الكتاب: كنز العمال
المؤلف: المتقي الهندي
الجزء: ١٦
الوفاة: ٩٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كنز العمال
في السنن الأقوال والأفعال
للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري المتوفى سنة 975
الجزء السادس عشر
ضبطه وفسر غريبه
الشيخ بكري حياني
صححه ووضع فهارسه ومفتاحه
الشيخ صفوة السقا
مؤسسة الرسالة
1

جميع الحقوق محفوظة
1409 ه‍ - 1989 م
مؤسسة الرسالة - بيروت - شارع سورية - بناية صمدي وصالحه
هاتف 295501 - 241692 ص ب 117460 برقيا: بيوشران
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثاني في الترهيبات
وفيه تسعة فصول:
الفصل الأول في المفردات
(43672 -) البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت،
اعمل ما شئت، كما تدين تدان (عب - عن أبي قلابة مرسلا).
(43673 -) تحفظوا من الأرض، فإنها أمكم، وإنه ليس من
أحد عامل عليها خيرا أو شرا إلا وهي مخبرة به (طب - عن ربيعة
الجرشي).
(43674 -) قال الله تعالى: إني والجن والانس في نبأ عظيم!
أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر غيري (الحكيم، هب -
عن أبي الدرداء).
(43675 -) قال داود: يا زارع السيئات! أنت تحصد شوكها
وحسكها (ابن عساكر - عن أبي الدرداء).
3

(43676 -) كما لا يجتني من الشوك العنب كذلك لا ينزل
الفجار منازل الأبرار، وهما طريقان، فأيهما أخذتم أدركتم إليه
(ابن عساكر - عن أبي ذر).
(43677 -) كما لا يجتني من الشوك العنب كذلك لا ينزل
الفجار منازل الأبرار، فاسلكوا أي طريق شئتم، فأي طريق
سلكتم وردتم على أهله (حل - عن يزيد بن مرثد مرسلا).
(43678 -) من شدد سلطانه بمعصية الله أوهن الله كيده
يوم القيامة (حم - عن قيس بن سعد).
(43679 -) إن الله تعالى يبغض كل جعظري (1) جواظ (2)
سخاب (3) في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بالدنيا،
جاهل بالآخرة (هق - عن أبي هريرة).
(43680 -) إن الجنة لا تحل لعاص (حم، ك - عن ثوبان).

(1) جعظري: الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر. النهاية 1 / 276. ب
(2) جواظ: الجموع المنوع. النهاية 1 / 316. ب
(3) سخاب: السخب والصخب: بمعنى الصياح. النهاية 2 / 349. ب
4

(43681 -) إن المرد إلى الله، إلى جنة أو نار، خلود بلا
موت وإقامة بلا ظعن (طب - عن معاذ).
(43682 -) ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات
يستأذن الله تعالى في أن ينفضح عليكم (1) فيكفه الله عز وجل
(حم - عن عمر).
(43683 -) ليس شئ إلا وهو أطوع لله تعالى من ابن آدم
(البزار - عن بريدة).
(43684 -) إنه ليأتي الرجل لعظيم السمين يوم القيامة لا يزن
عند الله جناح بعوضة (ق - عن أبي هريرة).
(43685 -) لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات
أمثال الجبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورا، أما! إنهم
إخوانكم من أهل جلدتكم ويأخذون من الليل كما يأخذون ولكنهم
قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها (ه‍ - عن ثوبان) (2).

(1) وفي المسند للإمام أحمد (1 / 43) لفظ عليهم. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب ذكر الذنوب رقم 4245 وقال في
الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات. ص
5

(43686 -) لألفين أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات
أمثال جبال تهامة بيضاء، فيجعلها الله هباء منثورا، أما! إنهم
إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم
قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها (ه‍ - عن ثوبان).
(33687 -) لتدخلن الجنة إلا من أبي وشرد (1) على الله
كشراد البعير (ك - عن أبي هريرة).
(43688 -) إن بين أيديكم عقبة كؤوداء مضرسة، لا يجوزها
إلا كل ضامر مهزل (ابن عساكر - عن أبي هريرة).
(43689 -) من اتخذ كلبا إلا كلب زرع أو صيد، انتقص
من أجره كل يوم قيراط (حم، م، (2) د - عن أبي هريرة
وابن عمر).
(43690 -) من اقتني كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا،
نقص من عمله كل يوم قيراط (حم، ق، (3) ن، ه‍ - عن

(1) شرد: أي خرج عن طاعته وفارق الجماعة. يقال شرد البعير يشرد
شرودا وشرادا إذا نفر وذهب في الأرض. النهاية 2 / 457. ب
(2 / 3) أخرجه مسلم كتاب المساقاة باب الأمر بقتل الكلاب رقم 58 / 61 ص.
6

سفيان بن أبي زهير).
(43691 -) من اقتنى كلبا إلا كلب ماشية أو ضار (1) نقص
من عمله كل يوم قيراطان (حم، ق، ت، ن - عن ابن عمر).
(43692 -) من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض
فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم (حم، ت، ن - عن
أبي هريرة).
(43693 -) من أمسك كلبا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط
إلا كلب حرث أو كلب ماشية (خ - عن أبي هريرة).
(3694 -) لا يدخل النار إلا شقي، من لم يعمل بطاعة
الله ولم يترك له معصية (حم، ه‍ - عن أبي هريرة).
(43695 -) عذبت امرأة في هر ربطته حتى مات ولم ترسله
فيأكل من خشاش (2) الأرض، فوجبت لها النار بذلك (حم -
عن جابر).

(1) ضار: أي كلبا معودا بالصيد. يقال: ضري الكلب وأضراه صاحبه:
أي عوده وأغراه به، ويجمع على ضوار. النهاية 3 / 86. ب
(2) خشاش: أي هوامها وحشراتها الواحدة خشاشة. النهاية 2 / 33. ب
7

(43696 -) عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا
فدخلت فيها النار، قال الله: لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين
حبستها، ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض (حم،
ق (1) - عن ابن عمر، قط في الافراد - عن أبي هريرة).
(43697 -) امرأة تخدشها هرة قلت: ما شأن هذه؟ قالوا:
حبسها حتى ماتت جوعا، ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض
(خ - عن أسماء بنت أبي بكر).
(43698 -) إن النار أدنت مني حتى نفحت حرها عن وجهي،
فرأيت فيها صاحب المحجن (2)، والذي بحر البحيرة (3)،
وصاحبة حمير صاحبة الهرة (م - (4) عن المغيرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب السلام باب تحريم قتل الهرة رقم 151. ص
(2) المحجن: المحجن عصا معقفة الرأس كالصولجان. والميم زائدة.
ومنه الحديث " كان يسرق الحاج بمحجنه فإذا فطن به قال: تعلق
بمحجني " ويجمع على محاجن. النهاية 1 / 346 ب.
(3) البحيرة: كانوا إذا ولدت إبلهم سقبا بحروا أذنه: أي شقوها وقالوا
اللهم إن عاش ففتي وإن مات فذكي، فإذا مات أكلوه وسموه
البحيرة. النهاية 1 / 100 ب.
(4) أخرجه مسلم كتاب الكسوف باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وآله رقم 10. ص
8

(43699 -) لقد دنت مني الجنة حتى لو اجترأت عليها لجئتكم
بقطاف من قطافها، ودنت مني النار حتى قلت: أي رب! وأنا
فيهم! ورأيت امرأة تخدشها هرة لها فقلت: ما شأن هذه؟ قالوا:
حبستها حتى ماتت جوعا، لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل
من خشاش الأرض (حم، ه‍ - (1) - عن أسماء بنت أبي بكر).
(43700 -) يا صفية بنت عبد المطلب! يا فاطمة بنت محمد!
يا بني عبد المطلب! إني لا أملك لكم من الله شيئا، سلوني من
مالي ما شئتم (ت - عن عائشة).
(43701 -) يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني
عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله، لا
أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب! لا أغني عنك
من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله! لا أغني عنك من الله
شيئا، يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت، لا أغني
عنك من الله شيئا (ق، ن - عن أبي هريرة، م (2) - عن عائشة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب إقامة الصلاة رقم 1205. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب في قوله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين
رقم 348 و 350. ص
9

(43702 -) يا معشر قريش! أنقذوا أنفسكم من النار، فاني
لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد مناف!
أنقذوا أنفسكم من النار، فاني لا أملك لكم من الله ضرا ولا نفعا،
يا معشر بني قصي! أنقذوا أنفسكم من النار، فاني لا أملك لكم
من الله ضرا ولا نفعا، يا معشر بني عبد المطلب! أنقذوا أنفسكم من
النار، فاني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا، يا فاطمة بنت محمد! أنقذي
نفسك من النار، فاني لا أملك لك ضرا ولا نفعا، إن لك رحما
وسأبلها (1) ببلالها (حم، ت (2) - عن أبي هريرة).
(43703 -) من آذى مسلما فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى
الله (طب - عن أنس).
(43704 -) من أخاف مؤمنا كان حقا على الله أن لا يؤمنه
من افزاع يوم القيامة (طس - عن ابن عمر).
(43705 -) من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس،

(1) سأبلها: أي أصلكم في الدنيا ولا أغني عنكم من الله شيئا. اه‍
1 / 153 النهاية. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب في قوله تعالى وأنذر عشيرتك الأقربين
رقم 348 و 350. ص
10

ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس (ت، حل -
عن عائشة).
(43706 -) من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن
أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم (ك - عن ابن مسعود).
(43707) من ضار ضر الله به، ومن شاق شق الله عليه (حم،
ع - عن أبي صرمة).
(43708 -) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروعن
مسلما (طب - عن سليمان بن صرد).
(43709 -) لا تروعوا المسلم، فان روعة المسلم ظلم عظيم
(طب - عن عامر بن ربيعة).
(43710 -) لا يحل لمسلم أن يروع مسلما (حم، د (1) -
عن رجال).
(43711 - من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه بها في غير حق
الله أخافه الله يوم القيامة (طب عن ابن عمرو).
(43712 -) بئس القوم يمشي المؤمن فيهم بالتقية والكتمان

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب من يأخذ الشئ على المزاح
رقم 5004. ص
11

(فر - عن ابن مسعود).
(43713 -) من يعمل سوء يجز به في الدنيا (ك - عن
أبي بكرة).
الترهيب الأحادي من الاكمال
(43714 -) اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم
بشئ منها فليستتر بستر الله تعالى، ولا يعد (الديلمي - عن
أبي هريرة).
(43715 -) أنذرتكم النار (حم ق - عن النعمان بن بشير).
(43716 -) دخلت امرأة النار في هرتها (عد، كر - عن
عقبة بن عامر).
(43717 -) إن الله غافر إلا من شرد على الله شراد البعى على أهله
(حم، ك، ض - عن أبي أمامة).
(43718 -) لا يدخل النار إلا شقي: قيل يا رسول الله! ومن الشقي؟ قال: من لم يعمل بطاعة الله ولم يترك له معصية
(حم، ق - عن أبي هريرة).
(43719 -) إن الله تعالى ليعير العبد يوم القيامة حتى يقول له
12

جيرانه وأقاربه ومن عرف من الدنيا: يا لك من آدمي! عليك لعنة
الله! أبكل هذا بارزت الله وقد أظهرت في الدنيا علانية حسنة
(ابن النجار - عن جابر).
(43720 -) إن الله تعالى يمسخ خلقا كثيرا، وإن الانسان يخلوا
بمعصية فيقول الله تعالى: استهانة بي! فيمسخه، ثم يبعثه يوم القيامة
إنسانا يقول: كما بدأناكم تعودون، ثم يدخله النار (خ في الضعفاء -
عن عبد الغفور بن عبد العزيز بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن جده).
(43721 -) إن شر الناس من يتقى لشره (ابن عساكر -
عن عائشة).
(43722 -) إن شركم الذين يتقون لكثرة شرهم (ابن النجار -
عن عائشة).
(43723 -) أوحى الله تعالى إلى موسى أن قومك بنوا مساجدهم
وخربوا قلوبهم، وتسمنوا كما تسمن الخنازير يوم ذبحها، وإني نظرت
إليهم فلعنتهم، فلا أستجيب لهم ولا أعطيهم مسألتهم (ابن منده
والديلمي - عن ابن عم حنظلة الكاتب).
(43724 -) البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت،
فكن كما شئت فكما تدين تدان (عد، والديلمي، عن ابن عمر).
13

(43725 -) المكر والخيانة والخديعة في النار، ومن الخيانة أن
يكتم الرجل أخاه ما لو علم كان عسى أن يدرك به خيرا أو ينجو به
من سوء، قيل: يا رسول الله! أيظهر أحدنا لأخيه ما في نفسه؟
قال: إلا ما لا يضره ولا ينفعه (اليغوي - عن عبادة الأنصاري).
(43726 -) بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه (ه‍ - عن
أبي هريرة).
(43727 -) كان لهارون ولدان يخدمان المسجد ويسرجان قناديله
من نار تأتيهما من السماء، وإن النار تأخرت ذات ليلة عن وقتها
التي كانت تأتيه فيه، فأسرج الغلامان تلك القناديل من نار الدنيا،
فجاءت النار من السماء فوقعت عليها فقام هارون ليطفئ عن ولديه
تلك النار، فصاح موسى: كف عن ذلك، ودع أمر الله ينفذ
فيهما، فأوحى الله عز وجل إلى موسى: هذا فعلي لمن خالف أمري
من أوليائي، فكيف ممن خالف أمري من أعدائي (الديلمي - عن
ابن عباس).
(43728 -) كيف بروعة المؤمن (طب - عن عمر بن يحيى بن
أبي حسن عن أبيه عن جده).
(43729 -) من راع مؤمنا في الدنيا أطال الله روعته في يوم كان
14

مقداره ألف سنة مغفورا له أو معذبا (الديلمي - عن أنس).
(43730 -) من راع مؤمنا لعنته الملائكة (أبو نعيم - عن
ابن عباس).
(43731 -) من روع مؤمنا لم تؤمن روعته يوم القيامة (الديلمي -
عن أنس).
(43732 -) ما من يوم إلا ينادي مناد: مهلا أيها الناس! فان
لله سطوات، ولكم قروح داميات، ولولا رجال خشع، وصبيان
رضع ودواب رتع لصب عليكم البلاء صبر ورضضتم رضا (حل -
عن أبي الزاهرية عن أبي الدرداء وحذيفة).
(43733 -) ما هلك قوم حتى يغدروا من أنفسهم (ابن جرير -
عن ابن مسعود).
(43734 -) من تحبب إلى الناس بما يحبون وبارز الله بما يكره
لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان (طب - عن عصمة بن مالك).
(43735 -) من ركب فرسا ثم استعرض أمتي بقتلهم بسيفه
خرج من الاسلام (ابن عساكر - عن أنس).
(43736 -) من فجع هذه بولدها؟ ردوا ولدها إليها - يعني
15

حمرة (د - عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه) (1).
(43737 -) من منع بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة
رسوله (الخرائطي في مساوئ الأخلاق - عن ابن عباس).
(43738 -) ويل لمن يكثر ذكر الله بلسانه ويعصي الله في عمله
(الديلمي - عن ابن عمر).
(43739 -) لا تضاروا في الخير (د في مراسيله، ق - عن أبي
قلابة مرسلا)
. (43740 -) لا تؤذوا عباد الله، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا
عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى
يفضحه في بيته (حم، ص - عن ثوبان).
(43741 -) لا تحقرن أحدا من المسلمين، فإنه صغير المسلمين
عند الله كبير (أبو عبد الرحمن السلمي - عن أبي بكر).
(43742 -) لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن
تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم (عبد الرزاق،

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهد باب في كراهية حرق العدو بالنار
رقم / 2675 /.
والمراد من الحمرة: الطائر كالعصفور. ص
16

حم، خ، م (1) - عن ابن عمر).
(3743 -) لا تطرقوا الطير في أوكارها، فان الليل أمان لها
(طب - عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها).
(43744 -) لا يدخل الجنة الجواظ الجعظري والعتل الزنيم،
هو الشديد الخلق، المصحح الأكول الشروب، الواجد للطعام
والشراب، الظلوم للناس، الرحيب الجوف (حم - عن عبد الرحمن
ابن غنم).
(43745 -) لا يغرنكم فاجر في نعمة، فان له عند الله قاتلا
لا يموت، كلما خبت زدناهم سعيرا (خ في تاريخه هب - عن
أبي هريرة).
(43746 -) يا أيها الناس! لا تغتروا بالله، فان الله لو كان
مغفلا شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة الديلمي - عن
أبي هريرة).
(43747 -) يا عائشة أقلي من المعاذير (الديلمي - عن عائشة).
(43748 -) يا بني عبد مناف! يا بني عبد المطلب! يا فاطمة

(1) أخرجه مسلم كتاب الزهد باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم
رقم / 2980 /. ص
17

بنت محمد! يا صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله! اشتروا
أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئا، سلوني من مالي ما شئتم،
واعلموا أن أولى الناس بي يوم القيامة المتقون، وأن تكونوا أنتم مع
قرابتكم فذاك، لا يأتيني الناس بالاعمال وتأتوني بالدنيا تحملونها على
أعناقكم فتقولون: يا محمد! فأقول هكذا، ثم تقولون يا محمد!
فأقول هكذا - أعرض بوجهي عنكم، فتقولون: يا محمد! أنا فلان
ابن فلان، فأقول: أما النسب فأعرف، وأما العمل فلا أعرف،
نبذتم الكتاب، فارجعوا فلا قرابة بيني وبينكم (الحكيم - عن
أبي هريرة).
(43749 -) لا يدخل الجنة ديوث (1) (طب - عن عمار).
(43750 -) يا بني هاشم! يا بني قصي! يا بنى عبد مناف!
أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد (ابن النجار - عن
أبي هريرة).
(43751 -) يا بني هاشم! لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني

(1) ديوث: الديوث القواد على أهله والذي لا يغار على أهله: ديوث
لسان العرب 2 / 150. ب
18

هاشم! إن أوليائي منكم المتقون، يا بني هاشم! اتقوا النار ولو بشق
تمرة، يا بني هاشم! لا ألفينكم تأتون بالدنيا تحملونها على ظهوركم
ويأتون بالآخرة يحملونها (طب - عن عمران بن حصين).
(43752 -) يا فاطمة بنت محمد! اشتري نفسك من النار، فاني
لا أملك لك من الله شيئا، يا صفية بنت عبد المطلب: يا صفية
عمة رسول الله صلى الله عليه وآله! اشتري نفسك من النار ولو بشق تمرة،
يا عائشة! لا يرجع من عندك ولو بظلف محرق (حب -
عن أبي هريرة).
(43753 -) يا فاطمة بنت رسول الله! اعملي لله خيرا، فاني
لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة، يا عباس! يا عم رسول الله
صلى الله عليه وآله! اعمل لله خيرا، فاني لا أغني عنك من الله شيئا يوم القيامة،
يا حذيفة! من شهد أن لا إله إلا الله وإني رسول الله وآمن بما
جئت به حرم الله عليه النار ووجبت له الجنة، ومن صام رمضان
يريد به وجه الله والدار الآخرة ختم الله له به وحرم الله عليه النار،
ومن تصدق بصدقة يريد بها وجه الله والدار الآخرة، ومن حج
بيت الله يريد به وجه الله والدار الآخرة ختم الله له به ورحم الله عليه
النار ووجبت له الجنة (ز - عن سماك بن حذيفة عن أبيه، وقال ز:
19

لا نعلم لحذيفة ابنا يقال له سماك إلا في هذا الاسناد).
(43754 -) يا معشر قريش! اشتروا أنفسكم من الله، ما أغني
عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف! اشتروا أنفسكم من الله، لا
أغني عنكم من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله! لا أغني عنك
من الله شيئا، يا فاطمة بنت محمد! سليني من مالي ما شئت لا أغني
عنك من الله شيئا (خ، م، ن - عن أبي هريرة، م -
عن عائشة).
(43755 -) يقول الله عز وجل: لأقطعن أمل كل مؤمل
دوني بالاياس، ولألبسنه ثوب المذلة بين الناس، ولأنحينه من
قربي، ولأبعدنه من وصلي، أيؤمل عبدي غيري في الشدائد والشدائد
بيدي وأنا الحي الكريم! ويرجو غيري وبيدي مفاتيح الأبواب
وبابي مفتوح لمن دعاني! من ذا الذي أملني لعظيم نوائبه فقطعت به
دونها! أم من ذا الذي رجاني لعظيم جرمه فقطعت رجاؤه مني،
جعلت آمال عبادي متصلة بي، وملأت سماواتي من لا يمل تسبيحي
فيا بؤسا للقانطين من رحمتي! ويا شقوة لمن عصاني ولم يراقبني
(الديلمي - أبي ذر).
20

الفصل الثاني في الترهيبات الثنائيات
(43756 -) أقل من الذنوب يهن عليك الموت، وأقل من
الدين تعش حرا (هب - عن ابن عمر).
(43757 -) من ورع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة،
ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام ذل وخزي يوم القيامة (هب -
عن أنس).
(43758 -) أدخل رجل قبره فأتاه ملكان فقالا له: إنا
ضاربوك ضربة، فضرباه ضربة امتلأ قبره منها نارا، فتركاه حتى
أفاق وذهب عنه الرعب فقال لهما: علام ضربتماني؟ فقالا: إنك
صليت صلاة وأنت على غير طهور، ومررت برجل مظلوم فلم
تنصره (طب - عن ابن عمر).
(43759 -) لا تستضيئوا بنار المشركين، ولا تنقشوا في
خواتيمكم عربيا (حم، ن - عن أنس).
الثنائيات من الاكمال
(43760 -) إن السالم من سلم الناس من لسانه ويده (حم،
طب - عن سهل بن معاذ عن أبيه).
21

(43761 -) أبعد الخلق من الله رجلان: رجل يجالس الامراء
فما قالوا من جور صدقهم عليه، ومعلم الصبيان لا يواسي بينهم و
يراقب الله في اليتيم (كر - عن أبي أمامة).
(43762 -) أخوف ما أخاف على أمتي تصديق بالنجوم،
وتكذيب بالقدر، ولا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره
وحلوه ومره (كر - عن أنس).
(43763 -) أخذ بلحيته وقال: آمنت بالقدر خيره وشره وحلوه
ومره (ابن النجار - عن أنس).
(43764 -) أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى،
فأما اتباع الهوى فيضل عن الحق، وأما طول الأمل فينسى
الآخرة، ألا! وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة، والآخرة قد ترحلت
مقبلة، ولكل بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من
أبناء الدنيا، فان اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل
(ابن النجار - عن جابر، كر عن علي موقوفا، وفيه يحيى بن مسلمة
ابن قعنب، عق: حدث بالمناكير).
(43765 -) إن أخوف ما أخاف: على أمتي الهوى وطول
22

الأمل، فأما الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسى
الآخرة، وهذه الدنيا مرتحلة ذاهبة، وهذه الآخرة مقبلة صادقة،
ولكل واحدة منهما بنون، فان استطعتم أن تكونوا من بني الآخرة
ولا تكونوا من بني الدنيا فافعلوا، فإنكم اليوم في دار عمل ولا حساب
وأنتم غدا في دار حساب ولا عمل (ك في تاريخه، والديلمي
عن جابر).
(43766 -) إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتان: اتباع الهوى،
وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق، وأما طول
الأمل فالحب للدنيا (ابن النجار - عن علي).
(43767 -) أما! إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما
أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان يتأذى من
بوله، أما إنه سيهون عليهما ما كانتا رطبتين (خ في الأدب،
وابن أبي الدنيا في ذم الغيبة - عن جابر).
(43768 -) إن النميمة والحقد في النار، لا يجتمعان في قلب
مسلم (طس - عن ابن عمر)
. 43769 - يا أيها الناس! اثنتان من وقاه الله شرهما دخل
23

الجنة: ما بين لحييه، وما بين رجليه (حم - عن رجل).
(43670 -) إياكم والذنوب التي لا تغفر - الغلول! فمن غل
شيئا يأتي به يوم القيامة، وأكل الربا! فان آكل الربا لا يقوم
إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس (الديلمي - عن عوف
ابن مالك).
(43771 -) إياي والذنب الذي لا يغفر - أن يغل الرجل!
ومن غل شيئا يأتي به، فمن أكل الربا بعث يوم القيامة مجنونا
يتخبط (طب، والخطيب - عن عوف بن مالك).
(43672 -) ألا! لا يتولين رجل غير مواليه، ولا يدع إلى
غير أبويه، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة
(ابن جرير - عن أنس).
(43773 -) أيما رجل أصدق امرأة صداقا - والله عز وجل
يعلم منه لا يريد أداءه إليها - فغرها بالله واستحل فرجها بالباطل،
لقي الله يوم يلقاه وهو زان، وأيما رجل أدان من رجل دينا -
لقي الله يوم يلقاه وهو سارق (حم، ق، حل، ص - عن صهيب).
(43774 -) كفى بالمرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في
24

دينه بفسق أو في دنياه أن يعطيه - إلا من عصمه الله - مالا
ولا يصل به رحما ولا يعطى حقه (الديلمي - عن ابن عمر، ك في
تاريخه - عن أنس).
(43775 -) من كتم غالا فهو مثله، ومن جامع المشركين
وسكن معهم فإنه مثلهم (طب، ص - عن سمرة).
(43776 -) لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر (هب،
والخطيب - عن علي).
(43777 -) لا يدخل الجنة خب ولا خائن (طب - عن
أبي بكر).
(43778 -) لا يضمن أحدكم ضالة ولا يردن سائلا إن كنتم
تحبون الربح والسلامة (ابن صصري في أماليه - عن أبي ريطة بن
كرامة المذحجي).
(43779 -) يخرج عنق من النار يوم القيامة فيقول: إني
وكلت اليوم بكل جبار عنيد، ومن جعل مع الله إلها آخر،
فتنطوي عليهم فتطرحهم في عمرات جهنم (حم، وعبد بن حميد،
ع - عن أبي سعيد).
25

الفصل الثالث في الترهيب الثلاثي
(43780 -) ثلاث من كن فيه فهي راجعة على صاحبها: البغي
والمكر والنكث (أبو الشيخ وابن مردويه معا في التفسير، خط -
عن أنس).
(43781 -) ثلاث من فعلهن فقد أجرم: من عقد لواء من
غير حق، أو عق والديه، أو مشى مع ظالم لينصره (ابن منيع،
طب - عن معاذ).
(43782 -) ثلاث من الجفاء: أن يبول الرجل قائما، أو يمسح
جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو ينفخ في سجوده (البزار -
عن بريدة).
(43783 -) ثلاث من فعل أهل الجاهلية لا يدعهن أهل
الاسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة على
الميت (تخ، طب - عن جنادة بن مالك).
(43784 -) ثلاث من الكفر بالله: شق الجيب والنياحة
والطعن في النسب (ك - عن أبي هريرة).
26

(43785 -) ثلاث من الفواقر (1): إن أحسنت لم يشكر
وإن أسأت لم يغفر، وجار إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أشاعه
وامرأة إن حضرت آذتك، وإن غبت عنها خانتك (طب - عن
فضالة بن عبيد).
(43786 -) ثلاث أخاف على أمتي: الاستسقاء بالأنواء، وحيف
السلطان وتكذيب بالقدر (حم: طب - عن جابر بن سمرة).
(43787 -) ثلاث خلال من لم يكن فيه واحدة منهن كان
الكلب خيرا منه: ورع يحجزه عن محارم الله عز وجل، أو حلم
يرد به جهل جاهل، أو حسن خلق يعيش به في الناس (هب
عن الحسن مرسلا).
(43788 -) ثلاث لازمات لامتي: سوء الظن والحسد والطيرة،
فإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فاستغفر الله، وإذا تطيرت
فامض (أبو الشيخ في التوبيخ، طب - عن حارثة بن النعمان).
(43789 -) ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة: الحسد والظن

(1) الفواقر: الفاقرة: الداهية يقال: فقرته الفاقرة، أي كسرت فقار
ظهره. المختار ص 400. ب
27

والطيرة (1)، ألا أنبئكم بالمخرج منها! إذا ظننت فلا تحقق،
وإذا حسدت فلا تتبع، وإذا تطيرت فامض (رسته في الايمان
عن الحسن مرسلا).
(43790 -) ثلاث لن تزلن في أمتي: التفاخر بالأحساب
والنياحة والانواء (ع - عن أنس).
(43791 -) ثلاث ليس لأحد من الناس فيهن رخصة:
بر الوالدين مسلما كان أو كافرا، والوفاء بالعهد لمسلم كان أو كافرا
(هب - عن علي).
(43792 -) ثلاث معلقات بالعرش: الرحم تقول: اللهم! إني
بك فلا أقطع، والأمانة تقول: اللهم: إني بك فلا أختان، والنعمة
تقول: اللهم! إني بك فلا أكفر (هب - عن ثوبان).
(43793 -) ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة ومن كنت خصمه

(1) الطيرة: تطير من الشئ واطير منه والاسم الطيرة وزان عنبة وهي
التشاؤم، وكانت العرب إذا أرادت المضي لهم مرت بمجاثم الطير
وأثارتها لتستفيد هل تمضي أو ترجع فنهي الشارع عن ذلك وقال:
" لا هام ولا طيرة ". المصباح صفحة 523. ب
28

خصمته: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه،
ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يوفه أجره (ه‍ - عن أبي
هريرة) (1).
(43794 -) ثلاث قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن خمر والعاق
والديوث الذي يقر في أهله الخبث (2) حم - عن ابن عمر).
(43795 -) ثلاثة من الجاهلية: الفخر بالأحساب، والطعن في
الأنساب، والنياحة (طب - عن سليمان).
(43796 -) ثلاثة من أعمال الجاهلية لا يتركهن الناس: الطعن
في الأنساب، والنياحة، وقولهم: مطرنا بنوء كذا وكذا (طب -
عن عمرو بن عوف).
(43797 -) ثلاثة لا تتجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى
يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له
كارهون (ت - عن أبي أمامة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الرهون باب أجر الاجراء رقم 2442 وما
بين الحاصرين استدركته منه.
(2) الخبث: خبث الرجل بالمرأة يخبث من باب قتل زنى به، وأخبث
بالألف صار ذا خبث وشر. المصباح صفحة 222. ب
29

(43798 -) ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا: رجل
أم قوما وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط،
وأخوان متصارمان (1) (ه‍ - عن ابن عباس) (2).
(43799 -) ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى
إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق من سيده فمات، وامرأة
غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل
عنهم (خد، ع، طب، ك، هب - عن فضالة بن عبيد).
(43800 -) ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره،
ورجل ينازع الله رداءه، فان رداءه الكبرياء وإزاره الغرور، ورجل
في شك من أمر الله، والقنوط من رحمة الله (خد، ع، طب -
عن فضالة بن عبيد).
(43801 -) ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ

(1) متصارمان: صرمته صرما من باب ضرب قطعته وسيف صارم قاطع
وصرمت النخل قطعته، والتصارم التقاطع. اه‍ صفحة 462 المصباح
بتصرف. ب
(2) أخرجه بن ماجة كتاب إقامة الصلاة باب من أم قوما له وهم له كارهون
رقم 971 وقال في الزوائد: اسناده صحيح ورجاله ثقات. ص
30

بالخلوق (1)، والجنب إلا أن يتوضأ (د - عن عمار بن ياسر) (2).
(43802 -) ثلاثة لا تقربهم الملائكة بخير: جيفة الكافر،
والمتضمخ بالخلوق، والجنب، إلا أن يبدو له أن يأكل أو ينام
فيتوضأ وضوءه للصلاة (طب - عن عمار بن ياسر).
(43803 -) ثلاثة لا تقربهم الملائكة: السكران، والمتضمخ
بالزعفران، والحائض والجنب (البزار - عن بريدة).
(43804 -) ثلاثة لا يحبهم ربك عز وجل: رجل نزل بيتا
خربا، ورجل نزل على طريق السيل، ورجل أرسل دابته ثم جعل
يدعوا الله أن يحبسها (طب - عن عبد الرحمن بن عائد الثمالي).
(43805 -) ثلاثة لا يحجبون عن النار: المنان، وعاق والده،
ومدمن الخمر (رسته في الايمان - عن أبي هريرة).
(43806 -) ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر وقاطع الرحم
ومصدق بالسحر، ومن مات وهو مدمن للخمر سقاه الله من نهر
الغوطة، نهر يجري من فروج المومسات، يؤذي أهل النار ريح

(1) الخلوق: مثل رسول ما يتخلق به من الطيب، قال بعض الفقهاء،
وهو مائع فيه صفرة. اه‍ صفحة 246 المصباح. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الترجل رقم 4150. ص
31

فروجهن (حم، طب، ك - عن أبي موسى).
(43807 -) ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه والديوث ورجلة
النساء (ك، هب - عن ابن عمر).
(43808 -) ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث والرجلة من
النساء ومد من الخمر (طب - عن عمار).
(43809 -) ثلاثة لا يريحون رائحة الجنة: رجى ادعى إلى غير
أبيه، ورجل كذب علي، ورجل كذب على عينيه (خط - عن
أبي هريرة).
(43810 -) ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق: ذو الشيبة في
الاسلام، وذو العلم، وإمام مقسط (طب - عن أبي أمامة).
(43811 -) ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق بين النفاق:
ذو الشيبة في الاسلام، والامام المقسط ومعلم الخير (أبو الشيخ في
التوبيخ - عن جابر).
(43812 -) ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا:
عاق، ومنان، ومكذب بالقدر (طب - عن أبي أمامة).
(43813 -) ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: الرجل يؤم قوما
32

وهم له كارهون، والرجل لا يأتي إلا دبارا (1)، ورجل اعتبد محررا
(د (2) ه‍ - عن ابن عمرو).
(43814 -) ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة، ولا ترتفع لهم إلى
السماء حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه، والمرأة الساخط
عليها زوجها حتى يرضى، والسكران حتى يصحوا (ابن خزيمة، حب،
هب - عن جابر).
(43815 -) ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا
يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطى
شيئا إلا منه، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب (حم، م - 4 عن
أبي ذر) (3).
(43816 -) ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم،
رجل حلف على سلعته لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب،
ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقطع بها مال رجل مسلم،
ورجل منع فضل مائه فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل

(1) دبارا: أي بعد ما يفوته الوقت. اه‍ 4 / 269 لسان العرب. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الصلاة رقم 593. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الايمان رقم 106 و 107 و 108. ص
33

ما لم تعمل يداك (ق - عن أبي هريرة).
(43817 -) ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا
يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه عن ابن
السبيل، ورجل بايع رجلا بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لاخذها
بكذا وكذا، فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماما لا
يبايعه إلا الدنيا، فان أعطاه منها وفي، وإن لم يعطه منها لم يف
(حم، ق 4 - عن أبي هريرة).
(43818 -) ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر
إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل
مستكبر (3 ن - عن أبي هريرة).
(43819 -) ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه،
والمرأة المترجلة المشتبهة بالرجال، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة:
العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى (حم، ن، ك -
عن ابن عمر).
(43820 -) ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه،
والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر (طب - عن ابن عمر).
(43821 -) ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم
34

عذاب أليم: أشمط (1) زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله
بضاعته، لا يشترى إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه (طب، هب -
عن سلمان).
(43822 -) ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا: شيخ زان، ورجل
اتخذ الايمان بضاعة، يحلف في كل حق وباطل، وفقير محتال
مزهو (2) (طب - عن عصمة بن مالك).
(43823 -) ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: حر باع
حرا، وحر باع نفسه، ورجل أمطل كراء أجير حتى جف رشحه
(الإسماعيلي في معجمه - عن ابن عمر).
(43824 -) ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله، وعقوق
الوالدين، والفرار من الزحف (طب - عن ثوبان).
(43825 -) ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته

(1) أشمط: الشمط بفتحتين بياض شعر الرأس يخالط سواده. والرجل
أشمط وقوم شمطان، مثل أسود وسودان. اه‍ صفحة 274
المختار. ب
(2) مزهو: الزهو: الكبر والفخر، وقد زهى الرجل فهو مزهو:
أي تكبر. اه‍ صفحة 221 المختار. ب
35

امرأة سيئة فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد
عليه، ورجل آتي سفيها ماله وقد قال الله تعالى (ولا تؤتوا السفهاء
أموالكم) (ك - عن أبي موسى).
(43826 -) قال الله تعالى ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل
أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر
أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره (حم، خ - عن أبي هريرة) (1).
(43827 -) إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو، وإذا
كثر الربا كثر السبي، وإذا كثر اللوطية رفع الله تعالى يده عن
الخلق ولا يبالي في أي واد هلكوا (طب - عن جابر).
(43828 -) إذا ظهرت الفاحشة كانت الرجفة، وإذا جار الحاكم
قل المطر، وإذا غدر بأهل الذمة ظهر العدو (فر - عن ابن عمر).
(43829 -) كل سنن قوم لوط فقدت إلا ثلاثا: جر نعال
السيوف، وخضب الأظفار، وكشف عن العورة (الشاشي وابن
عساكر - عن الزبير بن العوام).
(43830 -) رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل على!

(1) أخرجه البخاري كتاب الإجارة باب اثم من صنع أجر الأجير
(3 / 118). ص
36

ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له!
ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة (ت (1)،
ك - عن أبي هريرة).
(43831 -) أتاني جبرئيل فقال: يا محمد! من أدرك أحد والديه
فمات فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين! فقلت: آمين! قال:
يا محمد! من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعد
الله! قل: آمين، فقلت: آمين! قال: ومن ذكرت عنده فلم
يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين، فقلت: آمين
(طب - عن جابر بن سمرة).
(43832 -) كل عين باكية يوم القيامة إلا عينا غضت عن
محارم الله، وعينا سهرت في سبيل الله، وعينا خرج منها مثل رأس
الذباب من خشية الله (حل - عن أبي هريرة).
(43833 -) أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم،
ومبتغ في الاسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق

(1) أخرجه الترمذي كتاب الدعوات باب رقم 110 رقم الحديث 3613
وقال حديث حسن غريب. ص
37

ليهريق دمه (خ - عن ابن عباس) (1).
(43834 -) إن الله كره لكم ثلاثا: اللغو عند القرآن، ورفع
الصوت في الدعاء، والتحضير في الصلاة (عب - عن يحيى بن أبي
كثير مرسلا).
(43835 -) إن الله تعالى يبغض الغني الظلوم، والشيخ الجهول،
والعائل المختال (طس - عن علي).
(43836 -) إن من أعظم الفري أن يدعى الرجل إلى غير أبيه،
أو يرى عينه ما لم تر أو يقول على رسول الله ما لم يقل (خ - عن
واثلة) (2).
(43837 -) إيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله
لم يزل في سخط الله حتى ينزع، وأيما رجل شد غضبا على مسلم في
خصومة لا علم له بها فقد عاند الله حقه وحرص على سخطه، وعليه
لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، وأيما رجل أشاع على رجل بكلمة
وهو منها برئ يشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يدنيه يوم
القيامة في النار حتى يأتي بانفاذ ما قال (طب - عن أبي الدرداء).

(1) أخرجه البخاري كتاب الديات باب من طلب دم امرئ 7 / 7. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب المناقب و 4 / 219. ص
38

(43838 -) عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه، وعجبت لغافل
وليس بمغفول عنه، وعجبت لضاحك ملء فيه ولا يدري أرضى عنه
أم سخط (عد، هب - عن ابن مسعود).
(43839 -) كفى بالمرء في دينه فتنة أن يكثر خطؤه، وينقص
عمله، وتقل حقيقته، وجيفة بالليل، بطال بالنهار، كسول هلوع (1)،
رتوع (2) (حل - عن الحكم بن عمير).
(43840 -) ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدين أو عمل
صالح، حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيا بخيلا جبانا (هب - عن
عقبة بن عامر).
(43841 -) إذا أبغض المسلمون علمائهم، وأظهروا عمارة أسواقهم،
وتألبوا على جميع الدراهم، رماهم الله بأربع خصال: بالقحط من الزمان،
والجور من السلطان، والخيانة من ولاة الحكام، والصولة من العدو
(ك - عن علي).

(1) هلوع: هلع هلعا من باب تعب جزع فهو هلع وهلوع مبالغة.
اه‍ صفحة 879 المصباح. ب
(2) رتوع: رتعت الماشية رتعا من باب نفع ورتوعا رعت كيف شاءت. اه‍
صفحة 297 المصباح. ب
39

(43842 -) إن أخوف ما أخاف على أمتي في آخر زمانها النجوم
وتكذيب بالقدر وحيف السلطان (طب - عن أبي أمامة).
(43843 -) من صور صورة عذبه الله بها يوم القيامة حتى
ينفخ فيها وليس بنافخ، ومن تحلم كلف أن يعقد شعيرتين وليس
بعاقد، ومن استمع إلى حديث قوم يفرون منه صب في أذنيه
الآنك (1) يوم القيامة (حم، د، ت - عن ابن عباس).
(43844 -) لا تستروا الجدر، ومن نظر في كتاب أخيه بغير
إذنه فإنما ينظر في النار، وسلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه
بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم (د - عن ابن عباس) (2).
(43845 -) لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر (ن -
عن ابن عمرو).
(43846 -) لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت، ولا
تترك صلاة مكتوبة متعمدا، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه
الذمة، ولا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر (ه‍ - عن أبي

(1) الآنك: الا سرب وهو الرصاص أو خالصه. اه‍ صفحة 20
المختار. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب الدعاء رقم 1485. ص
40

الدرداء) (1).
(43847 -) يا رويفع! لعل الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر
الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وترا، أو استنجى برجيع دابة أو
عظم، فان محمد منه برئ حم، د، ن - عن رويفع بن ثابت) (2).
الترهيب الثلاثي من الاكمال
(43848 -) أتاني جبريل فقال: رغم أنف رجل أدرك رمضان
فلم يغفر له! قل: آمين، فقلت: آمين! ورغم أنف رجل
ذكرت عنده فلم يصل عليك! قل: آمين، فقلت: آمين! ورغم
أنف رجل أدرك أبويه أحدهما أو كلاهما عنده الكبر فلم يدخلاه الجنة!
قل: آمين، فقلت آمين (ز - عن ثوبان).
(43849 -) أتاني جبريل فقال: من ذكرت عنده فلم يصل
عليك دخل النار، فأبعده الله وأسحقه! قل: آمين، فقلت: آمين!
وقال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يبرهما دخل النار، فأبعده الله
وأسحقه! قل: آمين، فقلت: آمين! ومن أدرك رمضان فلم يغفر

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن باب الصبر على البلاء رقم 4094
وأسناده حسن. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الطهارة رقم 36. ص
41

له دخل النار، فأبعده الله وأسحقه! قل: آمين، فقلت: آمين
(طب - عن ابن عباس).
(43850 -) إن جبريل صعد قبلي العتبة الأولى فقال: يا محمد!
فقلت: لبيك وسعديك! فقال: من أدرك أبويه أو أحدهما فلم يغفر
له فأبعده الله! قل: آمين، فقلت: آمين! فلما صعد العتبة الثانية
فقال: يا محمد! قلت: لبيك وسعديك! قال: من أدرك شهر
رمضان فصام نهاره، وقام ليله ثم مات ولم يغفر له فدخل النار
فأبعده الله! قل: آمين، فقلت آمين! فلما صعد العتبة الثالثة قال:
يا محمد! قلت: لبيك وسعديك! قال: من ذكرت عنده فلم
يصل عليك فمات ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين،
فقلت آمين (هب - عن جابر).
(43851 -) إن جبريل أتاني فقال لي: من أدرك شهر رمضان
ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين، فقلت: آمين!
ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما ومات فدخل النار فأبعده الله!
قل: آمين، فقلت: آمين! ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك
فمات فدخل النار فأبعده الله! قل: آمين، فقلت: آمين (حب -
عن أبي هريرة).
42

(43852 -) لا تطفأ ناره، ولا يموت ديدانه، ولا يخفف
عذابه: الذي يشرك بالله عز وجل، ورجل جر رجلا إلى سلطان
بغير ذنب فقتله، ورجل عق والديه (طس - عن أنس).
(43853 -) إن جبريل عرض لي حين ارتقيت درجة فقال: بعد
من أدرك رمضان فلم يغفر له! فقلت: آمين! فلما رقيت الثانية قال:
بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك! فقلت: آمين! فلما رقيت
الثالثة قال: بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه
الجنة! فقلت: آمين (طب، ك - عن كعب بن عجرة).
(43854 -) قال لي جبريل: رغم أنف عبد دخل عليه رمضان
فلم يغفر له! فقلت: آمين! ثم قال: رغم أنف عبد ذكرت عنده
فلم يصل عليك! فقلت: آمين! ثم قال: رغم أنف عبد أدرك
والديه أو أحدهما فلم يدخل الجنة! فقلت: آمين (ق - عن
أبي هريرة).
(43855 -) من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله! قولوا:
آمين، ومن أدرك والديه أو أحدهما فلم يغفر له فأبعده الله! قولوا:
آمين، ومن ذكرت عنده فلم يصل علي فأبعده الله! قولوا: آمين
(طب - عن عمار بن ياسر).
43

(43856 -) أتاني جبريل فقال: إن في أمتك ثلاثة أعمال لم
تعمل بها الأمم قبلها: النباشون، والمتسمنون، والنساء بالنساء (الديلمي - عن عبيد الجهني).
(43857 -) إذا ظهر القول وخزن العمل، وائتلفت الألسن
وتباغضت القلوب، وقطع كل ذي رحم رحمه، فعند ذلك لعنهم الله
فأصمهم وأعمى أبصارهم (الخرائطي في مساوي الأخلاق - عن سلمان).
(43858 -) أخاف على أمتي الاستسقاء بالأنواء، وحيف السلطان،
وتكذيبا بالقدر (ابن جرير - عن جابر).
(43859 -) إن من أعتى الناس على الله: من قتل غير قاتله، ومن
طلب بدم الجاهلية، ومن يصر عينيه في النوم ما لم تبصرا (الباوردي،
ك - عن أبي شريح).
(43860 -) أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: الاستسقاء بالأنواء،
وحيف السلطان، والتكذيب بالقدر (ابن أبي عاصم في السنة -
عن جابر بن سمرة).
(43861 -) أخوف ما أخاف على أمتي ثلاثة: ضلالة الأهواء،
واتباع الشهوات في البطن والفرج، والعجب (الحكيم - عن أفلح
مولى رسول الله ص).
44

(43862 -) إنما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم
وفروجكم، ومضلات الهوى (طس - عن أبي هريرة الأسلمي).
(43863 -) أخوف ما أخاف على أمتي: شح مطاع، وهو متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه (أبو نصر السجزي في الإبانة
عن أنس).
(43864 -) ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي: الضلالة بعد
المعرفة، ومضلاة الفتن، وشهوات البطن والفرج (الديلمي
عن أنس).
(43865 -) إنما أخاف على أمتي ثلاثا: شحا مطاعا، وهوى
متبعا، وإماما ضالا (طب، وأبو النصر السجزي في الإبانة، وقال:
غريب - عن أبي الأعور السلمي).
(43866 -) المهلكات ثلاث: إعجاب المرء بنفسه، وشح مطاع،
وهوى متبع (بز - عن ابن عباس).
(43867 -) ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب
المرء بنفسه من الخيلاء، ثلا ث منجيات: العدل في الرضى والغضب
والقصد في الغنى والفقر، ومخافة الله في السر والعلانية (طس،
وأبو الشيخ في التوبيخ، هب، والخطيب في المتفق والمفترق
45

عن أنس).
(43868) - ما أخاف على أمتي إلا ثلاثا، شحا مطاعا، وهوى
متبعا، وإماما ضالا (أبو نعيم، وابن عساكر - عن أبي
الأعور السلمي).
(43869) - أعظم الذنب عند الله أن تجعل لله ندا وهو خلقك،
ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، ثم أن تزاني حليلة جارك
(حم، خ، م، د، ت، ن - عن ابن مسعود) (1).
(43870 -) إن الله تعالى كره لكم ثلاثا: اللغو عند قراءة
القرآن، والتخصر في الصلاة، ورفع الأصوات بالدعاء وعند الدعاء
(الديلمي - عن جابر).
(43871 -) إن الله تعالى كره لكم ثلاثا، قيل وقال: وكثرة
السؤال، وإضاعة المال (طب - عن معقل بن يسار).
(43872 -) إن الله تعالى كره لكم ثلاثا: عقوق الأمهات،
ووأد النبات، ومنع وهات (طب - عن عبد الله بن مغفل، طب
عن معقل بن يسار).
(43873) - إن الله عز وجل ينهاكم عن ثلاث: عن كثرة

(1) أخرجه البخاري كتاب الديات 9 / 2. ص
46

السؤال وإضاعة المال، وعن اتباع قيل وقال (ابن سعد، طب - عن
مسلم بن عبد الله بن سبرة عن أبيه).
(43874 -) إن الله تعالى ينهاكم عن ثلاث: عن قيل وقال،
وإضاعة المال، وكثرة السؤال (خط - عن المغيرة بن شعبة).
(43875 -) استعيذوا بالله من المفاقر: الامام الجائر الذي إذا
أحسنت لم يقبل، وإذا أسأت لم يتجاوز، ومن جار السوء الذي عينه
تراك وقلبه يرعاك، إن رأى خيرا أذمه، وإن رأى شرا أذاعه، ومن
المشيب زوجة السوء (الديلمي - عن أبي هريرة).
(43876 -) إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم! قد أنعمت عليك
نعما عظاما لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت
عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما وجعلت لهما غطاء، فانظر
بعينك إلى ما أحللت لك، فان رأيت ما حرمت عليك فأطبق
عليهما غطاءهما، وجعلت لك لسانا وجعلت له غلافا، فأنطق بما
أمرتك وأحللت لك، فان عرض لك ما حرمت عليك فأغلق
عليك لسانك، وجعلت لك فرجا وجعلت لك سترا، فأصب بفرجك
ما أحللت لك، فان عرض لك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك
ابن آدم! إنك لا تحمل سخطي ولا تطيق انتقامي (كر - عن
47

مكحول مرسلا).
(43877 -) إن إبليس الملعون يخطب شياطينه فيقول: عليكم
بالخمر وبكل مسكر وبالنساء فاني لم أجد جماع الشر إلا فيها (ك -
في تاريخه والديلمي - عن أبي الدرداء).
(43878 -) إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: زلة عالم،
وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم فاتهموها على أنفسكم
(أبو نصر السجزي في الإنابة - عن ابن عمر).
(43879 -) إني أخاف عليكم ثلاثا وهن كائنات: زلة عالم،
وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تفتح عليكم (طب - عن معاذ).
(43880 -) إني لأخاف على أمتي من بعدي من ثلاثة: من
زلة العالم ومن حكم جائر ومن هوى متبع (طب - عن معاذ،
والقاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد في أماليه - عن كثير بن عبد
الله بن عمر بن عوف المزني عن أبيه عن جده).
(43881 -) إياكم وثلاثة: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن،
ودنيا تقطع أعناقكم، فأما زلة عالم فان اهتدى فلا تقلدوه دينكم،
وإن زل فلا تقطعوا عنه آمالكم، وأما جدال منافق بالقرآن منارا
كمنار الطريق، فما عرفتم فخذوه، وما أنكرتم فردوه إلى عالمه،
48

وأما دنيا تقطع أعناقكم، فمن جعل الله في قلبه غنى فهو الغني (طس -
عن معاذ).
(43882 -) إن أشد أهل النار عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو
قتله نبي، وإمام جائر، وهؤلاء المصورون (طب، حل - عن
ابن مسعود).
(43883 -) إن أشد الناس عتوا رجل ضرب غير ضاربه،
ورجل قتل غير قاتله، ورجل تولى غير أهل نعمته، فمن فعل ذلك
فقد كفر بالله ورسوله، لا يقبل منه صرف ولا عدل (ك، ق -
عن عائشة).
(43884 -) إن أغنى الناس على الله عز وجل رجل قتل غير
قاتله أو طلب بدم الجاهلية من أهل الاسلام، ومن بصر عينيه في
المنام ما لم تبصرا (ابن جرير، طب، ق - عن أبي شريح).
(43885 -) إن أعدى الناس على الله القاتل غير قاتله، والضارب
غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد
(ق - عن علي بن حسين مرسلا).
(43886 -) إن أفرى الفري من قولني ما لم أقل، ومن أرى
عينيه في المنام ما لم تريا، ومن ادعى إلى غير أبيه (الشافعي ق في
49

المعرفة - عن واثلة).
(43887 -) من أفرى الفرى من ادعى إلى غير والده، ومن
افرى الفرى من أرى عينيه ما لم ير، ومن أفرى الفرى من قال على
ما لم أقل (بز - عن ابن عمر، هب - عن واثلة).
(43888 -) من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله وغضبه يوم
القيامة، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن قتل غير قاتل فعليه
لعنة الله وغضبه إلى يوم القيامة، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا،
ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله وغضبه إلى يوم القيامة
لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (طب - عن كثير بن عبد الله عن
أبيه عن جده).
(43889 -) من توالي مولى مسلم بغير إذنه، أو آوى محدثا في
الاسلام، أو انتهب نهبة (1) ذات شرف، فعليه لعنة الله، لا صرف
عنها ولا عدل (عب - عن عمرو بن شعيب).
(43890 -) من انتهب نهبة ذات شرف، أو آوى محدثا في
الاسلام، أو تولى مولى قوم بغير إذنهم، فعليه لعنة الله، لا صرف

(1) نهبة: النهب: الغارة والسلب: أي لا يختلس شيئا له قيمة عالية.
اه‍ 5 / 133 النهاية. ب
50

عنها ولا عدل (عب - عن عمرو بن شعب معضلا).
(43891 -) من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم
ولا ينظر إليهم ولهم عذاب عظيم: المتبرئ من والديه رغبة عنهما،
والمتبرئ من ولده، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم
(طب، والخرائطي في مساوي الأخلاق - عن معاذ بن أنس).
(43892 -) إن ربي حرم على الخمر والكوبة (1) والقيان،
وإباكم والغبيراء (2)! فإنها ثلث خمر العالم (حم، طب - عن قيس
ابن سعد).
(43893 -) إن من الجفاء أن يمسح الرجل جبينه قبل أن يفرغ
من صلاته، وأن يصلي لا يبالي من إمامه، وأن يأكل مع رجل
ليس من أهل دينه ولا من أهل الكتاب في إناء واحد (الخطيب،
وابن عساكر - عن ابن عباس).
(43894 -) إنما العلم بالتعليم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر
الخير يعطه، ومن يتقي الشر يوقه، ثلاث من كن فيه لم ينل

(1) الكوبة: هي النرد. وقيل: الطبل. اه‍ 4 / 207 النهاية. ب
(2) الغبيراء: ضرب من الشراب يتخذه الحبش من الذرة وهي تسكر
وتسمى السكركة. ب
51

الدرجات العلى ولا أقول لكم الجنة: من تكهن أو استقسم أو
رده من سفر تطير (طس، والخطيب، وابن عساكر - عن أبي
الدرداء).
(43895 -) كفى بالمرء في دينه فتنة أن يكثر خطأه، وينقص
حلمه، ويقل حقيقته، جيفة بالليل وبطال بالنهار، كسول جزوع
هلوع منوع رتوع (الحسن بن سفيان، حل - عن الحكم بن عمير).
(43896 -) الاثم ثلاثة: الاشراك بالله، ونكث الصفقة، وترك
السنة بالخروج من الجماعة (الديلمي - عن أبي هريرة).
(43897 -) ألا أنبئكم بشراركم من أكل وحده، ومنع رفده،
وجلد عبده (الحكيم - عن ابن عباس).
(43898 -) شركم من نزل وحده، وضرب عبده، ومنع رفده
(طب - عن ابن عباس).
(43899 -) إياكم والظلم! فان الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم
والفحش! فان الله لا يحب الفحش ولا المتفحش، وإياكم والشح!
فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور
ففجروا، وأمرهم بقطع الرحم فقطعوا (ط، حم، حب، ك، هق -
عن ابن عمر).
52

(43900 -) إياكم والخيانة! فإنها بئست البطانة، وإياكم والظلم،
فإنه ظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح! فإنما أهلك من كان قبلكم
الشح، فسفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم (طب - عن الهرماس بن
زياد الديلمي عن ابن عمر).
(43901 -) إياكم والفحش والتفحش! فان الله تعالى لا يحب
الفاحش المتفحش، وإياكم والظلم! فإنه هو الظلمات يوم القيامة،
وإياكم والشح! فإنه دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم، ودعا من
كان قبلكم فاستحلوا حرماتهم (حم، ك - عن أبي هريرة).
(43902 -) ألا أخبركم بشراركم: المشاؤن بالنميمة، المفسدون
بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت (1) (حم، وابن أبي الدنيا في
الغيبة - عن أسماء بنت يزيد).
(43903 -) تراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة سنة! ولا يجد
ريحها منان بعمله، ولا عائق، ولا مدمن خمر (طس، والخرائطي
في مساوي الأخلاق - عن أبي هريرة).

(1) العنت: المشقة والفساد والهلاك والاثم والغلط والخطأ والزنا كل ذلك
قد جاء، وأطلق العنت عليه والحديث يحتمل كلها.
والبرءآء جمع برئ. اه‍ 3 / 306 النهاية. ب
53

(43904 -) ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه،
والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر (طب ابن عمر).
(43905 -) ثلاثة لا يجدون ريح الجنة وإن ريحها لتوجد من
مسيرة خمسمائة عام: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والبخيل المنان
(ابن جرير - عن مجاهد مرسلا).
(43906 -) لا يدخل الجنة شيخ زان، ولا مسكين مستكبر،
ولا منان بعمله على الله (الحسن بن سفيان، طب، وابن منده، وابن
عساكر - عن نافع مولى رسول الله ص).
(43907 -) لا يدخل الجنة ولد زنى، ولا مدمن خمر، ولا
عاق ولا منان (ابن جرير، ع - عن أبي سعيد).
(43908 -) لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا عاق، ولا منان
(طب، والخرائطي في مساوي الأخلاق - عن ابن عباس).
(43909 -) لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مكذب بالقدر
(ط - عن أبي أمامة).
(43910 -) لا يدخل الجنة عاق لوالديه، ولا ولد زنى، ولا
مدمن خمر (ابن جرير - عن أبي قتادة).
(43911 -) لا يدخل الجنة مدمن خمر، ولا مصدق بسحر،
54

ولا قاطع الرحم (الخرائطي في مساوي الأخلاق - عن أبي موسى).
(43912 -) لا يلج حظائر القدس، مدمن خرم، ولا العاق
لوالديه، ولا المنان عطاءه (ز، حم، والخرائطي في مساوئ الأخلاق -
عن أنس).
(43913 -) ثلاث لن تزلن في أمتي: التفاخر بالأحساب،
والنياحة، والانواء (ع، ص، ز - عن أنس).
(43914 -) لا يحل لامرئ أن ينظر في جوف بيت حتى يستأذن،
فان نظر فقد دخل، ولا يؤم قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم، فان
فعل ذلك فقد خانهم، ولا يقوم إلى الصلاة وهو حاقن (ت: حسن،
وابن عساكر - عن ثوبان).
(43915 -) ثلاث لن يتركهن العر ب وهي بهم كفر: الاستسقاء
بالأنواء، والطعن في النسب والنوح (الخطيب، وابن عساكر -
عن أبي الدرداء).
(43916 -) ثلاث من أمر الجاهلية لا يدعهن الناس: الطعن
في النسب، والنياحة على الميت، وقولهم، مطرنا بنوء كذا
(البزار، عن عمرو بن عوف).
(43917 -) ثلاث من عمل الجاهلية لا يتركهن الناس أبدا:
55

الطعن في النسب، والنياحة على الميت، والاستمطار بالنجوم (أبي
جرير - عن أبي هريرة).
(43918 -) يا عباس ثلاث لا يدعهن قومك: الطعن في النسب،
والنياحة، والاستمطار بالأنواء (طب - عن العباس بن عبد المطلب).
(43919 -) ثلاث لازمات لامتي: الطيرة، والحسد، وسوء
الظن، قيل: ما يذهبهن يا رسول الله؟ قال: إذا حسدت فاستغفر
الله، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذ تطيرت فامض (طب - عن
حارثة بن النعمان).
(43920 -) ثلاثة لا يهجرهن ابن آدم: الطيرة، وسوء الظن،
والحسد، فينجيك من الطيرة أن لا تعمل بها، وينجيك من سوء
الظن أن لا تتكلم، وينجيك من الحسد أن لا تبغى أخاك سوءا
(هب - عن إسماعيل بن أمية مرسلا).
(43921 -) ثلاثة: الطيرة والظن والحسد، فمخرجه من الطيرة
أن لا يرجع، ومخرجه من الظن أن لا يحقق، ومخرجه من الحسد
أن لا يبغي (هب - عن أبي هريرة).
(43922 -) ثلاث قد فرغ الله من القضاء فيهن: لا يبغين أحدكم
فان الله تعالى يقول: (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم)،
56

ولا يمكرن أحدكم فان الله تعالى يقول: (ولا يحيق المكر السيئ،
إلا بأهله) ولا ينكثن أحدكم فان الله تعالى يقول: (فمن فنكث
فإنما ينكث على نفسه) الديلمي - عن أنس).
(43923 -) ثلاث قاصمات الظهر: فقر داخل لا يجد صاحبه
متلذذا، وزوجة يأمنها صاحبها وهي تخونه، وإمام يسخط الله ويرضي
الناس، وبر المرأة المؤمنة كعمل سبعين صديقا، وفجور المرأة
الفاجرة كفجور ألف فاجر (ابن زنجويه - عن ابن عمر،
وهو ضعيف).
(43924 -) ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: عبد أبق من سيده
حتى يأتي فيضع يده في يده، وامرأة بات زوجها غضبان عليها،
ورجل أم قوما وهم له كارهون (ق - عن قتادة مرسلا).
(43925 -) ثلاثة لا يقبل لهم صلاة: رجل أم قوما وهم له
كارهون، والعبد إذا أبق حتى يرجع إلى مولاه، والمرأة إذا باتت
مهاجرة لزوجها عاصية له (ش - عن الحسن مرسلا).
(43926 -) ثلاثة لا يقبل الله صلاتهم: المرأة تخرج من بيتها
بغير إذنه، والعبد الآبق، والرجل يؤم القوم وهم له كارهون
(ش - عن سلمان).
57

(43927 -) ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ولا تصعد لهم إلى الله
حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم
والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى، والسكران حتى يصحوا
(ابن خزيمة، حب، طس، هب، ض - عن جابر).
(43928 -) ثلاثة لا يقبل لهم صلاة ولا تصعد إلى السماء ولا
تجاوز رؤسهم: رجل أم قوما وهم له كارهون (ابن خزيمة -
عن أنس).
(43929 -) ثلاثة لعنهم: أمير ظالم، وفاسق قد أعلن بفسقه
ومبتدع يهدم سنة (الديلمي - عن ابن عمر).
(43930 -) ثلاثة لعنهم الله تعالى: رجل رغب عن والديه،
ورجل سعى بين رحل وامرأة يفرق بينهما، ثم يخلف عليها من
بعده، ورجل سعى بين المؤمنين بالأحاديث ليتباغضوا ويتحاسدوا
(الديلمي - عن عمر).
(43931 -) ثلاثة يدخلون النار: رجل قاتل للدنيا، ورجل
أراد أن يذكر لا يحتسب علمه، ورجل وسع عليه فجاد به للثناء
والدنيا (الديلمي - عن ابن عمر).
58

(43932 -) ثلاثة يستوجبون المقت من الله تعالى: الآكل من
غير جوع، والنوم من غير سهر، والضحك من غير عجب
(الديلمي - عن أنس).
(43933 -) ثلاثة لا حرمة لهم: فاسق معلن بفسقه، وصاحب
هوى، وسلطان جائر (الديلمي - عن الحسن عن أنس).
(43934 -) ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم
ولهم عذاب أليم: رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن
السبيل، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا للدنيا، فان أعطاه منها رضي
وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال: والله
الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا، فصدقه رجل وأخذها
ولم يعط بها (عب، حم، خ، د، ت، ه‍، وابن جرير - عن
أبي هريرة).
(43935 -) ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا
ينظر إليهم ولهم عذاب إليهم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل
مستكبر (حم، م، ن - عن أبي هريرة).
(43936 -) لا ينظر الله إلى الأشمط الزاني، ولا العائل المزهو
ولا الذي جر إزاره من الخيلاء (طب - عن ابن عمر).
59

(43937 -) ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله، وعقوق
الوالدين، والفرار من الزحف (طب - عن ثوبان).
(43938 -) ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم
ولهم عذاب أليم: معلم الكتاب، يكلف اليتيم ما لا يطيق، وسائل
يسأل وهو مستغن عن السؤل، ورجل قد عند السلطان يتكلم
بهوى السلطان (الرافعي - عن ابن عباس، وسنده واه).
(43939 -) ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل أعطى
ماله سفيها وقد قال الله تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم)،
ورجل له امرأة سيئة الخلق فلا يطلقها، ورجل بايع ولم يشهد
(ابن عساكر - عن أبي موسى).
(43940 -) شر الناس ثلاثة: متكبر على والديه يحقرهما،
ورجل سعى في فساد بين الناس بالكذب حتى يتباغضوا ويتباعدوا،
ورجل سعى بين رجل وامرأة بالكذب حتى يغيره عليها بغير الحق
حتى فرق بينهما ثم يخلفه عليها من بعده (أبو نعيم - عن ابن عباس).
(43941 -) لو أن عبدا من عباد الله قدم على الله بعمل أهل
السماوات والأرضين من أنواع البر والتقوى لم يزن ذلك مثقال ذرة
60

عند الله مع ثلاث خصال: مع العجب، وأذى المؤمنين، والقنوط
من رحمة الله عز وجل (الديلمي - عن أبي الدرداء، وفيه عمرو بن
بكر السكسكي واه).
(43942 -) ما من شئ عصي الله به هو أعجل عقابا من
البغي، وما من شئ أطيع الله فيه أسرع ثوابا من الصلة، واليمين
الفاجرة تدع الديار بلاقع (1) (هب - عن أبي هريرة).
(43943 -) ما نقص قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم، ولا
ظهرت الفاحشة في قوم قط إلا سلط الله عليهم الموت، ولا منع
قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم المطر (ع، والروياني، ك، ن، ص
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه).
(43944 -) من اضطجع مضجعا لم يذكر الله فيه كان عليه
ترة (2) يوم القيامة، ومن جلس مجلسا لم يذكر الله فيه كان عليه

(1) بلاقع: البلقع والبلقعة: الأرض القفر التي لا شئ بها.
الصحاح 3 / 1188. ب
(2) ترة: أي نقصا: وقيل: أراد بالترة ههنا التبعة. لسان
العرب 5 / 274 ب.
61

ترة يوم القيامة، ومن مشى ممشى لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم
القيامة (هب - عن أبي هريرة).
(43945 -) من أعتقد لواء صلالة، أو كتم علما، أو أعان
ظالما وهو يعلم أنه ظالم فقد برئ من الاسلام (ابن الجوزي في
العلل - عن ابن عمرو بن عنبسة).
(43946 -) من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فهو
مضاد الله في أمره، ومن أعان على خصومة بغير حق فهو مستظل في سخط الله حتى يترك، ومن قفا (1) مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله
في ردغة الخبال عصارة أهل النار، ومن مات وعليه دين أخذ
لصاحبه من حسناته، لا دينار ثم ولا درهم، وركعتي الفجر حافظوا
عليهما فإنهما من الفضائل (حم - عن ابن عمر).
(43947 -) من علق الصيد غفل، ومن لزم البادية جفا، ومن
أتى السلطان افتتن (هب - عن ابن عباس).
(43948 -) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته

(1) قفا: يقال: قفوت الرجل قفوا. إذا قذفته بفجور صريحا. وفي
الحديث: " لا حد إلا في القفو البين ". المختار صفحه 431. ب
62

الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يعقد على مائدة يشرب
عليها الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة وليس
معها ذو محرم منها، فان ثالثهما الشيطان (حم - عن جابر).
(43949 -) من كان يشهد إني رسول الله فلا يشهد الصلاة حاقنا
حتى يتخفف، ومن كان يشهد أني رسول الله فأم قوما فلا يختص
نفسه بالدعاء دونهم، ومن كان يشهد أني رسول الله فلا يدخل على
أهلي بيت حتى يستأنس ويسلم، فإذا نظر في قعر البيت فقد
دخل (طب والخطيب في المتفق والمفترق - عن أبي أمامة وفيه السفر
ابن نسير قال الذهبي: مجهول).
(43950 -) لا يأتي أحدكم الصلاة وهو حقن حتى يتخفف،
ومن أدخل عينيه في بيت بغير إذن أهله فقد دمر (1)، ومن صلى
فخص نفسه بدعوة من دونهم فقد خانهم (حم، خ في التاريخ،
طب، وابن عساكر - عن أبي أمامة).

(1) دمر: أي هجم ودخل بغير إذن وهو من الدمار: الهلاك، لأنه
هجوم بما يكره، والمعنى أن إساءة المطلع مثل إساءة الدامر.
النهاية 2 / 133. ب
63

(43951 -) من مات وهو برئ من ثلاثة: من الكبر والغلال
والدين، دخل الجنة (هب - عن ثوبان).
(43952 -) هلاك أمتي في ثلاث: في العصبية، والقدرية،
والرواية من غير ثبت (بز، وابن أبي حاتم في السنة، عق، طب
وابن عساكر - عن ابن عباس - وصنف؟ طس - عن
أبي قتادة).
(43953 -) ويل للمالك من المملوك، ويل للملوك من المالك،
ويل للغني من الفقير، ويل للفقير من الغني، وويل للضعيف من
الشديد وويل للشديد من الضعيف (سمويه - عن أنس).
(43954 -) لا تسبن شيئا، ولا تزهد في المعروف ولو ببسط
وجهك إلى أخيك وأنت تكلمه، وأفرغ من دلوك في إناء المستسقى
واتزر إلى نصف الساق فان أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال
الإزار! فإنها من المخيلة (1) والله لا يحب المخيلة (حم -
عن رجل).
(43955 -) لا يدخل الجنة بخيل، ولا خب، ولا خائن،

(1) المخيلة: أي الكبر. النهاية 2 / 93. ب
64

ولا سيئ الملكة، وأول من يقرع باب الجنة المملوكون إذا أحسنوا
فيما بينهم وبين الله وفيما بينهم وبين مواليهم (حم، ع - عن
أبي بكر).
(43956 -) يا أيها الناس! إنه لا دين لمن دان بجحود آية من
كتاب الله، يا أيها الناس! لا دين لمن دان بقربة باطل ادعاها على
الله، يا أيها الناس! إنه لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله (حل -
عن أبي سعيد).
(43957 -) يا أيها الناس! اتقوا الله واستحيوا من الكرام،
فان الملائكة لا تفارقكم إلا عند أحد ثلاث: إذا كان الرجل يجامع
امرأته، وإذا كان على الخلاء، فإذا اغتسل أحدكم فليتوار بالاغتسال
إلى جدار أو إلى جنب بغير أو يستر عليه أخوه (عبد الرزاق - عن
مجاهد مرسلا).
(43958 -) يخرج الخمار من قبره مكتوب بين عينيه: آيس من
من رحمة الله، ويقوم آكل الربا من قبره مكتوب بين
عينيه: لا حجة له عند الله، ويقوم المحتكر مكتوب بين
عينيه: يا كافر تبوأ مقعدك من النار (الديلمي - عن ابن مسعود).
(43959 -) يخرج عنق من النار يوم القيامة أشد سوادا من
65

القار فيتكلم بلسان طلق ذلق، لها عينان تبصر بهما، ولسان تتكلم
به، فتقول: إني أمرت بكل جبار عنيد، ومن دعا مع الله إلها
آخر، ومن قتل نفسا بغير نفس، فتنضم عليهم، فتقذفهم في النار
قبل الناس بخمسمائة سنة (ش، ز، ع، طس، قط في الافراد،
والخرائطي في مساوي الأخلاق - عن أبي سعيد).
(43960 -) يرسل عنق من جهنم يوم القيامة يقول: إن لي
ثلاثة: كل جبار عنيد، ومن دعا مع الله إلها آخر، ومن قتل نفسا
بغير نفس (ع - عن أبي سعيد).
(43961 -) عجبا لغافل ولا يغفل عنه! وعجبا لطالب دنيا
والموت يطلبه! وعجبا لضاحك ملء فيه لا يدري أرضى الله أم أسخط
(أبو الشيخ وأبو نعيم - عن ابن مسعود).
(43962 -) يا أيها الناس! أما تستحيون! تجمعون ما لا تأكلون،
وتبنون ما لا تعمرون، وتأملون ما لا تدركون، ألا تستحيون من
ذلك (طب - عن أم الوليد بنت عمر بن الخطاب).
66

الفصل الرابع في الترهيب الرباعي
(43963 -) أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن:
الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم،
والنياحة (م (1) - عن أبي مالك الأشعري).
(43964 -) أربع من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب،
والحرص، وطول الأمل (عد، حل - عن أنس).
(43965 -) أربع لا يقبلن في أربع: نفقة من خيانة، أو
سرقة، أو غلول، أو مال يتيم، في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا
صدقة (ص - عن مكحول مرسلا، عد - عن ابن عمر).
(43966 -) أربع حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم
نعيمها: مدمن الخمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم بغير حق،
والعاق لوالديه (ك، هب - عن أبي هريرة).
(43967 -) أربعة لا ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة: عاق،
ومنان، ومدمن خمر، ومكذب بقدر (طب، عد - عن
أبي أمامة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنائز باب التشديد في النياحة رقم 934. ص
67

(43968 -) أربعة يبغضهم الله تعالى: البياع الحلاف، والفقير
المحتال، والشيخ الزاني، والامام الجائر (ن، هب - عن أبي هريرة).
(43969 -) أربع بقين في أمتي من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيها:
الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة
على الميت، وإن النائحة إذا لم تتب قبل الموت جاءت يوم القيامة عليها
سربال من قطران ودرع من لهب النار (حم، طب - عن أبي
مالك الأشعري).
(43970 -) أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس:
الطعن في الأنساب، والنياحة على الميت، والانواء: مطرنا بنوء
كذا وكذا، والأعداء: أجرب بعير فأجرب مائة بعير، فمن أجرب
البعير الأول (حم، ت (1) عن أبي هريرة).
(43971 -) أربع من الجفاء: يبول الرجل قائما أو يكثر مسح
جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو يسمع المؤذن يؤذن فلا يقول
مثل ما يقول: أو يصلي بسبيل من يقطع صلاته (عد، هق - عن
أبي هريرة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الجنائز باب ما جاء في كراهية النوح رقم 1001
وقال: الترمذي هذا حديث حسن. ص
68

(43972 -) أربع خصال من خصال آل قارون: لباس الخفاف
المقلوبة، ولباس الأرجوان، وجر نعال السيوف، وكان الرجال لا
ينظر إلي وجه خادمه تكبرا (فر - عن أبي هريرة).
(43973 -) من حالت شفاعته دون حد من حدود الله في فقد
ضاد الله في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكن
بالحسنات والسيئات ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط
الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة
الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج (د (1)، طب، ك، هق
عن ابن عمر).
(43974 -) لا تهجروا، ولا تدابروا، ولا تجسسوا، ولا يبع
بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا (م - عن أبي
هريرة) (2).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأقضية باب فيمن يعين على خصومة
رقم 3597. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب البر باب تحريم الظن رقم 30.
لا تهجروا: لا تتكلموا بالهجر أي الكلام القبيح. ص
69

الترهيب الرباعي من الاكمال
(43975 -) أبغض خليقة الله إلى الله يوم القيامة الكذابون،
والمستكبرون، والذين يكثرون البغضاء لاخوانهم في صدورهم، فإذا
لقوهم تخلقوا لهم، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء، وإذا
دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا (الخرائطي في مساوي الأخلاق
عن الوضين بن عطاء).
(43976 -) أربع من الجاهلية في الاسلام: النياحة، والتفاخر
بالأحساب، والعدوي، والانواء (ابن جرير - عن ابن عباس).
(43977 -) إن في أمتي أربعا من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيهن:
الفخر بالحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم
والنياحة على الميت (ابن جرير - عن أن أنس بن مالك، وقال: هو وهم،
والصحيح عن أبي مالك الأشعري).
(43978 -) أربعة لعنهم الله من فوق عرشه وأمنت عليهم
الملائكة: مضل المساكين - قال خالد: الذي يهوي بيده إلى المسكين
فيقول: هلم أعطيك، فإذا جاءه قال: ليس معي شئ، والذي يقول
للمكفوف: اتق البئر، اتق الدابة، وليس بين يديه شئ
والرجل يسأل عن دار القوم فيدلونه على غيرها، والرجل يضرب
70

الوالدين حتى يستغيثا (ك - عن أبي أمامة، وفيه خالد بن الزبرقان:
منكر الحديث).
(43979 -) أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى،
يسعون بين الحميم والجحيم يدعون بالويل والثبور، يقول أهل النار
بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء! قد آذونا على ما بنا من الأذى،
قال: فرجل مغلق عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه،
ورجل يسيل فوه قيحا ودما، ورجل يأكل لحمه، فيقال لصاحب
التابوت: ما بال الابعد! قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول:
إن الابعد مات وفي عنقه أموال الناس ما يجد لها قضاء، ثم يقال
للذي يجر أمعاءه: ما بال الابعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟
فيقول: إن الابعد كان لا يبالي أين أصاب البول منه ثم لا يغسله،
ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما: ما بال الابعد قد آذانا على ما بنا
من الأذى؟ فيقول: إن الابعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة (1) خبيثة يستلذها ويستلذه الرفث، ثم يقال للذي يأكل لحمه: ما بال
الابعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الابعد كان

(1) قذعة: القذع هو الفحش من الكلام الذي يقبح ذكره. اه‍
4 / 29 النهاية. ب
71

يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنميمة (ص، وابن أبي الدنيا في ذم
الغيبة، وابن المبارك، حل، طب - عن شفى بن ماتع الأصبحي،
قال طب: وقد اختلف في صحبته).
(43980 -) أربعة لعنهم الله من فوق عرشه وأمنت عليهم
ملائكته: الذي يحصن نفسه عن النساء ولا يتزوج ولا يتسرى
لئلا يولد له، والرجل يتشبه بالنساء وقد خلق ذكرا، والمرأة تتشبه
بالرجال وقد خلقها أنثى، ومضلل للمساكين (طب - عن أبي أمامة،
وفيه خالد بن الزبرقان).
(43981 -) أربعة لعنوا في الدنيا والآخرة، وأمنت الملائكة:
رجل جعله الله ذكرا فأنث نفسه وتشبه بالنساء، وامرأة جعلها الله
أنثى فتذكرت وتشبهت بالرجال، والذي يضل الأعمى، ورجل
حصور (1)، ولم يجعل الله حصورا إلا يحيى بن زكريا (طب -
عن أبي أمامة).
(43982 -) أربعة يصيحون في غضب الله، ويمسون في غضب
الله: المتشبهون من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال،

(1) حصور: الذي لا يأتي النساء، سمى به لأنه حبس عن الجماع
ومنع. اه‍ 1 / 395 النهاية. ب
72

والذي يأتي البهيمة، والذي يأتي الرجل (هب - عن أبي هريرة).
(43983 -) لعن الله والملائكة رجلا تأنث، وامرأة تذكرت،
ورجلا تحصر بعد يحيى بن زكريا، ورجلا قعد على الطريق
يستهزئ من أعمى، ورجلا شبع من الطعام في يوم مسغبة (ابن
عساكر - عن ابن صالح عن بعضهم رفع الحديث). (43984 -) إن لله عز وجل عبادا لا يكلمهم يوم القيامة ولا
يزكيهم ولا ينظر إليهم: متبرئ من والديه، وراغب عنهما،
ومتبرئ من ولده، ورجال أنعم عليه قوم نعمة وتبرأ منهم (حم -
عن معاذ بن أنس).
(43985 -) إن ربي حرم علي الخمر والميسر والكوبة والتنين
والغبيراء، وكل مسكر حرام (ق - عن قيس بن سعد
ابن عبادة).
(43986 -) أوصيك أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو
حرقت بالنار، ولا تعقن والديك وإن أراداك أن تخرج من
دنيا فاخرج، ولا تسب الناس، وإذا لقيت أخاك فالقه ببشر
حسن وصب له من فضل دلوك (الديلمي - عن علي).
73

(43987 -) عليك بالاياس مما في أيدي الناس! وإياك والطمع!
فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما يتعذر
منه (ك، ق في الزهد - عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه عن جده، البغوي من طريق محمد بن المنكدر - عن رجل
من الأنصار عن أبيه عن جده).
(43988 -) لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من تولى
غير مواليه، ولعن الله العاق لوالديه، ولعن الله منتقص منار الأرض
(ك - عن علي).
(43989 -) من عقر بهيمة ذهب ربع أجره، ومن حرق
نخلا ذهب ربع أجره، ومن غش شريكا ذهب ربع أجره، ومن
عصى إمامه ذهب أجره كله (ق، والديلمي، وابن النجار - عن
أبي رهم السعدي).
(43990 -) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلن الحمام
إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلن حليلته
الحمام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر، ومن
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها
74

الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس
بينه وبينها محرم (طب - عن ابن عباس).
(43991 -) لا يحل لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلس
على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل لاحد يؤمن بالله واليوم
الآخر أن يدخل الحمام إلا وعليه مئزر، ولا يحل لاحد يؤمن
بالله واليوم الآخر أن يدخل حليلته الحمام - أو امرأته، ولا يحل
لاحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتخلف عن الجمعة (هب - عن
عبد الله بن محمد مولى أسلم مرسلا).
(43792 -) لا ترتدوا الصماء (1) في ثوب واحد، لا يأكل
أحدكم بشماله، ولا يحتبي في ثوب واحد، ولا يمشي في نعل واحدة
(أبو عوانة - عن جابر).
(43993 -) لا تسألوا عن النجوم، ولا تماروا في القدر، ولا
تفسروا القرآن برأيكم، ولا تسبوا أحدا من أصحابي، فان ذلك

(1) الصماء: هو أن يتجلل الرجل بثوبه ولا يرفع منه جانبا. وإنما قيل
لها صماء لأنه يسد على يديه ورجليه المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي
ليس فيها خرق ولا صدع. النهاية 3 / 54. ب
75

الايمان المحض (الديلمي، وابن صصري في أماليه - عن عمر).
(43994 -) لا تكونوا عيابين ولا مداحين ولا طعانين ولا
متماوتين (1) (ابن المبارك، وابن عساكر - عن مكحول مرسلا).
(43995 -) لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا منان ولا
سيئي الملكة، وأول من يدخل الجنة الملوك إذا أطاع الله وأطاع
سيده (حم - عن أبي بكر، ع، والخرائطي في مساوي الأخلاق
عن أنس).
(43996 -) لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مكذب
بالقدر ولا مدمن خمر (حم، طب، وابن بشران في أماليه - عن
أبي الدرداء).
(43997 -) لا يدخل الجنة ولد الزنا، ولا مدمن خمر ولا عاق
ولا منان (ابن جرير، ع - عن أبي سعيد).
(43998 -) لا يدخل الجنة أربعة: مدمن خمر، ولا عاق

(1) متماوتين: يقال: تماوت الرجل إذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف
من العبادة والزهد والصوم. النهاية 4 / 370. ب
76

لوالديه، ولا منان، ولا ولد زنية (عب، حم، وابن جرير،
طب، والخرائطي في مساوي الأخلاق، والخطيب - عن
ابن عمرو).
(43999 -) لا يدخل الجنة كاهن، ولا مدمن خمر، ولا
مكذب بقدر، ولا عاق لوالديه (طب - عن أبي الدرداء).
(44000 -) إياكم وعقوق الوالدين! فان الجنة يوجد ريحها من
مسيرة ألف عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ
زان ولا جار إزاره خيلاء، إنما الكبرياء لله عز وجل (الديلمي
عن علي).
(44001 -) لا ينظر الله يوم القيامة إلى مانع الزكاة ولا إلى
آكل مال يتيم ولا إلى ساحر ولا إلى غادر (الديلمي -
عن شريح).
(44002 -) يا علي! إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره
لنفسي، لا تلبس المعصفر، ولا تختم بالذهب ولا تلبس القسي (1)

(1) القسي: هي ثياب من كتاب مخلوط بحرير يؤتي بها من مصر نسبت
إلى قرية على شاطئ البحر قريبا من تنيس يقال لها القس بفتح القاف،
وبعض أهل الحديث يكسرها. النهاية 4 / 59 ب.
77

ولا تركبن على ميثرة (1) حمراء، فإنها من مياثر إبليس (القاضي
عبد الجبار في أماليه - عن علي).
(44003 -) يا علي! أسبغ الوضوء وإن شق عليك، ولا تأكل
الصدقة، ولا تنز الخيل على الحمر، ولا تجالس أصحاب النجوم
(حم، ع، والخطيب - عن علي).
(44004 -) إن لله تعالى ملكا ينادي كل يوم وليلة: أبناء
الأربعين زرع قد دنا حصاده، أبناء الخمسين أبناء الستين هلموا إلى
الحساب، ماذا قدمتم وماذا عملتم؟ أبناء السبعين هلموا إلى الحساب،
ليت الخلائق لم يخلقوا! وليتهم إذا خلقوا علموا لماذا خلقوا!
فتجالسوا بينهم فتذاكروا، ألا! أتتكم الساعة فخذوا حذركم
(الديلمي - عن ابن عمر).
(44005 -) مكتوب في الإنجيل: ابن آدم! أخلقك وأرزقك
وتعبد غيري! ابن آدم! تدعوني وتفر مني، ابن آدم! تذكرني
وتنساني، ابن آدم! اتق الله ثم نم حيث شئت (أبو نعيم، وابن
لآل - عن ابن عمر).

(1) ميثرة: هي وطاء محشو يترك على رجل البعير تحت الراكب.
النهاية 4 / 378. ب
78

الفصل الخامس في الترهيب الخماسي
(44006 -) خمس بخمس: ما نقض قوم العهد إلا سلط
عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا نشأ فيهم الفقر، ولا
ظهر فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طفقوا المكيال إلا
منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم
القطر (طب - عن ابن عباس).
(44007 -) خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله، وقتل النفس
بغير حق، وبهت المؤمن، والفرار من الزحف، ويمين صابرة
يقتطع بها مالا بغير حق (حم، وأبو الشيخ في التوبيخ - عن
أبي هريرة).
(44008 -) خمس هن من قواصم الظهر: عقوق الوالدين،
والمرأة يأتمنها زوجها فتخونه، والامام يطيعه الناس ويعصى الله،
ورجل وعد عن نفسه خيرا وأخلف، واعتراض المرء في الأنساب
(هب - عن أبي هريرة).
(44009 -) خمس يعجل الله لصاحبها العقوبة: البغي والغدر
وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم ومعروف لا يشكر (ابن لآل -
79

عن زيد بن ثابت).
(44010 -) يا معشر المهاجرين! خصال خمس إذا ابتليتم بهن
وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا
بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم
الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إذا أخذوا بالسنين وشدة
المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر
من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد
رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في
أيديهم (وما لم يحكم ائمنهم بكتاب الله عز وجل ويتخيروا فيما أنزل
الله إلا جعل الله بأسهم بينهم (ه‍ (1)، ك - عن ابن عمر).
(44011 -) كبر مقتا عند الله الاكل من غير جوع، والنوم
من غير شهرة، والضحك من غير عجب، وصوت الرنة (2 عند
النعمة؟ (فر - عن ابن عمر).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الفتن رقم 4019 وقال في الزوائد: هذا
حديث صالح للعمل به. ص
(2) الرنة: الصيحة. اه‍ صفحة 328 المصباح. ب.
80

الترهيب الخماسي من الاكمال
(44012 -) إذا ظهر في أمتي خمس حل عليهم الدمار: التلاعن،
والخمر، والحرير، والمعازف، واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء
(ك في التاريخ، والديلمي - عن أنس).
(44013 -) إذا عملت أمتي خمسا فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم
التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات، واكتفى
الرجال بالرجال والنساء بالنساء (حل - عن أنس).
(44014 -) كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس وأعوذ بالله أن
تكون فيكم أو تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم قط فعمل
بها بينهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في
أسلافهم، وما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطر من السماء، ولولا
البهائم لم يمطروا، وما بخس قوم المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين
وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولا حكم أمراؤهم بغير ما أنزل
إلا سلط الله عليهم عدوهم فاستنقذوا بعض ما في أيديهم، وما عطلوا
كتاب الله وسنة رسوله إلا جعل الله بأسهم بينهم (هب - عن
ابن عمر).
81

(44015 -) مثل ما يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل المصباح
الذي يضئ للناس ويحرق نفسه، ومن راءى الناس بعمله راءى الله
به يوم القيامة، ومن سمع الناس بعمله سمع الله به، واعملوا أن
أول ما ينتن من أحدكم إذا مات بطنه، فلا يدخل بطنه إلا طيبا،
ومن استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم
فليفعل (طب - عن جندب).
(44016 -) من كثر ضحكه استخف بحقه، ومن كثرت دعابته
ذهبت جلالته، ومن كثر مزاحه ذهب وقاره، ومن شرب الماء
على الريق ذهب نصف قوته، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن
كثر سقطه كثرت خطاياه، ومن كثرت خطاياه كانت النار أولى به
(ابن عساكر - عن أبي هريرة، قال: غريب الاسناد والمتن).
(44017 -) والذي نفسي بيده! ليبيتن أناس على أمتي على أشر
وبطر ولعب ولهو فيصبحون قردة وخنازير، باستحلالهم المحارم،
واتخاذهم القينات، وشربهم الخمر، وبأكلهم الربا، ولبسهم الحرير
(عم في زوائد الزهد - عن عبادة بن الصامت. وعن عبد الرحمن بن
غنم، وعن أبي أمامة وعن ابن عباس).
(44018 -) يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو
82

ولهو وحب فيصبحون قد مسخوا قردة وخنازير، ليصيبنهم خسف
ومسخ وقذف حتى يصبح الناس فيقولون: خسف الليلة بيني فلان،
وخسف الليلة بدار فلان خواص، وليرسلن عليهم حاصب حجارة من
السماء كما أرسلت على قوم لوط وعلى قبائل فيها، وعلى دور فيها،
وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها وعلى
دورهم، بشر بهم الخمر، ولبسهم الحرير، واتخاذهم القينات، وأكلهم
الربا، وقطيعتهم الرحم (ط، عم، وسمويه والخرائطي في مساوي
الأخلاق، ك، هب - عن أبي أمامة، ط - عن سعيد بن المسيب
مرسلا، عم - عن عبادة بن الصامت).
(44019 -) لا تشركن بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار،
وأطع والديك وإن أمراك أن تخلى من أهلك ودنياك، ولا تدعن
صلاة متعمدا، فإنه من تركها فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله،
ولا تشربن خمرا فإنها رأس كل خطيئة، ولا تزدادن في تخوم
الأرض، فإنك تأتى بها يوم القيامة من مقدار سبع أرضين (ابن
النجار - عن أبي ريحانة).
(44020 -) لا يدخل الجنة منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر،
83

ولا مؤمن بسحر، ولا قتات (1) (القاضي عبد الجبار بن أحمد في
أماليه - عن أبي سعيد).
(44021 -) لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن خمر، ولا
مؤمن بسحر، ولا قاطع الرحم، ولا كاهن، ومنان (حم -
عن أبي سعيد).
(44022 -) لا يصحبنكم جلال (2) من هذه النعم، ولا يضمن
أحد منكم ضالة، ولا يردن سائلا إن كنتم تريدون الربح والسلامة،
ولا يصحبنكم من الناس - إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر -

(1) قتات: ألقت: نم الحديث، وبابه رد، وفي الحديث " لا يدخل
الجنة قتات " اه‍ صفحة 410 المختار. ب
(2) جلال: الجلالة من الحيوان: التي تأكل العذرة، والجلة: البعر،
فوضع موضع العذرة:
ومنه حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال رجل: إني أريد أن
أصحبك، قال: لا تصحبني على جلال " وقد تكرر ذكرها في
الحديث. فأما أكل الجلالة فحلال إن لم يظهر النتن في لحمها، وأما
ركوبها فلعله لما يكثر من أكلها العذرة والبعر، وتكثر النجاسة على
أجسامها وأفواهها، وتلمس راكبها بفمها وثوبه بعرقها وفيه أثر العذرة
أو البعر فيتنجس. والله أعلم. اه‍ 1 / 289 النهاية. ب
84

ساحر ولا ساحرة، ولا كاهن ولا كاهنة، ولا منجم ولا منجمة
ولا شاعر ولا شاعرة، وإن كل عذاب يريد الله أن يعذب به
أحدا من عباده فإنما يبعث به إلى السماء الدنيا، فأنهاكم عن معصية
الله عشاء (أبو بشر الدولابي في الكنى، وابن منده، طب، وابن
عساكر - عن أبي ريطة بن كرامة المذحجي).
الفصل السادس في الترهيب السداسي
(44023 -) ستة أشياء تحيط الأعمال: الاشتغال بعيوب الخلق،
وقسوة القلب، وحب الدنيا، وقلة الحياء، وطول الأمل وظلم لا
ينتهى (فر - عن عدي بن حاتم).
(44024 -) ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب: الزوائد في
كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت، فيعز بذلك
من أذل الله، ويذل من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل
من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي (ك - عن عائشة).
(44025 -) إن الله تعالى كره لكم ستا: العبث في الصلاة،
والمن بالصدقة، والرفث في الصيام، والضحك عند القبور، ودخول
المساجد وأنتم جنب، وإدخال العيون البيوت بغير إذن (ص - عن
يحيى بن أبي كثير مرسلا).
85

(44026 -) إياكم والظن! فان الظن أكذب الحديث، ولا
تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا
ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يخطب الرجل على خطبة
أخيه حتى ينكح أو يترك (مالك، حم، ق (1)، د، ت - عن
أبي هريرة).
(44027 -) ملعون من سب أباه، ملعون من ذبح لغير الله،
ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه (2) أعمى عن
طريق، ملعون من وقع على بهيمة، ملعون من عمل بعمل قوم
لوط (حم - عن ابن عباس).
الترهيب السداسي من الاكمال
(44028 -) إن الله عز وجل كره لكم قيل وقال، وكثرة
السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، ووأد البنات، وعقوق

(1) أخرجه مسلم كتاب البر باب تحريم الظن رقم 2563. ص
(2) كمه: كمه كفرح عمى وصار أعشى وبصره إعترته ظلمة فطمس
عليه. القاموس 4 / 291. ب
86

الأمهات (طب - عن عمار بن ياسر والمغيرة بن شعبة، طب - عن
معقل بن يسار)
(44029 -) إن الله عز وجل يبغض الآكل فوق شبعه،
والغافل عن طاعة ربه، والتارك سنة نبيه، والمخفر ذمته، والمبغض
عترة نبيه، والمؤذي جيرانه (الديلمي - عن أبي هريرة).
(44030 -) ستة يدخلون النار بغير حساب: الامراء بالجور
والعر ب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والتجار بالكذب، والعلماء
بالحسد، والأغنياء بالبخل (أبو نعيم - عن ابن عمر).
(44031 -) ستة يعذبهم الله بذنوبهم يوم القيامة: الامراء
بالجور، والعلماء بالحسد، والعرب بالعصبية، وأهل الأسواق
بالخيانة، والدهاقين بالكبر، وأهل الرساتيق بالجهل (الديلمي -
عن أنس).
(44032 -) ستة لعنهم الله ولعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد
في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والراغب عن سنتي إلى بدعة،
والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمتسلط على أمتي بالجبروت
ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله، والمرتد أعرابيا بعد هجرته
87

(قط في الافراد، والخطيب في المتفق والمفترق - عن علي، قال قط:
هذا حديث غريب من حديث الثوري عن زيد بن علي بن الحسين،
تفرد به أبو قتادة الخزاعي عن علي).
(44033 -) ملعون ملعون من سب أباه! ملعون ملعون من
سب أمه، ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط! ملعون ملعون
من أغرى بين بهيمتين! ملعون ملعون من غير تخوم الأرض! ملعون
ملعون من كمه أعمى عن الطريق (الخطيب - وضعفه - عن
أبي هريرة).
(44034 -) ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط! ملعون من
سب شيئا من والديه! ملعون من غير شيئا من تخوم الأرض! ملعون
من جمع بين امرأة وابنتها! ملعون من تولى قوما بغير إذن مواليه!
ملعون من ذبح لغير الله (عب - عن ابن عباس).
(44035 -) من أعان ظالما بباطل ليدحض بباطله حقا فقد برئ
من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله
أذل الله رقبته مع ما يدخر له من الخزي يوم القيامة، وسلطان الله
في الأرض كتاب الله وسنة نبيه، ومن ولى وليا من المسلمين شيئا
88

من أمور المسلمين وهو يعلم أن في المسلمين من هو خير للمسلمين منه
وأعلم بكتاب الله وسنة رسوله ص فقد خان الله ورسوله وخان جماعة
المسلمين، ومن ولى شيئا من أمور المسلمين لم ينظر الله له في شئ
من أموره حتى يقوم بأمورهم ويقضي حوائجهم، ومن أكل درهما من
ربا فهو كآثم ستة وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من سحت فالنار
أولى به (طب، ق، والخطيب، ك - عن ابن عباس،
وضعف).
(44036 -) لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر،
ولا مرتد أعرابيا بعد هجرة، ولا ولد زنى، ولا من أتى ذات محرم
(ابن جرير، والخطيب - عن ابن عمرو).
(44037 -) لا يدخل الجنة خب ولا بخيل، ولا لئيم، ولا
منان، ولا خائن، ولا سيئي الملكة، وإن أول من يقرع باب الجنة
المملوك والمملوكة، فاتقوا الله وأحسنوا فيما بينكم وبين الله وفيما
بينكم وبين مواليكم (الخطيب في كتاب البخلاء، وابن عساكر
عن أبي بكر).
89

الفصل السابع في الترهيب السباعي
(44038 -) سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب
الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي
ما حرم الله، والتارك لسنتي، والمستأثر بالفئ، والمتجبر بسلطانه
ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله (طب - عن عمرو
ابن شعيب).
(44039 -) اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر،
وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم،
والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات (ق (1)،
د، ن - عن أبي هريرة).
الترهيب السباعي من الاكمال
(44040 -) سبعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم
ولا يجمعهم مع العالمين، يدخلهم النار أول الداخلين إلا أن يتوبوا،
إلا أن يتوبوا، فمن تاب تاب الله عليه: الناكح يده، والفاعل،

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب بيان الكبائر وأكبرها رقم 145. ص
90

والمفعول به، ومدمن الخمر، والضارب أبويه حتى يستغيثا، والمؤذي
جيرانه حتى يلعنوه، والناكح حليلة جاره (الحسن بن عرفة في جزئه،
هب - عن أنس).
(44041 -) سبعا احفظوهن مني: لا تحتكروا، ولا تناجشوا،
تلقوا الركبان، ولا يبع حاضر لباد، ولا يبع رجل على بيع أخيه
حتى يذر، ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تسأل المرأة طلاق أختها
لتكتفئ إناءها فان لها ما كتب الله لها (ابن عساكر - عن
أبي الدرداء).
(44042 -) لعن الله من والى غير مواليه، لعن الله من غير
تخوم الأرض، لعن الله من كمه أعمى عن الطريق، ولعن الله من
لعن والديه، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من وقع على بهيمة
ولعن الله من عمل عمل قوم لوط (حم، طب، ك، ق - عن
ابن عباس).
(44043 -) لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سماوات -
فردد اللعنة على واحد منهم ثلاث مرات ولعن كل واحد منهم لعنة
لعنة. فقال: ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون
91

من جمع بين المرأة وبنتها، ملعون من سب شيئا من والديه، ملعون
من أتى شيئا من البهائم، ملعون من غير حدود الأرض، ملعون من
ذبح لغير الله، ملعون من تولى غير مواليه (الخرائطي في مساوي
الأخلاق، ك، هب - عن أبي هريرة).
الفصل الثامن في الترهيب الثماني
(44044 -) ثمانية أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة: السقارون
وهم الكذابون، والخيالون وهم المستكبرون، والذين يكنزون البغضاء
لاخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم تخلقوا لهم، والذين إذا دعوا إلى
الله ورسوله كانوا بطاء، وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا
والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوه بأيمانهم وإن لم يكن
لهم ذلك بحق، والمشاؤن بالنميمة، والمفرقون بين الأحبة، والباغون
البراء الدحضة، أولئك يقذرهم الرحمن عز وجل (أبو الشيخ في
التوبيخ، وابن عساكر - عن الوضين بن عطاء مرسلا).
(44045 -) ألا أنبئك بشر الناس! من أكل وحده، ومنع
رفده، وسافر وحده، وضرب عبده، ألا أنبئك بشر من هذا! من
يبغض الناس ويبغضونه، ألا أنبئك بشر من هذا! من يخشى شره
92

ولا يرجى خيره! ألا أنبئك بشر من هذا! من باع آخرته بدنيا
غيره، ألا أنبئك بشر من هذا! من أكل الدنيا بالدين (ابن
عساكر - عن معاذ).
الترهيب الثماني من الاكمال
(44046 -) ألا أنبئكم بشراركم! إن شراركم الذي ينزل وحده
وبجلد عبده، ويمنع رفده، أفلا أنبئكم بشر من ذلك! الذين
يقيلون عثرة، ولا يقبلون معذرة، ولا يغفرون ذنبا، أفلا أنبئكم
بشر من ذلكم، من يبغض الناس ويبغضونه، أفلا أنبئكم بشر
من ذلكم! من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره (طب - عن
ابن عباس).
(44047 -) لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت وحرقت بالنار، ولا
تعصين والديك، وإن أمراك أن تخلى من أهلك ودنياك فتخله،
ولا تشربن خمرا فإنها رأس كل شر، ولا تتركن صلاة متعمدا،
فمن فعل ذلك برئت منه ذمة الله وذمة رسوله، ولا تفرن يوم الزحف،
فمن فعل ذلك باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، ولا
تزدادن في تخوم أرضك، فمن فعل ذلك يأتي به على رقبته يوم القيامة
93

من مقدار سبع أرضين، وأنفق على أهلك من طولك، ولا ترفع
عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل (طب - عن أميمة مولاة
لرسول الله ص).
(44048 -) لا تشرك بالله شيئا وإن قتلت أو حرقت، ولا
تعقن ولديك وإن أمرك أن تخرج من أهلك ومالك، ولا تتركن
صلاة مكتوبة متعمدا فان من تترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد
برئت منه ذمة الله، ولا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة، وإياك
والمعصية! فان المعصية تحل سخط الله، وإياك والفرار من الزحف
وإن هلك الناس! وإذا أصاب الناس موت وأنت فيهم فأثبت،
وأنفق على عيالك من طولك ولا ترفع عصاك عنهم أدبا وأخفهم في الله
عز وجل (حم، طب، حل - عن معاذ).
(44049 -) لا تشرك بالله شيئا وإن عذبت وحرقت، وأطع
والديك وإن أمراك أن تخرج من كل شئ هو لك فاخرج منه،
ولا تترك صلاة مكتوبة عمدا فان من ترك الصلاة عمدا فقد برئت
منه ذمة الله، وإياك والخمر! فإنها مفتاح كل شر، وإياك والمعصية!
فإنها موجبة لسخط الله ولا تغلل ولا تفر يوم الزحف وإن هلكت
وفر أصحابك، وإن أصاب الناس موتان وأنت فيهم فأثبت، ولا
94

تنازع الامر أهله وإن رأيت أنه لك، وأنفق ما طولك على أهل
بيتك ولا ترفع عصاك عنهم أدبا وأخفهم في الله عز وجل (حم،
طب - عن أبي الدرداء، ق، وابن عساكر - عن أم أيمن).
(44050 -) لا تشركوا بالله شيئا وإن قطعتم أو حرقتم أو
صلبتم، ولا تتركوا الصلاة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد خرج عن
الملة، ولا تركبوا المعصية فإنها سخطة الله، ولا تشربوا الخمر فإنها
رأس الخطايا كلها، ولا تفروا من الموت وإن كنتم فيه، ولا تعقن
والديك وإن أمراك أن تخرج من الدنيا كلها فاخرج، ولا تضع
عصاك عن أهلك، وأنصفهم من نفسك (طب - عن عبادة بن
الصامت).
الترهيب التساعي من الاكمال
(44051 -) لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا وتزنوا، ولا
تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تمشوا ببرئ إلى ذي
سلطان ليقتله، ولا تسحروا، وتأكلوا الربا، ولا تقذفوا محصنة
ولا تولوا الفرار يوم الزحف، وعليكم خاصة اليهود أن لا تعتدوا
في السبت (ت: حسن صحيح (1)، ن - عن صفوان بن عسال

(1) أخرجه الترمذي كتاب الاستئذان باب ما جاء في قبلة اليد الرجل رقم
2877 وقال حسن صحيح. ص
95

أن يهوديين أتيا رسول الله ص فسألاه عن تسع آيات بينات قال
فذكره).
(44052 -) يا معشر المسلمين! احذروا البغي فإنه ليس من
عقوبة هي أحضر من عقوبة بغي، وصلوا أرحامكم فإنه ليس من
ثواب أعجل من صلة الرحم، وإياكم واليمين الفاجرة! فإنها تدع
الديار بلافع من أهلها، وإياكم وعقوق الوالدين! فان ريح الجنة
توجد من مسيرة ألف عام، وما يجد ريحها عاق، ولا قاطع، ولا
شيخ زان، ولا جار إزاره خيلاء، إنما الكبرياء لله رب العالمين،
والكذب كله إثم إلا ما نفعت به مسلما أو دفعت به عن دين الله،
وإن في الجنة لسوقا لا يباع فيه ولا يشترى إلا الصور من الرجال
والنساء، يتوافون على مقدار كل يوم من أيام الدنيا. يمر بهم
أهل الجنة، فمن اشتهى صورة دخل فيها من رجل أو امرأة فكان
هو تلك الصورة (ابن عساكر - عن محمد بن أبي الفرات الجرمي عن
أبي إسحاق عن الحارث عن علي، ومحمد كذبه احمد وغيره، وقال د:
روي أحاديث موضوعة).
96

الفصل التاسع في الترهيب العشاري
(44053 -) كفر بالله العظيم عشرة من هذه الأمة: الغال،
والساحر، والديوث، وناكح المرأة في دبرها، وشارب الخمر،
ومانع الزكاة، ومن وجد سعة ومات يحج، والساعي في الفتن،
وبائع السلاح أهل الحرب، ومن نكح محرم منه (ابن عساكر -
عن البراء).
(44054 -) بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال!
بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الاعلى! بئس العبد عبد
سها ولها ونسي المقابر والبلى! وبئس العبد عبد عتا وطغى ونسي
المبتدأ والمنتهي! بئس العبد عبد يختل (1) الدنيا بالدين! بئس العبد
عبد يختل الدين بالشبهات بئس العبد عبد طمع يقوده! بئس العبد
عبد هوى يضله! بئس العبد عبد رغب يذله (د، ك، هب - عن
أسماء بنت عميس، طب، هب - عن نعيم بن همار) (2).

