الكتاب: كنز العمال
المؤلف: المتقي الهندي
الجزء: ١٥
الوفاة: ٩٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كنز العمال
في سنن الأقوال والأفعال
للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري المتوفى سنة 975
الجزء الخامس عشر
ضبطه وفسر غريبه * صححه ووضع فهارسه ومفتاحه
الشيخ بكري حياني * الشيخ صفوة السقا
مؤسسة الرسالة
1

جميع الحقوق محفوظ
1409 ه‍ - 1989
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب الثاني من حرف القاف
كتاب القصاص من قسم الأقوال
وفيه بابان:
الباب الأول في القصاص
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول في قصاص النفس وأحكام متفرقة
39805 العمد قود (1) والخطأ دية (طب - عن ابن حزم) (2).
39806 من قتل عمدا دفع إلى أولياء المقتول، فان شاؤوا
قتلوا، وإن شاؤ أخذوا الدية، وهي ثلاثون حقة (3) وثلاثون

(1) قود: القود: القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. النهاية 4 / 119. ب
(2) قال المناوي في فيض القدير (4 / 392) أخرجه الطبراني عن عمرو بن
حزام وقال الهيثمي فيه عمران بن أبي الفضل وهو ضعيف. ص
(3) حقة: هو من الإبل ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها. وسمى بذلك
لأنه استحق الركوب والتحميل، ويجمع على حقاق وحقائق. النهاية 1 / 415 ب
3

جذعة (1) وأربعون خلفة (2)، وما صولحوا عليه فهو لهم (حم،
ت، ه‍ - عن ابن عمرو) (3).
39807 لا قود إلا بالسيف (ه‍ - عن أبي بكرة وعن
النعمان بن بشير) (4).
39808 من أصيب بدم أو خبل فهو بالخيار بين إحدى
ثلاث: إما أن يقتص أو يأخذ العقل (5) أو يعفو، فان أراد الرابعة
فخذوا على يديه، فان فعل شيئا من ذلك ثم عدا بعد فقتل فله النار

(1) جدعة: أصل الجذع من أسنان الدواب وهو ما كان شابا فتيا، فهو
من الإبل ما دخل في السنة الخامسة، ومن البقر والمعز ما دخل في
الثانية، وقيل: البقر في الثالثة ومن الضأن ما تمت له سنة وقيل:
أقل منها. النهاية 1 / 502. ب
(2) خلفة: بفتح الخاء وكسر اللام: الحامل من النوق: وتجمع على
خلفات وخلائف. النهاية 1 / 68. ب
(3) أخرجه الترمذي كتاب الديات رقم 1387. ص
(4) أخرجه ابن ماجة كتاب الديات باب لا قود إلا بالسيف رقم 2667 وقال
في الزوائد: في إسناده جابر الجعفي وهو كذاب. ص
(5) العقل: هو الدية، وأصله: أن القاتل كان إذا قتل قتيلا جمع الدية من
الإبل فعقلها بفناء أولياء المقتول: أي شدها في عقلها ليسلمها إليهم
ويقبضوها منه، فسميت الدية عقلا بالمصدر. النهاية 3 / 278. ب
4

خالدا مخلدا فيها أبدا (حم، ه‍ (1) عن أبي شريح.
39809 من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه
(حم، 4 (2) عن سمرة).
39810 من خصى عبده خصيناه (د، ك - عن سمرة). (3)
39811 المرأة إذا قتلت عمدا لا تقتل حتى تضع ما في
بطنها إن كانت حاملا وهي تكفل ولدها، وإن زنت لم ترجم
حتى تضع ما في بطنها وحتى تكفل ولدها (ه‍ - عن معاذ بن
جبل وأبي عبيدة بن الجراح وعبادة بن الصامت وشداد بن أوس) (4)
39812 لا يقاد الوالد بالولد (حم، ت - عن عمر).
39813 لا يقتل الوالد بالولد (ه‍ - عن ابن عمر وعن
ابن عباس).
39814 أما ابنك هذا فلا يجني عليك ولا تجني عليه (حم،
د، ن، ك عن أبي رمثة) (5).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الديات باب من قتل قتيل فهو بالخيار رقم 2623. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الديات باب هل يقتل الحر بالعبد رقم 2663. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب الديات رقم 4516. ص
(4) أخرجه ابن ماجة كتاب الديات رقم 2694 وإسناده ضعيف. ص
(5) أخرجه أبو داود كتاب الديات رقم 4495. ص
5

39815 لا تجني أم على ولد (ن ه‍ - عن طارق المحاربي).
39816. لا تجني نفس على أخرى (ت ه‍ - عن أسامة
ابن شريك) (1).
39817 لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده (ه‍ -
عن ابن عباس).
39818 لا يقتل مسلم بكافر (حم، ت، ه‍ - عن
ابن عمرو).
39819 لا يقتل حر بعبد (هق - عن ابن عباس).
39820 لولا القصاص لأوجعتك بهذا السواك (ابن سعد -
عن أم سلمة).
39821 لولا مخافة القود يوم القيامة لأوجعتك بهذا السواك
(طب، حل - عن أم سلمة).
39822 ما تأمرني؟ تأمرني أن آمره أن يدع يده في فيك
تقضمها كما يقضم الفحل! ادفع يدك حتى يعضها ثم انتزعها
(م - (2) عن عمران بن حصين).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الديات رقم 2672 وإسناده صحيح. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب القسامة باب الصائل على نفس الانسان رقم 1673. ص
6

39823 كتاب الله قصاص (حم، ق، د، ن، ه‍ -
عن أنس).
39824 إناء كاناء وطعام كطعام (ن - عن عائشة).
39825 طعام بطعام وإناء باناء (ت - عن أنس).
39826 طعام كطعامها وإناء كانائها (حم - عن عائشة).
39827 دونك فانتصري (ه‍ - عن عائشة) (1).
الاكمال
39828 يا أنس! كتاب الله القصاص (حم، خ، م، (2)
د، ن، ه‍ - عن أنس).
39829 لولا القصاص لأوجعتك بهذا السواك (ابن سعد
عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل وصيفة له فأبطأت عليه فقال -
فذكره.

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح باب حسن معاشرة النساء رقم 1981
وإسناده صحيح ص
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والنسائي في القسامة رقم 4760
وأبو داود كتاب الديات باب القصاص من السن رقم 4595. ص
7

39830 تعالى فاستقد (حم - عن أبي سعيد) (1).
39831 يا أيها الناس! إنما أنا بشر مثلكم، ولعله أن
يكون قد قرب مني خفوف (2) من بين أظهركم، فمن كنت أصبت
من عرضه أو من شعره أو من بشره أو من ماله شيئا، هذا
عرض محمد وشعره وبشره وماله فليقم فليقتص! ولا يقولن أحد
منكم: إني أتخوف من محمد العداوة والشحناء ألا! إنهما ليستا
من طبيعتي وليستا من خلقي (ع وابن عساكر - عن الفضل
ابن عباس).
39832 إنا قد دنا مني خفوف من بين أظهركم، وإنا أنا
بشر، فأيما رجل كنت أصبت من عرضه شيئا فهذا عرضي
فليقتص، وأيما رجل كنت أصبت من بشره شيئا فهذا بشري
فليقتص، وأيما رجل كنت أصبت من ماله شيئا فهذا مالي فليأخذ
وأعلموا أن أولاد كم بي رجل كان له من ذلك شئ فأخذه أو حللني

(1) أخرجه أبو داود كتاب الديات رقم 4536 والنسائي كتاب القسامة
رقم 4781. ص
(2) خفوف: أي حركة وقرب ارتحال. يريد الانذار بموته صلى الله عليه وسلم. النهاية 2 / 54 ب.
8

فلقيت ربي وأنا محلل لي، ولا يقولن رجل: إني أخاف العداوة
والشحناء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهما ليستا من طبيعتي ولا من خلقي،
ومن غلبته نفس على شئ فليستعن بي حتى أدعو له (ابن سعد،
طب - عن الفضل بن عباس).
39833 من اعتبط مؤمنا قتلا فإنه قود إلا أن يرضى ولي
المقتول (عب - عن الزهري (1).
39834 لا يصلح القتل إلا في ثلاث: رجل يقتل فيقتل به
ورجل يكفر بعد إسلامه، ورجل أصاب حدا بعد إحصانه فيرجم
(كر - من عائشة).
39835 من اعتبط مؤمنا قتلا فإنه قود إلا أن يرضى ولى
المفتول والمؤمنون عليه كافة، لا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر
يؤويه وينصره، فمن آواه ونصره غضب الله عليه، وما اختلفتم فيه
من شئ فحكمه إلى الله (عب - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
مرسلا).

(1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم 17184. والبيهقي في السنن
الكبرى (8 / 25). ص
9

39836 من طلب دما أو خبلا - والخبل: الجرح - فهو بالخيار
من ثلاث خلال، فإذا أراد الرابعة أخذ على يديه، بين أن يقتص أو
يعفو أن يأخذ العين فان أخذ منهن واحدة ثم اعتدى بعد ذلك فله
النار خالدا فيها مخلدا (عب - عن أبي شريح الخزاعي).
39837 من قتل في عميا (1) ورميا بحجر أو ضربا بسوط
أو بعصا فقتله قتل الخطأ، ومن قتل اعتباطا - فهو قود، لا يحال
بينه وبين قاتله، فمن حال بينه وبين قاتله فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (عب - عن
ابن عباس). (2)
39838 إذا أمسك الرجل وقتله الآخر يقتل الذي قتل ويحبس
الذي أمسك (عد، ق - عن ابن عمر).
39839 اقتلوا القاتل واصبروا الصابر (أبو عبيد في الغريب

(1) عما ورميا: العميا بالكسر والتشديد والقصر: فعيلى، من العمى
كالرميا من الرمي. والمعنى أن يوجد بينهم قتيل يعمى أمره ولا يتبين
قاتله، فحكمه حكم قتيل الخطأ تجب فيه الدية. النهاية 3 / 305. ب
(2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم 37203 والحديث أخرجه أبو داود
كتاب الديات باب فمن في عميا بين قوم رقم 4591. ص
10

ق - عن إسماعيل بن أمية مرسلا).
39840 لو اجتمع أهل منى على مسلم عمدا لقتلتهم به
(الديلمي - عن أبي هريرة وابن عباس معا).
39841 يقتل القاتل ويحبس الممسك (قط، ق - عن
إسماعيل بن أمية مرسلا).
39842 لا عمد إلا بالسيف (حم - عن النعمان.
39843 كل شئ خطأ إلا الحديد والسيف (طب، ق
عن النعمان بن بشير).
39844 كل شئ سوى الحديدة خطأ، ولكل خطأ أرش (1)
(عب وابن جرير، طب، ق - عن النعمان بن بشير).
39845 لكل شئ خطأ إلا السيف، ولكل خطأ أرش
(حم - عن النعمان بن بشير).
39746 لا قود إلا بحديدة (عب - عن الحسن مرسلا).
39847 لا يستقاد من الجرح حتى يبرأ (الطحاوي - عن
جابر).

(1) أرش: - بوزن العرش - دية الجراحات المختار ص (10) ب
11

الفصل الثاني في الاحسان في القتل والعفو عن القصاص
الاحسان
39848 أعف الناس قتلة الايمان (د، ه‍ - عن ابن
مسعود). (1)
39849 إن أعف الناس قتلة أهل الايمان (حم - عن
ابن مسعود).
العفو عن القصاص
39850 ما من رجل مسلم يصاب بشئ في جسده فيتصدق
به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه به خطيئة (حم، ت، ه‍ - عن
أبي الدرداء). (2)
39851 ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها
إلا كفر الله تعالى عنه مثل ما تصدق (حم والضياء - عن عبادة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في النهي عن المثلة رقم 2666. ص
(2 أخرجه ابن ماجة كتاب الديات رقم 2693. ص
12

39852 من تصدق بشئ من جسده أعطى بقدر ما تصدق
(طب - عن عبادة).
39853 من أصيب في جسده بشئ فتركه لله تعالى كان
كفارة له (حم - عن رجل).
39854 من عفا عن دم لم يكن له ثواب إلا الجنة (خط -
عن ابن عباس).
39855 من عفا عن قاتله دخل الجنة (ابن منده - عن جابر
الراسبي).
39856 نصبر ولا نعاقب (حم - عن أبي).
39857 على المقتتلين أن يحجز الأول فالأول وإن كانت امرأة
(د، ه‍ - (1) عن عائشة).
39858 لا أعفى من قتل بعد ما أخذ الدية (حم د عن
جابر). (2)

(1) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب عفو النساء عن الدم رقم 2898
والنسائي كتاب القسامة رقم 4792. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الديات رقم 4507 الحديث منقطع. ص
13

39859 لا أعافي أحدا قتل بعد أخذه الدية (الطيالسي -
عن جابر).
الاكمال
39860 من جرح من جسده جراحة فتصدق بها كفر عنه
من ذنبه بمثل ما تصدق به (ابن جرير - عن عبادة بن الصامت).
39861 من أصيب بجسده بقدر نصف ديته فعفا كفر الله
عنه نصف سيئاته، وإن كان ثلثا أو ربعا فعلى قدر ذلك (ط - عن
عبادة بن الصامت).
39862 ما من مسلم يصاب بشئ من جسده فيهبه إلا
رفعه الله تعالى به درجة وحط عنه خطيئة (ابن جرير - عن
أبي الدرداء).
الفصل الثالث ما يهدر الدم والديات
39863 الدار حرم، فمن دخل عليك حرمك فاقتله (حم،
طب - عن عبادة بن الصامت).
14

39864 من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر (ن، ك -
عن ابن الزبير).
39865 العجماء (1) جرحها جبار (2) والبئر جبار والمعدن جبار
وفي الركاز (3)) الخمس (مالك، حم، (4) ق، عن أبي هريرة، طب
عن عمرو ابن عوف).
39866 النار جبار (د، ه‍ - عن أبي هريرة). (5)
39867 الرجل جبار (د ه‍ - عن أبي هريرة). (6)

(1) العجماء: البهيمة. المختار 328. ب
(2) جبار: - بوزن الغبار - الهدر. المختار 67. ب
(3) الركاز: عند أهل الحجاز كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، وعند
أهل العراق: المعادن، والقولان تحتملهما اللغة، لان كلا منهما مركوز
في الأرض: أي ثابت. النهاية 2 / 258. ب
(4) أخرجه البخاري كتاب الديات باب العجماء جرحها جبار وأبو داود كتاب
الديات باب العجماء والمعدن والبئر جبار رقم 4593. ص
(5) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب في النار تعدى رقم 4594. ص
(6) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب في الداية تنضح برجلها رقم 4592. ص
15

الاكمال
39868 من اطلع من قترة (1) إلى قوم ففقئت عينه فهو
هدر (طب - عن أبي أمامة).
39869 الدابة جرحها جبار، والرجل جبار، والبئر
جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس (ق - عن أبي هريرة).
39870 السائمة جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس
(حم وأبو عوانة والطحاوي، عن جابر).
39871 العجماء جرحها جبار، والنار جبار، وفي الركاز
الخمس (ق - عن أبي هريرة).

(1) قترة: القترة - بالضم -: الكوة والنافذة، وعين التنور، وحلقة
الدرع، وبيت الصائد، والمراد الأول. النهاية 4 / 21. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحدود باب جرح العجماء والمعدن والبئر جبار
رقم 1710.
شرح مفردات الحديث:
العجماء جرحها جبار: العجماء هي كل الحيوان سوى الآدمي.
وسميت البهيمة عجماء لأنها لا تتكلم، والجبار الهدر.
المراد بجرح العجماء: اتلافها.
والبئر جبار: معناه أنه يحفرها في مكة أو في موات.
والمعدن جبار: معناه أن الرجل يحفر معدنا في ملكه أو في موات فيمر
بها مار فيسقط فيها فيموت أو يستأجر اجراء يعلمون فيها فيقع عليهم
فيموتون فلا ضمان في ذلك.
وفي الركاز الخمس: الركاز هو دفين الجاهلية أي فيه الخمس لبيت المال
والباقي لواجده قال الامام النووي وأصل الركاز في اللغة الثبوت.
صحيح مسلم تعليق فؤاد عبد الباقي 3 / 1334 ص
16

39872 العجماء جبار، والبئر جبار والمعدن جبار، وفي
الركاز الخمس (أبو عوانة، - عن ابن عباس).
39873 العجماء جرحها جبار، والبئر جبار، والمعدن جرحه
جبار، وفي الركاز الخمس (مالك، حم، عب، خ، م، د، ت،
ن، ه‍ - عن أبي هريرة، طب - عن كثير بن عبد الله عن جده
طب وأبو عوانة - عن عامر بن ربيعة، وقال: حسن غريب عجيب
طب - عن عبادة بن الصامت). مر عزوه رقم (39815)
39874 العجماء جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس
(طب - عن ابن مسعود).
29875 العجماء جبار والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس (قط
17

في الافراد - عن ابن مسعود، وضعف).
39876 المعدن جبار، والبئر جبار، والسائمة جبار،
والرجل جبار وفي الركاز الخمس (عب، قط، ق - عن هزيل
ابن شرحبيل).
39877 يعمد أحدكم إلى أخيه فيعضه كعضاض الفحل ثم يأتي
بعد ذلك يلتمس العقل انطلق فلا عقل لك (ه‍، (1) ك، طب - عن
يعلى وسلمة ابني أمية).
الفصل الرابع في وعيد قاتل النفس والحيوانات والطيور
وفيه ثلاث فروع:
الفرع الأول في قاتل النفس
39878 قتال المسلم أخاه كفر، وسبابه فسوق (ت
حسن صحيح عن ابن مسعود، ن - عن سعد).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الديات باب من عض رجلا رقم 2656. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الايمان باب ما جاء سباب المؤمن فسوق
رقم 2636. ص
18

39879 قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق، ولا يحل
لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام (حم، ع، طب والضياء -
عن سعد).
39880 قتال المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا (ن والضياء
عن بريدة).
39881 لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم (ت (1)
ن - عن ابن عمر).
39882 أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة (طب والضياء
في المختارة - عن أنس).
39883 إذا أشار الرجل إلى أخيه بالسلاح فهما على حرف
جهنم، فإذا قتله وقعا فيه جميعا (الطيالسي، ن - عن أبي
بكرة).
39884 من أشار إلى أخيه بحديدة فان الملائكة تلعنه وإن
كان أخاه لأبيه وأمه (م، ن - عن أبي هريرة). (2)

(1) أخرجه الترمذي كتاب الديات باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن
رقم 1395. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب البر والصلة رقم 2616 و 2617. ص
19

39885 لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري
لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار (حم، ق -
عن أبي هريرة). (1)
39886 إذا شهر المسلم عل أخيه سلاحا فلا تزال ملائكة الله
تلعنه حتى يشيمه (2) يشيمه (2) عنه (البزار - عن أبي بكرة).
39887 أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء (حم
ق، (3) ن، ه‍ عن ابن مسعود).
39888 قسمت النار سبعين جزءا فللآمر تسع وستون وللقاتل
جزء حسبه (حم - عن رجل).
39889 كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا
أو قتل مؤمنا متعمدا (د (4) - عن أبي الدرداء، حم، ن، ك -

(1) أخرجه مسلم كتاب البر والصلة رقم 2616 و 2617. ص
(2) يشيمه: في حديث أبي بكر رضي الله عنه " أنه شكي إليه خالد بن
الوليد، فقال: لا أشيم سيفا سله الله على المشركين " أي لا أعمده.
والشيم من الأضداد، يكون سلا وإغمادا. النهاية 2 / 521. ب
(3) أخرجه مسلم كتاب القسامة باب المجازاة بالدماء رقم 1678. ص
(4) أخرجه أبو داود كتاب الفتن في تعظيم قتل المؤمن رقم 4270. ص
20

عن معاوية).
39890 لجهنم سبعة أبواب، باب منها لمن سل سيفه على أمتي
(حم، ت (1) - عن ابن عمر).
39891 من حمل علينا السلاح فليس منا (مالك، حم ق (2)
ن، ه‍ - عن ابن عمر).
39892 من سل علينا السيف فليس منا (حم، م (3) - عن
سلمة بن الأكوع).
39893 لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم
مؤمن لكبهم الله عز وجل في النار (ت (4) - عن أبي سعيد وأبي هريرة
معا).
39894 من أشار بحديدة إلى أحد من المسلمين يريد قتله
فقد وجب دمه (ك - عن عائشة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير ومن سورة الحجر رقم 3122 وقال
غريب. ص
(2 / 3) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب من حمل..) رقم 161 و 162. ص
(4) أخرجه الترمذي كتاب الديات باب الحكم في الدماء رقم 1398
وقال غريب. ص
21

39895 من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله
يوم القيامة مكتوب بين عينيه (آيس من رحمة الله) (ه‍ - عن
أبي هريرة).
39896 من قتل مؤمنا فاعتبط (1) بقتله لم يقبل الله منه
صرفا ولا عدلا (د (1) والضياء - عن عبادة).
39897 إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا ثلاثا (حم، ن، ك
عن عقبة بن مالك).
39898 إن استطعت أن تكون أنت علي المقتول ولا تقتل
أحدا من أهل الصلاة فافعل (ابن عساكر - عن سعد).

(1) فاعتبط: قال في النهاية 3 / 172: ومنه الحديث " من قتل مؤمنا فاعتبط
بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " هكذا جاء في سنن داود.
ثم قال في آخر الحديث: " قال خالد بن دهقان - وهو راوي الحديث
سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: " اغتبط بقتله " قال: الذين
يقاتلون في الفتنة، فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله
منه وهذا التفسير يدل على أنه من الغبطة بالغين المعجمة، وهي الفرح
والسرور وحسن الحال، لان القاتل يفرح بقتل خصمه فإذا كان المقتول
مؤمنا وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد. النهاية 3 / 172. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الفتن باب في تعظيم قتل المؤمن رقم 4270. ص
22

39899 إذا التقى المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما
على جرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا (حم، م (1)،
ه‍ - عن أبي بكرة).
39900 إذا سل المسلم على أخيه المسلم سلاحا فلا تزال
الملائكة تلعنه حتى يشيمه عنه (طب - عن أبي بكرة).
39901 إن الله لا يحل في الفتنة شيئا حرمه قبل ذلك،
ما بال أحدكم يأتي أخاه فيسلم عليه ثم يجئ بعد ذلك فيقتله (طب -
عن أبي أمامة).
39902 إن أول ما يحكم بين العباد في الدماء (ت - عن
ابن مسعود) (2).
39903 لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل المؤمن بغير
حق (ه‍ - عن البراء).
39904 ما من مسلمين التقيا بأسيافهما إلا كان القاتل والمقتول
في النار (ه‍ - عن أنس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفتن رقم 16. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الديات باب الحكم في الدماء رقم 1396 وقال
حسن صحيح. ص
23

39905 من مشي إلى رجل من أمتي ليقتله فليقل أهكذا!
فالقاتل في النار والمقتول في الجنة (د (1) عن ابن عمر).
39906 لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول
كفل (2) من دمها، لأنه أول من سن القتل (حم، ق، ت،
ن، ه‍ - عن ابن مسعود).
39907 لا يزال العبد في فسحة (3) من دينه ما لم يصب
دما حراما، (حم، خ - عن ابن عمر).
39908 لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما
فإذا أصاب دما حراما بلح (4) (د - عن أبي الدرداء وعبادة
ابن الصامت) (5).
.

(1) أخرجه أبو داود كتاب الفتن رقم 4260. ص
(2) كفل: الضعف، وقيل: النصيب. المختار 454. ب
(3) فسحة: الفسحة - بالضم - السعة. المختار 395. ب
(4) بلح: بلح الرجل إذا انقطع من الاعياء فلم يقدر أن يتحرك. وقد
أبلحه السير فانقطع به، يريد به وقوعه في الهلاك بإصابة الدم
الحرام. وقد تخفف اللام. النهاية 1 / 151. ب (5) المعنق: يريد حفيف الظهر يعنق في مشيه سير المخف والعنق ضرب من
السير وسيع.
وأخرجه أبو داود كتاب الفتن باب في تعظيم قتل المؤمن رقم 4070. ص
24

39909 يجئ الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: يا رب!
هذا قتلني، فيقول الله له: لم قتلته؟ فيقول قتلته لتكون العزة لك،
فيقول: فإنها لي، ويجئ الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: أي رب!
إن هذا قتلني، فيقول الله: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان،
فيقول: فإنها ليست لفلان، فيبوء بإثمه (ن - عن ابن مسعود).
39910 يجي المقتول يوم القيامة بقاتله فيقول: يا رب!
سل هذا فيم قتلني، فيقول الله: فيم قتلت هذا؟ فيقول: في ملك
فلان (ن - عن جندب).
39911 يجئ المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده
وأوداجه تشخب دما يقول: يا رب! سل هذا فيم قتلني، حتى
يدنيه من العرش (ت، ن (1) ه‍ - عن ابن عباس).
39912 الوائدة والموؤودة في النار (د (2) - عن أبي سعيد).
39913 الوائدة والموؤودة في النار إلا أن يدرك الوائدة

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير رقم 322 وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في ذراري المشركين رقم 4717. ص
25

الاسلام فتسلم (حم، ن والبغوي، طب - عن سلمة بن
يزيد الجعفي).
الاكمال
39914 إذا أشار المسلم إلى أخيه المسلم بالسلاح فهما على
حرف جهنم، فان قتله خرا جميعا فيها (ط، ن، طب، عد -
عن أبي بكرة).
39915 ما من مسلم يشهر على أخيه السلام إلا كانوا على
حرف جهنم، فان أغمدا عادا إلى الذي كانا عليه، وإن قتل أحدهما
صاحبه دخلا جميعا (ابن عساكر - عن أنس).
39916 إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه
فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله! هذا القاتل فما بال
المقتول؟ قال: إنه أراد قتل صاحبه (ش، حم، ن، طس - عن
أبي موسى، ن، عب - عن أبي بكرة).
39917 أما إن الأرض تقبل من هو شر منه ولكن الله
أراد أن يريك عظم الدم عنده (طب - عن عمران بن الحصين،
26

طب - عن أبي الزناد بلاغا).
39918 أما بعد فما بال المسلم يقتل المسلم وهو يقول: إني
مسلم! أبى الله علي فيمن يقتل مسلما (ه‍ - عن عتبة بن مالك).
39919 نازلت ربي منازلة في أن يجعل لقاتل المؤمن توبة
فأبى علي (الديلمي - عن أنس).
39920 سألت ربي عز وجل: هل لقاتل مؤمن من توبة؟
فأبى علي (الديلمي - عن أنس).
38821 إن الرجل ليدفع عن باب الجنة أن ينظر إليها
بمحجمة (1) من دم يريقه من مسلم بغير حق (ابن منده، طب
كر - عن بريدة).
39922 لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة كف من دم
أصابه (طب - عن ابن عمر).

(1) بمحجمة: الحجم: فعل الحاجم وبابه نصر، والاسم الحجامة بالكسر
والمحجم، والمحجمة: قارورته، وقد احتجم من الدم.
المختار 93. ب
27

39923 لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة وهو ينظر إلى
أبوابها ملء كف من دم مسلم يهراقه ظلما (سمويه - عن جندب).
39924 إن إبليس يبعث جنوده كل صباح ومساء فيقول:
من أضل رجلا أكرمته، ومن فعل كذا وكذا! فيأتي أحدهم
فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته، قال: يتزوج أخرى! فيقول:
لم أزل به حتى زنى، فيجيزه ويكرمه ويقول: لمثل هذا فاعملوا،
فيأتي آخر فيقول: لم أزل بفلان حتى نتل، فيصيح صيحة يجتمع
إليه الجن فيقولون: يا سيدنا! ما الذي فرحك؟ فيقول: حدثني فلان
أنه لم يزل برجل من بني آدم يفتنه ويصده حتى قتل رجلا فدخل
النار، فيجيزه ويكرمه كرامة لم يكرم بها أحدا من جنوده، ثم
يدعو بالتاج فيضعه على رأسه ويستعمله عليهم (حل - عن أبي موسى).
39925 إن أعدى الناس على الله من قتل في الحرم أو قتل
غير قاتله أو قتل بذحول (1) الجاهلية (حم - عن ابن عمرو).
38826 لعن الله من قتل بذحل الجاهلية (ابن جرير - عن

(1) بدخول: الذخل: الحقد والعداوة، يقال: طلب بذحله: أي:
بثأره، والجمع دخول. المختار 174. ب
28

مجاهد مرسلا).
39927 إن من أعتى الناس على الله ثلاثة: رجل قتل غير
قاتله، أو قتل بذحل الجاهلية، أو قتل في حرم الله (ابن جرير -
عن قتادة مرسلا).
39928 إن أقرب الخلائق من عرش الرحمن يوم القيامة
المؤمن الذي قتل مظلوما، رأسه عن يمينه وقاتله عن شماله وأوداجه
تشخب دما يقول: رب! سل هذا فيم قتلني، فبم حال بيني وبين
الصلاة (طب - عن ابن عباس).
39929 أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء، يجئ
الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: يا رب! هذا قتلني، فيقول: فيم
قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لك، فيقول: إنها لي، ويجئ الرجل
آخذا بيد الرجل فيقول: يا رب! هذا قتلني، فيقول الله: لم قتلت
هذا؟ فيقول قتلته لتكون العزة لفلان، فيقول: إنها ليست له يوما
ثمة (نعيم بن حماد في الفتن، هب - عن ابن مسعود).
39930 ثكلته أمه! رجل قتل رجلا متعمدا يجئ يوم القيامة آخذا
قاتله بيمينه أو يساره وآخذا رأسه بيمينه أو بشماله تشخب أوداجه
29

دما في قبل العرش يقول: يا رب! سل عبدك فيم قتلني (حم
عن ابن عباس).
39931 يأتي القاتل متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله بيده
الأخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به تحت العرش فيقول المقتول
لله: رب هذا قتلني! فيقول الله للقاتل: تعست! ويذهب به إلى
النار (طب - عن ابن عباس).
39932 يجئ المقتول آخذا قاتله وأوداجه تشخب دما عند
رب العزة فيقول: يا رب! سل هذا فيم قتلني، فيقول: فيم قتلت
فلانا؟ قال: قتلت لتكون العزة لفلان، قال: هي لله تعالى (طب
عن ابن مسعود).
39933 يؤتى بالقاتل والمقتول يوم القيامة فيقول: أي رب!
سل هذا فيم قتلني، فيقول: أي رب! أمرني هذا، فيأخذ بأيديهما
جميعا فيقذفان في النار (طب - عن أبي الدرداء).
39934 يقعد المقتول بالجادة فإذا مر عليه القاتل أخذه
فيقول: يا رب! هذا قطع علي صومي وصلاتي، فيعذب القاتل
والآمر به (طب - عن أبي الدرداء).
30

39935 من شرك في دم حرام بشطر كلمة جاء يوم القيامة
مكتوب بين عينيه آئس من رحمة الله (طب - عن ابن عباس).
39936 من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله يوم
القيامة مكتوب في جبهته: آئس من رحمة الله (ابن أبي عاصم في
الديات عن أبي هريرة، وقال: فيه يزيد بن أبي زياد الشامي منكر
الحديث).
39937 من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله يوم
القيامة مكتوب بين عينيه: آئس من رحمة الله (ه‍، ق - عن أبي
هريرة، طب - عن ابن عباس، ابن عساكر - عن ابن عمر، ق -
عن الزهري مرسلا).
39938 من أعان على دم امرئ مسلم ولو بشطر كلمة
كتب بين عينيه يوم القيامة: آئس من رحمة الله (هب - عن
ابن عمر).
39939 يجئ القاتل يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آئس
من رحمة الله عز وجل (الخطيب - عن أبي سعيد).
39940 إياكم وقاتل الثلاثة! رجل سلم أخاه إلى سلطانه
31

فقتل نفسه وقتل أخاه وقتل سلطانه (الديلمي - عن أنس).
39941 أيما مؤمن آمن مؤمنا على دمه فقتله فأنا من القاتل
برئ (د - عن عمرو بن الحمق).
39942 من حمل علينا السلاح فليس منا ولا راصد بطريق
(ابن النجار - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
39943 من شهر علينا السلاح فليس منا (ابن النجار - عن
كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده).
39944 والذي نفس محمد بيده! لقتل مؤمن أعظم عند
الله من زوال الدنيا (هب - عن ابن عمرو).
39945 والذي نفس محمد بيده! لقتل المؤمن أعظم عند
الله يوم القيامة من زوال الدنيا (طب - عن عمر).
39946 لزوال الدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مسلم
بغير حق (ابن عساكر - عن أبي هريرة).
39947 لزوال الدنيا جميعا أهون على الله من دم يسفك بغير
حق (ابن أبي عاصم في الديات، هب - عن البراء).
32

39948 ما من نفس تقتل ظلما إلا كان ابن آدم كفلان من
الوزر لأنه أول من سن القتل (ك - عن البراء).
39949 لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول
والشيطان كفلان منها (ابن أبي عاصم - عن ابن مسعود).
39950 لا حرج إلا في قتل مسلم (الديلمي - عن
أبي هريرة).
39951 لا يزال قلب العبد يقبل الرغبة والرهبة حتى يسفك
الدم الحرام، فإذا سفكه نكس قلبه صار كأنه كير محم أسود
من الذنب لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا (الديلمي -
عن معاذ).
39952 يا أيها الناس! أيقتل قتيل وأنا بين أظهركم لا يعلم
من قتله! لو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على قتل رجل مسلم
لعذبهم الله بلا عدد ولا حساب (طب، عد، ق - عن ابن عباس).
39953 لو أن أهل السماوات وأهل الأرض اجتمعوا على قتل
مسلم لكبهم الله جميعا على وجوههم في النار (طب والخطيب -
عن أبي بكرة).
33

39954 لو اجتمع أهل السماوات وأهل الأرض على قتل
رجل مؤمن لكبهم الله في النار (هب - عن أبي هريرة).
39955 والذي نفسي بيده! لو أجمع على قتل مؤمن أهل
السماء وأهل الأرض ورضوا به لأدخلهم الله جميعا جهنم، والذي نفسي
بيده! لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا كبه الله في النار (حب،
ك - وتعقب، ض - عن أبي سعيد).
39956 من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه،
ومن خصى عبده خصيناه (ط، ش، حم والدارمي، د، ت: (1)
حسن غريب، ن، ع، ه‍، طب، ك، ق، ض - عن سمرة، ك
عن أبي هريرة).
39957 لا يحل لرجل مسلم أن يجدع عبده ولا يخصيه،
ومن بغلامه فعل من ذلك شيئا نفعل به مثله (طب - عن سمرة).
39958 ما من عبد يلقى الله لا يشرك به شيئا لم يتند

(1) أخرجه الترمذي كتاب الديات باب ما جاء في الرجل يقتل عبده رقم
1414 وقال حسن غريب. ص
34

بدم حرام إلا دخل الجنة من أي أبواب الجنة شاء (هب - عن
عقبة بن عامر).
39959 من قتل صغيرا أو كبيرا أو أحرق نخلا أو قطع
شجرة مثمرة أو ذبح شاة لأهابها لم يرجع كفافا (حم -
عن ثوبان).
قاتل نفسه
39960 إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة فلما
آذته انتزع سهما من كنانته فنكأها (1) فلم يرقأ الدم حتى مات، قال
الله: عبدي بادرني بنفسه، حرمت عليه الجنة (حم، ق - (2) - عن
جندب البجلي).
39961 الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعنها في
النار (خ عن أبي هريرة).

(1) فنكأها: يقال: نكأت القرحة أنكأها، إذا قشرتها. النهاية 5 / 7 / 1 ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب غلظ تحريم قتل الانسان رقم 180
ورقم 175. ص
35

39962 من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ (1) بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل
نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من
جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا (حم،
ق (2) ت، ن ه‍ - عن أبي هريرة).
الاكمال
39963 اذهب فصل عليها فان أمك قتلت نفسا (تمام، كر
عن أنس: إن رجلا قال: يا رسول الله! إن أمي أصابها جهد فلم
تفطر حتى ماتت قال - فذكره).
39964 أما أنا فلا أصلي عليه (ت - عن جابر بن سمرة:
إن رجلا قتل نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره).
39965 من قتل نفسه بشئ في الدنيا عذب به يوم القيامة
(طب - عن ثابت بن الضحاك).

(1) يتوجأ: يقال وجأته بالسكين وغيرها وجاء، إذا ضربته بها.
النهاية 5 / 152. ب
(2) أخرجه البخاري كتاب الجنائز باب ما جاء في قاتل النفس 2 / 121. ص
36

39966 من قتل نفسه بشئ عذب به يوم القيامة في نار
جهنم، ومن حلف بملة غير الاسلام كاذبا متعمدا فهو كأم قال،
ومن قال لمؤمن: يا كافر! فهو كقتله (طب - عن ثابت
ابن الضحاك).
39967 الذي يخنق نفسه يخنق نفسه في النار، والذي يقتحم
يقتحم في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار (هب -
عن أبي هريرة).
الفرع الثاني في قتل الحيوانات والطيور
39968 ما من دابة طائر ولا غيره يقتل بغير الحق إلا
ستخاصمه يوم القيامة (طب - عن ابن عمرو).
39969 من قتل عصفورا بغير حق سأله الله عنه يوم القيامة
(حم - عن ابن عمرو).
39970 ما من إنسان يقتل عصفورا فما فوقها بغير حقها إلا
سأله الله عنها يوم القيامة، قيل: وما حقها؟ قال: أن تذبحها فتأكلها
ولا تقطع رأسها فترمي بها (قط - عن ابن عمرو).
39971 من قتل عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة منه
37

يقول: يا رب! إن فلانا قتلني عبثا ولم يقتلني لمنفعة (حم، ن، حب
عن الشريد بن سويد).
39972 لا تمثلوا بالبهائم (ن - عن عبد الله بن جعفر).
39973 لا تقتلوا الجراد، فإنه من جند الله الأعظم (طب،
هب - عن أبي زهير).
39974 لا تقتلوا الضفادع فان نقيقهن تسبيح (ن -
عن ابن عمر).
39975 من مثل بحيوان فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين (طب - عن ابن عمر).
39976 دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم
تدعها تأكل من خشاش (1) الأرض حتى ماتت (حم، ق، ه‍ -
عن أبي هريرة، خ - عن ابن عمر) (2).

(1) خشاش: الخشاش: حشرات الأرض، والطير ونحوها، الواحدة
خشاشة. المعجم الوسيط 1 / 235. ب
(2) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب خمس من الدواب 4 / 157. ص.
38

39977 نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة والنحلة
والهدهد والصرد (حم، د، ه‍ - عن ابن عباس) (1).
39978 نهى عن قتل الضفدع للدواء (حم، د، ن، ك -
عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي).
39979 نهى عن قتل الصرد والضفدع والنملة والهدهد
(ه‍ - عن أبي هريرة).
39980 نهى عن قتل الخطاطيف (هق - عن عبد الرحمن بن
معاوية المرادي مرسلا).
39981 نهى عن قتل كل ذي روح إلا أن يؤذي
(طب - عن ابن عباس).
39982 نهى أن تصبر البهائم (ق، د، ن، ه‍ - عن أنس).
39983 نهى أن يقتل شئ من الدواب صبرا (حم، م، ه‍
عن جابر).
39984 جزى الله العنكبوت عنا خيرا! فإنها نسجت علي

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب في قتل الدر رقم 5267. ص
39

في الغار (أبو سعيد السمان في مسلسلاته، فر - عن
أبي بكر).
الاكمال
39985 ما من أحد يقتل عصفورا إلا عج يوم القيامة
يقول: يا رب! هذا قتلني عبثا فلا هو انتفع بقتلي ولا هو تركني
فأعيش في أرضك (طب - عن عمرو بن زيد عن أبيه).
39986 من قتل عصفورا بغير حقه سأله الله تعالى عنه يوم
القيامة. قالوا: وما حقه؟ قال: يذبحه ذبحا ولا يأخذ بعنقه
فيقطعه (حم، طب والشيرازي في الألقاب، طب، ق - عن
ابن عمرو).
39987 أما إنه كان خيرا مما هو صانع بك يوم القيامة،
يقول: يا رب! هذا سل فبم قتلني (ن - عن بريدة).
39988 جزى الله العنكبوت عنا خيرا! فإنها نسجت علي
وعليك يا أبا بكر في الغار حتى لم يرنا المشركون ولم يصلوا إلينا
(الديلمي - عن أبي بكر).
40

الفرع الثالث في قتل المؤذيات
39989 إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها: إنا نسألك
بعهد نوح وبعهدي سليمان بن داود أن لا تؤذينا! فان عادت فاقتلوها
(ت - (1) عن ابن أبي ليلى).
39990 إن الهوام من الجن، فمن رأى في بيته شيئا فليحرج
عليه ثلاث مرات، فان عاد فليقتله فإنه شيطان (د - عن أبي سعيد).
39991 إن نفرا من الجن أسلموا بالمدينة فإذا رأيتم أحدا
منهم فحذروه ثلاث مرات، ثم إن بدا لكم بعد أن تقتلوه فاقتلوه
بعد الثلاث (حم، د - عن أبي سعيد).
39992 الحية فاسقة، والعقرب فاسقة، والفأرة فاسقة،
والغراب فاسق (ه‍، ق - عن عائشة).
39993 الحيات مسخ الجن صورة كما مسخت القردة
والخنازير من بني إسرائيل (طب وأبو الشيخ في العظمة - عن
ابن عباس).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأحكام رقم 1485 وقال حسن غريب. ص
41

39994 من قتل حية فكأنما قتل رجلا مشركا قد حل دمه
(خط - عن ابن مسعود).
39995 من قتل حية أو عقربا فكأنما قتل كافرا (خط -
عن ابن مسعود).
39996 من قتل حية فله سبع حسنات، ومن قتل وزغة
فله حسنة (حم، حب - عن ابن مسعود).
39997 خلق الانسان والحية سواء، إن رآها أفزعته،
وإن لدغته أوجعته، فاقتلوها حيث وجدتموها (الطيالسي - عن
ابن عباس).
39998 أربعة من الدواب لا يقتلن: النملة والنحلة والهدهد
والصرد (هق - عن ابن عباس).
39999 العنكبوت شيطان فاقتلوه (د في مراسيله - عن
يزيد بن مرثد مرسلا).
40000 العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه (عد -
عن ابن عمر).
40001 كفاك الحية ضربة بالسوط أصبتها أم أخطأتها
42

(قط في الافراد - عن أبي هريرة).
40002 من رأى حية فلم يقتلها مخافة طلبها فليس منا (طب -
عن أبي ليلى).
40003 اقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في الصلاة (طب -
عمن ابن عباس).
40004 اقتلوا الحيات كلهن، فمن خاف ثأرهن فليس مني
(د، ن - عن ابن مسعود، طب وابن جرير - عن عثمان بن
أبي العاص).
40005 اقتلوا الحية، اقتلوا ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما
يطمسان البصر ويستسقطان الحبل (حم، ق، د، ه‍، ت -
عن ابن عمر).
40006 وقيت شركم ووقيتم شرها (ق، ن - عن
ابن مسعود).
40007 اقتلوا ذا الطفيتين، فإنه يلتمس البصر ويصيب الحبل
(خ - عن عائشة).
43

40008 اقتلوا الحيات والكلاب، اقتلوا ذا الطفيتين
والأبتر، فإنهما يلتمسان البصر ويستسقطان الحبل (م - عن ابن عمر).
40009 اقتلوا الحيات، فإنها لم نسالمهن منذ حاربناهن (طب
عن ابن عمر).
40010 اقتلوا الحيات، صغيرها وكبيرها، أسودها وأبيضها
فان من قتله من أمتي كانت له فداء من النار، ومن قتلته كان
شهيدا (طب - عن سراء بنت نبهان).
40011 الكلب الأسود البهيم شيطان (حم - عن عائشة).
40012 لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها
كلها، اقتلوا منها الأسود البهيم (د، ت - عن عبد الله بن مغفل).
40013 لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها،
كلها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم، وما من أهل بيت يربطون
كلبا إلا نقص من عملهم كل يوم قيراط، إلا كلب صيد أو كلب
حرف أو كلب غنم (حم، ت (1) ن، ه‍ - عن عبد الله بن مغفل).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأحكام باب ما جاء من أمسك كلبا...) رقم
1489 وقال حسن. ص
44

40014 لعن الله العقرب! ما تدع المصلي وغير المصلي،
اقتلوها في الحل والحرم (ه‍ - عن عائشة).
40015 لعن الله العقرب! ما تدع نبيا ولا غيره إلا لدغتهم
(هب - عن علي).
40016 من قتل ورغا كفر الله عنه سبع خطيئات (طس
عن ابن عباس).
40017 الوزغ فويسق (ن، حب - عن أبي هريرة).
40018 اقتلوا الوزغ ولو في جوف الكعبة (طب - عن
ابن عباس).
40019 من قتل ورغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة
ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة، ومن قتلها في
الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة (د، ت، ه‍، حم - عن
أبي هريرة).
40020 إن إبراهيم لما ألقي النار لم تكن في الأرض دابة
إلا أطفأت النار عنه غير الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه (حم، ه‍،
حب - عن عائشة).
45

40021 السنور من أهل بيت وإنه من الطوافين
والطوافات عليكم (حم - عن قتادة).
40022 إن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا، وقد
كانت القردة والخنازير قبل ذلك (حم، م - عن ابن مسعود).
40023 فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت!
وإني لا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم
تشرب، وإذا وضع لها ألبان الشاة شربت (حم، ق (1) - عن
أبي هريرة).
40024 ما مسخ الله من شئ فكان له عقب ونسل (طب
عن أم سلمة).
الاكمال
40025 اقتلوا الحيات كلها، من تركها خشية ثأرها
فليس منها (طب - عن إبراهيم بن جرير عن أبيه، طب - عن

(1) أخرجه مسلم كتاب الزهد باب في الفأر مسخ رقم / 99.. ص
46

عثمان بن أبي العاص).
40026 اقتلوا الحيات، فمن وجد ذات الطفيتين والأبتر فلم
يقتلها فليس منا، فإنهما اللذان يخطفان البصر ويسقطان ما في بطون
النساء (طب - عن (1) ابن عمر).
40027 وقيت شركم كما وقيتم شرها (خ، م، (2) ن - عن
ابن مسعود قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت علينا حية فقال:
اقتلوها! فابتدرنا فذهبت قال - فذكره).
40028 اقتلوا العقرب والحية على كل حال (عب - عن
الحسن مرسلا).
40029 إن لبيوتكم عمارا فحرجوا عليهن ثلاثا، وإن بدا
لكم بعد ذلك منهن شئ فاقتلوه (ت - عن أبي سعيد).
40030 من رأى حية فلم يقتلها خوفا منها فليس مني (طب
عن إبراهيم بن جرير عن أبيه).
40031 من قتل حية فله سبع حسنات، ومن قتل وزغة

(1 / 2) أخرجه مسلم كتاب السلام باب قتل الحيات رقم 135 و 136 و 137. ص.
47

فله حسنة، ومن ترك حية خشية الطلب فليس منا (حم،
طب، حب - عن ابن مسعود، ك، ق - ابن عمرو).
40032 من قتل حية فكأنما قتل كافرا من أهل الحرب،
ومن قتل زنبورا كتبت له ثلاث حسنات ومحي عنه مثلها
سيئت، ومن قتل عقربا كتبت له سبع حسنات ومحي عنه مثلها
سيئات (الديلمي - عن ابن مسعود).
40033 الحيات ما سالمناهن منذ حاربناهن، فمن ترك شيئا
من خيفتهن فليس منا (حم - عن أبي هريرة) (1)
40034 يا أبا رافع! اقتل كل كلب بالمدينة (حم - عن
الفضل بن عبد الله بن أبي رافع عن أبي رافع).
40035 لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها
(حب - عن جابر).
40036 لولا أن الكلاب أمة من الأمم أكره أفنيها
بقتلها لأمرت، فاقتلوا منها كل أسود بهيم فإنه شيطان، ولا تصلوا

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في قتل الحيات رقم 5248. ص
48

في معاطن الإبل فإنها خلقت من الجن. ألا ترون إلى هيئتها وإلى
عيونها إذا نظرت، وصلوا في مرابض الغنم فإنها أقرب إلى الرحمة
(طب - عن عبد الله بن مغفل المزني).
40037 لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها،
فاقتلوا منها كل أسود بهيم، وما من أهل بيت يرتبطون كلبا إلا
نقص من عملهم كل يوم قيراط إلا كلب صيد أو كلب حرث أو
كلب غنم (حم، ت (1) حسن، ن، ه‍ - عن عبد الله بن مغفل).
40038 لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها،
فاقتلوا منها كل أسود بهيم، ومن اقتنى كلبا بغير صيد ولا زرع
ولا غنم آوى إليه كل يوم قيراط مثل أحد، وإذا ولغ الكلب
في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالبطحاء (طس -
عن علي).
40039 عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين فإنه شيطان (م (2)،

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأحكام باب ما جاء في قتل الكلاب رقم 1486
وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب المساقاة رقم 1573. ص
49

حب - عن جابر قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الكلاب وقال -
فذكره).
40040 لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتل كل
كل أسود بهيم، فاقتلوا المعينة من الكلاب فإنها الملعونة من الجن
(طب - عن ابن عباس).
40041 كان ينفخ على إبراهيم (خ - عن أم شريك قالت
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ وقال - فذكره).
40042 من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة
ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة لدون الأولى، ومن
قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة لدون الثانية (حم، م (1)
د، ت، ه‍ - عن أبي هريرة).
40043 إن شر هذه السباع الأثعل (دو ابن سعيد - عن
سالم بن وابصة).
40044 ألا إن شر هذه السباع الأثعل - يعني الثعالب

(1) أخرجه مسلم كتاب السلام رقم 147. ص
50

(ابن راهويه والحسن بن سفيان وابن منده والبغوي - عن سالم بن وابصة
وضعفه البغوي وقال: ما له غيره، ابن منده وابن عساكر - عن
سالم بن وابصة، ابن معبد عن أبيه، قالوا: وهو الصواب).
40045 بلغني أن أمة فقدت ولا أراها إلا الفأر، وإذا
أردتم أن تعرفوا ذلك فضعوا لها لبن غنم ولبن بخت فإنها تأكل
لبن الغنم وتدع لبن البخت (الديلمي - عن أبي سعيد).
الباب الثاني في الديات
وفيه فصلان
الفصل الأول في دية النفس وذكر بعض الأحكام
40046 كل شئ سوى الحديدة خطأ، ولكل خطأ
أرش (طب - عن النعمان بن بشير).
40047 ألا! إن قتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا،
فيه مائة من الإبل مغلظة، منها أربعون خلفة في بطونها أولادها
(ن، هق - عن ابن عمر).
40048 من قتل في عميا في رمي يكون بينهم بحجارة أو
51

بالسياط أو ضرب بعصا فهو خطأ، وعقله عقل الخطأ، ومن قتل
عمدا فهو قود، ومن حال دونه فعليه لعنة الله وغضبه، لا يقبل الله
منه صرفا ولا عدلا (د، ن (1) عن ابن عباس).
40049 من قتل في عميا أو رميا يكون بينهم بحجر أو
سوط فعقله عقل خطأ، ومن قتل عمدا فهو قود يديه، فمن
حال بينه وبينه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (د، ن، ه‍
عن ابن عباس) (2).
40050 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن
يقاد، وإما أن يفدى (ن، ه‍ - عن أبي هريرة).
40051 من قتل خطأ فديته مائة من الإبل: ثلاثون
بنت مخاض، وثلاثون حقة، وعشرة بني لبون، ذكور
(حم، ن - عن ابن عمر) (3).

(1 / 2) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب من قتل في عمياء بين قوم رقم
4539 و 4591. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب الدية كم هي؟ رقم 4541
ورقم 4545. ص
52

40052 في دية الخطأ عشرون حقة، وعشرون جذعة،
وعشرون بنت مخاض، وعشرون بنت لبون، وعشرون بني مخاض
ذكورا (د - عن (1) ابن مسعود).
40053 عقل شبه العمد مغلظ مثل عقل العمد، ولا يقتل
صاحبه (د (2) عن ابن عمرو).
40054 على كل بطن عقولة (حم، م - عن جابر).
40055 عقل المرأة مثل عقل الرجل حتى يبلغ الثلث من
ديتها (ن - عن ابن عمرو).
40056 عقل أهل الذمة نصف عقل المسلمين (ن - عن
ابن عمرو).
40057 العقل على العصبة، وفي السقط غرة عبد أو
أمة (طب - عن حمل بن النابغة).
40058 لا تجعلوا على العاقلة من قول معترف شيئا (طب
عن عبادة بن الصامت).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب الدية كم هي؟ رقم 4541
ورقم 4545. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب في دية الذي رقم 4583 و 4565. ص
53

40059 دية المعاهد نصف دية الحر (د - عن
ابن عمرو) (1).
20060 دية عقل الكافر نصف عقل المؤمن (ت -
عن ابن عمرو).
40061 دية المكاتب بقدر ما عتق منه دية الحر، وبقدر
ما رق منه دية العبد (طب - عن ابن عباس).
40062 دية الذمي دية المسلم (طس - عن ابن عمر).
40063 درهم أعطيه في عقل أحب إلي من مائة في غيره
(طس - عن أنس).
الاكمال
40064 من قتل متعمدا فإنه يدفع إلى أهل القتيل، فان
شاؤوا قتلوا، وإن شاؤوا أخذوا العقل دية المسلم، وهي مائة من الإبل:
ثلاثون حقة، وثلاثون جذعة، وأربعون خلفة، فذلك للعمد

(1) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب في دية الذمي رقم 4583
ورقم 4546.
54

إذا لم يقتل صاحبه (عب - عن ابن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده مرسلا، عب - عن الشعبي عن أبي موسى الأشعري والمغيرة
ابن شعبة).
40065 ألا! إن قتيل الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا،
فيه مائة من الإبل مغلظة، منها أربعون خلفة في بطونها أولادها
(الشافعي، ن، ق - عن ابن عمر).
40066 ألا! إن دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا
مغلظة مائة من الإبل، منها أربعون خلفة في بطونها أولادها، ألا
إن كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قومي، إلا ما كان
من سقاية الحجاج وسدانة البيت فاني قد أمضيتها لأهلها (حم، ق -
عن ابن عمر).
40067 شبه العمد مغلظة ولا يقتل به صاحبه، وذلك أن
ينزو الشيطان بين القبيلة فيكون بينهم رمي الحجارة في عمياء غير
ضغينة ولا حمل سلاح (ق - عن ابن عباس، ق - عن ابن عمرو،
عب - عن عمرو بن شعيب مرسلا).
55

دية الخطأ
الاكمال
40068 قضى أن من قتل خطأ فديته مائة من الإبل:
ثلاثون بنت مخاض، وثلاثون بنت لبون، وثلاثون حقة،
وعشرة بني لبون ذكر (د، ه‍ - عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده).
40069 قضى في دية الخطأ عشرين بنت مخاض، وعشرين بني
مخاض ذكورا، وعشرين بنت لبون، وعشرين جذعة، وعشرين
حقة (حم، ت، ن، ه‍ - عن ابن مسعود).
40070 دية المسلم مائة من الإبل: أرباع خمس وعشرين
حقة، وخمس وعشرون جذعة، وخمس وعشرون بنت مخاض، وخمس
وعشرون بنت لبون، فإن لم يوجد بنت المخاض جعل مكانها بنو
اللبون ذكورا (عب - عن عمر بن عبد العزيز مرسلا).
56

دية المرأة
الاكمال
40071 دية المرأة على النصف من دية الرجل (ق -
عن معاذ).
دية الذميين
الاكمال
40072 عقل الكافر نصف عقل المؤمن (ن، ق - عن
عكرمة مرسلا).
40073 قضى أن عقل الكتابيين نصف عقل المسلمين
(حم، ه‍ - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
40074 دية ذمي دية مسلم (ق وضعفه - عن
ابن عمر).
30075 دية المجوسي ثمانمائة درهم (عد، ق - عن
عقبة بن عامر)
57

دية الجنين
الاكمال
40076 قضى في الجنين بغرة (1) عبد أو أمة (خ، م
ت، ن، ه‍ - عن أبي هريرة، طب - عن المغيرة بن شعبة ومحمد
ابن مسلمة معا).
40077 قضى في الجنين بغرة عبد أو أمة أو فرس أو بغل
(د - عن أبي هريرة).
40078 قضى في الجنين بغرة عبد (ه‍ - عن حمل بن مالك
ابن النابغة).
40079 الدية على العصبة، وفي الجنين غرة عبد أو أمة
(ق - عن والد أبي المليح).
40080 دعني من رجز الاعراب! فيه غرة عبد أو أمة

(1) بغرة: الغرة: العبد نفسه أو الأمة، وأصل الغرة: البياض الذي
يكون في وجه الفرس. النهاية 2 / 353 ب.
58

أو خمسمائة أو فرس أو عشرون ومائة شاة (ت وحسنه، طب -
عن أبي المليح عن أبيه).
الفصل الثاني في دية الأعضاء والأطراف والجراح
40081 في الانف الدية إذا استوعب جدعه مائة من
الإبل، وفي اليد خمسون، وفي الرجل خمسون، وفي العين خمسون،
وفي الآمة (ثلث النفس، وفي الجائفة (2) ثلث النفس، وفي
المنقلة (3) خمس عشرة، وفي الموضحة (4) خمس، وفي السن
خمس، وفي كل إصبع مما هنالك عشر عشر (هق - عن عمر).
40082 في السمع مائة من الإبل وفي العقل مائة من
الإبل (هق - عن معاذ).

(1) آمة: هي الشجة التي بلغت أم الرأس، وهي الجلدة التي تجمع الدماغ.
يقال رجل أميم ومأمون. النهاية 1 / 68. ب
(2) الجائفة: هي الطعنة التي تنفذ إلى الجوف. النهاية 1 / 317. ب
(3) المنقلة: هي التي تخرج منها صغار العظام وتنتقل عن أماكنها، وقيل:
هي التي تنقل العظم أي تكسره. النهاية 5 / 110. ب
(4) الموضحة: هي التي تبدي وضح العظم: أي بياضه. النهاية 5 / 196. ب
59

40083 في اللسان الدية إذا منع الكلام، وفي الذكر
الدية إذا قطعت الحشفة، وفي الشفتين الدية (عد، هق - عن
ابن عمرو).
الأطراف
40084 في الأسنان خمس خمس من الإبل (د، ن -
عن ابن عمر).
40085 الأسنان سواء خمسا خمسا (ن - عن ابن عمر).
40086 الأسنان سواء، الثنية والضرس سواء (ه‍ - عن
ابن عباس).
40087 في الأصابع عشر عشر (حم، د، ن - عن
ابن عمر) (1).
40088 دية أصابع اليدين والرجلين سواء: عشر من
الإبل لكل إصبع (ت - عن ابن عباس).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب ديات الأعضاء رقم 6556
ورقم 4559. ص
60

40089 الأصابع سواء: عشر عشر من الإبل (د، ن، ه‍
عن أبي موسى).
40090 الأصابع سواء كلهن عشر عشر من الإبل (ن،
ه‍ - عن ابن عمر).
40091 الأصابع سواء، والأسنان سواء، والثنية والضرس
سواء، هذه وهذه سواء - يعني الابهام والخنصر (د، (1) هب -
عن ابن عباس).
40092 هذه وهذه سواء - يعني الخنصر والابهام (حم، خ (2)
ت، ن، ه‍ - عن ابن عباس).
الجراحات
40093 في المواضح خمس خمس من الإبل (حم، 4 -
عن ابن عمرو).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب ديات الأعضاء رقم 4556
ورقم 4559. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الديات (8 / 10) باب دية الأصابع. ص
61

40094 ليس في المأمومة قود (هق - عن طلحة).
40095 لا قود في المأمومة ولا الجائفة ولا المنقلة (ه‍ -
عن ابن عباس).
الاكمال
40096 قضى في الانف إذا جدع الدية كاملة، وإن
جدعت ثندوته (1) فنصف العقل: خمسون من الإبل أو عدلها
من الذهب أو الورق أو مائة بقرة أو ألف شاة، وفي اليد إذا
قطعت نصف العقل، وفي الرجل نصف العقل، وفي المأمومة
ثلث العقل: ثلاث وثلاثون من الإبل، أو قيمتها من الذهب أو
الورق أو البقر أو الشاء، والجائفة مثل ذلك، وفي الأصابع في
كل إصبع عشر من الإبل، وفي الأسنان خمس من الإبل في كل
سن، وقضى أن عقل المرأة بين عصبتها من كانوا لا يرثون منها
شيئا إلا ما فضل عن ورثتها، وإن قتلت فعقلها بين ورثتها

(1) ثندوته: أراد بالثندوة في هذا الموضوع روثة الانف وهي طرفه
ومقدمه. النهاية 1 / 223. ب
62

وهم يقتلون قاتلهم (حم، د - عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده) (1).
40097 قضى في العين القائمة السادة لمكانها بثلث الدية
(د، ن - عنه (2).
40098 قضى في السن خمسا من الإبل (ه‍ - عن
ابن عباس).
40099 قضى في الأصابع عشرا عشرا من الإبل (حم -
عن أبي موسى).
40100 دية الصلب مائة من الإبل (ق - عن
الزهري بلاغا).
أحكام متفرقة من الاكمال
40101 قضى بالدية على أهل الإبل مائة من الإبل، وعلى

(1) أخرجه أبو داود كتاب الديات 4564. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب ديات الأعضاء رقم / 4567. ص
63

أهل البقر مائتي بقرة، وعلى أهل الشاء ألفي شاة، وعلى أهل
الحلل مائة حلة (د - عن عطاء بن أبي رباح مرسلا، عن عطاء
عن جابر).
10102 قضى أن من عقله في البقر على أهل البقر مائتي
بقرة، ومن كان عقله في الشاء على أهل الشاء ألفي شاة (حم، ه‍
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
40103 قضى بالدية على العاقلة (ه‍ - عن المغيرة بن شعبة).
40104 قضى أن العقل ميراث بين ورثة القتيل على قرابتهم
فما فضل فللعصبة (د، ن - عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده).
40105 العقل على العصبة، والدية على الميراث (عب -
عن إبراهيم مرسلا).
40106 لا يجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على
ولده ولا مولود على والده (حم - عن عمرو بن الأحوص).
40107 أما؟ إن ابنك هذا لا يجنى عليك ولا تجني عليه
وتلا (ولا تزر وازرة وزر أخرى) حم، د، ن والبغوي
64

والباوردي وابن القانع، طب، ك، ق - عن أبي رمثة، ه‍، غ
والبغوي وابن نافع وابن منده، طب، ص - عن الخشخاش العنبري).
40108 يؤدي المكاتب بقدر ما أدى (حم، ق - عن علي).
40109 تقاس الجراحات ثم يستأنى بها سنة ثم يقضي فيها
بقدر ما انتهت إليه (عد، ق - عن جابر).
40110 يستأنى بالجراحات سنة (قط وضعفه والخطيب -
عن جابر).
40111 من أوقف دابة في سبيل الله من سبيل المسلمين في
أسواقهم فوطئت بيد أو رجل فهو ضامن (ق وضعفه - عن
النعمان بن بشير).
40112 من ربط دابة على طريق المسلمين فأصاب فهو
ضامن (ق - عن النعمان بن بشير).
40113 يضمن المقدم على الدابة ثلثي ما أصابت وهو
راكب، ويضمن الرديف الثلث (ابن عساكر - عن واثلة).
قتل أهل الذمة من الاكمال
40114 من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة
65

الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام، (طب، ك ق -
عن ابن عمر).
40115 من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحة
الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام (طب، ك -
عن أبي بكرة).
40116 من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه
الجنة أن يشم ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة مائة عام (ع،
حم، ن، ق - عن أبي بكرة).
لواحق القتل
40117 إذا سل أحدكم سيفا ينظر إليه فأراد أن يناوله
أخاه فليغمده ثم يناوله إياه (حم، طب، ك - عن أبي بكرة).
40118 نهى أن يتعاطى السيف مسلولا (حم، د، ت -
عن جابر).
40119 إن الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار إلى أخيه بحديدة
وإن كان أخاه لأبيه وأمه (حل - عن أبي هريرة).
40120 من رمانا بالليل فليس منا (حم - عن أبي هريرة)
66

الاكمال
40121 من رمى بالليل فليس منا، ومن رقد على سطح
لا جدار له فسقط فمات فدمه هدر (طب - عن عبد الله بن جعفر).
40122 من غشنا فليس منا، ومن رمانا بالنبل فليس منا
(طب (عن ابن عباس).
40123 إذا مر أحدكم بنبل في المسجد فليمسك يده على
نصالها (أبو عوانة - عن جابر).
40124 أمسك بنصالها (حم والدارمي، خ، م، (1) ن،
ه‍ - وابن خزيمة، (حب - عن جابر قال: مر رجل في المسجد
معه سهام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره).
40125 من مر في شئ من مساجدنا أو أسواقنا بنبل
فليأخذ على نصالها لا يعقر بكفه مسلما (خ - عن أبي بردة بن أبي
موسى عن أبيه) (2).
.

(1) أخرجه مسلم كتاب البر باب أمر من مر بسلاح رقم 2614 والنصال:
جمع نصل وهو حديدة السهم. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب البر باب من مر بسلاح رقم 124 (4 / 2019). ص
67

40126 إذا مررتم بالسهام في أسواق المسلمين أو في مساجدهم
فأمسكوا على النصال لا تجرحوا بها أحدا (عب - عن أبي موسى).
40127 الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار إلى أخيه بحديدة
وإن كان أخاه لأبيه وأمه (ش، خط في المتفق والمفترق - عن
أبي هريرة).
40128 لا يشيرن أحدكم إلى أخيه بسلاح! فإنه لا يدري
لعل الشيطان ينزغ في يده فيضعه في حفرة من النار (عب -
عن أبي هريرة).
40129 لا يشهرن أحدكم على أخيه السيف (ك - عن
سهل بن سعد).
40130 لا يتعاطى السيف مسلولا (ابن سعد - عن جابر
ابن عبد الله عن بنة الجهني).
40131 لعن الله من فعل هذا! ألم أنه عن هذا! إذا
سل أحدكم السيف وأراد أن يدفعه إلى صاحبه فليغمده ثم ليعطه
إياه (البغوي والباوردي وابن السكن وابن قانع، طب وأبو نعيم -
عن بنة الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم في مسجد سلوا فيه أسيافهم
يتعاطونه بينهم قال - فذكره، قال البغوي: لا أعلم له غيره).
68

40132 لعن الله من فعل هذا! أوليس قد نهيت عن هذا!
إذا سل أحدكم سيفا ينظر إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم
ليناوله إياه (ك، طب - عن أبي بكرة).
40133 لا يعجز الرجل من أمتي إذا أرادوا قتله يقول:
ها - بوء بإثمي وإثمك، فيكون كابني آدم، فيكون القاتل في
النار والمقتول في الجنة (حل - عن ابن عمر).
40134 من نظر إلى أخيه المسلم نظر مخيفة من غير حق
أخافه الله يوم النار (الخطيب - عن أبي هريرة).
كتاب القصاص والقتل والديات والقسامة
من قسم الافعال القصاص
40135 (الصديق رضي الله عنه) عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده أن أبا بكر وعمر كانا لا يقتلان الحر بالعبد
(ش، قط، ق).
40136 عن طارق بن شهاب قال: لطم أبو بكر يوما رجلا
لطمة ثم قال له: اقتص، فعفا الرجل (ش).
40137 عن الحسن أن أبا بكر وعمر والجماعة الأولى لم
69

يكونوا يقتلون بالقسامة (ش) (1).
40138 عن أبي سعيد الخدري أن أبا بكر وعمر قالا: من
قتله حد فلا عقل له (ش).
40139 عن عمرو بن شعيب أن أبا بكر وعمر كانا يقولان:
لا يقتل المولى بعبده ولكن يضرب ويطال حبسه ويحرم
سهمه (ش، ق).
40140 عن علي بن ماجدة قال: قاتلت غلاما فجدعت أنفه
فأتى بي إلى أبي بكر فقاسني فلم يجد في قصاصا فجعل على عاقلتي
الدية (ش).
40141 عن عكرمة أن أبا بكر جعل في حلمة ثدي المرأة
مائة دينار، وجعل في حلمة الرجل خمسين دينار (عب، ش).
40142 عن عمرو بن شعيب قال: قد كان مما وضع أبو بكر
وعمر من القضية أن الرجل إذا بسطها صاحبها فلم يقبضها أو قبضها

(1) القسامة: بالفتح وقد أقسم يقسم قسما وقسامة إذا حلف وقد جاءت
على بناء الغرامة والحمامة لأنها تلزم أهل الوضع الذي يوجد فيه القتيل النهاية
في غريب الحديث 4 / 60.
راجع المصنف لعبد الرزاق في الأحاديث الواردة في القسامة (10 / 27).
وراجع صحيح مسلم بتعلق فؤاد عبد الباقي (3 / 1295) ص.
70

فلم يبسطها أو قلصت عن الأرض فلم تبلغها فقد تم عقلها فما
نقص فبحساب، وكان فيما وضع أبو بكر وعمر من القضية في
جراحة اليد إذا لم يأكل بها صاحبها ولم يأتزر بها ولم يستطب
بها فقد تم عقلها فما نقص فبحساب (ش، عب).
40143 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أبا بكر
وعمر قالا: الموضحة في الرأس والوجه سواء (ش، ق).
40144 عن ابن شهاب أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب
وعثمان بن عفان أعطوا القود من أنفسهم فلم يستقد منهم وهم
سلاطين (ق).
40145 عن ماجدة قال: عارضت غلاما بمكة فعض أذني
فقطع منها أو عضضت أذنه فقطعت منها، فلما قدم علينا
أبو بكر حاجا رفعنا إليه فقال: انطلقوا بهما إلى عمر فإن كان الجارح
بلغ أن يقتص منه فليقتص، فلما انتهى بنا إلى عمر نظر إلينا
فقال: عم، قد بلغ هذا أن يقتص منه، ادعوا لي حجاما (حم).
40146 عن قيس بن أبي حازم قال: دخلت على أبي بكر
الصديق مع أبي فقال: من هذا؟ فقال: ابني، فقال أما إنه لا يجني
عليك ولا تجني عليه (كر).
71

40147 عن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من
نفسه (عب، طب، ط ومسدد وابن سعد. حم، ش وابن راهويه،
د، ن وابن خزيمة وابن الجارود، قط في الافراد وعبد الغني بن سعيد
في إيضاح الاشكال وأبو ذر الهروي في الجامع، ك، ق، ض).
40148 عن ابن عمر أن غلاما قتل غيلة فقال عمر:
أو اشترك فيه أهل صنعاء لقتلتهم به (خ، ش، ق) (1).
40149 عن سعيد بن المسيب أن عمر كان يقول في الذي
يقتص منه ثم يموت: قتله حق لا دية (مسدد، ك).
40150 عن أبي قلابة أن رجلا أقعد أمة له على مقلى
فاحترق عجزها، فأعتقها عمر بن الخطاب وأوجعه ضربا (عب).
40151 عن عمر قال: لا يقاد العبد من الحر، وتقاده المرأة
من الرجل في كل عمد يبلغ نفسا فما دونها من الجراح، فان اصطلحوا
على القتل أدى في عقل المرأة في ديتها فما زاد في الصلح في ديتها
فليس على العاقلة شئ إلا أن يشاؤا، ويقاد المملوك من المملوك في

(1) أخرجه البخاري كتاب الديات باب إذا أصاب قوم من رجل (9 / 10).
قتل غيلة: وهو أن يخدع ويقتل في موضع لا يراه فيه أحد النهاية في غريب
الحديث: (3 / 403). ص
72

كل عمد يبلغ نفسه فما دون ذلك، فان اصطلحوا على القتل فقيمة
المقتول على أهل القاتل أو الجارح (عب).
40152 عن عمر قال: من مات في قصاص فلا يؤدى
(هق، عب ومسدد).
40153 عن أبي المليح بن أسامة أن عمر بن الخطاب ضمن
رجلا كان يختن الصبيان قطع من ذكر الصبي فضمنه (عب).
40154 عن عمر قال: لا قود ولا قصاص في جراح ولا
قتل ولا حد ولا نكال على من لم يبلغ الحلم حتى يعلم ما له في
الاسلام وما عليه (عب).
40155 عن عمر قال: عقل العبد في ثمنه مثل عقل الحر
في ديته (عب).
40156 عن ابن وهب أن عمر بن الخطاب رفع إليه رجل
قتل رجلا فأراد أولياء المقتول قتله فقالت أخت المقتول وهي امرأة
القاتل: قد عفوت عن حصتي من زوجي، فقال عمر: عتق الرجل
من القتل، وأمر لسائرهم بالدية (عب).
40157 عن عمر قال: لا يمنع سلطان ولى الدم أن يعفو
إن شاء أو يأخذ العقل إذا اصطلحوا، ولا يمنعه أن يقتل إن أبى إلا
73

القتل بعد أن يحق القتل في العمد (عب)
40158 عن الشعبي أن قتيلا وجد بين وادعة وشاكر
فأمرهم عمر بن الخطاب أن يقيسوا ما بينهما فوجدوه إلى وادعة أقرب،
فأحلفهم عمر خمسين يمينا كل رجل (ما قتلت ولا علمت قاتلا) ثم
أغرمهم الدية، فقالوا: يا أمير المؤمنين! لا أيماننا دفعت عن أموالنا
ولا أموالنا دفعت عن أيماننا، فقال عمر: كذلك الحق (عب، ش، ق).
40159 عن عمر قال: إن القسامة إنما توجب العقل ولا
تشيط الدم (عب، ش، ق).
40160 عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب استحلف
امرأة خمسين يمينا على مولى لها أصيب، ثم جعلها دية (عب).
40161 عن الحسن أن امرأة مرت بقوم فاستسقتهم فلم
يسقوها فماتت عطشا، فجعل عمر ديتها عليهم (عب).
40162 عن عمر قال في عين الدابة ربع ثمنها (عب، ش، ق).
40163 عن سليمان بن يسار أن (1) سائبة أعتقه بعض الحجاج

(1) سائبة: ومنه حديث عبد الله (السائبة يضع ماله حيث شاء) أي العبد
الذي يعتق سائبة، ولا يكون ولاؤه لمعتقه ولا وارث له، فيضع ماله حيث
شاء. وهو الذي ورد النهي عنه. ا ه‍ (2 / 431) النهاية. ب
74

كان يلعب هو ورجل من بني عائذ فقتل السائبة العائذي، فجاء أبوه
إلى عمر بن الخطاب يطلب بدم ابنه فأبى عمر أن يديه قال: ليس له
مال، فقال العائذي: أرأيت لو أني قتلته؟ قال عمر: إذا تخرجون
ديته، قال: فهو إذا كالأرقم إن يترك يلقم، وإن يقتل ينقم!
فقال عمر، فهو الأرقم (مالك، عب) (1).
40164 عن حبيب بن صهبان قال سمعت عمر يقول: ظهور
المسلمين حمى الله، لا تحل لاحد إلا أن يجرحها بحد، وقد رأيت
بياض إبطيه قائما يقيد من نفسه (عب).
40165 عن الزهري أن عثمان ومعاوية كانا لا يقيدان المشرك
من المسلم (قط، ق).
40166 عن إبراهيم النخعي أن عمر بن الخطاب أتى برجل
قد قتل عمدا فعفا بعض الأولياء فأمر بقتله، فقال ابن مسعود:
كانت النفس لهم جميعا فلما عفا هذا أحيى النفس فلا تستطيع أن
تأخذ حقها حتى يأخذ غيره، قال: فما ترى؟ قال: أرى أن تجعل

(1) أخرجه مالك في الموطأ كتاب العقول باب ما جاء في دية السائبة وجنايته
رقم (16) وعبد الرزاق في المصنف باب جريرة السائبة رقم 18425. ب
75

الدية عليه من ماله وترفع حصة الذي عفا، قال عمر: وأنا أرى ذلك
(الشافعي، ق).
40167 عن الحكم بن عيينة عن عرفجة عن عمر بن الخطاب
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس على الوالد قود من
ولد (ق، ش).
40168 عن يزيد بن أبي منصور قال: بلغ عمر بن الخطاب
أن عامله على البحرين ابن الجارود أو ابن أبي الجارود أتى برجل يقال
له ادرياس قامت عليه بينة بمكاتبة عدو المسلمين وأنه قد هم أن يلحق
بهم فضرب عنقه وهو يقول: يا عمراه! يا عمراه! فكتب عمر إلى
عامله ذلك فأمره بالقدوم عليه، فقدم فجلس له عمر وبيده حربة
فدخل على عمر فعلا عمر لحيته بالحربة وهو يقول: ادرياس لبيك!
ادرياس لبيك! وجعل الجارود يقول: يا أمير المؤمنين! إنه كاتبهم
بعورة المسلمين وهم أن يلحق بهم، فقال عمر: قتلته على همه وأينا لم
يهمه! لولا أن تكون سنة لقتلتك به (ابن جرير).
30169 عن النزال بن سبرة قال: كتب عمر إلى أمراء الأجناد
أن لا تقتل نفس دوني (ش، ق).
40170 عن مجاهد قال: مسحت امرأة ببطن امرأة فأسقطت
76

جنينا فرفع ذلك إلى عمر، فأمرها أن تكفر بعتق رقبة (يعني التي
مسحت (عب).
40171 عن الأسود بن قيس عن أشياخ لهم أن غلاما دخل
دار زيد بن مرجان فضربته ناقة لزيد فقتلته، فعمد أولياء الغلام
فعقروها، فاختصموا إلى عمر بن الخطاب، فأبطل دم الغلام وأغرم
الأب ثمن الناقة (عب).
40172 عن قتادة أن عمر بن الخطاب رفع إليه رجل قتل
رجلا فجاء أولياء المقتول فقد عفا أحدهم، فقال عمر لابن مسعود وهو
إلى جنبه: ما تقول؟ فقال ابن مسعود: أقول إنه قد أحرز من القتل،
فضرب على كتفه وقال: كنيف ملئ علما (عب).
40173 عن قتادة أن عمر بن الخطاب قتل رجلا بامرأة (عب).
40174 عن القاسم بن أبي برة أن رجلا مسلما قتل رجلا
من أهل الذمة بالشام فرفع إلى أبي عبيدة بن الجراح، فكتب فيه إلى
عمر بن الخطاب، فكتب عمر: إن كان ذاك فيه خلقا فقدمه
فاضرب عنقه، وإن كان هي طيرة طارها فأغرمه دية أربعة آلاف
(عب، ق).
40175 عن ابن عباس قال: جاءت جارة إلى عمر بن الخطاب
77

فقالت: إن سيدي اتهمني فأقعدني على النار حتى احترق فرجي، فقال
لها عمر: هل رأى ذلك عليك؟ قالت: لا، قال: فهل اعترفت له
بشئ؟ قالت: لا، فقال عمر: على به! فلما رأى عمر الرجل
قال: أتعذب بعذاب الله؟ قال: يا أمير المؤمنين! اتهمتها في نفسها،
قال: أرأيت ذلك عليها؟ قال: لا، قال: فاعترفت لك به؟ قال:
لا، قال: والذي نفسي بيده لو لم أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يقاد مملوك من مالكه ولا ولد من والده لاقدتها منك! وضربه
مائة سوط، وقال للجارية: اذهبي فأنت حرة لوجه الله وأنت
مولاة الله ورسوله، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من
حرق بالنار أو مثل به فهو حر وهو مولى الله ورسوله (طس، ك، ق).
40176 عن الأحنف بن قيس عن علي وعمر في الحر يقتل
العبد قالا: فيه ثمنه ما بلغ (حم في العلل، قط، ق وصححه).
40177 عن عمر قال: حضرت النبي صلى الله عليه وسلم يقيد الأب من
ابنه ولا يقيد الابن من أبيه (عب، ق).
40178 عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قتل نفرا
78

خمسة أو سبعة برجل قتلوه قتل غيلة وقال: لو تمالا عليه
أهل صنعاء لقتلتهم به جميعا (مالك والشافعي، عب، ق).
40179 عن عمر قال: يضرب أحدكم أخاه بمثل أكلة اللحم
ثم يرى أني لا أقيده! والله لا يفعل ذلك أحد إلا أقدته (ابن سعد
وأبو عبيدة في الغريب، ق).
40180 عن جرير أن رجلا كان مع أبي موسى فغنموا مغنما
فأعطاه أبو موسى نصيبه ولم يوفه فأبى أن يأخذه إلا جميعه، فضربه
أبو موسى عشرين سوطا وحلق رأسه فجمع شعره وذهب به إلى عمر،
فأخرج شعرا من جيبه فضرب به صدر عمر، قال: مالك؟ فذكر
قصته، فكتب عمر إلى أبي موسى: سلام عليك، أما بعد فان فلان
ابن فلان أخبرني بكذا وكذا وإني أقسم عليك إن كنت فعلت ما فعلت
في ملا من الناس جلست له في ملا من الناس فاقتص منك، وإن
كنت فعلت ما فعلت في خلاء فاقعد له في خلاء فليقتص منك،
فلما دفع إليه الكتاب قعد للقصاص فقال الرجل: قد عفوت عنه
لله (ق).
40181 عن زيد بن وهب أن رجلا قتل امرأة فاستعدى
ثلاثة إخوة لها عليه عمر بن الخطاب فعفا أحدهم، قال عمر للباقين:
79

خذا ثلثي الدية، فإنه لا سبيل إلى قتله (ق).
40182 عن الحكم قال: كتب عمر: لا يؤمن أحد جالسا
بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وعمد الصبي وخطؤه سواء، فيه الكفارة، وأيما
امرأة تزوجت عبدها فاجلدوها الحد (سعد بن نصر في الأول من
حديثه، ق وقال: هذا منقطع وفيه جابر الجعفي ضعيف).
40183 عن عمر قال: لا أقيد من العظام (ص، ق).
40184 عن عطاء بن أبي رياح أن رجلا كسر فخذ رجل
فخاصمه إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين! أقدني، قال:
ليس لك القود، إنما لك العقل، قال الرجل: فاسمعني كالأرقم، إن
يقتل ينقم، وإن يترك يلقم، قال: فأنت كالأرقم (ص، ق).
40185 عن عمر قال: الدية المغلظة ثلاثون حقة وثلاثون
جذعة وأربعون خلفة، وهي شبه العمد (ص، ق).
40186 عن عم أبي قلابة قال: رمى رجل بحجر في رأسه
فذهب سمعه ولسانه وعقله وذكره فلم يقرب النساء، فقضى عمر فيه
بأربع ديات وهو حي (عب، ق).
40187 عن عمر قال: في الذراع إذا كسر مائتا درهم (ق).
40188 عن عمر أنه قضى على ساق رجل كسرت بثمان من
80

الإبل (خ، في تاريخه، ق).
40189 عن زيد بن وهب قال: خرج عمر ويداه في أذنيه
وهو يقول: يا لبيكاه! يا لبيكاه! قال الناس: ما له؟ قال: جاءه
بريد من بعض أمرائه أن نهرا حال بينهم وبين العبور ولم يجدوا
سفنا، فقال أميرهم: اطلبوا لنا رجلا يعلم غور النهر، فأتى بشيخ
فقال: إني أخاف البرد، وذلك في البرد، فأكرهه فأدخله فلم يلبثه
البرد فجعل ينادي: يا عمراه! فغرق، فكتب إليه فأقبل فمكث
إياما معرضا عنه - وكان إذا وجد على أحد منهم فعل به ذلك - ثم
قال: ما فعل الرجل الذي قتلته؟ قال: يا أمير المؤمنين! ما تعمدت
قتله، لم نجد شيئا نعبر فيه وأردنا أن نعلم غور الماء ففتحنا كذا
وكذا، فقال عمر: لرجل مسلم أحب إلى من كل شئ جئت به،
لولا أن تكون سنة لضربت عنقك فأعط أهله ديته واخرج فلا
أراك (ق).
40190 عن عمر أنه قال في الذي يقتل عمدا ثم لا يقع عليه
القصاص: يجلد مائة (عب).
40191 عن القاسم بن عبد الرحمن قال: انطلق رجلان من
أهل الكوفة إلى عمر بن الخطاب فقالا: يا أمير المؤمنين! إن ابن
81

عم لنا قتل، نحن إليه شرع سواء في الدم، وهو ساكت عنهما
لا يرجع إليهم شيئا حتى ناشداه الله، فحمل عليهما، ثم ذكراه الله
فكف عنهما، ثم قال عمر: ويل لنا إن لم نذكر الله! وويل لنا
إن لم نذكر الله! فيكم شاهدان ذوا عدل تجيئان بهما على من قتله
فنقيدكما منه، وإلا حلف من بدوكم: بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا،
فان نكلوا حلف منكم خمسون ثم كانت لكم الدية (ش).
40192 (مسند علي) عن علي قال: قضي رسول الله
صلى الله عليه وسلم في رجل أمسك رجلا وقتله الآخر فقال: يقتل القاتل ويحبس
الممسك (قط).
40193 (أيضا) عن عاصم بن ضمرة قال قال علي: إن
الدية في الخطأ أرباعا: خمس وعشرون حقة، وخمس وعشرون جذعة،
وخمس وعشرون بنات لبون، وخمس وعشرون بنات مخاض (د، قط،
ه‍، عب).
40194 عن ابن جريج قال قلت لعطاء: رجل أمسك رجلا
حتى قتله آخر! قال قال علي: يقتل القاتل ويحبس الممسك في السجن
حتى يموت (حب).
40195 عن قتادة قال: قضى علي أن يقتل القاتل ويحبس
82

الحابس للموت (عب).
40196 عن ابن جريج قال قلت لعطاء: رجل نادى صبيا على
جدرا أن استأخر فخر فمات؟ قال: يروون عن علي أنه قال:
يغرمه - يقول أفزعه (عب).
40197 عن حيى بن يعلى يخبر أن رجلا أتى يعلى فقال:
قاتل أخي! فدفعه إليه فجدعه بالسيف حتى رأى أنه قتله وربه رمق
فأخذه أهله فداووه حتى برئ، فجاء يعلي فقال: قاتل أخي! فقال:
أوليس قد دفعته إليك؟ فأخبره خبره، فدعاه يعلى فإذا هو قد
شلل، فحسب جروحه فوجد فيه الدية فقال له يعلى: إن شئت
فادفع إليه ديته واقتله، وإلا فدعه، فلحق بعمر فاستعدى على يعلى،
فكتب عمر إلى يعلى أن: أقدم على، فقدم عليه فأخبره الخبر،
فاستشار عمر علي بن أبي طالب، فأشار عليه بما قضى به يعلى، فاتفق
علي وعمر على قضاء يعلى أن يدفع إليه الدية ويقتله أو يدعه فلا يقتله،
وقال عمر ليعلي: إنك لقاض! ورده على عمله (عب).
40198 عن ابن المسيب أن رجلا من أهل الشام يدعى
جبيرا وجد مع امرأته رجلا فقتله، وأن معاوية أشكل عليه
القضاء فيه فكتب إلى أبي موسى الأشعري أن يسأل له عليا عن ذلك،
83

فسأل عليا، فقال: ما هذا ببلادنا لتخبرني! فقال: إنه كتب إلى
معاوية أن أسألك عنه، فقال: أنا أبو الحسن القرم! يدفع برمته إلا
أن يأتي بأربعة شهداء (الشافعي، عب (1) ص، ق).
40199 عن علي قال: ما كان بين الرجل والمرأة ففيه القصاص
من جراحات أو من قتل النفس أو غيرها إن كان عمدا (عب).
40200 عن ابن جريج أخبرني محمد أظنه بن عبيد الله العرزمي
أن عمر وعليا اجتمعا على أنه من مات في القصاص فلا حد له، كتاب
الله قتله (عب).
40201 عن الحسن قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى امرأة
مغيبة (2) كان يدخل عليها فأنكر ذلك فأرسل إليها، فقيل لها:
أجيبي عمر! فقالت: يا ويلها ما لها ولعمر! فبينما هي في الطريق
فزعت فضربها الطلق فدخلت دارا فألقت ولدها فصاح الصبي صيحتين
ثم مات، فاستشار عمر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فأشار عليه بعضهم أن
ليس عليك شئ إنما أنت وال ومؤدب، وصمت علي فأقبل على
علي فقال: ما تقول؟ قال: إن كانوا قالوا برأيهم فقد أخطأ رأيهم،

(1) أورده عبد الرزاق في المصنف (9 / 433). ص
(2) المغيبة هي التي غاب عنها زوجها. اه‍ (3 / 399) النهاية. ب
84

وإن كانوا قالوا في هواك فلم ينصحوا لك، أرى أن ديته عليك، فإنك
أنت أفزعتها وألقت ولدها في سبيلك، فأمر عليا أن يقسم عقله على
قريش - يعني يأخذ عقله من قريش لأنه أخطأ (عب، ق).
40202 عن مجاهد أن عليا قال في الطبيب: إن لم يشهد على
ما يعالج فلا يلومن إلا نفسه - يقول يضمن (عب).
40203 عن الضحاك بن مزاحم قال: خطب علي الناس
فقال: يا معشر الأطباء والبياطرة والمتطببين! من عالج منكم إنسانا أو
دابة فليأخذ لنفسه البراءة، فإنه إن عالج شيئا ولم يأخذ لنفسه البراءة
فعطب فهو ضامن (عب).
40204 عن علي وابن مسعود قالا: دية المملوك ثمنه وإن
حلف دية الحر (عب).
40205 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال:
رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل طعن رجلا في فخذه بقرن فقال الذي
طعنت فخذه: أقدني يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: داوها
واستأن بها حتى تنظر إلى ما تصير، فقال الرجل: يا رسول الله!
أقدني منه، فقال له مثل ذلك، فقال الرجل: أقدني يا رسول الله!
فأقاده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيبست رجل الذي استقاده وبرأ الذي استقيد
85

منه. فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها (كر).
40206 عن سراقة بن مالك قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقيد الأب من ابنه، ولا يقيد الابن من أبيه (عب).
40207 (مسند أبي ليلى) كان أسيد بن حضير رجلا
ضاحكا مليحا فبينا هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم ويضحكهم
فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه في خاصرته، فقال: أوجعتني! قال:
اقتص، قال: يا رسول الله! إن عليك قميصا و لم يكن علي قميص،
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه، فاحتضنه ثم جعل يقبل كشحه (1)
يقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله أردت هذا (كر).
40208 عن ابن الزبير قال: من أشار بسلاح ثم وضعه -
يقول ضرب به - فدمه هدر (عب).
40209 عن ابن عباس قال: لو أن مائة قتلوا رجلا قتلوا
به (عب).
40210 عن عكرمة قال: طعن رجل رجلا بقرن فجاء
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أقدني! فقال: دعه حتى تبرأ، فأعادها عليه مرتين
أو ثلاثا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: دعه حتى تبرأ، فأقاده به، ثم عرج

(1) كشحه: الكشح: الخصر. ا ه‍ (4 / 175) النهاية. ب
86

المستقيد فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: برئ صاحبي وعرجت! فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: ألم آمرك أن لا تستقيد حتى تبرأ! فعصيتني فأبعدك الله وبطل
عرجك! ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمن كان به جرح أن لا يستقيد حتى
تبرأ جرحه، فالجرح على ما بلغ، وما كان من شلل أو عرج فلا
قود فيه فهو عقل، ومن استقاد جرحا فأصيب المستقاد منه فعقل
ما نقص من جرح صاحبه له. وقضى أن الولاء لمن أعتق (عب).
40211 عن علي قال: إذا أمر الرجل عبده أن يقتل رجلا
فإنما هو كسيفه أو كسوطه، يقتل المولى ويحبس العبد في السجن
(الشافعي، ق).
40212 (أيضا) عن ميسرة قال: جاء رجل وأمه إلى
علي فقالت: إن ابني هذا قتل زوجي، فقال الابن: إن عبدي وقع
على أمي، فقال علي: خبتما وخسرتما! إن تكوني صادقة يقتل
ابنك، وإن يكن ابنك صادقا نرجمك، ثم قام علي للصلاة فقال
الغلام لامه: ما تنظرين؟ أن يقتلني ويرجمك! فانصرفا، فلما صلى
سأل عنهما فقيل: انطلقا (ق، قط).
40213 (أيضا) عن الحكم أن رجلين صدم أحدهما صاحبه،
فضمن علي كل واحد منهما صاحبه.
87

40214 عن الشعبي قال: أشهد علي على أنه قضى في قوم
اقتتلوا فقتل بعضهم بعضا فقضى بعقل الذين قتلوا على الذين جرحوا،
وطرح عنهم بالعقل قدر جراحهم (عب).
40215 عن علي قال: عمد الصبي والمجنون خطأ (عب، ق).
40216 عن أنس أن رجلا من اليهود قتل جارية من الأنصار
على حلي لها ثم ألقاها في قليب لها ورضخ رأسها بالحجارة، فأتى
به النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجم حتى يموت، فرجم
حتى مات (عب).
ذيل القصاص
40217 عن حبيب بن مسلمة الفهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا
إلى القصاص من نفسه في خدش خدشه أعرابيا لم يتعمده، فأتاه
جبريل فقال: يا محمد! إن الله لم يبعثك جبارا ولا متكبرا، فدعا
النبي صلى الله عليه وسلم الاعرابي فقال: اقتص مني! فقال الاعرابي: قد أحللتك
بأبي أنت وأمي! وما كنت لافعل ذلك أبدا ولو أتيت على نفسي،
فدعا له بخير (ز).
40218 حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن إسحاق عن يزيد
88

ابن عبد الله بن أبي قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد
الأسلمي عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى أضم فلقينا
عامر بن الأضبط فحيا بتحية الاسلام فنزعنا عنه وحمل عليه محلم بن
جثامة فقتله فلما قتله سلبه بعيرا له وأهبا ومتيعا كان له، فلما قدمنا
جئنا بشأنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بأمره فنزلت هذه الآية (يا أيها
الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) الآية 94 سورة النساء. قال بن إسحاق:
فأخبرني محمد بن جعفر عن زيد بن ضمرة قال حدثني أبي وعمي وكانا
شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر
ثم جلس تحت شجرة فقام إليه الأقرع بن حابس وهو سيد خندف
يرد عن ابن محلم وقام عيينة بن حصن يطلب بدم عامر بن الأضبط
القيسي وكان أشجعيا، قال: فسمعت عيينة بن حصن يقول: لأذيقن
نساءه من الحزن مثل ما ذاق نسائي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تقبلون الدية؟
فأبوا، فقام رجل من بني ليث يقال له مكيتل فقال: يا رسول الله؟
والله ما شبهت هذا القتيل في غرة الاسلام إلا بغنم وردت فرميت
فنفر آخرها، اسنن اليوم وغير غدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نديه لكم
خمسون في سفرنا هذا وخمسون إذا رجعنا، فقبلوا الدية فقالوا: ائتوا
بصاحبكم يستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئ به فوصف حليته وعليه
89

حلة قد تهيأ فيها للقتل حتى أجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ما اسمك؟ فقال: محلم بن جثامة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيديه - ووصف
أنه رفعهما: اللهم! لا تغفر لمحلم بن جثامة، قال: فتحدثنا بيننا أنه إنما
أظهر هذا وقد استغفر له في السر. قال ابن إسحاق: فأخبرني عمرو
ابن عبيد عن الحسن قال قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: آمنته بالله ثم قتلته!
فوالله ما مكث إلا سبع ليال حتى مات محلم، قال: فسمعت الحسن
يحلف بالله لدفن ثلاث مرات كل ذلك تلفظه الأرض، فجعلوه بين
صدى جبل ورضموا عليه بالحجارة فأكلته السباع، فذكروا أمره
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أما والله إن الأرض لتطبق على من هو شر
منه ولكن الله أراد أن يخبركم بحرمتكم (ش).
40219 عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: رجل أمر عبده
أن يقتل رجلا؟ قال: على الآمر، سمعت أبا هريرة يقول: يقتل
الحر الآمر ولا يقتل العبد (عب - عن أبي هريرة).
40220 عن ابن عباس قال: ما أصاب السكران في سكره أقيم
عليه (عب).
40221 عن عائشة قالت: كان عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسودة فصنعت خزيرا فجئت به فقلت لسودة: كلي، فقالت:
90

لا أحبه، فقلت: والله لتأكلين أو لألطخن وجهك! فقالت: ما أنا
بذائقة، فأخذت من الصحفة شيئا فلطخت به وجهها ورسول الله
صلى الله عليه وسلم جالس بيني وبينها، فخفض لها ركبته لتستقيد مني، فتناولت
من الصحفة شيئا فمسحت به وجهي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك
(ابن النجار).
40222 عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي رجلا مختضبا بصفرة
وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم جريدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خط ورس، فطعن
بالجريدة بطن الرجل وقال: ألم أنهك عن هذا! فأثر في بطنه وما
أدماه فقال الرجل: القود يا رسول الله! فقال الناس: أمن رسول
الله صلى الله عليه وسلم تقتص؟ فقال: ما لبشرة أحد فضل على بشرتي، فكشف
النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه ثم قال: اقتص! فقبل الرجل بطن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: أدعها لك أن تشفع لي يوم القيامة (عب) (1).
40223 عن الحسن قال: كان رجل من الأنصار يقال له
سوادة بن عمرو يتخلق كأنه عرجون وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآه
نغض له فجاء يوما وهو متخلق فأهوى له النبي صلى الله عليه وسلم بعود كان في
يده فجرحه فقال له: القصاص يا رسول الله! فأعطاه العود، وكان

(1) أورده عبد الرزاق في مصنفه (9 / 466). ص
91

على النبي صلى الله عليه وسلم قميصان فجعل يرفعهما، فنهره الناس وكف عنه حتى
إذا انتهى إلى المكان الذي جرحه رمى بالقضيب وعلقه يقبله وقال: يا نبي
الله؟ بل أدعها لك تشفع لي بها يوم القيامة (عب).
40224 عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاد من
نفسه، وأن أبا بكر أقاد رجلا من نفسه، وأن عمر أقاد سعدا من
نفسه (عب).
40225 (مسند علي) عن ضرار بن عبد الله قال: كنت أمشى
بجنبات علي بن أبي طالب فجاء غلام فلطم وجهي فرفعت يدي ألطم
وجه الغلام فرآني علي فقال: اقتص (خط).
40226 (مسند أبان بن سعيد) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
وضع كل دم كان في الجاهلية (خ في تاريخه والبزار وابن أبي داود،
عب والبغوي وابن قانع والباوردي وأبو نعيم والخطيب في المتفق والمفترق،
قال البغوي: لا نعلم لابان بن سعيد مسندا غيره).
40227 عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم على غنائم
حنين، فبلغ أبا جهم أن مالك بن البرصاء أو الحارث بن البرصاء غل
من الغنائم، فضربه أبو جهم فشجه منقولة فأتى المضروب النبي صلى الله عليه وسلم
يسأله القود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ضربك على ذنب أذنبته لا قود
92

لك، لك مائة شاة، فلم يرض، قال: فلك مائتا شاة، فلم يرض،
قال: فلك ثلاثمائة لا أزيدك، فرضى الرجل (عب).
قصاص العبد
40228 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان
أبو بكر وعمر لا يقتلان الرجل بعبده، كانا يضربانه مائة، ويسجنانه
سنة، ويحرمانه سهمه مع المسلمين سنة - إذا قتله متعمدا (عب).
40229 عن علي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قتل عبده
متعمدا، فجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة، ونفاه سنة، ومحا سهمه من
المسلمين، ولم يقده به (ش، ه‍، ع، والحارث ك، ق).
40230 (من مسند سمرة بن جندب) عن عبد الله بن
سندر عن أبيه إنه كان عبد الزنباع بن سلامة الجذامي فعنت عليه
فحصاه وجدعه، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأغلظ على زنباع القول
فأعتقه منه، فقال: أوص بي يا رسول الله! قال: أوصي بك كل
مسلم (كر).
40231 (مسند عبد الله بن عمرو) إن زنباعا أبا روح بن
زنباع وجد غلاما له مع جاريته فقطع ذكره وجدع أنفه، فأتى
93

العبد النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملك على
ما فعلت؟ قال: كذا وكذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فأنت
حر (عب).
قصاص الذمي
40232 عن مكحول أن عبادة بن الصامت دعا نبطيا يمسك
دابته عند بيت المقدس فأبى، فضربه فجشه، فاستعدى عليه عمر
ابن الخطاب، فقال له: ما دعاك إلى ما صنعت بهذا؟ فقال: يا أمير
المؤمنين! أمرته أن يمسك دابتي فأبى وأنا رجل في حدة فضربته،
فقال: اجلس للقصاص، فقال زيد بن ثابت: أتقيد عبدك من
أخيك! فترك عمر القود وقضى عليه بالدية (ق).
40233 عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب أتى برجل
من أصحابه قد جرج رجلا من أهل الذمة، فأراد أن يقيده، قالوا:
ليس ذلك لك، قال عمر: إذن نضعف عليه العقل، فأضعفه (ق).
40234 عن عمر بن عبد العزيز أن رجلا من أهل الذمة
قتل بالشام عمدا وعمر بن الخطاب إذ ذاك بالشام، فلما بلغه ذلك قال
عمر: قد وقعتم بأهل الذمة! لأقتلنه به، قال أبو عبيدة بن الجراح:
94

ليس ذلك لك! فصلى ثم دعا أبا عبيدة فقال: لم زعمت لا أقتله به؟
فقال أبو عبيدة: أرأيت لو قتل عبدا له أكنت قاتله به؟ فصمت
عمر ثم قضى عليه بالدية بألف دينار تغليظا عليه (ق).
40235 عن إبراهيم أن رجلا من بكر بن وائل قتل رجلا
من أهل الحيرة، فكتب فيه عمر بن الخطاب أن يدفع إلى أولياء
المقتول، فان شاؤوا قتلوه وإن شاؤوا عفوا عنه، فدفع الرجل إلى ولي المقتول
فقتله، فكتب عمر بعد ذلك: إن كان الرجل لم يقتل فلا تقتلوه
(الشافعي، ق، وقال قال الشافعي: الذي رجع إليه أولى، ولعله
أراد أن يخيفه بالقتل ولا يقتله، وجميع ما روى في ذلك عن عمر
منقطع أو ضعيف أو يجمع الانقطاع والضعف جميعا).
40236 عن القاسم بن أبي بزة أن رجلا مسلما قتل رجلا
من أهل الذمة بالشام، فرفع إلى أبي عبيدة بن الجراح، فكتب فيه
إلى عمر بن الخطاب، فكتب عمر بن الخطاب: إن كان ذاك فيه
خلقا فقدمه واضرب عنقه، وإن كانت هي طيرة طارها فأغرمه
ديته أربعة آلاف (عب، ق).
40237 عن النزال بن سبرة أن رجلا من المسلمين قتل رجلا
من أهل الحيرة نصرانيا عمدا، فكتب في ذلك إلى عمر فكتب أن:
95

أقيدوه فيه! فدفع إليه فكان يقال له: اقتله! فيقول: حتى يجئ
الغيظ، حتى يجئ الغضب، فبينما هم كذلك إذ جاء كتاب من عند
عمر أن: لا تقتلوه، فإنه لا يقتل مؤمن بكافر، وليعط الدية
(ابن جرير).
40238 عن يحيى بن سعيد بلغنا أن عمر فتح بيت المقدس
وأن رجلا من الجند أصاب رجلا من أهل الخراج فأراد أن يقيد،
فقال الناس: ما لك أن تقيد كافرا من مسلم! قال: إذا غلظت عليه
في العقل (ابن جرير).
40239 عن عمرو بن دينار عن رجل أن أبا موسى كتب
إلى عمر بن الخطاب في رجل مسلم قتل رجلا من أهل الكتاب
فكتب إليه عمر: إن كان لصا أو خاربا فاضرب عنقه، وإن كان
طيرة منه في غضب فأغرمه أربعة آلاف درهم (عب، ق).
40240 عن عمرو بن شعيب أن أبا موسى الأشعري كتب
إلى عمر بن الخطاب أن المسلمين يقعون على المجوس فيقتلونهم فماذا ترى؟
فكتب إليه عمر إنما هم عبيد فأقمهم قيمة العبيد فيكم، فكتب أبو
موسى: ستمائة درهم، فوضعها عمر للمجوسي (عب).
40241 عن أنس أن يهوديا قتل غيلة فقضى فيه عمر بن
96

الخطاب اثني عشر ألف درهم (عب).
40242 عن مجاهد قال: قدم عمر بن الخطاب الشام فوجد
رجلا من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة فهم أن يقيده، فقال له زيد
ابن ثابت: أتقيد عبدك من أخيك؟ فجعله عمر دية (عب
وابن جرير).
40243 عن ابن أبي حسين أن رجلا شج رجلا من أهل
الذمة فهم عمر بن الخطاب أن يقيده منه، فقال معاذ بن جبل: قد
علمت أن ليس ذلك لك! وأثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأعطاه عمر
ابن الخطاب في شجته دينارا، فرضى به (عب).
40244 عن إبراهيم أن رجلا مسلما قتل رجلا من أهل
الكتاب من أهل الحيرة فأقاد منه عمر (عب وابن جرير).
40245 عن الشعبي قال: كتب عمر بن الخطاب في رجل
من أهل الحيرة نصراني قتله مسلم أن يقاد صاحبه، فجعلوا يقولون
للنصراني: اقتله، قال: لا حتى يأتيني الغضب، فبينما هو على ذلك
جاء كتاب عمر بن الخطاب: لا تقده منه.
40246 عن الشعبي قال: من السنة لا يقيد مسلم بكافر
(ابن جرير).
97

40247 (مسند علي) عن الحكم قال: كان علي وعبد الله
يقولان: من قتل عبدا أو يهوديا أو نصرانيا أو امرأة عمدا قتل
به (ابن جرير).
الاهدار
40248 (مسند الصديق) عن بن أبي مليكة أن رجلا
عض يد رجل فأندر (1) ثنيته، فأهدرها أبو بكر (عب، ش،
خ، د، ق).
40249 عن ابن جرير أن أبا بكر وعمر أبطلاها (ش).
40250 عن سليمان بن يسار عن جندب أنه أخذ في بيته
رجلا فرض أنثييه، فأهدره عمر (عب).
40251 عن القاسم بن محمد أن رجلا وجد في بيته رحلا
فدق كل فقار في ظهره، فأهدره عمر (عب).
40252 عن أبي جعفر قال: قضى عثمان: أيما رجل جالس
أعمى فأصابه بشئ فهو هدر (عب).

(1) فأندر: وفي حديث (أن رجلا عض يد آخر فنذرت ثنيته) وفي
رواية (فأندر ثنيته) أي سقطت ثنيته ووقعت. اه‍ (5 / 35) النهاية. ب
98

40253 عن الشعبي قال: كان رجل من المسلمين أعمى،
فكان يأوي إلى امرأة يهودية، وكانت تطعمه وتسقيه، وتحنو إليه
وكانت لا تزال تؤذيه في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع ذلك منها ليلة
من الليالي قام فخنقها حتى قتلها، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنشد
الناس في أمرها، فقام الرجل فأخبره أنها كانت تؤذيه في النبي صلى الله عليه وسلم
وتسبه وتقع فيه فقتلها لذلك، فأبل النبي صلى الله عليه وسلم دمها (ش).
40254 (مسند علي) عن خلاس بن عمرو أن غلمانا
40254 (مسند على) عن خلاس بن عمرو أن غلمانا
كانوا يلعبون الترفلة (1) فقال غلام منهم: حدارى، فضرب فأصاب
سن غلام فكسرها، فلم يضمنه علي (ابن جرير).
40255 عن مجاهد قال: كان أجير ليعلي بن أمية عض - يد
رجل فاجتذب الآخر يده فقلع سنه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أيعض
أحدكم أخاه عضيض الفحل ثم يريد العقل! فأبطلها (عب).
قتل المؤذيات
40256 (من مسند خباب بن الأرت) بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم أقتل الكلاب فخرجت أقتل كل ما لقيت حتى جئت العصبة

(1) الترفلة: أي يتسود ويترأس. النهاية. (2 / 247). ص
99

فإذا كلب حول بيت فأرعته لأقتله، فنادتني امرأة من البيت فقالت:
ما تريد؟ قالت: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتل الكلاب، فقالت:
ارجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أني امرأة قد ذهب بصري وأنه
يؤذنني بالآتي ويطرد عني السبع، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبرته، فقال: ارجع فاقتله، فرجعت فقتلته (طب).
40257 عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل ستة
في الحرم: الحدأة، والغراب، والحية، والعقرب، والفأرة، والكلب
العقور (عد، كر).
40258 عن عبد الله بن مغفل قال: إني لممن رفع أغصان
الشجرة عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال: لولا أن
الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها، ولكن اقتلوا منها كل أسود
بهيم، وما من أهل بيت يرتبطون كلبا إلا نقص من أجورهم كل
يوم قيراط، إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم (حم،
ت وقال: حسن، ن، وابن النجار).
40259 (مسند علي) عن علي: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم بقتل
الجان من الطفيتين والأبتر، وبقتل الأسود البهيم ذي الغرتين (1) (عق).

(1) الغرتين: هما النكتتان البيضاوان فوق عينيه. ا ه‍ (3 / 34) النهاية. ب
100

40260 عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: أمر أبو بكر بقتل
الكلاب ولعبد الله بن جعفر كلب تحت سرير أبي بكر فقال: يا أبت!
كلبي، فقال: لا تقتلوا كلب ابني، ثم أمر به فأخذ، وكان أبو بكر
قد خلف على أمه أسماء بنت عميس بعد جعفر (ابن سعد).
40261 عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب كان يأمر بقتل
الحيات في الحرم (مالك).
40262 عن عمر قال: اقتلوا الحيات كلها على كل حال
(ق، ش).
40263 عن الحسن البصري قال: شهدت عثمان يأمر في
خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام (عم وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي،
ق، كر).
40264 عن أسلم قال: كان عمر يقول على المنبر: يا أيها
الناس! عليكم مثاويكم (1)، وأخيفوا الحيات قبل أن تخيفكم، فإنه لن
يبدو لكم مسلموها، وإنا والله ما سالمناهم منذ عاديناهن (ن، خ
في الأدب).
40265 (مسند أبي رافع) قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم عقربا

(1) مثاويكم: جمع المثوى: المنزل. اه‍ (1 / 230) النهاية. ب
101

وهو يصلي (طب).
40266 وعنه دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم أو
يوحي إليه وإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظه،
فاضطجعت بينه وبين الحية فإذا كان شئ كان بي دونه، فاستيقظ وهو
يتلو هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة) الآية، فقال: الحمد لله! فرآني إلى جنبه فقال:
ما أضجعك هنا؟ قلت: لمكان هذه الحية، قال: قم إليها فاقتلها،
فقتلتها! ثم أخذ بيدي فقال: يا أبا رافع! سيكون بعدي قوم
يقاتلون عليا، حقا على الله جهادهم، فمن لم يستطيع جهادهم بيده فبلسانه،
فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شئ (طب وابن مردويه
وأبو نعيم، وفيه علي بن هاشم بن البريد، روى له إلا أنه غال في
التشيع وله مناكير).
40267 عن عبد الله بن جعفر قال: نهى عن قتلهن - يعني
العوامر (خ في تاريخه. كر).
40268 عن ابن عمر عن أبي لبابة قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
قتل الجنان التي في البيوت (أبو نعيم).
102

الديات
40269 (مسند الصديق) عن أبي بكر قال: من كان
عقله في البقر فكل بعير ببقرتين، ومن كان عقله في الشاء فكل
بعير بعشرين شاة (عب، ش).
40270 عن عكرمة قال: قضى أبو بكر مكان كل بعير
ببقرتين (عب).
40271 عن عمرو بن شعيب قال: قضى أبو بكر في الحاجب
إذا أصيب حتى يذهب شعره فقضى فيه بموضحتين عشر من الإبل
(عب، ش، ق).
40272 عن عكرمة وطاوس أن أبا بكر قضى في الاذن
بخمس عشرة من الإبل وقال: إنما هو شين، لا يضر سمعا ولا
ينقص قوة، ويغشاها الشعر والعمامة (عب، ش، ق).
40273 عن عمرو بن شعيب قال: قضى أبو بكر في الشفتين
بالدية مائة من الإبل، وقضى في اللسان إذا قطع بالدية إذا نزع من
أصله، وإن قطعت أسلته فتكلم صاحبه ففيه نصف الدية، وقضى في
ثدي الرجل إذا ذهبت حلمته بخمس من الإبل، وقضى في ثدي المرأة
103

بعشر من الإبل إذا لم يصب إلا حلمة ثديها، فإذا قطع من أصله
فخمس عشرة، وقضى في صلب الرجل إذا كسر ثم جبر بالدية كاملة
إذا كان لا يحمل له، وينصف الدية إذا كان يحمل له، وقضى في ذكر
الرجل بديته مائة من الإبل (عب، ش، ق).
40274 عن أبي بكر قال: إذا نفذت الجائفة فهي
جائفتان (عب).
40275 عن ابن المسيب أن أبا بكر قضى في الجائفة التي
نفذت بثلثي الدية إذا نفذت الحضنين كليهما وبرأ صاحبهما (عب، ش).
ض، ق).
40276 عن ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن مسلم أن
أبا بكر الصديق قال في الخيانة: لا قطع فيها (عب).
40277 عن الزهري عن أبي بكر وعمر وعثمان أنهم قالوا:
دية اليهودي والنصراني مثل دية الحر المسلم (ابن خسرو في مسند
أبي حنيفة).
40278 عن علي بن ماجد قال: قاتلت غلاما فجدعت أنفه،
فرفعت إلى أبي بكر الصديق، فنظر فلم أبلغ القصاص، فقضى على
عاقلتي بالدية (ابن جرير).
104

40279 عن أسلم أن عمر بن الخطاب قضى في الضرس بجمل،
وفي الترقوة بجمل، وفي الضلع بجمل (مالك، عب والشافعي وابن
راهويه، ش، ق).
40280 عن الشعبي قال قال عمر، العمد والعبد والصلح
والاعتراف لا يعقله العاقلة (عب، قط، ق وقال: منقطع).
40281 عن عمر قال: شهدت قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ذلك - يعني الجنين (حم).
40282 عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر بن الخطاب:
دية أهل الكتاب اليهودي والنصراني أربعة آلاف درهم، ودية
المجوسي ثمانمائة درهم (الشافعي، عب، ش وابن جرير، ق).
40283 عن عمر، في شبه العمد ثلاثون حقة، وثلاثون
جذعة وأربعون ما بين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة (عب، ش، ق).
40284 عن عمر قال: على أهل البقر مائتا بقر ومائة
جذعة ومائة مسنة، وعلى أهل الشاء ألفا شاة (عب، ق).
40285 عن عمر بن الخطاب أن فرض الدية من الذهب ألف
دينار، ومن الورق اثنا عشر ألف درهم (مالك والشافعي، عب، ق).
40286 عن مجاهد أن عمر بن الخطاب قضى فيمن قتل في
105

الشهر الحرام أو في الحرم أو وهو محرم بالدية وثلث الدية (عب، ق).
40287 عن سليمان بن موسى قال: كتب عمر إلى الأجناد
ولا نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيما دون الموضحة بشئ، قال:
وقضى عمر بن الخطاب في الموضحة بخمس من الإبل أو عدلها من
الذهب أو الورق، وفي موضحة المرأة بخمس من الإبل أو عدلها من
الذهب أو الورق (عب).
40288 عن عكرمة قال: قضى عمر بن الخطاب في الجراح
التي لم يقض النبي صلى الله عليه وسلم فيها ولا أبو بكر، فقضى في الموضحة التي
تكون في جسد الانسان وليست في الرأس أن كل عظم له نذر
مسمى ففي موضحته نصف عشرت نذره ما كان، فإذا كانت موضحة
في اليد فنصف عشر نذرها ما لم يكن في الأصابع، فإن كانت
موضحة في الإصبع فهي نصف عشر نذر الإصبع، فما كان فوق
الأصابع في الكف فنذرها مثل موضحة الذراع والعضد، وفي
الرجل مثل ما في اليد، وما كانت من منقولة تنقل عظامها في
الذراع أو العضد أو الساق أو الفخذ فهي نصف منقولة الرأس،
وقضى في الأنامل كل أنملة بثلاث قلائص وثلث قلوص، وقضى في
الظفر إذا عور وفسد بقلوص، وقضى بالدية على أهل القرى اثني عشر
106

ألف درهم، وقال: إني أرى الزمان يختلف وأخشى عليكم الحكام
بعدي أن يصاب الرجل المسلم وتذهب ديته باطلا أو تدفع ديته بغير
حق فيحمل على أقوام مسلمين فيجتاحهم، فليس على أهل العين زيادة
في تغليظ عقل في الشهر الحرام ولا في الحرم، وعقل أهل القرى
تغليظ كله لا زيادة على اثني عشر ألفا، وقضى في المرأة إذا غلبت
على نفسها فافتضت وذهبت عذرتها بثلث ديتها ولا حد عليها، وقضى
في المجوسي بثمانمائة درهم وقال: إنما هو عبد من أهل الكتاب
فتكون ديته مثل ديتهم (عب) (1).
40289 عن ابن المسيب أن عمر وعثمان: قضيا في الملطأة
وهي السمحاق (2) بنصف دية الموضحة (الشافعي، عب، ش، ق).
40290 عن عمرو بن شعيب قال: قضى عمر بن الخطاب في
المأمومة ثلث العقل ثلاث وثلاثون من الإبل أو عدلها من الورق أو
الشاء، وقضى في الجسد إن أصيب الساق أو الفخذ أو العضد أو
الذراع حتى يخرج مخها وبين عظمها فلا يجتمع ففيها نصف مأمومة

(1) أورده عبد الرزاق في مصنفه (9 / 311). ص
(2) السمحاق: وهي التي بينها وبين العظم قشرة رقيقة. اه‍ (2 / 398)
النهاية. ب
107

الرأس ستة عشر قلوصا ونصف، وقضى عمر في المنقلة خمس عشرة من
الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق أو الشاء، فقضى إن كانت من
منقولة تنقل عظامها في العضد أو الذراع أو الساق أو الفخذ فهي
نصف منقولة الرأس سبع قلائص ونصف (عب).
40391 عن عكرمة وطاوس أن عمر بن الخطاب قضى في
الاذن إذا استؤصلت نصف الدية (عب، ش، ق).
40292 عن عمر قال: في العين نصف الدية أو عدل ذلك
من الذهب أو الورق، وفي عين المرأة نصف ديتها أو عدل ذلك من
الذهب أو الورق (عب).
40293 عن ابن المسيب أن عمر وعثمان قضيا في عين الأعور
الصحيحة إذا فقئت بالدية تامة (عب).
40294 عن ابن عباس وابن المسيب أن عمر قضى في اليد
الشلاء والرجل الشلاء والعين القائمة العوراء والسن السوداء في كل
واحدة منهن ثلث ديتها (عب، ص، ش، ق).
40295 عن شريح أن عمر كتب إليه أن الأسنان سواء،
والأصابع سواء (عب، ش، ق).
40296 عن ابن شبرمة أن عمر بن الخطاب جعل في كل
108

ضرس خمسا من الإبل (عب).
40297 عن عمر بن الخطاب قال: في السن خمس من الإبل
أو عدلها من الذهب أو الورق، فان اسودت فقد تم عقلها، وإن
كسر منها إذا لم تسود فبحساب ذلك، وفي سن المرأة مثل
ذلك (عب).
40298 عن عمر بن الخطاب أنه جعل في أسنان الصبي الذي
لم يثغر (1) بعيرا بعيرا (عب، ش).
40299 عن عمر قال: في الانف إذا أوعب جدعه الدية
كاملة، وما أصيب من الانف دون ذلك فبحسابه أو عدل ذلك من
الذهب أو الورق (عب، ق).
40300 عن مكحول قال: قضى عمر بن الخطاب في اليد
الشلاء ولسان الأخرس يستأصل وذكر الخصي يستأصل بثلث
الدية (عب).
40301 عن عمر قال: في الجائفة إذا كانت في الجوف ثلث
العقل: ثلاثة وثلاثون من الإبل، أو عدلها من الذهب أو الورق أو
الشاء، وفي جائفة المرأة ثلث ديتها (عب).

(1) تثغر: يريد النبات بعد السقوط. اه‍ (1 / 213) النهاية. ب
109

40302 عن ابن عمرو أن عمر حكم في البيضة (1) يصاب
صفقها (1) الاعلى بسدس من الدية (عب).
40303 عن عكرمة قال: قضى عمر بن الخطاب في المرأة إذا
غلبت على نفسها فافتضت أو ذهبت عذرتها بثلث ديتها (عب).
40304 عن عمر قال: في اليد وفي الرجل نصف الدية أو
عدل ذلك من الذهب أو الورق، وفي يد المرأة ورجلها في كل واحدة
منهما نصف ديتها أو عدل ذلك من الذهب أو الورق، وفي كل إصبع
مما هنالك عشر من الإبل أو عدلها من الذهب أو الورق، وفي كل
قصبة قطعت من قصب الأصابع أو شلت ثلث عقل الإصبع،
وفي كل إصبع قطعت من أصابع يد المرأة ورجلها خمس من الإبل
أو عدلها من الذهب أو الورق، وفي كل قصبة من قصب أصابع
المرأة ثلث عقل دية الإصبع أو عدل ذلك من الذهب والورق (عب).
40305 عن معر قال: في كل أنملة ثلث دية الإصبع (عب).
40306 عن عكرمة أن عمر بن الخطاب قضى في الظفر إذا

(1) البيضة: يعني الخوذة. اه‍ (1 / 172) النهاية. ب
صفقها: الصفاق: جلده رقيقة تحت الجلد الاعلى وفوق اللحم. اه‍
(3 / 39) النهاية. ب
110

أعور وفسد بقلوص (عب، ش).
40307 عن عمر أنه قال: في الساق أو الذراع أو العضد
أو الفخذ إذا انكسرت ثم جبرت في غير عثم (1) عشرون دينارا
أو حقتان (عب، ق).
40308 عن سليمان بن يسار أن رجلا من بني مدلج قتل
ابنه فلم يقده منه عمر بن الخطاب وأغرمه ديته ولم يورثه منه وورثه
أمه وأخاه لأبيه (الشافعي، عب، ق).
40309 عن عمر بن الخطاب أنه جعل الدية الكاملة في ثلاث
سنين، وجعل نصف الدية والثلثين في سنتين، وما دون النصف في
سنة، وما دون الثلث في عامه (عب، ش، ق).
40310 عن أبي عياض عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت في
المغلظة أربعون جذعة خلفة وثلاثون حقة وثلاثون بنات لبون،
وفي الخطأ ثلاثون حقة وثلاثون بنات لبون وعشرون بنو لبون
ذكور وعشرون بنات مخاض (د).
40311 عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر بن الخطاب

(1) عثم: يقال: عثمت يده فعثمت إذا جبرتها على غير استواء وبقي
فيها شئ لم ينحكم. اه‍ (3 / 183) النهاية. ب
111

يجعل في الابهام والتي تليها نصف دية الكف، ويجعل في الابهام
خمس عشرة، وفي التي تليها تسعا، وفي الأخرى ستا، حتى كان عثمان
ابن عفان فوجد كتابا كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم فيه
(وفي الأصابع عشر عشر) فصيرها عثمان عشرا عشرا (ابن راهويه).
40312 عن ابن المسيب أن عثمان وزيدا قالا: في شبه العمد
أربعون جذعة خلفة إلى بازل عامها وثلاثون حقة وثلاثون بنت
لبون (عب).
40313 عن عمر بن عبد العزيز وعمرو بن شعيب قالا: قضى
عثمان في تغليظ الدية بأربعة آلاف درهم (عب).
40314 عن أبي نجيح قال: أوطأ رجل امرأة فرسا في
الموسم فكسر ضلعا من أضلاعها فماتت، فقضى فيها عثمان بثمانية
آلاف درهم دية وثلث لأنها كانت في الحرم، جعلها الدية وثلث
الدية (الشافعي، عب، ص، ق).
40315 عن ابن المسيب أن عثمان قضى في الذي يضرب
حتى يحدث بثلث الدية (عب).
40316 عن ابن المسيب قال: قضى عثمان في رجل ضرب
112

رجلا ووطئه حتى سلح (1) بأربعين قلوصا (عب وابن أبي الدنيا في
كتاب الاشراف).
40317 عن ابن المسيب قال قال عثمان: إذا اقتتل المقتتلان فما
كان بينهما من جراح فهو قصاص (عب).
40318 عن أبي عياض أن عثمان بن عفان رفع إليه أعور
فقأ عين صحيح، فلم يقتص منه، وقضى فيه بالدية كاملة (ق).
40319 عن أبي عياض عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت
قالا: في المغلظة أربعون جذعة خلفة وثلاثون حقة وثلاثون بنات
لبون، وقالا دية الخطأ ثلاثون حقة وثلاثون بنات لبون وعشرون
بنت مخاض وعشرون بنو لبون ذكور (قط، ق، مالك).
40320 عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب نشد الناس بمنى
فقال، من كان عنده علم من الدية أن يخبرني! فقام الضحاك بن
سفيان قال: كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أورث امرأة أشيم
الضبابي من ديته، فقال عمر: ادخل الخباء حتى آتيك، فلما نزل عمر
أخبره الضحاك بن سفيان فقضى بذلك عمر، قال ابن شهاب: وكان

(1) سلح: سلح الطائر سلحا من باب نفع وهو منه كالنقوط من الانسان. اه‍
(1 / 386) المصباح المنير. ب
113

أشيم قتل خطأ (د، ت - وقال: حسن صحيح، ن، ه‍).
40321 عن يحيى بن عبد الله بن سالم قال: ذكر لنا أنه
كان مع سيف عمر بن الخطاب كتاب فيه أمر العقول: وفي السن
إذا اسودت عقلها كاملا، وإذا طرحت بعد ذلك بقي عقلها مرة أخرى
(ق وقال منقطع).
40322 عن ابن جريج قال قلت لعطاء: الدية الماشية أو
الذهب؟ قال: كانت في الإبل حين كان عمر بن الخطاب تقوم
الإبل عشرين ومائة كل بعير، فان شاء القروي أعطى مائة ناقة ولم
يعط ذهبا، كذلك الأمر الأول (الشافعي، كر).
40323 عن عمرو بن شعيب أن عمر بن الخطاب قال: إني
لخائف أن يأتي من بعدي من يهلك دية المرء المسلم فلأقولن فيها
قولا: على أهل الإبل مائة بعير، وعلى أهل الذهب ألف دينار،
وعلى أهل الورق اثنا عشر ألف درهم (ق).
40324 عن ابن شهاب ومكحول وعطاء قالوا، أدركنا
الناس على أن دية المسلم الحر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل،
فقوم عمر بن الخطاب تلك الدية على أهل القرى ألف دينار أو اثني
عشر ألف درهم، ودية الحرة المسلمة إذا أنت من أهل القرى
114

خمسمائة دينار أو ستة آلاف درهم، فإذا كان الذي قتلها من
الاعراب فديتها خمسون من الإبل، ودية الاعرابية إذا أصابها
الاعرابي خمسون من الإبل، لا يكلف الاعرابي الذهب ولا الورق
الشافعي، ق).
40325 عن موسى بن علي بن رباح قال: أبي يقول إن أعمى
كان ينشد في الموسم في خلافة عمر بن الخطاب وهو يقول:
يا أيها الناس لقيت منكرا
هل يعقل الأعمى الصحيح المبصرا
خرا معا كلاهما تكسرا
وذلك أن أعمى كان يقوده بصير فوقعا في بئر فوقع الأعمى على
البصير فمات البصير فقضى عمر بعقل البصير على الأعمى (ق).
40326 عن الحسن أن رجلا أتى أهل ماء فاستسقاهم فلم
يسقوه حتى مات عطشا، فأغرمهم عمر بن الخطاب ديته (ق).
40327 عن عروة البارقي أنه كتب إلى عمر بن الخطاب في
عين الدابة، فكتب إليه عمر: إنا كنا نقضي فيها كما يقضي في عين
الانسان، ثم اجتمع رأينا أن نجعلها الربع (كر).
40328 عن عمرو بن شعيب قال: كتب إلى عمر في امرأة
115

أخذت بأنثيي رجل فخرت الجلدة ولم تخرق الصفاق، فقال عمر
لأصحابه: ما ترون في هذا؟ قالوا: اجعلها بمنزلة الجائفة، قال عمر:
لكني أرى غير ذلك، إن فيها نصف ما في الجائفة (ش).
40329 عن عمر قال: أيما عظم كسر ثم جبر كما كان ففيه
حقتان (ش).
40330 عن إبراهيم عن عمر وعبد الله أنهما قال: دية الخطأ
أخماسا (ش).
40331 عن عمر قال: في الذكر الدية (ش).
40332 عن عمر قال: كل رمية نافذة في عضو ففيها ثلث
ذلك العضو (ش).
40333 عن عمر قال: في الجائفة ثلث الدية (ش).
40334 عن عمر أنه قوم: الغرة خمسون دينار (ش).
40335 عن عمر قال: ما أصاب المنقلة فلا ضمان على صاحبه،
ومن أصاب المنقلة ضمن (ش).
40336 عن نافع بن عبد الحارث قال: كتبت إلى عمر
أسأله عن رجل كسر إحدى زنديه فكتب إلى عمر: إن فيه حقتين
بكرتين (ش).
116

40337 عن السائب بن يزيد أن رجلا أراد امرأة على نفسها
فرفعت حجرا فقتلته. فرفع ذلك إلى عمر، فقال: ذلك قتيل الله!
لا يودى أبدا (عب، ش والخرائطي في اعتلال القلوب، ق).
40338 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان
رجل يسوق حمارا فضربه بعصا معه فطارت منها شظية (1) فأصاب
عينه ففقأتها، فرفع ذلك إلى عمر بن الخطاب فقال: هي يد من أيدي
المسلمين لم يصبها اعتداء على أحد، فجعل دية عينه على عاقلته (ش).
40339 عن عبيد بن عمير أن عمر وعليا قالا: من قتله
قصاص فلا دية له (ش، ق).
40340 عن أبي قلابة أن امرأة كانت تخفض (2) الجواري
فأعنتت، فضمنها عمر وقال: ألا أبقيت كذا (عب، ش).
40341 عن عمر أنه قضى في الأعور تفقأ عينه الصحيحة
بالدية كاملة (عب، ش ومسدد، ق).

