الكتاب: كنز العمال
المؤلف: المتقي الهندي
الجزء: ٤
الوفاة: ٩٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كنز العمال
في سنن الأقوال والأفعال
للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري المتوفى سنة 975
الجزء الرابع
ضبطه وفسر غريبه الشيخ بكرى حياني
صححه ووضع فهارسه ومفتاحه الشيخ صفوة السقا
مؤسسة الرسالة
1

رموز التعليق
1 - إذا وجدت أيها القارئ في نهاية التعليق رمز (ح) المراد به عمل: الشيخ حسن رزوق
2 - وإذا رأيت رمز صلى الله عليه وآله المراد به تحضير: الشيخ صفوة السقا
3 - وإذا لم تجد رمزا دليل على أنه من أصل الكتاب.
مصحح الكتاب
جميع الحقوق، محفوظة
1409 ه‍ - 1989 م
2

بسم الله الرحمن الرحيم
وفيه كتاب واحد
كتاب البيع
وفيه أربعة أبواب
الباب الأول في الكسب
وفيه أربعة فصول
3

الفصل الأول
في فضائل الكسب الحلال
9194 - أفضل الأعمال الكسب من حلال. (ابن لآل عن
أبي سعيد)
9195 - أفضل الكسب بيع مبرور، وعمل الرجل بيده
، وكل بيع مبرور بيده (حم
طب عن أبي بردة بن نيار)
9196 - أطيب الكسب عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور
(حم طب ك عن رافع بن خديج) (طب عن ابن عمر رضي الله عنهما)
9197 - قل ما يوجد في أمتي في آخر الزمان درهم حلال وأخ يوثق
به. (عد وابن عساكر عن عمر)
9198 - أمرت الرسل بأن لا تأكل إلا طيبا ولا تعمل إلا صالحا
(ك عن أم عبد الله بنت أخت شداد بن أوس).
9199 - إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف. (الحكيم طب
هب عن ابن عمر).
9200 - إن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعبا في طلب الحلال.
(فر عن علي).
4

9201 - إن موسى أجر نفسه ثماني أو عشرا على عفة فرجه
وطعام بطنه (ه عن عتبة بن الندر) (1)
9202 - أيما رجل كسب مالا حلالا فأطعم نفسه وكساها فمن
دونه منن خلق الله فإنها له زكاة، وأيما رجل مسلم لم يكن له صدقة فليقل
في دعائه، إليهم صل على محمد عبدك ورسولك، وصل على المؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها له زكاة (ع حب ك عن أبي سعيد)
9203 - طلب الحلال فريضة بعد الفريضة (طب عن
ابن مسعود
9204 - طلب الحلال واجب على كل مسلم (فر عن أنس).

1) رواه ابن ماجة في كتاب الرهون باب إجازة الأجير على طعام بطنه
وبرقم (2444).
وفي الزوائد: اسناده ضعيف لان فيه بقية بن الوليد وهو مدلس وليس
وليس له عند ابن ماجة سوى هذا الحديث وليس له شئ في الكتب
وعتبة بن الندر السلمي: سكن دمشق وتوفى سنة 84)
والندر: بضم النون والتشديد الدال المفتوحة عند الجمهور
تهذيب (7 / 102).
وما كان معزوا لأحمد فهو خطأ، وضح ذلك الحافظ ابن حجر في
الإصابة والتهذيب. ص.
5

9205 - طلب الحلال جهاد، (القضاعي عن ابن عباس) (حل عن ابن عمر).
9206 - إذا سأل أحد كم الرزق فليسأل الحلال (عد عن
أبي سعيد)
9207 - رحم الله امرءا اكتسب طيبا، وأنفق قصدا، وقدم
فضلا ليوم فقره وحاجته (ابن النجار عن عائشة)
9208 - العافية عشرة أجزاء، تسعة في طلب المعيشة، وجزء
في السائر الأشياء (فر عن أنس)
9209 - العثرة في كد حلال على عيل محجور أفضل عند الله
من ضرب بسيف حولا كاملا لا يجف دما مع إمام عادل. (ابن عساكر عن عثمان).
9210 - إن كان خرج يسعى على ولده صغار فهو في سبيل الله،
وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن
كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى
رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان. (طب عن كعب بن عجرة).

1) عيل محجور: المراد بهم أباؤه وأمهاته الذين جاوزوا الشيخوخة وكذلك
أطفاله الصغار الذين لم يبلغوا الحنث. ح.
6

9211 - ما جاءني جبرئيل إلا أمرني بهاتين الدعوتين: اللهم ارزقني
طيبا واستعلمني صالحا (الحكيم عن حنظلة)
9212 - ما من عبد استحيا من الحلال إلا ابتلاء الله بالحرام
(ابن عساكر عن أنس)
9213 - من أكل طيبا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل
الجنة (ت ك عن أبي سعيد)
9214 - من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له (طب
عن ابن عباس).
9215 - من بات كالا في طلب الحلال بات مغفورا له. (ابن
عساكر عن ابن عمر)
9216 - التاجر الأمين الصدوق المسلم، مع الشهداء يوم القيامة
(ه ك عن ابن عمر).
9217 - التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء
(ت ك عن أبي سعيد).
9218 - التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة (الأصبهاني
في الترغيب فر عن أنس)
7

9219 - التاجر الصدوق لا يحجب من أبواب الجنة. (ابن النجار
عن ابن عباس)
9220 - أزكى الأعمال كسب المرء بيده (هب عن علي)
9221 - أفضل الأعمال الكسب الحلال (ابن لآل عن أبي سعيد)
9222 - إن داود النبي كان لا يأكل إلا من كسب يده (خ عن أبي هريرة)
9223 - ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل
يده، وان نبي الله داود كان يأكل من عمل يده (حم خ عن المقدام)
9224 - إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وولده من كسبه
(د ك عن عائشة).
9225 - إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من
كسبكم (تخ ت ن ه عن)
9226 - أفضل كسب الرجل ولده، وكل بيع مبرور (حم
طب عن أبي بردة بن دينار)
9227 - طلب الحلال مثل مقارعة الابطال في سبيل الله، ومن
بات عييا من طلب الحلال بات والله تعالى عنه راض (ص هب
عن السكن)
8

9228 - ما أكل العبد طعاما أحب إلى الله تعالى من كد يده
ومن بات كالا من عمله بات مغفورا له (ابن عساكر عن المقدام بن
معد يكرب)
9229 - ما كسب الرجل كسبا أطيب من عمل يده، وما أنفق
الرجل على نفسه وأهله وولد ه وخادمه فهو صدقة (ه عن المقدام)
9230 - من صبر على القوت الشديد صبرا جميلا أسكنه الله من
الفردوس حيث شاء (أبو الشيخ عن البراء) واسناده حسن
الاكمال
9231 - طلب كسب الحلال فريضة بعد الفريضة (طب ق
وضعفه عن ابن مسعود)
9232 - أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه
(ش عن عائشة)
9233 - إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه
(عب حم ق عن عائشة).
9224 - أفضل الكسب عمل الرجل بيده (طب عن أبي
بردة بن نيار)
9

أما إنه إن كان يسعى على والديه أو أحدهما فهو في سبيل الله
وإن كان يسعى على عيال يكفهم فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على
نفسه فهو في سبيل الله (ق عن أنس)
9236 - إن كان يسعى على أبويه شيخين كبيرين فهو في سبيل الله وإن كان يسعى على ولده (1) صغار فهو في سبيل الله، وإن كان يسعى على نفسه ليغنيها فهو في سبيل الله (ق على ابن عمر)
9237 - الساعي على والديه ليكفيهما أو يغنيهما عن الناس في سبيل الله
والساعي على نفسه ليغنيها ويكفها على الناس في سبيل الله والساعي مكاثرة
في سبيل الشيطان (طس عن انس)
9238 - أمرت الرسل أن لا تأكل إلا طيبا، ولا تعمل إلا صالحا
(طب ك عن أم عبد الله بنت أخت شداد بن أوس) مر برقم
[9198].
9239 - إن الله يحب العبد المؤمن المحترف. (طب عد وابن النجار
عن ابن عمر) مر برقم [9199]

1) ولد: بفتح الواو واللام يطلق على الواحد والجمع وكذا بضم الواو وسكون
اللام بوزن قفل للجمع خاصة اه‍ مختار الصحاح. ح
10

9240 - إن أول ما ينتن من الرجل بطنه، فلا يدخل أحدكم فيه
إلا طيبا. (سمويه عن جندب البجلي).
9241 - من استطاع منكم أن لا يدخل بطنه إلا طيبا فليفعل،
وإن أول شئ ينتن من ابن آدم بطنه، ومن استطاع منكم أن لا يصيب
حراما " ولو بحجمة من دم حرام، لا يأتي بابا من أبواب الجنة إلا حال بينه
وبين أن يدخلها. (هب عن جندب).
9242 - ما من نبي إلا وقد رعى الغنم. (هناد عن عبد بن عمير).
مرسلا.
9243 - ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، قالوا: وأنت يا رسول الله؟
قال: وأنا كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط. (خ ه عن أبي هريرة).
9244 - أوصيكم بالتجار خيرا " فإنهم برد الآفاق، وأمناء الله في
الأرض. (الديلمي عن ابن عباس).
9245 - أول من يدخل الجنة التاجر الصدوق. (ش عن أبي ذر)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما).
9246 - التاجر الصدوق بمنزلة الشهيد يوم القيامة. (ابن النجار
عن أنس).
11

9247 - من طلب الدنيا حلالا استعفافا عن المسألة وسعيا على أهله
وتعطفا على جاره بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ومن
طلبها حالا مكاثرا بها مفاخرا " لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان. (حل
عن أبي هريرة).
9248 - من طلب مكسبة من باب حلال يكف بها وجهه عن
مسألة الناس وولده وعياله جاء يوم القيامة مع النبيين والصديقين هكذا،
وأشار بإصبعه السبابة والوسطى. (الخطيب والديلمي عن أبي هريرة).
9249 - من لم يطلب طعمه فلا عليه أن لا يكثر الدعاء. (الديلمي
عن عائشة).
9250 - بذلك أمرت الرسل قبلي لا تأكل إلا طيبا، ولا تعمل
إلا صالحا. (حل عن أم عبد الله بنت أخت شداد بن أوس).
9251 - تعرضوا للرزق، فإذا غلب أحدكم فليستدن على الله
وعلى رسوله. (الديلمي عن بكر بن عبد الله بن عمرو المزني).
9252 - وما سبيل الله إلا من قتل: من سعى على والديه فهو في
سبيل الله، ومن سعى على عياله فهو في سبيل الله، ومن سعى على نفسه
ليعفها ففي سبيل الله، ومن سعى على التكاثر فهو في سبيل الشيطان. (طس
ق عن أبي هريرة).
12

9253 - عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. (ابن عساكر
عن ابن عمر) قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أطيب الكسب فذكره.
9254 - قل ما يوجد في آخر أمتي درهم من حلال أو أخ يوثق به
(كر عن ابن عمر). مر برقم [9197].
9255 - ما تصدق أحد بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله
إلا الطيب إلا وضعها حين يضعها في كف الرحمن، وإن الله ليربي لا حدكم
التمرة كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى تكون مثل أحد. (قط في
الصفات عن أبي هريرة).
ملحق في ذم الحرام.
9256 - من أصاب مالا من نهاوش (1) أذهبه الله في نهابر. (ابن
النجار عن أبي سلمة الحمصي).
9257 - من اشترى ثوبا " بعشرة دراهم وفيه درهم حرام لم يقبل الله
له صلاة ما دام عليه منه شئ (حم عن ابن عمر).
9258 - من اشترى سرقه وهو يعلم أنها سرقة فقد شرك في عارها
وإثمها. (ك هق عن أبي هريرة).

(1) النهاوش: بكسر الواو: المظالم. والنهابر: بكسر الباء المهالك اه‍ قاموس ح
13

9259 - كل جسد ينبت من سحت فالنار أولى به. (هب حل
عن أبي بكر).
9260 - لان يجعل أحدكم في فيه ترابا خير له من أن يجعل في فيه
ما حرم الله. (هب عن أبي هريرة).
الاكمال
9261 - إن الله عز وجل حرم الجنة جسدا " غذي بحرام. (عبد
ابن حميد ع عن أبي بكر).
9262 - مثل الذي يصيب المال من الحرام ثم يتصدق به لم يقبل
الله منه إلا كما يتقبل من الزانية التي تؤتى ثم تصدق به على المرضى (أبو
نعيم عن الحسين بن علي).
9263 - إنه ليس لحم نبت من سحت فيدخل الجنة. (حل
عن حذيفة).
9264 - من اشترى ثوبا بعشرة دراهم، وفيه درهم حرام لم يقبل الله
له صلاة ما دام عليه منه شئ. (حم وعبد بن حميد هب وضعفه وتمام
والخطيب وابن عساكر والديلمي عن ابن عمر) قال جمهور النهاوندي:
سألت ابن حمويه عنه؟ فقال: لا يضع لمثل اسناده في الاحكام، ولكن لا
14

يؤمن أن يكون ذلك، فالحذر فيه أبلغ، نقله الديلمي
9265 - من أصاب مالا من مأثم فوصل به رحما، أو تصدق به أو
أنفقه في سبيل الله جمع ذلك جميعا ثم قذف به في جهنم (ابن المبارك وابن عساكر
عن القاسم بن مخيمرة) مرسلا.
9266 - من أكل لقمة من حرام لم تقبل له صلاة أربعين ليلة،
ولم تستحب له دعوة أربعين صباحا "، وكل لحم نبت من الحرام فالنار
أولى به، وان اللقمة الواحدة من الحرام لتنبت اللحم. (الديلمي عن
ابن مسعود).
9267 - من أكلها وهو يعلم أنها سرقة فقد أشرك في إثم سارقها.
(طب عن ميمونة بنت سعد).
9268 - أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به. (هب عن
أبي بكر).
9269 - من جمع مالا حراما ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر،
وكان إصره عليه. (حب عن أبي هريرة).
9270 - من كسب مالا من حرام فأعتق منه ووصل منه رحمه
كان إصره عليه. (طب عن أبي الطفيل).
15

9271 - من لم يبال من أين كسب المال لم يبال الله من أين أدخله
النار. (الديلمي عن ابن عمر).
9272 - من نبت لحمه من سحت فالنار أولى به. (ك عن أبي بكر
ك عن عمر).
9273 - لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا من نجس. (هب عن
عقبة بن عامر).
9274 - والذي نفسي بيده لان يأخذ أحدكم ترابا فيجعله في فيه
خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله عليه. (ك في تاريخه عن
أبي هريرة).
9275 - لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت. (طب عن
ابن عباس).
9276 - لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام. (ع حل هب
عن أبي بكر).
9277 - لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت، النار أولى به.
(ك عن أبي بكر) (ك عن عمر) موقوفا.
9278 - لا يعجبنك رحب الذراعين بالدم ولا جامع المال من غير
16

حله، فإنه إن تصدق به لم يقبل منه، وما بقي منه كان زاده إلى النار.
(طب هب عن ابن عباس).
9279 - لا يعجبنك رحب الذراعين بالدم، فان له عند الله قاتلا
لا يموت، ولا يعجبنك امرؤ كسب مالا حراما، فإنه إن أنفقه أو
تصدق منه لم يقبل منه، وإن أمسك لم يبارك له فيه، وإن مات وتركه
كان زاده إلى النار. (طب هب عن ابن مسعود).
9280 - لا يكتسب عبد مالا حراما فينفق منه فيبارك له فيه،
ولا يتصدق منه فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى
النار (1)، إن الله لا يمحو السئ بالسئ، ولكن يمحو السئ بالحسن.
(ابن لآل عن ابن مسعود).
9281 - ما كسب رجل مالا حراما فبورك فيه، وما تصدق منه
فقبل منه، ولا تركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار. (ابن النجار
عن ابن مسعود).

(1) هذا الحديث فقرة من حديث طويل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
وأوله: " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم... ".
ولما كان في آخر الحديث حذف " الله: إن الله لا يمحو " وذلك خطأ
مطبعي راجع الحديث في مسند الإمام أحمد (1 / 387). ص.
17

9282 - لا تغبطن جامع المال من غير حله، فإنه إن تصدق لم
يقبل، وما بقي كان زاده إلى النار. (ك عن ابن عباس).
9283 - يبعث الله يوم القيامة قوما من قبورهم تأجج أفواهم
نارا، ألم تر أن الله تعالى يقول: * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما
إنما يأكلون في بطونهم نارا " وسيصلون سعيرا) * (1). (ش ع حب طب
عن بريدة).
9284 - ثمن الحريسة (2) حرام، وأكلها حرام. (حم عن أبي
هريرة).

(1) سورة النساء آية 10.
(2) قال في النهاية: ويقال للشاة التي يدركها الليل قبل أن تصلى إلى مراحها
حريسة فلان يأكل الحرسان إذا سرق أغنام الناس وأكلها.... الخ. ح.
18

الفصل الثاني
في آداب الكسب.
9285 - من أصاب من شئ فليلزمه. (ه عن أنس).
9286 - من رزق من شئ فليلزمه. (هب عن أنس).
9287 - المغبون لا محمود ولا مأجور. (خط عن علي) (طب
عن الحسن) (ع عن الحسين).
9288 - لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد يموت حتى يبلغه
آخر رزق هو له، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، أخذ الحلال، وترك
الحرام. (ك هق عن جابر).
9289 - أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فان نفسا لن
تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب،
خذوا ما حل ودعوا ما حرم. (ه عن جابر).
9290 - إن روح القدس نفث في روعي فأن نفسا لن تموت
حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله فاجملوا في الطلب، ولا
19

يحملن أحد كم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية، فان الله تعالى لا ينال
ما عنده إلا بطاعته، (حل عن أبي أمامة).
9291 - أجملوا في طلب الدنيا، فان كلا ميسر لما كتب له منها
(ك ه طب هق عن أبي حميد الساعدي).
9292 - من حاول أمرا بمعصية كان أبعد لما رجا، وأقرب
لمجئ ما اتقى. (حل عن أنس).
9293 - التاجر الجبان محروم، والتاجر الجسور مرزوق.
(القضاعي عن أنس).
9294 - لعلك ترزق به. (ت ك عن أنس) (1).
9295 - إن الله تعالى يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما
صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما. (د ك عن أبي هريرة).
9296 - إن الشياطين تغدوا براياتها إلى الأسواق، فيدخلون مع
أول داخل، ويخرجون مع آخر خارج. (طب عن أبي أمامة).

(1) رواه الترمذي في كتاب الزهد باب في التوكل على الله وبرقم (2346)
وقال: هذا حديث حسن صحيح
وقال صاحب المشكاة: صحيح غريب وليس قول الترمذي هذا في النسخ
الحاضرة عندنا وأخرجه أيضا الحاكم
تحفة الأحوذي (7 / 10). ص.
20

9297 - ليس منا من غش. (حم د ه ك عن أبي هريرة).
9298 - شر البلدان أسواقها. (ك عن جبير بن مطعم).
9299 - إذا صليتم الفجر فلا تناموا عن طلب أرزاقكم. (طب
عن ابن عباس).
9300 - إذا سبب الله رزقا من وجه فلا يدعه، حتى يتغير له.
(حم ه عن عائشة).
9301 - إذا فتح الله لا حدكم رزقا من باب فليلزمه. (هب
عن عائشة).
9302 - اطلبوا الرزق في خبايا الأرض (ع عطب هب عن عائشة).
9303 - التمسوا الرزق في خبايا الأرض. (قط في الافراد هب
عن عائشة) (ابن عساكر عن عبد الله بن أبي عياش بن ربيعة).
9304 - من تعذرت عليه التجارة فعليه بعمان. (طب عن
شرحبيل بن السمط).
9305 - من أعيته المكاسب فعليه بمصر، وعليه بالجانب الغربي
منها. (ابن عساكر عن ابن عمر).
21

الاجمال في طلب الرزق
من الاكمال
9306 - أجملوا في طلب الدنيا، فان الله قد تكفل بأرزاقكم، وكل
ميسر له عمله الذي كان عاملا، استعينوا الله على أعمالكم، فإنه يمحو
ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. (ق ك عن عمر).
9307 - إن لا رزاق حجبا، فمن شاء أن يهتك ستره بقلة حيائه
ويأخذ رزفه فعل، ومن شاء بقي حياؤه وترك رزقه محجوبا عنه حتى يأتيه
رزقه على ما كتب الله له فعل. (الديلمي عن جابر).
9308 - انه لن يموت أحد من الناس حتى يستكمل رزقه، ولا
تستبطئوا الرزق، واتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، وخذوا ما
حل ودعوا ما حرم. (ابن الجارودك عن جابر).
9309 - إني رأيتكم تطلبون معايشكم، هذا رسول رب العالمين
جبريل نفث في روعي، لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، وإن أبطأ
عليها، فاتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شئ
من الرزق أن تأخذوه بمعصية فان الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته.
(الحكيم عن حذيفة) (الحكيم عن ابن مسعود).
22

9310 - إن الروح الأمين نفث في روعي أنها لا تموت نفس
حتى تستوفي رزقها، فاجملوا في الطلب. (العسكري في الأمثال عن
ابن مسعود).
9311 - نفث روح القدس في روعي: أن نفسا لن تخرج من
الدنيا حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فأجملوا في الطلب، ولا
يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعصية الله تعالى، فان الله لن ينال ما
عنده إلا بطاعته. (طب عن أبي أمامة).
9312 - إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسا لن تموت
حتى تستوفي رزقها، فأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن
تطلبوا شيئا " من فضل الله بمعصية الله، فإنه لن ينال ما عند الله إلا بطاعته.
(العسكري في الأمثال عن ابن مسعود).
9313 - أيها الناس إني والله ما آمركم إلا بما أمركم الله به،
ولا أنها كم إلا عما نهاكم الله عنه، فأجملوا في الطلب، فوالذي نفس
أبي القاسم بيده: إن أحدكم ليطلبه رزقه كما يطلبه أجله، فان تعسر
عليكم شئ منه فاطلبوه بطاعة الله عز وجل. (طب عن الحسن
ابن علي).
23

9314 - هلموا إلي: هذا رسول رب العالمين جبريل، نفث في
روعي أن نفسا " لن تموت حتى تستكمل رزقها، وان أبطأ عليها فاتقوا الله
وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله،
فان الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته. (ز عن حذيفة).
9315 - يا أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه،
فلا تستبطئوا الرزق، واتقوا الله وأجملوا في الطلب، وخذوا ما حل
ودعوا ما حرم. (ك ق عن جابر) (ك وابن عساكر)
9316 - ليس شئ يقربكم إلى الجنة إلا وقد أمرتكم به، وليس
شئ يقربكم إلى النار إلا وقد نهيتكم عنه، وان روح القدس نفث في روعي
أن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله فاجملوا في الطلب، ولا
يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله عز وجل، فان الله لا يدرك
ما عنده إلا بطاعته. (ن عن ابن مسعود).
9317 - ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، ولا
عمل يقرب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه، فلا يستبطئن أحد منكم رزقه،
إن جبريل ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل
رزقه، فلا يطلبه بمعصية الله، فان الله عز وجل لا ينال فضله بمعصيته.
(ك عن ابن مسعود).
24

9318 - ما خلق الله من صانع إلا قسم فيه قوت كل دابة،
حتى إن الرجل ليجئ من أقصى الأرض وقد حمل قوته، وإن الشيطان
بين عاتقيه (1) تقول (2): إكذب افجر، فمنهم من يأخذ رزقه ذلك
بكذب وفجور، ومنهم من يأخذ ببر وتقوى، فذلك الذي عزم الله له
على رشده. (الديلمي عن أبي هريرة).

(1) العاتق قال في القاموس بعد أن ساق له معاني كثيرة: وموضع الرداء
من المنكب والعنق. ح.
(2) تقول لعله يقول أي يوسوس له بقوله... ح.
25

أداب متفرقة
من الاكمال
9319 - إذا كان لا حدكم رزق في شئ، فلا يد عنه حتى يتغير له
(حم عن عائشة).
9320 - من رزقه الله في شئ فليلزمه. (هب عن أنس).
9321 - إن لله تعالى ملائكة موكلين بأرزاق بني آدم، ثم قال
لهم أيما عبد وجدتموه جعل الهم هما واحدا " فضمنوا رزقه السماوات
والأرض وبني آدم، وأيما عبد وجدتموه طلبه فان تحرى العدل فطيبوا
له ويسروا، وان تعدى إلى غير ذلك فخلوا بينه وبين ما يريد، ثم لا ينال
فوق الدرجة التي كتبتها له. (الحكيم عن أبي هريرة)
9322 - ما من نفس إلا ولها باب في السماء ينزل رزقه، ومنه
يصعد عمله، فإذا أراد الله تعالى ان يرزقها فتح ذلك الباب، فينزل إليها
رزقها، فإذا أغلق لن يستطيع أحد فتحه حتى يفتحه الله إذا شاء. (أبو
نعيم والديلمي عن عمر).
9323 - ما يمنع أحدكم إذا عسر عليه أمر معيشته أن يقول إذا
خرج من بيته: بسم الله على نفسي ومالي وديني، اللهم ارضني بقضائك،
26

وبارك لي فيما قدر لي حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت
(ابن السني في عمل يوم وليلة عن ابن عمر).
9324 - قل إذا أصبحت: بسم الله على أهلي ومالي، اللهم رضني
بما قضيت وعافني بما أبقيت، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير
ما عجلت. (أبو نعيم عن بدر بن عبد الله المزني) قال قلت يا رسول الله
إني رجل محارف لا يمني لي مال قال فذكره.
9325 - من استبطأ الرزق فليكثر من التكبير، ومن كثر همه
وغمه فليكثر من الاستغفار. (الديلمي عن أنس)
9326 - من تعذرت عليه الضيعة فعليه بعمان. (ابن قانع طب
ص عن مخلد بن عقبة بن شرحبيل بن السمط عن أبيه عن جده).
9327 - من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو
على كل شئ قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف
ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا " في الجنة (حم
ت ك ه عن ابن عمر).
9328 - من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد يحي ويميت بيده الخير وهو على كل شئ قدير
27

لا إله إلا الله، والله أكبر والحمد لله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة
إلا بالله، كتب الله عز وجل له ألف ألف حسنة. (ابن السني عن
ابن عباس).
9329 - من قال حين يدخل السوق: لا إلا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير،
وهو على كل شئ قدير كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف
ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة. (هو الحكيم وابن السني عن سالم بن
عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده) وضعفه زاد الحكيم: ورفعت له ألف
ألف درجة (إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في الأربعين عن ابن عمرو
بدون هذه الزيادة).
9330 - السوق دار سهو وغفلة، فمن سبح فيها تسبيحة كتب
الله له بها ألف ألف حسنة، ومن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله كان في
جوار الله حتى يمسي. (الديلمي عن علي).
9331 - يا معشر التجار، أيعجز أحدكم إذا رجع من سوقه
أن يقرأ عشر آيات فيكتب الله له بكل آية حسنة. (طب هب وابن
النجار عن ابن عباس).
28

9332 - من كان له مال فليستكثر من العبيد، فرب عبد
قسم له من الرزق ما لم يقسم لمولاه. (الديلمي عن ابن عباس).
9333 - لا تركب البحر إلا حاجا أو معتمرا " أو غازيا في سبيل
الله فان تحت البحر نارا "، وتحت النار بحرا "، ولا تشتر من ذي ضغطة
من ذي سلطان شيئا ". (طب عن ابن عمر)
9334 - لا تكن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج
منها فان فيها باض الشيطان وفرخ. (الخطيب عن سليمان).
9335 - لا تكونن أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج
منها فإنها معركة الشيطان، أو قال مربض الشيطان، وبها نصب رايته.
(طب عن سليمان).
9336 - يا معشر التجار إن الله باعثكم يوم القيامة فجارا إلا من
صدق وبر وأدى الأمانة. (طب عن ابن عباس).
9337 - يا معشر التجار إنكم قد وليتم أمرا هلكت فيه الأمم
السابقة المكيال والميزان. (ق عن ابن عباس).
9338 - يا وزان زن وأرجح. (البغوي عن سويد بن قيس).
29

الفصل الثالث
في أنواع الكسب
9339 - إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله. (خ عن
ابن عباس).
9340 - إن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم
يكذبوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اشتروا لم
يذموا، وإذا باعوا لم يطروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم
يعسروا. (هب عن معاذ).
9341 - أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا
وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اشتروا لم يذموا،
وإذا باعوا لم يطروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا
(الحكيم هب عن معاذ).
9342 - تسعة أعشار الرزق في التجارة، والشعر في المواشي
(ص عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي ويحيى بن جابر الطائي) مرسلا.
30

9343 - عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله بهلاك القرى. (ه
عن أبي هريرة).
9344 - خير مال المرء مهرة مأمورة أو سكتة مأبورة. (حم
طب عن سويد بن هبيرة).
9345 - عليك بالخيل، فان الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم
القيامة. (طب والضياء عن سوادة بن الربيع).
9346 - عليك بالبز، فان صاحب البز يعجبه أن يكون الناس
بخير، وفي نصب. (خط عن أبي هريرة).
9347 - عمل الأبرار من الرجال الخياطة، وعمل الأبرار من النساء
الغزل. (تمام خط وابن لآل وابن عساكر عن سهل بن سعد).
9348 - أحرثوا، فان الحرث مبارك، وأكثروا فيه من الجماجم (1).
(د في مراسيله عن علي بن الحسين).
9349 - لو أذن الله تعالى في التجارة لأهل الجنة لا تجروا في البز
والعطر. (طب عن ابن عمر).

(1) الجماجم مفردة جمجمة: المراد بها هنا الخشبة التي يكون في رأسها سكة
الحرث وتطلق الجمجمة أيضا على قدح من خشب اه‍ من النهاية ولكن
المعتمد هي جمجمة الرأس فتجعل مرفوعة في الزرع من أجل العين. ح.
31

الاكمال
9350 - اتخذوا غنما، فإنها تروح بخير، وتغدو بخير. (حم
عن أم هانئ).
9351 - اتخذوا غنما، فإنها بركة. (ه وابن جرير طب هب
عن أم هانئ).
9352 - يا أم هانئ اتخذي غنما، فإنها تغدو وتروح بخير.
(الخطيب عن عائشة).
9353 - ما من قوم تغدو عليهم عشرون عنزا سودا شقرا "
فيخافون العالة. (الخطيب عن عائشة).
9354 - لما خلق الله المعيشة جعل البركات في الحرث والغنم.
(الديلمي عن ابن مسعود).
9355 - خير المال سكة مأبورة، أو مهرة مأمورة. (العسكري
في الأمثال عن سويد بن هبيرة).
9356 - عليك بالتبن فإنه رأس ماله يسير، وربحه كثير، وعليك
بالبز فان فيه تسعة أعشار البركة. (الديلمي عن ابن عباس).
32

9357 - يا حكيم أحل الكسب ما مشت فيه هاتان يعني الرجلين
وما علم فيه هاتان يعني اليدين، وما عرقت فيه هذه، يعني الجبين
(الديلمي عن حكيم بن حزام).
9358 - يا معشر قريش لا يغلبنكم الموالي على التجارة، فان
الرزق عشرون بابا، تسعة عشر منها للتاجر، وباب واحد منها للصائغ،
وما أملق تاجر صدوق، إلا فاجر حلاف مهين. (الديلمي وابن النجار
عن ابن عباس).
9359 - يا معشر قريش إنكم تحبون الماشية فأقلوا منها، فإنكم
بأقل الأرض مطرا "، واحرثوا، فان الحرث مبارك، وأكثروا فيه من
الجماجم. (د في مراسيله ق عن علي بن الحسين).
9360 - لو كان في الجنة تجارة لأمرت بتجارة البز، إن أبا بكر
الصديق كان بزازا ". (الديلمي عن أنس).
9361 - لو كان في الجنة تجارة لباعوا البز، ولو كان في النار تجارة
لباعوا الطعام، ومن باع أربعين ليلة نزعت الرحمة من قلبه. (الديلمي
عن أنس).
9362 - يا بني إذا ملكت ثمن عبد فاشتر به عبدا فان الجدود
كنز ج / 4
33

في نواصي الرجال. (أبو نعيم عن سهل بن صخر (1)) وفيه يوسف بن
خالد السمتي (2).
9363 - يا سهل إن رزقك الله مالا فاشتر به عبدا "، فان الله جعل
الخير في غرر الرجال (ابن شاهين وابن منده عن سهل بن صخر الليثي
والبغوي طب عنه) موقوفا.
9364 - رب صغيرا مهرا " أو جارية أو غلاما. (طب عن
عمر) أن رجلا شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء الحرفة
قال: فذكره.

(1) قال الذهبي في ميزان الاعتدال (2 / 238) عنه لا يعرف قد ذكره
بعض الحفاظ في الضعفاء. ص.
(2) الفقيه كذبه يحيى بن معين وضعفه ابن سعد وقال النسائي: ليس بثقة
وتوفي (189) ميزان الاعتدال (4 / 463). ص.
34

الفصل الرابع
في المكاسب المحظورة - التصور
9365 - أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون، يقال لهم:
أحيوا ما خلقتم. (حم عن ابن عمر).
9366 - أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي
أو رجل ينصل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل. (حم
عن ابن مسعود).
9367 - إن الله يعذب المصورين بما صوروا (الشيرازي في الألقاب
خط عن ابن عباس).
9368 - إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، فيقال
لهم: أحيوا من خلقتم. (مالك حم ق د ه عن عائشة) (ق ن
عن ابن عمر).
9369 - إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق
الله. (م ت عن عائشة).
9370 - من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه
الصور. (خ عن عائشة).
35

9371 - يخرج عنق من النار يوم القيامة، له عينان يبصران،
وأذنان يسمعان، ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة: بكل جبار
عنيد، وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين. (حم م عن
أبي هريرة). [ت كتاب صفة جهنم رقم 2577].
9372 - أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله.
(حم ق ن عن عائشة).
9373 - إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، فيقال
لهم: أحيوا ما خلقتم. (ق ن عن ابن عمر).
9374 - إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون. (حم م
عن ابن مسعود).
9375 - نهى عن الصورة في البيت. (ت عن جابر) (1).
9376 - قاتل الله قوما يصورن مالا يخلقون. (الطيالسي
والضياء عن أسامة).
9377 - قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا
كخلقي؟ فليخلقوا حبة، أو ليخلقوا ذرة أو ليخلقوا شعيرة. (حم
ق عن أبي هريرة).

(1) رواه الترمذي كتاب اللباس برقم (1749). ص.
36

9378 - كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها
نفس، فيعذب بها في جهنم. (حم م عن ابن عباس).
9379 - من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح
يوم القيامة وليس بنافخ. (حم ق ن عن ابن عباس).
الاكمال
9380 - بئس الكسب مهر البغي، وثمن الكلب، وكسب
الحجام. (طب عن رافع بن خديج).
9381 - من السحت كسب الحجام، وثمن الكلب، ومهر
البغي. (الخطيب عن أبي هريرة) (طب وابن النجار عن السائب بن يزيد).
9382 - ثلاث كلهن سحت، كسب الحجام، ومهر البغي،
وثمن الكلب. إلا كلبا ضاريا. (ق وضعفه عن أبي هريرة).
9383 - شر الكسب ثلاثة: مهر البغي، وكسب الحجام،
وثمن الكلب. (حم م ن وابن جرير طب عن رافع بن خديج)
9384 - لعل البخل يبلغ بكم أن تبتاعوا الهرر والكلاب،
ولعل خشية الفقر تحملكم أن تأكلوا كسب الحجام. (الديلمي عن
أبي سعيد).
37

9385 - اعلفه ناضحك. (حم ع ص عن جابر) أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم سئل عن كسب الحجام فذكره.
7386 - إعلفه الناضح يعني أجر الحجام. (طب عن ثوبان).
9387 - إعلفها ناضحك وأطعمها رقيقك يعني إجارة الحجام. (ت
حسن ه د وابن قانع عن ابن محيصة عن أبيه).
9388 - إعلف به الناضح، واجعله في كرشه. (ق عن محيصة
ابن مسعود).
9389 - طعمة أهل الجاهلية وقد أغنى الله عنها. (طب عن عبادة
ابن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أثمان الكلب، قال: فذكره
(طب عن ميمونة بنت سعد مثله).
9390 - من كانت تجارته الطعام مات وفي صدره غل للمسلمين
أبو نعيم عن ابن عمر).
9391 - إن من شر الناس الذين يبيعون الناس. (الخطيب
عن أبي ذر).
9392 - شرار الناس الذين يشترون الناس ويبيعونهم. (الديلمي
عن أبي ذر).
38

9393 - لا تبتاعوا المغنيات، ولا تشتروهن، ولا تعلموهن،
ولا خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام. (ق وضعفه عن أبي هريرة).
9394 - لا يحل بيع المغنيات، ولا شراؤهن، ولا تجارة فيهن،
وثمنهن حرام إنما أنزلت هذه الآية في ذلك: * (ومن الناس من يشتري
لهو الحديث) * والذي بعثني بالحق ما رفع رجل عقيرته بالغناء إلا بعث
الله تعالى عند ذلك شيطانين يرتقيان على عاتقيه، ثم لا يزالان يضربان
بأرجلهما على صدره حتى يكون هو الذي يسكت. (ابن أبي الدنيا
في ذم الملاهي وابن مردويه عن أبي أمامة) وروي صدره إلى قوله حرام.
9395 - لا تأكل من كسب الأمة فاني أخاف أن تبغي بفرجها
(طب عن رافع بن خديج).
9396 - لا يحل ثمن شئ لا يحل أكله وشربه. (قط عن
تميم الداري.
9397 - أكذب الناس الصباغ. (الديلمي عن أبي سعيد).
9398 - إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين خونة الله في الأرض؟
فيؤتى بالنخاسين والصيارفة والحاكة. (الديلمي عن ابن عمر).
39

الصور من الاكمال
9399 - إن المصورين يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا
ما خلقتم. (حم عن ابن عمر)
9400 - إن أصحاب هذه الصور يعذبون بها، ويقال لهم: أحيوا
ما خلقتم، وإن البيت الذي فيه الصورة لا تدخله الملائكة. (حم
عن عائشة).
9401 - إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورين. (ن
عن ابن مسعود).
9402 - إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يصورون هذه
الصور. (خ عن عائشة).
9403 - من صور صورة عذب يوم القيامة حتى ينفخ فيها الروح
وليس بنافخ فيها، ومن استمع إلى حديث قوم ولا يعجبهم أن يستمع
حديثهم أذيب في أذنيه الانك، ومن تحلم كاذبا دفع إليه شعيرة وعذب
حتى يعقد بين طرفيها، وليس بعاقد. (حم عن أبي هريرة).
9404 - من صور صورة فان الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح،
وليس بنافخ. (خ عن ابن عباس).
40

9405 - قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي،
فليخلقوا حبه، وليخلقوا ذرة، وليخلقوا شعيرة. (حم خ م عن
أبي هريرة).
9406 - قال ربكم: من أظلم ممن خلق كخلقي؟ فليخلقوا بعوضة
وليخلقوا ذرة. (ابن النجار عن أبي هريرة).
9407 - لا يصور الرجل صورة إلا قيل له يوم القيامة: أحي
ما خلقت. (طب وابن النجار عن ابن عمر).
9408 - يا عائشة إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون
بخلق الله. (م ن عن عائشة)
9409 - إياهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة،
هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم؟ (خ ك عن ابن عباس).
41

متفرقات المكاسب المحظورة
9410 - بئس الكسب اجرة الزمارة، وثمن الكلب. (أبو بكر
ابن مقسم في جزئه خ ك حم عن أبي هريرة).
9411 - حرمت التجارة في الخمر. (حم د عن عائشة).
9412 - ست خصال من السحت: رشوة الامام، وهي أخبث
ذلك كلته، وثمن الكلب، وعسب (1) الفحل، ومهر البغي، وكسب
الحجام، وحلوان الكاهن. (ابن مردويه عن أبي هريرة).
9413 - شرار أمتي الصائغون والصباغون. (فر عن أنس).
9414 - شر الكسب: مهر البغي، وثمن الكلب، وكسب
الحجام. (حم م ن عن رافع بن خديج)
9415 - كسب الامام حرام. (الضياء عن أنس).
9416 - ما أصاب الحجام فاعلفوه الناضح. (حم عن رافع
ابن خديج)
9417 - وهبت خالتي فاختة بنت عمرو غلاما، فأمرتها أن لا تجعله

(1) عسب: بوزن ضرب بسكون السين: وهو أخذ الأجرة على نزوان
الحيوان. ح.
42

جازرا ولا صائغا ولا حجاما. (طب عن جابر).
9418 - إني وهبت لخالتي غلاما، وأنا أرجو أن يبارك لها فيه،
فقلت لها لا تسلميه حجاما ولا صائغا ولا قصابا. (حم د عن ابن عمر).
9419 - نهى عن الصرف (1) قبل موته بشهرين. (البزار طب
عن أبي بكرة).
9420 - نهى عن كسب الإماء. (خ د عن أبي هريرة).
9421 - نهى عن كسب الأمة، حتى يعلم من أين هو؟ (د ك
عن رافع بن خديج).
9422 - نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسب الحجام. (ه عن ابن
مسعود) (2).
9423 - لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله
فان تحت البحر نارا " وتحت النار بحرا " (د عن ابن عمر).

(1) الصرف: هو صرف الدراهم بالدنانير أو بالعكس اه‍ مختار ولعله مع
أخذ زيادة. ح.
(2) رواه ابن ماجة في كتاب التجارات باب كسب الحجام وبرقم (2165)
وقال في الزوائد: اسناده صحيح ورجاله ثقات على شرط البخاري. ص.
43

الباب الثاني
في البيع وفيه أربعة فصول
الفصل الأول
في آداب البيع وفيه فرعان
الفرع الأول
في التسامح والتساهل.
9424 - أحب الله تعالى عبدا سمحا إذا باع، وسمحا إذا اشترى،
وسمحا إذا قضى، وسمحا إذا اقتضى. (هب عن أبي هريرة).
9425 - أدخل الله الجنة رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا، وقاضيا
ومقتضيا. (حم ن هب عن عثمان بن عفان).
9426 - إن الله تعالى يحب سمع البيع، سمح الشراء، سمح القضاء.
(ت ك عن أبي هريرة).
9427 - رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا
قضى، سمحا إذا اقتضى. (خ ه عن جابر).
44

9428 - غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلا إذا باع، سهلا
إذا اشترى سهلا إذا اقتضى. (حم ت هق عن جابر).
الفرع الثاني
في آداب متفرقة
9429 - عليك بأول السوم، فان الربح مع السماح. (ش د في
مراسيله هق عن الزهري) مرسلا.
9430 - سيد السلعة أحق أن يسام. (د في مراسيله عن
أبي حسين).
9431 - لا تفعلي هكذا يا قيلة، ولكن إذا أردت أن تبتاعي شيئا
فأعطي به الذي تريدين أن تأخذيه به أعطيت أو منعت، وإذا أردت أن
تبيعي شيئا " فاستامي به الذي تريدين أن تبيعيه به أعطيت أو منعت. (ه
عن قيلة أم بني أنمار) (1).

(1) أول الحديث: " عن قيلة أم بني أنمار، قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
بعض عمره عند المروة فقلت: يا رسول الله إني امرأة أبيع وأشتري
فإذا أردت أن ابتاع الشئ سمت به أقل مما أريد ثم زدت، ثم زدت
حتى أبلغ الذي أريد، وإذا أردت أن أبيع الشئ سمت به أكثر
من الذي أريد ثم وضعت حتى أبلغ الذي أريد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لا تفعلي يا قيلة! إذا أردت أن تبتاعي شيئا فاستامي به الذي تريدين
أعطيت أو منعت، فقال: إذا أردت أن تبيعي شيئا فاستامي به الذي
تريدين أعطيت أو منعت).
وفي الزوائد في اسناده انقطاع، قال المزي في الأطراف: ابن خيثم
عن قيلة فيه نظر.
وقال الذهبي في الكاشف: قيلة أم رومان روى عنها عبد الله بن عثمان
ابن خيثم مرسلا. ابن ماجة في كتاب التجارات باب السوم، رقم
(2204) وإنما عزوت النص بكامله ليظهر الخطأ في أصل الكتاب
المطبوع. ص.
45

9432 - البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فان صدقا وبينا بورك لهما في
بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما. (حم ق عن حكيم
ابن حزام).
9433 - كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه. (حم خ عن المقدام بن
معد يكرب) (تخ ه عن عبد الله بن يسر) (حم ه أبي أيوب) (طب
عب عن أبي الدرداء).
9434 - كيلوا طعامكم، فان البركة في الطعام المكيل. (ابن
النجار عن علي).
9435 - البركة في الماسحة. (د في مراسيله عن محمد بن سعد).
46

9436 - ثلاث فيهن البركة: البيع إلى أجل، والمقارضة
وإخلاط البر بالشعير للبيت لا للبيع. (ه وابن عساكر عن صهيب).
9437 - يا معشر التجار: إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا "،
إلا من اتقى الله وبر وصدق. (ت ه حب ك عن رفاعة).
9438 - يا معشر التجار إياكم والكذب. (طب عن واثلة).
9439 - يا معشر التجار: إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف،
فشوبوه بالصدقة. (حم د ن ه ك عن قيس بن أبي غرزة).
9440 - يا معشر التجار إن الشيطان والاثم يحضران البيع، فشوبوا
بيعكم بالصدقة. (ت عنه).
9441 - إنكم قد وليتم أمرين هلكت فيه الأمم السالفة قبلكم.
(ت ك عن ابن عباس) (1).

(1) رواه الترمذي في كتاب البيوع - باب ما جاء في المكيال والميزان وعن
ابن عباس وبرقم (1217)، وقال الترمذي: فيه حسين بن قيس
يضعف في الحديث، وقد روى هذا باسناد صحيح عن ابن عباس موقوفا
والحديث تفرد به الترمذي عن الكتب الستة.
وإيضاحا للحديث: أول الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صحاب الكيل
والميزان انكم.......).
والمقارنة بين لفظ: (أمرين، فيه) ذكر صاحب تحفة الأحوذي
(4 / 408) كذا في نسخ الترمذي وفي المشكاة للتبريزي: فيهما وهو
الظاهر. ص.
47

9442 - إذا وز نتم فأرجحوا. (ه والضياء عن جابر) (1).
9443 - من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله، وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد، يحي ويميت، وهو حي لا يموت بيده الخير،
وهو على كل شئ قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه
ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتا في الجنة.
(حم ت ه ك عن ابن عمر).
9444 - الثابت في مصلاه بعد صلاة الصبح يذكر الله عز وجل
حتى تطلع الشمس أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الآفاق. (فر
عن عثمان).
9445 - باكروا في طلب الرزق والحوائج، فان الغدو بركة
ونجاح. (طس عن عائشة).

(1) رواه ابن ماجة في كتاب التجارات - باب الرجحان في الوزن وبرقم
(2222) وقال في الزوائد: اسناده صحيح على شرط البخاري. ص.
48

الاكمال
9446 - إن البيع يحضره اللغط والحلف فشوبوه (1) بشئ من
الصدقة. (حب عن قيس بن أبي غرزة).
9447 - يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره الكذب واليمين
فشوبوه بالصدقة. (ك عن قيس بن أبي غرزة).
9448 - إنكم قد وليتم أمرين: هلكت فيه الأمم السابقة قبلكم
(ت وضعفه ك عن ابن عباس) (2).
9449 - يا معشر التجار إنكم تكثرون الحلف فاخلطوا بيعكم
هذا بالصدقة. (ع والروياني ص عن البراء).
9450 - يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه
بالصدقة. (حم د ن ه ك ق عن قيس بن أبي غرزة).
9451 - إن التجار هم الفجار، قالوا: يا رسول الله أليس قد أحل
الله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يحدثون فيكذبون، ويحلفون فيأثمون

(1) فشوبوه: شاب بمعنى خلط وبابه قال اه‍ مختار الصحاح. ح.
(2) مر برقم (9441) وبلفظ: الأمم السالفة. ص.
49

(حم وابن خزيمة ك طب هب عن عبد الرحمن بن شبل) (طب
عن معاوية).
9452 - بيعوا كيف شئتم، واسمعوا واسمعوا مني ما أقول لكم: لا تسلخوا
حتى تموت، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا تناجشوا، ولا تلقوا (1)
السلع ولا تحتكروا. (طب عن أبي الدرداء).
9453 - رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى. سمحا
إذا قضى، سمحا إذا اقتضى. (خ ه (2) حب عن جابر) (ابن النجار
عن أبي هريرة).

(1) من الملاقاة بأن يخرج الرجل لملاقاة القادمين من القرى والصحراء ليشتري
منهم وهم لا يعرفون الأثمان. ح.
(2) رواه البخاري في صحيحه كتاب البيوع باب السهولة والسماحة في الشراء...
(3 / 75).
وابن ماجة كتاب التجارات - باب السماحة في البيع وبرقم (2203). ص
50

الفصل الثاني
في محظورات البيع فعلا
وفيه ثمانية فروع
الفرع الأول
في بيع ما لم يقبض أو ما لم يملك
9454 - إذا ابتعت طعاما فلا تبعه حتى تستوفيه (1). (م عن جابر)
9455 - إذا اشتريت بيعا فلا تبعه حتى تقبضه. (حم م ن حب عن
حكيم بن حزام) (2)
9456 - إذا سميت الكيل فكله. (ه عن عثمان)
9457 - من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه. (حم ق ن ه
عن ابن عمر) (ق 4 عن ابن عباس) (حم م عن أبي هريرة).

(1) تستوفيه: أي تقبضه. ح.
(2) الحديث ليس في صحيح مسلم عزاه المنصف وراجع المسند للإمام أحمد
عن حكيم بن حزام (3 / 402). والفتح الكبير (1 / 80) ص.
51

9458 - لا تبع طعاما حتى تشتريه وتستوفيه. (حم م عن حكيم
ابن حزام) (1).
9459 - لا تبع ما ليس عندك. (حم 4 عنه) (2).
9460 - من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه. (حم ق ن ه
عن ابن عمر) (3).

(1) الحديث ليس في صحيح مسلم كما عزاه المصنف وراجع المسند لامام أحمد
عن حكيم بن حزام (3 / 403). ص.
(2) رواه أحمد في مسنده عن حكيم بن حزام (3 / 402). ص
(3) رواه ابن ماجة كتاب التجارات - باب النهي عن بيع الطعام قبل ما لم
يقبض وبرقم (2226) وبرقم (2227). ص.
52

الفرع الثاني
في ذم اخفاء العيب - بيع المصراة
9461 - لا تصروا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد فإنه بخير
النظرين، بعد أن يحلبها، إن شاء أمسك، وإن شاء ردها وصاع تمر.
(خ عن أبي هريرة)
9462 - من اشترى شاة مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام، إن شاء
أمسكها، وإن شاء ردها، ورد معها صاعا من تمر. (حم ت
عن أبي هريرة)
9463 - من اشترى شاة مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام، فان ردها
رد معها صاعا من طعام ولا سمراء. (حم م د ت عن أبي هريرة).
9464 - من اشترى شاة مصراة فهو بخير النظرين: إن شاء
أمسكها وإن شاء ردها، وصاعا من تمر، لا سمراء. (م عن أبي هريرة).
9465 - بيع المحفلات خلابة، ولا تحل الخلابة لمسلم. (حم ه
عن ابن مسعود) (1).

(1) رواه ابن ماجة كتاب التجارات باب بيع المصراة رقم (2241) وقال
في الزوائد: في اسناده جابر الجعفي، وهو متهم. ص.
53

9466 - إذا باع أحدكم الشاة أو اللقحة فلا يحفلها. (ن عن
أبي هريرة).
9467 - من ابتاع محفلة فهو بالخيار ثلاثة أيام، فان ردها معها
مثل أو مثلي لبنها قمحا. (د ه عن ابن عمر) (1).
9468 - من ابتاع محفلة أو مصراة فهو بالخيار ثلاثة أيام، إن شاء
أن يمسكها أمسكها، وإن شاء أن يردها ردها وصاعا من تمر لا سمراء
(ه ن عن أبي هريرة).
9469 - نهى عن بيع المحفلات. (البزار عن أنس).
الاكمال
9470 - إذا ما أحدكم اشترى لقحة مصراة أو شاة مصراة فهو
بخير النظرين بعد أن يحلبها، إما هي، وإلا فليردها وصاعا من تمر. (م
عن أبي هريرة).
9471 - من اشترى شاة لدرتها، حلبها ثلاثة أيام، فهو بالخيار،
إن شاء أمسك، وإلا رد صاعا من تمر. (كر عن ابن عمر).

(1) رواه ابن ماجة كتاب التجارات - باب بيع المصراة (2240) في
الزوائد. أخرجه أبو داود وقال في الفتح: وفي اسناده ضعف، قال
وقد قال ابن قدامة: إنه متروك الظاهر بالاتفاق. ص.
54

9472 - من اشترى شاة مصراة فهو فيها بخير النظرين: إن ردها
رد معها صاعا من طعام، أو صاعا من تمر (ش عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن رجل من الصحابة).
9473 - من اشترى شاة مصراة فإنه يحلبها فان رضيها أخذها،
وإلا ردها ورد معها صاعا من تمر. (عب عن أبي هريرة) (د عن
الزهري) مرسلا.
9474 - من اشترى شاة مصراة فان كرهها فليردها وصاعا من
تمر. (طب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه).
9475 - من اشترى ناقة مصراة فان رضيها وإلا ردها ومعها صاعا
من تمر. (طب عن ابن مسعود).
9476 - من اشترى شاة مصراة فإنه يحلبها ثلاثة أيام فان رضيها
وإلا ردها معها صاعا من تمر. (عب عن الحسن) مرسلا.
9477 - من اشترى لقحة مصراة أو شاة مصراة فهو بأحد
النظرين: إن شاء ردها وإناء من طعام. (ق عن أبي هريرة).
9478 - من اشترى مصراة أو لقحة مصراة فهو بأحد النظرين:
بين أن يردها وإناء من طعام، أو يأخذها. (ق عن الحسن) مرسلا.
55

9479 - من اشترى شاة محفلة فان لصاحبها أن يحتلبها، فان
رضيها فليمسكها، وإلا فليردها وصاعا من تمر. (ق عن الحسن
مرسلا عن أنس).
9480 - يا أيها الناس لا يتلقين أحد منكم سوقا، ولا يبيعن
مهاجر لأعرابي، ومن ابتاع محفلة فهو بالخيار ثلاثة أيام، فان ردها
ردها معها مثل، أو قال مثلي لبنها قمحا. (طب ق وضعفه عن ابن عمر).
محظورات متفرقة
من الاكمال
9481 - لا تبايعوا بالحصى، ولا تناجشوا، ولا تبايعوا بالملامسة،
ومن اشترى محفلة كرهها فليردها، وليرد معها صاعا من طعام. (الديلمي
عن أبي هريرة).
9482 - لا تبايعوا الاعراب وإن كان أخا أحدكم أو أباه، أو أمه
(طب عن سمرة)
9483 - لا تلامسوا، ولا تناجشوا، ولا تبايعوا الغرر، ولا يبيعن
حاضر لباد ومن اشترى محفلة فليحلبها ثلاثة أيام، فان ردها فليردها بصاع
من تمر. (ع عن أنس).
56

9484 - لا يبيعن أحدكم فحلة فرسه. (سمويه عن أنس).
9485 - لا يحل لرجل أن يحل طعاما جزافا قد علم كيله حتى يعلم
صاحبه. (عب عن الأوزاعي) معضلا.
9486 - لا يزد الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبته
(ط عن سمرة).
9487 - لا يساوم الرجل على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته،
ولا تناجشوا ولا تبايعوا بالقاء الحجر، ومن استأجر أجيرا " فليعلمه أجره.
(ق عن أبي هريرة).
9488 - لا يسم المسلم على سوم المسلم. (ق عن أبي هريرة).
9489 - بلغهم عني أربع خصال: انه لا يصلح شرطان في بيع،
ولا بيع وسلف، ولا بيع ما لم تملك، ولا ربح ما لم تضمن. (ق عن
ابن عمر).
9490 - أخبرهم أنه لا يجوز بيعان في بيع، ولا بيع مالا تملك،
ولا سلف وبيع ولا شرطان في بيع. (ك عن ابن عمرو).
9491 - هل أنت مبلغ قومك ما آمرك به؟ قل لهم: لا يجمع
أحدهم بيعا ولا سلفا، ولا بيع أحدهم بيع غرر ولا يبع أحد ما ليس عنده.
(طب عن عتاب بن أسيد).
57

9492 - إني قد أمرتك، على أهل الله بتقوى الله عز وجل، ولا
يأكل أحد منهم بربح ما لم يضمن، وانههم عن سلف وبيع، وعن
الصفقتين في البيع الواحد، وأن يبيع أحدهم ما ليس عنده. (ق عن
يعلى بن أمية).
9493 - إني قد بعثتك إلى أهل الله وأهل مكة، فانههم عن بيع
ما لم يقبضوا، وربح ما لم يضمنوا، وعن قرض وبيع، وعن شرط في بيع
وعن بيع وسلف. (ق عن ابن عباس).
9494 - ليس على رجلي بيع فيما لا يملك. (ن عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده).
9495 - لا يفرق بين والدة وولدها (ق وابن منده وابن عساكر
عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده).
9496 - أدركهما فارتجعهما، وبعهما جميعا، ولا تفرق بينهما يعني
الأخوين. (حم ك عن علي).
9497 - لا يباع سهم حتى يعلم، ولا توطأ حبالى السبي حتى
يضعن أحمالهن. (الحاكم في الكنى عن أبي هريرة).
58

الفرع الثالث
في الخراع والغش
9498 - لا ضرر ولا ضرار. (حم ه عن ابن عباس) (ه عن
عباده). مر برقم [9167]
9499 - إذا بايعت فقل لا خلابة. (مالك حم ق د ن عن
ابن عمر) (ه عن أنس).
9500 - بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما اشترى العداء بن خالد بن
هوذة من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشترى منه عبدا أو أمة على أن لأداء ولا
غائلة ولا خبثة، بيع المسلم المسلم. (هق ه عن العداء بن خالد) (1).
9501 - من باع عيبا لم يبنه لم يزل في مقت الله، ولم تزل الملائكة
تلعنه. (ه‍ عن واثلة).
9502 - المسلم أخو المسلم، ولا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه
عيب إلا بينه له. (حم ه ك عن عقبة بن عامر).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه تعليقا (3 / 76) كتاب البيوع باب إذا بين البيعان...
وأخرجه الترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء في كتاب الشروط وبرقم
(1216) وقال حسن غريب.
وابن ماجة كتاب التجارات باب شراء الرقيق وبرقم (2251). ص.
59

9503 - من غشنا فليس منا. (ه عن أبي الخمراء).
9504 - ليس منا من غش. (حم م د ه ك عن أبي هريرة).
9505 - من غش فليس منا. (ت عن بي هريرة).
9506 - ليس منا من غش مسلما أو ضره أو ما كره. (الرافعي
عن علي).
9507 - ما هذا يا صاحب الطعام؟ أفلا جعلته فوق الطعام الذي
يراه الناس؟ من غشني فليس مني. (م عن أبي هريرة).
9508 - إن التجار هم الفجار. (حم ك هب عن عبد الله بن شبل.
(طب عن معاوية).
الاكمال
9509 - من غشنا فليس منا، ومن رمانا بالنبل فليس منا. (طب
عن ابن عباس).
9510 - بع هذا على حدة، وهذا على جدة، فمن غشنا فليس
منا. (حم عن ابن عمر).
9511 - يا أيها الناس إنه لا غش بين المسلمين، ليس منا من غشنا.
(ابن النجار عن ابن عمر).
9512 - يا صاحب الطعام أسفل هذا مثل أعلاه؟ من غش المسلمين
60

فليس منهم. (طب عن قيس بن أبي غرزة).
9513 - ما أراك إلا قد صنعت خيانة في دينك وغشا للمسلمين
(هب عن أبي حيان عن أبيه مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل بيع طعاما فأوحى
إليه جبريل أن أدخل يدك فيه، قال فذكره.
9514 - لا يحل لاحد يبيع شيئا إلا بين ما فيه، ولا يحل لمن
علم ذلك إلا بينه (ك عب عن واثلة).
9515 لا تخلطوا الزهو (1) التمر. (ع عن أبي سعيد).
9516 بع وقل لا خلابة. (ك عن ابن عمر).
9517 لا تبايعوا الغرر. (ع عن أنس) (ابن النجار عن أبي
سعيد وأبي هريرة).
9518 لا ضرر ولا ضرار، من ضار ضاره الله، ومن شاق
شق الله عليه، (مالك عن عمرو بن يحيى المازني مرسلا) (قط ك ق)
(عنه عن أبي سعيد). مر برقم [9167].
9519 لا شرر ولا ضرر، وللرجل أن يضع خشبه في حائط

1) الزهو: بفتح الزاي وسكون الهاء البسر الملون يقال إذا ظهرت الحمرة
والصفرة في النخل قد ظهر فيه الزهو وأهل الحجاز يضمون الزاي ا ه‍
مختار. ح.
61

جاره، والطريق الميثاء (1) سبعة أذرع. (عب حم عن ابن عباس).
9520 من باع شيئا فلا يحل له حتى يبين ما فيه، ولا يحل لمن
يعلم ذلك أن لا يبينه. (ق والخطيب عن واثلة).
9521 من استرسل إلى مؤمن فغبنه كان غبنه ذلك رياء. (عد
ق عن أبي أمامة).
9522 ألا إن بعد زمانكم هذا زمانا عضوضا يعض الموسر
على ما في يده حذار الانفاق، وقد قال الله تعالى: (وما أنفقتم من شئ
فهو يخلفه) وسيد شرار الخلق يبايعون كل مضطر. ألا إن بيع
المضطرين حرام، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، إن كان عندك
معروف فعد به على أخيك، ولا تزده هلاكا إلا هلاكه (ع عن حذيفة).
9523 لا تشوبوا اللبن للبيع، إن رجلا جلب خمرا إلى قرية
فشابها بالماء، فأضعف أضعافا، فاشترى قردا، فركب البحر حتى إذا
لجج ألهم الله القرد صرة الدنانير، فأخذها فصعد الدقل (2)، ففتح
الصرة وصاحبها ينظر إليه، فأخذ دينارا فرمى به في البحر، ودينارا في
السفينة. حتى قسمها نصفين. (عن هب عن أبي هريرة).

1) الطريق الميثاء: المسهلة ا ه‍ قاموس. ح.
2) الدقل: بفتح الدال والقاف سهم السفينة ا ه‍ قاموس. ح.
62

9524 إن رجلا ممن كان قبلكم، له مركب في البحر، وكان
يبيع الخمر ويشوبه بالماء، وكان معه في المركب قرد ينظر إلى ما يفعل،
فلما استتم ما في المركب من الخمر أخذ القرد الكيس، فصعد الذروة،
فجعل يرمي بدينار في البحر، ودينار في المركب، حتى جزأه نصفين.
(الخطيب عن أنس).
9525 إن رجلا حمل معه خمرا في سفينة يبيعه، ومعه قدر فكان
الرجل إذا باع الخمر شابه بالماء، ثم باعه، فأخذ القرد الكيس فصعد به
فوق الدقل فجعل يطرح دينارا في البحر، ودينارا في السفينة حتى قسمه.
(حم هب عن أبي هريرة).
9526 إن رجلا كان فيمن قبلكم حمل خمرا، ثم جعل في كل زق
نصفا من ماء، ثم باعه، فلما جمع الثمن جاء ثعلب فأخذ الكيس، وصعد
الدقل، فجعل يأخذ دينارا فيرمي به في السفينة، ويأخذ دينارا فيرمي به
في البحر، حتى فرغ مما في الكيس. (هب عن أبي هريرة).
63

الفرع الرابع
في بيع الحاضر للبادي وتلقي الركبان
9527 (لا يبيعن حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم
من بعض. (حم م 4 عن جابر).
9528 لا يبع حاضر لباد، ولا تناجشوا، ولا يبع الرجل على بيع
أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها
لتكفئ ما في إنائها ولتنكح، فإنما لها ما كتب الله لها. (خ ت ن ه
عن أبي هريرة).
9529 لا يبع حاضر لباد، وإن كان أخاه أو أباه. (د ن
عن أنس).
9530 لا تستقبلوا السوق، ولا تحفلوا، ولا ينفق بعضكم
لبعض. (م ت عن ابن عباس).

1) يشير مصحح الطبعة الأولى على هذا الحديث: وفى المنتخب: حم ت
ويقول عن الحديث أنه لم يجده في صحيح مسلم ولا في سنن الترمذي كما
هو معزو
ولكن ندى مراجعتي عنه: ليس هو في صحيح مسلم ولكن الحديث
رواه الترمذي كتاب البيوع - باب ما جاء في بيع المحفلات وبرقم
(1268) وقال حديث ابن عباس حسن صحيح
ويقول: فؤاد عبد الباقي عند هذا الحديث: لم يخرجه من أصحاب
الكتب الستة أحد سوى الترمذي. ص.
64

9531 لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض،
ولا تناجشوا ولا يبع حاضر لباد ولا تصروا الغنم، ومن ابتاعها فهو بخير
النظرين بعد أن يحلبها، إن رضيها أمسكها، وإن سخط ردها، وصاعا من
تمر. (خ د ن عن أبي هريرة).
9532 لا تلقوا الركبان، ولا يبع حاضر لباد. (ق عن
ابن مسعود).
9533 دعوا الناس يصب بعضهم من بعض، فإذا استنصح
أحدكم أخاه فلينصحه. (طب عن أبي السائب).
9534 لا تلقوا الجلب، فمن تلقى فاشترى منه شيئا، فصاحبه
بالخيار إذا أتى السوق. (حم م ت ن ه عن أبي هريرة).
9535 نهى عن تلقي البيوع. (ت ه عن ابن مسعود).
9536 نهى عن تلقي الجلب. (عن ابن عمر).
65

الاكمال
9537 لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض،
ولا تناجشوا ولا يبع حاضر لباد، ولا تصروا الغنم، ومن ابتاعها فهو بخير
النظرين بعد أن يحلبها، إن رضيها أمسكها، وإن سخطها ردها وصاها من
تمر. (مالك خ د ن عن أبي هريرة).
9538 (لا تتلقوا شيئا من البيع حتى يقوم سوقكم. (الطحاوي
عن أبي سعيد).
9539 دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض، وإذا استنصح
أحدكم أخاه فلينصحه. (ق عن جابر).
9540 دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض، ومن استشار
أخاه فليشر عليه. (عب عن رجل).
9541 دعوا عباد الله يرزق الله بعضهم بعضا، وإذا استشار
أحدكم أخاه فلينصحه. (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن حكيم
ابن ثابت).
9542 لا تلقوا شيئا من البيع حتى تقوم سوقكم. (الطحاوي
عن أبي سعيد).
66

9543 لا تلقوا الجلب. (طب عن ابن مسعود).
9544 لا تلقوا الاجلاب قبل أن تأتي سوقها (طب عن سمرة).
9545 لا تلقوا الاجلاب، ولا يبع حاضر لباد. (حم طب
ص عن سمرة).
9546 لا تلقوا الاجلاب، ولا يبع حاضر لباد، ولا يخطب
أحدكم على خطبة أخيه حتى ينكح أو يدع (ط حم طب عن ابن عمر).
9547 لا يبع حاضر لباد. (حم طب ص عن سمرة) (الطحاوي
عن أبي سعيد) (الشافعي ق عن ابن عمر).
9548 لا يبع حاضر لباد، ولا تستقبلوا الجلب، ولا تناجشوا
ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفئ
ما في صحفتها، فإنما لها ما كتب لها، ولا تصروا الإبل والغنم لبيع،
فمن اشترى شاة مصراة فإنه بأحد النظرين، إن شاء ردها ردها بصاع
من تمر. (طب عن ابن عمر).
9549 لا يبع حاضر لباد، ولا يشر له. (طب عن ابن عمر).
9550 لا يبيعن حاضر لباد. (ش عن جابر وأبي هريرة
وعن ابن عمر).
67

9551 لا يبيعن حاضر لباد، ودعوا الناس فليصب بعضهم
من بعض، فإذا استنصح الرجل أخاه فلينصحه. (طب عن حكيم بن
يزيد عن أبيه).
9552 لا يتلقى الركبان لبيع، ولا يبع بعضكم على بيع
بعض، ولا تناجشوا، ولا يبع حاضر لباد، ولا تصروا الإبل والغنم،
فمن ابتاعها بعد ذلك فهو بخير النظرين، بعد أن يحلبها، فان رضيها
أمسكها، وإن سخط ردها وصاعا من تمر. (م مالك عن أبي
هريرة) (1)
.

1) رواه البخاري في صحيحه كتاب البيوع باب النهي للبائع أن لا يحفل
الإبل والبقر والغنم وكل محفلة. (3 / 92).
ورواه مسلم في صحيحه كتاب البيوع باب تحريم بيع الرجل على بيع
أخيه وبرقم (11).
ورواه مالك في كتاب البيوع باب ما ينهي عنه من المساومة والمبايعة
وبرقم (96). ص.
68

الفرع الخامس
في البيع على البيع
9553 المؤمن أخو المؤمن، لا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع
أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر. (م عن عقبة بن عامر).
9554 لا يبع الرجل على بيع أخيه، ولا يسم على سوم أخيه
(ه عن أبي هريرة).
9555 لا يبع بعضكم على بيع أخيه. (خ ن ه عن ابن عمر).
9556 لا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا تلقوا السلع حتى
يهبط بها إلى السوق. (حم ق د عن ابن عمر).
9557 لا يبع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة
أخيه إلا أن يأذن له. (حم م د ن عن ابن عمر).
9558 لا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا يخطب على خطبة
بعض. (ت (1) عن ابن عمر).

1) رواه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في النهي عن البيع على بيع أخيه
وبرقم (1292). وقال: حديث حسن صحيح.
وأول الحديث في النسخة المصرية و تحفة الأحوذي (4 / 514) لا يبيع. ص.
69

الفرع السادس
في بيع الثمار
9559 لا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه، ولا تبتاعوا الثمر
بالتمر. (م عن أبي هريرة) (ق د ن عن ابن عمر).
9560 لا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه، وتذهب عنه الآفة.
(م عن ابن عمر).
9561 نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها، وعن النخل
حتى يزهو. (خ عن نس).
9562 نهى عن بيع الثمر حتى يطيب. (حم ق عن جابر).
9563 نهى عن بيع النخل حتى يزهو، وعن السنبل حتى
يبيض وتأمن العاهة. (م د ت عن ابن عمر).
9564 نهى عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة. (طب عن
زيد بن ثابت).
9565 نهى عن بيع التمر بالتمر كيلا، وعن بيع العنب
بالزبيب كيلا، وعن بيع الزرع بالحنطة كيلا. (د عن ابن عمر).
70

9566 نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، وتأمن من العاهة.
(حم عن عائشة).
9567 لا تسلفوا في النخل حتى يبدو صلاحها. (د عن
ابن عمر).
9568 من ابتاع نخلا بعد أن يؤبر (1)، فثمرتها للبائع، إلا
أن يشترط المبتاع، ومن ابتاع عبدا وله مال فماله للذي باعه، إلا أن
يشترط المبتاع. (حم خ م عن ابن عمر ه) (2)
9569 إن بعت من أخيك تمرا فأصابه جائحة فلا يحل لك
أن تأخذ منه شيئا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟ (د ن
عن جابر).
9570 من باع ثمرا فأصابته جائحة فلا يأخذ من مال أخيه شيئا
علام يأكل أحدكم مال أخيه المسلم؟ (ه حب ك عن جابر).

1) أبر: من باب ضرب، أبر نخله لقحه وأصلحه وتأبر النخل تلقيحه
يقال نخلة مؤبرة بالتشديد كما يقال مأبورة ا ه‍ مختار. ح.
2) رواه البخاري في صحيحه (3 / 150) كتاب المساقاة باب الرجل
يكون له ثمر أو شرب عن ابن عمر.
ورواه مسلم في صحيحه كتاب البيوع. (باب من باع نخلا عليها ثمر وبرقم
(80) عن ابن عمر.
وابن ماجة كتاب التجارات باب ما جاء فيمن باع نخلا مؤبرا أو عبدا
له مال وبرقم (2211) وعن ابن عمر وما كان معزوا لعبادة بن الصامت
فهو الحديث عند ابن ماجة وبرقم (2213).
وفي الصحيحين: أن تؤبر وفي ابن ماجة: قد أبرت ا ه‍.
ورواه مالك في كتاب البيوع باب ما جاء في ثمر المال بياع أصله
وبرقم (9). ص.
71

الاكمال
9571 من باع نخلا قد أبرت فثمرها للبائع، إلا أن يشترط
المبتاع. (مالك عب ش د عن ابن عمر) (ن عن عمر) (طب
عن عبادة بن الصامت).
9572 من باع ثمرة أرضه فأصابه جائحة فلا يأخذ من مال
أخيه شيئا، علام يأكل أحدكم مال أخيه المسلم؟ (ه ابن عساكر
عن جابر).
9573 إن هذا المال خضر حلو فلا تبيعوا الثمرة حتى يبدو
صلاحها. (ط ع طب عن زيد بن ثابت).
9574 لا يباع شئ من الثمر حتى يبدو صلاحه، وذلك أن
يتبين الزهو الأحمر من الأصفر. (طب عن زيد بن ثابت).
72

9575 لا يصلح بيع النخل حتى يبدو صلاحه. (ابن الجارود
عن أنس).
9576 من باع نخلا وقد أبرت فلم يشترط المشتري الثمرة فلا
شئ له، ومن باع عبدا وله مال فلم يشترط ماله فلا شئ له. (طب
عن ابن عمر).
9577 لا تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها. (طب عن ابن عمر).
9578 لا يباع العنب حتى يسود، ولا الحب حتى يشتد.
(الطحاوي قط ص عن أنس).
9579 لا تباع الثمرة حتى تونع. (طب عن ابن عمر).
9580 لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه. (ه عن أبي هريرة)
(ه عن ابن عمر) (حم طب عن زيد بن ثابت) (طب ص عن أبي
أمامة) (طب عن ابن عباس).
9581 لا تبيعوا الثمار حتى تطلع الثريا، ويبدو صلاحها. (طب
عن زيد بن ثابت).
9582 لا تبيعوا الثمر حتى يبدو صلاحه ولا تبيعوا الثمر بالتمر.
(خ م عن ابن عمر).
73

9583 لا تخرصوا (1) العرايا. (الشافعي في القديم) (ق في.
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم) مرسلا.
الفرع السابع
في بيع الغرر
9584 لا تشتروا السمك في الماء، فإنه غرر. (حم هق عن
ابن مسعود رضي الله عنه).
9585 نهى عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر. (حم م 4 عن
أبي هريرة).
9586 نهى عن بيع المضطر وبيع الغرر وبيع الثمرة قبل أن
تدرك. (حم د عن علي).

1) الخرص: الحذر والتخمين والتعذير والعرايا: هو أن يشتري بتمر عنده
مجذوذ رطبا قبل جذه من رؤس النخل ا ه‍ باختصار وتصرف من
النهاية. ح.
74

الفرع الثامن
في متفرقات مهيات البيع
9587 إياكم وكثرة الحلف في البيع، فإنه ينفق ثم يمحق.
(حم م ن ه عن أبي قتادة).
9588 الناجش آكل ربا ملعون. (طب عن عبد الله بن
أبي أوفى).
9589 لا أشتري شيئا ليس عندي ثمنه. (حم ك عن ابن عباس)
9590 أيما رجل استرسل إلى مسلم فغبنه كان غبنه ذلك ربا.
(حل عن أبي أمامة).
9591 غبن المسترسل ربا. (هق عن أنس عن جابر).
9592 غبن المسترسل حرام (طب عن أبي أمامة).
9593 نهى عن السوم قبل طلوع الشمس، وعن ذبح ذوات
الدر. (ك عن علي).
9594 نهى عن المجر (1) (هق عن ابن عمر).

1) المجر: كالفجر بفتح الميم وسكون الجيم، أن يباع الشئ بما في بطن
الناقة ا ه‍ مختار. ح
75

9595 نهى عن بيع السنين. (حم م د ن ه عن جابر).
9596 نهى عن بيع المضامين (1) والملاقيح وحبل الحبلة.
(طب عن ابن عباس).
9597 نهى عن بيع حبل الحبلة. (حم ق 4 عن ابن عمر).
9598 نهى عن المحاقلة (2) والمخاضرة والملامسة والمنابذة
والمزابنة. (خ عن أنس).
9599 نهى عن النجش. (ق ه ن عن ابن عمر).
9600 نهى عن المخابرة (3) (حم عن زيد بن ثابت).
9601 نهى عن بيع المزايدة. (البزار عن سفيان بن وهب).

1) المضامين: هي ما في أصلاب الفحول، والملاميح: هي ما في بطون
النوق من الأجنة، وحبل الحلبة: بفتح الحاء والباء فيهما هو نتاج النتاج
وولد الجنين ا ه‍ مختار. ح.
2) المحاقلة: بيع الزرع في سنبله بحنطة، والملامسة أن يقول: إذا لمست
المبيع فقد وجب البيع بيننا بكذا ا ه‍ مختار.
والمنابذة: أن يقول كل ما أنبذه فقد بعتكه ا ه‍. والمزانبة: هو بيع
الرطب في رؤس النخل بالتمر. ح.
3) المخابرة: البذر والعمل من العامل والأرض من المالك وقال في مختار
الصحاح هي المزارعة ببعض ما يخرج من الأرض. ح
76

9602 نهى عن المنابذة وعن الملامسة. (حم ق د ن ه
عن أبي سعيد).
9603 نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة. (حم ع عن سمرة).
9604 نهى عن بيع الشاة باللحم. (ك هق عن سمرة).
9605 نهى عن بيع اللحم بالحيوان. (مالك والشافعي ك عن سعيد
ابن المسيب) مرسلا (البزار عن ابن عمر).
9606 نهى عن بيع الكالئ بالكالئ (1) (ك هق عن ابن عمر).
9607 نهى عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها بالكيل
المسمى من التمر. (حم م ن عن جابر).
9608 لا تبتاع الصبرة من الطعام بالصبرة من الطعام، ولا
الصبرة من الطعام بالكيل المسمى من الطعام. (ن عن جابر).
9609 نهى عن بيع الطعام حتى يجرى فيه الصاعان فيكون
لصاحبه الزيادة وعليه النقصان. (البزار عن أبي هريرة).
9610 لا يحل سلف وبيع، ولا شرطان في بيع ولا ربح ما لا
يضمن، ولا بيع ما ليس عندك. (حم 4 ك عن ابن عمر).

1) الكالئ بالكالئ: الدين بالدين. ح
77

9611 نهى عن سلف وبيع، وشرطين في بيع، وبيع ما ليس
عندك، وربح ما لم يضمن. (طب عن حكيم بن حزام).
9612 حرام شف (1) ما لم يضمن (هق عن ابن عمر).
9613 من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما (2)، أو الربا.
(د ك عن أبي هريرة).
9614 نهى عن بيعتين في بيعة. (ت ن عن أبي هريرة).
9615 نهى عن بيع العربان (3) (حم د ه عن ابن عمر).

1) الشف بفتح الشين ويكسر: المراد به هنا الربح والزيادة قاله في النهاية:
نهى عن شف ما لم يضمن ا ه‍. ح.
2) الوكس: النقص ا ه‍ مختار أي فله من البيعتين واحدة فقط وهي التي
ثمنها قليل فإن لم يأخذها وأخذ البيعتين في عقد واحد فقد دفع في
الربا. ح.
3) العربان: بضم العين وسكون الراء هو أن يدفع بعض الثمن لا يسلمه
المبيع كل بل بعضه أو إذا تفاسخا لا يرد إليه ما دفعه. ح.
وسيأتي بحث مفصل في قسم الافعال آداب متفرقة عن العربان.
والأدلة والعزو الواضح. ص.
78

الفصل الثالث
في أشياء لا يجوز بيعها وفيه فرعان
الفرع الأول
في النجاسات من الكلب والخنزير والميتة و الخمر
(الخمر)
9616 ثمن الخمر حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الكلب حرام
والكوبة حرام، وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه فاملا يديه ترابا،
والخمر والميسر حرام، وكل مسكر حرام. (حم عن ابن عباس).
9617 من باع الخمر فليشقص الخنازير. (حم د عن المغيرة).
9618 إن الله حرم الخمر وثمنها، وحرم الميتة وثمنها، وحرم
الخنزير وثمنه. (ه عن ابن عباس).
9619 إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام
(حم ق 4 م عن جابر).
9620 إن الذي حرم شربها حرم بيعها، يعنى الخمر. (حم م ن
عن ابن عباس).
79

9621 لعن الله اليهود إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا
أثمانها، وإن الله إذا حرم على أقوام أكل شئ حرم عليهم ثمنه. (حم د
عن ابن عباس).
الكلب والخنزير
9622 إذا جاء يطلب ثمن الكلب فاملا كفه ترابا. (د
هق عن ابن عباس).
9623 لا يحل ثمن الكلب ولا حلوان الكاهن ولا مهر البغي
(د ن عن أبي هريرة).
9624 ثمن الكلب خبيث، وهو أخبث. (ك عن
ابن عباس).
9625 ثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث، وكسب الحجام
خبيث. (حم م د ت عن رافع بن خديج).
9626 نهى عن ثمن الكلب وعن ثمن السنور. (حم 4 ك
عن جابر).
9627 نهى عن ثمن الكلب إلا الكلب المعلم. (حم ن
عن جابر).
80

9628 نهى عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد. (ت عن
أبي هريرة) (1) 9629 نهى عن ثمن الكلب وثمن الدم وكسب البغي. (خ
عن أبي جحيفة).
9630 نهى عن ثمن الكلب وثمن الخنزير وثمن الخمر وعن مهر
البغي وعن عسب الفحل. (طس عن ابن عمرو).
9631 نهى عن ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن.
(ق 4 عن ابن مسعود).

1) رواه الترمذي في كتاب البيوع باب رقم (50) ورقم (1281)
ويقول فؤاد عبد الباقي: لم يخرجه من أصحاب الكتب الستة سوى
الترمذي وفي سنده: يزيد بن سفيان، وتكلم فيه شعبة بن الحجاج
وضعفه. ص
81

الفرع الثاني
في غير النجاسات من الماء والنار وغيرهما
9632 لا يباع فضل الماء ليباع به الكلأ (م عن أبي هريرة).
9633 لا يمنع أحدكم فضل الماء ليمنع به الكلأ. (ق د ت ه
عن أبي هريرة).
9634 لا يمنع فضل الماء ولا يمنع نقع البئر. (ه ك عن
عائشة) (1)
9635 المسلمون شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار، وثمنه
حرام. (ه عن ابن عباس).
9636 ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار (ه عن أبي هريرة)

1) رواه ابن ماجة كتاب الرهون باب النهي عن منع فضل الماء ليمنع به
الكلأ وبرقم (2479).
ونقع البئر: أي فضل مائها لأنه ينقطع به العطش أي يروى يقال شرب
حتى نقع أي روى، والنقع: الماء الناقع، وهو المجتمع.
وقال في الزوائد: في اسناد هذا الحديث: حارثة بن أبي الرجال ضعفه
أحمد وغيره ورواه ابن حبان في صحيحه بسند فيه ابن إسحاق وهو مدلس
سنن ابن ماجة (2 / 828). ص
82

9637 المسلمون شركاء في ثلاث: في الكلأ والماء والنار. (حم
د عن رجل).
9638 خصلتان لا يحل منعهما: الماء، والنار. (البزار طس
عن أنس).
9639 نهى أن يمنع نقع البئر. (حم عن عائشة).
9640 نهى عن بيع فضل الماء. (م ه عن جابر) (حم 4
عن اياس بن عبد).
9641 من منع فضل ماء أو كلا منعه الله فضله يوم القيامة.
(حم عن ابن عمر).
9642 لا تباع أم الولد (طب عن خوات بن جبير) (1)
9643 نهى عن بيع ضراب الجمل، وعن بيع الماء والأرض
لتحرث. (م ن عن جابر).

1) لدى الرجوع لفتح الكبير (3 / 312) تبين لي أن الحديث عن خوات
ابن جبير بدلا من خولة. واتماما للفائدة نوضح ترجمته:
خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري الصحابي شهد غزوة بدر وكان
فيمن شهد صفين، كف بصره وتوفي سنة 40 بالمدينة ا ه‍.
وخوات: بتشديد الواو. تهذيب التهذيب (3 / 171) ص
83

9644 نهى عن عسب الفحل وقفيز الطحان (1) (ع قط
أبي سعيد).
9645 نهى عن عسب الفحل. (حم خ 3 عن ابن عمر).
9646 لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلموهن، ولا
خير في تجارة فيهن، وثمنهن حرام، في مثل هذا أنزلت هذه
الآية: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) الآية (2) (ت
ه عن أبي أمامة).
9647 ثمن القينة سحت، وغناؤها حرام، والنظر إليها
حرام، وثمنها مثل ثمن الكلب، وثمن الكلب سحت، ومن نبت لحمه
على السحت فالنار أولى به. (طب عن عمر).
9648 نهى عن بيع السلام في الفتنة. (طب هق عن عمران).

1) قفيز الطحان: هو أن يستأجر رجلا ليطحن له حنطة معلومة بقفيز
من دقيقها، والقفيز مكيال يتواضع الناس عليه ا ه‍ من النهاية. ح.
2) سورة لقمان الآية رقم 6.
والحديث رواه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في كراهية بيع
المغنيات وبرقم (1282).
وابن ماجة كتاب التجارات باب ما لا يحل بيعه وبرقم (2168) ص.
84

ملحق في أحكام متفرقة والإقالة
9649 إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب
السلعة أو يتتاركان. (د ن ك هق عن ابن مسعود).
9650 إذا اختلف البيعان فالقول قول البائع، والمبتاع بالخيار.
(ت هق عن ابن مسعود).
9651 إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة، والبيع قائم بعينه
فالقول ما قال البائع أو يترادان البيع. (ه عن ابن مسعود) (1)
9652 لا يتفرقن عن بيع إلا عن تراض (ت عن أبي هريرة).
9653 البيعان إذا اختلفا في البيع تردا البيع. (طب عن
ابن مسعود).
9654 العربون (2) لمن عربن. (خط في رواة مالك
عن ابن عمر).

1) لما كان في ألفاظ الحديث مغاير لأصل سنن ابن ماجة أثبت ما في السنن
وحذفت الخطأ الظاهر.
ابن ماجة كتاب التجارات باب البيعان يختلفان وبرقم (2185). ص.
2) العربون فيه ثلاث لغات: عربان بضم العين وسكون الراء،
وعربون: بالضم العين وسكون الراء، وعربون: بفتح العين والراء،
وهو ما يدفعه المشتري من الثمن قبل قبض المبيع على أنه إن استلم
المبيع أكمل الثمن وإن لم يستلم يأخذه البائع فهذا حرام. ح.
مر شرح العربان عند حديث رقم (9615) ونوهت على التوسعة في
البحث عند آخر حديث من باب آداب متفرقة. ص.
85

9655 إذا باع المخيران فهو للأول. (ه عن سمرة).
9656 من أقال مسلما أقاله الله تعالى عثراته. (د ه ك عن
أبي هريرة).
9657 من أقال نادما أقاله الله يوم القيامة. (هق عن أبي
هريرة).
9658 الوزن وزن أهل مكة، والمكيال مكيال أهل المدينة
(د ن عن ابن عمر).
9659 الوسق ستون صاعا. (حم ه عن أبي سعيد).
9660 من باع منكم دارا أو عقارا فليعلم أنه مال قمن أن لا
يبارك له فيه، إلا أن يجعله في مثله. (حم ه عن سعيد بن الحارث).
86

احكام متفرقة
من الاكمال
9661 إذا بعت بيعا فلا تبعه حتى تقبضه. (ط ن عن حكيم
ابن حزام).
9662 لا تبيعن شيئا حتى تقبضه. (طب عن حكيم بن حزام) 9663 من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه. (عب عن
ابن عباس).
9664 من اشترى طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه. (الطحاوي
حب عن جابر) (الطحاوي عن ابن عمر).
9665 يا ابن أخي بلا تبيعن شيئا حتى تقبضه. (حم ق عن
حكيم بن حزام).
9666 إنا لا نبيع شيئا من الصدقات حتى نقبضه. (ق عن
علقمة بن ناجية).
9667 لا تشتروا الصدقات حتى توسم وتعقد. (ك د في
مراسيله ق عن مكحول) مرسلا.
87

9668 يا عثمان إذا اشتريت فاكتل، وإذا بعت فكل.
(حم ق عن عثمان).
9669 لا تفعلي هكذا يا قيلة، ولكن إذا أردت أن تشتري شيئا
فأعطي به الذي تريدين أن تأخذيه به، أعطيت أو منعت، إذا أردت أن
تبيعي شيئا فاستامي به الذي تريدين أن تبيعيه به، أعطيت أو منعت. (ه
وابن سعد والحكيم طب عن قيلة أم بني أنمار) قالت قلت: يا رسول الله
إني امرأة أبيع وأشتري، فربما أردت أن اشتري السلعة فأعطي بها
أقل مما أريد أن آخذها به، ثم زدت حتى آخذها بالذي أريد أن
آخذها به، وربما أذدت أن أبيع السلعة فاستمت فيها أكثر مما أريد
أن أبيعها به، ثم نقصت حتى أبيعها بالذي أريد، فقال لي فذكره.
مر برقم [9431].
88

بيع العبد وله مال من الاكمال
9670 من ابتاع عبدا وله مال فله ماله، وعليه دينه إلا أن
يشترط المبتاع ومن أبر نخلا. (د ت ن ه حم حب عن جابر) (1)
9671 من باع عبدا وله مال فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع
(عب ش د عن ابن عمر) (د ن وابن جرير في تهذيبه والشاشي ص
عن عمر) (ش عن علي) موقوفا (د ش عن جابر) (طب عن
عبادة بن الصامت).
9672 من باع عبدا مملوكا وله مال، وعليه دين، فالدين على البائع
إلا أن يشترط البائع على المشتري. (طب عن عبادة بن الصامت).
9673 من باع عبدا وله مال فماله له، وعليه دينه إلا أن يشترط
ومن أبر نخلا فباع بعد ما يؤبره فله ثمرته إلا أن يشترط المبتاع. (عد
ق عن جابر).
9674 من باع عبدا وله مال فماله لسيده، إلا أن يشترط الذي
اشتراه. (ش عن ابن عمر).

