.
256

(15573) عن عمر قال: من الربا أن تسلم في سن. (ش ق
وقال هذا منقطع).
(15574) عن عمر قال: إذا أسلمت في شئ فلا تبعه حتى تقبضه
ولا تصرفه في غيره. (ش).
(15575) عن عمر قال: لا تسلموا في فراخ حتى تبلغ. (ش).
(15576) عن القاسم أن عمر كره السلم في الحيوان. (عب).
(15577) عن علي أنه كره الرهن والكفيل في السلف (عب).
(15578) عن الحسن البصري قال: كان المسلمون يقولون من
سلف سلفا فلا يأخذ رهنا ولا صبيرا. (عب).
(15579) عن محمد بن الحنفية قال: باع علي جملا له يقال له عصيفير
بعشرين جملا نسيئة. (مالك عب ومسدد ق).
(15580) عن ابن المسيب عن علي أنه كره بعيرا ببعيرين
نسيئة. (عب).
(15581) عن عمرو بن حريث أن عليا باعه درعا موشحة بالذهب
بأربعة آلاف درهم إلى العطاء، وكان العطاء إذ ذاك له أجل معلوم.
(عب).
257

(15582) عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
غزوة الشام فكان يأتينا أنباط من الشام فنسلم إليهم في البر والزيت،
فقال رجل: أفيمن له بر وزيت أم فيمن ليس له بر وزيت، قال: ما كنا
نسألهم عن ذلك. (خط في المتفق والمفترق).
(15583) عن محمد بن أبي المجالد قال: أرسلني أبو بردة وعبد الله بن
شداد إلى عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي وإلى عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي
فسألتهما عن التسليف، فقالا: كنا نصيب المغانم على عهد رسول الله
صلى الله على وسلم وتأتينا أنباط من الشام فنسلفهم في الحنطة والشعير والزبيب إلى
أجل مسمى قلت ولهم زرع؟ قال ما كنا نسألهم عن ذلك. (عب).
(15584) عن ابن عباس أنه كان لا يرى بالرهن والكفيل في السلف
بأسا. (طب).
(15585) عن ابن عباس أنه كان لا يرى بأسا إذا أسلف الرجل في
طعام أن يأخذ بعضه طعاما وبعضه دراهم ويقول هو المعروف. (عب).
(15586) عن ابن عباس قال: إذا أسلفت في طعام فحل الاجل فلم
تجد طعاما فخذ منه رضا بأنقص ولا تربح عليه مرتين. (عب).
(15587) عن ابن عباس أنه سئل عن رجل أسلف في سبائب
أيبيعها قبل أن يقبضها؟ فقال: لا. (عب).
258

(15588) عن ابن عمر قال: إذا أسلفت سلفا فلا تصرفه في شئ
حتى تقبضه. (عب).
(15589) عن ابن عمر قال: إذا أسلفت في شئ فلا تأخذ إلا رأس
مالك أو الذي أسلفت فيه. (عب).
(15590) عن طاوس أنه سأل ابن عمر عن بعير ببعيرين نظرة،
فقال: لا، وكرهه فسأل ابن عباس فقال: قد يكون البعير خيرا من
البعيرين. (عب).
(15591) عن نافع أن ابن عمر كان لا يرى بأسا أن يسلف الرجل
في الحيوان إلى أجل معلوم. (عب).
(15592) عن ابن مسعود أنه نهى عن السلف في الحيوان (عب).
(15593) عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الله بن عمرو أن يجهز جيشا فقال: ليس عندنا ظهر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
ابتع لي ظهرا إلى خروج المصدق فابتاع عبد الله بالعير بالبعيرين وبالأبعرة
إلى خروج المصدق. (هق).
(15594) أنبأنا معمر عن الزهري قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأهل المدينة يسلفون في الثمار، فقال: من سلف في ثمرة فهو ربا إلا
بكيل معلوم إلى أجل معلوم. (عب).
259

حرف الذال
كتاب الذبح من قسم الأقوال
وفيه بابان
الباب الأول
{في أحكام الذبح وآدابه}
(15595) أمرر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز وجل.
(حم د ه‍ ك عن عدي بن حاتم) (1).

(1) رواه أبو داود كتاب الضحايا باب الذبيحة بالمروة رقم (2807).
وأمرر الدم: أمر من الامرار بالفك أي أجر وأسل وكذا وقع في
جميع النسخ الحاضرة بفك الادغام، وفي مسند أحمد (4 / 258) أمر
الدم: وكذا في الكنز قال الشوكاني: بفتح الهمزة وكسر الميم وبالراء
مخفضة من امار الشئ ومار إذا جرى.
قال الخطابي: المحدثون يروونه بتشديد الراء وهو خطأ إنما هو يتخفيفها
من مريت الناقة إذا حلبتها.
قال ابن الأثير في جامع الأصول (4 / 494): ويروى امرر برائين
مظهرين من غير ادغام وكذا في التلخيص انه برائين مهملتين الأولى مكسورة ثم
نقل كلام الخطابي قال: وأجيب بأن التثقيل لكونه أدغم أحد الرائين في
الأخرى على الرواية الأولى اه‍. وقال المنذري: وأخرجه النسائي وابن ماجة.
عون المعبود (8 / 22) ص.
260

(15596) انهر الدم بما شئت واذكر اسم الله (د عن عدي بن حاتم)
(15597) ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر إنه إن
ذكر لم يذكر إلا اسم الله. (د في مراسيله عن الصلت مرسلا).
(15598) سموا الله عليه أنتم فكلوا. (خ ه‍ عن عائشة).
(15599) لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك. (4 عن والد
أبي العشراء).
(15600 إذا استوحشت الانسية وتمنعت فإنه يحلها ما يحل
الوحشية. (هق عن جابر).
15601 إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فإذا غلبكم منها
شئ فافعلوا به هكذا. (حم ق 4 عن رافع ابن خديج).
(15602) ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ليس السن
والظفر وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم، وأما الظفر فمدى الحبشة
(حم ق 4 عن رافع بن خديج (1).

(1) أخرجه أبو داود في كتاب الضحايا باب الذبيحة بالمروة رقم (2804)
أوابد: جمع آبدة وهي التي توحشت ونفرت.
وقال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
عون المعبود (8 / 21) ص.
261

(15603) ذكاة الجنين ذكاة أمه. (د ك عن جابر، حم د ت
ه‍ حب قط، ك عن أبي سعيد، ك عن أبي أيوب وعن أبي هريرة طب
عن أبي أمامة وعن أبي الدرداء وعن كعب بن مالك (1)
(15604) ذكاة الجنين إذا أشعر ذكاة أمه ولكنه يذبح حتى
ينصاب ما فيه من الدم. (ك عن ابن عمر).
(15605) كل الجنين في بطن الناقة. (قط عن جابر).
(15606) كل دابة من دواب البحر والبر ليس لها دم منعقد
فليست لها ذكاة. (طب عن ابن عمر).
(15607) كل ما أفرى الأوداج ما لم يكن قرض سن أو حز
ظفر. (طب عن أبي أمامة).
(15608) أتريد أن تميتها موتتين هلا حددت شفرتك قبل أن
تضجعها. (ك عن ابن عباس).
(15609) إن الله كتب الاحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا
القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته

(1) أخرجه أبو داود كتاب الضحايا باب ما جاء في ذكاة الجنين رقم (2811)
راجع عون المعبود (8 / 26) ص.
262

(حم م 4 عن شداد بن أوس (1)
(15610) إذا ذبح أحدكم فليجهزه. (عد هب عن عمر).
(15611) إذا سميتم فكبروا يعني على الذبيحة. (طس عن أنس).
(15612) اسم الله على كل مسلم. (عد هق عن أبي هريرة).
(15613) والشاة إن رحمتها رحمك الله. (طب عن قرة بن إياس
وعن معقل بن يسار).
(15614) من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة.
(خذ طب والضياء عن أبي أمامة).
{الاكمال}
(15615) انهر الدم بما شئت ما لم يكن سنا أو ظفرا فان السن
عظم وإن الظفر مدى الحبشة. (طب عن رافع بن خديج).
(15616) كل شئ انهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ما لم
يكن سنا أو ظفرا، فان السن عظم، وإن الظفر مدى الحبشة.
(طب عنه).

(1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الصيد باب الأمر باحسان الذبح رقم (1955)
والترمذي كتاب الديات باب النهي عن المثلة رقم (1409).
وأبو داود كتاب الضحايا باب النهي أن تصير البهائم رقم (2797) ص.
263

(15617) كل ما أنهر الدم ذكاة إلا السن والظفر. (طب
عن رافع بن خديج).
(15618) من أكل وشرب أو رمي صيدا فنسي أن يذكر اسم الله
فليأكل منه ما لم يدع التسمية متعمدا. (طب عن معاذ).
(15619) المسلم يكفيه اسمه فان نسي أن يسمي حين يذبح
فليذكر الله وليأكله. (ق عن ابن عباس).
(15620) سموا الله عليه أنتم وكلوه. (خ ه‍ عن عائشة) إن قوما
قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أن قوما يأتوننا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم
لا، قال: فذكره.
(15621) ذبيحة المسلم حلال سمي أو م يسم ما لم يتعمد والصيد
كذلك. (عبد بن حميد في تفسيره عن راشد بن سعد، مرسلا).
(15622) إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فإذا غلبكم منها شئ
فافعلوا به هكذا. (ط حم خ م د ت ن ه‍ حب عن رافع بن خديج)
قال: ند بعير فرماه رجل بسهم فحبسه، قال: فذكره.
(15623) ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر. (ش عن أبي سعيد).
(15624) ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر، أو لم يشعر. (ق
عن ابن عمرو).
264

(15625) ما فاتكم من هذه البهائم فاحبسوه بما تحبسون به الوحش
(أبو نعيم عن جابر وسنده ضعيف جدا).
(15626) إن لم تأكلوها فأطعموني. (طب عن العرباض) أن
النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذبائح النصارى قال: فذكره.
(15627) لا تأكل الشريطة فإنها ذبيحة الشيطان. (حم ك ق
عن أبي هريرة وابن عباس معا. (1)
(15628) أفلا قبل هذا أو تريد أن تميتها موتتين. (طب عن
العباس) قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة
شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها قال: فذكره. (2)

(1) وفيه: " نهى عن شريطة الشيطان " قيل هي الذبيحة التي لا تقطع
أوداجها ويستقصى ذبحها وهو من شرط الحجام. النهاية (2 / 460) ص.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4 / 33) وقال رواه الطبراني في الكبير
والأوسط ورجاله رجال الصحيح. ص.
265

الباب الثاني
{في محظورات الذبح}
(15629) شيئان لا أذكر فيهما الذبيحة والعطاس هما مخلصان لله.
(فر عن ابن عباس).
(15630) كل شئ قطع من الحي فهو ميت (حل عن أبي سعيد).
(15631) ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميت (حم د ت ك
عن أبي واقد ه‍ ك عن ابن عمر، ك عن أبي سعيد طب عن تميم).
(15632) نهى عن الذبيحة أن تفرس قبل أن تموت. (طب هق
عن ابن عباس).
(15633) نهى عن ذبيحة نصارى العرب. (حل عن ابن عباس).
(15634) نهى عن ذبيحة المجوسي وصيد كلبه وطائرة (قط عن جابر)
(15635) نهى عن شريطة الشيطان (د عن ابن عباس وأبي هريرة (1)
(15636) نهى عن ذبائح الجن. (هق عن الزهري مرسلا).

(1) أخرجه أبو داود في كتاب الضحايا باب في المبالغة في الذبح رقم (2809).
زاد ابن عيسى في حديثه: وهي التي تذبح فيقطع الجلد ولا تفرى الأوداج ثم
تترك حتى تموت، وقال المنذري: في اسناده عمرو بن عبد الله الصنعاني وهو
الذي يقال له: عمرو بن برق وقد تكلم فيه غير واحد. عون المعبود (8 / 24) ص.
266

كتاب الذبح من قسم الافعال
{أدب الذبح وأحكامه}
(15637) عن غضيف بن الحارث قال: كتب عامل عمر إلى عمر
إن قبلنا ناسا يدعون السامرة يقرؤن التوراة ويسبتون السبت ولا
يؤمنون بالبعث فما يرى أمير المؤمنين في ذبائحهم فكتب إليه عمر: إنهم
طائفة من أهل الكتاب ذبائحهم ذبائح أهل الكتاب. (عب ق).
(15638) عن حنبش قال: رأيت عليا يستقبل بذبيحته القبلة.
(ابن أبي الدنيا).
(15639) عن خالد بن كثير أن عليا إذا وجه ذبيحته قال: إني
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين
إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت
وأنا من الملمين اللهم منك ولك بسم الله والله أكبر. (أبو مسلم
الكاتب في أماليه).
(15640) عن الحارث عن علي قال: مرت عليه امرأة بحرية فقال:
نعم أدم العيال ومر عليه رجل بحبيه، فقال: تدري كيف تأكل هذا
قل بسم الله بسكين واقطع وكل. (هناد بن السري في حديثه).
267

(15641) عن أبي رافع قال: ذبحت شاة بوتد فجئت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إني ذبحت شاة بوتد قال: كلوها. (طب).
(15642) عن الشعبي عن ابن صفوان أنه مر على النبي صلى الله عليه وسلم بأرنبين
قد صادهما فذكاهما بمروة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأكلهما. (ابن جرير).
(15643) عن مهينة قالت: خرج رفاعة ونعجة ابنا زيد وحبان
وأنيف ابنا ملة في اثنى عشر رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا قلنا لأنيف
ما أمركم النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الأيسر
ثم نذبحها ونتوجه القبلة ونذبح ونهريق دمها ونأكلها ونحمد الله عز
وجل. (أبو نعيم).
{محظورات الذبح}
(15644) عن صفوان بن سليم قال: كان عمر بن الخطاب ينهى أن
تذبح الشاة عند الشاة. (عب).
(15645) عن عمر قال: لا ذكاة إلا بالأسل. (عب).
(15646) عن عمر أنه نهي عن الفرس (1) في الذبيحة. (أبو عبيد
في غريبه، ق).
(15647) عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب أن

(1) فرسها فرسا من باب ضرب: إذا كسرها. مصباح (2 / 639) ب.
268

رجلا حد شفرة وأخذ شاة ليذبحها فضربه عمر رضي الله عنه بالدرة وقال:
أتعذب الروح ألا فعلت هذا قبل أن تأخذها. (مالك ق).
(15648) عن أبي قلابة قال: رأى عمر بن الخطاب يهوديا يجر
برجل شاة، فقال: سقها إلى الموت سوقا جميلا لا أم لك. (ابن
أبي الدنيا في الأضاحي).
(15649) عن محمد بن سيرين أن عمر رأى رجلا يجر شاة ليذبحها
فضربه بالدرة وقال: سقها إلى الموت سوقا جميلا، لا أم لك (ق).
(15650) عن عبيدة أن عليا كان يكره ذبائح نصارى بني تغلب
ويقول: إنهم لا يتمسكون من النصرانية إلا بشرب الخمر. (عب
وابن جرير).
(15651) عن علي قال: لا تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب،
فإنهم لم يتمسكوا بشئ من النصرانية إلا بشرب الخمر. (الشافعي
وابن جرير، ق).
(15652) عن عكرمة عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنه تعالى عنهما
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شريطة الشيطان. (كر) (1).

(1) مر ايضاح هذا الحديث: برقم (15627 و 15635) ص.
269

حرف الراء
وفيه كتابان: الرضاع والرهن
(كتاب الرضاع)
من قسم الأقوال
(15653) الرضاع يغير الطباع. (ه‍ والقضاعي عن ابن عباس) (1)
(15654) الرضاعة تحرم ما تحرم الولادة. (مالك، ق، ت
عن عائشة) (2).
(15655) إن الله تعالى حرم من الرضاع ما حرم من النسب.
(ت عن علي) (3).

(1) الحديث عزاه المصنف لسنن ابن ماجة ولدى الرجوع إلى مظان الباب لم أره
وذكره العجلوني في كشف الخفاء (1 / 431) وقال: رواه القضاعي عن
ابن عباس مرفوعا، ورواه أبو الشيخ عن ابن عمر، قال ابن الغرس:
ضعيف وقال المناوي: منكر. ص.
(2) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الرضاع باب رضاعة الصغير رقم (1).
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم
(7 / 12). ومسلم في صحيحه كتاب الرضاع باب يحرم من الرضاعة ما
يحرم من الولادة رقم (1444) ص.
(3) أخرجه الترمذي كتاب النكاح باب ما جاء يحرم من الرضاع رقم
(1146) وقال: حسن صحيح. وأخرجه النسائي كتاب النكاح باب
القدز الذي يحرم من الرضاعة. ص.
270

(15656) لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء. (ه‍ عن ابن الزبير) (1).
(15657) لا تحرم المصة والمصتان. (حم م 4 عن عائشة حب
عن ابن الزبير).
(15658) كيف وقد قيل. (خ عن عقبة بن الحارث) (2).
(15659) انظرن من إخوانكن فان الرضاعة من المجاعة. (حم
ق د ه‍ ن عن عائشة) (3).
(15660) يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. (حم ق د ن
ه‍ عن عائشة، حم م ن ه‍ عن ابن عباس).
(15661) إن الله حرم من الرضاع ما حرم من الولادة. (هق
عن عائشة)

(1) رواه ابن ماجة كتاب النكاح باب لا رضاع بعد فصال رقم (1946).
وقال في الزوائد: في اسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. ص.
(2) أخرجه البخاري في كتاب العلم باب الرحلة في المسألة النازلة وتعليم أهله (1 / 33)
وفي كتاب النكاح باب شهادة المرضعة (7 / 13) ص.
(3) رواه البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب من قال لا رضاع بعد حولين
(7 / 12) ص.
271

(15662) لا تحرم الاملاجة والاملاجتان (1). (حم م ن ه‍
عن أم الفضل).
(15663) لا رضاع إلا ما انشر العظم وأنبت اللحم (د عن ابن مسعود).
(15664) لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان
قبل الفطام. (ت عن أم سلمة).
{الاكمال}
(15665) أما علمت أن الله تعالى حرم من الرضاعة ما حرم من
النسب. (طب عن ابن عباس).
(15666) إن الله حرم من الرضاعة ما حرم من الولادة. (ت
حسن صحيح عن عائشة).
(15667) يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة. (عب وابن
جرير عن عائشة).
.

(1) الاملاجة: الملج: المص. ملج الصبي أمه يملجها ملجا وملجها يملجها،
إذا رضعها.
والملجة: المرة. والاملاجة: المرة أيضا، من أملجته أمه: أي
أرضعته، يعني أن المصة والمصتين لا تحرمان ما يحرمه الرضاع الكامل.
النهاية (4 / 353) ب.
272

(15668) يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب من خال أو عم
أو ابن أخ. (ابن جرير عن عائشة).
(15669) أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة.
(م د ن ه‍ عن عائشة).
(15670) لا تحرم الرضعة والرضعتان (طب عن زيد بن ثابت).
(14671) لا تحرم المصة ولا المصتان ولا الرضعة ولا الرضعتان.
(طب عن أم الفضل).
(15672 لا تحرم المصة ولا المصتان. (عب وابن جرير ق
عن ابن الزبير).
(15673) لا تحرم من الرضاعة المصة ولا المصتان ولا يحرم إلا
ما فتق الأمعاء من اللبن. (ق عن أبي هريرة).
(15674) لا تحرم الفيقة (1). (ق عن المغيرة).
(15675) لا تحرم الفيقة. (طب عن المغيرة).
(15676) لا يحرم من الرضاع إلا ما كان في الحولين (4 قط ق
عن ابن عباس).

(1) الفيقة: بالكسر: اسم اللبن الذي يجتمع في الضرع بين الحلبتين. اه‍
النهاية (3 / 486) ب.
273

(15677) لا يحرم من الرضاع إلا ما أنبت اللحم وأنشز العظم.
(حم عن ابن مسعود).
(15678) لا رضاع إلا ما كان في الحولين (قط عن ابن عباس).
(15479) لا رضاع بعد الفصال ولا وصال ولا يتم بعد الحلم
ولا صمت يوم إلى الليل ولا طلاق قبل النكاح. (عبد الرزاق عن علي).
(15680) لا رضاع بعد فطام ولا يتم بعد احتلام. (ابن عساكر
عن علي).
(15681) كيف وقد قيل. (خ عن عقبة بن الحارث) أنه
تزوج فأتته امرأة فقالت: قد أرضعتكما، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: فذكره. (1)

(1) الحديث مر برقم (15658) ص.
274

كتاب الرضاع
من قسم الافعال
(15682) عن عمر لا رضاع إلا في الحولين. (ش قط ق).
(15683) عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب
فقال: إن امرأتي أرضعت سريتي (1) لتحرمها علي فأمره أن يأتي
سريته بعد الرضاع. (عب).
(15684) عن ابن عمر أنه قال لرجل: ابن لبني فلان أنت. قال:
لا ولكنهم أرضعوني، قال: أما سمعت عمر يقول: إن اللبن يشبه عليه.
(عب ص ق).
(15685) عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى عمر فقال: كانت لي
وليدة وكنت أطأها فعمدت امرأتي إليها فأرضعتها فدخلت عليها فقالت:
دونك فقد والله أرضعتها فقال عمر: أوجعها وائت جاريتك فإنما الرضاع
رضاع الصغير. (مالك والشافعي عب ق).
(15686) عن عكرمة بن خالد أن عمر بن الخطاب أتي في امرأة
شهدت على رجل وامرأة أنها أرضعتهما فقال: لا حتى يشهد رجلان أو

(1) سريتي: تسرى الجارية: من السرية. المختار (236) ب.
275

رجل وامرأتان. (ص ق).
(15687) عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب لم يأخذ بشهادة
امرأة في رضاع. (عب)
(15688) عن علي قال: قلت يا رسول مالك تتوق في قريش
وتدعنا؟ قال: وعندكم شئ، قلت نعم ابنة حمزة قال: إنها لا تحل لي هي
ابنة أخي من الرضاعة. (حم م ن وابن سعد وابن جرير ق).
(15689) عن الزهري أن عثمان فرق بين أهل أبيات بشهادة
امرأة. (عب).
(15690) عن ابن شهاب قال: جاءت أمة سوداء في إمارة عثمان
إلى أهل ثلاثة أبيات قد تناكحوا، فقالت: أنتم بني وبناتي، ففرق
بينهم. (عب).
(15691) عن ابن جريج قال: أخبرت أن عمر بن الخطاب جاءه
أعرابي فقال: إن امرأتي قالت: خفف عني من لبني، فقال: أخشى أن
يحرمك علي، قالت له: لا فخفف عنها ولم يدخل بطنه وقد وجد
حلاوته في حلقه، فقالت: أعزب (1) فقد حرمت عليك فقال عمر:
هي امرأتك فاضربها. (عب).

(1) أعزب: عزب يعزب فهو عازب إذا أبعد. النهاية (3 / 227) ب.
276

(15692) عن ابن عجلان قال: أخبرت أن عمر بن الخطاب أتي بغلام
وجارية قد أرادوا أن يناكحوا بينهما فأعلموا أن قد أرضعت إحدهما، قال:
فكيف أرضعت الآخر قال: مرت به وهو يبكي فأمصصته، فعلاهما
بالدرة فقال: ناكحوا بينهما فإنما الرضاعة من الحضانة. (عب).
(15693) عن عمرو بن شعيب أن سفيان بن عبد الله كتب إلى عمر
يسأله ما يحرم من الرضاع فكتب إليه أنها لا يحرم منها الضرار والعفافة
والملجة، والضرار: أن ترضع المرأة الولدين كي تحرم بينهما، والعفافة:
الشئ اليسير الذي يبقى في الثدي، والملجة: اختلاس المرأة غيرها فتلقمه
ثديها. (عب).
(15694) عن علي قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على
أجمل فتاة في قريش؟ قال: ومن هي؟ قلت ابنة حمزة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
أو ما علمت أن حمزة أخي من الرضاعة وإن الله حرم من الرضاعة ما حرم
من النسب. (عب وابن سعد حم والعدني وابن منيع ع وابن جرير ص).
(15695) عن علي قال: لا يحرم من الرضاع إلا ما كان في
الحولين. (ش).
(15696) عن شريح أن عليا وابن مسعود كانا يقولان يحرم من
الرضاع قليله وكثيره. (ن وابن جرير ق).
277

(15697) عن سالم بن أبي الجعد ومجاهد أن أباه أخبره أنه سأل عليا
فقال: إني أردت أن أتزوج امرأة قد سقتني من لبنها وأنا كبير، فقال
علي: لا تنكحها ونهاه عنها. (عب).
(15698) عن علي أيضا أنه كان يقول قال سقته امرأته من لبن
سريته أو سريته من لبن امرأته لتحرمها عليه فلا يحرمها ذلك (عب).
(15699) عن مجاهد عن الشعبي عن علي وابن مسعود قالا: يحرم
من الرضاع قليلة وكثيره. (طب).
(15700) عن علي قال: لا رضاع بعد الانفصال. (ق).
(15701) عن الحجاج بن الحجاج بن مالك الأسلمي عن أبيه قال:
قلت يا رسول الله ما يذهب عني مذمة الرضاع؟ قال: غرة (1) عبد أو
أمة. (عب وأبو نعيم).
(15702) عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال: شهادة المرأة والواحدة

(1) غرة: الغرة بالضم: بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم يقال: فرس
أغر، والغرة: العبد والأمة، وفي الحديث قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الجنين بغرة، وكأنه عبر عن الجسم كله بالغرة. المختار (370).
ومنه حديث عمر " أنه قضى في ولد المغرور بغرة " هو الرجل يتزوج
امرأة على أنها حرة فتظهر مملوكة، ويرجع بها على من غره ويكون
ولده حرا. النهاية (3 / 356) ب.
278

جائزة في الرضاع إذا كانت مرضعة وتستحلف مع شهادتها قال: وجاء
رجل إلى ابن عباس فقال زعمت فلانة أنها أرضعتني وامرأتي وهي كاذبة
فقال ابن عباس: انظروا فإن كانت كاذبة فسيصيبها بلاء فلم يحل الحول
حتى برصت ثدياها. (عب).
(15703) عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أنه لا تحرم
المصة ولا المصتان ولا الاملاجة ولا الاملاجتان. (ابن جرير).
(15704) عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب قال: لرسول الله صلى الله عليه وسلم
في ابنة حمزة أن يتزوجها وذكر من جمالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها
ابنة أخي من الرضاعة أما علمت أن الله حرم من الرضاعة ما حرم
من النسب. (ابن جرير).
(15705) عن ابن عباس قال: لا رضاع بعد فصال سنتين ولا رضاع
إلا ما كان في الحولين. (عب).
(15706) عن ابن عباس أنه سئل عن رجل تزوج امرأتين فأرضعت
الواحدة جارية وأرضعت الأخرى غلاما هل يتزوج الغلام الجارية؟ قال:
لا، اللقاح واحد لا تحل له. (عب).
(15707) عن ابن عمر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما الذي يجوز في الرضاع
من الشهود؟ قال رجل وامرأة. (عب ش وفيه ابن السلماني ضعيف).
279

(15708) عن ابن عمر قال: لا رضاع إلا لمن أرضع في الصغر ولا
رضاعة لكبير. (مالك عب).
(15709) عن ابن عمر أنه بلغه عن ابن الزبير أنه يأثر عن عائشة في
الرضاعة أنه لا يحرم منها دون سبع رضاعات فقال: الله خير من عائشة
إنما قال: وأخواتكم من الرضاعة، ولم يقل رضعة ولا رضعتين (عب).
(15710) عن ابن عمر أنه قيل له إن ابن الزبير يزعم أنه لا تحرم
رضعة ولا رضعتان فقال ابن عمر: قضاء الله خير من قضائه. (عب).
(15711) عن أبي عطية الوداعي قال: جاء رجل إلى ابن مسعود
وقال: إنها كانت معي امرأتي يحصر لبنها في ثديها فجعلت أمصه ثم أمجه
فأتيت أبا موسى الأشعري فسألته، فقال: حرمت عليك فذكر لابن
مسعود فقال وأخذ بيد الرجل: أرضيعا ترى هذا إنما الرضاع ما أنبت
اللحم والدم وفي لفظ: إنما يحرم ما أنبت اللحم والعظم، فقال أبو
موسى: لا تسألوني عن شئ ما كان هذا الحبر بين أظهركم والله لا أفتيكم
ما كان بها. (عب).
(15712) عن عقبة بن الحارث تزوجت أم حي ابنة أبي إهاب،
فجاءت أمة سوداء فقالت: قد أرضعتكما فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت
ذلك له فقلت: إنها كاذبة، فأعرض عني، ثم تحولت من الجانب الآخر
280

فقلت: يا رسول الله إنها كاذبة، قال: كيف تصنع بقول هذه دعها
عنك. (عب).
(15713) وعنه تزوجت ابنة أبي إهاب التميمي فلما كان صبيحة
ملكها جاءت مولاة لأهل مكة فقالت: إني أرضعتكما فركبت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فذكرت له ذلك وقلت سألت أهل الجارية فأنكروا،
فقال: وكيف وقد قيل فنهاه عنها ففارقها ونكح غيرها. (عب ش).
(15714) عن المغيرة بن شعبة قال: لا تحرم الفيقة قيل وما الفيقة
قال: المرأة تلد فيحصر لبنها فترضعه جارتها المرة والمرتين (عب).
(15715) عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الرضعة والرضعتين
ليس بشئ. (ابن جرير).
(15716) عن أبي هريرة قال: لا يحرم إلا ما فتق الأمعاء (عب).
(15717) عن زبراء أنها كانت عند عبد فعتقت فقالت لها حفصة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم: إن أمرك بيدك حتى يمسك زوجك فإذا أمسك
فليس لك شئ. (عب).
(15718) عن صفية بنت أبي عبيد امرأة ابن عمر أن حفصة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت بغلام لبعض موالي عمر إلى أختها فاطمة بنت عمر فأمرتها
أن ترضعه عشر رضعات ففعلت فكان يلج عليها بعد أن كبر (عب).
281

(15719) عن عائشة قالت: جاء أفلح أخو أبي القعيس يستأذن
عليها فقال: إني عمها فأبت أن تأذن له فلما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت
ذلك له قال: أفلا أذنت لعمك؟ قالت: يا رسول الله إنما أرضعتني المرأة
ولم يرضعني الرجل، قال: فأذني له فإنه عمك تربت يمينك، وكان أبو
القعيس أخا زوج المرأة التي أرضعت عائشة. (عب).
(15720) عن أم سلمة قالت: قيل يا رسول الله ألا تخطب ابنة حمزة
قال: إن حمزة أخي من الرضاعة. (كر).
(15721) عن أم الفضل أن امرأة طلقها زوجها ثم تزوج الرجل
امرأة فزعمت امرأة أنها أرضعتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا تحرم الملجة
ولا الملجتان. (عب).
(17522) عن أم الفضل قالت: دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو في بيتي فقال: يا رسول الله إني كانت لي امرأة فتزوجت عليها أخرى
وإن امرأتي الأولى زعمت أنها أرضعت امرأتي الحدثي رضعة أو رضعتين،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحرم الاملاجة ولا الاملاجتان. (ابن جرير).
15723 عن أم الفصل أن رجلا من بني عامر بن صعصعة قال:
يا نبي الله هل تحرم الرضعة الواحدة؟ قالت: لا. (ابن جرير).
(15724) عن أم سلمة قالت: جاءت أم حبيبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
282

فقالت: يا رسول الله هل لك في أختي؟ قال: ما أصنع بها، قالت: تزوجها
قال: وتحبين ذلك، قالت: نعم ليست بمخلية وأحب من يشركني في
خير أختي، قال: إنها لا تحل لي، قالت: والله لقد أخبرت أنك تخطب
درة ابنة أبي سلمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري
لم تحل لي وقد أرضعتني وأباها ثويبة مولاة بني هاشم فلا تعرضن على
أخواتكن ولا بناتكن. (ابن جرير).
(15725) عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم حبيبة قالت:
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هل لك في أختي ابنة أبي سفيان؟ قال:
أفعل ماذا؟ قلت تنكحها، قال: أختك؟ قلت: نعم، قال: أو تحبين
ذلك؟ قلت: نعم لست لك بمخلية فأحب من شركني في خير أختي،
قال: فإنها لا تحل لي، قلت: والله لقد أخبرت أنك تخطب درة بنت أبي
سلمة، قال: بنت أم سلمة، قلت: نعم، قال: فوالله لو لم تكن ربيبتي
في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة لقد أرضعتني وأباها ثويبة
فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن، قال عروة: وكانت ثويبة
مولاة لأبي لهب كان أبو لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما
رآه بعض أهله في النوم، فقال: ماذا لقيت، قال أبو لهب: لم ألق بعدكم
راحة غير أني سقيت في هذه مني بعتقي ثويبة وأشار إلى النقرة التي تلي
283

الابهام والتي تليها. (عب وابن جرير).
(15726) عن عائشة أن سهلة بنت سهيل بن عمرو جاءت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن سالما مولى أبي حذيفة معنا في
بيتنا وقد بلغ مبلغ الرجال وعلم ما يعلم الرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أرضعيه تحرمي عليه. (عب).
(15727) عن عائشة قالت: جاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن سالما كان يدعى لأبي حذيفة وإن الله تعالى
قد أنزل في كتابه {ادعوهم لآبائهم} وكان يدخل علي وأنا فضل (1)
ونحن في منزل ضيق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرضعي سالما تحرمي عليه،
قال الزهري: وقال بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: لا ندري لعل هذه كانت
رخصة لسالم خاصة، قال الزهري: وكانت عائشة تفتي بأنه يحرم الرضاع
بعد الفصال حتى ماتت. (عب).
(15728) عن عائشة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكان بدريا
قد تبنى سالما الذي يقال له سالم مولى أبي حذيفة كما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم
زيدا وأنكح أبو حذيفة سالما وهد يرى أنه ابنه [أنكحه] ابنة أخيه فاطمة
بنت الوليد بن عتبة وهي المهاجرات الأول وهي يومئذ من أفضل أيامي

(1) فضل: أي مبتذلة في ثياب مهنتي. النهاية (3 / 456) ص.
284

قريش فلما أنزل الله تعالى {ادعوهم لآبائهم} رد كل واحد من أولئك
يتبنى إلى أبيه فإن لم يعلم أبوه رد إلى مواليه فجاءت سهلة بنت سهيل
وهي امرأة أبي حذيفة فقالت: يا رسول الله كنا نرى أن سالما ولد وكان
يدخل على وأنا فضل وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى؟ قال الزهري
فقال لها: فيما بلغنا والله أعلم أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها وكانت
تراه ابنا من الرضاعة فأخذت بذلك عائشة فيمن كانت تريد أن يدخل عليها
من الرجال فكانت تأمر أم كلثوم ابنة أبي بكر وبنات أخيها أن يرضعن
لها من أحبت أن يدخل عليها من الرجال، وأبى سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن
يدخل عليهن أحد من الناس بتلك الرضعة قلن والله ما نرى الذي أمر به
النبي صلى الله عليه وسلم سهلة إلا رخصة في رضاعة سالم وحده. (مالك عب) (1).
(15729) عن عائشة أن أبا حذيفة تبنى سالما وهو مولى امرأة من
الأنصار كما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا وكان أول من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه
الناس ابنه وورث من ميراثه حتى أنزل الله {ادعوهم لآبائهم} الآية،
فردوا إلى آبائهم فمن لم يعرف له أب فمولى وأخ في الدين فجاءت سهلة
فقالت: يا رسول الله إنا كنا نرى أن سالما ولد يأوي معي ومع أبي حذيفة

(1) رواه مالك في الموطأ بلفظه كتاب الرضاع رقم (12) باب ما جاء في
الرضاعة بعد الكبر وما بين الحاصرين استدركته منه. ص
285

ويراني فضلا وقد أنزل الله ما قد علمت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرضعيه خمس
رضعات فكان بمنزلة ولدها من الرضاعة. (عب).
(15730) عن عائشة قالت: لا يحرم دون خمس رضعات
معلومات. (عب).
(15731) عن عائشة قالت: نزل القرآن بعشر رضعات معلومات
ثم صرن إلى خمس. (عب وابن جرير).
(15732) عن عائشة قالت: لقد كان في كتاب الله عز وجل
عشر رضاعات ثم رد ذلك إلى خمس ولكن من كتاب الله ما قبض مع
النبي صلى الله عليه وسلم. (عب).
(15733) عن طاووس قال: كان لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضعات
معلومات ولسائر النساء رضعات معلومات، ثم ترك ذلك بعد فكان قليله
وكثيره يحرم. (عب).
(15734) عن عبد الكريم قال: قلت لطاووس إنهم يزعمون أنه
لا يحرم من الرضاع دون سبع مصات ثم صارت إلى خمس، فقال
طاووس: قد كان ذلك فحدث بعد ذلك أمر جاء التحريم، المرة الواحدة
تحرم. (عب).
286

(15735) عن عكرمة عرضت بنت حمزة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال
إنها ابنة أخي من الرضاع. (عب).
(15736) عن قتادة قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عامله أنه يحرم
من الرضاع ما يحرم من النسب. (ابن جرير).
(15737) عن زيد بن أسلم أن رجلا وامرأته أتيا عمر بن الخطاب
وجاءت امرأة فقالت: إني أرضعتهما فأبى عمر أن يأخذ بقولها وقال:
دونك امرأتك. (ق وقال مرسل).
287

كتاب الرهن
{من قسم الأقوال}
(15738) الرهن مركوب ومحلوب. (ك هق عن أبي هريرة) (1)
(15739) الرهن يركب بنفقته ويشرب لبن الدر إذا كان
مرهونا. (خ عن أبي هريرة) (2).
(15740) الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا ولبن الدر يشرب
بنفقته إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب ويشرب النفقة. (خ ت ه‍
عن أبي هريرة (3).
(15741) لا يغلق الرهن. (ه‍ عن أبي هريرة) (4).
.

(1) أخرجه البخاري تعليقا باب الرهن مركوب ومحلوب (3 / 187) ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرهن باب الرهن مركوب ومحلوب.
(3 / 187) ص.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرهن باب الرهن مركوب ومحلوب
(3 / 187). والترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في الانتفاع بالرهن.
رقم (1254) وقال حسن صحيح.
وأبو داود في كتاب البيوع باب في الرهن رقم (3626) ص.
(6) رواه ابن ماجة كتاب الرهون باب لا يغلق الرهن رقم (2441).
وقال في الزوائد: في اسناده محمد بن حميد الرازي ضعيف. ص
288

(15742) لبن الدر يحلب بنفقته إذا كان مرهونا والظهر يركب
بنفقته إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب ويحلب النفقة النفقة. (د
عن أبي هريرة) (1).
(15743) الرهن بما فيه. (د في مراسيله عن عطاء مرسلا، عد
قط هق عن أنس، هق عن أبي هريرة).
{الاكمال}
(15744) من رهن أرضا بدين عليه فإنه يقضي من ثمرتها ما فضل
بعده نفقتها يقضي ذلك من دينه الذي عليه بعد أن يحبس لصاحبها
الذي هي عنده عمله ونفقته بالعدل. (طب عن سمرة).
(15745) لا يغلق الرهن، والرهن لمن رهنه له غنمه وعليه
غرمه. (الشافعي ك ق عن أبي هريرة عب عن ابن المسيب).
(15746) لبن الدر يحلب بنفقته إذا كان مرهونا والظهر
يركب بنفقته إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب ويحلب النفقة. (د عن
أبي هريرة) (2).
(1 2) رواه أبو داود كتاب الإجارة باب في الرهن رقم (3509) وقال
أبو داود: هو عندنا صحيح. ص (*)
289

كتاب الرهن
{من قسم الافعال}
(15747) عن عمر في الرجل يرتهن الرهن فيضيع قال: إذا كان
بأكثر مما رهن به فهو أمين في الفضل، وإذا كان أقل رد عليه تمام
حقه. (ش قط ق وقال ليس بمشهور عن عمر).
(15748) عن علي قال: إذا كان في الرهن فضل فان أصابته جائحة
فالرهن بما فيه فإن لم تصبه جائحة فإنه يرد الفضل. (ق).
(15749) عن علي أنه قال: إذا كان الرهن أفضل من القرض
أو كان القرض أفضل من الرهن ثم هلك يترادان الفضل. (ق).
(15750) عن علي قال في الرهن يترادان الزيادة والنقصان (ق).
(15751) عن علي قال: إذا كان الرهن أقل رد الفضل، وإذا
كان أكثر فهو بما فيه. (ق وقال وضعفه الشافعي وقال إن الرواية عن
علي بأن يترادان الفضل أصح عنه).
(15752) عن عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا صالح بن محمد
عن حديث إسماعيل بن أمية الذارع عن هاشم بن زياد حدثنا حميد الطويل
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الرهن بما فيه، فقال: هذا باطل كذب
290

وهشام بن زياد ضيف، فسألت أبا علي عن إسماعيل، فقال: لا يعرف.
(خط في المتفق وقال إسماعيل هذا من أهل البصرة يروى أحاديث منكرة
يقال له إسماعيل بن أمية أيضا (1).
(15753) عن ابن سيرين قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إن
رجلا رهنني فرسا فركبتها قال: ما أصبت من ظهرها فهو ربا. (عب).
(15754) عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاع من يهودي أصوعا
من دقيق ورهنه درعه. (عب).
(15755) عن زيد بن أسلم أن رجلا كان يطلب النبي صلى الله عليه وسلم بحق
فأغلظ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهودي يستسلفه فأبى أن يسلفه
إلا برهن، فبعث إليه بدرعه وقال: والله إني لأمين في الأرض أمين
في السماء. (عب).
(15756) عن طاووس قال في كتاب معاذ بن جبل: من ارتهن
أرضا فهو يحسب ثمرها لصاحب الرهن من عام حج النبي صلى الله عليه وسلم (عب).
(15757) عن الشعبي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الرهن الدر والظهر
مركوب ومحلوب بنفقته. (عب).

(1) وهكذا ذكره في ميزان الاعتدال (1 / 222) ص.
291

حرف الزاي
وفيه كتابان
{الزكاة والزينة والتجمل}
من قسم الأقوال
كتاب الزكاة
وفيه فضائل السخاء والصدقة وفضل الفقراء
والفقر وما يتعلق بهما
وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول
{في الترغيب والترهيب والاحكام}
وفيه ثلاثة فصول
292

الفصل الأول
{في الوجوب والترغيب فيها}
(15758) الزكاة قنطرة الاسلام. (طب عن أبي الدرداء).
(15759) حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة
وأعدوا للبلاء الدعاء. (طب حل خط عن ابن مسعود).
(15760) حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة
واستعينوا على حل البلاء بالدعاء والتضرع. (د في مراسيله عن
الحسن مرسلا).
(15761) إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك. (ت د
ك عن أبي هريرة) (1).
(15762) إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره. (ابن
خزيمة ك عن جابر) (2).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء إذا أديت الزكاة رقم (618)
وقال حسن غريب. ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 390) وقال: صحيح على
شرط مسلم ووافقه الذهبي. ص.
293

(15763) إن الصدقة لا تزيد المال إلا كثرة (عد عن ابن عمر).
(15764) كل مال أديت زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا تحت
الأرض، وكل مال لا تؤدي زكاته فهو كنز إن كان ظاهرا. (هق
ص عن ابن عمر).
(15765) ما بلغ أن تؤدى زكاته فزكي فليس بكنز. (د
عن أم سلمة).
(15766) ما أدى زكاته فقد أدى الحق الذي عليه ومن زاد فهو
أفضل. (هق عن الحسن مرسلا).
(15767) ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا
عزا وما تواضع أحد الله إلا رفعه الله. (حم م ت عن أبي هريرة).
(15768) أخرجوا صدقاتكم فان الله عز وجل قد أراحكم من الجبهة
والكسعة والنخة. (أبو عبيد في الغريب هق عن سارية الخلجي).
(15769) أد الزكاة المفروضة فإنها طهرة تطهرك وآت صلة
الرحم واعرف حق السائل والجار والمسكين. (هق عن أنس).
(15770) انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى
الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لان يهدي الله بك
294

رجلا واحدا خير لك من أن تكون لك حمر النعم. (حم ق عن
سهل بن سعد).
(15771) يا أخا سبأ لا بد من صدقة. (د عن أبيض بن حمال) (1).
(15772) إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم
إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات
في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ
من أموالهم وترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم
أموال الناس. (ق عن ابن عباس) (2).
(15773) إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى
أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فان هم أطاعوا لك بذلك
فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فان هم
أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم
فترد على فقرائهم، فان هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم،
واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب. (حم ق 3 عن

(1) أخرجه أبو داود في كتاب الخراج والفئ والامارة باب ما جاء في حكم
أرض اليمن رقم (3012) ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة (2 / 130) ص.
295

ابن عباس) (1) {الاكمال}
(15774) اخرج الزكاة من مالك فإنها طهور يطهرك الله وتصلي
وتعرف حق السائل والجار والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا.
(ابن صصري في أماليه عن أنس).
(15775) إن من تمام إسلامكم أن تؤدوا زكاة أموالكم. (طب
عن علقمة بن ناجية الخزاعي).
(15776) تمام إسلامكم أداء الزكاة. (ابن منده والديلمي عن ناجية
ابن الحارث الخزاعي).
(15777) من أدى زكاة ماله طيب النفس بها يريد بها وجه الله
عز وجل والدار الآخرة فلم يغيب شيئا من ماله وأقام الصلاة، ثم أدى
الزكاة فتعدي عليه في الحق فأخذ سلاحه فقاتل فقتل فهو شهيد. (طب
ك ق عن أم سلمة) (2).

(1) رواه أبو داود كتاب الزكاة باب زكاة السائمة رقم (1569).
وقال المنذري: أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
عون المعبود (4 / 469) ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 405) صحيح ووافقه الذهبي. ص
296

(15778) من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره (طس عن جابر).
(15779) إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره. (ابن
خزيمة والشيرازي في الألقاب ك ق عن جابر). (15780) برئ من الشح من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى
في النائبة. (ع طب ص عن خالد بن زيد بن حارثة الأنصاري).
(15781) نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن، ونسخ غسل
الجنابة كل غسل، ونسخ صوم رمضان كل صوم، ونسخ الأضحى
كل ذبح. (قط عد ق عن علي).
(15782) نعم المال الغنم لمن أدى حقها في نسلها ورسلها من
أعطاه دخل الجنة ومن منعه دخل النار. (هناد عن أبي ذر).
(15783) نعم المال الأربعون، والكنز ستون، وويل لأصحاب
المئين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها وأفقر ظهرها وأطرق فحلها ومنح
غزيرتها ونحر سمينتها وأطعم القانع والمعتر إنما لك من مالك ما أكلت
فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت وما بقي فلمواليك.
(الحاكم في الكنى طب هب عن قيس بن عاصم السعدي).
(15784) نعم الإبل الثلاثون يخرج منها في زكاتها واحدة ويرحل
منها في سبيل الله واحدة، ويمنح منها واحدة، وهي خير من الأربعين
297

والخمسين والستين والسبعين والثمانين والتسعين والمائة وويل لصاحب المائة
من المائة. (طب عن سلمة بن الأكوع).
(15785) نعم الإبل الثلاثون يحمل على نجيبها وتغني أربابها
ويمنح غزيرتها وتلتقي في محلها يوم ورودها في أعطانها. (ابن عساكر
عن أبي هريرة).
(15786) إن خير إبل ثلاثة زكاها أهلها ببعير واستنفقوا بعيرا
وأعطوا السائل بعيرا وأدوا حقها. (الخرائطي في مكارم الأخلاق،
هب عن عمر).
(15787) عرفوا عليكم عرفاء وأدوا زكاتكم فلا دين إلا بزكاة،
قيل: وما الزكاة يا رسول الله؟ قال: زكاة الرقاب وزكاة الأموال. (ابن
منده عن نعيم بن ظريف بن معروف عن عمرو بن حزابة عن أبيه عن جده
حزابة ابن نعيم الضبابي، وفي سنده من لا يعرف).
(15788) لا يقبل الله تعالى صلاة رجل لا يؤدي الزكاة حتى
يجمعهما فان الله تعالى قد جمعهما فلا تفرقوا بينهما. (حل عن أنس).
(15789) لا يقبل الله الايمان والصلاة إلا بزكاة. (الديلمي
عن ابن عمر).
298

(15790) من لم يكن له مال تجب فيه الزكاة فليقل اللهم صل على
محمد عبدك ورسولك وعلى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فهو له
زكاة. (أبو الشيخ والديلمي عن أبي سعيد).
(15791) إذا أديت الزكاة فقد قضيت ما عليك ومن جمع مالا
حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره (1) عليه. (ك ق
عن أبي هريرة) (2).

(1) الاصر: الاثم والعقوبة للغوه وتضييعه عمله، وأصله من الضيق والحبس
النهاية (1 / 52) ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 390) صحيح ص.
299

الفصل الثاني
{في ترهيب مانع الزكاة}
(15792) لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته بعير له
رغاء فيقول يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك،
لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول:
يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم
يجئ يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول: يا رسول الله أغثني،
فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة
على رقبته نفس لها صياح فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك
شيئا قد أبلغتك، لا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق
فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك، لا
ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني
فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك. (حم ق عن أبي هريرة) (1).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد باب الغلول (4 / 90).
ومسلم في صحيحه كتاب الامارة باب غلظ تحريم الغلول رقم (1831)
واللفظ له. ص.
300

(15793) ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها
إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطأه
بأخفافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضي بين الناس.
(ن ه‍ حب عن أبي ذر) (1).
(15794) ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم
القيامة أكثر ما كانت قط وقعد لها بقاع قرقر تستن عليه بقوائمها
وأخفافها وما من صاحب بقر لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة
أكثر ما كانت وقعد لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها
ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقها إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت
وقعد لها بقاع قرقر تنتطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا
منكسر قرنها ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم
القيامة شجاعا أقرع يتبعه فاغرا فاه فإذا أتاه فر منه فيناديه ربه عز وجل:
خذ كنزك الذي خبأته فأنا أغنى منك فإذا رأى أن لا بد له منه سلك
يده في فيه فيقضمها قضم الفحل. (حم م ن عن جابر)

(1) رواه ابن ماجة كتاب الزكاة باب ما جاء في منع الزكاة رقم (1785) ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب إثم مانع الزكاة، رقم
(988). ص.
301

(15795) ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا
إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم
فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما ردت أعيدت له في يوم كان
مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة
وإما إلى النار، قيل: يا رسول الله فالإبل، قال: ولا صاحب إبل لا
يؤدي منها حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا إذا كان يوم القيامة بطح
لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه بأخفافها
وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان
مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما
إلى النار، قيل: يا رسول الله فالبقر والغنم، قال: ولا صاحب بقر ولا
غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر
لا يفقد منها شيئا ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا غضباء تنطحه بقرونها
وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره
خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى
النار. (حم م د ت عن أبي هريرة).
.

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب اثم مانع الزكاة، رقم
(987) ص.
302

(15796) إن الذي لا يؤدي زكاة ماله يمثل له يوم القيامة شجاعا
أقرع له زبيبتان فيلزمه أو يطوقه يقول: أنا كنزك أنا كنزك. (حم
ن عن ابن عمر).
(15797) ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة
شجاعا أقرع حتى يطوق به عنقه. (ه‍ عن ابن مسعود) (1).
(15798) ما من رجل له مال لا يؤدي حق ماله إلا جعل له
طوقا في عنقه وهو شجاع أقرع وهو يفر منه وهو يتبعه. (حم ن
عن ابن مسعود).
(15799) ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل الله يوم القيامة
في عنقه شجاعا ومن اقتطع ماله المسلمين بيمين لقي الله وهو غضبان.
(ت عن ابن مسعود) (2).
(15800) ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله وأما خالد
فإنكم تظلمون خالدا وقد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل الله وأما العباس
فهي علي ومثلها معها يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه. (حم
ق د عن أبي هريرة) (3).

(1) رواه ابن ماجة كتاب الزكاة باب ما جاء في منع الزكاة رقم (1784) ص.
(2) رواه الترمذي كتاب تفسير القرآن رقم (3012) وقال: حسن صحيح ص.
(3) رواه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب قول الله تعالى وفي الرقاب (3 / 150) ص.
303

(15801) من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة
شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه
ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك. (خ عن أبي هريرة) (1).
(15802) هم الأخسرون ورب الكعبة، هم الأخسرون ورب
الكعبة يوم القيامة، فقلت ما لي لعلي أنزل في شئ من هم فداك أبي
وأمي، قال: الأكثرون إلا من قال في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا
فحثى بين يديه عن يمينه وعن شماله وقليل ما هم والذي نفسي بيده ما من
رجل يموت فيترك غنما أو بقرا أو إبلا لم يؤد زكاتها إلا جاءته يوم
القيامة أعظم ما كانت وأسمنه ثم تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها حتى
يقضى بين الناس كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها. (حم ق
ت ه‍ عن أبي ذر) (2).
(15803) يقول الله يا ابن آدم: أني تعجزني وقد خلقتك من مثل
هذا حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد
.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الايماب والنذور باب كيف كان يمين
النبي صلى الله عليه وسلم (8 / 162) إلى قوله وهكذا.
ومسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة
رقم (990) ص. (*)

(1) رواه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة اثم مائع الزكاة (2 / 132) ص.
304

فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق. وأنى أوان الصدقة؟
(حم ه‍ ك عن بسر بن جحاش) (1).
(15804) تأتي الإبل على ربها على خير ما كانت إذا هي لم يعط فيا
حقها تطؤه بأخفافها وتأتي الغنم على ربها على خير ما كانت إذا لم يعط فيها
حقها تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها ومن حقها أن تحلب على الماء، ألا
لا يأتين أحدكم يوم القيامة ببعير يحمله على رقبته له رغاء (2) فيقول: يا محمد
فأقول: لا أملك لك شيئا قد بلغت ألا لا يأتين أحدكم يوم القيامة بشاة
يحملها على رقبته لها يعار (3) فيقول: يا محمد فأقول: لا أملك لك شيئا
قد بلغت ويكون كنز أحدهم يوم القيامة شجاعا أقرع يفر منه صاحبه
ويطلبه: أنا كنزك، فلا يزال يلقمه أصبعه. (ن ه‍ عن أبي هريرة) (4).
(15805) اتق الله يا أبا الوليد لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له

(1) رواه ابن ماجة كتاب الوصايا باب النهي عن الامساك رقم (2707).
وقال في الزوائد: اسناده صحيح. ص.
(3) رغاء: الرغاء: صوت الإبل. النهاية (2 / 240) ب.
(3) يعار: يقال: تعرت العنز تيعر بالكسر يعارا بالضم: أي صاحت.
النهاية (5 / 297) ب.
(4) رواه ابن ماجة كتاب الزكاة باب ما جاء في منع الزكاة رقم (1786) ص.
305

رغاء أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثؤاج (1). (طب عن عبادة
ابن الصامت).
(15806) لم يمنع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء
ولولا البهائم لم يمطروا. (طب عن ابن عمر).
(15807) ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة.
(طس عن عمر).
(15808) ظهرت لهم الصلاة فقبلوها وخفيت لهم الزكاة فمنعوها
أولئك هم المنافقون. (البزار عن ابن عمر).
(15809) مانع الزكاة يوم القيامة في النار. (طص عن أنس).
(15810) ما خالطت الصدقة مالا إلا أهلكته. (عد هق
عن عائشة).
{الاكمال}
(15811) ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين طس عن بريدة)
(15812) من ترك بعده كنزا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع
له زبيبتان يتبع فاه فيقول: ويلك مالك فيقول: أنا كنزك الذي تركته

(1) ثؤاج: الثؤاج بالضم: صوف الغنم. النهاية (1 / 204) ب.
306

بعدك فلا يزال يتبعه حتى يلقمه يده فيقضمها (1)، ثم يتبعه سائر
جسده. (بز وحسنه. وابن خزيمة والروياني، ع حب طب حل ك
ص عن ثوبان).
(15813) إيما ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه حتى
يفرغه في سبيل الله افراغا. (حم حل طب عن أبي ذر).
(15814) في الإبل صدقتها وفي الغنم صدقتها وفي البقر صدقتها
وفي البز صدقته ومن رفع دنانير أو دراهم أو تبرا أو فضة لا يعدها لغريم
ولا ينفقها في سبيل الله فهو كنز يكوى عليه يوم القيامة. (ابن مردويه
عن أبي هريرة ش حم ت في العلل قط ك وابن مردويه ق عن أبي ذر).
(15815) يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع ذا زبيبتين
يتبع صاحبه وهو يتعوذ منه فلا يزال يتبعه وهو يفر منه حتى يلقمه
أصبعيه. (ك عن أبي هريرة).
(15816) إذا ما رب النعم لم يعط حقها بسط عليه يوم القيامة
تخبط وجهه بأخفافها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون كنز أحدكم يوم القيامة
شجاعا أقرع، قال: ويفر منه صاحبه ويطلبه ويقول: أنا كنزك،

(1) فيقضمها: قضمت الدابة الشعير تقضمه من باب تعب كسرته بأطراف
الأسنان وقضمت قضما من باب ضرب لغة ومنه يقال على الاستعارة
قضمت يده إلا عضضتها. المصباح المنير (2 / 696) ب.
307

قال: والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فليقمها فاه. (حم
عن أبي هريرة).
(15817) من كانت له إبل لا يعطي حقها في نجدتها ورسلها
قلنا: يا رسول الله وما رسلها ونجدتها؟ قال: في عسرها ويسرها فإنها تأتي
يوم القيامة كأغذ ما كانت وأكبره وأسمنه وأسره، ثم يبطح لها بقاع
قرقر فتطؤه فيه بأخفافها إذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها في يوم
كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله وإذا
كانت له بقر لا يعطي حقها في نجدتها ورسلها، فإنها تأتي يوم القيامة
كأغذ ما كانت وأكبره وأسمنه وأسره، ثم يبطح لها بقاع قرقر فتطؤه
فيه كل ذات ظلف بظلفها وتنطحه كل ذات قرن بقرنها إذا جاوزته
أخراها أعيدت عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى
يقضى بين الناس فيرى سبيله، وإذا كانت له غنم لا يعطي حقها في نجدتها
ورسلها فإنها تأتي يوم القيامة كأغذ ما كانت وأكبره وأسمنه وأسره،
يبطح لها بقاع قرقر فتطؤه كل ذات ظلف بظلفها وتنطحه كل ذات
قرن بقرنها يعني ليس فيها عقصاء ولا عضباء إذا جاوزته أخراها أعيدت
أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس
فيرى سبيله. (حم عن أبي هريرة).
308

(15818) ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدي زكاتها
إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه
بأخفافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضي بين الناس.
(ن ه‍ عن أبي ذر، الدارمي حب عن أبي ذر).
(15819) ما من صاحب إبل إلا يؤتى به يوم القيامة إذا لم يكن
يؤدي حقها فتمشي عليه بقاع تطؤه بأخفافها ويؤتى بصاحب البقر إذا لم
يكن يؤدي حقها فتمشي عليه بقاع تطؤه بأظلافها فتنطحه بقرونها ويؤتى
بصاحب الغنم إذا لم يؤد حقها فتمشي عليه بقاع فتنطحه بقرونها وتطؤه
بأظلافها ليس فيها جماء ولا مكسورة القرن، ويؤتى بصاحب الكنز
فيمثل له شجاعا أقرع فلا يجد شيئا فيدخل يده في فيه. (ط
عن ابن الزبير).
(15820) ما من رجل يموت فيدع إبلا أو بقرا أو غنما لا يؤدي
زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أسمن ما كانت وأعظمه فتنطحه بقرونها
وتطؤه بأخفافها حتى يقضي الله بين الناس كلما نفدت أخراها عادت عليه
أولاها. (العسكري في المواعظ عن أبي الدرداء).
(15821) يجاء بصاحب المال الذي أطاع الله فيه وماله بين يديه كلما
انكفأ به الصراط، قال له ماله: امض قد أديت حق الله في، ثم يجاء
309

بصاحب المال الذي لم يطع الله فيه وماله بين كتفيه كلما انكفأ به الصراط
قال له ماله: ويلك ألا أديت حق الله في فما يزال كذلك حتى يدعو
بالويل والثبور. (ص ق حل وابن عساكر عن أبي الدرداء).
(15822) ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون: ربنا
بخلوا بحقوقنا التي فرضت لنا عليهم في أموالهم، فيقول الله: وعزتي
وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم. (العسكري في المواعظ، طس وابن
مردويه عن أنس).
(15823) إن الله عز وجل فرض للفقراء في مال الأغنياء قدر
ما يسعهم فان منعوهم حتى يجوعوا أو يعروا أو يجهدوا حاسبهم الله حسابا
شديدا وعذبهم عذابا نكرا. (الخطيب في تاريخه وابن النجار عن علي
وفيه محمد بن سعيد البورقي كذاب يضع).
(15824) لو علم الله أن زكاة الأغنياء لا تكفي الفقراء لأخرج
لهم من غير زكاتهم ما يقويهم فإذا جاع الفقراء فبظلم الأغنياء لهم
(العسكري عن أبي هريرة).
(15825) ابتاعوا أنفسكم من ربكم أيها الناس ألا إنه ليس لامرئ
شئ ألا لا أعرفن امرأ بخل بحق الله عليه حتى إذا حضره الموت أخذ
يدعدع ماله هاهنا وهاهنا. (عب وعبد بن حميد في تفسيره عن
310

قتادة، مرسلا).
(15826) ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله تعالى
ورسوله وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا وقد احتبس أدراعه وأعتده في سبيل
الله، وأما العباس فهي علي ومثلها معها يا عمر أما شعرت أن عم الرجل
صنو أبيه. (حم خ م د ن عن أبي هريرة) قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بصدقة فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس بن عبد المطلب قال
فذكره. (1).
(15827) اذهب إليه به فإن لم يعط صدقته فاضرب عنقه. (ابن
سعد عن عبد الرحمن بن الربيع الظفري).
(15828) يوشك أن يأتي على الناس زمان يشق على الرجل أن
يخرج فيه زكاة ماله. (طب والعسكري عن عدي بن حاتم).

(1) الحديث مر برقم (15800) مع عزوه إلى مظانه، وأما معنى كلمة
صنو: ذكرها ابن الأثير في النهاية (3 / 57) فقال: الصنو: المثل
وأصله أن تطلع نخلتان من عرق واحد يريد أن أصل العباس وأصل أبي
واحد، وهو مثل أبي أو مثلي وجمعه صنوان. ص
311

الفصل الثالث
{في الاحكام}
(15829) بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد النبي إلى شر حبيل بن
عبد كلال والحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال قيل ذي رعين ومعافر
وهمدان أما بعد فقد رجع رسولك وأعطيتم من المغانم الخمس وما كتب الله
على المؤمنين من العشر في العقار ما سقت السماء أو كان سيحا أو كان بعلا
ففيه العشر إذا بلغ خمسة أوسق وما سقي بالرشاء والدالية ففيه نصف
العشر إذا بلغ خمسة أوسق وفي كل خمس من الإبل سائمة شاة إلى أن
تبلغ أربعا وعشرين فإذا زادت واحدة على أربع وعشرين ففيها بنت مخاض
فإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون ذكر إلى أن تبلغ خمسا وثلاثين فإذا
زادت على خمس وثلاثين واحدة ففيها بنت لبون إلى أن تبلغ خمسا
وأربعين، فإذا زادت واحدة على خمس وأربعين ففيها حقة طروقة الجمل
حتى تبلغ ستين فإذا زادت واحدة على ستين ففيها جذعة حتى تبلغ خمسا
وسبعين فإذا زادت واحدة على خمس وسبعين ففيها بنتا لبون إلى أن تبلغ
تسعين فان زادت واحدة على التسعين ففيها حقتان طروقتا الجمل إلى أن
تبلغ عشرين ومائة فما زاد على عشرين ومائة، ففي كل أربعين بنت
لبون وفي كل خمسين حقة طروقة الجمل وفي كل ثلاثين باقورة تبيع
312

جذع أو جذعة، وفي كل أربعين باقورة بقرة، وفي كل أربعين شاة سائمة
شاة إلى أن تبلغ عشرين ومائة، فإذا زادت على عشرين ومائة واحدة
ففيها شاتان إلى أن تبلغ مأتين فإذا زادت واحدة ففيها ثلاث إلى أن
تبلغ ثلاث مائة، فان زادت ففي كل مائة شاة شاة، ولا تؤخذ في
الصدقة هرمه ولا عجفاء ولا ذات عوار ولا تيس الغنم ولا يجمع بين
متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة فما أخذ من الخليطين فإنهما
يتراجعان بينهما بالسوية وفي كل خمس أواق من الورق خمسة دراه
فما زاد ففي كل أربعين درهما درهم، وليس فيما دون خمس أواق شئ،
وفي كل أربعين دينارا دينار وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل
بيته إنما هي الزكاة تزكون بها أنفسكم ولفقراء المؤمنين وفي سبيل الله
وليس في رقيق ولا مزرعة ولا عمالها شئ إذا كانت تؤدى صدقتها
من العشر، وليس في عبد مسلم ولا في فرسه شئ، وإن أكبر
الكبائر عند الله يوم القيامة الشرك بالله، وقتل النفس المؤمنة بغير
حق، والفرار في سبيل الله يوم الزحف، وعقوق الوالدين، ورمي
المحصنة، وتعلم السحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وإن العمرة
الحج الأصغر، ولا يمس القرآن إلا طاهر، ولا طلاق قبل إملاك،
ولا إعتاق حتى يبتاع، ولا يصلين أحد منكم في ثوب واحد
313

وليس على منكبيه شئ، ولا يحتبين في ثوب واحد وليس بين فرجه
وبين السماء شئ، ولا يصلين أحد منكم في ثوب واحد وشقه باد،
ولا يصلين أحد منكم عاقص شعره، ومن اعتبط (1) مؤمنا قتلا
عن بينة فإنه قود إلا أن يرضى أولياء المقتول، وإن في النفس الدية
مائة من الإبل، وفي الانف إذا أوعب جدعه (2) الدية، وفي اللسان
الدية، وفي الشفتين الدية، وفي الذكر الدية، وفي البيضتين الدية،
وفي الصلب الدية، وفي العينين الدية، وفي الرجل الواحدة نصف
الدية، وفي المأمومة ثلث الدية، وفي الجائفة ثلث الدية، وفي المنقلة
خمس عشرة من الإبل، وفي كل أصبع من الأصابع في اليد والرجل
عشر من الإبل، وفي كل سن خمس من الإبل، وفي الموضحة خمس
من الإبل، وإن الرجل يقتل بالمرأة وعلى أهل الذهب ألف دينار.
(ن، طب ك هق عن عمرو بن حزم) (3).

(1) اعتبط: أي قتله بلا جناية كانت منه ولا جريرة توجب قتله فان
القاتل يقاد به ويقتل. وكل من مات بغير علة فقد اعتبط. اه‍
النهاية (3 / 172).
(2) أوعب جدعه: أي قطع جميعه. النهاية (5 / 205) ب.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 394 و 295) وقال:
حديث صحيح ووافقه الذهبي. ص.
314

(15830) في كل خمس من الإبل شاة وفي عشر شاتان وفي خمس
عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرين ابنة مخاض
إلى خمس وثلاثين فان زادت واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين
فان زادت واحدة ففيها حقة إلى ستين فان زادت واحدة ففيها جذعة
إلى خمس وسبعين، فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين، فإذا
زادت واحدة ففيها حقتان إلى عشرين ومائة فإن كانت الإبل أكثر من
ذلك ففي كل خمسين حقة وفي كل أربعين بنت لبون، فإذا كانت
إحدى وعشرين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون حتى تبلغ تسعا وعشرين
ومائة، فإذا كانت ثلاثين ومائة ففيها بنتا لبون وحقه حتى تبلغ تسعا
وثلاثين ومائة، فإذا كانت أربعين ومائة ففيها حقتان وبنت لبون حتى
تبلغ تسعا وأربعين ومائة، فإذا كانت خمسين ومائة ففيها ثلاث حقاق
حتى تبلغ تسعا وخمسين ومائة، فإذا كانت ستين ومائة ففيها أربع بنات
لبون حتى تبلغ تسعا وستين ومائة، فإذا كانت سبعين ومائة ففيها ثلاث
بنات لبون وحقة حتى تبلغ تسعا وسبعين ومائة، فإذا كانت ثمانين
ومائة ففيها حقتان وابنتا لبون حتى تبلغ تسعا وثمانين ومائة، فإذا كانت
تسعين ومائة ففيها ثلاث حقاق وبنت لبون حتى تبلغ تسعا وتسعين
ومائة، فإذا كانت مأتين ففيها أربع حقاق أو خمس بنات لبون، أي
315

السنين وجدت أخذت وفي سائمة الغنم في كل أربعين شاة شاة إلى
عشرين ومائة، فإذا زادت واحدة فشاتان إلى مأتين، فإذا زادت على
المأتين ففيها ثلاث شياه إلى ثلاث مائة، فإن كانت الغنم أكثر من
ذلك ففي كل مائة شاة شاة وليس فيها شئ حتى تبلغ المائة ولا يفرق
بين مجتمع ولا يجمع بين مفترق مخافة الصدقة وما كان من خليطين
فإنهما يتراجعان بالسوية، ولا يؤخذ في الصدقة هرمة، ولا ذات
عوار من الغنم، ولا تيس الغنم، إلا أن يشاء المصدق. (خم 4 ك
عن ابن عمر) (1).
(15831) فيما دون خمس وعشرين من الإبل في كل خمس ذود
شاة فإذا بلغت خمسا وعشرين ففيها ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين فإن لم
تكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر، فإذا بلغت ستة وثلاثين ففيها ابنة
لبون إلى خمس وأربعين، فإذا بلغت ستة وأربعين ففيها حقة طروقة الفحل
إلى ستين فإذا بلغت إحدى وستين ففيها جذعة إلى خمس وسبعين،
فإذا بلغت ستة وسبعين ففيها بنتا لبون إلى تسعين، فإذا بلغت إحدى
وتسعين ففيها حقتان طروقتا الفحل إلى عشرين ومائة، فإذا زادت على

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 392 و 393) قال:
وإن كان من فيه أدنى ارسال فإنه شاهد صحيح لحديث سفيان. ص.
316

عشرين ومائة ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمس حقة، فإذا تباين
أسنان الإبل في فرائض الصدقات، فمن بلغت عنده صدقة الجذعة
وليس عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن
استيسرتا له أو عشرين درهما، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده
إلا جذعة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن
بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده وعنده بنت لبون، فإنها تقبل
منه ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما ومن بلغت عنده
صدقة ابنة لبون وليست عنده إلا حقة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق
عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت عنده صدقة بنت لبون وليست عنده
ابنة لبون وعنده ابنة مخاض فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن
استيسرتا له أو عشرين درهما، ومن بلغت عنده صدقته ابنة مخاض وليس
عنده إلا ابن لبون ذكر فإنه يقبل منه وليس معه شئ، ومن لم يكن
معه إلا أربع من الإبل فليس فيها شئ إلا أن يشاء ربها وفي صدقة لغنم
في سائمتها إذا كانت أربعين ففيها شاة إلى عشرين ومائة، فإذا
زادت ففيها شاتان إلى مائتين، فإذا زادت واحدة ففيها ثلاث شياه إلى
ثلاث مائة، فإذا زادت ففي كل مائة شاة ولا يؤخذ في الصدقة هرمة
ولا ذات عوار، ولا تيس إلا أن يشاء المصدق ولا يجمع بين متفرق
317

ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان
بينهما بالسوية، فإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة شاة
واحدة فليس فيها شئ إلا أن يشاء ربها وفي الرقة ربع العشر فإن لم
يكن المال إلا تسعين ومائة درهم فليس فيها شئ إلا أن يشاء ربها.
(حم خ عن أبي بكر).
(15832) ليس فيما دون خمس من الإبل صدقة ولا في أربع شئ
فإذا بلغت خمسا ففيها شاة إلى أن تبلغ تسعا، فإذا بلغت عشرا ففيها شاتان
إلى أن تبلغ أربع عشرة، فإذا بلغت خمس عشرة ففيها ثلاث شياه إلى أن
تبلغ تسع عشرة، فإذا بلغت عشرين ففيها أربع شياه إلى أن تبلغ أربعا
وعشرين، فإذا بلغت خمسا وعشرين ففيها بنت مخاض إلى خمس وثلاثين،
فإذا لم تكن ن بنت مخاض فابن لبون ذكر، فان زادت بعيرا ففيها بنت
لبون إلى إن تبلغ خمسا وأربعين، فان زادت بعيرا ففيها حقة إلى أن تبلغ
ستين، فان زادت بعيرا ففيها جذعة إلى أن تبلغ خمسا وسبعين، فان زادت
بعيرا ففيها بنتا لبون إلى أن تبلغ تسعين، فان زادت بعيرا ففيها حقتان إلى
أن تبلغ عشرين ومائة، ثم في كل خمسين حقة وفي كل أربعين بنت لبون.
(ه‍ عن أبي سعيد) (1).