(1) شظية: الشظية: الفلقة من العصا ونحوها، والجمع الشظايا. اه‍
(268) المختار. ب
(2) تخفض: وفي حديث أم عطية " إذا خفضت فأشمي " الخفض للنساء
كالختان للرجال. اه‍ (2 / 54) النهاية. ب
117

40342 عن عمر قال: في اللسان إذا استؤصل الدية كاملة،
وما أصيب من اللسان فبلغ أن يمنع الكلام ففيه الدية تامة، وفي
لسان المرأة الدية كاملة، وما أصيب من لسانها فبلغ أن يمنع الكلام
ففيه الدية كاملة، وما كان دون ذلك فبحسابه (عب، ش، ق).
40343 عن سعيد بن المسيب قال: قضى عمر بن الخطاب في
الابهام والتي تليها نصف دية الكف - وفي لفظ: قضى في الابهام
خمس عشرة، وفي السبابة عشرا - وفي الوسطى عشرا، وفي البنصر
تسعا، وفي الخنصر ستا، حتى وجد كتابا عند آل عمرو بن حزم
يزعمون أنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه (وفي كل إصبع عشر) فأخذ
به وصارت إلى عشر عشر (الشافعي، عب وابن راهويه، ق، قال
الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح متصل إلى ابن المسيب فإن كان
سمعه من عمر فذاك).
40344 عن رجل من ثقيف قال: بينما أنا عند عمر بن الخطاب
إذ جاء أعرابي يطلب شجة، فقال عمر: إنا معاشر أهل القرى
لا نتعاقل المضغ بيننا (مسدد وأبو عبيد في الغريب).
40345 عن الشعبي أن عمر قضى في عين جمل أصيبت بنصف
ثمنه. ثم نظر إليه بعد فقال: ما أراه نقص من قوته ولامن هدايته
118

شئ، فقضى فيه بربع ثمنه (عب).
40346 عن عمر قال: السلطان ولى من حارب الدين وإن
قتل أباه وأخاه فليس إلى طالب الدم من أمر من حارب الدين وسعى
في الأرض فسادا شئ (عب).
40347 عن الحسن أن رجلا كوى غلاما له بالنار، فأعتقه
عمر (عب).
40348 عن عمرو بن شعيب قال: ضرب عمر بن الخطاب
حرا قتل عبدا مائة ونفاه عاما (عب).
40349 عن عمر قال: الدية على الأولياء في كل جريرة
جرها (عب).
40350 عن الزهري وقتادة في الرجل يصيب نفسه قالا عن
عمر: يد من أيدي المسلمين (عب).
40351 عن عمر قال: جراحات الرجال والنساء سواء إلى
الثلث من دية الرجال (عب، ق).
40352 عن عمر قال: تؤخذ الثني والجذع في دية الخطأ
كما تؤخذ في الصدقة (عب).
40353 عن عمر قال: ليس على أهل القرى تغليظ، لا في
119

الشهر الحرام ولا في الحرم، لان الذهب عليهم والذهب تغليظ (عب).
40354 عن عمر قال: تقدر الموضحة بالابهام، فما زاد على
ذلك أخذ بحسابه ما زاد (عب).
40355 عن ابن الزبير وغيره أن عمر بن الخطاب كان يقول
في الموضحة: لا يعقلها أهل القرية ويعقلها أهل البادية (عب).
40356 عن قتادة أن رجلا فقأ عين نفسه خطأ فقضى له عمر
ابن الخطاب بديتها على عاقلته (عب).
40357 عن سعيد بن المسيب قال: قضى عمر بن الخطاب
فيما بين أعلى الفم وأسفله بخمس قلائص، وفي الأضراس ببعير بعير،
حتى إذا كان معاوية وأصيبت أضراسه قال: أنا أعلم بالأضراس من
عمر، فقضى فيها بخمس خمس (عب، ق).
40358 عن عمر قال: إن أصيبت إصبعان من أصابع المرأة
فيها عشر من الإبل، فان أصيبت ثلاث ففيها خمس عشرة، فان
أصيبت أربع جميعا ففيهن عشرون عشرون من الإبل، فان أصيبت
أصابعها كلها ففيها نصف ديتها، وعقل الرجل والمرأة سواء حتى تبلغ
الثلث، ثم يفرق عقل الرجل في ديته وعقل المرأة في ديتها (عب).
40359 عن عمرو بن شعيب قال: قضى عمر بن الخطاب أنه
120

ما أصاب أحد من المسلمين من عقل كان عليه في شئ إن أصابه فهو
عقل على عاقلته إن شاؤوا، وإن أبوا فليس لهم أن يخذلوه عند شئ
أصابه (عب).
40360 عن هانئ بن حزام قال: كنت جالسا عند عمر بن
الخطاب فأتاه رجل فذكر أنه وجد مع امرأته فجلا فقتلهما، فكتب
عمر إلى عامله بكتاب في العلانية أن يقاد منه، وكتب إليه في السر
أن يأخذوا الدية (عب وابن سعد).
40361 عن شهر بن حوشب أن عمر صاح بامرأة فأسقطت،
فأعتق عمر غرة (ق وقال: منقطع).
40362 عن شريح قال: أتاني عروة البارقي من عند مر أن
جراحات الرجال والنساء تستوي في السن والموضحة، فما فوق ذلك
فدية المرأة على النصف من دية الرجال (ش).
40363 عن علي قال: من حفر بئرا أو أعرض عودا فأصاب
إنسانا ضمن (عب).
40364 عن علي أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم وتقع
فيه فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم ديتها
(د، ق، ص).
121

40365 عن علي في الذي يقتص منه ثم لا يموت قال: كتاب
الله أن لا دية له (مسدد).
40366 عن علي قال: الاخوة من الام لا يرثون دية أخيهم
لامهم إذا قتل (ص، ع).
40367 عن يزيد بن مذكور الهمداني أن رجلا قتل يوم
الجمعة في المسجد في الزحام فوداه علي من بيت المال (عب ومسدد).
40368 عن علي قال في شبه العمد الحربة بالعصا والحجر
الثقيل ثلاثا: ثلاث جذاع وثلاث حقاق وثلاث ثنية إلى بازل عامها
قال يزيد: لا أعلمه إلا قال: خلفة (الحارث - وصحح).
40369 عن ابن جريج حدثنا عبد الكريم عن علي وابن
مسعود قالا: إن العمد السلاح، وشبه العمد الحجر والعصا، ويغلظ
شبه العمد الدية ولا يقتل منه (عب).
40370 عن علي قال: شبه العمد الضرب بالخشبة الضخمة
والحجر العظيم (عب).
40371 عن علي قال: في شبه العمد ثلاث وثلاثون حقة
وثلاث وثلاثون جذعة وأربع وثلاثون ما بين ثنية إلى بازل عامها
كلها خلفة، وفي الخطأ خمس وعشرون حقة وخمس وعشرون جذعة
122

وخمس وعشرون بنت مخاض وخمس وعشرون بنت لبون (عب، د، ق).
40372 عن الثوري ومعمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن
ضمرة عن علي قال: في الموضحة خمس من الإبل، وفي الجائفة ثلث
الدية، وفي المأمومة ثلث الدية، وفي الاذن النصف، وفي العين
النصف خمسون من الإبل، وفي الانف الدية إذا استؤصل، وفي
الشفتين الدية، وفي السن خمس من الإبل، وفي اللسان الدية، وفي
الذكر الدية، وفي الحشفة الدية كاملة، وفي البيضة النصف، وفي
اليد نصف الدية، وفي الرجل نصف لدية، وفي الأصابع عشر
عشر (ص، ق).
40373 عن علي أنه قضى في السمحاق وهي الملطأة بأربع
من الإبل (عب).
40374 عن معمر عن الزهري وقتادة قالا: في العينين الدية
كاملة، وفي العين نصف الدية، فما ذهب فبحساب ذلك، قيل لمعمر:
كيف يعلم ذلك؟ قال: بلغني عن علي أنه قال: يغمض عينه التي
أصيبت ثم ينظر بالأخرى فينظر إلى منتهى بصره، ثم ينظر بالتي
أصيبت، فما نقص فبحسابه (عب).
40375 عن الحكم بن عيينة قال: لطم رجل رجلا فذهب
123

بصره وعينه قائمة، فأرادوا أن يقيدوه، فلم يدروا كيف يصنعون،
فأتاهم علي فأمر به فجعل على وجهه كرسف (1)، ثم استقبل به
الشمس وأدنى من عينه مرآة، فالتمع بصره وعينه قائمة (عب).
40376 عن الحسن عن علي في رجل أعور فقئت عينه
الصحيحة عمدا قال: إن شاء أخذ الدية كاملة، وإن شاء فقأ عينا
وأخذ نصف الدية (عب، ص، ق).
40377 عن علي قال: في السن تصاب ويخشون أن تسود
ينتظر بها سنة فإذا اسودت ففيها نذرها وافيا، وإن لم تسود فليس
فيها شئ (عب).
40378 عن قتادة أن عليا قال في رجل عض يد رجل
فندرت سنه: إن شئت أمكنته يدك يعضها ثم انتزعها! وأبطل
ديته (عب).
40379 عن إبراهيم قال قال علي: جراحات المرأة على النصف
من جراحات الرجل، وقال ابن مسعود: يستويان في السن والموضحة،
وهما فيما سوى ذلك على النصف، وكان زيد بن ثابت يقول: إلى
الثلث (عب).

(1) كرسف: الكرسف: القطن. اه‍ (449) المختار. ب
124

40380 عن علي قال: قد ظلم الاخوة من الام من لم يجعل
لهم من الدية ميراثا (عب، ص).
40381 عن الحسن أن رجلا رمى أمه بحجر فقتلها فرفع
ذلك إلى علي بن أبي طالب، فقضى عليه بالدية ولم يورثه منها
شيئا (عب).
40382 (من مسند جارية بن ظفر) عن نمر ان بن جارية
عن أبيه جارية أنه كان بينه وبين قوم قتال في مسرح غنم فقطعوا
يده فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم سأل المقطوع أن
يهب له يده، فقال المقطوع: يا رسول الله! إنها يميني، قال خذ ديتها
بورك لك فيها! فقال: يا رسول الله! ما ترى في غلام من بني
العنبر خماسي أو سداسي فأرعيته لا تكثر به على القوم ألم التبس به؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرى أن تعتقه وأن تنحله فتحسن نحله، فان مات
ورثته، وإن مت لم يرثك (أبو نعيم).
40383 عن عمران بن حصين قال: عض رجل رجلا
فانتزع ثنيته، فأبطلها النبي صلى الله عليه وسلم وقالا: أردت أن تقضم يد أخيك
كما يقضم الفحل (عب).
40384 عن المغيرة بن شعبة قال: ضربت ضرة ضرة لها
125

بعمود فسطاط فقتلتها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بديتها على عصبة القاتلة
ولما في بطنها غرة، فقال الاعرابي: يا رسول الله! أتغرمني من
لا طعم ولا شرب ولا صاح فاستهل، فمثل ذلك يطل، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم أسجعا كسجع الاعراب (عب).
40385 عن عمر أنه استشارهم في إملاص (1) المرأة فقال
المغيرة: قضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة، فقال له عمر: إن كنت
صادقا فأت بأحد يعلم ذلك، فشهد محمد بن مسلمة أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم قضى فيه بغرة، فأجاز شهادتهما (عب).
40386 عن زيد بن ثابت قال: في شبه العمد ثلاثون حقة
وثلاثون جذعة وأربعون بين ثنية إلى بازل عامها كلها خلفة (عب).
40387 عن زيد بن ثابت قال: كان في الدامية بعير، وفي
الباضعة بعيران، وفي المتلاحمة ثلاث من الإبل، وفي السمحاق أربع،
وفي الموضحة خمس، وفي الهاشمة عشر، وفي المنقولة خمس عشرة،
وفي المأمومة ثلث الدية، وفي الرجل يضرب حتى يذهب عقله الدية

(1) إملاص: هو أن تزلق الجنين قبل الولادة: وكل ما زلق من اليد
فقد ملص، وأملص وأملصته أنا. اه‍ (4 / 306) النهاية. ب
126

كاملة، أو يضرب حتى يفنى ولا يقيم الدية كاملة، أو حتى يبح (1)
فلا يفهم الدية كاملة، وفي جفن العين ربع الدية، وفي حلمة الثدي
ربع الدية (عب).
40388 عن زيد بن ثابت قال في الموضحة تكون في الرأس
والحاجب والأنف سواء (عب).
40389 عن زيد بن ثابت أنه قال: في الحرصة (2) تكون
بين اللحم والجلد في الرأس خمسون درهما (عب).
40390 عن زيد بن ثابت قال: في شحمة الأذن ثلث
الدية (عب).
40391 عن زيد بن ثابت قال في السن: يستأنى بها سنة،
فان اسودت ففيها العقل كاملا، وإلا فما اسود منها فبحساب ذلك،
وفي السن الزائدة ثلث السن، وفي الإصبع الزائدة ثلث الإصبع (عب).

(1) يبح: البحة - بالضم - غلظة في الصوت. يقال: بح يبح بحوحا،
وإن كان من داء فهو النجاح. اه‍ (1 / 99 (النهاية. ب
(2) الحرصتة: الحارصة: الشجة التي تشق الجلد قليلا، وكذا الحرصة
بوزن الضربة. اه‍ (89) المختار. ب
127

40392 عن أبي حنيفة قال: في سن الصبي الذي لم يثغر (1)
حكم، قال زيد بن ثابت: فيه عشرة دنانير (عب).
40393 عن زيد بن ثابت في الصغير إذا لم يثبت الدية
كاملة (عب).
40394 عن زيد بن ثابت أنه قضى في فقار الظهر بالدية كاملة،
وهي ألف دينار، وهي اثنتان وثلاثون فقارة، في كل فقارة أحد
وثلاثون دينارا وربع دينار إذا كسرت ثم برأت على غير عثم (2)،
فان برأت على عثم في كسرها أحد وثلاثون دينار وربع دينار،
وفي عثمها ما فيه من الحكم المستقل سوى ذلك (عب).
40395 عن زيد بن ثابت قال في المرأة يفضيها (3) زوجها

(1) يثغر: الاثغار: سقوط سن الصبي ونباتها، يقال إذا سقطت رواضع
الصبي قيل: ثغر فهو مثغور، فإذا نبتت بعد السقوط قيل: اثغر. اه‍
(1 / 213) النهاية. ب
(2) غثم: يقال: غثمت يده فغثمت إذا جبرتها على غير استواء، ويقي
فيها شئ لم ينحكم. اه‍ (3 / 183) النهاية. ب
(3) يفضيها: أفضى إلى امرأته: باشرها. وجامع امرأته فأفضاها: إذا
جعل مسلكها واحدا، فهي مفضاة. ا ه‍ (398) المختار. ب
128

إن حبست الحاجتين والولد ففيها ثلث الدية، وإن لم تحبس الحاجتين
والولد ففيها الدية كاملة (عب).
40396 عن زيد بن ثابت قال في الظفر يقلع إن خرج
أسود أو لم يخرج ففيه عشرة دنانير، وإن خرج أبيض ففيه خمسة
دنانير (عب).
40397 عن ابن عباس قال: كانت الدية عشرا من الإبل،
وعبد المطلب أول من سن دية النفس مائة من الإبل، فجرت في
قريش والعرب مائة من الإبل، وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما كانت
عليه (ابن سعد والكلبي عن أبي صالح).
40398 عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة عن الشفاء أم
سليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل أبا جهم بن حذيفة بن غانم على المغانم
يوم حنين، فأصاب رجلا بقوسه فشجعه منقلة، فقضى فيها النبي
صلى الله عليه وسلم بخمس عشرة فريضة (كر).
40399 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم بن
حذيفة مصدقا، فلاحه (1) رجل في صدقته. فضرب أبو جهم فشحه،

(1) فلاحه: يقال: لاحيت الرجل ملاحاة ولحاء إذا نازعته. وفي الحديث
(نهيت عن ملاحاة الرجال) أي مقاولتهم ومخاصمتهم. ا ه‍ (4 / 243) النهاية. ب
129

فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: القود يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكم
كذا وكذا، فلم يرضوا، قال: فلكم كذا وكذا، فلم يرضوا، قال:
فلكم كذا وكذا، فرضوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني خاطب على الناس
ومخبرهم برضاكم! قالوا: نعم، فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن هؤلاء
الليثيين أتوني يريدون القود فعرضت لهم كذا وكذا فرضوا، أرضيتم،
قالوا: لا، فهم المهاجرون، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يكفوا، فكفوا،
ثم دعاهم فزادهم فقال: أرضيتم؟ قالوا نعم، قال: فاني خاطب على
الناس ومخبرهم برضاكم! قالوا: نعم، فخطب وقال: أرضيتم؟ قالوا:
نعم (عب).
40400 (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص) قضى رسول
الله صلى الله عليه وسلم في الأسنان والأصابع سواء (عب).
40401 عن إبراهيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدية على
الميراث، والعقل على العصبة صلى الله عليه وآله.
40402 عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقض فيما دون الموضحة
بشئ (عب).
40403 عن ربيعة قال: سألت ابن المسيب: كم في إصبع
من أصابع المرأة؟ قال: عشر من الإبل، قلت: في إصبعين؟ قال:
130

عشرون، قلت: فثلاث؟ قال: ثلاثون، قلت: فأربع؟ قال:
عشرون، قلت: حين عظم جرحها واشتدت بليتها نقص عقلها؟ قال:
أعرابي أنت؟ قلت: بل عالم متبين أو جاهل متعلم، قال:
السنة (عب).
40404 عن ابن جريح عن ابن طاوس عن أبيه قال: عندنا
كتاب فيه ذكر من العقول جاء به الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إنه
ما قضى النبي صلى الله عليه وسلم من عقل أو صدفة فإنه جاء به الوحي قال:
ففي ذلك الكتاب عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اصطلحوا في العمد فهو على
ما اصطلحوا عليه، وفي ذلك الكتاب عن النبي صلى الله عليه وسلم: دية الخطأ من
الإبل ثلاثون حقة وثلاثون بنت لبون وعشرون بنت مخاض وعشرون
ابن لبون ذكورا، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجار والشهر الحرام تغليظ،
وعن النبي صلى الله عليه وسلم في الموضحة خمس، وفي المنقلة خمس عشرة، وفي
المأمومة ثلاث وثلاثون، وفي الجائفة ثلاث وثلاثون، وفي العين
خمسون، وفي الانف إذا قطع المارن مائة، وفي السن خمس من
الإبل، وإن قطع الذكر ففيه مائة ناقة إن انقطعت شهوته وذهب
نسله، وفي اليد خمسون من الإبل، وفي الرجل خمسون، وفي
الأصابع عشر (عب).
131

40405 عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في الانف إن جدع
كله بالدية، وإذا جدعت روثته بالنصف (عب).
40406 عن ابن جريج قال: قال عمرو بن شعيب: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل متعمدا فإنه يدفع إلى أهل القتيل. فان شاؤوا
قتلوه وإن شاؤوا أخذوا العقل دية مسلمة، وهي مائة من الإبل:
ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة، فذلك للعمد إذا لم
يقتل صاحبه، ودية الخطأ وشبه العمد مغلظ ولا يقتل صاحبه، وذلك
أن ينزل الشيطان بين الناس فيكون رميا (1) في عميا (2) عن غير
ضغينة ولا حمل سلاح، فمن حمل علينا السلاح فليس منا، ولا رامية
بطريق، فمن قتل على غير هذا فهو شبه العمد وعقله مغلظ ولا
يقتل صاحبه، ودية الخطأ من الإبل ثلاثون حقة وثلاثون بنت لبون

(1) رميا: الرميا بوزن الهجيرا والخصيصا، من الرمي، وهو مصدر
يراد به المبالغة. اه‍ (2 / 29) النهاية.
(2) عميا: العميا بالكسر والتشديد والقصر: فعيلى، من العمى
كالرميا من الرمي، والخصيص من التخصيص: وهي مصادر والمعنى أن يوجد
بينهم قتيل يعمى أمره ولا يتبين قاتله فحكمه حكم قتيل الخطأ تجب فيه الدية. اه‍
(3 / 305) النهاية. ب
132

وعشرون بنت مخاض وعشرون بنو لبون ذكور، ومن كان عقله في
البقر فمائتا بقرة، وفي الخطأ الجذع والثني، وفي المغلظة خيار المال،
ومن كان عقله من الشاء فألفا شاة، وكان رسول الله صلى الله عليه سلم يقيم
الإبل على أهل القرى أربعمائة دينار أو عدلها من الورق ثمنها على أثمان
الإبل، فإذا غلت وقع في ثمنها وإذا هانت من قيمتها من أهل القرى
على نحو الثمن ما كان. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عقل المرأة مثل عقل
الرجل حتى يبلغ ثلث ديتها، وذلك في المنقولة، فما زاد على المنقولة
فهو نصف عقل الرجل ما كان، وإن قتلت امرأة فعقلها بين ورثتها
وهم يثأرون بها ويقتلون قاتلها، والمرأة ترث زوجها من ماله وعقله
ويرثها من مالها وعقلها ما لم يقتل أحدهما الآخر، والعقل ميراث بين
ورثة القتيل على قسمة فرائضهم، فما فضل فللعصبة، ويعقل عن المرأة
عصبتها من كانوا، ولا يرثون منها إلا ما فضل من ورثتها (عب).
40407 عن عبد الله بن بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن
أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الموضحة بخمس من الإبل،
وفي الجائفة ثلث الدية، وفي العين خمسون من الإبل، وفي الانف إذا
أوعى جدعه الدية كاملة مائة من الإبل، وفي السن خمس من الإبل،
وفي أصابع اليدين والرجلين في كل إصبع فما هنالك عشرين من
133

الإبل (عب).
40408 عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الانف
بالدية، وفي الذكر بالدية، وفي اليدين بالدية، وفي الرجلين بالدية (عب).
40409 عن الزهري قال: مضت السنة أن عمد الصبي والمجنون
خطأ، ومن قتل صبيا لم يبلغ الحلم أقدناه به (عب).
40410 عن ابن شهاب قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة
التي ضربت صاحبتها فقتلتها وما في بطنها بديتها على العاقلة وفي جنينها
غرة (عب).
40411 عن أبي قلابة ويحيى بن سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ
بالأنصار فقال: استحلفوا، فأبوا أن يحلفوا فقال للأنصار: إذن
يحلف لكم يهود، فقال الأنصار: وما تبالي اليهود أن يحلفوا، فوداه
رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده مائة من الإبل (عب).
40412 (مسند علي) عن الحسن أن عليا قضى بالدية اثني
عشر ألفا (الشافعي، ق).
40413 عن علي قال: في المنقلة خمس عشرة (ص، ق).
40414 عن علي في السن: إذا كسر بعضها أعطي صاحبها
بحساب ما نقص منها ويتربص بها حولا، فان اسودت ثم عقلها،
134

وإلا لم يزد على ذلك (ق).
40415 عن علي أنه قضى في القارصة (1) والقامصة والواقصة
بالدية أثلاثا (أبو عبيدة في الغريب، ق).
40416 (مسند أسامة بن عمير) كان فينا رجل يقال له
حمل بن مالك له امرأتان: إحداهما هذلية، والأخرى عامرية،
فضربت الهذلية بطن العامرية بعمود خباء أو فسطاط فألقت جنينا
ميتا، فانطلق بالضاربة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها أخ لها يقال له عمران بن
عويمر، فلما قصوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم القصة قال: دوه، قال
عمران: يا نبي الله! أندي ما لا أكل، ولا شرب ولا صاح فاستهل،
مثل هذا يطل! فقال النبي صلى الله عليه وسلم، دعني من رجز الاعراب، فيه
غرة عبد أو أمة أو خمس مائة أو فرس أو عشرون ومائة شاة،
فقال: يا نبي الله! إن لها ابنين هما سادة الحي وهم أحق أن يعقلوا
على أمهم، قال: أنت أحق أن تعقل عن أختك من ولديها، قال:

(1) القارصة والقامصة والواقصة: هن ثلاث جواز كن يلعبن فتراكبن
فقرصت السفلى الوسطى، فقمصت، فسقطت العليا فوقصت عنقها فجعل
ثلثي الدية على الثنتين وأسقط ثلث العليا، لأنها أعانت على نفسها. اه‍ (4 / 40)
النهاية ب
135

ما لي شئ أعقل فيه، قال: يا حمل بن مالك وهو يومئذ على صدقات
هذيل وهو زوج المرأتين وأبو الجنين المقتول: اقبض من تحت يدك
من صدقات هذيل عشرين ومائة شاة، ففعل (طب).
40417 عن أسامة بن عمير أيضا: كانت فينا امرأتان ضربت
إحداهما الأخرى بعمود فقتلتها وقتلت ما في بطنها. فقضى النبي صلى الله عليه وسلم
في المرأة بالعقل وفي الجنين بغرة عبد أو أمة أو بفرس أو بعيرين من
الإبل أو كذا وكذا من الغنم، فقال رجل: كيف نعقل يا رسول
الله من لا أكل، ولا شرب ولا صاح ولا استهل، فمثل ذلك يطل!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسجاعة أنت! وقضى أن ميراث المرأة لزوجها
وولدها، وأن العقل لي عصبة القاتلة (طب).
40418 عن أسامة بن عمير أيضا: كانت عندي امرأة
فتزوجت عليها أخرى، فتغايرتا فضربت الهذلية العامرية بعمود فسطاط
لي فطرحت ولدا ميتا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: دوه، فجاء وليها
فقال: أندي من لا أكل، ولا شرب ولا استهل، فمثل ذلك
يطل، فقال: رجز الاعراب، نعم دوه، فيه غرة عبد أو أمة
(طب - عن الهذلي).
136

دية الجنين
40419 (من مسند حسين بن عوف الخثعمي) إن حمل بن
مالك بن النابغة كانت تحته ضرتان مليكة وأم عفيف، فرمت إحداهما
صاحبتها بحجر فأصابت قبلها فألقت جنينها ميتا وماتت، فرفع ذلك
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ديتها على قوم القاتلة وجعل في جنينها غرة عبدا
أو أمة أو عشرين من الإبل أو مائة شاة، فقال وليها: والله يا نبي الله!
ما أكل، ولا شرب ولا صاح فاستهل، فمثل ذلك يطل، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: لسنا من أساجيع الجاهلية في شئ (طب، عن أبي المليح
ابن أسامة).
40420 (مسند حمل بن مالك بن النابغة) عن ابن عباس
قال: عن ابن عباس
قال: قام عمر على المنبر فقال: أذكر الله امرأ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قضى في الجنين! فقام حمل بن مالك بن النابغة الهذلي فقال: يا أمير
المؤمنين! كنت بين ضرتين فضربت إحداهما الأخرى بعود فقتلتها
وقتلت ما في بطنها، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة عبد أو أمة،
فقال عمر: الله أكبر! لو لم أسمع بهذا قضينا بغيره (عب، طب
وأبو نعيم).
137

40421 عن أبي هريرة قال: اقتتلت امرأتان من هذيل
فرمت إحداهما الأخرى بحجر فأصابت بطنها فقتلتها فأسقطت جنينا،
فقضى رسول الله صلى الله عليه سلم بعقلها على عاقلة القاتلة، وفي جنينها غرة عبد
أو أمة، فقال قائل:. كيف نعقل من لا أكل، ولا شرب ولا نطق
ولا استهل، فمثل ذلك يطل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من إخوان
الكهان (عب).
40422 عن ابن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الجنين
غرة عبد أو وليدة، فقال الهذلي الذي قضى عليه: كيف أغرم
يا رسول الله من لا أكل، ولا شرب ولا نطق ولا استهل، فمثل
ذلك يطل: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما هذا من إخوان الكهان (عب).
40023 عن عكرمة مولى ابن عباس أن اسم الهذلي الذي
قتلت إحدى امرأتيه الأخرى فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة في الجنين
وبدية المرأة اسمه حمل بن مالك بن النابغة من بني كثير بن حباشة،
واسم المرأة القاتلة أم عفيف ابنة مسروح من بني سعد بن هذيل،
وأخوها العلاء بن مسروح، والمقتولة مليكة بنت عويمر من بني لحيان
ابن هذيل، وأخوها عمرو بن عويمر، فقال العلاء بن مسروح:
لا أكل، ولاشرب ولا استهل، ولا نطق فمثل هذا بطل، فقال
138

عمرو بن عويمر: إن ابنننا ذكر، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة
ذكر أو أنثى أو فرس أو مائة شاة أو عشر من الإبل (عب). (1)
40424 عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن شعيب أن
امرأتين من هذيل كانتا عند رجل وكانت إحداهما حبلى فضربتها
ضربتها بمخيط فأسقطت، فجاء زوجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غرة عبد أو أمة في سقطها، وقال ابن عم الضاربة
يقال له حمل بن مالك ابن النابغة: لا شرب ولا أكل، ولا استهل،
فمثل هذا يطل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أسجعا - أو قال: سجعا - سائر
اليوم (عب) (2).
40425 عن معمر عن الزهري وقتادة قال: قضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة عبد أو أمة (طب - عن الهذلي).
دية الذمي
40426 عن ابن عمر أن رجلا مسلما قتل رجلا عمدا، فرفع

(1) أورده عبد الرزاق في مصنفه (10 - 61) وما بين الحاصرتين استدركه
منه. ص
(2) في مصنفه: (10 / 62). ص
139

إلى عثمان فلم يقتله وغلظ عليه الدية مثل دية المسلم (عب، قط، ق).
40427 عب: عن أبي حنيفة عن الحكم بن عتيبة أن عليا
قال: دية اليهودي والنصراني وكل ذمي مثل دية المسلم - قال أبو
حنيفة: وهو قولي.
40428 عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن شعيب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض علي كل مسلم قتل رجلا من أهل الكتاب
أربعة آلاف درهم وأنه ينفى من أرضه إلى غيرها (عب).
40429 عن معمر عن الزهري قال: دية اليهودي والنصراني
والمجوسي وكل ذمي دية المسلم، قال: وكذلك كانت على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان، حتى كان معاوية فجعل في بيت
المال نصفها وأعطى أهل المقتول نصفها (عب).
40430 (مسند أسامة) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل دية
المعاهدي كدية المسلم (قط وضعفه).
دية المجوسي
40431 عن مكحول قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دية
المجوسي بثمانمائة درهم (عب).
140

40432 (مسند علي) عن ابن شهاب أن عليا وابن مسعود
كانا يقولان في دية المجوسي: ثمانمائة درهم (ق).
القسامة (1)
40433 (مسند الصديق) عن المهاجر بن أبي أمية قال:
كتب إلى أبو بكر الصديق أن: ابعث إلى قيس بن مكشوج في
وثاق، فأحلفه خمسين يمينا عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم ما قتل ذا ذويه
(الشافعي، ق).
40434 عن الشعبي أن قتيلا وجد في خربة من خرب وادعة
همدان، فرفع إلى عمر بن الخطاب، فأحلفهم خمسين يمينا: ما قتلنا
ولا علمنا قاتلا، ثم غرمهم الدية، ثم قال يا معشر همدان! حقنتم
دماءكم بأيمانكم فما يبطل دم هذا الرجل المسلم (ص، ق).

(1) القسامة: بالفتح: اليمين كالقسم وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم
خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله،
فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا ولا يكون فيهم صبي ولا
امرأة ولا مجنون ولا عبد أو يقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم فان حلف
المدعون استحقوا الدية وإن حلف المتهمون لم تلزمهم الدية. النهاية في غريب
الحديث (4 / 62). ب
141

40435 عن الشعبي قال: قتل رجل فأدخل عمر بن الخطاب
الحجر المدعى عليهم خمسين رجلا فأقسموا: ما قتلنا ولا علمنا
قاتلا (ق).
40436 عن سعيد بن المسيب قال: لما حج عمر حجته الأخيرة
وجد رجلا من المسلمين قتيلا بفناء وادعة فقال لهم: علمتم لهذا القتيل
قاتلا منكم؟ قالوا: لا، فاستخرج منهم خمسين شيخا فأدخلهم الحطيم
فاستحلفهم بالله رب هذا البيت الحرام ورب هذا البلد الحرام ورب
هذا الشهر الحرام أنكم لم تقتلوه ولا علمتم له قاتلا، فحلفوا بذلك،
فلما حلفوا قال: أدوا ديته مغلظة: فقال رجل منهم: يا أمير المؤمنين!
أما تجزيني يميني من مالي؟ قال: لا، إنما قضيت عليكم بقضاء
نبيكم صلى الله عليه وسلم (قط، ق وقال: رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم منكر وفيه عمر
ابن صبح أجمعوا على تركه).
40437 عن سليمان بن يسار وعراك بن مالك أن رجلا من
بني سعد بن ليث أجرى فرسا فوطئ على إصبع رجل من جهينة
فنزي منها فمات، فقال عمر بن الخطاب للذين ادعى عليهم: أتحلفون
بالله خمسين يمينا ما مات منها؟ فأبوا وتحرجوا من الايمان، فقال
للآخرين: احلفوا أنتم، فأبوا، فقضى عمر بشطر الدية على السعديين
142

(مالك والشافعي، عب، ق).
40438 (مسند علي) عن سعيد بن وهب قال: خرج
قوم فصحبهم رجل فقدموا وليس معهم، فاتهمهم أهله، فقال شريح:
شهودكم أنه قتل صاحبكم! وإلا حلفوا بالله ما قتلوه، فأتوا عليا - قال
سعيد: وأنا عنده - ففرق بينهم فاعترفوا، فسمعت عليا يقول: أنا
أبو الحسن القرم! فأمر بهم على فقتلوا (قط).
40439 عن ابن سيرين عن علي في الرجل سافر مع أصحاب
له فلم يرجع حين رجعوا، فاتهم أهله أصحابه فرفعوهم إلى شريح، فسألهم
البينة على قتله، فارتفعوا إلى علي وأخبروه بقول شريح فقال علي:
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا تورد يا سعد الإبل
ثم قال: إن أهون السقي التشريح، قال: ثم فرق بينهم وسألهم،
فاختلفوا ثم أقروا بقتله، فقتلهم به (أبو عبيد في الغريب، ق).
40440 عن علي قال: أيما قتيل بفلاة من الأرض فديته من
بيت المال لكيلا يبطل دم في الاسلام، وأيما قتيل وجد بين
قريتين فهو على أسبقهما يعني أقربهما (عب).
30441 عن الأسود أن رجلا قتل في الكعبة، فسأل عمر
143

عليا فقال: من بيت المال (عب).
40442 عن سهل بن أبي حثمة أن نفرا من قومه انطلقوا إلى
خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا فقالوا للذين وجدوه عندهم:
قتلتم صاحبنا! قالوا: ما قتلنا ولا علمنا قاتلا، فانطلقوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا، يا نبي الله! انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلا، قال النبي
صلى الله عليه وسلم الكبر! الكبر! فقال لهم: تأتون بالبينة على من قتل؟
قالوا: ما لنا بينة، قال: فيحلفون لكم؟ قالوا: لا ترضى بأيمان
اليهود، فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يبطل دمه فوداه بمائة من إبل
الصدقة (ش).
40443 (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص) إن حويصة
ومحيصة ابني مسعود وعبد الله وعبد الرحمن ابني فلان خرجوا يمتارون
(1) بخيبر، فعدي على عبد الله فقتل، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقسمون بخمسين وتستحقون، فقالوا: يا رسول
الله! كيف نقسم ولم نشهد؟ قال: فتبرئكم يهود، قالوا: يا رسول
الله! إذن تقتلنا يهود، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده (ش).
40444 عن سعيد بن المسيب أن القسامة كانت في الجاهلية

(1) يمتارون: الميرة: الطعام يمتاره الانسان. اه‍ (508) المختار. ب
144

فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم في قتيل من الأنصار وجد في جب اليهود، قال:
فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم باليهود: فكلفهم قسامة، فقالت اليهود: لن
نحلف! فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: أفتحلفون؟ قالت الأنصار: لن
نحلف، فأغرم النبي صلى الله عليه وسلم اليهود ديته، لأنه قتل بين أظهرهم
(عب، ش، حب) (1).
40445 عن ابن جريج قال: أخبرني يونس بن يوسف قال:
قلت لابن المسيب: عجبا من القسامة! يأتي الرجل لا يعرف القاتل
من المقتول ثم يقسم! فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقسامة في قتيل
خيبر، ولو علم أن يجترئ الناس عليها ما قضى بها (عب) (2).
40446 عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بيهود فأبوا أن يحلفوا،
فرد القسامة على الأنصار فأبوا أن يحلفوا، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم العقل
على اليهود (عب).
40447 عن الزهري قال: سألني عمر بن عبد العزيز عن القسامة
فقلت: قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده (عب، ش).

(1) أورده عبد الرزاق في مصنفه (10 / 28). ب
(2) أورده عبد الرزاق في مصنفه (10 / 83 1).
145

جناية البهيمة والجناية عليها
40448 عن عبد العزيز بن عبد الله أن عمر بن الخطاب كان
يأمر بالحائط أن يحصن وتشد الحظر من الضاري المذل، ثم يرد
إلى أهله ثلاث مرات، ثم يعقر (1) (عب).
40449 عن عبد الكريم أن عمر بن الخطاب كان يقول:
يرد البعير أو البقرة أو الخمار أو الضواري إلى أهلهن ثلاثا إذا حضر
على الحائط، ثم يعقرن (عب).
40450 عن الشعبي أن عليا " قضى في الفرس تصاب عيناه
بنصف ثمنه (عب).
فصل في ترهيب القتل
40451 (مسند بكر بن حارثة الجهني) عن بكر بن حارثة
قال، كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون
وحملت على رجل من المشركين فتعوذ مني بالاسلام فقتلته، فبلغ ذلك

(1) يعقر: يقال: عقرب به، إذا قتلت مركوبه وجعلته راجلا. وأصل
العقر: ضرب قوائم البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم. اه‍ (3 / 271) النهاية ب
146

النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وأقصاني، فأوحى الله إليه " وما كان لمؤمن ان
يقتل مؤمنا الا خطأ " الآية، فرضي عني وأدناني (الدولابي وابن
منده وأبو نعيم).
40452 عن جندب بن عبد الله: لا يلقين أحد منكم الله
يوم القيامة على كف من دم رجل يقول " لا إله إلا الله " فإنه من
صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يخفرن الله أحد منكم في خافره
فيكبه الله إذا جمع الأولين والآخرين في جهنم (نعيم بن حماد في الفتن).
40453 عن جندب البجلي قال: إن هؤلاء القوم قد ولغوا
في دمائهم وتخانقوا على الدنيا وتطاولوا في البنيان، وإني أقسم بالله
لا يأتي عليكم إلا يسير حتى يكون الجمل الضابط والحبلان والقتب
أحب من الدسكرة العظيمة، تعلمون أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: لا يحولن بين أحدكم وبين الجنة وهو يرى بابها كف من
دم امرئ مسلم أهراقه بغير حله، ألا! من صلى صلاة الصبح فهو
في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ (عب).
40454 عن قبيصة بن ذؤيب قال: أغار رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية انهزمت فغشي رجلا من المشركين وهو
منهزم، فلما أن أراد أن يعلوه بالسيف قال الرجل: لا إله إلا الله،
147

فلم يتناه عنه حتى قتله، فوجد الرجل في نفسه من قتلة فذكر حديثه
للنبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنما قالها متعوذا "، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فهلا شققت عن
قلبه! فإنما يعبر عن القلب باللسان، فلم يلبثوا إلا قليلا حتى توفي ذلك
الرجل القاتل فدفن فأصبح على وجه الأرض، فجاء أهله فحدثوا
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادفنوه، فدفن أيضا " فأصبح على وجه الأرض،
فأخبر أهله النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأرض أبت أن
تقبله فاطرحوه في غار من الغيران (عب، كر).
40455 (مسند أبي رفاعة) قتل المؤمن أخاه كفر،
وسبابه فسوق، وحرمة ماله كحرمة دمه (الخطيب في المتفق
والمفترق، كر).
40456 عن أبي هريرة قال: إن الرجل ليقتل يوم القيامة
ألف قتلة بضروب ما قتل (ش وسنده صحيح).
40457 (مسند أبي هريرة) يا أبا هريرة إن أحببت أن
لا تقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة، فكن خفيف
الظهر من دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم (الديلمي عن أبي هريرة).
40458 عن ابن مسعود قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي
فيكم فقال: والذي لا إله غيره! ما يحل دم رجل يشهد أن لا إله
148

إلا الله وأني رسول الله إلا إحدي ثلاث: النفس بالنفس، والثيب
الزاني، والتارك للاسلام المفارق للجماعة (عب) (1).
40459 عن ابن مسعود قال: لا يزال الرجل في فسحة من
دينه ما لم يهرق دما حراما، فإذا أهراق دما حراما نزع منه الحياء
(نعيم، عب) (2).
ذيل القتل
40460 ((من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر بن عبد
الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتعاطى السيف مسلولا (كرا) (3).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الديات باب قول الله مقامي أن العفس
بالنفس (9 / 6). ص
(2) ورد مرفوعا عن ابن عمر: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب
الديات (9 / 3). ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الفتن رقم 2164 وأبو داود كتاب الجهاد رقم
2588 وقال الترمذي: حسن غريب. ص
149

كتاب القصص
من قسم الأقوال
قصة الأقرع والأبرص والأعمى
40461 إن ثلاثة نفر في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى
بدأ الله (1) أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي
شئ أحب إليك؟ قال لون حسن وجلد حسن، قد قذرني الناس،
فمسحه فذهب وأعطى لونا حسنا وجلدا حسنا، فقال وأي المال
أحب إليك؟ قال: الإبل فأعطى ناقة عشراء فقال: يبارك لك
)

(1) بدأ في صحيح مسلم (فأراد الله). قوله (بدأ الله) بالهز ورفع
كلمة الله أي حكم الله، وأراد الله - قال الخطابي: معناه قضى الله أن يبتليهم،
وقد روى بعضهم (بدا الله) وهو غلط لما فيه من معنى البدو وهو ظهور
شئ بعد أن لم يكن وهو على الله ممتنع - كذا قاله الكرماني وكذا هو الخير
الجاري ملتقطا - قال الحافظ ابن حجر (بدا) بتخفيف الدال المهملة بغيره مز
أي سبق في علم الله فأراد إظهاره، وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا
لان ذلك محال في حق الله تعالى، قال صاحب المطالع: ضبطناه عن متقني
شيوخنا بالهمزة، أي ابتدأ الله أن يبتليهم، ورواه كثير من الشيوخ بغير همز
وهو خطأ، وسيق إلى التخطئة أيضا الخطابي، وليس كما قال موجه كما ترى. ا ه‍
فتح الباري. والحديث أخرجه البخاري كتاب الأنبياء (4 / 208). ص
150

فيها! وأتى الأقرع فقال: أي شئ أحب إليك؟ فقال: شعر
حسن فيذهب هذا عني، قد قذرني الناس، فمسحه فذهب وأعطى
شعرا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر، فأعطاه
بقرة حاملا وقال: يبارك لك فيها! وأتى الأعمى فقال: أي شئ
أحب إليك؟ قال: يرد الله إلى بصري فأبصر به الناس، فمسحه
فرد الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم فأعطاه
شاة والدا (1)، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لها واد من الإبل،
ولهذا واد من بقر، ولهذا واد من غنم، ثم إنه أتى الأبرص في
صورته وهيئته (2) فقال: رجل مسكين تقطعت بي الحبال (3) في
سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك
اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري! فقال
له: إن الحقوق كثيرة، فقال له: كأني أعرفك، ألم تكن
أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: لقد ورثت لكابر
عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت! وأتى

(1) والدا: شاة والد: أي حامل. اه‍ (5 / 235) النهاية. ب
(2) وهيئته: أي في الصورة التي كان عليها لما اجتمع به ليكون ذلك أبلغ
في إقامة الحجة عليه. اه‍ فتح الباري. ب
(3) الحبال: أي الأسباب، من الحبل السبب. اه‍ (1 / 333) النهاية. ب
151

الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل
ما رد عليه هذا فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت!
وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن السبيل
وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك،
أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري! فقال: قد
كنت أعمى فرد الله بصري، وفقيرا فأغناني الله فخذ ما شئت فوالله
لا أجهدك (1) اليوم بشئ أخذته لله! فقال: أمسك مالك فإنما
ابتليتم، فقد رضى الله عنك وسخط عن صاحبيك (ق عن
أبي هريرة) (2).
قصة المقترض ألف دينار
40462 إن رجلا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل
أن يسلفه ألف دينار فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى
بالله شهيدا، قال: فائتني بالكفيل، فقال: كفى بالله كفيلا، قال:

(1) أجهدك: أي لا أشق عليك وأدرك في شئ تأخذه من مالي لله
تعالى. اه‍ (1 / 320) النهاية. ب
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد رقم (2964). ص
152

صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى
حاجته، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم
يجد مركبا فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة
منه إلى صاحبه ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر فقال: اللهم!
إنك تعلم أني تسلفت من فلان ألف دينار فسألني كفيلا فقلت:
كفى بالله كفيلا، فرضى بك، وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله
شهيدا، فرضى بك، وإني قد جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه
الذي له فلم أجد، وإني أستودعكها! فرمى بها في البحر حتى
ولجت فيه ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده،
فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا
بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نظرها وجد المال
والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه فأتى بألف دينار وقال: والله
ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك فما وجدت مركبا
قبل الذي أتيت فيه! قال: هل كنت بعثت إلي شيئا؟ قال:
أخبرتك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه، قال: فان الله قد
أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بألف دينار راشدا (حم،
خ (1) عن أبي هريرة).

(1) في صحيحه كتاب الكفالة باب الكفالة في القرض (3 / 144). ص
153

قصة أصحاب الغار
40463 انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت
إلى غار فدخلوه، فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت عليهم
الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله
بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران
وكنت لا أغبق (1) قبلهما أهلا ولا مالا، فنأى بي في طلب شئ
يوما فلم أرح عليهما حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين،
فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا ومالا، فلبثت والقدح في يدي أنتظر
استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللهم! إن كنت
فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة،
فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج، وقال: الآخر: اللهم! كانت
لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها على نفسها فامتنعت مني
حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني، فأعطيتها عشرين ومائة

(1) لا أغبق: أي ما كنت أقدم عليهما أحدا في شرب نصيبهما من اللبن
الذي يشربانه. والغبوق: شرب آخر النهار مقابل الصبوح. اه‍ (3 / 341)
النهاية. أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء (4 / 220). ص
154

دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتى إذا قدرت عليها
قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فتحرجت من الوقوع
عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلى وتركت الذهب الذي
أعطيتها، اللهم! إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن
فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها، وقال
الثالث: اللهم! استأجرت أجرا فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد
ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني
بعد حين فقال: يا عبد الله! أد إلي أجري، فقلت له: كل ما ترى
من أجرك: من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله!
لا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه
فلم يترك منه شيئا، اللهم! فان كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج
عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون (ق (1)
عن ابن عمر).
40464 بينما ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فأووا إلى
غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم،
فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها
لعله يفرجها عنكم! فقال أحدهم: اللهم! إنه كان والدان شيخان

(1) أخرجه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء (4 / 201). ص
155

كبيران وامرأتي ولي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم
حلبت فبدأت بوالدي فسقيتهما قبل بني، وإني نأى بي ذات يوم
الشجر فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت
أحلث فجئت بالحلاب (1) فقمت عند رؤسهما أكره أن أوقظهما من
نومهما وأكره أن أسقى الصبية قبلهم والصبية يتضاغون عند قدمي،
فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فان كنت تعلم أني قد
فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة حتى نرى السماء، ففرج
الله منها فرجة فرأوا منها السماء، وقال الآخر: اللهم! إنه كانت لي
ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وطلبت منها نفسها،
فأبت حتى آتيها بمائة دينار، فتعبت حتى جمعت مائة دينار فجئتهما بها،
فلما وقعت بين رجليهما قالت: يا عبد الله! اتق الله ولا تفتح الخاتم
إلا بحقه، فقمت عنها، فان كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك
فافرج لنا منها فرجة، ففرج لهم، وقال الآخر: اللهم! إني كنت
استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال: أعطني حقي، فعرضت

(1) بالحلاب: الحلاب اللبن الذي يحلبه. والحلاب أيضا، والمحلب:
الاناء الذي يحلب فيه اللبن. اه‍ (1 / 142) النهاية. ب
156

عليه فرقه فرغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها (1)،
فجاءني فقال: اتق الله ولا تظلمني حقي، قلت: اذهب إلى تلك البقر
ورعائها فخذها، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إني
لا أستهزئ بك، خذ ذلك البقر ورعاءها، فأخذه فذهب به، فان
كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي، ففرج الله
ما بقي (ق عن ابن عمر).
قصة موسى والخضر عليهما السلام
40465 قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فسئل: إي الناس
أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه إذا لم يرد العلم إليه، وأوحى الله
إليه أن لي عبدا بمجمع البحرين وهو أعلم منك، قال: يا رب! فكيف لي به؟ فقيل: احمل حوتا في مكتل فإذا فقدته فهو ثم،
فانطلق وانطلق معه بفتاه يوشع بن بون وحملا حوتا في مكتل حتى
كانا عند الصخرة فوضعا رؤسهما فناما، فانسل الحوت من المكتل
(فاتخذ سبيله في البحر سربا) وكان لموسى وفتاه عجبا، فانطلقا بقية

(1) ورعاءها: جمع الراعي رعاة، كقاض وقضاة ورعيان كشاب وشبان "
ورعاء كجائع وجياع. اه‍ (197) المختار. ب
157

يومهما وليلتهما، فلما أصبح قال موسى (لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا
من سفرنا هذا نصبا) ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز
المكان الذي أمره الله تعالى به فقال له فتاه (أرأيت إذ أوينا إلى
الصخرة فاني نسيت الحوت) قال موسى (ذلك ما كنا نبغ فارتدا
على آثارهما قصصا) فلما انتهيا إلى الصخرة إذا رجل مسجى بثوب
فسلم موسى، فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام؟ قال: أنا موسى،
قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال (هل أتبعك على أن
تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا) يا موسى!
إني على علم من علم الله تعالى علمنيه لا تعلمه أنت، وأنت على علم
من علم الله تعالى علمكه الله لا أعلمه أنا، (قال ستجدني إن شاء الله
صابرا ولا أعصي لك أمرا)، فانطلقا يمشيان على الساحل فمرت سفينة
فكلموهم أن يحملوهما، فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول (1)، وجاء
عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر نقرة أو نقرتين في البحر
فقال الخضر: يا موسى! ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كنقرة
هذا العصفور في هذا البحر، فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة

(1) تول: أي بغير أجر ولا جعل، وهو مصدر نالة ينوله، إذا
أعطاء. اه‍ (5 / 29؟) النهاية. ب
158

فنزعه، فقال موسى: قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم
فخرقتها (لتغرق أهلها قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال
لا تؤاخذني بما نسيت، فكانت الأولى من موسى نسيانا، فانطلقا
فإذا بغلام يلعب مع الغلمان، فأخذ الخضر برأسه من أعلاه فاقتلع
رأسه بيده، فقال له موسى (أقتلت نفسا زاكية بغير نفس).
(قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا) (فانطلقا حتى إذا
أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا
يريد أن ينقض فأقامه) قال الخضر بيده فأقامه، فقال موسى: (لو
شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك)، يرحم الله
موسى! لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من أمرهما (ق (1)، ت،
ن عن أبي).
قصة أصحاب الأخدود
وفيه كلام الطفل أيضا
40466 كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر
قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلى غلاما أعلمه السحر، فبعث
إليه غلاما يعلمه، فكان في طريقه إذ سلك راهب فقعد إليه وسمع

(1) أخرجه البخاري كتاب العلم باب ما يستحب للعالم إذا سئل (1 / 41). ص
159

كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه، فإذا
أتى الساحر ضربه فشكى ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت
الساحر فقل، حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر،
فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال:
اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل! فأخذ حجرا فقال:
اللهم! إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه
الدابة حتى يمضى الناس، فرماها فقتلها، ومضى الناس، فأتى الراهب
فأخبره، فقال له الراهب: أي بني! أنت اليوم أفضل مني، قد
بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى، فان ابتليت فلا تدل على،
وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس سائر الأدواء،
فسمع جليس للملك كان قد عمى فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ههنا
لك أجمع إن أنت شفيتني! قال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز
وجل، فان آمنت بالله دعوت فشفاك، فآمن بالله فشفاه الله،
فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك
بصرك؟ قال: ربي، قال: ولك ربك غيري؟ قال: ربي وربك
الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجئ بالغلام فقال له
الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما يبرئ؟ الأكمه والأبرص
160

وتفعل وتفعل! فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله عز وجل،
فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجئ بالراهب فقيل له:
ارجع عن دينك! فأبى، فدعى بالمنشار فوضع في مفرق رأسه فشقه
به حبى وقع شقاه، ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك!
فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه، ثم
جئ بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك! فأبى فدفعه إلى نفر من
أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا
بلغتم به ذروته فان رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا
به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت! فرجف بهم الجبل فسقطوا،
وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال:
كفانيهم الله عز وجل، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به
فاحملوه في قرقور (1) فتوسطوا به البحر فان رجع عن دينه وإلا
فاقذفوه، فذهبوا به فقال: اكفنيهم بما شئت! فانكفأت بهم
السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟
فقال: كفانيهم الله، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل
ما آمرك به! قال: وما هو؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد

(1) قرقور: بوزن عصفور: السفينة الطويلة. اه‍ (416) المختار. ب
161

وتصلبني على جذع، ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد
القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام! ثم ارمني، فإنك إن فعلت
ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد فصلبه على جذع، ثم
أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: بسم
الله رب الغلام! ثم رماه، فوقع السهم في صدغه فوضع يده على
صدغه موضع السهم فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام! آمنا
برب الغلام! آمنا برب الغلام! فأتي الملك فقيل له: أرأيت
ما كنت تحذر! قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر
بالأخدود (1) بأفواه السكك (2)، فخدت وأضرم النيران وقال: من
لم يرجع عن دينه فأقحموه (3) فيها، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها
صبي لها فتقاعست (4) أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أمه!

(1) بالأخدود: بالضم - شق مستطيل في الأرض. اه‍ (132) المختار. ب
(2) السك: السيكة: الزقاق والسكة: الطريق المصطفة من النخل. اه‍
(1 / 484) المصباح المنير ب
(3) فأقحموه: يقال: أقحم فرسه النهر فانقحم، أي أدخله فدخل. اه‍
(411) المختار. ب
(4) فتقاعست: أي تأخرت. اه‍ (4 / 87) النهاية. ب
162

اصبري فإنك على الحق (حم، م عن صهيب) (1).
الأطفال المتكلمون في المهد
40467 لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى، وكان في بني
إسرائيل رجل يقال له جريج يصلي جاءته أمه فدعته فقال: أجيبها
أو أصلي! فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات! وكان
جريج في صومعته فتعرضت له امرأة، فكلمته فأبى، فأتت راعيا
فأمسكته من نفسها، فولدت غلاما فقالت: من جريج: فأتوه
وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه، فتوضأ وصلى ثم أتي الغلام فقال:
من أبوك يا غلام؟ قال: الراعي، قالوا: نبني لك صومعتك من
ذهب! قال: لا إلا من طين: وكانت امرأة ترضع ابنا لها في
بني إسرائيل مر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل
ابني مثله! فترك ثديها وأقبل على الراكب وقال: اللهم! لا تجعلني
مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه، ثم مر بأمة فقالت أمه: اللهم!
لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها وقال: اللهم اجعلني مثلها! فقالت:

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد باب قصة أصحاب الأخدود
رقم (3005). ص
163

لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون:
سرقت زنت، ولم تفعل (حم، ق عن أبي هريرة) (1)
. قصة ماشطة بنت فرعون
40468 لما كانت الليلة التي أسرى بي فيها وجدت رائحة
طيبة فقلت: ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل؟ قال: هذه رائحة
ماشطة بنت فرعون وأولادها قلت ما شأنها؟ قال: بينما هي تمشط
بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت: بسم الله: فقالت بنت
فرعون: أبي؟ فقالت: لا ولكن ربي وربك ورب أبيك الله،
قالت: وإن لك ربا غير أبي؟ قالت: نعم، قالت: فأعلمه بذلك؟
قالت: نعم، فأعلمته، فدعا بها فقال: يا فلانة! ألك رب غيري؟
قالت: نعم، ربي وربك الله الذي هو في السماء، فأمر ببقرة من نحاس
فأحميت ثم أخذ أولادها يلقون فيها واحدا بعد واحد، فقالت:
إن لي إليك حاجة! قال: وما هي؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب واذكر في
الكتاب مريم (4 / 201) ومسلم في كتاب البر باب تقديم بر الوالدين
رقم (2550). ص
164

وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفننا جميعا! قال: ذلك لك لما لك
علينا من الحق، فلم يزل أولادها يلقون في البقرة حتى انتهى إلى بن
لها رضيع فكأنما تقاعست من أجله فقال لها: يا أمه! اقتحمي فان
عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، ثم ألقيت مع ولدها،
وتكلم أربعة وهم صغار: هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج
وعيسى ابن مريم (حم، ن ك، هب - عن ابن عباس).
40469 اشترى رجل من رجل عقارا له، فوجد الرجل
الذي اشترى العقار في عقاره جرة بها ذهب، فقال له الذي اشترى
العقار: خذ ذهبك مني، إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع الذهب،
وقال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها فتحاكما إلى رجل،
فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال
الآخر لي جارية فقال: أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما
منه وتصدقوا (حم، ق (1) ه‍ - عن أبي هريرة).
،

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء (4 / 212). ومسلم
كتاب الأقضية باب استحباب اصلاح الحاكم بين الخصمين رقم (721). ض
165

الاكمال
40470 إن بني إسرائيل استخلفوا عليهم خليفة، فقام يصلي
في القمر فوق بيت المقدس فذكر أمورا صنعها فتدلى بسبب
فأصبح السبب متعلقا بالمسجد وقد ذهب، فانطلق حتى أتى قوما على
شط البحر فوجدهم يصنعون لبنا فسألهم: كيف تأخذون على هذا
اللبن؟ فأخبروه فلبث معهم، فكان يأكل من عمل يده حتى إذا
حضرت الصلاة تطهر وصلى، فرفع ذلك العامل إلى دهقانهم فقال:
فينا رجل يصنع كذا وكذا، فأرسل إليه فأبى أن يأتيه، ثم إنه
جاء يسير على دابة، فلما رآه فر، فتبعه فسبقه فقال: أنظري أكلمك
كلمة! فقام حتى كلمه فأخبره أنه كان ملكا وأنه فر من رهبة دينه،
فقال: إني لاحق بذلك معك! فعبدا الله جميعا، فسألا الله عز وجل
أن يميتهما جميعا، فماتا جميعا (طب عن ابن مسعود) (1).
40471 إن نبيا من الأنبياء أعجبته كثرة أمته فقال: من
يقوم لهؤلاء! فأوحى الله إليه أن خير أمتك بين إحدى ثلاث:

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم (6405) وقال الهيثمي في مجمع
الزوائد 10 / 28: رواه الطبراني في الأوسط والكبير والبراز واسناده حسن. ص
166

إما أن أسلط عليهم الموت، أو العدو، أو الجوع، فعرض لهم ذلك
فقالوا: أنت نبي الله نكل ذلك إليك فخر لنا، فقام إلى صلاته
وكانوا يفزعون إذا فرعوا إلى الصلاة فصلى فقال: أما الجوع فلا طاقة
لنا به، ولا طاقة لنا بالعدو، ولكن الموت! فسلط عليهم الموت،
فمات منهم في ثلاثة أيام سبعين ألفا، فأن اليوم أقول: اللهم! بك
أحاول، وبك أصاول، وبك أقاتل، ولا حول ولا قوة إلا بالله
(حم، ع طب، حل، ق، ص عن صيب).
كتاب القصص من قسم لافعال
قصة ماشطة بن فرعون
40472 (مسند أبي) ليلة أسرى بي وجدت ريحا طيبة
فقلت: يا جبريل! ما هذه الريح الطيبة؟ فقال: هذه ريح الماشطة
وابنيها وزوجها، وكان بدء ذلك أن الخضر كان من أشراف بني إسرائيل
وكان ممره براهب في صومعته فيطلع عليه الراهب فيعلمه الاسلام،
فلما بلغ الخضر فزوجه أبوه امرأة فعلمها الخضر الاسلام وأخذ عليها
أن لا تعلمه أحدا وكان لا يقرب النساء فطلقها، ثم زوجه أبوه
امرأة أخرى فعلمها وأخذ عليها أن لا تعلمه أحدا فطلقا، فكتمت
167

إحداهما وأفشت عليه الأخرى، فانطلق هاربا حتى أتى جزيرة في
البحر فأقبل رجلان يختصمان فرأياه فكتم أحدهما وأفشى الآخر وقال:
لقد رأيت الخضر، فقيل له: من رآه معك؟ قال: فلان: فسئل
فكتم، وكان في دينهم أن من كذب قتل، فتزوج المرأة الكاتمة
فبينما هي تمشط بنت فرعون سقط المشط م يدها فقال: تعس
فرعون! فأخبرت أباها، وكان للمرأة ابنان وزوج فأرسل إليهم
فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا، فقل: إني قاتلكما،
فقالا: إحسان منك إلينا أن قتلتنا أن تجعلنا في بيت ففعل (ابن
مردويه - عن أبي ذر، وسنده حسن).
40473 (أيضا) عن قتادة عن مجاهد عن ابن عباس قال:
حدثني أبي بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: شممت
ليلة أسري بي رائحة طيبة فقلت: يا جبريل! ما هذه الرائحة الطيبة؟
قال ريح قبر الماشطة وابنيها وزوجها، وكان بدء ذلك أن الخضر كان
من أشراف بني إسرائيل وكان ممره براهب في صومعة فيطلع عليه
الراهب فيعلمه الاسلام وأخذ عليه أن تعلمه أحدا، ثم إن أباه
زوجه امرأة فعلمها الاسلام وأخذ عليها أن لا تعلمه أجدا وكان
لا يقرب النساء، ثم زوجه أخرى فعلمها الاسلام، وأخذ عليها أن
168

لا تعلمه أحدا ثم طلقها، فأفشت عليه إحداهما وكتمت الأخرى،
فخرج هاربا حتى أتى جزيرة في البحر فرآه رجلا فأفشى عليه
أحدهما وكتب الآخر، فقيل له: ومن رآه معك؟ قال: فلان،
وكان في دينهم أن من كذب قتل، فسئل فكتم، فقتل الذمي
أفشى عليه ثم تزوج الكاتم عليه المرأة الكاتمة، فبينما هي تمشط بنت
فرعون إذ سقط المشط من يدها فقالت: تعس فرعون! فأخبرت
الجارية أباها فأرسل إلى امرأة وابنيها وزوجها، فأرادهم أن يرجعوا
عن دينهم فأبوا، فقال: إني قاتلكما قالوا: أحببنا إن أنت قتلتنا
أن تجعلنا في قبر واحد، فقتلهم فجعلهم في قبر واحد، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ما شممت رائحة أطيب منها وقد دخلت الجنة (ه‍، كر) (1).
أصحاب الغار
40474 عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خرج ثلاثة نفر
فأصابتهم السماء فدخلوا غارا فانطبق عليهم الجبل، فقال بعضهم لبعض:
هذا بأعمالكم فليقم كل رجل فليدع الله بخير عمله قط، فقام أحدهم

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب الصبر على البلاء رقم 430. وقال
في الزوائد: في اسناده سعد بن بشير يتكلمون في حفظه وضعفه غيرهم. ص
169

فقال: اللهم! إنك تعلم أنه كان لي أبوان كبيران وكنت لا أغتبق
حتى أغبقهما، وأني أتيتهما ليلة بغبوقهما فقمت على رؤسهما فوجدتهما
نائمين، فكرهت أن أنبههما من نومهما وكرهت أن أنصرف حتى
يغتبقا، فلم أزل قائما على رؤسهما حتى نظرت إلى الفجر، اللهم!
إن كنت تعلم أن ذلك كذلك فافرج عنا، فانصدع الصخرة حتى
نظروا إلى الضوء، ثم قام الآخر فقال: اللهم! إن كنت تعلم أنه
كانت لي ابنة عم وكنت أحبها حبا شديدا وأني سمتها نفسها فقالت:
لا إلا بمائة دينار، فجمعتها لها، فلما أمكنتني من نفسها قالت:
لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت فتركتها، اللهم! إن
كنت تعلم أن ذلك كذلك فافرج عنا، فانفرج الجبل حتى كادوا
يخرجون، ثم قام الآخر فقال: اللهم! إن كنت تعلم أنه كان لي
أجراء كثير وكان لا يبيت لاحد منهم عندي أجر، وإن أجيرا منهم
ترك أجره عندي وإني زرعته فأخصب، فاتخذت منه عبدا ومالا
كثيرا، فأتى بعد حين فقال لي: يا عبد الله! أعطني أجري، قلت:
هذا كله أجرك، قال: يا عبد الله لا تتلاعب بي، قلت: ما أتلاعب
بك، فأخذه كله ولم يترك لي منه قليلا ولا كثيرا، اللهم! إن
كنت تعلم أن ذلك كذلك فافرج عنا، فانفرج الجبل عنهم فخرجوا
170

(الحسن بن سفيان).
40475 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرج
ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهليهم فأصابتهم السماء فلجئوا إلى جبل،
فوقعت عليهم صخرة فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر،
ولا يعلم مكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم، فقال أحدهم:
اللهم! إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني فطلبتها، فأبت على
فجعلت لها جعلا، فلما قربت نفسها تركتها، فان كنت تعلم أني إنما
فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا! فزال ثلث الجبل،
فقال الآخر: اللهم! إن كنت تعلم أنه كان لي والدان وكنت أحلب
لهما في إنائهما، فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت قائما حتى يستيقظا، فإذا
استيقظا شربا، فان كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية
عذابك فافرج عنا! فزال ثلث الحجر، فقال الثالث: اللهم! إن
كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما فعمل نصف النهار فأعطيته أجره،
فتسخطه ولم يأخذه، فوفرتها عليه حتى صار من كل المال، ثم جاء
يطلب أجره فقلت: هذا كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره، فان
كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا!
فزال الحجر وخرجوا يتماشون (حب، طس).
171

40476 عن حنش بن الحارث عن أبيه عن علي عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: بينما نفر ثلاثة يمشون إذ أخذهم المطر فأووا إلى غار في
جبل، فانحطت عليهم في غارهم صخرة من الجبل فأطبقت عليهم بعض
الغار، فقال بعضهم انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة فادعوه بها،
فدعوا الله فقال بعضهم: اللهم و! إنه كان لي أبوان شيخان كبيران
وامرأة وصبيان فكنت أرعى عليهم، فإذا رحت إليهم حلبت لهم
فبدأت بوالدي أسقيهما قبل بني، وإنه نأى بي الشجر فلم آت حتى
أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب فجئت فقمت عند
رؤسهما أكره أو أوقظهما من نومهما وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما،
فجعلوا يتضاغون عند قدمي، فلم أزل كذلك وكان دأبهم حتى طلع
الفجر، فان كنت تعلم أني جعلت ذلك ابتغاء لوجهك فافرج عنا
فرجة نرى منها السماء! ففرج الله لهم فرجة، وقال الآخر:
اللهم! إنه كانت لي ابنة عم فأحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء،
فطلبت إليها نفسها فأبت على حتى آتيها بمائة دينار، فسعيت حتى
جمعت مائة دينار فجئتها بها، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله!
اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، فان كنت تعلم
أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء! ففرج
172

الله لهم فرجة، وقال الآخر: اللهم! إني استأجرت أجيرا، فلما
قضى عمله قال: أعطني حقي، فأعرضت عنه فتركه ورغب عنه،
حتى اشتريت بقرا رعيتها له، فجاء بعد حين فقال: اتق الله ولا
تظلمني وأعطني حقي، فقلت: اذهب إلى تلك البقر وراعيها فخذه
فهو لك، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إني لا أستهزئ
بك فخذ تلك البقر وراعيها، فأخذها وذهب، فان كنت تعلم إني
فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي! ففرجها الله عنهم
(الخرائطي في اعتلال القلوب).
40477 (مسند أنس) إن ثلاثة نفر فيما سلف من الناس
انطلقوا يرتادون لأهلهم فأخذتهم السماء فدخلوا غارا، فسقط عليهم
حجر متجاف حتى ما يرون منه خصاصة فقال بعضهم لبعض: قد
وقع الحجر، وعفا الأثر، ولا يعلم مكانكم إلا الله عز وجل، فادعوا
الله بأوثق أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم! إن كنت تعلم أنه كان
لي والدان فكنت أحلب لهما في إنائهما فآتيهما، فإذا وجدتهما راقدين
قمت على رؤسهما كراهية أن أرد سنتهما في رؤسهما حتى يستيقظا متى
استيقظا، اللهم! إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك
ومخافة عذابك ففرج عنا! فزال ثلث الحجر، وقال الثاني: اللهم!
173

إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله، فأتاني يطلب
أجره وأنا غضبان فزبرته، فانطلق وترك أجره، فجمعته وثمرته حتى
كان منه كل المال، فأتاني يطلب أجره فدفعت إليه ذلك كله، ولو
شئت لم أعطه إلا أجره الأول، اللهم! إن كنت تعلم أني إنما فعلت
ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا! فزال ثلث الحجر،
وقال الثالث: اللهم! إن كنت تعلم أنه أعجبته امرأة فجعل لها جعلا،
فلما قدر عليها وفر (1) لها نفسها وسلم لها جعلها، اللهم! إن كنت
تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك ومخافة عذابك ففرج عنا! فزال
الحجر وخرجوا معانيق (2) يتماشون (ط، حم، وأبو عوانة عن أنس).
كتاب القراض (3) والمضاربة من قسم الافعال
40478 عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن
جده أنه عمل في مال لعثمان بن عفان على أن الربح بينهما (مالك، ق).

(1) وفر: وفرت له طعامه توفيرا إذا أتممته ولم تنقصه. ووفرت عليه
حقه توفيرا أعطيته الجميع فاستوفره أي فاستوفاه. اه‍ (2 / 919) المصباح المنير. ب
(2) معانيق: أي مسرعين، جمع معناق. اه‍ (3 / 31) النهاية. ب
(3) المقارضة: القراض، المضاربة في لغة أهل الحجاز، يقال قارضه
يقارضه قراضا ومقارضة. اه‍ (4 / 41. ب
174

40479 عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه أنه
قال: جئت عثمان بن عفان فقلت له: قد قدمت سلعة فهل لك أن
تعطيني مالا فأشتري بذلك؟ فقال: أتراك فاعلا؟ فقلت: نعم
ولكني رجل مكاتب فأشتريها على أن الربح بيني وبينك. قال:
نعم، فأعطاني مالا على ذلك (ق).
40480 عن عبد الله بن حميد عن أبيه عن جده أن عمر بن
الخطاب دفع إليه مال يتيم مضاربة، فطلب فيه فأصاب، فقاسمه
الفضل (ش).
40481 عن أسلم قال: خرج عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن
الخطاب في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري
فرحب بهما وسهل وهو أمير البصرة فقال: لو أقدر لكما على أمر
أنفعكما به لفعلت! ثم قال: بلى ههنا مال من مال الله أريد أن أبعث
به إلى أمير المؤمنين فأسلفكماه فتبتاعان به متاعا من متاع العراق ثم
تبيعانه بالمدينة فتؤديان رأس المال إلى أمير المؤمنين ويكون لكما
الربح! فقالا: وددنا، ففعلا فكتب إلى عمر أن يأخذ منهما المال،
فلما قدما باعا وربحا، فلما دفعا ذلك إلى عمر قال أكل الجيش
أسلفه كما أسلفكما؟ قالا: لا: قال عمر: ابنا أمير المؤمنين
175

فأسلفكما! أديا المال وربحه، فأما عبد الله فسلمه، وأما عبيد الله
فقال: ما ينبغي لك يا أمير المؤمنين هذا! لو هلك المال أو نقص
لضمناه، قال: أدياه! فسكت عبد الله، وراجعه عبيد الله، فقال
رجل من جلساء عمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين؟ لو جعلته قراضا!
فقال: قد جعلته قراضا، فأخذ عمر المال ونصف ربحه وأخذ عبد الله
وعبيد الله نصف ربح المال (مالك والشافعي) (1).
40482 عن علي في المضاربة (2) والشريكين: الوضيعة على
المال والربح على ما اصطلحوا عليه (عب).
40483 عن علي قال: من قاسم الربح فلا ضمان عليه (عب).

(1) أخرجه الامام مالك من الموطأ كتاب القراض باب ما جاء في القراض
رقم (1). ص
(2) المضاربة: أي تعطي مالا لغيرك يتجر فيه فيكون له سهم معلوم من
الربح، وهو مفاعلة من الضرب في الأرض والسير فيها للتجارة. اه‍ (3 / 79) النهاية ب
176

حرف الكاف
كتاب الكفالة من قسم الأقوال
كفالة اليتيم
40484 اتجروا في أموال اليتامى، ولا تأكلها الزكاة (طس
عن أنس).
40485 ابتغوا في أموال اليتامى، لا تستهلكها الصدقة
(الشافعي عن يوسف بن ماهك مرسلا).
40486 ألا من ولى يتيما له مال فليتجر فيه، ولا يتركه
حتى تأكله الصدقة (ت عن ابن عمرو) (1).
40487 كل من مال يتيمك غير مسرف ولا متباذر ولا
متأثل مالا، ولا تقي مالك بماله (د، ن، ه‍ ابن عمرو) (2).
40488 من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله وصام

(1) أخرجه الترمذي كتاب الصلاة باب ما جاء في زكاة اليتم رقم (641)
وقال: في اسناده مقال. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الوصايا رقم (27) والنسائي كتاب الوصايا
رقم (3698). ص
177

نهاره، وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله، وكنت أنا وهو في
الجنة أخوين كهاتين أختان (ه‍ عن ابن عباس) (1).
40489 من قبض يتيما من بين المسلمين إلى طعامه وشرابه
أدخله الله الجنة البتة إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر له (ت عن ابن عباس) (2).
الاكمال
40490 الزعيم غارم (عن أبي أسامة).
40491 احفظوا اليتامى في أموالهم كي لا تأكلها الزكاة
(الشافعي، طب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
كتاب الكفالة من قسم الافعال
40492 عن عمر قال: رحم الله رجلا أتجر على يتيم
بلطمة (ق).
40493 عن عمر قال: اتجروا بأموال اليتامى فأعطوا

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأدب باب حق اليتيم رقم (368) ضعيف
وقال في الزوائد وفي اسناده إسماعيل بن إبراهيم وهو مجهول والراوي عنه. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب البر باب ما جاء في رحمة اليتيم رقم (1918)
وسنده ضعيف. ص
178

صدقتها (عب).
40494 عن عمر قال: ابتغوا لي أموال اليتامى قبل أن
تأكلها الزكاة (عب وأبو عبيد في الأمول، ق وصححه).
40495 عن الشعبي أن عمر بن الخطاب ولى مال يتيم فقال:
إن تركنا هذا أتت عليه الزكاة يعني إن لم يعطه في التجارة
(أبو عبيد).
40496 عن محجن أو ابن محجن أو أبي محجن أن عمر قال
لعثمان بن أبي العاص: كيف متجر أرضك فان عندنا مال يتيم قد
كادت الزكاة تفنيه؟ فدفعه إليه فجاءه بربح فقال له عمر: اتجرت
في عملنا أردد علينا رأس مالنا، فأخذ رأس ماله ورد عليه الربح
(أبو عبيد).
40497 عن الحكم بن أبي العاص قال: قال لي عمر بن الخطاب:
هل قبلكم متجر فان عندي مال يتيم قد كادت الزكاة قد تأتي عليه؟
قلت: عم، فدفع إلي عشرة آلاف، فغبت عنه ما شاء الله ثم
رجعت إليه فقال: ما فعل المال؟ قلت: هوذا قد بلغ مائة ألف،
قال: رد علينا مالنا لا حاجة لنا به (ش، ق ورواه الشافعي، ق
من طرق عن عمر).
179

40498 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال:
قلت: يا رسول الله! مما أضرب منه يتيمي؟ قال: ما كنت
ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله ولا متأثل من ماله مالا (كر).
40499 عن علي قال: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتم
بعد احتلام، ولا صمات في يوم إلى الليل (1).
40500 عن قتادة أن عم ثابت بن رفاعة رجل من الأنصار
أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله وثابت يومئذ يتيم في حجره فقال: يا نبي الله!
إن ثابتا يتيم في حجري فما يحل لي من ماله؟ فقال: أن تأكل
بالمعروف من غير أن تقي مالك بماله (أبو نعيم).
40501 (مسند علي) عن الحسن قال: جاء رجل إلى علي
فقال: يا أمير المؤمنين ما أمري وأمر يتيمتي؟ قال: عن أي بالكما
تسأل؟ ثم قال له: أمتزوجها أنت غنية جميلة؟ قال: نعم والإله!
قال: فتزوجها دميمة لا مال لها، خر لها، فإن كان غيرك لها فالحقها
بالخيار (ض).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الوصايا باب ما جاء متى ينقطع اليتيم رقم (2873). ص
180

حرف اللام
وفيه ثلاثة كتب:
اللقطة، اللعان، اللهو، واللعب مع التغني
كتاب اللقطة من قسم الأقوال
40502 اعرف عددها ووعاءها ووكاءها ثم عرفها سنة،
فان جاء صاحبها وإلا فهي كسبيل مالك (حم ق، 4 عن أبي بن كعب) (1).
40503 ضوال (2) المسلم حرق النار (ابن سعد عن الشخير).
40504 في ضالة الإبل المكتوبة غرامتها ومثلها معها
(د عن أبي هريرة) (3).

(1) أخرجه البخاري كتاب اللقطة (1) وكذا مسلم في كتاب اللقطة
رقم (9). ص
(2) ضوال: ومنه الحديث (ضالة المؤمن حرق النار) وهي الضائعة من
كل ما يقتنى من الحيوان وغيره. وتجمع على ضوال والمراد بها هذا الحديث
الضالة من الإبل والبقر مما يحمي نفسه ويقدر على الابعاد في طلب المرعى والماء
بخلاف الغنم. ا ه‍ (3 / 98) النهاية. ب (3) أخرجه أبو داود كتاب اللقطة رقم 1718. ص
181

40505 ما كان منها في طريق الميتاء والقرية الجامعة
فعرفها سنة، فان جاء طالبها فادفعها إليه، وإن لم يأت فهي لك،
وما كان في الخراب ففيها وفي الركاز الخمس (د، ن عن ابن عمرو) (2).
40506 من وجد لقطة فليشهد ذوي عدل ولا يكتم
ولا يغيب، فان وجد صاحبها فليردها عليه، وإلا فهو مال الله
يؤتيه من يشاء (حم، د (3)، ه‍ عن عياض بن حمار).
40607 من وجد دابة قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها
فيسبوها فأخذها فأحياها فهي له (د عن رجال من الصحابة) (4).
40508 لا يؤوي الضالة إلا ضال (حم، د، ن، ه‍
عن جرير) (5).

(1) الميتاء: أي طريق مسلوك، وهو مفعال من الاتيان. والميم زائدة،
وبابه الهمزة. اه‍ (1 / 38) النهاية. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب اللقطة رقم (1710) والترمذي كتاب البيوع
رقم (1289) وقال حسن. ص
(3) أخرجه أبو داود اللقطة رقم (1709). ص
(4) أخرجه أبو داود كتاب البيوع باب فيمن أحياء حسيرا رقم (3524)
وهذا حديث مرسل. ص
(5) أخرجه أبو داود كتاب اللقطة باب التعريف باللقطة رقم (1720). ص
182

40509 الضالة واللقطة تجدها فأنشدها ولا تكتم ولا
تغيب، فان وجدت ربها فأدها، وإلا فإنما هو مال الله يؤته من
يشاء (طب عن الجارود).
40510 من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها (حم، م
عن زيد بن خالد) (1).
40511 الشرود يرد (عد، ه‍، ق عن أبي هريرة).
40512 ضالة المسلم حرق النار (حم، ت، ن، حب عن
الجارود بن المعلى، حم، ه‍، حب عن عبد الله بن الشخير، طب عن
عصمة بن مالك).
40513 نهى عن لقطة الحاج (حم، م (2)، د عن عبد
الرحمن بن عثمان التيمي).

(1) أخرجه مسلم كتاب اللقطة رقم (12 - 1725) باب في لقطة الحاج. ص
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب اللقطة باب في لقطة الحاج رقم (1714)
اللقطة: بضم اللام وفتح القاف، وهو ما التقطه الانسان فاحتاج إلى تعريفه. ا ه‍
وهي من باب فعلة، صحيح مسلم بتعليق فؤاد عبد الباقي (3 / 1347). ص
183

الاكمال
40514 احفظ وعاءها ووكاءها وعددها، فان جاء أحد يخبرك
فادفعها، وإلا فاستمتع بها (حب عن أبي) (1).
40515 اعرف عفاصها (2) ووكاءها ثم عرفها سنة، فان
جاء صاحبها، وإلا فشأنك بها، قيل: فضالة الغنم؟ قال: هي لك
أو لأخيك أو للذئب، قيل: فضالة الإبل؟ قال: ما لك ولها! معها
سقاؤها وحذاؤها، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يلقاها ربها (مالك،
حم، خ، م، د، ه‍ عن زيد بن خالد) مر برقم 40502.
40516 اعلم عددها ووعاءها ووكاءها، فان جاء أحد يخبرك
بعددها ووعائها ووكائها فأعطه إياها، وإلا فاستمتع بها (حب عن أبي).
من برقم 40514.
40517 إن كنت وجدته في قرية مسكونة أو في سبيل
ميتاء فعرفه، وإن كنت وجدته في خربة جاهلية أو في قرية غير

(1) أخرجه أبو داود كتاب اللقطة بلفظه وسنده رقم (1701) وكذا في
صحيح مسلم كتاب اللقطة رقم (1723). ص
(2) عفاصها: العفاص: الوعاء الذي تكون فيه النفقة من جلد أو خرقة
أو غير ذلك من العفص: وهو الثني والعطف. اه‍ (3 / 63) النهاية. ب
184

مسكونة أو غير سبيل ففيه وفي الركاز الخمس (الشافعي، ك،
ق عن ابن عمرو).
40518 ما وجدت في طريق ميتاء أو عامر فعرفه سنة،
فإن لم تجد صاحبه فلك، وما وجدت في قرية غير عامرة أو طريق
غير ميتاء ففيه الخمس (طب عن أبي ثعلبة).
40519 من أصاب لقطة فليشهد ذا عدل، ثم لا يكتم ولا
يغيب، فليعرفها سنة، فان جاء صاحبها، وإلا فهي مال الله يؤتيه
من يشاء (طب عن عياض بن حمار).
40520 من التقط لقطة فليشهد ذوي عدل، ثم لا يكتم
ولا يغيب، فان جاء صاحبها فهو أحق بها، وإلا فهو مال الله يؤتيه
من يشاء (حب عن عياض بن حمار).
40521 من التقط لقطة يسيرة ثوبا أو شبهه فليعرفه ثلاثة
أيام، ومن التقط أكثر من ذلك فليعرفه سبعة أيام، فان جاء صاحبها
وإلا فليتصدق بها، فان جاء صاحبها فليخبره (حم، طب، ق عن
يعلى بن مرة).
40522 من التقط لقطة فليعرفها سنة، فان جاء ربها،
وإلا فليعرف عددها ووكاءها ثم ليأكلها، فان جاء صاحبها فليرد ما
185

عليه (ق عن زيد بن خالد).
40523 تعرف ولا تغيب ولا تكتم، فان جاء صاحبها،
وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء (ك عن أبي هريرة: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم سئل عن اللقطة قال - فذكره).
40524 ضالة الإبل المكتومة غرامتها ومثلها معها (عب،
عن أبي هريرة).
40525 ضالة المسلم حرق النار فلا تقربنها (ط، عب،
حم، ت، ن، والدارمي، والطحاوي، ع، والحسن بن سفيان،
حب، والبغوي، والباوردي، وابن قانع، طب، وأبو نعيم، ق،
ض عن الجارود بن المعلى) (1).
كتاب اللقطة من قسم الافعال
40526 عن أيوب بن موسى عن أبيه أنه قال لعمر بن
الخطاب: إني وجدت دينارا فالتقطت حتى بلغت مائة دينار، قال:
عرفها سنة فعرفها سنة ثم أتاه في الرابعة، فقال: عرفها ثم شأنك
وشأنها (مسدد).

(1) الحديث مر برقم (40512) وأخرجه الترمذي كتاب الأشربة رقم (1882). ص
186

40527 عن عمرو بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة وعاصم بن
سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي أن سفيان بن عبد الله وجد عيبة
فأتى بها عمر فقال: عرفها سنة، فان عرفت فذلك، وإلا فهي لك،
فلم تعرف فأتى بها العام القابل بالموسم فذكرها له، فقال: عرفها
سنة، فإن لم تعرف فهي لك، ففعل فلم تعرف، قال عمر: فهي لك
فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك، قال: لا حاجة لي بها، فقبضها
عمر فجعلها في بيت المال (المحاملي، ورواه عب عن مجاهد نحوه بدون
ذكر المرفوع).
40528 عن عمر قال: لا يضم الضوال إلا ضال
(عب، ش).
40529 عن عمر قال: من أخذ ضالة فهو ضال (مالك،
عب، ش، ق).
40530 عن عبد الله بن عمير أن عمر بن الخطاب أتاه رجل
وجد جوابا فيه سويق، فأمره أن يعرفه ثلاثا (ش).
40531 عن طلحة بن مصرف أن عمر مر بتمرة في الطريق
فأكلها (عب).
187

40532 عن الشعبي أن غلاما من العرب وجد ستوقة فيها
عشرة آلاف فأتى بها عمر، فأخذ منها خمسها ألفين وأعطاه ثمانية
آلاف (عب).
40533 عن أبي عقرب قال: التقطت بدرة (1) فأتيت بها
عمر بن الخطاب، فقال: واف بها الموسم، فوافيت بها الموسم
فعرفتها فلم أجد أحدا يعرفها، فقال: ألا أخبرك بخير سبيلها؟
تصدق بها، فان جاء صاحبها فاختار المال غرمت له وكان الاجر لك،
وإن اختار الاجر كان له ولك ما نويت (ش).
40534 عن أسلم قال: كنت أمشي مع عمر بن الخطاب
فرأى تمرة مطروحة فقال: خذها، فقلت: وما أصنع بتمرة؟ قال:
تمرة وتمرة حتى تجتمع، فمر بمربد فيه تمر فقال: ألقها فيه (ش).
40535 عن سليمان بن يسار أن ثابت بن الضحاك الأنصاري
أخبره أنه وجد بعيرا بالحرة فعرفه. ثم ذكره لعمر بن الخطاب
فأمره أن يعرفه، فقال: قد فعلت: فقال عمر: عرفه أيضا، فقال
له ثابت: إنه قد شغلني عن ضيعتي، فقال له عمر: أرسله حيث
وجدته (مالك، ق).

(1) بدرة: عشرة آلاف درهم. اه‍ (32) المختار. ب
188

40536 عن ابن شهاب قال: كانت ضوال الإبل في زمن
عمر بن الخطاب إبلا مؤبلة تتناتج لا يمسها أحد، حتى إذا كان
عثمان بن عفان أمر بمعرفتها ثم تباع، فإذا صاحبها أعطي ثمنها
(مالك، عب).
40537 عن عمر قال: إذا وجدت لقطة فعرفها على باب
المسجد ثلاثة أيام، فان جاء من يعرفها، وإلا فشأنك بها (ق).
40538 عن عبد الله بن بدر أنه نزل منزلا بطريق الشام
فوجد صرة فيها ثمانون دينارا، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقال
له عمر: عرفها على أبواب المسجد واذكرها لمن يقدم من الشام،
فإذا مضت السنة فشأنك بها (مالك والشافعي، عب).
40539 عن الزهري عن ابن المسيب قال: كتب عمر إلى
عماله: لا تضموا الضوال، فلقد كانت الإبل تتناتج هملا وترد المياه،
ما يعرض لها أحد حتى يأتي من يتعرفها فيأخذها، حتى ذا كان
عثمان كتب أن ضموها وعرفوها، فان جاء من يتعرفها، وإلا فبيعوها
وضموا أثمانها في بيت المال، فان جاء من يتعرفها فادفعوا إليهم
الأثمان (عب).
40540 عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن رجلا على عهد
189

عمر بن الخطاب وجد جملا ضالا فجاء به عمر، فقال له عمر: عرفه
شهرا، ففعل ثم جاء به فقال عمر: زد شهرا، ففعل ثم جاءه فقال
له: زد شهرا، ففعل ثم جاءه فقال: إنا قد أسمناه وقد أكل علف
ناضحنا! فقال عمر: ما لك وله! أين وجدته؟ فأخبره، فقال: اذهب
به فأرسله حيث وجدته (عب).
40541 عن سويد بن غفلة عن عمر بن الخطاب قال في اللقطة:
يعرفها سنة، فان جاء صاحبها، وإلا تصدق بها، فان جاء صاحبها
بعد ما تصدقت بها خيره، فان اختار الاجر كان له الاجر، وإن
اختار ماله كان له ماله (عب).
40542 عن أبان بن عثمان أن عثمان أغرم في ناقة محرم أضلها
رجل، فأغرمه الثلث زيادة على ثمنها (عب).
40543 عن أبان بن عثمان قال: أتى عثمان برجل ضم إليه
ضالة رجل في الشهر الحرام فأصيبت عنده، فغرمه ثمنها ومثل ثلث
ثمنها (عب).
40544 عن علي قال: كان للمغيرة بن شعبة رمح فكنا
إذا خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة خرج به معه فيركزه فيمر
الناس عليه فيحملونه، فقلت: لئن أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأخبرته، فقال:
190

لا تفعل، فإنك إن فعلت لم ترفع ضالتك، فتركته (حم، ه‍، ع
وابن جرير وصححه الدورقي، ض).
40545 (أيضا) عن بلال بن يحيى العبسي عن علي أنه
التقط دينارا فاشترى به دقيقا، فعرفه صاحب الدقيق، فرد عليه
الدينار، فأخذه فقطع منه قيراطين فاشترى به لحما (د (1)، ق وضعفه،
زاد ش: ثم أتى به فاطمة فقال: اصنعي لنا طعاما، ثم انطلق إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه، فأتاه ومن معه، فأتاهم بجفنة، فلما رآها النبي
صلى الله عليه وسلم أنكرها فقال: ما هذا؟ فأخبره فقال: القطة القطة إلى
القيراطان، ضعوا أيديكم، بسم الله.
40546 عن علي أنه التقط دينارا فقطع منه قيراطين ثم أتى
فاطمة فقال: اصنعي لنا طعاما، ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعاه،
فأتاه ومن تبعه، فأتاهم بجفنة، فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم أنكرها فقال:
ما هذا؟ على القيراطان، ضعوا أيديكم، بسم الله (ش وحسن).
40547 عن علي قال: لا يأكل الضالة إلا ضال (عب).
40548 عن مالك بن مغول قال: سمعت امرأة تقول:
رأيت عليا التقط حبات أو حبة من رمان من الأرض فأكلها (عب).

(1) أخرجه أبو داود كتاب اللقطة رقم (1715). ص
191

40549 عن رجل من بني رواس قال: التقطت ثلاثمائة درهم
فعرفتها فلم يعرفها أحد، فأتيت عليا فسألته فقال: تصدق بها،
فان جاء صاحبها خيرته، فان اختار الاجر كان له وإلا غرمتها وكان
لك أجرها (عب، ق).
40550 (مسند الجارود بن المعلى) عن الجارود بن المعلى
قال قلت: يا رسول الله! اللقطة نجدها؟ قال: أنشدها ولا تكتم
ولا تغيب، فان وجدت صاحبها فادفعها إليه، وإلا فمال الله يؤتيه من
يشاء (أبو نعيم).
40551 عن زيد بن خالد الجهني أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أو أن رجلا سأله عن ضالة راعي الغنم فقال: هي لك أو لأخيك أو
للذئب، قال: ما تقول يا رسول الله في ضالة الإبل؟ قال: ما لك
ولها! معها سقاؤها وحذاؤها، تأكل من أطراف الشجر، قال:
يا رسول الله! ما تقول في الورق إذا وجدتها؟ قال: أعلم وعاءها
ووكاءها وعددها ثم عرفها سنة، فان جاء صاحبها فادفعها إليه، وإلا
فهي لك، استمتع بها (عب).
40552 عن زيد بن خالد الجهني قال: جاء أعرابي إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فسأله عن اللقطة فقال: عرفها سنة ثم اعرف عفاصها ووكاءها
192

- أو قال: وعاءها - فان جاء صاحبها فادفعها إليه وإلا استنفقها - أو:
استمتع بها - قال: يا رسول الله! ضالة الغنم؟ قال: إنما هي لك أو
لأخيك أو للذئب، فسأله عن ضالة الإبل، فتغير وجه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: مالك ولها! معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء وتأكل
الشجر، دعها حتى يلقاها ربها (عب).
40553 حدثنا أبو بكر الأزهري أنبأنا أيوب بن خالد
الخزاعي ثنا الأوزاعي أنبأنا ثابت بن عمير قال حدثني ربيعة بن أبي
عبد الرحمن رجل من الأنصار حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل عن اللقطة فقال: عرفها سنة ثم احفظ عفاصها ووكاءها، ثم
استنفقها - أو قال: أصبت حاجتك (عد، كر، وقال كر: ابن
الشرقي في هذا الاسناد عندي خطأ ووهم: إنما هو ربيعة بن أبي عبد
الرحمن عن يزيد مولى المنبعث عن زيد بن خالد الجهني عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، كما رواه مالك وابن عيينة وسلمان ابن بلال وإسماعيل بن جعفر
وحماد بن سلمة وعمرو بن الحارث وغيرهم عن ربيعة، وقال عد: كذا
وقع، وإنما هو باب بن عمير).
40554 عن يحيى بن سعد الأنصاري مولى المنبعث عن أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
193

الله! كيف ترى في اللقطة؟ فقال: اعرف عددها ووكاءها ثم عرفها
سنة، فان جاء صاحبها وإلا فاستنفقها يكون عندك وضيعة، قال:
فضالة الغنم! قال: خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب وتعرفها،
قال: فضالة الإبل! قال: دعها فان معها سقاؤها وحذاءها، ترد
الماء وتأكل الشجر حتى يقدم صاحبها (كر).
40555 عن الحسن قال: جاء قوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستحملوه
فلم يجدوا عنده فقالوا: أتأذن لنا في ضالة الإبل؟ قال: ذاك حرق
النار (عب).
40556 عن ابن جريج أنبأنا عمرو بن شعيب خبرا رفعه إلى
عبد الله بن عمرو، وأما المثنى فأخبرنا عن عمرو بن شعيب عن سعيد
ابن المسيب أن المزني سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ضالة
الغنم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبضها فإنما هي لك أو لأخيك أو
الذئب، فاقبضها حتى يأتي باغيها، فقال: يا رسول الله! ضالة الإبل؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم معها السقاء والحذاء وتأكل في الأرض ولا يخاف
عليها الذئب فدعها حتى يأتيها باغيها، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما
وجد من مال؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما كان من طريق ميتاء أو قرية
مسكونة فعرفه سنة، فان أتى باغيه فأده إليه، وإن لم تجد باغيا
194

فهو لك، فان أتى باغيه يوما من الدهر فرده إليه، فقال: يا رسول
الله! فما وجد في قرية خربة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيه وفي
الركاز الخمس، فقال: يا رسول الله! حريسة الجبل (1)؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيها غرامتها ومثلها معها وجلدات نكال، فقال:
يا رسول الله! فالثمر المعلق في الشجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
غرامته ومثله معه وجلدات نكال، فقال: يا رسول الله! فما جمع
الجرين (2) والمراح (3)؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بلغ ثمن المجن
قطعت يد صاحبه - وكان ثمن المجن عشرة دراهم - وما كان دون
ذلك فغرامته ومثله معه وجلدات نكال. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تعافوا الحدود فيما بينكم قبل أن تأتوني، فما بلغني من حد فقد
وجب (عب).
40557 أنبأنا ابن جريج عن عمرو بن مسلم عن طاوس

(1) حريسة الجبل: يقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصل إلى مراحبها
حريسة. اه‍ (1 / 267) النهاية. ب
(2) الجرين: هو موضع تجفيف التمر وهو له كالبيدر للحنطة، ويجمع على
جرن بضمتين. اه‍ (1 / 23) النهاية. ب
(3) والمراح: بالضم: الموضع الذي تروح إليه الماشية: أي تأوي إليه
ليلا. اه‍ (2 / 73) النهاية. ب
195

وعكرمة أنه سمعهما يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضالة المكتومة
من الإبل: قرينتها مثلها إن أداها بعد ما يكتمها إذا وجدت عنده
فعليه قرينتها مثلها (عب).
40558 عن علي أنه وجد دينارا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يعرفه، فلم يعرف، فأمره أن
يأكله، ثم جاء صاحبه وأمره أن يغرمه (الشافعي، ق).
40559 عن علي قال: كان المغيرة بن شعبة إذا ارتحل ترك
رمحه فيمر به المسلمون فيحملونه فيجيؤن به، فيجئ فيقول: من
يعرف الرمح؟ فيأخذه، فقلت: تحمل على المسلمين مؤنتك! أما
لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصنيعك، قال: يا ابن أبي طالب! لا تفعل!
فاني أخاف إن قلت له أن يقول في اللقطة شيئا يمضي إلى يوم القيامة،
قال علي: فعرفت أنه كما قال (ابن جرير).
40560 (أيضا) عن عطاء قال: نبئت أن عليا قال:
مكثنا أياما ليس عندنا شئ ولا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجت فإذا أنا
بدينار مطروح على الطريق، فمكثت هنيهة أؤامر نفسي في أخذه
أو تركه، ثم أخذته لما بنا من الجهد، فأتيت به الضفاطين

(1) الضفاطين: الضافط والضفاط: الذي يجلب الميرة والمتاع إلى المدن. ا ه‍
(3 / 95) النهاية.
196

فاشتريت به دقيقا، ثم أتيت به فاطمة فقلت: إعجني واخبزي،
فجعلت تعجن وإن قصتها لتضرب حرف الجفنة من الجهد الذي بها،
ثم خبزت، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: كلوه فإنه رزق
رزقكموه الله عز وجل (هناد).
40561 (مسند علي) عن سعد قال: كنت أمشي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد مقرومة فيها تمرتان، فأخذ تمرة وأعطاني
تمرة (بقي).
40562 (مسند أبي) وجدت صرة فيها مائة دينار على
عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال:
عرفها حولا، فعرفتها فلم أجد من يعرفها، ثم أتيته فقلت: إني
قد عرفتها، قال: فعرفها ثلاثة أحوال، ثم أتيته بعد ثلاثة أحوال،
فقال: احفظ عددها ووكاءها ووعاءها، فان جاء أحد يخبرك بعددها
ووعائها ووكائها فادفعها إليه، وإلا فاستمتع بها (ط، عب، ش، حم،
خ، م، د، ت: صحيح، ن، ه‍، وابن الجارود، وأبو عوانة، والطحاوي
حب، قط في الافراد) (1).

(1) أخرجه مسلم كتاب اللقطة رقم 1723. ص
197

40563 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة فقال: لولا أن
تكوني من الصدقة لأكلتك (ش).
40564 عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق
فقال: لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها (عب).
40565 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر بالتمرة فما يمنعه أن
يأخذها إلا أن يخاف أن تكون صدقة (ابن النجار).
40566 (مسند علي) عن محمد بن كعب القرظي أن أهل
العراق أصابتهم أزمة فقام بينهم علي بن أبي طالب فقال: أيها الناس!
أبشروا، فوالله إني لأرجو أن لا يمر عليكم إلا يسير حتى تروا
ما يسركم من الرفاء واليسر، قد رأيتني مكثت ثلاثة أيام من الدهر
ما أجد شيئا آكله حتى خشيت أن يقتلني الجوع، فأرسلت فاطمة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم تستطعمه لي، فقال: يا بنية! والله ما في البيت
طعام أكله ذو كبد إلا ما ترين - لشئ قليل بين يديه - ولكن
ارجعي فسيرزقكم الله، فلما جاءتني فأخبرتني وانفلت وذهبت حتى آتي
بني قريظة فإذا يهودي على شفة بئر فقال: يا عربي! هل لك أن
تسقي لي نخلي وأطعمك! قلت: نعم. فبايعته على أن أنزع كل دلو
بتمرة، فجعلت أنزع، فكلما نزعت دلوا أعطاني تمرة، حتى إذا
198

امتلأت يدي من التمر قعدت فأكلت وشربت من الماء، ثم قلت:
يا لك بطنا لقد لقيت اليوم ضرا! ثم نزعت مثل ذلك لابنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم وضعت ثم انفلت راجعا، حتى إذا كنت ببعض الطريق
إذا انا بدينار ملقى، فلما رأيته وقفت أنظر إليه وأؤامر نفسي أآخذه
أم أذره! فأبت نفسي إلا أخذه وقلت: أستشير رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأخذته، فلما جئتها أخبرتها الخبر، قالت: هذا رزق من الله فاشتر
لنا دقيقا، فانطلقت حتى جئت السوق فإذا يهودي من يهود فدك
جمع دقيقا من دقيق الشعير فاشتريت منه، فلما اكتلت منه قال:
ما أنت من أبي القاسم! قلت: ابن عمي وابنته امرأتي، فأعطاني
الدينار، فجئتها فأخبرتها الخبر، فقالت: هذا رزق من الله عز وجل
فاذهب به فارهنه بثمانية قراريط ذهب في لحم، ففعلت ثم جئتها به
فقطعته لها ونصبت ثم عجنت وخبزت ثم صنعنا طعاما وأرسلتها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم: فجاءنا، فلما رأى الطعام قال: ما هذا؟ ألم تأتني
آنفا تسألني؟ فقلنا: بلى، اجلس يا رسول الله نخبرك الخبر، فان
رأيته طيبا أكلت وأكلنا، فأخبرناه الخبر فقال: هو طيب، فكلوا
بسم الله، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج، فإذا هو بأعرابية تشد
كأنه نزع فؤادها فقالت: يا رسول الله! إني أبضع معي بدينار
199

فسقط مني، والله ما أدري أين سقط! فانظر بأبي وأمي أن يذكر
لك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادعي لي علي بن أبي طالب، فجئته
فقال: اذهب إلى الجزار فقل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن
قراريطك علي فأرسل بالدينار، فأرسل به، فأعطاه الاعرابية فذهبت
به (العدني).
اللقيط من قسم الافعال
40567 عن أبي جميلة أنه وجد منبوذا على عهد عمر فأتاه
فاتهمه فأثنى عليه خيرا فقال عمر: فهو حر، وولاؤه لك، ونفقته
من بيت المال (مالك والشافعي، عب وابن سعد، ق).
40568 عن الشعبي قال: جاءت امرأة إلى عمر فقالت:
يا أمير المؤمنين! إني وجدت صبيا ووجدت قبطية فيها مائة دينار،
فأخذته واستأجرت له ظئرا (1) وإن أربع نسوة يأتينه ويقبلنه،
لا أدري أيتهن أمه! فقال لها: إذا هن أتينك فأعلميني، ففعلت،
فقال لامرأة منهن: أيتكن أم هذا الصبي؟ فقالت: والله ما أحسنت
ولا أجملت يا عمر! تعمد إلى امرأة ستر الله عليها فتريد أن تهتك

(1) الظئر: المرضعة غير ولدها ويقع على الذكر والأنثى النهاية 3 / 154. ص
200

سترها! قال: صدقت، ثم قال للمرأة: إذا أتينك فلا تسأليهن عن
شئ وأحسني إلى صبيهن، ثم انصرف (هب).
40569 عن معمر عن الزهري أن رجلا حدثه أنه جاء إلى
أهله وقد التقطوا منبوذا، فذهب به إلى عمر فذكر له، فقال عمر:
عمى الغوير أبؤسا! كأنه اتهمه، فقال الرجل: ما التقطوه إلا وأنا
غائب، وسأل عنه عمر، فأثنى عليه خيرا، فقال له عمر: فولاؤه
لك، ونفقته علينا من بيت المال (عب، ق).
40570 عن ابن شهاب أن رجلا التقط ولد زنا فقال عمر،
استرضعه ولك ولاؤه، ورضاعته من بيت المال (عب).
40571 عن عمر قال: لا يجوز دعوى ولد الزنا في الاسلام
(عب).
40572 عن علي أنه قضى في اللقيط أنه حر (وشروه
بثمن بخس) (أبو الشيخ، ق).
201

كتاب اللعان من قسم الأقوال
40573 لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن
(د، ت، ه‍ عن ابن عباس، ن عن أنس) (1).
40574 البينة، وإلا فحد في ظهرك (د (1)، ت، ك، ه‍ عن
ابن عباس).
الاكمال
40575 أربع من النساء لا ملاعنة بينهن: النصرانية تحت
المسلم، واليهودية تحت المسلم، والحرة تحت المملوك، والمملوكة تحت
الحر (ه‍ (2)، ق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
40576 أربعة ليس بينهن لعان: ليس بين الحر والأمة
لعان، ولا بين الحرة والعبد لعان، وليس بين المسلم واليهودية لعان،
وليس بين المسلم والنصرانية لعان (قط، ق وضعفاه عن ابن عمرو).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطلاق باب في اللعان رقم 2354. ص
(2) أخرجه بن ماجة كتاب الطلاق رقم 2071 وفي اسناده عثمان بن عطاء
متفق على تضعيفه.
202

40577 أربعة ليس بينهم ملاعنة: اليهودية تحت المسلم،
والنصرانية تحت المسلم، والعبد عند الحرة، والحر عند الأمة (عد،
ق عن ابن عباس).
40578 إن الله يعلم أن أحدكما كاذب، فهل منكما تائب
قاله للمتلاعبين (خ، م عن ابن عمر، خ عن ابن عباس) (1).
30579 حسابكما على الله عز وجل، أحدكما كاذب، لا سبيل
لك عليها، قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! مالي! قال: لا مال لك، إن
كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت
عليها فهو أبعد لك منها قاله للمتلاعنين (حم، خ، م (2)، د، ن،
ه‍ عن ابن عمر).
40580 ذاكم التفريق بين كل متلاعنين (م عن سهل
ابن سعد) (3).
40581 لولا الايمان لكان لي ولها أمر (ط عن ابن

(1) أخرجه البخاري كتاب الطلاق باب قول الإمام 7 / 72. ص
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطلاق باب صداق الملاعنة 7 / 70.
ومسلم كتاب اللعان رقم 5. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب اللعان رقم 3. ص
203

عباس) (1).
كتاب اللعان من قسم الافعال
40582 عن عمر قال: المتلاعنان يفرق بينهما فلا يجتمعان أبدا
(عب، ش، ق).
40583 عن عمر قال: إذا اعترف بولده ساعة واحدة ثم
أنكر بعد لحق به (عب).
40584 عن علي قال: لما كان شأن المتلاعنين عند النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ما أحب أن أكون أول الأربعة (عب وابن راهويه).
40585 عن ابن جريج قال قال علي وابن مسعود: إن قذفها
وقد طلقها وله عليها رجعة لاعنها، وإن قذفها وقد طلقها وبتها لم
يلاعنها (عب).
40586 عن علي قال: لا يجتمع المتلاعنان (عب).
40587 عن علي وابن مسعود قالا: عصبة ولد الملاعنة
عصبة أمه (عب).
40588 عن حذيفة قال: ما تلاعن قوم قط إلا حق عليهم

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطلاق رقم 2256. ص
204

القول (ش، عب).
40589 أنبأنا ابن جريج قال أخبرني ابن شهاب عن سهل بن
سعد أن رجلا من الأنصار جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله!
أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟
فأنزل الله في شأنه ما ذكر في القرآن من أمر المتلاعنين، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد قضى الله فيك وفي امرأتك، فتلاعنا في المسجد
وأنا شاهد، فلما فرغا قال: كذبت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمسكتها،
فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم: فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغا
من التلاعن، ففارقها عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذلك التفريق
بين كل متلاعنين، وكانت حاملا فأنكره، فكان ابنها يدعى
لامه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن جاءت به أحيمر نضيا كأنه وحرة (1)
فلا أراها إلا صدقت وكذب عليها، وإن جاءت به أسود ذا أليتين
فلا أراه إلا قد صدق عليها، فجاءت به على المكروه من ذلك.
قال ابن جريج: وسمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: قيل
للنبي صلى الله عليه وسلم: هو هذا يا رسول الله لولدها، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) وحرة: هي بالتحريك: دويبة كالعظاءة تلزق بالأرض. اه‍ 5 / 10
النهاية. ب
205

يبصره حتى رأينا أنه قائل له شيئا، فلم يقل له شيئا. قال ابن جريج:
وسمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم لما تلاعنا: أما
أنتما فقد عرفتما أني لا أعلم الغيب. وقال ابن جريج عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن علي قال: لما كان من شأن المتلاعنين عند النبي صلى الله عليه وسلم
قال: لا أحب أن أكون أول الأربعة (عب).
40590 عن سهل بن سعد قال: شهدت المتلاعنين على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما
حيث تلاعنا (كر).
40591 (مسند ابن عباس) إن النبي صلى الله عليه وسلم لاعن
بالحمل (ش).
40592 (أيضا) فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين المتلاعنين (ش).
40593 (أيضا) عن القاسم بن محمد عن ابن عباس أن
رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي عهد بأهلي منذ عفار (1) النخل

(1) عفار: التعفير: أنهم كانوا إذا أبروا النخل تركوها أربعين يوما لا تسقى
لئلا ينتقص حملها ثم لا تسقى، ثم تترك إلى أن تعطش ثم تسقى. وقد عفر
القوم: إذا فعلوا ذلك، وهو من تعفير الوحشية ولدها، وذلك أن تفطمه عند
الرضاع أياما ثم ترضعه، تفعل ذلك مرارا ليعتاده. ا ه‍ (3 / 263) النهاية. ب
206

فوجدت رجلا مع امرأتي! وكان زوجها مصفرا حمشا (1) سبط
الشعر، والذي رميت به خدلج (2)، إلى السواد، جعدا قططا
مستها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم بين! ثم لاعن بينهما، فجاءت بولد
شبه الذي رميت به. فقال ابن شداد بن الهاد لابن عباس: أهي المرأة
التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت راجما بغير بينة لرجمتها، فقال
ابن عباس: لا، تلك امرأة قد أعلنت في الاسلام (عب).
40594 عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال: كتبت إلى
رجل من بنى زريق من أهل المدينة يسأل لي عن ابن الملاعنة من
يرثه، فكتب إنه سأل فاجتمعوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى فيه للام
وجعلها بمنزلة أبيه وأمه (عب).
40595 عن معمر قال، اختلف النخعي والشعبي في ميراث ابن
الملاعنة، فبعثوا إلى المدينة رسولا يسأل عن ذلك، فرجع فحدثهم
عن أهل المدينة أن المرأة التي لاعنت زمن النبي صلى الله عليه وسلم زوجها فرق
النبي صلى الله عليه وسلم بينهما، فتزوجت فولدت أولادا، ثم توفي ابنها الذي لاعنت

(1) حمشا: يقال رجل حمش الساقين وأحمش الساقين: أي دقيقهما. اه‍
(1 / 440) النهاية. ب
(2) خدلج: أي عظيمهما. اه‍ (2 / 15) النهاية. ب
207

عليه، فورثت أمه منه السدس، وورثت إخوته منها الثلث، وكان
ما بقي بين إخوته وأمه على قدر مواريثهم، صار لامه الثلث ولإخوته
الثلثان (عب).
40596 (من مسند زيد بن ثابت) عن معمر عن قتادة أن
زيد بن ثابت قال: ولد الملاعنة ترث أمه منه الثلث وما بقي في بيت
المال، وقاله ابن عباس (عب).
40597 عن جابر عن ابن عباس قال: إذا طلقها واحدة أو
اثنتين ثم قذفها جلد، ولا ملاعنة بينهما. وقال ابن عمر: يلاعن إذا
كان يملك الرجعة (عب).
40598 عن ابن عمر قال: فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أخوى
بني العجلان وقال والله إن أحدكما لكاذب، فهل منكما تائب؟ فلم
يعترف واحد منهما، فتلاعنا، ثم قرت امرأة بينهما قال: يا رسول
الله! صداقي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقا فهو لها بما
استحللت منها، وإن كنت كاذبا فذاك أوجب لها (عب).
40599 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين:
حسابكما على الله، أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها. فقال: يا رسول
الله مالي! قال: لا مال لك، إن كنت صادقا فهو بما استحللت من
208

فرجها، وإن كنت كاذبا فهو أبعد لك منها (عب).
40600 عن ابن عمر قال: لاعن النبي صلى الله عليه وسلم بين رجل من
الأنصار وامرأته وفرق بينهما (ش).
40601 (مسند ابن عمر) إن رجلا لاعن امرأته في زمن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتفى من ولدها، ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بينهما وألحق
الولد بأمه (خط في المتفق).
40602 عن ابن عمر قال: ابن الملاعنة يدعى لامه، ومن
قذف أمه يقول (يا ابن الزانية) ضرب الحد، وأمه عصبته، يرثها
وترثه (عب).
40603 عن ابن عمر قال: أربع لا لعان بينهن وبين أزواجهن:
اليهودية، والنصرانية تحت المسلم، والحرة عند العبد، والأمة عند
الحر (عب).
40604 (مسند ابن مسعود) إن النبي صلى الله عليه وسلم: لاعن بين
رجل وامرأته وقال: عسى أن تجئ به أسود جعدا (ش).
40605 عن ابن مسعود قال: لا يجتمع المتلاعنان أبدا (عب).
40606 عن ابن مسعود قال: ميراث ولد الملاعنة كله
لامه (عب).
209

40607 عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أرأيت إن نفاه
بعد ما تضعه؟ قال يلاعنها والولد لها، قلت: أو لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم:
الولد للفراش وللعاهر الحجر؟ قال: نعم، إنما ذلك لان الناس في
الاسلام ادعوا أولادا ولدوا على فراش رجال فقالوا: هم لنا، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش وللعاهر الحجر (عب) (1).
40608 عن ابن جريج عن ابن شهاب قال: جرت السنة في
الملاعنة أن يرثها ابنها، وترث أمه منه ما فرض الله لها (عب).
40609 عن ابن شهاب قال: من وصية النبي صلى الله عليه وسلم عتاب بن
أسيد أن لا لعان بين أربع وبين أزواجهن: اليهودية، والنصرانية
عند المسلم، والأمة عند الحر، والحرة عند العبد (عب).
40610 عن علي قال: مضت السنة في المتلاعنين أن لا يجتمعا
أبدا (قط، ق).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرضاع باب الولد للفراش وتوقي الشبهات رقم 147
قال العلماء: العاهر الزاني وعهر زني، ومعنى له الحجر: أي الخبية ولا حق له
في الولد. اه‍ صحيح مسلم 2 / 1000. ص
210

كتاب اللهو واللعب والتغني من قسم الأقوال
اللهو المباح
40611 خير لهو المؤمن السباحة، وخير لهو المرأة المغزل
(عد عن ابن عباس) (1).
40612 كل شئ ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلا أن
يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشى
الرجل بنى الغرضين، وتعليم الرجل السباحة (ن عن جابر بن عبد الله
وجابر بن عمير).
40613 اللهو في ثلاث: تأديب فرسك، ورميك بقوسك،
وملاعبتك أهلك (القراب في فضل الرمي عن أبي الدرداء).
40614 هذه بتلك السبقة (حم، د عن عائشة).
40615 ما تشهد الملائكة من لهوكم إلا الرهان والنضال
(طب عن ابن عمر).

(1) التصحيح من الجامع الصغير رقم 476 وقال المناوي 3 / 88. وقال في
سنده جعفر بن نصر متهم بالكذب. ص
211

40616 الهوا والعبوا، فاني أكره أن يرى في دينكم غلظة
(عب عن المطلب بن عبد الله).
40617 خذوا يا بني أرفدة حتى تعلم اليهود والنصارى أن في
ديننا فسحة (أبو عبيد في الغريب، والخرائطي في اعتلال القلوب
عن الشعبي مرسلا) (1).
40618 إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من
يقول: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم (ه‍ (2) عن ابن عباس).
40619 يا عائشة! أما كان معكم لهو فان الأنصار يعجبهم
اللهو (خ عن عائشة) (3).
40620 يا أبا بكر؟ إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا
(ق (4)، ن، ه‍ عن عائشة)

(1) أورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 3896 وقال المناوي في الفيض
3 / 436 وأخرجه أبو نعيم والديلمي من حديث الشعبي عن عائشة. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح رقم 1900 واسناده مختلف فيه. ص
(3) أخرجه البخاري كتاب النكاح باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها
(7 / 28). ص
(4) أخرجه البخاري العيدين باب سنة العيدين لأهل الاسلام (2 / 21) ص
212

40621 يا أنجشة! رويدك سوقك بالقوارير (حم، ق (1)،
ك، ن عن أنس).
الاكمال
40622 انزل يا عامر فأسمعنا من هنياتك (2) (طب عن سلمة
ابن الأكوع).
40623 إن الأنصار فيهم غزل، فلو أرسلتم من يقول:
أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم (ق عن عائشة).
40624 أهديتم الجارية فهلا بعثتم معها من يغنيهم يقول:
أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم! فان الأنصار قوم فيهم غزل (حم،
وابن منيع، ص عن جابر).
40625 هلا كان معكم من لهو! فان الأنصار يحبون اللهو
(ك عن عائشة).
40626 هل من لهو (حم عن زوج بنت أبي لهب قال:

(1) أخرجه البخاري كتاب الأدب باب ما يجوز من الشعر (8 / 44). ص
(2) هنياتك: أي من كلماتك، أو من أراجيزك. اه‍ (5 / 279)
النهاية. ب
213

دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ين تزوجت ابنة أبي لهب فقال فذكره).
40627 خذوا لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، وإني بعثت
بالحنيفية السمحة (الديلمي من وجه آخر عن عائشة).
40628 دعهن يا أبا بكر، فإنها أيام عيد، لتعلم اليهود أن
ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفية سمحة (حم عن عائشة).
40629 دعيها يا أم سلمة! فان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا
(طب عن أم سلمة).
40630 سبحان الله! لا يعلم ما في غد إلا الله، لا تقولوا
هكذا وقولوا: أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم (ق عن عمرة بنت
عبد الرحمن).
40631 يا عائشة! أتعرفين هذه؟ هذه قينة بني فلان،
أتحبين أن تغنيك؟ قالت: نمم، فغنتها، فقالت: لقد نفخ
الشيطان في منخريها (حم، طب عن السائب بن يزيد).
40632 ما من شئ تحضره الملائكة من اللهو إلا ثلاثة:
الرجل مع امرأته، وإجراء الخيل، والنضال (الحاكم في السكني عن
أبي أيوب).
40633 إياك والقوارير! إياك والقوارير (حل، عب،
214

عن أنس).
40634 يا عائشة! ما كان معكم لهو؟ فان الأنصار يعجبهم
اللهو (خ عن عائشة أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار فقال
النبي صلى الله عليه وسلم فذكره) مر برقم 40619.
) 40635 يا بر! إياك والقوارير! لا يسمعن صوتك (أبو نعيم
عن أنس).
اللهو المحظور
40636 ملعون من لعب بالشطرنج، والناظر إليها كآكل
لحم الخنزير (عبدان وأبو موسى وابن حزم عن حبة بن مسلم).
40637 من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم الخنزير
ودمه (حم، م (1)، د، ه‍ عن بريدة).
40638 من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله (حم، م، د،
ه‍ عن أبي موسى) (2)

(1) أخرجه مسلم كتاب الشعر باب تحريم اللعب بالنردشير رقم 260. ص
(2) قال العلماء: النردشير: هو النرد، فالنرد عجمي معرب ومشير معناه
حلو. ا ه‍ صحيح مسلم 4 / 1770. ص
215

40639 ثلاث من الميسر: القمار والضرب بالكعاب والصفير
بالحمام (د في مراسيله عن يزيد بن شريح التيمي مرسلا).
40640 أمرت بهدم الطبل والمزمار (ق عن ابن عباس).
40641 شيطان تبع شيطانة قاله لرجل يتبع حمامة (د، ه‍
عن أبي هريرة، ه‍ عن أنس، د عن عثمان).
40642 نهى عن الخذف (1) (حم، م، ق، د، ه‍ عن
عبد الله بن مغفل).
الاكمال
40643 اتقوا هذين الكعبين الموسومين اللذين يزجران زجرا!
فإنهما من ميسر العجم (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، ق عن ابن مسعود).
40644 إذا مررتم بهؤلاء الذين يلعبون بهذه الأزلام والشطرنج
والنرد وما كان من هذه فلا تسلموا عليهم، وإن سلموا عليكم فلا
تردوا عليهم (الديلمي عن أبي هريرة).
40645 اجتنبوا هذه الكعابات الموسومة التي يزجر بها زجرا،
فإنها من الميسر (طب عن أبي موسى).

(1) الخدف: الخذف بالحصى الرمي به بالأصابع. اه‍ 132 المختار. ب
216

40646 مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم يصلي مثل الذي
يتوضأ بالقيح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلي (حم عن أبي عبد الرحمن
الخطمي، ع، ق، ص عن أبي سعيد).
40647 إياكم وهاتان الكعبتان الموسومتان اللتان تزجران
زجرا! فإنهما ميسر العجم (حم عن ابن مسعود).
40648 من لعب بالكعاب فقد عصى الله ورسوله (حم عن
أبي موسى).
40649 من لعب بالميسر ثم قام يصلي فمثله كمثل الذي يتوضأ
بالقيح ودم الخنزير فيقول الله: لا تقبل له صلاة (طب عن أبي عبد
الرحمن الخطمي).
40650 من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم الخنزير
ودمه (حم، د، ه‍ وأبو عوانة عن سليمان بن بريدة).
40651 قلوب لاهية وأيد عاملة وألسنة لاغية (ابن أبي
الدنيا في ذم الملاهي، ق عن يحيى بن أبي كثير قال: مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقوم يلعبون بالنرد قال فذكره).
40652 يأتي على الناس زمان يلعبون بها، ولا يلعب بها إلا
كل جبار، والجبار في النار - يعني بالشطرنج - ولا يوقر فيه
217

الكبير ولا يرحم فيه الصغير، يقتل بعضهم بعضا على الدنيا، قلوبهم
قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا
ممشى، الصالح فيهم مستخف، أولئك شرار خلق الله، لا ينظر الله
إليهم يوم القيامة (الديلمي عن أنس).
40653 ملعون من لعب بالشطرنج (الديلمي عن أنس).
40654 ألا إن أصحاب الشاه في النار الذين يقولون: قتلت
والله شاهك (الديلمي عن ابن عباس).
40655 شيطان يتبع شيطانة قاله لرجل يتبع حمامة (حم،
د، ه‍، ق عن أبي هريرة).
40656 إن الله تعالى ينظر في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة،
لا ينظر فيها إلى صاحب الشاه يعني الشطرنج (الديلمي عن واثلة).
40657 لله تبارك وتعالى لوح ينظر فيه في كل يوم ثلاثمائة
وستين نظرة يرحم بها عباده، ليس لأهل الشاه فيها نصيب (الخرائطي
في مساوي الأخلاق عن واثلة).
التغني المحظور
40658 الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت المال البقل (ابن
218

أبي الدنيا في ذم الملاهي عن ابن مسعود).
40659 الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع
(هب عن جابر).
40660 من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يستمع
الروحانيين في الجنة، قال: ومن الروحانيون؟ قال: قراء أهل الجنة
(الحكيم عن أبي موسى).
40661 صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة،
ورنة عند مصيبة (البزار والضياء عن أنس).
40662 نهى عن الغناء والاستماع إلى الغناء، وعن الغيبة
والاستماع إلى الغيبة، وعن النميمة والاستماع إلى النميمة (طب، خط
عن ابن عمر).
40663 نهى عن ضرب الدف ولعب الصنج وضرب الزمارة،
لست من دد (1) ولا الدد مني (خد، هق عن أنس، طب عن
معاوية).
40664 لست من دد ولا دد مني، ولست من الباطل
ولا الباطل مني (ابن عساكر عن أنس).

(1) دد: الدد: اللهو واللعب. اه‍ 2 / 109 النهاية. ب
219

الاكمال
40665 إذا كان يوم القيامة قال الله عز وجل: أين الذين
كانوا ينزهون أسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان؟ ميزوهم،
فيميزون في كثب المسك والعنبر، ثم يقول للملائكة: أسمعوهم
تسبيحي وتمجيدي، فيسمعون بأصوات لم يسمع السامعون بمثلها قط
(الديلمي عن جابر).
40666 من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يستمع
الروحانيين في الجنة! قيل: وما الروحانيون؟ قال: قراء أهل الجنة
(الحكيم عن أبي موسى).
40667 إياكم واستماع المعازف والغناء! فإنهما ينبتان النفاق في
القلب كما ينبت الماء البقل (ابن صصري في أماليه عن ابن مسعود).
40668 حب الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء
العشب (الديلمي عن أبي هريرة).
40669 من قعد إلى قينة (1) يستمع منها صب الله في أذنيه

(1) قينة: الأمة - مغنية كانت أو غير مغنية - والجمع: القيان. ا ه‍
442 المختار. ب
220

الآنك (1) يوم القيامة (ابن صصري في أماليه، كر عن أنس).
40670 الغناء واللهو ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء
العشب، والذي نفسي بيده! إن القرآن والذكر لينبتان الايمان في
القلب كما ينبت الماء العشب (الديلمي عن أنس).
40671 لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة عين، كذبت أي
عدو الله! لقد رزق الله حلالا طيبا فاخترت ما حرم الله عليك من
رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله، ولو كنت تقدمت إليك
لفعلت بك وفعلت، قم عني وتب إلى الله، أما! إنك لو نلت بعد
التقدمة شيئا ضربتك ضربا وجيعا، وحلقت رأسك مثلة، ونفيتك
من أهلك، وأحللت سلبك نهبة لفتيان أهل المدينة هؤلاء العصاة،
كل مات منهم بغير توبة حشره الله يوم القيامة كما كان في الدنيا
مخنثا عريانا لا يستتر من الناس بهدبة، كلما قام صرع (2) (ه‍ طب عن
صفوان بن أمية أن عمرو بن قرة قال: يا رسول الله! كتبت على

(1) الآئك: هو الرصاص الأبيض. اه‍ 1 / 77 النهاية. ب
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الحدود باب المخنثين رقم 2613. وقال في
الزوائد في اسناده بشر بن نمير البصري قال احمد: ترك الناس حديثه وجرى
تصحيح الحديث منه. ص
221

الشقوة فلا أراني أرزق إلا من دفي بكفي فتأذن لي في الغناء من
غير فاحشة؟ قال فذكره، ورواه الديلمي إلى قوله (قم عني وتب
إلى الله) وزاد: وأوسع على نفسك وعيالك حلالا، فان ذلك جهاد
في سبيل الله، واعلم أن عون الله مع صالحي التجار).
40672 صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة،
ورنة عند مصيبة) ابن مردويه، والبزار، ص عن انس، نعيم، ه‍
عن عائشة).
40673 من مات وله قينة فلا تصلوا عليه (ك في تاريخه
والديلمي عن علي، وفيه داود بن سليمان الخواص عن حازم، وابن حلة،
قال الأزدي: ضعيف جدا).
كتاب اللهو واللعب من قسم الافعال
40674 عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم
رجلا يقول لرجل: تعالى أقامرك! فأمره أن يتصدق بصدقة (ع).
40675 عن حكيم بن عباد بن حنيف قال: أول منكر ظهر
بالمدينة حين فاضت الدنيا وانتهى سمن الناس: طيران الحمام، والرمي
في الجلاهق، فاستعمل عليها عثمان رجلا من بني ليث يقصها ويكسر
222

الجلاهق (كر).
40676 عن عائشة قالت: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذين
يدوكون بالمدينة فقام عليهم وكنت أنظر فيما بين أذنيه وهو يقول:
خذوا يا بني أرفدة! حتى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة،
فجعلوا يقولون: أبو القاسم الطيب، أبو القاسم الطيب، فجاء عمر
فارتدعوا (الديلمي).
40677 عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تمسخ طائفة من أمتي
قردة وطائفة خنازير، ويخسف بطائفة، ويرسل على طائفة منهم
الريح العقيم، بأنهم شربوا الخمور ولبسوا الحرير واتخذوا القيان وضربوا
بالدفوف (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وأبو الشيخ في الفتن).
النرد
40678 عن زبيد بن الصلت أنه سمع عثمان وهو على المنبر
يقول: يا أيها الناس! إياكم والميسر - يريد النرد - فإنها قد ذكرت
على أنها في بيوت ناس منكم، فمن كانت في بيته فليحرقها أو يكسرها،
وقال عثمان مرة أخرى وهو على المنبر: يا أيها الناس! إني قد كلمتكم
في هذا النرد ولم أركم أخرجتموها، فلقد هممت أن آمر بحزم الحطب
223

ثم أرسل إلى بيوت الذين هي في بيوتهم فأحرقها عليهم (ق).
40679 عن علي قال: النرد والشطرنج من الميسر (ش وابن
المنذر وابن أبي حاتم، ق).
مباح اللهو
40680 عن عبد الله بن قيس أو ابن أبي قيس قال: كنت
فيمن تلقى عمر مع أبي عبيدة مقدمه الشام، فبينما عمر يسير إذ لقيه
المقلسون من أهل أذرعات بالسيوف والرماح فقال: مه! ردوهم
وامنعوهم، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين! هذا سنة العجم، فإنك
إن تمنعهم منها يروا أن في نفسك نقضا لعهدهم، فقال عمر: دعوهم
في طاعة أبي عبيدة (أبو عبيدة، كر).
40681 عن ابن عمر أن عمر سابق الزبير فسبقه الزبير فقال:
سبقتك ورب الكعبة! ثم إن عمر سابقه مرة أخرى فسبقه عمر
فقال عمر: سبقتك ورب الكعبة (المحاملي).
40682 (مسند ثابت بن يزيد الأنصاري) عن عامر بن
سعد قال: دخلت على قرظة بن كعب وثابت بن يزيد وأبي مسعود
الأنصاري وإذا عندهم جوار وأشياء فقلت: تفعلون هذا وأنتم أصحاب
224

محمد صلى الله عليه وسلم! فقالوا: إن كنت تسمع وإلا فامض، فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم رخص لنا في اللهو عند العرس وفي البكاء عند الموت
(أبو نعيم).
40683 عن قثم بن عباس عن أم قثم قالت: دخل علينا
علي بن أبي طالب ونحن نلعب بالأربعة عشر فقال: ما هذا؟ فقلنا
كنا صياما فأحببنا نتلهى بهذه، فقال: ألا أشتري لكم جوزا
تلعبون به وتتركون هذه؟ قلنا: نعم، فاشترى لنا جوزا وتركناها
(الخرائطي في مساوي الأخلاق).
الشطرنج
40684 (مسند علي) عن عمار بن أبي عمار أن عليا مر بقوم
يلعبون بالشطرنج فوثب عليهم فقال: أما والله لغير هذا خلقتم! ولولا
أن تكون سنة لضربت بها وجوهكم (ق، كر).
40685 عن علي أنه مر بقوم يلعبون بالشطرنج فقال:
(ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون)! لئن يمس أحدكم جمرا
حتى يطفأ خير له من أن يمسها (ش، وعبد بن حميد، وابن أبي
الدنيا في ذم الملاهي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، ق).
225

40686 عن علي قال: لا نسلم على أصحاب النردشير
والشطرنج (كر).
لعب الحمام
40687 عن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وراء حمام
فقال: شيطان يتبع شيطانا (ه‍ (1) ورجاله ثقات).
الغناء
40688 عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغنيات
وعن النواحات وعن شرائهن وعن بيعهن والتجارة فيهن، قال:
وكسبهن حرام (ع).
40689 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت بكسر
المزامير، وأقسم ربي عز وجل لا يشرب عبد في الدنيا خمرا إلا
سقاه الله يوم القيامة حميما معذبا هو أو مغفورا. ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: كسب المغني والمغنية حرام، وكسب الزانية سحت، وحق

(1) أخرجه بن ماجة كتاب الأدب باب اللعب بالحمام رقم 3764 وقال في
الزوائد هذا إسناده صحيح ورجاله ثقات. ص
226

على الله أن لا يدخل الجنة بدنا نبت من السحت (أبو بكر الشافعي
في الغيلانيات، ن، وسنده ضعيف).
40690 (من مسند رافع بن خديج) عن هشام بن العاص
عن أبيه عن جده ربيعة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون
في آخر أمتي الخسف والمسخ والقذف! قالوا: بم يا رسول الله؟
قال: باتخاذهم القينات وشربهم الخمور (كر).
40691 عن زيد بن أرقم قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في
بعض سكك المدينة إذ مر الشاب وهو يغني فوقف عليه فقال:
ويلك يا شاب! هلا بالقرآن تغني - قالها مرارا (الحسن بن سفيان
والديلمي).
40692 عن نافع قال: كنت أسير مع ابن عمر فسمعت
صوت زامر رعاء فعدل عن الطريق ثم قال: يا نافع! هل تسمع
شيئا؟ قلت: لا، ثم رجع إلى الطريق ثم قال: هكذا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل (كر).
40693 (مسند علي) عن مطر بن سالم عن علي قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضرب الدف ولعب الصج وصوت
الزماة (قط، قال في المغني: مطر بن سالم عن علي مجهول).
227

مباح الغناء
40694 عن مجاهد قال: كان عمر بن الخطاب إذا سمع الحادي
قال: لا تعرض بذكر النساء (ق).
40695 عن أسلم قال: سمع عمر بن الخطاب رجلا يتغنى
بفلاة من الأرض فقال: الغناء من زاد الراكب (ق).
40696 عن العلاء بن زياد أن عمر كان في مسير فتغنى فقال:
هلا زجرتموني إذا لغوت (ابن أبي الدنيا في الصمت).
40697 عن خوات بن جبير قال: خرجنا حجاجا مع عمر
ابن الخطاب فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن
ابن عوف فقال القوم: غننا يا خوات! فغناهم، فقال: غننا من
شعر ضرار، فقال عمر: دعوا أبا عبد الله يتغنى من هنيات فؤاده
- يعني من شعره - فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر فقل عمر:
ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا (ق، كر).
40698 عن الحارث بن عبد الله بن عباس أنه بينا هو يسير
مع عمر في طريق مكة في خلافته ومعه المهاجرون والأنصار فترنم
عمر ببيت، فقال له رجل من أهل العراق - ليس معه عراقي غيره:
228

فليقلها يا أمير المؤمنين! فاستحيى عمر وضرب راحلته حتى انقطعت
من الكرب (ق والشافعي).
40699 أنبأنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرقي عن
أبيه أن عمر بن الخطاب ركب راحلة له وهو محرم فتدلت فجعلت تقدم
رجلا وتؤخر أخرى فقال عمر:
كأن راكبها غصن بمروحة
إذا تدلت به أو شارف ثمل
ثم قال: الله أكبر، الله أكبر (ق).
40700 عن محمد بن عباد بن جعفر وآخر معه قال: خرج
عمر بن الخطاب في حج أو عمرة، فكلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
خوات بن جبير أن يغنيهم، فقال: حتى استأذن عمر، فاستأذنه،
فأذن له، فغنى خوات، فقال عمر: أحسن خوات! أحسن
خوات! ثم أنشأ عمر يقول:
كأن راكبها غصن بمروحة
إذا تدلت به أو شارب ثمل
(وكيع الصغير في الغرر).
229

40701 عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي قوما فيهم حاد يحدو،
فلما رأو النبي صلى الله عليه وسلم سكت حاديهم لا يحدو، قالوا: يا رسول الله!
إنا أول العرب حداء، قال: وما ذاك؟ قال: إن رجلا منا
- وسموه - عزب في إبل له في أيام الربيع، فبعث غلاما له مع
الإبل، فأبطأ الغلام ثم جاء، فجعل يضربه بعصا على يده، فانطلق
الغلام وهو يقول: وأيداه! فتحركت الإبل ونشطت، فقال:
أمسك أمسك، فافتتح الناس الحداء (ش).
40702 (مسند التيهان والد أبي الهيثم الأنصاري) عن
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي الهيثم بن التيهان عن أبيه
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع
وكان أسم الأكوع سنان: أحد لنا من هنياتك! فنزل يرتجز
لرسول الله صلى الله عليه وسلم (مطين، وابن منده، وأبو نعيم، قالا: هذا خطأ
والصواب عن ابن أبي الهيثم عن أبيه، قال ابن منده: أخطأ فيه
مطين، وقال في الإصابة: (1) بل الواهم فيه يونس بن بكير فكذا
هو في المغازي له، قال: والحق أن التيهان لم يدرك الاسلام).