1) وتمام الحديث: كما هو في سنن الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في
ابتياع النخل بعد التأبير والعبد وله مال وبرقم (1244) وعن ابن عمر
فثمرتها للذي باعها. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
ورواه الإمام أحمد في مسنده (2 / 9). فالثمرة للبائع. ص
89

9675 من باع عبدا فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع، يقول:
اشتريته منك وماله. (ش عن عطاء وابن أبي مليكة معا) مرسلا.
9676 من باع عبدا وله مال، فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع
ومن ابتاع نخلا قد أبر فثمرتها للبائع، إلا أن يشترط المبتاع (ق عن علي).
9677 لا تفعلا ذلك إذا اشتريتما طعاما فاستوفياه، فإذا بعتماه
فكيلاه. (ق عن مطر الوراق عن بعض أصحابه) مرسلا.
9678 يا أهل البقيع لا يفترق بيعان إلا عن رضا. (ق عن أنس)
(ابن جرير على أبي قلابة) مرسلا.
الإقالة من الاكمال
9679 من أقال نادما بيعة أقال الله عثرته يوم القيامة. (حب
عن أبي هريرة).
9680 من أقال مسلما أقال الله عثرته يوم القيامة. (د ه ك ق
عن أبي هريرة).
9681 من أقال مسلما بيعا أقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن وصل
صفا وصل الله خطوه يوم القيامة. (عبد الرزاق عن معمر عن يحيى
ابن أبي كثير) مرسلا.
90

الفصل الرابع
في بيع الخيار
9682 إذا أنت بايعت فقل: لا خلابة، ثم أنت في كل
سلعة ابتعتها بالخيار ثلاث ليال، فإذا رضيت فأمسك، وإن سخطت
فارددها على صاحبها. (ه هق عن محمد بن يحيى بن حبان) مرسلا.
9683 إذا تبايع الرجلان فكل واحد منهما بالخيار، ما لم يتفرقا
وكانا تجميعا، أو يخير أحدهما الآخر، فان خير أحدهما الآخر فتبايعا على
ذلك وجب البيع، وان تفرقا بعد أن تبايعا ولم يترك واحد منهما البيع فقد
وجب البيع. (ق ن ه عن ابن عمر).
9684 إن المتبايعين بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا أو يكون البيع
خيارا. (خ عن ابن عمر).
9685 الخيار ثلاثة أيام. (هق عن ابن عمر).
9686 لا عهدة بعد أربه. (ه ك عن عقبة بن عامر).
9687 لا يفترقن اثنان إلا عن تراض. (د عن أبي هريرة).
9688 إنما البيع عن تراض. (ه عن أبي سعيد).
91

9689 البيعان بالخيار ما لم يتفرقا. (حم د ه عن أبي برزة)
(ه ك عن سمرة).
9690 البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، ويقول أحدهما لصاحبه إختر
(حم خ 3 عن ابن عمر).
9691 البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، إلا أن تكون صفقة خيار،
ولا يحل له أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله. (حم ت عن ابن عمر) (1)
9692 البيعان بالخيار حتى يتفرقا ويأخذ كل منهما من البيع
ما هوى أو يتخايران إلى ثلاث مرات. (ن ك هق عن سمرة).
9693 المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا،
إلا بيع الخيار. (د ن ق عن ابن عمر).
9694 المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا، إلا أن تكون في الصفقة
خيار، ولا يحل له أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله. (د ن عن
ابن عمر).

1) كان الحديث معزوا لابن عمرو ولكن الحديث كما هو في سنن الترمذي
كتاب البيوع باب ما جاء في البيعين بالخيار ما لم يتفرقا وبرقم (1245)
وعن ابن عمر وهو حديث حسن صحيح وكما هو في مسند أحمد وعن ابن
عمر (2 / 9) ص
92

9695 البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، إلا أن يكون البيع كان عن
خيار، فإن كان البيع عن خيار وجب البيع. (ن عن ابن عمر).
9696 عهدة الرقيق ثلاثة أيام. (حم د ك هق عن عقبة بن
عامر) (ه عن سمرة) (1)
9697 كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا، إلا بيع الخيار.
(حم ق ن عن ابن عمر).
خيار العيب
9698 الخراج بالضمان. (حم ك 4 عن عائشة).
9699 الغلة بالضمان. (حم هق عن عائشة).
9700 الشرود يرد (عد هق عن أبي هريرة).

1) رواه ابن ماجة في كتاب التجارات باب عهدة الرقيق وبرقم (2244). ص.
93

الاكمال
9701 ما يشبير أما علمت أن الشرود يرد. (الحسن بن سفيان
و الباوردي وابن شاهين في أبي هرير) وضعف (1)
بيع الخيار من الاكمال
9702 إذا بايعت فقل: لا خلابة، ثم أنت بالخيار في كل سلعة
ابتعتها ثلاث ليال، فان رضيت فأمسك، وإن سخطتك فاردد. (ق
عن ابن عمر).

1) أول الحديث لفظ غير مفهوم وهو: (ما يشبير) ولدى رجوعي لمنتخب
كنز العمال فالحديث مذكور بنصه: عن أبي هريرة أن بشيرا الغفاري
كان له مقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففقده ثلاثة أيام ثم جاء شاحبا
لونه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بشر ما لك لم نرك عندي منذ ثلاثة
أيام، فقال بأبي أنت وأمي، اشتريت من فلان جملا فشرد علي وكنت
في طلبه فحبسه علي بنو فلان فأخذته فرددته على صاحبه فقبله مني
فنال مني فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما أن البعير الشرود يرد منه.)
وللحديث بقية.
فهذه اللفظة هي: يا بشير أما علمت.) وليس أول الحديث: يا بشير
إنما أوله: أما أن البعير).
راجع منتخب كنز العمال على هامش مسند الإمام أحمد (2 / 235) ص.
94

9703 من اشترى شيئا لم يره فهو بالخيار، إذا رآه إن شاء أخذه،
وإن شاء تركه. (قط ق وضعفها عن أبي هريرة).
9704 من اشترى بيعا فوجب له فهو بالخيار ما لم يفارقه صاحبه
إن شاء أخذه فان فارقه فلا خيار له. (ق ك عن ابن عمر وابن
عباس) معا.
9705 أيما رجل ابتاع من رجل بيعة فان كل واحد منهما
بالخيار حتى يتفرقا من مكانهما إلا أن تكون صفقة خيار، ولا يحل لاحد
أن يا فرق صاحبه مخافة أن يقيله. (ق عن ابن عمرو).
9706 البيع عن تراض، والتخيير بعد صفقة. (عب عن
عبد الله بن أبي أوفى).
9707 البيعان بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا، أو يكون بيعهما عن
خيار. (ش عن أبي هررة).
9708 البيعان بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا. (حم ش د ه ق
عن أبي برزة) (ش طب ك ص حم ه عن سمرة) (ابن النجار
عن عمر).
9709 البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، إلا أن يكون بيعهما بالخيار.
95

(طب عن سمرة).
9710 البيعان بالخيار في بيعهما ما لم يتفرقا، إلا أن يكون بيعهما
عن خيار. (عب ش عن ابن عمر).
9711 لا بأس أن تأخذها بسعر يومها، ما لم تتفرقا وبينكما شئ
(ك ق عن ابن عمر).
9712 عهدة الرقيق أربعة أيام. (ط هق عن الحسن عن
سمرة أو عقبة).
9713 عهدة الرقيق أربع ليال. (حم ك هق عن قتادة عن
الحسن عن عقبة).
9714 لا عهدة فوق أربع. (ش عن الحسن) مرسلا (1)

1) رواه ابن ماجة في كتاب التجارات باب عهدة الرقيق وبرقم (2245).
ومر برقم (9686). ص
96

الباب الثالث
في الاحتكار والتسعير
9715 بئس العبد المحتكر، إن أرخص الله تعالى الأسعار
حزن، وإن أغلاها الله فرح. (طب هب عن معاذ).
9716 الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون. (ه عن عمر).
9717 الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله، والمحتكر في
سوقنا كالملحد في كتاب الله. (الزبير بن بكار في أخبار المدينة ك عن
اليسع بن المغيرة مرسلا).
9718 من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام
والافلاس. (حم ه عن عمر).
9719 من احتكر حكرة يريد أن يغلي بها على المسلمين فهو
خاطئ وقد برئت منه ذمة الله ورسوله. (حم ك عن أبي هريرة).
9720 من احتكر طعاما على أمتي أربعين يوما وتصدق به لم
تقبل منه. (ابن عساكر عن معاذ).
97

9721 من تمنى على أمتي الغلاء ليلة واحدة أحبط الله عمله
أربعين سنة. (ابن عساكر ك عن ابن عمر).
9722 المحتكر ملعون. (ك عن ابن عمر).
9723 لا يحتكر إلا خاطئ. (حم م د ت عن عبد الله بن عمر).
9724 نهى عن الحكرة بالبلد، وعن التلقي وعن السوم قبل
طلوع الشمس وعن ذبح قني (1) الغنم. (هب عن علي).
التسعير
9725 بل الله ليخفض ويرفع، وإني لأرجو أن ألقى الله ولا
يطلبني أحد وليس لاحد عندي مظلمة. (د هق عن أبي هريرة).
9726 إن الله تعالى هو الخالق القابض الباسط المسعر، وإني
لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال.
(حم د ت ه حب هق عن أنس).
9727 إن غلاء أسعاركم ورخصها بيد الله، إني لأرجو أن ألقى
الله وليس لاحد منكم قبلي مظلمة في مال ولا دم. (طب عن أنس).
9728 إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد منكم بمظلمة ظلمته
(ه عن أبي سعيد).

1) هي التي تقتنى للدر والولد، واحدتها، قنوة ا ه‍ النهاية (4 / 117). ص.
98

9729 لألقين الله من قبل أن أعطي أحدا من مال أحد شيئا
بغير طيب نفس إنما البيع عن تراض. (هق عن أبي سعيد).
الاحتكار من الاكمال
9730 أبشر فان الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله،
والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله. (ك عن اليسع بن المغيرة) (1)
9731 من احتكر فهو خاطئ. (م ق عن معمر بن عبد الله).
9732 من احتكر طعاما أربعين يوما فقد برئ من الله، وبرئ
الله منه وأيما أهل عرصة أصبح فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة
الله تعالى. (ش من بزع ك حل عن ابن عمر) (ك عن أبي هريرة).
9733 من احتكر طعاما أو تربص به أربعين يوما ثم طحنه
وخبزه وتصدق به لم يقبل الله منه. (كر ابن النجار عن دينار بن أبي
مكيس (1)
عن أنس) ودينار متهم، قال (حب): روى عن أنس
أشياء موضوعة).

1) اليسع بن المغيرة المخزومي المكي قال أبو حاتم: ليس بالقوي وذكره ابن
حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (11 / 378). ص.
2) دينار أبو مكيس الحبشي يروي عن أنس، ذاك التالف المتهم
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (2 / 30) حدث في حدود (240)
بوقاحة عن أنس بن مالك. ثم سرد هذا الحديث وغيره. ا ه‍.
ومذكور اسمه هكذا: دينار بن أبي مكيس الحبشي فاحذف لفظ: ابن.
والصواب كما ذكر الذهبي: دينار أبي مكيس الحبشي. ص.
99

9734 أهل المدائن الحبساء في سبيل الله، فلا تحتكروا عليهم
الطعام ولا تغلوا عليهم الأسعار، ولا يبيعن حاضر لباد، ولا يسم الرجل
على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبته، ولا تكفئ المرأة إناء أختها،
وكل رزقه على الله عز وجل. (طب وابن عساكر عن أبي أمامة).
9735 من حبس طعاما أربعين يوما ثم أخرجه فطحنه وخبزه ثم
تصدق به لم يقبل منه. (الخطيب عن دينار (1) عن أنس).
9736 من حمل إلينا طعاما فهو في ضيافتنا (2) حتى يخرج، ومن
ضاع له شئ فأنا ضامن له، ولا ينبغي في سوقنا محتكر. (ك في تاريخه
عن ابن عمرو).

1) هذا الحديث ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (2 / 30) عن دينار أبي
مكيس. ومرت ترجمته عند حديثه (9733) وعرفت مرتبته فلا
حاجة للتكرار. ص.
2) كان اللفظ في الأصل المطبوع: (ضافتنا) ولدى الرجوع لمنتخب كنز
العمال (2 / 236) تبين لي: (ضيافتنا). ص.
100

9737 من دخل في شي من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقا
على الله أن يقذفه في معظم من النار، ورأسه أسفله. (ط حم طب
ك ق عن معقل بن يسار).
9738 لا يحتكر إلا الخوانون. (عب عن صفوان بن سليم)
مرسلا.
9739 يحشر الحكارون وقتلة الأنفس إلى جهنم في درجة.
(عد وابن لآل وابن عساكر عن أبي هريرة) وأورده ابن الجوزي
في الموضوعات.
9740 من جلب طعاما إلى مصر من أمصار المسلمين كان له
أجر شهيد. (الديلمي عن ابن مسعود).
التسعير من الاكمال
9741 إن الله تعالى هو المقوم، إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني
أحد بمظلمة ظلمتها في نفس ومال. (حم والخطيب عن أبي سعيد).
9742 إن الله تعالى هو المصور القابض الباسط، واني لأرجو
أن ألقى الله وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في عرض ولا مال. (طب
عن أبي جحيفة).
101

9743 إن الله تعال يخفض ويرفع، واني لأرجو أن ألقى الله
وليس لاحد عندي مظلمة. (حم عن أبي هريرة) أن رجلا قال: يا
رسول الله سعر قال: فذكره.
9744 بل الله يخفض ويرفع، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس
لاحد عندي مظلمة. (د ق عن أبي هريرة) أن رجلا قال: يا رسول الله
سعر قال: فذكره.
9745 إني لأرجو أن أفارقكم ولا يطلبني أحد بمظلة ظلمته.
(ه عن أبي سعيد).
9746 ألا لألقين الله عز وجل قبل أن أعطي أحدا من مال
أحد بغير طيب نفسه. (ع حب ص عن أبي سعيد) قال: شكى
الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاء السعر وقالوا سعر قال: فذكره.
9747 الغلاء والرخص جندان من جنود الله تعالى، اسم أحدهما
الرغبة، واسم الآخر الرهبة، فإذا أراد الله أن يغليه قدف الله الرغبة
في صدور التجار فرغبوا فيه فحبسوه، وإذا أراد الله أن يرخصه قذف
الله الرهبة في صدور التجار فأخرجوه من أيديهم. (عق والخطيب
والرافعي والديلمي عن عبد الله بن المثنى عن عمه ثمامة عن جد أنس) وأورده
ابن الجوزي في الموضوعات.
102

9748 لا يسألني الله عن سنة أحدثتها فيكم لم يأمرني بها، ولكن
سلوا الله من فضله. (طب والبغوي عن عبيد بن نضلة (1) قال: أصاب
الناس سنة فقالوا: يا رسول الله سعر لنا قال: فذكره.
9749 ما سخط الله عز وجل على أمة إلا أغلى سعرها وأكسد
أسواقها، وأكثر فسادها واشتد جور سلطانها، فعند ذلك لا
يزكي أغنياؤها، ولا يعف سلطانها، ولا يصلي فقراؤها. (ابن
النجار عن ابن عباس).

1) عبيد بن نضلة: أبو معاوية الكوفي المقري. قال العجلي: كوفي تابعي ثقة
وقال النسائي: ثقة. توفي في ولاية بشر سنة 74.
وقال أبو نعيم الحافظ في المعرفة: مختلف في صحبته. ا ه تهذيب التهذيب
(7 / 57) ص.
103

الباب الرابع
في الربا وفيه فصلان
الفصل الأول
في الترهيب عنه
9750 آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهداه إذا علموا ذلك
والواشمة والموشومة للحسن، ولاوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة
ملعونون على لسان محمد يوم القيامة. (ن عن ابن مسعود).
9751 إذا أراد الله بقرية هلاكا أظهر فيهم الربا. (فر عن
أبي هريرة).
9752 الربا سبعون بابا، والشرك مثل ذلك. (البزار عن
ابن مسعود).
9753 الربا ثلاثة وسبعون بابا. (ه عن ابن مسعود) (1)
9754 الربا ثلاثة وسبعون بابا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل

1) رواه ابن ماجة كتاب التجارات باب التغليظ في الربا وبرقم (2275)
وقال في الزوائد: اسناده صحيح. ص
104

أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم. (ك عن ابن مسعود).
9755 الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه. (ه
عن أبي هريرة) (1) 9756 إن أبواب الربا اثنان وسبعون حوبا، أدناها كالذي يأتي
أمه في الاسلام. (طب عن عبد الله بن سلام).
9757 ما أحد أكثر من الربا إلا كانت عاقبة أمره إلى قلة.
(ه عن ابن مسعود) (2)
9758 الربا وإن كثر فان عاقبته تصير إلى قل. (ك عن
ابن مسعود).
9759 الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل اتيان الرجل أمه، وان
أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه. (طس عن البراء).
9760 الآخذ والمعطي سواء في الربا. (قط ك عن أبي سعيد).

1) رواه ابن ماجة كتاب التجارات باب التغليظ في الربا وبرقم (2274)
وقال في الزوائد: في اسناده: نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر متفق
على تضعيفه. ص.
2) رواه ابن ماجة كتاب التجارات باب التغليظ في الربا وبرقم (2279)
وقال في الزوائد: اسناده صحيح ورجاله موثقون، وفي الفتح: اسناده حسن.
القل: بالضم، والقلة بالكسر، كالذل والذلة. النهاية (4 / 104). ص.
105

9761 درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة
وثلاثين زنية. (حم طب عن عبد الله بن حنظلة).
9762 درهم ربا أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية، ومن نبت
لحمه من سحت فالنار أولى به. (هب عن ابن عباس).
9763 ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا آكل
الربا، فإن لم يأكله أصابه من غباره. (د ه ك هق عن أبي هريرة) (1)
9764 لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهده وهم
يعلمون والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة.
(طب عن ابن مسعود).
9765 لعن الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه. (حم
د ه ت عن ابن مسعود) (2)

1) في الفتح الكبير (3 / 53): [د ه‍ ك] عن أبي هريرة).
وابن ماجة في الكتاب التجارات باب التغليظ في الربا وبرقم (2278) ص.
2) يعزو المصحح كذا في المطبوع وليس في الأصلين والنسخة الخطية من
المنتخب وفي المطبوعة (حم ه‍) وليس في سنن ابن ماجة بهذا السياق
أقول: إن الحديث هو في سنن ابن ماجة كتاب التجارات باب التغليظ
في الربا وعن ابن مسعود وبرقم (2277).
وكذا في سنن الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في أكل الربا وبرقم
(1206) وقال حديث حسن صحيح.
ورواه أبو داود في كتاب البيوع باب في أكل الربا وموكله وبرقم
(3333)، والنسائي في كتاب الطلاق باب احلال المطلقة ثلاثا وما
فيه من التغليظ. ص
106

9766 أتيت ليلة أسري بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها
الحيات ترى من خارج بطونهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال:
هؤلاء أكلة الربا. (ه عن أبي هريرة).
9767 لعن الله آكل الربا، وموكله وشاهديه وكاتبه، هم فيه
سواء. (حم م ن عن جابر) (1)
9768 ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله.
(حم عن ابن مسعود).
9769 لعن الله آكل الربا، وموكله، وكاتبه. ومانع الصدقة
(حم ن عن علي).

1) عزى صاحب الفتح الكبير (3 / 13) هذا الحديث للإمام أحمد ولصحيح
مسلم. ولدى رجوعي لصحيح مسلم وجدته في كتاب المساقاة باب لعن
آكل الربا وموكله عن جابر وبرقم (1598).
وكذلك وجدته في النسائي كتاب الطلاق باب احلال المطلقة ثلاثا وما
فيه من التغليظ. ص.
107

9770 ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم
يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب. (حم عن عمرو بن العاص).
الاكمال
9771 الربا سبعون حوبا، أهونها مثل وقوع الرجل على أمه.
(ابن جرير عن أبي هريرة).
9772 الربا ثلاثة وسبعون بابا، والشرك مثل ذلك. (ابن جرير
عن ابن مسعود).
9773 الربا سبعون حوبا، وأيسرها كنكاح الرجل أمه، وإن
أربى الربا عرض الرجل المسلم. (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة وابن جرير
عن أبي هريرة).
9774 الربا سبعون بابا، وأدناها كالذي يقع على أمه. (هب
عن أبي هريرة).
9775 الربا أحد وسبعون بابا، أو قال: ثلاثة وسبعون حوبا،
أهونها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه
المسلم. (عب عن رجل من الأنصار).
9776 إن الربا سبعون حوبا، أدناها مثل ما يقع الرجل على أمه
108

وإن أربى الربى استطالة المرء في عرض أخيه. (هب) وضعفه.
9777 إن الرجل يصيب من الربا أعظم عند الله في الخطيئة
من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم
(هب وضعفه عن أنس).
9878 رأيت ليلة أسري بي رجلا يسبح في نهر يلقم الحجارة
فسألت من هذا؟ فقيل: هذا آكل الربا. (هب عن سمرة).
9779 من أكل درهم ربا فهو مثل ثلاثة وثلاثين زنية. (كر
عن محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة عن ابن عباس).
9780 لدرهم ربا أشد جرما عند الله من سبعة وثلاثين زنية،
وأعظم الربا استحلال عرض الرجل المسلم. (الحاكم في الكنى
عن عائشة).
9781 لدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله من ثلاثة
وثلاثين زنية يزنيها في الاسلام. (طب عن عبد الله بن سلام).
9782 لعن الله آكل الربا وموكله. (م عن ابن مسعود
طب عن جندب).
9783 لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه، والواشمة
والمستوشمة، ومانع الصدقة، والمحلل والمحلل له. (هب عن علي).
109

9784 الآخذ والمعطي سواء في الربا. (ك عن أبي سعيد).
9785 ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله.
(حم وابن جرير عن ابن مسعود).
9786 إن الربا وإن كثر فان عاقبته تصير إلى قل. (حم طب
عن ابن مسعود) (1)
9787 ما أكثر أحد الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قل. (ك
هب عن ابن مسعود).
9788 ما كثر الربا إلا كان عاقبته إلى قلة. (طب عن
ابن مسعود).
9789 إنه سيأتي على الناس زمان لا يبقى فيه أحد إلا آكل الربا
فمن لم يأكله أصابه من غباره. (ابن النجار عن أبي هريرة).
9790 يأتي على الناس زمان يأكلون فيه الربا، فمن لم يأكله ناله
من غباره. (حم وابن النجار عن أبي هريرة).

1) مر هذا الحديث برقم (9758) وقال ابن الأثير في النهاية في غريب
الحديث (4 / 104) ومنه حديث ابن مسعود: الربا وإن كثر فهو إلى قل
القل بالضم، والقلة بالكسر كالذل والذلة ا ه‍. ص
110

الفصل الثاني
في أحكام الربا
9791 لا تبيعوا الذهب بالذهب، ولا الورق بالورق، إلا وزنا
بوزن مثلا بمثل سواء بسواء. (حم م عن أبي سعيد).
9792 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا سواء بسواء، والفضة بالفضة
إلا سواء بسواء، وبيعوا الذهب بالفضة، والفضة بالذهب كيف شئتم.
(خ عن أبي بكرة).
9793 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا (1)
بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثل بمثل، ولا تشفوا
بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها غائبا بناجز. (حم ق عن أبي سعيد).
9794 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا وزنا بوزن. (د عن
فضالة بن عبيد).
9795 لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين. (م
عن عثمان).

1) ولا تشفوا أي تزيدوا ا ه‍ قاموس. ح.
111

9796 الذهب بالذهب مثلا بمثل، والفضة بالفضة مثلا بمثل،
والتمر بالتمر مثلا بمثل، والبر بالبر مثلا بمثل، والملح بالملح مثلا بمثل،
والشعير بالشعير مثلا بمثل، فمن زاد أو ازداد فقد أربى، بيعوا الذهب
بالفضة كيف شئتم يدا بيد، وبيعوا الشعير بالتمر كيف شئتم يدا بيد.
(ت عن عبادة بن الصامت) (1)
9797 الذهب الذهب وزنا بوزن، مثلا بمثل، والفضة بالفضة
وزنا بوزن، مثلا بمثل، فمن زاد أو استزاد فهو ربا. (حم م ن
عن أبي هريرة).
9798 الذهب بالذهب تبرها وعينها، والفضة بالفضة تبرها
وعينها، والبر بالبر مدين بمدين، والشعير بالشعير مدين بمدين، والتمر
بالتمر مدين بمدين، والملح بالملح مدين بمدين، فمن زاد أو ازداد فقد أربى

1) رواه الترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء أن الحنطة بالحنطة مثلا بمثل.
وبرقم (1240) وقال حديث حسن صحيح.
وينقص من أصل النص المطبوع قبل الفقرة الأخيرة من الحديث.
وهذه الفقرة: وبيعوا البر بالتمر كيف شئتم يدا بيد.
والحديث: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة وبرقم (81).
وكذا أخرجه أبو داود كتاب البيوع باب في الصرف وبرقم (3349)
ص
112

ولا بأس ببيع الذهب بالفضة والفضة أكثرهما يدا بيد، وأما نسيئة
فلا، ولا بأس ببيع البر بالشعير، والشعير أكثرهما يدا بيد، وأما نسيئة
فلا. (د ن عن عبادة بن الصامت).
9799 الفضة بالفضة، والذهب بالذهب، والشعير بالشعير،
والحنطة بالحنطة: مثلا بمثل. (ه عن أبي هريرة).
9800 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا
بمثل، يعنى الذهب بالذهب. (م عن فضالة بن عبيد).
9801 لا تبتاعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا زيادة
بينهما ولا نظرة. (ه عن عبادة بن الصامت) (1)
9802 إذا بعت الذهب بالورق فلا تفارق صاحبك وبينك
وبينه ليس. (حم ن الطيالسي عن ابن عمر).
9803 نهى عن بيع الذهب بالورق دينا. (حم ق ن عن البراء
وزيد بن أرقم).
9804 لا تفعل بع الجمع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيبا (ق ن
عن أبي سعيد وأبي هريرة). (الجنيب: التمر.

(1 رواه ابن ماجة في المقدمة باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبرقم
(18). ص
113

9805 لا ربا فيما كان يدا بيد (حم ق ن ه عن أسامة بن زيد).
9806 لا صاعين بصاع، ولا درهمين بدرهم (ق ن عن أبي سعيد).
9807 لا صاعي تمر بصاع، ولا صاعي حنطة بصاع، ولا
درهمين بدرهم. (ن حب عنه) (1)
9808 لا يصلح صاع تمر بصاعين، ولا درهم بدرهمين،
والدرهم بالدرهم، والدينار بالدينار، ولا فضل بينهما إلا وزنا. (ه عن
أبي سعيد).
9809 الطعام بالطعام مثلا بمثل. (حم م عن عبد الله بن عمر).
9810 نهى عن بيع التمر بالتمر كيلا (ق د عن سهل بنن حثمة).
9811 نهى عن بيع التمر بالتمر كيلا، وعن بيع العنب بالزبيب
كيلا، وعن بيع الزرع بالحنطة كيلا. (د عن ابن عمر).
9812 التمر بالتمر، والحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير،
والملح بالملح، مثلا بمثل يدا بيد، فمن زاد واستزاد فقد أربى، إلا ما
اختلف ألوانه. (حم م ن عن أبي هريرة).

1) والحديث كذلك في صحيح مسلم كتاب المساقاة باب بيع الطعام مثلا بمثل
وبرقم (1595) وعن أبي سعيد.
وعبارة مسلم: ولا درهم بدرهمين. ص.
114

9813 لا بأس بالقمح وبالشعير اثنين بواحد يدا بيد. (طب
عن عبادة).
9814 إنما الربا في النسيئة. (حم م ن ه عن أسامة بن زيد).
9815 السلف في حبل الحبلة ربا. (حم م (1) ن عن
ابن عباس).
9816 لا بأس بالحيوان واحدا باثنين يدا بيد (حم ه عن جابر).
الاكمال
9817 الربا في النسيئة. (طب والحميدي م عن أسامة بن زيد).
9818 لا ربا إلا في النسيئة. (حم خ والعدني طب عن
أسامة بن زيد).
9819 ليس الربا إلا في النسيئة أو النظرة. (2) عن أسامة بن زيد)

1) لفظ هذا الحديث ليس في صحيح مسلم كما عزاه المصنف وإنما الموجود في
صحيح مسلم (وعن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن بيع
حبل الحبلة). وفي كتاب البيوع باب تحريم بيع حبل الحبلة
وبرقم (1514).
وفي النسائي كتاب البيوع باب بيع حبل الحبلة) 7 / 293). ص.
2) هذا الحديث بياض في الأصول ويشير المصحح: بياض في صف
والمطبوع وموضعه في نظ (حم ص).
ولدى رجوعي لمسند الإمام أحمد (5 / 206) هذا نص الحديث: ليس
الربا إلا في النسيئة أو النقرة وعن أسامة بن زيد.
وللمقارنة بين لفظ: النظرة، والنقرة
ففي مسند الإمام أحمد (5 / 206) لفظ: النقرة، وفي سنن ابن ماجة
(1 / 9) ولا نظرة، والطبعة الأولى من كنز العمال (4 / 64)
مطبوع: أو النظرة. والواضح والمفهوم من لفظ حديث سنن ابن ماجة
ولا نظرة ا ه‍. ص.
115

9820 لا ربا إلا في الدين. (طب عنه).
9821 لا ربا إلا في المضامين، والملاقيح، وحبل الحبلة. (أبو
بكر بن أبي داود في جزء من حديثه عن أبي هريرة).
9822 من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبتاعن ذهبا بذهب
إلا وزنا بوزن، ولا ينكح ثيبا من السبايا حتى تحيض. (حم والطحاوي
عن رويفع بن ثابت).
9823 الذهب بالذهب وزنا بوزن. (طب عن فضالة بن عبيد).
9824 الذهب بالذهب والفضة بالفضة وزنا بوزن، فمن زاد
أو استزاد فقد أربى. (ه عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم).
116

9825 الذهب بالذهب وزنا بوزن، والفضة بالفضة وزنا بوزن
الزائد والمزيد في النار. (عبد بن حميد عن أبي بكر).
9826 الذهب بالذهب والورق بالورق مثلا بمثل، عينا بعين،
وزنا بوزن، فمن زاد وازداد فقد أربى. (طب عن أبي هريرة وأبي سعيد
وابن عمر معا.
9827 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا وزنا بوزن. (م د عن
فضالة بن عبيد).
9828 انه بلغني أنكم تبايعون المثقال بالنصف أو الثلثين، فإنه
لا يصلح إلا المثقال بالمثقال، والوزن بالوزن. (الطحاوي طب ص عن
رويفع بن ثابت).
9829 بلغني أنكم تبايعون المثقال بالنصف أو الثلثين، فإنه لا
يصلح المثقال إلا بالمثقال، والورق بالورق. (ابن قانع عن رويفع بن ثابت).
9830 لا تأخذوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهم، ولا
الصاع بالصاعين، إني أخاف عليكم الربا. (طب عن ابن عمر).
9831 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا
بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا
117

بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها غائبا بناجز، زاد (عب) فمن زاد
أو استزاد فقد أربى. (مالك عب حم خ م ت ن عن أبي سعيد).
9832 لا تشفوا الدينار على الدينار. (الطحاوي عن رافع
ابن خديج).
9833 لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين، ولا
الصاع بالصاعين، فاني أخاف عليكم الربا، قيل: يا رسول الله الرجل يبيع
الفرس بالأفراس والبختية بالإبل، قال: لا بأس إذا كان يدا بيد.
(حم عن ابن عمر).
9834 إن كان يدا بيد فلا بأس، وإن كان نسيئة فلا يصلح
(خ عن البراء بن عازب ويزد بن أرقم).
9835 أفصل بعضها من بعض ثم بعها. (ن عن فضالة بن عبيد).
قال: أصبت يوم خيبر قلادة، فيها ذهب وخرز، فأردت أن أبيعها،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره).
9836 لا يبتاع بذهب حتى يفصل. (ت (1) حسن صحيح

1) ليس هذا نص ولفظ الترمذي إنما لفظ الترمذي: لا تباع حتى
تفصل) كتاب البيوع باب ما جاء في شراء القلادة وفيها ذهب
وخرز وبرقم (1255).
وأخرجه أبو داود كتاب البيوع باب في حلية السيف تباع بالدرهم
وبرقم (3351).
وأخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب بيع القلادة فيها خرز
وذهب وعن فضالة وبرقم (90). ص.
118

طب عن فضالة بن عبيد). قال: اشتريت قلادة باثني عشر دينارا،
فيها ذهب وخرز فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: فذكره.
9837 تبيعوا كذا، والجوهرة على حدة والذهب على حدة.
(طب عن فضالة بن عبيد).
9838 الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير
بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء يدا
بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إن كان يدا بيد. (حم
ش م د ه عن عبادة بن الصامت).
9839 الذهب بالذهب وزنا بوزن، مثلا بمثل، تبره وعينه،
فمن زاد أو استزاد فقد أربى، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح
بالملح، مثلا بمثل، فمن زاد أو استزاد فقد أربى (طب عن أبي سعيد).
9840 الورق بالورق، والذهب بالذهب، والتمر بالتمر، والبر
بالبر، والشعير بالشعير، والملح بالملح، عينا بعين، وقال، وزنا بوزن،
119

ولا بأس بالدينار بالورق، اثنين بواحد يدا بيد، ولا بأس بالبر والشعير،
اثنين بواحد، ولا بأس بالملح بالشعير، اثنين بواحد يدا بيد. (ط عن
أنس وعبادة بن الصامت).
9841 بيعوا الذهب بالفضة كيف شئتم، والفضة بالذهب
كيف شئتم. (طب عن أبي بكرة).
9842 لا يصلح صاع تمر بصاعين، ولا درهم بدرهمين،
ولا الدينار بالدينار، ولا فضل بينهما إلا وزنا. (ه عن أبي سعيد).
9843 التمر بالتمر، والحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير،
والذهب بالذهب، والفضة بالفضة يدا بيد: عينا بعين مثلا بمثل، فمن زاد
بهو ربا. (ك عن أبي سعيد).
9844 التمر بالتمر مثلا بمثل، والحنطة بالحنطة مثلا بمثل،
وزنا بوزن، والفضة بالفضة، مثلا بمثل وزنا بوزن، فما كان من فضل
فهو ربا. (طب عن عمر بن الخطاب عن بلال).
9845 مهلا أربيت، أردد البيع، ثم بع تمرا بذهب، أو فضة
أو حنطة، ثم اشتر به تمرا، التمر بالتمر، مثلا بمثل، والحنطة بالحنطة،
مثلا بمثل، والذهب بالذهب، وزنا بوزن، والفضة بالفضة، وزنا بوزن،
فإذا اختلف النوعان فبيعوا فلا بأس به، واحد بعشرة. (طب عن عمر
120

ابن الخطاب عن بلال) قال: كان عندي تمر صغير فأخرجته إلى
السوق، فبعته صاعين بصاع، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فذكره.
9846 أضعفت أربيت، لا تقربن هذا، إذا رابك من تمرك
شئ فبعه، ثم اشتر الذي تريد من التمر. (ع عن أبي سعيد).
9847 ما وزن مثلا بمثل، إذا كان نوعا واحدا، وما كيل
فمثل ذلك، فإذا اختلف النوعان فلا بأس به. (ق عن أنس).
9848 لا بأس بالبر بالشعير يدا بيد، والشعير أفضل، ولا
يصلح نسيئة. (طب عن عبادة بن الصامت).
9849 المكيال مكيال أهل المدينة، والوزن وزن أهل مكة.
(ق عن ابن عمر) (عب عن عطاء بن أبي رباح) مرسلا.
9850 المكيال مكيال أهل مكة، والميزان ميزان أهل المدينة.
(ق عن ابن عباس) وقال: الصواب الأول إسنادا ولفظا. (طب عن
طاوس) مرسلا.
9851 الميزان على ميزان أهل مكة، والمكيال مكيال أهل المدينة
(ق عن ابن عمر).
121

كتاب البيوع
من قسم الافعال
باب في الكسب
فضل الكسب
9852 عن عمر رضي الله عنه قال: لولا هذه البيوع صرتم عالة
على الناس. (ش).
9853 عن ابن عمر قال: كتبت عليكم ثلاثة أسفار: الحج
والعمرة والجهاد في سبيل الله، والرجل يسعى بماله في وجه من هذه
الوجوه ابتغي بمالي من فضل الله أحب إلي من أموت على فراشي، ولو
قلت أنها شهادة لرأيت أنها شهادة. (ش).
9854 عن بكر بن عبد الله المزني، قال: قال عمر بن الخطاب
مكسبة فيها بعض الدناءة خير من مسألة الناس. (وكيع).
9855 عن عبد الرحمن بن غنم، قال: شهدت عمر بن الخطاب
يقول: إن داود عليه السلام كان يعمل القفاف، فيأكل من كسب
يده. (ابن إسحاق في المبتدأ).
122

9856 عن نافع قال: دخل شاب قوي المسجد، وفي يده
مشاقص وهو يقول: من يعينني في سبيل الله؟ فدعا به عمر فأتي به،
فقال: من يستأجر مني هذا؟ يعمل في أرضه؟ فقال رجل من الأنصار:
أنا يا أمير المؤمنين، قال: بكم تأجره كل شهر؟ قال: بكذا وكذا،
قال: خذه، فانطلق به، فعمل في أرض الرجل أشهرا، ثم قال عمر للرجل
ما فعل أجيرنا؟ قال: صالح يا أمير المؤمنين، قال: ائتني به، وبما اجتمع
له من الاجر، فجاء به وبصرة من دراهم، فقال، خذ هذه، فان شئت
فالآن اغزو إن شئت فاجلس. (هب).
9857 عن عمر قال: ما جاءني أجلي في مكان ما عدا الجهاد في
سبيل الله أحب إلى من أن يأتيني وأنا بيع شعبتي رحلي، أطلب من فضل
الله وتلا: (وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله) (1) ص وعبد بن حميد وابن المنذر هب).
9858 عن عمر قال: إني لأرى الرجل فيعجبني، فأقول: له
حرفة؟ فان قالوا: لا، سقط من عيني (الدينوري).
9859 عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال: سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أزكى؟ قال: كسب المرء بيده، وكل بيع مبرور.

1) سورة المزمل آية 20.
123

(العصمي وقال: غريب عن أبي إسحاق بن إسحاق تفرد به بهلول.
9860 عن رافع بن خديج رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل أي الكسب أفضلا قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور.
(طب).
9861 عن ابن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطيب
الكسب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور. (كر).
ذيل الحرام
9862 من مسند حذيفة بن اليمان عن أبي داود الأحمدي قال:
خطبنا حذيفة بالمدائن، فقال: أيها الناس تفقدوا أرقاءكم، واعلموا من
أين يأتونكم بضرائبهم، فان لحما نبت من سحت لن يدخل الجنة أبدا،
واعلموا أن بائع الخمر ومبتاعه ومقتنيه كآكله. (عب).
124

آداب الكسب
الاجمال
9863 عن عمر قال: ما من امرئ إلا وله أثر هو واطؤه
ورزق هو آكله، وأجل هو بالغه، وحتف هو قاتله حتى لو أن رجلا
هرب من رزقه لاتبعه حتى يدركه، كما أن الموت يدرك من هرب
مه، ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. (هب).
آداب متفرقة
9864 عن عمر قال: لا يبع في سوقنا هذا إلا من تفقه في
الدين. (ت) (1)
9865 عن الحسن قال: قال عمر: من أتجر في شئ ثلاث مرات
فلم يصب فيه فليتحول إلى غيره. (ش والدينوري في المجالسة).
9866 عن عمرو بن الحصين: ثنا ابن علاثة: عن عبد الرحمن بن

(1 رواه الترمذي في كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء في فضل الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم وبرقم (487) وعن عمر بن الخطاب وقال الترمذي: هذا
حديث حسن غريب. ص.
125

إسحاق: عن بكر بن عبد الله المزني: عن بدر بن عبد الله المزني: قال قلت:
يا رسول الله إني رجل محارب أو محارف لا نمى لي مال، فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بدر بن عبد الله، قل إذا أصبحت: بسم الله على
نفسي، بسم الله على أهلي ومالي، اللهم رضني بما قضيت لي، وعافني فيما
أبقيت، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت، فكنت
أقولهن فأنمى الله مالي، وقضى عني ديني وأغناني وعيالي. (ابن منده وأبو
نعيم وعمرو بن الحصين متروك).
9867 عن بريدة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل السوق قال:
الله إني أسألك من خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر
ما فيها، اللهم إني أسألك أن لا أصيب فيها يمينا فاجرة وصفقة
خاسرة. (ز).
9868 عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السوق
دار سوء وغفلة، فمن سبح فيها تسبيحة كتب الله له بها ألف ألف
حسنة، ومن قال: لا حول ولا قوة إلا بالله كان في جوار الله تعالى عز
وجل حتى يمسي. (الديلمي وفيه عمرو بن شمر متروك).
9869 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى
جماعة من التجار، فقال: يا معشر التجار، فاستجابوا له، ومدوا أعناقهم،
126

فقال: إن الله باعثكم يوم القيامة فجارا إلا من صدق ووصل، وفي لفظ:
وبر وأدى الأمانة. (ابن جرير طب).
9870 عن قيس بن أبي غرزة (1) قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ونحن نبيع في السوق، ونحن نسمى السماسرة، فقال: يا معشر التجار إن
سوقكم هذه يخالطها اللغو والحلف فشوبوه بشئ من الصدقة، أو من
صدقة. (عب).
9871 عن علي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن السوم قبل طلوع
الشمس وعن ذبح ذوات الدر (2)

(1 غرزة بغين معجمة مفتوحة وراء وزاي مفتوحتين. ح.
واتماما للفائدة: قيس بن أبي غرزة الغفاري له صحبة نزل الكوفة.
روى حديث: ان هذا البيع يحضره اللغو.).
تهذيب التهذيب (8 / 401). ص.
2) هذا الحديث بياض في المطبوع والأصول ومحله في فتح الكبير (3 / 274)
(ه‍ ك وعن علي) وفي سنن ابن ماجة كتاب التجارات باب السوم
وبرقم (2206) وقال في الزوائد: في اسناده نوفل بن عبد الملك
والربيع بن حبيب.
ومعنى (ذوات الدر) ذوات اللبن ا ه‍ سنن ابن ماجة (2 / 744) ص
127

أنواع الكسب
9872 مسند عمر رضي الله عنه عن محمد بن سيرين عن أبيه، قال:
صليت خلف عمر بن الخطاب ومعي رزمة (1) فلما انصرفت التفت إلي،
فقال: ما هذا؟ قلت أتبع الأسواق ابتغ من فضل الله، فقال: يا معشر
قريش لا يغلبنكم هذا وأصحابه على التجارة، فإنها نصف المال.
(الحاكم في الكنى).
9873 عن علي رضي الله عنه قال: احتجكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأمرني أن أعطي الحجام أجره. (ط حم ت في الشمائل (2) ه ص).
9874 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر
قريش لا يغلبنكم الموالي على التجارة، فان الرزق عشرون بابا، تسعة عشر
منها للتجار، وباب واحد للصانع، وما أملق تاجر صدوق، إلا فاجر
حلاف مهين. (ابن النجار) وفيه مندل.

1) الرزمة: بكسر الراء وسكون الزاي: ما شد في ثوب ا ه‍ قاموس. ح.
2) رواه الترمذي في الشمائل باب ما جاء في حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبرقم (354).
ورواه ابن ماجة في كتاب التجارات باب كسب الحجام وبرقم (2163)
وقال في الزوائد: في اسناده عبد الاعلى بن عامر قد تركه ابن مهدي
والقطان وضعفه أحمد وابن معين وغيرهما. ص.
128

9875 عن معاوية بن قرة، قال: لقي عمر بن الخطاب ناسا من
أهل اليمن فقال: من أنتم؟ فقالوا: متوكلون؟ فقال: كذبتم ما أنتم
متوكلون، إنما المتوكل رجل ألقى حبه في الأرض وتوكل على الله.
(الحكيم وابن أبي الدنيا في التوكل والعسكري في الأمثال والدينوري
في المجالسة).
9876 عن ابن أبي قديك قال: حدثني علي بن عمر بن علي بن
أبي طالب عن أبيه عن جده، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة،
قال: يا معشر قريش إنكم بأقل الأرض مطرا فاحرثوا فان الحرث مبارك
وأكثروا فيه من الجماجم. (ابن جرير) وقال: هذا خبر عندنا صحيح سنده
إن كان عمرو بن علي هذا هو عمر بن علي بن أبي طالب، ولم يكن عمر
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فاني أظنه عمر بن علي بن الحسين،
وذلك أنه قد روى عنه بعضه مرسلا. ومر برقم [9359].
9877 حدثني يعقوب بن إبراهيم: ثنا عبد العزيز بن محمد
الدراوردي: أخبرني الهيثم بن محمد بن حفص مولى الغفاريين عن أبيه
عن عمر بن علي بن حسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالجماجم أن تجعل في
الزرع فقيل له لم يا أبا حفص؟ قال: من أجل العين (1)

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى (6 / 138) بسند منقطع. وباب ما
جاء في نصب الجماجم لأجل العين.
والهيثم بن محمد بن حفص، قال ابن حبان: منكر الحديث على قلته لا يحتج
به لما فيه من الجهالة والخروج عن حد العدالة وسرد الحديث.
وقاله البزار: وبتمام السند والمتن. ميزان الاعتدال (4 / 325). ص.
129

9878 حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري: ثنا ابن
فديك: أخبرنا محمد بن إسحاق قال: رأيت سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن
ابن عوف يجعل جماجم الإبل في حرثه ويأمر بها ويقول: إنها ترد العين (1)
9879 عن أبي هريرة قال: لا خير في التجارة إلا لمن لم يذم
ما يشتري ولا يمدح له ما يبيع، وأعطى في الحق وعزل في كل ذلك
الحلف. (ابن جرير).

1) مر حديث رقم (9348 و 9359) (أحرثوا فان الحرث مبارك
وأكثروا فيه من الجماجم. (د في مراسيله عن علي بن الحسين)).
مع التفسير اللغوي واتماما للفائدة:
قال المناوي في فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث (1 / 190):
من الجماجم: جمع جمجمة البذر أو العظام التي تعلق عليه لدفع الطير
أو العين ويدل للثاني ما في خبر منقطع عند البيهقي في السنن الكبرى
(6 / 138): أن المصطفى صلى الله عليه وسلم: أمر بالجماجم أن تجعل في الزرع
من أجل العين ا ه‍.
وقال ابن منظور في لسان العرب (12 / 110) طبع بيروت دار صادر.
وفي حديث: يحيى بن محمد: (أنه لم يزل يرى الناس يجعلون الجماجم
في الحرث). ص
130

9880 عن أم سلمة قالت: لقد خرج أبو بكر على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم تاجرا إلى بصرى لم يمنع أبا بكر من الضن برسول الله صلى الله عليه وسلم
وشحه على نصيبه منه من الشخوص إلى التجارة، وذلك لإعجابهم بكسب
التجارة، وحبهم التجارة، ولم يمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر من الشخوص
في تجارته محبته وضنته بأبي بكر وقد كان بصحابته معجبا لاستحباب
رسول الله صلى الله عليه وسلم التجارة وإعجابه بها. (كر).
محظورات الكسب
(الصور).
9881 عن أسلم قال: لما قدم عمر الشام أتاه رجل من الدهاقين،
فقال: إني قد صنعت لك طعاما فأحب أن تجئ، فيرى أهل عملي كرامتي
عليك ومنزلتي عندك، فقال: إنا لا ندخل الكنائس التي فيها هذه الصور.
(عب ش ق).
9882 عن علي أنه دعا صاحب شرطته، فقال له: أتدري على ما
أبعثك؟ أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنحت له كل
زخرف يعني كل صورة، وأن أسوي كل قبر (ع وابن جرير).
9883 عن علي قال: صنعت طعاما فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
131

فجاء فرأى تصاوير، فرجع. (ن ه (1) زاد الشاشي ع حل ص فقلت:
يا رسول الله ما رجعك بأبي وأمي؟ قال: إن في البيت سترا فيه تصاوير
وإن الملائكة لا تدخل بيتا في تصاوير.
9884 عن علي قال: كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة من
السحر آتيه فيها، فكنت إذا أتيته استأذنت، فان وجدته يصلي
سبح، فدخلت، وإن وجدته فارغا أذن لي، فاتيته ليلة فاذن لي فقال:
أتاني الملك أو قال جبريل، فقلت: ادخل، فقال: إن في البيت ما لا أستطيع
أن أدخل فنظرت فقلت: لا أجد شيئا، قال: بلى انظر، فنظرت فإذا
هو جرو للحسين بن علي مربوطا بقائم السرير في بيت أم سلمة، فقال:
إن الملائكة أو إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تمثال أو كلب أو
جنب. (ت ق).
9885 عن علي إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم ثم رجع فقال:

1) رواه النسائي في كتاب الطهارة باب في الجنب إذا لم يتوضأ وبرقم (262)
ورواه أبو داود في كتاب الطهارة في الجنب يؤخر الغسل وبرقم (226)
ورواه الترمذي في كتاب الأدب باب ما جاء أن الملائكة لا تدخل.)
وبرقم (2806) وقال: حديث حسن صحيح.
ورواه ابن ماجة في كتاب اللباس باب الصور في البيت وبرقم (3649
و 3650 و 3651). ص.
132

لم سلمت ثم رجعت؟ فقال: إني لا أدخل بيتا فيه صورة ولا كلب
ولا بول، وذلك أن جروا للحسين أو الحسن كان في البيت (مسدد).
9886 عن علي قال: كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلة لم
تكن لاحد من الخلق، إني كنت آتيه كل سحر فأسلم عليه بتنحنح،
واني جئت ذات ليلة، فسلمت عليه، فقلت: السلام عليك يا نبي الله،
قال: على رسلك يا أبا الحسن حتى أخرج إليك، فلما خرج إلي قلت يا نبي
الله أغضبك أحد؟ قال: لا، قلت فما لك لم تكلمني فيما مضى حتى كلمتني
الليلة؟ فقال: إني سمعت في الحجرة حركة، فقلت من هذا؟ قال:
أنا جبريل، قلت ادخل، قال: لا، خرج، فلما خرجت قال: إن في
بيتنا شيئا لا يدخله ملك ما دام فيه، قلت ما أعلمه يا جبريل، قال:
اذهب فانظر، فذهبت ففتحت البيت فلم أجد فيه غير جرو وكان
يلعب به الحسن، فقلت ما وجدت إلا جروا، قال: إنها ثلاث لم يلج
ملك ما دام فيها أبدا واحد منها، كلب أو جنابة أو صورة [روح].
(حم ن ه وابن خزيمة ص) (1)

1) رواه أحمد في مسنده عن علي (1 / 80) والمنتخب (2 / 218).
والنسائي في كتاب الطهارة باب في الجنب إذا توضأ وبرقم (262).
وابن ماجة في كتاب اللباس باب الصور في البيت وبرقم (3650) ص.
133

9887 عن أسامة بن زيد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه
الكآبة، فقلت يا رسول الله ما شأنك؟ قال، وعدني جبريل فلم أره
منذ ثلاث، فظهر كلب خرج من بعض البيوت، فوضعت يدي على
رأسي فصحت، فقال: ما لك يا أسامة؟ فقلت كلب، فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم بقتله (1)، فظهر جبريل، فقال: يا جبريل كنت إذا وعدتني أتيتني،
فما لك الآن؟ فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب أو تصاوير. (ط حم
ش وابن راهويه ع والروياني طب ص).
9888 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يترك في بيته شيئا فيه
تصاليب إلا نقضه. (ع كر).
9889 عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته
شيئا فيه تصليب إلا نقضه. (كر).

1) ذكر ابن كثير في تفسير (2 / 493) سورة المائدة آية 4.
واستثنى الإمام أحمد: صيد الكلب الأسود لان عنده مما يجب قتله ولا
يحب اقتناؤه لما ثبت في صحيح مسلم كتاب الصلاة باب قدر ما يستر
المصلي رقم [510]: عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يقطع الصلاة الحمار والمرأة والكب الأسود فقلت ما بال الكلب الأسود
من الأحمر فقال: الكلب الأسود شيطان).
وفي الحديث الآخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب.).
رواه الترمذي كتاب الأحكام رقم [1486 و 1487 و 1488] ص
134

محضورات متفرقة
9890 عن عمر قال: عجبت لراكب البحر. (ش).
9891 عن ابن المسيب قال: بعث عمر بن الخطاب علقمة بن
مجزز (1) في أناس إلى الحبش فأصيبوا في البحر فحلف عمر بالله لا يحمل
فيه أبدا. (عب).
9892 عن نافع قال: قال عمر: لا يسألني الله عن ركوب
المسلمين البحر أبدا. (ابن سعد).
9893 عن زيد بن أسلم قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو
ابن العاس يسأله عن ركوب البحر؟ فكتب عمرو إليه يقول: دود على
عود فان انكسر العود هلك الدود فكره عمر حملهم في البحر (ابن سعد).
9894 عن القاسم بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب كره حساب
المقاسيم بالاجر. (طب).
9895 عن علقمة قال: بينما نحن مع عمر بن الخطاب في أحفل ما
يكون المجلس، إذ نهض وبيده الدرة، فمر بأبي رافع مولى رسول الله

1) علقمة بن مجزز بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الزاي المكسورة بوزن
محدث وهو صحابي ا ه‍ قاموس. ح.
135

صلى الله عليه وسلم وهو صائغ يضرب بمطرقته، فقال عمر: يا أبا رابع أقول ثلاث
مرار، فقال أبو رافع: يا أمير المؤمنين ولم ثلاث مرار؟ فقال: ويل
للصائغ: وويل للتاجر من: لا والله، وبلى الله، يا معشر التجار إن
التجارة تحضرها الايمان فشوبوها بالصدقة، ألا إن كل يمين فاجرة
تذهب بالبركة، وتنبت الذهب فاتقوا: لا، والله، وبلى والله، فإنها يمين
سخطة. (ابن جرير).
9896 عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فقال:
أيكم يأتي المدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره ولا صورة إلا لطخها
ولا قبرا إلا سواه؟ فقام رجل من القوم فقال: إنا يا رسول الله، فانطلق
الرجل فكأنه هاب المدينة فرجع، فانطلقت، ثم رجعت فقلت ما أتيتك
يا رسول الله حتى لم أدع فيها وثنا إلا كسرته، ولا قبرا إلا سويته،
ولا صورة إلا لطختها، فقال: من عاد لصنعة شئ منها، فقال قولا
سديدا، وقال: يا علي لا تكن قتاتا ولا مختالا ولا خائنا ولا تاجرا إلا
تاجر خير، فان أولئك (1) المسبوقون في العمل. (ط ع وابن جرير
وصححه والدورقي).
9897 عن علي قال: التاجر فاجر إلا من أخذ الحق وأعطاه

1) أولئك: اسم إن) والمسبوقون خبرها ولا يجوز هنا غيره. ح.
136

(مسدد وابن جرير).
9898 عن البراء بن عازب قال: لا يحل عسب الفحل (عب).
9899 احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأعطى الحجام أجره وقال:
اعلفوه الناضح. (. (1)
9900 عن مجاهد قال: يأتي إبليس بقيروان فيضعه في السوق،
فلا يزال العرش يهتز مما يعلم الله ويشهد الله ما لم يشهد. (حب).
9901 عن أنس قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أعطاه
كراءه قال له: أخذت كراءك؟ قال: نعم، قال: فلا تأكله، وأطعمه
الناضح. (ابن النجار).

1) هذا الحديث خال من العزو هنا:
رواه البخاري في صحيحه باب في الإجارة وباب خراج الحجام (3 / 122)
ومسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب حل أجرة الحجامة وبرقم (1577)
ورواه ابن ماجة كتاب التجارات باب كسب الحجام وبرقم (2163
و 2166).
وأخرجه الترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء في كسب الحجام وبرقم
(1277 و 1278) وقال حسن صحيح.
ورواه أبو داود في كتاب البيوع باب في كسب الحجام وبرقم (3422).
الناضح: جمع ناضحة وهي الناقة التي يسقى عليها الماء اجعله علفا
لها. ص.
137

9902 عن قتادة قال: أحدث الناس ثلاثة أشياء لم يكن يؤخذ
عليهن أجر: ضراب الفحل، وقسمة الأموال، وتعليم الغلمان (عب).
9903 عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مهر البغي
وثمن الكلب. (ش).
9904 عن علي بن يزيد الهلالي (1) عن القاسم بن عبد الرحمن (2)،
عن أبي أمامة قال: كان من أشد الناس تكذيبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وأكثره ردا عليه اليهود، وأنه أقبل إليه ناس من أحبارهم، فقالوا: يا محمد
إنك تزعم أن الله بعثك، فأخبرنا عن شئ نسألك عنه، فان موسى لم يكن
أحد يسأله عن شئ إلا حدثه، فان كنت نبيا فأخبرنا عن شئ نسألك
عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فالله عليكم كفيل شهيد لئن أخبرتكم لتسلمن؟
قالوا: نعم، قال: فسلوني عما شئتم، قالوا: أي البقاع شر فسكت،

1) علي بن يزيد الالهاني ويقال الهلالي، الشامي، قال البخاري: منكر
الحديث، وقال النسائي: ليس بثة.
ميزان الاعتدال (4 / 161). ص.
2) القاسم بن عبد الرحمن، أو عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة.
قال الإمام أحمد: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من
قبل القاسم وقال ابن عسد وغيره، توفي سنة 112 ه‍.
ميزان الاعتدال (4 / 374). ص.
138

وقال: أسأل صاحبي جبريل، فمكث ثلاثا، ثم جاءه جبريل فأخبره
فسأله، فقال: ما المسؤول بأعلم بها من السائل، ولكن أسأل ربي،
فسأل ربه، فقال: إن شر البلاد أسواقها، وخير البقاع مساجدها،
فهبط جبريل فقال: يا محمد لقد دنوت من الله دنوا ما دنوت مثله قط،
فكان بيني وبينه سبعون ألف حجاب من نور، فقال: إن شر البلاد
أسواقها، وخير البقاع مساجدها، ثم قال جبريل: يا محمد إن لله ملائكة
سياحين في الأرض، ليسوا بالحفظة الذين وكلوا بأعمالهم يغدون بلواء
ورايات فيركزونها على أبوب المساجد فيكتبون الناس على منازلهم
أول داخل وآخر خارج من المسجد، فإذا كان واحد من أهل الدلج
وأهل المساجد عرض له بلاء أو مرض حبسه تلك الغداة تقول الملائكة:
اللهم اغفر لعبدك فلان، قال: (ويستغفرون للذين آمنوا) ثم يدخلون
راياتهم ولواءهم المسجد، فيمكثون فيه حتى يصلوا صلاة العشاء، ثم
يخرجون بها مع آخر خارج منهم، يسيرون بها بين يديه، حتى يدخل
بيته فيدخلون بها معه في بيته، حتى يكون من السحر، ثم يغدون بها
مع أول غاد إلى المسجد بين يديه، حتى يركزوها على باب المسجد كنحو
ما فعلوا، قال: ويغدو إبليس بكرة فيصيح بأعلى صوته: يا ويله يا ويله
فيفزع له مراد (1) ذريته فيقولون: يا سيدنا ما أفزعك؟ فيقول:

1) مراد: بضم الميم وتشديد الراء المفتوحة جمع مارد. ح.
139

انطلقوا بهذا اللواء وهذه الرايات حتى تركزوها في الأسواق ومجامع
الطرق، ثم أكبوا (1) بين الناس وانزغوهم فألقوا بينهم بالفواحش،
فينطلقون حتى يركزوها كذلك، ويقولون ذلك حين يمسون فلا ترى
في الأسواق إلا المنكرات ولا تسمع إلا الفواحش، ثم يروحون بها
مع آخر منقلب من السوق يسيرون بها بين يديه بلوائهم وراياتهم،
حتى يدخلوها بيته، فيبيتونها معه في بيته، حتى يغدوا بها مع أول
غاد إلى السوق يسيرون بها بين يديه حتى يركزوها في مجامع
الطرق والأسواق فهم على ذلك كل يوم. (ابن زنجويه) قال حم:
القاسم بن عبد الرحمن حدث عنه علي بن يزيد بأعاجيب ما أراها
إلا من قبل القاسم.

1) أكبوا بين الناس، قال في القاموس: كبى النار تكبية ألقى عليها رمادا
وتكبى على المجمرة أكب عليها بثوبه وأكبى وجهه غيره ا ه‍. ح.
140

باب
في أحكام البيع وآدابه ومحظوراته
(أحكامه)
9905 عن عمر قال: إنما البيع عن صفقة، أو خيار، والمسلم
عند شرطه. (عب ش ق).
9906 عن الحسن أن رجلا باع جارية لأبيه، وأبوه غائب، فلما
قدم أبوه أبى عن أن يجيز بيعه، وقد ولدت من المشتري، فاختصموا إلى
عمر بن الخطاب، فقضى للرجل جاريته، وأمر المشتري أن يأخذ بيعه بالخلاص
فلزمه، فقال أبو البائع: مره فليخل عن ابني، فقال عمر: وأنت فخل
عن ابنه. (ص هق). كما في المنتخب [2 / 231].
9907 عن عثمان قال: كنت ابتاع التمر من بطن من اليهود
يقال له بنو قينقاع وأبيه بربح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا عثمان إذا اشتريت فاكتل، وإذا بعت فكل. (حم وعبد بن حميد).
(ه (1) والطحاوي قط ق).

(1 رواه ابن ماجة كتاب التجارات باب بيع المجازفة وبرقم (2230) ص.
141

9908 عن عثمان كنت أبيع التمر في سوق بني قينقاع،
فأكيل أوساقا فأقول: كلت في وسقي كيت وكيت فدخلني شئ
من ذلك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إذا سميت كيلا لكله (العدني).
9909 عن علي أنه مر بجارية تشتري لحما من قصاب، وهي تقول:
زدني فقال علي: زدها فإنه أبرك للبيع. (عب).
9910 عن أنس بن مالك أن أعرابيا جاء بابل له يبيعها، فأتاه
عمر يساومه فجعل عمر ينخس بعيرا بعيرا يضربه برجله ليبعث البعير
لينظر كيف فؤاده، فجعل الاعرابي يقول: خل إبلي، لا أبالك،
فجعل عمر لا ينهاه قول الاعرابي أن يفعل ذلك ببعير بعير، فقال الاعرابي
لعمر: إني لأظنك رجل سوء فلما فرغ منها اشتراها، فقال: سقها وخذ أثمانها
فقال الاعرابي: حتى أضع عنها أحلاسها وأقتابها، فقال عمر: اشتريها
وهي عليها في لي كما اشتريتها، قال الاعرابي أشهد أنك رجل سوء،
فبينما هما يتنازعان إذ أقبل علي، فقال عمر ترضى بهذا الرجل بيني وبينك؟
فقال الاعرابي: نعم، فقصا على علي قصتهما، فقال علي: يا أمير المؤمنين
إن كنت اشترطت عليه أحلاسها وأقتابها فهي لك كما اشترطت، وإلا فان
الرجل يزين سلعته بأكثر من ثمنها فوضع عنها أحلاسها وأقتابها، فساقها
الاعرابي فدفع إليه عمر الثمن. (عق).
142

9911 عن جابر أنه سئل عن الرجل يكون له الدين، أفيبتاع
به عبدا؟ قال: لا بأس به. (عب).
9912 عن ابن عباس أنه سئل عن رجل باع بزا يأخذ مكانه
بزا؟ قال: لا بأس به. (عب).
9913 عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لا بأس أن يباع
اللحم بالشاة. (عب).
9914 عن ابن عمر قال: كنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتاع
الطعام، فيبعث علينا من يأمرنا بانتقاله من المكان الذي ابتعناه فيه قبل
أن نبيعه. (ن).
9915 عن نافع أن ابن عمر بن الخطاب كان إذا أراد أن يشتري
جارية فواطأهم على ثمن وضع يده على عجزها وبطنها وقبلها وكشف عن
ساقها. (عب).
9916 عن حكيم بن حزام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألم أنبأ أو لم أخبر
أو لم يبلغني أو كما شاء الله انك تبيع الطعام؟ قلت: بلى، قال فإذا ابتعت
طعاما فلا تبعه حتى تستوفيه. (أبو نعيم) (1)

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب البيوع باب بطلان بيع المبيع قبل القبض
وبرقم (1529) وعن جابر عن عبد الله. وفي مسند أحمد (3 / 402) ص.
143

الخيار
9917 (مسند عمر رضي الله عنه) عن حيان بن منقذ قال:
قال عمر حين استخلف: أيها الناس إني نظرت فلم أجد في بيوعكم
شيئا أمثل من العهدة التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم لحيان بن منقذ ثلاثة أيام،
وذلك في الرقيق. (قط).
9918 عن طلحة بن يزيد بن ركانة أنه كلم عمر بن الخطاب في
البيوع، فقال: ما أجد لكم شيئا أوسع مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحيان
ابن منقذ أنه كان ضرير البصر، فجعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدة ثلاثة
أيام، إن رضي أخذ وإن سخط ترك. (قط ق).
9919 عن عمرو عن ابن طاوس عن أبيه قال: ابتاع النبي صلى الله عليه وسلم
قبل النبوة من أعرابي بعيرا أو غيره ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعد البيع:
إختر فنظر إليه الاعرابي، فقال: عمرك الله من أنت؟ فلما كان الاسلام
جعل النبي صلى الله عليه وسلم الخيار بعد البيع. (عب).
9920 عن نافع قال: كان ابن عمر إذا اشترى شيئا مشى ساعة
قليلا ليقطع البيع ثم يرجع. (عب).
144

بيع العبد بماله
9921 عن عمر قال: من باع عبدا وله مال فماله لسيده إلا أن
يشترط الذي اشتراه. (مالك ش ق).
9022 عن علي قال: من باع عبدا وله مال فماله للبائع، إلا أن
يشترط المبتاع، ومن باع نخلا قد أبرت فثمرتها للبائع إلا أن يشترط
المبتاع، قضى بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ابن راهويه ك ق ن).
بيع الثمار
9923 (مسند عمر رضي الله عنه) عن مسروق أن عمر وابن
مسعود قالا: لا يباع ثمر النخل حتى يحمار أو يصفار. (عب ش).
9924 عن عمر قال: من الربا أن تباع الثمرة وهي مضعفة لما
تطب. (ش).
9925 عن عروة أن عمر كان يبيع مال يتيم عنده ثلاث سنين.
(عب).
9926 عن أبي جعفر قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم صدقة إلي فأتيت
محمود بن لبيد فسألته، فقال: كان عمر بن الخطاب يبيع مال يتيم عنده
145

ثلاث سنين يعنى ثمره (عب).
9927 عن علي قال: الجائحة: الثلث فصاعدا يطرح عن صاحبها
وما كان دون ذلك فهو علة، والجائحة المطروحة الريح والجراد
والحريق. (عب).
9928 عن سليمان بن يسار أن زيد بن ثابت والزبير بن العوام،
قالا: إذا ابتاع الرجل الثمرة على رؤس النخل، فلا بأس أن يبيعها قبل أن
يصرمها. (عب).
9929 عن أنس قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع ثمر النخل حتى
يزهو فقيل لأنس ما زهوه؟ قال يحمر أو يصفر. (ش).
9930 عن أنس قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى
يزهو، وعن الحب حتى يفرك، وعن الثمار حتى تطعم. (عب).
9931 عن جابر: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى يبدو
صلاحها. (ش).
9932 عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في العرايا أن
تباع بخرصها، ولم يرخص في غيرها. (1)

1) هذا الحديث بياض في الأصول ولدى الرجوع لمسند الإمام أحمد (5 / 181)
و 182) وجدته في مسند زيد بن ثابت، وذكر الحديث في المسند
مكررا كما في ص (186 و 190 و 192).
ورواه البخاري في صحيحه كتاب البيوع باب تفسير العرايا وعن زيد بن
ثابت (3 / 100).
ورواه مسلم في صحيحه كتاب البيوع باب تحريم بيع الرطب بالتمر إلا في
العرايا ومن رقم (60 ولغاية 68).
ورواه الترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء في العرايا والرخصة في ذلك
وبرقم (1302) وقال حديث حسن صحيح. وعن زيد بن ثابت).
ورواه أبو داود في كتاب البيوع باب بيع العرايا وبرقم (3363).
والنسائي في كتاب البيوع باب بيع العرايا والرطب (7 / 268).
وابن ماجة كتاب التجارات باب بيع العرايا بخرصها تمرا وبرقم (2268
و 2269).
ورواه مالك في الموطأ كتاب البيوع باب ما جاء في بيع العرية وعن
زيد بن ثابت وبرقم (14).
ورواه الشافعي في الرسالة فقرة [908] بتحقيق أحمد شاكر. ص.
146

9933 عن أبي البحتري قال: سألت ابن عباس عن بيع النخل؟
فقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع النخل حتى تأكل منه، أو يؤكل منه،
وحتى يوزن، قلت وما يوزن؟ فقال رجل عنده: حتى يحوز.
(ش خ م).
9934 عن طاوس عن ابن عباس لا أدري أبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: نهى عن بيع الثمرة حتى تطعم. (عب).
147

9935 عن ابن عباس: أنه كره إذا ابتاع الرجل الثمر على رؤس
النخل أن يبيعه حتى يصرمه. (عب).
9936 عن ابن عباس قال: إذا أحمر بعض النخل أجزأه أن
يبيعه. (عب).
9937 عن ابن عمر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى يبدو
صلاحها البائع والمبتاع. (مالك عب ش).
9938 عن ابن عمر قال: ابتاع رجل من رجل نخلا فلم تخرج
السنة شيئا، فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بم تستحل
دراهمه؟ أردد إليه دراهمه، ولا تسلمن في نخل حتى يبدو صلاحه.
(عب).
9939 عن ابن عمر نهى رسول (1) الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة بالتمرة (1)
وعن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها. (عب).
9940 عن أبي أمامة نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى يبدو

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب البيوع باب النهي عن الثمار وبرقم (1534)
وعن ابن عمر ولفظه: وعن بيع الثمر بالتمر.
وحديث: (ولا تبتاعوا الثمر بالتمر) وبرقم (1538) وعن أبي هريرة).
ومر برقم [9559]. ص.
148

صلاحها. (ش).
9941 عن أبي سعيد: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى
يبدو صلاحها، قالوا: وما صلاحها؟ قال تذهب عاهاتها ويتخلص
طيبها. (ش).
9942 عن أبي هريرة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى تحرز
من كل عارض. (ش).
9943 عن أبي هريرة: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى يبدو
صلاحها. (ش).
9944 عن يحيى بن أبي كثر أن النبي صلى الله عليه وسلم: نهى عن بيع المخاطرة
والمخاطرة: بيع الثمر قبل أن يزهو. (عب).
9945 عن ابن سيرين: نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها،
وعن السنبل حتى يبيض، وعن البسر حتى يزهو. (عب).
9946 أنبأنا إسرائيل: عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة
وعطاء بو أبي رباح، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من باع نخلا مؤبرا،
فثمرتها للبائع إلا أن يشترط المبتاع، ومن باع عبدا له مال فماله للبائع،
إلا أن يشترط المبتاع. (عب).
149

الرد بالعيب
9947 عن الشعبي: في الذي اشترى جارية ووطئها، فوجد بها
عيبا، قال: قال عمر: إن كانت ثيبا رد معها نصف العشر، وإن كانت
بكرا رد العشر. (الشافعي وقال: لم يثبت (ش قط) وقال مرسلا،
الشعبي لم يدرك عمر هق).
9948 عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: باع ابن عمر عبدا له
بالبراءة بثمانمائة درهم، فوجد الذي اشتراه به عيبا، فقال لابن عمر: لم تسمه
لي، فاختصما إلى عثمان بن عفان، فقال الرجل: باعني عبدا به داء لم يسمه
لي، فقال ابن عمر: بعته بالبراءة فقضى عثمان أن يحلف ابن عمر بالله لقد
باعه وما به داء يعلمه، فأبى ابن عمر أن يحلف، وارتجع العبد، فباعه ابن عمر
بعد ذلك بألف خمسمائة درهم. (مالك عب هب).
9949 عن عثمان أنه قضى من وجد في ثوبه عوارا (1)) فليرده.
(عب).
9950 عن سليمان بن موسى أنه سئل عن الأمة تباع ولها زوج
فقال: إن عثمان قضى أنه عيب ترد منه. (هق).

1) العوار: بالفتح العيب وقد يضم ا ه‍ نهاية (3 / 318). ح
150

9951 عن علي بن الحسين رضي الله عنهما أن عليا كان يقول في
الجارية يقع عليها المشتري، ثم يجد بها عيبا، قال: هي من مال المشتري ويرد
البائع ما بين الصحة والداء. (عب).
9952 عن علي في رجل اشترى جارية فوطئها، فوجد بها عيبا،
قال: لزمه، ويرد البائع ما بين الصحة والداء، وإن يكن وطئها ردها.
(الأصم في حديثه هق).
9953 عن أبي هريرة أن بشيرا الغفاري كان له مقعد من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ففقده ثلاثة أيام، ثم جاء شاحبا لونه، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا بشير ما لك لم نرك عندي منذ ثلاثة أيام؟ فقال: بأبي أنت
وأمي يا رسول الله اشتريت من فلان جملا فشرد علي، وكنت في طلبه
فحبسه علي بنو فلان، فأخذته فرددته على صاحبه، فقبله مني، فنال مني
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إن البعير الشرود يرد منه، ثم قال: إن هذه
الشحوبة التي أرى بك منذ ثلاثة أيام؟ قال: نعم، قال: فكيف تصنع
بيوم يقوم الناس لرب العالمين فيه، مقدار ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا، لا
يأتيهم خبر من السماء؟ قال بشير: المستعان الله يا رسول الله، فقال له:
إذا آويت إلى فراشك فتعوذ بالله من كرب يوم القيامة، وتعوذ بالله
من سوء الحساب. (الحسن بن سفيان وابن شاهين وابن مردويه وأبو نعيم)
151

وفيه عبد السلام بن عجلان ضعيف. ومر برقم (9701).
9954 عن أبي هريرة أن رجلا كان له من رسول الله صلى الله عليه وسلم
مقعد، يقال له بشير، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا: فرآه شاحبا، فقال: ما
غير لونك يا بشير؟ فقال: اشتريت بعيرا فشرد علي، فكنت أطلبه،
ولم اشترط فيه شرطا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: البعير الشرود يرد منه، أما
غير لونك غير هذا؟ قال: لا، قال: فكيف بيوم مقداره خمسين ألف
سنة، يوم يقوم الناس لرب العالمين (ابن النجار). مر برقم [9700].
آداب المسامحة
9955 عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين: أن عثمان بن
عفان ابتاع حائطا من رجل، فساومه حتى قام على الثمن، فقال: أعطني
يدك، قال: وكانوا لا يستوجبون (1) إلا بصفقة، فلما رأى ذلك قال: لا
والله لا أبيعه حتى تزيدني عشرة آلاف، فالتفت عثمان إلى عبد الرحمن بن
عوف، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدخل الجنة رجلا
سمحا بائعا، ومبتاعا، وقاضيا، ومقتضيا، ثم قال: دونك العشرة الآلاف

1) لا يستوجبون: بمعنى أنهم لا يردن البيع قد تم وصح إلا بأن يجعلوا
أيمانهم متقابضة. ح.
152

لاستوجب هذه الكلمة التي سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم. (ابن راهويه) قال
ابن حجر: مرسل يؤيده الذي بعده.
9956 عن مطر الوراق أن عثمان بن عفان قدم حاجا، فلما
قضى حجه أتى أرض الطائف، فإذا أرض إلى جنب أرضه، فطلبها، فكان
بينهما عشرة آلاف في الثمن، فلما وضع عثمان رجله في الركاب قال لرجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رحم الله عبدا سمح
البيع، سمح الابتياع، سمح القضاء سمح التقاضي؟ فقال الرجل: نعم، فقال
عثمان: رد علي الرجل، فأعطاه العشرة الآلاف، وأخذ الأرض. (ابن
راهويه) قال ابن حجر: هذا مرسل حسن يؤيده الذي قبل فاعتضد كل
منهما بالآخر لاختلاف المخرجين.
9957 عن سالم الخياط أن عثمان بن عفان ساوم رجلا بأرض،
حتى وجب البيع أو كاد أن يجب، فقال الرجل: والله لا أعطيك حتى
تزيدني عشرة آلاف فالتفت عثمان إلى رجل، فقال: تعلمون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله رجلا سمح التقاضي، سمح الاقتضاء؟ قال:
نعم فزاده عشرة آلاف وأخذ الأرض. (ع).
9958 عن عبد الله بن قيس الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاع
من رجل من بني غفار شيئا قال له: اعلم أن الذي أخذت منك خير من
153

الذي أعطيتك، وإن الذي تعطيني خير من الذي تأخذ، فان شئت فخذ،
وإن شئت فاترك، قال: أخذت يا رسول الله. (أبو نعيم والديلمي).
9959 عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي يبيع شيئا،
فقال: عليك بأول السوم، فان الربح مع السماح. (ش).
آداب متفرقة
9960 عن جابر قال: قضاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وزادني. (عب).
9961 عن سويد بن قيس: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزا من
هجر فأتينا به مكة، فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، فساومنا بسراويل
فابتاعها منا وثم وزان يزن بالاجر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: زن
وأرجح. (ط عب حم والدارمي ن ه وقال: حسن صحيح حب ك
طب ص) (1)

1) رواه أحمد في مسنده (4 / 352) وعن سويد بن قيس.
ورواه أبو داود في كتاب البيوع باب في الرجحان في الوزن وبرقم (3336)
والنسائي في كتاب البيوع رقم الباب (54) باب الرجحان في الوزن
ومذكور في العزو: وقال حسن صحيح) الواضح من العزو سقط لفظ
(ت) لان الحديث رواه الترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء في
الرجحان في الوزن وبرقم (1305) وقال حديث سويد: حسن
صحيح. ورواه ابن ماجة كتاب التجارات باب الرجحان في الوزن
وبرقم (2220). ص.
154

9962 عن عبد الله بن عمر: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا نبي الله إني أخدع في البيع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من بايعت فقل: لا
خلابة. (مالك ط عب حم خ م د ن).
9963 عن أبي قلابة قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل
البقيع فنادى بصوت، فقال: يا أهل البقيع لا يتفرق البيعان إلا عن
رضا. (عب).
9964 أنبأنا الأسلمي عن زيد بن أسلم قال: سئل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن العربان في البيع؟ فأحله، قلت لزيد: وما العربان؟ قال:
هو الرجل يشتري السلعة، فيقول: إن أخذتها أو رددتها رددت معها
درهما. (عب) (1)

1) العربان: هو أن يشتري السلعة ويدفع إلى صاحبها شيئا على أنه إن
أمضى البيع حسب من الثمن وإن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة ولم
يرتجعه المشتري وهو بيع باطل عند الفقهاء لما فيه من الشرط والغرر،
وأجازه أحمد وروى عن ابن عمر اجازته وحديث النهي منقطع.
النهاية في غريب الحديث (3 / 202).
ورواه أبو داود في كتاب البيوع باب في العربان رقم (3359).
ورواه ابن ماجة في كتاب التجارات باب بيع العربان وبرقم (2162
و 2193) نهى عن بيع العربان.
وقد وضح في سنن ابن ماجة 2 / 739) معنى العربان:
ومر برقم (9615) مع التفسير اللغوي.
1 العربان: أن يشتري الرجل دابة بمائة دينار فيعطيه دينارين عربونا
فيقول: إن لم أشتر الدابة، فالديناران لك.
2 أن يشتري الرجل الشئ فيدفع إلى البائع درهما أو أقل أو أكثر،
ويقول إن أخذته، وإلا فالدرهم لك.
وقال شارح معالم السنن (5 / 143) وقد اختلف الناس في جواز هذا
البيع فأبطله مالك والشافعي للخبر، ولما فيه من الشرط الفاسد والغرر
ويدخل في أكل المال بالباطل: وأبطله أصحاب الرأي، وقد روى عن
ابن عمر أنه أجاوز هذا البيع ذلك أيضا عن عمر، ومال أحمد بن حنبل
إلى القول بإجازته وقال: أي شئ أقدر أن أقول؟ وهذا عمر رضي
الله عنه يعني أنه أجازه وضعف الحديث فيه لأنه منقطع وكأن
رواية مالك فيه عن بلاغ وهي: أن يشتري الرجل العبد أو يتكارى
الدابة ثم يقول: أعطيك دينارا على أني إن تركت السلعة أو الكراء
فما أعطيتك لك باطل بغير شئ. الموطأ كتاب البيوع. ص.
155

محظوراته
بيع ما لم يقبض
9965 عن ابن عمر أن حكيم بن حزام باع طعاما من قبل أن يقبضه
156

فرده عمر، وقال: إذا ابتعت طعاما فلا تبعه حتى تقبضه. (مالك وابن
عبد الحكم في فتوح مصر. (ق).
9966 عن علي أنه كان ينهى عن بيع الغرر. (عب).
9967 عن حكيم بن حزام قلت: يا رسول الله إني اشتريت
بيوعا، فما يحل لي منها وما يحرم علي؟ قال: يا ابن أخي إذا اشتريت منها
بيعا فلا تبعه حتى تقبضه. (عب).
9968 أنبأنا معمر عن ربيعة عن ابن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: التولية والإقالة والشركة سواء لا بأس به، وأما ابن جريج فقال:
أخبرني ربيعة بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا مستفاضا بالمدينة قال:
من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يقبضه ويستوفيه، إلا أن يشرك فيه أو
يوليه أو يقيله. (عب).
157

الغش
9969 عن كليب بن وائل الأزدي قال: رأيت علي بن أبي
طالب مر بالقصابين، فقال: يا معشر القصابين لا تنفخوا، فمن نفخ اللحم
فليس منها. (عب).
9970 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على سوق المدينة
على طعام أعجبه حسنه: فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدخل يده في
الطعام، فأخرج شيئا ليس كالظاهر، فأفف لصاحب الطعام، ثم نادى:
أيها الناس إنه لا غش بين المسلمين ليس منا من غشنا. (ابن النجار).
9971 عن أبي ذر قال: كنا نتحدث أن التاجر فاجر،
وفجوره أن يزين سلعته بما ليس فيها. (ابن جرير).
9972 عن أبي سعيد قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بسلاخ وهو يسلخ
شاة وهو ينفخ فيها، فقال: ليس منا من غشنا، ودحس (1) بين جلدها
ولحمها ولم يمس ماء. (كر).
9973 عن العلاء بن عبد الرحمن: عن أبيه: عن أبي هريرة أو
أبي سعيد الخدري قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يبيع طعاما فسأله

1) دحس: أي دس ا ه‍ نهاية جزء ثاني. ح.
158

كيف تبيعه؟ فأتاه جبريل أو قال: أوحي إليه أن أدخل يدك في جوفه،
فادخل يده، فإذا هو مبلول، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من غش (عب).
9974 أنبأنا محمد بن راشد قال: سمعت مكحولا يقول: مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يبيع طعاما قد خلط جيدا بقبيح، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: أردت أن ينفق، فقال هل النبي
صلى الله عليه وسلم: ميز كل واحد منهما على حدة، ليس في ديننا غش. (عب).
9975 قال العسكري في الأمثال: حدثنا أحمد بن يعقوب المتوثي (1)
ثنا محمد بن يحيى الأزدي: ثنا محمد بن عمر الأسلمي: ثنا كثير بن زيد: عن
الوليد بن رباح: عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غشنا فليس منا
قيل: يا رسول الله ما معنى قولك ليس منا قال: مثلنا (1)
.

1) الحديث خال من العزو:
رواه مسلم في صحيحه كتاب الايمان رقم (164).
ورواه الترمذي في كتاب البيوع باب ما جاء في كراهية الغش في البيوع
وبرقم (1315) وقال: حديث حسن صحيح.
ورواه ابن ماجة كتاب التجارات باب النهي عن الغش وبرقم (2224) ص.
159

التصرية
9976 عن ابن مسعود قال: إياكم والمحفلات، فإنها خلابة،
ولا تحل الخلابة لمسلم. (عب).
9977 عن ابن مسعود قال: من اشترى محفلة فردها فليرد معها
صاعا من تمر. (عب).
النجش
9978 عن عمر قال: إن النجش لا يحل، وإن البيع مردود.
(عب ش).
بيع الخمر
9979 (مسند عمر رضي الله عنه عن أبي عمرو الشيباني قال:
بلغ عمر بن الخطاب أن رجلا أثرى من بيع المر، فقال: اكسروا كل
آنية له، وفي لفظ: كل شئ قدرتم عليه، وسيروا كل ماشية له.
ولا يورثن أحد له شيئا. (أبو عبيد في كتاب الأموال ش).
9980 عن ابن عباس قال: بلغ عمر أن سمرة باع خمرا، فقال:
قاتل الله سمرة، أما علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قاتل الله اليهود حرم الله
160

عليهم الشحوم، فجملوها، فباعوها. (عب حم والدارمي والعدني خ م ن
ه حب وابن الجارود وابن جرير ق) (1)
9981 عن سويد بن غفلة قال: بلغ عمر أن عماله يأخذون الخمر
في الجزية فنشدهم ثلاثا، فقيل له: إنهم ليفعلون، فقال: لا تفعلوا، ولكن
ولوهم في بيعها، وخذوا أنتم من الثمن، فان اليهود حرمت عليهم الشحوم
فباعوها وأكلوا أثمانها. (ن عب وأبو عبيد في الأموال).
9982 عن ابن عباس قال: رأيت عمر يقلب كفه، وهو يقول:
قاتل الله سمرة، عويمل لنا بالعراق، خلط في فئ المسلمين الخمر، والخنزير
فهي حرام وثمنها حرام. (عب ق).

1) مر هذا الحديث برقم (2895) وكان ضبط (جملوها) خطأ
وهنا أوضح ضبطها بما في كتب السنة:
رواه البخاري في صحيحه كتاب التفسير تفسير سورة الأنعام (6 / 72)
جملوه، وكتاب البيوع باب لا يذاب شحم الميتة. (3 / 107)
فجملوها.
ورواه مسلم في صحيحه كتاب المساقاة باب تحريم بيع الخمر وبرقم
(1582) فجملوها.
ورواه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في بيع جلود الميتة وبرقم (1297)
فأجملوه: أي أذابوه.
161

9983 عن عبد الله بن سفيان الثقفي، عن عمر قال: سئل النبي
صلى الله عليه وسلم عن بيع الخمر؟ فقال: لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها
وأكلوا أثمانها. (ابن جرير).
9984 (مسند علي رضي الله عنه) سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن
الأشربة عام حجة الوداع، فقال: حرم الله الخمر بعينها، والسكر من
كل شراب. (عق) وقال: فيه عبد الرحمن بن بشر الغطفاني مجهول
في النسب والرواية.
9985 عن أنس قال: لما حرمت الخمر إني يومئذ لاقي أحد
عشر رجلا فأمروني فكفأتها، وكفأ الناس آنيتهم بما فيها حتى
كادت السكك تمنع من ريحها، وما خمرهم يومئذ إلا التمر والبسر
مخلوطين، فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه كان عندي مال يتيم
فاشتريت به خمرا فأذن لي أن أبيعه فأرد على اليتيم ماله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
قاتل الله اليهود حرمت عليهم الثروب (1) فباعوها وأكلوا أثمانها وأكلوا أثمانها، ولم
يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم في بيع الخمر. (عب).

1) الثروب: هي الشحم الرقيق الذي يغشى الكرش والأمعاء، الواحد
ثرب، وجمعها في القلة: أثرب، والأثارب: جمع الجمع.
النهاية في غريب الحديث (1 / 209).
الثرب: شحم رقيق يغشي الكرش والأمعاء، جمع ثروب بالضم في
الكثرة وأثرب كأنيق في القلة وأثارب أي جمع الجمع.
تاج العروس شرح القاموس للزبيدي، طب الكويت سنة 1966.
(2 / 8). ص.
162

9986 عن بلال: كان تميم يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم كل عام
رواية خمر، فلما كان عام حرمت أهدى له رواية فضحك النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: إنها قد حرمت، قال: فأبيعها؟ قال: إنه حرام شراؤها وثمنها
(طب ص).
9987 عن تميم الداري عن عكرمة بن خالد عن أبيه، قال:
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الخمر؟ قال: لعن الله اليهود حرمت
عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها. (أبو نعيم).
9988 أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إني اشتريت
خمرا لأيتام في حجري، فقال: أهرق الخمر، واكسر الدنان،
قلت يا رسول الله إنها لأيتام، قال: أهرق الخمر، واكسر الدنان.
(طب عن أبي طلحة).
163

بيع الحاضر للبادي
9989 عن إبراهيم في بيع حاضر لباد قال: قال عمر: أخبروهم
بالسعر ودلوهم على السوق. (عب).
9990 عن عمر قال: لا يبع حاضر لباد. (ش).
9991 عن أنس قال: نهينا أن يبيع حاضر لباد، وإن كان أباه
أو أخاه لأبيه وأمه. (عب ش).
9992 عن ابن عباس نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتلقى الركبان
وأن يبيع حاضر لباد، فقيل لابن عباس: ما قوله حاضر لباد، قال: يكون
له سمسارا. (عب).
تلقي الركبان
9993 عن أبي هريرة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلب،
فمن تلقى جلبا فاشتري منه فالبائع بالخيار إذا وقع السوق. (عب).
9994 عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تلقي البيوع
(عب ش).
164

محظورات متفرقة
9995 الصديق رضي الله عنه عن ابن عباس أن جزورا على عهد
أبي بكر قسمت على عشرة أجزاء، فقال رجل: اعطوني جزأ بشاة،
فقال أبو بكر: لا يصلح هذا. (عب ش).
9996 عن ابن عباس عن أبي بكر الصديق أنه كره بيع اللحم
بالحيوان. (الشافعي).
9997 عن بريدة قال: كنت جالسا عند عمر إذ سمع صائحة،
قال: يا يرفأ انظر ما هذا الصوت فنظر، ثم جاء فقال: جارية من قريش
تباع أمها، فقال عمر: ادع لي المهاجرين والأنصار، فلم يكث إلا ساعة
حتى امتلأ الدار والحجرة، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد فهل
تعلمونه كان فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم القطيعة؟ قالوا: لا، قال: فإنها قد
أصبحت فيكم فاشية، ثم قرأ: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في
الأرض وتقطعوا أرحامكم) (1)، ثم قال: وأي قطيعة أفظع من أن
تباع أم امرئ فيكم وقد أوسع الله لكم؟ قالوا: فاصنع ما بدا لك،
فكتب في الآفاق أن لا تباع أم حر فإنها قطيعة رحم وإنه لا يحل.
(ابن المنذر ك ق).