(1) يختل: ختله: خدعه والتخاتل التخادع. اه‍ صفحة 130 المختار. ب
(2) الحديث في سنن الترمذي كتاب صفة القيامة باب بئس العبد عبد سها
رقم 2450 قال المناوي في الفيض 3 / 212 قال الهيثمي وفيه طلحة بن
الزبير الرقي وهو ضعيف. ص
97

الترهيب العشاري فصاعدا من الاكمال
(44055 -) إن إبليس لما أنزل إلى الأرض قال: يا رب! أنزلني
إلى الأرض وجعلني رجيما فاجعل لي بيتا، قال: الحمام، قال: فاجعل
لي مجلسا، قال: الأسواق ومجامع الطرق، قال: فاجعل لي طعاما،
قال، ما لا يذكر اسم الله عليه، قال: اجعل لي شرابا، قال: كل
مسكر، قال: اجعل لي مؤذنا، قال: المزامير، قال: اجعل لي
قرآنا: قال الشعر قال: اجعل لي كتابا، قال: الوشم، قال: اجعل لي حديثا،
قال: الكذب، قال: اجعل لي رسولا، قال: الكهانة، قال:
اجعل لي مصايد، قال: النساء (ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان،
وابن جرير، طب، وابن مردويه - عن أبي أمامة).
(44056 -) قال إبليس لربه: يا رب! أهبط آدم وقد علمت أنه
سيكون كتاب ورسل، فما كتابهم ورسلهم؟ قال: رسلهم
الملائكة والنبيون منهم، وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان،
قال: كتابك الوشم، وقرآنك الشعر، ورسلك الكهانة، وطعامك
ما لم يذكر اسم الله عليه، وشرابك كل مسكر، وصدقك الكذب
وبيتك الحمام ومصايدك النساء، ومؤذنك المزمار، ومسجدك الأسواق
(طب - عن ابن عباس).
98

(44058 -) ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص
شيئا من حقي، وعلى من أبى عترتي، وعلى من استخف بولايتي،
وعلى من ذبح لغير القبلة، وعلى من انتقى من ولده، وعلى من برئ
من مواليه، وعلى من سرق من منار الأرض وحدودها، وعلى من
أحدث في الاسلام حدثا أو آوى محدثا، وعلى ناكح البهيمة، وعلى
ناكح يده، وعلى من أتى الذكران من العالمين، وعلى من تحصر
ولا حصور بعد يحيى بن زكريا، وعلى رجل تأنث وعلى امرأة
تذكرت، وعلى من أتى امرأة وابنتها، وعلى من جمع الأختين إلا
قد سلف، وعلى مغور الماء المنتاب، وعلى المتغوط في ظل النزال،
وعلى من آذانا في سبلنا، وعلى الجارين أذبالا، وعلى الماشين اختيالا
وعلى الناطقين أشفارا بالخنى، وعلى الشابين فضالا، وعلى المعقوس
نعالا (الباوردي - عن بشر بن عطية، وضعف).
(44058 -) عشرة من أخلاق قوم لوط: الخذف في النادي،
ومضغ العلك، والسواك على ظهر الطريق، والصفير، والحمام، والجلاهق (1)

(1) الجلاهق: كعلابط: البندق الذي يرمى به. اه‍ (3 / 218)
القاموس. ب.
99

والعمامة التي لا يتلحى بها، والسبتية (1) والتطريف بالحناء،
وحل ازرار الأفبية، والمشي بالأسواق والأفخاذ بادية (الديلمي
من طريق إبراهيم الطيان عن الحسين بن القاسم الزاهد عن إسماعيل
ابن أبي زياد الشاشي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس، والطيان
والثلاثة فوقه كذابون).
(44059 -) يا علي! إني أحب لك ما أحب لنفسي وأكره لك
ما أكره لنفسي، لا تقرأ وأنت راكع ولا أنت ساجد ولا تصل
وأنت عاقص شعرك فإنه كفل الشيطان، ولا تقع (2) بين السجدتين،
ولا تعبث بالحصى في الصلاة، ولا تفترش ذراعيك، ولا تفتح على
الامام، ولا تختم بالذهب، ولا تلبس القسي ولا المعصفر، ولا
تركب على المياثر الحمر فإنها مراكب الشيطان (عبد الرزاق، هق -
عن علي، وضعفه).

(1) السبتية: السبت بالكسر: جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ منها
النعال، سميت بذلك، لان شعرها (سقد بت)؟ عنها: أي حلق
وأزيل. اه‍ 3302 النهاية. ب
(2) تقع: أقعى إقعاء ألصق أليته بالأرض ونصب ساقيه ووضع يديه كما
كما يتقى الكلب. اه‍ صفحة 700 المصباح. ب
100

الترغيب والترهيب من الاكمال
(44060 -) أحب الأعمال إلى الله سبحة الحديث، وأبغض
الأعمال إلى الله التحذيف، قيل: يا رسول الله! وما سبحة الحديث؟
قال: يكون القوم يحدثون والرجل يسبح. قيل: وما التحذيف؟
قال: القوم يكونون بخير، فيسألهم الجار والصاحب فيقولون: نحن
بشر يشكون (طب - عن عصمة بن مالك).
(44061 -) أصحاب الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق،
ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم، ورجل عفيف فقيه
متصدق، وأصحاب النار خمسة: رجل لا يخفى له طمع وإن دق
الا خانه، ورجل لا يمسي ولا يصبح إلا وهو يخادعك عن أهلك
ومالك، والضعيف الذي لا زبر له (1)، الذين هم فيكم تبعا لا يبغون
أهلا ولا مالا، والشنظير (2) الفحاش - وذكر البخل والكذب

(1) زبر: في الحديث: الفقير الذي ليس له زبر أي عقل يعتمد
عليه. الزبر: الصبر، يقال: ماله زبر ولا صبر. لسان
العرب 4 / 315 ب.
(2) والشنظير الفاحش: وهي السيئ الخلق. النهاية 2 / 504 ب.
101

(طب، ك - عن عياض بن حمار).
(44062 -) إن أهل الجنة من لا يموت حتى يملا الله مسامعه
ما يحب، وأهل النار من لا يموت حتى ملا الله مسامعه مما
يكره (سمويه، ك، ض - عن ابن أنس، قال أبو زرعة: وهم أبو
المظفر في رفعه).
(44063 -) أهل النار كل شديد قبعثري، قيل: يا رسول الله!
من القبعثري؟ قال: الشديد على الأهل الشديد على الصاحب،
الشديد على العشيرة، وأهل الجنة كل ضعيف مزهد (الشيرازي
في الألقاب، والديلمي - عن أبي عامر الأشعري).
(44064 -) أهل النار كل جعظري (1) جواظ (2)
مستكبر جماع مناع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون (حم،
ك - عن ابن عمرو).

(1) جعظري: الجعظري: الفظ الغليظ أو الأكول الغليظ والقصير
المنتفخ بما ليس عنده. القاموس 1 / 391 ب.
(2) جواظ: الجواظ: الضخم المختال في مشيته. الصحاح
للجوهري 3 / 1171 ب.
102

(44065 -) ألا أخبرك يا أبا الدرداء بأهل النار؟ كل جعظري
جواظ مستكبر جماع منوع، ألا أخبرك بأهل الجنة؟ كل مسكين
لو أقسم على الله لابره (طب - عن أبي الدرداء).
(44066 -) ألا أدلكم على أهل الجنة؟ الضعفاء المتظلمون، ألا
أدلكم على أهل النار؟ كل شديد جعظري (حم - عن رجل).
(44067 -) يا سراقة بن مالك! ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل
النار؟ أهل الجنة من ملئت مسامعه من الثناء الحسن وهو يسمع،
وأهل النار من ملئت مسامعه من الثناء السيئ وهو يسمع (ابن
المبارك - عن أبي الحوراء مرسلا).
(44069 -) خيار أمتي من دعا إلى الله تعالى وحبب عباده إليه
وشرار أمتي التجار من كثرت أيمانه وإن كان صادقا (ابن النجار -
عن أبي هريرة مرسلا).
(44070 -) ألا أخبركم بأهل النار وأهل الجنة.... (حم
عن أنس).
(44071 -) أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن
الخلق، وأكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان: الفم والفرج
103

(حم، في الأدب، ت: (1) صحيح غريب، ه‍، ك حب، هب
عن أبي هريرة).
(44072 -) إن الله تعالى يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة: يبغض
الشيخ الزاني، والفقير المختال، والمكثر البخيل، ويحب ثلاثة:
رجل كان في كتيسبة فكر يحميهم حتى قتل أو فتح الله عليه،
ورجل كان في قوم فأدلجوا فنزلوا من آخر الليل وكان النوم أحب
إليهما ما يعدل به وقام يتلو آياتي ويتملقني، ورجل كان في قوم فأتاهم
رجل يسألهم لقرابة بينه وبينهم فبخلوا عنه وخلف بأعقابهم حيث
لا يراه إلا الله تعالى ومن أعطاه (حم، حب، ص - عن
أبي ذر).
(44073 -) إن الله تعالى يحب ثلاثة: رجل
غزا في سبيل الله صابرا محتسبا فقاتل حتى قتل، ورجل كان له جار
يؤذيه فصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة وموت، ورجل سافر

(1) أخرجه الترمذي كتاب البر. باب ما جاء في حسن الخلق رقم 2027
وقال حسن صحيح غريب. ص
104

مع قوم فارتحلوا حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى فنزلوا
فضربوا برؤوسهم، ثم قام وتطهر وصلى رهبة لله ورغبة فيما عنده،
والثلاثة الذي يبغضهم الله: البخيل المنان، والمختال الفخور، والتاجر
الحلاف (طب، ك، ق، ص - عن أبي ذر).
(44073 -) إن الله تعالى يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة: رجل غزا
في سبيل الله صابر محتسبا فقاتل حتى قتل، ورجل كان له جار يؤذيه
فصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة وموت، ورجل سافر مع
قوم فارتحلوا حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى فنزلوا
فضربوا برؤوسهم، ثم قام وتطهر وصلى رهبة لله ورغبة فيما عنده،
والثلاثة الذين يبغضهم الله: البخيل المنان، والمختال الفخور، والتاجر
الحلاف (طب، ك، ق، ص - عن أبي ذر).
(44074 -) إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان للناس يوم
القيامة، فأما المعروف فيبشر أهله ويعدهم الخير، وأما المنكر فيقول
لأصحابه: إليكم إليكم! وما يستطيعون له إلا لزوما (ابن أبي الدنيا
في قضاء الحوائج - عن أبي موسى).
(44075 -) والذي نفسي بيده! إن المعروف والمنكر خليقتان
105

ينصبان للناس يوم القيامة، فأما المعروف فيبشر أصحابه ويعدهم الخير
وأما المنكر فيقول: إليكم إليكم! وما يستطيعون له إلا لزوما (حم،
عن أبي موسى).
(44076 -) ألا أخبركم بخيركم من شركم! خيركم من يرجى خيره
ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره (حم،
ت: (1) حسن صحيح، حب - عن أبي هريرة).
(44077 -) ألا أخبركم بشئ أمر به نوح ابنه! إن نوحا قال
لابنه: يا بني! آمرك بأمرين وأنهاك عن أمرين: آمرك أن تقول:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت،
وهو على كل شئ قدير، فان السماوات والأرض لو جعلتا في كفة
وجعلت في كفة وزنتهما، ولو جعلتا حلقة قصمتها، وآمرك يا بني
أن تقول: سبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وتسبيح الخلق
وبها يرزق الخلق، وأنهاك يا بني عن الشرك، فإنه من أشرك بالله
حرم عليه الجنة وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، فقال

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب رقم 63 ورقم الحديث 2362 وقال
حديث صحيح ص
106

معاذ بن جبل: يا رسول الله! أمن الكبر أن يكون لاحدنا دابة
يركبها، والنعلان يلبسهما، والثياب يلبسها، والطعام يجمع عليه أصحابه؟
قال: لا، ولكن الكبر أن تسفه (1) الحق وتغمص (2) المؤمن
وسأنبئك بخلال من كن فيه فليس بمتكبر: اعتقال الشاة، وركوب
الحمار، ولبوس الصوف، ومجالسة فقراء المؤمنين وأن يأكل أحدكم
مع عياله (عبد بن حميد، وابن عساكر، عن جابر، ع، ق،
وابن عساكر - عن ابن عمرو).
(44078 -) إن نبي الله نوحا لما حضرته الوفاة قال لابنه: يا بني!
إني موصيك فقاصر على الوصية، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين:
آمرك بلا إله إلا الله، فلو أن السماوات السبع والأرضين السبع
وضعن في كفة ولا إله إلا في كفة لرجحت بهن، ولو أن السماوات

(1) تسفه: وفي الحديث " إنما البغي من سفه الحق " أي من جهله.
النهاية 2 / 386. ب
(2) تغمص: وفي الحديث (إنما ذلك من سفه الحق وغمص الناس "
أي احتقرهم ولم يرهم شيئا تقول منه: غمص الناس يغمصهم غمصا.
النهاية 3 / 386. ب
107

السبع والأرضين السبع كانت حلقة مبهمة قصمهن لا إله إلا الله،
وأوصيك بسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة الخلق وبها يرزق الخلق،
وأنهاك عن الكفر والكبر، قيل: يا رسول الله! ما الكبر؟ أهو
أن يكون للرجل حلة يلبسها، وفرس جميل يعجبه جماله؟ قال:
لا، الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس (حم، طب، ك -
عن ابن عمر).
(44079 -) قولوا خيرا، قولوا: سبحان الله وبحمده، فبالواحدة
عشرة، وبالعشرة مائة، وبالمائة ألف، ومن زاد زاده الله، ومن
استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله
فقد ضاد الله في ملكه، ومن أعان على خصومة من غير علم كان
في سخط الله حتى ينزع، ومن بهت مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في
ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن مات وعليه دين
أخذ من حسناته، وليس ثم دينار ولا درهم، حافظوا على ركعتي
فان فيهما رغب الدهر (الخطيب - عن ابن عمر).
(44080 -) مالكم لا تتكلمون؟ من قال: سبحان الله وبحمده
108

كتب الله له عشر حسنات، ومن قالها عشرا كتب الله له مائة
حسنة، ومن قالها مائة مرة كتب الله له ألف حسنة، ومن زاد
زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد
من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه، ومن اتهم بريئا صبره الله
إلى طينة الخيال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن انتفى من ولده
فيفضحه به في الدنيا فضحه الله على رؤس الخلائق يوم القيامة (ابن
صصري في أماليه - عن ابن عمر).
(44081 -) من قال: سبحان الله وبحمده، كتب الله له عشر
حسنات، ومن قالها عشرا كتب الله له مائة حسنة، وما قالها
مرة كتب الله له ألف ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن
استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله
فقد ضاد الله في حكمه، ومن اتهم بريئا صيره الله إلى طينة الخبال
حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن انتهى من ولده يفضحه به في الدنيا
فضحه الله على رؤس الخلائق يوم القيامة (ق - عن ابن عمر).
(44082 -) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه،
109

من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخلن الحمام (ع، حب، طب، ك،
ق، ص - عن عبد الله بن زيد الخطمي عن أبي أيوب).
(44083 -) خيار أمتي من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، وأن محمد عبده ورسوله، والذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا
أساؤا استغفروا، وإذا سافروا قصروا وأفطروا، وشرار أمتي الذين
ولدوا في النعيم وغذوا به همتهم - أو قال: نهمتهم - لين الثياب
وطيب الطعام والتشدق في الكلام (طب - عن عروة بن رويم).
(44084 -) وجدت الحسنة نورا في القلب، وزينا في الوجه،
وقوة في العمل، ووجدت الخطيئة سوادا في القلب، ووهنا في العمل،
وشينا في الوجه (حل - عن أنس).
(44085 -) وجد في المقام حجر مكتوب فيه: أنا الله ذو
بكة (1)، خلقت الخير والشر، فطوبى لمن خلقت الخير على

1) ذو بكة: وفي حديث مجاهد " من أسماء مكة بكة " قيل بكة موضع
البيت، ومكة سائر البلد. النهاية 1 / 150 ب.
110

يديه! وويل لمن خلقت الشر على يديه (الديلمي - عن أنس).
(44086 -) قال الله تعالى: إني أنا الرب قضيت الخير والشر،
فويل لمن قضيت على يده الشر! وطوبى لمن قضيت على يديه الخير
(ابن النجار - عن علي).
111

الباب الثالث في الحكم وجوامع الكلم
(44087 -) أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام
اختصارا (ع - عن ابن عمر).
(44088 -) الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع العبد المملوك
حتى تجلسه مجالس الملوك (عد، حل - عن أنس).
(44089 -) الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق
أحق بها (ت (1) ه‍ - عن أبي هريرة).
(44090 -) الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها
(حب في الضعفاء - عن أبي هريرة).
(44091 -) آفة الظرف (2) الصلف (3) وآفة الشجاعة
البغى، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العبادة الفترة

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب الحكمة رقم 4109. ص
(2) الظرف: الظرف في اللسان: البلاغة. وفي الوجه: الحسن، وفي
القلب الذكاء. النهاية 3 / 157. ب
(3) الصلف: هو الغلو في الظرف، والزيادة على المقدار مع تكبر.
النهاية 3 / 47. ب
112

وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة
الحسب الفخر، وآفة الجود السرف (هب - وضعفه - عن علي).
(44092 -) أربع لا يشبعن من أربع: عين من نظر،
وأرض من مطر، وأنثى من ذكر، وعالم من علم (حل - عن
أبي هريرة، خط، عد - عن عائشة).
(44093 -) أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه (حل - عن
الدرداء، عد - عن جابر).
(44094 -) أزهد الناس في الأنبياء وأشدهم عليهم الأقربون
(ابن عساكر - عن أبي الدرداء).
(44095 -) إن ابن آدم لحريص على ما منع (فر - عن
ابن عمر). 44096 - إن ابن آدم إذا أصابه حر قال: حس (1) وإن
أصابه برد قال: حس (حم، طب - عن خولة).

(1) حس: هي بكسر السين والتشديد: كلمة يقولها الانسان إذا أصابه
ما مضه وأحرقه غفلة، كالجمرة والضربة ونحوهما. النهاية 1 / 385 ب.
113

(44097 -) إن حقا على الله أن لا يرفع شيئا من أمر الدنيا إلا
وضعه (حم، خ (1) ه‍، د، ن - عن أنس).
(44098 -) إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة
(حم، ق (2)، ت، ه‍ - عن ابن عمر).
(44099 -) أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك
يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما
ت (3)، هب - عن أبي هريرة، طب - عن ابن عمر، د - عن ابن
عمر، قط، عد، هب - عن علي، خد، هب - عن علي موقوفا).
(44100 -) التدبير نصف العيش، والتودد نصف العقل،
والهم نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين) القضاعي - عن
علي، فر - عن أنس).
(44101 -) التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل

(1) أخرجه البخاري كتاب الجهاد باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم 4 / 38 وأبو داود
كتاب الأدب رقم 4803. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الرقاق باب رفع الأمانة 8 / 130. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب البر باب ما جاء في الاقتصار في الحب والبغض
رقم 2065 وقال ضعيف. ص
114

(فر - عن أبي هريرة، الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن عمر
موقوفا).
(44102 -) جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض
من أساء إليها (عد، هب، حل - عن ابن مسعود، وصحح، هب وقفه).
(44103 -) الجار قبل الدار! والرفيق قبل الطريق! والزاد قبل
الرحيل (خط في الجامع - عن علي).
(44104 -) حبك للشئ يعمي ويصم (حم، تخ، د - عن
أبي الدرداء، الخرائطي في اعتلال القلوب، - عن أبي برزة، ابن
عساكر - عن عبد الله بن أنيس).
(44105 -) إنه لابد مما لابد منه (طب - عن أبي أمامة).
(44106 -) الحق أصله في الجنة، والباطل أصله في النار (تخ،
د - عن عمر).
(44107 -) الخبر الصالح يجئ به الرجل الصالح، والخبر السوء
يجئ به الرجل السوء (ابن منيع - عن أنس).
(44108 -) الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح، والرجل السوء
يأتي بالخبر السوء (حل، وابن عساكر - عن أبي هريرة).
(44109 -) كل شئ ينقص إلا الشر، فإنه يزاد فيه (حم،
115

طب - عن أبي الدرداء).
(44110 -) ليس الخبر كالمعاينة (طس - عن أنس، خط - عن
أبي هريرة).
(44111 -) ليس الخبر كالمعاينة، إن الله تعالى أخبر موسى بما
صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح، فلما عاين ما صنعوا ألقى
الألواح فانكسرت (حم، طس، ك - عن ابن عباس).
(44112 -) مع كل فرحة ترحة (خط - عن ابن مسعود).
(44113 -) منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا (عد -
عن أنس، البزار - عن ابن عباس).
(44114 -) الناس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب (1)
(طب - عن عقبة بن عامر وأبي سعيد).
(44115 -) لا هم إلا هم الدين، ولا وجع إلا وجع العين
(عد، هب - عن جابر).
(44116 -) إن الود يورث، والعداوة تورث (طس - عن غفير).
(44117 -) الود يتوارث، والبغض يتوارث (طب، ك -
عن غفير).

(1) شاجب: أي هالك. اه‍ 2 / 445 النهاية ب
116

(44118 -) الود والعداوة يتوارثان (أبو بكر في الغيلانيات -
عن أبي بكر).
(44119 -) الود الذي يتوارث في أهل الاسلام (طب - عن
رافع بن خديج).
(44120 -) يبصر أحدكم القذى في عير أخيه، وينسى الجذع
في عينيه (حل - عن أبي هريرة).
الحكم وجوامع الكلم والأمثال من الاكمال
(44121 -) آفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي،
وآفة السماحة المن وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العبادة الفترة، وآفة
الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة
الحسب الفخر، وآفة الجود السرف، وآفة الدين الهوى (ابن لآل في
مكارم الأخلاق. والقضاعي في مسند الشهاب (هب وضعفه، والديلمي -
عن علي).
(44122 -) التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل،
ومن تعزز بالباطل جزاه الله ذلا بغير ظلم (الديلمي - عن أبي هريرة).
(44123 -) كاد الحكيم أن يكون نبيا (الخطيب - عن أنس).
117

(44124 -) من خاف شيئا حذره، ومن رجا شيئا عمل له، ومن أيقن
بالخلف جاد بالعطية (الديلمي عن أنس).
(44125 -) أشد حسرات ابن آدم ثلاث: رجل كانت عنده
امرأة حسناء جميلة تعجبه فولدت غلاما فماتت وليس عنده ما يسترضع
لابنه، ورجل كان على فرس في غزو فرأى الغنيمة فسابق أصحابه
إليها حتى إذا قرب منها وقع الفرس فمات وواقع أصحابه الغنيمة
فاقتسموها، ورجل كان له زرع وناضح فلما استوى زرعه
واستحصد مات ناضحة وليس عنده ما يشتري بعيرا فمات زرعه
(طب، ك - عن سمرة).
(44126 -) ليس الخبر كالمعاينة (العسكري في الأمثال،
والخطيب - عن ابن عباس، الخطيب - عن أبي هريرة، طس والخطيب
والديلمي - عن أنس، زاد الديلمي: قلت: يا رسول الله! ما معناه؟
قال: ليس الدنيا كالآخرة).
(44127 -) ليس في الدنيا حسرة إلا في ثلاث: رجل كان له
سقي وله سانية (1) يسقى عليها أرضه فلما اشتد ظمأ أرضه وخرج

(1) سانية: السواني جمع سانية وهي الناقة التي يستقي عليها. اه‍ 2 / 415 النهاية. ب.
118

ثمرها ماتت سانيته فيجد حسرة على سانيته الذي قد علم السقي أن
لا يجد مثله، ويجد حسرة على ثمرة أرضه أن تفسد قبل أن يحيل لها
حيلة: ورجل: كان له فرس جواد فلقى جمعا من الكفار فلما دنا
بعضهم من بعض انهزم أعداء الله فسبق الرجل على فرسه، فلما
كرب أن يلحق كسرت به فرسه ونزل قائما عنده يجد حسرة على
فرسه أن لا يجد مثله، ويجد حسرة على ما فاته من الظفر الذي كان
قد أشرف عليه، ورجل تحته امرأة قد رضي هيئتها ودينها فنفست
غلاما فماتت بنفسه فيجد حسرة على امرأته يظن أنه لن يصادف
مثلها ويجد حسرة على ولدها يخشى أن يهلك ضيعة قبل أن يجد له
مرضعة - فهذه أكبر أولئك الحسرات (طب - عن سمرة).
(44128 -) الخير عادة (طب - عن ابن مسعود موقوفا).
(44129 -) ثلاث فاتنات: الشعر الحسن، والوجه الحسن،
والصوت الحسن (الديلمي - عن أبان عن أنس).
(44130 -) ليس المعاين كالمخبر (ابن خزيمة، والحسن بن سفيان،
والخطيب - عن أنس).
119

(44131 -) لا ينتطح (1) فيها عنزان (ابن سعد - عن عبد
الله بن الحارث بن الفضيل الخطمي عن أبيه مرسلا، عد - عن ابن
عباس، ابن عساكر - عن ابن عباس).
(44132 -) لا غم إلا غم الدين، ولا وجع إلا وجع العين
(هب - وقال: منكر - عن جابر).
(44133 -) لا هم كهم الدين، ولا وجع كوجع العين
(الشيرازي في الألقاب - عن ابن عمر).
(44134 -) الهم نصف الهرم (الديلمي - عن ابن عمرو).
(44135 -) لا فقر أشد من الجهل، ولا غنى أعود من العقل،
ولا عباد كالتفكر (أبو بكر بن كامل في معجمه، وابن النجار -
عن الحارث عن علي). 44136 - لا مال أعود من العقل، ولا فقر أشد من الجهل،
ولا وحدة أشد من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا
عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكف،

(1) لا ينتطح: أي لا يلتقى فيها اثنان ولا ضعيفان لان النطاح من شأن
التيوس والكباس لا العنوز. وهي إشارة إلى قضية مخصوصة لا يجري
فيها خلف ونزاع. اه‍ 5 / 74 النهاية. ب
120

ولا عبادة كالتفكر، وآفة الجمال البغي، وآفة الشجاعة الفخر
(هب - وضعفه - عن علي).
(44137 -) لا عقل كالتدبير في رضى الله، ولا ورع كالكف
عن محارم الله، ولا حسب كحسن الخلق (أبو الحسن القدوري في
جزئه، وابن عساكر وابن النجار - عن أنس، وفيه صخر الحاجبي).
(44138 -) يا أبا سفيان! أنت كما قال القائل: كل الصيد في
جوف الفرا (1) (الديلمي - عن بصير بن عاصم الليثي عن أبيه).
(44139 -) يا خولة! لا تصبر على حر ولا تصبر على برد
(هب - عن خولة بنت قيس).
(44140 -) يا خولة! لا تصبر على حر ولا برد، يا خولة!
إن الله أعطاني الكوثر وهو نهر في الجنة، وما خلق أحب إلي ممن
يرده من قومك، يا خولة! رب متخوض في مال الله ومال رسوله
فيما اشتهت نفسه له النار يوم القيامة (طب - عن خولة بنت قيس).

(1) الفرا: في الحديث أنه قال لأبي سفيان: " كل الصيد في جوف
الفرأ " الفرأ مهموز مقصور: حمار الوحش، وجمعه: فراء. قال له
ذلك يتألفه على الاسلام، يعني أنت في الصيد كحمار الوحش، كل
الصيد دونه. اه‍ 2 / 422 النهاية. ب
121

(44141 -) يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسي الجذع
- أو قال: الجذل - في عينه (ابن المبارك - عن أبي هريرة).
(44142 -) من كثر همه سقم بدنه، وما ساء خلقه عذب
نفسه، ومن لاحى (1) الرجال سقطت مروءته وذهبت كرامته
(أبو الحسن ابن معروف في فضائل بني هاشم، وابن عمليق في جزئه،
خط في المتفق والمفترق - عن علي، وفيه بشر بن عاصم عن حفص
ابن عمر، قال: خط: كلاهما مجهولان).
(44143 -) القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد
من باعدته البغضاء وإن قرب نسبه، و شئ أقرب من يد إلى
جسد، وإن اليد إذا غلت قطعت وإذا قطعت حسمت (أبو نعيم،
والديلمي - عن جعفر بن محمد عن أبيه معضلا، ابن النجار - عنه
عن علي بن الحسين عن الحسين عن علي بن أبي طالب موصولا).
(44144 -) الموت غنيمة والمعصية مصيبة، والفقر راحة
والغنى عقوبة والعقل هدية من الله والجهل ضلالة، والظلم ندامة

(1) لاحى: وفي الحديث " نهيت عن ملاحاة الرجال " أي مقاولتهم ومخاصمتهم.
يقال: لحيت الرجل ألحاه لحيا، إذالته وعذلته، ولاحيته ملاحاة
ولحاء، إذا نازعته. اه‍ 4 / 243 النهاية. ب
122

والطاعة قرة العين، والبكاء من خشية الله النجاة من النار والضحك
هلاك البدن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له (هب وضعفه،
الديلمي - عن عائشة).
(44145 -) لو بعثت إليهم فنهيتهم أن يأتوا الحجون لأتاه بعضهم
وإن لم يكن له به حاجة (طب - عن عبدة السوائي).
(44146 -) لو نهيت رجالا أن يأتوا الحجون (1) لأتوها وما لهم بها
حاجة (أبو نعيم - عن عبدة بن حزن).

() الحجون: الجبل المشرف مما يلي شعب الجزارين بمكة. اه‍ النهاية وقال
ياقوت الحموي في معجم البلدان: 2 / 225
الحجون: جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها. ص
123

كتاب المواعظ والرقائق والخطب والحكم
من قسم الافعال
فصل في جامع المواعظ والخطب
خطب النبي ص ومواعظه
(44147 -) إن الحمد لله، أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من
شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن
يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، إن أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه
وأدخله في الاسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث
الناس إن أحسن الحديث أبلغه، أحبوا من أحب الله، أحبوا
الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله و ذكره، ولا يقسى قلوبكم،
فقد سماه الله خيرته من الأعمال والصالح من الحديث وعلى كل
ما آوى (1) الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به
شيئا. واتقوه حق تقاته. واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم

(1) آوى: يقال: أويت إلى المنزل وأويت غيري وآويته، ويقال: أوى
وآوى بمعنى واحد. اه‍ 1 / 82 النهاية. ب
124

وتحابوا بروح الله عز وجل بينكم، إن الله يغضب أن ينكث
عبده والسلام عليكم ورحمة الله (هناد - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
ابن عوف مرسلا).
(44148 -) إن الحمد لله، ما شاء جعل بين يديه وما شاء جعل
خلفه، وإن من البيان سحرا (حم، طب - عن معن بن يزيد)
(44149 -) عن البراء بن عازب قال: خطبنا رسول الله ص
حتى أسمع العواتق في الخدور ينادي بأعلى صوته: يا معشر من آمن
بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه! لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا
عوراتهم، فان من يتبع عورة أخيه المسلم يتبع الله عورته، ومن
يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته (هب).
(44150 -) عن علي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله ص
خطيبا على أصحابه فقال: يا أيها الناس! كأن الموت على غيرنا فيها
كتب، وكأن الحق على غيرنا وجب، وكأن الذي يشيع من
الأموات سفر عما قيل إلينا راجعون، نأويهم أجداثهم وتأكل
تراثهم كأنا مخلدون، قد نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة، طوبى
لمن شغله عيبه عن عيوب الناس! طوبى لمن طاب كسبه، وصلحت
سريرته، وحسنت علانيته، واستقامت طريقته! طوبى لمن تواضع لله
125

من غير منقصة، وأنفق مالا جمعه في غير معصية، وخالط أهل
الفقه والحكمة، ورحم الله أهل الذل والمسكنة! طوبى لمن أنفق
الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة ولم يعد
عنها إلى بدعة، ثم نزل (حل).
(44151 -) (مسند حرملة بن عبد الله العنبري) عن حيان
ابن عاصم - وكان جده حرملة أبو أمه - حدثتاه جدتاه صفية ودحية
ابنتا عليبة أن حرملة بن عبد الله أخبرهم أنه خرج حتى أتي النبي
ص - وكان عنده حتى عرفة - فقال حرملة: ارتحلت إلى رسول
الله ص لازداد من العلم، فجئت حتى قمت بين يديه ثم قلت
يا رسول الله! ما تأمرني أن أعمل به؟ قال يا حرملة! ائت المعروف
واجتنب المنكر،، فذهبت حتى أتيت راحلتي، ثم رجعت فقمت
بين يديه في مقامي أو قريبا منه فقلت: يا رسول الله! ما تأمرني؟
قال يا حرملة! ائت المعروف واجتنب المنكر، وانظر الذي سمعت
أذنك يقوله القوم من الخير إذا قمت من عندهم فأته، وانظر الذي
تكره أن يقوله القوم لك إذا قمت من عندهم فأجتنبه، قال حرملة:
فلما قمت من عنده نظرت فإذا هما أمران لم يتركا شيئا: إتيان
المعروف واجتناب المنكر (ابن النجار).
126

(44152 -) (أيضا) عن ضرغامة بن عليبة بن حرملة حدثني
أبي عن أبيه قال: أتيت النبي ص في ركب من الحي، فصلى بنا
صلاة الصبح فجعلت انظر الذي بجنبي فما أكاد أعرفه من الغلس،
فلما أردت الرجوع قلت: أوصني يا رسول الله! قال: اتق الله، وإذا
كنت في مجلس فقمت عنه فسمعتهم يقولون: ما يعجبك فإنه، وإذا
سمعتهم يقولون ما تكره فلا تأته (ط، وأبو نعيم).
(44153 -) (مسند أبي دويحة خالد بن رباح) عن خالد بن
رباح أخي بلال مؤذن رسول الله ص قال: الناس ثلاثة: سالم،
وغانم، وشاجب، فالسالم الساكت، والغانم الذي يأمر بالخير
وينهى عن المنكر، والشاجب الناطق بالخنى على الظلم (كر).
(44154 -) قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:
وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس
المستغفري قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الامام أبي حامد
المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة، ثم
عاودته في ذلك فأخبرني باسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال:
رجاء رجل إلى النبي ص فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة،
فقال له: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله! أحب أن أكون
127

أعلم الناس، قال: اتق الله تكن أعلم الناس، فقال: أحب أن
أكون أغنى الناس، قال: كن قنعا تكن أغنى الناس، قال: أحب
أن أكون خير الناس، فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن
نافعا لهم، فقال: أحب أن أكون أعدل الناس، قال: أحب
للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس، قال: أحب أن أكون
أخص الناس إلى الله تعالى، قال: أكثر ذكر الله تكن أخص
العباد إلى الله تعالى، قال: أحب أن أكون من المحسنين، قال: أعبد
الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يرك، قال: أحب أن يكمل
إيماني، قال: حسن خلقك يكمل إيمانك، فقال: أحب أن أكون
من المطيعين، قال: أد فرائض الله تكن مطيعا، فقال: أحب أن
ألقى الله نقيا من الذنوب، قال اغتسل من الجنابة متطهرا تلقى الله
يوم القيامة وما عليك ذنب، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في
النور، قال: لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور، قال: أحب
أن يرحمني ربي، قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله،
قال: أحب أن تقل ذنوبي، قال: استغفر الله تقل ذنوبك، قال:
أحب أن أكون أكرم الناس، قال: لا تشكون الله إلى الخلق
تكن أكرم الناس، فقال: أحب أن يوسع على في الرزق، قال:
128

دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق، قال: أحب أن أكون من
أحباء الله ورسوله، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما
أبغض الله ورسوله، قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله،
قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه، قال: أحب
أن تستجاب دعوتي، قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك، قال:
أحب لا يفضحني الله على رؤس الاشهاد، قال: احفظ فرجك كيلا
تفتضح على رؤس الاشهاد، قال: أحب أن يستر الله على عيوبي،
قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عيوبك، قال: ما الذي
يمحو عني الخطايا، قال: الدموع والخضوع والأمراض، قال: أي
حسنة أفضل عند الله، قال: حسن الخلق والتواضع والصبر على
البلية والرضاء بالقضاء، قال: أي سيئة أعظم عند الله، قال: سوء
الخلق والشح المطاع، قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال:
إخفاء الصدقة وصلة الرحم، قال: ما الذي يطفئ نار جهنم، قال:
الصوم.
(44155 -) عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله! عظني
وأوجز، قال: إذا كنت في صلاتك فصل صلاة مودع، وإياك
وما يعتذر منه! واجمع اليأس مما في أيدي الناس (ك).
129

(44156 -) عن سعد الأنصاري عن إسماعيل بن محمد الأنصاري
عن أبيه عن جده أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله! أوصني
وأوجز، قال: عليك باليأس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع!
فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما يعتذر
منه (الديلمي).
(44157 -) (مسند أبي ذر) يا أبا ذر! ألا أوصيك بوصايا
إن أنت حفظتها نفعك الله بها: جاور القبور تذكر بها وعيد الآخرة،
وزرها بالنهار ولا تزرها بالليل، واغسل الموتى فان في معالجة جسد
خاو عظمة، واتبع الجنائز فان ذلك يحرك القلب ويحزنه واعلم أن
أهل الحزن من أمن الله، وجالس أهل البلاء والمساكين وكل معهم
ومع خادمك لعل الله يرفعك يوم القيامة، والبس الخشن والصفيق
من الثياب تذللا لله عز وجل وتواضعا لعل الفخر والعز لا يجدان
فيك مساغا، وتزين أحيانا في غنى الله بزينة حسنة تعففا وتكرما،
فان ذلك لا يضرك إن شاء الله، وعسى أن تحدث لله شكرا، يا أبا ذر!
إنه لا يحل فرج إلا من وجهين: نكاح المسلمين بولي وشاهدي
عدل، أو فرج تملك رقبته، وما سوى ذلك زنى، يا أبا ذر!
إنه لا يحل قتل نفس إذا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب
130

الزاني، والمرتد عن دينه في الاسلام يستتاب فان تاب وإلا قتل،
يا أبا ذر! وكل مال أصبته في غير أربع وجوه فهو حرام: ما أصبت
بسيفك، أو تجارة عن تراض، أو ما طابت به نفس أخيك المسلم،
وما ورث الكتاب (ابن عساكر).
(44158 -) عن أبي ذر قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله
ص جالس وحده فجلست إليه فقال: يا أبا ذر! إن للمسجد
تحية، وتحيته ركعتان فقم فاركعهما، قال: فقمت فركعتهما، ثم
قلت، يا رسول الله! إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: خير
موضوع، فمن شاء أقل ومن شاء أكثر، قلت: يا رسول الله!
أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في
سبيله، قلت: فأي المؤمنين أكملهم إيمانا؟ قال: أحسنهم خلقا،
قلت: فأي المسلمين أسلم، قال: من سلم الناس من لسانه ويده،
قلت: فأي الهجرة أفضل؟ قال: من هجر السيئات، قلت: فأي
الليل أفضل؟ قال: جوف الليل الغابر، قلت: فأي الصلاة أفضل؟
قال: طول القنوت، قلت: فما الصيام؟ قال: فرض مجزئ وعند
الله أضعاف كثيرة، قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر
جواده وأهريق دمه، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: أغلاها ثمنا
131

وأنفسها عند أهلها، قلت: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد من
مقل تسر إلى فقير، قلت: فأي آية ما أنزل الله عليك أفضل؟
قال: آية الكرسي، ثم قال: يا أبا ذر! ما السماوات السبع مع
الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي
كفضل الفلاة على الحلقة، قلت: يا رسول الله! كم الأنبياء؟ قال:
مائة ألف وعشرون ألفا، قلت: كم الرسل من ذلك؟ قال: ثلاثمائة
وثلاثة عشر جما غفيرا، قلت: من كان أولهم؟ قال: آدم، قلت:
أنبي مرسلا؟ قال: نعم، خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه ثم
سواه وكلمه قبلا، ثم قال: يا أبا ذر! أربعة سريانيون: آدم وشيث
وخنوخ - وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم - ونوح، وأربعة
من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك، يا أبا ذر! وأول
الأنبياء آدم وآخرهم محمد، وأول نبي من أنبياء بني إسرائيل موسى
وآخرهم عيسى، وبينهما ألف نبي، قلت: يا رسول الله! كم كتاب
أنزل الله؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون
صحيفة وأنزل على خنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر
صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل
التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قلت: فما كانت صحف إبراهيم؟
132

قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المسلط المغرور المبتلى! إني لم
أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد على دعوة
المظلوم فاني لا أردها ولو كانت من كافر، وكان فيها أمثال: على
العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ثلاث ساعات: ساعة
يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع
الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب، وعلى العاقل أن
لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد ومرمة لمعاش، أو لذة في
غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه،
حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه،
قلت: فما كان في صحف موسي؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت
لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح، عجبت لمن أيقن بالنار: ثم هو
يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى
الدنيا وتقلبها لأهلها ثم اطمأن إليها، عجبت لمن أيقن بالنار: ثم هو
يضحك، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب، عجبت لمن رأى
الدنيا وتقلبها لأهلها ثم اطمأن إليها، عجبت لمن أيقن بالحساب غدا
ثم لا يعمل، قلت: يا رسول الله! هل فيما أنزل عليك شئ مما
كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر! تقرأ (قد أفلح
من تزكى - إلى قوله: صحف إبراهيم وموسى)، قلت: يا رسول
الله! أوصني، قال: أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الامر كله، قلت:
133

زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله، فإنه نور لك في
الأرض وذكر لك في السماء، قلت: زدني، قال: إياك وكثرة
الضحك! فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، قلت: زدني، قال
عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك
على أمر دينك، قلت: زدني، قال: عليك بالجهاد، فإنه رهبانية
أمتي، قلت: زدني، قال: أحب المساكين وجالسهم، قلت: زدني
قال: انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر
أن لا تزدري نعمة الله عندك، قلت: زدني، قال: لا تخف في الله
لومة لائم، قلت: زدني، قال: قل الحق وإن كان مرا، قلت:
زدني، قال: ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد
عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من
نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي، يا أبا ذر! لا عقل كالتدبير، ولا
ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق (الحسن بن سفيان،
حب، حل، كر).
(44159 -) عن ابن عباس قال: دخل رسول الله ص المسجد
متوكئا وهو يقول: أيكم يسره أن يقيه الله من فيح جهنم، ثم
قال: ألا! إن عمل الجنة حزن بربوة - ثلاثا، ألا! إن عمل
134

النار - أو قال: الدنيا - سهل بسهوة - ثلاثا، والسعيد من وقى
الفتن، ومن ابتلى فصبر فيا لها ثم يا لها (هب).
(44160 -) عن ابن عباس قال: خطبنا رسول الله ص في
مسجد الخيف فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال: من كانت
الآخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه بين عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة،
ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته
من الدنيا إلا ما كتب له (طب، وأبو بكر الخفاف في معجمه،
وابن النجار).
(44161 -) عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي ص قال:
أوصني، قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة وتؤتي
الزكاة وتصوم وتحج وتعتمر وتسمع وتطيع. وعليك بالعلانية!
وإياك والسرائر (ابن جرير، ك).
(44162 -) عن أم الوليد بنت عمر بن الخطاب قالت: قال
رسول الله ص: أيها الناس: أما تستحيون! تجمعون مالا تأكلون:
وتبنون ما لا تسكنون، وتؤملون ما لا تدركون، أما تستحيون من
ذلك (الديلمي).
135

(44163 -) عن علي قال: قام فينا رسول الله ص خطيبا
فقال: يا أيها الناس! إنكم في دار هدنة، أنتم على ظهر سفر،
السير بكم سريع فأعدوا الجهاز لبعد المسافة (الديلمي).
(44164 -) عن علي قال: جاء رجل إلى رسول الله ص فقال:
أوصني وأوجز، قال: هيئ جهازك، وأصلح زادك، وكن وصى
نفسك، فإنه ليس من الله عوض ولا لقول الله خلف (الديلمي،
وفيه محمد بن الأشعث).
(44165 -) عن عنبسة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن الحسن
عن أم فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن جدها علي بن أبي طالب
قال: قال رسول الله ص لعبد الله بن العباس: احفظ الله يحفظك،
احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة،
وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم [بما
هو كائن إلى يوم القيامة، فلو جهد الخلائق أن ينفعوك بشئ لم
يكتبه الله عليك لم يقدروا، فان استطعت أن تعمل لله بالرضاء باليقين
فاعمل، وإن لم تستطع فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا،
واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع
136

العسر يسرا] (ابن بشران) (1).
(44166 -) عن عمير بن عبد الملك قال: خطبنا علي بن أبي
طالب على منبر الكوفة قال: كنت إن لم أسأل النبي ص ابتدأني
وإن سألته عن الخير أنبأني، وإن حدثني عن ربه وجل قال: يقول
الله عز وجل: وارتفاعي فوق عرشي! ما من أهل قرية ولا أهل
بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما كرهت من معصيتي ثم تحولوا
عنها إلى ما أحببت من طاعتي إلا تحولت عما يكرهون من
عذابي إلى ما يحبون من رحمتي، وما من أهل قرية ولا أهل بيت
ولا رجل ببادية كانوا على ما أحببت من طاعتي ثم تحولوا عنها إلى
ما كرهت من معصيتي إلا تحولت لهم عما يحبون من رحمتي إلى
ما يكرهون من غضبي (ابن مردويه).
(44167 -) عن اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي حنظلة مولى علي
ابن أبي طالب عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله ص
قال: إن أشد ما أتخوف عليكم خصلتان: اتباع الهوى، وطول
الأمل، فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق، وأما طول الأمل

(1) أخرجه الترمذي صدر الحديث ما عدا ما بين الحاصرتين كتاب صفة ج
باب رقم 22 ورقم الحديث 2638 وقال حسن صحيح. ص
137

فالحب للدنيا، ثم قال: ألا إن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن
يبغض، وإذا أحب عبدا أعطاه الايمان، ألا! إن للدين أبناء،
وللدنيا أبناء فكونوا من أبناء الدين، ولا تكونوا من أبناء الدنيا،
ألا إن الدنيا قد ارتحلت مولية والآخرة قد ارتحلت مقبلة، ألا!
وإنكم في يوم عمل ليس فيه حساب، ألا! وإنكم توشكون في يوم
حساب وليس فيه عمل (ابن أبي الدنيا في قصر الأمل، ونصر
المقدسي في أماليه، واليمان ضعيف).
(44168 -) عن جابر بن عبد الله قال: دخلت على علي بن أبي
طالب فقلت له: ما علامة المؤمن؟ قال: دخلت على النبي ص
فقلت: يا رسول الله! ما علامة المؤمن؟ قال: ستة أشياء حسن
ولكن في ستة من الناس أحسن: العدل حسن ولكن في الامراء
أحسن، والسخاء حسن ولكن في الأغنياء أحسن، والورع حسن
ولكن في العلماء أحسن، الصبر حسن ولكن في الفقراء أحسن،
التوبة حسن ولكن في الشباب أحسن، الحياء حسن ولكن في
النساء أحسن (الديلمي).
(44169 -) عن علي أن النبي ص قال في خطبة: أيها الناس!
قد بين الله لكم في محكم كتابه ما أحل لكم وما حرم عليكم،
138

فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وآمنوا بمتشابهه، واعملوا بمحكمه،
واعتبروا بأمثاله (ابن النجار وسنده واه).
(44170 -) عن أنس قال: خرجنا مع رسول الله ص إلى وادي
العقيق فقال: يا أنس! خذ هذه المطهرة املاها من هذا الوادي،
فإنه واد يحبنا ونحبه، فأخذتها فملأتها وعجلت ولحلقت رسول الله
ص وهو آخذ بيد علي، فلما سمع حسي التفت إلي فقال:
يا أنس! فعلت ما أمرتك به؟ قلت: نعم يا رسول الله ص،
فأقبل على علي فقال: يا علي! ما من حياة إلا استتبعها عبرة، يا علي!
كل هم منقطع إلا هم النار، يا علي! كل نعيم يزول إلا نعيم الجنة
(ابن النجار وفيه الحسن بن يحيى الخشني متروك).
(44171 -) عن الحسن عن أنس أن رسول الله ص قال فيما
يروى عن ربه: ابن آدم! أربعة خصال: واحدة منهن لي، وواحدة
لك، وواحدة فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين عبادي،
فأما التي عليك فتعبدني ولا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فما عملت
من خير جزيتك به، وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلى
الإجابة، وأما التي بينك وبين عبادي فارض لهم ما ترضى لنفسك
(ابن جرير).
139

(44172 -) عن هارون بن يحيى الحاطبي عن عثمان بن عمرو بن
خالد الزبيري عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب
قال قال رسول الله ص: إنما الصنيعة إلى ذي دين أو حسب،
وجهاد الضعفاء الحج، وجهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، والتودد
نصف الايمان - وفي لفظ: نصف الدين - وما عال امرؤ اقتصد
- وفي لفظ: وما عال امرؤ على اقتصاد - واستنزلوا الرزق بالصدقة،
وأبي الله إلا أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث لا يحتسبون -
وفي لفظ: وأبى الله أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين إلا من حيث
لا يحتسبون (العسكري في الأمثال وقال: ضعيف بمرة، حب في
الضعفاء).
(44173 -) حدثنا أبو الطيب أحمد عبد الله الدارمي حدثنا أحمد
ابن داود بن عبد الغفار وحدثنا أبو مصعب حدثنا مالك عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن جده قال: اجتمع علي بن أبي طالب وأبو بكر
وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فتماروا في شئ فقال لهم علي: انطلقوا
بنا إلى رسول الله ص نسأله، فلما وقفوا عليه قالوا: يا رسول الله!
جئنا نسألك عن شئ! قال: إن شئتم سألتموني وإن شئت أخبرتكم
بما جئتم له! قالوا: حدثنا عن الصنيعة، قال: لا ينبغي أن يكون
140

الصنيعة إلا لذي حسب أو دين، جئتم تسألوني عن البر وما عليه
العباد فاستنزلوه بالصدقة، وجئتم تسألوني عن جهاد المرأة، جهاد
المرأة حسن التبعل لزوجها، جئتم تسألوني عن الرزق من أين يأتي،
أبي الله أن يرزق عبده المؤمن إلا من حيث لا يعلم (قال حب:
موضوع، آفته أحمد بن داود، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات،
وأخرجه قط في الافراد وقال: غريب من حديث مالك، تفرد به
أحمد بن داود الجرجاني وكان ضعيفا عن أبي مصعب عنه، وأخرجه
ابن عبد البر في التمهيد وقال: غريب من حديث مالك، وهو حديث
حسن، لكنه منكر عندهم عن مالك، لا يصح عنه ولا أصل له في
حديثه، وقال: حديث بهذا الحديث هارون بن يحيى الخاطبي عن
عثمان بن خالد الزبيري عن أبيه عن علي بن أبي طالب، وهذا حديث
ضعيف، وعثمان لا أعرفه ولا الراوي عنه، قال في اللسان: أما عثمان
فذكره حب في الثقات، وهارون ذكره عق في الضعفاء).
(44174 -) عن عاصم بن ضمرة عن علي عن رسول الله ص
قال: بعث الله يحيى بن زكريا إلى بني إسرائيل بخمس كلمات، وكان
يحيى تعجبه البرية أن يكون بها، فلما بعث الله عيسى ابن مريم
قال: يا عيسى! قل ليحيى إما أن يبلغ ما أرسلت به إلى بني إسرائيل
141

وإما أن تبلغهم، فخرج يحيى حتى أتى بني إسرائيل فقال: إن الله
يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، ومثل ذلك مثل رجل
أعتق رجلا وأحسن إليه رزقه وأعطاه فانطلق وكفر ولاء نعمته
وتولى غيره، وإن الله يأمركم أن تقيموا الصلاة، ومثل ذلك كمثل
رجل دخل على ملك من ملوك بني آدم فسأله فان شاء أعطاه وإن
شاء منعه، وإن الله يأمركم أن تؤتوا الزكاة، ومثل ذلك مثل رجل
أسره العدو فأرادوا قتله فقال: لا تقتلوني فان لي كنزا وأنا أفدي به
نفسي، فأعطاه كنزه ونجا بنفسه، وإن الله تعالى يأمركم أن تصوموا،
ومثل ذلك مثل رجل مشى إلى عدو وقد اعتد للقتال، فلا يبالي
من حيث أتى، وإن الله يأمركم أن تقرأوا الكتاب، ومثل ذلك
كقوم في حصنهم سار إليهم عدوهم، ذلك مثل من قرأ القرآن،
لا يزالون في حرز وحصن حصين (العسكري في المواعظ،
وأبو نعيم).
(44175 -) عن أنس قال: خطبنا رسول الله ص على ناقته
الجدعاء وليست بالعضباء فقال: أيها الناس! كأن الموت فيها على
غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي
يشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، بيوتهم أجداثهم،
142

وتأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد أمنا كل جائحة ونسينا كل
موعظة، طوبي لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق من مال
أكتسبه من حلال من غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة،
وخالط أهل الفقه والحكمة، واتبع السنة ولم يعدها إلى بدعة، فأنفق
الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، طوبى لمن حسنت سريرته
وطهرت خليقته (كر).
(44176 -) زكريا بن يحيى الوراق قال: قرئ على عبد الله بن
وهب وأنا أسمع قال الثوري قال مجالد قال أبو الوداك قال أبو سعيد
قال عمر بن الخطاب قال رسول الله ص: قال أخي موسى عليه
السلام: يا رب! أرني الذي كنت أريتني في السفينة، فأوحى الله
إليه: يا موسى! إنك ستراه فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه الخضر،
وهو فنى طيب الريح وحسن الثياب، فقال: السلام عليك ورحمة
الله يا موسى بن عمران! إن ربك يقرئك السلام ورحمة الله، قال
موسى: هو السلام ومنه السلام وإليه السلام، والحمد لله رب العالمين
الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على أداء شكره إلا بمعونته، ثم قال
موسى: أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعد! قال الخضر:
يا طالب العلم! إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك
143

إذا حدثتهم، واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك، فاعزب
عن الدنيا وانبذها وراءك، فإنها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل
قرار، وإنها جعلت بلغة للعباد، ليتزودوا منها للمعاد، ويا موسى!
وطن نفسك على الصبر تلق الحلم، وأشعر قلبك التقوى تنل العلم،
ورض نفسك على الصبر تخلص من الاثم، يا موسى! تفرغ للعلم
إن كنت تريده، فان العلم لمن تفرغ، ولا تكونن مكثارا
بالنطق مهذارا (1)، فان كثرة النطق تشين العلماء، وتبدي مساوي
السخفاء، ولكن عليك بالاقتصاد، فان ذلك من التوفيق والسداد،
وأعرض عن الجهال وباطلهم، وأحلم عن السفهاء، فان ذلك فعل
الحكماء وزين العلماء، إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه حلما وحنانة
وحرما، فان ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أعظم وأكبر،
يا ابن عمران! ولا ترى أنك أوتيت من العلم إلا قليلا، فان الاندلاث
والتعسف من الاقتحام والتكلف، يا ابن عمران! لا تفتحن بابا
لا تدري ما غلقه، ولا تغلقن بابا لا تدري ما فتحه! يا ابن عمران!
من لا ينتهي من الدنيا نهمته (2) ولا ينقضى منها رغبته كيف

(1) مهذارا: أي كثير الكلام. اه‍ 5 / 256 النهاية. ب
(2) نهمته: النهمة: بلوغ الهمة بالشئ. اه‍ 5 / 138 النهاية. ب
144

يكون عابدا! ومن يحقر حاله ويتهم الله فيما قضى كيف يكون
زاهدا! هل يكف عن الشهوات من غلب عليه هواه! أو ينفعه
طلب العلم والجهل قد حواه! لان سفره إلى آخرته وهو مقبل على
دنياه، ويا موسى! تعلم ما تعلمته لتعمل به، ولا تتعلمه لتحدث به،
فيكون عليك بوره ويكون لغيرك نوره، ويا ابن عمران! اجعل
الزهد والتقوى لباسك، والعلم والذكر كلامك، وأكثر من
الحسنات، فإنك مصيب السيئات، وزعزع بالخوف قلبك، فان ذلك
يرضي ربك، واعمل خيرا، فإنك لابد عامل سوء قد وعظت إن
حفظت. فتولى الخضر وبقى موسى حزينا مكروبا يبكي (عد،
طس، والمرهبي في العلم، خط في الجامع، وابن لآل في مكارم الأخلاق
، والديلمي، كر، وزكريا متكلم فيه لكن ذكره حب
في الثقات وقال: يخطئ ويخالف، أخطأ في حديث موسى حيث قال:
عن مجالد عن أبي الودك عن أبي سعيد وهو الثوري أن النبي ص
قال قال موسى - الحديث، وقال عق في أصل ابن وهب: قال سفيان
الثوري: بلغني أن رسول الله ص قال - فذكره).
145

خطب أبي بكر الصديق ومواعظه - رضي الله عنه
(44177 -) (مسند الصديق) عن عمرو بن دينار قال: خط ب
أبو بكر فقال: أوصيكم بالله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه وأن تثنوا
عليه بما هو أهله، وأن تستغفروه إنه كان غفارا، واعلموا أنكم ما
أخلصتم لله فربكم أطعتم، وحقه وحقكم حفظتم، فأعطوا ضرائبكم
في أيام سلفكم واجعلوها نوافل بين أيديكم حتى تستوفوا سلفكم
وضرائبكم حين فقركم وحاجتكم، ثم تفكروا عباد الله فيمن كان
قبلكم أين كانوا أمس وأين هم البوم! أين الملوك الذين كانوا أثاروا
الأرض وعمروها! قد نسوا ونسي ذكرهم فهم اليوم كلا شئ،
فتلك بيوتهم خاوية وهم في ظلمات القبور، (هل تحس منهم
من أحد أو تسمع لهم ركزا)! وأين من تعرفون من أصحابكم
وإخوانكم! قد وردوا على ما قدموا، فجعلوا الشقاوة والسعادة، إن
الله عز وجل ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرا،
ولا يصرف عنه سوءا إلا بطاعته واتباع أمره، وإنه لا خير بخير
بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة - أقول قولي هذا وأستغفر
الله لي ولكم (حل).
(44178 -) عن أنس قال: كان أبو بكر يخطبنا فيذكر بدء
146

خلق الانسان فيقول: خلق من مجرى البول مرتين - فيذكر حتى
ينقذر أحدنا نفسه (ش).
(44179 -) عن نعيم بن قحمة قال: كان في خطبة أبو بكر
الصديق: أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم، فمن
استطاع أن ينقضى الاجل وهو في عمل الله فليفعل، ولن تنالوا
ذلك إلا بالله، إن أقواما جعلوا آجالهم لغيرهم، فنهاكم الله أن
تكونوا أمثالهم، (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم)
أين من تعرفون من إخوانكم! قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم
وحلوا فيه بالشقوة والسعادة، أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن
وحففوها بالحوائط! قد صاروا تحت الصخر والآثار، هذا كتاب
الله لا تفنى عجائبه، فاستضيئوا منه ليوم ظلمة، وانتصحوا بشفائه
وبيانه، إن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: (كانوا
يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) لا
خير في قول لا يراد به وجه الله، ولا خير في مال لا ينفق في
سبيل الله، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف
في الله لومة لائم (طب، حل، قال ابن كثير: إسناده جيد).
(44180 -) عن عبد الله بن عكيم قال: خطبنا أبو بكر فقال:
147

أما بعد فاني أوصيكم بتقوى الله عز وجل، وأن تثنوا عليه بما هو
أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الالحاف بالمسألة، فان
الله عز وجل أثنى على زكريا وعلى أهل بيته فقال (إنهم كانوا
يسرعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين) ثم
اعلموا عباد الله! إن الله عز وجل قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على
ذلك مواثيقكم، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا
كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه، ولا يطفأ نوره، فصدقوا قوله
وانتصحوا كتابه، واستبصروا فيه ليوم الظلمة، فإنما خلقكم للعبادة،
ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون، ثم اعلموا عباد الله!
إنكم لتغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه، فان استطعتم
أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا
بالله، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن نقضي فتردكم إلى سوء
أعمالكم، فان قوما جعلوا آجالهم لغيرهم فنسوا أنفسهم، فنهاكم أن
تكونوا أمثالهم، الوحا (1) الوحا! النجا (2) النجا! إن وراءكم

(1) الوحا: السرعة. اه‍ صفحة 565 المختار. ب.
(2) النجا: النجاءك النجاءك ويقصران: أي أسرع أسرع. اه‍ 4 / 393
القاموس. ب
148

طالبا حثيثا، أمره سريع (ش، وهناد، حل، ك، ق، في، وروى
بعضه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل).
(44181 -) عن ابن الزبير أن أبا بكر قال وهو يخطب: يا معشر
الناس! استحيوا من الله، فوالذي نفسي بيده! إني لاظل حتى
أذهب إلى الغائط في الفضاء مغطيا رأسي - وفي لفظ: مقنعا رأسي -
استحياء من ربي (ابن المبارك، ش، ورسته، والخرائطي في مكارم الأخلاق
).
(44182 -) عن عمرو بن دينار قال قال أبو بكر: استحيوا من
الله، فوالله إني لادخل الكنيف فأسند ظهري إلى الحائط وأغطي
رأسي حياء من الله عز وجل (عب، وهناد، والخرائطي).
(44183 -) عن محمد بن إبراهيم بن الحارث إن أبا بكر الصديق
خطب الناس فقال: والذي نفسي بيده! لئن اتقيتم وأحصنتم ليوشكن
أن لا يأتي عليكم إلا يسير حتى تشبعوا من الخبز والسمن (ابن أبي
الدنيا، والدينوري).
(44184 -) عن موسى بن عقبة أن أبا بكر الصديق كان يخطب
فيقول: الحمد لله رب العالمين، أحمده وأستعينه، ونسأله الكرامة فيما
بعد الموت، فإنه قد دنا أجلي وأجلكم، وأشهد أن لا إله إلا الله
149

وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا
ونذيرا، وسراجا منيرا، لينذر من كان حيا وبحق القول على
الكافرين، ومن يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد
ضل ضلالا مبينا، أوصيكم بتقوى الله والاعتصام بأمر الله الذي شرع
لكم وهداكم به، فإنه جوامع هدى الاسلام بعد كلمة الاخلاص،
السمع والطاعة، لمن ولاه الله أمركم! فإنه من يطع والى الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أفلح وأدى الذي عليه من الحق،
وإياكم واتباع الهوى! قد أفلح من حفظ من الهوى من الطمع والغضب،
وإياكم والفخر! وما فخر من خلق من تراب ثم إلى التراب يعود
ثم يأكله الدود! ثم هو اليوم حي وغدا ميت! فاعلموا يوما بيوم
وساعة بساعة، وتوقوا دعاء المظلوم، وعدوا أنفسكم في الموتى،
واصبروا فان العمل كله بالصبر، واحذروا فالحذر ينفع، واعلموا فالعمل
يقبل، واحذروا ما حذركم الله من عذابه، وسارعوا فيما وعدكم الله
من رحمته، وافهموا تفهموا، واتقوا توقوا، فان الله تعالى قد بين
لكم ما أهلك به من كان قبلكم وما نجا به من نجا قبلكم، قد
بين لكم في كتابه حلاله وحرامه وما يحب من الأعمال وما يكره،
فاني لا آلوكم ونفسي - والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله!
150

واعلموا أنكم ما أخلصتم لله من أعمالكم فربكم أطعتم، وحظكم
حفظتم واغتبطتم، وما تطوعتم به فاجعلوه نوافل بين أيديكم تستوفوا
بسلفكم وتعطوا جزاءكم حين فقركم وحاجتكم إليها، ثم تفكروا
عباد الله في إخوانكم وصحابتكم الذين مضوا! قد وردوا على ما قدموا
فأقاموا عليه، وحلوا في الشقاء والسعادة فيما بعد الموت، إن الله
ليس له شريك، وليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به
خيرا، ولا يصرف عنه سوء إلا بطاعته واتباع أمره، فإنه لا خير
في خير بعده النار، ولا شر في شر بعده الجنة - أقول قولي هذا
واستغفر الله لي ولكم، وصلوا على نبيكم صلى الله عله والسلام عليه
ورحمة الله وبركاته (ابن أبي الدنيا في كتاب الحذر، كر).
(44185 -) عن القاسم بن محمد قال: كتب أبو بكر إلى عمرو
والوليد بن عقبة وكان بعثهما على الصدقة، وأوصى كل واحد منهما
بوصية واحدة: اتق الله في السر والعلانية، فإنه من يتق الله يجعل
له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتق الله يكفر عنه
سيئاته ويعظم له أجرا، فان تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله،
إنك في سبيل الله لا يسعك فيه الادهان (1) والتفريط ولا الغفلة

(1) الادهان: المداهنة: كالمصانعة، والادهان مثله. كقوله تعالى:
151

عما فيه قوام دينكم وعصمة أمركم، فلا تن ولا تفتر، وقام أبو بكر
في الناس خطيبا فحمد الله وصلى على رسوله ص وقال: ألا! إن
لكل أمر جوامع، فمن بلغها فهو حسبه، ومن عمل لله عز وجل
كفاه الله، عليكم بالجد والقصد، فان القصد أبلغ، ألا إنه لا دين
لاحد لا إيمان له، ولا أجر لمن لا حسبة له، ولا عمل لمن لا نية
له، ألا! وإن لي كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله
ما ينبغي للمسلم أن يحب أن يحضره، هي النجاة التي دل الله عليها،
ونجا بها من الخزي، وألحق بها الكرامة في الدنيا والآخرة (كر).
خطب عمر ومواعظه رضي الله عنه
(44186 -) عن قبيصة قال: سمعت عمر وهو يقول على المنبر:
من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لا
يتوب لا يتاب عليه، ومن لا يتق لا يوقه (خ في الأدب، وابن
خزيمة، وجعفر القاري في الزهد).
(44187 -) عن الباهلي أن عمر قام في الناس خطيبا مدخله في
الشام بالجابية فقال: تعلموا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا

(1) " ودوا لو تدهن فيدهنون " وقال قوم: داهن أي وارب،
وادهن: أي غش. اه‍ صفحة 169 المختار. ب
152

من أهله، فإنه لم يبلغ منزلة ذي حق أن يطاع في معصية الله،
واعملوا أنه لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق الله قول بحق
وتذكير عظيم، واعلموا أن بين العبد وبين رزقه حجابا، فان صبر
أتاه رزقه، وإن اقتحم هتك الحجاب ولم يدرك فوق رزقه، وادنوا
الخيل وانتضلوا وانتعلوا وتسوكوا وتمعددوا (1)، وإياكم وأخلاق
العجم، ومجاورة الجبارين وأن يرفع بين ظهرانيكم صليب، وأن
تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، وتدخلوا الحمام بغير إزار،
وتدعوا نساءكم يدخلن الحمامات، فان ذلك لا يحل، وإياكم أن
تكسبوا من عقد الأعاجم بعد نزولكم في بلادهم ما يحبسكم في
أرضهم! فإنكم توشكون أن ترجعوا إلى بلادكم، وإياكم والصغار أن
تجعلوه في رقابكم! وعليكم بأموال العرب الماشية تنزلون بها حيث نزلتم!
واعلموا أن الأشربة تصنع من ثلاثة: من الزبيب والعسل والتمر،
فما عتق منه! فهو خمر لا يخل، واعلموا أن الله لا يزكي ثلاثة

(1) وتمعددوا: ومعد: أبو العرب، وهو معد بن عدنان: وتمعدد
الرجل: تزيا بزيهم، أو انتسب إليهم، أو تصبر على عيشهم. وقال
عمر رضي الله عنه: اخشوشنوا وتمعددوا. اه‍ صفحة 329.
المختار. ب
153

نفر، ولا ينظر إليهم، ولا يقربهم يوم القيامة، ولهم عذاب أليم:
رجل أعطى إمامه صفقة يريد بها الدنيا، فان أصابها وقى له، وإن
لم يصبها لم يف له، ورجل خرج بساعته بعد العصر فحلف بالله
لقد أعطى بها كذا وكذا فاشتريت لقوله، وسباب المؤمن فسوق
وقتاله كفر، ولا يحل لك أن تهجر أخاك فوق ثلاثة أيام، ومن
أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل
على محمد ص (العدني).
(44188 -) عن السائب بن مهجان من أهل الشام وكان قد
أدرك الصحابة قال: لما دخل عمر الشام حمد الله وأثنى عليه ووعظ
وذكر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ثم قال: إن رسول الله
ص قام فينا خطيبا كقيامي فيكم، فأمر بتقوى الله وصلة الرحم
وصلاح ذات البين، وقال: عليكم بالجماعة - وفي لفظ: بالسمع والطاعة -
فان يد الله على الجماعة، وإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين
أبعد، لا يخلون رجل بامرأة فان الشيطان ثالثهما، ومن ساءته
سيئته وسرته حسنته فهي أمارة المسلم المؤمن، وأمارة المنافق الذي
لا تسوءه سيئته ولا تسره حسنته، إن عمل خيرا لم يرج من الله في
ذلك الخير ثوابا. وإن عمل شرا لم يخف من الله في ذلك الشر عقوبة،
154

فأجملوا في طلب الدنيا، فان الله قد تكفل بأرزاقكم، وكل سيتم،
له عمله الذي كان عاملا، استعينوا بالله على أعمالكم فإنه يمحو ما يشاء
ويثبت وعنده أم الكتاب، صلى الله على نبينا محمد وعلى آله، وعليه
السلام ورحمة الله، السلام عليكم (ابن مردويه، هب، كر،
وقالا: هذه خطبة عمر بن الخطاب على أهل الشام أثرها عن
رسول الله ص).
(44189 -) عن عمر أنه كتب إلى ابنه عبد الله بن عمر: أما
بعد فاني أوصيك بتقوى الله، فإنه من اتقى الله وقاه، ومن توكل
عليه كفاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، ولتكن التقوى
نصب عينيك وعماد عملك وجلاء قلبك، فإنه لا عمل لمن لا نية له،
ولا أجر لمن لا حسبة له، ولا مال لمن لا رفق له، ولا جديد
لمن لا خلق له (ابن أبي الدنيا في التقوى، وأبو بكر الصولي في
جزئه، كر).
(44190 -) عن جعفر بن برقان قال: بلغني أن عمر بن الخطاب
كتب إلى بعض عماله فكان في آخر كتابه أن حاسب نفسك في
الرخاء قبل حساب الشدة، قال من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب
الشدة عاد مرجعه إلى الرضاء والغبطة، ومن ألهته حياته وشغلته
155

سيئاته عاد مرجعه إلى الندامة والحسرة، فتذكر ما توعظ به لكي
تنتهى عما تنهى عنه (ق في الزهد، كر).
(44191 -) عن الحسن قال: أتى عمر بن الخطاب رجل فقال:
يا أمير المؤمنين! إني رجل من أهل البادية وإن لي أشغالا فأوصني
بأمر يكون لي ثقة وأبلغ به، فقال: أعقل، أرني يدك، فأعطاه
يده، فقال: تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي
الزكاة المفروضة، وتحج وتعتمر، وتطيع، وعليك بالعلانية! وإياك
والسر! وعليك بكل شئ إذا ذكر ونشر لم تستحي منه ولم يفضحك!
وإياك وكل شئ إذا ذكر ونشر استحييت وفضحك! فقال: يا أمير
المؤمنين! أعمل بهن، فإذا لقيت ربي أقول: أخبرني بهن عمر بن
الخطاب، فقال: خذهن، فإذا لقيت ربك فقل له ما بدا لك (كر).
(44192 -) عن الحسن قال: كان عمر يقول: أكثروا ذكر
النار، فان حرها شديد، وإن قعرها بعيد، وإن مقامعها
حديد (ش).
(44193 -) عن عمر أنه كتب إلى معاوية بن أبي سفيان: أما
بعد! فالزم الحق يبين لك الحق منازل أهل الحق، ولا تقض إلا
بالحق - والسلام (أبو الحسن بن رزقويه في جزئه).
156

(44194 -) عن أبي خالد الغساني قال: حدثني مشيخة من أهل
الشام أدركوا عمر قالوا: لما استخلف عمر صعد المنبر فلما رأى
الناس أسفل منه حمد الله، ثم كان أول كلام يكلم به بعد الثناء على
الله وعلى رسوله:
هون عليك فان الأمور * بكف لاله مقاديرها
فليس بآتيك منهيها * ولا قاصر عنك مأمورها
(العسكري)
(44195 -) عن عمر قال: أوصيك بالله إن أنتم بالله خلوتم
(العسكري في السرائر).
(44196 -) عن عمر قال: اعتزل ما يؤذيك، وعليك بالخليل
الصالح! وقل ما تجده وشاور في أمرك الذين يخافون الله (هب).
(44197 -) عن سماك بن حرب قال سمعت معرورا أو ابن
معرور التميمي قال سمعت عمر بن الخطاب وصعد المنبر، قعد دون
مقعد رسول الله ص بمقعدين فقال: أوصيكم بتقوى الله، واسمعوا
وأطيعوا لمن ولاه الله أمركم (ابن جرير).
(44198 -) عن أبي هريرة قال: كان عمر بن الخطاب يقول في
خطبته: أفلح منكم من حفظ من الهوى والغضب والطمع، ووفى
157

إلى الصدق في الحديث، فإنه يجره إلى الخير، من يكذب يفجر،
ومن تفجر يهلك، إياكم والفجور! ما فجور من خلق من التراب
وإلى التراب يعود، اليوم حي وغدا ميت! اعملوا عمل يوم بيوم،
واحتنبوا دعوة المظلوم، وعدوا أنفسكم من الموتى (ق).
(44199 -) عن يحيى بن جعدة قال: مر عمر بن الخطاب على
يسار فسلم عليه وقال: والذي لا إله إلا هو! ما من إله إلا الله،
وأوصيكم بتقوى الله (عب).
(44200 -) عن عمر قال: يا معشر القراء! ارفعوا رؤوسكم،
ما أوضح الطريق! فاستبقوا الخيرات، ولا تكونوا كلا على المسلمين
(العسكري في المواعظ، هب).
(44201 -) عن عمر قال: استغزروا الدموع بالتذكر (ابن
أبي الدنيا في.... والدينوري).
(44202 -) عن عمر أنه وعظ رجلا فقال: لا تلهك الناس عن
نفسك، فان الامر يصير إليك دونهم، ولا تقطع النهار ساربا،
فإنه محفوظ عليك ما عملت، وإذا أسأت فأحسن، فاني لا أرى شيئا
أشد طلبا ولا أسرع دركة من حسنة حديثة لذنب قديم
(الدينوري).
158

(44203 -) عن عمر أنه قال في خطبته: حاسبوا أنفسكم قبل
أن تحاسبوا، فان أهون لحسابكم، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا،
وتزينوا للعرض الأكبر يوم (تعرضون لا تخفى منكم خافية)
(ابن المبارك، ص، ش، حم في الزهد، كر، وابن أبي الدنيا
في محاسبة النفس، حل، كر).
(44204 -) عن عمر قال: من أراد الحق لينزل بالبراز يعنى
يظهر امره (ش).
(44205 -) عن جويبر عن الضحاك قال: كتب عمر بن الخطاب
إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد! فان القوة في العمل أن لا
تؤخروا عمل اليوم لغد، فإنكم إذا فعلتم ذلك تداركت عليكم
الأعمال، فلا تدرون أيها تأخذون فأضعتم، فان خيرتم بين أمرين
أحدهما للدنيا والآخر للآخرة فاختاروا أمر الآخرة على أمر الدنيا،
فان الدنيا تفنى والآخرة تبقى، كونوا من الله على وجل، وتعلموا
كتاب الله فإنه ينابيع العلم وربيع القلوب (ش).
(44206 -) عن عمر قال: كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم،
وعدوا أنفسكم من الموتى، واسألوا الله رزق يوم بيوم، ولا يضركم
إن يكثر لكم (سفيان بن عيينة في جامعه، حم في الزهد، حل).
159

(44207 -) عن سعيد بن أبي بردة قال: كتب عمر إلى أبي
موسى: أما بعد! فان أسعد الرعاة من سعدت رعيته، وإن أشقى
الرعاة من شقيت رعيته، وإياك أن ترتع فترتع عمالك! فيكون
مثلك عند ذلك مثل بهيمة نظرت إلى خضرة من الأرض فرتعت
فيها تبتغي بذلك السمن، وإنما حتفها في سمنهما - والسلام عليك
(ش، حل).
(44208 -) عن محمد بن سوقة قال: أتيت نعيم بن أبي هند
فأخرج إلي صحيفة فإذا فيها: من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن
جبل إلى عمر بن الخطاب، سلام عليك، أما بعد! فانا عهدنا وأمر
نفسك لك مثلهم، وأصبحت وقد وليت أمر هذه الأمة أحمرها
وأسودها يجلس بين يديك الشريف والوضيع، والعدو والصديق،
ولكل حصته من العدل، فأنت كيف أنت عند ذلك يا عمر!
فانا نحذرك يوما تعيي فيه الوجوه، وتجف فيه القلوب، وتقطع
فيه الحجج بملك قهرهم بجبروته والخلق داخرون له، يرجون رحمته
ويخافون عقابه، وإنا كنا نحدث أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر
أن تكون إخوان العلانية أعداء السريرة، وإنا نعوذ بالله أن ينزل
كتابنا إليك سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا، فانا كتبنا به نصيحة
160

والسلام عليك، فكتب إليهما: من عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة
ومعاذ بن جبل، سلام عليكما، أما بعد! فإنكما كتبتما إلى تذكر
أن أنكما عهدتماني وأمر نفسي لي مثلهم، فاني قد أصبحت وقد وليت
أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها يجلس بين يدي الشريف والوضيع،
والعدو والصديق، ولكل حصته من ذلك، وكتبتما فانظر كيف
أنت عند ذلك يا عمر! وإنه لا حول ولا قوة عند ذلك لعمر
إلا بالله، وكتبتما تحذراني ما حذرت به الأمم قبلنا، وقديما كان
اختلاف الليل والنهار بآجال الناس يقربان كل بعيد ويبليان كل
جديد، يأتيان بكل موعود حتى يصيران الناس إلى منازلهم من
الجنة والنار، كتبتما تذكران أنكما تحدثان أن أمر هذه الأمة سيرجع
في آخر زمانها أن تكون إخوان العلانية أعداء السريرة، ولستم
بأولئك، هذا ليس بزمان ذلك، وإن ذلك زمان تظهر فيه الرغبة
والرهبة، تكون رغبة بعض الناس إلى بعض لصلاح دنياهم، ورهبة
بعض الناس من بعض، كتبتما به نصيحة تعظاني بالله أن أنزل
كتابكما سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما، فإنكما كتبتما به وقد
صدقتما فلا تدعا الكتاب إلي، فاني لا غنى بي عنكما والسلام عليكما
(ش وهناد).
161

(44209 -) عن ابن الزبير قال: قال عمر بن الخطاب: إن لله
عبادا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحد بذكره، رغبوا فرعبوا،
ورهبوا فرهبوا، إن خافوا فلا يأمنون، أبصروا من اليقين ما لم
يعاينوا، فخلطوه بما لم يزالوا، أخلقهم الخوف، فكانوا يهجرون بما
ينقطع عنهم لما يبقي لهم، الحياة عليهم نعمة والموت لهم كرامة.
فزوجوا الحور العين وأخدموا الولدان المخلدين (حل).
(44210 -) عن زياد بن حدير أن عمر بن الخطاب قال: يا زياد
ابن حدير! هل تدري ما يهدم الاسلام؟ إما ضلالة، وجدال
منافق بالقرآن ودين يقطع أعناقكم، وأخشى عليكم زلة عالم، فأما
زلة العالم فان اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن زل فلا تقطعوا منه
إباسكم، فان العالم يزل ثم يتوب، ومن جعل الله غناه في قلبه فقد
أفلح (العسكري في المواعظ).
(44211 -) عن الحسن أن عمر كان يقول: يا أيها الناس! إنه
من يتق الشر يوقه، ومن يتبع الخير يؤته (العسكري في
المواعظ).
(44212 -) عن أبي فراس قال: خطب عمر بن الخطاب فقال:
أيها الناس! ألا إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرانينا النبي ص وإذ
162

ينزل الوحي وإذ ينبئنا الله من أخباركم، ألا! وإن النبي ص قد
انطلق وانقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم، من أظهر
منكم خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه، ومن أظهر لنا شرا ظننا به
شرا وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى علي
حين وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيل
إلي بآخره أن رجالا قد قرؤه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا
الله بقراءته. وأريدوه بأعمالكم، ألا! وإني والله ما أدجل عمالي
إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم
ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي،
فوالذي نفسي بيده! إذا لأفصنه منه، ألا! لا تضربوا المسلمين
فتذلوهم، ولا تجمروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا
تنزلوهم الغياض فتضيعوهم (حم، وابن سعد، وابن عبد الحكم في
فتوح مصر، وابن راهويه في خلق أفعال العباد، وهناد ومسدد وابن
خزيمة، والعسكري في المواعظ، وأبو ذر الهروي في الجامع، ك،
ق، كر ص).
(44213 -) حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري حدثنا موسى
ابن عقبة قال: هذه خطبة عمر بن الخطاب يوم الجابية: أما بعد
163

فاني أوصيكم بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه، الذي بطاعته
يكرم أولياؤه، وبمعصيته يضل أعداؤه، فليس لهالك هلك معذرة
في فعل ضلالة حسبها هدى، ولا في ترك حق حسبه ضلالة، وإن
أحق ما تعاهد الراعي من رعيته أن يتعاهدهم بما لله عليه من وظائف
دينهم الذي هداهم الله له، وإنما علينا أن نأمركم بما أمركم الله به من
طاعته وننهاكم عما نهاكم الله عنه من معصيته، وأن نقيم فيكم أمر
الله عز وجل في قريب الناس وبعيدهم، ولا نبالي على من مال الحق،
وقد علمت أن أقواما يتمنون في دينهم فيقولون: نحن نصلي مع
المصلين، ونجاهد مع المجاهدين، وننتحل الهجرة، وكل ذلك يفعله
أقوام لا يحملونه بحقه، وإن الايمان ليس بالتحلي، وإن للصلاة وقتا
اشترطه الله فلا تصلح إلا به، فوقت صلاة الفجر حين يزايل المرء
ليله ويحرم على الصائم طعامه وشرابه، فآتوها حظها من القرآن،
ووقت صلاة الظهر إذا كان القيظ فحين تزيغ عن الفلك حتى يكون
ظلك مثلك، وذلك حين يهجر المهجر، فإذا كان الشتاء فحين تزيغ
عن الفلك حتى تكون على حاجبك الأيمن مع شروط الله في الوضوء
والركوع والسجود، وذلك لئلا ينام عن الصلاة، ووقت صلاة
العصر والشمس بيضاء نقية قبل أن تصفار قدر ما يسير الراكب
164

على الجمل الثقال فرسخين قبل غروب الشمس، وصلاة المغرب حين
تغرب الشمس ويفطر الصائم، وصلاة العشاء حين يعسعس الليل
وتذهب حمرة الأفق إلى ثلث الليل، فمن رقد قبل ذلك فلا أرقد الله
عينيه، هذه مواقيت الصلاة، إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا
موقوتا، ويقول الرجثي: قد هاجرت، ولم يهاجر، وإن المهاجرين
الذي هجروا السيئات، ويقول أقوام: جاهدنا، وإن الجهاد في سبيل
الله مجاهدة العدو واجتناب الحرام، وقد يقاتل أقوام يحسنون القتال،
لا يريدون بذلك الاجر ولا الذكر، وإنما القتل حتف من الحتوف،
وكل امرئ على ما قاتل عليه، وإن الرجل ليقاتل بطبيعته من الشجاعة
فينجي من يعرف ومن لا يعرف، وإن الرجل لبجبن بطبيعته فيسلم
أباه وأمه وإن الكلب ليهر (1) من وراء أهله، واعلموا أن
الصوم حرام يجتذب فيه أذى المسلمين، كما يمنع الرجل من لذته من
الطعام والشراب والنساء، فذلك الصيام التام، وإيتاء الزكاة التي فرض
رسول الله ص طيبة بها أنفسهم، فلا يرون عليها برا، فافهموا ما
ما توعظون به، فان الحرب من حرب دينه، وإن السعيد من وعظ

(1) ليهر: هرير الكلب: صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد.
وقد هر يهر - بالكسر - هريرا. اه‍ صفحة 550 المختار. ب
165

بغيره، وإن الشقي من شقى في بطن أمه، وإن شر الأمور
مبتدعاتها، وإن الاقتصاد في سنة خير من الاجتهاد في بدعة،
وإن للناس نفرة عن سلطانهم، فعائذ بالله أن يدركني! وإياكم
ضغائن مجبولة وأهواء مشبعة ودنيا مؤثرة! وقد خشيت أن تركنوا
إلى الذين ظلموا فلا تطمئنوا إلى من أوتى مالا، وعليكم بهذا القرآن!
فان فيه نورا وشفاء، وغيره الشقاء، وقد قضيت الذي علي فيما
ولاني الله عز وجل من أموركم، ووعظتكم نصحا لكم، وقد
أمرنا لكم بأرزاقكم، وقد جندنا لكم جنودكم وهيأنا لكم
مغازيكم، وأثبتنا لكم منازلكم ووسعنا لكم ما بلغ فيكم وما
قاتلتم عليه بأسيافكم، فلا حجة لكم على الله بل لله الحجة عليكم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم (...).
(44214 -) عن الشعبي قال: لما ولى عمر بن الخطاب صعد المنبر
فقال: ما كان الله ليراني أن أرى نفسي أهلا لمجلس أبو بكر،
فنزل مرقاة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اقرؤا القرآن تعرفوا به،
واعلموا به تكونوا من أهله، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا،
وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية،
إنه لم يبلغ حق ذي حق أن يطاع في معصية الله، ألا! وإني
166

أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة ولي اليتيم، إن استغنيت عففت:
وإن افترقت أكلت بالمعروف (الدينوري).
خطب علي ومواعظه رضي الله عنه
(44215 -) عن علي انه كتب إلى ابنه الحسن كتابا: من الوالد
الفان، المقر للزمان، المدبر للعمر، المستسلم فيه للدهر، الذام
للدنيا، الساكن مساكن الموتى، الظاعن إليهم عنها غدا - إلى المولود
المؤمل ما لا يدرك، السالك سبيل من قد هلك، عرض الأسقام،
ورهينة الأيام، ورمية المصائب، وعبد الدنيا، وتاجر الغرور، وغريم
المنايا، وأسير الموت، وحليف (1) الهموم، وقرين الأحزان،
ونصب الآفات، وصريع الشهوات، وخليفة الأموات، أما بعد!
فان فيما قد تبينت من إدبار الدنيا عني وجنوح الدهر علي وإقبال
الآخرة على ما يزعني (2) عن ذكر ما سواي، والاهتمام بما

(1) حليف: الحليف: المتعاهد والمتناصر جمع أحلاف وحلفاء والملازم.
يقال: فلان حليف الجود وحليف الفصاحة. والمعنى: حليف الهموم
أي لا تفارقه الهموم. اه‍ 1 / 192 المعجم الوسيط. ب
(2) يزعني: وزعه يزعه وزعا، مثل وضعه يضعه وضعا، أي:
كفه، فاتزع هو، أي: كف. وقال الحسن: لا بد للناس من
وازع، أي من سلطان يكفهم. اه‍ صفحة 570 المختار. ب
167

ورأي، غير أني حين تفرد بي دون هموم الناس هم نفسي فصدقني
رأيي وتصرف بي هواي، وصرح إلى محض أمري، فأفضي بي
جد لا يزرق به لعب، وصدق لا يشوبه كذب، وجدتك أي
بني من بعضي، بل وجدتك من كلي حتى كأن شيئا لو أصابك
أصابني، وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما عناني من
نفسي، فكتبت إليك كتابي هذا إن أنا بقيت أو فنيت، وإني
أوصيك يا بني بتقوى الله ولزوم أمره، وعمارة قلبك بذكره،
والاعتصام بحبه، فهو أوثق السبب بينك وبينه، يا بني! أحي
قلبك بالموعظة، وموته بالزهد، وقوه باليقين، وذلله بذكر
الموت، وأكثره بالفناء، وبصره فجائع الدنيا، وحذره صولة الدهر
وفحش تقلب الأيام، وأعرض عليه أخبار الماضين وذكره ما أصاب
من كان قبلك، وسر في ديارهم، واعتبر بآثارهم، وانظر ما فعلوا،
وعمن انتقلوا، وأين حلوا، فإنك تجدهم انتقلوا عن الأحبة، وحلوا
دار الغربة، وكأنك عن قليل قد صرت كأحدهم، فأصلح مثواك
واحرز آخرتك، ودع القول فيما لا تعرف، ولدخول فيما لا تكلف،
وأمسك عن السير إذا خفت ضلالة، فان الكف عند حيرة الضلالة
خير من ركوب الأهوال، وأمر بالمعروف تكن من أهله،
168

وأنكر المنكر بيدك ولسانك وباين من فعله بجهدك، وخض الغمرات
إلى الحق، وتفقه في الدين، وعود نفسك الصبر على المكروه،
وألجئ نفسك في الأمور كلها إلى الله، فإنك تلجئها إلى كهف
حريز ومانع عزيز، وأخلص في المسألة لربك، فان بيده العطاء
والحرمان وأكثر الاستخارة، وتفهم وصيتي، لا تذهبن عنك صفحا،
أي بني! إني لما رأيتني قد بلغت سنا ورأيتني ازددت وهنا بادرت
بوصيتي إياك خصالا منهن أن تعجل لي أجل قبل أن أقضى إليك
ما في نفسي وأنقص في رأيي كما نقصت في جسمي، أو يسبقني إليك
بعض غلبة الهوى وفتن الدنيا فتكون كالصعب النفور، وإنما قلب
الحدث كالأرض الخالية، ما ألقى فيها من شئ قبلته، فباكرتك
بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك، لتستقبل بجد رأيك ما
قد كفاك تجربته، فتكون قد كفيت مؤنة الطلب، وعوفيت من
علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه، واستبان لك ما
ربما أظلم علينا فيه، أي بني! إني لم أكن عمرت عمر من كان قبلي،
فقد نظرت في أعمارهم وفكرت في أخيارهم، وسرت في آثارهم،
حتى عدت كأحدهم بل كأني لما قد انتهى إلي من أمورهم قد
عمرت مع أولهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره
169

ونفعه من ضرره، فاستخلصت من كل شئ نحيلته، وتوخيت لك
جميلته، وصرفت عنك مجهوله، ورأيت عنايتي بك واجبة على،
فجمعت لك ما إن فهمته أدبك، فاغتنم ذلك وأنت مقتبل بين النية
واليقين، فعليك بتعليم كتاب الله وتأويله! وشرائع الاسلام وأحكامه،
وحلاله وحرامه، لا تجاوز ذلك قبله إلى غيره، فان أشفقت أن
شبهة لما اختلف فيه الناس من أهوائهم ورأيهم مثل الذي لبسهم،
فتقصد في تعليم ذلك بلطف، يا بني! وقدم عنايتك في الامر
ليكون ذلك نظرا لديك، لا مماريا ولا مفاخرا ولا طلبا لعرض
عاجلتك، فان الله يوفقك لرشدك، ويهديك لقصدك، فاقبل عهدي
إليك، ووصيتي لك، واعلم أبا بني! إن أحب ما أنت آخذ به من
وصيتي تقوى الله، والاقتصار على ما افترض الله عليك، والاخذ بما
الضبي عليك أولوك من آبائك والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم
يدعوا أن ينظروا لأنفسهم كما أنت ناظر وفكروا كما أنت مفكر،
ثم ردهم ذلك إلى الاخذ بما عرفوا والامساك عما لم يكلفوا، فان
أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم ما علموا، فيكون طلبك
ذلك بتعليم وتفهم وتدبر، لا بتوارد الشبهات وعلم الخصومات،
وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك عليك والرغبة إليه،
170

واحذر كل شائبة أدخلت عليك شبهة، وأسلمتك إلى ضلالة، فإذا
أيقنت أن قد صفا قلبك فخشع، وتم رأيك فاجتمع، كان همك في
ذلك هما واحدا، فانظر فيما فسرت لك، وإن أنت لم يجتمع لك ما
تحب من فراغ نظرك فاعلم أنك إنما نخبط خبط عشواء، وليس
من طالب لدين من خبط ولا خلط، والامساك عند ذلك أمثل،
وإن أول ما أبداك به في ذلك وآخره أني أحمد الله إلهي وإلهك
إله الأولين والآخرين، رب من في السماوات ومن في الأرضين،
بما هو أهله، وكما هو أهله، وكما يحب وينبغي له، وأسأله أن يصلي
على نبينا محمد ص، وأن يتم علينا نعمه لما وفقنا من مسألته والإجابة
لنا فان بنعمته تتم الصالحات، اعلم أي بني! إن أحدا لم ينبئ عن
الله عز وجل كما نبأ به محمد ص، فارض به رائد (1)، فاني لم
آلك نصيحة ولم تبلغ في ذلك، وإني اجتهدت مبلغي في ذلك لعنايتي
وطول تجربتي، وإن نظري لك كنظري لنفسي، اعلم أن الله واحد،
أحد صمد، لا يضاده في ملكه أحد، ولا يزول ولم يزل، أول
من قبل الأشياء بلا أولية، وآخر بلا نهاية، حكيم، عليم،

(1) رائد: الرائد: الذي يرسل في طلب الكلأ. اه‍ صفحة 209.
المختار. ب
171

قديم، لم يزل كذلك، فإذا عرفت ذلك فافعل كما ينبغي لمثلك في
صغر خطره، وقلة مقدرته، وكثرة عجزه، وعظيم حاجتك إلى
ربك، فاستعن بإلهك في طلب حاجتك، وتقرب إليه بطاعته،
وارغب إليه بقدرته، وارهب منه برؤيته، فإنه حكيم لم يأمرك إلا
بحسن، ولم ينهك إلا عن قبيح، اجعل نفسك ميزانا بينك وبين
غيرك، وأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها،
ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك،
ولا تقل ما لا تعلم، بل أقل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب أن يقال
لك، اعلم يا بني أن الاعجاب ضد الصواب، وآفة الألباب، فاسع
في كدحك، ولا تكن خازنا لغيرك، فإذا هديت لقصدك فكن
أخسع ما تكون لربك، واعلم أن أمامك طريقا ذا مشقة بعيدة.
وأهوال شديدة، وأنك لا غنى بك عن حسن الارتياد، وقدر
بلاغك من الزاد مع خفة الظهر، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك،
فيكون ثقله وبالا عليك، وإذا وجدت من أهل الحاجة من يحمل
لك زادك ويوافيك به حيث تحتاج إليه فاغتنمه، واغتنم ما أقرضت
من استقرضك في حال غناك، واعلم أن أمامك عقبة كؤوداء مهبطها
على جنة أو على نار، فارتد لنفسك قبل نزولك، فليس بعد الموت
172

مستعتب، ولا إلى الدنيا منصرف، واعلم أن الذي بيده خزائن
السماوات والأرض قد أذن لك في الدعاء وضمن الإجابة، وأمرك أن
تسأله فيعطيك، وتطلب إليه فيرضيك، وهو رحيم لم يجعل بينك
وبينه حجابا، ولم يلجأك إلى من تشفع به إليه، ولم يمنعك إن أسأت
التوبة، ولم يعاجلك بالنقمة، ولم يؤنسك من رحمته، ولم يسد عليك
باب التوبة، وجعل توبتك النزوع من الذنب، وجعل سيئتك واحدة
وجعل حسنتك عشرا، إذا ناديته أجابك، وإذا ناجيته علم نجواك،
فأفضيت إليه بحاجتك، وأثنته ذات نفسك، وشكوت إليه همومك،
واستعنته على أمورك، وسألته من خزائن رحمته التي لا يقدر على
على إعطائها غيره من زيادة الأعمار وصحة الأبدان وسعة الرزق وتمام
النعمة، فألحح في المسألة السائل، فبالدعاء تفتح أبواب الرحمة، ولا يقنطك
إبطاء إجابته، فان العطية على قدر النية، فربما خرت الإجابة لتطول
مسألة السائل، فيعظم أجره، ويعطي سؤله، وربما ذخر ذلك له
في الآخرة، فيعطى أجر تعبده، ولا يفعل بعبده إلا ما هو خير له
في العاجلة والآجلة، ولكن لا يجد لطفه أحد، ولا يعرف دقائق
تدبيره إلا المصطفون، ولتكن مسألتك لما يبقى ويدوم في صلاح
دنياك وتسهيل أمرك وشمول عافيتك، فإنه قريب مجيب، اعلم أي بني
173