(1) الحافظ ابن حجر (2 / 5) رقم الترجمة 866. ص
230

40703 عن الشعبي عن عياض الأشعري أنه شهد عيدا
بالأنبار وقال: ما لي لا أراهم يقلسون (1) كما كانوا يقلسون على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم (كر).
40704 عن الشعبي قال: مر عياض الأشعري بالأنبار في
يوم عيد فقال: ما لي لا أراهم يقلسون، فإنه من السنة (كر، قال
يوسف بن عدي: التقليس أن يقعد الجواري والصبيان على أفواه.
الطريق يلعبون بالطبل وغير ذلك).
40705 عن أنس قال: كان البراء بن مالك حسن الصوت
وكان يرجز لرسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره (أبو نعيم).
40706 عن أنس قال: كان البراء جيد الحداء وكان حادي
الرجال (أبو نعيم).

(1) يقلسون: وفي حديث: عمر " لما قدم الشام لقيه المقليسون بالسيوف
والريحان " هم الذين يلعبون بين يدي الأمير إذا وصل البلد، الواحد:
مقلس. النهاية 4 / 100.
231

حرف الميم
كتاب المعيشة والعادات من قسم الأقوال
وفيه أربعة أبواب
الباب الأول في الاكل
وفيه أربعة فصول
الفصل الأول في آداب الاكل
40707 آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد
(ابن سعد، ع - عن عائشة).
40708 إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأشرب
كما يشرب العبد (عد - عن أنس).
40709 آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد
فإنما أنا عبد (ابن سعد، هب - عن يحيى بن أبي كثير مرسلا).
40710 آكل كما أكل العبد، فوالذي نفسي بيده! لو
كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا كأسا
232

(هناد في الزهد - عن عمرو بن مرة).
40711 أما أنا فلا آكل متكئا (ت - عن أبي جحيفة) (1).
40712 أبردوا بالطعام، فان الحار لا بركة فيه (فرعن ابن
عمر، ك عن جابر وعن أسماء، مسدد - عن أبي يحيى، طس عن
أبي هريرة، حل عن أنس).
40713 إياكم والطعام الحار! فإنه يذهب بالبركة، وعليكم
بالبارد! فإنه أهنأ وأعظم بركة (عبدان عن بولاء) (2).
40714 أبردوا طعامكم يبارك لكم فيه (عد عن عائشة).
40715 اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك
لكم فيه (حم، د (3)، ه‍، حب، ك عن وحشي بن حرب).
40716 أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيادي (ع،

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في كراهية الاكل متكئا
رقم 1831 وقال حسن صحيح. ص
(2) ترجم له الحافظ ابن حجر في الإصابة: 1 / 277 رقم 749.
بولي غير منسوب ذكره عيدان في الصحابة وذكر الحديث وقال اسناده
مجهول. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب الأطعمة باب في الاجتماع على الطعام رقم 3764. ص
233

هب، حب والضياء عن جابر).
40717 إن طعام الواحد يكفي الاثنين، وإن طعام الاثنين
يكفي الثلاثة والأربعة، وإن طعام الأربعة يكفي الخمسة والستة (ه‍،
عن عمر).
40718 البركة في الثلاثة: في الجماعة، والثريد، والسحور
(طب، هب عن سلمان).
40719 الجماعة بركة والسحور بركة، والثريد بركة (ابن
شاذان في مشيخته عن أنس).
40720 طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة
(مالك، ق، ت عن أبي هريرة).
40721 طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي
الأربعة، وطعام الأربعة يكفي المثانية (حم، م (1)، ت، ن
عن جابر).
40722 طعام الاثنين يكفي الأربعة وطعام الأربعة يكفي
الثمانية، فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا (طب عن ابن عمر).

(1) أخرجه مسلم كتاب الأطعمة رقم 2058. ص
234

40723 كلوا جميعا، ولا تفرقوا، فان طعام الواحد يكفي
الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة، كلوا جميعا ولا تفرقوا،
فان البركة في الجماعة (العسكري في المواعظ عن عمر).
40724 كلوا جميعا ولا تفرقوا، فان البركة مع الجماعة (ه‍
عن عمر).
40725 اخلعوا نعالكم عند الطعام، فإنها سنة جميلة (ك
عن أبي عبس بن جبر).
40726 إذا أكلتم الطعام فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لأقدامكم
(طس، ع، ك عن أنس).
40727 إذا قرب لأحدكم طعامه وفي رجليه نعلان فلينزع
نعليه، فإنه أروح للقدمين وهو من السنة (ع عن أنس).
40728 إذا وضع الطعام فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لأقدامكم
(الدارمي: ك عن أنس).
40729 أدمان في إناء لا آكله ولا أحرمه (طس، ك
عن أنس).
40730 أدن العظام من فيك فإنه أهنأ وأمرأ (د (1) عن

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأطعمة باب في أكل اللحم رقم 3778
ورقم 2179. ض
235

صفوان بن أمية).
40731 لا تقطعوا اللحم بالسكين، فإنه من صنيع الأعاجم،
ولكن انهشوا نهشا، فإنه أهنأ وأمرأ (د (1)، هق عن عائشة).
40732 انهشوا اللحم نهشا، فإنه أشهى وأهنأ وأمرأ (حم (2)،
ت، ك عن صفوان بن أمية).
40733 إذا اشترى أحدكم لحما فليكثر مرقته، فإن لم يصب
أحدكم لحما أصاب مرقة، وهو أحد اللحمين (ت (3)، هب، ك عن
عبد الله المزني).
40734 إذا أكل أحدكم طعاما فليذكر اسم الله، فان نسي
أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله في أوله وآخره (د، ت (4)

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأطعمة باب في أكل اللحم رقم 3778 ورقم
3779. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء أنه فال: انهسوا اللحم نهسا
رقم 1836 وقال حديث حسن. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في اكثار ماء المرقة رقم
1833 وقال حديث غريب. ص
(4) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في البسملة على الطعام رقم
1858 وقال حسن صحيح. ص
236

ك عن عائشة).
40735 اذن يا بني فسم الله، وكل بيمينك كل مما يليك
(د (1)، ك عن أبي هريرة، ه‍ عن عمر بن أبي سلمة).
40736 أما! إنه لو قاله: بسم الله، لكفاكم، فإذا أكل
أحدكم طعاما فليقل: بسم الله، فان نسي أن يقول: بسم الله، في أوله
فليقل: بسم الله في أوله وآخره (حم، ه‍ (2)، حب، هق عن
عائشة).
40737 والله ما زال الشيطان يأكل معه حتى سمى، فلم يبق
في بطنه شئ إلا قاءه (حم، د، ن، ك عن أمية من مخشي).
40738 يا غلام! سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك
(ق (3)، ه‍ عن عمر بن أبي سلمت).
40739 إن الشيطان ليستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في التسمية على الطعام رقم
1858 ورقم 1859 وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الأطعمة باب التسمية عند الطعام رقم 3860
وقال في الزوائد: رجال اسناده ثقات على شرط مسلم. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب آداب الطعام رقم 2002. ص
237

عليه، وإنه جاء بهذا الاعرابي ليستحل به، فأخذت يده، وجاء بهذه
الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فوالذي نفسي بيده! إن يده
في يدي مع أيديهما (حم، م (1)، د، ن عن حذيفة).
40740 إن الرجل ليوضع الطعام بين يديه فما يرفع حتى يغفر
له، يقول: بسم الله - إذا وضع، و: الحمد لله - إذا رفع (الضياء
عن أنس).
40741 كل طعام لا يذكر اسم الله تعالى عليه فإنما هو
داء، ولا بركة فيه، وكفارة ذلك إن كانت المائدة موضوعة أن
تسمى وتعيد يدك، وإن كانت قد رفعت أن تسمى الله وتلعق
أصابعك (ابن عساكر عن عقبة بن عامر).
40742 إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم! بارك لنا فيه
وأبدلنا خيرا منه، وإذا شرب لبنا فليقل: اللهم! بارك لنا فيه وزدنا
منه، فإنه ليس شئ يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن (حم،
د (2)، ت 7 ه‍ هب عن ابن عباس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب آداب الطعام رقم 2007. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأشربة باب ما يقول إذا شرب اللبن رقم 3730
والترمذي في الدعوات رقم 3451 وقال حسن. ص
238

40743 من أطعمه الله طعاما فليقل: اللهم! بارك لنا فيه
وأطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنا فليقل: اللهم! بارك لنا فيه
وزدنا منه، فإنه ليس شئ يجزي من الطعام والشراب إلا اللبن (حم،
ت (1)، ه‍ عن ابن عباس).
40744 من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا
الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر، ومن لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا
ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر (ك (2) عن معاذ بن أنس).
40745 إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده بالمنديل حتى
يلعقها أو يلعقها (حم، ق، د، ه‍ عن ابن عباس، حم (3)، م،
ن، ه‍ عن جابر بزيادة: فإنه لا يدري في أي طعامه البركة).
40746 إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3451. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب اللباس رقم 1023 والترمذي كتاب الدعوات رقم
3454 وقال حسن غريب. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب استحباب لعق الأصابع رقم 2031. ص
239

ولا يدعها للشيطان، وليسلت أحدكم الصحفة، فإنكم لا تدرون في
أي طعامكم تكون البركة (حم، م (1) 3، عن أنس).
40747 إذا أكل أحدكم طعاما فسقطت لقمته فليمط ما رابه
منها ثم ليطعمها ولا يدعها للشيطان (ت عن جابر).
40748 إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما بها من الأذى
وليأكلها ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو
يلعقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة (حم، ن، م (2)، ه‍
عن جابر).
40749 إن الشيطان يحضر أحدكم عند شئ من شأنه، حتى
يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها
من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه،
فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة (م (3) عن جابر).
40750 من تتبع ما يسقط من السفرة غفر له (الحاكم في
الكنى عن عبد الله بن أم حرام).

(1) أخرجه مسلم في الأشربة باب استحباب لعق الأصابع رقم 234. ص
() أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 134. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الأشربة 135. ص
240

40751 إذا وضعت المائدة فليأكل الرجل مما يليه، ولا
يأكل مما بين يدي جليسه ولا من ذروة القصعة، فإنما تأتيه البركة
من أعلاها، ولا يقوم رجل حتى ترفع المائدة، ولا يرفع يده وإن
شبع حتى يفرغ القوم وليعذر، فان ذلك يخجل جليسه فيقبض يده
وعسى أن يكون له في الطعام حاجة (ه‍ (1)، هب عن ابن عمر،
وقال هب: أنا براء من عهدته).
40752 إذا وضع الطعام فليبدأ أمير القوم أو صاحب الطعام
أو خير القوم (كر عن أبي إدريس الخولاني مرسلا).
40753 إذا وضع الطعام فخذوا من حافته وذروا وسطه،
فان البركة تنزل في وسطه (ه‍ - عن ابن عباس).
40754 إن البركة تنزل في وسط الطعام، فكلوا من حافته
ولا تأكلوا من وسطه (ت، ك - عن ابن عباس).
40755 كلوا في القصعة من جوانبها، ولا تأكلوا من
وسطها، فان البركة تنزل في وسطها (حم، هق - عن
ابن عباس).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأطعمة باب الاكل مما يليك رقم 3273 وفي
اسناده عبد الاعلى بن أعين قال الدارقطني: ليس بثقة. ص
241

40756 كلوا من حواليها وذروا ذروتها يبارك فيها (د، ه‍
عن عبد الله بن بسر).
40757 كلوا بسم الله من حواليها واعفوا رأسها، فان
البركة تأتيها من فوقها (ه‍ - عن واثلة) (1).
40758 إن له دسما - يعني اللبن (ق (2) - عن ابن عباس،
ه‍ - عن أنس).
40759 ألا! لا يلومن امرؤ إلا نفسه يبيت وفي يده
ريح غمر (ه‍ - عن فاطمة الزهراء).
40760 الوضوء قبل الطعام حسنة، وبعد الطعام حسنتان
(ك في تاريخه - عن عائشة
40761 الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر، وهو من
سنن المرسلين (طس - عن ابن عباس).
40762 سعة الرزق وردع سنة الشيطان الوضوء قبل الطعام
وبعده (ك في تاريخه - عن أنس).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأطعمة رقم 3276 وقال في إسناده عبد الرحمن
ابن أبي قسيمة ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحيض رقم 358. ص
242

40763 بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده (حم، ت (1)
ك عن سلمان).
40764 طهور الطعام يزيد في الطعام والدين والرزق (أبو
الشيخ - عن عبد الله بن جراد).
40765 من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا
حضر غداؤه وإذا رفع (ه‍ - عن أنس).
40766 إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وليشرب بيمينه،
وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه، فان الشيطان يأكل بشماله، ويشرب
بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله (الحسن بن سفيان في مسنده
عن أبي هريرة).
40767 لا يأكل بشماله ولا يشرب بشماله، فان الشيطان
يأكل بشماله ويشرب بشماله (حم، م (2) د - عن ابن عمر، ن -
عن أبي هريرة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في الوضوء رقم 1847 وفي
إسناده يحيى بن دينار ضعيف. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 2020. ص
243

40768 إذا نام أحدكم وفي يده ريح غمر (1) فلم يغسل
يده فأصابه شئ فلا يلوم إلا نفسه (ه‍ - عن أبي هريرة).
40769 إذا أكل أحدكم طعاما فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري
في أي طعام تكون البركة (حم، م (2) ت - عن أبي هريرة، طب
عن زيد بن ثابت، طس - عن أنس).
40770 إذا أكل أحدكم طعاما فليغسل يده من وضير (3)
اللحم (عد - عن ابن عمر).
40771 إذا نسي أحدكم اسم الله على طعامه فليقل إذا ذكر:
بسم الله أوله وآخره (ع - عن امرأة).
40772 إذا أقل الرجل الطعام ملا جوفه نورا (فر - عن
أبي هريرة).

(1) غمر: الغمر بالتحريك: الدسم والزهومة من اللحم، كالعضر من
السمن. النهاية 3 / 385. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 2019. ص
(3) وضير: الوضر: الأثر من غير الطيب. ومنه الحديث " فجعل يأكل
ويتتبع باللقمة وضر الصحفة " أي دسمها وأثر الطعام فيها.
النهاية 5 / 19. ب
244

40773 أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه
فتقسو قلوبكم (طس، عد وابن السنى وأبو نعيم في الطب، هب
عن عائشة).
40774 أكرموا الخبز (ك - عن عائشة).
40775 أكرموا الخبز، فان الله أكرمه، فمن أكرم
الخبز أكرمه الله (طب - عن أبي سكينة).
40776 أكرموا الخبز، فان الله أنزله من بركات السماء
وأخرجه من بركات الأرض (الحكيم - الحجاج بن علاط السلمي،
ابن منده - عن عبد الله بن زيد عن أبيه).
40777 أكرموا الخبز، فان الله تبارك وتعالى أنزله من
بركات السماء وأخرجه من بركات الأرض، من أكل ما سقط من
السفرة غفر له (طب - عن عبد الله بن أم حرام).
40778 إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة
أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها (حم، م (1) ت، ن -
عن أنس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الذكر باب استحباب حمد الله رقم 2734. ص
245

40779 البركة في صغر القرص، وطول الرشاء، وقصر
الجدول (أبو الشيخ في الثواب - عن ابن عباس).
40780 خففوا بطونكم وظهوركم لقيام الصلاة (حل -
عن ابن عمر).
40781 زينوا موائدكم بالبقل، فإنه مطردة للشيطان مع
التسمية (حل في الضعفاء، فر - عن أبي أمامة).
40782 صغروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه
(الأزدي في الضعفاء والإسماعيلي في معجمه - عن عائشة).
40883 قرب اللحم من فيك، فإنه أهنأ وأمرأ (حم،
ك، هب - عن صفوان بن أمية).
40784 كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف
ولا مخيلة (حم، ن، ه‍، ك - عن ابن عمرو).
40785 ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه
وليعط بيمينه، فان الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي
بشماله، ويأخذ بشماله (ه‍ - عن أبي هريرة) (1).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأطعمة باب الاكل باليمين رقم 3266 صحيح
ورجاله ثقات. ص
246

40786 من أكل فشبع وشرب فروي فقال (الحمد لله الذي
أطعمني وأشبعني وسقاني وأرواني) خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
(ع وابن السني عن أبي موسى).
40787 من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة
(حم، ت، ه‍ عن نبيشة).
40788 من أكل مع قوم تمرا فلا يقرن إلا أن يأذنوا له
(طب عن ابن عمر).
40789 من أكل من هذه اللحوم شيئا فليغسل يده من
ريح وضره لا يؤذى من حذاه (عن ابن عمر).
40790 من لعق الصحفة ولعق أصابعه أشبعه الله تعالى في
الدنيا والآخرة (طب عن العرباض).
الاكمال
40791 أنا عبد ابن عبد! أجلس جلسة العبد، وآكل
أكل العبد (الديلمي عن البراء بن عازب).
40792 آكل كما يأكل العبد وأنا جالس (كر عن
عائشة).
247

40793 إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد (قط في
الافراد وابن عساكر عن البراء، هناد عن الحسن مرسلا).
40794 إن جبريل أتاني وأنا آكل متكثا فقال: أيسرك
أن تكون ملكا! فهالني قوله (الحكيم عن عائشة).
40795 من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ قبل الطعام
وبعده (ابن النجار عن أنس).
40796 والله ما زال الشيطان يأكل معه حتى سمى! فلم
يبق في بطنه شئ إلا قاءه (حم، د، ن، وابن قانع، والبغوي،
قط في الافراد، طب، وابن السني في عمل يوم وليلة، ك، ض عن
المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي عن جده أمية بن مخشى أن رجلا أكل
عند النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسم، فلما كان في آخر لقمة قال: بسم الله أوله
وآخره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، قال البغوي: ولا أعلم روى إلا
هذا الحديث، وكذا قال البخاري وابن السكن).
40797 من نسي أن يذكر اسم الله في أول طعامه فليقل
حين يذكر: بسم الله في أوله وآخره، فإنه يستقبل طعاما جديدا
ويمنع الخبيث ما كان يصيبه منه (حب، طب وابن السني في عمل يوم
وليلة عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه
248

عن جده).
40798 من نسي أن يسمي الله على طعامه فليقرأ (قل هو
الله أحد) إذا فرغ (ابن السني، عد، حل عن جابر، وأورده ابن
الجوزي في الموضوعات).
40799 إذا أكلت طعاما أو شربت شرابا فقل: بسم الله
وبالله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء، يا حي
يا قيوم، إلا لم يصبك منه داء ولو كان فيه سم (الديلمي عن أنس).
40800 أبردوا الطعام، فإنه أعظم للبركة (حم، طب،
حب، ك، ق عن أسماء بنت أبي بكر).
40801 أبردوا الطعام، فان الحار لا بركة فيه (مسدد في
مسنده، الديلمي عن ابن عمر).
40802 أبردوا بالطعام، فان الطعام الحار غير ذي بركة
(طس عن أبي هريرة، ك عن جابر).
40803 كلوا وكلوا من أسفلها ولا تأكلوا من أعلاها، فان
البركة تنزل من أعلاها (حم عن واثلة).
40804 كلوا من حافات القصعة، ولا تأكلوا من أعلاها،
فان البركة تنزل من أعلاها (عق عن ابن عباس).
249

40805 كلوا من جوانبها (عق عن جابر).
40806 كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها (د (1)،
ه‍ عن عبد الله بن بسر).
40807 اجلسوا، كلوا بسم الله، كلوا من جوانبها، ولا
تأكلوا من فوقها، فان البركة تنزل من فوقها (ك عن واثلة).
40808 اجلسوا، اذكروا اسم الله، وكلوا من أسفلها، ولا
تأكلوا من أعلاها، فان البركة تنزل عليها من أعلاها (عق عن واثلة).
40809 إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصفحة،
ولكن يأكل من أسفلها، فان البركة تنزل من أعلاها (د (1)،
ت، ن، ه‍ عن ابن عباس).
40810 إن الله تعالى جعلني عبدا كريما ولم يجعلني جبارا
عصيا، كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها، خذوا فوالذي
نفسي بيده لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام فلا
يذكر اسم الله عز وجل (ق عن عبد الله بن بسر).
40811 البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه، ولا

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأطعمة باب ما جاء في الاكل من أعلى الصفحة
رقم 3772 ورقم 3773. ص
250

تأكلوا من وسطه [ت (1) حسن صحيح، حب عن ابن عباس].
40812 من أكل مع قوم تمرا فأراد أن يقرن فليستأذنهم
[طب والخطيب عن ابن عمر].
40813 إذا أكل أحدكم مع صاحبه رطبا أو تمرا فقرن
فليقل: إني قارن [خ، م عن ابن عمر].
40814 لا تقرنوا [حم، وابن سعد والبغوي، ك عن سعد
مولى أبي بكر قال: قدمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا قال فذكره].
40815 يا صفوان! قرب اللحم من فيك، فإنه أهنأ وأمرأ
[حم، طب، ك، ك عن صفوان بن أمية].
40816 لا يتبعن أحدكم بصره لقمه أخيه [الحسن بن سفيان
عن أبي عمر مولى عمر].
40817 إذا اشترى أحدكم لحما فليكثر مرقته، فإن لم يصب
من اللحم أصاب من المرق وهو أحد اللحمين، وليغرف لجيرانه [هب
عن علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه].
40818 إذا طبخت قدرا فأكثر مرقها، فإنه أوسع للأهل
والجيران [هب عن أبي ذر].

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة رقم 1806 وقال حسن صحيح. ص
251

40819 إذا طبختم القدر فأكثروا الماء وأغرفوا للجيران
[أبو الشيخ في الثواب عن عائشة].
40820 إنه لا وعاء إذا ملئ شر من بطن، فان كنتم
لابد فاعلين فاجعلوه ثلثا للطعام، وثلثا للشراب، وثلثا للريح والنفس
[طب عن عبد الرحمن بن مرقع].
40821 من أكل مما تحت المائدة أمن من الفقر [الخطيب
في المؤتلف عن هدبه بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس،
قال ابن حجر في أطراف المختارة: سنده من هدبة على شرط مسلم
والمتن منكر فلينظر فيمن دون هدبة].
40822 من أكل مما يسقط من المائدة لم يزل في سعة من
الرزق، ووقى الحمق في ولده وولد ولده [الباوردي عن الحجاج بن
علاط السلمي].
40823 من أكل مما يسقط من الخوان نفي عنه الفقر،
ونفى عن ولده الحمق (الحسن بن معروف في فضائل بني هاشم،
الخطيب وابن النجار عن ابن عباس].
40824 من أكل مما يسقط من المائدة عاش في سعة،
وعوفي من الخمق في ولده وولد ولده [ابن عساكر عن أبي هريرة،
252

وفيه إسحاق بن نجيح كذاب].
40825 من التقط الطعام الساقط غفر الله ذنوبه (أبو
الشيخ - عن نبيشة الخير).
40826 إذا سقطت لقمة أحدكم فليمسح عنها التراب وليسم
الله وليأكلها (الدارمي وأبو عوانة، حب - عن أنس).
40827 من أكل من قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة
وصلت عليه (الحكيم - عن أنس).
40828 لان ألعق القصعة أحب إلي من أن أتصدق بمثلها
طعاما (الحسن بن سفيان - عن رابطة عن أبيها).
40829 إذا لعق الرجل القصعة استغفرت له القصعة فتقول:
اللهم! أعتقه من النار كما أعتقني من الشيطان (الديلمي - عن سمعان
عن أنس).
40830 لا يمسحن أحدكم يديه بالمنديل حتى يلعق يده، فإنه
لا يدري في أي طعامه يبارك له، وإن الشيطان يرصد الانسان على
كل شئ حتى عند طعامه، ولا يرفع القصعة حتى يلعقها أو يلعقها
فان آخر طعامه في البركة (ك، هب - عن جابر).
253

40831 إذا طعم أحدكم فسقطت لقمته من يده فليمط ما
رابه منها وليطعمها ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى
يعلق يده، فان الرجل لا يدري في أي طعامه يبارك له، وإن
الشيطان يرصد الانسان على كل شئ حتى عند مطعمه، ولا يرفع
الصحفة حتى يلعقها أو يلعقها، فان في آخر الطعام البركة (حب،
هب - عن جابر).
40632 إذا طعم أحدكم من الطعام فلا يمسح يده حتى
يلعق أصابعه، فان لا يدري في طعامه يبارك له (طب - عن
أبي سعيد).
40833 إذا أكل أحدكم فلا يمسح يده حتى يلعق أصابعه
الثلاث (حم والدارمي وأبو عوانة، حب - عن أنس).
40824 إذا أكل أحدكم الطعام فليمص أصابعه، فإنه لا يدري
في أي طعامه تكون البركة (هب - عن جابر).
40835 من أكل طعاما فما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه
فليبلغ، من فعل فقد أحسن، ومن لا فلا حرج (هب - عن
أبي هريرة).
254

40836 تخللوا على أثر الطعام وتمضمضوا، فإنه مصحة للناب
والناجذ (الديلمي - عن عمران بن حصين الخزاعي).
40837 من رحم المتخللين من الطعام وفي الطهور (الديلمي
عن أبي أيوب).
40838 لا تخللوا بعود الآس ولا عود الرمان، فإنهما يحركان
عرق الجذام (ابن عساكر - عن قبيصة بن ذؤيب).
40839 اتقوا أفواهكم بالخلال، فإنها مسكن الملكين الحافظين
الكاتبين وإن مدادهما الريق، وقلمهما اللسان: وليس شئ أشد
عليهما من فضل الطعام في الفم (الديلمي - عن إبراهيم بن حسان بن حكيم
من ولد سعد بن معاذ عن أبيه عن جده سعد بن معاذ).
40840 لا تمضمضوا من اللبن، فان له دسما (ص، عق،
وابن جرير وصححه - عن ابن عباس).
40441 إن له دسما (خ، م، د، ت - عن ابن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض وقال - فذكره، ه‍ - عن
أنس) مر برقم 40758.
40842 من قال حين يفرغ من طعامه: الحمد الذي أطعمني
255

وأشبعني وآواني بلا حول مني ولا قوة، فقد أدى شكر ذلك الطعام
ابن السني - عن سعيد بن هلال عمن حدثه).
40843 خبز ولحم وتمر وبسر ورطب، والذي نفسي بيده
أن هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه، قال الله تعالى (ثم لتسئلن
يومئذ عن النعيم) فهذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة،
فكبر ذلك على أصحابه فقال: بل إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم
فقولوا: بسم الله، وإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا
وأنعم علينا وأفضل، فان هذا كفاف بها (حب، طس - عن
ابن عباس).
40844 خبز ولحم وتمر وبسر ورطب، إذا أصبتم مثل
هذا فضربتم بأيديكم فقولوا: بسم الله وبركة الله (ك - عن
ابن عباس).
40845 إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا: بسم
الله وبركة الله، فإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله أشبعنا وأروانا
وأنعم علينا وأفضل، فان هذا كفاف لذا (هب - عن
ابن عباس).
256

40846 إن الرجل ليضع طعامه فما يرجع حتى يغفر له
يقول: بسم الله، إذا وضع طعامه، وإذا رفع فقال: الحمد لله كثيرا
(ابن السني - عن أنس).
40847 إن الرجل ليوضع الطعام بين يديه فما يرجع حتى
يغفر له، قيل: يا رسول الله! بم ذاك؟ قال: يقول: بسم الله
- إذا وضع، والحمد لله - إذا رفع (ض - عن أنس).
40848 ما من مائدة عليها أربع خصال إلا كملت: إذا
أكل قال. بسم الله، وإذا فرغ قال: الحمد لله، وكثرة الأيدي
عليها، وكان أصلها حلالا (أبو عبد الرحمن السلمي والديلمي عن ابن
عباس وفيه عمرو بن جميع متهم بالوضع).
40849 اللهم! أنت أطعمتنا وسقيتنا وأرويتنا فلك الحمد غير
مكفي ولا مودع ولا مستغن عنك (طب - عن أبي أمامة).
40850 الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم، ومن علنيا فهدانا
وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد لله غير مودع ربي
ولا مكافي ولا مكفور ولا مستغنى عنه، الحمد لله الذي أطعمنا من
الطعام، وسقانا من الشراب، وكسانا من العري، وهدانا من
الضلال، وبصرنا من العمى، وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا
257

الحمد لله رب العالمين (ن (1) وابن السني، ك وابن مردويه، هب،
ز - عن أبي هريرة).
الفصل الثاني في محظورات الاكل 40851 نهى عن الاقران إلا أن يستأذن الرجل أخاه (حم،
ق، (2) د - عن ابن عمر).
40852 أكل الليل أمانة (أبو بكر بن أبي داود في جزء
من حديثه، فر - عن أبي الدرداء).
40853 نهى عن الأكل والشرب في إناء الذهب والفضة
(ن - عن أنس).
40854 إن الذي يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب
إنما يجرجر في بطنه نار جهنم (م (3) ه‍ عن أم سلمة، زاد طب

(1) وهكذا بلفظه أخرجه ابن ماجة كتاب الأطعمة باب ما يقال إذا فرغ من
الطعام 3283. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب نهي الاكل مع جماعة رقم 2045. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب اللباس والزينة باب تحريم استعمال أواني الذهب
رقم 265. ص
258

إلا أن يتوب).
40855 نهى عن الطعام الحار حتى يبرد (هب - عن عبد
الواحد بن معاوية بن خديج مرسلا).
40856 نهى عن أكل الطعام الحار حتى يمكن (هب -
عن صهيب).
40857 نهى عن فتح التمرة وقشر الرطبة (عبدان وأبو
موسى - عن إسحاق).
40858 نهى أن نعجم النوى طبخا (د - عن أم سلمة).
30859 نهى أن يمسح الرجل يده بثوب من لم يكسه
(حم، د - عن أبي بكرة).
40860 لا تمسح يدك بثوب من لا تكسوه (طب، حم -
عن أبي بكرة).
40861 نهى أن يقام عن الطعام حتى يرفع (ه‍ -
عن عائشة).
40862 نهى أن تلقى النواة عن الطبق الذي يؤكل منه
الرطب أو التمر (الشيرازي - عن علي).
259

40863 نهى أن ينفخ الطعام والشراب والتمرة (طب -
عن ابن عباس).
40864 نهى أن يفتش التمر عما فيه (طب - عن
ابن عمر).
40865 الاكل في السوق دناءة (طب - عن أبي أمامة،
خط - عن أبي هريرة).
40866 الاكل بإصبع واحدة أكل الشيطان، وباثنين
أكل الجبابرة، وبالثلاث أكل الأنبياء (أبو محمد الغطريف في
جزئه وابن النجار - عن أبي هريرة).
40867 تعوذوا بالله من الرغب (1) (الحكيم - عن
أبي سعيد).
40868 كف عنا جشاك، أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم

(1) الرغب: وفيه (الرغب شؤم) أي الشره والحرص على الدنيا. وقيل
سعة الأمل وطلب الكثير، ومنه حديث مازن: (وكنت امرءا
بالرغب والخمر مولعا) أي بسعة البطن وكثرة الاكل.
يقال: رغب يرغب رغبة إذا حرص على الشئ وطمع فيه. والرغبة
السؤال والطلب. النهاية 2 / 237، 238 ب
260

جوعا يوم القيامة (ت (1) ه‍ - عن ابن عمر).
40869 أحبكم إلى الله أقلكم طعما وأخفكم بدنا (فر -
عن ابن عباس). (2)
40870 ما ملا آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن
آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة ثلث لطعامه، وثلث
لشرابه، وثلث لنفسه (حم، ت، ه‍، ك - عن المقدام بن
معد يكرب).
40871 لا آكل وأنا متكئ (حم، خ، د، ه‍ - عن
أبي جحيفة).
40872 لا تأكلوا بالشمال، فان الشيطان يأكل بالشمال
(ه‍ - عن جابر).
40873 لا تشموا الطعام كما تشمه السباع (طب، هب
طب، هب - عن أم سلمة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة رقم 2480 وقال حسن غريب. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الزهد رقم 2381 وقال حسن صحيح. ص
261

الاكمال
40874 لا تأكلوا بشمالكم ولا تشربوا بشمالكم، فان
الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله (الخليل في مشيخته - عن
ابن عمر).
40875 لا تأكلي بشمالك وقد جعل الله لك يمينك (حم -
عن امرأة).
40876 من أكل بشماله أكل معه الشيطان، ومن شرب
بشماله شرب معه الشيطان (حم - عن عائشة).
40877 من أكل فليأكل بيمينه (الشاشي، ع، ص -
عن ابن عمر).
40878 إذا أكل أحدكم فلا يأكل بشماله، وإذا شرب
فلا يشرب بشماله، وإذا أخذ فلا يأخذ بشماله، وإذا أعطى فلا يعط
بشماله (حب - عن أبي قتادة).
40879 لا تأكلوا بهاتين - وأشار بالابهام والمشيرة، كلوا
بثلاث فإنها سنة، ولا تأكلوا بالخمس فإنها أكلة الاعراب (الحكيم
عن ابن عباس).
262

40880 يا ابن عباس! لا تأكل بإصبعين فإنها أكلة الشيطان،
وكل بثلاث أصابع (طب عن ابن عباس).
40881 لا تأكل متكئا ولا على غربال، ولا تتخذن من
المسجد مصلى لا تصلي إلا فيه، ولا تخط رقاب الناس يوم الجمعة
فيجعلك الله جسرا لهم يوم القيامة (ابن عساكر عن أبي الدرداء).
40882 لا تأكل متكئا، ولا تخط رقاب الناس يوم الجمعة
(طس عن أبي الدرداء).
40883 لا تشموا الخبز كما تشم السباع (الديلمي عن
أبي هريرة).
40884 لا تقطعوا الخبز بالسكين كما يقطعه الأعاجم، وإذا
أراد أحدكم أن يأكل اللحم فلا يقطعه بالسكين ولكن ليأخذه
فلينهشه بفيه، فإنها أهنأ وأمرأ (طب، هب عن أم سلمة).
40885 يا عائشة! اتخذت الدنيا بطنك أكثر من أكلة
كل يوم سرف، والله لا يحب المسرفين (هب وضعفه عن عائشة).
40886 من الاسراف أن تأكل كل ما اشتهيت (هب
عن أنس).
40887 ألا غسلت عنك ريح اللحم (هب عن ابن عباس
263

أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ذات يوم فوجد من رجل ريح اللحم فلما انصرف
قال فذكره).
40888 لا يبيتن أحدكم وفي يده غمر الطعام، فان أصابه
شئ فلا يلومن إلا نفسه (الخطيب عن عائشة).
40889 لا تمشمشوا مشاش الطير، فإنه يورث السل (ابن
النجار عن أبي الخير مرثد بن عبد الله البرني مرسلا).
فرع في محظورات المأكول
اللحوم
40890 أكل كل ذي ناب من السباع حرام (م (1)، ن
عن أبي هريرة).
40891 كل ذي ناب من السباع فأكله حرام (م (1)، ن
عن أبي هريرة).
40892 لا تحل النهبى ولا كل ذي ناب من السباع، ولا
تحل المجثمة (حم، ن عن أبي ثعلبة).
40893 نهى عن أكل الهرة، وعن أكل ثمنها (ت، ك

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصيد رقم 1935 و 1034. ص
264

عن جابر).
40894 نهى عن أكل الضب (ابن عساكر عن عائشة
وعن عبد الرحمن ابن شبل).
40895 إن أمة من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض
وإني لا أدري أي الدواب هي (حم، م، د، ن، ه‍ عن ثابت بن
وديعة، ه‍ عن أبي سعيد).
40896 نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل
ذي مخلب من الطير (حم، م، د، ه‍ عن ابن عباس) (1).
40897 نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية (ق عن البراء وعن
جابر وعن علي وعن ابن عمر وعن أبي ثعلبة).
40898 نهى عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير وكل ذي
ناب من السباع (د، ه‍ عن خالد بن الوليد).
40899 لا يحل أكل لحوم الخيل والبغال والحمير (ن عن
خالد بن الوليد).
40900 إن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية، فإنها

(1) أخرجه مسلم كتاب الصيد رقم 16. ص
265

رجس من عمل الشيطان (حم، ق، ن، ه‍ عن أنس) (1).
40901 نهى عن أكل الجلالة (2) الجلالة: وألبانها (د، ت، ه‍،
ك عن ابن عمر).
40902 نهى عن لبن الجلالة (د، ك عن ابن عباس).
40903 نهى عن أكل المجثمة، وهي التي تصبر بالنبل (ت
عن أبي الدرداء).
40904 يكون في آخر الزمان قوم يحبون أسنمة الإبل
ويقطعون أذناب الغنم، ألا فما قطع من حي فهو ميت (ه‍ عن
تميم الداري).
أكل البقول المحظورة
40905 نهى عن أكل الثوم (خ عن ابن عمر).
40906 نهى عن أكل البصل والكراث والثوم (الطيالسي
عن أبي سعيد).

(1) أخرجه مسلم كتاب الصيد رقم 35. ص
(2) الجلالة: الجلالة من الحيوان: التي تأكل العذرة، والجلة: البعر
فوضع موضع العذرة. اه‍ / 288 النهاية. ب
266

40907 إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين أن تأكلوهما وتدخلوا
مساجدنا! وإن كنتم لابد آكليهما فاقتلوهما بالنار قتلا (طس
عن أنس).
40908 لا تأكلوا البصل الني (ه‍ عن عقبة بن عامر).
40909 الثوم والبصل والكراث من سك (1) إبليس (طب
عن أبي أمامة).
40910 من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، وليعتزل مساجدنا،
وليقعد في بيته (ق عن جابر).
40911 كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى
يذهب ريحه منه يعني الثوم (د، هب عن أبي سعيد).
40912 كلوه، فاني لست كأحدكم، إني أخاف أن أوذى
صاحبي (حم، ت، حب عن أم أيوب).
40913 من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقرب

(1) سك: وفي حديث عائشة " كنا نضمد جباهنا بالسك المطيب عند
الاحرام " هو طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل. اه‍ 2 / 384
النهاية. ب
267

مسجدنا، فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الانس (ق عن جابر) (1).
40914 من أكل من هذه البقلة الثوم والبصل والكراث
فلا يقربنا في مساجدنا، فان الملائكة تتأذى ما يتأذى منه بنو آدم
(م (1)، ت، ن عن جابر).
40915 من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا
في المسجد، يا أيها الناس! إنه ليس لي تحريم ما أحل الله ولكنها
شجرة أكره ريحها (حم، م عن أبي سعيد) (2).
40916 من أكل من الشجرة فلا يقربنا ولا يصلين معنا
(ق عن أنس).
40917 من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن
مسجدنا (ق عن ابن عمر).
40918 من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا ولا
يؤذينا بريح الثوم (م، ه‍ عن أبي هريرة).
40919 من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المساجد (د،
ه‍، حب عن ابن عمر).

(1) أخرجه مسلم كتاب المساجد رقم 72 و 73 و 74. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب المساجد رقم 76 / 565. ص
268

40920 من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا
حتى يذهب ريحها (حم، د، حب عن المغيرة).
الاكمال
40921 من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن
مسجدنا يعني الثوم (عبد الرزاق، طب عن العلاء بن جناب).
40922 من أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربنا
في مسجدنا، فان كنتم لابد أكليهما فأميتوهما طبخا (حم، طب، ق
عن معاوية بن قرة عن أبيه).
40923 من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن
مصلانا (حم، طب عن معقل بن يسار).
40924 من أكل من هذه الشجرة شيئا فلا يقربن مسجدنا
إلا من عذر (طب عن المغيرة).
40925 من أكل من هذه البقلة الخبيثة يعني الثوم فلا يقربن
مسجدنا (طس عن أبي بكر).
40926 من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا
(طس عن أبي سعيد).
269

40927 من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مساجدنا يعني
الثوم (طس عن عبد الله بن زيد).
40928 من أكل من هذه الخضراوات: البصل والثوم
والكراث والفجل، فلا يقربن مسجدنا (طس عن جابر).
40929 من أكل من هذه الشجرة الخبيثة يعني الثوم فلا
يقربن المسجد، فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم (البغوي
وابن قانع عن شريك بن شرحبيل، وقيل: ابن حنبل).
40930 من أكل من خضركم هذه شيئا فلا يقربن مسجدنا
فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم (طب عن ابن عباس).
40931 من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن
مسجدنا، ولا يأتينا بمسح جبهته (عبد الرزاق عن أبي سعيد).
40932 من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يقربن
مسجدنا حتى يذهب ريحها (حم، م، خ عن ابن عمر).
40933 من أكل من هذه الشجرة فلا يؤذينا بها (أبو
أحمد الحاكم وابن عساكر عن خزيمة بن ثابت، قال أبو أحمد: غريب
من حديثه).
40934 من أكل من هاتين الشجرتين فلا يقربن مسجدنا
270

(أبو خزيمة والطحاوي، طب، ص عن عبد الله بن زيد بن عاصم).
40935 من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنا (حم،
طب عن أبي ثعلبة)
40936 من أكل من هذه البقلة يعني الثوم فلا يقربن
مسجدنا (الطحاوي والبغوي والباوردي وابن السكن وابن قانع، طب
وأبو نعيم عن بشر بن بشير بن معبد الأساسي عن أبيه، وابن قانع
وابن السكن عن محمد بن بشر عن أبيه عن جده بشير بن معبد، قال
البغوي: لا أعلم له غيره وغير حديث بير رومة، طب عن خزيمة
ابن ثابت).
40937 من أكل من هذه البقلة المنكرة يعني الثوم فليجلس
في بيته (ن عن ثوبان).
40938 من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يناجينا (ابن
سعد عن بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه).
40939 كلوا الثوم وتداووا به، فان فيه شفاء من سبعين
داء، ولولا أن الملك يأتيني لأكلته (الديلمي عن علي).
40940 لولا أن الملك ينزل على لأكلته يعني الثوم (الخطيب
عن علي).
271

40941 كلوه فاني كأحدكم، إني أخاف أن أوذي صاحبي
(حم، ت: حسن صحيح غريب، حب عن أم أيوب أن النبي
صلى الله عليه وسلم نزل عليهم فتكلفوا له طعاما فيه من بعض البقول فكره أكله
فقال لأصحابه فذكره).
40942 أستحي من ملائكة الله وليس بمحرم (ك - حل
عن أبي أيوب في أكل البصل).
40943 إن الملك مني بمنزلة ليس بها أحد منكم وإني
أكره أن يجد مني ريح شئ (طب - عن أبي أيوب).
حكم الضب
40944 يا أعرابي! إن الله غضب على سبطين من بني
إسرائيل فمسخهم دواب يدبون في الأرض، فلا أدري لعل هذا
منها - يعني الضب - فلست آكلها ولا أنهى عنها (م (1) - عن
أبي سعيد).
40945 الضب لست آكله ولا أحرمه (حم، ق (2)،

(1 / 2) أخرجه كتاب الصيد باب إباحة الضب رقم 39 و 40 و
ورقم 51. ص
272

ت، ن، ه‍ - عن ابن عمر).
الاكمال
40946 أمة مسخت ما أدري ما فعلت وأدري لعل
هذا منها - يعني الضب (حم - عن حذيفة، حم، م -
عن جابر) (1) مسلم.
40947 مسخت أمة من بني إسرائيل الله أعلم في أي الدواب
مسخت (طب - عن سمرة بن جندب).
40948 مسخت أمة من بني إسرائيل، لا أدري في أي
الدواب مسخت (طب عن جابر بن سمرة.
40949 بلغني أن أمة من بني إسرائيل مسخت دواب، فلا
أدري أي الدواب هي (الخطيب - عن أبي سعيد).
40950 تاه سبط من بني إسرائيل ممن غضب الله عليه،
فان يك فهو هذا، فان يك فهو هذا، فان يك فهو هذا - يعني
الضب (ابن سعد - عن أبي سعيد).
40951 إن الله تعالى لم يلعن قوما قط فمسخهم فكان لهم
نسل حتى يهلكهم، ولكن هذا خلق كان فلما غضب الله على

(1) أخرجه مسلم كتاب الصيد باب إباحة الضب رقم 48. ص
273

اليهود مسخهم فجعلهم مثلهم (حم، طب (عن ابن مسعود).
40952 إنا قوم قرشيون وإنا نعافه (ابن سعد - عن محمد
ابن سيرين قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بضب قال - فذكره).
40953 لا تفعلا، إنكم أهل نجد تأكلوها وإنا أهل تهامة
نعافها - يعني الضب (طب - عن ميمونة).
40954 كلوه لا بأس به ولكنه ليس من طعام قومي - يعني
الضب (طب - عن امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم).
40955 كلوه، فإنه حلال - يعني الضب (ط - عن
ابن عمر).
أكل الطين
40956 من أكل من الطين فكأنما أعان على قتل نفسه
(طب - عن سلمان) (1)
40957 أكل الطين حرام على كل مسلم (فر -
عن أنس).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 45) ورواه الطبراني فيه يحيى بن يزيد
الأهوازي جهله الذهبي من قبل نفسه، وبقية رجاله رجال الصحيح. ص
274

الاكمال
40958 من أكل من الطين حوسب على ما نقص من
لونه ونقص من جسمه (ابن عساكر - عن أبي أمامة).
40959 من انهمك في أكل الطين فقد أعان على نفسه (ق
وضعفه، كر - عن ابن عباس).
الدم من الاكمال
40960 أما علمت أن الدم حرام كله (ابن منده - عن
سالم الحجام).
40961 ويحك يا سالم! أما علمت أن الدم كله حرام،
لا تعد (أبو نعيم - عن أبي هند الحجام).
40962 يا عبد الله! اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراك
أحد، قال: فلعلك شربته! ومن أمرك أن تشرب الدم؟ ويل لك
من الناس وويل للناس منك (الحكيم، ك - عن ابن الزبير).
الخمر والسباع من الاكمال
40963 إن لحوم الحمر لا تحل لمن شهد أني رسول الله
275

(حم - عن أبي ثعلبة).
40964 لا تأكلوا لحم الحمار الأهلي ولا ذا ناب من السباع
(طب - عن أبي ثعلبة).
40965 لا تأكلوا لحم الحمر الانسية، ولا يحل أكل
ذي ناب من السباع (طب - عن أبي ثعلبة).
40966 لا يحل لكم من السباع كل ذي ناب ولا الحمر
الأهلية، ولا تدخلوا بيوت المكاتبين إلا بإذن، ولا تأكلوا أموالهم
إلا ما طابوا به نفسا ولا تضربوا، أحسب امرأ منكم قد شبع
حتى بطن وهو متكئ على أركيته يقول: إن الله لم يحرم شيئا إلا
ما في القرآن، ألا! وإني والله قد حدثت وأمرت ووعظت
(طب - عن العرباض).
الفصل الثالث في المأكولات المباحة
40967 إن الله تعالى ذكي لكم صيد البحر (طب، هق -
عن عصمة بن مالك).
40968 إن الله تعالى ذبح كل نون في البحر لبني آدم (قط
عن عبد الله بن سرجس).
276

40969 ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوا، وما مات فيه
وطفا فلا تأكلوه (د (1) ه‍ - جابر).
40970 ما من دابة في البحر إلا قد ذكاها الله تعالى لبني
آدم (قط - عن جابر).
40971 أكثر جنود الله في الأرض الجراد، لا آكله ولا
أحرمه (د (2) ه‍، هق - عن سلمان).
40972 أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالحوت والجراد،
وأما الدمان فالكبد والطحال (ه‍، ك، هق عن ابن عمر).
40973 الجراد نثرة حوت في البحر (ه‍ عن أنس وجابر معا).
40974 الجراد من صيد البحر (د (3) عن أبي هريرة).
40975 إن مريم سألت الله أن يطعمها لحما لا دم فيه،
فأطعمها الجراد (عق عن أبي هريرة).
40976 كلوه فإنه من البحر يعني الجراد (ن، ه‍ عن أبي
هريرة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأطعمة رقم 3813 ورقم 3815. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأطعمة رقم 3813 ورقم 3815. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب الحج باب في الجراد للمحرم رقم 1853. ص
277

40977 ميتة البحر حلال وماؤه طهور (قط، ك عن
ابن عمر).
40978 كل ما طفا على البحر (ابن مردويه عن أنس).
الاكمال
40979 إذا طفا السمك على الماء فلا تأكل، وإذا جزر (1) عنه
البحر كله، وما كان على حافتيه فكله (ابن مردويه، ق عن جابر).
40980 إن الله عز وجل ذبح ما في البحر لبني آدم (قط
وأبو نعيم في المعرفة عن شريح الحجازي، وضعيف).
40981 إن الله تعالى قد ذبح كل نون (2) في البحر لبني
أدم (قط في الافراد عن عبد الله بن سرجس).
40982 كلوا ما حسر عنه البحر وما ألقاه، وما وجدتموه

(1) جزر: أي ما انكشف عنه الماء من حيوان البحر، يقال: جزر
الماء يجزر جزرا: إذا ذهب ونقص ومنه الجزر والمد، وهو رجوع الماء
إلى خلف. اه‍ 1 / 268 النهاية. ب
(2) نون في حديث موسى والخضر عليهما السلام (خذ نونا ميتا) أي
حوتا، وجمعه: نينان، وأصله: نونان، فقلبت الواو ياء لكسرة النون. ا ه‍
5 / 131 النهاية. ب
278

ميتا أو طافيا فوق الماء فلا تأكلوه (قط وضعفه عن جابر).
40983 لو نعلم أنا ندركه قبل أن يروح لأحببنا أن لو كان
عندنا منه (ابن عساكر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم في بعث
جهدوا ومروا بالبحر، فوجدوه قد ألقى حوتا عظيما، فمكثوا ثلاثة
أيام يأكلون منه، فلما قدموا ذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكره).
الفصل الرابع في أجناس الطعام
40984 ائتدموا بالزيت وادهنوا به، فإنه يخرج من شجرة
مباركة (ك، هب عن ابن عمر).
40985 ائتدموا من هذه الشجرة يعني الزيت ومن عرض
عليه طيب فليصب منه (طس عن ابن عباس).
40986 هذا القرع نكثر به طعامنا (حم، ن، ه‍ عن جابر
ابن طارق).
40987 ائتدموا ولو بالماء (طس عن ابن عمرو).
40988 اثردوا ولو بالماء (طس (هب عن أنس).
الاكمال
40989 كلوا هذا الذي تسميه أهل فارس الخبيصة (طب،
279

ك، هب عن عبد الله بن سلام).
40990 كلوا اليقطين، فلو علم الله شجرة أخف منها لأنبتها
على يونس، وإن اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء، فإنه يزيد
في الدماغ وفي العقل (الديلمي عن الحسن بن علي).
40991 اقطع بالسكين واذكر اسم الله تعالى عليه (حل،
هب عن ميمونة أم المؤمنين قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجبن
قال فذكره).
40992 ضعوا فيه السكين واذكروا اسم الله عليها وكلوا
(ط، حم، طب عن ابن عباس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في
غزوة الطائف قال فذكره).
40993 ما أعلم شرابا يجزي من الطعام إلا اللبن، فإذا
شربه أحدكم فليقل: اللهم! بارك لنا فيه وزدنا منه، ومن أكل منكم
طعاما يعني من ذلك الضب فليقل: اللهم! بارك لنا فيه وأطعمنا خيرا
منه (ط عن ابن عباس).
اللحم
40994 إذا اشترى أحدكم لحما فليكثر مرقته، فإن لم يصب
280

أحدكم لحما أصاب مرقا وهو أحد اللحمين (ت، ك، هب عن عبد
الله المزني).
40995 إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق، فإنه أوسع وأبلغ
للجيران (ش عن جابر).
40996 اللحم بالبر مرقة الأنبياء (ابن النجار عن الحسين).
40997 أطيب اللحم لحم الظهر (حم، ه‍، ك، هب عن
عبد الله بن جعفر).
40998 إن أطيب طعامكم ما مسته النار (ع، طب عن
الحسن بن علي).
40999 خير الادام اللحم وهو سيد الادام (هب عن أنس).
41000 سيد الادام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب
في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية (1)
(طس وأبو نعيم في الطب، هب عن بريدة).
41001 سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم (أبو نعيم في الطب
عن علي).
41002 عليكم بلحم الظهر، فإنه من أطيبه (أبو نعيم عن عبد

(1) الفاغية: هي ثور الحناء. اه‍ 3 / 411 النهاية. ب
281

الله بن جعفر).
41003 فضل الثريد على الطعام كفضل عائشة على النساء (1)
عن أنس).
41004 أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم (عق، حل عن
ربيعة بن كعب).
41005 أكل اللحم يحسن الوجه ويحسن الخلق (ابن عساكر
عن ابن عباس).
الاكمال
41006 إن للقلب فرحة عند أكل اللحم (هب عن سلمان).
41007 سيد الادام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب
في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية وفي
لفظ: وسيد رياحين أهل الجنة الفاغية (هب عن بريدة).
41008 للقلب فرحة عند أكل اللحم، وما دام الفرح

(1) الحديث هنا خال من العزو فهو في الصحاح ولكن اقتصر في العزو
لمصدر واحد كما هو في منهج التحقيق في التعليق.
أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب فضائل خديجة رضي الله عنها رقم 2431. ص
282

بامرئ إلا أشر (1) وبطر (2)، فمرة ومرة (هب عن أبي هريرة).
41009 أرسى بها، فإنها هادية الشاة وأقرب الشاة إلى الخير
وأبعدها من الأذى يعني الرقبة (حم، طب عن ضباعة بنت الزبير).
الخل
41010 ما أقفر (3) من أدم بيت فيه خل (طب، حل
عن أم هانئ، الحكيم عن عائشة).
42011 نعم الادام الخل (حم، م (4)، عن جابر، م، ت
عن عائشة).
42012 قربيه، فما أقفر بيت من أدم فيه خل (ت (5)
عن أم هانئ).

(1) أشر: الأشر البطر وقيل: أشد البطر. اه‍ 1 / 51 النهاية. ب
(2) وبطر البطر: الطغيان عند النعمة وطول الغني. اه‍ 1 / 135
النهاية. ب
(3) أقفر: أي ما خلا من الادام ولا عدم أهله الأدم. ا ه‍ 4 / 89
النهاية. ب
(4) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب فضيلة الخل رقم 164. ص
(5) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة رقم 1842 وقال حسن غريب. ص
283

41013 ما أقفر بيت من أدم فيه خل، وخير خلكم خل
خمركم (هق عن جابر).
41014 نعم الادام الخل! اللهم بارك في الخل! فإنه كان إدام
الأنبياء قيل، ولم يقفر بيت فيه خل [ه‍ عن أم سعد].
41015 هذه إدام هذه [د (1) عن يوسف بن عبد الله بن
سلام مرسلا].
41016 وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة
بسمن ولبن فآكلها [د (2)، ه‍، هق عن ابن عمر].
41017 املكوا العجين، فإنه أعظم للبركة [عد عد أنس].
41018 الخبز من الدرمك (3) [ت عن جابر].
41019 خير طعامكم الخبز، وخير فاكهتكم العنب [فر
عن عائشة].

(1) أخرجه أبو داود كتاب الايمان باب الرجل يحلف أن لا يتأدم رقم 3259. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأطعمة رقم 3818 وقال أبو داود: هذا
حديث منكر. ص
(3) الدرمك: هو الدقيق الحواري النهاية 2 / 114. ص
284

الاكمال
41021 نعم الادام الخل! ما أقفر بيت فيه خل [حم
عن جابر].
41022 نعم الادام الخل! وكفى بالمرء شرا أن يتسخط
ما قرب إليه [أبو عوانة، هب جابر].
41023 نعم الادام الخل، يا أم هانئ! لا يقفر بيت فيه
خل [هب عن ابن عباس].
41024 إن الله تعالى يوكل بآكل الخل ملكين يستغفران
له حتى يفرغ [كر عن جابر].
أكل المضطر
41025 إذا رويت أهلك من اللبن غبوقا فأجتنب ما نهى الله
عنه من ميتة [ك (1)، هق عن سمرة].

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم 1009 / 102 وقال الحاكم في
المستدرك 4 / 125 صحيح وأقره الذهبي. ص
285

الاكمال
41026 إذا لم تغتبقوا (1) ولم تصطبحوا (2) ولم تحتفؤا (3)
بقلا فشأنكم بها [حم، طب، ك، ق عن أبي واقد أن رجلا قال:
يا رسول الله! إنا بأرض مخمصة فماذا يصلح لنا من الميتة؟ قال
فذكره] (4).
41027 يجزي من الضرورة غبوق أو صبوح (ك عن
سمرة] (5).

(1) تغتبقوا: الغبوق: الشرب بالعشي. اه‍ 368 المختار. ب
(2) تصطبحوا: الصبوح: الشرب بالغداة، وهو ضد الغبوق. ا ه‍ 280
المختار. ب
(3) تحتفؤا: قال أبو سعيد الضرير: صوايه " ما لم تحتفوا بها " بغير
همز، من أحفى الشعر. اه‍ 1 / 410 النهاية. ب
(4) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم 1686 / 2597 قوله: ما لم تحتفؤا،
وفي رواية ما لم تجتفؤا أي تقتلعوه وترموا به ومعنى تحتفؤا من الحفاء وهو نوع
جيد من التمر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 5 / 50 رواه الطبراني ورجاله
ثقات. وقال الذهبي في المستدرك 4 / 125 فيه انقطاع وراجع شرح الحديث في
نيل الأوطار للشوكاني 8 / 170. ص
(5) أخرجه الحاكم في المستدرك 4 / 125 وسكت عنه وأقره الذهبي. ص
286

الباب الثاني في الشراب
وفيه فصلان
الفصل الأول في آداب الشراب
41028 إذا شرب أحدكم فلا يشرب بنفس واحد (ك -
عن أبي قتادة).
41029 لا تشربوا واحدا كشرب البعير، ولكن اشربوا
مثنى وثلاث، وسموا الله إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم رفعتم
(ت (1) عن ابن عباس).
41030 الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه
نار جهنم (ق - عن أم سلمة) (2).
41031 من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر
في بطنه نارا من جهنم (م - عن أم سلمة) (3).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأشربة باب ما جاء في النفس في الاناء رقم
1886 وقال غريب. ص
(2 / 3) أخرجه مسلم كتاب اللباس باب تحريم استعمال أواني الذهب والفضة
رقم 205 ورقم 2. ص
287

41032 من شرب في إناء فضة فكأنما يجرجر في بطنه نار
جهنم (ه‍ - عن عائشة).
41033 لا تكرعوا فيه ولكن اغسلوا أيديكم واشربوا فيها،
فإنه ما من إناء أطيب ولا أنظف من اليد (ه‍ - عن
ابن عمر) (1).
41034 لا يشربن أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقئ
(م (2) عن أبي هريرة).
41035 لا يلغ أحدكم كما يلغ الكلب، ولا يشرب باليد
الواحدة كما يشرب القوم الذين سخط الله عليهم، ولا يشرب بالليل
في إناء حتى يحركه إلا أن يكون إناء مخمرا، ومن شرب بيده
وهو يقدر على إناء يريد التواضع كتب الله له بعدد أصابعه حسنات
وهو إناء عيسى ابن مريم إذ طرح القدح فقال: أف هذا مع الدنيا
(ه‍ (3) عن عمر).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأشربة باب الشرب بالأكف رقم 3433. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 2026. ص
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الأشربة باب الشرب بالأكف رقم 3431 في
إسناده بقية وهو مدلس. ص
288

41036 الأيمنون الأيمنون الأيمنون (ق - عن أنس).
41037 الأيمن فالأيمن (مالك (1) حم، ق - عن جابر
ابن سمرة).
41038 أطيب الشراب الحلو البارد (ت - عن الزهري
مرسلا، حم - عن ابن عباس).
41039 اغسلوا أيديكم ثم اشربوا فيها، فليس من إناء
أطيب من اليد (ه‍، هب - عن ابن عمر).
41040 إن ساقي القوم آخرهم شربا (ت، حم (2)، م -
عن أبي قتادة).
41041 ساقي القوم آخرهم (تخ، حم، د - عن عبد الله
ابن أبي أوفى).
41042 ساقي القوم آخرهم شربا (ت، ه‍ - عن أبي قتادة،
طس والقضاعي - عن المغيرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب استحباب إدارة الماء رقم 2029. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب المساجد باب قضاء الصلاة الفائتة رقم 311. ص
289

41043 عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها (د -
عن ابن عباس).
41044 كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم
فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا (م - (1) عن بريدة).
41045 إذا شربتم فاشربوا مصا، وإذا استكتم فاستاكوا
عرضا (د في مراسيله - عن عطاء بن أبي رباح).
41046 إذا شربتم اللبن فتمضمضوا منه، فان له دسما (ه‍ -
عن أم سلمة).
41047 مضمضوا من اللبن، فان له دسما (ه‍ - عن ابن
عباس وعن سهل بن سعد).
الاكمال
41048 إذا شربتم فاشربوا بثلاثة أنفاس: فالأول شكر
لشرابه، والثاني شفاء في جوفه، والثالث مطردة للشيطان، فإذا
شربتم فمصوه مصا، فإنه أجدر أن يجري مجراه، وإنه أهنأ وأمرأ
(الحكيم - عن عائشة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 64. ص
290

41049 اشربوا ولا تكرعوا، ليغسل أحدكم يده ثم يشرب
أي إناء أبقى من يده إذا غسلها؟ (هب - عن عمر).
41050 مصوا الماء مصا فإنه أهنأ وأمرأ وأبرأ (الديلمي -
عن أنس).
41051 اغسلوا أيدكم ثم اشربوا فيها، فإنها أنظف آنيتكم
(هب - عن ابن عمر).
41052 من شرب شربة من ماء فتجرعه في ثلاث جرع
يسمي الله تعالى في أوله ويحمده في آخره لم يزل الماء يسبح في بطنه
حتى يخرج (الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن منده في
الطبقات، والرافعي في تاريخه - عن الحسن مرسلا).
41053 ألا! إن سيد الأشربة في الدنيا والآخرة الماء (ك -
عن عبد الحميد بن صيفي بن صهيب عن أبيه عن جده).
41054 سيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد
الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز (ك في تاريخه - عن
صهيب).
41055 ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عودا (حم وعبد بن
291

حميد، خ، م د عن جابر قال: جاء حميد الأنصاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم
بقدح فيه لبن يحمله مكشوفا قال - فذكره، م (1) حب - عن
عن أبي حميد الساعدي، ع - عن أبي هريرة).
41056 يا معشر محارب نضركم الله! لا تسقوني حلب امرأة
(ابن سعد والبغوي - عن ابن أبي شيخ).
الفصل الثاني في محظورات الشرب
51057 نهى عن الشرب قائما والاكل قائما (الضياء -
عن أنس).
41058 نهى عن العب نفسا واحدا وقال: ذلك شرب
الشيطان (هب - عن ابن شهاب مرسلا).
41059 نهى أن يشرب الرجل قائما (م (2) د، ت -
عن أنس).
41060 لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء
[هق - عن أبي هريرة].

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب في شراب النبيذ رقم 2010. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب كراهية الشرب قائما رقم 113. ص
292

41061 نهى عن الشرب من في السقاء (خ، د ت، ه‍ -
عن ابن عباس).
41062 نهى عن الشرب من في السقاء، وعن ركوب الجلالة
والمجثمة (حم، 3 ك - عنه).
41063 نهى عن اختناث (1) الأسقية (حم ق، د، ن،
ه‍ - عن أبي سعيد).
41064 نهى عن الشرب من ثلمة القدح، وأن ينفخ في
الشراب (حم، د، ك - عن أبي سعيد).
41065 لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في
صحافها، ولا تلبسوا الحرير ولا الديباج، فإنه لهم في الدنيا وهو
لكم في الآخرة (حم، ق - عن حذيفة).
41066 نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة، ونهى
عن لبس الذهب والحرير، ونهى عن جلود النمور أن يركب

(1) اختناث: يقال خنثت السيقاء إذا ثنيت فمه إلى خارج وشربت منه،
وقبعته إذا ثنيته إلى داخل. وإنما نهى عنه لأنه ينتتينها، فان إدامة
الشرب هكذا مما يغير ريحها. النهاية 2 / 82. ب
293

عليها، ونهى عن المتعة، ونهي عن تشييد البناء (طب - عن
معاوية).
41067 نهى عن النفخ في الشراب (ت - عن أبي سعيد).
41068 نهى أن ينفخ في الشراب، وأن يشرب من ثلمة
القدح أو أذنه (طب - عن سهل بن سعد).
41069 نهى عن النفخ في الطعام والشراب (حم - عن
ابن عباس).
41070 نهى أن يتنفس في الاناء، أو ينفخ فيه (حم، د،
ت - عن ابن عباس).
41071 أبن القدح عن فيك ثم تنفس [سمويه في فوائده
عن أبي سعيد].
41072 إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الاناء، وإذا أتى الخلاء
فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه [خ، ت - عن أبي قتادة].
41073 إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الاناء، فإذا أراد
أن يعود فلينح الاناء ثم ليعد إن كان يريده [ه‍ - عن
أبي هريرة].
294

41074 إذا شربتم الماء فاشربوه مصا ولا تشربوه عبا، فان
العب يورث الكباد [فر - عن علي].
41075 إذا شرب أحدكم فليمص مصا ولا يعب عبا، فان
الكباد من العب [ص، وابن السني، وأبو نعيم في الطب، هب
عن أبي حسين مرسلا].
41076 مصوا الماء مصا ولا تعبوا عبا [ه‍ - عن أنس].
الاكمال
41077 أيسرك أن تشرب مع الهر؟ قال: لا، قال: قد
شرب معك الشيطان [هب - عن أبي هريرة قال: رأى رسول الله
صلى الله عليه وسلم رجلا يشرب قائما قال - فذكره.
41078 قه! أيسرك أن تشرب معك الهر! فإنه قد كان معك
من هو شر منه: الشيطان [حم - عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
رأى رجلا يشرب قائما قال - فذكره].
41079 لا تنفس في الاناء ولا تنفخ فيه [ق - عن ابن عباس].
41080 لا يتنفس أحدكم في الاناء إذا كان يشرب منه، ولكن
يؤخره وتتنفس [ك - عن أبي هريرة].
295

41081 لا يشربن أحدكم من في السقاء (ق عن أبي هريرة).
41082 لا تشربوا من في السقاء، فإنه ينتن الفم (الديلمي
عن عائشة).
41083 لا تشربوا إلا في ذي إكاء (حم عن ابن عباس).
41084 لا تشربوا من الثلمة التي تكون في القدح، فان
الشيطان يشرب منها (أبو نعيم عن عمرو بن أبي سفيان).
41085 إن الذي يشرب في آنية الفضة والذهب إنما يجرجر
في بطنه نار جهنم إلا أن يتوب (طب عن أم سلمة).
41086 إن الذي يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب
إنما يجرجر في بطنه نار جهنم (حم، م، ه‍ عن أم سلمة، ع عن
ابن عباس).
41087 من شرب في إناء ذهب أو فضة أو إناء فيه شئ
من ذلك إنما يجرجر في بطنه نار جهنم (ق في المعرفة والخطيب وابن
عساكر عن ابن عمر).
296

الباب الثالث في اللباس
وفيه فصلان
الفصل الأول في آدابه
41088 إذا لبس أحدكم ثوبا جديدا فليقل: الحمد لله الذي
كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي (ابن سعد (1) عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلا).
41089 من لبس ثوبا جديدا فقال (الحمد لله الذي كساني
ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي) ثم عمد إلى الثوب الذي
أخلق فتصدق به، كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله
حيا وميتا (ت (2)، ه‍ عن عمر).
41090 من استجد قميصا فلبسه فقال حين بلغ ترقوته (الحمد
لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي) ثم عمد إلى
الثوب الذي أخلق فتصدق به. كان في ذمة الله وفي جوار الله وفي
كنف الله حيا وميتا (حم عن عمر).

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم 1669 / 2580 وزاد في
الرموز: ش. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3555. ص
297

41091 إن من أمتي من يأتي السوق فيبتاع القميص بنصف
دينار أو ثلث دينار فيحمد الله تعالى إذا لبسه، فلا يبلغ ركبته حتى
يغفر له (طب عن أبي أمامة).
41092 إن الرجل ليبتاع الثوب بالدينار والدرهم أو بنصف
الدينار فيلبسه، فما يبلغ كعبيه حتى يغفر له يعني من الحمد (ابن السني
عن أبي سعيد).
41093 اللباس يظهر الغناء، والدهن يذهب البؤس، والاحسان
إلى المملوك يكبت الله به العدو (طس عن عائشة).
41094 أئتزروا كما رأيت الملائكة تأتزر عند ربها إلى أنصاف
سوقها (فر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده) (1).
41095 اتخذوا السراويلات فإنها من أستر ثيابكم، وحسنوا
بها نساءكم إذا خرجن (عد، عق، البيهقي في الأدب عن علي).
41096 إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤا بأيامنكم (د، حب عن
أبي هريرة).
41097 ارفع إزارك، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك (ابن

(1) أورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 35 وقال المناوي في الفيض 1 / 70
ضعيف وأخرجه الديلمي. ص
298

سعد، حم، هب عن الأشعث بن سليم عن عمته عن عمها) (1).
41098 إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه (ن (2) عن أبي هريرة
وأبي سعيد وابن عمر).
41099 اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها، فان الشيطان إذا
وجد ثوبا مطويا لم يلبسه، وإذا وجد منشورا لبسه (طس عن
جابر) (3).
41100 الشياطين يستمتعون بثيابكم، فإذا نزع أحدكم ثوبه
فليطوه حتى ترجع إليها أنفاسها، فان الشيطان لا يلبس ثوبا مطويا
[ابن عساكر عن جابر].
41101 البسوا الثياب البيض، فإنها أطهر وأطيب، وكفنوا

(1) أورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 947 وفي الجامع الكبير برقم
130 / 2574 ورمز له بالصحة وزاد في آخر الحديث: " أمالك في أسوة ". ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب اللباس رقم 3573. وأورده السيوطي في الجامع الصغير
برقم 99 والجامع الكبير برقم 185 / 329. وقال المناوي في الفيض 1 / 481
وقال النووي: اسناده صحيح. ص
(3) أورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 1120 وقال المناوي في الفيض
1 / 546 وفيه عمر بن موسى وهو وضاع. ص
299

فيها موتاكم [حم، ت، ن، ه‍، كر عن سمرة] (1).
41102 البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم،
وكفنوا فيها موتاكم، وإن من خير أكحالكم الإثمد، إنه يجلو
البصر وينبت الشعر [حم، د (2)، ت، حب عن ابن عباس].
41103 البس جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويرزقك
الله قرة عين في الدنيا والآخرة قاله لعمر [حم، ه‍ (3) عن ابن عمر].
41104 إن الله تعالى خلق الجنة بيضاء، وأحب شئ إلى الله
تعالى البياض [البزار عن ابن عباس].
41105 الارتداء لبسة العرب، والالتفاع لبسة الايمان [طب
عن ابن عمر].
41106 خذ عليك ثوبك، ولا تمشوا عراة [د عن المسور
ابن مخرمة].

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما يستحب من الأكفان رقم 994
وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الامر بالكحل رقم 3878. ص
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب اللباس باب ما يقول الرجل إذا لبس ثوبا جديدا
رقم 3558 وقال اسناده صحيح. ص
300

41107 خير ثيابكم البياض، فألبسوها أحياءكم وكفنوا فيها
موتاكم [قط في الافراد عن أنس].
41108 ذره عليك ولو بشوكة (حم، ن، حب، ك عن
سلمة بن الأكوع).
41109 طي الثوب راحته (فر عن جابر).
41110 عليكم بالبياض من الثياب، فليلبسها أحياؤكم وكفنوا
فيها موتاكم، فإنها من خير ثيابكم (حم، ن، ك عن سمرة).
41111 عليكم بالثياب البيض، فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم
(طب عن ابن عمر).
41112 عليكم بالثياب البيض، فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها
موتاكم (البزار عن أنس).
41113 عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الايمان في قلوبكم
(ك، هب عن أبي أمامة).
الاكمال
41114 ليلبس البياض أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم (كر
عن عمران بن حصين وسمرة بن جندب معا).
301

41115 إن أحب ما زرتم في مساجدكم وقبوركم البياض (ك
عن عمران بن حصين وسمرة بن جندب).
41116 إن خير ما زرتم به الله تعالى في مصلاكم وقبوركم
البياض (ن عن أبي الدرداء).
41117 من أحب ثيابكم إلى الله البياض، فصلوا فيها
وكفنوا فيها موتاكم (ابن سعد عن أبي قلابة مرسلا).
41118 البسوا البياض وكفنوا فيها موتاكم (طب عن عمران
ابن حصين).
41119 من سره أن يجد حلاوة الايمان فليلبس الصوف
تذللا لربه عز وجل (الديلمي عن أبي هريرة).
41120 البسوا الصوف، وشمروا، وكلوا في أنصاف البطون
تدخلوا في ملكوت السماوات (الديلمي عن أبي هريرة).
41121 يا ابن عباس! سائر الجسد أجمل للباس من الوجه
(الخطيب عن ابن عباس) (1).
41122 الالتفاع لبسة أهل الايمان، والرداء لبسة العرب

(1) الالتفاع: اللفاع: ثوب يجلل به الجسد كله، كساء كان أو غيره.
وتلفع بالثوب، إذا اشتمل به. ا ه‍ 261 النهاية ب
302

(الحكيم، طب عن ابن عمر).
41123 شد حقوك ولو بصرار (1) (الديلمي عن أبي مريم
مالك بن ربيعة السكوني).
41124 إزرة المؤمن إلى نصف الساق، وليس عليه حرج
فيما بينه وبين الكعبين، وما أسفل من ذلك ففي النار (طب عن
عبد الله بن مغفل) مر برقم 41098.
41125 لا بأس باسبال الإزار إلى نصف الساق أو الكعبين،
فإنه فيمن كان قبلكم رجل خرج وعليه بردان يتبختر فيهما، فنظر الله
إليه من فوق عرشه فمقته وأمر الأرض فأخذته، فهو يتجلجل فيها
بين الأرضين فاخذوا وقائع الله عز وجل (ابن لآل عن جابر بن
سليمان بن جزء التميمي).
. 41126 اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها (طس عن جابر).
مر برقم 1295.
41127 ارجع إلى ثوبك فخذه، ولا تمشوا عراة (م عن

(1) بصرار: من عادة العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها إلى
المرعى سارحة. ويسمون ذلك الرباط صيرارا. ا ه‍ 3 / 22 النهاية. ب
303

المسور بن مخرمة) (1).
41128 من لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا
ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه (ابن
السني عن معاذ بن أنس).
41129 الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس
وأواري به عورتي (هناد عن علي).
41130 الحمد لله كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في
حياتي، والذي بعثني بالحق! ما من مسلم كساه الله عز وجل ثيابا
جددا فعمد إلى سمل (2) من أخلاق ثيابه فكساه عبدا مسلما مسكينا
لا يكسوه إلا الله كان في حرز الله وفي جوار الله وفي ضمن الله ما كان
عليه منها سلك حيا وميتا (هناد عن عمر).
41131 والذي نفسي بيده! ما من عبد مسلم لبس ثوبا جديدا
ثم يقول مثل ما قلت (الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي
وأتجمل به في حياتي) ثم يعمد إلى سمل من أخلاقه الذي وضع
فيكسوه إنسانا مسكينا فقيرا مسلما لا يكسوه إلا الله إلا كان في

(1) أخرجه مسلم كتاب الحيض باب الاعتناء بحفظ العورة رقم 341. ص
(2) سمل: السمل: الخلق من الثياب. اه‍ 249 المختار. ب
304

جوار الله وفي ضمان الله ما دام عليه منها سلك واحد حيا وميتا (ك
عن عمر) (1)
فرع في العمائم
41132 العمائم تيجان العرب، والاحتباء حيطانها، وجلوس
المؤمن في المسجد رباطه (القضاعي، فر - عن علي.
41133 العمائم تيجان العرب، فإذا وضعوا العمائم وضعوا
عزهم (فر - عن ابن عباس).
41134 العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين
يعطى يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نورا (البارودي
عن ركانة).
41135 اعتموا تزدادوا حلما (طب - عن أسامة بن عمير،
طب، ك (2) عن ابن عباس).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 4 / 193 وسكت عنه وأقره الذهبي. ص
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك 4 / 193 وقال الذهبي في إسناده عبيد الله:
تركه الإمام أحمد.
وأورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 1143 وقال وله شاهد عنه
البزار عن ابن عباس ضعيف أيضا. فيض القدير 1 / 556. ص
305

41136
اعتموا تزدادوا حلما، والعمائم تيجان العرب (عد،
هب - عن أسامة بن عمير).
41137 اعتموا خالفوا على الأمم قبلكم (هب - عن خالد
ابن معدان مرسلا).
41138 ركعتان بعمامة خير من سبعين ركعة بلا عمامة
(فر - عن جابر).
41139 صلاة تطوع أو فريضة بعمامة تعدل خمسا وعشرين
صلاة بلا عمامة، وجمعة بعمامة تعدل سبعين جمعة بلا عمامة (ابن
عساكر - عن ابن عمر).
41140 عليكم بالعمائم! فإنها سيما الملائكة، وأرخوا لها خلف
ظهوركم (طب - عن ابن عمر، هب - عن عبادة).
41141 إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون
هذه العمة، إن العمامة حاجزة بين الكفر والايمان (الطيالسي،
هق - عن علي).
41142 إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس
306

(ت (1). د - عن ركانة)
41143 ائتوا المساجد حسرا ومعصبين، فان العمائم تيجان
المسلمين (عد (2) عن علي).
41144 تغطية الرأس بالنهار فقه وبالليل ريبة (عد -
عن واثلة).
الاكمال
41145 إن الله تعالى أكرم هذه الأمة بالعصائب، والألوية،
وما زرتم مساجدكم ولا قبوركم بشئ أحب من البياض (أبو عبد
الله محمد بن وضاح في فضل لباس العمائم - عن خالد بن
معدان مرسلا).
41146 الاحتباء حيطان العرب، والاتكاء رهبانية العرب،
والعمائم تيجان العرب، فاعتموا تزدادوا حلما، ومن اعتم فله بكل

(1) أخرجه الترمذي كتاب اللباس باب العمائم على القلانس رقم 785 وقال
غريب وإسناده ليس بالقائم. ص
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 67) في إسناده: ميسرة بن عبيد
متروك. ص
307

كور حسنة، فإذا حط فله بكل حطة حط خطيئة (الرامهري
في الأمثال - عن معاذ، وفيه عمرو بن الحصين عن أبي علاثة عن
ثوير، والثلاثة متركون متهمون بالكذب).
41147 العمائم وقار للمؤمن وعز للعرب، فإذا وضعت
العرق عمائمها وضعت عزها (الديلمي - عن عمران بن حصين).
41148 لا تزال أمتي على الفطرة ما لبسوا العمائم على
القلانس (الديلمي - عن ركاته).
41149 قال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني! إياك والتقنع!
فإنها مخوفة بالليل مذلة بالنهار (ك - أبي موسى).
الفصل الثاني في محظورات اللباس
41149 إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا جناح عليه فيما
بينه وبين الكعبين، ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من
جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه (مالك، حم، د (1) ه‍، حب،
هق - عن أبي سعيد).

(1) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في قدر وضع الإزار رقم 4093. ص
308

41150 إزرة المؤمن إلى عضلة ساقيه ثم إلى الكعبين، فما
كان أسفل من ذلك ففي النار (حم - عن أبي هريرة).
41151 ما تحت الكعبين من الإزار ففي النار (ن - عن
أبي هريرة، حم، طب - عن سمرة، حم - عن عائشة، طب -
عن ابن عباس).
41152 يا سفيان بن سهل! لا تسبل إزارك، فان الله
لا يحب المسبلين (حم، ه‍ - عن المغيرة بن شعبة).
41153 موضع الإزار إلى أنصاف الساقين والعضلة، فان
أبيت فأسفل، فان أبيت فمن وراء الساق، ولا حق للكعبين في
الإزار (ن - عن حذيفة).
41154 ما خلف الكعبين ففي النار (طب - عن
ابن عمر).
41155 من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة فان الله تعالى
لا ينظر إليه يوم القيامة (حم - عن ابن عمر)
41156 هذا موضع الإزار، فان أبيت فأسفل، فان
309

أبيت فلا حق للازار فيما دون الكعبين (حم، ت (1) ن، ه‍،
حب - ع حذيفة).
41157 إن الله تعالى لا ينظر إلى مسبل إزاره (حم، ن
(عن ابن عباس).
41158 ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار (خ، ن
عن أبي هريرة).
41159 ارفع إزارك واتق الله (طب - عن الشريك
ابن سويد).
41160 كل شئ جاوز الكعبين من الإزار في النار (طب
عن ابن عباس).
41161 إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة وكان ثوب
ذي شهرة (الحاكم في الكنى وابن قانع، عد، هب - عن رافع
ابن يزيد).
41162 الحمرة من زينة الشيطان (عب - عن الحسن مرسلا).

(1) أخرجه الترمذي كباب اللباس رقم 1784 وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب اللباس باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار
(7 / 183). ص
310

41163 إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها - يعني المعصفر
(حم، م (1) ن - عن ابن عمرو).
41164 إياكم والحمرة! فإنها أحب الزينة إلى الشيطان (طب
عن عمران بن حصين).
41165 إن كنت عبد الله فارفع إزارك (طب، هب - عن
ابن عمر).
41166 الإزار إلى نصف الساق أو الكعبين، لا خير فيما
أسفل من ذلك (حم - عن أنس).
41167 الاسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر
منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة (د، (2) ن، ه‍ -
عن ابن عمر).
41168 ما من أحد يلبس ثوبا ليباهي به فينظر الناس
إليه إلا لم ينظر الله إليه حتى ينزعه متى نزعه (طب والضياء -

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر
رقم 2077. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب اللباس رقم 4014. ص
311

عن أم سلمة).
41169 من لبس ثوب شهرة ألبسه الله تعالى يوم القيامة
ثوبا مثله ثم يلهب فيه النار (د، (1) ه‍ - عن ابن عمر).
41170 من لبس ثوب شهرة أعرض الله عنه حتى يضعه
متى وضعه (ه‍ والضياء - عن أبي ذر).
41171 نهى عن لبستين: المشهورة في حسنها، والمشهورة في
قبحها (طب - عن ابن عمر).
41172 نهى عن الشهرتين: دقة الثياب وغلظها، ولينها
وخشونتها، وطولها وقصرها، ولكن سداد فيما بين ذلك واقتصاد
(هب - عن أبي هريرة وزيد بن ثابت).
41173 نهى عن الصماء (2) والاحتباء في ثوب واحد

(1) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في لبس الشهرة رقم 4029. ص
(2) الصماء: وفيه (أنه نهي عن اشتمال الصماء) هو أن يتجلل الرجل
بثوبه ولا يرفع منه جانبا. وإنما قيل لها صماء، لأنه يسد على يديه
ورجليه المنافذ كلها، كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق ولا صدع.
والفقهاء يقولون: هو أن يتغطى بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم
يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه، فتنكشف عورته. النهاية 3 / 54 ب
312

د (1) عن جابر).
41174 نهى عن المفدم (2) (ه‍ عن ابن عمر).
41175 نهى عن المياثر الحمر والقسي (3) (خ، ت
عن البراء).
41176 نهى عن الميثرة (4) والأرجوان (5) (ت (6)

(1) أخرجه أبو داود كتاب اللباس رقم 408. وأخرجه مسلم كتاب اللباس
رقم 2199. ص
(2) المفدم: هو الثوب المشبع حمرة كأنه الذي لا يقدر على الزيادة عليه
لتناهي حمرته، فو كالممتنع من قبول الصبغ. النهاية 3 / 421. ب
(3) والقسي: ثوب يحمل من مصر يخالطه الحرير، وفي الحديث: " أنه
نهى عن لبس القسي ". المختار 421. ب
(4) الميثرة: هي وطاء محشو، يترك على رحل البعير تحت الراكب.
وأصله الواو، والميم زائدة. النهاية 4 / 378. ب
(5) الأرجوان: صبغ أحمر شديد الجمرة، قال أبو عبيد: هو الذي يقال
له النشاستج، قال: والبهرمان دونه. وقيل: إن الأرجوان معرب، وهو
بالفارسية أرغوان. وهو شجر له نور أحمر أحسن ما يكون. وكل لون
يشبهه فهو أرجوان. ا ه‍ 188 المختار. ب
(6) أخرجه أبو داود كتاب اللباس رقم 4051 والترمذي في الأدب رقم
2809 وقال حسن صحيح. ص
313

عن عمران).
الاكمال
41177 أعطني نمرتك (1) وخذ نمرتي، قال: يا رسول الله
نمرتك أجود من نمرتي، قال: أجل ولكن فيها خيطا أحمر فخشيت
أن أنظر إليها فتفتنني عن صلاتي (طب عن عبد الله بن سرجس).
41178 إياكم والحمرة! فإنها من أحب الزينة إلى الشيطان
(ابن جرير عن قتادة مرسلا).
41179 إن الله لا ينظر إلى المسبل يوم القيامة (حم عن
أبي هريرة).
41180 أي الرجل أنت لولا خلتان فيك! تسبل إزارك
وترخي شعرك (طب عن خريم).
41181 الإزار إلى ههنا، فان أبيت فأسفل من ذلك، فان
أبيت فلا حق للزار في الكعبين (هب والشيرازي في الألقاب
عن حذيفة).
41182 نعم الرجل أنت يا خريم لولا خلتان فيك! إسبالك

(1) نمرتك: النمرة: بردة من صوف تلبسها الاعراب. اه‍ 538 المختار. ب
314

إزارك، وإرخاؤك شعرك (حم وابن منده، ض عن خريم بن فاتك).
41183 نعم الفتى خريم لو أخذ من شعره وقصر من إزاره
(ابن قانع، طب عن خريم بن فاتك).
41184 نعم الفتى سمرة لو أخذ من لمته (1) وشمر من إزاره
(حم، خ في تاريخه والحسن بن سفيان وابن قانع وابن منده وابن
عساكر، ص عن سمرة بن فاتك أخي خريم بن فاتك).
41185 لولا خلتان فيك كنت أنت الرجل! تسبيل الإزار
وإرخاء الشعر (طب عن خريم بن فاتك).
41186 يا خريم بن فاتك! لولا خلتان فيك لكنت أنت
الرجل! توفي شعرك وتسبل إزارك (حم وابن سعد طب، ك
وتعقب، حل عن خريم بن فاتك).
41187 يا عمرو بن زرارة! إن الله عز وجل قد أحسن كل
شئ خلقه، يا عمرو بن زرارة! إن الله لا يحب المسبلين، يا عمرو
ابن زرارة! هذا موضع الإزار (طب عن أبي أمامة، حم عن عمرو
ابن فلان الأنصاري).

(1) لمته: اللمة - بالكسر - الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن فإذا بلغ
المنكبين فهو جمة. اه‍ 479 المختار. ب
315

41188 يا سفيان بن سهل! لا تسبل الإزار، فان الله لا يحب
المسبلين (ه‍، حم، والبغوي، طب عن المغيرة بن شعبة).
41189 ألا رجل يستر بيني وبين هذه النار (طب عن
عبادة بن الصامت قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل عليه ملحفة
مصفرة قال فذكره).
41190 يا ابن عمر! كل شئ يمس الأرض من الثياب ففي
النار (حم، طب عن ابن عمر).
41191 ارفع إزارك، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لربك، أما لك
في أسوة (حم وابن سعد، هب عن الأشعث بن سليم عن عمته
عن عمها).
41192 ارفع ثوبك فإنه أبقى وأتقى (حم عن الحارث،
طب عن عبيدة بن خالد).
41193 ارفع إزارك، فان الله لا يحب المسبلين (هب
عن رجل).
41194 لا تلبسوا القميص المكفف بالحرير (طب عن عمران
ابن حصين).
41195 ذيل المرأة شبر، قيل: إذا يخرج قدماها! قال:
316

فذراع، لا يزدن عليه (ق عن أم سلمة وعن ابن عمر).
41196 لا ينظر الله إلى المسبل يوم القيامة (طب عن
أبي هريرة).
41197 لا يقبل الله صلاة رجل مسبل إزاره (هب عن
رجل من الصحابة).
41198 علامة المنافق تطويل سراويله، فمن طول سراويله
حتى يدخل تحت قدميه فقد عصى الله ورسوله، ومن عصى الله ورسوله
فله نار جهنم (الديلمي عن علي).
41199 ههنا ائتزر، فان أبيت فههنا، فان أبيت فههنا فوق
الكعبين، فان أبيت فان الله لا يحب كل مختال فخور (حم، ك
عن جابر بن سليم الهجيمي).
41200 من أخذ يلبس ثوبا ليباهي به لينظر الناس إليه لم
ينظر الله إليه حتى ينزعه (كر عن أم سلمة).
41201 من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله تعالى ثوب
مذلة يوم القيامة (حم عن ابن عمر).
41202 من لبس مشهورا من الثياب أعرض الله عنه يوم
القيامة (طب عن أبي سعيد التيمي عن الحسن والحسين معا).
317

41203 من لبس ثوبا يباهي به ليراه الناس لم ينظر الله إليه
حتى ينزعه (طب وتمام وابن عساكر عن أم سلمة، وضعف).
لبس الحرير والذهب
41204 لا أركب الأرجوان، ولا ألبس المعصفر، ولا
ألبس القميص المكفف بالحرير، ألا! وطيب الرجال ريح لا لون له،
وطيب النساء لون لا ريح له (حم، د (1)، ك عن عمران
ابن حصين).
41205 لا تلبسوا الحرير، فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في
الآخرة (م عن ابن الزبير) (2).
41206 لا ينبغي هذا للمتقين يعني الحرير (حم، ق، ن عن
عقبة بن عامر).
41207 إن هذين حرام على ذكور أمتي، حل لإناثهم
يعني الذهب والحرير (حم، د (3)، ن، ه‍ عن علي، ه‍ عن ابن عمرو).

(1) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب من كرهه رقم 4048. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 11. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في الحرير للنساء رقم 4057
والنسائي في الزينة رقم 5147. ص
318

41208 إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة
(حم، ق (1) د، ن، ه‍ عن عمر).
41209 إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوها في
الدنيا (حم، ن، ك عن عقبة بن عامر).
41210 حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل
لإناثهم (ت عن أبي موسى).
41211 الحرير ثياب من لا خلاق له (طب عن ابن عمر).
الاكمال
41212 الحرير والذهب حرام على ذكور أمتي ورحل
لإناثهم (ق عن عقبة بن عامر وعن أبي موسى).
41213 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا
ولا ذهبا (حم، طب، ك، ض عن أبي أمامة).
41214 إن الله عز وجل أحل لإناث أمتي الحرير والذهب
وحرمه على ذكورها (ن عن أبي موسى).
41215 إن الدنيا ستفتح عليكم، فيا ليت أمتي لا يلبسون

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 8. ص
319

الحرير (قط في الافراد عن حذيفة).
41216 إن عليك لباس من لا يعقل (طب عن ابن عمر:
أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه جبة سيجان مزررة بالديباج قال فذكره).
41217 إن هذين حرما على ذكور أمتي وحللا لإناثهم
(طب عن ابن عباس).
41218 إنما يشتريه من لا خلاق له يعني الحرير (حم. طب
عن حفصة رضي الله عنها).
41219 من لبس الحرير في الدنيا والديباج لم يلبسه في الآخرة،
ومن شرب في آنية الذهب والفضة في الدنيا لم يشرب فيهما في الآخرة
(الشافعي، ص عن عمر).
41220 من لبس ثوب حرير ألبسه الله ثوبا من نار ليس من
أيامكم هذه ولكن من أيام الله الطوال (ز عن حذيفة).
41221 من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، وإن
دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو (ط والطحاوي، حب، ك،
ص عن أبي سعيد).
41222 من لبس الحرير وشرب في الفضة فليس منا، ومن
320

خبب (1) امرأة على زوجها أو عبدا على مواليه فليس منا (طب،
حل عن ابن عمر).
41223 من لبس الحرير في الدنيا حرمه أن يلبسه في
الآخرة (حم عن عقبة بن عامر).
41224 من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة،
ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة، ومن شرب في آنية
الذهب والفضة لم يشرب بها في الآخرة، لباس أهل الجنة وشراب
أهل الجنة وآنية أهل الجنة (ك، كر عن أبي هريرة).
41225 لا ينبغي هذا للمتقين (حم، خ، م، (2)، ن عن
عقبة بن عامر قال: أهدي لرسول الله صلى الهل عليه وسلم فروج (3) حرير
فلبسه ثم نزعه قال فذكره).
41226 لا أرضى لك ما لا أرضى لنفسي، إني لم أكسكها
لتلبسها، إنما كسوتكها لتجعلها خمرا بين الفواطم (طب عن أم هانئ).
41227 لا يستمتع بالحرير من كان يرجو أيام الله (حم،

(1) خبب: أي خدعه وأفسده. اه‍ 2 /؟ النهاية. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 2075. ص
(3) فروج: وهو القباء الذي فيه شق من خلفه. اه‍ 3 / 423 النهاية. ب
321

طب وسمويه، حل عن أبي أمامة).
41228 لا يلبس الحرير في الدنيا إلا من لا خلاق له في
الآخرة (الطحاوي، طب، وابن عساكر، ض عن أبي أسامة).
41229 من لبس الذهب من أمتي فمات وهو يلبسه حرم الله
عليه ذهب الجنة، ومن لبس الحرير من أمتي فمات وهو يلبسه حرم
الله عليه حرير الجنة (حم عن ابن عمر).
41230 من مات من أمتي يتحلى الذهب حرم الله عليه حليته
في الآخرة، ومن مات من أمتي يشرب الخمر حرم الله عليه شربها
في الآخرة، ومن مات من أمتي يلبس الحرير حرم الله عليه لبسه
في الآخرة (طب (1) عن ابن عمرو).
41231 لية لا (2) ليتين (ط، حم، د (3)، ك طب
هب عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تختمر قال فذكره).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 5 / 146 وقال رواه الطبراني وفي اسناده
ميمون بن اسناد عن عبد الله بن عمر الهزالي لم اعرفه وبقية رجاله ثقات. ص
(2) لية لا ليتين: أي تلوي خمارها على رأسها مرة واحدة، ولا
تديره مرتين، لئلا تتشبه بالرجال إذا اعتموا. ا ه‍ 4 / 570 النهاية ب
(3) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في الاختمار رقم 4115 وقال أبو داود:
معنى قوله: لية لا ليتين: لا تعتم مثل الرجل، لا تكرره طاقا أو طاقين ا ه‍. ص
322

41232 من تحلى ذهبا أو حلى أحدا من ولده مثل
خربصيصة (1) أو عين جرادة كوي به يوم القيامة (طب - عن
أسماء بنت يزيد).
41233 من تحلى أو حلى بخربصيصة من ذهب كوي يوم
القيامة (طب - عن عبد الرحمن بن غنم).
41234 من حلى نفسه أو شيئا من سلاحه بمثل عين الجرادة
من ذهب كوي به يوم القيامة (الديلمي - عن قيس بن عبادة).
منع تزي الرجال بالنساء وبالعكس
41235 لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس
لبسة الرجل (د (2) ك - عن أبي هريرة).
41236 لعن الله المخنث من الرجال والمترجلات من النساء
(خ (3) د، ت - عن ابن عباس).

(1) خربصيصة: هي الهنة التي تتراءى في الرمل لها بصيص كأنها عين
جرادة. النهاية 3 / 19. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب اللباس في باب لباس النساء رقم 498. ص
أخرجه البخاري كتاب اللباس باب المتشبهون 7 / 205. ص
323

41237 ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه
بالنساء من الرحال (حم - عن ابن عمرو).
ذيل لباس المرأة
41238 ذيل المرأة شبر (هق - (1) عن أم سلمة وعن
ابن عمر).
41239 ذيلك ذراع (ه‍ (2) عن أبي هريرة).
41240 لية لا ليتين (حم، د، ك - عن أم سلمة) مر
عزوه برقم 41231.
الاكمال
41241 اجعل صديعها (3) قميصا وأعط صاحبتك صديعا،
مرها تجعل تحتها شيئا لئلا يصف هذا (ك - عن دحية).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب اللباس باب ذيل المرأة كم يكون رقم 3580. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب اللباس باب ذيل المرأة كم يكون؟ رقم 3582
وفي إسناده أبو المهزم متفق على تضعيفه. ص
(3) صديعها: يقال صدعت الرداء صدعا إذا شققته. النهاية 3 / 16. ص
324

41242 اصدعها صدعين، فاقطع أحدهما قميصا، وأعط الاخر
امرأتك تعتجر به، وأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها
(د (1)، هب، ك، ق - عن دحية بن خليفة).
41243 ذيول النساء شبر، قيل: إذا تبدو أقدامهم! قال:
فذراع، لا يزدن عليه (حم - عن أم سلمة).
41244 يرحم الله المتسرولات (عق عن مجاهد قال: بلغني أن
امرأة سقطت عن دابتها فانكشفت عنها ثيابها والنبي صلى الله عليه وسلم قريب
منها، فقيل: إن عليها سراويل قال - فذكره).
41245 يرحم الله المتسرولات من أمتي! يرحم الله المتسرولات
من أمتي! يرحم الله المتسرولات من أمتي! يا أيها الناس اتخذوا
السراويلات، فإنها من أستر ثيابكم، وخذوا بها نساءكم إذا خرجن
(عد، عق، والخليلي في مشيخته، ومحمد بن الحسين بن عبد الملك
البزار في فوائده، وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وأورده ابن
الجوزي في الموضوعات).

(1) (7) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في لبس القباطي للنساء رقم 4116. ص
325

41246 يرحم الله المتسرولات في اليساء (قط في الافراد
عن أبي هريرة.
41247 رحم الله المتسرولات من أمتي (ك في تاريخه،
هب - عن أبي هريرة).
41248 ألا كسوتها بعض أهلك؟ فإنه لا بأس بذلك
للنساء - يعني المعصفر (ه‍ - (1) عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده).
41249 أبلي وأخلقي! ثم أبلي وأخلقي! ثم أبلي وأخلقي
(خ (2) د - عن أم خالد بنت سعيد قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعلي قميص أصفر قال - فذكره، طب والبغوي والبارودي، ك
عن خالد بن سعيد بن العاص).
41250 أبلى وتبقين (ابن قانع (3) عثه).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب اللباس باب كراهية المعصفر للرجال رقم
3603. ص
(2) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم 92 بتمام هذا العزو وأخرجه
البخاري كتاب الأدب باب من ترك صبية غيره حتى تلعب به...
(8 / 8). ص
(3) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم 93. ص
326

الباب الرابع في معايش متفرقة
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول في النوم وآدابه وأذكاره
41251 أجيفوا أبوابكم، وأكفئوا آنيتكم، وأوكئوا
أسقيتكم، وأطفئوا سروجكم، فإنه لم يؤذن لهم بالتسور عليكم
(حم (1) عد عن أبي أمامة).
41252 إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمير بالليل فتعوذوا
بالله من الشيطان، فإنهن يرين ما لا ترون، وأقلوا الخروج إذا
هدأت الرجل، فان الله عز وجل يبث في ليله من خلقه ما يشاء،
وأجيفوا الأبواب واذكروا اسم الله عليها، فان الشيطان لا يفتح بابا
أجيف وذكر اسم الله عليه، وغطوا الجرار، وأوكئوا القرب،
وأكفئوا الآنية (حم، خد، د (2) حب، ك عن جابر).
41253 إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ (قل يا أيها

(1) أورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 195 والجامع الكبير رقم 67
وقال المناوي في الفيض 1 / 164 وقال الهيثمي رجاله ثقات. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأدب رقم 5103 ورقم 5104. ص
327

الكافرون) ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك (حم، د (1)
ت، ك، هب - عن نوفل بن معاوية، ن والبغوي وابن قانع والضياء
عن جبلة بن حارثة).
41254 أتاني جبريل فقال أن عفريتا من الجن يكيدك،
فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (ابن أبي الدنيا في مكايد
الشيطان - عن الحسن مرسلا).
41255 إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم
اضطجع على شقك الأيمن ثم قل (اللهم! أسلمت وجهي إليك،
لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك، اللهم! آمنت بكتابك الذي
أنزلت، ونبيك الذي أرسلت) فان مت من ليلتك فأنت على
الفطرة، واجعلهن آخر ما تتكلم به (حم، ق 3 (2)،
عن البراء

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب رقم 5055 والترمذي كتاب الدعوات
رقم 4300 ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الدعوات 8 / 85 ومسلم في الذكر رقم 2710 باب
ما يقول عند النوم. ص
328

41256 إذا أخذ أحدكم مضجعه ليرقد فليقرأ بأم الكتاب
وسورة، فان الله يوكل به ملكا يهب معه إذا هب (ابن عساكر
عن شداد بن أوس).
41257 إذا أخذت مضجعك فاقرأ سورة الحشر، إن مت
مت شهيدا (ابن السني في عمل يوم وليلة - عن أنس).
41258 إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن ثم قال (اللهم!
أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك
وفوضت أمري إليك، لا ملجأ منك إليك، أؤمن بكتابك
وبرسولك) فان مات من ليلته دخل الجنة (ت (1)، ن والضياء -
عن رافع بن خديج).
41259 إذا أويت إلى فراشك فقل (اللهم رب السماوات
السبع وما أظلت! ورب الأرضين وما أقلت! ورب الشياطين وما
أضلت! كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا، وأن يفرط
علي أحد منهم أو أن يبغي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى
فراشه رقم 3392. ص
329

غيرك، ولا إله إلا أنت) (ت (1) عن بريدة).
41260 إذا أويت إلى فراشك فقل (الحمد لله الذي من
علي فأفضل، والحمد لله رب العالمين رب كل شئ وإله كل شئ،
أعوذ بك من النار) (البزار - عن بريدة).
41261 إذا أويت إلى فراشك فقل (باسمك اللهم وضعت
جنبي، طهر لي قلبي، وطيب كسبي، واغفر ذنبي) (ابن السني في
عمل يوم وليلة - عن ابن عباس).
41262 إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة
إزاره ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع
فليقل (باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فان أمسكت نفسي
فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما يحفظ به عبادك الصالحين) فإذا
استيقظ فليقل (الحمد لله الذي عافاني في جسدي، ورد علي روحي،
وإذن لي بذكره) (ت (2) عن أبي هريرة).
41263 إذا نمتم فأطفئوا سرجكم، فان الشيطان يدل

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3518 وقال الترمذي هذا ليس
إسناده بالقوي. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات 3368. ص
330

مثل هذه على هذا فيحرقكم (د (1)، حب، ك، هب - عن
ابن عباس).
41264 أغلقوا أبوابكم، وخمروا آنيتكم، وأطفئوا سرجكم
وأوكئوا أسقيتكم، فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، ولا يكشف
غطاء، ولا يحل وكاء، وإن الفويسقة تضرم البيت على أهله
(حم، م (2) د ت - عن جابر).
41265 اقرأ (قل يا أيها الكافرون) عند منامك، فإنها
براءة من الشرك (هب - عن أنس).
41266 من أراد أن ينام على فراشه من الليل فنام على يمينه
م قرأ (قل هو الله أحد) مائة مرة فإذا كان يوم القيامة يقول له
الرب تعالى: يا عبدي! ادخل على يمينك الجنة (ت (3) عن أنس).
41267 أمرني جبريل أن لا أنام إلا على قراءة (حم)

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب اطفاء النار بالليل رقم 5247. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب الأمر بتغطية الاناء 96 / 97. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب فضائل القرآن رقم 290 وقال هذا حديث
غريب. ص
331

السجدة و (تبارك الذي بيده الملك) (فر عن علي وأنس).
41268 اتقي الله يا فاطمة! وأدي فريضة ربك، واعملي عمل
أهلك، وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا
وثلاثين، وكبري أربعا وثلاثين، فتلك مائة، فهي خير لك من
خادم (د عن علي) (1).
41269 إن هذه ضجعة لا يحبها الله (حم، ت (2)، ك عن
أبي هريرة).
41270 إن هذه ضجعة يبغضها الله يعني الاضطجاع على
البطن (حم، د (3)، ه‍ عن قيس الغفاري).
41271 ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم! تسبحين
الله ثلاثا وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين، وتكبرين أربعا وثلاثين
حين تأخذين مضجعك (م عن أبي هريرة) (4).
41272 ألا أدلكما على خير مما سألتماه! إذا أخذتما مضاجعكما

(1) أخرجه أبو داود كتاب الخراج باب في بيان مواضع الخمس رقم 2988. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الأدب رقم 2769. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب أبواب النوم رقم 5040. ص
(4) أخرجه مسلم كتاب الذكر باب التسبيح أول النهار رقم 2028. ص
332

فكبرا الله أربعا وثلاثين، واحمدا الله ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا
وثلاثين، فان ذلك خير لكما من خادم (حم، ق (1)، د، ت
عن علي).
41273 ألا أعلمك كلمات تقولها إذا أويت إلى فراشك!
فإذا مات من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبحت وقد
أصبت خيرا، تقول (اللهم! أسلمت نفسي إليك. ووجهت وجهي
إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، وألجأت ظهري
إليك، لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي
أنزلت ونبيك الذي أرسلت) (ت، ن (2) عن البراء).
41274 من أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله تعالى حتى
يدركه النعاس لم يتقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئا من خير الدنيا
والآخرة إلا أعطاه الله إياه (ت عن أبي أمامة).
41275 من قال حين يأوي إلى فراشه (أستغفر الله الذي
لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات غفر الله له

(1) أخرجة مسلم كتاب الذكر باب التسبيح أول النهار رقم 2027. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3391. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3525 ص
333

ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن
كانت عدد رمل عالج (1) وإن كانت عدد أيام الدنيا (حم، ت (2)
عن أبي سعيد).
41276 إذا اضطجعت فقل (بسم الله، أعوذ بكلمات الله
التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن
يحضرون) أبو نصر السجزي في الإبانة عن ابن عمر).
41277 إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره،
فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل
(باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها،
وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) (ق (3)، د عن
أبي هريرة).
41278 إذا نمتم فأطفئوا المصباح، فان الفأرة تأخذ الفتيلة
فتحرق أهل البيت، وأغلقوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية، وخمروا

(1) عالج: هو ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض. اه‍ 3 / 281
النهاية. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3394. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الذكر رقم 2714. ص
334

الشراب (طب، ك عن عبد الله بن سرجس).
41279 إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب
و (قل هو الله أحد) فقد أمنت من كل شئ إلا الموت (البزار
عن أنس).
41280 أطفئوا المصابيح إذا رقدتم، وأغلقوا الأبواب،
وأوكئوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب ولو بعود تعرضه عليه
(خ (1) عن جابر).
41281 إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها
عنكم (ه‍، ق عن أبي موسى) (2).
41282 النار عدو فاحذروها (حم عن ابن عمر).
41283 خمروا الآتية، وأوكئوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب،
واكفتوا (3) صبيانكم عند المساء، فان للجن انتشارا وخطفة، وأطفئوا
المصابيح عند الرقاد، فان الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل

(1) أخرجه البخاري كتاب الأشربة باب تغطية الاناء 1 / 45. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الأدب باب اطفاء النار عند المبيت رقم 3770 ص
(3) واكفتوا: أي ضموهم إليكم. وكل من ضممته إلى شئ فقد كفته،
يريد عند انتشار الظلام. اه‍ 4 / 184 النهاية. ب
335

البيت (خ (1) عن جابر).
41284 الطاهر النائم كالصائم القائم (عن عمرو بن حريث).
41285 غطوا الاناء وأوكئوا السقاء، فان في السنة ليلة
ينزل فيها وباء لا يمر باناء لم يغط ولا سقاء لم يوك إلا وقع فيه من
ذلك الوباء (حم، م (2) عن جابر).
41286 غطوا الاناء، وأوكئوا السقاء، وأغلقوا الأبواب،
وأطفئوا السراج، فان الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف
إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم
الله فليفعل، فان الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم (م (3)، ه‍
عن جابر).
41287 ليقل أحدكم حين يريد أن ينام (آمنت بالله وكفرت
بالطاغوت، وعد الله حق وصدق المرسلون، اللهم! إني أعوذ بك
من طوارق هذه الليلة إلا طارقا يطرق بخير) (طب عن أبي
مالك الأشعري)

(1) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب خمس من الدواب 4 / 157. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 2014. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 2012 باب الأمر تغطية الاناء. ص
336

41288 ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب
الله إلا وكل الله به ملكا يحفظه فلا يقربه شئ يؤذيه حتى يهب متى
هب (حم، ت (1) عن شداد بن أوس).
41289 ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا فيتعار (2)
من الليل فيسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه
(حم، د (3)، ه‍ عن معاذ).
41290 من بات على طهارة ثم مات من ليلته مات شهيدا
(ابن السني عن أنس).
41291 النائم الطاهر كالصائم القائم (الحكيم عن عمرو
ابن حريث).
41292 اللهم! أنت خلقت نفسي وأنت توفاها، لك مماتها
ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم! أسألك
العافية (م (4) عن ابن عمر)

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3104. ص
(2) فيتعار: أي هب من نومه واستيقظ. اه‍ 1 / 19 النهاية. ب
(3) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في النوم على طهارة رقم 542. ص
(4) أخرجه مسلم كتاب الذكر رقم 272 ص
337

الاكمال
41293 ما من مسلم يقرأ سورة من كتاب الله عند نومه
إلا وكل الله به ملكا لا يقربه شئ حتى يهب من نومه (طب عن
شداد بن أوس).
41294 ما من عبد يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل
الله عز وجل به ملكا لا يضره شئ حتى يهب متى هب (هب عن
شداد بن أوس).
41295 ما من عبد مسلم يأوي إلى فراشه فيقرأ سورة
من كتاب الله عز وجل حين يأخذ مضجعه إلا وكل الله به ملكا
لا يدع شيئا يقربه ويؤذيه حتى يهب متى هب (ابن السني عن شداد
ابن أوس).
41296 إذا أخذت مضجعك فاقرأ (قل يا أيها الكافرون)
(ن عن خباب).
41297 اقرأ (قل يا أيها الكافرون) ثم نم على خاتمها،
فإنها براءة من الشرك (حم، د (1)، ت، ك، هب عن فروة بن

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب رقم 5055. ص
338

نوفل عن أبيه).
41298 إذا أويت إلى فراشك فاقرأ (قل يا أيها الكافرون)،
ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك (ت، حب، ك، هب
عن فروة بن نوفل عن أبيه، طب عن جبلة بن حارثة الكلبي وهو
أخو زيد بن حارثة).
41299 إذا وضعت جنبك على الفراش فقلت (بسم الله)،
وقرأت فاتحة الكتاب و (قل هو الله أحد) أمنت من شر الجن والإنس
ومن شر كل شئ إلا الموت، وهي تعدل ثلث القرآن
(الديلمي - عن انس).
41300 إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم
اضطجع على شقك الأيمن ثم قل (اللهم! أسلمت وجهي إليك،
وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك،
لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك
الذي أرسلت) واجعله آخر ما تقول، فان مت في ليلتك مت على
الفطرة (ت: حسن صحيح (1)، وابن جرير، حب عن البراء،
قال ت: ولا نعلم في شئ من الروايات ذكر الوضوء إلا في هذا

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3569. ص
339

الحديث، ورواه د، ه‍ وابن جرير بدون ذكر الوضوء وزاد في
آخره، وإن أصبحت أصبحت وقد أصبت خيرا).
41301 إذا أخذت مضجعك من الليل فقل (اللهم! أسلمت
نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت
ظهري إليك، آمنت بكتابك المنزل ونبيك المرسل، اللهم! أسلمت
نفسي إليك، أنت خلقتها، لك محياها ومماتها، إن قبضتها فارحمها،
وإن أخرتها فاحفظها بحفظ الايمان) (ش وابن جرير، طب وابن
السني عن عمار).
41302 من سره أن ينام على الفرة التي فطر الله الناس
عليها فليقل إذا أوى إلى فراشه (اللهم! أنت ربي ومليكي وإلهي
لا إله إلا أنت، اللهم! إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي
إليك، وفوضت أمري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا
منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت)
(الخرائطي في مكارم الأخلاق عن البراء).
41303 إذا أخذت مضجعك فقولي (الحمد لله الكافي، سبحان
الله الاعلى، حسبي الله وكفى، ما شاء الله قضى، سمع الله لمن دعا،
ليس من الله ملجأ ولا وراء الله ملتجأ، توكلت على الله ربي وربكم
340

ما من دابة إلا هو آخر بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم،
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له
ولي من الذل وكبره تكبيرا) ما من مسلم يقولها عند منامه ثم
ينام وسط الشياطين والهوام فتضره (ابن السني - عن فاطمة الزهراء).
41304 إذا أراد أحدكم أن يضطجع فلينزع داخلة إزاره ثم
لينفض بها فراشه، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على
شقه الأيمن، ثم ليقل (رب! بك وضعت جنبي وبك أرفعه،
فان أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما حفظت به عبادك
الصالحين (ه‍ (1) عن أبي هريرة).
41305 إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره
فلينفض بها فراشه ويسمي الله، فإنه لا يدري ما خلفه على فراشه،
وإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل (سبحانك
ربي! بك وضعت جنبي وبك ارفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها
وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) حب - عن
أبي هريرة) (2).
.

(1) أخرجه مسلم كتاب الذكر بلفظه رقم 64 و 2714. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الذكر بلفظه رقم 64 و 2714. ص
341

41306 إذا أوى الرجل إلى فراشه فأتاه ملك وشيطان فيقول
الملك: اختم بخير، ويقول الشيطان: اختم بشر، فإذا ذكر الله
ثم نام ذهب الشيطان وبات يكلؤه الملك، فإذا استيقظ ابتدره ملك
وشيطان، قال الملك: افتح بخير، وقال الشيطان: افتح بشر، فان
قال إذا قام (الحمد لله الذي رد على نفسي ولم يمتها في منامها، الحمد
لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه إن الله بالناس
لرؤف رحيم، الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا
ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا، الحمد
لله الذي يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير) فان وقع على سريره
فمات دخل الجنة، وإن قام فصلى صلى في الفضائل (ابن نصر، ع،
حب، ك، ض - عن جابر).
41307 إذا نام ابن آدم قال الملك للشيطان: أعطني صحيفتك
فيعطيه إياها، فما وجد في صحيفته من حسنة محا بها عشر سيئات من
صحيفة الشيطان وكتبهن حسنات، فإذا أراد أحدكم أن ينام فليكبر
ثلاثا وثلاثين تكبيرة ويحمد أربعا وثلاثين تحميدة ويسبح ثلاثا
وثلاثين تسبيحة، فتلك مائة (طب - عن أبي مالك الأشعري).
41308 إن يرزقك الله شيئا يأتك، وسأدلك على شئ
342

خير من ذلك، إذا لزمت مضجعك فسبحي الله تعالى ثلاثا وثلاثين
واحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبري الله أربعا وثلاثين، فتلك مائة،
وهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح فقولي (لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده
الخير، وهو على كل شئ قدير) عشر مرات بعد الصبح وعشر
مرات بعد صلاة المغرب، فان كل واحدة منهن تكتب عشر
حسنات وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من
ولد إسماعيل، ولا يحل لذنب كسب ذلك اليوم أن يدركه إلا أن
يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو حرسك ما
بين أن تقوليه غدوة إلى أن تقوليه عشية من كل شيطان ومن
كل سوء (حم، طب - عن أم سلمة).
41309 ألا أخبركما بخير ما سألتماني كلمات علمنيهن جبريل!
تسبحان في دبر كل صلاة عشرا، وتحمدان عشرا وتكبران عشرا، وإذا أويتما
فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا
وثلاثين (م (1) عن علي).

(1) أخرجه مسلم كتاب الذكر رقم 2727. ص
343

41310 ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك! إذا أويت
إلى فراشك فسبحي وكبري، وهللي، ثلاثا وثلاثين، وثلاثا وثلاثين
وأربعا وثلاثين (حب - عن علي).
41311 ألا أدلك على ما هو خير من ذلك! تسبحين الله
إذا أويت إلى فراشك ثلاثا وثلاثين، وتحمدينه ثلاثا وثلاثين،
وتكبرينه أربعا وثلاثين، فذلك مائة، هي خير لك من الدنيا وما
فيها (ابن عساكر - عن أنس قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة تشكو
إليه حاجة قال - فذكره).
41312 ألا أدلكما على خير مما سألتماه! إذا أخذتما
مضاجعكما فكبر الله أربعا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وسبحا
ثلاثا وثلاثين، فان ذلك خير لكما من خادم (حم، خ، (1) د، ت
حب - عن علي أنه وفاطمة سألا النبي صلى الله عليه وسلم خادما، قال فذكره).
41313 ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم! تسبحين
ثلاثا وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين، وتكبرين أربعا وثلاثين حين
تأخذين مضجعك (م - عن أبي هريرة) (2).

(1) أخرجه مسلم كتاب الذكر رقم 8 و 81. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الذكر رقم 80 و 81. ص
344

41314 أيمنع أحدكم أن يكبر في دبر كل صلاة عشرا
ويسبح عشرا ويحمد عشرا! وذلك في خمس صلوات خمسون ومائة
باللسان وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه كبر أربعا
وثلاثين، وحمد ثلاثا وثلاثين، وسبح ثلاثا وثلاثين، فتلك مائة
باللسان وألف في الميزان، وأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمسمائة
سيئة (ابن عساكر - عن مصمب بن سعد عن أبيه).
41315 إذا نام العبد على فراشه أو على مضجعه مزن الأرض
التي هو فيها فانقلب في ليلته على جنبه الأيمن أو جنبه الأيسر ثم يقول.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،
يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ
قدير، يقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي لم ينسني في
هذا الوقت، أشهدكم أني قد رحمته وغفرت له (ابن السني في عمل
يوم وليلة وابن النجار - عن أنس).
41316 إذا أتى أحدكم فراشه فليقل: اللهم! رب السماوات
ورب الأرض ربنا ورب كل شئ أنت آخذ بناصيته، أنت الأول
فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ، وأنت الباطن
345

فليس دونك شئ، أغننا من الفقر، واقض عنا الدين (ك - عن
أبي هريرة).
41317 إذا أتى أحدكم فراشه فلينزع داخلة إزاره ثم لينفض
بها فراشه، فإنه لا يدري ما حدث عليه بعده، ثم ليضطجع على جنبه
الأيمن ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فان أمسكت
نفسي فارحمها، وان أرسلتها فاحفظها بما حفظت به عبادك الصالحين
(حم - عن أبي هريرة).
41318 انه قد أوحى إلى أنه من قرأ في ليلة (فمن كان
يرجو لقاء ربه) - الآية، كان له نور من عدن أبين إلى مكة،
حشوه الملائكة (ابن راهويه والبزار، ك والشيرازي في الألقاب وابن
مردويه عن عمر).
41319 ألا أعلمك خير ثلاث سور أنزلت في التوراة
والإنجيل والزبور والفرقان! (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب
الفلق) و (قل أعوذ برب الناس)، إن استطعت أن لا تبيت ليلة
حتى تقرأهن ولا يمر بك يوم حتى تقرأهن (حم، طب عن عقبة
ابن عامر).
41320 ما أوى إلى فراشه ثم قرأ (تبارك الذي بيده الملك)
346

ثم قال: اللهم! رب الحل والحرم والبلد الحرام، والركن والمقام،
والمشعر الحرام، بلغ روح محمد تحية وسلاما أربع مرات، وكل الله
به ملكين حتى يأتيا محمدا فيقولان له: إن فلان ابن فلان يقرأ عليك
السلام ورحمة الله، فأقول: على فلان بن فلان مني السلام ورحمة
الله وبركاته (أبو الشيخ في الثواب، ص وقال: غريب جدا - عن
أبي قرصافة).
41321 من أوى إلى فراشه فقال (الحمد لله الذي كفاني
وآواني، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني، الحمد لله الذي من على فأفضل،
أسألك بعزتك أن تنجيني من النار) إلا حمد الله بمحامد الخلق كلها
(ابن جرير عن أنس).
41322 من قال إذا أوى إلى فراشه (الحمد لله الذي كفاني
وآواني، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني، الحمد لله الذي من على
فأفضل، اللهم! إني أسألك بعزتك أن تنجني من النار) فقد حمد
الله بجميع محامد الخلق كلهم (ابن السني في عمل يوم وليلة، ك،
هب، ض عن أنس).
41323 من قال حين يأوي إلى فراشه (لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو
347

على كل شئ قدير سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر،
ولا حول ولا قوة إلا بالله) غفر الله له ذنوبه وإن كانت أكثر من
زبد البحر (ابن السني وأبو نعيم، حب وابن جرير وابن عساكر
عن أبي هريرة).
41324 من قال حين يأوي إلى فراشه وهو طاهر (الحمد
لله الذي علا فقهر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله الذي ملك
فقدر، والحد لله الذي يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير) خرج
من ذنوبه كيوم ولدته أمه (هب عن أبي أمامة).
41325 من قال عند مضجعه بالليل: الحمد لله الذي علا فقهر،
والذي بطن فخبر، والحمد لله الذي ملك فقدر، والحمد لله الذي يحيي
الموتى وهو على كل شئ قدير. مات على غير ذنب (ابن عساكر
عن ابن عباس).
41326 من قال عند منامه: اللهم! لا تؤمنا مكرك،
ولا تنسنا ذكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تجعلنا من الغافلين،
اللهم! ابعثنا في أحب الأوقات إليك، حتى نذكرك فتذكرنا،
ونسألك فتعطينا، وندعوك فتستجب لنا، ونستغفرك فتغفر لنا إلا
بعث الله تعالى إليه ملكا في أحب الساعات إليه فيوقظه، فان قام
348

وإلا صعد الملك فيعبد الله في السماء، ثم يعرج إليه ملك آخر
فيوقظه، فان قام وإلا صعد الملك فقام مع صاحبه، فان قام بعد ذلك
ودعا استجيب له، فإن لم يقم كتب الله له ثواب أولئك الملائكة (ابن
النجار و الديلمي عن ابن عباس).
41327 إذا أراد أحدكم أن ينام وهو جنب فليتوضأ
وضوءه للصلاة (ابن خزيمة عن أبي سعيد).
41328 توضأ واغسل ذكرك ثم نم (مالك، خ (1)، د، ن
عن ابن عمر أن عمر ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه تصيبه الجنابة من
الليل قال فذكره).
41329 نعم إذا توضأ أحدكم فليرقد وهو جنب (خ (2)، م عن ابن عمر).
41330 نعم ليتوضأ ثم لينم حتى يغتسل إذا شاء (م (3) عن
ابن عمر).
41331 يتوضأ وضوءه للصلاة (طب عن عدي بن حاتم قال:

(1) أخرجه مسلم كتاب الحيض باب جواز نوم الجنب رقم 25. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحيض باب جواز نوم الجنب رقم 23 / 306. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الحيض رقم 24. ص
349

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنب ينام قال فذكره).
41332 توضأ وارقد (الطحاوي، حم عن أبي سعيد قال:
قلت: يا رسول الله! أصيب أهلي وأريد النوم قال فذكره).
41333 ما أحب أن يرقد وهو جنب حتى يتوضأ ويحسن
وضوءه، فاني أخشى أن يتوفى فلا يحضره جبريل (طب عن ميمونة
بنت سعد).
41334 نعم يتوضأ وضوءه للصلاة (طب (1) عن عمر).
41335 وضوء النوم أن تمس الماء ثم تمسح بتلك المسحة
وجهك ويديك ورجلك كمسحة المتيمم (طب عن أبي أمامة).
41336 من بات طاهرا بات في شعاره ملك، ولا يستيقظ
ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان! فإنه بات
طاهرا (قط في الافراد عن أبي هريرة، ك في تاريخه، البزار،
حب، قط عن أبي هريرة، ك في تاريخه عن ابن عمر).
41337 من بات طاهرا على ذكر الله لم يتعار ساعة من
الليل يسأل الله فيها شيئا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه
(طس عن أبي أمامة، الخطيب في المتفق والمفترق عن عمرو بن عبسة

(1) أخرجه مسلم كتاب الحيض رقم 22. ص
350

وسنده حسن).
41338 من بات طاهرا على ذكر الله عز وجل لم يتعار
ساعة من الليل يسأل الله شيئا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه
(ابن شاهين في الترغيب في الذكر، خط في المتفق والمفترق وابن
النجار - عن عمرو بن عبسة).
41439 إذا رقدت فأغلق بابك، وأوك سقاءك، وخمر إناءك
وأطفئ مصباحك، فان الشيطان لا يفتح بابا، ولا يحل وكاء، ولا
يكشف غطاء، وإن الفأرة الفويسقة تحرق على أهل البيت بينهم،
ولا تأكل بشمالك، ولا تشرب بشمالك، ولا تمش في نعل واحدة
ولا تشتمل الصماء، ولا تحتب في الدار مغضبا (حب -
عن جابر).
41340 إذا رقدتم فأطفئوا المصابيح وأوكئوا السقاء (أبو
عوانة - عن جابر).
41341 أغلق بابك واذكر اسم الله، فان الشيطان لا يفتح
بابا مغلقا، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر
اسم الله، وخمر إناءك واذكر اسم الله. ولو بعود تعرض عليه
(حب - عن جابر).
351

41342 أغلقوا الأبواب، وأوكئوا السقاء، وأكفئوا الاناء
وخمروا الاناء، وأطفئوا المصباح، فان الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحل
وكاء، ولا يكشف إناء، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيوتهم
(خ في الأدب، هب - عن جابر).
41343 إن لله عز وجل خلقا يبثهم تحت الليل كيف يشاء
فأوكئوا السقاء، وغطوا الاناء، وأغلقوا الأبواب، فإنه لا يفتح بابا
ولا يكشف غطاء، ولا يحل وكاء (ابن النجار - عن
أبي هريرة).
41344 أوكئوا الأسقية وأغلقوا الأبواب إذا رقدتم بالليل،
وخمروا الشراب والطعام، فان الشيطان يأتي فإن لم يجد الباب مغلقا
دخله، وإن لم يجد السقاء موكأ شرب منه، وإن وجد الباب مغلقا
والسقاء موكأ لم يحل وكاء ولم يفتح بابا مغلقا، وإن لم يجد أحدكم
لانائه الذي فيه شرابه ما يخمره به فليعرض عليه عودا (حب، ك -
عن جابر).
الاستيقاظ
41245 إذا استيقظ الرجل من منامه فقال: سبحان الذي
352

يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير] قال الله: صدق عبدي
وشكر (الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن أبي سعيد).
41346 إذا قام أحدكم من منامه فليقل [الحمد لله الذي رد
فينا أرواحنا بعد إذ كنا أمواتا] (طب - عن أبي جحيفة).
الاكمال
41347 إذا استيقظ الانسان من منامه ابتدره ملك وشيطان
فيقول الملك: افتح بخير، ويقول الشيطان: افتح بشر، فان
قال: الحمد لله الذي أحيى نفسي بعد موتها، الحمد لله الذي يمسك
السماء ان تقع على الأرض والحمد لله الذي يمسك التي قضى عليها
الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى طرد الملك الشيطان وظل
يكلؤه (أبو الشيخ في الثواب - عن جابر).
41348 إن العبد إذا دخل بيته وأوى إلى فراشه ابتدره
ملكه وشيطانه، يقول شيطانه: اختم بشر، ويقول الملك اختم
بخير، فإذا ذكر الله وحده طرد الملك الشيطان وظل يكلؤه، وإن
انتبه من منامه ابتدره ملكه وشيطانه، يقول له الشيطان: افتح
بشر، ويقول الملك: افتح بخير، فان هو قال: الحمد لله الذي
353

رد إلي نفسي بعد موتها ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي يمسك
السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه إن الله بالناس لرؤف رحيم]
فان هو خر من فراشه فمات كان شهيدا، وإن قام يصلي صلى في
الفضائل (ق، ه‍، ع وابن السني (1) عن جابر).
41349 ما من مسلم يتعار من جوف الليل فيقول: [الله
أكبر وسبحان الله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك
وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شئ قدير، ولا حول
ولا قوة إلا بالله، استغفر الله الغفور الرحيم] إلا سلخه الله من ذنوبه
كيوم ولدته أمه (الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن عبادة
ابن الصامت).
41350 من قال حين يستيقظ وقد رد الله عليه روحه [لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير،
وهو على كل شئ قدير] غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر
(الخطيب - عن عائشة).
41351 من قال إذا استيقظ من منامه: (سبحان الذي يحيي

(1) أورده ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم 12. ص
354

الموتى وهو على كل شئ قدير، اللهم اغفر لي ذنوبي يوم تبعثني من
قبري اللهم قني عذابك يوم تبعثني من قبري، اللهم قني عذابك يوم
تبعث عبادك] قال الله عز وجل: صدق عبدي وشكر (ابن السني (1)
عن أبن سعيد).
41352 ما من رجل ينتبه من نومه فيقول: الحمد لله الذي
خلق النوم واليقظة، الحمد لله الذي بعثني سالما سويا، أشهد أن
الله يحى الموتى وهو على كل شئ قدير، إلا قال الله: صدق عبدي
(ابن السني (2) والديلمي - عن أبي هريرة).
41353 ما من عبد يقول حين رد الله إليه روحه: لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ
قدير، إلا غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (ابن السني
عن عائشة) (3).
فرع في النوم والأرق من الاكمال
41354 ألا أعلمك كلمات علمنيهن جبريل عليه السلام وزعم

(1 / 2 / 3) أورده ابن السني في كتابه عمل اليوم والليلة رقم 11 / 13 / 10. ص
355

أن عفريتا من الجن يكيدني [أعوذ بكلمات الله التامات التي
لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وما يعرج
فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها، ومن شر فتن
الليل وفتن النهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق
بخير يا رحمن] (ابن سعد، طب عن خالد بن الوليد أنه شكى إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أجد فزعا بالليل، قال فذكره (1)، عب،
هب - عن أبي رافع).
41355 ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت! قل [اللهم!
رب السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب
الشياطين وما أضلت، كن لي جارا من شر جميع الإنس والجن،
وأن يفرط على أحد منهم، وأن لا يؤذيني، عز جارك، وجل
ثناؤك، ولا إله غيرك] (ابن سعد، طب (2) عن خالد بن الوليد قال:
كنت أرق من الليل فقال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 126. رواه الطبراني وفيه المسيب
ابن واضح وبقية رجاله رجال الصحيح. ص
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 126 أخرجه الطبراني في الكبير
بسند ضعيف وفي الأوسط بسند حسن ورجاله الصحيح. ص
356

41356 إذا أخذت مضجعك فقل [أعوذ بكلمات الله التامة
من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وان يحضرون]
فإنه لا يضرك، وبالحري أن لا يقربك (حم، ابن السني في عمل
يوم وليلة - عن الوليد بن الوليد) (1).
41357 إذا أويت إلى فراشك فقل [أعوذ بكلمات الله
التامات من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين،
وأعوذ بك رب ان يحضرون] فإنه لا يضرك، وبالحرى أن لا
يقربك (ابن السني وأبو نصر السجزي في الإنابة - عن محمد بن حبان
مرسلا أن الوليد بن الوليد بن المغيرة شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الارق
وحديث النفس بالليل قال فذكره، ابن السني عن محمد بن المنكدر
قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه أهاويل يراها في المنام قال
فذكره، ابن السني عن ابن عمرو) (2).
41358 إذا فزع أحدكم في النوم فليقل [بسم الله أعوذ
بكلمات الله التامة من غضبه وشر عقابه وشر عباده، ومن همزات
الشياطين وان يحضرون] فإنها لن تضره (ش، ت (3): حسن غريب

(1) أورده السني في عمل اليوم والليلة رقم 753 ورقم 755. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3519. ص
357

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
محظورات النوم
41359 من بات على ظهر بيت ليس عليه حجاب فقد برئت
منه الذمة (خد - عن علي بن شيبان).
41360 من بات وفي يده غمر فأصابه شئ فلا يلومن
إلا نفسه (خد، ت، ك - عن أبي هريرة).
41361 من بات وفي يده ريح غمر فأصابه فلا يلومن إلا
نفسه (طب - عن أبي سعيد).
41362 من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا
نفسه (ع - عن عائشة).
41363 من اضطجع مضطجعا لم يذكر الله تعالى فيه كان
عليه ترة (1) يوم القيامة، ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان
عليه ترة يوم القيامة (د (2)، ك - عن أبي هريرة).