1) سورة محمد الآية 22. ص.
165

9998 عن عمر أنه كتب أن لا يفرق بين أخوين إذا بيعا.
(عب ش وابن جرير ق).
9999 عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: أراد ابن مسعود
أن يشتري من امرأته جارية يتسرى بها، فقالت لا أبيعكها حتى اشترط
عليك أنك إن تبعها نفسي فأنا أولى بها بالثمن، قال: حتى أسأل عمر فسأله،
فقال: لا تقربها وفيها شرط لاحد. (عب ش ق).
10000 عن عمر قال: لعن الله فلانا، فإنه أول من أذن في بيع
الخمر، وإن التجارة لا تصح فيما لا يحل أكله وشربه. (ش ق).
10001 عن عمر قال: لا تفرقوا بين الام وولدها. (ش).
10002 عن أبي ضرار أن عمر بن الخطاب أعطى امرأة عبد الله
ابن مسعود جارية من الخمس، فباعتها من عبد الله بن مسعود بألف درهم
واشترطت عليه خدمتها، فبلغ عمر بن الخطاب، فقال له: يا أبا عبد الرحمن
اشتريت جارية امرأتك واشترطت عليها خدمتها؟ قال: نعم، فقال:
لا تشترها وفيه مثنوية. (مسدد ق). المثانة: مستقر البول.
10003 عن الشعبي قال: كتب عمر إلى شرحبيل بن السمط
يأمره أن لا يفرق بين السبايا وبين أولادهن. (ق).
166

10004 عن نافع قال: نبئت أن حكيم بن حزام كان يشتري
صكاك. (1)

1) قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (3 / 43) معنى: الصكاك.
وفي حديث أبي هريرة (قال لمروان بن الحكم: أحللت بيع الصكاك
هي جمع صك: وهو الكتاب وذلك أن الامراء كانوا يكتبون للناس
بأرزاقهم وأعطياتهم كتبا فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها تعجلا،
ويعطون المشتري الصك ليمضي ويقبضه، فنهوا عن ذلك لأنه بيع ما
لم يقبض. ا ه‍ النهاية.
وحديث أبي هريرة: رواه مسلم في صحيحه كتاب البيوع باب بطلان بيع
المبيع قبل القبض وبرقم (40).
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم (9 / 171) وقد اختلف العلماء
في ذلك والأصح عند أصحابنا وغيرهم جواز بيعها، والثاني: منعها،
فمن أخذ بظاهر قول أبي هريرة وبحجته، ومن أجازها تأول قضية أبي
هريرة على أن المشتري ممن خرج له الصك باعه لثالث قبل أن يقبضه
المشتري فكان النهي عن البيع الثاني لا عن الأول لان الذي خرجت
له مالك لذلك ملكا مستقرا وليس هو بمشتر فلا يمتنع بيعه قبل القبض
كما لا يمتنع بيعه ما ورثه قبل قبضه.
والحديث خال من العزو ولم أره في المنتخب ولا في مسند الإمام أحمد
عند حكيم بن حزام وذكره مالك في الموطأ كتاب البيوع باب العينة وما
يشبهها وبرقم (43 44 1375 1376).
وحديث مالك في الموطأ ذكره البيهقي في السنن الكبرى (5 / 315) ص).
167

10005 عن الشعبي أن عمر كان يكره أن يستوضع بعد ما يجب
البيع. (عب).
10006 عن عبد الرحمن بن فروخ عن أبيه قال: كتب إلينا عمر
لا تفرقوا بين الأخوين ولا بين الام وولدها. (ابن جرير).
10007 عن علي قال: أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أبيع غلامين أخوين
فبعتهما، ففرقت بينهما، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أدركهما
فارتجعهما ولا تبعهما إلا جميعا ولا تفرق بينهما. (حم وابن الجارود وابن
جرير وصححه وابن منده في غرائب شعبة ك ق ص).
10008 عن علي قال: سيأتي على الناس زمان عضوض يعض
الموسر على ما في يديه ولم يؤمر بذلك، قال الله تعالى: (ولا تنسوا
الفضل بينكم) (1) تقدم الأشرار، ويستذل الأخيار، ويبايع
المضطرون، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المضطرين، وعن بيع
الغرر، وعن بيع الثمرة قبل أن تدرك. (ص حم د وابن أبي حاتم
والخرائطي في مساوي الأخلاق ق) وأخرجه ابن مردويه من وجه آخر
عن علي موقوفا.

1) سورة البقرة آية 237. ص.
168

10009 عن علي أنه فرق بين جارية وولدها، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم
ورد البيع. (د ق).
10010 عن علي قال: وهب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين
أخوين فبعت أحدهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي ما فعل الغلامان؟
قلت: بعت أحدهما، قال: رده رده. (طب وقال حسن غريب ه
قط ق ك) (1)
10011 عن علي قال: أصبت جارية من السبي، معها ابن لها
فأردت أن أبيعها وأمسك ابنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بعهما جميعا أو
أمسكها جميعا. (حل ق)
10012 عن علي قال: بعث معي النبي صلى الله عليه وسلم بغلامين سبيين
مملوكين، أبيعهما فبعتهما، فلما أتيته قال: أجمعت أم فرقت؟ قلت:
فرقت، قال: أدرك أدرك. (ش ابن جرير).

1) في عزو الحديث نقص لفظ: (ت) بدليل قوله: وقال حسن غريب
راجع سنن الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في كراهية الفرق. وبرقم
(1284) وقال حسن غريب.
ورواه ابن ماجة كتاب التجارات باب النهي عن التفريق وبرقم (2249)
والحديث لفظ ابن ماجة. ص.
2) الحلية (4 / 376). ص.
169

10013 عن علي قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع العذرة (1) 10014 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب العقور.
(ابن وهب في مسنده) وسنده ضعيف.
10015 عن أبي المنهال عن عبد الرحمن بن مطعم عن إياس بن
عبد المزني أنه رأى ناسا يبيعون الماء، فقال: لا تبيعوا الماء، فان النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن بيع الماء وفي لفظ: نهى عن بيع فضل الله. (عب والحميدي
والدارمي والحسن بن سفيان والحارث حب والبغوي وابن السكن وقال ولم
يرو غيره ك وأبو نعيم).
10016 عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح
يقول: إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والخنازير والميتة والأصنام، فقال
رجل: يا رسول الله ما ترى في شحوم الميتة فإنه يدهن به السفن والجلود؟
ويستصبح بها، فقال: قاتل الله اليهود، إن الله لما حرم عليهم شحومها
أخذوا فجملوها، ثم باعوها وأكلوا أثمانها. (ش خ م د ت ن ه)

1) بيع العذرة هي طلوع خمسة كواكب. وتطلع في وسط الحر ا ه‍ نهاية.
(3 / 198) فيكون المعنى نهى عن البيع المؤجل إلى طلوع العذرة لعدم
ضبطها في أي يوم مثلا. ح
170

مر عزو الحديث برقم [9998].
10017 عن بشير بن يسار أنه سمع سهل بن أبي حثمة ورافع بن
خديج يقولان: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة والمزابنة، إلا أصحاب
العرايا، قد أذن لهم. (ش).
10018 عن سمرة بن جندب: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع
الحيوان بالحيوان. (ن ع).
10019 عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع
الحيوان بالحيوان نسيئة. (عب).
10020 عن عمرو بن دينار قال قلت لطاوس: لو تركت المخابرة
فإنهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها، فقال أي عمرو: أخبرني أعلمهم
يعني ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها. (عب).
10021 عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطى زينب امرأة
ابن مسعود تمرا أو شعيرا بخيبر، فقال لها عاصم بن عدي: هل لك أن
أعطيك مكانه بالمدينة وآخذه لرقيق هنا لك؟ فقالت حتى أسأل عمر فسألته
فقال: كيف بالضمان كأنه كرهه. (عب).
10022 عن عبد الله بن عصمة: سمعت ابن عباس يسأل عن رجل
171

اشترى عضوا من جزور برجل أو عناق واشترط على صاحبها أن يرضعها
أمها حتى تفطم، فقال ابن عباس: هذا لا يصلح. (عب).
10023 عن ابن عباس: أنه كان يكره ده بيازده وقال: ذاك بيع
الأعاجم. (عب) (1)
10024 عن ابن عباس قال: لا تبتاعوا اللبن في ضروع الغنم،
ولا الصوف على ظهرها. (عب).
10025 عن ابن عمر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الكالئ بالكالئ
وهو بيع الدين بالدين، وعن بيع الغرر، وعن بيع المجر، وهو بيع ما في
بطون الإبل وعن الشغار (عب) (2)
10026 عن ابن عمر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة، والمزابنة
بيع الثمر بالتمر كيلا، وبيع الكرم بالزبيب كيلا. (مالك عب).

1) لدى رجوعي لمعاجم اللغة العربية لم أحصل على المعنى الواضح ولدى الرجوع
للمعجم الفارسي تأليف الدكتور محمد التونجي (ص / 285).
ده ده: ذهب وفضه كاملا العيار ا ه‍ ص.
(2 الشغار: بكسر الشين المشددة وهو نكاح باطل كأن يقول الرجل: زوجني
مثلا حتى أزوجك أختي بدون تسمية مهر فيكون بضع كل واحدة في مقابلة
بضع الأخرى ا ه‍ نهاية جزء الثاني. ح.
172

10027 عن ابن عمر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي السلع حتى
تهبط الأسواق ونهى عن النجش. (الحسن بن سفيان عب).
10028 عن مجاهد قال: سئل ابن عمر عن رجل باع سرجا بنقد
ثم أراد أن يبتاعه بدون ما باعه قبل أن ينتقد، قال: لعله لو باعه من غيره
بدون ذلك فلم ير به بأسا. (عب).
10029 عن ابن عمر: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سلف وبيع
وعن شرطين في بيع واحد، وعن بيع ما ليس عندك، وعن ربح ما لم
يضمن. (عب).
10030 عن ابن مسعود قال: الحلف يلقح البيع ويمحق
البركة. (عب).
10031 عن ابن مسعود قال: لا تصلح الصفقتان في الصفقة:
أن يقول هو بالنسيئة بكذا وكذا وبالنقد بكذا وكذا. (كر).
10032 عن ابن مسعود قال: الصفقتان في الصفقة ربا (عب).
10033 عن ابن مسعود قال: الصفقة بالصفقتين ربا وأمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم باسباغ الوضوء. (عب).
10034 عن أبي هريرة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة والمحاقلة
والمزابنة الثمر بالتمر، والمحاقلة البر بالبر. (كر).
173

10035 وعنه نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين، وعن بيعتين،
أن يلبس الرجل الثوب الواحد فيشتمل به فيطرح جانبيه على منكبيه،
أو يحتبى في الثوب الواحد، وأن يقول الرجل للرجل، إنبذ إلي ثوبك،
وأنبذ إليك ثوبي من غير أن يقلبا أو يتراضيا، ويقول: دابتي بدابتك
من غير أن يتراضيا أو يقلبا. (عب) وفيه محمد بن عمير المحاربي عن أبي
هريرة قال في المغنى مجهول.
10036 عن أبي هريرة نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين: اللماس
والنباذ واللماس: أن يلمس الثوب، والنباذ أن يلقي الثوب. (عب).
10037 عن أبي هريرة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يومين،
وعن بيعتين، وعن لبستين، فأما اليومان فيوم الفطر، ويوم النحر، وأما
البيعتان: فالملامسة والمنابذة أما الملامسة فإنه يلمس كل واحد منهما ثوب
صاحبه بغير نشر، والمنابذة أن ينبذ كل واحد منهما ثوبه إلى الآخر،
ولم ينظر واحد منهما إلى ثوب صاحبه، وأما اللبستان فان يحتبي الرجل في
ثوب واحد مفضيا، وأما اللبسة الأخرى فإنه يلقى داخلة إزاره وخارجته
على عاتقيه، ويبرز صفحة شقه. (عب).
10038 عن أبي هريرة: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيعتين، وعن
لبستين، أما اللبستان: فاشتمال الصماء يشتمل في ثوب واحد، يضع
174

طرفي الثوب على عاتقه الأيسر، ويبرز شقه الأيمن، والأخرى أن
يحتبي في ثوب واحد ليس عليه غيره، ويفضي بفرجه إلى السماء أما
البيعتان: فالمنابذة والملامسة، فالمنابذة: أن يقول إذا نبذت هذا الثوب
فقد وجب البيع، والملامسة: أن يمسه بيده، ولا يقلبه إذا مسه فقد
وجب البيع. (عب).
10039 عن حكيم بن عقال أن عثمان بن عفان أمره أن يشترى له
رقيقا، وقال: لا تفرق بين الوالدة وولدها. (ق).
10040 عن أيوب قال: أمر عثمان بن عفان أن يشتري له رقيق،
وقال: لا تفرق بين الوالدة وولدها. (ق).
10041 عن حكيم بن عقال: نهاني عثمان بن عفان أن أفرق بين
الوالدة وولدها في البيع. (ق).
10042 عن علي قال: التاجر فاجر، وفجوره أن ينفق سلعته
بالحلف. (ابن جرير).
10043 عن أبي إسحاق السبيعي قال: كان علي يجئ إلى السوق
فيقوم مقاما له فيقول: السلام عليكم أهل السوق، اتقوا الله في الحلف فان
الحلف يزجي السلعة، ويمحق البركة، التاجر فاجر، إلا من أخذ الحق
وأعطاه. (ابن جرير).
175

10044 عن أبي جعفر أن أبا أسيد جاء النبي صلى الله عليه وسلم بسبي من
البحرين، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى امرأة منهن تبكي فقال: ما شأنك؟
فقالت: باع ابني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي أسيد: أبعت ابنها؟ قال: نعم
قال: فيمن؟ قال: في بني عبس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اركب أنت بنفسك
فائت به. (ش).
10045 عن يحيى بن أبي كثير أن عثمان بن عفان وحكيم بن حزام
كان يتبايعان التمر، ويجعلانه في غرائر، ثم يبيعانه بذلك الكيل، فنهاهما
النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيعاه حتى يكيلاه لمن ابتاعه منهما. (عب).
10046 عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الغرر (عب).
10047 عن عطاء الخراساني أن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:
يا رسول الله إنا نسمع منك أحاديث، أفتأذن لي فأكتبها؟ قال: نعم:
فكان أول ما كتب به النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة كتابا لا يجوز شرطان
في بيع واحد وبيع وسلف جميعا، وبيع ما لم يضمن، ومن كان مكاتبا
على مائة درهم فقضاها كلها إلا درهما فهو عبد أو على مائة أوقية فقضاها
كلها إلا أوقية فهو عبد. (عب).
10048 عن طاوس: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع
الغرر. (عب).
176

10049 عن طاوس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين
وعن بيعتين، أما اللبستان، فاشتمال الصماء، وأن يحتبي في ثوب واحد
مفضيا بفرجه إلى السماء، وأما البيعتان: فالمنابذة والملامسة. (عب).
ومر برقم [10037].
10050 عن طاوس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أذنيه
وقر، فقال: يجيئني الرجل فيسارني بالشئ، يعلن غير ذلك، ولا
أسمعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من بايعت فقل أبيعكم بكذا وكذا ولا
مواربة. (عب).
10051 عن ابن المسيب، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع
الغرر. (عب).
10052 عن ابن المسيب قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المزابنة
والمحاقلة، والمزابنة: اشتراء الثمر بالتمر، والمحاقلة: اشتراء الزرع بالحنطة،
واستكراء الأرض بالحنطة، قال الزهري: فسألت ابن المسيب عن كرائها
بالذهب والورق؟ فقال: لا بأس به. (مالك عب).
10053 عن الحسن قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع البر
حتى يشتد في أكمامه. (عب).
177

10054 عن الحسن قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباع
البسر حتى يصفر، والعنب حتى يسود، والحب حتى يشتد في اكمامه.
(عب).
10055 عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يفرقوا بين الاخوة
وبين الرجل وولدهن، وبين الأمة وولدها. (ابن جرير).
10056 بيعوا كيف شئتم، ولا تخلطوا ميتة بمذبوحة على
الناس، أيها الناس احفظوا: لا تحتكروا، ولا تناجشوا ولا تلقوا السلعة
ولا يبع حاضر لباد، ولا يبع الرجل على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة
أخيه، حتى يأذن له، ولا تسأل المرأة طلاق الأخرى لتكفئ، إناءها،
ولتنكح فان رزقها على الله عز وجل. (طب).
10057 عن واصل بن عمرو عن أبيه عن جده عن يوسف بن
مالك عن رجل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحكيم بن حزام: لا تبع ما ليس
عندك. (عب).
10058 عن أبي سعيد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغنائم
حتى تقسم، وعن بيع الصدقات حتى تقبض، وعن بيع العبد وهو آبق،
وعن بيع ما في بطون الانعام حتى تضع، وعن ما في ضروعها إلا بكيل
178

وعن ضربة القانص (1) (عب).
10059 عن أيوب قال: مر ابن عمر برجل يكيل كأنه
يعتدي فيه، فقال له: ويحك ما هذا؟ قال: أمر الله بالوفاء، قال ابن عمر
ونهى عن العدوان. (عب).
10060 عن الزهري أن زيد بن ثابت وابن عمر كانا لا يريان
ببيع القطوط (2) إذا خرجت بأسا، قال: ولكن لا يحل لمن ابتاعها أن

1) لفظ المطبوع: (نهى عن ضربة القانص) قال ابن الأثير في النهاية
(3 / 395).
غوص: وفيه (أنه نهى عن ضربة الغائص)، هو أن يقول له:
أغوص في البحر غوصة بكذا فما أخرجته فهو لك وإنما نهى عنه
لأنه غرر. ص.
2) قال ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث (4 / 81).
وفي حديث زيد وابن عمر رضي الله عنهم، كانا لا يريان ببيع القطوط
بأسا إذا خرجت).
القطوط: جمع قط، وهو الكتاب والصك يكتب للانسان فيه شئ
يصلى إليه والقط: النصيب، وأراد الأرزاق والجوائز التي كان
يكتبها الامراء للناس إلى البلاد والعمال وبيعها عند الفقهاء غير جائز ما لم
يحصل ما فيها في ملك ومن كتبت له.
وقد مر عند حديث رقم (10004) ايضاح معنى الصكاك، فالقطوط
والصكاك بمعنى واحد وقد فصلت هناك فارجع إليه. ص.
179

أن يبيعها حتى يقبضها. (عب).
10061 عن ابن عمر رأيت الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يضربون إذا اشترى الرجل الطعام جزافا أن يبيعه جزافا حتى يبلغه إلى
رحله. (عب).
باب في الاحتكار والتسعير
(الاحتكار)
10062 عن عمر قال: احتكار الطعام بمكة الحاد بظلم. (ص
خ في تاريخه وابن المنذر).
10063 عن يعلى بن منية أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: يا أهل
مكة لا تحتكروا الطعام بمكة، فان احتكار الطعام بها للبيع إلحاد.
(الأزرقي).
10064 عن عمر قال: من احتكر طعاما ثم تصدق برأس ماله
والربح لم يكفر عنه. (ش).
10065 عن عمر أنه خرج إلى السوق، فرأى ناسا يحتكرون
بفضل أدهانهم، فقال عمر: ولا أدهانهم، فقال عمر: ولا نعمة عين، يأتينا الله بالرزق حتى إذا نزل
بسوقنا قام أقوام فاحتكروا بفضل أدهانهم عن الأرملة والمسكين، إذا
180

خرج (1) الجلاب باعوا على نحو ما يريدون من التحكم، ولكن أيما
جالب جلب يحمله على عمود كتفه في الشتاء والصيف، حتى ينزل
سوقنا فذلك ضيف لعمر فليبع كيف شاء الله، وليمسك كيف شاء
الله. (مالك ق).
10066 عن فروخ مولى عثمان أن عمر خرج ذات يوم من
المسجد فرأى طعاما منتثرا على باب المسجد فأعجبه كثرته، فقال: ما هذا
الطعام؟ قالوا: طعام جلب إلينا، قال: بارك الله فيه، وفيمن جلبه إلينا
فقال له بعض أصحابه الذين يمشون معه: يا أمير المؤمنين إنه قد احتكر
قال: ومن احتكره؟ قالوا: فلان مولى عثمان، وفلان مولاك، فأرسل
إليهما، فقال لهما ما حملكما على أن تحتكرا طعام المسلمين؟ قالا: يا أمير
المؤمنين نشتري بأموالنا، ونبيع إذا شئنا، فقال عمر: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: من احتكر طعاما على المسلمين ضربه الله بالافلاس أو
بالجذام، قال فروخ: يا أمير المؤمنين أعاهد الله أن لا أعود في طعام بعد
هذا أبدا، وأما مولى عمر فقال: يا أمير المؤمنين أموالنا نشتري بها إذا

1) الجلاب: جمع جالب يعني بعد ذهاب الجلاب يقوم المحتكرون فيبيعون ما
احتكروه على حسب ما يريدون. الخ. هذا لا يكون أبدا فلا يمسح
به أمير المؤمنين. ح.
181

شئنا، ونبيع إذا شئنا، فزعم أبو يحيى أنه رأى مولى عمر مجذوما مجدوعا.
(عبد بن حميد ع والإصبهاني في ترغيبه).
10067 عن عمر قال: من جاء أرضنا بسلعة فليبعها كما أراد،
وهو ضيفي حتى يخرج، وهو أسوتنا ولا يبع في سوقنا محتكر (عب).
10068 عن أبي سعيد مولى بني أسيد أن عثمان بن عفان كان
ينهى عن الحكرة. (مالك وابن راهويه ومسدد).
10069 عن علي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحكرة بالبلد.
(الحارث) وضعف.
10070 عن علي أنه مر بشط الفرات، فإذا كدس (1) طعام
لرجل من التجار حبسه ليغلي به، فأمر به فأحرق. (عق).
10071 عن ابن المسيب قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحكرة.
(عب).
10072 عن ابن المسيب قال: المحتكر ملعون، والجالب
مرزوق. (عب.
10073 عن ابن عمرو قال: ما من رجل يبيع الطعام ليس له تجارة
غيره إلا كان خاطئا أو باغيا. (عب).

1) كدس: بضم الكاف وسكون الدال الزرع الناضج المحصود. ح.
182

التسعير
10074 عن علي قال: قيل يا رسول الله قوم لنا السعر، قال:
إن غلاء السعر ورخصه بيد الله، أريد أن ألقى ربي وليس أحد يطلبني
بمظلمة ظلمتها إياه. (البزار) وضعفه.
10075 (عمر بن الخطاب رضي الله عنه) عن سعيد بن المسيب
قال: مر عمر بن الخطاب على حاطب بن أبي بلتعة، وهو يبيع زبيبا له في
السوق فقال له عمر: إما أن تزيد (1) في السعر، وإما أن ترفع (2) من سوقنا
(مالك عب ق).
10076 عن القاسم بن محمد أن عمر مر بحاطب بسوق المصلى
وبين يديه غرارتان فيهما زبيب، فسأله عن سعرهما، فسعر مدين بكل
درهم، فقال له عمر: قد حدثت بعير مقبلة من الطائف تحمل زبيبا،
وهم يعتبرون بسعرك، فاما أن ترفع في السعر، وإما أن تدخل زبيبك
البيت فتبيعه كيف شئت، فلما رجع عمر حاسب نفسه، ثم أتى حاطبا في

1) تزيد في السعر: لعله يزيد المقدار الذي يبيعه بدليل ما يأتي في الحديث
الذي بعده. ح.
2) وإما أن ترفع: يعني بضاعتك من سوقنا. ح.
183

داره، فقال له: إن الذي قلته ليس بعزمة ولا قضاء، وإنما هو شئ أردت
به الخير لأهل البيت، فحيث شئت فبع، وكيف شئت فبع.
(الشافعي في السنن ق).
10077 أنبأنا معمر عن قتادة عن الحسن قال: غلا السعر مرة
بالمدينة فقال الناس: يا رسول الله سعر لنا، فقال: إن الله هو الخالق
الرزاق القابض الباسط المسعر، وإني لأرجو أن ألقى الله لا يطلبني أحد
بمظلمة ظلمتها إياه في أهل ولا مال. (عب).
10078 عن الثوري: عن إسماعيل بن مسلم: عن الحسن قال:
قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: سعر لنا، فقال: إن الله هو المسعر القيوم القابض
الباسط. (عب).
184

باب
في الربا وأحكامه
10079 (الصديق رضي الله عنه) عن أبي قيس مولى عمرو بن
العاص قال: كتب أبو بكر الصديق إلى أمراء أمراء الأجناد
حين قدموا الشام:
إنكم هبطتم أرض الربا، فلا تبتاعوا الذهب بالذهب إلا وزنا بوزن ولا
الورق بالورق إلا وزنا بوزن، ولا الطعام بالطعام إلا مكيالا بمكيال.
(ابن راهويه والطحاوي بسند صحيح).
10080 عن مجاهد عن أربعة عشر من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم
قالوا: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، منهم أبو بكر وعمر وعثمان
وعلي وسعد وطلحة والزبير، (ش).
10081 عن محمد بن السائب عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: احتجنا فأخذت خلخال امرأتي في السنة التي استخلف فيها
أبو بكر، فلقيني أبو بكر: فقال: ما هذا؟ فقلت احتاج الحي إلى نفقة
فقال: إن معي ورقا أريد بها فضة، فدعا بالميزان فوضع الخلخالين في
كفة ووضع الورق في كفة فشف الخلخالان نحوا من دانق فقرضه
فقلت يا خليفة رسول الله هو لك حلال، فقال: يا أبا رافع إنك إن أحللته
185

فان الله لا يحله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الذهب بالذهب،
وزنا بوزن، والفضة بالفضة وزنا بوزن، الزائد والمستزيد في النار.
(عب وابن راهويه ش والحارث ع وعبد الغني بن سعيد في ايضاح الاشكال)
قال الحافظ ابن حجر فيه الكلبي متروك بمرة قال وكان ابن راهويه أخرج
حديثه لان له أصلا عن ثابت بن الحجاج.
10082 عن عمر قال: إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها لنا فدعوا الربا والريبة. (ش وابن
راهويه حم ه وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ق
في الدلائل).
10083 عن شريح قال: قال مر: الدرهم بالدرهم فضل ما بينهما
ربا. (عب ومسدد والطحاوي) وهو صحيح.
10084 عن أنس قال: أتانا كتاب عمر ونحن بأرض فارس:
لا تبيعوا سيفا فيه حلقة فضة بورق. (عب ش).
10085 عن أبي رافع قال: قلت لعمر بن الخطاب: يا أمير
المؤمنين إني أصوغ الذهب فأبيعه بالثمن بوزنه، وآخذ لعملي أجرا، قال
لاتبع الذهب بالذهب إلا وزنا بوزن، والفضة بالفضة إلا وزنا بوزن، ولا
تأخذ فضلا. (عب ق).
186

10086 عن عمر قال: إذا باع أحدكم الذهب بالورق فلا يفارق
صاحبه وإن ذهب وراء الجدار. (عب وابن جرير).
10087 عن الشعبي قال: قال عمر تركنا تسعة أعشار الحلال مخافة
الربا. (عب).
10088 عن عمر قال: لا تبيعوا الدرهم بالدرهمين، فان ذلك هو
الربا. (ش).
10089 عن عمر قال: من صرف ذهبا بورق فلا ينظر به حلب
ناقة، وفي لفظ: إذا استنظرك حلب ناقة فلا تنظره. (ش وابن جرير).
10090 عن عمر قال: لقد خفت أن يكون قد زدنا في الربا
عشرة أضعافه مخافته. (ش).
10091 عن سعيد بن المسيب قال: سئل عمر عن الشاة بالشاتين
إلى الحيا يعني الخصب فكره ذلك. (ش).
10092 عن نافع قال: كان ابن عمر يحدث عن عمر في الصرف
ولم يسمع فيه من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، قال: قال عمر: لا تبتاعوا الذهب بالذهب
ولا الورق بالورق إلا مثلا بمثل سواء بسواء، ولا تشفوا بعضه على
بعض إني أخاف عليكم الرماء. (مالك).
187

10093 عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب: لا تبيعوا الذهب
بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا تبيعوا الورق بالذهب أحدهما غائب،
والآخر ناجز، وإن استنظرك حتى يلج بيته فلا تنظره إلا يدها بيد،
هات وها، إني أخشى عليكم الرماء، والرماء، هو إربا. (مالك عب
وابن جرير ق).
10094 عن أنس بن مالك قال: بعث عمر باناء من فضة حسن
وإني قد أحكمت صناعته فأمر الرسول أن يبيعه، فرجع الرسول، فقال:
إني أزاد على وزنه، فقال عمر: لا، فان الفضل ربا. (ابن خسرو) (1)
10095 عن القاسم بن محمد قال: قال عمر بن الخطاب: الدينار
بالدينار، والدرهم بالدرهم، والصاع بالصاع، ولا يباع عائب بناجز.
(مالك وابن جرير).
10096 عن عمر أنه قال في رجل أسلف رجلا طعاما على أن
يقضيه إياه ببلد آخر، فكره ذلك عمر، وقال: أين الحمل (2) (مالك).

1) هو: الامام الزكي الحافظ أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو البلخي
المتوفى سنة 523. ا ه‍. ص.
2) الحمل: أي اجرة الحمل فلذلك حصلت زيادة فعدها عمر ربا. ح
188

10097 عن عمر أنه خطب فقال: إنكم تزعمون أنا لا نعلم أبواب
الربا، ولان أكون أعلمها أحب إلى من أن يكون لي مثل مصر
وكورها، وإن منه أبوابا لا تخفى على أحد منها السلم في السن وأن
تباع الثمرة وهي مضعفة لما تطب، وان يباع الذهب بالورق نساء.
(عب وأبو عبيد).
10098 عن ابن سيرين قال: نهى عمر بن الخطاب عن الورق
بالورق إلا مثلا بمثل، فقال له عبد الرحمن بن عوف أو الزبير: إنها تزيف
علينا الأوزان فنعطي الخبيث ونأخذ الطيب، فقال: لا تفعلوا، ولكن
انطلق إلى البقيع فبع ورقك بثوب أو عرض، فإذا قبضته وكان لك
فبعه، واهضم ما شئت، وخذ ما شئت. (عب).
10099 عن يسار بن نمير (1) أن عمر بن الخطاب قال في الرجل
يسأل الرجل الدنانير: أيأخذ الدراهم؟ قال: إذا قامت على الثمن فأعطها
إياه بالقيمة. (عب).
10100 عن عمر قال: الفضة بالفضة وزنا بوزن، والذهب بالذهب

1) يسار بن نمير مولى بن الخطاب وخازنه روى عن عمر وذكره ابن سعد
في الطبقة الثانية ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات.
تهذيب التهذيب (11 / 377). ص.
189

وزنا بوزن، وأيما رجل زافت عليه ورقه فلا يخرج (1) يخالف الناس عليها
وأنها طيوب ولكن ليقل: من يبيعني بهذا الزيوف سحق ثوب (عب).
10101 عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر بن الخطاب فقال:
إني لعلي أنهاكم عن أشياء تصلح، وآمركم بأشياء لا تصلح لكم، وإن
من آخر القرآن نزولا آية الربا، وأنه قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبينها
لنا فدعوا ما يريبكم إلى مالا يريبكم. (خط).
10102 عن سعيد بن المسيب أن عثمان وعليا نهيا عن الصرف.
(عب ومسدد).
10103 عن عثمان قال: الربا سبعون بابا أهونها مثل نكاح الرجل
أمه. (كر) وسنده صحيح.
10104 عن علي قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله
وشاهديه وكاتبه والواصلة والمستوصلة. (ابن جرير) وصححه.
10105 سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرطب بالتمر، فقال: لمن حوله:

1) فلا يخرج يخالف الناس: بمعنى يبادلهم فيأخذ صحيحة ويعطيهم الزيوف
وأنها طيوب: بمعنى: يصفها بأنها طيبة بل عليه أن يخبرهم بأنها بحق
ثوب أي مثل الثوب الخلق الذي انسحق وبلى وبعد من الانتفاع به ا ه‍.
بتصرف من النهاية جزء الثاني. ح.
190

أينقص الرطب إذا جف؟ قلنا: نعم فنهى عنه. (مالك حب ش د ت
وقال حسن صحيح ن ه).
10106 عن الأسود بن وهب بن مناف بن زهرة القرشي
الزهري خال النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنه، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: ألا أنبئك بشئ من الربا عسى الله أن ينفعك به؟ قلت: بلى،
قال: إن الربا أبواب: الباب منه عدل سبعين حوبا أدناها فجرة
كاضطجاع الرجل مع أمه، وإن أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه بغير
حق. (ابن منده وأبو نعيم).
10107 عن أنس قال: أتي النبي عن أنس قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر ريان فقال: أنى
لكم هذا التمر؟ قالوا: كان عندنا تمر فبعضنا صاعين بصاع، فقال: ردوه
على صاحبكم فبيعوه بسعر التمر. (كر).
10108 عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: سألنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن الصرف كنا تاجرين، فقال: إن كان يدا بيد فلا بأس، ولا
يصلح نسيئة. (عب).
10109 عن ابن جريج عن عطاء عن سعيد بن المسيب عن عمر
ابن الخطاب عن بلال قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندي تمر فتغير،
فأخرجته إلى السوق فبعته صاعين بصاع، فلما قربت إليه منه قال:
191

ما هذا يا بلال؟ فأخبرته، فقال: مهلا أربيت، أردد البيع، ثم بع تمرا
بذهب أو فضة أو حنطة، ثم اشتر به تمرا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
التمر بالتمر مثلا بمثل، والحنطة مثلا، والذهب بالذهب
وزنا بوزن، والفضة وزنا بوزن، فإذا اختلف النوعان فلا بأس
واحد بعشرة. (طب وأبو نعيم).
10110 عن بلال: كان عندي تمر ون فابتعت به من السوق
تمرا أجود منه بنصف كيله، فقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما رأيت
اليوم تمرا أجود من هذا، من أين هذا لك يا بلال؟ فحدثته بما صنعت
قال: أنطق فرده على صاحبه، وخذ تمرك فبعه بحنطة أو شعير، ثم اشتر
به هذا التمر ثم ائتني به ففعلت. (طب).
10111 عن فضيل بن غزوان قال: حدثني أبو دهقانة قال: كنت
جالسا عند عبد الله بن عمر بن الخطاب فحدث عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتاه ضيف فأمره أن يأتيه بطعام، قال: وكان التمر دونا، فأخذت
صاعين فأبدلتهما بصاع، فأتيت فسألني عن التمر فأخبرته أني أبدلت
صاعين بصاع فقال: رد علينا تمرنا. (أبو نعيم).
10112 عن جابر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله
وشاهديه وكاتبه، وقال هم سواء. (ابن جرير).
192

10113 عن عبادة بن الصامت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
مجلس من مجالس الأنصار ليلة الخميس في رمضان لم يصم رمضان بعده،
يقول: الذهب بالذهب مثلا بمثل سواء بسواء وزنا بوزن يدا بيد فما
زاد فهو ربا، والحنطة بالحنطة قفيزا بقفيز، فما زاد فهو ربا والتمر بالتمر
قفيزا بقفيز. (الشاشي كر).
10114 عن عبد الله بن سلام قال: الربا ثلاث وسبعون حوبا
أدناها حوبا كمن أتى أمه في الاسلام ودرهم من الربا كبضع وثلاثين
زنية. (عب).
10115 عن ابن عباس قال: إذا بعتم السرق من سرق الحرير
نسيئة فلا تشتروه. عب).
10116 عن ابن عباس قال: لا تشارك يهوديا ولا نصرانيا،
ولا مجوسيا، قيل: ولم؟ قال: لأنه يربون والربا لا يحل. (عب).
10117 عن أبي الحدثان أنه التمس صرفا بمائة دينار، قال:
فدعاني طلحة بن عبيد الله، فتراضينا حتى اصطرف مني وأخذ الذهب
فقلبها في يده ثم قال: حتى يأتي خازني من الغابة وعمر بن الخطاب يسمع،
فقال عمر: لا تفارقه حتى تأخذ منه، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الذهب بالورق ربا إلا: ها، وها، والبر بالبر ربا إلا: ها وها، والشعير
193

بالشعير ربا إلا: ها وها، والتمر بالتمر ربا إلا: ها وها. (مالك
عب والحميدي حم والعدني والدارمي خ م د ت ن ه وابن الجارود حب).
10118 عن عمرو بن شعيب أن عثمان وأصحابه كانوا لا يقبضون
التمر أو سقا من بني قينقاع، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: كيف تبيعونه؟
قالوا: بربح الصاع والصاعين، قال: لا، حتى يكال عليكم. (عب).
10119 أنبأنا معمر عن الزهري: سألته عن الحيوان بالحيوان
نسيئة؟ فقال: سل ابن المسيب عنه، فقال: لا ربا في الحيوان، وقد نهى
عن المضامين والملاقيح وحبل الحبلة، والمضامين ما في أصلاب الإبل،
والملاقيح ما في بطونها، وحبل الحبلة ولد ولد هذه (1)
10120 أنبأنا معمر وابن عيينة عن أيوب عن سعيد بن جبير عن
ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. (عب).
10121 عن ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع اللحم بالشاة
وهي حية. (عب).
10122 عن ابن المسيب قال: لا ربا إلا في الذهب والفضة،

1) لما كان الحديث خال من العزو أقول: رواه مالك في الموطأ كتاب
البيوع باب ما لا يجوز ومن بيع الحيوان وعن سعيد بن المسيب. رقم
(63). ص.
194

وفيما يكال ويوزن مما يؤكل ويشرب. (مالك عب).
10123 عن ابن المسيب أن تمرا كان عند بلال فتغير، فخرج
بلال إلى السوق، فباعه صاعين بصاع، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم أنكره
وقال: ما هذا يا بلال؟ فأخبره فقال: أربيت، أردد علينا تمرنا (عب).
10124 عن سعيد بن المسيب قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل
الربا وموكله والشاهد عليه وكاتبه. (عب).
10125 عن عائشة لما أنزل الله الآيات آيات الربا من آخر سورة
البقرة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأها علينا، فحرم التجارة في الخمر (عب).
10126 عن امرأة أبي السفر قالت: سألت عائشة فقلت:
بعت: زيد بن أرقم جارية إلى العطاء بثمانمائة درهم، وابتعتها منه بستمائة
فقالت عائشة: بئس والله ما اشتريت، وبئس والله ما اشترى، أبلغي
زيد بن أرقم أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب،
قالت: أفرأيت إن أخذت رأس مالي؟ قالت: لا بأس: (من جاءه
موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف) (وإن تبتم فلكم رؤس أموالكم)
(عب وابن أبي حاتم) وضعف.
10127 عن أبي هريرة قال: لعن الله رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا
وموكله وكاتبه وشاهده وهو يعلم، والمحلل والمحلل له. (ابن جرير).
195

10128 عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين على
المنبر يقول: الذهب بالذهب والفضة بالفضة وزنا بوزن. (كر).
10129 عن أبي سعيد قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بصاع من تمر
ريان وكان تمرنا بعلا، فقال: أني لكم هذا؟ قالوا: يا رسول الله بعنا
صاعين من هذا، فقال: لا تفعلوا، ولكن بيعوا من تمركم ثم اشتروا
من هذا. (ن).
10130 عن أبي سعيد قال: دخل رسول لاله صلى الله عليه وسلم على بعض
أهله، فوجد عندهم تمرا أجود من تمرهم، فقال: من أين لكم هذا؟
فقالوا: أبدلنا صاعين بصاع، فقال: لا صاعين بصاع، ولا درهمين
بدرهم. (عب).
10131 عن أبي جحيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن آكل الربا
وموكله. (ابن جرير).
10132 عن أبي قلابة قال: كان الناس يشترون الذهب بالورق
إلى العطاء، فأتى عليهم هشام بن عامر فنهاهم، وقال: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم نهانا أن نبيع الذهب بالورق نسيئة، وأنبأنا أن ذلك هو الربا.
(ابن جرير).
196

10133 عن أبي قلابة قال: كان الناس بالبصرة في زمان زياد
يأخذون الدراهم بالدنانير نسيئة، فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال
له هشام بن عامر الأنصاري، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن بيع
الذهب بالورق نسا، وأنبأنا أن ذلك هو الربا. (ابن جرير).
10134 عن فضالة بن عبيد قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر
بقلادة فيها خرز، معلقة بذهب ابتاعها رجل بسبعة دنانير أو بتسعة دنانير
فذكروا ذلك له، فقال: لا، حتى يميز ما بينهما، قال: إنما أردت الحجارة،
قال: لا، حتى يميز ما بينهما، فرده حتى ميز. (ش).
10135 عن ابن مسعود قال: الربا بضعة وسبعون بابا، أهونها
كمن أتى أمه في الاسلام. (عب).
10136 عن ابن مسعود قال: الربا بضعة وسبعون بابا، والشرك
نحو ذلك. (ش).
10137 عن ابن مسعود قال: آكل الربا وموكله وشاهداه
وكاتبه إذا علموا به، والواصلة والمستوصلة والواشمة والموشومة للحسن
والمحلل والمحلل له، ولاوي الصدقة، والمعتدى فيها، والمرتد على عقبيه
أعرابيا بعد هجرته ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. (عب ن
وابن جرير هب).
197

10138 عن علقمة بن عبد المزني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى أن تكسر سكة (1) المسلمين الجائزة بينهم، إلا من بأس أن يكسر
الدرهم فيجعل فضة ويكسر الدينار فيجعل ذهبا. (كر).
10139 عن ابن عمر قال: بيع ده دوازده ربا. (عب).
مر برقم [10023].
10140 عن يعقوب أن ابن عمر ابتاع منه إلى الميسرة، فأتاه بنقد
ورق أفضل من ورقه، فقال يعقوب: هذه أفضل من ورقي، فقال ابن
عمر: هو نيل من قبلي أتقبله؟ قال: نعم. (عب).
10141 عن ابن عمر أنه كان لا يرس بأسا أن يأخذ الدراهم من
الدنانير، والدنانير من الدراهم. (عب).
10142 عن ابن عمر أنه كان يبتاع إلى الميسرة، ولا يسمي
أجلا. (عب).
10143 عن ابن عمر أن رجلا قال له: إني أقرضت رجلا قرضا

1) السكة. بكسر السين هي الدنانير والدراهم المضروبة أي لا تكسر إلا
من أمر يقتضى كسرها، إما لرداءتها أو شك في صحة نقدها وكره ذلك
لما فيها من اسم الله تعالى، وقيل لان فيه إضاعة المال.. ا ه‍ نهاية
جزء أول
198

فأهدى لي هدية، قال: أثبه مكان هديته، أو احسبها له مما عليه، أو
ارددها عليه. (عب).
10144 عن مالك أنه بلغه أن رجلا أتى ابن عمر، فقال له: يا أبا
عبد الرحمن إني أسلفت رجلا سلفا، واشترطت عليه قضاء أفضل مما
أسلفته، فقال ابن عمر: ذلك الربا، قال: فكيف تأمرني؟ قال: السلف
على ثلاثة وجوه، سلف تريد به وجه الله، فلك وجه الله: وسلف تريد
به وجه صاحبه فليس لك إلا وجهه، وسلف أسلفت لتأخذ خبيثا بطيب
قال: فكيف تأمرني؟ قال: أرى أن تشق صكك، فان أعطاك مثل
الذي أسلفته قبلت، وإن أعطاك دون ما أسلفته فأخذته أجرت وإن
أعطاك أفضل مما أسلفته طيبة به نفسه فذلك شكر شكره لك، وهو
أجر ما أنظرته. (عب).
10145 عن ابن عمر قال: ما اختلف ألوانه من الطعام فلا بأس
به يدا بيد، البر بالتمر، والزبيب بالشعير، وكرهه نسيئة. (عب).
10146 عن ابن عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أشتري الذهب
بالفضة؟ فقال: إذا أخذت واحدا منهما فلا يفارقك صاحبك وبينك
وبينه لبس. (عب).
10147 عن ابن عمر قال: إن استنظرك حلب ناقة فلا تنظره (عب)
199

10148 عن مجاهد أن صائغا سأل ابن عمر فقال: إني أصوع،
ثم أبيع الشئ بأكثر من وزنه، واستفضل من ذلك قدر عملي، فنهاه
عن ذلك فجعل الصائغ يردد عليه، فقال ابن عمر: الدينار بالدينار،
والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما، هذا عهد نبينا صلى الله عليه وسلم إلينا، وعهدنا
إليكم. (عب).
10149 عن زياد قال: كنت مع ابن عباس بالطائف، فرجع
عن الصرف قبل أن يموت بسبعين يوما. (عب).
10150 عن ابن عباس قال: لا تبع الفضة بشرط. (عب).
10151 عن الشعبي قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل نجران
وهم نصارى: إن من باع منكم بالربا فلا ذمة له. (ش).
10152 وعنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله
وشاهديه وكاتبه، والواشمة والمستوشمة للحسن، ومانع الصدقة والمحلل
والمحلل له، وكان ينهى عن النوح. (عب ابن جرير).
10153 عن جابر قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله
وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء (كر وابن النجار).
200

ذيل الربا
10154 عن عمر أنه لم ير بأسا باقتضاء الذهب من الورق
والورق من الذهب. (ش).
10155 عن ابن عباس أنه سئل عن الرجل يكون له الحق على
الرجل إلى أجل؟ فيقول: عجل لي وأضع عنك؟ فقال: لا بأس
بذلك إنما الربا أخر لي وأنا أزيدك، وليس عجل لي وأنا أضع
لك. (ش).
10156 عن ابن عباس قال: ليس بين العبد وسيده ربا (عب).
201

حرف التاء
كتاب التوبة
من قسم الأقوال وفيه أربعة فصول
الفصل الأول
(في فضلها والترغيب فيها)
10157 إن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا، ثم عرضت له
التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض؟ فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه
قتل تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟ فقال: لا، فقتله فكمل به مائة
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم، فقال: إنه قتل مائة
نفس، فهل له من توبة؟ فقال: نعم، ومن يحول بينه وبين التوبة؟
فانطلق إلى أرض كذا وكذا، فان بها أناسا يعبدون الله، فان عبد الله معهم
ولا ترجع إلى أرضك، فإنها أرض سوء، فانطلق حتى إذا أنصف الطريق
أتاه ملك الموت، فاختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فقالت
202

ملائكة الرحمة: جاءنا تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة
العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي، فجعلوه بينهم
حكما: فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا
فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة. (حم م ه
عن أبي سعيد).
10158 كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا،
ثم خرج يسأل فأتيت راهبا، فقال: أله توبة؟ فقال: لا، فقتله، فجعل يسأل
فقال له رجل: ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها،
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله تعالى إلى هذه
أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقالوا: قيسوا ما بينهما فوجداه
إلى هذه أقرب بشبر فغفر ل. (ق عن أبي سعيد).
10159 كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته تجر
زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب، وعليها له طعام وشراب،

1) رواه الامام في مسنده عن أبي سعيد الخدري (3 / 20).
رواه مسلم في صحيحه كتاب التوبة - باب قبول توبة القاتل.)
وبرقم (2766).
وابن ماجة كتاب الديات باب هل لقاتل مؤمن توبة وبرقم (2622). ص.
203

فطلبها حتى شق عليه، ثم مرت بجذل شجرة، فتعلق زمامها فوجدها
متعلقة؟ أما والله لله أشد فرحا بتوبة عبده من الرجل براحلته. (حم
م عن البراء).
10160 لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم
كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس
منها، فأتى شجرة، فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو
كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح:
اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح. (م عن أنس).
10161 لله أفرح بتوبة العبد من رحل نزل منزلا وبه مهلكة
ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ،
وقد ذهبت راحلته، فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش، قال:
أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت فرجع فنام نومة، ثم
رفع رأسه فإذا راحلته عنده، عليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب التوبة وعن أنس باب في الحصن على التوبة.
وبرقم (2747)
والخطم جمع خطام: وهو الحبل الذي يقاد به البعير
النهاية في غريب الحديث (2 / 51). ص.
204

فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده. (حم ق ت عن
ابن مسعود).
10162 لله أفرح بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها.
(ت ه عن أبي هريرة)
10163 لله أفرح بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بفلاة
من الأرض، فطلبها، فلم يقدر عليها فتسجى للموت، فبينما هو على ذلك
إذ سمع وجبة الراحلة حين بركت، فكشف عن وجهه فإذا هو براحلته.
(حم ه عن أبي سعيد).
10164 لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط عليه
بعيره قد أضله بأرض فلاة. (ق عن أنس).
10165 لله أفرح بتوبة عبده من العقيل الوالد، ومن الضال
الواجد، ومن الظمآن الوارد. (ابن عساكر في أماليه عن أبي هريرة).
10166 لله أفرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد، ومن العقيم
الوالد، ومن الضال الواجد، فمن تاب إلى الله توبة نصوحا أنسى الله
حافظيه وجوارحه وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه. (أبو العباس بن
تركان الهمذاني في كتاب التائبين عن أبي الجون). مرسلا.
205

10167 والله لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل كان في سفر
في فلاة من الأرض فآوى إلى ظل شجرة، فنام تحتها واستيقظ، فلم يجد
راحلته، فأتى شرفا فصعد عليه فأشرف عليه، فلم ير شيئا، ثم أتى آخر
فأشرف فلم ير شيئا، فقال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأكون
فيه حتى أموت، فذهب فإذا براحلته تجر خطامها، فالله أشد فرحا
بتوبة عبده من هذا براحلته. (حم م عن النعمان بن بشير).
10168 ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم
فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر الله له. (حم عب
حب عن أبي بكر).
10169 من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليتحلله
اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح
أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه،
فجعلت عليه. (حم خ عن أبي هريرة).
10170 يا أيها الناس توبوا إلى ربكم، فوالله إني لأتوب إلى الله
في اليوم مائة مرة. (حم م عن الأغر المزني).
10171 توبوا إلى الله فاني أتوب إلى الله في كل يوم مائة مرة.
(خد عن ابن عمر).
206

20172 إن التوبة تغسل الحوبة، وإن الحسنات يذهبن السيئات
وإذا ذكر العبد ربه في الرجاء أنجاه الله في البلاء، وذلك لان الله يقول: لا
أجمع لعبدي أبدا أمنين، ولا أجمع له خوفين، إن هو أمنني في الدنيا خافني
يوم أجمع فيه عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي في
حظيرة القدس، فيدوم له أمنه، ولا أمحقه فيمن أمحق. (حل عن
شداد بن أوس) (1)
10173 إن عبدا أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت فاغفر لي، فقال
ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم
مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي،
فقال: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي،
ثم أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي، قال: علم عبدي أن
له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء.
(حم ق عن أبي هريرة).
10174 التائب من الذنب كمن لا ذنب له. (ه عن ابن مسعود)
(والحكيم عن أبي سعيد).

1) الحلية لأبي نعيم (1 / 270) فكانت العبارة في المطبوع: حضيرة. ولكن
في الحلية: حظيرة. والظاهر هي عبارة الحلية أو ضحك. ص
207

10175 التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله
عبدا لم يضره ذنب. (القشيري في الرسالة وابن النجار عن أنس) (1)
10176 التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من
الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه، ومن آذى مسلما كان عليه من
الذنوب مثل منابت النخل. (هب وابن عساكر عن ابن عباس).
10177 الجنة لكل تائب، والرحمة لكل واقف. (أبو الحسين
ابن المهتدي في فوائده عن ابن عباس).
10178 اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشئ
منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نقم
عليه كتاب الله. (ك هق عن ابن عمر).

1) هو: عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك بن طلحة النيسابوري
القشيري من بني قشير ابن كعب أبو القاسم، ولد سنة 376 ه‍.
زين الاسلام وشيخ خراسان في عصره، زاهدا وعالما بالدين كانت
إقامته بنيسابور وتوفي فيها. وكان السلطان: ألب أرسلان يقدمه
ويكرمه، ومن مؤلفاته:
1 التسير في التفسير. 2 لطائف الإشارات. 3 الرسالة
القشيرية، توفي سنة 465 ه‍.
الدر الكامنة (1 / 401) تاريخ بغداد (11 / 83). ص
208

10179 إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة ذنوبه، وأنسى ذلك
جوارحه ومعالمه من الأرض، حتى يلقى الله وليس عليه شاهد من الله
بذنب. (ابن عساكر عن أنس).
10180 إذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة: السر بالسر
والعلانية بالعلانية. (حم في الزهد عن عطاء بن يسار) مرسلا.
10181 إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها. (حم عن أبي ذر).
10182 إذا عملت عشرة سيئات فاعمل حسنة تحدرهن بها.
(ابن عساكر عن عمرو بن الأسود) مرسلا.
10183 إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء تتناثر كما يتناثر
الورق من الشجر في الريح العاصف. (خط عن أنس).
10184 إن الله تعالى بسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
(حم م عن أبي موسى).
10185 إن الله تعالى يحب الشاب التائب (أبو الشيخ عن أنس)
10186 إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المفتن التواب.
(حم عن علي).
209

10187 إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغر غر. (حم ت
حب ك هب عن ابن عمر).
10188 إن العبد ليذنب الذنب فيدخل به الجنة يكون نصب
عينيه تائبا فارا حتى يدخل به الجنة. (ابن المبارك عن الحسن) مرسلا.
10189 إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء
فان هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو
على قلبه، وهو الران الذي ذكر الله (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا
يكسبون). (حم ت ن ه حب ك هب عن أبي هريرة).
10190 إن العبد ليعمل الذنب فإذا ذكره أحزنه، وإذا نظر
الله إليه قد أحزنه غفر له ما صنع قبل أن يأخذ في كفارته بلا صلاة
ولا صيام. (حل وابن عساكر عن أبي هريرة).
10191 إن أمامكم عقبة كؤودا لا يجوزها المثقلون. (ك
هب عن أبي الدرداء).
10192 إن صاحب الشمال يرفع القلم ست ساعات عن المسلم
المخطئ، فان ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كتبت واحدة.
(طب عن أبي أمامة).
210

10193 إن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق
والمغرب، لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها. (طب عن صفوان
ابن عسال).
10194 إن من قبل مغرب الشمس بابا مفتوحا عرضه سبعون
سنة فلا يزال ذلك الباب حتى تطلع الشمس نحوه، فإذا طلعت من نحوه
لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
(ه عن صفوان بن عسال).
10195 للتوبة باب بالمغرب مسيرة سبعين عاما، لا يزال كذلك
حتى يأتي بعض آيات ربك، طلوع الشمس من مغربها. (طب
عن صفوان).
10196 للجنة ثمانية أبواب، سبعة مغلقة، وباب واحد مفتوح
للتوبه حتى تطلع الشمس من نحوه. (طب ك عن ابن مسعود).
10197 فتح الله بابا للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين
عما لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه. (تخ عن صفوان بن عسال).
10198 من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله
عليه. (م عن أبي هريرة).
211

10199 من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه. (ك
عن رجل).
10200 إن مثل الذي يعمل السيئات، ثم يعمل الحسنات، ثم
يعمل، كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته، ثم عمل حسنة
فانفكت حلقة ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى، حتى يخرج إلى الأرض
(طب عن عقبة بن عامر).
10201 إن من سعادة المرء أن يطول عمره، ويرزقه الله الإنابة
(ك عن جابر).
10202 إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، وتوبي إليه،
فان التوبة من الذنب الندم والاستغفار. (هب عن عائشة).
10203 إياكم ومحقرات الذنوب فإنما مثل محقرات الذنوب
كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذابعود وجاء ذابعود حتى حملوا ما أنضجوا
به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ صاحبها تهلكه. (حم طب
هب والضياء عن سهل بن سعد).
10204 إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى
يهلكنه، كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل
يجئ بالعود والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا من ذلك سوادا، وأججوا نارا
212

فانضجوا ما فيها. (حم طب عن ابن مسعود).
10205 أقلي من المعاذير. (فر عن عائشة).
10206 إياك وكل ما يعتذر منه. (الضياء عن أنس). كذا
في المنتخب [2 / 247].
10207 لن يهلك حي يعذروا من أنفسهم (حم د عن رجل).
10208 التسويف شعار الشيطان يلقيه في قلوب المؤمنين.
(فر عن عبد الرحمن بن عوف).
10209 حقيق بالمرء أن يكون له مجالس يخلو فيها، ويذكر
ذنوبه فيستغفر الله منها. (هب عن مسروق) مرسلا.
10210 خياركم كل مفتن تواب. (هب عن علي).
10211 رحم الله عبدا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض
أو مال، فجاء واستحله قبل أن يؤخذ، وليس ثم دينار ولا درهم، فإن كانت
له حسنات أخذ من حسناته، وإن لم تكن له حسنات حملوا عليه من
سيئاتهم. (ت عن أبي هريرة) (1)

(1 رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص
وبرقم (2420) وقال: حديث حسن صحيح.
ورواه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق أبا بالقصاص يوم القيامة
213

10212 صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل عبد
حسنة كتبها بعشر أمثالها، فإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أنم يكتبها
قال له صاحب اليمين: أمسك، فيمسك ست ساعات، فان استغفر الله
منها لم يكتب عليه شيئا، وإن لم يستغفر الله كتبت عليه سيئة واحدة.
(طب عن أبي أمامة).
10213 الطابع معلق بقائمة العرش، فإذا انتهكت الحرمة
وعمل بالمعاصي واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطبع الله على قلبه فلا يعقل
بعد ذلك شيئا. (البزار هب عن ابن عمر).
10214 عفو الله أكبر من ذنوبك. (فر عن عائشة).
10215 قال الله تعالى: أنا أكرم وأعظم عفوا من أن استر على
عبد مسلم في الدنيا ثم أفضحه بعد إذ سترته، ولا أزال أغفر لعبدي ما
استغفرني. (الحكيم عن الحسن) مرسلا (عق عنه عن أنس).
10216 قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني
غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان
السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أنك أتيتني بقراب

(8 / 138) وعن أبي هريرة وأول الحديث: (من كانت عنده مظلمة
لأخيه.) ا ه‍. ص.).
214

الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. (ت
والضياء عن أنس).
10217 كفى بالمرء نصرا أن ينظر إلى عدوه في معاصي الله.
(فر عن علي).
10218 كفارة الذنب الندامة، ولو لم تذنبوا لأتى الله بقوم
يذنبون فيغفر لهم. (حم طب عن ابن عباس).
10219 كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، من أطاعني دخل
الجنة ومن عصاني فقد أبى. (خ عن أبي هريرة).
10220 كل بني آدم خطأ، وخير الخطائين التوابون. (ن
حم ت ه‍ ك عن أنس) (1)
10221 كلكم يدخلون الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير
على أهله. (طس ك عن أبي أمامة).
10222 لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب الله
عليكم. (ه‍ عن أبي هريرة).

1) لدى الرجوع لصحة عزو هذا الحديث لم أجده في صحيح مسلم كما ترى
ولكن في المنتخب (2 / 274) حم ت ه‍ ك.
والفتح الكبير (2 / 323) حم ت ه‍ ك عن أنس
215

10223 لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم. (حم
عن ابن عباس).
10224 لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم.
(حم م ت عن أبي أيوب).
10225 لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم.
وهو الغفور الرحيم. (ك عن ابن عمر).
10226 والذي نفسي بيده: لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء
بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم. (حم م عن أبي هريرة).
10227 ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات الذين بدل الله
عز وجل سيئآتهم حسنات. (ك عن أبي هريرة).
10228 ليخش أحدكم أن يؤخذ عند أدنى ذنوبه في نفسه.
(حل عن محمد بن النضر الحارثي) مرسلا.
10229 ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب، وما يدفع الله
أكثر. (طص والضياء عن البراء).
10230 ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة. (د
ت عن أبي بكر).
10231 ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن
216

يستغفر منه. (ك عن عائشة).
10232 ما كبيرة بكبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة بصغيرة
مع الاصرار. (ابن عساكر عن عائشة).
10233 ما من شئ أحب إلى الله تعالى من شاب تائب، وما من
شئ أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معاصيه، وما في الحسنات
حسنة أحب إلى الله تعالى من حسنة تعمل في ليلة جمعة أو يوم جمعة،
وما من الذنوب ذنب أبغض إلى الله تعالى من ذنب يعمل في ليلة الجمعة
أو يوم الجمعة. (أبو المظفر (1) السمعاني في أماليه عن سلمان).
10234 ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة
أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق
مفتنا توابا نسيا إذا ذكر ذكر. (طب عن ابن عباس).
10235 ما من مسلم يعمل ذنبا إلا أوقفه الملك ثلاث ساعات

1) لما كان في ألفاظ الحديث خطأ واضح أثبت الصحيح وحذفت الخطأ
راجع فتح الكبير (3 / 111).
واتماما للفائدة نذكر ترجمة أبي المظفر السمعاني، هو:
الامام الحافظ أبو بكر بكر محمد بن أبي المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار
التميمي السمعاني. توفي سنة 510 ه‍ وعمره 43 سنة.
تذكرة الحفاظ للذهبي (4 / 1268).
217

فان استغفر عن ذنبه لم يوقف عليه، ولم يعذب يوم القيامة. (ك عن
أم عصمة).
10236 من أحب أن يسق الدائب المجتهد فليكف عن الذنب
(حل عن عائشة).
10237 من أذنب ذنبا وهو يضحك دخل النار وهو يبكي.
(حل عن ابن عباس).
10238 لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار. (فر
عن ابن عباس) (1)
10239 إذا أسأت فأحسن. (ك هب عن ابن عمر).
10240 إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك،
فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فان هم بها فعملها
كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة،

1) قال العجلوني في كشف الخفاء عند حديث رقم (3071):
رواه أبو الشيخ والديلمي عن ابن عباس رفعه وكذا العسكري عنه في
الأمثال بسند ضعيف لا سيما ورواه ابن المنذر في تفسيره عن ابن عباس
من قوله والبيهقي عن ابن عباس موقوفا وله شاهد عند البغوي ومن جهة
الديلمي عن أنس مرفوعا. ا ه‍ ص
218

وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فان هم بها
فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة لا يهلك على الله هالك. (ق
عن ابن عباس).
10241 قال الله تعالى: إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له
حسنة، فان عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم
بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه، فان عملها كتبتها سيئة واحدة. (ق ت
عن أبي هريرة).
10242 من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا ثم ندم فهو كفارته.
(طب هب عن ابن مسعود).
10243 من أذنب ذنبا فعلم أن له ربا إن شاء أن يغفر له غفر
له، وإن شاء أن يعذبه عذبه، كان حقا على الله أن يغفر له. (ك حل
عن أنس).
10244 كل شئ يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه، فإذا
أخطأ الخطيئة ثم أحب أن يتوب إلى الله عز وجل فليأت بقعة مرتفعة
وليمد يديه إلى الله عز وجل: ثم يقول: اللهم إني أتوب إليك منها لا
أرجع إليها أبدا، فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك. (طب ك
عن أبي الدرداء).
219

10245 من أذنب ذنبا فعلم أن اله قد اطلع عليه غفر له،
وإن لم يستغفر. (طص عن ابن مسعود).
الاكمال
10246 يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فوالله إني لأتوب إلى ربي
في اليوم مائة مرة (ش طب عن الأغر).
10247 يا حبيب كلما أذنبت فتب، قال: يا رسول الله إذن
تكثر ذنوبي قال: عفو الله أكثر من ذنوبك، يا حبيب بن الحارث.
(الحكيم والباوردي عن عائشة).
10248 إذا أحدثت ذنبا فأحدث عنده توبة، إن سرا فسر،
وإن علانية فعلانية. (الديلمي عن أنس).
10149 التائب من الذنب كمن لا ذنب له. (الحكيم
عن أبي سعيد) (ه‍ ق طب عن ابن مسعود) (ق عن ابن عباس)
(ق عن أبي عقبة الخولاني).
10250 إن الله تعالى يعرض على عبده في كل يوم نصيحة، فان
هو قبلها سعد، وإن تركها شقي، فان الله باسط يده بالليل لمسئ النهار
ليتوب، فان تاب، تاب الله عليه، وباسط يده بالنهار لمسئ الليل ليتوب
220

فان تاب، تاب الله عليه، وإن الحق لثقيل لثقله يوم القيامة، وإن الباطل
لخفيف لخفته يوم القيامة، وإن الجنة محظور عليها بالمكاره، وإن النار
محظور عليها بالشهوات. (كر وابن شاهين عن ابن جريج عن ابن شهاب)
مرسلا (طس عن ابن جريج عن عطاء عن جابر).
10251 إن الله تعالى يبسط يده باليل ليتوب مسئ النهار،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها.
(ش م ن وأبو الشيخ في العظمة ق في الأسماء عن أبي موسى).
10252 يد الله بسطان (1) لمسئ الليل ليتوب بالنهار ومسئ
النهار ليتوب بالليل، حتى تطلع الشمس من مغربها. (هناد وأبو الشيخ
في العظمة عن أبي موسى).
10253 باب التوبة مفتوح لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها
(قط في الافراد عن صفوان بن عسال).
10254 إن بالمغرب بابا للتوبة مفتوحا مسيرة سبعين سنة، لا يغلق
حتى تطلع الشمس من مغربها. (عد وابن عساكر عن الفرزدق عن أبي
هريرة) (عبد الرزاق طب عن صفوان بن عسال).

1) يد الله بسطان: بضم الباء وسكون السين أي مبسوطة ا ه‍ نهاية وفيها زيادة
كثيرة في تحقيق هذه الكلمة وشرح طويل فراجعها إن شئت. ح
221

10255 إن من قبل المغرب بابا فتح الله للتوبة مسيرة أربعين
سنة يوم خلق الله السماوات والأرض، فلا يغلقه حتى تطلع الشمس منه.
(حب عن صفوان بن عسال).
10256 الفقراء أصدقاء الله، والمرضى أحباء الله، فمن مات على
التوبة فله الجنة فتوبوا ولا تيأسوا فان باب التوبة مفتوح من قبل المغرب
لا يسند حتى تطلع الشمس منه، الحديث. (جعفر في كتاب العروس
والديلمي عن علي).
10257 إن الله تعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم.
(حم عن رجل).
10258 والذي نفسي بيده ما من أحد يتوب قبل موته إلا قبل
الله توبته. (البغوي عن رجل من الصحابة).
10259 إن الله تعالى هو يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف
يوم. (حم عن رجل).
10260 إن الله تعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة.
(حم عن رجل).
10261 ما من إنسان يتوب إلى الله تعالى قبل أن يموت بنصف
يوم إلا قبل الله توبته. (البغوي عن رجل من الصحابة).
222

10262 ما من إنسان يتوب إلى الله عز وجل قبل أن يموت
بضحوة إلا قبل الله عز وجل توبته. (البغوي عن رجل).
10263 إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه.
(حم عن رجل).
10264 ما من إنسان يتوب إلى الله عز وجل قبل أن يغرغر
بنفسه في سوقه (1) إلا قبل الله توبته. (البغوي عن رجل).
10265 ما من عبد تاب قبل أن يموت بسنة تاب الله عليه،
إن سنة لكثير، من تاب قبل أن يموت بشهر تاب الله عليه، إن الشهر
لكثير، من تاب قبل أن يموت بجمعة، تاب الله عليه، إن جمعة لكثير،
من تاب قبل أن يموت بيوم، تاب الله عليه، إن يوما لكثير، من تاب
قبل أن يغرغر تاب الله عليه. (الخطيب عن عبادة بن الصامت).
10266 من تاب قبل موته بعام تيب عليه حتى قال بشهر،
حتى قال بجمعة، حتى قال بفواق (2) (ابن جرير ك هب والخطيب في
المتفق والمفترق عن ابن عمر).

1) سوقه بفتح السين وسكون الواو: أي النزع كأن روح تساق لتخرج
من بدنه ا ه‍ نهاية ج 2. ح.
2) فواق بضم الفاء وتفتح هو مقدار ما بين الحلبتين للناقة ا ه‍ نهاية. ح
223

10267 ما من عبد مؤمن يتوب إلى الله عز وجل قبل الموت
بشهر إلا قبل الله منه وأدنى من ذلك قبل موته بيوم أو ساعة يعلم الله
منه التوبة والاخلاص إلا قبل الله منه. (طب عن ابن عمر).
10268 إن الله عز وجل ليقبل التوبة من عبده ما دام الروح في
جسده ولم يبق من أجله إلا عشير فواق، قيل لأبي هريرة: ما عشير
فواق؟ قال: طرف لمحة. (الديلمي عن أبي هريرة).
10269 إن إبليس لما رأى آدم أجوف قال: وعزتك لا أخرج
من جوفه ما دام فيه الروح، فقال الله تعالى: وعزتي لا أحول بينه وبين
التوبة ما دام الروح فيه. (ابن جرير عن الحسن) بلاغا.
10270 أيفرح أحدكم براحلته إذا ضلت منه ثم وجدها؟ والذي
نفس محمد بيده لله أشد فرحا بتوبة عبده إذا تاب من أحدكم براحلته إذا
وجدها. (حم عن أبي هريرة).
10271 لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا
وجدها. (ت حسن صحيح غريب ه‍ عن أبي هريرة).
10272 للرب أفرح بتوبة أحدكم من رجل كان في فلاة من
الأرض مع راحلته، عليها زاده وماؤه، فتوسد راحلته، فنام فغلبته عيناه،
ثم قام وقد ذهبت الراحلة فصعد شرفا، فنظر فلم ير شيئا، ثم هبط فلم
224

ير شيئا، فقال: لأعودن على المكان الذي كنت فيه حتى أموت، فقام
فنام فغلبته عيناه، ثم استنبه فإذا الراحلة قائمة على رأسه، فالرب بتوبة
أحدكم أشد فرحا من صاحب الراحلة بها حين وجدها. (ابن زنجويه عن
النعمان بن بشير).
10273 لله أفرح بتوبة التائب من الظمآن الواد، ومن العقيم
الوالد، ومن الضال الواجد، فمن تاب إلى الله توبة نصوحا أنسى الله
حافظيه وجوارحه وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه. (أبو العباس أحمد
ابن إبراهيم تركان الهمذاني في كتاب التائبين عن الذنوب من طريق بقية
عن عبد العزيز الوصابي عن أبي الجون مرسلا).
10274 ما سافر رجل في أرض تنوفة (1) فقال تحت شجرة
ومعه راحلته، عليها زاده وطعامه، فاستيقظ وقد أفلت راحلته، فعلا
شرفا فلم ير شيئا، ثم علا شرفا فلم ير شيئا، فالتفت فإذا هو بها تجر
خطامها، فما هو أشد فرحا من الله بتوبة عبده إذا تاب إليه. (ك عن
النعمان بن بشير) (ك عن البراء).
10275 أيعجب الرب من عبده إذا قال: رب اغفر لي، ويقول:
علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب غيري. (حم عن رجل).

1) تنوفة: بفتح التاء هي الأرض القفر وقيل البعيدة الماء ا ه‍ نهاية. ح.
225

10276 مر رجل ممن كان قبلكم بجمجمة فنظر إليها فحدث
نفسه بشئ، فقال: اللهم أنت أنت، وأنا أنا، أنت العواد بالمغفرة، وأنا
العواد بالذنوب فاغفر لي، وخر على جبته ساجدا، فنودي ارفع رأسك
فإنك أنت العواد بالذنوب، وأنا العواد بالمغفرة، قد غفرت لك
فرفع رأسه، وغفر الله له. (ابن قيل والديلمي والخطيب ص وابن
عساكر عن جابر).
10277 ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ ثم يصلي ركعتين أو
أربعا مفروضة أو غير مفروضة ثم يستغفر الله إلا غفر الله له. (طس
عن أبي الدرداء).
10278 ما من عبد يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غفر له. (ط ش
حم والحميدي والعدني وعبد بن حميد وابن منيع د ت حسن ن ه‍
والبزار ع حب قط في الافراد وابن السني في عمل يوم وليلة ص عن
علي عن أبي بكر).
10279 ليس كبيرة بكبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة بصغيرة
مع الاصرار. (أبو الشيخ عن ابن عباس).
226

10280 ما من صوت أحب إلى الله من صوت عبد لهفان،
عبد أصاب ذنبا فكلما ذكر ذنبه امتلأ قلبه فرقا من الله فقال: يا رباه.
(الحكيم حل والديلمي عن أنس).
10281 ما أذنب عبد ذنبا فندم إلا كتب الله له مغفرته قبل
أن يستغفر. (أبو الشيخ عن عائشة).
10282 من ساءته خطيئته غفر له، وإن لم يستغفر. (الديلمي
عن ابن مسعود).
10283 التوبة النصوح الندم على الذنب حين يفرط منك،
وتستغفر الله بندامتك عند الحافر ثم لا تعود اله أبدا. (ابن أبي حاتم وابن
مردويه هب وضعفه عن أبي بن كعب) (الديلمي عن ابن عمر).
10284 من لا يستغفر الله لا يغفر الله له، ومن لا يتوب لا يتوب
الله عليه، ومن لا يرحم لا يرحمه الله عز وحل. (أبو الشيخ عن جرير).
10285 إن الله تعالى يقول: يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فاني
غافر لك على ما كان فيك، ويا عبدي إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة لم
نشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة. (حم عن أبي ذر).
10286 لو أخطأ أحدكم حتى تملأ خطيئته ما بين السماء والأرض
ثم تاب تاب الله عليه. (ابن زنجويه عن الحسن) بلاغا.
227

10287 مكتوب حول العرش قبل أن يخلق الدنيا بأربعة آلاف
عام، وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى. (الديلمي
عن علي).
10288 إذا أذنب العبد نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا
تاب صقل منها، فان عاد زادت حتى تعظم في قلبه. (ق ن ه‍ ك
عن أبي هريرة).
10289 الطابع معلق بالعرش، فإذا انتهكت الحرمة واجترئ
على الخطايا وعمل بالمعاصي بعث الله الطابع فيطبع على القلب فلا يعقل
بعد ذلك. (الديلمي عن ابن عمر).
10290 إذا قال العبد استغفر الله وأتوب إليه فقالها، ثم عاد،
ثم قالها، ثم عاد، كتبه الله في الرابعة من الكذابين. (الديلمي
عن أبي هريرة).
10291 إياك والتسويف بالتوبة وإياك والغرة بحلم الله عنك.
(الديلمي عن ابن عباس).
10292 الملك الذي على اليمين أمير على الملك الذي على الشمال،
فإذا عمل حسنة قال لصاحب الشمال: اكتبها، فإذا عمل سيئت، قال:
دعها لا تكتبها سبع ساعات لعله يستغفر. (هناد عن أبي أمامة).
228

10293 حقيق بالمرء أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه
فيستغفر الله منها. (هب عن مسروق) مرسلا.
10294 لا تنظروا في صغر الذنوب، ولكن انظروا على من
اجترأتم. (حل عن عمرو بن العاص) (1)
10295 يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب، فان لها من الله طالبا.
(حم والحكيم ه ع عن عوف بن الحارث الخزاعي ابن أخي عائشة لامها).
10296 يقول الله عز وجل: من أعظم مني جودا؟ أكلاهم
في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني، ومن كرمي أن أقبل توبة التائب حتى
كأنه لم يزل تائبا، من ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له؟ من ذا الذي
سألني فلم أعطه؟ أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟ (الديلمي عن أبي هدبة
عن أنس).
10297 كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا،
فسأل عن أعلم أهل الأرض؟ فدل على راهب، فأتاه فقال: إنه قتل

1) قال صاحب الحلية (6 / 78): غريب من حديث الأوزاعي عن حسان
تفرد برفعه محمد بن إسحاق وفيه ضعف ومشهوره من قبل بلال بن سعد
وكان في المطبوع لفظ: إلى صغر، والصواب كما في الحلية: في صغر
ا ه‍. ص.
229

تسعة وتسعين نفسا، فهل له من توبة؟ فقال: لا فقتله فكمل به المائة،
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل، فقال: إنه قد قتل مائة،
فهل له من توبة؟ قال: نعم من يحول بينك وبين التوبة؟ ائت أرض كذا
وكذا، فان بها ناسا يعبدون الله، فان عبد الله ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض
سوء، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة
الرحمة وملائكة العذاب، فقالت ملائكة الرحمة: جاءنا تائبا مقبلا بقلبه
إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك
في صورة آدمي، فجعلوه بينهم، فقال: قيسوا ما بين الأرضين، أيهما كان
أقرب فهي له، فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضه بها
ملائكة الرحمة. (حب عن أبي سعيد).
10298 إن رجلا يعمل السيئات وقتل سبعة وتسعين نفسا
كلها يقتل ظلما بغير حق، فخرج فاتى ديرانيا، فقال: يا راهب إن
الآخر قتل سبعة وتسعين نفسا، كلها تقتل ظلما بغير حق، فهل له من
توبة؟ قال: لا، ليس لك توبة فضربه فقتله، ثم جاء آخر فقال له: يا راهب
إن الآخر قد قتل ثمانية وتسعين نفسا، كلها تقتل ظلما بغير حق، فهل له
من توبة؟ قال: لا ليست له توبة، فضربه فقتله، ثم أتى آخر، فقال له:
إن الآخر لم يدع من الشر شيئا، قد قتل تسعة وتسعين نفسا كلها تقتل
230

ظلما بغير حق، فهل له من توبة؟ قال: لا، فضربه فقتله، ثم أتى راهبا آخر
فقال له: إن الآخر لم يدع من الشر شيئا إلا قد عمله قد قتل مائة نفس،
كلها تقتل ظلما بغير حق، فهل له من توبة، فقال له، والله لئن قلت لك:
إن الله لا يتوب على من تاب إليه لقد كذبت، ههنا دير فيه قوم
متعبدون فاتهم فاعبد اللهم معهم فخرج تائبا، حتى إذا كان في نصف الطريق
بعث الله إليه ملكا فقبض نفسه فحضرته ملائكة العذاب وملائكة الرحمة
فاختصموا فيه فبعث الله إليهم ملكا فقال لهم: إلى أي الفريقين أقرب فهو
منهما فقاسوا ما بينهما فوجدوه أقرب إلى قرية التوابين بقيس أنملة
فغفر له. (طب ع وابن عساكر عن معاوية).
10299 ما ستر الله على عبد في الدنيا فيعيره بها يوم القيامة.
(طب والخطيب عن أبي موسى).
10300 ما ستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة.
(ابن النجار عن علقمة المزني عن أبيه).
231

الفصل الثاني
في أحكام التوبة
(وفيه ذكر من أسقط عنهم التكاليف)
10301 الندم توبة. (ك هب عن أنس) (حم تخ ك ه‍
عن ابن مسعود).
10302 التوبة النصوح الندم على الذنب حين يفرط منك،
فتستغفر الله، ثم لا تعود إليه أبدا. (ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي).
10303 الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
(طب حل عن أبي سعيد الأنصاري).
10304 التوبة من الذنب أن لا تعود إليه أبدا. (ابن مردويه
هب عن ابن مسعود).
10305 الهوى مغفور لصاحبه ما لم يعمل به أو يتكلم. (حم
عن أبي هريرة).
10306 وضع على أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
(هب عن ابن عمر).
232

10307 رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
(طب عن ثوبان).
10308 رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى
حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر. (حم د ن ه‍ ك عن عائشة) (1)
10309 رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى
يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم. (حم د ك
عن علي وعمر).
10310 رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي
حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. (ت ه‍ ك عن علي رضي الله عنه).
10311 الدواوين ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئا، وديوان
لا يعبأ الله به شيئا، وديوان لا يترك الله منه شيئا، فأما الديوان الذي لا
يغفر الله منه شيئا فالاشراك الله، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا
فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه، أو صلاة تركها
فان الله يغفر ذلك إن شاء ويتجاوز، وأما الديوان الذي لا يترك الله منه
شيئا فمظالم العباد بينهم القصاص لا محالة. (حم ك عن عائشة).

1) رواه أحمد عن عائشة (6 / 101). ص.
233

10312 ذنب لا يغفر، وذنب لا يترك، وذنب يغفر، فاما
الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذي يغفر: فذنب العبد بينه وبين الله عز وجل، وأما الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا. (طب
عن سلمان).
10313 ذنب يغفر، وذنب لا يغفر، وذنب يجازى به، فاما
الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذي يغفر فعملك بينك
وبين ربك، وأما الذنب الذي يجازى به فظلمك أخاك. (طس
عن أبي هريرة).
الاكمال
10314 إذا هم الرجل بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات،
وإذا هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، وإذا هم بسيئة فعملها كتبت عليه
سيئة، وإذا هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة لتركه السيئة.
(هناد عن أنس).
10315 إن ربكم رحيم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة
فان عملها كتبت له عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف. إلى أضعاف كثيرة
ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة، فان عملها كتبت عليه سيئة
234

واحدة أو محاها الله، ولا يهلك على الله إلا هالك. (حم حب هب
الخطيب عن ابن عباس).
10316 من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، فان عملها
كتبت له بعشر أمثالها إلى سبعمائة وسبع أمثالها، ومن هم بسيئة لم تكتب
عليه، فإن لم يعملها كتبت له حسنة، فان عملها كتبت عليه سيئة واحدة فإن لم
يعملها لم تكتب عليه. (حم عن أبي هريرة).
10317 قال الله عز وجل: إذا هم عبدي بسيئة فلم يعملها فاكتبوها
له حسنة، فان عملها فاكتبوها له سيئة، فان تاب منها فامحوها عنه، وإن
هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فان عملها فاكتبوها له
بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف. (حب عن أبي هريرة).
10318 من هم بذنب ثم تركه كانت له حسنة. (الديلمي عن
عبد الله بن أبي أوفى).
10319 يا ابن رواحة ما عجزت فلا تعجزن، إن أسأت عشرا
أن تحسن واحدة. (الواقدي وابن عساكر عن عطاء بن أبي مسلم)
مرسلا.
10320 يوحي الله تعالى إلى الحفظة الكرام البررة: لا تكتبوا
على عبدي عند ضجره شيئا. (الديلمي عن علي).
235

10321 وضع الله على أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه
(عد ق عن عقبة بن عامر).
10322 رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، والمعتوه
حتى يفيق، والصبي حتى يحتلم. (طب عن ابن عباس).
10323 رفعت الأقلام عن الصغير حتى يعقل، وعن النائم حتى
يستيقظ، وعن المجنون حتى يعقل. (ابن جرير عن ابن عباس).
10324 لا يعذب الله عبدا على خطأ ولا استكراه أبدا.
(الخطيب عن أبي هريرة).
10325 يا عائشة إني على أمتي بالعمد أخوف من الخطأ. (عق
عن عائشة).
10326 الظلم ثلاثة: فظلم لا يتركه الله، وظلم يغفر، وظلم
لا يغفر، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك لا يغفره الله، وأما الظلم
الذي يغفره الله فظلم العبد فيما بينه وبين ربه، وأما الذي لا يترك فظلم
العباد فيما بينهم يقص الله بعضهم على بعض. (ط عن أنس).
10327 أتدرون من المفلس؟ إن المفلس من أمتي من يأتي
يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا،
وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا
236

من حسناته، فان فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم
فطرحت عليه ثم طرح في النار. (حم م د ت عن أبي هريرة) (1)
10328 اتقوا المظالم ما استطعتم، فان الرجل يجئ يوم القيامة
بحسنات يرى أنها ستنجيه، فما يزال عند ذلك يقول: إن لفلان قبلك
مظلمة، فيقال: أمحوا من حسناته، فما تبقى له حسنة، ومثل ذلك كمثل
سفر (2) نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب، فتفرق القوم
فاحتطبوا للنار وأنضجوا ما أرادوا، فكذا كل الذنوب. (الخرائطي في
مساوي الأخلاق عن ابن مسعود).

1) لدى الرجوع لصحيح مسلم كتاب البر باب تحريم الظلم رقم (2581)
تبين لي النقص التالي من أصل الحديث: (قالوا: المفلس فينا من لا
درهم له ولا متاع فقال.).
وهكذا في سنن الترمذي كتاب صفة القيامة باب ما جاء في شأن
الحساب رقم (2420) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح ا ه‍ ص.
2) كمثل سفر: بفتح السين وسكون الفاء وهو جمع سافر كصحب وصاحب
والسفر والمسافرون بمعنى واحد ا ه‍ من النهاية ج 2. ح.
237

الفصل الثالث
في لواحق التوبة
10329 إذا أتى على العبد أربعون سنة يجب عليه أن يخاف الله
ويحذره. (فر عن علي).
10330 إذا بلغ الرجل من أمتي ستين سنة فقد أعذر الله إليه في
العمر. (ك عن أبي هريرة).
10331 إذا بلغ الله العبد ستين سنة فقد أعذر إليه، وأبلغ إليه
في العمر. (عبد بن حميد بن سهل بن سعد).
10332 من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر.
(ك عن أبي هريرة).
10333 من عمر من أمتي سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر
(ك عن سهل بن سعد).
10334 أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة.
(حم عن أبي هريرة) (1)

1) والحديث رواه البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب من بلغ ستين سنة.
(8 / 111) وعن أبي هريرة. ص.
238

10335 لقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلغ ستين أو سبعين سنة
لقد أعذر الله إليه. (ك عن أبي هريرة).
10336 لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستر الله عليه يوم
القيامة. (م عن أبي هريرة).
10337 كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الاجهار أن
يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: عملت البارحة
كذا وكذا، وقد بات يستره ربه فيصبح يكشف ستر الله عز وجل عنه
(ق عن أبي هريرة) (1)
10338 كل أمتي معافى إلا المجاهرين الذين يعملون العمل بالليل
فيستره ربه ثم يصبح فيقول: يا فلان إني عملت البارحة بكذا وكذا،
فيكشف ستر الله عز وجل. (طس عن أبي قتادة).

1) رواه البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب شر المؤمن على نفسه (8 / 24)
ورواية البخاري معافى.
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقاق باب النهي عن هتك الانسان
ستر نفسه وبرقم (2990) ورواية مسلم معافاة.
ورواية البخاري، وإن من المجاهرة، وإن من المجانة.
ورواية مسلم، وإن من الاجهار.
وقال ابن الأثير في النهاية: (1 / 321) جهر وأجهر وجاهر. ا ه‍ ص.
239

10339 إن الله تعالى لينفع العبد بالذنب يذنبه (حل عن ابن عمر).
10340 إن ملائكة النهار أرأف من ملائكة الليل. (ابن
النجار عن ابن عباس).
10341 يجئ يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال
فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود. (م عن أبي موسى) (1)
10342 أسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى بنيه
فقال: إذا انا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في البحر، فوالله
لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا، ففعلوا ذلك به، فقال الله
للأرض أدى ما أخذت، فإذا هو قائم، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال
خشيتك يا رب فغفر له بذلك. (حم ق عن أبي هريرة).
10343 إن رجلا حضره الموت فلما أيس من الحياة أوصى أهله
إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا جزلا، ثم أوقدوا فيه نارا حتى إذا
أكلت لحمي، وخلصت إلى عظمي، فامتحشت فخذوها فاطحنوها، ثم
انظروا يوما راحا فأذروها في اليم، ففعلوا ما أمرهم، فجمعه الله وقال:
لم فعلت ذلك؟ قال: من خشيتك فغفر له. (حم ق ن ه عن حذيفة
وأبي مسعود).