أنك خلقت للآخرة لا للدنيا، وللفناء لا للبقاء، وأنك في منزل
قلعة ودار بلغة وطريق الآخرة، وأنك طريدة الموت الذي لا ينجو
منه هاربه، ولا يفوته طالبه، فاحذر أن يدركك وأنت على حال
سيئة، وأعمال مردية فتقع في ندامة الأبد وحسرة لا تنفد، فتفقد
دينك لنفسك، فدينك لحمك ودمك، ولا ينقدك غيره، اي بني!
أكثر ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه. وتقضى بعد الموت إليه،
واجعله نصب عينيك حتى يأتيك وقد أخذت له حذرك، ولا يأتيك
بغتة فيبهرك، وأكثر ذكر الآخرة وكثرة نعيمها وحبورها وسرورها
ودوامها وكثرة صنوف لذاتها وقلة آفاتها إذا سلمت، وفكر في
ألوان عذابها وشدة غمومها وأصناف نكالها، إن أنت تيقنت فان ذلك
يزهدك في الدنيا ويرغبك في الآخرة، ويصغر عندك زينة الدنيا
وغرورها وزهرتها فقد نبأك الله عنها وبين أمرها، وكشف عن
مساويها، فإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلها إليها وتكالبهم عليها
ككلاب عاوية، وسباع ضارية، نهر بعضهم إلى بعض، ويقهر
عزيزها ذليلها، وكثيرها قليلها، قد أضلت أهلها عن قصد السبيل،
وسلكت بهم طريق العمى، وأخذت بأبصارهم عن مهج الصواب،
فتاهوا في حيرتها، وغرقوا في فتنتها، واتخذوها ريا فلعبت بهم
174

ولعبوا بها، ونسوا ما وراءها، فإياك يا بني أن تكون مثل من قد
شابته بكثرة عيوبها! أي بني! إنك إن تزهد فيما قد زهدتك فيه من
أمر الدنيا وتعرض نفسك عنها فهي أهل ذلك، فان كنت غير قابل
نصحي إنك منها فاعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك، ولن تعدو أجلك،
فإنك في سبيل من قد كان قبلك، فأجمل في الطلب، واعرف سبيل
المكتسب، فإنه رب طلب قد جر إلى حرب، وليس كل طالب
يصيب، ولا كل غائب يؤوب، وأكرم نفسك عن كل دنية
وإن سافتك، إياك أن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا وقد جعلك
الله به حرا! وما منفعة خير لا يدرك باليسير، ويسير لا ينال إلا
بالعسير، وإياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة!
وإن استطعت أن لا يكون بينك وبين الله ذو نعمة فافعل، فإنك
مدرك قسمك، وآخذ سهمك، وإن اليسير من الله أعظم وأكرم
وإن كان كل من الله - ولله المثل الاعلى! واعلم أن لك في يسير
مما تطلب فتنال من الملوك افتخارا، وبيع عرضك ودينك عليك
عار، فاقتصد في أمرك تحمد معقبة عقلك، إنك لست بائعا شيئا
من عرضك ودينك إلا بثمن، والمغبون من حرم نصيبه من الله،
فخذ من الدنيا ما أتاك، وتول عما تولى عنك، فان أنت لم تفعل
175

فأجمل في الطلب، وإياك ومقاربة من يشينك! وتباعد من السلطان،
ولا تأمن خدع الشيطان، ومتى ما رأيت منكرا من أمرك فأصلحه
بحسن نظرك، فان لكل وصف صفة، ولكل قول حقيقة،
ولكل أمر وجها ينال الأريب - أي العاقل - فيه رشدة، ويهلك
الأحمق بتعسفه فيه نفسه، يا بني! كم قد رأيت من قيل له: تحب
أن تعطي الدنيا بما فيها مائة سنة بلا آفة ولا أذى، لا ترى فيها
سوءا ويكون آخر أمرك عذاب الأبد، فلا يتسع بها ولا يريدها،
ورأيته قد أهلك دينه ونفسه باليسير من زينة الدنيا، وهذا من كيد
الشيطان وحبائله، فاحذر مكيدته وغروره، يا بني! أملك عليك
لسانك، ولا تنطق فيما تخاف الضرر فيه، فان الصمت خير من
الكلام في غير منفعة، وتلافيك ما فرط من همتك أيسر من
إدراكك ما فات من منطقك، واحفظ من في الوعاء بشد الوكاء،
واعلم أن حفظ ما في يديك خير من طلب ما في يدك غيرك،
وحسن التدبير مع الكفاف أكفى لك من الكثير في الاسراف،
وحسن اليأس خير لك من الطلب إلى الناس، يا بني! لا تحدث
من غير ثقة فتكون كذابا، والكذب داء فجانبه وأهله، يا بني!
العفة مع الشدة خير من الغنى مع الفجور، من فكر أبصر،
176

ومن كثر خطاؤه هجر، ورب مضيع ما يسره، وساع فيما
يضره، من خير حظ المرء قرين صالح، فقارن أهل الخير تكن
منهم، وباين أهل الشر تبن منهم، ولا تغلبن عليك سوء الظن، فإنه
لين يدع بينك وبين خليلك ملجأ، قد يقال: من الحزم سوء الظن،
وبئس الطعام الحرام، وظلم الضعيف أفحش الظلم، الفاحشة تقصم
القلب، إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا، وربما كان الداء
دواء والدواء داء، وربما نصح غير الناصح وغش المنتصح، إياك
والاتكال على المنى! فإنها بضائع النوكى (1)، ذك قلبك بالأدب
كما تذكي النار الخطب، ولا تكن كخاطب الليل وغثاء السيل،
كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم، والعقل حفظ التجارب،
وخير ما جربت ما وعظك، ومن الكرم لين الشيم، بادر الفرصة
قبل أن تكون غصة، ومن الحزم العزم، ومن سبب الحرمان
التواني، ومن الفساد إضاعة الزاد ومفسدة المعاد، لكل أمر عاقبة،
فرب مشير بما يضر، لا خير في معين مهين، ولا في صديق
ظنين، ولا تدع الطلب فيما يحل ويطيب فلا بد من بلغة، وسيأتيك

(1) النوكي: النوك بالضم والفتح: الحمق، وما أنوكه: ما أحمقه.
اه‍ 3 / 322 القاموس. ب
177

ما قدر لك، التجار مخاطر، ومن حلم ساد، ومن تفهم ازداد،
ولقاء أهل الخير عمارة القلوب، ساهل ما ذل لك بقوة، وإياك أن
تطمح بك مطية اللجاج! وإن قارفت سيئة فعجل محوها بالتوبة،
ولا تخن من ائتمنك وإن خانك، ولا تذع سره وإن أذاع سرك،
خذ بالفضل، وأحسن البذل، وأحبب للناس الخير، فان هذه من
الأخلاق الرفيعة، وإنك قل ما تسلم ممن تسرعت إليه، وكثيرا ما
يحمد من تفضلت عليه، اعلم أي بني أن من الكرم الوفاء بالذمم.
والدفع عن الحرم، والصدود آية المقت، وكثرة العلل آية البخل،
وبعض الامساك عن أخيك مع الألف خير من البذل مع الحنف (1)،
ومن الكرم صلة الرحم، والتجرم وجه القطيعة، احمل نفسك من
أخيك عند جموحه على البذل، وعند تباعده على الدنو، وعند شدته
على اللين، وعند تجرمه على الاعتذار، حتى كأنك له عبد وكأنه
ذو نعمة عليك، ولا تضع ذلك في غير موضعه، ولا تفعل بغير
أهله، ولا تتخذ من عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك، ولا تعمل
بالخديعة فإنها أخلاق اللئام، وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت أم

(1) الجنف: الجنف محركة والجنوف بالضم: الميل والجور. اه‍ 3 / 124
القاموس. ب
178

قبيحة، وساعده على كل حال، وزل معه حيث زال، ولا تطلبن
منه المجازاة، فإنها من شيم الدناءة، وخذ على عدوك بالفضل، فإنه
أحرى للظفر، لا تصرم أخاك على ارتياب، ولا تقطعه دون
استعتاب، ولن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك، ما أقبح القطيعة
بعد الصلة، والجفاء بعد اللطف، والعداوة بعد المودة، والخيانة لمن
ائتمنك، وخلف الظن لمن ارتجاك، والغرر بمن وثق بك، وإن
أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية، ومن ظن بك خيرا
فصدق ظنه، ولا تضيعن بر أخيك اتكالا على ما بينك وبينه، فإنه
ليس بأخ من أضعت حقه، لا يكون أهلك أشقى الناس بك، ولا
ترغبن فيمن زهد فيك، ولا تزهدن فيمن رغب إليك، إذا كان
للخلط موضعا، لا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته
لا يكونن على الإساءة أقوى منك على الاحسان إليه، ولا على البخل
أقوى منك على البذل، ولا على التقصير أقوى منك على الفضل، لا
يكثرن عليك ظلم من ظلمك، فإنه يسعى في مضرته ونفعك، وليس
جزاء من سرك أن تسوءه، واعلم أي بني! أن الرزق رزقان: رزق
تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك، واعلم أن الدهر ذو صروف،
فلا تكونن ممن يسبك لاعنة للدهر، ومحفلا عند الناس عذره،
179

ما أقبح الخضوع عند الحاجة، والجفاء عند الغنى، إنما لك من
من دنياك ما أصلحت به مثواك، فأنفق يسرك، ولا تكن خازنا
لغيرك، فان كنت جازعا مما تفلت من يديك فاجزع على ما يصل
إليك، استدل على ما لم يكن بما قد كان، فان الأمور أشباه يشبه
بعضها بعضا، ولا تكفرن ذا نعمة، فان كفر النعم من قلة الشكر
ولؤم الخلق، وأقل العذر، ولا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا
بلغت في الملامة، فان العاقل يتعظ بالقليل، والبهائم لا تنفع إلا
بالضرب، واتعظ بغيرك ولا يكونن غيرك متعظا بك، واحتد بحذاء
الصالحين، واقتد بآدابهم وسر بسيرتهم، واعرف الحق لمن عرفه لك
رفيعا كان أو وضيعا، واطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر
وحسن اليقين، من ترك القصد جار، نعم حظ المرء القناعة!
شر ما أشعر قلب المرء الحسد، وفي القنوط التفريط، وفي الخوف
من العواقب البغي، الحسد لا يجلب مضرة وغيظا يوهن قلبك
ويمرض جسمك، فاصرف عنك الحسد تغنم، وأنق صدرك من
الغل تسلم، وارج الذي بيده خزائن الأرض والأقوات والسماوات،
وسله طيب المكاسب تجده منك قريبا ولك مجيبا، الشح يجلب
الملامة، والصاحب الصالح مناسب، والصديق من صدق غيبه،
180

والهوى شريك العمى، ومن التوفيق سعة الرزق، نعم طارد الهموم
اليقين، وفي الصدق النجاة، عاقبة الكذب شر عاقبة، رب بعيد
أقرب من قريب ورب قريب أبعد من بعيد، والغريب من لم
يكن له حبيب، من تعدى الحق ضاق مذهبه، من اقتصر على قدره
كان أبقى له، ونعم الخلق... وأوثق العرى التقوى، من أعتبك
قد هوى، وقد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاكا، كم
من مريب قد شقى به غيره ونجا هو من البلاء، جانيك من يجني
عليك، وقد تعدي الصحاح مبارك الجرب، وليس كل عورة
تظهر، ربما أخطأ البصير قصده، وأصاب الأعمى رشده، ليس كل
من طلب وجد ولا كل من توقى نجا، أخر الشئ فإنك إذا
شئت عجلته، أحسن إن أحببت أن يحسن إليك، احتمل أخاك على
كل ما فيه، ولا تكثر العتاب فإنه يورث الضغينة ويجر إلى المغضبة،
وكثرته من سوء الأدب، استعتب من رجوت صلاحه، قطيعة
الجاهل تعدل صلة العاقل، ومن كابد الحرية عطب، ومن لم يعرف
زمانه حرب، ما أقرب النقمة من أهل البغي، وأخلق من عدر أن
لا يولى له، زلة العالم أقبح زلة، وعلة الكذب أقبح علة،
الفساد يبيد الكثير، والاقتصاد يثمر القليل، والقلة ذلة، وبر
181

الوالدين أكرم الطبائع والخوف شر لحاف، والزلة مع العجلة، لا
خير في لذة تعقب ندامة، والعاقل من وعظته التجربة، ورسولك
ترجمان عقلك، وكتابك أحسن ناطق عنك، فتدبر أمرك، وتقصر
شرك، الهدى يجلو العمى، وليس مع اختلاف ائتلاف، ومن
حسن العمل افتقاد حال الجار، لن يهلك من اقتصد ولن يفتقر،
يبين عن سر المرء دخيله، ورب باحث عن حتفه، وليس كل من
ينظر بصير، رب هزل صار جدا، من ائتمن الزمان خانه، ومن
تعظم عليه أهانه، ومن لجأ إليه أسلمه أي أخذله، ليس كل من
رمى أصاب، إذا تغير السلطان تغير الزمان، وخير أهلك من كفاك،
المزاح يورث العداوة والحقد، أعذر من اجتهد وربما أكدى الحق،
رأس الدين صحة اليقين، وتمام الاخلاص تجنب المعاصي، وخير
القول الصدق، والسلامة مع الاستقامة، سل عن الرفيق قبل
الطريق، وعن الجار قبل الدار، كن من الدنيا على بلغة، احمل
لمن دل عليك، واقبل عذر من اعتذر إليك، وارحم أخاك وإن
عصاك، وصله وإن جفاك، وعود نفسك السماح، وتخير لها من كل
أحسنه، لا تتكلم بما يرديك، ولا ما كثيره يزريك، أنصف من
نفسك قبل أن ينتصف منك، أي بني! إياك ومشاورة النساء! إلا
182

جربت بكمال، فان رأيهن يجر إلى أفن (1) وعزمهن إلى وهن،
اكفف عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن، فان شدة الحجاب خير
لهن من الارتياب، وليس خروجهن بأشد عليك من دخول من لا
تثق به عليهن، فان استطعت أن لا يعرفهن غيرك فافعل، أقلل
الغضب ولا تكثر العتاب في غير ذنب، فان المرأة ريحانة، وليست
بقهرمانة، وأحسن لمماليك الأدب، وإن أجرم أحد منهم جرما
فأحسن العفو فان العفو مع العز أشد من الضرب لمن كان له قلب،
وخف القصاص، واجعل لكل امرئ منهم عملا تأخذه به، فإنه
أحرى أن يتوكلوا، وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير،
وأصلك الذي إليه تصير، فإنك بهم تصول، وبهم تطول، وهم العمدة
عند الشدة، وأكرم كريمهم، وعد سقيمهم، وأشركهم في أمورهم،
ويسر عن معسرهم واستعن بالله على أمرك كله، فإنه أكرم معين
أستودع الله دينك ودنياك - والسلام (وكيع، والعسكري في
المواعظ).
(44216 -) عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه قال: كان
علي يخطب فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أخبرني من أهل

(1) أفن: الأفن: قلة العقل. اه‍ صفحة 14 المختار. ب
183

أهل الجماعة؟ ومن أهل الفرقة! ومن أهل السنة؟ ومن أهل البدعة؟
فقال: ويحك! أما إذ سألتني فافهم عني، ولا عليك أن لا تسأل
عنها أحدا بعدي، فأما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلوا،
وذلك الحق عن أمر الله وأمر رسوله، فأما أهل الفرقة فالمخالفون
لي ومن اتبعني وإن كثروا، وأما أهل السنة المتمسكون بما سنه الله لهم
ورسوله وإن قلوا وإن قلوا، وأما أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله
ولكتابه ورسوله، العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا، وقد مضى
منه الفوج الأول وبقيت أفواج، وعلى الله قصمها واستئصالها عن
جدبة الأرض، فقام إليه عمار فقال: يا أمير المؤمنين! إن الناس
يذكرون الفئ ويزعمون أن قاتلنا فهو وماله وأهله فئ لنا وولده،
فقام رجل من بكر بن وائل يدعى عباد بن قيس وكان ذا عارضة
ولسان شديد فقال: يا أمير المؤمنين! والله! ما قسمت بالسوية،
ولا عدلت في الرعية، فقال علي: ولم - ويحك؟ قال: لأنك
قسمت ما في العسكر، وتركت الأموال والنساء الذرية، فقال
عباد: جئنا نطلب غنائمنا، فجاءنا بالترهات! فقال له علي: إن
كنت كاذبا فلا أماتك الله حتى تدرك غلام ثقيف، فقال رجل من
184

القوم: ومن غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟ فقال: رجل لا يدع لله
حرمة إلا انتهكها، قال: فيموت أو يقتل؟ قال: بلي يقصمه قاصم
الجبارين، قتله بموت فاحش يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من
بطنه، يا أخا بكر! أنت امرؤ ضعيف الرأي، أما علمت أنا
لا نأخذ الصغير بذنب الكبير! وأن الأموال كانت لهم قبل الفرقة
وتزوجوا على رشدة وولدوا على الفطرة، وإنما لكم ما حوى عسكرهم
وما كان في دورهم فهو ميراث لذريتهم، فان عدا علينا أحد منهم
أخذناه بذنبه، وإن كف عنا لم تحمل عليه ذنب غيره، يا أخا بكر!
لقد حكمت فيهم بحكم رسول الله ص في أهل مكة، قسم ما حوى
العسكر ولم يعرض لما سوى ذلك، وإنما اتبعت أثره حذو النعل
بالنعل، يا أخا بكر! أما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها، وأن
دار الهجرة يحرم ما فيها إلا بحق، فمهلا مهلا رحمكم الله! فان
أنتم لم تصدقوني وأكثرتم علي - وذلك أنه تكلم في هذا غير واحد -
فأيكم يأخذ أمه عائشة بسهمه؟ قالوا أينا يا أمير المؤمنين! بل أصبت
وأخطأنا، وعلمت وجهلنا، ونحن نستغفر الله! وتنادى الناس من
كل جانب، أصبت يا أمير المؤمنين! أصاب الله بك الرشاد والسداد!
فقام عمار فقال: يا أيها الناس! إنكم والله إن اتبعتموه وأطعتموه لم
185

يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة، وكيف يكون ذلك وقد
استودعه رسول الله ص المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج
هارون بن عمران إذ قال له رسول الله ص: أنت مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فضلا خصه الله به إكراما منه
لنبيه ص حيث أعطاه الله ما لم يعطه أحدا من خلقه، ثم قال علي:
انظروا رحمكم الله ما تؤمرون به فامضوا له، فان العالم أعلم بما يأتي
من الجاهل الخسيس الأخس، فاني حاملكم - إن شاء الله تعالى إن
أطعتموني - على سبيل الجنة وإن كان ذا مشقة شديدة ومرارة
عتيدة، وإن الدنيا حلوة، الحلاوة لمن اغتر بها... من الشقوة
والندامة عما قليل، ثم إني مخبركم أن خيلا من بني إسرائيل أمرهم
نبيهم أن لا يشربوا من النهر، فلجوا في ترك أمره فشربوا منه إلا
قليلا منهم فكونوا رحمكم الله من أولئك الذين أطاعوا نبيهم ولم يعصوا
ربهم، وأما عائشة فأدركها رأي النساء وشئ كان في نفسها علي
يغلي في جوفها كالمرجل، ولو دعيت لتنال من غير ما أتت إلى لم
تفعل، ولها بعد ذلك حرمتها الأولى، والحساب على الله، يعفو عمن
يشاء ويعذب عمن يشاء، فرضى بذلك أصحابه وسلموا لامره بعد
اختلاط شديد فقالوا: يا أمير المؤمنين! حكمت والله فينا بحكم الله،
186

أنا جهلنا ومع جهلنا لم نأت ما يكره أمير المؤمنين: وقال ابن
يساف الأنصاري:
إن رأيا رأيتموه سفاها * لخطأ الايراد والإصدار
ليس زوج النبي تقسم فيئا * ذلك زيغ القلوب والابصار
فاقبلوا اليوم ما يقول على * لا تناجوا بالاثم في الاسرار
ليس ما ضمت البيوت بفئ * إنما الفئ ما تضم الأوار (1)
من كراع في عسكر وسلاح * ومتاع يبيع أيدي التجار
ليس في الحق قسم ذات نطاق * لا ولا أخذكم لذات خمار
ذاك هو فيئكم خذوه وقولوا * قد رضينا لا خير في الاكثار
إنها أمكم وإن عظم الخط * ب وجاءت بزلة وعثار
فلها حرمة النبي وحقاق * علينا من سترها ووقار
فقام عباد بن قيس وقال: يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن الايمان، فقال:
نعم، إن الله ابتدأ الأمور فاصطفى لنفسه ما شاء، واستخلص ما أحب
فكان مما أحب أنه ارتضى الاسلام، واشتقه من اسمه، فنحله من
أحب من خلقه، ثم شقه فسهل شرائعه لمن ورده وعزز أركانه على

(1) الأوار: كغراب: حر النار والشمس والعطش، والدخان واللهب.
اه‍ صفحة 23 المختار. ب
187

من حاربه، هيهات من أن يصطلمه مصطلم! جعله سلما لمن دخله،
ونورا لمن استضاء به، وبرهانا لمن تمسك به، ودينا لمن انتحله،
وشرفا لمن عرفة، وحجة لمن خاصم به وعلما لمن رواه، وحكمة لمن
نطق به، وحبلا وثيقا لمن تعلق به، ونجاة لمن آمن به، فالايمان
أصل الحق، والحق سبيل الهدى، وسيفه جامع الحلية، قديم العدة
الدنيا مضماره، والغنيمة حليته، فهو أبلج منهاج، وأنور سراج وأرفع
غاية، وأفضل دعية، بشير لمن سلك قصد الصادقين، واضح البيان
عظيم الشأن، الامن منهاجه، والصالحات مناره، والفقه مصابيحه،
والمحسنون فرسانه، فعصم السعداء بالايمان، وخذل الأشقياء بالعصيان
من بعد اتجاه الحجة عليهم بالبيان، إذ وضح لهم منار الحق وسبيل
الهدى، فالايمان يستدل به على الصالحات، وبالصالحات يعمر الفقه،
وبالفقه يرهب الموت، وبالموت يختم الدنيا، وبالدنيا تخرج الآخرة
وفي القيامة حسرة أهل النار، وفي ذكر أهل النار موعظة أهل التقوى
والتقوى غاية لا يهلك من أتبعها، ولا يندم من عمل بها، لان
بالتقوى فاز الفائزون، وبالمعصية خسر الخاسرون، فليزدجر أهل النهى
وليتذكر أهل التقوى، فان الخلق لا مقصر لهم في القيامة دون
الوقوف بين يدي الله، مرفلين في مضمارها نحو القصبة العليا إلى الغاية
188

القصوى، مهطعين بأعناقهم نحو داعيها، قد شخصوا من مستقر
الأجداث والمقابر إلى الضرورة أبدا، لكل دار أهلها، قد انقطعت
بالأشقياء الأسباب وأفضوا إلى عدل الجبار، فلا كرة لهم إلى دار
الدنيا، فتبرؤا من الذين آثروا طاعتهم على طاعة الله، وفاز السعداء
بولاية الايمان، فالايمان يا ابن قيس على أربع دعائم: الصبر،
واليقين، والعدل، والجهاد، فالصبر من ذلك على أربع دعائم:
الشوق، والشفق، والزهد، والترقب، فمن اشتاق إلى الجنة سلا
عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد
في الدنيا هانت عليه المصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات
واليقين من ذلك على أربع دعائم: تبصرة الفتنة تأول الحكمة، ومن
تأول الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة عرف السنة، ومن
عرف السنة فكأنما كان في الأولين، فاهتدى إلى التي هي أقوم،
والعدل من ذلك على أربع دعائم: غائص الفهم، وغمرة العلم، وزهرة
الحكم، وروضة الحلم، فمن فهم فسر جميع العلم، ومن علم عرف
شرائع الحكم، ومن عرف شرائع الحكم لم يضل، ومن حلم لم
يفرط أمره وعاش في الناس حميدا، والجهاد من ذلك على أربع
دعائم: الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن
189

وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن، ومن نهى
عن المنكر أرغم أنف المنافق، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه
ومن شنأ المنافقين وغضب لله غضب الله له. فقام إليه عمار فقال:
يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن الكفر على ما بني كما أخبرتنا عن الايمان
قال: نعم يا أبا اليقظان! بني الكفر على أربع دعائم: على الجفاء
والعمى، والغفلة، والشك، فمن جفا فقد احتقر الحق، وجهر بالباطل
ومقت العلماء وأصر على الحنث العظيم، ومن عمي نسي الذكر
واتبع الظن، وطلب المغفرة بلا توبة ولا استكانة، ومن غفل حاد
عن الرشد وغرته الأماني، وأخذته الحسرة والندامة، وبدا له من
الله ما لم يكن يحتسب، ومن عتا في أمر الله شك، ومن شك تعالى
عليه فأذله بسلطانه وصغره بجلاله كما فرط في أمره فاغتر بربه الكريم
والله أوسع بما لديه من العفو والتيسير، فمن عمل بطاعة الله اجتلب
بذلك ثواب الله، ومن تمادى في معصية الله ذاق وبال نقمة الله،
فهنيئا لك يا أبا اليقظان عقبى لا عقبى غيرها وجنات لا جنات بعدها!
فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! حدثنا عن ميت الاحياء،
وكذبهم مكذبون، فيقاتلون من كذبهم بمن صدقهم، فيظهرهم الله
190

ثم يموت الرسل، فتخلف خلوف، فمنهم منكر للمنكر بيده ولسانه
وقلبه، فذلك استكمل خصال الخير، ومنهم منكر للمنكر بلسانه
وقلبه ترك له بيده فذلك خصلتان من خصال الخير تمسك بهما وضيع
خصلة واحدة وهي أشرفها، ومنهم منكر للمنكر بقلبه تارك له بيده
ولسانه فذلك ضيع شرف الخصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة
ومنهم تارك له بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الاحياء، فقام إليه رجل
فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرنا على ما قاتلت طلحة والزبير؟ قال:
قاتلتهم على نقضهم بيعتي، وقتلهم شيعتي من المؤمنين حكيم بن جبلة
العبدي من عبد القيس والسائحة والأساورة بلا حق استوجبوه منهما
ولا كان ذلك لهما دون الامام، ولو أنهما فلا ذلك بأبي بكر وعمر
لقاتلاهما، ولقد علم من ههنا من أصحاب محمد ص أن أبا بكر
لم يرضيا ممن امتنع من بيعة أبي بكر حتى بايع وهو كاره ولم يكونوا
بايعوه بعد الأنصار، فما بالي وقد بايعاني طائعين غير مكرهين، ولكنهما
طمعا مني في ولاية البصرة واليمن، فلما لم أولهما وجاءهما الذي غلب
من حبهما للدنيا وحرصهما عليها خفت أن يتخذا عباد الله خولا، ومال
المسلمين لأنفسهما، فلما زويت ذلك عنهما وذلك بعد أن جربتهما
واحتججت عليهما. فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن
191

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أواجب هو؟ قال سمعت رسول
الله ص يقول: إنما أهلك الله الأمم السالفة قبلكم بتركهم الامر
بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول الله عز وجل (كانوا لا يتناهون
عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) وإن الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر لخلقان من خلق الله عز وجل، فمن نصرهما نصره
الله ومن خذلهما خذله الله، وما أعمال البر والجهاد في سبله عند
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كبقعة في بحر لجي، فمروا
بالمعروف وانهوا عن المنكر، فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق، وأفضل الجهاد كلمة
عدل عند إمام جائر، وإن الامر لينزل من السماء إلى الأرض كما
ينزل قطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان
في نفس أو أهل أو مال، فإذا أصاب أحدكم نقصانا في شئ من
ذلك ورأى الآخر ذا يسار لا يكونن له فتنة، فان المرء المسلم
البرئ من الخيانة لينتظر من الله إحدى الحسنيين: إما من عند الله
فهو خير واقع وإما رزق من الله يأتيه عاجل، فإذا هو ذو أهل ومال
ومعه حسبه ودينه، المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات
الصالحات حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما
192

الله لأقوام. فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن
أحاديث البدع، قال: نعم، سمعت رسول الله ص يقول: إن
أحاديث ستظهر من بعدي حتى يقول قائلهم: قال رسول الله ص
وسمعت رسول الله ص، كل ذلك افتراء علي، والذي بعثني بالحق!
لتفترقن أمتي على أصل دينها وجماعتها على ثنتين وسبعين فرقة، كلها
ضالة مضلة تدعوا إلى النار، فإذا كان ذلك فعليكم بكتاب الله عز
وجل، فان فيه نبأ ما كان قبلكم ونبأ ما يأتي بعدكم، والحكم فيه
بين، من خالفه من الجبابرة قصمه الله، ومن ابتغى العلم في غيره
أضله الله، فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وشفاؤه النافع، عصمة
لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يموج فيقام، ولا يزيغ فيتشعب
ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلقه كثرة الرد، هو الذي سمعته الجن فلم
تناه أو ولوا إلى قومهم منذرين قالوا: يا قومنا! (إنا سمعنا قرآنا
عجبا يهدي إلى الرشد) من قال به صدق، ومن عمل به أجر،
ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم. فقام إليه رجل فقال:
يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن الفتنة هل سألت عنها رسول الله؟
قال: نعم، إنه لما نزلت هذه الآية من قول الله عز وجل: (ألم
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) علمت
193

أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله ص حي بين أظهرنا فقلت:
يا رسول الله! ما هذه الفتنة التي أخبرك الله بها؟ فقال: يا علي!
إن أمتي سيفتنون من بعدي، قلت: يا رسول الله! أوليس قد قلت
لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين وحزنت على
الشهادة فشق ذلك علي فقلت لي: أبشر يا صديق! فان الشهادة
من ورائك، فقال لي: فان ذلك لكذلك، فكيف صبرك إذا
خضبت هذه من هذا! وأهوى بيده إلى لحيتي ورأسي، فقلت:
بأبي وأمي يا رسول الله! ليس ذلك من مواطن الصبر ولكن من
مواطن البشرى والشكر! فقال لي: أجل، ثم قال لي: يا علي! إنك
باق بعدي، ومبتلي بأمتي، ومخاصم يوم القيامة بين يدي الله تعالى
فأعدد جوابا، فقلت: بأبي أنت وأمي! بين لي ما هذه الفتنة
التي يبتلون بها وعلى ما أجاهدهم بعدك؟ فقال: إنك ستقاتل بعدي
الناكثة والقاسطة والمارقة - وحلاهم وسماهم رجلا رجلا، ثم قال لي:
وتجاهد أمتي على كل من خالف القرآن ممن يعمل في الدين بالرأي،
ولا رأي في الدين، إنما هو أمر من الرب ونهيه، فقلت: يا رسول
الله! فأرشدني إلى الفلج عند الخصومة يوم القيامة، فقال: نعم، إذا
كان ذلك فاقتصر على الهدى، إذا قومك عطفوا الهدى على العمى،
194

وعطفوا القرآن على الرأي فتأولوه برأيهم، تتبع الحجج من القرآن
بمشتبهات الأشياء الكاذبة عند الطمأنينة إلى الدنيا والتهالك والتكاثر
فاعطف أنت الرأي على القرآن إذا قومك حرفوا الكلم عن مواضعه
عند الأهواء الساهية، والامر الصالح، والهرج الآثم، والقادة
الناكثة، والفرقة القاسطة، والأخرى المارقة أهل الإفك المردي
والهوى المطغى، والشهبة الحالقة، فلا تتكلن عن فضل العاقبة فان
العاقبة للمتقين، وإياك يا علي أن يكون خصمك أولى بالعدل والاحسان
والتواضع لله والاقتداء بسنتي والعمل بالقرآن منك! فان من فلج
الرب على العبد يوم القيامة أن يخالف فرض الله أو سنة سنها نبي،
أو يعدل عن الحق ويعمل بالباطل، فعند ذلك يملي لهم فيزدادوا إثما
يقول الله (إنما نملي لهم ليزدادوا إثما) فلا يكونن الشاهدون
بالحق والقوامون بالقسط عندك كغيرهم، يا علي! إن القوم سيفتنون
ويفتخرون بأحسابهم وأموالهم ويزكون أنفسهم ويمنون دينهم على
ربهم، ويتمنون رحمته ويأمنون عقابه، ويستحلون حرامه بالمشتبهات
الكآبة، فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع،
ويمنعون الزكاة ويطلبون البر، ويتخذون فيما بين ذلك أشياء من
الفسق لا توصف صفتها، ويلي أمرهم السفهاء، ويكثر تتبعهم
195

على الجور والخطاء، فيصير الحق عندهم باطلا والباطل حقا،
ويتعاونون عليه ويرمونه بألسنتهم، ويعيبون العلماء ويتخذونهم سخريا،
يا رسول الله! فبأية المنازل هم إذا فعلوا ذلك بمنزلة فتنة أو يمنزلة
ردة؟ قال: بمنزلة فتنة، ينقذهم الله بنا أهل البيت عند ظهورنا
السعداء من أولي الألباب إلا أن يدعوا الصلاة ويستحلوا الحرام في
حرم الله، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر، يا علي! بنا فتح الله
الاسلام وبنا يختمه، بنا أهلك الأوثان ومن يعبدها، وبنا يقصم كل
جبار وكل منافق، حتى إنا لنقتل في الحق مثل من قتل في الباطل،
يا علي! إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعم منها فوجا عاما ثم
فوجا عاما، فلعل آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا وأحسنها فرعا،
وأحلاها جنى وأكثرها خيرا، وأوسعها عدلا، وأطولها ملكا،
يا علي! كيف يهلك الله أمة أنا أولها ومهدينا أوسطها، والمسيح
ابن مريم آخرها، يا علي! إنما مثل هذه الأمة كمثل الغيث لا يدري
أوله خير أم آخره، وبين ذلك نهج أعوج لست منه وليس منى،
يا علي! وفي تلك الأمة يكون الغلول والخيلاء وأنواع المثلات، ثم
تعود هذه الأمة إلى ما كان خيار أوائلها، فذلك من بعد حاجة الرجل
إلى قوت امرأته - يعني غزلها، حتى أن أهل البيت ليذبحون الشاة
196

فيقنعون منها برأسها ويولون ببقيتها من الرأفة والرحمة بينهم (وكيع).
(44217 -) عن أبي وائل قال: خطب على الناس بالكوفة
فسمعته يقول في خطبته: أيها الناس! إنه من يتفقر افتقر، ومن
يعمر يبتلى، ومن لا يستعد للبلاء إذا ابتلي لا يصير، ومن ملك
استأثر، ومن لا يستشير يندم! وكان يقول من وراء هذا الكلام:
يوشك أن لا يبقى من الاسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه،
وكان يقول: ألا! لا يستحيى الرجل أن يتعلم، ومن يسأل عما لا
يعلم أن يقول: لا أعلم، مساجدكم يومئذ عامرة، وقلوبكم وأبدانكم
خربة من الهدى، شر من تحت ظل السماء فقهاؤكم، منهم تبدو
الفتنة وفيهم تعود، فقام رجل فقال: ففيم يا أمير المؤمنين! قال:
إذا كان الفقه في رذالكم، والفاحشة في خياركم، والملك في صغاركم،
فعند ذلك تقوم الساعة (هب).
(44218 -) عن علي قال: لا تنظر إلى من قال، وانظر إلى ما
قال: ابن السمعاني في الدلائل).
(44219 -) عن علي: لكل إخاء منقطع إلا إخاء كان على
غير الطمع (ابن السمعاني).
(44220 -) ع علي قال: ذمتي رهينة وأنا به زعيم، لمن
197

صرحت له العبر، أن لا يهيج على التقوى زرع قوم، ولا يظمأ
على الهدى سنخ (1) أصل، ألا وإن أبغض خلق الله إلى الله رجل
قمش علما غارا في أغباش (2) الفتنة عميا بما في غيب الهدنة (3)،
سماه أشباهه من الناس عالما، ولم يغن في العلم يوما سالما، بكر
فاستكبر فما قل منه فهو خير مما كثر حتى إذا ما ارتوى من " ماء
آجن " وأكثر من غير طائل قعد للناس مفتيا لتخليص ما التبس
على غيره، إن نزلت به إحدى المبهمات هيأ حشوا من رأيه، فهو
من قطع المشتبهات في مثل غزل العنكبوت، لا يعلم إذا أخطأ لأنه

(1) سنخ: السنخ والأصل واحد، فلما اختلف اللفظان أضاف أحدهما
إلى الآخر. اه‍ 2 / 408 النهاية. ب
(2) أغباش: يقال: غبش الليل وأغبش إذا أظلم ظلمة يخالطها بياض،
ومنه حديث علي قمش علما غارا بأغباش الفتنة أي بظلمها.
اه‍ 3 / 339 النهاية ب.
(3) الهدنة: السكون والهدنة: الصلح والموادعة بين المسلمين والكفار،
وبين كل متحاربين. ومنه حديث علي: " عميانا في غيب الهدنة
أي لا يعرفون ما في الفتنة من الشر، ولا ما في السكون من الخير.
اه‍ 5 / 252 النهاية. ب
198

لا يعلم أخطأ أم أصاب خباط عشوات ركاب جهالات، لا يعتذر مما
لا يعلم فيسلم، لا يعض في العلم بضرس قاطع، ذراء الرواية ذرو
الريح الهشيم، تبكي منه الدماء، وتضرخ منه المواريث، ويستحل
بقضائه الحرام، لا ملئ والله باصدار ما ورد عليه، ولا أهل لما فرط
به (المعافى بن زكريا، ووكيع، كر).
(44221 -) عن علي أنه بلغه موت رجل من أصحابه ثم جاءه
الخبر أنه لم يمت، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد!
إنه قد كان أتانا خبر ارتاع له أصحابك، ثم جاء تكذيب الخبر
الأول، فأنعم ذلك أن سرنا، وإن السرور بسبيل الانقطاع يستتبعه
عما قليل تصديق الخبر الأول، فهل أنت كائن كرجل قد رأى
الموت وعاين ما بعده فسأل الرجعة، فأسعف بطلبته فهو متأهب
آثب، ينقل ما يسره من ماله إلى دار قراره، ولا يرى أن له مالا
غيره، واعلم أن الليل والنهار لم يزالا دائبين في تقض الأعمار وإنفاد
الأموال وطي الآجال، هيهات هيهات! قد صحبا عادا وثمود وقرونا
بين ذلك كثيرا، فأصبحوا قد وردوا على ربهم، وقدموا على أعمالهم
والليل والنهار غضان جديدان، لم يبلهما ما مر به، مستعدين لما بقي
بمثل ما أصابا به من مضي، واعلم أنك إنما أنت نظير اخوانك
199

وأشباهك، مثلك كمثل الجسد قد فرغت قوته، فلم يبق إلا حشاشة
نفسه، ينتظر الداعي، فتعوذ بالله مما تعظ به ثم تقصر عنه
(العسكري في المواعظ).
(44222 -) عن أبي أراكة قال: صليت مع علي بن أبي طالب
الفجر، فلما انقلب عن يمينه مكث كأن عليه كآبة، ثم قلب
يده، وقال: والله لقد رأيت أصحاب محمد ص فما أرى اليوم شيئا
يشبههم! لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، بين أعينهم كأمثال ركب
المعز، قد باتوا لله سجدا وقياما، يتلون كتاب الله يراوحون بين
جباههم وأقدامهم، فإذا أصبحوا فذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في
يوم الريح، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم، فإذا أصبحوا والله لكان
القوم باتوا غافلين، ثم نهض، فما رئي مفترا ضاحكا حتى ضربه ابن
ملجم (الدينوري، والعسكري في المواعظ، كر، حل).
(44223 -) عن يحيى بن عقيل عن علي بن أبي طالب أنه قال
لعمر: يا أمير المؤمنين! إن سرك تلحق بصاحبيك فاقصر الأمل،
وكل دون الشبع، وأقصر الإزار، وارقع القميص، واخصف النعل،
تلحق بهما (هب).
(44224 -) عن عبد الله بن صالح العجلي عن أبيه قال: خطب
200

علي بن أبي طالب يوما فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ص ثم
قال: يا عباد الله! لا تغرنكم الحياة الدنيا فإنها دار بالبلاء محفوفة،
وبالفناء معروفة، وبالقدر موصوفة، وكل ما فيها إلى زوال، وهي ما
بين أهلها دول وسجال، لن يسلم من شرها نزلها، بينا أهلها في
رخاء وسرور، إذا هم منها في بلاء وغرور، العيش فيها مذموم،
والرخاء فيها لا يدوم، وإنما أهلها فيها أغراض مستهدفة، ترميهم
بسهامها، وتقصمهم بحمامها، عبد الله! إنكم وما أنتم من هذه الدنيا
عن سبيل من قد مضى ممن كان أطول منكم أعمارا، وأشد منكم
بطشا، وأعمر ديارا، وأبعد آثارا، فأصبحت أصواتهم هامدة خامدة
من بعد طول تقلبها، وأجسادهم بالية، وديارهم خالية، وآثارهم
عافية، واستبدلوا بالقصور المشيدة والسرر والنمارق الممهدة الصخور،
والأحجار المسندة في القبور، الملاطية الملحدة التي قد بين الخراب
فناؤها، وشيد بالتراب بناؤها، فمحلها مقترب، وساكنها مغترب،
بين أهل عمارة موحشين، وأهل محلة متشاغلين، لا يستأنسون
بالعمران، ولا يتواصلون تواصل الجيران، على ما بينهم من قرب
الجوار ودنو الدار، وكيف يكون بينهم تواصل وقد طحنهم بكلكلة
البلى وأكلتهم الجنادل والثرى، فأصبحوا بعد الحياة أمواتا، وبعد
201

غضارة العيش رفاتا، فجع بهم الأحباب، وسكنوا التراب، فطعنوا
فليس لهم إياب، هيهات هيهات! (كلا انها كلمة هو قائلها ومن
ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) فكأن قد صرتم إلى ما صاروا
إليه من الوحدة والبلى في دار الموتى، وارتهنتم في ذلك المضجع،
وضمكم ذلك المستودع، فكيف بكم لو قد تناهت الأمور، وبعثرت
القبور، وحصل ما في الصدور، وأوقفتم للتحصيل بين يدي ملك
جليل، فطارت القلوب لاشفاقها من سالف الذنوب، وهتكت
عنكم الحجب والأستار، فظهرت منكم العيوب والاسرار، هنالك
تجزي كل نفس بما كسبت (ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي
الذين أحسنوا بالحسنى) (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين
مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا
كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك
أحدا) جعلنا الله وإياكم عاملين بكتابه، متبعين لأوليائه، حتى يحلنا
وإياكم دار المقامة من فضله، إنه حميد مجيد (الدينوري، كر).
(44225 -) عن علي أنه خطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أما بعد! فان الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإن الآخرة
202

قد أقبلت وأشرفت باطلاع، وإن المضمار (1) اليوم وغدا السباق،
ألا! وإنكم في أيام أمل، من ورائه أجل، فمن قصر في أيام أمله
قبل حضور أجله فقد خيب عمله، ألا! فاعملوا لله في الرغبة كما
تعملون له في الرهبة، ألا! وإني لم أر كالجنة نائم طالبها، ولم أر
كالنار نائم هاربها، ألا! وإنه من لم ينفعه الحق ضره الباطل،
ومن لم يستقم به الهدي جار به الضلال، ألا! وإنكم قد أمرتم
بالظعن، ودللتم على الزاد، الا أيها الناس! إنما الدنيا عرض حاضر،
يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيها
ملك قادر، ألا! إن (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله
يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) أيها الناس! أحسنوا في
عمركم تحفظوا في عقبكم، فان الله تبارك وتعالى وعد جنته من
أطاعه، ووعد ناره من عصاه، إنها نار لا يهدأ زفيرها، ولا يفك
أسيرها، ولا يجبر كسيرها، حرها شديد، وقعرها بعيد، وماؤها
صديد، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل

(1) المضمار: أي اليوم العمل في الدنيا للاستباق في الجنة.
والمضمار: الموضع الذي تضمر فيه الخيل، ويكون وقتا للأيام التي
تضمر فيها. اه‍ 3 / 99 النهاية. ب
203

(الدينوري، كر).
(44226 -) عن علي قال: ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن
الصبر على الأذى، وقال خير المال ما وقى العرض وقال: لكل
شئ آفة وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الرياء، وآفة اللب
العجب، وآفة النجابة الكبر، وآفة الظرف الصلف، وآفة
الجود السرف، وآفة الحياء الضعف، وآفة الحلم الذل، وآفة
الجلد الفحش (وكيع في الغرر).
(44227 -) عن يحيى بن الجزار عن علي قال لعثمان: إن سرك
أن تلحق بصاحبيك فاقصر الأمل، وكل دون الشبع، وانكمش
الإزار، وارقع القميص، واخصف النعل، تلحق بهما (كر وقال:
محفوظ، إن عليا قال لعمر - يعني بصاحبيه النبي ص وأبا بكر).
(44228 -) عن أبي بكر بن عياش قال: لما خرج علي بن أبي
طالب إلى أرض صفين مر بخراب المدائن فتمثل رجل من أصحابه
فقال:
جرت الرياح على محل ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد
وأرى النعيم وكل ما يلهى به * يوما يصير إلى بلى ونفاد
فقال علي: لا تقل هكذا، ولكن قل كما قال الله تعالى (كم تركوا
204

من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها
فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين *) إن هؤلاء القوم
كانوا وارثين فأصبحوا مورثين وإن هؤلاء القوم استحلوا الحرم
فحلت فيها النقم، فلا تستحلوا الحرام فتحل بكم النقم (ابن أبي
الدنيا، خط).
(44229 -) (مسند علي) عن عبد الملك بن قريب قال سمعت
العلاء بن زياد الاعرابي يقول سمعت أبي يقول: صعد أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب منبر الكوفة بعد الفتنة وفراغه من النهروان فحمد
الله وخنقته العبرة، فبكى حتى اخضلت لحيته بدموعه وجرت، ثم
نفض لحيته فوقع رشاشها على ناس من أناس، فكنا نقول: إن
من أصابه من دموعه فقد حرمه الله على النار، ثم قال: يا أيها الناس!
لا تكونوا ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة بطول
الأمل، يقول في الدنيا قول الزاهدين، ويعمل فيها عمل الراغبين،
إن أعطي منها لم يشبع، وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن شكر
ما أوتي، ويبتغي الزيادة فيما بقي، ويأمر ولا يأتي، وينهى ولا
ينتهي، يحب الصالحين ولا يعمل بأعمالهم، ويبغض الظالمين وهو
منهم، تغلبه نفسه على ما يظن، ولا يغلبها على ما يستيقن، إن
205

استغنى فتن، وإن مرض حزن، وإن افتقر قنط ووهن، فهو بين
الذنب والنعمة يرتع، يعافى فلا يشكر، ويبتلي فلا يصبر، كأن المحذر من الموت سواه، وكأن من وعد وزجر غيره، يا أغراض
المنايا! يارهأن الموت! يا وعاء الأسقام! يا نهبة الأيام! ويا ثقل
الدهر! ويا فاكهة الزمان! ويا نور الحدثان! ويا خرس عند الحجج
ويا من غمرته الفتن وحيل بينه وبين معرفة العبر بحق! أقول ما نجا
من نجا إلا بمعرفة نفسه، وما هلك من هلك إلا من تحت يده،
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا) جعلنا
الله وإياكم ممن سمع الوعظ فقبل، ودعي إلى العمل فعمل
(ابن النجار).
(44230 -) عن قال قال: كونوا ينابيع العلم، مصابيح الليل،
خلق الثياب، جدد القلوب، تعرفوا به في السماء وتذكروا به في
الأرض (حل، وابن النجار).
(44231 -) (مسند علي) عن يحيى بن يعمر أن علي بن أبي
طالب خطب الناس الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس! إنما
هلك من كان قبلكم بركوبهم المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار
أنزل الله بهم العقوبات، ألا! فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل
206

أن ينزل بكم الذي نزل بهم، واعلموا أن الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر لا يقطع رزقا، ولا يقرب أجلا، إن الامر ينزل من
السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من
زيادة أو نقصان في أهل أو مال أو نفس فإذا أصاب أحدكم النقصان
في أهل أو مال أو نفس ورأى لغيره وغيره فلا يكونن ذلك له فتنة
فان المرء المسلم ما لم يغش دناءة يظهره تخشعا لها إذا ذكرت، وتغري
به لئام الناس كالياسر الفالج (1) الذي ينتظر أول فوزه من قداحه
توجب له المغنم وتدفع عنه المغرم، فكذلك المرء المسلم البرئ من
الخيانة إنما ينتظر أحدى الحسنيين إذا ما دعا الله، فما عند الله هو
خير له، وإما أن يرزقه الله مالا فإذا هو ذو أهل ومال، الحرث
حرثان: المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة
وقد يجمعهما الله لأقوام. قال سفيان بن عيينة: ومن يحسن يتكلم
بهذا الكلام إلا علي بن أبي طالب (ابن أبي الدنيا، كر).
(44232 -) (مسند علي) عن ابن عباس قال قال عمر لعلي:

(1) الفالج: وفي حديث علي " إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا
ذكرت وتغرى به لئام الناس كالياسر الفالج " الياسر: المقامر،
والفالج: الغالب في قماره. النهاية 3 / 468. ب
207

عظني يا أبا الحسن! قال: لا تجعل يقينك شكا، ولا علمك جهلا
ولا ظنك حقا، وأعلم أنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيت
وقسمت فسويت، ولبست فأبليت، قال: صدقت يا أبا الحسن
(كر).
(44233 -) عن علي قال: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك،
ولكن الخير أن يكثر علمك، ويعظم حلمك، وتناهى في عبادة
ربك، إن أحسنت حمدت الله، وإن أسأت استغفرت الله. لا خير
في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنبا فهو يتدارك ذلك بتوبة، أو
رجل سارع في دار الآخرة (حل، كر في أماليه).
(44234 -) قال أبو الفتوح يوسف بن المبارك بن كامل الخفاف
في مشيخته: أنبأنا الشيخ أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين
الصابوني قراءة عليه وأنا أسمع في جمادي الآخرة من سنة خمس وثلاثين
وخمسمائة أنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال قراءة عليه أنا
أبو محمد الحسن بن محمد الخلال قال قرأت على أبي الحسن أحمد بن محمد
ابن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح في يوم الخميس لثمان بقين من
ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة قلت له حدثكم أبو علي الغماري
قال حدثني أبو عوسجة سجلة بن عرفجة من اليمن قال حدثني أبي
208

عرفجة بن عرفطة قال حدثني أبو الهراش جرى بن كليب قال حدثني
هشام بن محمد عن أبيه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح قال:
جلس جماعة من أصحاب رسول الله ص يتذاكرون فتذاكروا:
أي الحروف أدخل في الكلام، فأجمعوا أن الألف أكثر
دخولا في الكلام من سائرها فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
رضي الله عنه فخطب هذه الخطبة على البديهة وأسقط منها الألف،
المؤنقة، وقال: حمدت وعظمت من عظمت مننه، وسبغت نعمته
وسبقت رحمته غضبه، وتمت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته
حمدته حمد عبد مقر بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل لخطيئته
معترف بتوحيده، مؤمل من ربه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن
فصيلته وبنيه، ويستعينه ويسترشده ويستهديه ويؤمن به ويتوكل عليه
وشهدت له تشهد مخلص موقن وبعزته مؤمن، وفردته تفريد
مؤمن متقن، ووجدت له توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في
ملكه، ولم يكن له ولي في صنعه، جل عن مشير ووزير، وعن
عون معين ونظير، علم فستر، وبطن فخبر وملك فقهر، وعصى
فغفر، وحكم فعدل، لم يزل ولن يزول، ليس كمثله شئ، وهو قبل
كل شئ وبعد كل شئ، رب منفرد بعزته، متمكن بقوته،
209

متقدس بعلوه، متكبر بسموه، ليس يدركه بصر، وليس يحيط
به نظر، قوي معين منيع، عليم، سميع، بصير، رؤوف، رحيم
عطوف، عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه،
قرب فبعد، وبعد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزقه،
ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة
موجعة، رحمته جنة عريضة مؤنقة، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة،
وشهدت ببعث محمد عبده ورسوله وصفيه ونبيه وحبيبه وخليله صلى
عليه صلاة تحظيه، وتزلفه وتعليه، وتقربه وتدنيه، بعثه في خير
عصر، وحين فترة وكفر، ورحمة منه لعبيده، ومنة لمزيده، ختم
به نبوته، ووضح به حجته، فوعظ ونصح، وبلغ وكدح، رؤوف
بكل مؤمن رحيم، سخي رضي ولي زكي عليه رحمة وتسليم، وبركة
وتكريم، من رب غفور رحيم، قريب مجيب، وصيتكم معشر من
حضرني بوصية ربكم، وذكرتكم سنة نبيكم، فعليكم برهبة
تسكن قلوبكم، وخشية تذري دموعكم، وتقية تنجيكم قبل يوم
يذهلكم ويبلدكم، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته، وخف وزن
سيئته، ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع، وشكر
وخضوع، وتوبة ونزوع، وندم ورجوع، وليغتنم كل مغتنم منكم
210

صحته قبل سقمه، وشيبته قبل هرمه وكبره، وسعته قبل فقره،
وفرغته قبل شغله، وحضره قبل سفره، قبل أن يكبر فيهرم ويمرض
ويسقم، ويمله طبيبه، ويعرض عنه حبيبه، وينقطع عمره، ويتغير
عقله، ثم قيل هو موعوك، وجسمه منهوك، ثم أخذ في نزع شديد
وحضره كل حبيب قريب وبعيد، فشخص ببصره، وطمح بنظره
ورشح جبينه، وخطف عرنيته، وسكن حنينه، وجذبت نفسه
وبكته عرسه، وحفر رمسه، ويتم منه ولده، وتفرق عنه صديقه
وعدوه، وقسم جمعه، وذهب بصره وسمعه، وكفن ومدد، ووجه
وجرد، وغسل وعري، ونشف وسجي، وبسط وهيئ، ونشر
عليه كفنه، وشد منه ذقنه، وقمص منه وعمم، وودع وعليه سلم
وحمل فوق سريره وصلي عليه بتكبيرة، ونقل من دور مزخرفة،
وقصور مشيدة، وحجر منجدة، فجعل في ضريح ملحود، ضيق
موصود، بلبن منضود، مسقف بجلمود، وهيل عليه عفره،
وحثي عليه مدره، فتحقق حذره، ونسي خبره، ورجع عنه وليه
ونديمه ونسيبه، وتبدل به قرينه وحبيبه، فهو حشو قبر، ورهين
قفر، يسعى في جسمه دود قبره، ويسيل صديده على صدره ونحره
ويسحق تربته لحمه، وتنشف دمه، ويرم عظمه حتى يوم حشره،
211

فينشر من قبره وينفخ في صوره، ويدعى لحشره ونشوره، فثم
بعثرت قبور، وحصلت سريرة صدور، وجئ بكل نبي وصديق
وشهيد، وقصد للفصل بعبده خبير بصير، فكم زفرة تغنيه وحسرة
تفضيه! في موقف مهيل، ومشهد جليل، بين يدي ملك عظيم،
بكل صغيرة وكبيرة عليم، حينئذ يلجمه عرقه ويحفزه قلقه، عبرته
غير مرحومة، وضرعته غير مسموعة، وحجته غير مقبولة، تنشر
صحيفته، وتبين جريرته، حين نظر في سوء عمله، وشهدت عينه
بنظره، ويده ببطشه، ورجله بخطوه، وفرجه بلمسه، وجلده بمسه،
ويهدده منكر ونكير، فكشف له عن حيث يصير، فسلسل
جيده، وغلغل يده، وسيق يسحب وحده، فورد جهنم بكرب
وشدة، فظل يعذب في جحيم. ويسقى شربة من حميم، يشوى
وجهه، ويسلخ جلده، بضربه ملك بمقمع من حديد، يعود جلده
بعد نضجه كجلد جديد، فيستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم،
ويستصرخ فلم يجب، ندم حيث لم ينفعه ندمه، فيلبث حقبة، نعوذ
برب قدير، من شر كل مصير، ونسأله عفو من رضى عنه،
ومغفرة من قبل منه، فهو ولى مسألتي، ومنجح طلبتي، فمن
زحزح عن تعذيب ربه، جعل في جنته بقربه، وخلد في قصور
212

مشيدة، وملك حور عين وحفدة، وطيف عليه بكؤوس،
وسكن حظيرة قدس في فردوس، وتقلب في نعيم، وسقى من
تسنيم، وشرب من عين سلسبيل، قد مزج بزنجبيل، ختم
بمسك، وعنبر مستديم للملك، مستشعر للشعور، يشرب من
خمور، في روض مغدق ليس ينزف في شربه، هذه منزلة من
خشي ربه، وحذر نفسه، وتلك عقوبة من عصى منشئه، وسولت
له نفسه معصيته، لهو قول فصل، وحكم عدل، خير قصص قص،
ووعظ نص، تنزيل من حكيم حميد، نزل به روح قدس مبين
من عند رب كريم على قلب نبي مهتد رشيد، صلت عليه
سفرة، مكرمون بررة، وعذت برب عليم حكيم قدير رحيم،
من شر عدو لعين رجيم، يتضرع متضرعكم ويبتهل مبتهلكم
ونستغفر رب كل مربوب لي ولكم، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا
فسادا والعاقبة للمتقين) ثم نزل رضي الله عنه (اسناده واه).
213

فصل في مواعظ متفرقة لاشخاص متفرقين
(44235 -) عن جندب البجلي قال: اتقوا الله، واقرؤا القرآن،
فإنه نور الليل المظلم، وبهاء النهار على ما كان من جهد وفاقة، فإذا
نزل البلاء فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، فإذا أنزل البلاء فاجعلوا
أنفسكم دون دينكم، واعلموا أن الخائب من خاب دينه، والهالك
من هلك دينه، ألا! لا فقر بعد الجنة، ولا غنى بعد النار، لان
النار لا يفك أسيرها، ولا يبرأ حديرها، ولا يطفأ حريقها، وإنه
ليحال بين الجنة وبين المسلم، بملء كف دم أصابه من أخيه المسلم،
كلما ذهب ليدخل من باب من أبوابها وجدها ترد عنها، واعلموا
أن الآدمي إذا مات ودفن لأنتن أول من بطنه، فلا تجعلوا مع النتن
خبثا، واتقوا الله في أموالكم، والدماء فاجتنبوها (هب).
(44236 -) عن الحسن بن علي قال: من طلب الدنيا قعدت به،
ومن زهد فيها لم يبال من أكلها، الراغب فيها عبد لمن يملكها،
أدنى ما فيها يكفي، وكلها لا تغني، من اعتدل يومه فيها فهو مغرور،
ومن كان يومه خيرا من غده فهو مغبون، ومن لم يتفقد النقصان
عن نفسه فإنه نقصان، ومن كان في نقصان فالموت خير له
(ابن النجار).
214

(44237 -) (أيضا) عن الحارث الأعور أن عليا سأل ابنه
الحسن عن أشياء من المروءة، قال: يا بني! ما السداد؟ قال:
يا أبت! دفع المنكر بالمعروف، قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع
العشيرة وحمل الجريرة، قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح
المرء ماله، قال: فما الدقة؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير،
قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرسه، قال: فما
السماحة؟ قال: البذل في العسر واليسر، قال: فما الشح؟ قال: أن
ترى في يديك شرفا، وما أنفقته تلفا، قال: فما الإخاء؟ قال: الوفاء
في الشدة والرخاء، قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق،
والنكول على العدو، وقال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى،
والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة، قال: فما الحلم؟ قال: كظم
الغيظ وملك النفس، قال: فما الغنى؟ قال: رضى النفس بما قسم
الله لها وإن قل، فإنما الغنى غنى النفس، قال: فما الفقر؟ قال:
شره النفس في كل شئ، قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس
ومقارعة أشد الناس، قال: فما الذل، قال: الفزع عند المصدومة،
قال: فما الجرأة؟ قال: مواقعة الاقران، قال: فما الكلفة؟ قال:
كلامك فيما لا يعنيك، قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم،
215

وأن تعفو عن الجرم، قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب كل ما
استوعيته، قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك لامامك ورفعك عليه
كلامك، قال: فما السناء؟ قال: إتيان الجميل، وترك القبيح، قال:
فما الحزم؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة والاحتراس من الناس
بسوء الظن هو الحزم، قال: فما الشرف؟ قال: موافقة الاخوان
وحفظ الجيران، قال: فما السفه؟ قال: اتباع الدناءة ومصاحبة
الغواة، قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد، قال:
فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك، قال: فما السيد؟
قال: السيد الأحمق في المال المتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب
المتحزن بأمور عشرته هو السيد. قال: ثم قال على: يا بني! سمعت
رسول الله ص يقول: لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من
العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من
المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع
كالكف، ولا عبادة كالتفكر، ولا إيمان كالحياء والصبر. وسمعت
رسول الله ص يقول: آفة الحديث الكذب، آفة العلم النسيان،
وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف،
وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة
216

الحسب الفخر. وسمعت رسول الله ص يقول: ينبغي للعاقل إذا
كان عاقلا أن يكون له من النهار أربع ساعات: ساعة يناجي فيها
ربه جل جلاله، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي فيها أهل
العلم الذين يبصرونه أمر دينه وينصحونه، وساعة يخلي فيها بين نفسه
ولذتها من أمر الدنيا فيما يحل ويجمل، وينبغي أن لا يكون شاخصا
إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو خلوة لمعاد، أو لذة في غير محرم،
وينبغي للغافل أن يكون في شأنه، فيحفظ فرجه ولسانه ويعرف أهل
زمانه، والعلم خليل الرجل. والعقل دليله، والحلم وزيره، والعمل
قرينه، والصبر أمير جنوده، والرفق والده، واليسر أخوه، يا بني!
لا تستخفن برجل تراه أبدا، إن كان أكبر منك فعد أنه أبوك،
وإن كان منك فهو أخوك، وإن كان أصغر منك فاحسب أنه ابنك
(الصابوني في المائتين، طب، كر).
(44238 -) عن سليمان بن حبيب قال: دخلت في نفر على أبي
أمامة فإذا شيخ قد رق وكبر، وإذا عقله ومنطقه أفضل مما يرى
من منظره، فقال في أول ما حدثنا إن مجلسكم هذا من بلاغ الله
إياكم، وحجته عليكم، فان رسول الله ص قد بلغ ما أرسل به،
وأن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا، فبلغوا ما تسمعون ثلاثة كلهم
217

ضامن على الله حتى يدخل الجنة أو يرجعه بما نال من أجر وغنيمة:
فاصل فصل في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يدخله الجنة أو
يرجعه بما نال من أجر وغنيمة، ورجل توضأ ثم غدا إلى المسجد
فهو ضامن على الله حتى يدخله الجنة أو يرجعه بما نال من أجر
وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام، ثم قال: إن في جهنم جسرا له
سبع قناطر، على أوسطهن القضاء فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى
القنطرة الوسطى قيل: ماذا عليك من الدين؟ فيحسبه ثم تلا هذا
الآية: (ولا تكتمون الله حدثنا) فيقول: يا رب! على كذا
وكذا، فيقول: اقض دينك، فيقول: ما لي شئ، ما أدري ما
أقضي به! فيقال: خذوا من حسناته، فما زال يؤخذ من حسناته
حتى ما يبقى له من حسنة، فإذا فنيت حسناته فيقال: خذوا من
سيئات من يطلبه، فركبوا عليه، قال: فلقد بلغني أن رجالا
يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات، فلا يزال يؤخذ لمن يطلبهم حتى
ما يبقى لهم حسنة، ثم يركب عليهم سيئات من يطلبهم حتى يرد
عليهم أمثال الجبال، ثم قال: إياكم والكذب! فان الكذب يهدي
إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار، وعليكم بالصدق، فان الصدق
يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، ثم قال: أيها الناس! لأنتم
218

أضل من أهل الجاهلية، إن الله تعالى قد جعل لأحدكم الدينار ينفقه
في سبيل الله بسبعمائة دينار، والدرهم بسبعمائة درهم، ثم إنكم
صارون (1) تمسكون، أما والله! لقد فتحت الفتوح بسيوف، ما
حليتها الذهب والفضة ولكن حليتها العلابي (2) والآنك (3)
والحديد (كر).
(44239 -) (مسند زيد بن ثابت) عن عبد الله بن دينار
البهراني قال: كتب زيد بن ثابت إلى أبي بن كعب: أما بعد!
فان الله قد جعل اللسان ترجمانا للقلب، وجعل القلب وعاء وراعيا،
ينقاد له اللسان لما أهداه له القلب، فإذا كان القلب على طوق اللسان
جاء الكلام وائتلف القول واعتدل، ولم تكن للسان عترة ولا زلة،
ولا حلم لمن لم يكن قلبه من بين يدي لسانه. فإذا ترك الرجل
كلامه بلسانه، وخالفه على ذلك قلبه جدع بذلك أنفه، وإذا وزن

(1) صارون: الصرة للدراهم وصر الصرة: شدها. اه‍ صفحة 185
المختار. ب
(2) العلابي: جمع علباء، وهو عصب في العنق يأخذ إلى الكاهل، وهما
علبا وان يمينا وشمالا، وما بينهما منبت عرف الغرس. اه‍ 3 / 285
النهاية. ب
(3) الآنك: الا سرب أو أبيضه أو أسوده. اه‍ 3 / 293 القاموس. ب
219

الرجل كلامه بفعله صدق ذلك مواقع حديثه، يذكر هل وجدت
بخيلا إلا هو يجود بالقول ويمن بالفعل، وذلك لان لسانه بين يدي
قلبه، يذكر هل تجد عند أحد شرفا أو مروءة إذا لم يحفظ ما
قال، ثم يتبعه ويقول ما قال وهو يعلم أنه حق عليه واجب حين
يتكلم به لا يكون بصيرا بعيوب الناس، فان الذي يبصر عيوب
الناس ويهون عليه عيبه كمن يتكلف ما لا يؤمر به - والسلام
(كر).
(44240 -) عن أبي الدرداء قال: لن تزالوا بخير ما أحببتم
خياركم وما قيل فيكم الحق فعرفتموه، فان عارف الحق كعامله
(هب، كر).
(44241 -) عن محمد بن واسع قال: كتب أبو الدرداء إلى سلمان
أما بعد! يا أخي! اغتنم صحتك وفراغك من قبل أن ينزل بك من
البلاء ما لا يستطيع أحد من الناس رده، يا أخي! أغتنم دعوة
المؤمن المبتلي، ويا أخي! ليكن المسجد بيتك، فاني سمعت رسول
الله ص يقول: المسجد بيت كل تقي، وقد ضمن الله عز وجل لمن
كانت المساجد بيوتهم بالروح والراحة والجواز على الصراط إلى رضوان
الرب، ويا أخي! أدن اليتيم منك، وامسح رأسه، والطف به،
220

وأطعمه من طعامك، فاني سمعت رسول الله ص يقول وجاءه الرجل
يشكوا إليه قسوة القلب قال: أدن اليتيم منك، والطف، وامسح
برأسه، وأطعمه من طعامك، فان ذلك يلين قلبك، وتدرك حاجتك
ويا أخي! إياك أن تجمع من الدنيا مالا تؤدي شكره! فاني سمعت
رسول الله ص يقول: يؤتى بصاحب المال الذي أطاع الله فيه وماله
بين يديه، كلما تكفأ به الصراط قال له: امض قد أديت حق الله
فيه، ويجاء بصاحب المال الذي لم يطع الله فيه وماله بين كتفيه،
كلما تكفأ به الصراط قال له ماله: ويلك! ألا أديت حق الله في!
فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور، ويا أخي! إني أنبئت
أنك ابتعت خادما، وإني سمعت رسول الله ص يقول: العبد من
الله وهو منه ما لم يخدم، فإذا خدم وقع عليه الحساب (كر).
(44242 -) عن أبي الدرداء قال: إن أخوف ما أخاف إذا
وقفت على الحساب أن يقال لي: قد علمت فماذا عملت فيما
علمت (كر).
(44243 -) عن أبي الدرداء قال: ويل للذي لا يعلم مرة!
وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات (كر). 44244 - عن حبان بن أبي جبلة عن أبي جبلة أن أبا ذر وأبا
221

الدرداء قالا: تلدون للموت، وتعمرون للخراب، وتحرصون على ما
يفنى، وتذرون ما يبقى، ألا حبذا المكروهات الثلاث: الموت
والمرض والفقر (كر).
(44245 -) عن أبي الدرداء قال: لا تزال نفس أحدكم شابة
في حب الشئ ولو التفت ترقوتاه من الكبر، إلا الذين امتحن الله
قلوبهم للآخرة وقيل ما هم (كر).
(44246 -) عن أبي الدرداء قال: لا خير في الحياة إلا لاحد
رجلين: منصت واع، ومتكلم عالم (كر).
(44247 -) عن عبد الله بن بسر قال: المتقون سادة، والعلماء
قادة، ومجالستهم عبادة، بل ذلك زيادة، وأنتم بمر الليل والنهار في
آجال منقوصة، وأعمال محفوظة، وأعدوا الزاد فكأنكم بالمعاد
(ق، كر).
(44248 -) (مسند ابن عمر) إن أهل البيت يتتابعون في
النار حتى ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة (طب - عن
أبي جحيفة).
(44249 -) عن أبي بن كعب أن رجلا قال له: أوصني يا أبا المنذر
222

قال: لا تعرضن فيها لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحترز من
صديقك، ولا تغبطن حيا بشئ إلا تغبطه به ميتا، ولا تطلب
حاجة إلى من لا يبالي أن لا يقضيها لك (كر).
(44250 -) عن عثمان بن عفان قال: من لم يزدد يوما بيوم
خيرا فذلك رجل يتجهز إلى النار على بصيرة (الدينوري، كر).
(44251 -) عن الحسن أن عثمان بن عفان خطب الناس، فحمد
الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس! اتقوا الله، فان تقوى غنم، وإن
أكيس الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، واكتسب
من نور الله نورا لظلمة القبر، وليخش عبد أن يحشره الله أعمى
وقد كان بصيرا، وقد يكفي الحكيم جوامع الكلم والأصم ينادى
من مكان بعيد، واعلموا أن من كان الله معه لم يخف شيئا، ومن
كان الله عليه فمن يرجو بعده (الدينوري، كر).
223

فصل في الموعظة المخصوصة بالترغيبات
الأحادي
(44252 -) (مسند الصديق) قال أبو الفضل أحمد بن أبي
الفرات في جزئه أخبرنا عبد الله بن محمد بن يعقوب أنبأنا أبو إسحاق
إبراهيم بن فرات بمكة حدثنا محمد بن صالح الداري حدثنا سلمة بن
شبيب حدثنا سهل بن عاصم حدثنا سعد بن يزيد النباجي عن بكر بن
خنيس قال: سمعت عبد الرحمن بن عبد السميع يقول: قال أبو بكر
الصديق سمعت رسول الله ص يقول: " ما من عبد يجد لذة طاعة
الله عز وجل إذا شغله الله عن طلب الرزق " قال في المغني: روى بكر
ابن خنيس عن التابعين، قال قط: متروك).
(44253 -) عن أبي أمامة قال: حببوا الله إلى الناس يحبكم
الله (كر).
(44254 -) (من مسند زيد بن أبي أوفى) (ابن عساكر)
أنبأنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه أنبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم
الزاهد أنبأنا أبو الحسن بن عوف أنبأنا أبو علي بن منير أنبأنا أبو بكر
ابن خريم حدثنا هشام بن عمار حدثنا الهيثم بن عمران سمعت إسماعيل
224

ابن عبيد الله الخولاني يقول: بلغنا أن رسول الله ص قال: ما أنا
وأمة سوداء سفعاء الخدين عملت بطاعة الله إلا سواء. فقال له
إسماعيل كذبت، لم يجعل الله تعالى لنبيه عدلا من أمة.
(44255 -) (مسند أبي أمامة) أنت الذي تعير بلالا بأمه،
والذي أنزل الكتاب على محمد! ما لاحد على أحد فضل إلا بعمل،
إن أنتم إلا كطف الصاع (هب).
(44256 -) عن أبي الدرداء أنه كتب إلى مسلمة بن مخلد: أما
بعد! فان العبد إذا عمل بطاعة الله أحبه الله، فإذا أحبه الله حببه
إلى خلقه، وإذا عمل بمعصية الله أبغضه الله، وإذا أبغضه الله بغضه
إلى خلقه (كر).
(44257 -) (مسند أسد بن كرز) عن خالد بن عبد الله
القسري حدثني أبي عن جدي قال قال لي رسول الله ص: يا أسد!
أتحب الجنة؟ قلت: نعم، قال: فأحب لاحد المسلمين ما تحب
لنفسك (...) (1).

(1) أورده ابن الأثير في أسد الغابة (1 / 85) في ترجمة: أسد بن كرز
رقم (95) ص.
225

(44258 -) عن علي قال: المال والبنون حرث الدنيا، والعمل
الصالح حر ث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام (ابن
أبي حاتم).
(44259 -) عن علي قال: إنما المرء المسلم ما لم يغش دناءة يخشع
لها إذا ذكرت، ويغرى به لئام الناس كالياسر الفالج ينتظر
فوزه من قداحه، أو داعي الله، فما عند الله خير للأبرار
(أبو عبيد).
(44260 -) (مسند أبي هريرة) إن رجلا من بني إسرائيل
تعبد في غار ستين سنة، فأباح الله تعالى له عند كل فطر برغيف
فيه طعم كل شئ (ض).
(44261 -) عن رسول الله ص أن موسى قال:
يا رب! أي عبادك أحكم، قال: الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه
(ابن جرير).
(44262 -) عن محمود بن لبيد الأنصاري عن بنت فهد قالت:
دخل رسول الله ص على حمزة بن عبد المطلب وكانت تحته، فصنعت
له سخينة، (1) فأكلوا منها، فقال رسول الله ص: ألا أنبئكم

(1) سخينة: أي طعام حار يتخذ من دقيق وسمن. النهاية 2 / 351. ب
226

بمكفرات الخطايا! قلت: بلى يا رسول الله! قال: إسباغ الوضوء
عند المكاره، والخطى إلى الصلاة، وانتظار الصلاة بعد
الصلاة صلى الله عليه وآله.
(44263 -) عن طلحة بن زيد عن موسى بن عبيدة عن عبد الله
ابن دينار عن ابن عمر عن رسول الله ص قال: إن العبد ليقف
بين يدي الله فيطول الله وقوفه حتى يصيبه من ذلك كرب شديد،
فيقول: يا رب! ارحمني اليوم، فيقول: وهل رحمت شيئا من خلقي
من أجلي فأرحمك، هات ولو عصفورا، قال: فكان أصحاب النبي
ص ومن مضي من سلف هؤلاء الأمة يتبايعون العصافير فيعتقونها
(كر، وقال حب: طلحة بن زيد الرقي وهو الذي يقال الشامي
منكر الحديث، لا يحل الاحتجاج بخبره، وهو أبو مسكين الرقي
الذي يروى عنه بقية، فقال أحمد وابن المديني: كان يضع
الحديث).
(44264 -) عن ابن عمر قال: البر شئ هين: وجه طليق
ولسان لين (كر).
(44265 -) عن علي قال قال رسول الله ص: ما من كتا ب
يلقى بمضيعة من الأرض فيه اسم من أسماء الله عز وجل إلا بعث
227

الله عز وجل إليه سبعين ألف ملك يحفونه ويقدسونه حتى يبعث الله
إليه وليا من أوليائه فيرفعه من الأرض، ومن رفع كتابا من الأرض
فيه اسم من أسماء الله عز وجل رفعه الله في عليين، وخفف عن
والديه العذاب وإن كانا مشركين (ك في تاريخه، والديلمي، وابن
الجوزي في الواهيات).
الثنائي
(44266 -) عن حذيفة بن اليمان قال: دخلت على رسول الله
ص في مرضه الذي قبض فيه، فرأيته يتساند إلى علي فأردت أن
أنحيه وأجلس مكانه، فقلت: يا أبا الحسن! ما أراك إلا تعبت في ليلتك
هذه، فلو تنحيت فأعنتك، فقال رسول الله ص: دعه فهو أحق
بمكانه منك، ادن مني يا حذيفة! من شهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله دخل الجنة، يا حذيفة!
من أطعم مسكينا لله دخل الجنة، قلت: يا رسول الله! أكتم
أم أتحدث به، قال: بل تحدث به (كر).
(44267 -) عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: أتى النبي ص
رجل فقال: كيف أصبحتم يا آل محمد قال: بخير من قوم لم
تعد مريضا ولم تصبح صياما (الديلمي).
228

(44268 -) عن علي قال قال رسول الله ص: يا علي! أعط
الحور العين مهورهن وصداقهن، قلت: يا رسول الله! وما مهور
الحور العين وصداقهن؟ قال: إماطة الأذى، وإخراج القمامة من
المسجد، فذلك مهور الحور العين يا علي (ابن شاهين في الترغيب،
وابن النجار، والديلمي).
الثلاثي
(44269 -) (مسند الصديق رضي الله عنه) عن إسماعيل بن
يحيى حدثنا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن أبي بكر قال سمعت
النبي ص في حجة الوداع يقول: إن الله عز وجل وهب لكم
ذنوبكم عند الاستغفار، فمن استغفر بنية صادقة غفر له، ومن
قال: لا إله إلا الله، رجح ميزانه، ومن صلى علي كنت شفيعه
يوم القيامة (أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قاضي المارستان
في مشيخته).
(44270 -) عن عمر: كذب (1) عليكم ثلاثة أسفار: كذب

(1) كذب: ومنه حديث عمر كذب عليكم الحج، كذب عليكم
العمرة، كذب عليكم الجهاد، ثلاثة أسفار كذبن عليكم
معناه الاغراء: أي عليكم بهذه الأشياء الثلاثة.
وقيل: معناه: إن قيل: لا حج عليكم فهو كذب.
وقيل: معناه: وجب عليكم الحج. النهاية 4 / 158. ب
229

عليكم الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله، وأن يبتغي الرجل
بفضل ماله والمستنفق والمتصدق (عب، وأبو عبيد في الغريب).
(44271 -) عن علي قال: ثلاثة من أخلاق الأنبياء: تعجيل
الافطار، وتأخير السحور، ووضع الأكف تحت السرة في
الصلاة (ابن شاهين وأبو محمد الإبراهيم في كتاب الصلاة).
(44272 -) عن أنس قال قال رسول الله ص: ثلاث لا يغل
عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة
الامر، ولزوم جماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من ورائهم
(ابن النجار).
(44273 -) عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله ص وهو
يخطب، فقرأ هذه الآية (اعملوا آل داود شكرا وقليل من
عبادي الشكور) ثم قال رسول الله ص: من أوتي ثلاثا فقد
أوتي مثل ما أوتي داود: خشية الله في السر والعلانية، والعدل
230

في الغضب والرضاء، والقصد في الفقر والغناء (ابن النجار).
(44274 -) عن أهبان ابن أخت أبي ذر قال: سألت أبا ذر:
أي الرقاب أزكى؟ وأي الليل أفضل؟ وأي الشهور أفضل؟
قال: سألت النبي ص كما سألتني وأخبرك كما أخبرني، قال: أزكى
الرقاب أعلاها ثمنا، وأفضل الليل جوف الليل، وأفضل الشهور
المحرم (ابن النجار).
(44275 -) عن أبي بن كعب قال قال رسول الله ص: ثلاث
لا يغل عليهن صدر مسلم: إخلاص العمل لله، ولزوم الجماعة،
ومناصحة ولاة الامر فان دعاءهم يأتي من ورائه (ابن جرير).
(44276 -) عن ابن أبي مريم قال: مر عمر بن الخطاب بمعاذ بن
جبل فقال: ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ: ثلاث وهن المنجيات:
الاخلاص - وهي الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها، والصلاة -
وهي الملة، والطاعة - وهي المعصية، فقال عمر: صدقت، فلما
جاوزه قال معاذ لجلسائه: أما إن سنيك خير من سنيهم، ويكون
بعدك اختلاف، ولن يبقى إلا يسيرا (ابن جرير).
(44277 -) عن علي قال قال رسول الله ص: ألا أدلك على
231

خير أخلاق الأولين والآخرين؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال:
تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك (هب،
وابن النجار).
(44278 -) (مسند عمر بن البكالي) قال كر: لم ينسب،
وقيل: ابن سيف، عن عمر بن البكالي قال: يا أيها الناس! اعملوا
وأبشروا، فان فيكم ثلاثة أعمال ليس منهن عمل إلا وهو يوجب
لأهله الجنة، قالوا: وما هن؟ قال رجل: يلقى في الفتنة فينصب
نحره حتى يهراق دمه، فيقول الله لملائكته: ما حمل عبد على ما
صنع؟ يقولون: ربنا رجيته شيئا فرجاه، وخوفته شيئا فخافه،
فيقول: فاني أشهدكم أني أوجبت له ما رجا، وآمنته مما يخاف،
قال: ورجل يقوم في الليلة الباردة من دفئه وفراشه إلى الوضوء
والصلاة فيقول الله لملائكته: ما حمله على ما صنع؟ يقولون: ربنا!
أنت أعلم، يقول: أنا أعلم، ولكن أخبروني ما حمله على ما صنع،
يقولون: ربنا! رجيته شيئا فرجاه، وخوفته شيئا فخافه، قال:
أشهدكم أني قد أوجبت له ما رجا، وآمنته مما يخاف، قال: والقوم
يكونون جميعا، فيقرأ الرجل عليهم القرآن فيبكون، فيقول الله
لملائكته: ما حمل عبادي هؤلاء على ما صنعوا؟ يقولون: ربنا أنت
232

رجيتهم شيئا فرجوه، وخوفتهم شيئا فخافوه، فيقول: إني أشهدكم
أني قد أوجبت لهم ما رجوا، وآمنتهم مما خافوا (ابن منده،
و البغوي، كر).
(44279 -) عن حذيفة بن اليمان قال: أتيت رسول الله ص في
مرضه الذي توفاه الله فيه فقلت: يا رسول الله! كيف أصبحت بأبي
أنت وأمي؟ فرد علي ما شاء الله ثم قال: يا حذيفة! ادن مني،
فدنوت من تلقاء وجهه، قال: يا حذيفة! إنه من ختم الله له بصوم
يوم أراد به الله أدخله الله الجنة، ومن أطعم جائعا أراد به الله تعالى
أدخله الجنة، ومن كسا عاريا أراد به الله تعالى أدخله الجنة، قلت:
يا رسول الله! أسر هذا الحديث أم أعلنه؟ قال: بل أعلنه. فهذا
آخر شئ سمعت من رسول الله ص (ع، كر، وفيه سنان بن
هارون البرجمي، قال ابن معين: ليس حديثه بشئ).
(44280 -) عن أبي الدرداء قال: أوصاني خليلي ص بثلاث لا
أدعهن بشئ: أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولا أنام إلا
على وتر، وتسبيحتي الضحى في الحضر والسفر (ابن زنجويه:
كر).
(44281 -) عن أبي الدرداء قال قال موسى بن عمران عليه السلام
233

يا رب! من يسكن غدا في حظيرتك ويستظل بعرشك يوم لا ظل
إلا ظلك؟ فقال: يا موسى! أولئك الذين لا تنظر أعينهم في الزنى،
ولا يبتغون في أموالهم الربا، ولا يأخذون على أحكامهم الرشى، طوبى
لهم وحسن مآب (هب).
(44282 -) عن أبي الدرداء قال: لا إسلام إلا بطاعة، ولا
خير إلا في جماعة، والنصح لله وللخليفة وللمؤمنين عامة (كر).
(44283 -) عن أبي الدرداء قال: اعمل لله كأنك تراه، واعدد
نفسك مع الموتى، وإياك ودعوة المظلوم! فإنهن يصعدن إلى الله
كأنهن شرارات من نار (كر).
(44284 -) عن معمر عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة قال:
أوصاني رسول الله ص بثلاث لست بتاركهن في حضر ولا سفر:
نوم على وتر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى.
قال: ثم أوهم الحسن بعد ذلك فجعل مكان - ركعتي الضحى: غسل
الجمعة (عب).
(44285 -) عن سليمان بن أبي سليمان أنه سمع أبا هريرة يقول:
أوصاني خليلي بثلاث: أن لا أنام إلا على وتر، وأن أصوم ثلاثة أيام
234

من كل شهر، وأن لا أدع ركعتي الضحى فإنها صلاة الأوابين
(ابن زنجويه).
(44286 -) عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: أوصاني
خليلي ص بثلاث: الوتر قبل النوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر
والغسل يوم الجمعة (ابن جرير، كر).
(44287 -) عن محمد بن زياد عن أبي هريرة - مثله (ابن جرير).
(44288 -) عن الحسن عن أبي هريرة - مثله.
(44289 -) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص: إن في
الجنة درجة لا يبلغها إلا ثلاثة: أمام عادل، أو ذو رحم وصول،
أو ذو عيال صبور، فقال له علي بن أبي طالب: ما صبر ذي عيال؟
قال: لا يمن على أهله بما ينفق عليهم (الديلمي).
(44290 -) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص: ثلاث لو
يعلم الناس ما فيهن ما أخذت إليه بسهمة حرصا على ما فيهن من
الخير والبركة، قيل: ما هن يا نبي الله؟ قال: التأذين بالصلوات،
والتهجير بالجماعات، والصلاة في أول الصفوف (ابن النجار).
(44291 -) عن ابن عباس قال قال رجل: يا رسول الله! كيف
235

أصبحت؟ قال: بخير - من رجل لم يعد مريضا، ولم يشيع
جنازة، ولم يصبح صائما (هب).
(44292 -) (مسند رجال من الصحابة) حبيب بن ثابت روى
عن ابن عباس وزيد بن أرقم عن أبي الأشهب عن رجل من مزينة
أن رسول الله ص رأى على عمر ثوبا غسيلا فقال: جديد ثوبك
هذا؟ قال: غسيل يا رسول الله! فقال رسول الله ص: ألبس
جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، يعطك الله قرة عين في الدنيا
والآخرة (ش).
(44293 -) عن الزهري قال: حدثني من لا أتهم من الأنصار
أن رسول الله ص كان إذا توضأ أو تنخم ابتدروا نخامته فمسحوا
بها وجوهها وجلودهم، فقال رسول الله ص: لم تفعلون هذا؟ قالوا:
نلتمس به البركة، فقال رسول الله ص: من أحب أن يحبه
الله ورسوله فليصدق الحديث، وليؤد الأمانة ولا يؤذي جاره
(هب).
(44294 -) عن ابن عمر قال: خطبنا رسول الله ص في مسجد
الخيف يمنى فقال: نضر الله عبدا سمع مقالتي فعمد بها يحدث بها
236

أخاه: ثلاثة لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله،
ومناصحة ولاة الامر، ولزوم جماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من
ورائهم (ابن النجار).
(44295 -) عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال: سألت رسول
الله ص: أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها وبر الوالدين
وجهاد في سبيل الله. ولو استزدته لزادنا صلى الله عليه وآله.
(44296 -) عن ابن مسعود قال: ارض بما قسم الله تكن من
أغنى الناس، واجتنب المحارم تكن من أورع الناس، وأد ما أفترض
الله عليك تكن من أعبد الناس، إنك إن سببت الناس سبوك،
وإن ناقدتهم ناقدوك، وإن تركتهم لم يتركوك، وإن فررت منهم
أدركوك، وإن جهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام كل
زمام
بسبعين ألف ملك (كر).
(44297 -) عن علي قال قال رسول الله ص: يا أبا بكر! إذا
رأيت الناس يسارعون في الدنيا فعليك بالآخرة! واذكر الله عند
كل حجر ومدر يذكرك إلا ذكرته، ولا تحقرن أحدا من المسلمين
فان صغير المسلمين عند الله كبير (الديلمي).
237

(44298 -) عن علي قال: لقد ضممت إلى سلاح رسول الله
ص فوجدت في قائم سيفه معلقة فيها ثلاثة أحرف: صل من
قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك
(ابن النجار).
(44299 -) عن مكحول قال: إياك وطلبات الحوائج من الناس!
فان فقر حاضر، عليك بالاياس! فإنه الغنى، ودع من الكلام
ما يعتذر منه وتكلم بما سواه، وإذا صليت فصل صلاة مودع
(كر).
(44300 -) عن علي قال: أشد الأعمال ثلاثة: إعطاء الحق
من نفسك، وذكر الله على كل حال، ومواساة الأخ في
المال (حل).
(44301 -) عن علي قال قال رسول الله ص: ألا أدلكم على
أكرم أخلاق الدنيا والآخرة! تعفو عن من ظلمك، وتعطي من
حرمك، وتصل من قطعك (ق).
(44302 -) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص: من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت
238

استوصوا بالنساء خيرا، فان المرأة خلقت من الضلع، وإن أعوج شئ
من الضلع رأسه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته تركته
وفيه عوج، فاستوصوا بالنساء خيرا (ز).
الرباعي
(44303 -) عن ابن عمر قال: أتى النبي ص رجل فقال:
يا رسول الله! حدثني حديثا واجعله موجزا لعلي أعيه، فقال له النبي
ص: صل صلاة مودع كأنك لا تصلي بعد، وأعبد الله كأنك
تراه، فان كنت لا تراه فإنه يراك، وايأس مما في أيدي الناس
تعش غنيا، وإياك وما يعتذر منه (العسكري في الأمثال،
وابن النجار).
(44304 -) عن عبد الله بن عمرو قال: ما أعطى إنسان شيئا
خيرا من صحة وعفة وأمانة وفقه (كر).
(44305 -) عن علي قال قال رسول الله ص: مجرع عبد
جرعتين أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها بحلم وحسن عفو،
وجرعة مصيبة محزنة موجعة ردها بصير وحسن عزاء، وما خطا
عبد خطوتين أحب إلى الله منه إلى رحم يصلها، أو إلى فريضة
239

يؤديها (ابن لآل في مكارم الأخلاق).
(44306 -) عن علي قال قال رسول الله ص: إن في الجنة
غرفا يرى ظهورها من بطونها، فقال أعرابي: لمن هي يا رسول
الله؟ قال: لمن طيب الكلام - وفي لفظ: قال: لمن قال طيب
الكلام، وأفشي السلام، وأطعم الطعام، وصلى والناس نيام (ق
وقال: غريب، ع، بز، عم، وابن خزيمة، وقال: إن صح كان
في القلب من عبد الرحمن بن إسحاق، وليس هو بعباد الذي روى
عن الزهري، ذاك صالح الحديث، هب، خط في الجامع).
(44307 -) يا أبا هريرة! أطب الكلام، وأطعم الطعام،
وأفش السلام، وتهجد بالليل والناس نيام، تدخل الجنة بسلام
بقي بن مخلد في مسنده، وأبو نعيم عن مولى الأنصاري).
(44308 -) عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ص يوما
جالسا بمجلسه فاطلع علي ابن أبي طالب وأبو عبيدة بن الجراح وعثمان
وأبو بكر وعبد الرحمن بن عوف، فلما رآهم قد وقفوا عليه تبسم
ضاحكا فقال: جئتموني تسألوني عن شئ إن شئتم أعلمكم وإن شئتم
فاسألوني، قالوا: بل تخبرنا يا رسول الله! قال: جئتم تسألوني عن
الصنائع لمن يحق، لا ينبغي صنيع إلا لذي حسب أو دين، وجئتم
240

تسألوني عن جهاد الضعيفين: الحج والعمرة، وجئتم تسألوني عن
جهاد المرأة، إن جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها، وجئتم تسألوني
عن الأرزاق من أين، أبي الله أن يرزق عبده إلا من حيث لا يعلم.
(ك في تاريخه وقال: غريب المتن والاسناد، ابن النجار).
الخماسي
(44309 -) عن علي بن أبي طالب قال: عليكم بخمس، لو رحلتم
فيهن المطي لأنضيتموهن قبل أن تدركوا مثلهن: لا يرجو عبد إلا
ربه، ولا يخافن إلا ذنبه، ولا يستحيى من لا يعلم أن يتعلم، ولا
يستحيى عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، واعلموا أن
منزلة الصبر من الايمان كمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب
الرأس ذهب الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الايمان (وكيع في
الغرر، والدينوري، حل، ونصر في الحجة، وابن عبد البر في العلم،
هب، كر).
(44310 -) (مسند خباب بن الأرت) بعثني رسول الله ص
مبعثا فقلت: يا رسول الله! إنك بعثتني بعيدا وأنا أشفق عليك،
قال: وما بلغ من شفقتك؟ قلت: أصبح فلا أضنك تمسي،
وأمسي فلا أظنك تصبح، قال: يا خباب! خمس إن فعلت بهن
241

رأيتني، وإن لم تفعل بهن لم ترني، فقلت: يا رسول الله! وما هن؟
قال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا وإن قطعت وحرقت، وتؤمن
بالقدر، قلت يا رسول الله! وما الايمان بالقدر؟ قال: تعلم ما أصابك
لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تشرب الخمر،
فان خطيئتها تفرع الخطايا كما أن شجرتها تعلو الشجر، وبر والديك
وإن أمراك أن تخرج من كل شئ من الدنيا، وتعتصم بحبل الجماعة
فان يد الله على الجماعة، يا خباب! إنك إن رأتني يوم القيامة لم
تفارقني (طب).
(44311 -) عن خباب عن أبي هريرة: سمعت رسول الله ص
يقول: ألا أحدثكم بما يدخل الجنة؟ قالوا: بلى: قال: ضرب
بالسيف، وطعام الضيف، واهتمام بمواقيت الصلاة، وإسباغ الطهور
في الليلة القرة، وإطعام الطعام على حبه (كر).
(44312 -) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص: من يأخذ
هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلمهن من يعمل بهن؟ قلت: أنا،
فأخذ رسول الله ص فعقد فيها خمسا: اتق المحارم تكن أعبد
الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك
تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا
242

تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب (قط في الافراد).
(44313 -) (مسند أبي هريرة) يا أبا هريرة! أد الفرائض
فإذا أنت عابد، واجتنب المحارم فإذا أنت عالم، وأحب للناس ما
تحب لنفسك تكن مسلما، وأحسن جوار من جاورك تكن مؤمنا،
وأقل الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب (قط في الافراد -
عن أبي هريرة).
(44314 -) (مسند أبي هريرة) يا أبا هريرة! ارض بقسم
الله تكن أغنى الناس، وكن ورعا تكن أعبد الناس، وأحب للناس
ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن جوار من جاورك تكن
مسلما، وإياك وكثرة الضحك! فإنها تميت القلب، والقهقهة من الشيطان
والتبسم من الله (طس، ابن صصري في أماليه - عن أبي هريرة).
(44315 -) (مسند أبي هريرة) يا أبا هريرة! كن ورعا
تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس، وأحب للناس
ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن
مسلما، وأقل الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب (هب).
(44316 -) عن أبي هريرة: يا أبا هريرة! كن ورعا تكن من
أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس، وأحب
243

للمسلمين والمؤمنين ما تحب لنفسك وأهل بيتك وأكره لهم ما تكره
لنفسك وأهل بيتك تكن مؤمنا، وجاور من جاورك باحسان
تكن مسلما، وإياك وكثرة الضحك! فان كثرة الضحك فساد
القلب (ه‍) (1).
(44317 -) عن أنس قال قال رسول الله ص: من ألهم
خمسة لم يحرم خمسة: من ألهم التوبة لم يحرم القبول، لان الله عز
وجل يقول (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) ومن ألهم الشكر
لم يحرم الزيادة لان الله تعالى يقول: (لان شكرتم لأزيدنكم) ومن
ألهم الاستغفار لم يحرم الاستغفار، لان الله تعالى يقول (استغفروا ربكم
انه كان غفارا) ومن ألهم النفقة لم يحرم الخلف، لان الله تعالى يقول
(وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه) (ابن النجار، ض).
السداسي
(44318 -) عن ابن عمر قال لي عمر: عليك بخصال الايمان:
الصوم في شدة الصيف، وضرب الأعداء بالسيف، وتعجيل الصلاة
في يوم الغيم، وإبلاغ الوضوء في اليوم الثاني، والصبر على المصيبات،
وترك ردغة الخبال، قلت: وما ردغة الخبال؟ قال الخمر (ابن

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب الورع والتقوى رقم 4217 وقال
في الزوائد. اسناده حسن. ص
244

سعد، هب).
السباعي
(44319 -) عن أبي ذر قال: أوصاني خليلي ص أن أنظر إلى
من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أحب المساكين
وأن أدنو منهم، وأن أصل رحمي وإن قطعوني وجفوني، وأن
أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا أخاف في الله لومة لائم، وأن
لا أسأل أحدا شيئا، وأن أستكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله،
فإنها من كنز الجنة (الروياني، وأبو نعيم).
(44320 -) (أيضا) أوصاني خليلي ص بسبع: بحب
المساكين وأن أدنوا منهم، وأن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا
أنظر إلى من هو فوقي، وأن أصل رحمي وإن جفاني، وأن أكثر
من لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن أتكلم بمر الحق ولا يأخذني في
الله لوم لائم، وأن لا أسأل الناس شيئا (طب - عن أبي ذر).
(44321 -) (مسند أنس) عن قتادة عن أنس قال: أصبحنا
يوما فأتانا رسول الله ص فأخبرنا، قال: أتاني ربي البارحة في منامي
في أحسن صورة حتى وضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي
فعلمني كل شئ، فقال: يا محمد! قلت: لبيك وسعديك! قال:
245

هل تدري فيما اختصم الملا الاعلى قلت: نعم يا رب في الكفارات
والدرجات، قال: فما الكفارات؟ قلت: إنشاء السلام، وإطعام
الطعام، وصلة الأرحام، والصلاة والناس نيام، قال: فما الدرجات؟
قلت: إسباغ الطهور في المكروهات ومشي على الاقدام إلى الجماعات،
وانتظار الصلاة بعد الصلاة، قال: صدقت (كر) (1).
(44322 -) عن ابن عمر قال قال رسول الله ص: ليلة عرج
بي كنت من ربي كقاب قوسين أو أدني فقال: يا أحمد! فيما
يختصم الملا الاعلى؟ فقلت: في الدرجات والكفارات، قال -
وذكر الحديث بطوله (ابن النجار).
الثماني
(44323 -) عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي قال: صلى بنا
رسول الله ص ذات غداة فقال قائل: ما رأيت أسفر وجها منك
الغداة! فقال: ما لي وقد رأيت ربي الليلة في أحسن صورة، فقال
لي يا محمد! فيما يختصم الملا الاعلى؟ قلت: لا أعلم، فوضع كفه
بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماوات وما
في الأرض، ثم تلا (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات

(1) أخرجه الترمذي كتاب التفسير رقم 3287. ص
246

والأرض وليكون من الموقنين) ثم قال: فيما يختصم الملا الاعلى
يا محمد؟ قلت: في الكفارات يا رب! قال: وما هن؟ قلت:
المشي على الاقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد خلف الصلوات،
وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره، من يفعل ذلك يعش بخير ويمت
بخير، ويكن من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومن الدرجات إطعام
الطعام، وبذل السلام، وأن تقوم بالليل والناس نيام، ثم قال: قل
يا محمد واشفع تشفع، وسل تعطه، قلت: إني أسألك الطيبات،
وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وتتوب علي،
وإن أردت بقوم فتنة فتوفني وأنا غير مفتون. ثم قال رسول
الله ص تعلموهن، فوالذي نفسي بيده! إنهن لحق (ابن منده،
والبغوي، ق، كر).
الباقيات الصالحات
(44324 -) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال جلس رسول الله
ص ذات يوم فأخذ عودا يابسا فخط ورقة ثم قال: إن قول: لا
إله إلا الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله، يحط الخطايا
كما تحط ورق هذه الشجرة، خذهن يا أبا الدرداء قبل أن يحال
بينك وبينهن، فإنهن الباقيات الصالحات، وهن من كنوز الجنة.
247

قال أبو سلمة: فكان أبو الدرداء إذا ذكر هذا الحديث قال:
لأهللن الله ولأكبرن الله، ولأسبحن الله، حتى إذا رآني جاهل
حسب أني مجنون (كر).
(44325 -) (مسند أبي هريرة) يا أبا هريرة! قل: سبحان
الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن الباقيات
الصالحات، قال: يا رسول الله! هذا كله له، ليس لي منه شئ،
قال قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وأرشدني، وارزقني،
خمسة لك وأربعة لله عز وجل (ابن عساكر).
(44326 -) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص: خذوا
جنتكم، قلنا: يا رسول الله! من عدو حضر! قال: لا، جنتكم
من النار، قولوا سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله
أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات وهي
الباقيات الصالحات (طس، ك، هب، وابن النجار).
(44327 -) (مسند علي) عن الربيع بن أنس عن رجل عن
علي أن قال: يا رسول الله! ذهب أرباب الدثور بالأجور! قال:
يا علي! أفلا أدلك على صدقة هي أفضل من صدقة كل مصدق في
سائر الأرض، لا يدرك ذلك إلا من عمل مثلها، أن نقول بعد صلاة
248

