الكتاب: المستخرج على المستدرك
المؤلف: عبد الرحيم العراقي
الجزء:
الوفاة: ٨٠٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:

المستخرج على المستدرك للحاكم وهو أمالي الحافط العراقي
4

فصل شرف علم
الحديث وأهله إن علم الحديث وتفهم معناه هو علم عذب المشرب رفيع المطلب
متدفق الينبوع متشعب الفصول والفروع فهو علم رفيع القدر عظيم الفخر شريف الذكر
لا يعتني به إلا كل حبر ولا يحرمه الا كل غمر ولا تفنى محاسنه على ممر الدهر إذ
به يعرف المراد من كلام رب العالمين ويظهر المقصود من حبله المتصل المتين ومنه
يدري شمائل من سما ذاتا ووصفا وإسما وحسب الراوي للحديث شرفا وفضلا وجلالة
ونبلا أن يكون أول سلسلة آخرها الرسول وإلى مقامه الشريف بها الإنتهاء والوصول
يقول الإمام الخطيب في مقدمة الكفاية أما بعد فإن الله تبارك وتعالى أنقذ
الخلق من نائرة الجهل وخلص الورى من زخارف الضلالة بالكتاب الناطق والوحي
الصادق المنزلين على سيد الورى نبينا محمد المصطفى ثم أوجب النجاة من النار
وأبعد
5

عن منزل الذل والخسار لمن أطاعه في امتثال ما أمر والكف عما عنه
نهى وزجر فقال ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويثقه أحمد فأولئك هم الفائزون
وطاعة الله في طاعة رسوله وطاعة رسوله في اتباع سنته إذ هي النور البهي والأمر
الجلي والحجة الواضحة والمحجة اللائحة من تمسك بها اهتدى ومن عدل عنها ضل وغوى
ا ه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على
الحق حتى تقوم الساعة وهو حديث متواتر روى من حديث ستة عشر صحابيا وقد نص على
تواتره الإمام ابن تيمية في كتابه إقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم
في أوائله أثناء كلام ونصه بل قد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال وذكر
الحديث وكذلك نص على تواتره الكتاني في النظم المتناثر والحديث رواه البخاري
ومسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم ولقد ثبت عن أهل العلم أن
المراد بهذه الطائفة هم أهل الحديث منهم عبد الله بن المبارك قال هم عندي
أصحاب الحديث وعلي بن المديني قال هم أصحاب الحديث وأحمد بن حنبل قال إن لم
تكن هذه الطائفة المنصورة أصاب الحديث فلا ادري من هم وأحمد بن سنان الثقة
الحافظ روى الخطيب عن ابي حاتم قال سمعت احمد بن سنان وذكر الحديث فقال هم
أهل العلم وأصحاب الأثر والبخاري روى الخطيب عن اسحاق بن احمد قال ثنا محمد بن
اسماعيل البخاري وذكر الحديث فقال البخاري يعني أصحاب الحديث وقال في
6

صحيحه وقد علق الحديث وجعله بابا وهم اهل العلم ولا منافاة بينه وبين ما
قبله كما هو ظاهر لأن أهل العلم هم أهل الحديث وكلما كان المرء أعلم بالحديث
كان أعلم في العلم ممن هو دونه في الحديث كما لا يخفى وقال في كتابه خلق أفعال
العباد وقد ذكر بسنده حديث أبي سعيد الخدري في قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة
وسطا لتكونوا شهداء على الناس قال البخاري هم الطائفة التي قال النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فذكر الحديث قال الشيخ الألباني حفظه الله في الصحيحة وقد
يستغرب بعض الناس تفسير هؤلاء الأئمة للطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بأنهم
أهل الحديث ولا غرابة في ذلك إذا تذكرنا ما يأتي أولا إن أهل الحديث هم بحكم
اختصاصهم في دراسة السنة وما يتعلق من معرفة تراجم الرواة وعلل الحديث وطرقه
أعلم الناس قاطبة بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وهديه وأخلاقه وغزواته وما
يتصل به ثانيا إن الأمة قد انقسمت إلى فرق ومذاهب لم تكن في القرن الأول ولكل
مذهب أصوله وفروعه وأحاديثه التي يستدل بها ويعتمد عليها وإن المتمذهب بواحد
منها يتعصب له ويتمسك بكل ما فيه دون أن يلتفت إلى المذاهب الأخرى وينظر
لعله يجد فيها من الأحاديث ما لا يجده في مذهبه الذي قلده فإن من الثابت لدى
أهل العلم أن في كل مذهب من السنة والأحاديث ما لا يوجد في المذهب الآخر
فالمتمسك بالمذهب الواحد يضل ولا بد عن قسم عظيم من السنة المحفوظة لدى
المذاهب الأخرى وليس على هذا أهل الحديث فإنهم يأخذون بكل حديث صح إسناده في
أي مذهب كان ومن أي طائفة كان راويه ما دام أنه مسلم ثقة حتى لو كان شيعيا أو
قدريا أو خارجيا فضلا
7

عن أن يكون حنفيا أو مالكيا أو غير ذلك وقد صرح
بهذا الإمام الشافعي رضي الله عنه حين خاطب الإمام احمد بقوله أنتم أعلم
بالحديث مني فإذا جاءكم الحديث صحيحا فأخبرني به حتى اذهب إليه سواء كان
حجازيا أم كوفيا أم مصريا فأهل الحديث حشرنا الله معهم لا يتعصبون لقول شخص
معين مهما علا وسما حاشا محمدا صلى الله عليه وسلم بخلاف غيرهم ممن لا ينتمي
إلى الحديث والعمل به فإنهم يتعصبون لأقوال أئمتهم وقد نهوهم عن ذلك كما
يتعصب أهل الحديث لأقوال نبيهم فلا عجب بعد هذا البيان أن يكون أهل الحديث
هم الطائفة الظاهرة والفرقة الناجية بل والأمة الوسط الشهداء على الخلق ا ه وقال
الخطيب في مقدمة الكفاية منكرا على أهل الرأي منتصرا لأهل الحديث أخبرنا أبو
بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقى أنا احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلى قال
حدثنا أبو العباس احمد بن علي الأبار قال رأيت بالأهواز رجلا حف شاربه وأظنه
قد اشترى كتبا وتعبأ للفتيا فذكر أصحاب الحديث فقال ليسوا بشئ وليس يسوون
شيئا فقلت له أنت لا تحسن تصلى قال أنا فقلت نعم قلت إيش تحفظ عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا افتتحت الصلاة ورفعت يديك فسكت فقلت وإيش تحفظ عن
رسول الله صلى الله عليه
8

وسلم إذا وضعت يديك على ركبتيك فسكت قلت
إيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجدت فسكت قلت مالك لا تتكلم
ألم أقل لك إنك لا تحسن تصلى إنما قيل لك تصلي الغداة ركعتين والظهر أربعا
فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث فلست بشئ ولا تحسن شيئا ثم قال
رحمه الله تعالى في أهل الحديث وأما المحققون فيه المتخصصون به فهم الأئمة
العلماء والسادة الفقهاء أهل الفضل والفضيلة والمرتبة الرفيعة حفظوا على الأمة
احكام الرسول وأخبروا عن أنباء التنزيل وأثبتوا ناسخه ومنسوخه وميزوا محكمه
ومتشابهه ودونوا أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وضبطوا على اختلاف
الأمور أحواله في يقظته ومنامه وتعوده وقيامه وملبسه ومركبه ومأكله ومشربه حتى
القلامة من ظفره ما كان يصنع بها والنخامة من فيه كيف كان يلفظها وقوله عند كل
فعل يحدثه ولدى كل موقف يشهده تعظيما لقدره صلى الله عليه وسلم ومعرفة بشرف ما
ذكر عنه وعزى إليه وحفظوا مناقب صحابته ومآثر عشيرته وجاءوا بسير الأنبياء
ومقامات الأولياء واختلاف الفقهاء ولولا عناية اصحاب الحديث يضبط السنن
وجمعها واستنباطها من معادنها والنظر في طرقها لبطلت الشريعة وتعطلت احكامها
إذ كانت مستخرجة من الأثار المحفوظة ومستفادة من السنن المنقولة فمن عرف
للإسلام حقه وأوجب للدين حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله شأنه وأعلى مكانه
وأظهر حجته وأبان فضيلته ولم يرتق بطعنه الى حزب الرسول واتباع الوحي وأوعية
الدين وخزنة العلم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال والذين اتبعوهم بإحسان
رضي الله عنهم رضوا عنه وكفى المحدث
9

شرفا أن يكون اسمه مقرونا باسم
رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره متصلا بذكره ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
والله ذو الفضل العظيم ا ه وقال رحمه الله تعالى في مقدمة كتاب شرف أصحاب
الحديث لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد وبيان ما جاء من وجوه الوعد
والوعيد وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين والإخبار عن صفة الجنة
والنار وما أعد الله فيهما للمتقين والفجار وما خلق الله في الأرضين والسماوات
وصنوف العجائب وعظيم الأيات وذكر الملائكة المقربين ونعت الصافين والمسبحين
بعد وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبار الزهاد والأولياء ومواعظ البلغاء وكلام
الفقهاء وسير ملوك العرب والعجم واقاصيص يقول المتقدمين من الأمم وشرح مغازي
الرسول صلى الله عليه وسلم وسراياه وجمل احكامه وقضاياه وخطبه وعظاته واعلامه
ومعجزاته وعدة ازواجه واولاده واصهاره واصحابه وذكر فضائلهم ومآثرهم وشرح
اخبارهم ومناقبهم ومبلغ اعمارهم وبيان انسابهم وفيه تفسير القرآن العظيم وما فيه
من النبأ والذكر الحكيم وأقاويل الصحابة في الآحكام المحفوظة عنهم وتسمية من
ذهب الى قول كل واحد منهم من الأئمة الخالفين والفقهاء المجتهدين وقد جعل الله
اهله اركان الشريعة وهدم بهم كل بدعة شنيعة فهم أمناء الله في خليقته والواسطة
بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمته والمجتهدون في حفظ ملته أنوارهم زاهرة
وفضائلهم سائرة وآياتهم باهرة ومذاهبهم ظاهرة وحججهم قاهرة وكل فئة تتحيز الى
هوى ترجع إليه وتستحسن رأيا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث فإن الكتاب عدتهم
والسنة حجتهم والرسول فئتهم وإليه نسبتهم لا يعرجون على الاهواء ولا يلتفتون إلى
10

الآراء يقبل منهم ما رووا عن الرسول وهم المأمونون عليه العدول حفظة
الدين وخزنته وأوعية العلم وحملته إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع فما
حكموا به فهو المقبول المسموع منهم كل عالم فقيه وامام رفيع نبيه وزاهد في قبيلة
ومخصوص بفضلية الذي وقارئ متقن وخطيب محسن وهم الجمهور العظيم وسبيلهم السبيل
المستقيم وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر وعلى الإفصاح بغير مذاهبهم لا يتجاسر من
كادهم قصمه الله ومن عاندهم خذله الله لا يضرهم من خذلهم ولا يفلح من اعتزلهم
المحتاط لدينه الى ارشادهم فقير وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير وإن الله على
نصرهم لقدير اه
11