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب التوبة باب قبول توبه القاتل.) ورقم
الحديث (51) وتمامه: ويضعها على اليهود والنصارى ا ه‍. ص
240

10344 إن رجلا كان قبلكم رغسه (1)
الله مالا وولدا، فقال
لبنيه لما أحتضر: إي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: إني لم
أعمل خيرا قط فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني، قم اذروني في يوم
عاصف، ففعلوا، فجمعه الله فقال: ما حملك؟ قال مخافتك فتلقاه برحمته.
(حم ق عن أبي سعيد).
10345 إن الله لو شاء ان لا يعصى ما خلق إبليس. (حل
عن ابن عمر).
10346 قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة،
وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فان عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن تركها
فاكتبوها له حسنة، فإنما تركها من جراى. (حم م عن أبي هريرة).
10347 كان رجلان في بني إسرائيل متواخيان، وكان أحدهما
يذنب، والآخر يجتهد في العبادة، وكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على
الذنب، فيقول: أقصر، فوجده يوما على ذنب، فقال له: أقصر، فقال:
خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أو لا يدخلك
الله الجنة، فقبض روحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد:

1) رغس: أي أكثر له منهما ويبارك له فيهما، والرغس: السعة في النعمة
والبركة والنماء. النهاية (2 / 283). ص
241

أكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب:
اذهب فادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار. (حم د
عن أبي هريرة).
10348 كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورع عن ذنب عمله
فأتته امرأة فأعطاها ستين دينارا على أن يطأها، فلما قعد منها مقعد الرجل
من المرأة ارتعدت وبكت، فقال: ما يبكيك؟ أكرهتك؟ قالت:
لا، ولكنه عمل ما عملته قط، وما حملني عليه إلا الحاجة، فقال: تفعلين
أنت هذا؟ وما فعلتيه، اذهبي فهي لك، وقال: لا أعصي الله بعد هذا أبدا
فمات من ليلته، فأصبح مكتوب على بابه: إن الله قد غفر للكفل. (حم
ت حب ك عن ابن عمر).
10349 ليس أحد أحب إليه المدح من الله تعالى، ولا أحد
أكثر معاذير من الله. (طب عن الأسود بن سريع).
10350 إن معافاة الله للعبد في الدنيا أن يستر عليه سيئاته.
(الحسن بن سفيان في الواحدان وأبو نعيم في المعرفة عن بلال بن يحيى
العبسي) مرسلا.
10351 إنما استراح من غفر له. (حل عن عائشة) (ابن
عساكر عن بلال).
242

10352 لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنتم عليها
عندي لصافحتكم الملائكة فأكفهم، ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا
لجاء بقوم يذنبون كي يغفر لهم. (حم ت عن أبي هريرة).
10353 لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي
تكونون عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة. (ع عن أنس).
الاكمال
10354 إن أول معافاة الله للعبد أن يستر عليه سيئاته في الدنيا،
وإن أول خزي الله للعبد أن يظهر عليه سيئاته. (الحسن بن سفيان وأبو
نعيم عن بلال بن يحيى) قال أبو نعيم: ذكره الحسن بن سفيان في الواحدان
وأراه عندي العبسي الكوفي وهو صاحب حذيفة لا صحبة له.
10355 مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل
عليه درع ضيقة قد خنقته، فكلما عمل حسنة انتقضت حلقة، ثم
أخرى حتى يخرج إلى الأرض. (حم وابن أبي الدنيا في التوبة طب عن
عقبة بن عامر).
10356 مثل الرجل الذي يكون على حسنة من الاسلام ثم
يفارقها، ثم يندم فيتوب كبعير كان يعتمله أهله فينفر منهم مرة ثم
243

عقوله وأحسنوا إليه كما كانوا يفعلون به أول مرة. (أبو نعيم عن
أبي أمامة).
10357 من أحسن فيما بقي له غفر له ما مضى، ومن أساء فيما
بقي أخذ بما مضى وبما بقي. (ابن عساكر عن أبي ذر).
10358 والله الذي لا إله إلا هو ليغفرن الله يوم القيامة للفاجر في
دينه، الأحمق في معيشته. (الديلمي عن حذيفة).
10359 والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه، الأحمق
في معيشته، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه،
والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة ما خطرت على قلب بشر
والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء
أن تصيبه. (طب ق في البعث عن حذيفة).
10360 والذي نفسي بيده لو أنكم لا تذنبون فتستغفرون الله
فيغفر لكم لذهب بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم، ولو
أنكم تخطئون حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تتوبون لتاب الله عليكم. (ابن
زنجويه عن أبي هريرة).
10361 والذي نفسي بيده لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين
السماء والأرض ثم استغفرتم الله لغفر لكم، والذي نفسي بيده لو لم
244

تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ثم يستغفرون الله فيغفر لهم. (حم ن ع
ص عن أنس).
10362 لو أنكم تكونون إذا خرجتم من عندي كما كنتم على حالكم
ذلك لزارتكم الملائكة في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بخلق جديد كي
يذنبوا فيغفر لهم. (ت وضعفه عن أبي هريرة) (1)
10363 لو أنكم لا تذنبون أيها الأمة لاتخذ الله عبادا يذنبون
فيغفر لهم. (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة).
10364 لو أنكم تكونون على الحال التي تكونون عندي لزارتكم
الملائكة ولصافحتكم في الطرق، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون حتى
تبلغ خطاياهم عنان السماء فيستغفرون الله عز وجل فيغفر لهم على ما كان
منهم ولا يبالي. (ابن النجار عن أبي هريرة).
10365 لو أنكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم

1) رواه الترمذي كتاب صفة الجنة باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها وبرقم
2528) وللحديث بقية.
وقال الترمذي: هذا حديث ليس اسناده بذلك القوي وليس هو عندي
بمتصل. لان في سنده زيد الطائي وهو مجهول.
تحفة الأحوذي (7 / 230) ا ه‍ ص
245

يخطئون ويذنبون فيغفر لهم. (ابن أبي الدنيا في كتاب البكاء وابن جرير
طب وابن مردويه هب عن ابن عمرو).
10366 لو أنكم لا تخطئون لأتى الله بقوم يخطئون ثم يغفر لهم
(ك عن أبي هريرة).
10367 لو لم تذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون ثم يغفر لهم. (طب
عن ابن عمرو).
10368 لولا أنكم تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون فيستغفرون
فيغفر لهم. (ابن عساكر عن أنس) أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه
إنا نصيب من الذنوب فقال لهم فذكره.
10369 كفارة الذنوب الندامة ولو لم تذنبوا لأتى الله بقوم
يذنبون ليغفر لهم. (حم طب هب عن ابن عباس).
10370 لو تدومون على ما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة
(حم ن ع حب ص عن أنس).
10371 لا يزال العذاب مكشوفا عن العباد ما استتروا بمعاصي
الله فإذا أعلنوها استوجبوا عذاب النار. (الديلمي عن المغيرة).
10372 من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومن
أصر على ذنبه فالله أولى به، ولا تخرق على أحد سترا. (طب عن ابن عمر).
246

10373 تكتب للصغير الحسنات ولا تكتب عليه السيئات،
وتكون حسناته لأبويه، فإذا بلغ كتب عليه السيئات والحسنات. (أبو
الشيخ عن أنس).
10374 قال الرب عز وجل: يؤتى بحسنات العبد وسيئاته،
فيقضى بعضها ببعض، فان بقيت حسنة وسع الله له بها في الجنة. (ك
عن ابن عباس).
10375 أسرف عبد على نفسه حتى إذا حضرته الوفاة قال
لأهله: إذا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني في الريح في
البحر، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا لا يعذبه أحدا من خلقه
بعد، ففعل أهله، فقال الله لكل شئ أخذ منه: أد ما أخذت منه،
فإذا هو قائم، ثم قال الله: ما حملك على ما صنعت؟ قال خشيتك فغفر له
(كر عن حبان بن أبي جبلة).
10376 كان رجل يعمل بالمعاصي حتى جمع من ذلك مالا، فلما
حضره الموت قال لأهله: إن اتبعتم ما آمركم به دفعت إليكم مالي،
وإلا لم أفعل، قالوا: فانا سنفعل ما أمرتنا به، قال: إذا أنا مت
فحرقوني بالنار، ثم دقوا عظامي دقا شديدا، فإذا رأيتم يوم ريح شديد
فاصعدوا إلى قلة جبل فأذروني في الريح ففعلوها، فوقع في يد الله، فقال
247

ما حملك على الذي صنعت؟ قال: مخافتك، قال: قد غفرت لك. (طب
عن ابن مسعود).
10377 كان عبد من عباد الله آتاه الله مالا وولدا، فذهب من عمره عمر وبقي عمر، فقال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير
أب، قال: إني والله ما أنا بتارك عند أحد مالا كان مني إليه إلا أخذته
أو تفعلون بي ما أقول لكم، فأخذ منهم ميثاقا قال: أما الأول فانظروا إذا أنا
مت فأحرقوني بالنار، ثم اسحقوني، ثم انظروا يوما ذا ريح فأذروني لعلي
أضل الله، فدعي واجتمع، فقيل: ما حملك على ما صنعت؟ قال:
خشية عذابك، قال: (1) استقل ذاهبا فتيب عليه. (حم والحكيم طب عن
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
10378 يا عائشة ليس كل الناس مرخى عليه. (الحكيم
عن جابر).

1) وعبارة المسند للإمام أحمد (5 / 5) آخر فقرة من الحديث قال: إني
أسمعك لراهبا فتيب عليه. ا ه‍. ص.
248

الفصل الرابع
في خفايا ألطافه تعالى وسبق رحمته غضبه
10379 إن الله تعالى حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه
أن رحمتي تغلب غضبي. (ت عن أبي هريرة).
10380 إن الله تعالى خلق مائة رحمة: رحمة منها قسمها بين
الخلائق، وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة. (طب عن ابن عباس).
10381 إن الله رحيم يحب الرحيم يضع رحمته على كل رحيم.
(ابن جرير عن أبي صالح الحنفي) مرسلا.
10382 إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس
والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف
الوحش على ولدها، وأخر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة
(ه‍ عن أبي هريرة).
10383 إن الله خلق مائة رحمة، فبث بين الخلائق رحمة واحدة
فهم يتراحمون بها، وأدخر عنده لأوليائه تسعة وتسعين. (طب وابن
عساكر عن معاوية بن حيدة).
249

10384 لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة، ولا يجير من النار، ولا
أنا إلا برحمة الله. (م عن جابر).
10385 قال الله تعالى: سبقت رحمتي غضبي (م عن أبي هريرة).
10386 كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: رحمتي
سبقت غضبي. (ه‍ عن أبي هريرة).
10387 لو تعلمون قدر رحمة الله تعالى لاتكلتم عليها. (البزار
عن أبي سعيد).
10388 إن الله تعالى لما خلق الخلق كتب بيده على نفسه أن
رحمتي تغلب غضبي. (ت ه‍ عن أبي هريرة).
10389 جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين
جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى
ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه. (ق عن أبي هريرة).
10390 ما خلق الله من شئ إلا وقد خلق له ما يغلبه، وخلق
رحمته تغلب غضبه. (البزار ك عن أبي سعيد).
10391 إن الله تعالى خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة
رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، وجعل منها في الأرض
250

رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض
وأخر تسعا وتسعين، فإذا كان يوم القيامة أكلمها بهذه الرحمة. (حم
م عن سلمان).
10392 إن الله تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة فأمسك
عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو
يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم
المؤمن بالذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار. (ق عن أبي هريرة).
10393 الرحمة عند الله مائة جزء، فقسم بين الخلائق جزءا
واحدا وأخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة. (البزار عن ابن عباس).
10394 خلق الله مائة رحمة، فوضع رحمة واحدة بين خلقه
يتراحمون بها، وخبأ عنده مائة إلا واحدة. (م ت عن أبي هريرة).
10395 دخلت الجنة فرأيت في عارضتي الجنة مكتوبا ثلاثة
أسطر بالذهب: السطر الأول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، والسطر
الثاني: ما قدمنا وجدنا، وما أكلنا ربحنا، وما خلفنا خسرنا، والسطر
الثالث: أمة مذنبة ورب غفور. (الرافعي ابن النجار عن أنس).
251

الاكمال
10396 قال الله تعالى: سبقت رحمتي غضبي (م عن أبي هريرة).
10397 إن الله عز وجل حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه
أن رحمتي تغلب غضبي. (ت حسن صحيح عن أبي هريرة).
10398 لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه أن رحمتي تغلب
غضبي. (قط في الصفات عن أبي هريرة).
10399 قالت بنو إسرائيل لموسى: هل يصلي ربك؟ قال موسى:
اتقوا الله يا بني إسرائيل، فقال: يا موسى ماذا قالت لك قومك؟ قال:
يا رب ما قد علمت، قالوا: هل يصلي ربك؟ قال: فأخبرهم أن صلاتي
على عبادي أن تسبق رحمتي غضبي لولا ذلك لأهلكتهم. (ابن عساكر
عن أنس).
10400 قالت بنو إسرائيل لموسى: هل يصلي ربك؟ فتكابد
موسى، فقال الله عز وجل له: ما قالوا لك يا موسى؟ قال: قالوا الذي
سمعت، قال: فأخبرهم أني أصلي، وان صلاتي تطفئ غضبي. (ابن عساكر
والديلمي عن أبي هريرة).
252

10401 أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ الله عز وجل أرحم
بعباده من هذه بولدها. (خ ه عن عمر).
10402 أترون هذه رحيمة بولدها؟ والذي نفسي بيده الله أرحم
بالمؤمن من هذه بولدها. (عبد بن حميد عن عبد الله بن أبي أوفى).
10403 إن لله تعالى مائة رحمة، رحمة منها قسمها بين الخلائق،
وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة. (طب عن ابن عباس).
10404 إن لله تعالى مائة رحمة، قسم منها رحمة في دار الدنيا،
فمن ثم يعطف الرجل على ولده، والطير على فراخه، فإذا كان يوم القيامة
صيرها مائة رحمة، يعاد بها على الخلق. (هب عن أبي هريرة).
10405 إن لله تعالى مائة رحمة، قسم منها رحمة بين أهل الدنيا،
فوسعتهم إلى آجالهم، وأخر تسعا وتسعين رحمة لأوليائه، وإن الله قابض
تلك الرحمة التي قسمها بين أهل الدنيا إلى التسع والتسعين، فيكملها مائة
رحمة لأوليائه يوم القيامة. (ك عن أبي هريرة).
10406 قسم ربنا رحمته مائة جزء، فأنزل منها جزءا في
الأرض، فهو الذي يتراحم به الناس والطير والبهائم، وبقيت عنده
مائة رحمة إلا رحمة واحدة لعباده يوم القيامة. (طب عن عبادة
ابن الصامت).
253

10407 لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله، قالوا: ولا أنت؟
قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله. (حم وعبد بن حميد عن أبي سعيد).
10408 لن يدخل أحدا عمله الجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل رحمته، فسددوا وقاربوا، ولا يتمن
أحدكم الموت، إما محسن فلعله يزداد خيرا، وإما مسئ فلعله أن يستعتب.
(خ م عن أبي هريرة).
10409 لن يدخل الجنة أحد منكم بعمل، قالوا: ولا أنت
يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة وفضل. (ابن قانع
طب ص عن شريك بن طارق).
10410 ما من أحد يدخل الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا
رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه. (طب عن
أسامة بن شريك).
10411 يا أسد بن كرز لا يدخل الجنة بعمل، ولكن برحمة
قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إن يتلافاني الله منه برحمة. (خ
في تاريخه طب وابن السكن والشيرازي في الألقاب ص عن أسيد بن
كرز القسري) وحسن (1)

1) أسيد بن كرز القسري: بفتح القاف وقيل أسد وهو الصحيح،
وهو جد خالد بن عبد الله القسري، راجع أسد الغابة لابن الأثير رقم
(95 و 166). ص.
254

10412 ما منكم من أحد يدخله عمله الجنة، قيل: ولا أنت
يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمته. (طب عن
أبي موسى).
10413 إن الرب لينظر إلى عباده كل يوم ثلاثمائة وستين مرة
يبدئ ويعيد ذلك، وذلك من حبه لخلقه. (الديلمي عن أنس).
10414 إن الله تعالى لينظر إلى عباده كل يوم ثلاثمائة وستين
مرة يبدئ ويعيد، وذلك من حبه لخلقه. (والديلمي عن أبي هدبة
عن أنس).
10415 إن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة يلحظ بها إلى
أهل الأرض فمن أدركته تلك اللحظة صرف الله عنه شر الدنيا وشر
الآخرة، وأعطاه خير الدنيا وخير الآخرة. (الحكيم عن علي بن الحسين)
بلاغا (الحكيم عن محمد بن الحنفية) مرسلا إلا أنه جعل المرفوع صدره
فقط والباقي موقوف.
10416 من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له، ومن
وعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار. (ع والخرائطي في مكارم الأخلاق ق
في البعث وابن عساكر عن أنس) وضعف.
255

10417 يبعث الله تعالى يوم القيامة عبدا لا ذنب له فيقول الله
عز وجل بأي الامرين أحب إليك أن أجزيك؟ بعملك؟ أم بنعمتي عندك
قال: يا رب أنت تعلم أني لم أعصك، قال: خذوا عبدي بنعمة من نعمي،
فما يبقى له حسنة إلا استفرغتها تلك النعمة، فيقول: يا رب بنعمتك
ورحمتك، فيقول بنعمتي ورحمتي، ويؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى أن
له سيئة، فيقال له: هل كنت توالي أوليائي؟ قال: يا رب كنت من
الناس سلما، قال: فهل كنت تعادي أعدائي؟ قال: يا رب لم أكن
أحب أن يكون بيني وبين أحد شئ فيقول الله تعالى: وعزتي وجلالي
لا ينال رحمتي من لم يوال أوليائي، ويعاد أعدائي. (الحكيم طب
عن واثلة).
10418 يقول الله عز وجل: ما غضبت على أحد غضبي على
عبد أتى معصية فتعاظمها في جنب عفوي، ولو كنت معجلا العقوبة
أو كانت العجلة من شأني لعجلتها للقانطين من رحمتي، ولو لم أرحم عبادي
إلا من خوفهم من الوقوف بين يدي لشكرت ذلك لهم، وجعلت
ثوابهم منه الامن لما خافوا. (الديلمي عن المنتجع) (1)

1) نص الحديث هكذا في المنتخب (2 / 261) ولكن في المطبوع: المنتجع
بينما في المنتخب: المشجع. ص.
256

اللطف من الاكمال
10419 يقول الله تعالى: تفضلت على عبدي بأربع خصال:
سلطت الدابة على الحبة، ولولا ذلك لادخرتها الملوك كما يدخرون
الذهب والفضة، وألقيت النتن على الجسد، ولولا ذلك ما دفن خليل
خليله أبدا، وسلطت السلو على الحزن (1) ولولا ذلك لانقطع النسل
وقضيت الاجل وأطلت الأمل، ولولا ذلك لخربت الدنيا، ولم يهن
ذو معيشة بمعيشته. (الخطيب عن البراء).
10420 يقول الله تعالى: إني تفضلت على عبادي بثلاث ألقيت
الدابة على الحبة، ولولا ذلك لكنزها الملوك كما يكنزون الذهب والفضة،
وألقيت النتن على الجسد، ولولا ذلك لم يدفن حميم حميمه، واذهبت
الحزن، ولولا ذلك لذهب النسل. (الديلمي عن زيد بن أرقم).

1) قال ابن الأثير (2 / 397) سلوة من العيش: أي نعمة ورفاهية ورغد
يسليكم عن الهم ا ه‍. ص.
257

حرف التاء
كتاب التوبة
من قسم الافعال
فصل في فضلها وأحكامها
10421 علي رضي الله عنه قال: سمعت أبا بكر يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد أذنب ذنبا، فقام فتوضأ، فأحسن
الوضوء، ثم قام فصلى واستغفر من ذنبه إلا كان حقا على الله أن يغفر له،
لان الله تعالى يقول: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله
يجد الله غفورا رحيما) (1) (ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن السني في
عمل يوم وليلة).
10422 قال ابن السمعاني في الذيل: أنا أبو بكر هبة بن الفرج:
أنا أبو القاسم يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب، أنا أبو القاسم عبد الرحمن
ابن عمرو بن تميم المؤدب: ثنا ابن علي بن إبراهيم بن علان: أنا علي بن
محمد بن علي: ثنا أحمد بن الهيثم الطائي: حدثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن

1) سورة النساء آية 110. ص.
258

كهيل عن أبي صادق عن علي بن أبي طالب قال: قدم علينا أعرابي بعد
ما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم،
وحثا من ترابه على رأسه، وقال: يا رسول الله، قلت فسمعنا قولك،
ووعيت عن الله فوعينا عنك، وكان فيما أنزل الله عليك: (ولو أنهم إذ
لموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا والله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا
رحيما) (1) وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي، فنودي من القبر
أنه قد غفر لك (2) قال في المغنى: الهيثم بن عدي الطائي متروك.
10423 عن النعمان بن بشير أن عمر بن الخطاب سئل عن التوبة
النصوح، قال: أن يتوب الرجل من العمل السئ، ثم لا يعود إليه أبدا
عب والفريابي ص ش وهناد وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن

1) سورة النساء آية 64.
2) والحديث هنا خال من العزو وفي المنتخب كذلك. وذكر ابن كثير في
تفسيره (2 / 329) عند قوله تعالى: (ولو أنهم إذ ظلموا.)،
وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو منصور الصباغ في كتابه الشامل الحكاية
المشهورة عن العتبي.
ثم أنشأ الاعرابي يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والاكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
ا ه‍. ص.
259

المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ك هب واللالكائي في السنة).
10424 عن عمر قال: جالسوا التوابين فإنهم أرق شئ أفئدة.
(ابن المبارك ش حم في الزهد وهناد ك حل).
10425 عن أبي إسحاق السبيعي قال: جاء رجل إلى عمر فقال:
يا أمير المؤمنين إني قتلت، فهل لي من توبة؟ فقرأ عليه عمر: (حم تنزيل
الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب) ثم قال له:
إعمل ولا تيأس. (عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي).
10426 عن أبي إسحاق السبيعي قال: جاء رجل إلى عثمان بن عفان
فقال: يا أمير المؤمنين إني قتلت فهل لي من توبة، فقرأ عليه عثمان:
(حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب واقبل التوب)
ثم قال: اعمل ولا تيأس. (أبو عبد الله الحسين بن يحيى عن عياش القطان
في حديثه ق).
10427 عن أبي بن كعب قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة
النصوح؟ فقال: هو الندم على الذنب حين يفرط منك، فتستغفر الله
بندامتك عند الحافر (1) ثم لا تعود إليه أبدا. (ابن أبي حاتم وابن مردويه
هب) وهو ضعيف.

1) عند الحافر أي في نفس المكان الذي عصى فيه ا ه‍ بالمعنى من النهاية ج 2 ح.
260

10428 عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التائب من
الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب ثم تلا: (إن
الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) قيل: يا رسول الله وما علامته؟
قال: الندامة. (ابن النجار).
10429 عن خالد بن أبي عزة أن عليا أتاه رجل فقال: ما تقول
في رجل أذنب ذنبا؟ قال: يستغفر الله ويتوب إليه، فقال له في الرابع:
فقد فعل ثم عاد، فقال: يستغفر الله ويتوب إليه ولا يمل حتى يكون
الشيطان هو المحسور (1) (هناد).
10430 عن علي قال: خياركم كل مفتن تواب. (هناد).
10431 عن زر قال: ذكر لنا صفوان بن عسال أن بابا
قبل المغرب مفتوح للتوبة مسيرة عرضه سبعون أو أربعون سنة، لا
يغلقه حتى تطلع الشمس من قبله. (ص).
10432 عن ابن عباس قال: يا صاحب الذنب لا تأمن سوء
عاقبته، ولا تتبع الذنب أعظم من الذنب إلا عملته، فان قلة حيائك
ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذي عملته،

1) المحسور: كل وانقطع قال في القاموس: حسر البصر يحسر أي بكسر سين
المضاع كل وانقطع من طول مدى وهو حسير ومحسور ا ه‍ ج. ح 2
261

وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب، وفرحك
بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم
من الذنب إذا ظفرت به، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك
وأنت على الذنب لا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب
إذا عملته. (كر).
10433 عن ابن عمرو قال: إن الله تعالى لا يتعاظمه ذنب غفره
إن رجلا كان ممن كان قبلكم قتل ثمانيا وتسعين نفسا، فاتى راهبا،
فقال: إني قتلت ثمانيا وتسعين نفسا، فهل تجد لي من توبة؟ فقال له: قد
أسرفت، فقام إليه فقلته، ثم أتى راهبا آخر، فقال: إني قتلت تسعا
وتسعين نفسا، فهل تجد لي من توبة؟ قال: أسرفت، فقام إليه فقتله،
ثم أتى راهبا آخ ر، فقال: إني قتلت مائة نفس، فهل تجد لي من توبة؟
قال أسرفت، وما أدري، ولكن ههنا قريتان، قرية يقال لها نصرة،
والأخرى يقال لها كفرة، فأما نصرة فيعملون عمل أهل الجنة، لا يثبت
فيها غيرهم، وأما أهل كفرة فيعملون عمل أهل النار لا يثبت فيه غيرهم،
فانطلق إلى نصرة، فان ثبت فيها وعملت مثلها أهلها فلا يشك في توبتك،
فانطلق يريدها، حتى إذا كان بين القريتين أدركه الموت، فسألت
الملائكة ربها عنه؟ فقال: انظروا إلى أي القريتين كان أقرب،
262

فاكتبوه من أهلها، فوجدوه أقرب إلى نصرة بقيد أنملة، فكتب
من أهلها. (طب).
10434 عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل كم للمؤمن من
ستر؟ قال: هي أكثر من أن تحصى، ولكن المؤمن إذا عمل خطيئة
هتك منها ستر، فإذا تاب رجع إليه ذلك الستر، وتسعة معه، فإذا لم
يتب، هتك عنه منها ستر واحد، حتى إذا لم يبق عليه شئ، قال الله
لمن شاء من ملائكته: حفوه بأجنحتكم فيفعلون به ذلك، فان تاب
رجعت إليه الأستار كلها، وإن لم يتب عجب منه الملائكة فيقول الله
تعالى لهم: أسلموه، فيسلموه حتى لا يسر منه عورة. (ابن أبي
الدنيا في التوبة).
10435 عن أبي زمعة البلوي قال: قتل رجل من بني إسرائيل
سبعة وتسعين نفسا فذهب إلى راهب، فقال: إني قتلت سبعة وتسعين نفسا
فهل تجد لي من توبة؟ قال: لا، فقتله، ثم ذهب إلى راهب آخر، فقال
إني قتلت ثمانية وتسعين نفسا، فهل تجد لي من توبة؟ قال: لا، فقتله،
ثم ذهب إلى الثالث، فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسا، منهم راهبان،
فهل تجد لي من توبة؟ قال: لا، فقتله،
ثم ذهب إلى الثالث، فقال: إني قتلت تسعة وتسعين نفسا، منهم راهبان،
فهل تجد لي من توبة؟ فقال: لقد عملت شرا، لئن قلت إن الله ليس بغفور
رحيم لقد كذبت فتب إلى الله، فقال: إما أنا فلا أفارقك بعد قولك
263

هذا، فلزمه على أن لا يعصيه، فكان يخدمه في ذلك، وهلك يوما رجل
والثناء عليه قبيح فلما دفن قعد على قبره فبكا بكاء شديدا، ثم توفي آخر
والثناء عليه حسن، فلما دفن قعد على قبره فضحك ضحكا شديدا،
فأنكر أصحابه ذلك، فاجتمعوا إلى راهبهم فقالوا: كيف يأوى إليك قاتل
النفوس وقد صنع ما رأيت؟ فوقع ذلك في نفسه وأنفسهم، فاتى إلى
صاحبهم مرة من ذلك ومعه صاحب له، فكلمه، فقال له، فكلمه، فقال له: ما تأمرني؟
فقال: اذهب فأوقد تنورا، ففعل ثم أتاه يخبره أنه قد فعل، قال:
اذهب فألق نفسك فيها، فلها عنه الراهب، وذهب الآخر فالقى
نفسه في التنور، ثم استفاق الراهب، فقال: إني لأظن أن الرجل قد ألقى
نفسه في التنور، بقولي له، فذهب إليه، فوجده حيا يعرق فأخذ بيده
فأخرجه من التنور، فقال: ما ينبغي أن تخدمني، ولكن أنا أخدمك،
أخبرني عن بكائك عن المتوفى الأول، وعن ضحكك على الآخر، قال:
أما الأول فإنه لما دفن رأيت ما يلقى به من الشر فذكرت ذنوبي فبكيت
وأما الآخر فاني رأيت ما يلقى به من الخير، فضحكت، وكان بعد ذلك
من عظماء بني إسرائيل. (طب).
10436 عن معد يكرب، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما
يروي عن ربه عز وجل، قال: يا ابن آدم ما دعوتني ورجوتني فاني
264

سأغفر لك على كان منك، ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها
مغفرت، ولو عملت من الخطايا حتى تبلغ عنان السماء ما لم تشرك بي شيئا
ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. (ن).
10437 عن أبي هريرة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجماعة فقال:
ما هذه الجماعة؟ قالوا: مجنون، قال: ليس بالمجنون، ولكنه مصاب، إنما
المجنون المقيم على معصية الله تعالى. (كر).
10438 عن يحيى بن أبي كثير قال: كان يقال: ما أكرم العباد
أنفسهم بمثل طاعة الله تعالى، ولا أهان العباد أنفسهم بمثل معصية الله
تعالى، وبحسبك من عدوك أن تراه عاصيا لله، وبحسبك من صديقك
أن تراه طائعا لله. (ابن أبي الدنيا في التوبة).
10439 عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق قال: إن من
أعظم الذنب أن يستخف المرء بذنبه. (كر).
10440 عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن
آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه وأمله خلفه، فلما
أصاب الذنب جعل الله أمله بين عينيه، وأجله خلفه، فلا يزال يأمل
حتى يموت. (كر).
265

10441 عن عائشة قالت: جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل مقراف للذنوب، فقال: تب إلى
الله يا حبيب، قال: يا رسول الله إني أتوب ثم أعود، قال: فكلما أذنبت
فتب، قال: يا رسول إذا تكثر ذنوبي، قال: فعفو الله أكثر من ذنوبك
يا حبيب بن الحارث. (الحكيم والباوردي وأبو نعيم) وفيه نوح بن
ذكوان ضعيف.
10442 عن عائشة قالت: جاء حبيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: إني مقراف للذنوب، قال: فتب إلى الله يا حبيب، قال: يا رسول الله
إني أتوب ثم أعود، قال: فكلما أذنبت فتب، قال: يا رسول الله
إذن تكثر ذنوبي، قال: عفو الله أكثر من ذنوبك يا حبيب بن الحراث
(الديلمي).
10443 عن عبد الرحمن بن السلماني قال: سمعت رجلا من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تاب إلى
الله قبل أن يموت بيوم، قبل الله توبته، قال: فحدثتها رجلا آخر من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت سمعت؟ قلت: نعم، قال: فأشهد
لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تاب إلى الله قبل أن يموت بنصف
يوم قبل الله منه، قال: فحدثتها رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
266

آخر فقال: أنت سمعته؟ قلت: نعم، قال: فأشهد لقد سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: من تاب إلى الله قبل أن يموت بضحوة قبل الله منه،
قال: فحدثتها رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر، فقال: أنت
سمعته؟ قلت: نعم، قال: فأشهد لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من تاب إلى الله قبل أن يغرغر بنفسه قبل الله منه. (حم
وابن زنجويه).
10444 عن عقبة بن عامر أن رجلا قال: يا رسول الله أحدنا
يذنب؟ قال: يكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال:
يغفر الله له، ويتاب عليه، قال: فيعود فيذنب؟ قال: يكتب عليه،
قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: يغفر له ويتاب عليه، ولا يمل الله
حتى تملوا. (طب ك).
10445 عن ابن عمر قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ
جاءه حرمله بن زيد الأنصاري أحد بني حارثة، فجلس بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله الايمان ههنا وأشار بيده إلى لسانه
والنفاق ههنا ووضع يده على صدره، ولا يذكر الله إلا قليلا، فسكت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد ذلك حرملة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف
لسان حرملة، فقال: اللهم اجعل له لسانا صادقا وقلبا شاكرا، وارزقه
267

حبي وحب من يحبني، وصير أمره إلى خير، فقال له حرملة: يا
رسول الله إن لي إخوانا منافقين كنت فيهم رأسا، أفلا أدلك عليهم؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك،
ومن أصر على ذلك فالله أولى به. (أبو نعيم).

1) هو: الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق.
الأصبهاني الصوفي الأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء
ولد سنة 336، وأجاز له مشايخ الدنيا سنة نيف وأربعين وثلاث مائة
ومؤلفاته هي: حلية الأولياء بعشرة مجلدات لم يصنف مثله كتاب
وكتاب معرفة الصحابة ودلائل النبوة والمستخرج على الصحيحين وغيرهم
من المصنفات النافعة وتوفي سنة 430
تذكرة الحفاظ للذهبي (3 / 1092). ص.
268

فصل في لواحقها
10446 عن عمر قال: إياك وعشرة الشباب. (عب ك).
10447 عن أبي سلمة أن عمر بن الخطاب وعائشة كانا إذا قدما
مكة لم ينزلا المنزل الذي هاجرا منه. (ش).
10448 عن أبي ظبيان أن عليا قال: القلم مرفوع عن النائم حتى
يستيقظ، قال عمر: صدقت. (عب).
10449 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أري إبراهيم
ملكوت السماوات والأرض: أشرف على رجل على معصية من معاصي
الله، فدعا عليه فهلك، ثم أشرف على آخر فذهب يدعو عليه، فأوحى الله
إليه: أن يا إبراهيم إنك رجل مستجاب الدعوة، فلا تدع على عبادي،
فإنهم مني على ثلاث: إما أن يتوب فأتوب عليه، وإما أن أخرج من صلبه
نسمة تملأ الأرض بالتسبيح، وإما أن أقبضه إلي، فان شئت عفوت، وإن
شئت عاقبت. (ابن مردويه) وفيه سوار بن مصعب متروك (1)

1) سوار بن مصعب الهمداني الكوفي أبو عبد الله الأعمى المؤذن،
قال البخاري منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك.
وقال أبو داود: ليس بثقة وتوفي سنة 170 ه‍.
ميزان الاعتدال (2 / 246). ص.
269

10450 عن علي قال، إن لله ملائكة ينزلون في كل يوم بشئ،
يكتبون فيه أعمال بني آدم. (ابن جرير).
10451 عن أبي عبيدة بن الجراح أنه كان يسير في العسكر
فيقول: ألا رب مبيض لثيابه مدنس لدينه، ألا رب مكرم لنفسه
وهو لها غدا مهين، بادروا السيئات القديمات بالحسنات الحديثات، فلو
أن أحدكم عمل من السيئات ما بينه وبين السماء ثم عمل حسنة لعلت فوق
سيئاته حتى تقهرهن. (يعقوب بن سفيان كر).
10452 عن أنس أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه: إنا نصيب
من الذنوب، فقال: لهم: ولولا أنكم تذنبون لجاء الله بقوم يذنبون
فيستغفرون الله فيغفر لهم. (كر) وفيه مبارك بن صحيم قال في المغنى:
له نسخة موضوعة.
10453 عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا مع أصحابه
فمر بهم رجل مجنون، فقالوا: هذا رجل مجنون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مه المجنون المقيم على معصية الله تعالى، ولكن هذا رجل مصاب (ابن النجار).
10454 عن علي قال: جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق
في المعيشة، والنغص في اللذة، قيل: وما النغض في اللذة؟ قال: لا
ينال شهوة حلالا إلا جاءه ما ينغصه إياها. (ابن أبي الدنيا في التوبة).
270

10455 عن حذيفة قال: لو لم تذنبوا وتخطئوا لجاء الله بقوم
يذنبون ويخطئون فيغفر الله لهم يوم القيامة. (خ في تاريخه كر).
10456 عن ابن عمر قال: ساعة للدنيا، وساعة للآخرة، وبين
ذلك: اللهم اغفر لنا. (كر).
10457 عن أبي ذر قال: إن الله تعالى يقول: يا جبريل إنسخ
من قلب عبدي المؤمن الحلاوة التي كان يجدها، فيصير العبد المؤمن
والها طالبا للذي كان يعهد من نفسه نزلت به مصيبة لم ينزل به مثلها قط
فإذا نظر الله إليه على تلك الحال قال: يا جبريل رد إلى قلب عبدي ما نسخت
منه فقد ابتليته فوجدته صابرا، وسأمده من قبلي بزيادة، وإن كان عبدا
كذابا لم يكترث ولم يبال. (كر).
10458 عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن سلف من
الناس رجل رغسه الله مالا وولدا، فلما حضره الموت جمع بنيه، فقال:
أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، فقال: إنه والله ما ابتار عند الله
خيرا قط وابن ربه يعذبه، فإذا انا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذروني
في ريح عاصف: قال الله: كن فإذا رجل قائم، قال: ما حملك على ما صنعت
قال: مخافتك فوالذي نفسي بيده إن تلقاه (1) غير أن غفره. (حب).

1) مر برقم (10346) وأخر فقره: فتلقاه برحمته ا ه‍ ص.
271

10459 عن ابن شهاب قال: قال سالم: سمعت أبا هريرة يقول:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، فان من الجهار
أن يعمل العبد بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره ربه، فيقول: يا فلان
عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، فيبيت يستره ربه
ويكشف ستر الله عنه، وكان زعموا يقول: إذا خطب كل ما هو آت
قريب لا بعد لما يأتي، لا يعجل الله بعجلة أحد، ولا يخلف لأمر الناس
ما شاء الله لا ما شاء الناس، يريد الناس أمرا، ويريد الله أمرا ما شاء الله كان
ولو كره الناس لا مبعد لما قرب الله ولا مقرب لما بعد الله، ولا يكون
شئ إلا بإذن الله، وكان يأمر عند الرقاد وخلف الصلوات بأربع
وثلاثين تكبيرة وثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثين تحميدة،
فتلك مائة، وزعم سالم بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ذلك لابنته
فاطمة. (كر).
10460 عن محمد بن الحنفية أن رجال قال له: أجد غما لا أعرف
له سببا وقد ضاق قلبي، فقال غم لم تعرف له سببا عقوبة ذنب لم تفعله
فقال الرجل: ما معنى ذلك؟ فقال: المعنى في ذلك أن القلب يهم بالمعصية
فلا تساعده الجوارح فيعاقب بالغم دون الجوارح. (كر).
272

فصل
في سعة رحمة الله تعالى
10461 عن عمر قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بسبي، فإذا امرأة
من السبي تسعى إذ وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته
فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا،
وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: الله أرحم بعباده من هذه بولدها.
(خ م وأبو عوانة حل).
10462 عن أنس قال: قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قادر أن
يدخل الناس كلهم الجنة، قال: صدقت يا عمر. (حم).
10463 عن أسد بن كرز القسري البجلي رضي الله عنه قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أسد بن كرز لا تدخل الجنة بعمل ولكن
برحمة الله، قلت: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتلافاني
الله أو يتغمدني الله منه برحمته. (خ في تاريخه وابن السكن والشيرازي في
الألقاب طب وأبو نعيم ص).
10464 إن الله تعالى خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات
273

والأرض كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض، فأهبط رحمة منها
إلى الأرض فبها تراحم الخلق، وبها تعطف الوالدة عن ولدها، وبها
تشرب الطير والوحوش من الماء، وبها تعيش الخلائق، وإذا كان
يوم القيامة انتزعها من خلقه، ثم اقتصرها على النبيين، وزادهم
تسعا وتسعين رحمة ثم قرأ: (ورحمتي وسعت كل شئ،
فسأكتبها للذين يتقون) (1) الخطيب في المتفق والمفترق وابن مردويه
عن سليمان) موقوفا.

) سورة الأعراف آية 156. ص
274

الكتاب الثاني
من التاء
كتاب التفليس
من قسم الأقوال
10465 أيما رجل مات أو أفلس، فصاحب المتاع أحق بمتاعه
إذا وجده بعينه. (ه‍ ك عن أبي هريرة) (1)
10466 أيما امرئ مات وعنده مال امرئ بعينه اقتضى منه
شيئا أو لم يقتض فهو أسوة للغرماء. (ه‍ عن أبي هريرة) (2)
10467 أيما رجل باع سلعته فأدرك سلعته بعينها عند رجل وقد
أفلس ولم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له، وإن كان قبض من ثمنها شيئا
فهو أسوة للغرماء. (ه‍ عن أبي هريرة) (1)

1) رواه ابن ماجة كتاب الأحكام باب من وجد متاعه بعينه.
برقم (2360). ورقم (2359). ص.
2) رواه ابن ماجة كتاب الأحكام باب من وجد متاعه بعينه.
برقم) 2361). ص
275

10468 أيما رجل باع متاعا فأفلس الذي ابتاعه منه ولم يقبض
الذي باعه من ثمنه شيئا، فوجد متعه بعينه فهو أحق به، وإن مات المشتري
فصاحب المتاع أسوة الغرماء. (مالك د عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام) مرسلا (1)
10469 أيما رجل أفلس ووجد رجل سلعته عنده بعينها فهو
أولى بها من غيره. (ت ن عن أبي هريرة) (2)
10470 من أدرك ماله بعينه عند رجل قد أفلس فهو أولى به
من غيره. (ق د عن أبي هريرة).
10471 من أفلس أو مات فوجد رجل متاعه بعينه فهو أحق

1) رواه مالك في الموطأ كتاب البيوع باب ما جاء في إفلاس الغريم رقم
الباب (42). والحديث رقمه (87). ص.
2) رواه الترمذي كتاب باب ما جاء إذا أفلس الرجل. برقم (1262)
وقال حديث حسن صحيح.
والنسائي كتاب البيوع باب الرجل يبتاع فيفلس (7 / 311).
وأخرجه البخاري في كتاب الاستقراض وأداء الديون باب إذا وجد ماله
عند مفلس في البيع والقرض (3 / 155).
وأخرجه مسلم في كتاب المساقاة باب من أدرك ما باعه عند المشترى
برقم (1559). ص
276

به. (د عن أبي هريرة) (1)
الاكمال
10472 إذا أفلس الرجل فوجد البائع سلعته بعينها فهو أحق
بها دون الغرماء. (عب عن أبي هريرة).
10473 من باع سلعة لم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له، فإن كان
قد قبض من ثمنه شيئا فهو أسوة الغرماء. (الخطيب عن أبي هريرة)
10474 من باع سلعة من رجل لم ينقده، ثم أفلس الرجل
فوجد سلعته بعينها فليأخذها دون الغرماء. (عب عن ابن أبي مليكة)
مرسلا.
10475 أيما رجل أفلس وعنده سلعته بعينها فصاحبها أحق بها
دون الغرماء. (عب عن أبي هريرة).
10476 أيما رجل باع سلعته فأدرك سلعته بعينها عند رجل
وقد أفلس ولم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له، وإن كان قبض من ثمنها
شيئا فهي له وللغرماء. (عب ه‍ هق عن أبي هريرة).

1) رواه أبو داود في كتاب البيوع باب في الرجل يفلس فيجد. برقم
(3519). ص.
277

10477 كان رجل مات وعنده مال امرئ بعينه اقتضى منه شيئا
أو لم يقتض فهو أسوة الغرماء. (ه‍ عن أبي هريرة).
10478 من وجد متاعه بعينه عند رجل قد أفلس فهو أحق به
من غيره. (حم وسمويه عن سمرة) قال محمد بن يحى الذهلي: هذا في
المفلس والأول في السرقة (ش حم ه‍ عن أبي هريرة).
10479 من وجد عين ماله عندد مفلس فهو أحق به من الغرماء
(قط في الافراد عن ابن عمر).
10480 خذوا ما وجدتم ليس لكم إلا ذلك [قاله للغرماء]. (حم
وعبد بن حميد ت حسن صحيح ن ه‍ حب عن أبي سعيد) (1)

1) رواه الترمذي في كتاب الزكاة باب ما جاء من تحل له الصدقة برقم
(655) وقال حديث حسن صحيح ولفظ: قاله للغرماء ليس من نص
الحديث وإنما هو تفسير وايضاح.
وكذا أخرجه مسلم في كتاب المساقاة باب استحباب وضع الدين برقم
(1556).
ورواه ابن ماجة كتاب الأحكام باب تفليس المعدم برقم (2356) ص.
278

حرف الجيم
كتاب الجهاد
من قسم الأقوال وفيه ستة أبواب
الباب الأول
(في الترغيب فيه)
10481 الجهاد واجب عليكم مع أمير برا كان أو فاجرا، وإن
هو عمل الكبائر، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو
فاجرا، وإن هو عمل الكبائر، والصلاة واجبة عليكم على كل مسلم
يموت برا كان أو فاجرا، وإن كان هو يعمل الكبائر. (د ع عن
أبي هريرة).
10482 الجنة تحت ظلال السيوف. (ك عن أبي موسى).
10483 إن الجنة تحت ظلال السيوف. (م ت عن أبي موسى).
10484 إذا حرم أحدكم الزوجة والولد فعليه بالجهاد. (طب
عن محمد بن حاطب).
279

10485 إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت خطاياه كما
تحات عذق النخلة. (طب حل عن سلمان).
10486 من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من
الغبار مسكا يوم القيامة. (ه‍ (1) والضياء عن أنس).
10487 من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر. (ت (2)
ك عن أبي نجيح).
10488 من رمى العدو بسهم في سبيل الله فبلغ سهمه العدو
أصاب أو أخطأ فعدل رقبة. (حم ن ه‍ طب ك عن عمرو بن عبسة).
10489 من سل سيفه في سبيل الله فقد بايع الله. (ابن مردويه
عن أبي هريرة).
10490 من صدع رأسه في سبيل الله فأحتسب غفر له ما
كان قبل ذلك من ذبن. (طب عن ابن عمرو).

1) رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب الخروج في النفير برقم (2775)
وقال في الزوائد: هذا اسناد حسن مختلف في رجال اسناده. ص.
2) رواه الترمذي في كتاب الجهاد باب ما جاء في فضل الرمي. برقم
(1638) وقال: حديث حسن صحيح.
وأبو نجيح هو: عمرو بن عبسة السلمي. ص.
280

10491 من فاته الغزو معي فليغز في البحر. (طس عن واثلة).
10492 من فدى أسيرا من أيدي العدو فأنا ذلك الأسير.
(طص عن ابن عباس).
10493 من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
(حم 4 عن أبي موسى).
10494 من قاتل في سبيل الله فواق ناقة حرم الله وجهه على
النار. (حم عن عمرو بن عبسة) (1)
10495 من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة (2).
(ت د ك عن أبي هريرة).

1) هذا الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب القتال في سبيل الله.
برقم (2792) عن معاذ بن جبل وفواق: بضم الفاء وفتحها.
وفي مسند أحمد (4 / 387) عن عمرو بن عبسة واللفظ له. ص.
2) ثلمة: بضم المثلثة وسكون اللام، أي خلل ونقصان، والحديث رواه
الترمذي كتاب الجهاد باب ما جاء في فضل المرابط برقم (1666)،
وقال: هذا حديث غريب.
رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب التغليظ في ترك الجهاد برقم
(2763) وهكذا عزاه في الفتح الكبير (3 / 237) [ت ه‍ ك]
بدون أبي داود. ص
281

10496 من لقي العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في
قبره. (طب ك عن أبي أيوب).
10497 من مات مرابطا في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر.
(طب عن أبي أمامة).
10498 وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر. (ن حب
ك عن أبي هريرة).
10499 لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا. (م د عن
أبي هريرة).
10500 بعثت مرحمة وملحمة ولم أبعث تاجرا ولا زارعا،
ألا وإن شرار الأمة التجار والزارعون إلا من شح على دينه. (حل
عن ابن عباس) (1)
10501 إن الله تعالى بعثني ملحمة ومرحمة، ولم يبعثني تاجرا
ولا زارعا وإن شرار الأمة يوم القيامة التجار والزارعون إلا من شح
على دينه. (قط في الافراد حل وابن عساكر عن ابن عباس).

1) في الفتح الكبير (2 / 8) كالمطبوع ولكن في الحلية (4 / 72) في
آخر الحديث: إلا من شح على نفسه، وقال: هذا حديث غريب من
حديث الثوري تفرد به الحسن
282

10502 ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان إلا ذلوا. (طب
عن أبي أمامة).
10503 إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع
وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم.
(د عن ابن عمر).
10504 إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا
أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله أدخل الله عليهم ذلا لا يرفعه
عنهم حتى يراجعوا دينهم. (حم طب هب عن ابن عمر).
10505 أفضل الصدقات ظل فسطاط في سبيل الله عز وجل
أو منحة خادم في سبيل الله عز وجل، أو طروقة فحل في سبيل الله.
(حم ت عن أبي أمامة) (ت عن عدي بن حاتم).
10506 أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل
نصف أجر الخارج. (م د عن أبي سعيد).
10507 ما تغبرت الاقدام في مشي أحب إلى الله تعالى من رفع
صف. (ص عن ابن سابط) مرسلا.
10508 رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها،
وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها
283

العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها. (حم خ ت عن
سهل بن سعد).
10509 رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن
مات مرابطا جرى عليه عمله وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان.
(م عن سلمان).
10510 رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه (حم عن ابن عمرو).
10511 رباط يوم في سبيل الله ير من ألف يوم فيما سواه من
المنازل. (ت ن ك عن عثمان).
10512 رباط شهر خير من صيام دهر، ومن مات مرابطا
في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر، وغدي عليه برزقه، وريح
من الجنة ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله. (طب عن أبي الدرداء)
10513 رباط يم في سبيل الله يعدل عبادة شهر أو سنة صيامها
وقيامها، ومن مات مرابطا في سبيل الله أعاذه الله من عذاب القبر وأجري
له أجر رباطه ما قامت الدنيا. (الحارث عن عبادة).
10514 تمام الرباط أربعون يوما، ومن رابط أربعين يوما ولم
يشتر ولم يحدث حدثا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. (طب)
عن أبي أمامة).
284

10515 إذا انتاط (1) غزوكم، وكثرت العزائم، واستحلت
الغنائم فخير جهادكم الرباط. (طب وابن منده خط والديلمي عن
عتبة بن الندر).
10516 أطيب كسب المسلم سهمه في سبيل الله. (الشيرازي في
الألقاب عن ابن عباس).
10517 أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم، ثم الذي يأتيهم
بالاخبار وأخصهم عند الله منزلة الصائم. (طس عن أبي هريرة).
10518 أقرب العمل إلى الله عز وجل الجهاد في سبيل الله، ولا
يقاربه شئ. (تخ عن فضالة بن عبيد).
10519 الزموا الجهاد تصحوا وتستغنوا. (عد عن أبي هريرة).
10520 إن الله تعالى جعل عذاب هذه الأمة في الدنيا القتل.
(حل عن عبد الله بن يزيد الأنصاري).

1) انتاط بنون فمثناة فوقيه: من نياط المفازة وهو بعدها كأنها نيطت
بأخرى، وغزوكم مواضع الغزو ومتوجهات الغزاة، والعزائم أي عزمات
الامراء على الناس في الغزو إلى الأقطار النائية واستحل الأئمة ونوابهم
الاستئثار بالغنائم ولم يقسموها. الخ.
ا ه‍ من فيض القدير. ح.
285

10521 عقوبة هذه الأمة بالسيف. (طب عن رجل) (خط
عن عقبة بن مالك).
10522 عذاب هذه الامن جعل بأيديها في دنياها. (ك عن
عبد الله بن يزيد).
10523 جعل الله عذاب هذه الأمة في دنياها. (طب عن
عبد الله بن يزيد).
10524 عذاب أمتي في دنياها. (ك عنه).
10225 أن أفضل عمل المؤمنين الجهاد في سبيل الله. (طب
عن بلال).
10526 إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله. (د ك هب
عن أبي أمامة).
10527 إن لكل أمة سياحة، وسياحة أمتي الجهاد في سبيل
الله، وإن لكل أمة رهبانية، ورهبانية أمتي الرباط في نحور العدو
(طب عن أبي أمامة).
10528 بعثت بين يدي الساعة بالسيف، حتى تعبدوا الله
وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار
286

على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم. (حم ع طب
عن ابن عمر).
10529 أفضل الناس رجلان، رجل غزا في سبيل الله حتى يهبط
موضعا يسوء العدو، ورجل ناحية البادية يقيم الصلوات الخمس، ويؤدي
حق ماله، ويعبد ربه، حتى يأتيه اليقين. (حم عن أبي هريرة).
10530 ألا أخبركم بخير الناس منزله؟ رجل ممسك بعنان
فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل، ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل
معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس، ألا
إن شر الناس رجلا يسأل بالله ولا يعطي. (حم ت ن حب عن
ابن عباس).
10531 أكمل المؤمنين إيمانا رجل يجاهد في سبيل الله بنفسه
وماله، ورجل عبد الله في شعب من الشعاب، قد كفى الناس شره.
(د ك ن أبي سعيد).
10532 أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله،
ثم مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره. (م
ق ت ن د ه‍ عن أبي سعيد).
10533 المرابط في سبيل الله أعظم أجرا من رجل جمع كعبيه
287

بوفاد شهر صامه وقامه. (هب عن أبي أمامة).
10534 إن المنفق على الخيل في سبيل الله كالباسط يديه بالصدقة
لا يقبضهما. (طب عن سهل بن الحنظلية).
10535 إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل
الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس
فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار
الجنة. (حم خ عن أبي هريرة).
10536 انتدب الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي
وتصديق برسلي أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة،
ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل
في سبيل الله، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل.
(حم ق ن عن أبي هريرة).
10537 رباط يوم في سبيل الله أفضل من صيام شهر وقيامه،
ومن مات فيه وقي فتنة القبر، ونمي له عمله إلى يوم القيامة. (ت
عن سلمان).
10538 لان أشيع مجاهدا في سبيل الله، فأكفه على رحله
288

غدوة أو روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها. (حم ه‍ ك عن
معاذ بن أنس) (1)
10539 ما من مجروح يجرح في سبيل الله والله أعلم بمن يجرح
في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم،
والريح ريح المسك. (ه‍ عن أبي هريرة) (2)

1) رواه أحمد في مسنده عن معاذ بن أنس (3 / 440).
ورواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب تشيع الغزاة. برقم (2824)
وقال في الزوائد: في اسناده ابن لهيعة وشيخه زبان بن فائد. وكان
ايراد الحديث في المطبوع خطأ في بعض ألفاظه. ففي المسند: فاكنفه،
وفي ابن ماجة والفتح الكبير (3 / 4) وأكفه ا ه‍. ص.
(2) رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب القتال في سبيل الله برقم (2795)
وقال في الزوائد: اسناده صحيح.
وكان في المطبوع حديث واقع بين رقمي الأصل (1444 و 1446)
حديث رقم (1445) ايراده غير صحيح وذلك:
الفقرة الأخيرة من حديث (1444) وأوله: لان أشيع.
والفقرة الأولى من حديث (1446) وأوله: ما من مجروح.
فهذا خطأ مطبعي فكان الأولى حذفه دون طبعه لأنه خطأ واضح ونص
الحديث هو:
1445 ما من مجروح يجرح في سبيل الله والله أعلم بمن يجرح في سبيله
إلا جاء يوم القيامة جرحه كهيئة يوم جرح [وأكفئه على رحله غدوة أو روحة
أحب إلي من الدنيا وما فيها] (حم ه‍ ك عن معاذ بن أنس). ص
289

10540 لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله
إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم، والريح ريح
المسك. (ت ن عن أبي هريرة).
10541 ما من مكلوم يكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة
وكلمه يدمي، اللون لون الدم، والريح ريح المسك. (خ عن
أبي هريرة) (1)
10542 ما من نفس تموت، لها عند الله خير يسرها أن
ترجع إلى الدنيا، وأن لها الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن

1) ذكر الامام النووي في رياض الصالحين في كتاب الجهاد (471) رمز
(ق) وتعب ابن علان في شرحه على هذا الحديث (4 / 99)
وقال: اقتصر السيوطي في الجامع الكبير على عزوه للبخاري ولم أر هذا
اللفظ في باب من يجرح في سبيل الله. من البخاري ولا في فضل
الجهاد من صحيح مسلم ا ه‍ كلام ابن علان.
وكذا ذكر المنذري في الترغيب والترهيب (2 / 295) وعزاه للبخاري
ومسلم ومالك والترمذي والنسائي.
لفظ: ما من مكلوم يكلم) ليس في البخاري ولا في مسلم ولا في
الترمذي وليس في الموطأ ولا النسائي كما عزاه المنذري.
وفي مسند أحمد (2 / 231) عن أبي هريرة: ما من كلم يكلم.
أما لفظ: مكلوم لا يوجد في المسند. ا ه‍ ص.
290

يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى، لما يرى من فضل الشهادة. (حم
ق ت عن أنس).
10543 ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون
ثبج البحر ملوكا على الأسرة. (ق ت ن عن أنس) (حم م ن
ه‍ عن أم حرام بنت ملحان).
10544 رأيت قوما ممن يركب ظهر هذا البحر كالملوك على
الأسرة. (د عن أم حرام).
10545 عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على
الأسرة. (خ عن أم حرام).
10546 أريت قوما من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة
(م عن جابر) (1)
10547 أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية،
فإذا لقيتم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، اللهم منزل
الكتاب ومجري السحاب، وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم.
(ق د عن عبد الله بن أبي أوفى).

1) رواه مسلم في صحيحه عن أم حرام بنت ملحان كتاب الامارة باب فضل الغزو
في البحر برقم (161) وليس في مسلم هذا الحديث عن جابر. ص.
291

10548 من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده
كان شبعه وريه وروثه وبوله حسنات في ميزانه. (حم خ ن
عن أبي هريرة).
10549 من ارتبط فرسا في سبيل الله، ثم عالج علفه بيده كان
له بكل حبة حسنة. (ه‍ حب عن تميم الداري).
10550 إن لله تعالى ملائكة ينزلون في كل ليلة يحسبون دواب
الغزاة إلا دابة في عنقها جرس. (طب عن أبي الدرداء).
10551 من أرسل بنفقته في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل
درهم سبعمائة درهم، ومن غزا بنفسه في سبيل الله وأنفق في وجهه ذلك فله
بكل درهم سبعمائة ألف درهم. (ه‍ عن الحسن بن علي وأبي الدرداء وأبي
هريرة وأبي أمامة وابن عمر وابن عمرو وجابر وعمران بن حصين).
10552 من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له درجة في الجنة. (د
ن حب ك عن أبي نجيح).
10553 من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا
في سبيل الله في أهله بخير فقد غزا. (حم ق 3 عن زيد بن خالد).
10554 من جهز غازيا في سبيل الله كان له مثل أجره من غير
292

أن ينقص من أجر الغازي شيئا. (ه‍ عن زيد بن خالد الجهني) (1)
10555 من فصل في سبيل الله فمات أو قتل أو وقصته فرسه
أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد
وأن له الجنة. (د ك عن أبي مالك الأشعري).
10556 من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة فقد
وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل في نفسه صادقا ثم مات أو قتل
فان له أجر شهيد، ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة
فإنها تجئ يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران وريحها ريح
المسك، ومن جرح به جراح في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء. (حم 3
حب عن معاذ).
10557 من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير
أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة. (د ه‍ عن أبي أمامة).
10558 من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على
شعبة من نفاق. (حم م د ن عن أبي هريرة).
10559 من مات مرابطا في سبيل الله أجرى الله عليه أجر عمله

1) رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب من جهز غازيا برقم (2759). ص
293

لصالح الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه
الله يوم القيامة آمنا من الفزع. (ه‍ عن أبي هريرة) (1)
10560 موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند
الحجر الأسود. (حب هب عن أبي هريرة).
10561 المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يديه بالصدقة
لا يقبضها. (حم د ك عن ابن الحنظلية).
10562 يقول الله تعالى: المجاهد في سبيل الله هو علي ضامن
إن قبضته أورثته الجنة، وإن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة. (ت
عن أنس) (2) وقال: صحيح غريب. ص.
10563 من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام
شهر وقيامه، ومن مات مرابطا أجري له مثل ذلك من الاجر، وأجري
عليه الرزق، وأمن الفتان. (ت ك (3) عن سلمان).

1) رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب فضل الرباط في سبيل الله برقم
(2767) وقال في الزوائد: اسناده صحيح.
الفتان: بضم فتشديد جمع فاتن وقيل بفتح وتشديد للمبالغة. ص.
2) رواه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد باب ما جاء في فضل الجهاد برقم
(1620) 3) الحديث عزاه المصنف (ت ك) ولدى الرجوع للترمذي لم أر لفظه
ولكن في الفتح الكبير عزاه (ن ك) عن سلمان (3 / 193).
ورواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة عن سلمان باب فضل الرباط،
وأول الحديث: رباط يوم وليلة. برقم (1913). ص.
294

10564 والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لاتطيب
أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية
تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله،
ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل، ثم أحيا، ثم أقتل. (حم ق ن
عن أبي هريرة).
10565 لا يجتمع غبار في سبيل الله، ودخان جهنم في منخري
مسلم أبدا. (ن ه حب عن أبي هريرة).
10566 لا يجتمع غبار في سبيل الله، ودخان جهنم في جوف
عبد أبدا، ولا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد أبدا. (د ك عن
أبي هريرة).
10567 لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافرا، ثم سدد وقارب،
ولا يجتمعان في جوف مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمعان
في قلب عبد الايمان والحسد. (حم ن ك عن أبي هريرة).
295

10568 لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر، مؤمن
قتل كافرا ثم سدد. (حم م عن أبي هريرة).
10569 إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق
الاسلام، فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك؟ فعصاه
فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، وقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟
وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول، فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق
الجهاد، فقال: تجاهد في جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل فتنكح
المرأة وتقسم الأموال؟ فعصاه فجاهد، فمن فعل ذلك كان حقا على الله
أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن
وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة. (حم ن حب عن سبرة
ابن أبي فاكه) (1)
10570 من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في
سبيل الله، يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل
والموت مظانه، أو رجل في غنيمة في شعفة من هذه الشعف، أو بطن
واد من هذه الأودية، يقيم الصلات، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه

1) رواه أحمد في مسنده (3 / 483) عن سبرة بن الفاكه، وليس له سوى
هذا الحديث. ص.
296

اليقين ليس من الناس إلا في خير. (م ه‍ عن أبي هريرة) (1)
10571 جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم. (حم
د ن حب ك عن أنس).
10572 حرس ليلة في سبيل الله على ساحل البحر أفضل من
صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة السنة ثلاثمائة يوم، اليوم كألف
سنة. (ه‍ عن أنس).
10573 حرس ليلة في سبيل الله عز وجل أفضل من ألف
ليلة يقام ليلها ويصام نهارها. (طب ك هب عن عثمان).
10574 حرم على عينين أن تنالهما النار: عين بكت من
خشية الله، وعين باتت تحرس الاسلام وأهله من أهل الكفر. (ك هب
عن أبي هريرة).
10575 حرمت النار على عين بكت من خشية الله، وحرمت
النار على عين سهرت في سبيل الله، وحرمت النار على عين غضت
عن محارم الله، أو عين فقئت في سبيل الله. (طب ك عن أبي ريحانة).

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب فضل الجهاد والرباط برقم (1889)
ورواه ابن ماجة كتاب الفتن باب العزلة رقم (3977). ص
297

10576 حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم
وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه
فيهم إلا وقف له يوم القيامة، فقيل له: هذا قد خلفك في أهلك بسوء
فخذ من حسناته ما شئت، فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟ ما أرى
يدع من حسناته شيئا. (حم م د ن عن بريدة).
10577 ذروة الاسلام الجهاد في سبيل الله، لا يناله إلا أفضلهم
(طب عن أمامة).
10578 رحم الله حارس الحرس. (ه‍ ك عن عقبة بن عامر).
10579 ساعات في سبيل الله خير من خمسين حجة. (فر
عن ابن عمر).
10580 السيوف مفاتيح الجنة. (أبو بكر في الغيلانيات وابن
عساكر عن يزيد بن شجرة).
10581 كفى بالسيف شاهدا. (ه‍ (1) عن سلمة بن المحبق).

1) رواه ابن ماجة كتاب الحدود باب الرجل يجد مع امرأته رجلا رقم
(2606).
وفي الزوائد: في اسناده قبيصة بن حريث بن قبيصة قال البخاري في
حديثه نظر وذكر ابن حبان في الثقات وباقي رجال الاسناد موثقون ا ه‍
سنن ابن ماجة (2 / 869).
وسلمة بن المحبق: أبو سنان له صحبة وسكن البصرة.
تهذيب التهذيب (4 / 157). ص.
298

10582 السيوف أردية المجاهدين. (فر عن أبي أيوب) (المحاملي
في أماليه عن زيد بن ثابت).
10583 صاحب الصف، وصاحب الجمعة لا يفضل هذا على هذا
ولا هذا على هذا. (أبو النصر القزويني في مشيخته عن ثوبان).
10584 طوبى لمن أكثر الجهاد في سبيل الله، من ذكر الله، فان
له بكل كلمة سبعين ألف حسنة، منها عشرة أضعاف مع الذي له عند الله
من المزيد والنفقة على قدر ذلك. (طب عن معاذ) (.
10585 الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها
(ق ن عن سهل بن سعد).
10586 عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل.
(حم خ د عن أبي هريرة).
10587 ضحكت من ناس يأتونكم من قبل المشرق يساقون
إلى الجنة وهم له كارهون. (حم طب عن سهل بن سعد).
10588 ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل
(حم عن أبي أمامة).
299

10589 عجبت لأقوام يساقون إلى الجنة في السلاسل وهم
كارهون. (طب عن أبي أمامة) (حل عن أبي هريرة).
10590 عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله، فانهزم أصحابه فعلم
ما عليه فرجع حتى أهريق دمه، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى
عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه. (د
عن ابن مسعود).
10591 عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة
يذهب الله به الهم والغم. (طب عن أبي أمامة).
10592 عمل هذا قليلا وأجر كثيرا. (ق عن البراء).
10593 غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها.
(حم ق ه عن أنس) (ق ت ن ه‍ عن سهل بن سعد) (م ه‍ عن أبي
هريرة) (ت عن ابن عباس).
10594 غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس
وغربت. (حم م ن عن أبي أيوب).
10595 غزوة في البحر مثل عشر غزوات في البر، والذي
يسدر (1) في البحر كالمتشحط في دمه في سبيل الله. (ه‍ عن أم الدرداء).

1) السدر: هو الدوار وهو كثيرا ما يعرض لراكب البحر ا ه‍ من النهاية. ح.
300

10596 غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر، ومن
أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها، والمائد فيه كالمتشحط في دمه في
سبيل الله. (طب هب عن ابن عمر).
10597 حجة لمن يحج خير من عشر غزوات، وغزوة لمن
قد حج خير من عشر حجج، وغزوة في البحر خير من عشر غزوات
في البر ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها، والمائد فيه كالمتشحط
في دمه. (طب هب عن ابن عمر).
10598 أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا، وأول
جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم. (خ عن أم حرام
بنت ملحان).
10599 حجة خير من أربعين غزوة، وغزوة خير من أربعين
حجة. (البزار عن ابن عباس).
10600 الحجة أفضل من عشرا غزوات، والغزوة أفضل من
عشر حجات. (هب عن أبي هريرة).
10601 حجة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة، وغزوة بعد
حجة أفضل من خمسين حجت، ولموقف ساعة في سبيل الله أفضل من
خمسين حجة. (حل عن ابن عمر).
301

10602 الغازي في سبيل الله عز وجل، والحاج والمعتمر وفد الله
دعاهم فأجابوه، وسأله فأعطاهم. (ه‍ ب عن ابن عمر).
10603 الغبار في سبيل الله إسفار الوجوه يوم القيامة. (حل
عن أنس).
10604 الغزو خير لوديك (1) (فر عن أبي الدرداء).
10605 الغزو غزوان: فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى،
وأطاع الامام وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد في
الأرض فان نومه ونبهه (2) أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة
وعصا الامام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف. (حم د ن
ك هب عن معاذ).
10606 في الخيل وأبوالها وأرواثها كف من مسك الجنة.
(ابن أبي عاصم في الجهاد عن عريب المليكي).

1) الودي: بفتح الواو وكسر الدال وتشديد الياء وهي صغار النخل ا ه‍ من
النهاية. ح.
2) النبه: بضم النون وسكون الباء: الانتباه من النوم ا ه‍ نهاية. ح.
3) كف: أي مقدار قبضة، والأولى في مثل هذا أن يفوض فهمه إلى
الشارع ا ه‍ فيض القدير. ح.
302

10607 قال الله تعالى: أيما عبد من عبادي، يخرج مجاهدا في
سبيل الله ابتغاء مرضاتي ضمنت أن أرجعه إن رجعته بما أصاب من أجر
أو غنيمة، وإن قبضته أن أغفر له وأرحمه وأدخله الجنة. (حل عن
ابن عمر).
10608 قفلة كغزوة. (حم د ك عن ابن عمر).
10609 قيام ساعة في الصف للقتال في سبيل الله خير من قيام
ستين سنة. (عد وابن عساكر عن أبي هريرة).
10610 كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. (ن عن رجل).
10611 كل عمل منقطع عن صاحبه إذا مات إلا المرابط في
سبيل الله فإنه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة. (طب
حل عن العرباض).
10612 كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم
القيامة، كهيئتها إذ طعنت تفجر دما، واللون لون الدم، والعرف
عرف المسك. (ق عن أبي هريرة).
10613 كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في
سبيل الله فإنه ينمو عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتان القبر. (د
ت ك عن فضالة بن عبيد) (حم عن عقبة بن عامر).
303

10614 لسفرة في سبيل الله خير من خمسين حجة. (أبو
الحسين الصيقلي في الأربعين عن أبي المضاء).
10615 لغدوة أو روحة في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس
وتغرب، ولقاب قوس في الجنة خير مما تطلع عليه الشمس وتغرب.
(خ عن أبي هريرة).
10616 لغدوة في سبيل الله عز وجل أو روحة خير من الدنيا
وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قده في الجنة خير من الدنيا وما
فيها، ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما
ريحا ولاضاءت ما بينهما، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فهيا.
(حم ق ت عن أنس).
10617 لغزوة في سبيل الله أحب إلي من أربعين حجة.
(عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا عن مكحول) مرسلا.
10618 لقيام رجل في الصف في سبيل الله ساعة أفضل من
عبادة ستين سنة. (عق خط عن عمران بن حصين).
10619 لكل نبي رهبانية، ورهبانية هذه الأمة الجهاد في
سبيل الله. (حم عن أنس).
304

10620 للغازي أجره، وللجاعل أجره، وأجر الغازي. (د
عن ابن عمرو).
10621 للمائد أجر شهيد، وللغريب أجر شهيدين. طب
عن أم حرام).
10622 ما ثقل ميزان عبد كدابة تنفق (1) له في سبيل الله أو
يحمل عليها في سبيل الله. (طب عن معاذ).
10623 ما خالط قلب امرئ رهج (2) في سبيل الله إلا حرم الله
عليه النار. (حم عن عائشة).
10624 ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلقه عليه
إلا كتب له بكل حبة حسنة. (حم هب عن تميم).
10625 ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا
تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، فإن لم يصيبوا غنيمة
تم لهم أجرهم. (حم م د ن ه‍ عن ابن عمرو).
10626 مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله

1) تنفق من باب فرح ونصر: أي ماتت ا ه‍ قاموس ونهاية. ح.
2) الرهج بفتح الراء وسكون الهاء وفتحه الغبار والسحاب ا ه‍ قاموس ح.
305

كمثل الصائم القائم الدائم الذي لا يفتر من صيام ولا صدقة، حتى يرجع
وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه
سالما مع أجر أو غنيمة. (ق ت ن عن أبي هريرة).
10627 مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله
كمثل الصائم القائم الخاشع الراكع الساجد. (ن عن أبي هريرة).
10628 مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة ستين
سنة. (طب ك عن عمران).
10629 من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة. (طب عن
عقبة بن عامر).
10630 من اعتقل رمحا (1) في سبيل الله عقله الله من الذنوب
يوم القيامة. (طب عن أبي هريرة).
10631 من اغتاب غازيا فكأنما قتل مؤمنا. (الشيرازي
عن ابن مسعود).
10632 من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له سبعمائة ضعف.
(حم ت ن ك عن خريم بن فاتك).

1) اعتقل: أي جعل رمحه بين ركابه وساقه ا ه‍ قاموس. ح.
306

10633 من جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى
يموت أو يرجع. (ه‍ عن عمر).
10634 من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار. (عق
عن عائشة).
10635 من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة،
صيامها وقيامها. (ه‍ عن عثمان).
10636 أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد (فر عن علي).
10637 لا تفعل فان مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته
في بيته سبعين عاما، ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة؟ اغزوا
في سبيل الله، من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة. (ت ك
عن أبي هريرة).
10638 يا جابر ألا أبشرك بما لقي الله به أباك؟ ما كلم الله أحدا
قط إلا من وراء حجاب، وكلم أباك كفاحا، فقال: يا عبد الله تمن
على أعطك، قال: يا رب تحييني، فأقتل فيك ثانية، فقال الرب تبارك
وتعالى: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال: يا رب فأبلغ من
ورائي. (ت عن جابر) (1)

1) رواه الترمذي في كتاب التفسير، تفسير سورة آل عمران رقم
(3013)
وقال: حديث حسن غريب.
ورواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب فضل الشهادة في سبيل الله رقم
(2800). ص.
307

10639 لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في
جوف طير خضر ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأول إلى قناديل
من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم
ومقيلهم، قالوا: من يبلغ اخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا
يزهدوا في الجهاد ولا يتكلوا عند الحرب، فقال الله تعالى: أنا أبلغهم عنكم.
(حم د ك عن ابن عباس).
الاكمال
10640 أعد الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في
سبيلي وإيمان ربي، وتصديق برسلي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو
أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر أو غنيمة، والذي
نفسي بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تخرج في
سبيل الله أبدا، ولكن لا أجد سعة فاحملهم، ولا يجدون سعة فيتبعوني
ولا تطيب أنفسهم فيتخلفون بعدي، والذي نفس محمد بيده لوددت
أن اغزو في سبيل الله فأقتل، ثم أغزوا في سبيل الله فأقتل، ثم اغزوا فأقتل،
308

ثم أغزو فأقتل. (ه‍ عن أبي هريرة) (1)
10641 عمل هذا قليلا وأجر كثيرا. (خ م عن البراء)
أن رجلا أسلم، ثم قاتل فقتل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
10642 إن الله أعد للمجاهدين في سبيله مائة درجة، ما بين كل
درجتين كما بين السماء والأرض، فلو كان عندي ما أتقوى به وأقوي
المسلمين أو بأيديهم ما يتقوون به ما انطلقت سرية إلا كنت صاحبها،
ولكن ليس ذلك بيدي ولا بأيديهم، ولو خرجت ما بقي أحد فيه خير
إلا انطلق معي، وذلك يشق علي وعليهم، فلوددت أن أغزو فأقتل،
ثم حيا، ثم أغزوا فأقتل، ثم أحيا فاقتل. (طب عن أبي مالك الأشعري)
10643 إن الله تعالى قال: من انتدب خارجا في سبيلي غازيا ابتغاء
وجهي وتصديق وعدي، وإيمانا برسلي فهو ضامن على الله عز وجل إما
يتوفاه في الجيش بأي حتف شاء فيدخله الجنة، وإما يصبح من ضمان
الله، وإن طالت غيبته حتى يرده إلى أهله مع ما نال من أجر وغنيمة.
(طب عن أبي مالك الأشعري).
10644 من انتدب خارجا في سبيل الله ابتغاء وجهه، وتصديق

1) رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب فضل الجهاد في سبيل الله رقم
(2753). ص.
309

وعده وايمانا برسالاته على الله ضامن، فاما أن يتوفى في الجيش بأي حتف
شاء فيدخله الجنة، وإما أن يصبح في ضمان الله وإن طالت غيبته، ثم يرده
إلى أهله سالما مع ما نال من أجر أو غنيمة، ومن خرج في سبيل الله
فمات أو قتل فهو شهيد، أو وقصته فرسه أو بعيره أو لدغته هامة
أو منات على فراشه بأي حتف شاء الله، فإنه شهيد، وله الجنة. (ق
عن أبي مالك الأشعري).
10645 الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين. (كر عن
أبي الدرداء).
10646 مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء
والأرض أو أبعد للمجاهدين في سبيل الله. (عبد بن حميد عن أبي سعيد).
10647 أقرب الناس من درجة النبوة أهل الجهاد وأهل العلم
لان أهل الجهاد يجاهدون على ما جاءت به الرسل، وأما أهل العلم فدلوا
الناس على ما جاءت به الأنبياء. (الديلمي عن ابن عباس).
10648 إني أدنى روعات المجاهدين في سبيل الله عدل صيام سنة
وقيامها، قيل: وما أدنى روعات المجاهدين؟ قال: يسقط سوطه، وهو
ناعس فينزل فيأخذه. (ابن أبي عاصم في الصحابة وأبو نعيم عن صابت
ابن أبي عاصم).
310

10649 إن لكل أمة رهبانية، ورهبانية هذه الأمة الجهاد في
سبيل الله. (هب عن أنس).
10650 مثل المجاهد في سبيل الله مثل الصائم نهاره، القائم ليله
حتى يرجع متى يرجع. (حم طب عن النعمان بن بشير).
10651 مثل المجاهد في سبيل الله كالصائم القائم بآيات الله آناء
الليل وآناء النهار مثل هذه الأسطوانة. (حل عن أبي هريرة).
10652 مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت
بآيات الله لا يفتر من صوم ولا صدقة حتى يرجع المجاهد إلى أهله.
(حب عن أبي هريرة).
10653 ألا أخبركم بخير الناس منزلة؟ رجل آخذ بعنان فرسه
في سبيل الله حتى يقتل أو يموت، ألا أخبركم بالذي يلي؟ رجل معتزل
في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة. ويشهد أن لا إله إلا الله. (ك
عن أبي هريرة).
10654 ألا أخبركم بخير الناس منزله؟ رجل ممسك بعنان
فرسه في سبيل الله حتى يموت أو يقتل، ألا أخبركم بالذي يتلوه؟ رجل
معتزل في غنيمة له، يؤدي حق الله فيها، ألا أخبركم بشر الناس؟ رجل
311

يسأل بالله ولا يعطي. (ط حم ت حسن غريب ن حب طب هب
عن ابن عباس).
10655 ألا أخبركم بخير البرية؟ رجل آخذ بعنان فرسه في
سبيل الله كلما كانت هيعة استوى عليه، ألا أخبركم بالذي يليه؟ رجل
في ثلة من غنم يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ألا أخبركم بشر البرية؟
الذي يسأل بالله ولا يعطي. (حم عن أبي هريرة).
10656 ألا أخبركم بخير الناس رجلا؟ قالوا: بلى، قال: رجل
آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، ينتظر أن يغير أو يغار عليه، ألا أخبركم
بخير الناس رجلا بعده؟ قالوا: بلى، قال: رجل في غنيمة يقيم الصلاة
ويؤتي الزكاة، يعلم ما حق الله في ماله، قد اعتزل شرور الناس. (طب
عن أم مبشر).
10657 خير الناس منزلة رجل على متن فرسه يخيف العدو
ويخيفونه. (هب عن أم مبشر).
10658 الاسلام ثلاثة أبيات: سفلى وعليا وغفرة، فأما السفلى
فالاسلام دخل فيها عامة المسلمين، فلا تسأل أحدا منهم إلا قال: أنا
مسلم، وأما العليا فتفاضل أعمالهم، بعض المسلمين أفضل من بعض،
312

وأما الغرفة العليا فالجهاد في سبيل الله لا ينالها إلا أفضلهم. (طب عن
فضالة بن عبيد).
10659 من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله، وأين المجاهدون؟
فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله، ومن قتل قعصا فقد
استوجب المآب. (حم وابن سعد طب ك ق وبأو نعيم عن محمد بن
عبد الله بن عتيك عن أبيه).
10660 من خرج مجاهدا في سبيل الله فأصابه جائحة أو لسعة
دابة فمات، فهو شهيد، ومن مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله،
ومن قتل قعصا فقد استوجب المآب. (العسكري في الأمثال عنه).
10661 من غزا غزوة في سبيل الله فقد أدى إلى الله جميع طاعته
(الديلمي عن أنس).
10662 من لقي العود فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن
في قبره. (طب ك وتعقب عن أبي أيوب).
10663 من لم يعرف حرمة الغازي فهو منافق، ومن أبغض
غازيا فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد برئ من الاسلام، ومن آذى غازيا
فقد آذاني، ومن آذاني فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. (الرافعي
عن أنس) وقال: حديث منكر.
313

10664 اتقوا أذى المجاهدين في سبيل الله، فان الله يغضب لهم
كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم كما يستجيب لهم. (قط في الافراد
والديلمي عن علي).
10665 لما أذن الله تعالى لموسى بالدعاء على فرعون أمنت
الملائكة فقال الله تعالى: قد استجيب لك، ودعاء من جاهد في سبيل
الله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا أذى المجاهدين، فان الله تعالى
يغضب لهم كما يغضب للرسل، ويستجيب لهم كما يستجيب [دعاء] للرسل
(أبو الفتح الأزدي في الصحابة وأبو موسى في الذيل عن جمانة الباهلي).
10666 الجهاد ماض منذ بعثني الله تعالى إلى أن يقاتل آخر
أمتي الدجال لا يبطله جور جائر، ولا عدل عادل. (الديلمي عن أنس).
10667 عجب الله من قوم يدخلون الجنة بالسلاسل. (خ
عن أبي هريرة).
10668 إني لأرى مما يقاد بالسلاسل إلى الجنة. (الحاكم في
الكنى عن أبي هريرة).
10669 ألا تسألوني مم ضحكت؟ رأيت ناسا من أمتي يساقون
إلى الجنة في السلاسل كرها، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: قوم من العجم
يسبيهم المجاهدون فيدخلونهم الاسلام. (طب عن أبي الطفيل).
314

10670 المجاهد في سبيل الله مضمون على الله، إما أن يكفته
إلى مغفرته ورحمتهن، وإما أن يرجع بأجر وغنيمة، ومثل المجاهد في سبيل
الله كمثل الصائم القائم لا يفتر حتى يرجع. (ه‍ ع عن أبي سعيد).
10671 النائم في سبيل الله كالصائم لا يفطر، والقائم لا يفتر.
(أبو الشيخ عن عمرو بن حريث).
10672 طرف الغازي إذا طرف بعينه حسنة له، والحسنة
بسبعمائة. (أبو نعيم عن جابر).
10673 من مرض يوما في سبيل الله أو بعض يوم أو ساعة،
غفرت له ذنوبه، وكتب له من الاجر عدد عتق مائة ألف رقبة،
قيمة كل رقبة مائة ألف. (ابن زنجويه عن رجل من أهل الحجاز)
مرسلا.
10674 جميع أعمال بني آدم تحضرها الملائكة الكرام الكاتبون
إلا خيار المجاهدين في سبيل الله فان الملائكة الذين خلقهم الله يعجزون
عن علم إحصاء حسنات أدناهم. (أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس).
10675 لا أجده هل تستطيع إذا خرج المجاهد، أن تدخل
مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟ (خ عن أبي هريرة) أن
رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل يعدل بالجهاد قال: فذكره.
315

10676 يقرب من الجهاد طيب الكلام وإدامة الصيام والحج
كل عام، ولا يقرب منه شئ بعد. (هب عن رجل من الصحابة).
10677 دعنا منك يا ابن الخطاب، من جاهد في سبيل الله،
وجبت له الجنة. (طب عن أبي المنذر).
10678 عليكم بالجهاد في سبيل الله، فإنه باب من أبواب الجنة
يذهب الله به الهم والغم وجاهدوا في سبيل الله القريب والبعيد، وأقيموا
حدود الله في القريب والبعيد، ولا تأخذكم في الله لومة لائم. (ك ق
عن عبادة بن الصامت).
10679 يأتي على الناس زمان يكون خير الناس فيه منزلة رجل
آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، كلما سمع بهيعة استوى على متنه ثم يطلب
لموت في مظانه ورجل في شعب من هذه الشعاب يقم الصلاة ويؤتي
الزكاة، ويدع الناس إلا من خير. (حب عن أبي هريرة).
10680 ما أعمال العباد كلهم عند المجاهدين في سبيل الله إلا كمثل
خطاف أخذ بمنقاره من ماء البحر. (أبو الشيخ عن أنس).
10681 ما عمل أحب إلى الله تعالى من جهاد في سبيله وحجة
مبرورة متقبلة، لا رفث فيها، ولا فسوق ولا جدال. (حل عن
ابن عمر).
316

10682 ما في الناس مثل رجل آخذ برأس فرسه يجاهد في
سبيل الله، ويحبس شره عن الناس، ومثل رجل باد في غنمه يقري ضيفه
ويعطي حقه. (حم طب حل ك عن ابن عباس).
10683 أعجبكم صدقة ابن عوف، لروعة صعلوك من صعاليك
المهاجرين يجر سوطه في سبيل الله أفضل من صدقة ابن عوف. (كر
عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بصدقة
فأعجب لها الناس حتى ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
10684 أقروا على سكنتكم فقد انقطعت الهجرة، ولكن جهاد
ونية وإذا استنفرتم فانفروا. (طب عن ابن عباس).
10685 انها مشية يبغضها الله تعالى إلا في هذا الموضع. (طب
عن خالد بن سليمان بن عبد الله بن خالد بن سماك بن خرشة عن أبيه عن جده)
أن أبا دجانة يوم أحد أعلم بعصابة حمراء فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يختال في مشيه بين الصفين قال: فذكره.
10686 مقام أحدكم في سبيل الله ساعة خير له من عمله في أهله
عمره. (ابن عساكر عن أبي سعيد بن أبي فضالة بن سعد) (ك عنه
عن سهل بن عمرو).
317

10687 مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من
عبادة رجل ستين سنة. (طب ك ق عن عمران بن حصين).
10688 مقام رجل في صف في سبيل الله خير من الدنيا وما
فيها، ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ، أخطأ أو أصاب فبعتق رقبة،
ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة. (طب عنه).
10689 إني لم أبعث باليهودية، ولا بالنصرانية ولكني بعثت
بالحنيفية السمحة، والذي نفسي بيده لغدوة أو روحة في سبيل الله خير من
الدنيا وما فيها، ولمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين سنة.
(حم طب عن أبي أمامة).
10690 روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وغدوة
في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وإن المؤمن على المؤمن عرضه
وماله ونفسه حرمه كما حرم هذا اليوم. (حم هب عن سفيان بن
وهب الخولاني).
10691 ساعة في سبيل الله خير من خمسين حجة. (الديلمي
عن ابن عمر).
10692 غدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها. (ابن قانع
عن سفيان بن وهب الخولاني).
318

10693 لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها.
(ط حم طب عن ابن عباس) (ق عن عمر).
10694 لغزوة في سبيل الله أحب إلي من أربعين حجة.
(عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا عن مكحول) قال: كثر المستأذنون
إلى الحج في غزوة تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
10695 يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه. (ط
ك ق عن عثمان).
10696 لمقام أحدكم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها.
(طب ص عن سهل بن سعد).
10697 لموقف في سبيل الله لا يسل فيه بسيف، ولا يطعن
فيه برمح ولا يرمى بسهم أفضل من عبادة ستين سنة لا يعصى الله فيها
طرفة عين. (ابن النجار عن ابن عمر).
10698 ما تقدم رجل خطوة في سبيل الله عز وجل إلا اطلعن
عليه الحور العين، وإن تأخر خطوة استحيين منه، واستترن منه، فان
استشهد كانت أول شجة من دمه كفارة لخطاياه، وينزل عليه
اثنتان من الحور العين فينفضان التراب عن وجهه، ويقولان مرحبا فقد آن
لك، ويقول هو مرحبا فقد آن لكما. (هناد طب عن يزيد بن شجرة).
319

10699 لا تلثموا في سبيل الله، فإنما غبار في سبيل الله فتات
مسك أهل الجنة. (أبو الشيخ عن أبي الدرداء).
10700 لا تنح عنه، فوالذي نفسي بيته لذريرة الجنة يعني
الغبار. (الباوردي والبغوي وابن منده ن عن ربيع بن زياد).
10701 لا يجتمع غبار في منخري عبد في سبيل الله فتمسه النار
أبدا. (الشيرازي في الألقاب عن عثمان).
10702 لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد
أبدا. (ابن زنجويه عن أبي هريرة) (ابن زنجويه عن عائشة).
10703 لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح
جهنم، ولا يجتمع في جوف عبد الايمان والحسد. (حب عن أبي هريرة).
10704 من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار.
(ط حم والباوردي ق عن جابر) (ابن زنجويه كر عن رجل)
(ابن عساكر عن أبي بكر الصديق).
10705 لا تعتزله فوالذي نفسي بيده إنه لذريرة الجنة. (د في
المراسيل ن في الكنى والبغوي طب عن ربيعة بن زيد) أن النبي صلى الله عليه وسلم
أبصر شابا يسير معتزلا، فقال: ما لك اعتزلت الطريق؟ قال: كرهت
الغبار قال: فذكره.
320

10706 ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار،
(ع وابن عساكر عن مالك بن عبد الله الخثعمي) (الشيرازي في
الألقاب عن عثمان)
10707 ما من رجل يغبر وجهه في سبيل الله إلا أمن الله تعالى
وجهه يوم القيامة، وما من رجل تغبر قدماه في سبيل الله إلا أمن الله
قدميه من النار يوم القيامة. (هب عن أبي أمامة).
10708 من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمها الله على النار.
(ابن زنجويه وسمويه والعمار وابن عساكر عن أبي بكر الصديق).
10709 من أظل رأس غاز أظله الله عز وجل يوم القيامة،
ومن جهز غازيا في سبيل الله حتى يستقل بجهازه كان له مثل أجره
حتى يموت أو يقتل أو يرجع، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم
الله بنى الله له بيتا في الجنة. (حم والعدني ع حب ك ق ص
عن عمر).
10710 من جهز غازيا في سبيل الله فله مثل أجره، ومن خلف
غازيا في سبيل الله في أهله بخير وأنفق فله مثل أجره. (الدارمي حب
طب عن زيد بن خالد الجهني).
321

10711 من جهز غازيا أو خلفه في أهله بخير فإنه معنا. (حم
ط ب عن معاذ).
10712 من جهز حاجا أو جهز غازيا أو خلفه في أهله أو فطر
صائما فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا. (هب عن
زيد بن خالد).
10713 فضل نساء المجاهدين على القاعدين في الحرمة كأمهاتهم،
وما أحد من القاعدين بمخلف أحدا من المجاهدين في أهله فيخون فيهم
إلا وقف له يوم القيامة، فقيل له: إن هذا خانك في أهلك فخذ من عمله
ما شئت. (طب عن ابن بريدة عن أبيه).
322

فصل الرباط
من الاكمال
10714 إن صلاة المرابط تعدل خمسمائة صلاة، ونفقة الدينار
والدرهم منه أفضل من تسعمائة دينار ينفقه في غيره من غيره. (أبو الشيخ
هب عن أبي أمامة).
10715 أول هذا الامر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة، ثم
يكون ملكا ورحمة، ثم يكون إمارة ورحمت، ثم يتكادمون (1)
عليه
تكادم الحمير، فعليكم بالجهاد فان أفضل جهادكم الرباط وأن أفضل رباطكم
عسقلان. (طب عن ابن عباس).
10716 ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر؟ حارس حرس
في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله. (ك ق عن ابن عمر).
10717 من حرس وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا يأخذه
سلطان لم يرى النار بعينه إلا تحلة القسم، فان الله تعالى يقول: (وإن

1) كدم الحمار كدما من بابي قتل وضرب: عض بأدنى فمه وكذلك غيره
من الحيوانات فهو كدوم ا ه‍ المصابيح المنير (2 / 723).
وقال ابن الأثير في النهاية (4 / 156) كدم: يقبضون عليها ويعضونها
ا ه‍. ص.
323

منكم إلا واردها). (حم خ في تاريخه ع طب عن معاذ بن أنس).
10718 من حرس ليلة على ساحل البحر كان أفضل من عبادة
رجل في أهله ألف سنة السنة ثلاثمائة وستون يوما، كل يوم ألف سنة
(ع كر عن أنس) وفيه محمد بن شعيب عن سابور عن سعيد بن
خالد بن أبي الطويل.
10819 من رابط يوما في سبيل الله أو ليلة كان كعدل شهر
صيامه وقيامه. (البغوي وابن قانع عن السميط البجلي).
10720 من رابط ليلة حارسا من وراء المسلمين كان له مثل أجر
من خلفه ممن صام وصلى. (ابن زنجويه قط في الأفراد عن أنس).
10721 من رابط فواق ناقة وجبت له الجنة. (الخطيب
عن عائشة).
10722 من شهد عيدا من أعياد المسلمين في ثغر من ثغور
المسلمين كتب الله له من الحسنات عدد كل مشرك ومشركة وراء
ظهره. (ابن زنجويه عن أنس).
10723 من مات مرابطا في سبيل الله أو من عذاب القبر،
ونمي له أجره إلى يوم القيامة. (البغوي حب كر عن سلمان).
324

10724 من رابط ليلة في سبيل الله كان أفضل من صيام رجل
وقيامه شهرا في أهله. (ابن عساكر عن سعيد بن خالد بن أبي الطويل عن
أنس) وسعيد منكر الحديث.
10725 من شهد عيدا من أعياد المسلمين في ثغر من ثغور
المسلمين كان له من الحسنات عدد ريش كل طير في حريم الاسلام. (ابن
زنجويه عن يحيى ابن أبي كثير) مرسلا.
10726 من مات مرابطا في سبيل الله أجير من فتنة القبر،
وجرى عليه صالح عمله الذي كان يعمل إلى يوم القيامة. (الحكيم
عن سلمان).
10727 من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث علها يوم
القيامة رباط أو حج أو غير ذلك. (طب عن فضالة بن عبيد).
10728 ن مات مرابطا وقي فتنة القبر وأومن من الفزع
الأكبر وغدي عليه وريح برزقه من الجنة، وكتب له أجر المرابط
إلى يوم القيامة. (حم عن أبي هريرة).
10729 المرابطون بقزوين والروم وسائر المرابطين في البلاد
يختم لكل من رابط منهم في كل يوم وليلة أجر قتيل في سبيل الله
متشحط في دمه (الخطيب في فضائل قزوين والرافعي عن أبي الدرداء).
325

10730 حرس ليلة في سبيل الله عز وجل أفضل من ألف ليلة
يقام ليلها ويصام نهارها. (حم طب أبو نعيم في المعرفة ك هب
عن عثمان).
10731 حرمت عين على النار سهرت في سبيل الله. (ن
عن أبي ريحانة).
10732 رباط يوم في سبيل الله خير، من صيام شهر وقيامه،
ومن مات مرابطا في سبيل الله كان له أجر مجاهد إلى يوم القيامة. (ابن
زنجويه عن سلمان).
10733 رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه صائما لا يفطر
وقائما لا يفتر، فإذا مات مرابطا جرى له صالح ما كان يعمل حتى يبعث
ووقي عذاب القبر. (حم طب وابن عساكر عن سلمان).
10734 رباط يوم في سبيل الله خير من قيام شهر وصيامه،
ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى له أجر المجاهدين إلى يوم القيامة.
(الروياني كر عن سلمان).
10735 رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع
سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها؟ والروحة يروحها العبد
326

في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها. (حم خ ن عن
سهل بن سعد).
10736 رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه
فان مات جرى له أجر المرابط، ويؤمن من الفتان، ويقطع له برزق
من الجنة. (البغوي عن سلمان الفارسي).
10737 رباط يوم في سبيل الله أفضل من صيام شهر وقيامه،
ومن مات مرابطا في سبيل الله أجير من فتنة القبر، ويجرى له صالح ما
كان يعمل إلى يوم القيامة. (ابن زنجويه عن سلمان).
10738 رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، ولقاب
قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها. (طب عن سلمان).
10739 رباط يوم في سبيل الله كصيام شهر وقيامه، ومن
مات مرابطا جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأومن من الفتان،
ويبعث يوم القيامة شهيدا. (طب عنه).
10740 رباط يوم وليلة يعدل صيام شهر وقيامه، ويجرى عليه
رزقه ويبقى له عمله ويوقى الفتان. (طب عن أبي الدرداء).
10741 لا تفعل ولا يفعله أحد منكم فلصبر ساعة في بعض
327

مواطن المسلمين خير من عبادة أربعين عاما خاليا. (ط ق عن عسعس
ابن سلامة).
10742 لا يزال الجهاد حلوا خضرا ما أمطرت السماء وأنبتت
الأرض وسينشأ نشوء من قبل المشرق يقولون: لا جهاد ولا رباط،
أولئك هم وقود النار، رباط يوم في سبيل الله خير من عتق ألف رقبة،
ومن صدقة أهل الأرض جميعا.) ابن عساكر وضعف عن أنس).
10743 كل ميت إذا مات ختم على عمله إلا المرابط في سبيل
الله، فإنه يجرى عليه حتى يبعث. (طب عن عقبة بن عامر).
10744 لان أحرس ثلاث ليال مرابطا من وراء بيضة المسلمين
أحب إلى من أن تصيبني ليلة القدر في أحد المسجدين المدينة أو بيت
المقدس. (أبو الشيخ عن أنس) (ابن شاهين هب عن أبي أمامة).
10745 لرباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا
من غير شهر رمضان أعظم أجرا من عبادة مائة سنة صيامها وقيامها
ورباط يوم في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبا من شهر رمضان
أفضل عند الله وأعظم أجرا من عبادة ألف سنة صيامها وقيامها فان رده
الله إلى أهله سالما لم يكتب عليه سيئة ألف سنة ويكتب له الحسنات
328

ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة. (د (1) عن أبي بن كعب) قال
المنذري في الترغيب آثار الوضع عليه لائحة وكيف لا وهو في رواية
عمر بن صبيح وقال ابن كثير: أخلق بهذا الحديث أن يكون موضوعا
لما فيه من المجازفة ولأنه من رواية عمر بن صبيح أحد الكذابين بين المعروفين
بوضع الحديث.
10746 ليبعثن اله أقواما يوم القيامة تلألأ وجوههم،
يمرون بالناس كهيئة الريح، يدخلون الجنة بغير حساب، قيل: من هم

1) الحديث رواه ابن ماجة في كتاب الجهاد باب فضل الرباط في سبيل الله
برقم (2768).
ولا يوجد في سنن أبي داود كما عزاه المصنف ولعل العزو خطأ مطبعي
كما هو الظاهر.
راجع عبارة المنذري في الترغيب (2 / 245)، وفي سنن ابن ماجة
(2 / 925) قال في الزوائد: اسناده ضعيف.
واتماما للفائدة أوضح ضبط عمر بن صبيح، قد ورد اسمه خطا.
فقال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (7 / 463): عمر بن صبح
ابن عمران التميمي العدوي أبو نعيم الخراساني السمرقندي، وصبح:
بضم المهملة وسكون الموحدة.
قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال الأزدي: كذاب له
حديث في الجهاد ا ه‍ ص.
329

يا رسول الله؟ قال: أولئك قوم أدركهم الموت وهم في الرباط. (عق
وقال منكر عن أبي هريرة).
10747 ربا ثلاث ثم قل للعاملين والعالمين فليذكروني.
(حل عن عمرو بن عبسة).
10748 من أصابه شيب في سبيل الله جعله الله نورا يوم القيامة.
(ص عن عمرو بن عبسة).
10749 من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة،
قيل: فان رجالا ينتفون الشيب، قال: من شاء فلينتف نوره. (طب
عن فضالة بن عبيد).
10750 من شاب شيبة في سبيل الله كان له نورا يوم القيامة،
ومن رمى بسهم في سبيل الله بلغ العدو أو لم يبلغ كان له كعتق رقبة
ومن أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار. (عبد الرزاق حم ن ق
عن عمرو بن عبسة) (طب عن أبي أمامة).
10751 إذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة وأخذتم
أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله بعث الله عليكم
ذلا لا ينزعه منكم حتى تراجعوا أمر دينكم، فان الرجل ليتعلق بجاره
330

يوم القيامة، فيقول: إن هذا أغلق بابه وضن عني بماله. (ابن جرير
عن ابن عمر).
10752 إذا أنتم اتبعتم أذناب البقر وتبايعتم بالعينة، وتركتم الجهاد
في سبيل الله ليذلنكم الله بذلة في أعناقكم ثم لا ينزع منكم حتى ترجعوا
إلى ما كنتم عليه، وتتوبوا إلى الله تعالى. (حم عن ابن عمر).
10753 إن العرب إذا ابتعت أذناب البقر صب عليهم الذلة
وسلط عليهم ولد فارس فيدعون فلا يستجاب لهم. (تمام عن مساور
ابن شهاب بن مسرور عن أبيه عن جده سعد بن أبي العادية عن أبيه).
10754 يا بشير لا جهاد ولا صدقة فبم ذا تدخل الجنة. (حم
والحسن بن سفيان وابن قانع طب ك ص عن بشير بن الخصاصية) (1)
10755 لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة. (طس ق ك
عن بشير بن الخصاصية).