الغداة عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك،
وله الحمد، وهو كل شئ قدير، وبعد صلاة العصر مثل ذلك،
وتقول في دبر كل صلاة مكتوبة خمسا وعشرين مرة: سبحان الله
والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ملء السماوات والأرض
وما فيهن، فذلك خمسمائة تسبيحة تسبحهن كل يوم، وهي في الميزان
خمسة آلاف، وهي الباقيات الصالحات، وهي التي ليس لهن من
المقول عدل، الحمد لله ملء الميزان، وسبحان الله نصف الميزان
ولا إله إلا الله والله أكبر ملء السماوات وما فيهن (ابن مردويه).
(44328 -) (أيضا) عن بشر بن نمير عن حسن بن عبد الله
ابن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب أن رسول الله
ص قال: الباقيات الصالحات من قال: لا إله إلا الله، والله أكبر
وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، من قالهن
خمس مرات أعطاه الله خمس مسلسلات: اللهم اغفر لي، وارحمني،
واهدني، وأرشدني، وارزقني (ابن مردويه، قال في المغني: بشير
ابن نمير مترك، حسين بن عبد الله بن ضميرة واه جدا).
(44329 -) (مسند أنس) عن كثير بن مسلم قال سمعت أنس
ابن مالك يقول: قال نبي الله ص لجلسائه ذات يوم: خذوا جنتكم
249

قالوا: نبي الله! أحضر عدو؟ قال: خذوا جنتكم من النار
يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا
حول ولا قوة إلا بالله، فإنها المقدمات المنجيات، وهي المعقبات،
وهي الباقيات الصالحات (ابن النجار).
فصل في الترهيبات
الأحادي
(44330 -) عن عمرو بن دينار قال قال الحسين بن علي بن أبي
طالب لذريح بن سنة أبي قيس: أحل لك أن فرقت بين قيس
ولبنى؟ أما! إني سمعت عمر ابن الخطاب يقول: ما أبالي أفرقت
بين الرجل وامرأته أم مشيت إليهما بالسيف (أبو الفرج الأصبهاني،
ووكيع في الغرر).
(44331 -) عن النعمان بن بشير قال: بينا رسول الله ص في
مسير له: إذ خفق رجل على راحلته، فأخذ رجل من كنانته سهما،
فانتبه الرجل مذعورا، فقال النبي ص: لا يحل لمسلم أن يروع
مسلما (ابن النجار).
(44332 -) عن مجاهد قال: شهدت رجلا أقام عند ابن عباس
250

شهرا يسأله عن هذه المسألة كل يوم: ما تقول في رجل يصوم
النهار ويقوم الليل، لا يشهد جمعة ولا جماعة، أين هو؟ قال في
النار (عب).
(44333 -) عن ابن عباس قال: نهى رسول الله ص عن
التحريش بين البهائم (ابن النجار).
(44334 -) عن ابن عمر قال: فروا من الشر ما استطعتم
(هب).
(44335 -) عن ابن مسعود قال: إني لامقت الرجل أراه فارغا
لا في أمر دنيا ولا في أمر آخرة (عب).
الثنائي
(44336 -) عن معمر عن قتادة أن النبي ص قال: من أحدث
حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. قال
معمر: وقال جعفر بن محمد: قيل: يا رسول الله! ما الحدث؟ قال:
من جلد بغير حد أو قتل بغير حق (عب).
251

الثلاثي
(44337 -) عن أنس قال: لعن رسول الله ص ثلاثة: رجل
أم قوما وهم له كارهون، وامرأة بات زوجها عليها ساخطا، ورجل
سمع حي على الصلاة ولم يجب (ابن النجار).
(44338 -) عن زياد بن حدير قال قال لي عمر بن الخطاب: هل
تعرف ما يهدم الاسلام؟ قلت: لا، قال: يهدمه زلة العام وجدال
المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين (الدارمي)
(44339 -) عن ابن عباس قال قال عمر: شر الناس ثلاثة:
متكبر على والديه يحقرهما، ورجل سعى في فساد بين رجل وامرأته
ينصره عليها غير الحق حتى فرق بينهما ثم خلف بعده، ورجل
سعى في فساد بين الناس بالكذب حتى يتعادوا ويتباغضوا (ابن راهويه).
(44340 -) عن عمر قال: بحسب المرء من الغي أن يؤذي
جليسه فيما لا يعنيه، وأن يجد على الناس بما يأتي، وأن يظهر له
من الناس ما يخفي من نفس (ض، ورسته في الايمان، والعسكري
في المواعظ، هب، كر).
252

(44341 -) عن عمر قال: إن أخوف ما أتخوف عليكم: شح
مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء برأيه - وهي أشدهن (ش).
(44342 -) قال ابن جرير حدثني عمرو بن محمد العثماني حدثني
إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه أبي بكر بن أبي أويس عن سليمان
ابن بلال عن عبد الله بن يسار الأعرج أنه سمع سالم بن عبد الله يحدث
عن أبيه عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب أنه كان يقول قال
رسول الله ص: ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث،
ورجلة النساء (قال إسماعيل: يعني الفحلة، هكذا أورد من هذا
الطريق عن عمر، وهو في حم، ت، كر من مسند بن عمر يدون
قوله عن عمر، وتقدم في القسم الأول).
(44343 -) عن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله ص قال:
من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ويزكيهم ولا يطهرهم ولا
ينظر إليهم ولهم عذاب أليم، قالوا: من أولئك يا رسول الله؟ قال:
المتبرئ من والديه رغبة عنهما، والمتبري من ولده، ورجل أنعم عليه
قوم فكفر نعمتهم (ابن جرير، والخرائطي في مساوي الأخلاق).
(44344 -) عن أبي الدرداء قال: بئس العون على الدين قطب
نخيب، وبطن رغيب، وتعظ شديد (كر).
253

(44345 -) عن أبي الدرداء قال: إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم،
ومن تخير الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه، وثلاثة لا ينالون
الدرجات العلى، من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر من
طيرة (كر). 44346 - عن أبي الدرداء قال: كفى بك ظالما أن لا تزال
مخاصما، وكفى بك آثما أن لا تزال مخالفا، وكفى بك كاذبا أن
لا تزال محدثا في غير ذات الله عز وجل (كر).
(44347 -) عن أبي الدرداء قال: من كثر كلامه كثر كذبه،
ومن كثر حلفه كثر إثمه، ومن كثرت خصومته لم يسلم دينه (كر).
(44348 -) عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن
النبي ص قال: إن عذاب القبر من ثلاثة: من الغيبة والنميمة
والبول، فإياكم وذلك (ق في عذاب القبر).
(44349 -) عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي وصفيي أبو القاسم
ص بالوتر قبل أن أنام، وأصلي الضحى ركعتين، وأصوم ثلاثة
أيام من كل شهر: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة - وهن
البيض (ابن النجار).
(44350 -) عن عائشة قالت: وجد في قائم سيف رسول الله
254

ص كتابان، في أحدهما: إن أشد الناس عتوا رجل ضرب غير
ضاربه، ورجل قتل غير قاتله، ورجل تولى غير أهل نعمته، ومن
فعل ذلك فقد كفر بالله ورسوله، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
(ابن جرير).
(44351 -) عن ابن عمر قال قال رسول الله ص: من أصابه الجن
في إحدى ثلاث لم يشف، وهو يشرب قائما أو يمشي في نعل
واحدة، أو يشبك بين أصابعه (ابن جرير وقال: سنده ضعيف واه،
لا يعتمد على مثله).
(44352 -) عن سعيد ين المسيب قال: ثلاث مما أحدث
اختصار السجود، ورفع الأيدي، ورفع الصوت عند الدعاء (عب).
(44353 -) عن أبي جعفر قال: وجد في نعل سيف رسول الله
ص إن أعتى الناس على الله ثلاثة: من قتل غير قاتله، أو ضرب
غير ضاربه، أو آوى محدثا، فلا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا،
ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله على رسوله (ش).
(44354 -) عن علي قال: ثلاثة لا يدخل أحد منهم الجنة:
اللعان، والمنان، ومدمن خمر، وثلاث لا يحل منهن شئ: ثمن
الخمر، وكسب الحجام، وأجر الزانية (الدورقي).
255

(44355 -) عن أبي الطفيل قال: قيل لعلي: هل تر ك رسول الله
ص كتابا عندكم؟ قال: ما ترك كتابا نكتمه إلا شيئا في علاقة
سيف، فوجدنا صحيفة صغيرة فيها: لعن الله من تولى غير مواليه!
لعن الله من أهل لغير الله! لعن الله من زحزح منار الأرض (ابن
بشران في أماليه).
(44356 -) عن قتادة قال: عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من
الغيبة وثلث من النميمة، وثلث من البول (ق في عذاب القبر).
الرباعي
(44357 -) (مسند الصديق رضي الله عنه) عن سلمان قال:
أتيت أبا بكر فقلت: أعهد إلي، فقال: يا سلمان! اتق الله، واعلم
أن سيكون فتوح فلا أعرفن ما كان حظك منها: ما جعلته في
بطنك، وألقيته على ظهرك، واعلم أنه من صلى الصلوات الخمس فإنه
يصبح في ذمة الله ويمسي في ذمة الله، فلا تقتلن أحدا من أهل الله
ويمسي في ذمة الله، فلا تقتلن أحدا من أهل الله فتحفر الله في ذمته،
فيكبك الله في النار على وجهك (حم في الزهد، وابن سعد وحشيش
ابن أصرم في الاستقامة).
(44358 -) (مسند علي رضي الله عنه) عن أبي الطفيل قال:
256

كنت عند علي بن أبي طالب فأتاه رجل فقال: ما كان النبي ص
يسر إلي شيئا يكتمه الناس غير أنه قد حدثني بكلمات أربع، قال:
ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: لعن الله من لعن والديه، ولعن الله
من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثا: ولعن الله من غير
منار الأرض. وفي لفظ: من سرف منار الأرض (م (1)، ق،
وأبو عوانة، حب، ق).
(44359 -) عن سعيد بن جبير قال: أربعة تعد من الجفاء:
دخول الرجل المسجد يصلي في مؤخره، ويدع أن يتقدم في مقدمه،
ويمر الرجل بين يدي الرجل وهو يصلي، ومسح الرجل جبهته قبل
أن يقضي صلاته، ومؤاكلة الرجل مع غير أهل دينه دينه (هب).
الخماسي
(44360 -) عن أبي ريحانة قال: جاء رجل إلى النبي ص
فقال: يا رسول الله! أوصني، فقال رسول الله ص: لا تشركن
بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت بالنار، وأطع والديك وإن أمراك
أن تتخلى من أهلك ودنياك، ولا تدعن صلاة متعمدا، فإنه من

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الأضاحي باب تحريم الذبح لغير الله..
رقم 1978. ص
257

يتركها برئت منه ذمة الله وذمة رسوله، ولا تشربن خمرا، فإنها رأس
كل خطيئة، ولا تزدادن في تخوم أرضك، فإنك تأتي بها يوم القيامة
من مقدار سبع أرضين (ابن النجار).
(44361 -) عن علي قال قال رجل من أهل اليمن: يا رسول!
أوصني، فقال: أوصيك أن لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت
بالنار، ولا تعقن والديك وإن أرادك أن تخرج من دنياك فاخرج
ولا تسب الناس، وإذا لقيت أخاك فالقه ببشر حسن، وصب
له من فضل دلوك (الديلمي).
السباعي
(44362 -) عن عطاء الخراساني قال: لعن رسول الله ص
سبعة نفر فلعن واحدا منهم ثلاث لعنات ولعن ساترهن لعنة لعنة
فقال، ملعون ملعون ملعون من عمل عمل قوم لوط، ملعون من
أتى بهيمة، ملعون من سب شيئا من والديه، ملعون من غير
شيئا من تخوم الأرض، ملعون من جمع بين امرأة وبنتها، ملعون
من تولى قوما بغير إذنهم، ملعون من ذبح لغير الله (عب).
(44363 -) (مسند علي رضي الله عنه) عن الحارث عن علي
قال قال رسول الله ص: سبعة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر
258

إليهم، يقال لهم: ادخلوا النار مع الداخلين، إلا أن تتوبوا، إلا أن
يتوبوا، إلا أن يتوبوا: الفاعل، والمفعول به، والناكح يده،
والناكح حليلة جاره، والكذاب الأشر، ومعسر المعسر،
والضارب والديه حتى يستغيثا (ابن جرير وقال: لا يعرف عن
رسول الله إلا رواية علي، ولا يعرف له مخرج عن علي إذا من هذا
الوجه، غير أن معانيه معاني قد وردت عن رسول الله ص بها أخبار
بألفاظ خلاف هذه الألفاظ).
(44364 -) عن أبي جعفر محمد بن علي قال: ما من عبادة أفضل
من عفة بطن أو فرج، وما من شئ أحب إلى الله من أن يسأل،
وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن أسرع الخير ثوابا البر، وإن
أسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس
ما يعمى عليه من نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول
عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه (كر).
(44365 -) عن علي قال: سبع من الشيطان: شدة الغضب،
وشدة العطاس، وشدة التثاؤب، والقئ، والرعاف، والنجوى،
والنوم عند الذكر (عب، هب).
259

الثماني
(44366 -) عن عمر قال: ثمانية رهط إن أهينوا فلا يلومن
إلا أنفسهم: الآتي مائدة لم يدع: إليها: والتعرض لفضل اللئام
.................. (خط في كتاب الطفيلين).
(44367 -) عن معاذ بن جبل أن النبي ص قال لعلي بن أبي
طالب قال: ألا أنبئك بشر الناس؟ قال: بلى يا رسول الله! قال:
من أكل وحده، ومنع رفده، وسافر وحده، وضرب عبده، ثم
قال: يا علي! ألا أنبئك بشر من هذا؟ قال: بلى يا رسول الله!
قال من يبغض الناس ويبغضونه، ثم قال: يا علي! ألا أنبئك بشر
من هذا؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: من يخشى شره ولا
يرجى خيره، قال: يا علي ألا أنبئك بشر من هذا؟ قال: بلى
يا رسول الله! قال: من باع آخرته بدنيا غيره، ثم قال: يا علي ألا
أنبئك بشر من هذا؟ قال: بلى يا رسول الله! قال من أكل الدنيا
بالدين (كر وقال: إسناد هذا الحديث منقطع مضطرب).
(44368 -) عن أبي الدرداء قال: أقبلت مع رسول الله ص
يوما حتى وقف على أصحاب اللحم فقال: لا تخلطوا ميتا بمذبوح
والناس قريب عهد بجاهلية، سبعا احفظوهن مني: لا تحتكروا،
260

ولا تناجشوا، ولا تلقوا الركبان، ولا يبيع حاضر لباد، ولا
يبيع رجل على بيع أخيه حتى يذر، ولا يخطب على خطبة أخيه،
ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفئ إناءها ولتنكح، فان لها
ما كتب الله لها (كر، والراوي عن أبي الدرداء لم يسم، وسائر
رجاله ثقات).
الترغيب والترهيب
(44369 -) عن عثمان قال: قال رسول الله ص: يعذب الله
يوم القيامة ستة نفر بستة أشياء: الامراء بالجور، والعلماء بالحسد،
والعرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، وأهل الرساتين بالجهل، والتجار
بالخيانة، وستة يدخلون الجنة بستة: الامراء بالعدل، والعلماء بالنصيحة
والعرب بالتواضع، والدهاقين بالألفة، والتجار بالصدق، وأهل
الرساتيق بالسلامة (ابن الجوزي في الواهيات).
(44370 -) عن أبي الدرداء قال: تعلموا العلم قبل أن يرفع، فان
ذهاب العلم ذهاب العلماء، لولا ثلاث خصال لصلح أمر الناس:
شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، ومن رزق قلبا
شاكرا ولسانا ذاكرا، وزوجة مؤمنة فنعم الخير أتته، ولن يترك
من الخير شيئا من يكثر الدعاء عند الرخاء فيستجاب له عند البلاء،
261

من يكثر قرع الباب يفتح له (كر).
(44371 -) عن أنس قيل: يا رسول الله! من أهل الجنة قال: من
لا يموت حتى يملا أذناه مما يحب، قالوا: من أهل النار يا رسول
الله؟ قال: من لا يموت حتى يملا أذناه مما يكره (ق في الزهد).
فصل في الحكم
(44372 -) عن سعيد بن المسيب قال: وضع عمر بن الخطاب
للناس ثماني عشرة كلمة حكم كلها، قال: ما عاقبت من عصى الله
فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك
منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد
لها في الخير محملا، ومن عرض نفسه للنهم فلا يلومن من أساء
به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده، وعليك باخوان
الصدق تعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء،
وعليك بالصدق وإن قتلك، ولا تعرض فيما لا يعني، ولا تسأل عما
لم يكن، فان فيما كان شغلا عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلى
ما لا يحب نجاحها لك، ولا تهاون بالحلف الكاذب فيهلكك الله،
ولا تصحب الفجار لتتعلم من فجورهم، واعتزل عدوك، واحذر
صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشي الله، وتخشع عند القبور،
262

وذل عند الطاعة، واستعصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين
يخشون الله، فان الله تعالى يقول (إنما يخشى الله من عباده
العلماء): (خط في المتفق والمفترق، كر، وابن النجار).
(44373 -) عن سمرة بن جندب قال قال عمر: الرجال ثلاثة
والنساء ثلاثة، فأما النساء فامرأة عفيفة مسلمة لينة ودودة ولود
تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقليلا ما تجدها،
وامرأة دعاء لا تزيد على أن تلد الأولاد، والثالثة غل (1) قمل (1)
يجعلها الله في عنق من يشاء، فإذا شاء أن ينزعه نزعه، والرجال
ثلاثة: رجل عفيف هين لين ذو رأي ومشورة، فإذا نزل به
أمر ائتمر رأيه، وصدر الأمور مصادرها، ورجل لا رأى له، إذا
أنزل به أمر أتى ذا الرأي والمشورة فنزل عند رأيه، ورجل حائر
باتر، لا يتم رشدا ولا يطيع مرشدا (ش، وابن أبي الدنيا في كتاب
الاشراف، والخرائطي في مكارم الأخلاق، هب، كر).

(1 - 1) غل قمل: كانوا يأخذون الأسير فيشدونه بالقد وعليه الشعر،
فإذا يبس قمل في عنقه، فتجتمع عليه محنتان: الغل والقمل.
ضربه مثلا للمرأة السيئة الخلق الكثيرة المهر، لا يجد بعلها منها
مخلصا. اه‍ 3 / 381 النهاية. ب
263

(44374 -) عن عمر بن الخطاب قال: من كثر ضحكه قلت
هيبته، ومن كثر مزاحه استخف به، ومن أكثر من شئ عرف
به، ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل حياؤه،
ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه (ابن أبي الدنيا
في الصمت والعسكري في الأمثال، وأبو القاسم الخرقي في أماليه،
حب في روضة العقلاء، طس، هب، خط، كر في الجامع).
(44375 -) عن عمر قال: من خاف الله لم يشف غيظه، ومن
يتق الله لم يصنع ما يريد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون (ابن
أبي الدنيا، والدينوري في المجالسة، والحاكم في الكنى، وأبو عبد الله
ابن منده في مسند إبراهيم بن أدهم وابن المقرئ في فوائده).
(44376 -) عن عمر قال: من ينصف الناس من نفسه يعطى
الظفر في أمره، والتذلل في الطاعة أقرب إلى البر من التعرز بالمعصية
(أبو القاسم بن بشران في أماليه، والخرائطي في مكارم الأخلاق).
(44377 -) (مالك) أنه بلغه عمر بن الخطاب قال: كرم
المرء تقواه، ودينه وحسبه، ومروءته خلقه، والجرأة والجبن غرائز
في الرجال، فيقاتل الرجل الشجاع عمن يعرف ومن لا يعرف، ويفر
الجبان عن أبيه وأمه، والحسب المال، والكرم التقوى، لست
264

بأخير من فارسي ولا عجمي ولا نبطي إلا بالتقوى (ش، والعسكري
في الأمثال، وابن جرير، ش، قط، كر).
(44378 -) عن خالد اللجلاج أن عمر بن الخطاب قال: كرم
المرء تقواه، ومروءته دينه، ودينه حسن خلقه، والجبن والجرأة
غرائز، فالجرئ يقاتل عما لا يؤب على أهله، والجبان يفر عن
أبيه وأمه، والقتل حتف من الحتوف، والشهيد من احتسب نفسه
قال: لا أعلم أنه يرفعه إلى رسول الله ص (ابن المرزبان في
المروءة).
(44379 -) عن عمر قال: حسب المرء ماله، وكرمه دينه،
وأصله عقله، ومروءته خلقه (ابن المرزبان).
(44380 -) عن عمر قال: حسب الرجل دينه، ومروءته خلقه،
وأصله عقله (ش، قط، والخرائطي في مكارم الأخلاق، وابن المرزبان
في المروءة، وصححه).
(44381 -) عن أبي عثمان عن سفيان الثوري قال: كتب عمر
ابن الخطا ب إلى أبي موسى الأشعري: إن الحكمة ليس عن كبر
السن ولكنه عطاء الله يعطيه من يشاء، فإياك ودناءة المأمور ومداق
الأخلاق (ابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف، والدينوري).
265

(44382 -) عن عروة قال قال عمر بن الخطاب في خطبته:
تعلمون أن الطمع فقر، وأن اليأس غنى، وأنه من أيس مما عند
الناس استغنى عنهم (ابن المبارك).
(44383 -) عن عمر قال: الزم الحق يلزمك الحق (ق).
(44384 -) عن عمر قال: أجرأ الناس من جاد على من لا يرجو
ثوابه، وأن أحلم الناس من عفا بعد القدرة، وأن أبخل الناس الذي
يبخل بالسلام، وأن أعجز الناس الذي يعجز في دعاء الله.
(44385 -) عن عمر قال: إن الفجور هكذا - وغطى رأسه
إلى حاجبيه، ألا إن البر هكذا - وكشف رأسه (ش).
(44386 -) عن أبي الدرداء قال: الصحة غناء الجسد (كر).
(44387 -) عن عدي بن حاتم قال: لسان المرء ترجمان عقله
(كر).
(44388 -) (مسند علي) عن عقبة بن أبي الصهباء قال: لما
ضرب ابن ملجم عليا دخل عليه الحسن وهو باك، فقال له: ما يبكيك
يا بني؟ قال: وما لي لا أبكي وأنت في أول يوم من الآخرة وآخر
يوم من الدنيا، فقال يا بني! احفظ أربعا وأربعا لا يضرك ما عملت
معهن، قال: وما هن يا أبت؟ قال إن أغنى الغنى العقل، وأكبر
266

الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الكرم حسن الخلق،
قال: قلت يا أيت! هذه الأربع، فأعلمني الأربع الأخرى، قال:
إياك ومصادقة الأحمق! فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة
الكذب! فإنه يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب وإياك ومصادقة
البخيل! فإنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة
الفاجر! فإنه يبيعك بالتافه (كر).
(44389 -) عن الحارث عن علي قال قال رسول الله ص: لا
فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش
من العجب، ولا استظهار أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير،
ولا حسب كحسن الخلق، ولا ورع كالكف، ولا عبادة كالتفكر،
ولا إيمان كالحياء والصبر، وآفة الحديث الكذب: وآفة العلم
النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف
وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة
الحب الفخر (طب، وقال: لم يروه عن شعبة إلا محمد بن عبد الله
الحبطي أبو رجاء، تفرد به عثمان بن سعيد الزيات، ولا يروى عن
علي إلا بهذا الاسناد).
(44390 -) (مسند علي) عن الكلبي قال قال علي بن أبي
267

طالب: قيمة كل رجل ما يحسن (ابن النجار).
(44391 -) عن علي قال: زين الحديث الصدق، وأعظم الخطايا
عند الله اللسان الكذوب، وشر الندامة ندامة يوم القيامة (ابن أبي
الدنيا في الصمت، وأبو الشيخ في التوبيخ).
(44392 -) عن علي قال: القريب من قربته المودة وإن بعد
نسبه، والبعيد من باعدته العداوة وإن قرب نسبه، ألا لا شئ أقرب
من يد إلى جسم، وإن اليد إذا فسدت قطعت، وإذا قطعت
حسمت (الخرائطي في مكارم الأخلاق، ورواه الديلمي وابن النجار
عنه مرفوعا).
(44393 -) عن علي قال: العقل في القلب، والرحمة في الكبد،
والرأفة في الطحال، والنفس في الرئة (خ في الأدب، ووكيع في
الغرر، وعبد الغني بن سعيد في إيضاح الاشكال، هب).
(44394 -) عن علي قال: الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم
يقسو إذا لطف الدينوري، كر).
(44395 -) عن الرياشي قال: بلغني عن علي بن أبي طالب أنه قال:
ليس شئ يغيب أذناه إلا وهو يبيض، وليس شئ يظهر أذناه إلا
268

وهو يلد (الدينوري).
(44396 -) عن علي قال: التوفيق خير قائد، وحسن الخلق
خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميراث، ولا وحشة
أشد من العجب (هب، كر).
(44397 -) عن علي قال: لا تنظر إلى من قال: وانظر إلى ما
قال (ابن السمعاني في الدلائل).
(44398 -) عن علي قال: كل إخاء منقطع إلا إخاء كان على
غير الطمع (ابن السمعاني).
(44399 -) عن سالم بن أبي الجعد قال قال: علي بن أبي طالب
لابنه الحسن: يا بني! رأس الدين صحبة المتقين، وتمام الاخلاص
اجتناب المحارم، وخير المقال ما صدقه الفعال، أقبل عذر من اعتذر
إليك، واقبل العفو من الناس، وأطع أخاك وإن عصاك، وصله وإن
جفاك (قاضي المارستان في مشيخته).
(44400 -) عن الحسن بن علي قال: اعلموا أن الحلم زينة،
والوفاء مروءة، والعجلة سفه، والسفر ضعف، ومجالسة أهل الدناءة
شين، ومخالطة أهل الفسق ريبة (كر).
269

(44401 -) (أيضا) قال: الناس أربعة: فمنهم من له خلاق
وليس له خلق. ومنهم من له خلق وليس له خلاق، ومنهم من
ليس له خلق ولا خلاق - فذاك شر الناس، ومنهم له خلق
وخلاق - فذاك أفضل الناس (كر).
(44402 -) عن عروة قال: كان يقال: أزهد الناس في العالم
أهله (كر).
قد تم المواعظ ويليه حرف النون من قسم
الأقوال وفيه كتاب النكاح
270

بسم الله الرحمن الرحيم
حرف النون من قسم الأقوال
وفيه كتاب النكاح وفيه تسعة أبواب
الباب الأول في الترغيب فيه
(44403 -) إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدين، فليتق
الله في النصف الباقي (حم - عن أنس).
(44404 -) إن الله ليعجب من مداعبة الرجل زوجته، ويكتب
لهما بذلك أجرا، ويجعل لهما بذلك رزقا حلالا (عد وابن لآل - عن
أبي هريرة).
(44405 -) إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شئ أفضل
من المرأة الصالحة (ن، ه‍ - عن ابن عمرو).
(44406 -) من كان منكم ذا طول فليتزوج، فإنه أغض للبصر
وأحصن للفرج، ومن لا فالصوم له وجاء ن - عن عثمان).
(44407 -) النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا
271

فاني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد
فعليه بالصيام، فان الصوم له وجاء (ه‍ - عن عائشة).
(44408 -) يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج،
فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم،
فإنه له وجاء (حم، ق - عن ابن مسعود).
(44409 -) عليكم بالباءة! فمن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له
وجاء (طس، والضياء - عن أنس).
(44410 -) ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيرا له
من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن
أقسم عليها أبرته، وإن عاب عنها نصحته في نفسها وماله (ه‍ - عن
أبي أمامة).
(44411 -) ما أصبنا من دنياكم ولا نساءكم (طب - عن ابن عمر).
(44412 -) مشيك إلى المسجد وانصرافك إلى أهلك في الاجر
سواء (ص - عن يحيى بن يحيى الغساني مرسلا).
(44413 -) من أحب فطرتي فليستن بسنتي، وإن من سنتي
النكاح (هق - عن أبي هريرة).
(44414 -) من تبتل فليس منا (عب - عن أبي قلابة مرسلا).
272

(44415 -) نهى عن التبتل (حم، ق، ن - عن سعد، حم،
ت، ن، ه‍ - عن سمرة).
(44416 -) ليس منا من خصى واختصى، ولكن صم ووفر
شعر جسدك (طب - عن ابن عباس).
(44417 -) لا إخصاء في الاسلام، ولا بنيان كنيسة (هق -
عن ابن عباس).
(44418 -) نهى عن الاخصاء (ابن عساكر - عن ابن عمر).
(44419 -) نهى أن يخصى أحد من ولد آدم (طب - عن
ابن مسعود).
(44420 -) من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر
دينه، فليتق الله في الشطر الباقي (ك - عن أنس).
(44421 -) النظر إلى المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في البصر
(حل - عن جابر).
(44422 -) الولد من ريحان الجنة (الحكيم - عن خولة
بنت حكيم).
(44423 -) إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: يا رب!
أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك حم، ه‍ - عن أبي هريرة).
273

(44424 -) إن السقط (1) ليراغم (2) ربه إذا دخل أبواه النار،
فيقال: أيها السقط المراغم ربه! أدخل أبويك الجنة، فيجرهما
بسرره (3) حتى يدخلهما الجنة (ه‍ - عن علي).
(44425 -) بيت لا صبيان فيه لا بركة فيه (أبو الشيخ
عن ابن عباس).
(44426 -) ريح الولد من ريح الجنة (طس - عن ابن عباس).
(44427 -) سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، وإني مكاثر
بكم الأمم حتى بالسقط محبنطيا على باب الجنة يقال له: ادخل
الجنة فيقول: يا رب! وأبواي؟ فيقال له: ادخل الجنة أنت وأبواك
(طب - عن معاوية بن حيدة).

(1) السقط: السقط بالكسر والفتح والضم، والكسر أكثرها: الولد
الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه. اه‍ 2 / 378 النهاية. ب
(2) ليراغم ربه: أي يغاضبه. اه‍ 2 / 231 النهاية. ب
(3) بسرره: السرر بفتح السين وكسرها لغة في السر، يقال: قطع
سرر الصبي وسرره، وجمعه أسرة وجمع السرة سرر وسرات
وسر الصبي: قطع سرره، وبابه رد. اه‍ 234 المختار. ب
274

(44428 -) صغاركم دعاميص (1) الجنة، يتلقى أحدهم أباه فيأخذ
بثوبه فلا ينتهى حتى يدخله الله وأباه الجنة (حم، خد، م - عن
أبي هريرة).
(44429 -) ما ولد في أهل بيت غلام إلا أصبح فيهم عز لم
يكن (طس، هب - عن ابن عمر).
(44430 -) لا صرورة في الاسلام (حم، د، كر - عن
ابن عباس).
(44431 -) تزوجوا النساء، فإنهن يأتين بالمال (البزار، خط -
عن عائشة، ه‍ - عن عروة مرسلا).
(44432 -) تزوجوا فاني مكاثر بكم الأمم ولا تكونوا كرهبانية
النصارى (هق - عن أبي أمامة).
(44433 -) من تزوج فقد استكمل نصف الايمان، فليتق الله
في النصف الباقي (طس - عن أنس).
(44434 -) انكحوا فاني مكاثر بكم (ه‍ - عن أبي هريرة).
(44435 -) إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر (تخ، طب -
عن العرباض).

(1) أخرجه مسلم كتاب البر رقم 2635. ص
275

(44436 -) التعسوا الرزق بالنكاح (فر - عن ابن عباس).
(44437 -) إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر
الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من
خلال أصابعهما (ميسر بن علي في مشيخته، والرافعي في تاريخه -
عن أبي سعيد).
(44438 -) إن المرء كثر بأخيه وابن عمه (ابن سعد - عن عبد
الله بن جعفر).
(44439 -) إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن
كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك
(هب - عن ابن عمرو).
(44440 -) أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله (طس -
عن جابر).
(44441 -) أيما شاب تزوج في حداثة سنه عج شيطانه: يا ويله
عصم مني دينه (ع - عن جابر).
(44442 -) تناكحوا تكثروا، فاني أباهي بكم الأمم يوم القيامة
(عب - عن سعيد بن أبي هلال مرسلا).
(44443 -) حق على الله عون من نكح التماس العفاف عما
276

حرم الله (عد - عن أبي هريرة).
(44444 -) دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة
دينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها
أجرا الذي أنفقته على أهلك (د، م كتاب الزكاة عن أبي هريرة).
(44445 -) ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من
العزب (عق - عن أنس).
(44446 -) ركعتان من المتأهل خير من اثنين وثمانين ركعة
من العزب (تمام في فوائده والضياء - عن أنس).
(44447 -) شراركم عزابكم (ع طس - عن أبي هريرة) (1).
(44448 -) شراركم عزابكم، ركعتان من متأهل خير من
سبعين ركعة من غير متأهل (عد - عن أبي هريرة).
(44449 -) شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم (حم -
عن أبي ذر، ع - عن عطية بن بسر).
(44450 -) إن الله لم يفرض الزكاة إلا ليطيب ما بقي من
أموالكم، وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم، ألا أخبركم بخير

(1) أورده العجلوني في كشف الخفاء برقم 1538 وقال رواه أبو يعلى
والطبراني بسند فيه: خالد المخزومي متروك. ص
277

ما يكثر المرء المرأة الصالحة! إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها
أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته (د، ك، هق - عن ابن عباس) (1).
(44451 -) الدنيا كلها متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة
(حم، م (2)، ن - عن ابن عمرو).
(44452 -) لم ير للمتحابين مثل النكاح (ه‍، ك (3) - عن
ابن عباس).
(44453 -) إن للزوج من المرأة لشعبة ما هي لشئ (ه‍ (4)،
ك - عن محمد بن عبد الله بن جحش).
الاكمال
(44454 -) إذا تزوج أحدكم عج شيطانه يقول: يا ويله! عصم
ابن آدم مني ثلثي دينه (ع - عن جابر).
(44455 -) مسكين مسكين مسكين! رجل ليس له امرأة

(1) أخرجه أبو داود كتاب الزكاة رقم 1664. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الرضاع باب خبر متاع الدنيا رقم 1467. ص
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح رقم 1847 وقال: اسناده صحيح
ورجاله ثقات. ص
(4) أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز رقم 1590 وقال: اسناده ضعيف. ص
278

وإن كان غنيا من المال، ومسكينة مسكينة مسكينة! امرأة
ليس لها زوج وإن كانت غنية من المال (هب - عن أبي نجيح
مرسلا).
(44456 -) من أحب فطرتي فليستن بسنتي (ع - عن ابن عباس).
(44457 -) إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة، فمن
كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت شرته إلى غير ذلك
فقد هلك (حب - عن ابن عمر)
(44458 -) إن لكل عمل شرة والشرة إلى فترة، ومن
كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك
فقل ضل (البزار - عن ابن عباس).
(44459 -) لكل عامل فترة ولكل فترة شرة، فمن كانت
فترته إلى سنتي فقد أفلح (طب - عن ابن عمرو).
(44460 -) من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منا (الديلمي -
عن أبي سعيد).
(44461 -) من كان عنده طول فلينكح، وإلا فعليه بالصوم،
فإنه له وجاء ومحمة للعرق (ابن أبي عاصم وحمويه، حب، ص -
عن أنس).
279

(44462 -) من كان موسرا لان ينكح ثم لم ينكح فليس مني
(طب - عن أبي نجيح).
(44463 -) من كان موسرا لان ينكح فلم ينكح فليس منا
(ق - عن ميمون بن أبي المغلس مرسلا، هب - عنه عن أبي نجيح).
(44464 -) من كان موسرا فلينكح، ومن لم ينكح فليس منا
(البغوي - عن أبي مغلس عن أبي نجيح، قال: وليس بالسلمي،
شك في صحبته).
(44465 -) من كان منكم ذا طول فليتزوج، فإنه أغض للطرف
وأحصن للفرج، ومن لا فان الصوم له وجاء (حم - عن عثمان).
(44466 -) من كان على ديني ودين داود وسليمان وإبراهيم
فليتزوج إن وجد إلى النكاح سبيلا، وإلا فليجاهد في سبيل الله،
إن استشهد يزوجه من الحور العين، إلا أن يكون يسعى على والديه
أو في أمانة الناس عليه (ابن لآل - عن أم حبيبة).
(44467 -) تزوجوا النساء تأتيكم بالأموال (البزار، كر - عن).
(44468 -) تزوجوا، إني مكاثر بكم الأمم، فان السقط ليرى
محبنطيا بباب الجنة، يقال له: ادخل، يقول: حتى يدخل أبواي
(طس - عن سهل بن حنيف).
280

(44469 -) لا يدع أحدكم طلب الولد، فان الرجل إذا مات
وليس له ولد انقطع اسمه (طب - عن أبي حفصة).
(44470 -) لن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها، زيادة العمر
ذرية صالحة يرزقها العبد، يدعون له من بعد موته، يلحقه دعاؤهم
(الحكيم - عن أبي الدرداء)
. 44471 - بيت لا صبيان فيه لا بركة فيه، وبيت لا خل
فيه قفار (1) لأهله (أبو الشيخ في الثواب - عن ابن عباس).
(44472 -) يا ابن عباس! بيت لا صبيان فيه لا بركة فيه،
وبيت لا خل فيه قفار أهله، وبيت لا تمر فيه جياع أهله (أبو
الشيخ - عن ابن عباس).
(44473 -) يجمع الله أطفال أمة محمد ص في حياض تحت
العرش فيطلع الله عليهم اطلاعة فيقول: ما لي أراكم رافعي رؤسكم؟
فيقولون: يا ربنا! الآباء والأمهات في عطش ونحن في هذه الحياض
فيوحي إليهم أن اغرفوا في هذه الآنية من هذا الماء، ثم خللوا
الصفوف فاسقوا الآباء والأمهات (الديلمي من طريقين - عن ابن عمر).

(1) قفار: القفار بالفتح: الخبر بلا أدم يقال: أكل خبزه قفارا. اه‍
صفحة 430 المختار. ب
281

(44474 -) لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على رجل تحصر
ولا حصور بعد يحيى بن زكريا (الديلمي - عن عطية
ابن بشر).
(44475 -) ليس للمتحابين مثل النكاح (الخرائطي في اعتلال
القلوب - عن ابن عباس).
(44476 -) خير فائدة أفادها المرء المسلم بعد إسلامه امرأة جميلة
تسره إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، وتحفظه في غيبته في ماله
ونفسها (ص - عن يحيي بن جعدة مرسلا).
(44477 -) خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك، وإذا
أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها (ابن
جرير - عن أبي هريرة).
(44478 -) إذا خرج العبد في حاجة أهله كتب الله تعالى له
بكل خطوة درجة، وإذا فرغ من حاجتهم غفر له (الديلمي -
عن جابر).
(44479 -) من كان في مصر من الأمصار يسعى على عياله في
عسرة أو يسرة جاء يوم القيامة مع النبيين، أما! إني لا أقول
282

يمشي معهم، ولكن في منزلتهم (ابن عساكر - عن المقداد،
وقال: منقطع).
الباب الثاني في الترهيب عن النكاح
(44480 -) استعيذوا بالله من الفقر والعيلة (1) ومن أن
تظلموا أو تظلموا (طب - عن عبادة بن الصامت).
(44481 -) اتقوا الدنيا واتقوا النساء، فان إبليس طلاع رصاد
وما هو بشئ من فخوخه بأوثق لصيده في الأتقياء من النساء (فر
عن معاذ).
(44482 -) أصابتكم فتنة الضراء فصبرتم، وإن أخوف ما أخاف
عليكم فتنة السراء من قبل النساء، إذا تسورن الذهب ولبسن
ريط الشام وعصب اليوم وأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد
(خط - عن معاذ بن جبل).
(44483 -) أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك وما ملكت

(1) العيلة: الفاقة، يقال: عال يعيل عيلة وعيولا إذا افتقر فهو عائل.
ومنه قوله تعالى: " فان خفتم عيلة ". المختار 366. ب
283

يمينك (فر - عن أبي مالك الأشعري).
(44484 -) إن الولد مبخلة مجبنة (1) (ه‍ عن يعلى
ابن مرة).
(44485 -) إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة محزنة (كر - عن
الأسود بن خلف، طب - عن خولة بنت حكيم).
(44486 -) الولد ثمرة القلب وإنه مجبنة مبخلة محزنة (ع - عن
أبي سعيد).
(44487 -) إنكم لتجبنون وتبخلون وتجهلون، وإنكم لمن ريحان
الله تعالى (ت - عن خولة بنت حكيم).
(44488 -) إن أقل ساكني الجنة النساء (حم، م - عن عمران
ابن حصين).
(44489 -) إن أكبر الاثم عند الله أن يضيع الرجل من
يقوت (طب - عن ابن عمروا).
(44490 -) إن في مال الرجل فتنة، وفي زوجته فتنة وولده

(1) مجبنة مبخلة: لأنه يحب البقاء والمال لأجله. المختار صفحة 68. ب.
284

طب - عن حذيفة).
(44491 -) جهد البلاء كثرة العيال مع قلة الشئ (ك في تاريخه
عن ابن عمر).
(44492 -) خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ الذي لا أهل
له ولا ولد (ع - عن حذيفة).
(44493 -) طاعة النساء ندامة (عق، والقضاعي، وابن
عساكر - عن عائشة).
(44494 -) طاعة المرأة ندامة (عد - عن زيد بن ثابت).
(44495 -) كفى بالمرء إثما أن يضيع من يموت (حم، د،
هق، ك - عن ابن عمر).
(44496 -) كفى بك إثما أن يحبس عمن تملك قوته (م (1)
عن ابن عمر).
(44497 -) لولا المرأة لدخل الرجل الجنة (الثقفي في الثقفيات -
عن أنس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الزكاة رقم 40. ص
285

(44498 -) لولا النساء لعبد الله حقا حقا (عد - عن عمر).
(44499 -) لولا النساء لعبد الله حق عبادته (فر - عن أنس).
(44500 -) لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام، لم يخبز (1) اللحم
ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر (حم، ق (2) عن أبي
هريرة).
(44501 -) ليس عدوك الذي إن قتلته كان لك نورا، وإن
قتلك دخلت الجنة، ولكن أعدى عدوك الذي خرج من صلبك،
ثم أعدى عدو لك ما ملكت يمينك (طب - عن أبي مالك
الأشعري).
(44502 -) ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من النساء
والخمر (يوسف الخفاف في مشيخته - عن علي).
(44503 -) ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء

(1) يخنز: خنز اللحم خنزا من باب تعب: تغير. المصباح صفحة 25. ب
وخزن اللحم من باب تعب تغيرت ريحه على القلب من خنز.
المصباح 230. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الرضاع رقم 63. ص
286

(حم، ق، ت، ن، م كتاب الذكر عن - أسامة).
(44504 -) هلكت الرجال حين أطاعت النساء (حم، طب،
ك - عن أبي بكرة).
(44505 -) ما من صباح إلا وملكان يناديان: ويل للرجال
من النساء وويل للنساء من الرجال (ه‍، ك - عن أبي سعيد).
الاكمال
(44506 -) قلة العيال أحد اليسارين (الديلمي - عن بكر بن
عبد الله المزني عن أبيه).
(44507 -) يأتي على الناس زمان أفضل أهل ذلك الزمان كل
خفيف الحاذ، قيل: يا رسول الله! من الخفيف الحاذ؟ قال قليل
العيال (ابن عساكر - عن حذيفة). 44508 - ما خلقت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
(النقاش في معجمه، ابن النجار - عن سلمان).
(44509 -) ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسبى للب ذوي
الألباب منكن (حل - عن ابن عمر).
287

(44510 -) لا تزال الرجال بخير ما لم يطيعوا النساء (قط في
الافراد - عن سهل بن سعد).
(44511 -) مر لقمان على جارية في الكتاب فقال: لمن يصقل
هذه السيف (الحكيم - عن ابن مسعود).
(44512 -) أما إن الأولاد مبخلة مجبنة محزنة (طب - عن
الأشعث بن قيس).
(44513 -) لا تقل ذاك، فان فيهم قرة أعين وأجرا إذا قبضوا
ولئن قلت ذلك فان فيهم لمجبنة ومحزنة ومبخلة (طب - عن الأشعث
ابن قيس، قال قلت: يا رسول الله! ولد لي مولود، ولوددت أن
يكون لي مكانه شبع اليوم! قال - فذكره).
(44514 -) أما إن قلت ذلك إنهم لمجبنة محزنة، ثمرات القلوب
وقرات الأعين (هناد - عن خيثمة مرسلا).
(44515 -) إن قلت ذلك إنهم لمجبنة محزنة، وإنهم لثمرة القلوب
وقرة العين (ك - عن الأشعث بن قيس).
(44516 -) الولد محزنة مجبنة مجهلة مبخلة وإن آخر وطأة وطئها الله
288

بوج (1) (طب - عن خولة بنت حكيم).
(44517 -) إن الولد مبخلة مجبنة محزنة (كر، ق - عن يعلي
ابن أمية).
(44518 -) والله إنكم لتبخلون وتجبنون وتجهلون، وإنكم لمن
ريحان الله، وإن آخر وطأة وطئها رب العالمين بوج (حم، حب
هق - عن خولة بنت حكيم).
(44519 -) قاتل الله الشيطان! إن الولد فتنة، والله ما علمت
أني نزلت من المنبر حتى أتيت به (طب - عن ابن عمر قال: رأيت
رسول الله ص على المنبر يخطب الناس، فخرج الحسن فعثر فسقط
على وجهه، فنزل على المنبر يريد أخذه، فأخذه الناس فأتوا به قال -
فذكره).
الباب الثالث في آداب النكاح
(44520 -) إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها
سداد من عوز (الشيرازي في الألقاب - عن ابن عباس وعن علي).

(1) بوج و ج: موضع بناحية الطائف. النهاية 5 / 154. ب
289

(34521 -) إذا تزوج أحدكم فليقل له بارك الله لك وبارك الله
عليك (الحارث، طب - عن عقيل بن أبي طالب).
(44522 -) انكحوا أمهات الأولاد، فاني أباهي بهم يوم القيامة
(حم - عن ابن عمر).
(44523 -) زوجوا أبناءكم وبناتكم (فر - عن ابن عمر).
(44523 -) زوجوا أبناءكم وبناتكم (فر - عن ابن عمر).
(44524 -) إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس
أن ينظر إليها (ه‍، حم، كر، - عن محمد بن مسلمة).
(44525 -) إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها
إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته وإن كانت لا تعلم (حم، طب - عن
أبي حميد الساعدي).
(44526 -) اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما (ه‍،
حب، قط، ك، هق - عن أنس، حم، ه‍، قط، طب، هق
عن المغيرة بن شعبة).
(44527 -) إذا خطب أحدكم المرأة فان استطاع أن ينظر منها
إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل (د، ك هق - عن جابر).
290

(44528 -) إذا خطب أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها كما
يسأل عن جمالها، فان الشعر أحد الجمالين (فر - عن علي). 44529 - إذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب بالسود فليعلمها
أنه يخضب (فر - عن عائشة).
(44530 -) أشيدوا النكاح (طب - عن السائب بن يزيد).
(44531 -) أشيدوا النكاح وأعلنوه (الحسن بن سفيان، طب
عن هبار بن الأسود).
(44532 -) أظهروا النكاح وأخفوا الخطبة (فر - عن
أم سلمة).
(44533 -) أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة (حم، ك، هب
عن عائشة).
(44534 -) أعلنوا النكاح (حم، حب، طب، حل، كر
عن ابن الزبير).
(44535 -) أعلنوا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه
بالدفوف (ت - عن عائشة).
(44536 -) أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد، واضربوا
291

عليه بالدفوف، وليولم أحدكم ولو بشاة، وإذا خطب أحدكم
امرأة وقد خضب بالسواد فليعلمها ولا يغرنها (هق -
عن عائشة).
(44537 -) لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن
يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن،
ولكن تزوجهن على الدين، ولامة خرماء سوداء ذات دين أفضل
(ه‍ عن ابن عمرو) (1).
(44538 -) لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى ينكح أو
يترك (ن - عن أبي هريرة).
(44539 -) لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، ولا يسوم على
على سوم أخيه، ولا ينكح المرأة على عمتها ولا على خالتها، ولا
تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ صفحتها ولتنكح، فإنما لها ما
كتب الله لها (م - عن أبي هريرة) (2):
(44540 -) امرأة ولود أحب إلى الله من امرأة حسناء لا تلد،

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح رقم 185 إسناده ضعيف. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب النكاح رقم 38.
292

إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة (ابن قانع - عن حرملة
ابن النعمان).
(44541 -) إن المرأة تنكح لدينها ومالها وجمالها، فعليك بذات
الدين تربت يداك (حم، م، ت، ن - عن جابر).
(44542 -) تنكح المرأة لأربع: لمالها وجمالها ولدينها،
فاظفر بذات الدين تربت يداك (ق، د، ن، ه‍ - عن أبي
هريرة).
(44543 -) الحرائر صلاح البيت، والإماء فساد البيت (فر -
عن أبي هريرة).
(44544 -) خيرهن أيسرهن صداقا (طب - عن ابن عباس).
(44545 -) دعوا الحسناء العاقر وتزوجوا السوداء الولود، فاني
مكاثر بكم الأمم يوم القيامة (ت - عن ابن سيرين مرسلا).
(44546 -) ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود (عد -
عن ابن مسعود).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرضاع باب استحباب نكاح ذات الدين رقم 53
ورقم 54. ص
293

(44547 -) عليكم بالابكار! فإنهن أنتق أرحاما، وأعذب
أفواها، وأقل خبا (1) وأرضى باليسير (طس - عن جابر).
(44548 -) عليكم بالابكار! فإنهن أعذب أفواها، وأنتق
أرحاما، وأرضى باليسير (ه‍، (3) هق - عن عويمر بن ساعدة).
(44549 -) عليكم بالابكار! فإنهن أعذب أفواها، وانتق
أرحاما، وأسخن أقبالا، وأرضى باليسير من العمل (ابن السني،
وأبو نعيم في الطب - عن ابن عمر).
(44550 -) عليكم بالسراري! فإنهن مباركات الأرحام (طس،
ك - عن أبي الدرداء، د في مراسيله، والعدني - عن رجل من بني
هاشم مرسلا).
(44551 -) عليك بشواب النساء! فإنهن أطيب أفواها، وأنتق
بطونا، وأسخن أقبالا (الشيراز في الألقاب - عن بشر بن عاصم

(1) خبأ: الخب بالفتح: الخداع ورجل خب وامرأة خبة. وقد
تكسر خاؤه. فأما المصدر فبالكسر لا غير. النهاية 2 / 4. ب
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح رقم (1061) وفي سنده محمد بن طلحة
لا يحتج به. ص
294

عن أبيه عن جده).
(44552 -) فصل ما بين الخلال والحرام ضرب الدف
والصوت في النكاح (حم، ت، ن ه‍، ك - عن محمد
ابن حاصب).
(44553 -) فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك
(حم، ق، د، ن، ه‍ - جابر).
(44554 -) فهلا بكرا تعضها وتعضك (طب - عن كعب
ابن عجرة).
(44555 -) من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر
(ه‍ - أنس).
(44556 -) تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء، وأنكحوا
إليهم (ه‍، ك هق - عن عائشة).
(44557 -) تخيروا لنطفكم، فان النساء يلدن أشباه إخوانهن
وأخواتهن (عد، وابن عساكر - عائشة).
(44558 -) تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد، فإنه لون مشوه
(حل - عن أنس).
295

(44559 -) تزوجوا في الحجز (1) الصالح، فان العرق
دساس (عد - عن أنس).
(44560 -) تزوجوا الابكار، فإنهن أعذب أفواها، وأنتق
أرحاما، وأرضى باليسير (طب - عن ابن مسعود).
(44561 -) تزوجوا الودود الولود، فاني مكاثر بكم الأمم
(د، ن - عن معقل بن يسار).
(44562 -) خير النكاح أيسره (ه‍ - عن عقبة بن عامر).
(44563 -) الناكح في قومه كالمعشب في داره (طب -
عن طلحة).
(44564 -) هاجروا تورثوا أبناءكم مجدا (خط - عن عائشة).
(44565 -) لا تزوجوا عجوزا ولا عاقرا، فإنه مكاثر بكم
الأمم (طب، ك - عن عياض بن غنم).

(1) الحجز: بالضم والكسر: الأصل. النهاية 1 / 345. ب
296

(44566 -) نهى عن الشغار (1) (حم، ق، عن 4 عن
ابن عمر).
(44567 -) نهى عن المتعة (حم - عن جابر، خ - عن علي)
(44568 -) خير نساء أمتي أصبحهن وجها، وأقلهن مهرا (عن
عن عائشة).
(44569 -) خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية إذا
اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات، وهن المنافقات،
لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم (2) (هق - عن
أبي أذينة الصدفي مرسلا، و - سليمان بن يسار مرسلا).

(1) الشغار: هو نكاح معروف في الجاهلية، كان يقول الرجل للرجل:
شاغرني: أي زوجني أختك أو بنتك أو من تلي أمرها، حتى أزوجك
أختي أو بنتي أو من ألي أمرها، ولا يكون بينهما مهر، ويكون
بضع كل واحدة مهما في مقابلة بضع الأخرى. وقيل له شغار لارتفاع
المهر بينهما، من شغر الكلب إذا رفع إحدى رجليه ليبول
النهاية 2 / 482 ب.
(2) الأعصم: هو الأبيض الجناحين، وقيل: الأبيض الرجلين، أراد
قلة من يدخل الجنة من النساء لان هذا الوصف في الغربان عزيز قليل
النهاية 3 / 249 ب.
297

الاكمال
(44570 -) ائت فلانا فانظر إلى فتاتهم، فإنه أثبت للود بينكما
فان رضيتها أنكحتك (طب - عن المغيرة).
(44571 -) إذا ألقى الله في قلب امرئ منكم خطبة امرأة فلا
بأس أن ينظر إليها (ص، حم، ه‍، ك، طب، ق، وأبو نعيم في
المعرفة - عن محمد بن مسلمة الأنصاري).
(44572 -) انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما (ت:
حسن، ن - عن المغيرة بن شعبة).
(44573 -) انظر إليها فان في أعين الأنصار شيئا (ن، حب -
عن أبي هريرة).
(44574 -) إذا قذف الله في قلب عبد نكاح امرأة فلا بأس
أن يتأمل خلقها (أبو نعيم في المعرفة - عن محمد بن مسلمة).
(44575 -) شمي عوارضها، وانظري إلى عرقوبيها (1) (حم،
طس، ك، ق، ص - عن أنس).

(1) عرقوبيها: العرقوب: عصب موثق خلف الكعبين والجمع عراقيب مثل
عصفور وعصافير. اه‍ صفحة 555 المصباح ب.
298

(44576 -) النكاح عين فلا تعورها (أبو نعيم - عن ابن عباس).
(44577 -) أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة (خط في المتفق
والمفترق - عن عائشة).
(44578 -) أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال (ق - عن
عائشة).
(44579 -) أشيدوا النكاح وأعلنوه، هذا النكاح لا السفاح
(البغوي، كره - عن عبد الله بن عبد الرحمن عن هبار عن أبيه
عن جده هبار، قال البغوي: هذا الحديث في الغناء، وفي سنده على
ابن قرين وضاع).
(44580 -) أشيدوا النكاح! أشيدوا النكاح! هذا النكاح
لا السفاح (الحسن بن سفيان، طب، وابن عساكر - عن عبد الله
ابن أبي عبد الله الهبار بن الأسود عن أبيه عن جده هبار أنه زوج
بنتا له، وكان عندهم كير (1) وغرابيل، فسمع رسول الله ص
والصوت، فقال: ما هذا؟ فقيل: زوج هبار ابنته، قال -
فذكره)

(1) كير: الكير - بالكسر - كير الحداد وهو المبنى من الطين، وقيل:
الزق الذي ينفخ به النار. اه‍ النهاية. ب
299

(44581 -) أعلنوا النكاح (حم، طب، ك، حل، ق، ص -
عن ابن الزبير -
(44582 -) أعلنوا هذا النكاح، واضربوا عليه بالغربال (ت -
عن عائشة).
(44583 -) أعلنوا هذا النكاح، واجعلوه في المساجد واضربوا
عليه بالدفوف (ت: حسن غريب - عن عائشة).
(44584 -) فصل ما بين الحلال والحرام ضرب الدفوف
والصوت في النكاح (حم. ت: حسن، ن، ه‍، والبغوي،
طب، ك، ق، وأبو نعيم في المعرفة - عن محمد بن حاطب الجمحي)
(44585 -) كمل دينه، النكاح لا السفاح، ولا نكاح السر
حتى يسمع دف أو يري دخان (ق وضعفه - عن علي).
(44586 -) من أحب أن يلقى الله طاهر فليتزوج الحرائر
(عد، وابن عساكر - عن أنس).
(44587 -) إياكم وخضراء الدمن: المرأة الحسناء في المنبت
السوء (الرامهرمزي في الأمثال، قط في الافراد، والديلمي - عن
أبي سعيد).
300

(44588 -) من تزوج امرأة لدينها وجمالها كان له في ذلك سداد
من عوز (ابن النجار - عن ابن عباس)
(44589 -) من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا،
ومن تزوجها لمالها لم يزده الله تعالى إلا فقرا "، ومن تزوجها لحسنها لم
يزده الله إلا دناءة، ومن تزوج امرأة ليغض بصره ويحصن فرجه
ويصل رحمه كان ذلك منه، وبورك له فيها، وبارك الله لها فيه (ان
النجار - عن أنس).
(44590 -) لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها (الديلمي -
عن عبادة بن الصامت، وفيه الوازع بن قانع)
(44591 -) النساء ثلاثة أصناف: صنف كالوعاء تحمل وتضع،
وصنف كالعر وهو الجرب، وصنف ودود ولود مسلمة تعين زوجها
على إيمانه، وهي خير له من الكنز (أبو الشيخ - عن ابن عمر،
والرامهرمزي في الأمثال - عن جابر، وفيه أرطأة بن المنذر عن عبد
الله بن دينار البهراني، وهما ضعيفان).
(44592 -) النساء لعب فتخيروا (ك في تاريخه - عن عمرو
ابن العاص).
(44593 -) تخيروا لنطفكم (تمام، ض - عن أنس).
301

(44594 -) تخيروا لنطفكم، وانتخبوا المناكح، وعليكم بذوات
الأوراك، فإنهن أنجب (عد، والديلمي - عن ابن عمر).
(44595 -) تزوج تزد عفة إلى عفتك، ولا تزوج خمسة:
شهبرة، ولا لهبرة، ولا نهبرة، ولا هيدرة، ولا لفوتا " قال:
يا رسول الله! ما أدري مما قلت شيئا! قال: ألستم عربا؟ أما
الشهبرة فالطويلة المهزولة، وأما اللهبرة فالزرقاء البذية، وأما النهبرة
فالقصيرة الذميمة، وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة، وأما اللفوت فهي
ذات الولد من غيرك (الديلمي - عن زيد بن حارثة)
(44596 -) تزوجوا الزرق، فان فيهن يمنا (الديلمي - عن
أبي هريرة).
(44597 -) تزوجوا الودود الولود، فاني مكاثر بكم الأمم (د،
ن، طب، ك، ق - عن معقل بن يسار).
(44598 -) تزوجوا الودود الولود، فاني مكاثر بكم الأمم يوم
القيامة (الخطيب وابن النجار - عن عمر).
(44599 -) تزوجوا الولود الودود، فاني مكاثر بكم الأنبياء يوم
القيامة (حم، حب، وسمويه، ق، ص - عن أنس).
302

(44600 -) تزوج المرأة لثلاث: لمالها وجمالها ودينها، فعليك
بذات الدين تربت يداك (حم - عن عائشة).
(44601 -) تنكح المرأة على إحدى خصال ثلاث: تنكح
المرأة على مالها، وتنكح المرأة على دينها وخلقها، فخذ ذات الدين
والخلق تربت يمينك (ع، حب، وعبد بن حميد، قط، ك، ص،
والرامهرمزي في الأمثال، والعسكري - عن أبي سعيد).
(44602 -) تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها، وعلى دينها،
وعلى جمالها، وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين! تربت يداك
(ص - عن مكحول مرسلا).
(44603 -) عليكم بأبكار النساء! فإنهن أعذب أفواها "، وأسخن
جلودا (ص - عن عمرو بن عثمان مرسلا).
(44604 -) فهلا بكرا! تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك
(ط، حم، خ، م، د، ن، ه‍ - عن جابر قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه وآله: تزوجت بكرا أم ثيبا؟ قلت ثيبا، قال فذكره)
(44605 -) عليكم بالجواري الشباب! فانكحوهن، فإنهن أفتح
أرحاما، أعز أخلاقا، وأطيب أفواها، إن ذراري المؤمنين أرواحهم
في عصافير خضر في شجر الجنة يكفلهم أبوهم وإبراهيم (ص - عن
303

مكحول مرسلا).
(44606 -) عليكم بالجواري الشباب! فإنهن أطيب أفواها،
وأعز أخلاقا، وأفتح أرحاما، ألم تعلموا أني مكاثر (ص - عن
مكحول مرسلا).
(44607 -) لا تنكحوا السناء لحسنهن، فعسى حسنهن أن
يرديهن، ولا تنكحوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن،
فانكحوهن على الدين، ولامة سوداء خرماء ذات دين أفضل (طب،
ق - عن ابن عمرو).
(44608 -) لا تنكحوا المرأة لحسنها، فعسى حسنها أن يرديها،
ولا تنكحوا المرأة لمالها فعسى مالها أن يطغيها، وانكحوها لدينها،
فلامة سوداء خرماء ذات دين أفضل من امرأة حسناء لا دين لها
(ص - عن ابن عمرو).
(44609 -) لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها (الديلمي -
عن عبادة بن الصامت، وفيه الوازع بن نافع).
(44610 -) يا عياض! لا تزوجن عجوزا ولا عاقرا، فاني
مكاثر بكم الأمم (طب، ك وتعقب - عن عياض بن غنم).
304

(44611 -) لا تنكحها وهي كارهة (طب - عن خنساء بنت
حذام).
(44612 -) مالك والعذاري ولعابها (ط، حم - عن جابر).
(44613 -) اجعلوا ثلثين في الطيب وثلثا في الثياب (ابن سعد عن
علياء بن أحمر اليشكري أن عليا تزوج فاطمة، فباع بعيرا له بثمانين
وأربعمائة درهم، فقال النبي ص - فذكره).
محظوراته من الاكمال
(44614 -) لا يحل لرجل مسلم يخطب على خطبة أخيه حتى
يترك، ولا يبيع على بيع أخيه حتى يترك (حم - عن عقبة بن عامر).
(44615 -) لا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يأذن له
الباوردي - عن زامل بن عمرو السكسكي - عن أبيه عن جده).
الوليمة
(44616 -) إنه لابد للعروس من وليمة حم، ن 4، عن
بريدة).
(44617) إذا دعى أحدكم إلى وليمة عرس فليجب (م، ه‍ -
عن ابن عمر).
305

(44618 -) أو لم ولو بشاة (مالك، حم، ق، ع - عن أنس، خ - عن عبد الرحمن بن عوف).
(44619 -) طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة،
وطعام يوم الثالث سمعة، ومن سمع سمع الله به (ت - عن ابن
مسعود).
(44620 -) طعام يوم في العرس سنة، وطعام يومين فضل،
وطعام ثلاثة أيام رياء وسمعة (طب - عن ابن عباس).
(44621 -) في طعام العرس مثقال من ريح الجنة (الحارث -
عن عمر).
(44622 -) من دعى إلى عرس أو نحوه فليجب (م - عن
ابن عمر).
(44623 -) الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث
سمعة ورياء (حم، د، ن - عن زهير بن عثمان).
(44624 -) كيف بالوليمة يدعون الشبعان ويطردون الغرثان (1)
ويدعون (قط - في الافراد - عن أبي ذر).
(44625 -) بئس الطعام طعام العرس يطعمه الأغنياء ويمنعه

(1) الغرثان: بوزن العطشان: الجائع. اه‍ صفحة 370 المختار. ب
306

المساكين (قط - في فوائد ابن مدرك - عن أبي هريرة).
(44626 -) شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها، ويدعى
إليها من يأباها ومن لا يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله (م -
عن أبي هريرة).
(44627 -) شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الشبعان ويحبس
عنه الجيعان (طب - عن ابن عباس).
الاكمال
(44628 -) الدعوة أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث
رياء وسمعة (الديلمي - عن أنس).
(44629 -) الوليمة حق، فمن لم يجب فقد عصى الله ورسوله،
ومن دخل على غيره دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا (ق، ن -
عن ابن عمر).
(44630 -) الوليمة حق، والثانية معروف، والثالث فخر وحرج
(طب - عن وحشي).
(44631 -) بئس الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويمنع
الفقراء، ومن لم يجب فقد عصى الله ورسوله (حل - عن أبي هريرة).
307

(44632 -) شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويمنعها
المساكين، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله (ق - عن
أبي هريرة).
(44633 -) شر الطعام طعام الوليمة يدعى الغني ويترك المسكين،
وهي حق، ومن تركها فقد عصى الله ورسوله (ق - عن أبي هريرة).
(44634 -) طعام يوم العرس سنة، وطعام يومين فضل، وطعام
ثلاثة أيام رياء وسمعة (طب - عن ابن عباس).
(44635 -) وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم،
فصنعت لكم طعاما فحضرتموه (ك - عن ابن عباس).
الباب الرابع في أحكام النكاح وما يتعلق به
وفيه خمسة فصول
الفصل الأول في الولاية والاستئذان
(44636 -) لا نكاح إلا بولي وشاهدين (طب - عن أبي موسى).
(44637) لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل (هق - عن
عمران، وعن عائشة)
308

(44638 -) لا نكاح إلا بولي (حم، عد، ك، عن أبي
موسى، ه‍ (1) - عن ابن عباس).
(44637 -) لا نكاح إلا بولي، والسلطان ولى من لا ولى
له (حم، ه‍ - عن عائشة).
(44640 -) آمروا النساء في بناتهن (د، هق - عن ابن عمر).
(44641 -) آمروا النساء في أنفسهن، فان الثيب تعرب عن
نفسها، وإذن البكر صمتها (طب، هق - عن العرس بن عميرة).
(44642 -) أمر النساء إلى آبائهن، ورضاؤهن السكوت (طب،
خط - عن أبي موسى).
(44643 -) أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل
فإن كان دخل بها فإنها صداقها بما أستحل من فرجها ويفرق بينهما،
وإن كان لم يدخل بها فرق بينهما، والسلطان ولى من لا ولى له
(طب - عن ابن عمرو).
(44644 -) أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل،
فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فان دخل بها فلها المهر بما استحل

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح رقم 1881. ص
309

من فرجها، فان اشتجروا فالسلطان ولى من لا ولى له (حم، د،
ت، ه‍، ك - عن عائشة (1).
(44645 -) أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه فهو زان (ه‍ - عن
ابن عمر).
(44646 -) أيما امرأة زوجها وليان فهي للأول منهما، وأيما
رجل باع بيعا من رجلين فهو للأول منهما (حم، عد، ك، ط،
والدارمي، د، ت: حسن، ن، ه‍، ع، طب، ك، ص، ق -
عن سمرة).
(44647 -) أيما امرأة زوجت نفسها من غير ولى فهي زانية
(خط - عن معاذ)
(44648 -) لا تزوج المرأة المرأة، ولا تزوج المرأ نفسها
فان الزانية هي التي تزوج نفسها (ه‍ - عن أبي هريرة) (2).
(44649 -) الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن،

(1) أخرجه أبو داود كتاب النكاح باب في الولي رقم 2083 والترمذي
كتاب النكاح رقم 1102 وقال حسن. ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح رقم 1882 وفي اسناده: جميل العتكي:
لا بأس به. ص
310

وإذنها صماتها (حم، م - عن ابن عباس).
(44650 -) ليس للولي مع الثيب أمر، واليتيمة تستأمر وصمتها
إقرارها (د، ن - عن ابن عباس).
(44651 -) آمروا اليتيمة في نفسها، واذنها صماتها (طب - عن
أبي موسى).
(44652 -) إذا أراد أحدكم أن يزوج ابنته فليستأمرها (طب
عن أبي موسى).
(44653 -) استأمروا النساء في أبضاعهن (حم، ن، حب -
عن عائشة).
(44654 -) تستأمر اليتيمة في نفسها، فان سكتت فهو إذنها،
وإن أبت فلا جواز عليها (د، ن، ك - عن أبي هريرة).
(44655 -) رضاؤها صمتها - يعني البكر (ق - عن عائشة).
(44656 -) سكاتها إقرارها - يعني البكر (د - عن عائشة).
(44657 -) لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى
تستأذن، في: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت (ق، د، ن -
عن أبي هريرة).
(44658 -) لا تنكح الثيب حتى تستأمر، ولا تنكح البكر
311

حتى تستأذن، وإذنها الصموت (ت، ه‍ - عن أبي هريرة).
(44659 -) اليتيمة تستأمر في نفسها، فان صمتت فهو إذنها، فان
أبت فلا جواز عليها (ت - عن أبي هريرة).
(44660 -) الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر يستأذنها
أبوها في نفسها، وإذنها صماتها (د، ن عن ابن عباس).
(44661 -) الثيب تعرب عن نفسها، والبكر رضاؤها صمتها
(حم، م - عن عميرة الكندي).
الاكمال
(44662 -) تستأمر اليتيمة في نفسها، فان سكتت فقد أذنت،
وإن أنكرت لم تزوج (حم، طب، ك، ق - عن أبي موسى)
(44663 -) تستأمر اليتيمة في نفسها، وصماتها إقرارها (ص -
عن سعيد بن المسيب مرسلا، ك - عن أبي هريرة).
(44664 -) رضاؤها صمتها (خ، م، حب - عن عائشة أنها
قالت: يا رسول الله! البكر تستحيي، قال - فذكره).
(44665 -) سكاتها إقرارها (د - عن عائشة قالت: قلت:
يا رسول الله! البكر تستحيي أن تتكلم قال - فذكره).
312

(44666 -) شاوروا النساء في أنفسهن، الثيب تعرب عن
نفسها، والبكر رضاؤها صماتها (ق - عن عدي الكندي).
الأولياء من الاكمال
(44667 -) لا نكاح إلا بولي (ص، ش، حم، د، ت،
ه‍، حب، طب، ك، ق، ز - عن أبي موسى عن ابن عباس،
طب - عن أبي أمامة، ابن عساكر - عن أبي هريرة).
(44668 -) لا نكاح إلا بإذن ولى (طب - عن أبي موسى).
(44669 -) لا نكاح إلا بولي (ع، والخطيب، ص -
عن جابر).
(44670 -) لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، فمن تزوج
بغير ولى وشاهدي عدل أبطلنا نكاحه (أبو بكر الذهبي في جزئه
عن ابن عباس).
(44671 -) لا نكاح إلا بولي، فان اشتجروا فالسلطان ولي
من لا ولي له (سمويه - أبي أمامة).
(44672 -) لا نكاح إلا بولي وخاطب وشاهد عدل (ق
313

والخطيب - عن أبي هريرة).
(44673 -) لا نكاح إلا بولي، فإن لم يكن ولي فاشتجروا
فالسلطان ولي من لا ولي له (ق - عن عائشة).
(44674 -) لانكاح إلا بإذن ولى مرشد وسلطان (ق - عن
ابن عباس).
(44675 -) لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وما كان من
نكاح على غير ذلك فهو باطل، فان تشاجروا فالسلطان ولي من لا
ولي له (حب - عن عائشة).
(44676 -) لا نكاح إلا بولي، وإذا أنكح المرأة وليان فالأول
أحق بالنكاح (عد، ك - عن سمرة).
(44677 -) لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدلا، فان أنكحها
ولي مسخوط عليه فنكاحها باطل (ق - عن ابن عباس).
(44678 -) لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وإن تشاجروا
فالسلطان ولى من لا ولى له (ق - عن عائشة).
(44679 -) لا نكاح إلا بولي، والزانية التي تنكح نفسها
314

بغير ولي (الديلمي - عن أبي هريرة).
(44680 -) لا تنكح المرأة المرأة، ولا المرأة تنكح
نفسها بغير ولى (ق - أبي هريرة).
(44681 -) لا نكاح إلا بإذن الرجل والمرأة (ك في تاريخه عن
أبي هريرة).
(44682 -) لا يحل نكاح إلا بولي وصداق وشاهدي عدل
(ق - عن الحسن مرسلا).
(44683 -) إذا أنكح الوليان فهو للأول منهما، وإذا باع الرجل
بيعا من رجلين فهو للأول منهما (حم، ق - عن عقبة بن عامر،
ط، ق - عن سمرة).
(44684 -) إذا أنكح الوليان فهو امرأة الأول، وإن باع
المجيزان فالأول (ص - عن الحسن مرسلا).
(44685 -) إذا أنكح الوليان فالأول أحق، وإذا باع المجيزان
فالأول أحق (الشافعي - عن رجل له صحبة، طب، ك -
عن سمرة).
315

(44686 -) إذا زوج المرأة الوليان فهي للأول منهما
(ت، ن، ه‍).
(44687 -) أمر النساء بأيديهن، وإذنهن سكوتهن طب - عن
أبي موسى).
(44688 -) الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن،
وصمتها إقرارها (ابن عساكر عن أبي حنيفة عن مالك بن عبد الله
الفضل عن نافع بن جبير عن ابن عباس).
(44689 -) لا تنكح المرأة إلا بإذن وليها، فان نكحت فهو
باطل، فهو باطل، فهو باطل، فان دخل بها فلها المهر بما أصاب
منها، تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له (ق - عن عائشة).
(44690 -) لا تنكحوا النساء لا الأكفاء ولا تزوجهن إلا
الأولياء، ولا مهر دون عشرة دراهم (قط، ق وضعفاه -
عن جابر).
(44691 -) لا تنكحوهن إلا بإذن أهلهن (حب - عن
أبي سعيد).
316

(44692 -) لا تنكح البكر حتى تستأذن، والثيب تصيب
من أمرها ما لم تدع إلى سخطة، فإذا دعت إلى سخطة وأولياؤها
إلى الرضاء رفع شأنها إلى السلطان (الخطيب - عن
أبي هريرة).
الفصل الثاني في الكفاءة
(44693 -) إذا جاءكم الأكفاء فأنكحوهن ولا تربصوا بهن
الحدثان (فر - عن ابن عمر).
(44694 -) زوجوا الأكفاء، وتزوجوا الأكفاء، واختاروا
لنطفكم، وإياكم والزنج! فإنه خلق مشوه (حب في الضعفاء
عن عائشة).
(44695 -) إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا
تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض (ت، ه‍، ك -
عن أبي هريرة، عد - عن ابن عمر، ن، هق - عن أبي حاتم
المزني، وماله غيره).
(44696 -) إن أحساب أهل الدنيا الذين يذهبون إليه لهذا المال
317

(حم، ن، حب، ك - عن بريدة).
(44697 -) لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله (د، ك - عن
أبي هريرة).
(44698 -) يا بني بياضة أنكحوا أبا هند وأنكحوا إليه د، ك
عن أبي هريرة).
(44699 -) العرب للعرب أكفاء، والموالي أكفاء للموالي،
إلا حائك أو حجام (هق - عن عائشة).
الاكمال
(44700 -) تعاهدوا أنسابكم، تناكحوا به أكفاءكم، وتصلوا
بها أرحامكم (البغوي - عن أبي حسان عن أبيه، وقال: لا أدري
له صحبة أم لا).
(44701 -) إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا
تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض (ت: حسن غريب،
ق - عن أبي حاتم المزني، وماله غيره).
(44702 -) إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه،
318

إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض (ت، ه‍ - عن
أبي هريرة).
(44703 -) العرب بعضها أكفاء لبعض، قبيل بقبيلة، ورجل
برجل، والموالي بعضها أكفاء لبعض، قبيلة بقبيلة، ورجل برجل،
إلا حائك أو حجام (ق وضعفه - عن ابن عمر).
(44704 -) لا تنكحوا من بني فلان، وأنكحوا من بني
فلان وبني فلان، وإن بني فلان وبني فلان حصنوا فحصنت فروج
نسائهم، وإن بني فلان وهوا فوهت نساؤهم، وهو المكروه
فحصنوا الفروج (أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي في معجمه
وابن النجار - عن جبير بن نفير).
(44705 -) يا معشر الموالي! شراركم من تزوج في العرب،
ويا معشر العرب! شراركم من تزوج في الموالي (أبو نعيم - عن
عتبة بن طويع المازني).
الفصل الثالث في الصداق
(44706 -) أيما رجل زوج امرأة، فنوى أن يعطيها من صداقها
319

شيئا مات يوم يموت وهو زان، وأيما رجل اشترى من رجل بيعا
فنوى أن لا يعطيه من ثمنه شيئا مات يوم يموت وهو خائن،
والخائن في النار (ع، طب - عن صهيب).
(44707 -) خير الصداق أيسره (ك، هق - عن عقبة
ابن عامر).
(44708 -) قم فعلمها عشرين آية وهي امرأتك (د - عن
أبي هريرة).
(44709 -) اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن (ق،
عن سهل بن سعد).
(44710 -) ليس على الرجل جناح أن يتزوج بقليل أو كثير
من ماله إذا تراضوا وأشهدوا (هق - عن أبي سعيد).
(44711 -) عوضوهن ولو بسوط - يعني في التزويج (طب
والضياء - عن سهل بن سعد).
(44712 -) استحلوا فروج النساء بأطيب أموالكم (د في
مراسيله - عن يحيى بن يعمر مرسلا).
320

(44713 -) التمس ولو خاتما من حديد (حم، ق، د - عن
سهل بن سعد).
(44714 -) تزوج ولو بخاتم من حديد (خ - عن سهل
ابن سعد).
(44715 -) إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به
الفروج (حم، - عن عقبة بن عامر).
(44716 -) أيما امرأة نكحت على صداق أو حباء أو عدة قبل عصمة النكاح فهو لها، وما كان بعد عصمة النكاح فهو لمن
أعطاه، وأحق من أكرم عليه الرجل ابنته أو أخته (حم، د، ن
ه‍ - عن ابن عمرو) (1).
(44717 -) من أعطى في صداق امرأته ملء كفيه برا أو سويقا
أو تمرا أو دقيقا فقد استحل (د، هق - عن جابر) (2).
(44718 -) من استحل بدرهم فقد استحل (د، هق - عن
أبي لبيبة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب النكاح رقم 2129. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب النكاح رقم 2110. ص
321

(44719 -) لو كنتم تغرفون من بطحان (1) ما زدتم (حم، ن
عن أبي حدرد).
(44720 -) أنكحوا الأيامى على ما تراضى به الأهلون ولو قبضة
من أراك (طب - عن ابن عباس).
(44721 -) إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها
وتيسير رحمها (حم، ك، هق - عن عائشة).
الاكمال
(44722 -) أنكحوا الأيامى منكم، قالوا: ما العلائق؟ قال:
ما تراضى عليه الأهلون (عد، ق - عن ابن عمر).
(44723 -) من استحل بدرهم فقد استحل - يعني النكاح (ش
ق - عن أبي لبيبة).
(44724 -) من أصدق امرأة صداقا وهو مجمع على أن لا يوفيها
إياه لقي الله تعالى وهو زان، ومن أدان دينا وهو مجمع على أن
لا يوفيه لقي الله عز وجل وهو سارق (طب - عن صهيب).

(1) بطحان: بفتح الباء اسم وادي في المدينة. النهاية 1 / 135. ب
322

(44725 -) من تزوج امرأة وهو ينوي أن لا يعطيها الصداق
لقي الله عز وجل وهو زان (ابن منده - عن ميمون بن جابان
الصردي عن أبيه).
(44726 -) من تزوج امرأة بصداق لا يريد أن يؤديه جاء
يوم القيامة زانيا، ومن تسلف مالا يريد أن يؤديه جاء يوم القيامة
سارقا (الرافعي، وابن النجار - عن صهيب).
(44727 -) من تزوج امرأة ومن نيته أن يذهب بصداقها لقي
الله وهو زان حتى يتوب، من أدان دينا وهو يريد أن لا يفي به
لقي الله سارقا حتى يتوب (ابن عساكر - عن صيفي بن صهيب
عن أبيه).
(40728 -) من تزوج امرأة ثم مات وهو لا ينوي أن يعطيها
مهرها مات وهو زان، ومن استعوض من رجل قرضا ثم مات
وهو لا ينوي أن يعطيه مات وهو سارق (هب - عن صهيب).
(44729 -) من كشف امرأة فنظر إلى عورتها فقد وجب
الصداق (ق - عن محمد بن ثوبان مرسلا).
(44730 -) من كشف عورة امرأة فقد وجب عليه صداقها
323

(أبو نعيم في المعرفة - عن محمد بن عبد الرحمن مولى رسول الله ص
وقال: ذكره أبو جعفر الحضرمي في الصحابة وهو عندي غير متصل
أراه بان السلماني، قلت: وقد تبين من رواية ق أنه محمد بن عبد
الرحمن بن عبد الرحمن بن ثوبان).
(44731 -) تياسروا في الصداق، فان الرجل ليعطى المرأة حتى
يبقى ذلك في نفسه عليها حسيكة (1) (عب، والخطابي في الغرائب
عن ابن أبي حسين مرسلا).
(44732 -) لا صداق أقل من عشرة دراهم (قط، ق وضعفاه
عن جابر).
(44733 -) لا يضر أحدكم أبقليل من ماله تزوج أم بكثير بعد
أن يشهد (قط، كر - عن أبي سعيد).
(44734 -) ليس على الرجل جناح أن يتزوج بقليل أو كثير
من ماله إذا تراضوا وأشهدوا (ق - عن أبي سعيد).
(44735 -) لا يكون نكاح إلا بولي وشاهدين ومهر ما كان
قل أو كثر (طب - عن ابن عباس).

(1) حسيكة: أي عداوة وحقدا. النهاية 1 / 386. ب
324

(44736 -) لو أن رجلا أعطى امرأة صداقها ملء يديه طعاما
كانت له حلالا (حم، قط، ق، ص - عن جابر).
(44737 -) قد زوجناكها بما معك من القرآن مالك، خ (1) -
عن سهل بن سعد).
(44738 -) من أعطي امرأة عطية فهي له صدقة (أبو نعيم -
عن أمية الضمري وعائشة).
(44739 -) ما استحل به فرج امرأة من مهر أو صدقة فهو
لها، وما أكرم به أبوها أو أخوها أو وليها بعد عقد النكاح فهو له،
وأحق ما أكرم به الرجل ابنته أو أخته (حم، ق - عن عائشة).
الفصل الرابع في محرمات النكاح
(44740 -) أيما رجل نكح امرأة فدخل بها فلا يحل له نكاح
ابنتها، فإن لم يكن دخل بها فلينكح ابنتها، وأيما رجل نكح امرأة
فدخل بها أو لم يدخل بها فلا يحل نكاح أمها (ت - عن ابن عمر).
(44741 -) من تخطى الحرمتين فخطوا وسطه بالسيف (طب،
هب - عن عبد الله بن أبي مطرف).

(1) أخرجه البخاري كتاب النكاح باب التزويج على القرآن 7 / 26. ص
325

(44742 -) لا يحرم الحرام الحلال (ه‍ - عن ابن عمر، هق -
عن عائشة).
(44743 -) لا يجمع بين المرأة وعمتها، ولا بين المرأة وخالتها
(ق، ن - عن أبي هريرة) (1).
(44744 -) لا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها (ن، ه‍ -
عن أبي هريرة، ن - عن جابر، ه‍ - عن أبي موسى وعن أبي
سعيد) (1).
(44745 -) لا تنكح العمة على ابنة الأخ، ولا ابنة الأخت على
الخالة (م (1) - عن أبي هريرة).
(44746 -) لا تنكح المرأة على عمتها، ولا العمة على ابنة أخيها،
ولا المرأة على خالتها، ولا الخالة على ابنة أختها، لا الكبرى على
الصغرى، ولا الصغرى على الكبرى (د - عن أبي هريرة).
الاكمال
(44747 -) إذا نكح الرجل المرأة ثم طلقها قبل أن يدخل بها
فإنه يتزوج ابنتها، وليس له أن يتزوج أمها (ق - عن ابن عمر).

(- 1 - 1) أخرجه مسلم كتاب النكاح باب تحريم الجمع.... رقم 23 ورقم
35 ورقم 37. ص
326

(44748 -) من تخطي الحرمتين الاثنتين فخطوا وسطه بالسيف
(عق، والخرائطي في مساوي الأخلاق، طب، هب، وابن عساكر -
عن عبد الله بن أبي مطرف).
(44749 -) لا تحل بنت الأخ ولا بنت الأخت من الرضاع
(طب - عن كعب بن عجرة).
(44750 -) لا يفسد حلال بحرا، ومن أتى امرأة فجورا فلا
عليه أن يتزوج أمها أو ابنتها، فأما نكاح فلا (عد، ق - عن
عائشة).
(44751 -) لا يحرم الحرام الحلال، إنما يحرم ما كان بنكاح
حلال (عق، ق - عن عائشة).
(44752 -) لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي،
إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني وأبا سلمة ثوبة، فلا تعرضن
علي بناتكن ولا أخواتكن (خ، م (1)، د، ن، ه - عن أم
حبيبة بنت أبي سفيان).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرضاع باب تحريم الريبة وأخت المرأة رقم 15 / 1449 ص.
327

الفصل الخامس في أحكام متفرقة
نكاح المتعة
(44753 -) يا أيها الناس! إني كنت قد أذنت لكم في الاستمتاع
من النساء، وإن الله تعالى قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان
عنده منهن شئ فليخل سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا (م،
ه‍ - عن سبرة) (1).
(44754 -) هدم المتعة النكاح والطلاق والعدة والميراث (حب -
عن أبي هريرة).
الاكمال
(44755 -) متعة النساء حرام، ولا أعلم أحدا أعدى على الله
ممن أستحل حرمات الله وقتل غير قاتله، وإن مكة هي حرم الله عز
وجل (ابن قانع - عن حارث بن غزية).
نكاح الرقيق
(44756 -) أيما عبد تزوج بغير إذن أهله فهو عاهر (حم،
د، ت، ك - عن جابر).

(1) أخرجه مسلم كتاب النكاح باب نكاح المتعة رقم 21. ص
328

(44757 -) إذا تزوج العبد بغير إذن سيده كان عاهرا (ه‍ -
عن ابن عمر).
(44758 -) إذا نكح العبد بغير إذن مولاه فنكاحه باطل (د -
عن ابن عمر).
حكم من تزوج أكثر من أربع وحكم نكاح المفقود
(44759 -) اختر منهن أربعا وفارق سائرهن (د (1) - عن
الحارث بن قيس الأسدي).
(44760 -) امرأة المفقود امرأته حتى يأتيها البيان (قط، هق -
عن المغيرة).
(44761 -) لا شغار في الاسلام (حم، ه‍، حب - عن أنس،
م - عن ابن عمر).
الاكمال
(44762 -) اختر منهن أربعا وفارق سائرهن (د، والطحاوي
والباوردي، والبغوي، وابن قانع، قط - عن الحارث بن قيس الأسدي أنه أسلم وعنده ثمان نسوة، فذكر ذلك للنبي ص قال - فذكره،

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطلاق رقم 2241 واسناده صحيح. ص
329

قال البغوي: وماله غيره، طب - عن ابن عمر).
(44763 -) اختر منهن أربعا وفارق سائرهن (الشافعي، ت،
ه‍، حب، ك - عن الزهري عن أبيه، د - عن الزهري أن غيلان
أسلم وتحته عشر نسوة فقال النبي: اختر - وذكره، قال
أبو حاتم زيادة، وهي من الثقة مقبولة، وصححه البيهقي وابن
القطان أيضا).
(44864 -) اختر أيهما شئت (د، ت، ه‍ - من حديث الضحاك
ابن فيروز عن أبيه أن النبي ص قال لفيروز الديلمي وقد أسلم على
أختين: اختر، وقال ت: حسن غريب، وصححه ابن حبان).
(44765 -) أمسك أربعا وفارق سائرهن (حب - عن ابن
عمر قال: أسلم غيلان وعنده عشر نسوة، فقال رسول ص.
(44766 -) إن هذا هذا لا يصلح (طب - عن جابر عن أم
مبشر أن النبي ص خطب خطب امرأة البراء بن معرور فقالت: إني
شرطت لزوجي أن لا أتزوج بعده، قال - فذكره).
(44767 -) لا يحل لرجل أن ينكح امرأة بطلاق أخرى
(حم، طب - عن ابن عمرو).
(44768 -) لا يحل لرجل أن يتزوج امرأة بطلاق أخرى،
330

ولا يحل لرجل أن يبيع على بيع صاحبه حتى يدر، ولا يحل لثلاثة
نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم، ولا يحل لثلاثة
يكونون بأرض فلاة يتناجى اثنان دون صاحبهما (حم، طب - عن
ابن عمرو).
(44769 -) يجوز اللعب في كل شئ غير ثلاث خلال، فمن
لعب بشئ منهن جاز وإن كره، وإن نكح فقد جاز نكاحه،
وإن طلق فقد جاز طلاقه، وإن أعتق فقد جاز عتاقه (الديلمي - عن
أبي الدرداء).
(44770 -) النكاح جائز، ولا يجعل من الثلث - يعنى في
مرض الموت (أبو نعيم والخطيب - عن عبد الله بن مغفل).
الباب الخامس في حقوق الزوجين
وفيه فصلان
الفصل الأول في حق الزوج على المرأة
(44771 -) أعظم الناس حقا على المرأة زوجها، وأعظم الناس
حقا على الرجل أمه (ك - عن عائشة).
331

(44772 -) لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غداؤه
وعشاؤه حتى يفرغ منه (طب - عن معاذ، ك - عن بريدة).
(44773 -) لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لاحد لأمرت
المرأة أن تسجد لزوجها (ن - عن أبي هريرة، حم - عن معاذ،
ك - عن بريدة).
(44774 -) لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لاحد لأمرت
النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق (د،
ك - عن قيس بن سعد).
(44775 -) لو أمرت أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن
تسجد لزوجها، ولو أن رجلا أمر امرأته أن تنتقل من جبل أحمر
إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان نولها (1)
أن تفعل (ه‍ - عن عائشة) (2).
(44776 -) لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت

(1) نولها: ومنه الحديث " ما نول امرئ مسلم أن يقول غير الصواب،
أو أن يقول ما يعلم " أي ما ينبغي له وما حظه أن يقول. اه‍ 5 / 129
النهاية. ب
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب النكاح رقم 1852. اسناده ضعيف. ص
332

المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده! لا تؤدي المرأة
حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على
قتب (1) لم تمنعه حم، ه‍، حب - عن عبد الله بن أبي أوفى ".
(44777 -) لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح أن
يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها،
والذي نفسي بيده! لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه فرحة تنبحس
بالقيح والصديد ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه حم، ت - عن
أنس (2).
(44778 -) والذي نفسي بيده! ما من رجل يدعو امرأته إلى
فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى
عنها (م - عن أبي هريرة).
(44779 -) لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته
من الحور العين: لا تؤذيه - قاتلك الله! فإنما هو عندك دخيل،

(1) قتب: القتب للجمل كالاكاف لغيره. ومعناه الحث لهن على مطاوعة
أزواجهن وأنه لا يسعهن الاميناع في هذه الحال، فكيف في غيرها.
اه‍ 4 / 11 النهاية. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب النكاح 1169 وقال حسن غريب. ص
333

يوشك أن يفارقك إلينا (حم، ت، ه‍ - عن معاذ) (1).
(44780 -) لا تصم المرأة وبعلها شاهد إلا باذنه غير رمضان
ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا باذنه، وما أنفقت من كسبه
من غير أمره فان نصف أجره له (حم، ق، د، ت، ه‍ - عن
أبي هريرة).
(44781 -) لو كانت سورة واحدة لكفت الناس (حم، د -
عن أبي سعيد).
(44782) لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا باذنه،
أو تأذن في بيته إلا باذنه، وما أنفقت نفقة من غير أمره فإنه يؤدي
إليها شطره (خ - عن أبي هريرة).
(44783 -) لا يجوز لامرأة أمر في مالها إلا ملك زوجها
عصمتها (د، ك - عن ابن عمرو).
(44784 -) لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها (د - عق
ابن عمر).
(44785 -) لا يجوز لامرأة هبة إلا بإذن زوجها إذا ملك

(1) أخرجه الترمذي كتاب الرضاع باب 19 رقم 1184 وقال غريب. ص
334

عصمتها (حم، ن، ه‍ - عن ابن عمر، ه‍ - عن كعب
ابن مالك).
(44786 -) حق الزوج على زوجته أن لا تمنعه نفسها وإن
كانت على ظهر قتب، وأن لا تصوم يوما واحدا إلا باذنه إلا
الفريضة، فان فعلت أثمت، ولم يتقبل منها، وأن لا تعطي من
بيته شيئا إلا باذنه، فان فعلت كان له الاجر وكان عليها الوزر،
وأن لا تخرج من بيته إلا باذنه، فان فعلت لعنها الله وملائكة
الغضب حتى تتوب أو تراجع وإن كان ظالما (الطيالسي - عن
ابن عمر).
(44787 -) حق الزوج على المرأة أن لا تهجر فراشه، وأن
تبر قسمه، وأن تطيع أمره، وأن لا تخرج إلا باذنه، وأن لا
يدخل عليه من يكره (طب - عن تميم الداري).
(44788 -) حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها
ما أدت حقه (ك - عن أبي سعيد).
(44789 -) إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على
التنور (ت، ن عن - طلق بن علي).
335

(44790 -) إذا أرادكم أحدكم من امرأته حاجته فلتأتها وإن كانت
على تنور (حم، طب - عن طلق بن علي).
(44791 -) إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب وإن كانت
على ظهر قتب (البزار - عن زيد بن أرقم).
(44792 -) إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فبات عضبان
عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح (حم، ق، د - عن
أبي هريرة).
(44793 -) اضربوهن، ولا يضرب إلا شراركم (ابن سعد
عن القاسم بن محمد مرسلا).
الاكمال
(44794 -) ما ينبغي لاحد أن يسجد لاحد، ولو كان أحد
ينبغي له أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لما عظم
الله عليها من حقه (حب - عن أبي هريرة).
(44795 -) لا آمر أحدا أن يسجد لاحد، ولو أمرت أحدا
أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها (طب - عن
ابن عباس).
336

(44796 -) انظري أين أنت منه، فإنما هو جنتك ونارك
(البغوي - عن حصين بن محصن الأنصاري أن عمته أتت النبي ص
فقال: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، قال فذكره، حم، وابن
سعد، والبغوي، طب، ك، ق - عن حصين بن محصن عن عمته).
(44797 -) لو أمرت أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن
تسجد لزوجها لما عظم الله تعالى من حقه عليها (ق - عن أبي هريرة). 44798 ليس ينبغي أن يسجد لشئ، ولو كان ذلك لأمرت
النساء أن يسجدن لأزواجهن (عبد بن حميد - عن جابر).
(44799 -) لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة
أن تسجد لزوجها، ولا تؤدي المرأة حق زوجها حتى لو سألها نفسها
على ظهر قتب أعطته (طب، ص - عن زيد بن أرقم).
(44800 -) لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة
أن تسجد لزوجها من حقه عليها، ولا تجد امرأة حلاوة الايمان
حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها على ظهر قتب (طب -
عن معاذ).
(44801 -) من حق الزوج على الزوجة أن لو سال منخراه دما
وقيحا وصديدا فلحسته بلسانها ما أدت حقه، ولو كان ينبغي لبشر أن
337

يسجد لبشر لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها لما
فضله الله عليها (ك، ق - عن أبي هريرة).
(44802 -) إنه لو كان أجذم متقطعا يسيل أحد منخريه دما
والآخر قيحا فمصت ذلك لم تقض حق الله الذي عليها (ابن عساكر
عن عامر الأشعري أن النبي ص قال للمرأة التي سألته عن زوجها
فذكره).
(44803 -) لو أن امرأة خرجت من بيتها ثم رجعت إليه
فوجدت زوجها قد انقطع جذاما يسيل أنفه دما فلحسته بلسانها ما
أدت حقه، وما لامرأة أن تخرج من بيت زوجها ولا تعطي من
بيت زوجها إلا باذنه (طب - عن أبي أمامة)
(44804 -) إنه ليس من امرأة أطاعت وأدت حق زوجها
وتذكر حسنته ولا تخونه في نفسها وماله إلا كان بينها وبين الشهداء
درجة واحدة في الجنة، فإن كان زوجها مؤمنا حسن الخلق، فهي
زوجته في الجنة، وإلا زوجها الله من الشهداء (طب - عن ميمونة).
(44805 -) إن لا يجوز للمرأة أمر في مالها إلا بإذن زوجها
(طب - عن خيرة امرأة كعب بن مالك).
(44806 -) حق الزوج على زوجته أن لا تمنع نفسها منه ولو
338

على قتب فان فعلت كان عليها إثم، وأن لا تعطي شيئا من بيته إلا
باذنه (ق - عن ابن عباس).
(44807 -) لا يحل لامرأة أن تمنع زوجها ولو على ظهر قتب
(ط - عن طلق بن علي).
(44808 -) حق الزوج على الزوجة أن لا تمنعه نفسها وإن كانت
على ظهر قتب، وأن لا تصوم يوما واحدا إلا باذنه إلا الفريضة،
فان فعلت أثمت ولا يتقبل منها شئ إلا باذنه، فان فعلت كان له
الاجر وكان عليها الوزر، وأن لا تخرج من بيته إلا باذنه، فان فعلت
لعنها الله وملائكة الغضب حتى تتوب أو تراجع، قيل: وإن كان
ظالما؟ قال: وإن كان ظالما (ط، ق، وابن عساكر - عن ابن عمر).
(44809 -) لا تمنع المرأة زوجها حاجته، ولو كانت على ظهر
قتب (ابن سعد، حم، طب - عن قيس بن طلق عن أبيه).
(44810 -) لا يجوز للمرأة في مالها أمر إلا بإذن زوجها (البغوي
عن عبد الله بن يحيى الأنصاري عن أبيه عن جده).
(44811 -) الرطب تأكلينه وتهدينه عبد بن حميد، ز، ويحيى
ابن عبد الحميد الحماني في مسنده - عن سعد بن أبي وقاص، البغوي
339

وابن منده، ك، ق - عن سعد أن امرأة قالت: يا رسول الله!
إنا كل على أزواجنا وأبنائنا، فما يحل لنا من أموالهم؟ قال
فذكره، قال قط وغيره: الصواب أنه رجل من الأنصار غير ابن
أبي وقاص).
(44812 -) لا يحل لامرأة تطوع؟ إلا بإذن زوجها، وما
تصدقت من طعام البيت فلزوجها شطر، ولها شطره (ع - عن
أبي هريرة).
(44813 -) لا تصوم المرأة يوما واحدا وزوجها شاهد إلا باذنه
(ك - عن أبي هريرة).
(44814 -) لا تصومي إلا باذنه، ولا تقري بسورته، وأما أنت
يا صفوان إذا استيقظت فصل (ع، وابن عساكر - عن أبي سعيد).
(44815 -) لا تغششن أزواجكن، قيل: وما غش أزواجنا؟
قال: أن تحابين أو تهادين بماله غيره (ابن سعد - عن سلمى
بنت قيس).
(44816 -) يا معشر النساء: اتقين الله، والتمسن مرضاة
أزواجكن، فان المرأة لو تعلم ما حق زوجها لم تزل قائمة ما حضر
غداؤه وعشاؤه (أبو نعيم - عن علي)
340

(44818 -) قضى على ابنته فاطمة بخدمة البيت، وقضى على علي
بما كان خارجا من البيت من الخدمة (حل - عن حمزة بن حبيب
مرسلا).
الفصل الثاني في حق المرأة على الزوج
وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول في القسم
(44819 -) من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة
وشقه مائل (حم، د، ن، ه‍ - عن أبي هريرة).
(44820 -) إن كانت عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء
يوم القيامة وشقه ساقط (ت، ك - عن أبي هريرة).
(44821 -) إذا تزوج البكر على الثيب أقام عندها سبعا،
وإذا تزوج الثيب على البكر أقام عندها ثلاثا (هق - عن أنس).
(44822 -) ليس بك هوان على أهلك، إن شئت سبعت
عندك، وإن سبعت لك سبعت لنسائي، وإن شئت ثلثت ثم
درت (م، د، ه‍ (1) - عن أم سلمة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الرضاع باب قدر ما تستحقه رقم 48. ص
341

(44823 -) للبكر سبع وللثيب ثلاث (م - عن أم سلمة،
ه‍ - عن أنس).
(44824 -) للحرة يومان، وللأمة يوم (ابن منده - عن الأسود
ابن عويم).
الاكمال
(44825 -) من كان له امرأتان يميل إلى إحداهما على الأخرى
جاء يوم القيامة أحد شقيه ساقط (ابن جرير - عن أبي هريرة).
(44826 -) إني لا أنقصك شيئا مما أعطيت فلانة: رحاتين
وجرتين ومرفقه حشوها ليف، إن سبعت لك سبعت لنسائي (ك -
عن أم سلمة).
(44827 -) إن شئت أن أسبغ لك سبغت للنساء (ك - عن
أم سلمة).
(44828 -) إن شئت زدتك وحاسبتك، للبكر سبع وللثيب
ثلاثا (ك - عن أم سلمة).
(44829 -) للثيب ثلاث، وللبكر سبع (الدارمي، وابن الجارود،
والطحاوي، حب، قط - عن أنس).
(44830 -) ليس بك على أهلك هوان، إن شئت سبعت
342

عندك وسبعت نسائي، وإن شئت ثلثت ثم درت (م، د، ه‍
عن أم سلمة).
(44831 -) غارت أمكم (حم، خ، ه‍ - عن أنس) (1).
الفرع الثاني في المباشرة وآدابها ومحظوراتها
الآداب
(44832 -) إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ (حم،
م، عن أبي سعيد، زاد حب، ك، هق: فإنه أنشط للعود).
(44833 -) إذا أتى أحدكم أهله وأراد أن يعود فليغسل فرجه
(ت، هق - عن عمر).
(44834 -) إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ولا يتجردان تجرد
العيرين (ش، طب، هق - عن ابن مسعود، عن عتبة بن عبد،
ن - عن عبد الله بن سرجس، طب - عن أبي أمامة).
(44835 -) إذا أتى أحدكم أهله فليستتر، فإنه إذا لم يستتر
استحيت الملائكة وخرجت وحضرت الشياطين، فإذ كان بينهما ولد
كان للشيطان فيه شرك (طس - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه البخاري كتاب النكاح باب الغيرة 7 / 46. ص
343

(44836 -) إذا أراد أحدكم من امرأته حاجته فليأتها وإن كانت
على تنور (خط - عن طلق بن علي).
(44837 -) إذ جامع أحدكم أهله فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته
فان تقضى حاجتها فلا يعالجها حتى تقضى حاجتها (عب، ع -
عن أنس).
(44838 -) إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، فان سبقها فلا
يعجلها (ع - عن أنس).
(44839 -) إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى
فرجها، فان ذلك يورث العمى (بقي بن مخلد، عد - عن ابن عباس،
قال ابن الصلاح: جيد الا سنا).
(44840 -) إذا جامع أحدكم امرأته فلا يتنح حتى تقضى حاجتها
كما يحب أن يقضى حاجته (عد، ص - عن طلق).
(44841 -) إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى الفرج، فان ذلك
يورث العمى، ولا يكثر الكلام، فان ذلك يورث الخرس (الأزدي
في الضعفاء، والخليلي في مشيخته، فر - عن أبي هريرة).
(44842 -) إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله،
فان البضع واحد، ومعها مثل الذي معها (خط - عن عمر).
344

(44843 -) إن الله تعالى جعلها لك لباسا وجعلك لها لباسا،
وأهلي يرون عورتي وأنا أرى ذلك منهم (ابن سعد، طب - عن
سعيد بن مسعود).
(44844 -) فصل ما بين لذة المرأة ولذت الرجل كأثر المخيط في
الطين إلا أن الله ليسترهن بالحياء (طس - ابن عمر).
(44845 -) فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين جزءا من
اللذة، ولكن الله تعالى ألقى عليهن الحياء (هب - عن أبي هريرة).
(44846 -) كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله على
الكفيت (1)، فما أريده من ساعة إلا وجدته، وهو قدر فيها لحم
(ابن سعد - عن محمد بن إبراهيم مرسلا، وعن صالح بن كيسان
مرسلا).
(44847 -) لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال " بسم الله
جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قضى بينهما

(1) الكفيت: قدر أنزلت من السماء فأكل منها وقوى على الجماع.
وفي الحديث حبب إلى النساء والطيب ورزقت الكفيت " أي
ما أكفت به معيشتي. يعني أضمها وأصلحها.
وقيل: أراد بالكفيت القوة على الجماع. ه‍ 4 / 185 النهاية. ب
345

ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبدا (حم، ق - عن ابن عباس).
(44848 -) لو كان ذلك ضارا لضر فارس والروم - يعني الغيل (1)
(م - عن أسامة بن يزيد).
(44849 -) لا تقتلوا أولادكم سرا، فوالذي نفسي بيده! إن الغيل
ليدرك الفارس فيدعثره (2) عن ظهر فرسه (حم، د، ه‍ -
عن أسماء بنت يزيد).
(44850 -) لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن
الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم (مالك، حم، 4 (3)
عن جدامة بنت وهب).
(44851 -) أتاني جبريل بقدر يقال له الكفيت، فأكلت منه
أكلة فأعطيت قوة أربعين رجلا في الجماع (حل - عن صفوان
ابن سليم عن عطاء بن يسار - عن أبي هريرة).