(1) ترة: الترة: النقص. وقيل التبعة 10 / 189. النهاية. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب ما يقوله عند النوم رقم 5059 رواه
ابن السني برقم 752. ص
358

41364 لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون (حم (1)،
ق، د، ت، ه‍ - عن ابن عمر).
41365 نهى عن الوحدة، أن يبيت الرجل وحده (حم -
عن ابن عمر).
41366 نهى أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو
مستلق على ظهره (حم - عن أبي سعيد).
41367 لا يستلق الانسان على قفاه ويضع إحدى رجليه
على الأخرى (م - عن جابر).
41368 إذا استلقى أحدكم على قفاه فلا يضع إحدى رجليه
على الأخرى (ت (2) - عن البراء، حم - عن جابر، البزار - عن
ابن عباس).
الاكمال
41369 من بات على ظهر بيت عليه ما يستره فمات فلا ذمة
، له ومن ركب البحر حين يرتجع فلا ذمة له (أبو نعيم في المعرفة

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 2015. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في الكراهية في ذلك
رقم 2767. ص
359

عن محمد بن ابن أبي جبل قال: ذكره الحسن ابن سفيان في
الصحابة ولا أرى له صحبة) (1).
41370 من نام على إجار (2) ليس عليه ما يدفع قدميه
فخر فقد برئت منه الذمة، ومن ركب البحر إذا ارتج (3) فقد
برئت منه الذمة (حم - عن زهير بن عبد الله عن بعض الصحابة).
41371 من ركب البحر حين يرتجع فلا ذمة له، ومن بات
على ظهر بيت ليس عليه ستر فمات فلا ذمة له (الباوردي - عن
زهير بن أبي جبل).
41372 من بات فوق إجار ليس حوله ما يدفع القدم فوقع
فمات برئت منه الذمة، ومن ركب البحر عند ارتجاجه فهلك فقد
برئت منه الذمة (البغوي والباوردي، هب - عن زهير بن عبد الله
السنوي، وما له غيره).

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 74. ص
(2) إجار: الإجار - بالكسر والتشديد - السطح الذي ليس حواليه ما يرد
الساقط عنه 10 / 26 النهاية. ب
(3) ارتج: أي اضطرب، وهو افتعل، من الربح، وهو الحركة الشديدة.
2 / 197 النهاية. ب
360

41373 لا تبيتن النار في بيوتكم فإنها عدو (ك - عن
ابن عمر).
41374 يعتري الشيطان المرء عند خصال: إذا نام
وحده، وإذا نام مستلقيا، وإذا نام في ملحفة معصفرة، وإذا
اغتسل بفضاء من الأرض، فمن استطاع أن لا يغتسل بفضاء من
الأرض فليفعل، فإن كان لابد فاعلا فليخط خطا (طس - عن
أبي هريرة).
41375 لا ينامن أحدكم في ملحفة معصفرة. فإنها محضرة
أبو نعيم - عن عصمة بن مالك).
41376 لا يستلقين أحدكم على ظهره ويضع إحدى رجليه
على الأخرى (الشيرازي في الألقاب - عن عائشة) مر عزوه
برقم 41367.
41377 يا خبيب إن هذه ضجعة أهل النار (ه‍ عن أبي ذر) (1).
41378 يا خبيب! ما هذه الضجعة! فإنها ضجعة الشيطان
(ه‍ (1) - عن أبي ذر).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأدب باب النهي عن الاضطجاع على الوجه برقم
3724 والخطاب بلفظ: يا جنيدب!. ورقم 375 ا ه‍. ص
361

41379 قم! فإنها نومة جهنمية - يعني النوم على الوجه
(ه (1)، طب، ص - عن أبي أمامة).
41380 ما لك وهذه النومة! هذه نومة يبغضها الله (ك
عن قيس الغفاري عن أبيه).
41381 لا تضطجع هذا فإنها ضجعة أهل النار - يعني على
بطنه (البغوي، طب - عن ابن طخفة الغفاري).
41382 ذاك رجل بال الشيطان في أذنه (حم، خ (2)، ن،
ه‍ - عن ابن مسعود قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى
أصبح قال - فذكره).
فرع في الرؤيا
41383 الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا
رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث حين يستيقظ عن يساره ثلاثا،
وليتعوذ بالله من شرها. فإنها لا تضره (ق (3). د. ت عن أبي قتادة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأدب باب النهي عن الاضطجاع على الوجه برقم
3724 والخطاب بلفظ: يا جنيدب!. ورقم 3725 اه‍. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة إبليس 4 / 148. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم 2261 ورقم 3. ص
362

41384 الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان
فمن رأى رؤيا فكره منها شيئا فلينفث عن يساره، وليتعوذ بالله من
الشيطان، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدا، فان رأى رؤيا حسنة
فليبشر ولا يخبر بها إلا من يحب (م - (1) عن أبي قتادة).
41385 الرؤيا ثلاث: فبشرى من الله، وحديث النفس،
وتخويف من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها لمن شاء
وإن رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي، وأكره
الغل وأحب القيد، القيد ثبات في الدين (ت، ه‍ - عن
أبي هريرة).
41386 إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره
ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان
عليه (م، د (2) ه‍ - عن جابر).
41387 إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول وليتفل عن
يساره ثلاثا، وليسأل الله من خيرها، وليتعوذ بالله من شرها (ه‍ -

(1) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم 2261 ورقم 3. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم 2262. ص
363

عن أبي هريرة)
41388 إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتفل عن يساره ثلاث
مرات ثم ليقل: اللهم! إني أعوذ بك من الشيطان وسيئات الأحلام
فإنها لا تكون شيئا (ابن السني - عن أبي هريرة).
41389 الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم
شيئا يكرهه فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان
الرجيم ثلاثا، وليتحول على جنبه الذي كان عليه (ه‍ - عن
أبي قتادة).
41390 الرؤيا على رجل طاهر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت
ولا تقصها إلا على واد وذي رأي (د، ه‍ عن أبي رزين).
41391 إذا حلم أحدكم فلا يحدث الناس بتعلب الشيطان
في المنام (م، ه‍ - عن جابر).
41392 إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة فليفسرها وليخبر بها،
وإذا رأى الرؤيا القبيحة فلا يفسرها ولا يخبر بها (ن - عن
أبي هريرة)
364

41393 إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به
الناس (م، ه‍ - عن جابر).
41394 إن الرؤيا تقع على ما يعبر، ومثل ذلك مثل رجل
رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث
بها إلا ناصحا أو عالما (ك - عن أنس).
41395 لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح (ت - عن
أبي هريرة).
41396 إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد
الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من
الشيطان فليستعذ بالله من شرها ولا يذكرها لاحد فإنها لا تضره
(حم، خ، (1) ت - عن أبي سعيد).
41397 إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله
التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وان
يحضرون، فإنها لن تضره (ت - عن ابن عمرو).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم (4) والبخاري كتاب التعبير باب رؤيا
الصالحين 9 / 39. ص
365

41398 يعمد الشيطان إلى أحدكم فيتهول (1) ثم يغدو
يخبر الناس (ه‍ - عن أبي هريرة).
41399 الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها
ان آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها
جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (ه‍ - عن عوف بن مالك).
41400 الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
(خ - عن أبي سعيد، م (2) عن ابن عمر وأبي هريرة، حم، ه‍ -
عن أبي رزين، طب - عن ابن مسعود).
41401 الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة
(ابن النجار - عن ابن عمر).
41402 رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
(حم، ق - عن أنس، حم، ق (3) د، ت - عن عبادة بن الصامت
حم، ق، ه‍ - عن أبي هريرة).

(1) فيهول: هاله الشئ: أفزعه، وبابه قال. المختار 556. ب
(2 / 3) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم 1264 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب
التعبير 9 / 39. ص
366

41403 رؤيا المسلم الصالح جزء من سبعين جزءا من النبوة
(ه‍ - عن أبي سعيد).
41404 الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة
(حم، ه‍ - عن ابن عمر، حم عن ابن عباس).
41405 رؤيا المؤمن الصالح بشرى من الله، وهي جزء من
خمسين جزءا من النبوة (الحكيم، طب عن العباس بن عبد المطلب).
41406 رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة، وهي
على رجل طاهر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت، ولا
تحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا (ت (1) - عن أبي رزن).
41407 إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا
نبي ولكن المبشرات رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة
(حم، ت، ك - عن أنس).
41408 الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة

(1) أخرجه الترمذي كتاب الرؤيا رقم 2279. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الرؤيا باب ذهبت النبوة وبقيت المبشرات رقم
2273 وقال حسن صحيح. ص
367

وأربعين جزءا من النبوة (حم، خ، ن، ه‍ - عن أنس) (1).
41409 أيها الناس! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا
الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن
راكعا أو ساجدا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود
فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم (حم، م (2)، د، ن -
عن ابن عباس).
41410 بشرى الدنيا الرؤيا الصالحة (طب - عن أبي
الدرداء).
41411 رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة،
وهي على رجل طاهر ما لم يحدث بها، وإذا حدث بها وقعت (ت (3)،
ك - عن أبي رزين).
الاكمال
41412 رؤيا الرجل المسلم الصالح جزء من سبعين جزءا من

(1) أخرجه البخاري كتاب التعبير 9 / 39. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الصلاة باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع
والسجود رقم 207 / 479. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الرؤيا 2280 وقال حسن صحيح. ص
368

النبوة (ه‍ (1)، ع، ش - عن أبي سعيد).
41413 الرؤيا الصالحة يبشر بها العبد جزء من تسعة وأربعين
جزءا من النبوة (ابن جرير - عن ابن عمرو).
41414 الرؤيا الصادقة الصالحة جزء من ستة وسبعين جزءا
من النبوة (ش، طب - عن ابن مسعود).
41415 الرؤيا يبشر بها المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا
من النبوة، فمن رأى ذلك فليخبر بها وادا، ومن رأى سوى ذلك
فإنما هو من الشيطان ليحزنه فلينفث عن يساره ثلاثا وليسكت ولا
يخبر بها أحدا (هب - عن ابن عمرو).
41416 الرؤيا معلقة برجل طاهر ما لم يحدث صاحبها، فإذا
حدث بها وقعت، فلا يحدثن بها إلا عالما أو ناصحا أو لبيبا، والرؤيا
الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (حم - عن أبي رزين).
41417 الرؤيا عن ثلاثة منازل: فمنها ما يحدث به المرء
نفسه، وليس ذلك بشئ، ومنها ما يكون من الشيطان، فارا رأى
أحدكم ما يكره فليبصق عن يساره ثلاثا ويستعذ بالله من الشيطان،
فلم يضره بعد ذلك، ومنها بشرى من الله، رؤيا الرجل الصالح جزء

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب تعبير الرؤيا رقم 395. وهو ضعيف. ص
369

من ستة وأربعين جزءا من النبوة، فإذا رأي أحدكم الشئ يعجبه
فليقصها على ذي رأي أو ناصح، وليقل خيرا (الحكيم، هب -
عن أبي قتادة).
41418 لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: يا رسول
الله! وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة (خ (1) - عن أبي هريرة).
41419 لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة يراها
الرجل أو ترى له (هب - عن عائشة).
41420 ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات، قيل:
وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له (ظب،
ض - عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد).
41421 الرؤيا بشرى من الله عز وجل وهي من سبعين جزءا
من النبوة، وإن ناركم هذه من سبعين جزءا من سموم جهنم، وإن
من أتى المسجد ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث، ومن
عقب الصلاة بعد الصلاة فهو في صلاة ما لم يحدث (طب - عن
ابن مسعود).
41422 لا نبوة بعدي إلا المبشرات، الرؤيا الصالحة (ص،

(1) أخرجه البخاري كتاب التعبير 9 / 40. ص
370

حم وابن مردويه - عن أبي الطفيل).
41423 لا يبقى بعدي من النبوة شئ إلا المبشرات، الرؤيا
الصالحة يراها العبد أو ترى له (حم والخطيب - عن عائشة).
41424 لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها
المسلم أو ترى له (ن - عن أبي الطفيل عن حذيفة).
41425 البشرى الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي
الآخرة الجنة (هب - عن أبي الدرداء).
41426 من لم يؤمن بالرؤيا الصادقة فإنه لم يؤمن بالله ورسوله
(الديلمي - عن عبد الرحمن بن عائذ).
41427 إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب،
وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا، ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين
جزءا من النبوة، والرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله،
ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، فإذا رأى
أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث بها الناس، وأحب القيد في
النوم وأكره الغل، القيد ثبات في الدين (حم، م (1)، د، ت -
عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم 2263. ص
371

41428 الرؤيا ثلاث: فرؤيا حق، ورؤيا يحدث بها
نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان، فمن رأى ما يكره فليقم فليصل
ويعجبني القيد وأكره الغل، القيد ثبات في الدين (ت: حسن
صحيح. عن أبي هريرة).
41429 وكل بالنفوس شيطان يقال له (اللهو) فهو يخيل
إليها ويتراءى أن ينتهى إذا عرج بها، فإذا انتهت إلى السماء فما رأت
فهو الرؤيا التي تصدق (الحكيم - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
مرسلا).
41430 ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلئ نوما إلا عرج
بروحه إلى العرش، فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي
تصدق، والذي يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تكذب
(طس، ك وتعقب - عن علي).
41431 الرؤيا الصالحة من الله عز وجل، فإذا رأى أحدكم
ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتفل
عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم وشرها ولا يحدث
بها أحدا، فإنها لا تضره (ط، حم (1)، م، حب - عن أبي قتادة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم 3 ورقم 4. ص
372

41432 ذلك من الشيطان فإذا رأى أحدكم رؤيا فكرهها
فلا يقصها على أحد وليستعذ بالله من الشيطان (حم، م - عن جابر
أن رجلا قال: يا رسول الله! إني رأيت في المنام أن رأسي قطع فهو
يتدحرج وأنا أتبعه! قال - فذكره).
41433 لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام (ك والخطيب
عن جابر).
41434 إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليبصق عن يساره
ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه
(ش وعبد بن حميد، م (1)، د، ه‍، حب - عن جابر).
41435 إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره فلينفث عن يساره
ثلاثا وليستعذ مما رأى (طب - عن أم سلمة).
41436 إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره فليقل (أعوذ بما
عاذت به ملائكة الله ورسله مما رأيت في منامي هذا أن يصيبني بلاء
في الدنيا والآخرة، وليتفل عن شماله ثلاثا، فإنها لا تضره إن شاء الله
تعالى (الديلمي - عن أبي هريرة).
41437 من رأي في منامه خيرا فليحمد الله وليشكره، ومن

(1) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم 2262. ض
373

رأى غير ذلك فليستعذ بالله فلا يذكرها فإنها لا تضره (قط في
الافراد - عن أبي هريرة).
41438 أصدق الرؤيا ما كان نهارا، لان الله عز وجل
خصني بالوحي نهارا (ك في تاريخه والديلمي - عن جابر).
41439 إن الرؤيا تقع على ما يعبر، ومثل ذلك مثل رجل
رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث
بها إلا ناصحا أو عالما (ك - عن أنس).
41440 من أرى عينيه ما لم تريا حرم الله تعالى عليه الجنة
(قط في الافراد - عن أنس).
41441 من أرى عينيه في المنام ما لم تريا كلف أن يعقد
بين شعيرتين يوم القيامة (ابن جرير - عن ابن عباس).
41442 من تحلم كلف أن يعقد شعيرة ويعذب، وليس
بعاقد (ابن جرير - عن ابن عباس).
41443 من كذب في رؤياه كلف أن يعقد بين طرفي شعيرة
(ابن جرير - عن أبي هريرة).
41444 من كذب في رؤياه أعطى شعيرة وكلف أن يعقد
بين طرفيها فيعذب أن يعقد بين طرفيها، ولن يعقد بين طرفيها أبدا
374

(ابن جرير عن أبي هريرة).
41445 إن أعظم الفرية أن يفتري الرجل على عينيه يقول:
رأيت، ولم ير، ويفتري على والديه، أو يقول سمعني، ولم يسمعني
(حم، ك - عن واثلة).
التعبير والتأويل
41446 حسن الشعر مال، وحسن الوجه مال، وحسن
اللسان مال، والمال مال (ابن عساكر - عن أنس).
41447 الرؤيا ستة: المرأة خير، والبعير حرب، واللبن
فطرة، والخضرة جنة، والسفينة نجاة، والتمر رزق (ع في معجمه
عن رجل من الصحابة).
41448 شرب اللبن محض الايمان، من شربه في منامه فهو
على الاسلام والفطرة، ومن تناول اللبن بيده فهو يعمل بشرائع
الاسلام (فر - عن أبي هريرة).
41449 اللبن في المنام الفطرة (البزار - عن أبي
هريرة)
375

41450 إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا الرجل المسلم تكذب
وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا (ق (1)، ه‍ - عن أبي هريرة).
41451 رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد ربه في المنام (طب
والضياء عن عبادة بن الصامت).
41452 بشرى الدنيا الرؤيا الصالحة (طب - عن
أبي الدرداء).
41453 ذهبت النبوة وبقيت المبشرات (ه‍ - (2) عن
أم كرز).
41454 ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات: الرؤيا
الصالحة يراها الرجل - أو ترى له (طب - عن حذيفة
ابن أسيد).
41455 لم يبق من النبوة إلا المبشرات: الرؤيا الصالحة
(خ (3) عن أبي هريرة).

(1) أخرجه البخاري كتاب التعبير باب القيد في المنام 9 / 48. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب تعبير الرؤيا رقم 3896 واسناده صحيح ورجاله
ثقات. ص
(3) أخرجه البخاري كتاب التعبير 9 / 40. ص
376

41456 إن من أعظم الفري أن يرى الرجل عينيه في المنام
ما لم تريا (حم - عن ابن عمر).
41457 من تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين
شعيرتين، ولن يعقد بينهما (ت، ه‍ - عن ابن عباس).
41458 من كذب في حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة
(حم، ت، ك - عن علي).
41459 من كذب في حلمه متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
(حم - عن علي).
41460 يا أيها الناس! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا
الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا! وإني نهيت أن أقرأ
القرآن راكعا أو ساجدا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما
السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم (حم، م (1) د
ن، ه‍ - عن ابن عباس).
41461 الرؤيا الحسنة هي البشرى يراها المسلم أو ترى له
(ابن جرير - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الصلاة رقم 479 فقمن: معناه حقيق وجدير. ص
377

الاكمال
41462 أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب اللاحب (1)
فذاك ما حملكم عليه من الهدى فأنتم عليه، وأما المرج الذي رأيت
فالدنيا وغضارة عيشها مضيت أنا وأصحابي لم نتعلق بها ولم تتعلق بنا
ولم نردها ولم تردنا، ثم جاءت الرعلة (2) الثانية من بعدنا فهم
أكثر منا أضعافا، فمنهم المرتع ومنهم الآخر الضغث (3) ونجوا
على ذلك، ثم جاء عظم الناس فمالوا في المرج يمينا وشمالا، وأما أنت
فمضيت على طريقة صالحة فلم تزل عليها حتى تلقاني، وأما المنبر الذي
رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة فالدنيا سبعة آلاف
سنة وأنا في آخرها ألفا، وأما الرجل الذي رأيت عن يميني الآدم
السبل فذاك موسى، إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه
والذي رأيت عن يساري الشاب الربعة الكثير خيلان الوجه كأنه

(1) اللاحب: الطريق الواسع المنقاد الذي لا ينقطع. النهاية 4 / 235. ب
(2) الرعلة: يقال للقطعة من الفرسان رعلة، ولجماعة الخيل رعيل.
النهاية 2 / 235. ب
(3) الضغث: الضغث: ملء اليد من الحشيش المختلط. النهاية 3 / 90 ب
378

حمم شعره بالماء فذاك عيسى ابن مريم نكرمه لاكرام الله إياه،
وأما الشيخ الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا ووجها فذاك أبونا
إبراهيم، كلنا نؤمه ونقتدي به، وأما الناقة التي رأيت ورأيتني
أتبعها فهي الساعة، علينا تقوم، لا نبي بعدي ولا أمة بعدي ولا
أمة بعد أمتي (طب، ق - عن الضحاك بن نوفل).
41463 من رأى أنه يشرب لبنا فهو على الفطرة، ومن رأى
عليه درعا من حديد فهو في حصن من حديد، ومن أراد أنه يبني
بنيانا فهو شئ من عمل الخير يعمله، ومن رأى أنه غرق فهو في النار
ومن رآني فقد رآني فان الشيطان لا يتشبه بي (أبو الحسن بن
سفيان والروياني، طب - عن ثابت بن عبد الله بن أبي بكرة عن
أبيه عن جده).
41464 الخضرة في النوم الجنة، والتمر رزق، واللبن فطرة
والسفينة نجاة، والجمل حرب، والمرأة خير، والقيد ثبات في الدين
وأكره الغل (الحسن بن سفيان - عن رجل من الصحابة).
41465 خيرا رأيت! تلد فاطمة غلاما فترضعيه (ه‍ - عن
أم الفضل أنها قالت: يا رسول الله! رأيت كأن في بيتي عضوا
379

من أعضائك! قال - فذكره).
41466 رأيت كأني أتيت بكيلة تمر فعجمتها في فمي
فوجدت فيها نواة فلفظتها، فقال أبو بكر: هو جيشك الذي
بعثت، يسلمون ويغنمون فيلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه،
ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، قال: كذلك قال الملك
(حم والدارمي - عن جابر).
41467 رأيت كأني مردف كبشا، وكأن ضبة سيفي
انكسرت، فأولت أني أقتل كبش القوم، وأولت ضبة سيفي قتل
رجل من عترتي (حم، طب، ك - عن أنس).
41468 إني رأيت في المنام سيفي انكسر، وهي مصيبة،
ورأيت بقرا تذبح، ورأيت علي درعي، وهي مدينتكم لا يصلون
إليها إن شاء الله تعالى - قاله يوم أحد (ك - عن ابن عباس).
41469 إني رأيت أني في درع حصينة، فأولتها المدينة،
وأني مردف كبشا، فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أن سيفي ذا
الفقار، فل. فأولته فلا فيكم، ورأيت بقرا تذبح، فنفر والله
خير (ك، ق - عن ابن عباس).
380

أدب المعبر
الاكمال
41470 خيرا تلقاه وشرا توقاه، وخير لنا وشر لأعدائنا،
والحمد لله رب العالمين، أقصص رؤياك (طب - عن الضحاك).
41471 يا عائشة! إذا عبرتم الرؤيا فعبروها على خير،
فان الرؤيا تكون على ما عبرها صاحبها (أبو نعيم - عن عائشة.
رؤيته صلى الله عليه وآله وصحبه وبارك وسلم
41472 من رآني في المنام فقد رآني، إنه لا ينبغي للشيطان
أن يتمثل في صورتي (حم، م (1) ه‍ - عن جابر).
41473 من رآني فإني أنا هو، فإنه ليس للشيطان أن
يتمثل بي (ت - عن أبي هريرة).
41474 من رآني في المنام فقد رآني، فان الشيطان لا يتمثل
بي (حم، خ (2) ت - عن أنس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا رقم 3266. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب التعبير باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام 9 / 42. ص
381

41475 من رآني فقد رأي الحق، فان الشيطان لا يتراءى
بي (حم، ق (1) عن أبي قتادة).
41476 من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل
الشيطان بي (ق، (2) د - عن أبي هريرة).
الاكمال
41477 من رآني في المنام فقد رآني (حم والسراج
والبغوي، قط في الافراد، ش، طب، ص - عن أبي مالك
الأشجعي عن أبيه).
41478 من رآني في المنام فقد رآني، إن الشيطان لا يتمثل
في صورتي (ش - عن ابن مسعود وأبي هريرة وجابر).
41479 من رآني في المنام فقد رآني، فان الشيطان لا يتصور
بصورتي (ابن النجار - عن البراء).
41480 من رآني في المنام فقد رآني، فان الشيطان
لا يتصور بي (ص - عن البراء).

(1 / 2) أخرجه البخاري كتاب التعبير باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم
في المنام (9 / 42). ص
382

41481 من رآني في المنام فكأنما رآني في اليقظة، فمن
رآني فقد رآني حقا، فان الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي
(طب - عن ابن عمرو، وابن عساكر - عن ابن عمر، ه‍، ع،
طب - عن أبي جحيفة).
41482 من رآني في المنام فقد رآني، فان الشيطان لا يتشبه
بي (ابن عساكر - عن أبي جحيفة).
41483 من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة (الدارمي
عن أبي قتادة، طب - عن أبي بكرة).
41484 من رآني في المنام فقد رآني، فان الشيطان
لا يتمثل بي، ومن رأى أبا بكر الصديق في المنام فقد رآه، فان
الشيطان لا يتمثل به (الخطيب والديلمي - عن حذيفة).
41485 من رآني في المنام فقد رأى الحق، فان الشيطان
لا يتشبه بي (حم - عن أبي هريرة).
41486 من رآني في المنام فلن يدخل النار، ومن زارني
بعد موتي وجبت له شفاعتي، ومن رآني فقد رآني حقا، فان
الشيطان لا يتمثل بي، ورؤيا المؤمن الصالح جزء من سبعين
383

جزءا من النبوة، وإذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب
وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا (الديلمي - عن يحيى بن سعيد العطار
عن سعيد بن ميسرة - وهما واهيان - عن أنس).
41487 من رآني في المنام فإنه لا يدخل النار (كر من
طريق يحيى بن سعيد العطار عن سعيد بن ميسرة - وهما واهيان
عن أنس).
41488 من رآني في المنام فقد رآني، فاني أرى في كل
صورة (أبو نعيم - عن أبي هريرة).
41489 من رآني في المنام فقد رأى الحق، إن الشيطان
لا يتمثل بي (الخطيب في المتفق والمفترق - عن ثابت بن عبيدة بن
أبي بكرة عن أبيه عن جده).
41490 إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي، فمن رآني
في النوم فقد رآني (ش. عن ابن عباس).
الرؤيا التي رآها صلى الله عليه وسلم
41491 رأيت كأني الليلة في دار عقبة بن نافع وأتيت
384

بتمر من تمر ابن طاب (1)، فأولت أن لنا الرفعة في الدنيا
والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب (حم، م، (2) د، ن -
عن أنس).
41492 رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى
الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس ورجل قائم على رأسه، بيده
كلوب من حديد، فيدخله في شدقه فيشق حتى يبلغ قفاه، ثم
يخرجه فيدخله في شدقه الآخر، ويلتئم هذا الشدق، فهو يفعل ذلك
به، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقت معهما فإذا برجل مستلق
على قفاه ورجال قائم، بيده فهر (3) أو صخرة، فيشدخ بها
رأسه، فيتدهده الحجر فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان، فيصنع
مثل ذلك، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقت معهما فإذا بيت
مبني على بناء التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع، يوقد تحته نار،
فيه رجال ونساء عراة، فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا،

(1) ابن طاب: هو نوع من أنواع تمر المدينة منسوب إلى ابن طاب: رجل
من أهلها. النهاية 3 / 149. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم رقم 2270. ص
(3) فهر: الفهر: الحجر ملء الكف. النهاية 3 / 481. ب
385

فإذا خمدت رجعوا فيها، فقلت: ما هذا؟ قالا لي: انطلق، فانطلقت
معهما فإذا نهر من دم، فيه رجل وعلى شاطئ النهر رجل، بين
يديه حجارة، فيقبل الرجل الذي في النهر فإذا دنا ليخرج رمى في
فيه حجرا فرجع إلى مكانه، فهو يفعل ذلك به، فقلت: ما هذا؟
قالا لي: انطلق، فانطلقت فإذا روضة خضراء وإذا فيها شجرة
عظيمة وإذا شيخ في أصلها حوله صبيان، وإذا رجل قريب منه،
بين يديه نار، فهو يحشها ويوقدها، فصعدا بي في شجرة فأدخلاني
دار لم أر قط أحسن منها، فإذا فيها رجال وشيوخ وشباب وفيها
نساء وصبيان، فأخرجاني منها، فصعدا بي في الشجرة فأدخلاني دارا
هي أحسن وأفضل، فيها شيوخ وشباب، فقلت لهما، إنكما قد
طقتماني منذ الليلة فأخبراني عما رأيت، قالا: نعم، أما الرجل الأول
الذي رأيت فإنه رجل كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه في الآفاق،
فهو يصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، ثم يصنع الله به ما شاء، وأما
الرجل الذي رأيت مستلقيا فرجل آتاه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم
يعمل بما فيه بالنهار، فهو يفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة، وأما
الذي رأيت في التنور فهم الزناة، وأما الذي رأيت في النهر فذاك
آكل الربا، وأما الشيخ الذي رأيت في أصل الشجرة فذاك إبراهيم
386

عليه السلام، وأما الصبيان الذين رأيت فأولاد الناس، وأما الرجل
الذي رأيت يوقد النار فذاك مالك خازن النار وتلك النار، وأما
الدار التي دخلت أولا
فدار عامة المؤمنين، وأما الدار الأخرى فدار
الشهداء، وأنا جبرئيل وهذا ميكائيل، ثم قالا لي: ارفع رأسك،
فرفعت فإذا كهيئة السحاب، فقالا لي: وتلك دارك، فقلت لهما:
دعاني أدخل داري، فقالا: إنه قد بقي لك عمر لم تستكمله فلو
استكملته دخلت دارك (حم، ق (1) - عن سمرة) ومر برقم 39794.
41493 رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها
نخل، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب،
ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو
ما أصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أحسن
ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين، ورأيت
فيها بقرا - والله خير! فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا
الخير ما جاء الله به من الخير بعد وثواب الصدق، والذي آتانا الله
به يوم بدر (ق (2)، ه‍ - عن أبي موسى).

(1) أخرجه البخاري كتاب الجنائز 2 / 126. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب التعبير باب إذا رأى بقرا تنحر 9 / 52. ومسلم
كتاب الرؤيا باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم رقم 2272.
387

41494 رأيت كأني في درع حصين، ورأيت بقرا تنحر
فأولت أن الدرع الحصين المدينة، وإن البقر نفر - والله خير (حم،
ن والضياء - عن جابر).
الفصل الثاني في آداب البيت والبناء
41495 التمسوا الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق
(طب - (1) - عن رافع بن خديج).
41496 أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم، فان البيت
الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ويكثر شره ويضيق على أهله
(قط (2) في الافراد - عن أنس وجابر).
41497 أخرجوا منديل الغمر من بيوتكم، فإنه مبيت الخبيث
ومجلسه (فر - عن جابر).
41498 طهروا أفنيتكم، فان اليهود لا تطهر أفنيتها (طس -
عن سعد).

(1) أورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 1565. وقال المناوي في الفيض
2 / 157 الحديث منكر. لان في سنده: سعيد، لا تقوم به حجة. ص
(2) قال المناوي في الفيض 2 / 89 الحديث ضعيف فرمز المصنف لحسنه
غير حسن. ص
388

41499 طيبوا ساحاتكم، فان أنتن الساحات ساحات اليهود
(طس - عن سعد).
41500 إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب
النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم
ولا تشبهوا باليهود (ت - عن سعد) (1).
41501 السفل أرفق (حم، م (2) - عن أبي أيوب).
41502 عريش كعريش موسى (هق (3) - عن سالم بن
عطية مرسلا).
41503 عريشا كعريش موسى ثمام (4) وخشيبات، والامر
أعجل من ذلك (المخلص في فوائده وتمام وابن النجار - عن
أبي الدرداء).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأدب باب ما جاء في النظافة رقم 2800 وقال
غريب. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب إباحة أكل الثوم 171. ص
(3) أورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 5416 و 5407 وقال الذهبي في
المهذب إنه واه فيض القدير 4 / 311. ص
(4) ثمام: الثمام: نبت ضعيف قصير لا يطول 1 / 223 النهاية. ب
389

41504 لكل شئ زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة
(الرافعي - عن ثابت).
الصلاة في البيت
41505 صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا (ت - عن
ابن عمر).
41506 صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا، ولا تتخذوا
بيتي عيدا، وصلوا على وسلموا، فان صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم
(ع والضياء عن الحسن بن علي).
41507 اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا
(حم، ق (1)، د - عن ابن عمر، ع والروياني والضياء عن زيد بن
خالد بن نصر في الصلاة - عن عائشة).
41508 أكثر الصلاة في بيتك يكثر خير بيتك، وسلم على
من لقيت من أمتي تكثر حسناتك (هب - عن أنس).
41509 أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم ولا تتخذوها قبورا
(عب وابن خزيمة، ك - عن أنس)

(1) أخرجه مسلم كتاب صلاة المسافرين استحباب صلاة النافلة رقم 777. ص
390

41510 لا تتخذوا بيوتكم قبورا (ه‍ - عن ابن عمر).
41511 لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت
الذي تقرأ فيه سورة البقرة (حم، م (1)، ت - عن أبي هريرة).
41512 لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا،
وصلوا على فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم (د - عن أبي هريرة) (2).
41513 إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته
نصيبا من صلاته، فان الله تعالى جاعل في بيته من صلاته خيرا
(حم (3)، م، ه‍ - عن جابر، قط في الافراد - عن أنس).
41514 إذا حضر أحدكم الصلاة في مسجد فليجعل لبيته
نصيبا من صلاته، فان الله تعالى جاعل في بيته من صلاته خيرا
(حم، م - عن جابر).
41515 أما صلاة الرجل في بيته تطوعا فنور، فنور بيتك
ما استطعت، وأما الحائض فلك ما فوق الإزار من الضم والتقبيل
ولا تطلع على ما تحته، وأما الغسل من الجنابة فتفرغ بيمينك على

(1) أخرجه مسلم كتاب صلاة المسافرين رقم 780. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الحج باب زيارة القبور رقم 2042. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب صلاة المسافرين 778. ص
391

شمالك، ثم تدخل يدك في الاناء فتغسل فرجك وما أصابك، ثم
تتوضأ وضوءك للصلاة، ثم تفرغ على رأسك ثلاثا، تدلك رأسك
كل مرة، ثم أفض على جسدك، ثم تنح من مغتسلك فاغسل
رجليك (عب، طس - عن عمر).
41516 أما صلاة الرجل في بيته فنور، فنوروا بيوتكم
(حم، ه‍ (1) عن عمر).
41517 صلاة الأبرار: ركعتان إذا دخلت بيتك،
وركعتان إذا خرجت (ابن المبارك - عن عثمان بن أبي
سودة مرسلا).
41518 نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن (هب (2)
عن أنس)
41519 لا تتخذوا بيوتكم قبورا، صلوا فيها (حم -
عن زيد بن خالد).

(1) أخرجه السيوطي في الجامع الصغير رقم 1602 ورمز له بالصحة. ص
(2) أورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 9091. وقال المناوي في الفيض
(6 / 290). وقال أبو زرعة في إسناده كثير بن عبد الله واهي
الحديث. ص
392

الاكمال
41520 إن لله بقاعا تسمى المنتقمات، فإذا كسب الرجل
المال من الحرام سلط الله عليه الماء والطين ثم لا يمنعه (الديلمي -
عن علي).
41521 يا أم سلمة! إن شرها ما ذهب فيه مال المسلم
البنيان (ابن سعد - عن أم سلمة).
41522 ما أنفق المؤمن من نفقة إلا أجر فيها إلا النفقة
في هذا التراب (طب، أبو نعيم - عن خباب).
41523 اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها عليكم
قبورا (وابن نصر في كتاب الصلاة - عن عائشة).
41524 اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، واعمروها بالقرآن
فان أفقر البيوت بيت لا يقرأ فيه كتاب الله عز وجل (الديلمي
عن أبي هريرة، وفيه جبارة بن المغلس).
41525 ادخروا لبيوتكم نصيبا من القرآن، فان البيت إذا
قرئ فيه أنس على أهله، وكثر خيره، وكان سكانه مؤمني الجن
وإذا لم يقرأ فيه أوحش على أهله، وقل خيره، وكان سكانه كفرة
393

الجن (ابن النجار - عن علي).
41526 نوروا بيوتكم ما استطعتم، فان البيت الذي يقرأ
فيه القرآن يتسع على أهله، ويكثر خيره، وتحضره الملائكة، وتهجره
الشياطين، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ليضيق على أهله،
ويقل خيره، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين (أبو نعيم - عن
أنس وأبي هريرة معا).
41527 لا تتخذوا بيوتكم مقابر وصلوا فيها، فان الشيطان
ليفر من البيت يسمع فيه سورة البقرة تقرأ فيه (حب - عن
أبي هريرة).
41528 أربعة في الدار فيهن البركة: الشاة في الدار بركة
والركى في الدار بركة، ورحى اليد في الدار بركة، والقداحة في
الدار بركة، وكيلوا طعامكم يبارك الله لكم فيه (الخطيب في المتفق
والمفترق - عن أنس، وفيه عنبسة أو سليمان الكوفي متروك).
41529 الحراقة (1) بركة والتنور بركة والبئر بركة والشاة

(1) الحراقة: الحراق والحراقة: ما تقع فيه النار عند القدح، والعامة
تقول بالتشديد. المختار 99. ب
394

بركة، فأعدوهن في بيوتكم (الديلمي (عن أنس).
41530 مالي لا أرى عندك من البركات شيئا! إن الله تعالى
أنزل بركات ثلاثا: الشاة والنخلة والنار (طب - عن
أم هانئ).
41531 لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة تمثال، والمصورون
يعذبون يوم القيامة في النار، يقول لهم الرحمن: قوموا إلى ما
صورتم! فلا يزالون يعذبون حتى تنطق الصور، ولا تنطق
(عن ابن عباس).
41532 لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة
تماثيل (حم، خ، (1) م، ت، ن، ه‍ - عن ابن عباس عن
أبي طلحة).
41533 إنك نجدت بيتك وسترته، وهذا لا يحل شبهة
ببيت الله، لو شئت بسطت فيه وطرحت فيه وسائد (الحكيم
عن ابن عمرو).

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس باب تحريم التصوير رقم 2106. ص
395

آداب الدخول والخروج من البيت
41534 إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين
يدخل وحين يطعم قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا،
وإن دخل فلم يذكر اسم الله تعالى عند دخوله قال الشيطان: أدركتم
المبيت، وإن لم يذكر اسم الله تعالى عند مطعمه قال: أدركتم
المبيت والعشاء (حم، م (1) د، ه‍ - عن جابر).
41535 من خرج من بيته إلى الصلاة فقال (اللهم! إني
أسألك بحق السائلين، وأسألك بحق ممشاي هذا، فاني لم أخرج
أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء
مرضاتك، فأسألك أن تعيذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه
لا يغفر الذنوب إلا أنت) أقبل الله عليه بوجهه، ويستغفر له
سبعون ألف ملك حتى تنقضي صلاته (ه‍ (2) وسمويه وابن السني -
عن أبي سعيد).

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب آداب الطعام رقم 2019 ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب المساجد باب المشي إلى الصلاة رقم 778 وقال
هذا: إسناد مسلسل بالضعفاء. ولكن رواه ابن خزيمة فهو
صحيح عنده. ص
396

41536 من قال إذا خرج من بيته (بسم الله، توكلت على
الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله) يقال له: كفيت ووفيت،
وتنحى عنه الشيطان (ت (1) عن أنس).
41537 إذا خرج الرجل من بيته فقال (بسم الله، توكلت
على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله) فيقال له: حسبك الله قد
هديت وكفيت ووقيت، فيتنحى له الشيطان، فيقول له شيطان
آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي (د (2) ن، حب
عن أنس).
41538 إذا خرج الرجل من باب بيته أو باب داره كان
معه ملكان موكلان به، فإذا قال: بسم الله، قالا: هديت، وإذا
قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قالا: وقيت، وإذا قال: توكلت
على الله، قالا: كفيت، فيلقاه قريناه فيقولان: ماذا تريدان من رجل

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3422. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب ما يقول إذا خرج من بيته رقم
5095. وقال الترمذي في كتاب الدعوات رقم (3422) حسن
غريب. ص
397

قد كفي وهدي ووقي (ه‍ (1) - عن أبي هريرة).
41539 إذا خرج أحدكم من بيته فليقل: بسم الله، ولا
حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله، توكلت على الله، حسبي الله
ونعم الوكيل (طب - عن أبي حفصة).
41540 إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين تمنانك مخرج
السوء، وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين تمنانك مدخل السوء
(البزار، هب - عن أبي هريرة).
41541 إذا خرجتم من بيوتكم بالليل فأغلقوا أبوابها (طب
عن وحشي).
41542 أقلوا الخروج بعد هدأة الرجل، فان لله تعالى
دواب يبثن في الأرض في تلك الساعة (حم، د، (2) ن
عن جابر).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الدعاء باب ما يدعو به الرجل رقم 3886 وفي
إسناده عبد الله بن حسين ضعيف. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب ما جاء في الدياك والبهائم
رقم 5104. ص
398

41543 إياك والسمر بعد هدأة الرجل، فإنكم لا تدرون
ما يأتي الله في خلقه (ك - عن جابر).
الاكمال
41544 إذا دخلت منزلك فصل ركعتين يمنعانك مدخل
السوء، وإذا خرجت من منزلك فصل ركعتين يمنعانك مخرج
السوء (ن - عن أبي هريرة وحسن).
41545 إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها، وإذا طعمتم
فاذكروا اسم الله، وإذا سلم أحدكم حين يدخل بيته وذكر اسم الله
على طعامه يقول الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا لم
يسلم أحدكم ولم يذكر اسم الله على طعامه يقول الشيطان لأصحابه:
أدركتم المبيت والعشاء (ك وتعقب - عن جابر).
41546 من سره أن لا يجد الشيطان عنده طعاما ولا مقيلا
ولا مبيتا فليسلم إذا دخل بيته وليسم على طعامه (طب - عن
سلمان).
41547 صلاة الأوابين وصلاة الأبرار ركعتان إذا دخلت
بيتك وركعتان إذا خرجت (ص عن عثمان بن أبي سودة
399

مرسلا).
41548 أقل الخروج إذا هدأت الرجل، فان الله يبث من
خلقه بالليل ما شاء (ك - عن جابر).
41549 يا أيها الناس! أقلوا الخروج بعد هدأة الرجل، فان
لله تعالى دواب يبثها في الأرض، تفعل ما تؤمر، وإذا سمعتم نهيق
حمار ونباح كلب فاستعيذوا من الشيطان، فإنها ترى ما لا ترون
(طب - عن عبادة بن الصامت).
41550 مامن خارج يخرج إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك،
وراية بيد شيطان، فان خرج فيما يحب الله عز وجل تبعه الملك
برايته فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج فيما
يسخط الله تبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع
إلى بيته (حم، طس، ق في المعرفة - عن أبي هريرة).
41551 من خرج مخرجا فقال حين يخرج (بسم الله،
آمنت بالله، واعتصمت بالله، توكلت على الله) عصمه الله من شر
مخرجه (ابن جرير - عن عثمان).
41552 من قال حين يخرج إلى الصلاة (اللهم! إني أسألك
400

بحق السائلين عليك وبحق ممشاي فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا
رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن
تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)
وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له، وأقبل الله عليه بوجهه
حتى يفرغ من صلاته (حم وابن السني - عن أبي سعيد).
فروع في محظورات البيت والبناء
41553 إذا بنى الرجل تسعة أو سبعة أذرع ناداه مناد من
السماء: أين تذهب به يا أفسق الفاسقين (حل - عن أنس).
41554 من بنى فوق عشرة أذرع ناداه مناد من السماء:
يا عدو الله إلى أين تريد (طب - عن أنس).
41555 إن المسلم ليؤجر في كل شئ ينفقه إلا في شئ يجعله
في هذا التراب (خ - عن خباب) (1).
41556 من جمع المال من غير حقه سلطه الله على الماء والطين
(هب - عن أنس).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطب باب تمنى المريض الموت
7 / 157. ص
401

41557 النفقة كلها في سبيل الله إلا البناء فلا خير فيه
(ت - عن أنس) (1).
41558 يؤجر المرء في نفقته إلا في التراب (ت - عن
خباب) (2).
41559 إنه ليس لنبي أن يدخل بيتا مزوقا (ق - عن علي،
حم، ه‍، حب، ك - عن سفينة).
41560 ترفع البركة من البيت إذا كانت فيه الكناسة (فر
عن أنس).
41561 قال لي جبريل: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تصاوير
(خ - عن ابن عمر، م - عن عائشة، م، د - عن ميمونة، حم -
عن أسامة بن زيد وبريدة).
41562 لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس، ولا تصحب ركبا
فيه جرس (ن (3) عن أم سلمة).
41563 لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب النهي عن تمنى الموت رقم 2484
ورقم 2485. وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 102. ص
402

(م (1) - عن أبي هريرة).
41564 لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا
جنب (د، ن، ك - عن علي).
41565 لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة إلا رقم في ثوب
(حم، ق (2)، د، ن - عن أبي طلحة).
41566 إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل أو صورة (حم،
ت، حب - عن أبي سعيد).
41567 إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة (ه‍
عن علي).
41568 إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب (طب والضياء
عن أبي أمامة).
41569 لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس (د - عن أبي هريرة).
41570 لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 84. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين 4 / 128.
الرقم: قال ابن الأثير في النهاية: بريد النقش والوشي والأصل فيه الكتابة
والحديث أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 85. ص
403

(حم، ق (1)، ه‍، ت، ن - عن أبي طلحة).
41571 أميطي عني قرامك (2)، فإنه لا يزال تصاويره
تعرض لي في صلاتي (حم، خ - عن أنس).
41572 أما علمت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، وأن
من صنع الصورة يعذب يوم القيامة فيقال: أحيوا ما خلقتم (خ -
عن عائشة).
41573 أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك البارحة فلم
يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه على
الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان في البيت
كلب، فمر برأس التماثيل الذي في البيت فليقطع فيصير كهيئة الشجرة،
ومر بالستر فليقطع فيجعل منه وسادتين منبوذتين توطئان، ومر بكلب
فليخرج (حم، د (3)، ن، هق - (عن أبي هريرة).
41574 الصورة: الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة
(الإسماعيلي في معجمه - عن ابن عباس).

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 83. ص
(2) قرامك: القرام: الستر الرقيق. 4 / 49 النهاية. ب
(3) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في الصور رقم. ص
404

41575 اتقوا الحجر الحرام في البنيان، فإنه أساس الخراب
(هب - عن ابن عمر).
41576 أما! إن كل بناء فهو وبال على صاحبه إلا مالا إلا
مالا (د - عن أنس).
41577 أما! إن كل بناء فهو وبال على صاحبه يوم القيامة
إلا ما كان في مسجد أو أوار (حم، ه‍ - عن أنس).
41578 إذا لم يبارك للرجل في ماله جعله في الماء والطين
هب - عن أبي هريرة).
41579 ارفع البنيان إلى السماء واسأل الله السعة (طب - عن
خالد بن الوليد).
41580 إن الله تعالى لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو
الحجارة والطين (م (1)، د - عن عائشة).
41581 إن العبد ليؤجر في نفقته كلها إلا في البناء (ه‍ -
عن خباب).
41582 كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا -
وأشار بكفه، وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 2106. ص
405

(طب - عن واثلة).
41583 كل نفقة ينفقها المسلم يؤجر فيها على نفسه وعياله
وعلى صديقه وعلى بهيمته إلا في بناء إلا بناء مسجد يبتغي به وجه الله
(هب - عن إبراهيم مرسلا).
41584 ليس لي أن أدخل بيتا مزوقا (1) (حم، طب -
عن سفينة).
41585 من بنى بناء أكثر مما يحتاج إليه كان عليه وبالا
يوم القيامة (هب - عن أنس).
41486 من بنى فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة أن
يحمله على عنقه (طب، حل - عن ابن مسعود).
41587 نهى أن تستر الجدر (هق - عن علي بن
حسين مرسلا).
السكنى والإقامة
41588 من سكين البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل

(1) مزوقا: أي مزينا 2 / 319 النهاية. ب
406

ومن أتى السلطان افتتن (حم، 3 (1) عن ابن عباس).
41589 لا تسكن الكفور، فان ساكن الكفور (2)
كساكن القبور (خد، هب - عن ثوبان).
41590 البلاد بلاد الله والعباد عباد الله، فحيثما أصبت
خيرا فأقم (حم - عن الزبير).
41591 من بدا جفا (حم - عن البراء).
41592 من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى
أبواب السلطان افتتن (طب - عن ابن عباس).
الاكمال
41593 لا تبدوا فان البدو الجفاء، يد الله تعالى على الجماعة
فلا يبالي شذوذ من شذ (ابن النجار - عن أبي سعيد).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب سكنى البادية رقم 2257 وقال حسن
صحيح. ص
(2) الكفور: قال الحربي: الكفور: ما بعد من الأرض عن الناس،
فلا يمر به أحد، وأهل الكفور عند أهل المدن كالأموات عند
الاحياء فكأنهم في القبور. وأهل الشام يسمون القرية الكفر.
النهاية 4 / 189. ب
407

41594 لعن الله من بدا بعد هجرة، ولعن الله من بدا بعد
هجرة إلا في الفتنة، فان البدو في الفتنة خير من المقام فيها
الباوردي، طب، ص - عن أبي محمد السوائي من ولد جابر بن
سمرة عن عمه حرب بن خالد عن ميسرة مولى جابر بن سمرة عن جابر
ابن سمرة).
41595 الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، فحيث وجدا
أحدكم خيرا فليتق الله وليقم (طب - عن الزبير).
41596 الرستاق حظيرة من حظائر جهنم، ليس فيها حد
ولا جمعة ولا جماعة، صبيهم عارم، وشبابهم شياطين، وشيوخهم
جهال، المؤمن فيهم أنتن من الجيفة (الديلمي - عن علي).
41597 من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل (ع والروياني
ض - عن البراء).
41598 من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى
أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد
من الله بعدا (حم، عد، ق - عن أبي هريرة).
41599 من بنى في أرض الأعاجم فعمل بنيروزهم ومهرجانهم
فهو منهم (الديلمي - عن ابن عمر).
408

الفصل الثالث في آداب التنعل والمشي
41600 احفهما جميعا أو انعلهما جميعا، وإذا لبست فابدأ
باليمنى، وإذا خلعت فابدأ باليسرى (حب - عن أبي هريرة).
41601 إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في نعل واحدة
حتى يصلح شعسه، ولا يمش في خف واحد، ولا يأكل بشماله،
ولا يحتبى بالثوب الواحد، ولا يلتحف الصماء (م (1)، د - عن جابر).
41602 لا يمش أحدكم في نعل واحدة ولا خف واحد،
لينعلهما جميعا أو ليخلعهما جميعا (ق (2)، د، ت، ه‍ - عن أبي هريرة).
41603 أكثروا من هذه النعال، فان الرجل لا يزال راكبا
ما انتعل (د - عن جابر).
41604 إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأ
باليسرى، لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع (حم، م (1)، د،
ت، ه‍ - عن أبي هريرة).
41605 إذا تخففت أمتي بالخفاف ذات المناقب الرجال والنساء

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس باب استحباب لبس النعال رقم 67 و 68
و 69 / 71. ص
409

وخصفوا نعالهم تخلى الله منهم (طب - عن ابن عباس).
41606 إذا اشتريت نعلا فاستجدها، وإذا اشتريت ثوبا
فاستجده (طس - عن أبي هريرة).
41607 استكثروا من النعال، فان الرجال لا يزال راكبا
ما دام متنعلا (حم، تخ، م، ن - عن جابر، طب - عن عمران
ابن حصين، طس - عن ابن عمرو).
41608 ألزم نعليك قدميك، فان خلعتهما فاجعلهما بين رجليك،
ولا تجعلهما عن يمينك ولا عن يمين صاحبك ولا وراءك فتؤذي من
خلفك (ه‍ - عن أبي هريرة).
41609 أمرت بالنعلين والخاتم (الشيرازي في الألقاب، عد،
خط والضياء - عن أنس).
41610 انتعلوا وتخففوا وخالفوا أهل الكتاب (هب - عن
أبي أمامة).
41611 قابلوا (1) النعال (ابن سعد والبغوي والباوردي،
طب وأبو نعيم - عن إبراهيم الطائفي، وما له غيره).
41612 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس خفيه

(1) قابلوا: أي اعملوا لها قبالا 4 / 8 النهاية. ب
410

حتى ينفضهما (طب - عن أبي أمامة).
41613 المتنعل راكب (ابن عساكر - عن أنس).
41614 المتنعل بمنزلة الراكب (سمويه - عن جابر).
41615 نهى أن يتنعل الرجل وهو قائم (ت والضياء -
عن أنس).
آداب المشي
41616 ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها
(حل عن ابن مسعود).
41617 إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في الأخرى
حتى يصلحها (خد، م (1)، ن عن أبي هريرة، طب عن شداد
ابن أوس).
41618 امشوا أمامي، خلوا ظهري للملائكة (ابن سعد
عن جابر).
41619 الحافي أحق بصدر الطريق من المتنعل (طب - عن
ابن عباس).

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 69 / 2098. ص
411

41620 سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن (حل عن أبي هريرة
خط في الجامع، فر عن ابن عمر، ابن النجار عن ابن عباس).
41621 سرعة المشي تذهب بهاء الوجه (أبو القاسم بن بشران
في أماليه عن أنس).
41622 السرعة في المشي تذهب بهاء المؤمن (حل - عن
أبي هريرة).
41623 نهى أن يمشي الرجل بين بعيرين يقودهما (ك -
عن أنس).
41624 نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين (د، ك عن
ابن عمر).
41625 إذا استقبلتك المرأتان فلا تمر بينهما، خذ يمنة أو
يسرة (هب عن ابن عمر).
41626 نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة أو خف
واحد (حم عن أبي سعيد).
الاكمال
41627 استجيدوا النعال، فإنها خلاخيل الرجال (الديلمي -
عن أنس وعن ابن عمر).
412

41628 المشي مع العصا من التواضع، ويكتب له بكل
خطوة ألف حسنة، ويرفع له ألف درجة (جعفر بن محمد في
كتاب العروس والديلمي عن أم سلمة).
41629 كانت للأنبياء كلهم مخصرة يتخصرون بها تواضعا
لله عز وجل (أبو نعيم عن ابن عباس).
41630 أيعجز أحدكم أن يتخذ في يده عنزة في أسفلها
زج يدعم عليها إذا أعيا، ويحبس بها الماء، ويميط بها الأذى
عن الطريق، ويقتل بها الهوام، ويقاتل بها السباع، ويتخذها قبلة
بأرض فلاة (ابن لآل والديلمي عن أنس).
41631 إني سمعت خفق نعالكم فأشفقت أن يقع في نفسي
شئ من الكبر (الديلمي عن أبي أمامة).
المعاملة مع أهل الذمة من الاكمال
41632 أتدرون ما قال؟ قالوا: سلم علينا! قال: لا، إنما
قال: السام عليكم، أي تسامون دينكم، فإذا سلم عليكم رجل من
أهل الكتاب فقولوا: وعليك (حب عن أنس أن يهوديا سلم على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره).
41633 من قال: عند مجمع اليهود والنصارى والمجوس والصابئين
413

(أشهد أن لا إله إلا الله وأن ما دون الله مربوب مقهور) أعطاه
الله مثل عددهم [ابن شاهين عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس].
41634 من لم تكن عنده صدقة فليلعن اليهود، فإنها له
صدقة [الخطيب والديلمي عن أبي هريرة].
41635 لا تدخلوا بيوت أهل الذمة إلا بإذن [طب - عن
سهل بن سعد].
41636 لا تصافحوهم، ولا تبدؤهم بالسلام، ولا تعودوا
مرضاهم، ولا تصلوا عليهم، وألجئوهم إلى مضايق الطريق، وصغروهم
كما صغرهم الله [ق (1) - عن علي].

(1) أخرجه مسلم كتاب السلام باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام
رقم 2163 والترمذي كتاب الاستئذان باب ما جاء في التسليم على أهل
الذمة رقم 2701 وقال حسن صحيح. ص
414

أحاديث متفرقة من كتاب المعيشة
41637 إذا أتى أحدكم باب حجرته فليسلم، فإنه يرد قرينه
الذي معه من الشياطين، فإذا دخلتم حجركم فسلموا يخرج ساكنها
من الشياطين، وإذا رحلتم فسموا على أول حلس تضعونه على دوابكم
يشرككم في مركبها، فإن لم تفعلوا شرككم، وإذا أكلتم فسموا
حتى لا يشرككم في طعامكم، فإنكم إن لم تفعلوا شرككم في طعامكم
ولا تبتوا القمامة معكم في حجركم فإنها مقعده، ولا تبيتوا المنديل
في بيوتكم فإنها مضجعه، ولا تفرشوا الولايا التي تلي ظهور الدواب
ولا تسكنوا بيوتا غير مغلقة، ولا تبيتوا على سطوح غير محوط
فإذا سمعتم نباح الكلب أو نهيق الحمار فاستعيذوا بالله، فإنه لا ينهق
حمار ولا ينبح كلب حتى يراه (عبد بن حميد - عن جابر) (1).
41638 إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم مما علمني وأن أؤدبكم
إذا قمتم على أبواب حجركم فاذكروا اسم الله يرجع الخبيث عن
منازلكم، وإذا وضع بين يدي أحدكم طعام فليسم حتى لا يشاركم
الخبيث في أرزاقكم، ومن اغتسل بالليل فليحاذر عن عورته، فإن لم

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم 38 و 950. ص
415

يفعل فأصابه لمم فلا يلومن إلا نفسه، وإذا رفعتم المائدة فاكنسوا
ما تحتها، فان الشياطين يلتقطون ما تحتها، فلا تجعلوا لهم نصيبا في
طعامكم (الحكيم - عن أبي هريرة) (1).
41639 إذا أتيت وكبلي فخذ منه خمسة عشر وسقا،
فان ابتغى منك آية فضع يدك علي ترقوته (د - عن جابر) (2).
41640 لن ينهق الحمار حتى يرى الشيطان، فإذا كان ذلك
فاذكروا الله وصلوا علي (ابن السني في عمل يوم وليلة - عن
أبي رافع).
41641 من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا
فلا حرج، ومن استجمر فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا
حرج، ومن أكل فما تخلل فليلفظ، وما لاك بلسانه فليبتلع، من
فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج، ومن أتى الغائط فليستتر، فإن لم
يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستدبره، فان الشيطان يلعب

(1) أورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 1691 ورمز لحسنه وهكذا
أورده بالجامع الكبير برقم 227 و 4712. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأقضية باب الوكالة رقم 3632. ص
416

بمقاعد بني آدم، من فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج (د، (1) ه‍
حب، ك - عن أبي هريرة).
41642 إذا تنخم أحدكم فلا يتنخمن قبل وجهه ولا عن
يمينه، وليبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى (خ (2) عن أبي
هريرة وأبي سعيد).
41643 إذا أردت أن تبزق فلا تبزق عن يمينك، ولكن
عن يسارك إن كان فارغا، فإن لم يكن فارغا فتحت قدمك (البزار -
عن طارق بن عبد الله).
41644 إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني، وليصل علي،
وليقل: ذكر الله من ذكرني بخير (الحكيم وابن السني، طب،
عق، عد - عن أبي رافع).
31645 إذا نهق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم
(طب - عن صهيب).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطهارة باب الاستتار في الخلاء رقم 35. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الصلاة باب حك المخاط بالحصر من المسجد
(1 / 12. ص
417

41646 من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية أو ضاريا نقص من
عمله كل يوم قيراطان (حم، ق (1) ت، ن - عن ابن عمر).
41647 نهى أن يشار إلى المطر (هق - عن ابن عباس).
41648 نهى أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا
من بأس (حم، د، ه‍، ك (عن عبد الله المزني.
41649 إذا أفاد أحدكم امرأة أو خادما أو دابة فليأخذ
بناصيتها وليدع بالبركة وليقل: اللهم! إني أسألك من خيرها
وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه
وإن كان بعيرا فليأخذ بذروة سنامه (ه‍ (2)، ك، هب - عن
ابن عمر).
41650 إن الله تعالى أنزل بركات ثلاثا: الشاة والنحلة
والنار (طب - عن أم هانئ).
41651 إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض،

(1) أخرجه مسلم كتاب المساقاة باب الأمر بقتل الكلاب رقم 52.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح باب ما يقول الرجل إذا دخلت عليه
أهله رقم 1918. ص
418

فأنزل الحديد والماء والنار والملح (فر - عن ابن عمر).
41652 لا تمش في نعل واحدة، ولا تحتب في ثوب
واحد، ولا تأكل بشمالك، ولا تشتمل الصماء، ولا تضع
إحدى رجليك على الأخرى إذا استلقيت (م - (1) عن جابر).
41653 أما! إن خير الماء الشبم، وأفضل الأموال الغنم،
وخير المرعى الأراك والسلم، إذا أخلف كان لجينا، وإذا أسقط
كان درينا، وإذا أكل كان لبينا (ابن عساكر - عن ابن مسعود
وابن عباس).
41654 نهى أن يقد السير بين إصبعين (د، ك -
عن سمرة).
41655 دع داعي اللبن (حم، تخ، حب، ك - عن
ضرار بن الأزور).
الاكمال
41656 إذا أخذ أحدكم فليأخذ بيمينه وإذا أعطي فليعط
بيمينه، وإذا أكل فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فان

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 73. ص
419

الشيطان يأخذ بشماله، ويعطي بشماله، ويأكل بشماله، ويشرب
بشماله (طس - عن أبي هريرة).
41657 إذا اشتريت نعلا فاستجدها، وإذا اشتريت ثوبا
فاستجده، وإذا اشتريت دابة فاستفرهها، وإذا كانت عندك كريمة
قوم فأكرمها (طس - عن أبي هريرة).
41658 إذا تزوج أحدكم أو اشترى جارية أو فرسا أو خادما
فليضع يده على ناصيتها وليدع بالبركة (عد - عن عمر).
41659 إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل:
اللهم! إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من
شرها وشر ما جبلتها عليه، وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه
وليقل مثل ذلك (د (1) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
41660 إذا رأيتم الحريق فكبروا، فان التكبير يطفئ
النار (عد - عن ابن عباس (2).
41661 إذا سمعتم نهيق حمار أو نباح كلب أو صوت

(1) أخرجه أبو داود كتاب النكاح باب في جامع النكاح رقم 2160. ص
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 160) اسناده ضعيف. ص
420

ديك بالليل فتعوذوا بالله من شر الشيطان، فإنهن يرين ما لا ترون
(ابن السني (1) في عمل يوم وليلة - عن أبي هريرة).
41662 إذا سمعتم أصواب الديكة فإنها رأت ملكا فسألوا
الله وارغبوا إليه، وإذا سمعتم نهاق الحمير فإنها رأت شيطانا فاستعيذوا
بالله من شر ما رأت (حب - عن أبي هريرة) (1).
41663 أقبلي على فلايتك، فإنك لست تكلمينها بعينك
(طب - عن أم سلمة).
41664 من أراد أنى يحدث بحديث فنسيه فليصل على،
فان صلاته على خلف من حديثه عسى أن يذكره (ابن السني في
عمل يوم وليلة - عن عثمان بن أبي حرب الباهلي).
41665 من ساء خلقه من إنسان أو دابة فأذنوا في أذنه
(الديلمي - عن الحسين بن علي).
41666 من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان فاقرؤا
في أذنيه (أفغير دين الله يبغون) - الآية (ابن عساكر - عن
أنس).

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 382) قال البغوي حديث حسن. ص
421

41667 إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون (حم والبغوي وابن
قانع، ص - عن دحية الكلبي قال: قلت: يا رسول الله! ألا أحمل
لك حمارا على فرس فتنتج لك بغلا فقال - فذكره، د (1)، ن -
عن علي).
41668 من اتخذ كلبا ليس كلب قنص ولا كلب ماشية
نقص من أجره كل يوم قيراط (طب - عن ابن عمرو).
41669 من اقتنى كلبا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط
إلا كلب حرث أو ماشية (ه‍ - عن أبي هريرة). مر عزوه
برقم 41446.
41670 احلبها ودع داعى اللبن (ك - عن ضرار بن
الأزور).
41671 دع داعى اللبن، لا تجهدها (حم وهناد والدارمي
والبغوي، خ في تاريخه، هب، طب - ك، ق، ص - عن
ضرار بن الأزور، وأبو نعيم - عن سنان بن ظهير الأسدي).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في كراهية الحمر تنزى على الخيل رقم 2505
وأخرجه احمد في مسنده رقم (785) ورقم (1358) وقال احمد
شاكر: اسناده صحيح. ص
422

41672 لا تغالوا بالشاة، فإنما هي سقيا وليدك، وإذا
حلبتموها فلا تجهدوها دعوا داعى اللبن (الديلمي وابن عساكر -
عن عبد الله بن بشر).
41673 يا قتادة! الغنى ناقة حلبانة ركبانة، غير أن
لا توله ذات ولد في ولدها (طب - عن نقادة الأسدي) (1).
41674 يا قتادة! بق داعى اللبن (طب - عنه) (2).
41675 إذا رجعت إلى بيتك فمرهم - فليحسنوا غذاء
رباعهم، ومرهم فليقلموا أظفارهم لا يخدشوا بها ضروع مواشيهم إذا
حلبوا (حم وابن سعد والبغوي والباوردي، طب، ق، ص - عن
سوادة بن الربيع الجرمي) (3).

(1) نقادة - الأسدي معدود في أهل الحجاز سكن البادية وذكر الحديث
ابن الأثير في أسد الغابة 5 / 356 وأحمد في مسنده: 5 / 77.
وقال الذهبي ليس لنقادة شئ في بقية الكتب الستة سوى هذا الحديث
الذي انفرد به ابن ماجة كتاب الزهد رقم 4134. ص
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 8 / 196 وقال رواه الطبراني. ص
(3) أورده ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة: سوادة برقم 2337 وقال
أخرجه ابن منده وأبو نعيم. وكان تصحيح الحديث منه وكذا أخرجه
الإمام أحمد في مسنده: 3 / 484 واللفظ له. ص
423

41676 لا ترسلوا الإبل بهلا (1)، وصروها صرا (2)،
فان الشياطين ترضعها (ع، طب، ض - عن سلمة بن الأكوع).
41677 كفوا مواشيكم (3) حتى تذهب فوعة العشاء (4)،
فإنها ساعة تخترق فيه الشياطين (حب - عن جابر).
كتاب المعيشة من قسم الافعال
أدب الاكل
41678 عن ابن عباس قال: كل حلال في كل ظرف
حلال، وكل حرام في كل ظرف حرام (ابن جرير)

(1) بهلا: جمع باهل، أي لا صرار عليها. ب
(2) صرا: من عادة العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها إلى
المرعي سارحة. ويسمون ذلك الرباط صرارا فإذا راحت عشيا
حلت تلك الاصرة وحلبت فهي مصرورة ومصررة. اه‍. 3 / 22
النهاية. ب
(3) لفظ: كفوا مواشيكم: يصحح المناوي في الفيض 5 / 8 هذه الفقرة
فيقول: كفوا فراشيكم جمع فاشية وهي ما ينشر ويفشوا من نحو: إبل
وغنم. أما لفظ: مواشيكم: فهو تصحيف. ص
(4) فوعة العشاء: أي أوله كفورته. اه‍ 3 / 479 النهاية. ب
424

41679 عن ابن عباس قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء من
الغائط فأتى بطعام فقالوا له: ألا تتوضأ؟ فقال: لم أصل فأتوضأ (ض).
41680 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء
وقرب إليه الطعام وعرضوا عليه الوضوء فقال: إنما أمرت بالوضوء
إذا أقيمت الصلاة (ض).
41681 عن ابن عباس قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الخلاء
ثم إنه رجع فأتى بطعام فقيل: يا رسول الله! ألا تتوضأ؟ فقال: لم
أصل فأتوضأ (ن).
41682 عن ابن عباس لولا اللمظ (1) ما باليت أن
لا أمضمض (عب).
41683 عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: شرب ابن
عباس لبنا ثم قام إلى الصلاة فقلت: ألا تمضمض؟ قال: لا أباليه،
اسمحوا يسمح لكم (عب).
41684 عن إبراهيم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرغ يمينه

(1) لمظ: يتلمظ أي يدير لسانه في فيه ويحركه يتتبع أثر الثمر، واسم
ما يبقى في الفم من أثر الطعام، لماظة. النهاية في غريب الحديث
4 / 271. ص
425

لطعامه ولشرابه ولوضوئه وأشباه ذلك، ويفرغ بشماله للاستنجاء
والامتخاط وأشباه ذلك صلى الله عليه وآله.
41685 عن علي قال: إذا أردت أن تأكل الخبز فضع
السفرة (1) واذكر اسم الله وكل (ق).
41686 (مسند أمية بن مخشي) رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا
يأكل ولم يسم حتى إذا لم يبق من طعامه إلا لقمة رفعها إلى فيه
وقال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: والله!
ما زال الشيطان يأكل معك حتى إذا سميت فما بقي في بطنه شئ إلا
قاءه وفي لفظ: حتى ذكرت اسم الله استقاء ما في بطنه (حم،
د (2). ن والحسن بن سفيان والبغوي وابن السكن وقال: لا يعلم له
غيره، قط في الافراد وقال: تفرد به جابر بن صبح وابن السني في
عمل يوم وليلة وابن قانع، طب، ك وأبو نعيم، ض).
41687 عن أنس قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله! إني رجل مسقام لا يستقيم بدني على طعام

(1) السفرة: في طعام السفر كالعهنة للطعام الذي يؤكل بكرة. النهاية في
غريب الحديث 2 / 373. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأطعمة باب التسمية على الطعام رقم 378. ص
426

ولا على شراب فادع لي بالصحة! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أكلت
طعاما أو شربت شرابا فقل: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء في
الأرض ولا في السماء، يا حي يا قيوم (الديلمي).
41688 عن أبي عثمان النهدي قال: كتب عمر بن الخطاب
إلى أهل الأمصار: لا تخللوا بالقصب، فان كنتم لابد فاعلين
فانزعوا قشره (ابن السني وأبو نعيم معا في الطب).
41689 عن عمر: ما اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم أدمان إلا أكل
أحدهما وتصدق بالآخر (العسكري).
41690 عن عمر قال: يصلح لمسلم إذا أكل طعاما أن يمسح
يده حتى يلعقها أو يلعقها (ش).
41691 عن عمر أنه كتب: لا تخللوا بالقصب (ش).
41692 عن عبد الله بن مغفل المزني أن رجلا تخلل بالقصب
فنفر فمه، فنهى عمر بن الخطاب عن التخلل بالقصب (أبو عبيد في
الغريب، هب).
41693 عن عيسى بن عبد العزيز قال: كتب عمر إلى عماله
بالآفاق: انهوا من قبلكم عن التخلل بالقصب وعود الآس (ابن
السني في الطب).
427

41694 عن عروة قال: خرج عمر بن الخطاب من الخلاء
وأتى بطعام فقالوا: ندعو بوضوء؟ فقال: إنما آكل بيميني وأستطيب
بشمالي، فأكل ولم يمس ماء (عب، ش ومسدد).
41695 (من مسند جابر بن عبد الله) سفيان الثوري عن
ابن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض وقال: إن له
دسما (كر).
41696 (من مسند جعفر بن أبي الحكم) عن عبد الحكم
ابن صهيب قال: رآني جعفر بن أبي - الحكم وأنا آكل من ههنا
ومن ههنا فقال: مه يا ابن أخي! هكذا يأكل الشيطان، إن النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل لم تعد يده بين يديه (أبو نعيم).
41697 (مسند علي) عن ابن أعبد قال قال علي: يا ابن
أعبد! هل تدري ماحق الطعام؟ قلت: وما حقه؟ قال: تقول
(بسم الله، اللهم! بارك لنا فيما رزقتنا)، ثم قال أتدري ما شكره
إذا فرغت؟ قلت: وما شكره؟ قال: تقول (الحمد لله الذي أطعمنا
وسقانا) (ش وابن أبي الدنيا في الدعاء، حل، حب).
41698 عن عمرو بن أبي سلمة قال: أكلت يوما مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فجعلت آخر من لحم حول الصحفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
428

كل مما يليك (ابن النجار).
41699 (مسند عمرو بن مرة الجهني) كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
فرغ من طعام قال: الحمد لله الذي من علينا فهدانا، والحمد لله الذي
أشبعنا وأروانا، وكل بلاء حسن - أو: صالح - أبلانا (ش).
41700 عن حذيفة قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
أتى بجفنة فوضعت، فكف عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم يده وكففنا أيدينا،
وكنا لا نضع أيدينا حتى يضع يده، فجاء أعرابي كأنه يطرد
فأومى إلى الجفنة ليأكل منها، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده، فجاءت
جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم قال: إن الشيطان يستحل طعام القوم إذا لم يذكر
اسم الله عليه، وإنه لما رآنا كففنا عنها جاءنا ليستحل به، فوالذي
لا إله إلا هو، إن يده في يدي مع يدهما (ز).
41701 (مسند الحكم بن رافع بن سنان) عن جعفر بن
عبد الله بن الحكم بن رافع قال: رآني الحكم وأنا غلام آكل من
ههنا وههنا، فقال لي: يا غلام! لا تأكل هكذا كما يأكل الشيطان،
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل لم تعد أصابعه بين يديه (أبو نعيم).
429

41702 (من مسند حمزة بن عمرو الأسلمي) أكلت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فقال: كل بيمينك، وكل مما يليك،
واذكر اسما لله (طب وأبو نعيم من طريق منجاب بن الحارث عن
شريك بن هشام بن عروة عن أبيه عن حمزة بن عمرو الأسلمي، قال
منجاب: هذا خطأ أخطأ فيه شريك بن هشام، أنا به علي بن مسهر
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمرو بن أبي سلمة).
41703 عن واثلة قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر
جعلت له مائدة فأكل متكئا وأطلى، وأصابته الشمس ولبس
الظلة (كر).
41704 عن عبد الله بن بسر قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي
فنزل فأتاه بطعام سويق وحيس فأكل، وأتاه بشراب فشرب، فتناول
من عن يمينه، وكان إذا أكل تمرا ألقى النوى هكذا - وأشار
بإصبعه على ظهرها، فلما ركب النبي صلى الله عليه وسلم قام أبي فأخذ بلجام بغلته
فقال: يا رسول الله! ادع الله لنا، فقال: اللهم! بارك لهم فيما
رزقتهم واغفر لهم وارحمهم (ش وأبو نعيم).
41705 عن عبد الله بن بسر قال قال أبي لأمي: لو صنعت
طعاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم! فصنعت ثريدة، فانطلق أبي فدعا رسول الله
430

صلى الله عليه وسلم، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على ذروتها وقال: خذوا بسم الله!
فأخذوا من نواحيها، فلما طعموا قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر لهم
وارحمهم وبارك لهم في رزقهم (كر).
41706 عن عبد الله بن بسر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم وجلست
آكل معهم: يا بني! أذكر الله وكل بيمينك وكل مما يليك (كر).
41707 عن عبد الله بن بسر قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة
والطعام يومئذ قليل فقال لأهله: اطبخوا هذه الشاة وانظروا إلى هذا
الدقيق فاخبزوه واطبخوا واثردوا عله، قال: وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة
يقال لها (الغراء) يحملها أربعة رجال، فلما أصبح وسبح الضحى
أتى بتلك القصعة والتفوا عليها، فإذا كثر الناس جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أعرابي: ما هذه الجلسة! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جعلني
عبدا كريما ولم يجعلني جبارا عنيدا، ثم قال: كلوا من حواشيها
ودعوا ذروتها يبارك الله فيها، ثم قال: خذوا فكلوا فوالذي نفس
محمد بيده! لتفتحن عليكم أرض فارس والروم حتى يكثر الطعام
ولا يذكر اسم الله عليه (أبو بكر في الغيلانيات، كر).
41708 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل
طعاما في ستة رهط إذ دخل أعرابي فأكل ما بين أيديهم بلقمتين،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان ذكر اسم الله لكفاهم، فإذا أكل
431

أحدكم طعاما فليذكر اسم الله تعالى، فان نسي ثم ذكر فليقل:
بسم الله أوله وآخره (ابن النجار).
مباحات الاكل
41709 (مسند أبي السائب خباب) عن عبد الله بن
السائب بن خباب عن أبيه عن جده قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأكل
ثريدا متكئا على سرير ثم يشرب من فخارة (أبو نعيم وقال: هو
وهم، والصواب: ابن عبد الله بن السائب عن أبيه عن جده).
41710 عن ابن عمر قال: كنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم نأكل
ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام (ابن جرير).
ما يقال بعد الاكل
41711 عن الحارث بن الحارث الغامدي قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول عند فراغه من طعامه: اللهم! لك الحمد أطعمت
وأسقيت وأشبعت وأرويت، لك الحمد غير مكفور ولا مودع
ولا مستغنى عنك ربنا (طب وأبو نعيم).
432

محظور الاكل
41712 عن حميد بن هلال قال: نهى عمر بن الخطاب عن
اللحم والسمن أن يجمع بينهما (ابن السني في كتاب الاخوة).
41713 عن عمر قال: إياكم والبطنة في الطعام والشراب!
فإنها مفسدة للجسد، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم
بالقصد فيهما! فإنه أصلح للجسد، وأبعد من السرف، وإن الله تعالى
ليبغض الحبر السمين، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على
دينه (أبو نعيم).
31714 عن عائشة قالت: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أكلت
في يوم مرتين فقال: يا عائشة! أما تحبين أن يكون لك شغل إلا
في جوفك! الاكل في اليوم مرتين من الاسراف، والله لا يحب
المسرفين (الديلمي).
41715 عن أسلم قال: كان عمر ينهانا أن نتخذ المنخل
ويقول: إنما عهدنا بالشعير حديثا، أما ترضون أن تأكلوا سمراء
الشام حتى تنخلوه (العسكري).
41716 عن أبي مريم قال: رأى عمر بن الخطاب رجلا وقد
433

ضرب بيده اليسرى ليأكل بها قال: لا إلا أن تكون يدك عليلة أو
معتلة (ش وابن جرير والمحاملي في أماليه).
41717 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تلقى النواة على
الطبق الذي يؤكل منه الرطب أو التمر (الشيرازي).
محظور المأكول
41718 عن الجارود قال: كان رجل من بني رباح يقال له
(ابن أثال) وكان شاعرا أتى الفرزدق بماء بظهر الكوفة على أن يعقر
هذا مائة من الإبل وهذا مائة من الإبل إذا وردت الماء، فلما وردت
قاما إليها بالسيوف يكسعان عراقيبها، فخرج الناس يريدون اللحم وعلي
ابن أبي طالب بالكوفة، فخرج على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينادي:
أيها الناس! لا تأكلوا لحومها، فان أهل لغير الله (مسدد).
41719 (من مسند تميم الداري) عن تميم الداري قال:
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أناسا يحبون أسنام الإبل وهي أحياء وأذناب
الغنم وهي أحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أخذوا من البهيمة وهي
حية فهو ميتة (ابن النجار).
41720 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال: لما
434

كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة وأخذوا الحمر الانسية فذبحوها وملؤا
منها القدور، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكفاء
القدور وقال: إن الله سيأتيكم برزق هو أطيب من ذا وأحل،
فكفأنا القدور يومئذ وهي تغلي، فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الحمر
الانسية والبغال وكل ذي ناب من السباع: وكل ذلك مخلب من
الطير، وحرم المجبة والخلسة والنهبة (كر).
41721 عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحوم
الحمر الأهلية، ونهى أن توطأ النساء الحبالى من السبي (ط
وأبو نعيم).
41722 عن عياض بن غنم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تأكلوا
الحمر الانسية (كر).
41723 (من مسند خالد بن الوليد) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من لحوم الخيل والبغال والحمير (كر).
41724 عن خالد بن الوليد قال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم
بخيبر يقول: حرام أكل الحمر الأهلية والخيل والبغال وكل ذي ناب
من السباع أو مخلب من الطير (الواقدي وأبو نعيم، كر)
435

41725 عن أبي ثعلبة قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني
ما يحل لي وما يحرم علي، قال: فصعد في البصر وصوبه وقال:
بوثنية، فقلت: يا رسول الله! بوثنية خير أو بوثنية شر؟ قال: بل
بوثنية خير، لا تأكل لحم الحمار الأهلي ولا ذا ناب من
السباع (كر).
41726 عن أبي سليط وكان بدريا قال: لقد أتانا نهي رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الحمر ونحن بخيبر والقدور تفور، فكفأناها على
وجوهها (حم، ش وأبو نعيم).
41727 (من مسند ابن عباس) عن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
عن كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع (كر).
41728 عن أبي هند الحجام قال: حجمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما وليت المحجمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم شربته، فقلت: يا رسول الله!
شربته، فقال: ويحك يا سالم! إن الدم كله حرام، إن الدم كله
حرام - مرتين - لا تعد (الديلمي).
41729 (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص) نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن
436

الجلالة (1) وعن ركوبها وأكل لحومها، ونهى أن تنكح المرأة على
عمتها وعلى خالتها (ن).
41730 عن الزبير بن الشعشاع أبي خثرم الشني عن أبيه قال:
سألت علي بن أبي طالب عن أكل لحوم الحمر الأهلية فقال: كلها
هكذا وهكذا (عق، وقال: خ: لا يصح لان عليا روى عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية).
41731 عن إسحاق صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
عن فتح التمرة وقشر الرطبة (عبدان وأبو موسى، قال في الإصابة:
في إسناده ضعف وانقطاع) (2).
41732 عن أنس قال: لما كان يوم خيبر ذبح الناس الحمر
فأغلوا بها القدور، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طلحة: إن الله ورسوله
ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس، فأكفئت القدور (ش).
مباح المأكول
41733 عن ابن عباس سمعت أبا بكر يقول: إن الله ذبح

(1) الجلالة: من الحيوان التي تأكل العذرة والجلة: البعر النهاية 1 / 88. ص
(2) ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة في ترجمة إسحاق رقم 95 وقال في
اسناده ضعيف وانقطاع. ص
437

لكم ما في البحر فكلوه، فإنه ذكي كله (قط، ق).
41734 عن ابن عباس قال: أشهد على أبي بكر أنه قال:
السمك الطافية على الماء حلال لمن أراد أكلها (عب، ش، قط،
ق، قال ابن كثير: إسناده جيد).
41735 عن ابن الحنفية قال: سألت أبي: ما تقول في أكل
الجري؟ قال: يا بني! كله فإنه حلال، ثم قرأ على هذه الآية
(قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما) - إلى آخر الآية سورة الأنعام
آية 145 (ابن شاهين).
41736 عن مولى لأبي بكر قال: قال أبو بكر: كل
دابة في البحر قد ذبحها الله لكم فكلوها (مسدد والحاكم في
الكنى).
41737 عن جابر بن زيد أبي الشعثاء قال: قال عمر: الحوت
ذكي كله، والجراد ذي كله (قط، ك، ق).
41738 عن ابن عمر قال: سئل عمر بن الخطاب عن الجراد
فقال: وددت أن عندنا منه قفعة نأكل منها (مالك وأبو عبيد في
الغريب، عب، ق).
41739 عن أبي هريرة قال: قدمت البحرين فسألني أهل
438

البحرين عما يقذف البحر من السمك، فأمرتهم بأكله، فلما قدمت
سألت عمر بن الخطاب عن ذلك، قال: ما أمرتهم؟ قلت: أمرتهم
بأكله، قال: لو قلت غير ذلك لعلوتك بالدرة، ثم قرأ عمر بن الخطاب
(أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم) قال: صيده ما اصطيد،
وطعامه ما رمى به (ض وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو
الشيخ، ق).
41740 (من مسند جابر بن عبد الله) أطعمنا النبي صلى الله عليه وسلم
لحوم الخيل، ونهانا عن لحوم الحمر (ش).
41741 (أيضا) أكلنا لحوم الخيل يوم خيبر (ش).
41742 عن جابر أن بقرة أفلتت على خمر فشربت، فخافوا
عليها فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كلوها - أو قال: لا بأس
بأكلها (ك).
41743 (مسند أسماء) نحرنا فرسا على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأكلنا من لحمه (ش).
41744 عن أسماء بنت أبي بكر قالت: ذبحنا فرسا فأكلنا
نحن وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم (طب، كر).
41745 عن علي قال: الحيتان والجراد ذكي كله (ق).
439

41746 عن علي قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكل ثلاثة
أشياء: أكل الطير الأبيض، وأكل الجراد، وأكل الطحال (أبو
نعيم، وسنده لا بأس به).
الثوم
41747 عن أبي بكر قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر
وقع الناس في الثوم فجعلوا يأكلونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا (على ابن المديني في
مسند أبي بكر، قط في العلل، طس، ورجاله ثقات).
41748 عن علي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكل الثوم
لولا أن الملك ينزل على لأكلته (ابن منيع والطحاوي، طس، حل
وعبد الغني بن سعيد في إيضاح الاشكال وابن الجوزي في الواهيات).
41749 (أيضا) عن شريك بن الحنبل عن علي قال: نهى
أكل الثوم إلا مطبوخا (د، ت وقال: هذا حديث ليس إسناده
بذلك القوى، وروى عن شريك بن حنبل عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا،
وقد روى عن علي قوله).
41750 عن قيس بن الربيع عن بشر بن بشر الأسلمي عن
440

أبيه - وكانت له صحبة - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أكل من هذه
البقلة - يعني الثوم - فلا يقربن مسجدنا (الطحاوي والبغوي والباوردي
وابن السكن وابن قانع، طب وأبو نعيم، ورواه ابن السكن عن محمد
ابن بشر بن بشر بن معبد عن أبيه عن جده).
41751 عن خزيمة بن ثابت أنهم كانوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
في المسجد وهو مسند ظهره إلى بعض حجرات نسائه فدخل رجل
من أهل العالية فجلس يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشم منه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ريحا تأذي هو وأصحابه، فقال من أكل من هذه الشجرة فلا
يؤذينا بها (كر وقال: غريب من حديث خزيمة لا أعلم أنا كتبناه
إلا من هذا الطريق).
41752 عن علي أنه كره أكل الثوم إلا مطبوخا (ت).
البصل
41753 عن أبي أيوب قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا
الأسفل وكنت في الغرفة، فأهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم
أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق، فقلت: يا رسول الله!
441

لا ينبغي أن أكون فوقك، انتقل إلى الغرفة! فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بمتاعه فنقل، ومتاعه قليلي، فقلت: يا رسول الله! كنت
ترسل إلى بالطعام فأنظر فإذا رأيت أثر أصابعك وضعت يدي فيه
حتى إذا كان هذا الطعام الذي أرسلت به إلى فنظرت فلم أر فيه أثر
أصابعك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، إن فيه بصلا وكرهت أن
آكله من أجل الملك الذي يأتيني، وأما أنتم فكلوه (أبو نعيم، كر).
41754 عن أبي أيوب قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت لأبي وأمي! إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل مني،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أرفق بنا أن نكون في السفل لما يغشانا
من الناس، فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فأهريق ماؤها فقمت أنا
وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها فننشف بها الماء فرقا من أن
يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منا شئ يؤذيه، فكنا نصنع طعاما، فإذا
رد ما بقي منه تيممنا موضع أصابعه، فأكلنا منها نريد بذلك البركة،
فرد علينا عشاءه ليلة وكنا جعلنا فيه ثوما أو بصلا فلم نر فيه أثر
أصابعه، فذكرت له الذي كنا نصنع والذي رأينا من رده الطعام ولم
يأكل! فقال: إني وجدت منه ريح هذه الشجرة وأنا رجل أناجي فلم
أحب أن يوجد مني ريحه، فأما أنتم فكلوه (طب).
442

أحاكم الميتة
41755 عن جابر بن سمرة قال: مات بغلة عند رجل فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه، فقال: أما لك ما يغنيك عنها؟ قال: لا، قال:
اذهب فكلها (طب).
41756 عنه: مات جمل بالحرة وإلى جنبه قوم محتاجون
فرخص لهم النبي صلى الله عليه وسلم في أكله (طب).
41757 عن جابر قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه
ناس فقالوا: يا رسول الله! سفينة لنا انكسرت وإنا وجدنا ناقة سمينة
ميتة فأردنا أن ندهن به سفينتنا وإنما هي عود على الماء، فقال:
لا تنتفعوا بشئ من الميتة (ابن جرير وسنده حسن).
41758 عن عبد الله بن حكيم: أتى علينا كتاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أرض جهينة وأنا غلام شاب أن لا تستمتعوا من الميتة بشئ
باهاب ولا عصب (عب).
41759 (مسند حيان بن أبجر الكناني) عن عبد الله بن
جبلة بن حيان بن أبجر عن أبيه عن جده حيان قال: كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم وأنا أوقد تحت قدر فيها لحم ميتة وأنزل تحريم الميتة وأكفئت
443

القدور (أبو نعيم).
41760 (من مسند سمرة بن جندب) أحل لك الطيبات
وأحرم عليك الخبائث إلا أن تفتقر إلى طعام فتأكل منه حتى تستغني،
قال: ما فقري الذي آكل ذلك إذا بلغته؟ قال: إذا كنت ترجو
نتاجا فتبلغ بلحوم ماشيتك إلى نتاجك، أو كنت ترجو عشاء تصيبه
مدركا فتبلغ إليه بلحوم ماشيتك، أو كنت ترجو فائدة تنالها فتبلغها
بلحوم ماشيتك، وإذا كنت لا ترجو من ذلك شيئا فأطعم أهلك
ما بدا لك حتى تستغني عنه، قال: وما غناي الذي أدعه إذا وجدته،
قال: إذا رويت أهلك غبوقا من اللبن فأجتنب ما حرم عليك من
الطعام، وأما مالك فإنه ميسور كله ليس منه حرام غير أن في نتاجك
من إبلك فرعا وفي نتاجك من غنمك فرعا تغذوه ماشيتك حتى
تستغني، ثم إن شئت فأطعمه أهلك وإن شئت تصدقت بلحمه (طب
عن حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جده).
الأرنب
41761 عن عمر بن الخطاب أن رجلا من أهل البادية أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنب مشوية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا، فقال
444

الاعرابي: قد رأيت بها دما! فقال: كلوا (ابن وهب وابن جرير).
41762 عن موسى بن طلحة أن رجلا سأل عمر عن الأرنب
فقال عمر لولا أني أزيد في الحديث أو أنقص منه وسأرسل لك إلى
عمار فجاء فقال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلنا في موضع كذا وكذا،
فأهدي إليه رجل من الاعراب أرنبا فأكلناها، فقال الاعرابي:
يا رسول الله! إني رأيتها تدمي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا بأس بها (ش
وابن جرير).
41763 عن موسى بن طلحة قال: قال عمر لأبي ذر وعمار
وأبي الدرداء: أتذكرون يوم كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكان كذا وكذا،
فأتاه أعرابي بأرنب فقال: يا رسول الله! إني رأيت فيها دما، فأمرنا
بأكلها ولم يأكله، قالوا: نعم، ثم قال: أدن أطعم، قال: إني
صائم (ق).
41764 (من مسند جابر بن عبد الله) إن غلاما من
قومه صاد أرنبا، فذكاها عروة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره بأكلها
(ابن جرير).
41765 عن ابن عمرو قال: جئ بالأرنب إلى رسول الله
445

صلى الله عليه وسلم وأنا قاعد عنده، فلم يأمر بأكلها ولم ينه وزعم أنها تحيض
(ابن جرير).
الجبن
41766 عن كثير بن شهاب قال: سألت عمر بن الخطاب
عن الجبن، فقال: أن الجبن يصنع من اللبن والماء واللبأ فكلوا
واذكروا اسم الله، ولا يغرنكم أعداء الله (كر).
41767 عن حمزة الزيات قال: كتب عمر إلى كثير بن
شهاب: مر من قبلك فليأكل الخبز الفطير بالجبن، فإنه أبقى في
البطن (كر).
41768 عن ثور بن قدامة قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب
أن لا تأكلوا من الجبن إلا ما صنع المسلمون وأهل الكتاب (ق).
41769 عن زيد بن وهب قال: أتاهم كتاب عمر وهم في
بعض المغازي: بلغني أنكم في أرض تأكلون طعاما يقال له الجبن
فانظروا ما حلاله من حرامه! وتلبسون الفراء فانظروا ذكية من
ميتة (ق).
446

41770 عن شقيق أنه قيل لعمر: إن قوما يعملون الجبن
فيصنعون فيه أنافيح، فقال عمر: سموا الله وكلوا (عب، ش).
41771 عن كثير بن شهاب قال: سألت عمر بن الخطاب
عن الجبن، فقال: أذكر اسم الله وكل، فإنما هو لبن أو لبأ
(عب، ق).
41772 عن الحارث عن علي قال: مرت عليه امرأة بجدية
فقال: نعم إدام العيال! ومر عليه رجل بجبنة فقال: تدري كيف
تأكل هذا؟ قل (بسم الله) بسكين واقطع وكل (هناد بن السرى
في حديثه).
الضب
41773 (مسند عمر) عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم
الضب ولكنه قذره (حم، م، ن وابن جرير وأبو عوانة، ق).
41774 عن عمر قال: ما أحب أن لي بالضباب حمر النعم
(ابن جرير).
41775 عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب سئل عن
447

الضب وقال: أتى به النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينه عنه ولم يأمر به، وأبى أن
يأكله. وإنما تقذره رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان عندنا لاكلناه، وإنه
لرعائنا وسفرنا، وإن الله لينفع به ناسا كثيرا (ابن جرير).
41776 عن عمر قال: وددت أني في كل جحر ضب ضبين
(عب، ش وابن جرير).
41777 عن عمر قال: ضب أحب إلي من دجاجة (ش
وابن جرير).
41778 عن ثابت بن زيد أو يزيد الأنصاري قال: أصبنا
ضبابا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ عودا فعد أصابعه ثم قال:
إن أمة من بني إسرائيل مسخت في الأرض فلا أدري أي الدواب
هي! فقلت: إن الناس قد اشتووها، فلم ينه عنها ولم يأكل
(ابن جرير).
41779 عن ثابت بن وديعة الأنصاري أن رجلا من بني
فزارة أتى النبي صلى الله عليه وسلم بضباب قد احتشوها، فقال: إن أمة مسخت
فلا أدري هل هذا منهم (ابن جرير وأبو نعيم).
41780 (من مسند جابر بن سمرة) أتى أعرابي رسول
448

الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما تقول في الضب؟ فقال: مسخت
أمة من بني إسرائيل لا أدري أي الدواب مسخت! ولا آمر به ولا
أنهى عنه (طب - عن جابر بن سمرة).
41781 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر أن الضب
أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأكله، فقال عمر: إن فيه منفعة للرعاء، فقال:
إن أمة من الأمم مسخت فلا أدري لعلها! فلم يأمر به ولم ينه عنه
ولم يأكله (ابن جرير).
41782 عن حذيفة بن اليمان قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بضب
فقال: إن أمة مسخت دواب في الأرض، فلم يأمر به ولم ينه عنه
(ابن جرير وأبو نعيم).
41783 (من مسند خزيمة بن جزء السلمي) عن حبان
ابن جزء عن أخيه خزيمة بن جزء قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم!
ما تقول في الضب؟ فقال: لا آكله ولا أحرمه، قلت: فاني آكل
مما لا تحرمه، قال: فقدت أمة من الأمم ورأيت خلقا رابني (الحسن
ابن سفيان وابن جرير وأبو نعيم).
41784 عن خزيمة بن جزء قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
449

عن أجناس الأرض فقال: سل عما شئت، قلت: يا رسول الله!
أخبرني عن الضب، قال: لا آكل ولا أنهي عنه، حدثت أن أمة
من بني إسرائيل مسخت دواب في الأرض، قلت: فالأرنب؟ قال:
لا آكلها ولا أنهي عنها، إني نبئت أنها تحيض، قلت: والثعلب؟
قال: وهل يأكل الثعلب أحد؟ قلت: فالضبع، قال: وهل يأكل
الضبع أحد؟ قلت: فالذئب؟ قال وهل يأكل الذئب أحد فيه خير
(الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
41785 عن زيد بن ثابت قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة خيبر فأصبنا ضبابا، فاشتوى الناس منها واشتويت، ثم
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته بين يديه، فأخذ عودا فجعل يعد أصابعه
فقال: إن أمة من الأمم مسخت دواب فلا أدري أي أمة! فلم
يأكل، فقلت له: إن الناس قد أكلوا منها، فلم يأمرهم ولم ينههم
(ابن جرير).
41786 عن سمرة بن جندب أن أعرابيا سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يخطب عن الضب فقطع عليه خطبته فقال: يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم! ما تقول في الضباب؟ فقال: إن أمة من بني إسرائيل مسخت
والله أعلم أي الدواب مسخت (ابن جرير).
450

41787 عن ابن عباس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم سمن
وأقط وضب، فأكل من السمن والأقط، وقال للضب: إن هذا
شئ ما أكلته (ابن جرير).
41788 عن ابن عباس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أقط
وسمن وضب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هذا فليس بأرضنا، من
أحب منكم أن يأكل منه فليأكل، فأكل على خوانه ولم يأكل
منه (ابن جرير).
41789 عن ابن عمر قال: كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فيهم سعد فذهبوا يأكلون من لحم، فنادتهم امرأة أنه لحم ضب،
فأمسكوا، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا - أو: اطعموا - فإنه حلال،
أو قال: لا بأس به، ولكنه ليس من طعامي (ابن جرير).
41790 عن ابن عمر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بضب. فقال:
لا آمر به ولا أنهي عنه - أو قال: لا آكله ولا أحرمه
(ابن جرير).
41891 عن ابن عمر قال: كان ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
عنده يأكلون ضبا، منهم سعد بن مالك، فنادتهم امرأة من أزواج
451

النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضب، فأمسكوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا، فإنه حلال
ولا بأس به ولكن ليس من طعام قومي (كر).
41792 عن يزيد بن الأصم عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي
خالته أنه أهدي لها ضب، فأمرت به فصنع طعاما، فأتاها رجلان
من قومها فقدمته إليهما تخصمهما به، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فرحب بهما
ثم تناول ليأكل فقال: ما هذا؟ فقالوا: ضب أهدي لنا! فقذفه
ثم كف يده، فكف الرجلان أيديهما، فقال لهما: كلا، فإنكما أهل
نجد تأكلونها وإنا أهل تهامة نعافها (ابن جرير).
41793 عن عبد الرحمن بن حسنة قال: غزونا فأصابتنا مجاعة
فنزلنا أرضا كثيرة الضباب فأخذنا منها فطبخنا، فسألنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: إن أمة من بني إسرائيل فقدت - وفي لفظ: مسخت -
فأخاف أن تكون هذه، فأكفؤها، فاكفانا القدور وإنا لجياع
(ابن جرير).
41794 عن علي أنه كره الضباب ونهي عنها (ابن جرير).
41795 (مسند علي) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضب
والضبع وعن الكلب وكسب الحجام ومهر البغي (الدورقي).
452

الحوت
41796 عن جابر بن عبيد الله قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سرية وليس معنا زاد إلا مزود من تمر، واستعمل علينا أبا عبيدة
ابن الجراح وكان يعطينا حفنة حفنة حتى نفد، وكان يعطينا تمرة تمرة،
فضرب البحر بداية فأكلنا منها، ثم إن أبا عبيدة أمر بالضلع فحنى،
ثم أمر رجلا فركب بعيرا، فمر راكبا على البعير (طب).
الخل
41797 عن عائشة قالت: خرج على النبي صلى الله عليه وسلم أناس فقال:
ما لي أرى أجسامكم ضارعة؟ أما ببلادكم أدم؟ قالوا: ما ببلادنا إلا
الخل: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الخل أدم (ابن النجار).
41798 عن أم خداش قالت: رأيت عليا يصطبغ بخل
خمر (ق).
41799 عن عمر قال: لا يحل خل من خمر أفسدت حتى
يكون الله هو الذي أفسدها، فعند ذلك يطيب الخل، ولا بأس على
امرئ أن يبتاع خلا وجد مع أهل الكتاب ما لم يعلم أنهم تعمدوا
إفسادها بعدما كانت خمرا (عب - وأبو عبيد في الأموال، ق).
453

41800 عن عمر قال: لا بأس بخل وجدته مع أهل الكتاب
ما لم تعلم أنهم تعمدوا إفسادها بعد ما صارت خمرا (ش، ق).
الثريد
41801 عن أنس قال: بارك رسول الله صلى الله عليه وسلم على الثريد
والسحور والطعام لا يكال (كر، وفيه الضحاك بن حمزة، قال: ن
ليس بثقة).
اللحم
41802 عن سليمان بن عطاء الخدري عن مسلمة بن عبد الله الجهني
عن عمه أبي مشجعة عن أبي الدرداء قال: ما دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى لحم إلا أجاب، ولا أهدى إليه إلا قبل (كر، قال حب:
سليمان بن عطاء عن مسلمة عن عمه أبي مشجعة يروى أشياء موضوعة،
فالتخليط منه أو من مسلمة، وقال في المغني: سليمان متهم بالوضع واه).
41803 (مسند علي) عن هشام بن سالم قال: قال جعفر
ابن محمد الصادق: اللحم بالبر مرقة الأنبياء، كذلك حدثني أبي عبد الله
عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يذكر ذلك (ابن النجار).
41804 عن علي قال، اللحم من اللحم، ومن لم يأكل اللحم
454

أربعين يوما ساء خلقه (أبو نعيم في الطب، هب).
41805 عن علي قال: عليكم بهذا اللحم فكلوه، فإنه يحسن
الخلق ويصفي اللون ويخمص البطن (أبو نعيم).
41806 عن علي قال: كلوا اللحم فإنه ينبت اللحم، كلوه
فإنه جلاء للبصر (أبو نعيم).
اللبن
41807 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باللبن
قال: في البيت بركة أو بركتان (ابن جرير).
الدباء
41808 عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من أكل
الدباء، فقلت: يا رسول الله! إنك لتحب الدباء! فقال: الدباء يكثر
الدماغ ويزيد في العقل (الديلمي).
الفريكة
41809 (مسند أسامة بن عمير) كانت الأنصار تقول: من
أكل الفريكة فضح قومه، وإن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بفريكة ففركها وتفل
455

فيها من ريقه ثم ناولها غلاما من الأنصار فأكلها (هب - عن
أبي هريرة).
أدب الشرب
41810 عن عمرو بن دينار قال: أخبرني من رأى عمر أن
عمر شرب قائما (ابن جرير).
41811 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشرب من
ثلاثة أنفاس، إذا أدنى الاناء إلى فيه سمى الله، وإذا نحاه حمد الله
(ابن النجار).
محظوره
41812 عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آنية الذهب
والفضة أن يشرب فيها، وأن يؤكل فيها، ونهى عن القسي والميثرة
وعن ثياب الحرير وخاتم الذهب (قط).
41813 (أيضا) عن ميسرة قال: رأيت عليا يشرب
قائما فقلت: أتشرب قائما؟ قال: إن أشرب قائما فقد رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما، وإن أشرب قاعدا فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشرب قاعدا (ش والعدني والحسن بن سفيان وابن جرير والطحاوي،
456

حل، هب).
41814 (من مسند الجارود بن المعلى) عن الجارود بن
المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل قائما (الحسن بن سفيان
وابن جرير وأبو نعيم).
41815 عن أبي سعيد قال: زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الشرب قائما (ابن جرير).
41816 عن الزهري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لو يعلم الذي يشرب قائما لاستقاء ما في بطنه (ابن جرير).
41817 عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم - بمثله،
قال: فبلغ ذلك عليا فدعا بماء فشربه قائما (ابن جرير).
41818 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يشرب
أحد منكم قائما، فمن نسي فليتقيأ (ابن جرير).
41819 عن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرب
قائما وعن الاكل قائما (ابن جرير).
41820 (مسند علي) نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أشرب
في إناء من فضة (طس).
457

مباح الشرب
41821 (من مسند الحسين بن علي) عن بشر بن غالب
عن الحسين بن علي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب وهو قائم
(ابن جرير).
41822 عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يشرب
وهو قائم (ابن جرير).
41823 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى فشرب
وهو قائم (ابن جرير).
41824 عن ابن عباس قال: ناولت النبي صلى الله عليه وسلم دلوا من
زمزم فشرب وهو قائم (ابن جرير).
41825 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بزمزم
فاستسقى، فأتيته بدلو فشرب وهو قائم (ابن جرير).
41826 عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب قائما
(ابن جرير).
41827 (مسند علي) عن عائشة ابنة سعد عن سعد قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما (ابن جرير).
458

41828 (مسند أنس) عن قتادة عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهى أن يشرب الرجل قائما، قال: فسألنا أنسا عن الاكل،
فقال: هو أشد من الشرب (ابن جرير).
41829 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائما (ابن جرير).
أدب اللباس
41830 (مسند الصديق) عن أبي بكر قال: سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإزار، فأخذ بعضلة الساق، فقلت: زدني،
فأخذ بمقدم العضلة، فقلت: زدني، فقال: لا خير فيما هو أسفل
من ذلك، فقلت: هلكنا يا رسول الله! فقال: سدد وقارب تنج
(قط في العلل، حل، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات).
41831 عن عائشة قالت: لبست ثيابي فطفقت أنظر إلى
ذيلي وأنا أمشي في البيت والتفت إلى ثيابي وذيلي، فدخل علي
أبو بكر وقال: يا عائشة! أما تعلمين أن الله لا ينظر إليك الآن
(ابن المبارك، حل، وهو في حكم المرفوع).
41832 عن عائشة قالت: لبست مرة درعا لي جديدا
فجعلت أنظر إليه وأعجب به، فقال أبو بكر: ما تنظرين! إن الله
459

ليس بناظر إليك، قلت: ومم ذاك؟ قال: أما علمت أن العبد
إذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته ربه حتى يفارق تلك الزينة، قالت:
فنزعته فتصدقت به، فقال أبو بكر: عسى ذلك أن يكفر عنك
(حل، وله أيضا حكم الرفع).
41833 عن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بثياب
جدد فلبسها، فلما بلغت تراقيه قال: (الحمد لله الذي كساني ما أواري
به عورتي، وأتجمل به في حياتي)، ثم قال: والذي نفسي بيده!
ما من عبد مسلم يلبس ثوبا جديدا ثم يقول مثل ما قلت ثم يعمد إلى
سمل (1) من أخلاقه التي وضع فيكسوه إنسانا مسلما فقيرا لا يكسوه
إلا لله لم يزل في حرز الله، وفي ضمان الله، وفي جوار الله ما دام
عليه منه سلك واحد، حيا وميتا، حيا وميتا، حيا وميتا (ابن
المبارك، وهناد، وابن أبي الدنيا في الشكر، طب في الدعاء، ك،
هب وقال: إسناده غير قوي، وابن الجوزي في الواهيات، وحسنه
ابن في أماليه).
41834 عن أنس أن امرأة أتت عمر بن الخطاب فقالت:
يا أمير المؤمنين! إن درعي تخرق، قال: ألم أكسك؟ قالت: بلى،

(1) سمل: السمل، الخلق من الثياب النهاية (2 / 403). ص
460

ولكنه تخرق، فدعا لها بدرع فجيب وخيط، وقال: البسي هذا
- يعني الخلق - إذا خبزت وإذا جعلت البرمة، (1) والبسي هذا
إذا فرغت: فإنه لا جديد لمن لا يلبس الخلق (هب).
41835 عن سلمة بن الأكوع قال: كان عثمان بن عفان
يتزر إلى إنصاف ساقيه وقال: هكذا كانت إزرة حبي صلى الله عليه وسلم (ش،
ت في الشمائل) (2).
41836 عن أبي أمامة قال: بينما عمر بن الخطاب في أصحابه
بقميص كرابيس فلبسه، فما جاوز تراقيه حتى قال: (الحمد لله الذي
كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي)، ثم أقبل على
القوم فقال: هل تدرون لم قلت هؤلاء الكلمات؟ قالوا: لا، إلا
أن تخبرنا، قال: فاني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأني بثياب
له جدد، فلبسها ثم قال (الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي
وأتجمل به في حياتي) ثم قال: والذي بعثني بالحق! ما من عبد
مسلم كساه الله ثيابا جددا، فعمد إلى سمل من أخلاق ثيابه فكساه

(1) البرمة: القدر مطلقا وجمعها برام. النهاية (1 / 121). ص
(2) أخرجه الترمذي في الشمائل برقم 114. ص
461

عبدا مسلما مسكينا، لا يكسوه إلا لله: كان في حرز الله، وفي
جوار الله، وفي ضمان الله، ما كان عليه منها سلك، حيا وميتا.
قال: ثم مد قميصه فأبصر فيه فضلا عن أصابعه، فقال لعبد الله:
أي بني! هات الشفرة، فقام فجاء بها، فمدكم قميصه على يده،
فنظر ما فضل عن أصابعه فقده، قلنا: يا أمير المؤمنين! ألا نأتي
بخياط فيكف هذه؟ قال: لا. قال: أبو أمامة: ولقد رأيت عمر
بعد ذلك وإن هدب (1) ذلك القميص منتشرة على أصابعه ما يكفه
(هناد).
41837 عن أبي مطر أن عليا أتى غلاما حدثا فاشترى منه
قميصا ولبسه ما بين الرصغين (2) إلى الكعبين وقال حين لبسه (الحمد
لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي)
فقيل: هذا شئ ترويه عن نفسك أو عن نبي الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هذا
شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكسوة (الحمد لله الذي
رزقني من الرياش، ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي)

(1) هدب: هدب الثوب: طرف الثوب مما يلي طرته النهاية (5 / 249). ص
(2) الرصغين: رصغ هي لغة من الرصغ وهو مفصل ما بين الكف والساعد.
النهاية (2 / 227). ص
462

(حم وهناد، ع، قال أبو حاتم: أبو مطر مجهول).
41838 عن علي قال: كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند البقيع في يوم مطير، فمرت امرأة على حمار ومعها مكار (1)،
فمرت في وهدة من الأرض فسقطت، فأعرض عنها بوجهه، فقالوا:
يا رسول الله! إنها متسرولة، فقال: اللهم اغفر للمتسرولات من
أمتي! يا أيها الناس! اتخذوا السراويلات، فإنها من أستر ثيابكم،
وحصنوا بها نساءكم إذا خرجن (البزار، عق، عد، ق في الأدب
والديلمي، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب، والحديث
له عدة طرق).
41839 عن علي قال: كنت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم وقوفا فسقطت
امرأة فأعرضنا عنها، فقال لنا إنسان: إن عليها سراويل، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم ارحم المتسرولات) (المحاملي في أماليه من طريق
عليه الأول).
41840 عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: إذا كان إزارك

(1) مكار: أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 122) وقال فيه: إبراهيم
ابن زكريا ضعيف جدا. ص
463

واسعا فتوشح به، وإذا كان ضيقا فاتزر به (أبو الحسن ابن ثرثال
في جزئه والديلمي وابن النجار وسنده ضعيف).
41841 عن أبي عباس قال: اشترى علي بن أبي طالب قميصا
بثلاثة دراهم وهو خليفة، وقطع كمه من موضع الرصغين وقال:
الحمد لله الذي هذا من رياشه (الدينوري، كر).
41842 عن علي أنه كان يلبس القميص ثم يمد الكم حتى
إذا بلغ الأصابع قطع ما فضل ويقول: لا فضل للكمين على اليدين
(ابن عيينة في جامعه والعسكري في المواعظ، ص، هب، كر).
41843 عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتزروا كما
رأيت الملائكة تتزر عند رب العالمين، قالوا: كيف تتزر الملائكة
عند رب العالمين؟ قال: إلى أنصاف سوقها (ابن النجار).
41844 عن أبي ثور الفهمي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأني بثوب من ثياب المعافر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله
هذا ولعن من وجهه (....) (1).
.

(1) ذكر ابن الأثير في أسد الغابة (6 / 45) الحديث. وقال له صحبة ولا يعرف
اسمه ولا اسم أبيه. حديثه عند أهل مصر وراجع الحديث في
المسند (4 / 35. ص
464

41845 من مسند سلمة الأكوع) عن إياس بن سلمة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عثمان بن عفان إلى أهل مكة،
فاجتاره أبان بن سعيد بن العاص فحمله على سرجه وردفه حتى قدم به
مكة، فقال له: يا ابن عم أراك متخشعا، اسبل كما يسبل قومك!
قال: هكذا يأتزر صاحبنا إلى أنصاف ساقيه، قال: يا ابن عم!
طف بالبيت، قال: إنا لا نصنع شيئا حتى يصنعه صاحبنا فنتبع
أثره (ع والروياني، كر).
41846 عن أبي مطر أن عليا اشترى قميصا بثلاثة دراهم فلبسه
وقال (الحمد لله الذي كساني من الرياش ما أوارى به عورتي،
وأتجمل به في حياتي) ثم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبا
جديدا قال هكذا (ع).
محظور اللباس
الحرير
41847 (من مسند ابن عباس) إنما كره النبي صلى الله عليه وسلم
الثوب المصمت (1) من الحرير، فأما العلم من الحرير والسدي للثوب

(1) المصمت: الثوب المصمت من خز هو الذي جميعه إبريسم لا يخالطه فيه
قطن ولا غيره النهاية 3 / 52. ص
465

فليس به بأس (ابن جرير، هب).
41848 عن ابن عباس أيضا إنما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المصمت من الحرير، فأما ما كان لحمته قطن وسداه حرير أو لحمته
حرير وسداه قطن فلا بأس به (هب).
41849 عن ابن عباس أيضا إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
المصمت إذا كان حريرا (كر، هب).
41850 عن ابن عباس عن عائشة قالت: نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن لبس القسي، وعن الشرب في آنية الذهب والفضة، وعن
الميثرة الحمراء، وعن لبس الحرير والذهب، فقالت: يا رسول الله!
شئ قليل يربط به المسك، قال: لا، اجعليه فضة وصفريه بشئ
من زعفران (كر).
41851 عن عتبة بن رياح أنه سأل ابن عمر عن الذهب
والحرير، فقال: يكرهان للرجال ولا يكرهان للنساء (ابن جرير في
تهذيبه).
41852 عن خالد بن الدريك أن بنتا لعبد الله بن عمر خرجت
وعليها قميص من حرير، فقالوا لابن عمر: تنهون عن الحرير وتلبسونه!
فقال: إني لأرجو أن يتجاوز الله لنا عما هو أعظم من هذا (ابن
466

جرير في تهذيبه).
41853 عن ابن عمر قال: أهدى أكيدر دومة إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء، فبعث بها إلى عمر (أبو نعيم).
41854 عن عمرو الشيباني قال: رأى على على رجل جبة
طيالسة قد جعل على صدره ديباجا، فقال: ما هذا النتن تحت لحيتك؟
فقال: لا تراه على بعد هذا (ابن جرير في تهذيبه).
41855 عن علي قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خاتم
الذهب، ولبوس القسي والمعفر، وقراءة القرآن وأنا راكع،
وكساني حلة من سيراء فخرجت فيها فقال لي: يا علي! لم أكسكها
لتلبسها، فرجعت إلى فاطمة فأعطيتها طرفها كأنها تطوي معي،
فشققتها، فقالت: تربت يداك يا ابن أبي طالب! ماذا جئت به؟
قلت: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ألبسها، فالبسيها واكسي نساءك
(ابن جرير).
41856 (مسند عمر) عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن لبوس الحرير إلا هكذا - ورفع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعيه
السبابة والوسطى (حم، خ (1)، ن وأبو عوانة والطحاوي، ع،

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 12 ورقم 15. ص
467

حب، حل، ق).
41857 عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير إلا
موضع إصبعين أو ثلاث أو أربع (حم (1)، م، د، ت وأبو عوانة
والطحاوي، حب، حل، ق).
41858 عن عمر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده
صرتان: أحدهما من ذهب، والآخر من حرير، فقال: هذان
حرام على الذكور من أمتي، حلال للإناث (طس).
41859 عن عثمان بن عفان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير
إلا قدر إصبعين أو ثلاثة (ش والبزار، قط وحسن).
41860 عن سعيد بن سفيان القاري قال: توفي أخي وأوصى
بمائة دينار في سبيل الله، فدخلت على عثمان بن عفان وعنده رجل
قاعد وعلى قباء جيبه وفروجه مكفوف بحرير، فلما رآني ذلك
الرجل أقبل يجاذبني قبائي ليخرقه، فلما رأى ذلك عثمان قال: دع
الرجل، فتركني، ثم قال: قد عجلتم، فسألت عثمان فقلت: يا أمير
المؤمنين! توفي أخي وأوصى بمائة دينار في سبيل الله فما تأمرني؟
قال: هل سألت أحدا قبلي؟ قلت: لا، قال: لان استفتيت أحدا

(1) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 12 ورقم 15. ص
468

قبلي فأفتاك غير الذي أفتيتك به ضربت عنقه، إن الله أمرنا بالاسلام
فأسلمنا كلنا فنحن المسلمون، أمرنا بالهجرة فهاجرنا فنحن المهاجرون
أهل المدينة، ثم أمرنا بالجهاد فجاهدتم فأنتم المجاهدون أهل الشام،
أنفقها على نفسك وعلى أهلك وعلى ذي الحاجة ممن حولك، فإنه لو
خرجت بدرهم ثم اشتريت به لحما فأكلته أنت وأهلك كتب لك
بسبعمائة درهم، فخرجت من عنده فسألت عن الرجل الذي يجاذبني،
فقيل: هو علي بن أبي طالب، فأتيته في منزله فقلت: ما رأيت
مني؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أوشك أن تستحل أمتي
فروج النساء والحرير، وهذا أول حرير رأيته على أحد من المسلمين،
فخرجت من عنده فبعته (كر).
41861 عن ابن سيرين أن خالد بن الوليد دخل على عمر وعلى
خالد قميص حرير، فقال له عمر: ما هذا يا خالد؟ قال: وما باله
يا أمير المؤمنين؟ أليس قد لبسه ابن عوف؟ قال: فأنت مثل ابن
عوف ولك مثل ما لابن عوف! عزمت على من في البيت إلا أخذ
كل واحدة منهم طائفة مما يليه! فمزقوه حتى لم يبق منه شئ (كر).
41862 عن سويد بن غفلة قال: هبطنا مع عمر بن الخطاب
الجابية فلقينا قوم من أهل الشام عليهم الحرير، فقال عمر: إن الله
469

أهلك قوما بلباسكم هذا، ثم رماهم حتى تفرقوا، قم أتوه في ثياب
قطربة، فقال: هذا أعرف ثيابكم (كر).
41863 عن عمر قال: وجدت حلة إستبرق تباع في السوق،
فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أشتريها أتجمل بها؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
هذه لباس من لا خلاق له (ابن جرير في تهذيبه).
41864 عن عبيدة بن أبي لبابة قال: بلغني أن عمر بن الخطاب
مر في المسجد ورجل قائم يصلي عليه طيلسان مزرر بالديباج، فقام
إلى جنبه فقال: طول ما شئت فما أنا ببارح حتى تنصرف، فلما
رأى ذلك الرجل انصرف إليه، قال: أرني ثوبك، فأخذه فقطع
ما عليه من أزار الديباح وقال: دونك ثوبك (ابن جرير).
41865 عن عمر قال: لا يصلح من الحرير إلا ما كان في
تكفيف أو تزرير (ش).
41866 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: شكا عبد الرحمن
ابن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة القمل فقال: يا رسول الله!
تأذن لي أن ألبس قميصا من حرير! فأذن له، فلما توفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وقام عمر أقبل بابنه أبي سلمة وعليه قميص من حرير،
فقال عمر: ما هذا؟ ثم أدخل عمر يده في جيب القميص فشقه إلى
470

أسفله، فقال عبد الرحمن: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحله لي،
فقال: إنما أحله لك لأنك شكوت إليه القمل، فأما لغيرك فلا (ابن
سعد وابن منيع).
41867 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخل عبد الرحمن
ابن عوف على عمر ومعه محمد ابنه وعليه قميص من حرير، فقام عمر
فأخذ بجيبه فشقه، فقال عبد الرحمن: غفر الله لك! لقد أفزعت
الصبي فأطرت قلبه، قال: تكسوهم الحرير! قال: فاني ألبس
الحرير، قال: فإنهم مثلك (ابن عيينة في جامعه ومسدد وابن جرير).
41868 عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: دخل ابن
عوف على عمرو عليه قميص حرير، فقال عمر: ذكر لي أنه من
لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، قال عبد الرحمن: إني لأرجو
أن ألبسه في الدنيا والآخرة (مسدد وابن جرير وسنده صحيح).
41869 عن سويد بن غفلة قال: أقبلنا من الشام وفتح الله
لنا فتوحا وعمر ابن الخطاب قاعد بظهر المدينة يتلقانا، ولبسنا الحرير
والديباج وثياب العجم، فلما رآه عمر جعل يرمينا، فلبسنا برودا
يمانية، فلما انتهينا إليه قال: مرحبا بأولاد المهاجرين! إن الحرير لم
يرضه الله لمن كان قبلكم فيرضاه لكم، إن الحرير لا يصلح منه إلا
471

هكذا وهكذا - يعني إصبعا وإصبعين وثلاثا وأربعا (سفيان بن عيينة
في جامعه، هب، كر).
41870 عن أبي عثمان النهي قال: أتانا كتاب عمر بن
الخطاب ونحن بآذربيجان مع عتبة بن فرقد: أما بعد، فاتزروا
و انتعلوا وارموا بالخفاف، وألقوا السراويلات، وعليكم بلباس أبيكم
إسماعيل، وإياكم والتنعم وزي العجم! وعليكم بالشمس فإنها حمام
العرب، وتمعددوا (1) واخشوشنوا (2) واخلولقوا (3)، واقطعوا
الركب، وارموا الأغراض، وانزوا (4)، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن لبس الحرير إلا هكذا - وأشار بأصبعه الوسطى (أبو ذر الهروي
في الجامع، هب).
41871 عن عمر قال: إن الحرير لم يرضه الله لمن كان

(1) وتمعددوا، تمعدد الغلام إذ شب وغلظ والمراد: دعوا التنعم وزي العجم
النهاية 4 / 342. ص
(2) واخشوشنوا: إذا لبس الخشن النهاية 2 / 35. ص
(3) واخلولقوا: أصل الخلق التقدير قبل القطع من أخلاق الثوب وتقطيعه
النهاية 2 / 71. ص
(4) وانزوا: نزوت على الشئ أنزوا نزوا إذا وثبت عليه. النهاية 5 / 44. ص
472

قبلكم فيرضاه لكم (ش، هب، كر).
41872 عن علي قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة
مسيرة بحرير سداها حرير ولحمتها حرير، فأرسل بها إلي، فأتيته
فقلت: ما أصنع بها؟ ألبسها؟ قال: لا، إني لا أرضى لك ما
أكره لنفسي ولكن شققتها خمرا (1) لفلانة وفلانة - فذكر فيهن
فاطمة، فشققتها أربعة أخمرة (ش والدورقي، هب).
41873 عن علي قال: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء،
فأرسل بها إلي فرحت فيها، فرأيت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الغضب
وقال: إني لم أبعث بها إليك لتلبسها، فقسمتها بين نسائي (ط،
حم، خ، م (2) ن وأبو عوانة والطحاوي، ق).
41874 عن علي: إن أكيدر دومة أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم حلة
أو ثوب حرير، فأعطانيه وقال: شققه خمرا بين النسوة (عم،
ع، حل).