1) رواه أحمد في مسنده (5 / 224) عن بشير. قال: فلا جهاد ولا
صدقه فلم تدخل الجنة إذا. ص.
331

النفقة على الخيل
من الاكمال
10756 مثل المنفق على الخيل كالمتكفف بالصدقة. (حب
عن أبي هريرة).
10757 من حبس فرسا في سبيل الله ان ستره من النار. (عبد
ابن حميد عن زيد بن ثابت).
10758 من ربط فرسا في سبيل الله، ثم ولي (1)) حسه ومسحه
ونقى شعيره كان له بعدد كل شعيرة وكل حبة حسنة تكتب له،
وسيئة تمحى عنه. (ابن عساكر عن تميم).
10759 المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة، ويقبضها،
وأبوالها وأوراثها عند الله يوم القيامة كذكي المسك. (ابن سعد طب عن
يزيد بن عبد الله بن عريب عن أبيه عن جده).
10760 من نقى لفرسه شعيرا ثم قام به حتى يعلقه (2) عليه
كتب الله له بكل شعيرة حسنة. (ابن زنجويه والحاكم في الكنى عن تميم)

1) ولى حسه: أي نفض التراب عنها ا ه‍ من النهاية. ح.
2) حتى يعلقه: هكذا في الفتح الكبير (3 / 105) ومر برقم (10624) ص.
332

10761 ما من امرئ مسلم يربط فرسا في سبيل الله إلا يكتب
الله له بكل حبة توافيه حسنة ويحط عنه بكل حبة سيئة. (ابن عساكر
عن عائشة).
10762 الخيل ثلاثة، فرجل ارتبط فرسا في سبيل الله، فروثها
ولحمها في ميزان صاحبها يوم القيامة، ورجل ارتبط فرسا يريد بطنها، ورجل
ارتبط فرسا رياء وسمعة فهو في النار. (أبو الشيخ في الثواب عن أنس).
10763 الخيل ثلاثة، ففرس للرحمن، وفرس للانسان، وفرس
للشيطان، فأما فرس الرحمن فما اتخذ في سبيل الله وقتل عليه أعداء الله،
وأما فرس الانسان فما استبطن وتحمل عليه، وأما فرس الشيطان فما
روهن عليه وقومر عليه. (طب عن خباب).
10764 الخيل ثلاثة: فرس يربطها الرجل في سبيل الله فثمنه
أجر وعاريته أجر وعلفه أجر وفرس يغالق فيه الرجل ويراهن فثمنه
وزر وعلفه وزر وركوبه وزر، وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا
من الفقر إن شاء الله تعالى. (حم عن رجل من الأنصار) (1)
10765 ما ثقل ميزان عبد كدابة تنفق في سبيل الله، أو
يحمل عليها في سبيل الله. (طب عن معاذ).

1) لدى رجوعي لمسند الإمام أحمد (4 / 69) تبين لي في المطبوع ألفاظ
زائدة ومغايرة لما في المسند راجعه إن شئت. ص.
333

10766 دينار أنفقته على نفسك، ودينار أنفقته على والديك،
ودينار أنفقته على ابن لك، ودينار أنفقته على أهلك، ودينار أنفقته في
سبيل الله وهو أحسنها أجرا. (قط في الافراد عن أبي هريرة).
الغزو في البحر
من الاكمال
10767 من جلس على البحر احتسابا ونية احتياطا للمسلمين
كتب الله له بكل قطرة في البحر حسنة. (طب عن أبي الدرداء).
10768 لان أمرض على ساحل البحر أحب إلي من أن أصبح
فأعتق مائة رجل، ثم أجهزهم ودوابهم في سبيل الله. (أبو الشيخ
عن علي).
10769 من رابط في شئ من سواحل المسلمين ثلاثة أيام
أجزأت عنه رباط سنة. (حم طب عن أم الدرداء).
10770 من مرض يوما في البحر كان أفضل من عتق ألف
رقبة يجهزهم وينفق عليهم إلى يوم القيامة، ومن علم رجلا في سبيل الله
آية من كتاب الله أو كلمة من سنة حثا الله له من الثواب يوم القيامة
حتى لا يكون شئ من الثواب أفضل مما يحثي الله له. (حل عن علي).
334

10771 من كبر تكبيرة عند الغروب على ساحل البحر رافعا صوته
أعطاه الله من الاجر بعدد كل قطرة في البحر عشر حسنات، ومحا عنه
عشر سيأت، ورفع له عشر درجات ما بين كل درجتين مسيرة مائة
عام للفرس المسرع. (طب حل ك عن اياس بن معاوية بن قرة عن أبيه
عن جده) قال الذهبي هذا منكر جدا وفي اسناده من يتهم.
10772 من غزا في البحر غزوة في سبيل الله والله أعلم بمن يغزو في
سبيل الله فقد أدى إلى الله طاعته كلها، وطلب الجنة كل مطلب وهرب
من النار كل مهرب. (طب وابن عساكر عن عمران بن حصين) وفيه
عمر بن صبح كذاب.
10773 من غزا البحر في سبيل الله كان له فيما بين الموجتين كمن
قطع الدنيا في طاعة عز وجل. (أبو الشيخ عن أبي هريرة).
10774 من لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر، فان قتال يوم في البحر خير من قتال يومين في البر، وإن أجر الشهيد في البحر كأجر
الشهيدين في البر وإن خيار الشهداء أصحاب الاكفء قيل: يا رسول الله
ومن أصحاب الاكفء؟ قال: قوم تكفأ عليهم مراكبهم في البحر.
(كر عن علقمة بن شهاب القسري) مرسلا.
10775 من لم يدرك الغزو معي فليغز في البحر. (طس كر
عن علقمة بن شهاب).
335

10776 المائد في البحر الذي يصيبه القئ له أجر شهيد،
والغريق له أجر شهيدين. (د ق عن أم حرام) (1)
فصل في صدق النية
10777 من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله ما نوى.
(حم ن ك عن عباد).
10778 إنما يبعث الله المقتتلين على النيات. (ابن عساكر
عن عمر).
10779 مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يتقوون
على عدوهم مثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها. (د في مراسيله
وأبو نعيم ق عن جبير بن نفير) مرسلا.
10780 سبحان الله لا بأس أن يؤجر ويحمد. (حم د عن
سهل بن الحنظلية).
10781 ما أجد له في غزوته هذه في الدنيا والآخرة إلا دنانيره
التي سمى. (د ك عن يعلى بن منية).
.

1) لدى الرجوع لمنتخب كنز العمال (1 / 276) بدون رمز (ق) وكذا
في الفتح الكبير (3 / 250). ص
336

10782 يا عبد اله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله
صابرا محتسبا، وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا، يا عبد الله
ابن عمرو عل أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال. (د ك
ق عن ابن عمرو).
10783 ستفتح عليكم الأمصار، وستكون جنود مجندة،
يقطع عليكم فيها بعوث، فيكره الرجل منكم البعث، فيتخلص من
قومه، ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم، يقول: من أكفه
بعث كذا؟ من أكفه بعث كذا؟ إذا وذلك الأجير إلى آخر قطرة
من دمه. (حم د هق عن أبي أيوب).
10784 إن أقواما بالمدنية خلفنا، ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا
وهم معنا حسبهم العذر. (خ عن أنس).
10785 إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة
ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم فيه، وهم بالمدينة حبسهم العذر. (حم خ
د ه عن أنس) (م ه‍ عن جابر).
10786 أعطها إياه فإنها حظه من غزاته. (ك هق عن
يعلى بن منية).
337

المسابقة من الاكمال
10787 إن الله عز وجل يباهي بالمتقلد سيفه في سبيل الله
ملائكته وهم يصلون عليه ما دام متقلده. (الخطيب عن علي).
10788 من تقلد سيفا في سبيل الله قلده الله وشاحا في الجنة
لا تقوم لها الدنيا منذ خلقها اله إلى يوم يفنيها، وإن الله ليباهي بسيف
الغازي ورمحه وسلاحه، وإذا باهى الله بعد لم يعذبه أبدا. (أبو الشيخ
والمخلص في فوائده عن أبي هريرة) وهو واه.
10789 من تقلد سيفا في سبيل الله قلده الله يوم القيامة وشاحين
من الجنة لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، من يوم خلقها إلى يوم يفنيها،
وصلت عليه الملائكة حتى يضعه عنه، وان الله ليباهي ملائكته بسيف
الغازي ورمحه وسلاحه، وإذا باهى الله بعبد من عباده لم يعذبه بعد ذلك
أبدا. (ابن النجار عن أبي هريرة).
10790 من سل سيفه في سبيل الله فقد بايع الله. (ابن مردويه
عن أبي هريرة)
10791 صلاة الرجل متقلدا بسيفه تفضل على صلاته غير متقلد
بسبعمائة ضعف. (الخطيب عن علي).
338

10792 من يأخذ هذا السيف بحقه؟ قيل: وما حقه؟ قال:
لا يقتل به مسلما، ولا يفر به عن كافر. (ك عن هشام بن عروة عن
أبيه عن الزبير).
10793 من يأخذ هذا السيف بحقه. (حم وعبد بن حميد
م وأبو عوانة ك عن أنس) (1)
10794 لا تضرب بهذا، ولكن أطعن به طعنا. (طب عن
عتبة بن عبد السلمي) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرني سيفك، فسله
فإذا هو سيف فيه دقة وضعف قال: فذكره.
10795 لا تغالوا في أثمان السيوف، فإنها مأمورة. (الديلمي
عن عبد الله بن بسر).

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي دجانة.
رقم (2470) فسبب الحديث: عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذ سيفا يوم أحد فقال: من يأخذ مني هذا؟ فبسطوا أيديهم كل
انسان منهم: أنا أنا.) ا ه‍ صحيح مسلم (4 / 1917). ص.
339

لبس المغفر (1) والدرع
10796 من اتخذ مغفرا لمجاهدته في سبيل الله غفر الله له، ومن
اتخذ بيضة بيض الله وجهه يوم القيامة، ومن اتخذ درعا كانت له سترا
من النار يوم القيامة. (الخطيب عن الحسن) وسنده ضعيف.
التسبيح بو الذكر
10797 التسبيح من الغازي سبعون ألف حسنة، والحسنة بعشر
أمثالها. (الديلمي عن معاذ).
10798 طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله،
فان له بكل كلمة سبعين ألف حسنة، كل حسنة منها بعشرة
أضعاف مع الذي له عند الهل من المزيد والنفقة على قدر ذلك. (طب
عن معاذ).

1) قال ابن الأثير في النهاية (3 / 374):
المغفر: وفي حديث الحديبية (والمغيرة بن شعبة عليه المغفر) هو ما
يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه. ا ه‍ ص.
340

الصلاة
10799 صلاة الرجل وحده في سبيل الله بخمس وعشرين صلاة
وصلاته في رفقة بسبعمائة صلاة، وصلاته في الجماعة بتسع وأربعين ألف
صلاة. (الديلمي عن أبي أمامة).
الصوم
10800 من صام يوما في سبيل الله فريضة باعد الله تعالى عنه
جهنم كما بين السماوات والأرضين السبع، ومن صام يوما تطوعا باعد الله
عنه جهنم مسيرة ما بين السماء. (طب عن عتبة بن عبد السلمي).
10801 من طام يوما في سبيل الله تعالى باعد الله وجهه عن النار
مسيرة مائة عام. (طب عن عمرو بن عبسة).
10802 من صام يوما في سبيل الله تعالى بعد الله وجهه عن النار
مسيرة مائة عام ركض الفرس الجواد المضمر. (طب هب عن
أبي أمامة).
10803 من صام يوما في سبيل الله تعالى باعده الله عن النار
مقدار مائة عام. (ابن منده عن خطام بن قيس).
341

10804 من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار سبع
خنادق بين كل خندق كما بين سبع سماوات وسبع أرضين. (كر
عن جابر).
10805 من صام يوما في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار
بذلك اليوم سبعين خريفا. (ط حم خ م ق (1) عن أبي سعيد).
10806 من صام يوما في سبيل الله تطوعا جعل الله بينه وبين
النار خندقا كما بين السماء والأرض. (ابن زنجويه ت، غريب، طب
عن أبي أمامة).
10807 من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه من جهنم
سبعين عاما. (ن عن أبي سعيد).
10808 من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حر جهنم
عن وجهه سبعين خريفا. (ن عن أبي سعيد).
10809 لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم
وجهه عن النار سبعين خريفا. (حب (2) عن أبي سعيد).

1) ورواه الترمذي كتاب فضائل الجهاد باب ما جاء في فضل الصوم في
سبيل الله عن أبي هريرة رقم (1622) وقال: غريب. ص.
2) ورواه الترمذي كتاب فضائل الجهاد باب ما جاء في فضل الصوم في
سبيل الله رقم (1623) وقال: حسن صحيح. ص.
342

10810 ما من عبد صام يوما في سبيل الله إلا زوج حورا
من الحور العين في خيمة من درة مجوفة، عليها سبعون حلت، ليس
منها حلة تشبه صاحبتها، على سرير من ياقوتة حمراء موشحة بالدر،
عليها سبعون ألف فراش، بطائنها من إستبرق، ولها سبعون ألف
وصيفة لحاجاتها، وسبعون ألفا لبعلها، مع كل وصيفة منهن سبعون ألف
صحفة من ذهب ليس منها صحفة إلا وفيها لون من الطعام ما ليس في
الأخرى، يجد لذة آخرها كلذة أولها. (ابن عساكر عن ابن
عباس) وفيه الوليد بن الوليد بن زيد الدمشقي القلانسي، منكر
الحديث.
10811 ما من رجل يصوم يوما في سبيل الله إلا باعده الله عن النار
مقدار مائة عام. (سمويه طب ص عن عبد الله بن سفيان الأزدي).
343

الفصل الثاني
في آداب الجهاد وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول في المسابقة
10812 أحب اللهو إلى الله تعالى إجراء الخيل والرمي. (عد
عن ابن عمر).
10813 إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسا أغر محجلا مطلق
اليد اليمنى فإنك تسلم وتغنم. (طب ك هق عن عقبة بن عامر).
10814 استعتبوا الخيل تعتب. (عد وابن عساكر عن
أبي أمامة).
10815 رهان الخيل طلق (1) (سمويه والضياء عن
رفاعة بن رافع).
10816 عاتبوا الخيل فإنها تعتب (طب والضياء عن أبي أمامة).

1) رهان الخيل طلق: بكسر الطاء وسكون اللام: أي حلال.
قال في النهاية جزء الثاني: الخيل طلق. بمعنى أن الرهان على الخيل
حلال ا ه‍. ح.
344

10817 من جلب (1)) عن الخيل يوم الرهان فليس منا. (طب
عن ابن عباس).
10818 لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل. (حم 4
عن أبي هريرة).
10819 لا تركبوا الخز والنمار. (د عن معاوية).
10820 من أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق
فليس بقمار، ومن أدخل فرسا بين فرسى وقد أمن أن يسبق فهو قمار.
(حم د ه‍ عن أبي هريرة).
10821 لا جلب ولا جنب (2)) في الرهان. (د عن عمران
ابن حصين).

1) قال العلقمي: الجلب يكون في السباق وهو أن يتبع الرجل فرسه شخصا
فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثا له على الجري فنهى عن ذلك. شرح
الجامع الصغير.
2) لا جلب ولا جنب بفتح الجيم في الكلمتين وفتح اللام في الأول والنون
في الثانية قال في النهاية: الجنب بالتحريك في السباق أن يجنب فرسا
إلى فرسه الذي يسابق عليه فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب ا ه‍
جزء الأول.
وأما الجلب أيضا بالتحريك وتقدم معناه في حديث رقم (10817) ح
345

10822 لا جلب ولا جنب، ولا شغار (1) في الاسلام، ومن
انتهب نهبة فليس منا. (حم ت ه‍ (2) عن عمران بن حصين).
10823 إنه ليس من فرس عربي إلا يؤذن مع كل فجر يدعو
بدعوتين يقول: اللهم إنك خولتني من خولتني من بني آدم فاجعلني من
أحب أهله وماله إليه. (حم ن ك عن أبي ذر).
10824 تبد الخيل يوم وردها. (ه‍ عن ابن عمر وابن عواف) (3)

1) الشغار: بكسر الشين يكون بضع كل واحدة منهما في مقابلة الأخرى
من غير مهر بينهما ا ه‍ النهاية.
والنهية: بضم النون وسكون الهاء هي الغارة والسلب ا ه‍ النهاية ح.
2) يشير المصحح أن الحديث ليس في ابن ماجة ولدى الرجوع وجدته في
سنن ابن ماجة وهو بعضه ولفظه: لا شغار في الاسلام، كتاب النكاح
باب النهي عن الشغار رقم (1885) وقال في الزوائد: إسناده صحيح
ورجاله ثقات وله شواهد صحيحة.
وفي الفتح الكبير (3 / 343) يعزو الحديث (حم ت ن).
3) في المطبوع وأول الحديث: تبد، بينما لدى الرجوع لمنتخب كنز العمال
(2 / 286) رأيت: تبدأ وهكذا في الفتح الكبير (2 / 22) وعن
عمرو بن عوف بينما كان في عزو الحديث هكذا (عن ابن عمر وابن
عوف) ورواه ابن ماجة.
وعزى في الفتح والمنتخب لابن ماجة ولم أره في كتاب الجهاد. ص.
346

10825 لا تقصوا نواصي الخيل ولا معارفها ولا أذنابها، فان
أذنابها مذابها ومعارفها دفاؤها، ونواصيها معقود فيها الخير. (د عن بن
عبد السلمي) (1)
10826 تكون إبل للشياطين، وبيوت الشياطين. (د عن
أبي هريرة).
10827 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا. (د عن أنس).
10828 ألا لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت.
(د عن أبي بشير).

1) شرح الكلمات اللغوية:
معارفها: بكسر الراء جمع معرفة بفتحها الموضع الذي ينبت عليه عرف
الفرس من رقبته وعرف الفرس بضم فسكون شعر عنقه.
دفاؤها: بكسر الدال أي كساؤها الذي تدفأ به، وقال المنذري في:
اسناده رجل مجهول.
راجع عون المعبود شرح سنن أبي داود (7 / 216) باب في كراهية
جز نواصي الخيل وأذنابها رقم (2525). ص.
347

الفرع الثاني في الرمي
10829 اركبوا وانتضلوا (1)) وأن تنتضلوا أحب إلي، وإن الله
ليدخل بالسهم الواحد الجنة صانعه يحتسب فيه، والممد به، والرامي به،
وإن الله ليدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينتفع به المسكين
ثلاثة الجنة رب البيت الآمر به، والزوجة تصلحه، والخادم الذي يناول
المسكين. (طب عن عمرو بن عطية).
10830 إن الأرض ستفتح لكم وتكفون الدنيا، فلا يعجز
أحدكم أن يلهو بأسهمه. (طب عن عمرو بن عطية).
10831 ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم
أن يلهو بأسهمه. (حم م عن عقبة بن عامر).

1) نضل: مر بقوم ينضلون: أي يرتمون بالسهام، يقال انتضل القوم
وتناضلوا أي رموا للسبق. النهاية لابن الأثير (5 / 72).
ويقال نصل السهم إذا خرج منه النصل. النهاية (5 / 67).
لما كان الحديث في المطبوع بالضاد وفي الجامع الصغير بالصاد وفي الفتح
الكبير بالضاد (1 / 174) وفي بعض النسخ كذلك بالصاد، فمن ناحية
المعنى تأتي نضل ونصل بمعنى واحد ا ه‍.
وفي الفتح الكبير (1 / 174) عزاه [طس] والمهدية، بينما في المطبوع
والممد به، وهذا لفظ الترمذي كتاب الجهاد رقم (1637). ص
348

10832 ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا أن القوة
الرمي. (حم د ت ه‍ عن عقبة بن عامر) زاد (ت) ألا إن الله سيفتح
لكم الأرض وستكفون المؤنة، فلا يعجزن أحدكم أن يلهو بأسهمه.
10833 ألا إني أبرأ إلى كل خل من خلته، ولو كنت
متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، وإن صاحبكم خليل الله. (م
ت ه‍ عن ابن مسعود).
10834 ارموا واركبوا وأن ترموا أحب ألي من أن تركبوا
كل شئ يلهو به الرجل باطل إلى رمى الرجل بقوسه أو تأديبه فرسه، أو
ملاعبته امرأته، فإنهن من الحق، ومن ترك الرمي بعد ما علمه، فقد
كفر الذي علمه. (حم ت هب عن عقبة بن عامر).
10835 إن الله تعالى يدخل بالسهم ثلاثة نفر الجنة: صانعه
يحتسب في صنعته الخير، والرامي به ومنبله (1) (حم عن عقبة بن عامر).

1) رواه أحمد في مسنده (4 / 146) وللحديث بقية وهو: الحديث رقم
(10834 ورقم 10835) حديث واحد في مسند عقبة بن عامر.
ففي المسند: ومنبله: الذي يرد النبل على الرامي من الهدف.
النهاية (5 / 10).
وفي الترمذي كتاب باب ما جاء في فضل الرمي رقم (1637) والرامي
به والممد به ا ه‍. ص.
349

10836 من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة.
(طب عن أبي الدرداء).
10837 من حسن الرمي ثم تركه فقد ترك نعمة من النعم
[القراب (1) في الرمي] (عن يحيى بن سعيد) مرسلا.
10838 رميا بني إسماعيل فان أباكم كان راميا. (حم ه‍ ك
عن ابن عباس).
10839 الرمي خير ما لهوتم به. (عن ابن عمر).
10840 إذا مر أحدكم في مسجدنا أوفى سوقنا ومعه نبل
فليمسك على نصاله بكفه لا يعقر مسلما. (ق د ه‍ عن أبي موسى).
10841 عليكم بالرمي، فإنه من خير لهوكم. (البزار عن سعد).
10842 عليكم بالرمي، فإنه من خير لعبكم. (طس عن سعد).

1) ما بين الحاصرين في المطبوع ولكن في الفتح الكبير (3 / 150):
[التراب في الرمي].
وذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ (3 / 1100): القراب هو:
الحافظ الامام محدث خراسان، أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق
إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن السرخسي ثم الهروي له المصنفات الكبيرة
ولد سنة: 352 ه‍ وتوفي سنة 429 ه‍. ص
350

10843 إياكم والخذف فإنها تكسر السن، ولا تنكئ العدو.
(طب عن عبد الله بن مغفل).
10844 من ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة كفرها
(طب عن عقبة بن عامر).
10845 نهى أن يتخذ شئ فيه الروح غرضا. (حم ت ن
عن ابن عباس).
10846 لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا (م ن ه‍ عن ابن عباس).
10847 من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصاني. (ه‍ عن عقبة
ابن عامر).
10848 من علم الرمي ثم تركه فليس منا (م عن عقبة بن عامر).
الاكمال
10849 إرم بها يعني القوس الفارسية عليكم بهذه يعني القوس
العربية وأمثالها ورماح القنا، فان بهذه يمكن اله لكم في البلاد ويزيد
لكم في النصر. (ط ق عن علي).
10850 بهذه وبرماح القنا يمكن الله لكم في البلاد، وينصركم
على عدوكم. (ق عن عويمر بن ساعدت).
351

10851 ملعون من حملها يعني القوس الفارسية عليكم بهذه يعني
القوس العربية، وبرماح القنا يمكن الله لكم في البلاد، وينصركم على
عدوكم. (ق عن عويمر بن ساعدة).
10852 ارموا يا بني إسماعيل، فان أباكم كان راميا، وأنا مع
محجن بن الأدرع، قالوا: من كنت معه غلب، قال: فارموا وأنا معكم
كلكم. (طب عن حمزة بن عمرو الأسلمي).
10853 ارموا، من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة، أما
إنها ليست بعتبة أمك، ولكن ما بين الدرجتين مائة عام. (ن عن
كعب بن مرة).
10854 من بلغ بسهم فله درجة، قيل يا رسول الله: ما الدرجة؟
قال: أما إنها ليست بعتبة أمك، ما بين الدرجتين مائة عام. (ابن أبي حاتم
وابن مردويه عن ابن مسعود).
10855 من بلغ العدو بسهم رفعه الله به درجة ما بين الدرجتين
مائة عام، ومن يرمي بسهم في سبيل الله كان كمن يعتق رقبة. (حم حب
عن كعب بن مرة).
10856 من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر. (ط ق
عن أبي نجيح).
352

10857 من رمى بسهم في سبيل الله كان كمن أعتق رقبة.
(حب عن كعب بن مرة).
10858 من رمى بسهم في سبيل الله فقصر أو بلغ كان ذلك له
نورا يوم القيامة. (طب عن أبي عمرو الأنصاري).
10859 ما من رجل من المسلمين يرمي بسهم في سبيل الله في
العدو أصاب أو أخطأ إلا كان له أجر ذلك السهم كعدل نسمت، وما من
رجل من المسلمين ابيضت شعرة منه في سبيل الله إلا كانت له نورا يوم
القيامة يسعى بين يديه، وما من رجل من المسلمين أعتق صغيرا أو كبيرا
إلا كان حقا على الله أن يجزيه بكل عضو منه أضعافا مضاعفة. (عبد بن
حميد وابن عساكر عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه).
10860 إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب
في صنعته الخير، والرامي به، والممد به، اركبوا ولان ترموا أحب إلي
من أن تركبوا، كل ما يلهو به الرجل باطل، إلا رميه بقوسه، أو تأديبه
فرسه، أو ملاعبته أهله، فإنهن من الحق، ومن علم الرمي ثم تركه فهي
نعمة كفرها. (ط حم ن ت حسن ك ق عن عقبة بن عامر) (ت
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين) مرسلا.
353

10861 إن الله تعالى ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة: صانعه محتسا به،
والمعين به، والرامي في سبيل الله. (الخطيب عن أبي هريرة).
10862 إن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة:
صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله، وارموا واركبوا،
وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا، ليس من اللهو محمود إلا
ثلاث: تأديب الرجل فرسه، وملاعبته أهله، ورميه بقوسه ونبله،
ومن ترك الرمي بعد ما علمه رغبة عنه فإنها نعمة تركها. (د ن
عن عقبة بن عامر).
10863 كل شئ من لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة: انتضالك
بقوسك، وتأديبك فرسك، وملاعبتك أهلك، فإنها من الحق، انتضلوا
واركبوا، وأن تنتضلوا أحب إلي، إن الله ليدخل بالسهم الواحد ثلاثة
الجنة: صانعه يحتسب فيه الخير، والممد به، والرامي به. (ك عن
أبي هريرة).
10864 من اتخذ قوسا في بيته نفى الله عنه الفقر أربعين سنة.
الشيرازي في الألقاب والخطيب عن أنس).
10865 من تعلم الرمي فنسيه كان نعمة أنعمها الله عليه فتركها.
(القراب في فضل الرمي عن أبي هريرة وعن ابن عمر).
354

10866 من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها. (ابن النجار
عن أبي هريرة).
10867 من علم الرمي ونسيه فهي نعمة جحدها. (الخطيب
عن أبي هريرة).
10868 نعم لهو المؤمن الرمي، ومن تعلم الرمي ثم تركه فقد
عصاني. (أبو نعيم عن ابن عمرو).
10869 من رمي رمية في سبيل الله. (طس ص عن أنس).
10870 من رمى بالليل فليس منا، ومن رقد على سطح لا جدار
له فسقط فمات فدمه هدر. (طب عن عبد الله بن جعفر).
10871 تعلموا الرمي والقرآن، وخير ساعات المؤمن حين
يذكر الله عز وجل. (الديلمي عن أبي سعيد).
10872 تعلموا الرمي فان ما بين الهدفين روضة من رياض الجنة
(الديلمي عن أبي هريرة).
10873 من وضع رداءه فمشى بين الهدفين كان له بكل خطوة
عتق رقبة. (قط في الافراد عن أبي هريرة).
10874 ما مد الناس أيديهم إلى شئ من السلاح إلى وللقوس
عليه فضل. (الديلمي عن ابن عباس)
355

10875 إذا أكثبوكم (1) فعليكم بالنبل. (خ عن حمزة بن أسيد
عن أبيه).
10876 إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل ولا تسلوا السيوف حتى
يغشوكم. (د ق عن مالك بن حمزة بن أسيد الساعدي عن أبيه عن جده).
10877 لا تخذفوا فإنه لا يصاد به الصيد ولا ينكأ به العدو
ويكسر السن ويفقأ العين. (طب عن عبد الله بن مغفل).
الفرع الثالث في آداب متفرقة
10878 إذا كان الجهاد على باب أحدكم فلا يخرج إلا بإذن أبويه.
(عد عن ابن عمر).
10879 إن الذكر في سبيل الله يضعف فوق النفقة بسبعمائة
ضعف. (حم طب عن معاذ بن أنس).
10880 إن الله تعالى يقول إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني
وهو ملاق قرنه. (ت عن عمارة بن زعكرة) (2)

(1) أكثبوكم: قال في النهاية الجزء الرابع: يقال: كثب وأكثب إذا قارب
والكثب: القرب. ا ه‍ ح.
2) رواه الترمذي في كتاب الدعوات باب 119 ورقم الحديث (3580)
عن عمارة بن زعكرة وقال هذا حديث غريب ومعنى قوله: وهو
ملاق قرنه: إنما يعنى عند القتال: أن يذكر الله في تلك الساعة. ص.
356

10881 طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله من ذكر الله،
فان له بكل كلمة سبعين ألف حسنة كل حسنة منها عشرة أضعاف مع
الذي له عند الله من المزيد، والنفقة على قدر ذلك. (طب عن معاذ).
10882 إذا بعثت سرية فلا تنتقهم واقتطعهم، فان الله ينصر
القوم بأضعفهم. (الحارث في مسنده عن ابن عباس).
10883 أبغوني (1) الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم.
(حم م ك حب عن أبي الدرداء). [د]
10884 إذا نصر القوم بسلاحهم وأنفسهم فألسنتهم أحق.
(ابن سعد عن ابن عوف) (هق عن محمد) مرسلا.
10885 إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه. (حم طب عن
كعب بن مالك).
10886 أردية الغزاة السيوف. (عب عن الحسن) مرسلا.

1) ابغوني الضعفاء: قال القاضي: أي اطلبوا لي وتقربوا إلي بالتقرب إليهم
وتفقد حالهم وحفظ حقوقهم والاحسان إليهم قولا وفعلا واستنصارا ا ه‍
فيض القدير جزء الأول. ح.
357

10887 إنا لا نستعين بمشرك. (حم د ه‍ عن عائشة).
10888 إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين. (حم تخ عن
خبيب بن يساف).
10889 إنكم ستلقون العدو غدا فليكن شعاركم حم لا ينصرون
(حم ن ك عن البراء).
10890 إن بيتم فليكن شعاركم حم لا ينصرون. (د ت ك
عن رجل من الصحابة).
10891 الحرب خدعة. (حم ق د ت عن جابر) (ق عن
أبي هريرة) (حم عن أنس) (د عن كعب بن مالك) (ه‍ عن ابن
عباس وعن عائشة) (البزار عن الحسن) (طب عن الحسن وعن زيد
ابن ثابت وعن عبد الله بن سلام وعن عوف بن مالك وعن نعيم بن مسعود
وعن النواس بن سمعان) (ابن عساكر عن خالد بن الوليد).
10892 قل ما بدا لك فان الحرب خدعة. (طب عن ابن عباس).
10893 خذل عنا في الحرب خدعة. (الشيرازي في الألقاب
عن نعيم الأشجعي).
10894 يا أكثم اغز مع غير قومك تحسن خلقك، وتكرم
358

على رفقائك، يا أكثم خير الرفقاء أربعة، وخير الطلائع أربعون، وخير
السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يغلب اثنا عشر ألفا
من قلة. (ه‍ عن أنس) (1)
10895 خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير
الجيوش أربعة آلاف ولا تهزم اثنا عشر ألفا من قلت. (د ت ك
عن ابن عباس).
10896 عليكم بالقنا وبالقسي العربية، فان بها يعزو الله دينكم،
ويفتح لكم البلاد. (طب عن عبد الله بن بسر).
10897 أمال هذه ألقها، وعليك بهذه وأشباهها ورماح القنا،
وإنما يؤيد الله لكم بهذا في الدين ويمكن لكم في البلاد. (ه‍ عن علي).
10898 إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل واستبقوا نبلكم. (خ د
عن أسيد).

1) رواه ابن ماجة كتاب الجهاد باب السرايا رقم (2827) وقال في
الزوائد: في اسناده عبد الملك بن محمد الصنعاني وأبو سلمة العاملي وهما
ضعيفان وقال السيوطي: قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: العاملي
متروك والحديث باطل. ا ه‍ ص.
359

الاكمال
10899 إياكم والخيل المنعلة، فإنها إن تلق العدو تفر، وإن
تغنم تغل. (حم عن أبي هريرة).
10900 إياكم والسرية التي إذا لقيت فرت وإذا غنمت غلت
(البغوي عن أبي الورد).
10901 من ضيق طريقا فلا جهاد له (ابن عساكر عن علي).
10902 يا أكثم لا يصحبك إلا أمين، ولا يأكل طعامك إلا
أمين وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب
قوم يبلغون اثنى عشر ألفا. (أبو نعيم عن أكثم بن الجون).
10903 خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير
الجيوش أربعة آلاف، ولا يهزم اثنا عشر ألفا من قلة (زاد ابن عساكر
(إذا صبروا وصدقوا). (حم د ت حسن غريب ق ك ابن عساكر
عن ابن عباس).
10904 يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين. (البغوي
عن أبي طلحة) قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فلقي العدو
فسمعته يقوله، (ذكره ابن السني في عمل اليوم والليلة والديلمي عن
أنس مثله).
360

10905 لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم
فاثبتوا واذكروا الله كثيرا، فان أجلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت. (ش
طب ك عن ابن عمرو).
10906 لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله العافية، فإنكم لا تدرون
ما تبتلون منهم فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم ربنا وربهم ونواصينا ونواصيهم
بيدك، وإنما تفشلهم أنت ثم الزموا الأرض جلوسا فإذا غشوكم فانهضوا
وكبروا. (ك عن جابر).
10907 لا تتمنوا لقاء العدو، فإنكم لا تدرون ما تبتلون به منهم،
فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم وقلوبنا وقلوبهم بيدك، وإنما
تغلبهم أنت، والزموا الأرض جلوسا، فإذا غشوكم فثوروا وكبروا.
(ابن السني في عمل يوم وليلة عن جابر).
10908 إنا مصبحوهم بغارة فأفطروا وتقووا. (طب
عن أبي أمامة).
361

الباب الثالث
في أحكام الجهاد وفيه خمسة فصول
الفصل الأول
في الأمان والمعاهدة والصلح والوفاء بالعهد
10909 إذا أمنك الرجل على دمه فلا تقتله. (حم ه‍ عن
سليمان بن صرد).
10910 ذمة المسلمين واحدة فإذا جارت عليهم جائرة فلا
تخفروها فان لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به. (ك عن عائشة).
10911 لقد أجرنا من أجرت يا أم هانئ. (ق عن أم هانئ)
زاد (د ت) وآمنا من آمنت.
10912 إن المرأة لتأخذ على القوم. (ت عن أبي هريرة).
10913 من آذى رميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته
يوم القيامة. (خط عن ابن مسعود).
10914 من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وأن ريحها ليوجد
من مسيرة أربعين عاما. (حم خ ن ه‍ عن ابن عمرو).
362

10915 من قتل معاهدا في غير كهنه (1) حرم الله عليه الجنة.
(حم د ن ك عن أبي بكرة).
10916 منعني ربي أن أظلم معاهدا ولا غيره. (ك عن علي).
10917 المسلمون على شروطهم. (د ك عن أبي هريرة).
10918 المسلمين عند شروطهم ما وافق الحق من ذلك. (ك
عن أنس وعن عائشة).
10919 المسلمون عند شروطهم فيما أحل. (طب عن رافع
ابن خديج).
10920 أنا أكرم من وفى بذمته. (هق عن ابن عمر).
10921 أيها الناس إنكم قد أسرعتم في حظائر يهود، ألا لا
تحل أموال المعاهدين إلا بحقها، وحرام عليكم لحوم الحمر الأهلية وخيلها
وبغالها، وكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير. (حم
د عن خالد بن الوليد).
10922 من كان بينه وبين قوم عهد لا يشد عقدة ولا يحلها
حتى ينقضي أمرها أو ينبذ إليه على سواء. (حم د عن عمرو بن عبسة).

1) كهنه: بضم الكاف وسكون النون: يعني من قتله في غير وقته أو
غاية أمره الذي يجوز فيه قتله ا ه‍ نهاية جزء الرابع. ح.
363

10923 يا معشر اليهود أسلموا تسلموا، اعلموا أن الأرض لله
ولرسوله، وإني أريد أن أجليكم من هذه الأرض، فمن وجد منكم بماله
شيئا فليبعه، وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ولرسوله. (ق د عن أبي هريرة).
10924 ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو
أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة. (د هق عن
صفوان بن سليم عن عدة من أبناء الصحابة عن آبائهم دنية).
10925 ألا من قتل نفسا معاهدة له ذمة الله وذمة رسوله فقد
أخفر بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة، وإن الجنة ليوجد ريحها من مسيرة
سبعين خريفا. (ت عن أبي هريرة).
10926 لعلكم تقاتلون قوما فتظهرون عليهم فيقونكم بأموالهم
دون أنفسهم وأبنائهم، فيصالحونكم على صلح فلا تصيبوا منهم فوق ذلك
فإنه لا يصلح لكم. (د عن رجل).
10927 من قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله فقد خفر
ذمة الله ولا يرح رائحة الجنة وأن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما.
(ه‍ ك عن أبي هريرة).
10928 من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وأن
ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما. (حم ن عن رجل).
364

10929 من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة
أن يشم ريحها. (حم ن عن أبي بكرة).
10930 من أمن رجلا على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل،
وإن كان المقتول كافرا. (تخ ن عن عمرو بن الحمق).
10931 من يخفر ذمتي كنت خصمه، ومن خاصمته خصمته.
(طب عن جندب).
10932 يجير على أمتي أدناهم. (حم ك عن أبي هريرة).
10933 الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم
حلالا. (حم د ك عن أبي هريرة) (ت ه‍ عن ابن عمرو بن عوف).
10934 اتركوا الترك ما تركوكم، فان أول من يسلب أمتي
ملكهم وما خولهم الله بنو قنطوراء. (طب عن ابن مسعود).
10935 اتركوا الحبشة ما تركوكم، فإنه لا يستخرج كنز
الكعبة إذا ذو السويقتين من الحبشة. (د ك عن ابن عمرو).
10936 إني لا أخيس بالعهد، ولا أحبس البرد. (حم د ن
حب ك عن أبي رافع).
10937 حسن العهد من الايمان. (ك عن عائشة).
365

10938 دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم.
(د عن رجل).
10939 فوالهم ونستعين بالله عليهم. (حم عن حذيفة).
10940 نفي بعدهم ونستعين الله عليهم. (م عن حذيفة).
10941 إن خيار عباد الله الموفون المطيبون. (طب حل عن
أبي حميد الساعدي) (حم عن عائشة).
الاكمال
10942 من أمن رجلا على دمه فقتله وجبت له النار، وإن
المقتول كافرا. (طب عن معاذ).
10943 من أمن رجلا على دمه فقتله فإنه يحمل لواء غدر يوم
القيامة. (ط ه‍ طب ق عن عمرو بن الحمق).
10944 من أتاهم منا فأبعده الله ومن أتانا منهم فرددناه إليهم
جعل الله له فرجا ومخرجا. (ع عن أنس).
10945 من يخفر ذمتي كنت خصمه، ومن خاصمته خصمته.
(طب عن أبي السوار العدوي) بلاغا.
366

10946 أيها الناس إنكم قد أسرعتم في حظائر اليهود ألا لا تحل
أموال المعاهدين إلا بحقها، وحرام عليكم لحوم الحمر الأهلية وخيلها وبغالها
وكل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير. (حم د والباوردي
عن خالد بن الوليد) طب وزاد: ألا لا يقول رجل متكئ على أريكته:
وما وجدنا في كتاب الله من حلال أحللناه، وما وجدنا في كتاب الله
من حرام حرمناه، ألا وإني حرمت عليكم أموال المعاهدين بغير حقها
ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا
بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة. (عن صفوان بن سليم
عن عدة من أبناء الصحابة عن آبادنية) زاد ق: ألا ومن قتل معاهدا
له ذمة الله وذمة رسوله حرم عليه ريح الجنة، وان ريحها ليوجد من
مسيرة سبعين خريفا.
10947 من ظلم معادها مقرا بذمته مؤديا لجزيته كنت
خصمه يوم القيامة. (ابن منده وأبو نعيم في المعرفة عن عبد الله بن جراد).
10948 المسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل
حراما، والصلح بين الناس جائز إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا.
(طب عد ق عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده) والصلح جائز
بين المسلمين إلا صلحا أحل حلالا أو حرم حراما. (د ق ك عن أبي
367

هريرة ت حسن صحيح ه ق عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف
المزني عن أبيه عن جده (ك عنه) وزاد: والمسلمون على شروطهم إلا
شرطا حرم حلالا.
10949 بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله
إلى زهير بن أقيش سلام على من ابتع الهدى، إني أحد إليكم الله الذي
لا إله إلا هو، أما بعد إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأقمتم الصلاة وآتيتم
الزكاة وفارقتم المشركين وأعطيتم من المغانم الخمس وسهم النبي والصفي
فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسول الله. (ه‍ حم د ك والبغوي والباوردي
طب ق عن النعمان بن لولب).
10950 قد أجرنا من أجرت وآمنا من آمنت. (د ق [ت]
حسن صحيح عن أم هانئ) (1)
10951 اتركوا الترك ما تركوكم. (طب عن ذي الكلاع).
10952 اتركوا الترك ما تركوكم. (طب عن معاذ).

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافرين: باب استحباب صلاة الضحى
رقم (82) وكذا ذكره أبو داود في السنن باب في أمان المرأة رقم
(2746) ومر برقم (10911) ا ه‍ ص.
368

الفصل الثاني
في العشور
10953 إنما العشور على اليهود والنصارى، وليس على المسلمين
عشور. (د عن رجل).
10954 فيما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان عثريا العشر
وفيما سقي بالسواني أو النضح نصف العرش. (حم خ 4 عن ابن عمر).
10955 فيما سقت السماء والأنهار والعيون العشر وفيما سقت
السانية نصف العشر. (حم م د ن هق عن جابر) (1)
10956 فيما سقت السماء والعيون العشر وفيما سقي بالنضح
نصف العرش. (ت ه‍ د عن أبي هريرة).

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب ما فيه العشر أو نصف العشر
وعن جابر بن عبد الله رقم (981).
وأبو داود باب صدقة الزرع رقم (1581).
والسواني: جمع سانية وهي بعير يستقى عليه.
وقال المنذري: أخرجه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة.
عون المعبود شرح سنن أبي داود (4 / 486). ص.
369

الاكمال
10957 ليس على المسلمين عشور، إنما العشور على اليهود
والنصارى. (ابن سعد حم عن حرب بن هلال الثقفي عن جده أبي أمية
رجل من تغلب) (1)
10958 إنما العشور على اليهود والنصارى، وليس على المسلمين
عشور. (ابن سعد والبغوي وابن قانع ق عن حرب بن عبيد الله عن
جده أبي أمية عن أبيه) قال البغوي: رواه جماعة عن عطاء بن السائب
عن حرب عن جده ولم يقل فيه أحد عن أبيه غير أبي الأحوص.
(حم د ق عن رجل من بكر بن وائل عن خاله) (البغوي عن حرب
ابن عبيد الله الثقفي عن خاله) (البغوي عن حرب بن هلال الثقفي عن رجل
من بني تغلب).

1) رواه الإمام أحمد في المسند (5 / 410). ص.
370

الفصل الثالث
في الخمس وقسمة الغنائم
10959 السائمة جبار (1) والمعدن جبار، وفي الركاز (2) الخمس
(حم عن جابر).
10960 إن الله عز وجل إذا أطعم نبيا طعمة فهي للذي يقوم من
بعده. (د عن أبي بكر).
10961 الركاز الذي ينبت في الأرض. (هق عن أبي هريرة).
10962 الركاز الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم
خلقت. (هق عن أبي هريرة).
10963 العنبر ليس بركاز، بل هو لمن وجده. (ابن النجار
عن جابر).
10964 في الركاز الخمس. (ه‍ عن ابن عباس) (طب عن
ثعلبة) (طس عن جابر وعن ابن مسعود).

1) الجبار: اي هدر والسائمة، جبار بضم الجيم وتخفيف الباء: الدابة
المرسلة في رعيها. ح.
2) الركاز: بكسر الراء: هو المال المدفون في الأرض قبل الاسلام وقيل
هو المعادن. ا ه‍ من النهاية بتصرف. ح.
371

10965 في الركاز العشر. (أبو بكر بن أبي داود في جزء من
حديثه عن ابن عمر).
10966 لا نفل إلا بعد الخمس. (حم عن معن بن يزيد).
10967 لا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس، والخمس
مردود فيكم. (د عن عمرو بن عبسة).
10968 يا أيها الناس إنه ليس لي من هذا الفئ شئ لا هذا،
وأشار إلى وبرة من سنام بعير إلا الخمس، والخمس مردود عليكم فادوا
الخيط والمخيط. (د ن عن ابن عمرو).
10969 يا أيها الناس ردوا علي ردائي، فوالله لو أن لي بعدد
شجر تهامة نعما لقسمته عليكم، ثم لا تلقوني بخيلا ولا جبانا ولا كذوبا،
يا أيها الناس ليس لي من هذا الفئ ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس
مردود فيكم فادوا الخياط (1) والمخيط فان الغلول يكون على أهله عارا ونارا
وشنارا إلى يوم القيامة (حم ن عن ابن عمرو).
10970 يا أيها الناس إني لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه
إلا الخمس والخمس مردود عليكم. (ن عن عبادة بن الصامت).

1) الخياط والمخيط: الخياط بكسر الخاء وتخفيف الياء هو الخيط، المخيط:
بكسر الميم وسكون الخاء: الإبرة ا ه‍ من النهاية. ح.
372

10971 أيما قرية اتيتموها وأقمتم فيها فسهمكم فيها، وأيما قرية
عصت الله ورسوله فان خمسها لله ولرسوله، ثم هي لكم. (حم م د
عن أبي هريرة).
10972 عربوا العربي وهجنوا الهجين. (عد هق عن مكحول)
مرسلا.
10973 عربوا العربي وهجنوا الهجين للعربي سهمان وللهجين سهم
(عد هق عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة).
10974 كل قسم في الجاهلية فهو على ما قسم، وكل قسم
أدركه الاسلام فإنه على قسم الاسلام. (د ه‍ عن عبادة).
10975 إني لأعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم، أما
ترضون أن تذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله فوالله
لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به، إنكم سترون بعدي أثرة شديدة فاصبروا
حتى تلقوا الله ورسوله فاني على الحوض. (خ عن أنس).
10976 كيف أنت وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ، اصبر
حتى تلقاني. (حم عن أبي ذر).
10977 لم تحل الغنائم لاحد سود الرؤس ممن قبلكم، كانت
تجمع وتنزل نار من السماء فتأكلها. (ت عن أبي هريرة).
373

10978 إني أعطي قريشا أتألفهم لأنهم حديث عهد بجاهلية
(خ عن أنس).
في تقسيم الغنيمة
10979 كيف وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ؟ قال:
أضع سيفي على عاتقي، ثم أضرب به حتى ألقاك، قال: أفلا أدلك
على خير من ذلك؟ اصبر حتى تلقاني. (حم د وابن سعد والروياني
عن أبي ذر).
الاكمال
10980 لم تحل الغنائم لاحد سود الرؤس ممن قبلكم، كانت
تجمع وتنزل نار من السماء فتأكلها. (ت حسن صحيح ق عن
أبي هريرة).
10981 إني جعلت للفرس سهمين، وللفارس سهمين، فمن نقصها
نقصه الله. (طب عن أبي كبشة).
10982 العبد لا يعطي من الغنيمة شيئا، ويعطي من خرثي (1)

1) خرثي: بضم الخاء وسكون الراء: الأمتعة وأثاث البيت، وأمانه يعني
إذا اعطى أمانا لاحد المحاربين. الخ. ح
374

المتاع وأمانه جائز. (ق وضعفه عن ابن عباس).
10983 ليس للعبد في الغنيمة إلا خرثي المتاع وأمانه جائز،
وأمان المرأة جائز إذا هي أعطت القوم الأمان. (ق عن علي).
10984 من وجد ماله في الفئ قبل أن يقسم فهو له. ومن وجده
بعد ما قسم فليس له شئ. (الخطيب عن ابن عمر).
10985 لا يحل لاحد من المسلمين شئ من غنائم المشركين
قليل ولا كثير خيط ولا مخيط، لا آخذ ولا معط إلا بحق. (ع
عن ثوبان).
10986 لله خمس، وأربعة أخماس للجيش، قيل: فما أحد
أحق من أحد؟ قال: ولا السه تستخرجه من جنبك فلست أحق به
من أخيك المسلم. (البغوي عن رجل من بلقين) قال قلت يا رسول الله ما
تقول في الغنيمة قال فذكره.
10987 لعلك أن تدرك أموالا لا تقسم بين أقوام، وإنما
يكفيك من جمع المال مركب في سبيل الله، وخادم. (طب والبغوي
وابن عساكر عن أبي هاشم بن شيبة بن عتبة).
10988 ليس لاعراب المسلمين في الفئ والغنيمة شئ، إلا ن
يجاهدوا مع المسلمين. (ابن النجار عن بريدة)
375

10989 عشر مباحة لكم في الغزو: الطعام والإدام، والثمار،
والشجر والخل، والزيت والتراب، والحجر، والعود غير منحوت،
والجلد الطري. (طب وابن عساكر عن عائشة) وفيه أبو مسلمة
العاملي متروك.
10990 أعطوني ردائي فلو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته
بينكم ثم لا تجدوني كذابا ولا بخيلا ولا جبانا. (حم خ حب عن جبير
ابن مطعم) (طب عن ابن عباس).
10991 والله لا أزال بين ظهرانيهم ينازعوني ردائي ويصيبني
غبارهم حتى يكون الله يريحني منهم. (ابن سعد عن عكرمة) قال: قال
العباس: يا رسول الله لو اتخذت عرشا فان الناس قد آذوك قال: فذكره.
10992 لا أزال بين أظهرهم يطؤن عقبي وينازعوني ردائي
ويصيبني غبارهم حتى يكون الله هو الذي يريحني منهم. (طب عن العباس
بن عبد المطلب).
10993 لا أزال بينكم تطؤون عقبي حتى يكون الله يرفعني، لا
ترفعوني فوق حقي، فان الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا. (ابن
عساكر عن علي بن الحسين) وقال مرسل حسن ن الاسناد.
376

الخمس من الاكمال
10994 إن هذه من غنائمكم، وإنه ليس يحل لي منها إلا نصيبي
معكم، إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فادوا الخيط والمخيط أو أكبر
من ذلك أو أصغر، ولا تغلوا، فان الغلول نار وعار على أصحابه في الدنيا
والآخرة، وجاهدوا الناس في الله تعالى القريب والبعيد، ولا تبالوا في الله
لومة لائم، وأقيموا حدود الله في الحضر والسفر، وجاهدوا في سبيل
الله تعالى فان الجهاد بابا من أبواب لجنة عظيم، وإنه ينجي الله به من
الهم والم. (حم والشاشي طب ك ص عن عبادة بن الصامت).
10995 إنه لا يحل لي من غنائمكم ما يزن هذه بعد الخمس وهو
مردود فيكم. (الباوردي عن عبادة بن الصامت وبأي الدرداء والحارث بن
معاوية الكندي) (طب عن عمرو بن عبسة).
10996 إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم مثل هذه الشعرات
إلا الخمس ثم هو مردود عليكم. (عبد الرزاق عن الحسن) مرسال.
10997 ألا إن هذا من غنائمكم، وليس لي منه إلا الخمس والخمس
مردود عليكم، فأدوا الخيط والمخيط وأصغر من ذلك وأكبر، فان الغلول
عار على أهله في الدنيا والآخرة، جاهدوا الناس في الله القريب والبعيد،
377

ولا تبالوا في الله لومة لائم، وأقيموا حدود الله في الحضر والسفر، وعليكم
بالجهاد فإنه بابا من أبواب الجنة عظيم ينجي الله به من الغم والهم. (ق
وابن عساكر عن عبادة بن الصامت).
10998 أيما قرية افتتحها الله ورسوله فهي لله ورسوله، وأيما قرية
افتتحا المسلمون عنوة فخمسها لله ولرسوله، وبقيتها لمن قاتل عليها.
(ق عن أبي هريرة).
10999 أيها الناس لا يحل لي ولا لاحد من مغانم المسلمين ما يزن
هذه الوبرة بعد الذي فرض الله لي. (طب عن ابن ابن عمرو بن خارجة).
11000 ما أنا بأحق بهذه الوبرة من رجل من المسلمين.
(حم عن علي).
11001 يا أيها الناس لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس،
والخمس مردود عليكم، فأدوا الخياط والمخيط، وإياكم والغلول، فإنه عار
على أهله يوم القيامة، وعليكم بالجهاد في سبيل الله، فإنه باب من أبواب
الجنة يذهب الله به الغم والهم. (طب ك عن عبادة الصامت).
11002 ما لي من هذا المال إلا مثل ما لأحدكم إلا الخمس وهو
مردود عليكم، فادوا الخياط والمخيط فما فوقهما، وإياكم والغلول، فإنه عار
ونار وشنار على صاحبه يوم القيامة. (حم طب عن العرباض).
378

الفصل الرابع
في الجزية
11003 ليس على مسلم جزية. (حم د عن ابن عباس).
11004 لا تصلح قبلتان في أرض واحدة، وليس على المسلمين
جزية. (حم ت عن ابن عباس).
11005 لا تكون قبلتان في بلدة واحدة. (د عن ابن عباس) (1)
11006 من أخذ أرضا بجزيتها فقد استقال هجرته، ومن نزع
صغار كافر من عنقه فجعله في عنقه فقد ولى الاسلام ظهره. (د
عن أبي الدرداء) (2)
الاكمال
11007 المجوس طائفة من أهل الكتاب فاحملوهم على ما تحملون
أهل الكتاب. (أبو نعيم في المعرفة عن عبد الرحمن بن عوف).

1) رواه أبو داود باب في اخراج اليهود من جزيرة العرب رقم (3013) ص
2) رواه أبو داود بابا ما جاء في الدخول في أرض الخراج رقم (3065) ص
379

الفصل الخامس
في الاحكام المجتمعة والمتفرقة
(المجتمعة)
11008 اغزوا بسم الله، وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله
اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا، وإذ لقيت
عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال، فأيتهن ما أجابوك فاقبل
منهم، وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الاسلام فان أجابوك فاقبل منهم،
وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم
أنهم إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين، فان أبوا
أن يتحولوا منها، فأخبرهم انهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليه
حكم الله الذي يحري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفئ شئ،
إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فان أبوا فسلهم الجزية فان أجابوك فاقبل
منهم، وكف عنهم، فان هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، فإذا حاصرت أهل
حصن وأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله
ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن تخفروا
ذمتكم وذمة أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، وإذا
380

حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على
حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم
أم لا. (حم م 4 عن بريدة).
المتفرقة
11009 اقتلوا شيوخ المشركين، واستبقوا شرخهم. (حم
د ت عن سمرة) (1)
11010 إذا لقيتم عاشرا فاقتلوه (2) (حم عن مالك بن عتاهية).
11011 اذهبوا بهذا الماء، فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم
وانضحوا مكانها من هذا الماء، واتخذوها مسجدا. (حم حب عن طلق
ابن علي).
11012 لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته
(م ن عن علي).

1) رواه أحمد في مسنده (5 / 12) وقال: الشرخ: الشباب ا ه‍.
ورواه الترمذي كتاب السير بابا ما جاء في النزول على الحكم رقم (1583)
ورواه أبو داود في السنن باب في النهي عن المثلة رقم (2653) ص.
2) رواه أحمد في المسند (4 / 234) وقال: يعني الصدقة يأخذها على غير
حقها ا ه‍ ص.
381

11013 انطلقوا بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، لا تقتلوا شيخا
فانيا، ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا
وأحسنوا إن الله يحب المحسنين. (د عن أنس).
11014 ما بال أقوام جاوز بهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية،
ألا إن خياركم أبناء المشركين، ألا لا تقتلوا ذرية، ألا لا تقتلوا ذرية،
كل نسمة تولد على الفطرة فما تزال عليها حتى يعرب عنها لسانها فأبواها
يهودانها أو ينصرانها. (حم ن حب ك عن الأسود بن سريع).
11015 اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب. (م
عن عمر).
11016 أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب
اعلموا أن شر الناس الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. (حم ع حل
والضياء عن أبي عبيدة بن الجراح).
11017 أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد
بنحو ما كنت أجيزهم. (خ د عن ابن عباس).
11018 إن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد. (حم عن جنادة).
11019 حليف القوم منهم، وابن أخت القوم منهم. (طب
382

عن عمرو بن عوف) (1)
11020 من أسلم على شئ فهو له. (عد هق عن أبي هريرة).
11021 من أسلم من فارس فهو قرشي (ابن النجار عن ابن عمر)
11022 من أقام البينة على أسير فله سلبه (هق عن أبي قتادة).
11023 من قتل كافرا فله سلبه. (ق د ت عن أبي قتادة)
(حم د عن أنس) (حم ه‍ عن سمرة).
11024 لا حمى إلا لله ولرسوله. (حم خ د عن الصعب
ابن جثامة).
11025 لا حمى في الاسلام ولا مناجشة. (طب عن
عصمة بن مالك).
11026 لا حمى في الأراك. (د حب عن أبيض بن حمال).
11027 أسلم ثم قاتل. (خ عن البراء).
11028 من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة. (طب
هق عن جرير).
11029 من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله. (د عن سمرة).

1) رواه البخاري في صحيحه كتاب الفرائض باب مولى القوم من أنفسهم
(8 / 193) عن انس. ص.
383

11030 برئت الذمة ممن أقام مع المشركين في ديارهم. (طب
عن جرير).
11031 أنا برئ من كل مسلم مقيم بين أظهر المشركين،
قالوا: يا رسول الله ولم قال: لا ترايا نارهما. (د ت والضياء عن جرير).
11032 لينبعث من كل رجلين أحدهما والاجر بينهما. (حم
م عن أبي سعيد).
11033 لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح. (د
م عن عمران بن حصين).
11034 إن الله تعالى إذا جعل لقوم عمادا أعانهم بالنصرة. (ابن
قانع عن صفوان بن صفوان بن أسيد).
11035 بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى
هرقل عظيم الروم، سلام على من ابتع الهدى أما بعد فاني أدعوك بدعاية
الاسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فان توليت فإنما عليك
اثم الأريسيين، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا
نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئا، ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون
الله فان تولوا فقولوا: اشهدوا بأنا مسلمون. (حم ق ن عن أبي سفيان).
11036 استوصوا بالأسارى خيرا. (طب عن أبي عزيز).
384

الغلول من الاكمال
11037 أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئا بغير إذني، فإنه
غلول، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة لهذا دعوتك فامض لعملك.
(ت حسن غريب طب عن معاذ).
11038 أما سمعت بلالا ينادي ثلاثا فما منعك أن تجئ به؟ كن
أنت الذي يجئ به يوم القيامة فلن أقبله منك. (طب عن عمرو).
11039 إني لن أقبله منك حتى تكون أنت الذي توافي به يوم
القيامة. (حم عن ابن عمرو).
11040 قد غللته. (طب عن ابن مسعود).
11041 إن هذا الفي لا يحل منه خيط ولا مخيط لآخذ ولا
معط. (هب عن ثوبان).
11042 إن نبيا من الأنبياء قاتل أهل مدينة حتى إذا كاد أن
يفتحها خشي أن تغرب الشمس، فقال لها: أيتها الشمس إنك مأمورة،
وإنا مأمورون بحرمتي عليك إلا ركدت ساعة من النهار، فحبسها الله
حتى افتتح المدينة، وكانوا إذا أصابوا الغنائم قربوها من القربان، فجاءتها
النار فأكلتها، فلما أصابوا وضعوا القربان، فلم تجئ النار تأكله، فقالوا
385

يا نبي الله ما لنا لا يقبل قرباننا؟ قال: فيكم غلول، قالوا: وكيف لنا
أن نعلم من عنده الغلول وهم اثنا عشر سبطا؟ قال: يبايعني رأس كل
سبط منكم، فبايعه رأس كل سبط، فلزقت كف النبي صلى الله عليه وسلم
بكف رجل منهم، فقال له: عندك الغلول، قال: كيف لي أن أعلم أي
سبط هو؟ قال: تدعو سبطك فنبايعهم رجلا رجلا، ففعل، فلزقت
كفه بكف رجل منهم، قال: عندك الغلول، قال: نعم عندي الغلول،
قال: وما هو؟ قال: رأس ثور من ذهب أعجبني فغللته، فجاء به
فوضعه في الغنائم، فجاءت النار فأكلته. (عبد الرزاق في المصنف
ك عن أبي هريرة).
11043 من أخذ بعيرا بغير حقه جاء به يوم القيامة على عنقه له
رغاء، ومن أخذ بقرة بغير حقها جاء بها يوم القيامة على عنقه لها
خوار، ومن أخذ شاة بغير حقها جاء بها يوم القيامة على عنقه لها يعار.
(ابن جرير عن أبي هريرة).
11044 إذا لم تغل أمتي لم يقل لها عدو أبدا. (الديلمي
عن أبي ذر).
11045 لو لم تغل أمتي لم يقم لها عدو أبدا. (الديلمي
عن أبي ذر).
386

11046 إياك يا سعد أن تجئ يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء.
(ابن عساكر عن ابن عمر) أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سعد بن عبادة مصدقا
وقال: فذكره.
11047 إياكم والغلول، الرجل يغشى المرأة قبل أن تقسم،
ثم يردها إلى المقسم. (كر في تاريخه والحسن بن سفيان وابن منده وابن
السكن وأبو نعيم في المعرفة عن ثابت بن رفيع الأنصاري).
11048 إياكم والغلول، الرجل ينكح المرأة، أو يركب الدابة
قبل أن تخمس. (خ في التاريخ والبغوي والباوردي وابن منده وابن
السكن وابن قانع عن ثابت بن رفيع ويقال ابن رويفع الأنصاري).
11049 إياي والغلول، الرجل ينكح امرأة قبل أن يقسم
الفئ، ثم يردها إلى المقسم ويلبس الثوب حتى يخلق ثم يرده إلى المقسم.
(طب عن رويفع بن ثابت).
11050 إياي وربا الغلول أن يركب الرجل الدابة حتى تحسر
قبل أن تؤدي إلى المغنم، أو يلبس الثوب حتى يخلق قبل أن يؤدي
إلى المغنم. (ش عن الأوزاعي عن بعض الصحابة).
11051 أيها الناس من كان عنده شئ فليردده ولا يقل: فضوح
387

الدنيا، ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة. (طب عن
الفضل بن عباس).
11052 من وجدتموه غل فاضربوه وأحرقوا متاعه. (حم
والعدني والدارمي حب ع والشاشي ك وتعقب ص وتعب عن سالم بن
عبد الله بن عمر عن جده).
11053 لا إسلال ولا غلول، ومن يغلل يأت بما غل يوم
القيامة. (طب عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده).
11054 لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء
ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك ولا أعرفن
أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل جملا له رغاء يقول يا محمد يا محمد فأقول لا أملك
لك من الله شيئا قد بلغتك، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا
له حمحمة ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك
ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل قشعا من آدم ينادي يا محمد يا محمد
فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك. (ابن جرير عن ابن عباس).
11055 رأيت قرمان متلفعا في خميلة من النار يريد اسود التي غل
يوم خيبر. (ابن أبي عاصم وأبو نعيم في المعرفة عن خالد بن مغيث).
388

11056 يا سعد إياك أن تجئ يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء (1)
(ابن جرير ك عن ابن عمر).
11057 من لك بعقال من نار؟ (ابن عساكر عن أبي هريرة)
أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عقالا من المغنم قال: فذكره وضعف.
11058 يا أيها الناس من عمل منكم لنا عملا فكتمنا منه مخيطا
فما فوقه كان غلولا يأتي به يوم القيامة، من استعملناه منكم على عمل
فليجئ بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذه، وما نهى عنه انتهى. (حم
ع ق عن عدي بن عميرة الكندي) (2)

1) الرغاء: صوت الإبل اه‍ النهاية في غريب الحديث (2 / 240) اه‍ ص
2) رواه الإمام أحمد في مسنده (4 / 192) عن عدي بن عميرة الكندي.
ا ه‍. ص.
389

الباب الرابع
في محظورات الجهاد
11059 إن النهبة (1) لا تحل. (ه‍ حب ك عن ثعلبة بن الحكم).
11060 إن النهبة ليس بأحل من الميتة. (د عن رجل).
11061 اذهب فان في البيت ثلاثة منهم غلام قد صلى فخذه
ولا تضربه، فانا قد نهينا عن ضرب أهل الصلاة. (هب عن أبي أمامة).
11062 إني نهيت عن قتل المصلين. (د عن أبي هريرة).
11063 نهيت عن المصلين. (طب عن أنس).
11064 ليس منا من انتهب وسلب، أو أشار بالسلب. (طب
ك عن ابن عباس).
11065 من انتهب فليس منا. (حم ت عن أنس) (حم د
ه‍ والضياء عن جابر).

1) النهبه: بضم النون وسكون الهاء: الغارة والسلب. ا ه‍ من النهاية
جزء الخامس. ح.
390

11066 لا تتمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموه فاصبروا. (ق عن
أبي هريرة).
11067 لا غصب ولان نهبة. (طب عن عمرو بن عوف).
11068 نهى عن المثلة (1) (ك عن عمران) (طب عن ابن
عمرو عن المغيرة)
11069 نهى عن النهبى وعن المثلة. (حم خ عبد الله بن زيد).
11070 نهى عن النهبة والمثلة. (حم عن زيد بن خالد).
11071 نهى عن قتل النساء والصبيان. (ق ه‍ عن ابن عمر).
11072 من ضيق منزلا أو قطع طريقا أو آذى مؤمنا فلا جهاد
له. (حم د عن معاذ بن أنس).
11073 من فر فليس منا. (طب على معقل بن يسار).

1) المثلة: بضم الميم وسكون الثاء هي قطع أطراف الحيوان وتشويهه. اه‍
من النهاية جزء الرابع. ح.
391

الغلول
11074 إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه.
(د ك هق عن عمر).
11075 انطلق أبا مسعود لا ألفينك يوم القيامة تجئ وعلى
ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته. (د عن أبي مسعود).
11076 صلوا على صاحبكم، إن صاحبكم غل في سبيل الله.
(حم د ك حب ه‍ عن زيد بن خالد).
11077 غزا نبي من الأنبياء، فقال لقوم: لا يتبعني منكم
رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا
أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو
ينتظر أولادها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر، أو قريبا من ذلك
فقال للشمس: إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست
حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم فجاءت النار لتأكلها فلم تطعمها،
فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده
فقال: فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده
فقال: فيكم الغلول، فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب، فوضعوها
392

فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم رأى ضعفنا وعجزنا، فأحلها
لنا. (حم ق عن أبي هريرة).
11078 من وجدتموه غل في سبيل الله فأحرقوا متاعه. (ن
عن ابن عمر).
11079 هذا قبر فلان بعثته ساعا على آل فلان فغل نمرة
فدرع الآن مثلها من نار. (حم ن عن أبي رافع).
11080 والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من
الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا. (ق د ن عن أبي هريرة).
11081 يا أيها الناس إن هذا من غنائمكم، أدوا الخيط والمخيط
فما فوق ذلك، فما دون ذلك فان الغلول عار على أهله يوم القيامة وشنار (1) ونار. (ه‍ عن عبادة).
11082 من غل بعيرا أو شاة أتى به يحمله يوم القيامة. (حم
والضياء عن عبد الله بن أنيس).
11083 ردوا المخيط والخياط، من غل مخيطا أو خياطا
كلف يوم القيامة أن يجئ به وليس بجاء. (طب عن المستورد).

1) رواه ابن ماجة كتاب الجهاد باب الغلول رقم (2850) الشنار: العيب
والعار ا ه‍. ص.
393

11084 من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك
فهو غلول. (د ك عن بريدة).
11085 من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطا فما فوقه
كان ذلك غلولا يأتي به يوم القيامة. (م د عن عدي بن عميرة).
11086 من كنتم على غال فهو مثله. (د عن بن سمرة).
11087 لا إسلال ولا غلول. (طب عن عمرو بن عوف).
11088 لا يغل مؤمن. (طب عن ابن عباس).
11089 أما بعد فما بال العالم نستعمله فيأتينا، فيقول: هذا
من عملكم، وهذا أهدي إلي، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه؟ فينظر
هل يهدى له أم لا؟ فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئا إلا
جاء يوم القيامة يحمله في عنقه، إن كان بعيرا جاء به وله رغاء، وإن كانت
بقرة جاء بها ولها خوار، وإن كانت شاة جاء بها تيعر (1) فقد بلغت.
(حم ق د عن أبي حميد الساعدي).
11090 من كان لنا عاملا فلم يكن له زوجة فليكتسب زوجة،
فإن لم يكن له خادم فليكتسب خادما، فإن لم يكن له مسكن فليكتسب

1) جاء بها تيعر: بفتح التاء وسكون الياء وفتح العين: هو صوت
النعجة. ح.
394

مسكنا من اكتسب غير ذلك فهو غال أو سارق. (د ك عن
المستورد بن شداد).
11091 من استعملناه منكم على عمل فليجئ بقليله وكثيره فما
أوتى منه أخذ، وما نهى عنه انتهى. (م د عن عدي بن عميرة).
النهبة من الاكمال
11092 إنه لا تصلح النهبة. (ك عن ابن عباس).
11093 النهب لا يحل فاكفؤا القدور. (ك عن ثعلبة
ابن الحكم).
11094 لا تحل النهبة. (طب عن ابن عباس) (طب
عن أبي بردة).
11095 ما حملكم على قتل الذرية؟ وهل خياركم إلا أولاد
المشركين؟ والذي نفس محمد بيده ما من نفس تولد إلى علي الفطرة حتى
يعرب عنها لسانها. (ك عن الأسود بن سريع).
11096 ويل لمن قتل اللاهين، قيل: و ما اللاهون؟ قال:
الولدان. (ك في تاريخه عن أبي هريرة).
395

11097 ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل، أدرك خالدا فقل له:
إن رسول الله يأمرك أن لا تقتل ذرية، في لفظ: امرأة ولا عسيفا.
(حم ن ه‍ والطحاوي حب والباوردي وابن قانع طب ص عن المرقع بن
صيفي عن حنظلة الكاتب) قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا على امرأة
مقتولة فقال: فذكره. (حم د ن ه‍ والطحاوي والبغوي حب ك
عن المرقع بن صيفي بن رباح عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة
الكاتب) قال ابن حجر في أطرافه وهو المحفوظ وادعى (حب) أن
الطريقين محفوظان (1)

1) رواه أحمد في مسنده (4 / 178) عن حنظلة.
ورواه ابن ماجة كتاب الجهاد باب الغارة رقم (2842) عن حنظلة.
عسيفا: أجيرا وكأن المراد الأجير على حفظ الدواب ونحوه لا الأجير
على القتال ا ه‍ سنن ابن ماجة (2 / 948). ص.).
396

الباب الخامس
في الشهادة الحقيقية والحكمية
وفيه فصلان
الفصل الأول
في الشهادة الحقيقية
11098 الشهادة تكفر كل شئ إلا الدين، والغرق يكفر
ذلك كله. (الشيرازي في الألقاب عن ابن عمرو).
11099 الشهداء على بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء،
يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا. (حم طب ك عن
ابن عباس).
11100 الشهداء عند الله على منابر من ياقوت في ظل عرش الله
يوم لا ظل إلا ظله، على كثيب من مسك، فيقول لهم الرب: ألم أوف
لكم وأصدقكم؟ فيقولون: بلى وربنا. (عق عن أبي هريرة).
397

11101 الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه ويزوج حوراوين
ويشفع في سبعين من أهل بيته، والمرابط إذا مات في رباطه كتب له
أجره إلى يوم القيامة، وغذي عليه، وريح برزقه، ويزوج سبعين
حوراء، وقيل له: قف فاشفع إلى أن يفرغ من الحساب. (طس
عن أبي هريرة).
11102 الشهيد لا يجد مس القتل إلا كما يجد أحدكم مس
القرصة يقرصها. (ن عن أبي هريرة).
11103 الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة
(طس عن أبي قتادة).
11104 الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول
ولا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا فأولئك يلتقون في الغرب العلى من
الجنة، يضحك إليهم ربك، إن الله إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب
عليه. (طس عن نعيم بن هبار ويقال عمار).
11105 الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الايمان لقي العدو
فصدق الله حتى قتل، فذلك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة
هكذا، ورجل مؤمن جيد الايمان لقي العدو كأنما ضرب جلده
398

بشوك طلح من الجبن، أتاه سهم غرب، فقتله فهو في الدرجة الثانية،
ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي العدو فصدق الله حتى
قتل، فذلك في الدرجة الثالثة، ورجل مؤمن أشرف على نفسه لقي العدو
فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة. (حم ت عن عمر).
11106 أفضل الشهداء من سفك دمه وعقر جواده. (طب
عن أبي أمامة).
11107 إن أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمر الجنة.
(ت عن كعب بن مالك).
11108 إن شهداء البحر أفضل عند الله من شهداء البر. (طب
عن سعد بن جنادة).
11109 أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إذا
الدين. (طب ك عن سهل بن حنيف).
11110 يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين. (حم م عن
ابن عمرو).
11111 سألت جبريل عن هذه الآية (ونفخ في الصور
فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) (1) من

1) سورة الزمر آية 69.
399

الذين لم يشأ الله أن يصعقهم قال: هم الشهداء ثنية (1) الله، متقلدون
أسيافهم حول عرشه. (ك في الافراد وابن مردويه والبيهقي في البعث
عن أبي هريرة).
11112 شهيد البر يغفر له كل ذنب إلا الدين والأمانة،
وشهيد البحر يغفر له كل ذنب والدين و الأمانة. (حل عن عمة
النبي صلى الله عليه وسلم).
11113 شهيد البحر مثل شهيد البر، والمائد في البحر كالمتشحط
في دمه في أبر، وما بين الموجتين في البحر كقاطع الدنيا في طاعة الله، وأن
الله عز وجل وكل ملك الموت يقبض الأرواح، إلا شهداء البحر فإنه
يتولى قبض أرواحهم ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين، ويغفر
لشهيد البحر الذنوب كلها والدين. (ه‍ طب عن أبي أمامة).
11114 المائد في البحر الذي يصيبه القئ له أجر شهيد،
والغريق له أجر شهيدين. (د عن أم حرام).
11115 القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة إلا الدين. (م
عن ابن عمرو) (ت عن أنس).

1) الشهداء ثنية الله: بفتح التاء وكسر النون المخففة وتشديد الياء هم المستثنون
من الصعق عند النفخ في الصور ا ه‍ بالمعنى من النهاية. ح.
400

11116 القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة،
والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث، وأشد
ذلك الودائع. (طب حل عن ابن مسعود).
11117 من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء،
وإن مات على فراشه. (م 4 عن سهل بن حنيف).
11118 من طلب الشهادة أعطيها ولو لم تصبه. (حم م
عن أنس).
11119 يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته. (د عن
أبي الدرداء) (1)
11120 أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول، فلا
يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون (2) في الغرف العلى من
الجنة، يضحك إليهم ربك، فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا
ساب عليه. (حم طب عن نعيم بن همار).

1) رواه أبو داود في السنن كتاب الجهاد بابا في الشهيد يشفع رقم (2505)
ويشفع: بصيغة المجهول. ص.
2) يتلبطون: بفتح الياء والتاء واللام وتشديد الباء، معناه يتمرغون ا ه‍
نهاية جزء الرابع. ح.
401

11121 من سأل الله القتل في سبيله صادقا من قلبه أعطاه الله
أجر الشهادة (1) وإن مات على فراشه. (ت عن معاذ) (ك
عن أنس).
11122 لا تجف الأرض من دم الشهيد حتى يبتدره زوجتاه
كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح (2) من الأرض، وفي يد كل
واحدة حلة خير من الدنيا وما فيها. (حم ه‍ عن أبي هريرة) (3)
11123 ضحك الله من رجلين قتل أحدهما صاحبه، كلاهما في
الجنة. (حب عن أبي هريرة).
11124 يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما
يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله، فيقتل، ثم يتوب الله على

1) رواه الترمذي كتاب فضائل الجهاد باب ما جاء فيمن سأل الشهادة
رقم (1654) وقال: حسن صحيح، وهذا لفظ الترمذي لغاية:
الشهادة. ص.
2) براح كسحاب: المتسع من الأرض لا زرع بها ولا ضجر ا ه‍ قاموس
جزء الأول. ح.
3) رواه ابن ماجة كتاب الجهاد باب فضل الشهادة في سبيل الله رقم
(2798) قال في الزوائد: هذا اسناده ضعيف لضعف هلال بن
أبي ذئب. ص.
402

القاتل فيسلم، فيقاتل في سبيل الله فيستشهد. (حم ق ن ه‍ عن
أبي هريرة).
11125 ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد من مس
القرصة. (ت (1) حب عن أبي هريرة).
11126 أفضل الموت القتل في سبيل الله، ثم أن تموت مرابطا
ثم أن تموت حاجا أو معتمرا، وإن استطعت أن لا تموت باديا (2) ولا
تاجرا؟ (حل عن أبي يزيد الغوثي) مرسلا.
11127 إن أرواح الشهداء في جوف طير خضر، لها قناديل
ملقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوى إلى تلك القناديل

1) ينفي المصحح وجود هذا الحديث في الترمذي ويثبته لابن ماجة ولدى
التحقيق حول هذا الحديث:
رواه الترمذي في كتاب الجهاد باب ما جاء في فضل المرابط رقم (1668)
عن أبي هريرة وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
ورواه ابن ماجة كتاب الجهاد باب فضل الشهادة في سبيل الله رقم
(2802). ص.
2) باديا: يعني لا تترك سكنى الأماكن التي فيها الجمع والجماعات والعلم
والعلماء. ثم تخرج إلى البادية الخالية من ذلك فتموت فيها، قال في
النهاية: لا تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية لما فيه من الجهالة في
الدين والجهالة بأحكام الشرع ا ه‍. ح.
403

فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شئ
نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟ فيفعل ذلك بهم ثلاث مرات
فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد
أرواحنا في أجسادنا حتى ترجع إلى الدنيا فنقتل في سبيل مرة أخرى،
فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا. (م ت عن ابن مسعود) (1)
11128 أن يحسبكم القتل. (د عن سعيد بن زيد).
11129 إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر
كفر الله عنك خطاياك إلا الدين، كذلك قال لي جبريل آنفا. (حم
م ت ن عن أبي قتادة) (ن عن أبي هريرة).
11130 الشهيد يشع في سبين من أهل بيته. (حب عن
أبي الدرداء).