فصل طالب العلم يقول الشاعر
رأيت العلم صاحبه شريف * وإن ولدته آباء لئام
وليس يزال يرفعه إلى أن * يعظم قدره القوم الكرام
ويتبعونه في كل أمر * كراع الضأن تتبعه السوام
ويحمل قوله في كل أفق * ومن يك عالما فهو الإمام
فلولا العلم ما سعدت نفوس * ولا عرف الحلال ولا الحرام
فبالعلم النجاة من المخازي
وبالجهل المذلة والرغام
هو الهادي الدليل إلى المعالي * ومصباح يضئ به الظلام
كذاك عن الرسول اتى عليه * من الله التحية والسلام
وقال بعض السلف في قوله تعالى يوم ندعو
كل أناس بإمامهم هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث لأن امامهم النبي صلى الله عليه
وسلم ويكفي في بيان فضل أهل الحديث أنهم اكثر الناس حظا من فضل الصلاة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم يخلدون ذكره في كتبهم ويجددون الصلاة
والتسليم عليه في معظم الأوقات في مجالس مذكراتهم وقد ودروسهم فهم إن شاء الله
تعالى الفرقة الناجية جعلنا الله منهم وحشرنا في زمرتهم فكفى خادم الحديث فضلا
دخوله في دعوته صلى الله عليه وسلم حيث قال نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها
ووعاها وأداها وهو حديث متواتر روي بألفاظ مختلفة متقاربة وقد نص على تواتره
غير واحد من العلماء وهو مخرج عندي في تحقيقي لرسائل علي ابن عتيق يسر الله
طبعها وانتشارها
12

قال القارى خص مبلغ الحديث كما سمعه بهذا الدعاء
لأنه سعى في نضارة العلم وتجديد السنة فجازاه بالدعاء بما يناسب حاله وهذا يدل
على شرف الحديث وفضله ودرجه طلابه حيث خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء
لم يشرك فيه أحد من الأمة ولو لم يكن في طلب الحديث وحفظه وتبليغه فائدة سوى
أن يستفيد بركة هذه الدعوة المباركة لكفى ذلك فائدة وغنما وجل في الدارين حظا
وقسما انتهى قال سفيان بن عيينة ليس من أهل الحديث أحد إلا وفي وجهه نضرة لهذا
الحديث وقال القاضي أبو بكر بن العربي وقال علماء الحديث ما من رجل يطلب
الحديث إلا كان على وجهه نضرة لقول النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءا
سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها الحديث قال وهذا دعاء منه عليه السلام
لحملة علمه ولا بد بفضل الله تعالى من نيل بركته انتهى وإلى هذه النضرة أشار أبو
العباس العزفي بقوله
أهل الحديث عصابة الحق * فازوا بدعوة سيد الخلق
فوجوههم زهر منضرة حتى * لألاؤها كتألق البرق
يا ليتني معهم فيدركني * ما أدركوه بها من السبق
وكان الإمام الشافعي رحمه الله تعالى يقول
لولا اهل المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر وقال ايضا أهل الحديث في كل زمان
كالصحابة في زمانهم
13

وقال أيضا إذا رأيت صاحب حديث فكأني رأيت احدا
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان احمد بن سريج يقول أهل الحديث
أعظم درجة من الفقهاء لاعتنائهم بضبط الأصول وكان أبو بكر بن عياش يقول أهل
الحديث في كل زمان كأهل الإسلام مع أهل الأديان وكان الأعمش يقول عليكم
بملازمة السنة وعلموها للأطفال فإنهم يحفظون على الناس دينهم إذا جاء وقتهم
وكان وكيع يقول عليكم باتباع الأئمة المجتهدين والمحدثين فإنهم يكتبون ما لهم
وما عليهم بخلاف أهل الأهواء والرأى فإنهم لا يكتبون قط ما عليهم وكان الشعبي
وعبد الرحمن بن مهدي يزجران كل من رأياه يتدين بالرأي وينشدان عمر
دين النبي محمد أخبار * نعم المطية للفتى الأثار
لا ترغبن عن الحديث وأهله * فالرأى ليل والحديث نهار
وكان مجاهد يقول لأصحابه لا تكتبوا عنى كل ما أفتيت به
وإنما يكتب الحديث ولعل كل شئ افتيتكم به اليوم أرجع عنه غدا وكان أبو
عاصم يقول إذا تبحر الرجل في الحديث كان الناس عنده كالبقر وقال الزهري لا
يطلب الحديث من الرجال الا ذكرانها ولا يزهد فيه الا اناثها وفي غير هذه
الرواية الحديث ذكر يحبه ذكور الرجال وقال سفيان الثوري ما شئ اخوف عندي من
الحديث ولا شئ أفضل منه لمن اراد به ما عند الله
14

وجاء عن الأئمة
الأربعة وغيرهم مثل ذلك فكان الإمام أبو حنيفة يقول اياكم والقول في دين الله
تعالى بالرأي عليكم باتباع السنة فمن خرج عنها ضل ودخل عليه مرة رجل من أهل
الكوفة والحديث يقرأ عنده فقال الرجل دعونا من هذه الأحاديث فزجره أبو حنيفة
أشد الزجر وقال له لولا السنة ما فهم احد منا القرآن وقيل له مرة قد ترك الناس
العمل بالحديث وأقبلوا على سماعه فقال نفس سماعهم للحديث عمل به وكان يقول لم
تزل الناس في صلاح ما دام فيهم من يطلب الحديث فإذا طلبوا العلم بلا حديث
فسدوا وجاء في حاشية ابن عابدين في رسالة رسم المفتي وفي إيقاظ الهمم للفلاني
وإن ونقل ابن عابدين عن شرح الهداية لابن الشحنة الكبير شيخ ابن الهمام ما نصه
إذا صح الحديث وكان على خلاف المذهب عمل بالحديث ويكون ذلك مذهبه ولا يخرج
مقلده عن كونه حنفيا بالعمل به فقد صح عن ابي حنيفة انه قال إذا صح الحديث فهو
مذهبي وقد حكى ذلك الإمام ابن عبد البر عن ابي حنيفة وغيره من الأئمة وأما
الإمام مالك رحمه الله فقال إنما أنا بشر اخطئ وأصيب فانظروا في رأيى فكل ما
وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه وقد اشتهر
عند المتأخرين قول الإمام مالك ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا
ويؤخذ من قوله ويترك الا النبي صلى الله عليه وسلم وقد صحح هذا
15

القول
عنه ابن عبد الهادي في ارشاد السالك ورواه ابن عبد البر في الجامع وابن حزم في
اصول الأحكام من قول الحكم بن عتيبة ومجاهد وأورده السبكي في الفتاوي من قول ابن
عباس متعجبا من حسنه ثم قال وأخذ هذه الكلمة من ابن عباس مجاهد واخذها منهما
مالك واشتهرت عنه ا ه ثم اخذها عنهم الإمام احمد بعد ذلك وأما الامام الشافعي
رحمه الله فالنقول عنه في ذلك اكثر وأطيب وأتباعه اكثر عملا بها وأسعد فمنها
ما روى الحاكم والبيهقي عنه أنه كان يقول إذا صح الحديث فهو مذهبي قال ابن حزم
أي صح عنده أو عند غيره من الأئمة وفي رواية اخرى إذا رأيتم كلامي يخالف كلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعملوا بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
واضربوا بكلامي الحائط وروى عنه أنه قال إذا رأيتموني اقول قولا وقد صح عن النبي
صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب وروى البيهقي عن الإمام احمد
أنه كان إذا سئل عن مسألة يقول أو لأحد كلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان يتبرأ كثيرا من رأى الرجال ويقول لا ترى احدا ينظر في كتب الرأي غالبا إلا
وفي قلبه دخل وكان ولده عبد الله يقول سألت الإمام احمد عن الرجل يكون في بلد
لا يجد فيها الا صاحب حديث لا يعرف صحيحه من سقيمه وصاحب رأى فمن يسأل منهما
عن دينه فقال يسأل صاحب الحديث ولا يسأل صاحب الرأى ونقل ابن القيم عنه قوله
لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث
اخذوا اه
16

فطوبى لمن جد فيه وحصل منه على تنويه يملك من العلوم
النواصي ويقرب من اطرافها البعيد القاصي ومن لم يرضع من دره ولم يخض في بحره
ولم يقتطف من زهره ثم تعرض للكلام في المسائل والأحكام فقد جار فيما حكم وقال
على الله تعالى ما لم يعلم كيف وهو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم والرسول
اشرف الخلق كلهم اجمعين وقد اوتى جوامع الكلم وسواطع الحكم من عند رب العالمين
فكلامه اشرف الكلم وأفضلها واجمع الحكم واكملها
17

أثر لطيف رواه
القاضي عياض (ص 29) من الالماع بسند فيه أبو عصمة نوح ابن نصر وكذلك المقرى
(622) من نفح الطيب والقسطلاني في مقدمة شرح البخاري (115) وضعفها الحافظ
ابن حجر كما جاء في نيل الأماني في توضيح مقدمة القسطلاني (ص 87) ورواه
السيوطي في تدريب الراوي (156 و 157 و 158) بسند آخر ظاهره الصحة والله اعلم
ثنتاهم كما اي الطريقين قالا سمعنا أبا ذر عمار بن محمد بن مخلد التميمي يقول
سمعت أبا المظفر محمد بن احمد بن حامد البخاري يقول لما عزل أبو العباس الوليد
بن ابراهيم بن زيد الهمداني عن قضاء الرى ورد بخارى لتجديد مودة كانت بينة وبين
ابي الفضل البلعمي فنزل في جوارنا فحملني معلمي أبو ابراهيم اسحاق بن ابراهيم
الختلي إليه وقال له أسألك أن تحدث هذا الصبي بما سمعت من مشايخك فقال ما لي
سماع قال فكيف وأنت فقيه فما هذا
18

قال لأني لما بلغت مبلغ الرجال
تاقت نفسي الى معرفة الحديث ومعرفة الرجال ودراية الاخبار وسماعها فقصدت محمد
بن اسماعيل البخاري ببخارى صاحب التاريخ والمنظور إليه في معرفة الحديث
وأعلمته مرادى وسألته الإقبال على في ذلك فقال لي يا بني لا تدخل في أمر الا
بعد معرفة حدوده والوقوف على مقاديره فقلت له عرفني رحمك الله حدود ما قصدتك
له ومقادير ما سألتك عنه فقال لي اعلم أن الرجل لا يصير محدثا كاملا في حديثه
إلا بعد أن يكتب أربعا مع اربع كأربع مثل اربع في اربع عند اربع بأربع على أربع
عن أربع لأربع وكل هذه الرباعيات لا تتم له إلا بأربع مع أربع فإذا تمت له
كلها هان عليه اربع وابتلى بأربع فإذا صبر على ذلك أكرمه الله في الدنيا بأربع
وأثابه في الآخرة بأربع قلت له فسر لي رحمك الله ما ذكرت من أحوال هذه
الرباعيات من قلب صاف بشرح كاف وبيان شاف طلبا للأجر الوافى فقال نعم أما
الأربعة التي تحتاج الى كتبتها هي أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرائعه
والصحابة ومقاديرهم والتابعين واحوالهم وسائر العلماء وتواريخهم
19

(مع
أربع) مع أسماء رجالهم وكناهم وأمكنتهم وأزمنتهم (كأربع) كالتحميد مع الخطب
والدعاء مع الترسل والبسملة مع السورة والتكبير مع الصلوات (مثل أربع) مثل
المسندات والمرسلات والموقوفات والمقطوعات (في اربع) في صغره وفي إدراكه
وفي شبابه وفي كهولته (عند أربع) عند فراغه وعند شغله وعند فقره وعند غناه
بأربع بالجبال والبحار والبلدان والبراري (على أربع) على الأحجار والأصداف
والجلود والاكتاف الى الوقت الذي يمكنه نقلها إلى الأوراق عن أربع عمن هو فوقه
وعمن هو مثله وعمن هو دونه وعن كتاب ابيه يتيقن أنه بخط أبيه دون غيره (لأربع
هو)
20