(1) رواه ابن ماجة كتاب الزكاة باب صدقة الإبل رقم (1799) وقال في
الزوائد فيه: محمد بن عقيل وقال النسائي: ثقة. ص.
318

(15833) إنما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة في هذه الأربعة الحنطة
والشعير والزبيب والتمر. (قط عن عمر).
(15834) ليس فيما دون خمسة أوسق من حب وتمر صدقة.
(م ن عن أبي سعيد) (1).
(15835) خذ الحب من الحب والشاة من الغنم والبعير من الإبل
والبقرة من البقر. (د ه‍ ك عن معاذ) (2).
(15836) عفوت لكم عن صدقة الجبهة والكسعة والنخة. (هق
عن أبي هريرة).
(15837) قد عفوت عن الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرقة من
كل أربعين درهما درهم وليس في تسعين ومائة شئ، فإذا بلغت مائتين
فيها خمسة دراهم)، فما زاد فعلى حساب ذلك وفي الغنم في كل أربعين شاة
شاة، فإن لم يكن إلا تسع وثلاثون فليس عليك فيها شئ، وفي البقر في
كل ثلاثين تبيع وفي الأربعين مسنة وليس على العوامل شئ، وفي خمس

(1) رواه أبو داود كتاب الزكاة باب ما تجب فيه الزكاة (1544)، قال
المنذري: أخرجه النسائي وابن ماجة مختصرا. ص.
(2) رواه ابن ماجة كتاب الزكاة باب ما تجب فيه الزكاة من الأموال، رقم
(1814) ص.
319

وعشرين من الإبل خمسة من الغنم، فإذا زادت واحدة ففيها ابنة مخاض
فإن لم يكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر إلى خمس وثلاثين فإذا زادت
واحدة ففيها بنت لبون إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها
حقة طروقة الجمل إلى ستين، فإذا زادت واحدة يعني واحدة وتسعين
ففيها حقتان طروقتا الجمل إلى عشرين ومائة فإن كانت الإبل أكثر من
ذلك ففي كل خمس حقة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق
خشية الصدقة ولا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا تيس
إلا أن يشاء المصدق وفي النبات ما سقته الأنهار أو سقت السماء
وما سقي بالغرب ففيه نصف العشر. (د عن علي) (1).
(15838) إن الله تجوز عن صدقة الخيل والرقيق. (عد وابن
عساكر عن جابر).
(15839) في كل إبل سائمة في كل أربعين بنت لبون لا تفرق
الإبل عن حسابها من أعطاها مؤتجرا بها فله أجرها ومن منعها فانا
آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا لا يحل لآل محمد منها شئ.
(حم د ن ك عن معاوية بن قرة)

(1) رواه أبو داود كتاب الزكاة باب في زكاة السائمة رقم (1559) وذلك
عند إشارة الحاصرة. ص.
(2) رواه أبو داود في كتاب الزكاة باب في زكاة السائمة رقم (1560) ص.
320

(15840) في الإبل صدقتها وفي البقر صدقتها وفي البز صدقته
ومن رفع دنانير أو دراهم أو تبرا أو فضة لا يعدها لغريم ولا ينفقها في
سبيل الله فهو كنز يكوى به يوم القيامة. (ش خ ك هق عن أبي ذر).
(15841) في الخيل السائمة في كل فرس دينار. (قط هق
عن جابر).
(15842) في ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة وفي أربعين مسنة.
(ت ه‍ عن ابن مسعود).
(15843) في العسل في كل عشرة أزق زق. (ت ه‍ ن
ابن عمر) (1).
(15844) في اللبن صدقة. (الروياني عن أبي ذر).
(15845) ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة. (حم ق 4
عن أبي هريرة) (2).

(1) الحديث رواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في زكاة العسل رقم (629)
وقال الترمذي: حديث ابن عمر في اسناده مقال، والحديث تفرد به
الترمذي عن الكتب الستة وما عزاه المصنف لابن ماجة لم أره في مظان
الباب وكذا قال محمد فؤاد عبد الباقي في سنن الترمذي (3 / 24) ص (2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب ليس على المسلم في عبده
(2 / 149) ص.
321

(15846) ليس على الرجل المسلم زكاة في كرمه ولا في زرعه إذا
كان أقل من خمسة أوسق. (ك هق عن جابر).
(15847) ليس على من استفاد مالا زكاة حتى يحول عليه الحول
(طب عن أم سعد).
(15848) ليس في الإبل العوامل صدقة (عد هق عن ابن عمرو).
(15849) ليس في الأوقاص (1) شئ. (طب عن معاذ).
(15850) ليس في البقر العوامل صدقة ولكن في كل ثلاثين تبيع
وفي كل أربعين مسن أو مسنة. (طب عن ابن عباس).
(15851) ليس في الحلي زكاة. (قط عن جابر).
(15852) ليس في الخضراوات زكاة. (قط عن أنس وعن طلحة
ت عن معاذ).
(15853) ليس في الخيل والرقيق زكاة إلا زكاة الفطر في الرقيق.
(د عن أبي هريرة).
(15854) ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر (م عن أبي هريرة).

(1) الأوقاص: الوقص بالتحريك: ما بين الفريضتين، كالزيادة على الخمس من
الإبل إلى التسع، وعلى العشر إلى أربع عشرة. والجمع أوقاص. اه‍ النهاية
(5 / 214) ب.
322

(15855) ليس في المال زكاة حتى يحول عليه الحول (قط عن أنس)
(15856) ليس في امال حق سوى الزكاة (ه‍ عن فاطمة بنت قيس)
(15857) ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة وليس فيما
دون خمس ذود من الإبل صدقة وليس فيما دون خمس أواق من الورق
صدقة. (مالك والشافعي حم ق 4 عن أبي سعيد).
(15858) ليس في مال المكاتب زكاة حتى يعتق (قط عن جابر).
(15859) ليس في مال المستفيد زكاة حتى يحول عليه الحول.
(هق عن ابن عمر).
(15860) من استفاد مالا فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول.
(ت عن ابن عمر)
(15860) من استفاد مالا فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول.
(ت عن ابن عمر) (2).
(15861) لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول. (ه‍ عن عائشة).
(15862) لا زكاة في حجر. (عد هق عن ابن عمرو).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب زكاة الورق (2 / 144 و 148) ص.
(2) رواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء لا زكاة على المال المستفاد رقم
(631) عن ابن عمر وروى الحديث مرفوعا وموقوفا والحديث ضعيف.
وأخرجه ابن ماجة كتاب الزكاة باب من استفاد مالا رقم (1792).
وقال في الزوائد: اسناده ضعيف لضعف حارثة بن محمد. ص.
323

(15863) في كل خمس سائمة صدقة. (الخطيب عن بهز بن حكيم
عن أبيه عن جده).
(15864) في كل خمس ذود سائمة صدقة. (طس عن بهز بن
حكيم عن أبيه عن جده).
(15865) في كل خمس من الإبل شاة. (قط في الافراد
عن أبي بكر).
(15866) في صدقة الإبل في خمس من الإبل سائمة شاة وفي عشر
شاتان وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس
وعشرين خمس شياه فإذا زادت واحدة ففيها بنت مخاض فإن لم توجد
فابن لبون ذكر إلى خمس وثلاثين، فإذا زادت واحدة ففيها بنت
لبون إلى خمس وأربعين فان زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل إلى
ستين، فإذا زادت واحدة ففيها جذعة إلى خمس وسبعين، فان زادت
واحدة ففيها بنتا لبون إلي تسعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقان إلى عشرين
ومائة فإذا زادت واحدة ففي كل أربعين جذعة وفي كل خمسين حقة
طروقة الجمل. (قط وضعفه عن عمر).
324

{زكاة البقر}
{الاكمال}
(15867) إذا بلغ البقر ثلاثين ففيها تبيع من البقر جذع أو جذعة
حتى تبلغ أربعين فإذا بلغت أربعين ففيها بقرة مسنة فإذا كثرت البقر
ففي كل أربعين من البقر بقرة مسنة. (حم عن ابن مسعود).
{زكاة النقود}
{الاكمال}
(15868) لا صدقة في الرقة حتى تبلغ مائتي درهم. (ك هق
عن جابر) (1).
(15869) ليس في تسعين ومائة شئ فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة
(قط ك عن علي).
(15870) ليس فيما دون خمس أواق صدقة وليس فيما دون خمسة
أوسق صدقة وليس فيما دون خمس ذود صدقة وليس في العرايا صدقة.
(ق عن أبي سعيد).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 400) وقال: صحيح على
شرط مسلم ووافقه الذهبي. ص.
325

{زكاة الحلي}
{الاكمال}
(15871) أتحبان أن يسوركما الله بسوارين يوم القيامة من نار،
قالتا: لا، قال: فأديا زكاته. (خم ت وضعفه عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده) (1).
{زكاة النبات والفواكه}
{الاكمال}
(15872) الزكاة في خمس في البر والشعير والعنب والنخيل والزيتون
(ك في تاريخه عن عائشة).
(15873) لا تأخذا الصدقة إلا من هذه الأربعة الشعير والحنطة
والزبيب والتمر. (طب ك ق عن أبي موسى ومعاذ) (2).
(15874) لا زكاة في شئ من الحرث نخله وكرمه وزرعه حتى
يبلغ خمسة أوسق فما بلغ خمسة أوسق ففيه الزكاة فما كان منه بالدواليب

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في زكاة الحلي رقم (635)
وقال: فيه المثنى بن الصباح وابن لهيعة يضعفان في الحديث. ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 401) حديث صحيح،
ووافقه الذهبي. ص
326

والأيدي والنواضح ففيه نصف العشر وما كان منه مما تسقيه السماء والأنهار
ففيه الشعر والوسق ستون صاعا ولا زكاة في شئ من الفضة حتى تبلغ
خمس أواق ففيه الزكاة، والوقية أربعون درهما فإذا بلغت مائتي درهم
ففيه خمس دراهم. (الرافعي عن أبي سعيد أبو عوانة قط وضعفه عن جابر)
(15875) لا صدقة في الزرع ولا في الكرم ولا في النخل إلا ما
بلغ خمسة أوسق فذلك مائة فرق. (ابن جرير قط ق عن جابر وأبي
سعيد قال قط: اسناده صالح).
(15876) ليس فيما دون خمسة أوسق زكاة. (ابن جرير ق
عن ابن عمر وضعفه).
(15877) في كل شئ أخرجت الأرض العشر أو نصف العشر
(ابن النجار عن أبان عن أنس).
(15878) فيما سقت السماء والأنهار والعيون العشر وفيما سقت
السانية نصف العشر. (حم م د ن ابن الجارود وابن خزيمة وأبو عوانة
ق عن جابر). السانية: البعير الذي يستقى به الماء من البئر.
(15879) فيما سقت السماء والبعل والسيل العشر وفيما سقي
بالنضح نصف العشر وإنما يكون ذلك في التمر والحنطة والحبوب وأما
القثاء والبطيخ والرمان والقصب فقد عفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ك
327

ق عن معاذ) (1).
(15880) فيما سقت السماء العشر وفيما سقي بالغرب والدالية ففيه
نصف العشر. (حم عن علي).
(15881) ليس فيما دون خمسة أوساق صدقة ولا فيما دون خمس
ذود صدقة وليس فيما دون خمس أواق صدقة. (طب عن أبي رافع).
(15882) ليس فيما دون خمسه أو ساق صدقة ولا فيما دون خمس ذود
صدقة وليس فيما دون خمس أواق صدقة. (طب عن أبي رافع).
(15883) ليس فيما دون خمسة أوساق زكاة والوسق ستون مختوما
(ابن خزيمة وأبو عوانة قط ق عن أبي سعيد).
(15884) ليس على الرجل المسلم زكاة في كرمه ولا في زرعه إذا
كان أقل من خمسة أوسق. (ابن خزيمة ك عن جابر وأبي سعيد) (2).
(15885) إنها تخرص (3) كما يخرص النخل ثم تؤدي زكاته
زبيبا كما تؤدي زكاة النخل تمرا. (ت: حسن غريب عن عتاب بن أسيد

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 401) وقالا: صحيح. ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 401) وقال: حديث صحيح
ووافقه الذهبي. ص.
(3) تخرص: خرص النخلة والكرمة يخرصها خرصا: إذا حزر ما عليها من
الرطب تمرا ومن العنب زبيبا فهو من الخرص: الظن، لان الحزر إنما
هو تقدير بظن، والاسم الخرص بالكسر. النهاية (2 / 23) ب.
328

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في زكاة الكروم، فذكره (1).
(15886) يخرص العنب كما يخرص لنخل وتؤخذ زكاته
زبيبا كما تؤخذ زكاة النخل تمرا. (ق عن عتاب بن أسيد).
(15887) خذوا ودعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع.
(طب عن سهل بن أبي حثمة) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للخراص. {زكاة العسل}
{الاكمال}
(15888) في العسل العشر في كل ثنتي عشرة قربة قربة ليس فيما
دون ذلك شئ. (طب عن ابن عمر).
(15889) في كل عشرة أرطال من العسل رطل. (أبو عروبة
الحراني في حديث أبي يوسف القاضي عن الأحوص بن حكيم عن
أبيه، مرسلا).
.

أخرجه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في الخرص رقم (644)،
وقال، حسن غريب.
وأخرجه أبو داود في كتاب الزكاة باب في خرص العنب رقم (1603)
والنسائي كتاب الزكاة باب شراء الصدقة. وابن ماجة كتاب الزكاة باب
خرص النخل والعنب رقم (1819) وعن عتاب بن أسيد. ص.
329

{ما لا زكاة في}
{الاكمال}
(15890) لا صدقة في الكسعة والجبهة والنخة. (الحاكم في الكنى
ق عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة، د في مراسيله ق عن الحسن مرسلا
أبو عبيد في الغريب، ق عن كثير بن دينار الخراساني مرسلا، وعن
الضحاك مرسلا).
(15891) قد عفوت عن صدقة الخيل والرقيق وليس فيما دون
المائتين زكاة. (طس عن ابن عباس).
15892) ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة. (ش حم خ
د ت ن ه‍ عن أبي هريرة).
(15893) عفوت لكم عن صدقة الجبهة والكسعة والنخة. (ق
عن أبي هريرة).
(15894) ليس في المثيرة (1) صدقة. (قط عن جابر).
(15895) ليس في مثيرة الأرض زكاة. (ابن خزيمة عن جابر).
(15896) ليس على من أسلف مالا زكاة. (ابن منده عن كثير بن

(1) المثيرة: البقرة تثير الأرض اه‍. قاموس (1 / 384) ص.
330

عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن سهل بن قيس المزني،
وقال: غريب).
{أحكام متفرقة}
{الاكمال}
(15897) أتى رجل من بني تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله وإلى
رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها
فلك أجرها وإثمها على من بدلها. (حم ق عن أنس).
15898) إذا أديت زكاة مالك فليس بكنز (طب ق عن أم سلمة).
(15899) تؤخذ صدقات أهل البادية على مياههم وبأفنيتهم.
(طس ق عن عائشة) (1).
(15900) لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول (ه‍ ق عن عائشة).
(15901) لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين مفترق في الصدقة
والخليطان ما اجتمع على الفحل والراعي والحوض. (ق عن سعد).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 79) وقال: رواه الطبراني في الأوسط
واسناده حسن. ص.
331

(15902) لا ثنى في الصدقة. (الديلمي عن أنس) (1).
(15903) يا أبا حذيم إنما الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس
عشرة وإلا فعشرون وإلا فخمس وعشرون وإلا فثلاثون وإلا فخمس
وثلاثون فان كثرت فأربعون. (حم ع ويعقوب بن سفيان والمنجنيقي في
مسنده وابن سعد والبغوي والباوردي وابن قانع طب ص عن ذيال بن عبيد
ابن حنظلة بن حذيم عن جده).
{ذيل الاحكام}
(15904) نهى عن الجداد (2) بالليل، والحصاد بالليل. (ه‍ ق
عن الحصين).
{فرع يتعلق بعامل الزكاة}
(15905) إياك والحلوب. (م ه‍ عن أبي هريرة).

(1) لا ثنى: أي لا تؤخذ الزكاة مرتين في السنة، والثنى بالكسر والقصر.
النهاية (1 / 224) ص.
(2) الجداد: بالفتح والكسر: صرام النخل وهو قطع ثمرتها وإنما نهى عن
ذلك لأجل المساكين حتى يحضروا في النهار فيتصدق عليهم منه. النهاية
(1 / 244). وانظر الآيات من سورة القلم آية (17) عند قوله تعالى
{إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذا أقسموا ليصرمنها مصبحين} ص.
332

(15906) لا جلب ولا جنب ولا شغار في الاسلام. (ن
والضياء عن أنس).
(15907) لا جلب ولا جنب ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم
(د عن عمرو بن شعيب) (1).
(15908) لا جلب ولا جنب ولا شغار في الاسلام ومن انتهب
نهية فليس منا. (حم ق ن عن عمران بن حصين).
(15909) تؤخذ صدقات المسلمين على مياههم (حم ه‍ عن ابن عمرو)
(15910) سيأتيكم ركيب مبغضون فإذا جاؤكم فرحبوا بهم
وخلوا بينهم وبين ما يبتغون فان عدلوا فلأنفسهم وإن ظلموا فعليها وأرضوهم
فان تمام زكاتكم رضاهم وليدعوا لكم. (د عن جابر بن عتيك) (2).
(15911) إذا أتاكم المصدق فليصدر عنكم وهو عنكم راض.
(حم م ت ن ه‍ عن جرير).

(1) رواه أبو داود في كتاب الزكاة باب أين تصدق الأموال، رقم
(1576) ص.
رواه أبو داود في كتاب الزكاة باب رضاء المصدق رقم (1573).
ففي عون المعبود (4 / 471): سيأتيكم ركب، ولكن في المتن المطبوع
في حمص رقم (1588): سيأتيكم ركيب، بالتصغير. ص.
333

(15912) إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث فإن لم تدعوا الثلث فدعوا
الربع. (حم 3 حب ك عن سهل بن أبي حثمة).
{الاكمال}
(15913) إن العامل على الصدقة بالحق كالغازي في سبيل الله حتى
يرجع إلى بيته. (حم عن رافع).
(15914) العامل بالحق على الصدقة كالغازي في سبيل الله حتى
يرجع إلى بيته. (حم وعبد بن حميد، د ت: حسن ه‍ ع وابن خزيمة
طب ك ص ق عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج).
(15915) العامل إذا استعمل فأخذ الحق وأعطى الحق لم يزل
كالمجاهد في سبيل الله حتى يرجع بيته. (طب عن عبد الرحمن بن حميد
عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن عوف).
(15916) لا تأخذ من حزرات أنفس الناس شيئا خذ الشارف
والبكر وذوات العيب. (ق عن عروة مرسلا).
(15917) لا جلب ولا جنب في الاسلام. (طب عن ابن عباس
ش عن عطاء مرسلا).
(15918) لا جلب ولا جنب في الاسلام ولا تؤخذ صدقاتهم
إلا في دورهم. (ش د عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
334

(15919) لا جلب ولا جنب ولا اعتراض ولا بيع حاضر لباد.
(طب عن كثير بن عبد الله عن جده).
(15920) إني لأبعث رجالا في الصدقات فيأتي أحدهم فيقول:
والله ما تعديت ولا تركت لهم حقا ولقد أهدى إلي فقبلت الهدية ألا
جلس ذلك في حفش فينظر ما هذا الذي يهدى له، إياكم أن يأتي أحدكم
على عنقه بعير له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها يعار، اللهم هل بلغت
(طب عن ابن عباس).
(15921) يا قيس لا يأتي يوم القيامة على رقبتك بعير له رغاء أو
بقرة لها خوار أو شاة لها يعار ولا تكن كأبي رغال، فقال سعد:
يا رسول الله وما أبو رغال؟ قال: مصدق بعثه صالح فوجد رجلا
بالطائف في غنيمة قريبة من المائة شصاص أي بلا لبن إلا شاة واحدة،
وابن صغير لا أم له فلبن تلك الشاة عيشه فقال صاحب الغنم: من أنت
قال: أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحب وقال: هذه غنمي فخذ أيما
أحببت فنظر إلى الشاة اللبون فقال: هذه، فقال الرجل: هذا الغلام كما
ترى ليس له طعام ولا شراب غيرها، فقال: إن كنت تحب اللبن
فأنا أحبه، فقال: خذ شاتين مكانها فأبى فلم يزل يزيده ويبذل حتى بذل
له خمس شياه شصاص مكانها فأبى عليه فلما رأى ذلك عمد إلى قوسه
335

فرماه فقتله فقال: ما ينبغي لاحد أن يأتي نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر قبلي
فأتي صاحب الغنم صالحا النبي عليه السلام فأخبره فقال صالح: اللهم
العن أبا رغال، اللهم العن أبا رغال، اللهم العن أبا رغال، فقال سعد بن عبادة
يا رسول الله أعف قيسا من السعاية. (ك ق عن قيس بن سعد).
(15922) قم على صدقة بني فلان وانظر لا تأتيني يوم القيامة ببكر
تحمله على عنقك أو كاهلك له رغاء. (حم والباوردي طب وابن قانع
عن سعد بن عبادة).
{ارضاء عامل الزكاة}
{الاكمال}
(15923) إذا أتاك المصدق فأعطه صدقتك فان اعتدى عليك فوله
ظهرك ولا تلعنه وقل: اللهم أحتسب عندك ما أخذ مني. (ك في تاريخه
ق عن أبي هريرة).
(15924) أرضوا سعاتكم ومصدقيكم. (طب عن جرير) (1).
(15925) إن المصدق إذا انصرف عن القوم وهو راض عنهم
رضي الله عنهم وإذا انصرف وهو ساخط عليهم سخط الله عليهم. (طب
عن سراء ابنة نبهان).

(1) رمز له في الجامع الصغير: (حم م د ن عن جرير) وانظر عون
المعبود (4 / 473) ص.
336

الباب الثاني
في السخاء والصدقة
وفيه أربعة فصول
الفصل الأول
{في الترغيب فيها}
(15926) السخاء خلق الله الأعظم. (ابن النجار عن ابن عباس).
(15927) السخاء شجرة من أشجار الجنة أغصانها متدليات في
الدنيا فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرة من
أشجار النار أغصانها متدليات في الدنيا فمن أخذ بغصن من أغصانها قاده
ذلك الغصن إلى النار. (قط في الافراد، هب عن علي، 4 (1) هب عن
أبي هريرة، حل عن جابر، خط عن أبي سعيد، ابن عساكر عن أنس
فر عن معاوية).

(1) رمز المصنف للحديث رقم (4) مراده بذلك السنن الأربعة، ولدى
الرجوع إلى مظان الحديث تبين ما يلي:
1 في الفتح الكبير (2 / 170) لا يوجد رقم (4).
2 وكذا في منتخب كنز العمال (2 / 1506).
والحديث أورده الخطيب البغدادي في تاريخه (1 / 254) ص.
337

(15928) السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة
بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة
قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل. (ت
عن أبي هريرة، هب عن جابر، طس عن عائشة) (1).
(15929) إن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما
ينفع المسكين ثلاثة الجنة صاحب البيت الآمر به، والزوجة المصلحة
والخادم الذي يناول المسكين. (ك عن أبي هريرة).
(15930) إن الله تعالى يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها
لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد.
(ت عن أبي هريرة) (2).
(15931) إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله حتى تكون
مثل أحد. (طب عن أبي برزة).
(15932) ردوا هدمة السائل ولو بمثل رأس ذباب (عق عن عائشة)
.

(1) رواه الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في السخاء رقم (1961)
وقال: غريب. ص.
(2) رواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في فصل الصدقة رقم (662)
وقال: حسن صحيح. ص.
338

(15933) ردوا السائل ولو بظلف محرق. (مالك حم تخ ن
عن حواء بنت السكن) (1). (15934) إن لم تجدي له شيئا تعطينه إياه إلا ظلفا محرقا فادفعيه
إليه في يده. (د ت ن حب ك عن أم بجيد) (2).
(15935) ضعي في يد المسكين ولو ظلفا محرقا. (حم طب
عن أم بجيد).
(15936) إذا أتاكم السائل فضعوا في يديه ولو ظلفا محرقا. (عد
عن جابر).
(15937) ليتق أحدكم وجهه عن النار ولو بشق تمرة. (حم
عن ابن مسعود).
(15938) اتقوا النار ولو بشق تمرة. (ق ن عن عدي بن حاتم
حم عن عائشة البزار طب والضياء عن أنس، البزار عن النعمان بن بشير
وعن أبي هريرة طب عن ابن عباس وعن أبي أمامة).
.

(1) رواه النسائي كتاب الزكاة باب رد السائل.
(2) رواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في حق السائل رقم (665)
وقال: حسن صحيح.
وأبو داود كتاب الزكاة باب حق السائل رقم (1667) ص.
339

(15939) اتقوا الله ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة.
(حم ق عن عدي).
(15940) اجعلوا بينكم وبين النار حجابا ولو بشق تمرة. (طب
عن فضالة بن عبيد).
(15941) تصدقوا ولو بتمرة فإنها تسد الجائع وتطفئ الخطيئة
كما يطفئ الماء النار. (ابن المبارك عن عكرمة مرسلا).
(15942) ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه
وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا
يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا ينظر إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا
النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة. (حم ق ت ه‍ عن عدي بن حاتم).
(15943) اتق النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتمنع من
الجائع ما تمنع من الشبعان. (البزار عن أبي بكر).
(15944) يقي أحدكم وجهه حر جهنم أو النار ولو بتمرة ولو بشق
تمرة فان أحدكم لاقي الله وقائل له ما أقول لكم ألم أجعل لك سمعا وبصرا؟
فيقول: بلى، فيقول: ألم أجعل لك مالا وولدا؟ فيقول: بلى،
فيقول: أين ما قدمت لنفسك فينظر قدامه وبعده وعن يمينه وعن
شماله ثم لا يجد شيئا يقي به وجهه حر جهنم ليق أحدكم وجهه النار ولو
340

بشق تمرة فإن لم يجده فبكلمة طيبة فاني لا أخاف عليكم الفاقة فان الله
ناصركم ومعطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة أو أكثر
ما تخاف على مطيتها السرق. (ت عن عدي بن حاتم) (1).
(15945) من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة
فليفعل. (م عن عدي بن حاتم).
(15946) أفضل الناس رجل يعطي جهده (الطيالسي عن عمر).
(15947) خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده (فر عن ابن عمر).
(15948) ارضخي ما استطعت ولا توعي فيوعي الله عليك.
(م ن عن أسماء بنت أبي بكر) (2).
(15949) أعطي ولا توكي فيوكى عليك. (د عن أسماء بنت
أبي بكر).
(15950) أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك ولا توعي فيوعي
الله عليك. (حم ق عن أسماء بنت أبي بكر) (3).

(1) الحديث أوله: " من صلى صلاة لم يقرأ. " والحديث طويل رواه
الترمذي في كتاب التفسير تفسير الفاتحة رقم (2953) وقال: حسن
غريب. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب الحث في الانفاق رقم (89) ص.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب الحث في الانفاق رقم (1029) ص.
341

(15951) خير كن أطولكن يدا. (ع عن أبي برزة).
(15952) أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا. (م ن عن عائشة).
(15952) ألم أنهك أن ترفعي شيئا لغد فان الله يأتي برزق كل
غد. (حم هب عن أنس).
(15954) تصدقي ولا توعي فيوعي الله عليك. (خ عن أسماء
بنت أبي بكر).
(15955) لا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت. (خ
عن أسماء بنت أبي بكر).
(15956) لا توكي فيوكى عليك. (خ ت عنها).
(15957) يا عائشة لا تحصي فيحصي الله عليك. (حم ن عن عائشة).
(15958) أحب الأعمال إلى الله من أطعم مسكينا من جوع أو
دفع عنه مغرما أو كشف عنه كربا. (طب عن حكيم بن عمير).
(15959) أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على
المسلم. (طب عن ابن عباس).
(15960) إذا أراد الله بقوم نماء رزقهم السماحة والعفاف، وإذا
أراد بقوم اقتطاعا فتح عليهم باب خيانة. (طب وابن عساكر عن عبادة
ابن الصامت).
342

(15961) استعينوا على الرزق بالصدقة. (فر عن عبد الله بن
عمرو المزني).
(15962) استنزلوا الرزق بالصدقة. (هب عن علي عد عن جبير
ابن مطعم، أبو الشيخ عن أبي هريرة).
(15963) اسمح يسمح لك. (حم طب هق عن ابن عباس).
(15964) اسمحوا يسمح لكم. (عب عن عطاء، مرسلا).
(15965) صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات
وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة. (ك عن أنس).
(15966) صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا
تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف
صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل
المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل
المعروف. (طس عن أم سلمة) (2).

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 512): وقال الحافظ العراقي:
رجاله ثقات. ص.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 115) وقال: رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عبد الله بن الوليد الوصافي وهو ضعيف. ص.
343

(15967) عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء وعليكم
بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الله عز وجل. (ابن أبي الدنيا في قضاء
الحوائج عن ابن عباس).
(15968) إن أحب عباد الله إلى الله من حبب إليه المعروف
وحبب إليه فعاله (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج أبو الشيخ عن أبي سعيد).
(15969) إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة،
وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة. (طب عن سلمان وعن
قبيصة بن برمة وعن ابن عباس، حل عن أبي هريرة، خط عن علي
وأبي الدرداء).
(15970) إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة،
وإن أول أهل الجنة دخولا الجنة أهل المعروف. (طب عن أبي أمامة).
(15971) المعروف باب من أبواب الجنة وهو يدفع مصارع السوء
(أبو الشيخ عن ابن عمر).
(15972) المعروف ينقطع فيما بين الناس ولا ينقطع فيما بين الله
وبين من فعله. (فر عن أبي اليسر).
(15973) صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر
تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر. (طب عن أبي أمامة).
344

(15974) أحبوا المعروف وأهله فوالذي نفسي بيده إن البركة
والعافية معهما. (أبو الشيخ عن أبي سعيد).
(15975) عجبت لمن يشتري المماليك بماله، ثم يعتقهم كيف لا
يشتري الأحرار بمعروفه فهو أعظم ثوابا. (أبو الغنائم النرسي في قضاء
الحوائج عن ابن عمر).
(15976) يدور المعروف على يدي مائة رجل آخرهم فيه كأولهم
(ابن النجار عن أنس).
(15977) لو مرت الصدقة على يدي مائة لكان لهم من الاجر مثل
أجر المبتدئ من غير أن ينقص من أجره شيئا. (خط عن أبي هريرة).
(15978) تصدقوا فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فيقول
الذي يأتيه بها لو جئت بالأمس لقبلتها فأما الآن فلا حاجة لي فيها فلا يجد
من يقبلها. (حم ق ن عن حارثة بن وهب).
(15979) تصدقوا فان الصدقة فكاككم من النار. (طس حل
عن أنس).
(15980) تسد الصدقة سبعين بابا من السوء. (طب عن
رافع بن خديج).
(15981) الصدقة تمنع ميتة السوء. (القضاعي عن أبي هريرة).
345

(15982) الصدقة تمنع سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الجذام
والبرص. (خط عن أنس).
(15983) الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم صدقة
وصلة. (حم ت ن ه‍ عن سلمان بن عامر) (1).
(15984) الصدقة على وجهها، واصطناع المعروف، وبر الوالدين،
وصلة الرحم تحول الشقاء سعادة وتزيد في العمر وتقي مصارع السوء.
(حل عن علي).
(15985) الجنة دار الأسخياء. (عد والقضاعي عن عائشة).
(15986) للسائل حق وإن جاء على فرس. (حم طب والضياء
عن الحسين د عن علي طب عن الهرماس بن زياد).
(15987) أعطوا السائل وإن جاء على فرس (عد عن أبي هريرة) (2).

(1) رواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في الصدقة على ذي القرابة رقم
(658) وقال: حسن. ص.
وأبو داود كتاب الصوم باب ما يفطر عليه رقم (2355).
وابن ماجة كتاب الصيام باب ما جاء على ما يستحب الفطر رقم (1699).
والنسائي كتاب الزكاة باب الصدقة على الأقارب. ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 562) قال السخاوي سنده ضعيف ورواه في
الموطأ مرسلا واسناده غير قوي. ص.
346

(15988) اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من
ماله، مالك ما قدمت ومال وارثك ما أخرت. (ن عن ابن مسعود).
(15989) إن الله تعالى استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلح لدينكم
إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما (طب عن عمران بن حصين).
(15990) إن الله تعالى جواد يحب الجواد ويحب معالي الأخلاق
ويكره سفسافها. (هب عن طلحة بن عبيد الله حل عن ابن عباس).
(15991) إن الله تعالى كريم يحب الكرم ويحب معالي الأخلاق
ويكره سفسافها. (طب حل ك هب عن سهل بن سعد).
(15992) إن الله ينزل المعونة على قدر المؤنة وينزل الصبر على
قدر البلاء. (عد وابن لآل عن أبي هريرة).
(15993) إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤنة، وإن الصبر يأتي
من الله على قدر المصيبة. (الحكيم والبزار والحاكم في الكنى، هب
عن أبي هريرة).
(15994) ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتد عليه مؤنة الناس
فمن لم يحتمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال. (ابن أبي
الدنيا في قضاء الحوائج عن عائشة هب عن معاذ).
347

(15995) إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع عن ميتة السوء
(ت حب عن أنس) (1).
(15996) إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور وإنما يستظل
المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته. (طب عن عقبة بن عامر) (2).
(15997) إن الصدقة يبتغي بها وجه الله والهدية يبتغي بها وجه
الرسول وقضاء الحاجة. (طب عن عبد الرحمن بن علقمة).
(15998) إن المؤمن أخذ عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع
وإذا أمسك عليه أمسك. (حل عن ابن عمر).
(15999 إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله تعالى
خيرا فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا. (ق
عن أبي ذر).
(16000) ما يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها لحيى
سبعين شيطانا. (حم ك عن بريدة).

(1) رواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في فضل الصدقة رقم (644)
وقال: حسن غريب. ص.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 110) وقال: رواه الطبراني في الكبير
وفيه ابن لهيعة وفيه كلام. ص.
348

(16001) ان إبليس يبعث أشد أصحابه وأقوى أصحابه إلى من يصنع
المعروف في ماله. (طب عن ابن عباس).
(16002 إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم
فلوه أو فصيله حتى تكون مثل أحد (حم حب عن عائشة) (1).
(16003) ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا
الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن
حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله. (ت ن
ه‍ عن أبي هريرة) (2).
16004 إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى قرار بطن
الأرض ويرزق الله كل عبد على قدر همته ونهمته. (حل عن الزبير).
16005) إن في الجنة بيتا يقال له بيت الأسخياء (ط عن عائشة) (3).

(أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 111) وقال: رواه الطبراني في
الأوسط ورجاله رجال الصحيح. ص.
(2) رواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في فضل الصدقة رقم (661)
وقال: حسن صحيح. ص.
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 128) وقال: رواه الطبراني في الأوسط
وقال تفرد به جحدر بن عبد الله وقال ولم أجد من ترجمه. ص.
349

(16006) إن في المال لحقا سوى الزكاة (ت عن فاطمة بنت قيس) (1).
(16007) إن لله تعالى عبادا اختصهم لحوائج الناس يفزع الناس
إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله. (طب عن ابن عمر).
(16008) إن لله تعالى أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ويقرها
فيهم ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحولها إلى غيرهم. (ابن أبي الدنيا في
قضاء الحوائج طب حل عن ابن عمر).
(16009) إن مفاتيح الرزق متوجهة نحو العرش وينزل الله على
الناس أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن كثر كثر له ومن قلل قلل له.
(قط في الافراد عن أنس).
(16010) إنما أنا مبلغ والله يهدي وإنما أنا قاسم والله يعطي.
(طب عن معاوية).
(16011) أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا. (البزار
عن بلال وعن أبي هريرة طب عن ابن مسعود) (2).

(1) رواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء إن في الماء حقا سوى الزكاة
رقم (659 و 660) وقال هذا حديث اسناده ليس بذاك وأبو حمزة
ميمون الأعور يضعف. ص.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 126) وقال رواه الطبراني في الكبير
وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري وفيه كلام وبقية رجاله ثقات.
وقال: رواه الطبراني في الأوسط باسناد حسن. ص.
350

(16012) تداركوا الغموم والهموم بالصدقات يكشف الله تعالى
ضركم وينصركم على عدوكم. (فر عن أبي هريرة).
(16013) تدرون ما يقول الأسد في زئيره يقول: اللهم لا تسلطني
على أحد من أهل المعروف. (طب في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة).
(16014) خلقان يحبهما الله وخلقان يبغضهما الله فأما اللذان
يحبهما الله فالسخاء والسماحة، وأما اللذان يبغضهما الله تعالى فسوء الخلق
والبخل وإذا أراد الله بعبد خيرا استعمله على قضاء حوائج الناس. (هب
عن ابن عمرو).
(16015) خير أبواب البر الصدقة. (قط في الافراد، طب عن ابن عباس).
(16016) ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول
أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا.
(ن عن أبي هريرة).
(16017) أما علمت أن ملكا ينادي في السماء اللهم اجعل لمال منفق
خلفا، واجعل لمال ممسك تلفا. (طب عن عبد الرحمن بن سبرة).
351

(16018) إن الله كريم يحب الكرم جواد يحب الجود يحب
معالي الأخلاق ويكره سفسافها. (ابن عساكر والضياء عن سعد
ابن أبي وقاص).
(16019) إن الله ليضاعف الحسنة ألفي ألف حسنة. (ابن جرير
عن أبي هريرة).
(16020) من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله
إلا الطيب فان الله عز وجل يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم
فلوه حتى تكون مثل الجبل. (حم ق عن أبي هريرة) (1).
(16021) إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم أودع من كنزك عندي
ولا حرق ولا غرق ولا سرق أوفك أحوج ما تكون إليه. (هب
عن الحسن مرسلا).
(16022) أيكم مال وراثه أحب إليه من ماله قالوا: يا رسول الله
ما منا أحد إلا ماله أحب إليه قال فان ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر.
(خ ن عن ابن مسعود) (2).
.

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب لا يقبل الله صدقة (2 / 134) ص.
(2) رواه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب ما قدم من مال فهو له
(8 / 116) ص.
352

(16023) الأكثرون هم الأسفلون يوم القيامة، إلا من قال بالمال
هكذا وهكذا، وكسبه من طيب. (ه‍ هب عن أبي ذر) (1).
(16024) تنزل المعونة من السماء على قدر المؤنة وينزل الصبر على
قدر المصيبة. (الحسن بن سفيان عن أبي هريرة).
(16025) الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء.
(هب عن أنس).
(16026) صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في
العمر وفعل المعروف يقي مصارع السوء. (حب عن أبي سعيد) (2).
(16027) لان أتصدق بخاتمي أحب إلي من ألف درهم أهديها إلى
الكعبة. (طس عن عائشة) (3).
(16028) جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله، فقال

(1) رواه ابن ماجة كتاب الزهد باب المكثرين رقم (4130 و 4131)،
وقال: اسناده صحيح رجاله ثقات. ص.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 115) وقال: رواه الطبراني في الكبير
واسناده حسن. ص.
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 113) وقال: رواه الطبراني في
الأوسط وفيه أبو العنبس وفيه كلام. ص.
353

رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة. (حم
م ن عن أبي مسعود) (1).
(16029) جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك بها سبع مائة ناقة مخطومة في الجنة. (حل عنه).
(16030) ما من مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله
إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعو إلى ما عنده. (حم ن حب ك
عن أبي ذر).
(16031) أتى سائل امرأة وفي فمها لقمة فأخرجت اللقمة فناولتها
السائل: فلم تلبث أن رزقت غلاما فلما ترعرع جاء ذئب فاحتمله
فخرجت تعدو في أثر الذئب وهي تقول: ابني ابني، فأمر الله ملكا الحق
الذئب فخذ الصبي من فيه وقال قل لامه: الله يقرئك السلام وقل: هذه
لقمة بلقمة. (ابن صصري في أماليه عن ابن عباس).
(16032) أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج
العير إلى مكة بغير خفير وأما العيلة فان الساعة لا تقوم حتى يطوف
أحدكم بصدقته ولا يجد من يقبلها منه، ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب فضل الصدقة في سبيل الله،
رقم (1892) ص.
354

ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أوتك
مالا فليقولن: بلى، ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولا فليقولن: بلى
فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار،
فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة. (خ عن
عدي بن حاتم) (1).
(16033) {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس
واحدة} إلى آخر الآية {إن الله كان عليكم رقيبا} (2) والآية التي في
الحشر: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد} (3)
تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره
حتى قال: ولو بشق تمرة. (م عن جرير) (4).
(16034) {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس
واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله
الذي تسألون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} {يا أيها الناس آمنوا
اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}

(1) (1) رواه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب الصدقة قبل الرد (2 / 135) ص.
(2) سورة النساء آية 1.
(3) سورة الحشر آية 18. ص
(4) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب الحث على الصدقة رقم (1017) ص.
355

تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره،
حتى قال: ولو بشق تمرة. (حم م ن عن جرير).
(16035) ليتصدق الرجل من صاع بره، وليتصدق من صاع
تمره. (طس عن أبي جحيفة).
(16036) ما يسرني أن لي أحدا ذهبا تأتي علي ثالثة وعندي منه
دينار إلا دينار أرصده لدين علي. (م عن أبي هريرة) (1).
(16037) يا أبا ذر قال قلت: لبيك يا رسول الله، قال: ما أحب
أن أحدا ذاك عندي ذهب أمسى ثالثة وعندي منه دينار إلا دينار
أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا حثا بين يديه وهكذا
عن يمينه وهكذا عن شماله قال ثم مشينا فقال: يا أبا ذر، قال قلت لبيك
يا رسول الله، قال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال
هكذا وهكذا وهكذا، مثل ما صنع في المرة الأولى. (حم ق
عن أبي ذر) (2).
(16038) يا أبا ذر ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي
الزكاة رقم (991) ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب المكثرون هم المقلون (8 / 116).
ومسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب الترغيب في الصدقة رقم (32 و 33) ص.
356

ثلاثة دنانير. (حم ق عن أبي ذر).
(16039) ما أحب أن أحدا عندي ذهبا فتأتي علي ثالثة وعندي
منه شئ إلا شيئا أرصده في قضاء دين. (ه‍ عن أبي هريرة).
(16040) ما أحب أن أحدا تحول لي ذهبا يمكث عندي منه
دينار فوق ثلاث إلا دينارا أرصده لدين. (خ عن أبي ذر) (1).
(16041) ذكرت وأنا في الصلاة تبرا فكرهت أن يبيت عندنا
فأمرت بقسمته. (حم خ عن عقبة بن الحارث) (2).
(16042) إني ذكرت وأنا في العصر شيئا من تبر كان عندنا فكرهت
أن يبيت عندنا فأمرت بقسمته. (ن عن عقبة بن الحارث).
(16043) من أطعم أخاه الخبز حتى يشبع وسقاه من الماء حتى
يرويه بعده الله من النار سبع خنادق كل خندق سبع مائة عام. (ن
ك عن ابن عمر).
(16044) يا ابن آدم إنك أن تبذل الفضل خير لك وأن تمسكه
شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد
السفلى. (حم م ت عن أبي أمامة) (3).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الاستقراض باب أداء الديون (3 / 152) ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أبواب صفة الصلاة باب من صلى بالناس
فذكر حاجة فتخطاهم (1 / 216) ص.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب أن اليد العليا رقم (1036) ص.
357

(16045) يقول العبد مالي مالي وإنما ماله من ماله ثلاث ما أكل
فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فاقتنى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه
للناس. (حم م عن أبي هريرة) (1).
(17046) يقول ابن آدم: مالي مالي، قال: وهل لك يا ابن آدم إلا
ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت. (حم م حب
ن عن عبد الله بن الشخير) (2).
(16047) الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد
السائل السفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك. (حم د ك
عن مالك بن نضلة) (3).
(16048) اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا هي المنفقة
واليد السفلى هي السائلة. (حم ق د ت عن ابن عمر).
(16049) بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة
يقول اسق حديثة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة
فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء
فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته، فقال له: يا عبد الله ما

(1 - 2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد رقم (2958 و 2959) ص.
(3) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب في الاستعفاف رقم (1633) ص.
358

اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي سمع في السحابة فقال له: يا عبد الله لم تسألني
عن اسمي ما اسمك؟ فقال: إني سمعت صوتا في السحاب الذي هذا ماؤه
ويقول: اسق حديقة فلان لاسمك فما تصنع فيها؟ قال: أما إذ قلت هذا
فاني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد
فيها ثلثه. (حم م عن أبي هريرة) (1).
(16050) لا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله مالا فسلطه على
هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. (حم
ق ه‍ عن ابن مسعود).
(16051) إن الخازن المسلم الأمين الذي يعطي ما أمر به كاملا
موفرا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين. (حم
ق د ن عن أبي موسى).
(16052) الدال على الخير كفاعله. (البزار عن ابن مسعود طب
عن سهل بن سعد وعن أبي مسعود).

أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق باب الصدقة في المساكين
رقم (2984).
ومعنى شرجة: وجمعها شراج وهي مسايل الماء في الحرار.
بمسحاته: سحا الطين يسحيه ويسحوه ويسحاه سحوا قشره وجرفه،
والمسحاة ما سحي به. صحيح مسلم (4 / 288) ص.
359

(16053) إن الدال على الخير كفاعله. (ت عن أنس) (1).
(16054) دليل الخير كفاعله. (ابن النجار عن أنس).
(16055) الدال على الخير كفاعله والله يحب إغاثة اللهفان. (حم
ع والضياء عن بريدة ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أنس).
(16056) الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله انفعهم لعياله.
(ع والبزار عن أنس طب عن ابن مسعود).
(16057) ذبوا عن أعراضكم بأموالكم. (خط عن أبي هريرة
ابن لآل عن عائشة).
(16058 ثلاثة نفر كان لأحدهم عشرة دنانير فتصدق منها بدينار
وكان لآخر عشرة أواق فتصدق منها بأوقية وكان لآخر مائة أوقية
فتصدق بعشرة أواق هم في الاجر سواء كل قد تصدق بعشر ماله.
(طب عن أبي مالك).
(16059) سبق درهم مائة ألف فقالوا: يا رسول الله وكيف؟ قال
رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ
من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها. (ن عن أبي ذر، ن حب ك

(1) رواه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء الدال على الخير كفاعله رقم (2670)
وقال: غريب. ص.
360

عن أبي هريرة).
(16060) السماح رباح والعسر شؤم. (القضاعي عن ابن عمر
فر عن أبي هريرة).
(16061) شاب سخي حسن الخلق أحب إلى الله تعالى من شيخ
بخيل عابد سئ الخلق. (ك في تاريخه فر عن ابن عباس).
(16062) صدقة المرء المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء
ويذهب بها الله الفخر والكبر. (أبو بكر بن مقسم في جزئه عن
عمرو بن عوف).
(16063) في الكبد الحارة أجر. (هب عن سراقة بن مالك).
(16064) في كل ذات كبد حراء أجر. (حم ه‍ عن سراقة بن
مالك حم عن ابن عمرو).
(16065) قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك. (حم
ق عن أبي هريرة).
(16066) قبضات التمر للمساكين مهور الحور العين. (قط في
الافراد عن أبي أمامة).
(16067) قوا بأموالكم أعراضكم وليصانع أحدكم بلسانه عن
دينه. (عد وابن عساكر عن عائشة).
361

(16068) كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس. (حم
ك عن عقبة بن عامر).
(16069) كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة
أو مثلها من تمر. (عق عن ابن عمر).
(16070) لولا أن المساكين يكذبون ما أفلح من ردهم. (طب
عن أبي أمامة).
(16071) ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة على تركته.
(ابن المبارك عن بن شهاب مرسلا).
(16072) ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة رحم إلا زاده
الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها
قلة. (هب عن أبي هريرة).
(16073) ما من مسلم كسا مسلما ثوبا إلا كان في حفظ من الله تعالى
ما دام عليه منه خرقة. (ت عن ابن عباس).
(16074) من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه.
(حم ه‍ عن ابن عباس).
(16075) من استعاذكم بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه،
ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما
362

تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. (حم د ن حب ك
عن ابن عمر).
(16076) من سئل بالله فأعطى كتب الله له سبعين حسنة.
(هب عن ابن عمر).
(16077) مناولة المسكين تقي ميتة السوء. (طب هب عن
حارثة بن النعمان).
(16078) هدية الله إلى المؤمن السائل على بابه. (خط في رواة
مالك عن ابن عمر).
(16079) ويل للأغنياء من الفقراء. (طس عن أنس).
(16080) ويل للمكثرين إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا
وهكذا أربع عن يمينه وعن شماله ومن قدامه ومن ورائه (ه‍ عن أبي سعيد) (1).
(16081) اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول. (حم
طب عن ابن عمر).
(16082) أفضل الصدقة جهد المقل وابدأ بمن تعول. (د ك

(1) رواه ابن ماجة كتاب الزهد باب في المكثرين رقم (4129).
وقال في الزوائد: عطية العوفي والراوي عنه ضعيفان، ورواه أحمد في
مسنده عن محمد بن عبيدة عن الأعمش عن عطية به. ص.
363

عن أبي هريرة) (1).
(14083) أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير
من اليد السفلى وابدأ بمن تعول. (د ك حم عن حكيم بن حزام) (2).
(16084) أفضل الناس رجل يعطى جهده (الطيالسي عن ابن عمر).
(16085) إذا كان يوم القيامة دعا الله تعالى بعبد من عبيده فيقف
فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله. (تمام خط عن ابن عمر).
{الاكمال}
(16086) تصدقوا فان الصدقة فكاك من النار. (ابن عساكر
عن أنس).
(16087) تصدقوا فان الصدقة فكاككم من النار (قط في الافراد
طس حل هب كر عن أنس).
(16088) اتقوا النار ولو بشق تمرة فإنها تقيم العوج وتسد الخلل

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 414) وقال: حديث صحيح
على شرط مسلم ووافقه الذهبي. ص.
(2) الحديث رواه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب بيان أن اليد العليا خير
من اليد السفلى واللفظ له: رقمه (1034) ورمز السيوطي في الجامع
الصغير للحديث (حم م ن) وهو أصح مما هنا ص.
364

وتدفع ميتة السوء وتقع من الجائع موقعها من الشبعان. (ع قط في العلل
وضعفه الديلمي عن أبي بكر).
(16089) اتقوا النار ولو بشق تمرة. (بز والشيرازي في الألقاب
طس ص عن أنس حم م ن عن عدي بن حاتم طب عن أبي أمامه،
كر عن ابن عمر بز طب عن النعمان بن بشير طب عن ابن عباس،
بز عن أبي هريرة، حم عن عائشة).
(16090) احتجبي من النار ولو بشق تمرة (طب عن عبد الله بن مخمر).
(16091) افتدوا من النار ولو بشق تمرة (ابن خزيمة عن أنس).
(16092) يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة. (ابن خزيمة
عن أنس).
(16093) يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من
الجائع مسدها من الشبعان. (حم عن عائشة).
(16094) يا عائشة اتقي النار ولو بشق تمرة. (الشيرازي في
الألقاب عن ابن عباس).
(16095) إنها حاجب من النار لمن أحسنها يبتغي بها وجه الله
يعني الصدقة. (طب عن ميمونة بنت سعد).
(16096) أهل المعروف في الدنيا، أهل المعروف في الآخرة إذا
365

كان يوم القيامة جمع الله أهل المعروف فقال: قد غفرت لكم على ما كان فيكم
وصانعت عنكم عبادي فهبوه اليوم لمن شئتم لتكونوا أهل المعروف في
الدنيا وأهل المعروف في الآخرة. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج
عن ابن عباس).
(16097) يؤمر أهل النار فيصفون فيمر بهم الرجل المسلم
فيقول له الرجل منهم: يا فلان اشفع لي، فيقول له الرجل: ومن أنت
فيقول: أو ما تعرفني أنا الذي استسقيتني ماء فسقيتك، ويقول الرجل
مثل ذلك، فيقول: أنا الذي استوهبتني فوهبت لك. (ابن أبي الدنيا في
قضاء الحوائج عن أنس).
(16098) إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل المعروف كلهم في صعيد
واحد فيقول: هذا معروفكم قد قبلته فخذوه فيقولون: إلهنا وسيدنا
وما نصنع به وأنت أولى به منا فخذه أنت فيقول الله عز وجل: وما أصنع
به وأنا معروف بالمعروف خذوه فتصدقوا به على أهل التلطخ بالذنوب فإنه
ليلقى الرجل صديقه وعليه ذنوب كأمثال الجبال فيتصدق عليه بشئ من
معروفه فيدخل به الجنة. (ابن النجار عن أنس).
(16099) إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الجنة صفوفا وأهل
النار صفوفا فينظر الرجل من صفوف أهل النار إلى الرجل من صفوف
366

أهل الجنة فيقول: يا فلان أما تذكر يوم اصطنعت إليك في الدنيا معروفا
فيأخذ بيده فيقول: اللهم إن هذا اصطنع إلي في الدنيا معروفا فيقال له:
خذ بيده فأدخله الجنة برحمة الله. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج،
خط عن أنس).
(16100) أما بعد فلكم أيها الناس أن ترضخوا من الفضل ارتضخ
امرء بصاع ببعض صاع بقبضة [ببعض قبضة] بتمرة بشق تمرة وإن
أحدكم لاقي الله فقائل ما أقول ألم أجعلك سميعا بصيرا ألم أجعل لك مالا
وولدا فماذا قدمت فنظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا
يجد شيئا فلا يتقي النار إلا بوجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجد
فبكلمة طيبة إني لا أخشى عليكم الفاقة لينصركم الله وليعطينكم أو ليفتحن
لكم حتى تسير الظعينة بين الحيرة ويثرب أو أكثر، ما تخاف على ظعينتها
السرق. (حم طب عن عدي بن حاتم).
(16101) أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليضعفن
أحدكم ثم ليدعن غنمه وليس لها راع ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان
ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسول بلغك ألم أعطك مالا وأفضلت
عليك فماذا قدمت لنفسك فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم لينظرن
قدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع أن يتقي وجهه من النار ولو بشق
367

تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فان بها يجزي الحسنة بعشرة أمثالها
إلى سبع مائة ضعف والسلام على رسول الله. (هناد عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن بن عوف). قال: كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة أنه قام فيهم فحمد لله وأثنى عليه ثم قال: فذكره (1).
(16102) أما قطع السبيل فإنه لا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج
العير إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة فان الساعة لا تقوم حتى يطوف
أحدكم بصدقته فلا يجد من يقبلها منه ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس
بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ثم ليقولن له ألم أوتك مالا؟
فليقولن: بلى ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلى فينظر
عن يمينه فلا يرى إلا النار ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار فليتقين
أحدكم النار ولو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة. (خ عن عدي بن حاتم)
قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجلان أحدهما يشكو العيلة (2)،
والآخر يشكو قطع السبيل قال: فذكره. مر برقم [16032].
(16103) ليتصدق ذو الدنانير من دنانيره، وذو الدرهم من درهمه،
وذو البر من بره، وذو الشعير من شعيره، وذو التمر من تمره من قبل

(1) روى مسلم في صحيحه بعضه وقريبا من لفظه ومعناه كتاب الزكاة باب
الحث على الصدقة رقم (67) ص.
(2) العائل: الفقير، وقد عال يعيل عيلة إذا افتقر. النهاية (3 / 330) ص.
368

أن يأتي عليه يوم فينظر أمامه فلا يرى إلا النار وينظر عن يمينه فلا ينظر
إلا النار وينظر عن شماله فلا يرى إلا النار وينظر من قدامه فلا يرى إلا
النار. (طس عن عدي بن حاتم).
(16104) ما من عبد تصدق بصدقة يبتغي بها وجه الله إلا قال
الله له يوم القيامة: عبدي رجوتني فلن أحقرك حرمت جسدك على
النار، وادخل من أي أبواب الجنة شئت. (ابن لآل والديلمي
عن أبي هريرة).
(16105) إن الله ليصرف العذاب عن أمة بصدقة رجل منهم.
(ابن شاهين والديلمي عن ابن عباس، وفيه أبو حذيفة البخاري إسحاق بن
بشر، متروك).
(16106) كان فيمن كان قبلكم رجل مسرف على نفسه وكان مسلما
كان إذا أكل طعامه طرح ثفال (1) الطعام على مزبلة وكان يأوي إليها
عابد فان وجد كسرة أكلها، وإن وجد بقلة أكلها، وإن وجد عرقا
تعرقه، فلم يزل كذلك حتى قبض الله عز وجل ذلك الملك فأدخله النار

(1) ثفال: الثفل: ما سفل من كل شئ، والثفال بالكسر: جلد يبسط
فتوضع فوقه الرحى فيطحن باليد ليسقط عليه الدقيق. الصحاح
(4 / 1646) ب.
369

بذنوبه، فخرج العابد إلى الصحراء مقتصرا على مائها وبقلها، ثم إن الله عز
وجل قبض ذلك العابد، فقال: هل لاحد عندك معروف تكافئه؟
قال: لا يا رب، قال: فمن أين كان معاشك وهو أعلم بذلك؟ قال:
كنت آوي إلى مزبلة ملك فان وجدت كسرة أكلتها وإن وجدت
بقلة أكلتها وإن وجدت عرقا تعرقته فقبضته فخرجت إلى البرية
مقتصرا على بقلها، فأمر الله عز وجل بذلك الملك فأخرج من النار
حممة، فقال: يا رب هذا الذي كنت آكل من مزبلته، فقال الله عز
وجل: خذ بيده فأدخله الجنة من معروف كان منه إليك أما لو علم به ما
أدخلته النار. (تمام وابن عساكر وقال: غريب، وابن النجار
عن أبي سعيد).
(16107) إنه لينادي المنادي يوم القيامة أين فقراء أمة محمد قوموا
فتصفحوا صفوف القيامة إلا من أطعمكم في أكلة أو أسقاكم في شربة
أو كساكم في خلقا أو جديدا خذوا بيده فأدخلوه الجنة فلا يزال صاحب
قد تعلق بصاحبه وهو يقول: يا رب هذا أشبعني ويقول الآخر: يا رب
العالمين هذا أرواني فلا يبقى من فقراء أمة محمد ممن فعل ذلك صغير ولا
كبير إلا أدخلهم الله جميعا الجنة. (ابن عساكر عن إبراهيم بن
هدبة (1) عن أنس).

(1) حدث ببغداد وغيرها بالأباطيل. راجع ميزان الاعتدال. (1 / 71) ص.
370

(16108) إن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته. (ابن زنجويه
عن بعض الصحابة).
(16109) الرجل في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس. (القضاعي
عن عقبة بن عامر).
(16110) إن الله عز وجل ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء.
(ابن صصري في أماليه وأبو الشيخ في الثواب وابن النجار عن أنس).
(16111) إن صدقة المرء المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء
ويذهب الله بها الكبر والفخر. (طب عن كثير).
(16112) الصدقة تدفع ميتة السوء. (القضاعي عن رافع).
(16113) تصدقوا وداووا مرضاكم بالصدقة، فان الصدقة تدفع
عن الاعراض والأمراض وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم. (هب
عن ابن عمر).
(16114) إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء.
(ت: حسن غريب حب ص عن أنس).
(16115) إن نفرا مروا على عيسى بن مريم فقال: يموت أحد
هؤلاء اليوم إن شاء الله فمضوا، ثم رجعوا عليه بالعشي ومعهم حزم الحطب
فقال: ضعوا فقال للذي قال يموت اليوم: حل حطبك فحل، فإذا فيها
371

حية سوداء فقال: ما عملت اليوم؟ قال: ما عملت شيئا، قال: انظر ما
عملت، قال: ما عملت شيئا إلا أنه كان معي في يدي فلقة من خبز
فمر بي مسكين فسألني فأعطيته بعضها، فقال: بها دفع عنك. (هب
عن أبي هريرة).
(16116) كان فيمن كان قبلكم رجل يأتي وكر طائر إذا أفرخ
فيأخذ فرخه فشكا ذلك الطير إلى الله عز وجل ما يصنع ذلك الرجل فأوحى
الله إليه إن هو عاد فسأهلكه فلما أفرخ خرج ذلك الرجل كما كان يخرج
وأسند سلما فلما كان في طرف القرية لقيه سائل فأعطاه رغيفا من زاده
ومضى حتى أتى ذلك الوكر فوضع سلمه ثم صعد فأخذ الفرخين وأبواهما
ينظران فقالا: يا رب إنك وعدتنا أن تهلكه إن عاد وقد عاد فأخذهما
ولم تهلكه، فأوحى الله إليهما أو لم تعلما أني لا أهلك أحدا تصدق في يومه
بصدقة ذلك اليوم بميتة سوء. (ابن عساكر عن أبي هريرة).
(16117) كان ليعقوب عليه السلام أخ مؤاخيا في الله فقال ذات يوم:
يا يعقوب ما الذي أذهب بصرك وما الذي قوس ظهرك؟ فقال: أما
الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف، وأما الذي قوس ظهري فالحزن
على بنيامين، فأتاه جبريل فقال: يا يعقوب إن الله تعالى يقرئك السلام
ويقول: أما تستحيي أن تشكوني إلى غيري، فقال يعقوب: {إنما
372

أشكو بثي وحزني إلى الله} فقال جبريل: أعلم ما تشكو يا يعقوب
فقال يعقوب: أي رب أما ترحم الشيخ الكبير أذهبت بصري
وقوست ظهري فاردد علي ريحانتي أشمه قبل الموت ثم اصنع بي ما أردت
فأتاه جبريل فقال: إن الله يقرئك السلام ويقول لك: أبشر وليفرح
قلبك فوعزتي وجلالي لو كانا ميتين لنشرتهما لك فاصنع طعاما للمساكين
فان أحب عبادي إلي الأنبياء والمساكين وتدري لم أذهبت بصرك
وقوست ظهرك وصنع إخوة يوسف به ما صنعوا؟ إنكم ذبحتم شاة
وأتاكم مسكين يتيم وهو صائم فلم تطعموه منها شيئا فكان يعقوب بعد
إذا أراد الغداء أمر مناديا فنادى ألا من أراد الغداء من المساكين فليتغد
مع يعقوب، وإن كان صائما أمر مناديا فنادى ألا من كان صائما
من المساكين فليفطر مع يعقوب. (ابن راهويه في تفسيره مرسلا
ك هب عن أنس) (1).
(16118) إن في السماء ملكين ما لهما عمل إلا يقول أحدهما:
اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا.
(هناد عن أبي هريرة).
.

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب التفسير (2 / 348) وقال: صحيح،
ووافقه الذهبي. ص.
373

(16119) إن ملكا بباب من أبواب السماء يقول: من يقرض
اليوم يجز غدا، وملكا بباب آخر ينادي: اللهم أعط منفقا خلفا وعجل
لممسك تلفا. (حم عن أبي هريرة).
(16120) إن ملكا بباب من أبواب الجنة يقول: من يقرض
اليوم يجز غدا، وملك بباب آخر يقول: اللهم أعط منفقا خلفا وأعط
ممسكا تلفا. (حب عن أبي هريرة).
(16121) ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول
أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا.
(خ م عن أبي هريرة).
(16122) ما طلعت الشمس إلا عن جنبتيها ملكان يهتفان يقولان
اللهم عجل لمنفق خلفا ولممسك تلفا. (قط في الافراد عن أنس).
(16123) ما من صباح إلا وملكان يناديان يقول أحدهما: اللهم
أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا، وملكان
موكلان بالصور ينظران متى يؤمران فينفخان، وملكان يناديان: يا باغي
الخير هلم، ويقول الآخر: يا باغي الشر أقصر، وملكان يناديان يقول
أحدهما: ويل للرجال من النساء، وويل للناس من الرجال. (ك
374

وتعقب عن أبي سعيد) (1).
(16124) ما طلعت شمس قط إلا بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان
يسمعان الخلائق كلها إلا الثقلين اللهم عجل لمنفق خلفا وأعط ممسكا تلفا
وما أفلت شمس قط إلا بعث الله بجنبتيها ملكين يناديان يسمعان الخلائق
إلا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فان ما قل وكفى خير مما
كثر وألهى. (ط حم طب حل ك هب والخطيب في كتاب البخلاء
عن أبي الدرداء).
(16125) أما علمت أن ملكا ينادي في السماء يقول: اللهم اجعل
لمال منفق خلفا واجعل لمال ممسك تلفا (طب عن عبد الله بن سمرة).
(16126) قال الله: يا ابن آدم أنفق أنفق عليك، فان يمين الله
ملاى سحاء لا يغيضها شئ بالليل والنهار. (قط في الصفات عن
أبي هريرة).
(16127) يا ابن العوام أنا رسول الله إليك وإلى الخاص والعام،
يقول الله عز وجل: أنفق أنفق عليك ولا ترد فيشتد عليك الطلب إن
في هذه السماء بابا مفتوحا ينزل فيه رزق كل امرئ بقدر نفقته أو صدقته
.

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الأهوال (4 / 559) وقال الذهبي:
فيه خارجة بن مصعب، ضعيف. ص.
375

ونيته فمن قلل قلل له ومن كثر له. (حل عن ابن عباس).
(16128) باب الرزق مفتوح إلى باب العرش ينزل الله إلى
عباده أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن قلل قلل له، ومن كثر كثر له.
(الديلمي عن أنس).
(16129) إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤنة وإن الصبر يأتي
من الله على قدر البلاء. (الرافعي عن أنس).
(16130) إن الله ينزل الرزق على قدر المؤنة وينزل الصبر على
قدر البلاء. (ابن لآل في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة).
(16131) لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة. (حم م ن
حب عن أبي مسعود الأنصاري). قال: جاء رجل بناقة مخطومة قال:
هذه في سبيل الله قال فذكره.
(16132) صدقت لو أعطيتها جملك كان في سبيل الله ولو أعطيتها
ناقتك كان في سبيل الله، ولو أعطيتها من نفقتك أخلفها الله. (البغوي
عن أبي طلق).
(16133) الخير أسرع إلى البيت الذي يطعم فيه الطعام من
الشفرة إلى سنام البعير. (طب عن ابن عباس، ابن النجار عن أنس،
ابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان عن الحسن مرسلا).
376

(16134) ما نقصت صدقة من مال قط ولا مد عبد يده بصدقة إلا
ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسألة له عنها
غنى إلا فتح الله عليه باب فقر. (طب هب عن ابن عباس).
(16135) ما نقص مال من صدقة، ولا عفا رجل عن مظلمة إلا
زاده الله بها عزا: فاعفوا يعزكم الله تعالى ولا فتح رجل على نفسه باب
مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر. (طب والخرائطي في مكارم الأخلاق
عن أم سلمة).
(15136) يا عائشة لا تقتري فيقتر الله عليك إنكن لتكفرن
العشير وتغلبن ذا الرأي على رأيه إذا شبعتن خجلتن (1) وإذا جعتن
دقعتن (2). (ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن منصور بن المعتمر
مرسلا).
(16137) أعطي ولا تحصي فيحصي عليك. (د عن عائشة).

(1) خجلتن: أراد الكسل والتواني لان الخجل يسكت ويسكن ولا يتحرك
وقيل الخجل ههنا: الأشر والبطر من خجل الوادي: إذا كثر نباته وعشبه.
النهاية (2 / 12) ب.
(2) دقعتن: الدقع: الخضوع في طلب الحاجة، مأخوذ من الدقعاء، وهو
التراب: أي لصقتن به. النهاية (2 / 127) ب.
377

(16138) انفقوا وارضخوا (1) ولا تحصوا فيحصى عليكم ولا
توعوا (2) فيوعي عليكم. (العسكري في الأمثال عن أسماء بنت أبي بكر).
(16139) يقول الله تعالى: من بر أحدا من خلقي ضعيفا فلم يكن
معه ما يكافئه عليه كافأته أنا عليه. (الخطيب عن دينار عن أنس).
(16140) يا أهل الاسلام أقرضوا الله في أموالكم يضاعفه لكم
أضعافا كثيرا. (ابن سعد عن يحيى بن أبي كثير، مرسلا).
(16141) يا عبد الرحمن بن عوف إنك من الأغنياء ولن تدخل
الجنة إلا زحفا فأقرض الله يطلق لك قدميك. (ابن سعد، عد طس ك
وتعقب حل هب عن ابن عاصم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه).
(16142) الأعمال ستة، والناس أربعة، فموجبتان ومثل بمثل
وحسنة بعشر أمثالها وحسنة بسبع مائة ضعف، فأما الموجبتان فمن مات
لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار،
وأما مثل بمثل فمن هم بحسنة حتى يشعرها قلبه ويعلمها الله منه كتبت

(1) وارضخوا: في حديث ابن عمر " وقد أمرنا لهم برضخ فاقسمه بينهم ".
الرضخ: العطية القليلة. النهاية (2 / 228) ب.
(2) توعوا: ومنه الحديث " لا توعى فيوعى عليك " أي لا تجمعي وتشحي بالنفقة
فيشح عليك وتجازي بتضييق رزقك. النهاية (5 / 208) ب.
378

له حسنة، ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة، ومن عمل حسنة فبعشر
أمثالها، ومن أنفق نفقة في سبيل الله فحسنة بسبع مائة، وأما الناس
فموسع عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة ومقتور عليه في الدنيا،
موسع عليه في الآخرة، وموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة
ومقتور عليه في الدنيا والآخرة. (حم حب طب والباوردي ك حل هب
عن خريم بن فاتك).
(16143) الأعمال عند الله سبعة عملان موجبان وعملان بأمثالهما
وعمل بعشرة أمثاله وعمل بسبع مائة وعمل لا يعلم ثوابه إلا الله، فأما
الموجبان فمن لقي الله يعبده مخلصا لا يشرك به شيئا وجبت له الجنة،
ومن لقي الله وقد أشرك به وجبت له النار، ومن عمل سيئة جزي
بمثلها، ومن هم بحسنة جزي بمثلها، ومن عمل حسنة جزي عشرا،
ومن أنفق ماله في سبيل الله ضعف له نفقة الدرهم بسبع مائة والدينار
بسبع مائة، والصيام لله تعالى لا يعلم ثواب عامله إلا الله. (الحكيم
هب عن ابن عمر). قلت: ذكرت هذا الحديث في فضل الصوم
أيضا لغرض رأيته.
(16144) إن العبد ليتصدق بالكسرة تربو عند الله حتى تكون
مثل أحد. (طب عن أبي برزة).
379

(16145) إن المؤمن يتصدق بالتمرة أو عدلها من الطيب ولا
يقبل الله إلا الطيب فتقع في يد الله ويربيها كما يربي أحدكم فصيله حتى
تكون مثل الجبل العظيم. (الحكيم عن ابن عمر).
(16146) والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق بصدقة حسنة
طيبة فيضعها في حق إلا كانت تقع في يد الرحمن يربيها كما يربي أحدكم
فصيله أو فلوه حتى إن التمرة أو اللقمة لتصير مثل الجبل العظيم.
(الحكيم عن أبي هريرة).
(16147) إن لك في مالك ثلاثا شركاء أنت والتلف والوارث فان
استطعت أن لا تكون أعجزهم فافعل. (الديلمي عن ابن عمرو).
(16148) مالك أحب إليك أم مال مواليك؟ إنما لك من مالك
ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت واعلم أن لك
في مالك ثلاثا: إما لك أو لمواليك أو للثرى، فلا تكونن أعجز الثلاثة.
(حب عن ابن عمرو).
(16149) أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قال قالوا يا رسول الله
ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال: اعلموا أنه ليس منكم
أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله، مالك، من مالك إلا ما قدمت،
ومال وارثك ما أخرت. (حم وهناد عن ابن مسعود).
380

(16150) بقي كلها غير كتفها. (ت: صحيح عن عائشة).
أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بقي؟ فقالت: ما بقي منها إلا
كتفها، قال: فذكره.
(16151) كلها قد بقي إلا كتفها. (حم عن عائشة). أنهم ذبحوا
شاة فقالت: يا رسول الله ما بقي إلا كتفها قال: فذكره.
(16152) إن اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول.
(حم عن ابن عمر).
(16153) الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، ويد المعطي الوسطى،
ويد المعطى السفلى. (ابن جرير في تهذيبه عن ابن عمر).
(16154) الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها،
ويد السائل السفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك. (حم د ك
ق عن مالك بن نضلة) (1).
(16155) اليد العليا خير من اليد السفلى. (ابن جرير في تهذيبه
عن صفوان).
(16156) اليد العليا خير من اليد السفلى أمك وأباك وأختك

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 408) وقال: صحيح
الاسناد، والذهبي سكت عنه أي حديث مالك بن نضلة. ص.
381

وأخاك ثم أدناك فأدناك. (قط في الافراد طب عن أبي رمثة).
(16157) اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير
الصدقة ما كان عن ظهر غنى. (ابن جرير في تهذيبه عن جابر).
(16158) اليد العليا أفضل من اليد السفلى وابدأ بمن تعول أمك
وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك. (طب عن ابن مسعود طب عن
عمران بن حصين وسمرة معا).
(16159) اليد المعطية خير من اليد السفلى. (عب حم طس
والعسكري في الأمثال عن عطية السعدي).
(16160) وعزة ربي إنها أيادي بعضها فوق بعض يد المعطي
يضعها في يد الله ويده الوسطى ويد أخرى أسفل من ذلك ويقول
ربي بعزتي حلفت لأنفسن عنك بما رحمت عبدي وبعزتي لأجلنك
بما رحمت عبدي وبعزتي لأخلفن عليك بما أعطيت عبدي. (ابن
عساكر عن سعيد بن عمارة عن الحارث بن النعمان الليثي عن أنس،
وسعيد والحارث متروكان).
(16161) تصدقوا فان الصدقة خير لكم واليد العليا خير من
اليد السفلى وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك فأدناك
ألا إن أما لا تجني عن ولد ألا إن أبا لا يجني على ولد ثلاثا. (ابن
382

سعد طب عن طارق بن عبد الله المحاربي).
(16162) أيها الناس اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن
تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك وأدناك ألا لا تجني أم على ولدها.
(ن ع وأبو نعيم عن طارق المحاربي).
(16163) يد المعطي العليا ويد الآخذ السفلى إلى يوم القيامة.
(طب عن رافع بن خديج).
(16164) قال الله تعالى: يا ابن آدم إن تبذل الفضل خير لك وإن
تمسك شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد العليا خير من
اليد السفلى. (هب عن أبي أمامة).
(16165) أوحي إلي كلمات دخلن في أذني وقرن في قلبي،
أمرت أن لا أستغفر لمن مات مشركا ومن أعطى فضل ماله فهو خير له
ومن أمسك فهو شر له، ولا يلوم الله على كفاف. (ابن جرير عن
قتادة، مرسلا).
(16166) إن الله عز وجل ليضحك إلى الرجل إذا مد يده في
الصدقة ومن ضحك الله إليه غفر له. (الديلمي عن جابر).
(16167) إن الله عز وجل ليدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله
مما ينفع المسكين ثلاثة الجنة صاحب البيت الآمر به والزوجة المصلحة
383

والخادم الذي يناول المسكين الحمد لله الذي لم ينس أحدا منا. (ك وتعقب
ابن عساكر عن أبي هريرة).
(16168) إن للمساكين دولة إذا كان يوم القيامة قيل لهم:
انظروا من أطعمكم في الله لقمة أو كساكم ثوبا أو سقاكم شربة فأدخلوه
الجنة. (عد وقال: منكر، وابن عساكر عن ابن عباس).
(16169) اطلبوا الأيادي عند فقراء المسلمين فان لهم دولة يوم القيامة
(حل عن أبي الربيع السائح، معضلا).
(16170) الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه فأحب الخلق إلى
الله من أحسن إلى عياله وأبغض الخلق إلى الله من ضيق على عياله. (الديلمي
عن أبي هريرة).
(16171) الخلق عيال الله فأحب الناس إلى الله تعالى من أحسن
إلى عياله. (الخطيب عن ابن عباس).
(16172) تصدقوا فإنه سيأتي يوم لا تقبل فيه الصدقة. (طب
عن معبد بن خالد بن حارثة بن وهب والمستورد معا).
(16173) تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين
عاما فأمطرت الأرض فاخضرت فأشرف الراهب من صومعته فقال:
لو نزلت فذكرت الله لازددت خيرا فنزل ومعه رغيف أو رغيفان،
384

فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها،
ثم أغمي عليه فنزل الغدير يستحم فجاء إليه سائل فأومى إليه أن يأخذ
الرغيف أو الرغيفين، ثم مات فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية،
فرجحت الزنية بحسناته ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته فرجحت
حسناته فغفر له. (حب عن أبي ذر). قال الحافظ ابن حجر في أطرافه:
رواه (حم) في الزهد عن مغيث بن سمي مقطوعا وهو أشبه، ومغيث تابعي
أخذ عن كعب الأحبار وغيره.
(16174) لا تردوا السائل ولو بظلف (1) محرق. (مالك طب
هب عن ابن بجيد عن جدته).
(16175) لا تردوا السائل ولو بشربة من ماء. (أبو نعيم
عن أم سلمة).
(16176) لولا أن السؤال يكذبون ما قدس من ردهم لا تردوا
السائل ولو بشق تمرة. (هب عن عائشة).
(16177) لا يخرج الرجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنها
لحيى سبعين شيطانا. (هب وابن النجار عن بريدة هب عن أبي ذر
موقوفا). مر برقم [16000].