(1) الغيل: بالفتح، وهو أن يجامع الرجل زوجته وهي مرضع، وكذلك
إذا حملت وهي مرضع. النهاية 3 / 402. ب
(2) فيدعثره: أي يصرعه ويهلكه. النهاية 2 / 118. ب
(3) أخرجه مسلم كتاب النكاح باب جواز الغيلة رقم 140 / 141. ص
346

(44852 -) إذا أتيت أهلك فاعمل عملا كيسا (خط -
عن جابر).
(44853 -) إن للزوج من المرأة شعبة ما هي لشئ (ه‍، ك
عن محمد بن عبد الله بن جحش).
الاكمال
(44854 -) ائتها على كل حال إذا كان في الفرج (حم - عن
ابن عباس).
(44855 -) إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعاود فليتوضأ،
فإنه أنشط للعود (بز، حب، ك، ق - عن أبي سعيد).
(44856 -) إذا أتيت أهلك ثم أردت أن تعود فتوضأ وضوءك
للصلاة (عد، هق - عن ابن عمر).
(44857 -) إذا أردت أن تعود فتوضأ وضوءك للصلاة (ق -
عن ابن عمر).
(44858 -) إذا جامع أحدكم أهله بالليل ثم أراد أن يعود
فليتوضأ وضوءا للصلاة (ش عن أبي سعيد).
347

(44859 -) إذا غشى أحدكم ثم أراد أن يعود فليتوضأ وضوءه
للصلاة (ابن جرير في تهذيبه - عن أبي سعيد).
(44860 -) إذا أراد - يعني الذي يجامع - فليتوضأ وضوءه
للصلاة (ابن خزيمة - عن أبي سعيد).
(44861 -) إذا أتى أحدكم أهله فليست عليه وعلى أهله ولا يتعريان
تعرى الحمير (طب - أبي أمامة).
(44862 -) إذا أتى أحدكم أهله فليلق على عجزه وعجزها
ثوبا ولا يتجردان تجرد العيرين (قط في الافراد - عن عبد الله
ابن سرجس).
(44863 -) إذا جامع أحدكم أهله فليستتر ولا يتجرد تجرد
العيرين (ابن سعد - عن أبي قلابة مرسلا).
(44864 -) إذا جامع أحدكم أهله فلا يكثر الكلام فإنه يورث
الخرس، وإذا جامع أحدكم أهله فلا ينظر إلى الفرج فإنه يورث
العمى (الأزدي، والديلمي، والخليلي في مشيخته - عن أبي هريرة،
وقال الخليلي: تفرد به محمد بن عبد الرحمن القشيري، وهو شامي يأتي
بمناكير، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).
(44865 -) لا يعجزن أحدكم إذا أتى أهله أن يقول بسم الله
348

اللهم! جنبني وجنب ما رزقتني من الشيطان الرجيم " فان قدر
أن يكون بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا (طب - عن
أبي أمامة).
(44866 -) أيعجز أحدكم أن يجامع أهله في كل جمعة، فان له
أجرين: أجر غسله، وأجر غسل امرأته (هب - وضعفه، والديلمي
عن أبي هريرة).
(44867 -) يكفي المؤمن الوقعة في الشهر (أبو نعيم - عن
معاوية بن يحيى بن المغيرة بن الحارث بن هشام عن أبيه عن جده).
محظورات المباشرة
(44868 -) السباع (1) حرام (حم، هق - عن أبي سعيد).
(44769 -) إتيان النساء في أدبارهن حرام (ن - عن خزيمة
ابن ثابت).
(44870 -) استحيوا فان الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا

(1) السباع: هو الفخار بكثرة الجماع. النهاية 2 / 332. ب
349

النساء في أدبارهن (هق - عن خزيمة بن ثابت).
(44871 -) استحيوا فان الله لا يستحيي من الحق، لا يحل
مأتي النساء في حشوشهن (1) (سمويه - عن جابر).
(44872 -) أقبل وأدبر، واتق الدبر والحيضة (حم - عن
ابن عباس).
(44873 -) إن الله تعالى ينهاكم أن تأتوا النساء في أدبارهن (طب
عن خزيمة بن ثابت).
(44874 -) إن الذي يأتي امرأته في دبرها لا ينظر الله إليه
يوم القيامة (هب - عن أبي هريرة).
(44875 -) لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته دبرها (. ه‍
عن أبي هريرة).
(44876 -) لا يستحيي الله من الحق! لا يستحيي الله من الحق
لا تأتوا النساء في أعجازهن (حم، ن، ه‍، هب - عن خزيمة
ابن ثابت).

(1) حشوشهن: أي أدبارهن. النهاية 1 / 391. ب
350

(44877 -) لا ينظر الله تعالى إلى رجل أتى رجلا أو امرأة
في الدبر (ت - عن ابن عباس).
(44878 -) عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله، أو
عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها، فلا تفعلوا، فان
ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون
(طب - عن أسماء بنت يزيد).
(44879 -) هل منكم رجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى
عليه ستره واستتر بسترة الله، هل تدرون مثل ذلك؟ إنما مثل ذلك
مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة، فقضى حاجته والناس ينظرون
إليه، ألا! إن طيب الرجال ما ظهر ريحه ولم يظهر لونه، ألا! إن
طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه، ألا! لا يفضين رجل
إلى رجل ولا امرأة إلى امرأة إلا إلى ولد أو والد (د - عن
أبي هريرة).
(44880 -) اتقوا محاش (1) النساء (سمويه، عد، عن جابر).

(1) محاش: هي جمع محشة، وهي الدبر، النهاية 1 / 390 ب.
351

(44881 -) إن الله تعالى لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء
في أدبارهن (ن، ه‍ - عن خزيمة بن ثابت).
(44882 -) نهى عن محاش النساء (طس - عن جابر).
(44883 -) ملعون من أتى امرأته في دبرها (حم، د - عن
أبي هريرة).
(44884 -) من أتى امرأته في حيضها فليتصدق بدينار، ومن
أتاها وقد أدبر الدم عنها ولم تغتسل فنصف دينار (طب - عن
ابن عباس).
(44885 -) من وطئ امرأته وهي حائش فقضي بينهما ولد
فأصابه جذام فلا يلومن إلا نفسه (طس - عن أبي هريرة).
(44886 -) نهى عن المواقعة قبل الملاعبة (خط - عن جابر).
الاكمال
(44887 -) استحيوا فان الله لا يستحيي من الحق، ولا تأتوا
النساء في أدبارهن (ع، ص - عن عمر).
352

(44888 -) إن الله تعالى لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء
في أعجازهن (طب - عن خزيمة بن ثابت).
(44889 -) إن الله تعالى لا يستحيي من الحق، لا يحل أن
تأتوا النساء في أدبارهن (كر - عنه).
(44890 -) إن الله لا يستحيي من الحق، لا يحل لأحدكم أن
يأتي النساء في أدبارهن (طب - عنه).
(44891 -) الذي يأتي المرأة في دبرها لا ينظر الله إليه (حم،
وابن عساكر - عن أبي هريرة).
(44892 -) لا تأتوا النساء في أدبارهن (ابن عساكر - عن
أبي هريرة).
(44893 -) إذا أتى أحدكم امرأته وهي حائض، فليتصدق
بدينار أو نصف دينار (د، ت، ن، ه‍، ك - عن ابن عباس).
(44894 -) اصنعوا كل شئ إلا النكاح - يعني في الحيض (حم،
م - عن أنس).
(44895 -) لتشد عليها إزارها ثم شأنك بأعلاها - يعني الحائض
(مالك ق - عن زيد بن أسلم مرسلا).
353

(44896 -) ما فوق الإزار، والتعفف عن ذلك أفضل (د -
عن معاذ بن جبل قال: سألت النبي ص عما يحل للرجل من امرأته
وهي حائض، قال - فذكره، قال د: ليس بالقوى).
(44897 -) إذا وقع الرجل بأهله وهي حائض، فليتصدق بدينار
أو ينصف دينار (د - عن ابن عباس).
(44898 -) تصدق بدينار، فإن لم تجد دينارا فنصف دينار -
يعني الذي يغشى امرأته حائضا (حم - عن ابن عباس).
(44899 -) إذا كان دما أحمر فدينار، فإن كان دما أصفر
فنصف دينار (د، ت، ن، حم - عن ابن عباس).
(44900 -) إن فيكم مغربين (1) قيل: يا رسول الله! وما
المغربون؟ قال: الذي يشرك فيهم الجن (الحكيم - عن عائشة).
(44901 -) لا تكثروا الكلام عند مجامعة النساء، فان منه
يكون الخرس والفأفاء (ابن عساكر - عن قبيصة بن ذؤيب).

(1) مغربين: سموا مغربين لأنه دخل فيهم عرق غريب، أو جاؤوا
من نسب بعيد. النهاية 3 / 349. ب
354

(44902 -) لا يجامعن أحدكم وبه حقن من خلاء، فإنه يكون
منه البواسير، ولا يجامعن أحدكم وبه حقن من بول، فإنه يكون
النواصير (ابن النجار - عن أنس).
(44903 -) لا ينظرن أحدكم إلى فرج زوجته ولا فرج جاريته
إذا جامعها، فان ذلك يورث العمى (عد، ق، وابن عساكر - عن
ابن عباس، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).
(44904 -) إني لأحسبكن تخبرن ما يفعل بكن أزواجكن!
ولا تفعلن، فان الله يمقت من يفعل ذلك، إني لأحسب إحداكن
إذا أتت زوجها ليكشفان عنهما اللحاف ينظر أحدهما إلى عورة صاحبه
كأنهما حماران! فلا تفعلوا ذلك، فان الله يمقت على ذلك (طب -
عن أبي أمامة).
(44905 -) ألا هل عسى رجل يغلق بابه، ويرخي ستره،
ويستتر بستر الله، فيخرج فيقول: فعلت كذا بأهلي وفعلت كذا
أفلا أخبركم مثل ذلك! مثل شيطان لقى شيطانة في سكة فنكحها
والناس ينظرون (ابن السني في عمل يوم وليلة، الديلمي - عن
أبي هريرة).
355

(44906 -) ألا هل عست امرأة أن تخبر القوم بما يكون من
زوجها إذا خلا بها! ألا هل عسى رجل أن يخبر القوم بما يكون
منه إذ خلا بأهله! فلا تفعلوا ذلك، أفلا أنبئكم ما مثل ذلك! مثل
شيطان لقي شيطانة بالطريق فوقع بها والناس ينظرون (الخرائطي
في مساوي الأخلاق - عن أبي هريرة).
(44907 -) المتحدث عند ذلك كالحمارين يتسافدان (1) في
الطريق (حل - عن سلمان " في الرجل يتحدث عن أهله ").
(44908 -) هل منكم الرجل إذا أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى
عليه ستره واستتر بستر الله؟ قالوا: نعم، قال: ثم يجلس بعد ذلك
فيقول: فعلت كذا وفعلت كذا! فسكتوا، ثم أقبل على النساء
فقال: هل منكن من يحدث؟ فسكتن، فجثت فتاة كعاب على
أحدى ركبتيها وتطاولت لرسول لله ص ليراها ويسمع كلامها فقالت:
يا رسول الله! إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثنه، فقال: هل تدرون
مثل ذلك! إنما مثل ذلك شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى منها
حاجته والناس ينظرون إليه، ألا! إن طيب الرجال ما ظهر ريحه

(1) يتسافدان: سفد ذكر الحيوان أنثاه وعلى أنثاه سفدا: نزا عليها،
وتسافد الحيوان: نزا بعضه على بعض. المعجم الوسيط 1 / 432. ب
356

ولم يظهر لونه، ألا! إن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه
ألا! لا يفضين رجل إلى رجل ولا امرأة إلى امرأة إلا إلى ولد أو
والد (د - كتاب النكاح عن أبي هريرة).
(44909 -) لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله! ولعل امرأة تخبر
بما فعلت مع زوجها! فلا تفعلوا، فإنما مثل ذلك شيطان لقي شيطانة
فغشيها والناس ينظرون (حم - عن أسماء بنت يزيد).
العزل
(44910 -) اصنعوا ما بدا لكم، فما قضى الله تعالى فهو كائن،
وليس من كل الماء يكون الولد (حم - عن أبي سعيد).
(44911 -) اعزل عنها إن شئت، فإنه سيأتيها ما قدر لها (م -
كتاب النكاح باب العزل عن جابر).
(44912 -) اعزلوا أو لا تعزلوا، ما كتب الله تعالى من نسمة
هي كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة (طب - عن صرمة
العدوي).
(44913 -) إن ما قدر في الرحم سيكون (ن - عن أبي
357

سعيد الزرقي).
(44914 -) إن قضى الله شيئا ليكونن وإن عزل (الطيالسي -
عن أبي سعيد).
(44915 -) إن النفس المخلوقة لكائنة (طب - عن عبادة
ابن الصامت).
(44916 -) أو أنكم تفعلون ذلك؟ لا عليكم أن لا تفعلوا ذلك،
فإنها ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا وهي خارجة (ق - عن
أبي سعيد).
(44917 -) ما من كل الماء يكون الولد، وإذا أراد الله خلق
شئ لم يمنعه شئ (م كتاب النكاح - باب العزل عن أبي سعيد).
(44918 -) ولم يفعل ذلك أحدكم؟ فإنه ليست نفس مخلوقة إلا
الله خلقها (م، د - عن أبي سعيد).
(44919 -) لا عليكم أن تفعلوا! فان الله كتب من هو خالق
إلى يوم القيامة (حم، م - عن أبي سعيد).
(44920 -) لو أن الماء الذي يكون منه الولي أهرقته على صخرة
358

لأخرج الله تعالى منها ولدا، وليخلقن الله نفسا هو خالقها (حم،
والضياء - عن أنس).
(44921 -) ما عليكم أن لا تعزلوا! فان الله قدر ما هو خالق
إلى يوم القيامة (ن - عن أبي سعيد، وأبي هريرة).
(44922 -) ما قدر في الرحم سيكون (حم، طب - عن أبي
سعيد الزرقي).
(44923 -) لو قضى كان (قط في الافراد، حل - عن أنس).
(44924 -) ما قدر الله لنفس أن يخلقها إلا هي كائنة (حم،
ه‍، حب - عن جابر).
الاكمال
(44925 -) ما يقدر في الرحم يكن (البغوي - عن أبي
سعيد الزرقي).
(44926 -) أو أنكم تفعلون ذلك؟ لا عليكم أن تفعلوا ذلك،
فإنها ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا هي خارجة (خ، م ه‍
عن أبي سعيد أن رسول الله ص سئل عن العزل
359

قال - فذكره).
(44927 -) إنكم لتفعلون ذلك - يعني العزل! أو لم تعلموا
أن الله تعالى لم يخلق نسمة هو بارئها إلا وهي كائنة (طب -
عن حذيفة).
(44928 -) أو إنكم لتفعلون، ما من نسمة أراد الله ان تخرج
صلب رجل إلا وهي خارجة إن شاء وإن أبى، فلا عليكم ان لا
تفعلوا (طب - عن واثلة).
(44929 -) جاءها ما قدر لها - يعني الأمة يعزل عنها (د، والطحاوي
طب - عن جرير).
(44930 -) دعوه، فإنه لو قضى شئ لكان (الخرائطي في مكارم الأخلاق
- عن أنس).
(44931 -) لو قضى لكان أو قد كان (قط في الافراد، حل -
عن أنس).
(44932 -) ذلك الوأد الخفي (حم، م - عن عائشة عن
جدامة بنت وهب أن رسول الله ص سئل عن العزل
360

قال - فذكره كتاب النكاح - باب جواز الغيلة).
(44933 -) لا عليكم ان لا تفعلوا، فان الله تعالى كتب من هو
خالق إلى يوم القيامة (حم، م - عن أبي سعيد ان رسول الله ص
سئل عن العزل قال - فذكره).
(44934 -) اصنعوا ما بدا لكم، فما قضى الله فهو كائن،
وليس من كل الماء يكون الولد (حم - عن أبي سعيد قال: سألنا
رسول الله ص عن العزل قال - فذكره).
(44935 -) لا تفعلوا، فإنه ليس من نسمة أخذ الله ميثاقها
إلا وهي كائنة، فلا عليكم ان لا تفعلوا (الحاكم في الكنى -
عن واثلة أن النبي ص سئل عن العزل قال -
فذكره).
(44936 -) ولم يفعل ذلك أحدكم، فإنه ليست نفس
مخلوقة إلا الله خالقها (م، دعن أبي سعيد، قال: ذكر العزل
عند رسول الله ص قال فذكره.
(44937 -) لا عليكم أن لا تفعلوا ذاكم، فإنما هو القدر (ط،
حم، م - كتاب النكاح - باب حكم العزل عن أبي سعيد).
361

(44938 -) كذبت يهود، لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت
ان تصرفه (حم، م، د - عن أبي سعيد)
الفرع الثالث في حقو متفرقة
حديث أبي زرع
(44939 -) أجمع إحدى عشرة امرأة في الجاهلية، فتعاقدن
أن يتصادقن بينهن، ولا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، فقالت
الأولى، زوجي لحم جمل غث (1) على رأس جبل وعر (2) لا سهل
فيرتقى، ولا سمين فينتقل (3)، قالت الثانية: زوجي لا أبث (4)
خبره، إني أخاف أن لا أذره (5)، إن أذكر عجزه (6) وبجره،

(1) غث، أي مهزول. اه‍ 3 / 342 النهاية ب.
(2) وعر: أي غليظ حزن يصعب الصعود إليه. اه‍ 5 / 206
النهاية. ب
(3) فينتقل: أي ينقله الناس إلى بيوتهم فيأكلونه. اه‍ 5 / 110
النهاية. ب
(4) أبث: أي لا أنشره لقبح آثاره. اه‍ 1 / 95 النهاية. ب
(5) أذره: أي أخاف ألا أترك صنعته ولا أقطعها من طولها. اه‍ 5 / 171
النهاية. ب
(6) عجره: العجر: جمع عجرة، وهي الشئ يجتمع الجسد كالسلعة
والعقدة. اه‍ 3 / 185 النهاية. ب
362

قالت الثالثة: زوجي العشنق (1)، إن أنطق أطلق، وإن أسكت
أعلق، قالت الرابعة زوجي إن أكل لف (2)، وإن شرب
اشتف (3)، وإن اضطجع التف (4)، ولا يولج الكف
ليعلم البث (5)، قالت الخامسة: زوجي عياياء (6)

(1) العشنق: هو الطويل الممتد القامة، أرادت أن له منظرا بلا مخبر
لان الطول في الغالب دليل السفه. اه‍ 3 / 241 النهاية. ب
(2) لف: أي قمش، وخلط من كل شئ، والقمش جمع الشئ من
ههنا وههنا وكذلك التقميش. اه‍ 4 / 211 النهاية. ب
(3) اشتف: أي شرب جميع ما في الاناء. اه‍ 2 / 486 النهاية. ب
(4) التف: أي إذا نام تلفف في ثوب ونام ناحية عني. اه‍ 4 / 261
النهاية. ب
(5) البث: البث في الأصل أشد الحزن والمرض الشديد، كأنه من شدته
يبثه صاحبه، والمعنى أنه كان بجسدها عيب أو داء فكان لا يدخل
يده في ثوبها فيمسه لعله أن ذلك يؤذيها تصفه باللطف.
وقيل: هو ذم له، أي لا يتفقد أمورها ومصالحها كقولهم: ما أدخل
يدي في هذا الامر، أي لا أتفقده. اه‍ 1 / 95 النهاية. ب
(6) عياياء: العياياء: العنين الذي تعييه مباضعة النساء، وهو من الإبل
الذي لا يضرب ولا يلقح. اه‍ 3 / 334 النهاية ب.
363

ض طباقاء (1)، كل داء (2) له داء شجك (3) أو فلك (4)، أو جمع
كلالك، قالت السادسة: زوجي كليل (5) تهامة، لا حر ولا
قر (5)، ولا مخافة ولا سآمة (5)، قالت السابعة: زوجي إن دخل فهد (6)

(1) طباقاء: هو المطبق عليه حمقا: وقيل: هو الذي أموره مطبقة
عليه: أي مغشاة. وقيل: هو الذي يعجز عن الكلام فتنطبق
شفتاه. النهاية 3 / 114 ب.
(2) داء: أي كل عيب يكون في الرجال فهو فيه. اه‍ 2 / 142 النهاية. ب
(3) شجك: الشج في الرأس خاصة في الأصل وهو أن يضربه بشئ
فيجرحه فيه ويشقه، ثم استعمل في غيره من الأعضاء. النهاية
2 / 445 ب.
(4) فلك: الفل: الكسر والضرب، تقول: إنها معه بين شج رأس
أو كسر عضو أو جمع بينها. اه‍ 3 / 472 النهاية. ب
(5) كليل تهامة لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة: أي أنه طلق
معتدل في خلوه من أنواع الأذى والمكروه بالحر والبرد والضجر:
أي لا يضجر مني فيمل صحبتي. النهاية 2 / 328 ب
(6) فهد: أي نام وغفل عن معايب البيت التي يلزمني إصلاحها، والفهد
يوصف بكثرة النوم، فهي تصفه بالكرم وحسن الخلق فكأنه نائم عن
ذلك أو ساه وإنما هو متناوم ومتغافل. اه‍ 3 / 481 النهاية. ب
364

وإن خرج أسد (1)، ولا يسأل عما عهد (2)، قالت الثامنة:
زوجي المس مس أرنب (3)، والريح ريح زرنب (4)، وأنا
أغلبه والناس يغلب. قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد (5)، طويل
النجاد (6)، عظيم الرماد (7)، قريب البيت من

(1) إن خرج أسد: أي صار كالأسد في الشجاعة. اه‍ 1 / 48
النهاية ب.
(2) ولا يسأل عما عهد: أي عما كان يعرفه في البيت من طعام وشراب
ونحوهما، لسخائه وسعة نفسه. اه‍ 3 / 326 النهاية. ب
(3) المس مس أرنب: وصفته بلين الجانب وحسن الخلق. اه‍ 4 / 329
النهاية. ب
(4) زرنب: الزرنب نوع من أنواع الطيب. اه‍ 2 / 301 النهاية. ب
(5) رفيع العماد: أرادت عماد بيت شرفه والعرب تضع البيت موضع الشرف
في النسب والحسب. اه‍ 3 / 295 النهاية. ب
(6) طويل النجاد: حمائل السيف، تريد طول قامته، فإنها إذا طالت
طال نجاده، وهو من أحسن الكنايات. اه‍ 5 / 19 النهاية ب.
(7) عظيم الرماد: أي كثير الأضياف والاطعام لان الرماد يكثر بالطبخ
اه‍ 2 / 262 النهاية ب.
365

الناد (1)، قالت العاشرة: زوجي مالك، وما مالك؟ مالك خير
من ذلك، له إبل قليلات المسارح (2)، كثيرات المبارك، إذا
سمعن صوت المزهر (3) أيقن أنهن هوالك (4)، قالت الحادية
عشرة: زوجي أبو زرع، وما أبو زرع؟ أناس (5) من حلي

(1) قريب البيت من الناد: النادي: مجتمع القوم وأهل المجلس، فيقع على
المجلس وأهله، تقول: إن بيته وسط الحلة، أو قريبا منه، ليغشاه
الأضياف والطراق. اه‍ 5 - 36 النهاية. ب
(2) قليلات المسارح: جمع مسرح، وهو الموضع الذي يسرح إليه الماشية
بالغداة للرعي،. تصفه بكثرة الاطعام وسقي الألبان: أي إن إبله على
كثرتها لا تغيب من الحي ولا تسرح إلى المراعي البعيدة ولكنها تبرك
بفنائه ليقرب الضيفان من لبنها ولحمها، خوفا من أن ينزل به ضيف
وهي بعيدة عازبة. اه‍ 2 - 357 النهاية. ب
(3) المزهر: العود الذي يضرب به وهو أحد آلات الطرب. اه‍ 1 - 404
المعجم الوسيط. ب
(4) هوالك: هلك فلان: مات. فهو هالك جمع هلكى وهلك وهوالك.
اه‍ 2 - 991 المعجم الوسيط. ب
(5) أناس: كل شئ يتحرك متدليا فقد ناس ينوس نوسا، وأناسه غير
تريد أنه حلاها قرطة وشنوفا تنوس بأذنيها. اه‍ 5 - 127
النهاية. ب
366

أذني وملا من شحم عضدي (1) وبجحني (2) فبجحت إلي
نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق (3) فجعلني في أهل
صهيل (4) وأطيط (5) ودائس (6) ومنق (7)، فعنده أقول

(1) عضدي: العضد: ما بين الكتف والمرفق ولم ترده خاصة،
ولكنها أرادت الجسد كله، فإنه إذا سمن العضد سمن سائر الجسد. اه‍
3 - 252 النهاية ب.
(2) وبجحني فبجحت، أي فرحني ففرحت. وقيل: عظمني
فعظمت نفسي عندي. يقال: فلان يتبجح بكذا أي يتعظم ويتفاخر.
اه‍ 1 - 96 النهاية ب.
(3) بشق: يروى بالكسر والفتح فالكسر من المشقة، يقال هم بشق من
العيش إذا كانوا في جهد، ومنه قوله تعالى: لم تكونوا بالغيه إلا
بشق الأنفس " وأما الفتح فهو من الشق: الفصل في الشئ،
كأنها أرادت أنهم في موضع حرج ضيق كالشق في الجبل. اه‍
2 - 491 النهاية ب.
(4) صهيل: تريد أنها كانت في أهل قلة فنقلها إلى أهل كثرة وثروة لان
أهل الخيل والإبل أكثر مالا من أهل الغنم. اه‍ 3 - 63 النهاية ب.
(5) وأطيط: أي في أهل إبل وخيل. اه‍ 1 - 54 النهاية ب.
(6) ودائس: الدائس: هو الذي يدوس الطعام ويدقه بالفدان ليخرج
الحب في السنبل، وهو الدياس، وقلبت الواو ياء لكسرة الدال. اه‍
2 - 140 النهاية ب.
(7) ومنق: هو بفتح النون الذي ينقى من الطعام: أي يخرجه
قشرة وتبنه. اه‍ 5 - 111 النهاية. ب
367

فلا أقبح (1)، وأرقد فأتصبح (2)، وأشرب فأتقمح (3)، أم
أبي زرع، وما أم أبي زرع؟ عكومها (4) رداح (5)، وبيتها
فساح (6)، ابن أبي زرع، وما ابن أبي زرع مضجعه كمسل
شطبة (7)، وتشبعه زراع الجفرة (8)، بنت أبي زرع، وما بنت

(1) أقبح: أي لا يرد على قولي ليله إلي وكرامتي عليه. اه‍ 4 - 3
النهاية. ب
(2) فأتصبح: أرادت أنها مكفية، فهي تنام الصبحة. اه‍ 3 - 7 النهاية ب.
(3) فأتقمح: أرادت أنها تشرب حتى تروى وترفع رأسها. اه‍ 4 - 106
النهاية. ب
(4) عكومها: العكوم: الأحمال والفرائز التي تكون فيها الأمتعة وغيرها،
واحدها عكم بالكسر. اه‍ 3 - 285 النهاية. ب
(5) رادح: يقال امرأة رداح: ثقيلة الكفل. والعكوم: الاعدال،
جمع عكم وصفها بالثقل لكثرة ما فيها من المتاع والثياب. اه‍
2 - 213 النهاية ب.
(6) فساح: أي واسع. يقال: بيت فسبح وفساح كطويل وطوال.
اه‍ 3 - 445 النهاية ب.
(7) كمسل شطبة: المسل: مصدر بمعنى المسلول: أي ما سل من
قشره، والشطبة: السعفة الخضراء. اه‍ 2 - 392 النهاية ب.
(8) الجفرة: مدحته بقلة الاكل. اه‍ 1 - 278 النهاية. ب
368

أبي زرع؟ طوع أبيها، وطوع أمها، وملء كسائها، وعطف
ردائها، وزين أهلها وغيظ جارتها، جارية أبي زرع، وما جارية أبي
زرع، لا تبث حديثنا ثبثيثا (1)، ولا تنقث (2) ميرتنا تنقيثا
ولا تملأ بيتنا تعشيشا (3)، قالت خرج أبو زرع والأوطاب (4)،
تمخض، فمر بامرأة معها ابنان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها
برمانتين (5)، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلا

(1)
لا تبث حديثنا تبثيثا: " زوجي لا أبث خبره " أي لا أنشره لقبح
آثاره
وفيه أيضا لا تبث حديثنا تبثيثا " ويروى تنث بالنون بمعناه. اه‍
1 - 95 النهاية. ب
(2) تنقث: النقث: النقل. أرادت أنها أمينة على حفظ طعامنا، لا
تنقله وتخرجه وتفرقه. اه‍ 5 - 103 النهاية. ب
(3) تعشيشا: أي أنها لا تخوننا في طعامنا فتخبأ منه في هذه الزاوية وفي
هذه الزاوية كالطيور إذا عششت في مواضع شتى. اه‍ 3 - 241
النهاية. ب
(4) كالأوطاب: الوطب: الزق الذي يكون فيه السمن واللبن وهو جلد
الجذع فما فوقه، وجمع أو طاب ووطاب. اه‍ 5 - 203 النهاية. ب
(5) برمانتين: أي أنها ذات ردف كبير فإذا نامت على ظهرها نبا الكفل
بها حتى يصير تحتها متسع يجري فيها الرمان، وذلك أن ولديها كان معهما
رمانتان فكان أحدهما يرمي رمانته إلى أخيه ويرمي أخوه الأخرى إليه
من تحت خصرها. اه‍ 2 - 268 النهاية ب.
369

سريا (1)، ركب شريا (2) وأخذ خطيا (3) وأراح علي نعما
ثريا، وأعطاني من كل رائحة زوجا، فقال كلي أم زرع وميري
أهلك، قالت فلو جمعت كل شئ أعطانيه ما ملا أصغر إناء من آنية
أبي زرع. قالت عائشة، قال رسول الله ص يا عائشة! كنت
لك كأبي زرع لام زرع إلا أن أبا زرع طلق وأنا لا أطلق
(طب - عن عائشة، ورواه خ ت في الشمائل موقوفا إلا قوله:
كنت لك كأبي زرع لام زرع - فرفعه، قالوا (4): وهو يؤيد
رفع الحديث كله).
(44940 -) حق المرأة على الزوج أن يطعمها إذا طعم،
ويكسوها إذا اكتسى ولا يضر ب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر

(1) سريا: أي نفيسا شريفا. اه‍ 2 - 363 النهاية. ب
(2) شريا: أي ركب فرسا يستشرى في سيره، يعني يلج ويجد.
اه‍ 2 - 469 النهاية. ب
(3) خطيا: أي رمحا منسوبا إلى الخط وهو موضع بناحية البحرين. اه‍ ب
(4) أخرجه الترمذي كتاب الشمائل رقم 251.
وأخرجه البخاري في صحيحه كتاب النكاح - باب حسن المعاشرة -
ومسلم في كتاب الفضائل باب ذكر حديث أم زرع رقم 2448.
والنسائي كتاب عشرة النساء. اه‍ ص.
370

إلا في البيت (طب، ك - عن معاوية بن حيدة).
(44941 -) خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي (ت - عن
عائشة، ه‍ - عن ابن عباس، طب - عن معاوية).
(44942 -) خيركم خيركم للنساء (ك - عن ابن عباس).
(44943 -) خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم
النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم (ابن عساكر - عن علي).
(44944 -) خيركم خيركم لنسائه ولبناته (هب - عن أبي
هريرة).
(44945 -) رحم الله امرأ علق في بيته سوطا يؤدب به أهله
(عد - عن جابر).
(44946 -) علق السوط حيث يراه أهل البيت (حل - عن
ابن عمر).
(44947 -) اضربوهن، ولا يضربهن إلا شراركم (ابن سعد -
عن القاسم بن محمد مرسلا).
(44948 -) علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه أدب
لهم (عب، ط ب - عن ابن عباس).
371

(44949 -) علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نساءكم سورة
النور (ص، هب - عن مجاهد مرسلا).
(44950 -) ليس منا من وسع الله عليه ثم فتر على عياله (فر
عن جبير بن مطعم).
(44951 -) أئت حرثك إذا شئت، وأطعمها إذا طعمت،
واكسها إذا اكتسبت، ولا تقبح الوجه ولا تضرب (د - عن
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
(44952 -) استعينوا على النساء بالعري، فان إحداهن إذا كثرت
ثيابها وأحسنت زينتها أعجبها الخروج (عد - عن أنس).
(44953 -) أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله (عبد الله في
زوائد الزهد - عن الحسن مرسلا).
(44954 -) احملوا النساء على أهوائهن (عد - عن ابن عمر).
(44955 -) استوصوا بالنساء خيرا، فان المرأة خلقت من ضلع،
وإن أعوج شئ في الضلع أعلاه، فان ذهبت تقيمه كسرته، وإن
تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا (ق - عن أبي هريرة).
(44956 -) إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة،
فان استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها
372

كسرتها، فكسرها طلاقها (ت، م - عن أبي هريرة).
(44957 -) إن المرأة خلقت من ضلع، وإنك إن ترد إقامة
الضلع تكسرها، فدارها تعش بها (حم، حب، ك - عن سمرة).
(44958 -) من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا
فليتكلم بخير أو ليسكت، واستوصوا بالنساء خيرا، فان المرأة من
ضلع، وإن أعوج شئ في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه
كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا (م (1)
عن أبي هريرة).
(44959 -) إن المرأة خلقت من ضلع، فان ذهبت تقومها
كسرتها، وإن تدعها ففيها أود وبلغة (حم، ن - عن أبي ذر).
(44960 -) أمركن مما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا
الصابرون (ك - عن عائشة).
(44961 -) إن أمركن مما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن
بعدي إلا الصابرون - قاله لأزواجه (ت، خ، ن - عن عائشة).

أخرجه مسلم كتاب الرضاع باب الوصية بالنساء رقم 60. ص
373

(44962 -) أعروا النساء يلزمن الحجال (1) (طب - عن
مسلمة بن مخلد).
(44963 -) إن الله تعالى يوصيكم بالنساء خيرا، فإنهن أمهاتكم
وبناتكم وخالاتكم، إن الرجل من أهل الكتاب يتزوج المرأة وما
يعلق على يديها الخيط، فما يرغب واحدا منهما عن صاحبه حتى يموتا
هرما (طب - عن المقدام).
(44964 -) لقد طاف الليلة بآل محمد نساء كثير، كلهن تشكو
زوجها من الضرب، وأيم الله لا تجدون أولئك خياركم (د، ن، ه‍
حب، ك، كر - عن إياس الدوسي).
(44965 -) مرها، فان يك منها خير فستفعل، ولا تضرب
ظعينتك كضرب أمتك (ه‍، حب - عن لقيط بن صبرة).
(44966 -) لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي
منها غيره (حم، م - عن أبي هريرة).

(1) الحجال: الحجلة بالتحريك: بيت كالقبة يستر بالثياب وتكون له
أزرار كبار وتجمع على حجال. النهاية 1 / 346. ب
374

(44967 -) يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد، ولعله يضاجعها
من آخر يومه (حم، ق، ت، ه‍، عق - عن عبد الله
ابن زمعة).
(44968 -) إن من النساء عيا (1) وعورة، فكفوا عيهن
بالسكوت، وواروا عوراتهن بالبيوت عق - عن أنس).
(44969 -) إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل
يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها (م - كتاب النكاح
رقم 124 حم - عن أبي سعيد).
(44970 -) خياركم خيركم لأهله (طب - عن أبي كبشة).
(44971 -) خياركم خياركم لنسائهم (ه‍ - عن أبي هريرة).
(44972 -) شر الناس المضيق على أهله (طس - عن
أبي أمامة).
(44973 -) إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل

(1) عيا العي: الجهل. النهاية 3 / 334. ب
375

يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها (حم، م كتاب
النكاح رقم 123، د - عن أبي سعيد).
الاكمال
(44974 -) أطعموهن مما تأكلون واكسوهن مما تكسون،
ولا تضربوهن ولا تقبحوهن (د - عن بهز بن حكيم عن أبيه عن
جده، قال: قلت: يا رسول الله! ما تقول في نسائنا؟ قال -
فذكره).
(44975 -) أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت،
ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت (د، ه‍
عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله!
ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال - فذكره).
(44976 -) إن المرأة مثل الضلع، إن جئت أن تقومها كسرتها
(العسري في الأمثال - عن عائشة).
(4977 -) خلقت المرأة من ضلع، إن جئت أن تقيمها
تكسرها، وإن تتركها تعش معها على عوجها (العسكري في الأمثال
عن أبي هريرة).
376

(44978 -) إنما المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، فذرها
تعش بها (الروياني، طب، ص - عن سمرة).
(44979 -) المرأة كالضلع، فدارها تعش بها (كر - عن
أبي موسى).
(44980 -) إني لأبغض الرجل قائما على امرأته ثائرا فرائص (1)
رقبته يضربها (الحسن بن سفيان، والديلمي - عن أم كلثوم بنت
أبي بكر).
(44981 -) إني لأكره أن أرى الرجل ثائرا فرائص رقبته
قائما على مريئته يضربها (عب - عن أسماء بنت أبي بكر).
تربية أهل البيت
(44982 -) يظل أحدكم يضرب امرأته ضرب العبد ثم يعانقها
ولا يستحيي (ابن سعد - عن أبي أيوب).
(44983 -) أما يستحيي أحدكم أن يضرب امرأته كما يضرب
العبد! يضربها أول النهار ثم يضجعها آخره، أما يستحيي (عب -

(1) فرائص: الفريصة: اللحمة التي بين جنب الداية وكتفها لا تزال
ترعد. وأراد بها ههنا عصب الرقبة وعروقها، لأنها هي التي تثور
عند الغضب، اه‍ 3 / 431 النهاية. ب
377

عن عائشة، صحيح).
(44984 -) لقد طاف بآل محمد الليلة سبعون امرأة كلهن قد
ضربت، ما أحب أن أرى الرجل ثائرا فريص عصب رقبته على
مريئته يقاتلها (ابن سعد، ك، ق - عن أم كلثوم بنت أبي بكر).
(44985 -) لا تهجروا النساء إلا في المضاجع، واضربوهن ضربا
غير مبرح (ابن جرير - عن حجاج مرسلا).
(44986 -) أيها الناس! إن النساء عندكم عوان، أخذتموهن
بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن حق، ولهن
عليكم حق، ومن حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا، ولا
يعصينكم في معروف، فإذا فعلن ذلك فلهن رزقهن وكسوتهن
بالمعروف (ابن جرير - عن ابن عمر).
(44987 -) النساء خلقن من ضلع وعورة، فاستروا عورتهن
بالبيوت، واغلبوا على ضعفهن بالسكوت (ابن لآل - عن أنس).
(44988 -) حرثك، فأت حرثك أنى شئت، غير أن لا
تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر إلا في البيت، وأطعم إذا
طعمت، واكس إذا اكتسيت، كيف " وقد أفضى بعضكم إلى
بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا " (حم، طب - عن بهز بن حكيم -
378

عن أبيه عن جده).
(44989 -) خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، وإذا مات
صاحبكم فدعوه (ت: حسن غريب، حب، هب وابن جرير
عن عائشة).
(44990 -) خيركم خيركم للنساء (ك - عن ابن عباس).
(44991 -) لا تنزلوهن في الغرف: ولا تعلموهن الكتابة
يعني النساء، وعلموهن الغزل وسورة النور (ك، هب - عن
عائشة).
(44992 -) يا أيها الناس اتقوا الله في أزواجكم وفيما خولكم
(الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن سهل بن سعيد).
(44993 -) اتقوا الله في النساء (ن - عن جابر).
(44994 -) يؤتى الرجل من أمتي يوم القيامة وماله من حسنة
ترجى له الجنة، فيقول الرب تعالى: أدخلوه الجنة فإنه كان يرحم
عياله (ابن لآل، وابن عساكر، والخطيب - عن ابن مسعود).
(44995 -) من أدخل على أهل بيته سرورا خلق الله من ذلك
السرور خلقا يستغفر له إلى يوم القيامة (أبو الشيخ - عن جابر).
379

تربية أهل البيت من الاكمال
(44996 -) لا ترفع عصاك على أهلك، فأخفهم في الله (العسكري
في الأمثال - عن ابن عمر).
(44997 -) علق سوطك حيث يراه الخادم (ابن جرير - عن
ابن عباس).
(44998 -) رحم الله عبدا علق في بيته سوطا يؤدب به أهله
(الديلمي).
(44999 -) لا تسكنوا نساءكم الغرف، ولا تعلموهن الكتاب
(الحكيم - عن ابن مسعود).
380

بسم الله الرحمن الرحيم
الباب السادس
في ترهيبات وترغيبات تختص بالنساء
وفيه فصلان:
الفصل الأول في الترهيبات
(45000 -) إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة
حتى ترجع - وفي لفظ: حتى تصبح (حم، ق (1) عن أبي هريرة).
(45001 -) إذا تطيبت المرأة لغير زوجها، فإنما هو نار وشنار
" أي عار " (طس - عن أنس).
(45002 -) إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها
فهي زانية (3 عن أبي موسى) (2).

(1) أخرجه مسلم كتاب النكاح رقم 1436. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الأدب رقم 2937 وقال حسن صحيح. ص
381

(45003 -) إني لأبغض المرأة تخرج من بيتها تجر ذيلها تشكو
زوجها (طب - عن أم سلمة).
(45004) انظري أين أنت منه، إنما هو جنتك ونارك (ابن
سعد، طب - عن عمة حصين بن محصن).
(45005 -) أيما المرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد
هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل (حم، ه‍ (1)، ك - عن
عائشة.
(45006 -) أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير إذن زوجها
كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها
(خط - عن أنس).
(45007 -) أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس،
فحرام عليها رائحة الجنة (حم، د، ت، ه‍، حب، ك - عن
ثوبان).
(45008 -) أيما امرأة صامت بغير إذن زوجها فأرادها على شئ

(1) أخرجه أين ماجة كتاب الأدب رقم 2750. ص
382

فامتنعت عليه كتب الله عليها ثلاثا من الكبائر (طس - عن أبي
هريرة).
(45009 -) أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز
وجل عنها ستره (حم، طب، ك، هب - عن أبي أمامة).
(45010 -) أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم
ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية) حم، ن، ك - عن
أبي موسى).
(45011 -) أيما امرأة زادت في رأسها شعرا ليس منه، فإنه
زور تزيد فيه (ن - عن معاوية).
(45012 -) خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك
(ق، د، ن، ه‍ عن عائشة).
(45013 -) صنفان من أهل النار لم أرهم بعد: قوم معهم
سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات
مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا
383

يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا (حم، م (1) -
عن أبي هريرة).
(45014 -) عامة أهل النار النساء (طب - عن عمران بن حصين).
(45015) قمت على باب الجنة فإذا عامة من يدخلها المساكين وإذا
أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النار فقد أمر بهم إلى النار،
وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء (حم، ق " كتاب
الذكر رقم 93 "، ن - عن أسامة بن زيد).
(45016 -) هن أغلب - يعني النساء (طب - عن أم سلمة).
(45017) كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس
فهي زانية (حم، ت - عن أبي موسى).
(45018 -) لعن الله الرجلة (1) من النساء (د - عن عائشة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة رقم 52. ص
(2) الرجلة: بمعنى المترجلة ويقال امرأة رجلة: إذا تشبهت بالرجال
في الرأي والمعرفة ومنه الحديث: إن عائشة كانت رجلة الرأي ".
اه‍ النهاية 2 / 203 ب.
384

(45016 -) لعن الله القاشرة (1) والمقشورة (2) (حم - عن عائشة).
(45020 -) لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من
الرجال بالنساء (حم، د، ت، ه‍ - عن ابن عباس).
(45021 -) لعن الله المسوفات التي يدعوها زوجها إلى فراشه
فتقول، سوف، حتى تغلبه عيناه (طب - عن ابن عمر).
(45022 -) لعن الله المفسلة التي إذا أراد زوجها قالت: أنا حائض
(تخ - عن أبي هريرة).
(45023 -) لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات (3)
والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله (حم، ق 4 (4)، عن ابن
مسعود).
(45024 -) لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة (حم،

(1) القاشرة: التي تعالج وجهها أو وجه غيرها بالغمرة ليصفو لونها.
المقشورة: يفعل بها ذلك كأنها تقشر أعلى الجلد. اه‍ النهاية 4 / 64. ب
(2) القاشرة: التي تعالج وجهها أو وجه غيرها بالغمرة ليصفو لونها.
المقشورة: يفعل بها ذلك كأنها تقشر أعلى الجلد. اه‍ النهاية 4 / 64. ب
(3) المتنمصات: المنامصة التي تنتف الشعر من وجهها. والمتنمصة: التي
تأمر من يفعل بها ذلك. اه‍ النهاية 5 / 199 ص.
(4) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب اللباس باب الوصل في الشعر 7 / 213. ص
385

ق (1) 4 - عن ابن عمر).
(45025 -) إنما هلك بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم - يعني
قصة من شعر (ق - 3 عن معاوية).
(45026 -) إنه قد لعن الموصولات (2) (ق - عن عائشة).
(45027 -) كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع
امرأتين طويلتين، فاتخذت رجلين من خشب وخاتما من ذهب مغلق
مطبق ثم حشته مسكا - وهو أطيب من الطيب - فمرت بين
المرأتين - فلم يعرفوها فقالت بيدها: هكذا (م - عن أم سعد).
(45028 -) ما رأيت من ناقصات عقل ولا دين أغلب لذي
لب منكن، أما نقصان العقل فشهادة امرأتين بشهادة رجل، وأما
نقصان الدين فان إحداكن تفطر رمضان، وتقيم أياما لا تصلي (د -
عن ابن عمر) (3).
(45029 -) ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما

(1) أخرجه أبو داود كتاب الترجل رقم 4169. ص
(2) الواصلة: التي تصل شعرها بشعر آخر زور.
المستوصلة: التي تأمر من يفعل بها ذلك. اه‍ النهاية 5 / 192. ب
(3) أخرجه أبو داود كتاب السنة رقم 4169. ص
386

بينها وبين الله (د، ت - عن عائشة).
(45030 -) ما من امرأة تخرج في شهرة من الطيب فينظر
الرجال إليها إلا لم تزل في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها (طب -
عن ميمونة بنت سعد).
(45031 -) لا تسأل المرأة زوجها الطلاق في غير كنهه فتجد
ريح الجنة! وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاما (د - عن
ابن عباس).
(45032 -) لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح
فان لها ما قدر لها (خ، د - عن أبي هريرة).
(45033 -) يا أيها الناس! انهوا نساءكم عن لبس الزينة والتبختر
في المسجد، فان بني إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة
وتبخترن في المساجد (ه‍ - عن عائشة).
(45034 -) أدخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها ذرية المؤمنين
والفقراء، ووجدت أقل أهلها النساء والأغنياء (هناد - عن حبان بن
أبي جبلة مرسلا).
(45035 -) اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء،
واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها الأغنياء والنساء (عم - عن
387

ابن عمرو).
(45036 -) استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق،
عليكن بحافات الطريق (د - عن أسيد الأنصاري).
(45037 -) يا معشر النساء! لا تحلين الذهب، أما لكن
في الفضة ما تحلين به؟ أما! إنه ليس منكن امرأة تحلى ذهبا
تظهره إلا عذبت يوم القيامة (حم، د، ن، هب - عن خولة
بنت اليمان).
(45038 -) لعن الله زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد
والسرج (3 ك - عن ابن عباس).
(45039 -) لعن الله زوارات القبور (حم، ت، ه‍، ك - عن
حسان بن ثابت، حم، ت، ه‍ - عن أبي هريرة).
(45040 -) لو كنت امرأة غيرت أظفارك بالحناء (حم، ن -
عن عائشة).
(45041 -) مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلة يوم
القيامة لا نور لها (ت - عن ميمونة بنت سعد).
(45042 -) المختلعات (1) هن المنافقات ت - عن ثوبان).

(1) المختلعات: يعنى اللاتي يطلبن الخلع والطلاق من أزواجهن بغير عذر.
اه‍ النهاية 2 / 65 ب.
388

(45043 -) المختلعات والمتبرجات هن المنافقات (حل - عن
ابن مسعود).
(45044 -) إن المختلعات والمتنزعات هن المنافقات (طب - عن
عقبة بن عامر).
(45045 -) المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان (ت -
عن ابن مسعود).
(45046 -) ويل للنساء من الأحمرين: الذهب، والمعصفر
(هب - عن أبي هريرة).
(45047 -) لا تأذن المرأة في بيت زوجها إلا باذنه، ولا يقوم
من فراشه فتصلي تطوعا إلا باذنه (طب - عن ابن عباس).
(45048 -) لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها
(حم، خ، ت، د - عن ابن مسعود).
(45049 -) لا تشمن ولا تستوشمن (خ، ن - عن أبي
هريرة).
(45050 -) لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها (حم، د،
حب، ك - عن أبي سعيد).
389

(45051 -) نهى عن الجمة (1) للحرة، والعقصة (2) للأمة
(طب - عن ابن عمر).
(45052 -) نهى عن الزور (ت - عن معاوية).
(45053 -) نهى عن الوشم في الوجه، والضرب في الوجه (حم،
م، ت - عن ابن عمر).
(45054 -) نهى عن الوشم (حم - عن أبي هريرة).
(45055 -) نهى عن الوشر (3) والوشم والنتف، ومكامعة (4)
الرجل الرجل بغير شعار، ومكامعة المرأة المرأة بغير شعار، وأن

(1) الجمة: الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين اه‍. النهاية
1 / 300. ب
(2) العقصة: أصل العقص: اللي وإدخال أطراف الشعر في أصوله اه‍.
النهاية 3 / 275. ب
(3) الوشر: الواشرة: المرأة التي تحدد أسنانها وترقق أطرافها. تفعله المرأة
الكبيرة تتشبه بالشواب اه‍. النهاية 5 / 188 ب.
(4) مكامعة: هو أن يضاجع الرجل صاحبه في ثوب واحد لا حاجز بينهما.
والكميع: الضجيع.
وزوج المرأة كميعها اه‍. النهاية 4 / 200 ب.
390

يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرا مثل الأعاجم، وأن يجعل على
منكبيه حريرا مثل الأعاجم، وعن النهبى (1) وركوب النمور ولبس
الخاتم إلا لذي سلطان (حم، د، ن - عن أبي ريحانة).
(45056 -) نهى أن تحلق المرأة رأسها (ت، ن - عن علي).
(45057 -) نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن (طب -
عن عمرو).
(45058 -) ليس للنساء في اتباع الجنائز أجر (هق - عن
ابن عمر).
(45059 -) ليس للمرأة أن تنتهك شيئا من مالها إلا بإذن زوجها
(طب - عن واثلة).
45060 ليس للمرأة أن تنطلق للحج إلا بإذن زوجها، ولا
يحل للمرأة أن تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم تحرم عليه
(هق - عن ابن عمر).
(45061 -) ليس للنساء في الجنائز نصيب (طب - عن ابن عباس).
(45062 -) ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة - يعني

(1) النهبى: بمعنى النهب. كالنحلى والنحل، للعطية. وقد يكون اسم
ما ينتهب ر كالعمري والرقبى اه‍. النهاية 5 / 133. ب
391

ليس لها خادم - إلا في العيدين: الأضحى والفطر، وليس لهن
نصيب في الطرق إلا الحواشي (طب - عن ابن عمر).
(45063 -) ليس للنساء وسط الطريق (هب - عن أبي عمرو
ابن حماش وعن أبي هريرة).
(45064 -) ليس للنساء سلام، ولا عليهن سلام (حل - عن
عطاء الخراساني مرسلا).
(45065 -) إذا رأيتم اللاتي ألفين على رؤوسهن مثل أسنمة
البعر فأعلموهن أنه لا تقبل لهن صلاة (طب - عن أبي شقرة).
(45066 -) أخرجوا المخنثين من بيوتكم (حم، خ، د، ه‍ -
عن ابن عباس، خ، د - عن أم سلمة).
الاكمال
(45067 -) ما من امرأة تطيب للمسجد فيقبل الله لها صلاة
حتى تغتسل منه اغتسالها للجنابة (حم - عن أبي هريرة).
(45068 -) ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف (1) ريحها
فيقبل الله عز وجل منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل (ق،

(1) تعصف: في الحديث: " كان إذا عصفت الريح " أي اشتد هبوبها
اه‍. النهاية 3 / 248. ب
392

وابن عساكر - عن أبي هريرة).
(45069 -) ما على المرأة أن لا تطيب وزوجها غائب (طب -
عن أسماء بنت أبي بكر).
(45070 -) إن المرأة من بني إسرائيل اتخذت خاتما من ذهب
وحشته مسكا هو أطيب الطيب (ن - عن أبي سعيد).
(45071 -) إن الله تعالى يبغض صوت الخلخال كما يبغض الغناء
ويعاقب صاحبه كما يعاقب لزامر، ولا تلبس خلخالا ذات صوت
إلا ملعونة (الديلمي - عن أبي أمامة).
(45072 -) إن الفساق هم أهل النار، قالوا يا رسول الله! ومن
الفساق قال النساء، قالوا: أو لسن بأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا؟ قال:
بلى، ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن
(حم، طب، ك - عن عبد الرحمن بن شبل).
(45073 -) إنه عرضت على الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة،
فتناولت قطفا من عنبها لآتيكم به، ولو أخذته لاكل منه من بين
السماء والأرض، لا ينقصونه، فيحل بيني وبينه، وعرضت على
النار، فلما وجدت حر شعاعها تأخرت، وأكثر ما رأيت فيها
النساء اللاتي إن أوتمن أفشين، وإن سألن أحفين، وإن أعطين
393

لم يشكرن، ورأيت فيها عمرو بن لحى بحر قصبه (1) في
النار، وأشبه من رأيت به معبد بن أكثم، فقال معبد: يا رسول
الله! أيخشى علي من شبهه؟ قال: لا، أنت مؤمن وهو كافر،
وهو أول من جمع العرب على الأصنام (حم، ك، ص - من طريق
الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه).
(45074 -) أريت النار أكثر أهلها النساء يكفرن، قيل:
أيكفرن بالله؟ قال: يكفرن العشير ويكفرن الاحسان. إن أحسنت
إلى إحداهن الدهر، ثم رأيت منك شيئا قالت: ما رأيت منك
خيرا قط (مالك، خ كتاب الايمان - عن ابن عباس).
(45075 -) يا معشر النساء! تصدقن، فاني أريتكن أكثر
أهل النار، إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير، ما رأيت من
ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن،
قلن: وما نقصان عقلنا وديننا؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف
شهادة الرجل، فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل

(1) قصبة: القصب بالضم: المعي وجمعه أقصاب وقيل القصب اسم
للأمعاء كلها. وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء اه‍.
النهاية 4 / 67. ب
394

ولم تضم، فذلك من نقصان دينها (حم، خ (1)، م - عن أبي
سعيد ه‍ - عن ابن عمر حب، ك - عن ابن مسعود).
(45076 -) يا معشر النساء! إنكن أكثر حطب جهنم،
لانكن إذا أعطيتن لم تشكرن، وإذا ابتليتن لم تصبرن، وإذا أمسك
عنكن شكوتن، وإياكن وكفر المنعمين! المرأة تكون عند
الرجل وقد ولدت له الولدين والثلاثة فتقول: ما رأيت منك خيرا
قط (طب - عن أسماء بنت يزيد).
(45077 -) يا معشر النساء! تصدقن ولو من حليكن، فإنكن
أكثر أهل جهنم، إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير، وما
وجد من ناقص الدين والرأي أغلب للرجال ذوي الامر على أمورهم من
النساء، أما نقص رأيهن فجعلت شهادة المرأتين شهادة رجل، وأما
نقص دينهن فان إحداهن تقعد ما شاء الله من يوم وليلة لا تسجد
لله سجدة (ك - عن ابن مسعود).
(45078 -) من تسع وتسعين امرأة واحدة في الجنة، وبقيتهن
في النار، إن المرأة المسلمة إذا حملت كان لها أجر الصائم القائم

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب نقصان الايمان رقم 132. ص
395

المحرم المجاهد في سبيل الله حتى وضعت، وإن لها من أول رضعة
ترضعه أجر حياة نسمة (أبو الشيخ - عن ابن عباس، وفيه حسن
ابن قيس).
(45079 -) تصدقن، فان أكثركن حطب جهنم، إنكن
تكثرن الشكاة (1) وتكفرن العشير (حم، خ، م، ن - عن جابر).
(45080 -) تصدقن، فإنكن أكثر أهل النار لانكن تكثرن
اللعن وتكفرن العشير (سمويه - عن حزام بن حلال عن أبيه).
(45081 -) تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن، فإنكن
أكثر أهل النار، لانكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير (حم -
عن ابن مسعود).
(45082 -) لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا
تستغني عنه (طب، ق، ك، والخطيب - عن ابن عمرو).
(45083 -) إياكن وكفر المنعمين! قيل: وما كفر المنعمين؟

(1) الشكاة: الشكوى والمرض والعيب اه‍. الوسيط 1 / 492. ب
396

قال: لعل إحداكن أن تطول أيمتها (1) أو تعنس (2) عند أبويها
ثم يرزقها زوجا ثم يرزقها الله منه ولدا ثم تغضب الغضبة فتكفره
فتقول: والله ما رأيت منك خيرا قط (حم، طب، ابن عساكر -
عن أسماء بنت يزيد).
(45084 -) إنك من قبيل يقللن الكثير، ويمنعن مالا يغنيها، و
تسأل عما لا يعنيها (البغوي، وابن قانع - عن شهاب بن مالك).
(45085 -) إن المرأة المؤمنة في النساء كالغراب الأعصم في
الغربان، والنار قد خلقت للسفهاء، وإن النساء من السفهاء، إلا
صاحبة القسط (3) والسراج (الحكيم - عن كثير بن مرة).
(45086 -) المرأة المؤمنة في النساء كالغراب الأعصم في الغربان،

(1) أيمتها: الأيمة: طول التعزب والأيم: في الأصل التي لا زوج لها بكرا
كانت أو ثيبا. أو مطلقة كانت أو متوفى عنها. اه‍ 1 / 85. ب
(2) تعنس: عنست المرأة فهي عانس. والعانس من الرجال والنساء. الذي
يبقى زمانا بعد أن يدرك لا يتزوج. اه‍ 3 / 308. ب
(3) القسط: نصف الصاع وأصله من القسط: النصيب وأراد به هاهنا
الاناء الذي توضئه منه. كأنه أراد: إلا التي تخدم بعلها وتقوم بأموره
في وضوئه وسراجه. اه‍ النهاية 4 / 60 ب.
397

فان النار خلقت للسفهاء، وإن النساء أسفه السفهاء، إلا صاحبة
القسط والسراج (ابن عساكر - عن أبي شجرة).
(45087 -) لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل
هذا الغراب في الغربان (حم - عن عمارة بن خزيمة.
(45088 -) لا يدخل الجنة من النساء لا كقدر هذا الغراب
الأعصم من هذه الغربان (حم، طب، ك - عن عمرو).
(45089 -) إن فجور المرأة الفاجرة كفجور ألف فاجر، وإن
بر المؤمنة كعمل سبعين صديقا (حل - عن ابن عمر).
(45090 -) بر المرأة المؤمنة كعمل سبعين صديقا، وفجور
المرأة المؤمنة كفجور ألف فاجر (أبو الشيخ - عن ابن عمرو).
(45091 -) إن نساء بني إسرائيل كن يجعلن هذا في رؤسهن
فلعن وحرم عليهن المساجد (طب - عن ابن عباس أن رسول الله
ص أتى بقصة فقال - فذكره).
(45092 -) إيما امرأة زادت في رأسها شعرا ليس منه فإنه زور
تزيد فيه (ن، طب - عن معاوية).
(45093 -) أهلك النساء الأحمران: الذهب والزعفران (العسكري
في الأمثال - عن الحسن مرسلا، وقال أبو بكر الأنباري:
398

هكذا جاء هذا الحرف مفسرا في الحديث، وأحسب التفسير من
بعض نقلته).
(45094 -) أول ما تسأل المرأة يوم القيامة عن صلاتها، ثم عن
بعلها كيف عملت إليه (أبو الشيخ في الثواب - عن أنس).
(45095 -) ألا! إن النار خلقت للسفهاء وهن النساء إلا التي
أطاعت بعلها (طب - عن أبي أمامة).
(45096 -) أيما امرأة خرجت من بيت زوجها بغير إذنه لعنها
كل شئ طلعت عليه الشمس والقمر إلا أن يرضى عنها زوجها
(الديلمي - عن أنس).
(45097 -) أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيتها هتكت ما بينها
وبين الله من ستر (طب - عن أم الدرداء عن عائشة).
(45098 -) والذي نفسي بيده! ما من امرأة وضعت ثيابها في
غير بيت إحدى أمهاتها إلا وهي هاتكة كل ستر بينها وبين الرحمن
عز وجل (حم، طب، وابن عساكر - عن سهل بن معاذ بن
أنس عن أبيه عن أم الدرداء).
(45099 -) والذي نفسي بيده! ما من مرأة تضع ثيابها في غير
بيت زوجها وأمهاتها إلا وهي هاتكة ستر ما بينها وبين الرحمن (طب -
399

عن أم الدرداء).
(45100 -) أيما امرأة تقلدت قلادة من ذهب قلدت في عنقها
مثله من النار يوم القيامة، وأيما امرأة جعلت في أذنها خرصا من
ذهب جعل في أذنها من النار مثله يوم القيامة (حم، د (1) - عن
أسماء بنت يزيد).
(45101 -) دعها فإنها جبارة (طس - عن أنس قال: مر النبي
ص في طريق ومرت امرأة فقال لها رجل: الطريق! فقالت:
الطريق ثمة، فقال النبي ص - فذكره).
(45102 -) دعوها فإنها جبارة (ع - عن أنس قال: مر
رسول الله ص في طريق، ومرت امرأة سوداء فقال لها رجل،
تنجي عن طريق النبي ص، فقالت: الطريق واسعة، قال -
فذكره، الشيرازي في الألقاب - عن أبي هريرة).
(45103 -) لا تكلمها فإنها جبارة، إنه إن لا يكون ذلك في
قدرتها فإنه في قلبها (طب - عن أبي موسى).
(45104 -) لا تحدثن من الرجال إلا محرما (ابن سعد -
عن الحسن مرسلا).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الخاتم رقم 4238. ص
400

(45105 -) سيكون في آخر الزمان نساء يركبن على سروج
كأشباه الرجال، ينزلون على باب المسجد، كاسيات عاريات، رؤسهن
كأسنمة البخت العجاف، فالعنوهن فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم
أمة من الأمم خدمتهم كما يخدمكم نساء الأمم قبلكم (طب - عن
ابن عمر).
(45106 -) يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر (1)
حتى يأتوا أبواب المساجد، نساءهم كاسيات عاريات، على رؤسهن
كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم
أمة من الأمم لخدمتهم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم (طب - عن
ابن عمرو).
(45107 -) لا تزال المرأة تلعنها الملائكة ويلعنها الله وملائكته
وخزان الرحمة والعذاب ما نهكت من معاصي الله شيئا (بز - عن
معاذ، وحسن).
(45108 -) لا تنحن ولا تقعدن مع الرجال في خلاء (ابن سعد

(1) المياثر: الميثرة: هي وطاء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب
وأصله موثرة. والميم زائدة. النهاية 4 / 378. ب
401

عن عطاء الخراساني مرسلا).
(45109 -) لعن الله النائحة والمستمعة والحالقة والسالقة (1)
والواشمة والمستوشمة (ق - عن ابن عمر).
(45110 -) لعن الله الواصلة والمستوصلة (طب - عن
أم سلمة).
(45111 -) لعن الله الواصلة والموصولة (طب - عن معاوية
حم، طب - عن معقل بن يسار).
(45112 -) لعن الله مخنثي الرجال الذي يتشبهون بالنساء،
والمترجلات من النساء والمتشبهات بالرجال، والمتبتلين الذين يقولون:
لا نتزوج، والمتبتلات اللاتي يقلن ذلك، وراكب الفلاة وحده،
والبائت وحده (حم، عب - عن أبي هريرة).
(45113 -) لعن الله الخامشة وجهها، والشاقة جيبها، والداعية
بالويل والثبور (ه‍، حب، طب - عن أبي أمامة).

(1) السالقة: في الحديث: " وليس منا من سلق وحلق " سلق: أي
رفع صوته عن المصيبة. وقيل هو أن تصك المرأة وجهها وتمرشته
والأول أصح. النهاية 2 / 391. ب
402

(45114 -) لعن الله المسوفات (1) (خ في التاريخ - عن
عكرمة مرسلا، الخطيب - عن أبي هريرة).
(45115 -) لا خير في جماعة النساء إلا عند ميت، فإنهن إذا
اجتمعن قلن وقلن (طب - عن خولة بنت النعمان، طب - عن
ابن عمرو).
(45116 -) لا خير في جماعة النساء إلا عند ذكر أو جنازة،
وإنما مثل جماعتهن إذا اجتمعن كمثل صيقل (2) أدخل حديدة النار،
فلما أحرقها ضربها، فأحرق شررها كل شئ أصابت (طب - عن
عبادة بن الصامت).
(45117 -) لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تأذن
في بيت زوجها إلا باذنه، ولا تخرج وهو كاره، ولا تطيع فيه
أحدا، ولا تخشن بصدره ولا تعتزل فراشه، ولا تضربه، وإن

(1) المسوفات: المسوفة: هي التي إذا أراد زوجها أن يأتيها لم تطاوعه.
وقالت سوف أفعل.
والتسويف: المطل والتأخير. النهاية 2 / 422.
(2) صيقل: الصقال. الوسيط 1 / 519 ب
403

كان هو أظلم منها فلتأته حتى ترضيه فإن كان هو رضي عنها وقبل منها
فبها ونعمت وقبل الله عذرها وأفلج حجتها ولا إثم عليها، وإن هو
أبى برضى عنها فقد أبلغت عند الله عذرها (طب، ك، ق -
عن معاذ).
(45118 -) لا تصفن المرأة لزوجها المرأة كأنه ينظر إليها (طب
عن ابن مسعود).
(45119 -) لا تسأل المرأة طلاق أختيها لتكتفئ في صفحتها
فإنما رزقها على الله عز وجل (طب - عن أم سلمة).
(45120 -) ألا! اختضبي، تترك إحداكن الخضاب حتى تكون
يدها كيد الرجل (حم - عن امرأة).
(45121 -) ما على إحداكن أن تغير أظفارها وتعضد يدها
ولو بسير (1) (ابن سعد - عن بثينة بنت حنظلة عن أمها
سنان الأسلمية).

(1) السير: القد. النهاية 2 / 433 ب.
السير: الذي يعد من الجلد. وجمعه سيور. الصحاح 325 ب.
404

الفصل الثاني في ترغيبات تختص بالنساء
(45122 -) أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملا من زوجها
وهو عنها راض أن لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله، وإذا
أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء والأرض ما أخفي لها من قرة أعين
فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة ولم يمص من ثديها مصة إلا
كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة، فان أسهرها ليلة كان
لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله سلامة، أتدرين من
أعني بهذا! المتنعمات الصالحات المظيعات لأزوجهن اللاتي لا يكفرن
العشير (الحسن بن سفيان، طس، وابن عساكر - عن سلامة
حاضنة السيد إبراهيم).
(45123 -) إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة كان
لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما اكتسب، وللخازن
مثل ذلك، لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئا (ق، (1) 4)
عن عائشة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الزكاة رقم 81. ص
405

(45124 -) إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها عن غير أمره
فلها نصف أجره (ق، د - عن أن هريرة).
(45125 -) إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحفظت
فرجها وأطاعت زوجها دخلت الجنة (البزار - عن أنس عن عبد
الرحمن بن عوف، طب - عن عبد الرحمن بن حسنة).
(45126 -) إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت
فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة
شئت (حب - عن أبي هريرة).
(45127 -) جهادكن الحج (خ - (1) عن عائشة).
(45128 -) ليس على النساء غزو ولا جمعة ولا تشييع جنازة
(ط، ص - عن أبي قتادة).
(45129 -) هذه ثم ظهور الحصر (حم - 5 / 218 عن أبي واقد).
(45130 -) إن الله يحب المرأة الملقة البزعة (2) مع زوجها الحصان

(1) أخرجه البخاري كتاب الجهاد باب جهاد النساء 4 / 39. ص
(2) البزعة: البزيع: الظريف من الناس. النهاية 1 / 125 ب.
بزع الصبي بزاعة: صار ظريفا كيسا. وصار متناهي الجمال.
المعجم الوسيط. 1 / 54 ب.
406

عن غيره (فر - عن علي).
(45131 -) إن النساء شقائق الرجال (حم - عن عائشة).
(45132 -) إنما النساء شقائق الرجال (حم، د، (1) ت - عن
عائشة، البزار - عن أنس).
(45133 -) حاملات مرضعات رحيمات لأولادهن لولا ما يأتين
إلى أزواجهن دخل مصلياتهن الجنة (حم، ه‍، طب، ك - عن
أبي أمامة).
(45134 -) إن الله كتب الغيرة على النساء والجهاد على الرجال،
فمن صبر منهن إيمانا واحتسابا كان لها مثل أجر الشهيد (طب - عن
ابن مسعود).
(45135 -) أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة
(ت، ه‍، ك - عن أم سلمة).
(45136 -) أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كن لها حجابا
من النار (خ - كتاب الجنائز عن أبي سعيد)

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطهارة رقم 236. ص
407

(45137 -) أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في
الجنة (ابن بشران - عن أنس).
(45138 -) خدمتك زوجتك صدقة (فر - عن ابن عمر).
(45139 -) خير النساء التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر،
ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره (حم، ن، ك - عن
أبي هريرة).
(45140 -) خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك
إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك (طب - عن عبد الله
ابن سلام).
(45141 -) رحم الله المتسرولات من النساء (قط في الافراد،
ك في تاريخه، هب - عن أبي هريرة، خط في المتفق والمفترق -
عن سعد بن طريف، هق - عن مجاهد بلاغا).
(45142 -) فجور المرأة الفاجرة كفجور ألف فاجر، وبر
المرأة الصالحة كعمل سبعين صديقا (أبو الشيخ - عن ابن عمر).
(45143 -) للمرأة ستران: القبر والزوج (عد - عن
ابن عباس).
408

(45144 -) رحم امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها
فصلى، فان أبي نضحت في وجهه الماء (حم، د، (1) ن، ه‍، حب
ك - عن أبي هريرة)
(45145 -) مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم
الذي إحدي رجليه بيضاء (طب - عن أبي أمامة).
(45146 -) مهنة إحداكن في بيتها تدرك جهاد المجاهدين إن
شاء الله تعالى (ع - عن أنس).
(45147 -) اللهم اغفر للمتسرولات من أمتي (البيهقي في الأدب
عن علي).
(45148 -) خير نساءكم العفيفة الغلمة (2)، عفيفة في فرجها
غلمة على زوجها (فر - عن أنس).
(45149 -) قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن (ن -
عن عائشة)

(1) أخرجه أبو داود كتاب الصلاة رقم 1308. ص
(2) الغلمة: الغلمة: هيجا شهوة النكاح من المرأة والرجل وغيرهما
يقال: غلم غلمة. واغتلم اغتلاما. النهاية 3 / 382. ب
409

الاكمال
(45150 -) أخبرها أنها عاملة من عمال الله ولها نصف أجر
المجاهد (الخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق زافر بن سليمان -
عن عبد الله الوضاحي أن رجلا قال: يا رسول الله! إن لي امرأة إذا
دخلت عليها قالت لي: مرحبا بسيدي وسيد أهل بيتي! وإذا رأتني
حزينا قالت: ما يحزنك الدنيا وقد كفيت أمر الآخرة! قال النبي
ص - فذكره).
(45151 -) إنما هي هذه، ثم الزمن ظهور الحصر (حم -
عن أبي هريرة أن رسول الله ص لما حج بنسائه قال - فذكره).
(45152 -) جهادكن الحج المبرور هو لكن جهاد (حم -
عن عائشة).
(45153 -) لكن أحسن الجهاد وأجمله حج مبرور (ن -
عن عائشة).
(45154 -) يا أم سلمة! إنه لم يكتب على النساء الجهاد (طب،
حل - عن أنس.
(45155 -) إذا تصدقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة فلها
اجرها، ولزوجها أجر ما اكتسب، ولها أجر ما نوت، وللخازن
410

مثل ذلك (حب، ك - عن عائشة).
(45156 -) أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة
(ت: حسن غريب، طب، ك - عن أم سلمة).
(45157 -) انصرفي أيتها المرأة واعلمي من وراءك من النساء
أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله (كر - عن أسماء بنت يزيد الأنصارية أنها قالت:
يا رسول الله! أنا وافدة النساء إليك أن الرجال فضلوا علينا بالجمع
والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج والعمرة والرباط،
قال - فذكره).
(45158 -) المرأة عورة، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان،
وإنها أقرب ما تكون إلى الله وهي في قعر بيتها (طب، حب -
عن ابن مسعود).
(45159 -) المرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها كالمرابط في
سبيل الله، وإن ماتت فيما بين ذلك فإنها أجر شهيد (طب - عن
ابن عمر).
(45160 -) المرأة إذا حملت كان لها أجر الصائم القائم المخبت
المجاهد في سبيل الله، وإذا ضربها الطلق فلا تدري الخلائق، ما لها
411

من الاجر، فإذا وضعت كان لها بكل مصة أو رضعة أجر نفس
تحييها، فإذا فطمت ضرب الملك على منكبيها وقال: استأنفي العمل
(أبو الشيخ - عبد الرحمن بن عوف).
(45161 -) المرأة لا تودي حق الله حتى تؤدي حق زوجها
كله، ولو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه حقها (طب - عن
زيد بن أرقم).
(45162 -) تحدثن عند إحداكن ما بدا لكن، فإذا أردتن
النوم فلتأت كل امرأة منكن إلى بيتها (الشافعي، ق - عن
مجاهد مرسلا).
(45163 -) يا معشر النسوان! أما! إن خياركن يدخلن الجنة
قبل خيار الرجال، فليغسلن ويطببن فيدفعن إلى أزواجهن على
براذين (1) الحمر والصفر، معهن الولدان كأنهن اللؤلؤ المنثور (أبو
الشيخ - عن أبي أمامة).
(45164 -) نعم لهو المرأة مغزلها (الديلمي - عن أنس).

(1) براذين: البرذون: الدابة. وقال الكسائي: الأنثى من البراذين: برذونة
اه‍. الصحاح 47. ص
412

(45165 -) خير نسائكم العفيفة الغلمة (عد - عن أنس).
(45166 -) للمرأة ستران: القبر والزوج، قيل: فأيهما أفضل؟
قال: القبر (عد وقال: منكر، كر - عن ابن عباس).
(45167 -) هما ستران: القبر والزوج (عد - عن ابن عباس).
فرع في خروج النساء للصلاة
الاذن عند وجود الشرائط
(45168 -) ائذنوا للنساء يصلين بالليل في المسجد (الطيالسي
عن ابن عمر).
(45169 -) ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد (حم، م (1)، د،
ت - عن ابن عمر).
(45170 -) إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها
(حم (2)، ق، ن - عن ابن عمر).
(45171 -) لا تمنعوا إماء الله مساجد الله أن يصلين في المسجد
(ه‍ - عن ابن عمر).
(45172 -) لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا

(1) أخرجه مسلم كتاب الصلاة رقم 134 - 135 - 136 - 139. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الصلاة رقم 134 - 135 - 136 - 139. ص
413

استأذنكم م (1) - عن ابن عمر).
(45173 -) لا تمنعوا إماء الله مساجد الله (حم، م (2) - عن
ابن عمر).
(45174 -) لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن (حم،
د، ك - عن ابن عمر).
(45175 -) لا تمنعوا إماء الله المساجد، ولكن ليخرجن وهن
تفلات (3) (حم، د - عن أبي هريرة).
(45176 -) لو تركنا هذا الباب للنساء (د - عن ابن عمر).
(45177 -) إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا
(حم - عن زينب الثقفية).
(45178 -) أيتكن أراد ت المسجد فلا تقربن طيبا (ن - عن
زينب الثقفية).
(45179 -) لا تقبل صلاة لامرأة تطيبت لهذا المسجد حتى
ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة (د - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الصلاة رقم 134 - 135 - 136 - 139. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الصلاة رقم 134 - 135 - 136 - 139. ص
(3) تفلات: تاركات للطيب. النهاية 1 / 191. ب
414

(45180 -) إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب
كما تغتسل من الجنابة (د - عن أبي هريرة).
(45181 -) أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء
الأخيرة (حم، (1) م، د، ت - عن أبي هريرة).
(45182 -) إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيبا (حم (2) م، ن - عن زينب الثقفية).
(45183 -) أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها
صلاة حتى تغتسل (ه‍ - عن أبي هريرة).
المنع لهن عن الخروج
(45184 -) لان تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في
حجرتها، ولان تصلي في حجرتها خير من أن تصلي في الدار، ولان
تصلى في الدار خير من أن تصلي في المسجد (هق - عن عائشة).
(45185 -) خير صلاة النساء في قعر بيوتهن (طب - عن
أم سلمة)

(1) أخرجه مسلم كتاب الصلاة رقم 143. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الصلاة رقم 142. ص
415

(45186 -) خير مساجد النساء قعر بيوتهن (حم، هق - عن
أم سلمة).
(45187 -) صلاة المرأة وحدها تفضل على صلاتها في الجمع
بخمس وعشرين درجة (فر - عن ابن عمر).
(45188 -) صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها
وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها (د - عن ابن مسعود
ك - عن أم سلمة).
(45189 -) صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في
حجركن، وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في دوركن
وصلاتكن في دوركن أفضل من صلاتكن في مسجد الجماعة (حم،
طب، هق - عن أم حميد).
(45190 -) ما صلت امرأة صلاة أحب إلى الله من صلاتها
في أشد بيتها ظلمة (هق - عن ابن مسعود، طب، والخطيب
عن أم سلمة).
416

الباب السابع في بر الأولاد وحقوقهم
وفيه أربعة فصول
الفصل الأول في الأسماء والكنى
(45191 -) حق الولد على والده أن يحسن اسمه، ويزوجه إذا
أدرك، ويعلمه الكتاب (حل، فر - عن أبي هريرة).
(45192 -) حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه
(هب - عن ابن عباس).
(45193 -) حق الولد على والده أن يحسن اسمه ويحسن موضعه
ويحسن أدبه (هب - عن عائشة).
(45194 -) أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن (م (1)
د، ت، ه‍ - عن ابن عمر). 45195 - أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له، وأصدق الأسماء
همام وحارث (الشيرازي في الألقاب، طب - عن ابن مسعود).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في تعبير الأسماء رقم 4949. ب
417

(45196 -) إذا سميتم فعبدوا (الحسن بن سفيان، والحاكم في
الكنى، طب - عن أبي زهير الثقفي).
(45197 -) إذا سميتم محمدا فلا تضربوه ولا تحرموه (البزار -
عن أبي رافع).
(45198 -) إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه وأوسعوا له في المجلس
ولا تقبحوا له وجها (خط - عن علي).
(45199 -) إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله عبد الرحمن
(م (1) - عن ابن عمر).
(45200 -) تسمون أولادكم محمدا ثم تلعونهم (البزار، ك -
عن أنس).
(45201 -) إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم،
فأحسنوا أسمائكم (حم، د (2) عن أبي الدرداء).

(1) أخرجه مسلم كتاب الآداب باب النهي عن التكني بابي القاسم
رقم 2132. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأدب رقم 4948. ص
418

(45202 -) بادروا أولادكم بالكنى قبل أن تغلب عليهم الألقاب
(قط في الافراد، 4 - عن ابن عمر).
(45203 -) خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحارث (طب
عن أبي سبرة).
(45204 -) من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدا فقد
جهل (طب - عن ابن عباس).
(45205 -) ما ضر أحدكم لو كان في بيته محمد ومحمدان وثلاثة
(ابن سعد - عن عثمان العمري مرسلا).
(45206 -) ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت فيخلف
فيهم مولود فيسمونه باسمه إلا أخلفهم الله تعالى بالحسنى (ابن عساكر
عن علي).
(45207 -) تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي (حم، ق، ت،
ه‍ - عن أنس، حم، ق، ه‍ - عن أنس عن جابر).
(45208 -) ما الذي أحل اسمي وحرم كنيتي (ه‍ -
عن عائشة)
419

(45209 -) أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن والحارث
(ع - عن أنس).
(45210 -) تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد
الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة
(خد، د (1) ن - عن أبي وهب الجسمي).
(45211 -) من دعا رجلا بغير اسمه لعنته الملائكة (ابن
السني - عن عمير بن سعد).
(45212 -) سم ابنك عبد الرحمن (خ - عن جابر).
(45213 -) سموه بأحب الأسماء إلي حمزة (كر - عن جابر).
(45214 -) سموا أسقاطكم فإنهم من أفراطكم (ابن عساكر -
عن أبي هريرة).
(45215 -) سموا السقط يثقل الله به ميزانكم، فإنه يأتي يوم
القيامة يقول: أي رب! أضاعوني فلم يسموني (ميسرة في مشيخته
عن أنس).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب رقم 4050. ص
420

(45216 -) سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي (طب - عن
ابن عباس).
(45217 -) سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فاني إنما بعثت
قاسما أقسم بينكم (ق - عن جابر).
(45218 -) سموا بأسماء الأنبياء ولا تسموا بأسماء الملائكة (تخ
عن عبد الله بن جراد).
الاكمال
(45219 -) ادعوا إخوانكم بأحسن أسمائهم ولا تدعوهم بالألقاب
(4 - عن عبد الله بن جراد).
(45220 -) إذا سميتم محمدا فلا تجبهوه ولا تحرموه ولا تقبحوه
بورك في محمد، وفي بيت فيه محمد، وبمجلس فيه محمد (الديلمي
عن جابر).
(45221 -) من تسمى باسمي يرجو بركتي غدت عليه البركة
وراحت إلى يوم القيامة (ابن أبي عاصم، وأبو نعيم - عن ابن جشيب
عن أبيه).
421

5222 - تسمون محمدا ثم تسبونه (عبد بن حميد -
عن أنس).
(45223 -) من ولد له مولود ذكر فسماه محمد حبا لي
وتبركا باسمي كان هو ومولوده في الجنة (الرافعي - عن
أبي أمامة).
(45224 -) ما اجتمع قوم في مشورة معهم رجل اسمه محمد لم يدخلوه
في مشورتهم إلا لم يبارك لهم فيه (عد، وابن عساكر - عن علي،
قال عد: حديث غير محفوظ، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).
(45225 -) سموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد
الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة (ع
عن أبي وهب الجسمي).
(45226 -) تسموا بأسماء الأنبياء وأحب الأسماء إلى الله عبد
الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة،
وارتبطوا الخيل، وامسحوا بنواصيها وأكفالها، وقلدوها ولا تقلدوها
الأوتار، وعليكم بكل كميت أغر محجل، أو أشعر أغر محجل، أو أدهم أغر
محجل (حم، خ في الأدب، د، ت، والبغوي، وابن قانع، طب، ق
422

عن أبي وهب الجسمي).
(45227 -) إن من خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحار ث
(أبو أحمد الحاكم - عن سبرة بن أبي سبرة).
(45228 -) أول ما ينحل الرجل ولد اسمه فليحسن أسمه
(أبو الشيخ في الثواب - عن أبي هريرة).
(45229 -) تسموا بخياركم، واطلبوا حوائجكم عند حسان الوجوه
(الديلمي - عن عائشة).
(45230 -) بادروا بأبنائكم الكنى لا تلزمها الألقاب (الشيرازي
في الألقاب - عن أنس).
(45231 -) سمه بأحب الناس إلي حمزة (محمد بن مخلد في
جزئه، ك، والخطيب - عن عمرو بن دينار عن رجل من الأنصار
عن أبيه قال: ولد لي غلام فأتيت به النبي ص فقلت: ما اسميه؟
قال - فذكره).
(45232 -) سموا أسقاطكم فإنهم من أفراطكم (ابن عساكر
عن البختري بن عبيد عن أبيه عن أبي هريرة، والبختري ضعيف،
423

ورواه كر بلفظ: أولادكم فإنهم من أطفالكم - وقال:
المحفوظ الأول).
(45233 -) اكتني بابنك عبد الله بن الزبير (ابن سعد، طب -
عن عبادة بن حمزة بن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت: يا رسول
الله! ألا تكنيني؟ قال - فذكره، طب، ك، ق عن عبادة عن
عائشة، حم، ق عن عروة عن عائشة).
فرع في محظورات الأسامي
(45234 -) نهى أن يسمى كلب كليب (طب -
عن بريدة).
(45235 -) نهى أن يسمى أربعة أفلح ويسارا ونافعا ورباحا
(د، ه‍ - عن سمرة).
(45236 -) نهى أن يجمع أحد بين - يعني اسم النبي ص -
وكنيته (ت - عن أبي هريرة).
(45237 -) الأجدع شيطان (حم، د (1) ه‍، ك - عن عمر).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب رقم 4957. ص
424

(45238 -) الصرم قد ذهب (البغوي، طب - عن سعد
ابن يربوع).
(45239 -) إن شهابا اسم شيطان (هب - عن عائشة).
(45240 -) الحباب اسم شيطان (ابن سعد - عن عروة وعن
الشعبي وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم مرسلا).
(45241 -) نهى أن يسمى الرجل حربا أو وليدا أو مرة أو
الحكم أو أبا الحكم أو أفلح أو نجيحا أو يسارا (طب - عن ابن مسعود).
(45242 -) أخنع (1) الأسماء عند الله يوم القيامة رجل يسمى
ملك الاملاك، ولا مالك إلا الله (د (2)، ق، ت - عن أبي
هريرة).
(45243 -) أحرج اسم عند الله يوم القيامة رجل يسمى ملك
الاملاك (د - عن أبي هريرة).

(1) أخنع: أذلها وأوضعها. والخانع: الذليل الخاضع. اه‍ النهاية
2 / 84. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأدب رقم 4961. ص
425

(45244 -) أشتد غضب الله على من زعم أنه ملك الاملاك،
لا ملك إلا الله (حم، ق - عن أبي هريرة - الحارث عن ابن عباس).
(45245 -) أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه
رجل كان يسمى ملك الاملاك، لا ملك إلا الله (حم، م - عن
أبي هريرة)
(45246 -) إن عشت إن شاء الله لأنهين أمتي أن يسموا نافعا
وأفلح وبركة (د، حب، ك - عن جابر).
(45247 -) لئن عشت إن شاء الله تعالى لأنهين أن يسمى رباح
ونجيح وأفلح ويسار (ه‍، ك - عن عمر).
(45248 -) لأنهين أن يسمى بنافع وبركة ويسار (ت -
عن عمر).
(45249 -) سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا أبو القاسم
أقسم بينكم (م - عن جابر) (1).
(45250 -) من تسمى باسمي فلا يكتن بكنيتي، ومن اكتنى
بكنيتي فلا يتسم باسمي (حم، د، حب - عن جابر) (2)

(1) أخرجه مسلم كتاب الآداب رقم 4. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الآدب رقم 19. ص
426

(45251 -) لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم، سموها
زينب (م، د - عن زينب بنت أبي سلمة).
(45252 -) إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم (حم،
م، ت - عن المغيرة).
(45253 -) إذا سميتم بي فلا تكنوا بي (ت - عن جابر).
(45254 -) لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي حم - عن عبد الرحمن
ابن أبي عمرة).
(45255 -) لا تسم غلامك رباحا ولا أفلح ولا يسار ولا نجيحا
يقال: أثم هو؟ فقال: لا (د (1)، ت - عن سمرة).
(45256 -) لا تسم غلامك رباحا ولا يسارا ولا أفلح ولا نافعا
(م - عن سمرة) (2).
(45257 -) لا تسموا العنب الكرم، ولا تقولوا: خيبة الدهر،
فان الله هو الدهر (ق - عن أبي هريرة).
(45258 -) لا تقولوا: الكرم، ولكن قولوا: العنب والحبلة

(1) أخرجه أبو داود كتاب الآداب رقم 4958. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الآداب رقم 11. ص
427

(م - عن وائل).
(45259 -) تسمون أولادكم محمدا ثم تلعنونهم (البزار، ع،
ك - عن أنس).
الاكمال
(45260 -) لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم،
وسموها زينب (م، د - عن زينب بنت أبي سلمة، قالت: سميت
برة، فقال رسول الله ص - فذكره)
(45261 -) أحسنت الأنصار! تسموا باسمي ولا تكنوا
بكنيتي، فإنما بعثت قاسما أقسم بينكم (كر - عن جابر).
(45262 -) تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، فإنما أنا قاسم
أقسم بينكم (م، وابن سعد - عن جابر).
(45263 -) تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي، أنا أبو القاسم
" ابن سعد، والحاكم في الكنى - عن أبي هريرة ".
(45264 -) لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي، أنا أبو القاسم، الله
يعطي وأنا أقسم " ابن سعد، ع، طس، هب - عن أبي هريرة ".
(45265 -) ما أحل اسمي وحرم كنيتي، وما حرم كنيتي وأحل
428

أسمي (حم - عن عائشة).
(45266 -) اسمه محمد وكنيته أبو سليمان، لا أجمع له اسمي
وكنيتي (ابن سعد - عن إبراهيم بن محمد بن طلحة مرسلا).
(45267 -) لا تسموا باسمي وتكنوا بكنيتي - نهى أن تجمع بين
الاسم والكنية (ابن سعد - عن أبي هريرة).
(45268 -) لئن عشت لأنهين أن يسمى نافع وبركة ويسارا
(ابن جرير - عن عمر).
(45269 -) لا تسموا رقيقكم رباحا ولا يسارا ولا أفلح ولا
نجيحا إن شاء الله تعالى (ابن جرير - عن سمرة بن جندب).
(45270 -) لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجيحا ولا
أفلح، فإنك تقول: أثم هو؟ فيقول: لا - وفي لفظ: فلا يكون
(د، وابن جرير وصححه - عن سمرة بن جندب).
(45271 -) أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه
رجل كان يسمى ملك الاملاك، لا ملك إلا الله عز وجل (حم،
م - عن أبي هريرة).
(45272 -) لا تسمه عزيزا ولكن سمه عبد الرحمن، فان أحب
الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن والحارث (حم، طب -
429

عن عبد الرحمن بن سمرة الجعفي).
(45273 -) لا تسميه الحباب فان الحباب شيطان، ولكن هو
عبد الرحمن (طب - عنه).
(45274 -) لا تسم عبد العزي وسم عبد الله، فان خير الأسماء
عبد الله وعبيد الله والحارث وهمام (طب - عن أبي سبرة).
(45275 -) لا تسموا بالحريق (طب - عن ابن عباس).
(45276 -) سميتموه بأسامي فراعنتكم، ليكونن في هذه الأمة
رجل يقال له: الوليد، وهو شر على هذه الأمة من فرعون على
قومه (ك - عن أبي هريرة).
(45277 -) إن كدتم لتتخذون الوليد حنانا (طب - عن إسماعيل
ابن أيوب المخزومي).
(45278 -) ما اتخذوا الوليد إلا حنانا (ابن سعد - عن أم سلمة).
(45279 -) لا تسموا العنب الكرم، فان الكرم المؤمن (كر -
عن أبي هريرة).
(45280 -) إن اسم الرجل المؤمن في الكتب الكرم، من
أجل ما أكرمه الله على الخليقة، وإنكم تدعون الحائط من العنب
430

الكرم، ألا! وإن اسمه الجفن والرجل هو الكرم (طب -
عن سمرة).
الفصل الثاني في العقيقة
(45281 -) كل غلام رهينة عقيقته، تذبح عنه يوم سابعه،
ويحلق رأسه، ويسمى (حم، د (1) ن، ه‍، ك - عن سمرة).
(45282 -) مع الغلام عقيقة فأهريقوا عنه دما، وأميطوا عنه
الأذى (خ (2)، د، ه‍ - عن سلمان بن عامر).
(45283 -) لا يحب الله العقرق، ومن ولد له ولد فأحب أن
أن ينسك عنه فلينسك، عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة
(د (3)، ه‍ - عن ابن عمر).
(45284 -) يا فاطمة! احلقي رأسه، وتصدقي بزينة شعره فضة
(ت، ك - عن علي

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأضاحي رقم 2838. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب العقيقة باب إماطة الأذى عن الصبي 7 / 109
وأبو داود كتاب الأضاحي 2839. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب الأضاحي رقم 2842. ص
431

(45285 -) يعق عن الغلام، ولا يمس رأسه بدم (م - عن
يزيد بن عبد المزني).
(45286 -) إن اليهود تعق عن الغلام ولا تعق عن الجارية،
فعقوا عن الغلام شاتين وعن الجارية شاة (هق - عن أبي هريرة).
(45287 -) عن الغلام عقيقتان، وعن الجارية عقيقة (طب -
عن ابن عباس).
(45288 -) عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة (حم،
د، ن، ه‍، حب - عن أم كرز، حم - عن عائشة، طب - عن
أسماء بنت يزيد). (1) 45289 - عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة، لا يضركم
أذكرانا كلا أم إناثا (حم، د، ت، ن، حب، ك - عن أم
كرز، ت (2) - عن سلمان بن عامر وعن عائشة).
(45290 -) العقيقة حق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن
الجارية شاة (طس - عن أسماء بنت يزيد).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأضاحي رقم 2834. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الأضاحي رقم 1516 وقال حسن صحيح. ص
432

(45291 -) العقيقة تذبح لسبع أو لأربع عشرة أو لاحدى
وعشرين (طس، والضياء - عن بريدة.
(45292 -) الغلام يرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم السابع،
ويسمى ويحلق رأسه (ت، ك - عن سمرة) (1).
(45293 -) الغلام مرتهن بعقيقته، فأهريقوا عنه الدم وأميطوا
عنه الأذى (طب - عن سلمان بن عامر).
(45284 -) في الإبل فرع وفي الغنم فرع، ويعق عن
الغلام ولا يمس رأسه بدم (طب - عن يزيد بن عبد المزني
عن أبيه).
(45295 -) في الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه
الأذى (ن - عن سلمان بن عامر) (2)
الاكمال
(45296 -) إذا كان يوم سابعه فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه
الأذى (ط ب - عن ابن عمر)

(1) أخرجه الترمذي في كتاب الأضاحي رقم 1515 ص
(2) أخرجه النسائي في العقيقة باب العقيقة عن الغلام رقم 4219. ص
433

(45297 -) اذبحوا على اسمه فقولوا: بسم الله اللهم! لك وإليك
هذه عقيقة فلان (ابن المنذر - عن عائشة).
(45298 -) لا أحب العقوق، من ولد له منكم مولود فأحب
ينسك عنه فليفعل، عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة (ك - عن
عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، حم، والبغوي، ق - عن رجل
من بني حمزة).
(45299 -) عن الغلام عقيقتان، وعن الجارية عقيقة (طب -
عن ابن عباس).
(45300 -) يعق عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة
اذبحوا على اسمه وقولوا: بسم الله والله أكبر، اللهم! لك وإليك،
هذه عقيقة فلان (ق - عن عائشة).
(45301 -) كل مولود مرتهن بعقيقته، فأهريقوا عنه دما
وأميطوا عنه الأذى (طب - عن سلمان بن عامر الضبي).
(45302 -) اجعلوا مكان الدم خلوقا (حب - عن عائشة قالت:
كانوا في الجاهلية إذا عقوا عن الصبي خضبوا قطنة بدم العقيقة وإذا
حلقوا رأس الصبي وضعوها على رأسه، فقال النبي ص
فذكره.
434

(45303 -) لا تعقي عنه بشئ، ولكن احلقي شعر رأسه ثم
تصدقي بوزنه من الورق في سبيل الله على الاوفاض (1) والمساكين
(حم، طب، ق - عن أبي رافع).
الفصل الثالث في الختان
(45304 -) اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم (حم،
ق (2) عن أبي هريرة، نقل في ذكر إبراهيم).
(45305 -) الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء (حم - عن
والد أبي المليح).
(45306 -) اخفضي (3) ولا تنهكي (4) فإنه أنضر للوجه وأحظى
عند الزوج (طب، ك - عن الضحاك بن قيس الفهري).
(45307 -) إذا اختتنت فلا تنهكي، فان ذلك أحظى للمرأة

(1) الاوفاض: هو الفرق والاخلاط من الناس. من وفضت الإبل:
أي تفرقت النهاية 5 / 21. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب من فضائل إبراهيم الخليل ص
رقم 151. ص
(3) اخفضي: الخفض للنساء كالختان للرجل. النهاية 2 / 54. ب
(4) لا تنهكي: لا تبالغي في استقصاء الختان. النهاية 5 / 137. ب
435

وأحب إلى البعل (هق - عن أم عطية).
(45308 -) إذا خفضت فأشمي (1)، ولا تنهكي، فإنه أحسن
للوجه وأرضى للزوج (خط - عن علي.
(45309 -) إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي، فإنه أسرح للوجه
وأحظى عند الزوج (طس - عن أنس).
(45310 -) إن الأقلف لا يترك في الاسلام حتى يختتن ولو
بلغ ثمانين سنة (هق - عن الحسن بن علي).
(45311 -) لا تنهكي، فان ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى
البعل (د - عن أم عطية).
(2)
الاكمال
(45312 -) اختنوا أولادكم يوم السابع، فإنه أطهر وأسرع
نباتا للحم، وأروح للقلب (أبو حفص عمر بن عبد الله بن زاذان في
فوائده، والديلمي - عن علي).
(45313 -) يا أم عطية! اخفضي ولا تنهكي، فإنه أسر للوجه

(1) أشمي: شبه القطع اليسير باشمام الرائحة. النهاية 2 / 503. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب ما جاء في الختان رقم 5271. ص
436

وأحظى عند الزوج (ق، والخطيب في المتفق والمفترق - عن الضحاك
ابن قيس).
(45314 -) يا أم عطية! إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي، فإنه
أسر للوجه وأحظى عند الزوج (ثعلب في أماليه، طس، عد، ق
والخطيب، عن أنس).
(45315 -) يا أم عطية! اخفضي ولا تنهكي، فإنه أسر للوجه
وأحظى عند الزوج (ابن منده، وابن عساكر - عن الضحاك
ابن قيس).
الفصل الرابع في حقوق وآداب متفرقة
وفيه خمسة فروع
الفرع الأول في كف الصبيان وقت المغرب عن الخروج
(45316 -) كفوا صبيانكم عند العشاء، فان للجن انتشارا
وحفظة (ه‍ - عن جابر).
(45317 -) احبسوا صبيانك حتى تذهب فوعة (1) العشاء،
فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين (ك - عن جابر).