لوجه الله تعالى طالبا لمرضاته والعمل بما وافق كتاب الله تعالى
منها ونشرها بين طالبيها ومحبيها والتأليف في إحياء ذكره بعده ثم لا تتم له هذه
الأشياء الا بأربع من كسب العبد معرفة الكتابة واللغة والصرف والنحو مع اربع
هن من عطاء الله تعالى الصحة والقدرة والحرص والحفظ فإذا تمت له هذه الأشياء
هان عليه أربع الأهل والولد والمال والوطن وابتلى بأربع شماتة الأعداء وملامة
الأصدقاء وطعن الجهلاء وحسد العلماء فإذا صبر على هذه المحن اكرمه الله تعالى في
الدنيا بأربع بعز القناعة وبهيبة اليقين وبلذة العلم وبحياة الأبد وأثابه في
الآخرة بأربع بالشفاعة لمن أراد من إخونه وسلم وبظل العرش يوم لا ظل إلا ظله
وبسقي من أراد من حوض محمد صلى الله عليه وسلم وبجوار النبيين في اعلى عليين في
الجنة فقد أعلمتك يا بني بمجملات جميع ما اكنت سمعته من مشايخي متفرقا في هذا
الباب فأقبل الآن على قصدتني له أو دع أ ه
21

ترجمة الحافظ اللبودي
كاتب المخطوطة احمد بن خليل بن احمد بن ابراهيم بن ابي بكر الشهاب الدمشقي
الصالحي الشافعي سبط الجمال يوسف بن محمد بن احمد الحجيني احد المسندين الآتى
في محله ويعرف بابن اللبودي وابن عرعر ولكنه بالأولى اشهر ولد في سابع عشر
شعبان سنة اربع وثلاثين وثمانمائة بسفح قاسيون من دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن
وكتبا واشتغل في فنون ومن شيوخه في الفقه البدر بن قاض شهبة والزين عبد الرحمن
بن النشاوى وفي العربية الشهاب زيد وطلب الحديث وتخرج بالخيضري عنه فيما قيل
وسمع على الشهاب احمد بن حسن بن عبد الهادي خاتمة أصحاب الصلاح بن أبي عمر
بالسماع ومجير الدين بن الذهبي وآخرين أولهم مؤدبه شعبان بن محمد بن جميل
الصالحي الحنبلي سمع عليه بقراءة الخيضري معظم السيرة لابن هشام وتميز وتعاني
نظم الشعر فبرع وتكسب بالشهادة بباب البريد ولما دخلت دمشق بقراءتي على جمع
من شيوخها وكنت استفهمه عمن بها من المسندين إذ ذاك فلا يكاد يفصح واوقفني على
مصنف له جمع فيه الأواخر ظريف في بابه وعلى تاريخه استفتحه من سنة مولده استمد
فيه من تاريخ التقى ابن قاضي شهبة وغيره وأظنه خرج الأربعين والمعجم وكذا خرج
الأربعين لشيخه البدر ابن قاضي شهبة بل ارسل الى يذكر أنه جمع قضاة دمشق ثم
رأيت نظمه في ذلك أرسل به للعز بن فهد وبالجملة فما رأيت بدمشق طالبا لهذا
الشأن غيره وقد كتبت من نظمه ونثره وأكثر الاستمداد مني على يد صاحبنا البرهان
القادري ومن ذلك الخصال المستوجبة للظلال وبعد أن فارقته حج ولقى صاحبنا ابن
فهد وسمع منه ومن غيره بعض الشئ ظنا بل قرأ على التقى ابن فهد وكتب له وأنا
بمكة بإبلاغي سلامه وتعريفي بكثرة اشواقه إن واستمراره على نشر ألوية
22

الدعاء والثناء وأنه لولا ما يراه من استصغار نفسه لكتب الى فإنه من أكبر
المحبين ثم أنه كتب الى بعد ذلك طائفة مشتملة على نظم ونثر وأدب كبير وتكررت
مكاتباته الى وفي بعضها السؤال عن مؤلفي في الرحمة ونعم هو ذكاء وفضلا وتواضعا
وتوددا ولطافة ومما كتب عنه العز بن فهد قوله
قلت لوجه الحبيب يوما * والقلب قد مل منه صده
قد كنت تروى عن ابن بشر * واليوم تروي عن ابن عقده
مات في يوم الجمعة قبل العصر سادس المحرم سنة ست وتسعين وصلى عليه بالجامع
الاموي ثم بالجامع المظفري ثم دفن بتربة الموفق ابن قدامة عند أبيه رحمه الله
وإيانا ا ه من الضوء اللامع قلت ذكر صاحب ايضاح المكنون (101) أن له منظومة
إعلام الأعلام بمن ولى قضاء الشام قام بشرحها شمس الدين محمد بن علي المعروف
بابن طولون الدمشقي في مجلد
23

ترجمة الحافظ العراقي إسمه ومولده ونشأته
عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن ابي بكر بن ابراهيم الزين أبو الفضل
الكردي الرازناني إلا الأصل المصري الشافعي والد الولى احمد وجويرية وزينب
ويعرف بالعراقي انتاسبا فيه لعراق العرب وهو القطر الأعم وإلا فهو كردي الأصل
تحول والده لمصر وهو صغير مع بعض اقربائه فاختص بالشيخ الشريف تقي الدين محمد
بن جعفر بن الشيخ عبد الرحيم بن احمد بن حجون القناوي
24

الشافعي شيخ
خانقاه رسلان بمنشية المهراني على شاطئ النيل ولازم أبوه خدمة الشيخ تقي وتزوج
بأم الحافظ العراقي وهي قرينة صالحة عابدة صابرة قانعة مجتهدة في أنواع القربات
فولدت له صاحب الترجمة وسماه بإسم جد الشيخ تقي الأعلى توفي والده وعمره ثلاث
سنين فنشأ يتيما وكان كثير التردد على صديق والده الشيخ تقى فيحنو ويعطف عليه
ويكرمه واتجهت همته لحفظ القرآن فحفظه وهو ابن ثمان سنين واشتغل بعلم القراءات
والعربية فأخذ ذلك عن جماعة منهم الشيخ ناصر الدين محمود بن شمعون وانهمك
انهماكا بينا في القراءات فنهاه عن ذلك القاضي عز الدين ابن جماعة قائلا له
أنه علم كثير التعب قليل الجدوى وأشار إليه بالإشتغال بعلم الحديث لما رأى
من قوة ذكائه وتوقد ذهنه رحلاته قام برحلة الى دمشق وسمع عن علمائها منهم تقي
الدين السبكي ومحمد ابن اسماعيل الحموي وارتحل الى حلب وحماة وسمع من جماعة من
علمائهما وإلى طرابلس وبعلبك وغزة وبيت المقدس ومكة والمدينة شرفهما الله
وسمع عن عدد كبير من علماء هذه البلدان التي جال فيها ومن وقت أن ارتحل إلى
الشام في سنة أربع وخمسين وسبعمائة مكث مدة لا تخلو له سنة في الغالب من
الرحلة في الحج أو طلب الحديث وفي مدة اقامته في وطنه لم يكن له هم سوى السماع
والتصنيف والإفادة فتوغل في ذلك حتى أن غالب أوقاته أو جميعها لا يصرفها في
غير
25

الإشتغال في العلوم وكان له ذكاء مفرط وسرعة حافظة من الإلمام
اربعمائة سطر في يوم واحد شيوخه أحضره أبوه الى الشيخ الشريف تقي الدين محمد بن
جعفر بن محمد بن الشيخ عبد الرحيم بن احمد بن حجون القناوي الشافعي شيخ خانقاه
رسلان بمنشية المهراني على شاطئ النيل بمصر وسمع في سنة سبع وثلاثين من الأمير
سنجر الجاولي والقاضي تقي الدين الأخنائي المالكي وسمع من ابن شاهد الجيش وابن
عبد الهادي وحفظ القرآن وهو ابن ثمان والتنبيه وأكثر الحاوي وكان رام حفظه جميعه
في شهر فمل بعد إثني عشر يوما وعد ذلك في كرامات البرهان الرشيدي فإنه لما
استشاره فيه قال إنه غير ممكن فقال لا بد لي منه فقال افعل ما بدالك ولكنك لا
تتمه وكذا حفظ الإلمام لابن دقيق العيد ومن شيوخه أيضا الحافظ عماد الدين ابن
كثير صاحب التفسير وحمد بن موسى الشقراوي وعبد الله بن محمد بن المهندس وابن
قيم الضيائية عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي وأبو بكر بن عبد العزيز بن
احمد بن رمضان ومحمد بن محمد بن عبد الغني الحراني تلامذته انفرد الحافظ العراقي
في عصره بالإملاء فقصده لأجل ذلك ولغيره الناس
26

من أقطار العالم
الإسلامي للسماع عليه والأخذ عنه فأخذ عنه الجم الغفير والعدد الكثير حتى أن
بعض شيوخه كان يأخذ عنه فمنهم ولده قاضي القضاة أبو زرعة ولي الدين العراقي
ومنهم الحافظ الإمام احمد بن علي بن حجر العسقلاني لازمه عشر سنين ومنهم الحافظ
نور الدين أبو بكر الهيثمي لازمه اكثر حياته صفاته وثناء العلماء عليه قال
الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر (275) الشيخ زين الدين العراقي حافظ العصر
ونقل السخاوي عن الحافظ ابن حجر في الضوء اللامع (175) وقال في صدر اسئلة له
سألت سيدنا وقدوتنا ومعلمنا ومفيدنا ومخرجنا شيخ الإسلام اوحد الأعلام حسنة
الأيام حافظ الوقت وقال التقي الفاسي في ذيل التقييد كان حافظا متقنا عارفا
بفنون الحديث والفقه والعربية وغير ذلك كثير الفضائل والمحاسن متواضعا ظريفا
وذكره ابن الجزري في طبقات القراء فقال حافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها
ونقل الحافظ ابن عبد الهادي عن الحافظ ابن ناصر الدين قال حافظ الوقت وقال
القاضي عز الدين بن جماعة كل من يدعي الحديث في الديار المصرية سواه فهو مدع
27

قال تلميذه الحافظ ابن حجر كان منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار
نزر الكلام طارحا للتكلف ضيق العيش شديد التوقى في الطهارة لا يعتمد إلا على
نفسه أو على الهيثمي وكان رفيقه وصهره لطيف المزاج سليم الصدر كثير الحياء قل
أن يواجه احدا بما يكرهه ولو أذاه متواضعا منجمعا حسن النادرة والفكاهة قال وقد
لازمته مدة فلم أره ترك قيام الليل بل صار له كالمألوف وإذا صلى الصبح استمر
غالبا في مجلسه مستقبل القبلة تاليا ذاكرا الى أن تطلع الشمس ويتطوع بصيام
ثلاثة أيام من كل شهر وستة شوال كثير التلاوة إذا ركب وقال ابن فهد المكي وكان
رحمه الله صالحا دينا ورعا عفيفا صينا متواضعا حسن النادرة والفاكهة وكان الإمام
جمال الدين الأسنوي وهو من شيوخه يستحسن كلامه ويصغي إليه ويقول ان ذهنه صحيح لا
يقبل الخطأ وكان يثني على فهمه ويمدحه بذلك وكان يحث الناس على الإشتغال عليه
وعلى كتابة مؤلفاته وينقل عنه في مصنفاته وقال التقى الفاسي في ذيل التقييد كان
حافظا متقنا عارفا بفنون الحديث والفقه والعربية وغير ذلك كثير الفضائل
والمحاسن متواضعا ظريفا ومسموعاته وشيوخه في غاية الكثرة وأخذ عنه علماء الديار
المصرية وغيرهم وأثنوا عليه خيرا
28