(1) خمرا: هو بضم الميم ويجوز اسكانها جمع خمار وهو ما يوضع على رأس
المرأة. صحيح مسلم تعليق محمد فؤاد عبد الباقي 3 / 1639. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب اللباس رقم 7. ص
473

41875 (مسند علي) قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم حريرا فجعله
في يمينه، فأخذ ذهبا فجعله في شماله، ثم رفع بهما يديه وقال: إن هذين
حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم (حم، د، ن، ه‍ والطحاوي
والشاسي، حب، ق، ض).
41876 عن علي قال كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء
فرحت فيها، فلما رآها علي قال: إني لم أكسكها لتلبسها، فرجعت
فأعطيت فاطمة ناحيتها كأنها تطويها معي، فشققتها باثنين فقالت:
تربت يداك! ماذا صنعت؟ قلت: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبسها
فالبسي واكسي نساءك (ع والطحاوي).
41877 عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي!
إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تلبس
المعصفر، ولا تتختم بالذهب، ولا تلبس القسبي، ولا تركبن على
مثيرة حمراء فإنها من مياثر إبليس لعنه الله (أبو إسحاق إبراهيم بن
عبد الصمد الهاشمي في أماليه).
41878 عن ابن عامر قال: استأذن علي علي وتحتي مرافق
من حرير، فقال: نعم الرجل أنت يا ابن عامر! إن لم تكن ممن
قال الله عز وجل (أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا) والله!
474

لان أضطجع على جمر الغضا أحب إلي من أن أضطجع عليها.
(ص، ق).
41879 عن أبي بردة عن علي قال: نهاني النبي صلى الله عليه وسلم عن
القسية و الميثرة، قال أبو بردة: لعلي: ما القسية؟ قال: ثياب
من الشام أو مصر مضلعة فيها حرير أمثال الأترج، والميثرة
شئ كانت تصنعه النساء لبعولتهن أمثال القطائف يضعونها على
الرحال (م، ق).
41880 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للزبير بن العوام في
الحرير ولعبد الرحمن بن عوف لحكة كانت بجلودهما (ابن جرير
في تهذيبه).
41881 عن علي قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعصفر،
وعن القسي، وخاتم الذهب، وعن المكفف بالديباج، ثم قال: واعلم
أني لك من الناصحين (هب وابن النجار).
41882 عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستمتع من
الحرير بشئ (كر).
41883 عن علي قال: كساني النبي صلى الله عليه وسلم بردين من حرير،
475

فخرجت فيهما إلى الناس لينظروا إلى كسوة النبي صلى الله عليه وسلم علي، فرآها
علي فأمر بنزعهما، فأعطى أحدهما فاطمة وشق الآخر باثنين لبعض
نسائه (كر).
41884 عن علي أنه أتي ببرذون عليه صفة ديباج، فلما
وضع رجليه في الركاب وأخذ بالسرج زلت يده عنه، فقال: ما
هذا؟ قالوا: ديباج، قال: لا والله لا أركبه (هب).
41885 عن علي قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم حلة مكفوفة
بحرير إما سداها وإما لحمتها، فأرسل بها إلي، فأتيته فقلت:
يا رسول الله! ما أصنع بها؟ ألبسها، قال: لا ولكن اجعلها خمرا
بين الفواطم (ه‍) (1).
41886 (من مسند حذيفة بن اليمان) عن عمرو بن مرة
قال: رأى حذيفة رجلا عليه طيلسان فيه أزرار من ديباج فقال:

(1) أخرجه مسلم بلفظه كتاب اللباس رقم 18 والمراد بالفواطم: قال الهروي
قال الأزهري والجمهور: إنهن ثلاث:
(1) فاطمة بنت رسول الله صلى الله وسلم.
(2) وفاطمة بنت أسد.
3 - وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب. ص
476

تتقلد قلائد الشيطان في عنقك (ابن جرير).
41887 (أيضا) عن سعيد بن جبير أن حذيفة رأى
على حسان قميصا من حرير، فأمر فنزع عنه، وترك على الجواري (ابن جرير).
41888 عن قيس بن النعمان السكوني قال: خرجت خيل
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع بها أكيدر دومة الجندل، فانطلق إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن خيلك انطلقت وإني خفت على
أرضي ومالي، فاكتب لي كتابا لا يعرضوا من شئ لي باني مقر
بالذي علي من الحق، فكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إن أكيدر
أخرج قباء من ديباج منسوج مما كان كسرى يكسوهم فقال: يا رسول
الله! اقبل مني هذا، فاني أهديته لك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ارجع بقبائك، فإنه ليس يلبس هذا في الدنيا إلا حرمه - يعني في
الآخرة، فرجع به حتى أتى منزله وإنه وجد في نفسه أن يرد عليه
هديته فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! إنا أهل بيت يشق علينا أن
ترد علينا هديتنا فاقبل مني هديتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق
فادفعه إلى عمر بن الخطاب - قال: وقد كان قد سمع ما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فبكى فدمعت عيناه، فظن أنه قد لحقه شئ، فانطلق إلى
477

رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! أحدث في أمر قلت في هذا
القباء ما قلت ثم بعثت به إلي! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع
يده أو ثوبه على فيه ثم قال: ما بعثت به إليك لتلبسه ولكن
تبيعه وتستعين بثمنه (كر).
41889 عن جبير بن صخر خارص عن أبيه قال:
كان خالد بن سعيد بن العاص باليمن زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول
صلى الله عليه وسلم وهو بها، وقدم بعد وفاته بشهر وعليه جبة ديباج فلقي عمر،
فصاح عمر بمن يليه: مزقوا عليه جبنه، أيلبس الحرير وهو في
رحالنا في السلم! فهجموا فمزقوا عليه جبته (سيف، كر).
41890 عن عكرمة قال: مر رجل بأبي هريرة وعلى قميصه
لبنة حرير فقال أبو هريرة: لو كانت برصا لكانت خيرا (ابن جرير
في تهذيبه).
41891 عن سهل بن الحنظلية العبشمي قال: قال لي النبي
صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وإسبال إزاره!
فبلغ ذلك خريما فأخذ شفرة فقطع جمته إلى أنصاف أذنيه، ورفع
إزاره إلى أنصاف ساقيه (حم، خ في تاريخه، كر).
478

41892 عن ابن عمر قال: لبس عمر قميصا جديدا ثم دعاني
بشفرة ثم قال: مد يا بني كم قميصي فالزق يدك فأطراف أصابعي
ثم اقطع ما فضل عنها، فقطعت منها الكمين من الجانبين جميعا،
فصار فم الكم بعضه فوق بعض، فقلت: يا أبت! لو سويت
بالقميص! فقال: دعه يا بني! هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفعل (حل).
41893 عن أبي هريرة قال: راح عثمان إلى مكة حاجا،
فدخلت على محمد بن جعفر بن أبي طالب امرأته فبات معها حتى
أصبح ثم غدا وعليه ريح الطيب وملحفة معصفرة مقدمة، فلما
رآه عثمان انتهره وأفف وقال: أتلبس المعصفر وقد نهى عنه رسول
الله صلى الله عليه وسلم! فقال له علي بن أبي طالب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينهه
وإياك وإنما نهاني (ش، حم وابن منيع، ع، ق - وحسن، وقال
ق: إسناده غير قوي).
41894 عن خرشة بن الحر قال: رأيت عمر بن الخطاب
ومر به فتى قد أسبل إزاره وهو يجره، فدعاه فقال له: أحائض
أنت؟ قال: يا أمير المؤمنين! وهل يحيض الرجل؟ قال: فما
بالك قد أسبلت إزارك على قدميك، ثم دعا بشفرة ثم جمع طرف
479

إزاره فقطع ما أسفل الكعبين، وقال خرشة: كأني أنظر إلى
الخيوط على عقبيه (سفيان بن عيينة في جامعه).
41895 عن الحارث بن ميناء قال: كان عمر لا يزال يدعوني،
فأتى بالقباء من أقبية الشرك فقال: انزع هذا الذهب منها (ق).
41896 عن ابن مسعود قال: دخل شاب على عمر فرآه
يجر إزاره فقال: يا ابن أخي! ارفع إزارك فإنه أبقى لربك وأتقى
لثوبك (ش، ق).
41897 عن خرشة أن عمر دعا بشفرة فرفع إزار رجل عن
كعبيه ثم قطع ما كان أسفل من ذلك (ش).
41989 عن أبي عثمان النهدي أن عمر بن الخطاب رأى على
عتبة بن فرقد قميصا طويل الكم فدعا بشفرة ليقطعه من عند أطرافه
أصابعه، فقال: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين! إني أستحيي أن
تقطعه عند الناس، فتركه (ش).
41899 عن أبي مجلز قال: جاء كتاب عمر أن: ألقوا
السراويلات والبسوا الأزر (ش).
41900 عن عمر أنه نهى تفترش جلود السباع أو
تلبس (عب).
480

41901 عن ابن سيرين قال: رأى عمر بن الخطاب على رجل
قلنسوة من ثعالب فأمر به ففتقت (عب).
41902 عن ابن سيرين قال: رأى عمر بن الخطاب على رجل
قلنسوة فيها من جلود الهرر فأخذها فخرقها وقال ما أحسبه إلا
ميتة (عب).
41903 عن عمر قال: لا تشبهوا باليهود، إذا لم يجد أحدكم
إلا ثوبا واحدا فليتزره (عب، ش).
41904 عن أبي أمامة قال: مر ابن العاص على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو مسبل إزاره مسبل جمته، فقال: نعم الفتى ابن العاص لو
شمر من مئزره وقصر من لمته! قال: فحلق رأسه وقصر، ورفع
إزاره إلى الركبة (....).
41905 عن أبي شيخ الهنائي أن معاوية قال لنفر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلمون أن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سروج النمور
أن يركب عليها؟ قالوا: (عب).
41906 (مسند عبد الله بن عمر): خرجت ليلة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم بفناء حفصة، فأقبلت من خلفه، فسمع قعقعة الإزار فقال:
ارفع الإزار! قلت: يا نبي الله إنه مرتفع! قال: ارفع إزارك
481

- ثلاثا - فإنه من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة
(الخطيب في المتفق والمفترق).
41907 (مسند أبي عمير) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
تفترش جلود السباع (ش، حم، والدارمي، د (1)، ت، ن، وابن
الجارود، كر، طب، ورواه عب، ش عن أبي المليح مرسلا،
قال ت: وهو أصح).
آداب التعمم
41908 عن السائب بن يزيد قال: رأيت عمر بن الخطاب
قد أرخى عمامته من خلفه (ق).
41909 عن علي قال: عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير
خم بعمامة فسدلها خلفي - وفي لفظ: فسدل طرفيها على منكبي -
ثم قال: إن الله أمدني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمون هذه العمة،
وقال: إن العمامة حاجزة بين الكفر والايمان - وفي لفظ: بين
المسلمين والمشركين. ورأى رجلا يرمي بقوس فارسية فقال: ارم

(1) أخرجه أبو داود كتاب اللباس باب في جلود النمور والسباع رقم 4132
والنسائي في الفرع رقم 4258. والترمذي كتاب اللباس رقم 171. ص
482

بها! ثم نظر إلى قوس عربية فقال: عليكم بهذه وأمثالها ورماح
القنا، فان بهذه يمكن الله لكم في البلاد ويؤيد لكم النصر
(ش، ط، وابن منيع، هق).
41910 عن واثلة قال: رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامة
سوداء (كر وقال: منكر، ك).
41911 (من مسند عبد الله بن الشخير) عن عبد الرحمن
ابن عدي البحراني عن أخيه عبد الاعلى بن عدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعا علي بن أبي طالب فعممه وأخرى عذبة (1) العمامة من خلفه ثم
قال: هكذا فاعتموا! فان العمامة سيما الاسلام، وهي حاجزة بين
المسلمين والمشركين (الديلمي).
41912 عن ابن عباس قال: لما عمم رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا
بالسحاب قال له: يا علي! العمائم تيجان العرب، والاحتباء حيطانها،
وجلوس المؤمن في المسجد رباطه (الديلمي).
41913 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم عممه بيده فذنب العمامة من
ورائه ومن بين يديه، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم، أدبر! فأدبر، ثم قال

(1) عذبة: عذبة اللسان طرفه وعذبة السوط طرفه. اه‍ 1 / 544
المصباح. ب
483

له: أقبل! فأقبل، وأقبل على أصحابه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا
تكون تيجان الملائكة (ابن شاذان في مشيخته).
41914 عن ابن أبي رزين قال شهدت علي بن أبي طالب
يوم عيد معتما قد أرخى عمامته من خلقه والناس مثل ذلك (هب).
التنعل
41915 عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب:
استجيدوا النعال فإنها خلاخيل الرجال (وكيع في الغرر).
41916 عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتعل
أحدنا وهو قائم، أو يستنجي بعظم أو بما يخرج من بطن (ابن
النجار).
41917 عن يزيد بن أبي زياد عن رجل من مزبنة أنه رأى
عليا يمشي في نعل واحدة ويشرب وهو قائم (ابن جرير).
41918 (مسند علي) كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انقطع شسع
نعله مشى في نعل واحدة والأخرى في يده حتى يجد شسعها
فيلبسها (طس).
484

المشي
41919 عن عمر أنه رأى غلاما يتبختر في مشيه فقال له: إن
البخترية مشية تكرهه إلا في سبيل الله، وقد مدح الله أقواما فقال (وعباد الرحمن الذين يمشون في الأرض هونا) فاقصد في مشيك
(الآمدي في شرح ديوان الأعشى).
41920 عن سليم بن حنظلة قال: أتينا أبي بن كعب لنتحدث
عنده فلما قام قمنا نمشي معه فلحقه عمر فقال: أما ترى فتنة للمتبوع
ذلة للتابع (ش، خط في الجامع).
41921 عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البقيع فتبعه
أصحابه فوقف وأمرهم أن يتقدموا ثم مشى خلفهم، فسئل عن ذلك،
فقال: إني سمعت خفق نعالكم فأشفقت أن يقع في نفسي شئ من
الكبر (الديلمي، وسنده ضعيف).
لباس النساء
41922 عن عمر قال: ذكر نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما يدلين من
الثياب، قال: يدلين شبرا، فقلن: شبر قليل تخرج منه العورة،
قال: فذراعا، قلن: تبدو أقدامهن! قال: ذراعا، لا يزدن على
485

ذلك (ن والبزار، وفيه زيد العمى ضعيف).
41923 عن أبي قلابة قال: كان عمر بن الخطاب لا يدع في
خلافته أمة تقنع، ويقول: إنما القناع للحرائر لكي لا يؤذين (ش).
41924 عن عمر قال: إنما الجلباب على الحرائر من نساء
المؤمنين (ش).
41925 عن أنس قال: رأى عمر أمة لنا متقنعة فضربها
وقال: لا تشبهي بالحرائر، ألقي القناع (ش وعبد بن حميد).
41826 عن صفية بنت أبي عبيد قالت: خرجت امرأة
متخمرة متجلببة فقال عمر: من هذه المرأة؟ فقيل له: هذه جارية
لفلان - رجل من بيته، فأرسل إلى حفصة: ما حملك على أن تخمري
هذه الأمة وتجلببيها بالمحصنات حتى هممت أن أقع بها، لا أحسبها إلا
من المحصنات! لا تشبهوا الإماء بالمحصنات (ق).
41927 عن أنس بن مالك قال: كنا إماء عمر يخدمننا
كاشفات عن شعورهن يضرب ثديهن (ق).
41928 عن المسيب بن دارم قال: رأيت عمر وفي يده درة
فضرب رأس أمة حتى سقط القناع عن رأسها، قال: فيم الأمة
تشبه بالحرة (ابن سعد).
486

41929 مالك أن بلغه أن أمة كانت لعبد الله بن عمر رآها
عمر بن الخطاب وقد تهيأت بهيئة الحرائر فدخل على ابنته فقال: لم
أرى جارية أخيك وقد تهيأت بهيئة الحرائر؟ وأنكر ذلك عمر بن
الخطاب (مالك).
41930 (من مسند خلاد الأنصاري) عن دحية بن خليفة
الكلبي أنه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل، فلما رجع أعطاه رسول
الله صلى الله عليه وسلم قبطية، قال: اجعلي صديعها (1) قميصا وأعط صاحبتك
صديعا تختمر به، فلما ولى دعاه، قال: مرها تجعل تحته شيئا لئلا
يصف (ابن منده، كر).
41931 (أيضا) عن دحية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقباطي
فأعطاني منه ثوبا فقال: اصدعه صدعين: صدعا تجعله قميصا، وصدعا
تختمر به امرأتك، فلما وليت قال: قل لها: تجعل تحته شيئا لا
يصفها (كر).
41932 عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكسو بناته خمر
القز والإبريسم (ابن النجار).

(1) صديعها: صدعته صدعا من باب نفع شققته فانصدع. اه‍ 1 / 457
المصباح. ب
487

41933 عن أسامة بن زيد قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبطية كثيفة مما أهدى دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك لا تلبس القبطية؟ قلت: يا رسول الله! إني
كسوتها امرأتي، قال: فأمرها فلتجعل تحتها غلالة، فاني أخشى
أن تصف عظامها (ش وابن سعد، حم والروياني والباوردي، طب،
ق، ص).
مباح اللباس
41934 عن قتادة قال: هم عمر بن الخطاب أن ينهى عن
الحبرة من أصباغ البول فقال رجل: أليس قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يلبسها؟ قال: بلى، قال الرجل: ألم يقل الله تعالى (لقد كان لكم
في رسول الله أسوة حسنة)! فتركها (عب).
41935 عن قيس بن سعد قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوضعنا له ماء فاغتسل، ثم أتيناه بملحقة ورسية فكأني أنظر إلى
أثر الورس على عكنة (1) (ع، كر).
41946 (مسند أحمر بن جزء السدوسي) رأيت رسول الله

(1) عكنة: العكنة: الطي في البطن من السمن والجمع عكن مثل غرفة
وغرف. اه‍ 1 / 581 المصباح. ص
488

صلى الله عليه وسلم محتييا في ثوب واحد ليس عليه غيره (الباوردي، قط في
الافراد، وهو ضعيف).
41937 عن علي بن ربيعة قال: كان على يلبس التبان تحت
الإزار (سفيان بن عيينة في جامعه ومسدد).
أدب المسكن
بناء البيت
41938 عن أنس قال: إن زكاة الرجل في داره أن يجعل
فيها بيت الضيافة (هب).
حقوق البيت
41939 عن علي أنه قال لقوم وهو يعاتبهم: ما لكم لا تنظفون
عذراتكم (أبو عبيد في الغريب وقال: هذا الحديث قد يروى
مرفوعا وليس بذلك المثبت من حديث إبراهيم بن زيد المكي).
ذيل حقوق البيت
41940 عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء
489

الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة، وإذا جاء الصيف خرج ليلة
الجمعة، وإذا لبس ثوبا جديدا حمد الله وصلى ركعتين، وكسا
الخلق (كر).
41941 كان إذا ظهر في الصيف استحب أن يظهر ليلة
الجمعة، وإذا دخل البيت في الشتاء استحب أن يدخل ليلة
الجمعة (هب).
أدب حقوق البيت
41942 عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إذا خرج من منزله: بسم الله، التكلان على الله، لا حول ولا
قوة إلا بالله (ابن السني والديلمي).
41943 مسند ابن عوف) عن عبد الله بن عبيد بن
عمير قال: كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل بيته قرأ في زواياه آية
الكرسي (كر).
محظوره
41944 عن ابن عمر قال: بلغ عمر أن ابنا له قد ستر
490

حيطانه فقال: والله لئن كان كذلك لأفرقن بيته (ش وهناد).
41945 عن سلمة بن كلثوم أن أبا الدرداء ابتنى بدمشق
قنطرة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب وهو بالمدينة، فكتب إليه:
يا عويمر ابن أم عويمر! إما كان لك في بنيان فارس والروم ما يكفيك
حتى تبني البنيانات! وإنما أنتم يا أصحاب محمد قدوة (كر).
41946 عن راشد بن سعد قال: بلغ عمر أن أبا الدرداء
ابتنى كنيفا بحمص، فكتب إليه: أما بعد، يا عويمر! أما كانت
لك كفاية فيما بنت الروم عن تزين الدنيا وقد أمر الله بخرابها
(هناد، ق في الزهد، كر).
41947 عن عاصم قال: كان عمر يقول لي: على كل خائن
أمينان: الماء والطين (الدينوري).
41948 عن يزيد بن أبي حبيب قال: أول من بنى غرفة
بمصر خارجة بن حذافة، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فكتب إلى
عمرو بن العاص: سلام، أما بعد فإنه بلغني أن خارجة بن حذافة
بنى غرفة، ولقد أراد خارجة أن يطلع على عورات جيرانه،
فإذا أتاك كتابي هذا فاهدمها إن شاء الله - والسلام (ابن
عبد الحكم).
491

41949 عن عبد الله الرومي قال: دخلت على أم طلق بيتها
فإذا سقف بيتها قصير فقلت: ما أقصر سقف بيتك يا أم طلق!
قالت: يا بني! إن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله: أن لا تطيلوا
بناءكم، فان شر أيامكم يوم تطيلون بناءكم (ابن سعد، خ
في الأدب).
41950 عن سالم بن عبد الله قال: اعترست في عهد أبي
فدعا أبي الناس فكان فيمن دعا أبو أيوب وقد ستروا بيتي ببجادي (1)
أخضر، فجاء أبو أيوب فطأطأ رأسه فنظر فإذا البيت ستر فقال:
يا عبد الله! تسترون الجدر! فقال أبي - واستحيى: غلبنا النساء
يا أبا أيوب! فقال: من خشيت أن تغلبه النساء فلم أخش أن يغلبنك!
لا أدخل لكم بيتا ولا أطعم لكم طعاما (كر).
أدب النوم وأذكارها
41951 عن عمر أنه قال: يا رسول الله! أينام أحدنا وهو
جنب؟ قال: نعم، إذا توضأ - وفي لفظ: يغسل ذكره ويتوضأ

(1) ببجادي: البجاد: الكساء، وجمعه بجد. النهاية 1 / 96. ب
492

وضوء للصلاة (حم، م، (1) ت، ن، حب).
41952 عن عمر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أينام أحدنا
وهو جنب؟ قال: ينام ويتوضأ إن شاء (ابن خزيمة).
41953 عن أسلم قال: كتب عمر أن لا ينام قبل أن
يصلي العشاء، فمن نام فلا نامت عينه (ش).
41954 عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب وعثمان بن
عفان كانا يفعلان ذلك - يعني الاستلقاء ووضع إحدى الرجلين على
الأخرى (مالك، هب).
41955 عن عمر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف
يصنع أحدنا إذا هو جنب ثم أراد أن ينام قبل أن يغتسل؟ قال:
ليتوضأ وضوءه للصلاة ثم لينم (حم).
41956 عن جابر بن عبد الله قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: عن
الجنب: هل ينام أو يأكل وهو جنب؟ فقال: إذا توضأ وضوءه
للصلاة (أبو نعيم).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحيض باب جواز نوم الجنب رقم (30). ص
493

41957 عن جابر قال: إذا دخل الرجل بيته وآوى إلى
فراشه ابتدره ملك وشيطان، فقال الملك: اختم بخير، وقال الشيطان
اختم بشر، فان ذكر الله وحمده طرده ثم بات يكلؤه، فإذا استيقظ
قال الملك: افتح بخير، وقال الشيطان: افتح بشر، فان ذكر الله
وقال: الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض ان تزولا ولئن زالتا
إن أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا، الحمد لله الذي
يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه ان الله بالناس لرؤف
رحيم، فان خر عن فراشه فمات مات شهيدا، وإن قام فصلى صلى
في فضائل (ابن جرير).
41958 عن ابن عباس قال: الجنب إذا أراد أن ينام أو
يطعم فليتوضأ صلى الله عليه وآله.
41959 عن أبي سلمة قال: قلت لعائشة: أي أمه! أكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب؟ فقالت: نعم، لم يكن ينام
حتى يغسل فرجه ويتوضأ وضوءه للصلاة (ض).
41960 عن جبارة بن المغلس حدثنا عبيد بن الوسم الحمال
حدثني حسن بن حسين عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين
494

عن أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يلوم امرؤ إلا نفسه بات وفي يده ريح غمر (1) (ابن
النجار).
41961 عن عبد الله بن الحارث من آل سيرين عن أبي عمر
قال: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليقل: اللهم! أنت خلقت نفسي
وأنت توفاها، لك محياها ومماتها، اللهم! إن أمتها فاغفر لها، وإن
أحييتها فاحفظها، اللهم! إني أسألك العافية، فقيل له: أكان عمر
يقول هكذا؟ فقال: من هو خير من عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ابن جرير).
41962 (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص) إن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الأنصار: كيف تقول حين تريد أن ننام؟
قال: أقول باسمك ربي وضعت جنبي فاغفر لي، قال: قد غفر لك
(ش، وفيه الإفريقي ضعيف).
41963 (مسند ابن مسعود) كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال:

(1) غمر: الغمر بالتحريك: الدسم والزهومة من اللحم كالوضر من
السمن. النهاية 3 / 385. ب
495

(اللهم! قني عذابك يوم تبعث عبادك)، وكان يضع يمينه تحت
خده (ش).
41964 عن إبراهيم قال: كانوا يحبون للجنب إذا أراد أن
يطعم أو ينام أو يتوضأ (ض).
41965 (مسند علي رضي الله عنه) عن عاصم بن ضمرة
أن عليا كان يقول عند المنام إذا نام: بسم الله وفي سبيل الله
(ابن جرير).
41966 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه
يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم قال: أي رب! قني عذابك
يوم تبعث عبادك (كر).
41967 عن أم سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم تشكو الخدمة فقالت: يا رسول الله! لقد مجلت (1) يدي
من الرحى، أطحن مرة وأعجن أخرى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) مجلت: يقال: مجلت يده تمجل مجلا، ومجلت تمجل
مجللا، إذا ثخن جلدها وتعجر وظهر فيها ما يشبه البثر من العمل
بالأشياء الصلبة الخشنة. النهاية 4 / 300. ب
496

إن يرزقك الله شيئا يأتك وسأدلك على خير من ذلك! إذا أخذت
مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين، وكبري ثلاثا وثلاثين، واحمدي
أربعا وثلاثين، فذلك مائة، وهو خير لك من خادم (ابن جرير).
41968 عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خصلتان
- أو قال: خلتان - لا يحافظ عليهما رجل مسلم إلا دخل الجنة،
وهما يسير ومن فعل بهما قليل، يسبح الله عشرا، ويحمده عشرا،
ويكبره عشرا في دبر كل صلاة، فذلك مائة وخمسون باللسان،
وألف وخمسمائة في الميزان، ويسبح ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا
وثلاثين، ويكبر أربعا وثلاثين - إذا أخذ مضجعه، فذلك مائة باللسان،
وألف في الميزان - وفي لفظ: فذلك خمسون ومائتا حسنة، فإذا
أضعفت كانت ألفين وخمسمائة، فأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين
وخمسمائة سيئة! قالوا: يا رسول الله! كيف هما يسير ومن يعمل
بهما قليل؟ قال: يأتي الشيطان أحدكم إذا فرغ من صلاته فيذكره
حاجة كذا وكذا فيقوم ثم لا يقولها، فإذا اضطجع يأتيه الشيطان
فينومه قبل أن يقولها. فقد رأيت رسول الله صليب الله عليه وسلم يعقدهن في يده
(عب، ش، حم، د، ت (1) وقال: حسن صحيح، هو وابن جرير

(1) أخرجه الترمذي كتاب الصلاة باب ما جاء في التسبيح في أدبار الصلاة
رقم 410. ص
497

حب، وابن السني في عمل يوم وليلة وابن شاهين في الترغيب، هب).
41969 عن عبد الله بن عمرو قال، من قال حين يريد أن
يرقد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو
على كل شئ قدير، سبحان الله وبحمده، الله أكبر، لا حول ولا
قوة إلا بالله) ثم استغفر الله إلا غفر الله له ولو كانت ذنوبه مثل
زبد البحر (ابن جرير).
41970 عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا
اضطجع للنوم يقول: اللهم! باسمك ربي وضعت جنبي فاغفر لي ذنبي
(ابن جرير وصححه).
41971 (مسند علي) عن أبي مريم قال: سمعت علي بن
أبي طالب يقول: إن فاطمة كانت تدق الدرمك (1) بين حجرين
حتى مجلت يداها فقلت لها: ائتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسليه خادما!
ففعلت ذلك لليلة أو ليلتين، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته أخبر
أن فاطمة أتته لحاجة فلما أبطأ عليها رجعت إلى بيتها، فأتانا رسول

(1) الدرمك: قال العلماء: معناه أنها في البياض درمكة وفي الطيب مسك،
والدرمك هو الدقيق الحواري الخالص البياض. صحيح مسلم بتعليق
محمد فؤاد عبد الباقي 4 / 2243. ص
498

الله صلى الله عليه وسلم وقد دخلنا فراشنا، فلما استأذن علينا تحشحشنا (1) لنلبس
علينا ثيابنا، فلما سمع ذلك قال: كما أنتما في لحافكما! فدخل علينا
حتى جلس عند رؤسنا وأدخل رجليه بيني وبينها فقال: حدثت أن
ابنتي أتتني لحاجة لها، ما كانت حاجتك يا بنية - أو: ما كانت
حاجتك يا بنتي؟ فاستحيت فاطمة أن تكلمه على تلك الحال، وأجاب
علي عنها بعد ما سألها مرتين أو ثلاثا فقال: أتتك يا رسول الله انها
كانت مجلت يداها من دق الدرمك فأتتك تسأل خادموا، فقال: ما يدوم
لكما أحب إليكما أو ما سألتما؟ قالا: ما يدوم إلينا، قال: فإذا
أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، وكبرا ثلاثا وثلاثين، واحمدا
أربعا وثلاثين، فذاكم مائة، فهو خير لكما مما سألتماني (ابن جرير).
41972 (مسند علي رضي الله عنه) عن عبيدة عن علي
قال اشتكت فاطمة مجل يديها من الطحن، فقلت: لو أتيت أباك
فسألته خادما! قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تصادفه، فرجعت، فلما
جاء أخبر، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا
خرجت منها جنوبنا، وإذا لبسناها عرضا خرجت رؤسنا وأقدامنا،
وقال: يا فاطمة! أخبرت أنك جئت فهل كانت لك حاجة؟ قالت:

(1) تحشحشنا: التحشحش: التحرك للنهوض. اه‍ 1 / 318 النهاية. ب
499

لا، قلت: بل شكت إلى مجل يديها يديها من الطحن فقلت: لو أتيت
أباك تسأليه خادما! قال: أفلا أدلكما على ما هو خير لكما من
الخادم؟ إذا أخذتما مضجعكما فقولا ثلاثا وثلاثين وثلاثا وثلاثين وأربعا
وثلاثين من بين تسبيح وتحميد وتكبير (ابن جرير، وصححه).
41973 (مسند علي) عن هبيرة عن علي قال: قلت
لفاطمة: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم تسأليه خادما! فإنه قد جهدك الطحن
والعمل، قالت: انطلق معي، فانطلقت معها فسألناه، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من ذلك؟ إذا أويتما
إلى فراشكما فسبحوه ثلاثا وثلاثين، وكبروه ثلاثا وثلاثين، وهللوه
أربعا وثلاثين، فذلك مائة على اللسان، وألف في الميزان (ابن
جرير).
41974 (مسند علي) عن القاسم مولى معاوية أنه سمع
علي بن أبي طالب فذكر أنه أمر فاطمة تستخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقالت: يا رسول الله! إنه قد شق على الرحى - وأرته أثرا في
يديها من أثر الرحى فسألته أن يخدمها خادما، فقال: أولا أعلمك
خيرا من ذلك - أو قال: خيرا من الدنيا وما فيها؟ إذا أويت إلى
فراشك فكبري أربعا وثلاثين تكبيرة، وثلاثا وثلاثين تحميدة،
500

وثلاثا وثلاثين تسبيحة، فذلك خير لك من الدنيا وما فيها (ابن
جرير).
42975 عن طلاب بن حوشب أخي العوام بن حوشب عن
جعفر بن محمد عن أبيه ن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن
علي بن أبي طالب أنه قال لفاطمة: اذهبي إلى أبيك فسليه يعطك
خادما يقيك الرحى وحر التنور! فأتته فسألته، فقال: إذا جاء سبي
فأتينا! فجاء سبي من ناحية البحرين، فلم يزل الناس يطلبون
ويسألونه إياه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معطاء لا يسئل شيئا إلا
أعطاه، حتى إذا لم يبق شئ أتته تطلب، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
جاءنا سبي فطلبه الناس، ولكن أعلمك ما هو خير لك من خادم!
إذا أويت إلى فراشك فقولي: (اللهم! رب السماوات السبع ورب
العرش العظيم، ربنا ورب كل شئ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن،
وفالق الحب والنوى، إني أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخذ
بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شي، وأنت الآخر فليس بعدك
شئ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، أقض عنا الدين واغننا من
الفقر، فانصرفت فاطمة راضية بذلك من الجارية. قال علي: فما
تركتها منذ علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل: ولا ليلة صفين؟ قال:
501

ولا ليلة صفين (أبو نعيم في انتفاء الوحشة).
41976 عن علي قالت فاطمة: يا ابن عم! شق على العمل
والرحى فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم! قلت لها: نعم، فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم
من الغد وهما نائمان في لحاف واحد فأدخل رجليه بينهما، فقالت
فاطمة: يا نبي الله! شق على العمل فان أمرت لي بخادم مما أفاء الله
عليك! قال: أفلا أعلمك ما هو خير لك من ذلك؟ تسبحين الله
ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا وثلاثين، وكبري أربعا وثلاثين، فذلك
مائة باللسان، وألف في الميزان وذلك بأن الله تعالى يقول (من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) إلى مائة ألف (طس).
41977 (أيضا) عن شيث بن ربعي عن علي قال: قدم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي، فقال علي لفاطمة: ائتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أباك فسليه خادما تنقى به العمل! فأتت حين أمست، فقال لها:
ما لك يا بنية؟ قالت: جئت أسلم عليك - واستحيت أن تسأله
شيئا، فلما رجعت قال لها على: ما فعلت؟ قالت: لم أسأله واستحييت
منه، فلما كان الثانية قال لها: ائتي أباك فسليه لنا خادما تتقي به
العمل، فخرجت إليه، حتى إذا جاءته قال: ما لك يا بنية؟ قالت:
لا شئ يا أبت! جئت أنظر كيف أمسيت - واستحيت أن تسأله
502

شيئا، حتى إذا كان الثالثة قال لها: أمشي! فخرجا جميعا حتى أتيا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما جاء بكما؟ فقال له علي: يا رسول الله!
شق علينا العمل فأردنا أن تعطينا خادما نتقي به العمل، فقال لهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أدلكما على خير لكما من حمر النعم؟ قال
علي: نعم يا رسول الله! قال تكبران وتسبحان وتحمدان مائة حين
تريدان تنامان فتبيتان على ألف حسنة، ومثلها حين تصبحان فتقومان
على ألف حسنة. قال علي: فما فاتتني حين سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
ليلة صفين فاني نسيتها حتى ذكرتها من آخر الليل (العدني وابن
جرير، حل).
41978 عن علي أن فاطمة كانت حاملا فكانت إذا خبزت
أصاب حرق التنور بطنها، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فقال:
لا أعطيك وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم من الجوع! ألا أدلك
على خير من ذلك؟ إذا أويت إلى فراشك تسبحين الله وتحمدينه ثلاثا
وثلاثين، وتكبرينه أربعا وثلاثين (حم).
41979 عن علي أن فاطمة اشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدها من
العجن والرحى، فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فأتته تسأله خادما فلم
تجده فوجدت عائشة فأخبرتها، فجاءنا بعد ما أخذنا مضاجعنا، فذهبنا
503

نتقدم، فقال: مكانكما! فجاء فجلس بيني وبينها حتى وجدت برد
قدمه، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ تسبحان
دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمدانه ثلاثا وثلاثين، وتكبرانه
أربعا وثلاثين، وإذا أخذتما مضجعكما من الليل، فتلك
مائة (ش).
41980 عن أبي ليلى ثنا علي أن فاطمة اشتكت ما تلقى من
أثر الرحى في يدها، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فانطلقت فلم تجده
وأخبرت عائشة، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجئ فاطمة إليها
فجاء إلينا النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
على مكانكما خيرا مما سألتماه؟ إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله
أربعا وثلاثين، وتسبحانه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين، فهو
خير لكما من خادم (حم، خ، (1) م، وابن جرير، ق وأبو
عوانة والطحاوي، حب، حل).
41981 عن علي قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع رجله

(1) أخرجه مسلم كتاب الذكر باب التسبيح أول النهار عند النوم رقم
2727. ص
504

بيني وبين فاطمة فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا، فقال:
يا فاطمة! يا علي! إذا كنتما بمنزلكما هذه فسبحا الله ثلاثا وثلاثين،
واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين. قال علي: والله ما
تركتهما بعد، فقال له رجل كان في نفسه عليه شئ: ولا ليلة
صفين؟ قال: ولا ليلة صفين (ابن منيع وعبد بن حميد، ن،
ع، ك، حل).
41982 عن عطاء بن السائب عن أبيه عن علي أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما زوجه فاطمة بعث معها يخميلة (1) ووسادة من أدم حشوها
ليف ورحائين وسقاء وجرتين، فقال علي لفاطمة ذات يوم: والله!
لقد سنوت (2) حتى اشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي (3)
فاذهبي فاستخدميه! فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي!

(1) بخميلة: الخميلة: القطيفة وهي كل ثوب له خمل من أي شئ كان.
النهاية 2 / 8. ب
(2) سنوت: من سنت تسنو: سقت الأرض، والقوم يسنون لأنفسهم إذا
استسقوا. القاموس 4 / 345. ب
(3) بسبي: سبى عدوه سبيا وسباء: أسره، والسبي: المأسور.
المعجم الوسيط 451. ب
505

فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما جاء بك أي بنية؟ قالت: جئت
لاسلم عليك - واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت!
قالت: استحييت أن أسأله، فأتياه جميعا فقال علي: يا رسول الله!
لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة: قد طحنت
حتى مجلت يداي وقد جاءك الله بسبي وسعة فأخدمنا! فقال:
والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم من الجوع لا
أجد ما أنفق عليهم! ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم، فرجعا،
فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما، إذا غطيا رؤسهما انكشفت
أقدمهما، وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤسهما، فثارا، فقال:
مكانكما! ثم قال: ألا أخبركم بخير ما سألتماني؟ قالا: بلى، قال:
كلمات علمنيهن جبريل، تسبحان الله دبر كل صلاة عشرا،
وتحمدان الله عشرا، وتكبران الله عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما
فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين.
قال: والله ما تركتهن مذ علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال له ابن
الكوا: ولا ليلة صفين؟ قال: قاتلكم الله يا أهل العراق! نعم ولا
ليلة صفين (الحميدي، ش، حم، عب والعدني والشاشي والعسكري
في المواعظ وابن جرير، ك، ض، وروى ن، ه‍ بعضه).
506

41983 عن علي قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق أهداه
له بعض ملوك الأعاجم، فقلت لفاطمة أئتي أباك فاستخدميه خادما!
فأتت فاطمة فلم تجده وكان يوم عائشة، ثم رجعت مرة أخرى فلم
تجده، واختلفت أربع مرات فلم يأت يومه ذلك حتى صلى العشاء،
فلما أتى أخبرته عائشة أن فاطمة التمسته أربع مرات، فأتى فاطمة
فقال: ما أخرجك من بيتك؟ قال: وطفقت أغمزها أقول: استخدمي
أباك! فأدنت إليه يدها فقالت: قد مجلت يداي من الرحى، ليلتي
جميعا أدير الرحى حتى أصبح، وأبو الحسن يحمل حسنا وحسينا! قال
لها: اصبري يا فاطمة بنت محمد! فان خير النساء التي نفغت أهلها،
أولا أدلكما على خير من الذي تريدان؟ إذا أخذتما مضجعكما فكبرا
الله ثلاثا وثلاثين تكبيرة، واحمدا الله ثلاثا وثلاثين، وسبحا الله ثلاثا
وثلاثين، ثم اختماها بلا إله إلا الله، فذلك خير لكما من الذي
تريدان ومن الدنيا وما فيها (ابن جرير وسمويه).
41984 عن علي قال: قلت لفاطمة: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فسألته خادما! فإنه قد أجهدك العمل، فأتته فلم توافقه، فقال:
ألا أدلكما على خير مما سألتماني؟ إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا
ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، فذلك
507

مائة على اللسان، وألف في الميزان (ع وابن جرير).
41985 (مسند علي) عن علي بن أعبد قال: قال لي علي: ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت من أحب
أهله إليه؟ قلت: بلى، قال: إنها جرت بالرحى حتى أثر في يدها
واستقت بالقربة حتى أثر في نحرها، وكنست البيت حتى اغبرت
ثيابها، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها وأصابها من ذلك ضر،
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خدم، فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادما! فأتته
فوجدت عنده حداثا فرجعت، فأتاها من الغد فقال: ما كان
حاجتك؟ فسكتت، فقلت: أحدثك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! جرت
بالرحى حتى أثر في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها، فلما
جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتستخدمك خادما يقيها حرما هي
فيه! قال: اتقي الله يا فاطمة! وأدي فريضة ربك، واعملي عمل
أهلك، وإن أخذت مضجعك فسبحي ثلاثا وثلاثين، واحمدي ثلاثا
وثلاثين، وكبري أربعا وثلاثين، فتلك مائة فهي خير لك من خادم.
فقالت: رضيت عن الله وعن رسوله، ولم يخدمهما (د (1) عم

(1) أخرجه أبو داود كتاب الخراج باب في بيان مواضع قسم الخمسة رقم
(2988). ص
508

والعسكري في المواعظ، حل، قال ابن المديني: علي بن أعبد ليس
بمعروف ولا أعرف له غير هذا، وقال في المغني: علي بن أعبد عن
علي لا يعرف).
41986 عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
تسأله خادما فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم! تسبحين
الله ثلاثا وثلاثين تسبيحة، وتكبرين أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين
ثلاثا وثلاثين تحميدة، وتقولين (اللهم! رب السماوات السبع، ورب
العرش العظيم، ربنا ورب كل شئ، منزل التوراة والإنجيل
والقرآن! أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخذ بناصيته، اللهم!
أنت الأول فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ،
وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس
دونك شئ، اقض عني الدين وأعذني من الفقر) (ابن جرير).
41987 (مسند علي) عن أبي إسحاق الهمداني عن أبيه
قال: كتب لي علي بن أبي طالب كتابا قال: أمرني به رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: إذا أخذت مضجعك فقل (أعوذ بوجهك الكريم
وكلماتك التامة من شر ما أنت آخر بناصيته، اللهم! أنت تكشف
المغرم والمأثم، اللهم! لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك،
509

ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك) (ابن أبي
الدنيا في الدعاء).
41988 عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند مضجعه
(اللهم! إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت
آخذ بناصيته، اللهم! إنك تكشف المغرم والمأتم، اللهم! لا يهزم
جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد،
سبحانك وبحمدك) (د، (1) ن وابن جرير).
41989 (مسند البراء بن عازب) عن البراء قال: كان
صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال (اللهم! إليك أسلمت نفسي ووجهت
وجهي، وإليك فوضت أمري، وإليك ألجأت ظهري، رغبة ورهبة
إليك، لا ملجأ ولا منجا إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت
ونبيك الذي أرسلت) (ش وابن جرير وصححه).
41990 عن البراء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام توسد يمينه
تحت خده ويقول (اللهم! قني عذابك يوم تبعث - وفي لفظ:

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب ما يقول عند النوم رقم 5052. ص
510

يوم تجمع - عبادك) (ش وابن جرير وصححه).
41991 عن أبي ذر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ
مضجعه من الليل قال (اللهم! باسمك نموت ونحيى) وإذا استيقظ
قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد موتنا - وفي لفظ: بعد ما أماتنا -
وإليه النشور) (ابن جرير وصححه).
41992 عن أبي عبيد الله الجدلي قال: كان علي بن أبي طالب
إذا أوى إلى فراشه قال (عذت بالذي يمسك السماء أن تقع على
الأرض إلا باذنه من الشيطان الرجيم) سبع مرات (الخرائطي في
مكارم الأخلاق).
41993 عن أبي همام عبد الله بن يسار قال: كان علي بن أبي
طالب إذا قام من الليل قال (الله أكبر، أهل أن يكبر، وأهل
أن يذكر، وأهل أن يشكر، من نفعه نفع وضره ضر
(الخرائطي).
41994 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه
قال (الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي
له ولا مؤوي (ابن جرير وصححه، ق).
511

41995 عن عطية عن أبي سعيد أو جابر بن عبد الله قال:
ليس أحد ينام إلا ضرب على صماخه بجرير عقد، فان هو
استيقظ فذكر الله حلت عقدة، فان توضأ حلت أخرى، فان
صلى حلت عقده كلها، وإن لم يستيقظ ولم يتوضأ ولم يصل
أصبحت العقد كلما كهيئتها، فبال الشيطان في أذنه
(ابن جرير).
41996 (مسند علي) أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإرتاج الباب، وأن نخمر الاناء ونوكي السقاء، وأن نطفئ
السرج (طس).
41997 (مسند حفصة) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان إذا أخذ مضجعه قال: رب قني عذابك يوم تبعث
عبادك (ش).
41998 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى
فراشه جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما (قل هو الله أحد)
و (قل أعوذ برب الفلق) ثم مسح بهما ما استطاع من جسده،
يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث
مرات (ن).
512

41999 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى
فراشه نفث في كفيه بقل هو الله أحد والمعوذتين جميعا، ثم يمسح
بهما وجهه وعضديه وصدره وما بلغت يداه من جسده، قالت عائشة:
فلما اشتد مرضه كان يأمرني أن أفعل به (ابن النجار).
42000 عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة! إذا أخذت مضجعك فقولي (الحمد لله الكافي،
سبحان الله الاعلى، حسبي الله وكفى، ما شاء الله قضى، سمع الله
لمن دعا، ليس من الله ملجأ ولا من وراء الله ملتجأ، توكلت على
الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط
مستقيم، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم
يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا). قالت فاطمة: ثم قال
النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يقولها عند منامه ثم ينام وسط الشياطين
والهوام فيضره الله (الديلمي).
ذيل النوم والقيلولة
42001 عن السائب بن يزيد قال: كان عمر بن الخطاب يمر
علينا عند نصف النهار وقبيله فيقول: قوموا فقيلوا! فما بقي فهو
513

للشيطان (هب).
42002 عن سويد العدوي قال: كنا نصلي مع عمر بن
الخطاب الظهر ثم نروح إلى رحالنا فنقيل (ابن سعد).
42003 عن مجاهد قال: بلغ عمر أن عاملا له لا يقيل،
فكتب إليه عمر: قل! فاني حدثت أن الشيطان لا يقيل (ش).
الرؤيا
42004 (مسند الصديق) عن أبي بكر الصديق قال:
أفضل ما يرى لي: رجل أسبغ وضوءه رؤيا صالحة أحب إلي من
كذا وكذا (الحكيم).
42005 عن أبي قتادة قال: كنت أرى الرؤيا أكرهها
تحزنني حتى تضجعني فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا رأيتها تعوذ
بالله من الشيطان الرجيم، واتفل عن يسارك ثلاثا، فإنها لا تضرك
إن شاء الله (ن).
42006 (مسند أبي هريرة) جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إني رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فرأيته بيدي هذه!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعمد الشيطان إلى أحدكم فيتهول له ثم يغدو
514

فيخبر الناس (ش).
42007 (مسند أنس) رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى
النائم كأني مردف كبشا وكأن ضبة سيفي انكسرت، فأولت أن
أقتل كبش القوم، وأولت ضبة سيفي قتل رجل من عترتي، فقتل
حمزة، وقتل النبي صلى الله عليه وسلم طلحة وكان صاحب اللواء (حم، طب، كر).
التعبير
42008 (مسند الصديق) عن أبي قلابة أن رجلا أتى أبا
بكر فقال: إني رأيت في النوم كأني أبول دما! فقال: أراك تأتي
امرأتك وهي حائض، قال: نعم، قال فاتق الله ولا تعد (عب،
ش والدارمي).
42009 عن الشعبي قال: أتى رجل أبا بكر فقال: إني
رأيت في المنام كأني أجري ثعلبا، قال: أجريت ما لا يجري، أنت
رجل كذوب، فاتق الله ولا تعد (ش وأبو بكر في الغيلانيات).
42010 عن سعيد بن المسيب قال: رأيت عائشة كأنه وقع
في بيتها ثلاثة أقمار فقصصتها على أبي بكر وكان من أعبر الناس،
فقال: إن صدقت رؤياك ليدفنن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثا،
515

فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة! هذا خير أقمارك (الحميدي،
ض، ك).
42011 عن محمد بن سيرين قال: كان أعبر هذه الأمة بعد
نبيها أبو بكر (ابن سعد ومسدد).
42012 عن صالح بن كيسان قال قال محرز بن نضلة: رأيت
سماء الدنيا أفرجت لي حتى دخلتها حتى انتهيت إلى السماء السابعة، ثم
انتهيت إلى سدرة المنتهى، فقيل لي: هذا منزلك، فعرضتها على أبي
بكر الصديق وكان أعبر الناس، فقال: أبشر بالشهادة! فقتل بعد
ذلك بيوم خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة الغابة يوم السرح وهي
غزوة ذي قرد سنة ست، فقتله سعدة بن حكمة (ابن سعد).
42013 عن الحسن أن سمرة بن جندب قال لأبي بكر الصديق:
إني رأيت في المنام كأني أفتل شريطا ثم أضعه إلى جنبي ونفر خلفي
يأكله، فقال أبو بكر: إن صدقت رؤياك تزوجت امرأة ذات ولد،
يأكلون كسبك. قال: ورأيت كأن ثورا خرج من جحر ثم
ذهب يعود فيه فلم يستطع، قال: تلك الكلمة العظيمة تخرج م
الرجل ثم لا تعود فيه. قال: ورأيت كأنه قيل: خرج الدجال،
فجعلت أفتح جدارا ثم التفت خلفي فإذا هو قريب مني، فانفرجت
516

لي الأرض فدخلتها! قال أبو بكر: إن صدقت رؤياك أصبت قحما
في دينك (أبو بكر في الغيلانيات، ص).
42014 عن عبيد الله بن عبد الله الكلاعي قال: كان عمر بن
الخطاب يقول: أعربوا القرآن فإنه عربي، وتفقهوا في السنة،
وأحسنوا عبارة الرؤيا، فإذا قص أحدكم على أخيه فليقل: اللهم! إن
كان خيرا فلنا، وإن كان شرا فعلى عدونا (ض، هب).
42015 (من مسند جابر بن عبد الله) قال قال رجل للنبي
صلى الله عليه وسلم إني رأيت كأن عنقي ضربت! قال لم يخبر أحدكم بلعب
الشيطان به (ش).
42016 (أيضا) جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله! رأيت في المنام كأن رأسي قطع، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس (ش).
42017 عن خزيمة بن ثابت أنه رأى في المنام كأنه يسجد
على جبين النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن الروح ليلقى الروح، فأقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم
أمره، فسجد من خلفه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم (ش وأبو نعيم).
42018 قال البيهقي أخبرنا أبو نصر بن قتادة أخبرنا أبو عمرو
517

ابن مطر أخبرنا جعفر بن محمد المستفاض الفريابي حدثني أبو وهب
الوليد بن عبد الملك بن عبد الجهني عن عمه بي مشجعة عن ربع
عن ابن زمل الجهني قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال
وهو ثان رجله (سبحان الله وبحمده، وأستغفر الله، إن الله كان
توابا) سبعين مرة، ثم يقول: سبعين بسبعمائة، لا خير فيمن كانت
ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة، ثم يستقبل الناس بوجهه
وكانت تعجبه الرؤيا ثم يقول: هل رأى أحد منكم شيئا؟ قال ابن
زمل: فقلت: أنا يا نبي الله! قال: خيرا تلقاه، وشرا توقاه،
وخير لنا وشر على أعدائنا، والحمد لله رب العالمين، أقصص! فقلت:
رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل لأحب (1) والناس على
الجادة منطلقين، فبينما هم كذلك أفضى (2) ذلك الطريق على مزج (3)

(1) لأحب: اللاحب: الطريق الواسع المنقاد الذي لا ينقطع. اه‍
4 / 245 النهاية. ب
(2) أفضى: أفضى إلى فلان: وصل وأفضى الامر به إلى كذا: انتهى. ا ه‍
2 / 693 المعجم الوسيط. ب
(3) مرج: المرج: الأرض الواسعة ذات نبات كثير تمرج فيه الدواب،
أي تخلى تسرح مختلطة كيف شاءت. ا ه‍ 4 / 315 النهاية. ب
518

لم تر عيني مثله يرف رفيفا (1)، يقطر ماؤه، فيه من
أنواع الكلأ، فكأني بالرعلة (2) الأولى حين أشفوا على المرج
كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق فلم يظلموه يمينا ولا شمالا،
فكأني أنظر إليكم منطلقين، ثم جاءت الرعلة الثانية وهم أكثر منهم
أضعافا، فلما أشفوا على المرج كبروا ثم أكبوا رواحلهم في الطريق،
فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث (3)، ومضوا على ذلك، ثم قدم
عظم الناس فلما أشفوا على المرج كبروا وقالوا: هذا خير المنزل،
كأني أنظر إليهم يميلون يمينا وشمالا، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق
حتى آتي أقصى المرج فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع
درجات وأنت في أعلاها درجة، وإذا عن يمينك رجل آدم سبل
أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طولا، وإذا عن يسارك
رجل ربعة تار (4) أحمر كثير خيلان الوجه كأنما حمم شعره

(1) رفيفا: يقال للشئ إذا كثر ماؤه من النعمة والفضاضة حتى يكاد يهتز:
رف يرف رفيفا. اه‍ 2 / 245 النهاية. ب
(2) رعلة: يقال للقطعة من الفرسان رعلة، ولجماعة الخيل رعيل. اه‍
2 / 235 النهاية. ب
(3) الضغث: ملء اليد من الحشيش المختلط. اه‍ 3 / 90 النهاية. ب
(4) تار: التار: الممتلئ البدن. اه‍ 1 / 61 النهاية. ب
519

بالماء، إذا هو تكلم أصغيتم له إكراما له، وإذا أمامكم رجل شيخ
أشبه الناس بك خلقا ووجها كلكم تؤمونه - تريدونه - وإذا أمامه
ناقة عجفاء شارف (1) فإذا أنت يا رسول الله كأنك تتبعها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ما رأيت من الطريق السهل الرحب
اللاحب فذاك ما حملتكم عليه من الهدى وأنتم عليه، وأما المرج الذي
رأيت فالدنيا وغضارة عيشها، مضيت أنا وأصحابي لم تتعلق منا، ولم
نردها ولم تردنا، ثم جاءت الرعلة الثانية من بعدنا وهم أكثر منا
أضعافا، فمنهم المرتع ومنهم الآخذ الضغث، ونجوا على ذلك، ثم
جاء عظم الناس فمالوا على المرج يمينا وشمالا فانا لله وانا إليه راجعون!
وأما أنت فمضيت على طريق صالحة فلم تزل عليها حتى تلقاني، وأما
المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات وأنا في أعلاها درجة الدنيا سبعة
آلاف سنة وأنا في آخرها ألفا، وأما الرجل الذي رأيت على يميني
الآدم السبل فذاك موسى، إذا تكلم يعلو الرجال بفضل كلام الله إياه،
والذي رأيته عن يساري التار الربعة الكثير خيلان الوجه كأنما حمم
شعره فذاك عيسى ابن مريم نكرمه لاكرام الله إياه، وأما الشيخ
الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا ووجها فذاك أبونا إبراهيم كلنا نؤمه

(1) شارف: الشارف الناقة المسنة. اه‍ 2 / 460 النهاية. ب
520

ونقتدي به، وأما الناقة التي رأيت ورأيتني
أتبعها فهي الساعة، علينا
تقوم، لا نبي بعدي ولا أمة بعد أمتي.
42019 عن عبد الله بن سلام قال: بينا أنا نائم إذ أتاني
رجل فقال لي: قم! فأخذ بيدي فانطلقت معه فإذا أنا بجواد عن
شمالي، فقال: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب المال، وإذا أنا
بجواد عن يميني، فقال لي: خذ ههنا! فأتى بي جبلا فقال لي:
اصعد! فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على أستي، فعلت
ذلك مرارا، ثم انطلق بي حتى أتى عمودا رأسه في السماء وأسفله في
الأرض وفي أعلاه حلقة فقال لي: اصعد فوق هذا! فقلت له:
كيف أصعد فوق هذا ورأسه في السماء! فأخذ بيدي فزجل (1) بي
فإذا أنا متعلق بالحلقة ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقا بالحلقة
حتى أصبحت، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصته عليه. فقال: أما الطرق
التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبل فهو
منازل الشهداء ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الاسلام، وأما
العروة فهي عروة الاسلام لم تزل مستمسكا بها حتى تموت.

(1) فزجل بي: أي رماني ودفع بي. النهاية 2 / 297. ب
521

ثم قال: أتدري. خلق الله الخلق؟ قلت: لا، قال: خلق الله
آدم فقال: تلد فلانا وتلد فلانا، ويلد فلان فلانا، ويلد
فلان فلانا، أجله كذا وكذا، وعمله كذا وكذا، ورزقه كذا
وكذا، ثم ينفخ الروح فيه (كر).
42020 عن عبد الله بن سلام قال: قلت: يا رسول الله!
إني رأيت في المنام رجلا جاءني فأخذ بيدي فانطلق بي حتى انتهينا إلى
طريقين: إحداهما عن يميني والأخرى عن شمالي، فأردت أن آخذ
اليسرى فأخذ بيدي فألحقني باليمنى، ثم انطلق بي حتى انتهينا إلى جبل
فأردت أن أصعد فيه فجعلت كلما صعدت وقعت على أستي فأبكي
ثم انطلق إلى عمود في رأسه حلقة فضربني ضربة برجله فإذا أنا في
رأس الحلقة مستمسك بالحلقة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نامت عينك! أما
الطريق الذي أخذت يمينا وشمالا فان اليسرى طريق أهل النار،
واليمنى طريق أهل الجنة، وأما الجبل فإنه عمل الشهداء ولن تبلغه،
وأما العمود فعمود الاسلام، وأما الحلقة فالعروة الوثقى، وأما
الضارب فملك الموت، تموت وأنت مستمسك بالعروة الوثقى.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فقال: هذا
522

آدم! يولد له فلان، ويولد لفلان فلان، ولفلان فلان - قال
ما شاء الله من ذلك ثم أراه الله أعمالهم وآجالهم (كر).
42021 عن عائشة قالت: كانت امرأة من أهل المدينة لها
زوج تاجر أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقالت: يا رسول اله! إن
زوجي خرج تاجرا وتركني حاملا، فرأيت في المنام أن سارية بيتي
انكسرت، وأني ولدت غلاما أحور! فقال: خير إن شاء الله تعالى!
يرجع زوجك عليك صالحا، وتلدين غلاما (الديلي).
42022 عن عائشة قالت: قال أبو بكر: يا رسول الله!
إني رأيت في المنام كأني أطأ في عذرة، وأن في صدري خالين أو
شامتين، وعلي رداء حبرة، فقال: لئن صدقت رؤياك لتلين أمر
الناس، ولتلين سنتين (الديلمي).
42023 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر!
إني رأيت أني آكل حيسا فعرضت لي نواة في حلقي - فتبسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هو ما تعلم يا رسول الله! فقال: عبرها
أنت، فقال: تخان في غنيمتك (الديلمي).
523

مباح النوم
42024 عن الزهري قال: كان عمر بن الخطاب يجلس
متربعا، ويستلقي على ظهره ويرفع إحدى رجليه على الأخرى
(ابن سعد).
42025 عن علي قال: كنت رجلا نؤما وكنت إذا صليت
المغرب وعلي ثيابي نممت ثم فأنام قبل العشاء، فسألت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن ذلك فرخص لي (حم).
42026 عن سرية علي قالت: كان علي يتعشى ثم ينام
وعليه ثيابه قبل العشاء (عب).
محظور النوم
42027 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا منبطحا
على وجهه فقال: إن هذه لضجعة ما يحبها الله (ابن النجار).
42028 عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: مر بي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضجعة متصحبة فحركني برجله وقال: يا بنية!
قومي فاشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين، فان الله يقسم
524

أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس (ابن
النجار).
معايش متفرقة
42029 (مسند الصديق) عن عبادة بن نسي قال قال أبو
بكر: لا تعقروا دابة وإن حسرت (1) (ش).
42030 عن حميد بن هلال قال: بزق أبو بكر عن يمينه
في مرضة مرضها فقال: ما فعلته غير هذه المرة (ش).
42031 عن عمر قال: إذا اشترى أحدكم جملا فليشتره عظيما
طويلا، فان أخطأه خيره لم يخطئه سوقه، ولا تلبسوا نساءكم
القباطي، فإنه إن لا يشف فإنه يصف، وأصلحوا مثاويكم،
وأخيفوا الهوام أن تخيفكم، فإنه لا يبدو لكم منهن مسلم
(عب، ش).

(1) حسرت: ومنه الحديث (الحسير لا يعقر) هو المعين منها فعيل بمعنى
مفعول، أو فاعل: أي لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته وأعيت
أن يعقرها مخافة أن يأخذها العدو، ولكن يسيبها. النهاية 1 / 384. ب
525

42032 عن عمر قال: استقبلوا الشمس بجباهكم، فإنها
حمام العرب (ش وأبو ذر الهروي في الجامع).
42033 عن محمد بن يحيى بن جنادة قال: قال عمر: من
كان له مال فليصلحه، ومن كان له أرض فليعمرها، فإنه يوشك
أن تجئ من لا يعطى إلا من أحب (ابن أبي الدنيا).
42034 عن عمر قال: أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم،
وانتضلوا وتمعددوا واخشوشنوا، واجعلوا الرأس رأسين، وفرقوا
عن المنية، ولا تلثوا بدار معجزة، وأخيفوا الحيات من قبل أن
تخيفكم، وأصلحوا مثاويكم (أبو عبيد في الغريب ش).
42035 عن أبي مجلز قال: استلقى عمر بن الخطاب في حائط
من حيطان المدينة، وكان أقوام يكرهون أن يضع إحدى رجليه
على الأخرى حتى صنع عمر (ابن راهويه وصحح).
42036 عن عمر قال: املكوا العجين فهو الطحنين (ش
وأبو عبيد في الغريب بلفظ: إحدى الريعين).
42037 عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن
526

في الطهور إذا تطهر، وفي ترجله إذا ترجل، وفي انتعاله إذا
انتعل (ض).
42038 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرغ
يمينه لمطعمه ولوضوئه، ويفرغ يساره للاستنجاء ولحاجته (ض).
42039 عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كنا مع عبد الله بن
مسعود فأراد أن يبصق وما عن يمينه فارغ فكره أن يبصق عن
يمينه وليس في صلاة (عب).
42040 عن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تساووهم
في المجالس - يعني الكفار، ولا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا
جنائزهم (ابن جرير وضعفه).
42041 (أيضا) عن محمد ابن الحنفية عن علي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! مر نساءك لا يصلين عطلا (1) ولو
أن يتقلدن سيرا (طس).
42042 عن حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي قال: سمعت

(1) عطلا: العطل: فقدان الحلي وامرأة عاطل وعطل وقد عطليت
عطلا وعطولا. النهاية 3 / 247. ب
527

أبي يذكر عن أم معبد أنها أرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشاة لبن،
فردت مرجوعة نحوها، فناديت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها، فقال:
لا، ولكن أراد شاة ليس لها لبن، فأرسلت إليه بعناق
جذعة (كر).
42043 (مسند علقمة بن علاثة العامري) ابن منده أنبأنا
سهل بن السرى أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر القرشي حدثنا سعيد بن
عثمان عن موسى بن داود عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن صالح
قال: حدثني علقمة بن علاثة قال: أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤسا
(كر وقال: هذا حديث غريب جدا).
42044 (مسند سمرة بن جندب) احلبها ولا تجهد،
ودع دواعي اللبن (طب - عن ضرار بن الأزور الأسدي).
42045 (مسند ضرار بن الأزور) مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا أحلب فقال: دع داعي اللبن (ع).
42046 (أيضا) أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقحة (1) فأمرني

(1) لقحة: اللقحة بالكسر والفتح: الناقة القريبة العهد بالنتاج.
النهاية 2124. ب
528

أن أحلبها فحلبتها، فلما أخذت لأجهدها قال: لا تفعل، دع
داعي اللبن، لا تجهدها (خ في تاريخه، حم وابن منده، كر).
42047 عن علي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحدة، فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: لو اتخذت زوجا من حمام فآنسك وأكلت من
فراخه، واتخذت ديكا فآنسك وأيقظك للصلاة (وكيع في
العزلة، عق وقال: فيه ميمون بن عطاء بن يزيد منكر الحديث،
عد وقال: فيه يحيى بن ميمون وميمون بن عطاء وحارث - الثلاثة
ضعفاء، ولعل البلاء فيه من يحيى بن ميمون التمار، وقال في الميزان:
ميمون بن عطاء لا يدري من ذا؟ وقد ضعفه الأزدي، روى عنه يحيى بن
ميمون البصري التمار أحد الهلكى حديثا في اتخاذ الحمام).
529

كتاب المزارعة من قسم الأقوال
42048 إنما يزرع ثلاثة: رجل له أرض فهو يزرعها،
ورجل منح أرضا فهو يزرع ما منح، ورجل استكرى أرضا
بذهب أو فضة (د، (1) ن، ه‍ - عن رافع بن خديج).
42049 من زرع أرضا بغير إذن أهلها فله نفقته وليس له
من الزرع شئ (حم، د (2)، ت، ه‍ - عن رافع بن خديج).
42050 من لم يذر المخابرة (3) فليأذن بحرب من الله ورسوله
(د، ك - (4) عن جابر).
42051 أن يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ عليها

(1) أخرجه أبو داود كتاب البيوع باب في التشديد في ذلك رقم 3400
والنسائي في المزارعة رقم 390. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب البيوع رقم 3403 والترمذي كتاب الأحكام
رقم 4316. ص
المخابرة: قيل هي المزارعة على نصيب معين كالثلث والربع وغيرهما.
والخبرة النصيب، وقيل هو من الخبار: الأرض اللينة. النهاية 2 / 7. ب
(4) أخرجه أبو داود كتاب البيوع باب في المخابرة رقم 246 ص.
530

خرجا معلوما (خ - عن ابن عباس) (1).
42052 لان يمنح الرجل أخاه أرضه خير له من أن يأخذ
عليها خراجا معلوما (حم، م، د، ن، ه‍ - عن ابن عباس) (2).
42053 من كانت له ارض فليزرعها، فإن لم يستطع ان
يزرعها وعجز عنها فليمنحها أخاه المسلم ولا يؤاجرها، فإن لم يفعل
فليمسك ارضه (حم، ق، (3) ن، ه‍ - عن جابر، ق، ن - عن أبي
هريرة، حم، ت، ن - عن رافع بن خديج، حم، د - عن رافع
ابن رافع).
42054 من كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها أخاه، ولا
يكرها بثلث ولا ربع ولا بطعام مسمى (حم، د، ه‍ - عن رافع
ابن خديج).
42055 لا تكروا الأرض بشئ (ن - عن رافع بن
خديج).

(1 / 2) أخرجه مسلم كتاب البيوع باب الأرض تمنح رقم 120 و 121 و 122. ص
(3) البخاري كتاب المزارعة باب (3 / 141). أخرجه مسلم كتاب البيوع
باب كراء الأرض رقم (91). ص
531

42056 نهى عن المزارعة (حم، م - عن ثابت بن الضحاك) (1).
42057 إن الله جعل للزرع حرمة غلوة (2) سهم (هق -
عن عكرمة مرسلا).
42058 من حفر بئرا فله أربعون ذراعا عطنا (3) لماشيته
(ه‍ عن عبد الله بن مغفل).
الاكمال
42059 إذا أراد أحدكم أن يعطي أخاه أرضا فليمنحها إياه ولا
يعطه بالثلث والربع (طب - عن ابن عباس).
42060 إذا استغنى أحدكم عن أرضه فليمنحها أخاه أو يدع
(طب - عن رافع بن خديج).
42061 إذا كان هذا شأنكم فلا تكروا المزارع (عب،
حم، ن، ه‍، ع، طب، ص - عن زيد بن ثابت).

(1) أخرجه مسلم كتاب البيوع رقم 119. والبخاري كتاب المزارعة
3 / 141. ص
(2) غلوة: الغلوة: قدر رمية سهم. اه‍ 3 / 383 النهاية. ب
(3) عطنا: العطن: مهرك الإبل حول الماء. اه‍ 3 / 258 النهاية. ب
532

ذيل المزارعة من الاكمال
42062 من عقد الجزية في عنقه فقد برئ مما جاء به محمد
صلى الله عليه وسلم (طب - عن معاذ).
42063 لا تدخل سكة الحرث على قوم إلا أذلهم الله (طب -
عن أبي أمامة).
42064 لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الذل (خ (1) -
عن أبي أمامة أنه رأى شيئا من آلة الحرث فقال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكره).
كتاب المزارعة من قسم الافعال
42065 (مسند الصديق) عن أبي جعفر قال: كان أبو
بكر يعطي الأرض على الشطر (الطحاوي).
42066 عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساقى يهود خيبر على
تلك الأموال وسهامهم معلومة، وشرط عليهم: أنا إذا شئنا أخرجناكم
(قط، ق).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب ما جاء في الحرج والمزارعة باب
ما يحذر من عواقب الاشتغال بآلة الزرع 3 / 135. ص
533

42067 عن عمرو بن صلبع المحاربي قال: جاء رجل إلى علي
فوشى برجل فقال إنه أخذ أرضا فصنع بها كذا وكذا، فقال الرجل:
أخذتها بالنصف كري أنهارها وأصلحها وأعمرها، فقال علي لا
بأس به (عب).
42068 عن علي قال: لا بأس بالمزارعة بالنصف (ش).
42069 (من مسند رافع بن خديج) عن سعيد بن المسيب
أنه سئل عن المزارعة فقال: كان ابن عمر لا يرى بها بأسا حتى حدث
فيها بحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بني حارثة فرأى زرعا في أرض
ظهير فقال: ما أحسن زرع ظهير! فقال: إنه ليس لظهير، فقال:
أليست الأرض أرض ظهير؟ قالوا: بلى، ولكنه زارع، قال:
فردوا عليه نفقته وخذوا زرعكم، قال رافع: فأخذنا زرعنا ورددنا
عليه نفقته (ش).
42070 (أيضا) عن حنظلة بن قيس قال: سألت رافع
ابن خديج عن كراء الأرض البيضاء فقال: حلال لا بأس به، إنما
نهى عن الارماث، أن يعطي الرجل الأرض ويستثني بعضها ونحو
ذلك (عب) (1)

(1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 8 / 92 و 93. ص
534

42071 عن رافع بن خديج قال: كذا أكثر الأنصار حقلا
فكنا نكري الأرض فربما أخرجت مرة ولم تخرج مرة، فنهينا عن
ذلك، وأما بالورق فلم ننه عنه (عب) (1).
42072 (أيضا) عن سالم بن عبد الله قال: أكثر رافع
ابن خديج على نفسه: والله لنكرينها كراء الإبل - يعني أنه أكثر أنه
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ينهي عنه، فلا يقبل منه (عب).
42073 عن رافع بن خديج قال: ترك أبي حين مات:
جارية وناضحا وعبدا حجاما وأرضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجارية
نهى عن كسبها، وقال في الحجام: ما أصاب فاعلف النضاح، وقال
في الأرض: ازرعها أو دعها (طب).
42074 عن رافع بن خديج قال: دخل على خالي يوما فقال:
نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم عن أمر كان لكم نافعا، وطواعية الله
ورسوله أنفع لنا وأنفع لكم، مر على زرع فقال: لمن هذا؟
فقالوا: لفلان، قال: فلمن الأرض؟ قالوا: لفلان، قال: فما شأن
هذا؟ قالوا: أعطاها إياه على كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لان
يمنح أحدكم أخاه خير له من أن يأخذ عليها خراجا معلوما، ونهى

(1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 8 / 92 و 93. ص
535

عن الثلث والربع وكراء الأرض. قال أيوب: فقيل لطاوس: إن
ههنا ابنا لرافع بن خديج يحدث بهذا الحديث، فدخل عليه ثم خرج
فقال: قد حدثني من هو أعلم من هذا، إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بزرع فأعجبه فقال: لمن هذا؟ قالوا: لفلان، قال: فلمن الأرض؟
قالوا: لفلان، قال: وكيف؟ قالوا: أعطاها إياه على كذا وكذا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لان يمنح أحدكم أخاه خير له. يقول: نعم هو
خير له، ولم ينه عنه (عب) (1).
42075 عن رافع بن خديج قال: قلت: يا رسول الله! إني
أكثر الأنصار أرضا، فقال: ازرع، قلت: هي أكثر من ذلك،
قال: فبور (2) (طب، كر).
42076 عن نافع قال: كان عمر يكري أرضه فأخبر بحديث
رافع بن خديج، فأتاه فسأله عنه، فأخبره، فقال: قد علمت أن
أهل الأرض كانوا يعطون أرضهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويشترط

(1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 8 / 96 ص.
(2) فبور: بالفتح: الأرض التي لم تزرع. بالضم: جمع البوار. وهي
الأرض الخراب التي لم تزرع. اه‍ 1 / 161 النهاية. ب
536

صاحب الأرض أن لي الماذيانات (1) وما سقى الربيع، ويشترط من
الحرث شيئا معلوما، قال: فكان ابن عمر يظن أن النهى لما كانوا
يشترطون (عب).
42077 عن رافع بن خديج قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط
فأعجبه فقال: لمن هذا؟ قلت: هو لي، قال: من أين لك هذا؟
قلت استأجره، قال: لا تستأجره بشئ (عب).
42078 (أيضا) عن مجاهد عن أسيد بن ظهير ابن أخي
رافع بن خديج قال: كان أحدنا إذا استغنى عن أرضه أعطاها بالثلث
والربع والنصف، ويشترط ثلاثة جداول والقصارة وما سقى الربيع،
وكان العيش إذ ذاك شديدا، وكان يعمل فيها بالحديد وبما شاء الله
ويصيب منها منفعة، فأبي رافع بن خديج فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم
نهاكم عن أمر كان نافعا وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفع لكم، إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاكم عن الحق ويقول: من استغنى عن أرضه
فليمنحها أخاه أو ليدع، وينهاكم عن المزابنة - والمزابنة أن يكون
الرجل له المال العظيم من النخل فيأتيه الرجل فيقول: قد أخذته

(1) الماذيانات: جمع ماذيان. وهو النهر الكبير. وليست بعربية وهي
سوادية. اه‍ 4 / 314. النهاية. ب
537

بكذا وكذا وشيئا من تمر (عب).
42079 عن رافع بن خديج قال: مات رفاعة على عهد النبي
صلى الله عليه وسلم وترك عبدا حجاما وجملا ناضحا وأرضا، فقال: اما الحجام
فلا تأكلوا من كسبه وأطعموا الناضح، قالوا: الأمة تكسب؟
قال: لا تأكل من كسب الأمة، فاني أخاف أن تبغي بفرجها - وفي
لفظ: لعلها لا تجد شيئا فتبغي بنفسها (طب).
42080 عن رافع بن خديج قال: مات أبي وترك أرضا
وترك جارية وغلاما حجاما وناضحا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
لهم في الأرض: ازرعوها أو امنحوها، ونهاهم عن كسب الأمة،
وقال: اعلفوا كسب الحجامة الناضح (طب).
42081 (أيضا) عن عروة ان زيد بن ثابت قال: يغفر
الله لرافع بن خديج! والله ما كان هذا الحديث هكذا، إنما كان
رجل أكرى رجلا أرضا فاقتتلا واستبا بأمر تدارءا (1) فيه، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن كان هذا شأنكم فلا تكروا الأرض، فسمع رافع
آخر الحديث ولم يسمع أوله (عب).

(1) درأيد رأدرءا: إذا رفع. ونبه الحديث " إذا تدارأتم
في الطريق " أي تدافعتم واختلفتم. اه‍ 2 / 109 النهاية. ب
538

42082 (أيضا) إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى بني حارثة فرأى
زرعا في ارض ظهير فقال: ما أحسن زرع ظهير! فقالوا: ليس
لظهير، قال: أليست ارض ظهير؟ قالوا: بلى، ولكنه زرع فلان،
قال: فردوا عليه نفقته وخذوا زرعكم، فرددنا عليه نفقته واخذنا
زرعنا (طب - عن رافع بن خديج).
42083 (مسند ظهير بن رافع) نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
نكري محاقلنا (الباوردي وابن منده - وقال: غريب، وأبو نعيم).
42084 عن ابن عباس قال: إن خير ما أنتم صانعون في
الأرض البيضاء ان تكروا الأرض بالذهب والفضة (عب).
42085 عن ابن المسيب قال: عن ابن المسيب قال: دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر إلى
يهود يعملونها ولهم شطر ثمرها، فمضى على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وسنتين من خلافة عمر حتى أجلاهم منها (عب).
42086 عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم أكرى خيبر بالشطر،
ثم بعث بن رواحة عند القسمة يخرصهم (1) (ش).
42087 عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم

(1) يخرصهم: خرص النخلة والكرمة يخرصها خرصا: إذا حزر
ما عليها من الرطب تمرا ومن العنب زبيبا. ا ه‍ 2 / 22 النهاية. ب
539

قال: إنما خرص عبد الله بن رواحة على أهل خيبر عاما واحدا
فأصيب يوم مؤتة، ثم إن جبار بن صخر بن خنساء كان يبعثه رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعد ابن رواحة فيخرص عليهم (طب).
42088 عن أنس أنه سئل عن كراء الأرض قال: أرضي
ومالي سواء (كر).
ذيل المزرعة
42089 عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن
أبي طالب قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جذاذ (1) الليل وحصاد
الليل (الدورقي وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات وابن منده في
غرائب شعبة).
42090 عن علي قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجماجم أن
تنصب في الزرع، قيل: من أجل ماذا؟ قال: من أجل العين
(البزار، وضعف، قط، هق) (2).

(1) جذاد: الجذ: الاسراع والقطع المستأصل والاسم الجذاد مثلثة.
القاموس 1 / 351. ب
(2) مر عزو هذا الحديث في الجزء الرابع من كتاب كنز العمال صفحة 129
باب أنواع الكسب: والحديث أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 6 / 138. ص
540

المساقاة
42091 عن جابر بن عبد الله قال: خرصها ابن رواحة،
يعني أربعين ألف وسق، وزعم أن اليهود لما خيرهم ابن رواحة أخذوا
التمر وعليهم عشرون الف وسق (ش).
كتاب المضاربة من قسم الافعال
42092 عن علي في المضاربة والشريكين: الوصية على المال،
والربح على ما اصطلحوا عليه (عب).
42093 عن علي رضي الله عنه قال: من قاسم الربح فلا
ضمان عليه (عب).
541

الكتاب الرابع من حرف الميم من قسم الأقوال
كتاب الموت وأحوال تقع بعده
وفيه خمسة أبواب:
الباب الأول في ذكر الموت وفضائله
42094 أكثر ذكر الموت يسلك عما سواه (ابن أبي
الدنيا في ذكر الموت - عن سفيان عن شيخ مرسلا).
42095 أكثروا ذكر هاذم اللذات الموت (ت (1) ن، ه‍،
حب ك، هب - عن أبي هريرة، طس، هب، حل - عن أنس،
حل - عن عمر).
42096 أكثروا ذكر هاذم اللذات، فإنه لا يكون في
كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا أجزاه (هب - عن عمر).
42097 أكثروا ذكر هاذم اللذات، فإنه لم يذكره أحد
في ضيق من العيش إذا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في ذكر الموت رقم (2308) وقال حديث حسن صحيح غريب. ص
542

عليه (هب، حب - عن أبي هريرة، البزار - عن أنس).
42098 أكثروا ذكر الموت، فإنه يمحص الذنوب ويزهد
في الدنيا، فان ذكرتموه عند الغنى هدمه، وإن ذكرتموه عند الفقر
أرضاكم بعيشكم (ابن أبي الدنيا - عن أنس).
42099 أتتكم المنية رابية (1) لازمة إما بشقاوة وإما بسعادة
(ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، هب - عن زيد المسلمي
مرسلا) (2).
42100 أتتكم الموتة رابية لازمة، جاء الموت بما جاء به
جاء بالروح والراحة والكرة المباركة لأولياء الرحمن من أهل دار
الخلود الذين كان سعيهم ورغبتهم فيها لها، ألا! إن لكل ساع
غابة وغاية كل ساع الموت، سابق ومسبوق (هب - عن الوضين
ابن عطاء مرسلا).

(1) رابية: شديدة زائدة. القاموس 4 / 332. ب
(2) أورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 95 ورمز لضعفه وقال المناوي
في الفيض (1 / 107) وهو كما قال إلا أن في مرسل آخر ما يقويه
ويرقيه إلى درجة أحسن ثم ذكر الحديث، كما هو مذكور بعد هذا
الحديث. ص
543

42101 إخواني! لمثل هذا اليوم فأعدوا (خط - عن البراء).
42102 يا إخواني! لمثل هذا اليوم فأعدوا (ه‍، هق -
عن البراء).
42103 أي إخواني! لمثل هذا اليوم فأعدوا (حم، ه‍ -
عن البراء).
42104 أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، وأفضل العبادة
التفكر، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة
(فر - عن أنس).
42105 أكثروا ذكر الموت، فما من عبد أكثر ذكره
إلا أحيى الله قلبه وهو عليه الموت (فر - عن أبي هريرة).
42106 استعد للموت قبل نزول الموت (طب، ك، (1)،
هب - عن طارق المحاربي).
42107 إن الأرض لتنادي كل يوم سبعين مرة: يا بني آدم!

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 191) قال الهيثمي فيه عند الطبراني إسحاق
ابن ناصح قال أحمد: كان من أكذب الناس. ص
544

كلوا ما شئتم واشتهيتم فوالله لآكلن لحومكم وجلودكم (الحكيم -
عن ثوبان).
42108 قال الله تعالى: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه
وإذا كره لقائي كرهت لقاءه (خ، ن - عن أبي هريرة).
42109 أما! إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم
عما أرى: الموت فأكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت، فإنه لم يأت
على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول: أنا بيت الغربة، وأنا بيت
الوحدة، وأنا بيت التراب، وأنا بيت الدود، فإذا دفن العبد
المؤمن قال له القبر: مرحبا وأهلا! أما! إن كنت لأحب من
يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي
بك! فيتسع له مد بصره، ويفتح له باب إلى الجنة، وإذا دفن
العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحبا ولا أهلا! أما!
إن كنت لأبغض من يمشي على ظهر إلي فإذ وليتك اليوم وصرت
إلي فسترى صنيعي بك! فليتئم عليه حتى تلتقي عليه، وتختلف
أضلاعه، ويقيض له سبعون تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض
ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا، فينهشنه ويخدشنه حتى يقضى به إلى
545

الحساب، إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر
النار (ت (1) - عن أبي سعيد).
42110 تحفة المؤمن الموت (طب، حل، ك، هب - عن
ابن عمرو).
42111 أصلحوا الدنيا واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون
غدا (فر - عن أنس).
42112 شوبوا مجلسكم بمكدر اللذات: الموت (ابن أبي (2)
الدنيا في ذكر الموت - عن عطاء الخراساني مرسلا).
42113 الشقي كل الشقي من أدركته الساعة حيا لم يمت
(القضاعي (3) - عن عبد الله بن جراد).
42114 قال لي جبريل: يا محمد! عش ما شئت، فإنك

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب القبر يقول للمؤمن مرحبا وأهلا
رقم 2462 وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب. ص
(2) قال المناوي في الفيض (4 / 167) قال العراقي ورويناه من أمالي الخلال
من حديث أنس وقال لا يصح. ص
(3) قال المناوي في الفيض (4 / 177) حسن غريب. ص
546

ميت، وأحبب من أحببت، فإنك مفارقه، واعمل ما شئت،
فإنك ملاقيه (الطيالسي، هب - عن جابر).
42115 كفى بالدهر واعظا وبالموت مفرقا (ابن السني في
عمل يوم وليلة - عن أنس).
42116 كفى بالموت واعظا وباليقين غنى (طب (1) -
عن عمار).
42117 كفى بالموت مزهدا في الدنيا مرغبا في الآخرة
(ش، حم في الزهد - عن الربيع بن انس مرسلا).
42118 لو ترك أحد لاحد لترك ابن المقعدين (هق -
عن ابن عمر).
42119 ما أرى الامر إلا أعجل من ذلك (د، (2) حل،
ه‍ - عن ابن عمر).
42120 الامر أسرع من ذلك (د - عن بن عمر).

(1) قال المناوي في الفيض (5 / 4) قال الهيثمي فيه الربيع بن بدر متروك
وقال العراقي: سنده ضعيف جدا.
(2 / 3) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب ما جاء في البناء رقم 5235 ورقم
والترمذي كتاب الزهد رقم 2336 وقال حسن صحيح. ص
547

42121 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره
لقاء الله كره الله لقاءه (حم، ق، (1) ت، ن - عن عائشة
وعن عبادة).
42122 الموت كفارة لكل مسلم (حل، هب - عن أنس).
الاكمال
42123 أكثروا ذكر الموت، فإنكم إن ذكرتموه في غنى
كدره، وإن ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم، الموت القيامة، إذا
مات أحدكم فقد قامت قيامته، يرى ما له من خير وشر (العسكري
في الأمثال - عن أنس، وفيه داود بن المحبر - كذاب - عن عنبسة
ابن عبد الرحمن - متروك متهم - عن محمد بن زاذان - قال البخاري:
لا يكتب حديثه).
42124 أكثروا ذكر الموت، فان ذلك تمحيص للذنوب
وتزهيد في الدنيا، الموت القيامة! الموت القيامة (ابن لآل في مكارم الأخلاق
- عن أنس).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب من أحب لقاء الله
(8 / 135) ص.
548

42125 أكثروا ذكر هاذم اللذات، فإنكم لا تذكرونه
في كثير إلا قلله، ولا قليل إلا كثره (ن - عن أبي هريرة).
42126 أكثروا ذكر هاذم اللذات، فما ذكره أحد وهو
في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره وهو في سعة إلا
ضيقه عليه (ز - عن أنس).
42127 يا أيها الناس! إنكم في دار هدنة، وأنتم على ظهر
سفر، والسير بكم سريع! فأعدوا الجهاد لبعد المفازات (الديلمي -
عن علي).
42128 أكثروا ذكر هاذم اللذات، فما ذكره عبد وهو
في ضيق من العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره وهو في سعة إلا
ضيقه عليه (حب، هب - عن أبي هريرة).
42129 أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا قبل
نزول الموت أولئك هم الأكياس، ذهبوا بشرف الدنيا والآخرة
(طب، ك، حل - عن ابن عمر أن رجلا قال: يا رسول الله! أي
المؤمنين أكيس؟ قال - فذكره، ابن المبارك وأبو بكر في الغيلانيات
عن سعد بن مسعود الكندي، وقيل إنه تابعي).
42130 إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه
549

الماء، قيل: وما جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن
(هب - عن بن عمر).
42131 إن لكل ساع غاية وغاية ابن آدم الموت، فعليكم
بذكر الله، فإنه يسهلكم ويرغبكم في الآخرة (البغوي - عن جلاس
ابن عمرو الكندي، وضعف).
42132 لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات فإنه يشغلكم عما أرى،
أكثروا هاذم اللذات، فإنه لم يأت على القبر يوم إلا وهو يقول:
أنا بيت الوحدة والغربة! أنا بيت التراب! أنا بيت الدود (هب -
عن أبي سعيد).
42133 لو رأيتم الاجل وميسره لأبغضتم الأمل وغروره،
وما من أهل بيت إلا وملك الموت يتعاهدهم في كل يوم مرتين،
فمن وجده قد انقضى أجله قبض روحه، فإذا بكى أهله وجزعوا قال:
لم تبكون؟ ولم تجزعون؟ فوالله ما نقصت لكم عمرا ولا حبست لكم
رزقا! ما لي ذنب، وإن لي فيكم لعودة ثم عدوة ثم عودة حتى
لا أبقي منكم أحدا (الديلمي - عن زيد بن ثابت).
42134 ما أرى الامر إلا أعجل من ذلك (هناد، ت: حسن
صحيح، ه‍ - عن بن عمرو قال: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نعالج
550

خصا لنا قال - فذكره).
42135 إن حفظت وصيتي فلا يكونن شئ أحب إليك
من الموت (الأصبهاني في الترغيب - عن أنس).
42136 الموت ريحانة المؤمن (الديلمي - عن السيد الحسين
رضي الله عنه).
42137 ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله، ومن أحب لقاء
الله فكان قد... (خط كالمتفق والمفترق).
42138 الموت تحفة المؤمن، والدرهم والدينار ربيع المنافق،
وهما زاده إلى النار (قط - عن جابر).
42139 هل لك مال؟ فقدم مالك بن يديك، فان المرأ
مع ماله، إن قدمه أحب أن يلحقه، وإن خلفه أحب أن يتخلف
معه (ابن المبارك - عن عبد الله بن عبيد قال: قال رجل: يا رسول الله!
ما لي لا أحب الموت؟ قال - فذكره).
42140 يا طارق! استعد للموت قبل نزول الموت (عق،
طب، ك، هب - عن طارق بن عبد الله المحاربي).
42141 يحب الانسان الحياة والموت خير لنفسه، ويحب
الانسان كثرة المال وقلة المال أقل لحسابه (ابن السكن وأبو موسى في
551

المعرفة، هب - عن زرعة بن عبد الله الأنصاري مرسلا، بزاي ثم راء،
وقيل: براء أوله ثم بزاي ساكنة، وقيل: هو صحابي).
42142 لو علمت البهائم من الموت ما علم آدم ما أكلوا
منها لحما سمينا (الديلمي - عن أبي سعيد).
42143 يا أهل الاسلام! أتتكم الموتة بالوجبة لا ردة سعادة أو
شقاوة لازمة راكبة، جاء الموت بما فيه بالروح والراحة في جنة عالية
لأولياء الله في دار الخلود الذين سعيهم ورغبتهم فيها، جاء الموت بما
جاء به الخزي والندامة والكرة الخاسرة في نار حامية لأولياء الشيطان
من أهل دار الغرور الذين سعيهم ورغبتهم فيها، ألا! إن لكل
ساع غاية وإن غاية كل ساع الموت، فسابق ومسبوق (أبو الشيخ
في أماليه وابن عساكر - عن الوضين بن عطاء عن تميم عن يزيد بن
عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الناس قد غفلوا خرج حتى
يأتي المسجد فيقوم عليه فينادي بأعلى صوته - فذكره).
42144 تجهزوا لقبوركم، فان القبر له في كل يوم سبع
مرات يقول: يا ابن آدم الضعيف! ترحم في حياتك على نفسك قبل
أن تلقاني أترحم عليك وتلقى مني السرور (الديلمي - عن ابن عباس).
42145 مثل الذي يفر من الموت كالثعلب تطلبه الأرض بدين
552

فجعل يسعى حتى إذا أعيى وانبهر دخل حجره، فقالت له الأرض
عند سبلته: ديني ديني يا ثعلب! فخرج له حصاص، فلم يزل
كذلك حتى انقطعت عنقه فمات (الرامهرمزي، طب، هب - عن
سمرة بن جندب وقال هب: المحفوظ وقفه).
النهي عن تمنى الموت
42146 لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسنا فلعله يزداد، وإما
مسيئا فلعله يستعجب (حم، خ (1)، ن - عن أبي هريرة).
الاكمال
42147 لا تمنوا الموت، فإنه يقطع العمل ولا يرد الرجل
فيستعتب (محمد بن نصر في كتاب الصلاة، طب - عن العابس
الغفاري).
42148 لا تمن الموت، فان كنت من أهل الجنة فالبقاء
خير لك، وإن كنت من أهل النار فما يعجلك إليها (المروزي في
الجنائز - عن القاسم مولى معاوية مرسلا).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التمني باب ما يكره من التمني
(9 / 104) ص.
553

42149 لا تمنوا الموت، فان هول المطلع شديد، وإن من
السعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه الله الإنابة (حم وابن منيع وعبد بن
حميد ز، ع، ك، هب، ض - عن جابر).
42150 لا يتمنين أحدكم الموت، إما محسنا فلعله أن يعيش
يزداد خيرا وهو خير له، وإما مسيئا فلعله أن يستعتب (ن - عن
أبي هريرة).
42151 لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا، ولكن
ليقل: اللهم! أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا أنت الوفاة
خيرا لي وأفضل (ش، حب - عن أنس).
42152 لا يتمنى أحدكم الموت (الباوردي، طب، ك - عن
الحكيم بن عمرو الغفاري، حم - عن عبس الغفاري، حم، عب، حل -
عن جناب).
42153 لا يتمنى أحدكم الموت إلا ن يثق بعمله، فان رأيتم
في الاسلام ست خصال فتمنوا الموت، وإن كانت نفسك في يدك
فأرسلها: إضاعة الدم وإمارة الصبيان، وكثرة الشرط، وإمارة
السفهاء، وبيع الحكم، ونشو يتخذون القرآن مزامير (طب - عن
عمرو بن عبسة).
554

42154 لا يتمنين أحدكم الموت، فإنه لا يدري ما قدم لنفسه
(الخطيب - عن بن عباس).
34155 يا سعد! أعندي تمني الموت! لئن كنت خلقت
للنار وخلقت لك ما النار شئ يستعجل إليها، ولئن خلقت للجنة
وخلقت لك لان يطول عمرك ويحسن عملك خير لك (حم، طب
وابن عساكر - عن أبي أمامة).
42156 يا عم رسول الله! لا تتمن الموت، فان تك محسنا
فان تؤخر تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك، وإن تك مسيئا فان
تؤخر فتستعتب من إساءتك خير لك، فلا تتمن الموت (حم (1) وابن
سعد، طب، ك - عن هند بنت الحارث عن أم الفضل أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم دخل عليهم وعباس يشتكي، فتمنى عباس الموت، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم - فذكره).
42157 ليس لأحد أن يتمنى الموت، لا بر ولا فاجر،
إما بر فيزداد، وإما فاجر فيستعتب (ابن سعد - عن أبي هريرة).

(1) أول الحديث في المسند (/ 239): يا عباس. اه‍. ص
555

الباب الثاني في أمور قبل الدفن
وفيه سبعة فصول:
الفصل الأول في المحتضر وما يتعلق به
تلقين المحتضر
42158 أحضروا موتاكم ولقنوهم (لا إله إلا الله) وبشروهم
بالجنة، فان الحليم من الرجال والنساء يتحير عند ذلك المصرع، وإن
الشيطان أقرب ما يكون من ابن آدم عند ذلك المصرع، والذي نفسي
بيده! لمعاينة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف، والذي نفسي
بيده! لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يتألم كل عرق منه على
حياله (حل - عن واثلة).
42159 إذا أثقلت مرضاكم فلا تملوهم قول (لا إله إلا الله)
ولكن لقنوهم، فإن لم يختم به لمنافق (قط وأبو القاسم القشيري في
أماليه - عن أبي هريرة) (1).

(1) جرى تصحيح هذا الحديث من الجامع الكبير للامام السيوطي رقم
80 / 902. ص
556

42160 استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن
يسأل (ك (1) عن عثمان).
42161 إنه قد حضر من أبيك ما ليس الله بتارك منه أحدا
الموافاة يوم القيامة (حم، خ - عن أنس) (2).
42162 لا إله إلا الله! إن للموت سكرات (حم، خ (3)
عن عائشة).
42163 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله الحليم الكريم،
سبحان اله رب المساواة السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب
العالمين) قالوا: كيف هي للاحياء؟ قال: أجود وأجود (ه‍ (4)
والحكيم، طب - عن عبد الله بن جعفر).

(1) أورده الامام السيوطي في الجامع الكبير رقم 61 / 3103. ص
(2) هذا الحديث هو آخر فقرة من حديث طويل في سنن ابن ماجة كتاب
الجنائز رقم 1629 وفي اسناده عبد الله بن الزبير. ص
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب سكرات الموت
8 / 135 و 6 / 16. ص
(4) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في تلقين الميت رقم 1446
وفي اسناده إسحاق، لم أر من وثقه ولا من جرحه. ص
557

42164 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله) فإنه من كان آخر
كلامه ((لا إله إلا الله) عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر
وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه (حب - عن أبي هريرة).
42165 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله) فان نفس المؤمن
تخرج رشحا، ونفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس
الحمار (طب - عن ابن مسعود).
42166 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله) وقولوا: الثبات
الثبات! ولا قوة إلا الله (طس - عن أبي هريرة).
42167 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله) (حم، م، 4 عن
أبي سعيد، م، ه‍ - عن أبي هريرة، ن - عن عائشة).
42168 إذا قال العبد (لا إله إلا الله والله أكبر) قال الله:
صدق عبدي، لا إله إلا أنا وأنا أكبر، فإذا قال العبد (لا إله
إلا الله وحده) قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وأنا وحدي،
فإذا قال العبد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) قال: صدق

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب تلقين الموتى رقم 906. ص
558

عبدي، لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، فإذا قال (لا إله إلا
الله له الملك وله الحمد) قال: صدق عبدي، لا إلا أنا، لي الملك
ولي الحمد، وإذا قال (لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله)
قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي، من
رزقهن عند موته لم تمسه النار (ت، (1) ن، حب، ك. هب -
عن أبي هريرة وأبي سعيد).
42169 إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء
فيقولون: أخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح وريحان ورب
غير غضبان! فتخرج كأطيب ريح المسك حتى أنه ليناوله بعضهم
بعضا، حتى يأتوا به باب السماء فيقولون: ما أطيب هذه الريح التي
جاءتكم من الأرض! فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشد فرحا
من أحدكم بغائبه يقدم عليه، فيسألونه: ماذا فعل فلان ماذا فعلت
فلانة؟ فيقولون: دعوه، فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما
أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية. وإن الكافر إذا حض أتته

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير برقم 1371 وهو في سنن ابن ماجة
كتاب الأدب باب فضل لا إله إلا الله رقم 3794. ص
559

ملائكة العذاب بمسح فيقولون: أخرجي ساخطة مسخوطا عليك
إلى عذاب الله! فتخرج كأنتن ريح جيفة حتى يأتوا بها باب
الأرض فيقولون: ما أنتن هذه الريح! حتى يأتوا بها أرواح الكفار
(ن، (1) ك - عن أبي هريرة).
42170 إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدان
بها فذكر من ريح طيبها ويقول أهل السماء: روح طيبة جاءت
من قبل الأرض! صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه!
فينطلق به إلى ربه ثم يقول: انطلقوا به إلى آخر الاجل. وإن
الكافر إذا خرجت روحه - فذكر من نتنها فيقول أهل السماء:
روح خبيثة جاءت من قبل الأرض! فيقال: انطلقوا به إلى آخر
الاجل (م - (2) عن أبي هريرة).
42171 ألم تروا إلى الانسان إذا مات شخص بصره! فذاك
حين يتبع بصره نفسه (م - عن أبي هريرة) (3).

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير برقم 752. والنسائي كتاب الجنائز
رقم 1834. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2872. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب في شخوص بصر الميت رقم 921. ص
560

42172 إن الروح إذا قبض تبعه البصر (م، (1) ه‍ -
عن أم سلمة).
42173 إن الله تعالى يقول: إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة
كل خير! يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه (حم، هب -
عن أبي هريرة).
42174 إن أهون الموت بمنزلة حسكة كانت في صوف،
فهل تخرج الحسكة من الصوف إلا ومعها صوف (ابن أبي الدنيا
في ذكر الموت - عن شهر بن حوشب مرسلا).
الاكمال
42175 إذا حضرتم الميت قولوا (سبحان ربك رب
العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) (ص،
ش والمروزي - عن أم سلمة).
42176 إذا حضر الانسان الوفاة جمع له كل شئ يمنعه

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب في اغماض الميت رقم 120. ص
561

عن الحق فيجعل بين عينيه فعند ذلك يقول (رب ارجعون لعلي
اعمل صالحا فيما تركت) (الديلمي - عن جابر).
42177 إذا جلس أحدكم عند محتضر فلا يلح عليه بالشهادة،
فإنه يقولها بلسانه أو يؤمي بيده وبطرفه أو بقلبه (الديلمي - عن
أنس، وفيه أبو بكر النقاش).
42178 ارقبوا الميت عند وفاته، فإذا ذرفت عيناه ورشح
جبينه وانتظر منخراه فهي رحمة من الله قد نزلت به، وإذا غط
غطيط البكر الخنوق وكمد لونه وأزبد شدقاه فهو عذاب من الله
قد نزل به (الحكيم والخليلي في مشيخته - عن سلمان).
42179 إن الروح إذا خرج تبعه البصر، أما رأيتم إلى
شخوص عينيه (ابن سعد والحكيم - عن أبي قلابة مرسلا).
42180 إن الروح إذا عرج به يشخص البصر (الحكيم -
عن قبيصة بن ذؤيب).
42181 إن الميت يحضر ويؤمن على ما يقول أهله، وإن
البصر ليشخص للروح حين يعرج بها (ابن سعد - عن قبيصة
ابن ذؤيب).
562

42182 إن شعر بصره يتبع روحه (طب - عن
أبي بكرة).
42183 إن العبد ليعالج كرب الموت وسكرات الموت
وإن مفاصله ليسلم بعضها على بعض يقول: عليك السلام! تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة (القشيري في الرسالة - عن إبراهيم بن هدبة
عن أنس).
42184 المسلم إذا حضرته الوفاة سلمت الأعضاء بعضها على
بعض تقول: عليك السلام تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة (الديلمي
عن أبي هدبة عن أنس).
42185 إن ملك الموت لينظر في وجوه العباد كل يوم
سبعين نظرة، فإذا ضحك العبد الذي بعث إليه يقول: يا عجباه!
بعثت إليه لأقبض روحه وهو يضحك (ابن النجار - عن أبي
هدبة عن أنس).
42186 ما من ميت يموت فيقرأ عنده سورة يس إلا هون الله
عليه (أبو نعيم - عن أبي الدرداء وأبي ذر معا).
42187 إن نفس المؤمن تخرج رشحا، وإن نفس الكافر
563

تسبل كما تخرج نفس الحمار، فان المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد
بها عليه عند الموت ليكفر بها، وإن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل
عليه عند الموت ليجزى بها - عن ابن مسعود).
42188 قال الله عز وجل للنفس: أخرجي، قالت: لا أخرج
إلا وأنا كارهة، قال: أخرجي وإن كرهت (البزار والديلمي -
عن أبي هريرة).
42189 إن نفس المؤمن تخرج رشحا، ولا أحب موتا
كموت الحمار، قيل: وما موت الحمار؟ قال: موت الفجاءة،
قال: ورح الكافر تخرج من أشداقه (طب - عن ابن
مسعود) (1).
42190 معالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف،
وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة، وأقرب
ما يكون عدو الله منه تلك الساعة (الحارث، حل - عن عطاء
ابن يسار مرسلا).
42191 إني أعلم ما يلقى، ما منه عرق إلا وهو يعلم

(1) أخرجه الترمذي بلفظه كتاب الجنائز رقم 980. ص
564

الموت على حدة (طب - عن سلمان).
42192 إني لاعلم كلمات لا يقولهن عبد عند الموت إلا
نفس الله عنه كربه، وأشرق لها لونه، ورأى ما يسره (حم ع -
عن يحيى بن أبي طلحة عن أبيه ورجاله ثقات).
42193 لو تعلمين علم الموت يا بنت زمعة لعلمت أنه أشد
مما تقدرين عليه (ابن المبارك - عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل
مرسلا، طب - عنه عن سودة بنت زمعة موصولا).
42194 نظرت إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار
فقلت: يا ملك الموت! ارفع بصاحبي، فإنه مؤمن، قال: يا محمد!
طب نفسا وقر عينا! فاني بكل مؤمن رفيق (البزار - عن
الخزرج).
42195 أيها الملك! ارفع بصاحبي، فإنه مؤمن (ابن القانع
عن الحارث بن خزرج الأنصاري).
42196 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره
لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة: إنا لنكره الموت! قال:
ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله
565

وكرامته، فليس شئ أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله فأحب
الله لقاءه، وأما الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله وعقوبته
فليس شئ أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه
(عبد بن حميد - عن أنس عن عبادة بن الصامت، (1) ه‍ -
عن عائشة).
42197 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره
لقاء الله كره الله لقاءه، قالوا: إنا نكره الموت! قال: ليس
ذلك ولكنه إذا حضر فأما أن كان من المقربين فروح وريحان
وجنة نعيم، فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله والله عز وجل للقائه
أحب، وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم، فإذا
بشر بذلك كره لقاء الله والله لقائه أكره (حم - عن رجل
من الصحابة).
42198 من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره
لقاء الله كره الله لقاءه، قالوا: يا رسول الله! كلنا نكره الموت!
قال ليس ذلك كراهية الموت، ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البشير

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب ذكر الموت رقم 4204. ص
566

من الله بما هو صائر إليه، فليس شئ أحب إليه من أن يكون
قد لقي الله فأحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وإن الفاجر إذا
حضر جاءه ما هو صائر إليه من الشر فكره لقاء الله، فكره الله
لقاءه (حم، ن - عن أنس).
42199 من قال عند وفاته (لا إله إلا الله الكريم) ثلاث
مرات (والحمد لله رب العالمين) ثلاث مرات (تبارك الذي بيده
الملك يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير) دخل الجنة (الخرائطي
عن علي).
42200 لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا المرض إلا
أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف (عبد بن حميد، ت: (1) غريب،
ن، م: ع وابن السني، هب، ص - عن أنس ثقال: دخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم على رجل في الموت فقال له: كيف تجد؟ قال:
أرجو الله وأخاف ذنوبي، قال - فذكره، هب - عن عبيد بن عمير
مرسلا مثله).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب رقم 11 ورقم الحديث 983 وقال
حسن غريب. ص
567

42201 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله) فإنها خفيفة على
اللسان، ثقيلة في الميزان، ولو جعلت (لا إله إلا الله) في كفة
وجعلت السماوات والأرض في كفة لرجحت بهن (لا إله إلا الله)
(الديلمي - عن أبي هريرة).
42202 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله) فإنها تهدم الخطايا
كما يهدم السيل البنيان، قالوا فكيف هي للاحياء؟ قال: أهدم
وأهدم (الديلمي - عن أبي هريرة).
42203 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله) ولا تملوهم، فإنهم
في سكرات الموت (الديلمي - عن أبي هريرة).
42204 لقنوا موتاكم (لا إله إلا الله) فإنه من كان آخر
كلامه (لا إله إلا الله) عند الموت دخل الجنة يوما من الدهر وإن
أصابه قبل ذلك ما أصابه (حب - عن أبي هريرة).
42205 لقنوا موتاكم قول (لا إله إلا الله) (حم وعبد بن
حميد، م، د، ت، ن ه‍، حب، - عن أبي سعيد، ن، م، ه‍ - عن
أبي هريرة، ن - عن عائشة، عق - عن حذيفة بن اليمان، ن، ه‍ -
عن عروة بن مسعود).
42206 لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله إلا الله، فمن قالها عند
568

موته وجبت له الجنة، قالوا: يا رسول الله! فمن قالها في صحته؟ قال:
تلك أوجب وأوجب، والذي نفسي بيده! لو جئ بالسماوات
والأرضين ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعت في كفة الميزان
ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن
(طب - عن ابن عباس).
سكرات الموت
42207 إن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه وهو يحمد
الله (حب - عن ابن عباس).
42208 أدنى جبذات الموت بمنزلة مائة ضربة بالسيف (ابن
أبي الدنيا في ذكر الموت - عن الضحاك بن حمرة مرسلا) (1)
42209 لم يلق ابن آدم شيئا قط منذ خلقه الله أشد عليه من

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير برقم 50 / 905 وفي الجامع الصغير
برقم 225.
وقال المناوي في الفيض 1331 جبذات: جمع جبذة بجيم فموحده والجبذ
الجذب وليس مقلوب بل لغة صحيحة كما نبه ابن السراج وتبعه القاموس
فجزم به موهما للجوهري، وقال الحافظ في التقريب: 2721 الضحاك
ابن حمرة ضعيف من السادسة. ص
569

الموت، ثم إن الموت لاهون مما بعده (حم - عن أنس).
42210 لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف
(خط - عن أنس).
42211 لو يعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم ما أكلت
سمينا (هب - عن أم صبية).
42212 ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا إلى مثل خروج
الصبي من بطن أمه من ذلك الغم والظلمة إلى روح الدنيا (الحكيم -
عن أنس).
42213 ليس على أبيك كرب بعد اليوم (خ - عن أنس) (1).
42214 ما الموت فيما بعده إلا كنطحة عنز (طس - عن
أبي هريرة).
42215 لا تبتئسي على حميمك، فان ذلك من حسناته (ه‍ -

(1) هذا الحديث صدر حديث طويل في سنن ابن ماجة كتاب الجنائز رقم
1629 راجع الحديث رقم 484. وهذا الحديث رقم 536 فهما حديث
واحد. وراجع صحيح البخاري كتاب النبي صلى الله عليه وسلم باب 6 / 18. ص
570

عن عائشة (1).
الاكمال
42216 إن للموت فزعا، فإذا بلغ أحدكم موت أخيه فليقل:
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم! ألحقه بالصالحين، واخلف على ذريته
في الغابرين، واغفر لنا وله يوم الدين، اللهم! لا تحرمنا أجره، ولا
تفتنا بعده (طب في معجمه وابن النجار - عن أبي هند الدارمي).
42217 إن للموت فزعا، فإذا أتى أحدكم وفاة أخيه فليقل:
إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم! اكتبه
عندك في المحسنين، واجعل كتابه في عليين، واخلف عقبه في الآخرين،
اللهم! لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده (طب وابن السني في عمل
يوم وليلة - عن ابن عباس).
الفصل الثاني في الغسل
42218 ليغسل موتاكم المأمونون (ه‍ - عن ابن عمر) (2).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في المؤمن يؤجر في النزع
رقم 4850 وقال في الزوائد: اسناده صحيح ورجاله ثقات. ص
(2) أخرجه بن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في غسل الميت رقم 1461
وقال في الزوائد: في اسناده بقية وهو مدلس. ص
571

42219 من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ
(د، ه‍ (1)، حب - عن أبي هريرة).
42220 من غسل ميتا فليغتسل (حم - عن المغيرة).
42221 من غسل ميتا فستره ستره الله من الذنوب، ومن
كفنه كساه الله من السندس (طب - عن أبي أمامة).
42222 من غسل ميتا فليبدأ بعصره (هق - عن ابن سيرين
مرسلا).
42223 الغسل من الغسل والوضوء من الحمل (الضياء - عن
أبي سعيد).
42224 ليس عليكم في غسل ميتكم غسل (ك - عن
ابن عباس).
42225 لما توفي آدم غسلته الملائكة بالماء وترا، وألحدوا (2)

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في غسل الميت رقم 1462
وقال في الزوائد: هذا اسناد ضعيف فيه عمر ابن خالد كذبه احمد
وابن معين. ص
(2) ألحدوا: في الحديث: ألحدوا لي لحدا، اللحد: الشق الذي
يعمل في جانب القبر لموضع الميت. ا ه‍ 4 / 236 النهاية. ب
572

له، وقالوا: هذه سنة آدم في ولده (ك - عن أبي).
42226 من غسله الغسل ومن حمله الوضوء - يعني الميت
(ت - عن أبي هريرة).
42227 من غسل ميتا وكفنه وحنطه وحمله وصلى عليه ولم
يفش عليه ما رأى منه: خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه (ن -
عن علي) (1).
42228 إن آدم غسلته الملائكة بماء وسدر، وكفنوه،
وألحدوا له ودفنوه، وقالوا: هذه سنتكم يا بني آدم في موتاكم
(طس - عن أبي).
42229 إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر
غرس (ه‍ - عن علي) (2).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في الغسل من غسل الميت
رقم 993. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في غسل النبي صلى الله عليه وسلم رقم
1368 وقال في الزوائد: هذا اسناد ضعيف. ص
573

الاكمال
42230 ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها (حم، خ، م (1)،
د، ت، ن - عن أم عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في غسل ابنته، فذكره).
42231 اغسلها وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من
ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر، واجعلن في الأخيرة كافورا أو
شيئا من كافور (خ، م (1)، د، ت، ن - عن أم عطية).
42232 إذا ماتت المرأة مع القوم تيمم كما تيمم صاحب
الصعيد للصلاة (كر - عن بشر بن عون الدمشقي عن بكار بن تميم
عن مكحول عن واثلة، وقال: ذكر ابن حبان أن بشرا أحاديثه
موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال الذهبي في الميزان: له
نسخة نحو مائة حديث كلها موضوعة).
42233 إذا ماتت المرأة مع الرجال ليس معهم امرأة غيرها،
أو الرجل مع النساء ليس معهن غيره فإنهما ييممان ويدفنان، وهما
بمنزلة من لا يجد الماء (د في مراسيله، ق من وجه آخر - عن
مكحول مرسلا).
42234 أيما امرئ غسل أخا له فلم يقذره ولم ينظر إلى

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب في غسل الميت رقم 939 ورقم 43. ص
574

عورته ولم يذكر منه سوءا ثم شيعه وصلى عليه حتى يدلى في
حفرته خرج عطلا من ذنوبه (ابن شاهين والديلمي عن علي).
42235 من غسل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه، فان
هو كفنه كساه الله من السندس (طب - عن أبي أمامة).
42236 من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة ولم يفش على ما يكون
عند ذلك خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ليله أقربكم منه إن كان
يعلم، فإن لم يعلم فمن ترون عنده حظا من ورع وأمانة (ع، ق،
حم - عن عائشة).
42237 من غسل مسلما فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة،
ومن حفر له فأجنه (1) أجري عليه كأجر مسكن أسكنه إياه
إلى يوم القيامة، ومن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندس وإستبرق
الجنة (ق - عن أبي رافع).
42238 من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعون كبيرة،
ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق الجنة، ومن حفر
لميت قبرا فأجنه فيه أجرى من الاجر كأجر مسكن أسكنه إلى

(1) فأجنه: الجنة بالضم: السترة والجمع جنن، واستجن بجنة: استتر
بسترة. اه‍ 85 المختار. ب
575

يوم القيامة (طب، ك - عن أبي رافع).
42239 لا تنجسوا موتاكم، فان المسلم ليس بنجس حيا
ولا ميتا (ك، قط، ق - عن ابن عباس).
الفصل الثالث في التكفين
42240 إذا توفي أحدكم فوجد شيئا فليكفن في ثوب حبرة
(د (1) - عن جابر).
42241 إذا أجمرتم (2) الميت فأجمروه ثلاثا (حم، هق
42242 إذا أجمرتم فأوتروا (حب، ك - عن جابر).
42243 إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يبعثون
في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم (سمويه، عق، خط - عن
أنس، الحارث - عن جابر).
42244 إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه (حم، م، د،
ن - عن جابر، ت (3) ه‍ - عن أبي قتادة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب في الكفن رقم 3150. ص
(2) أجمرتم: إذا بحرتموه بالطيب. اه‍ 1 / 293 النهاية. ب
(3) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب رقم 10 ورقم الحديث 995 وقال
حسن غريب.
576

42245 افرشوا لي قطيفتي في لحدي، فان الأرض لم تسلط
على أجساد الأنبياء (ابن سعد - عن الحسن مرسلا).
42246 إن أحسن ما زرتم به الله في قبوركم ومساجدكم
البياض (ه‍ - عن أبي الدرداء).
42247 خير ثيابكم البياض، فكفنوا فيها موتاكم وألبسوها
أحياءكم، وخير أكحالكم الإثمد، ينبت الشعر ويجلو البصر (ه‍،
طب، ك - عن ابن عباس).
42248 لا تغالوا في الكفن، فإنه يسلب سلبا سريعا
(د (1) - عن علي).
42249 من وجد سعة فليكفن في ثوب حبرة (حم
عن جابر).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب كراهية المغالاة في الكفن
رقم 3154. ص
577

42250 الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها (د (1)، حب،
ك - عن أبي سعيد).
42251 إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها (ك، (2)
هق - عن أبي سعيد).
42252 من فكن ميتا كان له بكل شعرة منه حسنة
خط - عن ابن عمر).
الاكمال
42253 أحسنوا كفن موتاكم، فإنهم يتباهون ويتزاورون في
قبورهم (الديلمي - عن جابر).
42254 أحسنوا الكفن، ولا تؤذوا موتاكم بعويل ولا
بتزكية ولا بتأخير وصية ولا بقطيعة، وعجلوا قضاء دينه، واعدلوا
عن جيران السوء، وإذا حفرتم فأعمقوا وأوسعوا (الديلمي - عن
أم سلمة).

(1 / 2) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت
رقم 3114. ص
578

42255 إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه (د -
عن جابر).
42256 إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه إن استطاع
(سمويه - عن جابر).
42257 إذا ولي الرجل كفن أخيه فليحسن كفنه، فإنهم
يتزاورون فيها (محمد بن المسيب الأرغياني في كتاب الاقران - عن
أبي قتادة عن أنس).
42258 جمروا كفن الميت (الديلمي - عن جابر).
42259 لا تعذب أباك بالسلى (حم - عن رجل من قيس
قال لما مات أبي جاءني النبي صلى الله عليه وسلم وقد شددته في كفنه وأخذت
سلاءة فشددت بها الكفن قال - فذكره).
42260 اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر
(طب - عن أبي أسيد الساعدي قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
على قبر حمزة، فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتنكشف قدماه
ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه قال - فذكره).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب في الكفن رقم 3148. ص
579

42261 غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر
(حم، د (1)، ن - عن خباب).
الفصل الرابع في الصلاة على الميت
42262 أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن صلى عليه (الحكيم -
عن أنس).
42263 صلوا على كل ميت، وجاهدوا مع كل أمير (ه‍
وعن واثلة) (2).
42264 صلوا على من قال (لا إله إلا الله) وصلوا وراء من
قال (لا إله إلا الله) (حل، طب - عن ابن عمر).
42265 من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب (ن (3)
عن مالك بن هبيرة.

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب كراهية المغالاة رقم 3156. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز رقم 1525 وهو ضعيف. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في الصلاة على الجنازة رقم
1028 وقال حسن صحيح. وأخرجه أبو داود برقم 3166 وابن
ماجة رقم 1490. ص
580

42266 مامن مسلم يموت ويصلي عليه ثلاثة صفوف من
المسلمين إلا أوجب (حم، د - عن مالك بن هبيرة). (1)
42267 ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا
لا يشركون بالله شيئا إلا شفعوا فيه (حم، د - عن
ابن عباس).
42268 ما من مسلم يصلي عليه عليه أمة إلا شفعوا فيه
(حم، طب - عن ميمونة).
42269 ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون
أن يكونوا مائة فيشفعوا له إلا شفعوا فيه (حم، م، (2) ن - عن
أنس وعائشة).
42270 لا يموت أحد من المسلمين فيصلي عليه أمة من
المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة فما فوقها فيشفعوا له إلا شفعوا له
(حم، ت، ن - عن عائشة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب في الصفوف على الجنازة رقم 3166. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب من صلى عليه شفعوا فيه رقم 947
ورقم 948. ص
581

42271 ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلا
أوجب (ه‍، ك - عن مالك بن هبيرة).
42272 ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون
رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه (حم، م، (1) د -
عن ابن عباس).
42273 ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر له (طب،
حل - عن ابن عمر).
42274 مامن ميت يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا
فيه (ن - عن ميمونة).
42275 من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له (ه‍ -
عن أبي هريرة).
42276 صلوا على موتاكم بالليل والنهار (ه‍ - عن جابر) (2).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب من صلى عليه مائة شفعوا فيه رقم 947
ورقم 948. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز رقم 1522 واسناده ضعيف. ص
582

42277 صلوا على أطفالكم، فإنهم من أفراطكم (ه‍ - عن
أبي هريرة).
42278 أحق ما صليتم على أطفالكم (الطحاوي، هق -
عن البراء).
42279 إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء (د، ه‍،
حب - عن أبي هريرة).
42280 استهلال الصبي العطاس (البزار - عن ابن عمر).
42281 صلت الملائكة على آدم فكبري أربعا وقالت:
هذه سنتكم يا بني آدم (هق - أبي).
42282 إن الملائكة صلت على آدم فكبرت عليه أربعا
(الشيرازي - عن ابن عباس).
42283 إذا صلوا على جنازة فأثنوا عليها خيرا يقول الرب:
أجزت شهادتهم فيما يعلمون وأغفر له ما لا يعلمون (تخ - عن الربيع
بنت معوذ).
42284 من صلى على جنازة في المسجد فلا شئ عليه (د -
عن أبي هريرة).
583

42285 من صلى على جنازة في المسجد فليس له شئ
(حم، ه‍ (1) - عن أبي هريرة).
42286 نهى أن يصلى على الجنائز بين القبور (طس -
عن أنس).
42287 لأعرفن ما مات منكم ميت ما كنت بين
أظهركم إلا آذنتموني به، فان صلاتي عليه له رحمة (ه‍ - (2) عن يزيد
ابن ثابت) (2).
الاكمال
42288 إذا حضرت الجنازة فالامام أحق بالصلاة عليها من
غيره (ابن منيع - عن الحسين بن علي).
42289 إذا رأيت أخاك مصلوبا أو مقتولا فصل عليه
(الديلمي - عن ابن عمر).
42290 الصلاة على الجنازة بالليل والنهار سواء، يكبر

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز رقم 1517. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز رقم 1528. ص
584

أربعا ويسلم تسليمتين (خط، كر - عن عثمان، وفيه ركن بن
عبد الله الدمشقي متروك).
42291 صلوا على موتاكم في الليل والنهار أربع تكبيرات
(ق - عن جابر).
42292 كبرت الملائكة على آدم أربع تكبيرات (ك -
عن أنس، أبو نعيم - عن ابن عباس).
42293 صلت الملائكة على آدم فكبرت عليه أربعا وسلموا
تسليمتين (الديلمي - عن أبي هريرة).
42294 إذا صلى أحدكم على جنازة ولم يمش معها فليقم لها
حتى تغيب عنه، وإن مشى معها فلا يعقد حتى توضع (ك والديلمي -
عن أبي هريرة).
42295 إذا صلى الانسان على الجنازة فقد انقطع زمامها،
إلا أن يشاء ربها أن يتبعها (الديلمي - عن عائشة).
42296 من صلى على جنازة فانصرف قبل أن يفرع منها كان
له قيراط، فان انتظر حتى يفرع منها كان له قيراطان، والقيراط
585

مثل أحد في ميزانه يوم القيامة (ك - عن ابن عباس).
42297 من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط، فان تبعها
فله قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: أصغرهما مثل أحد (م (1)،
ت - عن أبي هريرة، حم، - عن أبي سعيد).
42298 من صلى على جنازة فله قيراط، فان انتظر حتى
يفرغ منها فله قيراطان (حم - عن عبد الله بن مغفل).
42299 اللهم. اغفر لأولنا وآخرنا وحينا وميتنا وذكرنا
وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا وشاهدنا وغائبنا، اللهم! لا تحرمنا أجره
ولا تفتنا بعده (البغوي - عن إبراهيم الأشهل عن أبيه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فقال - فذكره.
42300 اللهم. اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا
وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، اللهم! من أحييته منا فأحيه على الاسلام،
ومن توفيته منا فتوفه على الايمان، اللهم! لا تحرمنا أجره ولا تضلنا
بعده (حم، ع، ق، ص - عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم صلى على ميت قال - فذكره).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز رقم 945. ص
586

42301 اللهم! اغفر له، وارحمه، وعافه واعف عنه،
وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه
من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من
داره، وأهلا خيرا من أهله، وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة
وأعذه من عذاب القبر - وفي لفظ: فتنة القبر - وعذاب النار
(ش، م (1)، ن - عن عوف بن مالك الأشجعي قال: صلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه).
42302 اللهم! أنت ربها، وأنت خلقتها، وأنت هديتها
للام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا
شفعاء فاغفر لها (د، ق (2) عن أبي هريرة).
42303 لا يموتن فيكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا
آذنتموني به، فان صلاتي عليه له رحمة (حم - عن يزيد بن ثابت).
42304 إن أخاكم مات بغير أرضكم فقوموا وصلوا عليه،
قالوا: من هذا؟ قال: النجاشي (ط، حم، ه‍ وابن قانع، طب،
ص - عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب الدعاء للميت في الصلاة رقم 963. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب الدعاء للميت رقم 3200. ص
587

42305 إن أخاكم النجاشي قد مات، فمن أراد يصلي عليه
فليصل عليه (طب - عنه).
42306 من صلى عليه أمة من الناس شفعوا فيه (هب -
عن ميمونة).
42307 ما صلى ثلاثة صفوف من المسلمين على رجل مت
إلا أوجب (ه‍ وابن سعد، ك - عن مالك بن هبيرة السلمى).
42308 ما صلي ثلاثة صفوف من المسلمين على رجل مسلم
يستغفرون له إلا غفر له (ق - عن مالك بن هبيرة).
42309 اللهم! أجرها من الشيطان وعذاب القبر، اللهم!
جاف الأرض عن جنبيها، وصعد روحها، ولقها منك رضوانا (ه‍ -
عن ابن عمر).
الفصل الخامس في التشييع
42310 إن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته أن يغفر لجميع
من تبع جنازته (عبد بن حميد والبزار، هب - عن ابن عباس).
42311 من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها
حتى تدفن كان له قيراطان من أجر، كل قيراط مثل أحد، ومن
588

صلى عليها ثم رجع كان قيراط من الاجر مثل أحد (م (1)، د -
عن أبي هريرة).
42312 من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط، فان تبعها
فله قيراطان، أصغرهما مثل أحد (ت - عنه).
42313 من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن
شهدها حتى تدفن كان له قيراطان مثل الجبلين العظيمين (ق (2)، ن -
عن أبي هريرة).
42314 من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط، ومن
انتظرها حتى توضع في اللحد فله قيراطان، والقيراطان مثل الجبلين
العظيمين (حم، ن، ه‍ - عن أبي هريرة).
42315 من صلى على جنازة فله قيراط، فان شهد دفنها فله
قيراطان، القيراط مثل أحد (م، ه‍ - عن ثوبان) (2).
42316 من تبع جنازة حتى يصلى عليها ويفرغ منها فله
قيراطان، ومن تبع حتى يصلى فله قيراط، والذي نفس محمد بيده!
لهو أثقل في ميزانه من أحد (حم، ه‍ - عن أبي).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب فضل الصلاة على الجنازة رقم 56.
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنائز رقم 945 ورقم 53. ص
589

42317 من تبع جنازة حتى يصلى عليها كان له من الاجر
قيراط، ومن مشى مع جنازة حتى تدفن كان له من الاجر قيراطان،
والقيراط مثل أحد (حم، ن - عن البراء، حم، م (1)، ن - عن
ثوبان).
42318 من تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معها حتى
يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الاجر بقيراطين، كل
قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع
بقيراط من الاجر (خ، ه‍ - عن أبي هريرة).
42319 من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فان
رجع قبل أن يفرع منها فله قيراط (ن (2) - عن عبد الله بن مغفل).
42320 من تبع جنازة فصلى عليها ثم انصرف فله قيراط من
الاجر، ومن تبعها فصلى عليها ثم قعد حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان
من الاجر، كل واحد منهما أعظم من أحد (ن - عن أبي هريرة).
42321 إذا رأى أحدكم جنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز رقم 55. ص
(2) أخرجه النسائي كتاب الجنائز باب ثواب من صلى على جنازة رقم 1996
و 1997 و 1998 و 1999. ص
590

حتى يخلفها أو تخلفه أو توضع من قبل أن تخلفه (ن - عن عامر
ابن ربيعة).
42322 إذا رأيتم الجنازة فقوموا، فمن تبعها (1) فلا يقعد حتى
توضع (حم، ق، ش - عن أبي سعيد، خ - عن جابر).
42323 إن للموت فزعا، فإذا رأيتم جنازة فقوموا (ن،
حب - عن جابر).
42324 قوموا! فان للموت فزعا (حم، ه‍ - عن أبي هريرة).
42325 إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع
(حم، ق، - عن عامر بن ربيعة).
42326 إن للموت فزعا، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا (حم،
م، د - عن جابر).
42327 ألا تستحيون أن ملائكة الله يمشون على أقدامهم وأنتم
على ظهور الدواب (ت، ه‍، ك - عن ثوبان).
42328 الراكب خلف الجنازة، والماشي حيث شاء منها،
والطفل يصلي عليه (حم، ن (2)، ه‍ عن المغيرة بن شعبة).