(1) بظلف: الظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل والخف للبعير.
النهاية (3 / 159) ب.
385

(16178) لا يدخل الجنة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا يمنة
ويسرة. (حل والخطيب عن ابن عمر عن صهيب).
(16179) يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من الله عز وجل فان بخل
أحدكم أن يعطي ماله الناس فليتصدق على نفسه فليأكل وليلبس مما
رزقه الله. (هب والديلمي وابن النجار عن أنس، قال ابن حجر في الأطراف
نظيف الاسناد ولم أر من صححه).
(16180) يا أيها الناس ابتاعوا أنفسكم من الله من مال الله ليس
لامرئ شئ، فان بخل أحدكم أن يعطي ماله الناس فليبدأ فليتصدق على
نفسه فليأكل وليلبس مما رزقه الله. (الباوردي وابن السكن والخرائطي
في مكارم الأخلاق عن تميم بن يزيد بن أبي قتادة العدوي).
(16181) يا أيها الناس تصدقوا أشهد لكم بها يوم القيامة ألا لعل
أحدكم أن يبيت فصاله رواء (1) وابن عمه طاو إلى جنبه ألا لعل أحدكم أن
يثمر ماله وجاره مسكين لا يقدر على شئ. (أبو الشيخ عن أنس).

(1) رواء: الرواء بالكسر والمد: حبل يقرن به البعيران. وقال الأزهري:
الرواء: الحبل الذي يروى به على البعير: أي يشد به المتاع عليه.
النهاية (2 / 280) ب.
والراوية: المزادة فيها الماء، والبعير والبغل والحمار يستقى عليه.
القاموس (4 / 337) ب.
386

(16182) يا بلال رددت السائل وهذا التمر عندك إن أردت
أن تلقى الله عز وجل وهو عنك راض فلا تخبئ شيئا رزقته ولا تمنع
شيئا سئلته. (الخطيب عن عائشة).
(16183) يا بلال الق الله فقيرا ولا تلقه غنيا، قال: وكيف لي
بذلك؟ قال: إذا رزقت فلا تخبئ وإذا سئلت فلا تمنع قال: وكيف
لي بذلك، هو ذاك وإلا فالنار. (طب ق وتعقب عن أبي سعيد
الخدري عن بلال).
(16184) يا معشر الأنصار كنتم في الجاهلية إذ لا تعبدون الله
تحملون الكل وتفعلون في أموالكم المعروف وتفعلون إلى ابن السبيل،
حتى إذا من الله عليكم بالاسلام ونبيه إذا أنتم تحصنون أموالكم وفيما يأكل
ابن آدم أجر وفيما يأكل السبع والطير أجر. (ك عن جابر).
(16185) أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا. (بز
عن بلال طب عن ابن مسود، بز طس عن أبي هريرة وحسن).
(16186) أما تخشى أن ترى له بخارا في جهنم أنفق يا بلال ولا
تخش من ذي العرش إقلالا. (الحكيم عن ابن مسعود هب عن أبي هريرة
طب عن ابن مسعود وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة ثلاثتهم عن بلال).
قال: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي صبرة من التمر، فقال: ما هذا
387

قلت يا رسول الله ادخرته لك ولضيفانك قال فذكره.
(16187) أما تخشى أن يكون له بخار في النار أنفق يا بلال ولا تخش
من ذي العرش إقلالا. (الحارث حل ابن مسعود).
(16188) أما تخشى أن يخسف الله به في نار جهنم أنفق يا بلال ولا
تخش من ذي العرش إقلالا. (الحكيم طب عن عائشة).
(16189) يا بلال لا تخش من ذي العرش إقلالا إن الله يأتي برزق
كل غد. (الخطيب وابن عساكر عن أنس).
(16190) ذبوا عن أعراضكم بأموالكم قالوا وكيف؟ قال: تعطون
الشاعر ومن تخافون لسانه. (الخطيب عن أبي هريرة).
(16191) قال لي جبريل: قال الله يا عبادي أعطيتكم فضلا،
وسألتكم قرضا فمن أعطاني شيئا مما أعطيته طوعا عجلت له الخلف في
العاجل وذخرت له في الآجل ومن أخذت منه ما أعطيته كرها وصبر
واحتسب أوجبت له صلاتي ورحمتي وكتبته من المهتدين وأبحت له النظر
إلى وجهي. (الرافعي عن أبي هريرة).
(16192) يصيح صائح يوم القيامة أين الذين أكرموا الفقراء
والمساكين ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون، ويصيح صائح
يوم القيامة أين الذين عادوا مرضى الفقراء والمساكين في الدنيا، فيجلسون
388

على منابر من نور يحدثون الله والناس في شدة الحساب. (ابن عساكر
عن عمر، الشيرازي في الألقاب والرافعي عن ابن عمر).
(16193) قال رجل: لاتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته
فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق،
فقال: اللهم لك الحمد على سارق لاتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها
في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم
لك الحمد على زانية، لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني
فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني، فقال: اللهم لك الحمد على سارق
وعلى زانية وعلى غني، فأتى فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن
يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، واما الغني
فلعله أن يعتبر فينفق مما أعطاه الله. (حم خ م ن عن أبي هريرة).
(16194) كلكم في الاجر سواء كلكم تصدق بعشر ماله. (حم
ق عن علي).
(16195) تصدق كل رجل منكم بعشر ماله كلكم في الاجر
سواء. (ق عن علي).
(16196) كم من حوراء ما كان مهرها إلا قبضة من تمرة أو مثلها
من تمر. (عق وقال: منكر عن ابن عمر).
389

(16197) لو أن الصدقة جرت على يدي سبعين ألف ألف إنسان
كان أجر آخرهم مثل أجر أولهم. (أبو الشيخ وأبو نعيم عن جابر).
(16198) لو كان بعض هذا في غير هذا لكان خيرا لك. (ط حم
ع والباوردي طب ك هب ص عن جعدة بن خالد الجشمي) أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأى رجلا سمينا فطعن في بطنه وقال فذكره.
(16199) تصدق والاجر بينكما نصفان. (حب عن عمير مولى
لأبي اللحم) قل: كنت مملوكا فكنت أتصدق بلحم من لحم مولاي
فسألت النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكره.
(16200) الاجر بينكما. (ك عن عمير مولى آبي اللحم)، جاء
مسكين فأطعمه من لحم مولاه قال فذكره.
(16201) ليسألن السائل وما هو بأنس ولا جان ولكنه من
ملائكة الرحمن يختبرون عباده في رزقهم الذي رزقوا كيف صنيعهم فيه
(الديلمي عن عائشة).
(16202) ما عظمت نعمة على عبد إلا وعظمت مؤونة الناس
عليه، فمن لم يحتمل مؤونة الناس فقد عرض تلك النعمة للزوال. (أبو سعيد
السمان في مشيخته وأبو إسحاق المستملي في معجمه وضعفه، والخطيب وابن
النجار عن معاذ، وفيه: أحمد بن معدان العبدي، قال أبو حاتم: مجهول
390

والحديث الذي رواه باطل، وأورده الشيرازي في الألقاب عن عمر بن
الخطاب، موقوفا.
(16203) ألا أدلكم على هدايا الله تعالى إلى خلقه الفقير من خلقه
هو هدية الله قبل ذلك أو ترك. (ابن النجار عن معاذ بن محمد بن أبي
ابن كعب عن أبيه عن جده).
{السخاء من الاكمال}
(16204) ما جبل الله وليا له إلا على السخاء. (كر عن عروة
مرسلا كر والديلمي عن عائشة).
(16205) من طلب محبة الناس فليبذل ماله. (الديلمي عن أنس).
(16206) ما جبل ولي لله عز وجل إلا على السخاء وحسن الخلق
(الديلمي عن عائشة).
(16207) السخاء شجرة تنبت في الجنة فلا يلج الجنة إلا سخي
والبخل شجرة تنبت في النار فلا يلج النار إلا بخيل. (الحسن بن سفيان
والخطيب في كتاب البخلاء وابن عساكر عن عبد الله بن جراد).
(16208) السخاء شجرة في الجنة فمن كان سخيا أخذ بغصن منها
فلم يتركه الغصن حتى يدخله الجنة والشح شجرة في النار فمن كان شحيحا
391

أخذ بغصن من أغصانها فلم يتركه الغصن حتى يدخله النار. (الخطيب في
تاريخه عن أبي هريرة).
(16209) السخي إنما يجود من حسن الظن بالله والبخيل إنما يبخل
من سوء الظن بالله. (أبو الشيخ عن أبي أمامة).
(16210) السخي الجهول أحب إلى الله تعالى من العالم البخيل.
(الخطيب والديلمي عن أبي هريرة).
(16211) إن الله تعالى يأمر بالكافر السخي إلى جهنم فيقول لمالك
خازن جهنم: عذبه وخفف عنه العذاب على قدر سخائه الذي كان في دار
الدنيا. (أبو الشيخ في الثواب والديلمي عن ابن عباس).
(16212) تجافوا عن ذنب السخي فان الله آخذ بيده كلما عثر.
(حل هب والخطيب عن ابن عباس).
(16213) تجافوا عن زلة السخي فإنه إذا عثر أخذ الرحمن بيده.
(ابن عساكر عن أبي هريرة).
(16214) سمعت جبريل يقول: سمعت ميكائيل يقول: سمعت
إسرافيل يقول: قال الله تعالى: هذا دين أرتضيه لنفسي ولن يصلحه إلا
السخاء وحسن الخلق ألا فأكرموه بهما ما صحبتموه. (الرافعي عن أنس
وقال قال أبو عبد الله الدقاق: هذا حسن من هذا الطريق).
392

(16215) أدخل الله فاجرا في دينه أحمق في معيشته بسماحته الجنة
(الديلمي عن أنس).
(16216) الجنة دار الأسخياء والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة
بخيل ولا عاق لوالديه ولا منان بما أعطى. (عد وأبو الشيخ والخطيب في
كتاب البخلاء والديلمي عن أنس).
(16217) الجود من جود الله فجودوا يجد الله عليكم، ألا إن الله
خلق الجود فجعله في صورة رجل وجعل أسه راسخا في أصل شجرة
طوبى وشد أغصانها بأغصان سدرة المنتهى ودلى بعض أغصانها إلى الدنيا
فمن تعلق بغصن منها أدخله الجنة إلا إن السخاء من الايمان، والايمان في
الجنة وخلق البخل من مقته وجعل أصله راسخا في أصل شجرة الزقوم
ودلى بعض أغصانها إلى الدنيا فمن تعلق بغصن منها أدخله النار ألا إن
البخل من الكفر والكفر في النار. (الخطيب في كتاب البخلاء عن ابن
عباس، وفي سنده أبو بكر النقاش صاحب مناكير).
393

الفصل الثاني
{في آداب الصدقة}
(16218) ابدأ بمن تعول. (طب عن حكيم بن حزام) (1).
(16219) ابدأ بنفسك فتصدق عليها فان فضل شئ فلأهلك فان
فضل عن أهل شئ فلذي قرابتك فان فضل عن ذي قرابتك شئ،
فهكذا وهكذا يقول بين يديك وعن يمينك وعن شمالك. (ن عن جابر) (2) (16220) ابدأ بأمك وأبيك وأختك وأخيك الأدنى فالأدنى ولا
تنسوا الجيران وذوي الحاجة. (طب عن معاذ).
(16221) أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد
السفلى وابدأ بمن تعول، تقول المرأة: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني،
ويقول العبد: أطعمني واستعملني ويقول الابن: أطعمني إلى من تدعني.
(خ عن أبي هريرة).

(1) رمز له السيوطي بالصحة، وقال المناوي في فيض القدير (1 / 75):
ليس كما قال فقد قال الهيثمي: فيه أبو صالح مولى حكيم. ص.
(2) رمز له السيوطي بالصحة، ووافقه المناوي في فيض القدير (1 / 75)
وقال: اسناده صحيح. ص.
394

(16222) أفضل دينار دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه
الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله
عز وجل. (حم م ت ن عن ثوبان).
(16223) يد المعطي العليا وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك
وأخاك ثم أدناك فأدناك ألا لا تجني نفس على أخرى مرتين. (ن عن ثعلبة
ابن زهدم حم عن أبي رمثة ن حب ك عن طارق المحاربي).
(16224) اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير
الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستغن يغنه الله ومن يستعفف يعفه
الله. (حم خ عن حكيم بن حزام).
(16225) اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول. (حم
طب عن ابن عمر).
(16226) إن الصدقة على ذي القرابة يضعف أجرها مرتين.
(طب عن أبي أمامة).
(16227) إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته.
(حم م عن جابر).
(16228) أفضل الصدقة على ذي رحم كاشح (1) (حم طب

(1) كاشح: الكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه: أي باطنه
النهاية (4 / 175) ب.
395

عن أبي أيوب وحكيم بن حزام، خد د ت عن أبي سعيد، طب ك
عن أم كلثوم).
(16229) أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك. (ق 3 عن
كعب بن مالك).
(16230) إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه فإن كان فضلا فعلى
عياله فإن كان فضلا فعلى ذي قرابته فإن كان فضلا فهاهنا وهاهنا. (حم
م د ت عن جابر).
(16231) خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول.
(خ د ن عن أبي هريرة).
(16232) خير الصدقة ما أبقت غنى واليد العليا خير من اليد
السفلى وابدأ بمن تعول. (طب عن ابن عباس).
(16233) إذا أراد الله بعبد خيرا جعل صنائعه ومعروفه في أهل
الحفاظ (1) وإذا أراد الله بعبد شرا جعل صنائعه ومعروفه في غير أهل الحفاظ
(فر عن جابر) (2).

(1) الحفاظ: بكسر الحاء وخفة الفاء أي أهل الدين والأمانة الشاكرين
للناس. فيض القدير (1 / 254) ب.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 254) فيه خلف بن يحيى قال الذهبي:
عن أبي حاتم كذاب فمن زعم صحته فقط غلط. ص.
396

(16234) أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكينا، ودينار أعطيته
في رقبة، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها
الذي أنفقته على أهلك. (خد عن أبي هريرة ق عن ابن مسعود).
(16235) صدق ابن مسعود زوجك وولدك أحق من تصدقت
به عليهم. (خ عن أبي سعيد).
(16236) لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لاجرك. (م عن
ميمونة بنت الحارث). سيأتي برقم [16263].
(16237) افعلوا المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس هو أهله
فان أصبتم أهله فقد أصبتم أهله وإن لم تصيبوا أهله فأنتم أهله. (الشافعي
في السنن هق في المعرفة عن محمد بن علي مرسلا).
(16238) اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله فان
أصبت أهله أصبت أهله وإن لم تصب أهله كنت من أهله. (خط في
رواة مالك عن ابن عمر ابن النجار عن علي) (1).
(16239) يأتي أحدكم بما يملك فيقول: هذا صدقة، ثم يقعد

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 533) ذكره الدارقطني في العلل
وهو ضعيف ورجاله مجهولون. ص
397

يستكف (1) الناس، خير الصدقة ما كان على ظهر غنى. (د، ك
عن جابر).
(16240) لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها
عليها فاستقرت فتعجبت الملائكة من خلق الجبال فقالت: يا رب هل في
خلقك شئ أشد من الجبال؟ قال: نعم الحديد، قالت: يا رب هل في
خلقك شئ أشد من الحديد؟ قال: نعم النار، قالت: يا رب هل في
خلقك شئ أشد من النار؟ قال: نعم الماء، قالت: يا رب هل في خلقك
شئ أشد من الماء؟ قال: نعم الريح، قالت: يا رب هل من خلقك
شئ أشد من الريح؟ قال: نعم ابن آدم يتصدق بيمينه فيخفيها من شماله
(حم ت عن أنس).
(16241) إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أو تقولوا: اللهم اجعلها
مغنما ولا تجعلها مغرما. (ه‍ ع عن أبي هريرة).
(16242) إن صدقة السر تطفئ غضب الرب وإن صلة الرحم تزيد
في العمر، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء وإن قول لا إله إلا الله
يدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء أدناها الهم. (ابن عساكر

(1) يستكف: استكف وتكفف: بمعنى، وهو أن يمد كفه يسأل الناس،
يقال: فلان يتكفف الناس. المختار (454) ب.
398

عن ابن عباس).
(16243) باكروا بالصدقة فان البلاء لا يتخطى الصدقة. (طس
عن علي هب عن أنس).
(16244) صدقة السر تطفئ غضب الرب. (طص عن عبد الله
ابن جعفر، العسكري في السرائر عن أبي سعيد).
(16245) ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق لله صدقة تطوعا أن
يجعلها عن والديه إذا كانا مسلمين فيكون لوالديه أجرها وله مثل أجورهما
بعد إن يتصدق لا ينتقص من أجورهما شئ. (ابن عساكر عن
ابن عمرو).
(16246) المعتدي في الصدقة كمانعها (حم د ت ه‍ عن أنس).
(16247) لا تطعموا المساكين مما لا تأكلون (حم عن عائشة).
(16248) أفضل الصدقة ما تصدق به على مملوك عند مالك سوء.
(طس عن أبي هريرة) (1).
(16249) أفضل الصدقة في رمضان. (سليم الرازي في جزئه

(1) رمز السيوطي لضعفه وقال المناوي (2 / 38): وهو كما قال فقد قال
الهيثمي: فيه بشر بن ميمون وهو ضعيف. ص.
399

عن أنس) (1).
(16250) أفضل الصدقة سر إلى فقير وجهد من مقل. (طب
(عن أبي أمامة) (2).
(16251) أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل
العيش وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا
ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان. (حم ق د ن عن أبي هريرة).
(16252) إذا دخل عليكم السائل بغير إذن فلا تطعموه (ابن النجار
عن عائشة وهو مما بيض له الديلمي).
(16253) إذا رددت على السائل ثلاثا فلم يذهب فلا بأس أن
تزبره (3). (قط في الافراد عن ابن عباس طس عن أبي هريرة).
(16254) الصدقات بالغدوات تذهب بالعاهات. (فر
عن أنس).

(1) قال المناوي في فيض القدير (2 / 39): أخرجه البيهقي في الشعب بل
أخرجه الترمذي. ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (2 / 40) ورواه أحمد في حديث طويل.
قال الهيثمي: وفيه علي بن زيد وهو ضعيف ص.
(3) تزبره: الزبر: الزجر والانتهاء، وبابه نصر المختار (213) ب.
400

(16255) إذا تصدقت بصدقة فأمضها. (حم تخ عن ابن عمرو) (1).
(16256) استتمام المعروف أفضل من ابتدائه. (طس عن جابر) (2)
{الاكمال}
(16257) ابدأ بنفسك فتصدق عليها ثم على أبويك ثم على قرابتك
ثم هكذا ثم هكذا. (حب عن جابر).
(16258) إذا أنعم الله على عبد نعمة فليبدأ بنفسه وأهل بيته. (طب
عن جابر بن سمرة).
(16259) إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه فإن كان فضلا فعلى
عياله فإن كان فضلا فعلى ذي قرابته فإن كان فضلا فهاهنا وهنا هنا. (عب
حم م د ن وأبو خزيمة وأبو عوانة عن جابر).
(16260) إذا كان أحدكم فقيرا فليبدأ بنفسه، فإن كان له فضل
فليبدأ مع نفسه بمن يعول، ثم إن وجد بعد ذلك فضلا فليتصدق على غيرهم
(ق عن جابر).

(1) رمز المصنف في الجامع الصغير لحسنه ولم يتكلم المناوي في فيض القدير
(1 / 318) عليه بشئ سوى رمز المؤلف لصحته. ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 486) قال الهيثمي فيه عبد الرحمن بن
قيس الضبي متروك ومن ثم رمز المصنف لضعفه. ص.
401

(16261) إذا كان أحدكم محتاجا فليبدأ بنفسه فإن كان له فضل
فبأهله، فإن كان له فضل فبأقاربه، فإن كان له فضل فهاهنا وهاهنا.
(حب عن جابر).
(16262) أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول.
(حب ص عن جابر).
(16263) لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لاجرك. (م عن
ميمونة بنت الحارث) أنها أعتقت وليدة في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره.
(16264) خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول واليد
العليا خير من اليد السفلى. (عب عن أبي هريرة).
(16265) خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول ولا
تلام على كفاف. (العسكري عن أبي هريرة).
(16266) خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من
اليد السفلى وابدأ بمن تعول. (حب والعسكري في الأمثال عن أبي هريرة
ابن جرير في تهذيبه عن حكيم بن حزام).
(16267) خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول.
(العسكري عن أبي هريرة).
402

(16268) لا صدقة إلا عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد
السفلى وابدأ بمن تعول. (حم عن أبي هريرة).
(16269) أنفقها على عيالك فإنما الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن
تعول. (عبد بن حميد عن جابر) أن رجلا أعتق غلاما عن دبر (1) فاحتاج
مولاه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيعه فباعه بثمان مائة درهم قال فذكره.
(16270) يأتي أحدكم بماله لا يملك غيره فيتصدق به، ثم يأتي
من بعد ذلك يتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غنى. (عبد بن حميد
والدارمي، د وابن خزيمة حب ك ق ص عن محمود بن لبيد عن جابر).
(16271) يعمد أحدكم إلى ماله فيتصدق به ثم يقعد يتكفف الناس
إنما الصدقة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول. (ابن سعد عن جابر).
(16272) يعمد أحدكم فينخلع عن ماله ثم يصير عيالا على الناس
(هب عن جابر).
(16273) مثل الذي يعطي ماله كله ثم يقعد كأنه وارث
كلالة (1). (عب عن طاووس مرسلا).

(1) دبر: أي بعد موته. يقال: دبرت العبد إذا علقت عتقه بموتك وهو
التدبير: أي أنه يعتق بعد ما يدبره سيده ويموت. النهاية (2 / 98) ب.
(2) كلالة: الكلالة: هو أن يموت الرجل ولا يدع والدا ولا ولدا يرثانه.
النهاية (4 / 197) ب.
403

(16274) يا أبا لبابة يجزئ عنك الثلث. (حم طب عن حسين بن
سائب بن أبي لبابة عن أبيه عن جده).
(16275) يجزئ عنك الثلث. (ك ق عن أبي لبابة) أنه لما تاب
الله عليه قال: إني أنخلع عن مالي قال فذكره.
(16276) يرد من صدقة الجانف (1) في حياته ما يرد من وصية
الجانف عند موته. (الديلمي عن عائشة).
(16277) انظروا إلى هذا الرجل دخل المسجد في هيئة بذة،
فدعوته فرجوت أن تفطنوا له فتصدقوا عليه وتكسوه فلم تفعلوا فقلت
تصدقوا فتصدقوا فأعطيته ثوبين مما تصدقوا، ثم قلت تصدقوا فألقى أحد
ثوبيه خذ ثوبك وانتهره. (الشافعي حم ع ق ص عن أبي سعيد). (2)
(16278) صدقة المرء المسلم من سعة كأطيب مسك توجد ريحه
من مسيرة سنة. (أبو نعيم عن هيبان).

(1) الجانف: يقال: جنف وأجنف: إذا مال وجار، فجمع فيه بين اللغتين
والجنف: الميل والجور وقيل الجانف: يختص بالوصية والمجنف المائل عن
الحق. النهاية (1 / 307) ب.
(2) أخرجه أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري (3 / 25)، وكان في
الحديث نقصا وتحريفا فأتممته منه. ص.
404

(16279) أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل
البقاء ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ألا
وقد كان لفلان. (حم خ م د ن عن أبي هريرة) أن رجلا قال: يا
رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا قال فذكره.
(16280) أعظم الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى
الفقر وتأمل البقاء ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا
ولفلان كذا ألا وقد كان لفلان. (حب عن أبي هريرة).
(16281) أفضل الصدقة جهد المقل. (ن عن عبد الله بن حبشي
طب وابن النجار عن جابر) 1).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 414) وقال حديث صحيح
على شرط مسلم ووافقه الذهبي. ومر برقم (16082).
ورواه أبو داود في كتاب الصلاة رقم (1436) وفي كتاب الزكاة باب
الرخصة في ذلك رقم (1661).
وهكذا رمز له السيوطي في الجامع الصغير (د ك) وقال المناوي في
فيض القدير (2 / 36) لم يتكلم عليه أبو داود.
وكذا المنذري، عون المعبود (5 / 94).
والحديث ذكره التبريزي في المشكاة رقم (1938) ورقم (3833)
وعزاه لأبي داود.
ورواه النسائي في كتاب الزكاة وفي كتاب الايمان عن عبد الله بن حبشي. ص.
405

(16282) تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخاف الفقر
ولا تمهل حتى إذا بلغت نفسك هاهنا قلت مالي لفلان ومالي لفلان وهو
لهم وإن كرهت. (ه‍ عن أبي هريرة).
(16283) إن صدقة السر تطفئ غضب الرب. (طب كر عن
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
(16284) الصدقة في السر تطفئ غضب الرب. (ك وتعقب
عن عبد الله بن جعفر).
(16285) صدقة السر تطفئ غضب الرب وصنائع المعروف تقي
مصارع السوء وصلة الرحم تزيد في العمر. (ابن صصري في أماليه
عن نبيط بن شريط).
(16286) فعل المعروف يقي مصارع السوء وإن صدقة السر
تطفئ غضب الرب وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر. (القضاعي
عن معاوية بن حيدة).
(16287) مناولة المسكين تقي مصارع السوء. (ابن سعد،
والحكيم والحسن بن سفيان وابن قانع طب حل ص عن حارثة بن النعمان)
(16288) إن أتاك سائل على فرس باسط كفيه فقد وجب الحق
ولو بشق تمرة. (الديلمي وابن النجار عن أبي هدبة عن أنس).
406

(16289) لا يمنعن أحدكم من السائل إذا سأله أن يعطيه وإن
رأى في يديه قلبين (1) من ذهب. (الديلمي عن أبي هريرة).
(16290) أعطوا السائل وإن جاء على فرس. (عد عن
أبي هريرة).
(16291) من أنفق زوجين من شئ من الأشياء في سبيل الله دعي
من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة
دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن
كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام
دعى من باب الريان. (حب عن أبي هريرة).
(16292) ما من مسلم ينفق من ماله زوجين في سبيل الله عز وجل
إلا دعته الجنة هلم هلم. (الخطيب عن أنس).
(16293) من أودع كريما معروفا فقد استرقه ومن أولى لئيما معروفا
فقد استجلب عداوته ألا وإن الصنائع لأهل السعادة (ابن النجار عن علي)
(16294) من سألكم بالله فأعطوه وإن شئتم فدعوه. (الحكيم
عن معاذ).

قلبين: القلب: السوار، ومنه الحديث " أنه رأى في يد عائشة قلبين ".
النهاية (4 / 98) ب.
407

(16295) باكروا بالصدقة فان الصدقة تتخطي رقاب البلاء.
(أبو الشيخ في الثواب عن أنس).
(16296) لا تدخل بيتك إلا الأتقياء ولا تول معروفك إلا
مؤمنا. (طس عن عائشة).
(16297) يا معشر المسلمين أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا
معروفكم المؤمنين. (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود).
(16298) لا تطعموا المساكين مما لا تأكلون (حم عن عائشة)
(16299) لا تطعموهم يعني المساكين مما لا تأكلون. (ط ق
عن عائشة).
(16300) لو شاء رب هذه الصدقة تصدق بأطيب منها إن رب
هذه الصدقة يأكل الحشف (1) يوم القيامة. (د ن ه‍ ك عن
عوف بن مالك) (2).

(1) الحشف: اليابس الفاسد من التمر. النهاية (1 / 391) ب.
(2) رواه أبو داود في كتاب الزكاة باب ما لا يجوز من الثمرة في الصدقة
رقم (1593).
وقال المنذري: أخرجه النسائي وابن ماجة في كتاب الزكاة. عون المعبود
(4 / 496) ص.
408

(16301) ما ضر صاحب هذه لو تصدق بأطيب من هذه إن
صاحب هذه ليأكل الحشف يوم القيامة، ثم أقبل علينا فقال: أما والله
يا أهل المدينة لتدعنها مذللة أربعين عاما للعوافي، ثم قال: أتدرون ما
العوافي؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: الطير والسباع. (هق عن
عوف بن مالك (1).
(16302) أنطاك الله ذلك وأعطاك ما احتسبت أجمع. (ش
عن أبي).

(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الزكاة باب ما يحرم على صاحب
المال من أن يعطي من شر ماله (4 / 136) ص.
409

الفصل الثالث
{في أنواع الصدقة وما يطلق عليه اسمها مجازا}
(16303) إسماع الأصم صدقة. (خط في الجامع (1) عن سهل
ابن سعد).
(16304) أمط الأذى عن الطريق فإنه لك صدقة. (خد عن
أبي برزة (2).
(16305) تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة
ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة،
وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من
دلوك في دلو أخيك صدقة. (خد ت حب عن أبي ذر). (3)
(16306) كف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك
(ابن أبي الدنيا في الصمت عن أبي ذر).

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 512) كتاب الجامع في آداب الشيخ والسامع
ورمز المصنف لضعفه ص.
(2) رمز صاحب الجامع الصغير لصحته ولم يتكلم عليه المناوي بشئ. فيض
القدير (2 / 195) ص.
(3) رواه الترمذي كتاب البر والصلة ما جاء في صنائع المعروف رقم (1956)
وقال: حسن غريب. ص.
410

(16307) على كل مسلم صدقة قال: أفرأيت إن لم يجد قال:
يعتمل بيده فينفع نفسه ويتصدق، قال: أفرأيت إن لم يستطع، قال:
فيعين ذا الحاجة الملهوف، قال أرأيت إن لم يفعل، قال: يأمر بالخير،
قال: أرأيت إن لم يفعل، قال: يمسك عن الشر فإنه له صدقة. (حم
ق ن عن أبي موسى).
(16308) كل سلامي (1) من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع
عليه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل على دابته وتحمله
عليها أو ترفع عليها متاعه صدقت، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة
تخطوها إلى الصلاة صدقة، ودل الطريق صدقة، وتميط الأذى عن
الطريق صدقة. (حم ق عن أبي هريرة).
(16309) في آدم ستون وثلاث مائة مفصل على كل واحد
منها في كل يوم صدقة، فالكلمة الطيبة يتكلم بها الرجل صدقة، وعون
الرجل أخاه على الشئ صدقة، والشربة من الماء يسقيها صدقة، وإماطة
الأذى عن الطريق صدقة. (طب عن ابن عباس).
(16310) يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل

(1) سلامي: السلامي: جمع سلامية وهي الأنملة من أنامل الأصابع. اه‍
(2 / 396) ب.
411

تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة
صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من
ذلك ركعتان يركعهما من الضحى. (م ن عن ابن ذر).
(16311) إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة
مفصل فمن كبر الله وحمد وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل
حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما عن طريق الناس وأمر بمعروف
أو نهي عن منكر عدد تلك الستين والثلاث مائة السلامي فإنه يمشي يومئذ
وقد زحزح نفسه عن النار. (م عن عائشة).
(16312) يصبح على كل سلامي من أحدكم في كل يوم صدقة
فله بكل صلاة صدقة وصيام صدقة وحج صدقة وتسبيح صدقة وتكبير
صدقة، وتحميد صدقة، ويجزئ أحدكم من ذلك ركعتا الضحى.
(م عن أبي ذر) (1).
(16313) يصبح على كل سلامي من ابن آدم صدقة، تسليمه
على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، وأمره بالمعروف صدقة، ونهيه عن المنكر صدقة،
وإماطته الأذى عن الطريق صدقة، وبضعة أهله صدقة، ويجزئ من

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب استحباب صلاة
الضحى رقم (720) ص.
412

ذلك كله ركعتان من الضحى، قالوا: يا رسول الله أحدنا يقضي شهوته
وتكون له صدقة. قال: أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم.
(د عن أبي ذر) (1).
(16314) على كل نفس في كل يوم طلعت عليه الشمس صدقة
منه على نفسه، قلت: يا رسول الله من أين أتصدق وليس لنا أموال؟
قال: لان من أبواب الصدقة التكبير وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة
عن طريق. والعظم والحجر، وتهدى الأعمى، وتسمع الأصم
والأبكم حتى يفقه وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى
بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف
كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك ولك في جماعك زوجتك
أجر، قال أبو ذر: كيف يكون لي أجر في شهوتي؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت أجره فمات أكنت
تحتسب به؟ قلت: نعم قال: فأنت خلقته، قال: بل الله خلقه، قال

(1) رواه أبو داود كتاب الصلاة باب صلاة الضحى رقم (1271 و 1272)
وفي باب إماطة الأذى عن الطريق رقم (5221)، وأخرجه النسائي
عون المعبود (14 / 156) ص.
413

فأنت هديته؟ قال: بل الله هداه، قال: فأنت رزقته، قال: بل الله
كان يرزقه، قال: كذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه فان شاء الله
أحياه وإن شاء أماته ولك أجر. (حم ن حب عن أبي ذر).
(16315) كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم. (طب
عن عمرو بن أمية).
(16316) كل معروف صدقة. (حم خ عن جابر حم م د
عن حذيفة).
(16317) كل معروف صنعته إلى غني أو فقير صدقة. (خط في
الجامع عن جابر طب عن ابن مسعود).
(16318) كل معروف صدقة وما أنفق المسلم من نفقة على نفسه
وأهله كتب له بها صدقة، وما وقي به المرء المسلم عرضه كتب له به صدقة
وكل نفقة أنفقها المسلم فعلى الله خلفها والله ضامن إلا نفقة في بنيان أو
معصية. (عبد بن حميد ك عن جابر).
(16319) كل معروف صدقة والدال على الخير كفاعله والله يحب
إغاثة اللهفان. (هب عن ابن عباس).
(16320) ليس صدقة أعظم أجرا من ماء. (هب عن
أبي هريرة).
414

(16321) ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك
فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة، وما أطعمت نفسك
فهو لك صدقة. (حم طب عن المقدام بن معد يكرب).
(16322) ما أعطى الرجل امرأته فهو له صدقة. (طب حم عن
عمرو بن أمية الضمري).
(16323) ما أنفق الرجل في بيته وأهله وولده وخدمه فهو له صدقة
(هب عن أبي أمامة).
(16324) ما من صدقة أفضل من قول الحق (هب عن جابر).
(16325) ما من صدقة أحب إلى الله من قول الحق. (هب
عن أبي هريرة).
(16326) من منح منيحة لبن أو هدى زقاقا (1) فهو كعتق
نسمة. (حم د ت ك ه‍ عن البراء).
(16327) من منح منيحة ورق أو منيحة لبن، أو هدى زقاقا
فهو كعتق نسمة. (حم د ت حب ه‍ عن البراء) (2).

(1) زقاقا: الزقاق بالضم: الطريق، يريد من دل الضال أو الأعمى على طريقه.
النهاية (2 / 306) ب.
(2) رواه الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في المنحة رقم (1957)
وقال: حسن صحيح غريب. ص.
415

(16328) من منح منيحة غدت بصدقة وراحت بصدقة صبوحها (1)
وغبوقها. (م عن أبي هريرة).
(16329) أتدرون أي الصدقة أفضل، قالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: المنيحة أن يمنح أحدكم الدرهم أو ظهر الدابة أو لبن الشاة أو لبن البقرة
(حم عن ابن مسعود).
(16330) أربعون خلقا يدخل الله بها الجنة أرفعها منحة شاة.
(طس عن أبي هريرة).
(16331) أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل
بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة. (خ
د عن عبد الله بن عمر) (2).

(1) صبوحها وغبوقها: الصبوح: الغداء، والغبوق: العشاء وأصلها في الشرب،
ثم استعملا في الاكل. النهاية (3 / 6) ب.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الهبة باب فضل المنيحة (3 / 217).
وأخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب في المنيحة (1667) وطبع حمص
رقم (1683) ولم ينوه عن الحديث بشئ.
وقال شارح عون المعبود (5 / 99): الحديث أخرجه البخاري والعجب من
الحافظ المنذري أنه لم ينسبه إلى البخاري. وقال المناوي في فيض القدير
(1 / 472) ووهم الحاكم فاستدركه. ص.
416

(16332) ألا رجل يمنح أهل بيت ناقة تغدو بعس (1) وتروح
بعس إن أجرها لعظيم. (م عن أبي هريرة).
(16333) نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة والشاة الصفي منحة
تغدو باناء وتروح باناء. (مالك خ عن أبي هريرة).
(16334) المنحة مردودة والناس على شروطهم ما وافق الحق.
(البزار عن أنس).
(16335) أفضل الصدقة المنيحة أن تمنح الدرهم أو ظهر الدابة.
(طب عن ابن مسعود) (2).
(16336) خير الصدقة المنحة تغدو بأجر وتروح بأجر. (حم
عن أبي هريرة).
(16337) أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به؟ إن بكل تسبيحة

(1) بعس: العس القدح الكبير وجمعه عساس وأعساس. النهاية (3 / 236) ب.
ومعنى " تغدو بس وتروح بعس " أي تذهب تلك الناقة بملء عس لبنا
وقت الصباح، وتذهب بملء عس لبنا وقت المساء. يعني يحلب من لبنها
ملء إناء صباحا ومساء. والقدح: آنية تروي الرجلين.
تعليق على صحيح مسلم (2 / 707) طبع مصطفى البابي الحلبي ب.
(2) قال المناوي في فيض القدير (2 / 40) ورواه البزار وأحمد قال الهيثمي
ورجال أحمد رجال الصحيح. ص.
417

صدقة وبكل تكبيرة صدقة وبكل تحميدة صدقة وبكل تهليلة صدقة
وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة،
قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: نعم
أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه فيها وزر، فكذلك إذا وضعها في الحلال
يكون له أجر. (حم م عن أبي ذر).
(16338) ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه. (حم د حب
ك ن ابن سعيد).
(16339) كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك
ووجهك إليه منبسط وأن تصب من دلوك في إناء جارك. (حم ت ك
عن جابر).
(16340) لدرهم أعطيه في عقل أحب إلي من خمسة دراهم في غيره
(ع عن أنس).
(16341) لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه
طلق. (حم م ت عن أبي ذر).
(16342) لا يحقرن أحدكم شيئا من المعروف فإن لم يجد فليلق
أخاه بوجه طليق وإذا اشتريت لحما أو طبخت قدرا فأكثر مرقته واغرف
منه لجارك. (ت عن أبي ذر).
418

(16343) يا حميراء من أعطى نارا فكأنما تصدق بجميع ما انضجت
تلك النار ومن أعطى ملحا فكأنما تصدق بجميع ما طيب ذلك الملح
ومن سقى مسلما شربة من ماء يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة ومن سقى
مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما أحياها. (ه‍ عن عائشة) (1)
(16344) نفقة الرجل على أهله صدقة. (خ ت عن ابن مسعود).
(16345) أفضل الصدقة سقي الماء. (حم د ن ه‍ حب ك عن
سعد بن عبادة ع عن ابن عباس).
(16346) لك في كل ذات كبد حري أجر. (طب عن
مكحول السلمي) (2).
(16347) في الكبد الحارة أجر. (هب عن سراقة بن مالك).
(16348) في كل ذات كبد حرى أجر. (ه‍ عن سراقة بن
مالك حم عن ابن عمرو).

(1) رواه ابن ماجة كتاب الرهون باب المسلمون شركاء في ثلاث رقم (2474)
وقال في الزوائد: اسناده ضعيف ص.
(2) هذا الحديث هو آخر فقرة من حديث طويل سيأتي بعد برقم (16350)
وراجع سنن أبي داود كتاب الجهاد باب ما يؤمر به القيام على الدواب
والبهائم رقم (2533).
وقال المنذري: أخرجه البخاري ومسلم. عون المعبود (7 / 222) ص.
419

(16349) مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال: والله
لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة. (حم م عن أبي هريرة).
(16350) بينما رجل يمشي بطريق فاشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من
العطش فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي فنزل
البئر فملا خفه ماء ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له
فغفر له فقالوا: يا رسول الله وإنا لنا في البهائم أجرا؟ فقال: في كل ذات
كبد رطبة أجر. (مالك حم ق د عن أبي هريرة).
(16351) غفر الله عز وجل لرجل أماط غصن شوك عن
الطريق ما تقدم من ذنبه وما تأخر. (ابن زنجويه عن أبي سعيد وأبي هريرة).
(16352) بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق
فأخره فشكر الله له فغفر له. (مالك ق ت عن أبي هريرة).
(16353) بينما كلب يطوف بركية كاد أن يقتله العطش
إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها (1) فاستقت له به فسقته
فغفر لها. (ق عن أبي هريرة).

(1) موقها: الموق: الذي يلبس فوق الخف. فارسي معرب. اه‍ المختار
(507) ب.
420

(16354) غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي (1)
يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له من
الماء فغفر لها بذلك. (خ عن أبي هريرة).
(16355) كان على الطريق غصن شجرة يؤذي الناس فأماطها
رجل فأدخل الجنة. (ه‍ عن أبي هريرة) (2).
(16356) نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق
إما كان في شجرة فقطعه فألقاه وإما كان موضوعا فأماطه فشكر الله له
بها فأدخله الجنة. (د هب عن أبي هريرة).
(16357) أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علما ثم يعلمه أخاه
المسلم. (ه‍ عن أبي هريرة) (3).

(1) ركي: الركي: جنس للركية، وهي البئر، وجمعها ركايا. اه‍ النهاية
(2 / 261) ب.
(2) رواه ابن ماجة كتاب الأدب باب إماطة الأذى عن الطريق رقم (3682).
(3) رواه ابن ماجة في المقدمة باب ثواب معلم الخير رقم (243) وقال في
الزوائد: اسناده ضعيف.
ورمز السيوطي لحسنه وكذا المنذري وقال المناوي في فيض القدير (2 / 38)
لو صح سماع الحسن من أبي هريرة، وبه يعرف أن رمز السيوطي لصحته
غير حسن. ص.
421

(16358) من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم فيعمل ويعلمه. (أبو
خيثمة في العلم عن الحسن، مرسلا).
(16359) أفضل الصدقة أن تشبع كبدا جائعا (هب عن أنس).
(16360) أفضل الصدقة اللسان فقيل: يا رسول الله وما صدقة
اللسان؟ قال: الشفاعة تفك بها الأسير وتحقن بها الدم وتجر بها المعروف
والاحسان إلى أخيك وتدفع عنه الكريهة (طب هب عن سمرة).
(16361) أفضل الصدقة حفظ اللسان (طب عن معاذ بن جبل).
(16362) أفضل الصدقة ظل فسطاط في سبيل الله عز وجل،
أو منيحة خادم في سبيل الله عز وجل، أو طروقة فحل في سبيل الله.
(حم ت عن أبي أمامة ت عن عدي بن حاتم).
(16363) وجبت صدقتك ورجعت إليك حديقتك. (حم ه‍
عن ابن عمرو).
{الاكمال}
(16364) أتدرون أي الصدقة أفضل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال:
المنيحة أن يمنح أحدكم الدرهم أو ظهر الدابة أو لبن الشاة أو لبن البقرة.
(حم عن ابن مسعود).
422

(16365) أتدرون أي الصدقة خير، فان خير الصدقة أن تمنح
أخاك الدرهم أو لبن الشاة. (خد عن ابن مسعود).
(16366) نعم المنيحة اللقحة الصفي منحة (1) والشاة الصفي منحة
تغدو باناء وتروح باناء. (مالك خ عن أبي هريرة).
(16367) من منح منيحة من ورق أو ذهب أو سقى لبنا أو
هدى زقاقا كان كعدل رقبة. (حم طب عن النعمان بن بشير).
(16368) من منح ورقا أو هدى زقاقا أو سقى لبنا كان له
كعدل نسمة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك
وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات كان له كعدل نسمة.
(هب عن البراء).
(16369) أسرع صدقة تصعد إلى السماء أن يصنع الرجل
طعاما طيبا ثم يجمع عليه ناسا من إخوانه. (الديلمي عن حبان بن أبي جبلة).
(16370) ما عمل أفضل من إشباع كبد جائع. (الديلمي
عن أنس).

(1) منحة: منحة الورق: القرض: ومنحه اللبن: أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع
بلبنها وبعيدها. وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها.
النهاية (4 / 364) ب.
423

(16371) لان تدعو أخاك المسلم فتطعمه وتسقيه أعظم لاجرك
من أن تتصدق بخمسة وعشرين درهما. (الديلمي عن أنس).
(16372) إن من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان (1).
(هب عن جابر).
(16373) من أطعم أخاه من الخبز حتى يشبعه وسقاه من الماء حتى
يرويه بعده الله من النار سبع خنادق كل خندق مسيرة سبع مائة عام.
(ن طب ك هب والخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عمرو) ولفظ ك:
بعد ما بين خندقين مسيرة خمس مائة سنة.
(16374) من أطعم مؤمنا حي يشبعه من سغب أدخله الله بابا
من أبواب الجنة لا يدخله إلا من كان مثله. (طب عن معاذ).
(16375) من أطعم كبدا جائعة أطعمه الله من أطيب طعام الجنة
ومن برد كبدا عطشانة سقاه الله وأرواه من شراب الجنة. (الديلمي
عن عبد الله بن جراد).
(16376) من اهتم بجوعة أخيه المسلم فأطعمه حتى يشبع غفر الله
له وسقاه حتى يروى. (ع عن أنس).

(1) السغبان: السغب: الجوع، وبابه طرب فهو ساغب وسغبان. اه‍
المختار (238) ب.
424

(16377) إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء تتناثر كما يتناثر
الورق من الشجر في الريح العاصف. (خط عن أنس) (1).
(16378) اسقها فان في كل ذات كبد حرى أجرا. (حب عن
محمود بن الربيع).
(16379) اسق الماء أحمله إليهم إذا غابوا واكفهم إياه إذا حضروا.
(طب عن عياض بن مرثد أو مرثد بن عياض العامري أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
عن عمل يدخله الجنة قال فذكره.
(16380) إن الرجل إذا سقى امرأته الماء أجر. (حم، طب
عن العرباض).
(16381) من سقى أخاه قدحا من ماء وهو عطشان كان كعتق.
ثلاثين رقبة. (الديلمي عن عائشة).
(16382) من سقى عطشانا فأرواه فتح الله له بابا من الجنة فقيل له:
ادخل منه، ومن أطعم جائعا فأشبعه وسقى عطشانا فأرواه، فتحت له
أبواب الجنة كلها وقيل: ادخل من أيها شئت. (طب عن أبي جنيدة
الفهري عن أبيه عن جده وضعف).
.

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 434) فيه: هبة الله بن موسى الموصلي،
قال في الميزان: لا يعرف وساق له هذا الخبر. ص.
425

(16383) من سقى الماء في موضع يقدر على الماء فله بكل شربة
يشربها برا كان أو فاجرا عشر حسنات تكتب له، وعشر درجات
ترفع له، وعشر سيئات تحط عنه، وإن شربه العطشان فعتق نسمة
وإن شربه العطشان الذي قد هجم على الموت فعتق ستين نسمة ومن سقى
الماء في موضع لا يقدر على الماء فكأنما أحيا الناس جميعا. (الخطيب عن
أنس، قال: منكر).
(16384) يا سعد ألا أدلك على صدقة خفيفة مؤنتها عظيم أجرها
تسقي الماء. (طب عن سعد بن عبادة).
(16385) يا صحار بن عياش أطب شرابك واسق جارك. (ابن
قانع طب عن صحار بن عياش).
(16386) يا عائشة من سقى الماء حيث يوجد فكأنما أعتق نفسا
ومن سقى الماء حيث لا يوجد فكأنما أحيا نفسا ومن أخذ من منزله
ملح فطيب به طعام كان كمن تصدق بذلك الطعام على أهله ومن أخذت
من منزله نار لم ينتفع من تلك النار بشئ إلا كان له صدقة. (ابن زنجويه
وابن عساكر عن عائشة) أنها قالت: يا رسول الله ما الشئ الذي لا يحل
منعه؟ قال: الماء والملح والنار قالت: هذا الماء قد عرفته فما بال الملح
والنار قال: فذكره، وفي سنده: متهم.
426

(16387) - لك في كل كبد حراء سقيتها أجر. (طب عن
سراقة بن مالك).
{النفقة على الأهل والأقارب}
{الاكمال}
(16388) إن نفقتك على أهلك وولدك وخادمك صدقة فلا
تتبع ذلك منا ولا أذى. (ك عن أنس).
(16389) من أنفق نفقة على نفسه فهي صدقة وعلى امرأته وعلى
ولده. (طب عن أبي أمامة).
(16390) من أنفق على نفسه نفقة يستعف بها فهي له صدقة،
ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فله صدقة. (أبو الشيخ طس
عن أبي أمامة).
(16391) نفقتك على أهلك وولدك وخادمك صدقة فلا تتبع ذلك
منا ولا أذى. (ك وتعقب عن أنس).
(16392) لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم فأنفقي عليهم يعني
زوجها وولدها. (حب عن ريطة امرأة عبد الله بن مسعود).
(16393) ما أنفق الرجل في بيته وأهله وولده وخدمه فهو له صدقة
(طب عن أبي أمامة).
427

(16394) ما على أحدكم إذا أراد أن يتصدق أن يجعلها لوالديه إذا
كانا مسلمين فيكون لوالديه أجرها ويكون له مثل أجورهما من غير أن
ينقص من أجورهما شئ. (ابن النجار عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده).
(16395) من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب
النفقة عليهما حتى يكفيهما الله أو يغنيهما من فضله كانتا له سترا من النار.
(حب طب عن أم سلمة).
(16396) أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار
ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله.
(حم م عن ثوبان).
(16397) ألا أخبركم بخمسة دنانير أفضلها وأخسها؟ أفضلها
دينار أنفقته على والديك، ودينار أنفقته على نفسك وعيالك، ودينار أنفقته
على ذي قرابتك، وأخسها وأقلها أجرا دينار أنفقته في سبيل الله عز وجل
(الديلمي عن أنس).
(16398) إن الصدقة على ذي القرابة تضاعف مرتين في الاجر.
(طب عن زينب امرأة عبد الله).
(16399) إما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لاجرك.
428

(خ (1) عن ابن عباس) أن ميمونة أعتقت وليدة قال: فذكره. (حم
د ك حب عن ميمونة).
{إماطة الأذى عن الطريق}
{الاكمال}
(16400) أمط الأذى عن الطريق فإنه لك صدقه. (ابن سعد
خ في الأدب عن أبي برزة الأسلمي) (2) (16401) يا أبا برزة أمط الأذى عن الطريق فان لك بذلك صدقة
(طب عن أبي برزة).
(16402) نظرت إلى الجنة فإذا فيها عبد لم يعمل من الخير شيئا،
فقلت في نفسي: مما شكر الله لهذا العبد حتى أدخله الجنة؟ فقيل لي: يا محمد
إن هذا كان يرفع الأذى عن طريق المسلمين يريد به وجه الله فشكر الله له
ذلك وأدخله الجنة. (أبو الشيخ عن أبي هريرة).

(1) رواه البخاري في صحيحه كتاب الهبة باب هبة المرأة لغير زوجها (3 / 208)
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب فضل النفقة والصدقة رقم (999)
عن ميمونة. وأحمد في مسنده (6 / 332).
وأبو داود في كتاب الزكاة باب في صلة الرحم رقم (1674) عن ميمونة. ص.
(2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد باب إماطة الأذى رقم (228) ص.
429

(16403) انظر ما يؤذي الناس فاعزله عن طريقهم. (ع
عن أبي هريرة).
(16404) كانت شجرة في طريق الناس تؤذي الناس فأتاها رجل
فعزلها عن طريق الناس، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلقد رأيته يتقلب
في ظلها في الجنة. (حم والخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس).
(16405) كانت شجرة تؤذي أهل الطريق قطعها رجل فنحاها
عن الطريق فأدخل الجنة. (ه‍ والرافعي عن أبي هريرة).
(16406) من أماط عن طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله
له به حسنة. (طب وابن عساكر عن أبي الدرداء) وفيه أبو بكر بن
أبي مريم ضعيف.
(16407) من زحزح عن طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله
له عنده حسنة، ومن كتب الله له عنده حسنة أوجب له بها الجنة.
(حم ع والخرائطي في مكارم الأخلاق وابن عساكر عن أبي الدرداء
وضعفه).
(16408) من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب الله
له به مائة حسنة. (طب عن أبي الدرداء).
430

{ادخال السرور على المؤمن}
{الاكمال}
(16409) ما من مؤمن أدخل على مؤمن سرورا إلا خلق الله
من ذلك السرور ملكا يعبد الله ويمجده ويوحده فإذا صار المؤمن في لحده
جاء السرور الذي أدخله عليه فيقول له: أما تعرفني؟ فيقول: من أنت؟
فيقول: أنا السرور الذي أدخلتني على فلان أنا اليوم أونس وحشتك
وألقنك حجتك وأثبتك بالقول الثابت وأشهد بك مشهد القيامة وأشفع
لك من ربك وأريك منزلك من الجنة. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده).
(16410) إن من واجب المغفر إدخالك السرور على أخيك المؤمن
(الخطيب في المتفق والمفترق عن جهم بن عثمان عن عبد الله بن سرجس عن
أبيه عن جده وعندي أنه تصحيف وإنما هو عبد الله بن الحسن عن أبيه
عن جده كما في معجم (طب) وفوائد سمويه وقد تقدم.
(16411) من أدخل على مؤمن سرورا فقد سرني ومن سرني فقد
اتخذ عند الله عهدا، ومن اتخذ عند الله عهدا فلن تمسه النار أبدا. (قط
في الافراد وأبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس)، قال قط: تفرد به
زيد بن سعيد الواسطي، قال الذهبي في معجمه: هذا خبر منكر،
431

ورواته أعلام ثقات فالآفة من زيد هذا ولم أجد أحدا ذكره بجرح
ولا تعديل.
(16412) من أدخل على أخيه المسلم فرحا أو سرورا في دار الدنيا
خلق الله عز وجل من ذلك خلقا يدفع به عنه الآفات في دار الدنيا، فإذا
كان يوم القيامة كان منه قريبا مر به هول يفزعه قال له: لا تخف
فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا الفرج أو السرور الذي أدخلته على
أخيك في دار الدنيا. (الخطيب وابن النجار عن ابن عباس).
(16413) من سر مسلما بعدي فقد سرني في قبري ومن سرني في
قبري سره الله تعالى يوم القيامة. (أبو الحسين بن شمعون في أماليه وابن
النجار عن ابن مسعود).
(16414) من أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخال السرور على المسلم
أو أن تفرج عنه غما أو تقضي عنه دينا أو تطعمه من جوع. (ابن المبارك
عن أبي شريك مرسلا).
(16415) يا أنس أما علمت أن موجبات المغفرة ادخالك
السرور على أخيك المسلم تنفس عنه كربة، أو تفرج عنه غما
أو ترجي له ضيعة أو تقضي عنه دينا أو تخلفه في أهله. (ابن أبي الدنيا
في قضاء الحوائج عن أنس).
432

(16416) أفضل الأعمال سرور تدخله على مسلم (عد عن جابر) (1).
(16417) ما من شئ أحب إلى الله من إدخال السرور على أخيك
المسلم. (ابن النجار عن ابن عمرو).
(16418) إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك
المسلم إشباع جوعته وتنفيس كربته. (محمد بن الحسين بن عبد الملك،
البزار في فوائده عن جابر).
{أنواع متفرقة}
{الاكمال}
(16419) في الانسان ستون وثلاث مائة مفصل فعليه أن يتصدق
عن كل مفصل منها صدقة، قالوا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال
النخاعة تراها في المسجد فتدفنها والشئ تنحيه عن الطريق فإن لم تقدر
فركعتا الضحى تجزئ عنك. (حم د (2) ع والروياني وابن خزيمة
حب وابن السني وأبو نعيم في الطب ص عن عبيد الله بن بريدة عن أبيه).

(1) قال المناوي في فيض القدير (2 / 26): عمار فيه نظر وللحديث شاهد
مرسل والحاصل أنه حسن لشواهده. ص.
(2) أخرجه أبو داود في أبواب السلام باب في إماطة الأذى عن الطريق رقم
(5220) قال المنذري: في اسناده علي بن الحسين بن واقد وفيه
مقال، والحديث أخرجه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه،
وقال المناوي في فيض القدير: اسناده حسن.
عون المعبود (14 / 155 و 156) ص.
433

(16420) خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة
مفصل فمن كبر الله وحمده وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل
حجرا عن الطريق أو عزل شوكة عن الطريق أو عزل عظما عن طريق
الناس أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاث مائة
سلامي فإنه يحشر يوم القيامة وقد زحزح نفسه عن النار. (أبو الشيخ
في العظمة عن عائشة).
(16421) إن في ابن آدم ثلاث مائة وستين عظما فعليه لكل عظم
منها في كل يوم صدقة، قالوا: يا رسول الله ومن يستطيع ذلك؟ قال:
إرشادك ابن السبيل صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإن
فضل بيانك عن اللأرثم (1) صدقة، قالوا: فمن لم يستطع ذلك؟ قال:
يكف شره عن الناس فإنها صدقة يتصدق بها على نفسه. (ابن السني
في الطب حل عن أبي هريرة).
(16422) ركب ابن آدم على ثلاث مائة وستين مفصلا فمن قال

(1) اللأرثم: هو الذي لا يصحح كلامه ولا يبينه لآفة في لسانه أو أسنانه.
النهاية (2 / 196) ب.
434

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وأمر بمعروف ونهى عن
منكر وعزل الأذى عن طريق المسلمين أو غصن شوك أو حجرا فبلغ ذلك
عدد سلاماه زحزح نفسه عن النار. (ابن السني وأبو نعيم في الطب
عن عائشة).
(16423) على كل ميسم (1) من بني آدم صدقة كل يوم قيل:
ومن يطيق هذا؟ قال أمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقة، والحمل عن
الضعيف صدقة، وكل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة صدقة.
(حب عن ابن عباس).
(16424) على كل مسلم في كل يوم صدقة، قالوا: ومن يطيق
ذلك يا رسول الله قال: السلام على المسلم صدقة وعيادتك المريض صدقة
وصلاتك على الجنازة صدقة وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة وعونك
الضعيف صدقة. (أبو نعيم في تاريخ أصبهان، والخطيب وابن عساكر
عن ابن مسعود).

(1) ميسم: الميسم: هي الحديدة التي يكوي بها. وأصله: موسم فقلبت
الواو ياء لكسرة الميم.
وفي الحديث " على كل ميسم من الانسان صدقة " هكذا جاء في رواية
فإن كان محفوظا، فالمراد به أن على كل عضو موسوم بصنع الله صدقة.
هكذا فسر. النهاية (5 / 186) ب.
435

(16425) على كل ميسم من الانسان صلاة كل يوم فقال بعض
القوم: هذا شديد يا رسول الله، قال: إن أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر
صلاة وإن حملا عن الضعيف صلاة، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة
صلاة. (طب عن ابن عباس).
(16426) ألا رجل يتصدق على هذا فيقوم فيصلي معه. (ش
حم والدارمي د ع وابن خزيمة، حب ص ك عن أبي سعيد)، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يصلي وحده قال فذكره. (طب عن
أبي أمامة طب عن عصمة بن مالك ش عن الحسن مرسلا، عبد الرزاق عن أبي
عثمان النهدي مرسلا).
(16427) ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت
فيه الشمس، قيل يا رسول الله ومن أين لنا صدقة؟ قال: إن أبواب الخير
لكثير: التسبيح والتحميد والتهليل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتميط
الأذى عن الطرق وتسمع الأصم وتهدي الأعمى وتدل المستدل على
حاجته وتسعى بشدة ساقيك مع اللهفان المستغيث وتحمل بشدة ذراعيك
مع الضعيف فهذا كله صدقة منك على نفسك. (حب عن أبي ذر).
(16428) إن فيك صدقة كثيرة إن في فضل بيانك عن اللأرثم
تعبر عنه حاجته صدقة وفي فضل سمعك عن السيئ السمع تعبر عنه حاجته
436

صدقة وفي فضل بصرك على الضرير البصر تهديه الطريق صدقت، وفي مباضعتك
أهلك صدقة قيل يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر؟ قال: أرأيت
لو جعلتها في غير حلها أكان عليك وزر قال: نعم قال: أفتحتسبون بالشر
ولا تحتسبون بالخير. (ق عن أبي ذر).
(16429) لئن أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق النسمة
وفك الرقبة قال: أو ليسا واحدا، قال: لا، عتق النسمة أن تنفرد بعتقها
وفك الرقبة أن تعين في ثمنها والمنحة الوكوف (1) والفئ على ذي الرحم
الظالم، فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه
عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير. (ط حب ق
والخرائطي في مكارم الأخلاق عن البراء) أن أعرابيا قال: يا رسول الله
علمني شيئا يدخلني الجنة قال فذكره.
(16430) إن من الصدقة أن تعتق النسمة وتفك الرقبة قال قائل:
أو ليستا واحدة؟ قال: لا، عتقها أن تعتقها وفكاكها أن تعين في ثمنها،
مال: أفرأيت إن لم أستطع ذلك؟ قال تطعم جائعا أو تسقي ظمآنا، قال:
فإن لم أستطع؟ قال: تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، قال: فإن لم أستطع؟

(1) الوكوف: أي غزيرة اللبن، وقيل: التي لا ينقطع لبنها سنتها جميعها،
وهو من وكف البيت والدمع إذا تقاطر. النهاية (5 / 220) ب.
437

قال: منحة وكوف وعطفة على ذي رحم، قال: فإن لم أستطع؟ قال: تكف
عن الناس أذاك. (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عبد الرحمن بن عبد الله
ابن عتبة بن مسعود).
(16431) إن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة أعتق
النسمة وفك الرقبة، قال: يا رسول الله أو ليستا واحدة؟ قال: لا، إن
عتق النسمة أن تفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في عتقها والمنحة الوكوف
والفئ على ذي الرحم الظالم فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسق الظمآن
وأمر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من
خير. (ط حم حب قط طب ك ص عن البراء).
(16432) إن في سمعك للمنقوص سمعه صدقة. (الديلمي
عن أبي الدرداء).
(16433) إفراغك من دلوك في إناء أخيك صدقة وأمرك بالمعروف
ونهيك عن المنكر صدقة وتبسمك في وجه أخيك صدقة وإماطة الحجر
والشوك والعظم عن طريق الناس صدقة، وهدايتك الرجل في أرض
الضلال صدقة. (حم عن أبي ذر).
(16434) مشيك مع أخيك في أرض فلاة صدقة. (أبو الشيخ
عن أبي هريرة).
438

(16435) من خرج مع أخ له في طريق موحشة فكأنما أعتق
رقبة. (الديلمي عن أنس).
(16436) من حمل أخاه على شسع نعل فكأنما حمله على فرس
شاك السلاح في سبيل الله عز وجل. (الخطيب عن أنس، وفيه محمد
ابن حبان بن الأزهر الباهلي، ضعيف).
(16437) الكلمة الطيبة صدقة وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة
صدقة. (ابن المبارك حم والقضاعي عن أبي هريرة).
(16438) ما تصدق الناس بصدقة أفضل من قول. (ابن النجار
عن سمرة).
(16439) ما صدقة أفضل من أن تصدق على مملوك عند مليك
شر. (عق عن أبي هريرة).
(16440) ما من صدقة أفضل من صدقة تصدق بها على مملوك
عند مليك يسوءه (الحكيم والشيرازي في الألقاب والخطيب عن أبي هريرة).
(16441) كل معروف صدقة غنيا كان أو فقيرا. (طب
عن ابن مسعود).
(16442) أول من يدخل الجنة أهل المعروف وكل معروف صدقة
(أبو الشيخ في الثواب عن عائشة).
439

(16443) كل معروف صدقة والمعروف يقي سبعين نوعا من البلاء
ويقي ميتة السوء والمعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة
فالمعروف لازم لأهله يقودهم ويسوقهم إلى الجنة، والمنكر لازم لأهله
يقودهم ويسوقهم إلى النار. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، والخرائطي
في مكارم الأخلاق عن بلال).
(16444) لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تعطي صلة الحبل
ولو أن تعطي شسع النعل ولو أن تفرغ من دلوك في اناء المستسقي ولو
أن تنحي الشئ من طريق الناس يؤذيهم ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه
منطلق ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه ولو أن تؤنس الوحشان (1) في
الأرض وإن سبك رجل بشئ يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه
فيكون أجره لك ووزره عليه وما سر أذنك أن تسمعه فاعمل به وما ساء
أذنك أن تسمعه فأجتنبه. (حم عن أبي تميمة الهجيمي عن رجل من قومه،
ك عن جابر بن سليم الهجيمي).
(16445)
لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تصب من دلوك
في إناء المستسقي وأن تلقى أخاك ببشر حسن فإذا أدبر فلا تغتابه. (ابن
أبي الدنيا في ذم الغيبة عن سليم بن جابر).

(1) الوحشان: الوحشان: المغتم، وقوم وحاشي، وهو فلان، من الوحشة
ضد الانس. النهاية (5 / 161) ب.
440

(16446) لا تحقرن من المعروف شيئا فإن لم تجد فلاين الناس
ووجهك إليهم منبسط. (حب عن أبي ذر).
(16447) لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه
منبسط ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي. (هب والخرائظي في
مكارم الأخلاق عن أبي ذر).
(16448) لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه
طلق وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها. (حب
عن أبي ذر).
(16449) المعروف معروف كاسمه، وأهل المعروف في الدنيا أهل
المعروف في الآخرة. (ابن النجار عن ابن شهاب مرسلا).
(16450) إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل المعروف كلهم في
صعيد واحد فيقول هذا معروفكم قد قبلته فخذوه، فيقولون إلهنا وسيدنا
وما نصنع به وأنت أولى به منا فخذه أنت فيقول تعالى: وما أصنع به وأنا
معروف بالمعروف فخذوا فتصدقوا به على أهل التلطخ بالذنوب فإنه ليلقى
الرجل صديقه وعليه ذنوب كأمثال الجبال فيتصدق عليه بشئ من معروفه
فيدخل به الجنة. (ابن النجار عن أنس).
(16451) أوحى الله تعالى إلى ذي القرنين وعزتي وجلالي ما خلقت
441

خلقا أحب إلي من المعروف وسأجعل له علما فمن رأيته حببت إليه
المعروف واصطناعه وحببت إلى الناس الطلب إليه فأحبه وتوله فاني
أحبه وأتولاه ومن رأيته كرهت إليه المعروف وبغضت إلى الناس الطلب
إليه فأبغضه ولا تتوله فإنه من شر من خلقت. (الديلمي عن بكر بن
عبد الله المزني عن أبيه).
(16452) ارحموا حاجة الرجل الغني الموسر المحتاج فصدقة الدرهم
عليه عند الله بمنزلة سبعين ألفا. (الحافظ أبو الفتيان الدهستاني في كتاب
فضل السلطان العادل، والخليلي والرافعي والديلمي خط (1) وقال: غريب
جدا عن ابن مسعود).
(16453) إن لله عز وجل أملاكا خلقهم كيف شاء وصورهم على
ما شاء تحت عرشه ألهمهم أن ينادوا قبل طلوع الشمس وقبل غروب
الشمس في كل يوم مرتين ألا من وسع على عياله وجيرانه وسع الله عليه
في الدنيا ألا من ضيق ضيق الله عليه ألا إن الله قد أعطاكم لنفقة درهم
على عيالكم سبعين قنطارا، والقنطار مثل أحد وزنا أنفقوا ولا تجمعوا ولا
تضيقوا ولا تقتروا وليكن أكثر نفقتكم يوم الجمعة. (ابن لآل في
مكارم الأخلاق عن ابن عباس).

(1) في تاريخ بغداد (13 / 323) قال: من حديث الأعمش عن أبي وائل
عن ابن مسعود. ص.
442

{قضاء الحوائج من الاكمال}
(16454) أوحى الله تعالى إلى داود يا داود إن العبد ليأتي بالحسنة
يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة قال داود: يا رب ومن هذا العبد؟ قال:
مؤمن يسعى لأخيه المؤمن في حاجة أحب قضاءها قضيت على يده أو لم
تقض. (الخطيب وابن عساكر عن علي وهو واه).
(16455) من ألطف مؤمنا أو أقام له بحاجة من حوائج الدنيا
والآخرة صغرت تلك أو كبرت، كان حقا على الله أن يخدمه خادما يوم
القيامة. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أنس).
(16456) من قضى لأخيه المسلم حاجة من حوائج الدنيا قضى الله
تعالى له اثنين وسبعين حاجة أسهلها المغفرة. (الخطيب عن أبي دينار
عن أنس).
(16457) من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الاجر كمن
خدم الله عمره. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، والخرائطي في مكارم الأخلاق
حل والخطيب وابن النجار عن أنس).
(16458) من قضى لأخيه حاجة في غير معصية كان كمن خدم الله
عمره (الديلمي عن ابن عمر).
443

(16459) من قضى حاجة المسلم في الله كتب الله له عمر الدنيا
سبعة آلاف سنة صيام نهاره وقيام ليله. (ابن عساكر عن أنس وفيه
الحسين بن داود البلخي قال الخطيب: ليس بثقة حديثه موضوع).
(16460) من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ
بر وإدخال السرور رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة. (طب، وابن
عساكر عن أبي الدرداء).
(16461) من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في منفعة
بر أو تيسير عسير أعين على إجازة الصراط يوم دحض الاقدام. (ق
وابن عساكر عن ابن عمر).
(16462) من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر
أو تيسير عسير أعانه الله على إجازة الصراط يوم القيامة عند دحض الاقدام
(الحسن بن سفيان حب والخرائطي في مكارم الأخلاق، وابن عساكر
عن عائشة، صحيح).
(16463) من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن
مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة. (الخرائطي
في مكارم الأخلاق عن عمر).
(16464) إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس فقضى حوائج الناس على
444

أيديهم أولئك آمنون من فزع يوم القيامة. (ابن أبي الدنيا في قضاء
الحوائج عن الحسن مرسلا).
(16465) إن لله عبادا يفزع الناس إليهم في حوائجهم هم الآمنون
يوم القيامة من عذاب الله. (أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس).
(16466) من مشى في عون أخيه المسلم ومنفعته فله ثواب المجاهدين
في سبيل الله عز وجل. (ابن النجار عن علي).
(16467) من أعان أخاه المضطر ثبت الله قدميه يوم تزول فيه
الجبال. (ابن النجار عن ابن عباس).
(16468) من أعان مسلما بكلمة أو مشى له خطوة حشره الله يوم
القيامة مع الأنبياء والرسل آمنا وأعطاه على ذلك أجر سبعين شهيدا قتلوا
في سبيل الله. (ابن عساكر عن ابن عمر).
(16469) من أعان مؤمنا على حاجته وهب الله له ثلاثا وسبعين
رحمة، يصلح الله له دنياه وأخر له اثنين وسبعين رحمة مذخورة في
درجات الجنة. (أبو الفتيان الدهستاني في كتاب فضل السلطان العادل
عن عبد الغفار بن عبد العزيز بن عبد الله بن سعد الأنصاري عن أبيه).
(16470) من أغاث ملهوفا كتب له ثلاثا وسبعين حسنة، واحدة
منها يصلح الله بها أمر دنياه وآخرته واثنين وسبعين له درجات يوم القيامة
445

(ت ع عق وابن عساكر عن زياد بن حسان عن أنس) وزياد متروك
وقال (ك) عن أنس: أحاديثه موضوعة، وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات (1).
(16471) من أغاث ملهوفا غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة، واحدة
في الدنيا واثنين وسبعين في الدرجات العلى من الجنة، ومن قال: أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة. (ابن عساكر عن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين المالكي عن أنس).
(16472) من فرج عن مؤمن كربة جعل الله له يوم القيامة
شعبتين من نور على الصراط يستضئ بضوءها عالم لا يحصيهم إلا رب
العزة عز وجل. (ك في تاريخه والخطيب عن أبي هريرة).
(16473) من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه في الله جعل الله عز
وجل بينه وبين النار يوم القيامة سبعة خنادق، بين الخندق والخندق كما بين
السماء والأرض. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج حل عن ابن عباس).
(16474) من مشى في حاجة أخيه أظله الله بخمسة وسبعين ألف

(1) عزى المصنف الحديث لسنن الترمذي ولدى الرجوع لمظان الحديث لم أره
ولكن في الفتح الكبير (3 / 166) عزاه إلى (تخ هب عن أنس) ص
446

ملك حتى يفرغ فإذا فرغ كتب له أجر حجة وعمرة. (الخرائطي في
مكارم الأخلاق عن ابن عمر وأبي هريرة معا).
(16475) من مشى لأخيه في حاجة فاني قائم يوم القيامة جوار
ميزانه إن رجح وإلا شفعت له. (أبو نعيم عن ابن عمر).
(16476) من مشى بحقه إلى أخيه حتى يقضيه فله به صدقة. (ط
ص عن ابن عباس).
(16477) قيام المرء مع أخيه المسلم أفضل من اعتكاف سنة في
المسجد. (الديلمي عن أنس).
(16478) من مشى في حاجة أخيه المسلم حتى يتمها له أظله الله
بخمسة آلاف ملك يدعون له ويصلون عليه إن كان صباحا حتى يمسي،
وإن كان مساء حتى يصبح ولا يرفع قدما إلا كتب الله له بكل خطوة
يخطوها سبعين حسنة، ولا يضع قدما إلا حط الله عنه بها خطيئة.
(الخرائطي في مكارم الأخلاق والرافعي عن ابن عمر وأبي هريرة معا).
(16479) من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة
يخطوها سبعين حسنة ومحا عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه
فان قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وإن هلك
فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب. (ع عدو أبو الشيخ والخرائطي في مكارم
447

الأخلاق والخطيب كر عن أنس وهو ضعيف، وأورده ابن الجوزي
في الموضوعات).
(16480) لا يزال الله في حاجة العبد ما دام العبد في حاجة أخيه.
(طب عن أبي هريرة سمويه طب عن أبي هريرة عن زيد بن ثابت).
(16481) ما أنعم الله عز وجل على عبد من نعمة وأسبغها عليه ثم
جعل إليه شيئا من حوائج الناس فتبرم بها إلا وقد عرض تلك النعمة للزوال
(ابن النجار عن ابن عباس).
(16482) ما من عبد أنعم الله عليه نعمة وأسبغها عليه ثم جعل إليه
شيئا من حوائج الناس فتبرم فقد عرض تلك النعمة للزوال. (أبو نعيم
عن ابن عباس).
(16483) ما من عبد ولا أمة يدع أن يمشي في حاجة أخيه المسلم
إلا مشى مثلها في سخط الله ولا يدع أن ينفق نفقة في سبيل الله إلا أنفق
أضعافا مضاعفة في سخط الله ولا يدع الحج لغرض من الدنيا إلا رأى
المحلقين قبل أن تقضى تلك الحاجة. (طب عن أبي جحيفة).
(16484) ما من عبد ولا أمة يظن بنفقة ينفقها فيما يرضى الله تعالى
إلا أنفق مثلها فيما يسخط الله تعالى، وما من عبد يدع مؤنة عند أخيه
المسلم والسعي معه في حاجة قضيت أو لم تق إلا ابتلى بمعونة من يأثم
فيه ولا يؤجر عليه. (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن علي).
448

(16485) ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة إلا كثرت مؤونة
الناس عليه، فإن لم يتحمل مؤنتهم فقد عرض تلك النعمة لزوالها.
(الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عمر).
(16486) من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كربة يوم
القيامة ومن ستر على مؤمن عورة ستر الله عليه عورته ومن فرج عن
مؤمن كربة فرج الله عنه كربته. (طب عن كعب بن عجرة).
(16487) من وسع على مكروب كربة في الدنيا وسع الله عليه
كربت في الآخرة، ومن ستر عورة مسلم في الدنيا ستر الله عورته في
الآخرة، ومن نفس عن مكروب كربة في الدنيا نفس الله عنه كربة
من كربات يوم القيامة، والله في عون المرء ما كان المرء في عون أخيه.
(عب عن أبي هريرة).
449

فرع في المعروف والصدقة
من المشرك وعنه
(16488) الصدقة من المشرك [لا ينفع. إنه لم يقل يوما: رب
اغفر لي خطيئتي يوم الدين]. (م عن عائشة)
(1) {الاكمال}
(16489) أما إنها لا تنفعه ولكنها تكون في عقبه إنهم لن يخزوا
أبدا ولن يذلوا أبدا ولن يفتقروا أبدا. (البغوي طب ص عن سلمان بن
عامر الضبي) قال قلت: يا رسول الله إن أبي كان يقرى الضيف ويكرم
الجار ويفي بالذمة ويعطي في النائبة فما ينفعه ذلك؟ قال: مات مشركا؟
قلت: نعم، قال: فذكره.
(16490) أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه
.