وفاته مات الشيخ رحمه الله تعالى
عقب خروجه من الحمام في ثامن شعبان وله احدى وثمانون سنة وربع سنة نظير عمر شيخ
الإسلام سراج الدين سنة ست وثمانمائة بالقاهرة ورثاه جماعة من تلامذته منهم
الحافظ ابن حجر في قصيدة أطال فيها النفس منها
مصاب لم ينفس للخناق * أصاد الدمع جار للمآقي
فيا اهل الشام ومصر فابكوا * على عبد الرحيم بن العراقي
على الحبر الذي شهدت قروم * له بالإنفراد على اتفاق
ومن فتحت له قدما علوم * غدت عن غيره ذات انغلاق
مصنفاته إخبار الأحياء بأخبار
الإحياء وهو تخريجه الكبير لإحياء علوم الدين الغزالي ذكره ابن فهد في لحظ
الألحاظ وقال إنه في أربع مجلدات المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما
في الإحياء من الأخبار اختصره من أصل كتابه الإخبار وهو مطبوع مع احياء علوم
الدين الكشف المبين عن تخريج احياء علوم الدين وهو وسط بين كتابيه اخبار
الأحياء والمغني عن حمل الأسفار إكمال شرح الترمذي لابن سيد الناس اليعمري
الدرر السنية في نظم السيرة الزكية وهن الفية في السيرة النبوية طبع في القاهرة
ثم طبع مع شرح الحافظ المناوي لها في الرياض طرح التثريب في شرح التقريب
واكمله ولده الحافظ أبو زرعة وهو مطبوع في اربعة مجلدات كبار التقييد والإيضاح
لما اطلق وأغلق في كتاب ابن الصلاح ألفية الحديث وشرحها فتح المغيث النكت
على مقدمة ابن الصلاح الأحاديث المخرجة في الصحيحين اربعون تساعية
29

اربعون عشارية اربعون بلدانية الاستعاذة بالواحد من اقامة جمعتين في مكان
واحد الفية غريب القرآن الذيل على ذيل العبر للذهني وغيرها من الكتب الكثيرة
النافعة
30

الأمالي قال صاحب كشف الظنون (161) هو جمع الإملاء وهو
أن يقعد عالم وحوله تلامذته بالمحابر والقراطيس فيتكلم العالم بما فتح الله
سبحانه وتعالى عليه من العلم ويكتبه التلامذة فيصير كتابا ويسمونه الإملاء
والأمالي وكذلك كان السلف من الفقهاء والمحدثين وأهل العربية وغيرها في علومهم
فاندرست لذهاب العلم والعلماء وإلى الله المصير وعلماء الشافعية يسمون مثله
التعليق ا ه وقال السخاوي في فتح المغيث (295) يقال أمليت الكتاب املاء
وأمللت املالا أنه وجاء القرآن بهما جميعا قال تعالى فليملل وليه فهذا من أمل
وقال تعالى فهي تملى عليه فهذا من املى فيجوز أن يكون اللغتان بمعنى واحد ويجوز
أن يكون أصل أمليت أمليت فاستثقل الجمع بين حرفين في لفظ واحد فأبدلوا احداهما
ياء وكأنه من قولهم أملى الله له أي أطال عمره فمعنى أمليت الكتاب على فلان
أطلت قرآني عليه قاله النحاس في صناعة الكتاب وهي طريقة مسلوكة في القديم
والحديث لا يقوم بها إلا أهل المعرفة وقال السيوطي في المزهر (313) جمع
املاء على غير قياس وطريقة الإملاء أعلى وظائف حفاظ الحديث وقال الكتاني في
الرسالة المستطرفة (ص 159) ومنها كتب تعرف بكتب الأمالي جمع املاء وهو من
وظائف العلماء قديما خصوصا الحفاظ من أهل الحديث في يوم من أيام الأسبوع يوم
31

الثلاثاء أو يوم الجمعة وهو المستحب كما يستحب أن يكون في المسجد
لشرفهما وطريقهم فيه أن يكتب المستملى في أول القائمة هذا مجلس املاه شيخنا
فلان بجامع كذا في يوم كذا ويذكر التاريخ ثم يورد المملي بأسانيده أحاديث وآثار
ثم يفسر غريبها ويورد من الفوائد المتعلقة بها بإسناد أو بدونه ما يختاره ويتيسر
له وقد كان هذا في الصدر الأول غالبا كثيرا ثم ماتت الحفاظ وقل الإملاء وقد شرع
الحافظ السيوطي في الإملاء بمصر سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة وجدده بعد انقطاعه
عشرين سنة من سنة مات الحافظ ابن حجر على ما قاله في المزهر قلت قال السيوطي
في تدريب الراوي (139) جرت عادتنا بتخريج الإملاء وتحريره في كراسة ثم نملي
حفظا وإذا نجز قابله المملى معنا على الأصل الذي حررناه وذلك غاية الإتقان وقد
كان الإملاء درس بعد ابن الصلاح الى اواخر ايام الحافظ ابي الفضل العراقي
فافتتحه سنة ست وتسعين وسبعمائة فأملى اربعمائة مجلس وبضعة عشر مجلسا الى سنة
موته سنة ست وثمانمائة ثم املى ولده الى أن مات سنة ثنتين وخمسين أكثر من ألف
مجلس وكسرا ثم أملى شيخ الإسلام ابن حجر الى أن مات سنة ثنتين وخمسين أكثر من
ألف مجلس ثم درس تسع عشرة سنة فافتتحته أول سنة ثنتين وسبعين فأمليت ثمانين
مجلسا ثم خمسين اخرى ا ه ثم قال الكتاني وكتبه كثيرة منها ثم عد من أملى من
الحفاظ ثم قال ولأبي الفضل زين الدين والحفاظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي
الاثري الامام الكبير حافظ العصر وصاحب المصنفات البديعة في الحديث المتوفي
سنة ست وثمانمائة وهي تنوف عن اربعمائة مجلس
32

قال تلميذه ابن حجر
شرع في املاء الحديث من سنة ست وتسعين فأحيا الله به السنة بعد أن كانت دائرة
فأملى أكثر من أربعمائة مجلس غالبها من حفظه متقنة مهذبة محررة كثيرة الفوائد
الحديثية ا ه وقال ابن فهد في لحظ الألحاظ (ص 233) في الكلام على الحافظ
العراقي رحمه الله تعالى وشرع في الإملاء من سنة خمس وتسعين الى أن مات فأملى
أولا أشياء مفرقة ثم على الأربعين للنواوي ثم على امالي الرافعي ثم شرع يملى من
تخريج المستدرك فكتب منه الى اثناء كتاب الصلاة قريبا من مجلد ثلاثمائة مجلس
ومجلس واحد وذلك من أول السادس عشر بعد المائة الى آخر السادس عشر بعد
الأربعمائة لكن الثامن بعد الأربعمائة املاه فيما يتعلق بغلاء السعر وتغيير
السكة وغير ذلك مما كان حدث وذلك في شهر ربيع اخر سنة خمس وثمانمائة
والثالث عشر بعده املاه فيما يتعلق بطول العمر وختمه بقصيدة تزيد على عشرين
بيتا منها قوله
بلغته في ذا اليوم سن الهرم * تهدم العمر كسيل العرم
والرابع
عشر والخامس عشر املاهما وهو من الأحاديث العشاريات الستين التي خرجها له
الحافظ أبو الفضل بن حجر من مسموعاته صلة للأربعين التي خرجها هو لنفسه والسادس
عشر فيما يتعلق بالاستسقاء ختمه بقصيدة أولها
اقول لمن يشكو توقف نيلنا * سل الله يمدده بفضل وتأييد
33

وآخرها
وأنت فغفار الذنوب وساتر ال‍ * - عيوب وكشاف الكروب إذا نودي
وفي أثناء ذلك استسقى به أهل
الديار المصرية فصلى بهم وخطبهم بخطبة بليغة ضمنها أحاديث المجلس المذكور
وغيرها فرأوا البركة بعد ذلك من تراجع الأشياء بعد اشتدادها ولم تطل حياته بعد
ذلك ا ه
34

توثيق النص بمراجعة بسيطة لأرقام أي المجالس المحققة مع ما
ذكر من ارقام المجالس التي املاها العراقي رحمه الله من تخريج المستدرك
وتواريخ تلك المجالس نجد أنها داخلة ضمن مجالس الحافظ العراقي أهمية الأمالي
تعتبر أعلى مراتب الرواية وأجل وظائف الحفاظ وقد نص على ذلك العديد من
الحفاظ منهم الحافظ العراقي نفسه فقال في ألفيته (ص 288)
وأعقد للأملا مجلسا فذاك من * أرفع الاسماع والأخذ ثم إن
تكثر جموع فاتخذ مستمليا * ومحصلا ذا يقظة مستويا
بعال أو فقائما يتبع ما * يسمعه مبلغا أو مفهما
وقال رحمه الله في شرحها يستحب للمحدث العارف أي يعقد مجلسا لاملاء الحديث
فإنه من اعلى مراتب الإسماع والتحمل فإن كثر الجمع فليتخذ مستمليا يبغ عنه فقد
فعل ذلك مالك وشعبة ووكيع وأبو عاصم ويزيد بن هارون في عدد كبير من الحفاظ
والمحدثين فإن تكاثر الجمع بحيث لا يكتفي بمستمل واحد اتخذ مستملين فأكثر وليكن
المستملي محصلا متيقظا فهما لا كمستملي يزيد بن هارون حيث سئل يزيد بن هارون عن
حديث فقال حدثنا به عدة فصاح المستملي يا ابا خالد عدة بن من
35

فقال له
عدة بن فقدتك وليكن المستملي على موضع مرتفع من كرسي أو نحوه وإلا فقائما على
قدميه ليكون أبلغ للسامعين وقال الخطيب البغدادي في الجامع (255) يستحب عقد
المجالس لاملاء الحديث لأن ذلك أعلى مراتب الراوين ومن أحسن مذاهب المحدثين
مع ما فيه من جمال الدين والإقتداء بسنن السلف الصالحين ا ه قال الحافظ السلفي
واظب على كتب الأمالي جاهدا * من ألسن الحفاظ والفضلا
فأجل أنواع العلوم بأسرها * ما يكتب الإنسان في الإملا
قال الخليفة المأمون أمير المؤمنين ما
أشتهي من لذات الدنيا الا أن يجتمع أصحاب الحديث عندي ومجئ المستملي فيقول
من ذكرت اصلحك الله
36