(1) فوعة العشاء: أي أوله. كفورته. النهاية 3 / 479 ب.
437

(45318 -) إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم، فان الشياطين
تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب
واذكروا اسم الله تعالى، وإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا، وأوكوا (1)
قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا (2) آنيتكم واذكروا اسم الله
ولو أن تعرضوا عليه شيئا، وأطفئوا مصابيحكم (حم، ق، د، ن،
عن جابر) (3).
(45319 -) إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم، فإنها ساعة
تنتشر فيها الشياطين (طب - عن ابن عباس).
(45320 -) أمسكوا أنفسكم وأهليكم في البيوت عند فورة (4)
العشاء الأولى، فان فيها تعم الجن (عبد بن حميد - عن جابر).
(45321 -) لا ترسلوا مواشيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس

(1) أوكوا: شدوا رؤوسها بالوكاء لئلا يدخلها حيوان أو يسقط فيها شئ
النهاية 2 / 222. ب
(2) خمروا: التخمير: التغطية. النهاية 2 / 77. ب
(3) أخرجه مسلم كتاب الأشربة. قم 97. ص
(4) فوره: فور كل شئ أوله. النهاية 3 / 478. ب
438

حتى تذهب فحمة (1) العشاء، فان الشياطين تبعث إذا غابت
الشمس حتى تذهب فحمة العشاء (حم، م، (2) د - عن جابر).
الاكمال
(45322 -) إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم،
فان الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوها
وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله، فان الشيطان لا يفتح بابا
مغلقا، وأوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم
واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا، وأطفئوا مصابيحكم
(خ، حم، م، د، ن، وابن خزيمة، حب - عن جابر).
(45323 -) اتقوا فورة العشاء (حم - عن جابر).
الفرع الثاني في الامر بالصلاة
(45324 -) مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين،

(1) فحمة العشاء: هي إقباله وأول سواده ويقال للظلمة التي بين صلاتي
العشاء: الفحمة. النهاية 3 / 217. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة رقم 98. ص
439

واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا
زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره فلا ينظر إلى ما دون السرة
وفوق الركبة (حم، د (1)، ك - عن ابن عمر).
(45325 -) إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة (د (1) هق - عن رجل من الصحابة).
(45326 -) تجب الصلاة على الغلام إذا عقل، والصوم إذا
أطاق، والحدود والشهادات إذا احتلم (المرهبي في العلم - عن ابن
عباس).
(45327 -) علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها
ابن عشر (حم، ت، طب، ك - عن سبرة). 45328 - إذا أفصح أولادكم فعلموهم لا إله إلا الله، ثم لا
تبالوا متى ماتوا، وإذا اثغروا (3) فمروهم بالصلاة (ابن السني في عمل
يوم وليلة - عن ابن عمرو).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الصلاة رقم 495 ورقم 496. ص
(2) اثغروا: الاثغار: سقوط سن الصبي ونباتها. والمراد به هاهنا
السقوط يقال إذا رواضع الصبي فإذا نبتت بعد السقوط قيل ثغر. النهاية 1 / 213 ص
440

(45329 -) إذا بلغ أولادكم سبع سنين ففرقوا بين فرشهم،
وإذا بلغوا عشر سنين فاضربوهم على الصلاة (قط، ك - عن سبرة
ابن معبد).
(45330 -) علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوهم عليها
إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع (البزار - عن أنس).
(45331 -) مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، وإذا بلغ
عشر سنين فاضربوه عليها (د (1) - عن ميسرة).
الاكمال
(45332 -) افتحوا على صبيانكم أول كلمة لا إله إلا الله،
ولقنوهم عند الموت لا إله إلا الله، فإنه من كان أول كلامه لا إله
إلا الله وآخر كلامه لا إله إلا الله ثم عاش ألف سنة ما سئل عن
ذنب واحد (كر - عن: غريب - في تاريخه، هب - عن
ابن عباس).
(45333 -) إذا بلغ الغلام سبع سنين فأمروه بالصلاة، فإذا بلغ
عشرا فاضربوه عليها (ش - عن سبرة بن معبد).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الصلاة رقم 494. ص
441

(45334 -) اضربوا على الصلاة لسبع، واعزلوا فراشه لتسع،
وزوجوه لسبع عشرة إن كان، فإذا فعل ذلك فليجلسه بين يديه ثم
ليقل لا جعلك الله علي فتنة في الدنيا ولا في الآخرة (ابن السني في
عمل يوم وليلة - عن أنس).
(45335 -) مروهم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لثلاث عشرة
(قط، طس - عن أنس).
(45336 -) فرقوا بين أولادكم في المضاجع إذا بلغوا سبع سنين
(ن - عن ابن عمرو).
(45337 -) من بلغ ولده النكاح وعنده ما ينكحه فلم ينكحه ثم
أحدث حدثا فالاثم عليه (الديلمي - عن ابن عباس).
(45338 -) الولد سيد سبع سنين، وخادم سبع سنين، ووزير
سبع سنين، فان رضيت مكانفته (1) لاحدى وعشرين، وإلا فاضرب
على كتفه، قد أعذرت إلى الله فيه (الحاكم في الكنى، طس - عن

(1) مكانفته: في حديث أبي ذر: قال له رجل: ألا أكون لك صاحبا
أليف راعيك وأقتبس منك. أي أعينه وأكون إلى جانبه أو أجعله
في كنف وكنفت الرجل: إذا قمت بأمره وجعلته في كنفك. اه‍.
النهاية 4 / 206 ب.
442

أبي جبيرة بن محمود بن أبي جبيرة عن أبيه عن جده، وأورده ابن
الجوزي في الموضوعات).
(45339 -) من سقى ولده شربة ماء في صغره سقاه الله سبعين
شربة من ماء الكوثر يوم القيامة (أبو نعيم - عن ابن عمر).
الفرع الثالث في الرمي والسباحة
(45340 -) حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة والسباحة
والرماية، وأن لا يرزقه إلا طيبا (الحكيم، وأبو الشيخ في الثواب،
هب - عن أبي رافع).
(45341 -) علموا بنيكم الرمي، فإنه نكاية العدو (فر -
عن جابر).
(45342 -) علموا أبناءكم السباحة والرمي والمرأة المغزل (هب -
عن عمر).
(45343 -) علموا أولادكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة
في بيتها الغزل! وإذا دعاك أبواك فأجب أمك (ابن منده في المعرفة
وأبو موسى في الذيل، فر - عن بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري).
443

الاكمال
(45344 -) يلزم الوالد من الحقوق لولده ما يلزم الولد من الحقوق
لوالده (ابن النجار - عن أبي هريرة).
(45345 -) كيف بك يا أبا رافع إذا افتقرت؟ قال: أفلا
أتقدم في ذلك؟ قال: بلى، ما مالك؟ قال: أربعون ألفا وهي لله!
قال: لا، أعط بعضا وأمسك بعضا، وأصلح إلى ولدك، قال:
أولهم علينا حق كما لنا عليهم؟ قال: نعم، حق الولد على الوالد أن
يعلمه كتاب الله والرمي والسباحة وأن يورثه طيبا (حل - عن
أبي رافع).
الفرع الرابع في العدل بين العطية لهم
(45346 -) ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلا
أحدا لفضلت النساء (طب، خط، وابن عساكر - عن ابن عباس).
(45347 -) اعدلوا بين أولادكم في النحل (1) كما تحبون أن
يعدلوا بينكم في البر واللطف (طب - عن النعمان بن بشير).

(1) النحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق. اه‍.
النهاية 5 / 29 ب.
444

(45348 -) اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم
(طب - عن النعمان بن بشير).
(45349 -) اتقوا الله واعدلوا في أولادكم (ق - عنه).
(45350 -) إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في
القبل (ابن النجار - عن النعمان بن بشير).
(45351 -) القبلة حسنة والحسنة عشرة (حل - عن ابن عمر).
الاكمال
(45352 -) اتق الله واعدل بينهم كما لك عليهم من الحق أن
يبروك (طب - عن النعمان).
(45353 -) اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم (خ، م (1) - عن
النعمان بن بشير).
(45354 -) أعدلوا بين أولادكم، أعدلوا بين أولادكم (ق، وابن
النجار - عنه عن شيخ من أهل مكة).
(45355 -) اعدلوا بين أولادكم (د 2)، ن - عن النعمان بن بشير).

(1) أخرجه مسلم كتاب الهبات. قم 13. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب البيوع رقم 3544. ص
445

(45356 -) إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم (طب -
عن النعمان بن بشير).
(45357 -) إن عليكم من الحق أن تعدل بين ولدك كما عليهم من
الحق أن يبروك (ط، ق - عنه).
(45358 -) إن لهم عليك من الحق أن تعدل بينهم كما أن لك
عليهم من الحق أن يبروك (طب - عنه).
(45359 -) سووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلا
أحدا لفضلت النساء (ص، طب، ق - عن يحيى بن أبي كثير عن
عكرمة عن ابن عباس).
(45360 -) سووا بين أولادكم في العطية، فاني لو كنت مؤثرا
أحدا على أحد لآثرت النساء على الرجال (ص، كر - عن يحيى بن
أبي كثير مرسلا).
(54361 -) لا أشهد ولو على رغيف محترق (ابن النجار - عن
سهل بن سعد أن رجلا قال: يا رسول الله! اشهد بغلامي هذا لابني،
قال: الكل ولدك جعلت مثله؟ قال: لا - فذكره).
446

الفرع الخامس في بر البنات والصبر عليهن
(45362 -) من ابتلى بشئ من البنات فصبر عليهن كن له
حجابا من النار (ت - عن عائشة) (1).
(45363 -) من ابتلي من هذه البنات بشئ فأحسن إليهن كن
له سترا من النار (حم، ق، ت - عن عائشة).
(45364 -) من كانت له أنثى فلم يئذها ولم يهنها ولو يؤتر ولده
عليها أدخله الله الجنة (د - عن ابن عباس).
(45365 -) يا سراقة! ألا أخبرك بأعظم الصدقة! إن من أعظم
الصدقة أجرا بنتك، فإنها مردودة إليك ليس لها كاسب غيرك
(حم، ه‍، ك - عن سراقة بن مالك).
(45366 -) ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث
أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار (هب - عن عائشة).
(45367 -) لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات
فيحسن إليهن إلا دخل الجنة (ت - عن أبي سعيد).

(1) أخرجه الترمذي كتاب البر باب ما جاء في النفقات على البنات رقم
1979 وقال حسن. ص
447

(45368 -) من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن وأطعمهن
وسقاهن وكساهن من جدته (1) كن له حجابا من النار يوم القيامة
(حم، ه‍ - عن عقبة بن عامر الجهني).
(45369 -) من كانت له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو
ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة (حم،
ت (2)، حب - عن أبي سعيد).
(45370 -) ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما
صحبتاه إلا أدخلتاه الجنة (حم، خد، الخرائطي في مكارم الأخلاق
ك، حب - عن ابن عباس).
(45371 -) ما من رجل تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه
أو صحبهما إلا أدخلتاه الجنة (ه‍ - عن ابن عباس).
(45372 -) من عال جاريتين حتى تدركا دخلت أنا وهو الجنة
كهاتين (م، ت - عن أنس).

(1) جدته: جد فيه وأجد: إذا اجتهد. اه‍ النهاية 1 / 44. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب البر باب ما جاء في النفقات رقم 1977 وقال
المنذري: إسناده صحيح. ص
448

(45373 -) من عال ثلاث بنات فأدبهن وأحسن إليهن فله الجنة
(د - عن أبي سعيد).
45374 لا تكرهوا البنات، فإنهن المؤنسات الغاليات
(حم، طب - عن عقبة بن عامر).
(45375 -) إذا أتى على الجارية تسع سنين فهي امرأة (خط،
فر، وابن عساكر - عن ابن عمر).
(45376 -) الحمد لله، دفن البنات من المكرمات (طب - عن
ابن عباس).
(45377 -) دفن البنات من المكرمات (طب - عن
ابن عمر).
الاكمال
(45378 -) إذا وجد للرجل ابنة بعث الله ملائكة يقولون:
السلام عليكم أهل البيت! فيكسونها بأجنحتها، ويمسحون بأيديهم
على رأسها ويقولون: ضعيفة خرجت من ضعيفة، القيم عليها يعان
إلى يوم القيامة (طس - عن نبيط بن شريط).
(45379 -) إذا ولدت الجارية بعث الله عز وجل إليها ملكا
449

يزف البركة زفا يقول: ضعيفة خرجت من ضعيفة، القيم عليها
معان إلى يوم القيامة، وإذا ولد الغلام بعث الله إليه ملكا من
السماء فقبل بين عينيه وقال: الله يقرئك السلام (طس - عن أنس).
(45380 -) إن الله عز وجل يحب أبا البنات الصابر المحتسب
(أبو الشيخ - عن أبي هريرة، وفيه إسحاق بن بشر).
(45381 -) ما من مسلم يكون له ثلاث بنات فينفق عليهن
حتى يبن (1) أو يمتن إلا كن له حجابا من النار، قيل: أو
اثنتان؟ قال: واثنتان (الخرائطي في مكارم الأخلاق، طب - عن
عوف بن مالك).
(45382 -) أنا وامرأة سفعاء (2) ذات منصب وجمال حبست
نفسها على بناتها حتى بانوا أو ماتوا في الجنة كهاتين (الخرائطي -
عن أبي هريرة).

(1) يبن: بفتح الياء أو يتزوجن. يقال: أبان فلان بنته وبينها
إذا زوجها وبانت هي إذا تزوجت. وكأنه من البين: البعد. أي
بعدت عن بيت أبيها. النهاية 1 / 175. ب
(2) سفعاء: الحانية على ولدها. السفعة: نوع من السواد ليس بالكثير
أراد أنها بذلت نفسها وتركت الزينة والترفه حتى أشحب لونها واسود
إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها. النهاية 2 / 374 ب.
450

(45383 -) من زوج بنتا توجه الله يوم القيامة تاج الملك (ابن
شاهين - عن عائشة.
(45384 -) من عال ابنتين أو أختين أو ثلاثا حتى يبن أو يموت
عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين (عبد بن حميد، حب - عن
ثابت - عن أنس).
(45385 -) من عال ثلاث بنات حتى يين كن له حجابا من
النار (الخطيب - عن أنس).
(45386 -) من عال ابنتين أو أختين أو خالتين عمتين أو جدتين
فهو معي في الجنة كهاتين، فان كن ثلاثا فهو مفرح، وإن كن
أربعا أو خمسا فيا عباد الله! أدركوه أقرضوه ضاربوه (طب، وأبو
نعيم - عن أبي المجبر).
(45387 -) من عال ثلاث بنات فأنفق عليهن وأحسن إليهن
حتى يغنيهن الله عنه أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل عملا لا يغفر
له، قيل: أو اثنتين؟ قال أو اثنتين (الخرائطي في مكارم الأخلاق
عن ابن عباس).
(45388 -) من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فاتقى
451

الله وقام عليهن كان معي في الجنة هكذا - وأشار بأصابعه الأربع
(حم، ع، وأبو الشيخ، والخرائطي في مكارم الأخلاق -
عن أنس).
(45389 -) من كان له ثلاث بنات يعولهن ويرحمهن فله بهن
الجنة (قط في الافراد - عن جابر).
(45390 -) من كانت له بنتان فأطعهما وسقاهما وكساهما من
جدته فصبر عليهما كن له حجابا من النار، ومن كانت له ثلاث
فصبر عليهن وسقاهن وأطعمهن وكساهن كن له حجابا من النار،
ولم يكن عليه صدقة ولا جهاد (الحاكم في الكنى - عن أبي عرس،
وقال: سنده مجهول ضعيف).
(45391 -) من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها فأحسن
تعليمها فأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له منعة وسترا
من النار (طب، والخرائطي في مكارم الأخلاق - عن ابن مسعود).
(45392 -) من كانت له أختان فأحسن صحبتهما دخل بينهما
الجنة (حم - عن ابن عباس).
(45393 -) من كانت له ثلا ث بنات أو أخوات فصبر على
452

لأوائهن أو ضرائهن وسرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن،
قيل: وثنتين؟ قال: وثنتين، قيل: وواحدة؟ قال: وواحدة
(الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن أبي هريرة).
(45394 -) من كانت له ابنتان أو أختان يعولهن حتى يبنهن
إلا كان في الجنة معي هكذا وجمع بيه أصبعيه: السبابة والوسطى
(طب، ض - عن أنس).
(45395 -) من كانت له بنتان أو أختان فأحسن إليهما ما صحبتاه
كنت أنا وهو في الجنة كهاتين (الخرائطي في مكارم الأخلاق -
عن أنس).
(45396 -) من كانت له ابنة فهو متعب، ومن كانت له ابنتان
فهو مثقل، ومن كانت له خمس بنات فهو معي في الجنة كهاتين،
ومن كانت له ست بنات لم يحجب من أي أبواب الجنة الثمانية شاء
(أبو الشيخ - عن أنس).
(45397 -) من كن له ثلاث بنات يموتهن ويرحمهن ويكفلهن
وجبت له الجنة البتة، قيل: يا رسول الله! وإن كن اثنتين؟ قال:
وإن كن اثنتين (حم، وابن منيع، ض - عن جابر).
(45398 -) من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفلهن
453

وجبت له الجنة، قيل: وثنتين؟ قال: وثنتين، قيل: وواحدة؟ قال:
وواحدة (طس - عن أبي هريرة).
(45399 -) البنات هن المشفقات المجهزات المباركات، من كانت
له ابنة واحدة جعلها الله له سترا من النار، ومن كانت عنده ابنتان
أدخل الجنة بهما، ومن كانت عند ثلاث بنات أو مثلهن من الأخوات
وضع عنه الجهاد والصدقة (الديلمي - عن أبان عن أنس).
(45400 -) من ولدت له ابنة فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده
عليها - يعني الذكور - أدخله الله بها الجنة (حم، ك - عن ابن
عباس).
(45401 -) يعمد أحدكم إلى ابنته فيزوجها القبيح الذميم انهن
يردن ما تريدون (أبو نعيم - عن الزبير).
(45402 -) ما من أحد تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبناه
وصحبهما إلا أدخلناه الجنة (طب - عن ابن عباس).
(45403 -) ما من أمتي أحد يكون له ثلاث بنات أو ثلاث
أخوات يعولهن حتى يبن أو يمتن إلا كان معي في الجنة هكذا
وجمع بين إصبعيه السبابة والوسطى (طس - عن أنس).
454

(45404 -) أنفقي عليهم فلك أجر ما أنفقت عليهم (خ، م -
عن أم سلمة قالت: قلت يا رسول الله إلى أجر إن أنفق على بني
أبي سلمة، إنما هم بني، قال - فذكره، حم - عن رائطة امرأة عبد
الله بن مسعود مثله).
(45405 -) إن الله تعالى قد أوجب لها الجنة وأعتقها بها من
النار (حم، م (1) - عن عائشة قالت: جائتني مسكينة تحمل ابنتين
لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت
إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتاها ابنتاها فشقت التمرة بينهما، فذكرت
ذلك لرسول الله ص قال - فذكره).
(45406 -) قد رحمها الله برحمتهما ابنيها (طب - عن السيد
الحسن قال: جاءت امرأة إلى النبي ص ومعها ابنان لها. فأعطاها
ثلاث تمرات، فأعطت ابنيها كل واحد منهما تمرة فأكلا تمرتيها،
ثم جعلا ينظران إلى أمهما، فشقت تمرتها نصفين بينهما، فقال
فذكره).

(1) أخرجه مسلم كتاب البر رقم 2630. ص
455

أحاديث متفرقة
(45407 -) أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة، وأومأ
بالوسطى والسبابة، امرأة آمت من زوجها ذات منصب وجمال
وحبست نفسها على يتاماها حتى بانوا أو ماتوا (د (1) - عن عوف
ابن مالك).
(45408 -) من ربى صغير حتى يقول: لا إله إلا الله لم
يحاسبه الله (طس، عد - عن عائشة).
(45409 -) أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم،
وحب أهل بيته، وقراءة القرآن، فان حملة القرآن فظل الله يوم
لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه (أبو نصر عبد الكريم الشيرازي
في فوائده، فر، وابن النجار - عن علي).
(45410 -) أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم (ه‍ - عن أنس).
(45411 -) ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن (ت،
ك - عن عمرو بن سعيد بن العاص).
(45412 -) مكتوب في التوراة: من بلغت له ابنة اثنتي عشرة

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب رقم 5149. ص
456

سنة فلم يزوجها فأصابت إثما فاثم ذلك عليه (هب - عن عمرو
عن أنس).
(45413 -) من كان له صبي فليتصاب له (ابن عساكر - عن
معاوية).
(45414 -) من ولد له ولد فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه
اليسرى لم تضره أم الصبيان (ع - عن الحسين).
(45415 -) إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد البزار -
عن ابن عمر).
(45416 -) إن من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة، وأن
يحسن اسمه، وأن يزوجه إذا بلغ (ابن النجار - عن أبي هريرة).
(45417 -) رحم الله والدا أعان ولده على بره (أبو الشيخ في
الثواب - عن علي).
(45418 -) ما علمته إذا كان جاهلا ولا أطعمته إذ كان ساغبا (1)
(حم، د، ن، ه‍، ك - عن عباد بن شرحبيل).
(45419 -) أعينوا أولادكم على البر، من شاء استخر العقوق

(1) ساغبا: أي جائعا. وقيل لا يكون السغب إلا مع التعب. اه‍.
النهاية 2 / 371. ب
457

من ولده طس - عن أبي هريرة).
(45420 -) إذا كان الغلام يتيما فامسحوا برأسه هكذا إلى قدام،
وإذا كان له أب فامسحوا برأسه هكذا إلى خلفه من مقدمه (طس -
عن ابن عباس).
45421 حزقة (1) حزقه ترق عين بقه (وكيع في
الغرر، وابن السني في عمل يوم وليلة، خط، وابن عساكر - عن
أبي هريرة).
(45422 -) أو أملك إن نزع الله من قلبك الرحمة (حم، ق،
ه‍ - عن عائشة).
(45423 -) صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان (م (2)
د - عن أبي هريرة).
(45424 -) التراب ربيع الصبيان (خطفي رواية مالك - عن

(1) حزقه: الضعيف المتقارب الخطو من ضعفه. وقيل القصير العظيم
البطن نذكرها له على سبيل المداعبة والتأنيس له فترقى الغلام حتى
وضع قدميه على صدره. ترق: بمعنى اصعد.
عين بقه: كناية عن صغر العين. اه‍ 1 / 378. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الفصائل رقم 2367. ص
458

سهل بن سعد، د - عن ابن عمر).
الاكمال
(45425 -) ما أنا وامرأة سفعاء الخدين إذا حنت على ولدها
وأطاعت ربها وأحصنت فرجها إلا كهاتين - وقرن بين إصبعيه (طب -
عن أبي أمامة).
(45426 -) أنا وامرأة سفعاء ذا ت منصب وجمال حبست نفسها
على بناتها حتى بانوا أو ماتوا في الجنة كهاتين (الخرائطي - عن
أبي هريرة).
(45427 -) يا أبا أمامة! ما أنا وامرأة سفعاء الخدين سفعاء
المعصمين آمنت بربها وتحننت على ولدها إلا كهاتين، والله أذهب
فخر الجاهلية وتكبرها بآبائها، كلكم لادم وحواء كطف الصاع،
وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، فمن أتاكم من ترضون دينه
وأمانته فزوجوه (هب - وضعفه - عن أبي أمامة).
(45428 -) ما يعجبك منها، لقد رحمها الله برحمتها صبيتها
(ك - عن أنس).
(45429 -) حرم الله عز وجل الجنة على كل آدمي يدخلها قبلي،
غير أني أنظر عن يميني فإذا امرأة تبادرني إلى باب الجنة فأقول:
459

ما لهذه تبادرني؟ فيقال لي: يا محمد! هذه امرأة كانت حسناء جميلة
كان لها يتامى فصبرت عليهن حتى بلغ أمرهن الذي بلغ، فشكر الله
لها ذاك (الخرائطي في مكارم الأخلاق، والديلمي - عن
أبي هريرة).
(45430 -) حزفة حزفة! ترق عين بقه - قال للحسن (وكيع
في الغرر والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة).
45431 ترق عين بقه (ابن السني في عمل يوم وليلة -
عن أبي هريرة).
(45432 -) زوجوا أبناءكم وبناتكم، حلوهن الذهب والفضة،
وأجيدوا لهن الكسوة، وأحسنوا إليهن بالنحلة ليرغب فيهن (ك -
في تاريخه عن ابن عمر).
(45433 -) قاتل الله الشيطان! إن الولد فتنة، والله ما علمت
أني نزلت عن المنبر حتى أتيت به (طب - عن ابن عمر قال: رأيت
رسول الله ص على المنبر يخطب فخرج الحسن فعثر فسقط على وجهه،
فنزل عن المنبر يريده فأخذه الناس فأتوا به قال - فذكره).
(45434 -) إنما هي ريحانتك (عبد الرزاق - عن ابن جريج).
(45435 -) ما ورث والد ولده أفضل من أدب (العسكري
وابن النجار - عن ابن عمر).
460

(45436 -) من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن
أدبه (ابن النجار - عن أبي هريرة).
(45437 -) لان يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل
يوم بصاع (العسكري في الأمثال - عن جابر بن سمرة).
(45438 -) لان يؤدب أحدكم ولده خيله من أن يتصدق كل
يوم بنصف صاع على مسكين (طب، ك - عنه).
الباب الثامن في بر الوالدين
الام
(45439 -) الجنة تحت أقدام الأمهات (القضاعي، خطفي
الجامع - عن أنس).
(45440 -) أمكم! ثم أمك! ثم أمك! ثم أباك! ثم الأقرب
فالأقرب (حم، د، ت، ك - عن معاوية بن حيدة عن
أبي هريرة). 45441 - لو كان جريح الراهب فقيها عالما لعلم أن إجابته
دعاء أمه أولى من عبادة ربه (الحسن بن سفيان، والحكيم، وابن
قانع، هب - عن حوشب الفهري).
461

(45442 -) من قبل بين عيني أمه كان له سترا من النار (عد،
هب - عن ابن عباس).
(45443 -) الزم رجلها، فان الجنة تحت أقدامها - يعني الوالدة
(حم، ن - عن فاطمة).
(45444 -) الزم رجلها فثم الجنة (ه‍ - عنها).
(45445 -) الأب والام! آمرك بالوالدين خيرا (حم - عن
ابن عمر).
(45446 -) أوصي الرجل بأمه! أوصي الرجل بأمه أوصى الرجل بأمه! أوصي
الرجل بأبيه! أوصي الرجل بمولاه الذي يليه وإن كان عليه من أذى يؤذيه
(حم، ه‍ ك، هق - عن أبي سلامة).
(45447 -) إن الله تعالى يوصيكم بأمهاتكم - ثلاثا، إن الله
تعالى يوصيكم بآبائكم - مرتين، إن الله تعالى يوصيكم بالأقرب فالأقرب
(خد، ه‍، طب، ك - عن المقدام).
(45448 -) أتاني جبريل فقال: يا محمد ص! من أدر ك أحد
والديه فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين،
قال: يا محمد ص! من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل
462

النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت: آمين، قال: من ذكرت
عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل: آمين، فقلت
آمين (طب عن جابر بن سمرة).
(45449 -) استغفار الولد لأبيه من بعد الموت من البر (ابن
النجار - عن أبي أسيد مالك بن زرارة).
(45450 -) أما علمت أنك ومالك من كسب أبيك (طب -
عن ابن عمرو).
(45451 -) أنت ومالك لوالدك إن أولادكم من أطيب كسبكم
فكلوا مما كسب أولادكم (حم، د، ه‍ - عن ابن عمرو).
(35452 -) قد أجرك الله ورد عليك في الميراث (حم، م، 4،
عن بريدة).
(45453 -) هما جنتك ونارك - يعني الوالدين (ه‍ - عن
أبي أمامة).
(45454 -) لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا
الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه (ه‍، والحكيم
عن ثوبان).
463

(45455 -) من الكبائر شتم الرجل والديه، يسب الرجل أبا
الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه (ق، ت - عن
ابن عمر).
(45456 -) إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه،
يلعن أبا الرجل فيلعن أباه، ويلعن أمه فيعلن أمه (د - عن
ابن عمرو).
(45457 -) إذا حج الرجل عن ولديه تقبل منه ومنهما، وابتشر
به أرواحهما في السماء (قط - عن زيد بن أرقم).
(45458 -) اثنتان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين
(تخ، طب - عن أبي بكرة).
(45459 -) إن الله تعالى لا يحب العقوق (حم - عن
ابن عمر).
(45460 -) احفظ ود أبيك، لا تقطعه فيطفئ الله نورك
(خد، طس، هب - عن ابن عباس).
(45461 -) إذا نظر الوالد إلى ولده نظرة كان للولد عدل
عتق نسمة (طب - عن ابن عباس).
464

(45462 -) إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد
أن يولي الأب (حم، خد، م، د، ت - عن ابن عمر)
. 45463 - من البر أن تصل صديق أبيك (طس -
عن أنس).
(45464 -) من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان
أبيه من بعده (4، حب - عن ابن عمر).
(45465 -) أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم، وأسرع الشر
عقوبة: البغي ووقيعة الرحم (ت، ه‍ - عن عائشة).
(45466 -) بابان يعجلان عقوبتهما: البغي والعقوق (ك -
عن أنس).
(45467 -) إن الله تعالى يزيد في عمر الرجل ببره والديه (ابن
منيع، عد - عن جابر).
(45468 -) إن عم الرجل صنو (1) أبيه (طب - عن
ابن مسعود).
(45469 -) عم الرجل صنو أبيه (ت - عن علي، طب - عن
ابن عباس).

(1) صنو: الصنو: المثل. النهاية 3 / 57. ب
465

(45470 -) العم والد (ض 4 - عن عبد الله بن الوراق مرسلا).
(45471 -) أنت ومالك لأبيك (ه‍ عن جابر، طب - عن
سمرة وابن مسعود).
(45472 -) الأكبر من الاخوة بمنزلة الأب (طب، عد،
هب - عن كليب الجهني).
(45473 -) حق كبير الاخوة على صغيرهم كحق الوالد على
ولده (هب - عن سعيد بن العاص).
(45474 -) بر الوالدين يجزئ من الجهاد (ش - عن
الحسن مرسلا).
(45475 -) بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص
الرزق، والدعاء يرد القضاء، ولله عز وجل خلقه قضاآن: قضاء
نافذ، وقضاء محدث، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء
على الشهداء فضل درجة (أبو الشيخ في التوبيخ، عد - عن
أبي هريرة).
(45476 -) بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم
(طس - عن ابن عمر).
466

(45477 -) بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا عن النساء تعف
نساؤكم، ومن تنصل إليه أخوه فلم يقبل فلن يرد على الحوض (طب،
ك - عن جابر).
(45478 -) رغم أنفه! ثم رغم أنفه! ثم رغم أنفه! من
أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة (حم،
م (1) عن أبي هريرة).
(45479 -) طاعة الله طاعة الوالد، ومعصية الله معصية الوالد
(طس - عن أبي هريرة).
(45480 -) العبد المطيع لوالديه ولربه في أعلى عليين (فر -
عن أنس).
(45481 -) فيهما فجاهد - يعني الوالدين (حم، ق، 3 - عن
ابن عمرو).
(45482 -) من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان
مفتوحان من الجنة، وإن كان واحدا فواحدا (ابن عساكر - عن
ابن عباس)

(1) أخرجه مسلم كتاب البر باب رغم أنف رقم 2551. ص
467

(45483 -) من بر والديه طوبى له، زاد الله في عمره (خد،
ك - عن معاذ ابن أنس).
(45484 -) من حج عن أبيه أو أمه فقد قضى عنه حجته،
وكان له فضل عشر حجج (قط - عن جابر).
(45485 -) من حج عن والديه أو قضى عنهما مغرما (1) بعثه
الله يوم القيامة مع الأبرار (طس، قط - عن ابن عباس).
(45486 -) من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل يوم الجمعة فقرأ
عنده يس غفر له (عد - عن أبي بكر).
(45487 -) من زار قبر والديه أو أحدهما في كل جمعة مرة غفر
الله له وكتب بر (الحكيم - عن أبي هريرة).
(45488 -) ولد الرجل من كسبه من أطيب كسبه فكلوا من
أموالهم (د، ك - عن عائشة).
(45489 -) الوالد أوسط أبواب الجنة (حم، ت، ه‍، ك -
عن أبي الدرداء).

(1) مغرما: وهو الدين. ويريد به ما استدين فيما يكرهه الله. أو فيما
يجوز ثم عجز عن أدائه. اه‍ النهاية 3 / 363. ب
468

(45490 -) الولد من كسب الوالد (طس - عن ابن عمر).
(45491 -) لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه
فيعتقه (خد، م، د، ت، ن - عن أبي هريرة).
(45492 -) إنما سماهم الله تعالى الأبرار، لأنهم بروا الآباء
والأمهات والأبناء، كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك (طب -
عن ابن عمر).
(45493 -) تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس على الله، وتعرض
على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة، فيفرحون بحسناتهم،
وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا، فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم
الحكيم - عن والد عبد العزيز).
(45494 -) ليس الجها أن يضرب الرجل بسيفه في سبيل الله،
إنما الجها من عال والديه وعال ولده فهو في جهاد، ومن عال نفسه
فكفاها عن الناس فهو في جهاد (ابن عساكر - عن أنس).
(45495 -) ارجع إلى أبويك فاستأذنهما، فان أذنا لك فجاهد،
وإلا فبرهما (حم، د، ك - عن أبي سعيد).
(45496 -) ما من رجل ينظر إلى وجه والديه نظرة رحمة إلا
كتب له بها حجة مقبولة مبرورة (الرافعي - عن ابن عباس).
469

(45497 -) من أرضي والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه
فقد أسخط الله (ابن النجار - عن أنس).
بر الام من الاكمال
(45498 -) إذا كنت تصلي فدعاك أبواك فأجب أمك ولا تجب
أباك (الديلمي - عن جابر).
(45499 -) إن دعاك أبواك وأنت في الصلاة فأجب أمك ولا
تجب أباك (أبو الشيخ في الثواب والديلمي - عن جابر).
(45500 -) لو أدركت والدي أو أحدهما وقد افتتحت صلاة
العشاء وقرأت الفاتحة فدعتني أمي: يا محمد! لأجبتها (أبو الشيخ -
عن طلق بن علي).
(45501 -) إنه كان فيما قبلكم من الأمم رجل متعبد، صاحب
صومعة يقال له جريج وكانت له أم فكانت تأتيه فتناديه ويشرف
عليها فيكلمها، فأتته يوما وهو في صلاته مقبل عليها، فنادته فجعلت
تناديه رافعة رأسها إليه واضعة يدها على جبهتها: أي جريج! أي
جريج - ثلاث مرات، كل ذلك يقول جريج: أي رب! أمي
أو صلاتي، فغضبت فقالت: اللهم لا يموتن جريج حتى ينظر في
470

وجوه المومسات (1)، وبلغت بنت ملك القرية فحملت، فولدت
غلاما، فقالوا لها: من فعل هذا بك من صاحبك؟ قالت: هو
صاحب الصومعة جريج، فما شعر حتى سمع بالفؤس في أصل صومعته
فجعل يسألهم: ويلكم ما لكم؟ فلم يجيبوه، فلما رأى ذلك أخذ الحبل
فتدلى، فجعلوا يجؤون (2) أنفه ويضربونه، يقولون: مراء تخادع
الناس بعملك، قال: ويلكم ما لكم؟ قالوا: بنت صاحب القرية بنت
الملك التي أحبلتها! قال: فما فعلت، قالوا: ولدت غلاما، قال:
الغلام حي هو؟ قالوا: نعم، قال: فتولوا عني، فتولوا، فصلى
ركعتين ثم انتهى حتى مشى إلى الشجرة فأخذ منها غصنا، ثم أتى
الغلام وهو في مهده فضربه بذلك الغصن وقال: يا ابن الطاغية! من
أبوك؟ قال: أبي فلان الراعي. قالوا: إن شئت بنينا لك صومعتك
بذهب وإن شئت بفضة! قال: أعيدوها كما كانت (طب - عن
عمران بن حصين، طس - عن أبي حرب بن أبي الأسود).
(45502 -) هل بقي أحد من والديك؟ قال: أمي، قال: قابل

(1) المومسات: الفاجرات، الحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم
33 وهو في الصحيحين في كتاب الصلاة ومسلم في بر الوالدين. ص
(2) يجؤون: لغة في يجئ وجاء. اه‍. القاموس المحيط 1 / 11. ب
471

الله في برها، فإذا فعلت فأنت حاج ومعتمر ومجاهد، فإذا رضيت
عليك أمك فاتق الله وبرها (طس - عن أنس).
(45503 -) حية والدتك فبرها فتكون قريبا من الجنة (الخطيب -
عن أبي مسلم رجل من الصحابة).
(45504 -) لا تبرح من أمك حتى تأذن لك أو يتوفاها الموت
لان أعظم لاجرك (طب - عن ابن عباس).
(45505 -) كره لكم عقوق الأمهات (خ في التاريخ - عن
معقل بن يسار). 45506 - لعله أن يكون بطلقة (1) واحدة (طس - عن بريدة
أن رجلا قال: يا رسول الله! إني حملت أمي على عنقي فرسخين في
رمضاء شديدة أو ألقيت فيها بضعة من لحم لنضجت! فهل أديت
شكرها؟ قال - فذكره).
بر الأب من الاكمال
(45507 -) إذا نظر الوالد إلى ولده نظرة كان للولد عدل عتق
نسمة، قيل: يا رسول الله! وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة؟ قال

(1) طلقة: وجع الولادة. والطلقة: المرة الواحدة. اه‍ النهاية 3 / 136 ب
472

الله أكبر (طب - عن ابن عباس).
(45508 -) أطع أباك (طب - عن ابن عمرو).
(45509 -) أما علمت أنك ومالك من كسب أبيك (طب -
عن ابن عمر).
(45510 -) إن أولادكم هبة الله تعالى لكم، (يهب لن يشاء
إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) فهم وأموالهم لكم إذا احتجتم إليه
(ك، ق، والديلمي، وابن النجار - عن عائشة).
(45511 -) إن من بر رجل بأبيه أن يبر أهل ود أبيه (ابن
عساكر - عن ابن عمر).
(45512 -) من حق الوالد على ولده أن يخشع له عند الغضب،
ويؤثره عند الشكاية والوصب (1)، فان المكافئ ليس بالواصل،
ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها، ومن حق الولد على
والده أن لا يجحد نسبه وأن يحسن أدبه (ابن عساكر - عن ابن
مسعود وعن ابن عباس).
(45513 -) حق الوالد على ولده أن لا يسميه إلا بما سمى

(1) الوصب: التعب والفتور في البدن. اه‍ النهاية 5 / 190. ب
473

إبراهيم به أباه: يا أبت "، ولا يسميه باسمه (الديلمي - عن أنس).
(45514 -) لا تمش أمام أبيك، ولا تستسب له، ولا تجلس
قبله، ولا تدعه باسمه (ابن السني في عمل يوم وليلة - عن أبي
هريرة، طس - عن عائشة).
(45515 -) ما بر أباه من شد طرفه إليه (الخرائطي في مساوي
الأخلاق، وابن مردويه - عن عائشة).
(45516 -) يا عبد الله؟ طلق امرأتك وأطع أباك (ك - عن
ابن عمر).
(45517 -) لا يبقى للولد من بر الوالد إلا أربع: الصلاة
عليه، والدعاء له، وإنقاذ عهده من بعده، وصلة رحمه، وإكرام
صديقه (ق - عن أبي أسيد الساعدي).
بر الأب والام من الاكمال
(45518 -) أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الذي يلي، ذلك
حق واجب ورحم موصولة (د، والبغوي، وابن قانع، طب،
ق - عن كليب بن منفعة عن جده بكر بن الحارث الأنماري أنه قال:
يا رسول ص! من أبر؟ قال - فذكره)
474

(45519 -) بر أمك ثم أباك ثم أخاك ثم أختك (الديلمي -
عن ابن مسعود).
(45520 -) بر الوالدين يزيد في العمر، والدعاء يرد القضاء،
والكذب ينقص الرزق، ولله في خلقه قضاآن: فضاء محدث وقضاء
نافذ، وللأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل
درجة (عد، وابن صصري في أماليه، وابن النجار، والديلمي - عن
أبي هريرة).
(45521 -) من أحب أن يمد له في عمره وأن يزاد في رزقه
فليبر والديه وليصل رحمه (حم - عن أنس).
(45522 -) كان فيما أعطى الله تعالى موسى في الألواح: اشكر لي
ولوالديك أقك المتالف، وأفسح لك في عمرك، وأحيك حياة
طيبة، وأفلتك إلى خير منها (ابن عساكر - عن جابر).
(45523 -) من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل: يا رسول الله!
وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه
ويسب أمه فيسب أمه (خ، م، ت - عن ابن عمرو).
(45024 -) نومك على السرير برا بوالديك تضحكهما يضحكانك
475

أفضل من جلادك بالسيف في سبيل الله عز وجل (ابن لآل - عن
ابن عمر).
(45525 -) لا تقبل صلاة الساخط عليه أبواه غير ظالمين له (أبو
الحسن بن معروف في فضائل بني هاشم - عن أبي هريرة).
(45526 -) يأكل الوالدان من مال ولدهما بالمعروف وليس للولد
أن يأكل من مال والديه إلا بإذنهما (الديلمي - عن جابر).
(45527 -) يقال للعاق: اعمل ما شئت من الطاعة فاني لا أغفر
لك، ويقال للبار: اعمل ما شئت فاني أغفر لك (حل - عن عائشة).
(45528 -) ليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار،
وليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة (ك في تاريخه -
عن معاذ).
(45529 -) لم يتل القرآن من لم يعمل به، ولم يبر والديه من
أحد النظر إليهما في حال العقوق، أولئك برآء مني، وأنا منهم برئ
(قط - عن أبي هريرة).
(45530 -) ارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما (م - عن
زيد بن عمر)
476

(45531 -) فيهما فجاهد (حم، خ، م، د، ت، ن، حب -
عن ابن عمرو وقال: جاء رجل إلى النبي ص فاستأذنه في الجهاد،
فقال: أحي والدك؟ قال: نعم، قال - فذكره (طب - عن
ابن عمر)
(45532 -) ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما (حم، د، ن،
ه‍، ك، حب - عنه).
(45533 -) قد هجرت الشرك، ولكنه الجهاد، هل لك أحد
باليمن؟ قال أبوين: قال: أذنا لك؟ قال: لا، قال: ارجع فاستأذنهما
فان أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما (حب - عن أبي سعيد).
(45534 -) إن الرجل يموت والده أو أحدهما وإنه لعاق لهما،
فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله برا (كر - عن
أنس، وفيه يحيى بن عقبة كذبه ابن معين).
(45535 -) ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا
كتب الله بكل نظرة حجة مبرورة، قالوا: وإن نظر كل يوم
مائة مرة؟ قال: نعم، الله أكثر وأطيب (ك في تاريخه، وابن
النجار - عن ابن عباس).
477

(45536 -) النظر في ثلاثة أشياء عبادة: النظر في وجه الأبوين
وفي المصحف، وفي البحر (أبو نعيم - عن عائشة).
(45537 -) من أحزن والديه فقد عقهما (خط في الجامع -
عن علي).
(45538 -) من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد
ذلك فأبعده الله وأسحقه (ط، حمم، وأبو القاسم البغوي، والباوردي،
وابن السكن، وابن قانع، وأبو نعيم، طب، ص - عن أبي مالك،
البغوي: ولا أعلم له غيره قلت: ثان يأتي).
(45539 -) من أصبح والداه راضيين عنه، أصبح له بابان
مفتوحان من الجنة، ومن أمسى والداه راضيين عنه أمسى وله بابان
مفتوحان من الجنة، ومن أصبحا ساخطين عليه أصبح وله بابان
مفتوحان من النار، ومن أمسيا ساخطين عليه أمسى وله بابان مفتوحان
من النار، وإن كان واحدا فواحد، فقيل: وإن ظلماه؟ قال: وإن
ظلماه وإن ظلماه (قط في الافراد - عن زيد بن أرقم الديلمي - عن
ابن عباس).
(45540 -) من بر قسمهما وقضى دينهما ولم يستسب لهما كتب
بارا وإن كان عاقا في حياته، ومن لم يبر قسمهما ويقض دينهما
478

واستسب لهما كتب عاقا وإن كان بارا في حياته (طس - عن عبد
الرحمن بن سمرة).
(45541 -) من قضى دين والديه بعد موتهما وأوفى نذرهما ولم
يستسب لهما فقد برهما وإن كان عاقا بهما، ومن لم يقض دينهما ولم
يوف نذرهما واستسب لهما فقد عقهما وإن كان بهما بارا في حياتهما
(ابن عساكر - عن أبي هريرة).
(45542 -) الباب الأوسط مفتوح لبر الوالدين، فمن برهما
فتح له، ومن عقهما غلق دونه (ابن شاهين والديلمي - عن
أبي الدرداء).
(45543 -) من زار قبر والديه أو أحدهما في كل يوم جمعة
فقرأ عنده يس غفر الله له بعدد كل حرف منها (عد، والخليل،
وأبو الفتوح عبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفي في الأربعين، وأبو
الشيخ والديلمي وابن النجار والرافعي - عن عائشة عن أبي بكر).
(45544 -) من زار قبر والديه أو أحدهما احتسابا كان كعدل
حجة مبرورة، ومن كان زوارا لهما زارت الملائكة قبره (الحكيم
عد - عن ابن عمر).
479

العقوق
(45545 -) كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلا عقوق
الوالدين، فان الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات
(طب - عن أبي بكر).
(45546 -) لعن الله من لعن والديه! ولعن الله من ذبح لغير
الله! ولعن الله من آوى محدثا! ولعن الله من غير منار الأرض
(حم، م، ن - عن علي).
(45547 -) ما بر أباه من شد إليه الطرف بالغضب (طس،
وابن مردويه - عن عائشة).
(45548 -) من أحزن والديه فقد عقهما (خط في الجامع -
عن علي).
(45549 -) أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم، وأسرع الشر
عقوبة البغي وقطيعة الرحم (ت ق - عن عائشة).
(45550 -) بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق
(ك - عن أنس).
(45551 -) رضاء الرب في رضاء الوالدين، وسخطه في سخطهما
480

(طب - عن ابن عمر).
(45552 -) رضى الرب في رضاء الوالدين، وسخط الرب في
سخط الوالد (ت، ك - عن ابن عمر).
الاكمال
(45553 -) أوحى الله تعالى إلى موسى: لولا من يشهد أن لا
إله إلا الله لسلطت جهنم على أهل الدنيا، يا موسى! لولا من يعبدني
ما أمهلت لمن يعصيني طرفة عين، يا موسى! إنه من آمن بي
فهو أكرم الخلق علي، يا موسى! إن كلمة من العاق تزن جميع
رمال جبال الدنيا، قال موسى: يا رب من علي من العاق؟ قال:
إذا قال لوالديه: لا لبيك (أبو نعيم في المعرفة - عن أنس).
(45554 -) من ضرب أباه فاقتلوه (الخرائطي في مساوي
الأخلاق - عن سعيد بن المسيب عن أبيه).
(45555 -) فخذ عبد الله بن حراش في جهنم مثل أحد، وضرسه
مثل البضاء (1) قيل: ولم ذاك؟ قال: كان عاقا لوالديه (طس -
عن أبي هريرة).

(1) البضاء: اسم جبل. الحديث في صفة أهل النار. النهاية 1 / 173 ب
481

(45556 -) إذا ترك العبد الدعاء للوالدين فإنه ينقطع عنه الرزق
(ك في التاريخ، والديلمي - عن أنس).
الباب التاسع في لواحق كتاب النكاح
(45557 -) المرأة لآخر أزواجها (طب - عن عائشة).
(45558 -) أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي
لآخر أزواجها (طب - عن أبي الدرداء).
(45559 -) إنما النساء شقائق الرجال (حم، د، ت - عن
عائشة، البزار - عن أنس).
(45560 -) لم ير للمتحابين مثل النكاح (ه‍، ك - عن
ابن عباس).
(45561 -) إن نطفة الرجل بيضاء غليظة فمنها يكون العظام
والعصب، وإن نطفة المرأة صفراء رقيقة فمنها يكون اللحم والدم
(طب - عن ابن مسعود).
(45562 -) ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر،
فأيهما سبق أشبهه الولد (حم، م، ن، ه‍ - عن ابن عباس).
482

(45563 -) ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا
فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة
مني الرجل آنثا بإذن الله (م (1) عن ثوبان).
(45564 -) نطفة الرجل بيضاء غليظة، ونطفة المرأة صفراء
رقيقة، فأيهما غلبت صاحبتهما فالشبه له، وإن اجتمعا جميعا كان منها
ومنه (أبو الشيخ في العظمة - عن ابن عباس).
(45565 -) لا تسأل الرجل فيما ضرب امرأته، ولا تنم إلا على
وتر (حم، ه‍، ك - عن عمر).
(45566 -) لا يسأل الرجل فيما ضرب امرأته (د - عن عمر).
(45567 -) من بركة المرأة تبكيرها بالأنثى (ابن عساكر -
عن واثلة).
(45568 -) صوموا ووفروا شعاركم، فإنها مجفرة (1) (د في
مراسيله - عن الحسن مرسلا).
(45569 -) ليس منا من خصى واختصى، ولكن صم ووفر
شعر جسدك (طب - عن ابن عباس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الحيض باب بيان صفة مني الرجل رقم 385. ص
(2) مجفرة: مقطعة للنكاح ونقص للماء. النهاية 1 / 278. ب
483

الاكمال
(45570 -) اللهم! بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في
نسلهما - قاله لعلي وفاطمة ليلة البناء (ابن سعد - عن بريدة).
(45571 -) على الخير والبركة! بارك الله لك وبارك عليك (ابن
عساكر - عن عقيل بن أبي طالب أنه تزوج فيقل له: بالرفاء والبنين!
قال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله ص
فذكره).
(45572 -) قولوا: بارك الله لكم وبارك عليكم (الرافعي - عن الحسن
رجل من الصحابة قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين! فلما
جاء الاسلام علمنا نبينا قال - فذكره).
(45573 -) من يمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها
(حل - عن عائشة).
(45574 -) من يمن المرأة أن يتيسر في خطبتها، وأن يتيسر
صداقها، وأن يتيسر رحمها (ك، ن - عن عائشة).
(45575 -) تربت يمينك! أني يأتي شبه الخؤولة إلا من ذلك!
أي النطفتين سبقت على الرحم غلبت على الشبه (حم - عن أم سلمة).
484

(45576 -) تربت يمينك! فمن أين يكون الشبه (مالك - عن
عروة، ن - عن عائشة).
(45577 -) تربت يمينك! فبم يشبهها ولدها إذن (ه‍ - عن
زينب بنت أم سلمة).
(45578 -) دعيها، وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك! إذا
علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله، وإذا علا ماء الرجل ماءها
أشبه أعمامه (- عن عائشة) (1).
(45579 -) يا يهودي! من كل يخلق الانسان، من نطفة
الرجل ومن نطفة المرأة، فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة فمنها العظم
والعصب، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة فمنها اللحم والدم (أبو الشيخ
في العظمة - عن ابن مسعود).
(45580 -) المرأة لزوجها الآخر (طب - عن أبي الدرداء).
(45581 -) تخير فتختار أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا، فيكون
زوجها في الجنة يا أم حبيبة! ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة
(عبد بن حميد وسمويه، طب، والخرائطي في مكارم الأخلاق، وابن لآل

(1) أخرجه مسلم كتاب الحيض رقم 33. ص
485

عن أنس أن أم حبيبة قالت: يا رسول الله! المرأة يكون لها في
الدنيا زوجان لأيهما تكون في الجنة؟ قال فذكره).
(45582 -) يا أم سلمة! إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا، فتقول:
يا رب! إن هذا كان أحسنهم خلقا في دار الدنيا فزوجنيه، يا أم
سلمة! ذهب الخلق الحسن بخير الدنيا والآخرة (طب، والخطيب
عن أم سلمة)
حرف النون من قسم الافعال
كتاب النكاح
الترغيب فيه
(45583 -) (مسند الصديق) عن أبي بكر الصديق قال:
ابتغوا الغني في النكاح (وكيع الصغير في الغرر).
(45584 -) عن أبي بكر الصديق قال: أطيعوا الله فيما أمركم
به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى قال تعالى (إن
يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) (ابن أبي حاتم).
(45585 -) عن عمر قال: ابتغوا الغنى في الباءة وتلا (إن
486

يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) (عب، ش).
(45586 -) عن عمر قال: والله إني لأكره نفسي على الجماع
رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبح (ق).
(45587 -) عن قتادة قال: ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قال:
ما رأيت كرجل لم يلتمس الغنى في الباءة، وقد وعد الله فيما وعده
فقال (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) (عب، وعبد
ابن حميد).
(45588 -) عن طاوس قال قال عمر لأبي الزوائد: ما يمنعك من
النكاح إلا عجز أو فجور صلى الله عليه وآله.
(45589 -) عن ابن عمر أن عمر تزوج امرأة فأصابها شمطاء (1)
وقال: حصير في بيت خير من امرأة لا تلد، والله ما أقربكن
شهوة! ولكني سمعت رسول الله ص يقول: تزوجوا الودود الولود
فاني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة (خط - وسنده جيد).
(45590 -) عن عمر قال: إني لأقشعر من الشاب ليست له

(1) شمطاء: الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده. والرجل أشمط.
والمرأة شمطاء. الصحاح 346. ب
487

امرأة، ولو علم أنه ليس عيش من الدنيا إلا ثلاثة أيام لأحببت أن
أتزوج فيهن (في بعض الاجزاء الحديثية المسندة، ولم أقف على
اسم صاحبه).
(45591 -) عن قيس بن عبيد عن معاوية عن أبيه أن عمر بن
الخطاب قال: لم يعط عبد بعد إيمان بالله شيئا خيرا من امرأة
حسنة الخلق ودود ولود، قال رسول الله ص: إن منهن لغنما
لا يجدي منه، وإن منهن لغلا لا يفدى منه (أبو نعيم في فضيلة
الانفاق على البنات).
(45592 -) عن عثمان قال: خرج رسول الله ص على فتية من
قريش أنا فيهم فقال: يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة
فلينكح، ومن لم يستطع فليصم فان الصوم له وجاء (البغوي في
مسند عثمان).
(45593 -) عن علقمة قال: كنت مع ابن مسعود وهو عند
عثمان فقال عثمان: خرج رسول الله ص على فتية عزاب فقال: من
منكم ذا طول فليتزوج! فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن
لا فالصوم له وجاء (حم، ن، والبغوي في مسند عثمان).
488

(45594 -) عن ابن سيرين أن عتبة بن فرقد عرض على ابنه
التزويج فأبى، فذكر لعثمان فقال، له عثمان: أليس قد تزوج
النبي ص وقد تزوج أبو بكر وقد تزوج عمر! وعندنا منهن
ما عندنا! فقال: يا أمير المؤمنين! من له عمل مثل عمل النبي ص
وأبي بكر وعمر ومثل عملك! فلما قال: مثل عملك، قال: كف
إن شئت فتزوج وإن شئت فلا (ابن راهويه).
(45595 -) قال وكيع حدثني محمد بن محمد بن علي بن حمزة
حدثني عبد الصمد بن موسى حدثني يحبى بن الحسين بن زيد عن أبيه
عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي ص قال: يعرف المؤمن
منزلته عند ربه بأن يربي ولدا له كافيا قبل الموت.
(45596 -) عن أنس قال: كان رسول الله ص يأمر بالباءة،
وينهى عن التبتل نهيا شديدا ويقول تزوجوا الودود الولود، فأني
مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة (حم).
(45597 -) (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال: جاء
رجل إلى النبي ص فقال: يا رسول الله عندنا يتيمة خطبها رجلان
موسر ومعسر، وهي تهوى المعسر ونحن نهوى الموسر، فقال رسول
الله ص: لم ير للمتحابين مثل النكاح (ابن النجار)
489

(45598 -) (مسند مدلوك) قال كر: له صحبة، عن مدلوك
أن ضمضم بن قتادة ولد له مولود اسود من امرأة له من بني عجل،
فأوحش لذلك فشكا إلى النبي ص، فقال هل لك من إبل؟ قال:
نعم: قال: فما ألوانها؟ قال: فيها الأحمر والأسود وغير ذلك، قال:
فأنى ذلك؟ قال: عرق نزع، قال: وهذا عرق نزع، قال: فقدم
عجائز من بنى عجل فأخبرن أنه كان للمرأة جدة سوداء.
(45599 -) (من مسند سهل بن الحنظلية الأوسي) عن سعيد
ابن عبد العزيز قال: كان لا يولد لابن الحنظلية فكان يقول: لان
يكون لي سقط في الاسلام أحب إلي مما طلعت عليه الشمس (كر).
(45600 -) (مسند أبي هريرة) يا أبا هريرة! تزوج، ولا
تمت وأنت عزب، ألا! وكل عزب في النار، يا أبا هريرة!
اطلب عزابها في آخر الزمان فهو خيار أمتي (الديلمي - عن أبي
هريرة).
(45601 -) عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قال رسول
الله ص: من استطاع منكم الباءة فليتزوج - أو لينكح، فإن لم
يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء (ابن النجار).
(45602 -) عن عمر بن صبيح الناجي عن بشر بن عطاء عن ابن
490

عباس قال: بينا أنا مع رسول الله ص ذات يوم جالسا إذ دخل
عليه عكاف وكان من سادة قومه، فسلم على النبي ص فرد عليه،
ثم قال: يا عكاف! هل لك زوجة؟ قال: اللهم! لا، قال: ولا
جارية؟ قال: لا، قال: وأنت موسر؟ قال: نعم، قال: أنت
إذا من إخوان الشياطين، إن كنت من رهبان النصارى فأنت منهم،
وإن كنت منا فشأننا التزويج، ويحك يا عكاف! إن من شراركم
عزابكم، وما الشيطان من سلاح هو أبلغ في الصالحين من المتعزبين
إلا المتزوجين منهم، فأولئك هم المبرؤن المطهرون، ويحك يا عكاف!
أما علمت أنهن صاحب داود ويوسف وكرسف! ويحك يا عكاف!
تزوج، وإلا فإنك من المذنبين، فقال: يا نبي الله! زوجني، لم
يبرح حتى زوجه ابنة كلثوم الحميري (الديلمي).
(45603 -) عن عمرو بن دينار قال: أراد ابن عمر أن لا يتزوج،
فقالت له حفصة. يا أخي! لا تفعل، تزوج، فان ولد لك ولد
كانوا لك أجرا، وإن عاشوا دعوا الله لك صلى الله عليه وآله.
(45604 -) عن سعيد بن جبير قال قال لي ابن عباس: تزوج:
قلت: ما ذاك في نفسي اليوم، قال: إن قلت ذاك لما كان في صلبك
مستودعا ليخرجن صلى الله عليه وآله.
491

(45605 -) عن سعيد بن جبير قال قال لي ابن عباس: تزوج،
فان خير هذه الأمة كان أكثرها نساء صلى الله عليه وآله.
(45606 -) عن مجاهد أن ابن عباس دعا مهجعا وكريبا فقال لهم:
إنكم قد بلغتم ما تبلغ الرجال من شأن النساء، فمن أحب منكم أن
أزوجه زوجته، لم يزن رجل قط إلا نزع الله منه نور الاسلام،
يرده إليه إن شاء أن يرده أو يمنعه إياه إن شاء أن يمنعه صلى الله عليه وآله.
(45607 -) عن عائشة قالت: قال النبي ص: تزوجوا النساء،
فإنهن يأتين بالمال (كر).
(45608 -) (مسند ابن عمر) إن الله تعالى لا يؤخر نفسا
إذا جاء أجلها، وإنما زيادة ذرية صالحة يرزقها العبد، فيدعون له
بعد موته فليحقه دعاؤهم في قبره، فذلك زيادة العمر (طب - عن
أبي الدرداء).
(45609 -) (مسند عقيل) يا عكاف! هل لك من زوجة؟
قال: لا، قال: ولا جارية؟ قال: لا، قال: وأنت موسر بخير؟
قال: نعم، قال: أنت إذن من إخوان الشياطين! إما أن تكون
من رهبان النصارى فأنت منهم، وإما أن تكون منا فاصنع كما نصنع،
لو كنت من النصارى لكنت من رهبانهم، وإن من سنتنا النكاح،
492

شراركم عزابكم، إن الشياطين يمرسون (1)، ما للشياطين من سلاح
أبلغ في الصالحين من النساء إلا المتزوجون، أولئك المطهرون المبرؤن
من الخنا (2)، ويحك يا عكاف! تزوج، إنهن صاحب أيوب وداود
ويوسف وكرسف، قيل: ومن كرسف يا رسول الله! قال:
رجل كان في بني إسرائيل يعبد الله بساحل من سواحل البحر
ثلاثمائة عام، يصوم النهار ويقوم الليل، ثم إنه كفر بالله العظيم في
سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة الله عز وجل، ثم
استدركه الله ببعض ما كان من عمل عمله فتاب عليه، ويحك يا عكاف!
تزوج، وإلا فأنت من المذنبين (حم - عن أبي ذر، وضعف، ع،
طب، هب - عن عطية ابن بشر المازني، الديلمي - عن ابن عباس).
(45610 -) عن ابن مسعود قال: لو لم يبق من أجلي إلا عشرة
أيام وأعلم أني أموت في آخرها يوما لي فيهن طول النكاح لتزوجت
مخافة الفتنة صلى الله عليه وآله.
(45611 -) (مسند علي) عن سعد قال: لقد رد رسول الله

(1) يمرسون: التمرس شدة الالتواء أي يتلعب بدينه ويعبث به. اه‍.
النهاية 4 / 318. ص
(2) الخنا: الفحش في القول. اه‍ النهاية 2 / 86. ب
493

ص على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أحله له لاختصينا (عب).
الترهيب عنه
(45612 -) عن عمر قال: والله ما استفاد رجل فائدة بعد الاسلام
خيرا من امرأة حسناء، حسنة الخلق، ودود ولود! والله
ما استفاد رجل فائدة بعد الشرك بالله شرا من مرية سيئة الخلق،
حديدة اللسان! والله إن منهن لغلاما يفدى منه، وغنما ما يجدي
(ش، وهناد، وابن أبي الدنيا في الاشراف، ق، كر).
(45613 -) عن الأسود عن محمد بن الأسود عن أبيه أن النبي
ص أخذ حسينا فقبله، ثم أقبل عليهم فقال: إن الولد مبخلة
مجبنة (البغوي، وابن السكن، قط في الافراد، كر، ق، قال
البغوي وابن السكن: ليس للأسود غير هذين الحديثين، قال في
الإصابة: وجدت له ثالثا ورابعا).
(45614 -) عن خولة بنت حكيم أن رسول الله ص خرج
وهو محتضن حسنا أو حسينا وهو يقول: إنكم لتجبنون وتجهلون،
وإنكم من ريحان الله (العسكري في الأمثال).
أدب النكاح
(45615 -) عن أبي سعيد قال قال رسول الله ص: إياكم
494

وخضراء الدمن (1)! قيل: يا رسول الله! وما ذاك؟ قال: المرأة
الحسنى في المنبت السوء (العسكري في الأمثال، والديلمي).
(45616 -) عن ابن عمر أن النبي ص اجتلى (2) عائشة من
أهلها قبل أن يدخل بها (كر).
(45617 -) عن علي أن رسول الله ص مر هو وأصحابه ببني
زريق فسمعوا غناء ولعبا، فقالوا: ما هذا؟ قالوا: نكاح فلا
يا رسول الله، قال: كمل دينه، النكاح لا السفاح، ولا نكاح
السر حتى يسمع دف أو يرى دخان (ق وقال: تفرد به حسن
ابن عبد الله وهو ضعيف).
الخطبة).
(45618 -) عن عمر قال: ما تصعدني شئ ما تصعدتني خطبة
النكاح (أبو عبيد).

(1) الدمن: جمع دمنة وهي ما تدمنه الإبل والغنم بأبوالها وأبقارها.
أي تلبده في مرابضها. فربما نبت فيها النبات الحسن النضير. اه‍.
النهاية 2 / 134. ب
(2) اجتلى: اجتلى العروس على بعلها: عرضها عليه مجلوة. اجتلى العروس
بعلها: نظر إليها. اه‍ الوسيط 1 / 132. ب
495

(45619 -) عن المغيرة بن شعبة قال: خطبت جارية من الأنصار
فذكرت ذلك للنبي ص، فقال لي رأيتها؟ فقلت: لا، قال:
فانظر إليها، فإنه أحرى أن يؤدم (1) بينكما، فأتيتها فذكرت ذلك
لوالديها، فنظر أحدهما إلى صاحبه، فقمت فخرجت، فقالت الجارية:
على الرجل، فرجعت فوقفت ناحية خدرها، فقالت: إن كان
رسول الله ص أمرك أن تنظر إلي فانظر، وإلا فاني أحرج عليك
أن تنظر، فنظرت إليها فتزوجتها، فما تزوجت امرأة قط كانت
أحب إلي منها ولا أكرم علي منها، وقد تزوجت سبعين امرأة
(ص، وابن النجار).
(45620 -) عن أبي سعيد أن النبي ص قال: إياكم وخضراء
الدمن! قيل يا نبي الله! وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسنى
في المنبت السوء (الرامهرمزي، والعسكري معا في الأمثال، وفيه
الواقدي).
الوليمة
(45621 -) عن ابن رومان قال: سئل عمر بن الخطاب عن

(1) يؤدم: أي تكون بينكما المحبة والاتفاق. أدم الله بينهما يأدم أدما:
أي ألف ووفق. اه‍. النهاية 1 / 32. ب
496

طعام العرس فقيل: يا أمير المؤمنين ما بال طعام العرس ريحه أطيب
من ريح طعامنا؟ سمعت رسول الله ص يقول: في طعام العرس
مثقال من ريح الجنة، قال عمر: دعا له إبراهيم الخليل ومحمد أن
يبارك فيه ويطيبه (الحارث، خط في كتاب الطفيليين، قال ابن
حجر: إسناده مظلم، وقال خط: روى من وجه آخر عن عمر عن
النبي ص، ثم أخرجه عن الشعبي قال: ذكروا عند عمر بن الخطاب
طعام العرس فقيل ما بال طعام العرس فيه طعم لا نجده في غيره؟
فقال عمر: دعا فيه النبي ص بالبركة ودعا إبراهيم خليل الرحمن أن
يبارك الله فيه ويطيبه لان فيه من طعام الجنة).
(45622 -) عن أبي هريرة قال: شر الطعام طعام الوليمة يدعى
إليه الأغنياء ويترك المساكين، ومن لم يأت الدعوة فقد عصى الله
ورسوله صلى الله عليه وآله.
(45623 -) عن أبي هريرة قال: شر الطعام طعام الوليمة يدعى
إليها من أباها ويمنع من أرادها، يدعى إليها الأغنياء ويمنع
الفقراء صلى الله عليه وآله.
(45624 -) عن أنس أن النبي ص أولم عن بعض نسائه بتمر
وسويق (كر).
497

آداب متفرقة
(45625 -) عن عمر قال: انكحوا الجوار الابكار، فإنهم
أطيب أفواها وأفتح أرحاما وأرضى باليسير (عب، ش).
(45626 -) عن أبي مليكة أن عمر قال: يا بني السائب! إنكم
قد أضويتم فانكحوا في النزائع (1) (الدينوري).
(45627 -) عن عاصم بن أبي النجود أن عمر بن الخطاب قال:
عليكم بالابكار من النساء، فإنهن أنتق (2) أرحاما، وأعذب أفواها،
وأرضى باليسير (ابن أبي الدنيا).
(45628 -) عن الأشعث بن قيس قال ضيفت عمر بن الخطاب
فقال: يا أشعث! احفظ عني ثلاثا حفظتهن عن رسول الله ص:
لا تسأل الرجل فيم ضرب امرأته؟ ولا تنامن إلا على وتر، ونسيت.
(ك، ق، ص).

(1) النزائع: النساء الغرائب من عشيرتكم. يقال هذا للنساء التي تزوجن
في غير عشائرهن. اه‍ النهاية 5 / 41. ص
(2) أنتق: أي أكثر أولادا ويقال للمرأة الكثيرة الولد. ناتق لأنها ترمي
بالأولاد رميا. اه‍ النهاية 5 / 13. ب
498

(45629 -) عن ربيعة قال: سمع عمر بن الخطاب صوت كبر (1)
فقال: ما هذا؟ قالوا: نكاح، فقال: أفشوا النكاح (ض).
(45630 -) عن أبي المجاشع الأسدي قال: أتي عمر بن الخطاب
بامرأة شابة زوجوها شيخا كبيرا فقتلته، فقال: أيها الناس! اتقوا
الله، ولينكح الرجل لمته من النساء، ولتنكح المرأة لمتها من الرجال
يعني شبهها صلى الله عليه وآله.
(45631 -) عن عكرمة أن عثمان بن عفان كان إذا أراد أن
يزوج أحدا من بناته قصدها إلى خدرها، فقال: إن فلانا
يذكرك (ش).
(45632 -) (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال قال
رسول الله ص: هل نكحت؟ قلت: نعم، قال: بكرا أو
ثبيا؟ قلت: بل ثيبا، قال: فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك؟ قلت:
إن أبي قتل يوم أحد وترك تسع بنات، فلي تسع أخوات، فلم
أحب ان يجمع إليهن خرقاء مثلهن، وقلت: امرأة تقوم عليهن
وتمشطهن، قال أصبت صلى الله عليه وآله.

(1) كبر: الطبل ذو الرأسين وقيل الطبل الذي له وجه واحد. اه‍
النهاية 4 / 143. ب
499

(45633 -) عن جابر قال: كنا مع رسول الله ص في سفر،
فلما قفلنا تعجلت على بعير لي قطوف (1)، فلحقني راكب من
خلفي فنخس بعيري بعنزة (2) كانت معه، فانطلق بعيري كأجود
ما أنت راء من الإبل، فالتفت فإذا النبي ص، فقلت: يا رسول
الله! هذه بركتك، قال: ما يعجلك؟ قلت: يا رسول الله! إني
حديث عهد بعرس، قال: فبكر تزوجت أو ثيب؟ قلت: بل
ثيب، قال: فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك! فقال: إذا قدمت على
أهلك فالكيس الكيس! فلمنا قدمنا ذهبنا نهارا، فقال: أمهلوا
حتى ندخل عشاء لكي تمشط الشعثة وتستحد المغيبة صلى الله عليه وآله.
(45634 -) عن جابر قال: هلك أبي وترك سبع بنات أو تسعا
فتزوجت امرأة ثيبا، فقال لي رسول الله ص: تزوجت يا جابر؟ قلت

(1) قطوف: القطاف: تقارب الخطو في سرعة، من القطف: وهو
القطع. وقد قطف يقطف قطفا وقطافا. والقطوف: فعول منه.
وفي حديث جابر " فبينا أنا على جملي أسير، وكان جملي فيه قطاف،
وفي رواية " على جمل لي قطوف) النهاية 4 / 84. ب
(2) بعنزة: العنزة: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا، وفيها سنان
الرمح، والعكازة. قريب منها. النهاية 3 / 308. ب
500

نعم، قال: بكرا أم ثيبا؟ قلت: بل ثيبا، قال: فهلا جارية
تلاعبها وتلاعبك - أو قال: تضاجعها وتضاجعك؟ فقلت: إن أبي
مات وترك تسع بنات أو سبعا، فاني كرهت أن أجيئهن بمثلهن،
فقال: أحسنت! بارك الله فيك وقال لي خيرا (ابن النجار).
(45635 -) (من مسند زيد بن حارثة) عن القفل بن الشيباني
قال قال أبو حنيفة: أفيدك حديثا ظريفا لم تسمع أظرف منه أخبرنا
حماد بن أبي سليمان عن زيد العمى عن زيد بن حارثة قال قال رسول
الله ص: تزوجت يا زيد؟ قلت: لا، قال تزوج تزد عفة إلى
عفتك، ولا تزوج خمسة: شهبرة، ولا لهبرة، ولا نهبرة، ولا
هيدرة، ولا لفوتا، قلت: يا رسول الله لا أدري ما قلت شيئا
وأنا بأحدهن جاهل، قال ألستم عربا أما الشهبرة فالطويلة المهزولة،
وأما الهبرة فالزرقاء البذية، وأما النهبرة فالقصيرة الدميمة، وأما
الهيدرة فالعجوز المدبرة، وأما اللفوت فهي ذات الولد من غيرك
(الديلمي).
(45636 -) عن أبي عينية عن أبي نجيح عن مجاهد قال: المنى
يزيد في الولد (عب).
(45637 -) عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النبي
501

ص قال: لا تنكحوا من بني فلان، وانكحوا من بني فلان
وبني فلان وبني فلان وبني فلان، حصنوا فحصنت فروج نسائهم
وإن بني فلان وهوا فوهت نساؤهم: وهو المكروه، فحصنوا
الفروج (ابن النجار).
أحكام النكاح
(45638 -) عن عمر قال: إذا أغلق بابا وأرخى سترا وجب عليه
الصداق، وعليها العدة، ولها الميراث (قط، عب، ش).
(45639 -) عن عمر قال: أيما امرأة نكحت في عدتها فلم
يدخل بها زوجها يفرق بينهما، فتعتد ما بقي من عدتها، فإذا انقضت
عدتها خطبها زوجها الآخر في الخطاب، فان شاءت نكحته وإن
شاءت تركته، فإن كان دخل بها فإنه يفرق بينهما ثم لا يجتمعان
أبدا، وإنها تستكمل عدتها من الأول ثم تعتد من الآخر (مالك (1)
والشافعي، عب، ش، ص، ق).
(45640 - (عن عمر قال: أيما امرأة تزوجت وبها جنون أو
جذام أو برص فدخل بها ثم أطلع على ذلك، فلها مهرها بمسيسته

(1) أخرجه مالك في كتاب الموطأ كتاب النكاح رقم 27. ص
502

إياها، وعلى الولي الصداق بما دلس كما غره (مالك، والشافعي،
عب، ش، ص، قط، ق).
(45641 -) عن عمر أنه جعل للعنين أجل سنة من يوم رجع
إليه، فان استطاعها وإلا خيرها، فان شاءت أقامت وإن شاءت فارقته
(عب، ش، قط، ق).
(45642 -) عن سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب رفع إليه
خصي تزوج امرأة ولم يعلمها، ففرق بينهما (ش).
(45643 -) عن عمر قال: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل
(ش، ق وصححه).
(45644 -) عن عطاء بن يسار أن عمر بن الخطاب أجاز شهادة
النساء مع رجل واحد في النكاح (عب، ص، ق وقال: هذا
منقطع، وفي سنده الحجاج بن أرطاة لا يحتج به).
(45645 -) عن ابن سيرين أن الأشعث بن قيس أتى عمر فقال:
عشقت امرأة! قال: هذا مالا نملك، ثم تزوجتها على حكمها، ثم
طلقتها قبل أن تحكم، فقال عمر: حكمها ليس بشئ، لها سنة
نسائها (الشافعي، ق).
503

(45649 -) عن عبد الرحمن بن غنم قال: كنت عند عمر فأتاه
رجل فقال يا أمير المؤمنين! تزوجت هذه وشرطت لها دارها، وإني
أجمع لشأني أن انتقل إلى أرض كذا وكذا، فقال: لها شرطها،
فقال: هلكت الرجال إذن! لا تشاء امرأة أن تطلق زوجها إلا
طلقت، فقال عمر: المسلمون عند شروطهم، عند مقاطع
حقوقهم صلى الله عليه وآله.
(45647 -) (مسند عمر) عن سعيد بن عبيد بن السباق أن
رجلا تزوج امرأة على عهد عمر بن الخطاب وشرط لها أن لا يخرجها
فوضع عمر بن الخطاب عنه الشرط وقال: المرأة مع زوجها
(ص، ق).
(45648 -) عن عبد الرحمن بن غنم قال: شهدت عمر أني في
امرأة جعل لها زوجها دارها، فقال: لها شرطها، فقال رجل:
يا أمير المؤمنين! إذا طلقتنا، قال: إن مقاطع الحقوق عند الشروط
(ص، ش، ق).
(45649 -) عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي في الرجل
يتزوج امرأة فشرط لها دارها، قال: شرط الله قبل شرطها
504

(ص، ش، ق).
(45650 -) عن الحارث بن قيس بن الأسود الأسدي أنه أسلم
وعنده ثمان نسوة، فأمره النبي ص أن يختار منهن أربعا
(أبو نعيم).
(45651 -) عن عمار ين ياسر قال: ما حرم الله شيئا من الحرائر
إلا قد حرمه الله من الإماء إلا يجمعهن رجل - يقول: يزيد على
أربع في السراري (عب).
(45652 -) (من مسند ابن عباس) أن النبي ص رد ابنته
زينب على أبي العاص بعد سنتين بنكاحها الأول (ش).
(45653 -) عن ابن عباس قال: أسلمت زينب بنت النبي ص
وزوجها العاص بن الربيع مشرك ثم أسلم بعد ذلك، فأقرهما النبي
ص على نكاحهما (عب).
(45654 -) عن ابن عباس قال: أسلمت امرأة على عهد النبي
ص، ثم جاء زوجها الأول إلى رسول الله ص فقال: إني قد
أسلمت معها وعلمت باسلامي معها، فنزعها النبي ص من زوجها
الآخر وردها إلى زوجها الأول (عب).
505

(45655 -) عن ابن عباس قال: رد رسول الله ص ابنته زينب
على زوجها أبي العاص بن الربيع بعد ست سنين بالنكاح الأول لم
يحدث شيئا (ابن النجار).
(45656 -) عن ابن عباس قال: أسلم غيلان بن سلمة وتحته
عشرة نسوة، فأمره رسول الله ص أن يمسك أربعا ويفارق سائرهن
قال: وأسلم صفوان بن أمية وعنده ثمان نسوة، فأمره رسول الله
ص أن يمسك أربعا ويفارق سائرهن (كر).
(45657 -) عن ابن عباس في الرجل يزني بالمرأة ثم ينكحها قال
أوله سفاح وآخره نكاح، أوله حرام وآخره حلال، أعلم أن الله
يقبل التوبة منهما جميعا كما يقبلها منهما متفرقة (عب).
(45658 -) عن ابن عباس قال: إذا أحلت المرأة الرجل أو
ابنته أو أخته له جاريتها فليصبها وهي لها (عب).
(45659 -) (مسند ابن عمر) إن غيلان بن سلمة أسلم وعنده
ثمان عشرة نسوة، فأمره رسول الله ص أن يختار منهن أربعا
(عب، ش).
(45660 -) عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته
506

عشر نسوة، فقال له رسول الله ص اختر منهن أربعا فلما كان
في عهد عمر طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه، فلقيه فقال: إني أظن
الشيطان فيما يسترق السمع سمع بموتك فقذفه في نفسك، ولعلك أن
لا تمكث إلا قليلا، وأيم الله لترجعن نساءك ولترجعن في مالك أو
لأورثهن منك إلا مت ثم لآمرن بقبرك فيرجم كما يرجم قبر
أبي رغال (1)! قال نافع: فما مكث إلا سبعا حتى مات (ع،
كر) (2).
(45661 -) عن الشعبي أن النبي ص رد ابنته زينب على أبي
العاص بن الربيع حين أسلم بنكاحها الأول ولم يجدد نكاحا
(طب، ش).
(45662 -) عن عكرمة بن خالد أن عكرمة بن أبي جهل فر

(1) أبو رغال: كان رجلا عشارا في الزمن الأول جائرا فقبره يرجم إلى
اليوم، وقبره بين مكة والطائف وكان عبدا لشعيب على نبينا وعليه
الصلاة والسلام، قال جرير: إذا مات الفرزدق فارجموه كما ترمون قبر
أبي رغال. اه‍ 11 / 291 لسان العرب. ب.
(2) أبو رغال: بكسر الراء هو أبو ثقيف وكان من ثمود. والحديث في
سنن أبي داود كتاب الخراج باب نبش القبور العادية رقم 388 ص.
507

يو الفتح فكتبت إليه امرأته فردته فأسلم وكانت قد أسلمت قبل
ذلك، فأقرهما البني ص على نكاحهما (عب).
(45663 -) عن علي قال: أيما رجل تزوج امرأة وبها جنون
أو جذام أو برص أو قرن فهي امرأته، إن شاء طلق وإن شاء
أمسك (ص، ومسدد، قط).
(45664 -) عن مالك بن أوس بن حدثنا قال: كانت عندي
امرأة فتوفيت، فقال لي علي: لها ابنة؟ قلت: نعم وهي بالطائف،
قال: كانت في حجرك؟ قلت: لا، قال: فانكحها، قلت: فأين
قول الله (وربائبكم التي في حجوركم) قال: إنها لم تكن في
حجرك، إنما ذلك إذا كانت في حجرك (عب، وابن أبي حاتم).
(45665 -) عن علي قال: أيما رجل نكح امرأة وبها برص
أو جنون أو جذام أن قرن فزوجها بالخيار ما لم يمسها، إن شاء
أمسك، وإن شاء طلق، وإن مسها فلها المهر بما استحل من فرجها
(ص، ق).
(45666 -) (مسند علي) عن خلاس أن امرأة ورثت من
508

زوجها شقصا (1) فرفع ذلك إلى علي، فقال: هل غشيتها؟ قال:
لا، قال: لو كنت غشيتها لرجمتك بالحجارة، ثم قال: هو عبدك
إن شئت بعتيه، وإن شئت وهبتيه، وإن شئت أعتقتيه
وتزوجتيه (ق).
(45667 -) (مسند علي) عن عباد الأسدي عن علي قال: إذا
أغلق بابا وأرخى سترا فقد وجب الصداق والعدة (ص، ق).
(45668 -) (مسند علي) عن الأحنف بن قيس أن عمر وعليا
قالا: إذا أغلق بابا وأرخى سترا فلها الصداق وعليها العدة (ق).
(45669 -) (مسند علي) عن زرارة بن أوفى قال: قضاء
الخلفاء الراشدين المهديين أنه من أغلق بابا وأرخى سترا وجب الصداق
والعدة (ص، ق).
(45670 -) (أيضا) عن عطاء الخراساني أن عليا وابن عباس
سئلا عن رجل تزوج امرأة وشرطت عليه ان بيدها الفرقة والجماع
وعليها الصداق، فقالا: عميت عن السنة ووليت الامر غير أهله،

(1) شقصا: الشقص والشقيص: النصيب في العين المشتركة. اه‍
النهاية 2 / 490. ب
509

عليك الصداق وبيدك الفراق والجماع (ع، ض).
(45671 -) (أيضا) عن بحرية ابنة هانئ قالت: تزوجت
القعقاع بن شورق فسألني، وجعل لي مدهنا من جوهر على أن
يبيت عندي ليلة، فبات فوضعت له تورا فيه خلوق، فأصبح وهو
متضمخ بالخلوق، فقال لي: فضحتني. فقلت له: مثلي يكون سرا،
فجاء أبي فاستعدى عليه عليا، فقال علي للقعقاع: أدخلت؟ قال:
نعم، فأجاز النكاح (ش).
مباح النكاح
(45672 -) عن أبي جعفر قال: خطب عمر إلى علي ابنته،
فقال: إنها صغيرة، فقيل لعمر: إنما يريد بذلك منعها فكلمه، فقال
علي: أبعث بها إليك، فان رضيت فهي امرأتك، فعبث إليه،
فكشف عمر عن ساقها، فقالت: له أرسل، فلولا أنك أمير
المؤمنين لصككت عينك (عب، ص).
(45673 -) عن عمر قال: أبرزوا الجارية التي لم تبلغ، لعل بني
عمها أن يرغبوا فيها (عب).
(45674 -) عن عمر قال: إذا أراد أحد منكم أن يحسن الجارية فليزينها
510

وليطف بها يتعرض بها رزق الله (ش).
(45275 -) عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب كان إذا سمع
صوتا أو دفا قال: ما هذا؟ فان قالوا: عرس أو ختان، صمت
وأقره (عب، ص، ومسدد، ق).
(45676 -) عن أبي هريرة قال: تزوج رجل امرأة من الأنصار
فقال رسول الله ص: انظر إليها، فان في أعين الأنصار شيئا صلى الله عليه وآله.
محرمات النكاح
(44677 -) عن قبيصة بن ذؤيب أن عثمان سئل عن الأختين
الأمتين من ملك اليمين هل يجمع بينهما؟ فقال: أحلتهما آية وحرمتهما
آية وما أحب أن أصنعه، فبلغ ذلك رجل من أصحاب النبي ص
فقال: لو وليت شيئا من أمر المسلمين ثم جئت به جعلته نكالا
قال الزهري: أراه عليا (مالك، والشافعي، عب، وعبد بن حميد،
ش، مسدد، وابن جرير، قط، ق).
(45678 -) عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أن عثمان كره
الأمة وابنتها في ملك اليمين (عب).
(45679 -) أنبأنا ابن جريج والأسلمي عن أبي الزناد عن عبد
511

الله بن دينار الأسلمي أن أباه استسر وليدة ولها ابنة، فلما ترعرعت
الجارية عزل أمها وأراد أن يستسرها، فكلم عثمان في ذلك في خلافته
فقال: ما أنا بآمرك ولا ناهيك، وما كنت لافعل - قال أبو
الزناد: فحدثني عامر الشعبي عن علي بن أبي طالب أنه أفتى بهذا
سواء (...).
(45680 -) عن أبي عمر الشيباني أن رجلا سأل ابن مسعود عن
رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها أيتزوج أمها، قال: نعم، فتزوجها
فولدت له، فقدم على عمر فسأله فقال: فرق بينهما، قال: إنها
ولدت، قال: وإن ولدت عشرة ففرق بينهما (ق).
(45681 -) عن عمر أنه وهب لابنه جارية فقال له: لا تمسها،
فاني قد كشفتها (مالك، ق).
(45682 -) عن عبد الله بن عتبة أن عمر بن الخطاب سئل عن
الأمة وأختها في ملك اليمين هو توطأ إحداهما بعد الأخرى؟ فقال:
ما أحب ان أجيزهما جميعا، ونهاه (مالك، والشافعي، عب، ش،
ومسدد، ق).
(45683 -) عن عبد الله بن سعيد عن جده أنه سمع عمر بن
512

الخطاب على المنبر يقول: يا معشر المسلمين! إن الله قد أفاء عليكم
من بلاد الأعاجم من نسائهم وأولادهم ما لم يفئ على رسول الله ص
ولا على أبي بكر وقد عرفت أن رجالا يسلمون بالنساء، وأيما
رجل ولدت له امرأة من نساء العجم فلا تبيعوا أمهات أولادكم،
فإنكم إن فعلتم أوشك الرجل أن يطأ حريمه وهو لا يشعر (ق).
(45684 -) عن عمر أنه جرد جارية له ونظر إليها، فسأله إياها
بعض بنيه فقال: إنها لا تحل لك (ش).
(45685 -) عن الشعبي عن عبيد بن نضلة قال: رفع إلى عمر
امرأة تزوجت في عدتها، فقال لها: هل علمت أنك تزوجت في
العدة؟ قالت: لا، قال لزوجها: ه‍ علمت؟ قال: لا، قال: لو
علمتما لرجمتكما، فجلدهما أسياطا، وأخذ المهر وجعله صدقة في سبيل
الله، وقال: لا أجيز مهرا ولا أجيز نكاحه، وقال: لا تحل
لك أبدا (ق).
(45686 -) عن الشعبي عن مسروق قال قال عمر في امرأة
تزوجت في عدتها قال: النكاح حرام، والصداق حرام، وجعل
الصداق في بيت المال، وقال: لا يجتمعان ما عاشا (ص، ق).
513

(45687 -) عن الشعبي عن مسروق أن عمر بن الخطاب رجع
عن ذلك، وجعل لها مهرها بما استحل من فرجها، وجعلهما
يجتمعان (ش).
(45688 -) عن سعيد بن المسيب أن امرأة تزوجت في عدتها،
فضربها عمر تعزيرا دون الحد (ش).
(45689 -) عن علي قال: نهى رسول الله ص ان تنكح المرأة
على عمتها أو على خالتها (ابن وهب، حم، ع).
(45690 -) عن عمرو بن هند ان رجلا أسلم وتحته أختان فقال
له علي بن أبي طالب: لتفارقن إحداهما أو لأضربن عنقك
(عب).
(45691 -) عن عمرو بن دينار ان ابن عباس كان يعجب من
قول علي في الأختين يجمع بينهما، حرمتهما آية وأحلتهما أخرى،
ويقول: (إلا ما ملكت ايمانكم) هي مرسلة) (عب).
(45692 -) عن علي في الرجل يتزوج المرأة ثم يطلقها أو
مات قبل ان يدخل بها هل تحل له أمها؟ قال: هي بمنزلة
الربيبة (ش، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن
514

أبي حاتم).
(45693 -) عن علي أنه سئل عن رجل له أمتان أختان وطئ
إحداهما ثم أراد ان يطأ الأخرى؟ قال: لا يخرجها من ملكه، قيل
فان زوجها عبده؟ قال: لا، حتى يخرجها من ملكه (ش، وابن
جرير، وابن المنذر، ق).
(45694 -) عن إياس بن عامر قال: سألت علي بن أبي طالب
فقلت: إن لي أختين مما ملكت يميني، اتخذت إحداهما سرية
وولدت لي أولادا، ثم رغبت في الأخرى فما أصنع؟ قال: نعتق
التي كنت تطأ ثم تطأ الأخرى، ثم قال: إنه يحرم عليك مما ملكت
يمينك ما يحرم عليك في كتاب الله من الحرائر إلا العدد، ويحرم
عليك من الرضاع ما يحرم عليك في كتاب الله من النسب (ابن
جرير، وابن عبد البر في الاستذكار).
(45695 -) عن علي أنه سئل عن الأختين المملوكتين فقال:
إذا أحلت لك آية وحرمت عليك أخرى، فإن أملكهما آية
الحرام (ش).
(45696 -) عن أبي صالح قال قال: علي: سلوني، فإنكم لا تسألون
515

مثلي ولن تسألوا مثلي! فقال ابن الكواء: أخبرني عن الأختين
المملوكتين، فقال أحلتهما آية وحرمتهما آية، لا آمر به ولا أنهى عنه
ولا أفعل أنا ولا أحد من أهل بيتي، ولا أحله ولا أحرمه (ش،
ومسدد، ع، وابن جرير، ق، وابن عبد البر في العلم).
(45697 -) عن البراء أن النبي ص أرسل إلى رجل تزوج
امرأة أبيه فأمره أن يأتي برأسه (ش).
(45698 -) عن البراء بن عازب قال: مر بي عمي الحارث بن
عمرو وقد عقد له رسول الله ص لواء فقلت: أي عم! إلى أين
بعثك رسول الله ص قال: بعثني إلى رجل تزوج امرأة أبيه
فأمرني أن أضرب عنقه وآخذ ماله (حم، والحسن بن سفيان،
وأبو نعيم).
(45699 -) عن عمران بن حصين في الذي يزني بأم امرأته قال:
حرمتا عليه جميعا (عب).
(45700 -) عن الديلمي أنه أسلم وعنده أختان، فأمره النبي
ص أن يختار أيتهما شاء ويطلق الأخرى (عب).
(45701 -) عن معاوية بن قرة عن أبيه أن رسول الله ص بعثه
516

إلى رجل أعرس بامرأة أبيه فقتله وخمس ماله (أبو نعيم).
(45702 -) عن قيس بن الحارث الأسدي قال: أسلمت وعندي
ثمان نسوة، فقال النبي ص: اختر منهن أربعا (عب).
(45703 -) عن البراء قال: لقيت خالي ومعه الراية - وفي لفظ:
راية للنبي ص - فقلت: أين تذهب؟ فقال: أرسلني النبي ص
إلى رجل تزوج امرأة أبيه ان اقتله - أو اضرب عنقه (ش،
وابن النجار).
(45704 -) عن ابن عمر أنه سأله عن الأمة يطأها سيدها ثم يريد
أن يطأ أختها، قال: لا، حتى يخرجها من ملكه (عب).
(45705 -) عن إبراهيم النخعي قال: من نظر إلى فرج امرأة
وبنتها لم ينظر الله إليه يوم القيامة (عب).
(45606 -) عن الحسن قال: نهى رسول الله ص أن تنكح
الأمة على الحرة (عب)
(45707 -) عن ابن المسيب والشعبي والزهري قالوا: تحل
الهبة لاحد بعد النبي ص (عب).
517

(45708 -) (مسند علي) عن ابن شهاب أنه سئل عن رجل
وطئ أم امرأته فقال: قال علي بن أبي طالب: لا يحرم الحرام
الحلال (ق).
(45709 -) عن علي قال: لا تزوج امرأة رضعتها امرأة أخيك
ولا امرأة ابنك (عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي في حديثه).
45710 (أيضا) عن إياس بن عامر قال قال لي علي:
لا تنكح من أرضعته امرأة أبيك ولا امرأة ابنك ولا امرأة
أخيك (ق).
(45711 -) عن الزبير عن سليمان بن يسار قال: سأل نيار
الأسلمي عثمان عن الأختين من ملك اليمين أيجمع بينهما؟ فقال
عثمان: أما انا أو أحد من ولدي فلا نفعل ذلك، ثم خرج نيار فلقي
علي بن أبي طالب والزبير بن العوام فسألهما عن ذلك فكلاهما نهاه
عن ذلك (ابن جرير).
المتعة
(45712 -) عن سعيد بن المسيب قال: استمتع ابن حريث
518

وابن فلان، كلاهما ولد له من المتعة زمان أبي بكر وعمر
(ابن جرير).
(45713 -) عن أبي مليكة قال قال عروة بن الزبير لابن
عباس: أهلكت الناس! قال: وما ذاك؟ قال تفتيهم في المتعتين وقد
علمت أن أبا بكر وعمر نهيا عنهما، فقال: ألا للعجب! إني أحدثه
عن رسول الله ص ويحدثني عن أبي بكر وعمر، فقال: هما كانا أعلم
بسنة رسول الله ص منك، فسكت (ابن جرير).
(45714 -) عن عمرو قال: لما ولي عمر بن الخطاب خطب
الناس فقال: إن رسول ص أذن لنا في المتعة ثلاثا ثم حرمها،
والله لا أعلم أحدا تمتع وهو محصن إلا رجمته بالحجارة إلا أن يأتيني
بأربعة يشهدون ان رسول الله ص أحلها بعد إذ حرمها، ولا أجد
رجلا من المسلمين متمتعا إلا جلدته مائة جلدة إلا أن يأتيني بأربعة
شهداء ان رسول الله ص أحلها بعد إذ حرمها (كر،
ص، وتمام).
(45715 -) عن عمر قال: متعتان كانا على عهد رسول الله ص
انهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة النساء، ومتعة الحج (أبو صالح
كاتب الليث في نسخته، والطحاوي)
519

(45716 -) عن ابن عمر أن عمر صعد المنبر فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: ما بال رجال ينكحون هذه المتعة وقد نهى رسول الله
ص، لا أوتي بأحد نكحها إلا رجمته (ق).
(45717 -) عن عروة بن الزبير أن خولة بنت حكيم دخلت على
عمر بن الخطاب فقالت: إن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة مولدة
فحملت منه، فخرج عمر يجر ثوبه فزعا وقال: هذه المتعة! ولو كنت
تقدمت فيها لرجمت (مالك، والشافعي، ق).
(45718 -) عن سعيد بن المسيب أن عمر نهى عن متعة النساء
وعن متعة الحاج (مسدد).
(45719 -) عن جابر: كانوا يتمتعون من النساء حتى نهاهم عمر
ابن الخطاب (ابن جرير).
(45720 -) عن جابر قال: تمتعنا متعة الحج ومتعة النساء على
عهد رسول الله ص، فلما كان عمر نهانا فانتهينا (ابن جرير).
(45721 -) عن الشفاء ابنة عبد الله أن عمر بن الخطاب نهى عن
المتعة فأغلظ فيها القول ثم قال: إنما كانت المتعة ضرورة
(ابن جرير).
520

(45722 -) عن أبي قلابة أن عمر قال: متعتان كانتا على عهد
رسول الله ص أنا أنهى عنهما وأضرب فيهما (ابن جرير، كر).
(45723 -) عن نافع أن رجلا سأل ابن عمر في متعة النساء
فقال: هي حرام، فقال له: ابن عباس يفتى بها، فقال ابن عمر:
أفلا تزمزم (1 بها ابن عباس في زمن عمر: لو أخذ فيها أحد
لرجمته (ابن جرير).
(45724 -) عن أبي نضرة قال: سمعت عبد الله بن عباس وعبد
الله بن الزبير ذكروا المتعة في النساء والحج، فدخلت على جابر بن
عبد الله فذكرت له ذلك فقال: أما إني قد فعلتهما جميعا على عهد النبي
ص، ثم نهانا عنهما عمر بن الخطاب فلم أعد (ابن جرير).
(45725 -) عن أبي نضرة قال: كان ابن عباس يأمر بالمتعة
وكان ابن الزبير ينهى عنها، فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله فقال:
بذي دار الحديث تمتعنا مع رسول الله ص، فلما كان عمر قال: إن
الله يحل لنبيه ما شاء بما شاء، وإن القرآن قد نزل منزله، فأتموا
لحج والعمرة كما أمركم الله، وأتموا نكاح هذه النساء، فلا أوتى

(1) تزمزم: تزمزم الجمل: هدر. وتزمزم به شفتاه: تحركتا.
القاموس 1 / 400. ب.
521

برجل تزوج امرأة إلا رجمته بالحجارة (ابن جرير).
(45726 -) عن سليمان بن يسار عن أم عبد الله ابنة أبي خيثمة
أن رجلا قدم من الشام فنزل عليها، فقال إن العزبة قد اشتدت علي
فابغيني امرأة أتمتع معها، قالت: فدللته على امرأة فشارطها فاشهدوا
على ذلك عدولا، فمكث معها ما شاء الله أن يمكث، ثم إنه خرج،
فأخبر عن ذلك عمر بن الخطاب فأرسل إلي فسألني: أحق ما حدثت؟
قلت: نعم، قال: فإذا قدم فآذنيني به، فلما قدم أخبرته، فأرسل
إليه فقال: ما حملك على الذي فعلته؟ قال: فعلته مع رسول الله ص
ثم لم ينهنا عنه حتى قبضه الله، ثم مع أبي بكر فلم ينهنا عنه حتى
قبضه الله، ثم معك فلم تحدث لنا فيه نهيا، فقال عمر: أما والذي
نفسي بيده! لو كنت تقدمت في نهى لرجمتك، بينوا حتى يعرف
النكاح من السفاح (ابن جرير).
(45727 -) عن علي قال: نهى رسول الله ص عن نكاح المتعة
وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر (مالك، ط، عب، والحميدي، ش،
حم، والعدني، والدارمي، وابن وهب، خ، م، ت ن، ه‍، ع، وابن
جرير، كر، وابن الجارود، وأبو عوانة، والطحاوي، حب، ق).
(45728 -) عن علي قال: لولا ما سبق من رأى عمر بن الخطاب
522

لأمرت بالمتعة، ثم ما زنى إلا شقي (عب، د، في ناسخه، وابن
جرير).
(45729 -) عن علي أنه سمع رسول الله ص نهى عن متعة
النساء ويقول: هي حرام إلى يوم القيامة (قط في الافراد وقال:
تفرد به أحمد بن محمد بن يونس، كر، وأحمد المذكور، قال ابن
صاعد فيه: كذاب).
(45730 -) عن جابر أنه سئل عن متعة النساء فقال: استمتعنا
على عهد رسول الله ص وأبي بكر وعمر، ثم نهى عنها عمر (عب).
(45731 -) (أيضا) عن حسن بن محمد بن علي عن جابر بن
عبد الله وسلمة بن الأكوع قال: كنا في غزوة فجاءنا رسول
الله ص فقال: إن رسول الله ص يقول: استمتعوا (عب).
(45732 -) عن جابر قال: كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق
على عهد النبي ص وأبي بكر حتى نهى عمر الناس، وكنا نعتد من
المستمتع منهن بحيضة (عب).
(45733 -) عن قيس قال: كنا نغزو مع رسول الله ص فتطول
عزبتنا فقلنا: ألا نختصي يا رسول الله؟ فنهانا، ثم رخص أن
523

نتزوج المرأة إلى أجل بالشئ، ثم نهانا عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر
الانسية (عب).
(45734 -) عن سبرة أن رسول الله ص حرم متعة النساء (عب).
(45735 -) عن سبرة قال: خرجنا مع رسول الله ص من
المدينة في حجة الوداع حتى إذا كنا بعسفان قال رسول الله ص:
إن العمرة قد دخلت في الحج، فقال له سراقة بن مالك: يا رسول
الله! علمنا تعليم قوم كأنما ولدوا اليوم، عمرتنا هذه لعامنا أم
للأبد؟ قال: بل للأبد، فلما قدمنا مكة طفنا بالبيت وبين الصفا
والمروة، ثم أمرنا بمتعة النساء، فرجعنا إليه فقلنا إنهن قد أبين إلا
إلى أجل مسمى، قال: فافعلوا، فخرجت أنا وصاحب لي برد
وعليه برد فدخلنا على امرأة فعرضنا عليها أنفسنا، فجعلت تنظر إلى
برد صاحبي وترداه أجود من بردي، فتنظر إلى فتراني أشعب منه،
فقالت: برد مكان برد، واختارتني، فتزوجتها ببردي، فبت معها،
فلما أصبحت غدوت إلى المسجد، فإذا رسول الله ص على المنبر
يخطب، فسمعته يقول: من كان تزوج امرأة إلى أجل فليطها ما
سمى لها ولا يسترجع مما أعطاها شيئا، فان الله تعالى قد حرمها عليكم
إلى يوم القيامة (عب).
524

(45736 -) عن سبرة قال: نهى رسول الله ص عن متعة
النساء يوم خيبر (ابن جرير).
(45737 -) عن سبرة أن رسول الله ص نهى عن متعة النساء
يوم الفتح (ابن جرير).
(45738 -) عن سبرة قال: سمعت النبي ص ينهى عن متعة
النساء في حجة الوداع (ابن جرير).
(45739 -) عن سبرة قال: كنا مع رسول الله ص في حجة
الوداع، فلما قدمنا مكة وحللنا قال: استمتعوا من هذه النساء، قال:
فعرضنا ذلك على النساء، فأبين أن يتزوجننا إلا أن تضرب بيننا
وبينهن أجلا، فذكرنا ذلك لرسول الله ص فقال: اضربوا بينكم
وبينهن اجلا، فخرجت أنا وابن عم لي معي برد وبرده أجود من
بردي وأنا أشب، فمررنا بامرأة فأعجبها برد صاحبي وأعجبها شبابي،
فقالت: برد كبرد، فتزوجتها، وجعلت الاجل بيني وبينها عشرا،
فبت عندها تلك الليلة، ثم أصبحت وغدوت فإذا رسول الله ص
بين البيت والركن يخطب الناس وهو يقول: يا أيها الناس! إني
كنت أذنت بالاستمتاع من هذه النساء، ألا! وإن الله قد حرم ذلك
525

إلى يوم القيامة، فمن كان عنده شئ من ذلك فليخل سبيلها ولا
تأخذوا مما آتيتموهن شيئا (ابن جرير).
(45740 -) عن سلمة بن الأكوع قال: رخص لنا رسول الله
ص عام أوطاس في المتعة ثلاثة أيام، ثم نهى عنها (ابن جرير).
(45741 -) عن سلمة بن الأكوع أن رسول الله ص قال:
أيما رجل شارط امرأة فعشرتها ثلاث ليال، فان أحبا أن يتناقصا
تناقصا، وإن أحبا أن يزدادا في الاجل ازدادا. قال سلمة: لا أدري
أكانت لنا رخصة أم للناس عامة (ابن جرير).
(45742 -) عن أبي سعيد: لقد كان أحدنا يستمتع على القدح
سويقا (عب).
(45743 -) عن أبي سعيد قال: كنا نتمتع على عهد رسول الله
ص بالثوب (ابن جرير).
(45744 -) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص: هدم - أو
قال: حرم - المتعة الطلاق والعدة والميراث (ابن النجار).
(45745 -) عن سالم أن رجلا سأل ابن عمر عن المتعة، فقال:
حرام، فقال فان فلانا يفتى بها، فقال: والله! لقد علم أن رسول الله
526

ص حرمها يوم خيبر، وما كنا سامحين (ابن جرير).
(45746 -) (مسند ابن عمر) نهى رسول الله ص عن متعة
النساء يوم خيبر (ابن جرير).
(45747 -) عن ابن عمر قال: لكل مطلقة متعة إلا التي
تطلق قبل أن يدخل بها وقد فرض لها: فلها نصف الصداق ولا
متعة لها (عب).
(45748 -) عن ابن مسعود قال: كنا نغزو مع رسول الله ص
قلنا: يا رسول الله! ألا نختصي؟ فنهانا، ورخص لنا أن يستمتع
أحدنا بالمرأة بالثوب إلى أجل (ابن جرير).
(45749 -) عن الحسن قال: ما حلت المتعة قط إلا في عمرة
القضاء ثلاثة أيام، ما حلت قبلها ولا بعدها (عب).
(45750 -) (مسند علي) نهى النبي ص عن المتعة، وإنما
كانت لمن لم يجد، فلما نزل النكاح والطلاق والعدة والميراث من
المزوج والمرأة نهى عنها (طس، ق).
(45751 -) (أيضا) عن محمد ابن الحنفية قال: تكلم علي
وابن عباس في متعة النساء، فقال له علي: إنك امرؤ تائه، وإن
رسول الله ص نهى عن متعة النساء في حجة الوداع (طس).
527

الأولياء
(45752 -) (مسند عمر) قال لا تنكح المرأة إلا بإذن وليها
وإن نكحت عشرة - أو بإذن سلطان (ش، قط، ق).
(45753 -) عن الشعبي أن عمر وعليا وابن مسعود كانوا لا يجيزون
النكاح بلا ولي (عب، ق).
(45754 -) عن عبد الرحمن بن معبد أن عمر بن الخطاب رد
نكاح المرأة نكحت بغير إذن وليها (الشافعي، عب، ص، ش، ق).
(45755 -) عن هشام بن عروة عن رجل أن امرأة سألت ابنها
أن يزوجها، فكره ذلك وذهب إلى عمر وذكر ذلك له، فقال
عمر: اذهب، فإذا كان غدا أتيتكم، فجاء عمر فكلمها ولم يكثر، ثم
أخذ بيد ابنها فقال له: زوجها، فوالذي نفس عمر بيده! لو أن
خيثمة بنت هشام - يعني عمر أم نفسه - سألتني أن أزوجها لزوجتها،
فزوج أمه (ش).
(45756 -) عن زياد بن علافة قال: خطب رجل سيدة من بني
ليث ثيبا، فأبي أبوها أن يزوجها، فكتب إليه عثمان، إن كان
كفوءا فقولوا لأبيها أن يزوجها، فان أبي أبوها فزوجوها (ش).
528

(45757 -) عن عمر قال: أيما امرأة لم ينكحها الولي أو
الولاة فنكاحها باطل (ق).
(45758 -) عن عكرمة بن خالد قال: جمعت الطريق ركبا
فجعلت امرأة منها ثيب أمرها بيد رجل غير وليها فأنكحها، فبلغ ذلك عمر فجلد الناكح والمنكح، ورد نكاحها وفرق بينهما
(ص، ش، ق).
(45759 -) عن عمر قال: لا تزوج النساء إلا الأولياء، ولا
تنكحوهن إلا من الأكفاء صلى الله عليه وآله.
(45760 -) عن بكر قال: تزوجت امرأة بغير ولي ولا بينة
فكتب إلى عمر، فكتب أن تجلد مائة، وكتب إلا الأمصار:
أيما امرأة تزوجت بغير ولى فهي بمنزلة الزانية (ش).
(45761 -) عن الشعبي أن جارية فجرت فأقيم عليها الحد، ثم
إنهم أقبلوا مهاجرين فتابت الجارية وحسنت توبتها، فكانت تخطب
إلى عمها فيكره أن يزوجها حتى يخبر بما كان من أمرها وجعل يكره
أن يفشى ذلك عليها، فذكر أمرها لعمر بن الخطاب، فقال: زوجوها
كما تزوجون صالحي فتياتكم (ص، ق)
529

(45762 -) عن سعيد بن المسيب قال قال عمر بن الخطاب: لا
تنكح المرأة إلا بإذن وليها، أو ذي الرأي من أهلها أو السلطان
(مالك، ق).
(45763 -) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص: لا نكاح
إلا بولي، قيل: يا رسول الله! من الولي؟ قال: رجل من
المسلمين (كر، وفيه المسيب بن شريك متروك).
(45764 -) عن ابن عباس قال: البغي التي تزوج نفسها بغير
ولي صلى الله عليه وآله.
(45765 -) عن ابن عباس قال: لا نكاح إلا بولي أو سلطان،
فان أنكحها سفيه مسخوط عليه فلا نكاح عليه صلى الله عليه وآله.
(45766 -) عن ابن عمر أن رجلا زوج ابنته بكر فكرهت،
فرد النبي ص نكاحه (كر).
(45767 -) عن أبي عمر أنه سئل عن امرأة لها أمة أتزوجها؟
قال: لا، ولكن لتأمر وليها فليتزوجها (عب).
(45768 -) عن علي قال: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها
فنكاحها باطل، لا نكاح إلا بإذن ولي (ق، وصححه).
530

(45769 -) عن علي قال: لا نكاح إلا بولي، ولا نكاح إلا
بشهود (ش، ق).
(45770 -) (مسند علي) عن الشعبي قال: ما كان أحد من
أصحاب النبي ص أشد في النكاح بغير ولي من علي بن أبي
طالب حتى كان يضرب فيه (ش، ق).
(45771 -) (مسند على) عن هذيل أن عليا أجاز نكاح
الخال (ش، ق).
(45772 -) (مسند على) عن أبي قيس الأزدي عمن حدثه
أن امرأة زوجتها أمها برضاها، فرفع ذلك إلى علي، فقال: أليس
قد دخل بها فالنكاح جائز (ص، ش، ق).
(45773 -) (مسند علي) عن حسن بن حسن عن أبيه أن
عمر بن الخطاب خطب أم كلثوم، فقال له على: إنها تصغر عن
ذلك، فقال عمر: سمعت رسول الله ص يقول: كل سبب ونسب
منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي، فأحب أن يكون لي من
رسول الله ص سبب ونسب، فقال على للحسن والحسين: زوجا
عمكما، فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها! فقام علي
531

مغضبا، فأمسك الحسن بثوبه وقال: لا صبر لي على هجرانك يا أبتاه!
قال: فزوجاه (ق).
(45774 -) (أيضا) عن أبي القيس الأزدي عمن أخبره عن
علي أنه أجاز نكاح امرأة زوجتها أمها برضا منها صلى الله عليه وآله.
(45775 -) (أيضا) عن الحكم قال: كان على إذا رفع
إليه رجل تزوج امرأة بغير ولي فدخل بها أمضاه (ش).
استئذان النكاح
(45776 -) عن الشعبي عن عمر وعلي قالا: تستأمر الثيبة في
نفسها، ورضاها أن تسكت (ش).
(45777 -) عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص: لا تنكح
البكر حتى تستأمر، ولا الثيب حتى تشاور، قالوا: يا رسول
الله! إن البكر تستحيي؟ قال سكوتها رضاها (كر).
(45778 -) عن عائشة قالت قلت: يا رسول الله! أتستأمر
النساء في أبضاعهن؟ قال: إن البكر لتستأمر فتستحيي فتسكت،
وإذنها سكوتها (كر).
532

(45879 -) عن عبد الرحمن بن معاوية: أنكح حزام ابنته وهي
كارهة رجلا وهي ثيب، فأتت النبي ص فذكرت ذلك له، فرد
نكاحها (طب).
(45780 -) عن عبد الرحمن ومجمع بن يزيد بن جارية عن علي
قال: لا تزوج اليتيمة حتى تستأمر وسكوتها رضاها صلى الله عليه وآله.
(45781 -) عن علي قال: لا يزوج الرجل ابنته حتى يستأمرها (ش).
(45782 -) عن علي قال: إذا زوجت الثيبة فان سكتت فهو
رضاها، وإن كرهت لم تزوج (ش).
(45783 -) (مسند الزبير) عن ميمون بن مهران عن الزبير
أنه كانت تحته أم كلثوم بنت عقبة، فقالت: طيب نفسي بواحدة
فطلقها واحدة، فوضعت حملها، وجاء فقال: خدعتني خدعها الله!
فجاء النبي ص فقال: سبق الكتاب، اخطبها إلى نفسها (عب).
نكاح السر
(45784 -) عن أبي الزبير المكي قال: أتي عمر بنكاح لم يشهد
عليه إلا رجل وامرأة، فقال: هذا نكاح السر، ولا أجيزه، ولو
كنت تقدمت فيه لرجمت مالك، والشافعي، ق).
533

الأكفاء
(45785 -) عن عمر قال: لامنعن تزوج ذوات الأحساب من
النساء إلا من الأكفاء (عب).
(45786 -) عن إبراهيم بن أبي بكر أن عمر بن الخطاب كان
يشدد في الأكفاء (عب).
(45787 -) عن عمر قال: ما بقي في شئ من أمر الجاهلية إلا
أني لست أبالي اي الناس نكحت وأيهم أنكحت (عب، وأبو سعيد).
(45788 -) (مسند علي) عن عبد الرحمن بن بردان قال:
زوج امرأة أخوالها، وهم من بني عائذ الله وهي من أزد فأتوا عليا
فقال لابنته أم كلثوم: انظري امن النساء هي؟ قالت: نعم، فدفعها
إلى زوجها، وقال: هم اكفاء صلى الله عليه وآله.
الصداق
(45789 -) عن أبي العجفاء قال: خطب عمر فقال: الا! لا تغلوا
صداق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان
أولاكم بها النبي ص، ما أصدق رسول الله ص امرأة من نسائه
ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية، وإن الرجل
534

ليبتلى بصدقة امرأته وقال مرة: إن أحدكم ليغلى صدقة امرأة حتى
يكون لها عداوة في نفسه، وهي تقول: قد كلفت إليك علق
القربة، وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم أو مات قتل فلان شهيدا
أو مات فلان شهيدا، ولعله يكون قد أوقر عجز دابته أو دف
راحلته ذهبا أو ورقا يلتمس التجارة، لا تقولوا ذلك، ولكن قولوا
كما قال النبي ص: من قتل أو مات في سبيل الله فهو في الجنة.
(عب، ط، والحميدي، ض، وابن سعد، وأبو عبيد في الغريب،
ش، حم (1)، والعدني، والدارمي، د، ت - وقال: صحيح، ن،
ه‍، ع، حب، كر، قط في الافراد، حل، ق، ص).
(45790 -) عن مسروق قال: ركب عمر بن الخطاب المنبر ثم
قال: أيها الناس! ما إكثاركم في صداق النساء! وقد كان رسول الله
ص وأصحابه وإنما الصداق فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك، فلو
كان الاكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لم تسبقوهم إليها
(ص، ع).