(1) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب الدليل على أن من مات
على الكفر لا ينفعه عمل رقم (365).
فلما كان اللفظ للحديث ايراده هنا غير صحيح أذكره للايضاح: " عن
عائشة قالت: قلت يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل
الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال: " لا ينفعه إنه. ".
فالزائد في لفظ الحديث: " الصدقة من المشرك " والصحيح جعلته
ما بين الحاصرتين. ص.
450

نفعه ذلك. (حم عن ابن عمر).
(16491) يا عائشة إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
(عم عن عائشة) قالت: قلت يا رسول الهل ابن جدعان كان في الجاهلية
يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه قال: فذكره (1) (16492) لا ينفعه. إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم
الدين. (م عن عائشة) قالت: قلت يا رسول الله! ابن جدعان كان في الجاهلية
يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه قال: فذكره (2).
(16493) كيف يا عائشة ولم يقل ساعة قط من ليل ولا نهار
رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. (الديلمي عن عائشة).
(16494) كان يعطي للدنيا وحمدها وذكرها وما قال يوما قط رب
اغفر لي خطيئتي يوم الدين. (طب عن أم سلمة).
(16495) إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني الذكر. (حم طب
عن عدي بن حاتم).
(16496) إن أباك كان يحب أن يذكر فذكر. (طب عن
سهل بن سعد).
.

(1) مر الحديث برقم (16488) مع بيان وايضاح للفظه الصحيح ص.
451

الفصل الرابع
{في المصرف}
(16497) إن الله تعالى لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات
حتى حكم فيها هو فجزأها ثمانية أجزاء فان كنت من تلك الأجزاء أعطيتك
حقك. (د عن زياد بن الحارث الصدائي) (1). (16498) ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة
واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له
فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس. (مالك، حم، ق، د، ن
عن أبي هريرة).
(16499) إن شئتما أعطيتكما ولاحظ فيها لغني ولا قوي مكتسب
(حم ق د ن عن رجلين).
(16500) ليس المسكين الذي ترده الأكلة والاكلتان ولكن
المسكين الذي ليس له غنى ويستحيي ولا يسأل الناس إلحافا. (خ د
عن أبي هريرة).

أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة باب من يعطي من الصدقة وحد الغني
رقم (1614).
وقال المنذري في اسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي وقد تكلم
فيه غير واحد. عون المعبود (5 / 39) ص.
452

(16501) لا تحل الصدقة لغني ولا لذي (1) مرة سوي. (حم
د ت ك عن ابن عمرو حم ق ه‍ عن أبي هريرة) (2).
(16502) قال رجل لاتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقة فوضعها
في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق، فقال: اللهم
لك الحمد على سارق، لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقة فوضعها في يد زانية
فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة لي زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانية
لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقة فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون
تصدق الليلة على غني، فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى
غني فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته
وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر فينفق
مما أعطاه الله. (حم ق ن عن أبي هريرة).

(1) لذي مرة سوى: مرة بكسر الميم وتشديد الراء أي قوة (سوي)
أي مستوى الخلق، قاله الجوهري، والمراد استواء الأعضاء وسلامتها.
تحفة الأحوذي (3 / 317) ب.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الزكاة (1 / 407) وقال: صحيح على
شرط الشيخين وسكت الذهبي.
ورواه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء من لا تحل له الصدقة رقم
(652) وقال: حسن. ص.
453

(16503) لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله أو
لعامل عليها أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل كان له جار مسكين
فتصدق على المسكين، فأهداها المسكين للغني. (حم، د، ه‍ ك
عن أبي سعيد).
(16504) لا تحل الصدقة لغني إلا لثلاثة في سبيل الله أو ابن
السبيل أو جار فقيل يتصدر عليه فيهدي لك أو يدعوك. (حم ق
عن أبي سعيد).
(16505) اصبروا على أنفسكم يا بني هاشم فإنما الصدقات غسالات
الناس. (طب عن ابن عباس).
(16506) إن الله أبى ذلك ورسوله أن يجعل لكم أوساخ أيدي الناس
(طب عن المطلب بن ربيعة).
(16507) إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحل
لمحمد ولا لآل محمد. (م د ق عن عبد المطلب بن ربيعة) (1).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب ترك استعمال آل النبي على
الصدقة رقم (168).
وأبو داود في كتاب الخراج والفئ والامارة رقم (2969)، وقال
المنذري: أخرجه مسلم والنسائي. عون المعبود (8 / 208) وفي الفتح الكبير
(1 / 427) " م د ن " ومن هنا تبين لنا خطأ العزو في هذا الحديث
فرمز " ق " يبدل برمز " ن " كما والحديث عند النسائي في كتاب
الزكاة عن عمرو بن سواد. ذخائر المواريث (2 / 227) ص.
454

(16508) إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة وإن مولى القوم من
من أنفسهم. (حم د ن حب ك عن أبي رافع) (1).
(16509) إني لانقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي
أو في بيتي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها. (حم ق
عن أبي هريرة) (2).
(16510) لولا أخشى أنها من الصدقة لأكلتها. (حم ق د ن
عن أنس).
(16511) هو عليها صدقة وهو منها لنا هدية. (حم 4 حب ك
عن أنس ق عن عائشة).
(16512) قربيه قد بلغت محلها (3). (م عن جويرية).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب الصدقة على بني هاشم رقم (1634).
وقال المنذري: أخرجه النسائي في كتاب الزكاة رقم (2613).
والترمذي وقال: حديث حسن صحيح رقم (657). عون المعبود (5 / 68) ص.
(2) رواه البخاري في صحيحه كتاب اللقطة (3 / 164) ص.
(3) محلها: بكسر الحاء، أي زال عنها حكم الصدقة وصارت حلالا لنا.
صحيح مسلم (2 / 755) ب.
455

(16513) إن الله تعالى حرم علي الصدقة وعلى أهل بيتي (ابن سعد
عن الحسن بن علي).
(16514) إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس.
(حم م عن عبد المطلب بن ربيعة).
(16515) إن الصدقة لا تحل لنا وإن مولى القوم منهم. (ت ن ك
عن أبي رافع).
(16516) موالينا منا. (طب عن ابن عمر).
(16517) مولى القوم من أنفسهم. (خ عن أنس).
(16518) مولى الرجل أخوه وابن عمه. (طب عن سهل بن حنيف)
(16519) إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة. (حم عق عن الحسن).
(16520) كخ كخ (1) ارم بها أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة
(ق عن أبي هريرة).
{الاكمال}
(16521) إن الصدقة لا تحل لنا. (الشيرازي في الألقاب عن
عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى).
(16522) إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي وإن مولى القوم

(1) كلمة زجر، وقيل هي كلمة أعجمية عربتها العرب. النهاية (4 / 154). ب
456

من أنفسهم. (طب عن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له طهمان
أو ذكوان).
(16523) إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد. (الخطيب عن
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
(16524) كخ كخ ارم بها أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة
(خ م عن أبي هريرة) قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من
تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
(16525) إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، لعن الله من
ادعى إلى غير أبيه، ولعن من تولى غير مواليه الولد لصاحب الفراش
وللعاهر الحجر إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ليس لوارث وصية
(طب عن البراء وزيد بن أرقم، حم عن عمرو بن خارجة).
(16526) إنا نأكل الهدية ولا نأكل الصدقة. (ق عن سلمان).
(16527) إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة. (طب عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى عن أبيه).
(16528) إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة وهي أو ساخ الناس،
ولكن ما ظنكم إذا أخذت بحلق الجنة هل أوثر عليكم أحدا. (طب
عن ابن عباس).
457

(16529) إنا أهل بيت نهينا أن نأكل الصدقة وإن موالينا من
أنفسنا ولا نأكل الصدقة. (حم طب ق، وابن منده، وابن عساكر
عن ميمون مولى النبي صلى الله عليه وسلم، الروياني وابن عساكر عن كيسان مولى النبي
صلى الله عليه وسلم، الروياني والبغوي وابن عساكر عن هرمز مولى النبي صلى الله عليه وسلم).
(16530) لا يحل لكم أهل البيت من الصدقات شئ ولا غسالة
الأيدي إن لكم في خمس الخمس لما يعينكم أو يكفيكم (طب عن ابن عباس)
(16531) يا أبا رافع إن الصدقة حرام على محمد وعلى آل محمد وإن
مولى القوم من أنفسهم. (طب ق عن ابن عباس).
(16532) يا أيها الناس إن الصدقة لا تحل لي ولا لاحد من أهل
بيتي ألا إنه لا تحل لي ولا لاحد من المسلمين يؤمن بالله واليوم الآخر من
مغانم المسلمين ما يزن وبرة. (الباوردي وابن منده وأبو نعيم عن خارجة
ابن عمرو حليف أبي سفيان وقال أنه خطأ).
(16533) يا بني عبد المطلب إن الصدقة أوساخ الناس فلا تأكلوها
ولا تعملوا عليها. (ابن سعد عن عبد الملك بن المغيرة مرسلا).
(16534) يا بني هاشم إياكم والصدقة لا تعملوا عليها فإنها لا تصلح
لكم وإنما هي أوساخ الناس. (أبو نعيم عن عبد الله بن المغيرة الهاشمي عن
أبيه وأكثر من عرف من الصحابة).
458

(16535) يا طهمان إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي وإن مولى
القوم من أنفسهم. (البغوي والباوردي وابن عساكر عن طهمان مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم).
(16536) لولا أخشى أنها من الصدقة لأكلتها. (حم خ د
ن وأبو عوانة (1) حب عن أنس) قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق
قال: فذكره.
(16437) لا تحل الصدقة لنا ولا لموالينا. (طس عن ابن عباس).
(16538) إني وجدت تمرة ساقطة فأكلتها ثم ذكرت تمرا
كان عندنا من تمر الصدقة فما أدري أمن ذلك كانت التمرة أو من أهلي
فذلك أسهرني. (ك هب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
(16539) إني لأرى التمرة فما يمنعني من أكلها إلا مخافة أن تكون
من تمر الصدقة. (ط عن أنس، ابن سعد عن الحسن رضي الله عنه).
(16540) هاتيها قد بلغت محلها. (طب عن ميمونة) قالت:

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب تحريم الزكاة رقم (1071)
واقتصر المنذري في عون المعبود (5 / 70) على تخريج الحديث لمسلم فقط
بينما الحديث رواه عدة خلافا لما سار عليه في الكتاب وأبو داود طب
حمص كتاب الزكاة باب الصدقة على بني هاشم رقم (1652) ص.
459

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل من طعام؟ قلت: لا إلا عظم أعطيته مولاة
لنا من الصدقة قال فذكره.
(16541) إنها قد بلغت محلها. (خ م عن أم عطية رضي الله عنها).
(16542) قريبه فقد بلغت محلها. (م عن جويرية) أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: هل من طعام قالت: لا والله ما عندنا طعام إلا عظم من شاة
أعطيته مولاتي من الصدقة. قال: فذكره.
(16543) ذاك الذي عليك فان تطوعت بخير قد قبلنا منك وآجرك
الله فيه. (حم د عن أبي بن كعب) (1).
{المصرف المتفرق}
{الاكمال}
(16544) إن الله تعالى لم يكل قسمها إلى ملك مقرب ولا نبي
مرسل حتى جزأها على ثمانية أجزاء فان كنت جزءا منها أعطيتك وإن
كنت غنيا فإنما هي صداع في الرأس وداء في البطن. (ابن سعد عن
زيد بن الحارث).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب في زكاة السائمة (1568).
وقال المنذري في اسناده محمد بن إسحاق واحتج الأئمة بحديثه لأنه ثقة
وثقه جماعة من الأئمة، وإنما نقم عليه التدليس.
عون المعبود (4 / 467) ص.
460

(16545) إن شئتما أعطيتكما ولاحظ فيها لغني ولا لقوي
مكتسب. (حم د ن ق عن عبيد الله بن عدي بن الخيار) قال: أخبرني
رجلان أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الصدقة فرآنا جلدين قال فذكره.
(16546) لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي
فقر مدقع (1) أو غرم مفظع (2). (طب عن حبشي بن جنادة السلولي)
(16547) لا تصلح الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي. (حم عن رجل من بني هلال).
(16548) إن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر
مدقع أو غرم مفظع، ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في
وجهه يوم القيامة ورضفا يأكله من جهنم فمن شاء فليقل ومن شاء
فليكثر. (البغوي والباوردي وابن قانع طب عن حبشي بن جنادة).
(16549) إن الصدقة صداع في الرأس وحريق في البطن أو داء.
(حم ش والباوردي طب عن حبان بن بح الصدائي).
(16550) الغنى ستون ألفا فمن لم يملك ستين ألفا فهو فقير. (جعفر

(1) فقر مدقع: أي شديد يفضي بصاحبه إلى الدقعاء. وقيل هو سوء احتمال
الفقر. النهاية (2 / 127) ب.
(2) غرم مفظع: أي حاجة لازمة من غرامة مثقلة. النهاية (3 / 363) ب
461

ابن محمد بن جعفر في كتاب العروس والديلمي عن أنس).
(16551) ليس المسكين إلي ترده الأكلة والاكلتان واللقمة
واللقمتان ومن سأل الناس ليثري ماله فإنما هو رضف من النار يتلهب فمن
شاء فليقل ومن شاء فليكثر. (ابن عساكر عن ابن عمرو).
(16552) ليس المسكين بالطواف ولا بالذي ترده التمرة والتمرتان
واللقمة واللقمتان، ولكن المسكين المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا ولا
يفطن له فيتصدق عليه. (حم عن ابن مسعود).
(16553) ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والاكلة
والاكلتان ولكن المسكين الذي ليس له ما يستغني به ولا يعلم بحاجته
فيتصدق عليه فذلك المحروم. (حب وابن مردويه عن أبي هريرة).
(16554) من أخرج صدقة فلم يجد إلا بربريا فليردها. (حم ن
عن ابن عمرو وقال ابن الجوزي: كان البربر إذ ذاك كفارا.
{في آداب أخذ الصدقة من الاكمال}
(16555) إذا آتاك الله من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف
فخذه وكله وتموله. (كر عن أبي الدرداء).
(16556) ما آتاك الله من مال السلطان من غير مسألة ولا إشراف
نفس فكله وتموله. (حم عن أبي الدرداء).
462

(16557) ما آتاك الله من غير مسألة ولا إشراف فخذه وكله
وتموله. (طب عن أبي الدرداء).
(16558) قلت: يا رسول الله ألست قد قلت لي إن خيرا لك أن
لا تأخذ من الناس شيئا؟ قال: إنما ذلك أن لا تسأل الناس وما جاءك من غير مسألة فإنما هو رزق رزقه الله تعالى. (هب عن عمر).
(16559) من أعطي شيئا من غير سؤال ولا استشراف نفس
فإنه رزق من الله فليقبله ولا يرده. (الهيثم بن كليب وابن عساكر عن عمر)
(16560) من بلغه معروف من أخيه من غير مسألة ولا إشراف
نفس فليقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليه. (حب طب كر عن زيد
ابن خالد الجهني).
(16561) من جاءه من أخيه معروف من غير إشراف نفس ولا
مسألة فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله إليه. (حم ش وابن سعد
ع حب والبغوي والباوردي وابن قانع طب ك وأبو نعيم هب ص عن
خالد بن عدي الجهني، قال البغوي: لا أعلم له غيره).
(16562) من عرض له شئ من هذا الرزق من غير مسألة ولا
إشراف نفس فليتوسع به في رزقه، وإن كان عنه غنيا فليوجهه إلى
من هو أحوج إليه منه. (حم ع طب ص هب عن عائذ بن عمرو المزني).
463

(16563) خذه فتموله وتصدق به، وما جائك من هذا المال وأنت
غير مشرف ولا سائل فخذه، ومالا، فلا تتبعه نفسك. (حم خ م (1) ن
عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده، خ ن
عن الزهري عن السائب بن زيد بن حويطب بن عبد العزي عن
عبد الله بن السعدي عن عمر).
(16564) من عرض له شئ من غير أن يسأله فليقبله فإنما هو رزقه
ساقه الله. (ابن النجار عن أبي هريرة).
(16565) ما أنطاك الله فخذه ولا تسأل الناس شيئا فان اليد العليا
هي المنطية، واليد السفلى هي المنطاة وإن مال الله مسؤول ومنطى.
(ابن سعد طب عن عروة بن محمد عطية السعدي عن أبيه عن جده).
(16566) من أتى إليه معروف فليكاف به فإن لم يستطع فليذكره
فمن ذكره فقد شكره ومن تشبع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور.
(حم عن عائشة).
(16567) من أتى إليه معروف فوجد فليكاف ومن لم يجد فليثن
عليه فان من أثنى عليه فقد شكره ومن كتمه فقد كفره. (ابن جرير
في تهذيبه عن جابر).

(1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب إباحة الاخذ رقم (110 و 111) ص.
464

(16568) من أوليت إليه نعمة فليشكر. (أبو عبيد في الغريب
هب عن يحيى بن عبد الله بن صيفي مرسلا).
(16569) من أولى معروفا فليكافه فإن لم يقدر عليه فليذكره ومن
ذكره فقد شكره، ومن تشبع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور. (هب
عن أبي هريرة).
(16570) من أولى معروفا فليكاف به فإن لم يستطع فليذكره فإذا
ذكره فقد شكره، والمتشبع بما لم ينل كلابس ثوبي زور. (ابن أبي الدنيا
في قضاء الحوائج هب كر عن عائشة).
(16571) من أولى معروفا فليذكره فمن ذكره فقد شكره ومن
كتمه فقد كفره. (طب ص عن طلحة).
(16572) من أزلفت (1) إليه يد فان عليه من الحق ما يجزي بها
فإن لم يفعل فليظهر الثناء، فإن لم يفعل فقد كفر النعمة. (ابن عساكر
عن يحيى بن صيفي مرسلا).
(16573) من صنع إليه معروف فليكاف فإن لم يستطع فليذكره

(1) أزلفت: أزلفه: قربه، والزلفة، والزلفي: القربة والمنزلة، ومنه قوله
تعالى: {وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى} وهي اسم
المصدر، كأنه قال: بالتي تقربكم عندنا إزلافا. المختار (218) ب.
465

فمن ذكره فقد شكره، والمتشبع بما لم ينل كلابس ثوبي زور. (هب
عن أبي هريرة).
(16574) أما أن العبد إذا قال لأخيه المسلم: جزاك الله خيرا فقد
بالغ في الدعاء. (كر عن أنس).
(16575) لا ثنى (1) في الصدقة. (الديلمي عن علي). مر
برقم [15902).

(1) ثنى: الثنى مقصورا الامر يعاد مرتين. وفي الحديث " لا ثنى في الصدقة "
أي: لا تؤخذ في السنة مرتين. المختار (65) ب.
466

الباب الثالث
في فضل الفقر والفقراء
وما يتعلق به
وفيه أربعة فصول
الفصل الأول
{في فضل الفقر والفقراء}
(16576) أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم
القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذلك خمس مائة سنة
(حم د عن أبي سعيد) (1).
(16577) أبشروا يا أصحاب الصفة فمن بقي من أمتي على النعت
الذي أنتم عليه راضيا بما هو فيه فإنه من رفقائي يوم القيامة. (خط عن
ابن عباس).

(1) أخرجه أبو داود كتاب العلم باب في القصص رقم (3649).
وقال المنذري: في اسناده المعلى بن زياد أبو الحسن وفيه مقال.
عون المعود (10 / 101) ص.
467

(16578) إن أطولكم حزنا في الدنيا أطولكم فرحا في الآخرة وإن
أكثركم شبعا في الدنيا أكثركم جوعا في الآخرة. (ابن عساكر عن
عامر بن عبد قيس عن الصحابة).
(16579) يا معشر الفقراء ألا أبشركم إن فقراء المؤمنين يدخلون
الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمس مائة عام. (ه‍ عن ابن عمر) (1).
(16580) يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم
وهو خمس مائة عام. (حم ت ه‍ عن أبي هريرة) (2).
(16581) يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا.
(حم ت عن جابر) (3).
(16582) اتخذوا عند الفقراء أيادي فان لهم دولة يوم القيامة.
(حل عن الحسين بن علي) (4).

(1) رواه ابن ماجة كتاب الزهد باب منزلة الفقراء رقم (4124).
وقال في الزوائد: عبد الله بن دينار لم يسمع من عبد الله بن عمر وموسى
ابن عبيدة ضعيف. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء أن فقراء المهاجرين رقم (2354)
وقال: صحيح. ص.
(3) رواه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء أن فقراء المهاجرين رقم (2355)
وقال: حسن. ص.
(4) قال المناوي في فيض القدير (1 / 113) قال الحافظ العراقي:
سنده ضعيف جدا، وقال الحافظ ابن حجر: لا أصل له، وتبعه
السخاوي فقال الذهبي وابن تيمية وغيرهما قالوا: ومن المقطوع بوضعه،
ثم ذكروا هذا الحديث. ص.
468

(16583) أحبوا الفقراء وجالسوهم وأحب العرب من قلبك
وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك. (ك عن أبي هريرة) (1).
(16584) اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت
في النار فرأيت أكثر أهلها النساء. (حم 3 ت عن ابن عباس تخ ت
عن عمران بن حصين) (2).
(16585) الجلوس مع الفقراء من التواضع وهو من أفضل الجهاد.
(فر عن أنس).
(16586) خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده (فر عن ابن عمر).
(16587) لكل شئ مفتاح، ومفتاح الجنة حب المساكين
والفقراء. (ابن لآل عن ابن عمر).

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 179): أخرجه الحاكم في المستدرك
(4 / 332) كتاب الرقاق وقال: صحيح الاسناد، وأقره الذهبي، ورمز
السيوطي لصحته. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الرقاق باب أكثر أهل الجنة الفقراء
رقم (2737) ص.
469

(16588) ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء
بمقدار خمس مائة عام هؤلاء في الجنة ينعمون وهؤلاء يحاسبون. (حل
عن أبي سعيد).
(16589) ما الذي يعطي من سعة بأعظم أجرا من الذي يقبل إن
كان محتاجا. (طس حل عن أنس).
(16590) ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا.
(طب عن ابن عمرو).
(16591) رحم الله قوما يحسبهم الله مرضى وما هم بمرضى.
(ابن المبارك عن الحسن مرسلا).
(16592) اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة
المساكين. (عبد بن حميد، ه‍ عن أبي سعيد، طب، والضياء عن
عبادة بن الصامت).
(16593) اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة
المساكين، وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة
(ك عن أبي سعيد).
(16594) الفقر أزين على المؤمن من العذار (1) الحسن على خد

(1) العذار: العذاران من الفرس كالعارضين من وجه الانسان، ثم سمى السير
الدي يكون عليه من اللجام عذارا. النهاية (3 / 198) ب.
470

الفرس. (طب عن عمر).
(16595) الفقر شين عند الناس وزين عند الله يوم القيامة.
(فر عن أنس).
(16596) الفقر أمانة فمن كتمه كان عبادة ومن باح به فقد قلد
إخوانه المسلمين. (ابن عساكر عن عمر).
(16597) إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي
سقيمه الماء. (ط ك هب عن قتادة بن النعمان) (1).
(16598) إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا (2) فان الفقر أسرع
إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه. (حم ت عن عبد الله بن مغفل).
(16599) إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه.
(حب عن عبد الله بن مغفل).
(16600) إن من الذنوب ذنوبا لا تكفرها الصلاة ولا الصيام ولا
الحج ولا العمرة، تكفرها الهموم في طلب المعيشة. (حل وابن عساكر
عن أبي هريرة).

(1) رواه الترمذي بلفظه وسنده كتاب الطب باب ما جاء في الجمعة رقم (2036)
وقال: حسن غريب. ص.
(2) تجفافا: التجفاف بالكسر: آلة للحرب يلبسه الفرس والانسان ليقيه في
الحرب. التعليق على الصحاح (4 / 1338) ب.
471

(16601) تحفة المؤمن في الدنيا الفقر. (فر عن معاذ).
(16602) إذا رأيتم العبد ألم الله به الفقر والمرض فان الله يريد أن
يصافيه. (فر عن علي).
(16603) رحم الله رجلا غسلته امرأته وكفن في أخلاقه (1).
(عق عن عائشة).
(16604) لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة.
(ت وقال صحيح عن فضالة بن عبيد). كتاب الزهد.
{فرع في لواحق الفقر}
(16605) إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله تعالى عليهم الرزق
وكانوا في كنف الله. (عد وابن عساكر عن ابن عباس).
(16606) ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثا إلا أتاهم الله برزق.
(الحكيم عن عمر).
(16607) ما من أهل بيت واصلوا إلا أجرى الله عليهم الرزق
وكانوا في كنف الله تعالى. (طب عن ابن عباس).

(1) أخلاقه: أي ثيابه التي أشرفت على البلى، وفعل ذلك بأبي بكر رضي
الله عنه غسلته امرأته أسماء وكفن في ثيابه التي كان يبتذلها. كذا في
سنن البيهقي. فيض القدير (4 / 26) ب.
472

(16608) - من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن أنزلها
بالله أوشك الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى عاجل. (حم، د، ك
عن ابن مسعود).
(16609) إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله. (طب
عد عن أبي الدرداء).
(16610) إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة وترك
الدعاء معصية. (طص عن أبي سعيد).
(16611) إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر
إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر. (حم ن حب ك عن ثوبان).
(16612) إن الصحبة تمنع بعض الرزق. (حل عن عثمان).
(16613) الصحبة تمنع الرزق. (عم، عد، هب عن عثمان،
هب عن أنس).
{الاكمال}
(16614) أبشروا صعاليك المهاجرين بالفوز يوم القيامة على الأغنياء
بخمس مائة سنة حتى إن الغني ود أنه كان فقيرا أو عائلا في الدنيا.
(ع عن أبي الزبير عن جابر، ابن سعد عن أبي الزبير مرسلا وعن
يوسف المكي مرسلا).
473

(16615) إن فقراء المسلمين يزفون (1) كما يزف الحمام فيقال لهم:
قفوا للحساب فيقولون: والله ما تركنا شيئا نحاسب به فيقول الله عز وجل:
صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما. (طب عن سعيد
ابن عامر بن حذيم).
(16616) إن فقراء المسلمين يوم القيامة على كورهم (2) فيقال لهم:
قفوا للحساب، فيقولون: ما أعطيتمونا شيئا فتحاسبونا عليه فيدخلون
الجنة قبل الناس بأربعين سنة. (ع، طب، ص عن سعيد بن عامر
ابن حذيم) (3).
(16617) إن فقراء المسلمين يزفون كما يزف الحمام فيقال لهم:
قفوا للحساب، فيقولون والله ما أعطيتمونا شيئا فتحاسبونا، فيقول الله:

(1) يزفون: ومنه الحديث " يزف علي بيني وبين إبراهيم عليه السلام إلى الجنة "
إن كسرت الزاي فمعناه يسرع، ومن زف في مشيه وأزف إذا أسرع،
وإن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذا أهديتها إلى زوجها.
ومنه " إذا ولدت الجارية بعث الله إليها ملكا يزف البركة زفا ". اه‍
النهاية (2 / 305) ب.
(2) كورهم: الأكوار جمع كور بالضم وهو رحل الناقة بأداته، وهو
كالسرج وآلته للفرس. النهاية (4 / 208) ب.
(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 261) وقال: رواه الطبراني. ص.
474

صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما. (الحسن بن سفيان
والبغوي عن سعيد بن عامر بن حذيم) (1).
(16618) إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة
بأربعين خريفا. (م عن ابن عمرو).
(16619) إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار
خمسمائة سنة. (ه‍ عن أبي سعيد).
(16620) إن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار
أربعين عاما حتى يتمنى أغنياء المسلمين يوم القيامة أنهم كانوا فقراء في الدنيا
وإن أغنياء الكفار ليدخلون النار قبل فقرائهم بمقدار أربعين عاما حتى يتمنى
أغنياء الكفار أنهم كانوا في الدنيا فقراء. (الديلمي عن أبي برزة، وفيه: نفيع
ابن الحارث متروك).
(16621) الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل سليمان بن داود بأربعين
عاما، وإن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل الآخرين بأربعين عاما،
وإن أهل المدن يدخلون الجنة قبل أهل الرستاق بأربعين عاما لفضل المدائن

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 261) وقال: رواه الطبراني،
وذكر بعده عن سعيد بن عامر وفي اسناديهما يزيد بن أبي زياد وقد وثق
على ضعفه وبقية رجالهما ثقات، ورواه البزار عن سعيد بن عامر
بنحوه كذلك. ص
475

والجماعات وحلق الذكر، وإذا كان بلاء خصوا به دونهم. (طب
عن معاذ) (1).
(16622) فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمس مائة عام
(ت: حسن غريب عن أبي سعيد) (2).
(16623) يجتمعون يوم القيامة فيقال: أين فقراء هذه الأمة
ومساكينها فيقومون، فيقال لهم: ماذا عملتم؟ فيقولون، ربنا إنا ابتليتنا
فصبرنا ووليت الأمور والسلطان غيرنا، فيقول الله عز وجل: صدقتم،
فيدخلون الجنة قبل الناس بزمان ويبقى شدة الحساب على ذوي الأمور
والسلطان، قالوا: فأين المؤمنون يومئذ؟ قال: يوضع لهم كراسي من
نور مظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من
نهار. (طب عن ابن عمرو).
(16624) يجمع الله الناس للحساب فيجئ فقراء المؤمنين يزفون
.

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 262) وقال: رواه الطبراني في
الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الاسناد وفيه علي
ابن سعيد بن بشير، قال الدارقطني: ليس بذاك تفرد بأشياء وقال
الذهبي: حافظ رحال وبقية رجاله ثقات. ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء أن فقراء المهاجرين رقم (2351)
وقال: حسن غريب. ص.
476

كما يزف الحمام، فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما عندنا حساب
ولا آتيتمونا شيئا نحاسب به فيقول الله: صدق عبادي فيفتح لهم باب
الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما. (ع والحسن بن سفيان وابن سعد
طس حل وابن عساكر عن سعيد بن عامر بن حذيم).
(16625) يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة سنة
حتى أن الرجل من الأغنياء ليدخل في غمارهم فيؤخذ بيده فيستخرج.
(الحكيم عن سعيد بن عامر بن حذيم).
(16626) يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بيوم مقداره
ألف عام. (حل عن أبي هريرة).
(16627) يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بمائة عام. (حل
عن أبي هريرة).
(16628) يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بأربع مائة عام
قال: حتى يقول المؤمن الغني: يا ليتني كنت عيلا (1)، قال قلنا يا رسول الله

(1) عيلا: العيلة، والعالة: الفاقة، يقال: عال يعيل عيلة وعيولا، إذا
افتقر. فهو عائل. ومنه قوله تعالى: {وإن خفتم عيلة}. وعيال
الرجال: من يعوله. وواحد العيال: عيل كجيد. والجمع: عيائل،
مثل: جيائد. المختار (366) ب.
477

سمهم لنا بأسمائهم قال: هم الذين إذا كان مكروه بعثوا له وإذا كان مغنم
بعث إليه سواهم وهم الذين يحجبون عن الأبواب. (حم عن رجال من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) (1).
(16629) ليبشر فقراء المهاجرين بما يسر وجوههم فإنه يدخلون
الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا. (طب عن ابن عمرو).
(16630) يقول الله يوم القيامة: أدنوا مني أحبابي، فتقول الملائكة:
ومن أحبابك؟ فيقول: فقراء المسلمين فيدنون منه فيقول الله: أما أنا
لم أزو الدنيا عليكم لهوان كان بكم علي ولكن أردت بذلك أضعف لكم
كرامة اليوم فتمنوا علي ما شئتم اليوم فيؤمر بهم إلى الجنة قبل الأغنياء
بأربعين خريفا. (أبو الشيخ عن أنس).
(16631) يقضى للنبيين يوم القيامة أول الناس ثم يقضى لفقراء
المؤمنين على أثرهم فيسبحون (2) في الجنة سبعين خريفا قبل أن يفرغ من

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 260) وقال: رواه أحمد ورجاله
رجال الصحيح غير زيد بن أبي الحوراي وقد وثق على ضعفه. ص.
(2) فيسبحون: السبح: الفراغ. والسبح أيضا: التصرف في المعاش وبابهما
قطع. وقيل في قوله تعالى: {سبحا طويلا}، أي فراغا طويلا.
وقال أبو عبيدة: متقلبا طويلا. وقيل: هو الفراغ والمجئ والذهاب.
المختار (225) ب.
478

حساب الناس. (ك في تاريخه عن ابن عمر).
(16632) يبعث الله يوم القيامة عبدين من عباده كانا على سيرة
واحدة أحدهما مقتور عليه والآخر موسع عليه فيقبل المقتور عليه إلى
الجنة لا ينثني عنها حتى ينتهي إلى أبوابها فيقول له: حجبتها إليك،
فيقول: إذا لا أرجع وسيفه في عنقه يقول: إني أعطيت هذا السيف في
الدنيا أجاهد به فلم أزل أجاهد به حتى قبضت وأنا على ذلك فيرمي بسيفه إلى
الخزنة وينطلق لا يثنونه ولا يحبسونه عن الجنة، فيدخلها فيمكث فيها
دهرا، قال ثم يمر به أخوه الموسع عليه فيقول له: يا فلان ما حبسك؟
فيقول: ما خلي سبيلي إلا الآن ولقد حبست ما لو أن ثلاث مائة بعير
أكلت حمضا (1) لا يردن الماء إلا خمسا وردن على عرقي لصدرن منه
رواء (2). (ابن المبارك (3) عن ضمرة والمهاصر ابني حبيب وحكيم بن عمير
مرسلا).
(16633) التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير
كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس،

(1) حمضا: الحمض من النبات وهو للإبل كالفاكهة للانسان. اه‍ النهاية
(1 / 441) ب.
(2) رواء: يقال: قوم رواء من الماء بالكسر والمد. الصحاح (6 / 2365) ب
(3) في كتاب الزهد (196) راجع مجمع الزوائد (10 / 263) ص.
479

ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال: أي أخي ماذا حبسك والله لقد حبست
حتى خفت عليك، فقال: أي أخي إني حبست بعدك محبسا فظيعا كريها
ما وصلت إليك حتى سال مني من العرق ما لو ورده ألف بعير كلها
آكلة حمض لصدرن عنه رواء. (حم عن ابن عباس) (1).
(16634) أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتحها الله لي ومعي
فقراء المؤمنين وأنا سيد الأولين والآخرين من النبيين ولا فخر. (الديلمي
عن ابن عباس).
(16635) إن أول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين الذي
تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة
إلى سلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره فان الله عز وجل يدعو
يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول: أي عبادي الذين قاتلوا في
سبيلي وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها
بغير عذاب ولا حساب وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون: ربنا نحن
نسبحك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول
الله عز وجل: هؤلاء عبادي الذين قتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل
عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

(1) راجع مجمع الزوائد (10 / 263) وقال رواه أحمد وفيه دويد غير منسوب
وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.
480

(طب ك هب عن ابن عمرو) (1).
(16636) أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون
الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في
صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته:
ايتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك
أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟ قال: إنهم كانوا عبادا يعبدونني لا
يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم
وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فتأتيهم الملائكة عند ذلك
فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
(حم حل عن ابن عمرو).
(16637) سيأتي أناس في أمتي يوم القيامة نورهم كضوء الشمس،
قلنا: من أولئك يا رسول الله؟ فقال: فقراء المهاجرين الذين تتقى بهم
المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره يحشرون من أقطار الأرض.
(حم عن ابن عمرو).
(16638) يأتي الله بقوم يوم القيامة نورهم كنور الشمس، فقال

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 259) وقال: رواه أحمد والطبراني
ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عشانه وهو ثقة. ص.
481

أبو بكر: نحن هم يا رسول الله قال: لا ولكم خير كثير ولكنهم فقراء
المهاجرين يحشرون من أقطار الأرض، طوبى للغرباء طوبى للغرباء فقيل:
من الغرباء يا رسول الله؟ قال: أناس صالحون قليل في أناس سوء
كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم. (طب والخطيب في المتفق
والمفترق عن ابن عمرو).
(16639) إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أرباب الهموم. أي في
طلب المعيشة. (الديلمي عن أبي هريرة).
(16640) إن من الذنوب ذنوبا لا تكفرها الصلاة ولا الوضوء
ولا الحج ولا العمرة، قيل: فما يكفرها يا رسول الله؟ قال: الهموم في
طلب المعيشة. (ابن عساكر عن أبي هريرة، وقال: غريب جدا وفيه:
محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي ضعيف).
(16641) إذا أراد الله بأهل الأرض عذابا فنظر إلى ما بهم من
الجوع والعطش وصرف عنهم العذاب. (الديلمي عن أبي هريرة).
(16642) أولياء الله من خلقه أهل الجوع والعطش: فمن آذاهم
انتقم الله منه وهتك ستره وحرم عليه عيشه من جنته. (ابن النجار
عن ابن عباس).
(16643) لا تبك يا أبا هريرة فان شدة الحساب يوم القيامة
482

لا يصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا. (حل والخطيب وابن عساكر
عن أبي هريرة).
(16644) أما لا فاصطبر للفاقة وأعد للبلاء تجفافا فوالذي بعثني بالحق
لهما إلى من يحبني أسرع من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله.
(طب عن محمد بن إبراهيم بن عتمة الجهني عن أبيه عن جده).
(16645) اصبر أبا سعيد فان الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من
السيل من أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله. (حم هب ص
عن أبي سعيد).
(16646) إن كنت تحبنا فأعد للفقر تجفافا فان الفقر أسرع إلى
من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها. (ك عن أبي ذر) (1).
(16647) إن كنت تحبني فأعد للبلاء تجفافا فوالذي نفسي بيده
للبلاء أسرع إلى من يحبني من الماء الجاري من قلة الجبل إلى حضيض الأرض
اللهم فمن أحبني فارزقه العفاف والكفاف ومن أبغضني فأكثر ماله وولده
(ق هب في الزهد وضعفه وابن عساكر عن أبي هريرة).
(16648) ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من
* (هامش) (1) أخرجه الترمذي قريبا من لفظه عن عبد الله بن مغفل كتاب الزهد باب ما جاء
في فضل الفقر رقم (2350) وقال: حسن غريب. (*)
483

جرية السيل على وجهه ومن أحب الله ورسوله فليعد للبلاء تجفافا. (ق
وابن عساكر عن ابن عباس).
(16649) إن الله تعالى يحب المؤمن إذا كان فقيرا متعففا. (طب
عن عمران بن حصين).
(16650) الفقر محنة من عند الله لا يبتلي به إلا من أحب من
المؤمنين. (السلمي عن علي).
(16651) أوحى الله إلى موسى بن عمران يا موسى إرض بكسرة
خبز من شعير تسد بها جوعتك وخرقة تواري بها عورتك واصبر على
المصيبات فإذا رأيت الدنيا مقبلة فقل إنا لله وإنا إليه راجعون عقوبة عجلت
في الدنيا وإذا رأيت الدنيا مدبرة والفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين
(الديلمي عن أبي الدرداء).
(16652) ما يمنعك أن تحب أن تعيش حميدا وأن تموت فقيرا
وإنما بعثت لاتمام محاسن الأخلاق. (طب عن معاذ).
(16653) للفقر أزين على المؤمن من العذار الجيد على خد الفرس
(ابن المبارك عن سعد بن مسعود).
(16654) يا معشر الفقراء إن الله رضي لي أن أتأسى بمجالسكم،
فقال: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}،
484

فإنها مجالس الأنبياء قبلكم. (الديلمي عن أنس).
(16655) يا معشر الفقراء أعطوا الله الرضا من قلوبكم تظفروا
بثواب فقركم وإلا فلا. (الديلمي عن أبي هريرة).
(16656) ففيم تؤجرون إذا لم تؤجروا على ذلك. (ابن المبارك
عن الحسن) قال: قالوا يا رسول الله أشياء نشتهيها لا نقدر عليها ألنا فيها
أجر، قال: فذكره.
(16657) وهل الاجر إلا في ذلك. (طب عن عصمة بن مالك). أن فقراء قالوا: يا رسول الله نرى الفواكه في السوق فنشتهيها وليس معنا
ناض (1) نشتري به فهل لنا في ذلك أجر قال: فذكره.
(16658) يا أبا ذر انظر إلى أرفع رجل في المسجد في عينيك،
قال: فنظرت فإذا رجل عليه حلة قلت هذا، قال: انظر إلى أوضع رجل
في المسجد، قال: فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق، قلت: هذا، قال:
والذي نفسي بيده لهذا عند الله يوم القيامة خير من ملء الأرض من
مثل هذا. (حم وهناد، ع حب والروياني ك ص عن أبي ذر) (2).

(1) ناض: الناض: الدرهم والدينار عند أهل الحجاز.
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 258) وقال: رواه أحمد بأسانيد
ورجالها رجال الصحيح. ص.
485

(16659) ما الذي يعطي من سعة بأعظم أجرا من الذي يقبل
إذا كان محتاجا. (طس عن أنس).
(16660) ليودن قوم يوم القيامة أنهم كانوا فقراء ويودون أنهم
كانوا سالمين. (الديلمي عن أبي سعيد).
(16661) نظرت إلى الجنة فإذا أكثر أهلها الفقراء، ونظرت إلى
النار فإذا أكثر أهلها النساء. (ن عن عمران بن حصين).
(16662) وقفت على باب الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء،
ورأيت أصحاب الجد (1) محبوسين، ووقفت على باب النار فإذا أكثر
من يدخلها النساء. (ابن قانع عن أسامة بن زيد).
(16663) سليني عن طول رقادي، إن أهل الجنة وأهل النار
يعرضون علي وإني استلبثت عبد الرحمن بن عوف حتى خشيت أن لا يمر
بي في من يمر بي، قالت عائشة: يا رسول الله أي أهل الجنة أكثر وأيهم
أقل؟ قال: أكثرهم المساكين وأقلهم الأغنياء والنساء، قالت: ما
النساء في الجنة؟ قال: كغراب أبيض في غربان سود. (أبو سعيد

(1) الجد: هو الغنى وفي الدعاء {ولا ينفع ذا الجد منك الجد} أي لا ينفع
ذا الغني عندك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك، و {منك} معناه
عندك. المختار (70) ب.
486

إسماعيل بن السمان في مشيخته عن عائشة) قالت: اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم
مقيلا ثم استيقظ قال: فذكره.
(16664) أوحى الله إلى موسى بن عمران يا موسى إن من عبادي
من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته ولو سألني علاقة سوط لم أعطه
ليس ذلك من هو ان له علي ولكن أريد أن أدخر له في الآخرة من
كرامتي وأحميه من الدنيا كما يحمي الراعي غنمه من مراعي السوء يا موسى
ما ألجأت الفقراء إلى الأغنياء ان خزانتي ضاقت عنهم وأن رحمتي لم تسعهم
ولكني فرضت للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم أردت أن أبلو الأغنياء
كيف مسارعتهم فيما فرضت للفقراء في أموالهم يا موسى إن فعلوا ذلك
أتممت عليهم نعمتي وأضعفت لهم في الدنيا للواحد عشرة أمثالها يا موسى كن
للفقير كنزا، وللضعيف حصنا، وللمستجير غيثا، أكن لك في الشدة
صاحبا وفي الوحدة أنيسا وأكلأك في ليلك ونهارك. (ابن النجار
عن أنس).
(16665) إن موسى عليه السلام قال: أي رب إن عبدك المؤمن
تقتر عليه في الدنيا، قال: فيفتح له باب الجنة فينظر إليها قال: يا موسى
هذا ما أعددت له، فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع
اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان
487

هذا مصيره لم ير بؤسا قط، قال: ثم قال موسى: أي رب عبدك
الكافر توسع عليه في الدنيا قال: فيفتح له باب من النار فيقال: يا موسى
هذا ما أعددت له، فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له
الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره كأن لم ير خيرا
قط. (حم عن أبي سعيد).
(16666) قال موسى النبي: يا رب إنك تغلق على عبدك المؤمن
الدنيا ففتح الله له بابا من أبواب الجنة، فقال: هذا ما أعددت له، قال:
وعزتك وجلالك وارتفاع مكانك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب
على وجهه منذ خلقته إلى يوم القيامة ثم كان هذا مصيره لكان لم ير بأسا
قط قال: يا رب إنك تعطي الكافر في الدنيا، ففتح له بابا من أبواب
النار فقال: هذا ما أعددت له فقال: يا رب وعزتك لو أعطيته الدنيا
وما فيها لم يزل في ذلك منذ خلقته إلى يوم القيامة ثم كان هذا مصيره
كأن لم ير خيرا قط. (الديلمي عن أبي سعيد).
(16667) تقول الملائكة يا رب عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا
وتعرضه للبلاء وهو مؤمن بك فيقول: اكشفوا عن ثوابه فإذا رأوا
ثوابه تقول الملائكة: يا رب ما يضره ما أصابه في الدنيا وتقول الملائكة:
يا رب عبدك الكافر تبسط له الدنيا وتزوي عنه البلاء وقد كفر بك،
فيقول: اكشفوا عن عقابه فإذا رأوا عقابه قالوا: يا رب ما ينفعه ما أصابه
في الدنيا. (حل عن عبد الله بن عمرو بن العاص).
488

(16668) اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة
عن المساكين يوم القيامة، فقالت عائشة لم: يا رسول الله قال: إنهم يدخلون
الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا. يا عائشة لا تردي المساكين ولو بشق
تمرة يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم فان الله يقربك يوم القيامة. (ت:
غريب (1) (حب عن أنس وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ).
(16669) اللهم أحيني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة
المساكين فان أشقى الأشقياء من جمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
(ك عن أبي سعيد) (2).
(16670) اللهم توفني إليك فقيرا ولا توفني غنيا واحشرني في
زمرة المساكين يوم القيامة فان أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا
وعذاب الآخرة. (طس وأبو الشيخ في الثواب عن أبي سعيد).
(16671) اللهم توفني فقيرا ولا توفني غنيا واحشرني في زمرة
المساكين فان أشقى الأشقياء من جمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
(عد هب عن أبي سعيد).

(1) رواه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء إن فقراء المهاجرين رقم (2352)
وقال: هذا حديث غريب. ص.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الرقاق (4 / 322) وقال صحيح ووافقه الذهبي ص.
489

(16672) - عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب، قالوا: يا رسول الله
وكيف الحزن، قال: أجيعوا أنفسكم بالجوع وأظمئوها. (هب
عن ابن عباس).
(16673) اللهم ارزق آل محمد كفافا. (م عن أبي هريرة).
(16674) اللهم اجعل رزق آل محمد في الدنيا قوتا. (حم ت
ه‍. ع ق عن أبي هريرة) (1).
(16675) اللهم ارزق آل محمد قوتا. (خ م عن أبي هريرة).
(16676) الفقر فقران: فقر الدنيا، وفقر الآخرة، ففقر الدنيا
غنى الآخرة، وغنى الدنيا فقر الآخرة ذلك الهلاك حب مالها وزينتها،
فذلك فقر الآخرة وعذاب الآخرة. (الديلمي عن ابن عباس).
(16677) إن الشيطان قال: لن ينجو مني الغني من إحدى ثلاث
إما أن أزينه في عينه فيمنعه من حقه، وإما أن أسهل عليه سبيله فينفقه
في غير حقه، وإما أن أحببه إليه فيكسبه بغير حقه. (ابن المبارك عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مرسلا).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله رقم
/ 3361 / وقال حسن صحيح. ص.
490

{فقره عليه الصلاة والسلام}
(16678) لقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد وأخفت الله وما
يخاف أحد ولقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة وما لي ولبلال طعام
يأكله ذو كبد إلا شئ يواريه إبط بلال. (حم ت ه‍ حب عن أنس) (1)
(16679) والذي نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع
حب ولا صاع تمر. (ه‍ عن أنس) (2).
{الاكمال}
(16680) أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام.
(طب عن أنس) أن فاطمة جاءت بكسرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما
هذه؟ قالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة،
قال: فذكره.
(16681) والذي نفسي بيده ما اقتبس في آل محمد نار منذ ثلاثين
يوما فان شئت أمرت لك بخمس أعنز وإن شئت علمتك خمس كلمات

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة رقم الباب (34) ورقم الحديث
(2472) وقال: حسن غريب. ص.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم رقم (4147)
وقال في الزوائد: هذا اسناده صحيح رجاله ثقات. ص.
491

علمنيهن جبريل، فقلت: بلى علمني الخمس الكلمات التي علمكهن جبريل
فقال يا فاطمة قولي: يا أول الأولين ويا آخر الآخرين ويا ذا القوة المتين
ويا راحم المساكين ويا أرحم الراحمين. (أبو الشيخ في فوائد الأصبهانيين
والديلمي عن فاطمة البتول، وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، قال أبو حاتم
والدار قطني: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات).
{الفقر الاضطراري}
(16682) كاد الفقر أن يكون كفرا، وكاد الحسد أن يكون
يسبق القدر. (حل عن أنس) (1).
(16683) أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب
الآخرة. (طس عن أبي سعيد) (2).
(16684) جهد البلاء أن تحتاجوا إلى ما في أيدي الناس فتمنعون.
(الديلمي عن ابن عباس).

(1) أورده العجلوني في كشف الخفاء (2 / 108) وقال: في سنده يزيد الرقاشي
ضعيف، ورواه الطبراني بسند فيه ضعيف عن أنس مرفوعا. ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 525) قال الهيثمي رواه باسنادين في
أحدهما: خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وثقه أبو زرعة
وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات، وفي الآخر أحمد بن طاهر بن حرملة،
وهو كذاب. ص.
492

(16685) تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك (1) الشقاء وسوء القضاء
وشماتة الأعداء. (خ عن أبي هريرة).
{الاكمال}
(16686) استعيذوا بالله من الفقر والعيلة ومن أن تظلموا أو تظلموا
(طب عن عبادة بن الصامت) (2).
(16687) اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، فقال رجل:
أيعدلان؟ قال: نعم. (ن عن أبي سعيد).
(16688) تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة وأن تظلم أو تظلم
(ن ك حب عن أبي هريرة).
(16689) قولي: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم
ربنا ورب كل شئ منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب
والنوى أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخر بناصيته أنت الأول

(1) درك: الدرك: التبعة، يسكن ويحرك، يقال: ما لحقك من درك
فعلى خلاصه. ودركات النار: منازل أهلها. والنار دركات، والجنة
درجات، والقعر الآخر درك ودرك. المختار (160) ب.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 493) رمز المصنف لحسنه لكن فيه
انقطاع فقد قال الهيثمي: فيه يحيى بن إسحاق بن عبادة لم يسمع من
عبادة وبقية رجاله رجال الصحيح. ص.
493

فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ، وأنت الظاهر فليس
فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، اقض عني الدين وأغنني
من الفقر. (ت: حسن غريب (1) ه‍ حب عن أبي هريرة) قال: جاءت
فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما قال: فذكره.
{الغرباء من الاكمال}
(16690) الغريب في غربته كالمجاهد في سبيل الله يرفع الله له
بكل قدم درجة ويكتب له خمسين حسنة، الغريب في غربته وجبت له
الجنة، أكرموا الغرباء فان لهم شفاعة يوم القيامة لعلكم تنجون بشفاعتهم
(أبو نعيم عن أبي سعيد).
(16691) عليكم بمجالس الغرباء من كل قبيلة رجل أو رجلان.
(أبو نعيم عن أنس).
(16692) يا ليته مات في غير مولده، فقال رجل من الناس: لم
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل إذا توفى في غير مولده
قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة. (حم حب عن ابن عمرو).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم الباب (68) ورقم الحديث (3481)
وقال: حسن غريب. ص.
494

الفصل الثاني
{في ذم السؤال}
(16693) الذي يسأل من غير حاجة كمثل الذي يلتقط الجمر.
(هب عن حبشي بن جنادة).
(16694) ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس
في وجهه مزعة (1) من لحم. (ق ن عن ابن عمر) (2).
(16695) من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في
وجهه خموش (3) أو خدوش أو كدوح (4)، قيل: يا رسول الله وما
الغنى، قال: خمسون درهما أو قيمتها من الذهب. (حم 4 ك عن ابن مسعود) (5).

(1) مزعة: أي قطعة يسيرة من اللحم. النهاية (4 / 325) ب.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب كراهة المسألة للناس رقم (103
و 104) ص.
(3) خموش: الخموش: الخدوش، يقال، خمشت المرأة وجهها تخمشه خمشا
وخموشا. النهاية (2 / 80) ب.
(4) كدوح: الكدوح: الخدوش، وكل أثر من خدش أو عض فهو كدح.
النهاية (4 / 155) ب.
(5) أخرجه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء من تحل له الزكاة رقم (650)
وقال: حسن ص.
495

(16696) من يتقبل لي بواحدة وأتقبل له بالجنة؟ قلت أنا، قال:
لا تسأل الناس شيئا. (حم ن ه‍ عن ثوبان) (1).
(16697) من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة.
(د، ك عن ثوبان) (2).
(16698) المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء
أبقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان أو في أمر
لا يجد منه بدا. (حم د حب عن سمرة) (3).
(16699) إن المسألة كد يكد (4) بها الرجل وجهه إلا أن يسأل
الرجل سلطانا أو في أمر لابد منه. (ت ن عن سمرة) (5).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزكاة باب كراهة المسألة رقم (1837) ص.
(2) أخرجه أبو داود في كتاب الزكاة باب كراهية المسألة رقم (1643) طبع حمص
والمنذري سكت عنه. راجع عون المعبود (5 / 57) رقم (1627)
وفي كلا النسختين المنوه عنهما أول الحديث: من تكفل ص.
(3) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب ما تجوز به المسألة رقم (1623)
وقال المنذري: أخرجه النسائي والترمذي وقال: حسن صحيح. عون
المعبود (5 / 49) ص.
(4) يكد: الكد: الأتعاب، يقال: كد يكد في عمله كدا، إذا استعمل
وتعب وأراد بالوجه ماءه ورونقه. النهاية (4 / 155). ب.
(5) أخرجه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في النهي عن المسألة رقم
(681) وقال: حسن صحيح.
وأخرجه النسائي كتاب الزكاة باب مسألة الرجل ذا سلطان. ص.
496

(16700) والذي نفسي بيده لان يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على
ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أو منعه. (مالك، خ، ن
عن أبي هريرة) (1).
(16701) لان يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب
فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس. (ن د ه عن أبي هريرة).
(16702) لان يأخذ أحدكم حبله فيأتي الجبل فيأتي بحزمة الحطب
على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه
أو منعوه. (حم خ ه‍ عن الزبير بن العوام).
(16703) لان يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق منه
ويستغني به عن الناس خير له من أن يسأل رجلا أعطاه أو منعه عن ذلك
فان اليد العليا أفضل من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. (م، ت
عن أبي هريرة) (2).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب الاستعفاف عن المسألة،
رقم (782) (2 / 152) ص.
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب الاستعفاف عن المسألة،
رقم (782) (2 / 152).
ومسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب كراهة المسألة للناس حديث رقم
(106 و 107).
والترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء في النهي عن المسألة رقم (680)
وقال: حسن صحيح غريب. ص.
497

(16074) يغضب على أن لا أجد ما أعطيه من سأل منكم أوقية
أو عدلها فقد سأل إلحاقا. (د عن رجل).
(16705) إن المسألة لا تحل إلا لاحد ثلاثة: لذي دم موجع (1)
أو لذي غرم مفظع (2) أو لذي فقر مدقع (3). (حم 4 عن أنس).
(16706) إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا
فقر مدقع أو غرم مفظع، ومن سأل الناس ليثري به ماله كان
خموشا في وجهه يوم القيامة ورضفا (4) يأكله من جهنم، فمن شاء فليقل

(1) موجع: هو أن يتحمل دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول،
فإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه فيوجعه قتله. النهاية (5 / 157) ب.
(2) مفظع: المفظع: الشديد الشنيع، وقد أفظع يفظع فهو مفظع، وفظع
الامر فهو فظيع. النهاية (3 / 459) ب.
(3) مدقع: أي شديد يفضي بصاحبه إلى الدقعاء. وقيل: هو سوء احتمال
الفقر. النهاية (2 / 127) ب.
(4) رضفا: الرضف: الحجارة المحماة على النار، واحدتها: رضفة.
النهاية (2 / 2319) ب.
498

ومن شاء فليكثر. (ت عن حبشي بن جنادة) (1).
(16707) إن اليد المنطية (2) هي العليا، وإن السائلة هي السفلى
فما استغنيت فلا تسأل، وإن مال الله مسؤول ومنطى. (ابن عساكر
عن عطية السعدي).
(16708) إنما أنا خازن وإنما يعطي الله فمن أعطيته عطاء عن
طيب نفس مني فيبارك له فيه ومن أعطيته عطاء عن شدة نفسي وشدة
مسألة فهو كالا يأكل ولا يشبع. (حم عن معاوية).
(16709) ما أعطيكم ولا أمنعكم إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت
(ت خ عن أبي هريرة).
(16710) إنه ليغضب على أن لا أجد ما أعطيه من سأل منكم وله
أوقية أو عدلها فقد سأل إلحاقا. (ن عن رجل من بني أسد).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزكاة باب ما جاء من لا تحل له الصدقة رقم 653
وقال في تحفة الأحوذي (3 / 319): لم يحكم الترمذي على هذا الحديث
بشئ من الصحة أو الضعف والحديث ضعيف لان في سنده مجالدا وهو
ضعيف. وهذا الحديث مما تفرد به الترمذي بعن الكتب الستة. ص.
(3) المنطية: وفي حديث الدعاء " لا مانع لما أنطيت، ولا منطي لما منعت "
هو لغة أهل اليمن في أعطى. ومنه الحديث " اليد المنطية خير من
اليد السفلى ". النهاية (5 / 76) ب
499

(16711) ما أوتيكم من شئ وما أمنعكموه إن أنا إلا خازن أضع
حيث أمرت. (حم د عن أبي هريرة).
(16712) إنهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش، أو يبخلوني
فلست بباخل. (حم م عن عمر).
(16713) يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لاحد ثلاثة: رجل
تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته
جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال
سدادا من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثة من ذوي الحجا (1)
من قومه لقد أصابت فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش
أو قال سدادا من عيش ثم يمسك فما سواهن من المسألة سحتا يأكلها
صاحبها سحتا. (حم م د ن عن قبيصة بن المخارق) (2).
(16714) ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم وإنه من
يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يتصبره الله وما أعطي
أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر. (حم ق 3 عن أبي سعيد).

(1) ذوي الحجا: أي من ذوي العقل. النهاية (1 / 438) ب.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة رقم (1044) ص.
500

(16715) من سأل شيئا وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من نار جهنم
قالوا: وما يغنيه؟ قال: قدر ما يغديه أو يعشيه. (حم د حب ك
عن سهل بن الحنظلية) (1).
(16716) من سأل شيئا وله قيمة أوقية فقد ألحف (2) (د حب
عن أبي سعيد) (3).
(16717) من سأل وله أربعون درهما فهو الملحف. (ن عن
ابن عمرو).
(16718) إن الله يبغض السائل الملحف (ه‍ حل عن أبي هريرة).
(16719) إن هذا المال خضرة حلوة فمن أصابه بحقه بورك له
فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم
القيامة إلا النار. (حم ت عن خولة بنت قيس).
.

(1) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب من يعطي من الصدقة وحد الغني
رقم (1613) ص.
(2) الحف: يقال ألحف يلحف إلحاقا: إذا ألح فيها ولزمها. اه‍ النهاية
(4 / 237) ب.
(3) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب من يعطي من لاصدقة وحد الغني
رقم (1612) ولقد أدرج مالك بن أنس تفسير الأوقية فقال: الأوقية أربعون درهما.
عون المعبود (5 / 33)
501

(16720) إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بحقه بورك له
فيه ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا
يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى. (حم ق ت ن عن حكيم بن حزام).
(16721) إن كنت لابد سائلا فاسأل الصالحين. (د ن عن
ابن الفراسي) (1).
(16722) لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا
(ن عن عائذ بن عمرو).
(16723) ولو يعلم صاحب المسألة ماله فيها لم يسأل. (طب
والضياء عن ابن عباس).
(16724) ليجيئن أقوام يوم القيامة ليست في وجوههم مزعة
من لحم قد أخلقوها. (طب عن ابن عمر).
(16725) ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله
ثم منع سائله ما لم يسأله هجرا (2). (طب عن أبي موسى)

(1) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب في الاستعفاف رقم (1630)،
وقال المنذري: أخرجه النسائي ويقال فيه عن الفراسي. عون المعبود
(5 / 61) ص.
(2) هجرا: أي فحشا، يقال: أهجر في منطقه يهجر إهجارا، إذا أفحش.
وكذلك إذا أكثر الكلام فيما لا ينبغي. النهاية (5 / 245) ب.
502

(16726) من استعف أعفه الله ومن استغنى أغناه الله ومن سأل
الناس وله عدل خمس أواق فقد سأل إلحاقا. (حم عن رجل من مزينة).
(16727) من استغنى أغناه الله، ومن استغفر عفه الله، ومن
استكفى كفاه الله، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحق. (حم ن
والضياء عن أبي سعيد).
(16728) من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمر جهنم
فليستقبل منه أو ليستكثر. (حم م ه‍ عن أبي هريرة) (1).
(16729) من سأل من غير فقر فإنما يأكل الجمر. (حم وابن
خزيمة والضياء عن حبشي بن جنادة).
(16730) وهو يشترط على أن لا تسأل الناس شيئا قلت: نعم،
قال: ولا سوطك إن يسقط منك حتى تنزل إليه فتأخذه. (حم
عن أبي ذر).
(16731) لا يسأل بوجه الله إلا الجنة. (د عن جابر) (2).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب كراهة المسألة للناس رقم (1041) ص.
أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب كراهية المسألة بوجه الله رقم (1655)
وقال منذري: في اسناده سليمان بن معاذ. عون المعبود (5 / 88) ص.
503

{الاكمال}
(16732) مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة، ومسألة الغني
نار وإن أعطى قليلا فقليل، وإن أعطى كثيرا فكثير. (طب عن
عمران بن حصين).
(16733) من سأل الناس مسألة وهو عنها غني كانت شينا في وجهه
يوم القيامة. (حم والدارمي ع طب حل ص عن ثوبان).
(16734) من سأل الناس مسألة وهو عنها غني جاءت يوم القيامة
كدوحا في وجهه ولا تحل الصدقة لمن له خمسون درهما أو عرضها (1) من الذهب. (حم عن ابن معسود).
(16735) من سأل وعنده ما يكفيه جاء يوم القيامة وليس على
وجهه مزعة لحم. (الديلمي عن أنس).
(16736) من سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه
ورضفا من جهنم يأكله يوم القيامة فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر.
(ابن جرير في تهذيبه طب عن حبشي بن جنادة).

(1) عرضها: عرض الدنيا: ما كان من مال قل أو كثر. اه‍ المختار
(335) ب.
504

(16737) المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء
فليستبق على وجهه وأهون المسألة مسألة ذي الرحم تسأله في حاجة وخير
المسألة المسألة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول. (هب عن ابن عمرو).
(16738) إن الرجل ليسأل حتى يخلق (1)) وجهه فيلقى الله يوم
القيامة ليس له وجه. (ابن صصري عن مسعود بن عمرو).
(16739) سؤال الغني شين في وجهه إن أعطى قليلا فقليل وإن
أعطى كثيرا فكثير. (ابن النجار عن عمران بن حصين).
(16740) لا تزال المسألة بأحدهم حتى يلقى الله تعالى ليس بوجهه
مزعة لحم. (حم وابن جرير في تهذيبه عن ابن عمر).
(16741) لا يزال العبد يسأل وهو غني حتى يخلق وجهه فما
يكون له عند الله وجه. (طب عن مسعود بن عمرو).
(16742) ليأتين يوم القيامة قوم ليس على وجوههم لحم أخلقوها
في الدنيا بالمسألة فمن فتح على نفسه باب المسألة وهو عنها غني فتح الله عليه
باب فقر. (هب عن أبي هريرة).
(16743) من سأل الناس من غير فاقة نزلت به أو عيال لا يطيقهم

(1) يخلق: خلق الثوب: بلى، وبابه سهل، وأخلق أيضا مثله وأخلقه صاحبه
يتعدى ويلزم. المختار (146) ب.
505

جاء يوم القيامة بوجهه ليس عليه لحم ومن فتح على نفسه باب مسألة من
غير فاقة نزلت به فتح الله عليه باب فاقة من حيث لا يحتسب. (ابن جرير
في تهذيبه هب عن ابن عباس).
(16744) ما فتح رجل باب مسألة يسأل الناس إلا فتح الله عليه
باب فقر لان العفة خير. (ابن جرير في تهذيبه عن عبد الرحمن بن عوف).
(16745) من فتح باب مسألة فتح الله له باب فقر في الدنيا والآخرة
ومن فتح باب عطية ابتغاء لوجه الله أعطاه الله خير الدنيا والآخرة.
(ابن جرير في تهذيبه عن أبي هريرة).
(16746) لا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.
(ابن جرير في تهذيبه عن عبد الرحمن بن عوف).
(16747) لا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر
لان يأخذ أحدكم أحبله (1) فيأتي الجبل فيحتطب على ظهره فيبيعه فيأكله
خير له من أن يسأل الناس معطى أو ممنوعا. (ابن جرير في تهذيبه
عن أبي هريرة).
(16748) ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله بها
كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة.

(1) أحبله: الحبل: الرسن، ويجمع على حبال وأحبل. المختار (90) ب.
506

(هب عن أبي هريرة).
(16749) من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف
جهنم، قالوا: ما ظهر غنى؟ قال: عشاء ليلة. (حم عن علي).
(16750) من سأل الناس من غير مصيبة جائحة (1) فكأنما يلقم
الرضفة. (طب عنه).
(16751) من سأل الناس ليثري ماله فإنما هو رضف من النار
يلقمه، من شاء فليقل ومن شاء فليكثر. (حب وابن شاهين وتمام
ص عن عمر).
(16752) أما والله إن أحدكم ليخرج بمسألته من عندي يتأبطها
وما هي إلا نار، قال عمر: يا رسول الله لم تعطيها إياهم؟ قال: فما أصنع
يأبون إلا ذلك ويأبى الله لي البخل. (ك حم ع ص عن أبي سعيد).
(16753) إن الرجل منكم ليأتيني فيسألني فأعطيه فينطلق وما
يحمل في حضنه إلا النار. (عبد بن حميد والشاشي والحسن بن سفيان،
حب ص عن جابر).

(1) جائحة: جاح الشئ استأصله، وبابه قال. ومنه الجائحة: وهي الشدة التي
تجتاح المال من سنة أو فتنة، يقال: جاحتهم الجائحة، واجتاحتهم: وجاح
الله ماله، من باب قال أيضا، وأجاحه بمعنى، أي: أهلكه بالجائحة. اه‍
المختار (87) ب.
507

(16754) إن الرجل ليأتيني فيسألني فأعطيه ثم يسألني فأعطيه
ويجل في ثوبه نارا ثم ينقلب إلى أهله بنار. (حم عن أبي سعيد).
(16755) إن أحدهم يسألني فينطلق بمسألته متأبطها وما هي إلا نار
قيل لم تعطيهم؟ قال: يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل. (ع ك
ص عن أبي سعيدك عن جابر).
(16756) إن قوما يجيئوني فأعطيهم، ما يتأبطون إلا النار، قيل:
لم تعطيهم؟ قال: إنهم يخيروني بين أن أعطيهم أو أبخل وإني لست
ببخيل وإن الله لم يرض لي البخل. (الخرائطي في مكارم الأخلاق
عن جابر).
(16757) إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار
يوم القيامة. (خ عن خولة الأنصارية).
(16758) يا حمزة إن الدنيا خضرة حلوة فمن أخذ بحقها بورك له
فيها ورب متخوض في مال الله ومال رسوله له النار. (الخطيب عن خولة
بنت سعد الأنصارية امرأة حمزة).
(16759) إن هذا المال خضرة حلوة فمن أصابه بحقه بورك له
فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم
القيامة إلا النار. (حم ت: حسن صحيح، طب عن خولة بنت قيس).
508

(16760) ألا إن الدنيا حلوة خضرة فرب متخوض في الدنيا ليس
له يوم القيامة إلا النار. (ك عن حمنة بنت جحش).
(16761) ما أنكر مسألتك يا حكيم إن المال خضرة حلوة وإنما
هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس فمن أخذه بسخاوة بورك له فيه ومن
أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالآكل لا يشبع وإن يد الله
العليا ويد المعطي فوق المعطى وأسفل الأيدي يد المعطى. (ط حم
طب ك عن حكيم بن حزام).
(16762) يا حكيم بن حزام إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه
بسخاوة نفس وحسن أكله بورك له فيه ومن أخذه باشراف نفس وسوء
أكله لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع، اليد العليا خير من
اليد السفلى وابدأ بمن تعول. (خ طب عن حكيم بن حزام) (1).
(16763) يا حكيم إن هذا المال خضره حلوة، ومن سأل الناس
أعطوه، والسائل منه كالآكل ولا يشبع. (ك عن خالد بن حزام).
(16764) إنما أنا مبلغ والله يهدي وإنما أنا قاسم والله يعطي

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب الاستعفاف عن المسألة رقم
(783) وجزء (2 / 15) ص.
509

فمن جاءه منا شئ بحسن هدي (1) وحسن رعة (2) فذلك الذي يبارك له ومن
جاءه منا شئ بسوء هدي وسوء رعة فذلك يأكل ولا يشبع.
(طب عن معاوية).
(16765) إنما أنا خازن وإنما يعطي الله عز وجل فمن أعطيته
عطاء وأنا به طيب النفس بورك له فيه، ومن أعطيته عطاء عن شره
نفس وشدة مسألة، كان كالذي يأكل ولا يشبع. (م حم طب وابن
عساكر عن معاوية).
(16766) إنه من يسأل الناس فيعطى يكون كالذي يأكل ولا
ينفعه ما يأكل، اليد العليا خير من اليد السفلى وخير الصدقة ما كان
عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول. (طب عن حكيم حزام).
(16767) الأيدي ثلاثة: فيد الله عز وجل العليا، ويد المعطي
التي تليها، ويد السائل هي السفلى إلى يوم القيامة، فاستعف عن السؤال
ما استطعت. (حم والعسكري في الأمثال وابن جرير في تهذيبه ك حل
هب عن ابن مسعود).