فائدة قال النووي في التقريب يستحب للمحدث
العارف عقد مجلس لإملاء الحديث فإنه أعلى مراتب الرواية وقال السيوطي في
شرحها (132 و 133) يستحب للمحدث العارف عقد مجلس لاملاء الحديث فإنه
أعلى مراتب الرواية والسماع وفيه احسن وجوه التحمل وأقواها وقال ابن الصلاح في
مقدمته يستحب للمحدث العارف عقد مجلس لإملاء الحديث فإنه من أعلى مراتب
الرواية والسماع فيه احسن وجوه التحمل وأقواها قلت وكتب الأمالي في الحديث
كثيرة فمنها أمالي ابن حجر أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الحافظ المتوفي سنة 852
اكثرها حديث املاه بمدينة حلب امالي ابن شمعون هو أبو الحسين محمد بن احمد
املاه في الحديث ورتب على اجزاء امالي ابن عساكر في الحديث وهو أبو القاسم
علي بن الحسين ابن هبة الله الدمشقي صاحب التاريخ الكبير المتوفي سنة 571 امالي
ابي بكر يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس القاضي في الحديث امالي ابي جعفر
محمد بن القاسم البختري في الحديث
37

أمالي أبي طاهر محمد بن محمد بن
مخمش الزيادي في الحديث أمالي ابي طاهر المخلص في الحديث امالي ابي عبد الله
حسين بن هارون بن جعفر الضبي في الحديث أمالي ابي عثمان اسماعيل بن محمد بن
احمد الأصفهاني الحافظ امالي ابي الفضل محمد بن ناصر السلامي وهي في الحديث
أيضا امالي ابي القاسم ابن بشران وهي في الحديث أمالي ابي القاسم عبيد الله بن
محمد بن إسحاق بن حبابة البزار في الحديث ايضا امالي الجوهري في الحديث وهو
أبو محمد الحسن بن علي الحافظ أمالي الزعفراني في الحديث هو الإمام أبو عبد
الله حسن بن احمد قال الذهبي رأيت مجلدا من أماليه من سنة (607) وسنة (589)
الآمالي الشارحة على مفردات الفاتحة للإمام ابي القاسم عبد الكريم ابن محمد
الرافعي الشافعي المتوفي (623) وهي ثلاثون مجلسا املاها احاديث بأسانيدها عن
أشياخه على سورة الفاتحة وتكلم عليها أمالي القاضي المارستاني في الحديث هو أبو
بكر محمد بن عبد الباقي أمالي القضاعي في الحديث هو أبو عبد الله محمد بن سلامة
الشافعي المتوفي سنة (454) أمالي المنذري في الحديث أمالي نظام الملك في
الحديث هو أبو علي الحسين بن علي بن اسحاق أمالي النقاش في الحديث هو أبو
سعيد أمالي ولي الدين ابي زرعة احمد بن عبد الرحيم العراقي الحافظ المتوفي سنة (
826)
38

فوائد الإملاء قال السخاوي ومن فوائد اعنتاء ثنا الراوي بطرق
الحديث وشواهده ومتابعه وعاضده بحيث بها يتقوى ويثبت لأجلها حكمه بالصحة أو
غيرها ولا ينزوي ويترتب عليها إظهار الخفي من العلل ويهذب اللفظ من الخطأ
والزلل ويتضح ما لعله يكون غامضا في بعض الروايات ويفصح بتعيين ما ابهم أو
اهمل أو ادرج فيصير من الجليات وحرصه على ضبط غريب المتن والسند وفحصه عن
المعاني التي فيها نشاط النفس ويبعد السماع فيها عن الخطأ والتصحيف الذي قل أن
يعرى عنه لبيب أو حصيف وزيادة التفهم والتفهيم لكل من حضر من اجل تكرر
المراجعة في تضاعيف الاملاء والكتابة والمقابلة على الوجه المعتبر وحوز فضيلتي
التبليغ والكتابة والفرز بغير ذلك من الفوائد المستطابة كما قرره الرافعي وبينه
ونشره وعينه ا ه الأصل المعتمد للتحقيق أبرزت هذه الطبعة إعتمادا على نسخة
مصورة لمخطوطة به ليدن وهي مكتوبة بخط الحافظ اللبودي بخط واضح جميل وهي عبارة
عن سبعة مجالس في الحديث من أمالي الحافظ العراقي ويوجد نسخة من المجالس
السبعة مخطوطة في مكتبة البلدية في الإسكندرية رقم (2436) أشار إليها الشيخ
صبحي البدري السامرائي أثناء تخرجه لأحاديث مختصر المنهاج في اصول الفقه للحافظ
العراقي
39

عمل فصل مفيد ضمن المقدمة في شرف الحديث وأهله والتعريف
بالأمالي هذا وآدابها وأهميتها وفوائدها وتوثيق الأصل المعتمد عمل ترجمة لكاتب
المخطوطة الحافظ ابن اللبودي وعمل ترجمة مستوفية إن شاء الله للحافظ العراقي
تحقيق النصوص الواردة في متن الأمالي وتصحيح الأخطاء وإحالة كل قول إلى مصدره
وتخريج الأحاديث وبيان درجاتها من الصحة أو الحسن أو الضعف
40

بسم الله
الرحمن الرحيم وبه أثق المجلس الأول أخبرنا الشيخ العلامة القدوة شمس الدين
أبو عبد الله محمد ابن عبد الرزاق بن عبد القادر الأريحي الشافعي قراءة على وأنا
أسمع قال ثنا الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم ابن الحسين عبد الرحمن
العراقي املاء يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وثمانمائة
بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة المعزية قال وأختلف على المعتمر بن سليمان وعلى
محمد بن أبي السري في إسناد الحديث المتقدم ومتنه وقيل عن ابن ابي السري
وإبراهيم بن محمد الذراع عن المعتمر عن أبيه عن أنس في الجهر بها كما تقدم
45

وقيل عن ابن أبي السري عن المعتمر عن أبيه عن الحسن عن أنس في الإسرار
بها وقيل عن ابن ابي السري عن اسماعيل بن ابي اويس عن مالك عن حميد عن أنس في
الجهر بها وقيل عن المعتمر عن حماد بن ابي سليمان عن ابي خالد عن ابن عباس في
الجهر بها أخبرنا الإمام أبو محمد عبد القادر بن محمد بن محمد القرشي رحمه الله
أنا محمد بن عبد الحميد المهلبي وعبد الله ابن علي الصنهاجي قالا أنا اسمعيل بن
عبد القوي بن ابي العز ابن عزون
46

وأخبرنا عاليا محمد بن محمد بن
ابراهيم الميدومي مشافهة عن ابن عزون قال أتنا فاطمة بنت سعد الخير أتنا فاطمة
بنت عبد الله الجوزدانية أنا أبو بكر بن ريدة أنا أبو القاسم الطبراني ثنا عبد
الله بن وهيب الغزي ثنا محمد بن ابي السري ثنا معتمر بن سليمان عن ابيه عن
الحسن عن انس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسر ببسم الله
الرحمن الرحيم وأبو بكر وعمر
47

ورجاله ثقات وهو دال على انقطاع رواية
سليمان التيمي عن أنس وأما رواية المعتمر عن حماد بن أبي سليمان
48

فأخبرني بها أبو الفضل محمد بن اسمعيل بن عمر بن الحموي رحمه الله بقراءتي
عليه بجامع دمشق عمرها الله أنا علي بن احمد بن البخاري أنا منصور بن عبد المنعم
في كتابه أنا محمد بن اسمعيل الفارسي أنا الحافظ أبو بكر احمد بن الحسين البيهقي
أنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو احمد الحسين ابن علي التميمي أنا أبو العباس احمد
بن محمد بن الحسين الماسرجسي ثنا اسحق بن ابرهيم الحنظلي ثنا المعتمر بن سليمان
قال سمعت اسمعيل بن حماد بن ابي سليمان يحدث عن ابي خالد عن ابن عباس رضي
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في
الصلاة يعني كان يجهر بها ورواه يحيى بن معين عن المعتمر عن اسمعيل بن حماد بن
49

أبي سليمان عن ابي خالد عن ابن عباس رواه البيهقي أيضا ويحتمل أن هذا
ليس اختلافا على المعتمر وإنما كان عنده حديث آخر من حديث ابن عباس في ذلك
ثم روى الحاكم بالإسناد المتقدم إليه قال حدثني أبو بكر مكي بن احمد البردعي ثنا
أبو الفضل العباس بن عمران القاضي ثنا أبو جابر سيف بن عمرو ثنا محمد بن ابي
السري ثنا اسمعيل بن ابي أويس ثنا مالك عن حميد عن انس رضي الله عنه قال
51

صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف ابي بكر وخلف عمر وخلف
عثمان وخلف علي فكلهم كانوا يجهرون بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم قال الحاكم
إنما ذكرت هذا الحديث شاهدا لما تقدمه خالف في هذه الأخبار التي ذكرناها
معارضة لحديث قتادة الذي يرويه أئمتنا عنه قلت وقد انكر الحافظ أبو عبد الله
الذهبي في مختصر المستدرك اخراجه لهذا الطريق الأخير فقال أما استحى المؤلف أن
يورد هذا الموضوع فأشهد بالله ولله بأنه كذب قلت لم يبين الذهبي مستنده في أنه
موضوع كذب فإن
52

كان لمخالفته لرواية الموطأ عن حميد عن أنس قال
53

صليت وراء ابي بكر وعمر وعثمان فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
وعلى تقدير كونه مردودا فنهاية ما يمكن أن يقال أنه شاذ ولا يلزم بالشذوذ الحكم
بأنه كذب موضوع وقد أعل الشافعي رواية حميد هذه بأنه قد خالف مالكا فيها سبعة
أو ثمانية لقيهم هو يعني منهم سفيان بن عيينة والدراوردي والثقفي قال والعدد
الكثير أولى بالحفظ من واحد انتهى
54

واسمعيل بن ابي اويس احتح به
الشيخان ولكن فيه تغفل قال احمد لا بأس به وقال ابن معين صدوق ضعيف العقل وقال
أبو حاتم محله الصدق مغفل وقد قال الحافظ شمس الدين ابن عبد الهادي في تنقيح
التحقيق وقد قيل أن الحديث صحيح ثابت عن مالك لكن سقط منه لفظ لا ثم قال
الحاكم وقد بقي في الباب عن أمير
56

المؤمنين عثمان وعلي وطلحة بن عبيد
الله وجابر وعبد الله ابن عمر والحكم بن عمر الثمالي والنعمان بن بشير وسمرة بن
جندب وعائشة كلها مخرجة عندي في الباب قلت الذي صح من حديث هؤلاء العشرة على
وسمرة فحديث علي رواه الدارقطني وقال هذا اسناد علوي لا باس به وحديث سمرة
رواه الدارقطني والبيهقي وقالا أن رواته كلهم ثقات وقد صحح علي بن المديني سماع
الحسن من سمرة
57

آخر المجلس (25)
60

المجلس الثاني وأخبرنا
الشيخ شمس الدين الأريحي قال ثنا الحافظ أبو الفضل العراقي املاء يوم الثلاثاء
تاسع عشر جمادى الآخرة سنة اربع وثمانمائة بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة المعزية
قال أخبرني أبو عبد الله محمد بن اسمعيل عن ابراهيم الدمشقي رحمه الله بقراءتي
عليه بها اخبرني المسلم بن محمد أنا حنبل أنا هبة الله بن محمد الشيباني أنا
الحسن بن علي التميمي أنا احمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن احمد حدثني ابي
ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن نافع بن جبير بن
مطعم عن أبيه رضي الله عنه
61

ح وبه قال احمد ثنا يحيى بن سعيد عن مسعر
حدثني عمرو بن مرة عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابيه قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول في صلاة التطوع الله اكبر كبيرا ثلاث مرات والحمد لله
كثيرا ثلاث مرات الحديث
62