(1) أخرجه النسائي كتاب الجنائز رقم 1942. ص
(2) أخرجه النسائي كتاب الجنائز باب مكان الراكب من الجنازة رقم
1944 و 1950. ص
591

42329 لتكن عليكم السكينة (حم - عن أبي موسى).
42330 ما دون الخبب! إن يكن خيرا يعجل إليه، وإن
يكن غير ذلك فبعد لأهل النار، والجنازة متبوعة ولا تتبع، ليس
معها من يقدمها (م (1)، ن - عن ابن مسعود).
42331 الجنازة متبوعة وليس بتابعة، وليس معها من
يقدمها (ه‍ - عن ابن مسعود).
42332 أسرعوا بالجنازة، فان تك صالحة فخير تقدمونها،
وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم (حم، ق، - عن
أبي هريرة).
42333 لا تؤخروا الجنازة إذا حضرت (ه‍ - عن علي).
42334 إن الميت يعرف من يحمله، ومن يغسله، ومن يدليه
في قبره (حم - عن أبي سعيد).
42335 الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي يمشي خلفها

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في المشي خلف الجنازة رقم
1011 وقال الترمذي: غريب.
وأخرجه أبو داود كتاب الجنائز رقم 3184. وقال أبو داود في اسناده
يحى بن عبد الله وهو ضعيف. ص
592

وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريبا منها، والسقط يصلي عليه
ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة (حم، د (1)، ت، ك - عن المغيرة).
42336 من اتبع الجنازة فليحمل بجوانب السرير كلها (ه‍ -
عن ابن مسعود).
42337 من تبع جنازة وحملها ثلاث مرار فقد قضى ما عليه
من حقها (ت - عن أبي هريرة).
42338 من حمل جوانب السرير الأربع غفر له أربعون
كبيرة (ابن عساكر - عن واثلة).
42339 لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار، ولا يمشى بين
يديها (د (2) - عن أبي هريرة).
42340 نهى أن تتبع جنازة معها رانة (3) (ه‍ - عن ابن عمر).
42341 إذا تبعتم الجنازة فلا تجلسوا حتى توضع (م - عن
أبي سعيد).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب المشي أمام الجنازة رقم 380. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب في النار يتبع بها الميت رقم 371. ص
(3) رانة: الرنين: الصوت وقد رن يرن رنينا. اه‍. / 27
النهاية. ب
593

42342 عليكم بالسكينة! عليكم بالقصد في المشي بجنائزكم
(طب، هق - عن أبي موسى).
الاكمال
42343 إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع
(الشافعي، حم، خ، م، د، ت، ن، ه‍، حب - عن عامر بن
ربيعة، قط في الافراد - عن عمر).
42344 إذا مرت بكم جنازة فقوموا لها، فإنما تقومون لمن
معها من الملائكة (طب - عن أبي موسى).
42345 إذا مرت بأحدكم جنازة فليقم حتى تخلفه (ط - عن
ابن عمر).
42346 إذا مرت عليكم جنازة مسلم أو يهودي أو نصراني
فقوموا لها، فانا ليس لها نقوم إنما نقوم لمن معها من الملائكة (حم،
طب - عن أبي موسى).
42347 إنما قمت الملائكة (ن، ك - عن أنس أن جنازة
مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام، فقيل: إنها جنازة يهودي! قال -
فذكره).
594

42348 إذا مات الرجل من أهل الجنة استحيى الله عز وجل
أن يعذب من حمله، ومن تبعه، ومن صلى عليه (الديلمي - عن جابر).
42349 أفضل أهل الجنازة أكثرهم فيه ذكرا ومن لم يجلس
حتى توضع، وأوفاهم مكيالا من حثا عليها ثلاثا (ابن النجار -
عن جابر).
42350 ألا تستحيون أن ملائكة الله يمشون على أقدامهم
وأنتم على ظهور الدواب ركبانا - قال في الجنازة (ت، ه‍، ك، حل،
ق - عن ثوبان).
42351 إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لاركب وهم
يمشون، فلما ذهبوا ركبت (د، ك، ق - عن ثوبان أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أتي بدابة وهو مع الجنازة، فأبى أن يركبها، فلما انصرف
أتي بداية فركب، فقيل له، قال - فذكره).
42352 إن أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن خرج في جنازته
(ابن أبي الدنيا في ذكر الموت والخطيب - عن جابر).
42353 إن أول ما يتحف به المؤمن إذا دخل قبره أن يغفر
لمن صلى عليه (قط في الافراد - عن ابن عباس).
42354 إن أول كرامة المؤمن على الله أن يغفر لمشيعه
595

(عد والخطيب - عن أبي هريرة).
42355 أول ما يبشر به المؤمن روح وريحان وجنة نعيم،
وأول ما يبشر به المؤمن أن يقال له: أبشر ولى الله برضاه والجنة!
قدمت خير مقدم، قد غفر الله لمن شيعك، واستجاب لمن استغفر
لك، وقبل من شهد لك (ش وأبو الشيخ في الثواب - عن سلمان).
42356 إن لله ملائكة يمشون مع الجنازة يقولون: سبحان
من تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت (الرافعي - عن أبي هريرة).
42357 ما من ميت يوضع على سريره فيخطى به ثلاث
خطى إلا نادى بصوت يسمعه من يشاء الله: يا إخوتاه! ويا حملة
نعشاه! لا تغرنكم الدنيا كما غرتني! ولا يلعبن بكم الزمان كما لعب
بي! أترك ما تركت لذريتي ولا يحملون عني خطيئتي، وأنتم تشيعوني
ثم تتركوني والجبار يخصمني (ابن أبي الدنيا والديلمي - عن عمر).
42258 لا تزال أمتي على مسكة من دينها ما لم يكلوا الجنائز
إلى أهلها (طب، ك، هب، ص - عن الحارث بن وهب عن
الصنابحي).
42359 من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن
شهيد حتى تدفن كان له قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل
596

الجبلين العظيمين (خ، م، ن، هب - عن أبي هريرة).
42360 من تبع جنازة حتى يصلى عليها ثم يرجع فله قيراط،
ومن صلى عليها ثم مشى معها حتى يدفنها فله قيراطان، القيراط مثل
أحد (طب - عن ابن عمر).
42361 من شيع جنازة حتى تدفن فله قيراطان، ومن رجع
قبل أن تدفن فله قيراط مثل أحد (الحكيم - عن عبد الله بن مغفل).
42362 من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها
حتى تدفن كان له قيراطان من أجر (... (1) - عن أبي هريرة).
42363 من شهد جنازة ومشى أمامها وحمل بأربع زوايا
السرير وجلس حتى تدفن كتب له قيراطان من أجر، أخفهما في
ميزانه يوم القيامة أثقل من جبل أحد (عد وابن عساكر - عن معروف
الخياط عن واثلة، ومعروف ليس بالقوي).
42364 أيما جنازة لم يتبعها خلوق (2) ولا نار شيعها سبعون

(1) أخرجه النسائي كتاب الجنائز 1996 ومر عزوه برقم 42311. ص
(2) خلوق: وهو طيب معروف مركب يتخذ من الزعفران وغيره من
أنواع الطيب وتغلب عليه الحمرة والصفرة. وقد ورد تارة بإباحته
وتارة بالنهي عنه. والنهي أكثر وأثبت. وإنما نهي عنه لأنه من طيب
النساء. ا ه‍ 2 / 71 النهاية. ب
597

ألف ملك (أبو الشيخ والديلمي - عن عثير البدري).
42365 من حمل جوانب السرير الأربع كفر الله عنه أربعين
كبيرة (طس - عن أنس).
42366 من حمل قوائم السرير الأربع إيمانا واحتسابا حط الله
أربعين كبيرة (ابن النجار - عن أنس).
42367 السير ما دون الخبب (1)، فان يك خيرا يتعجل
إليه، وإن يك سوى ذلك فبعدا لأهل النار، الجنازة متبوعة ولا
تتبع، وليس منها من تقدمها (حم، ق وضعفه - عن ابن مسعود).
42368 انتشطوا بها ولا تدبوا دبيب اليهود بجنائزها (ص،
حم - عن أبي هريرة).
42369 لتكن عليكم السكينة (حم - عن أبي موسى أن ناسا
مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة يسرعون بها قال - فذكره).
42370 الماشي أمام الجنازة، والراكب خلفها، والطفل يصلي
عليه (ك - عن المغيرة بن شعبة).

(1) الخبب: ضرب من العدو ومنه الحديث: (2 / 23) النهاية. ب
598

الفصل السادس في الدفن
42371 ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فان الميت يتأذى
بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء (حل - عن أبي هريرة).
42372 احفروا واعمقوا وأوسعوا وأحسنوا، وادفنوا الاثنين
والثلاثة في قبر واحد وقدموا أكثرهم قرآنا (حم، هق - عن
هشام بن عامر).
42373 إني لا أرى طلحة إلا قد حدث فيه الموت فآذنوني
به حتى أشهده وأصلي عليه، وعجلوا فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن
تحبس بين ظهراني أهله (د - عن حصين بن وحوح) (1).
42374 إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت
صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها:
يا ويلها؟ أين تذهبون بها! يسمع صوتها كل شئ إلا الانسان، ولو
سمعه الانسان لصعق (حم، خ (2)، ن - عن أبي سعيد).
42375 إن المؤمن إذا مات تجملت المقابر لموته، فليس منها

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب التعجيل بالجنازة رقم 3159. ص
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب حمل الرجال الجنازة
دون النساء 2 / 108 / 125. ص
599

بقعة إلا وهي تتمنى أن يدفن فيها، وإن الكافر إذا مات أظلمت
المقابر لموته، وليس منها بقعة إلا وهي تستجير بالله أن لا يدفن فيها
(الحكيم وابن عساكر - عن ابن عمر).
42376 إذا وضعتم موتاكم في قبورهم فقولوا: بسم الله وعلى
سنة رسول الله (حم، حب، طب، ك، هق - عن ابن عمر).
42377 الحدوا ولا تشقوا، فان اللحد لنا والشق لغيرنا (حم -
عن جرير).
42378 ألحد لآدم وغسل بالماء وترا، فقالت الملائكة:
هذه سنة ولد آدم من بعده (ابن عساكر - عن أبي).
42379 إن الميت إذا دفن سمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه
منصرفين (طب - عن ابن عباس).
42380 إن لكل بيت بابا، وباب القبر من تلقاء رجليه
(طب - عن النعمان بن بشير).
42381 خمروا وجوه موتاكم ولا تشبهوا باليهود (طب -
عن ابن عباس).
42382 اللحد لنا والشق لغيرنا (4 عن ابن عباس).
42383 اللحد لنا والشق لغيرنا من أهل الكتاب (حم -
600

عن جرير).
42384 من مات بكرة فلا يقيلن إلا في قبره، ومن مات
عشية فلا يبيتن إلا في قبره (طب - عن ابن عمر).
42385 لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا (ه‍ -
42386 إن أرحم ما يكون الله بالعبد إذا وضع في حفرته
(فر - عن أنس).
42387 سووا القبور على وجه الأرض إذا دفنتم (طب - عن
فضالة بن عبيد).
42388 استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل
(ك - عن عثمان).
الاكمال
42389 إذا مات الميت في الغداة فلا يقيلن إلا في قبره،
وإذا مات بالعشي فال يبيتن إلا في قبره (طب - عن ابن عمر).
42390 إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره،
وليقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وعند رجليه بخاتمة البقرة (طب، هب -
عن ابن عمر).
42391 إذا دخل الميت في القبر مثلث له الشمس عند
601

غروبها، فيجلس فيمسح عينيه ويقول: دعوني أصلي (ه‍، حب،
ص - عن جابر).
42392 إن أولى الناس بالرجل يلي مقدمه من القبر،
وإن أولى الناس بالمرأة يلي مؤخرها من القبر (الديلمي - عن علي).
42393 إن لكل شئ بابا يدخل منه، وإن مدخل القبر
من نحو الرجلين (ابن عساكر - عن خالد بن يزيد).
42394 أوسع من قبل الرأس، وأوسع من قبل الرجلين،
لرب عذق له في الجنة (حم - عن رجل من الأنصار).
42395 اللهم! إن فلان ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك
فقه من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحمد، اللهم!
فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم (حم، د، ه‍ -
عن واثلة).
42396 (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة
أخرى) بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (ك - عن أبي
أمامة قال: لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر
قال - فذكره).
602

42397 القبر حفرة من حفر النار أو روضة من رياض
الجنة (ق في كتاب عذاب القبر - عن ابن عمر).
42398 لا تدفنوا موتاكم في الليل إلا أن تضطروا، ولا
يصلين على أحدكم ما دمت بين ظهرانيكم غيري، فإذا مات أخو
أحدكم فليحسن كفنه (ك في تاريخه - عن جابر).
42399 لا يدخل القبر رجل قارف أهله الليلة (حم والطحاوي
ك - عن أنس).
42400 لا تطلعوا في القبورا، فإنها أمانة، ولا بدخل القبر
إذا ذو أناة فعسى أله يحل العقد فيتجل له وجه أسود، وعسى أن
يحل العقد فيرى حية سوداء مطوقة في عنقه، وعسى أن يسويه في
لحده فيسمع أصوات السلاسل، وعسى أن يقلبه فيتصور له دخان
من تحته، فإنها أمانة (الديلمي - عن ابن إبراهيم بن هدبة
عن أنس).
42401 أما! إنها لا تضر ولا ينفع ولكنها تقر بعين الحي
فان العبد إذا عمل عملا أحب الله أن يتقنه (ابن سعد وزبير بن
بكار، طب، كر - عن عبد الرحمن بن حسان عن أمه سيرين قالت:
603

لما دفن إبراهيم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجة في اللبن فأمر بها أن
تسند وقال - فذكره).
42402 أما! إن هذا لا ينفع الميت ولا يضره ولكن الله
يحب من العامل إذا عمله أن يحسن (هب - عن كليب الجري).
42403 إنها لا تضر ولا تنفع ولكنها تقر عين الحي (ابن
سعد - عن مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على شفير قبر ابنه فرأى
فرجة في اللحد فناول الحفار مدرة وقال - فذكره).
42404 سدوا خلال اللبن، أما! إن هذا ليس بشئ ولكنه
يطيب بنفس الحي (الحسن بن سفيان، ك وابن عساكر - عن
أبي أمامة! لما وضعت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر
قال - فذكره).
التلقين من الاكمال
42405 إذا مات الرجل فدفنتموه فليقم أحدكم عند رأسه
فليقل: يا فلان ابن فلانة! فإنه سيسمع، فليقل: يا فلان ابن فلانة!
فإنه سيستوي قاعدا، فليقل: يا فلان ابن فلانة! فإنه سيقول له:
604

أرشدني رحمك الله! فليقل أذكر: ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا
إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب
فيها، وأن الله يبعث من في القبور. وإن منكرا ونكيرا عند ذلك
كل واحد يأخذ بيد صاحبه ويقول: قم، ما تصنع عند رجل
لقن حجته! فيكون الله حجيجهما دونه (كر - عن أبي أمامة).
42406 إذا مات أحد من إخوانكم فنثرتم عليه التراب فليقم
رجل منكم عند رأسه ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة! فإنه يسمع
ولكن لا يجيب، ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة! فإنه يستوي جالسا،
ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة! فإنه يقول: أرشدنا رحمك الله! ولكن
لا تشعرون، ثم ليقل: أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن
لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربا
وبمحمد نبيا وبالاسلام دينا وبالقرآن إماما. فإنه إذا فعل ذلك أخذ
منكر ونكير أحدهما بيد صاحبه ثم يقول له: اخرج بنا من عند
هذا، ما نصنع به فقد لقن حجته! ولكن الله عز وجل لقنه حجته
دونهم قال. رجل: يا رسول الله! فإن لم أعرف أمه! قال: انسبه إلى
حواء (طب، كر، الديلمي - عن أبي أمامة).
42407 يا أبا أمامة! ألا أدلك على كلمات هن خير للميت
605

من الدنيا وما فيها وما غابت عليه الشمس وطلعت! إذا مات أخوكم
المؤمن وفرغتم من دفنه فليقم أحدكم عند قبره ثم ليقل: يا فلان ابن
فلانة والذي نفس محمد بيده إنه ليستوي قاعدا! ثم ليقولن: يا فلان
ابن فلانة! فيقول: أرشدني إلى ما عندك يرحمك الله! فليقل: أذكر
ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول
الله، وقد كنت رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا. فيقوم
منكر فيأخذ بيد نكير فيقول: قم بنا، ما يقعدنا عند هذا وقد
لقن حجته! ويكون الله حجيجهما دونه. قيل: إن كنت
لا أحفظ اسم أمه؟ قال: فانسبه إلى حواء (ابن النجار - عن
أبي أمامة).
ذيل الدفن من الاكمال
42408 إن أباكم آدم كان طوالا كالنخلة السحوق (1) ستين
ذراعا كثير الشعر وارى (2) العورة، فلما أصاب الخطيئة في الجنة
خرج منها هاربا، فلقيته شجرة فأخذت بناصيته فحبسته، وناداه

(1) السحوق: الطويلة التي قعد ثمرها على المجتنى. النهاية 2 / 347. ب
(2) وارى: واراه مواراة: ستره. المصباح 2 / 904. ب
606

ربه: أفرارا مني يا آدم! قال: لا بل حياء منك يا رب مما جنيت
فأهبط إلى الأرض، فلما حضرته الوفاة بعث إليه من الجنة مع
الملائكة بكفنه وحنوطه، فلما رأتهم حواء ذهبت لتدخل دونهم،
قال: خلي بيني وبين رسل ربي، فما أصابني الذي أصابني إلا فيك
ولا لقيت الذي لقيت إلا منك، فلما توفي غسلوه بالماء والسدر وترا
وكفنوه في وتر من الثياب، ثم لحدوا له ودفنوه، وقالوا: هذه سنة
ولد آدم من بعده (عبد بن حميد في تفسيره وأبو الشيخ في العظمة
والخرائطي في مكارم الأخلاق - عن أبي بن كعب).
42409 اللهم! اغفر لاحيائنا وأمواتنا، وأصلح ذات بيننا،
وألف بين قلوبنا، اللهم! هذا عبدك فلان ولا نعلم إلا خيرا وأنت
أعلم به فاغفر لنا وله، قيل: يا رسول الله! فإن لم أعلم خيرا؟ قال:
لا تقل إلا ما تعلم (ابن سعد والبغوي والباوردي، طب وأبو نعيم -
عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن أبيه).
42410 من حثا على ميت حثوة كتب الله له بكل ثراة
حسنة (زكريا الساجي في أخبار الأصمعي - عن أبي هريرة).
42411 من حثا على مسلم أو مسلمة احتسابا كتب الله له
607

بكل ثراة حسنة (أبو الشيخ - عن أبي هريرة).
42412 من حفر قبرا احتسابا كان له من الاجر كأنما
أسكن مسكينا في بيت إلى يوم القيامة (الديلمي - عن عائشة).
الفصل السابع في ذم النياحة على الميت
42413 أيما نائحة ماتت قبل أن تتوب ألبسها الله سربالا
من نار وأقاما للناس يوم القيامة (ع، عد - عن أبي هريرة).
42414 إياكم ونعيق الشيطان! فإنه مهما يكون من العين
والقلب، وما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان (الطيالسي -
عن ابن عباس).
42415 البكاء من الرحمة، والصراخ من الشيطان (ابن
سعد - عن بكير بن عبد الله بن الأشج مرسلا).
42316 تجعل النوائح يوم القيامة صفين: صف عن
يمينهم، وصف عن يسارهم، فينبحن على أهل النار كما تنبح
الكلاب (ابن عساكر - عن أبي هريرة).
42417 شعبتان لا تتركهما أمتي: النياحة، والطعن في
608

الأنساب (حل - عن أبي هريرة).
42418 القاص ينتظر المقت، والمستمع ينتظر الرحمة،
والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر اللعنة، والنائحة ومن حولها من
امرأة مستمعة عليهن لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (طب - عن
ابن عمرو وابن عباس وابن الزبير).
42419 لست أدخل دارا فيها نوح ولا كلب أسود (طب
عن ابن عمر).
42420 إنما أنا بشر، تدمع العين ويخشع القلب، ولا
نقول ما يسخط الرب، والله يا إبراهيم! إنا بك لمحزونون (ابن
سعد - عن محمد بن لبيد).
42421 أنا برئ ممن حلق وسلق (1) وخرق (2) (م (3)،
ن، ه‍ عن أبي موسى).

(1) سلق: رفع صوته عند المصيبة. النهاية 2 / 391. ب
(2) وخرق: الخرق: الشق. النهاية 2 / 26. ب
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان كتاب باب تحريم ضرب الخدود رقم 17
وراجع صحيح البخاري كتاب الجنائز باب ما ينهى من الحلق عند
المصيبة (321). ص
609

42422 ليس منا من صلق (1) ومن حلق ومن خرق
(د (2)، ن - عن أبي موسى).
42423 لعن الله الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية
بالويل والثبور (ه‍، حب - عن أبي أمامة).
42424 إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه (خ (3)، ن -
عن عائشة).
42425 إن الله يزيد الكافر عذابا ببعض بكاء أهله عليه
(ن - عن عائشة).
42426 إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه (حم، ق 3 (3) -
عن ابن عمر).
42427 الميت ليعذب ببكاء الحي (ق - عن عمر).

(1) صلق: الصلق: الصوت الشديد يريد رفعه في المصائب وعند
الفجيعة بالموت ويدخل فيه النوح. النهاية 3 / 28. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب في النوح رقم 3130 والنسائي كتاب
الجنائز باب شق الجيوب رقم 1866. ص
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب قوال النبي صلى الله عليه وسلم يعذب
الميت ببعض بكاء أهله عليه 2 / 101. ص
610

42428 إن
الميت ليعذب ببكاء الحي! فإذا قالت النائحة:
وا عضداه! وا مانعاه! وا ناصراه! وا كاسياه جبذ الميت فقيل له:
أناصرها أنت! أكاسيها أنت! أعضدها أنت (حم، ك - عن
أبي موسى).
42429 ألا تسمعون أن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن
القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم، وإن
الميت ليعذب ببكاء أهله عليه (ق (1) - عن ابن عمر).
42430 لم أنه عن البكاء، إنما نهيت عن صوتين أحمقين
فاجرين: صوت عند نغمة مزمار شيطان ولعب، وصوت عند مصيبة
خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان، وإنما هذه رحمة (ت (2) -
عن جابر).
42431 ما من ميت يموت فيقوم باكيهم فيقول: وا جبلاه!
وا سيداه! ونحو ذلك إلا وكل به ملكان يلهزانه، أهكذا كنت

(1) أخرجه البخاري كتاب الجنائز باب البكاء عند المريض 2 / 106. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في الرخصة في البكاء رقم
105 وقال حسن. ص
611

(ت (1) - عن أبي موسى).
42432 الميت يعذب ببكاء الحي إذا قالوا: وا عضداه!
وا كاسياه! وا ناصراه! وا جبلاه! ونحو هذا، يتعتع (2) ويقال: أنت
كذلك! أنت كذلك (حم، ه‍ عن أبي موسى).
42433 الميت ينضح عليه الحميم ببكاء الحي (البزار - عن
أبي بكر).
42434 النياحة على الميت من أمر الجاهلية، وإن النائحة
إذا لم تتب قبل أنت تموت فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من
قطران ثم يغلى عليها بدرع من لهب النار (ه‍ - عن ابن عباس).
42435 لعن الله النائحة والمستمعة (حم، م - عن أبي سعيد).
42436 اثنان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب،
والنياحة على الميت (حم، م - عن أبي هريرة).
42437 ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا
بدعوى الجاهلية (حم، ق، ت، ن، ه‍ - عن ابن مسعود).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت
رقم 103. وقال حسن غريب. ص
(2) يتعتع: يقلقل ويزعج. اه‍ 1 / 19 النهاية. ب
612

42438 من نيح عليه يعذب بما نيح عليه (حم، ق (1)، ن،
ه‍ - عن المغيرة).
42439 الميت يعذب في قبره بما نيح عليه (حم، ق، ن،
ه‍ - عن عمر).
42440 النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها
سربال من قطران ودرع من جرب (حم، م (2) - عن أبي مالك
الأشعري).
42441 لا إسعاد (3) في الاسلام، ولا شغار (4) ولا عقر (5)

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز برقم 933. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب التشديد في النياحة رقم 934. ص
(3) إسعاد: هو إسعاد النساء في المناحات. تقوم المرأة فتقوم معها أخرى
من جاراتها فتساعدها على النياحة. ا ه‍ 2 / 316 النهاية. ب
(4) شغار: هو نكاح معروف في الجاهلية كان يقول الرجل: شاغرني:
أي زوجني أختك أو بنتك أو من تلي أمرها حتى أزوجك أختي أو بنتي
أو من إلى أمرها ولا يكون بينهما مهر، ويكون بضع كل واحدة
منهما في مقابلة بضع الأخرى. ا ه‍ 2 / 482 النهاية. ب
(5) عقر: كانوا يعقرون الإبل على قبور الموتى، أي ينحرونها ويقولون:
إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف أيام حياته: فنكافئه بمثل صنيعه
بعد وفاته. ا ه‍ 3 / 271. ب
613

في الاسلام، وذا جلب (1) في الاسلام ولا جنب (2)، ومن
انتهب فليس منا (حم، ن، حب - عن أنس.
42442 نهى عن النوح والشعر والتصاوير وجلود السباع
والبرج والغناء والذهب والخز والحرير (حم - عن معاوية)
42443 نهى عن النعي (حم، ت ه‍ - عن حذيفة).
42444 نهى عن النياحة (د - عن أم عطية).
42445 إياكم والنعي! فان النعي من عمل الجاهلية (ت -
عن ابن مسعود).

(1) جلب: الجلب يكون في شيئين: أحدهما في الزكاة، وهو أن يقدم
المصدق على أهل الزكاة فينزل موضعا، ثم يرسل من يجلب إليه الأموال
من أماكنها ليأخذ صدقتها فنهى عن ذلك، وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على
مياههم وأماكنهم. الثاني أن يكون في السباق، وهو أن يتبع الرجل
فرسه فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثا له على الجري فنهى عن ذلك.
ا ه‍ 1 / 281 النهاية. ب
(2) جنب: الجنب بالتحريك في السباق: أن يجنب فرسا إلى فرسه الذي
يسابق عليه فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب، وهو في الزكاة، أن
ينزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصدقة، ثم يأمر بالأموال أن
تجنب إليه: أي تحضر فنهوا عن ذلك. ا ه‍ 1 / 303 النهاية. ب
614

42446 نهى عن المراثي (ه‍، ك - عن ابن أبي أوفى).
الاكمال
42447 ارجع إليهن فان أبين فاحث في أفواهن التراب
(ك (1) - عن عائشة).
42448 إن هؤلاء النواح يجعلن يوم القيامة صفين في جهنم:
صف عن يمينهم، وصف عن يسارهم، فينبحن على أهل النار كما
تنبح الكلاب (طس - عن أبي هريرة).
42449 إني لم أنه عن البكاء، إنما نهيت عن النوح عن
صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير
شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه، شق جيوب ورنة
شيطان، إنما هذه رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم، يا إبراهيم!
لولا أنه أمر حق ووعد صدق وأنها سبيل مأتية وأن أخرانا
ستلحق أولانا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا! وإنا بك
لمحزونون، تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب
(ابن سعد، ق - عن جابر، وروى ت عنه بعضه وحسنه - عن
عبد الرحمن بن عوف).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب التشديد في النياحة رقم 935 ص
615

42450 لم أنه عن البكاء، إنما نهيت عن النوح وعن صوتين
أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة مزمار شيطان، ولعب، وصوت
عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان، وإنما هذه
رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم! يا إبراهيم! لولا أنه أمر حق
ووعد صدق وسبيل مأتي وأنا أخرانا ستلحق أولانا لحزنا عليك
حزنا هو أشد من هذا! وإنا بك لمحزونون، تبكي العين ويحزن
القلب ولا نقول ما يسخط الرب (عبد بن حميد - عن جابر، وروى
صدره طب، ت وقال: حسن) مر عزوه برقم 42430.
42451 ما كان من حزن في قلب أو عين فهو من قبل
الرحمة، وما كان من حزن في يد أو لسان فهو من قبل الشيطان
(أبو نعيم - عن جابر).
42452 النائحة إذا لم تتب توقف يوم القيامة على طريق بين
الجنة والنار سرابيلها من قطران وتغشى وجهها النار (ابن أبي خاتم،
طب - عن أبي أمامة).
42453 النوائح عليهم سرابيل من قطران (أبو الحسن السقلي
في أماليه، طس - عن ابن عمر).
42454 تخرج النائحة يوم القيامة من قبرها شعثاء غبراء،
616

عليها درع من جرب، وجلباب من لعنة، واضعة يديها على رأسها،
تقول: يا ويلتاه! ومالك يقول: آمين! ثم يكون من ذلك حظها
النار (ابن النجار - عن مسلمة بن جعفر عن حسان بن حميد عن
أنس، قال في الميزان: مسلمة يجهل هو وشيخه، وقال الأزدي:
ضعيف).
42455 والذي نفس محمد بيده! لو لم تكوني مسكينة
لجررناك على وجهك! أيغلب إحداكن أن تصاحب صويحبه في الدنيا
معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع، ثم قال:
رب اسمي ما أمضيت فأعني على ما أبقيت، فوالذي نفس محمد بيده!
إن أحدكم ليبكي فيستعبر له صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم
(طب - عن قيلة بنت مخرمة).
42456 تريدين أن تدخلي الشيطان بيتا قد أخرجه الله منه
(طب - عن أم سلمة).
42457 فعلت فعل الشيطان حين أهبط إلى الأرض ووضع
يده على رأسه يرن، وإنه ليس منا من حلق ولا من خرق ولا من
سلق (ابن سعد - عن محارب بن دثار مرسلا).
617

42458 يا أسماء! لا تقولي هجرا (1)، ولا تضربي صدرا
(ابن عساكر - عن أسماء بنت عميس).
42459 ويحهن لن يزلن يبكين بعد منذ الليلة! مروهن
فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم (طب، ك - عن ابن عمر).
42460 يا ويحهن إنهن ههنا حتى الآن! مرهن فليرجعن ولا
يبكين على هالك بعد اليوم (طب، ق - عن ابن عمر قال: رجع النبي
صلى الله عليه وسلم يوم أحد فسمع نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن فقال:
لكن حمزة لا بواكي له! فجئن نساء الأنصار يبكين على حمزة عنده،
فاستيقظ وهن يبكين فقال - فذكره، ق، كر - عن أنس).
42461 لا تفعلي، فان لأهل البيت عند موت ميتهم ما دعوا
به (طب - عن أم سلمة).
42462 إن الله تعالى ليعذب الميت بنياح أهله عليه (طب -
عن عمران بن حصين).
42463 إن الميت ليعذب بالنياحة عليه في قبره (ط -
عن عمر).

(1) هجرا: فحشا. اه‍ 5 / 245 النهاية. ب
618

42464 إن الميت ينضح عليه
الحميم ببكاء الحي (ع -
عن أبي بكرة).
42465 إن الميت يعذب في قبره بما نيح عليه (حم (1)،
م، د - عن عمر).
42466 إياكم والنياحة على موتاكم! فان الميت لا يزال
معذبا ما نيح عليه (الشيرازي في الألقاب - عن أبي الدرداء).
42467 المعول (2) عليه يعذب (ط، م (3) عن عمر
وحفصة معا).
42428 الميت يعذب في قبره بالنياحة عليه (حم -
عن عمر).
42469 الميت يعذب في قبره ببكاء الحي (ط - عن
عمر وصهيب).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب الميت يعذب بكاء أهله عليه
رقم 927. ص
(2) المعول: قال محققوا أهل اللغة: يقال: عول عليه وأعول لغتان
وهو البكاء بصوت. التعليق على صحيح مسلم لفؤاد عبد الباقي 2 / 64. ب
(3) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه رقم 21. ص
619

42470 الميت يعذب ببكاء أهله (ت: حسن صحيح، ن
عن ابن عمر).
42471 من نيح عليه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة
(حم، خ، م، ت - عن المغيرة).
42472 يعذب الميت ببكاء أهله عليه (حم - عن
ابن عمر).
42473 أبفعل الجاهلية تأخذون! أو بصنيع الجاهلية
تشبهون! لقد هممت أن أدعو عليكم دعوة ترجعون في غير صوركم
(ه‍، طب - عن عمران بن حصين وأبي برزة قالا! خرجنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى قوما قد طرحوا أرديتهم يمشون في
قمص قال فذكره).
البكاء المرخص
42474 دعهن يبكين ما دام عندهن، فإذا وجب فلا يبكين
باكية (مالك، ن ك - عن جابر بن عتيك).
42475 دعهن يا عمر! فان العين دامعة، والقلب مصاب،
620

والعهد قريب (حم، ن، ه‍، ك - عن أبي هريرة).
42476 دعهن يبكين، وإياكن ونعيق الشيطان! إنه مهما
كان من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة، ومهما كان من اليد
واللسان فمن الشيطان (حم - عن ابن عباس).
42477 إنما أنا بشر، تدفع العين، ويخشع القلب، ولا
نقول ما يسخط الرب، والله يا إبراهيم! إنا بك لمحزونون (ابن
سعد - عن محمود بن لبيد).
42478 تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط
الرب، ولولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر منا يتبع
الأول لوجدنا عليك يا إبراهيم وجدا أشد مما وجدنا، وإنا بك
يا إبراهيم لمحزونون (ه‍ - عن أسماء بنت يزيد).
42479 تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما
يرضى الرب، والله! إنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون (حم، م، (1) د
عن أنس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال
رقم 2315. ص
621

42480 أبكين، وإياكن ونعيق الشيطان! فإنه مهما كان
العين والقلب فمن الله ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن
الشيطان (ابن سعد - عن ابن عباس).
42481 هذه رحمة يجعلها الله في قلوب من يشاء من
عبده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء (ق، (1) د، ن، ه‍ -
عن أسامة بن زيد).
الاكمال
42482 إن العين تذرف، وإن الدمع يغلب، وإن القلب
يحزن، ولا نعصي الله عز وجل (طب - عن السائب بن يزيد).
42483 العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إن شاء
الله إلا ما يرضي ربنا، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون (ابن عساكر -
عن عمران بن حصين).
42484 تدمع العين ويحزن القلب، ولا يكون على المؤمن
في ذلك شئ (طب - عن أبي موسى).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب البكاء على الميت رقم 923. ص
622

42485 ليس هذا مني وليس بصالح حق، القلب يحزن
والعين تدمع، ولا نغضب الرب (ك - عن أبي هريرة قال: لما
مات إبراهيم صاح أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره).
42486 إني لست أبكي، إنما هي رحمة، إن المؤمن بكل
خير على كل حال، إن نفسه تخرج من بين جنبيه وهو يحمد الله
عز وجل (حم - عن ابن عباس).
42487 إن أبكي فإنما هي رحمة، المؤمن بكل خير،
تخرج نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله (حب - عن ابن عباس).
42488 ما لكم تنظرون؟ قالوا: رأيناك رققت! قال:
رحمة يضعها الله حيث يشاء، وإنما يرحم الله غدا من عباده الرحماء
(حم - عن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن
جده قال: استعز (1): بأمامة بنت العاص فبعثت زينب إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فجاءها ومعه ناس من أصحابه، فأخرجت الصبية إليه
فإذا نفسها تقعقع في صدرها، فذرفت عيناه، ففطن بهم وهم

(1) استعز: أي اشتد بها المرض وأشرفت على الموت. النهاية 3 / 228. ب
623

ينظرون إليه قال - فذكره) (1).
42489 دعوها! فغيرها من الشعراء أكذب (ابن سعد (2)
عن رجل من الأنصار قال: لما مات سعد بن معاذ قالت أمه:
ويل أم سعد سعدا حزامة وجدا
فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره).
42490 مهلا يا عمر! فكل باكية مكثرة إلا أم سعد
ما قالت من خير فلم تكذب (ابن سعد - عن عامر بن سعد
عن أبيه).
42491 دعهن فليبكين ما دام حيا، فإذا وجب فليسكتن
(ابن أبي عاصم والباوردي والبغوي، طب، ض - عن ربيع
الأنصاري).
42492 إنما هذا رحم، وإن من لا يرحم لا يرحم،

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 18) رواه البزار والطبراني وقال فيه
الوليد ابن إبراهيم لم أجد من ذكره. ص
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 15) وقال رواه الطبراني في الصغير
وفيه ثابت أبو حمزة الثمالي وهو ضعيف. ص
624

إنما ننهي الناس عن النياحة وأن يندب الرجل بما ليس فيه، لولا
أنه وعد جامع وسبيل مئتاء وأن آخرنا لاحق بأولنا لوجدنا عليه
وجدا غير هذا، وإنا عليه لمحزونون، تدمع العين ويحزن القلب، ولا
نقول ما يسخط الرب، وفضل رضاعه في الجنة (ابن سعد - عن
مكحول قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبراهيم بجود بنفسه فدمعت
عيناه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: هذا الذي تنهى عنه!
قال - فذكر).
42493 لا يبكى إلا على أحد رجلين: فاجر مكمل
فجوره، أو بار مكمل بره (طس - عن ابن عمر) (1).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3 / 20) وقال رواه الطبراني في الأوسط
وفيه رشيد بن سعد وفيه كلام. ص
625

الباب الثالث في أمور بعد الدفن
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول في سؤال القبر
42494 إن المؤمن إذا وضع في قبره أتاه ملك فيقول له:
ما كنت تعبد؟ فان الله هداه قال: كنت أ عبد الله، فيقال له:
ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، فما
يسأل عن شئ غيرها، فينطلق به إلى بيت كان له في النار فيقال
له: هذا بيتك كان في النار ولكن الله عصمك ورحمك فأبدلك به
بيتا في الجنة، فيقول: دعوني أذهب فأبشر به أهلي! فيقال له:
أسكن. وإن الكافر إذا وضع في قبره أتاه ملك فينتهره فيقال له:
ما كنت تعبد؟ فيقول: لا أدري، فيقال له: لا دريت ولا
تليت، فيقال: فما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: كنت
أقول ما يقول الناس، فيضرب به بمطراق من حديد بين أذنيه،
فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين (د - عن أنس) (1).

(1) أخرجه أبو داود كتاب السنة باب في المسألة في القبر وعذاب القبر
رقم 451. ص
626

42495 إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال
من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم
الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى
يجلسوا منه مد البصر، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه
فيقول: أيتها النفس الطيبة! أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان!
فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها، فإذا
أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك
الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت
على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون على ملا من الملائكة إلا
قالوا: ما هذه الروح الطيبة! فيقولون: فلان بن فلان - بأحسن
أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى سماء الدنيا
فيستفتحون له فيفتح له، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء
التي تليها حتى ينتهى بها إلى السماء السابعة - فيقول الله عز وجل:
اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوا عبدي إلى الأرض فاني منها
خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه فيأتيه
ملكان فيجلسانه فيقولون له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولون
له: من دينك؟ فيقول: ديني الاسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل
627

الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما
علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت، فينادي
مناد من السماء أن صدق فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة،
وافتحوا له بابا إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في
قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح
فيقول: أبشر بالذي يسرك! هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول
له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح
فيقول: رب أقم الساعة، رب أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي
ومالي. وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من
الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح
فيجلسون منه مد البصر، ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند
رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة! أخرجي إلى سخط من الله
وغضب، فيفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود (1) من الصوف
المبلول فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعها في يدها في يده طرفة عين حتى
يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفه وجدت
على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة

(1) السفود: بوزن التنور الحديدة التي يشوى بها اللحم. المختار 300. ب
628

إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان - بأقبح
أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا - حتى ينتهى بها إلى السماء الدنيا،
فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ (لا تفتح لهم أبواب السماء)
فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى!
فتطرح روحه طرحا، فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه
فيقولان له: من ربك: فيقول: هاه! هاه! لا أدرى، فيقولان
له: ما دينك؟ فيقول: هاه! هاه! لا أدري، فيقولون له: ما
هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه! هاه! لا أدري،
فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار، وافتحوا
له بابا إلى النار، فيأتيه حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى
تختلف أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح
فيقول أبشر بالذي يسوؤك! هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول:
من أنت! فوجهك الوجه يجئ بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث
فيقول: رب! لا تقم الساعة (حم (1)، د وابن خزيمة، ك، هب
والضياء - عن البراء).
42496 إن الميت تحضره الملائكة، فإذا كان الرجل صالحا

(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (4 / 286 / 296). ص
629

قالوا: أخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب! أخرجي
حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان! فلا يزال يقال
لها ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيفتح لها، فيقال:
من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة كانت في
الجسد الطيب! أدخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير
غضبان! فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها السماء التي فيها الله
تبارك وتعالى. فإذا كان الرجل السوء قالوا: أخرجي أيتها النفس
الخبيثة كانت في الجسد الخبيث! أخرجي ذميمة وابشري بحميم
وغساق وآخر من شكله أزواج! فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج،
ثم يعرج بها السماء فيستفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقول: فلان،
فيقال: لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث! ارجعي
ذميمة، فإنها لا تفتح لك أبواب السماء، فترسل من السماء ثم
تصير إلى القبر، فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا
مشعوف (1) ثم يقال: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الاسلام،
فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: ما ينبغي لاحد أن يرى الله،

(1) مشعوف: الشغف: شدة الفزع حتى يذهب بالقلب. النهاية 2 / 481. ب
630

فيفرج له فرجة قبل النار، فينظر إليها يحطم (1) بعضها بعضا،
فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله تعالى، ثم يفرج له فرجة قبل
الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك، ويقال
له: على اليقين كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله.
ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا فيقال له: فيم كنت؟
فيقول: لا أدري، فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس
يقولون قولا فقلته، فيفرج له قبل الجنة، فينظر إلى زهرتها وما
فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفرج له فرجة
إلى النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا، فيقال: هذا مقعدك،
على الشك كنت، وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله تعالى (ه‍ (2)
عن أبي هريرة).
42497 إني أوحي إلى إنكم تفتنون في القبور (ن -
عن عائشة).

(1) يحطم: سميت النار الحطمة: لأنها تحطم كل شئ. النهاية 1 / 403. ب
(2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (6 / 140) وابن ماجة كتاب الزهد باب
ذكر القبر والبلى رقم 4268 واسناده صحيح. ص
631

42498 المسلم إذا سئل في القبر يشهد إن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) (حم، ق (1)، 4
عن البراء).
42499 إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم يشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله (يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت) (خ - (2) عن البراء).
42500 إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال
لأحدهما: ((المنكر) والآخر (النكير) فيقولان: ما كنت تقول
في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا نعلم
أنك تقول هذا! ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين،

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير تفسير سورة إبراهيم
(6 / 100). ص
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما جاء في عذاب القبر
(2 / 122). ص
632

ثم ينور له فيه، ثم يقال: نم، فيقول: أرجع إلى أهلي
فأخبرهم، فيقولان: نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله
إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال: سمعت
الناس يقول وان قولا فقلت مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم
أنك تقول ذلك، فيقال للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه فتختلف
أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك (ت (1) -
عن أبي هريرة).
42501 ما من شئ لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي هذا
حتى الجنة والنار! وقد أوحى إلى أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو
قريبا من فتنة المسيح الدجال، يؤتي أحدكم فيقال: ما علمك بهذا
الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول: هو محمد رسول الله، جاءنا
بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا، هو محمد - ثلاثا، فيقال له:
نم صالحا، قد علمنا أن كنت لموقنا به، وإن المنافق أو المرتاب فيقول:
لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته (حم، ق (2) - عن

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في عذاب القبر رقم 1071
وقال حسن غريب. ص
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العلم باب من أجباب الفتيا 1 / 32. ص
633

أسماء بنت أبي بكر).
42502 إذا رأى المؤمن ما فسح له في قبره فيقول: دعوني
أبشر أهلي! فيقال له: أسكن (حم والضياء - عن جابر).
42503 إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه - حتى
أنه يسمع قرع نعالهم - أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت
تقول في هذا الرجل - لمحمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه
عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك
الله مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا، ويفسح له في قبره سبعون ذراعا،
ويملا عليه خضرا إلى يوم يبعثون، وأما الكافر والمنافق فيقال له:
ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول
ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت! ثم يضرب بمطراق
من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير
الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه (حم، ق (1)، د،
ن - عن أنس).
42504 إن القبر أول منازل الآخرة، فان نجا منه فما بعده

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما جاء في عذاب القبر
2 / 123. ص
634

أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه (ت، ه‍، ك - عن
عثمان ابن عفان).
42505 فتنة القبر في! فإذا سئلتم عني فلا تشكوا (ك -
عن عائشة).
الاكمال
42506 إذا دخل الانسان قبره حف به عمله الصالح:
الصلاة والصيام، فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده، ومن نحو الصيام
فيرده، فيناديه: اجلس، فيجلس، فيقول له: ما تقول في هذا
الرجل؟ قال: من؟ قال: محمد، فيقول: أشهد أنه رسول الله،
فيقول: وما يدريك؟ أدركته؟ قال: أشهد أنه رسول الله، يقول:
على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث، وإن كان فاجرا أو كافرا
جاءه الملك ليس بينه وبينه شئ يرده فأجلسه ويقول: ما تقول في هذا
الرجل؟ قال: وأي رجل؟ قال: محمد؟ فيقول: والله ما أدري،
سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، فيقول الملك: على ذلك عشت وعليه
مت وعليه تبعث، وتقيض له دابة في قبره سوداء مظلمة، معها
سوط ثمرته (1) جمرة مثل عرف البعير: فتضربه ما شاء الله، صماء

(1) ثمرته: أي طرفه الذي يكون في أسفله. ا ه‍ 1 / 21. النهاية. ب
635

لا تسمع صوته فترحمه (حم (1)، طب - عن أسماء بنت أبي بكر).
42507 إن المؤمن يقعد في قبره حتى ينكفئ عنه من شهده،
فيقال له: رجل يقال له (محمد) فإن كان مؤمنا قال: هو عبد الله
ورسوله، فيقال له: نم، نم، نامت عيناك! وإن كان غير مؤمن
قال: والله ما أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ويخوضون
فخضته، فيقال له: نم، لا نامت عيناك (طب - عن أسماء بنت
أبي بكر).
42508 إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا أدخل المؤمن
قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقال له: ما كنت
تقول في هذا الرجل؟ فيقول المؤمن: أقول: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعبده، فيقول له الملك: انظر إلى مقعدك الذي كان لك في النار،
قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي
ترى من الجنة، فيقول المؤمن: دعوني أبشر أهلي، فيقال له: أسكن،
وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه أهله فيقال له: ما كنت تقول في
هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، أقول ما يقول الناس، فيقال له:
لا دريت! هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة، قد أبدلت منه

(1) أخرجه أحمد في مسنده 6 / 352. ص
636

مقعدك من النار، فيبعث كل عبد في القبر على ما مات، المؤمن
على إيمانه، والمنافق على نفاقه (حم - عن جابر) (1).
42509 يا أيها الناس! إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فإذا
الانسان دفن وتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق فأقعده
قال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال: أشهد أن لا إله
إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فيقول له: صدقت، ثم
يفتح له باب إلى النار، فيقول: هذا كان منزلك لو كفرت بربك،
فأما إذا آمنت فهذا منزلك، فيفتح له باب إلى الجنة فيريد أن
ينهض إليه فيقول له: أسكن، ويفسح له في قبره، وإن كان كافرا
أو منافقا قيل له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري،
سمعت الناس يقولون شيئا، فيقول: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت!
ثم يفتح له باب إلى الجنة فيقول: هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما
إذا كفرت به فان الله تعالى أبدلك به هذا، ويفتح له باب إلى النار،
ثم يقمعه قمعة بالمطراق يسمعها خلق الله عز وجل كلهم غير الثقلين،
فقال بعض القوم: يا رسول الله! ما أحد يقوم عليه ملك في يده
مطراق إلا هيل عند ذلك، فقال: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول

(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3 / 340. ص
637

الثابت) (حم (1) وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي عاصم في
السنة، وابن جرير، ق في عذاب القبر - عن أبي سعيد، وصحح).
الفصل الثاني في عذاب القبر
42510 استجيروا بالله من عذاب القبر! فان عذاب القبر حق
(طب - عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص).
42511 استعيذوا بالله من عذاب القبر، استعيذوا بالله من
جهنم، استعيذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، استعيذوا بالله من فتنة
المحيا والممات (خد، ت، ن - عن أبي هريرة).
42512 استعيذوا بالله من عذاب القبر، إنهم يعذبون في
قبورهم عذابا يسمعه البهائم (حم، طب - عن أم مبشر).
42513 إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن تدافنوا
لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، تعوذوا بالله
من عذاب النار، تعوذوا بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من الفتن
ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا بالله من فتنة الدجال (حم، م (3) -

(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده 3 /.. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3599. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2867. ص
638

عن زيد بن ثابت).
42514 ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف
عنه (ك - عن ابن عمر).
42515 لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبي (ع
والضياء - عن أنس).
42516 عذاب القبر حق (خط - عن عائشة).
42517 إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى أن البهائم لتسمع
أصواتهم (طب - عن ابن مسعود).
42518 إن سعدا ضغط في قبره ضغطة فسألت الله أن يخفف
عنه (طب - عن ابن عمر).
42519 إن للقبر ضغطة، لو كان أحد ناسيا منها نجا سعد
ابن معاذ (حم - عن عائشة).
42520 الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن لكل ذنب
بقي عليه ولم يغفر له (الرافعي في تاريخه - عن معاذ).
42521 طول مقام أمتي في قبورهم تمحيص لذنوبهم (1) -

(1) وهكذا أورده السيوطي في الجامع الصغير بلا عزو وذكر الذهبي في
الميزان ان في سنده عبد الله بن أبي غسان الإفريقي. ص
639

عن ابن عمر).
42522 عذاب القبر حق، فمن لم يؤمن به عذب (ابن
منيع - عن زيد بن أرقم).
42523 لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي
(طب - عن أبي أيوب).
42524 لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ، ولقد
ضم ضمة ثم روخي عنه (طب - عن ابن عباس).
42525 لو أنتم تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت ما أكلتم
طعاما على شهوة أبدا، ولا شربتم شرابا على شهوة أبدا، ولا دخلتم
بيتا تستظلون به، ولمررتم إلى الصعدات تلدمون (1) صدوركم وتبكون
على أنفسكم (ابن عساكر - عن أبي الدرداء).
42526 لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت ما أكل أكلة ولا
شرب شربة إلا وهو يبكي ويضرب على صدره (ط، ص - عن
أبي هريرة).
42527 لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر

(1) تلدمون، الالتدام: ضرب النساء وجوههن في النياحة. اه‍ 4 / 245
النهاية. ب
640

(حم، م (1) ن - عن أنس).
42528 ما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه (ت، ه‍،
ك - عن عثمان).
42529 إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي،
إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن
أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة (ق،
ت، ه‍ - عن ابن عمر).
42530 يكسى الكافر لوحين من نار في قبره (ابن مردويه -
عن البراء).
الاكمال
42531 إنكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال (حم - عن
عائشة).
42532 أففت من صاحب هذا القبر الذي سئل عني فشك
في (طب - عن رباح بن صالح بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه
عن جده).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2868. ص
641

42533 إني مررت بقبر وهو يسأل عني فقال: لا أدري،
فقلت: لا دريت (البغوي وابن السكن وابن قانع، طب - عن
أيوب بن بشير المعاوي عن أبيه، قال البغوي: ولا أعلم له غيره، وفي
الإصابة. اسم أبيه اكال).
42534 إنها كانت امرأة مسقامة فذكرت شدة الموت
وضغطة القبر فدعوت الله أن يخفف عنها - يعني ابنته زينب (ك -
عن أنس).
42535 الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن لكل ذنب
بقي عليه لم يغفر له، وذلك أن يحيى بن زكريا ضمه القبر ضمة في
أكلة شعير (الرافعي - عن معاذ).
42536 كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضيق زينب وكان
ذلك يشق على فدعوت الله عز وجل أن يخفف عنها ففعل، ولقد
ضغطها ضغطة سمعها من بين الخافقين إلا الجن والإنس (طب، قط
في العلل وقال: مضطرب - عن أنس، وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات).
42537 تضايق على صاحبكم قبره وضم ضمة لو نجا منها أحد
لنجا سعد منها، ثم فرج الله عنه (ابن سعد - عن جابر).
642

42538 لا إله إلا الله! سبحان الله! هذا العبد الصالح قد
ضيق عليه قبره حتى خشيت أن لا يوسع عليه - يعني سعد بن معاذ
(الحكيم - عن جابر).
42539 لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد، ولقد ضم
ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول (ابن سعد - عن سعيد
المقبري مرسلا).
42540 لو أفلت أحدكم من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي
(طب - عن البراء بن عازب عن أبي أيوب أن صبيا دفن فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره).
42541 يضغط المؤمن فيه - يعني القبر - ضغطة تزول منها
حمائله، ويملا على الكافر نارا (حم والحكيم - عن حذيفة، وأورده
ابن الجوزي في الموضوعات، ورد عليه ابن حجر في القول المسدد).
42542 غيب لا يعلمه إلا الله! ولولا تمزع (1) قلوبكم
وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع (حم، طب - عن أبي أمامة أن
النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال: إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبورهما!

(1) تمزع: وفي حديث معاذ " حتى تخيل إلى أن أنفه يتمزع من شدة
غضبه " أي يتقطع ويتشقق غضبا. اه‍ 4 / 325 النهاية. ب
643

قالوا: وحتى متى هما يعذبان؟ قال - فذكره).
42543 يا أبا أيوب أتسمع ما أسمع؟ أسمع أصوات اليهود
يعذبون في قبورهم (طب - وهو لفظه، حم، خ، م، ن - عن
البراء عن أبي أيوب).
42544 يا بلال! هل تسمع ما أسمع، ألا تسمع أهل القبور
يعذبون (ك - عن أنس).
42545 لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر
الذي أسمع منه: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها. تعوذوا بالله من
عذاب النار وعذاب القبر، وتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما
بطن، تعوذوا بالله من فتنة الدجال (حب - عن أبي سعيد).
42546 يقول القبر للميت حين يوضع فيه (ويحك يا ابن
آدم! ما غرك بي؟ ألم تعلم أني بيت الظلمة وبيت الفتنة وبيت الوحدة
وبيت الدود؟ ما غرك بي إذ كنت تمشى فدادا (1)؟ فإن كان مصلحا
أجاب عنه مجيب القبر فيقول: أرأيت أن كان يأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر! فيقول القبر: إني إذا أعود عليه خضرا، ويعود جسده
عليه نورا، وتصعد روحه إلى رب العالمين (الحكيم، ع، طب،

(1) فدادا: ذو أمل كثير وخيلاء وسعي دائم. اه‍ 3 / 121 النهاية. ب
644

حل - عن أبي الحجاج الثمالي).
42547 ليس من يوم إلا ويعرض على أهل القبور مقاعدهم
من الجنة والنار (أبو نعيم - عن ابن عمر).
42548 إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي،
إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن
أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة (مالك،
ط، حم، خ، م (1)، ت، ن، ه‍ - عن ابن عمر).
42549 يرسل على الكافر حيتان: واحدة من قبل رأسه،
وأخرى من قبل رجليه، يقرضانه قرضا، كلما فرغتا عادتا - إلى يوم
القيامة (حم والخطيب - عن عائشة).
42550 يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا
تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة، ولو أن تنينا منها نفخ على الأرض
ما أنبتت خضراء (حم وعبد بن حميد والدارمي، ع، حب، ض -
عن أبي سعيد).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2866. ص
645

الفصل الثالث في زيارة القبور
42551 زوروا القبور، فإنها تذكر الآخرة (ه‍ - عن أبي
هريرة).
42552 زوروا القبور ولا تقولوا هجرا (ط، ص - عن
زيد بن ثابت).
42553 اطلع في القبور واعتبر بالنشور (هب - عن أنس).
42554 كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور، فإنها
تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة (ه‍ - عن ابن مسعود).
42555 كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا! فزوروها فإنها
ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرا (ك -
عن أنس).
42556 ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا
فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام (خط وابن عساكر - عن
أبي هريرة).
42557 نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم
الموت (ك - عن أنس).
646

42558 نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فان لكم فيها عبرة
(طب - عن أم سلمة).
42559 قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد أذن لمحمد
في زيارة قبر أمه، فزوروها فإنها تذكركم الآخرة (ت - عن بريدة).
42560 السلام عليكم دار قوم مؤمنين! وإنا إن شاء الله بكم
لاحقون، وددت أنا قد أرينا إخواننا، قالوا: أو لسنا إخوانك؟
قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: كيف
تعرف من لم يأت بعد من أمتك؟ قال: أرأيت لو أن رجلا له خيل
غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى،
قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على
الحوض، ألا! ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال،
أناديهم! ألا هلم! ألا هلم! فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول:
فسحقا! فسحقا! فسحقا (مالك والشافعي، حم، م (1)، ن - عن
أبي هريرة).
42561 السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين!
يغفر الله لنا ولكم! أنتم سلفنا ونحن بالأثر (ت، طب - عن ابن عباس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الطهارة باب استحباب إطالة الغرة رقم 249. ص
647

42562 السلام عليكم دار قوم مؤمنين! وأنا وإياكم متواعدون
غدا ومتواكلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل
بقيع الغرقد (ن - عن عائشة).
42563 السلام عليكم دار قوم مؤمنين! أنتم لنا فرط وإنا
بكم لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم (ه‍ - عن عائشة).
42564 قولي: السلام على أهل الدار من المؤمنين والمسلمين!
فيرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، فانا إن شاء الله بكم لاحقون
(م (1)، ن - عن عائشة).
42565 إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها
لتذكركم زيارتها خيرا، وكنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث،
فكلوا وأمسكوا ما شئتم، وكنت نهيتكم عن الأشربة في الأوعية،
فاشربوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرا (حم، م (2)، ت،
ن - عن بريدة).
42566 نهيتكم عن ثلاث وأنا آمركم بهن: نهيتكم عن
زيارة القبور فزوروها فان في زيارتها تذكرة، ونهيتكم عن الأشربة

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور رقم 974. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم رقم 977. ص
648

أن لا تشربوا إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير أن
لا تشربوا مسكرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها بعد
ثلاث، فكلوا واستمتعوا بها في أسفاركم (د (1) - عن بريدة).
42567 حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار (ه‍ (2) - عن
ابن عمر، طب - عن سعد).
42568 زر القبور تذكر بها الآخرة، واغسل الموتى فان
معالجة جسد خاو موعظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك،
فان الحزين في ظل الله يوم القيامة يتعرض لكل خير (ك - عن
أبي ذر).
42569 لان أطأ على جمرة أحب إلى أن أطأ على قبر
(خط - عن أبي هريرة).
42570 لان أمشى على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي
برجلي أحب إلى من أن أمشى على قبر مسلم، وما أبالي أوسط القبر
قضيت حاجتي أو وسط السوق (ه‍ - عن عقبة بن عامر) (3).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأشرمية باب في الأدعية رقم 3698. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في زيارة قبور للمشركين رقم
1573 وقال في الزوائد: اسناده صحيح. ص
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في النهي عن المشي على القبور
رقم 1567 اسناده صحيح. ص
649

42571 لا تقعدوا على القبور (حم، ن - عن عمرو بن حزم).
42572 لان يجلس أحدكم على جمرة فيحترق ثيابه فتخلص
إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر (حم، م (1)، د، ن، ه‍ -
عن أبي هريرة).
42573 لان يطأ الرجل على جمرة خير له من أن يطأ على
قبر (حل - عن أبي هريرة).
42574 لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها (حم، م (1) - 3
عن أبي مرثد).
42575 نهى أن يقعد على القبر، وأن يجصص، أو يبنى عليه
(حم، م، د، ن - عن جابر).
42576 نهى أن يكتب على القبر شئ (ه‍، ك - عن جابر).
42577 اقرأوا على موتاكم يس (حم، د، ه‍، حب، ك - عن
معقل بن يسار).
42578 أكثروا في الجنازة قول (لا إله إلا الله) (فر -
عن أنس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب النهي عن الجلوس على القبر رقم 971
ورقم 972. ص
650

42579 زودوا موتاكم (لا إله إلا الله) (في تاريخه - عن
أبي هريرة).
42580 لو كان مسلما فأعتقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك
(د - عن ابن عمرو).
منع النساء من زيارة القبور
42581 ارجعن مأزورات غير مأجورات (ه‍ - (1) عن علي
عد - عن أنس).
زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم
42582 من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في
حياتي (طب، هق - عن ابن عمر).
42583 من زار قبري وجبت له شفاعتي (عد، هب -
عن ابن عمر).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز رقم
1578 وفي اسناده دينار بن عمر. ص
651

42584 من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شهيدا أو شفيعا
يوم القيامة (هب - عن أنس).
الاكمال
42585 إذا حضرتم الميت فقولوا (سبحان ربك رب
العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)
(ص، ش، والمروزي - عن أم سلمة).
42586 استأذنت ربي أن استغفر لأمي فلم يأذن لي،
واستأذنته في أن أزورها فاذن لي، فزوروا القبور تذكركم الآخرة
(حم، م، (1) د، ن، حب - عن أبي هريرة).
42587 إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها
تذكركم الآخرة، ونهيتكم عن الأوعية، فاشربوا فيها واجتنبوا كل
مسكر، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تمسكوها بعد ثلاث،
فاحبسوها ما بدا لكم (حم - عن علي).
42588 إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم رقم 976. ص
652

واجعلوا زيارتكم لها صلاة عليهم واستغفارا لهم، ونهيتكم عن أكل
لحوم الأضاحي بعد ثلاث، فكلوا منها وادخروا، ونهيتكم ما ينبذ
في الدباء والحنتم والمقير، فانتبذوا وانتفعوا بها (طب -
عن ثوبان).
42589 إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، وأكل لحوم
الأضاحي فوق ثلاث، وعن نبيذ الأوعية، ألا! فزوروا القبور
فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة، وكلوا لحوم الأضاحي وأبوا
شئتم فإنما نهيتكم عنه إذ الخير قليل توسعة على الناس، ألا! إن
وعاء لا يحرم شيئا، وإن كل مسكر حرام (ك، ق -
ابن مسعود).
42590 ألا! إني كنت نهيتكم عن ثلاث: عن زيارة
القبور، ثم بدا لي أنها ترق القلوب وتدمع العين، فزوروها ولا
تقولوا هجرا، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، ثم بدا لي
أن الناس يبتغون أدمهم ويتحفون ضيفهم، ويرفعون لغائبهم، فكلوا
وأمسكوا ما شئتم، ونهيتكم عن الأوعية، فاشربوا ما شئتم، من
شاء أوكأ سقاه على إثم (حم - عن أنس).
653

42591 من قال إذا مر بالمقابر (السلام على أهل لا إله إلا
الله من أهل لا إله إلا الله، كيف وجدتم قول لا إله إلا الله؟
يا أهل إله إلا الله! بحق لا إله إلا الله: اغفر لمن قال لا إله
إلا الله، واحشرنا في زمة من قال: لا إله إلا الله)) غفر الله له
ذنوب خمسين سنة، قيل: يا رسول الله! من لم تكن له ذنوب
خمسين سنة؟ قال: لوالديه ولقرابته ولعامة المسلمين (الديلمي في
تاريخ همدان والرافعي وابن النجار - عن علي.
42592 السلام عليكم دار قوم مؤمنين! وإنا إن شاء بكم
لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا! قالوا: أو لسنا إخوانك؟ قال:
بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، قالوا: كيف تعرف
من لم يأت بعد من أمتك؟ قال: أرأيت أن رجلا له خيل غر
محجلة بين ظهري في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى
قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين (1) من الوضوء، وأنا فرطهم على
الحوض، ألا؟ ليذدان رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال،
أناديهم: ألا هلم، ألا هلم، فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول:

(1) محجلون: المحجل هو الذي يرتفع البياض في قوائمه إلى موضع القيد
ويجاوز الأرساغ ولا يجاوز الركبتين. النهاية 1 / 346. ب
654

فسحقا! فسحقا! فسحقا (مالك (1)، والشافعي، حم، ن، ه‍،
حب - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة قال - فذكره).
42593 السلام عليكم أهل القبور ثلاثا - من كان منكم من
المسلمين والمؤمنين أنتم فرط لنا (طب عن مجمع بن حارثة).
42594 السلام عليكم دار قوم مؤمنين! وإنا بكم لاحقون،
وإنا لله وإنا إليه راجعون، لقد أصبتم خيرا بجيلا (2) وسبقتم شرا طويلا
(أبو نعيم وابن عساكر - عن الجهدمة امرأة بشير بن الخصاصية عن
بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة فتبعته فأتى البقيع فقال -
فذكره).
42595 سلام عليكم دار قوم مؤمنين! وإنا بكم لاحقون،
اللهم! لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم (حم - عن عائشة).
42596 من مر على المقابر فقرأ فيها إحدى عشرة مرة
(قل هو الله أحد) ثم وهب أجره الأموات أعطي من الاجر
بعدد الأموات (الرافعي - عن علي).
42597 نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تذكركم

(1) جرى تصحيح هذا الحديث من الموطأ للامام مالك كتاب الطهارة باب
جامع الوضوء رقم 28. ص
(2) بجيلا: واسما كثيرا من التبجيل: التعظيم. النهاية 1 / 98. ب
655

الآخرة، ونهيتكم عن الشراب في الدباء والحنتم، فاشربوا ما بدا لكم
واجتنبوا كل مسكر، ونهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها فوق
ثلاث، وكلوا ما بدا لكم (ك في معجم شيوخه وابن السني -
عن عائشة).
42598 نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولا تقولوا هجرا،
ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث، فكلوا وأمسكوا،
ونهيتكم عن النبيذ، فاشربوا ولا تشربوا مسكرا (طب - عن
ابن عباس).
42599 نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فان فيها عبرة،
ونهيتكم عن النبيذ، ألا! فانتبذوا، ولا أحل مسكرا، ونهيتكم
لحوم الأضاحي، فكلوا وادخروا (ك - عن واسع بن حبان).
42600 لا بر أفضل من بر أهل القبور، ولا يصل
أهل القبور إلا مؤمن (الديلمي - عن جابر).
42601 ما من رجل يزور قبر حميمه فيسلم عليه ويقعد عنده
إلا رد عليه السلام وأنس به حتى يقوم من عنده (أبو الشيخ والديلمي
عن أبي هريرة).
656

42602 ما من رجل يمر بقبر كان فيه يعرفه في الدنيا فيسلم
عليه إلا عرفه ورد عليه السلام (تمام والخطيب وابن عساكر وابن
النجار - عن أبي هريرة وسنده جيد).
42603 إذا مررتم بقبورنا وقبوركم من أهل الجاهلية
فأخبروهم أنهم في النار (حب، ك - عن أبي هريرة).
42604 من صاحب هذا القبر ركعتان أحب إلى هذا من
بقية دنياكم (طس - أبي هريرة).
42605 انزل عن القبر لا تؤذي صاحب القبر ولا يؤذيك
(طب، ك - عن عمارة بن حزم).
42606 لا تؤذوا صاحب القبر (حم - عن عمرو
ابن حزم).
42607 ارجعن مأزورات غير مأجورات، مفتنات
الاحياء مؤذيات الأموات (الخطيب - عن أبي هدبة
عن أنس).
657

الفصل الرابع في التعزية
42608 من عزى مصابا فله مثل أجره (ت، (1) ه‍ -
عن ابن مسعود).
42609 من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة (ت (2)
أبي بردة).
42610 ليعزي الناس بعضهم بعضا من بعدي بالتعزية بي
(ع، هب - عن سهل بن سعد).
42611 ليعزي المسلمين في مصائبهم المصيبة بي (ابن المبارك
عن القاسم مرسلا).
42612 يا أيها الناس! أيما أحد من المؤمنين أصيب بمصيبة
فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فان أحدا من أمتي

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في أجر من عزى مصابا رقم
1073 وقال غريب. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب آخر في فضل التعزية رقم 1076
وقال غريب وليس إسناده بالقوي. ص
658

لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي (ه‍ (1) -
عن عائشة).
42613 قال موسى لربه عز وجل: ما جزاء من عزى
الثكلى؟ قال: أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي (ابن السني في
عمل يوم وليلة - عن أبي بكر وعمران بن حصين).
42614 إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شئ عنده
بأجل مسمى (حم، ق، د، ن، ه‍ - عن أسامة بن زيد).
42615 ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من
حلل الكرامة يوم القيامة (ه‍ - (2) عن عمرو بن حزم).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في الصبر على المصيبة رقم
1599 إسناده ضعيف. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء ثواب من عزى مصابا
رقم (1601) وفي إسناده قيس بن عمارة قال البخاري
فيه نظر. ص
659

تهيئة الطعام لأهل الميت
42616 اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنه قد أتاهم ما شغلهم
(حم، د، ت، ه‍، (1) ك - عن عبد الله بن جعفر).
42617 إن آل جعفر شغلوا بشأن ميتهم، فاصنعوا لهم
طعاما (ه‍ (2) - عن أسماء بنت عميس).
42618 قولي: اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى
حسنة (م، (3) 4 - عن أم سلمة).
الاكمال
42619 أتحب لو أن عندك ابنك كأحسن الصبيان وأكيسه
أتحب لو أن عندك ابنك كأجرأ الصبيان جرأة؟ أتحب لو أن

(1 / 2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في الطعام رقم 1610
و 1611 قال السندي: في إسناده أم عيسى مجهولة لم تسم وكذلك
أم عون. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب ما يقال عند المريض والميت
رقم 989. ص
660

عندك ابنك كهلا كأفضل الكهول وأسراه! أو يقال لك: ادخل
الجنة بثواب ما قد أخذنا منك (حم والبغوي وابن قانع وابن منده
وابن عساكر - عن حوشب أن رجلا توفي ابنه فوجد عليه أبوه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره، قال ابن منده: هذا حديث غريب،
وقال ابن السكن: تفرد به ابن لهيعة وهو ضعيف، وقال البغوي:
لم يرو حوشب غير هذا الحديث).
42620 اللهم! عز حزنها، واجبر مصيبتها، وأبدلها بها
خيرا منها (ابن سعد - عن ضمرة بن حبيب مرسلا).
42621 من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل، سلام عليكم
إني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فان ابنك فلان
قد توفي في يوم كذا وكذا فأعظم الله لك الاجر، وألهمك الصبر
ورزقك الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء! أنفسنا وأموالنا
وأهلونا من مواهب الله الهنيئة، وعواريه المستودعة، يمتعنا بها إلى
أجل معدود، ويقضيها لوقت معلوم، وحقه علينا هناك إذا أبلانا
الصبر، فعليك بتقوى الله وحسن العزاء! فان الحزن لا يرد ميتا
ولا يؤخر أجلا، وإن بالاسف لا يرد ما هو نازل بالعباد
661

(الخطيب - عن ابن عباس، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).
42622 لله ما أخذ ولله ما أبقى (طب عن الوليد بن
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده).
42523 من سمع بموت مسلم فدعا له بخير كتب الله
تعالى له أجر من عاده وشيعه ميتا) قط في الافراد وابن النجار -
عن ابن عمر).
42624 من عزى أخاه المؤمن في مصيبته كساه الله حلة
خضراء يحبر بها يوم القيامة، قيل: يا رسول الله! ما يحبر
بها؟ قال: يغبط بها (ك في تاريخه والخطيب ابن عساكر -
عن أنس).
42625 من عزى حزينا ألبسه الله عز وجل لباس التقوى،
وصلى على روحه في الأرواح، ومن كفن ميتا كساه الله من
السندس (أبو الشيخ - عن جابر، وفيه الخليل بن مرة).
42626 من عزى ثكلى كسي بردا من الجنة (هب -
عن أبي برزة).
662

42627 من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة (ت (1) -
وضعفه، ع - عن أبي هريرة).
42628 التعزية مرة (الديلمي - عن عثمان).
42629 لا تغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاما،
فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم (حم - عن أسماء بنت عميس).
42630 اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنه قد أتاهم ما شغلهم
(ط، حم، د، ت: حسن صحيح، طب، ق، ض - عن
عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعى جعفر قال - رسول الله صلى الله عليه وسلم -
فذكره) مر عزوه برقم (42616).

(1) قال الامام النووي في كتاب فيض القدير للمناوي (6 / 179):
التعزية: التصبير وذكر ما يسلى صاحب الميت ويخفف حزنه ويهون مصيبته وذلك
لان التعزية تفعلة من العزاء، وهو الصبر والتصبير يكون بالامر بالصبر
وبالحث عليه بذكر ما للصابرين من الاجر ويكون بالجمع بينهما وبالتذكير
بما يحمل على الصبر. اه‍. ص
663

الباب الرابع في فضيلة طول العمر ولواحق الكتاب
وفيه فصلان
الفصل الأول في فضيلة طول العمر
42631 سألت الله في أبناء الأربعين من أمتي، فقال: يا محمد!
قد غفرت لهم، قلت: وأبناء الخمسين! قال: إني قد غفرت لهم،
قلت: فأبناء الستين! قال: قد غفرت لهم، قلت: فأبناء السبعين!
قال: يا محمد! إني لأستحيي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني
لا يشرك بي شيئا أن أعذبه بالنار، فأما أبناء الأحقاب أبناء الثمانين
والتسعين فاني واقف يوم القيامة فقائل لهم: أدخلوا من أحببتم الجنة
من الناس (أبو الشيخ - عن عائشة).
42632 الشيخ في أهله كالنبي في أمته (الخليلي في مشيخته
وابن النجار - عن أبي رافع).
42633 الشيخ في بيته كالنبي في قومه (حب في الضعفاء
والشيرازي في الألقاب - عن ابن عمر).
42634 قال تعالى: إذا بلغ عبدي أربعين سنة عافيته من
البلايا الثلاث: من الجنون والبرص والجذام، وإذا بلغ خمسين سنة
664

حاسبته حسابا يسيرا، فإذا بلغ ستين سنة حببت إليه الإنابة، وإذا
بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة، وإذا بلغ ثمانين سنة كتبت
حسناته وألقيت سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة، قالت الملائكة: أسير
الله في أرضه، فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ويشفع في أهله
(الحكيم - عن عثمان).
42635 كلما طال عمر المسلم كان له خيرا (طب - عن عوف
ابن مالك).
42636 أليس قد مكث هذا بعده سنة فأدرك رمضان
فصامه وصلى كذا وكذا سجدة في السنة، فلما بينهما أبعد مما
بين السماء والأرض (ه‍ (1)، حب، هق - عن طلحة).
42637 ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في
الاسلام، لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله (حم - عن طلحة).
42638 إن الله تعالى يحب أبناء الثمانين (ابن عساكر - عن
ابن عمر).
42639 إن الله تعالى يحب أبناء السبعين ويستحيي من أبناء

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب تعبير الرؤيا باب تعبير الرؤيا رقم 3920 وقال
في الزوائد: رجال اسناد ثقات إلا أنه منقطع. ص
665

الثمانين (حل - عن علي).
42640 ما من مسلم يشيب شيبة في الاسلام إلا كتب الله
له بها حسنة وحط عنه بها خطيئة (د - عن ابن عمرو).
42641 من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة
(ت (1)، ن - عن كعب بن مرة).
42642 من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم
القيامة (حم (1)، ت، ن، حب - عن عمرو بن عنبسة).
42643 أفضل الناس عند الله يوم القيامة المؤمن المعمر (فر -
عن جابر).
42644 إن الله يستحيى من ذي الشيبة إذا كان مسددا
لزوما للسنة أن يسأله فلا يعطيه (ابن النجار - عن أنس).
42645 لا يتمنى أحدكم الموت! إما محسنا فلعله يزداد، وإما
مسيئا فلعله يستعتب (حم، خ، ن - عن أبي هريرة).
42646 السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله
(القضاعي، فر - عن ابن عمر).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجهاد باب ما جاء في فضل من شاب شيبة في
سبيل الله رقم 1634 و 1635 وقال حديث حسن صحيح غريب. ص
666

42647 خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا (ك -
عن جابر).
42648 خير الناس من طال عمره وحسن عمله (حم، ت (1) -
عن عبد الله بن بسر).
42649 خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس
من طال عمره وساء عمله (حم، ت (1)، ك - عن أبي بكرة).
42650 طوبى لمن طال عمره وحسن عمله (طب، حل - عن
عبد الله بن بسر).
42651 إن السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله
(خط - عن المطلب عن أبيه).
الاكمال
42652 ألا أخبركم بخياركم! خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم
أعمالا (عبد وابن حميد وابن زنجويه، ك - عن جابر، ابن زنجويه،
ق - عن أبي هريرة).
42653 ألا أنبئكم بخياركم من شراركم! خياركم أطولكم

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في طول العمر للمؤمن رقم
233 وقال حسن غريب ورقم 2331 وقال حسن صحيح. ص
667

أعمارا وأحسنكم أعمالا (ك، ق - عن جابر).
42654 ألا أنبئكم بخياركم؟ خياركم أطولكم أعمارا وأحسنكم
أعمالا (حب - عن أبي هريرة).
42655 ليس أحد أفضل عند الله عز وجل من مؤمن يعمر
في الاسلام، لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله (حم وعبد بن حميد -
عن طلحة).
42656 ما أحد أعظم عند الله من رجل يعمر في الاسلام
(ن، ض - عن شداد بن الهاد).
42657 من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الإنابة (أبو
الشيخ - عن جابر).
42658 كلما طال عمر ابن آدم كان خيرا له (طب - عن
عوف بن مالك).
42659 إذا بلع العبد أربعين سنة آمنه الله تعالى من البلايا
الثلاث: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين سنة خفف الله
عنه الحساب، وإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه لما يحب، فإذا
بلغ سبعين سنة أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة أثبت. الله له
حسناته ومحا سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من
668

ذنبه وما تأخر، وشفع في أهل بيته، وناداه مناد من السماء: هذا
أسير الله في أرضه (ع، خط - عن أنس).
42660 إذا بلغ المرء المسلم خمسين سنة صرف الله عنه ثلاثة
أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ ستين سنة رزقه
الله الإنابة إليه، فإذا بلغ سبعين سنة محيت سيئاته وكتبت حسناته،
فإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر، وكان
أسير الله في الأرض، وشفع لأهل بيته (طب - عن عبد الله بن أبي
بكر الصديق).
42661 إن العبد إذا بلع أربعين سنة - وهو العمر - آمنه
الله من الخصال الثلاث: من الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين
سنة - وهو الدهر - خفف الله عنه الحساب، فإذا بلغ ستين سنة
- وهو في إدبار من قوة - رزقه الله الإنابة إليه فيما يحب، فإذا بلغ
سبعين سنة - وهو الحقب - أحبه أهل السماء، فإذا بلغ ثمانين سنة
- وهو الهرم - كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ تسعين
سنة - وهو الفناء وقد ذهب العقل - غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر، وشفع في أهل بيته، وسماه أهل السماء (أسير الله)،
فإذا بلغ مائة سنة سمى (حبيس الله في الأرض) وحق على الله أن
669

لا يعذب حبيسه في الأرض (الحكيم - عن أبي هريرة).
42662 صاحب الأربعين يصرف عنه أنواع البلاء والأمراض
والجذام والبرص وما أشبهها، وصاحب الخمسين يرزقه الله الإنابة،
وصاحب الستين يخفف الله عنه الحساب، وصاحب السبعين يحبه الله
والملائكة في السماء، وصاحب الثمانين تكتب حسناته ولا تكتب
سيئاته، وصاحب التسعين أسير الله في الأرض، يشفع في نفسه وفي
أهل بيته (الديلمي - عن أنس).
42663 ما من مسلم يعمر في الاسلام أربعين سنة إلا صرف
الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجرام والجنون والبرص، فإذا بلغ
الخمسين يسر الله عليه الحساب، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إليه
بما يحب، فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ
الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمى (أسير الله في الأرض) وشفع
وشفع في أهل بيته (الحكيم، ع - عن أنس).
42664 إذا بلغ المرء المسلم أربعين سنة صرف الله عنه ثلاثة
أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص (الحكيم - عن أبي بكر).
42665 ما من معمر يعمر في الاسلام أربعين سنة إلا
670

صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص
ابن النجار - عن أنس).
42666 إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر الله إليه في
العمر (عبد بن حميد في تفسيره والروياني وابن مردويه، ض - عن
سهل بن سعد).
43667 لقد أعذر الله إلى صاحب الستين سنة والسبعين
سنة (ابن جرير - عن أبي هريرة).
42668 من عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه في العمر
(الرامهرمزي في الأمثال - عن أبي هريرة).
42669 إن الله تعالى يحب أبناء الثمانين (ك - عن
ابن عمر).
42670 إذا بلغ العبد ثمانين سنة فإنه أسير الله في الأرض
تكتب له الحسنات وتمحى عنه السيئات (ع - عن أنس).
42671 من بلغ من هذه الأمة ثمانين سنة حرم الله تعالى
جسده على النار (ابن النجار - عن أنس).
671

42672 من بلغ الثمانين من هذه الأمة لم يعرض ولم يحاسب
وقيل له: ادخل الجنة (حل - عن عائشة).
42673 إن الله عز وجل ليستحي أن يعذب عبده أو أمته
إذا أسنا في الاسلام (الخطيب - عن جرير).
42674 إن الله يستحيي من عبده وأمته يشيبان في الاسلام
أن يعذبهما (ابن النجار - عن أنس).
42675 من شاب شيبة في الاسلام كتب له بها حسنة
ومحيت عنه بها خطيئة (مقاتل بن سليمان في كتاب العجائب - عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده).
42676 من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم
القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله رفع له به درجة (طب -
عن معاذ).
42677 من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة
ومن رمى بسهم في سبيل الله كان كعتق رقبة (ق - عن كعب
ابن عجرة).
672

42678 من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يضئ
ما بين السماء والأرض، ولا يطفأ حتى يلقاها يوم القيامة، وتزمه
كما تزم الناقة زمامها حتى تدخله الجنة (أبو الشيخ - عن
أبي الدرداء).
42679 من شاب شيبة في الاسلام كانت له حسنة،
ومن شاب في الاسلام شيبة كانت له نورا يوم القيامة (ابن
عساكر - عن جابر).
42680 أخبرني جبريل عن الله تعالى أنه قال: وعزتي وجلالي
ووحدانيتي وارتفاع مكاني وفاقة خلقي إلي واستوائي على عرشي! إني
لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الاسلام ثم أعذبهما. ثم بكى،
فقيل: يا رسول الله! ما يبكيك؟ قال: بكيت لمن يستحيي الله
منه ولا يستحيي من الله (الخليلي والرافعي - عن أنس).
42681 يقول الله عز وجل: يا ابن آدم! إن الشيب نور
من نوري، وإني أستحيي أن أعذب نوري بناري، فاستحيي مني
(أبو الشيخ - عن أنس).
42682 يقول الله تعالى: إني لأستحيي من عبدي وأمتي
673

يشيبان في الاسلام فتشيب لحية عبدي ورأس أمتي في الاسلام
أعذبهما في النار بعد ذلك (ع - عن أنس).
42683 يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي وجودي وفاقة
خلقي إلي وارتفاعي في عز مكاني! إني لأستحيي من عبدي وأمتي
أن يشيبا في الاسلام ثم أعذبهما، ثم بكى، فقيل: يا رسول الله!
ما يبكيك: قال: أبكي ممن استحيى الله منه ولا يستحيي من الله
(حب في الضعفاء، ق في الزهد، والرافعي - عن أنس، وأورده
ابن الجوزي في الموضوعات).
42684 يقول الله عز وجل: إني لأستحيي من عبدي وأمتي
يشيبان في الاسلام ثم أعذبهما بعد ذلك، ولانا أعظم عفوا من أن
أستر على عبدي ثم أفضحه، ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني
(ابن أبي الدنيا في كتاب العمر، والحكيم، حب في الضعفاء وأبو
بكر الشافعي في الغيلانيات وابن عساكر - عن أنس، وأورده ابن
الجوزي في الموضوعات).
42685 فأين صلاته بعد صلاته، وصومه بعد صومه، وعمله
بعد عمله! إن بينهما كما بين السماء والأرض (ط،
674

حم (1)، د، ن، طب، ق - عن عبيد بن خالد السلمي قال: آخى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين فقتل أحدهما ومات الآخر بعده
بجمعة فقلنا: اللهم ألحقه بصاحبه! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره.
الفصل الثاني في لواحق كتاب الموت ومتفرقاته
42686 مستريح ومستراح منه، والعبد المؤمن يستريح
من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح
منه العباد والبلاد والشجر والدواب (حم، ق، (2) ن - عن
أبي قتادة).
42687 يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع
اثنان ويبقى واحد، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله (حم، ق (3)،
ت، ن عن أنس).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في النور يرى عند قبر الشهيد رقم
2523، وأخرجه النسائي كتاب الجنائز باب الدعاء رقم 197 وأخرجه
أحمد في المسند رقم 1534. ص
(2 / 3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب سكرات الموت
(5 / 133 / 134). ص
675

42688 أرواح المؤمنين في أجواف طير خضر تعلق في
شجر الجنة حتى يردها الله تعالى إلى أجسادهم يوم القيامة (طب - عن
كعب بن مالك وأم مبشر).
42689 إن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى
منازلهم في الجنة (فر - عن أبي هريرة).
42690 إن أرواح المؤمنين طير خضر تعلق بشجر الجنة
(ه‍ - عن أم بشر بنت البراء بن معرور وكعب بن مالك).
42691 إنما نسمة المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة حتى
يبعثه الله إلى جسده يوم يبعث (مالك (1)، حم، ن، ه‍، حب -
عن كعب بن مالك).
42692 يكون النسم طيرا تعلق بالشجر، حتى إذا كان
يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها (طب - عن أم هانئ).
42693 كسر عظم الميت ككسر الحي في الاثم (ه‍ (2) -

(1) أخرجه الامام مالك في الموطأ كتاب الجنائز رقم 45 والنسائي كتاب
الجنائز باب أرواح المؤمنين رقم 275. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب في النهي عن كسر عظام الميت رقم
1616 ورقم 607 وقال في إسناده عبد الله بن زياد مجهول. ص
676

عن أم سلمة.
42694 كسر عظم الميت ككسره حيا (حم، د، (1) ه‍
عن عائشة).
42695 لكل شئ حصاد وحصاد أمتي مات بين الستين إلى
السبعين (ابن عساكر - عن أنس).
42696 معترك المنايا ما بين الستين إلى السبعين (الحكيم -
عن أبي هريرة).
42697 أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من
يجوز ذلك (ت (2) - عن أبي هريرة، ع - عن أنس).
42698 أقل أمتي الذين يبلغون السبعين (طب - عن
ابن عمر).
42699 أقل أمتي أبناء السبعين (الحكيم - عن
أبي هريرة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب في النهي عن كسر عظام الميت رقم
1616 ورقم 1617 وقال في إسناده عبد الله بن زياد. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم 3545. ص
677

42700 عمر أمتي من ستين إلى سبعين (ت (1) - عن
أبي هريرة).
42701 من وافق موته عند انقضاء رمضان دخل الجنة، ومن
وافق موته عند انقضاء عرفة دخل الجنة، ومن وافق موته عند
انقضاء صدقة دخل الجنة (حل - عن ابن مسعود).
42702 موت الفجأة أخذة أسف (حم، د (2) - عن عبيد
ابن خالد).
42703 موت الفجأة راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر
(حم، هق - عن عائشة).
42704 إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر، فان البصر يتبع
الروح، وقولوا خيرا، فان الملائكة تؤمن على ما يقول أهل البيت
(حم، ك - عن شداد بن أوس).
42705 من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في فناء أعمار هذه الأمة رقم
2332 وقال حسن غريب. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب موت الفجأة رقم 3110. ص
678

عليه شرا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض (حم، ق (1)،
ن - عن أنس).
42706 وجبت، أنتم شهداء الله في الأرض (ت (2)، ه‍،
حب - عن أبي هريرة).
42707 الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في
الأرض (حم، ق، ن - عن أبي هريرة).
42708 أنتم شهداء الله في الأرض، والملائكة شهداء الله في
السماء (طب - عن سلمة بن الأكوع).
42709 إذا شهدت أمة من الأمم وهم أربعون رجلا فصاعدا
أجاز الله شهادتهم (طب والضياء - عن والد أبي المليح).
42710 ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة، قيل:
واثنان؟ قال: واثنان (ت - عن عمر) (3).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز رقم 90. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في الثناء على الميت رقم
1058. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في الثناء الحسن على الميت رقم
1059 وقال حسن صحيح. ص
679

42711 إذا مات صاحبكم فدعوه، لا تقعوا فيه (د -
عن عائشة).
42712 لا تذكروا أمواتكم إلا بخير (ن - عن عائشة).
42713 نهى عن سب الأموات (ك - عن زيد بن أرقم).
42714 لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا
(حم، خ، ن - عن عائشة).
42715 لا تسبوا الأموات فتؤذوا الاحياء (حم، ت (1) -
عن المغيرة).
42716 ما من أحد يموت إلا ندم، إن كان محسنا ندم أن
لا يكون ازداد، وإن كان مسيئا ندم أن لا يكون نزع (ت (2) -
عن أبي هريرة).
42717 مامن عبد مسلم إلا له بابان في السماء، باب ينزل
منه رزقه، وباب يدخل فيه عمله وكلامه، فإذا فقداه بكيا عليه (ع،
حل - عن أنس).

(1) - أخرجه الترمذي كتاب البر باب ما جاء في الشتم رقم 1983. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما يود أهل العافية في الجنة رقم
2405 ص
680

42718 مامن مؤمن إلا وله بابان: باب يصعد منه عمله،
وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه (ت - عن أنس).
42719 لا تمنوا الموت (ه‍ - عن خباب) (1).
42720 لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا بما يختم له (طب -
عن أبي أمامة).
42721 من مات على شئ بعثه الله عليه (حم، ك -
عن جابر).
42722 يبعث كل عبد على ما مات عليه (م (2)، ه‍ -
عن جابر).
42723 إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له بها حاجة
(حم، طب، حل - عن أبي هريرة).
42724 إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها
حاجة (ت (3)، ك - عن مطر بن عكامس ت - عن أبي عزة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد رقم 4163. ص
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنة رقم 2078. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب القدر باب ما جاء ان النفس تحدث حيث ما كتب
لها رقم 1347 / 2348 وقال حسن صحيح. ص
681

42725 إذا كان أجل أحدكم بأرض أتى له حاجة إليها، فإذا
بلغ أقصى أثره قبضه الله، فتقول الأرض يوم القيامة: رب! هذا
ما استودعتني (ه‍ (1) والحكيم، ك - عن ابن مسعود).
42726 ما جعل الله ميتة عبد بأرض إلا جعل له فيها حاجة
(طب والضياء - عن أسامة بن زيد).
42727 قال الله تعالى للنفس: أخرجي! قالت: لا أخرج
إلا كارهة (حل - عن أبي هريرة)،
42728 دفن بالطينة التي خلق منها (طب - عن ابن عمر).
الاكمال
42729 إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له إليها
حاجة، فلم يأته حتى يقدمها (ك - عن مطر بن عكامس).
42730 ما جعل الله أجل رجل في أرض إلا جعلت له فيها
حاجة (ك - عن مطر بن عكامس العبدي).
42731 أقل أمتي أبناء السبعين (الحكيم - عن أبي هريرة).
42732 إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له بها

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب ذكر الموت والاستعداد له رقم 4263
وقال في الزوائد اسناده صحيح ورجاله ثقات. ص
682

حاجة (حم، خ في الأدب، ك، حل، طب - عن أبي عزة الهذلي،
ك، هب - عن عروة بن مضرس، ك - عن جندب بن سفيان
البجلي).
42733 إذا كان أجل أحدكم بأرض أتى له إليها حاجة
(طب - عن ابن مسعود).
42734 إذا كانت ميتة أحدكم بأرض أنيحت له الحاجة
فيقصد إليها، فتكون أقصى أثر منه، فتقبض روحه فيها، فتقول
الأرض يوم القيامة: هذا ما استودعتني (ك - عن ابن مسعود).
42735 إذا مات الميت تقول الملائكة: ما قدم؟ ويقول
الناس: ما أخر؟ (هب والديلمي - عن أبي هريرة).
42736 إذا قبضت نفس العبد يلقاه أهل الرحمة من عباد الله
كما يلقون البشير في الدنيا، فيقبلون عليه ليسألوه: ما فعل فلان؟
فيقول بعضهم لبعض: أنظروا أخاكم حتى يستريح، فإنه كان في
كرب فيقبلون عليه فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ هل
تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله قال لهم: إنه قد هلك،
فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية،
فبئست الام وبئست المربية! فتعرض عليهم أعمالهم، فإذا رأوا حسنا
683

فرحوا واستبشروا وقال: اللهم هذه نعمتك على عبدك فأتمها، وإن
رأوا سوءا قالوا: اللهم! راجع بعبدك (ابن المبارك في الزهد - عن
أبي أيوب الأنصاري).
42737 إذا مات العبد تلقى روحه أرواح المؤمنين فيقولون
له: ما فعل فلان؟ فإذا قال: مات، قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية،
فبئست الام وبئست المربية (ك - عن الحسن مرسلا).
42838 إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة
من عباد الله كما يلقون البشير من أهل الدنيا فيقولون: أنظروا صاحبكم
ليستريح فإنه قد كان في كرب شديد، ثم يسألونه: ماذا فعل فلان؟
وما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟ فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله
فيقول: أيهات! قد مات ذاك قبلي، فيقولون: إنا لله وإنا إليه
راجعون، ذهب به إلى أمه الهاوية، فبئست الام وبئست المربية!
وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة، فإن كان
خيرا فرحوا واستبشروا وقالوا: اللهم! هذا فضلك ورحمتك فأتم
نعمتك عليه وأمته عليها! ويعرض عليهم عمل المسئ فيقولون: اللهم!
ألهمه عملا صالحا وترضى به عنه وتقربه إليك (طب - عن أبي
أيوب).
684

42739 لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم، فإنها تعرض
على أوليائكم من أهل القبور (الديلمي - عن أبي هريرة).
42740 ألا! إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور (1)
في جوها، فالله الله في إخوانكم من أهل القبور! فان أعمالكم
تعرض عليهم (ك - عن النعمان بن بشير).
42741 إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوها،
فالله الله في إخوانكم من أهل القبور! فان أعمالكم تعرض عليهم
(الحكيم وابن لآل - عن النعمان بن بشير).
42742 إذا مات المؤمن وقال رجلان من جيرانه: ما علمنا
منه إلا خيرا، وهو في علم الله تعالى على غير ذلك، قال الله تعالى
للملائكة: اقبلوا شهادة عبدي في عبدي، وتجاوزوا عن علمي فيه
(ابن النجار - عن أبي هريرة).
42743 ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من
جيرانه الادنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا الا قال الله: قد قبلت
علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون (حم، ع، حب، ك، حل -
هب، ض - عن أنس).

(1) تمور: أي تذهب وتجئ. اه‍ 4 / 301 النهاية. ص
685

42744 ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه
الادنين فيقولان: اللهم! لا نعلم إلا خيرا، إلا قال الله لملائكته:
اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما وغفرت ما لا يعلمان (الخطيب -
عن أنس).
43745 ما من عبد مسلم يموت يشهد له ثلاثة أبيات من
جيرانه الادنين بخير إلا قال الله عز وجل: قد قبلت شهادة عبادي
على ما علموا، وغفرت له ما أعلم (حم - عن أبي هريرة).
42746 أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة، قيل
أو ثلاثة؟ قال: أو ثلاثة، قيل: أو اثنان؟ قال: أو اثنان (حم،
خ، ن، حب - عن عمر).
42747 إذا مات المؤمن استبشرت له بقاع الأرض، فليس
من بقعة إلا وهي تتمنى أن يدفن فيها، وإذا مات الكافر أظلمت
الأرض، فليس من بقعة إلا وهي تستعيذ بالله أن يدفن فيها (الديلمي
عن ابن عمر).
42748 إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته، فاعبدوا الله كأنكم
ترون، واستغفروه كل ساعة (ابن لآل في مكارم الأخلاق -
686

عن أنس).
42749 إذا وضع الرجل الصالح عن سريره قال: قدموني،
وإذا وضع الرجل السوء على سريره قال: يا ويله! أين تذهبون بي
(حم، ن - عن أبي هريرة).
42750 إذا وضع المؤمن على سريره قال: يا ويلتاه! أين
تذهبون به (ق - عن أبي هريرة).
42751 إن الميت ليعلم من يغسله ومن يكفنه ومن يدليه
في حفرته (طس - عن أبي سعيد).
42752 إن أرواح المؤمنين في طير خضر كالذرار (ابن النجار
عن ابن عمر).
42753 النسم طير تعلق بالشجر حتى إذا كان يوم القيامة
دخلت كل نفس في جسدها (ابن سعد - عن أم هانئ الأنصارية).
42754 تكون النسم طيرا تعلق شجرة حتى إذا كان يوم
القيامة دخلت في جثتها (ابن عساكر - عن أم مبشر امرأة
أبي معروف).
42755 تربت يداك! إن النفس المطمئنة طير خضر في
687

الجنة، فإن كان الطير يتعارفون في رؤس الشجر فإنهم يتعارفون
(ابن سعد - عن أم بشر بن البراء أنها قالت: يا رسول الله! هل
يتعارف الموتى؟ قال - فذكره).
42756 إن في أحاديث الأولين عجبا! حدثني حاضني أبو
كبشة عن مشيخة خزاعة أنهم أرادوا دفن سلول بن حبشية وكان
سيدا فيهم مطاعا قال: فانتهى به الحفر إلى أن أزج (1) له
بلق (2) فإذا رجل على سرير شديد الأدمة كث اللحية وعليه ثياب
يقعقع الجلود وعند رأسه كتاب بالمسند (3) (أنا شمر ذو النون،
مأوي المساكين، مستغاث العارفين، ورأس مثوبة المستصرخين،
أخذني الموت غضا، وأوردني بقوته أرضا، وقد أعيي الملوك الجبابرة
والأبالخة (4) والقساورة (5) " (الديلمي - عن العباس بن هشام بن

(1) أزج له بلق: الارج: بيت يبنى طوله.
(2) وقال الديلمي في الحديث رقم 1123 قسم الافعال: البلق: الباب
بلغة اليمن).
(3) المسند: خط الحمير.
(4) والأبالخة: المتكبرون
(5) والقساوة: جمع قسورة وهو الأسد ويشبه الرجل الشجاع به.
اه‍ 20 / 19، كنز العمال الطبعة الثانية. ب
688

محمد بن السائب عن أبيه عن جده عن أبي صالح عن ابن عباس).
42757 حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنه كانت فيهم
الأعاجيب، خرجت طائفة منهم فأتوا مقبرة من مقابرهم وقالوا: لو
صلينا ركعتين فدعونا الله عز وجل يخرج لنا بعض الأموات يخبرنا
عن الموت، ففعلوا فبينما هم كذلك إذا طلع رجل رأسه من قبر بين
عينيه أثر السجود فقال: يا هؤلاء! ما أردتم إلي؟ فوالله لقد مت
منذ مائة سنة فما سكنت عني حرارة الموت حتى كان الآن، فادعوا
الله أن يعيدني كما كنت (عبد بن حميد، ع، وابن منيع، ص -
عن جابر).
42758 خرجت طائفة من بني إسرائيل أتوا مقبرة لهم فقالوا:
لو صلينا ركعتين ودعونا الله أن يخرج لنا رجلا ممن قد مات نسائله
عن الموت، ففعلوا فبينما هم كذلك إذ أطلع رجل رأسه من قبر
بين عينيه أثر السجود فقال: يا هؤلاء! ما أردتم؟ فقد مت منذ
مائة سنة فما سكنت عني حرارة الموت حتى الآن، فادعوا الله أن
يعيدني كما كنت (الديلمي - عن جابر).
42759 إن لأحدكم ثلاثة أخلاء، منهم من يمتعه بما سأله
فذلك ماله، ومنهم خليل ينطلق معه حتى يلج القبر ولا يعطيه شيئا
689

ولا يصحبه بعد ذلك فأولئك قريبه، ومنهم خليل يقول: والله أنا
ذاهب معك حيث ذهبت ولست مفارقك! فذلك عمله إن كان خيرا
وإن كان شرا (طب - عن سمرة).
42760 الأخلاء ثلاثة: فأما خليل فيقول أنا معك حتى
تأتي باب الملك ثم أرجع وأتركك) فذلك أهلك وعشيرتك، يشيعونك
حتى تأتي قبرك، وأما خليل فيقول (أنا لك ما أعطيت، وما أمسكت
فليس لك) فذلك مالك، وأما خليل فيقول (أنا معك حيث
دخلت وحيث خرجت) فذلك عملك، فيقول: والله! لقد كنت
من أهون الثلاثة على (ك - عن أنس).
42761 يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله وعمله، فيرجع اثنان
ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله (ابن المبارك، حم،
خ، م، ت: حسن صحيح، ن - عن أنس) مر عزو الحديث
برقم 42687.
42762 ما من عبد ولا أمة إلا له ثلاثة أخلاء، فخليل
يقول (أنا معك فخذ مني ما شئت) فذاك ماله، وخليل يقول (أنا
معك فإذا أتيت باب الملك تركتك) فذاك أهله وخدمه، وخليل
يقول (أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت) فذاك عمله (طب -
690

عن النعمان بن بشير).
42763 ما من عبد إلا وله ثلاثة أخلاء: فأما خليل فيقول
(ما أنفقت فلك، وما أمسكت فليس لك) فذلك ماله، وأما خليل
فيقول (أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك) فذلك أهله، وأما
خليل فيقول (أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت) فيقول: إنك
لاهون الثلاثة على (طس ك، هب - عن أنس).
42764 لكل إنسان ثلاثة أخلاء: فأما خليل فيقول (ما
أنفقت فلك، وما أمسكت فليس لك) فذاك ماله، وأما خليل
فيقول (أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركت ورجعت)) فذاك أهله
وحشمه، وأما خليل فيقول (أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت)
فذاك عمله، فيقول: إن كنت لاهون الثلاثة عليه (ط، حب،
ك - عن أنس).
42765 مثل المؤمن والأجل مثل رجل له ثلاثة أخلاء قال له
أحدهم (هذا مالي فخذ منه ما شئت ودع ما شئت) فهذا ماله، وقال
الآخر (أنا معك أجملك وأضعك فإذا مت تركتك) فهذا عشيرتك،
وقال الثالث (أنا معك وأدخل معك وأخرج معك) فهذا عمله (ك -
عن النعمان بن بشير).
691

42766 ما من مولود إلا وفي سرته من تربته التي يولد منها،
فإذا رد إلى أرذل عمره رد إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها،
وإني وأبو بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن (الخطيب -
عن ابن مسعود، وقال: غريب).
42767 ما من مولود إلا وينش (1) عليه من تراب حفرته
(أبو نصر بن حاجي بن الحسين في جزئه والرافعي - عن أبي هريرة).
42768 لا إله إلا الله! سيق من أرضه وسمائه حتى دفن في
التربة التي منها خلق (الحكيم - عن أبي هريرة، ز، ك - عن
أبي سعيد).
42769 مستريح ومستراح منه، العبد المؤمن يستريح من
نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله تعالى، والعبد الفاجر يستريح منه
العباد والبلاد والشجر والدواب (مالك، حم وعبد بن حميد، خ، م،
ن - أبي قتادة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت جنازة قال -
فذكره) مر عزوه برقم 42686.
42770 مستريح ومستراح منه، المؤمن يموت فيستريح

(1) ينش: أي يطيب. اه‍ 5 / 57 النهاية. ب
692

من أوصاب (1) الدنيا ونصبها وأذاها، والفاجر يموت فيستريح منه العباد
والشجر والدواب (حب - عن أبي قتادة).
42771 إنما استراح من غفر له (ابن عساكر - عن بلال
قال: قالت سودة: يا رسول الله! إنه مات فلان فاستراح، قال -
فذكره، طس، حل - عن عائشة).
42772 إنما يستريح من غفر له (ابن المبارك من طريق
الزهري - عن محمد بن عروة، حم - عن عائشة).
42773 إنما يستريح من دخل الجنة (حم - عن عائشة).
42774 إني أكره موت الفوات (حم، عق، عد، هب
وضعفه - عن أبي هريرة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط مائل فأسرع
المشي فقيل: يا رسول الله! كأنك خفت هذا الحائط! قال - فذكره،
قال الذهبي: منكر، هب وضعفه - عن ابن عمرو مثله).
42775 موت الفجأة تخفيف على المؤمنين ومسخطة على
الكافرين (طس - عن عائشة).
42776 كيف بكم إذا أظلكم الموت الأبيض موت الفجأة

(1) أوصاف: الوصب: دوام الوجع ولزومه وقد يطلق الوصب على التعب
والفتور في البدن. ا ه‍ 5 / 190 النهاية. ب
693

(الديلمي عن جابر).
42777 ملاك العمل خواتيمه (أبو الشيخ - عن ابن عباس).
42778 أيها الناس! سلوا الله إلى موتاكم ولا تؤذوا بهم
الناس (طب - عن ابن عباس).
42779 من مات على خير عمله فارجو له خيرا، ومن مات
على شره عمله فخافوا عليه ولا تيأسوا (الديلمي - عن ابن عمرو).
42780 تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى أن الرجل
لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى (ابن زنجويه - عن عثمان
ابن محمد الأخنس، الديلمي - عن عثمان بن محمد).
42781 دعوا الأموات بحسبهم ما هم فيه (الديلمي - عن
ابن مسعود).
42782 ما بال أقوام يؤذون الاحياء بشتم الأموات (ابن
سعد - عن هشام بن يحيى المخزومي عن شيخ له).
42783 ما الميت في قبره إلا شبه الغريق المتغوث ينتظر دعوة
من أب أو أم أو ولد أو صديق ثقة، فإذا لحقته كانت أحب
إليه من الدنيا وما فيها، وإن الله عز وجل ليدخل على أهل القبور
من دعاء أهل الدنيا أمثال الجبال، وإن هدية الاحياء إلى الأموات
694

الاستغفار لهم والصدقة عليهم (الديلمي - عن ابن عباس).
42784 ما تقولون في رجل قتل في سبيل الله؟ قالوا: الله
ورسوله أعلم، قال: الجنة إن شاء الله! فما تقولون في رجل مات في
سبيل الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: الجنة إن شاء الله! فما
تقولون في رجل مات فقام رجلان ذوا عدل فقالا: لا نعلم إلا خيرا!
قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: الجنة إن شاء الله! فما تقولون في رجل
مات فقام رجلان ذوا عدل فقالا: لا نعلم خيرا؟ قالوا: النار، قال:
مذنب، والله غفور رحيم (حم، طب - عن كعب بن عجرة).
42785 إذا أراد الله بعبد خيرا أرسل إليه ملكا قبل الموت
فهيأه وأرشده وأصلحه حتى يموت على خير حال فيقول الناس: رحم
الله فلانا قد مات على خير حال! وإذا أراد بعبد شرا أرسل إليه
شيطانا فأغواه وألهاه حتى يموت على شر حال (الديلمي - عن عائشة).
42786 إذا أراد الله بعبد خيرا بعث إليه ملكا من خزان
الجنة فيمسح ظهره فتسخى نفسه بالزكاة (الديلمي - عن علي).
42787 إذا أراد الله بعبد خيرا بعث إليه قبل موته بعام
ملكا يسدده ويوفقه حتى يموت على خير أحايينه، فيقول الناس:
695

مات فلان على خير أحايينه، فإذا حضر ورأى ما أعد له جعل
يتهوع نفسه من الحرص على أن يخرج فهناك أحب لقاء الله وأحب
الله لقاءه. وإذا أراد الله بعبد شرا قيض له قبل موته بعام شيطانا
يضله ويغويه حتى يموت على شر أحايينه، فيقول الناس: قد مات
فلان على شر أحايينه، فإذا حضر ورأى ما أعد له جعل يتبلغ نفسه
كراهة أن تخرج فهناك كره لقاء الله وكره الله لقاءه. (ابن أبي الدنيا
في ذكر الموت - عن عائشة).
696

كتاب الموت من قسم الافعال
ذكر الموت
42788 (مسند الصديق) عن ثابت قال: كان أبو بكر
الصديق يكثر أن يتمثل بهذا البيت:
لا تزال تنعى حبيبا حتى تكونه
وقد يرجو الفتى الرجال يموت دونه
(ابن سعد، ش، حم في الزهد، وابن الدنيا في ذكر الموت).
42789 (مسند عمر) عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أكثروا ذكر هاذم اللذات، قلنا يا رسول الله! وما هاذم اللذات؟
قال: الموت (أبو الحسن بن صخر في عوالي مالك، حل).
42790 عن مجاهد قال: خطب عثمان بن عفان فقال في
خطبته: ابن آدم! أعلم أن ملك الموت الذي وكل بك لم يزل
يخلفك ويتخطى إلى غيرك منذ أنت في الدنيا، وكأنه قد تخطى
غيرك إليك وقصدك، فخذ حذرك واستعد له، ولا تغفل فإنه
لا يغفل عنك، واعلم ابن آدم! إن غفلت عن نفسك ولم تستعد لم تستعد
697

لها غيرك، ولابد من لقاء الله، فخذ لنفسك ولا تكلها إلى
غيرك - والسلام (الدينوري في المجالسة، كر).
42791 عن قتيبة بن مسلم قال: خطبنا الحجاج بن يوسف
فذكر القبر فما يزال يقول (إنه بيت الوحدة وبيت الغربة) حتى
بكى وأبكى من حوله، ثم قال: سمعت أمير المؤمنين عبد الملك بن
مروان يقول سمعت مروان يقول في خطبته خطبنا عثمان بن عفان
فقال في خطبته: ما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبر وذكره إلا بكى
(كر، الحجاج هو الظالم المشهور).
42972 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس
أكيس؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إن أكيس الناس أكثرهم
للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا (......).
42793 عن أم الدرداء أن أبا الدرداء كان إذا رأى الميت قد
مات على حالة صالحة قال: هنيئا له، ليتني مثلك! فقالت أم الدرداء
له: لم تقول ذلك؟ فقال: هل تعلمين أن الرجل يصبح مؤمنا ويمسي
منافقا؟ قالت: وكيف؟ قال: يسلب إيمانه ولا يشعر، لأنا بهذا
الموت أعبط مني لهذا بالبقاء في الصلاة والصيام (كر).
698

42794 عن أبي الدرداء قال: كفى بالموت واعظا، وكفى
بالدهر مفرقا، اليوم في الدور وغدا في القبور (كر).
42795 عن أبي الدرداء أنه مر بين القبور فقال: بيوت ما
أسكن ظواهرك وفي داخلك الدواهي (كر).
42796 عن أبي سعيد قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مصلى فرأى
ناسا يكثرون فقال: أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات!
فأكثروا ذكر هاذم اللذات (العسكري في الأمثال).
42797 (مسند أبي سعيد) أما إنكم لو أكثرتم ذكر
هاذم اللذات لشغلكم عما أرى: الموت! فأكثروا ذكر هاذم اللذات
فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول (أنا بيت الغربة
وأنا بيت الوحدة، وأنا بيت التراب، وأنا بيت الدود) فإذا دفن
العبد المؤمن قال له القبر (مرحبا وأهلا! أما كنت لأحب من
يمشي على ظهري إلي! فإذا وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي
بك) فيتسع له مد بصره ويفتح له باب الجنة، وإذا دفن العبد
الفاجر أو الكافر قال له القبر (لا مرحبا ولا أهلا، أما كنت
لأبغض من يمشي على ظهري إلي! فإذا وليتك اليوم وصرت إلي
699

فسترى صنيعي بك) فيلتئم عليه حتى يلتقي عليه وتختلف أضلاعه،
ويقيض له سبعون تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت
شيئا ما بقيت الدنيا، فينهشنه ويخدشنه حتى يقضى به إلى الحساب،
إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
(غريب عد).
42798 عن أبي هريرة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجلس
من مجالس الأنصار وهم يمزحون ويضحكون فقال: أكثروا ذكر
هاذم اللذات، فإنه لم يكن في كثير إلا قلله، ولا في قليل إلا
كثره، ولا في ضيق إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقها (العسكري
في الأمثال).
42799 عن أبي هريرة قال: من أحب لقاء الله أحب الله
لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه (ابن جرير).
42800 عن العباس بن هشام بن محمد السائب الكلبي حدثنا
أبي عن جدي عن أبيه صالح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن في أحاديث الأولين عجبا! حدثني حاضني أبو كبشة عن مشيخة
خزاعة أنهم أرادوا دفن سلول بن حبشية وكان سيدا فيهم مطاعا،
700

قال: فانتهى بنا الحفر إلى أزج (1) له بلق فإذا رجل على سرير،
شديد الأدمة، كث اللحية، عليه ثياب تقعقع كتقعقع الجلود،
وعند رأسه كتاب بالمسند: (أنا سيف ذو النون، مأوي المساكين
ومستغاث الغارمين، ورأس مثوبة المستصرخين، أخذني الموت غضا،
أو ردني بقوته أرضا، وقد أعيى الملوك الجبابرة، والأبالخة والقساورة
(الديلمي وقال: البلق: الباب بلغة اليمن، ولمسند: خط الحمير،
والأبالخة: المتكبرون، والقساورة جمع قسورة وهو الأسد، ويشبه
الرجل الشجاع به) مر برقم 42756.
42801 عن ابن مسعود قال: ليس للمؤمن راحة دون لقاء
الله، فمن كانت راحته في لقاء الله فلكأن قد (كر).
42802 عن علي أنه خطب فحمد الله وأثنى عليه وذكر
الموت فقال: عباد الله! والله الموت ليس منه فوت، إن أقمتم له
أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، فالنجاة النجاة! و الوحا الوحا!
وراءكم طالب (حثيث) القبر! فاحذروا ضغطته وظلمته ووحشته،

(1) أزج: الأزج بيت طوله يبنى طوله. اه‍ 20 / 192 تعليق كنز العمال
الطبعة الثانية. ب
701

ألا! وإن القبر حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة،
ألا! وإنه يتكلم في كل يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة
أنا بيت الدود، أنا بيت الوحشة، ألا! وإن وراء ذلك ما هو أشد
منه، نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وحليها حديد، وخازنها
مالك، ليس لله فيه - وفي لفظ: فيها - رحمة، ألا! ووراء ذلك
جنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للمتقين، جعلنا الله
وإياكم من المتقين وأجارنا وإياكم من العذاب الأليم (الصابوني في
المائتين، كر).
المحتضر
42803 (مسند عمر) عن عمر قال: احضروا موتاكم
وذكروهم، فإنهم يرون ما لا ترون (ابن أبي الدنيا في كتاب
المحتضر).
42804 عن عمر قال: احضروا موتاكم ولقنوهم لا إله إلا
الله، فإنهم يرون ويقال لهم (ص، ش والمروزي في الجنائز).
42805 عن عمر قال: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله واعقلوا
702

ما تسمعون منهم، فإنهم تجلى لهم أمور صادقة (ص والمروزي
في الجنائز).
42806 عن عمر قال: احضروا موتاكم وألزموهم لا إله إلا
الله، وأغمضوا أعينهم إذا ماتوا، واقرؤا عندهم القرآن
(عب، ش).
42807 (مسند أبي هريرة) يا أبا هريرة! ألا أخبرك
بأمر هو حق من تكلم به عند الموت فقد نجا من النار إذا أخذت
أول مضجعك من مرضك فاعلم أنك إذا أصبحت فإنك لن تمسي،
وإذا أمسيت فاعلم أنك لن تصبح، واعلم أنك إذا قلت ذلك عند
أول مضجعك من مرضك نجاك الله تعالى به من النار وأدخلك
الجنة، تقول: لا إله إلا الله يحيي ويميت وهو حي لا يموت،
سبحان الله رب العباد والبلاد، والحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه على
كل حال، والله أكبر كبيرا، كبرياء ربنا وجلاله وقدرته بكل
مكان، اللهم! إن كنت أمرضتني لتقبض روحي في مرضي هذا
فاجعل روحي مع أرواح الذين سبقت لهم منك الحسنى، وأعذني من
النار كما أعذت أولئك الذين سبقت لهم منك الحسنى، فان مت في
مرضك ذلك فإلى رضوان الله وجنته، وإن كنت اقترفت ذنوبا تاب
703

الله عليك (ابن منيع وابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات
وابن السني في عمل يوم وليلة والرافعي - عن أبي هريرة).
42808 عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد
محاسن عمله عند موته لكي يحسن ظنه بربه عز وجل (ابن أبي
الدنيا في حسن الظن بالله، ص).
42809 عن عبد الله بن جعفر قال: قال لي علي: يا ابن
أخي! إني معلمك كلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قالهن
عند وفاته دخل الجنة (لا إله إلا الله الحليم الكريم - ثلاث مرات،
الحمد لله رب العالمين - ثلاث مرات، تبارك الذي بيده الملك يحيي
ويميت وهو على كل شئ قدير) (الخرائطي في مكارم الأخلاق
وسنده حسن).
نزع الروح
42810 عن الحارث بن خزرج الأنصاري عن أبيه قال: نظر
النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار فقال: يا ملك
الموت! ارفق بصاحبي فإنه مؤمن، فقال ملك الموت: طب نفسا
وقر عينا، واعلم أني بكل مؤمن رفيق، وأعلم يا محمد أني لأقبض
704

روح ابن آدم فإذا صرخ صرخ من أهله قمت في الدار ومعي روحه
فقلت: من هذا الصارخ؟ والله ما ظلمناه ولا سبقنا أجله ولا استعجلنا
قدره وما لنا في قبضه من ذنب، وإن ترضوا بما صنع الله تؤجروا،
وإن تحزنوا وتسخطوا تأثموا وتؤزروا، ما لكم عندنا من عتبي
ولكن لنا عندكم بعد عودة وعودة، فالحذر الحذر! وما من أهل
بيت - يا محمد - شعر ولا مدر، بر ولا بحر، سهل ولا جبل إلا
أنا في كل يوم وليلة حتى لأنا أعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم،
والله يا محمد لو أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت على ذلك حتى
يكون الله هو أذن بقبضها. قال جعفر: بلغني أنه إنما يتصفحهم عند
مواقيت الصلاة، فإذا نظر عند الموت ممن كان يحافظ على الصلوات
دنا منه ملك الموت ودفع عنه الشيطان وتلقنه الملائكة (لا إله
إلا الله محمد رسول الله) في ذلك الحال العظيم (ابن أبي الدنيا في
كتاب الحذر، طب).
النهي عن تمني الموت
42811 عن أم الفضل قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على
رجل يعوده وهو شاك فتمنى الموت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تتمن
705

الموت، فإنك إن تك محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك، وإن
كنت مسيئا فتؤخر تستعتب، فلا تمنوا الموت (ابن النجار).
مر بأحاديث الأقوال رقم 42719.
باب في أشياء قبل الدفن
الغسل
42812 (من مسند أم سليم) قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إذا توفيت المرأة فأرادوا أن يغسلوها فليبدؤا ببطنها فليمسح
بطنها مسحا رقيقا إن لم تكن حبلى، فإن كانت حبلى فلا تحريكها
فان أردت غسلها فابدئي بسفلتها فألقي على عورتها ثوبا ستيرا، ثم خذي
كرسفة فاغسليها فأحسني غسلها، ثم أدخلي يدك فغسليها من تحت
الثوب فامسحيها بكرسف ثلاث مرات، فأحسني مسحها قبل أن
توضئيها، ثم وضئيها بماء فيه سدر، ولتفرغ الماء امرأة وهي قائمة
لا تلي شيئا غيره حتى تنقى بالسدر وأنت تغسلين، وليل غسلها أولى
النساء بها وإلا فامرأة ورعة، فإن كانت صغيرة أو ضعيفة فلتلها
امرأة أخرى ورعة مسلمة، فإذا فرغت من غسل سفلتها غسلا نقيا
بسدر وماء فلتوضئيها وضوء الصلاة، فهذا بيان وضوئها، ثم اغسليها
706

بعد ذلك ثلاث مرات بماء وسدر، فابدئي برأسها قبل كل شئ،
فأنقي غسله من السدر بالماء، ولا تسرحي رأسها بمشط، فان
حدث بها حدث بعد الغسلات الثلاث فاجعليها خمسا، فان حدث في
الخامسة فاجعليها سبعا، وكل ذلك فليكن وترا بماء وسدر، فإن كان
في الخامسة أو الثالثة فاجعلي فيها شيئا من كافور وشيئا من سدر ثم
اجعلي ذلك في جر جديد ثم أقعديها فأفرغي عليها فابدئي برأسها حتى
تبلغي رجليها، فإذا فرغت منها فألقي عليها ثوبا نظيفا، ثم أدخلي
يدك من وراء الثوب فانزعيه عنها، ثم احشي سفلتها كرسفا ما
استطعت، واحشي كرسفها من طيبها، ثم خذي سبتية طويلة
مغسولة فاربطيها على عجزها كما يربط على النطاق، ثم اعقديها بين
فخذيها وضمي فخذيها، ثم ألقي طرف السبتية على عجزها إلى قريب
من ركبتها فهذا شأن سفلتها، ثم طيبيها وكفنيها، واضفري شعرها
ثلاثة أقرن: قصة وقرنين، ولا تشبهيها بالرجال، وليكن كفنها في
خمسة أثواب أحدهما الإزار تلف به فخذيها، ولا تنقضي من شعرها
شيئا بنورة ولا غيرها، وما يسقط من شعرها فاغسليه ثم اغرزيه
في شعر رأسها، وطيبي شعر رأسها فأحسني تطييبه، ولا تغسليها بماء
سخن، واجمريها وما تكفنيها به بسبع بندات إن شئت، واجعلي
707

كل شئ منها وترا، وإن بدا لك أن تجمريها في نعشها فاجعليه وترا
هذا شأن كفنها ورأسها، وإن كانت مجدورة أو محصوبة أو أشباه
ذلك فخذي خرقة واحدة واغمسيها في الماء واجعلي تتبعي كل شئ
منها، ولا تحركيها فاني أخشى أن يتنفس منها شئ لا يستطاع رده
(طب، ق).
42813 عن أم سليم عن سليم عن علي قال: غسل ميتا
فلينقه بالماء كاغتساله من الجنابة (المروزي).
42814 عن علي قال: من غسل ميتا فليغتسل (المروزي).
التكفين
42815 عن عمر قال: يكفن الرجل في ثلاثة أثواب،
ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المتعدين (ش).
42816 عن عمر قال: تكفن المرأة في خمسة
أثواب (ش).
42817 عن ابن سيرين أن عمر سئل عن المسك: أيجعل
في حنوط الميت؟ فقال، أوليس من طيبكم (ابن حسن).
708

42818 عن علي قال: الكفن من رأس المال (ق).
42819 عن أبي أسيد قال: أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر
حمزة بن عبد المطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فتنكشف قدماه
ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوا
على وجهه، واجعلوا على قدميه من هذا الشجر (طب).
42820 عن بريدة مولى أبي أسيد البدري عن أبي أسيد قال:
أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة فمددت النمرة على رأسه
فانكشفت رجلاه، فمددت على رجليه فانكشفت رأسه، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: واجعلوا على رجليه شجر الحرمل (ش).
صلاة الجنائز
42821 (مسند الصديق) عن سعيد بن المسيب عن أبي
بكر قال: أحق من صلينا عليه أطفالنا (ش).
42822 عن صالح مولى التوأمة عمن أدرك أبا بكر وعمر
أنهم كانوا إذا تضايق بهم المصلى انصرفوا، ولم يصلوا على الجنازة في
المسجد (ش).
42823 عن إبراهيم قال: صلى أبو بكر الصديق على فاطمة
709

بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليها أربعا (ابن سعد).
42824 عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر إذا صلى على
جنازة قال: أصبح عبدك هذا قد تخلى عن الدنيا وتركها لأهلها
وافتقر إليك واستغنيت عنه، وقد كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا عبدك ورسولك، اللهم اغفر له وتجاوز عنه والحقه بنبيه (ع
وسنده صحيح).
42825 عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي أربعا
(قط في الافراد، والمحاملي في أماليه).
42826 عن سليمان بن يسار قال: جمع عمر بن الخطاب
الناس على أربع تكبيرات في الجنازة، إلا على أهل بدر فإنهم كانوا
يكبرون عليهم خمسا وسبعا وتسعا (الطحاوي).
42828 عن أبي وائل قال: كانوا يكبرون في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم سبعا وخمسا وأربعا، حتى كان في زمن عمر فجمعهم فسألهم،
فأخبر كل رجل منهم بما رأى، فجمعهم على أربع تكبيرات كأطول
الصلاة (طب، ش، ق).
42828 عن عثمان بن عفان قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان
710

ابن مظعون فكبر عليه أربعا (ه‍، والبغوي في مسند عثمان، عد).
42829 عن موسى بن طلحة قال: صليت مع عثمان على جنائز
رجال ونساء فجعل الرجال مما يليه، والنساء مما يلي القبلة، وكبر
أربعا (مسدد والطحاوي).
42830 عن موسى بن طلحة قال: صليت مع عثمان على جنائز
رجال ونساء فكبر عليها أربعا (ابن شاهين في السنة).
42831 عن عثمان قال: من صلى على جنازة فليتوضأ (المروزي
في الجنائز).
42832 عن عمر بن الخطاب أنه كان يرفع يديه مع كل
تكبيرة في الجنازة والعيدين (ق).
24833 عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: كل ذلك قد
كان أربعا وخمسا فاجتمعا على أربع تكبيرات على الجنازة (ق).
42834 عن عبد الرحمن بن أبزي قال: صليت مع عمر على
زينب زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر أربعا، ثم أرسل إلى أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم: من يدخلها قبرها؟ وكان يعجبه أن يدخلها قبرها،
711

فأرسلن إليه، يدخلها قبرها من كان يراها في حياتها، قال: صدقن
(ابن سعد، والطحاوي، ق).
42835 عن ميمون بن مهران أن عمر كبر على أبي بكر
أربعا (أبو نعيم في المعروفة).
42836 عن سعيد بن المسيب أن عمر صلى على أبي بكر بين
القبر والمنبر فكبر عليه أربعا (ابن سعد).
42837 (مسند عمر) عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر على
الجنازة أربعا ولحسا وأكثر من ذلك، وكان الناس في ولاية أبى بكر حتى
ولي عمر فرأى اختلافهم فجمع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يا أصحاب
محمد! لا تختلفوا يختلف من بعدكم فاجمعوا على شئ يأخذ به من
بعدكم، فأجمع أصحاب محمد أن ينظروا إلى آخر جنازة كبر عليها
النبي صلى الله عليه وسلم حين قبض فيأخذون به ويرفضون ما سواه، فنظروا إلى
آخر جنازة كبر عليها النبي صلى الله عليه وسلم حين قبض أربع تكبيرات،
فأخذوا بأربع وتركوا ما سواه (ابن خسرو).
42838 عن علي أنه كان يسلم على الجنازة بتسليمة واحدة
(نعيم بن حماد في مشيخته).
712

42839 عن الشعبي أن عليا صلى على عمار بن ياسر وهاشم
ابن عتبة، فجعل عمارا مما يليه وهاشما أمامه، فلما أدخله القبر جعل
عمارا أمامه وهاشما مما يليه (ق).
42840 عن علقمة بن مرثد قال: صلى علي على زيد بن
المكنف فجاء قرظة بن كعب وأصحابه بعد الدفن فأمرهم أن يصلوا
عليه (يعقوب بن سفيان، ق).
42841 عن المستظل بن حسين أن عليا صلى على جنازة بعد
ما صلى عليها (سمويه، ق).
42842 (من مسند جابر بن عبد الله) أن النبي صلى الله عليه وسلم
صلى على أصحمة فكبر عليه أربعا (ش).
42843 عن جابر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتي بامرئ قد
شهد بدرا والشجرة كبر عليه تسعا، وإذا أتي به قد شهد بدرا ولم
يشهد الشجرة أو شهد الشجرة ولم يشهد بدرا كبر عليه سبعا،
وإذا أتي به لم يشهد بدرا ولا الشجرة كبر عليه أربعا (كر، وفيه
إسحاق بن ثعلبة منكر الحديث مجهول).
42844 عن عبد الله الحارث بن نوفل عن أبيه أن النبي
713

صلى الله عليه وسلم علمهم الصلاة على الميت (اللهم اغفر لاخواننا وأخواتنا، وأصلح
ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، اللهم! هذا عبدك فلان ابن فلان
ولا نعلم إلا خيرا وأنت أعلم به منا فاغفر لنا وله) فقلت - وأنا
أصغر القوم: فإن لم أعلم خيرا قال: فلا تقل إلا ما تعلم
(أبو نعيم).
42845 عن عوف بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول على الميت: (اللهم اغفر له وارحمه وخافه واعف عنه وأكرم
نزله وأوسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما
ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم! أبدله دارا خيرا من داره
وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة ونجه من النار - أو قال: قه
فتنة القبر وعذاب النار) حتى تمنيت أن أكون أنا هو الميت
لدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (....) (1).
42846 (من مسند الحسين بن علي) عن أبي حازم الأشجعي
قال: رأيت حسين بن علي قدم سعيد بن العاص على الحسن بن علي

(1) أخرجه ابن ماجة بلفظه وسنده كتاب الجنائز باب ما جاء في الدعاء في
الصلاة على الجنازة رقم 1500. ص
714

فصلى عليه ثم قال: لولا أنها السنة ما قدمتك، وسعيد أمير على
المدينة يومئذ (طب، وأبو نعيم، كر).
42847 عن حميد بن مسلم قال: رأيت واثلة بن الأسقع
صلى على رجال ونساء في طاعون أصاب الناس بالشام فجعل الرجال
مما يلي الامام والنساء مما يلي القبلة (كر).
42848 (من مسند زيد بن الأرقم) عن أبي سليمان المؤذن
قال: توفي أبو شريحة الغفاري فصلى عليه زيد بن أرقم فكبرا عليه
أربعا وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي (أبو نعيم).
42849 عن أبي حاضر أنه صلى على جنازة فقال: ألا أخبركم
كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة؟ كان يقول: اللهم
إنك خلقتنا ونحن عبادك أنت ربنا وإليك معادنا (الديلمي).
42850 (من مسند سهل بن حنيف): كان النبي صلى الله عليه وسلم
يعود فقراء أهل المدينة ويشهد جنائزهم إذا ماتوا، فتوفيت امرأة من
أهل العوالي فمشى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبرها وكبر أربعا (ش).
42851 عن إبراهيم الهجري قال: رأيت ابن أبي أوفى،
وكان من أصحاب الشجرة، وماتت ابنته فتبعها على بغل خلفها،
فجعل النساء يرثين، فقال: لا ترثين فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
715

الرثاء، ولتفض إحداكن من عبرتها ما شاءت! ثم كبر عليها
أربعا، ثم قام بعد ذلك قدر ما بين التكبيرتين يدعو، وقال: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصنع على الجنائز هكذا (ابن النجار).
42852 عن عثمان بن شماس قال: كنا عند أبي هريرة فمر
مروان فقال: كيف سمعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة؟
فقال: سمعته يقول (أنت هديتها للاسلام وأنت قبضت روحها، تعلم
سرها وعلانيتها، جئنا شفعاء فاغفر لها) (ش).
42853 (من مسند أبي هريرة) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على
النجاشي فكبر عليه أربعا (ش).
42854 (من مسند ابن عباس) صلى النبي صلى الله عليه وسلم على قبر
بعد ما دفن (ش).
42855 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المنفوس ثم
قال (اللهم أعذه من عذاب القبر) (ق في عذاب القبر وقال:
المعروف عن أبي هريرة موقوفا، أخرجه مالك، ق فيه).
42856 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر على جنازة
فوضع يده اليمنى على يده اليسرى (ابن النجار).
42857 عن نافع مولى ابن عمر قال: وضعت جنازة
716

أم كلثوم امرأة عمر بن الخطاب وابن لها يقال له (زيد) فصفوهما
جميعا وفي الناس ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأبو قتادة
فوضع الغلام مما يلي الامام، فأنكرت فنظرت إلى ابن عباس وإليهم
فقلت: ما هذا؟ فقالوا: هي السنة (يعقوب، كر).
42858 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المنفوس ثم
قال (اللهم أعذه من عذاب القبر) (ابن النجار).
42859 عن أبي هريرة قال: كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على
النجاشي أربع تكبيرات (ز).
42860 عن عبد الله بن الحارث أنه خرج في جنازة فيها ابن
عباس فصلى عليها، فانصرف رجل من القوم لحاجة، فضرب ابن
عباس منكبي قال: تدري بكم انصرف هذا؟ قلت: لا أدري، قال:
انصرف بقيراط، فقلت: وما القيراط؟ قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى على جنازة فانصرف قبل أن يفرغ منها كان
له قيراط، فان انتظر حتى يفرغ منها كان له منها قيراطان، والقيراط
مثل أحد في ميزانه يوم القيامة) ثم قال: أتعجب من قولي (مثل
أحد)؟ حق لعظمة ربنا أن يكون قيراطه مثل أحد! ويومه
كألف سنة (هب).
717

42861 عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه أخبره رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر
الامام ثم يقرأ أم القرآن بعد التكبيرة الأولى سرا في نفسه، ويصلي
على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يخلص الدعاء للميت في التكبيرات الثلاث، لا يقرأ
فيهن بعد التكبيرة الأولى، ويسلم سرا تسليما خفيا حتى ينصرف،
فالسنة أن يفعل ويفعل الناس بمثل ما فعل إمامهم (كر).
42862 عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ على
الجنازة بفاتحة الكتاب (ابن النجار).
42863 عن ابن عمر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه
إبراهيم وكبر عليه أربعا، وصلى على السوداء وكبر عليها أربعا،
وصلى على النجاشي وكبر عليه أربعا، وصلى أبو بكر على فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليها أربعا، وصلى عمر على أبي بكر
فكبر عليه أربعا، وكبرت الملائكة على آدم أربعا (كر، وفيه فرات
ابن السائب قال خ: منكر الحديث تركوه).
42864 عن علي قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا علي!
إذا صليت على جنازة رجل فقل (اللهم هذا عبدك ابن عبدك ابن
أمتك ماض فيه حكمك، خلقته ولم يك شيئا مذكورا، نزل بك
718

وأنت خير منزول به، اللهم لقنه حجته وألحقه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم
وثبته بالقول الثابت فإنه افتقر إليك واستغنيت عنه، كان يشهد أن
لا إله إلا الله فاغفر له وارحمه ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده،
اللهم إن كان زاكيا فزكه وإن كان خاطئا فاغفر له (..... وفيه
حماد بن عمرو الضبي عن السري بن خالد واهيان).
42865 [عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى على الجنازة
كبر أربعا (ابن النجار)].
ذيل الصلاة على الميت
42866 (من مسند حذيفة بن أسيد الغفاري) بلغ رسول
الله صلى الله عليه وسلم موت النجاشي فقال لأصحابه: إن أخاكم النجاشي قد مات
فمن أراد أن يصلي عليه فليصل عليه! فتوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو
الحبشة فكبر أربعا (طب).
42867 عن حذيفة بن أسيد عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى
الثلاثة الذين قتلوا بموتة ثم صلى عليهم (ش).
42868 عن علي أنه أتى بجنازة يصلي عليها، فلما وضعت قال:
إنا لقائمون وما يصلي على المرء إلا عمله (ابن أبي الدنيا في ذكر الموت
والدينوري، هب).
719

42869 عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن مسكينة
مرضت فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرضها، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعود المساكين ويسأل عنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ماتت
فآذنوني بها! فخرج بجنازتها ليلا فكرهوا أن يوقظوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح أخبر بالذي كان من شأنها فقال: ألم آمركم أن
تؤذنوني بها؟ فقالوا: يا رسول الله! كرهنا أن نخرجك ليلا،
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صف الناس على قبرها وكبر أربع
تكبيرات (كر).
42870 عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: السنة في
الصلاة على الجنائز أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافتة ثم
يكبر ثلاثا والتسليم عند الآخرة (كر).
42871 عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ما
دفن (كر).
42872 عن أنس أنه كره أن يصلي على الجنازة في
القبور (ش).
42873 عن القاسم بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب انتظر
أم عبد بالصلاة على عتبة بن مسعود وكانت خرجت عليه فسبقت
720

بالجنازة (ابن سعد).
التشييع
42874 (مسند الصديق) عن عبد الرحمن بن أبزى أن
أبا بكر وعمر كانا يمشيان أمام الجنازة وكان على يمشي خلفها، قيل
لعلي إنهما يمشيان أمامها! فقال: إنهما يعلمان أن المشي خلفها أفضل من
المشي أمامها كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده، ولكنهما
يسهلان للناس (هق).
42875 عن أبي راشد أنه رأى عثمان وطلحة والزبير يمشون
أمام الجنازة (الطحاوي).
42876 عن عثمان بن يسار قال: بينما عمر في دفن زينب
بنت جحش إذ أقبل رجل من قريش مرجلا شعره بين ممصرتين (1)،
فأقبل عليه ضربا بالدرة حتى سبقه شدا وأتبعه رميا بالحجارة وقال:
كيف جئتنا؟ نحن على لعب أشياخ يدفنون أمهم! (ابن أبي الدنيا).