(1) هدى: الهدى: السيرة والهيئة والطريقة، ومنه حديث ابن مسعود " ان
أحسن الهدي هدي محمد ". النهاية (5 / 253) ب.
(2) رعة: الرعة: الهدى وحسن الهيئة أو سوءها ضد. ب.
510

(16768) الأيدي ثلاثة فيد الله ويد المعطي التي تليها ويد السائل
أسفل إلى يوم القيامة فاستعفوا عن السؤال ما استطعتم، ومن أعطاه الله
خيرا فلير عليه وابدأ بمن تعول، وارتضخ من الفضل ولا تلام على كفاف
ولا تعجز عن نفسك. (ق عن ابن مسعود).
(16769) يا أيها الناس تعلموا فإنما الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا
ويد المعطي الوسطى، ويد المعطى السفلى، فتعففوا ولو بحزمة الحطب
ألا هل بلغت ألا هل بلغت. (ابن سعد طب عن عدي بن زيد الجذامي).
(16770) ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا فان اليد العليا هي
المنطية، وإن يد السفلي هي المنطاة، وإن مال الله مسؤول ومنطى.
(ابن منده، ك، ق وابن عساكر عن عروة بن محمد بن عطية السعدي
عن أبيه عن جده).
(16771) من سأل وله أربعون درهما فقد ألحف. (طب حل
عن أبي ذر).
(16772) من سأل وله أوقية وعدلها فقد سال إلحافا. (حم ق
عن رجل من بني أسد).
(16773) من كان عنده أوقية ثم سأل فقد سأل إلحافا. (الباوردي
وابن السكن وابن منده عن أسيد المزني بالفتح. قال ابن السكن: اسناده
511

صالح، وقال ابن منده: تفرد به ابن وهب).
(16774) من كان له قوت ثلاثة أيام لم يحل له أن يسأل الناس
شيئا. (الديلمي عن أنس).
(16775) لا يسأل الرجل وله أوقية أو عدلها إلا سأل إلحافا.
(ابن جرير في تهذيبه عن رجل من بني أسيد).
(16776) من استعف أعفه الله ومن استغنى أغناه الله ومن سألنا
شيئا بوجه الله أعطيناه. (ابن جرير في تهذيبه عن أبي سعيد).
(16777) أيها الناس آن لكم أن تستعفوا عن المسألة فان من
يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله والذي نفس محمد بيده ما رزق
عبد من رزق أوسع من الصبر ولئن أبيتم ألا تسألوني لأعطينكم ما وجدت
(حل عن أبي سعيد).
(16778) من يستغن يغنه الله ومن يستعف يعفه الله ومن سألنا
فوجدنا شيئا أعطيناه. (ط ع حب ص عن أبي سعيد).
(16779) من يستغن يغنه الله ومن يستعف يعفه الله ومن
يسألنا فاما أن نبذل له، وإما أن نواسيه شك أبو حمزة ومن استغنى عنا
أحب إلينا ممن سألنا. (ط وابن سعد حم هب عن أبي سعيد).
512

(16780) من يستغن يغنه الله ومن يستعف يعفه الله واليد
العليا خير من اليد السفلى ولا يفتح أحد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب
فقر. (ابن سعد عن أبي سعيد).
(16781) من نزلت به حاجة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته فان أنزلها
بالله أو شك الله له بالغنى إما أجل آجل أو غنى عاجل. (ابن جرير في
تهذيبه طب حل هب عن ابن مسعود).
(16782) من جاع أو احتاج فكتمه الناس حتى أفضى به إلى الله عز
وجل فتح الله له رزق سنة من حلال. (حب في الضعفاء عق طس وسليم
الرازي في فوائده هب عن أبي هريرة، قال حب: باطل، وفيه: إسماعيل
ابن رجاء الحصني وقال: هب: ضعيف، تفرد به إسماعيل بن رجاء عن موسى
ابن أعين وهو ضعيف انتهى، وإسماعيل ضعفه الدارقطني وابن عدي والساجي
ووثقه العجلي والحاكم وقال أبو حاتم: صدوق).
(16783) من جاع أو احتاج فكتمه الناس وأفضى به إلى الله تعالى
كان حقا على الله أن يفتح له قوت سنة من حلال. (الخطيب في المتفق
والمفترق عن أبي هريرة. وقال: غريب تفرد به موسى بن أعين عن الأعمش
ولم يكتبه إلا من رواية إسماعيل بن رجاء عن موسى).
513

(16784) من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء
في البطن. (البغوي والباوردي طب ق عن زياد بن الحارث الصدائي).
(16785) من يبايعني على أن لا تسألوا الناس شيئا ولكم الجنة.
(طب عن أبي أمامة).
(16786) لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع،
(هب عن علي).
(16787) لان يأخذ أحدكم حبله ثم يأتي هذا الجبل فيحتطب
حزمة من حطب. (ابن راهويه ص عن حكيم بن حزام).
(16788) يتسأل الرجل في الجائحة أو الفتق (1) ليصلح به بين
قومه، فذا بلغ أو كرب (2) استعف. (حم طب ق عن بهز بن
حكيم عن أبيه عن جده).
(16789) ليستغن أحدكم عن الناس بقضيب سواك. (هب عن
ميمون بن أبي شبيب مرسلا).

(1) الفتق: أي الحرب تكون بين القوم وتقع فيها الجراحات والدماء،
وأصله الشق والفتح، وقد يراد بالفتق العهد. اه‍ النهاية
(3 / 408) ب.
(2) كرب: بمعنى دنا وقرب فهو كارب. النهاية (4 / 161) ب
514

(16790) والذي نفس محمد بيده لو تعلمون ما أعلم في المسألة ما سأل
رجلا رجلا وهو يجد ليلة تبيته. (حم ن والروياني وأبو عوانة ص عن
عائذ بن عمرو بن هلال المزني) (1).
(16791) إذا رددت على السائل ثلاثا فلم يرجع فلا عليك أن
تزبره (2). (طس وابن النجار عن أبي هريرة) (3).

(1) أبو هبيرة نزيل البصرة من صالحي الصحابة شهد بيعة الرضوان توفي
في إمرة عبيد الله بن زياد في أيام يزيد بن معاوية.
خلاصة الكمال (2 / 27) ص.
(2) تزبره: أي تنهره وتغلظ له في القول والرد. النهاية (2 / 293) ب.
(3) قال المناوي في فيض القدير (1 / 365) قال الهيثمي: فيه ضرار بن
صرد وهو ضعيف، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
راجع ميزان الاعتدال (2 / 328) ص.
515

الفصل الثالث
{في آداب طلب الحاجة}
(16792) ابتغوا الخير عند حسان الوجوه. (قط في الافراد
عن ابن هريرة).
(16793) اطلبوا الخير عند حسان الوجوه وتسموا بخياركم وإذا
أتاكم كريم قوم فأكرموه. (ابن عساكر عن عائشة).
(16794) إذا ابتغيتم المعروف فاطلبوه عند حسان الوجوه.
(قط عن عبد الله بن جراد).
(16795) اطلبوا الخير عند حسان الوجوه. (تخ وابن أبي الدنيا
في قضاء الحوائج، ع طب عن عائشة، طب هب عن ابن عباس عد عن
ابن عمر، ابن عسكر عن أنس طس عن جابر، تمام، خط في رواة
مالك عن أبي هريرة، تمام عن أبي بكرة) (1).

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 540) قال الحافظ العرافي: وطرقه
كلها ضعيفة وبه يعرف أن السيوطي كما أنه لم يصب في قوله في الآلئ:
هذا الحديث في نقدي: حسن صحيح. لم يصب ابن الجوزي حيث حكم
بوضعه ولا ابن القيم كشيخه ابن تيمية حيث قال: هذا الحديث باطل لم
يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اه‍ بل ذاك تفريط وهذا افراط، والقول
العدل: ما أفاده زين الحفاظ العراقي. ص.
516

(16796) التمسوا الخير عند حسان الوجوه (طب عن أبي خصيفة)
(16797) إذا طلب أحدكم من أخيه حاجة فلا يبدأ بالمدحة فيقطع
ظهره. (ابن لآل في مكارم الأخلاق عن ابن معسود).
(16798 إذا كتب أحدكم كتابا فليتربه (1) فإنه أنجح لحاجته.
(ت عن جابر) (2).
(16799) تربوا صحفكم أنجح لها، فان التراب مبارك. (ه‍
عن جابر) (3).
(16800) استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان، فان كل ذي نعمة
محسود. (عق عد طب حل هب عن معاذ بن جبل، الخرائطي في اعتلال
القلوب عن عمر خط وابن عساكر، حل في فوائده عن علي) (4).

(1) فليتربه: يقال: أتربت الشئ إذا جعلت عليه التراب. النهاية (1 / 185) ب.
(2) أخرجه الترمذي كتاب الاستئذان باب ما جاء في ترتيب الكتاب رقم
(2713) وقال: هذا حديث منكر. ص.
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الأدب باب ترتيب الكتاب رقم (3774).
قال السيوطي: هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ القزويني على
المصابيح وزعم أنه موضوع. ص.
(4) قال المناوي في فيض القدير (1 / 493): الحديث ضعيف ومنقطع ولما
ساق الحافظ العراقي الخبر المشروح جزم بضعفه واقتصر عليه. ص.
517

(16801) اطلبوا الحوائج إلى ذوي الرحمة من أمتي ترزقوا وتنجحوا
فان الله تعالى يقول: رحمتي في ذوي الرحمة من عبادي ولا تطلبوا الحوائج
عند القاسية قلوبهم فلا ترزقوا ولا تنجحوا فان الله يقول: إن سخطي فيهم
(عق طس عن أبي سعيد) (1) (16802) لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين. (البزار
عن عائشة).
(16803) إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين أو لذي حسب أو
لذي حلم. (طب وابن عساكر عن أبي أمامة).
(16804 قال داود: إدخالك يدك في فم التنين إلى أن تبلغ المرفق
فيقضمها خير لك منن أن تسأل من لم يكن له شئ ثم كان. (ابن عساكر
عن أبي هريرة).
(16805) اطلبوا الحوائج بعزة الأنفس فان الأمور تجري بالمقادير.
(تمام وابن عساكر عن عبد الله بن بسر) (2).
.

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 539) قال العقيلي: عبد الرحمن مجهول
لا يتابع على حديثه وداود لا يعرف وخبره باطل. ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 543): رمز السيوطي لضعفه
ووافقه المناوي. ص.
518

(16806) اطلبوا الفضل عند الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم
فان فيهم رحمتي ولا تطلبوا من القاسية قلوبهم فإنهم ينتظرون سخطي.
(الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي سعيد) (1).
(16807) اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم فان
فيهم رحمتي ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فان اللعنة تنزل عليهم، يا علي
إن الله خلق المعروف وخلق له أهلا فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله ووجه
إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض الجدبة لتحيا به ويحيا به أهلها يا علي
إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة (ك عن علي) (2).
(16808) إن الله تعالى جعل للمعروف وجوها من خلقه حبب
إليهم المعروف وحبب إليهم فعاله ووجه طلاب المعروف إليهم ويسر
عليهم إعطاءه كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيي به أهلا
وإن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف،

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 544) قال في اللسان: ورواه الطبراني
في الأوسط، وقال الحافظ العراقي بعد ما عزاه للطبراني وفيه محمد بن
مروان السدي ضعيف جدا وقال الهيثمي: متروك. ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 544) قال أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب
الرقاق (4 / 321) صحيح ورده الذهبي بأن فيه الأصبغ بن نباته واه جدا
وحبان بن علي ضعفوه.
519

وبغض إليهم فعاله وحظر عليهم إعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض
الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها وما يعفو أكثر. (ابن أبي الدنيا في قضاء
الحوائج عن أبي سعيد) (1).
{الاكمال}
(16809) استعينوا على انجاح الحوائج بكتمانها (خط عن ابن عباس)
(16810) اطلبوا حوائجكم عند حسان الوجوه فان قضى حاجتك
قضاها بوجه طليق وإن ردك ردك بوجه طليق فرب حسن الوجه دميمه
عند طلب الحاجة ورب دميم الوجه حسنه عند طلب الحاجة. (ابن أبي
الدنيا في قضاء الحوائج عن عمرو بن دينار، مرسلا).
(16811) اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه. (ابن أبي الدنيا عن
ابن عمر والخرائطي في اعتلال القلوب، وتمام عن جابر طس عن أبي هريرة)
الخرائطي عن عائشة).
(16812) من بكر يوم السبت في طلب حاجة فأنا ضامن بقضائها
(أبو نعيم عن جابر).

(1) قال المناوي في فيض القدير (2 / 222) وفيه عثمان بن سماك عن أبي هارون
العبدي قال في اللسان عن العقيلي. حديثه غير محفوظ وهو مجهول بالنقل ولا
يعرف به وقال الزين العراقي رواه الدارقطني في المستجاد من رواية أبي هارون
عنه وهو ضعيف ص.
520

(16813) لا تصلح المسألة لغني إلا من ذي رحم أو سلطان.
(طس عن سمرة).
(16814) لا، وإن كنت لا بد سائلا فاسأل الصالحين. (حم
د ق ابن الفراسي) إن الفراسي قال: أسأل يا رسول الله قال فذكره.
{دعاء الحاجة من الاكمال}
(16815) ألا أعلمك ما علمني جبريل إذا كانت لك حاجة إلى
بخيل شحيح أو سلطان جائر أو غريم فاحش تخاف فحشه فقل: اللهم
إنك أنت العزيز الكبير وأنا عبدك الضعيف الذليل الذي لا حول ولا
قوة إلا بك، اللهم سخر لي فلانا كما سخرت فرعون لموسى ولين لي
قلبه كما لينت الحديد لداود فإنه لا ينطق إلا باذنك ناصيته في قبضتك
وقلبه في يدك جل ثناء وجهك يا أرحم الراحمين. (الديلمي عن أنس).
(16816) اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة
يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي اللهم فشفعه في.
(حم ت: حسن صحيح غريب ه‍ ك وابن السني عن عثمان بن حنيف) (1).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات باب رقم (119) ورقم الحديث (3578)
وقال: حسن صحيح غريب. ص.
521

الفصل الرابع
{في آداب أخذ العطاء}
(16817) إذا آتاك الله ما لم تسأله ولم تشره (1) إليه نفسك
فاقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليك. (هق عن عمر).
(16818) إذا جاءك من هذا المال شئ وأنت غير مشرف ولا سائل
فخذه ومالا، فلا تتبعه نفسك. (خ عن عمر).
(16819) إذا ساق الله إليك رزقا من غير مسألة ولا إشراف نفس
فخذه فان الله أعطاك. (حب عن عمر).
(16820) يا عائشة من أعطاك عطاء من غير مسأله فاقبليه فإنما هو
رزق عرضه الله عليك. (حم ق عن عائشة).
(16821) تحل الصدقة من ثلاث: من الامام الجامع، ومن ذي
الرحم لرحمه، ومن التاجر المكثر. (هب عن ثوبان).
(16822) إذا أعطيت شيئا من غير أن تسأل فكل وتصدق.
(م د ن عن عمر).

(1) تشره: الشره: غلبة الحرص، وقد شره من باب طرب، فهو شره.
المختار (267) ب.
522

(16823) من آتي إليكم معروفا فكافئوه وإن لم تجدوا فادعوا له.
(طب عن الحكيم بن عمير).
(16824) من أعطي شيئا فوجد فليجز به، ومن لم يحد فليثن
عليه فان أثنى عليه فقد شكره وإن كتمه فقد كفره ومن تحلى بما لم يعط
فإنه كلابس ثوبي زور. (خد د ت حب عن جابر) (1).
(16825) من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا
فقد أبلغ في الثناء. (ت ن حب عن أسامة) (2).
(16826) إذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء
(ابن منيع، خط عن أبي هريرة، خط عن ابن عمر) (3).
(16827) جزاء الغني من الفقير النصيحة والدعاء. (ابن سعد، ع
طب عن أم حكيم).
(16828) ما آتاك الله من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف

(1) أخرجه الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه
رقم (2034) حسن غريب ص.
(2) أخرجه الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه
رقم (2036) وقال هذا حديث حسن جيد غريب ص.
(3) قال المناوي في فيض القدير (1 / 410) قال الهيثمي: فيه موسى
الرندي ضعيف ص.
523

فكله وتموله أو تصدق به ومالا، فلا تتبعه نفسك. (ن عن عمر).
(16829) ما آتاك الله من أموال السلطان من غير مسألة ولا
إشراف فكله وتموله. (حم عن أبي الدرداء). (16830) من آتاه الله من هذه المال شيئا من غير أن يسأله فليقبله
فإنما هو رزق ساقه الله تعالى إليه. (حم عن أبي هريرة).
(16831) من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل
طيب الريح. (م د عن أبي هريرة) (1).
.

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الألفاظ من الأدب وغيرها باب استعمال
المسك رقم (2253).
وأخرجه أبو داود كتاب الترجل باب في رد الطيب رقم (4154).
وقال المنذري: أخرجه مسلم والنسائي، والمحمل: قم القرطبي: بفتح
الميمين ويعني به الحمل. وكان ضبطه في الصحيح بفتح الأولى وكسر الثانية.
عون المعبود (11 / 229) ص.
524

{كتاب الزكاة}
من قسم الافعال
{الترغيب فيها}
(16832) عن الحسن بن مسلم أن عمر بن الخطاب بعث من ثقيف
على الصدقة ثم رآه بعد ذلك متخلفا، فقال: أراك متخلفا ولك أجر
غاز في سبيل الله. (ابن زنجويه في الأموال وابن جرير).
(16833) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: أتي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة فقيل: يا رسول الله أتي على مال
أبي فلان بسيف البحر فذهب به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تلف مال في
بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة فحرزوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم
بالصدقة وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء، فان الدعاء ينفع مما نزل ومما لم
ينزل، ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله إذا أراد بقوم بقاء أو نماء رزقهم السماحة والعفاف وإذا أراد بقوم
اقتطاعا فتح عليهم باب خيانة، ثم قرأ {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم
بغتة فإذا هم مبلسون}. (كر).
525

(وجوبها)
(16834) عن الزهري قال: لم يبلغنا أن أحدا من ولاة هذه الأمة
الذين كانوا بالمدينة أبو بكر وعمر وعثمان أنهم كانوا يثنون الصدقة ولكن كانوا يبعثون عليها كل عام في الخصب والجدب لان أخذها سنة من
رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ش).
(16835) عن ابن شهاب أن أبا بكر وعمر لم يكونا يأخذان
الصدقة مثناة ولكن يبعثان عليها في الجدب والخطب والسمن والعجف
لان أخذها في كل عام من رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة. (الشافعي ق).
قال: رواه الشافعي في القديم وزاد فيه: ولا يضمنونها أهلها ولا يؤخرون
أخذها عن كل عام.
(16836) عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر الصديق:
أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله
الله فإذا قالوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله؟
قال أبو بكر: هذا من حقها لا تفرقوا بين ما جمع الله، والله لو منعوني
عناقا مما أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه. (الشافعي ق).
(16837) عن أنس قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب
قال: فقال عمر بن الخطاب: يا أبا بكر أتريد أن تقاتل العرب؟ فقال
526

أبو بكر: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا
أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، والله لو
منعوني عقالا مما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم لأقاتلنهم عليه قال عمر:
[فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر فعرفت أنه الحق]. (ق) (1).
(16838) عن عمر قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد من ارتد من
العرب وقالوا: نصلي ولا نزكي فأتيت أبا بكر فقلت: يا خليفة
رسول الله تألف الناس وارفق بهم فإنهم بمنزلة الوحش، فقال: رجوت
نصرك وجئتني بخذلانك جبار في الجاهلية خوار في الاسلام ماذا عسيت
أن أتألفهم بشعر مفتعل أو بسحر مفترى هيهات هيهات مضى النبي
صلى الله عليه وسلم وانقطع الوحي والله لأجاهدنهم ما استمسك السيف في يدي وإن
منعوني عقالا، قال عمر: فوجدته في ذلك أمضى مني وأصرم مني وأدب
الناس على أمور هانت علي كثير من مؤنتهم حين وليتهم. (الإسماعيلي)
(16839) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: لما ارتد من ارتد
على عهد أبي بكر أراد أبو بكر أن يجاهدهم، فقال له عمر: أتقاتلهم وقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله حرم ماله ودمه إلا بحقه وحسابه على الله، فقال له أبو بكر:

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب وجوب الزكاة (2 / 131).
وما بين الحاصرين استدركته منه. ص.
527

ألا أقاتل من فرق بين الصلاة والزكاة والله لأقاتلن من فرق بينهما حتى
أجمعهما، فقال عمر: فقاتلنا معه فكان والله رشدا فلما ظفر بمن ظفر به
منهم قال: اختاروا بين خطتين إما الحرب المجلية وإما الخطة المخزية
قالوا: هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما الخطة المخزية؟ قال: تشهدون
على قتلانا أنهم في الجنة وعلى قتلاكم أنهم في النار ففعلوا. (ش).
(16840) عن علي قال: إن الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر
ما يكفي فقراءهم وإن جاعوا وعروا وجهدوا فبمنع الأغنياء، وحق على الله
أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه. (ص ق) ثم اعلم رحمك الله أن
بعض أحاديث هذا النوع ذكر في قتال أهل الردة.
{أحكام الزكاة}
(16841) عن أنس أن أبا بكر كتب لهم إن هذه فرائض
الصدقة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين التي أمر الله بها رسوله
فمن سألها من المسلمين على وجهها فليعطها ومن سأل فوق ذلك فلا يعط
فيما دون خمس وعشرين من الإبل في كل خمس ذود شاة فإذا بلغت خمسا
وعشرين ففيها ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين فإن لم تكن له ابنة مخاض فابن لبون
ذكر فإذا بلعت ستة وثلاثين ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين فإذا بلغت ستة
وأربعين ففيها حقة طروقة الفحل إلى ستين فإذا بلغت إحدى وستين ففيها جذعة
528

إلى خمس وسبعين فإذا بلغت ستة وسبعين ففيها بنتا لبون إلى تسعين، فإذا
بلغت إحدى وتسعين ففيها حقتان طروقتا الفحل إلى عشرين ومائة، فإذا
زادت على عشرين ومائة ففي كل أربعين ابنة لبون وفي كل خمسين حقة
فإذ تباين أسنان الإبل في فرائض الصدقات، فمن بلغت عنده صدقة
الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فإنها تقبل منه ويعطيه المتصدق
عشرين درهما أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده
إلا جذعة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين،
ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده، وعنده بنت لبون فإنها تقبل
منه ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما، ومن بلغت عنده
صدقة ابنة لبون وليست عنده إلا حقة فإنها تقبل منه ويعطيه المصدق
عشرين درهما أو شاتين، ومن بلغت عنده صدقة بنت لبون وليست عنده
ابنة لبون وعنده ابنة مخاض فإنها تقبل منه ويجعل معها شاتين إن
استيسرتا له أو شعرين درهما، ومن بلغت عنده صدقة ابنة مخاض وليس
عنده إلا ابن لبون ذكر فإنه يقبل منه وليس معه شئ، ومن لم يكن
عنده إلا أربع من الإبل فليس فيها شئ إلا أن يشاء ربها، وفي صدقة الغنم
في سائمها إذا كانت أربعين ففيها شاة إلى عشرين ومائة فإذا زادت ففيها
شاتان إلى مائتين فإذا زادت واحدة ففيها ثلاث شياه إلى ثلاث مائة،
529

فإذا زادت ففي كل مائة شاة، ولا تؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات
عوار ولا تيس إلا أن يشاء المصدق، ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق
بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بينهما
بالسوية وإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس
فيها شئ إلا أن يشاء ربها وفي الرقة ربع العشر فإذا لم يكن المال
إلا تسعين ومائة درهم فليس فيها شئ إلا أن يشاء ربها. (حم وأبو عبيد
في كتاب الأموال، خ (1) د ن ه‍ وابن جرير وابن الجارود وابن خزيمة
والطحاوي حب قط ك هق).
(16842) عن أبي بكر الصديق أنه أعطى جابرا عدة كانت له
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وأزيدك أنه لا زكاة فيه حتى يحول عليه الحول
(ش وابن راهويه هق وفي سنده ضعف).
(16843) عن القاسم بن محمد أن أبا بكر الصديق كان إذا أعطى
عطاءه قال: هل لك مال فان قال نعم، قال: أد زكاته فإن لم يكن له مال
قال: لا تزكه يعني مال العطاء حتى يحول عليه الحول. (مالك ومسدد
هق) قال الحافظ ابن حجر: اسناده صحيح إلا أنه منقطع بين القاسم وجده

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب من بلغت عنده صدقة
(2 / 145 و 146) ومر الحديث رقم (15831) ص.
530

الصديق ورواه أبو عبيد في كتاب الأموال، ش بلفظ: فان قال نعم زكى
ماله من عطاءه وإلا سلم إليه عطاءه.
(16844) عن إبراهيم النخعي قال: قال أبو بكر والله لو منعوني
عقالا مما أخذ منهم النبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه وكان يأخذ من البعير
عقالا ثم قرأ {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}. (ابن
راهويه). قال الحافظ ابن حجر: هذا مرسل. اسناده حسن وقد أخرجوا
اسناده من طرق متصلة.
(16845) عن يحيى بن برهان أن أبا بكر الصديق استشار عليا في
أهل الردة فقال: إن الله جمع الصلاة والزكاة ولا أرى أن تفرق، فعند ذلك
قال أبو بكر: لو منعوني عقالا لقاتلتهم عليه كما قاتلهم عليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم. (مسدد).
(16846) عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال: عمر يا أبا بكر كيف
تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا
لا إله إلا الله فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه
على الله قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان
الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
531

لقاتلتهم عليه قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر
أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق. (حم خ (1) م د ت ن حب هق.
ورواه " عب " عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة مثله).
(16847) عن أبي قلابة قال: بعث أبو بكر المصدقين فأمرهم أن
يبيعوا الجذعة بأربعين والحقة بثلاثين وابن لبون بعشرين وبنت مخاض
بعشرة فانطلقوا فباعوا ما باعوا بقيمة أبي بكر، ثم رجعوا حتى إذا كان
العام المقبل بعثهم فقالوا: لو شئنا أن نزداد ازددنا، فقال: زيدوا في كل
سن عشرة فلما أن كان العام المقبل بعثهم فقالوا: لو شئنا أن نزداد ازددنا
شيئا، قال: لا، فلما ولي عمر بعث عماله بقيمة أبي بكر الآخرة حتى
إذا كان العام المقبل قال العمال: لو شئنا أن نزداد ازددنا، فقال: زيدوا
في كل سن عشر حتى إذا كان العام المقبل بعثهم بالقيمة الآخرة فقالوا:
لو شئنا أن نزداد شيئا ازددنا قال: لا حتى إلا ولي عثمان بعث بقيمة عمر
الآخرة حتى إذا كان العام المقبل قالوا: لو شئنا أن نزداد ازددنا، قال:
زيدوا في كل سن عشرة حتى إذا كان العام المقبل قالوا: لو شئنا أن
نزداد ازددنا قال: لا، فلما ولي معاوية بعث بقيمة عثمان الآخرة فلما
كان العام المقبل قالوا: لو شئنا أن نزداد ازددنا قال: زيدوا في كل سن

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الزكاة باب وجوب الزكاة (2 / 131) ص.
532

عشرة حتى إذا كان العام المقبل: لو شئنا أن نزداد ازددنا قال: خذوا
الفرائض بأسنانها ثم سموها وأعلنوها ثم جالسوهم البيع فما استطاعوا أن
ينتقصوا وما استطعتم أن تزدادوا فازدادوا. (ش).
(16848) عن القاسم بن محمد قال: لم يكن أبو بكر يأخذ من مال
زكاة حتى يحول عليه الحول. (مالك والشافعي ق) وقال الشافعي:
أخبرني هشام بن يوسف أن أهل حفاش أخرجوا كتابا من أبي بكر
الصديق في قطعة أديم إليهم يأمرهم بأن يؤدوا عشر الورس. (ق).
(16849) عن عمرو بن شعيب قال: قضى أبو بكر على أهل القرى
حين كثر المال وغلت الإبل أقام مائة من الإبل بستمائة دينار إلى ثمان
مائة دينار. (الشافعي ق).
(16850) عن عكرمة بن خالد عن رجل حدثه عن مصدق أبي بكر
الذي بعثه إلى اليمن أنه أخذ من كل عشر بقرات شاة. (مسدد).
(16851) عن حارثة بن مضرب قال: جاء ناس من أهل الشام إلى
عمر فقالوا: إنا أصبنا أموالا: خيلا ورقيقا نحب أن يكون لنا فيها زكاة
وطهور، فقال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله فاستشار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
وفيهم علي فقال علي: هو حسن إن لم تكن جزية يؤخذون بها بعدك
راتبة. (عب حم وأبو عبيد في كتاب الأموال، ابن جرير وصححه،
533

ع وابن خزيمة، ك ق ص) قال ابن الجوزي في جامع المسانيد: هذا
الحديث ذكره (حم) في مسند أبي بكر ولا يصلح إلا في مسند عمر
والمسند منه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك.
(16852) عن راشد بن سعد عن عمر بن الخطاب وحذيفة بن اليمان
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأخذ من الخيل والرقيق صدقة. (حم).
(16853) عن عمر قال: فيما سقت السماء والأنهار والعيون العشر
وما سقي بالرشاء نصف العشر. (عب وأبو عوانة قط).
(16854) عن حماس قال: كنت أبيع الأدم والجعاب فمر بي
عمر بن الخطاب فقال؟ يا حماس أد صدقة مالك فقلت: يا أمير المؤمنين
إنما هو جعاب وأدم قال: قومه وأخرج صدقته. (الشافعي عب
وأبو عبيد في الأموال، قط وصححه هق).
(16855) عن عمر قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة فقيل:
منع ابن جميل وخالد بن الوليد والعباس بن عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ما ينقم ابن جميل إلا أنه كان فقيرا فأغناه الله وأما خالد فإنكم تظلمون خالدا
فقد احتبس أدراعه (1) وأعتده في سبيل الله وأما العباس بن عبد المطلب

(1) أدراعه: الأدراع: جمع درع وهي الزردية. النهاية (2 / 114) ب.
وأعتده: الأعتد جمع قلة للعتاد وهو ما أعده الرجل من السلاح والدواب
وآلة الحرب. وتجمع على أعتدة أيضا. النهاية (3 / 176) ب.
534

عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي عليه صدقة ومثلها معها. (ن) (1).
(16856) عن نافع أنه قرأ كتاب عمر بن الخطاب أنه ليس فيما
دون خمس من الإبل شئ، فإذا بلغت خمسا ففيها شاة إلى تسع، فإذا كانت
عشرا فشاتان إلى أربع عشرة، فإذا بلغت خمس عشرة ففيها ثلاث إلى تسع
عشرة، فإذا بلغت العشرين فأربع إلى أربع وعشرين، فإذا بلغت خمسا
وعشرين ففيها بنت مخاض إلى خمس وثلاثين فإذا زادت فيها بنت لبون
إلى خمس وأربعين، فإذا زادت فيها حقة إلى ستين، فإذا زادت ففيها
جذعة إلى خمس وسبعين، فإذا زادت ففيها ابنتا لبون إلى التسعين، فإذا
زادت ففيها حقتان إلى عشرين ومائة، فإذا زادت ففي كل خمسين حقة
وفي كل أربعين ابنة لبون وليس في الغنم شئ فيما دون الأربعين، فإذا
بلغت الأربعين ففيها شاة إلى عشرين ومائة، فإذا زادت فشاتان إلى
المائتين، فإذا زادت على المائتين فثلاث شياه إلى ثلاث مائة، فان زادت
على ثلاث مائة ففي كل مائة شاة. (ع وابن جرير هق ورجاله ثقات).
(16857) عن كليب الجرمي قال: لقيت عمر وهو بالموسم فناديت
من وراء الفسطاط ألا إني فلان بن فلان وإن ابن أخت لنا له أخ غاز في
بني فلان وقد عرضنا عليه فريضة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى فرفع عمر جانب

(1) الحديث مر برقم (15800 و 15826) ص.
535

الفسطاط فقال: أتعرف صاحبك؟ قلت: نعم هو ذاك، قال: انطلق
به حتى ننفذ لكما قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكنا نتحدث أن القضية
أربع من الإبل. (ش وابن راهويه ع ص).
(16858) عن عمر قال: إنما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة في هذه
الأربعة الحنطة والشعير والتمر والزبيب. (قط وضعفه).
(16859) عن سهل بن أبي حثمة أن عمر بعثه على خرص (1) التمر
فقال: إذا أتيت على أرض فاخرصها ودع لهم قدر ما يأكلون. (مسدد
وابن سعد هق وهو صحيح).
(16860) عن مروح بن سمرة قال: أتيت عمر بن الخطاب فقلت
يا أمير المؤمنين ما حق إبل مائة فقال: أنبأني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أن
خير إبل ثلاثون زكى أهلها ببعير واستنفقوا بعيرا وأنطوا السائل
بعيرا أدوا حقها تسألني عن حق إبل مائة والله إن لنا جملا نستقي عليه
وتستقى جيراننا ونحتطب عليه وتحتطب جيراننا والله إني لأرى أن
فيه حقا ما أؤديه فاتق ربك وأد زكاتها وأطرق (2) فحلها وامنح

(1) خرص: الخرص: حزر ما على النخل من الرطب تمرا، وقد خرص
النخل. المختار (133) ب.
(2) وأطرق فحلها: أي إعارته للضراب، واستطراق الفحل: استعارته لذلك
والطرق في الأصل: ماء الفحل وقيل هو الضراب ثم سمى به الماء.
النهاية (3 / 122) ب.
536

غزيرتها (1) وأفقر شديدتها (2) واتق ربك. (يعقوب بن سفيان في مشيخته
والخرائطي في مكارم الأخلاق هب).
(16861) عن سعيد بن أبي سعيد أن عمر سأل رجلا عن أرض له
باعها فقال: أحرز (3) مالك واحفر له تحت فراش امرأتك، فقال: يا أمير
المؤمنين أليس بكنز فقال ليس بكنز ما أدي زكاته. (ش وأبو الشيخ).

(1) وامنح غزيرتها: منحة اللبن: أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها ويعيدها
وكذلك إذا أعطاه لينتفع بوبرها وصوفها زمانا ثم يردها. اه‍ النهاية
(4 / 364) ب.
غزيرتها: غزيرة: أي كثيرة اللبن. وأغزر القوم: إذا كثرت ألبان
مواشيهم. النهاية (3 / 365) ب.
(2) وأفقر شديدتها: وفي الحديث " ما يمنع أحدكم أن يفقر البعير من إبله "
أي يعيره للركوب. يقال: أفقر البعير يفقره إفقارا إذا أعاره، مأخوذ
من ركوب فقار الظهر، وهو خرزاته، الواحدة: فقارة. اه‍ النهاية
(3 / 462) ب.
(3) أحرز: وفي حديث الزكاة " لا تأخذوا من حرزات أموال الناس شيئا "
أي من خيارها هكذا يروي بتقديم الراء على الزاي، وهو جمع حرزة
بسكون الراء، وهي خيار المال، لان صاحبها يحرزها ويصونها.
والرواية المشهورة بتقديم الزاي على الراء، وفيه " أنه بعث مصدقا
فقال: لا تأخذ من حزرات أنفس الناس شيئا " الحزرات: جمع حزرة
بسكون الزاي وهي خيار مال الرجل، سميت حزرة لان صاحبها لا يزال
يحزرها في نفسه، سميت بالمرة الواحدة من الحزر، ولهذا أضيفت إلى الأنفس
النهاية (1 / 367 و 377) ب.
537

(16862) عن عمر قال: لان أكون سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
مانع الصدقة وقال: أنا أضعها موضعها أيقاتل أحب إلي من حمر النعم وكان
أبو بكر يرى أن يقاتل. (رستة في الايمان).
(16863) عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: في الأربعين من الغنم
سائمة شاة إلى مائة وعشرين فان زادت شاة ففيها شاتان إلى مائتين، فان
زادت شاة ففيها ثلاث إلى ثلاث مائة، فان كثرت الغنم ففي كل مائة
شاة ولا تؤخذ هرمة ولا ذات عوار ولا تيس إلا أن يشاء المصدق وفي
الإبل في كل خمس شاة وفي عشر شاتان وفي خمس عشرة ثلاث شياه
وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرين بنت مخاض فإن لم تكن بنت
مخاض فابن لبون ذكر إلى خمس وثلاثين فان زادت واحدة ففيها حقة
طروقة الفحل إلى ستين، فان زادت واحدة ففيها جذعة إلى خمس وسبعين
فان زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين، فان زادت واحده ففيها
حقتان طروقتا الفحل إلى مائة وعشرين، فان زادت واحدة ففي كل أربعين
بنت لبون، وفي كل خمسين حقة ويحسب صغارها وكبارها وما كان من
538

خليطين فإنها يتراجعان بالسوية ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق
خشية الصدقة وفي الرقة (1) ربع العشر إذا بلغت رقة أحدهم خمس أواق.
(عب وابن جرير هق).
(16864) عن مسلم بن بنان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث
سفيان بن عبد الله الثقفي ساعيا فرآه بعد أيام في المسجد فقال له: أما ترضى
أن تكون كالغازي في سبيل الله؟ قال: وكيف لي بذلك وهم يزعمون أنا
نظلمهم؟ قال: يقولون ماذا؟ قال: يقولون أيحسب علينا السخلة؟ فقال
عمر احسبها ولو جاء بها الراعي يحملها على كفه وقل لهم: إنا ندع لهم
الأكولة والربى (1) والماخض والفحل. (عب وابن جرير).
(16865) عن عمر أنه كان يقول للخراص: دع لهم قدر ما يقع
وقدر ما يأكلون. (طب ش وأبو عبيد في الأموال هق).
(16866) عن عمرو بن شعيب أن أمير الطائف كتب إلى عمر بن

(1) وفي الرقة: الورق: الدراهم المضروبة، وكذا الرقة بالتخفيف. وفي الحديث:
" في الرقة ربع العشر ". المختار (568) ب.
(2) والربي: الربي التي تربي في البيت من الغنم لأجل اللبن. النهاية (2 / 180) ب.
والماخض: الماخض: هي التي أخذها المخاض لتضع.
والمخاض: الطلق عند الولادة. يقال مخضت الشاة مخضا ومخاضا ومخاضا،
إذا دنا نتاجها. النهاية (4 / 306) ب.
539

الخطاب أن أهل العسل منعونا ما كانوا يعطون من كان قبلنا فكتب إليه
إن أعطوك ما كانوا يعطون رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحم لهم، وإلا فلا تحم
لهم. (ش).
(16867) عن عمر قال: إذا حلت الصدقة فاحسب دينك وما
عندك فاجمع ذلك كله ثم زكه. (أبو عبيد في الأموال، ش).
(16868) عن طارق أن عمر بن الخطاب كان يعطيهم العطاء ولا
يزكيه. (ش وأبو عبيد).
(16869) عن القاسم عن عائشة أن عمر مرت به غنم الصدقة فرأى
فيها شاة حافلا (1) ذات ضرع عظيم، فقال عمر: ما هذه الشاة؟
فقالوا: شاة من الصدقة، فقال عمر: ما أعطى هذه أهلا وهم طائعون لا
تفتنوا الناس لا تأخذوا حزرات أموال الناس نكبوا (2) عن الطعام.
(مالك والشافعي عب وأبو عبيد، ش ومسدد، هق) (3).
(هامش) * (1) حافلا: أي كثيرة اللبن. النهاية (1 / 409) ب.
(2) نكبوا: يريد الأكولة وذوات اللبن، ونحوهما: أي أعرضوا عنها ولا
تأخذوها في الزكاة، ودعوها لأهلها. فيقال فيه نكب ونكب. النهاية
(5 / 112) ب.
(3) أخرجه مالك في الموطأ كتاب الزكاة باب النهي عن التضيق على الناس في
الصدقة رقم (28) ص. (*)
540

(16870) عن الحسن قال: كتب عمر إلى أبي موسى فما زاد على
المائتين ففي كل أربعين درهما درهم. (ش).
(16871) عن عمر قال: ليس في الخضراوات صدقة. (أبو عبيد
في الأموال هق).
(16872) عن مكحول أن عمر بن الخطاب جعل المعدن بمنزلة
الركاز (1) في الخمس. (هق وقال منقطع مكحول لم يدرك عمر).
(16873) عن رباح: أنهم أصابوا قبرا بالمدائن فوجدوا فيه رجلا على
ثياب منسوجة بالذهب ووجدوا معه مالا فأتوا به عمار بن ياسر فكتب
فيه إلى عمر فكتب أن أعطهم إياه ولا تنزعه منهم. (أبو عبيد في
الأموال، ش، ق).

(1) الركاز: الركاز عند أهل الحجاز: كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض.
وعند أهل العراق: المعادن، والقولان تحتملهما اللغة، لان كلا منهما
مركوز في الأرض: أي ثابت. يقال: ركزه يركزه ركزا إذا دفنه، وأركز
الرجل إذا وجد الركاز، والحديث إنما جاء في التفسير الأول وهو الكنز
الجاهلي، وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه.
وقد جاء في مسند أحمد في بعض طرق هذا الحديث " وفي الركائز الخمس "
كأنها جمع ركيزة أو ركازة، والركيزة والركزة: القطعة من جواهر الأرض
المركوزة فيها. وجمع الركزة ركاز. النهاية (2 / 258) ب.
541

(16874) عن شعيب بن يسار أن عمر كتب أن يزكي الحلي. (خ
في تاريخه وقال: مرسل شعيب لم يدرك عمر ق).
(16875) عن شعيب بن يسار قال: كتب عمر إلى أبي موسى أن
مر من قبلك من نساء المسلمين أن يصدقن من حليهن. (ق،
وقال: مرسل).
(16876) عن أبي سعيد المقبري قال: جئت عمر بن الخطاب بمائتي درهم
فقلت: يا أمير المؤمنين هذه زكاة مالي قال: وقد عففت يا كيسان؟
قال: نعم قال: اذهب أنت فاقسمها. (هق وأبو عبيد في الأموال والحاكم
في الكنى).
(16877) عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه أن عمر قال: في
الزيتون العشر إذا بلغ خمسة أوسق. (هق، وقال: منقطع وراويه
ليس بقوي).
(16878) عن بشر بن عاصم وعبد الله بن أوس أن سفيان بن عبد الله
الثقفي كتب إلى عمر وكان عاملا له بالطائف أن قبله حيطانا (1) فيها كروم

(1) حيطانا: الحائط: واحد الحيطان، وحوط كرمه تحويطا: بنى حوله حائطا
ومنه قولهم: أنا أحوط حول ذلك الامر، أي: أدور.
المختار (125) ب.
542

وفيها من الفرسك (1) والرمان ما هو أكثر غلة من الكروم أضعافا
فكتب إليه يستأمره في العشر فكتب إليه عمر أنه ليس عليها عشر قال:
هي من العضاة (2) كلها ليس عليها عشر. (ق).
(16879) عن عاصم أن عمر استعمل أبا سفيان بن عبد الله على الطائف
فخرج مصدقا فاعتد عليهم بالغذاء (3) ولم يأخذه منهم فقالوا له: إن كنت
معتدا علينا بالغذاء فخذه منا فأمسك حتى أتى عمر فقال له: إنهم يزعمون أنا
نظلمهم نعتد عليهم بالغذاء ولا نأخذه منهم فقال له عمر: اعتد عليهم بالغذاء حتى
السخلة يروح بها الراعي على يده وقل لهم لا آخذ منكم الربي ولا الماخض
ولا ذات الدر ولا الشاة الأكولة ولا فحل الغنم وخذ العناق والجذعة
والثنية فذلك عدل بين غذاء المال وخياره. (مالك والشافعي وأبو عبيد
في الأموال وابن جرير، ق).
(16880) عن سليمان بن يسار أن أهل الشام قالوا لأبي عبيدة بن
الجراح: خذ من خيلنا ورقيقنا صدقة فأبى فكتب إلى عمر بن الخطاب

(1) الفرسك: الفرسك: الخوخ. النهاية (3 / 429) ب.
(2) العضاة شجر أم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك، الواحدة: عضة بالتاء،
وأصلها عضهة. النهاية (3 / 255) ب.
(3) بالغذاء: الغذاء: السخال الصغار، واحدها: غذي. النهاية (3 / 348) ب.
543

فأبى ثم كلموه أيضا فأبى، فكتب إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه
عمر إن أحبوا فخذها منهم وارددها عليهم وارزق رقيقهم. (مالك
وأبو عبيد في الأموال ق).
(16881) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كتب عمرو
ابن العاص إلى عمر بن الخطاب عن عبد وجد جرة من ذهب مدفونة،
فكتب إليه عمر أن ارضخ له منها بشئ فإنه أحرى أن يؤدوا ما وجدوا.
(ابن عبد الحكم). (16882) عن شبيل بن عوف قال: أمرنا عمر بن الخطاب بالصدقة
فقلنا نحن نجعل على خيولنا وأرقائنا عشرة عشرة فقال: أما أنا فلا أجعله
عليكم ثم أمر لأرقائنا بجريبين (1) جريبين. (ابن سعد) (2).
(16883) عن عزرة أن أهل الشام قالوا لعمر: إن أفضل أموالنا الخيل
والرقيق فأخذ عمر لكل فرس عشرة ولكل رأس عشرة ثم رزقهم فكان

(1) بجريبين: الجريب من الطعام والأرض: مقدار معلوم، وجمعه أجربة
وجربان. قال الرازي: قلت الجريب مكيال، وهو أريبة أقفزة،
والجريب من الأرض: بندر الجريب الذي هو المكيال. نقلهما الأزهري. اه‍
المختار (73) ب.
(2) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى في ترجمة شبيل بن عوف وهو
ثقة قليل الحديث (5 / 152) ب.
544

يعطيهم أكثر مما أخذ منهم. (مسدد، ورواه بن جرير من
طريق عن عمر).
(16884) عن الشعبي قال: قال عمر: ليس على عربي ملك ولسنا
بنازعين من يد أحد شيئا أسلم عليه ولكنا نقومهم الملة (1) على آبائهم خمسا
من الإبل. (عب وأبو عبيد في الأموال وابن راهويه هق).
(16885) عن أنس قال: ولاني عمر بن الخطاب الصدقات، فأمرني
أن آخذ من كل عشرين دينارا نصف دينار وما زاد فبلغ أربعة دنانير ففيه
درهم وأن آخذ من كل مائتي درهم خمسة دراهم فما زاد فبلغ أربعين درهما
ففيه درهم. (أبو عبيد في الأموال).
(16886) عن الأوزاعي قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب قال: خففوا

(1) الملة: الدية، وجمعها ملل. قال الأزهري: كان أهل الجاهلية يطأون
الإماء ويلدن لهم، فكانوا ينسبون إلى آبائهم، وهم عرب، فرأى عمر أن
يردهم على آبائهم فيعتقون، ويأخذ من آبائهم لمواليهم، عن كل واحد
خمسا من البل.
وقيل: أراد من سبي من العرب في الجاهلية وأدركه الاسلام وهو عند
من سباه أن يرده حرا إلى نسبه، وتكون عليه قيمته لمن سباه خمسا من
الإبل. النهاية (4 / 361) ب.
545

على الناس في الخرص (1) فان في المال العرية (2) والواطئة والآكلة.
(أبو عبيد في الأموال).
(16887) عن عمر قال: ما كان من دقيق أو بر يراد به التجارة
ففيه الزكاة. (أبو عبيد)

(1) الخرص: خرص النخلة والكرمة يخرصها خرصا: إذا حزر ما عليها
من الرطب تمرا ومن العنب زبيبا. النهاية (2 / 22).
(2) العرية: قد تكرر ذكرها في الحديث واختلف في تفسيرها، فقيل:
إنه لما نهى عن المزابنة وهو بيع الثمر في رؤوس النخل بالتمر رخص
في جملة المزابنة في العرايا، وهو أن من لا نخل له من ذوي الحاجة
يدرك الرطب ولا نقد بيده يشتري به الرطب لعياله، ولا نخل له يطعمهم
منه ويكون قد فضل له من قوته تمر، فيجئ إلى صاحب النخل
فيقول له: بعني ثمر نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر، فيعطيه ذلك
الفاضل من التمر بتمر تلك النخلات ليصيب من رطبها مع الناس،
فرخص فيه إذا كان دون خمسة أوسق.
والعرية: فعيلة بمعنى مفعولة، من عراه يعروه إذا قصده ويحتمل أن تكون
فعيله بمعنى فاعلة، من عري يعرى إذا خلع ثوبه، كأنها عريت من جملة التحريم
فعريت: أي خرجت. النهاية (3 / 225) ب.
الواطئة: المارة والسابلة سموا بذلك لوطئهم الطريق. النهاية (5 / 200) ب
الآكلة: الأكوله، التي تسمن للاكل. وقيل هي الخصي والهرمة والعاقر
من الغنم. قال أبو عبيد: والذي يروي في الحيث الأكيلة، وإنما
الأكيلة المأكولة، يقال: هذه أكيلة الأسد والذئب. وأما هذه فإنها
الأكولة. (1 / 58) ب.
546

(16888) عن عمرو بن سعد أن معاذ بن جبل لم يزل بالجند إذ بعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن حتى مات النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر ثم قدم على
عمر فرده على ما كان عليه فبعث إليه معاذ بثلث صدقة الناس فأنكر
ذلك عمر فقال: لم أبعثك جابيا ولا آخذ جزية ولكن بعثتك لتأخذ من
أغنياء الناس فتردها على فقرائهم قال معاذ: ما بعثت إليه بشئ وأنا أجد
أحدا يأخذه مني فلما كان العام الثاني بعث إليه شطر الصدقة فتراجعا
بمثل ذلك فلما كان العام الثالث بعث إليه بها كلها فراجعه عمر بمثل
ما راجعه قبل ذلك فقال معاذ: ما وجدت أحدا يأخذ مني شيئا.
(أبو عبيد في الأموال. ص (784).
(16889) عن الشعبي أن رجلا وجد ألف دينار مدفونة خارجا
من المدينة فأتى بها عمر بن الخطاب فأخذ منها الخمس مائتي دينار ودفع إلى
الرجل بقيتها وجعل عمر يقسم المائتين بين من حضره من المسلمين إلى
أن فضل منها فقال عمر: أين صاحب الدنانير فقام إليه فقال له عمر: خذ
هذه الدنانير فهي لك. (أبو عبيد).
(16890) عن عمر أنه قال لمولاه أسلم ورآه يحمل متاعه على بعير
من إبل الصدقة، فقال: فهلا ناقة شصوصا أو ابن لبون بوالا. (أبو
عبيد في الغريب).
547

(16891) عن هشام بن حبيش قال: شهدت عمر بن الخطاب وأتاه
صاحب الصدقة فقال: إن إبل الصدقة قد كثرت فقام عمر بناس معه
فنادى عمر على فريضة فريضة بثمن يزيد وأخذ عقلها فشد به حقوه (1)
ثم مر به على المساكين فجعل يتصدق به عليهم. (كر).
(16892) عن حزام بن هشام عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان يأخذ
مع كل فريضة عقالا ورواء (2) فإذا جاء إلى المدينة باعها ثم تصدق بتلك
العقل والاروية. (ابن جرير).
(16893) عن يعلى قال: ابتاع عبد الرحمن بن أمية أخو يعلى من
رجل فرسا أنثى بمائة قلوص (3) فبدا له فندم البائع فأتى عمر فقال: إن يعلى
وأخاه غصباني فرسي فكتب عمر إلى يعلى بن أمية أن الحق بي فأتاه فأخبره فقال:
إن الخير لتبلغ هذا عندكم قال: ما علمت فرسا قبل هذا بلغ هذا، فقال عمر
فنأخذ من كل أربعين شاة شاة ولا نأخذ من الخيل شيئا خذ من كل

(1) حقوه: الأصل في الحقو معقد الإزار، وجمعه أحق وأحقاء، ثم سمي به الإزار
للمجاورة. النهاية (1 / 417) ب.
(2) رواء: الرواء بالكسر والمد: حبل يقرن به البعيران.
وقال الأزهري: الرواء: الحبل الذي يروى به على البعير: أي يشد به المتاع
عليه. والاروية واحدها: رواء. النهاية (2 / 280) ب.
(3) قلوص: هي الناقة الشابة. النهاية (4 / 100) ب.
548

فرس دينارا، قال: فضرب على الخيل دينارا دينارا. (أبو عاصم
النبيل في حديثه ق). (16894) عن الوليد بن مسلم قال: أنا أبو عمرو يعني الأوزاعي أن
عمر بن الخطاب قال: خففوا على الناس في الخرص فان فيه العرية
والوطية والآكلة، قال الوليد: قلت لأبي عمرو ما العرية؟ قال: النخلة
أو النخلتان والثلاث يمنحها الرجل الرجل من أهل الحاجة، قلت: فما
الآكلة؟ قال: أهل المال يأكلون منها رطبا فلا يخرص ذلك ويوضع
من خرصه، قال: قلت فما الوطية؟ قال: من يغشاهم ويزورهم. (هق)
وقال: هذا اللفظ الذي رواه الأوزاعي عن عمر في التخفيف رواه مكحول
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
(16895) عن عمر أنه قال: يا أهل المدينة إنه لا خير في مال لا
يزكى فجعل في الخيل عشرة دراهم وفي البراذين (1) ثمانية. (ابن جرير).
(16896) عن أنس قال: جعلني عمر بن الخطاب على الجباية وأمرني
أن آخذ إذا بلغ مال المسلم مائتي درهم خمسة دراهم فما زاد ففي كل أربعين
درهما درهم وجعل أبا موسى على الصلاة. (ابن جرير).

(1) البراذين: البرذون: الدابة، قال الكسائي: الأنثى من البراذين برذونة.
النهاية (1 / 35) ب.
549

(16798) عن السائب بن الأقرع أن عمر استعمله على المدائن
فبينما هو جالس في إيوان كسرى نظر إلى تمثال يشير بأصبعه إلى موضع
قال: وقع في روعي (1) أنه يشير إلى كنز فاحتفرت ذلك الموضع
فاستخرجت كنزا فكتبت إلى عمر أخبره وكتبت أن هذا شئ أفاءه الله
علي دون المسلمين قال: فكتب إلي عمر إنك أمير من أمراء المسلمين
فاقسمه بين المسلمين. (خط).
(16898) عن السائب بن يزيد قال: سمعت عثمان يقول: هذا
شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليقضه ثم ليزك ما بقي. (الشافعي
وأبو عبيد في الأموال خ ومسدد هق).
(16899) عن السائب بن يزيد أن عثمان كان يقول: إن الصدقة
تجب في الدين لو شئت تقاضيته من صاحبه والذي هو على ملئ تدعه حياء
أو مصانعة ففيه الصدقة. (أبو عبيد في كتاب الأموال ق).
(16900) عن عثمان قال: زكه يعني الدين إذا كان عند الملاء (2) (هق)

(1) روعي: الروع بالضم: القلب والعقل، يقال: وقع ذلك في روعي،
أي: في خلدي وبالي. وفي الحديث " إن الروح الأمين نفث في روعي "
المختار (209) ب.
(2) الملاء: وملئ الرجل: صار مليئا، أي ثقة. فهو ملئ بالمد بين
الملاء، والملاءة ممدودان وبابه ظرف. المختار (500) ب.
550

(16901) عن سفيان بن سلمة قال: أتي عمر بن الخطاب بصدقة
زكاة فأعطاها أهل بيت كما هي. (ق).
(16902) عن السائب بن يزيد قال: كانت الدية على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة أسنان خمس وعشرون حقة وخمس وعشرون
جذعة وخمس وعشرون بنات لبون وخمس وعشرون بنات مخاض حتى كان
عمر بن الخطاب ومصر الأمصار فقال عمر بن الخطاب: ليس كل الناس
يجدون الإبل فقوموا الإبل أوقية أوقية فكانت أربعة آلاف ثم غلت
الإبل، فقال عمر: قوموا الإبل فقومت أو قبة ونصفا فكانت ستة
آلاف، ثم غلت الإبل فقال عمر: قوموا الإبل فقومت أوقيتين فكانت
ثمانية آلاف، ثم غلت الإبل، فقال: قوموا الإبل فقومت أوقيتين
ونصفا فكانت عشرة آلاف، ثم غلت. الإبل، فقال عمر: قوموا الإبل
فقومت الإبل ثلاث أواق فكانت اثنى عشر ألفا فجعل عمر على أهل الورق
اثنى عشر ألفا وعلى أهل الذهب ألف دينار وعلى أهل الإبل مائة من
الإبل وعلى أهل الحلل (1) مائتي حلة، قيمة كل حلة خمسة دنانير وعلى
أهل الضأن ألف ضانئة (2) وعلى أهل المعز ألفي ماعز وعلى أهل البقر مائتي

(1) الحلل: برود اليمن، والحلة: إزار ورداء، ولا تسمى حلة حتى تكون ثوبين
المختار (115) ب.
(2) ضانئة: هي الشاة من الغنم، خلاف المعز. النهاية (3 / 69) ب.
551

بقرة (الحارث وسنده ضعيف.
(16903) عن رجل قال: سألت عمر بن الخطاب فقلت: يا أمير المؤمنين
أ على المملوك زكاة؟ قال: لا، فقلت: على من هي، فقال: على
مالكه. (هق).
(16904) عن علي أن العباس سأل النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل صدقته
قبل أن تحل فرخص له في ذلك. (ش حم والدارمي د ت ه‍ وابن جرير
وصححه وابن خزيمة قط ك والدورقي ص).
(16905) عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قد أخذنا زكاة العباس
عام الأول للعام. (ت ص).
(16906) عن علي قال: والله ما عندنا كتاب نقرؤه عليكم إلا
كتاب الله وهذه الصحيفة معلقة بسيفه أخذتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها
فرائض الصدقة. (حم والطحاوي والدورقي).
(16907) عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجل من العباس صدقة عامين. (عب).
(16908) عن علي قال: ليس في التفاح وما أشبهه صدقة (أبو عبيد
في الأموال هق)
552

(16909) عن علي قال: فيما سقت السماء العشر وإذا سقي بالدواليب
والنواضح نصف العشر. (أبو عبيد).
(16910) عن علي في الدين الظنون قال: إن كان صادقا فليزكه
إذا قبضه لما مضى. (أبو عبيد، هق).
(16911) عن علي قال: ليس في المال المستفاد زكاة حتى يحول عليه
الحول. (أبو عبيد هق).
(16912) عن علي قال: في كل عشرين دينارا نصف دينار وفي
كل أربعين دينارا دينار وفي كل مائتي درهم خمسة دراهم وما زاد فبالحساب
(أبو عبيد وابن جرير).
(16913) عن علي قال ليس في الإبل العوامل صدقة. (أبو عبيد
ابن حماد في نسخته، هق وابن جرير).
(16914) عن الشعبي أن عليا أتى برجل وجد في خربة ألفا وخمس
مائة درهم بالسواد، فقال علي: لأقضين فيها قضاء بينا إن كنت وجدتها
في قرية خربة تحمل خراجها قرية عامرة فهي لهم وإن كانت لا تحمل فلك
أربعة أخماس ولنا خمسه وسأطيبه لك جميعا (الشافي، أبو عبيد هق).
(16915) عن علي أنه كان يزكي أموال ولد أبي رافع وكانوا أيتاما
في حجره. (أبو عبيد ق).
553

(16916) عن علي أنه باع أرضا لبني أبي رافع بعشرة آلاف وكانوا
أيتاما فكان يزكيها. (أبو عبيد).
(16917) عن علي قال: ليس في النيف (1) شئ. (ش).
(16918) عن علي أنه قيل له: إن فلانا أصاب معدنا فأتاه علي
قال: أين الركاز الذي أصبت؟ فقال: ما أصبت ركازا وإنما أصابه هذا
فاشتريته منه بمائة شاة متبع (2) فقال له علي: ما أرى الخمس إلا عليك
فخمس المائة شاة. (أبو عبيد في كتاب الأموال).
(16919) عن علي أن رجلا أتى بزكاة ماله فقال: أتأخذ من عطائنا؟
قال: لا، قال: فاذهب فانا لا نأخذ منك شيئا لا نجمع عليك ألا نعطيك
ونأخذ منك. (أبو عبيد في الأموال).
(16920) عن علي قال: ليس في العسل زكاة. (ق).
(16921) عن علي قال: ليس في الخضراوات والبقول صدقة (ق).

(1) النيف: بوزن الهين: الزيادة يخفف ويشدد. يقال: عشرة ونيف،
ومائة ونيف. وكل ما زاد على العقد فهو نيف، حتى يبلغ العقد الثاني
ونيف فلان على السبعين، أي: زاد. المختار (544) ب.
(2) متبع: التبيع: ولد البقرة أول سنة. وبقرة متبع: معها ولدها. ومنه
الحديث " إن فلانا اشترى معدنا بمائة شاة متبع " أي يتبعها أولادها.
النهاية (1 / 179) ب.
554

(16922) عن علي قال: فيما سقت السماء وما سقي فتحا (1) العشر
وما سقي بالدلو فنصف العشر. (هق).
(16923) عن علي قال: ما سقت السماء فمن كل عشرة واحد
وما سقي بالغرب فمن كل عشرين واحد. (هق).
(16924) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عليا زكى أموال بني أبي
رافع قال: لما دفعها إليهم وجدوها بنقص، فقالوا: إنا وجدناها بنقص
فقال علي: أترون أنه يكون عندي مال لا أزكيه. (هق).
(16925) عن ابن حممة قال سقطت علي جرة من دير قديم
بالكوفة فيها أربعة آلاف درهم فذهبت بها إلى علي فقال: اقسمها خمسة
أخماس فقسمتها فأخذ علي منها خمسا وأعطاني أربعة أخماس فلما أدبرت
دعاني فقال: في جيرانك فقراء ومساكين؟ قلت: نعم، قال: خذها
فاقسمها بينهم. (ص هق).
(16926) عن علي قال: في خمس وعشرين من الإبل خمس شياه
فإذا زادت على عشرين ومائة فبحساب ذلك تستأنف الفرائض. (ابن
جرير، هق).

(1) فتحا: الفتح: الماء الذي يجري في الأنهار على وجه الأرض. اه‍
النهاية (3 / 407) ب.
555

(16927) عن علي: ليس في الدراهم زكاة حتى تكون مائتين فإذا
كانت مائتين ففيها خمسة دراهم وليس في الدنانير شئ حتى تبلغ عشرين
دينارا فإذا كانت عشرين دينارا ففيها ربع العشر وليس فيما دون خمس من
الإبل صدقة، فإذا بلغت خمسا ففيها شاة وفي عشر شاتان وفي خمس عشرة
ثلاث شياه وفي عشرين أربع شياه وفي خمس وعشرين خمس شياه، فإذا
زادت على خمس وعشرين واحدة ففيها ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين،
فإذا زادت واحدة ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة
ففيها حقة إلى ستين، فإذا زادت واحدة ففيها جذعة إلى خمس وسبعين
فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى تسعين فإذا زادت واحدة ففيها حقتان
طروقتا الفحل إلى عشرين ومائة فإذا كثرت الإبل ففي كل خمسين حقة
وفي كل أربعين ابنة لبون وفي كل ثلاثين بقرة تبيع وفي كل أربعين مسنة
وفي كل أربعين شاة شاة إلى عشرين ومائة، فإذا زادت ففيها شاتان إلى
مائتين، فإذا زادت ففيها ثلاث شياه إلى ثلاث مائة، فإذا كثرت الغنم ففي
كل مائة شاة ولا يأخذ المصدق هرمة ولا ذات عوار ولا عمياء ولا تيسا
إلا أن يشاء المصدق وفيما سقت السماء أو كان فتحا ففيه العشر وما سقي
بالغرب ففيه نصف العشر. (ابن جرير، هق).
(16928) عن علي قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
556

فقال: إنا قد وضعنا عنكم صدقة الخيل والرقيق ولكن هاتوا العشر، هاتوا من
كل أربعين درهما درهما وليس فيما دون المائتين شئ، وفي كل عشرين مثقالا
نصف مثقال وليس فيما دون ذلك شئ وفيما سقت السماء أو سقي فتحا
العشر وفيما سقي بالغرب نصف العشر وفي الإبل في خمس شاة وليس
فيما دون ذلك شئ، وفي لفظ: وليس في أربع شئ وفي عشر شاتان وفي
خمس عشرة ثلاث، وفي عشرين أربع وفي خمس وعشرين خمس من الغنم
فان زادت واحدة ففيها ابنة مخاض إلى خمس وثلاثين فإن لم تكن له ابنة
مخاض فابن لبون ذكر فان زادت واحدة ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين
فان زادت واحدة ففيها حقة طروقة الفحل إلى ستين، فان زادت واحدة
ففيها جذعة إلى خمس وسبعين، فان زادت واحدة ففيها ابنتا لبون إلى
تسعين، فان زادت واحدة ففيها حقتان طروقتا الجمل إلى عشرين ومائة، فإن كانت
الإبل أكثر من ذلك ففي كل خمسين حقة وفي كل أربعين بنت
لبون، وفي البقر في ثلاثين تبيع أو تبيعة حولي (1)، وفي أربعين مسنة وليس

(1) حولي: وفي حديث الأحنف " إن إخواننا من أهل الكوفة نزلوا في مثل
حولاء الناقة، من ثمار متهدلة وأنهار متفجرة " أي نزلوا في الخصيب.
تقول العرب: تركت أرض بني فلان كحولاء الناقة إذا بالغت في صفة خصبها،
وهي جليدة رقيقة تخرج مع الولد فيها ماء أصفر، وفيها خطوط حمر وخضر.
النهاية (1 / 464) ب.
557

على العوامل شئ، وفي الغنم في أربعين شاة شاة فإن لم تكن إلا تسعا
وثلاثين فليس عليك شئ، وفي الأربعين شاة ثم ليس عليك فيها شئ حتى
تبلغ عشرين ومائة، فان زادت واحدة على عشرين ومائة ففيها شاتان إلى
المائتين، فان زادت على المائتين واحدة ففيها ثلاث شياه إلى ثلاث مائة
فان كثرت الشاء ففي كل مائة شاة شاة ولا يفرق بين مجتمع ولا يجمع
بين متفرق خشية الصدقة ولا يأخذ المصدق فحلا ولا هرمة ولا ذات
عوار ولا تيسا إلا أن يشاء المصدق فإن لم تكن في الإبل ابنة مخاض ولا
ابن لبون فعشرة دراهم أو شاتان. (ابن جرير وصححه).
(16929) عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد عفوت عن
صدقة الخيل والرقيق فأدوا زكاة الأموال من كل أربعين درهما درهم.
(ابن جرير) (1).
(16930) عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى
قد عفا لكم عن الخيل والرقيق يعني ليس فيها زكاة. (ابن جرير).
(16931) عن قتادة عن أنس قال: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما سقت

(1) الحديث مر برقم (15837) وسقط من عزو الحديث لفظ [حم]،
فصحح ذلك. ص.
558

السماء أو سقي بالسيح (1) أو سقي بالغيل (2) العشر، وما سقي
بالرشاء (3) فنصف العشر. (ابن جرير وصححه).
(16932) عن قتادة مرسلا مثله. (ابن جرير).
(16933) عن الزهري وقتادة عن جابر قال: في كل خمس من
البقر شاة، وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين
أربع شياه، فإذا كانت خمسا وعشرين ففيها بقرة إلى خمس وسبعين، فإذا
زادت على خمس وسبعين ففيها بقرتان إلى عشرين ومائة، فإذا زادت على
عشرين ومائة ففي كل أربعين بقرة، قال الزهري، وبلغنا أن قولهم قال
النبي صلى الله عليه وسلم في كل ثلاثين بقرة تبيع أن ذلك كان تخفيفا لأهل اليمن
ثم كان هذا بعد ذلك. (ابن جرير).
(16934) عن أيوب قال: كنت أسمع زمانا من الناس أنهم
يقولون: خذوا منا ما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم فكنت أعجب حين لم يقبلوا منهم

(1) بالسيح: السيح: الماء الجاري المنبسط على وجه الأرض. اه‍ النهاية
(2 / 432) ب.
(2) بالغيل: الغيل: ما جرى من المياه في الأنهار والسواقي. اه‍ النهاية
(3 / 403) ب.
(3) بالرشاء: الرشاء: الحبل، وجمعه أرشية، وأرشى الدلو: جعل له رشاء
المختار (194) ب.
559

ذلك حتى حدثني الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب كتابا فيه هذه الفرائض
فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكتب به إلى العمال فأخذ به أبو بكر
بعده فأمضاه على ما كتب لا أعلمه إذا ذكر البقرة أيضا (ابن جرير).
(16935) عن الزهري قال: فرائض البقر مثل فرائض الإبل.
غير أنه لا أسنان فيها. (ابن جرير).
(16936) عن قتادة عن سعيد بن المسيب وأبي قلابة وآخر قالوا:
صدقات البقر كنحو صدقات الإبل في خمس شاة وفي عشر شاتان
وفي خمس عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين
بقرة مسنة إلى خمس وسبعين فإذا زادت فبقرتان إلى عشرين ومائة، فإذا
زادت ففي كل أربعين بقرة بقرة مسنة. (ابن جرير).
(16937) عن عكرمة بن خالد قال: استعملت على صدقات عك
فسألت أشياخي ممن صدق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختلفوا، فقال
بعضهم في كل ثلاثين بقرة تبيع، وفي كل أربعين مسنة، وقال بعضهم
في خمس شاة وفي عشر شاتان مثل صدقة الإبل. (ابن جرير عب).
(16938) أنا معمر قال: أعطاني سماك بن الفضل كتابا من النبي
صلى الله عليه وسلم إلى مالك بن كفلانس والمصعبين فقرأته فإذا هو فيه: فيما سقت
الأنهار والسماء العشر، وفيما سقي بالرشاء نصف العشر، وفي البقر مثل
560

الإبل (ابن جرير) وقال: أخذ جماعة بهذا، وقالوا: إن الخبر الذي روى
فيها عن معاذ منسوخ بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى عماله بخلافه.
(16939) عن أبي ليلى عن الحكم قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا
وأمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة ومن كل
أربعين مسنة فسألوه عن فضل ما بينهما فأبى أن يأخذ حتى سأل النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: لا تأخذ شيئا. (ش).
(16940) يا أبا حذيم إنما الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس
عشرة وإلا فعشرون وإلا فخمس وعشرون وإلا فثلاثون وإلا فخمس وثلاثون
فان كثرت فأربعون. (حم ع ويعقوب بن سفيان والمنجنيقي في مسنده
وابن سعد والبغوي والباوردي وابن قانع طب ص عن زيال بن عبيد بن
حنظلة بن حذيم عن أبيه عن جده).
(16941) عن يعلى بن الأشدق (1) قال: أدركت عدة من أصحاب

(1) يعلى بن الأشدق العقيلي أبو الهيثم الجزري، قال البخاري: لا يكتب
حديثه روى عن رقاد بن ربيعة. ميزان الاعتدال (4 / 457).
وكان في سند الحديث اسم: وقاد بالواو بينما هو بالراء كما هو في ميزان
الاعتدال (4 / 457) والطبقات الكبرى لابن سعد (1 / 303).
وهكذا ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (2 / 235): رقاد بن ربيعة
العقيلي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث بلفظه. ص.
561

رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن صدق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم رقاد بن ربيعة
العقيلي قال: أخذ منا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغنم من المائة شاة فان
زادت فشاتان. (طب).
(16942) عن يعلى بن الأشدق عن عمه عبد الله بن جراد قال: قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم إبلك؟ قلت: ثلاثون، قال: إن ثلاثين خير من
المائة قلت: إنا لنتحدث أن المائة أفضل وأطيب، قال: هي مفرقة مفتنة
وكل مفرح مفتن. (الرامهرمزي في الأمثال).
* (16943) أخبرنا أبو بكر بن محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ثنا
القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد المهتدي: ثنا أبو الفتح يوسف بن
عمرو بن مسرور القواس املاء قال: قرئ على أبي العباس أحمد بن عيسى
السكين البلدي وأنا أسمع، قيل له: حدثكم هاشم يعني ابن القاسم الحراني:
ثنا يعلى بن الأشدق عن عمه عبد الله بن جراد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كم إبلك؟ قال: قلت ثلاثون، قال: إن ثلاثين خير من مائة، قلت:
يا رسول الله إنا لنرى أن المائة أكثر من ثلاثين وهي أحب إلينا، قال:
إن ربها بها معجب وإنه لا يؤدي حقها إن المائة مفرحة مفتنة وكل
مفرح مفتن. (كر).
(16944) عن ابن عمر قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن إلى
562

الحارث بن عبد كلال ومن تبعه من أهل اليمين ابن معافر وهمدان أن على
المؤمنين من صدقة الثمار عشور ما تسقي العين وسقت السماء وعلى ما يسقى
بالغرب نصف العشور. (ابن جرير).
(16945) عن ابن عمر قال: الزكاة في النخل والعنب والشعير والسلت
فيما سقت السماء أو سقي فتحا ففيه العشر وما سقي بالغرب ففيه نصف
العشر. (ابن جرير).
(16946) عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال: ليس في الفاكهة
والبقل والتوابل والزعفران والقصب والحرير والكرسف والعصفر والفاكهة
اليابسة والرطبة زكاة. (ابن جرير).
(16947) عن معاذ قال: ليس في الأوقاص شئ. (ش وابن جرير).
(16948) عن معاذ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني
أن آخذ مما سقت السماء أو سقي بعلا العشر ومما سقي بالدوالي نصف
العشر. (ابن جرير وصححه).
(16949) عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فأمره أن يأخذ
من البقر من كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة.
(ابن جرير).
(16950) عن معاذ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني
563

أن آخذ من كل أربعين بقرة مسنة، ومن كل ثلاثين بقرة تبيعا
جذعا. (ابن جرير).
(16951) عن طاووس أن معاذا أخذ من البقر من ثلاثين تبيعا ومن
أربعين مسنة فسأله عما دون الثلاثين فقال: لم أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
ولم يأمرني فيه بشئ. (ابن جرير).
(16952) عن طاووس قال: أتى معاذ بوقص البقر فقال: لم يأمرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بشئ. (هق).
(16953) عن طاووس أن معاذ بن جبل قال: لست آخذا في
أوقاص (1) البقر شيئا حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم
يأمرني فيها بشئ. (ابن جرير).
(16954) عن أبي وائل قال: أتى مصدق النبي صلى الله عليه وسلم فنزل على
الماء فأخذ بأذن شاة لنا ما لنا غيرها فأتيته فقلت: يا مصدق رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما لنا غير هذه الشاة فقال: ليس عليها شئ. (كر).