ح وبه قال أحمد ثنا عبد الله بن محمد يعني
ابن ابي شيبة قال عبد الله بن احمد وسمعته من عبد الله بن محمد قال ثنا عبد الله
ابن إدريس عن حصين عن عمرو بن مرة عن عباد بن عاصم عن نافع بن جبير عن ابيه
وفيه أن ذلك في صلاة الصبح ح وأخبرني عاليا الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله ابن
محمد بن ابراهيم بن نصر المقدسي رحمه الله بقراءتي
63

عليه بصالحية دمشق
أنا علي بن احمد بن البخاري ثنا محمد ابن ابي زيد الكراني أنا محمود بن اسمعيل
الصيرفي أنا أبو الحسين بن فإذ شاه أنا أبو القاسم الطبراني ثنا أبو مسلم الكشي
ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم رجل من عنزة عن نافع
بن جبير بن مطعم عن ابيه رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل في صلاته فقال الله أكبر كبيرا ثلاث مرات والحمد لله كثيرا ثلاث مرات
اللهم اني اعوذ بك من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه
64

وهمزة قال في
معجمه الكبير ونفثه الشعر وهمزه الموتة واللفظ للطبراني هذا حديث حسن مشهور من
رواية عمرو بن مرة اخرجه أبو داود عن عمرو بن مرزوق عن شعبة وعن مسدد عن يحيى
ابن سعيد وأخرجه ابن ماجه عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر فوقع لنا بدلا لهما
وعاليا بالنسبة لراوية أبي دواد الثانية وعاليا من طريقنا الثاني بالنسبة لرواية
ابن ماجه
67

ورواه ابن حبان في صحيحه ورواه الحاكم من ثلاث طرق احدها عن
القطيعي فوقع لنا موافقة له عالية بطريقنا
68

الأول وعاليا بدرجتين من
طريقا الثاني ورواه أيضا من رواية وهب بن جرير وآدم بن أبي إياس كلاهما عن
شعبة وقال وفي حديث وهب بن جرير عن نافع بن جبير بن مطعم وقال هذا حديث صحيح
الإسناد ولم يخرجاه قلت وأورد البخاري في تاريخه في ترجمة عاصم بن عمير العنزي
طرق هذا الحديث وذكر الإختلاف فيه على عمرو ابن مرة في اسم الرجل العنزي فقال
شعبة عاصم العنزي وقال حصين عباد بن عاصم وقال أبو عوانة عن حصين عمار بن عاصم
قال ولا يصح وذكره أيضا في ترجمة عبد الرحمن بن عاصم سمع ما في ترجمته بنحوه كذا
ذكر أبو بكر البزار الإختلاف المذكور في اسمه قال والرجل ليس بمعروف وقال أبو
بكر بن المنذر عباد بن عاصم وعاصم العنزي مجهولان لا يدري من هما وذكره
69

الدارقطني في العلل أبسط من ذلك وأن بعضهم أسقط الرجل من الإسناد قال
والصواب قول من قال عن عاصم العنزي عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم وأما ابن حبان فذكر عاصما العنزي في الثقات وروى له هذا
الحديث في صحيحه ووهم ابن عساكر في الأطراف فجعله من رواية محمد بن جيبر بن
مطعم عن ابيه وما ذكر في آخر الحديث في تفسير نفخه ونفثه وهمزه هو مدرج فيه وهو
من قول عمرو بن مرة كما هو مصرح به في مسند البزار من رواية شعبة وحصين وفي سنن
البيهقي من رواية ابي الوليد الطيالسي عن شعبة والله أعلم آخر المجلس الحادي
والثمانين بعد الثلثمائة من الأمالي وهو 65 بعد 2 من المستخرج على المستدرك
70

المجلس الثالث وأخبرنا الشيخ شمس الدين الأريحي أعاد الله من بركته قال
ثنا الحافظ أبو الفضل العراقي املاء يوم الثلاثاء سادس وعشرين جمادى الآخرة سنة
اربع وثمانمائة بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة قال أخبرني أبو الفتح محمد بن محمد
بن ابراهيم الميدومي رحمه الله بقراءتي عليه أنا عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي
أنا عمر بن محمد بن معمر أنا ابراهيم بن محمد بن منصور أنا الحافظ أبو بكر احمد
بن علي الخطيب أنا القاسم بن جعفر أنا محمد بن احمد بن عمرو اللؤلؤي ثنا الإمام
أبو داود سليمان ابن الأشعث ثنا حسين بن عيسى وأخبرني عاليا محمد بن اسمعيل بن
عمر بن الحموي رحمه الله بقراءتي عليه بجامع دمشق أنا علي بن احمد ابن البخاري
أنا عبد الله بن عمر الصفار في كتابه أنا زاهر بن طاهر أنا الحافظ أبو بكر احمد
بن الحسين البيهقي
71

أنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد
بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري قالا ثنا طلق بن غنام ثنا عبد السلام بن
حرب الملائي عن بديل بن ميسرة عن ابي الجوزاء عن عائشة رضي الله عنها قالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك
وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك هذا حديث رجاله ثقات اخرجه أبو داود
هكذا
72

وقال هذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب لم يروه
إلا طلق بن غنام قال وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئا من
هذا وقال الحاكم هذا
73

حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال وله
شاهد من حديث حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها أخبرني محمد بن
اسمعيل بن ابراهيم الدمشقي رحمه الله بقراءتي عليه بها أنا المسلم بن محمد أنا
حنبل أنا ابن الحصين أنا أبو علي ابن المذهب أنا احمد بن جعفر القطيعي
74

ثنا عبد الله بن احمد حدثني ابي ثنا أبو معاوية ثنا حارثة بن محمد عن عمرة عن
عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة
رفع يديه حذو منكبيه فيكبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى
جدك ولا اله غيرك هذا حديث فيه ضعف اخرجه الترمذي عن الحسن بن عرفة ويحيى بن
موسى وابن ماجه عن علي بن محمد الطنافسي وعبد الله بن عمران اربعتهم عن ابي
معاوية فوقع لنا بدلا لهما عاليا
75

قال الترمذي لا نعرفه إلا من هذا
الوجه وحارثة بن
76

محمد قد تكلم فيه من قبل حفظه ولم يسق الحاكم اسناد
هذا الشاهد وقال بعد ذكر متنه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه قال وكان مالك
بن انس رحمه الله لا يرضى حارثة بن محمد وقد رضيه اقرانه من الأئمة قال ولا
احفظ في قوله صلى الله عليه وسلم عند افتتاح الصلاة سبحانك اللهم وبحمدك أصح
من هذين الحديثين قلت حارثة هذا متفق على ضعفه احمد وابن معين والبخاري وابو
زرعة وأبو حاتم وابن المديني والنسائي وابن عدي والدارقطني والبيهقي وقول الحاكم
أنه رضيه اقران مالك من الأئمة فيه نظر من حيث إنه لم يرو عنه احد من الأئمة
الذين لا يروون إلا عن الثقات كمالك وإنما روى عنه من الأئمة سفيان الثوري وهو
يروي عن الثقات والضعفاء وقد اعترض الحافظ أبو الحجاج المزي على قول الترمذي
لا نعرفه إلا من هذا الوجه بأن الطبراني رواه من رواية عطاء بن ابي رباح عن
عائشة رضي الله عنها وهو كما ذكر رويناه في الدعاء
77

للطبراني وفي سنن
الدارقطني من رواية سهل بن عامر
78

البجلي عن مالك بن مغول عن عطاء لكن
سهل بن عامر كذبه أبو حاتم وقال البخاري منكر الحديث ثم قال الحاكم وقد صحت
الرواية فيه عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كان يقوله اخبرني
الأمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن ابي بكر الأموي رحمه الله أنا احمد بن علي
بن الزبير أنا الإمام أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح أنا منصور بن عبد
المنعم وأخبرني عاليا محمد بن اسمعيل بن عمر بن الحموي بقراءتي أنا علي بن احمد
بن البخاري عن منصور أنا محمد بن اسمعيل الفارسي أنا الحافظ أبو بكر احمد ابن
الحسين البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا
الحسن بن مكرم
79

ثنا يزيد يعني ابن هرون أنا شعبة عن الحكم عن ابراهيم
عن الأسود أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين افتتح الصلاة كبر ثم قال سبحانك
اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وهو عند مسلم من رواية
عبدة بن ابي لبابة عن
80

عمر ولم يسمع منه وعزاه ابن العربي في العارضة
للصحيحين وليس عند البخاري ورواه الحاكم من رواية الأعمش عن ابراهيم قال وقد
اسند هذ الحديث عن عمر ولا يصح قلت رواه الدارقطني في سننه من رواية عبد
الرحمن بن عمر بن شيبة عن ابيه عن نافع عن ابن عمر عن عمر مرفوعا وقال
81

رفعه هذا الشيخ عن ابيه والمحفوظ عن عمر من قوله قال ابن الجوزي في التحقيق
عبد الرحمن ثقة قد اخرج عنه البخاري في صحيحه قلت كلا لم يرو عنه البخاري في
صحيحه بل هو مجهول والله أعلم آخر المجلس 82 بعد 3 وهو 66 بعد 2 من المستخرج
على المستدرك
82

المجلس الرابع وأخبرنا الشيخ شمس الدين الأريحي قال
ثنا الحافظ أبو الفضل العراقي يوم الثلاثاء رابع رجب سنة أربع وثمانمائة
بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة المحروسة قال ذكر الحاكم رحمه الله تعالى حديث ابي
هريرة رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فلما سلم
نادى رجلا كان في آخر الصفوف فقال يا فلان ألا تتقي الله الا تنظر كيف تصلي
الحديث من رواية محمد بن اسحق ثنا سعيد عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه وقال
صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة قلت بل قد خرجه مسلم من رواية
الوليد بن كثير قال حدثني سعيد بن ابي سعيد المقبري مع خلف في بعض ألفاظه
وليس
83

في رواية الحاكم زيادة الا قوله ان احدكم إذا قام يصلي انما
يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه وهذه الزيادة عند البخاري من رواية معمر عن
همام عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قام احدكم
الى الصلاة فلا يبصق امامه فإنما يناجي الله عز وجل ما دام في مصلاه الحديث فلا
حاجه لاستدراكه
84

أخبرني أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد بن ابي الحرم
القلانسي رحمه الله بقراءتي عليه وسماعا عليه عودا على بدء أنا احمد بن اسحق
الأبرقوهي أنا الحسن بن علي الأسدي أنا جدي الحسين بن الحسن الأسدي أنا سهل بن
بشر الإسفراييني أنا عبد الوهاب بن الحسن بن عمر بن برهان أنا اسحق بن سعد بن
الحسن بن سفيان النسوي أنا جدي ثنا حبان بن موسى أنا عبد الله بن المبارك عن
يونس عن الزهري سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث يحدثنا في مجلس ابن المسيب
وابن المسيب جالس أنه سمع أبا ذر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يزال الله عز وجل مقبلا على العبد ما لم يلتفت فإذا صرف وجهه
انصرف عنه هذا حديث حسن اخرجه النسائي عن سويد بن نصر عن
85

ابن
المبارك فوقع لنا بدلا له واخرجه أبو داود عن احمد بن صالح عن ابن وهب عن
يونس ورواه الحاكم من رواية الليث ابن سعد عن يونس وقال هذا حديث صحيح
الإسناد ولم
86