1) أول فقرة من الحديث رواه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد باب ما جاء
في ثواب الشهداء رقم (1641).
وكذا ابن ماجة كتاب الجنائز رقم (1449).
وأما الحديث فهو في صحيح مسلم كتاب الامارة باب بيان أن أرواح
الشهداء في الجنة رقم (1887).
وروى كذا بعضه في سنن أبي داود كتاب الجهاد باب في فضل الشهادة
رقم (2503). ص.
404

11136 عضة نملة أشد على الشهيد من مسح السلاح، بل
هي أشهى عنده من شراب ماء بارد لذيذ في يوم صائف. (أبو الشيخ
عن ابن عباس).
11132 للشهيد عند الله سبع خصال: يغفر له في أول دفعة
من دمه، ويرى مقعده في الجنة، ويحلى حلة الايمان، ويزوج اثنين
وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويؤمن من
الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من
الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين انسانا من أهل بيته. (حم ت ه‍ عن
المقدام بن معد يكرب).
11133 ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له
ما على الأرض من شئ، غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر
مرات لما يرى من الكرامة. (ق ت عن أنس).
11134 ما على الأرض من نفس تموت ولها عند اله خير تحب
أن ترجع إليكم ولها الدنيا إلا القتيل في سبيل الله فإنه يحب أن يرجع إلى
الدنيا فيقتل مرة أخرى لما يرى من ثواب الله له. (حم ن عن
عبادة بن الصامت).
405

11135 يؤتى بالرجل يوم القيامة من أهل الجنة، فيقول الله له:
يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب خير منزل،
فيقول: سل وتمن، فيقول: يا رب ما أسأل وأتمنى إلا أن تردني إلى
الدنيا فاقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة، ويؤتى
بالرجل من أهل النار، فيقول له: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟
فيقول: أي رب شر منزل، فيقول: أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا؟
فيقول: أي رب نعم، فيقول: كذبت قد سألت أقل من ذلك وأيسر
فلم تفعل، فيرده إلى النار. (حم م ن عن أنس).
11136 ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع
إلى الدنيا وأن لها الدنيا وما فيها إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا
فيقتل مرة أخرى لما يرى من فضل الشهادة. (حم ق ت عن أنس).
11137 ما من الناس نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن
ترجع إليكم وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهيد ولان أقتل في سبيل الله
أحب إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر. (حم ن عن محمد بن
أبي عميرة) وماله غيره.
406

الاكمال
11138 كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. (ن والحكيم
عن راشد بن سعد عن رجل من لصحابة) أن رجلا قال: يا رسول الله ما
بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال فذكره.
11139 ابنك له أجر شهيدين لأنه قتله أهل الكتاب. (د
عن عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده) قال:
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه سلم تسأل عن ابنها قتل في سبيل الله؟
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابنك له أجر شهيدين، قالت ولم؟
قال: لأنه قتله أهل الكتاب (1)
11140 يسبق المقتول في سبيل الله مقبلا غير مدبر على المقتول
مدبرا إلى الجنة بسبعين خريفا، ومرضى أمتي قبل أصحائهم بسبعين خريفا،
والأنبياء قبل سليمان بن داود بأربعين خريفا لما كان فيه من الملك. (طب
عن ابن عباس) وضعف.
11141 إن أول قطرة تنزل من دم الشهيد يكفر بها ذنوبه
والثانية: يكسى من حلل الايمان، والثالثة: يزوج من حور العين.
(طب عن أبي أمامة).

1) رواه أبو داود في كتاب الجهاد باب فضل قتال الروم رقم (2471) ص.
407

11142 إن يحسبكم القتل. (د عن أبي سعيد).
11143 إن للقتيل عند الله ست خصال: يغفر له خطيئته في
أول دفعة من دمه، ويجار من عذاب القبر، ويحلى حلة الكرامة،
ويرى مقعده من الجنة، ويؤمن من الفزع الا بكر، ويزوج من الحور
العين. (هب عن قيس الجذامي).
11144 من جرح في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه كريح
المسك، ولونه لون الزعفران، عليه طابع الشهداء، ومن سأل الله
الشهادة مخلصا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه. (طب
عن معاذ).
11145 من سأل الله القتل في سبيله صادقا من نفسه ثم مات
أو قتل فله أجر شهيد، ومن جرح جرحا في سبيل الله، أو نكب
نكبة في سبيل الله فإنها تأتي يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها كالزعفران
وريحا كريح المسك، ومن خرج به خراج (1) في سبيل الله كان عليه
طابع الشهداء. (ابن زنجويه طب عن أبي مالك الأشعري).

1) خراج: كغراب بضم الخاء وتخفيف الراء: اسم لشئ من القروح ا ه‍
قاموس. ح.
408

11146 - من قتل منكم صابرا مقبلا في سبيل الله فهو في الجنة.
(الحميدي حم والعدني ع حب ك ق ص عن عمر).
11147 من قتل منكم صابرا مقبلا في سبيل الله فإنه في الجنة.
(طب ص عن سمرة).
11148 الشهداء أمناء الله قتلوا أو ماتوا على فراشهم. (الحكيم
عن راشد بن سعد).
11149 إن شهداء الله في الأرض أمناء الله من خلقه، قتلوا أو
ماتوا على فرشهم. (البغوي عن أبي عتبة الخولاني حدثنا أصحاب نبينا).
11150 يا أيها الناس إنكم قد أصبحتم وعليكم من الله نعم فيما
بين خضراء وصفراء وحمراء، وفي البيوت ما فيها، فإذا لقيتم عدوكم فقدما
قدما فإنه ليس أحد منكم يحمل في سبيل الله إلا ابتدرت إليه ثنتان من
الحور العين فإذا تأخر استترتا منه فإذا استشهد فأول قطرة تقع من دمه
يكفر الله عنه بها كل خطيئة له، ثم يجيئان فيجلسان عند رأسه ويمسحان
الغبار عن وجهه، فيقولان له: مرحبا فقد آن لك، فيقول: هو مرحبا
فقد آن لكما. (ابن أبي عاصم والبغوي والباوردي وابن قانع وابن منده
طب عن الزهري عن يزيد بن شجرة عن جدار) وقال ابن منده:
غريب، وقال ابن الجوزي عن النسائي: هذا حديث باطل، وقال
409

البغوي: ليس هو عندي بصحيح، وروى عن الزهري عن يزيد بن شجرة
مرفوعا ولم يذكر جدارا وأورده منصور عن مجاهد عن يزيد بن شجرة
موقوفا من كلام يزيد وهو الصواب، وكذا قال (قط) في العلل: هكذا
هو الصواب والأول ليس بالمحفوظ.
11151 يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته يوم القيامة. (د
طب ق عن أبي الدرداء).
11152 يعطى الشهيد ست خصال: عند أول قطرة من
دمه يكفر عنه، كل خطيئة، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من
حور العين، ويؤمن من الفزع الأكبر ومن عذاب القبر، ويحلى حلة
الايمان. (حم وابن سعد عن قيس الجذامي).
11153 يعطى الشهيد ثلاثا: أول دفعة من دمه يغفر له
ذنوبه، وأول من يمسح التراب عن وجهه زوجته من الحور العين، وإذا
وجب جنبه في الأرض وقع في الجنة. (قط في الافراد والديلمي
والرافعي عن أنس).
11154 للشهيد ست خصال: يغفر له بأول دفعة من دمه،
ويؤمن من الفزع الأكبر، ويرى مقعده من الجنة، ويزوج من الحور
العين، ويجار من عذاب القبر. (طب عن ابن عمرو).
410

11155 ما قطر في الأرض قطرة أحب إلى الله تعالى من دم
رجل مسلم في سبيل الله، أو قطرة دمع في سواد الليل من خشية الله
حيث لا يراه أحد إلا الله عز وجل. (الديلمي عن أبي أمامة).
11156 ما من أحد يدخل الجنة يسره أن يرج إلى الدنيا إلا
الشهيد، فإنه يحب أن يرجع ليقتل مرة أخرى. (حب عن أنس).
11157 ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله
ما على الأرض من شئ إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل
عشر مرات، لما يرى من الكرامة. (ابن زنجويه حب عن أنس).
11158 ما من الناس نفس مسلمة يقبضها ربها تحب أن ترجع
إليكم وأن لها الدنيا وما فيها غير الشهداء، ولان أقتل في سبيل الله أبح
إلي من أن يكون لي أهل الوبر والمدر. (حم ن والبغوي عن محمد بن
أبي عميرة) وقال البغوي: ماله غيره.
11159 ما من أهل الجنة أحد يسره أن يرجع إلى الدنيا وله
عشرة أمثالها إلا الشهيد فإنه يود أنه يرد إلى الدنيا عشر مرات فيستشهد
لما يرى من الفضل. (هب عن أنس).
11160 يا جابر أما علمت أن الله تعالى أحيا أباك؟ فقال له:
411

تمن على الله ما أحببت، فقال: أرد إلى الدنيا فاقتل مرة أخرى، فقال:
إني قضيت أنهم لا يرجعون. (حم وعبد بن حميد ع والشاشي طب
ص عن جابر).
11161 يا جابر ألا أبشرك ببشارة من الله ورسوله؟ إن الله
تعالى أحيا أباك وعمك، فعرض عليهما، وسألا ربهما أن يردهما
إلى الدنيا، فقال: إني قضيت في الكتاب أنهم إليها لا يرجعون.
(طب عن جابر).
11162 يا جابر إن الله تعالى أحيا أباك وكلمه فقال له: تمن تمن
فقال: أتمنى أن ترد روحي وتنشر خلقي كما كان، وترجعني إلى
نبيك فأقاتل في سبيلك مرة أخرى، فقال: إني قضيت أنهم لا يرجعون
(ك عن جابر).
11163 يا جابر أبشر بخير إن الله تعالى أحيا أباك فأقعده بين يديه
فقال: تمن علي عبدي ما شئت أعطكه، قال: يا ربما عبدتك
حق عبادتك أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقاتل مع نبيك فأقتل فيك
مرة، قال: إنه قد سلف مني أنك إليها لا ترجع. (حل عن عائشة).
11164 ألا أبشرك؟ أشعرت أن الله تعالى أحيا أباك فأقعده بين
412

يديه؟ فقال: تمن علي عبدي ما شئت أعطكه، قال: يا رب ما عبدتك
حق عبادتك، أتمنى عليك أن تردني إلى الدنيا فأقتل مع نبيك مرة
أخرى، قال: سبق مني أنك إليها لا ترجع. (ك وتعقب عن عائشة).
11165 إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا أشهد
أنك من أهل الجنة. (طب عن أبي عطية).
11166 اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك، فقتل شهيدا
فأنا عليه شهيد. (ك عن شداد بن الهاد).
11167 يا عمر إنك لا تسئل عن أعمال الناس، إنما تسئل
عن الفطرة. (أبو نعيم هب عن أبي عطية عبد الرحمن بن قيس).
11168 ها يا عمر إنك تحب الحديث، وإن للشهداء سادة
وأشرافا وملوكا، وإن هذا يا عمر منهم. (ك عن كعب بن عجرة).
11169 إن أرواح الشهداء في طير خضر تعلق حيث شاءت.
(طب عن كعب بن مالك).
11170 أرواح الشهداء في حواصل طير خضر معلقة في قناديل
تحت العرش تسرح في الجنة حيث تشاء، فيقول جل جلاله: لكم حاجة؟
فيقولون: ربنا ردنا إلى أجسادنا حتى نستشهد في سبيلك. (ابن زنجويه
413

عن نعيم بن سالم عن أنس).
11171 إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر ترعى من
رياض الجنة، ثم تكون مأواها إلى قناديل معلقة بالعرش، فيقول الرب
عز وجل: تعلمون كرامة أكرم من كرامة أكرمتكم بها؟ فيقولون:
لا، إلا أنا وددنا أنك رددت أرواحنا إلى أجسادنا حتى نقاتل في
سبيلك. (هناد عن أبي سعيد) (1)

1) راجع صحيح مسلم كتاب الامارة باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله
رقم (1876) وباب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى رقم (1877)
ورقم (108 و 109 و 110) ومر الحديث برقم (11127)
وعزوه ا ه‍ ص
414

الفصل الثاني
في الشهادة الحكمية
11172 الغريق شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد،
والملدوغ شهيد، والمبطون شهيد، ومن يقع عليه البيت فهو شهيد،
ومن يقع من فوق البيت فتندق رجله أو عنقه فيموت فهو شهيد،
ومن تقع عليه الصخرة فهو شهيد، والغيري على زوجها كالمجاهد في سبيل
الله فلها أجر شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون
نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون أخيه فهو شهيد، ومن قتل دون جاره
فهو شهيد، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر شهيد. (ابن
عساكر عن علي).
11173 فناء أمتي بالطعن، والطاعون وخز أعدائكم من الجن،
وفي كل شهادة. (حم طب عن أبي موسى) (طس عن ابن عمر).
11174 قاتل دون مالك حتى تحوز مالك أو تقتل فتكون من
شهداء الآخرة. (حم طب عن مخارق).
11175 القتل في سبيل الله شهادة والطاعون شهادة، والبطن
شهادة، والغرق شهادة، والحرق والسيل والنفساء يجرها ولدها بسررها
415

إلى الجنة. (حم عن راشد بن حبيش).
11176 الطعن والطاعون والهدم وأكل السبع والغرق
والحرق والبطن وذات الجنب شهادة. (ابن قانع عن ربيع الأنصاري).
11177 السيل شهادة. (أبو الشيخ عن عبادة بن الصامت) (1)
11178 من صرع عن دابته فهو شهيد. (طب عن عقبة
ابن عامر).
11179 من عشق فعف، ثم مات، مات شهيدا. (خط
عن عائشة).
11180 من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه
فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد.
(حم 3 حب عن سعيد بن زيد).
11181 الحمى شهادة. (فر عن أنس).
11182 شهداء الله في الأرض أمناء الله على خلقه قتلوا أو ماتوا.
(حم ك عن رجال).

1) الفتح الكبير (2 / 172) السيل: هو مرض من الأمراض السارية
وكان في المطبوع: السيل كما هو في الحديث رقم (11175).
وكذا في الفتح الكبير (2 / 30) وفي مسند أحمد (3 / 489) عن
راشد بن حبيش، لفظ: السيل. ص.
416

11183 الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المقتول في
سبيل الله شهيد، والمطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات
الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق هيد، والذي يموت
تحت الهدم شهيد، والمرأة (1) تموت بجمع شهيد. (مالك حم د ن حب
ك عن جابر بن عتيك).
11184 الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق،
وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله. (مالك قط عن أبي هريرة).
11185 إن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفرش، ورب قتيل
بين الصفين الله أعلم بنيته. (حم عن ابن مسعود).
11186 البطن والغرق شهادة. (طس عن أبي هريرة).
11187 خمس من قبض في شئ منهن فهو شهيد: المقتول في
سبيل الله شهيد، والغريق في سبيل الله شهيد، والمبطون في سبيل الله
شهيد، والمطعون في سبيل الله شهيد، والنفساء في سبيل الله شهيدة.
(ن عن عقبة بن عامر).

1) والمرأة تموت بجمع: بضم الجيم وسكون الميم أي تموت وفي بطنها ولد.
والجمع بمعنى المجموع، والمعنى أنها ماتت مع شئ مجموع فيها غير منفصل عنها
من حمل أو بكارة ا ه‍ بتصرف من النهاية جزء الأول. ح.
417

11188 الطاعون والغرق والبطن والحرق والنفساء شهادة
لامتي. (حم طب والضياء عن صفوان بن أمية).
11189 الغريق في سبيل الله شهيد. (تخ عن عقبة بن عامر).
11190 إن شهداء أمتي إذا لقليل؟ القتل في سبيل الله شهادة
والمطعون شهادة، والمرأة تموت بجمع شهادة، والغرق والحرق والمجنوب
شهادة. (ه‍ عن جابر بن عتيك) (1)
11191 القتيل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون
شهيد، والغريق شهيد، والنفساء شهيدة. (طب عن عبد الله بن بسر).
11192 من أتي عند ماله فقوتل فقتل فهو شهيد. (ه‍
عن ابن عمر).
11193 من مات مرابطا مات شهيدا، ووقي فتنة القبر،
وغدي عليه وريح عليه برزقه من الجنة. (ه‍ عن أبي هريرة).
11194 ما تقولون في الشهيد فيكم؟ قالوا: القتل في سبيل الله،
قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل؟ من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن

1) رواه ابن ماجة كتاب الجهاد باب ما يرجى فيه الشهادة رقم
(2803). ص.
418

مات في سبيل الله فهو شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والغريق
شهيد. (ه‍ عن أبي هريرة).
11195 وما تعدون الشهادة إلا من قتل في سبيل الله؟ إن
شهداءكم إذا لقليل؟ القتل في سبيل الله شهادة، والبطن شهادة، والحرق
شهادة، والغرق شهادة، والمغموم يعني الهدم شهادة والمحفور شهادة،
والمرأة تمون بجمع شهادة. (ن عبد الله بن جبير).
11196 من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل
الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن
فهو شهيد، ومن غرق فهو شهيد. (م عن أبي هريرة).
11197 من قتل دون ماله فهو شهيد. (حم ق ت ن عن ابن
عمر) (ن ه‍ حب سعيد بن زيد) (ن عن بريدة).
11198 من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة. (ن عن ابن عمرو).
11199 القتل في سبيل الله شهادت، والطاعون شهادة، والبطن
شهادت، والغرق شهادت، والنفساء شهادة. (حم والضياء عن عبادة
ابن الصامت).
11200 كم ممن أصابه السلاح ليس بشهيد ولا حميد، وكم ممن
قد مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد. (حل عن أبي ذر).
419

11201 ما من مسلم يظلم مظلمة فيقاتل إلا قتل شهيدا. (حم
عن ابن عمرو).
11202 من أريد ماله بغير حق فقاتل فقتل فهو شهيد. (3
عن ابن عمر).
11203 من عشق فكتم وعف فمات فهو شهيد. (خط
عن ابن عباس).
11204 من قتله بطنه لم يعذب في قبره. (حم ت ن حب عن
خالد بن عرفطة وسليمان بن صرد).
11205 من قتل دون مظلمته فهو شهيد. (ن والضياء عن
سويد بن مقرن).
11206 موت الغريب شهادة. (ه‍ عن ابن عباس).
11207 إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى
منقطع أثره في الجنة. (ن ه‍ عن ابن عمرو).
11208 الميت من ذات الجنب شهيد. (حم طب عن عقبة
ابن عامر).
11209 نعم الميتة أن يموت الرجل دون حقه (حم عن سعد).
420

11210 من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه. (حم
م عن أنس).
11211 من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء،
وإن مات على فراشه. (م عن سهل بن حنيف).
11212 من سأل الله القتل في سبيل الله صادقا من قلبه أعطاه
الله أجر شهيد، وإن مات على فراشه (ت عن معاذ) (ك عن أنس).
الاكمال
11213 أتدرون من شهداء أمتي؟ قالوا: قتل المسلم شهادة،
قال: إن شهداء أمتي إذا قليل؟ قتل المسلم شهادة، والبطن شهادة،
والغرق شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعا شهادة. (ابن سعد عن
عبادة بن الصامت).
11214 ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: الذي يقتل في سبيل الله،
قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل؟ القتل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة
والنفساء شهادة، والحرق شهادة، والغرق شهادة، والسيل شهادة،
والبطن شهادة. (طب عن سلمان) (ط عن عبادة بن الصامت) مثله
غير أنه قال بدل السيل: والمرأة يقتلها ولدها جمعا شهادة.
421

11215 ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا: من قتل في سبيل الله،
قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل؟ من قتل في سبيل الله فهو شهيد، والمتردي
شهيد، والنفساء شهيدة، والغريق شهيد، والسل شهيد، والحريق
شهيد، والغريب شهيد. (طب عن عبد الملك بن هارون عن عنترة
عن أبيه عن جده).
11216 ما تعدون فيكم؟ قالوا: من قتل في سبيل الله،
قال: إن شهداء أمتي لقليل؟ القتل في سبيل الله شهادة، والبطن شهادة،
والغرق شهادة، والطاعون شهادة، والنفساء شهادة. (حم عن أبي هريرة).
11217 ما تعدون الشهداء فيكم؟ قالوا: من يقتل في سبيل الله،
قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل؟ المقتول في سبيل الله شهيد، والمرء يموت
على فراشه في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والملدوغ شهيد، والغريق
شهيد، والشريق شهيد، ولذي يفترسه السبع شهيد، والخار عن دابته
شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والنفساء
يقتلها ولدها يجرها بسرره إلى الجنة. (طب عن ابن عباس).
11218 ما تقولون في الشهيد فيكم؟ قالوا: القتل في سبيل الله،
قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل؟ من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن
مات في سبيل الله فهو شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والغريق
422

شهيد. (ه‍ عن أبي هريرة).
11219 القتل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون
شهيد، والنفساء شهيدة يجرها ولدها بسررها إلى الجنة. (عب عن
عبادة بن الصامت).
11220 القتيل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والغريق
شهيد، والطاعون شهادة، والغريب شهيد، والنفساء يجرها ولدها
بسررها إلى الجنة. (سمويه عن عبادة بن الصامت).
11221 المطعون شهيد، والمبطون شهيد، والغريق شهيد،
والحريق شهيد، والهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة، وذات
الجنب شهيد. (ابن سعد عن عرباض بن سارية عن أبي عبيدة بن الجراح).
11222 الطاعون والمبطون والغريق والنفساء شهادة. (حم
والدارمي ن ص والبغوي وابن اقنع عن صفوان بن أمية).
11223 من مات مرابطا مات شهيدا، ووقي فتنة القبر وغدي
وريح عليه برزقه من الجنة. (حل عن أبي هريرة).
11224 من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن غرق في سبيل
الله فهو شهيد، ومن قتله البطن فهو شهيد، والمرأة يقتلها نفاسها شهيدة.
(م طب عن ابن عمرو).
423

11225 الغريق شهيد. (أبو الشيخ عن جابر).
11226 المحموم شهيد. (الديلمي عن أنس).
11227 الميت من ذات الجنب شهيد. (حم طب عن عقبة
ابن عامر).
11228 المطعون شهيد. (ابن شاهين عن علي بن الأرقم
الوادعي عن أبيه).
11229 صاحب البطن شهيد لا يعذب في قبره. (طب عن
سليمان بن صدر وخالد بن عرفطة).
11230 لا يعذب في القبر صاحب البطن. (طب عن سليمان
ابن صرد وخالد بن عرفطة معا).
11231 موت الرجل في الغربة شهادة، وإذا احتضر فرمى
ببصره عن يمينه وعن يساره فلم ير إلا غريبا وذكر أهله وولده وتنفس
فله بكل نفس يتنفس به يمحوا الله به ألفي ألف سيئة، ويكتب له ألفي
ألف حسنة، ويطبع بطابق الشهداء إذا خرجت نفسه. (طب والرافعي
عن وهب بن منبه عن ابن عباس).
11232 إن قتلك فأنت في الجنة، وإن قتلته فهو في النار.
424

(طب عن فهيد بن مطرف الغفاري) ان رجلا قال: يا رسول الله إن عدا
علي عاد قال: فذكره.
11233 ناشده الله ثلاث مرات فان أبى فقاتله، فان قتلك
دخلت الجنة، وإن قتلته دخل النار. (عبد بن حميد عن أبي سعيد)
أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت من لقيني يريد أن يأخذ مالي،
قال: فذكره.
11234 من أعطى حق ماله فتعدي عليه فقاتله فقوتل ثم
قتل فهو شهيد. (الحكيم وابن النجار عن ابن عمرو).
11235 من قاتل دون ماله حتى يقتل فهو شهيد. (طب عن
سعيد بن زيد).
11236 من قاتل دون نفسه حتى يقتل فهو شهيد، ومن قتل
دون ماله فهو شهيد، ومن قاتل دون أهله حتى يقتل فهو شهيد، ومن قتل
في جنب الله فهو شهيد. (عب عن ابن عباس).
11237 من قتل دون أهله ظلما فهو شهيد، ومن قتل دون ماله
ظلما فهو شهيد، ومن قتل دون جاره ظلما فهو شهيد، ومن قتل في ذات
الله عز وجل فهو شهيد. (ابن النجار عن ابن عباس).
11238 المقتول دون ماله شهيد، والمقتول دون أهله شهيد،
425

والمقتول دون نفسه شهيد. (طب عن ابن عباس).
11239 من قتل على ماله فهو شهيد. (عب عن ابن عمر).
11240 من طلب الشهادة صادقا أعطيها وإن مات على فراشه.
(أبو عوانة عن أنس).
فرع في الضنائن
11241 إن لله عبدا يضن بهم عن القتل ويطيل أعمارهم في
حسن العمل، ويحسن أرزاقهم ويحييهم في عافية، ويقبض أرواحهم في
عافية على الفرش، فيعطيهم منازل الشهداء. (طب عن ابن مسعود).
11242 إن لله ضنائن من خلقه يغذوهم في رحمته محياهم في عافية
ومماتهم في عافية، وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته أولئك الذين تمر عليهم الفتن
كقطع الليل المظلم وهم منها في عافية. (الحكيم طب حل عن ابن عمر).
11243 لله أضن بعبده المؤمن من أحدكم بكريمة ماله حتى
يقبض على فراشه. (الحكيم عن ابن عمر).
11244 ليذكرن الله عز وجل قوم في الدنيا على الفرش الممهدة
يدخلهم الدرجات العلى. (ع حب عن أبي سعيد).
426

الاكمال
11245 إن لله تعالى عبادا يضن بهم عن الأمراض والأسقام في
الدنيا يحييهم في عافية، ويميتهم في عافية ويدخلهم الجنة في عافية. (الحكيم
عن شهر بن حوشب) مرسلا.
11246 إن لله عز وجل عبادا يضن بهم عن البلاء يحييهم في عافية
ويدخلهم الجنة في عافية. (ابن النجار عن أنس).
11247 إن لله تعالى عبادا يحييهم في عافية، ويميتهم في عافية،
ويدخلهم الجنة في عافية. (طس عن أبي مسعود الأنصاري).
11248 ليس من أحد إلا وله كرائم من ماله يأبى لهم الذبح،
وإن لله خلقا يأبى لهم الذبح، قوم يجعل الله موتهم على فرشهم
ويقسم لهم أجور الشهداء. (الحكيم عن ابن عمر).
427

الباب السادس
في أحكام القتلى
ومتفرقات الأحاديث المتعلقة
(أحكام القتلى)
11249 ردوا القتلى إلى مضاجعها. (ت حب عن جابر) (1)
11250 زملوهم بدمائهم، فإنه ليس من كلم يكلم في الله
إلا وهو يأتي يوم القيامة يدمى. لونه لون الدم، وريحه ريح المسك.
(ن عن عبد الله ثعلبة).
11251 ادفنوا القتلى في مصارعهم. (4 عن جابر).

1) وفي لفظ رواية الترمذي: (مضاجعهم) كتاب الجهاد باب ما جاء في
دفن القتيل في مقتله رقم (1717) وقال: هذا حديث حسن
صحيح. ص.
428

الاكمال
(11252) - ادفنوهم بدمائهم يعنى يوم أحد. (خ عن جابر).
11253 ادفنوهم بدمائهم وثيابهم. (حم عن ابن عباس).
11254 زملوهم في ثيابهم بكلومهم ودمائهم، فاني قد شهدت
عليهم وقدموا أكثرهم قرآنا. (حم وابن منده ك وابن عساكر عن عبد الله
ابن ثعلبة بن أبي) (1)
11255 لا تغسلوهم يعني قتلى أحد فان كل جرح أو كل دم
يفوح مسكا يوم القيامة. (حم ص عن جابر).

1) راجع مسند الإمام أحمد بن حنبل (5 / 431) عن عبد الله بن ثعلبة
ابن صعير رضي الله عنه. ا ه‍ ص.
429

متفرقات الأحاديث
11256 إن الله إذا جعل لقوم عمادا أعانهم بالنصرة. (ابن قانع
عن صفوان بن أسيد).
11257 الآن نغزوهم ولا يغزونا. (حم خ عن سليمان بن صرد).
11258 ذهبت العزى فلا عزى بعد اليوم. (ابن عساكر
عن قتادة) مرسلا.
11259 ما خلا يهودي بمسلم قط إلا حدث نفسه بقتله.
(خط عن أبي هريرة).
الجهاد الأكبر
11260 قدمتم خير مقدم وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد
الأكبر مجاهدة العبد هواه. (خط عن جابر).
11261 المجاهد من جاهد نفسه في الله. (ت حب عن فضالة
ابن عبيد).
11262 أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه في الله وهواه.
(ابن النجار عن أبي ذر).
430

الجهاد الأكبر
من الاكمال
11263 ليس عدوك الذي يقتلك فيدخلك الله به الجنة، وإن
قتلته كان لك نورا، ولكن أعدى الأعداء نفسك التي بين جنبيك،
وامرأتك التي تضاجعك. (العسكري في الأمثال عن سعيد بن أبي
هلال) مرسلا.
11264 ليس عدوك الذي إن قتلك أدخلك الله الجنة، وإن قتلته
كان لك نورا، ولكن عدوك نفسك التي بين جنبيك، وامرأتك التي
تضاجعك على فراشك، وولدك الذي من صلبك فهؤلاء أعدى عدو هو
لك. (الديلمي عن أبي مالك الأشعري).
11265 أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله
تعالى. (الديلمي عن أبي ذر).
11266 المجاهد من جاهد نفسه في الله تعالى. (ت حسن
صحيح حب و العسكري في الأمثال عن فضل بن عبيد) (1)

1) رواه الترمذي في كتاب الجهاد باب ما جاء في فضل من مات مرابطا.
رقم (1621) وقال حديث فضالة: حسن صحيح. ص
431

الباب السابع
في أحكام الجهاد
من الاكمال
11267 اجلسي لا يتحدث الناس أن محمدا يغزو بامرأة. (ابن
سعد عن أم كبشة).
11268 إذا أبق العبد فلحق بالعدو فمات فهو كافر. (حم
وابن خزيمة طب عن جابر).
11269 إذا أبق العبد فقد برئت منه ذمة الله ورسوله. (طب
عن جابر) (عد عن أبي هريرة).
11270 إذا استنفرتم فانفروا. (ه‍ عن ابن عباس).
11271 إذا خرج العبد من دار الشرك قبل سيده فهو حر،
وإذا خرج بعده رد إليه وإذا خرجت المرأة من دار الشرك قبل
زوجها تزوجت من شاءت، وإذا خرجت بعده ردت إليه. (قط في
الافراد والديلمي).
432

11272 إذا قاتلتم المشركين فاقتلوا شرخهم فان ألينهم قلوبا
شرخهم. (طب عن حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جده).
11273 الحق بخالد بن الوليد فلا يقتلن ذرية ولا عسيفا.
(ك عن رباح).
11274 لا تقتل ذرية ولا عسيفا. (ه‍ طب عن حنظلة
الكاتب).
11275 انظروا فإن كان أنبت الشعر فاقتلوه، وإلا فلا تقتلوه.
(حب عن عطية القرظي).
11276 إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا. (حم
د عن ابن عصام المزني عن أبيه).
11277 من فر من اثنين فقد فر، ومن فر من ثلاثة فلم يفر
(طب عن ابن عباس).
11278 من منحه المشركون أرضا فلا أرض له. (الخطابي
عن عمر).
11279 من وجدتموه يقطع من الحمى شيئا فلكم سلبة. (ابن
سعيد عن أبي بشير المازني).
433

11280 من وجدتموه يصيد في شئ من هذه الحدود فمن أخذه
فله سلبه. (ابن جرير عن سعد بن أبي وقاص).
11281 فاغز في سبيل الله، فقاتلوا من كفر الله، لا تغلوا
ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا فهذا عهد الله وسيرة نبيه. (ك عن ابن عمر).
11282 سيروا بسم الله، واغزوا في سبيل الله، قاتلوا أعداء الله،
ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تنفروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا وليمسح
أحدكم إذا كان مسافرا على خفيه إذا أدخلهما طاهرتين ثلاثة أيام ولياليهن،
وإذا كان مقيما فيوما وليلة. (القاضي عبد الجبار بن أحمد في أماليه عن
صفوان بن عسال) وروى (ه‍) صدره إلى قوله وليدا.
11283 لا تجبن إلا لقيت، ولا تغلل إذا غنمت، ولا تقتلن
شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا. (ابن عساكر عن ثوبان).
11284 لا يعترض أحدكم أسير صاحبه فيأخذه فيقتله. (عد
وابن عساكر عن سمرة) وفيه إسحاق بن ثعلبة منكر الحديث.
11285 لا يتعاط أحدكم أسير صاحبه فيقتله. (حم طب
ص عن سمرة).
11286 لا تبنى بيعة في الاسلام، ولا يجدد ما خرب منها.
(الديلمي وابن عساكر عن ابن عمر)
434

11287 لا تحدثوا في الاسلام كنيسة ولا تجددوا ما ذهب منها
(الديلمي عن ابن عمر).
11288 لا تعمدوا ذلك ولا حرج فان أولادهم منهم. (طب
عن الصعب بن جثامة) أنه قال: يا رسول الله أطفال المشركين نصيبهم
في الغارة بالليل قال: فذكره.
11289 لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده،
والمسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم. (ق عن معقل بن يسار).
11290 قضى بالسلب للقاتل. (د عن خالد بن الوليد) (طب
عن عوف بن مالك).

1) رواه أبو داود في السنن وفي كتاب الجهاد باب في سلب لا يخمس رقم
(2704).
وتمام الحديث: ولم يخمس السلب والمعنى أنه وقع السلب كله إلى
القاتل ولم يقسمه خمسة أقسام اه‍. عون المعبود شرح سنن أبي داود
(7 / 392). ص.
435

الباب الثامن
في لواحق الجهاد
من الاكمال
11291 لينبعث من كل رجلين أحدهما والاجر بينهما. (ط
حم ش م حب عن أبي سعيد) أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى بني لحيان
قال: فذكره.
11292 إذا نصر القوم بسلاحهم وأنفسهم فألسنتهم أحق.
(ابن سعد عن ابن عون عن محمد) مرسلا.
11293 ارجع فلن استعين بمشرك. (م ت عن عائشة).
11294 مروهم فليرجعوا فانا لا نستعين بالمشركين على المشركين
(طب ك عن أبي حميد الساعدي).
11295 أفضل الجهاد من عقر جواده، وأهريق دمه. (طب
عن أبي موسى) (ه‍ عن عمرو بن عبسة).
11296 أفضل الجهاد أن يعقر جوادك ويهراق دمك. (ط
حم وعبد بن حميد والدارمي ع حب طس ص عن جابر).
436

11297 أفضل الشهداء أن يعقر جوادك ويهريق دمك.
(ط عن ابن عمرو).
11298 للجبان أجران. (ش عن أبي عمران الجوني) مرسلا.
11299 القتال قتالان: فقتال المشركين حتى يؤمنوا أو يعطوا
الجزية عن يد وهم صاغرون، وقتال الفئة الباغية حتى تفئ إلى أمر الله،
فان فاءت أعطيت العدل. (ابن عساكر عن بشر بن عون عن بكار بن
تميم عن مكحول عن أبي أمامة) قال الذهبي في الميزان: بكار مجهول
وذا سند نسخة باطلة (1)
11300 تألفوا الناس وتأنوهم ولا تغيروا عليهم حتى تدعوهم فما
على الأرض من أهل بيت مدر ولا وبر إلا تأتوني بهم مسلمين أحب
إلي من أن تأتوني بنسائهم وأولادهم وتقتلوا رجالهم. (ابن منده وابن
عساكر عن عبد الرحمن بن عائذ) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث
بعثا قال: فذكره.
11301 من محمد رسول الله إلى بكر بن وائل: أسلموا تسلموا.

1) راجع ميزان الاعتدال (1 / 340) عند ترجمة: بكار بن تميم وعنه بشر
ابن عون مجهول وذا سند نسخة باطلة.
بينما كان في المطبوع: عوف ا ه‍ ص.
437

(ع طب ص عن أنس) (حم عن مرثد بن ظبيان) (1)
11302 من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس أن أسلم
تسلم، من شهد شهادتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فله ذمة
الذلة وذمة رسوله. (الخطيب عن أبي معشر عن بعض المشيخة).
11303 من محمد رسول الله لقيلة والنسوة الثلاث: لا يظلمن
حقا ولا تستكرهن على نكاح وكل مؤمن أو مسلم لهن ولي وناصر
أحسن ولا تسئن. (طب عن قيلة بنت مخرمة).
11304 والله لأغزون قريشا، والله لأغزون قريشا إن شاء الله.
(طب عن ابن عباس) (2)
11305 يا معشر قريش أما والذي نفسي بيده ما أرسلت إليكم
إلا بالذبح. (طب عن عمرو).
11306 إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني في
يومي هذا، فإنه قال: إن كل مال نحلته عبادي فهو حلال، وإني خلقت

1) رواه أحمد في المسند (5 / 68) عن مرثد بن ظبيان. ص.
2) مر هذا الحديث في بحث الاستثناء المجلد الثالث صفحة (679)
رقم (8441) ا ه‍ وسيأتي في كتاب الجهاد من قسم الافعال رقم
(11319). ص.
438

عبادي حنفاء كلهم فافتتنهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت
عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا، وإن
الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربيهم وعجميهم إلا بقايا من أهل الكتاب
وإن الله أمرني أن أغزو قريشا فقلت: يا رب إنهم إذا يثلغوا رأسي حتى
يدعوه خبزت، فقال: إنما بعثتك لأبتليك، وابتلى بك، وقد أنزلت
عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه في المنام واليقظة، فاغزوهم نغزك وأنفق
ينفق عليك، وابعث جيشا نمدك بخمسة أمثالهم، وقاتل بمن أطاعك
من عصاك. (طب عن عياض بن حمار) (1)
11307 يا ويح قريش لقد أكلتهم الحرب فماذا عليهم لو خلوا
بيني وبين سائر العرب؟ فان أصابوني كان الذي أرادوا، وإن الله أظهرني
عليه دخلوا في الاسلام وافرين، وإن لم يقبلوا قاتلوا وبهم قوة، فما تظن
قريش؟ فوالله لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله به حتى يظهرني الله
أو تنفرد هذه السالفة. (طب عن المسور بن مخرمة ومروان
ابن الحكم).

1) الحديث رواه مسلم في صحيحه عن عياض كتاب الجنة باب الصفات التي
يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار رقم (2865).
شرح الألفاظ الغريبة:
إذا يثلغوا رأسي: أي يشدخوه ويشجوه كما يشدخ الخبز أي يكسر. ص.
439

11308 لعلك أن تمر بمسجدي وقبري وقد بعثتك إلى قوم
رقيقة قلوبهم يقاتلون على الحق، فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك،
ثم يفيئون إلى الاسلام حتى تبادر المرأة زوجا والولد والده والأخ
أخاه، وانزل بين الحيين السكاسك والسكون. (حم طب ق عن معاذ).
11309 أما بعد ذلك فإنه قد وقع بنا رسولكم مقفلنا من أرض
الروم بالمدينة فبلغ ما أرسلتهم به وخبر عما كان قبلكم وأنبأنا باسلامكم
وقتلكم المشركين، فان الله قد هداكم بهداه، إن أصلحتم وأطعتم الله
ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغنم خمس الله وسهم
النبي وصفيه وما كتب على المؤمنين من الصدقة. (ابن سعد عن شهاب
ابن عبد الله الخولاني عن رجل من حمير وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع
فسطاط المسلمين في الملاحم أرض يقال لها الغوطة) (د في مراسيله
كر عن مكحول) مرسلا.
11310 بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى بديل
ابن ورقاء وبشر وسروات بني عمرو سلام عليكم فاني أحمد الله إليكم الذي
لا إله إلا هو، أما بعد فاني لم أثم بالكم ولم أضع في جنبكم وإن أكرم أهل
تهامة علي لأنتم وأقربهم رحما، ومن تبعكم من المطيبين وإني قد أخذت
لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه غير سكن مكة
440

إلا معتمرا أو حاجا وإني لم أضع فيكم إذا سلمتم وإنكم غير خائفين ممن قبلي
ولا محضورين، أما بعد فإنه قد أسلم علقمة بن عبلة وابنا هوذة وهاجرا
وبايعا على من تبعهم عن عكرمة وأخذ لمن تبعه منكم مثل ما أخذ
لنفسه، وإن بعضنا من بعض في الحل والحرم، وإني والله ما كذبتكم
وليحيكم ربكم. (ابن سعد عن قبيصة بن ذوئب) (الباوردي
والفاكهي في أخبار مكة طب وأبو نعيم ص) وروى (ش) بعضه
من وجه آخر.
11311 لينتهين بنو رابعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي
فيمضي فيهم أمري فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية. (ش والروياني ص
عن أبي ذر).
11312 أيما رجل عرف ابنه فأخذه ففكاكه رقبته. (بقي بن
مخلد وابن جرير في التهذيب والباوردي عن.).
11313 فهلا قلت خذها وأنا الغلام الأنصاري. (البغوي عن
أبي عقبة الفارسي).
11314 لئن كنت أحسنت القتال لقد أحسنه سهل بن حنيف
وأبو دجانة سماك بن خرشة. (طب ك عن ابن عباس).
11315 ما أتى بمولى فله سلبه. (ه‍ عن رجل من الصحابة).
441

11316 إن عقوبة هذه الأمة السيف، وموعدهم الساعة،
والساعة أدهى وأمر. (طب عن معقل بن يسار).
11317 ما التقى الصفان منذ كانت الدنيا إلى أن تقوم الساعة
إلا كان يد الرحمن بينهما، فإذا أرد نصر عبد قال بيده هكذا فينهزمون
كطرف العين. (الديلمي عن أبي أمامة) (العسكري في الأمثال عن
سعيد بن أبي هلال) مرسلا.
11318 يعجب ربنا من رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما
يدخل الجنة. (ابن خزيمة عن أنس).
442

كتاب الجهاد
من قسم الافعال
باب في فضله والحث عليه
11319 عن علي رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
أضع له وضوءا، ثم قال: استرني بثوبك وولني ظهرك، ثم قال: والله
لأغزون قريشا، والله لأغزون قريشا. (ن في مسند علي).
11320 عن سعيد بن جبير الرعيني عن أبيه أن أبا بكر شيع
جيشا فمشى معهم فقال: الحمد لله الذي اغبرت أقدامنا في سبيل الله، فقال
رجل: إنما شيعناهم، فقال: جهزناهم وشيعناهم ودعونا لهم. (ش ق).
11321 عن قيس بن أبي حاتم قال: بعث أبو بكر جيشا إلى الشام
فخرج يشيعهم على رجليه، فقالوا: يا خليفة رسول الله لو ربكت؟ قال:
إني أحتسب خطاي في سبيل الله. (ش).
11322 عن عمر قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده قبض
من الناس فأتاه رجل فقال: يا رسول الله أي الناس خير منزلة عند الله
يوم القيامة بعد أنبيائه وأصفيائه؟ فقال: المجاهد في سبيل الله بنفسه وماله
443

حتى تأتيه دعوة الله وهو على متن فرسه آخذ بعنانه، قال: ثم من،
قال: وامرؤ بناحية أحسن عبادة ربه وترك الناس من شره،
قال: يا رسول الله فأي الناس شر منزلة عند الله يوم القيامة؟ قال:
المشرك، قال: ثم من؟ قال: والامام الجائر يجود عن الحل وقد مكن
وخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب الفتن، فقال: سلوني ولا تسألوني عن
شئ إلا أنبأتكم به، فقلت رضينا بالله ربنا وبالاسلام دينا وبك نبيا وحسنا
ما أتانا فسري عنه. (ط).
11323 عن زيد بن أبي حبيب قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب
فقال: أين كنت؟ قال: كنت في الرباط، قال: كم رابطت؟ قال: ثلاثين،
قال: فهلا أتممت أربعين. (عب).
11324 عن عمر قال: لولا ثلاث لأحببت أن أكون لحقت
بالله لولا أن أسير في سبيل الله أو أضع جبهتي لله في التراب ساجدا وأجالس
قوما يلتقطون طيب الكلام كما يلتقط طيب الثمر. (ابن المبارك وابن
سعد ص ش حم في الزهد وهناد حل كر).
11325 عن عمر قال: عليكم بالحج فإنه عمل صالح، أمر الله به،
والجهاد أفضل منه. (ش).
444

11326 عن عمر قال: حجة ههنا، ثم احدج ههنا حتى تفنى
(أبو عبيد).
11327 عن مدرك بن عوف الأحمسي أنه كان جالسا عند عمر
فذكروا رجلا شرى نفسه يوم نهاوند، فقال: ذاك خالي زعم الناس
أنه ألقى بيده إلى التهلكة، فقال عمر: كذب أولئك بل هو من الذين
اشتروا الآخرة بالدنيا. (ق).
11328 عن المغيرة بن شعبة قال: كنا في غزاة فتقدم رجل
فقاتل حتى قتل: فقالوا: ألقى بيده إلى التهلكة، فكتب فيه إلى عمر،
فكتب عمر لئن كان كما قالوا هو من الذين قال الله فيهم: (ومن الناس من
يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) (1) (وكيع والفريابي وعبد بن حميد
وابن جرير وابن أبي حاتم).
11329 عن عمر قال: عليكم بالجهاد ما دام حلوا خضرا قبل أن
يكون رماما (2) حطاما فإذا تناطت المغازي وأكلت الغنائم واستحلت
الحرم فعليكم بالرباط فإنه أفضل غزوكم. (عب)

1) سورة البقرة آية 207.
2) رماما: بضم الراء وتخفيف الميم: الهشيم المتفتت من النبات. ا ه‍
نهاية. ح.
445

11330 عن أنس قال جاء رجل إلى عمر، فقال: يا أمير المؤمنين
احملني فاني أريد الجهاد، فقال عمر لرجل: خذ بيده فأدخله بيت المال
يأخذ ما شاء، فدخل فإذا بيضاء وصفراء، فقال: ما هذا؟ ما لي في هذا
حاجة، إنما أردت زادا وراحلة، فردوه إلى عمر، فأخبروه بما قال،
فأمر له بزاد وراحلة، وجعل عمر يرحل له بيده، فلما ركب رفع
يده فحمد الله وأثنى عليه بما صنع وأعطاه، وعمر يمشي خلفه يتمنى أن يدعو
له، فلما فرغ قال: اللهم وعمر فاجزه خيرا. (هناد).
11331 عن سفيان بن عيينة قال: جاء رجل إلى عمر، فقال:
احملني فوالله لئن حملتني لأحمدنك، ولئن منعتني لا أذمنك قال: إذا والله
لأحملنك فلما حمله جعل يحمد الله ويشكره ويثني على الله تعالى وعمر خلفه
يسمع ولا يذكر عمر بشئ، فلما هبط قال: اللهم سدد عمر فقال عمر:
قد أتا لك. (هناد).
11332 عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال: بعث عمر بن
الخطاب جيشا وفيهم معاذ بن جبل، فلما ساروا رأى ماذا، فقال: ما حبسك
قال أردت أن أصلي الجمعة ثم أخرج، فقال عمر: أما سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: الغدوة أو الروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها؟
(ابن راهويه ق).
446

11333 عن صالح أبي الخليل قال: سمع عمر إنسانا يقرأ هذه
الآية: (وإذا قيل له اتق اله أخذته العزة بالاثم) إلى قوله (ومن
الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) فاسترجع، ثم قال: قام
الرجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فقتل. (وكيع وعبد بن حميد
وابن جرير).
11334 عن حسان بن كريب أن عمر بن الخطاب سأله كيف
تحتسبون نفقاتكم؟ قال: كنا إذا قفلنا من الغزو وعددناها بسبعمائة،
وإذا كنا في أهلينا عددناها بعشرة، فقال: عمر: قد استوجبتموها
بسبعمائة إن كنتم في الغزو وإن كنتم في أهليكم. (كر).
11335 عن سعد قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول:
اللهم آتني ما تؤتي عبادك الصالحين، فقال: إذا يعقر جوادك وتهراق
مهجتك في سبيل الله. (العدني وابن أبي عاصم ع وابن أبي خزيمة حب ك
وابن السني في عمل يوم وليلة).
11336 عن أسامة بن زيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لأصحابه: ألا هل مشمر للجنة؟ فان الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة
نور يتلألأ كلها وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد وثمرة
ناضجة وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، وملك كبير في مقام
447

أبدا في حبرة ونعمة ونضرة في دار عالية سليمة بهية، قالوا: نعم
يا رسول الله نحن المشمرون لها، قالوا إن شاء الله، فقال القوم: إن
شاء الله، قال: ثم ذكر الجهاد وحض عليه. (ه‍ والبزار ع وابن أبي داود
في البعث والروياني والرامهرمزي في الأمثال طب ق في البعث كرحل).
11337 عن محمد بن زنبور عن الحارث بن عمير عن حميد عن أنس
قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الرباط؟ فقال: من رابط
ليلة حارسا من وراء المسلمين فان له مثل أجر من خلفه ممن صلى وصام
(ابن النجار).
11338 عن أرطاة بن المنذر أن عمر قال لجلسائه: أي الناس
أعظم أجرا؟ فجعلوا يذكرون له الصوم والصلاة ويقولون: فلان
وفلان بعد أمير المؤمنين، فقال: ألا أخبركم بأعظم الناس أجرا ممن
ذكرتم ومن أمير المؤمنين؟ قالوا: بلى، قال رويجل بالشام آخذ
بلجام فرسه يكلأ من وراء بيضة المسلمين، لا يدري أسبع يفترسه،
أم هامة تلدغه؟ أو عدو يغشاه؟ فذلك أعظم أجرا ممن ذكرتم ومن
أمير المؤمنين. (كر).
11339 عن ثعلبة بن مسلم عن ثابت بن أبي عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: إن أدنى روعات المجاهدين في سبيل الله عدل صيام سنة وقيامها،
448

فقال قائل: يا رسول الله وما أدنى روعات المجاهدين؟ قال: يسقط سيفه
وهو ناعس فينزل فيأخذه. (ابن أبي عاصم وأبو نعيم).
11340 عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثني جابر بن سبرة
الأسدي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وهو يذكر الجهاد،
فقال: إن الشيطان جلس لابن آدم بطرقه، فجلس على طريق الاسلام،
فقال: تسلم وتدع دينك ودين آبائك؟ فعصاه فأسلم، ثم أتاه من قبل
الهجرة، فقال: تهاجر وتدع أرضك ومنماك ومولدك؟ وتضيع عيالك؟
فعصاه فهاجر، ثم أتاه من قبل الجهاد، فقال: تجاهد وتهراق دمك وتنكح
زوجتك ويقسم مالك وتضيع عيالك؟ فعصاه فجاهد، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فحق على الله من فعل ذلك فخر من دابته فمات فوقع أجره على
الله، وإن لسعته دابة فمات فقد وقع أجره على الله، وإن قتل فقضى
فحق على الله أن يدخله الجنة. (أبو نعيم) وقال: هذا مما وهم
فيه طارق بن عبد العزيز بن طارق تفرد بذكر جابر ورواه ابن فضيل
عن موسى بن أبي جعفر عن سالم عن سبرة بن أبي فاكه وهو المشهور.
ومر برقم [10569].
11341 عن حمزة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رباط
شهر في سبيل الله خير من عبادة ألف. (أبو نعيم).
449

11342 عن ربيع بن زيد قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر إذ
أبصر شابا من قريش يسير معتزلا، فقال: أليس ذلك فلان؟ قالوا:
نعم، قال: فادعوه، فجاء فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما لك اعتزلت عن
الطريق؟ فقال: كرهت الغبار، فقال: لا تعتزله في الذي نفسي بيده إنه
لذريرة الجنة. (الديلمي). هو: نوع من الطيب.
11343 عن سملة بن نفيل الحضرمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
إني سيب الخيل، وألقيت السلاح، وقلت: لا قتال، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: الآن جاء القتال، لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الناس
يزيغ الله بهم قلوب أقوام فيقاتلونهم، ويرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر
الله وهم على ذلك، ألا إن عقر دار المؤمنين الشام، والخيل معقود في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة. (حم وابن جرير).
11344 عن سلمة بن نفيل الكندي وكان قومه بعثوه وافدا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تمس ركبتي ركبته
مستقبل الشام بوجهه موليا إلى اليمن ظهره، إذ أتاه رجل فقال: يا
رسول الله أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، وزعموا أن الحرب
قد وضعت أوزارها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبوا، بل الآن جاء
القتال، لا تزال فرقة، وفي لفظ: لا يزال قوم من أمتي يقاتلون عن
450

أمر الله يزيغ الله بهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم الساعة أو
حتى يأتي أمر الله، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وهو
يوحي إلي اني مقبوض غير ملبث وأنكم متبعي أفنادا يضرب بعضكم
رقاب بعض، وعقر دار المؤمنين بالشام. (كر).
11345 عن سلمة بن نفل الحضرمي، قال: فتح الله عز وجل
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنوت منه حتى كادت
ثيابي تمس ثيابه، فقلت: يا رسول الله سيبت الخيل، وعطلت
السلاح، وقالوا: وضعت الحرب أوزارها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كذبوا الآن جاء القتال الآخر والقتال الأول، لا يزال الله يزيغ
قلوب أقوام تقاتلونهم، ويرزقكم الله منهم حتى يأتي أمر الله على ذلك
وعقر دار المسلمين يومئذ بالشام. (كر).
11346 عن ابن عباس قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
تبوك فقال: ما من الناس رجل آخ ذ بعنان فرسه فيجاهد في سبيل الله
ويجتنب شرور الناس ومثل رجل يأوي في غنمه يقري ضيفه، ويؤدي
حقه. (هب).
11347 عن ابن عمر قال: الناس في الغزو جزآن: فجزء خرجوا
يكثرون ذكر الله والتذكر به ويجتنبون الفساد في السير، ويواسون
451

الصاحب، وينفقون كرائم أموالهم فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من
أموالهم منهم بما استفادوا من دنياهم، فإذا كانوا في مواطن القتال استحيوا
من الله في تلك المواطن أن يطلع على ريبة في قلوبهم أو خذلان للمسلمين
فإذا قدروا على الغلو طهروا منه قلوبهم وأعمالهم، فلم يستطع الشيطان
أن يفتنهم، ولا يكلم قلوبهم، فبهم يعز الله دينه، ويكبت عدوه،
وأما الجزء الآخر فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله ولا التذكر به ولم يجتنبوا
الفساد، ولم ينفقوا أموالهم إلا وهم كارهون، وما أنفقوا من أموالهم
رأوه مغرما وحدثهم به الشيطان، فإذا كانوا عند مواطن القتال كانوا
مع الآخر الآخر، والخاذل الخاذل، واعتصموا برؤس الجبال ينظرون
ما يصنع الناس، فإذا فتح الله للمسلمين كانوا أشدهم تخاطبا بالكذب،
فإذا قدروا على الغلول اجتروا فيه على الله، وحدثهم الشيطان أنها غنيمة،
وإن أصابهم رخاء بطروا، وإن أصابهم حبس فتنهم الشيطان بالعرض
فليس لهم من أجر المؤمنين شيء، غير أن أجسادهم مع أجسادهم ومسيرهم
مع مسيره، ونياتهم وأعمالهم شتى حتى يجمعهم الله يوم القيامة ثم يفرق
بينهم. (كر).
11348 عن معاذ قال: ينادي مناد: أين المفجعون في سبيل
الله؟ فان يقوم إلا المجاهدون. (كر)
452

11349 عن النواس بن سمعان قال: فتح على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتح، فأتيته فقلت: يا رسول الله سيبت الخيل، ووضع السلاح،
وقد وضعت الحرب أوزارها، وقالوا: لا قتال، فقال رسول اله
صلى الله عليه وسلم: كذبوا الآن جاء القتال، يزيغ قلوب أقوام تقاتلونهم
فيرزقكم الله منهم حتى يأتي أمر الله على ذلك، وعقر دار المؤمنين بالشام.
(ع كر).
11350 عن أبي أمامة أن رجلا استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في
السياحة، فقال: إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله. (ه‍ كر).
11351 عن أبي الدرداء، قال: إن شئتم أقسمت لكم بالله إن من
خير أعمالكم الغزو والرواح إلى المساجد. (ابن زنجويه).
11352 عن أبي الدرداء قال: لا يجمع الله عز وجل في جوف
رجل غبارا في سبيل الله ودخان جهنم، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله
حرم الله سائر جسده على النار، ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله
عنه النار مسيرة ألف سنة، للراكب المستعجل، ومن جرح جراحة
في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء تأتي يوم القيامة لونها مثل لون
الزعفران، وريحها مثل ريح المسك، يعرفه بها الأولون والآخرون
يقولون: فلان عليه طابع الشهداء، ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة،
453

وجبت له الجنة. (حم).
11353 عن أبي الدرداء، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من
بني حارثة: ألا تغزو يا فلان؟ قال: يا رسول الله غرست وديا لي وإني
أخاف إن غزوت أن يضيع، فقال: الغزو خير لوديك، قال: فغزا
الرجل فوجد ودية كأحسن الودي وأجوده. (الديلمي).
11354 عن شعبة عن الأزرق بن قيس عن عسعس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقد رجلا، فسأل عنه فجاء، فقال: يا رسول الله إني أردت أن
آتي هذا الجبل فأخلوا فيه وأتعبد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصبر
أحدكم ساعة على ما يكره في بعض مواطن الاسلام خير من عبادته
خاليا أربعين سنة. (هب) وقال ورواه حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس
عن عسعس عن أبي حاضر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ستين سنة.
11355 عن أبي حماس عن عسعس بن سلامة قال: كنا في
الجبانة ومعنا أبو حاضر الأسدي، فقال رجل من القوم: وددت أن
لنا في هذا الجبانة قصرا فيه من الطعام واللباس ما يكفينا حتى الموت، فقال
أبو حاضر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بعض أصحابه، فسأل عنه فقيل له:
أنه قد تفرد في بعض هذه القفران يتعبد فبعث إليه فأتي به، فقال: ما
حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله كبرت سني ورق عظمي، وقرب
454

أجلي، فأحببت أن أخلو بعبادة ربي، فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته
وكان إذا أراد أن يعلم الناس أمرا نادى به فينا، ألا إن موطنا من
مواطن المسلمين أفضل من عبادة الرجل وحده ستين سنة نادى بها
ثلاثا. (هب).
11356 عن أبي عطية أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال بعضهم: يا رسول لله لا تصل عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل
رآه أحد منكم على شئ من أعمال الخير؟ فقال رجل: حرس معنا
ليلة كذا وكذا، فصلى عليه، ثم مشى إلى قبره، فجعل يحثو عليه
ويقول: إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا أشهد أنك من
أهل الجنة، ثم قال: يا عمر إنك لا تسأل عن أعمال الناس وإنما تسأل
عن الفطرة. (كر).
11357 عن أم حرام قالت: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين
أبو الوليد؟ فقلت الساعة يأتيك، فألقيت له وسادة فجلس عليها فضحك،
فقلت ما أضحكك يا رسول الله؟ قال رأيت أول جيش من أمتي يركبون
البحر قد أوجبوا، فقلت يا رسول الله أدع الله لي أن أكون منهم، فقال:
اللهم اجعلنا منهم، ثم ضحك، فقلت ما الذي أضحكك؟ قال: أول جيش
من أمتي يرابطون مدينة قيصر مغفور لهم. (كر).
455

11358 عن عائشة قالت: ما أعجز الرجال؟ لو كنت رجلا ما
صنعت شيئا إلا الرباط في سبيل الله، من رابط في سبيل الله فواق ناقة
حر الله عليه النار، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله لم يصبه لهم النار.
(ابن زنجويه).
11359 عن عائشة قالت لو كتب الجهاد على النساء لاخترن
الرباط. (ابن زنجويه).
11360 عن عائشة قالت: خرجت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم
يمسح بردائه عن ظهر فرسه، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله أبثوبك
تمسح عن فرسك؟ قال: نعم يا عائشة، وما يدريك لعل ربي أمرني
بذلك؟ مع أني لقريب، وإن الملائكة لتعاتبني في حس الخيل ومسحها،
فقلت له: يا نبي الله فولنيه فأكون أنا التي ألي القيام عليه، فقال: لا
أفعل لقد أخبرني خليلي جبريل أن ربي يكتب لي بكل حبة أوافيه بها
حسنة، وأن ربي يحط عني بكل حبة سيئت، ما من امرئ م ن المسلمين
يربط فرسا في سبيل الله إلا يكتب له بكل حبة يوافيه بها حسنة ويحط
عنه بكل حبة سيئة. (كر) وسنده لا بأس به.
11361 عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد أنه حدثه بعض
456

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قيل يا رسول الله: أي الناس أفضل؟
قال: من جاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قالوا: ثم من يا رسول الله؟
قال: مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من
شره. (كر ه‍) (1)
11362 عن مكحول قال: إن روعة البعوث روضة من
رياض الجنة. (كر).
11363 وعنه قال: اشتروا بروعات (2) البعوث روضات
الجنات. (كر).

1) رواه ابن ماجة كتاب الفتن باب العزلة رقم (3978) ا ه‍ ص.
2) روعات: هي جمع روعة وهي المرة الواحدة من الورع: الفزع ا ه‍.
النهاية في غريب الحديث (2 / 277). ص.
457

باب في آدابه
فصل في صدق النية
11364 (مسند عمر رضي الله عنه) عن مالك بن أوس بن الحدثان
قال: تحدثنا بيننا عن سرية أصيبت في سبيل الله على عهد عمر، فقال
قائلنا: عمال الله في سبيل الله، وقع أجرهم على الله، وقال قائلنا: يبعثهم
الله على ما أماتهم عليه، فقال عمر: أجل والذي نفسي بيده ليبعثهم الله
على ما أماتهم عليه، إن من الناس من يقاتل رياء وسمعت، ومنهم من
يقاتل ينوي الدنيا، ومنهم من يلجمه القتال فلا يجد من ذلك بدا،
ومنهم من يقاتل صابرا محتسبا فأولئك هم الشهداء مع أنى لا أدري ما هو
مفعول بي ولا بكم غير أني أعلم أن صاحب هذا القبر صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه. (تمام).
11365 عن عمر قال: إن من الناس ناسا يقاتلون رياء وسمعة،
ومن الناس ناسا يقاتلون إذ رهبهم القتال فلم يجدوا غيره، ومن الناس
من يقاتل ابتغاء وجه الله فأولئك هم الشهداء، وإن كل نفس تبعث على
ما تموت عليه. (عب).
11366 عن مسروق قال: إن الشهداء ذكروا عند عمر بن الخطاب
فقال عمر
458

للقوم: ما ترون الشهداء؟ قال القوم: يا أمير المؤمنين هم من يقتل
في هذه المغازي، فقال عند ذلك: إن شهداءكم إذا لقليل، إني أخبركم
عن ذلك إن الشجاعة والجبن غرائز في الناس يضعها الله حيث يشاء،
فالشجاع يقاتل من وراء من لا يبالي أن يوؤب إلى أهله، والجبان فار
عن حليلته، ولكن الشهيد من احتسب بنفسه، والمهاجر من هجر ما نهى
الله عنه، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. (ش).
11367 عن أبي البحتري الطائي أن ناسا كانوا بالكوفة مع أبي
المختار يعني والد المختار ابن أبي عبيد حيث قتل بجسر أبي عبيد قال:
فقتلوا إلا رجلين حملا على العدو بأسيافهما فأفرجوا لهما فنجيا أو ثلاثة فاتوا
المدينة، فخرج عمر وهم قعود يذكرونهم، فقال عمر: عم قلتم لهم؟
قالوا: استغفرنا لهم، ودعونا لهم، قال: لتحدثني بما قلتم لهم أو لتلقون
مني برحاء (1) قالوا: إنا قلنا لهم: إنهم شهداء، قال: والذي لا إله غيره
والذي بعث محمدا بالحق لا تقوم الساعة إلا باذنه لا تعلم نفس حية ماذا
عند الله لنفس ميتة إلا نبي الله، فان الله غفر له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر، والذي لا إله غيره والذي بعث محمدا بالحق والهدى، لا تقوم

1) برحاء: بضم الباء وفتح الراء المخففة: هي الحمى وشدة الأذى ومنه
برح به الامر تبريحا ا ه‍ قاموس. ح.
459

الساعة إذا بأنه إن الرجل يقاتل رياء ويقاتل حمية ويقاتل يريد الدنيا
ويقاتل يريد المال، وما للذين يقاتلون عند الله إلا ما في أنفسهم. (الحارث)
قال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات إلا أنه منقطع.
11368 عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن بكير بن
عبد الله الأشج عن أبي مكرز رجل من أهل الشام عن أبي هريرة أن
رجلا قال: يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا
من الدنيا؟ فقال: لا أجر له، فأعظم الناس ذلك، فقالوا للرجل: عد
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلعلك لم تفهمه، فقال الرجل: يا رسول الله
الرجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي من عرض الدنيا؟ فقال: لا
أجر له فأعظم ذلك الناس، فقالوا للرجل: عد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال له الثالثة: رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي من عرض
الدنيا؟ فقال: لا أجر له. (كر) وقال: قال ابن المديني أبو مكرز
مجهول، لم يرو عنه غير ابن الأشج، والقاسم مجهول لم يرو عنه غير
ابن أبي ذئب.
460

فصل في الرمي
11369 عن عمر قال: ارموا فان ارمي عدة وجلادة. (ش).
11370 عن عبد الرحمن بن عجلان أن عمر بن الخطاب مر بقوم
يرتمون، فقال أحدهم: أسألت فقال عمر: سوء اللحن أسوأ من سوء الرمي
(ابن سعد).
11371 عن حيفة قال: كتب عمر إلى أهل الشام أيها الناس
ارموا واركبوا، والرمي أحب إلي من الركوب، فاني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدخل بالسهم الواحد الجنة من عمله في سبيله، ومن
قوي به في سبيل الله. (القراب في فضل الرمي).
11372 عن النزال بن سبرة قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب
ثلاثا تعلموا المشي حفاة واحتفوا وشمروا الأزر، وتعلموا الرمي. (بكر
ابن بكرا في جزئه).
11373 عن علي قال: كان بيد النبي صلى الله عليه وسلم قوس عربية
فرأس رجلا بيده قوس فارسية، فقال: ما هذه؟ ألقها وعليكم بهذه
وأشباهها ورماح القنا، فإنما يزيد الله لكم بها في الدين، ويمكن لكم
في البلاد. (ه‍).
461

11374 عن أبي نجيح السلمي قال: حاصرت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم قصر الطائف، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رمى
بسهم فبلغه فله درجة في الجنة، قال رجل: يا نبي الله إن رميت
فبلغت فلى درجة؟ قال: نعم، قال: فرمى فبلغ، قال: فبلغت يومئذ
ستة عشر سهما. (كر).
11375 عن أبي أسيد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر حين صففنا لقريش: وصفوا لنا إذا أكثبوكم فارموهم
بالنبل. (ش).
11376 عن عتبة بن عبد قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال
فرمى رجل منهم العدو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من صاحب هذا السهم فقد
أوجب. (ابن النجار).
11377 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقد رجلا فقال:
أين فلان؟ فقال قائل: ذهب يلعب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لنا
وللعب؟ فقال رجل: يا رسول الله ذهب يرمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس الرمي بلعب، الرمي خير ما لهوتم به. (الديلمي).
462

فصل في المسابقة
11378 (مسند عمر رضي الله عنه) عن نافع، عن ابن عمر،
عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل، فأرسل الخيل المضمرة إلى مسجد
بني زريق. (أبو الحسن البكائي).
11379 عن عبد الله بن ميمون المرائي عن عوف عن الحسن أو
خلاس (1) شك ابن ميمون عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا علي قد
جعلت إليك هذه السبقة بين الناس، فخرج علي ودعا سراقة بن مالك،
فقال: يا سراقة إني قد جعلت إليك ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم في عنقي من
هذه السبقة في عنقك، فإذا أتيت الميطار قال أبو عبد الرحمن: والميطار
مرسلها من الغاية، فصف الخيل، ثم ناد هل مصل للجام، أو حامل
لغلام، أو طارح لجل؟ فإذا لم يجبك أحد فكبره ثلاثا، ثم خلها عند الثالثة
يسعد الله بسبقه من شاء من خلقه، وكان علي يقعد عند منتهى الغاية،
ويخط خطا يقيم رجلين متقابلين عند طرف الخط طرفه بين إبهام أرجلهما،
وتمر الخيل بين الرجلين، ويقول لهما: إذا خرج أحد الفرسين على

1) خلاس: بكسر الخاء وتخفيف اللام: ابن عمرو الهجري: بفتح الهاء
والجاء ثقة، وكان برسل، من الثانية: وكان على شرطة أمير المؤمنين علي
وقد صح أنه سمع من عمار ا ه‍ تقريب التهذيب. ح
463

صاحبه بطرف أذنيه أو اذن أو عذاب، فاجعلوا السبقة له فان شككتما
فاجعلا سبقتهما نصفين، فإذا قرنتم الشيئين فاجعلوا الغاية من غاية أصغر
الشيئين، ولا جلب (1) ولا جنب ولا شغار في السلام. (هق) وقال
هذا اسناد ضعيف (2)
11380 (مسند أبي هريرة رضي الله عنه) كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يكره الشكال (3) من الخيل. (ش).
11381 عن الزهري قال: كانوا يتراهنون على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وأول من أعطى فيه عمر بن الخطاب. (ش).
11382 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أراد الله أن
يخلق الخيل قال: لريح الجنوب إني خالق منك خلقا اجعله عزا لأوليائي

1) لا جلب: بفتح الجيم واللام والميم المخففة ومثله جنب وبفتح الشين والغين
من شغار: فالجلب هو أن يقدم المصدق على أهل الزكاة فينزل موضعا
ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها فنهى عن ذلك
وأمر أن تؤخذ صدقاتهم من أماكنهم والجنب: أن يجنب فرسا إلى
فرسه الذي يسابق عليه فإذا فر المركوب تخول إلى المجنوب والشغار
نكاح معروف في الجاهلية. ح.
2) راجع التسنن الكبرى للبيهقي (10 / 22) ا ه‍ ص.
3) الشكال: بكسر الشين وهي أن تكون ثلاث قوائم الفرس محجلة وواحدة
مطلقة. ا ه‍ من النهاية. ح
464

ومذلة على أعدائي، وجمالا لأهل طاعتي، فقالت الريح: أخلق،
فقبض منها قبضة فخلق فرسا، فقال: خلقتك فرسا، وجعلتك عربيا،
وجعلت الخير معقودا بناصيتك، والغنائم محتازة على ظهرك، وجعلتك
تطير بلا جناح، فأنت للطلب، وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك،
رجالا يسبحوني ويحمدوني ويهللوني ويكبروني، فلما سمعت
الملائكة الصفة وخلق الفرس قالت الملائكة: يا رب نحن ملائكتك
نسبح لك ونحمدك ونهللك فماذا لنا؟ فخلق الله خيلا بلقا، أعناقها
كأعناق البخت يمد بها من يشاء من أنبيائه ورسله، وأرسل الفرس في
الأرض، فلما استوت قدماه على الأرض مسح الرحمن بيده على عرف
ظهره، قال: أذل بصهيلك المشركين، إملأ منه آذانهم، وأذل به أعناقهم
وأرعب به قلوبهم، فلما عرض الله على آدم من كل شئ ما خلقك، قال له:
اختر من خلقي ما شئت، فاختار الفرس فقيل له: اخترت عزك وعز ولدك
خالدا ما خلدوا، وباقيا ما بقوا، يلقح فينتج مه أولادا أبد الآبدين، ودهر
الداهرين، بركتي عليك وعليهم، ما خلقت خلقا أحب إلي منك. (ك
في تاريخه والثعلبي في تفسيره والديلمي) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات
وأعله بالحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ضعيف روى عن أبيه
465

معضلات ومناكير قلت ذكره (حب): في الثقات وهو والد السيدة
نفسية وله شواهد تأتي.
فصل في آداب متفرقة
11383 (مسند أبي بكر رضي الله عنه) قال المدائني: إن أبا
بكر الصديق أوصى يزيد بن أبي سفيان حين وجهه إلى الشام، فقال:
سر على بركة الله فإذا دخلت بلاد العدو فكن بعيدا من الحملة، فاني لا
آمن عليك الجولة، واستظهر في الزاد، وسر بالأدلاء، ولا تقاتل
بمجروح، فان بعضه ليس معه، واحترس من البيات، فان في العرب
غرة، وأقلل من الكلام، فإنما لك ما وعي عنك، فإذا أتاك كتابي فانفذه
فإنما أعمل على حسب انفاذه، وإذا قدمت وفود العجم فانزلهم معظم
عسكرك، وأسبغ عليهم النفقة، وامنع الناس من محادثتهم ليخرجوا
جاهلين ولا تلجن في عقوبة، ولا تسرعن إليها، وأنت تكتفي
بغيرها، وأقبل من الناس علانيتهم، وكلهم إلى الله في سرائرهم، ولا تجسس
عسكرك فتفضحه، ولا تهمله فتفسده، واستودعك الله الذي لا يضيع
ودائعه. (الدينوري).
466

11384 عن عمر قال: وفروا أظفاركم في أرض العدو، فإنها
سلاح. (مسدد).
11385 عن حرام بن معاوية قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب أن
لا يجاورنكم خنزير، ولا يرفع فيكم صليب، ولا تأكلوا على مائدة
يشرب عليها الخمر وأدبوا الخيل وامشوا بين الغرضين. (عب هب).
11386 عن مكحول أن عمر بن الخطاب كتب إلى أهل الشام
أن علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية. (القراب في فضائل الرمي)
11387 عن زيد بن حارثة أن عمر بن الخطاب كتب إلى امراء
الشام أن يتعلموا الرمي ويمشوا بين الغرضين حفاة وعلموا أولادكم الكتابة
والسباحة. (عب).
11388 عن كليب قال: أبطأ على عمر خبر نهاوند وخبر
النعمان بن مقرن فجعل يستنصر. (ش).
11389 عن سعيد بن جبير أن عمر بن الخطاب جاء إلى قوم
محاصرين فأمر أن يفطروا. (مسدد)
22390 عن لي قال: كان شعار النبي صلى الله عليه وسلم: يأكل خير.
(ع ص كر).
467

11391 عن علي قال: إن الله تعالى سمى الحرب خدعة على لسان
نبيه صلى الله عليه وسلم. (ط حم ع وابن جرير والدورقي).
11392 عن أنس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيسة عينا.
(م وأبو نعيم) (1)
11393 عن أبي لبابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر كيف
تقاتلون القوم؟ إذا لقيتموهم، فقام عصام بن ثابت، فقال: يا رسول الله
إذا كان القوم منا ينالهم النبل كانت المراماة بالنبل، فإذا اقتربوا حتى
تنالنا وإياهم الحجارة كانت المراضخة بالحجارة فاخذ ثلاثة أحجار حجرا في يده
وحجرين في حجزته، فإذا اقتربوا حتى تنالهم وإيانا الرماح كانت المداعسة بالرماح
حتى تقصف فإذا تقصفت الرماح كان الجلاد بالسيوف، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: هكذا نزلت الحرب من قاتل فليقاتل قتال عاصم. (طب).
11394 عن سهل بن الحنظلة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية
فالتقوا هم والعدو فحمل رجل من بني غفار، فقال خذها وأنا الفتني
الغفاري، فقال رجل: بطل أجره، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: سبحان الله لا بأس، وفي لفظ: وما بأس أن يحمد ويؤجر (ع كر).

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الامارة رقم (1901). ص
468

11395 عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من
أصحابه إلى رجل من اليهود فأمره بقتله، فقال له: يا رسول الله إني لا
أستطيع ذلك إلا أن تأذن لي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الحرب
خدعة فاصنع ما تريد. (ابن جرير).
11396 عن عبد الرحمن بن عائذ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
بعث بعثا قال: تألفوا الناس، ولا تغيروا عليهم حتى تدعوهم فما على
الأرض من أهل بيت ولا مدر ولا وبر إلا تأتوني بهم مسلمين أحب
إلي من أن تأتوني بنسائهم وأولادهم وتقتلوا رجالهم. (ابن منده كر).
11397 عن إبراهيم بن صابر الأشجعي عن أبيه عن أمه ابنة نعيم
ابن مسعود عن أبيها، قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق خذل عنا فان
الحرب خدعة (1) (ابن جرير).
11398 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الحرب خدعة.
(العسكري في الأمثال).

1) خدعة: بفتح الحاء وسكون الدال، وبضمها مع فتح الدال، فعلى
الأول معناه أن الحرب ينقض أمرها بخدعة واحدة من الخداع، وهذه
أفصح الروايات وأصحها، وعلى الثاني هو الاسم الخداع، وعلى الثالث
الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفر لهم ا ه‍ بتصرف من النهاية ح.
469

11399 عن عبد الله بن المبارك عن أبي بكر بن عثمان قال: سمعت
أبا أمامة حدث أن سهلا وعامر بن ربيعة قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اخرج يا سهل بن حنيف ويا عامر بن ربيعة حتى تكونوا لنا عينا.
(كر).
11400 عن عروة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة:
الحرب خدعه. (ش).
11401 عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق قالوا: كذا،
وفعلوا كذا، وصنعوا كذا، فذهب العين فأخبرهم فهزموا ولم يكذب
ولكن قال: افعلوا كذا؟ اصنعوا كذا؟ استفهام. (ابن جرير).
11402 عن عروة قال: كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل
يقال له مسعود وكان نماما فلما كان يوم الخندق بعث أهل قريظة إلى
أبي سفيان أن ابعث إلينا رجلا يكون في آطمنا حتى نقاتل محمدا مما يلي
المدينة وتقاتل أنت مما يلي الخندق، فشق ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاتل
من وجهين فقال لمسعود: يا مسعود إنا نحن بعثنا إلى بني قريظة أن
يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل إليهم رجالا فإذا أتوهم قتلوهم، قال فما عدا
أن سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما تمالك حتى أتى أبا سفيان فأخبره،
فقال: صدق والله محمد ما كذب قط فلم يبعث إليهم أحدا. (ش).
470

11403 عن سعيد بن جبير قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سافر يكثر
أن يسأل الله العافية، فقال له بعض أصحابه: يا نبي الله تكثر أن تسأل الله العافية؟ ونحن بين خيرتين: إما أن يفتح علينا، وإما أن نستشهد،
فقال: أخشى عليكم ما بين ذلك يعني الهزيمة. (ابن جرير).
11404 عن الحسن أن رجلا قال: يا نبي الله ألا أحمل عليهم؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، أتريد أن تقتلهم كلهم؟ فكره ذلك وقال: اجلس
حتى تنهض مع أصحابك، فكان الحسن يكره أن يبادر الرجل في الصف
من أجل هذا الحديث. (ابن جرير).
11405 عن عائشة قالت: إن نعيم بن مسعود قال: يا نبي الله
إني أسلمت ولم أعلم قومي باسلامي، فمرني بما شئت، فقال: إنما أنت
فينا كرجل واحد، فخادع إن شئت فان الحرب خدعة. (العسكري
في الأمثال).
471

باب في أحكام الجهاد
فصل في الاحكام المتفرقة
11406 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن يحيى بن سعيد أن
أبا بكر الصديق بعث الجيوش إلى الشام، وبعث يزيد بن أبي سفيان أميرا
فقال له وهو يمشي: إما أن تركب، وإما أن أنزل، قال أبو بكر: ما أنا
براكب، وما أنت بنازل، إني احتسب خطاي هذه في سبيل الله، إنك
ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما زعموا،
وستجد قوما قد فحصوا عن أوساط رؤسهم من الشعر، وتركوا منها
أمثال العصائب، فاضربوا ما فحصوا عنها بالسيف، وإني موصيك بعشر:
لا تقتلن امرأة ولا صبيا، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا،
ولا نخلا ولا تحرقها، ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بقرة إلا
لمأكلة، ولا تجبنن، ولا تغلل. (مالك عب ش هق) (1)
11407 عن ثابت بن الحجاج الكلابي قال: قام أبو بكر في
الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا لا يقتل الراهب الذي في
الصومعة. (ش).

1) رواه مالك في الموطأ كتاب الجهاد باب النهي عن قتل النساء والولدان
في الغزو رقم (10). ورواه البيهقي في السنن الكبرى (9 / 89) ص.
472

11408 عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما بعث الجنود نحو
الشام، أمر يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة،
قال: لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية
الوداع، فقالوا: يا خليفة رسول الله أتمشي ونحن ركبان؟ إني احتسب
خطاي هذه في سبيل لله، ثم جعل يوصيهم، فقال: أوصيكم بتقوى الله،
اغزو في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، فان الله ناصر دينه، ولا تغلوا
ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض، ولا تعصوا ما تؤمرون
فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث، فان هم
أجابوكم فاقبلوا منهم، وكفوا عنهم، ادعوهم إلى الاسلام فان هم أجابوكم
فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار
المهاجرين، فان هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين، وعليهم ما على
المهاجرين، وإن هم دخلوا في الاسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين،
فأخبروهم أنه كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على
المؤمنين، وليس لهم في الفئ والغنائم شئ، حتى يجاهدوا مع المسلمين فان
هم أبوا أن يدخلوا في الاسلام فادعوهم إلى الجزية، فان هم فعلوا فاقبلوا منهم
وكفوا عنهم، وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم، فقاتلوهم إن شاء الله،
ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها، ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر، ولا
473

تهدموا بيعة، ولا تقتلوا الولدان ولا الشيخ ولا النساء، وستجدون
أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفهم له،
وستجدون آخرين اتخذوا للشيطان في أوساط رؤسهم أفحاصا، فإذا وجدتم
أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله. (هق كر) (1)
11409 عن أبي إسحاق: حدثني صالح بن كيسان قال: لما بعث
أبو بكر يزيد بن أبي سفيان إلى الشام خرج أبو بكر معه يوصيه ويزيد
راكب، وأبو بكر يمشي، فقال يزيد: يا خليفة رسول الله إما أن تركب
وإما أن أنزل، فقال: ما أنت بنازل وما أنا براكب، إني أحتسب
خطاي هذه في سبيل الله، يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون فيها
بأصناف من الطعام، فسموا الله على أولها، وسموه على آخرها، وإنكم
ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع، فاتركوهم وما
حبسوا له أنفسهم، وستجدون أقواما قد اتخذ الشيطان على رؤسهم مقاعد
يعني الشمامسة فاضربوا تلك الأعناق، ولا تقتلوا كبيرا هرما ولا امرأة
ولا وليدا ولا مريضا ولا راهبا، ولا تخربوا عمرانا ولا تقطعوا شجرة
إلا لنفع، ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع، ولا تحقرن نخلا ولا تغرقنه ولا

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى بلفظه عن سعيد بن المسيب (9 / 85)
في كتاب الجهاد باب من اختار الكف عن القطع. ا ه‍ ص
474

تمثل ولا تجبن ولا تغلل ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله
قوي عزيز استودعك الله وأقرئك السلام ثم انصرف. (هق) (1)
11410 عن ابن شهاب عن حنظلة بن علي بن الأسقع أن أبا بكر
بعث خالد بن الوليد، وأمره أن يقاتل الناس على خمس، فمن ترك واحدة
من الخمس يقاتله عليها كما يقاتل على الخمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، والحج.
(حم في السنة).
11411 عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق بعث يزيد بن أبي سفيان
إلى الشام، فمشى معهم نحوا من ميلين، فقيل له: يا خليفة رسول الله لو
انصرفت، فقال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت
قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار، ثم بدا له في الانصراف إلى
المدينة، فقام في الجيش فقال: أوصيكم بتقوى، ولا تعصوا ولا تغلوا
ولا تجبنوا، ولا تهدموا بيعة، ولا تغرقوا نخلا ولا تحرقوا زرعا، ولا
تجسدوا بهيمة، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تقتلوا شيخا كبيرا ولا
صبيا ولا صغيرا ولا امرأة، وستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في
الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون أقواما قد اتخذت
الشياطين من أوساط رؤسهم أفحاصا فاضربوا أعناقهم، وستردون بلدا

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى (9 / 90). ص
475

تغدوا وتروح عليهم فيه ألوان الطعام فلا يأتينكم لو إلا ذكرتم اسم الله
عليه، ولا يرفع لون إلا حمدتم الله عليه. (ابن زنجويه).
11412 (مسند عمر رضي الله عنه) عن أسلم أن عمر بن الخطاب
كتب إلى امراء أمراء الأجناد
: أن لا تضربوا الجزية على النساء ولا على الصبيان
وأن تضربوا الجزية على من جرت عليه الموسى من الرجال، وأن
تحتموا في أعناقهم وتجزوا نواصيهم، من اتخذ منهم شعرا وتلزموهم
المناطق يعني الزنانير، وتمنعوهم الركوب إلى علي الأكف عرضا،
ولا يركبوا كما يركب المسلمون. (عب وأبو عبيد في كتاب الأموال
وابن زنجويه معا ش ق).
11413 عن عمر بن قرة قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب أن
أناسا يأخذون من هذا المال ليجاهدوا في سبيل الله، ثم يخالفون ولا
يجاهدون، فمن فعل ذلك منهم فنحن أحق بماله حتى نأخذ منه ما أخذ.
(ش والحسن بن سفيان ق).
11414 عن ابن عمر قال: كتب عمر إلى امراء أمراء الأجناد
: أن
لا يقتلوا امرأة ولا صبيا، وأن لا يقتلوا إلا من جرت عليه المواسى.
(ش) ورواه أبو عبيد في كتاب الأموال عن أم سلمة.
11415 عن زيد بن وهب قال: أتانا كتاب عمر: لا تغلوا
476

ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا واتقوا الله في الفلاحين. (ش).
11416 عن عمر قال: اتقوا الله في الفلاحين فلا تقتلوهم إلا أن
ينصبوا لكم الحرب. (ق).
11417 عن حكيم بن عمير قال: كتب عمر بن الخطاب إلى
أمراء أمراء الأجناد
أيما رفقة من المهاجرين آواهم الليل إلى قرية من قرى
المعاهدين من المسافرين فلم يأتوهم بالقرى فقد برئت منهم الذمة. (أبو عبيد
في الأموال ق).
11418 عن أبي عثمان النهدي أن عمر بن الخطاب كان يغزي
الأعزب عن ذي الحليلة ويغزي الفارس عن القاعد. (ابن سعد).
11419 عن عبد الله بن كعب أن عمر بن الخطاب كان يعقب
بين الغزاة وينهى أن تحمل الذرية إلى الثغور. (ابن سعد).
11420 عن ابن عمر أن عمر أمر عماله فكتبوا أموالهم منهم
سعد بن أبي وقاص، فشاطرهم عمر أموالهم، فأخذ نصفا وأعطاهم نصفا.
(ابن سعد).
11421 عن الشعبي أن عمر كان إذا استعمل عاملا كتب ماله.
(ابن سعد).
11422 عن أسلم أن عمر بن الخطاب إلى عماله ينهاهم عن قتل
477

النساء والصبيان من المشركين، ويأمرهم بقتل من جرت عليه المواسى
منهم. (ابن زنجويه).
11423 عن علي قال: لا يذفف على جريح، ولا يقتل أسير
ولا يتبع مدبر. (الشافعي عب ش ق).
11424 عن امرأة من بني أسد قالت: سمعت عمارا بعد ما فرغ
علي من أصحاب الجمل ينادي: لا تقتلوا مقبلا ولا مدبرا ولا تذففوا على
جريح ولا تدخلوا دارا، ومن ألقى السلاح فهو آمن ومن أغلق بابه فهو
آمن. (عب).
11425 عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا من
المسلمين إلى المشركين قال: انطلقوا بسم الله فذكر الحديث وفيه لا تقتلوا
وليدا طفلا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا، ولا تغورن عينا ولا تعقرن
شجرا إلا شجر يمنعكم قتالا أو يحجز بينكم وبين المشركين، ولا تمثلوا
بآدمي ولا بهيمة ولا تغدروا ولا تغلوا. (هق) قال: اسناده ضعيف إلا
أنه يتقوى بشواهد (1)
11426 بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى اللات والعزى بعثا فأغاروا على
حي من العرب فسبوا مقاتلتهم وذريتهم، فقالوا: يا رسول الله أغاروا

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى (9 / 91). ص.
478

علينا بغير دعاء، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم أهل السرية؟ فصدقوهم، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: ردوهم إلى مأمنهم، ثم ادعوهم. (الحارث) وفيه الواقدي.
11427 عن يزيد بن أبي حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى
سعد بن أبي وقاص، إني قد كنت كتبت إليك أن تدعو الناس إلى
الاسلام ثلاثة أيام، فم استجاب لك قبل القتال فهو رجل من المسلمين،
له ما للمسلمين، وله سهم في الاسلام، ومن استجاب لك بعد القتال أو بعد
الهزيمة فما له فئ للمسلمين، لأنهم كانوا قد أحرزوه قبل إسلامه فهذا
أمري وكتابي إليك. (أبو عبيد).
11428 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه وجها ثم قال لرجل:
الحقه ولا تدعه من خلفه، فقل: إن النبي صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تنتظره،
وقل له: لا تقاتل قوما حتى تدعوهم. (ابن راهويه).
11429 عن بريدة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا إلى
سرية أو جيش وصاه فقال: إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى
إحدى ثلاث خصال فأيتهن أجابوك فكف عنهم، واقبل منهم، ثم
ادعهم إلى الاسلام، فان أجابوك فاقبل منهم، فكف عنهم، ثم ادعهم إلى
التحول من داره إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم
ما للمهاجرين، وإن أبوا واختاروا دارهم فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب
479

المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون
لهم في الفئ والغنيمة نصيب، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فان أبوا
فادعهم إلى اعطاء الجزية، فان أجابوا فاقبل منهم، وإن أبوا فاستعن بالله
وقاتلهم. (ش).
11430 عن بريدة اغزوا بسم الله في سبيل الله، وقاتلوا من
كفر بالله ولا تغلوا ولا تغدوا، ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت
عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال فأيتهن أجابوك فاقبل منهم
وكف عنهم، ثم ادعهم إلى الاسلام فان أجابوك فاقبل منهم، وكف
عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأخبرهم أنهم
إن فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، فان أبوا أن
يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم
حكم الله الذي يجري على المؤمنين، ولا يكون لهم في الغنيمة والفئ شئ
إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فان هم أبوا فسلهم الجزية فان هم أجابوك فاقبل
منهم وكف عنهم، فان هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، وإذا حاصرت
أهل حصن وأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، فلا تجعل لهم ذمة
الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم إن
تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله،
480

فإذا حاصرت أهل الحصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على
حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك. فإنك لا تدري أتصيب حكم الله
فيهم أم لا؟ (الشافعي حم م د ت ن ه‍ والدارمي وابن الجارود
والطحاوي حب هق) (1)
11431 عن سليمان بن بريدة عن أبيه بريدة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أعراب المسلمين: ليس لهم في الفئ والغنيمة شئ، إلا أن يجاهدوا
مع المسلمين. (ابن النجار).
11432 عن الفضل بن تميم بن غيلان بن سلمة الثقفي عن أبيه تميم
ابن غيلان، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة
ورجلا آخر إنما أنصاري، وإما خالد بن الوليد، فأمرهم أن يكسروا طاغية
ثقيف، قالوا: يا رسول الله أين نجعل مسجدهم؟ قال: حيث كانت
طاغيتهم، كي يعبد الله حيث كان لا يعبد. (أبو نعيم).
11433 عن جبير بن نفير قال: مر رجل بثوبان، فقال: أين
تريد؟ قال: أريد الغزو في سبيل الله، قال له: لا تجبن إذا لقيت،

1) رواه أحمد في المسند (5 / 358) عن بريدة.
والبيهقي في السنن الكبرى (9 / 49) عن بريدة كتاب الجهاد باب
السيرة في أهل الكتاب. ص.
481

ولا تغلل إذا غنمت ولا تقتلن شيخا كبيرا ولا صبيا، فقال له الرجل:
ممن سمعت هذا قال: من رسول الله صلى الله عليه وسلم. (كر).
11434 عن حنظلة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غزا
المشركين، فمررنا بامرأة مقتولة ذات خلق اجتمع الناس عليها، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت هذه لتقاتل، ثم قال: إلحق خالد بن الوليد فقل
له: لا تقتل ذرية ولا عسيفا. (أبو نعيم).
11435 عن أبي البختري قال: لما غزا سلمان المشركين من أهل
فارس قال: كفوا حتى أدعوهم كما كنت أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم
فأتاهم فقال: إني رجل منكم، وقد ترون منزلتي من هؤلاء القوم، وإنا
ندعوكم إلى الاسلام، فان أسلمتم فلكم مثل ما لنا، وعليكم مثل ما علينا،
وإن أبيتم فأعطوا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإن أبيتم قاتلناكم، فأبوا
عليه، فقال للناس: انهدوا (1) إليهم. (ش).
11436 عن ابن عباس قال: سبى رجل امرأة يوم خيبر فحملها
خلفه فنازعته قائم سيفه فقتلها، فأبصرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من
قتل هذه؟ فأخبروه فنهى عن قتل النساء. (ش).