(1) أوقاص: وفي حديث معاذ " أنه أتى بوقص في الصدقة فقال: لم يأمرني
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ " الوقص، بالتحريك: ما بين الفريضتين،
كالزيادة على الخمس من الإبل إلى التسع، وعلى العشر إلى أربع عشرة.
والجمع: أوقاص. النهاية (5 / 214) ب.
564

(16955) عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن رواحة إلى
أهل اليمن فخرص عليهم النخل. (ش).
(16956) عن مجاهد قال: ليس على التفاح والكمثرى وأشباهه زكاة
ولا على البقول زكاة. (ابن جرير).
(16957) عن الزهري قال: سمعت أبا أمامة بن سهل يحدثنا في
مجلس سعيد بن المسيب قال: مضت السنة أن لا تؤخذ الزكاة من نخل
ولا عنب حتى يبلغ خرصها خمسة أوسق. (ابن جرير).
(16958) عن ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عتاب بن أسيد أن
يخرص العنب كما يخرص النخل فتؤدي زكاته زبيبا كما تؤدي
زكاة النخل تمرا فتلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم في النخل والعنب. (ش).
{أدب المزكي}
(16959) عن أبي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا فمررت
برجل فلما جمع لي ماله لم أجد عليه فيه إلا ابنة مخاض فقلت له: أد ابنة
مخاض فإنها صدقتك، فقال: ذاك ما لا لبن فيه ولا ظهر ولكن هذه ناقة
فتية عظيمة سمينة فخذها، فقلت له: ما أنا بآخذ ما لم أومر به وهذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم منك قريب فان أحببت أن تأتيه فتعرض عليه ما عرضت
565

علي فافعل فان قبله منك قبلته وإن رده عليك رددته، قال: فاني فاعل
قال: فخرج معي وخرج بالناقة التي عرض علي حتى قدمنا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال له: يا نبي الله أتاني رسولك ليأخذ مني صدقة مالي وأيم الله
ما قام في مالي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا رسوله قط قبله فجمعت له مالي فزعم
أن ما علي فيه ابنة مخاض وذلك ما لا لبن فيه ولا ظهر وقد عرضت عليه
ناقة عظيمة فتية ليأخذ فأبى علي وها هي ذه قد جئتك بها يا رسول الله
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك الذي عليك فان تطوعت بخير آجرك الله
فيه وقبلناه منك قال: فها هي ذه يا رسول الله قد جئتك بها فخذها،
قال: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبضها ودعا له في ماله بالبركة. (حم د ع
وابن خزيمة حب ك ص) (1).
(16960) عن ابن النجار أنبأنا أبو القاسم يحيى بن سعد بن يحيى بن
يرشن التاجر أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف أنبأنا أبو محمد
الحسن بن علي بن محمد الجوهري أنبأنا سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل
الديباجي ثنا أبو الحسن بالرملة ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن قريب وزيد
ابن أخرم قالا: ثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد أنه دخل على أبي
جعفر المنصور وعنده رجل من ولد الزبير بن العوام وقد سأله وقد أمر
(1) الحديث مر برقم (16543) وعزوته إلى مظانه. ص. (*).
566

له بشئ فتسخطه الزبيري فاستقله فأغضب المنصور ذلك من الزبيري
حتى بان فيه الغضب، فأقبل عليه جعفر فقال: يا أمير المؤمنين حدثني
أبي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
أعطى عطية طيبة بها نفسه بورك للمعطي والمعطى، فقال أبو جعفر:
والله لقد أعطيته وأنا غير طيب النفس بها ولقد طابت بحديثك هذا،
ثم أقبل على الزبيري فقال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير
المؤمنين علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استقل قليل الرزق حرمه
الله كثيره، فقال الزبيري: والله لقد كان عندي قليلا ولقد كثر
عندي بحديثك هذا، قال سفيان: فلقيت الزبيري فسألته عن تلك العطية
فقال: لقد كانت نزرة قليلة فقبلتها فبلغت في يدي خمسين ألف درهم،
وكان سفيان بن عيينة يقول: مثل هؤلاء القوم مثل الغيث حيث وقع
نفع، قال الذهبي: سهل بن أحمد الديباجي قال الأزهري كذاب رافضي (1).
{عامل الصدقة}
(16961) عن سليمان بن يسار بن أبي ربيعة أنه أتى بصدقات قد
سعى عليها فلما قدم خرج إليه عمر بن الخطاب فقرب لهم عمر تمرا ولبنا

(1) قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2 / 237): رمي بالأخوين: الرفض
والكذب. ص.
567

وزبدا فأكلوا وأبى عمر أن يأكل، فقال له ابن أبي ربيعة: أصلحك الله
والله إنا لنشرب من ألبانها ونصيب منها، فقال: يا ابن أبي ربيعة إني
لست كهيئتك إنك تتبع أذنابها وتصيب منها فلست كهيئتي.
(أبو عبيد هق).
(16962) عن علي قال: قلت للعباس سل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يستعملك على الصدقات فسأله، فقال: ما كنت لاستعملك على غسالة
ذنوب المسلمين. (ش، وابن راهويه والعسكري في المواعظ وابن
جرير وصححه).
(16963) عن علي قال: قلت للعباس سل النبي صلى الله عليه وسلم يستعملك
على الصدقة فسأله، فقال: ما كنت لاستعملك على غسالة ذنوب المسلمين
(البزار وابن خزيمة ك).
(16964) عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل حذيفة على بعض
الصدقة فلما قدم، يا حذيفة هل رزئ (1) من الصدقة شئ؟ قال: لا
يا رسول الله أنفقنا بقدر إلا أن ابنة لي أخذت جديا من الصدقة، قال:
كيف بك يا حذيفة إذا ألقيت في النار وقيل لك ايتنا به؟ فبكى حذيفة
ثم بعث إليها فجئ به فألقاه في الصدقة. (كر).

(1) رزئ: يقال: رزأته أرزؤه. وأصله النقص. النهاية (2 / 218) ب.
568

(16965) عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على الصدقة
فقال له: اتق الله يا أبا الوليد اتق الله لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء
أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثؤاج، فقال: يا رسول الله إن ذلك كذلك
قال: إي والذي نفسي بيده إن ذلك لكذلك إلا من رحم الله عز وجل،
قال: والذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين أبدا. (كر).
(16966) عن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة
فقال: إياك أن تأتي ببعير تحمله له رغاء، فقال: لا آخذه ولا أجئ به
فأعفاه. (الرامهرمزي في الأمثال).
(16967) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن عبادة
مصدقا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال: إياك يا سعد أن تجئ يوم القيامة تحمل
بعيرا على عنقك له رغاء، قال سعد: يا رسول الله فان فعلت إن ذلك لكائن
قال: نعم قال سعد: لا آخذه ولا أجئ به فأعفاه. (كر، ورجاله ثقات).
(16968) عن عائشة أحسب أنها رفعت الحديث أيما عامل
أصاب في عمله فوق رزقه الذي فرض له فإنه غلول (1) (ابن جرير).

(1) غلول: الغلول في الحديث: هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل
القسمة. يقال: غل في المغنم يغل غلولا فهو غال. وكل من خان في
شئ خفية فقد غل. النهاية (3 / 380) ب.
569

باب في السخاء والصدقة
{فصل في فضلها}
(16969) عن عمر بن الخطاب قال: ذكر لي أن الأعمال تباهى
فتقول الصدقة: أنا أفضلكم، وقال عمر: ما من امرئ مسلم يتصدق
بزوجين من ماله إلا ابتدرته حجبة الجنة. (ابن راهويه وابن خزيمة ك هب)
(16970) عن عمر قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا بالصدقة
ونهانا عن المثلة (1) (طس).
(16971) عن جعفر بن برقان قال: بلغنا أن عمر بن الخطاب أتاه
مسكين وفي يده عنقود من عنب فناوله منه حبة ثم قال: فيها مثاقيل
ذر كثير. (عبد بن حميد).
(16972) عن غزوان بن أبي حاتم قال: بينا أبو ذر عند باب عثمان
لم يؤذن له إذا مر به رجل من قريش فقال: يا أبا ذر ما يجلسك هاهنا؟
قال: يأبى هؤلاء أن يأذنوا لي فدخل الرجل فقال: يا أمير المؤمنين ما

(1) المثلة: يقال: مثلت بالحيوان أمثل به مثلا، إذا قطعت أطرافه وشوهت
به، ومثلت بالقتيل: إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئا من
أطرافه. والاسم: المثلة. فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة. اه‍ النهاية
(4 / 294) ب.
570

بال أبي ذر على البال لا يؤذن له فأمر فأذن له فجاء حتى جلس ناحية
القوم وميراث عبد الرحمن بن عوف يقسم فقال عثمان لكعب: يا أبا
إسحاق أرأيت المال إذا أدى زكاته هل يخشى على صاحبه فيه تبعة؟
قال: لا، فقام أبو ذر ومعه عصا فضرب بها بين أذني كعب، ثم قال:
يا ابن اليهودية أنت تزعم أنه ليس حق في ماله إذا أدى الزكاة والله تعالى
يقول: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} والله تعالى
يقول: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} والله تعالى
يقول: {وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} فجعل يذكر نحو
هذا من القرآن، فقال عثمان للقرشي إنما نكره أن نأذن لأبي ذر من
أجل ما ترى. (هب).
(16973) عن أنس قال: أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس إن الله قد اختار لكم الاسلام
دينا فأحسنوا صحبة الاسلام بالسخاء وحسن الخلق، ألا إن السخاء شجرة
من الجنة وأغصانها في الدنيا فمن كان منكم سخيا لا يزال متعلقا بغصن منها
حتى يورده الله الجنة ألا إن اللؤم شجرة في النار وأغصانها في الدنيا فمن
كان منكم لئيما لا يزال متعلقا بغصن من أغصانها حتى يورده الله النار،
قال مرتين: السخاء في الله، السخاء في الله. (كر).
571

(16974) عن علي قال: جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل
يا رسول الله كانت لي مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير وقال الآخر:
يا رسول الله كانت لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار، وقال الآخر:
يا رسول الله كان لي دينار فتصدقت بعشره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كلكم في الاجر سواء كلكم تصدق بعشر ماله. (حم والدورقي).
(16975) عن علي قال: جاء رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت
لي مائة أوقية تصدقت منها بعشرة أواق وقال آخر يا رسول الله كانت لي
مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير، وقال آخر: يا رسول الله كانت
لي عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار، فقال: كلكم قد أحسن وأنتم في
الاجر سواء تصدق كل رجل منكم بعشر ماله. (ط والحارث وابن زنجويه
حل ق وابن مردويه) وزاد ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لينفق ذو سعة
من سعته}.
(16976) عن عبيد الله بن محمد بن عائشة قال: وقف سائل على
أمير المؤمنين علي فقال للحسن أو الحسين: اذهب إلى أمك فقل لها:
تركت عندك ستة دراهم فهات منها درهما، فذهب ثم رجع فقال: قالت
إنما تركت ستة دراهم للدقيق، فقال علي: لا يصدق إيمان عبد حتى
يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده قل لها ابعثي بالستة دراهم فبعثت
بها إليه فدفعها إلى السائل قال: فما حل حبوته حتى مر به رجل معه
572

جمل يبيعه، فقال علي: بكم الجمل قال بمائة وأربعين درهما، فقال علي اعقله
على أنا نؤخرك بثمنه شيئا فعقله الرجل ومضى، ثم أقبل رجل فقال:
لمن هذا البعير؟ فقال علي: لي فقال: أتبيعه؟ قال: نعم، قال: بكم؟ قال:
بمائتي درهم، قال: قد ابتعته، قال: فأخذ البعير وأعطاه المائتين فأعطى
الرجل الذي أراد أن يؤخره مائة وأربعين درهما وجاء بستين درهما إلى فاطمة
فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما وعدنا الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم {من جاء
بالحسنة فله عشر أمثالها} (العسكري).
(16977) عن علي قال: قيل له ما السخاء؟ فقال: ما كان منه ابتداء
فأما ما كان عن مسألة فحياء وتكرم. (كر).
(16978) عن الوليد بن أبي مالك قال: ثنا أصحابنا عن أبي عبيدة
ابن الجراح أنهم عادوه وهو مريض فسألوا كيف بات؟ قالت امرأته:
بات مأجورا، قال: ما بت بأجر ثم قال: ألا تسألوني عن كلمتي فسألوه،
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله
فبسبع مائة، ومن أنفق على نفسه وأهله أو ماز أذى (1) أو عاد مريضا،
فالحسنة بعشر أمثالها ما أصابك في جسدك فحطة والصيام جنة ما لم يخرقها
(حم ع والشاشي كر).

ماز أذى: ومنه الحديث " من ماز أذى فالحسنة بعشر أمثالها " أي: نحاه
وأزاله. النهاية (4 / 380) ب.
573

(16979) عن أنس قال: إن الله ليدرأ بالصدقة عن صاحبها سبعين
ميتة من السوء أدناها الهم. (ابن زنجويه).
(16980) عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قام مقاما فقال: أيها الناس
تصدقوا أشهد لكم بها يوم القيامة ألا لعل أحدكم أن يبيت وفصاله
رواء وابن عمه طاو إلى جنبه ألا لعل أحدكم أن يثمر ماله وجاره مسكين
لا يقدر على شئ. (أبو الشيخ في الثواب).
(16981) عن جنادة بن مروان عن الحارث بن النعمان قال: سمعت
أنس بن مالك حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا سأله أن يعطيه شيئا،
فقال: لا أقدر على شئ أعطيكه فأتاه رجل فوضع في يده شيئا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعزة ربي إنها لثلاث أيد بعضها فوق بعض المعطي
يضعها في يد الله، ويد الله العليا ويد الآخذ أسفل ذلك قال ربي: بعزتي
لأنفسنك بما رحمت عبدي وبعزتي عبدي لأخلفن بها عليك رحمة من
عندي. (ابن جرير وجنادة ضعيف، أبو حاتم والحارث بن النعمان، قال
البخاري: منكر الحديث).
(16982) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجلس على المنبر قط
إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة. (ن).
(16983) عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
574

ثلاث والذي نفس محمد بيده إن كنت حالفا عليهن، لا ينقص مال من
صدقة فتصدقوا ولا يعفو عبد عن مظلمة يريد بها وجه لله إلا رفعه الله
بها يوم القيامة ولا يفتح عبد باب مسألة على نفسه إلا فتح الله عليه باب فقر
(ابن النجار).
(16984) عن بسر بن جحاش القرشي قال: بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما على كفه فوضع عليها أصبعه ثم قال: إن الله تعالى يقول: كيف
تعجزني ابن آدم وقد خلقتك من مثل هذا حتى إذا سويتك وعدلتك
مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت
التراقب قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة. (ابن سعد، حم د (1) وابن
أبي عاصم وسمويه والباوردي وابن قانع طب وأبو نعيم ك هب ص).
(16985) عن ثعلبة بن زهدم اليربوعي الحنظلي قال: انتهيت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث، فقال: اليد العليا خير من اليد السفلى.
(ابن جرير في تهذيبه).

(1) الحديث ليس في سنن أبي داود كما عزاه المصنف بل هو عند ابن ماجة
كتاب الوصايا باب النهي عن الامساك رقم (2707).
وقال في الزوائد: اسناده صحيح ومر الحديث برقم (15803) وعزوته
إلى مظانه. ص.
575

(16986) وعنه قال جاء ناس من بني ثعلبة بن يربوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع أصابوا
فلانا في الجاهلية فهتف النبي صلى الله عليه وسلم: ألا لا تجني نفس على أخرى وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول: يد المعطي هي العليا أمك وأباك وأختك
وأخاك ثم أدناك فأدناك. (أبو نعيم).
(16987) عن قرة بن موسى عن جابر بن سليم الهجيمي قال: انتهيت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب في بردة له كأني أنظر إلى هدابها (1) على
قدميه فقلت: يا رسول الله أوصني، فقال: اتق الله ولا تحقرن من المعروف
شيئا. (ط وأبو نعيم).
(16988) عن أبي إسرائيل الجشمي قال: سمعت جعدة بن خالد
يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يقص عليه رؤيا فرأى رجلا فجعل
يطعن بطنه بشئ كان في يده ويقول: لو كان بعض هذا في غير هذا كان
خيرا لك. (ط، حم، ن، طب وأبو نعيم وقال تفرد بالرواية عنه
أبو إسرائيل، واسمه: شعيب)

(1) هدابها: هدب الثوب، وهدبته، وهدابه: طرف الثوب مما يلي طرته.
النهاية (5 / 249) ب.
576

(16989) عن جعدة قال: رأى رجل للنبي صلى الله عليه وسلم رؤيا فبعث
إليه فجاء فقصها عليه وكان عظيم البطن، فقال بإصبعه في بطنه: لو كان هذا
في غير هذا لكان خيرا لك. (حم طب).
(16990) عن جابر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه ثم أتاه
آخر فسأله فوعده، ثم آتاه آخر فسأله فوعده، فقام عمر بن الخطاب
فقال: يا رسول الله سئلت فأعطيت، ثم سئلت فأعطيت، ثم سئلت
فأعطيت، ثم سئلت فوعدت، ثم سئلت فوعدت، فكأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كرهه، فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال: أنفق يا رسول الله
ولا تخش من ذي العرش إقلالا فقال: بذلك أمرت. (ابن جرير وسنده
صحيح على شرط الشيخين فإنه قال: حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
المصري ثنا أبي وشعيب بن الليث عن الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن
ابن أبي هلال عن أبي سعيد أن جابر بن عبد الله أخبرهم فذكره).
(16991) عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اليد العليا خير
من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى.
(ابن جرير في تهذيبه).
(16992) عن طارق بن عبد الله المحاربي قال دخلنا المدينة فإذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول: يد المعطي العليا (ابن جرير في تهذيبه).
577

(16993) عن ابن عباس قال: كان العباس بن عبد المطلب كثيرا ما
يقول: ما رأيت أحدا أحسنت إليه إلا أضاء ما بيني وبينه وما رأيت أحدا
أسأت إليه إلا أظلم ما بيني وبينه فعليك بالاحسان واصطناع المعروف فان
ذلك يقي مصارع السوء. (كر).
(16994) عن عبد الله بن جراد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
أطعم كبدا جائعا أطعمه الله من أطيب طعام الجنة يوم القيامة. (كر).
(16995) وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من برد كبدا عطشانا
سقاه الله وأرواه من شراب الجنة يوم القيامة. (كر).
(16996) وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاك أخوك
المسلم عطشانا فأروه فان لك في ذلك أجرا. (كر).
(16997) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو سعيد محمد بن
عبد الرحمن: أنبأنا أبو بكر محمد بن الطرازي: أنبأنا أبو العباس أحمد بن
عيسى بن المسكين البلدي ثنا هاشم بن القاسم الحراني أنبأنا يعلي بن الأشدق
أنبأنا عمي عبد الله بن جراد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة شجرة
تسمى السخاء منها يخرج السخاء، وفي النار شجرة تسمى الشح منها
يخرج الشح ولن يلج الجنة شحيح. (كر).
578

(16998) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهل المعروف
في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، قيل: وكيف؟ قال: إذا كان يوم
القيامة جمع الله أهل المعروف، فقال: قد غفرت لكم على ما كان فيكم
وصانعت عنكم عبادي فهبوه اليوم لمن شئتم لتكونوا أهل المعروف في
الدنيا وأهل المعروف في الآخرة. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج).
(16999) عن سفيان قال: كتب بشر بن مروان إلى ابن عمر
بلغني أن عليك دينا فأعلمني كم هو أقضه عنك؟ فكتب إليه ابن عمر أتاني
كتابك تسألني عن ديني لتقضيه وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
اليد العليا خير من اليد السفلى ولا أحسب اليد السفلى إلا السائلة ولا العليا
إلا المعطية ولا أرد رزقا يجريه الله على يدك. (العسكري في الأمثال).
(17000) عن سفيان عن عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر
يقول: كنا نتحدث أن اليد العليا يد المتعفف. (ابن جرير في تهذيب
الآثار والعسكري).
(17001) عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أهل
المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم
أهل المنكر في الآخرة، إن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة الرجل
المسلم فيأتي صاحبه إذا انشق عنه قبره فيمسح وجهه عن التراب ويقول:
579

أبشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة
فلا يزال يقول له: احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه حتى يجاوز به
الصراط فإذا جاوز به الصراط عدل ولي الله إلى منازله في الجنة ثم ينثني
عنه المعروف فيتعلق به فيقول يا عبد الله من أنت خذلني الخلائق في أهوال
يوم القيامة غيرك فمن أنت؟ فيقول: أما تعرفني؟ فيقول: لا، فيقول: أنا
المعروف الذي عملته في الدنيا بعثني الله خلقا لأجازيك به يوم القيامة. (ابن
أبي الدنيا في قضاء الحوائج).
(17002) عن عبد الله بن مخمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة:
احتجبي من النار ولو بشق تمرة. (ابن منده وأبو نعيم).
(17003) عن ابن مسعود قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده
صبرة من تمر فقال: ما هذا يا بلال؟ قال: يا رسول الله لك ولضيفانك
قال: أما تخشى أن يكون لك بخار في النار أنفق بلال ولا تخش من ذي
العرش إقلالا. (أبو نعيم).
(17004) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال يعوده
وعنده صبرة من تمر فقال: ما هذا يا بلال؟ قال: تمر أدخره، قال:
ويحك يا بلال أما تخاف أن يكون ذلك بخار في النار أنفق بلال ولا تخش
من ذي العرش إقلالا. (أبو نعيم).
580

(17005) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم ماله
أحب إليه من مال وارثه؟ قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب
إليه من مال وارثه، قال: اعلموا ما تقولون، قالوا: ما نعلم إلا ذاك
يا رسول الله، قال: ما منكم من أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله،
قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: إنما مال أحدكم ما قدم، ومال وارثه
ما أخر. (ابن أبي الدنيا في القناعة).
(17006) عن عروة بن محمد بن عطية السعدي عن أبيه عن جده
أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد من قومه من ثقيف فلما دخلوا على
النبي صلى الله عليه وسلم كان فيما ذكروا أن سألوه فقال لهم: هل قدم معكم أحد غيركم؟
قالوا: نعم فتى منا خلفناه في رحالنا فأرسلوا إلي فلما دخلت عليه وهم عنده
فاستقبلني وقال: إن اليد المنطية هي العليا وإن السائلة هي السفلى فما
استغنيت فلا تسأل وإن مال الله مسؤول ومنطى. (ابن جرير وابن
منده، كر).
(17007) عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده قال قدمت على
النبي صلى الله عليه وسلم في ناس من بني سعد فسمعته يقول: ما أغناك الله فلا تسأل
الناس شيئا فان اليد العليا هي المنطية وإن اليد السفلى هي المنطاة وإن مال
الله مسؤول ومنطى، قال: فكلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا. (ابن جرير
581

والعسكري في الأمثال، كر).
(17008) عن عمران بن حصين قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بطرف عمامتي من ورائي، فقال: يا عمران إن الله يحب الانفاق ويكره
الأقتار أنفق وأطعم ولا تصر صرا فيعسر عليك الطلب واعلم أن الله
يحب النظر الناقد عند الشبهات والعقل الكامل عند نزول الشهوات
ويحب السماحة ولو على تمرات، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية أو
عقرب أو كما قال. (كر).
(17009) وعنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثنا على الصدقة وينهانا عن
المثلة. (عب).
(17010) عن أبي ذر قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر أعقل ما أقول
لك إن المكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال كذا وكذا، أعقل
ما أقول لك يا أبا ذر إن الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وإن الخير
في نواصي الخيل. (حل).
(17011) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سبق درهم
مائة ألف درهم قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: كان لرجل
درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به فانطلق رجل إلى عرض ماله وأخذ منه
مائة ألف فتصدق بها. (ابن زنجويه ن حب ك هق).
582

(17012) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تدري لم
اتخذ الله إبراهيم خليلا؟ هبط إليه جبريل فقال: أيها الخليل هل تدري بم
استوجبت الخلة؟ فقال: لا أدري يا جبريل، قال: لأنك تعطي ولا
تأخذ. (الديلمي وسنده واه).
(17013) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق، وفي
لفظ: غلب، درهم مائة ألف درهم، قالوا: يا رسول الله وكيف سبق
درهم مائة ألف، قال رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به ورجل له
مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف درهم فتصدق بها. (ن، ع).
(17014) عن ابن شهاب قال: اجتمع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمر بن الخطاب وعلي وجعفر ابنا أبي طالب والعباس بن عبد المطلب
فذكروا المعروف فقال علي: المعروف حصن من الحصون وكنز من
الكنوز فلا يزهدنك فيه كفر من كفره فقد يشكرك عليه من لم
ينتفع منه بشئ وقد تدرك بشكر الشاكر ما أضاع الكفور الجاحد،
وقال جعفر: يا أهل المعروف إلى إصطناع ما ليس للطالبين إليهم فيه
لأنك إذا اصطنعت معروفا كان لك أجره وفخره وثناؤه ومجده فما بالك
تطلب شكر ما أتيت إلى نفسك من غيرك وقال العباس: المعروف
أحصن الحصون وأعظم الكنوز ولن يتم إلا بثلاث: تعجيله وستره
583

وتصغيره، لأنك إذا عجلت هنأته وإذا صغرته عظمته وإذا سترته أتممته
وقال عمر بن الخطاب: لكل شئ أنف، وأنف المعروف سراحه فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فيم أنتم؟ قالوا: كنا نذكر المعروف، فقال:
المعروف معروف كاسمه وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في
الآخرة. (ابن النجار).
(17015) عن علي بن معبد: ثنا رزق الله بن عبد الله أبو عبد الله:
ثنا محمد بن عبد الله العرزمي عن أبي إسحاق السبيعي عن الأصبغ بن نباتة
عن علي بن أبي طالب قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له عبد الله
ابن سلام: يا رسول الله ألا أحدثك بحديث عجيب في بني إسرائيل؟
قال: وما ذاك؟ قال: خرج حمير بن عبد الله متصيدا فلما أقفرت به
الأرض إذا حية قد انسابت بين قوام دابته حتى قامت على ذنبها فقالت
يا حمير أعذني أظلك الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله، الحديث
بطوله. (كر وتمام) قلت: وجدت تتمة الحديث في حلية أبي نعيم
رحمه الله تعالى في ترجمة سفيان بن عيينة فأحببت أن أذكره وهو هذا (1)
قال يحيى بن عبد الحميد الحماني: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فاجتمع
عنده ألف إنسان أو يزيدون أو ينقصون، فالتفت في آخر مجلسه إلى

(1) الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية (7 / 292) في ترجمه سفيان بن عيينة. ص
584

رجل كان عن يمينه فقال: قم حدث القوم بحديث الحية، فقال الرجل:
اسندوني فأسندناه وشال جفون عينيه ثم قال: ألا فاستمعوا وعوا حدثني
أبي عن جدي أن رجلا كان يعرف بابن حمير وكان له ورع وكان يصوم
النهار ويقوم الليل وكان مبتلى بالقنص (1) فخرج ذات يوم يتصيد
فبينما هو سائر إذا عرضت له حية فقالت يا محمد بن حمير أجرني أجارك
الله، فقال لها محمد بن حمير: ممن؟ قالت: من عدو قد ظلمني، قال
لها: وأين عدوك؟ قالت له: ورائي، قال لها: ومن أي أمة أنت؟
قالت: من أمة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ففتحت لها ردائي وقلت
ادخلي فيه قالت: يراني عدوي، قال: فشلت طمري وقلت ادخلي
بين طمري وبطني، قالت: يراني عدوي، قلت لها: فما الذي أصنع بك
قالت: إن أردت اصطناع المعروف فافتح لي فاك حتى أنساب فيه فقلت
أخشى أن تقتليني، فقالت: لا والله لا أقتلك والله شاده علي بذلك
وملائكته وأنبياؤه وحملة عرشه وسكان سماواته أن لا أقتلك قال محد:
ففتحت فمي فانسابت فيه، ثم مضيت فعارضني رجل معه صمصامة فقال
يا محمد قلت وما تشاء؟ قال: هل لقيت عدوي؟ قلت ومن عدوك

(1) القنص: القناص مفتوحا مشددا الصائد، والقنص بفتحتين: الصيد،
وقنصه: صاده، وبابه ضرب. المختار (436) ص.
585

قال: حية، قلت اللهم لا واستغفرت ربي من قولي لا مائة مرة
وقد علمت أن هي ثم مضيت قليلا فإذا بها قد أخرجت رأسها من فمي
وقالت: انظر هل مضى هذا العدو فالتفت فلم أر أحدا فقلت لم
أر أحدا إن أردت أن تخرجي فاخرجي فلم أر إنسانا، فقالت:
الآن يا محمد اختر لنفسك واحدة من اثنتين إما أن أفتت كبدك، وإما أن
أثقب فؤادك فأدعك بلا روح، فقلت يا سبحان الله أين العهد الذي
عهدت إلي واليمين الذي حلفت لي ما أسرع ما نسيتيه وخنتيني، قالت
يا محمد ما رأيت أحمق منك لم نسيت العداوة التي كانت بيني وبين
أبيك آدم حيث أخرجته من الجنة على أي شئ طلبت اصطناع
المعروف من غير أهله؟ قلت لها: ولا بد أن تقتليني: قالت: لابد من
ذلك، قلت لها فأمهليني حتى آتي تحت هذا الجبل فأمهد لنفسي موضعا،
قالت:
شأنك وما تريد، قال محمد فمضيت أريد الجبل وقد أيست
من الحياة فرفعت طرفي إلى السماء وقلت: يا لطيف يا لطيف الطف بي
بلطفك الخفي يا لطيف يا قدير أسألك بالقدرة التي استويت بها على
العرش فلم يعلم العرش أين مستقرك منه يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم
يا حي يا قيوم يا الله إلا كفيتني هذه الحية، ثم مشيت فعارضني رجل
صبيح الوجه طيب الرائحة نقي الثوب من الدرن فقال لي: سلام
586

عليك قلت وعليك السلام يا أخي، قال: ما لي أراك قد تغير لونك
واضطرب كونك؟ قلت من عدو قد ظلمني، قال لي: وأين عدوك
قلت في جوفي، قال لي افتح فاك ففتحت فمي فوضع فيه مثل ورقة
زيتونة خضراء ثم قال: امضغ وابلع، فمضغت وبلعت قال محمد: فلم
ألبث إلا يسير حتى مغصني بطني ودارت في بطني فرميت بها من
أسفل قطعة قطعة وذهب عني ما كنت أجد من الخوف فتعلقت
بالرجل وقلت: يا أخي من أنت الذي من الله علي بك فضحك ثم
قال: ألا تعرفني؟ قلت: اللهم لا، قال: يا محمد بن حمير إنه لما كان
بينك وبين هذه الحية ما كان ودعوت بذلك الدعاء ضجت ملائكة
السبع السماوات إلى الله عز وجل فقال: وعزتي وجلالي بعيني كلما
فعلت الحية بعبدي وأمرني سبحانه وتعالى وأنا يقال لي المعروف،
مستقري في السماء الرابعة أن انطلق إلى الجنة فخذ ورقة خضراء من
شجرة طوبى والحق بها عبدي محمد بن حمير، يا محمد عليك باصطناع
المعروف فإنه يقي مصارع السوء وإنه إن ضيعه المصطنع إليه لم يضع عند الله
عز وجل، انتهى ما ذكره في الحلية.
(17016) عن علي قال: المعروف أفضل الكنوز وأحصن الحصون
لا يزهدنك فيه كفر من كفر فقد يشكرك عليه من لم يستمتع منه
587

منك بشئ فقد تدرك بشكر الشاكر ما يضيع الجحود الكافر.
(النرسي) (1).
(17017) عن علي قال: إن الله خلق خلقا من خلقه لخلقه فجعلهم
للناس وجوها وللمعروف أهلا يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك
الآمنون يوم القيامة. (النرسي).
(17018) عن عطاء وطاووس قالا: قال عمر بن الخطاب ما عظمت
نعمة الله على رجل إلا عظمت مؤنة الناس عليه فمن لم يحتمل مؤنة الناس
عرض تلك النعمة لزوالها وكل ذي نعمة محسود واستعينوا على قضاء الحاجة
بكتمانها. (الشيرازي في الألقاب).
(17019) عن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال عندك شئ؟
فقلت: نعم فجئت به، فقال: بقي عندك شئ يا بلال؟ فقلت:
ما بقي عندي شئ إلا قدر قبضة، قال: أنفق يا بلال ولا تخش من ذي
العرش إقلالا. (أبو نعيم).

(1) هو: الحافظ محدث الكوفة أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المقرئ
ويلقب بأبي النرسي ثقة متقن. ولد سنة 424 ه‍. تذكرة الحفاظ
(4 / 1260) ص.
588

{فصل في آداب الصدقة}
(17020) عن عمر قال: إذا أعطيتم فأغنوا يعني من الصدقة.
(أبو عبيد، ش والخرائطي في مكارم الأخلاق).
(17021) عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب وقف بين الحرتين وهما
داران لفلان فقال: شوى أخوك حتى إذا أنضح رمد، يعني أفسد (ابن المبارك
وأبو عبيد في الغريب).
(17022) عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له
جارية من سبي جلولاء فدعا بها فقال: إن الله يقول: {لن تنالوا البر حتى
تنفقوا مما تحبون} فأعتقها عمر. (عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر).
(17023) عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟
قال: جهد المقل وابدأ بمن تعول. (العسكري في الأمثال).
(17024) عن عمرو الليثي قال: كنا عند واثلة بن الأسقع فأتاه
سائل فأخذ كسرة فجعل عليها فلسا ثم قام حتى وضعها في يده فقلت:
يا أبا الأسقع أما كان في أهلك من يكفيك هذا؟ قال: بلى لكنه من قام
بشئ إلى مسكين بصدقة حطت عنه بكل خطوة خطيئة، فإذا وضعها في
يده حطت عنه بكل خطوة عشر خطيئات. (كر).
589

(17025) عن أبي وائل قال: بعثني ابن مسعود إلى قريظة وأمرني
أن أعمل فيها بما كان يعمل العبد الصالح: رجل كان في بني إسرائيل أن
أتصدق بثلث وأخلف فيه ثلثا وآتيه بثلث. (كر).
(17026) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر
المسلمين اطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين. (كر).
(17027) عن ابن مسعود قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء
سائل فناوله رجل درهما فأخذه رجل فناوله إياه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من
فعل هذا كان له مثل أجر المعطي من غير أن ينقص من أجره شئ.
(ابن النجار وفيه يحيى بن مسلمة بن قعنب عن أبي سراقة ضعيفان).
(17028) عن حكيم بن حزام سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة
أفضل؟ قال: ابدأ بمن تعول والصدقة عن ظهر غنى. (طب).
(17029) عن علي قال: اللاعب والجاد في الصدقة سواء (عب).
(17030) عن القاسم بن عبد الرحمن أن عليا وابن مسعود كانا
يجيزان الصدقة وإن لم تقبض وكان معاذ وشريح لا يجيزانها حتى
تقبض. (عب).
(17031) عن علي قال: ما أنفقت على نفسك وأهلك من غير
سرف ولا تقتير فلك، وما تصدقت فلك، وما أنفقت رياء وسمعة
590

فذلك حظ الشيطان. (عب وعبد بن حميد وابن زنجويه في فضائل
الأعمال، هب).
(17032) عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أودع كريما معروفا
فقد استرقه ومن أولى لئيما معروفا فقد استجلب عداوته ألا وإن الصنائع
لأهل السعادة. (ابن النجار).
(17033) عن الزهري عن الحسين بن السائب بن أبي لبابة عن أبيه
قال: لما تاب الله علي جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله إني
أهجر دار قومي التي أصبت بها الذنب وأنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى
رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا لبابة يجزئ عنك الثلث من مالك،
فتصدقت بالثلث. (طب وأبو نعيم).
(17034) عن الزهري أن أبا لبابة لما تاب الله عليه قال: يا نبي الله
إن توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأجاورك وانخلع من
مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجزئك من ذلك
الثلث يا أبا لبابة. (عب) (1).

(1) أبو لبابة اسمه: بشير بن عبد المنذر الأنصاري الأوسي شهد أحدا وما بعدها
وكان أحد النقباء وشهد العقبة، توفي في خلافة علي رضي الله عنه.
تهذيب التهذيب (12 / 214) ص. *
591

{فصل في أنواع الصدقة}
(17035) عن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟
قال: ادخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو سترت عورته أو
قضيت له حاجة. (طس).
(17036) عن ميمونة قالت: كانت لي جارية فأعتقتها، فدخل على
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: آجرك الله أما إنك لو كنت أعطيتها
أخوالك كان أعظم لاجرك. (د) مر برقم [16399].
(17037) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مشى
مع أعمى ميلا يرشده كان له بكل ذراع من الميل عتق رقبة وإذا أرشدت
الأعمى فخذ بيده اليسرى بيدك اليمنى فإنه صدقة. (الديلمي).
(17038) عن أبي ذر قال: يا رسول الله ذهب بالأجور أصحاب
الدثور نصلي ويصلون ونصوم ويصومون ولهم فضول أموال يتصدقون
بها وليس لنا ما نتصدق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات
تقولهن تلحق من سبقك ولا يدركك إلا من أخذ بعملك؟ قال:
بلى يا رسول الله قال: تكبر دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتسبح ثلاثا
وثلاثين وتحمد ثلاثا وثلاثين وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
592

وله الحمد وهو على كل شئ قدير، فأخبر الآخرون بذلك فأتوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنهم قد قالوا مثل ما قلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وعلى كل نفس في كل يوم صدقة، فضل
بصرك للمنقوص بصره صدقة، وفضل سمعك للمنقوص سمعه صدقة،
وفضل شدة ذراعيك للعيف لك صدقة، وفضل شدة ساقيك للملهوف
صدقة وإرشادك الضال صدقة، وإرشادك سائلا أين فلان فأرشدته
صدقة، ورفعك العظام والحجر عن طريق المسلمين لك صدقة، وأمرك
بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة ومباضعتك أهلك لك صدقة.
(خ في تاريخه طس كر وسنده حسن).
(17039) وعنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات
تقولهن تلحق من سبقك ولا يدركك إلا من أخذ بعملك تكبر
دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتسبح ثلاثا وثلاثين وتحمد ثلاثا وثلاثين
وتختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير. وعلى كل نفس في كل يوم صدقة، فضل بصرك للمنقوص بصره
صدقة، وفضل سمعك للمنقوص له سمعه صدقة، وإرشادك الضال صدقة
وإرشادك سائلا أين فلان فأرشدته لك صدقة، ورفعك العظام والحجر
عن طريق المسلمين لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك
593

صدقة ومباضعتك أهلك صدقة. (خ في التاريخ، طس وابن عساكر
وسنده حسن وروى (د) (1) صدره إلى قوله قدير، وزاد غفرت له ذنوبه
ولو كانت مثل زبد البحر).
(17040) عن أبي هريرة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
علمني شيئا لعل الله أن ينفعني به، قال: انظر ما يؤذي الناس فنحه
عن الطريق. (ن).
(17041) عن الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه عن
عمرو بن أمية قال: مر عثمان بن عفان أو عبد الرحمن بن عوف بمرط (2)
فاستغلاه فمر به على عمرو بن أمية فاشتراه وكساه امرأته سخيلة بنت
عبيدة بن الحارث بن المطلب فمر به عثمان أو عبد الرحمن بن عوف فقال:
ما فعل المرط الذي ابتعت؟ قال عمرو: تصدقت به على سخيلة بنت عبيدة
فقال: إن كل ما صنعت إلى أهلك صدقة، قال عمرو: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ذلك فذكر ما قال عمرو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدق عمرو

(1) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب التسبيح بالحصى رقم (1490)
وهذا الحديث مما تفرد به عن باقي الكتب الستة. راجع عون المعبود
(4 / 370) ص.
(2) بمرط: المرط بكسر الميم: واحد المروط، وهي أكسية من صوف
أو خزكان يؤتزر بها. المختار (492) ب.
594

كل ما صنعت إلى أهلك فهو عليهم صدقة. (ع كر).
(17042) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على كل
مسلم في كل يوم صدقة قلنا ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال السلام
على المسلم صدقة وعيادتك المريض صدقة وصلاتك على الجنازة صدقة،
وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة وعونك الضعيف صدقة. (أبو نعيم
في تاريخ أصبهان خط، كر وفيه: إبراهيم الهجري ضعيف).
(17043) عن ابن عمر قال: قال رجل: يا رسول الله أي الناس
أحب إليك؟ قال: أنفعهم للناس قيل: فأي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:
سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضى عنه أو تطرد عنه
خوفا. (العسكري في الأمثال، وفيه: سكن بن سراج (1) واه).
(17044) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم
بأكرم الخلق على الله يوم القيامة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أكرم
الناس على الله رجل نظر إلى امرئ هو دونه فقضى حاجته. (الديلمي،
وفيه داود بن المحبر) (2).

(1) ورد اسمه هنا خطأ، والصواب كما ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال
(2 / 174): سكين بن أبي سراج، اتهمه ابن حبان والراوي عنه
ليس بثقة اه‍. ص.
(2) داود بن المحبر بن قحذم أبو سليمان البصري صاحب العقل وليته لم
يصنفه، قال أحمد: لا يدري ما الحديث فهو ضعيف توفي سنة 206 ه‍.
595

(17045) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سلك رجلان مفازة عابد،
والآخر به رهق (1) فعطش العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه
ومعه ميضأة (2) فيها شئ من ماء فجعل ينظر إليه وهو صريع، فقال:
والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي ماء لا أصيب من الله خيرا أبدا
ولئن سقيته مائي لأموتن فتوكل على الله وسقاه فرش عليه من مائه وسقاه
فضله فقام فقطعا المفازة، فيوقف الذي به رهق للحساب فيؤمر به إلى
النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد فيقول: يا فلان، فيقول: ومن أنت؟
فيقول: أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة، فيقول: بلى أعرفك
فيقول للملائكة: قفوا فيقفون فيجئ حتى يقف ويدعو ربه عز وجل،
فيقول: يا رب قد تعرف يده عندي كيف آثرني على نفسه يا رب هبه
لي فيقول: هو لك فيجئ فيأخذ بيد أخيه فيدخله الجنة. (طس).
(17046) عن علي قال: إن الجنة تشتاق إلى من سعى لأخيه المؤمن

(1) ميزان الاعتدال (2 / 20) ص.
(2) رهق: يقال رجل فيه رهق إذا كان يخف إلى الشر ويغشاه. والرهق:
السفه وغشيان المحارم. النهاية (2 / 284) ب.
(3) ميضأة: هي بالقصر وكسر الميم، وقد تمد: مطهرة كبيرة يتوضأ منها. ووزنها
مفعلة ومفعالة. والميم زائدة. النهاية (4 / 380) ب.
596

في قضاء حوائجه ليصلح شأنه على يديه فاستبقوا النعم بذلك فان الله ليسأل
الرجل عن جاهه وما بذله كما يسأله عن ماله فيما أنفقه. (خط وقال في سنده
أبو الحسن محمد بن العباس المعروف بابن النحوي وفي رواياته نكرة).
(17047) عن ابن عمر قال: قال لي علي بن أبي طالب ألا أحدثك
حديثا حدثني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت له أهل؟ قلت: بلى، قال حدثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن ربه عز وجل أنه قال: ما من قوم
يكونون في حبرة (1) إلا استتبعها عبرة وكل نعيم زائل إلا نعيم أهل
الجنة وكل هم منقطع إلا هم أهل النار فإذا عملت سيئة فأتبعها حسنة
تمحها محوا سريعا وأكثر صنائع المعروف فإنها تقي مصارع السوء وما من
عمل بعد أداء الفرائض أحب إلى الله تعالى من إدخال السرور على المؤمن
ثم قال: دونكهن يا ابن عمر، قال ابن عمر: فشرح الله بهن صدري. (أبو
القاسم النرسي في قضاء الحوائج، وفيه غالب بن عبد الله متروك).
(17048) عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح الأمين جبريل عن الله
عز وجل قال: يا محمد أكثر من صنائع المعروف فإنها تقي مصارع السوء
وما عمل بعد الفرائض أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.

(1) برة: الحبرة بالفتح: النعمة وسعة العيش وكذلك الحبور. اه‍ النهاية
(1 / 327) ب.
597

(النرسي وفيه نصر بن باب (1) قال البخاري يرمونه بالكذب).
(17049) عن علي قال: ما أدري أي النعمتين أعظم علي منة من
ربي رجل بذل مصاص (2) وجهه إلي فرآني موضعا لحاجته وأجرى الله
قضاءها أو يسره على يدي ولان أقضي لامرئ مسلم حاجة أحب إلي
من ملء الأرض ذهبا وفضة. (النرسي).
{فصل في الصدقة عن الميت}
(17050) عن محمد بن سيرين قال: بلغني أن سعد بن عبادة قال:
يا رسول الله إن أم سعد في حياتها كانت تحج من مالي وتصدق وتصل
الرحم وتنفق من مالي وإنها قد ماتت فهل ينفعها أن أفعل ذلك عنها؟
قال: نعم. (ابن جرير).
(17051) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال: جاء سعد بن
عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي ماتت ولم توص فهل ينفعها أن
أتصدق عنها؟ قال: نعم. صلى الله عليه وآله.

(1) أبو سهل الخراساني المروزي: وقال ابن حبان: لا يحتج به. توفي سنة
293 ه‍. ميزان الاعتدال (4 / 250) ص.
(2) مصاص: المصاص: خالص كل شئ. النهاية (4 / 337) ب.
598

(17052) عن عكرمة أن رجلا قال: يا رسول الله أمي توفيت ولم
تتصدق بشئ أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: نعم قال: فإنها تركت
مخرفا (1) فأنا أشهدك أني قد تصدقت عنها. (عب).
(17053) عن عروة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله
إن أمي افتلتت نفسها وقد علمت أنها لو تكلمت تصدقت فأتصدق عنها؟
قال: نعم. (عب).
(17054) عن عطاء بن أبي رباح قال: قال رجل يا رسول الله أعتق
عن أمي وقد ماتت؟ فقال: نعم. (عب).
(17055) عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يسأل هل للميت
أجر فيما يتصدق به عنه الحي؟ فقال: قد بلغنا ذلك. (عب).
(17056) عن طاووس أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله إن أمي توفيت ولم توص أفأوصي عنها؟ قال: نعم وجاء رجل
من خثعم فقال: يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج إلا
معترضا على بعيره أفأحج عنه؟ قال: نعم. (عب).
(17057) عن سعيد بن جبير قال: لو أن رجلا تصدق عن ميت

(1) مخرفا: أي بستانا من نخل. والمخرف بالفتح يقع على النخل وعلى الرطب.
النهاية (2 / 24) ب.
599

بكراع لقبله الله منه. (عب).
(17058) عن الحسن قال: جاء سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: إن أمي كان عليها نذر أفأقضيه؟ قال: نعم، قال: أينفعها؟ قال:
نعم. (عب).
(17059) عن الحسن قال: قال سعد بن عبادة: يا رسول الله إني
كنت ابن أم سعد وإنها مات فهل ينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: نعم،
قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: اسق الماء فجعل صهريجين في المدينة، قال
الحسن: فربما سقيت منهما وأنا غلام. صلى الله عليه وآله.
(17060) عن عائشة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمي
افتلتت نفسها ولم توص وأظن أنها لو تكلمت تصدقت فلها أجر في أن
أتصدق عنها؟ قال: نعم. (ابن جرير).
(17061) عن أبي هريرة أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات
وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم.
(ابن النجار).
(17062) عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن
أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم
(ابن جرير).
600

(17063) عن معاذ قال: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عطية فبكيت
فقال: ما يبكيك يا معاذ؟ قلت: يا رسول الله كان لأمي من عطاء أبي
نصيب تتصدق به وتقدمه لآخرتها وإنها ماتت ولم توص بشئ قال:
فلا يبك الله عينيك يا معاذ أتريد أن توجر أمك في قبرها؟ قلت: نعم
يا رسول الله قال: فانظر الذي كان يصيبها من عطائك فأمضه لها وقل:
اللهم تقبل من أم معاذ، فقال قائل: يا رسول الله المعاذ خاصة أم
لامتك عامة؟ فقال: لامتي عامة. (ابن جرير، وفيه: عثمان بن عطاء
الخراساني ضعيف).
(17064) عن عقبة بن عامر قال: أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة
فقالت: أريد أن أتصدق بحلي عن أمي وقد توفيت، فقال لها
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرتك بذلك؟ قالت: لا، قال: فأمسكي عليك مالك
فهو خير لك. (ابن جرير) (1).
(17065) عن عقبة بن عامر قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن
أمي توفيت وتركت حليا ولم توص فهل ينفعها إذا تصدقت عنها؟ قال
احبس عليك مالك. (ابن جرير) (2).

(1 - 2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 138) كتاب الزكاة باب الصدقة على
الميت، وقال: رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني رجال الصحيح وفي اسناد
أحمد: ابن لهيعة. ص
601

(17066) عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
أعتق عن أمي وقد ماتت؟ قال: نعم. (ابن جرير).
(17067) عن ابن عباس قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبي
مات أفأعتق عنه؟ قال: نعم. (ابن جرير).
(17068) عن ابن عباس قال: توفيت أم سعد بن عبادة وهو
غائب عنها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب
عنها فهل ينفعها أن أتصدق عنها بشئ؟ قال: نعم، قال: فاني أشهدك أن
حائطي المخراف صدقة عنها. (عب وابن جرير).
(17069) عن سعد بن عبادة قال: جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت
توفيت أمي ولم توص فهل يغني عنها أن أتصدق عنها؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: نعم، ولو بكراع محرق. (ابن جرير).
(17070) وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يسقي عن
أمه الماء. (كر).
(17071) عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟
قال: نعم. (ابن جرير).
602

{الصدقة من مال الزوج}
(17072) عن الحسن قال: قال رجل يا رسول الله إن امرأتي تعطي
من مالي بغير إذني قال: فأنتما شريكان في الاجر قال: فاني أمنعها قال: لك
ما بخلت به ولها ما أحسنت. (عب).
(17073) عن أبي مليكة (1) أن أسماء ابنة أبي بكر قالت: يا رسول الله
ما لي شئ إلا ما يدخل على الزبير فأنفق منه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنفقي
ولا توكي فيوكى عليك. (عب).
(17074) عن أبي هريرة أنه سئل عن المرأة تصدق من مال
زوجها قال: لا، إلا من قوتها فالاجر بينها وبين زوجها ولا يحل لها أن
تصدق بشئ من مال زوجها إلا باذنه. (عب).

(1) اسمه: زهير بن عبد الله بن جدعان التميمي المدني. وهو صحابي.
أسد الغابة لابن الأثير (2 / 264) ص.
603

{فصل في الصدقة عن الكافر ومنه}
(17075) عن عمرو بن شعيب قال: كان على العاص بن وائل مائة
رقبة يعتقها فجعل على ابنه هشام خمسين رقبة وعلى ابنه عمرو خمسين رقبة
فذكر عمرو ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لا يعتق
عن كافر، ولو كان مسلما فأعتقت عنه أو تصدقت أو حججت بلغه ذلك (عب)
(17076) عن عبد الله بن عمرو أن العاص بن وائل أوصى أن يعتق
عنه مائة رقبة فأعتق ابنه هشام خمسين رقبة فأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه
الخمسين الباقية فقال حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله، إن أبي أوصى بعتق مائة رقبة وإن هشاما أعتق عنه
خمسين وبقيت عليه خمسون أفأعتق عنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان
مسلما فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك. (ابن جرير).
(17077) عن سعد قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي
كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو؟ قال: في النار فكأن الاعرابي
وجد من ذلك قال يا رسول الله فأين أبوك؟ قال: حيثما مررت بقبر
كافر فبشره بالنار فأسلم الاعرابي بعد، فقال: لقد كلفني رسول الله
صلى الله عليه وسلم تعبا ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار. (البزار وابن السني في
عمل وليلة طب وأبو نعيم).
604

{فصل في المصرف}
(17078) {الصديق} عن أبي بكر الصديق أن بريرة أهدت
لهم لحما فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يطبخوا منه، فقالوا: يا نبي الله إنما
تصدق به عليها فقال: الهدية لنا والصدقة عليها. (أبو بكر، الشافعي
وابن النجار).
(17079) عن عبد الرحمن بن السلماني أن أبا بكر قال فيما أوصى به
عمر: من أدى الزكاة إلى غير أهلها لم تقبل زكاته بالدنيا جميعا ومن صام
شهر رمضان في غيره لم يقبل منه صومه ولو صام الدهر أجمع. (عب،
ش وابن السلماني ضعيف ولم يدرك أبا بكر).
(17080) عن الحسن أنه سأله رجل أتشرب من ماء هذه السقاية
في المسجد فإنها صدقة قال الحسن: قد شرب أبو بكر وعمر من سقاية أم
سعد فمه. (ابن سعد).
(17081) عن عطاء أن عمر كان يأخذ العرض (1) في الصدقة من
الورق وغيره ويعطيها في صنف واحد مما سمى الله. (ش).
(17082) عن عبد الله بن عبد الرحمن أن عمر قدم الجابية فقام خطيبا

(1) العرض: العرض بالتحريك: متاع الدنيا وحطامها. النهاية (3 / 214) ب.
605

فذكر الحديث إلى أن قال، ثم قال: ألا إذا انصرفت عن مقامي هذا
فلا يبقين أحد له حق في الصدقة إلا أتاني فلم يأته ممن حضره إلا رجلان
فأمر لها فأعطيا فقام رجل فقال: أصلح الله أمير المؤمنين ما هذا الغني
المتعقد بأحق بالصدقة من هذا الفقير المتعفف، فقال عمر: ويحك
وكيف أني بأولئك. (ع).
(17083) عن ميمون بن مهران أن امرأة جاءت إلى عمر بن الخطاب
تسأله من الصدقة، فقال لها عمر: إن كان لك أوقية فلا تحل لك الصدقة
قال: والأوقية يومئذ فيما ذكر ميمون أربعون درهما، فقالت: بعيري
هذا خير من أوقية، قال فقلت لميمون أعطاها؟ قال: لا أدري.
(أبو عبيد).
(17084) عن شهاب بن عبد الله الخولاني قال: خرج سعد وكان
من أصحاب يعلى بن أمية حتى قدم عمر على المدينة فقال: أين تريد؟ فقال
الجهاد، فقال ارجع فان عملا بالحق جهاد حسن فلما أراد أن يرجع قال له
عمر: إذا مررت بصاحب المال فلا تنسوا الحسنة ولا تنسوها صاحبها
وفرقوا المال ثلاث فرق فخيروا صاحب المال ثلثا ثم اختاروا من أحد
الثلثين ثم ضعوها في كذا وفي كذا قال أمورا وصفها. (أبو عبيد).
606

(17085) عن عمير بن سلمة الدؤلي قال: بينما عمر نصف النهار
قائل (1) في ظل شجرة وإذا أعرابية فتوسمت الناس فجاءته، فقالت:
إني امرأة مسكينة ولي بنون وإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان بعث
محمد بن مسلمة ساعيا فلم يعطنا فلعلك يرحمك الله أن تشفع لنا إليه قال
فصاح بيرفأ أن ادع لي محمد بن مسلمة، فقالت إنه أنجح لحاجتي أن تقوم
معي إليه فقال: إنه سيفعل إن شاء الله فجاءه يرفأ، فقال: أجب فجاء
فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فاستحيت المرأة منه، فقال عمر والله
ما آلو أن أختار خياركم كيف أنت قائل إذا سألك الله عز وجل عن
هذه؟ فدمعت عينا محمد، ثم قال عمر: إن الله بعث إلينا نبيه صلى الله عليه وسلم
فصدقناه واتبعناه فعمل بما أمره الله به فجعل الصدقة لأهلها من المساكين
حتى قبضه الله على ذلك ثم استخلف الله أبا بكر فعمل بسنته حتى قبضه
الله ثم استخلفني فلم آل أن أختار خياركم إن بعثتك فأد إليها صدقة
العام وعام أول وما أدري لعلي لا أبعثك، ثم دعا لها بجمل
فأعطاها دقيقا وزيتا، فقال: خذي هذا حتى تلحقينا بخيبر فانا نريدها
فأتته بخيبر فدعا لها بجملين آخرين وقال: خذي هذا فان فيه بلاغا
حتى يأتيكم محمد بن مسلمة فقد أمرته أن يعطيك حقك للعام وعام

(1) قائل: من القيلولة وهي نومة الظهيرة. ص.
607

أول. (أبو عبيد) (1).
(17086) عن طاووس أن رجلا نذر أن يتصدق على
أول إنسان يلقاه من أهل القرية فلقيته امرأة فتصدق عليها فقيل له:
هذه أخبث امرأة في القرية ثم تصدق على أول إنسان من أهل القرية
بعد ذلك فقيل له: لهذا أخبث رجل في القرية ثم تصدق على إنسان آخر
فقيل له: هو غني فشق عليه ذلك فأرى في النوم إن الله قد قبل صدقتك
إن فلانة كانت بغيا وكانت تحملها على ذلك الحاجة فتركت منذ أعطيتها
صدقتك وعفت وإن فلانا كان يسرق وكانت تحمله على ذلك الحاجة
فترك ذلك منذ أعطيته ونزع عن السرق (2) وإن فلانا كان غنيا وكان لا
يتصدق فلما تصدقت عليه قال: فأنا أحق بالصدقة من هذا وأكثر مالا
ففتح الله له بالصدقة. (عب).
(17087) عن ابن أبي مليكة أن خالد بن سعيد بن العاص بعث إلى
عائشة ببقرة فقالت: إنا آل محمد لا نأكل الصدقة. (ش).

(1) الحديث أورده أبو عبيد في كتاب الأموال صفحة (787) وفي سنده
ابن لهيعة وهو ضعيف. ص.
(2) السرق: السرق بالتحريك بمعنى السرقة، وهو في الأصل مصدر، يقال
سرق يسرق سرقا. النهاية (2 / 362) ب.
608

(17088) عن عبيد الله بن عدي أنه حدثه رجلان قالا: جئنا
رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع والناس يسألونه من الصدقة فزاحمنا عليه
حتى خلصنا (1) إليه فسألناه من الصدقة فرفع البصر فينا وخفضه فرآنا
رجلين جلدين، فقال: إن شئتما فعلت، ولاحظ فيها لغني ولا لقوي
مكتسب. (ابن النجار).
(17089) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى الحسن بن علي
أخذ تمرة من الصدقة فلاكها في فيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كخ كخ
إنا لا تحل لنا الصدقة. (ش).
(17090) عن أبي ليلى قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام
فدخل بيت الصدقة معه حسن أو حسين فأخذ تمرة فجعلها في فيه،
فاستخرجها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إن الصدقة لا تحل لنا. (ش).
(17091) عن أبي عمرة رشيد بن مالك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم
جالسا فجاء رجل بطبق عليه تمر، فقال: ما. هذا صدقة أو هدية؟ فقال
الرجل: بل صدقة فقدمها إلى القوم والحسن صغير بين يديه فأخذ تمرة
فجعلها في فيه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فأدخل أصبعه في فيه ثم قال بها

(1) خلصنا: يقال خلص فلان إلى فلان: أي وصل إليه. اه‍ النهاية
(2 / 61) ب.
609

قال: إنا آل محمد لا نأكل الصدقة. (ش).
(17092) عن أبي رافع قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني مخزوم
على الصدقة فأراد أبو رافع أن يتبعه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أما علمت
إنا لا يحل لنا أكل الصدقة وإن مولى القوم من أنفسهم. (ش).
(17093) عن أبي عمرة رشيد بن مالك قال: كنا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأتي بطبق فيه تمر، فقال: هدية أو صدقة؟ قالوا: صدقة فردها
إلى أصحابه والحسين بن علي يتعفر بين يديه فأخذ تمرة فألقاها في فيه،
فقال: إنا آل محمد لا نأكل الصدقة. (ابن النجار).
(17094) عن طاووس قال: أخبرني حجر المدري (1) أن في
صدقة النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل منها أهلها بالمعروف غير المنكر. (ش
وسنده صحيح).
(17095) عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده قال:
أتت عليا امرأتان تسألانه: عربية ومولاة لها، فأمر لكل واحدة منهما بكر من
طعام وأربعين درهما، فأخذت المولاة التي أعطيت وذهبت، وقالت

(1) حجر بن قيس الهمداني المدري اليماني والمدري: بفتح الميم، والدال
بعدها راء نسبة إلى مدر بوزن جبل: بلد باليمن. خلاصة الكمال
(1 / 200) ص.
610

العربية: يا أمير المؤمنين تعطيني مثل الذي أعطيت هذه وأنا عربية وهي
مولاة، فقال لها علي: إني نظرت في كتاب الله عز وجل فلم أر فيه
فضلا لولد إسماعيل على ولد إسحاق. (هق) (1).
(17096) عن علي قال: ليس لولد ولا لوالد حق في صدقة
مفروضة، ومن كان له ولد أو والد فلم يصله فهو عاق. (هق).

(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتبا قسم الفئ والغنيمة باب التسوية
بين الناس في القسمة (6 / 349) وكان في الحديث تصحيفا فاستدركته
منه. ص.
611

باب في فضل الفقر والفقراء
وما يتعلق بهما
{فصل في فضلهما}
(17097) أنا أبو بكر بن الحسين، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد
المقرئ بن محمد الخياط، ثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان الهمداني،
ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي قدم حاجا بهمدان ثنا أبو
الحسن راجح بن الحسين بحلب، ثنا يحيى بن معين عن عبد الرزاق عن معمر
عن الزهري عن السائب بن يزيد عن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: الفقر أمانة فمن كتمه كان عبادة، ومن باح به فقد قلد
إخوانه المسلمين.
(17098) عن الحسن قال: قال رجل لعثمان: ذهبتم يا أصحاب الأموال
بالخير تتصدقون وتعتقون وتحجون وتنفقون، فقال عثمان: وإنكم لتغبطوننا؟
قال: إنا لنغبطكم قال: فوالله لدرهم ينفقه أحد من جهد خير من عشرة
آلاف غيض من فيض. (هب).
(17099) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل
رزق آل محمد كفافا. (كر).
612

(17100) عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: كيف ترى
جعيلا؟ قلت مسكينا كشكله من الناس قال: فكيف ترى فلانا؟ قلت
سيدا من الناس السادات قال: فجعيل خير من مثل هذا ملا الأرض،
قلت: يا رسول الله ففلان هكذا وأنت تصنع به ما تصنع قال: إنه
رأس قومه فأتألفهم. (أبو نعيم).
(17101) عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر إن
أمامك عقبة كؤودا لا يقطعها إلا كل مخف قال: يا رسول الله أمنهم
أنا؟ قال: إن لم يكن عندك قوت ثلاثة فأنت منهم. (ابن عساكر).
(17102) عن كعب بن عجرة قال لقيت النبي صلى الله عليه وسلم يوما فرأيته
متغيرا قلت بأبي أنت مالي أراك متغيرا؟ قال: ما دخل جوفي ما يدخل
جوف ذات كبد منذ ثلاث، فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلا له
فسقيت له على كل دلو بتمرة فجمعت تمرا فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
من أين لك يا كعب؟ فأخرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتحبني يا كعب؟
قلت بأبي أنت نعم، قال: إن الفقر إلى من يحبني أسرع من السيل إلى
معادنه وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافا ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما
فعل كعب؟ قالوا مريض، فخرج يمشي حتى دخل عليه فقال له: أبشر
يا كعب، فقالت أمه هنيئا لك بالجنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هذه
613

المتألية على الله؟ قال: هي أمي يا رسول الله قال: ما يدريك يا أم كعب
لعل كعبا قال ما لا ينفعه أو ما لا يعنيه. (كر).
(17103) عن غيلان بن سلمة الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن ما جئت به الحق من عندك فأقلل
ماله وولده وحبب إليه لقاءك، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أن
ما جئت به الحق من عندك فأكثر ماله وولده وأطل عمره. (كر).
(17104) عن العرباض بن سارية قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج
إلينا يوم الجمعة في الصفة وعلينا الحوتكية (1) فيقول: أما لو تعلمون
ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم، وليفتحن لكم فارس
والروم. (كر).
(17105) عن ابن مسعود قال: حبذا المكروهان الموت والفقر
وأيم الله ما هو إلا الغنى والفقر وما أبالي بأيهما ابتدأت لان حق الله في
كل واحد منهما واجب إن كان الغنى إن فيه للعطف وإن كان الفقر
إن فيه للصبر. (كر).

(1) الحوتكية: قيل هي عمامة يتعممها الاعراب يسمونها بهذا الاسم.
وقيل هو مضاف إلى رجل يسمى حوتكا كان يتعمم هذه العمة. اه‍
النهاية (1 / 338) ب.
614

(17106) عن عبد الله بن عمرو قال: لان أكون عاشر عشرة
مساكين يوم القيامة أحب إلي من أن أكون عاشر عشرة أغنياء فان
الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا يقول
يصرف يمينا وشمالا. (كر).
(17107) عن أمية بن خالد بن أبي العيص قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين. (ش والبغوي طب وأبو نعيم).
(17108) عن عبد الله بن معاوية الزبيري حدثنا معاذ بن محمد بن أبي
ابن كعب عن أبيه عن جده أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أدلكم على هدايا الله تعالى إلى خلقه؟ قلنا: بلى قال: الفقير من خلقه
هو هدية الله تعالى قبل ذلك أو ترك. (ابن النجار وعبد الله بن معاوية
ضعيف وذكره " حب " في الثقات).
(17109) عن علي قال: توفي غنيان وفقيران، فقال تبارك وتعالى
لاحد الغنيين: ما قدمت لنفسك وما تركت لعيالك؟ فيقول: يا رب
خلقتني وإياهم سواء وتكفلت برزق كل دابة وقلت: {من ذا الذي يقرض
الله قرضا حسنا فيضاعفه له} فقدمت لهذا وعلمت أنك مرزق عيالي من
بعدي، فيقول: اذهب فلو تعلم ما لك عندي لضحكت كثيرا ولبكيت
قليلا، ثم يقال للغني الآخر: ما قدمت لنفسك وما تركت لعيالك؟
615

فيقول: يا رب كان لي عيال تخوفت عليهم العيلة فيقول تبارك وتعالى:
ألم أخلقك وإياهم سواء وتكفلت برزق كل دابة؟ فقال: بلى ولكن
تخوفت عليهم العيلة، قال: قد أصابهم ما حذرت عليهم فاذهب فلو
تعلم مالك عندي لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا، وقال لاحد الفقيرين
ما قدمت لنفسك وما تركت لعيالك؟ فيقول: يا رب قد خلقتني صحيحا
فصيحا وعلمتني أسماءك ودعاءك ولو كنت أكثرت لي لخشيت أن
يشغلني عن طاعتك فقد رضيت عنك يا رب، فيقول: وأنا راض عنك
فاذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت كثيرا ولبكيت قليلا، وقال
للفقير الآخر: ما قدمت لنفسك وما تركت لعيالك؟ فيقول: يا رب ما
أعطيتني شيئا تسألني عنه، فيقول: ألم أخلقك صحيحا فصيحا وخلقتك
سمعيا بصيرا وقلت ادعوني استجب لكم؟ قال: بلى يا رب ولكني
نسيت. قال: وأنا أنساك اليوم فاذهب فلو تعلم مالك عندي لضحكت
قليلا ولبكيت كثيرا. (ابن جرير).
(17110) عن علي قال: خرجت في غداة شاتية من بيتي جائعا
حرضا (1) قد إذ لقبي البرد فأخذت إهابا معطونا (2) كان عندنا فجببته

(1) حرضا: يقال أحرضه المرض فهو حرض وحارض: إذا أفسد بدنه
وأشفى على الهلاك. النهاية (1 / 368) ب.
(2) معطونا: عطنت الجلد أعطنه عطنا، فهو معطون، إذا أخذت
علقى وهو نبت أو فرثا وملحا فألقيت الجلد فيه وغممته لتفسخ
صوفه ويسترخي ثم تلقيه في الدباغ. وعطن الإهاب بالكسر يعطن عطنا
فهو عطن، إذا أنتن وسقط صوفه في العطن. الصحاح (6 / 2165) ب
616

ثم أدخلته في عنقي ثم حزمته على صدري أستدفأ به فوالله ما في بيتي شئ
آكل منه ولو كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم لبلغني فخرجت في بعض نواحي
المدينة فاطلعت إلى يهودي في حائط من ثغرة جداره، فقال: مالك
يا أعرابي هل لك في كل دلو بتمرة؟ فقلت: نعم فافتح الحائط ففتح
لي فدخلت فجعلت أنزع دلوا ويعطيني تمرة حتى امتلأت كفي قلت
حسبي منك الآن فأكلتهن ثم كرعت في الماء، ثم جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فجلست إليه في المسجد وهو في عصابة من أصحابه فاطلع علينا مصعب
ابن عمير في بردة له مرقوعة بفرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان
فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه فبكى ثم قال: كيف
أنتم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في أخرى وسترت بيوتكم كما تستر
الكعبة؟ قلنا: نحن يومئذ خير منا اليوم، نكفى المؤنة ونتفرغ
للعبادة، قال: لا، بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ. (ابن راهويه وهناد
ت وقال: حسن (1) غريب، ع).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة بابا رقم 35 ورقم الحديث (2473
و 2476) وقال: حسن. ص.
617

(17111) عن ابن عباس قال: أصابت نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة فبلغ
ذلك عليا، فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليغيث به النبي صلى الله عليه سلم
فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستسقى له سبعة عشر دلوا على كل دلو
تمرة فخيره اليهودي على تمره فأخذ سبعة عشر عجوة فجاء بها إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: من أين لك هذا يا أبا الحسن؟ قال: بلغني ما بك من
الخصاصة يا نبي الله فخرجت ألتمس لك عملا لأصيب لك طعاما، قال:
حملك على هذا حب الله ورسوله؟ قال: نعم يا نبي الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من جرية السيل
على وجهه ومن أحب الله ورسوله فليعد للبلاء تجفافا دائما يعني.
(كر وفيه حنش) (1).
{الفقر الاضطراري}
(17112) عن عبد الله بن أبي أوفى قال: الفقر الموت الأحمر.
(ابن النجار).

(1) هو: حسين بن قيس الرحبي الواسطي أبو علي ولقبه حنش.
قال البخاري: لا يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة. ميزان
الاعتدال (1 / 546) ص.
618

{فصل في ذم السؤال}
(17113) عن ابن أبي مليكة قال: كان ربما سقط الخطام من يد
أبي بكر فيضرب بذراع ناقته فينيخها فيأخذه قال: فقالوا أفلا أمرتنا
نناولكه؟ قال: إن حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن لا أسأل الناس شيئا.
(حم قال الحافظ ابن حجر في الأطراف: هذا منقطع).
(17114) عن عمر قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قسما فقلت: يا رسول الله
لغير هؤلاء [كان] أحق [به] منهم أهل الصفة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنهم يخيروني بين أن يسألوني بالفحش وبين أن يبخلوني ولست بباخل.
(حم م وأبو عوانة وابن جرير) (1).
(17115) عن الشعبي عن مسروق قال: قال عمر: من سأل الناس
ليثري ماله فإنما هو رضف من النار يلتقمه فمن شاء استقل ومن شاء
استكثر. (حب في روضة العقلاء وهو منقطع).
(17116) عن سعيد بن المسيب وعروة قالا: أعطى النبي صلى الله عليه وسلم
حكيم بن حزام يوم حنين عطاء فاستقله فزاده فقال: يا رسول الله أي
عطيتك خير؟ قال: الأولى يا حكيم بن حزام إن هذا المال خضرة حلوة

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب اعطاء من سأل الفحش وغلظة
رقم (1056) ص.
619

فمن أخذه بسخاوة نفس وحسن أكله بورك له فيه ومن أخذه
باستشراف نفس وسوء أكله لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل
ولا يشبع، اليد العليا خير من اليد السفلى قال: ومنك يا رسول الله
قال: ومني. (طب).
(17117) عن سعيد بن المسيب قال: أعطى النبي صلى الله عليه وسلم حكيم بن
حزام يوم حنين عطاء فاستقله فزاده فقال يا رسول الله أي عطيتك خير؟
قال: الأولى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا حكيم بن حزام إن هذا المال خضرة
حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس وحسن أكله بورك له فيه ومن أخذه
باستشراف نفس وسوء أكله لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا
يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى قال: ومنك يا رسول الله؟ قال:
ومني، قال: فوالذي بعثك بالحق لا أرزأ (1) أحدا بعدك شيئا أبدا قال:
فلم يقبل ديوانا ولا عطاء حتى مات قال: وكان عمر بن الخطاب يقول: الهم
إني أشهدك على حكيم بن حزام أني أدعوه لحقه من هذا المال وهو يأبى
* (هامش * (1) أرزأ: يقال رزأته أرزؤه. وأصله النقص. وفي حديث المرأة التي
جاءت تسأل عن ابنها " إن أرزأ ابني فلم أرزأ حياي " أي إن أصبت به
وفقدته فلم أصب بحياي.
والرزء: المصيبة بفقد الأعزة. وهو من الانتقاص أيضا. اه‍ النهاية
(2 / 218) ب. (*)
620

فقال: إني والله ما أرزأك ولا غيرك شيئا. (عب).
(17118) عن أسيد عن رجل من مزينة أنه قال: أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم يوما أريد أن أسأله فوجدت عنده رجلا يريد أن يسأله فأعرض
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثا ثم قال: من كان له أوقية ثم سأل
فقد سأل إلحافا، فقلت: أليس لي فلانة فهي خير من ثمن أوقية فلا
أسأله شيئا فأعطاني رجل من الأنصار ناضحا له اتخذته مع ناقتي وأعطاني
شيئا من التمر فما زلت بخير حتى الساعة. (أبو نعيم).
(17119) عن أبي هريرة أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصابه جهد شديد، فقالت امرأته: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فسمعه
وهو يقول: من استغنى أغناه الله ومن استعف أعفه الله ومن سألنا وهو
عندنا أعطيناه إياه، فقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وأنا أسمع وأنا
أشهد أن قوله حق فرجع إلى منزله فيرى أنه أغنى أهل المدينة. (كر).
(17120) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم
ليخرج بمسألته من عندي متأبطا وما هي له إلا نار، قال عمر: فلم
تعطيهم يا رسول الله وهي نار؟ قال: ما أصنع يسألوني وأنا كاره
فأعطيهم ويأبى الله لي البخل. (ابن جرير).
(17121) وعنه قال: أتى رجلان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه في
621

ثمن بعير فأعطاهما دينارين فخرجا من عنده فلقيهما عمر بن الخطاب فأثنيا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قالا، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولكن فلانا أعطيته ما بين عشرة إلى مائة فلم يثن
بذلك قال يعني أبا سفيان: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إن أحدكم
يخرج من عندي متأبطا مسألته وهي نار، فقال عمر: فلم تعطيناها
يا رسول الله وهي نار؟ قال: إنكم تسألوني والله يأبى لي البخل.
(ابن جرير هب).
(17122) وعنه قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذهبا إذ جاءه
رجل فقال: يا رسول الله أعطني فأعطاه ثم قال: زدني فزاده مرارا ثم
ولى مدبرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل ليأتيني فيسألني فأعطيه،
ثم يسألني فأعطيه يقولها ثلاث مرات ثم يولي مدبرا وقد أخذ بيده
نارا ووضع في ثوبه نارا وانقلب إلى أهله بنار. (ابن جرير).
(17123) وعنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم
ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفد ما عنده، قال: يكن عندي من
خير فلن أدخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه
الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع
من الصبر. (ابن جرير).
622

(17124) وعنه قال: أرسلني أهلي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله لهم
طعاما فجئت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فسمعته يقول في خطبته: من
يتصبر يصبره الله ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله وما رزق
العبد رزقا أوسع من الصبر. (ابن جرير).
(17125) وعنه قال: اعوزنا اعوازا شديدا فأمرني أهلي أن آتي
النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله شيئا فأقبلت فكان أول ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
من استغنى أغناه الله، ومن استعف أعفه الله ومن سألنا لم ندخر عنه شيئا
وجدنا فلم أسأله شيئا ورجعت فمالت علينا الدنيا. (ابن جرير).
(16126) وعنه أنه أصبح ذات يوم وقد عصب على بطنه حجرا من
الجوع فقالت له امرأته أو أمه أئت النبي صلى الله عليه وسلم فاسأله فقد أتاه فلان
فسأله فأعطاه وأتاه فلان فأعطاه فأتيته وهو يخطب فأدركت من قوله
وهو يقول من يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يسألنا إما
أن نبذل له وإما أن نواسيه شك أبو حمزة ومن يستغن عنا أحب
إلينا ممن يسألنا، قال: فرجعت فما سألته شيئا فما زال الله يرزقنا حتى ما
أعلم أحدا من الأنصار أهل بيت أكثر أموالا منا. (ابن جرير).
(17127) عن رجل من أهل الربذة يقال له عبد الرحمن أو أبو
عبد الرحمن قال: أتى رجل أبا ذر يسأله فأعطاه شيئا، فقيل له إنه غني
623

قال: وما أحفل (1) أن يجئ يوم القيامة يخمش وجهه. (ابن جرير).
(17128) عن أبي ذر قال: انظر ما تسألني فإنك لا تسألني عن
شئ إلا زادك الله به بلاء. (كر).
(17129) عن عروة بن محمد بن عطية السعدي قال: حدثني أبي
قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من بني سعد بن بكر وكنت
أصغر القوم فخلفوني في رحالهم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضوا حوائجهم
فقال: هل بقي منكم أحد؟ قالوا: نعم يا رسول الله غلاما منا خلفناه في
رحالنا فأمرهم أن يدعوني، فقالوا: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فلما
دنوت منه، قال: ما أغناك الله فلا تسأل الناس شيئا، فان اليد العليا هي
المنطية، وإن اليد السفلى المنطاة، وإن مال الله مسؤول ومنطى فكلمني
رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتنا. (كر وقال روى عروة بن محمد بن عطية عن
أبيه عن جده).
(17130) عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه
ثم سأله فأعطاه ثم سأله فأعطاه ثم ذهب الرجل فلما أدبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
أخذ ماله وما ليس له. (ابن جرير).