(1) ممصرتين: الممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة.
ومنه الحديث " أتى على طلحة وعليه ثوبان ممصران ". اه‍ 4 / 336
النهاية. ب
721

42877 (مسند عمر) عن ربيعة بن عبد الله بن هدير
قال: رأيت عمر بن الخطاب تقدم الناس أمام جنازة زينب بن ت جحش
(ابن سعد).
42878 (مسند علي) عن أبي سعيد الخدري قال: سألت
علي بن أبي طالب فقلت: يا أبا الحسن! أيهما أفضل: المشي خلف
الجنازة وامامها؟ فقال: يا أبا سعيد! ومثلك يسأل عن هذا؟ قلت:
ومن يسأل عن هذا إلا مثلي، رأيت أبا بكر وعمر يمشيان امامها،
فقال: رحمهما الله وغفر لهما، والله لقد سمعنا كما سمعنا، ولكنهما كانا سهلين
يحبان السهولة، يا أبا سعيد! إذا مشيت خلف أخيك المسلم فأنصف
وفكر في نفسك كأنك قد صرت مثله، أخوك كان يشاحنك على
الدنيا خرج منها حزينا سليبا، ليس له إلا ما تزود من عمل صالح،
فإذا بلغت القبر فجلس الناس فلا تجلس ولكن قم على شفير قبره،
فإذا دلي في قبره فقل (بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله،
اللهم عبدك نزل بك وأنت خير من نزل به خلف الدنيا خلف ظهره،
فاجعل ما قدم عليه خيرا مما خلف، فاتك قلت وقولك الحق (ما عند
الله خيرا للأبرار)) ثم أحث عليه ثلاث حثيات (البزار وضعف).
42879 عن أبي سعيد الخدري قال: قلت لعلي بن أبي طالب:
722

المشي أمام الجنازة أفضل؟ فقال: إن فضل المشي خلفهما على المشي
أمامها كفضل صلاة المكتوبة على التطوع، قلت برأيك تقول؟
قال: بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين حتى بلغ سبع
مرارا (ابن الجوزي في الواهيات).
42880 عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ناسا على دوابهم
في جنازة فقال: ألا تستحيون؟ الملائكة يمشون على أقدامهم وأنتم
ركبان (كر).
42881 عن جابر سمرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على
جنازة ابن الدحداح، فلما رجع أتى بفرس معروري فركبه ومشينا
خلفه (أبو نعيم).
42882 (مسند أبي المعتمر حنش) عن جابر عن أبي
الطفيل قال: سمعت حنشا أبا المعتمر يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
على جنازة فأبصر امرأة معها مجمر، فلم يزل يصيح بها حتى تغيبت
في آجام المدينة - يعني قصورها (أبو نعيم).
42883 عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا تبع جنازة لم يجلس حتى توضع في اللحد، فتعرض له حبر من
اليهود فقال: كذا نفعل، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خالفوهم
723

(ابن جرير).
42884 عن أبي الزناد قال: كنت جالسا مع عبد الله بن
جعفر بن أبي طالب بالبقيع فاطلع بجنازة فأقبل علينا ابن جعفر فتعجب
من إبطاء مشيهم بها، فقال: عجبا لما تغير من حال الناس! والله إن
كان إلا الجمز (1)، وإن كان الرجل ليلاحي الرجل فيقول: يا عبد الله!
اتق الله فكأن قد جمز بك (هب).
42885 عن أبي موسى قال: مروا بجنازة تمخض (2) كما
يمخض الزق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالسكينة! عليكم بالقصد
في المشي بجنائزكم (ز).
42886 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الضحك
في موطنين: عند رؤية القرد، وعند الجنازة (هب، وقال إسناده
غير قوي).
42887 عن يزيد بن عبيد الله عن بعض أصحابه قال: رأى
عبد الله بن مسعود رجلا يضحك في جنازة فقال: أتضحك وأنت

(1) الجمز: يعني السير بالجنائز: وجمز أي أسرع. اه‍ 1 / 294
النهاية. ب
(2) تمحص: تحرك تحريكا سريعا. اه‍ 4 / 307 النهاية. ب
724

مع جنازة؟ والله لا أكلمك أبدا (هب).
42888 عن زجلة مولاة معاوية قالت: أدركت يتامى كن
في حجر النبي صلى الله عليه وسلم إحداهن نسمى (كرسية) قالت: فخرجت
معهن إلى بيت رجل وقد هلك لأعزي أهله، فلما أخرجت الجنازة
وضعت رجلي لأخرج من عتبة الباب، فأخذتني حتى أدخلتني البيت،
قالت: ولم تكن تتبع الجنازة امرأة إلا أن تكون نفساء أو مبطونة
تخرج معها امرأة من ثقاتها حتى يضعوها في المصلى تدخل يدها تنظر
هل خرج شئ فلا يزال القوم جلوسا أو قياما حتى إذا توارت المرأة
قالوا للامام: كبر (كر وقال: هذا حديث غريب لم أكتبه إلا من
هذا الوجه).
القيام للجنازة
42889 عن عثمان أنه رأى جنازة فقام لها وقال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جنازة فقام لها (حم، ع، والطحاوي، ص).
42890 عن علي قال: رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الجنازة
فقما، ثم رأيناه قعد فقعدنا (ط، حم والعدني، م، د، ت، ن،
ه‍، ع وابن الجارود والطحاوي، حب وابن جرير).
42891 عن علي قال: إنما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنازة
725

مرة واحدة ثم لم يعد بعد (الحميدي والعدني).
42892 عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالقيام في
الجنازة، ثم جلس بعد ذلك وأمرنا بالجلوس (ابن وهب، حم والعدني،
ع، حب، ق).
42893 عن عبد الله بن عياش بن أبي أبي ربيعة قال: ما قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم لتلك الجنازة إلا أنها كانت يهودية فأذاه ريح
بخورها فقام حتى جازته (كر).
42894 عن علي قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الجنازة حتى
توضع وقام الناس معه، ثم قعد بعد ذلك وأمرهم بالقعود (ق).
42895 (أيضا) عن عبد الله بن سخبرة قال: مر على
على بجنازة فذهب أصحابه يقومون فقال لهم: ما يحملكم على هذا؟
قالوا: إن أبا موسى أخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مرت.
جنازة قام حتى تجاوزه، فقال: إن أبا موسى لا يقول شيئا، لعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك مرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب أن
يتشبه بأهل الكتاب فيما لم ينزل عليه شئ، فإذا نزل عليه تركه
(ن، ه‍، ورواه ط: أن أبا موسى الأشعري حدثنا أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: إذا مرت بكم جنازة رجل مسلم أو يهودي أو نصراني
726

فقوموا لها، فانا لسنا نقوم لها ولكن نقوم لمن معها من الملائكة،
فقال علي: ما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة وكانوا أهل كتاب كان
يتشبه بهم في الشئ فإذا نهى انتهى. ورواه مسدد بلفظ: فقال علي:
ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قط غير مرة واحدة ليهودي من أهل
الكتاب ثم لم يعد، وكان إذا نهى انتهى. وفي الاسناد ليث بن
أبي سليم).
البكاء
42896 (مسند عمر) عن أبي عثمان قال رأيت عمر لما
جاءه نعي النعمان وضع يده على رأسه وجعل يبكي (ابن أبي الدنيا في
ذكر الموت).
42897 عن جبير بن عتيك أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على ميت
فبكى النساء فقال جبير: اسكتن ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعهن يبكين، فإذا وجبت فلا تبكين باكية
(أبو نعيم).
52898 عن عمران بن حصين قال: لما توفي ابن رسول الله
صلى الله عليه وسلم دمعت عيناه فقالوا: يا رسول الله تبكي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا
727

بك يا إبراهيم لمحزونون (كر).
42899 عن أبي هريرة قال: أبصر عمر امرأة تبكي على قبر
فزبرها (1)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعها يا أبا حفص! فان العين
باكية والنفس والعهد حديث (ابن جرير).
42900 عن يوسف بن ماهك قال: كان ابن عمر في جنازة
فقال: إن الميت يعذب ببكاء الحي، فقال ابن عباس: إن الميت
لا يعذب ببكاء الحي (ابن جرير في تهذيبه).
42901 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم ذا
الحليفة تلقاه غلمان الأنصار يخبرونه عن أهليهم، فقدمنا من حج أو
من عمرة، فلقينا بذي الحليفة، فقيل لاسيد بن حضير: ماتت
امرأتك! فبكى، وكنت بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أتبكي وأنت
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقد تقدم لك من السوابق ما تقدم لك!
قال: أفيحق لي أن لا أبكي! وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
اهتز العرش أعواده لموت سعد بن معاذ (أبو نعيم).
42902 (مسند أسامة بن زيد) كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم

(1) فزبرها: تزبره: تنهره وتغلظ له في القول والرد. اه‍ 2 / 293
النهاية. ب
728

فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا لها في الموت فقال
للرسول: ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل
شئ عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب،! فعاد الرسول
فقال: إنها قد أقسمت لتأتينها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن
عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال وانطلقت
معهم، فرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقعقع كأنها في
شن، ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال:
هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء
(ط، حم، د، ت، ه‍، وأبو عوانة، حب).
النياحة
42903 (مسند الصديق) عن عائشة أن عبد الله بن
أبي بكر لما توفي بكى عليه، فخرج أبو بكر إلى الرجال فقال:
إني أعتذر إليكم من شأن أولاء، إنهن حديثات عهد بجاهلية،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الميت ينضح عليه الحميم ببكاء
الحي (ع، وسنده ضعيف).
42904 عن عمر قال: إنه ليس من ميت يندب بما ليس
فيه إلا الملائكة تلعنه (ابن منيع، والحارث).
729

42905 عن عمرو بن دينار قال: لما مات خالد بن الوليد
اجتمع في بيت ميمونة نساء يبكين، فجاء عمر ومعه ابن عباس ومعه
الدرة، فقال: يا عبد الله! ادخل على أم المؤمنين فأمرها فتحتجب،
وأخرجهن علي، فجعل يخرجهن عليه وهو يضربهن بالدرة، فسقط
خمار امرأة منهن، فقالوا: يا أمير المؤمنين خمارها! فقال: دعوها،
فلا حرمة لها، وكان يعجب من قوله: لا حرمة لها (عب).
42906 عن نضر بن أبي عاصم أن عمر سمع نواحة بالمدينة
ليلا فأتاها فدخل عليها، ففرق النساء، فأدرك النائحة فجعل يضربها
بالدرة، فوقع خمارها فقالوا: شعرها يا أمير المؤمنين! فقال: أجل،
فلا حرمة لها (عب).
42907 عن سفيان بن سلمة قال: لما مات خالد بن الوليد
اجتمع نسوة بني المغيرة في دار خالد يبكين عليه، فقيل لعمر: إنهن
قد اجتمعن في دار خالد وهن خلقاء أن يسمعنك بعض ما تكره
فأرسل إليهن فانههن، فقال عمر: وما عليهن أن يرقن من دموعهن
على أبي سليمان ما لم يكن نقعا أو لقلقة (ابن سعد، وأبو عبيد في
الغريب، والحاكم في الكنى، ويعقوب بن سفيان، ق، وأبو
نعيم، كر).
730

42908 عن عبد الله بن عكرمة قال: عجبا لقول الناس إن
عمر بن الخطاب نهى عن النوح! لقد بكى على خالد بن الوليد بمكة
والمدينة نساء بني المغيرة سبعا يشققن الجيوب ويضربن الوجوه
وأطعموا الطعام تلك الأيام حتى مضت ما ينهاهن عمر (ابن سعد).
42909 عن سعيد بن المسيب قال: لما توفي أبو بكر أقامت
عائشة عليه النوح، فبلغ عمر فنهاها عن النوح على أبي بكر،
فأبين أن ينتهين، فقال لهشام بن الوليد: أخرج إلى ابنة أبي قحافة!
فعلاها بالدرة ضربات، فتفرق النوائح حين سمعن ذلك، فقال:
تردن أن يعذب أبو بكر ببكائكن! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن
الميت يعذب ببكاء أهله عليه (ابن سعد).
42910 عن عائشة قالت: توفي أبو بكر بين المغرب والعشاء
فأصبحنا، فاجتمع نساء المهاجرين والأنصار وأقاموا النوح، وأبو بكر
يغسل ويكفن، فأمر عمر بن الخطاب بالنوح ففرقن (1) فوالله
على ذلك إنكن تفرقن وتجتمعن (ابن سعد).

(1) ففرقن: الفرق: الخوف والفزع. يقال: فرق يفرق فرقا.
النهاية 3 / 438. ب
731

42911 عن سعيد بن المسيب قال: لما مات أبو بكر بكي
عليه فقال عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت يعذب ببكاء
الحي، فأبوا إلا أن يبكوا، فقال عمر لهشام بن الوليد: قم فأخرج
النساء! فقالت عائشة: أخرجك، فقال عمر: ادخل فقد أذنت
لك! فدخل، فقالت عائشة. أمخرجي أنت يا بني! فقال: أما
لك، فقد أذنت لك، فجعل يخرجهن امرأة امرأة وهو
يضربهن بالدرة حتى خرجت أم فروة وفرق بينهن (ابن راهويه
وهو صحيح).
42912 عن عائشة قالت: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب
وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في
وجهه الحزن، وأنا أطلع من شق الباب، فأتاه رجل فقال:
يا رسول الله! إن نساء جعفر فذكر من بكائهن، قال: فارجع
إليهن فأسكتهن، فان أبين فاحث في وجوههن التراب (ش).
باب في الدفن وأمور تقع بعده
42913 عن إسماعيل بن خالد أن أبا بكر الصديق كان يقول
إذا أدخل الميت اللحد (بسم الله وعلى ملة رسول الله، وباليقين
732

بالبعث بعد الموت) (عب).
42914 عن عمر بن سعيد بن يحيى النخعي قال: صليت
خلف علي أبي طالب على ابن المكنف فكبر عليه أربعا، وسلم واحدة
ثم أدخله قبره فقال (اللهم! عبدك وولد عبديك نزل بك وأنت
خير منزول به، اللهم! وسع له مدخله واغفر له ذنبه فانا لا نعلم
إلا خيرا وأنت أعلم به، وكان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله) (ق).
42915 عن علي بن الحكم عن جماعة من أهل الكوفة أن
علي بن أبي طالب أتاهم وهم يدفنون ميتا وقد بسط الثوب على
قبره، فجذب الثوب من القبر وقال: إنما يصنع هذا
بالنساء (ق).
42916 عن علي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندفن موتانا
وسط قوم صالحين، فان الموتى يتأذون بجار السوء كما يتأذى به
الاحياء (الماليني في المؤتلف والمختلف).
42917 عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد:
احفروا، وأعمقوا وأوسعوا، وأحسنوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في
733

قبر واحد وقدموا أكثرهم قرآنا (ابن جرير).
42918 عن جابر قال: رأى ناس نارا في مقبرة فأتوها فإذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ناولوني صاحبكم! فإذا هو الرجل الذي كان
يرفع صوته بالذكر (طب).
42919 عن جابر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تجصص
القبور، وأن يجعل عليها تراب من غير حفرتها ابن النجار).
42920 عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تجصيص القبور
والبناء عليها (ابن النجار).
42921 عن العلاء بن اللجلاج أنه قال لبنيه: إذا أدخلتموني
قبري فضعوني في اللحد وقولوا (بسم الله وعلى سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم) وسنوا (1) علي التراب سنا واقرؤا عند رأسي أول البقرة
وخاتمتها فاني رأيت ابن عمر يستحب ذلك (كر).
42922 عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لحد له ولأبي بكر وعمر
(ابن النجار).

(1) وسنوا: سن الماء والتراب على وجه الأرض: صبه صبا سهلا.
اه‍ 1 / 456 المعجم الوسيط. ب
734

42923 عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون اللحد ويكرهون
الشق (ابن جرير).
42924 عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع
قبره من الأرض شبرا (ابن جرير).
ذيل الدفن
42925 عن عمر بن سعيد قال: صلى علي على يزيد بن
مكنف فكبر أربعا ثم حثا على قبره التراب حثيتين أو ثلاثا (ق).
42926 عن الزهري أن أبا بكر دفن ليلا دفنه عمر (ابن
سعد وأبو نعيم).
42927 عن عثمان أنه كان يأمر بتسوية القبور
(ابن جرير).
42928 عن كثير بن مدرك أن عمر كان إذا سوى على
الميت قال: اللهم! أسلمه إليك الأهل والمال والعشيرة، وذنبه
عظيم فاغفر له (ق).
42929 عن عثمان قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن
735

الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه
الآن يسئل (د، ع، قط في الافراد، وابن شاهين في
السنة، ق، ص).
42930 عن ابن عمر قال: وجد الناس وهم صادرون من
الحج امرأة ميتة بالبيداء يمرون عليها ولا يرفعون لها رأسها، حتى
مر بها رجل من ليث يقال له (كليب) فألقى عليها ثوبا ثم
استعان عليها من يدفنها، فدعا عمر ابنه فقال: هل مررت بهذه
المرأة الميتة؟ فقال: لا، فقال عمر: لو حدثتني أنك مررت بها
لنكلت بك! ثم قام عمر بين ظهراني الناس فتغيظ عليهم فيها وقال:
لعل الله أن يدخل كليبا الجنة بفعله عليها، فبينما كليب يتوضأ عند
المسجد جاءه أبو لؤلؤة قاتل عمر فبقر بطنه (ق).
42931 (مسند جابر بن عبد الله) عن جابر بن عبد الله قال:
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر عبد الله بن أبي بعد ما أدخل حفرته فأمر
به فأخرج فوضعه على ركبتيه وفخذيه فنفث فيه من ريقه وألبسه
قميصه (ز).
42932 عن الشعبي قال: كل قبور الشهداء مسنمة
(ابن جرير).
736

42933 (مسند علي) عن محمد بن حبيب قال: أول
من حول من قبر إلى قبر أمير المؤمنين علي، حوله ابنه
الحسين (قط).
التلقين
42934 عن سعيد الأموي قال: شهدت أبا أمامة وهو في
الزاع فقال لي: يا سعيد! إذا أنا مت فافعلوا بي كما أمرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مات أحد من إخوانكم
فسويتم عليه التراب فليقم رجل منكم عند رأسه ثم ليقل: يا فلان
ابن فلانة! فإنه يسمع ولكنه لا يجيب، ثم ليقل: يا فلان ابن
فلانة! فإنه يستوي جالسا، ثم ليقل: يا فلان ابن فلانة! فإنه يقول:
أرشدنا رحمك الله! ثم ليقل: أذكر ما خرجت عليه من الدنيا
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنك رضيت بالله
ربا وبمحمد نبيا وبالاسلام دينا وبالقرآن إماما! فإنه إذا فعل ذلك
أخذ منكر ونكير أحدهما بيد صاحبه ثم يقول له: اخرج بنا من
عند هذا: ما نصنع به قد لقن حجته! فيكون الله حجيجه دونهما.
فقال له رجل: يا رسول الله! فإن لم أعرف أمه؟ قال: انسبه
إلى حواء (كر).
737

سؤال القبر وعذابه
42935 عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
يا ميمونة تعوذ بالله من عذاب القبر! قالت: يا رسول الله! وإنه
لحق؟ قال: نعم، وإن من أشد عذاب القبر الغيبة والبول (ق
في عذاب القبر).
42936 عن أم خالد بنت خالد بن سعيد أنها سمعت من النبي
صلى الله عليه وسلم حديثا وهو يتعوذ من عذاب القبر (ش وابن النجار).
42937 (مسند أم مبشر) عن جابر عن أم مبشر قالت:
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور
منهم قد ماتوا في الجاهلية فخرج فسمعته وهو يقول: استعيذوا بالله
من عذاب القبر، قلت: يا رسول الله! للقبر عذاب؟ فقال: إنهم
ليعذبون في قبورهم عذابا تسمعه البهائم (ش، ق في كتاب عذاب
القبر).
42938 عن إبراهيم النخعي أن رجلين كانا يعذبان في قبورهما
فشكا ذلك جيرانهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خذوا كربتين (1)

(1) كربتين: أي ما يبقى من أصول السعف في النخلة بعد القطع.
كالمراقي. ا ه‍ 1 / 61 النهاية. ب
738

فاجعلوهما في قبورهما يرفه (1) عنهما العذاب ما لم تيسا، فسئل:
فيم عذبا؟ قال: في النميمة والبول (ق في عذاب القبر).
42939 عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على بغلة له
شهباء فحادت به، فقال حادت ولم تحد عن كبير، حادت عن
رجل يضرب في قبره من أجل النميمة وآخر يعذب في الغيبة (ق في
عذاب القبر).
42940 (مسند أنس) توفيت زينب بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فخرجنا معه، فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما شديد الحزن،
فجعلنا لا نكلم، حتى انتهينا إلى القبر فإذا هو لم يفرغ من لحده،
فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله، فحدث نفسه هنيهة وجعل ينظر
إلى السماء، ثم فرغ من القبر، فنزل فيه فرأيته يزداد حزنا ثم إنه
فرغ فخرج فرأيته سري عنه وتبسم، فقلنا: يا رسول الله! رأيناك
مهما حزينا لم نستطع أن نكلمك ثم رأيناك سرى عنك فلم ذلك؟
قال: كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب مكان ذلك فشق
على فدعوت الله أن يخفف عنها ففعل، ولقد ضغطها ضغطة سمعها
من بين الخافقين إلا الجن والإنس (طب).

(1) يرفه: ينس ف‍ ويخفف. اه‍. / 247 النهاية. ب
739

42941 (أيضا) عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر (ق في كتاب
عذاب القبر).
42942 (أيضا) عن حميد الطول عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم صوتا من قبر فقال: متى مات؟ قالوا: مات في الجاهلية
- فكأنه أعجبه ذلك فقال: لولا أن تدافنوا - أو كما قال - لدعوت
الله أن يسمعكم عذاب القبر (ق في).
42943 (أيضا) عن قاسم الرجال عن أنس قال: دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم خربا لبني النجار كأنه يقضي حاجته فخرج وهو
مذعور فقال: لولا أن تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب
القبر ما أسمعني (ق فيه، وقال: إسناده صحيح وهو شاهد لما قبله).
42944 (أيضا) عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال:
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل لا نخل بني طلحة يتبرز لحاجته وبلال
يمشي وراءه يكرم نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يمشي إلى جنبه، فمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقبر فقام حتى مر إليه بلال، فقال: ويحك يا بلال! هل
تسمع ما أسمع؟ قال: لا والله يا رسول الله! فقال: صاحب القبر
يعذب، فسئل عنه فوجد يهوديا (ق فيه).
740

42945 (أيضا) عن هلال بن علي ابن أبي ميمونة عن
أنس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال يمشيان بالبقيع فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا بلال! هل تسمع ما أسمع؟ قال: لا والله يا رسول الله!
فقال: ألا تسمع أهل القبور يعذبون (ق فيه، وقال: إسناده صحيح
أيضا شاهد لما تقدم).
42946 عن عمر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر!
كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع من الأرض في ذراعين ورأيت
منكرا ونكيرا! فقلت: يا رسول الله! وما منكر ونكير؟ قال:
فتانا القبر، يبحثان القبر بأنيابهما ويطئان فش أشعارهما، أصواتهما
كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف، معهما مزربة لو اجتمع
عليها منى لم يطيقوا رفعها، هي أيسر عليهما من عصاي هذه - وبيد
رسول الله صلى الله عليه وسلم عصية يحركها - فامتحناك، فان تعاييت أو تلويت
ضرباك بها ضربة تصير بها رمادا، قلت: يا رسول الله وأنا على حالي
هذه؟ قال: نعم، قال: إذن أكفيكهما (ابن أبي داود في البعث،
ورسته في الايمان، وأبو الشيخ في السنة، والحاكم في الكنى، وابن
فنجويه في كتاب الوجل، ك في تاريخه، ق في كتاب عذاب القبر،
والإصبهاني في الحجة).
741

42947 عن حذيفة بن اليمان قال: الروح بيد الملك، والجسد
يقلب، فإذا حملوه تبعهم، وإذا وضعوه في القبر بثه فيه (ق في
كتاب عذاب القبر).
42948 عن أبي أيوب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عند المغرب
فسمع صوتا فقال: اليهود تعذب في قبورها (ط وأبو نعيم).
42949 عن أبي رافع قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في بقيع
الغرقد وأنا أمشي خلفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا هديت، لا هديت -
ثلاثا، قلت: يا رسول الله! ما لي؟ قال: ليس إياك أريد، إنما
أريد صاحب القبر، سئل عني فزعم أنه لا يعرفني، فإذا هو قبر قد
رش عليه الماء حين دفن صاحبه (طب، وأبو نعيم، ق في كتاب
عذاب القبر).
42950 عن أبي هريرة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر
فوقف فقال: أتوني بجريدتين! فأتوه نهما، فجعل إحداهما عند
رجليه والأخرى عند رأسه، فقال: إن هذا كان يعذب في قبره،
فقال بعضهم: ما ينفعه هذا يا نبي الله؟ قال: يخفف عذابه ما دام
فيهما ندوة (ابن جرير).
42951 عن أبي الحسناء عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
742

أنه مر بقبرين فأخذ سعفة أو جريدة فشقها فجعل إحداهما على أحد
القبرين والشقة الأخرى على القبر الآخر، فسئل، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: رجل كان لا يتقى من البول، والمرأة كانت تمشي بين
الناس بالنميمة، فاستنظر بهما العذاب إلى يوم القيامة (ق في كتاب
عذاب القبر).
42952 عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: مر رسول الله
صلى الله عليه وسلم على قبر فقال: أتوني بجريدتين! فجعل إحداهما عند رأسه
والأخرى عند رجليه، فقلنا له: يا رسول الله! أينفعه ذلك؟ قال:
لن يزال يخفف عنه بعض عذاب القبر ما دام فيهما ندوة (ق في
كتاب عذاب القبر).
42953 عن عائشة قالت: دخلت يهودية فحدثتني - وذكر
الحديث في قصة اليهودية وإخبار عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولها -
قالت: فلم يرجع إلى شيئا، فلما كان بعد ذلك قال: يا عائشة!
تعوذي بالله من عذاب القبر، فإنه لو نجا منه أحد لنجا سعد بن
معاذ ولكنه لم يزد على ضمة (ق في كتاب عذاب القبر).
42954 عن عائشة قالت: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
أو بعد يومئذ صلى صلاة إلا قال في دبر صلاته: اللهم رب جبرئيل
743

وميكائيل وإسرافيل! أعذني من حر النار وعذاب القبر (ق فيه).
42955 عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم رب
جبرئيل وميكائيل ورب إسرافيل! أعوذ بك من النار وعذاب القبر
(ق فيه).
42956 عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن أحدا
نجا من عذاب القبر لنجا سعد، ثم قال بأصابعه الثلاث فجمعها كأنه
يقلبها، ثم قال: لقد ضيقت ثم عوفي (ق في كتاب عذاب القبر).
التعزية
42957 (مسند الصديق) عن أبي بكر الصديق قال:
قال موسى عليه السلام: يا رب ما لمن عزى الثكلى؟ قال: أظله
بظلي يوم لا ظل إلا ظلي (ابن شاهين في الترغيب).
42958 عن أبي عيينة قال: كان أبو بكر الصديق إذا
عزى رجلا قال: ليس مع العزاء مصيبة، وليس مع الجزع فائدة،
الموت أهون ما قبله وأشد ما بعده، اذكروا فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم
تصغر مصيبتكم وأعظم الله أجركم (ابن أبي خيثمة والدينوري في
المجالسة، كر).
42959 عن سفيان قال: عزى علي بن أبي طالب الأشعث
744

ابن قيس على ابنه فقال: إن تحزن فقد استحقت منكم الرحم، وإن
تصبر ففي الله خلف من ابنك، إنك إن صبرت جرى عليك القدر
وأنت مأجور، وإن جزعت جرى عليك وأنت مأثوم (كر).
42960 عن حوشب أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
له ابن قد أدرك، وكان يأتي مع أبيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنه
قد توفي فوجد عليه أبوه قريبا من ستة أيام لا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: لا أرى فلانا! قالوا: يا رسول الله إن ابنه توفي فوجد (1)
عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه: أتحب لو أن عندك ابنك كأحسن
الصبيان وأكيسهم، أتحب لو أن عندك ابنك كأجرأ الصبيان
جرأة، أتحب لو أن عندك ابنك كهلا كأفضل الكهول وأسراهم،
أو يقال لك: ادخل الجنة بثواب ما قد أخذنا منك (ابن منده
وقال: غريب، أبو نعيم، كر).
ذيل التعزية
42961 عن ابن عباس قال: لما عزي رسول الله صلى الله عليه وسلم على

(1) وجد: وجد وجدا: حزن. اه‍ 710 مختار الصحاح ب
745

ابنته رقية قال: الحمد لله، دفن البنات من المكرمات (العسكري
في الأمثال).
42962 عن عائشة عن عمرو بن شرحبيل قال: لما أصيب
سعد بن معاذ بالرمية يوم الخندق جعل دمه يسيل على النبي صلى الله عليه وسلم:
فجاء أبو بكر فجعل يقول وانقطاع ظهره فقال النبي صلى الله عليه وسلم
مه يا أبا بكر! فجاء عمر فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون (ش).
42963 عن معاذ: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول
الله إلى معاذ بن جبل، سلام عليك، فاني أحمد الله إليك الذي لا
إله إلا هو، أما بعد! فأعظم الله لك الاجر، وألهمك الصبر،
ورزقنا وإياك الشكر، فان أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب
الله الهنيئة وعواريه المستودعة، يمتع بها الرجل إلى أجل ويقضيها
إلى وقت معلوم، وإنا نسأله الشكر على ما أعطى، والصبر إذا
ابتلى، وكان ابنك من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة متعك
الله به في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر كثير، الصلاة والرحمة
والهدى إن احتسبته، فاصبر، ولا يحبط جزعك أجرك فتندم،
واعلم أن الجزع لا يرد ميتا ولا يدفع حزنا، وما هو نازل فكان
قد، والسلام (طب، حل، ك وقال: حسن غريب، وتعقب عن
محمود بن لبيد عن معاذ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال
746

الذهبي وابن مجاشع وابن عمر، حل عن عبد الرحمن بن غنم وقال:
كل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت فان وفاة ابن معاذ بعد وفاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وإنما كتب إليه بعض الصحابة فتوهم الراوي فنسبها
إلى النبي صلى الله عليه وسلم).
42964 عن عائشة قالت: فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بابا بينه
وبين الناس، أو كشف سترا، فرأى أبا بكر والناس يصلون
خلفه، فحمد الله على ما أرى من حسن حالهم رجاء أن يخلفه فيهم
بالذي رأى فيهم، فقال: أيها الناس! أيما أحد من أمتي أصيب
بمصيبة من بعدي فليتعز بمصيبتي عن المصيبة التي نصيبه من بعدي
فان أحدا من أمتي لم يصب كمصيبته بي (ع كر).
ذيل الموت
42965 عن علي قال: حرام على كل نفس أن تخرج من
الدنيا حتى تعلم إلى أين مصيرها (ش، وابن أبي الدنيا في
ذكر الموت).
42966 عن علي قال: إذا مات العبد الصالح بكى عليه
مصلاه من الأرض ومصعد عمله في السماء، ثم قرأ (فما بكت
747

عليهم السماء والأرض) (ابن المبارك في الزهد، وعبد بن حميد،
وابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن المنذر).
42967 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى
وكل بعبده المؤمن ملكين يكتبان عمله، فإذا مات قال الملكان اللذان
وكلا به: قد مات فأذن لنا أن نصعد إلى السماء! فيقول الله عز
وجل: سمائي مملوءة من ملائكتي يسبحون، فيقولان: أفنقيم في
الأرض؟ فيقول الله: أرضي مملوءة من خلقي يسبحوني، فيقولان:
فأين! فيقول: قوما على قبر عبدي فسبحاني واحمداني وكبراني
وهللاني واكتبا ذلك لعبدي إلى يوم القيامة (المروزي في الجنائز،
وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات، وأبو الشيخ في العظمة، هب
والديلمي، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب).
42968 عن بلال قال: قالت سودة: يا رسول الله! مات
فلان فاستراح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما استراح من
غفر له (كر).
42969 عن عائشة مثله (كر).
42970 عن أبي الهيثم بن مالك قال: كنا نتحدث عند أبتع
748

ابن عبد وعنده أبو عطية المذبوح، فتذاكروا النعيم فقالوا: من
أنعم الناس؟ قالوا: فلان، فقال أبو عطية: أنا أخبركم بمن هو
أنعم منه، جسد في لحد قد أمن من العذاب (كر).
42971 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما الميت
في القبر إلا كالغريق المتغوث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم
أو أخ أو صديق، فإذا لحقته كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها،
وإن الله ليدخل على أهل القبور من دعاء أهل الأرض أمثال الجبال
فان هدية الاحياء إلى الأموات الاستغفار لهم (أبو الشيخ في فوائده
هب وقال: غريب تفرد به، وفيه محمد بن جابر أبي عياش المصيصي
وقال في الميزان: لا أعرفه، قال: وهذا الخبر منكر جدا).
42972 عن عائشة قالت: جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ماتت فلانة واستراحت! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إنما يستريح
من غفر له (طس، حل، وابن النجار).
42973 عن عبيد بن عمير قال: إن أهل القبور يتوكفون
الاخبار، إذا أتاهم الميت سألوه: ما فعل فلان؟ يقولون: صالح،
فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقول: ألم يأتكم؟ فيقولون: لا، فيقولون:
749

إنا لله وإنا إليه راجعون، سلك به غير طريقنا (هب).
42974 (مسند الصديق) عن عائشة أن أبا بكر قبل
النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته (ش، خ، ت في الشمائل، ن، ه‍، والمروزي
في الجنائز).
42975 عن أبي بكر قال: طوبى لمن مات في النأنأة (1)
(ابن المبارك، وأبو عبيد في الغريب، حل).
42976 (مسند عمر) عن أبي الأسود قال: أتيت المدينة
فوافقتها وقد وقع فيها مرض فهم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلى
عمر بن الخطاب فمرت به جنازة فأثني على صاحبها خيرا فقال عمر:
وجبت، ثم مر بأخرى فأثني بشر فقال عمر: وجبت، قلت:
وما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيما مسلم شهد له أربعة بخير داخله الله الجنة، قلنا وثلاثة؟ قال:
وثلاثة، قلنا: واثنان؟ قال: واثنان، ثم لم نسأله عن الواحد (ط،
ش، حم، خ (كتاب الجنائز 2 / 122)، ت، ن، ع، حب، ق).

(1) النأنأة: أي في بدء الاسلام حين كان ضعيفا قبل أن يكثر أنصاره
وداخلون عليه. النهاية 5 / 3. ب
750

42977 عن محمد بن حمير أن عمر بن الخطاب مر ببقيع الغرقد
فقال: السلام عليكم يا أهل القبور! أخبار ما عندنا أن نساءكم قد
تزوجت ودوركم قد سكنت وأموالكم قد فرقت، فأجابه هاتف:
أخبار ما عندنا أن ما قدمناه وجدناه، وما أنفقناه ربحناه، وما خلفناه
فقد خسرنا (ابن أبي الدنيا في كتاب القبور، وابن السمعاني).
42978 عن إسحاق بن إبراهيم بن بسطاس قال حدثني سعد
ابن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال: بينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه قال: ما تقولون في رجل قتل في
سبيل الله؟ قالوا: الجنة إن شاء الله، قال: الجنة إن شاء الله، قال:
ما تقولون في رجل مات في سبيل الله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:
الجنة إن شاء الله، قال: ما تقولون في رجل قام ذوا عدل فقالا:
اللهم لا نعلم إلا خيرا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: الجنة إن
شاء الله، قال: ما تقولون في رجل قام ذوا عدل فقالا: اللهم لا
نعلم خيرا؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: مذنب والله غفور رحيم
(هب، وإسحاق بن إبراهيم ضعيف).
42979 عن أبي هريرة قال: إن أعمالكم تعرض على
751

أقربائكم من موتاكم، فان رأوا خيرا فرحوا به، وإن رأوا شرا
كرهوه، وإنها يستخبرون الميت إذا أتاهم من مات بعدهم، حتى أن
الرجل ليسأل عن امرأته أتزوجت أم لا؟ حتى أن الرجل ليسأل عن
الرجل فان قيل له قد مات، قال: هيهات! ذهب بذلك، فإن لم
يحسبوه عندهم قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب به إلى أمه
الهاوية المربية (ابن جرير).
42980 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فأثنوا
عليها خيرا في مناقب الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت، ثم مرت به
جنازة أخرى فأثنوا عليها شرا في مناقب الشر فقال: وجبت، ثم
قال: أنتم شهود الله في الأرض (ز).
42981 عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه:
أتدرون ما مثل أحدكم ومثل أهله وماله وعمله؟ فقالوا: الله ورسوله
أعلم، فقال: إنما مثل أحدكم ومثل ماله وأهله وولده وعمله كمثل
رجل له ثلاثة إخوة، فلما حضرته الوفاة دعا إخوته فقال: إنه قد
نزل بي من الامر ما ترى فما لي عندك وما لي لديك؟ فقال: (لك
عندي أن أمرضك ولا أزيلك وأن أقوم بشأنك، فإذا مت
غسلتك وكفنتك وحملتك مع الحاملين، أحملك طورا وأميط عنك
752

طورا، فإذا رجعت أثنيت عليك بخير عند من يسألني عنك) هذا
أخوه الذي هو أهله فما ترونه؟ قالوا: لا نسمع طائلا يا رسول الله!
ثم يقول لأخيه الآخر: أترى ما قد نزل بي فما لي لديك وما لي
عندك؟ فيقول (ليس لك عندي غناء إلا وأنت في الاحياء فإذا مت
ذهب بك في مذهب وذهب بي في مذهب) هذا أخوه الذي
هو ماله كيف ترونه؟ قالوا: لا نسمع طائلا يا رسول الله! ثم
يقول لأخيه الآخر: أترى ما قد نزل بي وما رد علي أهلي ومالي فما
لي عندك وما لي لديك؟ فيقول (أنا صاحبك في لحدك وأنيسك
في وحشتك، وأقعد يوم الوزن في ميزانك فأثقل ميزانك) هذا
أخوه الذي هو عمله كيف ترونه؟ قالوا: خير أخ وخير صاحب
يا رسول الله! قال: فان الامر هكذا. قالت عائشة: فقام إليه
عبد الله بن كرز فقال: يا رسول الله! أتأذن لي أن أقول على
هذا أبياتا؟ فقال: نعم، فذهب فما بات إلا ليلة حتى عاد إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فوقف بين يديه واجتمع الناس وأنشأ يقول:
فإني وأهلي والذي قدمت يدي * كداع إليه صحبه ثم قائل
753

لاخوته إذا هم ثلاثة إخوة * أعينوا على أمر بي اليوم نازل
فراق طويل غير متثق به * فماذا لديكم في الذي هو غائل
فقال امرأ منهم أنا الصاحب الذي * أطيعك فيما شئت قبل التزايل
فأما إذا جد الفراق فإنني * لما بيننا من خلة غير واصل
فخذ ما أردت الآن مني فإنني * سيسلك بي في مهيل من مهائل
فإن تبقني لا تبق فاستنقذنني * وعجل صلاحا قبل حتف معاجل
وقال امرأ قد كنت جدا أحبه * وأوثره من بينهم في التفاضل
غنائي أني جاهد لك ناصح * إذا جد جد الكرب غير مقاتل
754

ولكنني باك عليك ومعول * ومثن بخير عند من هو سائل
ومتبع الماشين أمشي مشيعا * أعين برفق عقبة كل حامل
إلى بيت مثواك الذي أنت مدخل * أرجع مقرونا بما هو شاغلي
كأن لم يكن بيني وبينك خلة * ولا حسن ود مرة في التباذل
فذلك أهل المرأ ذاك غناؤهم * وليس وإن كانوا حراصا بطائل
وقال امرأ منهم أنا الأخ لا ترى * أخا لك مثلي عند كرب الزلازل
لدى الغير تلقاني هنالك قاعدا * أجادل عنك القول رجع التجادل
وأقعد يوم الوزن في الكفة التي * تكون عليها جاهدا في التثاقل
755

فلا تنسني واعلم مكاني فإنني * عليك شفيق ناصح غير خاذل
فذلك ما قدمت من كل صالح * تلاقيه إن أحسنت يوم التواصل
فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى المسلمون من قوله، وكان عبد الله بن
كرز لا يمر بطائفة من المسلمين إلا دعوه واستنشدوه فإذا
أنشدهم بكوا (الرامهرمزي في الأمثال، وفيه عبد الله بن عبد العزيز
الليثي عن محمد بن عبد العزيز الزهري ضعيفان).
42982 عن ابن مسعود قال: مستريح ومستراح منه، فأما
المستريح فالمؤمن استراح من هم الدنيا، وأما المستراح منه فالفاجر
(الروياني، كر).
42983 عن علي قال دخلت مع علي إلى الجبان فسمعته يقول:
السلام عليكم يا ندامى! أما الدور فقد سكنت، وأما الأموال فقد
اقتسمت، وأما النساء فقد نكحت، هذا خير ما عندنا، هاتوا
خبر ما عندكم! ثم التفت فقال: لو أذن لهم في الكلام لتكلموا
فقالوا: (تزودوا فان خير الزاد التقوى) (أبو محمد الحسن بن
756

محمد الخلال في كتاب النادمين).
42984 عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني
ضربت للدنيا مثلا ولابن آدم عند الموت مثله مثل رجل له ثلاثة
أخلاء، فلما حضره الموت قال لأحدهم: إنك كنت لي خلا وكنت
لي مكرما مؤثرا وقد حضرني من أمر الله ما ترى فماذا عندك؟
فيقول خليله ذلك: (وماذا عندي! وهذا أمر الله قد غلبني عليك
ولا أستطيع أن أنفس كربتك ولا أفرج غمك ولا أوجر سعيك
ولكن ها أنا ذا بين يديك فخذ مني زادا تذهب به معك فإنه ينفعك)
ثم دعا الثاني فقال: إنك كنت لي خليلا وكنت آثر الثلاثة عندي
وقد نزل بي من أمر الله ما ترى فماذا عندك؟ فيقول: (وماذا عندي!
وهذا أمر الله قد غلبني ولا أستطيع أن أنفس كربتك ولا أفرج
غمك ولا أوجر سعيك، ولكن سأقوم عليك في مرضك، فإذا
مت أنقيت غسلك وجددت كسوتك وسترت جسدك وعورتك)،
ثم دعا الثالث فقال: نزل بي من أمر الله ما ترى وكنت أهون
الثلاثة علي وكنت لك مضيعا وفيك زاهدا فماذا عندك؟ قال:
(عندي أني قرينك وخليفك في الدنيا والآخرة، أدخل معك قبرك
حين تدخله وأخرج منه حين تخرج منه، ولا أفارقك أبدا)، فقال
757

النبي صلى الله عليه وسلم: هذا ماله وأهله وعمله، أما الأول الذي قال (خذ مني
زادا) فماله، والثاني أهله، والثالث عمله (الرامهرمزي في الأمثال،
وفيه أبو بكر الهذلي واه).
42985 عن أنس قال كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمرت
جنازة، فقال: ما هذه الجنازة؟ قالوا: جنازة فلان الفلاني كان
يحب الله ورسوله ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها، فقال: وجبت
وجبت وجبت، ومرت أخرى فقال: ما هذه؟ قالوا: جنازة فلان
الفلاني كان يبغض الله ورسوله ويعمل بمعصية الله ويسعى فيها، فقال:
وجبت وجبت وجبت، قالوا: يا نبي الله! قولك في الجنازة والثناء
عليها أثني على الأول خير وعلى الثاني شرا قولك فيها (وجبت)؟
قال: نعم، يا أبا بكر! إن لله ملائكة في الأرض تنطق على
ألسنة بني آدم في المرء من الخير والشر (ك، هب) (1).
الزيارة وآدابها
42986 عن حسان بن ثابت قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1 / 377) والحديث على شرط مسلم وأقره
الذهبي. ص
758

زائرات القبور (أبو نعيم) (1).
42987 عن علي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا نسوة
جلوس، قال: ما يجلسكن؟ قلن: ننتظر الجنازة، قال: هل
تغسلن فيمن يغسل؟ قلن: لا، قال: هل تحملن فيمن يحمل؟
قلن: لا، قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قلن: لا - وفي رواية:
فتحثين فيمن يحثو؟ قلن: لا - قال: فارجعن مأزورات غير
مأجورات (ه‍، وابن الجوزي في الواهيات، وفيه دينار أبو عمرو
وقال الأزدي: متروك) (2).
42988 عن زياد بن نعيم أن ابن حزم أبا عمارة أو أبا عمرو
قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا متكئ على قبر فقال: قم! لا تؤذ
صاحب القبر أو يؤذيك (البغوي).
42989 عن علي بن أبي طالب أنه قيل له: مالك تركت
مجاورة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاورت المقابر - يعني البقيع؟

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء النهي عن زيارة النساء القبور
رقم 1574 وقال في الزوائد: صحيح ورجاله ثقات. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز رقم 1571 وفيه دينار بن عمر وباقي
رجاله ثقات.
759

فقال: وجدتهم جيران صدق، يكفون السيئة ويذكرون
الآخرة (هب).
42990 عن عمرو بن حزم قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا متكئ
على قبر، قال: لا تؤذ صاحب القبر (كر).
42991 عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر
بتسوية القبور (ابن جرير).
42992 عن واثلة بن الأسقع أنه كان يصلي على الجنائز إذا
كان الطاعون وكان إذا أشرف على المقبرة قال: السلام عليكم أهل
دار قوم مؤمنين! كنتم لنا سلفا ونحن لكم تبعا، وإنا إن شاء
الله بكم لاحقون (كر).
42993 عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة قال: إذا مر الرجل
بقبر لا يعرفه فسلم رد عليه السلام (ابن أبي الدنيا، هب).
42994 عن أبان المكتب أن عبد الله بن عمر كان يدفن
أهله في مكان، فكان إذا شهد جنازة مر على أهله فدعا لهم
واستغفر لهم (ابن أبي الدنيا، هب).
760

42995 عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
دخل الجبانة يقول: السلام عليكم يا أيها الأرواح الفانية والأبدان
البالية والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي مؤمنة، اللهم!
أدخل عليهم روحا (1) منك وسلاما مني (الديلمي).
42996 (مسند علي) عن مالك أنه بلغه أن علي بن أبي
طالب كان يتوسد القبور ويضطجع عليها.
42997 عن الحارث قال: كان علي إذا أتى القبور قال:
السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين (ابن أبي الدنيا في ذكر
الموت).
42998 (مسند أنس) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
كنت نهيتكم عن زيارة القبور ثم بدا لي فزوروها فإنها ترق القلوب
وتدمع العين وتذكر الآخرة، فزوروا ولا تقولوا هجرا
(هب).
42999 (أيضا) عن الكديمي: حدثنا ابن قمير العجلي ثنا
جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم

(1) روحا: وفي الحديث " الريح من روح الله " أي من رحمته
بعباده. النهاية ج 2 / 272. ب
761

فشكا إليه قسوة القلب، فقال: اطلع في القبور واعتبر بالنشور
(هب وقال: متن منكر، ومكي ابن قمير بصري مجهول).
43000 (أيضا) عن أبان عن أنس قال: مر رجل بالمقابر
فقال: اللهم: رب الأرواح الفانية والعظام النخرة التي خرجت من
الدنيا وهي بك مؤمنة أدخل عليها روحا منك وسلاما منا، فاستغفر
له من مات من لدن آدم (ابن النجار).
فصل في طول العمر
43001 (مسند علي) عن علي: ما يسرني لو مت طفلا
ودخلت الجنة ولم أكبر فأعرف ربي عز وجل (حل).
43002 (مسند أنس) ابن النجار: أنبأنا أبو أحمد عبد
الوهاب بن علي الأمين أنبأنا فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم أنبأنا أبو
منصور علي بن الحسين بن الفضل بن الكاتب أنبأنا أبو عبد الله أحمد
ابن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن
العباس الجوهري أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي حدثنا الزبير
ابن بكار حدثنا أبو ضمرة عن يوسف بن أبي ذرة الأسلمي عن جعفر
ابن عمرو بن أمية الضمري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يعمر في الاسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه
762

ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ الخمسين
لين الله عليه الحساب، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب،
فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين قبل الله
حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر وسمى أسير الله في أرضه وشفع في أهل بيته.
43003 عن عبد الاعلى بن عبد الله القرشي عن عبد الله بن
الحارث بن نوفل عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا
بلغ الرجل أربعين سنة وطعن في لخمسين أمن من الأدواء الثلاثة:
الجنون، والجذام، والبرص، وإذا بلغ خمسين حوسب حسابا يسيرا،
وابن الستين يعطي الإنابة إلى الله، وابن السبعين تحبه ملائكة السماء،
وابن الثمانين تكتب حسناته ولا تكتب سيئاته، وابن التسعين يغفر
له ما سلف من ذنبه ويشفع في سبعين من أهل بيته وتكتبه ملائكة
السماء الدنيا (أسير الله في الأرض) (ابن مردويه).
43004 عن عبد الله بن واقد عن عبد الكريم بن جذام عن
عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبيه عثمان بن عفان قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إذا بلغ المسلم أربعين سنة عافاه الله من البلايا الثلاث: من
البرص والجذام والجنون، وإذا بلغ الخمسين خفف الله حسابه، فإذا بلغ
763

الستين رزقه الله الإنابة إليه فيما يحب، فإذا بلغ السبعين أحبته ملائكة
السماء، فإذا بلغ الثمانين محا الله سيئاته وكتب له الحسنات، فإذا بلغ
التسعين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفع في أهل بيته،
وسمته الملائكة أسير الله في الأرض (ابن مردويه).
43005 عن عمرو بن أوس قال قال محمد بن عمرو بن عفان
عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا بلغ العبد أربعين سنة
خفف الله حسابه، فإذا بلغ الخمسين لين الله عليه حسابه فإذا بلغ الستين
رزقه الله الإنابة إليه، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ
ثمانين سنة أثبتت حسناته ومحيت سيئاته، فإذا بلغ تسعين غفر له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر وشفع في أهل بيته وكتب في السماء أسير الله في
أرضه (ع والبغوي).
43006 عن يسار بن خاتم العنبري ثنا سلام أبو سلمة مولى
أم هانئ سمعت شيخا يقول سمعت عثمان بن عفان يقول سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: إذا بلغ عبدي أربعين سنة
عافيته من البلايا الثلاث، من الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ خمسين
سنة حاسبته حسابا يسيرا، فإذا بلغ ستين سنة حببت إليه الإنابة،
فإذا بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة، فإذا بلغ ثمانين سنة كتبت حسناته
764

وألقيت سيئاته، فإذا بلغ تسعين سنة قالت الملائكة (أسير الله في أرضه)
وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشفع في أهله (الحكيم).
43007 عن مجاهد قال قال عمر بن الخطاب: من شاب شيبة في
الاسلام كانت له نورا يوم القيامة (ابن راهويه).
43008 عن مجاهد: أن عمر بن الخطاب كان لا يغير شيبه
فقيل له: لم لا تغير؟ وقد كان أبو بكر يغير! فقال إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا
يوم القيامة) وما أنا بمغير شيبي (ابن راهويه، حب).
43009 عن عبيد الله بن خالد السلمي قال: آخا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين رجلين من أصحابه، فقتل أحدهما ومات الآخر بعده،
فصلينا على، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قلتم؟ قالوا: دعونا له قلنا:
اللهم! ألحقه بصاحبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين صلاته بعد صلاته!
وأين صومه بعد صومه! وأين عمله بعد عمله! ما بينهما كما بين السماء
والأرض (ابن النجار).
43010 (مسند طلحة) عن عبد الله بن شداد قال: جاء
ثلاثة نفر من بني عذرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
من يكفيني هؤلاء؟ فقال طلحة: أنا، قال: فكانوا عندي، قال:
765

فضرب على الناس بعثا (1) فخرج فيهم أحدهم فاستشهد، ثم مكثوا
ما شاء الله، ثم ضرب بعثا آخر فخرج فيه الثاني فاستشهد، وبقي
الثالث حتى مات على فراشه، قال طلحة: فرأيت كأني أدخل الجنة
فرأيتهم أعرفهم بأسمائهم وسيماهم، قال: فإذا الذي مات على فراشه
دخل أولهم، وإذا الثاني من المستشهدين على إثره، وإذا أولهم آخرهم،
قال: فدخلني من ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في
الاسلام لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله (ابن زنجويه).
43011 (مسند أنس) المولود ينظر ما لم يبلغ الحنث (2) ما عمل من حسنة كتب لوالده أو لوالديه، فان عمل سيئة لم تكتب
عليه ولا على والده، فإذا بلغ الحنث وجرى عليه القلم أمر الملكان
اللذان معه أن يحفظاه ويسدداه، فإذا بلغ أربعين سنة في الاسلام

(1) بعثا: البعث: الرسول: واحدا أو جماعة. اه‍ ج 1 / 62.
المعجم الوسيط. ب
(2) الحنث: أي لم يبلغ مبلغ الرجال ويجري عليه القلم فيكتب عليه
الحنث وهو الاثم، وقال الجوهري: بلغ الغلام الحنث: أي المعصية
والطاعة اه‍. 1 / 449 النهاية ب
766

أمنه الله من البلايا الثلاث من الجرام والبرص والجنون، فإذا بلغ
الخمسين خفف الله عنه حسابه، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إليه
فيما يحب، فإذا بلغ السبعين أحبه السماء، فإذا بلغ الثمانين كتب الله
حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من
ذنبه وما تأخر وشفعه الله في أهل بيته وكان اسمه عند الله في السماء
أسير الله في أرضه، فإذا بلغ أرذل العمر (1) لكيلا يعلم من بعد علم
شيئا كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير، وإن عمل
سيئة لم تكتب عليه (الحكيم).

(1) رذل: أي آخره في حال الكبر والعجز والخرف، والأرذل من كل
شئ الردئ منه. النهاية 5 / 217. ص
767

الكتاب الخامس من حرف الميم في المواعظ والحكم
من قسم الأقوال
وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول في المواعظ والترغيبات
وفيه فصول
الفصل الأول في المفردات
43012 اعزل الأذى عن طريق المسلمين (م (1)، ه‍ - عن
أبي برزة).
43013 أفضوا الله تعالى فالله أحق بالوفاء (خ - عن ابن
عباس).
43014 عهد الله تعالى أحق ما أدرى (طب - عن أبي أمامة).
43015 إن الله تعالى قال: أنا خلقت الخير والشر، فطوبى
لمن قدرت على يده الخير، وويل لمن قدرت على يده الشر (طب -

(1) أخرجه مسلم كتاب البر والصلة باب فضل إزالة الأذى عن الطريق
رقم 131 / 2618. ص
768

عن ابن عباس).
43016 إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من
الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير
على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه (ه‍ (1) -
عن أنس).
43017 عند الله خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال، فطوبى
لمن جعله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لمن جعله مفتاحا للشر
مغلاقا للخير (طب والضياء - عن سهل بن سعد).
43018 إن هذا الخير خزائن، لتلك الخزائن مفاتيح، فمفاتيحه
الرجال، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل
لعبد جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير (ه‍ (2)، حل - عن سهل
ابن سعد).
43019 إن الله تعالى محسن فأحسنوا (عد - عن سمرة).
43020 إن الله تعالى يحب أن يعمل بفرائضه (عد -
عن عائشة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المقدمة باب من كان مفتاحا للخير رقم 237
ورقم 238 واسنادهما ضعيف. ص
769

43021 إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره
سفسافها (طب - عن الحسين بن علي).
43022 إن الله تعالى يقول يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي
أملا صدرك غنى وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك
شغلا ولم أسد فقرك (حم، ت (1)، ك - عن أبي هريرة).
43023 من أفضل الأعمال إدخال السرور على المؤمن،
تقضي عنه دينا، تقضي له حاجة، تنفس له كربة (هب - عن
ابن المنكدر مرسلا).
43024 إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك
المسلم (طب - عن الحسين بن علي).
43025 ألا أخبركم بخيركم من شركم! خيركم من يرجى خيره
ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره (حم،
ت (2) حب - عن أبي هريرة

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة من كانت الآخرة همه رقم
2468 وقال حسن غريب. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب خيركم من يرجى خيره رقم 2264 وقال
حسن صحيح. ص
770

43026 ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس! إن من خير
الناس رجلا عمل في سبيل الله تعالى عز وجل على ظهر فرسه أو على
ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس
رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله ولا يرعوي (1) إلى شئ منه
(حم، ن، ك - عن أبي سعيد).
43027 إن ابني آدم ضربا مثلا لهذه الأمة، فخذوا بالخير
منهما (ابن جرير - عن الحسن مرسلا).
43028 إن الله تعالى ضرب لكم ابني آدم مثلا، فخذوا
خيرهما ودعوا شرهما (ابن جرير عن الحسن مرسلا، وعن بكر بن
عبد الله مرسلا).
43029 إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات،
فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم
حتى تهديهم كما هديتنا (حم والحكيم - عن أنس).
43030 إن تفعل الخير خير لك (د - عن والدة بهيسة) (2).

(1) يرعوي: أي لا ينكف ولا ينزجر، من رعا يرعو إذا كف عن
الأمور. اه‍ النهاية 2 / 236. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب ما لا يجوز منعه رقم 1669 والإماء
احمد في المسند 3 / 481. ص
771

43031 مكتوب في الإنجيل: كما تدين تدان. وبالكيل
الذي تكيل تكتال (فر - عن فضالة بن عبيد) (1).
43032 كما تدين تدان (عد - عن ابن عمر) (2).
43033 ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه
النار (ع - عن مالك بن عبد الله الخثعمي، الشيرازي في الألقاب -
عن عثمان).
43034 من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة
الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس
(ت (2) - عن عائشة).
43045 لا تكونوا إمعة (3) تقولون: إن أحسن الناس
أحسنا، وإن أساؤا أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسنوا إن

(1) ذكره الامام العجلوني في كشف الخفاء رقم 1996 وقال في اسناده
ضعيف. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب من التمس رضا الله... رقم 2416. ص
(3) إمعة: الإمعة بكسر الهمزة وتشديد الميم: الذي لو رأى له، فهو
يتابع كل أحد على رأيه. والهاء فيه للمبالغة. ويقال فيه إمع أيضا.
اه‍ ج 1 / 67 النهاية. ب
772

تحسنوا وإن أساؤا أن لا تظلموا (خ - عن حذيفة) (1).
43036 خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من
لا يرجى خيره ولا يؤمن شره (ع - عن أنس).
43037 لكل عبد صيت، فإن كان صالحا وضع في الأرض،
وإن كان مسيئا وضع في الأرض (الحكيم - عن أبي بردة).
43038 ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإن كان صيته
في السماء حسنا وضع في الأرض. وإن كان صيته في السماء سيئا
وضع في الأرض (البزار - عن أبي هريرة).
43039 ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام
طالبها (ت (2) - عن أبي هريرة).
43040 ما من صباح يصبحه العباد إلا وصارخ يصرخ:
يا أيها الناس لدوا للتراب، وأجمعوا للفناء، وابنوا للخراب (هب -

(1) الحديث أخرجه الترمذي كتاب البر والصلة باب ما جاء في الاحسان
والعفو رقم 2000 وقال حسن غريب.
فعزو الحديث لصحيح البخاري تصحيف. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب صفة جهنم باب آخر أهل النار خروجا رقم
2604 وقال الترمذي: في اسناده عبيد الله ضعيف. ص
773

عن الزبير).
43041 من دل على خير فله مثل أجر فاعله (حم، د،
ت - عن أبي مسعود) (1).
43042 من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته
تكتب له حجة وعمرة، فإن لم تقض كتبت له عمرة (هب -
عن الحسن بن علي).
43043 من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا مؤودة من
قبرها (خد، د (2)، ك - عن عقبة بن عامر).
43044 من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة
(حم - عن رجل).
43045 أيما مسلم كسا مسلما ثوبا كان في حفظ الله تعالى
ما بقيت عليه منه رقعة (طب - عن ابن عباس).
43046 من أراد منكم أن يستر أخاه المسلم بطرف ثوبه

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في الدال على الخير رقم 5129.
وأخرجه مسلم كتاب الامارة رقم 1893 والترمذي كتاب العلم رقم
2674. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في الستر على المسلم رقم 4891. ص
774

فليفعل (فر - عن جابر).
43047 من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر
الله له ذنوبه (ابن عساكر - عن علي).
43048 من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة (ع،
طب، عد، حل، هب - عن ابن عمر، عد - عن ابن عباس وعن
جابر، هب - عن أنس).
43049 من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من
ذنبه (خط - عن ابن عمر).
43050 من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الاجر كمن
خدم الله عمره (حل - عن أنس).
43051 من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الاجر كمن
حج أو اعتمر (خط - أنس).
43052 من يتزود في الدنيا ينفعه في الآخرة (طب، هب،
والضياء - عن جرير).
43053 من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته (ابن
أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن جابر).
43054 أهل شغل الله في الدنيا هم أهل شغل الله في الآخرة
775

وأهل شغل أنفسهم في الدنيا هم أهل شغل أنفسهم في الآخرة (قط
في الافراد، فر - عن أبي هريرة).
43055 الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار
مثل ذلك (حم، خ - عن ابن مسعود) (1).
43056 خيار أمتي من دعا إلى الله وحبب عباده إليه (ابن
النجار - عن أبي هريرة).
43057 إن الله تعالى يباهى بالشاب العابد الملائكة، يقول:
انظروا إلى عبدي! ترك شهوته من أجلي (ابن السني، فر - عن
طلحة).
43058 خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من
تشبه بشبابكم (ع، طب - عن واثلة، هب - عن أنس وعن ابن
عباس، عد - عن ابن مسعود).
43059 فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ
الذي تعبد بعد ما كبرت سنه كفضل المرسلين على سائر الناس
(أبو محمد التكريتي في معرفة النفس، فر - عن أنس).
43060 إن الله تعالى يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرفق باب الجنة أقرب 8 / 127. ص
776

الله تعالى (حل - عن ابن عمر).
43061 قال ربكم تعالى: لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم
المطر بالليل، ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما أسمعتهم صوت
الرعد (حم، ك - عن أبي هريرة).
43062 والله! لا يلقي الله حبيبه في النار (ك - عن أنس).
43063 أعز أمر الله يعزك الله (فر - عن أبي أمامة).
43064 حببوا الله إلى عباده يحبكم الله (طب والضياء -
عن أبي أمامة).
43065 خير الناس أنفعهم للناس (القضاعي - عن جابر).
43066 الخير كثير، ومن يعمل به قليل (طس - عن
ابن عمر).
43067 إن الله تعالى لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من
خير (عد - عن أنس).
43068 غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس
ركي (1) كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت له

(1) ركي: الركي جنى للركية، وهي البئر، وجمعها ركايا. ا ه‍
ج 2 / 261 النهاية. ب
777

من الماء فغفر لهذا بذلك (خ - عن أبي هريرة) (1).
43069 قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين
رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (حم، ق (2)،
ت، ه‍ - عن أبي هريرة).
43070 كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه
(ابن النجار - عن أنس).
43071 بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد
بئرا فنزل فيها وشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يأكل الثرى
من العطش، فقال: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ
بي! فنزل البئر فملا خفه ماء ثم أمسكه بفيه ثم رقى فسقى الكلب
فشكر الله له فغفر له، قالوا: يا رسول الله! وإن لنا في البهائم أجرا؟
قال في كل ذات كبد رطبة أجر (مالك، حم، ق (3) - عن أبي

أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب إذا وقع الذباب في الشراب
أحدكم 4 / 158. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الحنية رقم 2824. ص
(3) أخرجه البخاري كتاب المظالم باب الآبار على الطرق 3 / 173. ومسلم
كتاب السلام باب فضل ساقي البهائم رقم 2244. ص
778

هريرة).
43072 لك في كل كبد حري أجر (طب - عن فحول
السلمي).
43073 بينما كلب يطوف بركية كاد يقتله العطش. إذ
رأته بغي (1) من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها (2) فاستقت له
به فسقته فغفر لها به (ق (3) - عن أبي هريرة).
43074 ما من رجل يغبر وجهه في سبيل الله إلا آمنه الله
وآمنه النار يوم القيامة (طب - عن أبي أمامة).
43075 من استن خيرا فاستن به كان له أجره كاملا ومن
أجور من استن به ولا ينقص من أجورهم شيئا، ومن استن سنة
سيئة فاستن به فعليه وزره كاملا ومن أوزار الذين استنوا به ولا
ينقص من أوزارهم شيئا (ه‍ (4) - عن أبي هريرة).

(1) بغي: أي فاجرة، وجمعها البغايا. اه‍ ج 1 / 144 النهاية. ب
(2) موقها: الموق: الخف، فارسي مغرب. اه‍ ج 4 / 372 النهاية. ب
(3) أخرجه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء مسلم كتاب السلام باب فضل ساقي
البهائم رقم 155. ص
(4) أخرجه ابن ماجة كتاب المقدمة باب من سن سنة حسنة رقم 204
واسناده صحيح.
779

43076 أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع كان عليه مثل أوزار
من اتبعه ولا ينقص من أوزارهم شيئا (ه‍ (1) - عن أنس).
43077 من دعا إلى هدى كان له من الاجر مثل أجور من
تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان
عليه من الاثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا
(حم، م (2) - عن أبي هريرة).
42078 من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر
من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن
سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من
بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ (حم، م (3)، ت، ن،
ه‍ - عن جرير).
43079 من سن سنة حسنة عمل بها من بعده كان
له أجره ومثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المقدمة باب من سن سنة رقم 205 واسناده
ضعيف. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب العلم باب من سن سنة حسنة رقم 2674. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب العلم باب من سن سنة حسنة رقم 15 / 1017. ص
780

سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزره ومثل أوزارهم من غير أن
ينقص من أوزارهم شيئا (ه‍ (1) - عن أبي جحيفة).
43080 ما من حافظين رفعا إلى الله تعالى ما حفظا فيرى الله
في أول الصحيفة خيرا وفي آخرها خيرا إلا قال الله تعالى لملائكته:
اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة (ع - عن أنس).
43081 من استفتح أول نهاره بخير وختمه بالخير قال الله
لملائكته: لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب (طب - عن عبد
الله بن بسر).
43082 من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان (2) (ك -
عن جابر).
43083 من أجرى الله على يديه فرجا لمسلم فرج الله عنه
كرب الدنيا والآخرة (خط - عن الحسين بن علي).
43084 من أذل نفسه في طاعة الله فهو أعز ممن تعزز
بمعصية الله (حل - عن عائشة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المقدمة باب من سن سنة حسنة رقم 23. ص
(2) السغبان: السغب: الجوع وبابه طرب فهو ساغب وسغبان. اه‍
صفحة 30 المختار. ب
781

43085 من أطفى (1) عن مؤمن سيئة كان خيرا ممن أحيا
موؤودة (هب - عن أبي هريرة).
43086 من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله تعالى على
النار (حم، خ، ت، ن - عن أبي عبس).
43087 من أقر بعين مؤمن أقر الله بعينه يوم القيامة (ابن
المبارك - عن رجل مرسلا).
43088 من أكرم امرأ مسلما فإنما يكرم الله تعالى (طس -
عن جابر).
43089 مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال:
والله لأنحين هذا عن طريق المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة (حم،
م - عن أبي هريرة.
43090 نح الأذى عن طريق المسلمين (حب، ع - عن
أبي هريرة).
43091 من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة
ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة (ض - عن معقل بن يسار).

(1) أطفى: أطفأ النار أو الفتنة ونحوهما: أحدهما. اه‍ ج 2 / 559 المعجم
الوسيط. ب
782

43092 من رفع حجرا عن الطريق كتبت له حسنة، ومن
كانت له حسنة دخل الجنة (طب - عن معاذ).
43093 غفر الله تعالى لرجل أماط غصن شوكة عن الطريق،
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (ابن زنجويه - عن أبي سعيد
وأبي هريرة).
43094 بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على
الطريق فأخره فشكر الله له فغفر الله له (مالك (1)، ك، ت -
عن أبي هريرة).
42095 من أخرج من طريق المسلمين شيئا يؤذيهم كتب
الله له به حسنة، ومن كتب له عنده حسنة أدخله بها الجنة (طس -
عن أبي الدرداء).
43096 من حمل أخاه على شسع فكأنما حمله على دابة في
سبيل الله تعالى (خط - عن أنس).

(1) أخرجه الامام مالك في الموطأ كتاب صلاة الجماعة باب ما جاء في العتمة
والصبح رقم 6 وهكذا أخرجه البخاري بلفظه كتاب الاذان باب فضل
التهجير إلى الظهر 1 / 167. ص
783

الترغيب الأحادي من الاكمال
43097 اتقوا الله وارحموا ترحموا ولا تباغضوا (عد -
عن أنس).
43098 اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، فان الله يصلح بين
المسلمين (ك - عن أنس).
43099 إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة، السر بالسر،
والعلانية بالعلانية (ابن النجار - عن معاذ).
43100 بلوا (1) أجسادكم بالجوع والعطش، وافنوا لحومكم
وأذيبوا شحومكم تستبدلوا لحوما طيبة محشوة بالمسك والكافور في
الجنة (الديلمي - عن أنس، وفيه إسماعيل بن أبي زياد الشاشي متروك
يضع الحديث).
43101 إن الله تعالى يقول كل يوم: أنا ربكم العزيز! فمن
أراد عز الدارين فليطع العزيز (الديلمي، خط، والرافعي - عن
أنس، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).

(1) بلوا: بلله بالماء ونحوه: نداه. المعجم الوسيط 1 / 70. ب
784

43102 يا أبا أمامة! أعز أمر الله يعزك الله (الديلمي -
عن أبي أمامة).
43103 إن أحب الخلائق إلى الله عز وجل شاب حدث
السن في صورة حسنة جعل شبابه وجماله لله وفي طاعته، ذلك الذي
يباهي به الرحمن ملائكته يقول: هذا عبدي حقا (ابن عساكر -
عن ابن مسعود، وفيه إبراهيم الهجري ضعيف).
43104 أيما ناش نشأ في عبادة الله حتى يموت أعطاه الله
أجر تسعة وتسعين صديقا (طب - عن أبي أمامة).
43105 مامن شاب يدع لذة الدنيا ولهوها ويستقبل
بشبابه طاعة الله إلا أعطاه الله أجر تسعة وتسعين صديقا (طب -
عن أبي أمامة).
43106 ما من شاب يدع لذة الدنيا ولهوها ويستقبل بشبابه
طاعة الله إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقا، ثم يقول الله:
أيها الشاب التارك شهوته في المبتذل شبابه! أنت عندي كبعض
ملائكتي (الحسن بن سفيان، حل - عن شريح قال: حدثني
البدريون منهم عمر).
785

43107 يقول الله عز وجل: الشاب المؤمن بقدري، الراضي
بكتابي، القانع برزقي، التارك لشهوته من أجلي، هو عندي كبعض
ملائكتي (الديلمي - عن عمر).
43108 ما من شئ أحب إلى الله من الشاب التائب
(الديلمي - عن أنس).
43109 خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم
من تشبه بشبابكم، ولو يعلم المتخلفون عن هاتين الصلاتين لاتوهما
ولو حبوا، ولا تقبل صدقة من غلول، ولا صلاة بغير طهور
(ابن النجار - عن أنس).
43110 إذا رأيت الشاب قد استقبل شيبته بصدق
وعفاف... (1) (عد - عن أبي هريرة).
43111 إن موسى بن عمران مر برجل وهو يضطرب، فقام
يدعو الله له أن يعافيه، فقيل له: يا موسى! إنه الذي يصيبه خبط
من إبليس، ولكن جوع نفسه لي فهو الذي ترى، أي أنظر إليه

(1) وهكذا ذكره الامام السيوطي في الجامع الكبير رقم 932. ص
786

كل يوم مرات، أتعجب من طاعته لي، فمره ليدع لك فان له
كل يوم عندي دعوة (طب، حل - 3 / 345 عن ابن عباس وفيه مقال).
43112 أيما امرئ اشتهى شهوة فرد شهوته وآثر على
نفسه غفر الله له (قط في الافراد، وأبو الشيخ في الثواب - عن
ابن عمر).
43113 لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلا مخافة
الله إلا أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة ما هو خير له من ذلك
(ابن جرير - عن قتادة مرسلا).
43114 حيثما كنتم فأحسنوا عبادة الله وأبشروا بالجنة (ق -
عن أبي هريرة).
43115 دويبة شربت (عبد الرزاق عن عطاء بن يسار،
قال: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم يوما فاحتبس عن أصحابه ثم خرج فقالوا:
ما حسبك؟ قال - فذكره).
43116 غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس
ركي يلهث كاد يقتله العطش، فنزعت خفها فأوثقته بخمارها فنزعت
له من الماء فغفر لها بذلك (خ - عن أبي هريرة) مر برقم 43068.
787

43117 في كل كبد حرى أجر (ابن سعد - عن حبيب
ابن عمر السلاماني).
43118 طوبى للسابقين إلى ظل الله الذين إذا أعطوا الحق
قبلوه، وإن سئلوه بذلوه، والذين بحكمهم لأنفسهم (الحكيم -
عن عائشة).
43119 قال ربكم: أعددت لعبادي الذين آمنوا وعملوا
الصالحات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
(ابن جرير - عن الحسن بلاغا).
43120 لو أن رجلا جر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت
هرما في طاعة الله عز وجل لحقر ذلك يوم القيامة ولود أنه يرد
إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب (ابن المبارك، حم، خ
في التأريخ، وأبو نعيم، طب، هب - عن محمد بن أبي عمرة
المزني وصحح.
43121 ما من داع يدعو إلى هدى إلا كان له أجره
وأجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا (حل - عن
أبي هريرة).
788

43122 من سمع خيرا فأفشاه كان كمن عمل به، ومن
سمع شرا فأفشاه كان كمن عمل به (الرافعي - عن أبي هريرة
وابن عباس).
43123 من سن خيرا فاستن به كان له أجره كاملا ومن
أجور من استن به ولا ينقص من أجورهم شيئا، ومن استن شرا
فاستن به كان له وزره كاملا ومن أوزار الذي استن به لا ينقص
من أوزارهم شيئا (حم - عن أبي هريرة).
43124 من سن في الاسلام خيرا فاستن به كان له أجره
ومثل أجور من تبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن
سن شرا فاستن به كان عليه وزره ومثل أوزار من تبعه من غير
أن ينقص من أوزارهم شيئا (حم، بز، طس، ك، ص - عن
عبيدة بن حذيفة عن أبيه).
43125 من سن سنة هدى فاتبع عليها كان له أجورها
وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن
سنة ضلالة فاتبع عليها كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص
من أوزارهم شيئا (السجزي في الإبانة - عن أبي هريرة).
789

43126 من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته
وبعد مماته حتى تترك، ومن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك،
ومن مات مرابطا في سبيل الله جري له أجر المرابط حتى يبعث
يوم القيامة (طب، والسجزي في الإبانة - عن واثلة).
43127 من آثر محبة الله على محبة نفسه كفاه الله مؤنة
الناس (أبو عبد الرحمن السلمي - عن عائشة).
43128 من آثر محبة الله على محبة الناس كفاه الله مؤنة
الناس (الديلمي - عن عائشة).
43129 من استطاع منكم أن يكون مثل صاحب فرق
الأرز فليكن مثله، قالوا: ومن صاحب الأرز يا رسول الله؟ فذكر
حديث الغار (د - عن ابن عمر، قلت: حديث الغار ذكرته في
كتاب القصص رقم 40463).
43130 من أطرق فرسه مسلما فعقب له الفرس كان له
كأجر سبعين فرسا يحمل عليها في سبيل اله، فإن لم يعقب كان له
كأجر فرس يحمل عليها في سبيل الله (حم، طب، حب - عن
أبي كبشة).
790

43131 من أطعم مريضا شهوته أطعمه الله من ثمار الجنة،
ومن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة
(أبو الشيخ، حل - عن أبي سعيد).
43132 من بلغه عن الله شئ فيه فضيلة فأخذ به إيمانا
ورجاء ثوابه أعطاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك (أبو الشيخ والخطيب
وابن النجار والديلمي - عن جابر).
43133 من بلغه فضل عن الله أعطاه الله ذلك وإن لم يكن
كذلك (الديلمي وابن النجار - عن أنس).
43134 من فتح له باب من الخير فلينتهزه فإنه لا يدري
متى يغلق عنه (ابن المبارك - عن حكيم بن عمير مرسلا، ابن شاهين
عن عبد الله بن أبان بن عثمان بن خليفة بن أوس عن أبيه عن جده
عن حذيفة).
43135 من قاد أعمى أربعين خطوة لم تمس وجهه النار
(ابن النجار - عن نعيم بن سالم عن أنس).
43136 من قاد أعمى أربعين ذراعا كان له كعتق رقبة
791

(طس - عن أنس).
43137 من قاد أعمى أربعين ذراعا أو خمسين ذراعا كتب
له كعتق رقبة (ابن منيع - عن أنس).
43138 من قاد أعمى حتى يبلغه مأمنه غفر الله له أربعين
كبيرة، وأربع كبائر توجب النار (طب - عن ابن عباس).
43139 من كسا وليا لله ثوبا كساه الله خضر الجنة، ومن
أطعمه على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه على ظمأ سقاه
الله من الرحيق المختوم يوم القيامة (ابن عساكر - عن ابن عباس).
43140 من كسا مؤمنا ثوبا على عري كساه الله تعالى
من إستبرق الجنة (ابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان - عن
أبي سعيد).
43141 من كسا مسلما ثوبا لم يزل في ستر الله ما
دام عليه منه خيط أو سلك (ك وتعقب، وأبو الشيخ - عن
ابن عباس).
43142 من كسا مسلما ثوبا كان في حفظ الله تعالى عز
792

وجل ما بقي عليه منه خرقة (ابن النجار - عن ابن عباس).
43143 من مشى حافيا في طاعة الله لم يسأله عز وجل
يوم القيامة عما افترض عليه (طس - عن أبي بكر).
43144 يا حذيفة! تدري ما حق الله على العباد؟ يعبدونه
لا يشركون به شيئا، يا حذيفة! تدري ما حق العباد على الله؟
إذا فعلوا ذلك يغفر لهم (ن - عن حذيفة).
43145 يا أسيد! أتحب الجنة؟ قال: نعم، أحب لأخيك
ما تحب لنفسك (عم وابن قانع - عن خالد بن عبد الله القسري عن
أبيه عن جده يزيد بن أسيد).
43146 يا يزيد بن أسيد! أحب للناس ما تحب لنفسك
(ابن سعد، وابن جرير، حم، ع، خ في التأريخ، طب - عن
خالد بن عبد الله القسري عن أبيه عن جده يزيد بن أسيد).
43147 يا يزيد بن أسيد! أتحب الجنة؟ فأحب لأخيك
ما تحب لنفسك (ك - عن خالد بن يزيد القسري عن أبيه
عن جده).
43148 يا حمزة؟ نفس تحييها أحب إليك أو نفس
793

تميتها؟ قال: نفس أحييها، قال: عليك بنفسك (حم - عن
ابن عمر).
43149 إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته، فإن كان رشدا فأمضه،
وإن كان غيا فاتته عنه (هناد - عن عبد الله بن مسعود).
43150 هل أنت مستوص؟ هل أنت مستوص؟ إذا
أردت أمرا فتدبر عاقبته، فإن كان رشدا فأمضه، وإن كان سوى
ذلك فانته عنه (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب - عن وهيب بن
ورد المكي).
43151 أرأيت لو كان لك عبدان أحدهما يخونك ويكذبك
والآخر يصدقك ولا يخونك، أيهما أحب إليك؟ فكذلك أنتم عند
ربكم (حم، والحكيم، طب، هب - عن والد أبي الأحوص).
43152 أقبل الحق ممن أتاك به صغير أو كبير وإن كان
بغيضا، واردد الباطل على ما جاء به من صغير أو كبير وإن كان
حبيبا (الديلمي - عن ابن عباس).
43153 أنتم اليوم في المضار وغدا في السباق، فالسبق
الجنة والغاية النار، وبالعفو تنجون، وبالرحمة تدخلون، وبأعمالكم
794

تقتسمون (ابن لآل في مكارم الأخلاق - عن جابر).
43154 اليوم الرهان، وغدا السباق، والغاية الجنة، والهالك
من دخل النار، أنا الأول وأبو بكر الثاني وعمر الثالث، والناس
بعد على السبق الأول فالأول (طب، عد والخطيب - عن ابن
عباس، وفيه أخرم بن حوشب متروك).
43155 أوحى الله إلى موسى أن: ذكرهم بأيام الله، وأيامه
نعمه (هب - عن أبي).
43156 أوحى الله إلى عيسى ابن مريم: عظ نفسك
بحكمتي، فان انتفعت فعظ الناس، وإلا فاستحي منه (الديلمي -
عن أبي موسى).
(43157 -) أي أخواني! لمثل هذا فأعدوا (حم، ه‍، ع،
ص - عن البراء).
(43158 -) بدموع عينيك، فان عينا بكت من خشية الله لا
تأكلها النار (الخطيب - عن زيد بن أرقم أن رجلا سأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم: بما أتقي النار قال - فذكره).
(43159 -) ليس من يوم إلا وهو ينادي: يا ابن آدم! أنا
795

خلق جديد، أنا فيما تعمل في عليك شهيد، فاعمل في خيرا أشهد
لك به، فاني لو مضيت لم ترني، ويقول الليل مثل ذلك (أبو نعيم -
عن معقل بن يسار).
(43160 -) ما طلعت شمس من المشرق في يوم إلا ومعها ملك
ينادي: ألا متزود مني خيرا! فاني لن أرجع إليه إلى أن تقوم
الساعة، فكل يوم شاهد على العبد بما كسبت يداه (الديلمي -
عن ابن عباس).
(43161 -) ليس من يوم يأتي على ابن آدم إلا ينادي: يا ابن
آدم! أنا خلق جديد، وأنا عليك غدا شهيد، فاعمل خيرا في
أشهد لك غدا، وإني لو قد مضيت لن تراني أبدا، ويقول الليل
مثل ذلك (أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في كتاب آداب
الدين، والرافعي - عن معقل بن يسار).
(43162 -) ما من يوم طلعت شمسه إلا يقول: من استطاع
أن يعمل في خيرا فليعمله فاني غير مكر عليكم أبدا، وما من
يوم إلا وينادي مناديان من السماء يقول أحدهما: يا طالب الخير
أبشر! ويا طالب الشر أقصر! ويقول أحدهما: اللهم أعط منفقا
796

مالا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا مالا تلفا (هب
عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس مرسلا، الديلمي - عنه عن
سعيد عن ابن عباس وزاد قوله (أبدا) (وكذلك يقول الليل).
(43163 -) مثلكم أيتها الأمة كمثل عسكر قد سار أولهم
ونودي بالرحيل، فما أسرع ما يلحق آخرهم بأولهم! والله! لا
الدنيا في الآخرة إلا كنفحة (1) أرنب، الحد الحد عباد الله!
واستعينوا بالله ربكم (ابن السني والديلمي - عن عمر).
(43164 -) من أذل نفسه أعز دينه، ومن أعز نفسه أذل
دينه، والدين لابد منه، ومن سمن نفسه هزل دينه، ومن سمن
دينه سمن له دينه وسمنت له نفسه (حل - عن أبي هريرة).
(43165 -) من أسخط الله في رضا الناس سخط الله وأسخط

(1) كنفحة: في حديث " أنه ذكر فتنتين فقال: ما الأولى عند الآخرة إلا
كنفجة أرنب " أي كوثبته من مجثمه، يريد تقليل مدتها.
النهاية 5 / 88 ب.
لم أجد معنى في نفحة أو نفخة: يتناسب مع لفظ الحديث وإنما وجدت
نفجة يتناسب معناه مع الحديث والله أعلم. ب
797

عليه من أرضاه، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه
وأرضى عنه من أسخط في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في
عينيه (طب - عن ابن عباس).
(43166 -) من أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين
الناس، ومن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن أراد وجه
الله أناله الله وجهه ووجوه الناس، ومن أراد وجوه الخلق منعه
الله وجهه ووجوه الخلق (الديلمي - عن قدامة بن عبد الله بن عمار رجل
له صحبة).
(43167 -) من طلب ما عند الله كانت السماء ظلاله والأرض
فراشه، لم يهتم بشئ من أمر الدنيا، فهو لا يزرع الزرع ويأكل
الخبز، ولا يغرس الشجر ويأكل الثمار، توكلا على الله وطلب
مرضاته، فضمن الله السماوات والأرض رزقه فهم يتعبون فيه
ويأتون به حلالا ويستوفي رزقه بغير حساب حتى أتاه اليقين (ك
وتعقب - عن ابن عمر، قال الذهبي: منكر أو موضوع).
(43168 -) والذي نفسي بيده! ما لأحمر على أسود فضل إلا
الفضل في دين الله (الديلمي - عن جابر).
798

(43169 -) لاعز لاحد أدخله عزه النار، ولا ذل لاحد
أخله ذله الجنة، الموت الأحمر الحاجة بعد العز (الخليل في مشيخته
عن أبي هريرة).
(43170 -) يا علي! ما من أهل بيت كانوا حبرة (1) إلا
استتبعهم بعد ذلك عبرة، يا علي! كل نعيم يزول إلا نعين أهل
الجنة، وكل هم منقطع إلا هم أهل النار، يا علي! عليك بالصدق،
فان ضرك في العاجل كان فرجا لك في الآجل (ابن أبي الدنيا وابن
عساكر - عن أنس).
(43171 -) يا عائشة! اهجري المعاصي فإنها خير الهجرة،
وحافظي على الصلوات؟ فإنها أفضل البر (طس - عن أبي هريرة).
(43172 -) يقول الله عز وجل: لست بناظر في حق عبدي
حتى ينظر عبدي في حقي (طب - عن ابن عباس، وضعف).
(43173 -) يقول الله عز وجل: يا ابن آدم! اختر الجنة على
النار، ولا تبطلوا أعمالكم فتقذفوا في النار منكسين خالدين فيها أبدا
(الرافعي - عن علي).

(1) حبرة: الحبرة بالفتح: النعمة وسعة العيش، وكذلك الحبور.
النهاية 1 / 327. ب
799

(43174 -) يقول الله تعالى: يا ابن آدم! ما تنصفني، أتحبب
إليك بالنعيم وتتمقت إلي بالمعاصي، خيري إليك منزل وشرك إلى
صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك كل يوم وليلة بعمل
قبيح، يا ابن آدم! لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من
الموصوف لسارعت إلى مقته (الديلمي والرافعي - عن علي كرم
الله وجهه).
(43175 -) الحمد لله الذي يهدي من الضلالة، ويكتب الضلالة
على من يشاء (الديلمي - عن زيد بن أبي أوفى).
الفصل الثاني في الثنائيات
(43176 -) أفضل الأعمال الصلاة لوقتها وبر الوالدين (م (1) -
عن ابن مسعود).
(43177 -) أفضل العمل الصلاة لوقتها والجهاد في سبيل الله
(هب - عن ابن مسعود).
(43178 -) اثنان يدخلان الجنة: من حفظ ما بين لحييه ورجليه

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب يبان كون الايمان بالله تعالى أفضل الأعمال
رقم 109. ص
800

دخل الجنة (الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن عائشة).
(43179 -) من يتوكل لي ما بين لحييه وما بين رجليه أتوكل له
بالجنة (حم (1)، ت، حب، ك - عن سهل بن سعد).
(43180 -) خير الناس ذو القلب المخموم واللسان الصادق، قيل:
ما القلب المخموم؟ قال: هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا
حسد، قيل: فمن على أثره؟ قال: الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة،
قيل: فمن على أثره؟ قال: مؤمن في خلق حسن (ه‍ (2) - عن
ابن عمرو).
(43181 -) من ألطف مؤمنا أو خف له في شئ من حوائجه
صغر أو كبر كان حقا على الله أن يخدمه من خدم الجنة (البزار -
عن أنس).
الثنائيات من الاكمال
(43182 -) أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ تقوى الله

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في حفظ اللسان رقم 2410
وقال حسن صحيح غريب. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب الورع والتقوى رقم 4216 وقال في
الزوائد: هذا اسناد صحيح. رجاله ثقات.
801

وحسن الخلق، أتدرون ما أكثر ما يدخل الناس النار؟ الأجوفان:
الفم والفرج (أبو الشيخ في الثواب، والخرائطي في مكارم الأخلاق -
عن أبي هريرة).
(43183 -) أدخل نفسك في هموم الدنيا واخرج منها بالصبر،
وليردك من الناس ما تعلم من نفسك (ابن أبي الدنيا، هب - عن
الحسن مرسلا).
(43184 -) أطعم الطعام وأفش السلام (طب، ك - عن
المقدام بن شريح بن هانئ عن أبيه عن جده قال قلت: يا رسول الله.
مرني بعمل، قال - فذكره).
(43185 -) أطعم الطعام وأطب الكلام (خط - عن أبي مسلم
رجل من الصحابة).
(43186 -) أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان (طب،
ص - عن عبد الله بن الحارث).
(43187 -) إن خياركم من أطعم الطعام ورد السلام ابن سعد -
عن حمزة بن صهيب عن أبيه).
(43188 -) عليك بحسن الكلام وبذل السلام (خذ، طب، ك،
هب - عن هانئ بن يزيد).
802

(43189 -) من حفر ماء لم يشرب منه كبد حرى (1) من
إنس وجن ولا سبع ولا طاهر إلا آجره الله يو القيامة، ومن
بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة (ابن
خزيمة والشاشي وسمويه، ص - عن جابر).
(43190 -) أيما رجل أطعم جائعا أطعمه الله من طعام الجنة،
وأيما رجل آمن خائفا آمنه الله يوم القيامة من الفزع الأكبر
(الرافعي - عن أنس).
(43191 -) إنما الحسن في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام
به فأحل حلاله وحرم حرامه، ورجل آتاه الله مالا فوصل منه
أقاربه ورحمه وعمل بطاعة الله (طب - عن ابن عمرو).
(43192 -) إنما يحسد من يحسد على خصلتين: رجل
آتاه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله
مالا فهو ينفقه (ق - عن ابن عمر).
(43193 -) ليس في الدنيا حسد إلا في اثنتين: الرجل يحسد

(1) حرى: الحري: فعلى من الحر وهي تأنيث حران. وهما
للمبالغة. يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش. اه‍
3541 النهاية. ب
803

الرجل أن يعطيه الله المال الكثير فينفق منه فيكثر النفقة، يقول
الآخر: لو كان لي مال مثل مال هذا لأنفقت مثل ما ينفق هذا
وأحسن، فهو يحسده، ورجل يقرأ القرآن فيقوم به بالليل وعنده
رجل إلى جنبه لا يعلم القرآن فهو يحسده على قيامه وعلى ما علمه
الله القرآن فيقول: لو علمني الله مثل هذا لقمت مثل ما يقوم (طب -
عن سمرة).
(43194 -) لا تنافس بينكم إلا في اثنتين: رجل أعطاه الله
قرآنا فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ويتبع ما فيه، فيقول
رجل: لو أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا فأقوم به كما يقوم به،
ورجل أعطاه الله مالا فهو ينفق ويتصدق به، فيقول رجل: لو
أن الله أعطاني من المال كما أعطى فلانا فأتصدق به (حم، ومحمد بن
نصر في الصلاة، طب، هب - عن يزيد بن الأخنس السلمي).
(43195 -) أوصيك بصدق الحديث وحفظ الجار (الخرائطي في
مكارم الأخلاق - عن معاذ).
(43196 -) ألا أنبئكم بخير الناس رجلا! رجل أخذ بعنان
فرسه ينتظر أن يغير أو يغار عليه، ألا أنبئكم بخير الناس رجلا
بعده! رجل في غنمه يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعلم حق الله عليه
804

في ماله قد اعتزل شرور الناس (ابن سعد، عن أم بشر بن البراء
ابن معرور).
(43197 -) عجب ربنا من رجلين: رجل ثار على وطئه ولحافه
من بين حبه وأهله إلى صلاته، فيقول الله تعالى لملائكته: انظروا
إلى عبدي ثار من وطئه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة
فيما عندي وشفقا مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله فانهزم فعلم ما
عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه، فيقول
الله لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقا مما
عندي حتى أهريق دمه (حم، وابن نصر، حب، طب، ك، هق -
عن ابن مسعود).
(42198 -) من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء
كف من دم امرئ مسلم يهريقه كأنما يذبح دجاجة، كلما
يقوم لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه، ومن استطاع منكم أن
لا يدخل بطنه إلا طيبا فليفعل فان أول ما ينتن من الانسان بطنه
(ابن أبي عاصم في الديات، طب والبغوي - عن جندب البجلي).
(43199 -) من أنصف الناس من نفسه ظفر بالجنة العالية،
ومن كان الفقر أحب إليه من الغنى، فلو اجتهد عباد الحرمين أن
805

يدركوا ما أعطي ما أدركوا (الديلمي - عن أبن عمر).
(43200 -) ألا أدلكم على ما يكفر الخطايا والذنوب! إسباغ
الوضوء على المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط
(يعقوب بن شيبة في مسند على، وابن جرير - عن علي).
(43201 -) من توكل لي بما بين فقميه (1) ورجليه أتوكل
له بالجنة (العسكري في الأمثال - عن سهل بن سعد).
(43202 -) من توكل لي بما بين لحييه ورجليه توكلت له بالجنة
(ك - عن سهل بن سعد) مر برقم 43179.
(43203 -) من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة
(ك، هب - عن أبي هريرة).
(43204 -) من حفظ ما بين فقميه وفخذيه دخل الجنة (طب -
عن أبي رافع، طب - عن سهل بن سعد).
(43205 -) من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه ضمنت له دخول
الجنة (الحاكم في الكنى والعسكري في الأمثال، هب - عن جابر).
(43206 -) من سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة

(1) فقميه: الفقم بالضم والفتح: اللحى. يريد من حفظ لسانه
وفرجه. اه‍ 3 / 44 النهاية. ب
806

فلتأنه منيته وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،
وليأت إلى الناس بما يحب أن يؤتي إليه (الخرائطي في مكارم الأخلاق
- عن ابن عمر).
(43207 -) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ويشهد أني رسول
الله فليسعه بيته وليبك على خطيئته، ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر ويشهد أني رسول الله فليقل خيرا ليغنم، أو ليسكت عشر
فيسلم (طب - عن أبي أمامة).
(43208 -) وددت أنك لم تخرجي من الدنيا حتى تكفلي يتيما
أو تجهزي غازيا (عق، طب - عن ابن عمر).
(43209 -) يا حرملة! اجتنب المنكر وائت المعروف، وما سر
أذنك أن تسمع من القوم يقولون لك إذا قمت من عندهم فأته، وما
ساء أذنك أن تسمع من القوم إذا قمت من عندهم يقولون لك فأجتنبه
(حل - عن حرملة بن إياس).
(43210 -) إن أخي عيسى ابن مريم قال للحواريين يوما:
يا معشر الحواريين! كونوا من الشر بلها كالحمام، وكونوا في
الاجتهاد والحذر كالوحش إذا طلبها القناص (عد - عن أبي أمامة).
807

الفصل الثالث في الثلاثيات
(43211 -) ثلاث يدرك بهن العبد رغائب الدنيا والآخرة:
الصبر على البلايا، والرضاء بالقضاء، والدعاء في الرخاء (أبو الشيخ -
عن عمران بن حصين).
(43212 -) ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان: أن
يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه
إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما
يكره أن يلقى في النار (حم، ق (1)، ت، ن، ه‍ - عن أنس).
(43213 -) ثلاث من كن فيه ستر الله تعالى عليه كنفه وأدخله
جنته: رفق بالضعيف، وشفقة على الوالدين، والاحسان إلى الملوك
(ت - عن جابر).
(43214 -) ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه ونشر عليه
رحمته وأدخله جنته: من إذا أعطي شكر، وإذا قدر غفر، وإذا
غضب فتر (ك، هب - عن ابن عباس).
(43215 -) ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله

(1) أخرجه البخاري كتاب الايمان باب حلاوة الايمان 1 / 1. ص
808

الجنة برحمته: تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل
من قطعك (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب، طس، ك -
عن أبي هريرة).
(43216 -) ثلاث من كن فيه فان الله يغفر له ما سوى ذلك:
من مات لا يشرك بالله شيئا، ولم يكن ساحرا يتبع السحرة،
ولم يحقد على أخيه (خد، طب - عن ابن عباس).
(43217 -) ثلاث من كن فيه استوجب الثواب واستكمل
الايمان: خلق يعيش به في الناس، وورع يحجزه عن محارم الله،
وحلم يرده عن جهل الجاهل (البزار - عن أنس).
(43218 -) ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن فليتزوج من
الحور العين حيث شاء: رجل ائتمن على أمانة فأداها مخافة الله عز
وجل، ورجل خلى عن قاتله، ورجل قرأ في دبر كل صلاة (قل
هو الله أحد) عشر مرات (ابن عساكر - عن ابن عباس)
(43219 -) ثلاث من كن فيه أظله الله تحت عرشه يوم لاظل
إلا ظله: الوضوء على المكاره، والمشي إلى المساجد في الظلم،
809

وإطعام الجائع (أبو الشيخ في الثواب، والإصبهاني في الترغيب -
عن جابر).
(43220 -) ثلاث من جاء بهن مع الايمان دخل من أي أبواب
الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله،
وأدى دينا خفيا، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات
(قل هو الله أحد) (ع - عن جابر).
(43221 -) ثلاث من حفظهن فهو ولي حقا، ومن ضيعهن
فهو عدوي حقا: الصلاة، والصيام، والجنابة (طس - عن أنس
ص - عن الحسن مرسلا).
(43222 -) ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل،
والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف (حم،
ت، (1) ن، ه‍، ك - عن أبي هريرة).
(43223 -) ثلاث من فعلهن ثقة بالله واحتسابا كان حقا على

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجهاد باب ما جاء في المجاهد والناكح رقم
1655 وقال حسن صحيح. ص
810

الله أن يعينه وأن يبارك له، ومن تزوج ثقة بالله واحتسابا كان حقا
على أن يعينه وأن يبارك له، ومن أحيا أرضا ميتة ثقة بالله واحتسابا
كان حقا على الله يعينه وأن يبارك له (طس - عن جابر).
(43224 -) ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود:
العدل في الغضب، والرضا والقصد في الفقر، والغني وخشية الله في
السر والعلانية (الحكيم - عن أبي هريرة).
(43225 -) ثلاث من أخلاق الايمان: من إذا غضب لم يدخله
غضبه في باطل، ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق، ومن إذا
قدر لم يتعاط ما ليس له (طس - عن أنس).
(43226 -) ثلاث من أصل الايمان: الكف عمن قال (لا إله
إلا الله) ولا نكفره بذنب، ولا نخرجه من الاسلام بعمل، والجهاد
ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال، لا يبطله جور
جائر ولا عدل عادل، والايمان بالاقدار (د - (1) عن أنس.

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في الغزو مع أئمة الجور
رقم (2532). ص
811

(43227 -) ثلاث من كنوز البر: إخفاء الصدقة، وكتمان
المصيبة، وكتمان الشكوى، يقول الله تعالى: إذا ابتليت عبدي ببلاء
فسبر ولم يشكني إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من
دمه، فان أبرأته أبرأته ولا ذنب له، وإن توفيته فإلى رحمتي (طب،
حل - عن أنس).
(43228 -) ثلاث من كنوز البر: كتمان الأوجاع، والبلوى،
والمصيبات، ومن بث لم يصبر (تمام - عن ابن مسعود).
(43229 -) ثلاث من الايمان: الانفاق الأقتار، وبذل
السلام للعالم، والانصاف من نفسك (البزار، طب - عن
عمار بن ياسر).
(43230 -) ثلاث من تمام الصلاة: إسباغ الوضوء،
وعدل الصف، والاقتداء بالامام (عب عن زيد بن أسلم مرسلا).
(43231 -) ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الافطار، وتأخير
السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة (طب - عن
أبي الدرداء).
812

(43232 -) ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال قط من
صدقة فتصدقوا، ولا عفا رجل من مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالى
بها عزا فاعفوا يزدكم الله عز وجل عزا، ولا فتح رجل على نفسه
باب مسألة يسأل الناس إلا فتح الله عليه باب فقر (ابن أبي الدنيا
في ذم الغضب - عن عبد الرحمن بن عوف) (1).
(43233 -) ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض،
وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله تعالى (خد - عن
أبي هريرة).
(43234 -) ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا: الجار
الصالح، والمسكن الواسع، والمركب الهنئ (حم، طب، ك -
عن نافع بن الحارث).

(1) أورده الامام السيوطي في الجامع الصغير رقم (3449) (3 / 98.) ورمز
له بالضعف ثم ذكر بعده الامام السيوطي في الجامع الصغير رقم 3450
وصدر الحديث وأوله: ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة
وعزاه للإمام أحمد: 4 / 231 والترمذي: كتاب الزهد باب ما جاء مثل
الدنيا مثل أربعة نفر رقم 2321 وقال حسن صحيح ورمز له
السيوطي بالحسن اه‍. ص
813

(43235 -) ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن ما أخذن إلا بسهمة
حرصا على ما فيهن من الخير والبركة: التأذين بالصلاة، والتهجير
بالجماعات، والصلاة في أول الصفوف (ابن النجار - عن
أبي هريرة).
(43236 -) ثلاث من الايمان: الحياء، والعفاف، والعي - عي
اللسان غير عي الفقه والعلم، وهن مما ينقصن من الدنيا، ويزدن في
الآخرة وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، وثلاث
من النفاق: البذاء، والفحش، والشح، وهن مما يزدن في الدنيا
وينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا (رسته - عن عون بن
عبد الله بن عتبة بلاغا).
(43237 -) ثلاثة أصوات يباهي الله بهن الملائكة: الاذان،
والتكبير في سبيل، ورفع الصوت بالتلبية (ابن النجار، فر -
عن جابر).
(43238 -) ثلاثة أعين لا تمسها النار: عين فقئت في سبيل
الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله (ك -
عن أبي هريرة).
814

(43239 -) ثلاثة تحت العرش يوم القيامة: القرآن له ظهر
وبطن يحاج العباد، والرحم تنادي: صل من وصلني واقطع من
قطعني، والأمانة (الحكيم، ومحمد بن نصر - عن عبد الرحمن
ابن عوف).
(43240 -) ثلاثة عن كثبان المسك يوم القيامة يغبطهم الأولون
والآخرون: عبد أدى حق الله وحق مواليه، ورجل يؤم قوما
وهم به راضون، ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة
(حم، ت - عن ابن عمر) (1).
(43241 -) ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة لا يهولهم الفزع
ولا يفزعون حين يفزع الناس: رجل تعلم القرآن فقام به يطلب
وجه الله وما عنده، ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات يطلب وجه
الله وما عنده، ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه (طب
عن ابن عمر).
(43242 -) ثلاثة في ظل الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله: رجل
حيث توجه علم أن الله معه، ورجل دعته امرأة إلى نفسها فتركها

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ثلاث يحبهم الله تعالى رقم 2569
وقال حسن غريب. ص
815

من خشية الله، ورجل أحب لجلال الله (طب - عن أبي أمامة).
(43243 -) ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا
ظله: واصل الرحم يزيد الله في رزقه ويمد في أجله، وامرأة مات
زوجها وترك عليها أيتاما صغارا فقالت: لا أتزوج، أقيم على أيتامي
حتى يموتوا أو يغنيهم الله، وعبد صنع طعاما فأضاف ضيفه وأحسن
نفقته، فدعا عليه اليتيم والمسكين فأطعمهم لوجه الله تعالى (أبو الشيخ في
الثواب، والإصبهاني، فر - عن أنس).
(43244 -) ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى
مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازيا في سبيل الله، ورجل
خرج حاجا (حل - عن أبي هريرة).
(43245 -) ثلاثة كلهم ضامن على الله: رجل خرج غازيا في
سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال
من أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى
يتوفاه فيدخله الجنة أو يرد بما نال من أجر ورجل دخل بيته بسلام
فهو ضامن على الله (د، حب، ك - عن أبي أمامة).
(43246 -) ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان
816

حلالا: الصائم، والمتسحر، والمرابط في سبيل الله (طب - عن
ابن عباس).
(42247 -) ثلاثة من كن فيه يستكمل إيمانه: رجل لا يخاف
في الله لومة لائم، ولا يرائي بشئ من عمله، وإذا عرض عليه
أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة اختار أمر الآخرة على الدنيا
(ابن عساكر - عن أبي هريرة).
(43248 -) ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاوة، فمن
السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها
ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون
واسعة كثيرة المرافق، ومن الشقاوة. المرأة تراها فتسوءك وتحمل
لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة
تكون قطوفا فان ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك،
والدار تكون ضيقة قليلة المرافق (ك - عن سعد).
(43249 -) ثلاثة من مكارم الأخلاق عند الله: أن تعفو عن
من ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك (خط -
عن أنس).
(43250 -) ثلاثة هم حداث الله يوم القيامة: رجل لم يمش
817

بين اثنين بمراء قط، ورجل لم يحدث نفسه بزنا قط، ورجل لم
يخلط كسبه بربا قط (حل - عن أنس).
(43251 -) ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة: عين بكت
من خشية الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين غضت عن
محارم الله (طب - عن معاوية بن حيدة).
(43252 -) ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل
الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه وصدقه فله
أجران، وعبد مملوك أدى حق الله وحق سيده فله أجران، ورجل
كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن تأديبها وعلمها
فأحسن تعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران (حم، ق (1)، ن، ه‍ -
عن أبي موسى).
(43253 -) ثلاثة يتحدثون في ظل العرش آمنين والناس في
الحساب: رجل لم تأخذه في الله لومة لائم، ورجل لم مد يديه
إلا ما لا يحل له، ورجل لا ينظر إلى ما حرم الله عليه (الأصبهاني
في ترغيبه - عن ابن عمر).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العلم باب تعليم الرجل أمته. وأهله
1 / 30. ص
818

(43254 -) ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يبغضهم الله، فأما الذين
يحبهم الله فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينه وبينهم
فمنعوه فتخلف رجل بأعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته إلا الله
والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما
يعدل به فوضعوا رؤسهم فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي، ورجل
كان في سرية فلقي العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح
له، والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، والفقير المختال، والغني
الظلوم (ت (1)، ن، حب، ك - عن أبي ذر).
(43255 -) ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يشنؤهم (2) الله، الرجل
يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه،
والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون
فيتخي أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار
يؤذيه جواره فيصير على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن.
والذين يشنؤهم الله التاجر الحلاف، والفقير المختال، والبخيل المنان

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ثلاثة يحبهم الله تعالى رقم 251
وقال حسن صحيح. ص
(2) يشنؤهم: الثاني: المبغض. اه‍ صفحة 348 المختار. ب
819

(حم - عن أبي ذر).
(43256 -) ثلاثة يحبهم الله عز وجل: رجل قام من الليل يتلو
كتاب الله، ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها عن شماله، ورجل
كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو (ت - عن ابن مسعود) (1).
(43257 -) ثلاثة يحبها الله عز وجل: تعجيل الفطر، وتأخير
السحور، وضرب اليدين إحداهما بالأخرى في الصلاة (طب - عن
يعلى بن مرة).
(43258 -) ثلاثة يضحك الله إليهم يوم القيامة: الرجل إذا قام
من الليل يصلي، والقوم إذا صفوا للصلاة، والقوم إذا صفوا للقتال
(حم، ع - عن أبي سعيد).
(43259 -) ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظله إلا ظله:
التاجر الأمين، والامام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار (ك في
تاريخه، فر - عن أبي هريرة).
(43260 -) عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد عفيف

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ثلاثة يحبهم الله تعالى رقم 2501
وقال حسن صحيح وللحديث بقية. ص
820

متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه (ت (1) - عن
أبي هريرة).
(43261 -) من فارق الروح جسده وهو برئ من ثلاث دخل
الجنة: الكبر والدين والغلول (حم، ت (2)، ن، حب، ك -
عن ثوبان).
(43262 -) عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة وأول ثلاثة
يدخلون النار، فأما ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد، ومملوك أحسن
عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف، وأما أول ثلاثة يدخلون
النار فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله،
وفقير فخور (حم، ك، هق - عن أبي هريرة).
(43263 -) ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر والعلانية،
والعدل في الرضاء والغضب، والقصد في الفقر والغنى، وثلاث
مهلكات: هوى متبع وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه (أبو
الشيخ في التوبيخ، طس - عن أنس).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجهاد باب ما جاء في ثواب الشهداء رقم 1642
وقال حسن. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب السير باب ما جاء في الغلول رقم 1573. ص
821

(43264 -) ثلاث وثلاث وثلاث! فثلاث لا يمين فيهن،
وثلاث الملعون فيهن، وثلاث أشك فيهن، فأما الثلاث التي لا يمين
فيهن: فلا يمين للولد مع والده، ولا للمرأة مع زوجها، ولا للمملوك
مع سيده، أما الملعون فيهن فملعون من لعن والديه، وملعون من
ذبح لغير الله، وملعون من غير تخوم الأرض، وأما التي أشك
فيهن: فعزيز لا أدري أكان نبيا أم لا! ولا أدري ألعن تبع أم
لا! ولا أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا! (الإسماعيلي في معجمه،
وابن عساكر - عن ابن عباس).
(43265 -) أحب الأعمال إلى الله إيمان بالله، ثم صلة الرحم،
ثم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأبغض الأعمال إلى الله
الاشراك بالله، ثم قطيعة الرحم (ع - عن رجل من خثعم).
(43266 -) أدما افترض الله عليك تكن من أعبد الناس،
واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أروع الناس، وارض بما قسم
الله لك تكن من أغنى الناس (عد - عن ابن مسعود).
(43267 -) أسد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال،
والانصاف من نفسك، ومواساة الأخ في المال (ابن المبارك وهناد
والحكيم - عن أبي جعفر، حل - عن علي موقوفا).
822

(43268 -) أتدرون من السابقون إلى ظل الله عز وجل! الذين
إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه، وحكموا للناس كحكمهم
لأنفسهم (حم، حل عن عائشة).
(43269 -) أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن مسرورا،
أو تقضى عنه دينا، أو تطعمه خبزا (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج،
هب - عن أبي هريرة، عد - عن ابن عمر).
(43270 -) أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من
حرمك، وتصفح عمن ظلمك (حم، طب - عن معاذ بن أنس).
(43271 -) أفضل العمل الصلاة على ميقاتها، ثم بر الوالدين،
ثم أن يسلم الناس من لسانك (هب - عن ابن مسعود).
(43272 -) أفضل الأعمال الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد
في سبيل الله (خط - عن أنس).
(43273 -) إن الله تعالى ليضحك إلى ثلاثة: الصف في الصلاة:
والرجل يصلي في جوف الليل، والرجل يقاتل خلف الكتبية (ه‍ (1) - عن أبي سعيد).

(1) أخرجه ابن ماجة - كتاب المقدمة باب فيمن أنكرت الجهمية رقم 200
وقال في الزوائد: في اسناده مقال. ص
823

(43274 -) إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل
القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط
(د (1) - عن أبي موسى).
(43275 -) إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا،
فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل
الله ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويكره لكم قيل
وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال (حم، م (2) - عن أبي هريرة).
(43276 -) إن الله تعالى يعجب من سائل يسأل غير الجنة،
ومن معط يعطي لغير الله، ومن متعوذ يتعوذ من غير النار (خط -
عن ابن عمر).
(43277 -) إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم! مرضت
فلم تعدني؟ قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين! قال:
أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده! أما علمت أنك لو عدته
لوجدتني عنده، يا ابن آدم! استطعمتك فلم تطعمني؟ قال: يا رب!

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في تنزيل الناس منازلهم رقم
4843. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الأفقية باب النهي عن كثرة المسائل رقم 115. ص
824

كيف أطعمك وأنت رب العالمين! قال: أما علمت أنه استطعمك
عبدي فلان فلم تطعمه! أما علمت لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي،
يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني؟ قال: يا رب! كيف أسقيك
وأنت رب العالمين! قال: أسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما!
إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي (م (1) - عن أبي هريرة).
(43278 -) إن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا أئتمنتم،
واصدقوا إذا حدثتم، وأحسنوا جوار من جاوركم (طب - عن عبد
الرحمن بن أبي قراد).
(43279 -) استحيوا من الله حق الحياء، احفظوا الرأس وما
حوى، والبطن وما وعى، واذكروا الموت والبلى، فمن فعل ذلك
كان ثوابه جنة المأوى (طب - عن الحكيم بن عمير).
(43280 -) أفلح من كان سكوته تفكرا، ونظره اعتبارا، أفلح
من وجد في صحيفته استغفارا كثيرا (فر - عن أبي الدرداء).
(43281 -) عليك بطيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام
الطعام (هب - عن هانئ بن يزيد).

أخرجه مسلم كتاب البر باب فضل عيادة المريض رقم 2529. ص
825

(43282 -) أين الراضون بالمقدور؟ أين الساعون للمشكور؟
عجبت لمن يؤمن بدار الخلود كيف يسعى لدار الغرور (هناد -
عن عمرو بن مرسلا).
(43283 -) عليك بتقوى الله تعالى ما استطعت! واذكر الله
عند كل حجر وشجر، وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة
السر بالسر والعلانية بالعلانية (حم في الزهد، طس - عن معاذ.
(43284 -) أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شئ، وعليك
بالجهاد فإنه رهبانية الاسلام، وعليك بذكر اله بتلاوة القرآن فإنه
روحك في السماء وذكرك في الأرض (حم - عن أبي سعيد).
(43285 -) اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام،
تدخلوا الجنة بسلام (ت - عن أبي هريرة) (1).
(43286 -) أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عري كساه الله
من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله يوم
القيامة من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلما على ظمأ سقاه الله تعالى

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في فضل اطعام الطعام رقم
1856 وقال: حسن صحيح.
826

يوم القيامة من الرحق المختوم (حم، د، (1) ت عن
أبي سعيد).
(43287 -) طوبى للسابقين إلى ظل الله! الذين إذا أعطوا الحق
قبلوه، وإذا سئلوا بذلوه والذين يحكمون للناس بحكمهم لأنفسهم
(الحكيم - عن عائشة).
(43288 -) طوبى لمن ترك الجهل، وآتى الفضل، وعمل بالعدل
(حل - عن زيد بن أسلم مرسلا).
(43289 -) طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على
خطيئته (طس، حل - عن ثوبان).
(43290 -) إذا أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وهجرت الفواحش
ما ظهر منها وما بطن فأنت مهاجر، وإن مت بالحصرمة (حم -
عن ابن عمرو).

أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب من خاف أدلج رقم 2051
وقال غريب.
(2) وأخرجه أبو داود كتاب الزكاة باب في فضل سقي الماء
رقم 1681. ص
827

(43291 -) اعبدوا الرحمن، وأفشوا اسلام، وأطعموا الطعام
(ابن جرير، طب، ك - عن العرباض).
(43292 -) ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به
في الحسنات! إسباغ الوضوء على المكروهات، وكثرة الخطا إلى
المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة (ه‍ - (1) عن أبي سعيد).
(43293 -) من صام رمضان وصلى الصلوات وحج البيت كان
حقا على الله أن يغفر له إن هاجر في سبيل الله أو مكث بأرضه التي
ولد بها (ت - عن معاذ).
(43294 -) ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة وصلاح
ذات البين وخلق حسن (تخ، هب - عن أبي هريرة).
(43295 -) من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غارما في عسرته أو
مكاتبا في رقبته أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (حم، ك -
عن سهل بن حنيف).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطهارة باب ما جاء في اسباغ الوضوء رقم 426
ورقم 775 وقال في الزوائد: رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحه
وله شاهد في صحيح مسلم وغيره. ص
828

(43296 -) اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها
وخالق الناس بخلق حسن (حم، ت (1): حسن، والدارمي ك،
هب، ض - عن أبي ذر، ن، طب - معاذ بن جبل، وقال ت:
الصحيح حديث أبي ذر، كر - عن أنس).
الثلاثيات من الاكمال
(43297 -) اسمع وأطع ولو لعبد مجدع الأطراف، فإذا صنعت
مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه
بمعروف، وصل الصلاة لوقتها، فان وجدت الامام قد صلى فقد
أحرزت صلاتك وإلا فهي نافلة (خ في الأدب - عن أبي ذر).
(43298 -) أحدثكم حديثا، ثلاثا أقسم عليهن: ما نقص مال
عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عز وجل
بها عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح له باب فقر (طب -
عن أبي كبشة الأنماري) مر برقم 43232.

(1) أخرجه الترمذي كتاب البر باب ما جاء في معاشرة الناس رقم 1188
وقال حسن صحيح. ص
829

(43299 -) ارحموا ثلاثة: عزيز قوم ذل: وغني قوم افتقر،
وعالما بين جهال (حب في الضعفاء......) (1).
(43300 -) أسد الأعمال الثلاثة: إنصاف الناس من نفسك،
ومواساة الأخ من مالك، وذكر الله على كل حال (الرافعي بسند
جليل - عن المزني عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر) (2).
(43301 -) أسد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال،
وإنصاف الناس بعضهم من بعض، ومواساة الاخوان (الديلمي -
عن علي) (3).
(43302 -) إذا مات المؤمن كانت الصلاة عند رأسه والصدقة
عن يمينه، والصيام عند صدره (حل - عن ثوبان).
(43303 -) إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل ثلاث: مؤاساة

(1) أورده الامام السيوطي في الجامع الكبير برقم 107 / 2951 وقال الحديث
عن أنس وفيه عيسى بن طهمان. ص
(2) أورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 1015 وقال المناوي في الفيض
(1 / 404) وفيه إبراهيم بن ناصح عده الذهبي في الضعفاء، قال أبو نعيم
متروك الحديث لهذا رمز له المصنف الامام السيوطي لضعفه. ص
830

الأخ في المال، وإنصاف الناس من نفسك، وذكر الله على كل
حال (ابن النجار - عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين معضلا).
(43304 -) حجوا تستغنوا، وسافروا تصحوا، وتناكحوا
تكثروا فاني مباه بكم الأمم (الديلمي - عن بن عمر).
(43305 -) حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا البلاء بالدعاء (العسكري - عن الحسن مرسلا).
(43306 -) إن الرجل إذا أدب الأمة فأحسن أدبها ثم أعتقها
فتزوجها كان له أجران اثنان، وإن الرجل من أهل الكتاب إذا آمن
بكتابه ثم آمن بكتابنا فله أجران اثنان، وأن العبد إذا أدى حق
الله وحق سيده كان له أجران اثنان (عب - عن أبي موسى).
(43307 -) أول ثلاثة يدخلون الجنة: الشهيد، ورجل عفيف
فقير مستعفف وذو عيال، وعبد أحسن عبادة ربه وأدى حق
مواليه، وأول ثلاثة يدخلون النار: أمير مسلط، وذو ثروة من
مال لا يؤدي حق الله، وفقير فخور (حب، هب - عن
أبي هريرة).
(43308 -) ثلاثة لا يكترثون للحساب ولا يفزعهم الصيحة
831

ولا يحزنهم الفزع الأكبر، حامل القرآن يؤديه إلى الله بما فيه
يقدم على ربه سيدا شريفا حتى يرافق المسلمين، ومن أذن سبع
سنين لا يؤخذ على أذانه طمعا، وعبد مملوك أدى حق الله من
نفسه وحق مواليه (هب - عن ابن عباس).
(43309 -) ثلاثة يوم القيامة على كثيب من مسك أسود لا
يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب حتى يفرغ الله مما بين
الناس: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل وأم به قوما وهم به راضون
ورجل أذن في مسجد دعا إلى الله ابتغاء وجه الله عز وجل، ورجل مملوك
بالرق فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة (هب، وأبو نصر السجزي
في الإبانة، والخطيب - عن أبي هريرة وأبي سعيد معا).
(43310 -) ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم الحساب
هم على كثيب من مسك حتى يفرغ من حساب الخلائق: رجل
قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم يرضون به، وداع يدعو
إلى الصلوات ابتغاء وجه الله وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه
وبين مواليه (طس - عن ابن عمر).
(43311 -) ثلاثة يتبطحون على كثبان المسك يوم القيامة: رجل
دعا إلى الصلوات الخمس في اليوم والليلة يبتغي بذلك وجه الله،
832

ورجل تعلم كتاب الله ثم أم به قوما وهم به راضون، وعبد مملوك
لم يشغله رق الدنيا عن طاعة الله (عب - عن إسماعيل بن خالد
مرسلا).
(43312 -) ثلاثة لهم أجرهم مرتين: عبد أدى حق الله وحق
سيده، ورجل عتق سرية (1) ثم نكحها، ومسلمة أهل الكتاب
(عب - عن عمرو بن دينار بلاغا).
(43313 -) إن العبد تقبض روحه في منامه فلا يدري أترد
إليه أم لا فيكون قد قضى وتره خير له، ومن صام ثلاثا من الشهر
فقد صام الدهر، لان الحسنة بعشرة أمثالها، ويصبح العبد وعلى كل
سلامي منه زكاة، قيل: يا رسول الله! وما السلامي؟ قال:
رأس كل عظم من جسده، فإذا صلى ركعتين بأربع سجدات فقد
أدى ما على جسد من زكاة (كر - عن أبي الدرداء قال: أمرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أنام إلا على وتر، وأمرني بصيام ثلاثة أيام
من الشهر، وأمرني بأربع سجدات بعد ارتفاع الشمس للضحى ثم
فسرهن لي قال - فذكره).