(1) أخرجه أبو داود كتاب النكاح باب الصداق رقم 2106 وجرى ضبط
الحديث وما نقص منه من مسند أحمد رقم / 285 / وقال احمد شاكر:
اسناده صحيح. ص
535

عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمر بن الخطاب قال:
خطبنا رسول الله ص فقال: أنكحوا الايامي منكم، قالوا: يا رسول
الله! فما العلائق بينهم؟ قال: ما تراضى عليه أهلوهم (ابن مردويه،
ق وقال: ليس بمحفوظ، قال: قد روي عن عبد الرحمن عن النبي
ص، وروى عنه عن ابن عباس عن النبي ص).
(45792 -) عن ابن سيرين أن عمر رخص أن تصدق المرأة
ألفين، ورخص عثمان في أربعة آلاف (ش).
(45793 -) عن نافع أن عمر نهى أن تزداد النساء على أربعمائة (ش).
(45794 -) عن نافع قال: تزوج ابن عمر صفية على أربعمائة درهم،
فأرسلت إليه أن هذا لا يكفينا، فزادها مائتين سرا من عمر (ش).
(45795 -) عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب قضى،
المرأة يتزوجها الرجل أنه إذا أرخيت الستور فقد وجب الصداق
(مالك، والشافعي، ق).
(45796 -) عن الشعبي قال: خطب عمر بن الخطاب فحمد الله
وأثني عليه وقال: ألا! لا تغالوا في صداق النساء، وأنه لا يبلغني عن
أحد ساق أكثر من شئ ساقه رسول الله أو سيق إليه إلا
536

جعلت فضل ذلك في بيت المال - ثم نزل، فعرضت له المرأة من
قريش فقالت: يا أمير المؤمنين! لكتاب الله أحق أن يتبع أم
قولك؟ قال: كتاب الله، فما ذاك؟ قالت: نهيت الناس آنفا أن
يتغالوا في صداق النساء، والله تعالى يقول في كتابه (وآتيتم إحداهن
قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا) فقال عمر: كل أحد أفقه من عمر
مرتين أو ثلاثا! ثم رجع إلى المنبر فقال للناس: إني كنت نهيتكم أن
تغالوا في صداق النساء، فليفعل رجل في ماله ما بدا له (ص، ق).
(45797 -) عن عمر قال: لو كان المهر سناء ورفعة في الآخرة
كان بنات النبي ص ونساؤه أحق بذلك (أبو عمر ابن فضالة
في أماليه).
(45798 -) عن مسروق قال: ركب عمر المنبر فقال: لا أعرف
من زاد الصداق على أربعمائة درهم، فقد كا رسول الله ص وأصحابه
وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك، ولو كان الاكثار
في ذلك تقوى أو مكرمة لما سبقتموهم إليها - ثم نزل، فاعترضته
امرأة من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين! نهيت الناس أن يزيدوا
في صدقاتهن على أربعمائة درهم؟ قال: نعم، قالت أما سمعت الله
يقول في القرآن (وآتيتم إحداهن قنطارا - الآية) فقال: اللهم!
537

غفرا، كل الناس أفقه من عمر! ثم رجع فركب المنبر فقال: أيها
الناس! إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في صدقاتهن على أربعمائة، فمن
شاء أن يعطي من ماله ما أحب أو ما طابت نفسه فليفعل (ص،
ع، والمحاملي في أماليه).
(45799 -) عن عبد الرحمن السلمي قال قال عمر بن الخطاب:
لا تغالوا في مهور النساء، فقالت امرأة منهن: ليس ذلك لك يا عمر!
إن الله تعالى يقول (وآتيتم إحداهن قنطارا من ذهب) - قال:
وكذلك هي قراءة ابن مسعود، فقال عمر: إن امرأة خاصمت عمر
فخصمته (عب، وابن المنذر).
(45800 -) عن عبد الله بن مصعب قال قال عمر: لا تزيدوا في
مهور النساء على أربعين أوقية، فمن زاد ألقيت الزيادة في بيت المال،
فقالت امرأة: ما ذاك لك! قال: ولم! قالت: لان الله تعالى يقول
(وآتيتم إحداهن قنطارا - الآية) فقال عمر: امرأة أصابت
ورجل أخطأ (الزبير بن بكار في الموفقيات، وابن عبد البر في العلم).
(45801 -) عن بكر بن عبد الله المزني قال قال عمر: خرجت
وأنا أريد أن أنهاكم عن كثرة الصداق فعرضت لي آية من كتاب الله
(وآتيتم إحداهن قنطارا) (ص، وعبد بن حميد، ق).
538

(45802 -) (مسند أبي حدرد الأسلمي) عن أبي حدرد الأسلمي
أنه استعان رسول الله ص في نكاح فقال: كم أصدقت؟ قال: مائتي
درهم، فقال: لو كنتم تعرفون من بطحان ما زدتم (أبو نعيم
في المعرفة).
(45803 -) (من مسند سهل بن سعد الساعدي) أن النبي
ص قال لرجل: انطلق فقد زوجتكما، فعلمها سورة من القرآن (ش).
(45804 -) عن سهل بن سعد الساعدي ان امرأة جاءت النبي
ص فوهبت نفسها له، فصمت، ثم عرضت نفسها له، فصمت،
فلقد رأيتها قائمة مليا تعرض نفسها عليه وهو صامت، فقام رجل
أحسبه من الأنصار فقال: يا رسول الله! إن لم يكن لك بها حاجة
فزوجنيها، قال لك شئ؟ قال: لا والله يا رسول الله! قال: اذهب
فالتمس شيئا ولو خاتم من حديد! فذهب ثم رجع فقال: والله ما
وجدت شيئا غير ثوبي هذا أشقه بيني وبينها، فقال رسول الله ص:
ما في ثوبك فضل عنك، فهل تقرأ من القرآن؟ قال نعم، قال:
ماذا؟ قال: سورة كذا وكذا وسورة كذا وكذا، قال: اذهب
فقد أملكتها بما معك من القرآن، فرأيته يمضي وهي تتبعه (عب)
(45805 -) (مسند عامر بن ربيعة) إن رجلا تزوج على عهد
539

النبي ص على نعل، فأجاز النبي ص نكاحه (ش).
(45806 -) [أيضا] إن امرأة من بني فزارة تزوجت رجلا
على نعلين، فرفع ذلك إلى النبي ص، فقال لها: أرضيت لنفسك
نعلين؟ قالت: إني رأيت ذلك، قال: وأنا أرى ذلك (كر).
(45807 -) [أيضا] اتى النبي ص رجل من بني فزارة
بامرأة فقال: إني تزوجتها بنعلين، فقال لها: أرضيت؟ فقالت: نعم،
ولو لم يعطني لرضيت، قال: شأنك وشأنها (كر).
(45808 -) عن إسماعيل بن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد
أنه قال: تزوج جدي عبد الله بن حدرد امرأة بأربع أواق، فأخبر
ذلك رسول الله ص، فقال رسول الله ص: لو كنتم تنحتون من
فناء جبل - أو قال: من أحد - ما زدتم على ذلك، عندنا نصف
صداقها، قال عبد الله: فانطلقت فجمعتها فأديتها إلى امرأتي، ثم
أنبأت رسول الله ص فقال: ألم أكن قلت لك: عندنا نصف
الصداق، فلعلك إنما فعلت ذلك لما كان من قولي! قلت: لا
يا رسول الله! وما كان بي إلا ذلك (كر).
(45809 -) عن ابن عباس أنه سئل عن رجل تزوج امرأة
540

وفرض لها هل له أن يدخل بها ولم يعطها شيئا، قال: لا يدخل
بها حتى يعطيها ولو نعليه (ابن جرير).
(45810 -) عن ابن عباس قال: إذا تزوج الرجل المرأة فان
استطاع أن لا يدخل عليها حتى يعطيها شيئا، فإن لم يجد إلا إحدى
نعليه فليخلعها فليعطها إياها (ابن جرير).
(45811 -) عن الشعبي أن عمرو بن حريث خطب إلى عدي بن
حاتم فقال: لا أزوجكها إلا على حكمي، قال: وما هو؟ قال: لقد
كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، فحكمت عليك بمهر عائشة
ثمانين وأربعمائة درهم (كر).
(45812 -) عن حميد بن هلال قال: خطب عمرو بن حريث
إلى عدي بن حاتم فقال: لا أزوجك إلا على حكمي، فقال: عرفني
ما حكمت به علي، فأرسل إليه أني حكمت بأربعمائة درهم وثمانين درهما
سنة رسول الله ص (كر).
(45813 -) عن عطاء أن النبي ص أعتق أمة وجعل مهرها
عتقها (عب).
(45814 -) عن علي قال: أدنى ما يستحل به الفرج عشرة
541

دراهم (ق، وضعفه).
(45815 -) عن علي قال: لا صداق دون عشرة دراهم (قط،
ق، وضعفه).
(45816 -) (مسند علي) عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا قال: ما تراضى به الزوجان (قط، ق).
(45817 -) عن علي أنه قال في المتوفى عنها ولم يفرض لها صداقا
لها الميراث وعليها العدة ولا صداق لها، وقال: لا يقبل قول
أعرابي من أشجع على كتاب الله (ص، ق).
(45818 -) عن أنس قال: تزوج عبد الرحمن بن عوف على
وزن نواة من ذهب قومت ثلاثة دراهم وثلثا (ش، وهو
صحيح).
(45819 -) عن ابن عطاء عن أبيه قال: تزوج بشر بن سعد
الأنصاري امرأة، فقال النبي ص: سل في قومك
وادخل على أهلك، فسأل فأعطى قيراطا من ذهب، فأمره
النبي ص أن يدفع إلى أهله ويدخل عليها
(ابن جرير).
542

نكاح الرقيق
(45820 -) عن عمر قال: ينكح العبد امرأتين ويطلق تطليقتين
وتعتد الأمة حيضتين، فإن لم تكن تحيض فشهرين أو شهرا ونصفا
(الشافعي، هب، ق).
(45821 -) عن عمر قال: إذا نكح العبد الحرة فقد أعتق
نصفه، وإذا نكح الحر الأمة فقد أرق نصفه (عب، ص، ش
والدارمي).
(45822 -) عن عمر قال: إذا نكح العبد بغير إذن مواليه
فنكاحه حرام، وإذا نكح بإذن مواليه فالطلاق بيد من يستحل
الفرج (عب، ش).
(45823 -) عن الحكم أن عمر كتب في امرأة تزوجت عبدها
أن يفرق بينهما ويقام الحد عليها (ش).
(45824 -) عن قتادة قال: تزوج غلام لأبي موسى امرأة غرها
بنفسه حرة بغير إذن أبي موسى، فساق إليها خمس قلائص، فخاصمته
إلى عثمان، فأبطل النكاح وأعطاها قلوصين، ورد إلى أبي موسى
ثلاثا (عب).
543

(45825 -) عن قتادة في الأمة ينكحها الرجل وهو يرى أنها
حرة فتلد أولادا، قال: قضي عثمان في أولادها مكان كل عبد
عبدان، ومكان كل جارية جاريتان (عب).
(45826 -) عن محمد بن سيرين قال: قال عمر على المنبر:
أتدرون كم ينكح العبد؟ فقام رجل فقال: أنا، قال: كم؟ قال:
اثنتين صلى الله عليه وآله.
(45827 -) عن بكر بن عبد الله المزني أن عمر بن الخطاب
أني بامرأة تزوجت عبدا لها، فقالت المرأة: أليس الله يقول في
كتابه (أو ملكت ايمانكم) فضربهما وفرق بينهما، وكتب إلى أهل
الأمصار: أي المرأة تزوجت عبدا لها أو تزوجت بغير بينة أو ولي
فاضربوها الحد (ص، ق).
(45828 -) عن الحسن أن عمر بن الخطاب أتي بامرأة قد
تزوجت عبدها فعاقبها وفرق بينها وبين عبدها، وحرم عليها
الأزواج عقوبة لها (ص، ق، وقال: هما مرسلان يؤكد
أحدهما صاحبه).
(45829 -) عن ابن جريج قال: أخبرت أن عمر بن الخطاب
544

سأل الناس: كم ينكح العبد؟ فاتفقوا على أن لا يزيد على
اثنتين (...).
(45830 -) عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب سأل الناس: كم
يحل العبد أن ينكح؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: اثنتين، فصمت
عمر كأنه رضي بذلك وأحبه - وفي رواية: قال عمر: واقفت الذي
في نفسي (عب).
(45831 -) عن ابن جريج قال في الأمة تأتي قوما فتخبرهم أنها
حرة فينكحها أحدهم فتلد له، قال: سمعت سليمان بن موسى يذكر
أن عمر بن الخطاب قضى في مثل ذلك على آبائهم بمثل كل ولد له
من الرقيق في الشبر والذرع، قلت له: فإن كان أولاده حسانا؟
قال: لا يكلف مثلهم في الحسن، إنما يكلف مثلهم في الذرع
(عب).
(45832 -) عن جابر بن عبد الله قال: جاءت امرأة إلى عمر
ابن الخطاب ونحن بالجابية نكحت عبدها، فانتهرها وهم أن يرجمها
وقال: لا يحل لك مسلم بعده (عب).
(45833 -) عن قتادة قال: تسرت امرأة غلاما لها فذكرت
545

لعمر بن الخطاب فسألها: ما حملك على هذا؟ فقالت: كنت أرى
أنه يحل للنساء ما يحل للرجال من ملك اليمين، فاستشار عمر فيها
أصحاب النبي ص، فقالوا: تأولت كتاب الله على غير تأويله، فقال
عمر: لا جرم والله لا أحلك لحر بعده أبدا! كأنه عاقبها بذلك
ودرأ الحد عنها، وأمر العبد أن لا يقربها (عب).
(45834 -) عن قتادة قال: جاءت امرأة إلى أبي بكر فقالت:
أعتق عبدي وأتزوجه فهو أهون علي مؤنة من غيره، فقال: ائتي
عمر فسليه، فسألت عمر، فضربها حتى فشفشت ببولها، ثم قال:
لن تزال العرب بخير ما منعت نساءها (...).
(45835 -) عن إبراهيم أن عليا قال في الأمة تباع ولها زوج:
هو زوجها حتى يطلقها أو يموت (عب).
(45836 -) عن جابر في العبد والأمة: سيدهما يجمع بينهما
ويفرق (عب).
(45837 -) عن الحسن مولى ابن نوفل قال: سئل ابن عباس
عن عبد طلق امرأته تطليقتين ثم أعتقا أيتزوجها؟ قال: نعم، قيل:
قال: أفتي بذلك رسول الله ص (عب).
546

(45838 -) عن ابن عباس أن زوج بريرة كان عبدا لبني فلان
ناس من الأنصار يقال له مغيث، والله لكأني أنظر إليه الآن يتبعها
في سلك المدينة وهو يبكى! فكلم رسول الله ص بريرة أن ترجع
إلى زوجها، فقالت: يا رسول الله! أتأمرني بذلك؟ فقال: إنما أنا
شفيع له، فقالت: لا والله لا أرجع إليه أبدا (عب).
(45839 -) عن ابن عباس قال: لا ينكح الرجل أمته عبده
بغير مهر (عب).
(45840 -) عن ابن عباس قال: لا بأس أن يتسرى العبد
(عب).
(45841 -) عن علي قال: ينكح اثنتين لا يزيد عليهما
(الشافعي، ش، ق).
نكاح الكافر
(44842 -) عن عمر قال: المسلم يتزوج النصرانية، ولا يتزوج
النصراني المسلمة (عب، وابن جرير، ق).
(45843 -) عن قتادة أن حذيفة نكح يهودية، فقال عمر:
طلقها فإنها جمرة، قال: أحرام هي؟ قال: لا، ولكني أخاف
547

أن تطيعوا المومسات منهن (عب، ق).
(45844 -) عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب كتب
إلى حذيفة بن اليمان وهو بالكوفة ونكح امرأة من أهل الكتاب
فكتب أن فارقها فإنك بأرض المجوس فاني اخشى أن يقول الجاهل:
قد تزوج صاحب رسول الله ص كافرة، ويحلل الرخصة التي كانت
من الله عز وجل فيتزوجوا نساء المجوس، ففارقها (عب).
(45845 -) عن سليمان الشيباني قال: أنبأني ابن المرأة التي فرق
بينهما عمر حين عرض عليه الاسلام، فأبى ففرق بينهما (عب).
(45846 -) عن زيد بن وهب قال: كتب عمر بن الخطاب أن
المسلم ينكح النصرانية، والنصراني لا ينكح المسلمة، ويتزوج المهاجر
الاعرابية، ولا يتزوج الاعرابي المهاجرة ليخرجها من دار هجرتها،
ومن وهب هبة لذي رحم جازت هبته، ومن وهب لغير ذي رحم
فلم يثبه من هبته فهو أحق بها (عب).
(45847 -) عن جابر قال: نساء أهل الكتاب لنا حل،
ونساؤنا عليهم حرام (عب).
(45848 -) (أيضا) عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله
548

يقول في الرجل له الأمة المسلمة وعبد نصراني أيزوج العبد الأمة؟
قال: لا (عب).
(45849 -) عن معمر عن الزهري قال: نكح رجل من قومي
في عهد النبي ص امرأة من أهل الكتاب (عب).
(45850 -) عن معمر عن الزهري أنه بلغه أن نساء في عهد النبي
ص كن أسلمن بأرض غير مهاجرات وأزواجهن حين أسلمن
كفار، منهن عاتكة ابنة الوليد بن المغيرة كانت تحت صوان بن
أمية فأسلمت يوم الفتح بمكة، وهرب زوجها صفوان بن أمية من
الاسلام فركب البحر، فبعث رسولا إليه ابن عمه وهب بن عمير
ابن وهب بن خلف برداء رسول الله ص أمانا لصفوان، فدعاه النبي
ص إلى الاسلام أن يقدم عليه، فان أحب أن يسلم أسلم، وإلا سيره
رسول الله ص شهرين، فلما قدم صفوان بن أمية على النبي ص
بردائه ناداه على رؤس الناس وهو على فرسه وقال: يا محمد! إن هذا
وهب بن عمير أتاني بردائك يزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك، إن
رضيت مني أمرا قبلته وإلا سيرتني شهرين، فقال رسول الله ص:
أنزل أبا وهب! قال: لا والله! لا أنزل حتى تبين لي! فقال النبي
ص: لا، بل لك سير أربعة أشهر، فخرج رسول الله ص قبل
549

هوازن بجيش، فأرسل رسول الله ص إلى صفوان يستعيره أداة
وسلاحا عنده، فقال صفوان: أطوعا أو كرها؟ فقال رسول الله
ص: لا بل طوعا، فأعاره صفوان الأداة والسلاح التي عنده،
وسار صفوان وهو كافر مع رسول الله ص، فشهد حنينا والطائف
وهو كافر وامرأته مسلمة، فلم يفرق رسول الله ص بينه وبين
امرأته حتى أسلم صفوان واستقرت امرأته عنده بذلك النكاح. وأسلمت
أم حكيم بنت الحارث بن هشام يوم الفتح بمكة، وهرب زوجها
عكرمة بن أبي جهل من الاسلام حتى قدم اليمن، فارتحلت أم حكيم
بنت الحارث حتى قدمت اليمن، فدعته إلى الاسلام فأسلم، فقدمت
به على رسول الله ص. فلما رآه رسول الله ص وثب إليه فرحانا
عليه رداؤه حتى بايعه، ثم لم يبلغنا أن رسول الله ص فرق بينه
وبينها، فاستقرت عنده على ذلك النكاح، ولكنه لم يبلغنا أن امرأة
هاجرت إلى رسول الله ص وزوجها كافر مقيم بدار الكفار إلا
فرقت هجرتها بينها وبين زوجها الكافر، إلا أن يقدم مهاجرا قبل أن
تنقضي عدتها، فإنه لم يبلغنا أن امرأة فرق بينها وبين زوجها إذا قدم
عليها مهاجرا وهي في عدتها (عب).
(45851 -) عن ابن جريج عن رجل عن ابن شهاب قال: أسلمت
550

زينب بنت النبي ص وهاجرت بعد النبي ص في الهجرة الأولى
وزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد العزي بمكة مشرك، ثم شهد
أبو العاص بدرا مشركا فأسر فاقتدى وكان موسرا، ثم شهدا أحدا
أيضا مشركا، فرجع عن أحد إلى مكة، ثم مكث بمكة ما شاء الله،
ثم خرج إلى الشام تاجرا فأسره بطريق الشام نفر من الأنصار،
فدخلت زينب على النبي ص فقالت: إن المسلمين يجبر عليهم أدناهم!
قال: وما ذاك يا زينب؟ قالت: أجرت أبا العاص، قال: قد أجزت
جوارك، ثم لم يجز جوار امرأة بعدها، ثم أسلم فكانا على نكاحهما،
وكان عمر خطبها إلى النبي ص بين ظهراني ذلك، فذكر ذلك البني
ص لها، فقالت: أبو العاص يا رسول الله حيث قد علمت وقد كان
نعم الصهر! فان رأيت أن تنتظره! فسكت رسول الله ص عند
ذلك، قال: وأسلم أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام بمر
الظهران، ثم قدموا على نسائهم مشركات فأسلمن، فحبسوا على نكاحهم
وكانت امرأة مخرمة شفاء ابنة عوف أخت عبد الرحمن بن عوف،
وامرأة حكيم زينب بن العوام، وامرأة أبي سفيان هند ابنة عتبة
ابن ربيعة، وكان عند صفوان بن أمية مع عاتكة ابنة الوليد آمنة ابنة
أبي سفيان فأسلمت أيضا مع عاتكة ابنة الوليد آمنة ابنة أبي سفيان بعد
551

الفتح، ثم أسلم صفوان بعد فأقام عليهما.
(45852 -) (مسند الزبير) عن محمد بن الحسن قال: كان
معدان بن حواس الثعلبي وامرأته نصرانيين، فأسلمت امرأته في ولاية
عمر بن الخطاب وفرت منه إلى عمر، فخرج معدان يطلبها حتى قدم
المدينة، فنزل على الزبير بن العوام فاستجار به، فقال له الزبير: هل
انقضت عدتها منك؟ قال: لا، قال: فأسلم، فغدا به الزبير إلى
عمر، فرد عليه امرأته (كر).
ذيل النكاح
(45853 -) عن أبي سلمة عن عبد الرحمن بن عوف قال: كانت
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل عند عبد الله بن أبي بكر الصديق،
وكان يحبها حبا شديدا، فجعل لها حديقة على أن لا تزوج بعده،
فرمي بسهم يوم الطائف فانتقض بعد وفاة رسول الله ص بأربعين
ليلة فمات، فرثته عاتكة فقالت:
آليت لا تنفك عيني سخينة * عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
مدى الدهر ما غنت حمامة أيكة * وما طرد الليل الصباح المنورا
فخطبها عمر بن الخطاب، قالت: قد كان أعطاني حديقة أن لا أتزوج
552

بعده، قال: فاستفتي، فاستفتت علي بن أبي طالب، فقال: ردي
الحديقة إلى أهله وتزوجي، فتزوجها عمر، فسرح إلى عدة من أصحاب
رسول الله ص فيهم علي بن أبي طالب، وكان أخا عبد الله بن أبي
بكر من أصحاب النبي ص فقال علي لعمر: ائذن لي فأكلمها،
فقال: كلمها، فقال: يا عاتكة!
آليت لا تنفك عيني قريرة * عليك ولا ينفك جلدي أصفرا
فسال عمر: غفر الله لك! لا تفسد علي أهلي (وكيع) (1).
(45854 -) عن عقيل بن أبي طالب أنه تزوج فقيل له: بالرفاء
والبنين! فقال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله
ص: على الخير والبركة، بارك الله لك وبارك عليك (كر).
(45855 -) عن علي قال: النساء أربع: الفريع: والوعوع،
وغل لا ينزع، وجامعة تجمع، فأما الفريع فالسمحة، وأما الوعوع
فالسخابة، وأما الغل لا ينزع فالمرأة السوداء للرجل منها أولاد
لا يدري كيف يتخلص، وأما الجامعة فالتي تجمع الشمل وتلم
الشعث (الديلمي).

(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى في ترجمة عاتكة 8 / 265. ص
553

(45856 -) عن علي قال قال رسول الله ص: للنساء عشر
عورا ت، فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة، فإذا ماتت ستر القبر
عشر عورات (الديلمي).
(45857 -) عن أسامة بن زيد أن رجلا جاء إلى النبي ص
فقال: إني أعزل عن امرأتي، فقال له رسول الله ص: لم تفعل
ذلك؟ فقال الرجل: أشفق على ولدها، فقال رسول الله ص: لو
كان ذلك ضارا ضر فارس والروم - وفي لفظ: إن كان لذلك فلا،
ما ضار ذلك فارس ولا الروم (م (1)، الطحاوي).
باب في حق الزوجين
حق الزوج
(45858 -) عن عمر قال: لا تصوم المرأة تطوعا إلا بإذن
زوجها (ش).
(45859 -) عن أبي غرزة أنه أخذ بيد ابن الأرقم، فأدخله على
امرأته فقال أتبغضيني؟ قالت: نعم، قال له ابن الأرقم: ما حملك
على ما فعلت؟ قال كثرت على مقالة الناس، فأتى ابن الأرقم عمر

(1) أخرجه مسلم كتاب النكاح باب جواز الغيلة رقم 1443. ص
554

ابن الخطاب فأخبره، فأرسل إلى أبي غرزة فقال له: ما حملك على
ما فعلت؟ قال: كثرت علي مقالة الناس، فأرسل إلى امرأته فجاءته
ومعها عمة منكرة فقالت: إن سألك فقولي: استحلفني فكرهت
أن أكذب، فقال لها عمر: ما حملك على ما قلت؟ قالت: إنه
استحلفني فكرهت أن أكذب، فقال عمر: بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل، فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على
الأحساب والاسلام (ابن جرير).
(45860 -) عن كهمس الهلالي قال: كنت عند عمر فبينما نحن
جلوس عنده إذا جاءت امرأة فجلست إليه فقالت: يا أمير المؤمنين!
إن زوجي قد كثر شره وقل خيره، فقال لها: من زوجك؟ قالت:
أبو سلمة، قال: إن ذاك رجل له صحبة، وإنه لرجل صدق، ثم
قال عمر لرجل عنده جالس: أليس كذلك؟ قال: يا أمير المؤمنين!
لا نعرفه إلا بما قلت، فقال لرجل: قم فادعه لي، فقامت المرأة
حين أرسل إلى زوجها فقعدت خلف عمر، فلم يلبث ان جاءا معا
حتى جلس بين يدي عمر، فقال عمر: ما تقول هذه الجالسة خلفي؟
قال: ومن هذه يا أمير المؤمنين؟ قال: هذه امرأتك، قال: وتقول
ماذا؟ قال: تزعم أنه قل خيرك وكثر شرك، قال: قد بئسما قالت
555

يا أمير المؤمنين! إنها لمن صالح نسائه، أكثرهن كسوة، وأكثرهن
رفاهية بيت، ولكن فحلها بلى، فقال عمر للمرأة: ما تقولين؟ قالت:
صدق، فقام عمر إليها بالدرة فتناولها بها، ثم قال: أي عدوة نفسها!
أكلت ماله وأفنيت شبابه، ثم أنشأت تخبرين بما ليس فيه! قالت:
يا أمير المؤمنين! لا نعجل، فوالله لا أجلس هذا المجلس أبدا، فأمر
لها بثلاث أثواب، فقال: خذي هذا بما صنعت بك، وإياك أن
تشتكي هذا الشيخ! قال: فكأني أنظر إليها قامت ومعها الثياب،
ثم أقبل على زوجها فقال: لا يحملك ما رأيتني صنعت بها أن تسئ
إليها! فقال: ما كنت لافعل، قال: فانصرفا، ثم قال عمر: سمعت
رسول الله ص يقول: خير أمتي القرن الذي أنا منهم، ثم الثاني
والثالث، ثم ينشأ قوم يسبق إيمانهم شهادتهم، يشهدون من غير أن
يستشهدوا، لهم لغط في أسواقهم (ط، خ في تاريخه، والحاكم في
الكنى، قال ابن حجر: إسناده قوي).
(45861 -) عن أبي إدريس الخولاني أن معاذا قدم عليهم اليمن،
فقالت له امرأة: من أرسلك إلينا أيها الرجل؟ قال: أرسلني رسول
الله ص، قالت المرأة: أفلا تحدثني يا رسول رسول الله ص؟
قال: سلي عما شئت، قالت: حدثني ما حق المرء على زوجته، قال
556

لها معاذ: تتقي الله ما استطاعت وتسمع وتطيع، قالت: حدثني ما
حق المرء على زوجته، فاني تركت أبا هؤلاء شيخا كبيرا في البيت،
فقال: والذي نفس معاذ بيده! لو أنك ترجعين إذا رجعت إليه
فوجدت الجذام قد خرق أنفه ووجدت منخريه يسيلان قيحا ودما ثم
التعقتها بفيك لكيما تبلغي حقه ما بلغتيه أبدا (كر).
(45862 -) (مسند عائشة) جاءت هند أم معاوية رسول الله
ص فقالت: يا رسول الله! أبا سفيان رجل شحيح، وإنه لا يعطيني
وولدي إلا ما أخذت منه وهو يعلم فهل علي في ذلك؟ خذي ما
يكفيك وبنيك بالمعروف (عب).
(45863 -) عن عائشة قالت: جاءت هند إلى النبي ص فقالت:
يا رسول الله! والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن
يذلهم الله من أهل خبائك! فقال النبي ص: وأيضا والذي نفسي
بيده لتزدادن! ثم قالت: يا رسول الله! إن أبا سفيان رجل ممسك
فهل علي جناح أن أنفق على عياله من ماله بغير إذنه؟ فقال النبي
ص: لا حرج عليك أن تنفقي عليهم بالمعروف (عب) (1).

(1) أخرجه في صحيح البخاري بلفظه كتاب الأحكام باب من رأى للقاضي
أن يحكم بعلمه 9 / 182. ص
557

(45864 -) عن عكرمة قال: كنت عند ابن عباس فأتته امرأة
فقالت: أيحل لي أن آخذ من دراهم زوجي؟ قال: يحل له أن
يأخذ من حليتك؟ قالت: لا، قال: فهل أعظم عليك حقا
(عب).
(45865 -) (من مسند عائشة) اعبدوا ربكم، وآووا أخاكم
ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لاحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها
ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود ومن جبل أسود
إلى جبل أبيض كان ينبغي لها أن تفعله (حم).
(45866 -) عن عبد الله بن محصن عن عمة له أنها دخلت على
رسول الله ص لتقضي الحاجة، فقضت حاجتها، فقال لها رسول الله
ص: أذات زوج أنت؟ قالت: نعم، فقال: كيف أنت له؟
فقالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه، فقال رسول الله ص: أبصري
أين أنت! فإنه جنتك ونارك (عب).
(45867 -) عن الثوري عن إسماعيل بن أمية قال: جاء رجل
فشكا امرأته إلى ابن المسيب، فقال ابن المسيب: قال رسول الله
ص: أيتما امرأة لم تستغن عن زوجها ولم تشكر له لم ينظر الله إليها
558

يوم القيامة، فقال رجل عند ابن المسيب: قال رسول الله ص: أيتما
امرأة أقسم عليها زوجها قسم حق فلم تبره حطت عنها سبعون
صلاة، فقال رجل آخر عند ابن المسيب: قال رسول الله ص:
أيتما امرأة ألحقت بقوم نسبا ليس منهم لم يعدل وزنها يوم القيامة
مثقال ذرة (عب).
(45868 -) عن معمر عن قتادة قال قال رسول الله ص: لا يحل
لامرأة من مال زوجها إلا الرطب - قال قتادة: يعني مالا يدخر
كالخبز واللحم والصبغ (عب).
حقوق الزوج
(45869 -) (مسند لقيط بن صبرة) انطلقت أنا وأصحابي
حتى انتهينا إلى رسول الله ص فلم نجده، فأطعمتنا عائشة تمرا وعصدت
لنا عصيدة إذ جاء النبي ص يتقلع (1)، فقال: أطعمتم من شئ؟

(1) يتقلع: في صفته عليه الصلاة والسلام " إذ مشى تقلع " أراد قوة
مشيه، كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعا قويا لا كمن يمشي اختيالا
ويقارب خطاه، فان ذلك من مشي النساء ويوصفن به.
النهاية 4 / 101. ب
559

قلنا: نعم، فبينا نحن على ذلك رفع الراعي الغنم في المراح على يده
سخلة، قال: هل ولدت؟ قال: نعم، قال: فاذبح لهم شاة، ثم
أقبل علينا فقال: لا تحسبن - ولم يقل: تحسبن - أنا ذبحنا الشاة
من أجلكم، إن لنا غنم مائة، لا نريد أن تزيد عليها، إذا ولد
الراعي لنا بهيمة امرناه فذبح شاة. قلت: يا رسول الله! أخبرني
عن الوضوء، قال: إذا توضأت فأسبغ، وخلل بين الأصابع، وإذا
استنثرت فأبلغ إلا أن تكون صائما، قلت: يا رسول الله! إن لي
امرأة - فذكر من طول لسانها وبذائها، فقال: طلقها، قلت
يا رسول الله! إنها ذات صحبة وولد، قال: فأمسكها وأمرها، فإن لم
يكن فيها خير فستفعل، ولا تضرب ظعينتك ضرب أمتك
(الشافعي، عب، د، (1) حب).
(45870 -) عن أبي الدرداء، قال: أوصاني خليلي أبو القاسم
ص فقال: أنفق من طولك على أهلك، ولا ترفع عصاك، أخفهم
في الله (ابن جرير).
(45871 -) عن أبي ذر قال: إذا خرج عطائي حسنت منه

(1) أخرجه أبو داود في الطهارة رقم 142. ص
560

نفقة - يعني إلى أن يخرج العطاء الآخر (عب).
(45872 -) عن أبي ذر قال: قام رجل فقال: يا رسول الله!
أوصني، فقال: أخف أهلك ولا ترفع عنهم عصاك (ابن جرير).
(45873 -) عن عبد الله بن زمعة قال خطب رسول الله ص
فذكر النساء فقال: على ما يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد،
ولعله يضاجعها من يومه (ابن جرير).
(45874 -) عن عائشة أنها قالت: فخرت بمال أبي في الجاهلية
وكان ألف ألف أوقية، فقال لي النبي ص اسكتي يا عائشة! فاني
كنت لك كأبي زرع، ثم أنشأ يحدثنا أن إحدى عشر امرأة
اجتمعن فتعاقدن وتعاهدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا
وذكرت الحديث وزاد فيه: قالت عائشة: يا رسول الله! بل أنت
خير من أبي زرع (الرامهرمزي في الأمثال، وابن أبي عاصم
في السنة).
(45875 -) عن إياس بن عبد الله بن أبي ذئاب قال قال رسول
ص: لا تضربوا إماء الله، فذئر (1) النساء وساءت أخلاقهن على

(1) فزئر: أي نشزن عليهم واجترأن. يقال: ذئرت المرأة تذأر فهي ذئر
وذائر: أي ناشز. النهاية 2 / 151. ب
561

أزواجهن مذ نهيت عن ضربهن، فقال: رسول الله ص: فاضربوهن،
فضرب الناس النساء تلك الليلة، فأتى نساء كثير يشتكين الضرب،
فقال رسول الله ص حين أصبح: لقد طاف الليلة بآل محمد سبعون
امرأة كلهن يشتكين من الضرب، وأيم الله لا تجدون أولئك خياركم،
(عب، والحميدي، والدارمي، وابن جرير، وابن سعد، د، (1) ن،
ه‍، حب، طب، ك والبغوي، والباوردي، وابن قانع، وأبو نعيم
ق، ص، قال البغوي: وما له غيره).
القسم
(45879 -) عن عبد الملك بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
عن أبيه ان رسول الله ص تزوج أم سلمة في شوال وجمعها في
شوال، قالت: يا رسول الله! سبع عندي، قال: إن شئت
سبعت عندك ثم سبعت عند صواحبك، وإن شئت فثلاثك، قلت:
بل ثلاثي، ثم تدور علي يومي (البغوي، ك وقال: كذا أخرجه
البغوي في ترجمته ووهم فيه، إنما هو عبد الملك بن أبي بكر بن عبد
الرحمن الحارث عن أبيه أبي بكر، وأبو بكر لم يدرك النبي ص

(1) أخرجه أبو داود كتاب النكاح باب في ضرب النساء رقم 2146. ص
562

فيكون الحديث مرسلا، لا مدخل لعبد الرحمن فيه، وقد أخرجه
ابن منده على الصواب).
(45877 -) عن علي قال: إذا تزوجت الحرة على الأمة قسم
لها يومين وللأمة يوما، إن الأمة لا ينبغي لها أن تزوج على
الحرة (ق).
(45878 -) عن الزهري قال: ضر على صفية وجويرية الحجاب
وقسم لهما النبي ص كما قسم لنسائه (عب).
(45879 -) (مسند الأسود بن عويم السدوسي) عن علي بن
قرين عن حبيب بن عامر بن مسلم السدوسي عن الأسود بن عويم
قال: سألت رسول الله ص عن الجمع بين الحرة والأمة، فقال:
للحرة يومان وللأمة يوم (ابن منده، وأبو نعيم، وابن قرين كذبه
ابن معين).
(45880 -) عن علي قال: إذا نكحت الحرة على الأمة كان
للحرة يومان وللأمة يوم (عب، ص، ش).
المباشرة وآدابها
(45881 -) عن أبي عثمان قال: دخلت أنا وسلمان بن ربيعة
563

الباهلي على عمر بن الخطا ب وسلمان قريب عهد بعرس، فقال له:
كيف وجدت أهلك؟ ثم قال له: كيف تصنع إذا أصابتك الجنابة
ثم أردت أن تنام؟ فقال أخبرني كيف أصنع؟ قال: إذا أتيت أهلك
ثم أردت أن تنام فاغسل فرجك ويديك ثم وجهك - ثم ساره عمر،
فلما خرجنا من عنده قلت: ما سارك به أمير المؤمنين؟ قال قال لي:
إذا أتيت أهلك ثم أردت أن تعود فاغسل فرجك ويديك ووجهك
ثم عد، فذكرنا عند أبي المستهل، قال: ذكرنا هذا الحديث عند
أبي سعيد فقال: قال رسول الله ص: إذا أتي أحدكم أهله فلا يعد
حتى يغسل فرجه (المحاملي، ش).
(45882 -) عن ابن عمر قال: إذا أتيت أهلك ثم أردت أن
تعود فتوضأ بينهما وضوءا (ش، وابن جرير).
(45883 -) عن ابن عباس قال: قال رسول الله ص: أيعجز
أحدكم إذا أتى أهله أن يقول: بسم الله، اللهم! جنبني الشيطان
وجنب الشيطان ما رزقتني! فان قضى بينهما ولد لم يضره الشيطان
أبدا (ز).
(45884 -) عن عائشة رضي الله عنها قالت: لتعد إحداكن
الخرقة لزوجها إذا أتاها صلى الله عليه وآله.
564

(45885 -) عن عائشة قالت: إن المرأة لتتخذ الخرقة لزوجها،
فإذا قضى الرجل حاجته امتسحت بها ثم ناولته فمسح عنها صلى الله عليه وآله.
(45886 -) عن معروف أبي الخطاب عن واثلة بن الأسقع عن أم
سلمة قالت: كان رسول الله ص إذا أتى بعض نسائه قنع رأسه
وغمض عينيه، وقال للتي تكون تحته: عليك بالسكينة والوقار
(كر، ومعروف منكر الحديث).
(45887 -) عن الحسن عن ضبة بن محصن عن عروة قال:
دخلت خولة ابنة حكيم امرأة عثمان بن مظعون على عائشة وهي بادية
الهيئة، فسألتها: ما شأنك؟ فقالت: زوجي يقوم الليل ويصوم النهار!
فدخل النبي ص على عائشة فذكرت ذلك له، فلقى النبي ص
عثمان فقال: يا عثمان! إن الرهبانية لم تكتب علينا، أفما لك في أسوة
حسنة! فوالله إن أخشاكم وأحفظكم لحدوده لأنا (عب).
محظور المباشرة
(45888 -) عن عمر بن الخطاب قال: إنه كان له امرأة تكره
الرجال، فكان كلما أرادها اعتلت له بالحيضة، فظن أنها كاذبة فوجدها
صادقة، فأتي النبي ص فأمره أن يتصدق بخمسين دينارا (ابن
565

راهويه، وحسن).
(45889 -) عن عمر أنه أتى جارية له فقالت: إني حائض،
فوقع بها فوجدها حائضا، فأتى النبي ص فذكر له ذلك، فقال:
يغفر الله لك يا أبا حفص! تصدق بنصف دينار (الحارث، ه‍).
(45890 -) عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن عمر قال: استحيوا
من الله، فان الله لا يستحيي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن (ن).
(45891 -) عن خزيمة بن ثابت أن رجلا أتى إلى النبي ص
فقال: إني آتي امرأتي من دبرها، فقال رسول الله ص: نعم،
فقالها مرتين أو ثلاثا، ثم فطن رسول الله ص فقال: أمن دبرها
في قبلها فنعم، فأما في دبرها فان الله نهاكم أن تأتوا النساء في
أدبارهن (كر).
(45892 -) (مسند أنس) ابن النجار أنبأنا أبو طاهر العطار
عن أبي على الهاشمي أن أبا الحسن أحمد بن محمد الفينقي أخبره أنبأنا أبو
محمد سهل بن أحمد الديباجي ثنا محمد بن يحيى الصولي أنبأنا أبو العيناء
محمد بن القاسم مولى بني هاشم ثنا مسلم بن عبد الرحمن بن مسلم أبو
القاسم الكاتب ثنا أبي وكان يكتب لإبراهيم بن المهدي ثنى محمد بن
مسلمة الضبي قال سمعت المهدي بن المنصور أمير المؤمنين يقول حدثني
566

المبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله ص:
لا يجامعن أحد منكم وبه حقن من خلاء، فإنه يكون منه البواسير،
ولا يجامعن أحد منكم وبه حقن من بول فإنه منه يكون النواصير
(سهل الديباجي، قال في المغني: قال الأزهري: كذاب رافضي).
العزل
(45893 -) (مسند الصديق) عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر
وعمر كانا يكرهان العزل، ويأمران الناس بالغسل منه (ش).
(45894 -) (مسند عمر) عن عمر قال: نهى رسول الله
ص عن العزل عن الحرة إلا باذنها (حم، ه‍، ق).
(45895 -) عن ابن عمر أن عمر قال: ما بال رجال يطؤن
ولائدهم ثم يعزلونهن! لا تأتيني وليدة يعترف سيدها قد ألم بها
إلا ألحقت به ولدها، فاعزلوا بعد أو اتركوا (مالك والشافعي،
عب، ض، ق).
(45896 -) عن الزهري عن سالم أن ابن عمر كان يكره العزل،
وكان عمر يكره بعض ذلك (ع ب).
(45897 -) عن سالم بن عبد الله قال: كان عمر ينهى عن العزل،
567

وكان عبد الله بن عمر ينهى عن ذلك، وكان سعد بن أبي وقاص
وزيد بن ثابت يعزلان (ق).
(45898 -) عن أبي نجيح عن رجل من أهل المدينة أن عمر بن
الخطاب كان يعزل عن جارية له فحملت، فشق ذلك عليه وقال:
اللهم! لا تلحق بآل عمر من ليس منهم، فولدت غلاما أسود،
فسألها فقالت: من راعي الإبل، فاستبشر (عب).
(45899 -) عن محمد بن الحنفية قال: سئل علي عن عزل النساء
فقال: ذاك الوأد الخفي (عب).
(45900 -) عن جابر قال: جاء ناس من المسلمين فقالوا: يا رسول
الله! إنها تكون الإماء فنعزل عنهن، وزعمت اليهود أنها المؤودة
الصغرى فقال: النبي ص: كذبت اليهود وكذبت اليهود ولو أراد
الله أن يخلقه لم يردوه (عب، ت).
(45901 -) عن جابر قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي ص
فقال: إن لي جارية وأنا أعزل عنها، فقال النبي ص: ما قدر
يكن، فلم يلبث أن حملت، فجاء النبي ص فقال: ألم تر أنها
حملت، فقال البني ص ما قضى الله لنفس ما أن تخرج إلا وهي
كائنة (عب).
568

(45902 -) (أيضا) عن عطاء أنه سمع جابر بن عبد الله
وذكروا له العزل فقال: قد كنا نفعله على عهد رسول الله ص
(عب).
(45903 -) (من مسند حذيفة بن اليمان) كانوا يتحدثون في
العزل، فسمعهم رسول الله ص فخرج عليهم فقال: إنكم لتفعلونه؟
قالوا: نعم قال: أو لم تعلموا أن الله لم يخلق نسمة هو كائنها إلا
وهي كائنة (طب).
(45904 -) عن عبد الله بن مرة عن أبي سعيد الزرقي أن رجلا
من أشجع واسمه سعد بن عمارة سأل النبي ص عن العزل فقال:
ما يقدر في الرحم يكن (البغوي).
(45905 -) عن ابن عباس قال: تستأمر الحرة في العزل ولا
تستأمر الأمة السرية، وإن كانت أمة تحت حر كان عليه ان
يستأمرها كما يستأمر الحرة (عب، ش، ق.
النفقة
(45906 -) عن ابن عمر ان عمر كتب إلى أمراء الأجناد في
رجال غابوا عن نسائهم يأمرهم ان يأخذوهم بأن ينفقوا أو يطلقوا،
569

فان طلقوا بعثوا بنفقة ما حبسوا (الشافعي، عب، ش، ق).
(45907 -) عن ابن المسيب ان عمر جبر عصبة صبي ان ينفقوا
عليه الرجال دون النساء (عب، وأبو عبيد في الأموال، ص، وعبد
ابن حميد، وابن جرير، ق).
(45908 -) عن ابن المسيب ان عمر جبر رجلا على رضاع ابن
أخيه (عب، ق).
(45909 -) عن الزهري ان عمر أغرم ثلاثة كلهم يرث الصبي
اجر رضاعه (عب، ص، ق وقال: هذا منقطع).
العنين
(45910 -) عن الحسن ان عمر بن الخطاب أتته امرأة فأخبرته
ان زوجها لا يصل إليها فأجله حولا، فلما انقضى الحول ولم يصل
إليها خيرها فاختارت نفسها، ففرق بينهما عمر وجعلها تطليقة بائنة
(ابن خسرو).
(45911 -) عن علي قال: يؤجل العنين سنة، وإن وصل وإلا
ففرق بينهما (ق).
570

ذيل حق الزوجة
(45912 -) عن هانئ بن هانئ قال: رأيت امرأة ذات شارة
جاءت إلى علي بن أبي طالب فقالت: هل لك في امرأة ليست بأيم
ولا ذات بعل! وجاء زوجها يتلوها على عصا، فقال له علي، اما
تستطيع ان تصنع شيئا؟ فقال: لا، قال: ولا في السحر؟ قال
لا، قال: اما انا فلست مفرقا بينكما، فاتقى الله واصبري (ابن
السني، وأبو نعيم، ق - وقال ضعفا الشافعي في سنن حرملة).
(45913 -) عن الحكم ان امرأة من طيئ أتت عليا وزوجها معها
فقالت: إن زوجها لا يأتيها وإنها امرأة تريد الولد! فقال له: ولا
من السحر حيث يتحرك من الشيخ؟ قال: ولا من السحر، قال:
هلكت وأهلكت، وأقبل عليها فقال لها: اصبري حتى يفرج الله
(مسدد).
حقوق متفرقة
(45914 -) عن عمر قال: استعينوا على النساء بالعري، إن
إحداهن إن كثرت ثيابها وحسنت زينتها أعجبها
الخروج (ش).
571

(45915 -) عن أوس الثعلبي قال: أكريت جرير بن عبد الله
في الحج، فقدم على عمر فسأله على أشياء فكان فيما يسأله قال: وجدت
نساءك! قال: يا أمير المؤمنين! ما أستطيع أن أقبل امرأة منهن
في غير نوبتها، وما خرجت لحاجة إلا قالت: كنت عند فلانة، فقال
عمر: إن كثيرا منهن لا يؤمن بالله ولا يؤمن للمؤمنين، ولعل
أحدا يكون في حاجة بعضهن أو يأتي السوق فيشتري الحاجة لبعضهن
فتتهمه، فقال ابن مسعود: يا أمير المؤمنين! أما علمت أن إبراهيم
خليل الرحمن شكا إلى الله رداة ة في خلق سارة، فقال له: إن المرأة
كالضلع إن تركتها اعوجت، وز إن قومتها كسرت، فاستمتع بها على
ما فيها، فضرب عمر بين كتفي ابن مسعود وقال: لقد جعل الله في
قلبك من العلم غير قليل (ابن راهويه).
(45916 -) عن الشعبي قال: جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب
فقالت: أشكو إليك خير أهل الدنيا إلا رجلا سبقه بعمل أو عمل
مثل عمله، يقوم الليل حتى يصبح ويصوم النهار حتى يمسي، ثم
تجلاها الحياء فقالت: أقلني يا أمير المؤمنين! فقال: جزاك الله خيرا!
فقد أحسنت الثناء، قد أقلتك، فلما ولت قال كعب بن سور:
يا أمير المؤمنين! لقد أبلغت إليك في الشكوى! فقال: ما اشتكت
572

قال: زوجها، قال: على المرأة! فقال لكعب: اقض بينهما، قال:
أقضي وأنت شاهد! قال: إنك قد فطنت إلى ما لم أفطن، قال: فان
الله تعالى يقول (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث
ورباع) صم ثلاثة أيام، وأفطر عندها يوما، وقم ثلاث ليال
وبت عندها ليلة، فقال عمر: لهذا أعجب إلي من الأول، فبعثه
قاضيا لأهل البصرة (ابن سعد).
(45917 -) عن ابن عمر قال: خرج عمر بن الخطاب فسمع
امرأة تقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه * وأرقني أن لا حبيب ألاعبه
فوالله لولا الله أني أراقبه * لحرك من هذا السرير جوانبه
فقال عمر لحفصة: كم أكثر ما يصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت:
ستة أو أربعة أشهر، فقال عمر: لا أحبس الجيش أكثر
من هذا (ق).
(45918 -) عن إبراهيم التيمي قال: كان عمر بن الخطاب يقول:
ينبغي للرجل أن يكون في أهله مثل الصبي، فإذ التمس ما عنده
573

وجد رجلا (ابن أبي الدنيا، والدينوري، عب).
(45919 -) عن جابر بن عبد الله أنه جاء يشكو إليه ما بقي من
النساء فقال عمر: إنا لنجد ذلك حتى أني لأريد الحاجة فتقول: ما
تذهب إلا إلى فتيات بني فلان تنظر إليهن! فقال له عبد الله بن
مسعود عند ذلك: أما بلغك أن إبراهيم شكا إلى الله ردئ خلق
سارة، فقيل له: إنها خلقت من الضلع، جالسها على ما فيها ما لم
تر عليها خربة في دينها، فقال له عمر: لقد حشا الله في أضلاعك علما
كثيرا (عب).
(45920 -) عن عمر قال: استعينوا على النساء بالعري، فان المرأة
إذا عريت لزمت بيتها (ابن أبي الدنيا).
(45921 -) عن قتادة قال: جاءت امرأة إلى عمر فقالت: زوجي
يقوم الليل ويصوم النهار، قال: أفتأمريني أن أمنعه قيام الليل وصيام
النهار! فاتطلقت، ثم عاودت بعد ذلك فقالت له مثل ذلك، فرد
عليها مثل قوله الأول، فقال له كعب بن سور: يا أمير المؤمنين!
إن لها حقا، قال: وما حقها؟ قال: أحل الله له أربعا، فاجعل
واحدة من الأربع لها، في كل أربع ليال ليلة، وفي كل أربعة
أيام يوم، فدعا عمر زوجها وأمره أن يبيت معها من كل أربع ليال
574

ليلة، يفطر من كل أربعة أيام يوما (عب).
(45922 -) عن زيد بن أسلم قال: بلغني أن عمر بن الخطاب
جاءته امرأة فقالت: إن زوجها لا يصيبها، فأرسل إلى زوجها فسأله
فقال: كبرت وذهبت قوتي، فقال عمر: أتصيبها في كل شهر مرة؟
قال: أكثر من ذلك، قال عمر في كم؟ قال: أصيبها في كل طهر
مرة، قال عمر: اذهبي، فان في هذا ما يكفي المرأة (عب).
(45923 -) عن الشعبي قال: أتت امرأة عمر فقالت: يا أمير
المؤمنين! ما رأيت عبدا أفضل من زوجي، إنه ليقوم الليل ما ينام
ويصوم النهار ما يفطر، فقال: جزاك الله خيرا! مثلك أثنى بالخير
وقاله! ثم ولت، وكان كعب بن سور حاضرا فقال: يا أمير المؤمنين!
ألا أعديت المرأة إذ جاءت تستعدي؟ فقال: على بها - مرتين،
فجاءت، فقال لها عمر: اصدقيني ولا بأس بالحق! فقالت: يا أمير
المؤمنين! إني امرأة لأشتهي ما تشتهي النساء، فقال: يا كعب:
اقض بينهما، فإنك قد فهمت من أمرها ما لم أفهم، فقال: يا أمير
المؤمنين! يحل من النساء أربع، فلا ثلاثة أيام وثلاث ليال يتعبد
فيهن ما شاء، ولها يومها وليلتها، فقال عمر: ما الحق إلا هذا!
اذهب فأنت قاض على البصرة (اليشكري في اليشكريات).
575

(45924 -) عن ابن جريج قال: أخبرني من أصدق أن عمر
بينا هو يطوف سمع امرأة تقول:
تطاول هذا الليل اسود جانبه * وأرقني أ لا حبيب ألاعبه
فلولا حذار الله لا شئ مثله * لزعزع من هذا السرير جوانبه
فقال عمر: ومالك؟ قالت أغربت زوجي منذ أشهر وقد اشتقت
إليه! قال: أردت سوءا؟ قالت: معاذ الله! قال فاملكي عليك
نفسك فإنما هو البريد إليه، فبعث إليه، ثم دخل على حفصة فقال:
إني سائلك عن أمر قد أهمني فافرجيه عني، في كم تشتاق المرأة إلى
زوجها! فخفضت رأسها واستحيت، قال: فان الله لا يستحيي من
الحق، فأشارت بيدها ثلاثة أشهر، وإلا فأربعة أشهر، فكتب
عمر أن لا تحبس الجيوش فوق أربعة أشهر (عب).
(45925 -) عن عبادة بن الصامت قال: أوصانا رسول الله ص
فقال: لا تضع عصاك عن أهلك، وأنصفهم من نفسك
(ابن جرير).
576

(45926 -) عن المدائني قال: قال علي بن أبي طالب: لا يكون
الرجل قيم أهله حتى لا يبالي أي ثوبيه لبس ولا ما سد به
فورة الجوع (الدينوري).
باب في بر الوالدين والأولاد والبنات
بر الوالدين
(45927 -) (الصديق) عن قيس بن أبي حازم: جاء رجل
إلى أبي بكر الصديق فقال: إن أبي يريد ان يأخذ مالي كله لحاجة!
فقال لأبيه: إنما لك ما ماله ما يكفيك، فقال: يا خليفة رسول
الله! أليس قال رسول الله ص: أنت ومالك لأبيك؟ فقال:
نعم، وإيما يعني بذلك النفقة، ارض بما رضي الله عز وجل
(طس، ق).
(45928 -) عن عمر ان رجلا أتى النبي ص فقال: إن أبي
يريد ان يأخذ مالي! فقال: أنت ومالك لأبيك (البزار، قط
في الافراد).
(45929 -) عن شقيق بن وائل قال: ماتت أمي نصرانية فأتيت
عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له، فقال: اركب دابة وسر أمام
577

جنازتها (المحاملي، كر).
(45930 -) عن أبي سعيد الأعور ان عمر بن الخطاب كان إذا
قدم عليه قادم سأله عن الناس، فقدم قادم فسأله: من أين؟
قال: من الطائف، قال: فمه؟ قال رأيت بها شيخا يقول:
تركت أباك مرعشة يداه * وأمك ما تسيغ لها شرابا
إذا نغب (1) الحمام ببطن و ج (2) * على بيضاته ذكرا كلابا
قال: ومن كلاب؟ قال: ابن للشيخ كان غازيا، فكتب عمر فيه،
(الفاكهي في اخبار مكة).
(45931 -) عن عروة قال: أدرك أمية بن الأشكر الاسلام
وكان له ابنان ففرا منه، فبكاهما بأشعار، فردهما عمر بن الخطاب
وحلف عليهما ان لا يفارقاه حتى يموت (الزبير بن بكار
في الموبقات).
(45932 -) عن جابر قال: جاء رجل إلى النبي ص يخاصمه

(1) نغب: نغب الطائر ينغب نغبا: حسا من الماء، ولا يقال
شرب. لسان العرب 1 / 762. ب
(2) و ج: موضع بناحية الطائف. 5 / 154. ب
578

فقال: أنت ومالك لأبيك (كر).
(45933 -) عن جابر قال: جاء رجل إلى النبي ص فقال:
يا رسول الله! إن أبي يريد ان يستبيح مالي قال: أنت ومالك
لأبيك (ابن النجار).
(45934 -) (مسند أبي أسيد) قال: كنت عند رسول الله
ص إذا جاءه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله! هل بقي من
بر أبوي شئ أبرهما به بعد موتهما قال: نعم، أربعة: الصلاة
عليهما والاستغفار لهما، وإنقاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما،
وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، فهذا الذي بقي من برهما
بعد موتهما (ابن النجار).
(45935 -) عن أبي أمامة أياس بن ثعلبة البلوي قال: لما هم
رسول الله ص بالخروج إلى بدر أزمعت الخروج معه، فقال له خاله أبو
بردة بن نيار: أقم على أمك، قال: بل أنت أقم على أختك،
فذكر ذلك لرسول الله ص، فأمر أبا أمامة بالمقام، وخرج أبو
بردة، فرجع رسول الله ص وقد توفيت فصلى عليها (الحسن بن
سفيان، وأبو نعيم).
579

(45936 -) (مسند أبي هريرة) قال قال رجل: يا رسول الله!
من أحق الناس بالصحبة؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ ثم أمك،
قال: ثم من؟ قال أبوك؟ فيرون أن لامك الثلثين ولابيك الثلث.
قال سفيان: لأبيك في الحديث؟ قال: نعم (ابن النجار).
(45937 -) عن عائشة قالت: قال رسول الله ص: بينا أنا في
الجنة إذا سمعت قارئا، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان،
فقال رسول الله ص: كذلك البر، كذلك البر، وكان أبر الناس
بأمه (ق في البعث).
(45938 -) (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص) جاء رجل
إلى النبي ص فقال: إن أبي اجتاح مالي! قال: أنت ومالك
لأبيك (ش).
(45939 -) (مسند ابن مسعود) قال: جاء اعرابي إلى النبي
ص فقال: يا رسول الله! إن لي أبا وأما وأخا وعما وخالا وخالة
وجدا وجدة فأيهم أحق أن أبر؟ فقال رسول الله ص: بر أمك،
ثم أباك، ثم أخاك، ثم أختك (الديلمي، وفيه سيف بن محمد الثوري
كذاب).
580

(45940 -) عن ابن مسعود أن النبي ص قال لرجل: أنت
ومالك لأبيك (ابن النجار).
(45941 -) عن الشعبي قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي
ص فقال: إن أبي غصبني مالي! فقال أنت ومالك لأبيك (ش).
(45942 -) عن محمد بن المنكدر قال: جاء رجل إلى النبي ص
فقال: إن لي مالا وإن لي عيالا، وإن لأبي مالا وعيالا، وإن أبي
يريد أن يأخذ مالي! قال: أنت ومالك لأبيك (كر).
(45943 -) قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن
عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو نصر بن امحان حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد
ابن أبي هشام القرشي حدثني محمد بن سعيد بن راشد حدثنا أبو مسهر
حدثنا صدقة بن خالد عن ابن جابر عن مكحول قال: قدم على رسول
الله ص وفد من الأشعريين فقال لهم: أمنكم وحرة؟ فقالوا: نعم
يا رسول الله! قال: فان الله أدخلها ببرها أمها وهي كافرة الجنة،
أغير على حيها في الجاهلية فتركوها وأمها، فحملتها على ظهرها،
وجعلت تسير بها، فإذا اشتد عليها الحر جعلتها في حجرها وحنت (1)

(1) وحنت: الحنان: الرحمة والعطف. اه‍ 2 / 452 النهاية. ب
581

عليها، فلم تزل كذلك حتى استنقذتها من العدى، قال: أبو مسهر:
وقال في ذلك بعض الأشعريين شعرا:
ألا أبلغن أيها المعتدى * بني جميعا وبلغ بناتي
بأن وصاتي بقول الاله * ألا فاحفظوا ما حييتم وصاتي
وكونوا كوحرة في برها * تنالوا الكرامة بعد الممات
وقت أمها سبرات الرميض * وقد أوقد القيظ نار الفلات
لترضي بهذا شديد القوى * وتظفر من ناره بالفلات
فهذي وصاتي وكونوا لها * طوال الحياة رعاة وعاة
(45944 -) عن عمرو بن حماد قال حدثنا رجل قال: خرج علي
وعمر من الطواف فإذا هما بأعرابي معه أم له يحملها على ظهره وهو
يرتجز ويقول:
أنا مطيتها لا أنفر * وإذا الركاب ذعرت لا أذعر
وما حملتني وأرضعتني أكثر
لبيك! اللهم لبيك! فقال على: يا أبا حفص! ادخل بنا الطواف
لعل الرحمة تنزل فتعمنا، فدخل يطوف بها وهو يقول:
أنا مطيتها لا أنفر * وإذا الركاب ذعرت لا أذعر
ما حملتني وأرضعتني أكثر
582

لبيك! اللهم لبيك! وعلي يقول:
إن تبرها فالله أشكر * يجزيك بالقليل الأكثر (هب).
(45945 -) عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي ص فقال:
إني لأشتهي الجهاد وإني لاقدر عليه! قال: بقي واحد من والديك؟
قال: أمي، قال: فأبل الله عذرا، فإنك إذا فعلت ذلك كنت حاجا
ومعتمرا ومجاهدا إن رضيت عنك أمك، فاتق الله وبرها (ابن النجار).
بر الأولاد
(45946 -) (الصديق) عن البراء قال: دخلت مع أبي بكر
أول ما تقدم المدينة، فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حمى،
وأتاها أبو بكر فقال: كيف أنت يا بنية! وقبل خدها (خ، د، ق).
(45947 -) عن مجاهد أن أبا بكر قبل رأس عائشة (ش).
(45948 -) عن ابن عمر قال: كان عمر يقول لبنيه: إذا أصبحتم
فتبددوا، ولا تجمعوا في دار واحد، فاني أخاف عليكم أن تقاطعوا
أو يكون بينكم شر (في الأدب).
(45949 -) عن محمد بن سلام قال: استعمل عمر بن الخطاب
رجلا على عمل، فرأي عمر يقبل صبيا ل، تقبله وأنت أمير المؤمنين!
583

لو كنت أنا ما فعلته، قال عمر: فما ذنبي إن كان نزع من قبلك
الرحمة! إن الله لا يرحم من عباده إلا الرحماء، ونزعه عن عمله فقال:
أنت لا ترحم ولدك فكيف ترحم الناس (الدينوري).
(45950 -) عن عثمان بن عفان أن رجلا قال: يا رسول الله! من
أبر؟ قال: والديك، قال: ليس لي والدان، قال: فولدك (حميد
ابن زنجويه في ترغيبه).
(45951 -) عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال
رسول الله ص - أو قال أبو بكر أو قال عمر - لرجل عاب على
ابنه شيئا صنعه: إنما ابنك سهم من كنانتك (حم).
(45952 -) عن أبي أمامة ان سهل بن حنيف قال: كتب عمر
إلى أبي عبيدة بن الجراح ان علموا غلمانكم العوم (1) ومقاتلتكم الرمي
(ابن وهب، حب، قط، ق، وابن الجارود، والطحاوي).
(45953 -) عن علي قال: مروا أولادكم بطلب العلم (ابن
عمشليق في جزئه).
(45954 -) (من مسند بشير بن سعد الأنصاري والد النعمان

(1) العوم: السباحة. يقال: عام يعوم عوما. اه‍ 3 / 323 النهاية. ب
584

ابن بشير) عن النعمان بن بشير عن أبيه بشير بن سعد انه اتى
رسول الله ص بابن له يحمله فقال: يا رسول الله! إني نحلت ابني
غلاما وأنا أحب ان تشهد، فقال: لك ابن غيره؟ قال: نعم، قال:
فكلهم نحلت مثل ما نحلت؟ قال: لا، قال: لا اشهد على ذا
(أبو نعيم).
(45955 -) (من مسند خالد بن الوليد) أمرنا أن نعلم أولادنا
الرمي والقرآن (طب).
(49556 -) عن النعمان بن بشير ان أباه نحله غلاما وانه اتى النبي
ص ليشهده، فقال: أكل ولدك نحلته مثل هذا؟ قال: لا، قال:
فاردده (ش، عب).
(45957 -) (أيضا) أعطاني أبي عطية فقالت أمي عمرة بنت
رواحة: لا راضي حتى تشهد النبي ص، فأتى النبي ص فقال:
إني أعطيت ابني من عمرة عطية فأمرتني ان أشهدك، فقال: أعطيت
كل ولدك مثل هذا؟ قال: لا، قال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم
لا اشهد على جور (ش).
(45958 -) عن واثلة ان رسول الله ص خرج على عثمان بن
مظعون ومعه صبي له صغير يلثمه، فقال: ابنك هذا؟ قال: نعم،
585

قال: أتحبه يا عثمان؟ قال: إي والله يا رسول الله إني أحبه! قال أفلا
أزيدك له حبا؟ قال: بلى، فداك أبي وأمي! قال: إنه من يرضى
صبيا له صغيرا من نسله حتى يرضى ترضاه الله يوم القيامة حتى
يرضى (كر).
(45959 -) عن أبي أمامة عن رسول الله ص أنه قال: ما انا
وامرأة سعفاء الخدين سفعاء المعصمين إذا حنت على ولدها وأطاعت
ربها وأحصنت فرجها في الجنة إلا كهاتين - وفرق بين إصبعيه (ابن
زنجويه، وسنده ضعيف).
(45960 -) عن سهل بن سعد قال: اتى النبي ص رجل بابن
له وغلام فقال: يا رسول الله! اشهد بغلامي هذا لابني هذا! قال
الكل ولدك جعلت مثل هذا قال: لا، قال: لا اشهد ولا على
رغيف محترق (ابن النجار).
(45961 -) عن ابن عمر قال قال رسول الله ص: زوجوا
أبناءكم وبناتكم، قيل: يا رسول الله! هذا أبناؤنا فكيف بناتنا؟
قال: حلوهن الذهب والفضة، وأجيدوا لهن الكسوة، وأحسنوا
إليهن بالنخلة ليرغب فيهن (ك في تاريخه، والديلمي).
586

(45962 -) عن أبي بن كعب قال: ليس على الوالد جناح فيما
أدب ولده (ابن جرير).
بر البنات
(45963 -) عن عمر قال: يعمد أحدكم إلى بنته فيزوجها القبيح،
إنهن يحببن مثل - ما تحبون (عب).
(45964 -) عن عمر قال: لا تكرهوا فتياتكم على الرجل الدميم
- وفي لفظ: القبيح - فإنهن يحببن مثل ما تحبون (ص، ش).
ذيل الأولاد
(45965 -) عن جميل بن سنان السلمي قال: رأيت علي بن أبي
طالب يصعد المنبر وهو يقول: حزقة حزقة (1) ترق عين بقه
(وكيع الصغير في الغرر.

(1) حزقة: وفيه انه عليه السلام كان يرقص الحسن والحسين ويقول:
حزقة حزقة: ترق عين بقه فترق الغلام حتى وضع قدميه على
صدره. الحزقة: الضعيف المتقارب الخطو من ضعه، فذكرها له على
سبيل المداعبة والتأنيس له. وترق: بمعنى اصعد. وعين بقه:
كناية عن صغر العين. النهاية 1 / 178 ب.
587

الأسماء والكنى
(45966 -) عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أن
عمر بن الخطاب جمع كل غلام اسمه اسم نبي فأدخلهم الدار ليغير
أسماءهم، فجاء آباؤهم فأقاموا بينه أن رسول الله ص سمى عامتهم،
فخلى عنهم، قال أبو بكر: وكان أبي فيهم (ابن سعد، وابن
راهويه، وحسن).
(45967 -) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نظر عمر بن الخطاب
إلى أبي عبد الحميد وكان اسمه محمدا ورجل يقول له: فعل الله بك
وفعل - وجعل يسبه، فقال عند ذلك: يا ابن زيد ادن مني، لا
أرى محمدا يسب بك! والله لا تدعى محمدا ما دمت حيا! وسماه
عبد الرحمن، ثم أرسل إلى بني طلحة، وهم يومئذ سبعة، وأكبرهم
وسيدهم محمد بن طلحة، فأراد أن يغير اسمه، فقال محمد بن طلحة:
يا أمير المؤمنين! أنشدك الله، فوالله! إن سماني محمدا إلا محمد،
فقال عمر: قوموا، فلا سبيل إلى شئ سماه محمد ص (ابن سعد،
حم، وأبو نعيم في المعرفة).
(45968 -) عن أبي بكر بن عثمان المخزومي من آل يربوع أن
588

عبد الرحمن بن الحارث بن هشام كان اسمه إبراهيم، فدخل على عمر بن
الخطاب في ولايته حين أراد أن يغير اسم من تسمى بأسماء الأنبياء،
فغير اسمه فسماه عبد الرحمن، فثبت اسمه إلى اليوم
(ابن سعد).
(45969 -) عن أبي بكر بن عثمان من آل يربوع قال: ادخل
عبد الرحمن بن زيد العدوي على عمر بن الخطاب وكان اسمه موسى،
فسماه عبد الرحمن، فثبت اسمه إلى اليوم، وذلك حين أراد عمر أن
يغير اسم من تسمى بأسماء الأنبياء (ابن سعد).
(45970 -) (مسند علي) عن علي قال: قلت يا رسول الله!
أرأيت إن ولد لي ولد بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ فقال:
نعم، فكانت رخصة من رسول الله ص لعلي (حم، د، ت وقال
صحيح، ع، والحاكم في الكنى، والطحاوي، ك، ق، ض،
ابن عساكر).
(45971 -) أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر
البيهقي أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم
ابن عبد الله الأصبهاني حدثنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس أنبأنا
589

محمد بن إسماعيل قال قال لي أحمد بن الحارث (ح) وأنبأنا أبو الغنائم
محمد بن علي قال حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين
والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي - وللفظ له - وقالوا أنبأنا أبو
أحمد - زاد أحمد: ومحمد بن الحسين - قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا
محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال: عبد الله بن جراد له صحبة
قال البخاري: قال لي أحمد بن الحارث ثنا أبو قتادة الشامي - ليس
بالحراني - مات سنة أربع وستين ومائة: أنبأنا عبد الله بن جراد
قال صحبني رجل من مؤتة فأتى النبي ص وأنا معه فقال: يا رسول
الله! ولد لي مولود فما خير الأسماء؟ قال: إن خير أسمائكم الحارث
وهمام، ونعم الاسم عبد الله وعبد الرحمن، وسموا بأسماء الأنبياء
ولا تسموا بأسماء الملائكة، قال: وباسمك؟ قال: وباسمي، ولا تكونوا
بكنيتي - زاد ابن سهل: في إسناده نظر).
(45972 -) عن ابن عباس أن رسول الله ص كان في مجلس
فقال رجل: يا سعد! وقال آخر: يا سعد! وقال آخر: يا سعد!
فقال رسول الله ص: ما جمع ثلاثة سعود في حديث إلا سعد
أهله (كر).
(45973 -) عن ابن عمر أن كثير بن الصامت كان اسمه قليلا،
590

فسماه النبي ص كثيرا، وأن مطيع بن الأسود كان اسمه العاص،
فسماه النبي ص مطيعا، وأن أم عاصم بن عمر كان اسمها عاصية،
فسماها رسول الله ص سهلة، وكان يتفاءل بالاسم
(ابن منده، كر).
(45974 -) عن عتبة بن عبد السلمي قال: كان النبي ص إذا
أتاه الرجل وله الاسم لا يحبه حوله، ولقد أتيناه لتسعة من بني
سليم، أكبرنا العرباض بن سارية فبايعناه جميعا معا (ابن منده،
وأبو نعيم، كر).
(45975 -) عن يحيى بن عتبة بن عبد عن أبيه قال: دعاني
رسول الله ص وأنا غلام حدث، فقال: ما اسمك؟ قلت: عتلة
ابن عبد، قال: بل أنت عتبة بن عبد، وقال: أرني سيفك، فسله
فنظر إليه، فلما رآه رأى فيه رقة وضعفا، فقال: لا تضربن بهذا
ولكن أطعت به طعنا، وقال رسول الله ص يوم قريظة والنضير:
من أدخل هذا الحصن سهما وجبت له الجنة، قال عتبة: فأدخلت
فيه ثلاثة أسهم (الحسن بن سفيان، وابن منده، وأبو نعيم، كر).
591

محظورات الأسماء
(45976 -) (مسند عمر) عن أسلم أن عمر بن الخطاب ضرب
ابنا له يكنى أبا عيسى، وأن المغيرة بن شعبة يكنى بأبي عيسى،
فقال له عمر: أما يكفيك أن تكنى بأبي عبد الله؟ فقال: رسول
الله ص كناني، فقال: إن رسول الله ص قد غفر الله له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر وإنا في جلجتنا! فلم يزل يكنى بأبي عبد الله
حتى هلك (د، والحاكم في الكنى، ق، ص).
(45977 -) عن عمر قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي ص
غلام فسموه الوليد، فقال النبي ص سميتموه باسم فراعنتكم! ليكونن
في هذه الأمة رجل يقال له " الوليد " لهو شر لهذه الأمة من
فرعون لقومه (حم، حب في الضعفاء. وقال: خبر باطل، وأورده
ابن الجوزي في الموضوعات، واستندوا إلى قول ابن حبان، ورد
الحافظ ابن حجر في كتاب القول المسدد في الذب عن مسند أحمد
كلام ابن حبان وابن الجوزي، وقد سقت كلامه في كتاب اللآلي
المصنوعة، وللحديث طرق أخرى موصولة ومرسلة تأتي في محالها من
هذا الكتاب، وقد روى هذا الحديث أبو نعيم في الدلائل، وزاد
فيه بعد قوله " بأسماء فراعنتكم " غيروا اسمه، فسموه عبد الله فإنه
592

سيكون - والبقية سواء).
(45978 -) عن عمر أنه سمع رجلا ينادي بمنى: يا ذا القرنين!
فقال له عمر: اللهم غفرا! ها أنتم قد سميتم بأسماء الأنبياء فما لكم
وأسماء الملائكة (ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وابن المنذر، وابن
أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن الأنباري في كتاب الأضداد).
(45979 -) عن الشعبي قال: لما قدم مسروق على عمر قال: من
أنت؟ قال: مسروق بن الأجدع، قال: الاجد شيطان! ولكن
مسروق بن عبد الرحمن، فكان يكتب مسروق بن عبد الرحمن
(ابن سعد، خط).
(45980 -) عن نافع أن كثير بن الصامت كان اسمه قليلا فسماه
عمر بن الخطاب كثيرا (ابن سعد).
(45981 -) عن ليث بن أبي سليم أن عمر ابن الخطا ب قال:
لا تسموا الحكم ولا أبا الحكم، إن الله هو الحكم، ولا تسموا
الطريق السكة (عب).
(45982 -) قال ابن جرير ثنا ابن بشار ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا
سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن عمر قال قال رسول الله ص: لئن
593

عشت لأنهين أن يسمى نافعا وبركة ويسارا (قال ابن جرير: هذا
خبر عندنا صحيح سنده لا علة فيه توهنه ولا سبب يضعفه، وقد
يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل: أحدها: ان
المعروف من رواية هذا الحديث القصورية على جابر من غير إدخال
عمر بينه وبين النبي ص، والثانية: انه قد حدث به عن أبي الزبير
غير سفيان فوافق في تركه إدخال عمر بين جابر وبين النبي ص
برواية الذين رووه عن سفيان، فلم يدخلوا في حديثهم عنه بين جابر
وبين رسول الله ص أحدا، والثالثة ان أبا الزبير عندهم ممن لا يعتمد
على روايته لأسباب، الرابعة أنه خبر لا يعرف له مخرج عن عمر
عن رسول الله ص إلا من هذا الوجه - انتهى).
(45983 -) عن أسلم أن عمر ضرب عبد الله ابنه بالدرة وقال:
أتكنى بأبي عيسى! أو كان له أب (ك).
(45984 -) عن أسلم قال: جاءت امرأة عبد الله بن عمر بن الخطاب فقالت: يا أمير المؤمنين! أعذرني من أبي عيسى، قال ومن
أبو عيسى؟ قالت: ابنك عبد الله، قال: قد يكنى بأبي عيسى؟
قالت: نعم، قال: يا أسلم! اذهب فادعه ولا تخبره لأي شئ
أدعوه، فجئت فقلت له: أجب أباك، فسألني لأي شئ دعاه،
594

فأبيت أن أخبره، فرشاني بيضة دجاجة بحرية فأخبرته فجاء وقد
حذر، فقال لي: أخبرته - وكان لا يكذب؟ فقلت: نعم،
فضربني، ثم قال له: تكنيت أبا عيسى؟ وهل لعيسى أب! ليس
هذا الكنى من كنى العرب، إنما كنى العرب أبو شجرة وأبو
سلمة وأبو قتادة - لاسماء عدها (كر).
(45985 -) عن البراء بن عازب أن رسول الله ص رأى رجلا
فقال له: ما اسمك؟ قال: نعم: قال: أنت عبد الله (أبو نعيم).
(45986 -) عن جابر قال: أراد النبي ص أن ينهى أن يسمى
بيعلى وبركة وبأفلح ويسار وبنافع وبنحو ذلك، ثم رأيته سكت بعد
عنها، ولم يقل شيئا ثم قبض ولم ينه عنها، ثم أراد عمر أن ينهى عنها
ثم تركه (ابن جرير وصححه).
(45987 -) عن جابر قال: هم النبي ص أن ينهى أن يسمى
ميمونا وبركة وأفلح - وهذا النحو، ثم تركه (ابن جرير وصححه).
(45988 -) (مسند جهم البلوي) عن علي بن جهم البلوي عن
أبيه قال: وافينا رسول الله ص يوم الجمعة فسألنا من نحن، فقلنا:
نحن بنو عبد مناف، فقال: أنتم بنو عبد الله (أبو نعيم).
595

(45989 -) عن سهل بن سعد قال: كان رجل من أصحاب النبي
ص اسمه أسود، فسماه رسول الله ص أبيض (الحسن بن سفيان،
وأبو نعيم).
(45990 -) عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: توفي
صاحب لي غريبا فكنا على قبره أنا وعبد الله بن عمر وعبد الله بن
عمرو بن العاص وكان اسمي العاص واسم ابن عمرو العاص، فقال لنا
رسول الله ص: أنزلوا واقبروه وأنتم عبيد الله، فنزلنا فقبرنا أخانا
وصعدنا من القبر وقد أبدلت أسماؤنا (كر)
(45991 -) عن الحكم عن سعيد بن العاص قال: أتيت النبي
ص لابايعه، فقال: ما اسمك؟ قلت: الحكم، قال: بل أنت عبد
الله، قال: فأنا عبد الله يا رسول الله (خ في تاريخه، وابن منده،
قط في الافراد، كر).
(45992 -) عن أبي هريرة أن النبي ص سمع رجلا يقول:
يا شاهان شاه! فقال رسول الله ص: الله ملك الملوك (ابن
النجار).
(45993 -) عن محمد بن عمرو بن عطاء أن زينب بنت أبي سلمة
سألته: ما سميت أبنتك؟ قال سميتها برة، قالت: إن رسول الله
596

ص قد نهى عن هذا الاسم، سميت برة فقال رسول الله ص
لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم، فقالوا: ما نسميها؟
قال: سموها زينب (كر).
(45994 -) عن عائشة قالت: كان رسول الله ص إذا سمع
الاسم القبيح غيره، وكان رجل اسمه مضطجع، فسماه رسول الله
ص منبعثا (ابن النجار)
(45995 -) عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يمسى الرجل
غلاما عبد الله مخافة أن يكون ذلك يعتقه (ابن جرير).
(45996 -) عن الزهري أن أبا امامة بن سهل بن حنيف سماه
النبي ص أسعد (كر).
(45997 -) عن أبي بكر بن محمد أن جده عمرو بن حزم ولد
له محمد بن عمرو بن حزم فسماه محمدا وكناه أبا القاسم، فبلغ ذلك
النبي ص فقال رسول الله ص: من تسمى باسمي فلا يتكنى
بكنيتي، قال: فكناه النبي ص بأبي عبد الملك (كر).
(45998 -) عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه
قال: كانت كنية أبي أبا القاسم، فزار أخواله في بني ساعدة، فقالوا:
إن رسول الله ص: قال: من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي، قال:
597

فغيرت كنيتي وتكنيت بأبي عبد الملك (كر).
(45999 -) عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن
عمرو بن حزم عن أبيه عن جده قال: كنت أتكنى بأبي القاسم،
فجئت أخوالي فسمعوني أتكنى بها فنهوني وقالوا: إن رسول الله
ص قال: من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي فغيرت كنيتي
وتكنيت بأبي عبد الملك (ك).
(46000 -) عن أسامة بن أخدري أن رجلا من بني شقرة
يقال له اصرم وكان في النفر الذين أتوا النبي ص فأتاه بغلام له
حبشي اشتراه من تلك البلاد. فقال: يا رسول الله! إني اشتريت
هذا وأحببت أن تسميه وتدعو له بالبركة، قال: ما اسمك أنت؟
قال: انا أصرم، قال: بل أنت زرعة، قال: ما تريده؟ قال أريده
راعيا، فقال: هو عاصم هو عاصم وقبض النبي ص كفه (د (1)،
والحسن بن سفيان، والبغوي، وابن السكن، وقالا: ليس له غير
هذا الحديث. والباوردي، وابن قانع، طب، ك، وأبو نعيم، خط في
المتفق والمفترق، ض).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في تغيير الاسم القبيح رقم 4954. ص
598

العقيقة
(46001 -) عن علي قال: عق رسول الله ص عن الحسين
بشاة، فقال: يا فاطمة! احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة،
فوزناه فكان وزنه درهما أو بعض درهم (ت وقال: حسن غريب،
ك، ق).
(46002 -) عن علي أن رسول الله ص أمر فاطمة وقال: زني
شعر الحسين وتصدقي بوزنه فضة، وأعطي القابلة رجل العقيقة
(كر، ق).
(46003 -) (من مسند جابر بن عبد الله) أن النبي ص
عق عن الحسن والحسين (ش).
(46004 -) عن أبي رافع أن النبي ص أذن في أذن الحسن
والحسين حين ولدا، وأمر به (طب، وأبو نعيم).
(46005 -) (مسند علي) عن محمد بن علي عن أبيه أن النبي
ص حلق شعر الحسن والحسين يوم السابع (ابن وهب في مسنده).
599

باب في ترغيبات النساء وترهيباتهن
الترهيب
(46006 -) عن أبي بكر قال: أهلكهن الأحمران: الذهب
والزعفران (مسدد، عب، ص).
(46007 -) عن عمر أنه كتب إلى أبي عبيدة بن الجراح: أما
بعد فإنه بلغني أن نساء من نساء المسلمين قبلك يدخلن الحمامات مع نساء
أهل الشرك، فإنه من قبلك عن ذلك أشد النهي، فإنه لا يحل لامرأة
تؤمن بالله واليوم الآخر أن ينظر إلى عورتها إلا أهل ملتها (ق،
وابن المنذر، وأبو ذر الهروي في الجامع).
(46008 -) عن ابن مسعود قال: نهى رسول الله ص أن تباشر
المرأة المرأة في ثوب واحد من أجل أ تصفها لزوجها حتى كأنه
ينظر إليها، ونهانا إذا كنا ثلاثة نفر أن لا يتناجيان اثنان دون
واحد من أجل أن يحزنه حتى يختلط بالناس (ز).
(46009 -) عن عمر أنه خطب فقال: يا معشر النساء! إذا
اختضبتن فإياكن والنقش والتطريف! ولتخضب إحداكن يديها
إلى هذا - وأشار إلى موضع السوار (عب، ش).
600

(46010 -) عن يحيى بن جعدة أن عمر بن الخطاب خرجت
امرأة على عهده متطيبة فوجد ريحها، فعلاها بالدرة ثم قال:
تخرجن متطيبات فيجد الرجال ريحكن! وإنما قلوب الرجال عند
أنوفهم، اخرجن تفلات (1) (عب).
(46011 -) عن الحسن البصري قال قال علي بن أبي طالب:
قال لنا رسول الله ص ذات يوم: أي شئ خير للمرأة؟ فلم يكن
عندنا لذلك جواب، فلما رجعت إلى فاطمة قلت: يا بنت محمد! إن
رسول الله ص سألنا عن مسألة فلم ندر كيف نجيبه! فقالت:
وعن أبي شئ سألكم؟ فقلت: قال: أي شئ خير للمرأة؟
قالت: فما تدرون ما الجواب: قلت لها: لا، فقالت: ليس خير
من أن لا ترى رجلا ولا يراها، فلما كان العشي جلسنا إلى رسول
الله ص فقلت له: يا رسول الله! إنك سألتنا عن مسألة فلم نجبك
فيها، ليس للمرأة شئ خير من أن لا ترى رجلا ولا يراها، قال:
ومن قال ذلك؟ قلت: فاطمة: قال: صدقت، إنها بضعة مني (قط
في الافراد وقال: هذا حديث حسن غريب من حديث حسن البصري
عن علي، تفرد به أبو بلال الأشعري عن قيس بن الربيع).