1) انهدوا من باب الثالث من الأبواب الستة المجردة بفتح العين في الماضي
والمضارع ومعناه: أسرعوا في قتالهم واحمدوا لهم ا ه‍ بتصرف من النهاية. ح.
482

11437 عن عبد الرحمن بن أبي عمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة
مقتوله، فقال: من قتل هذه؟ فقال رجل: أنا أردفتها خلفي، فأرادت أن
تقتلني فقتلها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفنها. (ابن جرير).
11438 عن عطية القرظي قال: كنت في الذين حكم فيهم
سعد بن معاذ فقدمت لاقتل، فانتزع رجل من القوم إزاري فرأوني لم
أنبت الشعر فألقيت في السبي. (عب).
11439 عن أبي ثعلبة الخشني قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
قتل النساء والولدان. (كر).
11440 عن أبي الدرداء قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم،
فقال: لا تفر من الزحف وإن هلكت. (ابن جرير).
11441 عن خالد الأحول عن خالد بن سعيد عن أبيه قال: بعث
النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن، فقال: إن مررت بقرية فلم
تسمع أذانا فأصبهم، فمر ببني زبيد فلم يسمع أذانا فسباهم، فأتاه عمرو بن معد
يكرب فكلمه فوهبهم له خالد. (كر).
11442 عن ابن عباس قال: ما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم
(ابن النجار).
483

الأمان
11443 (مسند عمر رضي الله عنه) عن طلحة بن عبيد الله بن
كريز قال: كتب عمر بن الخطاب أيما رجل دعا رجلا من المشركين
وأشار إلى السماء فقد آمنه الله فإنما نزل بعهد الله وميثاقه. (عب).
11444 عن عمر أنه كتب: إن العبد المسلم من المسلمين، أمانه
أمانهم. (عب ش ق).
11445 عن عوف بن مالك الأشجعي أن يهوديا نخس بامرأة
مسلمة ثم حثا عليها التراب يريدها على نفسها فرفع ذلك إلى عمر بن
الخطاب، فقال عمر: إن لهؤلاء عهدا ما وفوا لكم بعهد، فإذا لم يفوا لكم
بعهدهم فلا عهد لهم، فصلبه. (عب ق).
11446 عن أبي وائل قال: جاءنا كتاب عمر إذا حاصرتم قصرا
فأرادوكم أن ينزلوا على حكم الله، فلا تنزلوهم، فإنكم لا تدرون ما حكم الله
فيهم، ولكن أنزلوهم على حكمكم، ثم اقضوا فيهم ما أحببتم، وإذا قال
الرجل للرجل: لا تخف فقد آمنه، وإذا قال: مترس (1) فقد آمنه،

1) مترس: بكسر الميم وسكون التاء: خشبة توضع خلف الباب فارسية،
أي لا تخف معها ا ه‍ قاموس جزء أول. ح
484

فان الله يعلم الألسنة. (ق).
11447 عن أنس بن مالك، قال: حاصرنا تستر (1) فنزل
الهرمزان على حكم عمر، فقدمت به على عمر، فقال له عمر: تكلم،
فقال: كلام حي أم كلام ميت؟ قال تكلم لا بأس، فتكلم، فلما أحسست
أن يقتله قلت: ليس إلي قتله سبيل، قد قلت له: تكلم لا بأس، فقال
عمر: ارتشيت وأصبت منه؟ فقلت: والله ما ارتشيت ولا أصبت منه،
فقال: لتأتين على ما شهدت به لغيرك أن لابد أن بعقوبتك، فخرجت
فلقيت الزبير بن العوام، فشهد معي ومسك عمر رضي الله عنه، وأسلم
الهرمزان وفرض له. (الشافعي ق).
11448 عن رجل من أهل الكوفة أن عمر بن الخطاب كتب
إلى عامل جيش كان بعثه أنه بلغني أن رجالا منكم يطلبون العلج حتى
إذا اشتد في الجبل وامتنع فقال الرجل: مترس، يقول: لا تخف فإذا
أدركه قتله، وإني والذي نفسي بيده لا يبلغني أن أحدا فعل ذلك إلا
ضربت عنقه. (مالك) (2)

1) تستر: بضم التاء وسكون السين وفتح التاء الثانية. ا ه‍ قاموس جزء
أول. ح.
2) رواه مالك في الموطأ كتاب الجهاد باب ما جاء في الوفاء بالأمان
رقم (12).
شرح الألفاظ الغريبة من الموطأ:
1 العلج: الرجل الضخم من كبار العجم وبعض العرب يطلقه على
الكافر مطلقا والجمع: علوج وأعلاج.
2 وحديث أبي وائل المار برقم (11441) فيه لفظ:
مترس: ولكن في الموطأ. (مطرس) هي كلمة فارسية
معناه: لا تخف. ص.
485

11449 عن أبي سلمة قال: قال عمر: والذي نفسي بيده لو أن
أحدكم أشار إلى السماء بأصبعه إلى مشرك ثم نزل إليه عن ذلك ثم قتله
لقتلته به. (ابن صاعد في حديثه واللالكائي).
11450 الواقدي: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي الحويرث
قال: كان يهود من بيت المقدس وكانوا عشرين رأسهم يوسف بن نون،
فأخذ لهم كتاب أمان، وصالح عمر بالجابية، وكتب كتابا ووضع
عليهم الجزية، وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم أنتم آمنون على دمائكم
وأموالكم وكنائسكم ما لم تحدثوا أو تأووا محدثا فمن أحدث منكم أو
آوى محدثا فقد برئت منه ذمة الله، وإني برئ من معرة الجيش
شهد معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وكتب أبي بن كعب.
(ابن عساكر)
486

11451 عن المهلب بن أبي صفرة قال: حاصرنا مناذر (1)) فأصبنا
سبيا فتكتبوا إلى عمر أن مناذر قرية من قرى السواد، فردوا إليهم
ما أصبتم. (أبو عبيد).
11452 عن فضيل بن زيد وكان غزا على عهد عمر بن الخطاب
غزوات، قال: لما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين فكتب إليهم أمانا
في صحيفة فرماها إليهم، قال فكتبنا إلى عمر بن الخطاب، فكتب عمر إن
عبد المسلمين من المسلمين، ذمته ذمتهم فأجاز عمر أمانه. (ق).
11453 عن أنس أن الهرمزان نزل على حكم عمر فقال عمر:
يا أنس استحى قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور فأسلم وفرض له.
(يعقوب بن سفيان ق).
11454 عن علي قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه أهل
الذمة، فقالوا له: اكتب لنا كتابا بأمن لا نسأل فيه من بعدك، فقال:
نعم أكتب لكم ما شئتم إلا معرة (2) الجيش وسفه الغوغاء، فإنهم قتلة
الأنبياء. (العسكري).

1) مناذر: بفتح الميم والنون المخففة بلدتان بالأهواز ا ه‍ قاموس. ح.
2) معرة: بفتح الميم والعين: هي أن ينزل الجيش بقوم فيأكلوا من زروعهم
بغير علم وقيل هو قتال الجيش دون إذن الأمير، والمعرة الامر القبيح
المكروه والأذى ا ه‍ نهاية. ح.
487

11455 عن نائل بن مطرف السلمي عن أبيه عن جده رزين بن
أنس قال: لما ظهر الاسلام ولنا بئر بالدفية خفنا أن يغلبنا عليها من حولنا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فكتب لنا كتابا بسم الله
الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله أما بعد فان لهم بئرا إن كان صادقا
ولهم دار إن كان صادقا، فما قاضينا فيه إلى أحد من قضاة المدينة إلا قضوا
لنا به وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم كان (ك ون) وزعم أنه كذا كان في
كتاب النبي صلى الله عليه وسلم (ابن أبي داود في المصاحف طب).
11456 عن زكريا بن أبي زائدة قال: كنت مع أبي إسحاق
فيما بين مكة والمدينة فسايرنا رجل من خزاعة فقال له أبو إسحاق: كيف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رعدت هذه السحابة بنصر بني كعب؟ فقال
الخزاعي لقد تنصلت (1) بنصر بني كعب، ثم أخرج إلينا رسالة رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى خزاعة، ونائبها يومئذ كان فيها: بسم الله الرحمن الرحيم من
محمد رسول الله إلى بديل وبسر وسروات بني عمرو، فاني أحمد إليكم
الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد ذلكم فاني لم اثم بالكم ولم أضع في جنبكم،

1) تنصلت: قال في النهاية جزء الخامس: تنصلت هذه تنصر بن كعب:
ألا أقبلت من قولهم نصل علينا إذا خرج من طريق أو ظهر من
حجاب ا ه‍. ح.
488

وإن أكرم أهل تهامة عندي أنتم وأقربه رحما، ومن تبعكم من المطيبين،
وإني قد أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي ولو هاجر بأرضه غير
ساكن مكة إلا حاجا أو معتمرا، وإني لم أضع فيكم إن أسلمتم فإنكم غير
خائفين م قبلي ولا محصرين، أما بعد فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة وابن
هودة وهاجرا وبايعا على من اتبعهما من عكرمة وأخذا لمن اتبعهما مثل
ما أخذا لأنفسهما وإن بعضنا من بعض في الحلال والحرام، وإني والله ما
كذبتكم وليحيكم ربكم، قال: وبلغني عن الزهري قال: هؤلاء خزاعة
وهم من أهلي فكتب إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يومئذ نزول بين عرفات
ومكة لم يسلموا حيث كتب إليهم وقد كانوا حلفاء النبي صلى الله
عليه وآله وسلم. (ش) (1)

1) مر هذا الحديث برقم (11310) ا ه‍ ص.
489

أحكام أهل الذمة
11457 (مسند عمر رضي الله عنه) عن خالد بن يزيد بن أبي
مالك عن أبيه قال: كان المسلمون بالجابية وفيهم عمر بن الخطاب فأتاه رجل
من أهل الذمة يخبره أن الناس قد أسرعوا في عنبه فخرج عمر حتى لقي
رجلا من أصحابه يحمل ترسا عليه عنب، فقال له عمر: وأنت أيضا؟
فقال: يا أمير المؤمنين أصابتنا مجاعة فانصرف عمر وأمر لصاحب الكرم
بقيمة عنبه. (أبو عبيد).
11458 عن حكيم بن عمير أن عمر بن الخطاب تبرأ إلى أهل
الذمة من معرة الجيش. (أبو عبيد).
11459 عن سويد بن غفلة قال: لما قدم عمر الشام قام إليه رجل
من أهل الكتاب، فقال: يا أمير المؤمنين إن رجلا من المؤمنين صنع بي
ما ترى، قال: وهو مشجوج مضروب، فغضب عمر غضبا شديدا، ثم
قال لصهيب: انطلق وانظر من صاحبه فائتني به، فانطلق صهيب فإذا
هو عوف بن مالك الأشجعي، فقال: إن أمير المؤمنين قد غضب عليك
غضبا شديدا فائت معاذ بن جبل فليكلمه فاني أخاف أن يعجل إليك،
فلما قضى عمر الصلاة قال: أين صهيب أجئت بالرجل؟ قال: نعم وقد كان
490

عوف أتى معاذا فأخبره بقصته، فقام معاذ فقال: يا أمير المؤمنين إنه عوف
ابن مالك فاسمع منه ولا تعجل إليه، فقال له عمر: مالك ولهذا؟ قال:
يا أمير المؤمنين رأيت هذا يسوق بامرأة مسلمة على حمار فنخس بها
ليصرع بها، فلم يصرع بها فدفعها فصرعت فغشيها أو أكب عليها،
فقال: له أتني بالمرأة فلتصدق ما قلت، فأتاها عوف، فقال له أبوها
وزوجها: ما أردت إلى صاحبتنا؟ قد فضحتنا، فقالت: والله لأذهبن
معه، فقال أبوها وزوجها: نحن نذهب فنبلغ عنك، فأتيا عمر فأخبراه
بمثل قول عوف وأمر عمر باليهودي فصلب، وقال: ما على هذا
صالحناكم، ثم قال: أيها الناس اتقوا الله في ذمة محمد، فمن فعل منهم هذا
فلا ذمة له، قال سويد: فذلك اليهودي أول مصلوب رأيته في الاسلام.
(أبو عبيد هق كر).
11460 عن ضمرة بن حبيب قال: قال عمر بن الخطاب: في أهل
الذمة سموهم، ولا تكنوهم، وأذلوهم، ولا تظلموهم، وإذا جمعتكم وإياهم
طريق فألجئوهم إلى أضيقها. (كر).
11461 عن الحارث بن معاوية أنه قدم على عمر بن الخطاب،
فقال له: كيف تركت أهل الشام؟ فأخبره عن حالهم، فحمد الله، ثم
قال: لعلكم تجالسون أهل الشرك؟ فقال: لا يا أمير المؤمنين، فقال: إنكم
491

إن جالستموهم أكلتم معهم وشربتم معهم، ولن تزالوا بخير ما لم تفعلوا ذلك.
(يعقوب بن سفيان هب كر).
11462 عن مكحول أن عمر بن الخطاب كان يأمر أهل الذمة
أن يجزوا نواصيهم ويعقدوا أوساطهم، وأن لا يتشبهوا بالمسلمين في شئ،
من أمورهم. (ابن زنجويه).
11463 عن ليث بن أبي سليم أن عمر بن الخطاب كتب إلى
العمال: يأمرهم بقتل الخنازير ونقص أثمانها لأهل الجزية من جزيتهم.
(أبو عبيد وابن زنجويه معا في الأموال).
11464 عن مجالد بن عبد الله: كتب إلينا عمر بن الخطاب: أن
أعرضوا على من قبلكم من الجموس أن يدعوا نكاح امائهم وبناتهم
وأخواتهم، وأن يأكلوا جميعا كيما نلحقهم بأهل الكتاب، واقتلوا كل
كاهن وساحر. (ابن زنجويه في الأموال ورستة في الايمان والمحاملي
في أماليه).
11465 عن محمد بن عائذ قال قال الوليد: أخبرني أبو عمرو
وغيره أن عمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمع رأيهم على إقرار ما كان
بأيديهم من أرضهم يعمرونها ويؤدن منها خراجها إلى المسلمين، فمن أسلم
منهم رفع عن رأسه الخراج، وصار ما كان في يده من الأرض وداره
492

بين أصحابه من أهل قريته يؤدون عنها ما كان يؤدي من خراجها
ويسلمون له ماله ورقيقه وحيوانه، وفرضوا له في ديوان المسلمين،
وصار من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، ولا يرون أنه وإن أسلم أولى
بما كان في يديه من أرضه من أصحابه من أهل بيته وقرابته، ولا يجعلونها
صافية للمسلمين وسموا من ثبت منهم على دينه وقريته ذمة للمسلمين،
ويرون أنه لا يصلح لاحد من المسلمين شراء ما في أيديهم من الأرضين،
كرها لما احتجوا به على المسلمين من إمساكهم كان عن قتالهم وتركهم
مظاهرة عدوهم من الروم عليهم، فهاب لذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وولاة الامر، قسمهم وأخذ ما في أيديهم من تلك الأرضين، وكره
أيضا المسلمون شراءها طوعا لما كان من ظهور المسلمين على البلاد، وعلى
ما كان يقاتلهم عنها، ولتركهم كان البعثة إلى المسلمين وولاة الامر في
طلب الأمان قبل ظهورهم عليهم، قالوا: وكرهوا شراءها منهم طوعا لما
كان من إيقاف عمر وأصحاب الأرضين محبوسة على آخر الأمة من المسلمين
المجاهدين، لاتباع ولا تورث قوة على جهاد من لم يظهروا عليه بعد من
المشركين ولما ألزموه أنفسهم من إقامة فريضة الجهاد. (كر).
493

الجزية
11466 (مسند عمر رضي الله عنه) عن مسروق أن رجلا من
الشعوب (1) أسلم، فكانت تؤخذ منه الجزية، فأتى عمر، فأخبره فقال:
يا أمير المؤمنين إني أسلمت والجزية تؤخذ مني، فقال: لعلك أسلمت
متعوذا، فقال: أما في الاسلام من يعيذني؟ قال: بلى، فكتب أن لا
تؤخذ منه الجزية. (أبو عبيد وابن زنجويه في الأموال ورسته في
الايمان هق) (2)
11467 عن أسلم أن عمر بن الخاطب ضرب الجزية على أهل
الذهب أربعة دنانير، وعلى أهل الورق أربعين درهما، ومع ذلك
أرزاق المسلمين وضيافتهم ثلاثة أيام. (مالك وأبو عبيد في الأموال
هق) (3)

1) الشعوب: بفتح الشين وضم العين: هم العجم وقيل هو الذي يصغر
شأن العرب ولا يرى لهم فضلا على غيرهم ا ه‍ من النهاية. ح.
2) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب الذمي يسلم فيرفع عنه
الجزية. (9 / 198). ص.
3) رواه مالك في الموطأ كتاب الصدقة باب جزية أهل الكتاب رقم (42)
ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب الضيافة في الصلح
(9 / 196). ص
494

11468 عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي قال: وضع عمر بن
الخطاب الجزية على رؤس الرجال، على الغني ثمانية وأربعين درهما، وعلى
الوسط أربعة وعشرين درهما وعلى الفقير اثنى عشر درهما. (هق) (1)
11469 عن حارثة بن مضرب أن عمر بن الخطاب فرض على
أهل السواد ضيافة يوم وليلة، فمن حبسه مرض أو مطر أنفق من ماله.
(الشافعي وأبو عبيد وابن عبد الحكم في فتوح مصر هق) (2)
11470 عن الأحنف بن قيس أن عمر بن الخطاب كان يشترط
على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة، وأن يصلحوا القناطر وإن قتل في أرضهم
قتيل من المسلمين فعليهم ديته. (أبو عبيد ومسدد ق كر).
11471 عن أسلم أن عمر بن الخطاب كان يؤتى بنعم كثيرة من
نعم الجزية، وأنه قال لعمر بن الخطاب: إن في الظهر لناقة عمياء، فقال
عمر: ندفعها إلى أهل بيت ينتفعون بها، فقلت: وهي عمياء؟ قال:
يقطرونها بالإبل، قلت: كيف تأكل من الأرض؟ فقال: أمن

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب الزيادة على الدينار بالصلح
(9 / 196). ص.
2) رواه البيهقي في السنن الكبير كتاب الجزية باب الضيافة في الصلح.
(9 / 196. ص.
495

نعم الجزية هي أم من نعم الصدقة؟ فقلت من نعم الجزية، فقال: أردتم
والله أكلها، فقلت: إن عليها وسم الجزية، فأمر بها فنحرت، وكان
عنده صحاف تسع فلا تكون فاكهة ولا طرفة إلا جعل في تلك الصحاف
منها فيبعث بها إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون الذي يبعثه إلى حفصة
من آخر ذلك، فإن كان فيه نقصان كان من حظ حفصة، قال فجعل في تلك
الصحاف من لحم الجزور فبعث به إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بما بقي
من اللحم فصنع فدعا عليه المهاجرين والأنصار. (مالك والشافعي ق) (1)
11472 عن حارثة بن مضرب (2) أن عمر بن الخطاب أراد أن
يقسم أهل السواد بنى المسلمين وأمر بهم أن يحصوا فوجد الرجل المسلم
نصيبه ثلاثة من الفلاحين يعني العلوج فشاور أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
في ذلك، فقال علي: دعهم يكونوا مادة للمسلمين فبعث عثمان بن حنيف
فوضع عليهم ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثنى عشر. (أبو عبيد وابن
زنجويه والخرائطي ق).

1) رواه مالك كتاب الصدقة باب جزية أهل الكتاب رقم (45) ص.
2) حارثة بن مضرب العبدي الكوفي: روى عن عمر وعلي وابن مسعود
وغيرهم، تابعي ثقة.
ومضرب: بتشديد الراء المكسورة.
راجع تهذيب التهذيب (2 / 166). ص.
496

11473 عن مرة الهداني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول
لأكررن عليهم الصدقة حتى تروح على الرجل منهم المائة من الإبل.
(أبو عبيد في الأموال وابن سعد).
11474 عن عتبة بن فرقد قال: اشتريت عشر أجربة (1) من أرض السواد على شاطئ الفرات لقضب (2) دواب فذكرت ذلك
لعمر، فقال: اشتريتها من أصحابها؟ قلت: نعم، قال: رح إلي؟
فرحت إليه؟ فقال: يا هؤلاء أبعتموه شيئا؟ قالوا: لا، قال: ابتغ
مالك حيث وضعته. (هق).
11475 عن أسلم أن عمر ضرب الجزية على أهل الذهب أربعة
دنانير، وأربعين درهما على أهل الورق، وأرزاق المسلمين من الحنطة
مدين، وثلاثة أقساط زيت لكل إنسان منهم كل شهر، ومن كان
من أهل مصر فأردب كل شهر لكل إنسان، قال: ولا أدري
كم ذكر من الودك والعسل. (أبو عبيد وابن زنجويه في الأموال
عق) (3)

1) أجرية: جمع جريب: وهو مكيال قدر أربعة أقفزة اه‍ قاموس ح
2) لقصب الدواب: جمع مفرده قضيب: هو ما يؤكل من النبات الغض اه‍ قاموس ح
3) رواه البيهقي في كتاب الزية باب الزيادة على الدينار بالصلح.
(9 / 195). ص
497

11476 عن ابن أبي نجيح سألت مجاهدا لم وضع عمر على أهل
الشام من الجزية أكثر مما وضع على أهل اليمن؟ فقال: لليسار. (أبو عبيد
وابن زنجويه عق).
11477 عن عمر أنه مر بشيخ من أهل الذمة يسأل على أبواب
المساجد فقال: ما أنصفناك أن كنا أخذنا منك الجزية في شيبتك، ثم
ضيعناك في كبرك، ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه. (أبو عبيد
وابن زنجويه عق).
11478 عن جبير بن نفير أن عمر بن الخطاب أتي بمال كثير
من الجزية، فقال: إني لأظنكم قد أهلكتم الناس، قالوا: لا والله ما أخذنا
إلا عفوا صفوا، قال: بلا سوط ولا نوط؟ قالوا: نعم، قال: الحمد لله
الذي لم يجعل ذلك على يدي، ولا في سلطاني. أبو عبيد في الأموال).
11479 عن أبي عياض قال قال عمر: لا تشتروا رقيق أهل الذمة
فإنهم أهل خراج، وأرضهم فلا تبتاعوها، ولا يقرن أحدكم بالصغار
بعد إذ أنجاه الله منه. (أبو عبيد في الأموال هق).
11480 عن الحكم قال: كان عمر لا يكتب الجزية على الصابئة
حتى يحتلموا، فيفرض عليهم عشرة دراهم، ثم يزيد عليهم بعد ذلك على
قدر ما بأيديهم وقدر أعمالهم. (ابن زنجويه في الأموال).
498

11481 عن ابن سيرين أن رجلا من أهل نجران الذين صالحوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجزية أسلم على عهد عمر بن الخطاب، فجاء إلى عمر
فقال: إني مسلم ليست علي جزية، فقال: بل أنت متعوذ بالاسلام من
الجزية، فقال الرجل: أرأيت إن كنت متعوذا بالاسلام من الجزية كما
تقول أما في الاسلام ما يعيذني؟ قال: بلى فوضع عنه الجزية. (ابن زنجويه).
11482 عن أسلم قال: كتب عمر إلى أمراء أمراء الأجناد
: أن
اختموا رقاب أهل الجزية في أعناقهم. (هق) (1)
11483 عن بجالة (2) بن عبيدة قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب
أن خذوا من المجوس الجزية، فان عبد الرحمن بن عوف حدثني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر. (أبو بكر محمد بن إبراهيم
العاقولي في فوائده).
11484 (مسند علي رضي الله عنه) عن نصر بن عاصم قال:
قال فروة بن نوفل الأشجعي: علام تؤخذ الجزية من المجوس وليسوا

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب ما يرفع عنه الجزية.
(9 / 198). ص
2) بجالة: بفتح الباء والجيم المخففة، وعبدة بفتح العين والباء والدال ا ه‍
من تقريب التهذيب. ح
499

أهل كتاب؟ فقام إليه المستورد فأخذ بتلبيبه، فقال: يا عدو الله أتطعن
على أبي بكر وعمر؟ وذهب به إلى القصر، فخرج عليهما علي فقال:
البدا (1) قال سفيان يقول: اجلسا، فجلسا في ظل القصر فأخبره بقوله:
فقال علي: أنا أعلم الناس بالمجوس، كان لهم علم يعلمونه، وكتاب
يدرسونه، وإن ملكهم سكر يوما فوقع على ابنته وأخته، فاطلع عليه
بعض أهل مملكته، فلما صحا جاؤوا يقيمون عليه الحد فامتنع منهم، ودعا
أهل مملكته، فقال: أتعلمون دينا خيرا م دين آدم، وقد كان ينكح
بنيه بناته، وأنا على دين آدم، فما يرغب بكم عن دينه؟ فبايعوه، وقاتلوا
الذين خالفوهم، فأصبحوا وقد أسري على كتابهم، فرفع من بين أظهرهم،
وذهب العلم الذي في صدورهم، وهم أهل كتاب وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وعمر منهم الجزية. (الشافعي والعدني ع وابن زنجويه في
الأموال هق) (2)
11485 عن الزبيد بن عدي قال: أسلم دهقان على عهد علي فقال:

(1 البدا: من الباب الرابع الثلاثي المجرد من باب علم، قال في النهاية ومنه
حديث علي قال الرجلين أتياه نسألانه: البدا بالأرض حتى تفهما، أي
أقيما ا ه‍. ح.
2) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب المجوس أهل كتاب.
(9 / 188) ص.
500

له، إن أقمت في أرضك رفعنا عنك جزية رأسك، وإن تحولت عنها فنحن
أحق بها. أبو عبيد وابن زنجويه في الأموال هق).
11486 عن عن أبي عون الثقفي محمد بن عبيد الله قال: أسلم دهقان
من أهل عين التمر، فقال له علي: أما أنت فلا جزية عليك وأما أرضك
فلنا، فان شئت فرضناها لك، وإن شئت جعلنا له قهرمانا فما أخرج الله
منها من شئ أتيتنا به. (أبو عبيد وابن زنجويه هق).
11487 عن عنترة قال: كان علي يأخذ الجزية من كل صنع
من صاحب الإبر الإبر، ومن صاحب المسال المسال، ومن صاحب الحبال
حبالا، ثم يدعو العرفاء فيعطيهم الذهب والفضة فيقتسمونه ثم يقول:
خذوا هذا فاقتسموه، فيقولون: لا حاجة لنا فيه، فيقول: أخذتم خياره
وتركتم علي شراره لتحملنه. (أبو عبيد وابن زنجويه معا في الأموال).
11488 عن عبد الملك بن عمير قال: أخبرني رجل من ثقيف قال:
استعملني علي بن أبي طالب على برج سابور فقال: لا تضربن رجلا سوطا
في جباية درهم ولا تبيعن لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة
يعلمون عليها، ولا تقم رجلا قائما في طلب درهم: قلت: يا أمير المؤمنين
إذن أرجع إليك كما ذهبت من عندك، قال: وإن رجعت كما ذهبت،
ويحك إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو يعني الفضل. صلى الله عليه وآله.
501

11489 عن مجالد قال: لم يكن عمر يأخذ الجزية من المجوس
حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس
هجر. (ش).
11490 عن جعفر عن أبيه أن عمر بن الخطاب سأل عن جزية
المجوس؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
سنوا بهم سنة أهل الكتاب. (ش).
11491 عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، قال: لما قدمنا مع
عمر بن الخطاب الجابية إذا هو بشيخ من أهل الذمة يستطعم، فسأل عنه؟
فقال: هذا رجل من أهل الذمة كبر وضعف فوضع عنه عمر الجزية
التي في رقبته، وقال: كلفتموه الجزية حتى إذا ضعف تركتموه
يستطعم، فأجرى عليه من بيت المال عشرة دراهم وكان له عيال.
(الواقدي كر).
11492 عن أبي زرعة بن سيف بن ذي يزن، قال: كتب إلي
رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا هذه نسخته فذكرها، وفيه ومن يكن على
يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يفتن عنها، وعليه الجزية على كل حالم ذكر
وأنثى حر أو عبد دينار أو قيمته من المعافر. (كر) (1)

1) ذكر الحديث البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب كم الجزية.
(9 / 195) وقال: وهذه الرواية في رواتها من يجهل ولم يثبت بمثلها
عند أهل العلم حديث، فالذي يوافق من ألفاظها وألفاظ ما قبلها رواية
مسروق مقول به والذي يزيد عليه وجب التوقف فيه وبالله التوفيق ا ه‍
والمعافر: هي برود منسوبة إلى معافر وهي قبيلة باليمن والميم زائدة.
النهاية في غريب الحديث (3 / 262). ص
502

شروط النصارى
11493 عن عبد الرحمن بن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب
حين صالح نصارى أهل الشام: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله
عمر أمير المؤمنين من نصاري مدينة كذا وكذا انكم لما قدمتم علينا
سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على
أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا في ما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية
ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها، ولا نحيي ما كان منها في
خطط المسلمين، ولا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في
ليل ولا نهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، وأن ننزل من
مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم، وأن لا نؤمن في كنائسنا ولا
منازلنا جاسوسا ولا نكتم عينا للمسلمين، ولا نعلم أولادنا القرآن ولا
نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا، ولا نمنع أحدا من أهلنا الدخول في
503

الاسلام إن أرادوه، وأن نوقر المسلمين، وأن نقوم لهم من مجالسنا إن
أرادوا جلوسا، ولا نتشبه بهم في شئ من لباسهم من قلنسوة ولا عمامة
ولا نعلين ولا فرق شعر، ولا نتكلم بكلامهم ولا نتكنى بكناهم، ولا
نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله
معنا، ولا ننقش خواتمنا بالعربية، ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رؤسنا
وأن نلزم زينا حيث ما كنا، وأن نشد الزنانير على أوساطنا، وأن لا
نظهر صليبنا وكتبنا في شئ من طرق المسلمين ولا أسواقهم، وأن لا
نظهر الصليب على كنائسنا، وأن لا نضرب بناقوس في كنائسنا بين
حضرة المسلمين، وأن لا نخرج سعانين، ولا باعوثا ولا نرفع أصواتنا
مع أمواتنا، ولا نظهر النيران معهم في شئ من طرق المسلمين،
ولا نجاورهم موتانا، ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين،
وأن نرشد المسلمين، ولا نطلع عليهم في بنيان لهم، فلما أتيت عمر
بالكتاب زاد فيه: وأن لا نضرب أحدا من المسلمين، شرطنا لكم ذلك
على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عنهم الأمان، فان نحن خالفنا ما
شرطناه لكم فضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم ما يحل لكم من
أهل المعاندة والشقاق. (ابن منده في غرائب شعبة وابن زبر (1) في شروط النصارى).

1) ابن زبر: بفتح الزاي وسكون الباء هو: عبيد الله ا ه‍ تقريب التهذيب. ح
504

11494 عن سعيد بن عبد العزيز قال قال عمر بن الخطاب لجبلة بن
الأيهم: يا جبلة، فأجابه فقال: اختر مني إحدى ثلاث: إما أن تسلم
فيكون لك ما للمسلمين، وعليك ما عليهم، وإما تؤدي الخراج، وإما أن
تلحق بالروم، قال: فلحق بالروم. (أبو عبيد وابن زنجويه معا في كتاب
الأموال).
11495 عن خليفة بن قيس قال قال عمر: يرفأ أكتب إلى
أهل مصر من أهل الكتاب أن يجزوا نواصيهم أون يربطوا الكستيجات (1)
على أوساطهم ليعرف زيهم من زي أهل الاسلام. (أبو عبيد
وابن زنجويه).
11496 عن عمر أن الرقيل ورؤسا من أهل السواد أتوه فقالوا:
يا أمير المؤمنين إنا كنا قد ظهر علينا أهل فارس فأضروا بنا وأساؤا
إلينا، فلما جاء الله بكم أعجبنا مجيئكم وقد جئناكم وفرحنا فلم نصدكم عن
شئ ولم نقاتلكم، حتى إذا كان باخرة بلغنا أنكم تريدون أن تسترقونا
فقال له عمر: فالآن فان شئتم فالاسلام، وإن شئتم فالجزية، وإلا قاتلناكم
فاختاروا الجزية. (أبو عبيد).

1) الكستيج: بضم الكاف وسكون السين المهملة خيط غليظ يشده الذمي
فوق ثيابه دون الزنار معرب كستي والكستج كالحزمة من الليف. قاموس
505

اخراج اليهود
11497 (مسند عمر رضي الله عنه) عن عمرو بن دينار قال:
سمع عمر بن الخطاب رجلا من اليهود يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كأني بك وقد وضعت كورك على بعيرك، ثم سرت ليلة بعد ليلة
فقال عمر: إيه والله لا تمسوا بها. (عب).
11498 عن أسلم أن عمر بن الخطاب ضرب لليهود والنصارى
والمجوس بالمدينة إقامة ثلاث ليال يتسوقون بها، ويقضون حوائجهم
ولا يقيم أحد منهم فوق ثلاث ليال. (مالك هق).
11499 عن يحى بن سعيد أن عمر أجلى أهل نجران اليهود
والنصارى واشترى بياض أرضهم وكرومهم، فعامل عمر الناس: إن هم
جاءوا بالبقرة والحديد من عندهم فلهم الثلثان، ولعمر الثلث، وإن جاء
عمر بالبذر من عنده فله الشطر وعاملهم النخل على أن لهم الخمس
ولعمر أربعة أخماس، وعاملهم الكرم على أن لهم الثلث، ولعمر
الثلثان. (ش).
11500 عن سالم بن أبي الجعد قال: كان أهل نجران بلغوا أربعين
ألفا وكان عمر يخافهم أن يميلوا على المسلمين، فتحاسدوا بينهم، فأتوا عمر
506

فقالوا: إنا قد تحاسدنا بيننا فأجلنا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كتب
لهم كتابا أن لا يجلوا فاغتنمها عمر فأجلاهم فقدموا فأتوه فقالوا: أقلنا،
فأبى أن يقيلهم، فلما ولي علي أتوه فقالوا: إنا نسألك بخط يمينك
وشفاعتك عند نبيك إلا أقلتنا فأبى، وقال: ويحكم إن عمر كان رشيد
الامر فلا أغير شيئا صنعه عمر، قال سالم: فكانوا يرون أن عليا لو كان
طاعنا على عمر في شئ من أمره طعن عليه في أهل نجران. (ش وأبو
عبيد في الأموال هق).
11501 عن ابن عمر أن عمر أجلى اليهود من المدينة، فقالوا:
أقرنا النبي صلى الله عليه وسلم وأنت تخرجنا؟ قال: أقركم النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرى أن
أخرجكم من المدينة. (أبو بكر الشافعي في الغيلانيات).
11502 عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لئن
عشت أو بقيت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا
يبقى فيها إلا مسلم. (ابن جرير في تهذيبه).
11503 عن ابن عمر قال قال عمر: من كان له سهم في خيبر
فليحضر حتى نقسمها بينهم فقسمها عمر بينهم فقال رئيسهم يعني رجلا
من اليهود: لا تخرجنا يا أمير المؤمنين، دعنا نكن (1) فيها كما أقرنا

1) نكن: من باب رد أي نستتر فيها ونصان من الحر والبرد. ح.
507

رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال عمر لرئيسهم: أتراه سقط؟ عن قول
النبي صلى الله عليه وسلم كيف بك إذا رقصت بك راحلتك نحو الشام يوما ثم يوما
ثم يوما ثم يوما فقسمها عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية
(ابن جرير).
11504 عن ابن عمر قال: لما فدع (1) أهل خيبر عبد الله بن
عمر قام عمر خطيبا فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر على
أموالهم، وقال: نقركم ما أقركم الله، وإن عبد الله بن عمر خرج إلى
مال هناك، فعدي عليه من الليل ففدعت يداه ورجلاه، وليس لنا
عدو هناك غيرهم هم عدونا وتهمتنا، وقد رأيت إجلاءهم، فلما أجمع عمر
على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال: يا أمير المؤمنين أتخرجنا وقد
أقرنا محمد وعاملنا على الأموال وشرط لنا ذلك؟ فقال عمر: أظننت
أني نسيت قول النبي صلى الله عليه وسلم كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك
قلوصك ليلة بعد ليلة؟ فقال: كانت هذه هزلة من أبي القاسم قال:
كذبت يا عدو الله فأجلاهم عمر. (خ هق) (2)

(1 لما فدع الفدع: بالتحريك زيغ بين القدم وعظم الساق وكذلك في اليد،
وهو أن تزول المفاصل عن أماكنها ا ه‍ نهاية. ح.
(2 رواه البخاري في صحيحه كتاب الشروط باب إذا اشترط في المزارعة
(3 / 252). ا ه‍ ص
508

11505 عن يحيى بن سهل بن أبي حثمة قال: أقبل مظهر بن
رافع الحارثي إلى أبي باعلاج من الشام عشرة ليعملوا في أرضه فلما نزل خيبر
أقام بها ثلاثا فدخلت يهود للاعلاج وحرضوهم على قتل مظهر (1) ودسوا
لهم سكينين أو ثلاثا فلما خرجوا من خيبر، وكانوا بثبار (2) وثبوا عليه
فبعجوا بطنه فقتلوه، ثم انصرفوا إلى خيبر فزودتهم يهود وقوتهم حتى
لحقوا بالشام، وجاء عمر بن الخطاب الخبر بذلك، فقال: إني خارج إلى
خيبر فقاسم ما كان بها من الأموال، وحاد حدودها ومورف أرفها
ومجل يهود عنها، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلم: أقركم الله، وقد أذن
الله في إجلائهم ففعل ذلك بهم. (ابن سعد).
11506 عن عمر أنه قال: أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
عامر يهود خيبر على أن نخرجهم إذا شئنا، فمن كان له مال فليلحق به
فاني مخرج يهود فأخرجهم. (حم د (3) هق)

1) مظهر: بضم الميم وفتح الظاء وكسر الهاء مسددة ا ه‍ إصابة. ح.
2) وكانوا بثبار، قال في القاموس: وهو على ثبار أمر ككتاب على اشراف
من قضائه ا ه‍ فلعل الباء بمعنى على. ح.
3) رواه أبو داود كتاب الخراج والفئ باب في حكم أرض خيبر. رقم
(2991). ص.
509

المصالحة
11507 (مسند عمر رضي الله عنه) عن مغيرة بن السفاح
ابن المثنى الشيباني عن زرعة بن النعمان، أو النعمان بن زرعة أنه سأل عمر
ابن الخطاب، وكلمه في نصارى بني تغلب، قال: وكان عمر قدهم أن
لاخذ منهم الجزية فتفرقوا في البلاد، فقال النعمان بن زرعة لعمر: يا أمير
المؤمنين إن بني تغلب قوم عرب يأنفون من الجزية، وليس لهم أموال
إنما هم أصحاب حروث ومواش، ولهم نكاية في العدو، فلا تعن
عدوك عليك بهم، فصالحهم عمر على أن أضعف عليهم الصدقة، واشترط
عليهم أن لا ينصروا أولادهم، قال مغيرة، فحدثت أن عليا قال: لئن
تفرغت لبني تغلب ليكونن لي فيهم رأي لأقتلن مقاتلتهم، ولأسبين
ذراريهم، قد نقضوا العهد، وبرئت منهم الذمة حيث نصروا أولادهم.
(أبو عبيد وابن زنجويه معا في الأموال).
11508 عن علي قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم صالح نصارى بني
تغلب على أن يثبتوا على دينهم، ولا ينصروا أولادهم، فان فعلوا فقد
برئت منهم الذمة، وقد نقضوا، فوالله لئن تم لي الامر لأقتلن مقاتلتهم
ولأسبين ذراريهم. (ع).
510

11509 عن عمر أنه صالح بني تغلب على أن لا يصبغوا في دينهم
صبيا وعلى أن عليهم الصدقة مضاعفة. (هق) (1)
11510 عن عبادة بن النعمان التغلبي أنه قال لعمر: يا أمير المؤمنين
إن بني تغلب من قد علمت شوكتهم، وأنهم بإزاء العدو، فان ظاهروا
عليك العدو اشتد قوتهم، فان رأيت أن تعطيهم شيئا فافعل، فصالحهم
على أن لا يغمسوا أحدا من أولادهم في النصرانية ويضاعف عليهم
الصدقة. (هق) (2)
11511 عن ابن عمر أنه تفلت (على راهب سب النبي صلى الله عليه وسلم
بالسيف، وقال: إنا لم نصالحكم على سب نبينا صلى الله عليه وسلم. (ش).

1) و 2) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب نصارى العرب.
(9 / 216). ص.
3) تفلت قال في القاموس: تفلت إليه نازع، وعليه توثب ا ه‍.
وقال في النهاية: ومنه الحديث (إن عفريتا من الجن تفلت على البارحة)
أي تعرض لي في صلاتي فجأة ا ه‍ النهاية (3 / 467). ح.
511

العشور
11512 (مسند عمر رضي الله عنه) عن ابن سيرين قال: قضى
عمر بن الخطاب في أموال أهل الذمة: إذا مروا بها على أصحاب الصدقة
نصف العشر، وفي أموال تجار المشركين ممن كان من أهل الذمة نصف
العشر. (عب).
11513 عن ابن جريج قال قال عمر. وكتب أهل منبج
ومن وراء بحر عدن إلى عمر بن الخطاب يعرضون عليه أن يدخلوا
بتجارتهم أرض العرب ولهم العشور منها، فشاور عمر في ذلك
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأجمعوا على ذلك، فهو أول من أخذ منهم
العشور. (عب).
11514 عن زياد بن حدير قال: بعثني عمر على السواد ونهاني
أن أعشر مسلما أو ذا ذمة يؤدي الخراج. (ش هق) (1)

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب ما جاء في تعشير أموال
بني تغلب (9 / 218).
وقوله: (أو ذا ذمة) يؤدي الخراج أن أهل الذمة لا يفرض لهم في
مواشيهم ولا في عشر زروعهم وثمارهم.). ص.
512

11515 عن أنس قال: بعثني عمر وكتب لي أن آخذ من
أموال المسلمين ربع العشر ومن أموال أهل الذمة إذا اختلفوا بها للتجارة
نصف العشر، ومن أموال أهل الحرث العشر. (أبو عبيد في الأموال
وابن سعد).
11516 عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب كان يأخذ من النبط
والزبيب نصف العشر يريد بذلك أن يكثر الحمل إلى المدينة ويأخذ من
القطنية العشر. (الشافعي وأبو عبيد ق).
11517 عن زياد بن حدير قال: ما كنا نعشر مسلما ولا
معاهدا لنا بعشر أهل الحرب، وكتب إلي عمر أن لا تعشرهم في السنة
إلا مرة. (أبو عبيد هق) (1)
11518 عن يعلى بن أمية قال: كتب إلى عمر أن آخذ من
حلي البحر والعنبر العشر. (أبو عبيد) وقال: اسناده ضعيف غير
معروف قال أبو عبيد حدثنا زائدة عن عاصم بن سليمان عن الشعبي قال:
أول من وضع العشر في الاسلام عمر.

1) رواه البيهقي في السنن الكبير كتاب الجزية باب ما جاء في تعشير
الأموال (9 / 218). ص.
513

11519 عن داود بن كردوس قال: صالحت عمر بن الخطاب
عن بني تغلب بعد ما قطعوا الفرات وأرادوا اللحوق بالروم على أن لا
يصبغوا (1) صبيانهم ولا يكرهوا على دين غير دينهم وعلى أن عليهم العشر
مضاعفا من كل عشرين درهما درهم. (أبو عبيد في الأموال).
11520 عن زياد بن حدير (2) أن أباه كان يأخذ من نصراني
العشر في كل سنة مرتين، فأتى عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين
إن عاملك يأخذ مني العشر في كل سنة مرتين، فقال عمر: ليس ذلك له،
إنما له في كل سنة مرة، ثم أتاه فقال: أنا الشيخ النصراني، فقال
عمر: وأنا الشيخ الحنيف قد كتبت لك في حاجتك. (أبو عبيد هق) (3)
11521 عن السائب بن يزيد قال: كنت عاملا على سوق
المدينة زمن عمر فكنا نأخذ من النبط العشر. (الشافعي وأبو عبيد).

1) أن يصبغ: من باب منع ومن باب نصر، صبغ النصارى أولادهم في ماء
لهم ا ه‍ مختار الصحاح. ح.
2) زياد بن حدير: بمهملات مصغرا، الأسدي الكوفي، وثقه أبو حاتم
خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي (1 / 242) ا ه‍ ص.
3) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية باب لا يؤخذ منهم ذلك
في السنة. (9 / 211). ص
514

الخراج
11522 (مسند معاذ رضي الله عنه) بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى
قرى عربية فأمرني أن آخذ حظ الأرض، قال سفيان: وحظها
الثلث والربع. (عب).
الخمس
11523 (مسند عمر رضي الله عنه) عن أنس قال: بارز ابراء
ابن مالك مرزبان الزارة، فطعنه طعنة كسرت القربوص (1) وخلصت
الطعنة إليه فقتلته، فصلى عمر الصبح، ثم أتانا فقال: إنا كنا لا
نخمس الأسلاب، وإن سلب البراء قد بلغ مالا، ولا أراني إلا خامسه
فقوم ثلاثين ألفا فأعطانا عمر ستة آلاف، فكان أول سلب خمس في
الاسلام. (عب وأبو عبيد في كتاب الأموال ش وابن جرير وأبو عوانة
والطحاوي والمحاملي في أماليه).
11524 عن عمر قال: لا يقطع الخمس إلا في خمس. (ش وابن

1) القربوص هو القربوس: بفتح القاف والراء حنو السرج ا ه‍.
قاموس. ح.
515

المنذر في الأوسط عق قط ق).
11525 عن هانئ بن كلثوم أن صاحب جيش الشام حين فتح
الشام كتب إلى عمر بن الخطاب: إنا فتحنا أرضا كثيرة الطعام والعلف
فكرهت أن أتقدم في شئ من ذلك إلا بأمرك، فاكتب إلي بأمرك في
ذلك، فكتب إليه عمر: أن دع الناس يأكلون ويعلفون، فمن باع شيئا
بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين. (ق).
11526 عن نافع قال: أصاب الناس فتحا بالشام، فيهم بلال ومعاذ
ابن جبل، فكتبوا إلى عمر بن الخطاب: إن هذا الفئ الذي أصبنا خمسه لك
ولنا ما بقي، وليس لاحد منه شئ، كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، فكتب
عمر: إنه ليس على ما قلتم، ولكني أقفها للمسلمين، فراجعوه الكتاب،
وراجعهم يأبون ويأبى، فلما أبوا، قام عمر فدعا عليهم، فقال: اللهم
اكفني بلالا وأصحاب بلال، فما جاء الحول حتى ماتوا جميعا. (أبو عبيد
وابن زنجويه هق) (1)
11527 عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى ابن عباس
يسأله عن سهم ذوي القربى؟ فكتب إليه: إنه لنا وقد كان عمر دعانا
لننكح منه أيامى ونخدم منه عائلنا، ونعطي منه الغارمين منا، فأبينا عليه

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة (6 / 318) ص.
516

إلا أن يسلمه لنا كله، وأبى ذلك عمر علينا. (أبو عبيد وابن الأنباري
في المصاحف).
11528 عن ابن عباس قال: كان عمر يعطينا من الخمس نحوا
مما كان يرى أنه لنا فرغبنا من ذلك، فقلنا حق ذوي القربى خمس الخمس
فقال عمر: إنما جعل الله الخمس في أصناف سماها فأسعدهم بها أكثرهم
عددا وأشدهم فاقة فأخذ منا ناس وتركه ناس. (أبو عبيد).
11529 عن الزهري أن عمر بن الخطاب قال: إن جاء خمس
العراق لا أدع هاشميا إلا زوجته، ومن لا جاريه له أخدمته.
(أبو عبيد).
11530 عن علي قال: اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن
حارثة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال العباس: يا رسول الله كبر سني
ورق عظمي: وكثرت مؤنتي فان رأيت يا رسول الله أن تأمر لي
بكذا وسقا من طعام، فافعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد فعلت،
فقالت فاطمة: يا رسول الله: إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك
فافعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نفعل ذلك، ثم قال زيد بن حارثة:
يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها، ثم قبضتها فان
أردت أن تردها علي فافعل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نفعل ذلك،
517

فقلت: أنا يا رسول الله إن أردت أن توليني هذا لاحق الذي جعله الله لنا
في كتابه من الخمس فاقسمه في حياتك؟ كي لا ينازعنيه أحد بعدك،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نفعل ذلك، فولانيه فقسمته في حياته، ثم
ولانيه أبو بكر، فقسمته في حياته: ثم ولانيه عمر فقسمته في حياته. (ش
حم د ع عق ق ص م) (1)
11531 عن علي قال: ولاني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس الخمس،
فوضعته مواضعه حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحياة أبي بكر، وحياة عمر،
فأتي بمال فدعاني، فقال: خذه، فقلت لا أريده، قال: خذه، فأنتم أحق
به، قلت قد استغنيت، فجعله في بيت المال. (ش د) (2)
11532 عن محمد بن إسحاق، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي
ابن أبي طالب حيث ولي من أمر الناس ما ولي، كيف صنع في سهم
ذوي القربى؟ قال: سلك به سبيل أبي بكر وعمر، قلت فما منعه؟ قال:

1) رواه أبو داود في السنن في كتاب الفرائض باب بيان مواضع قسم
الخمس وسهم ذي القربى رقم (2968).
ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ الغنيمة (6 / 344)
بطوله. ص.
(2 رواه أبو داود في السنن كتاب الفرائض باب في بيان مواضع قسم الخمس
رقم (2967). ص.
518

كره أن يدعى عليه خلاف أبي بكر وعمر. (أبو عبيد وابن الأنباري
في المصاحف.
11533 عن عبد الرحمن بن أبي ليل، قال: سألت عليا فقلت:
أخبرني كيف كان يصنع أبو بكر وعمر في الخمس نصيبكم؟ فقال: أما
أبو بكر فلم يكن في ولايته أخماس وما كان فقد أوفاه، وأما عمر فلم يزل
يدفعه في كل خمس حتى كان خمس السوس وجند يسابور، فقال
وأنا عنده: هذا نصيبكم أهل البيت من الخمس، وقد أخل ببعض،
واشتدت حاجتهم، فان أحببتم تركتم حقكم فجعلناه في خلة المسلمين
حتى يأتينا مال فأوفيكم حقكم فيه؟ فقلت: نعم، فوثب العباس فقال:
لا تعرض في الذي لنا، فقلت له: يا أبا الفضل ألسنا أحق من أرفق
المسلمين وضعف أمير المؤمنين فقبضه، فتوفي عمر قبل أن يأتيه مال،
فوالله ما قضاه، ولا قدرت عليه في ولاية عثمان، ثم أنشأ علي يحدث،
فقال: إن الله حرم الصدقة على رسوله، فعوضه سهما من الخمس ما حرم
عليه وحرمها على أهل بيته خاصة، دون أمته فضرب لهم مع رسول الله
سهما عوضا مما حرم عليهم. (ابن المنذر).
11534 عن ابن أبي ليلى قال: سألت عليا عن الخمس؟ فقال:
519

إن الله حرم علينا الصدقة، وعوضنا منها الخمس، فأعطانيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله ثم أعطانيه أبو بكر، حتى مات، ثم أعطانيه عمر
حتى كان فتح السوس (1) وجند يسابور. (أبو الحسن بن معروف في
فضائل بني هاشم).
11535 عن محمد بن سيرين أن أميرا أعطى أنس بن مالك شيئا
من الفئ فقال أنس: أخمس؟ فقال: لا، فلم يقبله. (ابن سعد كر).

1) السوس: بلدة بخوزستان يقال إن بها قبر النبي دانيال وأنها كانت آخر
ما فتح من الأهواز على عهد عمر.
وجند يسابور: مدينة بخوزستان بناها سابور بن ازدشير فنسبت إليه
وقد افتتحها المسلمون سنة 19 ه‍ في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في السنة التي تم فيها فتح نهاوند اه‍.
مقدمة ابن خلدون ص (4 / 6) ص.
520

الغنائم وحكمها
11536 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن أبي قرة مولى
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: قسم أبو بكر الصديق قسما فقسمه
لي كما قسم لسيدي. (ابن سعد وأبو عبيد في الأموال ش).
11537 عن يزيد بن عبد الله بن قسيط أن أبا بكر الصديق
بعث عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة من المسلمين مددا لزياد بن لبيد،
وللمهاجر بن أبي أمية فوافقهم الجند قد فتحوا النجير باليمن فاشركهم زياد
ابن لبيد في الغنيمة فكتب أبو بكر إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة.
(الشافعي هق) (1)
11538 عن رجل أن أبا بكر الصديق قال: فيما أخذ العدو من
أموال المسلمين مما غلبوا عليه أو أبق إليهم، ثم أحرزه المسلمون: مالكوه
أحق به قبل القسم وبعده. (الشافعي ق).
11539 عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا بكر لما قدم عليه المال
جعل الناس فيه سواء، وقال: وددت أني أتخلص مما أنا فيه من الكفاف
ويخلص لي جهادي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو عبيد في الأموال).

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم القئ والغنيمة (6 / 291) ص.
521

11540 عن ابن أبي حبيب وغيره أن أبا بكر كلم في أن يفضل
بين الناس في القسم فقال: فضائلهم عند الله وأما هذا المعاش فالسوية فيه
خير. (أبو عبيد).
11541 (مسند عمر رضي الله عنه) عن طارق بن شهاب قال:
قال عمر: إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة. (الشافعي عب ش والطحاوي
هق) وصححه (1)
11542 عن عمر قال: كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على
رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
خاصة، فكان ينفق على أهله منها نفقة سنتهم، ثم يجعل ما بقي في السلاح
والكراع عدة في سبيل الله. (الشافعي والحميدي ش حم والعدني حم م
د ت ن وابن الجارود وابن جرير في تهذيبه وابن المنذر وابن مردويه
هق) (2)
11543 عن عمر قال: إن الله خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاصية

1) رواه البيهقي في السنن الكبير كتاب قسم الفئ والغنيمة (6 / 291) ص.
2) رواه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب حكم الفئ رقم (1757)
والبيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة (6 / 296).
وأبو داود باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (2949). ص.
522

لم يخص بها أحدا من الناس، وكان الله أفاء على رسوله بني النضير، فوالله
ما استأثرها عليكم، ولا أخذها دونكم، ولقد قسمها بينكم وبثها فيكم،
حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منها نفقة أهله سنة
ويجعل ما بقي مجعل ما الله. عب والعدني وعبد بن حميد خ م د ت ن
وابن مردويه هق) (1)
11544 عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبيع نخل بني النضير
ويحبس لأهله قوت سنتهم. (خ).
11545 عن عمر قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا:
بنو النضير، وخيبر، وفدك، فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه،
وأما فدك فكانت حبسا لأبناء السبيل، وأما خيبر فجزأها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثلاثة أجزاء، جزئين بين المسلمين، وجزأ لنفسه ونفقة أهله فما فضل عن
نفقة أهله جعله بين فقراء المهاجرين. (د (2) وابن سعد وابن أبي عاصم
وابن مردويه ق ص).

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب حكم الفئ رقم (49).
رواه أبو داود باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (2949).
والبيهقي كتاب قسم الفئ والغنيمة (6 / 296). ص.
2) رواه أبو داود باب في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (2951). ص
523

11546 قال عمر: ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من
خيل ولا ركاب هذه لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة قرى عرينة فدك كذا
وكذا. (د) (1)
11547 عن مالك بن أوس بن الحدثان: قال: ذكر عمر بن
الخطاب يوما الفئ، والله ما أنا بأحق من هذا الفئ منكم، وما أحد
منا بأحق به من أحد، ووالله ما من المسلمين أحد إلا وله في هذا المال
نصيب إلا عبدا مملوكا، ولكنا على منازلنا من كتاب الله وقسم رسوله،
الرجل وقدمه في الاسلام، والرجل وبلاؤه في الاسلام، والرجل وعياله
وفي لفظ: وعناؤه في الاسلام، والرجل وحاجته، والله لئن بقيت لهم
ليأتين الراعي بجبل صنعاء حضه من هذا المال وهو يرعى مكانه. (حم
وابن سعد د ق كر ص) (2)
11548 عن عمر قال: ما على وجه الأرض مسلم إلا وله في

1) رواه أبو داود في صفايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأموال رقم (2950)
وقرى عرينة فدك: اسم موضع محركة قرية بخيبر، عون المعبود شرح
سنن أبي داود (8 / 187). ص.
2) رواه أبو داود باب في غلول الصدقة رقم (2934). ص.
524

هذا الفئ، حق أعطيه أو منعه إلا ما ملكت أيمانكم. (الشافعي عب
وأبو عبيد وابن زنجويه معا في كتاب الأموال وابن سعد ش حم وعبد
ابن حميد ق).
11549 عن ابن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب وطلحة
ابن عبيد الله والزبير بن العوام، قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسهم
للفرس سهمين وللرجل سهما. (قط).
11550 عن عمر قال: ما أصاب المشركين من مال المسلمين، ثم
أصابه المسلمون بعد فان أصابه صاحبه قبل أن تجرى عليه سهام المسلمين
فهو أحق به، وإن جرت عليه سهام المسلمين فلا سبيل إليه إلا بالغنيمة.
(عب ش ق).
11551 عن عمر قال: ليس للعبد من الغنيمة شئ. (ش).
11552 عن الحسن قال: كتب عمر إلى أبي موسى أن يسهم
للفرس سهمين وللمقرف سهما وللبغل سهما (عب)
11553 عن سفيان بن وهب الخولاني قال: شهدت عمر بن
الخطاب بالجابية، قال: فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما

(1) المقرف على وزن المحسن: هو الهجين الذي أبوه عربي وأمه برذونه ا ه‍
نهاية جزء الرابع. ح.
525

بعد فان هذا الفئ، أفاء الله عليكم، الرفيع فيه والوضيع بمنزلة ليس أحد
أحق به من أحد، إلا من كان من هذين الحيين: لحم وجذام فاني غير
قاسم لهم شيئا، فقام رجل من لخم فقال: يا ابن الخطاب أنشدك الله
في العدل والسوية، فقال: إنما يريد ابن الخطاب العدل والتسوية، والله
إني لاعلم لو كانت الهجرة بصنعاء ما خرج إليها من لخم وجذام إلا القليل
فلا أجعل من تكلف السفر وابتاع الظهر بمنزلة قوم إنما قاتلوا في ديارهم
فقام أبو حدير حينئذ فقال: يا أمير المؤمنين إن كان الله ساق إلينا
الهجرة في ديارنا فنصرناها وصدقناها أذاك الذي يذهب حقنا في الاسلام؟
فقال عمر: والله لأقسمن لكم ثلاث مرات، ثم قسم بين الناس، فأصاب
كل رجل منهم نصف دينار، وإذا كانت معه امرأته أعطاه دينارا، وإذا
كان وحده أعطاه نصف دينار، ثم دعا ابن قاطورا صاحب الأرض،
فقال: أخبرني ما يكفي الرجل من القوت في الشهر واليوم؟ فاتى بالمدي
والقسط (1) فقال يكفيه هذا المديان في الشهر وقسط زيت وقسط خل
فأمر عمر بمدين من قمح فطحنا ثم عجنا ثم أدمهما بقسطين زيتا، ثم
أجلس عليهما ثلاثين رجلا، فكان كفاف شبعهم، ثم أخذ عمر المدي

1) القسط: بكسر القاف وسكون السين له معان كثيرة ومعناه مكيال
يسع نصف صاع اه‍ قاموس. ح.
526

بيمينه والقسط بيساره، ثم قال: اللهم إني لا أحل لاحد أن ينقصهما بعدي،
اللهم فمن نقصهما فأنقص من عمره. (أبو عبيد في الأموال ويعقوب بن
سفيان ومسدد هق كر) (1)
11554 عن عمر قال: لا يهب الأمير من المغانم شيئا إلا بإذن
أصحابه، إلا لدليل أو راع أو يكون سلبا أو نفلا، ولا نفل حتى يقسم
أول مغنم. (أبو عبيد).
11555 عن المغيرة بن النعمان النخعي قال: حدثني أشياخنا قالوا:
صار في قسم النخعي رجل من أبناء الملوك يوم القادسية، فأراد سعد أن
يأخذه منهم فغدوا عليه بسياطهم، فأرسلت إليهم اني كتبت إلى عمر بن
الخطاب فقالوا: قد رضينا، فكتب إليه عمر بن الخطاب: إنا لا نخمس
أبناء الملوك فأخذه منهم سعد، قال المغيرة: لان فداءه أكثر من
ذلك. (هق). كتاب قسم الفئ والغنيمة [6 / 323].
11556 عن كلثوم بن الأقمر قال: أول من عرب العراب
رجل منا يقال له: منيذر الوادعي كان عاملا لعمر على بعض الشام،
فطلب العدو فلحقت الخيل، وتقطعت البراذين، فأسه للخيل،

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب ما جاء في
قسم ذلك على قدر الكفاية (6 / 346). ص
527

وترك البراذين، فكتب إلى عمر، فكتب عمر: نعم ما رأيت
فصارت سنة. (هق) (1)
11557 (مسند علي رضي الله عنه) عن عصمة الأسدي قال:
نهش (2) الناس إلى علي فقالوا: أقسم بيننا نساءهم وذراريهم، فقال علي:
عنتني الرجال فعنيتها (3) وهذه ذرية قوم مسلمين، في دار هجرة لا سبيل
لكم عليهم ما أدت الديار من أموالهم فهو لهم، وما أجلبوا به عليكم في
عسكركم فهو لكم مغنم. (عب).
11558 قال البيهقي (3): وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ: أنبأنا أبو
بكر محمد بن داود بن سليمان الصوفي، قال: قرئ على أبي علي محمد بن محمد
ابن الأشعث الكوفي بمصر وأنا أسمع، قال: حدثني أبو الحسن موسى بن
إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب:
حدثنا أبي إسماعيل عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة (6 / 328).
2) نهش لعله: هش: بمعنى خف ونشط. ح.
3) عنى: عناء، وتعنى: بمعنى نصب وأعناه وعناه. العناء ا ه‍ قاموس ح
4) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب المملوك والمرأة
(6 / 332). ص
528

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس للعبد من الغنيمة إلا خرثي (1) المتاع، وأمانه
جائز وأمان المرأة جائز إذا هي أعطت القوم الأمان. قلت ايراد (هق)
لهذا الحديث من ابن الأشعث عن أهل البيت في فائدة جليلة فان (هق)
التزم أن لا يخرج في تصانيفه حديثا يعلمه موضوعا خصوصا أنه أورده
في السنن الكبرى التي هي من أجل كتبه، وهي على أبواب الاحكام التي
لا يتساهل في أحاديثها، وقد كنت أتوقى الأحاديث التي في سنن ابن
الأشعث لأنهم تكلموا فيه وفيها.
قال الذهبي في الميزان (2): محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي أبو
الحسن نزيل مصر قال (عد): كتبت عنه بها حمله شدة تشيعه أن أخرج
إلينا نسخة قريبا من ألف حديث عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن
جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن آبائه بخط طري عامتها مناكير،
فذكرنا ذلك للحسين بن علي بن الحسين العلوي شيخ أهل البيت بمصر،
فقال: كان موسى هذا جاري بالمدينة أربعين سنة ما ذكر قط أن عنده
رواية لا عن أبيه ولا عن غيره، فمن النسخة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

1) خرثي: بضم الخاء وسكون الراء: معناه أثاث البيت ومتاعه. ا ه‍.
نهاية. ح
2) راجع ميزان الاعتدال (4 / 27) ترجمة رقم 8131. ص.
529

نعم الفص البلور (1) ومنها شر البقاع دور الامراء الذين لا يقضون بالحق
ومنها ثلاثة ذهبت منهم الرحمة: الصياد، والقصاب، وبائع الحيوان،
ومنها لا خيل أبقى من الدهم، ولا امرأة كابنة العم، ومنها اشتد غضب
الله على من أهراق دمي وآذاني في عترتي، وساق له (عد) جملة موضوعات
قال السهمي: سألت (قط) عنه فقال: آية من آيات الله وضع ذلك
الكتاب يعني العلويات، انتهى ما في الميزان، قال الحافظ ابن حجر في اللسان:
وقد وقفت على بعض الكتاب المذكور وسماه السنن، ورتبه على الأبواب
وكله بسند واحد انتهى.
11559 عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب بعث
أبا قتادة، فقتل ملك فارس وعليه منطقة قيمتها خمسة عشر ألف دره
فنفلها إياه عمر. (ابن سعد).
11560 عن ابن الأقمر قال: أغارت الخيل بالشام، فأدركت
الخيل من يومها وأدركت الكواذن ضحى، وعلى الخيل المنذر بن أبي
حمصة همداني، ففضل الخيل على الكواذن، وقال: لا أجعل ما أدرك

1) البلور: فيه ثلاث لغات: على وزن تنور، وعلى وزن سنور، وعلى
وزن سبطر ا ه‍ قاموس. ح
530

كما لم يدرك، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب، فقال: هبلت (1) الوادعي أمه
لقد أذكرت به أمضوها على ما قال. (الشافعي ق).
11561 عن علي قال: القسمة لمن شهد الوقعة. (عد ق).
11562 عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال: قسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لسهلة بنت عاصم بن عدي، ولابنة لها ولدت. (ابن سعد
والحسن بن سفيان والبغوي طب وأبو نعيم) وقال في الإصابة: إسناده قوي.
11463 عن ثعلبة بن الحكم الليثي قال: أصبنا يوم خيبر غنما
فانتهبها الناس، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وقدورهم تغلى، فقال: ما هذا؟ قالوا: نهبة
يا رسول الله قال: أكفؤها (2) فان النهبة لا تحل فكفأ وما أبقى فيها.
(طب عب ه‍) [د].
11564 عن أبي مالك الأشعري أنه قدم هو وأصحابه في سفينة،
فلما أرسوا وجدوا إبلا كثيرة من إبل المشركين، فأخذوها فأمرهم
أن ينحروا منها بعيرا ليستعينوا به، ثم مضى على قدميه حتى قدم
على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بسفره وأصحابه والإبل التي

1) هبلة: من باب علم هبلا بفتح الهاء والباء أي ثكلته ثم يستعمل في
المدح والاعجاب كما هنا يعني ما أعلمه وما أصوب رأيه، وقوله أذكرت
به أي ولدته ذكرا من الرجال شهما ا ه‍ من النهاية ببعض تصرف. ح.
2) كفأ من باب منع: أي كبوها واقلبوها ا ه‍ قاموس. ح.
531

أصابوا، ثم رجع إلى أصحابه، فقال الذين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطنا
يا رسول الله من هذه الإبل، فقال: اذهبوا إلى أبي مالك، فلما أتوه قسمها
أخماسا خمسا عث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ ثلث الباقي بعد الخمس،
فقسمه بين أصحابه، ولا ثلثين الباقيين بين المسلمين، فجاؤوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما رأينا مثل ما صنع أبو مالك بهذا المغنم، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لو كنت أنا ما صنعت إلا ما صنع. (طب).
11565 عن حبيب بن مسلمة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفل
من المغنم في بدأته الربع، وفي رجعته الثلث. (ش وأبو نعيم).
11566 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نفل الثلث بعد الخمس. (ش).
11567 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفل في بدأته الربع وفي
رجعته الخمس. (أبو نعيم).
11568 وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفل في الغزو الربع بعد الخمس
في البدأة وينفل في القفل الثلث بعد الخمس. (أبو نعيم).
11569 وعنه قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم السلب للقاتل (طب) (1)

1) الحديث مر برقم [11290].
ورواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ الغنيمة باب السلب للقاتل
(6 / 305 / 3056). ص
532

11570 عن مكحول عن الحجاج بن عبد الله البصري قال:
النفل حق نفل رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ش طب والحسن بن سفيان
والبغوي وأبو نعيم كر).
11571 عن رعية السحيمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليه
كتابا فرقع (1) به دلوه، فمرت به سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستاقوا إبلا له
فأسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ما أدركت من مالك بعينه قبل أن
يقسم فأنت أحق به. (حم عب) (2)
11572 عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى رعية
السحيمي بكتاب فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه فبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأخذوا أهله وماله وأفلت رعية على فرس عريانا
ليس عليه شئ، فأتى ابنته وكانت متزوجة في بني هلال وكانوا أسلموا
وأسلمت معهم، وكان يجلس القوم بفناء بيتها، فأتى البيت من وراء ظهره،
فلما رأته ابنته عريانا ألقت عليه ثوبا، وقالت: ما لك؟ قال: كل الشر
نزل بأبيك، ما ترك لي أهل ولا مال، قال: وأين بعلك؟ قالت:

1) رقع: تأتي ثلاثية مجردة من بابا منع، وثلاثية مزيدة بالتضعيف ا ه‍.
قاموس. ح.
2) رواه أحمد في مسنده (5 / 285). ص.
533

في الإبل، فأتاه فأخبره، قال: خذ راحلتي برحلي ونزودك من اللبن، قال
لا حاجة لي فيه، ولكن أعطني قعود الراعي، وإداوة من ماء، فاني أبادر
محمدا لا يقسم أهلي ومالي، فانطلق، وعليه ثوب إذا غطى به رأسه
خرجت استه، وإذا غطى به أسته خرج رأسه، فانطلق حتى دخل المدينة
ليلا وكان بحذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر،
قال: يا رسول الله ابسط يدك فلأبايعك، فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم يده،
فلما ذهب رعية ليمسحها قبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: له رعية
يا رسول الله ابسط يدك، قال: ومن أنت؟ قال رعية السحيمي، فأخذ
بعضده رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفعها، ثم قال: أيها الناس هذا رعية السحيمي
الذي كتبت إليه، فأخذ كتابي فرقع به دلوه، فأسلم، ثم قال: يا رسول الله
أهلي ومالي؟ فقال: أما مالك فقسم بين المسلمين، وأما أهلك فانظر من
قدرت عليه منهم، قال: فخرجت فإذا ابن لي قد عرف الراحلة، وإذا
هو قائم عندها، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: هذا ابني،
فأرسل معي بلالا، فقال: أبوك هو؟ قال: نعم، فدفعه إليه،
قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بلال، فقال له: والله ما رأيت واحدا منهما
مستعبرا (1) إلى صاحبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:

1) أخذته العبرة وهي البكاء. ح.
534

ذاك جفاء الاعراب. (ش) (1) 11573 عن رعية السحيمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إليه
كتابا في أديم أحمر، فرقع به دلوه، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فلم يدعوا له سارحة ولا بارحة ولا أهلا ولا مالا
إلا أخذوه، فأفلت عريانا، ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه مع صلاة
الصبح وهو يصلي، فلما قضى صلاته قال: ابسط يدك أبايعك، فبسط
رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فلما أراد أن يضرب عليها قبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعل ذلك مرارا، ثم أقبل عليه فقال: رعية السحيمي فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم
بعضده، فرفعها من الأرض، وقال: هذا رعية السحيمي، كتبت إليه
كتابا فرقع به دلوه، وقال رعية: مالي وولدي، فقال: أما مالك فهيهات
قد قسم، وأما ولدك وأهلك فمن أصبت منهم، فمضى، ثم عاد وإذا ابنه
قد عرفه، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا ابني، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا بلالا اخرج معه، فان زعم أنه ابنه فادفعه، فخرج معه، فقال:
هو أبي فدفعه إليه، وأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ذكر أنه ابنه،

1) رواه أحمد في مسند (5 / 285 / 286) عن رعية السحيمي. ص.
535

وما رأيت أحدا منهما استعبر إلى صاحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ذاك جفاء
الاعراب. (طب) (1)
11574 عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل في
البدأة الربع، وفي الرجعة الثلث. (ش) [ه‍].
11575 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للفارس ثلاثة أسهم
سهما له وسهمين لفرسه. (ش).
11576 عن ابن عمر قال: خرجت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة فلقينا العدو فشددت على رجل فطعنته فتنظرته وأخذت سلبه
فنفلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. (كر).
11577 عن ابن عمر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى
نجد، فأصبنا نعما كثيرة، فنفلنا صاحبنا الذي كان علينا بعيرا بعيرا،
ثم قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أصبنا فكانت سهماننا بعد الخمس اثنى
عشر بعيرا، فكان لكل رجل منا ثلاثة عشر بعيرا بالبعير الذي نفلنا صاحبنا
وما حاسبنا به سهماننا. (ش) [د].
11578 عن ابن عمر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية إلى

1) رواه أحمد في مسنده 5 / 285 / 286) عن رعية السحيمي. ص.
536

نجد فبلغت سهماننا اثنى عشر بعيرا، ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا
بعيرا. (ش).
11579 عن عمير مولى لأبي اللحم قال: شهدت خيبر وأنا عبد
مملوك، فلما فتحوها أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا، فقال: تقلد هذا،
وأعطاني من خرثي المتاع ولم يضرب لي بسهم. (ش).
11580 عن عمير مولى لأبي اللحم قال: شهدت خيبر وأنا عبد
مملوك، فلما فتحوها أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا، فقال: تقلد هذا،
وأعطاني من خرثي المتاع. (أبو نعيم).
11581 عن أبي موسى قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعدما فتحت خيبر بثلاث، فأسهم لنا ولم يسهم لاحد لم يشهد الفتح
غيرنا. (ش ع كر).
11582 عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبان بن
سعيد بن العاص على سرية من المدينة، فقدم أبان وأصحابه على رسول الله
صلى الله عليه وسلم خيبر بعد فتحها وإن حزم خيلهم لليف، فقال أبان: أقسم لنا
يا رسول الله، قال أبو هريرة: فقلت لا تقسم لهم يا رسول الله، فقال
أبان أنت بها وبر تحدر من رأس ضأن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:، اجلس يا أبان
ولم يقسم لهم. (الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
537

11583 عن أبي هريرة قال: ما شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
مغنما إلا قسم لي إلا خيبر، فإنها كانت لأهل الحديبية خاصة، وكان أبو
هريرة وأبو موسى جاءا بين الحديبية وخيبر. (يعقوب بن سفيان كر).
11584 عن مكحول أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل لفارس ثلاثة أسهم
سهمين لفرسه وسهما له. (ش).
11585 عن مكحول قال: أسهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر للفرس
سهمين وللرجل سهما. (ش).
11586 عن سعيد بن المسيب قال: لا نفل بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم. (ش).
11587 أنبأنا معمر عن قتادة قال: سألت ابن المسيب عن
رجل له سهم في غنم، أيبيعه قبل أن يقسم؟ قال: نعم، فقلت قد نهى
النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع المغانم حتى تقسم، قال: إن المغنم يكون فيها الذهب
والفضة قال معمر: ولا يدري كم سهمه من المغنم. (عب).
11588 عن حشرج بن زياد الأشجعي عن جدته كأم أبيها أنها
غزت مع النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر وهي سادسة ست نسوة، فبلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث إلينا، فقال: بأمر من خرجتن؟ ورأينا فيه
538

الغضب، فقلنا: خرجنا ومعنا دواء نداي به، ونناول السهام ونسقي
السويق ونغزل الشعر نعين به في سبيل الله، فقال لنا: أقمن قالت: فكنا
نداوي الجرحى، ونصلح لهم الطعام، ونرد لهم السهام، ونصلح لهم
الدواء ونصيب منهم، فلما فتح الله عليه خيبر قسم لنا كما قسم للرجال،
قلت: يا جدة وما كان ذلك؟ قالت: تمرا. (ش وابن زنجويه) (1)
11589 عن عبد الله بن مغفل قال: دلي جراب من شحم يوم
خيبر فالتزمته، وقلت هذا لا أعطي أحدا منه شيئا، فالتفت فإذا النبي
صلى الله عليه وسلم يتبسم فاستحييت. (ش).

1) وهكذا رواه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب قسم الفئ والغنيمة باب
المملوك والمرأة يرضخ لهما ولا يسهم (6 / 333).
ورواه أبو داود في كتاب الجهاد باب المرأة والعبد يحذيان من الغنيمة
رقم) (2712).
وقال المنذري: أخرجه النسائي واسناده ضعيف ولا تقوم به الحجة.
وفي التلخيص: في اسناده حشرج وهو مجهول.
عون المعبود شرح سنن أبي داود (7 / 401).
وعن حشرج هو: حشرج بن زياد الأشجعي.
يقول ابن حجر: قرأت بخط الذهبي لا يعرف.
تهذيب التهذيب (2 / 377).
539

ذيل الغنائم
11590 (مسند عمر رضي الله عنه) عن ذكوان مولى عائشة
أن درجا (1) أتي به عمر بن الخطاب فنظر أكر أصحابه، فلم يعرفوا قيمته،
فقال: أتأذنون أن أبعث به إلى عائشة؟ لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها،
قالوا: نعم فأتي به عائشة، فقالت: ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم. (ع).
11591 عن مطرف عن بعض أصحابه قال: اشترى طلحة بن
عبيد الله أرضا من نشاستج نشاستج (2) بني طلحة فاتى عمر بن الخطاب فذكر
ذلك له فقال عمر: ممن اشتريتها؟ قال: اشتريتها من أهل الكوفة، من
أهل القادسية فقال طلحة: وكيف اشتريتها من أهل القادسية كلهم؟ قال
إنك لم تصنع شيئا إنما هي فئ. (كر).
11592 عن قتادة عن رجال بن حياة عن قبيصة بن ذؤيب أن
عمر بن الخطاب قال: فيما أحرزه المشركون ما أصابه المسلمون فعرفه صاحبه

1) الدرج: بضم الميم وسكون الراء كالسقط الصغير تضع فيه المرأة خف
متاعها وطيبها ا ه‍ نهاية. ح.
2) هكذا في معجم ياقوت (نشاستج ضيعة أو نهر بالكوفة كانت لطلحة بن
عبيد الله اشتراها من هل الكوفة المقيمين بالحجاز).
540

قال: إن أدركه قبل أن يقسم فهو له وأن.
11593 عن الوليد بن عبيد الله عن أبيه قال: بلغ عليا أن الأشتر
قال: ما بال ما في العسكر يقسم ولا يقسم ما في البيوت؟ فأرسل إليه،
فقال: أنت القائل كذا؟ قال: نعم، قال: أما والله ما قسمت عليكم إلا
سلاحا من مال الله كان في خزانة المسلمين أجلبوا به عليكم، فنفلتكموه
ولو كان لهم ما أعطيتكموه، ولرددته على من أعطاه الله إياه في كتابه،
إن الحلال حلال أبدا، وإن الحرام حرام أبدا، والله لئن بثثتم لي الوشاة
وبايعتموني لأسيرن فيكم سيرة تشهد لي التوراة والإنجيل والزبور أني
قضيت بما في القرآن وأحسن أدبه بالدرة. (كر).
11594 عن سفيان عن رجل أن عمر أتي بسبي فأعتقهم. (ش).
11595 عن سليمان بن موسى قال: قال عمر لا نفل في أول غنيمة
ولا نفل بعد الغنيمة، ولا يعطى من المغنم شئ حتى يقسم، إلا لراع أو
حارس أو سائق غير موليه. (ش).
11596 عن الحسن عن عمر قال: لا تشتروا رقيق أهل الذمة
و أرضهم، قيل للحسن: لم؟ قال: لأنهم فئ للمسلمين. (أبو عبيد).
541

الغلول
11597 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن عمرو بن شعيب
قال: إذا وجد الغلول عند الرجل أخذ وجلد مائة وحلق رأسه ولحيته
وأحرق رحله، وما كان في رحله من شئ إلا الحيوان، ولم يأخذ سهما في
المسلمين أبدا قال: وبلغني أن أبا بكر وعمر كانا يفعلانه. (ش).
11598 عن عمر لما كان يوم خيبر أقبل بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: فلان شهيد، فلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان
شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا إني رأيته في النار في بردة غلها،
أو عباءة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس
أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، فخرجت فناديت أنه لا يدخل الجنة إلا
المؤمنون. (ش حم م ت والدارمي) (1)
11599 عن عبد الله بن أنيس أنه تذاكر هو وعمر بن الخطاب
الصدقة، فقال عمر: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر غلول الصدقة

1) رواه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب تحريم الغلول بلفظه. رقم (182)
عن عمر.
ورواه الترمذي في كتاب السير باب ما جاء في الغلول رقم (1574)
وقال: حديث صحيح غريب. ص.
542

من منها بعيرا أو شاة أتي به يوم القيامة يحمله؟ فقال عبد الله بن أنيس:
بلى. (ه‍ وابن جرير ص).
11600 عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني ممسك بحجزكم
عن النار وأنتم تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب ويوشك أن أرسل
حجزكم وأفرض لكم على الحوض فتردون علي معا وأشتاتا فأعرفكم بأسمائكم
وسيماكم كما يعرف الرجل الغريبة من الإبل في إبله، فيذهب بكم ذات
الشمال وأناشدكم فيه رب العالمين فأقول: يا رب أمتي، فيقول: إنك
لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم كانوا يمشون القهقرى بعدك، فلا
أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء ينادي: يا محمد يا محمد
فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي
يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء ينادي يا محمد يا محمد، فأقول لا أملك لك
من الله شيئا قد بلغت، ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا
له حمحمة ينادي يا محمد يا محمد فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت
ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل قشعا من أدم ينادي يا محمد يا محمد
فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد بلغت. (الرامهرمزي في الأمثال
وسيار بن حاتم في الزهد) ورجاله ثقات.
11601 عن أبي هريرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عقالا منن المغنم
543

فأعرض عنه، ثم عاد فاعرض عنه، فلما أكثر عليه قال: من لك
بعقال من نار؟ (كر).
11602 عن زيد بن أسلم أن عقيل بن أبي طالب دخل على امرأته
فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وسيفه متلطخ بالدماء، فقالت: قد عرفت
أنك قاتلت، فما أصبت من غنائم المشركين؟ فقال: دونك هذه الإبرة،
فخيطي بها ثيابك، ودفعها إليها، فسمع منادي النبي صلى الله عليه وسلم: يقول: من
أصاب شيئا فليرده وإن كان إبرة، فرجع عقيل إلى امرأته، فقال: ما
أرى إبرتك إلا قد ذهبت عنك، فأخذ عقيل الإبرة فألقاها في الغنائم.
(كر).
11603 عن أبي رافع قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع، فقال
أف أف أف وليس معه أحد غيري، فراعني فقلت: بأبي أنت وأمي
قال: صاحب هذه الحفرة استعملته على بني فلان فخان بردة فأريتها عليه
تلتهب. (طب).
11604 عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بعير
من المغنم، فلما فرغ من صلاته أخذ قردة بين أصبعيه، وهي وبرة،
فقال: إن هذا من غنائمكم، وليس لي منه إلا الخمس، و الخمس مردود
عليكم، فأدوا الخيط والمخيط، وأصغر من ذلك وأكبر، ولا تغلوا فان
544

الغلول عار على أهله في الدنيا والآخرة، جاهدوا الناس في الله: القريب
والبعيد، ولا تبالوا في الله لومة لائم، وأقيموا حدود الله في الحضر والسفر
وعليكم بالجهاد في سبيل الله، فإنه بابا من أبواب الجنة عظيم ينجي الله
به من الغم والهم. (أبو نعيم كر) (1)
الأسارى
11605 (الصديق رضي الله عنه) عن معمر بن عبد الكريم
قال: كتب إلي أبو بكر الصديق في أسير من المشركين، وقد أعطي
به كذا وكذا، فكتب أن لا تفادوا به، فاقتلوه. (أبو عبيد في
كتاب الأموال).
11606 عن عمر قال: لان أستنقذ رجلا من المسلمين من أيدي
الكفار أحب إلي من جزيرة العرب. (ش).
11607 عن ابن عباس قال قال لي عمر حين طعن: اعلم أن كل
أسير كان في أيدي المشركين من المسلمين ففكاكه من بيت مال المسلمين
(ش وابن راهويه).

1) روى صدره ابن ماجة كتاب الجهاد باب الغلول رقم (2850).
قال في الزوائد: في اسناده عيسى بن سنان. ص.
545

11608 عن عمر قال: لا يسترق عربي. (الشافعي ق).
11609 عن الشعبي قال كتب عمر إلى السائب بن الأقرع: أيما
رجل من المسلمين وجد رقيقه ومتاعه بعينه فهو أحق به وإن وجده في
أيدي التجار بعد ما قسم فلا سبيل إليه، وأيما رحل اشتراه التجار فيرد
عليهم رؤس أموالهم، فان الحر لا يباع ولا يشترى. (ق).
11610 عن أنس بن مالك أن عمر بعث أبا موسى فأصاب سبيا
فقال عمر: خلوا سبيل كل أكار وزراع. (أبو عبيد).
11611 عن إبراهيم بن محد بن أسلم بن بحرة عن جده أسلم بن بحرة
الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله على أسارى قريظة فكان ينظر إلى فرج
الغلام، فإذا رآه قد أنبت ضرب عنقه، وإذا لم ينبت جعله في غنائم
المسلمين. (الحسن بن سفيان وابن منده واستغربه قال: ول يثبت
طب وأبو نعيم).
11612 عن الأسود بن سريع قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير، فقال:
اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عرف الحق
لأهله. (حم (1) طب قط في الافراد ك هب ص).