(1) سرية: سريا: نفيسا شريفا وقيل سخيا ذا مروءة.
ومه حديث أم زرع. فنكحت بعده سريا. اه‍ 2 / 365 النهاية. ب
833

(43314 -) إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا ثلاثة: إمام عادل،
أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور لا يمن على أهله بما ينفق
عليهم (الديلمي - عن أبي هريرة.
(43315 -) إن من موجبات الله على العبد ثلاثا: إذا رأى حقا
من حقوق الله لم يؤخره إلى أيام لا يدركها، وأن يعمل العمل
الصالح في العلانية على قوام من عمله في السريرة وهو يجمع مع ما
يعمل صلاح ما يأمل، فهكذا ولى الله عز وجل (حل - عن جابر).
(43316 -) إن في الجنة لقصرا حوله البروج والمروج، له خمسة
آلاف باب لا يدخله ولا يسكنه إلا نبي أو صديق وشهيد أو إمام
عادل (الديلمي عن ابن عمرو).
(43317 -) إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر سحورنا، ونعجل
إفطارنا، وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا (ابن سعد - عن
عن عطاء مرسلا، طب - عن عطاء وطاوس عن ابن عباس).
(43318 -) إنا معاشر الأنبياء أمرنا بثلاث: تعجيل الفطر،
وتأخير السحور، ووضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة (عد،
ق - عن ابن عمر).
(43319 -) إن شئت أنبأتك بأبواب الخير: الصيام جنة،
834

وغيره أملك بالناس منه الصدقة تمحو الخطيئة، وغيرها أملك بالناس
منها قيام في جوف الليل تبتغي به رضى ربك، فان الله تعالى يقول
(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطعما ومما
رزقناهم ينفقون) (محمد بن نصر في الصلاة - عن معاذ بن جبل).
(43320 -) ألا أخبركم بخياركم! من لان منكبه، وحسن
خلقه، وأكرم زوجته إذا قدر (ابن لآل في مكارم الأخلاق من
طريق بشر بن الحسين الأصبهاني عن الزبير بن عدي عن أنس).
(43321 -) ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة! من
وصل من قطعه، وعفا عمن ظلمه، وأعطى من حرمه (طب - عن
كعب بن عجرة).
(43322 -) ألا أدلكم على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة! تعفو
عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك (ق -
عن علي).
(43323 -) ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به
الذنوب! إسباغ الوضوء على المكروهات، وكثرة الخطا إلى المساجد،
وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط (حب، وابن جرير -
عن جابر).
835

(43324 -) ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات!
إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار
الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط! فذلكم الرباط! فذلكم الرباط
(مالك، والشافعي، ع، عب، حم، م (1)، وابن زنجويه، حب،
ت، ن - عن أبي هريرة).
(43325 -) ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به
الحسنات! إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد،
وانتظار الصلاة بعد الصلاة، ما منكم من رجل يخرج من بيته
متطهر! يصلي مع المسلمين الصلاة ثم يجلس في المسجد ينتظر الصلاة
الأخرى إلا أن الملائكة تقول: اللهم اغفر له! اللهم ارحمه! فإذا
قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج فاني أراكم
وراء ظهري، وإذا قال إمامكم: الله أكبر، فقولوا: الله أكبر،
وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم!
ربنا لك الحمد، وإن خير الصفوف صف الرجال المقدم وشرها
المؤخر، وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم، يا معشر النساء

(1) أخرجه مسلم كتاب الطهارة باب فضل اسباغ الوضوء على المكاره رقم
251. ص
836

إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركن ولا ترين عورة الرجال من
ضيق الأزر (حم، وعبد بن حميد، والدارمي (1)، ع وابن جرير،
وابن خزيمة، حب، ك، ص - عن أبي سعيد).
(43326 -) ألا أنبئكم بمكفرات الخطايا! إسباغ الوضوء على
المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلات،
فذلكم الرباط (طب - عن عبادة بن الصامت، طب، حم - عن
خولة بنت قيس).
(43327 -) ألا أخبركم بما يرفع الله به الدرجات ويمحو به الخطايا!
إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار
الصلاة (ز - عن أبي هريرة).
(43328 -) المشي على الاقدام إلى الجمعات كفارة للذنوب،
وإسباغ الوضوء في السبرات (2)، وانتظار الصلاة بعد الصلاة (طب -
عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه).
(43329 -) ألا أدلك على ملاك هذا الامر الذي تصيب به خير

(1) أخرجه الدارمي في سننه كتاب الطهارة باب ما جاء في اسباغ الوضوء
1 / 177. ص
(2) السبرات: جمع سبرة وهي شدة البرد. اه‍ 2 / 330 النهاية. ب
837

الدنيا والآخرة! عليك بمجالسة أهل الذكر، وإذا خلوت فحرك
لسانك ما استطعت بذكر الله، وأحبب في الله وأبغض في الله، يا أبا
رزين! هل شعرت أن الرجل إذا خرج من بيته زائرا أخاه شيعه
سبعون ألف ملك، كلهم يصلون عليه ويقولون: ربنا إنه وصل فيك
فصل، فيه، فما استطعت أن تعمل جسدك في ذلك فافعل (حل وابن
عساكر - عن أبي رزين، وفيه عثمان بن عطاء الخراساني ضعيف،
وقال أبو نعيم: لا بأس به، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه).
(43330 -) ثلاث من لم يكن فيه فليس مني ولا من الله: حلم
يرد به جهل الجاهل، وحسن خلق يعيش به في الناس، وورع
يحجزه عن معاصي الله (الرافعي - عن علي).
(43331 -) ثلاث من كن فيه حرم على النار وحرمت النار
عليه: إيمان بالله، وحب الله تبارك وتعالى، وأن يلقى في النار
فيحترق أحب إليه من أن يرجع في الكفر (حم، ع، حل -
عن أنس).
(43332 -) ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن زوج من
الحور العين حيث شاء: رجل ائتمن من أمانة خفية شهية فأداها
من مخافة الله عز وجل، ورجل عفا عن قاتل، ورجل قرأ في دبر
838

كل صلاة (قل هو الله أحد) عشر مرات (ابن السني في عمل
يوم وليلة، وأبو الشيخ في الثواب، ابن عساكر - عن ابن عباس).
(43333 -) من كان فيه واحدة من ثلاث زوجه الله من الحور
العين: من كانت عنده أمانة خفية شهية فأداها من مخافة الله، أو رجل
عفا عن قاتله، أو رجل قرأ (قل هو الله أحد) دبر كل صلاة
(طب - عن أم سلمة).
(43334 -) ثلاث من لم يأت بهن يوم القيامة فلا شئ له: ورع
يحجزه عن محارم الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل
السفيه (الحكيم - عن بريدة).
(43335 -) ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فلا تعتدن
بشئ من عمله: من لم يكن فيه هدى يحجزه عن معاصي الله، أو
تخلق يعيش به في الناس، أو حلم يرد به السفيه (الخرائطي في
مكارم الأخلاق، وابن النجار - عن ابن عباس).
(43336 -) ثلاث من حافظ عليهن فهو وليي حقا ومن ضيعهن
فهو عدوي حقا: الصلاة، والصوم، والجنابة (ص - عن الحسن
مرسلا).
(43337 -) ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فان الله عز
839

وجل يغفر له ما سوى ذلك: من مات لا يشرك بالله شيئا، ولم
يكن ساحرا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه (طس وابن النجار -
عن ابن عباس).
(43338 -) ثلاث من حفظهن حفظ الله له دينه ودنياه، ومن
ضيعهن لم يحفظ الله له شيئا: حرمة الاسلام، وحرمتي، وحرمة
رحمي (ك في تاريخه - عن أبي سعيد).
(43339 -) ثلاث خصال لا يغفلها إلا أهل الجنة: طلب العلم،
والترحم على أهل القبور، وحب الفقراء (الديلمي - عن انس).
(43340 -) ثلاث من لقى الله وهن فيه حرم على النار
وحرمت عليه: إيمان بالله ورسله، والثانية حب الله عز وجل،
والثالثة أن يوقد نارا فيلقى فيها أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر
(ابن النجار).
(43341 -) ثلاث من كنوز البر: إخفاء الصدقة، وكتمان
المصيبة، وكتمان الشكوى، يقول الله: إذا ابتليت عبدي ببلاء
فصبر لم يشكني إلى عواده ثم برأته أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما
خيرا من دمه، وإن أرسلته، أرسلته ولا ذنب له، وأن توفيته توفيته إلى
رحمتي (طب، ك - عن أنس).
840

(43342 -) ثلاث من كنوز البر: إخفاء الصدقة، وكتمان الشكوى،
وكتمان المصيبة، يقول الله عز وجل: ابتليت عبدي ببلاء فصبر لم
يشكني إلى عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه،
وإن أرسلته أرسلته ولا ذنب له، وإن توفيته فإلى رحمتي (ابن
عساكر - عن أنس).
(43343 -) ثلاثة معصومون من شر إبليس وجنوده: الذاكرون
الله كثيرا بالليل والنهار، والمستغفرون بالاسحار، والباكون من
خشية الله (أبو الشيخ في الثواب - عن ابن عباس).
(43344 -) ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب: رجل غسل ثيابه
فلم يجد له خلفا، ورجل لم ينصب على مستوقد قدران، ورجل دعا
بشراب فلم يقل له: أيها تريد (أبو الشيخ في الثواب - عن
أبي سعيد).
(43345 -) ثلاثة حق على الله تعالى أن يؤدي عنهم: رجل
مملوك كاتب نفسه ثقة بالله فحق على الله أن يؤدي عنه، ورجل تزوج
ليستعف عما حرم الله فحق على الله أن يعينه ويرزقه، ورجل اشترى
841

أرضا خرابا فعمرها فحق على الله أن يبارك له فيها ويأجره (الديلمي
عن جابر).
(43346 -) ثلاثة تستغفر لهم السماوات والأرض والليل والنهار
والملائكة: العلماء: والمتعلمون، والأسخياء (أبو الشيخ في الثواب
عن ابن عباس).
(43347 -) ثلاثة لا تمسهم النار: المرأة المطيعة لزوجها،
والولد البار لوالديه، والمرأة الصبور على غيرة زوجها (أبو الشيخ
عن ابن عباس).
(43348 -) ثلاثة لا تمسهم فتنة الدنيا والآخرة: المقر
بالقدر، والذي لا ينظر في النجوم، والمتمسك بسنتي (الديلمي -
عن أبي هريرة).
(43349 -) ثلاثة يضحك الله إليهم يوم القيامة: الرجل إذا
قام من الليل يصلي، والقوم إذا صفوا للصلاة، والقوم إذا صفوا
لقتال العدو (حم، وعبد بن حميد، ع، وابن جرير، وابن نصر -
عن أبي سعيد).
842

(43350 -) ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم: الذي
إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله فاما أن يقتل وإما أن ينصره
الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه!
والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل، فيقول:
يذر شهوته فيذكرني ولو شاء رقد! والذي إذا كان في سفر وكان
معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في سراء وضراء
(طب، ك - عن أبي الدرداء).
(43351 -) ثلاثة كلهم ضامن على الله إن عاش رزق وكفي،
وإن مات أدخله الله الجنة: رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن
على الله حتى يتوفاه فيدخل الجنة أورده بما نال من أجر أو غنيمة،
ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخل الجنة
أو رده بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن
على الله (د، (1) حب، وابن السني في عمل يوم وليلة، طب، ك،
ق، ص - عن أبي أمامة).
(43352 -) حرم الله عينا بكت من خشية الله على النار، وحرم

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب مقتل الغزو في البحر رقم 2494. ص
843

الله عينا سهرت في طاعة الله على النار، وحرم الله عينا بكت على
الفردوس، ويل لمن استطال على مسلم وانتقصه حقه! ويل له ثم
ويل له (هب - عن أبي هريرة).
(43353 -) حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة،
واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء (هب - عن أبي أمامة).
(43354 -) حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة،
وردوا نائبة البلاء بالدعاء (هب - عن سمرة).
(43355 -) صلة الرحم، وحسن الخلق، وحسن الجوار،
يعمرن الديار، ويزدن في الأعمار (حم، وأبو الشيخ، هب -
عن عائشة).
(43356 -) قدموا خياركم لتزكوا صلاتكم، وكلوا الحلال يتم
لكم صومكم، وأشركوا مع (لا إله إلا الله) أعمالا زاكية
ترجح موازينكم يوم القيامة (الديلمي - عن جابر).
(43357 -) كل عين باكية يوم القيامة ما خلا ثلاثة أعين:
عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين
سهرت في سبيل الله (ابن النجار - عن ابن عمر).
844

(43358 -) ما عمل شئ أفضل من مشي إلى الصلاة،
وصلاح ذات البين، وخلق حائر بين المسلمين (ابن عساكر -
عن أبي هريرة).
(43359 -) من أتى الله بثلاث أدخله الله الجنة: من عبد الله
لا يشرك به شيئا، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه محتسبها، وسمع
وأطاع (ابن جرير - عن أبي هريرة)
(43360 -) من أحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث،
وليؤد الأمانة، ولا يؤذ جاره (عبد الرزاق في المصنف، هب -
عن رجل من الأنصار).
(43361 -) من أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين
الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لآخرته
كفاه الله دنياه (ك في التاريخ - عن ابن عمرو).
(43362 -) من أصبح صائما، من عاد مريضا، من شيع
جنازة، من جمعهن في يوم دخل الجنة (طب، ع - عن
ابن عباس).
845

(43363 -) من أقام الصلاة وآتى الزكاة ومات يعبد الله ولا
يشرك به كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر أو قعد في مولده
(طب - عن أبي مالك الأشعري).
(43364 -) من أقام الصلاة وآتى الزكاة ومات لا يشرك بالله
شيئا كان حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر أو مات في مولده، قالوا
يا رسول الله! ألا تنشر به أصحابك؟ قال: دعوا الناس فليعملوا،
فان في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض
أعدها الله لمجاهدين في سبيله، ولولا أشق على الناس بعدي ما
تخلفت عن سرية أبعثها ولكن لا يجدون سعة فيتبعوني، ولا
يطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي، ولا أجد ما أفضل به عليهم،
ولوددت أن أغزو فأقتل ثم أحيى، ثم أغزو فأقتل، ثم أحيى
ثم أقتل (الروياني وابن عساكر، ص - عن أبي ذر، ن، طب،
ك - عن أبي الدرداء).
(43365 -) من أكل طيبا وعمل في سنة، وأمن الناس
بوائقه، دخل الجنة، قالوا: إن هذا في أمتك اليوم كثير؟
846

قال: وسيكون قرون بعدي (ت: (1 غريب، ك، هب، ض -
عن أبي سعيد).
(43366 -) خير الماء الشبم (2)، وخير المال الغنم، وخير
المرعى الأراك والسلم (3)، إذا أخلف كان لجينا، وإذا سقط
كان درينا، وإذا أكل كان لبينا - أي مدرا للبن (الديلمي - عن
ابن عباس).
(43367 -) من أوتي ثلاثا فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود:
خشية الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب والرضى، والقصد
في الفقر والغنى (ابن النجار - عن أبي ذر).
(43368 -) من تظاهرت عليه النعم فليكثر (الحمد لله) ومن
كثر همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة باب اعقلها وتوكل رقم 2522
وقال غريب. ص
(2) الشبم: الشبم بفتحتين البرد وقد شبم الماء من باب طرب فهو
شبم. المختار صفحة 328. ب
(3) والسلم: شجر من العضاء الواحدة سلمة. المختار صفحة 311. ب
847

قول: لا حول ولا قوة إلا بالله (الخطيب (عن أنس).
(43369 -) من جاء يوم القيامة بريئا من ثلاث دخل الجنة:
الكبر، والغلول، والدين (حب - عن ثوبان).
(43370 -) من حسن الله خلقه ورزقه الاسلام أدخله الله الجنة
(ابن النجار - عن أنس).
(43371 -) من حفظ لسانه ستر الله عورته، ومن كف غضبه
كف الله عنه عذابه، ومن اعتذر إلى الله في الدنيا قبل الله معذرته
(الحكيم - عن أنس).
(43372 -) من رأى نعمة فليحمد الله، ومن استبطأ الرزق
فليستغفر الله، ومن حزبه أمر فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله
(ك في تاريخه والديلمي - عن علي).
(43373 -) من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله
فليصدق في حديثه إذا حدث، وليؤد أمانته إذا ائتمن، ليحسن
جوار من جاوره (هب - عن عبد الرحمن بن أبي قراد).
(43374 -) من سره أن يشرف له البنيان وأن ترتفع له
848

الدرجات فليعف عمن ظلمه، ويعط من حرمه، ويصل من قطعه
(طب، ك وتعقب - عن عبادة بن الصامت عن أبي بن كعب، قال
ابن حجر في أطرافه: فيه ضعف وانقطاع).
(43375 -) من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب
الدنيا فرج الله عنه سبعين كربة من كرب يوم القيامة، والله في
عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن ستر على أخيه المسلم في
الدنيا ستر الله عليه يوم القيامة، فقال رجل: يا رسول الله! من أهل
الجنة؟ قال: كل هين لين سهل قريب (الخطيب - عن أنس).
(43376 -) من قال: لا إله إلا الله، ابتغاء وجه الله ختم له
بها، دخل الجنة ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له به، دخل
الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها، دخل الجنة
(حم - عن حذيفة).
(43377 -) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليؤد زكاة ماله،
ومن كان يؤمن بالله ورسوله فليقل حقا أو ليسكت، ومن كان يؤمن
بالله ورسوله فليكرم ضيفه (طب (عن ابن عمر).
(43378 -) من كان يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر فليتق الله
وليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل حقا
849

أو ليسكت (حم - عن رجال من الصحابة).
(43379 -) من كانت فيه ثلاث أدخله الله في رحمته وأراه محبته
وكان في كنفه: من إذا أعطى شكر، وإذا قدر غفر، وإذا
غضب فتر (هب وضعفه - عن أبي هريرة).
(43380 -) من كظم غيضا وهو قادر على إنقاذه خيره الله من
الحور العين يوم القيامة، ومن ترك ثوب جمال وهو قادر عليه ألبسه
الله رداء الايمان يوم القيامة، ومن أنكح عبدا لله وضع الله على رأسه
تاج الملك يوم القيامة (طب، حل، وابن عساكر - عن سهل بن
معاذ بن أنس عن أبيه).
(43381 -) من لم تكن فيه واحدة من ثلاث فلا يحتسب
بشئ من عمله: تقوى تحجزه عن المحارم، أو حلم يكف به عن
السفيه، أو خلق يعيش به في الناس (طب - عن أم سلمة).
(43382 -) اعبدوا الرحمن، وأفشوا السلام، وأطعموا الطعام،
وأطيعوا إذا آمركم (طب، ك - عن العرياض).
(43383 -) لا تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت،
وإذا حكمت عدلت، وإذا استرحمت رحمت (ع، والخطيب في
المتفق والمفترق - عن أنس).
850

(43384 -) لا تسأل الناس شيئا ولك الجنة، لا تغضب ولك
الجنة، استغفر الله في اليوم سبعين مرة قبل أن تغيب الشمس يغفر
لك ذنب سبعين عاما، قال: وليس لي ذنب سبعين عاما، قال:
فلأبيك! قال: ليس لبي ذنب سبعين عاما، قال: فلأهل بيتك؟
قال: لس لأهل بيتي، قال: فلجيرانك (طب - عن عبد الرحمن
ابن دلهم).
(43385 -) يا أبا بكر! إذا رأيت الناس يسارعون في الدنيا
فعليك بالآخرة! واذكر الله عند كل حجر ومدر يذكرك إذا
ذكرته، ولا تحقرن أحدا من المسلمين، فان صغير المسلمين عند الله
كبير (السلمي والديلمي - عن علي).
(43386 -) يا أبا الدرداء! أحسن جوار من جاورك تكن
مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، وارض بقسم
الله لك تكن من أغنى الناس (الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن
أبي الدرداء).
(43387 -) يا أيها الناس! أنيبوا إلى ربكم، إن ما قل وكفى
خير مما كثر وألهى، يا أيا الناس! إنما هما نجدان: نجد خير
ونجد شر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير، يا أيها
851

الناس! اتقوا النار ولو بشق تمرة (طب - عن أبي أمامة).
(43388 -) يا بسرة! اذكري الله عند الخطيئة يذكرك عندها
بالمغفرة، وأطيعي زوجك يكفك خير الدنيا والآخرة، وبري
والديك يكثر خير بيتك (أبو نعيم - عن بسرة).
(43389 -) يا حذيفة! إنه من ختم له بصوم أراد به الله
تعالى أدخله الله الجنة، ومن أطعم جائعا أراد به الله تعالى أدخله الله
الجنة، ومن كسا عاريا أراد به الله تعالى أدخله الله الجنة (ع، وابن
عساكر - عن حذيفة).
(43390 -) يضحك الله تعالى إلى ثلاثة: القوم إذا صفوا في
الصلاة، وإلى الرجل يقاتل وراء أصحابه، وإلى الرجل يقوم في سواد
الليل (ش وابن جرير - عن ابن سعيد).
(43391 -) يجمع الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر
ويسمعهم الداعي، ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم
اليوم - ثلاث مرات، ثم يقول: أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن
المضاجع؟ ثم يقول: أين الذين كانوا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن
ذكر الله؟ ثم ينادي مناد: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم!
ثم يقول أين الحمادون؟ أين الذين كانوا يحمدون ربهم (ك، وابن مردويه
852

هب، حل - عن عقبة بن عامر).
(43392 -) يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم
الداعي وينفذهم البصر، فيقوم مناد فينادي: أيها الذين كانوا يحمدون
الله في السراء والضراء؟ فيقومون وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب،
ثم يعود فينادي: أين الذين كانت (تتجافى جنوبهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون)؟ فيقومون وهم
قليل فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يعود فينادي: ليقم الذين
كانوا (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)! فيقومون
وهم قليل فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم يقوم سائر الناس فيحاسبون
(هناد ومحمد بن نصر في الصلاة، وابن أبي حاتم، وابن مردويه - عن أسماء
بنت يزيد).
(43393 -) يا مخنف! صل رحمك يطل عمرك، وافعل المعروف
يكثر خير بيتك، واذكر الله عند كل حجر ومدر يشهد لك يوم
القيامة (أبو نعيم - عن مخنف بن يزيد).
(43394 -) يا عويمر! حافظ على أن لا تبيتن إلا على وتر،
وركعتي الضحى مقيما ومسافرا، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر
تستكمل الزمان كله (الحكيم - عن أبي الدرداء).
853

(43395 -) يا علي! ثلا ث لا تؤخرها الصلاة إذا آنت،
والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت لها كفوا (ك، ق:
غريب منقطع، والعسكري في الأمثال - عن علي).
(43396 -) يا سائب! انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في
الجاهلية فاجعلها في الاسلام، أقر الضيف، وأكرم اليتيم، وأحسن
إلى جارك (حم، والبغوي - عن السائب بن أبي السائب عبد الله
المخزومي).
(43397 -) من ضم يتيما إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه
وجبت له الجنة البتة، ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار
فأبعده الله، ومن أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار
مكان كل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه (الباوردي - عن
أبي بن مالك العامري، حم - عن مالك بن عمر والقيصري).
(43398 -) يا عقبة بن عامر! أمسك عليك لسانك، وليسعك
بيتك، وابك على خطيئتك (حم، طب، والخطيب - عن عقبة
ابن عامر).
(43399 -) يا معاذ! قلب شاكر، ولسان ذاكر، وزوجة
صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ما اكتسب الناس (طب،
854

حب - عن أبي أمامة).
(43400 -) أقل من الدين حرا، وأقل من الذنوب يهن عليك
الموت، وانظر في أي نصاب تضع ولدك، فان العرق دساس
(الديلمي (عن ابن عمر).
(43401 -) أقم الصلاة، وآت الزكاة، واهجر السوء، واسكن
من أرض قومك حيث شئت (طب - عن فديك).
(43402 -) إن أول شئ كتبه الله في اللوح المحفوظ (بسم الله
الرحمن الرحيم، إني أنا الله لا إله إلا أنا لا شريك لي، إنه من
استسلم لقضائي وصبر على بلائي ورضي بحكمي كتبته صديقا وبعثته
مع الصديقين يوم القيامة) (ابن النجار - عن علي).
(43403 -) إن عيسى عليه السلام قال: يا بني إسرائيل! إنما
الأمور ثلاثة: أمر تبين لكم رشده فاتبعوه، وأمر تبين لكم غيه
فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فكلوه إلى الله تعالى - وفي لفظ:
فردوه إلى عالمه (طب، وأبو نصر السجزي في الإبانة - عن
ابن عباس).
(43404 -) عجبا لغافل ولا يغفل عنه، وعجبا لطالب دنيا
والموت يطلبه، وعجبا لضاحك ملء فيه لا يدري أأرضى الله أم
855

أسخطه (أبو الشيخ وأبو نعيم - عن ابن مسعود).
(43405 -) قال الله تعالى: يا ابن آدم! ثلاثة: واحدة لي
وواحدة لك وواحدة بيني وبينك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي
شيئا، وأما التي لك فما عملت من عمل جزيتك به وإن أغفر فأنا
الغفور الرحيم، وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء والمسألة وعلى
الإجابة والعطاء (طب - عن سلمان).
(43406 -) لامرئ ما احتسب وعليه ما اكتسب، والمرء مع
من أحب، ومن مات على ذنابى (1) فهو من أهله (طب وابن
عساكر - عن أبي أمامة، وفيه عمر بن بكر السكسكي له عن الثقات
أحاديث مناكير).
(43407 -) يقول الله تعالى: يا ابن آدم! إن نازعك بصرك
ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبقهما عليه، وإن
نازعك لسانك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين
فأطبقهما عليه، وإن نازعك فرجك فقد أعنتك بطبقتين فأطبقهما عليه
(الديلمي - عن أبي هريرة).
(43408 -) ينبغي للعاقل أن لا يكون شاخصا إلا في ثلاث:

(1) دنابى: يعني على قصد طريق. اه‍ ج 2 / 10 النهاية. ب
856

طلب لمعاش، أو خطوة لمعاد، أو لذة في غير محرم (الخطيب،
والديلمي - عن علي).
(43409 -) يا أيها الناس! أما تستحيون! تجمعون ما لا تأكلون!
وتبنون ما لا تعمرون! وتأملون ما لا تدركون! ألا تستحيون من ذلك!
(طب - عن أم الوليد بنت عمر بن الخطاب).
(43410 -) تعاهدوا الناس بالتذكرة، واتبعوا الموعظة بالموعظة
وهو أقوى للعالمين بما يحب الله، ولا تخافوا في الله لومة لائم،
واتقوا الله الذي إليه تحشرون (أبو نعيم والديلمي - عن عبيد بن سخر
ابن لوذان).
الفصل الرابع في الرباعيات
(43411 -) ألا إنما هي أربع: لا تشركون بالله، ولا تقتلون
النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنون، ولا تسرقون (حم،
ت (1)، ك - عن سلمة بن قيس).
(43412 -) أوصيك يا أبا هريرة بخصال أربع لا تدعهن أبدا ما

(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده 4 / 331 في ترجمة سلمة بن قيس
الأشجعي. ص
857

بقيت: عليك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها ولا تلغ ولا تله،
وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر فإنه صيام الدهر، وأوصيك
بالوتر قبل النوم، وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعهما وإن صليت الليل
كله فان فيهما الرغائب (ع - عن أبي هريرة).
(43413 -) أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا:
صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وحسن الخلق، وعفة مطعم
(ح، طب، ك، هب - عن ابن عمر، طب - عن ابن عمرو،
عد وابن عساكر - عن ابن عباس).
(43414 -) أربع حق على الله عونهم: الغازي، والمتزوج،
والمكاتب، والحاج (حم - عن أبي هريرة).
(43415 -) أربع من كن فيه حرمه الله تعالى على النار
وعصمه من الشيطان، من ملك نفسه حين يرغب، وحين يرهب،
وحين يشتهى، وحين يغضب، وأربع من كن فيه نشر الله تعالى
عليه رحمته وادخله الجنة: من آوى مسكينا، ورحم الضعيف،
ورفق بالمملوك، وأنفق على الوالدين (الحكيم - عن أبي هريرة).
(43416 -) أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا والآخرة:
لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن على البلاء صابر، وزوجة
858

لا تبغيه خونا في نفسها ولا ماله (طب، هب - عن ابن عباس).
(43417 -) أربع من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة،
وأولاده أبرارا، وخلطاؤه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده (ابن
عساكر، فر - عن علي، ابن أبي الدنيا في كتاب الاخوان - عن
عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده).
(43418 -) أربع لا يصبن إلا بعجب: الصمت وهو أول
العبادة، والتواضع، وذكر الله، وقلة الشئ (طب، ك، هب -
عن أنس).
(43419 -) أربعة يؤتون أجورهم مرتين: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم،
ومن أسلم من أهل الكتاب، ورجل كانت عنده أمة فأعجبته
فأعتقها ثم تزوجها، وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سادته
(طب - عن أبي أمامة).
(43420 -) أربعة من كنز الجنة: إخفاء الصدقة، وكتمان
المصيبة، وصلة الرحم، وقول (لا حول ولا قوة إلا بالله) (خط -
عن علي).
(43421 -) أربع من كن فيه كان من المسلمين وبنى الله له بيتا
في الجنة أوسع من الدنيا وما فيها: من كان عصمة مره (لا إله
859

إلا الله) وإذا أصاب ذنبا قال (أستغفر الله) وإذا أعطى نعمة قال
(الحمد لله) وإذا أصابته مصيبة قال (إنا لله وإنا إليه راجعون)
(أبو إسحاق المراغي في ثواب الأعمال - عن أبي هريرة).
(43422 -) ثلاث أحلف عليهن لا يجعل الله تعالى من له سهم
في الاسلام كمن لا سهم له، وأسهم الاسلام ثلاثة: الصلاة، والصوم،
والزكاة، ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة، ولا
يحب رجل قوما إلا جعله الله معهم، والرابعة لو حلفت عليها رجوت
أن لا آثم: لا يستر الله عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة (حم،
ك، ن، هب - عن عائشة، ع - عن ابن مسعود، طب - عن
أبي أمامة).
(43423 -) ثلاثة من قالهن دخل الجنة: من رضى بالله ربا،
وبالاسلام دينا، وبمحمد رسولا، والرابعة لها من الفضل كما بين
السماء والأرض وهي الجهاد في سبيل الله عز وجل (حم - عن أبي سعيد).
(43424 -) من اجتنب أربعا دخل الجنة: الدماء، والأموال،
والفروج، والأشربة (البزار، عن أنس).
(43425 -) من أصبح يوم الجمعة صائما وعاد مريضا وأطعم مسكينا
وشيع جنازة لم يتبعه ذنب أربعين سنة (عد، هب، تخ - عن جابر).
860

(43426 -) [من أصبح يوم الجمعة صائما وعاد مريضا و شهد
جنازة وتصدق بصدقة فقد أوجب (هب - عن أبي هريرة).
(43427 -) أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه
ويده، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وأفضل المهاجرين من
هجر ما نهى الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله
عز وجل (طب - عن ابن عمرو).
(43428 -) أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا
يستقم بكم (طب - عن سمرة).
(43429 -) لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا
إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا
عليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لاتوهما ولو حبوا (مالك،
حم، ق، ن - عن أبي هريرة).
(43430 -) إن الله تعالى حد حدودا فلا تعتدوها، وفرض فرائض
فلا تضيعوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وترك أشياء من غير
نسيان من ربكم ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا عنها (ك -
عن أبي ثعلبة).
(43431 -) إن الله تعالى عز وجل قسم بينكم أخلاقكم كما قسم
861

بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب،
ولا يعطي الدين، إلا من أحب، ومن أعطاه الدين فقد أحبه،
والذي نفسي بيده! لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن
حتى يأمن جاره بوائقه غشمه وظلمه، ولا يكسب عبد مالا من
حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه
خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ
ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث (حم (1)،
ك، هب - عن ابن مسعود).
(43432 -) والذي نفسي بيده! ما من عبد يصلي الصلوات
الخمس ويصوم رمضان ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت
له أبواب الجنة فقيل له: ادخل الجنة بسلام (ن، حب، ك - عن
أبي هريرة وأبي سعيد).
(43433 -) أتاني جبرئيل فقال: يا محمد! ربك يقرأ عليك
السلام ويقول لك. إن عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو
أفقرته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو

(1) الحديث في مسند الإمام أحمد / 28 ومر عزو هذا الحديث برقم
5503 جزء 3 / 64. ص
862

أغنيته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو
أصححته لكفر، وإن من عبادي من لا يصلح إلا بالصحة ولو أسقمته
لكفر (خط - عن عمر).
(43434 -) أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله فبلغ مخطئا أو
مصيبا فله من الاجر كرقبة أعتقها من إسماعيل، وأيما رجل شاب في
سبيل الله فهو له نور، وأيما رجل أعتق رجلا مسلما فكل عضو
من المعتق بعضو من المعتق فداء له من النار، وأيما رجل قام وهو
يريد الصلاة فأفضى الوضوء إلى أماكنه سلم من كل ذنب وخطيئة
هي له، فان قام إلى الصلاة رفعه الله درجة، وإن رقد رقد سالما
(طب - عن عمرو بن عبسة).
(43435 -) يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك
احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت
فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم
ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك
بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك، جفت الأقلام
ورفعت الصحف (حم (1)، ت، ك، عن ابن عباس).

(1) أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة رقم (2518). وقال حسن
صحيح. ص
863

(43436 -) بادروا بالاعمال هرما ناغصا وموتا خالسا ومرضا
حابسا وتسويفا مؤيسا (هب - عن أبي أمامة).
(43437 -) عليك بتقوى الله! فإنها جماع كل خير، وعليك
بالجهاد! فإنه رهبانية المسلمين، وعليك بذكر الله وتلاوة كتاب الله
تعالى! فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، واخزن
لسانك إلا من خير، فإنك بذلك تغلب الشيطان (ابن الضريس،
ع - عن أبي سعيد).
(43438 -) ذكر الأنبياء من العبادة، وذكر الصالحين كفارة،
وذكر الموت صدقة، وذكر القبر يقربكم من الجنة (فر -
عن معاذ).
(43439 -) فكوا العاني وأجيبوا الداعي، وأطعموا الجائع،
وعودوا المريض (حم، خ - عن أبي موسى).
(43440 -) من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن أشفق
من النار لهى عن الشهوات، ومن ترقب الموت هانت عليه اللذات،
ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات (هب - عن علي).
(43441 -) ا عبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن أينما
زال، واقبل الحق ممن جاءه من صغير أو كبير وإن كان بغيضا
864

بعيدا، واردد الباطل على من جاء به من صغير أو كبير وإن كان
حبيبا قريبا (ابن عساكر - عن ابن مسعود).
(43442 -) أوصيكم بأصحابي خيرا ثم الذين يلونهم، يم يفشو
الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف، ويشهد الشاهد ولا
يستشهد، ألا! لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان،
عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة! فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين
أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرته حسنته وساءته
سيئته فذلكم المؤمن (حم، ت، ك - عن عمر).
(43443 -) أطب الكلام، وأفش السلام، وصل الأرحام،
وصل بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام (حل - عن أبي
هريرة).
(43444 -) طوبى لمن شغله عيب عن عيوب الناس، وأنفق
الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم
يعد عنها إلى البدعة (فر - عن أنس).
(43445 -) إذا وقف السائل على الباب وقفت الرحمة معه،
قبلها من قبلها وردها من ردها، ومن نظر إلى مسكين نظر رحمة
865

نظر الله إليه رحمة، ومن أطال الصلاة خفف الله عنه يوم يقوم
الناس لرب العالمين، ومن أكثر الدعاء قالت الملائكة: صوت
معروف ودعاء مستجاب وحاجة مقضية (حل - عن ثور بن
يزيد مرسلا).
(43446 -) عليك بالهجرة! فإنه لا مثل لها، عليك بالجهاد!
فإنه لا مثل له، عليك بالصوم! فإنه لا مثل له، عليك بالسجود!
فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها
خطيئة (طب - عن أبي فاطمة).
(43447 -) أفش السلام، وأطعم الطعام، وصل الأرحام،
وقم بالليل والناس نيام، وادخل الجنة بسلام (حم، حب، ك -
عن أبي هريرة).
(43448 -) ليس شئ أحب إلى الله من قطرتين وأثرين: قطرة
دموع من خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما
الأثران فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله (ت (1) -

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجهاد باب ما جاء في المرابط رقم 1669 وقال
حسن غريب. ص
866

عن أبي أمامة).
(43449 -) إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، أعدها
الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى
بالليل والناس نيام (حم، حب، هب - عن أبي مالك الأشعري،
ت - عن علي).
(43450 -) ائت المعروف واجتنب المنكر، وانظر ماذا يعجب
أذنك أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم فأته، وانظر الذي
تكره أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم فأجتنبه (خد، وابن
سعد، والبغوي في معجمه، والباوردي في المعرفة، هب - عن
حرملة بن عبد الله بن أوس وماله غيره).
الترغيب الرباعي من الاكمال
(43451 -) أجيبوا الداعي، وعودوا المريض، وأطعموا الجائع،
وفكوا العاني (طب - عن أبي موسى).
(43452 -) أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا:
حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة طعمة (حم
867

طب، هب - عن ابن عمر، الخرائطي في مكارم الأخلاق، عد، ك
عن ابن عباس).
(43453 -) أربع يستأنفون العمل: المريض إذا برأ، والمشرك
إذا أسلم، والمنصرف من الجمعة إيمانا واحتسابا، والحاج (الديلمي -
عن علي).
(43454 -) أربع مسبغات وأربع ماحيات، فأما المسبغات
فنفقتك في سبيل الله بسبعمائة، ونفقتك على أبويك بسبعمائة،
وذبيحتك شاتك يوم فطرك لأهلك بسبعمائة، وأما الماحيات فصيام
شهر رمضان، وحج البيت، وإتيان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإتيان
مسجد بيت المقدس (أبو الشيخ في الثواب - عن أبي هريرة).
(43455 -) أربع من سنن المرسلين: الحياء والحلم والسواك
والتعطر (البغوي - عن مليح بن عبد الله الخطمي عن أبيه
عن جده).
(43456 -) أربع أنا لهم شفيع يوم القيامة: المكرم لذريتي،
والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه،
والمحب لهم بقلبه ولسانه (الديلمي من طريق عبد الله بن أحمد
868

ابن عامر عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن علي
رضي الله عنه).
(43457 -) أربعة من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة وكان
في نور الله الأعظم: من كانت عصمته: لا إله إلا الله، وإذا أصاب
حسنة قال: الحمد لله، وإذا أصاب ذنبا قال: استغفر الله، وإذا
أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون (الديلمي - عن
ابن عمر).
(43458 -) استقيموا ونعما إن استقمتم! وحافظوا على الوضوء
وخير أعمالكم الصلاة، وتحفظوا من الأرض فإنها أمكم، وإنه ليس
من أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به (طب والبغوي
عن ربيعة الجرشي).
(43459 -) أصبح يوم صومك دهينا مترجلا، ولا تصبح
يوم صومك عبوسا، وأجب دعوة من دعاك من المسلمين ما لم يظهروا
المعازف فلا تجبهم، وصل على من مات من أهل قبلتنا وإن كان
مصلوبا أو مرجوما، ولان تلقى الله بمثل قراب الأرض ذنوبا خير
من أن تبت الشهادة على أحد من أهل القبلة (طب - عن
ابن مسعود).
869

(43460 -) أطعم الطعام، أفش السلام، وصل الأرحام، وقم
بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام (حب - عن أبي هريرة).
(43461 -) إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل، ومن
أسفلها خيل بلق من ذهب مسرجة ملجمة بالدر والياقوت، ولا تروث
وتبول، ذوات أجنحة، فيجلس عليها أولياء الله، فتطير بهم حيث
شاؤوا، فيقول الذين أسفل منهم: يا أهل الجنة! ناصفونا، يا رب!
ما بلغ بهؤلاء هذه الكرامة؟ فقال الله: إنهم كانوا يصومون وكنتم
تفطرون، وكانوا يقومون الليل وكنتم تنامون، وكانوا ينفقون وكنتم
تبخلون، وكانوا يجاهدون العدو وكنتم تجبنون (أبو الشيخ في العظمة
والخطيب - عن علي).
(43462 -) ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع به
الدرجات! أن تحلم عمن جهل عليك، وأن تصل من قطعك، وأن
تعطى من حرمك، وتقصر عمن ظلمك (طب - عن عبادة بن
الصامت).
(43463 -) عليك بالهجرة! فإنه لا مثل لها، عليك بالجهاد!
فإنه لا مثل له، عليك بالصوم! فإنه لا مثل له، عليك بالسجود!
فإنه لا تسجد للسجدة إلا رفعك الله تعالى بها درجة وحط بها
870

عنك خطيئة (طب - عن أبي فاطمة).
(43464 -) عليك بالرفق والعفو في غير ترك الحق! يقول
الجاهل: قد ترك من حق الله، وأمت أمر الجاهلية إلا ما حسنه
الاسلام، وليكن أكبر همك الصلاة، فإنها رأس الاسلام بعد الاقرار
بالله عز وجل (ابن لآل - عن معاذ).
(43465 -) عليك بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل! فإنه
ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، وعليك بطول الصمت!
فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمير دينك، وقل الحق وإن كان
مرا (ابن لآل - عن أبي ذر، أبو الشيخ - عن أبي سعيد).
(43466 -) قال داود عليه السلام: يا إلهي! ما جزاء من شيع
ميتا إلى قبره ابتغاء مرضاتك؟ قال: جزاؤه أشيعه ملائكتي فتصلي
على روحه في الأرواح، قال: اللهم فما جزاء من يعزي حزينا ابتغاء
مرضاتك؟ قال: اللهم! فما جزاء من عال يتيما أو أرملة ابتغاء
مرضاتك؟ قال: جزاؤه أن أظله يوم لا ظل إلا ظلي، قال: اللهم!
فما جزاء من سالت دموعه على وجنتيه من مخافتك؟ قال أن أقي
وجهه لفح جهنم وأمنه يوم القيامة الفزع الأكبر (ابن عساكر
والديلمي - عن ابن مسعود، وفيه حسن بن فرقد ضعيف).
871

(43467 -) قال داود عليه السلام فيما يخاطب ربه: يا رب!
أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك؟ قال: يا داود! أحب عبادي
إلى نقي القلب، ونقي الكفين، لا يأتي إلى أحد سوءا ولا يمشي
بالنميمة، تزول الجبال ولا يزول، أحبني وأحب من يحبني وحببني إلى
عبادي، قال: يا رب! إنك لتعلم أني أحبك وأحب من يحبك
فكيف أحببك إلى عبادك؟ قال، ذكرهم بآلائي وبلائي ونعمائي،
يا داود! إنه ليس من عبد يعين مظلوما أو يمشي معه في مظلمته
إلا أثبت قدميه يوم تزول الاقدام (هب، وابن عساكر - عن
ابن عباس).
(43468 -) كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت من
خشية الله وعين فقئت في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله،
وعين باتت ساهرة، يباهي الله تعالى به الملائكة، يقول: انظروا
إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي وقد تجافى بدنه عن المضاجع،
يدعوني خوفا وطمعا في رحمتي، أشهدوا أني قد غفرت له (الرافعي
عن أسامة بن زيد).
(43469 -) ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ
كظمها رجل أو جرعة صبر على مصيبة، وما قطرة أحب إلى الله
872

تعالى من قطرة دمع من خشية الله أو قطرة دم أهريقت في سبيل
الله (ابن المبارك - عن الحسن مرسلا).
(43470 -) ما جرع عبد جرعتين أحب إلى الله عز وجل من
جرعة غيظ يكظمها بحلم وحسن عفو، وجرعة مصيبة محزنة
موجعة ردها بصبر وحسن عزاء، وما خطا عبد خطوتين أحب إلى
الله تعالى عز وجل منه إلى صلة رحم يصلها أو إلى فريضة يؤديها
(ابن لآل - عن علي).
(43471 -) ما أعطى أحد أربعة فمنع أربعة، ما أعطى أحد
الشكر فمنع الزيادة لان الله تعالى يقول (لئن شكرتم لأزيدنكم)،
وما أعطى أحد الدعاء فمنع الإجابة، لان الله تعالى يقول (ادعوني
استجب لكم)، وما أعطى أحد الاستغفار ثم منع المغفرة، لان
الله تعالى يقول (استغفروا ربكم إنه كان غفارا)، وما أوتى أحد
التوبة فمنع التقبل، لان الله تعالى يقول (وهو الذي يقبل التوبة عن
عباده) (هب - عن عطارد بن مصعب).
(43472 -) من أعطى أربعا لم يحرم أربعا: من أعطى الدعاء
لم يحرم الإجابة، لان الله تعالى يقول (ادعوني استجب لكم)،
ومن أعطى الشكر لم يحرم الزيادة، لان الله تعالى يقول (لئن شكرتم
873

لأزيدنكم)، ومن أعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة، لان الله تعالى
يقول (استغفروا ربكم انه كان غفارا)، ومن أعطى التوبة لم
يحرم القبول، لان الله تعالى يقول (هو الذي يقبل التوبة عن
عباده) (هب - عن ابن مسعود).
(43473 -) من أعطى أربعا أعطي أربعا، وتفسير ذلك في
كتاب الله عز وجل، من أعطى الذكر ذكره الله تعالى، لان الله
تعالى يقول (اذكروني أذكركم) ومن أعطى الدعاء أعطى الإجابة،
لان الله تعالى يقول (ادعوني استجب لكم)، ومن أعطى الشكر
أعطي الزيادة، لان الله تعالى يقول (لئن شكرتم لأزيدنكم)،
ومن أعطى الاستغفار أعطى المغفرة، لان الله تعالى يقول (استغفروا
ربكم انه كان غفارا) (هب - عن ابن مسعود).
(43474 -) من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حظ، ومن
فعل حسنة فبعشر أمثالها، ومن أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله
فبسبعمائة، ومن أماط أذى عن الطريق كتبت له حسنة (ابن عساكر -
عن أبي عبيدة بن الجراح).
(43475 -) من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان واجتنب
الكبائر فله الجنة، قيل: وما الكبائر؟ قال: الاشراك بالله وعقوق
874

الوالدين والفرار من الزحف (ابن جرير - عن أبي أيوب).
(43476 -) من بر يمينه وصدق لسانه واستقام قلبه وعف بطنه
وفرجه فذاك من الراسخين في العلم (ابن جرير وابن أبي حاتم، طب -
عن أبي الدرداء وأنس وأبي أمامة وواثلة معا).
(43477 -) من جمع الله له أربع خصال جمع الله له خيرا الدنيا
والآخرة قلبا شاكرا، ولسانا ذاكرا، ودارا قصدا، وزوجة صالحة
(ابن النجار - عن أنس).
(43478 -) من حسنت صلاته وقل ماله وكثر عياله ولم يغتب
الناس كان معي في الجنة كهاتين (سمويه - عن أبي سعيد).
(43479 -) نور الحكمة الجوع، ورأس الدين ترك الدنيا،
والقربة إلى الله حب المساكين، والدنو منهم والبعد من الله الذي
قوى به على المعاصي الشبع، فلا تشبعوا بطونكم فيطفأ نور الحكمة
من صدوركم، فان الحكمة تسطع في القلب مثل السراج (ابن عساكر -
عن أبي هريرة).
(43480 -) لا تشرك بالله شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة،
وتحب للناس ما تحب أن يؤتى إليك (ابن قانع - عن خالد بن عبد
الله القشيري عن أبيه عن جده).
875

(43481 -) ا عبد الله ولا تشرك به شيئا، وزل مع القرآن أينما
زال، وأقبل الحق ممن جاء به من صغير أو كبير وإن كان بغيضا
بعيدا، واردد الباطل على من جاء به وإن كان حبيبا قريبا (كر
والديلمي - عن ابن مسعود).
(43482 -) لا يجتمع أربعة في المؤمن إلا أوجب الله له بهن
الجنة: الصدق في اللسان، والسخاء في المال، والمودة في القلب،
والنصيحة في المشهد والمغيب (ك في تاريخه - عن ابن عمر، وفيه
عمرو بن هارون البلخي متروك).
(43483 -) يا عقبة! ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا وأهل
الآخرة! تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن
ظلمك، ألا ومن أراد أن يبسط له في رزقه ويمد له في عمره فليتق
الله وليصل رحمه (حم، وابن أبي الدنيا في ذم الغضب، طب، ك -
عن عقبة بن عامر).
(43484 -) يا علي! كن سخيا، فان الله تعالى يحب السخي،
وكن شجاعا، فان الله يحب الشجاع، وكن غيورا، فان الله يحب
الغيور، وإن امرؤ سألك حاجة فاقضها فإن لم يكن لها أهلا كنت
أنت لها أهلا (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج - عن علي).
876

(43485 -) ليس من المؤمنين من لا يأمن جاره بوائقه، من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليقل خيرا أو ليسكت، إن الله يحب الحي الحليم العفيف المتعفف،
ويبغض الفاحش البذي السائل الملحف (1)، إن الحياء من الايمان
والايمان في الجنة، وإن الفحش من البذاء والبذاء في النار (طب -
عن ابن مسعود عن فاطمة الزهراء).
(43486 -) أوصيك يا أبا هريرة بخصال أربع لا تدعهن أبدا
ما بقيت أبدا: عليك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها ولا تلغ ولا
تله، وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر فإنه صيام الدهر،
وأوصيك بالوتر قبل النوم، وأوصيك بركعتي الفجر لا تدعنها وإن
صليت الليل كله فان فيهما الرغائب قالها ثلاثا (ع والشيرازي في
الألقاب - عن أبي هريرة).
(43487 -) كان فيما أعطى الله موسى في الألواح الأول: اشكر

(1) الملحف: ألحف السائل: ألح يقال: ليس للملحف مثل الرد. صفحة
409 المختار. ب
877

لي ولوالديك، أقيك التالف، وأنسى (1) في عمرك، أحييك حياة
طيبة وأقلبك إلى خيرها، ولا تقتل النفس التي حرمت إلا بالحق،
فتضيق عليك الأرض برحبها والسماء بأقطارها، وتبوء بسخطي في
النار، ولا تحلف باسمي كاذبا، فاني لا أطهر ولا أزكي من لم
ينزهني ويعظم اسمي (الديلمي - عن جابر).
(43488 -) قال الله تعالى: أربع خصال: واحدة منهن لي،
وواحدة لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين
عبادي، فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك علي
فما عملت من خير جزيتك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي
الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك
(ع، حل - عن أنس، وضعف).
(43489 -) نعم الشئ الجهاد في سبيل الله! وعاد بالناس
أملك من ذلك، نعم الشئ الصيام والصدقة! وعاد بالناس أملك
من ذلك، الصمت الامن، يا خير ين معاذ بن جبل ثكلتك أمك!

(1) وأنسى: نسأ الشئ ينسؤه نسأ وأنسأه: أخره. ونسأ الله في
أجله وأنسأ أجله: أخره. اه‍ ج 1 / 166 لسان العرب. ب
878

وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا ما نطقت ألسنتهم!
فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت عن شر
قولوا خيرا تغنموا، واسكتوا عن شر تسلموا (طب، كر - عن
عبادة بن الصامت).
الفصل الخامس في خماسيات الترغيب
(43490 -) اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك
قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناءك
قبل فقرك (ك، (1) هب - عن ابن عباس، حم في الزهد، حل،
هب - عن عمرو بن ميمون).
(43491 -) خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله:
من عاد مريضا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيا، أو دخل
على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه
وسلم من الناس (حم، طب - عن معاذ).
(43492 -) خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة:

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 16) قال العراقي الزين: إسناد حسن. ص
879

من صام يوم الجمعة، وراح إلى الجمعة، وعاد مريضا، وشهد جنازة،
وأعتق رقبة (ع، هب - عن أبي سعيد).
(43493 -) خمس من العبادة: قلة الطعم (1) والقعود في
المساجد، والنظر إلى الكعبة، والنظر في المصحف، والنظر إلى
وجه العالم (فر - عن أبي هريرة) (2).
(43494 -) خمس من العبادة: النظر في المصحف، والنظر
إلى الكعبة، والنظر إلى الوالدين، والنظر في زمزم وهي تحط
الخطايا، والنظر في وجه العالم (قط في....).
(43495 -) اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن
تفرغ من دلوك في إناء المستسقي وأن تلقى أخاك ووجهك إليه
منبسط، وإياك وإسبال الإزار! فان إسبال الإزار من المخيلة (3)

(1) الطعم: الطعام. المختار صفحة 310. ب
(2) أورده الامام السيوطي في الجامع الصغير برقم 3966 وقال المناوي في
الفيض (3 / 359) وفيه سيمان بن الربع النهدي. قال الذهبي 2 / 207
تركه الدارقطني فهو ضعيف. ص
(3) المخيلة: ذو مخيلة: أي ذو كبر. المختار صفحة 152. ب
880

ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك وعيرك بأمر هو فيك فلا تعيره
بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه وأجره لك، ولا تسبن
أحدا (الطيالسي (1)، ت، هب - عن جابر بن سليم الهجيمي).
(43496 -) لا تسبن أحدا، ولا تحقرن من المعروف شيئا
ولو أن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك، إن ذلك من
المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فان أبيت فإلى الكعبين،
وإياك وإسبال الإزار! فإنها من المخيلة وإن الله تعالى لا يحب المخيلة،
وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما
وبال ذلك عليه (د - عن جابر بن سليم) (2).
(43497 -) يا أبا هريرة! كن ورعا تكن من أعبد الناس
وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس، وأحب للمسلمين

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير بلفظه وعزوه وبرقم 192. وهكذا
أورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 116. وأخرجه الإمام أحمد
في مسنده 4 / 56 و 5 / 63، 64 و 378. ص
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 22، 123) قال النووي في رياضه رواه أبو
داود كتاب اللباس باب ما جاء في إسبال الإزار رقم 4084 والترمذي
بالاسناد الصحيح ورمز المصنف لصحته. ص
881

والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك، وأكره لهم ما تكره
لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا، وجاور من جاورت باحسان تكن
مسلما، وإياك وكثرة الضحك! فان كثرة الضحك فساد القلب
(ه‍ - عن أبي هريرة) (1).
(43498 -) كن ورعا تكن أعبد الناس، كن قنعا تكن
أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن
مجاورة من جاورك تكن مسلما وأقل الضحك فان كثرة الضحك
تميت القلب (الخرائطي في مكارم الأخلاق، هب - عن واثلة
وأبي هريرة).
(43499 -) لكل شئ رأس ورأس الايمان الورع، ولكل
شئ فرع وفرع الايمان الصبر، ولكل شئ سنام وسنام هذه
الأمة عمي العباس، ولكل شئ سبط وسبط هذه الأمة الحسن
والحسين، ولكل شيء جناح وجناح هذه الأمة علي بن أبي طالب
(ابن عساكر.....).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب الورع والتقوى رقم 4217 وقال في
الزوائد: إسناده حسن.
882

(43500 -) اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله
لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فان كثرة الضحك
تميت القلب (حم، ت، (1) هب - عن أبي هريرة).
(43501 -) أفش السلام، وابذل الطعام، واستحي من الله
تعالى كما تستحيي رجلا من رهطك ذا هيئة، وليحسن خلقك،
وإذا أسأت فأحسن فان الحسنات يذهبن السيئات (طب - عن
أبي أمامة).
(43502 -) ألا! يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية
يوم القيامة، ألا! يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم
القيامة، ألا! يا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا! يا رب
مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا! يا رب متخوض ومتنعم فيما
أفاء الله على رسوله ماله عند الله من خلاق، ألا! وإن عمل الجنة
حزن بربوة، ألا! وإن النار سهل بشهوة، ألا! يا رب شهوة

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب الصحة والفراغ رقم 2306 وقال
غريب. ص
883

ساعة أورثت حزنا طويلا (ابن سعد، هب - عن أبي البجير).
(43503 -) أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته، وإذا
أسأت فأحسن، ولا تسألن أحدا شيئا، ولا تقبض أمانة، ولا تقض
بين اثنين (حم - عن أبي ذر)
(43504 -) ألا أحدثك بما يدخلكم الجنة! ضرب بالسيف،
وطعام الضيف، واهتمام بمواقيت الصلاة، وإسباغ الطهور في الليلة
القرة، وإطعام الطعام على حبه (ابن عساكر - عن أبي هريرة).
(43505 -) ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة! النبي في الجنة
والشهيد في الجنة، والصديق في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل
يزور أخاه في ناحية المصر في الله في الجنة، ألا أخبركم بنسائكم من
أهل الجنة! الودود الولود والعوود التي إذا ظلمت قالت: هذه
يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى (قط في الافراد، طب -
عن كعب بن عجرة معا).
الترغيب الخماسي من الاكمال
(43506 -) اعمل لله رأى العين، فإن لم تكن ترا، فإنه يراك،
وأسبغ طهرك، فإذا دخلت المسجد فاذكر الموت، فان الرجل إذا
884

ذكر الموت لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن
أن يصلي صلاة غيرها، وإياك وكل أمر يعتذر منه (الديلمي -
عن أنس).
(43507 -) إن الله تعالى جواد يحب الجود، ويحب معالي
الأخلاق، ويكره سفسافها، وإن من أكرم أجلال الله أكرم ثلاثة:
أكرم ذا الشيبة في الاسلام، والحامل للقران غير الجافي عنه ولا
الغالي، والامام المقسط (هناد والخرائطي في مكارم الأخلاق - عن
طلحة بن عبيد الله بن كريز مرسلا).
(43508 -) إن في الجنة لغرفا إذا كان ساكنها فيها لم يخف
عليه ما خارجها، وإذا خرج عنها لم يخف عليه ما فيها! قيل: لمن
هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم
الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام، قيل: يا رسول
الله! وما طيب الكلام؟ قال: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر ولله الحمد) إنها تأتي يوم القيامة ولها مقدمات ومعقبات
ومجنبات، قيل: فما إدامة الصيام: قال: من أدرك رمضان فصامه
ثم أدرك رمضان فصامه، قيل: فما إطعام الطعام؟ قال: كل من
قات عياله وأطعمهم، قيل: فما إفشاء السلام؟ قال: مصافحة أخيك
885

إذا لقيته وتحيته، قيل: فما الصلاة بالليل والناس نيام؟ قال:
صلاة العشاء الآخرة واليهود والنصارى نيام (الخطيب - عن
ابن عباس).
(43509 -) إن في الجنة لغرفا يرى من في ظاهرها من في
باطنها، ويرى من في باطنها من في ظاهرها، لمن أطاب الكلام،
وأفشى السلام، وصلى في الليل والناس نيام (الخرائطي في مكارم الأخلاق
- عن ابن عباس).
(43510 -) بخ بخ بخمس! من لقى الله مستيقنا بهن دخل
الجنة: تؤمن بالله واليوم الآخر، والجنة والنار، والبعث بعد
الموت، والحساب (حم - عن مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم ورجاله ثقات).
(43511 -) بخ بخ بخمس! ما أثقلهن في الميزان! (سبحان
الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) والولد الصالح
يتوفى فيحتسبه والده، وخمس من لقي الله بهن مستيقنا بهن وجبت
له الجنة: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله،
وأيقن بالموت، والحساب، والجنة، والنار، (ش، حمم - عن أبي
سلام عن رجل من الصحابة).
886

(43512 -) بخ بخ بخمس! ما أثقلهن في الميزان! سبحان
الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى
للمرء المسلم فيحتسبه (ز، والبغوي، طس، وتمام، وابن عساكر،
ص - عن ثوبان، ابن سعد، ن، ع، حب والبغوي، والباوردي،
ك، طب، وأبو نعيم، هب - عن أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم
واسمه حريث، حم - عن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ط، حم، والروياني
ص - عن أبي أمامة، ش - عن أبي الدرداء مرفوعا).
(43513 -) خمس من جاء بهن يوم القيامة مع إيمان دخل الجنة:
من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئهن وركوعهن وسجودهن
ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلا،
وآتى الزكاة من ماله طيبة بها نفسه، وأدى الأمانة، قيل: يا نبي
الله! وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة، إن لم يأمن ابن
آدم على شئ من دينه غيرها (محمد بن نصر، وابن جرير، طب، ن
عن أبي الدرداء، وحسن).
(43514 -) خمس من عملهن في يوم كتبه الله تعالى من أهل
الجنة: من صام يوم الجمعة، وراح إلى الجمعة، وعاد مريضا، وشهد
جنازة، وأعتق رقبة (ع، حب، ص - عن أبي سعيد).
887

(43515 -) من أقام الصلاة، وآتى الزكاة، وحج البيت،
وصام رمضان، وقرى الضيف: دخل الجنة (طب، هب - عن
ابن عباس، وضعف).
(43516 -) من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه
ومن استجار بالله فأجيروه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم
فكافؤه، فإن لم تجدوا ما تكافؤه فادعوا له حتى تروا أنكم قد
كافأتموه (ط، حم، د، ن، والحكيم، طب، هب، حل، ك
ق، وابن جرير في تهذيبه - عن ابن عمر).
(43517 -) من بسط رضاه، وكف غضبه، وبذل معروفه،
وأدى أمانته، ووصل رحمه فهو في نور الله الأعظم (ابن أبي الدنيا
في ذم الغضب - عن الحسن، الديلمي - عن عبد الله بن الحسن بن
الحسن عن أبيه عن جده عن علي).
(43518 -) من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله، ومن
عاد مريضا كان ضامنا على الله، ومن غدا إلى المسجد أو راح كان
ضامنا على الله، ومن جلس في بيته لم يغتب أحدا بسوء كان ضامنا
888

على الله، ومن دخل إلى إمام يعزره (1) كان ضامنا على الله
(الروياني، طب، حب، ك، ق - عن معاذ).
(43519 -) من شهد إملاك (2) امرئ مسلم فكأنما صام يوما
في سبيل الله عز وجل واليوم بسبعمائة، ومن شهد ختان امرئ
مسلم فكأنما صام يوما في سبيل الله واليوم بسبعمائة، ومن عاد مريضا
فكأنما صام يوما في سبيل الله واليوم بسبعمائة، ومن اغتسل يوم
الجمعة فكأنما صام يوما في سبيل الله واليوم بسبعمائة (الأزدي في
الضعفاء، وأبو البركات ابن السقطي في معجمه وأبو الشيخ، وابن
النجار - عن ابن عمر).
(43520 -) من صلى يوم الجمعة، وصام يومه، وعاد مريضا،
وشهد جنازة، وشهد نكاحا وجبت له الجنة (طب، وأبو سعيد
السمان في مشيخته - عن أبي أمامة).
(43521 -) من وفق صيام يوم الجمعة، وعاد مريضا، وشهد

(1) يعزره: التعزير: النصرة والتعظيم. المصباح صفحة 557. ب
(2) إملاك: وكنا في إملاكه أي في نكاحه وتزويجه والملاك بكسر الميم
اسم بمعنى الاملاك. المصباح صفحة 797. ب
889

جنازة وتصدق، وأعتق وجبت له الجنة ذلك اليوم إن شاء الله تعالى
(ع، هب - عن سعيد).
(43522 -) لا تشرك بالله شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة
وتنصح المسلم وتفارق المشرك (ابن سعد - عن جرير).
(43523 -) لا ينال عبد صريح الايمان حتى يصل من قطعه
ويعطي من حرمه، ويعفو عمن ظلمه، ويغفر لمن شتمه، ويحسن
إلى من أساء إليه (أبو الشيخ والديلمي - عن أبي هريرة).
(43524 -) يا ابن آدم! لك ما نويت، وعليك ما اكتسبت،
ولك ما احتسبت، وأنت مع من أحببت، ومن مات بطريق كان
من أهل ذلك الطريق (ابن عساكر - عن أبي أمامة).
(43525 -) يا ابن مسعود! هل تدري أي عرى الايمان أوثق؟
أوثق عرى الايمان الولاية في الله، والحب في الله، والبغض في
الله، يا ابن مسعود! هل تدري أي المؤمنين أفضل؟ أفضل الناس
أحسنهم عملا إذا فقهوا في دينهم، يا ابن مسعود! هل تدري أي
المؤمنين أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس وإن كان في عمله
890

تقصير، وإن كان يزحف من أسته زحفا، يا ابن مسعود! هل علمت
أن بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة لم ينج منها إلا
ثلاث فرق وهلك سائرهن! فرقة أقامت في الملوك والجبابرة فدعت
إلى دين عيسى فأخذت وقتلت ونشرت بالمناشير وحرقت بالنار
فصبرت حتى لحقت بالله، ثم قامت طائفة أخرى لم يكن لهم قوة
ولم تطق القيام بالقسط فلحقت بالجبال فتعبدت وترهبت وهم الذين
ذكرهم الله تعالى (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء
رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم)
هم الذين آمنوا بي وصدقوني (وكثير منهم فاسقون) الذين لم يؤمنوا
بي ولم يصدقوني، ولم يرعوها حق رعايتها وهم الذين فسقهم الله
(عبد بن حميد، والحكيم، ع، طب، ك، هب - عن
ابن مسعود).
(43526 -) يا خباب! خمس إن فعلت بهن رأيتني، وإن لم
ترني: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وإن قطعت وحرقت، وتؤمن
بالقدر خيره وشره تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك
لم يكن ليصيبك، ولا تشرب الخمر فان خطيئتها تفرع (1) الخطايا

(1) تفرع: الفرع من كل شئ أعلاها يعني تعلو الخطايا. المصباح صفحة 642 ب
891

كما أن شجرتها تعلو الشجر، وبر والديك وإن أمراك أن تخرج
من كل شئ من الدنيا، وتعتصم بحبل الجماعة فان يد الله مع الجماعة
يا خباب! إنك إن رأيتني يوم القيامة لا تفارقني (طب -
عن خباب).
(43527 -) يا عمران! إن الله يحب الانفاق ويبغض الأقتار،
أنفق وأطعم، ولا تصرصرا فيعسر عليك الطلب، واعلم أن الله
يحب النظر الناقد عند الشبهات، والعقل الكامل عند نزول
الشهوات، ويحب السماحة ولو على تمرات، ويحب الشجاعة ولو
على قتل حية أو عقرب (ابن عساكر - عن عمران بن حصين).
(43528 -) لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا
ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم! أفشوا السلام بينكم، إن
أثقل الصلاة على المنافقين العشاء والفجر، ولو يعلموا ما فيهما لاتوهما
ولو حبوا، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، واليد العليا خير
من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك
أدناك (حل - عن ابن مسعود).
(43529 -) من ألهم خمسة...... من ألهم الدعاء (ض -
عن أنس).
892

الفصل السادس في الترغيب السداسي
(43530 -) اكفلوا لي بست خصال أكفل لكم بالجنة:
الصلاة، والزكاة، والأمانة، والفرج، والبطن، واللسان (طس
عن أبي هريرة).
(43531 -) اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا
إذا حدثتم، وأوفوا، إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم
وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم (حم، ك، حب، هب -
عن عبادة بن الصامت).
(43532 -) تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم
فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا ائتمن فلا يخن،
غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم (ك، هب
عن أنس).
(43533 -) اضمنوا لي بست خصال أضمن لكم الجنة: لا تظلموا
عند قسمة مواريثكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، ولا تجبنوا
عند قتال عدوكم، ولا تغلوا غنائمكم، وامنعوا ظالمكم من مظلومكم
(طب - عن أبي أمامة).
893

(43534 -) اكفلوا لي بست اكفل لكم الجنة: إذا حدث
أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف،
وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم واحفظوا فروجكم (البغوي
طب - عن أبي أمامة).
(43535 -) ست خصال من الخير: جهاد أعداء الله بالسيف،
والصوم في يوم الصيف، وحسن الصبر عند المصيبة، وترك المراء
وأنت محق، وتكبير الصلاة في يوم الغيم، وحسن الوضوء في أيام
الشتاء (هب - عن أبي مالك الأشعري).
(43536 -) خصال ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن
إلا كان ضامنا على الله أن يدخله الجنة: رجل خرج مجاهدا فان
مات في وجهه كان ضامنا على الله، ورجل تبع جنازة فان مات في
وجهه كان ضامنا على الله، ورجل توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى
المسجد لصلاة فان مات في وجهه كان ضامنا على الله، ورجل في
بيته لا يغتاب المسلمين ولا يجر إليه سخطة ولا تبعة فان مات في
وجهه كان ضامنا على الله (طس - عن عائشة).
(43537 -) ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم
894

القيامة يقول كل واحدة منهن قد كان يعمل بي: الصلاة، والزكاة
والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم (طب - عن
أبي أمامة).
(43538 -) ست من كن فيه كان مؤمنا حقا: إسباغ الوضوء
والمبادرة إلى الصلاة في يوم دجن (1)، وكثرة الصوم في شدة
الحر، وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وترك المراء
وإن كنت محقا (فر - عن أبي سعيد).
(43539 -) ستة مجالس المؤمن ضامن على الله: ما كان في
شئ منها في سبيل، أو مسجد جماعة، أو عند مريض، أو في
جنازة، أو في بيته، أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره (البزار
طب - عن ابن عمرو).
(43540 -) إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد
البنات، ومنعاوهات (2) وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال

(1) دجن: الدجن وزان فلس: المطر الكثير. المصباح صفحة 258 ب
(2) ومنعاوهات: أي عن منع ما عليه إعطاؤه وطلب ما ليس له
النهاية 4 / 365. ب
895

وإضاعة المال (ق (1) عن المغيرة ابن شعبة).
(43541 -) إن من أسرق السراق من يسرق لسان الأمير،
وإن من أعظم الخطايا من اقطع مال امرئ بغير حق، وإن من
الحسنات عيادة المريض وإن تمام عيادته أن تضع يدك عليه وتسأله
كيف هو، وإن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح
حتى تجمع بينهما، وإن من لبسة الأنبياء القميص قبل السراويل،
وإن مما يستجاب به عند الدعاء العطاس (طب - عن أبي
رهم السمعي).
(43542 -) العدل حسن ولكن في الامراء أحسن، والسخاء
حسن ولكن في الأغنياء أحسن، الورع حسن ولكن في العلماء
أحسن، الصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن، التوبة حسن
ولكن في الشباب أحسن. الحياء حسن ولكن في النساء أحسن
(فر - عن علي).
(43543 -) ا عبد الله لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة
وأد الزكاة المفروضة، وحج واعتمر، وصم رمضان، وانظر

(1) أخرجه البخاري كتاب الأدب باب عقوق الوالدين (8 / 5). ص
896

ما تحب للناس أن يأتوه إليك فافعله بهم وما تكره أن يأتوه إليك
فذرهم منه (طب - عن أبي هريرة).
(43544 -) أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال:
يا محمد! هل تدري فيم يختصم الملا الاعلى؟ قلت: لا، فوضع
يده بيد كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السماوات
وما في الأرض، فقال: يا محمد! هل تدري فيم يختصم الملا الاعلى
قلت: نعم، في الكفارات والدرجات، والكفارات: المكث في
المساجد بعد الصلوات، والمشي على الاقدام إلى الجماعات، وإسباغ
الوضوء في المكاره، قال: صدقت يا محمد! ومن فعل ذلك عاش
بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقال:
يا محمد! إذا صليت فقل (اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك
المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي،
وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون) والدرجات: إفشاء
السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام (عب، حم
وعبد بن حميد، ت (1) عن ابن عباس).

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير ومن سورة ص رقم 3231 ورقم 3232
وقال حسن غريب. ص
897

(43545 -) أما! إني سأحدثكم، ما حبسني عنكم الغداة إلا
أني قمت فتوضأت وصليت ما قدر لي، نعست في صلاتي حتى
استثقلت فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة، قال: يا محمد!
قلت: لبيك ربي! قال: فيم يختصم الملا الاعلى؟ قلت: لا أدري -
قالها ثلاثا، فرأيته وضع كفه بين كتفي فوجدت برد أنامله بين
ثديي، فتجلى لي كل شئ وعرفت، فقال: يا محمد! قلت:
لبيك! قال: فيم يختصم الملا الاعلى؟ قلت: في الكفارات، قال:
ما هن؟ قلت: مشي الاقدام إلى الحسنات، والجلوس في المساجد
بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء حين الكريهات، قال: فيم وما
الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس
نيام، قال: سل، قلت: (اللهم! إني أسألك فعل الخيرات وترك
المنكرات وحب المساكن، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت
فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك وحب من يحبك
وحب عمل يقربني إلى حبك) إنها حق فادرسوها ثم تعلموها
(ت، (1) ك - عن معاذ).

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير تفسير سورة ص رقم 3233 وقال
حسن صحيح. ص
898

الترغيب السداسي من الاكمال
(43546 -) من ضمن لي ستا ضمنت له الجنة: إذا حدث
صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا ائتمن أدى، ومن غض بصره،
وحفظ فرجه، وكف يده (عب، هب - عن الزبير مرسلا).
(43547 -) من ضمن لي بست ضمنت له الجنة: لا تجبنوا عن
عدوكم، ولا تغلوا فيئكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، وخذوا
لمظلومكم من ظالمكم، ولا تظالموا في قسمة مواريثكم، ولا تحملوا
ذنوبكم على ربكم، فإذا فعلتم ذلك دخلتم الجنة (الديلمي - عن
أبي أمامة).
(43548 -) من لقي الله ولم يعمل بست خلال دخل الجنة: من
لقي الله ولم يشرك به شيئا، ولم يسرق، ولم يزن، ولم يرم محصنة،
ولم يعص ذا أمر، وقال الحق سكت أو نطق، [هب، والخرائطي
في مساوئ الأخلاق، كر - عن أبي هريرة).
(43549 -) سأل موسى ربه عن ست خصال كان يظن أنها له
خاصة، والسابعة لم يكن موسى يحبها، قال: يا رب أي عبادك
أتقى؟ قال: الذي يذكر الله ولا ينسى، قال: فأي عبادك أهدى؟
899

قال: الذي يتبع الهدى، قال: فأي عبادك أحكم؟ قال: الذي
يحكم للناس كما يحكم لنفسه، قال: فأي عبادك أعلم؟ قال: عالم
لا يشبع من العلم، يجمع علم الناس إلى علمه، قال: فأي عبادك
أعز؟ قال: الذي إذا قدر عفا، قال: فأي عبادك أغنى؟ قال:
الذي يرضى بما أوتي، قال: فأي عبادك أفقر؟ قال: صاحب سفر.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث: ليس الغنى عن ظهر المال، إنما
الغنى غنى النفس، وإذا أراد الله بعد خيرا جعل غناه في نفسه
وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه
(الروياني، وأبو بكر بن المقرئ في فوائده، وابن لآل، وابن
عساكر - عن أبي هريرة، وروى هب بعضه).
(43550 -) ست من كن فيه كان مؤمنا حقا: إسباغ
الوضوء، والمبادرة إلى الصلاة في يوم دجن، وكثرة الصوم في
شدة الحر، وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وترك
المراء وإن كان محقا (الديلمي - عن أبي سعيد).
(43551 -) ستة أشياء حسن ولكن في ستة من الناس أحسن:
العدل حسن ولكن في الامراء أحسن، والسخاء حسن ولكن في
الأغنياء أحسن، والورع حسن ولكن في العلماء أحسن، والصبر
900

حسن ولكن في الفقراء أحسن، والتوبة حسن ولكن في الشباب
أحسن، والحياء حسن ولكن في النساء أحسن (الديلمي -
عن علي).
(43552 -) ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء يريد بها ما
عند الله إلا أخذت بيده يوم القيامة حتى تدخله الجنة (حب،
والروياني، طب، هب، ص - عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول
الله ماذا يجي العبد من النار؟ قال: الايمان بالله، قلت: إن مع
الايمان عملا؟ قال: يرضخ (1) مما رزقه الله، فقلت: أرأيت أن
كان فقيرا لا يجد ما يرضخ به؟ قال: يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر، قلت: أرأيت إن كان عييا لا يستطيع أن يأمر بالمعروف
ولا ينهى عن منكر؟ قال: يصنع لاخرق (2)، قلت: أرأيت
إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئا؟ قال: يعين مغلوبا،
قلت: أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مغلوبا؟ قال:

(1) يرضخ: يقال: رضخت له رضخا من باب نفع ورضيخا: أعطيته شيئا
ليس بالكثير. المصباح صفحة 311. ب
(2) لاخرق: أي جاهل بما يجب أن يعمله ولم يكن في يديه صنعة يكتسب
بها. النهاية 2 / 26. ب
901

ما تريد أن تترك في صاحبك شيئا من الخير! يمسك الأذى عن
الناس، قلت: يا رسول الله! إذا فعل ذلك دخل الجنة؟ قال:
والذي نفسي بيده - فذكره).
(43553 -) من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة ضعف،
ومن أنفق على نفسه أو على أهله أو عاد مريضا أو ماز (1) أذى عن
طريق أو تصدق فهي حسنة بعشر أمثالها، والصوم جنة ما لم
يخرقها، ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة (2) (ط،
حم، وابن منيع، والدارمي، ع، والشاشي، وابن خزيمة، ك، هب،
ق، ص - عن أبي عبيدة بن الجراح).
(43554 -) لا تكون مسلما حتى يسلم الناس من لسانك
ويدك، ولا تكون عالما حتى تكون بالعلم عاملا، ولا تكون عابدا
حتى تكون ورعا، ولا تكون زاهدا، أطل الصمت، وأكثر
الفكر، وأقل الضحك فان كثرة الضحك مفسدة للقلب (العسكري
في الأمثال - عن ابن مسعود، وسنده ضعيف).

(1) ماز: من ماز أذى، أي نحاه وأزاله. اه‍ 4 / 380 النهاية. ب
(2) حطه: أي تحط عنه خطاياه وذنوبه. وهي فعلة من حط الشئ يحطه
إذا أنزله وألقاه. اه‍ 1 / 402 النهاية. ب
902

(43555 -) يا معاذ! أوصيك وصية الأخ الشفيق، أوصيك
بتقوى الله، وعد المريض، وأشرع في حوائج الأرامل والضعفاء،
وجالس الفقراء والمساكين، وأنصف الناس من نفسك، وقل الحق،
ولا تأخذك في الله لومة لائم (حل - عن ابن عمر).
(43556 -) إن ربي قال لي: يا محمد! هل تدري فيم يختصم
الملا الاعلى (ابن خزيمة - عن ثوبان، قلت: الحديث بطوله مذكور
في منهج العمال في الترغيب السداسي).
الفصل السابع في السباعيات
(43557 -) العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه،
والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق والده، واللين أخوه
هب - عن الحسن مرسلا).
(43558 -) ألا أعلمك خصلات ينفعك الله تعالى بهن! عليك
بالعلم فان العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل
قيمه، والرفق أبوه، واللين أخوه، والصبر أمير جنوده (الحكيم -
عن ابن عباس).
(43559 -) عليك بالعلم! فان العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره،
903

والعقل دليله، والعمل قيمه (1) والرفق أبوه، واللين أخوه، والصبر
أمير جنوده (الحكيم - عن ابن عباس).
(43560 -) من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس
الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر
يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في
الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ومن
سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وما اجتمع
قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا
نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله
فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه (حم، م (2)، د،
ت، ه‍ - عن أبي هريرة).
(43561 -) سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام
عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا

(1) قيمه: وقيم الامر مقيمه وأمر قيم: مستقيم. اه‍ 502 / 12 لسان
العرب. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الذكر باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن
رقم 2699. ص
904

خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا
عليه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة
ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل
تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه (مالك، ت -
عن أبي هريرة وأبي سعيد، حم (1)، ق، ن - عن أبي هريرة، م -
عن أبي هريرة وأبي سعيد معا).
(43562 -) سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله: رجل
ذكر الله ففاضت عيناه، ورجل يحب عبدا لا يحبه إلا الله، ورجل
قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها، ورجل يعطي الصدقة بيمينه
فيكاد يخفيها عن شماله، وإمام مقسط في رعيته، ورجل عرضت
عليه امرأة نفسها ذات منصب وجمال فتركها لجلال الله، ورجل
كان في سرية مع قوم فلقوا العدو وانكشفوا فحمى آثارهم حتى
نجا ونجوا أو استشهد (ابن زنجويه - عن الحسن مرسلا، ابن عساكر -
عن أبي هريرة).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب البكاء من خشية الله
وكتاب الصلاة باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد
1 / 168 و 8 / 125. ص
905

(43563 -) سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا
ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل دعته امرأة ذات منصب
فقال: إني أخاف الله، ورجلان تحابا في الله، ورجل غض عينه
عن محارم الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية
الله (البيهقي في الأسماء - عن أبي هريرة).
(43564 -) بادروا بالاعمال سبعا، هل تنتظرون إلا فقرا منسيا،
أو غنى مطغيا: أو مرضا مفسدا، أو هرما مفندا (1)، أو موتا
مجهزا، أو الدجال فإنه شر منتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر
(ت (2)، ك - عن أبي هريرة).
الفصل الثامن في الثمانيات
(43565 -) أي أخي! إني موصيك بوصية فاحفظها لعل الله أن
ينفعك بها: زر القبور تذكر بها الآخرة بالنهار أحيانا ولا تكثر،
واغسل الموتى فان معالجة جسد خاو عظة بليغة، وصل على الجنائز
لعل ذلك يحزن قلبك فان الحزين في ظل الله تعالى معرض لكل خير،

(1) مفندا: الفند بفتحتين هو ضعف الرأي من الهرم. اه‍ صفحة 403
المختار. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب الزهد رقم 2307 وقال حسن غريب. ص
906

وجالس المساكين وسلم عليهم إذا لقيتهم، وكل مع صاحب البلاء
تواضعا لله تعالى وإيمانا به، والبس الخشن الضيق من الثياب لعل
العز والكبر لا يكون لهما فيك مساغ، وتزين أحيانا لعبادة ربك
فان المؤمن كذلك يفعل تعففا وتكرما وتجملا، ولا تعذب شيئا مما
خلق الله بالنار (ابن عساكر - عن أبي ذر).
الترغيب السباعي من الاكمال
(43566 -) إنما تكون الصنيعة إلى ذي دين أو حسب، وجهاد
الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، والتودد نصف
الدين، وما عال امرؤ اقتصد، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وأبى الله
أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحتسبون (هب وضعفه -
عن علي).
(43567 -) سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا
ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق
في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل
دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين،
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق بيمينه،
907

ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه (حم، خ (1) مر برقم 43561
م، ن، حب - عن أبي هريرة، ت: حسن صحيح - عن أبي هريرة
أو عن أبي سعيد وأبي هريرة معا).
(43568 -) سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله:
إمام مقسط، ورجل لقيته امرأة ذات منصب وجمال فعرضت
نفسها عليه فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل قلبه معلق
بالمساجد، ورجل تعلم القرآن في صغره فهو يتلوه في كبره، ورجل
تصدق بصدقة بيمينه فأخفاها عن شماله، ورجل ذكر الله في برية
ففاضت عيناه خشية من الله، ورجل لقى رجلا فقال: أحبك في
الله، فقال له الرجل: وأنا أحبك في الله (هب - عن أبي هريرة).
(43569 -) سبع خصال هن جوامع الخير: حب الاسلام،
وأهله، والفقراء، ومجالستهم، ولا تأمن من رجل يكون على شر
فيرجع إلى خير فيموت عليه، ولا تأمن رجلا، يكون على خير
فيرجع إلى شر فيموت عليه، ليشغلك عن الناس ما تعلم من نفسك
(ابن السني والديلمي - عن أبي ذر).
(43570 -) من حفر قبرا بنى له الله بيتا في الجنة، ومن غسل
ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن كفن ميتا كساه الله عز
908

وجل من حلل الجنة، ومن عزى حزينا ألبسه الله التقوى وصلى على
روحه في الأرواح، ومن عزى مصابا كساه الله حلتين من حلل
الجنة لا تقوم لها الدنيا، ومن اتبع جنازة حتى يقضي دفنها كتب
الله له ثلاث قراريط القيراط منها أعظم من جبل أحد، ومن كفل
يتيما أو أرملة أظله الله في ظله وأدخله جنته (طس - عن جابر).
(43571 -) يا أنس! أسبغ الوضوء يزد في عمرك، وسلم على أهلك
يكثر خير بيتك، ويا أنس! سلم على من لقيت من أمتي تكثر
حسناتك، ويا أنس! لا تبيتن إلا وأنت ظاهر فإنك إن مت مت
شهيدا، وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين قبلك، وصل بالليل
والنهار تحبك الحفظة، ووقر الكبير وارحم الصغير تلقني غدا (عد،
عق - عن أنس).
(43572 -) أوصيك بتقوى الله! فإنه زين لأمرك كله، وعليك
بتلاوة القرآن! واذكر الله فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في
الأرض، عليك بطول الصمت إلا من خير! فإنه مطردة للشيطان
عنك وعون لك على أمير دينك، إياك وكثرة الضحك! فإنه يميت
القلب ويذهب بنور الوجه، عليك بالجهاد! فإنه رهبانية أمتي، أحب
المساكين وجالسهم، انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك
909

فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك، صل قرابتك وإن قطعوك،
قل الحق وإن كان مرا، لا تخف في الله لومة لائم، ليحجزك عن
الناس ما تعلم من نفسك، ولا تجر عليهم فيما تأتي. وكفى بالمرء
جبنا أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يعرف من الناس ما يجهل
من نفسه، ويستحي لهم مما هو فيه، ويؤذي حبسهم، يا أبا ذر!
لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسن كحسن الخلق
(عبد بن حميد في تفسره، عم، ع، طب، هب، وابن عساكر -
عن أبي ذر).
(43573 -) يقول الله تعالى: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع
لعظمتي، ولم يتكبر على خلقي، وقطع نهاره بذكري ولم يبت مصرا
على خطيئته، يطعم الجائع، ويأوي الغريب، ويرحم الصغير،
ويوقر الكبير، فذلك الذي يسألني فأعطيه ويدعوني فأستجيب له
ويتضرع إلي فأرحمه، فمثله عندي كمثل الفردوس في الجنان لا يتسنى
ثمارها ولا يتغير حالها (قط في الافراد - عن علي).
الترغيب الثماني من الاكمال
(43574 -) قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في
غير الصلاة، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من الذكر والذكر
910

أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصيام، والصيام جنة من
النار، ونوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح، ومن أصبح صائما سبحت
له أعضاؤه، وأضاءت له السماوات نورا واستغفر له كل ملك في
السماء، فان سبح أو هلل تلقاها سبعون ألف ملك يكتبونها إلى أن
توارت بالحجاب، ولا قول إلا بعمل، ولا قول وعمل إلا بالنية،
ولا قول وعمل ونية إلا بإصابة السنة، ومن رضى من الله بالقليل من
الرزق رضى الله منه باليسير من العمل (أبو نصر - عن وهب بن
وهب أبي البختري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، وقال:
وهب ليس بالقوي، وفي الاسناد إرسال).
(43575 -) يا بني! اكتم سري تكن مؤمنا، يا بني! أسبغ
الوضوء يحبك حافظاك، ويزد في عمرك، ويا أنس! بالغ في الاغتسال
من الجنابة فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب ولا خطيئة
تبل أصول شعرك، وتنقي البشر، ويا بني! إن استطعت أن لا تزال
أبدا على وضوء فافعل فإنه من يأتيه الموت وهو على وضوء يعطي
الشهادة، ويا بني! إن استطعت أن لا تزال تصلي فافعل فان الملائكة
لا تزال تصلي عليك ما دمت تصلي، ويا أنس! إذا ركعت فأمكن
كفيك من ركبتيك وفرج بين أصابعك وارفع مرفقيك عن جنبيك،
911

ويا بني! إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو منك
موضعه فان الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه بين
ركوعه وسجوده، ويا بني! إذا سجدت فأمكن جبهتيك وكفيك
من الأرض فلا تنقر نقر الديك، ولا تقع إقعاء الكلب، ولا تفترش
ذراعيك افتراش السبع، وافرش ظهر قدميك الأرض، وضع أليتيك
على عقبيك فان ذلك أيسر عليك يوم القيامة في حسابك، وإياك
والالتفات في الصلاة! فان الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لابد
ففي النافلة لا في الفريضة، ويا بني! إن قدرت أن تجعل من صلاتك
في بيتك فافعل فإنه يكثر خير بيتك، ويا بني! إذا خرجت من بيتك
فلا تقعن عينيك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه فإنك ترجع
مغفورا لك، ويا بني! إذا دخلت منزلك فسلم تكون بركة على
نفسك وعلى أهلك، ويا بني! إن استطعت أن تصبح وتمسي وليس
في قلبك غش لاحد فإنه أهون عليك في الحساب، ويا بني! إن
تبعت وصيتي فلا يكون شئ أحب إليك من الموت، يا بني! إن
ذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي
في درجتي في الجنة (ع، وأبو الحسن القصان في المطولات، ط،
ص - عن سعيد بن المسيب عن أنس).
912

(43576 -) من صدق الله نجا، ومن عرفه اتقى، ومن أحبه
استحيى، ومن رضى بقسمته استغنى، ومن حذره أمن، ومن
أطاعه فاز، ومن توكل عليه اكتفى، ومن كانت همته عند نومه
ويقظته (لا إله إلا الله) وكانت الدنيا تحثه على الآخرة وتحذره
الفاقرة (أبو عبد الرحمن السلمي - عن الحكم بن عمير).
الفصل التاسع في العشاريات
(43577 -) إن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن
يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فكأنه أبطأ بهن
فأوحى الله تعالى إلى عيسى: إما أن يبلغهن أو تبلغهن! فأتاه عيسى
فقال له: إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وأن تأمر بني
إسرائيل أن يعملوا بهن فاما أن تبلغهن وإما أن أبلغهن! فقال له:
يا روح الله! إني أخشى أن سبقتني أو أن أعذب أو يخسف بي! فجمع
يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد فقعد على
الشرفات، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله تعالى أمرني بخمس
كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن، وأولهن: أن تعبدوا الله
ولا تشركوا به شيئا، فان مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى
عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال: اعمل
913

وارفع إلي! فجعل العبد يعمل ويرفع إلى غير سيده، فأيكم يرضى
أن يكون عبده كذلك! وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا
تشركوا به شيئا، وأمركم بالصلاة، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا
فان الله عز وجل يقبل بوجهه إلى عبده ما لم يلتفت، وأمركم
بالصيام، ومثل ذلك كمثل رجل معه صرة مسك في عصابة كلهم
يجد ريح المسك، و إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من
ريح المسك، وأمركم بالصدقة، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو
فشدوا يديه إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال لهم: هل لكم أن
أفتدي نفسي منكم! فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى
فك نفسه، وأمركم بذكر الله كثيرا، ومثل ذلك كمثل رجل
طلبه العدو سراعا في اثره فأتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه، وإن
العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا ان في ذكر الله تعالى
وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: الجماعة والسمع والطاعة، والهجرة،
والجهاد في سبيل الله، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلق ربقة
الاسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو
من جثى جهنم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، فأدعو بدعوى الله
914

الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله (حم، تخ، ت (1) ن
حب، ك - عن الحارث بن الحارث الأشعري).
(43578 -) أقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان، وحج
البيت واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، وأقر الضيف وأمر
بالمعروف، وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيث زال (تخ، ك
عن ابن عباس).
(43579 -) لقد سألتني عن عظيم! وإنه ليسير على من يسره
الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة،
وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ألا أدلك
على أبواب الخير! الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ
الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل، ألا أخبرك برأس الامر
وعموده وذروة سنامه! رأس الامر الاسلام، من أسلم سلم
وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، لا أخبرك بملاك ذلك
كله! كف عليك هذا - وأشار إلى لسانه، ثكلتك أمك يا معاذ!

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأمثال باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام
والصدقة رقم 2867 وقال حسن صحيح. ص
915

وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم
(حم، ت (1) ه‍، ك، هب - عن معاذ، زاد طب، هب: إنك
لن تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك).
(43580 -) اتق الله، وأقم الصلاة، وآت الزكاة، وحج
البيت واعتمر، وبر والديك، وصل رحمك، وأقر الضيف،
وأمر بالمعروف وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيثما زال
(طب - عن مخول السلمي).
(43581 -) رأس العقل بعد الايمان بالله التودد إلى الناس،
وأهل التودد في الدنيا لهم درجة في الجنة، ومن كان له في الجنة
درجة فهو في الجنة، ونصف العلم حسن المسألة، والاقتصاد في
المعيشة نصف العيش يبقي نصف النفقة، وركعتان من رجل
ورع أفضل من ألف ركعة من مخلط، وما تم دين إنسان قط
حتى يتم عقله، والدعاء يرد الامر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب
وصدقة العلانية تقي ميتة السوء، وصنائع المعروف إلى الناس تقي

(1) أخرجه الترمذي كتاب الايمان باب ما جاء في حرمة الصلاة رقم 2619
وقال حسن صحيح. ص
916

صاحبها مصارع السوء الآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا
هم أهل المعروف في الآخرة، والعرف ينقطع فيما بين الناس ولا
ينقطع فيما بين الله وبين من افتعله (الشيرازي في الألقاب، هب -
عن أنس).
(43582 -) طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في نفسه
في غير مسكنة، وأنفق من مال جمعه في غير معصية، وخالط أهل
الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن ذل نفسه
وطاب كسبه، وحسنت سريرته، وكرمت علانيته، وعزل عن
الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله،
وأمسك الفضل من قوله (تخ، والبغوي، والباوردي، وابن قانع
طب، هق - عن ركب المصري).
(43583 -) أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال
إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة،
أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولان أمشي مع أخي
المسلم في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهرا
ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا ولو شاء أن
يمضيه أمضاه ملا الله قلبه رضيا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه
917

المسلم في حاجة حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الاقدام
وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل (ابن أبي
الدنيا في قضاء الحوائج، طب - عن ابن عمر).
العشاريات من الاكمال
(43584 -) ذكر الأنبياء من العبادة، وذكر الصالحين كفارة
الذنوب، وذكر الموت صدقة، وذكر النار من الجهاد، وذكر
القبر يقربكم من الجنة، وذكر القيامة يباعدكم من النار، وأفضل
العبادة ترك الجهل، ورأس مال العالم ترك الكبير، وثمن الجنة
ترك الحسد، والندامة من الذنوب التوبة الصادقة (الديلمي -
عن معاذ).
(43585 -) سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله تملأ الميزان
ولا إله إلا الله تملأ ما بين السماء والأرض، والله أكبر نصف
الايمان، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن
حجة لك أو عليك، كل إنسان يغدو فمبتاع نفسه فمعتقها أو بايعها
فموبقها (عبد الرزاق - عن أبي سلمة بن الرحمن، مرسلا، م كتاب الطهارة).
(43586 -) لقد سألتني عن عظيم! وإنه ليسير على من يسره الله عليه
918

تعبد الله لا تشرك بالله شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة
المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ألا أدلكم على أبواب
الخير! الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار
وصلاة الرجل في جوف الليل، ألا أخبرك برأس الامر وعموده وذروة
سنامه! رأس الامر الاسلام، من أسلم سلم، وعموده الصلاة
وذروة سنامه الجهاد، ألا أخبرك بملاك ذلك كله! كف عليك
هذا - وأشار إلى لسانه، قال: يا نبي الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم
قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على
وجوههم - أو مناخرهم - إلا حائد ألسنتهم (ط، حم، ت:
حسن صحيح مر برقم 43579 ه‍، ك، هب - عن معاذ، زاد
طب، هب: إنك لن تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب
لك أو عليك).
الفصل العاشر في جوامع المواعظ والخطب
(43587 -) أما بعد فان أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأوثق
العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد
صلى الله عليه وسلم، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن،
919

وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدى هدي
الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد
الهدى، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى
عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير
مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة
يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا، ومنهم من
لا يذكر الله إلا هجرا (1)، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب،
وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة
مخافة الله، وخير ما وقر في القلوب اليقين، والارتياب من الكفر،
والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول (2) من جثاء (3) جهنم، والكنز

(1) هجرا: ومنه الحديث " ولا يسمعون القرآن إلا هجرا ": يريد الترك
له والاعراض عنه. اه‍ 5 / 245 النهاية. ب
(2)
الغلول: وهو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسيمة يقال
غل في المغنم يغل غلولا فهو غال وكل من خان في شئ خفية
فهو غل. ا ه‍ 4 / 380 النهاية. ب
(3) جثاء: الجثا: جمع جثوة بالضم، وهو الشئ المجموع. ا ه‍ ج 1 صفحة
259 النهاية. ب
920

كي من النار، والشعر من مزامير إبليس، والخمر جماع الاثم،
والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب
كسب الربا، وشر المآكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره،
والشقي من شقى في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع
أربع أذرع، والامر بآخره، وملاك العمل خواتمه، وشر الروايا
روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق،
وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله
كحرمة دمه، ومن ينأل (1) على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر
الله له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله،
ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يتبع السمعة يسمع الله به،
ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعص الله يعذبه الله. اللهم اغفر
لي ولامتي! أستغفر الله لي ولكم (البيهقي في الدلائل، وابن عساكر -
عن عقبة بن عامر الجهني، أبو نصر السجزي في الإبانة - عن أبي الدرداء
ش - عن ابن مسعود موقوفا).

(1) يتأل: من يتأل على الله يكذبه: أي من حكم عليه وحلف، كقولك
والله ليدخلن الله فلانا النار: ولينجحن الله سعي فلان! وهو من
الالية: اليمين. اه‍ 1 / 62 النهاية. ب
921

(43587 -) أما بعد! فان الدنيا حلوة خضرة، وإن الله تعالى
مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء،
فان أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، ألا! إن بني آدم خلقوا
على طبقات شتى، من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا،
ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد
مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت كافرا، ومنهم من يولد كافرا ويحيى
كافرا ويموت مؤمنا، ألا! إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن
آدم، ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه! فإذا وجد أحدكم
شيئا من ذلك فالأرض الأرض! ألا! إن خير الرجال من كان
بطئ الغضب سريع الرضاء، وشر الرجال من كان سريع الغضب
بطئ الرضاء. فإذا كان الرجل بطئ الغضب بطئ الفئ (1) وسريع
الغضب سريع الفئ فإنها بها، ألا! إن خير التجار من كان حسن
القضاء حسن الطلب، وشر التجار من كان سيئ القضاء سيئ
الطلب، فإذا كان الرجل حسن القضاء سيئ الطلب أو كان سيئ
القضاء حسن الطلب فإنها بها، ألا! إن لكل غادر لواء يوم

(1) الفئ: أصل الفئ: الرجوع يقال: فاء يفئ فئة وفيوءا. ا ه‍
3 / 482 النهاية. ب
922

القيامة بقدر غدرته، ألا! وأكبر الغدر غدر أمير عامة، ألا!
لا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه ألا! إن
أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، ألا! إن مثل ما بقي
من الدنيا فيما مضي منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه
(حم، ت (1)، ك، هب - عن أبي سعيد).
(43589 -) إنما هما اثنتان: الكلام والهدي، فأحسن الكلام
كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد ألا وإياكم ومحدثات الأمور!
فان شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة،
ألا! لا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، ألا أن كل ما هو آت
قريب، وإنما البعيد ما ليس بآت، ألا! إنما الشقي من شقي في
بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره، ألا! إن قتال المؤمن كفر
وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة، ألا وإياكم
والكذب! فان الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل، ولا يعد
الرجل صبيه ولا بفي له، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رقم
2192 وقال حسن صحيح. وصدر الحديث في صحيح مسلم كتاب
الذكر رقم 2742. ص
923

الفجور يهدي إلى النار، وإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر
يهدي إلى الجنة، وإن يقال للصادق: صدق وبر، ويقال للكاذب:
كذب وفجر، ألا! وإن العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابا
(ه‍ (1) - عن ابن مسعود).
(43590 -) قال الله تعالى: يا عبادي! إني حرمت الظلم على
نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا، يا عبادي! كلكم ضال إلا من
هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم جائع إلا من أطعمته
فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي! كلكم عار إلا من كسوته
فاستكسوني أكسكم، يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا
أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي! إنكم ان
تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي! لو أن
أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على أنقى قلب رجل واحد
منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم
وانسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من
ملكي شيئا، يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم قاموا
في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المقدمة باب اجتناب البدع والجدل رقم 46. ص
924

مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي! إنما هي
أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله،
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه (1) - عن أبي ذر).
(43591 -) يقول الله عز وجل: يا عبادي! كلكم ضال إلا
من هديت فسلوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت
فسلوني أرزقكم، وكلكم مذنب إلا من عافيت فمن علم منكم أني
ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي، ولو أن أولكم
وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أتقى قلب
عبد من عبادي ما زاد ذلك في ملكي جناح بعوضة. ولو أن
أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على أشقى
قلب عبد من عبادي ما نقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو
أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا في
صعيد واحد فسأل كل إنسان منكم ما بانت أمنيته فأعطيت كل
سائل منكم ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أن أحدكم مر بالبحر
فغمس فيه إبرة ثم رفعها إليه، ذلك بأبي جواد واجد ماجد أفعل
ما أريد، عطائي كلام وعذابي كلام، إنما أمري لشئ إذا أردته أن

(1) أخرجه مسلم كتاب البر باب تحريم الظلم رقم 2570. ص
925

أقول له كن فيكون (ن، ت (1)، ه‍ - عن أبي ذر).
(43592 -) إني رأيت البارحة عجبا! رأيت رجلا من أمتي قد
احتوشته ملائكة العذاب فجاءه وضوؤء فاستنقذه من ذلك، ورأيت
رجلا من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذته
من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه
ذكر الله فخلصه منهم، ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا فجاءه
صيام رمضان فسقاه، ورأيت رجلا من أمتي من بين يديه ظلمة
ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة
ومن تحته ظلمة فجاءته حجته وعمرته فاستخرجاه من الظلمة ورأيت
رجلا من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه
فرده عنه، ورأيت رجلا من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته
صلة الرحم فقالت: إن هذا كان واصلا لرحمه فكلمهم وكلموه وصار
معهم، ورأيت رجلا من أمتي يأتي النبيين وهم حلق حلق، كلما
مر على حلقة طرد، فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه
إلى جنبي، ورأيت رجلا من أمتي يتقي وهج النار بيديه عن وجهه

(1) أخرجه الترمذي كتاب القيامة باب مفضل الرفق رقم 297 وقال
حسن. ص
926

فجاءته صدقته فصارت ظلا على رأسه وسترا على وجهه، ورأيت
رجلا من أمتي جاءته زبانية العذاب فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن
المنكر فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي هوى في النار
فجاءته دموعه اللاتي بكى بها في الدنيا من خشية الله تعالى فأخرجته
من النار، ورأيت رجلا من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله فجاءه
خوفه من الله فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه، ورأيت رجلا من
أمتي خف ميزانه فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلا من
أمتي على شفير جهنم فجاءه وجله من الله تعالى فاستنقذه من ذلك،
ورأيت رجلا من أمتي يرعد كما ترعد السعفة (1) فجاءه حسن
ظنه بالله تعالى فسكن رعدته، ورأيت رجلا من أمتي يزحف على
الصراط مرة ويحبو مرة فجاءته صلاته على فأخذت بيده فأقامته
على الصراط حتى جاز، ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب
الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فأخذت
بيده فأدخلته الجنة (الحكيم، هب - عن عبد الرحمن بن سمرة).
(43593 -) أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الامر كله، عليك
بتلاوة القرآن وذكر الله! فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في

(1) السعفة: هي أغصان النخيل. اه‍ جزء 2 / 368 النهاية. ب
927

الأرض، عليك بطول الصمت إلا من خير! فإنه مطردة للشيطان
عنك وعون لك على أمر دينك، إياك وكثرة الضحك! فإنه يميت
القلب ويذهب بنور الوجه، عليك بالجهاد! فإنه رهبانية أمتي، أحب
المساكين وجالسهم، انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك
فإنه أجدر ألا تزدري نعمة الله عندك، صل قرابتك وإن قطعوك،
قل الحق وإن كان مرا، لا تخف في الله لومة لائم ليحجزك عن
الناس ما تعلم من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بالمرء
عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يعرف من الناس ما يجهل
من نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه ويؤذي جليسه، يا أبا ذر!
لا عقل كالتدبير. ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق
(عبد بن حميد في تفسيره، طب - عن أبي ذر).
(43594 -) ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات
وثلاث درجات، فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع،
وإعجاب المرء بنفسه، وإما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضى،
والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية، وأما
الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في
928

لسبرات (1) ونقل الاقدام إلى الجماعات، وأما الدرجات فاطعام
الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام (طس -
عن ابن عمر).
جامع المواعظ من الاكمال
(43595 -) أيها الناس! أما بعد فان أصدق الحديث كتاب
الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير
السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص
هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن
الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى
الضلالة بعد الهدى، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع
وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما
قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت
وشر الندامة ندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا
دبرا، ومنهم لا يذكر الله إلا هجرا، وأعظم الخطايا اللسان

(1) السبرات: السبرة بفتح السين الغداة البادرة. وفي الحديث " إسباغ
الوضوء في السبرات " المختار صفحة 221. ب
929

الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس
الحكمة مخافة الله، وخير ما وقر في القلب اليقين، والارتياب من
الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جثى جهنم
والكنز كي من النار، والشعر من مزامير إبليس، وشر المكاسب
كسب الربا، وشر المآكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ
بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى
موضع أربع أذرع، والامر إلى آخره، وملاك العمل خواتمه
وشر الروايا روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب
المسلم فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه من معصية الله
وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتأل على الله يكذبه، ومن يغفر
يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره
الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يتبع السمعة يسمع
الله به، ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعص الله يعذبه الله
اللهم اغفر لي ولامتي ثلاثا، استغفر الله لي ولكم (ق في الدلائل
الديلمي، وابن عساكر - عن عقبة بن عامر الجهني، أبو نصر
السجزي في الإبانة - عن أبي الدرداء، ش، حل - عن ابن
مسعود موقوفا).
930

(43596 -) أيها الناس! كأن الموت فيها على غيرنا كتب
وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن ما نشيع من الموتى عن
قليل إلينا راجعون، بيوتهم أجداثهم، ونأكل تراثهم كأنا مخلدون
من بعدهم، فطوبى لمن شغله عيبه عن عيب غيره، طوبى لمن ذل
نفسه من غير منقصة، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل
الفقه والحكمة، طوبى لمن ذل نفسه، وطاب كسبه، وصلحت
سريرته، وحسنت خليقته، وكرمت علانيته، وعزل عن الناس
شره، طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل
من قوله (الحكيم - عن أنس).
(43597 -) اطلبوا الخير دهركم، واهربوا من النار جهدكم، فان
الجنة لا ينام طالبها، وإن النار لا ينام هاربها، وإن الآخرة محففة
بالمكاره، وإن لدنيا محففة باللذات والشهوات، فلا تلهينكم شهوات
الدنيا ولذاتها عن الآخرة، إنه لا دين لمن لا آخرة له، ولا آخرة
لمن لا دين له، إن الله قد أبلغ في المعذرة وبلغ الموعظة، إن الله
قد أحل كثيرا طيبا فيه سعة، وحرم خبيثا فاجتنبوا ما حرم الله
عليكم، وأطيعوا الله عز وجل فإنه لن يحل الله شيئا حرمه ولن
يحرم شيئا أحله، وإنه من ترك الحرام وأحل الحلال أطاع الرحمن
931

واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها واجتمعت له الدنيا والآخرة
هذا لمن أطاع الله عز وجل (ابن صصري في أماليه - عن يعلى بن
الأشدق عن عبد الله بن جراد).
(43598 -) اهربوا من النار، واطلبوا الجنة جهدكم، فان الجنة
لا ينام طالبها، وإن النار ينام هاربا، وإن الآخرة محفوفة
بالمكاره، وإن الدنيا محفوفة بالشهوات واللذات، فلا تلهينكم عن
الآخرة لذاتها وشهواتها (ابن منده - عن يعلى بن الأشدق عن كليب بن
جري عن معاوية بن خفاجة، وقال: غريب).
(43599 -) إن الله تعالى عز وجل يقول: يا عبادي! كلكم
ضال إلا من هديته، وضعيف إلا من قويته، وفقير إلا من أغنيته
فاسألوني أعطكم، فلو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم وحيكم
وميتكم ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أنقى عبد من عبادي ما
زاد في ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم وحيكم وميتكم
ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على قلب أفجر عبد هو لي ما نقصوا
من ملكي جناح بعوضة، ذلك أني واحد، عذابي كلام ورحمتي
كلام، فمن أيقن بقدرتي على المغفرة لم يتعاظم في نفسي أن أغفر له
ذنوبه وإن كبرت (طب - عن أبي موسى).
932

(43600 -) أوحى الله عز وجل إلي: يا أخا المرسلين! يا أخا
المنذرين! أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب سليمة
وألسن صادقة، وأيد نقية، وفروج طاهرة، ولا يدخلوا بيتا من
بيوتي ولاحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة فاني ألعنه ما دام قائما
بين يدي يصلي حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها، فإذا فعل ذلك
أكون سمعه الذي يسمع به وأكون بصره الذي يبصر به، ويكون
من أوليائي وأصفيائي، ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء
في الجنة (حل، ك - في تاريخه، ق، كر، الديلمي - عن
حذيفة، وفيه إسحاق بن أبي يحيى الكعبي هالك يأتي بالمناكير عن
الاثبات).
(43601 -) أوصيكم بتقوى الله عز وجل والقرآن، فإنه نور
الظلمة وهدى النهار قاتلوه على ما كان من جهد وفاقه، فان عرض
لك بلاء فاجعل مالك دون دمك، فان تجاوزك البلاء فاجعل مالك
ودمك دون دينك، فان المسلوب من سلب دينه، والمخروب من
خرب دينه، إنه لا فاقة بعد الجنة، ولا غنى بعد النار، إن النار
لا يستغني فقيرها ولا يفك أسيرها (ك - في تاريخه، هب - وضعفه
والديلمي، وابن عساكر - عن سمرة).
933

(43602 -) ألا إن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر
وإن الآخرة أجل صادق يقضي فيها ملك قادر، ألا، وإن الخير
كله بحذافيره (1) في الجنة، ألا! وإن الشر كله بحذافيره في النار
ألا! فاعلموا وأنتم من الله على حذر وأعلموا أنكم معروضون على
أعمالكم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا
يره (الشافعي، ق في المعرفة - عن عمر مرسلا).
(43603 -) الأنبياء قادة، والفقهاء سادة، ومجالستهم زيادة، وأنتم
في ممر الليل والنهار، في آجال منقوصة وأعمال محفوظة، والموت
يأتيكم بغتة، فمن زرع خيرا يحصد رغبة، ومن زرع شرا يحصد
ندامة (الديلمي - عن علي).
(43604 -) ألا! إن الدنيا فقد آذنت بصرم (2)، وولت
حذاء (3)، ولم يبق منها إلا صبابة (4) كصبابة الاناء، وإنكم في

(1) بحذافيره: حذافير الشئ: أعاليه ونواحيه، الواحد حذفار بالكسر.
المختار صفحة 96.
(2) بصرم: أي بانقطاع وانقضاع. النهاية 2 / 26.
(3) حذاء: أي خفيفة سريعة. ومنه قيل للقطاة حذاء. النهاية 3561 ب
(4) صبابة: الصبابة: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الاناء.
النهاية 3 / 5. ب
934

دار تنقلون عنها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم، إنه والله ما كانت
نبوة إلا تناسخت حتى تكون ملكا وجبرية، وإن الصخرة يقذف
بها من شفير جهنم فتهوي إلى قرارها سبعين خريفا، ولتملان، وما
بين مصراعين من أبواب الجنة مسيرة أربعين يوما، وليأتين على أبواب
الجنة يوم وليس منها باب إلا وهو كظيظ (1) (طب - عن عتبة
ابن غزوان مرفوعا وموقوفا).
(43605 -) ألا! يا رب نفس طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا!
يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة، ألا!
يا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا! يا رب مهين لنفسه وهو
لها مكرم، ألا! يا رب مهين متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على
رسوله ماله عند الله من خلاق، ألا! وإن عمل الجنة حزن (2)
بربوة، ألا! وإن عمل النار سهل بشهوة، ألا! يا رب شهوة
ساعة أورثت حزنا طويلا (ق في الزهد، وابن عساكر - عن جبير
ابن نفير عن أبي بحير، وكان من الصحابة).

(1) كظيظ: أي ممتلئ. والكظيظ: الزحام. النهاية 4 / 177. ب
(2) حزن: الحزن ما غلظ من الأرض. المختار صفحة 134. ب
935

(43606 -) ألا! رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية
يوم القيامة، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا! رب
مهين لنفسه وهو لها مكرم (الرافعي - عن ابن عباس).
(43607 -) النادم ينتظر الرحمة، والمعجب ينتظر المقت، وكل
عامل سيقدم على ما أسلف عند موته، فان ملاك الأعمال بخواتيمها
والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة، وإياكم والتسويف
بالتوبة والغرة بحلم الله! واعلموا أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم
من شراك نعله، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره (الثقفي في الأربعين، وأبو القاسم بن بشران في
أماليه - عن ابن عباس).
(43608 -) ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث درجات
وثلاث كفارات، قيل: يا رسول الله! ما المهلكات؟ قال: شح
مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، قيل: فما المنجيات؟
قال: تقوى الله في السر والعلانية، والاقتصاد في الفقر والغنى، والعدل
في الرضى والغضب، قيل: فما الكفارات؟ قال: نقل الاقدام إلى
المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإتمام الوضوء في اليوم البارد عند
السبرات (العسكري في الأمثال، أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد
936

المراعي في كتاب ثواب الأعمال، والخطيب - عن ابن عباس).
(43609 -) قال الله تعالى: يا ابن آدم! إن ذكرتني ذكرتك
وإن نسيتني ذكرتك، وإذا أطعتني فاذهب حيث شئت مخلى تواليني
وأواليك وتصافيني وأصافيك، وتعرض عني وأنا مقبل عليك!
من أوصل إليك الغذاء وأنت جنين في بطن أمك! لم أزل أدبر
فيك تدبيرا حتى أنفذت أرادتي فيك، فلما أخرجتك إلى الدنيا
أكثرت معاصي، ما هكذا جزاء من أحسن إليك (أبو نصر
ربيعة بن علي العجلي في كتاب هدم الاعتزال، والرافعي - عن
ابن عباس).
(43610 -) كان فيه: عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح
بالدنيا! وعجب لمن أيقن بالنار كيف يضحك! وعجب لمن أيقن
بالحساب كيف يعمل السيئات! وعجب لمن أيقن بالقدر كيف ينصب!
وعجب لمن يرى لدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، وعجب
لمن أيقن بالجنة ولا يعمل الحسنات، لا إله إلا الله محمد رسول الله
(ابن عساكر - عن أبي ذر، قال: قلت: يا رسول الله! ما كان
في صحف موسى؟ قال - فذكره.
937

(43611 -) كلكم يحب أن يدخل الجنة؟ قالوا: نعم، يا رسول
الله! قال: فابصروا من الأمل، وثبتوا آجالكم بين أبصاركم،
واستحيوا من الله حق الحياء، قالوا: يا رسول الله! كلنا نستحيي
من الله، قال: ليس كذلك الحياء من الله، ولكن الحياء من الله أن
لا تنسوا المقابر والبلى، وأن لا تنسوا الجوف وما وعى، وأن لا تنسوا
الرأس وما احتوى، ومن يشتهي كرامة الآخرة يدع زينة الدنيا
هنالك استحيي العبد من الله، وهنالك أصاب ولاية الله (ابن المبارك
حل - عن الحسن مرسلا).
(43612 -) من ألبسه الله نعمة فليكثر من الحمد لله، ومن كثرت
همومه فليستغفر الله، ومن أبطأ عليه رزقه فليكثر من قول لا حول
ولا قوة إلا بالله، ومن نزل مع قوم فلا يصم إلا باذنهم، ومن
دخل دار قوم فليجلس حيث أمروه، فان القوم أعلم بعورة دارهم
وإن من الذنب المسخوط به على صاحبه الحقد والحسد والكسل
في العبادة والضنك في المعيشة (طس، وابن عساكر - ابن
أبي هريرة).
(43613 -) يقول الله عز وجل: ابن آدم! إن تقبل علي أملا
938

قلبك غنى، وأنزع الفقر من بين عينيك، وأكف عليك ضيعتك
فلا تصبح إلا غنيا، ولا تمسي إلا غنيا، وإن أدبرت أو وليت
عنى نزعت الغنى من قلبك، وجعلت الفقر بين عينيك، وأفشيت
عليك ضيعتك، فلا تصبح إلا فقيرا، ولا تمسي إلا فقيرا (أبو
الشيخ - عن أنس).
(43614 -) يقول ربكم: يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي أملا
قلبك غنى وأملا يديك رزقا، يا ابن آدم! لا تباعد مني فأملا قلبك
فقرا، وأملا يديك شغلا (طب، ك - عن معقل بن يسار).
(43615 -) يقول الله تعالى: يا ابن آدم! بمشيتي كنت أنت
الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبإرادتي كنت أنت الذي تريد لنفسك
ما تريد، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي، وبعصمتي وتوفيقي
وعوني وعافيتي أديت إلى فرائضي، فأنا أولى باحسانك منك، وأنت
أولى بذنبك مني، فالخير مني إليك بدا، والشر مني إليك بما جنيت
جرى، ورضيت منك لنفسي ما رضيت لنفسك مني (أبو نعيم -
عن ابن عمر).
(43616 -) يقول الله عز وجل: يا ابن آدم! أمرتك فتوانيت
939

ونهيتك فتماديت، وسترت عليك ففجرت، وأعرضت عنك فما
باليت، يا من إذا مرض شكا وبكى، وإذا عوفي تمرد وعصى،
يا من إذا دعاه العبيد عدا ولبى، وإذا دعاه الجليل أعرض ونأى! إن
سألتني أعطيتك، وإن دعوتني أجبتك، وإن مرضت شفيتك، وإن
سلمت رزقتك، وإن أقبلت قبلتك، وإن تبت غفرت لك، وأنا
التواب الرحيم (الديلمي - عن ابن عباس).
(43617 -) إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، ألا! إن
الله فرض فرائض، وسن سننا، وحد حدودا، وأحل حلالا،
وحرم حراما، وشرع الدين فجعله سهلا سمحا واسعا، ولم يجعله ضيقا،
ألا! إنه لا إيمان له لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، ومن
نكث ذمته طلبته، ومن نكث ذمتي خاصمته، ومن خاصمته فلجت (1)
عليه، ومن نكث ذمتي لم ينل شفاعتي ولم يرد على الحوض، ألا!
إن الله لم يرخص في القتل إلا ثلاثة: مرتد بعد إيمان، أو زان
بعد إحصان، أو قاتل النفس فيقتل بقتله، ألا! هل بلغت (طب -
عن ابن عباس).

(1) فلجت عليه: وقد فلج أصحابه وعلى أصحابه إذا غلبهم، والاسم:
الفلج بالضم. اه‍ 3 / 468 النهاية. ب
940

الخطب من الاكمال
(43618 -) إن الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي
له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله] يا أيها
الذين آمنوا (اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم
رقيبا) (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون)، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولا قولا سديدا
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله
فقد فاز فوزا عظيما) (حم، د (1)، ت: حسن، ن، ه‍، وابن
السني في عمل يوم وليلة، ك، ق - عن ابن مسعود قال: علمنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة - فذكره).
(43619 -) إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن
يضلل الله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وأن محمدا عبده ورسوله (حم، م (2)، ه‍، طب - عن ابن

(1) أخرجه أبو داود كتاب النكاح باب في خطبة النكاح رقم 2118. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة رقم 808. ص
941

عباس).
(43620 -) الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أوصيكم بتقوى الله، أي
يوم أحرم؟ قالوا: هذا، فأي شهر أحرم؟ قالوا: هذا الشهر،
قال فأي بلد أحرم؟ قالوا: هذا البلد، قال: فان دماءكم وأموالكم
حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا،
فهل بلغت؟ اللهم اشهد (ابن سعد، طب، ق - عن نبيط بن
شريط، قال: كنت ردف أبي والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب عند الجمرة
فذكره).
(43621 -) الحمد لله، نستعينه ونستغفره ونستهديه ونستنصره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا
مضل له ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن
يعص الله ورسوله فقد غوى حتى يفئ إلى أمر الله (الشافعي، ق
في المعرفة - عن ابن عباس).
(43622 -) الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له،
942

ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا
ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصه
فإنه لا يضر لله شيئا ولا يضر إلا نفسه (ق - عن ابن مسعود).
مواعظ في أركان الايمان من الاكمال
(43623 -) ا عبد الله، لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة
وأد الزكاة المفروضة، وحج واعتمر، وصم رمضان، وانظر ما تحب
للناس أن يأتوه إليك فافعله بهم، وما تكره منهم أن يأتوه إليك
فذرهم منه (البغوي، طب - عن أبي المنتفق).
(43624 -) اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم،
وحجوا بيتكم، وادخلوا جنة ربكم (ص - عن أنس).
(43625 -) اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم،
وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم (ك -
عن أبي أمامة).
(43626 -) يا أيها الناس! ألا تسمعون! أطيعوا ربكم، وصلوا
خمسكم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم
943

(حب - عن أبي أمامة).
(43627 -) أقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا، واعتمروا
واستقيموا، يستقم بكم (طب - عن سمرة، وحسن).
(43628 -) بخ بخ! لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على
من أراد الله به الخير، تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة
المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت،
وتعبد الله وحده لا شريك له حتى تموت وأنت على ذلك، إن شئت
حدثتك يا معاذ بن جبل برأس هذا الامر: تشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله، وإن قوام إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وإنما
ذروة السنام منه الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس
حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا
مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله، والذي نفسي بيده!
ما شجت وجه ولا اغبرت قدم في عمل يبتغي درجات الجنة بعد
صلاة مفروضة كجهاد في سبيل الله (طب - عن معاذ).
(43629 -) تعبد الله، لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة،
944

وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان (حم، ه‍، خ - عن أبي
هريرة أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا عملته
دخلت الجنة، قال - فذكره، حم، خ، م (1)، ن، حب - عن
أبي أيوب، وزاد: وتصل الرحم).
(43630 -) تعبد الله وحده، لا تشرك به شيئا. وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة المفروضة، وصيام شهر رمضان كما كتبه الله على الأمم
من قبلكم، وتحج البيت، إتمامهن وما كرهت أن يأتيه الناس
إليك فلا تأته إليهم (ابن أبي عمر - عن ابن عمر، ورجاله ثقات).
(43631 -) تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي
الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتأتي إلى الناس ما تحب أن
يؤتى إليك، وتكره للناس ما تكره أن يؤتى إليك (ابن سعد -
خ في التاريخ - عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن أبيه قال: قلت:
يا رسول الله! نبئني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال -
فذكره، ش، والعدني، عم، والبغوي، وابن قانع، طب - عن
المغيرة بن سعد الأخرم عن أبيه).

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب بيان الايمان يدخل مع الجنة رقم
14 و 15. ص
945

(43632 -) تعبد الله تعالى، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة
وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج وتعتمر، وتسمع وتطيع
(ك - عن ابن عمر أن رجلا قال: يا رسول الله! أوصني، قال -
فذكره).
(43633 -) لئن كنت أوجزت في المسألة لقد أعظمت وأطولت،
فاعقل عني إذا: ا عبد الله، لا تشرك به شيئا، وأقم الصلاة المكتوبة،
أد الزكاة المفروضة، وصم رمضان، وحج البيت واعتمر، وما تحب
أن يفعل بك الناس فافعله بهم، وما تكره أن يأتي إليك الناس فذر
الناس منه (حم، طب، والبغوي، وابن جرير، وأبو نعيم - عن
رجل من قيس يقال له: ابن المنتفق، ويكنى أبا المنتفق، قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ما ينجيني من النار؟ وما يدخلني الجنة؟
قال - فذكره، طب - عن معن بن يزيد، طب - عن صخر بن
القعقاع الباهلي).
(43634 -) لئن قصرت الخطبة لقد أعظمت وأطولت، تعبد الله،
لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المفروضة، وتؤتي الزكاة، وتصوم
شهر رمضان، وتحج البيت، وتأتي إلى الناس ما تحب أن يؤتي
إليك، وما كرهت أن يؤتي إليك فدع الناس منه (الخرائطي في
946

مكارم الأخلاق - عن مغيرة بن سعد بن الأخرم الطائي عن عمر).
(43635 -) لقد أوجزت في المسألة ولقد أعرضت، تعبد الله ولا
تشرك به شيئا، وتصلي الخمس، وتصوم رمضان، وما كرهت أن
يأتيه إليك فأكرهه لهم (طب - عن معن بن يزيد).
(43636 -) لقد وفق أو هدى. لا تشرك بالله شيئا، وتقيم
الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم - دع الناقة (حب - عن أبي
أيوب أن أعرابيا عرض للنبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بزمام ناقته فقال: يا رسول
الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة وينجيني من النار، فنظر إلى وجوه
أصحابه، قال - فذكره).
(43637 -) يا أيها الناس! إنه لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم،
ألا! فاعبدوا ربكم وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وصولا أرحامكم
وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ولاة أمركم، تدخلوا
جنة ربكم (طب، وابن عساكر، ض - عن أبي أمامة).
(43638 -) لا نبي بعدي ولا أمة بعدكم، فاعبدوا ربكم، وأقيموا
خمسكم وصوموا شهركم، وأطيعوا ولاة أمركم، ادخلوا جنة ربكم
(طب، والبغوي - عن أبي قتيلة).
947

ترغيب أفضل الأعمال من الاكمال
(43639 -) أفضل الأعمال: إيمان بالله وتصديق به، وجهاد
في سبيل الله، وحج مبرور، وأهون عليك من ذلك إطعام الطعام،
ولين الكلام، والسماحة وحسن الخلق، وأهون عليك من ذلك
لا تتهم الله في شئ قضاه الله عليك (حم، ش، والحكيم، ع -
طب - عن عبادة بن الصامت، وحسن، حم - عن عمرو بن
العاص) (1).
(43640 -) أفضل الأعمال: إيمان بالله ورسوله، ثم جهاد في
سبيل الله، ثم حج مبرور (حم، خ، م (2)، ت، ن، حب -
عن أبي هريرة، حم، طب، حب، ض - عن عبد الله بن سلام،
حم، ض، وعبد بن حميد، والحارث، ع، طب - عن الشفاء
بنت عبد الله).
(43641 -) أفضل الأعمال: الايمان بالله ورسوله، ثم الجهاد في
سبيل الله سنام العمل، ثم حج مبرور (حب - عن أبي هريرة).

(1) أورده الامام السيوطي في الجامع الكبير رقم 3693. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب بيان كون الايمان بالله تعالى أفضل الأعمال
برقم 135 ورقم 139. ص
948

(43642 -) أفضل الأعمال عند الله: إيمان بالله وتصديق به،
وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور، قالوا: ما بر الحج؟ قال:
إطعام الطعام، وطيب الكلام (ط، وابن حميد، وابن خزيمة،
كر، حل - عن جابر).
(43643 -) أفضل الأعمال الصلاة لوقتها، وخير ما أعطى الناس
حسن الخلق، ألا وأن حسن الخلق خلق من أخلاق الله عز وجل
(خط، وابن النجار - عن أنس).
43644 أفضل الأعمال حسن الخلق (طب - عن أسامة
ابن شريك).
43645 أفضل الأعمال: إيمان لا شك فيه، وجهاد لا
غلول فيه، وحجة مبرورة، وأفضل الصلاة طول القيام، وأفضل
الصدقة جهد المقل، وأفضل الهجرة من هجر ما حرم الله عليه،
وأفضل الجهاد من جاهد المشركين بماله ونفسه، وأفضل القتل من
أهريق دمه وعقر جواده (حم، والدارمي، د، ن، طب، ق،
ض - عن عبد الله بن حبشي الخثعمي) (2).

(1) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم 3699. ص
(2) أورده السيوطي في الجامع الكبير برقم 2702. ص
949

43646 أفضل الأعمال إيمان بالله، ثم الصلاة لأول وقتها
(طب - عن امرأة من المبائعات).
43647 أفضل الأعمال الصلاة ثم الصلاة ثم الصلاة،
ثم الجهاد في سبيل الله (حم، حب - عن ابن عمرو).
43648 أفضل الأعمال عند الله: إيمان لا شك فيه، وغزو
لا غلول فيه، وحج مبرور (حم، هب - عن أبي هريرة).
43649 أفضل الأعمال الحال المرتحل صاحب القرآن، يضرب
من أوله إلى آخره، ومن آخره حتى يبلغ أوله، كلما حل ارتحل
(ك - عن ابن عباس، وتعقب، ك - عن أبي هريرة، وتعقب).
43650 أفضل الأعمال: الصلاة، ثم قراءة القرآن في غير
الصلاة، ثم التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، ثم الصدقة، ثم
الصيام (الديلمي - عن عائشة).
43651 أفضل العمل إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله،
قيل: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمنا،
قيل: فإن لم أجد؟ قال: تعين صانعا أو تصنع لاخرق، قال: فإن لم
أستطع؟ قال: كف أذاك عن الناس، فإنها صدقة تصدق بها
950

على نفسك (حم، خ، م (1)، ن، حب - عن أبي ذر).
43652 أفضل الناس رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه
وماله، ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس
من شره (حم، وعبد بن حميد، خ، م، ت، ن، ه‍، حب -
عن أبي سعيد).
43653 أفضل العمل الصلاة على ميقاتها، ثم بر الوالدين
ثم أن يسلم الناس من لسانك (هب - عن ابن مسعود).
الفصل في الباقيات الصالحات
43654 استكثروا من الباقيات الصالحات: التسبيح والتهليل
والتحميد والتكبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (حم
عن أبي سعيد) (2).

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب بيان كون الايمان بالله... رقم 136
والأخرق: هو الذي ليس بصانع، لمن لا صنعة له.
تعليق صحيح مسلم
فؤاد عبد الباقي 1 / 89. ص
(2) أورده السيوطي في الجامع الكبير برقم 77 / 3116 بهذا اللفظ والرموز
التالية: ص ع حب ك هب ض حم وعن أبي سعيد.
وفي الجامع الصغير برقم / 998 / وبهذا اللفظ والرموز التالية: حم
حب ك عن أبي سعيد. وقال الهيثمي إسناده حسن. ص
951

43655 إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا
من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له (خد، م (1) عن أبي هريرة).
43656 أربعة تجري عليه أجورهم بعد الموت: من مات
مرابطا في سبيل الله، ومن علم علما أجرى عليه علمه ما عمل به
ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت، ورجل ترك
ولدا صالحا فهو يدعو له (طب - عن أبي أمامة).
43657 إن ما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته
علما نشره، وولدا صالحا تركه، ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه
أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله
في صحته وحياته تلحقه بعد موته (ه‍ (2) - عن أبي هريرة).
43658 خذوا جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد
لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات

(1) أخرجه مسلم كتاب الوصية باب ما يلحق الانسان من الثواب بعد وفاته
رقم 1631. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب المقدمة باب ثواب معلم الناس الخير رقم 242
إسناده حسن.
952

ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات (ن، ك - عن
أبي هريرة).
43659 خير ما يخلف الانسان بعده ثلاث: ولد صالح
يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلم ينتفع به من بعده (ه‍ (1)
حب - عن أبي قتادة).
43660 أربع من عمل الاحياء تجري للأموات: رجل ترك
عقبا صالحا يدعو له، ينفعه دعاؤهم، ورجل تصدق بصدقة جارية من
بعده له مثل أجر من عمل به من غير أن ينقص من أجر من
عمل به شئ (طب - عن سلمان) (2).
43661 إن الله لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وإنما زيادة
العمر: ذرية صالحة يرزقها العبد فيدعون له بعد موته فيلحقه دعاؤهم في
قبره، فذلك زيادة العمر (طب - عن أبي الدرداء).
43662 سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته:

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب المقدمة باب ثواب معلم الناس الخير رقم 241
إسناده صحيح. ص
(2) أورده السيوطي في الجامع الكبير رقم 2888. ص
953

من علم علما، أو أجرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو
بنى مسجدا، أو ورث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته
(البزار وسمويه - عن أنس).
الباقيات الصالحات من الاكمال
43663 تدرون ما الباقيات الصالحات؟ سبحان الله، والحمد
لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله (أبو
الشيخ في الثواب - عن أبي سعيد).
43664 خذهن قبل أن يحال بينك وبينهن، الباقيات
الصالحات، فإنهن من كنوز الجنة: سبحان الله، والحمد لله، ولا
إله إلا الله، والله أكبر (طب - عن أبي الدرداء).
43665 قل سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله
أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإنهن الباقيات الصالحات،
وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها، وهي من كنوز
الجنة (طب، وابن مردويه - عن أبي الدرداء).
43666 ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله
أكبر، وسبحان الله والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
954

العظيم، إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكبر من زبد البحر
(حم، طب، وابن شاهين في الترغيب في الذكر، ك - عن
ابن عمر).
43667 من لقي الله بخمس عوفي من النار وأدخل الجنة:
الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله. والله أكبر، وولد
محتسب (الباوردي - عن الحسحاس).
43668 يا أبا بكر! إذا دخلتم المساجد فارتعوا فيها، فان
رياض الجنة المساجد، فأكثروا فيها الرتع، سبحان الله، والحمد
لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة الا بالله
(الديلمي - عن أبي هريرة).
43669 يا أبا الدرداء! قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله
، والله أكبر، ولا حول ولا قوة الا بالله، انهن الباقيات
الصالحات، وهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها، وهن
من كنوز الجنة (ابن شاهين في الترغيب في الذكر - عن
أبي الدرداء).
43670 ثلاث يبقين للعبد بعد موته: صدقة أجراها، وعلم
955

أحياه، وذرية يبقون بعده يذكرون الله عز وجل (أبو الشيخ في
الثواب - عن أنس).
43671 سبع يجري للعبد أجرهن بعد موته وهو في قبره:
من علم علما، أو كرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو
بنى مسجدا، أو أورث مصحفا، أو ترك ولدا صالحا يستغفر له
بعد موته (ابن أبي داود في المصاحف، سمويه، هب - عن أنس (1)
مر برقم 43662).

(1) أورده السيوطي في الجامع الصغير برقم 4643 بهذا اللفظ وزاد رمز
البزار وقال المناوي (3 / 88) في الفيض وقال المنذري: إسناده ضعيف. ص
956

خاتمة الطباع
تم بحمد الله وحسن توفيقه طبع الجزء الخامس عشر من كنز
العمال يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الثاني سنة 1397 ه‍
والأول من شهر نيسان سنة 1977 م.
وقد عني بتصحيحه والتعليق عليه صفوة السقا وبكري الحياني
ويليه الجزء السادس عشر وأوله " الباب الثاني في الترهيات - حرف
الميم في المواعظ والحكم ".
وفي الختام ندعو الله سبحانه أن ينفعنا ويوفقنا لما يحبه وبرضاه!
وصلى الله تعالى على خير خلقه سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
957