يخرجاه وأبو الأحوص هذا مولى بني ليث تابعي من أهل
المدينة وثقة الزهري وروى عنه وجرت بينه وبين سعد بن ابراهيم مناظرة في معناه
قلت قال فيه ابن معين ليس بشئ وقال النسائي في الكنى لم نقف على اسمه ولا
نعرفه ولا نعلم أن احدا روى عنه غير ابن شهاب الزهري وقال أبو احمد الحاكم ليس
87

بالمتين عندهم وقال ابن القطان لا يعرف له حال ولا قضى له بالثقة قول
الزهري سمعت أبا الأحوص في مجلس سعيد بن المسيب وذكره ابن حبان في الثقات
وأما المناظرة التي وقعت بين الزهري وبين سعد بن ابراهيم فذكرها الحميدي عن ابن
عيينة أن سعد بن ابراهيم قال للزهري من أبو الأحوص كالمغضب حين حدث عن رجل
مجهول فقال الزهري أما تعرف الشيخ مولى بني غفار المدني كان يصلي في الروضة
الذي وجعل يصف له وسعد لا يعرفه أخبرنا الإمام أبو محمد عبد القادر بن محمد
القرشي رحمه الله تعالى أنا محمد بن عبد الحميد المهلبي أنا اسمعيل بن عبد القوي
ح واخبرنا عاليا محمد بن محمد بن ابراهيم الميدومي مشافهة عن اسماعيل بن عبد
القوي أنا فاطمة بنت سعد الخير أنا فاطمة الجوزدانية أنا أبو بكر بن ريذة أنا
أبو القاسم الطبراني ثنا محمد بن عبدة المصيصي ثنا أبو توبة
88

الربيع بن
نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن ابي سلام حدثني الحارث الأشعري رضي
الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس
كلمات يعمل بهن ويأمر بني اسرائيل ان يعملوا بهن فوعظ الناس ثم قال وإن الله
عز وجل امركم بالصلاة فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا فإن الله عز وجل ينصب وجهه
لوجه عبده إذا قام يصلي فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو يصرف
89

هذا حديث صحيح أخرجه الترمذي عن محمد بن اسمعيل البخاري عن موسى بن اسماعيل
عن أبان بن يزيد عن يحيى بن ابي كثير عن زيد بن سلام فوقع لنا عاليا بدرجتين من
الطريق الأول وعاليا من طريقنا الثاني بثلاث درجات قال الترمذي هذا حديث حسن
صحيح غريب قال محمد بن اسمعيل الحارث الأشعري له صحبة وله غير هذا الحديث
ورواه الحاكم عن ابي النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه عن عثمان بن سعيد
الدارمي عن أبي توبة فوقع لنا عاليا من الطريق الثاني وقال قد احتج الشيخان
برواة هذا الحديث عن آخرهم ولم نجد
91

للحارث الأشعري راويا غير ممطور
ابي سلام فتركاه قال والحديث على شرط الائمة صحيح محفوظ قلت إن كان الحارث
الأشعري هو أبو مالك الأشعري كما فعل الطبراني في المعجم الكبير فقد روي عنه
جماعة كثيرون واخرج له مسلم وكذا البخاري في المتن
92

الذي قال فيه قال
هشام بن عمار فذكر حديث المعازف
آخر المجلس 83 بعد 3 وهو 67 بعد 2 من
المستخرج على المستدرك
93

المجلس الخامس وأخبرنا الشيخ شمس الدين
الأريحي قال ثنا الحافظ أبو الفضل العراقي املاء يوم الثلاثاء الحادي عشر من
رجب سنة اربع وثمانمائة بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة قال أخبرني أبو عبد الله
محمد بن محمد بن ابي الفضل ابن ابي القاسم الربعي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه
أنا عبد الله بن غلام الله بن اسمعيل بن الشمعة أنا عبد العزيز بن احمد بن عمر
بن باقا أنا أبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي أنا عبد الرحمن بن حمد الدوني أنا
احمد بن الحسين الكسار أنا احمد بن محمد بن اسحاق السني أنا أبو عبد الرحمن احمد
ابن شعيب أنا الحسين بن حريث ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن ابي
هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يلتفت في صلاته
95

يمينا وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره
هذا حديث حسن اخرجه الترمذي عن محمود بن غيلان عن الفضل بن موسى السيناني بلفظ
كان يلحظ في الصلاة الحديث وقال هذا حديث غريب وقد خالف وكيع الفضل بن موسى
في روايته ثم رواه عن محمود بن غيلان عن وكيع عن عبد الله
96

ابن سعيد بن
ابي هند عن بعض اصحاب عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلحظ في الصلاة
قال فذكر نحوه ولم يقل فيه عن عكرمة فهو معضل واخرجه أبو داود في رواية ابي
الطيب بن الأشناني عن ابي داود عن احمد بن محمد بن ثابت المروزي عن الفضل بن
موسى فيما ذكره المزي في الأطراف وليس في رواية اللؤلؤي ولا رواية ابن داسة
ورواه أيضا في رواية ابن الأشناني عن هناد عن وكيع عن عبد الله ابن سعيد عن رجل
عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا قال وهذا أصح ورواه ابن حبان في
صحيحه عن محمد ابن إسحاق بن خزيمة عن الحسين بن حريث فوقع لنا بدلا له عاليا
ورواه الحاكم عن الحسن بن حكيم المروزي عن أبي الموجه عن يوسف بن عيسى وأبي
عمار الحسين بن حريث وقال هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه قال وقد
اتفقا على حديث عائشة رضي الله عنها أن الإلتفات
97

في الصلاة اختلاس
يختلسه الشيطان من صلاة العبد قال وهذا الإلتفات غير ذاك فإن الالتفات المباح
أن يلحظ بعينه يمينا وشمالا قال وله شاهد بإسناد صحيح أخبرنا شيخ الإسلام تقي
الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي السبكي رحمه الله مشافهة بدمشق اخبرني
اسحق بن ابي بكر بن ابراهيم الأسدي ح وأخبرني أبو الحسن علي بن عبد القادر
الهمذاني رحمه الله مشافهة أنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ قالا أنا يوسف بن
خليل الحافظ أنا محمد بن ابي زيد ابن حمد الكراني ح وأخبرنا عاليا محمد بن
ابراهيم الخزرجي اجازة معينة عن علي بن احمد بن البخاري عن الكراني أنا محمود بن
اسماعيل الصيرفي أنا أبو الحسن بن فاذشاه
99

أنا أبو القاسم الطبراني
ثنا احمد بن خالد الحلبي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد
بن سلام أنه سمع أبا سلام حدثني أبو كبشة السلولي عن سهل بن الحنظلية رضي الله
عنه أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين الحديث وفيه ثم قال
من يحرسنا الليلة فقال أنس بن ابي مرثد الغنوي أنا يا رسول الله قال اركب
فركب فرسا فجاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم استقبل هذا الشعب حتى تكون في اعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة فلما
اصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مصلاه فركع ركعتين ثم قال هل
احسستم فارسكم فقال رجل يا رسول الله ما حسسناه فثوب بالصلاة فجعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة يلتفت الى الشعب حتى إذا قضى صلاته قال
أبشروا فقد جاء فارسكم فجعلنا ننظر الى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى
وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اني قد انطلقت حتى كنت في اعلا
هذا الشعب حيث امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اصبحت طلعت الشعبين
كليهما فنظرت فلم أر أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت فقال لا إلا
مصليا أو قاضيا حاجة فقال له رسول
100

الله صلى الله عليه وسلم قد اوجبت
فلا عليك أن لا تعمل بعدها هذا حديث صحيح اخرجه أبو داود في الجهاد بطوله عن
ابي توبة وفي الصلاة مقتصرا على التفاته الى الشعب فوقع لنا موافقة له وعاليا
من طريقنا الأخير وأخرجه النسائي في السير
101

عن محمد بن يحيى بن محمد
بن كثير الحراني عن ابي توبة فوقع لنا بدلا له عاليا بدرجتين من طريقنا الأخير
ورواه الحاكم عن ابي جعفر احمد بن عبيد بن ابراهيم الحافظ عن ابراهيم بن الحسين
عن ابي توبة فوقع لنا عاليا من طريقنا الأخير وأبو كبشة السلولي قال فيه عبد
الحق أنه مجهول واخطأ في ذلك بل هو ثقة معروف وثقة العجلي وابن حبان واحتج بن
البخاري وروي عنه جماعة وذكر الحاكم في المدخل أن اسمه البراء بن قيس وخطأه عند
الغثي الأزدي في ذلك وقال أن البراء بن قيس كنيته أبو كيسة بالياء المثناة من
تحت والسين المهملة وأما أبو كبشة السلولي فإنه لا يسمى كما قال أبو حاتم
والبخاري ومسلم وما قاله عبد الغني في كنية البراء أنها بالياء المثناة من تحت
السين المهملة جزم الدارقطني وابن ما كولا بخلافه فقالا أن كنية ابي كبشة
بالموحدة والمعجمة والله اعلم
102

آخر المجلس 84 بعد 3 من الأمالي وهو
68 بعد 2 من المستخرج على المستدرك
103

المجلس السادس وأخبرنا الشيخ
شمس الدين الأريحي أعاد الله من بركته قال ثنا الحافظ أبو الفضل العراقي يوم
الثلاثاء 2 شعبان سنة 804 بالمدرسة الفاضلية بالقاهرة قال أخبرني أبو العباس
احمد بن محمد بن ابي الكراني العطار رحمه الله بقراءتي عليه أنا عبد المؤمن بن
خلف الحافظ أنا يوسف بن خليل الحافظ أنا ناصر بن محمد الويري أنا اسمعيل بن
الفضل الإخشيد أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم ح وأخبرنا عالبا محمد بن ابراهيم بن
محمد الخزرجي اجازة معينة عن علي بن احمد بن البخاري أنا عبد الله بن عمر الصفار
في كتابه أنا الفضل بن محمد الأبيوردي أنا محمد بن محمد بن احمد النوقاني قالا
أنا الحافظ أبو الحسن علي ابن عمر الدارقطني ثنا محمد بن مخلد حدثني ابراهيم بن
محمد بن مروان
104

العتيق ثنا اسحق بن سليمان الرازي عن معاوية بن يحيى
عن اسحق بن عبد الله بن ابي فروة عن عبد الله بن عمرو بن الحارث عن محمود بن
الربيع الأنصاري قال قام الى جنبي عبادة بن الصامت فقرأ مع الإمام وهو يقرأ
قلت له يا ابا الوليد تقرأ وتسمع وهو يجهر بالقراءة قال نعم إنا قرأنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فغلط رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سبح فقال لنا حين
انصرف هل قرأ معي أحد قلنا نعم قال قد عجبت قلت من هذا الذي ينازعني القرآن
إذا قرأ الإمام فلا تقرءوا معه إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها وبه
قال الدارقطني ابن ابي فروة ضعيف رواه الحاكم عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب
عن اسحق بن احمد بن مهران عن اسحق بن سليمان الرازي اورده
105