(1) أحفل: حفلت كذا أي باليت به يقال: لا تحفل به. قال الكميت:
أهذي بظبية لو تساعف دارها كلفا وأحفل صرمها وأبالي.
الصحاح (4 / 1671) ب.
624

(17131) عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فلم
يكن عنده ما يعطيه فتغيظ عليه وقال: والذي نفسي بيده لا يسأل عبد
وله أوقية أو عدل ذلك الا سأل إلحافا. (ابن جرير).
(17132) عن عائذ بن عمرو قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي
فقال: يا رسول الله أطعمني شيئا فاني جائع فألح عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما أراد أن يدخل أخذ بعضادتي الباب ثم أقبل علينا فقال: لو تعلمون
ما في المسألة ما أعلم لم يسأل رجل وعنده ما يبيته ليلة ثم أمر له بطعام.
(ابن جرير في تهذيبه).
(17133) عن عائذ بن عمرو أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه
فلما وضع رجله على أسكفة الباب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تعلمون ما في
المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا. (ابن جرير).
(16134) عن زياد بن جارية التميمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
سأل وعنده ما يغنيه فنما يستكثر من جمر جهنم قالوا: وما يغنيه يا رسول الله؟
قال: ما يغديه أو يعشيه. (كر وسنده حسن).
(17135) عن حبشي بن جنادة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
واقف بعرفة في حجة الوداع وأتى أعرابي فأخذ بطرف ردائه وسأله إياه
فأعطاه فذهب به فعند ذلك حرمت المسألة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا
625

تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي إلا في فقر مدقع أو غرم
مفظع وقال: من سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه ورضفا
يأكله من جهنم فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر. (طب).
(17136) عن حكيم بن حزام سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال
فألححت فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم قال: ما أنكر مسألتك إن هذا
المال خضرة حلوة وإنه أوساخ أيدي الناس فمن أخذه بسخاوة بورك
له فيه ومن أخذه باشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالآكل ولا يشبع
يد الله فوق يد المعطي ويد المعطي فوق يد المعطى ويد المعطى
أسفل الأيدي. (طب).
(17137) عن حكيم قال: أعنت بفرسين يوم حنين فأصيبا فأتيت
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت أصيب فرساي فأعطني فأعطاني ثم استزدته فزادني،
ثم قال: يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة ومن سأل الناس أعطوه
والسائل منها كالآكل لا يشبع. (طب).
(17138) عن حكيم بن حزام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من
المال فألحيت عليه، فقال: ما أنكر مسألتك يا حكيم إن هذا المال خضرة
حلوة وإنما هو مع ذلك أوساخ أيدي الناس وإن يد الله فوق يد المعطي
ويد المعطي فوق يد المعطى ويد المعطى أسفل الأيدي (ابن جرير في تهذيبه)
626

(17139) عن حبشي بن جنادة السلولي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حجة الوداع وهو واقف بعرفة فأتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه فسأله
إياه فأعطاه فذهب به فعند ذلك حرمت المسألة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر مدقع أو
غرم مفظع ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه يوم
القيامة ورضفا يأكله من جهنم فمن شاء فليقل ومن شاء فليكثر. (الحسن
ابن سفيان والعسكري في الأمثال طب وأبو نعيم).
(17140) عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتقبل لي
بواحدة أتقبل له بالجنة؟ قال ثوبان: أنا، قال: لا تسأل الناس شيئا فإن كان
سوطك وقع فلا تقل لاحد ناولنيه حتى تنزل فتأخذه. (ابن جرير).
(17141) وعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضمن لي خلة (1)،
وأضمن له الجنة؟ قلت: أنا يا رسول الله، قال: لا تسأل الناس شيئا،
(ابن جرير وأبو نعيم).
(17142) وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يتكفل لي أن لا
يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة؟ قال ثوبان: أنا فكان ثوبان لا يسأل
الناس شيئا. (ابن جرير)

(1) خلة: الخلة بالفتح: الخصلة. المختار (146) ب.
627

(17143) عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة عن رجل من
قومه يقال له أسيد المزني قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد أن أسأله وعنده
رجل فسأله فأعرض عنه مرتين أو ثلاثا، ثم قال: من كان له أوقية ثم
سأل فقد سأل إلحافا فقلت: أليس في فلانة فهي خير من ثمن أوقية فلا
أسأله شيئا فأعطاني رجل من الأنصار ناضحا له اتخذته مع ناقتي وأعطاني
شيئا من تمر فما زلت بخير حتى الساعة. (ابن السكن (1) وقال اسناده صالح،
وابن منده وقال تفرد به ابن وهب وأبو نعيم).
(17144) عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل مسألة
عن ظهر غنى استكثر بها فإنما هي رضفة من رضف جهنم، قالوا:
يا رسول الله وما ظهر غنى؟ قال: عشاء ليلة. (عم قط عق والعسكري
في المواعظ، ص).

(1) هو الحافظ الحجة أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي
نزيل مصر ولد سنة 294 ه‍ وتوفي سنة 353 ه‍. تذكرة الحفاظ
(3 / 937 و 938) ص.
628

{فصل في آداب طلب بالحاجة}
(17145) عن سعيد بن عبد الرحمن قال: كنت مع موسى بن
عبد الله بن حسن بن حسن بمكة وقد نفدت نفقتي فقال لي بعض ولد الحسن
ابن علي: من تؤمل لما نزل بك؟ فقلت موسى بن عبد الله فقال: إذا لا
تقضى حاجتك ولا تنجح طلبتك (1) فقلت وما علمت قال: لأني وجدت
في كتاب آبائي يقول الله جل جلاله: ومجدي وارتفاعي في أعلى مكاني
لاقطعن أمل كل مؤمل غيري بالاياس ولاكسونه ثوب المذلة عند
الناس ولانحينه من قربي ولأبعدنه من فضلي أيؤمل في الشدائد غيري
وأنا الحي؟ ويرجى غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي
مفتوح لمن دعاني ألم يعلموا أن من قرعته نائبة من مخلوق لم يملك كشفها
غيري فما لي أراه يأمله معرضا عني؟ وما لي أراه لاهيا عني أعطيته بجودي
وكرمي ما لم يسألني ويسأل غيري، ابدأ بالعطية قبل المسألة ثم أسأل أفلا
أجود، أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟ أو ليس الجود والكرم لي؟ أو ليس
الفضل والرحمة والخير في الدنيا والآخرة بيدي؟ فمن يقطعها دوني أفلا
يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري؟ فلو أن أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا
جميعا ثم أعطيت واحدا منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل

(1) طلبتك: الطلبة بكسر اللام: الشئ المطلوب. المختار (312) ب.
629

عضو بعوضة وكيف ينتقص ملك أنا قيمه فيا بؤسا لمن عصاني ولم
يراقبني فقلت: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمل علي هذا الحديث فلا سألت
أحدا بعد هذا حاجة. (ابن النجار).
(17146) عن أصبغ بن نباتة (1) قال: جاء رجل إلى علي فقال:
يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة قد رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك
فان أنت قضيتها حمدت الله وشكرتك وإن لم تقضها حمدت الله وعذرتك
فقال علي: اكتب على الأرض فاني أكره أن أرى ذل السؤال في
وجهك، فكتب إني محتاج، فقال: علي بحلة فأتى بها فأخذها الرجل
فلبسها ثم أنشأ يقول:
كسوتني حلة تبلى محاسنها
فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة
ولست تبغي بما قد قلته بدلا

(1) أصبغ بن نباتة الحنظلي المجاشعي الكوفي، قال ابن حبان: فتن بحب علي
فأتى بالطامات، وقال النسائي وابن حبان: متروك. ميزان الاعتدال
(1 / 271).
وآخر فقرة من الحديث مرت برقم (5717) ورقم (5718) مع
الايضاح الشافي. ص.
630

إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه
كالغيث يحيى نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في خير توافقه
فكل عبد سيجزى بالذي عملا
فقال علي: علي بالدنانير فأتي بمائة دينار فدفعها إليه قال الأصبغ:
فقلت: يا أمير المؤمنين حلة ومائة دينار؟ قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: أنزلوا الناس منازلهم، وهذه منزلة هذا الرجل عندي. (كر
وأبو موسى المديني في كتاب استدعاء اللباس من كبار الناس).
{دعاء الحاجة}
(17147) عن عبد الله بن جعفر قال: قال لي علي: ألا أعلمك
كلمات إذا طلبت حاجة فأردت أن تنجح فقل: لا إله إلا الله وحده لا
شريك له العلي العظيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم الكريم،
ثم سل حاجتك. (ش وابن منيع وابن جرير).
{الاستخارة}
(17148) عن أبي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أمرا قال: اللهم
خر لي واختر لي. (ت وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل
631

وهو ضعيف (1) عق والعسكري في المواعظ والخرائطي في مكارم الأخلاق،
قط في الافراد وابن السني هب).
{أدب الاخذ}
(17149) {مسند عمر} عن الزهري قال: أخبرني السائب بن
يزيد بن أخت نمر أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي
أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته فقال له عمر: ألم أحدث أنك
تلى من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ قال: فقلت بلى
قال عمر: فما تريد إلى ذلك؟ قال: قلت إن لي أفراسا وأعبدا وأنا بخير
وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين قال عمر: فلا تفعل فاني قد
كنت أردت الذي أردت وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطه
أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة فقلت أعطه أفقر إليه مني قال: فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: خذه فتموله وتصدق به فما جاءك من هذا المال وأنت
غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا، فلا تتبعه نفسك. (حم
والحميدي ش والعدني والدارمي، خ (2) م د ن وابن خزيمة قط في
الافراد حب هق).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات باب رقم (86) والحديث رقم (3516)
وهو ضعيف عند أهل الحديث، أي راوي الحديث: زنفل. ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب إباحة الاخذ رقم (1045) ص.
632

(17150) عن عمر قال: أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال فرددته
فلما جئته، قال: ما حملك على أن ترد ما أرسلت به إليك؟ قلت: يا
رسول الله أليس قد قلت لي أن لا تأخذ من الناس شيئا، قال: إنما ذاك
أن لا تسأل وأما ما جاءك من غير مسألة فإنما هو رزق رزقكه الله.
(ش ع وابن عبد البر وصححه هب ص ورواه مالك).
(17151) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرسل إلى عمر بن الخطاب بعطاء فرده عمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم
رددته؟ قال: يا رسول الله أليس أخبرتنا أن خيرا لاحدنا أن لا يأخذ
من أحدنا شيئا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما ذاك عن المسألة فأما ما كان
من غير مسألة فإنما هو رزق يرزقكه الله، فقال عمر: أما والذي بعثك
بالحق لا أسأل الناس شيئا ولا يأتيني من غير مسألة إلا أخذته ((1)).
(17152) عن عمر قال: دخل رجلان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه
في شئ فدعا لهما بدينارين فإذا هما يثنيان خيرا، فقلت يا رسول الله رأيت

(1) الحديث هنا خال من العزو ولدى التحقيق حوله أقول:
أخرجه مالك في الموطأ بلفظه وسنده كتاب الصدقة باب ما جاء في التعفف
عن المسألة رقم (9).
وهذا الحديث مرسل باتفاق الرواة. ص
633

فلانا وفلانا يثنيان عليك ويشكرانك؟ قال: نعم أعطيتهما دينارين ولكن
فلانا وفلانا أعطيتهما عشرة دنانير فما شكرا وما أثنيا. (ابن أبي عاصم،
ع والإسماعيلي في معجمه ك ص).
(17153) عن عمر قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إني رأيت فلانا يدعوك
ويذكر خيرا ويذكر أنك أعطيته دينارين قال: لكن فلانا أعطيته
حاجة ما بين عشرة إلى المائة فما أثنى ولا قال خيرا وإن أحدهم ليخرج من
عندي بحاجته متأبطها وما هي إلا النار قلت يا رسول الله لم تعطيهم؟
قال: يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل، وفي لفظ: ويأبى
الله لي إلا السخاء. (ابن جرير في تهذيبه وصححه، عب حب قط
في الافراد، ص).
(17154) عن أسلم قال: كان رجل من أهل الشام مرضيا فقال
له عمر: على ما يحبك هل الشام، قال: أغازيهم وأواسيهم فعرض عليه
عشرة آلاف قال: خذ واستعن بها في غزوك، قال: إني عنها غني
قال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض علي مالا دون الذي عرضت
عليك فقلت له مثل الذي قلت لي فقال لي: إذا آتاك الله مالا لم تسأله أو
لم تشره إليه نفسك فاقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليك. (ق كر).
(17155) عن عبد الله بن زياد أن عمر بن الخطاب أعطى سعيد بن
634

عامر ألف دينار فقال: لا حاجة لي فيها أعط من هو أحوج إليها مني،
فقال عمر: على رسلك حتى أحدثك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن شئت
فاقبل وإن شئت فدع، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض علي شيئا فقلت
مثل الذي قلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعطى شيئا على غير سؤال
ولا استشراف نفس فإنه رزق من الله فليقبله ولا يرده، فقال سعيد:
أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم فقبله. (الشاشي كر).
(17156) عن ابن السعدي قال استعملني عمر على الصدقة فلما أديتها
إليه أعطاني عمالتي، فقلت إنما عملت وأجرتي على الله قال: خذ ما أعطيتك
فاني عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني فقلت مثل قولك فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أعطيتك شيئا من غير أن تسألني فكل وتصدق
(ابن جرير).
(17157) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله
إنا نتسأل أموالنا، قال: يسأل الرجل لحاجته أو لفتق (1) ليصلح به بين
قومه فإذا بلغ أو كرب استعف. (ابن النجار).
(17158) عن نافع أن المختار بن أبي عبيد كان يرسل إلى عبد الله

(1) لفتق: أي حرب تكون بين القوم وتقع فيها الجراحات والدماء، وأصله
الشق والفتح. النهاية (3 / 408) ب.
635

ابن عمر بالمال فيقبل ويقول: لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني
الله. (كر).
(17159) عن القعقاع بن حكيم قال: كتب عبد العزيز بن مروان
إلى ابن عمر، ارفع إلي حوائجك فكتب إليه ابن عمر لست بسائلك شيئا
ولا أرد عليك رزقا رزقني الله منك فبعث إليه بألف دينار فقبلها.
(ع وابن جرير، كر).
(17160) عن حبال بن رفيدة قال: أتيت الحسن بن علي فقال: ما
حاجتك؟ فقلت سائل، فقال: إن كنت تسأل في دم موجع (1) أو غرم
مفظع أو فقر مدقع فقد وجب حقك وإلا فلا حق لك، فقلت إني
سائل في إحداهن فأمر لي بخمس مائة ثم أتيت الحسين بن علي فاستقبلني
بمثل ما استقبلني ثم أمر لي بمثل ذلك، ثم أتيت عائشة فاستقبلتني بمثل ما
استقبلاني به ثم أعطتني دون ما أعطياني. (ابن جرير).
(17161) عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعطي عطاء
فوجد فليجز به فمن لم يجد فليثن فمن أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد
كفره والمتشبع (2) بما لم يعط كلابس ثوبي زور. (هب).

(1) موجع: هو أن يتحمل دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول
فإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه فيوجعه قتله. النهاية (5 / 157) ب.
(2) المتشبع: أي المتكثر بأكثر مما عنده يتجمل بذلك، كالذي يرى
أنه شبعان، وليس كذلك، ومن فعله فإنما يسخر من نفسه. وهو من
أفعال ذوي الزور، بل هو في نفسه زور: أي كذب. اه‍ النهاية
(2 / 441) ب.
636

(17162) عن سعيد بن الحارث عن جابر قال: دعي رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى طعام ومعه نفر من أصحابه فلما فرغ قال: أثيبوا أخاكم، قلنا بماذا
يا رسول الله، قال: بركوا (1) فبر كنا ثم أقبل علينا فقال: من أولي
خيرا فليجز به ومن لم يقدر على ذلك فليثن به ومن لم يفعل ذلك فقد كفر
ومن أثنى بما لم ينل كلابس ثوبي زور. (هب عن حسن بن علي الحنفي
عن سفيان بن عيينة، ص عم وابن دينار) (2).
(17163) عن أنس قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل علي
ابن أبي طالب ومعه شئ مغطى دفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو لبن
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أداره علينا ثم أقبل علي علي فقال: جزاك الله
خيرا، أما إن العبد إذا قال لأخية المسلم: جزاك الله خيرا فقد بالغ في
الدعاء. (كر).

(1) بركوا: البركة: النماء والزيادة، والتبريك: الدعاء بالبركة. اه‍
المختار (37) ب.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 152) فيه فليح بن سليمان المدني
أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين. ص.
637

الكتاب الثاني
من حرف الزاي
{كتاب الزينة والتجمل}
{من قسم الأقوال}
وفيه بابان
638

الباب الأول
{في الترغيب فيه}
(17164) أحسنوا لباسكم وأصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم
شامة في الناس. (ك عن سهل بن الحنظلية) (1).
(17165) إن الله تعالى جميل يحب الجمال. (م ت عن ابن مسعود
طب عن أبي أمامة، ك عن ابن عمرو، ابن عساكر عن جابر وعن
ابن عمر).
(17166) إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر
نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس. (هب عن أبي سعيد).
(17167) إن الله تعالى جميل يحب الجمال، سخي يحب السخاء،
ونظيف يحب النظافة. (عد عن ابن عمر).

(1)) ذكره السيوطي في الجامع الصغير ورمز لصحته (1 / 192) وقال
المناوي في الفيض (2 / 555) وأوله: إنكم قادمون.
وقال أخرجه الحاكم وأبو داود وأحمد والحديث صحيح وأقره الذهبي،
وقال النووي: اسناده حسن، وراجع سنن أبي داود كتاب اللباس باب
ما جاء في أسباب الإزار رقم (4071) ص.
639

(16168) إن الله تعالى جميل يحب الجمال، ويحب معالي الأخلاق
ويكره سفسافها. (طس عن جابر).
(17169) أحسن علاقة سوطك فان الله تعالى جميل يحب الجمال.
(طب وأبو نعيم في المعرفة عن محمد بن قيس عن أبيه.
(17170) إذا آتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته.
(3 ك عن والد أبي الأحوص).
(17171) من كان له مال فلير عليه. (تخ طب عن أبي حازم).
(17172) إذا آتاك الله مالا فلير عليك فان الله يحب أن يرى
أثره على عبده حسنا ولا يحب البؤس ولا التباؤس. (طب هق والضياء
عن زهير بن أبي علقمة).
(17173) إن الله تعالى إذا أنعم على عبده يحب أن يرى أثر نعمته على
عبده. (طب هق عن عمران بن حصين).
(17174) إن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله
ومشربه (ابن أبي الدنيا في قرى الضيف عن علي بن زيد بن جدعان مرسلا).
(17175) اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا
وتنظفوا فان بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون كذلك فزنت نساؤهم. (ابن
عساكر عن علي).
640

(17176) أكرم شعرك وأحسن إليه. (ن عن أبي قتادة).
(17177) أكرموا الشعر. (البزار عن عائشة).
(17178) إن اتخذت شعرا فأكرمه. (هب عن جابر).
(17179) الشعر الحسن أحد الجمالين يكسوه الله المرء المسلم.
(زاهر بن طاهر في خماسياته عن أنس).
(17180) أما كان يجد هذا ما يسكن به رأسه أما كان يجد هذا
ما يغسل به ثيابه. (حد حب ك عن جابر) (1).
(17181) إن الله يبغض الوسخ والشعث. (هب عن عائشة).
(17182) إن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر
النعمة عليه، ويكره البؤس والتباؤس ويبغض السائل الملحف ويحب
الحيي العفيف المتعفف. (هب عن أبي هريرة).
(17183) إن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده. (ت
ك عن ابن عمرو).
(17184) أنعم على نفسك كما أنعم الله عليك. (ابن النجار عن
والد أبي الأحوص).

(1) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في غسل الثوب رقم (4044).
وقال المنذري: أخرجه النسائي (11 / 112) ب.
641

(17185) حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما
يغسل فيه رأسه وجسده. (ق عن أبي هريرة).
(17186) من كرامة المؤمن على الله نقاء ثوبه ورضاه باليسير.
(طب حل عن ابن عمر).
{الاكمال}
(17187) إن الله عز وجل جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر
نعمته على عبده. (ع عن أبي سعيد).
(17188) إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده
الكبر من سفه الحق وغمص (1) الناس أعمالهم. (ابن عساكر عن
ابن عمر) أن أبا ريحانة قال: يا رسول الله إني لأحب الجمال حتى في نعلي
وعلاقة سوطي أفمن الكبر ذلك قال: فذكره.
(17189) إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط (2).
الناس. (م ت عن ابن مسعود).

(1) غمص: أي احتقرهم ولم يرهم شيئا تقول منه غمص الناس يغمصهم غمصا
النهاية (3 / 386) ب.
(2) غمط: الغمط: الاستهانة والاستحقار، وهو مثل الغمص. يقال:
غمط يغمط، وغمط يغمط. النهاية (3 / 387) ب.
642

(17190) إن الله جميل يحب الجمال، وأما الكبر فمن جهل الحق
وغمط الناس بعينه. (طب عن أبي أمامة).
(17191) إن الله تعالى جميل ويحب إذا أنعم على عبد
نعمة أن يرى أثر ها عليه ويبغض البؤس والتباؤس ولكن الكبر أن تسفه
الحق وتغمط الخلق. (هناد عن يحيى بن جعدة مرسلا).
(17192) إن الله عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده،
ويبغض البؤس والتباؤس، ويحب الحي الحليم العفيف المتعفف من
عباده، ويبغض الفاحش الذي السائل الملحف. (ابن صصري في
أماليه عن أبي هريرة).
(17193) إذا آتاك الله مالا فلير عليك. (حب عن الأحوص
عن أبيه).
(17194) من أنعم الله عليه نعمة فان الله يحب أن يرى أثر نعمته
على عبده. (حم عن عمران بن حصين).
(17195) ما أنعم الله على عبد نعمة إلا ويحب أن يرى أثرها عليه.
(حم عن أبي هريرة).
(17196) يا عائشة إن الله تعالى جميل يحب الجمال إذا خرج الرجل
643

إلى إخوانه فليهئ من نفسه. (ابن السني في عمل يوم وليلة عن عائشة،
وفيه: أيوب بن فدك متروك).
(17197) كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا من غير مخيلة (1)
ولا تسرفوا فان الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده. (حم ك هب
وتمام عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده) (2).

(1) مخيلة: أي كبر. المختار (152) ب.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك عن عمرو بن شعيب كتاب الأطعمة باب إن
الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده (4 / 135) وقال هذا حديث
صحيح الاسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. ص.
644

الباب الثاني
{في أنواع الزينة}
على ترتيب حروف المعجم
{الاكتحال}
(17198) اكتحلوا بالإثمد المروح (1) فإنه يجلو البصر وينبت
الشعر. (حم عن أبي النعمان الأنصاري).
(17199) إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وترا وإذا استجمر
فليستجمر وترا. (حم عن أبي هريرة).
(17200) عليك بالكحل فإنه ينبت الشعر ويشد العين. (البغوي
في مسند عثمان عن جابر، حم عن أبي هريرة).
(17201) اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر. (ت
عن ابن عباس).
(17202) اكتحل وترا. (تمام عن أنس).
المروح: أي المطيب بالمسك، كأنه جعل له رائحة تفوح بعد أن لم تكن
له رائحة. (2 / 275) ب. (*)
645

(17203) عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر. (حل
عن ابن عباس).
(17204) عليكم بالإثمد عند النوم فإنه يجلو البصر وينبت الشعر.
(ه‍ عن جابر، ه‍ ك عن ابن عمر).
(17205) عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذاء مصفاة
للبصر. (طب حل عن علي).
{الاكمال}
(17206) اكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر. (ن
ك حب عن ابن عباس).
(17207) إن من خير أكحالكم الإثمد إنه يجلو البصر وينبت
الشعر. (ن ك حب عن ابن عباس).
(17208) الكحل في العينين يجلو البصر، والسواك يثبت
الأضراس في الفم. (الديلمي عن حذيفة).
(17209) خير أكحالكم الإثمد عند النوم، ينبت الشعر ويجلو
البصر. (حب عن ابن عباس).
646

{الادهان}
(17210) إذا ادهن أحدكم فليبدأ بحاجبيه فإنه يذهب بالصداع
أو يمنع الصداع. (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن قتادة مرسلا، فر
عن أنس).
(17211) الدهن يذهب بالبؤس، والكسوة تظهر الغنى،
والاحسان إلى الخادم مما يكبت الله به العدو. (ابن السني وأبو نعيم في
الطب عن طلحة).
(17212) سيد الادهان دهن البنفسج، وإن فضل البنفسج على
سائر الادهان كفضلي على سائر الرجال. (الشيرازي في الألقاب عن أنس
وهو أمثل طرقه).
(17213) من ادهن ولم يسم ادهن معه سبعون شيطانا. (ابن السني
في عمل يوم وليلة عن دويد بن نافع القرشي مرسلا).
{الاكمال}
(17214) ادهنوا باللبان (1) فإنه أحظى لكم عند نسائكم وادهنوا
بالبنفسج فإنه بارد في الصيف حار في الشتاء. (عد والديلمي عن علي).

(1) باللبان: اللبان بالضم: الكندر. المصباح (2 / 752) ب.
647

(17215) إذا ادهن أحدكم فليبدأ بحاجبيه فإنه يذهب بالصداع
وذلك أول ما ينبت على ابن آدم من الشعر. (الحكيم عن قتادة عن أنس).
{الحلق والقص والتقصير)
(17216) احلقوه كله أو اتركوه كله. (د، ن عن ابن عمر) (1).
(17217) أحفوا الشوارب (2) واعفوا اللحى. (م ت ن عن
ابن عمر، عد عن أبي هريرة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الترجل باب في الصبي له ذؤابة رقم (4177) ص.
(2) {باب ما جاء في قص الشارب}
قال الامام الترمذي في سننه ما خلاصته:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص أو يأخذ من شاربه. قال: " وكان خليل
الرحمن إبراهيم يفعله " هذا حديث حسن غريب.
قال الطيبي: يعني كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع سنة إبراهيم عليه الصلاة
والسلام كما ينبئ عنه قوله تعالى: {وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات
فأتمهن} قيل الكلمات الخمس: في الرأس والفرق وقص الشارب والسواك
وغير ذلك، انتهى.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يأخذ من شاربه فليس منا "، أي:
فليس من العاملين بسنتنا، وهذان الحديثان يدلان على جواز قص
الشارب، واختلف الناس في حد ما يقص منه، وقد ذهب كثير من
السلف إلى استئصاله وحلقه لظاهر قوله: " احفوا وانهكوا " وهو
قول الكوفيين، وذهب كثير منهم إلى منع الحلق والاستئصال، وإليه
ذهب مالك، وكان يرى تأديب من حلقه، وروى عنه ابن القاسم أنه
قال: إحفاء الشارب مثلة
قال النووي: المختار أنه يقص حتى يبدو طرف الشفة، ولا يحفيه من
أصله، قال: وأما رواية " احفوا الشارب " فمعناها احفوا ما طال
عن الشفتين.
قال أبو القيم: وأما أبو حنيفة وزفر وأبو يوسف ومحمد، فكان مذهبهم
في شعر الرأس والشوارب أن الاحفاء أفضل من التقصير، وذكر بعض
المالكية عن الشافعي، أن مذهبه كمذهب أبي حنيفة في حلق الشارب.
قال الطحاوي: ولم أجد عن الشافعي شيئا منصوصا في هذا، وأصحابه
الذين رأيناهم المزني والربيع كانا يحفيان شواربهما، ويدل ذلك أنهم أخذاه
عن الشافعي.
وروى الأثرم عن الإمام أحمد أنه كان يحفي شاربه أحفاء شديدا،
وسمعته يسأل عن السنة في إحفاء الشارب فقال: يحفي.
وقال حنبل: قيل لأبي عبد الله، ترى الرجل يأخذ شاربه ويحفيه أم
كيف يأخذه؟ قال: إن أحفاه فلا بأس، وإن أخذه قصا فلا بأس.
قال الشوكاني: والاحفاء ليس كما ذكره النووي من أن معناه أحفوا ما
طال عن الشفتين، بل الاحفاء الاستئصار كما في الصحاح والقاموس
والكشاف وسائر كتب اللغة، قال ورواية القص لا تنافيه لان القص
قد يكون على جهة الاحفاء وقد لا يكون، ورواية الاحفاء معينة للمراد
وكذلك حديث " من لم يأخذ من شاربه فليس منا " لا يعارض رواية
الاحفاء لان فيها زيادة يتعين المصير إليها، ولو فرض التعارض من كل
وجه لكانت رواية الاحفاء أرجح لأنها في الصحيحين.
وذهب الطبري إلى التخيير بين الاحفاء والقص، وقال: دلت السنة
على الامرين ولا تعارض، فان القص يدل على أخذ البعض والاحفاء
يدل على أخذ الكل، وكلاهما ثابت فيتخير فيما شاء.
قال الحافظ: ويرجح قول الطبري ثبوت الامرين معا في الأحاديث المرفوعة.
قلت: ما ذهب إليه هو الظاهر. تحفة الأحوذي (8 / 41 و 42 و 43) ب.
{باب ما جاء في إعفاء اللحية}
قال الامام الترمذي في سننه ما خلاصته:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احفوا الشوارب واعفوا اللحى ".
(واعفوا اللحى) من الاعفاء وهو الترك، وقد حصل من مجموع
الأحاديث خمس روايات: اعفوا وأوفوا وأرخوا وأرجوا ووفروا،
ومعناها كلها تركها على حالها.
قال ابن السكيت وغيره: يقال في جمع اللحية لحى ولحى بكسر اللام
وضمها لغتان والكسر أفصح، قال الحافظ: قال الطبري: ذهب قوم إلى
ظاهر الحديث فكرهوا تناول شئ من اللحية من طولها وعرضها،
وقال قوم: إذا زاد على القبضة يؤخذ الزائد، ثم ساق بسنده إلى
ابن عمر أنه فعل ذلك، وإلى عمر أنه فعل ذلك برجل، ومن طريق
أبي هريرة أنه فعله.
ثم حكى الطبري اختلافا فيما يؤخذ من اللحية هل له حد أم لا فأسند
عن جماعة الاقتصار وعلى أخذ الذي يزيد منها على قدر الكف.
وعن الحسن البصري: أنه يؤخذ من طولها وعرضها ما لم يفحش،
وعن عطاء نحوه قال: وحمل هؤلاء النهي عن منع ما كان الأعاجم
تفعله من قصها وتخفيفها، قال: وكره آخرون التعرض لها إلا في حج
أو عمرة وأسنده عن جماعة واختار قول عطاء، وقال: إن الرجل لو
ترك لحيته لا يتعرض لها حتى أفحش طولها وعرضها لعرض نفسه
لمن يسخر به.
واستدل بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يأخذ من لحيته من عرضها وطولها. اه‍
ثم قال الحافظ: وقال عياض: يكره حلق اللحية وقصها وتحذيفها
وأما الآخر من طولها وعرضها إذا عظمت فحسن، بل تكره الشهرة
في تعظيمها كما يكره في تقصيرها كذا قال. وتعقبه النووي بأنه خلاف
ظاهر الخبر في الامر بتوفيرها، قال: والمختار تركها على حالها وأن لا
يتعرض لها بتقصير ولا غيره، وكان مراده بذلك في غير النسك لان
الشافعي نص على استحبابه فيه. اه‍
قلت: لو ثبت حديث عمرو بن شعيب المذكور في الباب المتقدم
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها " لكان قول أحسن
البصري وعطاء أحسن الأقوال وأعدلها لكنه حديث ضعيف لا يصلح
للاحتجاج به.
وأما قول من قال: إنه إذا زاد على القبضة يؤخذ الزائد، واستدل
بآثار ابن عمر وعمر وأبي هريرة رضي الله عنهم فهو ضعيف، لان
أحاديث الاعفاء المرفوعة الصحيحة تنفي هذه الآثار، فهذه الآثار لا
تصلح للاستدلال بها مع وجود هذه الأحاديث المرفوعة الصحيحة،
فأسلم الأقوال هو قول من قال بظاهر أحاديث الاعفاء وكره أن يؤخذ
شئ من طول اللحية وعرشها، والله أعلم. اه‍ تحفة الأحوذي
(8 / 46 و 47) ب.
قال صاحب الدر المختار: ولا بأس بنتف الشيب وأخذ أطراف اللحية،
والسنة فيها القبضة، ولذا يحرم على الرجل قطع لحيته.
قال ابن عابدين في حاشيته عند قوله (ولا بأس بنتف الشيب) قيده في البزازية
بأنه لا يكون على وجه التزين.
وقوله: (والسنة فيها القبضة) وهو أن يقبض الرجل لحيته فما زاد منها على
قبضة قطعه كذا ذكره محمد في كتاب الآثار عن الامام، وقال وبه أخذ.
حاشية ابن عابدين (6 / 407) ب.
648

(17218) أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى ولا تشبهوا باليهود.
(الطحاوي عن أنس).
649

(17219) أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى وانتفوا الشعر الذي
في الآناف. (عد هب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
650

(17220) من لم يحلق عانته ويقلم أظفاره يجز شاربه فليس منا.
(حم عن رجل من بني غفار).
651

(17221) انهكوا (1) الشوارب واعفوا اللحى. (خ عن
ابن عمر).

(1) انهكوا: يقال نهكت الناقة حلبا أنهكها، إذا لم تبق في ضرعها لبنا.
النهاية (5 / 137) ب.
652

(17222) أعفوا اللحى وجزوا الشوارب وغيروا شيبكم ولا
تشبهوا باليهود والنصارى. (حم عن أبي هريرة).
(17223) جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس.
(م عن أبي هريرة).
(17224) خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى. (ق
عن ابن عمر).
(17225) خذوا من عرض لحاكم واعفوا طولها. (أبو عبد الله
محمد بن مخلد الدوري في جزئه عن عائشة رضي الله تعالى عنها).
(17226) قصوا الشوارب وأعفوا اللحى. (حم عن أبي هريرة).
(17227) قصوا الشوارب مع الشفاه. (طب عن الحكيم بن عمير).
(17228) الفطرة قص الأظفار وأخذ الشارب وحلق العانة.
(ه‍ عن ابن عمر).
(17229) الفطرة خمس: الختان، وحلق العانة، ونتف الإبط،
وتقليم الأظفار، وحلق الشارب. (خ ن عن أبي هريرة).
(17230) من الفطرة: حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب
(خ عن ابن عمر).
653

(17231) من الفطرة المضمضة والاستنشاق والسواك وقص
الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط والاستحداد (1) وغسل البراجم
والانتضاح (2) والاختتان. (ه‍ طب عن عمار بن ياسر).
(17232) خمس من الفطرة: الختان والاستحداد وقص الشارب
وتقليم الأظفار ونتف الإبط. (حم ق عن أبي هريرة).
(17233) الطهارة أربع: قص الشارب، وحلق العانة، وتقليم
الأظفار، والسواك. (البزار ع طب عن أبي الدرداء).
(17234) عشرة من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية،
والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف
الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء. (حم م عد عن عائشة رضي
الله تعالى عنها) (3).

(1) الاستحداد: هو حلق العانة العانة بالحديد. النهاية (1 / 353) ب.
البراجم: هي العقد التي في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ، الواحدة
برجمة بالضم. النهاية (1 / 113) ب.
(2) الانتضاح: هو أن يأخذ قليلا من الماء فيرش به مذاكيره بعد الوضوء
لينفي عنه الوسواس، وقد نضح عليه الماء ونضحه به إذا رشه عليه.
النهاية (5 / 69) ب.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الطهارة باب خصال الفطرة رقم (261)
ومعنى انتقاص الماء: الاستنجاء. والعاشرة: الضمضمة. صحيح مسلم
(1 / 223) ص.
654

(17235) من سنن المرسلين: الحلم والحياء والحجامة والسواك
والتعطر وكثرة الأزواج. (هب عن ابن عباس).
(17236) أربع من سنن المرسلين: الحياء والتعطر والنكاح والسواك
(حم ت هب عن أبي أيوب).
(17237) خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والسواك
والتعطر. (تخ والحكيم والبزار والبغوي طب وأبو نعيم في المعرفة،
هب عن حصين الخطمي).
(17238) خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والتعطر
والنكاح. (طب عن ابن عباس).
(17239) قصوا أظافيركم وادفنوا قلاماتكم ونقوا براجمكم ونظفوا
لثاتكم من الطعام واستاكوا ولا تدخلوا علي فخرا بخرا (1). (الحكيم
عن عبد الله بن كثير).
(17240) قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم الخميس
والغسل والطيب واللباس يوم الجمعة. (التيمي في مسلسلاته فر عن علي)

(1) بخرا: هو تغير ريح الفم. النهاية (1 / 101) ب.
655

(17241) من قلم أظفاره يوم الجمعة وقي من السوء إلى مثلها.
(طب عن عائشة).
(17242) من لم يأخذ من شاربه فليس منا. (قط، عق عن
زيد بن أرقم) (1).
(17243) وفروا اللحى وخذوا من الشوارب وانتفوا الإبط
وقصوا الأظافير. (طس عن أبي هريرة).
(17244) وفروا عثانينكم (2). (هب عن أبي أمامة).
(17245) ادفنوا دماءكم وأشعاركم وأظفاركم لا تلعب بها السحرة
(فر عن جابر).
{الاكمال}
(17246) أوفوا اللحى وقصوا الشوارب. (طب عن ابن عباس).
(17247) قصوا شاربكم فان بني إسرائيل لم يفعلوا ذلك فزنت
نساؤهم. (الديلمي عن ابن عمر).

(1) الحديث أخرجه الترمذي بلفظه وسنده كتاب الأدب باب ما جاء في قص
الشارب رقم (2761) وقال: حسن صحيح. ص.
(2) عثانينكم: جمع عثنون، وهي اللحية. النهاية (3 / 183) ب.
656

(17248) لكن ربي أمرني أن أحفي شاربي وأعفي لحيتي. (ابن
سعد عن عبد الله بن عبد الله مرسلا.
(17249) أول من قص شاربه إبراهيم. (الديلمي عن ابن عمر).
(17250) من أخذ شاربه يوم الجمعة كان له بكل شعرة تسقط منه
عشر حسنات. (الديلمي عن ابن عمر).
(17251) خذوا من هذا ودعوا هذا، يعني يأخذ من عنفقته
ويدع لحيته. (طب عن ابن عمر).
{جامع أنواع الزينة من الاكمال}
(17252) الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار
ونتف الإبط، وقص الشارب. (حم، خ، م، د، ت، ن ه‍، حب
عن أبي هريرة).
(17253) الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص
الشوارب، ونتف الإبط، وغسل البراجم، وتقليم الأظفار، والانتضاح
بالماء، والختان. (ت عن عمار بن ياسر) (1).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في تقليم الأظفار رقم (2757)
وقال: حسن. ص
657

(17254) من الفطرة حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب.
(خ عن ابن عمر).
(17255) من الفطرة: المضمضة والاستنشاق والسواك وقص
الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط والاستحداد وغسل البراجم
والانتضاح بالماء والاختتان. (طب عن عمار بن ياسر).
(17256) يا علي، قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم
الخميس والطيب واللباس يوم الجمعة. (الديلمي عن علي).
(17257) يا معشر الأنصار حمروا وصفروا وخالفوا أهل الكتاب،
قال: فقلنا يا رسول الله إن أهل الكتاب يتسرولون ولا يأتزرون، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: تسرولوا وأتزروا وخالوا أهل الكتاب، قال: فقلنا
يا رسول الله إن أهل الكتاب يتخففون ولا ينتعلون، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
تخففوا وانتعلوا وخالوا أهل الكتاب، قال: فقلنا يا رسول الله إن أهل
الكتاب يقصون عثانينهم ويوفرون سبالهم (1)، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
قصوا سبالكم ووفروا عثانينكم وخالفوا أهل الكتاب. (طب ص حم
حل عن أبي أمامة).

(1) سبالهم: السبلة بالتحريك: الشارب، والجمع السبال، قاله الجوهري.
وقال الهروي: هي الشعرات التي تحت اللحى الأسفل والسبلة عند العرب:
مقدم اللحية وما أسبل منها من الصدر. النهاية (2 / 339) ب.
658

{تقليم الأظفار الاكمال}
(17258) التقليم يوم الجمعة يدخل الشفاء ويخرج الداء، والوضوء
قبل الطعام وبعده يجلب اليسر وينفي الفقر. (أبو الشيخ عن
ابن عباس).
(17259) يسألني أحدكم عن خبر السماء ويدع أظفاره كأظفار
الطير يجتمع فيها الجنابة والخبث والتفث (1). (ط عن أبي أيوب).
(17260) يسألني أحدكم عن خبر السماء ويدع أظفاره كأظفار
الطير يجتمع فيها الجنابة والخبث والتفث. (طب عن أبي أيوب).
(17261) ولم لا يبطئ عني وأنتم حولي لا تستنون ولا تقلمون
أظفاركم ولا تقصون شواربكم ولا تنقون رواجبكم. (حم هب عن
ابن عباس) أنه قيل يا رسول الله لقد أبطأ عنك جبريل قال فذكره).
(17262) ما لي لا أوهم ورفغ (2) أحدكم بين ظفره وأنامله.

(1) التفث: هو ما يفعله المحرم بالحج إذ حل كقص الشارب والأظفار ونتف
الإبط وحلق العانة. وقيل: هو إذهاب الشعث والدرن والوسخ مطلقا
والرجل تفث. النهاية (1 / 191) ب.
(2) رفغ: أراد بالرفغ ههنا وسخ الظفر " كأنه قال: ووسخ رفغ أحدكم،
والمعنى أنكم لا تقلمون أظفاركم ثم تحكون بها أرفاغكم فيعلق بها ما فيها
من الوسخ. النهاية (2 / 244) ب.
659

(عبد الرزاق عن قيس بن أبي حازم، مرسلا، البزار عنه عن عبد الله،
وقال: لا يعلم أحد أسنده إلا الضحاك بن زيد، قال ابن حبان: الضحاك
لا يجوز الاحتجاج به).
(17263 وما لي لا أوهم ورفغ أحدكم بين ظفره. (طب عن ابن
مسعود هب عن قيس بن أبي حازم مرسلا).
{ترجيل الشعر وإكرامه}
{الاكمال}
(17264) أكرم شعرك وأحسن إليه. (ن وابن منيع، ص
عن أبي قتادة).
(17265) أكرموا الشعر. (الديلمي عن عائشة رضي الله عنها).
(17266) من كان له جمة (1) فليكرمها. (مالك ن عن أبي قتادة).
(17267) من كان له منكم شعر فليكرمه، قيل: يا رسول الله وما
إكرامه؟ قال: يدهنه ويمشطه كل يوم. (أبو نعيم في تاريخ أصبهان وابن عساكر عن ابن عمر، وفيه: إسحاق بن إسماعيل الرملي، قال أبو نعيم:
حدث بأحاديث من حفظه فأخطأ فيها وقال النسائي: صالح.

(1) جمة: الجمه من شعر الرأس: ما سقط على المنكبين. النهاية (1 / 300) ب.
660

(17268) أكرمها وادهنها. (البغوي عن جابر) قال: كان لأبي
قتادة جمة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكره.
(17269) الترجيل غبا فصاعدا. (الديلمي عن عبد الله بن مغفل).
{محظورات الحلق}
(17270) حلق القفا من غير حجامة مجوسية (ابن عساكر عن عمر)
(17271) نهى عن حلق القفا إلا عند الحجامة. (طب عن عمر).
(17272) الشيب نور، من خلع الشيب فقد خلع نور الاسلام فإذا
بلغ الرجل أربعين سنة وقاه الله الأدواء الثلاثة: الجنون والجذام والبرص.
(ابن عساكر عن أنس) (.
(17273) نهى عن نتف الشيب. (ت ن ه‍ عن ابن عمر).
(17274) لا تنتفوا الشيب ما من مسلم يشيب شبة في الاسلام
إلا كانت له نورا يوم القيامة. (د عن ابن عمرو) (1).
(17275) من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق (2) (طب
عن ابن عباس).

(1). أخرجه أبو داود كتاب الترجل باب في نتف الشيب رقم (4184) ص.
(2) خلاق: مثل سلام: النصيب. المباح (1 / 246) ب.
661

(17276) نهى عن الترجل (1). إلا غبا (2). (حم، 3 عن
عبد الله بن مغفل).
{الاكمال}
(17277) لا تنتفوا الشيب فإنه نور في الاسلام ما من مسلم
يشيب شيبة في الاسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة. (د والشيرازي في
الألقاب والخطيب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
(17278) لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم، ما من مسلم يشيب
شيبة في الاسلام إلا كتب الله له بها حسنة ورفعه بها درجة وحط عنه بها
خطيئة. (حم ق عن ابن عمرو).
(17279) لا تنتفوا الشيب فإنه نور يوم القيامة ومن شاب شيبة
في الاسلام كتب له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة.
(حب عن أبي هريرة).

(1) الترجل: رجلت الشعر ترجيلا سرحته سواء كان شعرك أو شعر غيرك
وترجلت إذا كان شعر نفسك. المصباح (1 / 301) ب.
(2) غبا: ومنه الحديث " أغبوا في عيادة المريض أي لا تعودوه في كل يوم
لما يجد من ثقل العواد " والغب من أوراد الإبل: أن ترد الماء يوما
وتدعه يوما ثم تعود. النهاية (3 / 336) ب.
662

(17280) أيما رجل نتف شعرة بيضاء متعمدا صارت رمحا يوم
القيامة يطعن به. (الديلمي عن أنس).
(17281) لا يأخذن أحدكم من طول لحيته ولكن من الصدغين
(الخطيب عن أبي سعيد).
(17282) إن الله جعل هذا الشعر نسكا وسيجعله الظالمون نكالا.
(عبد الجبار بن عبد الله الخولاني في تاريخ داريا وابن عن عمر بن
عبد العزيز) أنه كتب إلى عبيدة بن عبد الرحمن السلمي بلغني أنك تحلق
الرأس واللحية وأنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
{النظر في مرآة الحجام}
{الاكمال}
(17283) النظر في مرآة الحجام دناءة. (الديلمي عن خالد بن
عبد الله عن أبي طوالة عن أنس).
{لبس الخاتم}
(17284) إنما الخاتم لهذه وهذه يعنى البنصر والخنصر. (طب
عن أبي موسى).
(17285) تختموا بالعقيق فإنه مبارك. (عق وابن لآل في مكارم
663

الأخلاق: ك في تاريخه، هب طب وابن عساكر في عن عائشة رضي
الله تعالى عنها).
(17286) تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر. (عد عن أنس).
(17287) نهى عن خاتم الذهب. (م عن أبي هريرة).
(17288) نهى عن خاتم الذهب، وعن خاتم الحديد. (هب
عن ابن عمر).
(17289) إنا قد اتخذنا خاتما ونقشنا فيه نقشا فلا ينقش أحدكم
على نقشه. (خ ن ه‍ عن أنس).
(17290) إني قد اتخذت خاتما من فضة ونقشت عليه محمد
رسول الله فلا ينقش أحد على نقشه. (حم ق عن أنس).
(17291) لا ينقش أحد على نقش خاتمي هذا (م ه‍ عن ابن عمر).
(17292) لا ينبغي لاحد أن ينقش على نقش خاتمي هذا. (م ه‍
عن ابن عمر).
(17293) اتخذه من ورق ولا تتمه مثقالا يعنى الخاتم. (ش
عن بريدة).
(17294) ما طهر الله كفا فيها خاتم من حديد. (ع، طب
عن مسلم بن عبد الرحمن).
664

(17295) مالي أرى عليك حلية أهل النار، يعنى خاتم الحديد.
(3 عن بريدة).
(17296) يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده. (م
عن ابن عباس).
(17297) نهى عن التختم بالذهب. (ت عن عمران بن حصين).
{الاكمال}
(17298) من تختم بالياقوت الأصفر منع من الطاعون. (ابن
زنجويه في كتاب الخواتيم عن علي وسنده ضعيف).
(17299) من أراد أن يصوغ عليه فليفعل ولا تنقشوا على نقشه.
(ن عن أنس) قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اتخذ حلقة من فضة
قال: فذكره).
(17300) ألا تراه ينضح وجهي بجمرة من نار في يده. (ك
وتعب عن جابر أن ثعلبة بن دغنة سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أصبعه خاتم
من ذهب فلم يرد عليه فقيل له فذكره.
(17301) جمرة عظيمة عليه. (حم عن يعلى بن مرة) أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأى رجلا عليه خاتم من ذهب قال فذكره.
665

(17302) يعمد أحدكم إلى جمر من نار فيجعلها في يده. (م
عن ابن عباس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل
فنزعه وقال فذكره.
{الخضاب}
(17303 اختضبوا بالحناء فإنه طيب الريح يسكن الروع.
(ع والحاكم في الكنى عن أنس) (1).
(17304) اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في شبابكم وجمالكم ونكاحكم.
(البزار وأبو نعيم في الطب عن أنس، وأبو نعيم في المعرفة عن درهم) (2).
(17305) اختضبوا وأفرقوا وخالفوا اليهود. (عد عن ابن عمر) (3).

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 208) فيه الحسن بن دعامة عن عمر
بن شريك، قال الذهبي في الضعفاء مجهولان. ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 208) فيه عبد الرحمن بن الحارث
الغنوي قال في الميزان: لا يعتمد عليه وفي اللسان: فيه بعض تساهل
ودرهم أبو زياد ذكره ابن خزيمة في الصحابة ثم ذكر الحديث بلفظه وسنده
ابن الأثير في أسد الغابة (2 / 159) ص.
(3) قال المناوي في فيض القدير (1 / 209) فيه الحارث بن عمران الجعفري
قال في الميزان: قال ابن حبان: وضاع على الثقات وقال مخرجه ابن عدي
الضعف على رواته بين. ص.
666

(17306) اختضبوا بالحناء فان الملائكة تستبشر بخضاب المؤمن.
(عد عن ابن عباس).
(17307) اذهبوا به يعني بأبي قحافة إلى بعض نسائه فليغيره بشئ
وجنبوه السواد. (حم م عن جابر).
(17308) غيروا هذا بشئ واجتنبوا السواد. (م، د، ن،
ه‍ عن جابر).
(17309) أفضل ما غيرتم به الشمط (1) الحناء والكتم (2).
(ن عن أبي ذر).
(17310) إن أحسن ما اختضبتم به لهذا السواد أرغب لنسائكم
فيكم وأهيب لكم في صدور عدوكم. (ه‍ عن صهيب) (3).
(17311) إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم. (ق، د
ن، ه‍ عن أبي هريرة).

الشمط: الشيب. النهاية (2 / 501) ب.
(2) الكتم: هو نبت يخلط مع الوسمة ويصبع به الشعر أسود. اه‍ النهاية
(4 / 150) ب.
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب اللباس باب الخضاب بالسواد رقم (3625)
وهذا الحديث معارض لحديث النهي عن السواد وهو أقوى اسنادا وأيضا
النهي يقدم عند المعارضة وقال في الزوائد: اسناده حسن. ص.
667

(17312) إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم.
(حم 4 حب عن أبي ذر) (1).
(17313) أول من خضب بالحناء والكتم إبراهيم، وأول من
اختضب بالسواد فرعون. (فر وابن النجار عن أنس).
(17314) شوبوا شيبكم بالحناء فإنه أسرى لوجوهكم وأطيب
لأفواهكم وأكثر لجماعكم، الحناء سيد ريحان الجنة، الحناء يفصل ما بين
الكفر والايمان. (ابن عساكر عن أنس).
(17315) الصفرة خضاب المؤمن والحمرة خضاب المسلم، والسواد
خضاب الكافر. (طب ك عن ابن عمر).
(17316) عليكم بسيد الخضاب الحناء يطيب البشرة ويزيد في
الجماع. (ابن السني وأبو نعيم عن أبي رافع).
(17317) غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى. (حم
حب عن أبي هريرة). (2).
(17318) غيروا الشيب ولا تقربوا السواد. (حم عن أنس).

(1 - 2) أخرجه الترمذي كتاب اللباس باب في الخضاب رقم (1752 و 1753)
وقال: حسن صحيح. ص.
668

{الاكمال}
(17319) اذهبوا به إلى بعض نسائه فلتغيره بشئ وجنبوه السواد
(حم عن جابر) قال: جئ بأبي قحافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة
قال: فذكره.
(17320) أفضل ما غيرتم به الشمط الحناء والكتم (ن عن أبي ذر).
(17321) إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم. (حمد
ت: حسن صحيح ك ه‍ وابن أبي عاصم وابن سعد، حب طب هب عن
أبي ذر طب عد هب عن ابن عباس).
(17322) مرحبا بالمصفرين والمحمرين. (الحسن بن سفيان وابن أبي
عاصم في الآحاد والبغوي والباوردي وابن قانع وابن السكن، طب عن
حسان بن أبي جابر السلمي) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجالا من أصحابه
قد صفروا لحاهم وآخرين قد حمروها قال: فذكره، قال ابن السكن:
في اسناده نظر.
(17323) خضاب الاسلام الصفرة، وخضاب الايمان الحمرة.
(الديلمي عن عبد الله بن هداج) (1)

(1) أورده ابن الأثير في أسد الغابة (3 / 409) في ترجمة عبد الله بن هداج
وقال رواه أبو بكر بن أبي شيبة المدني. والحديث أخرجه الإمام أحمد
في المسند موقوفا عن عمر (5 / 67) ص.
669

(17324) لا تغيروا هذه الشعور فمن كان مغيرها لا محالة فليغيرها
بالحناء والكتم. (الديلمي عن أنس).
(17325) عليكم بسيد الخطاب الحناء فإنه يطيب البشر ويزيد في
الجماع. (ابن السني وأبو نعيم والديلمي عن أبي رافع).
(17326) غيروا هذا بشئ واجتنبوا السواد. (م د ن ه‍ حب
ك عن جابر) (1).
(17327) غيروا هذا البياض ولا تشبهوا بأهل الكتاب وأعفوا
اللحى وجزوا الشوارب. (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة).
(17328) غيروا ولا تشبهوا باليهود واجتنبوا السواد. (ق
عن أبي هريرة).
(17329) غيروا الشيب فإنه يزيد في شباب أحدكم وجماله ومجامعته
النساء. (الديلمي عن أنس).
(17230) غيروه وجنبوه السواد. (حب عن أنس) (2).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب اللباس والزينة باب استحباب خضاب الشيب
رقم (79) ص.
(2) هذا الحديث أخرجه أحمد في المسند عن جابر بلفظه (3 / 322) وكان في
الحديث تصحيفا فاستدركته منه. ص.
670

{محظورات الخضاب}
(17331) إن الله لا ينظر إلى من يخضب بالسواد يوم القيامة.
(ابن سعد عن عامر، مرسلا). (
17332) يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل
الحمام لا يريحون رائحة الجنة. (د ن عن ابن عباس) (1 (17333) من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة. (طب
عن أبي الدرداء).
(17334) من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا ما لم يغيرها.
(الحاكم في الكنى عن أم سلمة).
(17335) إن الله يبغض الشيخ الغربيب (2 (عد عن
أبي هريرة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الترجل باب ما جاء في خضاب السواد رقم (4194)
يخضبون: بكسر الضاد المعجمة، قال المنذري: وأخرجه النسائي وفي
اسناده عبد الكريم ولم ينسبه أبو داود: هو أبو أمية عبد الكريم بن
أبي المخارق. ولا يحتج بحديثه وضعف الحديث بسبب. عون المعبود
(11 / 266) ص.
(2) الغربيب: الشديد السواد وجمعه غرابيب، أراد الذي لا يشيب، وقيل
أراد الذي يسود شعره. النهاية (3 / 352) ب.
671

(17336) من صبغ بالسواد لم ينظر الله إليه يوم القيامة ومن
نتف شيبة قمعه الله بمقامع من نار يوم القيامة. (ك عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده).
{الطيب}
(17337) طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه وطيب النساء
ما ظهر لونه وخفي ريحه. (ت عن أبي هريرة، طب والضياء عن أنس).
(17338) خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه وخير طيب
النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه. (عق عن أبي موسى).
(17339) إن خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير
طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه. (ت عن عمران بن حصين).
(17340) إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة.
(د في مراسيله ن عن عثمان النهدي مرسلا).
(17341) أطيب الطيب المسك. (حم م د ن عن أبي سعيد).
(17342) اقبلوا الكرامة، وأفضل الكرامة الطيب خفيف أخفه
محملا وأطيبه رائحة. (قط في الافراد طس عن زينب بنت جحش) (1).

(1) لم يرمز السيوطي على هذا الحديث بشئ وكذا المناوي (2 / 56)
سوى أنه قال: ورواه أيضا، أبو نعيم والديلمي.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 158) كتاب اللباس باب ما جاء في
الريحان والطيب: رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم. ص.
672

(17343) من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل
طيب الرائحة. (حم ن عن أبي هريرة).
(17344) سيد ريحان أهل الجنة الحناء. (طب خط عن ابن عمرو).
(17345) عليكم بالمرزنجوش فشموه فإنه جيد للخشام (1). (ابن
السني وأبو نعيم في الطب عن أنس).
(17346) ما أحببت من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء. (ابن سعد
عن ميمون، مرسلا).
(17347) من خير طيبكم المسك. (ن عن أبي سعيد).
(17348) المسك أطيب الطيب. (م ن عن أبي سعيد).
(17349) نهى أن يتزعفر الرجل. (ق 3 عن أنس).
(17350 لو أمرتم هذا يغسل عنه هذه الصفرة. (حم د ن
عن أنس).

(1) للخشام: الأخشم: الذي لا يجد ريح الشئ وهو الخشام. اه‍ النهاية
(2 / 35) ب.
673

{الاكمال}
(17351) المسك أطيب الطيب. (م ت عن أبي سعيد) (1).
(17352) إذا أتي أحدكم بالطيب فليمس منه وإذا أتي بالحلوى
فليصب منها. (طس هب عن أبي هريرة، وقال " هب ": تفرد فضالة
ابن الحصين العطار وكان متهما بهذا الحديث).
(17353) إذا أتي أحدكم بريح طيب فليصب منها (عد عن جابر).
(17354) إذا وضع الطيب بين يدي أحدكم فليصب منه ولا يرده
وإذا وضعت الحلوى بين يدي أحدكم فليأكل منها ولا يردها. (ك في تاريخه
هب عن أبي هريرة، قال: " هب ": اسناده غير قوي).
(17355) لا تردوا الطيب ولا شربة عسل على من أتاكم بها.
(أبو نعيم في المعرفة عن محمد بن شرحبيل، وقال: الصحيح محمود بن
شر حبيل وسنده ضعيف).

(1) أخرجه مسلم كتاب الألفاظ من الأدب رقم (19) وهو موقوف على أبي سعيد.
وأخرجه الترمذي مرفوعا: ولفظه: " أطيب الطيب المسك " كتاب
الجنائز باب ما جاء في المسك للميت رقم (919) وقال: حسن صحيح.
والنسائي كتاب الجنائز باب المسك رقم (1906) ص.
674

{محظورات الطيب}
{الاكمال}
(17356) اذهب فاغسله ثم اغسله ثم لا تعد. (ت (1): حسن
عن يعلى بن مرة) أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا متخلقا قال: فذكره.
{الحلي والحرير}
(17357) الذهب والحرير حل لإناث أمتي وحرام على ذكورها
(طب عن زيد بن أرقم وعن واثلة).
(17358) الذهب حلية المشركين، والفضة حلية المسلمين والحديد
حلية أهل النار. (الزمخشري في جزئه عن أنس).
(17359) عندي أخوف عليكم من الذهب أن الدنيا ستصب
عليكم صبا فياليت أمتي لا تلبس الذهب. (حم عن رجل).
(17360) أحل الذهب والحرير لإناث أمتي وحرم على ذكورها
(حم ن عن أبي موسى).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في كراهية التزعفر رقم
(2816) وقال: حسن.
متخلقا: وهو طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع
الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة. النهاية (2 / 71) ص.
675

(17361) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا
ذهبا. (حم ك عن أبي أمامة).
* (17362) من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة. (حم ق
ن ه‍ عن أنس).
(17363) من لبس ثوب حرير ألبسه الله ثوبا من النار يوم القيامة
(حم عن جويرية).
(17364) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الديباج والحرير والإستبرق
(ه‍ عن البراء).
{الاكمال}
(17365) من أحب أن يحلق حبيبه حلقة من نار فليحلقه حلقة
من ذهب، ومن أحب أن يطوق حبيبه طوقا من نار فليطوقه طوقا
من ذهب، ومن أحب أن يسور حبيبه سوارا من نار فليسوره سوارا
من ذهب، ولكن عليكم بالفضة فالعبوا بها لعبا. (حم، د (1) عن أبي
هريرة طب عن سهل بن سعد)

(1) أخرجه أبو داود كتاب الترجل باب ما جاء في الذهب للنساء رقم (4217)
وقال في عون المعبود (11 / 296) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: باسناده
حسن. وسكت المنذري وابن القيم عنه ص.
676

(17366) شهابان من نار. (حم عن امرأة) قالت: رأى علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قرطين من ذهب قال فذكره.
(17367) قد أمرنا للنساء بورس وأبر (1)، أما الورس فأتاهن
من اليمن وأما الإبر فتؤخذ من ناس من أهل الذمة مما عليهم من الجزية.
(أبو نعيم طب عن حرب بن الحارث المحاربي).
(17368) إنما يكفي إحداكن أن تتخذ جمانا من فضة ثم تأخذ
شيئا من زعفران فتزيفه ثم تلطخه عليه فإذا هو كأنه ذهب. (طب
عن أسماء بنت يزيد).
(17369) ألا أدلك على خير من ذلك تجعليه من ورق وتخلقيه (2)
فيصير كأنه ذهب. (الخطيب عن عائشة).
(17370) ويل للنساء من الأحمرين: الذهب والزعفران. (أبو نعيم
عن عنزة الأشجعية).

(1)، بورس: الورس: نبت أصفر يصبغ به. النهاية (5 / 173) ب.
وأبر: في الحديث: " خير المال مهرة مأمورة وسكة مأبورة " المأبورة
الملقحة، يقال: أبرت النخلة وأبرتها فهي مأبورة ومؤبرة. والاسم الأبار
والمأبورة المصلحة له أراد: خير المال نتاج أو زرع. النهاية (1 / 13) ب.
(2) وتخلقيه: الخلوق بالفتح ضرب من الطيب وخلقه تخليقا: طلاه به فتخلق
المختار (146) ب
677

{كتاب الزينة}
{من قسم الافعال}
{الترغيب فيها}
(17371) عن أبي الأحوص عن أبيه قال: أقصر علي رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوما ثيابا خلقان (1) فقال لي: ألك مال؟ قلت: نعم، قال: أنعم على
نفسك كما أنعم الله عليك، قلت إن رجلا مر بي فقريته فمررت به فلم
يقرني أفأقريه؟ قال: نعم. (ابن النجار).
(17372) عن عمرو بن إبراهيم عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر
عن جابر قال جاء العباس بن عبد المطلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثياب بيض
فلما نظر إليه تبسم فقال العباس: يا رسول الله ما الجمال؟ قال: صواب
القول بالحق، قال: فما الكمال؟ قال: حسن الفعال بالصدق. (هق وقال
تفرد به عمر وليس بالقوي، كر ابن النجار).

(1) خلقان: يقال: ملحفة خلق وثوب خلق، أي: بال، يستوي فيه
المذكر والمؤنث، لأنه في الأصل مصدر الأخلق وهو الأملس، والجمع
خلقان. الصحاح (4 / 1472) ب.
678

(17373) عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: أقبل العباس
ابن عبد المطلب وهو أبيض بض (1) وعليه حلة وله ضفيرتان فلما رآه
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس: يا رسول الله مم ضحكت؟
يا رسول الله أضحك الله سنك، قال: أعجبني جمالك يا عم، فقال العباس:
يا رسول الله ما الجمال في الرجل؟ قال: اللسان. (كر).

(1) بض: البضاضة: رقة اللون وصفاؤه الذي يؤثر فيه أدنى شئ. ومنه
حديث " قدم عمر وعلى معاوية وهو أبض الناس " أي أرقهم لونا
وأحسنهم بشرة، ومنه حديث رقيقة " ألا فانظروا فيكم رجلا أبيض
بضا ". النهاية (1 / 132) ب.
679

باب في أنواع الزينة
{زينة الرجال}
{الاكتحال}.
(17374) عن علي قال: انتظرت النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج إلينا في
رمضان فخرج من بيت أم سلمة وقد كحلته وملأت عينيه كحلا.
(الحارث).
{الحلق والقصر والقلم}
(17375) عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلق القفا بالموسى
إلا عند الحجامة. (طس وابن منده في غرائب شعبة وابن النجار، كر،
وسنده ضعيف).
(17376) عن العلاء بن أبي عائشة أن عمر بن الخطاب دعا بحلاق
فحلقه بموسى يعني جسده فاستشرف الناس فقال: أيها الناس إن هذا ليس
من السنة ولكن النورة من النعيم فكرهتها. (ابن سعد، ش).
(17377) عن محمد بن ربيعة بن الحارث أن عمر بن الخطاب رآه وهو
طويل الشعر وذلك في ذي الحليفة قال محمد: وأنا على ناقتي وأنا في ذي الحجة
أريد الحج فأمرني أن أقصر من رأسي ففعلت. (ابن سعد).
680

(17378) عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها،
فقال: هي مثلة. (ابن جرير).
(17379) عن محمد بن حاطب كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من شاربه
وظفره يوم الجمعة. (أبو نعيم).
(17380 عن ابن عمر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القزع. (كرعد).
(17381) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنور في كل شهر
ويقلم أظفاره في كل خمسة عشر يوما. (كر).
(17382) عن أنس قال: سدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ما شاء
الله أن يسدل، ثم فرق بعد ذلك. (كر).
(17383) عن عمرو بن قيس أن عليا قال: ما زاده إلا طهارة يعني
الاخر من الشعر والظفر. (مسدد).
(17384) عن علي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلم أظفاره
يوم الخميس ثم قال: يا علي قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم
الخميس والغسل والطيب واللباس يوم الجمعة. (أبو القاسم إسماعيل بن محمد
التيمي في مسلسلاته والديلمي).
(17385) عن عثمان قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة
رأسها. (البزار وسنده حسن)
681

(17386) عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد من
العجم قد حلقوا لحاهم وتركوا شواربهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خالفوا
عليهم فخفوا الشوارب وأعفوا اللحى. (ابن النجار).
{حلق العانة}
(17387) حدثنا هشام عن أبي المشرفي ليث بن أبي أسد عن إبراهيم
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلى ولي عانته بيده. (ش).
(17388) عن محمد بن قيس الأسدي عن رجل قال: كان عمر بن
الخطاب يستطيب بالحديد، فقيل له: ألا تنور؟ إنها من النعيم
فانا نكرهها. (هب).
{التختم}
(17389) عن عبد الله بن جعفر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتختم
في يمينه مرة أو مرتين. (كر وابن النجار).
(17390) {مسند الصديق رضي الله عنه} عن أبي جعفر أن أبا
بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم تختموا في يسارهم. (ابن سعد ق ش).
(17391) عن سعيد بن المسيب قال: ما علمنا أحدا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم تختم إلا أبو بكر وعمر. (ش)
682

(17392) {مسند عمر رضي الله تعالى عنه} عن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل خاتما من ذهب فقال: ألق ذا فألقاه فتختم بخاتم
من حديد، فقال: ذا شر منه فتختم بخاتم من فضة فسكت عنه. (حم
ورجاله ثقات لكنه منقطع).
(17393) عن أنس بن مالك قال: قال عمر: لا تنقشوا ولا تكتبوا
في خواتمكم بالعربية. (ش والطحاوي).
(17394) عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب رأى على رجل خاتما
من ذهب فأمره أن يلقيه، فقال رجل: يا أمير المؤمنين إن خاتمي من
حديد، قال: ذلك أنتن. (عب هب).
(17395) عن أبي جعفر أن عمر بن الخطاب تختم في اليسار.
(ابن سعد).
(17396) عن أنس بن مالك قال: نهى عمر بن الخطاب أن يكتب
في الخواتيم شئ من العربية. (ابن سعد).
(17397) عن عامر الشعبي قال: كتب عمر إلى عماله لا تجدوا
خاتما فيه نقش عربي إلا كسرتموه فوجدوا في خاتم عبسة بن فرقد العامل
فكسر. (ابن سعد).
(17398) عن عبد الرحمن مولى قيس قال: قدم أبو موسى وزياد
683

على عمر بن الخطاب فرأى في يد زياد خاتما من ذهب فقال: اتخذتم حلق
الذهب؟ فقال أبو موسى: أما أنا فخاتمي حديد، فقال عمر: ذاك أنتن
أو أخبث، من كان منكم متختما فليتختم بخاتم من فضة. (ابن
سعد ومسدد).
(17399) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتما من ذهب
فجعل فصه مما يلي كفه فاتخذ الناس خواتيم فطرحه النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: لا ألبسه. (كر).
(17400) عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم في يمينه. (خط
في المتفق ضعيف).
(17401) عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب
في يد رجل فنزعه فطرحه وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار
فيجعلها في يده. (م).
(17402) عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتختم
في يمينه. (كر).
(17403) عن ثوبان حرم النبي صلى الله عليه وسلم التختم بالذهب والقسي
وثياب المعصفر والمفدم والنمور. (طب) (1).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 146) وقال: رواه الطبراني
وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك.
والمفدم: جلود السباع. مجمع الزوائد (5 / 145) ص.
684

(17404) عن البراء قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتختم بالذهب (ن).
(17405) عن سفيان مولى سعد بن أبي وقاص قال: سمعت عليا
وكان قد أدركه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليه رجل من الأنصار
وفي يده خاتم من حديد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما لي أرى عليك حلية
أهل النار؟ قال: فأتخذه من شبه (1)؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما لي أرى
منك ريح الأصنام، قال: فأتخذه من ذهب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما
لي أرى عليك حلية أهل الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتخذه من فضة
ولا تتمه مثقالا. (المخلصي في حديثه).
(17406) عن خالد بن سعيد قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدي خاتم
فقال: يا خالد ما هذا الخاتم؟ قلت خاتم اتخذته، قال: فاطرحه إلي،
فطرحته إليه فإذا هو خاتم من حديد ملوي عليه فضة قال النبي صلى الله عليه وسلم
ما نقشه؟ قلت محمد رسول الله فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فلبسه فهو الذي كان
في يده. (الطحاوي طب ك وأبو نعيم).

(1) شبه: الشبه والشبه: ضرب من النحاس، يقال: كوز شبه
وشبه، بمعنى. المختار (260) ب.
685

(17407) عن عبد خير قال: كان لعلي بن أبي طالب أربعة خواتيم
بها ياقوت لنيله فيروزج لنصره حديد صيني لقوته عقيق لحرزه وكان
نقش الياقوت لا إله إلا الله الملك الحق المبين، ونقش الفيروزج الله
الملك، ونقش الحديد الصيني العزة لله، ونقش العقيق ثلاثة أسطر ما
شاء الله لا قوة إلا بالله أستغفر الله. (ك في تاريخه والصابوني في المائتين
وأبو عبد الرحمن السلمي في أماليه، وفيه: أبو جعفر محمد بن أحمد بن
سعيد الرازي، ضعفه قط).
(17408) عن عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر بن حفص عن جعفر
ابن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين
كانوا يتختمون في شمالهم. (ابن النجار والظاهر أنه وقع في الاسناد وهم
وإنه عن علي بن الحسين لا عن علي بن أبي طالب فيكون مرسلا).
(17409) عن جعفر بن محمد عن أبيه أن خاتم علي بن أبي طالب
كان من ورق نقشه نعم القادر الله، وكان خاتم الحسين عقلت فاعمل.
(الدينوري).
(17410) عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التختم في
الوسطى. (الكجي).
(17411 عن علي قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجعل الخاتم في
686

هذه أو في هذه لإصبعه السبابة والابهام والوسطى. (ط والحميدي، حم
والعدني خ م د ت ن ه‍ ع والكجي وأبو عوانة وابن منده في غرائب
شعبة حب هب).
(17412) عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتختم في يمينه. (د
ت في الشمائل ن حب هب).
(17413) عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس خاتمه في يمينه
ويجعل فصه مما يلي باطن كفه. (ض).
(17414) عن علي قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب
وعن لبس القسي وعن الميثرة الحمراء. (د ت وقال: حسن صحيح، ن ه‍
والطحاوي حب ق ص).
(17415) عن عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر على رجل
خاتما من ذهب فقال: ألق هذا عنك، فاتخذ خاتما من حديد، فقال: هذا
شر منه فاتخذ خاتما من فضة، فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم. (الجنديسابوري).
(17416) عن عمرو بن عثمان بن عفان قال: كان نقش خاتم عثمان
آمنت بالذي خلق فسوى. (كر).
(17417) عن أبي جعفر قال كان نقش خاتم علي: الملك لله. (عب
وابن سعد كر).
687

{الخضاب}
(17418) {مسند الصديق} عن الزهري أن أبا بكر أتى النبي
صلى الله عليه وسلم بأبيه يوم فتح مكة وهو أبيض الرأس واللحية فكان رأسه ولحيته
ثغامة بيضاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تركت الشيخ حتى أكون
أنا آتية؟ ثم قال: اخضبوه وجنبوه السواد. (الحارث).
(17419) عن عائشة أن أبا بكر كان يصبغ بالحناء والكتم. (مالك
وسفيان بن عيينة في جامعه وابن سعد، ش).
(17420) عن قيس بن أبي حازم قال: كان أبو بكر يخرج إلينا
وكأن لحيته ضرام (1) عرفج من شدة الحمرة من الحناء والكتم.
(ابن سعد، ش).
(17421) عن أبي جعفر الأنصاري قال: رأيت أبا بكر الصديق
ورأسه ولحيته كأنها جمرة الغضا. (ابن سعد).