1) أحمد في المسند (3 / 435) عن الأسود بن سريع. ص.
546

11613 عن بكر بن مرداس عن الأعور بن بشامة ووردان بن
مخرم وربيعة بن رقيع العنبريين أنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو في حجرته نائم
إذ جاء عيينة بن حصن بسبي بني العنبر، ما لنا يا رسول الله سبينا
وقد جئنا مسلمين؟ قال: احلفوا أنكم جئتم مسلمين، فكعت (1) أنا ووردان
وحلف ربيعة. عبدان قال في الإصابة في اسناده من لا يعرف.
11614 عن ثعلبة بن الحكم قال: أسرني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا يومئذ شاب، فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن النهبة. (أبو نعيم) (2)
11615 عن الشعبي قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبي العرب
في الجاهلية أن فداء الرجل ثمان من الإبل، وفي الأنثى عشر، وشكى ذلك
إلى عمر بن الخطاب، فجعل فداء الرجل أربع مائة درهم. (عب).
11616 عن طاوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في سبي العرب في
الموالى بعبدين أو ثمان من الإبل، وفي العربي بعبد أو أربع من
الإبل. (عب).
11617 عن عكرمة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء رقيق

1) كع يكع من باب ضرب ومنع وعلم معناه جبن وضعف اه‍ قاموس. ح
(2 وذكره البيهقي في السنن الكبير قسم الفئ والغنيمة باب النهى عن المثلة
(6 / 324). ص.
547

العرب من أنفسهم: في الرجل الذي يسبي في الجاهلية بثمان من الإبل،
وفي ولد إن كان لامة بوصيفين، وصيفين كل إنسان منهم ذكر أو أنثى،
وقضى في سبية الجاهلية بعشر من الإبل، وقضى في ولدها من العبد
بوصيفين، ويفديه موالي أمه، وهم عصبتها، ولهم ميراثه ما لم يعتق أبوه،
وقضى في سبي الاسلام بست من الإبل، في الرجل والمرأة والصبي (عب).
ذيل الأسارى
11618 عن رباح بن الحارث قال: كان عمر بن الخطاب يقضي
فيما سبت العرب بعضها من بعض قبل الاسلام، وقبل أن يبعث النبي
صلى الله عليه وسلم أن من عرف أحدا من أهل بيته مملوكا في حي من أحياء العرب
ففداؤه العبد بالعبدين والأمة بالأمتين. (ابن سعد).
11619 عن أبي أمامة قال: استضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
فقيل له: يا رسول الله ما يضحكك؟ قال: قوم يساقون إلى الجنة مقرنين
في السلاسل (ابن النجار) (1)

1) رواه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد باب الأسارى في السلاسل.
(4 / 73).
ورواه أبو داود كتاب الجهاد باب في الأسير يوثق رقم (2660) ص
548

الخراج
11620 (مسند عمر رضي الله عنه) عن إبراهيم النخعي أن
رجلا أسلم على عهد عمر بن الخطاب فقال: أني أسلمت فضع الخراج عن
أرضي، فقال عمر: إن أرضك أخذت عنوت، فجاءه رجل فقال: أرض
كذا وكذا تحتمل من الخراج أكثر مما عليها، فقال: ليس على أولئك
سبيل، إنا صالحناهم. (عب وأبو عبيد في الأموال وابن عبد الحكم في
فتوح مصر ق).
11621 عن أبي مجلز وغيره إن عمر بن الخطاب وجه عثمان بن
حنيف على خراج السواد ورزقه كل يوم ربع شاة وخمسة دراهم،
وأمره أن يمسح السواد عامره وغامره، ولا يمسح سبخة (1) ولا تلا
ولا أجمة ولا مستنقع ماء ولا ما يبلغه الماء فمسح عثمان كل شئ، دون
الجبل، يعني دون حلوان إلى أرض العرب، وهو أسفل الفرات وكتب
إلى عمر: إني وجدت كل شئ بلغه الماء من عامر وغامر ستة وثلاثين
ألف ألف جريب، وكان ذراع عمر الذي مسح به السواد ذراعا وقبضة
والابهام مضجعة، فكتب إليه عمر أن افرض الخراج على كل جريب

1) سبخة: بفتح السين والباء ويجوز تسكير الباء هي الأرض ذات نز
وملح ا ه‍ قاموس. ح.
549

عامر أو غامر عمله صاحبه أو لم يعمله درهما وقفيزا، وافرض على الكروم
على كل جريب عشرة دراهم وعشرة أقفزة، وعلى الرطاب خمسة دراهم
وعشرة أقفزة وأطعمهم النخل والشجر، وقال: هذا قوة لهم على عمارة
بلادهم، وفرض على رقابهم يعني أهل الذمة على الموسر ثمانية وأربعين
درهما، وعلى من دون ذلك أربعة وعشرين درهما، وعلى من لم يجد شيئا
اثنى عشر درهما، قال: معتمل درهم لا يعوز رجلا (1) في كل شهر، ورفع
عنه الرق بالخراج الذي وضعه في رقابهم، وجعله أكرة الأرض،
فحمل من خرج سواد الكوفة إلى عمر في أول سنة ثمانين ألف ألف
درهم، ثم حمل من قابل عشرين ومائة ألف ألف درهم، فلم يزل على
ذلك. (ابن سعد).
11622 عن عمرو بن الحارث قال: كان عمرو بن العاص يبعث
بجزية أهل مصر وخراجها إلى عمر بن الخطاب كل سنة بعد حبس ما
كان يحتجا إليه، ثم إنه استبطأ عمرو بن العاص في الخراج فكتب إليه

1) درهم لا يعوز رجلا: يعني انه إذا اخذ درهم واحد كل شهر من الرجل
الذي هو فقير جزية خير له من أن يبقى رقيقا وإن هذا الدرهم الذي
يؤخذ منه جزية لا يجعله في عوز ا ه‍. ح.
2) برح الخفاء: من باب علم اي ظهر الخفاء ا ه‍ بتصرف يسير من النهاية. ح
550

بكتاب يلومه في ذلك، ويشدد عليه، ويقول له في كتابه: فلا تجزع
أبا عبد الله أن تؤخذ بالحق وتعطيه، فان الحق أبلج، فذرني وما عنه
يلجلج، وقد برح الخفاء (1) فكتب إليه عمرو بن العاص يجيبه على كتابه،
وكتب إليه إن أهل الأرض استنظروا أن تدرك غلتهم، فنظرت
للمسلمين، وكان الترفق بهم خيرا من أن يخرق (2) فيصيرون إلى بيع
ما لا غنى بهم عنه، فينكسر الخراج، وقد صدقت والله يا أمير المؤمنين
والسلام. (ابن سعد).
11623 عن عبد الملك بن عمير أن عمر بن الخطاب اشترط
على أنباط الشام للمسلمين أن يصيبوا من ثمارهم وتبنهم، ولا يحملوا.
(أبو عبيد).
11624 عن طارق بن شهاب قال: أتب إلي عمر بن الخطاب
في دهقانة نهر الملك أسلمت فكتب أن ادفعوا إليها أرضها تؤدي عنها
الخراج. (أبو عبيد في الأموال عب).

1) يخرق بهم: خرق يخرق من الباب الرابع الثلاثي المجرد والمعنى إذا انتظرتهم
حتى تدرك غلاتهم فيدفعون ما عليهم من الخراج من الغلة خير من أخذ
منهم قبل الادراك فيحتاجون إلى بيع أمتعتهم وغيرهم فيقعون في حيرة
وبطالة وحاجة ماسة ا ه‍ ح.
551

11625 عن ابن سيرين قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أهل
نجران إني قد استوصيت بعدي بمن أسلم منكم خيرا وأمرته أن يعطيه نصف
ما عمل من الأرض، ولست أريد اخراجكم منها ما أصلحتم، ورضيت
عملكم. (هب).
11626 عن عطية بن قيس أن عمر بن الخطاب استعمل سعيد
ابن عامر بن حذيم على جند حمص، فقدم عليه فعلاه بالدرة، فقال سعيد
سبق سيلك مطرك إن تستعتب نعتب، وإن تعاقب نصبر، وإن تعفو
نشكر، فاستحيى عمر فألقى الدرة، وقال: ما على المسلم أكثر من هذا
إنك تبطئ بالخراج؟ فقال سعيد: إنك أمرتنا أن لا نزيد الفلاح على أربعة
دنانير، نحن لا نزيد ولا ننقص، إلا أنا نؤخرهم إلى غلاتهم، فقال
عمر: لا أعزلك ما كنت حيا. (أبو عبيد وابن زنجويه في
الأموال كر).
11627 عن أبي مجلز لاحق بن حميد أن عمر بن الخطاب بعث
عمار بن ياسر إلى أهل الكوفة على صلاتهم وجيوشهم، وعبد الله بن مسعود
على قضائهم وبيت مالهم، وعثمان بن حنيف على مساحة الأرض، ثم
فرض لهم في كل يوم شاة جعل شطرها وسواقطها لعمار، والشطر
الآخر بين هذين، ثم قال: ما أرى قرية يؤخذ منها كل يوم شاة إلا كان
552

سريعا في خرابها، فمسح عثمان بن حنيف الأرض، فجعل على جريب
الكرم عشرة دراهم وعلى جريب النخل خمسة دراهم، وعلى جريب
القضب ستة دراهم، وعلى جريب البر أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير
درهمين، وجعل على أهل الذمة في أموالهم التي يختلفون بها في كل عشرين
درهما درهما وجعل على رؤسهم وعطل (1) النساء والبيان من ذلك
أربعة وعشرين درهما كل سنت، ثم كتب بذلك إلى عمر فأجازه ورضي
به، قال فقيل لعمر: تجار الحرب كم نأخذ منهم إذا قدموا علينا؟
قال: كم يأخذون منكم إذا قدمتم عليهم؟ قالوا العشر قال: فخذوا منهم
العشر. (أبو عبيد وابن زنجويه ق).
11628 عن طارق بن شهاب قال: أسلمت امرأة من أهل نهر
الملك، فكتب عمر: إن اختارت أرضها وأدت ما على أرضها فخلوا بينها
وبين أرضها، وإلا خلوا بين المسلمين وبين أرضهم. (ق).
11629 عن أبي عون الثقفي قال: كان عمر إذا أسلم رجل من
أهل السواد تركاه يقوم بخراجه في أرضه. (ق).

1) العطل: بضم العين والطاء هي المرأة لا حلى لها قال في النهاية: (يا علي
مر نساءك لا يصلين عطلا) العطل فقدان الحلي ومنه حديث عائشة:
(كرهت أن تصلي المرأة عطلا، ولو أن تعلق في عنقها خيطا) ا ه‍ ح.
553

11630 عن الشعبي قال: أسلم الرفيل فأعطاه عمر أرضه بخراجها
وفرض له ألفين. (ق).
11631 عن عمر أنه كتب إلى سعد يقطع سعيد بن زيد أرضا،
فاقطعه أرضا لبني الرفيل، فاتى ابن الرفيل عمر: فقال: يا أمير المؤمنين على
ما صالحتمونا؟ قال: على أن تؤدوا لنا الجزية، ولكم أرضكم وأموالكم،
قال: يا أمير المؤمنين أقطعت أرضي لسعيد بن زيد، فكتب إلى سعد يرد
إليه أرضه، ثم دعاه إلى الاسلام فأسلم، ففرض له عمر سبعمائة، وجعل
عطاءه في خثعم، وقال: إن أقمت في أرضك أديت عنها ما كنت تؤدي
(ق) وقال في اسناده ضعف.
11632 عن الشعبي اشترى عتبة بن فرقد أرضا على شاطئ
الفرات ليتخذ فيها قضبا فذكر ذلك لعمر، فقال: ممن اشتريتها؟ قال:
من أربابها، فلما اجتمع المهاجرون والأنصار عند عمر قال: هؤلاء أهلها،
فهل اشتريت منهم شيئا؟ قال: لا، قال: فارددها على من اشتريتها منه،
وخذ مالك. (أبو عبيد وابن زنجويه).
11633 عن علي أنه كان يكره أن يشتري من أرض الخراج شيئا
ويقول: عليها خراج المسلمين. (ق).
554

الأرزاق والعطايا
11634 (الصديق رضي الله عنه) عن الشعبي قال: استشهد
سالم مولى أبي حذيفة، فأعطى أبو بكر امرأته النصف، وأعطى النصف
الثاني في سبيل الله. (ش).
11635 عن عمر قال: لولا آخر المسلمين ما فتحت قرية إلا
قسمتها سهمانا كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر سهمانا، ولكني أردت
أن يكون جزية تجري على المسلمين، وكرهت أن يترك آخر المسلمين
لا شئ لهم. (ش وأبو عبيد وابن زنجويه معا في الأموال وابن وهب
في مسنده حم خ د وابن خزيمة وابن الجارود والطحاوي ع والخرائطي
في مكارم الأخلاق ق).
11636 عن حارثة بن مضرب قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب
أما بعد فاني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما
ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر، فتعلموا
منهما، واقتدوا بهما، وإني قد آثرتكم بعبد الله على نفسي اثرة، وبعثت
عثمان بن حنيف على السواد، وأرزقهم كل يوم شاة فاجعل شطرها
وبطنها لعمار، والشطر الثاني بن هؤلاء الثلاثة. (ابن سعد ك ص).
555

11637 عن ابن عمر أن عمر كان فرض للمهاجرين الأولين أربعة
آلاف، وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة، فقيل له: هو من
المهاجرين، لم نقصته من أربعة آلاف؟ قال: إنما هاجر أبوه، يقول:
ليس كمن هاجر بنفسه. (خ قط في الافراد هق) (1)
11638 عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه أن عمر بن الخطاب
خطب الناس بالجابية، فقال، من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن
كعب، ومن أحب أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن
أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أراد أن يسأل
عن المال فليأتني، فان الله تعالى جعلني له خازنا وقاسما، ألا وأني بادئ
بالمهاجرين الأولين أنا وأصحابي، فمعطيهم، ثم بادئ بالأنصار الذين
تبوؤا الدار والايمان فمعطيهم، ثم بادئ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فمعطيهن
فمن أسرعت به الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ عن الهجرة أبطأ
به عن العطاء فلا يلومن أحدكم إلا مناخ راحلته. (أبو عبيد في
الأموال ش هق كر) (2)

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب التفضيل على
السابقة والنسب (6 / 349). ص.
2) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة (6 / 349) ص.
556

11639 عن سفيان بن وهب الخولاني، قال: لما فتحنا مصر
بغير عهد، قام الزبير بن العوام، فقال: أقسمها يا عمرو بن العاص، فقال
عمرو: لا أقسمها، فقال الزبير: والله لتقسمنها كما قسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال: والله لا أقسمها حتى أكتب إلى أمير
المؤمنين، فكتب عمر إليه أقرها حتى تغزو منها حبل (1) الحبلة.
(ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن وهب وأبو عبيد وابن زنجويه معا في
الأموال ق كر).
11640 عن عياض الأشعري أن عمر كان يرزق العبيد والإماء
والخيل. (ش ق).
11641 عن سعيد بن المسيب أن عمر كان يفرض للصبي إذا
استهل. (ش ق).
11642 عن جابر قال: لما ولي عمر الخلافة فرض الفرائض
ودون الدواوين، وعرف العرفاء، قال جابر: فعرفني على أصحابي.
(ش ق).

1) حبل الحبلة: بفتح الحاء والباء فيها قال في النهاية: يريد حتى يغزو أولاد
الأولاد، ويكون عاما في الناس والدواب أي يكثر المسلمون فيها بالتوالد.
ثم قال أبو يكون أراد المنع من القسمة حيث علقه على أمر مجهول. ح.
557

11643 عن مخلد الغفاري أن ثلاثة مملوكين شهدوا بدرا،
فكان عمر يعطي كل رجل منهم كل سنة ثلاثة آلاف. (أبو عبيد في
الأموال ش ق).
11644 عن أبي جعفر أن عمر أراد أن يفرض للناس، فقالوا:
ابدأ بنفسك، فقال: لا، فبدأ بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ففرص للعباس، ثم علي حتى والى بين خمس قبائل، حتى انتهى إلى بني
عدي بن كعب. (ش ق).
11645 عن قيس بن أبي حازم أن عمر بن الخطاب فرض لأهل
بدر خمسة آلاف، وقال: لأفضلنهم على من سواهم. (أبو عبيد
ش خ ق).
11646 عن عمر قال: لئن بقيت لأجعلن عطاء الرجل أربعة
آلاف: ألف لسلاحه وألف لنفقته، وألف يخلفها في أهله، وألف
لفرسه. (ش ق).
11647 عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب
كتبا لمهاجرين على خمسة آلاف، والأنصار على أربعة آلاف،
ومن لم يشهد بدرا من أبناء المهاجرين على أربعة آلاف فكان منهم
558

عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وأسامة بن زيد ومحمد
ابن عبد الله بن جحش الأسدي، وعبد الله بن عمر، فقال عبد الرحمن
ابن عوف: إن ابن عمر ليس من هؤلاء إنه وإنه، فقال ابن عمر:
إن كان لي حق فأعطنيه، وإلا فلا تعطنيه، فقال عمر: لابن
عوف اكتبه على خمسة آلاف، واكتبني على أربعة آلاف،
فقال عبد الله: لا أريد هذا، فقال عمر: والله لا اجتمع أنا وأنت
على خمسة آلاف. (ش ق).
11648 عن أبي هريرة أنه قدم على عمر من البحرين، قال:
فقدمت عليه، فصليت معه العشاء، فلما رآني سلمت عليه، فقال:
ما قدمت به؟ قلت: قدمت بخمسمائة ألف، قال: تدري ما تقول؟
قلت: مائة ألف، ومائة ألف، ومائة ألف ومائة ألف، ومائة
ألف، قال: إنك ناعس ارجع إلى بتيك فنم ثم اغد علي، فغدوت عليه
فقال: ما جئت به؟ قلت: بخمسمائة ألف، قال: أطيب، قلت نعم،
لا أعلم إلا ذاك، فقال للناس: إنه قدم علي مال كثير، فان شئتم أن
نعده لكم عدا، وإن شئتم أن نكيله لكم كيلا؟ فقال رجل:
يا أمير المؤمني إني رأيت هؤلاء الأعاجم يدونون ديوانا، يعطون
559

الناس عليه، فدون الديوان، وفرض للمهاجرين في خمسة آلاف خمسة
آلاف، وللأنصار في أربعة آلاف أربعة آلاف، وفرض لأزواج
النبي صلى الله عليه وسلم في اثنى عشر ألفا اثنى عشر ألفا. (ش واليشكري في
اليشكريات هق كر) (1)
11649 عن أبي هريرة أنه وفد إلى صاحب البحرين، قال:
فبعث معي ثمانمائة ألف درهم إلى عمر بن الخطاب، فقدمت عليه،
فقال: ما جئتنا به يا أبا هريرة؟ فقلت: بثمانمائة ألف درهم، فقال:
أتدري ما تقول؟ إنك أعرابي، فعددتها عليه بيدي، حتى وفيت،
فدعا المهاجرين، فاستشارهم في المال فاختلفوا عليه، فقال: ارتفعوا
عني، حتى كان عند الظهيرة أرسل إليهم، فقال: إني لقيت
رجلا من أصحابي فاستشرته، فلم ينتشر (2) علي رأيه، فقال: ما
أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى
واليتامى والمساكين وابن السبيل، فقسمه عمر على كتاب الله عز
وجل. (ش).

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى (6 / 350). ص.
2) فلم ينتشر: قال في القاموس: وانتشر انبسط، ثم قال بعد ذلك والمنشور
الرجل المنتشر الامر ا ه‍. ح.
560

11650 عن أسلم قال: سمعت عمر يقول: اجتمعوا لهذا المال،
فانظروا لمن ترونه، وإني قد قرأت آيات من كتاب الله سمعت الله يقول:
(ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) إلى قوله (أولئك هم الصادقون)
والله ما هو لهؤلاء وحدهم (والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم) الآية،
والله ما هو لهؤلاء وحدهم (والذين جاؤوا من بعدهم) الآية والله ما من أحد
من المسلمين إلا وله حق في هذا المال، أعطي منه أو منع حتى راع بعد ن.
(هق ش) (1)
11651 عن الأحنف بن قيس قال: كنا جلوسا بباب عمر
فخرجت جارية فقلنا سرية أمير المؤمنين، فسمعت فقالت: ما أنا بسرية
أمير المؤمنين، وما أحل له، إني لمن مال الله، فذكر ذلك لعمر، فقال:
صدقت وسأخبركم بما أستحل من هذا المال، أستحل منه حلتين: حلة
للشتاء، وحلة للصيف، وما يسعني لحجي وعمرتي وقوتي وقوت أهل
بيتي، وسهمي مع المسلمين كسهم رجل ليس بأرفعهم ولا أوضعهم.
(أبو عبيد في الأموال ص ش وابن سعد هق) (2)
.

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب ما جاء قول
أمير المؤمنين (6 / 351). ص.
2) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب ما يكون
للوالي (6 / 353). ص
561

11652 - عن يحيى بن سعيد عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب
لعبد الله بن الأرقم: أقسم بيت مال المسلمين في كل شهر مرت، أقسم مال
المسلمين في كل جمعة، ثم قال: أقسم بيت مال المسلمين في كل يوم مرة،
فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين لو أبقيت في بيت مال المسلمين
بقية تعدها لنائبة أو صوت، يعني خارجة، فقال عمر للرجل الذي كلمه:
جرى الشيطان على لسانك لقنني الله حجتها، ووقاني شرها، أعد لها ما
أعد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم. (هق) (1)
11653 عن أبي هريرة قال: قدمت على عمر بن الخطاب من
عند أبي موسى الأشعري بثمانمائة ألف درهم، فقال لي: بماذا قدمت؟
قلت: قدمت بثمانمائة ألف درهم، فقال: إنما قدمت بثمانين ألف
درهم، قلت: بل قدمت بثمانمائة ألف درهم، قال: ألم أقل
لك: إنك يمان أحمق؟ إنما قدمت بثمانين ألف درهم فكم
ثمانمائة ألف؟ فعددت مائة ألف ومائة ألف، حتى عددت ثمانمائة
ألف، قال: أطيب ويلك؟ قلت: نعم، فبات عمر ليله أرقا، حتى إذا
نودي بصلاة الصبح، قالت له امرأته: ما نمت الليلة؟ قال: كيف

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب الاختيار في
التعجيل (6 / 357). ص
562

ينام عمر بن الخطاب وقد جاء الناس ما لم يكن يأتيهم مثله مذ كان الاسلام
فما يؤمن عمر لو هلك؟ وذلك المال عنده؟ فلم يضعه في حقه؟ فلما
صلى الصبح اجتمع إليه نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم:
إنه قد جاء الناس الليلة ما لم يأتهم مثله منذ كان الاسلام، وقد رأيت
رأيا فأشيروا علي، رأيت أن أكيل للناس بالمكيال، فقالوا: لا تفعل
يا أمير المؤمنين إن الناس يدخلون في الاسلام، ويكثر المال ولكن
أعطهم على كتاب، فكلما كثر الناس وكثر المال أعطيتهم عليه،
قال: فأشيروا علي بمن أبدأ منهم؟ قالوا: بك يا أمير المؤمنين، إنك ولي
ذلك الامر، ومنهم من قال: أمير المؤمنين أعلم، قال: لا ولكن أبدا
برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الأقرب فالأقرب إليه، فوضع الديوان على ذلك
بدأ ببنى هاشم والمطلب، فأعطاهم جميعا، ثم أعطى بني عبد شمس، ثم بنى
نوفل بن عبد مناف، وإنما بدأ ببني عبد شمس لأنه كان أخا هاشم لامه.
(ابن سعد هق) (1)
11654 عن الحكم أن عمر بن الخطاب رزق شريحا وسليمان بن ربيعة
الباهلي على القضاء. (عب).

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب اعطاء الفئ
على الديوان (6 / 364). ص
563

11655 عن عمر قال: لولا أن أترك الناس ببانا ليس لهم شئ
ما فتحت علي قرية إلا قسمتها كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، ولكني أتركها
خزانة لهم. (خ د هق) (1)
11656 عن منذر بن عمرو الوادعي أنه قسم للفرس سهمين،
ولصاحبه سهما، ثم كتب إلي عمر فقال: قد أصبت السنة (هق) (2).
11657 عن جبير بن الحويرث أن عمر بن الخطاب استشار

1) ولفظ البيهقي في السنن الكبير كتاب قسم الفئ والغنيمة باب جماع أبواب
تفريق القسم (6 / 317).
(لولا أن أترك آخر الناس بيانا) معناها: بفتح الباء الأولى وتشديد
الثانية وبنون أي شيئا واحدا وقيل مستويا.
وآخر الحديث: حراثة ا ه‍.
ورواه أبو داود باب ما جاء في حكم أرض خيبر رقم (3004).
لفظ البخاري في صحيحه بابا غزوة خيبر (5 / 176).
بيانا: وقال ابن حجر في مقدمة فتح الباري (1 / 82).
قوله بيانا واحدا: بموحدتين الثانية مشددة وبعد الألف الأولى نون
فسره ابن مهدي: شيئا واحدا.
وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (1 / 91) بيانا واحدا
أي أتركهم شيئا واحدا. والصحيح عندنا: بيانا واحدا ا ه‍. ص.
2) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب ما جاء في
سهم الرجل (6 / 327). ص.
564

المسلمين في تدوين الديوان، فقال له علي بن أبي طالب: تقسم كل سنة
ما اجتمع إليك من مال ولا تمسك منه شيئا، وقال عثمان بن عفان: أرى
مالا كثيرا يسع الناس، وإن لم يحصوا حتى تعرف من أخذ ممن لم
يأخذ، خشية أن ينتشر الامر، فقال له الوليد بن هشام بن المغيرة: يا أمير
المؤمنين قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دنوا ديوانا وجندوا جنودا
فدون ديوانا وجند جنودا، فأخذ بقوله، فدعا عقيل بن أبي طالب
ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم، وكانوا من نساب قريش، فقال:
اكتبوا الناس على منازلهم، فكتبوا فبدؤا ببني هاشم ثم أتبعوهم أبا بكر
وقومه، ثم عمر وقومه على الخلافة، فلما نظر فيه عمر قال: وددت والله
أنه هكذا ولكن ابدؤا بقرابة النبي صلى الله عليه وسلم الأقرب فالأقرب، حتى تضعوا
عمر حيث وضعه الله. (ابن سعد).
11658 عن أسلم قال: رأيت عمر بن الخطاب حين عرض عليه
الكتاب وبنو تيم على إثر بني هاشم وبنو عدي على إثر بني تيم، فأسمعه
يقول: ضعوا عمر موضعه وابدؤا بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجاءت بنو عدي إلى عمر فقالوا: أنت خليفة رسول الله أو خليفة أبي
بكر وأبو بكر خليفة رسول الله، فلو جعلت نفسك حيث جعلك
هؤلاء القوم؟ قال: بخ بخ بني عدي أردتم الاكل على ظهري؟ لان
565

أذهب حسناتي لكم لا والله حتى تأتيكم الدعوة وأن أطبق عليكم الدفتر يعني
ولو أن تكتبوا آخر الناس ان لي صاحبين سلكا طريقا فان خالفتهما خولف بي
والله ما أدركنا الفضل في الدنيا ولا ما نرجوه من الآخرة من ثواب الله
على ما عملنا إلا بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو شرفنا وقومه أشراف العرب ثم الأقرب
فالأقرب إن العرب شرفت برسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أن بعضنا يلقاه إلى آباء
كثيرة وما بيننا وبين أن نلقاه إلى نسبه ثم لا نفارقه إلى آدم إلا آباء يسيرة
ومع ذلك والله لئن جاءت الأعاجم بالاعمال وجئنا بغير عمل فهم أولى بمحمد
منا يوم القيامة فلا ينظر رجل إلى القرابة ويعمل لما عند الله، فان من قصر
به عمله لم يسرع به نسبه. (ابن سعد).
11659 عن هشام الكعبي قال: رأيت عمر بن الخطاب يحمل
ديوان خزاعة حتى ينزل قديدا، فنأتيه بقديد، فلا تغيب عنه امرأة
بكر ولا ثيب فيعطيهن في أيديهن، ثم يروح فينزل عسفان فيفعل مثل
ذلك أيضا حتى توفي. (ابن سعد).
11660 عن محمد بن زيد قال: كان ديوان حمير على عهد عمر على
حدة. (ابن سعد).
11661 عن جهم بن أبي جهم (1) قال: قدم خالد بن عرفطة

1) قال الذهبي في الميزان (1 / 426) لا يعرف. ا ه‍ ص.
566

العذري على عمر، فسأله عما وراءه؟ فقال: يا أمير المؤمنين تركت من
ورأى يسألون الله أن يزيد في عمرك من أعمارهم، ما وطئ أحد القادسية
إلا عطاؤه ألفان أو خمس عشرة مائة، وما من مولود يولد إلا ألحق على
مائة وجريبين كل شهر ذكرا كان أو أنثى، وما بلغ لنا ذكر إلا ألحق
على خمسمائة أو ستمائة، فإذا خرج هذا لأهل بيت منهم من يأكل الطعام
ومنهم من لا يأكل الطعام فما ظنك به؟ فإنه لينفقه فيما ينبغي، وفيما
لا ينبغي، قال عمر: فالله المستعان، إنما هو حقهم أعطوه، وأنا أسعد
بأدائه إليهم منهم بأخذه، فلا تحمدني عليه، فإنه لو كان من مال الخطاب
ما أعطيتموه ولكني قد علمت أن فيه فضلا، ولا ينبغي أن أحبسه عنهم،
فلو أنه إذا خرج عطاء أحد هؤلاء العريب ابتاع منه غنما فجعلها بسوادهم
ثم أنه إذا خرج العطاء الثانية ابتاع الرأس فجعله فيها، فانى ويك يا خالد بن
عرفطة أخاف أن يليكم بعدي ولاة لا يعد العطاء في زمانهم مالا فان
بقي أحد منهم أو أحد من ولدهم كان لهم شئ قد اعتقدوه فيتكئون
عليه فان نصيحتي لك وأنت عندي جالس كنصيحتي لمن هو بأقصى ثغر
من ثغور المسلمين، وذلك لما طوقني الله من أمرهم، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مات غاشا لرعيته لم يرح رائحة الجنة. (ابن سعد كر).
(11662 -) عن الحسن قال: كتب عمر إلى حذيفة أن أعط الناس
567

أعطيتهم و أرزاقهم، فكتب إليه: إنا قد فعلنا وبقي شئ كثير، فكتب
إليه عمر أنه فيئهم الذي أفاء الله عليهم، ليس هو لعمر، ولا لآل عمر،
إقسمه بينهم. (ابن سعد).
(11663 -) عن ابن عمر قال: قدمت رفقة من التجار، فنزلوا
المصلى، فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف: هل لك أن نحرسهم الليلة من
السرق؟ فباتا يحرسانهم، ويصليان ما كتب الله لهما فسمع عمر بكاء صبي
فتوجه نحو، فقال لامه: اتقي الله وأحسني إلى صبيك، ثم عاد إلى مكانه،
فسمع بكاءه، فعاد إلى أمه، فقال لها: مثل ذلك، ثم عاد إلى مكانه، فلما
كان في آخر الليل سمع بكاءه، فأتى أمه، فقال: ويحك إني لأراك أم
سوء، ما لي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة؟ قالت: يا عبد الله قد أبرمتني
منذ الليلة إني أريغه (1) عن الفطام فيأبى، قال: ولم؟ قالت: لان عمر
لا يفرض إلا للفطيم، قال: وكم له؟ قالت: كذا وكذا شهرا، قال:
ويحك لا تعجليه، فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء
فلما سلم قال: يا بؤسا لعمركم قتل من أولاد المسلمين، ثم أمر مناديا فنادى
ألا لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام، فانا نفرض لكل مولود في الاسلام
وكتب بذلك إلى الآفاق: إنا نفرض لكل مولود في الاسلام. (ابن

1) أريغه: ثلاثي مزيد بحرف أي أديره عليه وأريده منه ا ه‍ نهاية. ح
568

سعد وأبو عبيد في الأموال كر).
(11664) - عن أسلم قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: والله
لئن بقيت إلى هذا العام المقبل لألحقن آخر الناس بأولهم، ولأجعلنهم
بيانا واحدا. (أبو عبيد وابن سعد). مر برقم [11655].
(11665) - عن عمر قال: لئن عشت حتى يكثر المال لأجعلن عطاء
الرجل المسلم ثلاثة آلاف: ألف لكراعه وسلاحه، وألف نفقة له،
وألف نفقة لأهله. (ابن سعد).
(11666) - عن عمر قال: لو قد علمت نصيبي من هذا الامر ليأتي
الراعي بسروات حمير نصيبه وهو لا يعرق جبينه فيه. (أبو عبيد في
الغرائب وابن سعد).
(11667) - عن عمرو قال: قسم عمر بن الخطاب بين أهل مكة مرة
عشرة عشرة، فأعطى رجلا فقيل يا أمير المؤمنين إنه ملوك، قال: ردوه
ردوه ثم قال: دعوه. (ابن سعد).
(11668) - عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال عمر: إني لأرجو أن
أكيل لهم المال بالصاع. (ابن سعد).
(11669) - عن عائشة قالت: كان عمر بن الخطا ب يرسل إلينا
بأعطائنا حتى من الرؤس والأكاراع. (ابن سعد).
569

(11670) - عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قال عمر بن الخطاب:
والله لأزيدن الناس ما زاد المال، لأعدنه لهم عدا، فان أعياني لأكيلنه
لهم كيلا فان أعياني كثرته لأحثونه لهم حثوا بغير حساب، هو ما لهم
يأخذونه. (ابن سعد).
(11671) - عن الحسن قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى:
أما بعد فاعلم يوما من السنة لا يبقى في بيت المال درهم حتى يكتسح
اكتساحا حتى يعلم الله أني قد أديت إلى كل ذي حق حقه. (ابن
سعد كر).
(11672) - عن ابن عباس قال: دعاني عمر بن الخطاب، فأتيته فإذا
بين يديه نطع عليه الذهب منثور نثر الحثا، فقال ابن عباس أتدري ما الحثا؟
فذكر التبن، فقال: هلم فاقسم هذا بين قومك، فالله أعلم حيث زوى
هذا عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وعن أبي بكر، فأعطيته، لخير أعطيته أم لشر؟
ثم بكى، وقال: كلا والذي نفسي بيده ما حبسه عن نبيه وعن أبي بكر
إرادة الشر بهما، وأعطاه عمر إرادة الخير له. (أبو عبيد في الأموال وابن
سعد وابن راهويه والشاشي) وحسن.
(11673) - عن محمد بن سيرين أن صهرا لعمر بن الخطاب قدم على
عمر فعرض له أن يعطيه من بيت المال؟ فانتهره عمر فقال: أردت أن
570

ألقى الله ملكا خائنا؟ فلما كان بعد ذلك أعطاه من صلب ماله عشرة
آلاف درهم. (ابن سعد وابن جرير كر).
(11674) - عن عمر قال: لئن عشت لأجعلن عطاء سفلة الناس
ألفين. (ابن سعد).
(11675) - عن يزيد بن أبي حبيب: من أدرك ذلك، قال: كتب
عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: أنظر من كان قبلك ممن بايع النبي
صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فأتم لهم العطاء مائتي دينار وأتمها لنفسك
لامرتك (1) وأتمها لخارجة بن حذافة لشجاعته ولعثمان بن قيس
ابن أبي العاص لضيافته. (ابن سعد وأبو عبيد في الأموال وابن
عبد الحكم كر).
(11676) - عن عبد الله بن هبيرة أن عمر بن الخطاب أمر بناذرة (2)
أن يخرج إلى امراء أمراء الأجناد
يتقدمون إلى الرعية أن عطاءهم قائم،
وأن أرزاق عيالاتهم سائل فلا يزرعون ولا يزارعون. (ابن
عبد الحكم).

1) لامرتك: أي لأنك أمير. ح.
2) بناذرة: لعله أبا ذر فليراجع. ح
571

(11677) - عن زيد بن ثابت قال: كان عمر يستخلفني على المدينة
فوالله ما رجع من مغيب قط إلا قطع لي حديقة من نخل (ابن سعد).
(11678) - عن يحيى بن عبد الله بن مالك أن عمر بن الخطاب كتب إلى
عمرو بن العاص: أن يحمل طعاما من مصر في البحر حتى يرسي به إلى بولاء،
وكان الساحل يقسمه على الناس على حالاتهم وعيالاتهم، وإن أهل المدينة
قوم محصورون، وليست بأرض زرع فبعث عمرو بن العاص بعشرين
مركبا في البحر، وبعث في كل مركب ثلاثة آلاف إردب
حب وأكثر وأقل حتى انتهت إلى الجار (1) وهو المرأ اليوم
وبلغ عمر بن الخطاب قدومها فخرج وخرج معه الأكابر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى السفن فحمد الله الذي ذلل لهم البحر
حتى جرت فيه منافع المسلمين إلى المدينة وأمر سعد الجار أن
يقبض ذلك الطعام وإن يستوفيه، فلما قدم عمر المدينة قسم ذلك الطعام
على الناس، وكتب لهم بالصكاك (2) إلى الجار إلى الجار فكانوا يخرجون ويقبضون
ذلك. (ابن سعد).

1) الجار: بلد على ساحل البحر بينه وبين المدينة المنورة يوم وليلة ا ه‍.
قاموس. ح.
2) مر شرح كلمة الصكاك عند حديث رقم (10004) ص.
572

(11679) - عن عبد الله بن أبي هذيل أن عمر رزق عمارا وابن
مسعود وعثمان بن حنيف، شاة لعمار شطرها وبطنها، ولعبد الله ربعها،
ولعثمان ربعها كل يوم. (ابن سعد).
(11680) - عن سماك بن حرب قال: حدثني إسحاق أن رجلا مات
بعد ثمانية أشهر من السنة فأعطاه عمر بن الخطاب عطائه. (أبو عبيد
في الأموال).
(11681) - عن عبد الله بن قيس أو ابن أبي قيس قال: قدم عمر
الجابية فأراد قسمة الأرض بين المسلمين، فقال له معاذ: والله إذا ليكونن
ما تكره، إنك إن قسمتها اليوم كان الريع العظيم في أيدي القوم
يبيدون فيصير ذلك إلى الرجل الواحد، ثم يأتي من بعدهم قوم يسدون
من الاسلام مسدا وهم لا يجدون شيئا فانظر أمرا يسع أولهم وآخرهم
فصار عمر إلى قول معاذ. (أبو عبيد والخرائطي في مكارم الأخلاق).
(11682) - عن إبراهيم قال: لما افتتح المسلمون السواد قالوا لعمر:
اقسمها بيننا فانا فتحناه فأبى عمر وقال: فما لمن جاء بعدكم من المسلمين؟
وأخاف إن تقاسموه أن تفاسدوا بينكم في المياه، فأقر أهل السواد في أرضهم
وضرب على رؤسهم الجزية، وعلى أرضهم الطسق (1) يعني الخراج.

1) قال في القاموس: الطسق بفتح فسكون هو مكيال أو ما يوضع من
الخراج أو شبه ضريبة معلومة ا ه‍. ح.
573

(أبو عبيد وابن زنجويه).
(11683) - عن محمد بن عجلان قال: لما دون عمر الديوان قال: بمن
نبدأ؟ قالوا: بنفسك، فابدأ قال: لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إمامنا فبرهطه
نبدأ ثم بالأقرب فالأقرب. (أبو عبيد).
(11684) - عن عبد الرحمن بن عوف قال: بعث إلي عمر بن الخطاب
أظنه قال ظهرا، فأتيته فلما بلغت الباب سمعت نحيبه، فقلت: إنا لله
وإنا إليه راجعون، اعتري والله أمير المؤمنين اعتري فدخلت فأخذت
بمنكبه، وقلت لا بأس لا بأس يا أمير المؤمنين، قال: بل أشد البأس،
فأخذ بيدي، فأدخلني الباب فإذا حقائب بعضها فوق بعض، فقال:
الآن هان آل الخطاب على الله، إن الله لو شاء لجعل هذا إلى صاحبي يعني
النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، فسنا لي فيه سنة أقتدي بها قلت: اجلس بنا
نفكر، فجعلنا لأمهات المؤمنين أربعة آلاف أربعة آلاف، وجعلنا
للمهاجرين أربعة آلاف أربعة آلاف، ولسائر الناس ألفين ألفين، حتى
وزعنا ذلك المال. (أبو عبيد في الأموال والعدني).
(11685) - عن قيس بن أبي حازم، قال: جاء بلال إلى عمر حين
قدم الشام وعنده امراء أمراء الأجناد
فقال: يا عمر يا عمر، فقال عمر: هذا
574

عمر، فقال: إنك بين هؤلاء وبين الله، وليس بينك وبين الله أحد،
فانظر من بين يديك؟ ومن عن يمينك؟ ومن عن شمالك؟ فان هؤلاء
الذين جاؤوك والله لن يأكلوا إلا لحوم الطير، فقال عمر: صدقت، لا
أقوم من مجلسي هذا حتى تكفلوا لي لكل رجل من المسلمين بمديي (1)
بر وحظهما من الخل والزيت، قالوا: تكفلنا لك يا أمير المؤمنين، هو
علينا، قد كثر الله من الخير وأوسع. قال: فنعم إن. (أبو عبيد).
(11686) - عن حارثة بن مضرب أن عمر أمر بجريب من الطعام
فعجن ثم خبز ثم ثرده بزيت: ثم دعا عليه ثلاثين رجلا، فأكلوا غداءهم
حتى أصدرهم، ثم فعل بالعشاء منثل ذلك، وقال: يكفي الرجل جريبان كل
شهر، فكان يرزق الناس: المرأة والرجل والمملوكين جريبين جريبين
كل شهر. (أبو عبيد).
(11687) - عن سفيان بن وهب قال قال: عمر وأخذ المدي بيد،
والقسط بيد إني فرضت لكل نفس مسلمة في كل شهر مديي حنطة،
وقسطي خل، وقسطي زيت، فقال رجل: وللعبيد؟ فقال عمر: نعم
وللعبيد. (أبو عبيد).

1) مديي مثنى مفرد، مدى: وهو غير المد مكيال للشام ومصر معروف.
ا ه‍ قاموس. ح.
575

(11688) - عن عبد الله بن أبي قيس أن عمر صعد المنبر فحمد الله،
ثم قال: أما بعد فقد أجرينا عليكم أعطياتكم وأرزاقكم في كل شهر، قال
وفي يده المدى والقسط، ثم قال: خذ كليهما فمن انتقصهما ففعل الله به كذا
وكذا قال: فدعا عليه. (أبو عبيد).
(11689) - عن أبي الدرداء قال: رب سنة راشدة مهدية قد
سنها عمر في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم منها المديان والقسطان
(أبو عبيد).
(11690) - عن حكيم بن عمير أن عمر بن الخطا ب كتب إلى أمراء الأجناد
: ومن أعتقتم من الحمراء (1) فأسلموا فألحقوهم بمواليهم، لهم ما لهم
وعليهم ما عليهم، وإن أحبوا أن يكونوا قبيلة وحدهم فاجعلوهم أسوتكم
في العطاء والمعروف. (أبو عبيد).
(11691) - عن الحسن أن قوما قدموا على أبي موسى فأعطى العرب
وترك الموالي، فكتب إليه عمر: ألا سويت بينهم؟ بحسب المرء من
الشر أن يحقر أخاه المسلم. (أبو عبيد).

1) الحمراء بفتح الحاء وسكون الميم: العجم والروم ا ه‍ نهاية. ح.
576

(11692) - عن أبي قبيل (1) قال: كان الناس في زمن عمر بن الخطاب
إذا ولد (2) المولد فرض له في عشرت، فإذا بلغ أن يفرض ألحق به.
(أبو عبيد).
(11693) - عن سليمان بن حبيب أن عمر بن الخطاب فرض لعيال
المقاتلة وذراريهم العشرات، فأمضى عثمان ومن بعده من الولاة ذلك
وجعلوها موروثة يرها ورثة الميت منهم، ممن ليس في العطاء والعشر.
(أبو عبيد).
(11694) - عن طارق بن شهاب قال: كانت عطايانا تخرج في زمن
عمر لم تزك تى كنا نحن نزكيها. (أبو عبيد في الأموال).
(11695) - عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب لما فرض للناس، فرض
لعبد الله بن حنظلة ألفي درهم، فأتاه طلحة بابن أخ له ففرض له دون ذلك، فقال:

1) أبو قبيل: هو: يحيى بن هانئ بن ناضر أبو قبيل المعافري فالمشهور
أن اسمه: حيي قاله جماعه.
وثقه أحمد توفي بالبرلس (128) ا ه‍. ميزان الاعتدال (1 / 4 62).
وقال ابن حجر في التهذيب (3 / 72):
وذكره الساجي في الضعفاء له وحكى عن ابن معين أنه ضعفه. ص.
2) ولد المولد إذا كان عربيا غير محض ا ه‍ نهاية. ح.
577

يا أمير المؤمنين فضل هذا الأنصاري على ابن أخي؟ فقال: نعم لأني
رأيت أباه يستتر بسيفه يوم أحد كما يستتر الجمل. (كر).
(11696) - عن ناشرة بن سمي اليزني (1) قال: سمعت عمر بن الخطاب
يقول يوم الجابية وهو يخطب الناس: إن الله جعلني خازنا لهذا المال،
وقاسما له، ثم قال: بل الله يقسمه، وأنا باد بأهل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أشرفهم
ففرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلا جويرية وصفية وميمونة، قالت عائشة:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا، فعدل بينهن عمر، ثم قال: إني
بادئ بي وبأصحابي المهاجرين الأولين، فانا أخرجنا من ديارنا ظلما وعدوانا
ثم أشرفهم، ففرض لأصحاب بدر منهم خمسة آلاف، ولمن شهد بدار من
الأنصار أربعة آلاف، وفرض لمن شهد الحديبية ثلاثة آلاف، وقال:
من أسرع في الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ في الهجرة أبطأ به
العطاء، فلا يلومن رجل إلا مناخ راحلته. (هق).
(11697) - الشافعي أخبرني غير واحد من أهل العلم والصدق من

1) روى عن عمر وشهد معه الجابية، مصري تابعي ثقة.
راجع تهذيب التهذيب (10 / 401).
والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب
التفضيل على السابقة والنسب (6 / 349). ص.
578

أهل المدينة ومكة من قبائل قريش ومن غيرهم وكان بعضهم أحسن
اقتصاصا للحديث من بعض، وقد زاد بعضهم على بعض في الحديث: أن
عمر بن الخطاب ملا دون الدواوين قال: أبدأ ببني هاشم فاني حضرت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وبني المطلب، فإذا كان السن في الهاشمي
قدمه على المطلبي وإذا كان في المطلبي قدمه على الهاشمي، فوضع الديوان
على ذلك وأعطاهم عطاء القبيلة الواحدة، ثم استوت له عبد شمس ونوفل
في جذام (1) النسب، فقال: عبد شمس أخو النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه وأمه دون
نوفل فقدمهم، ثم دعا بني نوفل يتلونهم، ثم استوت له عبد العزي
وعبد الدار، فقال: في بني أسد بن عبد العزي أصهار النبي صلى الله عليه وسلم
وفيهم أنهم من المطيبين، وقال: بعضهم: هم من حلف الفضول، وفيهما
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قيل: ذكر سابقة فقدمهم على بني عبد الدار
ثم دعا بني عبد الدار يلونهم، ثم انفردت له زهرة فدعاها تتلو عبد الدار،
ثم استوت له تيم ومخزوم، فقال في بني تيم إنهم من حلف الفضول
والمطيبين وفيهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: ذكر سابقة وقيل: ذكر
صهرا فقدمهم على مخزوم، ثم دعا مخزوما يتلونهم ثم استوت له سهم
وجمح وعدي بن كعب، فقيل له: ابدأ بعدي، فقال: بل أقر

1) جذم بكسر الجيم وسكون الذال المراد به الأصل ا ه‍. نهاية. ح
579

نفسي حيث كنت، فان الاسلام دخل وأمرنا وأمر بني سهم واحد،
ولكن انظروا بني جمح وسهم، فقيل: قدم بني جمح، ثم دعا بني سهم وكان
ديوان عدي وسهم مختلطا كالدعوة الواحدة، فلما خلصت إليه دعوته
كبر تكبيرة عاليت، ثم قال: الحمد لله الذي أوصل إلي حظي من رسوله
ثم دعا بني عامر بن لؤي، قال الشافعي: قال بعضهم: إن أبا عبيدة بن
عبد الله بن الجراح الفهري لما رأى من تقدم عليه قال: أكل هؤلاء تدعو
أمامي؟ فقال: يا أبا عبيدة اصبر كما صبرت أو كلم قومك فمن قدمك
منهم على نفسه لم أمنعه، فأما أنا وبنو عدي فنقدمك إن أحببت على
أنفسنا، فقدم معاوية بعد بني الحارث بن فهر فصل بهم بين عبد مناف
وأسد بن عبد العزي، وشجر بين بني سهم وعدي شئ في زمان
المهدي فافترقوا، فأمر المهدي ببني عدي فقدموا على سهم وجمح للسابقة
فيهم. (هق) (1)
(11698) - عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قرأ عمر بن الخطاب:
(إنما الصدقات للفقراء والمساكين) حتى بلغ (عليم حكيم)،
ثم قال: هذه لهؤلاء ثم قرأ: (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب اعطاء الفئ
على الديوان (6 / 364). ص.
580

خمسه) الآية، ثم قال: هذه لهؤلاء المهاجرين، ثم قرأ: (والذين
تبوؤا الدار والايمان من قبلهم) إلى آخر الآية، فقال: هذه للأنصار،
ثم قرأ: (والذين جاؤوا من بعدهم) إلى آخر الآية، ثم قال: استوعبت
هذه الآية المسلمين عامة، وليس أحد إلا له في هذا المال حق إلا ما
تملكون من رقيقكم، ثم قال: لئن عشت ليأتين الراعي وهو بسرو حمير
نصيبه منها لم يعرق فيه جبينه. (عب وأبو عبيد) (1)
(11699) - عن هشام بن حسان، قال قال محمد بن مسلمة: توجهت
إلى المسجد فرأيت رجلا من قريش عليه حلة فقلت: من كساك هذه؟
قال: أمير المؤمنين، قال: فجاوزت فرأيت رجلا من قريش عليه حلة،
صوته فقلت من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين، قال: فدخل المسجد فرفع
بالتكبير، فقال: الله أكبر صدق الله ورسوله، الله أكبر صدق الله
ورسوله، قال: فسمع عمر صوته، فبعث إليه أن ائتني، فقال: حتى أصلي
ركعتين، فرد عليه الرسول يعزم عليه لما جاء، فقال محمد بن مسلمة:
وأنا أعم على نفسي أن لا آتيه حتى أصلي ركعتين، فدخل في الصلاة،
وجاء عمر فقعد إلى جنبه فلما قضى صلاته قال: أخبرني عن رفعك صوتك

1) وهكذا رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الفئ والغنيمة باب ما جاء
في قول أمير المؤمنين. (6 / 352). ص
581

في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير وقولك صدق الله ورسوله ما هذا؟
قال: يا أمير المؤمنين أقبلت أريد المسجد فاستقبلني فلان بن فلان القرشي
عليه حلة، قلت: من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين فجاوزت،
فاستقبلني فلان بن فلان القرشي عليه حلة، قلت من كساك هذه؟ قال:
أمير المؤمنين، فجاوزت فاستقبلني فلان بن فلان الأنصاري عليه حلة
دون الحلتين، فقلت من كساك هذه؟ قال: أمير المؤمنين إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: أما إنكم سترون بعدي أثرة، وإني لم أحب أن تكون على
يديك يا أمير المؤمنين، قال: فبكى عمر ثم قال: أستغفر الله والله ولا أعود
قال: فما رئي بعد ذلك اليوم فضل رجلا من قريش على رجل من
الأنصار. (كر).
(11700) - عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب إذا صلى صلاة
جلس للناس فمن كان له حاجة كلمه، وإن لم يكن لاحد حاجة قام
فصلى صلوات للناس لا يجلس فيهن، فقلت: يا يرفأ أبأمير المؤمنين
شكاة، فقال: ما بأمير المؤمنين شكاة، فجلست فجاء عثمان بن عفان،
فجلس فخرج يرفأ فقال: قم يا ابن عفان، قم يا ابن عباس، فدخلنا على
عمر، فإذا بين يديه صبر من مال على كل صبرة منها كتف فقال:
إني نظرت إلى أهل المدينة فوجدتكما أكثر أهلها عشيرة فخذا هذا
582

المال فاقتسماه فما كان من فضل فردا، فأما عثمان فحثا، وأما أنا فجثوت
لركبتي، وقلت وإن كان نقصان رددت علينا؟ فقال عمر: شنشنة (1) من أخشن يعني حجرا من جبل، أما كان هذا عند الله إذ محمد صلى الله عليه وسلم
وأصحابه يأكلون القد؟ فقلت: بلى والله لقد كان هذا عند الله ومحمد
حي ولو عليه فتح لصنع فيه غير الذي تصنع، فغضب عمر، وقال:
إذن صنع ماذا؟ قلت: إذا لأكل وأطعمنا، فنشج عمر حتى اختلفت
أضلاعه، ثم قال: وددت أني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي.
(الحميدي وابن سعد والعدني والبزار ص والشاشي هق ص) (2)
(11701) - عن رجل من خثعم قال: ولد لي ولد فأتيت به عليا
فأثبته في مائة. (أبو عبيد).
(11702) - عن تميم بن منيح قال: أتيت عليا بمنبوذ فأثبته في
مائة. (أبو عبيد).

1) شنش: شنشنة: في حديث عمر قال لابن عباس: شنشنة أعرفها من
أخزم أي شبه من أبيه في الرأي والحزم والذكاء.
راجع النهاية في غريب الحديث (2 / 504). ص.
2) رواه البيهقي في السنن الكبرى في كتاب قسم الفئ والغنيمة باب الاختيار
في التعجيل (6 / 358). ص.
583

(11703) - عن علي أنه أعطى العطاء في سنة ثلاث مرات، ثم
أتاه مال من أصبهان، فقال: أغدوا إلى عطاء رابع، إني لست بخازنكم،
فقسم الحبال فأخذها قوم وردها قوم. (أبو عبيد في الأموال).
(11704) - عن علي قال: خذ من السلطان ما أعطاك، فان مالك في
ماله من الحلال أكثر. (وكيع وابن جرير).
(11705) - عن عنترة قال: شهدت عليا وعثمان يرزقان أرقاء
الناس. (ق).
(11706) - عن أم العلاء أن أباها انطلق بها إلى علي، ففرض لها
في العطاء وهي صغيرة، وقال علي: ما الصبي الذي أكل الطعام، وعض
الكسرة بأحق بهذا العطاء من المولود الذي عض الثدي. (ق).
(11707) - عن علي أنه فرض لامرأة وخادمها اثنى عشر درهما:
للمرأة ثمانية، وللخادم أربعة، ودهما من الثمانية للقطن والكتان.
(قط ق) وضعفه.
(11708) - عن نافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى أزواجه من خيبر
كل امرأة منهن ثمانين وسقا من تمر وعشرين وسقا من شعير، فلما
كان عمر بن الخطاب خيرهن أن يضمن لهم ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعطاهن فاختارت عائشة وحفصة أن يقطع لهما من الأرض والماء فصار
584

ميراثا لمن ورثهن. (ابن وهب في مسنده).
(11709) - عن أبي ظبيان الأسدي قال: وفدت على عمر بن الخطاب
فسألني فقال: يا أبا ظبيان ما مالك بالعراق؟ قلت: لا والذي أسعدك ما
ندري ما نصنع به؟ ما منا من أحد قد قدم القادسية إلا عطاؤه ألفان
أو ألف وخمسمائة، ولا لنا ولد أو ابن أخ إلا في خمسمائة أو ثلاثمائة، وما
منا من أحد له عيال إلا له جريبان كل شهر، أكل أو لم يأكل، فإذا
اجتمع هذا لم ندر ما نصنع به قال: إنا لننفقه فيما ينبغي، وفيما لا ينبغي،
قال: هو حقكم أعطيتكموه فلا تحمدوني عليه، وأنا أسعد بأدائه إليكم
منكم بأخذه ولو كان مال الخطاب ما أعطيتكموه فان نصحي لك وأنت
عندي كنصحي لمن هو بأقصى ثغر من ثغور المسلمين فإذا خرج عطاؤك
فاشتر منه غنما فاجعلها لسوادكم، وإذا خرج فابتاع الرأس أو الرأسين
فاعتقل منه مالا فاني أخاف أن يليكم ولاة يعدون العطاء في زمانهم مالا
فان بقيت أنت أو أحد من عيالك كان لك شئ اعتقلتموه. (علي بن
معبد في الطاعة والعصيان).
(11710) - عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: أسهم رسول الله صلى الله
صلى الله عليه وسلم للفارس سهما وللفرس سهمين. (أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن
أبي السري البكالي في جزء من حديثه).
585

(11711) - عن نافع عن ابن عمر عن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أسهم للفرس
سهمين وللرجل سهما. (أبو الحسن البكالي).
(11712) - عن نافع عن ابن عمر أن عمر فرض لأسامة بن زيد أكثر
مما فرض لي، فقلت: إنما هجرتي وهجرة أسامة واحدة؟ فقال: إن أباه
كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وإنما هاجر بك أبوك. (أبو
الحسن البكالي).
(11713) - عن محمد بن هلال قال: حدثني أبي عن جدتي أنها
كانت تدخل على عثمان ففقدها يوما، فقال لأهله: ما لي لا أرى فلانة؟
قالت امرأته ولدت الليلة غلاما، قالت: فأرسل إلي بخمسين درهما
وشقيقة سنبلانية ثم قال: هذا عطاء ابنك، وهذه كسوته، فإذا مرت
سنة رفعناه إلى مائة. (أبو عبيد في الأموال كر).
(11714) - عن أبي إسحاق أن جده الخيار مر على عثمان فقال له:
كم معك من عيال يا شيخ؟ فقال: إن معي كذا فقال: قد فرضنا لك كذا
وكذا ذكر شيئا لا أحفظه ولعيالك مائة مائة. (أبو عبيد).
(11715) - عن موسى بن طلحة أن عثمان أقطع خمسة من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم الزبير وسعدا وابن مسعود وأسامة بن زيد وخباب بن الأرت
فكان ابن مسعود وسعد يعطيان أرضهما بالثلث. (عب وأبو عبيد ق)
586

(11716) - عن عائشة ابنة قدامة بن مظعون قالت: كان عثمان
ابن عفان إذا خرج العطاء أرسل إلى أبي فقال: إن كان عندك مال قد
وجبت فيه الزكاة حاسبناك به من عطائك. (أبو عبيد في الأموال).
(11717) - عن أبي الخلال العتكي قال: سألت عثمان بن عفان عن
جوائز السلطان؟ فقال: لحم ظبي ذكي. (ابن جرير في تهذيب الآثار
ووكيع في الغرر).
(11718) - عن قدامة قال: كنت إذا جئت عثمان بن عفان أقبض
منه عطائي سألني هل عندك من مال وجبت فيه الزكاة؟ فان قلت: نعم
أخذ من عطائي زكاة ذلك المال، وإن قلت: لا، سلم إلي عطائي، ولم
يأخذ منه شيئا. (الشافعي ق).
(11719) - عن سلمان قال: خذوا العطاء ما صفا لكم، فان كدر
عليكم فاتركوه أشد الترك. (ش).
587

ذيل الأرزاق
(11720) - (مسند عمر رضي الله عنه) عن المسور بن مخرمة قال
أتي عمر بن الخطاب بغنائم من غنائم القادسية، فجعل يتصفحها وينظر إليها، وهو يبكي، فقال له عبد الرحمن: يا أمير المؤمنين: هذا يوم فرح وسرور
فقال: أجل، ولكن لم يؤت هذا قوم قط إلا أورثهم العداوة والبغضاء.
(الخرائطي في مكارم الأخلاق هق) (1)
(11721) - عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: لما أتي عمر
بكنوز كسرى قال له عبد الله بن أرقم الزهري: ألا تجعلها في بيت المال؟
فقال عمر: لا نجعلها في بيت المال تى نقسمها، وبكي عمر، فقال له
عبد الرحمن بن عوف: ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فوالله إن هذا ليوم
شكر ويوم سرور ويوم فرح، فقال عمر: إن هذا لم يعطه الله قوما قط
إلا ألقى الله بينهم العداوة والبغضاء. (ابن المبارك عب ش والخرائطي في
مكارم الأخلاق) (2)
(11722) - عن جابر بن عبد الله قال: أول من دون الدواوين
وعرف العرفاء عمر بن الخطاب. (هق) (3)

1) و 2) و 3) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب قسم الفئ والغنيمة باب الاختيار
في التعجيل (6 / 358). ص.
588

11723 - عن علي قال: خذوا العطاء ما كان طعمة، فإذا كان
عن دينكم فارفضوه أشد الرفض. (ش).
(11724) - عن داود بن نشيط قال: كنت عند عمر بن الخطاب
فأتاه رجل مسمن مخصب في العين (1) فقال: يا أمير المؤمنين هلكت
وهلكت عيالي، فقال عمر: يجي أحدهم كأنه حميت (2) يقول: هلكت
وهلكت عيالي، ثم أخذ عمر يحدث عن نفسه، فقال: لقد رأيتني
وأختا لي نرعى على أبوينا ناضحنا قد ألبستنا أمنا نقبتها وزودتنا من الهينة
فنخرج بناضحنا فإذ طلعت الشمس ألقيت النقبة إلى أختي وخرجت أسعى
عريانا فنرجع إلى أمنا وقد جعلت لنا لعبة من ذلك الهينة فياخصباه، ثم
قال أعطوه أربعة من نعم الصدقة خرجت تتبعها ظئران لها (3) (أبو عبيد
في الأموال).
(11725) - عن ابن عمر قال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه
شئ لم يبدأ بأول منهم بأول منهم يعني المحررين. (كر).

1) في العين: أي سمين وآثار النعمة ظاهرة عليه في رأي العين. ح.
2) حميت: بفتح الحاء وكسر الميم الظرف المملوء. ا ه‍ نهاية. ح.
3) ومنه حديث عمر: اعطى ريعة يتبعها ظئراها) أي أمها وأبوها.
النهية في غريب الحديث (3 / 154). ص.
589

باب في محظورات الجهاد
(11726) - (الصديق رضي الله عنه) عن معمر عن عبد الكريم
الجزري قال: أتى أبو بكر برأس فقال: بغيتم. (عب هق) (1).
(11727) - عن معمر عن الزهري قال: لم يؤت النبي صلى الله عليه وسلم برأس
وأتي أبو بكر برأس، فقال: لا يؤتى بالجيف إلى مدينة رسول الله
صلى الله عليه وسلم. (عب ق).
(11728) - عن عقبة بن عامر الجهني أن عمرو بن العاص وشرحبيل
ابن حسنة بعثاه بريدا برأس يناق بطريق الشام، فلما قدم على أبي بكر
أنكر ذلك، فقال له عقبة: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم يصنعون
ذلك بنا، قال: أفا ستنان بفارس والروم؟ لا يحمل إلي رأس، فإنما
يكفي الكتاب والخبر. (هق) قال ابن كثير اسناده صحيح (1)

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السير باب ما جاء في نقل الرؤس.
(9 / 132). ص.
2) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السير باب ما جاء في نقل الرؤس.
(9 / 132). ص.
590

(11729) - عن معاوية بن خديج قال: بينا نحن عند أبي بكر إذ
طلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنه قدم علينا برأس يناق البطريق
ولم يكن لنا به حاجة، إنما هي سنة العجم. (هق) (1)
(11730) - عن الأسود بن سريع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وغزوت
معه فأصبت ظفرا، فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما بال أقوام جاوز بهم القتل اليوم حتى
قتلوا الذرية؟ فقال رجل: يا رسول الله إنما هم أبناء المشركين، فقال
ألا إن خياركم أبناء المشركين، ثم قال: ألا لا تقتلوا ذرية، كل مولود
يولد على الفطرة، فما يزال عليها حتى يعر عنها لسانه، فأبواه يهودانه
أو ينصرانه أو يمجسانه. (حم والدارمي ن وابن جرير حب طب
ك حل ق ص).

1) رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب السير باب ما جاء في نقل الرؤوس.
(9 / 132). ص.
2) رواه أحمد في مسنده عن الأسود بن سريع (3 / 453). ا ه‍ ص.
591

النهبة
(11731) - عن محمد بن سيرين قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بجزور فنحرت
فانتهب الناس لحمها، فبعث للناس مناديا يقول: إن الله ورسوله ينهيانكم
عن النهبة فردوه فقسمه بينهم. (عب) (1)
(11732) - عن أبي قلابة قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بجزور فنحرت
فانتهب الناس لحمها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى إن الله ورسوله ينهيانكم
عن النهبة. (عب).

1) الحديث رواه أبو داود باب في النهي عن النهبى إذا كان في الطعام قلة في
أرض العدو رقم (2686).
وقال الخطابي: النهبى اسم مبنى على فعل من النهب كالرغبي من الرغبة
والمراد من النهبى: أخذ مال الغنيمة بلا تقسم.
عون المعبود شرح سنن أبي داود (7 / 371). ص
592

باب في فضل الشهادة وأنواعها
(الشهادة الحقيقة)
(11733) - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطى الشهيد
ثلاثا، أول قطرة من دمه يغفر له بها ذنوبه، وأول من يمسح التراب
عن وجهه زوجته من الحور العين، وإذا وقع جنبه وقع في الجنة.
(الديلمي).
(11734) - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء ثلاثة
رجل خرج بنفسه وماله محتسبا في سبيل الله يريد أن لا يقتل ولا يقتل
ولا يقاتل يكثر سواد المسلمين، فان مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها
وأجير من عذاب القبر ومن الفزع الإبر وزوج من الحور العين
وحلت عليه حلة الكرامة ووضع على رأسه تاج الوقار والخلد، والثاني
رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ولا يقتل فان مات أو قتل
كانت ركبته مع ركبة إبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله في مقعد صدق
عند مليك مقتدر، والثالث: رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن
يقتل ويقتل فان مت أو قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه وأضعفه
593

على عاتقه والناس جاثون على الركب يقولون: ألا افسحوا لنا مرتين فانا
قد بذلنا دماءنا وأموالنا لله والذي نفسي بيده لو قالوا ذلك لإبراهيم خليل
الرحمن أو لنبي من الأنبياء لتنحى لهم عن الطريق بما يرى من واجب حقهم
حتى يأتوا منابر من نور عن يمين العرش فيجلسون فينظرون كيف
يقضى بين الناس لا يجدون غم الموت ولا يغتمون في البرزخ ولا
تفزعه الصيحة ولا يهمهم الحساب والميزان ولا الصراط، ينظرون
كيف يقضى بين الناس ولا يسألن شيئا إلا أعطوه ولا يشفعون في
شئ إلا شفعوا فيه ويعطى من الجنة ما أحب وينزل من الجنة حيث
أحب. (هب) وضعفه.
(11735) - عن ابن أبي عوف و عبد العزيز بن يعقوب الماجشون
قالا: قال عمر بن الخطاب لمتمم بن نويرة: يرحم الله زيد بن الخطاب
لو كنت أقدر أن أقول الشعر لبكيته كما بكيت أخاك فقال متمم: يا
أمير المؤمنين لو قتل أخي يوم اليمامة كما قتل أخوك ما بكيته أبدا فأبصر
عمر وتعزى عن أخيه وقد كان حزن عليه حزنا شديدا وكان عمر يقول:
إن الصبا لتهب فتأتي بريح زيد بن الخطاب قيل لابن أبي عوف: ما كان عمر
يقول الشعر فقال: لا ولا بيتا واحدا. (ابن سعد).
(11736) - عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على قتلى أحد ولم
594

يغسلوا. (ش).
(11737) - عن جابر كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى
أحد في قبر واحد وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم
يغسلوا. (ش).
(11338) - عن الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري وكان
ولد عام الفتح فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح على وجهه وبرك عليه قال:
لما أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد قال: أنا الشهيد على هؤلاء ما
من جريح يجرح في الاله إلا الله يبعثه يوم القيامة وجرحه يثعب دما
اللون لون الدم والريح ريح المسك انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فاجعلوه
أمام صاحبه في القبر وكانوا يدفنون في القبر الاثنين والثلاثة في القبر
الواحد. (ابن جرير كر).
(11739) - عن ابن عباس قال: صلى الله عليه وسلم على شهداء أحد
صلى على حمزة بن عبد المطلب. (كر).
(11740) - عن ابن عباس قال: أرواح الشهداء في أجواف طير
خضر تعلق من ثمر الجنة. (عب ص ق في البعث).
(11741) - عن راشد بن سعد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
أن رجلا قال: يا رسول الله ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا
595

الشهيد؟ فقال: كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة. (ن والديلمي
وسند صحيح.
(11742) - عن سعيد بن جبير قال: لما أصيب حمزة بن عبد المطلب
ومصعب بن عمير يوم أحد قالوا: ليت إخواننا يعلمون ما أصبنا من الخير
كي يزدادوا رغبة فقال الله: أنا أبلغ عنكم فنزلت (ولا تحسبن الذين قتلوا
في سبيل الله أمواتا) إلى قوله (المؤمنين). (ش).
(11743) - عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى
أحد في الثوب الواحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن، فإذا أشير
إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر
بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا. (ش).
(11744) - عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقتلى يوم أحد فزملوا
بدمائهم وأن يقدم أكثرهم قرآنا أخذا للقرآن وأن يدفن اثنان في قبر قال:
فدفنت أبي وعمي في قبر. (ش) (1)

1) رواه النسائي كتاب الجنائز - باب دفن الجماعة في القبر الواحد رقم
(2017 و 2018 و 2019 و 2020).
وأبو داود في كتاب الجنائز - باب تعميق القبر رقم (3199).
والترمذي كتاب الجهاد - باب ما جاء دفن الميت رقم (1713) وقال:
حديث حسن صحيح. ص
596

(11745) - عن نعيم بن همار (1) الغطفاني قال: جاء رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم: فقال أي الشهداء أفضل؟ قال: الذين يلقون الصف في الصف فلا
يلفتون وجوههم حتى يقتلوا أولئك الذين يتلبطون في الغرب العلى في
الجنة يضحك إليهم ربك وإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا
حساب عليه. (ابن زنجويه).

1) نعيم بن همار ويقال: ابن هبار وهدار وخمار وحمار الغطفاني الشامي.
والصحيح: همار.
راجع تهذيب (10 / 467).
والحديث مر برقم [11104]. ص.
597

الشهادة الحكمية
الطاعون
(11746) - (عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه) قال: كنت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار فقال: اللهم طعنا وطاعونا، قلت يا رسول الله:
إني أعلم أنك سألت منايا أمتك فهذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال:
ذرب كالدمل إن طالت بك حياة فستراه. (ع) وهو ضعيف.
(11747) - عن أبي السفر قال: كن أبو بكر إذا بعث إلى الشام
بايعهم على الطعن والطاعون. (مسدد).
(11748) - أنس أن عمر بن الخطاب أقبل ليأتي الشام فاستقبله طلحة
ابن عبد الله وأبو عبيدة بن الجراح، فقالا: يا أمير المؤمنين إن معك
وجوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيارهم وإنا تركنا بعدنا مثل حريق
النار يقال له: الطاعون فارجع العام، فرجع فلما كان العام المقبل
جاء فدخل. (كر).
(11749) - عن طارق بن شهاب قال: كنا عند أبي موسى فقال لنا
ذات يوم: لا يضركم أ تخففوا عني فان هذا الداء قد أصاب في أهلي يعني
الطاعون فمن شاء أن يعبره فليفعل واحذروا اثنين، لا يقولن قائل إن
598

هو جلس فعوفي الخارج لو كنت خرجت لعوفيت كما عوفي فلان، ولا
يقولن الخارج إن عوفي وأصيب الذي جلس لو كنت جلست أصبت
كما أصيب فلان، وإني سأحدثكم بما ينبغي للناس من خروج هذا الطاعون
إن أمير المؤمنين كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح حيث سمع بالطاعون الذي
أخذ الناس بالشام إني بدت لي حاجة إليك فلا غني بي عنك فيها فان
أتاك كتابي ليلا فاني أعزم عليك أن تمسي حتى تركب إلي، فقال أبو عبيدة:
قد علمت حاجة أمير المؤمنين التي عرضت وإنه يريد أن يستبقي من ليس
بباق، فكتب إليه إني في جند من المسلمين لن أرغب بنفسي عنهم وإني
قد علمت حاجتك التي عرضت لك وإنك تستبقي من ليس بباق فإذا
أتاك كتابي هذا فحللني من عزك وائذن لي في الجلوس، فلما قرأ
عمر كتاب فاضت عيناه وبكى، فقال له من عنده: يا أمير المؤمنين مات
أبو عبيدة قال: لا، وكان قد كتب إليه عمر إن الأردن أرض وبية عمقة
وإن الجابية أرض نزهة فاظهر بالمهاجرين إليها فقال أبو عبيدة حين قرأ
الكتاب: أما هذا فنسمع فيه أمر أمير المؤمنين ونطيعه فأمرني أن أركب
وأبوئ الناس منازلهم فطعنت امرأتي فجئت أبا عبيدة فأخبرته فانطلق
أبو عبيدة يبوئ الناس منازلهم فطعن فتوفي وانكشف الطاعون،
599

قال أبو الموجه: زعموا أن أبا عبيدة كان في ستة وثلاثين ألفا من الجند فماتوا
فلم يبق إلا ستة آلاف رجل. (كر) وروى سفيان بن عيينة في جامعه
عن طارق نحوه وأخصر منه.
(11750) - عن علي قال: دعا نبي الله على أمته، فقيل له: أتحب أن
أسلط عليهم الجوع؟ قال: لا، قيل له: أتحب أن ألقى بأسهم بينهم؟
قال: لا، فسلط عليهم الطاعون موتا ذفيفا يحرق القلوب ويقلل العدد.
(ابن راهويه).
(11751) - عن عبد الرحمن أن عمر كتب إلى عماله بالشام إذا سمعتم
بالوباء قد وقع فاكتبوا إلي فجئت وهو نائم وذاك بعد رجوعه من
سرغ (1) فسمعته لما قام من نومه قال: اللهم اغفر لي في رجوعي من سرغ
(ابن راهويه).
11752 عن زرعة بن ذوئب الدمشقي أن عمر بن الخطاب كتب

1) سرغ: في حديث الطاعون: حتى إذا كان بسرغ: هي بفتح الراء
وسكونها: قرية بوادي تبوك من طريق الشام وقيل على ثلاث عشرة
مرحلة من المدينة.
وسرغ: يجوز فيها الصرف وعدمه)، النهاية في غريب الحديث
(2 / 361). ص.)
600

إلى عامله بالشام إذا وقع الوباء بأرض فأكتب إلي فلما وقع الوباء بالشام
كتب إليه فأقبل حتى قدم. (كر سيف).
11753 عن عمر بن أبي حارثة وأبي عثمان والربيع بن النعمان
البصري قال: وقع الطاعون بعد بالشام ومصر والعراق واستقر بالشام
ومات فيها الناس الذين هم الناس في المحرم وصفر وارتفع عن الناس وكتبوا
بذلك إلى عمر ما خلا الشام، فخرج حتى إذا كان منها قريبا بلغه أنه
أشد ما كان فقال: وقال الصحابة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان بأرض
فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا عليكم، فرجع حتى ارتفع
منها، وكتبوا إليه بذلك وبما في أيديهم من المواريث فجمع الناس في
سنة سبع عشرة في جمادى الأولى فاستشارهم في البلدان فقال: إني قد
بدا لي أن أطوف على المسلمين في بلدانهم لأنظر في آثارهم، فأشيروا
علي. (كر).
11754 عن عبد الله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى
الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء أمراء الأجناد
أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه
فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال ابن عباس: فقال عمر: أدع لي المهاجرين
الأولين فدعاهم فاستشارهم فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: قد خرجت لأمر ولا
نرى أن ترجع عنه، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
601

ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال: ارتفعوا عني ثم قال: ادع لي
النصار فدعوتهم له فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم
فقال: ارتفعوا عني ثم قال: ادع لي من كان ههنا من مشيخة قريش
من مهاجرة الفتح فدعاهم فلم يختلف عليهم منهم رجلان فقالوا نرى أن
ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر في الناس إني
مصبح على ظهر فأصبحوا عليه فقال أبو عبيدة بن الجراح، أفرارا من
قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله
إلى قدر الله أرأيت لو كان لك إبل فهبطت واديا له عدوتان، أحداهما
خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن
رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ قال: فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان
متغيبا في بعض حاجته فقال: إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم
بها فلا تخرجوا فرارا منه قال: فحمد الله عمر ثم انصرف. (مالك
وسفيان بن عينة في جامعه حم خ م ق) (1)

1) رواه مالك في الموطأ كتاب الجامع باب ما جاء في الطاعون رقم (22)
ورواه البخاري في صحيحه كتاب الطب باب ما يذكر في الطاعون (7 / 168)
ورواه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب الطاعون والطيرة.).
رقم (2219). ص
602

11755 عن زنكل بن علي وزير لعمر بن عبد العزيز قال: قال
حذيفة بن اليمان: يا طاعون خذني إليك ثلاث مرات قبل سفك
دم حرام وقبل جور في الحكم وقبل إمارة الصبيان وكثرة الزبانية.
(كر).
11756 عن عبد الرحمن بن غنم قال: وقع الطاعون بالشام
فقال عمرو بن العاص: إن هذا الطاعون رجز ففروا منه في الأودية
والشعاب فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة فغضب، وقال: كذب عمرو
ابن العاص لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من جمل أهله إن
هذا الطاعون دعوة نبيكم ورحمة ربكم ووفاة الصالحين قبلكم فبلغ ذلك معاذا
فقال: اللهم اجعل نصيب آل معاذ الأوفر، فماتت ابنتاه، وطعن
ابنه عبد الرحمن، فقال: (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين)،
فقال: (ستجدني إن شاء الله من الصابرين)، وطعن معاذ في ظهر
كفه فجعل يقول: هي أحب إلى من حمر النعم، ورأى رجلا يبكي عنده
فقال: ما يبكيك؟ قال: على العلم الذي كنت أصيبه منك قال: فلا تبك فان
إبراهيم كان في الأرض وليس بها عالم فآتاه الله علما فإذا أنا مت فاطلب
العلم عند أربعة عبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام وسلمان وأبي الدرداء
(ابن خزيمة كر).
603

11757 عن شهر بن حوشب (1) قال: لما مات معاذ تكلم عمرو
ابن عبسة أيضا فيمن يليه وكان يقول: أنا رابع الاسلام، فقال: يا أيها
الناس إن الطاعون رجز فتفرقوا عنه في الشعاب: فقام شرحبيل بن
حسنة فقال: والله لقد أسلمت وإن أميركم هذا أضل من جمل أهله
فانظروا ما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا وقع بأرض وأنتم بها فلا
تهربوا فان الموت في أعناقكم وإذا كان بأرض فلا تدخلوها فإنه يحرق
القلوب. (2)
11758 عن يونس بن ميسرة بن حلبس (3) قال: نزل المسلمون

1) شهر بن حوشب الأشعري أبو سعيد مولى أسماء بنت يزيد بن السكن،
وتوفي سنة 111، وقال النسائي: ليس بالقوي.
راجع تهذيب التهذيب (4 / 369). ص.
2) ذكر الترمذي في الرواية الأخيرة من لفظ هذا الحديث: كتاب الجنائز باب
ما جاء في كراهية الفرار من الطاعون رقم (1065).
وكما مر في الحديث السابق الطويل وآخر فقرة منه برقم (11756)
راجع وهكذا في أصل المطبوع لم يذكر اسم المخرج ا ه‍. ص.
3) يونس بن ميسرة بن حلبس أبو عبيد الدمشقي الأعمى.
قال ابن سعد: كان ثقة تابعي، وقال البزار: ثقة من عباد أهل الشام
توفي سنة 132 ه‍.
تهذيب التهذيب (11 / 448). ص.
604

الجابية وهم أربعة وعشرون ألفا، فوقع الطاعون فيهم، فذهب
منهم عشرون ألفا، وبقي أربعة آلاف، فقالوا: هذا طوفان، وهذا
رجز، فبلغ ذلك معاذا، فبعث فوارس يجمعون الناس فقال: اشهدوا
المدارس اليوم عند معاذ، فلما اجتمعوا، قام فيهم فقال: أيها الناس
والله لو أعلم أني أقوم فيكم بعد مقامي هذا ما تكلفت القيام فيكم،
وقد بلغني أنكم تقولون هذا الذي وقع فيكم طوفان ورجز، والله ما
هو الطوفان ولا الرجز، وإنما الطوفان والجرز كان عذابا، عذب
الله به الأمم، ولكن في الدنيا. الله لكم فاستجاب لكم دعوة
نبيكم صلى الله عليه وسلم، ألا فمن أدرك خمسا واستطاع أن يموت،
فليمت: أن يكفر الرجل بعد ايمانه، وأن يسفك الدم بغير حقه
وأن يعطى مال الله بأن يكذب أو يفجر، وأن يظهر التلاعن
بينكم، أو يقول الرجل حين يصبح: والله لئن حييت أو مت ما
أدري ما أنا عليه. (كر).
11759 عن عبد الرحمن بن غنم قال: كان عمرو بن العاص حين
أحس بالطاعون فرق فرقا شديدا: فقال: يا أيها الناس تبددوا في هذه
الشعاب وتفرقوا، فإنه قد نزل بكم أمر من الله لا أراه إلا رجزا أو
605

الطوفان، قال شرحبيل بن حسنة (1): قد صاحبنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأنت أضل من حمار أهلك، قال عمرو: صدقت، قال معاذ لعمرو
ابن العاص: كذبت ليس بالطوفان ولا بالجرز ولكنها رحمة ربكم ودعوة
نبيكم وقبض الصالحين قبلكم، اللهم آت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة. (كر).

1) شرحبيل بن حسنة: هو ابن عبد الله بن المطاع بن قطش الغوثي.
وحسنة: قيل أنها أمه وقيل أنها تبنته هو وأخاه عبد الرحمن بن عبد
له صحبة وكان واليا على الشام لعمر وتوفي بها سنة / 18 / ه‍
تهذيب التهذيب لابن حجر (4 / 324) ا ه‍. ص.
606

أنواع أخر
11760 (مسند عمر رضي الله عنه) عن سعيد بهن المسيب قال:
قال عمر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل فأشرفنا على واد فرأيت
شابا يرعى غنما له، أعجبني شبابه فقلت: يا رسول الله وأي شاب لو
كان شبابه في سبيل الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عمر فلعله في بعض سبيل
الله وأنت لا تعلم، ثم دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا شاب هل لك من تعول؟
قال: نعم، قال: من، قال أمي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألزمها فان عند
رجليها الجنة، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن كان الشهيد ليس إلا شهيد
السيف فان شهداء أمتي إذا لقليل، ثم ذكر صاحب الحرق، والشرق،
والهدم، والبطن، والغريق، ومن أكل السبع ومن سعى على نفسه
ليعزها ويغنيها عن الناس فهو شهيد. (إسماعيل الحطبي في حديثه
خط في المفترق) وفيه أبو غالب عن ابن أحمد بن النصر الأزدي، قال
الدارقطني ضعيف، وقال أحمد بن كامل القاضي لا أعلمه ذم في الحديث حكاها
في الميزان وقال في اللسان ذكره سلمة الأندلسي وقال إنه ثقة.
11761 عن يزيد بن أسد أنه قدم على عمر بن الخطاب من
دمشق فقال: ما الشهداء فيكم يا أمير المؤمنين؟ فقال: الشهداء من قاتل
607

في سبيل الله حتى يقتل، فما تقولون فيمن مات حتف أنفه لا تعلمون منه إلا
خيرا؟ قال نقول عبد عمل خيرا ولقي ربا لا يظلمه يعذب من عذب بعد
الحجة عليه والمعذرة فيه أو يعفو عنه، فقال: عمر كلا والله ما هو كما تقولون
من مات مفسدا في الأرض ظالما للذمة عاصيا للامام غالا للمال ثم لقي
العدو فقاتل فقتل فهو غير شهيد ولكن الله قد يعذب عدوه بالبر والفاجر
وأما من مات حتف أنفه لا تعلمون منه إلا خيرا، فكما قال الله تعالى:
(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين) الآية. (أبو العباس الأصم في جزء من حديثه).
11762 عن ربيع بن إياس الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاد ابن
أخي جبر الأنصاري، فجعل أهله يبكون عليه، فقال لهم جبر: لا تؤذوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصواتكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن فليبكين ما
دام حيا، فإذا وجب فليسكتن، فقال بعضهم: ما كنا نرى أن يكون
موتك على فراشك تى تقتل في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو ما الشهادة؟ إلا القتل في سبيل الله، إن شهداء
أمتي إذا لقليل، إن الطعن شهادة، والبطن شهادة، والنفساء بجمع شهادة
والحرق شهادة، والهدم شهادة، والغرق شهادة، وذات الجنب شهادة
(طب).
608

فصل
(في أحكام القتلى)
11763 عن جابر قال: قتل أبي وخالي يوم أحد فحملتهما على بعير
فأتيت بهما المدينة فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ردوا القتلى إلى مصارعهم
(ابن النجار) (1)

1) رواه النسائي كتاب الجنائز باب أين يدفن الشهيد رقم (2006).
ورواه أبو داود كتاب الجنائز رقم (3149).
والترمذي كتاب الجهاد باب ما جاء في دفن القتيل في مقتله رقم 1717
وقال هذا حديث حسن صحيح ونبيح راوي الحديث: ثقة. ص.
609

باب
في لواحق الجهاد
(قتال البغاة)
11764 عن أنس بن مالك قال، قدم ناس من عرينة المدينة
فاجتووها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت أن تخرجوا إلى إبل
الصدقة فتشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا واستصحوا فمالوا على الرعاء
فقتلوهم واستاقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروا بعد إسلامهم فبعث في
آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركوا بالحرة حتى
ماتوا. (عب).
11765 عن قتادة عن أنس أن نفرا من عكل وعرينة تكلموا
بالاسلام فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم كانوا أهل ضرع ولم يكونوا
أهل ريف، فاجتووا المدينة وشكوا حماها فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم
بذود وأمر لهم براع وأمرهم أن يخرجوا من المدينة فيشربوا من ألبانها
وأبوالها فانطلقوا حتى إذا كانوا بناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي
النبي صلى الله عليه وسلم وساقوا الذود، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث الطلب في
610

أثرهم فأتى بهم فسمل أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم، وتركوا بناحية
الحرة يقضمون حجارتها، حتى ماتوا، قال قتادة: بلغنا أن هذه
الآية نزلت فيهم: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) (1) الآية
كلها. (عب).
11766 عن أنس أن نفرا من عرينة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا
وبايعوه، وقد وقع بالمدينة الموم وهو البرسام، فقالوا: هذا الوجع قد
وقع يا رسول الله فلو أذنت لنا فخرجنا إلى الإبل فكنا فيها، فقال: نعم
فاخرجوا فكونوا فيها، فخرجوا فقتلوا أحد الراعيين، وذهبوا بالإبل،
وجاء الآخر وقد جرح، فبلغوا حاجتهم وذهبوا بالإبل وعنده شباب من
الأنصار قريب من العشرين فأرسل إليهم وبعث معهم قائفا يقتص فأتى بهم
فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم. (ابن النجار).
11767 عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قال عثمان لأبي ذر:
أين كنت يوم أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت على البئر أسقى.
(ابن منيع).
11768 عن عامر الشعبي قال: كان حارثة بن بدر التميمي قد
أفسد في الأرض، وحارب فكلم الحسن بن علي وابن عباس وابن جعفر

1) سورة المائدة آية 33.
611

وغيرهم من قريش، فكلموا عليا فأبى أن يؤمنه، فأتى سعيد بن قيس
الهمداني فكلمه، فانطلق سعيد إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين ما تقول
في من أفسد في الأرض وحارب؟ فقل: (إنما جزاء الذين يحاربون الله
ورسوله) (1) حتى ختم الآية، فقال سعيد: أرأيت من تاب قبل
أن تقدر عليه؟ قال: أقول كما قال الله وأقبل منه، قال: فان حارثة
ابن زيد قد تاب قبل أن تقدر عليه، فأتاه به فأمنه. (ش وعبد بن حميد
وابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف وابن جرير وابن أبي حاتم).
11769 عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم مثل بالذين سرقوا لقاحه (2)
فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم. (عب).

1) سورة النور آية 21.
2) جمع لقحة بكسر اللام وفتحها وهي الناقة ذات الدر.
والحديث رواه مسلم في صحيحه كتاب القسامة باب حكم المحاربين رقم 11
ومعنى سمل: فقأها وأذهب ما فيها وفي رواية: سمر كحلها بمسامير
محمية وقيل هما بمعنى واحد.
راجع صحيح مسلم كتاب القسامة باب حكم المحاربين (3 / 1296). ص.
612

المتفرقات
11770 عن عمر قال: ما نصارى العرب بأهل الكتاب وما
تحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم.
(الشافعي ق).
11771 عن جرير بن عثمان الرحبي أن معاوية بن عياض بن غطيف
أتى عمر بن الخطاب وعليه قباء وخفان رقيقان فأنكر ذلك عليه، قال:
ما هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين أما القباء فان الرجل يشد فيضم ثيابه وأما
الخفاف الرقاق فإنها أثبت في الركب، فقال عمر: نعم ورخص له في ذلك.
(ابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف).
11772 (مسند علي رضي الله عنه) عن عباد بن عبد الله قال:
صعد علي على المنبر يوم الجمعة فخطب وقد أحدقت به الموالي فقام الأشعث
ابن قيس فقال: غلبتنا عليك هذه الحميراء، فقال علي: من يعذرني؟ أما والله
لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم
عليه بدأ. (ش والحارث وابن راهويه وأبو عبيد في الغريب والدورقي وابن
جرير وصححه ع والبزار ص).
613

11773 عن زياد بن حدير الأسدي قال: قال علي: لئن بقيت
لنصارى بني تغلب لأقتلن المقاتلة ولأسبين الذرية فاني كتبت الكتاب
بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا ينصروا أبناءهم. (د) وقال: هذا
حديث منكر بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا،
قال اللؤلؤي: ولم يقرأه (د) في العرضة الثانية (عق) وقال: لا يتابع أبو
نعيم النخعي عليه وابن جرير وصححه حل ق).
11774 عن إبراهيم بن الحارث التيمي رضي الله عنه قال: وجهنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا:
(أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) (1) فقرأناها فغنمنا وسلمنا. (أبو نعيم
في المعرفة وابن منده) وسنده قال في الإصابة لا بأس به.
11775 عن عمر قال: نستعين بقوة المنافق، وإثمه عليه.
(ش ق).
11776 عن عمرو بن العاص، قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتل
النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوما ائتمروا به وهم جلوس في ظل الكعبة ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في
عنقه، ثم جذبه حتى وجب لركبتيه ساقطا وتصايح الناس فظنوا أنه

1) سورة المؤمنون آية 115.
614

مقتول، فأقبل أبو بكر يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من
ورائه، ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول: ربي الله؟ ثم انصرفوا عن النبي
صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فلما قضى صلاته مر بهم وهم
جلوس في ظل الكعبة، فقال: يا معشر قريش أما والذي نفس محمد
بيده ما أرسلت إليكم إلا بالذبح وأشار بيده إلى حلقه، فقال له أبو جهل:
ما كنت جهولا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت منهم. (ش).
11777 عن الحسن قال: كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء. (خ
في تاريخه كر).
615

الجهاد الأكبر والأصغر
11778 عن مولى لأبي بكر قال: قال أبو بكر الصديق: من
مقت نفسه في ذات الله، آمنه الله من مقته. (ابن أبي الدنيا في
محاسبة النفس).
11779 عن جابر قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قوم غزاة فقال:
قدمتم خير مقدم، قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر مجاهدة
العبد هواه. (الديلمي).
11780 عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله أي الجهاد أفضل
قال: أن يجاهد الرجل نفسه وهواه. (ابن النجار).
616

كتاب الجعالة
من قسم الافعال
11781 عن سعيد بن المسيب أن عمر جعل في جعل (1) الآبق
أربعين درهما. (ش).
11782 عن قتادة وأبي هاشم أن عمر قضى في جعل الآبق
أربعين درهما. (ش).
11783 عن أبي عمرو الشيباني قال: أتيت ابن مسعود بإباق
أصبتهم بالعين، فقال: الا جبر والغنيمة قلت هذا الاجر، فما الغنيمة؟ قال:
أربعون درهما. (عب).

1) الجعالة: الجعائل جمع جعيلة أو جعالة بالفتح.
والجعل: الاسم بالضم والمصدر بالفتح يقال: جعلت كذا جعلا وجعلا
وهو الأجرة على الشئ فعلا أو قولا.
النهاية في غريب الحديث (1 / 276) ا ه‍ ص.
617