في احاديث
شواهد لحديث عبادة بن الصامت وقال أن
106

أسانيدها مستقيمة وقال هذا
متابع لمكحول في رواية اسحق ابن ابي فروة فإني ذكرته شاهدا واعترض عليه الذهبي
في مختصر المستدرك بقوله ابن ابي فروة هالك أخبرني محمد بن اسمعيل بن ابراهيم
بن سالم الدمشقي رحمه الله تعالى بقراءتي عليه بها أنا المسلم بن محمد القيسي
أنا حنبل المكبر أنا هبة الله بن محمد الشيباني أنا الحسن بن علي التميمي أنا
احمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن احمد حدثني ابي ثنا يحيى بن سعيد عن جعفر
بن ميمون عن ابي عثمان النهدي عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمره أن يخرج فينادي لاصلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد
108

هذا حديث صحيح أو حسن أخرجه أبو داود عن محمد ابن بشار عن يحيى بن سعيد فوقع
لنا بدلا له عاليا وسكت عليه فهو عنده صالح ورواه ايضا عن ابراهيم بن موسى
الرازي عن عيسى بن يونس عن جعفر بن ميمون ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع
العاشر من القسم الثالث عن عبد الله بن محمد الأزدي عن اسحق بن ابراهيم عن عيسى
بن يونس فوقع لنا عاليا بدرجتين ورواه الدارقطني عن ابي بكر النيسابوري عن عبد
الرحمن بن بشر بن الحكم عن يحيى بن سعيد فوقع لنا عاليا ورواه الحاكم عن ابي بكر
بن اسحق الفقيه عن احمد ابن سلمة عن عبد الرحمن بن بشر فوقع لنا عاليا وقال هذا
حديث صحيح لا غبار عليه فإن جعفر بن ميمون من ثقات البصريين ويحيى بن سعيد لا
يحدث الا عن الثقات قلت اورده ابن عدي في الكامل في ترجمة جعفر بن ميمون وقال
لم أر أحاديثه منكرة وأرجو أنه لا بأس به ويكتب حديثه في الضعفاء وأعله ابن
الجوزي في التحقيق بجعفر بن
109

ميمون وحكى فيه قول ابن معين ليس بثقة
واورد النووي في الخلاصة حديثه في فصل الضعيف وقال فيه احمد والنسائي ليس
بالقوي وقال ابن معين صالح الحديث وقال أبو حاتم صالح وقال الداقطني يعتبر به
ثم قال الحاكم وقد صحت الرواية عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن ابي
طالب رضي الله عنهما أنهما كانا يأمران بالقراءة خلف الإمام فأما حديث عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فأخبرني به أبو العباس احمد بن يوسف بن احمد التاجر
بقراءتي عليه أنا عبد المؤمن بن خلف الحافظ ح وأخبرنا عاليا محمد بن ابراهيم بن
محمد المخزرجي ثم إجازة معينة بالإسناد المتقدم الى الدارقطني ثنا محمد بن
القاسم بن زكريا ثنا أبو كريب ثنا حفص ابن غياث عن ابي اسحق الشيباني عن
جواب التيمي عن يزيد بن شريك قال سألت عمر رضي الله عنه عن القراءة خلف
الامام فأمرني أن اقرأ قال قلت وإن كنت أنت قال وإن
110

كنت أنا قلت
وإن جهرت قال وإن جهرت وبه قال الدارقطني هذا اسناد صحيح رواه الحاكم عن ابي
بكر بن اسحق عن ابراهيم بن ابي طالب عن ابي كريب وزاد مع قوله ابراهيم بن محمد
بن المنتشر عن الحرث بن سويد عن يزيد بن شريك ورواه البيهقي عن الحاكم قال
البيهقي والذي يدل عليه سائر الروايات أن جوابا اخذه عن يزيد بن شريك وابراهيم
اخذه عن انحرث رسول بن سويد عن يزيد بن ابي شريك وأما حديث علي بن طالب رضي
الله عنه فأخبرني به محمد بن اسماعيل بن عمر بن الحموي رحمه الله بقراءتي عليه
بجامع دمشق أنا علي بن احمد بن البخاري أنا عبد الله بن عمر الصفار في كتابه أنا
زاهر بن طاهر أنا الحافظ أبو بكر احمد بن الحسين البيهقي أنا أبو الحسن
111

محمد بن الفضل القطان ببغداد أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن
سفين الفارسي ثنا المعلى عن يزيد بن زريع عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن ابي
رافع عن علي رضي الله عنه أنه كان يأمر أن يقرأ خلف الإمام في الظهر والعصر في
الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب قال البيهقي وكذلك رواه عبد الأعلى عن معمر
رواه الحاكم من رواية شعبة عن سفين بن حسين عن الزهري عن ابن ابي رافع عن ابيه
عن علي رضي الله عنه ولفظه في
112

الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب
وسورة وفي الأخريين بفاتحة الكتاب وقال البيهقي ان رواية معمر عن الزهري أصح من
رواية شعبة حيث قال عن ابيه عن علي قال ورواه غيره عن سفيان بن حسين نحو رواية
معمر ثم رواه من رواية يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين كذلك قال وسماع عبيد
الله بن ابي رافع من علي رضي الله عنه ثابت وكان كاتبا له
اخر المجلس 87 بعد 3
من الأمالي وهو 71 بعد 2 من المستخرج على المستدرك
113

المجلس السابع
وأخبرنا الشيخ شمس الدين الأريحي أعاد الله من بركته قال ثنا الحافظ أبو الفضل
العراقي املاء يوم الثلاثاء 16 شعبان سنة 804 بالمدرسة الفاضلية قال أخبرني محمد
بن اسماعيل بن عمر بن الحموي رحمه الله بقراءتي عليه بجامع دمشق أنا علي بن احمد
بن عبد الواحد أنا منصور بن عبد المنعم في كتابه أنا محمد بن اسماعيل الفارسي
أنا الحافظ أبو بكر احمد بن الحسين البيهقي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان
أنا القاضي أبو بكر احمد ابن محمود خرزاذ ثنا موسى بن اسحاق القاضي ثنا محرز بن
سلمة ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن ثابت البناني عن
انس بن مالك رضي الله عنه قال كان رجل من الانصار يؤمهم في مسجد قباء فكان
كلما افتتح سورة يقرأها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل هو الله احد حتى
يفرغ منها ثم يقرأ سورة اخرى معها فكان يصنع ذلك
114

في كل ركعة فكلمه
اصحابه وقالوا انك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى انها تجزئك حتى تقرأ بأخرى ولا
فإما أن تقرأها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى فقال ما أنا بتاركها إن احببتم أن
اؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرونه أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيرهم
فلما اتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبروه الخبر فقال ما يمنعك مما
يأمرك اصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة فقال يا رسول الله
إني احبها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حبها يدخلك الجنة
115

وبه قال البيهقي وأنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن
سختويه ثنا علي بن الصقر ثنا ابراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز ابن محمد الدراوردي
فذكره بمعناه هذا حديث صحيح غريب ذكره البخاري في صحيحه تعليقا فقال وقال عبيد
الله بن عمر عن ثابت عن انس رضي الله عنه وأخرجه الترمذي عن البخاري عن
اسماعيل بن ابي اويس عن عبد العزيز بن محمد وقال هذا حديث حسن صحيح غريب من
حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت واخرجه الترمذي ايضا عن ابي داود سليمان بن
الاشعث عن ابي الوليد الطيالسي عن مبارك بن فضالة عن ثابت مختصرا ورواه ابن
خزيمة في صحيحه فقال ثنا محمد بن يحيى بخبر
117

غريب قال ثنا ابراهيم بن
حمزة ورواه ابن حبان في صحيحه عن ابي يعلى عن مصعب بن عبد الله الزبيري عن
الدراوردي مختصرا ورواه الحاكم في المستدرك عن علي بن حمشاذ وهو ابن سختويه عن
علي بن الصقر وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه قال وقد احتج البخاري
أيضا مستشهدا بعبد العزيز بن محمد في مواضع من كتابه قلت إنما روى له البخاري
مقرونا بغيره فلا يقال احتج به مستشهدا وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله
عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في
صلاته فيختم بقل هو الله أحد الحديث
118

وقال ابن مندة في كتاب التوحيد
أن الرجل الذي بعث على السرية كلثوم بن زهدم قاله أبو صالح عن ابن عباس رضي
الله عنهما انتهى والصواب ابن هدم وهو شيخ بني عمرو بن عوف وعليه نزل رسول
الله صلى الله عليه وسلم بقباء والظاهر أن هذه قصة اخرى فإن هذا كان يختم بها
وذاك يفتتح بها ويحتمل انه هو فإنه كان يؤم بني عمرو بن عوف وأنه ربما قدمها
وربما اخرها
120

أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز رحمه الله
بقراءتي عليه بمنزله بدمشق أنا المسلم بن محمد أنا حنبل أنا أبو القاسم بن
الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنا أبو بكر القطيعي ثنا عبد الله بن احمد حدثني
ابي ثنا يحيى عن قدامة بن عبد الله بن جسرة أنها سمعت أبا ذر رحمة الله عليه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية ليلة يرددها
121

هذا حديث حسن اخرجه
النسائي عن نوح بن حبيب وابن ماجه عن بكر بن خلف كلاهما عن يحيى بن سعيد فوقع
لنا بدلا لهما عاليا وعينا في رواياتهما الآيه التي قام بها وهي إن تعذبهم فإنهم
عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ورواه الحاكم عن ابي بكر بن اسحق
الفقيه عن ابي المثنى عن مسدد عن يحيى بن سعيد فوقع لنا عاليا وقال هذا حديث
صحيح الإسناد ولم يخرجاه أخبرني الشيخ الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن
ابراهيم بن نصر المقدسي رحمه الله بقراءتي عليه بصالحية دمشق أنا علي بن احمد بن
البخاري أنا محمد بن ابي زيد بن حمد الكراني في كتابه وهو آخر من حدث عنه أنا
محمود بن اسماعيل الصيرفي أنا أبو الحسين بن فاذشاه أنا أبو القاسم الطبراني
125

ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا مسعر عن ابراهيم السكسكي عن ابن
ابي اوفى رضي الله عنهما قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال اني لا
استطيع أن آخذ من القرآن شيئا فعلمني شيئا يجزئني من القرآن قال تقول سبحان الله
والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله فذهب أو قام
أو نحو ذا قال هذا لله فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني
وارزقني قال مسعر وربما استفهمه بعضه من ابي خالد
126

قلت وأبو خالد هو
الدالاني الآتي ذكره هذا حديث حسن اخرجه أبو داود عن ابن ابي شيبة عن وكيع عن
سفيان الثوري عن ابي خالد الدالاني عن ابراهيم السكسكي فوقع لنا عاليا بثلاث
درجات واخرجه النسائي عن يوسف بن عيسى ومحمود بن غيلان كلاهما عن الفضل بن
موسى عن مسعر فوقع لنا عاليا بدرجتين ورواه الحاكم عن ابي عبد الله محمد بن
يعقوب الشيباني عن محمد بن عبد الوهاب الفراء عن جعفر بن عون عن مسعر ورواه
أيضا عن أبي بكر بن إسحاق الفقيه عن بشر بن موسى عن الحميدي عن سفيان بن عيينة
عن مسعر فوقع لنا عاليا بدرجة بالنسبة لطريق الحاكم الأول وعاليا بدرجتين
بالنسبة لطريقه الثاني وقال هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ورواه
الدارقطني في رواية الثوري بلفظ فما يجزئني في صلاتي
128

اخر المجلس 89
بعد 3 من الأمالي وهو 73 بعد 2 من المستخرج على المستدرك والحمد لله انهى
129