(1) ضرام: الضرام: لهب النار، شبهت به لأنه كان يخضبها بالحناء.
النهاية (3 / 86) ب
عرفج: العرفج: شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار، وهو من
نبات الصيف. (3 / 218) ب.
688

(17422) عن عمر أنه عرضت له جارية أن تصبغ لحيته، فقال:
ما أراك إلا أن تطفئي نوري كما يطفئ فلان نوره. (ك وأبو نعيم
في المعرفة).
(17423) عن أبي قبيل المعافري قال: دخل عمرو بن العاص على
عمر بن الخطاب وقد صبغ رأسه ولحيته بالسواد، فقال عمر: من أنت؟
فقال: أنا عمرو بن العاص قال: فقال عمر: عهدي بك شيخا فأنت اليوم
شاب عزمت عليك إلا ما خرجت فغسلت هذا السواد. (ابن عبد الحكم
في فتوح مصر).
(17424) عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب كان لا يغير شيبته في
الاسلام فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا تغير؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة وما أنا بمغير
شيبتي. (أبو نعيم في المعرفة).
(17425) عن قتادة قال: أول مخضوب خضب في الاسلام أبو
قحافة أتي به النبي صلى الله عليه وسلم ورأسه مثل الثغامة، فقال: غيروه بشئ وجنبوه
السواد. (ش).
(17426) عن إسحاق بن الحارث مولى بني هبار قال: رأيت أبا
الدرداء يخضب بالصفرة ورأيت عليه قلنسوة مضربة صغيرة ورأيت
689

عليه عمامة قد ألقاها على كتفيه، وفي لفظ: قد أرخى لها بين
كتفيه. (كر).
(17427) عن عروة بن رويم قال: كان ابن قرط واليا على حمص في
زمان عمر بن الخطاب فبلغه أن عروسا حملت في هودج وحمل معها النيران
فكسر الهودج وأطفأ النيران ثم أصبح فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه،
ثم قال: إني كنت مع أهل الصفة وهم مساكين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
وإن أبا جندل نكح أمامة فصنع لها جفنتان من طعام قد ملئتا فأكلنا
وحمدنا الله وإن أهل فلان البارحة حملوا النار واستنوا بسنة أهل الكفر
وإن إبراهيم لما شاب رآه نورا فحمد الله عليه وإن ابن الحرانية أطفأ نوره
والله مطفئه يوم القيامة وكان ابن الحرانية أول من صبغ من أهل حمص
بالسواد. (كر).
(17428) عن عبد الرحمن بن عائذ الثمالي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يغير لحيته بماء السدر وكان يأمر بالتغيير مخالفة الأعاجم. (كر).
(17429) عن عبيد بن جريح أنه رأى ابن عمر يخضب بالصفرة
ويخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبغ وقال: يا ابن أخي ذلك الشيب إنما
كانت شعرات بيض وأشار إلى عنفقته. (ع كر).
(17430) عن حسان بن أبي جابر السلمي قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
690

بالطائف فرأى قوما قد صفروا لحاهم وآخرين قد حمروها فسمعته يقول:
مرحبا بالمصفرين والمحمرين. (الحسن بن سفيان وابن أبي عاصم في الوحدان
والبغوي والباوردي وابن السكن وقال: في اسناده نظر، وابن قانع،
طب وأبو نعيم).
(17431) عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صفر لحيته وما فيها
عشرون شعرة بيضاء. (كر).
(17432) عن أنس ثقال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في أصحابه
اشمط غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم. (ابن سعد كر).
(17433) عن إسحاق بن الحارث القرشي قال: رأيت عمير بن جابر
وأشرس بن غاضرة الكندي وكانت لهما صحبة يخضبان بالحناء والكتم.
(ابن أبي خيثمة والبغوي وابن منده وأبو نعيم).
(17434) عن حميد قال: سألت أنس بن مالك أخضب النبي
صلى الله عليه وسلم؟ قال: لم يصبه الشيب ولكن خضب أبو بكر بالحناء والكتم،
وخضب عمر بالحناء. (ابن سد وأبو نعيم).
(17435) عن محد بن سيرين قال: سئل أنس عن خضاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيرا
ولكن أبا بكر وعمر خضبا بعده بالحناء والكتم. (ابن سعد وأبو نعيم)
691

(17436) عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي قال: كان أبي لا
يغير شيبه أبيض الرأس واللحية. (ابن منده كر).
(17437) عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن سعد بن أبي وقاص
كان يخضب بالسواد. (أبو نعيم).
(17438) عن محمد بن الحنفية، قال: اختضب علي بالحناء مرة ثم
ترك. (ابن سعد وأبو نعيم في المعرفة).
(17439) عن عبد الرحمن بن سعد مولى الأسود بن سفيان قال:
رأيت عثمان بن عفان مصفرا. (ابن سعد).
(17440) عن الصلت قال: رأيت عثمان بن عفان يخطب وعليه
خميصة سوداء وهو مخضوب بحناء. (ابن سعد).
{الترجيل}
(17441) عن جابر قال: كانت لأبي قتادة جمة فقال له رسول الله:
أكرمها فكان يرجلها غبا. (كر).
692

{النظر في المرآة}
(17442) عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أبصر وجهه في المرآة
قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني
من المسلمين. (ابن السني والديلمي).
{الطيب}
(17443) عن علي قال: لان أطلى بجواء (1) قدر أحب إلي من
أن أطلى بزعفران. (أبو عبيد في الغريب).
(17444) عن علي قال: أطيب ريح الأرض الهند هبط بها آدم
وخلق شجرها من ريح الجنة. (ابن جرير، هق في البعث كر).
(17445) عن علي مر النبي صلى الله عليه وسلم بقوم فيه رجل متخلق
فسلم عليه وأعرض عن الرجل فقال له الرجل يا رسول الله سلمت عليهم
وأعرضت عني؟ فقال: إن بين عينيك لجمرة. (طس).
(17446) عن علي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه وعليه
أثر الخلوق فأبى أن يبايعه فغسل عنه أثر الخلوق ثم جاء فبايعه. (البزار).

(1) بجواء: الجواء: وعاء القدر، أو شئ توضع عليه من جلد أو خصفة
وجمعها أجوية. النهاية (1 / 318) ب.
693

(مباح زينة الرجال)
(17447) عن واقد بن عبد الله التميمي عمن رأى عثمان ضباب (1)
أسنانه بالذهب. (عم).
(17448) عن ابن عمر قال: كان سيف عمر فيه فضة أربع مائة
درهم. (خط في رواية مالك).
{زينة النساء}
{الحلي}
(17449) عن مجاهد قال: كانت النساء الأول يجعلن أكمة (2)
أدرعهن إزارا تدخله إحداهن في أصبعها تغطي به الخاتم. (ش).

(1) ضبب: والضبة من حديد أو صفر أو نحوه يشعب بها الاناء وجمعها ضبات
مثل جنة وجنات، وضببته بالتثقيل عملت له ضبة. المصباح (2 / 487) ب.
(2) أكمة: الكم: الكم من الثوب مدخل اليد ومخرجها، والجمع أكمام،
ولا يكسر عليه غير ذلك، وزاد الجوهري في جمعه كممة مثل حب وحببة
وفي الصحاح: الكمة القلنسوة المدورة لأنها تغطي الرأس. ويروى عن
عمر رضي الله عنه أنه رأى جارية متكمكمة فسأل عنها فقالوا: أمة آل
فلان، فضربها بالدرة، وقال: يا لكعاء أتشبهين بالحرائر؟ أرادوا متكممة
فضاعفوا، وأصله من الكمة، وهي القلنسوة فشبه قناعها بها.
قال ابن الأثير: كممت الشئ إذا أخفيته، وتكمكم في ثوبه تلفف فيه،
وقيل: أراد متكممة من الكمة القلنسوة. وفي الحديث: كانت
كمام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطحا، وفي رواية: أكمة، قال: هما
كثرة وقلة للكمة القلنسوة، يعني أنها كانت منبطحة غير منتصبة. اه‍
لسان العرب (12 / 526 و 527) ب.
694

(17450) عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ
لؤلؤة فجعلها في خيط فأعطاها بعض أهله. (أبو نعيم).
{ختان النساء}
17451) عن الضحاك بن قيس قال: كان بالمدينة امرأة يقال لها
أم عطية تخفض الجواري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم عطية إذا
خفضت فلا تنهكي فإنه أحظى للزوج وأسرى للزوجة. (ابن
منده، كر).
(17452) عن علي قال: كانت هاجر لسارة فأعطت هاجر إبراهيم
فاستبق إسماعيل وإسحاق فسبقه إسماعيل فجلس في حجر إبراهيم، قالت
سارة: والله لأغيرن منها ثلاثة أشراف فخشى إبراهيم أن تجدعها أو تخرم
أذنيها فقال لها: هل لك أن تفعلي شيئا وتبرئي من يمينك؟ شقي أذنيها
وتخفضيها فكان أول الخفاض هذا. (هب).
(17453) عن علي قال: كانت خفاضة بالمدينة فأرسل إليها

(1) خفضت الخفض للنساء كالختان للرجال. النهاية (2 / 54) ب.
695

رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي (1) فإنه أحسن للوجه
وأرضى للزوج. (خط).
{زينتهن متفرقة}
(17454) {مسند الصديق} عن قيس بن أبي حازم قال: دخلت
مع أبي على أبي بكر وكان رجلا خفيف اللحم أبيض فرأيت يدي أسماء
بنت عميس موشومة تذب عن أبي بكر. (ابن سعد وابن منيع
وابن جرير كر).
(17455) عن قيس بن أبي حازم قال: دخلت أنا وأبي على أبي بكر
فإذا هو رجل أبيض خفيف الجسم عنده أسماء بنت عميس تذب عنه
وهي موشومة اليدين كانوا وشموها في الجاهلية نحو وشم البربر،
فعرض عليه فرسان فرضيهما فحملني على أحدهما وحمل أبي على الآخر.
(ابن جرير).
(17456) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
يأخذن من شعورهن حتى يدعنه كهيئة الوفرة. (ابن جرير).

(1) فأشمي ولا تنهكي: أي لا تبالغي في استقصاء الختان. اه‍ النهاية
(5 / 137) ب.
696

(17457) أخبرني إسماعيل أن عائشة كانت تنهى المرأة ذات الزوج
أن تدع ساقيها لا تجعل فيها شيئا، وإنها كانت تقول: لا تدع المرأة
الخضاب فان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الرجلة (1). (عب).
(17458) عن الزهري قال: كانت عائشة تنهى أن تمشط المرأة
بالمسك. (عب).
(17459) عن حرب بن الحارث قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على
المنبر يوم الجمعة قد أمرنا للنساء بورس وأبر فأما الورس فأتاهن من اليمن
وأما الإبر فتؤخذ من ناس من أهل الذمة مما عليهم من الجزية. (طب
وأبو نعيم ص).
(17460) عن حسين بن عبد الله قال: دخلت على فاطمة بنت علي
وعليها مسكة من عاج وفي عنقها خيط من خرز فقالت: إن أبي حدثني
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره التعطل (2) للنساء. (سمويه).

(1) الرجلة: وفي الحديث " لعن المترجلات من النساء " يعني اللاتي يتشبهن
بالرجال في زيهم وهيأتهم فأما في العلم والرأي فمحمود. وفي رواية " لعن
الرجلة من النساء " بمعنى المترجلة. ويقال: امرأة رجلة، إذا تشبهت بالرجال
في الرأي والمعرفة ومنه الحديث " إن عائشة كانت رجلة الرأي ". اه‍
النهاية (2 / 203) ب.
(2) التعطل: ومنه حديث عائشة رضى عنها " كرهت أن تصلي المرأة عطلا
ولو أن تعلق في عنقها خيط " وحديثها الآخر " ذكر لها امرأة ماتت فقالت
عطلوها " أي انزعوا حليها واجعلوها عاطلا عطلت المرأة إذا نزعت حليها.
النهاية (3 / 257) ب.
697

(17461) عن عائشة قالت: إن كان عمر ليرسل إلينا بأحظائنا
من الورس والزعفران. (أبو عبيد في الأموال).
{المحظورات}
(17462) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن حلية الذهب
(خط في المتفق).
(17463) {مسند عمار} قدمت من سفرة فضمخني أهلي بصفرة
ثم جئت فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: وعليك السلام اذهب فاغتسل،
فذهبت فاغتسلت ثم رجعت في أثرها فقلت السلام عليكم، فقال: وعليكم
السلام اذهب فاغتسل فذهبت فأخذت بشفة (1) فدلكت بها جلدي حتى
ظننت أني قد ألقيت ثم أتيته فقلت السلام عليكم، فقال: وعليكم السلام
اجلس ثم قال: إن الملائكة لا تحضر جنازة كافر بخير ولا جنبا حتى
يغتسل أو يتوضأ وضوءه للصلاة ولا متضمخا بصفرة. (عب).
(17464) عن عمر أنه كره أن يصون الرجل نفسه كما تصون المرأة

(1) بشفة: الشفافة: الفضلة التي تبقي في الاناء. النهاية (2 / 486) ب.
698

نفسها ولا يزال يرى كل يوم مكتحلا وأن يحف لحيته كما تحف المرأة.
(أبو ذر الهروي في الجامع).
(17465) عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال: لقيت رجلا
صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع سنين كما صحبه أبو هريرة قال: نهانا رسول الله
أن يمتشط أحدنا كل يوم وأن يبول في مغتسله وأن يغتسل الرجل بفضل
المرأة أو المرأة بفضل الرجل وقال: ليغترفا جميعا. صلى الله عليه وآله.
(17466) عن ابن عمرو قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نتف
الشيب. (كر).
(17467) عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي لا تتختم
بخاتم الذهب ولا تلبس المعصفرة على كورك (1) ميثرة حمراء. (عويس
في جزئه).

(1) كورك: وفي حديث طهفة " بأكوار الميس ترتمي بنا العبس) الأكوار: جمع
كور، بالضم، وهو رحل الناقة بأداته وهو كالسرج وآلته للفرس.
النهاية (4 / 208).
ميثرة: هي وطاء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب النهاية (4 / 378) ب
699

حرف السين
وفيه كتابان السفر والسحر
{كتاب السفر}
من قسم الأقوال
{وفيه أربعة فصول}
700

الفصل الأول
{في الترغيب فيه}
(17468) سافروا تصحوا. (ابن السني وأبو نعيم في الطب
عن أبي سعيد).
(17469) سافروا تصحوا وترزقوا. (عب عن محمد بن عبد الرحمن
مرسلا).
(17470) سافروا تصحوا وتغنموا. (هق عن ابن عباس، الشيرازي
في الألقاب طس وأبو نعيم في الطب والقضاعي عن ابن عمر).
(17471) سافروا تصحوا واغزوا تغنموا. (حم عن أبي هريرة).
{الاكمال}
(17472) سافروا تصحوا واعتموا تحملوا. (1). (أبو عبد الله بن
محمد بن وضاح في فضل لباس العمائم عن أبي مليح الهذلي عن أبيه).

(1) تحلموا: الحلم: بالكسر الأناة. تقول منه: حلم الرجل بالضم وتحلم: تكلف الحلم
الصحاح (5 / 1903) ب.
701

الفصل الثاني
{في آداب السفر الوداع}
(17473) إذا خرج أحدكم إلى سفر فليودع إخوانه فان الله تعالى
جاعل له في دعائهم البركة. (ابن عساكر فر عن زيد بن أرقم) (1).
(17474) إذا أردت سفرا أو تخرج مكانا فقل لأهلك: أستودعكم
الله الذي لا تخيب ودائعه. (الحكيم عن أبي هريرة).
(17475) إن لقمان الحكم قال: إن الله تعالى إذا استودع شيئا
حفظه. (حم عن ابن عمر).
(17476) إذا أراد أحدكم سفرا فليسلم على إخوانه فإنهم يزيدون
بدعائهم إلى دعائه خيرا. (حم ق عن أبي هريرة) (2).
(17477) إن الله إذا استودع شيئا حفظه. (حب، هق
عن ابن عمر).

(1) قال المناوئ في فيض القدير (1 / 333) فيه نافع بن الحارث، قال الذهبي
في الضعفاء: قال البخاري: لا يصح حديثه فالحديث رمز السيوطي لضعفه. ص
(2) رمز السيوطي لهذا الحديث بالضعف وقال: رواه طس، وقال المناوي في
الفيض (1 / 269) قال العراقي: سنده ضعيف وقال الهيثمي: فيه يحيى بن
العلاء البجلي: ضعيف. ص.
702

(17478) جعل الله التقوى زادك وغفر ذنبك ووجهك للخير
حيث ما تكون. (طب عن قتادة بن عياش).
(17479) أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك. (د، ت
عن ابن عباس حب هق عن ابن عمر).
(17480) أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه (ه‍ عن أبي هريرة).
(17481) زودك الله التقوى وغفر ذنبك ويسر لك الخير حيث
ما تكون. (ت ك عن أنس).
{الاكمال}
(17482) إذا خرجت إلى سفر فقل لمن تخلفه: أستودعك الله
الذي لا تضيع ودائعه. (حم عن أبي هريرة وحسن).
(17483) إذا أراد أحدكم سفرا فليسلم على إخوانه فان الله يزيده
بدعوتهم خيرا. (ابن النجار عن زيد بن أرقم).
(17484) في حفظ الله وفي كنفه وزودك الله التقوى وغفر ذنبك
ووجهك للخير حيث توجهت أو قال أينما توجهت. (ابن السني عن أنس).
(17485) في حفظ الله وفي كنفه زودك الله التقوى وغفر ذنبك
ووجهك للخير حيث ما كنت. (ابن السني وابن النجار عن أنس) أن
رجلا أراد سفرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره).
703

(17486) يا غلام زودك الله التقوى ووجهك في الخير وكفاك
الهم، فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إليه فقال:
يا غلام قبل الله حجك وغفر ذنبك وأخلفك نفقتك. (ابن السني
عن ابن عمر).
(17487) في حفظ الله وكنفه زودك الله التقوى وغفر لك ذنبك
وأخلف نفقتك. (ابن السني عن ابن عمر).
(17488) إذا استودع الله شيئا حفظه. (طب عن ابن عمر).
(17489) اللهم اطو له البعد وهون عليه السفر. (ت: حسن (1)
ك عن أبي هريرة).
{آداب متفرقة}
(17490) سافروا مع ذوي الجدود (2) والميسرة. (فر
عن معاذ).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات باب رقم (46) ورقم الحديث (3445)
وقال: حسن. ص.
(2) الجدود: الجد: أبو الأب وأبو الام، والجد أيضا: الحظ والبخت: والجمع
الجدود، تقول منه جددت يا فلان على ما لم يسم فاعله أي صرت ذا جد
فأنت جديد: حظيظ، ومجدود: محظوظ. المختار (70) ب.
704

(17491) إذا طال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلا. (حم
ق عن جابر).
(17492) إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد
المغيبة وتمتشط الشعثة. (خ عن جابر).
(17493) إذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا حتى تستحد
المغيبة وتمتشط الشعثة. (م عن جابر).
(17494) أمهلوا حتى ندخل ليلا لكي تمتشط الشعثة وتستحد
المغيبة. (ق د ن عن جابر) (1).
(17495) إن أحسن ما دخل الرجل على أهله إذا قدم من سفر
أول الليل. (عن جابر) (2).
(17496) إذا انفلت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله
أحبسوا علي دابتي فان لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم. (ع وابن
السني طب عن ابن مسعود) (3).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في الطروق رقم (2761) ص.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في الطروق رقم (2757) ص.
(3) قال المناوي في الفيض (1 / 307) قال ابن حجر: حديث غريب،
ومعروف بن حسان منكر الحديث وقد تفرد به وفيه انقطاع أيضا. ص.
705

(17497) إذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالاذان فان الشيطان إذا
سمع النداء أدبر وله حصاص (1). (طس عن أبي هريرة) (2).
(17498) إذا أضل أحدكم شيئا أو أراد غوثا وهو بأرض ليس بها
أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله أغيثوني فان لله عبادا لا يراهم.
(طب عن عتبة بن غزوان).
(17499) إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم. (د والضياء
عن أبي هريرة وعن أبي سعيد).
(17500) إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم. (هق
عن أبي هريرة).
(17501) إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم وإن كان أصغركم وإذا أمكم
فهو أميركم. (البزار عن أبي هرة) (3).

(1) حصاص: الحصاص بالضم شدة العدو، قال أبو عبيد: ويقال هو
الضراط، والأول أحب إلي. المختار (106) ب.
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 319) قال الهيثمي: فيه الفضل وهو متروك
والحديث رمز السيوطي لضعفه ووافقه ابن حجر وغيره. ص.
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 368) ورمز السيوطي لحسنه ووافقه
الهيثمي وقال اسناده حسن. ص.
706

(17502) إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من
الأرض وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليها السير وإذا عرستم بالليل
فاجتنبوا الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل. (م، د، ن
عن أبي هريرة) (1).
(17503) إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب من أسنانها ولا
تجاوزوا المنازل، وإذا سرتم في الجدب فاستحدوا وعليكم بالدلجة فان
الأرض تطوى بالليل، وإذا تغولت بكم الغيلان فنادوا بالاذان، وإياكم
والصلاة على جواد الطريق والنزول عليها فإنها مأوى الحيات والسباع،
وإياكم وقضاء الحاجة عليها فإنها الملاعن. (م د ن عن جابر) (2).
(17504) إن الله رفيق يحب الرفق ويرضى به ويعين عليه ما لا
يعين على العنف فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فأنزلوها منازلها فإذا
أجدبت الأرض فانجوا عليها بنقيها (3) وعليكم بسير الليل فان الأرض

(أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب مراعاة مصلحة الدواب في
السير رقم (1926) ص.
(2) لدي الرجوع إلى مظان الحديث كما عزاه المصنف لم أره في صحيح مسلم
وعزاه في المنتخب (3 / 36) حم د ن، وهكذا في الفتح الكبير (1 / 120) ص.
(3) بنقيها: النقي: المخ. يقال: نقيت العظم ونقوته، وانتقيته. النهاية
(5 / 111) ب.
707

تطوى بالنهار وإياكم والتعريس على الطريق فإنها طرق الدواب ومأوى
الحيات. (طب عن خالد بن معدان).
(17505) عليكم بالدلجة فان الأرض تطوى بالليل. (د ك هق
عن أنس).
(17506) إذا قدم أحدكم من سفر فليقدم معه بهدية ولو أن
يلقي في مخلاته حجرا. (ابن عساكر عن أبي الدرداء) (1).
(17507) إذا قدم أحدكم على أهله من سفر فليهد لأهله فليطرفهم
ولو كان حجارة. (هب عن عائشة) (2).
(17508) إذا رجع أحدكم من سفر فليرجع إلى أهله بهدية ولو لم
يجد إلا أن يلقي في مخلاته حجرا أو حزمة حطب فان ذلك مما يعجبهم.
(ابن شاهين، قط في الافراد وابن النجار عن أبي رهم).
(17509) إذا قدم أحدكم من سفر فلا يدخل ليلا وليضع في خرجه
ولو حجرا (فر عن ابن عمر).

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 415) اسناده ضعيف وهكذا رمز السيوطي
لضعفه. ص.
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 415) تفرد به عتيق عن يحيى قال ابن
الجوزي: حديث لا يصح. ص.
708

(17510) إذا كنتم في سفر فأقلوا المكث في المنازل. (أبو نعيم
عن ابن عباس) (1).
(17511) إذا نزل أحدكم منزلا فقال (2) فيه فلا يرحل حتى يصلي
ركعتين. (عد عن أبي هريرة).
(17512) إذا نزل أحدكم منزلا فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات
من شر ما خلق فإنه لا يضره شئ حتى يرتحل منه. (م عن خولة
بنت حكيم) (3).
(17513) أمان لامتي من الغرق إذا ركبوا في البحر أن يقولوا:
{بسم الله مجراها ومرساها} الآية، {وما قدروا الله حق قدره} الآية.
(ع وابن السني عن الحسين).
(17514) إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 435): رواه الديلمي وفيه الحسن بن علي
الأهوازي قال الذهبي: اتهمه وكذبه ابن عساكر. ص.
(2) قال المناوي في فيض القدير (1 / 446): فقال فيه: أي نام نصف
النهار والقائلة وقت القيلولة. ورمز السيوطي لضعفه ولم يتكلم عليه
المناوي بشئ. ص.
(3) أخرجه مسلم في صحيح كتاب الذكر والدعاء باب في التعوذ من سوء القضاء
رقم (54 / 55 / 2708).
709

لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس فان الله لا يحب الفحش ولا
التفحش. (حم د ك هب عن سهل بن الحنظلية). مر برقم [17164].
(17515) الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب
(حم د ت ك عن ابن عمرو).
(17516) الشيطان يهم بالواحد والاثنين فإذا كانوا ثلاثة لم يهم
بهم. (البزار عن أبي هريرة).
(17517) سيد القوم خادمهم. (ه‍ (1) عن أبي قتادة، خط
عن ابن عباس).
(17518) سيد القوم خادمهم وساقيهم آخرهم شربا. (أبو نعيم
في الأربعين الصوفية عن أنس).
(17519) سيد القوم في السفر خادمهم فمن سبقهم بخدمة لم
يسبقوه بعمل إلا الشهادة. (ك في تاريخه، هب عن سهل بن سعد).
(17520) ذهب المفطرون اليوم بالاجر. (حم ق ن عن أنس).

(1) الحديث ليس في سنن ابن ماجة كما عزاه المصنف وذكره العجلوني في
كشف الخفاء وبين طرقه فقال: الحديث ضعيف وقد يقال إنه حسن
لغيره لتعدد طرقه (1 / 463) ص.
710

(17521) السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه
ونومه فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل الرجوع. (مالك حم
ق ه‍ عن أبي هريرة) (1).
(17522) إذا اجتمع القوم في سفر فليجمعوا نفقاتهم عند أحدهم
فإنه أطيب لنفوسهم وأحسن لأخلاقهم. (الحكيم عن ابن عمر).
(17523) من كان معه فضل ظهر (2) فليعد به على من لأظهر له
ومن كان معه فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له. (حم، م، د
عن أبي سعيد).
(17524) إذا مررتم بأرض قد أهلك الله أهلها فأجدوا السير.
(طب عن أبي أمامة).
(17525) إن الشيطان يهم بالواحد ويهم بالاثنين فإذا كانوا ثلاثة
لم يهم بم. (البزار عن أبي هريرة).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب السفر قطعة من العذاب،
(3 / 10) ص.
(2) ظهر: أي زيادة ما يركب على ظهره من الدواب.
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب اللقطة باب استحباب المؤاساة،
رقم (1728) ص.
711

(17526) أنحب يا جبير إذا خرجت سفرا أن تكون من أمثل
أصحابك هيئة وأكثرهم زادا؟ اقرأ هذه السور الخمس {قل يا أيها
الكافرون} و {إذا جاء نصر الله والفتح} و {قل هو الله أحد}
و {قل أعوذ برب الفلق} و {وقل أعوذ برب الناس} وافتح
كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم واختم ببسم الله الرحمن الرحيم. (ع
والضياء عن جبير بن مطعم).
(17527) يا أكثم اغز مع غير قومك يحسن خلقك وتكرم
على رفقائك، يا أكثم خير الرفقاء أربعة [وخير الطلائع أربعون] وخير
السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا عشر ألفا
من قلة. (ه‍ عن أنس) (1).
(17528) يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوما
ليس لهم مال ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة. (د، ك
عن جابر) (2).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجهاد باب السرايا رقم (2827)، وما بين
الحاصرين زيادة، وقال في الزوائد: اسناده ضعيف والحديث باطل. ص.
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب الرجل يتحمل بماله غيره يغزو، رقم
(2517) ص.
712

(17529) لو أن أحدكم إذا نزل منزلا قال: أعوذ بكلمات الله
التامات من شر ما خلق لم يضره في ذلك المنزل شئ حتى يرتحل منه.
(ه‍ عن خولة بنت حكيم).
(17530) ما خلف هذا على أهله أفضل من ركعتين يركعهما
عندهم حين يريد سفرا. (ش عن المطعم بن المقدام، مرسلا).
(17531) ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه
ملك ولا يخلو بشعره ونحوه إلا ردفه شيطان. (طس عن عقبة
ابن عامر).
{آداب متفرقة من الاكمال}
(17532) إذا خرج الرجل من بيته وأراد سفرا فقال: بسم الله
حسبي الله توكلت على الله قال الملك: كفيت وهديت ووقيت. (ابن
صصري في أماليه وحسنه عن عون بن عبد الله بن عتبة، مرسلا).
(17533) ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفرا أو غيره فقال
حين يخرج: بسم الله آمنت بالله اعتصمت بالله توكلت على الله لا حول
ولا قوة إلا بالله إلا رزق خير ذلك المخرج وصرف عنه شر ذلك المخرج.
(حم ابن صصري في أماليه عن عثمان).
713

(17534) من خرج من بيته يريد سفرا فقال حين يخرج: بسم الله
واعتصمت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله رزق خير ذلك
المخرج وصرف عنه شر ذلك المخرج. (ابن السني في عمل يوم وليلة،
الخطيب وابن عساكر عن عثمان).
(17535) ما استخلف العبد في أهله من خليفة إذا هو شد عليه
ثياب سفره خيرا من أربع ركعات يضعهن في بيته يقرأ في كل واحدة
منهن {فاتحة الكتاب} و {قل هو الله أحد} ثم يقول: اللهم إني
أتقرب بهن إليك فاجعلهن خليفتي في أهلي ومالي فهن خليفته في أهله
وماله وداره ودور حوله حتى يرجع إلى أهله. (ك في تاريخه والخرائطي
في مكارم الأخلاق عن أنس).
(17536) اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل أصحبنا
بصحبة وأقبلنا بذمة، اللهم ارزقني قفل الأرض وهون علينا السفر،
اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، الله ازو لنا الأرض
وسرنا فيها. (ك عن أبي هريرة) (1)
(17537) أمان أمتي من الغرق إذا ركبوا البحر أن يقولوا:

(1) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الحج باب ما يقول إذا ركب إلى سفر
الحج وغيره رقم (425 / 1342) ص.
714

{بسم الله مجراها ومرساها} الآية {وما قدروا الله حق قدره} الآية.
(ع كر عن الحسين).
(17538) ما من رجل يقول إذا ركب السفينة: بسم الله الملك
الرحمن {مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} الآية، إلا أعطاه الله أمانا
من الغرق حتى يخرج منها. (أبو الشيخ عن ابن عباس).
(17539) يا خفاف ابتغ الرفيق قبل الطريق فان عرض لك أمر
نصرك وإن احتجت إليه رفدك. (خط في الجامع عن خفاف بن ندبة) (1)
(17540) من سافر من دار إقامة يوم الجمعة دعت عليه الملائكة
لا يصحب في سفره ولا يعان على حاجته. (ابن النجار عن ابن عمر).
(17541) إذا أعيا أحدكم فليهرول فإنه يذهب بالعيا. (الديلمي
عن ابن عمر).
(17542) عليكم بالنسلان (2) فنسلنا فوجدناه أخف علينا. (ع

(1) خفاف بن ندبة: بفتح النون وضمها شاعر مشهور بالشعر وكان أسود
حالكا شهد حنينا والفتح.
راجع أسد الغابة لابن الأثير، ثم ذكر الحديث بلفظه وسنده. ص
(2) بالنسلان: أي الاسراع في المشي. وقد نسل ينسل نسلا ونسلانا،
والنسلان: دون السعي. النهاية (5 / 49) ب.
715

وابن خزيمة حب ك ق وأبو نعيم في الطب ص عن جابر) شكا ناس
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المشي قال: فذكره.
(17543) إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق فإذا سافرتم في
الخصب فأمكنوا الركاب أسنها ولا تجاوزوا بها المنازل، وإذا سافرتم في
الجدب فانجوا وعليكم بالدلجة فان الأرض تطوى بالليل وإذا تغولت بكم
الغيلان فنادوا بالاذان، وإياكم والصلاة على جواد الطريق فإنها ممر السباع
ومأوى الحيات. (ابن السني في عمل يوم وليلة عن جابر).
(17544) إذا كانت الأرض مخصبة فاقتصدوا في السير وأعطوا
الركاب حقها فان الله تعالى رفيق يحب الرفق وإذا كانت مجدبة فانجوا،
وعليكم بالدلجة فان الأرض تطوى بالليل وإياكم والتعريس على ظهر الطريق
فإنه مأوى الحيات ومدرجة السباع. (طب عن ابن عباس). (17545) عليكم بالدلجة فان الأرض تطوى بالليل فإذا تغولت بكم
الغيلان فنادوا بالاذان. (ش عن جابر).
(17546) إن من السنة إذا كان القوم سفرا أن تكون نفقتهم جميعا
سواء فان ذلك أطيب لأنفسهم وأحسن لأخلاقهم. (الخرائطي في مكارم الأخلاق
عن أنس).
(17547) إذا اجتمع ثلاثة مسلمين في سفر فليؤمهم أقرؤهم لكتاب
716

الله وإن كان أصغرهم فإذا أمهم فهو أميرهم وذلك أمير أمره رسول الله
صلى الله عليه وسلم. (ش عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، مرسلا).
(17548) إذا كان ثلاثة نفر في سفر فليؤمهم أقرؤهم وإن كان
أصغرهم سنا فإذا أمهم فهو أميرهم. (ش عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
مرسلا).
(17549) إذا كانوا ثلاثة فأمروا أحدهم وتوكلوا على الله وتألفوا
(خط في المتفق والمفترق عن أبي الكنود يزيد بن عامر الثعلبي).
(17550) إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم. (قط
عن أبي هريرة).
(17551) إذا كانوا ثلاثة في سفر فليؤمهم أحدهم وأحقهم بالإمامة
أقرؤهم. (ط، ش، حم وعبد بن حميد والدارمي، م (1) ن وابن خزيمة،
قط، ق عن أبي سعيد، الشيرازي في الألقاب عن بهز بن حكيم
عن أبيه عن جده).
(17552) إذا كنتم ثلاثة في سفر فليؤمكم أحدكم وأحقكم بالإمامة
أقرؤكم. (حب عن أبي سعيد).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب من أحق
بالإمامة رقم (672) ص.
717

(17553) لو أن أحدكم إذا سافر أو نزل منزلا فوضع متاعه خط حوله
خطا ثم قال: الله ربي لا شريك له حفظ متاعه. (أبو الشيخ عن عثمان).
(17554) إذا غاب الرجل فلا يأتي أهله طروقا (1) (ط عن جابر)
(17555) لا يطرقن أحدكم أهله ليلا. (سمويه عن أنس).
(17556) لا تطرقوا النساء بعد صلاة العتمة. (طب، ق
عن ابن عمر).
(17557) إذا خرج أحدكم إلى سفر ثم قدم على أهله فليهدهم
وليطرفهم ولو بحجارة. (الديلمي عن عائشة).
(17558) إذا قدمت فالكيس الكيس (2). (خ، م (3)،
حب عن جابر).
(17559) من هبط منكم إلى هذه القرية فلا يرجعن إلى أهله حتى
يركع ركعتين في هذا المسجد ثم يرجع إلى أهله. (طب عن مسلم بن
أسلم بن بحرة).

(1) طروقا: أي ليلا. النهاية (3 / 121) ب.
(2) الكيس: قيل: أراد الجماع فجعل طلب الولد عقلا، وعبارة الهروي:
قال ابن الاعرابي: الكيس الجماع، والكيس العقل. جعل طلب الولد
عقلا. النهاية (4 / 217) ب.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الرضاع باب استحباب نكاح البكر رقم (57) ص.
718

(17560) ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه فشفي من
مرضه أو قدم من سفره أن يقول: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(ك عن عائشة (1)
(17561) آيبون عابدون لربنا حامدون. (حم خ م (2) ن عن
أنس ط حم وابن أبي عاصم والمحاملي في الدعاء، ص عن جابر، ت ن
ع حب ص عن الربيع بن البراء بن عازب عن أبيه).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الدعوات (1 / 499) وقال صحيح الاسناد
وسكت الذهبي عنه. ص.
(2) أخرجه البخاري كتاب الجهاد باب ما يقول إذا رجع من الغزو (4 / 93).
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب ما يقول إذا ركب إلى سفر الحج
وغيره رقم (425 و 428) ص.
719

الفصل الثالث
{في محظورات السفر}
(17562) إن مع كل جرس شيطانا. (د عن عمر) (1).
(17563) لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلجل (2). (ن
عن ابن عمر).
(17564) لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس. (حم، ن
عن أم حبيبة) (3).
(17565) لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر. (د عن
أبي هريرة) (4).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الخاتم باب ما جاء في الجلاجل رقم (4212) ص
(2) جلجل: هو الجرس الصغير الذي يعلق في أعناق الدواب وغيرها.
النهاية (1 / 284) ب.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب اللباس والزينة باب كراهة الكلب والجرس في
رقم (2113) عن أبي هريرة. ص.
(4) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في جلود النمور والسباع رقم (4112)
قال المنذري: في اسناده أبو العوام عمران بن داود القطان. عون المعبود
(11 / 189) ص.
720

(17566) إياكم والتعريس على جواد الطريق والصلاة عليها فإنها
مأوى الحيات والسباع، وقضاء الحاجة عليها فإنها من الملاعن. (ه‍ ن
عن جابر) (1).
(17567) الجرس مزامير الشيطان. (حم م د عن أبي هريرة) (2)
(17568) الركب الذي معهم الجلجل لا تصحبهم الملائكة.
(الحاكم في الكنى ت عن ابن عمر).
(17569) لو يعلم الناس من الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليل
وحده. (حم خ ت ه‍ عن ابن عمر) (3).
(17570) إنما تفرقكم في الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان
(حم د ك عن أبي ثعلبة الخشني) (4).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطهارة باب النهي عن الخلاء عن قارعة الطريق
رقم (329) وقال في الزوائد: اسناده ضعيف وهذا الحديث مما تفرد به
ابن ماجة. راجع الفتح الكبير (1 / 489) ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب اللباس والزينة باب كراهة الكلب والجرس
في السفر رقم (2114) ص.
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد باب السير وحده (4 / 70) ص.
(4) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب ما يؤمر من انضمام العسكر وسعته.
رقم (2611) ص.
721

(17571) الواحد شيطان والاثنان شيطانان والثلاثة ركب. (ك
عن أبي هريرة).
(17572) لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس. (حم
م د ت عن أبي هريرة) (1).
(17573) لا تطرقوا النساء ليلا. (طب عن ابن عباس).
(17574) نهى أن يطرق الرجل ليلا. (ط ك عن جابر).
{الاكمال}
(17575) إن الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس. (مسدد
وابن قانع والبغوي والباوردي وأبو نعيم عن حوط أو حويط بن
عبد العزى، وصحح، قال البغوي: وماله غيره، قال ابن قانع: هو
حوط أخو حويط بن عبد العزى).
(17576) لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ولا بيتا فيه جرس
(كر عن أنس).
(17577) مروهم بهذه الأجراس فلتقطع. (الخطيب عن جابر).

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب اللباس والزينة باب كراهة الكلب والجرس
في السفر رقم (2113) ص.
722

الفصل الرابع
{في سفر المرأة}
(17578) لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو
محرم منها ولا صوم في يومين: الفطر والأضحى. (ع، ت عن
أبي سعيد) (1).
(17579) لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر
مسيرة ثلاث إلا ومعها ذو محرم. (م عن ابن عمر).
(17580) لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر سفرا
يكون ثلاثة أيام فصاعدا إلا ومعها أبوها أو ابنها أو زوجها أو أخوها
أو ذو محرم منها. (حم م د ن ه‍ عن أبي سعيد).
(17581) لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر
مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم. (حم ق (2) د ن عن أبي هريرة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الرضاع باب ما جاء في كراهية أن تسافر المرأة
وحدها رقم (1169 و 1170) وقال حسن صحيح. ص.
(2) أخرجه البخاري في كتاب جزاء العبد باب حج النساء رقم (379) وكتاب
تقصير الصلاة باب في كم يقصر الصلاة رقم (601).
ومسلم كتاب الحج رقم (419 و 423) ص.
723

(17582) لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر
مسيرة يوم إلا مع ذي محرم. (حم م د ه‍ عن أبي هريرة).
(17583) لا يحل لامرأة أن تسافر إلا ومعها ذو محرم منها. (م
عن أبي هريرة).
(17584) لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم. (حم ق ن د
عن ابن عمر).
(17585) لا تسافر امرأة بريدا (1) إلا ومعها محرم يحرم عليها.
(د ك عن أبي هريرة).
(17586) لا تسافر المرأة إلا مع محرم ولا يدخل عليها رجل إلا
ومعها محرم. (حم ق عن ابن عباس).
(17587) سفر المرأة مع عبدها ضيعة (2). (البزار، طس
عن ابن عمر).

(1) بريدا: المسافة التي بين السكتين والسكة موضع كان يسكنه الفيوج
المرتبون من بيت أو قبة أو رباط، وكان يرتب في كل سكة بغال، وبعد ما
بين السكتين فرسخان وقيل أربعة. النهاية (1 / 116) ب.
(2) ضيعة: ضاع الشئ يضيع ضياعا وضياعا بكسر الضاد وفتحها أي هلك
المختار (305) ب.
724

{الاكمال}
(17588) لا تسافر امرأة مسيرة ليلة إلا مع ذي محرم. (ك
عن أبي هريرة).
(17589) لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو
محرم لها ولا صوم في يومين: الفطر والأضحى ولا صلاة بعد صلاتين بعد
الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب الشمس ولا تشد
الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام ومسجدي ومسجد الأقصى
(خ عن أبي سعيد) (1).
(17590) لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل
إلا ومعها ذو محرم. (ط حم خ م عن ابن عباس).
(17591) لا تسافر المرأة ثلاثة أميال إلا مع زوج أو ذي محرم.
(طب عن ابن عباس).
(17592) لا تسافر المرأة إلا ومعها محرم ولا يدخل عليها إلا
وعندها محرم فإذا دخل أحدكم فليعلم أن الله يراه. (هب عن جابر).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب حج النساء (3 / 24) ص.
725

كتاب السفر
{من قسم الافعال}
{فصل في الترغيب فيه}
(17593) عن معمر عن أبيه قال: قال عمر: سافروا تصحوا
(عب).
{فصل في آدابه}
{الوداع}
(17594) عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يودع الرجل إذا
أراد السفر فيقول: زودك الله التقوى وغفر لك ذنبك ووجهك إلى
الخير حيث توجهت. (ابن النجار).
(17595) عن أنس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد السفر
فأوصني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: متى؟ قال غدا إن شاء الله تعالى، ثم أتاه
الغد فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقال له: في حفظ الله وكنفه وزودك الله
التقوى وغفر ذنبك ووجهك للخير حيث توجهت وأينما كنت.
(ابن النجار)
726

(17596) عن نهشل بن الضحاك بن مزاحم عن ابن عمر عن أبيه
عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ودعه الرجل قال له: جعل
الله زادك التقوى ولقاك الخير حيث كنت ورزقك حسن المآب. (أبو
الحسن علي بن أحمد المديني في أماليه) (1).
{آداب متفرقة}
(17597) عن زيد بن وهب عن عمر قال: إذا كانوا ثلاثة في سفر
فليؤمروا أحدهم ذاك أمير أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم. (البزار وابن خزيمة
قط في الافراد حل ك).
(17598) عن زيد بن وهب قال: قال عمر: إذا كنتم في سفر
ثلاثة فأمروا عليكم أحدكم وإذا مررتم بابل أو راعي غنم فنادوا ثلاثا فان
أجابكم أحد فاستسقوه وإلا فانزلوا فحلوا واحلبوا واشربوا ثم صروا (2)
(عب ش ق وصححه).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10 / 130) وقال رواه الطبراني والبزار
ورجالهما ثقات. ص.
(2) صروا: من عاد العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها إلى المرعى
سارحة، ويسمون ذلك الرباط صرارا، فإذا راحت عشيا حلت تلك
الاصرة وحلبت فهي مصرورة ومصررة. النهاية (3 / 22) ب.
727

(17599) عن مكحول أن رجلا أتى عمر بن الخطاب وقد أبيض
نصف رأسه ونصف لحيته فقال له عمر: ما بالك، فقال: مررت بمقبرة
بني فلان ليلا فإذا رجل يطلب رجلا بسوط من نار كلما لحقه ضربه
فاشتعل ما بين فرقه وقدمه نارا فلما دنى الرجل قال: يا عبد الله أغثني،
فقال الطالب: يا عبد الله لا تغثه فبئس عبد الله هو، فقال عمر: فلذلك
كره لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسافر أحدكم وحده. (هشام بن عمار في
مبعث النبي صلى الله عليه وسلم).
(17600) عن الحويرث بن ذباب قال: بينا أنا بالأثاية إذ خرج علينا
إنسان من قبر يلتهب وجهه ورأسه نارا في جامعة من حديد فقال:
اسقني اسقني من الإداوة وخرج إنسان في أثره، فقال: لا تسق الكافر
لا تسق الكافر فأدركه فأخذ بطرف السلسلة فجذبه فكبه فجره حتى
دخلا القبر جميعا قال الحويرث: فضربت بي الناقة ولا أقدر منها على شئ
حتى التوت بعرق الظبية فبركت فصليت المغرب والعشاء الأخيرة ثم
ركبت حتى أصبت المدينة فأتيت عمر بن الخطاب فأخبرته الخبر،
فقال: يا حويرث والله ما أتهمك ولد أخبرتني خبرا شديدا ثم أرسل
عمر إلى مشيخة من كنفي الصفراء قد أدركوا الجاهلية ثم دعا الحويرث
فقال: إن هذا أخبرني حديثا ولست أتهمه حدثهم يا حويرث ما حدثتني
728

فقالوا: قد عرفنا هذا يا أمير المؤمنين هذا رجل من بني غفار مات في
الجاهلية فحمد الله عمر وسر بذلك وسألهم عمر عنه، فقالوا: يا أمير المؤمنين
كان رجلا من خير رجال في الجاهلية ولم يكن يرى للضيف حقا. (ابن أبي
الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت).
(17601) عن ابن عمر قال: إن الجمعة لا تمنعه من السفر ما لم يحضر
وقتها. (عب ش).
(17602) عن ابن عمر أن عمر قفل من غزوة فلما جاء الجرف (1)
قال: يا أيها الناس لا تطرقوا النساء ولا تغتروهن ثم بعث راكبا إلى
المدينة يخبرهم أن الناس يدخلون بالغداة. (عب ش).
(17603) عن عطاء أن عمر نهى أن يسافر الرجلان. (ش).
(17604) عن مجاهد قال: قال عمر: كونوا في أسفاركم ثلاثة فان
مات واحد وليه اثنان، الواحد شيطان والاثنان شيطانان. (ن ش).
(17605) عن قيس قال: أبصر عمر بن الخطيب رجلا عليه هيئة
السفر فسمعه يقول: لولا الجمعة اليوم لخرجت، فقال عمر: اخرج فان
الجمعة لا تحبس عن سفر. (الشافعي ق).

(1) الجرف: هم اسم موضع قريب من المدينة، وأصله ما تجرفه السيول من
الأودية. النهاية (1 / 262) ب.
729

(17606) عن عبد الله بن سرجس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر
فقال: اللهم بلغنا بلاغ خير ومغفرة. (حل).
(17607) عن ابن المسيب قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمعرس (1)
أمر مناديا ينادى لا تطرقوا النساء فتعجل رجلان فكلاهما وجد مع امرأته
رجلا فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قد نهيتكم أن تطرقوا
النساء. (عب)
(17608) عن إبراهيم قال: كان أحدهم إذا سافر قال: اللهم بلغ
بلاغا يبلغ خيرا ومغفرة منك ورضوانا بيدك الخير إنك على كل شئ
قدير، اللهم أنت الصاحب في السفر وأنت الخليفة في الأهل هون علينا
السفر واطو لنا الأرض، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة
المنقلب (ابن جرير).
(17609) عن إبراهيم قال: كانوا إذا نزلوا في منزل لم يرتحلوا حتى
يصلوا الظهر وإن عجلوا. صلى الله عليه وآله.

(1) بالمعرس: التعريس، نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة،
يقال منه: عرس يعرس تعريسا. ويقال فيه: أعرس، والمعرس:
موضع التعريس، وبه سمي معرس ذي الحليفة، عرس به النبي صلى الله عليه وسلم
وصلى فيه الصبح ثم رحل. النهاية (3 / 206) ب.
730

(17610) عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من
أهله مسافرا صلى ركعتين حتى يرجع إلى أهله. (ابن جرير، وصحح).
(17611) عن إبراهيم قال: كان يقال إذا صليت في سفر فشككت
زالت الشمس أم لم تزل فصل قبل أن ترتحل. صلى الله عليه وآله.
(17612) عن مكحول ما أراد عبد سفرا فقال هؤلاء الكلمات
إلا كلأه الله وكفاه ووقاه: اللهم لا شئ إلا أنت ولا شئ إلا ما شئت
ولا حول ولا قوة إلا بك لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا
وعلى الله فليتوكل المؤمنون حسبي الله لا إله إلا هو اللهم فاطر السماوات
والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين
(ابن جرير).
(17613) عن معمر عن الزهري قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يطرق الرجل أهله بعد العتمة. (عب).
(17614) عن عائشة قالت: خمس لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعهن في سفر ولا حضر: المرآة والمكحلة والمشط والمدري (1) والسواك
(ابن النجار).

(1) المدرى: هو الطين المتماسك لئلا يخرج منه الماء ومنه حديث: إنما هو
مدر: أي مطبوع بالمدر. النهاية (4 / 309) ص.
731

(17615) عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا توضأ
فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين ويقول في مجلسه مستقبل القبلة: الحمد
لله الذي خلقني ولم أك شيئا رب أعني على أهوال الدهر وبوائق الدهر
وكربات الآخرة ومصيبات الليالي والأيام رب في سفري فاحفظني في
أهلي فاخلفني وفيما رزقتني فبارك في ذلك. (الديلمي).
(17616) عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا
قال: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم اصحب لنا
بنصح واقلبنا بذمة، اللهم ازو لنا الأرض وهون علينا السفر، اللهم إني
أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال
اللهم اطو لنا الأرض وهون علينا السفر. (ابن جرير).
(17617) - عن أبي رائطة عبد الله بن كرامة المذحجي قال: كنا
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقوم سفر: لا يصحبنكم جلال من هذه
النعم يعني الضوال ولا يضمن أحدكم ضالة ولا يردن سائلا إن كنتم
تريدون الربح والسلامة ولا يصحبنكم من الناس إن كنتم تؤمنون بالله
واليوم الآخر ساحر ولا ساحرة ولا كاهن ولا كاهنة ولا منجم ولا
منجمة ولا شاعر ولا شاعرة، وإن كل عذاب يريد الله أن يعذب
أحدا به من عباده فإنما يبعث به إلى السماء الدنيا فأنهاكم عن معصية الله عشيا
732

(الدولابي في الكنى وابن منده طب كر وهو ضعيف).
(17618) عن أبي الدرداء قال: اذكروا الله في أسفاركم عند كل
حجيرة وشجيرة لعلها أن تأتي يوم القيامة فتشهد لكم. (ابن شاهين في
الترغيب في الذكر).
(17619) عن أبي ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزلوا مع النبي
صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن تفرقكم في
هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا
انضم بعضهم إلى بعض حتى لو بسط عليهم ثوب لوسعهم. (كر).
مر برقم [17570].
(17620) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن محمد
ابن أسلم بن بجرة أخي بني الحارث بن الخزرج وكان شيخا كبيرا قد حدث
نفسه قال: إن كان ليدخل المدينة فيقضي حاجته بالسوق ثم يرجع إلى أهله
فإذا وضع رداءه ذكر أنه لم يصل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول:
والله ما صليت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فإنه قد قال لنا: من
هبط منكم هذه القرية فلا يرجعن إلى أهله حتى يركع في هذا المسجد
ركعتين ثم يأخذ رداءه فيرجع إلى المدينة حتى يركع في مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم يرجع إلى أهله. (الحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة)
733

(17621) عن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من
سفره إلا نهارا في الضحى فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم يقعد
فيه. (ابن جرير).
(17622) عن ابن مسعود قال: إذا أراد الرجل منكم السفر
فليقل: الله بلاغا يبلغ خيرا مغفرة منك ورضوانا بيدك الخير إنك على
كل شئ قدير، اللهم أنت الصحاب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم
إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب، اللهم اطو لنا الأرض وهون
علينا السفر. (ابن جرير).
(17623) عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على
بعيره خارجا إلى سفره كبر ثلاثا ثم قال: {سبحان الله الذي سخر لنا هذا
وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} اللهم إنا نسألك في سفرنا
هذا البر والتقوى والعمل بما تحب وترضى، وفي لفظ: ومن العمل ما
ترضى، اللهم هون علينا السفر واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في
السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب
وسوء المنظر في الأهل والمال وإذا رجع قالها وزاد: آيبون تائبون لربنا
حامدون. (ابن جرير).
734

(17624) عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا أو سافر
فأدركه الليل قال: يا أرض ربي: وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر
ما فيك وشر ما خلق فيك وشر ما يدب عليك أعوذ بالله من شر كل
أسد وأسود وحية وعقرب ومن ساكن البلد ومن شر والد وما ولد.
(ابن النجار).
(17625) عن ابن عباس نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله
ليلا (كر).
(17626) عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن
يخرج إلى سفر قال: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل
اللهم إني أعوذ بك من الضيعة في السفر والكآبة في المنقلب، اللهم اقبض
لنا الأرض وهون علينا السفر فإذا أراد الرجوع قال: آيبون تائبون لربنا
حامدون، وإذا دخل بيته قال: توبا لربنا أو أبا لا يغادر حوبا (1)، وفي لفظ:
فإذا كان يوم يدخل المدينة قال: توبا إلى ربنا توبا لا يغادر عليه منا حوبا
(ابن جرير).
(17627) وعنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر

(1) حوبا: ومنه الحديث " اغفر لنا حوبتنا " أي إثمنا. اه‍ النهاية
(1 / 455) ب.
735

قال: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، الله إني أعوذ
بك من الفتنة في السفر والكآبة في المنقلب، اللهم اقبض لنا الأرض
وهون علنا السفر، فإذا أراد الرجوع من السفر قال: تائبون عابدون
لربنا حامدون وإذا دخل على أهله قال: توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر
علينا حوبا. (ش).
(17628) عن عبد الله بن سرجس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد
سفرا قال: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني
أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور (1) بعد الكور ودعوة
المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال. (ابن جرير).
(17629) حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن كوثر: حدثنا إسماعيل
ابن إسحاق: حدثنا مسدد: ثنا عبد الوارث عن حسين المعلم عن عبد الله بن
بريدة: حدثني حويطب بن عبد العزى أن رفقة أقبلت من مصر فيها
جرس فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطعوه فمن ثم كره الجرس وقال: إن
الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس. (أبو نعيم).
(17630) عن جابر قال: كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا
سبحنا. (كر).

(1) والحور بعد الكور: أي من النقصان بعد الزيادة. النهاية (1 / 458) ب.
736

(17631) عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلما قدمنا
المدينة قال: يا جابر ادخل المسجد فصل ركعتين. (ش).
(17632) عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رجع من غزوته
قال: آيبون إن شاء الله لربنا حامدون. (ابن أبي عاصم، عد والمحاملي
في الدعاء، كر، ص).
(17633) عن جابر قال: لما قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: يا جابر
هل صليت؟ قلت: لا، قال: فصل ركعتين. (ش).
(17634) عن البراء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل من سفر
قال: تائبون عابدون لربنا حامدون. (ط حم ن ع حب ص).
(17635) عن البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى سفر
قال: اللهم بلغ بلاغا يبلغ خيرا مغفرة منك ورضوانا بيدك الخير إنك
على كل شئ قدير، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل،
اللهم هون علينا السفر واطو لنا الأرض، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر
وكآبة المنقلب. (ابن جرير والديلمي).
(17636) عن أنس قال: لم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا قط إلا
قال حين ينهض من جلوسه: اللهم لك انتشرت وإليك توجهت وبك
اعتصمت، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم
737

له وما أنت أعلم به، اللهم زودني التقوى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير أينما
توجهت ثم يخرج. (ابن جرير).
(17637) عن أنس قال: ما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى جدر
المدينة فكان على دابة إلا حركها ولا بعير إلا أوضعه تباشيرا بالمدينة.
(ابن النجار).
(17638) عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد
سفرا وقد كتبت وصيتي فإلى أي الثلاثة تأمرني أن أدفع إلى أبي أو ابني
أو أخي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما استخلف العبد في أهله من خليفة إذا هو شد عليه
ثياب سفره خيرا من أربع ركعات يضعهن في بيته يقرأ في كل واحدة
منهن بفاتحة الكتاب و {قل هو الله أحد} ثم يقول: اللهم إني أتقرب
بهن إليك فاجعلهن خليفتي في أهلي وما لي فهن خليفته في أهله وماله وداره
ودور حول داره حتى يرجع إلى أهله. (الديلمي).
(17639) عن أنس أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان بظهر
البيداء أو بالحرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: آيبون تائبون عابدون إن شاء الله
لربنا حامدون. (ش).
(17640) عن أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا لم يرتحل حتى
يصلي الظهر وإن كان نصف النهار. (عب ش).
738

(17641) عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا لم يزل
يسبح حتى تحل الرحال. (عب).
(17642) عن حفص بن عبد الله بن أنس قال: كنا نسافر مع
أنس إلى مكة فكان إذا زالت الشمس وهو في منزل لم يركب حتى يصلي
الظهر فإذا راح فحضرت العصر فان سار من منزل قبل أن تزول الشمس
فحضرت الصلاة قلنا: الصلاة، فيقول: سيروا حتى إذا كان بين الصلاتين
جمع بين الظهر والعصر، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وصل ضحوته
بروحته صنع هكذا. (ش).
(17643) عن علي قال: لا تسافروا في المحاق (1) ولا بنزول القمر
في العقرب. (أبو الحسن بن حمد بن حبيش الدينوري في حديثه).
(17644) عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه
عن جده أن عليا كان إذا سافر سار بعد ما تغرب الشمس حتى تكاد أن
تظلم ثم ينزل فيصلي المغرب ثم يدعو بعشائه فيتعشى ثم يصلي العشاء،
ثم يرتحل ويقول: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع (ابن جرير).
(17645) عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا

(1) المحاق: المحاق من الشهر بالضم: ثلاث ليال من آخره. اه‍ المختار
(488) ب.
739

قال: اللهم بك أصول وبك أحول وبك أسير. (حم وابن جرير،
وصححه).
(17646) عن علي كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر يصلي
ركعتين. (طس).
(17647) عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه
عن جده أن عليا كان يسير حتى إذا غربت الشمس وأظلم نزل فصلى
المغرب ثم صلى العشاء على أثرها ثم يقول هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصنع. (د، ن، عم، ع، ص) ولفظ " ع " فيصلى المغرب ثم يدعو
بعشائه فيتعشى، ثم يصلي العشاء، ثم يرتحل ويقول هكذا كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.
(17648) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن رواحة قال:
كنت في غزاة فتعجلت فانتهيت إلى الباب فإذا المصباح يتأجج وإذا أنا
بشئ أبيض فاخترطت سيفي ثم حركتها فانتبهت المرأة، فقالت:
إليك إليك فلانة كانت عندي تمشطني فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فنهى أن
يطرق الرجل أهله ليلا. (ك).
740

(17649) عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبير
أتحب إذا خرجت سفرا أن تكون من أفضل أصحابك وأكثرهم زادا؟
اقرأ هذه السور الخمس {قل يا أيها الكافرون} و {إذا جاء نصر الله}
و {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ
برب الناس} وافتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم، واختتم ببسم الله
الرحمن الرحيم، قال جبير: وكنت غير كثير المال فما زلت أقرؤهن في
سفري وإقامتي حتى ما كان أحد من أصحابي مثلي. (أبو الشيخ وابن
حبان في الثواب، وفيه: الحكم (1) بن عبد الله بن سعد الأيلي متهم).

(1) أبو عبد الله، وقال الإمام أحمد: أحاديثه كلها موضوعة قال البخاري:
تركوه. راجع ميزان الاعتدال للذهبي (1 / 572) ص.
741

كتاب السحر والعين والكهانة
من قسم الأقوال
{وفيه ثلاثة فصول}
الفصل الأول
{في السحر}
(17650) من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ومن سحر فقد
أشرك، ومن تعلق شيئا وكل إليه. (ن عن أبي هريرة) (1).
(17651) يا عائشة أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني
رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند
رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب،
قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شئ، قال: في مشط

(1) أخرجه النسائي كتاب التحريم باب الحكم في السحرة (7 / 112)،
وفي سنده عباد بن ميسرة المنقري.
قال الذهبي في الميزان (2 / 378) هذا الحديث لا يصح للين عباد
وانقطاعه ثم سرد الحديث بلفظه وسنده. ص.
742

ومشاطة وجف (1) طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر أروان،
قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، ثم جاء فقال: يا عائشة
والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رؤوس الشياطين. (حم
ق ن عن عائشة) (2).
(17652) لعن الله الزهرة فإنما هي التي فتنت الملكين هاروت
وماروت. (ابن راهويه وابن مردويه عن علي).
{الاكمال}
(17653) من تعلم شيئا من السحر قليلا أو كثيرا كان آخر عهده
من الله. (عب عن صفوان بن سليم، مرسلا عد عن علي).
(17654) خرج داود نبي الله ذات ليلة فقال: لا يسأل الله أحد
إلا استجيب له إلا أن يكون ساحرا أو عشارا. (ك عن عثمان بن أبي
العاص عن علي).
.

(1) جف: الجف: وعاء الطلع، وهو الغشاء الذي يكون فوقه، ويروى
في جب طلعة. النهاية (1 / 278) ب.
(2) مطبوب: مسحور، ذي أروان: بئر بالمدينة في بستان بني زريق،
النقاعة: الماء الذي ينقع فيه الحناء.
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب السحر رقم (2189) ص
743

(17655) من تكهن أو تقسم أو تطير طيرة ترده عن سفر لم
ينظر إلى الدرجات من الجنة يوم القيامة. (هب عن أبي الدرداء).
الفصل الثاني
{في العين}
(17656) العين حق. (حم ق (1) د، ه‍ عن أبي هريرة، ه‍
عن عامر بن ربيعة).
(17657) العين حق تستنزل الحالق. (حم، طب، ك عن
ابن عباس).
(17658) العين حق ولو كان شئ سابق القدر سبقته العين، وإذا
استغسلتم فاغسلوا. (حم م (2) عن ابن عباس).
(17659) العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن آدم. (الكجي
في سننه عن أبي هريرة).
(17660) العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر. (عد
حل عن جابر، عد عن أبي ذر).

(1) أخرجه مسلم في صحيح كتاب السلام باب الطب والمرض والرقي رقم
(2187 و 2188).
وابن ماجة كتاب الطب باب العين رقم (3506 و 3510) ص.
(2) أخرجه مسلم في صحيح كتاب السلام باب الطب والمرض والرقي رقم
(2187 و 2188).
وابن ماجة كتاب الطب باب العين رقم (3506 و 3510) ص.
744

(17661) استعيذوا بالله من العين، فان العين حق. (ه‍ (1) ك
عن عائشة).
(17662) أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله تعالى وقدره
بالعين. (الطيالسي، تخ والحكيم والبزار والضياء عن أبي هريرة،
السجزي في الإبانة عن عبد الله بن أبي أوفى، حم في الزهد عن
سلمان، موقوفا).
(17663) إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقا
ثم يتردى منه. (حم ع عن أبي ذر).
(17664) لو كان شئ سابق القدر لسبقته العين. (حم ت (2)
ه‍ عن أسماء بنت عميس).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب العين رقم (3508).
وقال في الزوائد: في اسناده " أبو واقد " واسمه: صالح بن محمد بن
زائدة الليثي وهو ضعيف وقال البخاري: منكر الحديث. راجع ميزان
الاعتدال للذهبي (2 / 299).
وأخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الطب (3 / 215) وقال: صحيح ولم
يتكلم الذهبي عليه بشئ، فالحديث ضعيف كما في زوائد ابن ماجة لان
السند واحد. ص.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب من استرقى من العين رقم (3510) ص.
745

(17665) لو كان شئ سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم
فاغسلوا. (ت عن ابن عباس) (1).
(17666) نصف ما يحفر لامتي من القبور من العين. (طب
عن أسماء بنت عميس).
(17667) علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه
فليدع له بالبركة. (ن ه‍ عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف) (2).
(17668) إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه
فليدع له بالبركة فان العين حق. (ع طب ك عن عامر بن ربيعة) (3).
(17669) في كتاب الله ثماني آيات للعين {الفاتحة} و {آية
الكرسي}. (فر عن عمران بن حصين).
(17670) من رأى شيئا يعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله
لم تضره العين. (ابن السني عن أنس).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء أن العين حق والغسل لها
رقم (2062) وقال: حسن صحيح غريب. ص.
(2) راجع الحديث في نهاية الكتاب لأحاديث الافعال مع التحقيق الشافي. ص.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 215) وقال: صحيح وأقره الذهبي.
وقال المناوي في الفيض (1 / 351) وأخرجه النسائي وابن ماجة فما أوهمه
صنيع المصنف المراد به الحاكم من أنه لم يخرجه أحد من كتب
الستة غير جيد. ص.
746

الفصل الثالث
{في الكهانة والعرافة}
(17671) - لن يلج الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو
رجع من سفره تطيرا. (طب عن أبي الدرداء).
17672) إذا قضى الله تعالى الامر في السماء ضربت الملائكة
بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع في قلوبهم
قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: للذي قال: الحق وهو العلي الكبير فيسمعها
مسترقوا السمع ومسترقوا السمع هكذا واحد فوق آخر فربما لم أدرك
الشهاب المستمع قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقه وربما لم يدركه
حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يلقوها إلى
الأرض فتلقي على فم الساحر فيكذب معها مائة كذبة فيصدق،
فيقولون: ألم يخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا فوجدناه حقا
للكلمة التي سمعت من السماء. (خ ت عن أبي هريرة) (1).
(17673) إن الملائكة تنزل في العنان: وهو السحاب فتذكر

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب تفسير سورة سبأ
(6 / 152) ص.
747

الامر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى
الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم. (خ عن عائشة) (1).
(17674) فإنها لا يرمي بها لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا
تبارك وتعالى إذا قضى أمرا سبح حملة العرش ثم سبح أهل السماء الذين
يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل هذه السماء الدنيا، ثم قال الذين يلون حملة
العرش لحمة العرش: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم ماذا قال: فيستخبر بعض
أهل السماوات بعضا حتى يبلغ الخبر أهل هذه السماء الدنيا فتخطف الجن
السمع فيقذفونه إلى أوليائهم ويرمون به فما جاءوا به على وجهه فهو حق
ولكنهم يقرفون (2) فيه فيزيدون. (حم ت (3) عن ابن عباس م ت عنه
عن رجل من الأنصار).
(17675) من أتى كاهنا فصدقه بما يقول: أو أتى امرأة حائضا
أو أتى امرأة في دبرها، فقد برئ مما أنزل الله على محمد (حم، م

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق باب ذكر الملائكة (4 / 135) ص.
(2) يقرفون: معناه يخلطون فيه الكذب، وهو بمعنى يقذفون. (4 / 1751)
صحيح مسلم حديث 2229. ب.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب تحريم الكهانة رقم (2229)
وأخرجه الترمذي بلفظه وسنده كتاب التفسير تفسير سورة سبأ رقم
(3224) وقال: حديث حسن صحيح. ص.
748

عن أبي هريرة) (1).
(17676) من أتى كاهنا فسأله عن شئ حجبت عنه التوبة أربعين
ليلة فان صدقه بما قال كفر. (طب عن واثلة).
(17677) لا تأتوا الكهان. (طب عن معاوية) (2).
(17678) من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما
أنزل على محمد. (حم ك عن أبي هريرة).
(17679) من أتى عرافا فسأله عن شئ لم تقبل له صلاته أربعين
ليلة. (حم م عن بعض أمهات المؤمنين) (3).

(1) رمز لهذا الحديث في الفتح الكبير (3 / 146): حم والسنن الأربعة،
وأما لفظ هذا الحديث فليس في صحيح مسلم كما عزاه المصنف ولكن
رواه الترمذي كتاب الطهارة باب ما جاء في كراهية اتيان الحائض رقم
(135).
وقال أحمد شاكر في تحقيقه حول هذا الحديث ما خلاصته: وهذا
الحديث اسناده صحيح متصل، ورواه أحمد في المسند رقم (9532
(2 / 429) ص.
(2) الحديث أخرجه مسلم بلفظه وسنده كتاب السلام باب تحريم الكهانة
واتيان الكهان رقم (121) ص.
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب تحريم اتيان الكهان رقم
(125 و 2230) ص.
749

كتاب السحر والعين والكهانة
{من قسم الافعال}
{قتل الساحر}
(17680) عن عمر قال: اقتلوا كل ساحر وساحرة. (الشافعي
عب وابن سعد، ش ق).
(17681) عن نافع أن جارية لحفصة سحرتها واعترفت بذلك
فأمرت بها عبد الرحمن بن زيد فقتلها فأنكر ذلك عثمان فقال ابن عمر:
ما تنكر على أم المؤمنين من امرأة سحرت واعترفت فسكت عثمان.
(عب ورستة في الايمان هق).
(17682) عن ابن المسيب أن عمر بن الخطاب أخذ ساحرا فدقه
إلى صدره ثم تركه حتى مات. (عب).
750

{العين}
(17683) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: مر عامر بن
ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة
فما لبث أن لبط (1) به فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له أدرك سهلا صريعا
فقال: ما تتهمون به؟ قالوا: عامر بن ربيعة، قال: علام يقتل أحدكم أخاه؟
إذا رأى أحدكم من أخيه أمرا يعجبه فليدع بالبركة، ثم أمره فغسل
وجهه ويديه إلى مرفقيه وركبتيه وداخلة إزاره فرش عليه. (ن
وأبو نعيم) (2).

(1) لبط به: أي صرع وسقط على الأرض. يقال: لبط بالرجل فهو ملبوط
به. النهاية (4 / 226) ب.
(2) الحديث: ليس في سنن النسائي كما عزاه المصنف ولكن الحديث هو
عند ابن ماجة كتاب الطب باب العين رقم (3509) بسنده ولفظه،
وهكذا رواه مالك في الموطأ كتاب العين باب الوضوء من العين رقم (2).
وقال: هذا الحديث ظاهره الارسال لكنه سمع ذلك من والده.
وسهل بر حنيف بن واهب بن العكيم أبو ثابت المدني البدري شهد
المشاهد، وابنه: أبو أمامة وتوفي سنة 38 ه‍ بالكوفة وصلى عليه علي
رضي الله عنهما وكبر عليه ستا.
خلاصة الكمال للخزرجي (1 / 426) ص.
751

{الكهانة (1)}
(17684) عن الحسن عن علي بن أبي طالب قال: من أتى كاهنا

(1) قبل أن أوضح معنى الكهانة علينا أن نعرف معنى العرافة أراد بالعراف
المنجم أو الحازي الذي يدعى علم الغيب وقد استأثر الله تعالى به.
النهاية (3 / 218).
وأما معنى الكهانة:
الكاهن: الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعي
معرفة الاسرار وقد كان في العرب كهنة، كشق وسطيح وغيرهما.
وقد يشتمل على اتيان الكاهن والعراف والمنجم وجمع الكاهن:
كهنة وكهان.
والعرب تسمى كل من يتعاطى علما دقيقا: كاهنا.
النهاية (4 / 214 و 215) ص.
وأجمعوا على أن السحر له حقيقة إلا أبا حنيفة فإنه قال: لا حقيقة له
عنده، واختلفوا فيمن يتعلم السحر ويستعمله:
فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد: يكفر ذلك.
وقال الشافعي: إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك فان وصف
ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب
السبعة وأنها تفعل ما يلتمس منها فهو كافر وإن كان لا يوجب الكفر
فان اعتقد اباحته فهو كافر.
وقال ابن هبيرة: وهل يقتل بمجرد فعله واستعماله؟ فقال مالك وأحمد:
نعم، وقال الشافعي وأبو حنيفة: لا.
فأما إن قتل بسحره إنسانا فإنه يقتل عند مالك والشافعي، وقال أبو
حنيفة لا يقتل حتى يتكرر منه ذلك أو يقر بذلك في حق شخص معين
وإذا قتل فإنه يقتل حدا عندهم إلا الشافعي فإنه قال: يقتل والحالة
هذه: قصاصا.
راجع تفسير ابن كثير سورة البقرة آية 101. ص.
752

أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
(رسته).
753

تم بعونه تعالى طبع الجزء السادس من
{كتاب كنز العمال}
في الخامس عشر من شهر شعبان المعظم سنة 1391 ه‍
والموافق 5 / 10 / 1971 م
ويتلوه الجزء السابع إن شاء الله تعالى
وأوله {كتاب الشفعة}
من قسم الأقوال
754