(1) تفلات: أي تاركات للطيب. اه‍ 1 / 153 النهاية. ب
601

(46012 -) عن علي أنه كان عند النبي ص فقال: أي شئ
خير للمرأة؟ فسكتوا، قال: فلما رجعت قلت: لفاطمة: أي شي
خير للنساء؟ قالت: لا يرين الرجال ولا يرونهن، فذكرت ذلك
للنبي ص فقال: إنما فاطمة بضعة مني (البزار، حل وضعف).
(46013 -) (مسند جابر بن عبد الله) عن جابر أن النبي
ص زجر أن تصل المرأة بشعرها شيئا (ابن جرير).
(46014 -) (من مسند جبلة بن حارثة الكلبي) عن القاضي
ابن عمرو الطفاوي عن حبيب بن الحارث وأبى غادية أنهما خرجا
مهاجرين إلى رسول الله ص ومعهما أم غادية فقالت: يا رسول الله!
أوصني، قال: إياك وما يسوء الاذن (العسكري في الأمثال).
(46015 -) عن جبلة بن حارثة عن عمرو بن العاص أن حج
فدخل شعبا فقال: كنا مع رسول الله ص في هذا الشعب فإذا
غربان كثيرة وإذا فيها غراب أعصم احمر المنقار والرجلين، فقال
رسول الله ص، لا يدخل الجنة من النساء إلا كقدر هذا الغراب
في هذه الغربان (حم، والبغوي، طب، كر، ك).
(46016 -) عن معاوية أن رسول الله ص نهى عن الزور. قال
قتادة: يعني ما يكثر النساء من شعورهن بالخرق (ابن جرير).
602

(46017 -) عن سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية المدينة
فخطبنا، فأخرج كبة من شعر فقال: ما كنت أرى أحدا يفعله إلا
اليهود، إن رسول الله ص بلغه فسماه الزور (ابن جرير).
(46018 -) عن معاوية سمعت رسول الله ص يقول: أيما
امرأة زادت في شعرها شعرا ليس منها فإنه زور تزيده - وفي لفظ
ما من امرأة تجعل في رأسها شعرا غير شعرها إلا كان زورا
(ابن جرير).
(46019 -) عن معاوية أنه خطب وفي يده قصة من شعر من
قصص النساء فقال: نهى رسول الله ص عن مثل هذا وقال: إنما
هلكت - وفي لفظ: إنما عذبت - بنو إسرائيل حين اتخذت هذه
نساؤهم (ابن جرير).
(46020 -) عن معاوية عن رسول الله ص قال: لعن الله
الواصلة والموصولة والنامصة والمنموصة والواشرة والموشورة
(ابن جرير).
(46021 -) عن معقل بن يسار أن رجلا تزوج بامرأة، فسقط
شعرها، فسأل رسول الله ص عن الوصل، فلعن
603

الواصلة والموصولة (ابن جرير).
(46022 -) عن أبي جحيفة أن رسول الله ص لعن الواشمة
والمستوشمة (ابن جرير.
(46023 -) عن أبي هريرة قال: لعن رسول الله ص الواصلة
والموصولة - وفي لفظ: والموتصلة - والواشمة والمستوشمة
(ابن جرير).
(46024 -) عن ابن عباس قال: لعن رسول الله ص الواشمة
والمستوشمة - وفي لفظ: والمتوشعة - والواصلة والموصولة
(ابن جرير).
(46025 -) عن ابن عباس قال: لعن رسول الله ص الواشمة
والموشمة، والواشرة والمستوشرة، والواصلة والمستوصلة، والنامصة
والمتنمصة، والعاضهة والمستعضهة (1) (ابن جرير).
(46026 -) عن أم عثمان ابنة سفيان عن ابن عباس قال: نهى

(1) العاضهة والمستعضهة: قيل: هي الساحرة والمستسحرة، وسمي السحر
عضها لأنه كذب وتخييل لا حقيقة له النهاية 3 / 255 ب.
604

رسول الله ص أن تحلق المرأة رأسها، وقال: الحلق مثلة
(ابن جرير).
(46027 -) عن مجاهد قال: لعن رسول الله ص الحالقة
(ابن جرير).
(46028 -) عن أسماء بنت أبي بكر أن رسول الله ص سئل
عن الوصال في الشعر، فلعن الواصلة والمستوطلة (كر،
وابن النجار).
(46029 -) عن عائشة أن سائلا سأل، فأمرت له بطعام، فمر
الخادم فدعته لننظر ما معه، فقال رسول الله ص: يا عائشة!
لا تحصي فيحصى عليك، فقالت: والله! ما أردت ذلك. فقال: إن
أكثركن في النار، قالت: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لانكن
إذا شبعتن حجلتن، وإذا جعتن دقعتن (1)، ولأنكن تكثرن
اللعن وتكفرن العشير، وتغلبن ذا الرأي والدين على رأيه ناقصات
الرأي والدين (العسكري في الأمثال).

(1) دقعتن: الدقع: الخضوع في طلب الحاجة، مأخوذ من الدقعاء
وهو التراب: أي لصقتن به. النهاية 2 / 172. ب
605

(46030 -) عن عائشة قالت: أيما امرأة غاب عنها زوجها
فحفظت عيبته في نفسها، وطرحت زينتها، وقيدت رجلها، وعطلت
زبنتها، وأقامت الصلاة فإنها تحشر يوم القيامة عذراء طفلة. فإن كان
زوجها مؤمنا فهو زوجها في الجنة، وإن لم يكن زوجها مؤمنا
زوجها الله من الشهداء، فإن هي فشت بطنها لغيره، وتزينت لغيره
وأفسدت في بيتها، وأخفت رجليها تريد البغى نكست على رأسها
في جهنم (ابن زنجويه، وسنده حسن).
(46031 -) عن عائشة قالت: أيما امرأة اعتزلت فراش زوجها
بغير إذن أزوجها فهي في سخط الله حتى يستغفر لها، وأيما امرأة
استشارت غير زوجها لقمت من جمر جهنم، وأيما امرأة رضي عنها
زوجها رضي الله عنها، وإن سخط عليها زوجها سخط الله عليها، إلا
أن يأمرها بما لا يحل (ابن زنجويه).
(46032 -) عن عائشة أنها سئلت عن الواشمة والمستوشمة (1)

(1) الواشمة والمستوشمة: الوشم: أن يغرز الجلد بإبرة يحشي بكحل أو
نيل، فيزرق أثره أو يخضر. وقد وشمت تشم وشما فهي واشمة
والمستوشمة والموتشمة: التي يفعل بها ذلك. النهاية 5 / 189 ب.
606

والواصلة والموصلة والنامصة والمتنمصة، فقالت: كان رسول الله
ص ينهى عن ذلك (ابن جرير).
(46033 -) عن سعد الإسكاف عن ابن شريح قال: قلت
لعائشة: لعن رسول الله ص الواصلة؟ قالت: يا سبحان الله! وما
بأس بالمرأة الزعراء أن تأخذ شيئا من صوف فتصل به شعرها تزين
به عند زوجها، إنما لعن رسول الله ص المرأة الشابة تبغي في شيبتها
حتى إذا هي أسنت وصلتها بالقيادة (ابن جرير).
(46034 -) عن ابن عمر قال قال رسول الله ص: لعن الله
الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة (ابن جرير).
(46035 -) عن أم سلمة قالت: لا تصلي الشعر بالشعر، ولكن
خذي خريقة طيبة فارفعي بها عقيصتك (ابن جرير).
(46036 -) عن أم عطية أنها رأت رأس أختها فإذا هو موصول
بخرق، فقالت أم عطية: لا تصليه بشئ، فان رسول الله
نهانا أن نصل بشئ (ابن جرير).
(46037 -) عن عبد الرحمن بن شبل قال قال رسول الله إن
الفساق هم أهل النار، فقال رجل: يا رسول الله! من الفساق؟ قال:
607

النساء، فقال رجل: يا رسول الله! أليس أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا
وأزواجنا؟ قال: بلى، ولكنهن إذا أنطين لم يكرن، وإذا ابتلين لم
يصبرن (هب).
(46038 -) عن عكرمة قال: لعنت المرأة التي تصل شعرها
يريد الفخر والرياء (ابن جرير).
(46039 -) (مسند أبي) عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن
جابر بن عبد الله وعن الطفيل بن أبي عن أبيه قالا: بينا نحن
صفوف خلف رسول الله ص في الظهر أو العصر إذ رأيناه تناول
شيئا بين يديه وهو في الصلاة ليأخذه، ثم تناوله ليأخذه، ثم حيل
بينه وبينه، ثم تأخروا وتأخرنا، فلم سلم قال أبي بن كعب:
يا رسول الله! رأيناك اليوم تصنع في صلاتك شيئا لم تكن تصنعه؟
قال: عرضت علي الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة، فتناولت
قطفا من عنبها لآبيكم به، ولو أخذته لاكل ما بين السماء والأرض
لا يتنقصونه، فحيل بيني وبينه، ثم عرضت علي النار، فلما
وجدت حر شعاعها تأخرت، وأكثر من رأيت فيها
النساء اللاتي إن إرتمن أفشين، وإن سألن
608

أحفين (1) وإن أعطين لم يشكرن، ورأيت فيها عمرو بن لحى
يجر قصبه، وأشبه من رأيت به معبد بن أكثم، قال معبد: أي
رسول الله! يخشى علي من شبهه فإنه والد، قال: لا، أنت مؤمن
وهو كافر، وهو أول من جمع العرب على الأصنام (حم، ك، ص)
(. 46040 -) عن أنس أنه سئل ما الواصلة والمستوصلة؟ قال:
هي التي تزني في شبابها ثم تصلها بالقيادة إذا كبرت (كر).
الترغيب
(46041 -) عن عمر قال: يا معشر النساء! أخفين الحناء وارفعن
الحجز (ش).
(46042 -) عن مندل عن رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن
عباس قال: جاءت امرأة إلى النبي ص يقال لها: لينة، فقالت:
يا رسول الله! أنا وافدة النساء إليك، ما من امرأة تسمع مقالتي

(1) أحفين: يقال: أحفى فلان بصاحبه، وحفي به، وتحفى: أي
بالغ في بره والسؤال عن حاله.
ومنه حديث أنس " أنهم سألوا النبي ص حتى أحفوه " أي
استقصوا في السؤال. النهاية 1 / 401. ب
609

إلى يوم القيامة إلا سرها ذلك، الله رب الرجال والنساء، وآدم أبو
الرجال والنساء، وحواء أم الرجال والنساء، كتب الله الجهاد على
الرجال، فان استشهدوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، وإن ماتوا
وقع أجرهم على الله وإن رجعوا أجرهم الله ونحن النساء نقوم على المرضى
ونداوي الجرحى، فما لنا من الاجر؟ فقال يا وافدة النساء! أبلغي
من لقيت من النساء أن طاعة الزوج والاعتراف بحقه تعدل ذلك
كله (الديلمي).
(46043 -) عن أنس بن مالك عن سلامة حاضنة إبراهيم ابن
رسول الله ص قالت: يا رسول الله! إنك تبشر الرجال بكل خير
ولا تبشر النساء! قال: أصويحباتك دسسنك لهذا؟ قالت: أجل،
هن أمرتني، قال: أما ترضى إحداكن.... (....).
(46044 -) عن أنس بن مالك قال: جاءت سلامة حاضنة إبراهيم
فذكر معناه (كر).
(46045 -) عن علي قال: قال لي النبي ص: يا علي! مر
نساءك لا تصلين عطلا (1)، ومرهن فليغيرن أكفهن بالحناء،

(1) عطلا: العطل: فقدان الحلى، وامرأة عاطل وعطل. النهاية 3 / 157 ب.
610

لا يشبهن بأكف الرجال (ابن جرير).
لواحق النكاح
(46046 -) عن واثلة قال: قال رسول الله ص: من بركة
المرأة تبكيرها بالأنثى، أما سمعت الله تعالى يقول (يهب لمن يشاء
إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) فبدأ بالإناث قبل الذكور (كر
وفيه العدي بن كثير منكر الحديث).
(46047 -) عن أبي هريرة أن رسول الله ص
كان إذا زف إنسانا قال: بارك الله لك وبارك عليك وجمع
بينكما في خير صلى الله عليه وآله.
611

حرف الواو
وفيه ثلاثة كتب: الوصايا، الوديعة الوقف،
كتاب الوصية من قسم الأقوال
التحريض عليها
(46048 -) قال الله تعالى: يا ابن آدم! اثنتان لم تكن لك
واحدة منهما، جعلت لك نصيبا من مالك حين أخذت بكظمك (1)
لاظهرك به وأزكيك، وصلاة عبادي عليك بعد انقضاء أجلك (ه‍ (2) - عن ابن عمر).
(46049 -) ما حق امرئ مسلم له شئ يريد أن يوصي فيه
يبت ثلاث ليال إلا وصيته عنده مكتوبة (م، ن - عن
ابن عمر).

(1) بكظمك، ومنه حديث النخعي " له التوبة ما لم يؤخذ بكظمه "
أي خروج نفسه وانقطاع نفسه.
وفي حديث علي " لعلى الله يصلح أمر هذه الأمة ولا يؤخذ
بأكظامها " هي جمع كظم بالتحريك، وهي مخرج النفس من الحلق.
النهاية 4 / 178 ب.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الوصايا رقم 2710 وفي إسناده مقال. ص
612

(46050 -) من مات على وصية مات على سبيل وسنة، ومات
على تقى وشهادة، ومات مغفورا له (ه‍ (1) عن جابر).
(46051 -) المحروم من حرم الوصية (ه‍ (1) عن أنس).
(46052 -) ما حق امرئ مسلم له شئ يريد أن يوصي فيه
يبيت ليلتين إلا وصيته مكتوبة عنده (مالك، حم، ق، عد -
عن ابن عمر)
(46053 -) إن الرجل المسلم ليصنع في ثلثه عند موته خيرا فيوفي
الله بذلك زكاته (طب - عن ابن مسعود).
الاكمال
(46054 -) من حضره الموت فوضع وصيته على كتاب الله كان
ذلك كفارة لما ضيع من زكاته في حياته (طب، والخطيب - عن
معاوية بن قرة عن أبيه).
الاحكام
(46055 -) إن الله عز وجل أعطاكم ثلث أموالكم عند وفاتكم
زيادة في أعمالكم (طب - عن خالد بن عبيد السلمي).

(- 1 2) أخرجه ابن ماجة كتاب الوصايا رقم 170 ورقم 2700. ص
613

(46056 -) إن الله تعالى أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية
لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر (ت - عن عمرو بن خارجة).
(46057 -) إن الله تعالى قد أعطى كل ذي حق حقه فلا
وصية لوارث، والولد للفراش وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله،
ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله التابعة
إلى يوم القيامة، لا تنفق امرأة من بيت زوجها إلا بإذن زوجها،
قيل ولا الطعام؟ قال: ذلك أفضل أموالنا (حم، ن - عن أبي
أمامة، وروى د، ه‍ بعضه).
(46058 -) إن الله تعالى قسم لكل وارث نصيبه من الميراث،
ولا يجوز لوارث وصية، الولد للفراش وللعاهر الحجر، ومن ادعى
إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه رغبة عنهم فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (حم، ه‍ (1) - عن
عمرو بن خارجة).
(46059 -) أوص بالعشر، أوص بالثلث والثلث كثير (ت -
عن سعد بن أبي وقاص).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الوصايا باب لا وصية لوارث رقم 2712. ص
614

(46060 -) أوصى الرجل بابنه، وأوصى الرجل بأبيه، أوصى
الرجل بمولاه الذي يليه وإن كان عليه منه أذى يؤذيه (حم، ه‍، ك،
هق - عن ابن سلامة).
(46061 -) الثلث والثلث كثير، إن صدقتك من مالك صدقة،
وإن نفقتك على عيالك صدقة وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة،
وإنك أن تدع أهلك بخير خير من أن تدعهم يتكففون الناس
(م - عن سعد).
(46062 -) لا وصية لوارث (قط - عن جابر).
(46063 -) لا تجوز الوصية لوارث إلا أن يشاء الورثة (قط -
هق - عن ابن عباس).
(46064 -) إن الله تعالى تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث
أموالكم زيادة لكم في أعمالكم (ه‍ (1) - عن أبي هريرة، طب -
عن معاذ - عن أبي الدرداء).
(46065 -) إن الله تعالى قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية
لوارث (ه‍ - عن أنس).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الوصايا رقم 2713. ص
615

(46066 -) الثلث والثلث كثير (حم، ق، ن، ه‍ - عن
ابن عباس).
(46067 -) الثلث والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك
أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن
تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في
في امرأتك (مالك، حم، ق 4، - عن سعد).
الاكمال
(46068 -) أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة
يتكففون الناس، ولن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها
حتى ما تجعل في امرأتك (طب - عن شداد بن أوس).
(46069 -) الاضرار في الوصية من الكبائر (ابن جرير، وابن
أبي حاتم، ق - عن ابن عباس، وصحح، ق وقفه).
(46070 -) جعل لكم ثلث أموالكم زيادة في أعمالكم (عب -
عن سليمان بن موسي).
(46071 -) لا وصية لوارث، ولا إقرار بدين (ق - وضعفه -
عن جابر).
616

(46072 -) لا وصية لوارث إلا أن تجيز الورثة (ق - عن
عمرو بن خارجة).
(46073 -) قضى بالدين قبل الوصية، وأن أعيان بني الام يتوارثون
دون بني العلات (ش، حم، ت وضعفه، ه‍، ك - عن علي).
(46074 -) ليس لوارث وصية، قد أعطى الله لكل ذي حق حقه،
وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
يوم القيامة (طب - عن خارجة بن عمرو الجمحي).
(46075 -) إذا قالت المرأة لزوجها وهي مريضة: تركت مهري
عليك، فان ماتت لم يكن شيئا، وإن عاشت فقد مضى ما قالت
الديلمي - عن ابن عباس).
(46076 -) نشر الله عبدين من عباده أكثر لهما المال والولد،
فقال لأحدهما: أي فلان بن فلان! قال: لبيك رب وسعديك!
قال ألم أكثر لك من المال والولد؟ قال: بلى أي رب! قال:
وكيف صنعت فيما آتيتك؟ قال: تركته لولدي مخافة العيلة عليهم،
قال: أما! إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلا ولبكيت كثيرا، أما!
إن الذي تخوفت عليهم قد أنزلت بهم، ويقول للآخر: أي فلان
617

ابن فلان! فيقول: لبيك أي رب وسعديك! قال: ألم أكثر لك
من المال والولد؟ قال: بلى أي رب! قال: فكيف صنعت فيما
آنيتك؟ قال أنفقت في طاعتك، ووثقت لولدي من بعدي بحسن
طولك، قال: اما! إنك لو تعلم العلم لضحكت كثيرا ولبكيت
قليلا، أما إن الذي وثقت لهم به قد أنزلت بهم (طس - عن
ابن مسعود).
الوعيد على تارك الوصية والضار فيها
(46077 -) إن الرجل ليحمل أو المرأة بطاعة الله ستين سنة،
ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار (د، ت -
عن أبي هريرة).
(46078 -) إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا
أوصى خاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار، وإن الرجل
ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله
فيدخل الجنة (حم، ه‍ (1) - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الوصايا رقم 2704. ص
618

(46019 -) ترك الوصية عار في الدنيا ونار وشنار (1) في الآخرة
(طس - عن ابن عباس)
(46080 -) من لم يوص لم يؤذن له في الكلام مع الموتى (أبو
الشيخ في الوصايا - عن قيس).
(46081 -) الضرار في الوصية من الكبائر (ابن جرير وابن أبي
حاتم في التفسير - عن ابن عباس).
(46082 -) من فر من ميرا ث وارثه قطع الله ميراثه من الجنة
يوم القيامة (ه‍ - عن أنس) (2).
(46083 -) درهم الرجل ينفق في صحته خير من عتق رقبة عند
موته (أبو الشيخ - عن أبي هريرة).
(46084 -) لان يتصدق المرء في حياته بدرهم خير له من أن
تتصدق بمائة عند موته (د، حب - عن أبي سعيد).
(46085 -) لاحبس (3) بعد سورة النساء (ق - عن ابن عباس).

(1) شنار: الشنار: العيب والعار. اه‍ 2 / 504. النهاية. ب
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الوصايا رقم 2703. ص
(3) لا حبس: أراد أنه لا يوقف مأل ولا يزوى عن وارثه وكأنه إشارة
إلى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية من حبس مال الميت ونسائه، كانوا
إذا كرهوا النساء لقبح أو قلة مال حبسوهن عن الأزواج، لان أولياء
الميت كانوا أولى بهن عندهم. والحاء في قوله لاحبس: يجوز أن
تكون مضمونة ومفتوحة على الاسم والمصدر. اه‍ 1 / 329 النهاية. ب
619

الاكمال
(46086 -) من لم يوص لم يؤذن له في الكلام مع الموتى، قيل:
يا رسول الله! يتكلمون؟ قال: نعم، ويتزاورون (أبو الشيخ في
الوصايا عن قيس بن قبيصة).
(46087 -) رأيت في المنام امرأتين: واحدة تكلم، والأخرى
لا تتكلم، كلتيهما في الجنة، فقلت لها: أنت تكلمين وهذه لا تتكلم؟
فقالت: أما أنا فأوصيت، وهذه ماتت بلا وصية، لا تتكلم إلى
يوم القيامة (الديلمي - عن أبي هدبة عن أنس).
كتاب الوصية من قسم الافعال
(46088 -) (مسند الصديق) عن خالد بن معدان أن أبا بكر
قال: إن الله تعالى تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم (مسدد).
(46089 -) عن عروة قال قال أبو بكر: لا أوصي بالخمس
أحب إلي من أن أوصي بالربع، ولان أوصي بالربع أحب إلي من
أن أوصي بالثلث، ومن أوصى بالثلث فلم يترك شيئا (ابن سعد).
620

(46090 -) عن سعد بن أبي وقاص قال: سألني أبو بكر وعمر
عن قول رسول الله ص في الوصية فخيرتهما، فحملا الناس عليه في
الوصية (أبو الشيخ في الفرائض، ض).
(46091 -) ثنا هشيم ثنا جويبر عن الضحاك أن أبا بكر وعليا
أوصيا بالخمس من أموالهم لمن لا يرث من ذوي قرابتهما.
(46092 -) عن ابن عمر قال: ذكر عند عمر الثلث في الوصية
فقال: الثلث وسط، لا بخس ولا شطط (عب، ش، ق).
(46093 -) عن عمر قال: يحدث الرجل في وصيته ما شاء،
وملاك الوصية آخرها (عب، والدارمي).
(46094 -) عن عمر قال: إذا كانت وصية أو عتاقة فحاصوا
(ص ق).
(46095 -) عن عمرو بن سليم الزرقي قال: قيل لعمر بن الخطاب
إن ههنا غلاما يفعا لم يحتلم من غسان، ووراثه بالشام وهو ذو مال،
وليس له ههنا إلا ابنة عم له، فقال عمر بن الخطاب: فليوص لها،
فأوصى لها (مالك، ش).
(46096 -) عن عمر قال: إذا التقى الزحفان والمرأة يضربها
621

المخاض لا يجوز لهما في مالها إلا الثلث (عب، ش، ص).
(46097 -) عن الحسن أن عمر أوصى لأمهات أولاده بأربعة
آلاف أربعة آلاف صلى الله عليه وآله.
(46098 -) عن العلاء بن زياد قال: جاء شيخ إلى عمر فقال:
يا أمير المؤمنين! أنا شيخ كبير وإن مالي كثير، ويرثني أعراب
موالي كلالة، فأوصي بمالي كله؟ قال: لا: فلم يزل حتى بلغ
العشر صلى الله عليه وآله.
(46099 -) عن ابن عمر قال: طلق غيلان بن سلمة الثقفي نساءه
وقسم ماله بين بنيه في خلافة عمر، فبلغ ذلك عمر، فقال له: أطلقت
نساءك وقسمت مالك بين بنيك؟ قال: نعم، قال: والله! إني لأرى
الشيطان فيمن يسترق من السمع سمع بموتك فألقاه في نفسك،
فلعلك أن لا تمكث إلا قليلا، وأيم الله لئن لم تراجع نساءك وترجع
في مالك لأورثهن منك إذا مت ثم لآمرن بقبرك فليرجمن كما يرجم
قبر أبي رغال! فراجع نساءه وراجع ماله، فما مكث إلا سبعا
حتى مات (عب) مر برقم 45640.
(46100 -) عن علي قال: قضى محمد ص أن الدين قبل الوصية
622

وأنتم تقرؤن الوصية قبل الدين، وأن أعيان بني الام يتوارثون دون
بني العلات (ط، حم، عب، ت وضعفه - ه‍، ع، وابن الجارود
وابن جرير وابن المنذر، وابن أبي حاتم والدورقي، وأبو الشيخ في
الفرائض، قط، ك، ق).
(46101 -) عن عروة أن علي بن أبي طالب دخل على مولى له
في الموت وله سبعمائة درهم فقال: ألا أوصي؟ قال: لا، إنما قال
الله (إن ترك خيرا) وليس لك كبير مال، فدع مالك لورثتك
(عب، والفريابي، ص، ش، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن
المنذر، وابن أبي حاتم، ك، ق).
(46102 -) عن أبي عبد الرحمن السلمي قال قال علي: مرضت
مرضا فعادني رسول الله ص فقال: هل أوصيت؟ قلت: نعم،
قال: كيف قلت: أوصيت بمالي كله، قال: فما تركت لورثتك؟
قلت: إنهم أغنياء، قال: أوص بالعشر واترك سائره لورثتك، قلت:
يا رسول الله! إني تركت ورثتي أغنياء بخير، فما زال حتى قال:
أوص بالثلث والثلث كثير. قال أبو عبد الرحمن السلمي: فمن ثم
يستحبون أن يتركوا من الثلث (أبو الشيخ في الفرائض).
(46103 -) عن الحارث عن علي قال: لان أوصى بالخمس أحب
623

إلي من أن أوصى بالربع، ولان أوصي بالربع أحب إلي من
أن أوصي بالثلث، ومن أوصى بالثلث فلم يترك. شيئا (عب،
ش، كر).
(46104 -) عن الحكم بن عتيبة أن رجلا خرج مسافرا فأوصى
لرجل بثلث ماله، فقتل الرجل خطأ في سفره ذلك، فرجع أمره
إلى علي بن أبي طالب فأعطاه ثلث المال وثلث الدية (عب)
(. 46105 -) عن ابن عباس قال لا تجوز وصية الغلام حتى يحتلم
(عب).
(46106 -) عن الزهري عن الحسين بن السائب بن أبي لبابة عن
أبيه عن جده قال: لما تاب الله علي جئت رسول الله ص فقلت:
يا رسول الله! إني أهجر دار قومي التي أصبت بها الذنب وانخلع
من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله! فقال رسول الله ص: يا أبا
لبابة؟ يجزئ عنك الثلث من مالك، فتصدقت بالثلث (طب،
وأبو نعيم).
(46107 -) (مسند أبي هريرة) إن رجلا كان له ستة أعبد
624

فاعتقهم عند موته، فأفرع النبي ص فأعتق اثنين وأرق أربعة
(ش، ص).
(46108 -) عن جندب قال: سألت ابن عباس: أيوصي العبد؟
قال: لا، إلا بأذن مواليه (عب).
(46109 -) عن عائشة قالت: يكتب الرجل في وصيته: إن
حدث بي حدث الموت قبل أن أغير وصيتي هذه صلى الله عليه وآله.
(46110 -) عن ابن عمر قال: يوشك المنايا أن تسبق
الوصايا (ك).
(46111 -) عن ابن عمر أنه كان يقول في الوصية: إذا عجزت
عن الثلث قال: يبدأ بالعتاقة (ض).
(46112 -) عن ابن عمر قال: الثلث وسط لا بخس ولا
شطط (عب).
(46113 -) عن إبراهيم النخعي ذكر أن زبير وطلحة كانا
يشددان في الوصية على الرجال، فقال: وما كان عليهما أن لا يفعلا،
توفي رسول الله ص فما أوصى، وأوصى أبو بكر، فان أوصى فحسن
وإن يوصي فلا بأس (عب).
625

(46114 -) عن إبراهيم قال: كان الخمس في الوصية أحب إليهم
من الربع، والربع أحب إليهم من الثلث، وكان يقال: هما
المريان (1) من الامر: الامساك في الحياة، والتبذير في
الممات صلى الله عليه وآله.
(46115 -) عن طاوس قال: إن الوصية كانت قبل الميراث، فلما
نزل الميراث نسخ الميراث من يرث، وبقيت الوصية لمن لا يرث،
فهي ثابتة، فمن أوصى لذي قرابة لم تجز وصيته، لان رسول الله
ص قال: لا تجوز وصية لوارث (ص، عب).
(46116 -) عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أحق تسوية
النحل بين الولد على كتاب الله تعالى؟ قال: نعم، قد بلغنا ذلك عن
النبي ص أنه قال: أسويت بين ولدك، قلت: في النعمان بن بشير؟
قال: نعم، وفي غيره (عب).

(1) المريان: تثنيه مري، مثل صغرى وكبرى وصغريان وكبريان فهي
فعلى من المرارة تأنيث الامر كالجلي والأجل أي الخصلتان المفضلتان
في المرارة على سائر الخصال المرة أن يكون الرجل شحيحا بماله ما دام
حيا صحيحا، وأن يبدره فيما لا يجدي عليه، من الوصايا المبينة على
هوى النفس عند مشارفة الموت. النهاية 4 / 317. ب
626

(46117 -) عن عكرمة قال: قضى رسول الله ص أنه ليس
لوارث وصية، ولا يجوز لامرأة في مالها شئ إلا بإذن زوجها
(ن، عب).
(46118 -) عن أبي قلابة قال: قال رسول الله ص فيما يحدث
عن الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم! خصلتان أعطيتكهما لم يكن لك
واحدة منهما جعلت لك طائفة من مالك عند موتك أرحمك به
أو قال: أطهرك به، وصلاة عبادك عليك بعد موتك (عب).
(46119 -) عن علي قال: لا وصية لوارث، وأعيان بني الام
يتوارثون دون بني العلات (أبو الحسن الحربي في الحربيات).
محظورات الوصية
(46120 -) عن عمران قال: توفي رجل وأعتق ستة مملوكين
ليس له مال غيرهم، فبلغ ذلك رسول الله ص فقال: لو أدركته
ما دفن مع المسلمين، فأقرع بينهم فعتق اثنين واسترق أربعة
(عب).
(46121 -) (مسند أبي هريرة) إن رجلا كان له ستة أعبد
فأعتقهم عند موته، فأقرع النبي ص بينهم فأعتق اثنين وأرق
627

أربعة (ش، ص).
(46122 -) حدثنا هشيم حدثنا منصور عن الحسن عن عمران بن
حصين أن رجلا من الأنصار أعتق ستة مملوكين له عند موته ليس
له مال غيرهم، فبلغ ذلك النبي ص فغضب من ذلك وقال: لقد
هممت أن لا أصلي عليه، ثم دعا المملوكين فجزأهم ثلاثة أجزاء فأقرع
بينهم، فأعتق اثنين وأرق أربعة صلى الله عليه وآله.
(46123 -) حدثنا هشيم حدثنا خالد حدثنا أبو قلابة عن ابن زيد
الأنصاري عن النبي ص مثل ذلك صلى الله عليه وآله.
(46424 -) حدثنا ابن عون عن ابن سيرين عن النبي ص مثله.
(46125 -) عن ابن المسيب قال: أعتقت امرأة - أو رجل -
ستة أعبد لها عند الموت لم يكن لها مال غيرهم، فأتي في ذلك
النبي ص فأقرع بينهم، فأعتق اثنين وأرق أربعة (عب، ص).
(46126 -) عن ابن عباس قال: الحيف في الوصية والاضرار
فيها من الكبائر صلى الله عليه وآله.
(46127 -) عن طاوس أن النبي ص مر ببشير بن سعد أبي
النعمان ومعه ابنة النعمان فقال: اشهد أني قد نحلته عبدا أو أمة
628

فقال: ألك ولد غيره؟ قال: نعم، قال: فنحلتهم مثل ما نحلته؟
قال: لا، فاني لا أشهد إلا على الحق، لا أشهد بهذا (عب).
(46128 -) عن عكرمة بن خالد قال: أعتق رجل مملوكين له
أو ثلاثة ليس له مال غيرهم، فأقرع النبي ص بينهم، فأعتق
أحدهم (عب).
(46129 -) عن ابن سيرين قال: جاء بشير بن سعد بابنه النعمان
إلى النبي ص ليشهده على نحل نحله إياه، فقال النبي ص: أكل
بنيك نحلت مثل هذا؟ فقال: لا، فقال النبي ص: قاربوا بين
أولادكم، وأبى أن يشهد (عب).
(46130 -) عن مكحول قال: أعتقت امرأة من الأنصار توفيت
أعبدا ستة لم يكن لها مال غيرهم، فلما بلغ ذلك النبي ص غضب
وقال في ذلك قولا شديدا، ثم أمر بستة قداح فأقرع بينهم فأعتق
اثنين (عب).
(46131 -) (مسند أنس) عن مقاتل بن صالح صاحب الحميدي
قال: دخلت على حماد بن سلمة فبينا أنا عنده إذا دق داق الباب
فقال: يا صبية! انظري من بالباب! قالت: رسول محمد بن سليمان
629

الهاشمي، قال: قولي له: ليدخل وحده، فدخل وسلم - ومعه
كتاب - ثم ناوله الكتاب، فقال لي: اقرأ، فقرأت: بسم الله
الرحمن الرحيم، من محمد بن سليمان إلى حماد بن سلمة، أما بعد!
صبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته، وقعت مسألة ائتنا
نسأل عنها، فقال لي: اقلب الكتاب واكتب بسم الله الرحمن الرحيم
وأنت صبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته، إنا أدركنا أقواما
لا يأتون أحدا، فإن كان لك حاجة فأتنا واسألنا عما بدا لك، فان
أتيتني فلا تأتني إلا وحدك، ولا تأتني بخيلك ورجلك، فلا أفضحك
ولا أفضح نفسي - والسلام، فبينا أنا عنده إذ دق داق الباب، فقال:
يا صبية! انظري من بالباب! قال: محمد بن سليمان الهاشمي، قال:
قولي له: يدخل وحده، فدخل وحده فسلم، ثم جلس بين يديه،
فقال له: يا أبا سلمة! ما لي إذا نظرت إليك امتلأت رعبا، فقال له
حماد: لان ثابتا البناني يقول: سمعت أنس بن مالك يقول سمعت
رسول الله ص يقول: إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل
شئ، وإذا أراد بعلمه الكنوز هاب من كل شئ، فقال له: ما تقول
يرحمك الله - في رجل له ابنان هو عن أحدهما راض فأراد أن يجعل
ثلثي ماله في حياته لذلك الغلام؟ فقال: مهلا - رحمك الله - لأني سمعت
630

ثابتا البناني يقول سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله ص
يقول: إذا أراد الله أن يعذب غنيا على غناه وفقه عند موته بوصية
جائزة فلا يقوم بأمره (كر، وابن النجار)
كتاب الوديعة من قسم الأقوال
(46132 -) من استودع وديعة فلا ضمان عليه (ه‍، هق - عن
ابن عمر).
(46133 -) لا ضمان على مؤتمن (هق - عن ابن عمر).
الاكمال
(46134 -) ما من عبد يعلم منه الحرص على أداء الأمانة إلا
أدى الله تعال يعنه، فان مات ولم يؤدها وقد علم الله تعالى منه
الحرص على أدائها قيض الله تعالى له من يؤديها عنه بعد موته (ابن
النجار - عن أبي أمامة).
(46135 -) من أودع وديعة فلا ضمان عليه (ه‍ - عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده).
(46136 -) ليس على المستودع غير المغل ضمان، ولا على المستعير
غير المغل ضمان (قط، ق - وضعفاه - عن ابن عمر - وصححا
631

وقفه على شريح). كتاب الوديعة من قسم الافعال
(46137 -) (مسند الصديق) عن جابر أن أبا بكر أتى في
وديعة ضاعت فلم يضمنها (مسدد).
(46138 -) عن جابر أن أبا بكر قضي في وديعة كان في جراب
فضاعت من خرق الجراب أن لا ضمان فيها (ص، ق).
(46139 -) عن عبد الله بن عكيم أن عمر بن الخطاب كان لا
يضمن بالوديعة (مسدد).
(46140 -) عن أنس أن عمر بن الخطاب ضمنه وديعة سرقت من
بيت ماله (المحاملي، ق).
(46141 -) عن أنس قال: استودعت مالا فوضعته مع مالي،
فهلك من بين مالي، فرفعت إلى عمر بن الخطاب فقال: إنك لأمين في
نفسي، ولكن هلك من بين مالك فضمنته (ق).
كتاب الوديعة من قسم الأقوال
(46142 -) احبس أصلها، وسبل (1) ثمرتها (ن، ه‍ (2) -

(1) وسبل، أي اجعلها وقفا، وأبح ثمرتها لمن وقفتها عليه، سبلت
الشئ إذا أبحته، كأنك جعلت إليه طريقا مطروقة. اه‍ 2 / 339
النهاية. ب
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الصدقات باب من وقف رقم 2396 و 2397. ص
632

عن ابن عمر).
(46143 -) إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها (حم، خ،
ت، ن، ه‍ (1) عن ابن عمر).
الاكمال
(46144 -) اجعلها في قرابتك (ن - عن أنس).
(46145 -) بخ بخ يا أبا طلحة! ذلك مال رائج قد قبلناه منك
ورددناه عليك، فاجعله في الأقربين (حم، خ - عن أنس أن أبا طلحة
قال: يا رسول الله! إن أحب أموالي إلي بيرحا (2) فهي إلى الله
ورسوله، فضعها حيث أراك الله، قال - فذكره).
(46146 -) إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها (حم، خ،
ت، ن، ه‍ - عن ابن عمر أن عمر أصاب أرضا بخيبر وقال: يا رسول
الله! ما تأمرني؟ قال - فذكره).
(46147 -) لا حبس طب - عن فضالة بن عبيد)

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الصدقات باب على وقف رقم 2396 و 2397. ص
(2) بيرحا: بفتح الراء وضمها والمد فيهما، وبفتحهما والقصر، وهي اسم مال
وموضع بالمدينة. اه‍ 1 / 114 النهاية. ب
633

كتاب الوقف من قسم الافعال
(46148 -) عن عمر قال: أصبت أرضا من أرض خيبر، فأتيت
رسول الله ص فقلت أصبت أرضا لم أصب مالا أحب إلي ولا
أنفس عندي منها فما تأمرني به؟ قال: إن شئت حبست أصلها
وتصدقت بها (م (1)، ن، وأبو عوانة، ق).
(46149 -) عن عمر قال لولا أني ذكرت صدقتي لرسول الله
ص لرددتها (الطحاوي).
(46150 -) عن ابن عمر قال: سألت رسول الله ص عن
أرض من ثمغ (2) فقال: احبس أصلها وسبل ثمرتها، قال ابن عمر
فإنها لأول صدقة تصدق بها في الاسلام (ابن جرير).
(46151 -) عن محمد بن عبد الرحمن القرشي قال: حبس عثمان
ابن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله دورهم (ابن جرير).

(1) أخرجه مسلم كتاب الوصية باب الوقف رقم 1635. ص
(2) ثمغ: في حديث صدقة عمر رضي الله عنه " إن حدث به حدث إن
ثمنا وصرمة بن الأكوع، وكذا وكذا جعله وقفا " هما مالان
معروفان بالمدينة كانا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فوقفهما. اه‍ 1 / 222
النهاية. ب
634

(46152 -) عن أبي معشر قال: كان علي بن أبي طالب اشترط
في صدقته أنها لذي الدين والفضل من أكابر ولده (كر).
(46153 -) عن عمرو بن دينار أن عليا تصدق ببعض أرضه،
جعلها صدقة بعد موته، وأعتق رقيقا من رقبته، وشرط عليهم أنكم
تعملون في هذا المال خمس سنين (عب).
(46154 -) عن عمر بن عبد العزيز قال سمعت بالمدينة والناس
يومئذ بها كثير من مشيخة المهاجرين والأنصار أن حوائط النبي
ص يعني السبعة التي وقف من أموال مخيربق وقال: إن أصبت
فأموالي لمحمد ص يضعها حيث أراد الله، وقتل يوم أحد فقال رسول
الله ص: مخيريق خير يهود ثم دعا عمر بتمر منها، فأتى بتمر في
طبق فقال: كتب إلي أبو بكر بن حزم يخبرني أن هذا التمر من
العذق الذي كان على عهد رسول الله ص وكان رسول الله ص
يأكل منها (كر).
(46155 -) عن ابن عمر قال: أصاب عمر أرضا فأتى النبي ص
فقال: يا رسول الله! إني أصبت أرضا بخيبر، والله! ما أصبت مالا
قط هو أنفس عندي منه، فما تأمرني! قال: إن شئت تصدقت بها
635

وحبست أصلها، فجعلها صدقة لا تباع ولا توهب ولا تورث،
وتصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل والغزاة في سبيل الله
والضعيف لا جناح على من وليها أن يأكل منها ويطعم صديقا غير
متمول فيه، وأوصى به إلى حفصة أم المؤمنين ثم إلى الأكابر من ولد
عمر (ش، والعدني).
(46156 -) عن ابن عمر قال قال عمر للنبي ص: يا رسول الله!
إن المائة سهم التي بخيبر لم أصب مالا قط هو أعجب إلى منها وقد
أردت أن أتقرب بها إلى الله تعالى، فقال النبي ص: احبس أصلها
وسبل ثمرها (العدني).
(46157 -) عن علي قال: من بنى مسجدا فله أن لا يبيعه ولا
يبدله ولا يمنع أحدا أن يصلي فيه، وله ان يمنع كل صاحب هوى
أو بدعة ان يصلى فيه (خط، وسنده ضعيف).
(46158 -) عن أبي جعفر ان رسول الله ص خرج في جيش
فأدركته القائلة وهو ما يلي الينبع فاشتد عليه حر النهار فانتهوا إلى
سمرة فعلقوا أسلحتهم عليها وفتح الله عليهم، فقسم رسول الله ص
موضع السمرة لعلي في نصيبه، قال: فاشتري إليها بعد ذلك فأمر
636

مملوكيه ان يفجروا لها عينا، فخرج لها مثل عين الجزور فجاء البشير
يسعى إلى علي يخبره بالذي كان، فجعلها علي صدقة فكتبها:
صدقة لله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ليصرف الله بها
وجهي عن النار، صدقة بتة بتلة في سبيل الله تعالى، للقريب
والبيعة، في السلم والحرب واليتامى والمساكين وفي الرقاب (ابن
جرير).
637

حرف الهاء
وفيه كتابان: [كتاب] الهبة و [كتاب] الهجرتين
كتاب الهبة من قسم الأقوال
(46159 -) من وهب هبة فهو أحق بها ما لم يثب منها (ك،
هق - عن ابن عمر).
(46160 -) الرجل أحق بهبته ما لم يثب منها (ه‍ - عن
أبي هريرة).
(46161 -) الواهب أحق بهبته ما لم يثب (هق - عن
أبي هريرة).
الاكمال
(46162 -) من وهب هبة فهو أحق بها ما لم يثب منها،
فان رجع في هبته فهو كالذي يقئ ويأكل قيئه (طب - عن
ابن عباس).
الرجوع في الهبة
(46163 -) إن مثل الذي يعود في عطيته كمثل الكلب أكل
638

حتى إذا شبع قاء ثم عاد في فيئه فأكله (ه‍ - عن أبي هريرة).
(46164 -) العائد في هبته كالعائد في قيئه (حم، ق، د، ن
ه‍ عن ابن عباس).
(46165 -) لا تشتره ولا تعد في صدقتك وإن أعطاكه بدرهم
فان العائد في صدقته كالعائد في فيئه (حم، ق، د، ن، عن عمر).
(46166 -) إذا كانت الهبة لذي رحم محرم لم يرجع فيها (قط
ك، هق - عن سمرة).
(46167 -) ليس لنا مثل السوء، العائد في هبته كالكلب
يعود في قيئه (حم، خ، ت، ن - عن ابن عباس، عد، خط
عن أبي بكر).
(46168 -) مثل الذي يتصدق ثم يرجع في صدقته كمثل الكلب
يقئ ثم يعود في فيئه فيأكله (م، ن، ه‍ - عن ابن عباس).
(46169 -) مثل الذي يسترد ما وهب كمثل الكلب يقئ
فيأكل قيئه، فإذا استرد الواهب فليوقف فليعرف بما استرد، ثم
ليدفع إليه ما وهب (د - عن ابن عمرو).
(46170 -) لا يحل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع
639

فيها، إلا الوالد فيما يعطي ولده، ومثل الذي يعطي العطية ثم يرجع
فيها كمثل الكلب يأكل فإذا شبع قاء ثم عاد في قيئه (حم، 4،
ك - عن ابن عمرو وعن ابن عباس).
(46171 -) لا يرجع أحد في هبته إلا الولد من ولده، والعائد
والعائد في هبته كالعائد في قيئه (حم، تن، ه‍ - عن ابن عمرو).
الاكمال
(46172 -) مثل الذي يعود في عطيته كمثل الكلب يأكل حتى
إذا شبع قاء ثم عاد في قيئه فأكله (حم - عن أبي هريرة).
(46173 -) مثل الذي يعود في صدقته كمثل الكلب يعود في
قيئه (ع - عن عمر).
(46174 -) العائد في هبته كالكلب أكل حتى إذا شبع قاء ثم
عاد في قيئه (الخرائطي - عن أبي هريرة).
(46175 -) العائد في هبته كالعائد في قيئه إلا الوالد من ولده
(عب - عن عكرمة مرسلا).
(46176 -) الذي يرجع في عطيته كمثل الكلب أكل حتى إذا
640

شبع قاء ثم عاد في قيئه فأكله (ابن النجار - عن أبي هريرة).
(46177 -) من وهب هبة فهو أحق بهبته ما لم يثب منها
فان رجع في هبته فهو كالذي يقئ ويأكل قيئه (طب - عن
ابن عباس).
(46178 -) من وهب هبة ثم ارتجعها أوقف عليها يوم القيامة
(الخرائطي في مساوي الأخلاق - عن ابن عمرو).
(46179 -) لا يحل لاحد أن يهب لاحد شيئا ثم يأخذه منه
إلا الوالد (عب - عن طاوس مرسلا).
(46180 -) ليس لنا مثل السوء، الذي يرجع في هبته كالكلب
يرجع في قيئه (عب، حم، خ، ت، ن - عن ابن عباس، عد،
والخرائطي، كر - عن أبي بكر).
(46181 -) لا تعد في صدقتك (ت: حسن صحيح، ن ه‍
عن عمر، حم - عن ابن عمر).
641

الرقبى (1) والعمري (2)
(46182 -) الرقي جائزة (ن - عن زيد بن ثابت).
(46183 -) لا ترقبوا أموالكم، فمن أرقب شيئا فهو لمن
أرقبه (ن - عن ابن عباس).
(46184 -) لا ترقبوا ولا تعمروا، فمن أعمر شيئا أو أرقبه
فهو للوارث إذ مات (د، ن، حب - عن جابر).

(1) الرقبي: هو يقول الرجل للرجل قد وهبت لك هذه الدار، فان
مت رجعت إلي، وإن مت قبلك فهي لك. وهي فعلى من
المراقبة، لان كل واحد منهما يرقب موت صاحبه. والفقهاء فيها مختلفون
منهم من يجعلها تمليكا، ومنهم من يجعلها كالعارية، وقد تكررت
الأحاديث فيها. النهاية 2 / 249 ب.
(2) العمري: قد تكرر ذكر العمرى والرقبى في الحديث. يقال: أعمرته
الدار عمري: أي جعلتها له يسكنها مدة عمره، فإذا مات عادت إلي
وكذا كانوا يفعلون في الجاهلية، فأبطل ذلك وأعلمهم أن من أعمر
شيئا أو أرقبه في حياته فهو لورثته من بعده. والفقهاء فيها مختلفون
فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكا، ومنهم من يجعلها كالعارية
ويتأول الحديث. النهاية 3 / 298 ب
642

(46185 -) لا عمري ولا رقبى، فمن أعمر شيئا أو أرقبه فهو
له في حياته ومماته (حم، ن، ه‍ - عن ابن عمر).
(46186 -) لا عمري، فمن أعمر شيئا فهو له (حم، ن، ه‍ -
عن أبي هريرة).
(46187 -) يا معشر الأنصار! أمسكوا عليكم أموالكم،
لا تعمروها، فإنه من أعمر شيئا حياته فهو له حياته وموته (ن -
عن جابر).
(46188 -) أمسكوا عليكم أموالكم ولا تفسدوها، فإنه من
أعمر عمري فهو للذي أعمرها حيا وميتا ولعقبه (حم، م (1) - عن جابر).
(46189 -) من أعمر رجلا عمري فهي له ولعقبه، يرثها من
يرثه من عقبه (م، (1) د، ن، ه‍ - عن جابر).
(46190 -) من أعمر شيئا فهو له حياته وبعد موته (ن، حب
عن جابر).
(46191 -) من أعمر شيئا فهو لمعمره محياه ومماته، ولا ترقبوا

(1) أخرجه مسلم كتاب الهبات باب العمري رقم 27. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الهبات باب العمري رقم 21. ص
643

من أرقب شيئا فهو سبيل الميراث (د، ه‍ - عن زيد بن ثابت).
(46192 -) أيما رجل أعمر عمري له ولعقبه فإنها للذي
أعطيها، لا ترجع للذي أعطاها (م، (1) 3 - عن جابر).
(46193 -) العمرى والرقبى سبيلهما سبيل الميراث (طب - عن
زيد بن ثابت).
(46194 -) العمرى جائزة لأهلها، والرقبى جائزة لأهلها (ه‍ - 4
عن جابر) (2).
(46195 -) العمرى جائزة لمن أعمرها، والرقبى جائزة لمن أرقبها،
والعائد في هبته كالعائد في قيئه (حم، ن - عن ابن عباس).
(46196 -) العمرى جائزة لأهلها (حم، ق، ن - عن جابر،
حم، ق، ن - عن أبي هريرة، حم، ت، د - عن سمرة، ن -
عن زيد بن ثابت وعن ابن عباس).
(46197 -) العمرى ميراث لأهلها (م (3) - عن جابر
وأبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الهبت رقم 1625. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الهبات رقم 30 و 38 و 32.
(3) أخرجه مسلم كتاب الهبات رقم 30 و 38 و 32.
644

(46198 -) العمرى لمن وهبت له ((1) د، ن - عن جابر).
الاكمال
(46199 -) أمسكوا عليكم أموالكم ولا تعطوها أحدا، فمن أعمر
شيئا فهو له (عب - عن جابر).
(46100 -) من أعمر عمري فهي له ولورثته بعد (الشيرازي في الألقاب - عن ابن عمر).
(46201 -) العمرى والرقبى سبيلهما سبيل الميراث (ط ب - عن
زيد بن ثابت).
(46202 -) العمرى جائزة لمن أعمرها والرقبى لمن أرقبها سبيلهما
سبيل الميراث (طب - ابن الزبير).
(46203 -) العمرى للوارث (ع ب - عن زيد بن ثابت).
(46204 -) العمرى سبيل الميراث (عب - عن طاوس مرسلا).
(46205 -) العمرى جائزة (عب - عن قتادة عن الحسن أو غيره).
(46206 -) العمرى جائزة مررثة (عب - عن ابن عباس).

(1) أخرجه مسلم كتاب الهبات رقم 30 و 38 و 32. ص
645

(46207 -) لا تحل الرقبى ولا العمرى، فمن أرقب أو أعمر
شيئا فهو له (طب - عن ابن عباس، عب عن طاوس مرسلا، عب
عن ابن عباس موقوفا).
(46208 -) الرقبى لمن أرقبها، والعمرى لمن أعمرها (ابن
الجارود، حب - عن جابر).
(46209 -) لا رقبى ولا عمري، فمن أعمر شيئا أو أرقبه
فهو حياته ومماته (عب، طب - عن ابن عمر).
46210 قضى بالعمرى، فإنها لمن وهبت (خ، م -
عن جابر).
(46211 -) لا ترقبوا، فمن أرقب فسبيل الميراث - حم -
عن زيد بن ثابت).
646

كتاب الهبة من قسم الافعال
الاحكام
(46212 -) عن عثمان بن عفان قال: من نحل ولدا صغيرا لم يبلغ
أن يحرز نحله فأعلن بها وأشهد عليها فهي جائزة وإن وليها
أبوه (مالك).
(46213 -) عن ابن عمر قال: من أعطى شيئا ولم يسأله فليس
ثواب من هبته، وإن سئل فأعطى فهو أحق بهبته حتى يثاب
(عب).
الرجوع عن الهبة
(46214 -) (مسند الصديق) عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي بكر قال قال رسول الله ص: ليس لنا مثل السوء
العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه (عد، خط، كر).
(46215 -) (مسند عمر) عن عمر قال: حملت على فرس
في سبيل الله تعالى فأضاعه صاحبه، فأردت أن أبتاعه، فظننت أنه
بائعه برخص، فقلت حتى اسأل النبي ص! فقال: لا تبتعه وإن
أعطاك بدرهم، فان الذي يعود في صدقته كالكلب يعود في قيئه
647

(مالك ط، حم، والعدني، والحميدي، خ، م، ت، ن، وأبو
عوانة، ع، والطحاوي، حب، ق).
(46216 -) عن عمر قال: حملت على فرس في سبيل الله تعالى
وكنا إذا حملنا في سبيل الله أتينا به إلى رسول الله ص فدفعناه إليه
فوضعه حيث أراه الله تعالى، فجئت بالفرس فدفعته إليه، فحمل عليه
رجلا من أصحابه، فوافقته يبيعها في السوق، فأردت أن أشتريها
فأتيت رسول الله ص فذكرت ذلك له، فقال: لا تشتريها ولا
تعد في شئ من صدقتك (ع، وأبو الشيخ في الوصايا).
(46217 -) عن عمر قال: أعطيت ناقة في سبيل الله، فأردت
أن أشتري من نسلها، فسألت النبي ص فقال: دعها حتى تجئ
يوم القيامة هي وأولادها جميعا في ميزانك (طس، وأبو ذر الهروي
في الجامع، ص).
(46218 -) عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب كان تصدق بفرس
أو حمل عليها، فوجد بعض نتاجها يباع، فسأل النبي ص: أشتريه؟
فقال النبي ص: دعها حتى تلقاها وولدها (عب).
(46219 -) عن عمر قال: من وهب هبة بصلة رحم أو على
648

وجه صدقة فإنه لا يرجع فيها، ومن وهب هبة يرى أنه أراد بها
الثواب فهو على هبته، يرجع فيها إن لم يرض منها (مالك، عب
ومسدد، والطحاوي، ق).
(46219 -) عن عمر قال: يعتصر الرجل من ولده ما أعطاه من
ماله ما لم يمت أو يستهلكه أو يقع فيه دين (عب، ق).
(46221 -) عن ابن عمر عن عمر قال: من وهب هبة فلم يثب
فهو أحق بهبته إلا لذي رحم (ص، ق).
(46222 -) عن أسلم قال: حمل عمر على فرس في سبيل الله
فرآه أو شيئا من نسله يباع في السوق، فأراد أن يشتريه فسأل النبي
ص فقال: اتركه حتى يوافيك يوم القيامة (ش).
(46233 -) عن عمر قال: إذا تحولت الصدقة إلى غير الذي
تصدق عليه فلا بأس أن يشتريها (ش، وابن جرير).
(46224 -) عن محمد بن عبد الله الثقفي قال: كتب عمر بن الخطاب
أن النساء يعطين رغبة ورهبة، فأيما امرأة أعطت زوجها فشاءت
أن ترجع رجعت (عب).
(46225 -) عن الشميط أن سويد بن ميمون حمل على فرس ثم
649

أراد أن يشتريه. فقال له رجل: إن أبا هريرة نهاني أن أشتري
صدقتي (كر).
(46226 -) عن علي قال: من وهب هبة لذي رحم فلم يثب
منها فهو أحق بهبته (عب).
(46227 -) عن أبي هريرة عن رسول الله ص في الذي يرجع
في عطيته كمثل الكلب حتى إذا شبع قاء ثم عاد في قيئه فأكله
(ابن النجار).
(46228 -) عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رجلا وهب
هبة فرجع فيها، فقال رسول الله ص: هذا مثل الكلب الذي
يأكل حتى إذا شبع قاء ما في بطنه ثم رجع إليه فأكله (كر).
(46229 -) عن طاوس قال: كنت أسمع - وأنا غلام - الغلمان
يقولون: الذي يعود في هبته كمثل الكلب الذي يعود في قيئه،
ولا أشعر أن النبي ص ضرب ذلك مثلا حتى أخبرت به بعد أن
رسول الله ص قال: إنما مثل الذي يهب ثم يعود في هبته كمثل
الكلب يقئ ثم يأكل قيأه (عب).
الهبة قبل القبض
(46230 -) (مسند الصديق) أخبرنا ابن جريج قال: زعم
650

سليمان بن موسى أن عمر بن عبد العزيز كتب أنه أيما رجل نحل
من قد بلغ الحوز فلم يدفعه إليه فتلك النحلة باطل، وزعم أن عمر
أخذه من نحل أبي بكر عائشة فلم يفها به، فرده حين حضره
الموت (عب).
(46231 -) عن أبي موسى الأشعري قال قال عمر رضي الله عنه:
الانحال ميراث ما لم يقبض (عب، ش).
(46232 -) عن عمر قال: ما بال رجال ينحلون أولادهم نحلا ثم
يمسكونها، فإذا مات ابن أحدهم قال: مالي وفي يدي! وإذا مات
قال: قد كنت نحلته لولدي، لا نحلة إلا نحلة يحوزها الولد أو
الوالد، فان مات ورثه بذلك (عب).
(46233 -) عن سعيد بن المسيب... فشكا ذلك إلى عثمان،
فرأى أن الوالد يحوز لولده إذا كانوا صغارا (...).
(46234 -) عن النضر بن انس قال: قضى عمر بن الخطاب في
الانحال ما قبض منه فهو جائز، وما لم يقبض منه فهو ميراث (ش، ق).
العمري والرقبي
(46235 -) عن علي قال: الرقبي منزلة العمري (عب).
651

(46236 -) عن جابر قال: إنما العمري التي أجاز رسول الله
ص أن يقول: هي لك ولعقبك، فأما إذا قال: هي ما عشت فإنها
ترجع إلى صاحبها (عب).
(46237 -) (أيضا) قضى رسول الله ص أنه أيما رجل
أعمر رجلا عمري له ولعقبه فقال: قد أعطيتكها وعقبك ما بقي
منكم أحد، فإنها لمن أعطاها، وإنها لا ترجع إلى صاحبها من أجل
أنه أعطاه عطاء وقعت فيه المواريث (عب).
(46238 -) عن محمد ابن الحنفية قال: قدمت على معاوية بن أبي
سفيان فسألني عن العمري، فقلت: جعلها رسول الله ص لمن
أعطيها، قال تقولون ذلك؟ قلت: نعم، فاني أشهد أني سمعت
رسول الله ص يقول: من أعمر عمري فهي له يرثها من عقبه
من يرثه (كر).
(46239 -) عن زيد بن ثابت أن رسول الله ص جعل الرقبى
للذي أرقبها، والعمرى للذي أعمرها (عب).
(46240 -) عن عطاء بن أبي رباح قال: قضى رسول الله ص
أن العمرى جائزة (عب).
652

كتاب الهجرتين من قسم الأقوال
(46241 -) أفضل الهجرتين الياتة، والهجرة الباتة أن تثبت مع
رسول الله ص، والهجرة البادية أن ترجع إلى باديتك، وعليك السمع
والطاعة في عسرك ويسرك ومكرهك ومنشطك وأثرة عليك
(طب - عن واثلة).
(46242 -) إن الله تعالى أوحى إلي: أي هذه الثلاثة نزلت
فهي دار هجرتك: المدينة، أو البحرين، أو قنسرين (ت، ك -
عن جرير).
(46243 -) ذهب أهل الهجرة بما فيها (طب، كر - عن مجاشع
ابن مسعود).
(46244 -) لكم أنتم أهل السفينة هجرتان (ق - عن أبي موسى).
(46245 -) الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر وهجرة التادي، أما
البادي فيجيب إذا دعى ويطيع إذا أمر، وأما الحاضر فهو أعظمها
بلية وأعظمها أجرا (ن - عن ابن عمر).
(46246 -) ويحك! إن شأن الهجرة لشديد، فهي لك من إبل
تؤدى صدقتها؟ فاعمل من وراء البحار فان الله لن يترك من عملك
653

شيئا (حم، ق، د، ن - عن أبي سعيد) (1).
(46247 -) أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة، فاما
أن يكون هجر أن تكون يثرب (طب، ك - عن صهيب).
(46248 -) لن تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار (حم، ن،
حب - عن عبد الله بن وقدان السعدي).
(46249 -) لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة
حتى تطلع الشمس من مغربها (م، د - عن معاوية).
(46250 -) لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا
استنفرتم فانفروا (م - عن عائشة، حم، ن - عن صفوان بن
أمية، حم، ت، ن - عن ابن عباس).
(46251 -) لا هجرة بعد فتح مكة (خ - عن مجاشع بن مسعود).
(46252 -) لا هجرة، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم
فانفروا، فان هذا بلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، وهو
حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لاحد قبلي
ولم يحل إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة،

(1) أخرجه مسلم كتاب الامارة باب المبايعة رقم 86 ورقم 87. ص
654

لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها،
ولا يختلى خلاها إلا الإذخر (حم، ق، د، ن - عن ابن
عباس) (1).
(46253 -) لا يقبل الله من مشرك أشرك بعد ما أسلم عملا
حتى يفارق المشركين إلى المسلمين (ه‍ - عن معاوية بن حيدة).
الاكمال
(46254 -) ارجع أبا وهب إلى أباطح مكة فقروا عن سكنتكم،
فقد انقطعت الهجرة ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا (ق -
عن ابن عباس).
(46255 -) أزمعت بذاك يا عثمان! فليكن وجهك إلى الرجل
بالحبشة - يعني النجاشي، فإنه ذو وفاء، واحمل معك رقية فلا تخلفها،
ومن رأى معك من المسلمين مثل رأيك فليتوجهوا هناك وليحملوا
معهم نساءهم ولا يخلفوهم (ابن منده، كر - عن أسماء بنت أبي
بكر).
(46256 -) زعمت أسماء أن عثمان ورقية قد سارا فذهبا، والذي

(1) أخرجه مسلم كتاب الحج باب تحريم مكة وصيده رقم 1353. ص
655

نفسي بيده إنه لأول من هاجر بعد إبراهيم ولوط (ابن منده، وابن
عساكر - عن أسماء بنت أبي بكر).
(46257 -) صحبهما الله! إن عثمان لأول من هاجر إلى الله تعالى
بأهله بعد لوط (ع، ق في... - عن أنس أن عثمان هاجر
إلى الحبشة ومعه امرأته، فقال النبي ص - فذكره).
(46258 -) أما ترضون أن تكون للناس هجرة ولكم هجرتان
(ابن قانع - عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن
أبيه وكان في مهاجرة الحبشة هو وأخوه عمرو بن سعيد، فلما قدموا
جزعوا أن لا يكونوا شهدوا بدرا فقال النبي ص - فذكره).
(46259 -) أنا وأصحابي حيز، والناس حيز، لا هجرة بعد الفتح
ولكن جهاد ونية (ط، ش، حم، طب، ك، ق في الدلائل - عن
أبي سعيد وزيد بن ثابت ورافع بن خديج معا).
(46260 -) أيها الناس هاجروا وتمسكوا بالاسلام، فان الهجرة
لا تنقطع ما دام الجهاد (طب - عن أبي قرصافة).
(46261 -) المهاجر من هجر السوء والمسلم من سلم المسلمون
من لسانه ويده (ابن عساكر - عن ابن عمرو).
656

(46262 -) الهجرة هجرتان: إحداهما أن تهجر السيئات،
والأخرى أن تهاجر إلى الله تعالى ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت
التوبة، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا
طلعت طبع على كل قلب بما فيه، وكفى الناس العمل (حم، طب -
عن عبد الرحمن بن عوف ومعاوية وابن عمرو).
(46263 -) أفضل الهجرة أن تهجر ما كره الله (حم، وعبد
ابن حميد - عن جابر، ن، ق - عن ابن عمر).
(46264 -) أفضل الهجرة أن تهجر السوء (طب - عن عمرو
بن عبسة).
(46265 -) أفضل الاسلام ان يسلم المسلمون من لسانك ويدك،
وأفضل الهجرة أن تهجر ما كره ربك، والهجرة هجرتان: هجرة
الحاضر، وهجرة البادي، فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي ويطيع
إذا أمر، وهجرة الحاضر أعظمها بلية وأفضلها أجرا (ط، حم،
حب، ك - عن ابن عمرو).
(46266 -) يا فديك! أقم الصلاة وأد الزكاة، واهجر السوء
واسكن من أرض قومك حيث شئت تكن مهاجرا (حب، ق
657

وابن عساكر - عن صالح بن بشير بن فديك قال قال فديك يا رسول
الله! إنهم يزعمون أنه من لم يهاجر هلك، قال - فذكره).
(46267 -) يا فديك! أقم الصلاة، وصم رمضان، وحج البيت
وأقر الضيف، وأسكن أي أرض قومك شئت (البغوي والبارودي
عن صالح بن بشير بن فديك عن أبيه، قال البغوي: ولا أعلم له
غير هذا).
(46268 -) وما تحزنون! للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان:
هاجرتم حين خرجتم إلى صاحب الحبشة، ثم جئتم من عند صاحب
الحبشة مهاجرين إلي (ابن منده، وابن عساكر - عن خالد بن
سعيد بن العاص).
(46269 -) كذب من قال ذاك، لكم هجرتان: هاجرتم إلى
النجاشي، وهاجرتم إلي (طب - عن أسماء بنت عميس).
(46270 -) حاجتك خير من حوائجهم، لا تنقطع الهجرة ما
قوتل العدو (حم - عن رجل من بني مالك).
(46271 -) عليك بالهجرة، فإنه لا مثل لها (ن - عن
أبي فاطمة).
658

(46272 -) فضل عمل المهاجر على الاعرابي سبعين ضعفا،
وفضل عمل العالم على العابد سبعين ضعفا، وفضل عمل السر على
العلانية سبعين ضعفا، ومن استوت سريرته وعلانيته باهى الله تعالى
به ملائكته ثم يقول: يا ملائكتي! هذا عبدي حقا (الخطيب في
المتفق والمفترق، الديلمي - عن ابن عباس، وفيه عمر بن أبي البلخي
شيخه الحكيم الترمذي ضعيف).
(46273 -) لا تنقضي الهجرة ما قوتل الكفار (حم، طب،
ابن منده، ق - عن عبد الله بن السعدي، البغوي، وابن منده،
وأبو نعيم في المعرفة - عن عبد الله السعدي المصري - وقيل:
البصري).
(46275 -) لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل (البغوي -
عن ابن السعدي).
(46275 -) ويحك! إن شأن الهجرة لشديد، فهل لك من إبل
تؤدي صدقتها؟ قال: نعم، قال فاعمل من وراء البحار، فان الله لن
يترك من عملك شيئا (حم، خ، م د، ن، حب - عن أبي
سعيد أن أعرابيا سأل النبي ص عن الهجرة قال - فذكره).
659

(46276 -) لا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة، ولا تزال التوبة
مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب، فإذا طلعت من المغرب ختم
على كل قلب بما فيه وكفي الناس العمل (كر - عن عبد الرحمن
ابن عوف ومعاوية بن عمرو).
(46277 -) لا هجرة بعد الفتح، ولكن إنما هو الايمان والنية
والجهاد، ومتعة النساء حرام (الحسن بن سفيان، والبغوي، والباوردي
وابن السكن وابن منده، وابن قانع، طب، وأبو نعيم - عن الحارث
ابن غزية الأنصاري).
(46278 -) لا هجرة بعد الفتح (عب - عن أنس).
660

كتاب الهجرتين من قسم الافعال
(46279 -) عن أبي بكر قال: قلت للنبي ص وهو في الغار:
لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لابصرنا تحت قدميه، فقال: يا أبكر!
ما ظنك باثنين الله ثالثهما (ابن سعد، ش، حم، خ، م، ت،
وابن جرير في تهذيب الآثار، وابن المنذر، وأبو عوانة، حب،
وابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة).
(46280 -) عن أبي بكر قال: جاء رجل من المشركين حتى
استقبل رسول الله ص بعورته يبول فقلت: يا رسول الله! أليس
الرجل يرانا؟ قال: لو رآنا لم يستقبلنا بعورته - يعني وهما في الغار
(ع، وضعف).
(46281 -) عن أبي بكر قال: رأيت رجلا مواجه الغار،
فقلت: يا رسول الله! إنه لو نظر إلى قدميه، لرآنا، قال: كلا!
إن الملائكة تستره، فلم ينشب الرجل أن قعد يبول مستقبلنا، فقال
رسول الله ص: يا أبا بكر! لو كان يراك ما فعل هذا (أبو نعيم
في الدلائل من طريق آخر).
(46282 -) عن أبي بكر أنهما لمن انتهيا إلى الغار فإذا جحر
661

فألقمه أبو بكر رجليه وقال: يا رسول الله! إن كانت لدغة أو
لسعة كانت في (ش، وابن المنذر، وأبو الشيخ، وأبو نعيم
في الدلائل).
(46283 -) عن عائشة قالت: قال أبو بكر: لو رأيتني ورسول
الله ص إذ صعدنا الغار! فأما قدما رسول الله ص فتقطرنا دما،
وأما قدماي فعادت كأنه صفوان، قالت عائشة: إن رسول الله ص
لم يتعود الحفية (ابن مردويه).
(46284 -) عن عمرو بن الحارث عن أبيه أن أبا بكر الصديق
قال: أيكم يقرأ سورة التوبة؟ قال رجل: أنا قال: اقرأ، فلما
بلغ (إذ يقول لصاحبه لا تحزن) بكى وقال: أنا والله صاحبه
(ابن أبي حاتم).
(46285 -) عن حبشي بن جنادة قال قال أبو بكر: يا رسول الله
لو أن أحد المشركين رفع رأسه لابصرنا، فقال: يا أبا بكر! لا تحزن
إن الله معنا (ابن شاهين، وفيه حصن بن مخارق واه).
(46286 -) عن البراء بن عازب قال: اشترى أبو بكر من عازب
سرجا بثلاثة عشر درهما، فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فيحمله
662

إلى منزلي، فقال: لا، حتى تحدثنا كيف صنعت حين خرج رسول
الله ص وأنت معه، فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا
وليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فضربت ببصري هل أرى ظلا
نأوي إليه، فإذ أنا بصخرة فأهويت إليها، فإذا بقية ظلها فسويته
لرسول الله ص وفرشت له فروة وقلت: اضطجع يا رسول الله!
فاضطجع، ثم خرجت هل أرى أحدا من الطلب، فإذا أنا براعي
غنم، فقلت: لمن أنت يا غلام! فقال: لرجل من قريش، فسماه
فعرفته، فقلت، فهل في غنمك من لبن؟ قال: نعم، قلت: هل
أنت حالب لي؟ قال: نعم، فأمرته فاعتقل شاة منها ثم امرته
فنفض ضرعها ومن الغبار ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار ومعي إداوة
على فمها خرقة فحلب لي كثبة من اللبن، فصببت - يعني الماء - على
القدح حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله ص فوافيته وقد
استيقظ، فقلت: اشرب يا رسول الله! فشرب حتى رضيت، ثم
قلت: هل أتى الرحيل! فارتحلنا والقوم يطلبونا، فلم يدركنا أحد
منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول
الله! هذا الطلب قد لحقنا! فقال: لا تحزن إن الله معنا، حتى إذا
دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قلت:
663

يا رسول الله! هذا الطلب قد لحقنا! وبكيت، قال: لم تبكي؟
قلت؟ أما والله ما على نفسي أبكي ولكني أبكي عليك! فدعا عليه
رسول الله ص فقال: اللهم! اكفناه بما شئت، فساخت
قوائم فرسه إلى بطنها في أرضه صلدة، ووثب عنها، فقال: يا محمد!
قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله
لأعمين على ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهما،
فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك،
فقال رسول الله ص: لا حاجة لي فيها، ودعا له رسول الله ص
فأطلق ورجع إلى أصحابه، ومضى رسول الله ص وأنا معه حتى
قدمنا المدينة ليلا، فتلقاه الناس، فخرجوا في الطريق وعلى الأجاجير
فاشتد الخدم والصبيان في الطريق: الله أكبر! جاء رسول الله!
جاء محمد؟ وتنازع القوم أيهم ينزل عليه! فقال رسول الله ص:
أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك، فلما
أصبح غدا حيث أمر (ش، حم، خ، م (1) وابن خزيمة،
هب، ق في لدلائل).

(1) أخرجه مسلم كتاب الزهد باب في حديث الهجرة رقم 2009. ص
664

(46287 -) عن أبي بكر قال: خرجت مع رسول الله ص
من مكة فانتهينا إلى حي من أحياء العرب، فنظر رسول الله ص
إلى بيت متنحيا فقصد إليه، فلما نزلنا لم يكن فيه إلا امرأة فقالت:
يا عبد الله! إنما أنا امرأة وليس معي أحد فعليكما بعظيم الحي إذا
أردتما القرى! فلم يجبها، وذلك عند المساء فجاء ابن لها بأعنز له
يسوقها، فقالت له: يا بني! انطلق بهذه العنز والشفرة إلى هذين
الرجلين فقل لهما: تقول لكما أمي: اذبحا هذه، وكلا وأطعمانا، فلما
جاء قال له النبي ص: انطلق بالشفرة وجئني بالقدح، قال: إنها قد
عزبت وليس لها لبن. قال: انطلق، فانطلق فجاء بقدح فمسح
النبي ص ضرعها، ثم حلب حتى ملا القدح، ثم قال انطلق به إلى
أمك، فشربت حتى رويت، ثم جاء به فقال: انطلق بهذه وجئني
بأخرى، ففعل بها كذلك، ثم سقى أبا بكر، ثم جاء بأخرى
ففعل بها كذلك، ثم شرب النبي ص، فبتنا ليلتنا ثم انطلقنا،
فكانت تسميه المبارك، وكثرت غنمها حتى جلبت جلبا إلى المدينة فمر
أبو بكر الصديق فرآه ابنها فعرفه فقال: يا أمه! إن هذا الرجل
الذي كان مع المبارك، فقامت إليه فقالت: يا عبد الله! من الرجل
الذي كان معك، قال: وما تدرين من هو؟ قالت: لا، قال: هو
665

النبي ص، قالت: فأدخلني عليه، فأدخلها عليه، فأطعمها وأعطاها،
وأهدت له شيئا من أقط ومتاع الاعراب، فكساها وأعطاها،
وأسلمت (ق في الدلائل، كر، قال ابن كثير: سنده حسن).
(46288 -) عن عمر قال: لا هجرة بعد وفاة رسول الله ص
(ن، ع، وابن منده في غرائب شعبة، ص)
(46289 -) عن عمر قال: كنا قد استبطأنا رسول الله ص في
القدوم علينا وكانت الأنصار يغدون إلى ظهر الحرة فيجلسون عليها
حتى يرتفع النهار، فإذا ارتفع النهار وحميت الشمس رجعت إلى منازلها،
فكنا ننتظر رسول الله ص إذا رجل من اليهود قد أوفى على
أطم من آطامهم، فقال: يا معشر العرب! هذا صاحبكم الذي
تنتظرون! وسمعت الوجبة في بني عمرو بن عوف (البزار، وحسنه
الحافظ ابن حجر في فوائده).
(46290 -) عن ابن عمر أن عمر قال: لا تتخذوا من وراء الروحاء
مالا، ولا ترتدوا على أعقابكم بعد الهجرة، ولا تنكحوا نساء
طلقاء مكة، وأنكحوا نساءكم في بيوتهن (المحاملي في أماليه).
(46291 -) عن عثمان قال: النفقة في أرض الهجرة مضاعفة
666

بسبعمائة ضعف (كر).
(46292 -) عن علي قال: إن النبي ص قال لجبريل: من يهاجر
معي؟ قال: أبو بكر الصديق (ك)
(46293 -) عن علي قال: خرج النبي ص وخرج أبو بكر
معه، فلم يأمن على نفسه غيره حتى دخلا الغار (أبو بكر في الغيلانيات).
(46294 -) (مسند البراء بن عازب) أول من قدم علينا من
أصحاب رسول الله ص مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، فجعلا
يقرآننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب
في عشرين، ثم جاء رسول الله ص، فما رأيت أهل المدينة فرحوا
بشئ فرحهم به، فما قدم حتى قرأت (سبح اسم ربك الاعلى)
في سور من المفصل (ش).
(46295 -) (مسند بشير بن فديك) قال أبو نعيم: يقال إن
له رواية - عن الأوزاعي وغيره عن الزهري عن صالح بن بشير بن
فديك أن جده فديكا أتى النبي ص فقال: يا رسول الله! إنهم
يزعمون أن من لم يهاجر هلك، فقال النبي ص: يا فديك! أقم
الصلاة، وآت الزكاة، واهجر السوء، واسكن من أرض قدمك
حيث شئت تسكن مهاجرا (البغوي، وابن منده، وأبو نعيم وقال:
667

ذكره عبد الله بن عبد الجبار الخبائري عن الحارث بن عبيدة عن
محمد بن وليد الزبيدي عن الزهري فقال عن صالح بن بشير عن أبيه
قال: جاء فديك).
(46296 -) عن جرير البجلي قال: بعث رسول الله ص سرية
إلى خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، فبلغ
ذلك النبي ص فأمر لهم النبي ص بنصف العقل، وقال: أنا برئ
من كل مسلم مقيم بن أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله! ولم؟
قال: لا تراآى ناراهما (العسكري في الأمثال، هب).
(46297 -) عن خالد بن الوليد عن النبي ص نحوه (العسكري).
(46297 -) عن جنادة بن أمية الأزدي قال: هاجرنا على عهد
النبي ص فاختلفنا في الهجرة، فقال بعضنا: قد انقطعت، وقال
بعضنا: لم تنقطع، فدخلت على رسول الله ص فسألته عن ذلك،
فقال: لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار (الحسن بن سفيان،
وأبو نعيم).
(46299 -) عن الحارث بن خزيمة بن أبي غنم الأنصاري قال:
قدم رسول الله ص المدينة يوم الاثنين لأربع عشره من ربيع الأول
668

وكان يوم بدر يوم الاثنين من رمضان، وتوفي يوم الاثنين لخمس عشرت
من ربيع الأول (أبو نعيم).
(46300 -) (مسند حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي القديدي
وهو أخو عاتكة أم معبد) عن حزام بن هشام بن حبيش بن خالد
الخزاعي عن أبيه عن جده أن رسول الله ص حين خرج من مكة
وخرج منها مهاجرا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر
ابن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن الأريقط مروا على خيمتي أم معبد
الخزاعية، وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة، ثم تسقى وتطعم
فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك،
وكان القوم مرملين مسنتين (1) فنظر رسول الله ص إلى شاة في
كسر الخيمة، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ قالت: خلفها الجهد
عن الغنم، قال: فهل بها من لبن، قالت: هي أجهد من ذلك،
قال: أتأذنين أن أحلبها، قالت: بلى بأبي أنت وأمي! نعم إن
رأيت بها حلبا فاحلبها، فدعا بها رسول الله ص فمسح بيده ضرعها،

(1) مسنتين: أي مجدبين، أصابتهم السنة، وهي القحط والجدب. اه‍
2 / 407 النهاية. ب
669

وسمى الله عز وجل، ودعا لها في شاتها، فتفاجت (1) عليه ودرت
واجترت، ودعا باناء يربض (2) الرهط، فحلب فيها ثجا حتى علاه
الهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب
آخرهم ص، ثم أراضوا، ثم حلب فيها ثانيا بعد بدء حتى ملا
الاناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها وارتحلوا عنها، فقلما لبثت حتى
جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تساوكن (3) هزلا ضحى
مخهن قليل، فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال: من أين لك هذا
اللبن يا أم معبد والشاء عازب (4) حيال (5) ولا حلوبة في البيت؟
قالت: لا، والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا

(1) فتفاجب: التفاج. المبالغة في تفريج ما بين الرجلين. اه‍ 3 / 412
النهاية. ب
(2) يربض: أي يرويهم ويثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض. اه‍
2 / 184 النهاية ب.
(3) تساوكن: يقال: تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال،
أراد أنها تتمايل من ضعفها. ويقال أيضا: جاءت الإبل من تساوك
هزالا: أي ما تحرك رؤوسها. اه‍ 2 / 20. النهاية. ب
(4) عازب: أي بعيدة المرعى لا تأوي إلى المنزل في الليل. ب
(5) حيال: جمع حائل وهي التي لم تحمل. اه‍ 3 / 27 2 النهاية. ب
670

قال: صفيه لي يا أم معبد! فقالت: رأيت رجلا ظاهر الوضاءة،
أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة (1)، ولم تزر به
صعلة (2)، وسيم قسيم (3)، في عينيه دعج (4)، وفي أشفاره
وطف (5)، وفي صوته صحل (6)، وفي عنقه سطع (7)، وفي لحيته كثاثة (8)

(1) ثجلة: أي ضخم بطن. ورجل أثجل، ويروى بالنون والحاء: أي
نحول ودقة. اه‍ 1 / 205 النهاية. ب
(2) صعلة: هي صغر الرأس. وهي أيضا الدقة والنحول في البدن. اه‍
2 / 32 النهاية. ب
(3) قسيم: القسامة: الحسن. ورجل مقسم الوجه: أي جميل كله،
كأن كل موضع منه أخذ قسما من الجمال. اه‍ 4 / 63 النهاية. ب
(4) دعج: الدعج والدعجة: السواد في العين وغيرها، يريد أن سواد
عينيه كان شديد السواد، وقليل: الدعج: شدة سواد العين في شدة
بياضها. اه‍ 2 / 119 النهاية. ب
(5) وطف: أي في شعر أجفانه طول. اه‍ 5 / 204 النهاية. ب
(6) صحل: هو التحريك كالبحة، وألا يكون حاد الصوت. اه‍
3 / 13 النهاية. ب
(7) سطع: أي ارتفاع وطول. اه‍ 2 / 365 النهاية. ب
(8) كثاثة: الكثاثة في اللحية: أن تكون غير رقيقة ولا طويلة ولكن
فيها كثافة. اه‍ 4 / 152 النهاية. ب
671

أزج (1)، أقرن (2)، إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه
وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحلاه وأحسنه من
قريب، حلو المنطق، فصل، لا هذر ولا نزر، كأن منطقه
خرزات نظم يتحدرن، ربع لا تشنؤه (3) من طول، ولا
تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين فهو أنظر الثلاثة منظرا،
وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال انصتوا لقوله، وإن
أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند، قال
أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما
ذكر بمكة، وقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك
سبيلا، فأصبح صوت بمكة عاليا، يسمعون الصوت ولا يدرون
من صاحبه، وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين قالا خيمتي أم معبد

(1) أزج: الزجج: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد.
النهاية 2 / 296. ب
(2): أقرن القرن بالتحريك التقاء الحاجبين. النهاية 14 / 54. ب
(3) لا تشؤه: أي لا يبغض لفرط طوله. النهاية 2 / 503. ب
672

هما نزلا لها بالهدى واهتدت به * فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا تجازى وسؤدد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شائها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت * عليه صريحا ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهنا لديها بحالب * يرددها في مصدر ثم مورد
فلما أن سمع حسان بن ثابت بذلك شبب (1) يجيب الهاتف
وهو يقول:
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم * وقدس من يسري إليه ويغتدي

(1) شبب: أي ابتدأ في جوابه، من تشبيب الكتب، وهو الابتداء بها
والاخذ فيها. النهاية 2 / 439. ب
673

ترحل عن قوم فضلت عقولهم * وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم * وأرشدهم من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسكعوا (1) * عمايتهم هاد به كل مهتد
وقد نزلت منه على أهل يثرب * ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله * ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب * فتصديقها في اليوم أو في ضحي الغد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد

(1) تسكعوا: أي تحيروا. والتسكع: التمادي في الباطل. النهاية 2 / 384. ب
674

ليهن أبا بكر سعادة جده * بصحبته من أسعد الله يسعد
(طب، وأبو نعيم، كر).
(46301 -) عن إياس بن مالك بن الأوس عن أبيه قال: لما
هاجر رسول الله ص وأبو بكر مروا بإبل لنا في الجحفة فقال
النبي ص: لمن هذه الإبل؟ قال: لرجل من أسلم، فالتفت إلى
أبي بكر فقال: سلمت إن شاء الله تعالى! فقال ما اسمك؟ فقال:
مسعود، فالتفت إلى أبي بكر، فقال: سعدت إن شاء الله تعالى!
فأتاه أبي فحمله على جمل (ابن العباس السراج في تاريخه،
وأبو نعيم).
(46302 -) عن خالد بن سعيد بن العاص وكان من مهاجرة
الحبشة هو وأخوه عمرو لما قدموا على رسول الله ص تلقاهم حين
دنوا منه، وذلك بعد بدر بعام، فحزنوا أن لا يكونوا شهدوا بدرا
فقال رسول الله ص: وما تحزنون! إن للناس هجرة واحدة ولكم
هجرتان: هاجرتم حين خرجتم إلى صاحب الحبشة، ثم جئتم من
عند صاحب الحبشة مهاجرين إلي (ابن منده، كر).
(46303 -) (من مسند خالد بن الوليد) بعثني رسول الله ص
675

إلى ناس من خثعم، فاعتصموا بالسجود، فقتلهم فوادهم رسول الله
ص بنصف الدية ثم قال: أنا برئ من كل مسلم أقام مع
المشركين لا تراآي ناراهما (طب).
(46304 -) عن خالد بن الوليد عن واثلة بن الأسقع قال: خرجت
من أهلي وأريد الاسلام فقدمت على رسول الله ص وهو في الصلاة
فصففت في آخر الصفوف فصليت بصلاتهم، فلما فرغ رسول الله
ص من الصلاة انتهى إلي وأنا في آخر الصفوف فقال: ما حاجتك؟
قلت: الاسلام، قال: هو خير لك، قال: وتهاجر؟ قلت: نعم،
قال: هجرة البادي أو هجرة الباتي؟ قلت: أيتها خير؟ قال: هجرة
الباتي، قال: وهجرة الباتي أن تثبت مع رسول الله ص، وهجرة
البادي أن يرجع إلى باديته، قال: وعليك الطاعة في عسرك ويسرك
ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك! قلت: نعم، فقدم يده وقدمت
يدي، فلما رآني لا أستثني لنفسي شيئا، قال: فيما استطعت، فقلت
فيما استطعت، فضرب على يدي (ابن جرير).
(46305 -) عن محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري حدثني أبي عن أبيه
عن جده سليط وكان بدريا قال لما خرج رسول الله ص في الهجرة
676

ومعه أبو بكر الصديق وعامر بن فهيرة.... (1) (كر).
(46306 -) ابن سعد أنبأنا عمرو بن عاصم حدثنا حماد بن سلمة
عن علي ين زيد عن أبي الطفيل قال: كنت أطلب النبي ص فيمن
يطلبه ليلة الغار فقمت على باب الغار وما أدري فيه أحد أم لا
(كر، قال ابن سعد: هذا الحديث غلط، أبو الطفيل لم يولد تلك
الليلة، وينبغي أن يكون حدث بالحديث عن غيره، فأوهم الذي
حمله عنه).
(46307 -) عن أبي معبد الخزاعي أن رسول الله ص
خرج ليلة هاجر من مكة (ابن سعد، وابن منده، كر).
(46308 -) (مسند أبي موسى الأشعري) لقي عمر بن الخطاب
أسماء بنت عميس فقال: نعم القوم أنتم لولا أنا سبقناكم بالهجرة!
فذكرت ذلك للنبي ص فقال: بل لكم الهجرة مرتين: هجرة إلى
أرض الحبشة، وهجرة إلى المدينة (ط، وأبي نعيم).

(1) وتمام الحديث ذكره ابن حجر في الإصابة 3 / 123... وابن أريقط
فمروا على أم معبد الخزاعية وهي لا تعرفهم وكذا الحديث بدلائل النبوة
لأبي نعيم فراجعه ان شئت. ص
677

(46309 -) عن أبي موسى قال: بلغنا خروج النبي ص ونحن
باليمن، فخرجنا أنا وإخوان له وأنا أصغرهم في ثلاثة أو اثنين وخمسين
رجلا من قومي فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن
أبي طالب وأصحابه عنده فقال جعفر: إن رسول الله ص بعثنا ههنا
وأمرنا بالإقامة فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمها جميعا فوافينا رسول
الله ص حين افتتح خيبر، فأسهم لنا وقال: يا أهل السفينة!
لكم أنتم هجرتان (الحسن بن سفيان، وأبو نعيم).
(46310 -) عن عبد الله بن السعدي قال: وفدت في نفر من
بني سعد بن بكر إلى رسول الله ص سبعة أو ثمانية وأنا من
أحدثهم سنا، فأتوا رسول الله ص فقضوا حوائجهم وخلفوني في
رحل لهم فجئت رسول الله ص فقلت: يا رسول الله! أخبرني
عن حاجتي، فقال: ما حاجتك؟ قلت: رجال يقولون: قد
انقطعت الهجرة! فقال: أنت خيرهم حاجة - أو حاجتك خير من
حاجاتهم - لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار (ابن منده، كر).
(46311 -) عن ابن عباس قال: نام علي على فراش رسول
الله ص وتسجى بثوبه، وكان المشركون يرمون رسول الله ص
إذا جاء أبو بكر فقال: أي رسول الله! فأخرج علي رأسه فقال:
678

لست برسول الله، أدرك رسول الله ببئر ميمون، فأتى رسول الله
ص فدخل معه، فكان المشركون يرمون عليا فيتضور (1)، فلما
أصبح فقالوا: إنا كنا نرمي محمدا فلا يتضور وقد استنكرنا ذلك
منك (أبو نعيم في المعرفة، وفيه أبو بلج، قال خ: فيه نظر).
(46312 -) عن ابن عباس قال: قيل لصفوان بن أمية وهو بأعلى
مكة إنه لا دين لمن لم يهاجر، فقال: لا أصل إلى بيتي حتى أقدم
فقدم المدينة فنزل على العباس بن عبد المطلب ثم أتى النبي ص فقال:
ما جاء بك يا أبا وهب؟ قال: قيل إنه لا دين لمن لم يهاجر، فقال
النبي ص: ارجع أبا وهب إلى أباطح مكة فقروا على مسكنكم
فقد انقطعت الهجرة ولكن جهاد ونية، فان استنفرتم فانفروا
(كر).
(46313 -) عن ابن عباس سمعت رسول الله ص يقول: اجتمع
الكفار يتشاورون في أمري، فقال رسول الله ص: يا ليتني بالغوطة
بمدينة يقال لها دمشق حتى آتي الموضع مستغاث الأنبياء حيث قتل
ابن آدم أخاه فأسأل الله أن يهلك قومي فإنهم ظالمون! فأتاه جبريل

(1) فيتضور: فيه " أنه دخل على امرأة وهي تتضور من شدة الحمى " أي
تتلوى وتضج وتتقلب ظهرا لبطن. اه‍ 3 / 105 النهاية. ب
679

فقال يا محمد! ائت بعض جبال مكة فأو بعض غاراتها، فإنها معقلك
من قومك، فخرج النبي ص وأبو بكر حتى أتيا الجبل فوجدا
غارا كثير الدواب (كر).
(46314 -) عن ابن عباس قال: خرج جعفر بن أبي طالب إلى
أرض الحبشة ومعه امرأته أسماء بنت عميس، فولدت له بأرض الحبشة
عبد الله ومحمدا ابني جعفر (ابن منده وقال غريب بهذا الاسناد، كر).
(46315 -) عن ابن عباس قال: إن الذين طلبوا النبي ص وأبا
بكر صعدوا الجبل فلم يبق إلا أن يدخلوا، فقال أبو بكر: أتينا،
فقال رسول الله ص: يا أبا بكر! لا تحزن، إن الله معنا، وانقطع
الأثر فذهبوا يمينا وشمالا (ابن شاهين).
(46316 -) عن أسماء بنت أبي بكر قالت: كنت أحمل الطعام
إلى رسول الله ص وأبي وهما في الغار، فجاء عثمان إلى رسول الله
ص فقال: يا رسول الله! إني أسمع من المشركين من الأذى فيك
ما لا صبر عليه، فوجهني وجها أتوجه فلأهجرنهم في ذات الله!
فقال له النبي ص: أزعمت يداك يا عثمان؟ قال: نعم، قال: فليكن
وجهك إلى هذا الرجل بالحبشة - يعني النجاشي، فإنه ذو وفاء، واحمل
معك رقية فلا تخلفها، ومن رأى معك من المسلمين مثل رأيك
680

فليتوجهوا عناك، وليحملوا معهم نساءهم، ولا يخلفوهم، فودع عثمان
نبي الله ص وقبل يديه، فبلغ عثمان رسالة رسول الله ص وقال لهم:
إني خارج من تحت ليلتي، ونقيم لكم بجدة ليلة أو ليلتين، فان
أبطأتم فوجهي إلى باضع - جزيرة في البحر - قالت: فحملت إلى
رسول الله ص فقال لي: ما فعل عثمان ورقية؟ قلت: قد سارا
فذهبا، فقال: قد سارا فذهبا؟ قلت: نعم، فالتفت إلى أبي بكر
فقال: زعمت أسماء أن عثمان ورقية قد سارا فذهبا، والذي نفسي بيده
إنه لأول من هاجر بعد إبراهيم ولوط (كر).
(46317 -) عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما خرج رسول الله
ص وخرج معه أبو بكر احتمل أبو بكر ماله كله خمسة آلاف درهم،
فانطلق بها معه. فدخل جدي أبو قحافة وقد ذهب بصره فقال: والله
إني لأراكم قد فجعتم بماله مع نفسه، قلت: كلا يا أبت! إنه قد
ترك خيرا كثيرا، فأخذت أحجارا فوضعتها في كورة من البيت التي
كان أبي يضع ماله فيها، ثم وضعت عليها ثوبا، ثم أخذت بيده فقلت:
يا أبت! ضع يدك على هذا المال، فوضع يده عليه، وقال: لا بأس،
إذا ترك لكم هذا فقد أحسن، وفي هذا بلاغ لكم، لا والله ما ترك
لنا شيئا ولكن أردت أن أسكت الشيخ بذلك، قالت: فلما خرج
681

رسول الله ص وأبو بكر أتانا نفر من قريش فيهم أبو جهل فوقف
على باب أبو بكر، فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك يا ابنة أبي بكر؟
قلت: لا أدري والله أين أبي، فرع أبو جهل يده، وكان فاحشا
خبيثا فلطم خدي لطمة طرح منها قرطي، ثم انصرفوا، فمكثنا
ثلاث ليال، ما ندري أين وجه رسول الله ص حتى أقبل رجل من
الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب وإن الناس
ليتبعونه، يسمعون صوته ولا يرونه حتى خرج من أعلى مكة:
جزى الله رب الناس خيرا جزائه * رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر ثم تروحا * فأفلح من أمسى رفيق محمد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم * ومقعدها للمؤمنين بمرصد
(ابن إسحاق).
(46318 -) عن عائشة قالت: بينا أنا ألعب في ظهيرة في ظل
جدار وأنا جارية جاء رسول الله ص فاشتددت إلى أبي فقلت: هذا
عمي قد جاء! فخرج إليه فرحب برسول الله ص، فقال: يا أبا بكر!
682

ألم ترني كنت استأذن الله في الخروج؟ قال أجل، قال: فقد أذن
لي، قال: أبو بكر: الصحابة! قال الصحابة، قال أبو بكر: إن
عندي رحلتين قد علفتهما من ستة أشهر لهذا فخذ أحدهما، فقال: بل
أشتريها، فاشتراها منه، فخرجا، فكانا في الغار، وكان عامر بن فهيرة
مولى أبي برك يرعى غنما لأبي بكر، فكان يأتيهما إذا أمسيا باللبن
واللحم، وكان عبد الله بن أبي بكر يسعى إليهما فيأتيهما بما يكون
بمكة من خبرهم، ثم يرجع فيصبح بمكة، فلا يرون إلا أنه بات معهم،
فكان ذلك حتى سار رسول الله ص، فخرج رسول الله ص على
راحلته وعامر بن فهيرة يمشي مع أبي بكر مرة وربما أردفه، وكانت
أسماء تقول: لما صنعت لرسول الله ص وأبي سفرتهما وجد أبو قحافة
ريح الخبز فقال: ما هذا؟ لأي شئ هذا؟ فقلت: لا شئ، هذا
خبز عملناه نأكله، ثم إني لم أجد حبلا للسفرة، فنزعت حبل
منطقي وربطت السفرة، فلذلك سميت ذات النطاقين، فلما خرج أبو
بكتر جعل أبو قحافة يلتمسه ويقول: أقد فعلها! خرج وترك عياله
علي! ولعله قد ذهب بماله! وكان قد عمى، فقلت: لا، فأخذت
بيده فذهبت به إلى جلد فيه أقط فمسه، فقلت: هذا ماله (البغوي،
قال ابن كثير: حسن الاسناد).
683

(46319 -) عن ابن عمر قال قال أهل المدينة لرسول الله ص:
ادخل المدينة راشدا مهديا، فدخل رسول الله ص المدينة فخرج
الناس فجعلوا ينظرون إلى رسول الله ص، كلما مر على قوم
قالوا: يا رسول الله! ههنا! فقال رسول الله ص: دعوها فإنها
مأمورة - يعني ناقته - حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري
(عد، كر).
(46320 -) عن ابن مسعود قال: إن أول من هاجر من هذا
الأمة غلامان من قريش (ش).
(46321 -) ابن هشام في السيرة: حدثني بعض أهل العلم أن
الحسن بن أبي الحسن قال: انتهى رسول الله ص إلى الغار ليلا،
فدخل أبو بكر قبل رسول الله ص فلمس الغار لينظر أفيه سبعا أو
حية بقي رسول الله ص بنفسه).
(46322 -) عن عروة أن عبد الله بن أبي بكر كان الذي يختلف
بالطعام إلى النبي ص وأبي بكر وهما في الغار (ش).
(46323 -) عن عروة أن رسول الله ص لما هاجر إلى المدينة هو
وأبو بكر وعامر بن فهيرة استقبلتهم هدية طلحة إلى أبي بكر في
الطريق فيها ثياب بيض، فدخل رسول الله ص وأبو بكر
684

المدينة (ش).
(46324 -) عن علي قال: لما خرج رسول الله ص إلى المدينة
في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس،
وإنما كان يسمى الأمين، فأقمت ثلاثا وكنت أظهر، ما تغيبت يوما
واحدا، ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله ص حتى قدمت
بني عمرو بن عوف ورسول الله ص مقيم، فنزلت على كلثوم بن
الهدم وهنالك منزل رسول الله ص (ابن سعد).
(46325 -) عن ابن شهاب قال: خرج قبل خروج النبي ص
أبو سلمة بن عبد الأسد وأم سلمة ومصعب بن عمير وعثمان بن مظعون
وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وعبد الله بن جحش وعمار بن ياسر
وشماس بن عثمان بن الشريد وعامر بن ربيعة ومعه امرأته أم عبد الله
بنت أبي حثمة، فنزل أبو سلمة وعبد الله بن جحش في بني عمرو بن
عوف في أصحاب لهم، ثم خرج عمر بن الخطاب وعياش ابن أبي ربيعة
في أصحاب لهم، فنزلوا على بني عمرو بن عوف (كر).
(46326 -) عن نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة أن النبي
ص لما خرج هو وأبو بكر إلى ثور، فجعل أبو بكر يكون أمام
النبي ص مرة وخلفه مرة، فسأله النبي ص عن ذلك، فقال: إذا
685

كنت أمامك خشيت أن تؤتي من ورائك، وإذا كنت خلفك
خشيت أن تؤتي من أمامك، حتى إذا انتهى إلى الغار من ثور،
قال أبو بكر: كما أنت حتى أدخل يدي فأحسه وأقصه! فإن كانت
فيه دابة أصابتني قبلك، قال نافع: فبلغني أنه كان في الغار حجر فألقم
أبو بكر رجله ذلك الحجر تخوفا أن يخرج منه دابة أو شئ يؤذي
رسول الله ص (البغوي، قال ابن كثير: هذا مرسلا حسن، قال:
وقد رواه وكيع بن الجراح عن نافع عن ابن عمر الجمحي المكي عن
رجل لم يسمه أن رسول الله ص وأبا بكر لما انتهينا إلى الغار إذا حجر
في الغار قال: فألقمها أبو بكر رجله فقال: يا رسول الله! إن كانت لدغة
أو لسعة كانت بي دونك).
(46327 -) عن أبي برزة أن أبا بكر الصديق قال لابنه: يا بني!
إن حدث في الناس حدث فائت الغار الذي رأيتني اختبأت فيه أنا
ورسول الله ص فكن فيه، فإنه سيأتيك فيه رزقك غدوة وعشية
(ابن أبي الدنيا في المعرفة، والبزار وفيه موسى بن مطير القرشي واه).
686

حرف الياء
كتاب اليمين من قسم الأقوال وفيه بابان
الباب الأول في اليمين
وفيه سبعة فصول
الفصل الأول في لفظ اليمين
(46328 -) من حلف بغير الله فقد أشرك (حم، ت، ك -
عن ابن عمر).
(46329 -) كل يمين يحلف بها دون الله شرك (ك - عن
ابن عمر).
(46330 -) احلفوا بالله وبروا واصدقوا، فان الله يحب أن يحلف
به (حل - عن ابن عمر).
(46331 -) من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله (ن - عن ابن عمر).
(46332 -) من حلف فليحلف برب الكعبة (حم، هق - عن
قتيلة بنت صيفي).
(46333 -) إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا
687

فليحلف بالله، وإلا فليصمت (مالك، حم، ق (1) د، ن - عن
عمر).
(46334 -) إن الله تعالى نهاكم أن تحلفوا بآبائكم (حم، ق -
عن عمر).
(46335 -) لا تحلفوا بآبائكم (خ، ن - عن عمر).
(46336 -) لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغيت (حم، ن، ه‍ -
عن عبد الرحمن سمرة).
(46337 -) لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا
تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون (د (2)، ن - عن أبي هريرة).
(46338 -) لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بالله فليصدق، ومن
حلف له بالله فليرض، ومن يؤمن بالله فليس من الله (ه‍ - عن
ابن عمر).
(46339 -) ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خبب على امرئ
زوجته أو مملوكه فليس منا (حم، حب، ك - عن بريدة).

(1) أخرجه البخاري كتاب الايمان باب لا يخلف باللات 8 / 165. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الايمان باب في كراهية الحلف بالآباء رقم 3248. ص
688

(46340 -) ما حلف بالطلاق مؤمن، ولا استحلف به إلا منافق
(ابن عساكر - عن أنس).
الاكمال
(46341 -) من حلف بالأمانة فليس منا، ومن خبب زوجة
امرئ أو مملوكه فليس منا (ق - عن بريدة).
(46342 -) من حلف بغير الله عز وجل فليس من الله (الديلمي -
عن أبي هريرة).
(46343 -) لا تحلف بأبيك، ولا تحلف بغير الله، فإنه من حلف
بغير الله فقد أشرك (حم، حل، ق - عن ابن عمرو).
(46344 -) لا تحلفوا بالطواغيت ولا تحلفوا بآبائكم، واحلفوا
بالله فإنه أحب إليه أن تحلفوا به، ولا تحلفوا بشئ من دونه (طب
عن حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جده).
(46345 -) لا تحلفوا بآبائكم، من حلف بشئ دون الله فقد
أشرك (ك - عن ابن عمر).
(46346 -) لا تحلفوا بالطواغيت ولا بآبائكم ولا بالأمانة (عب
عن قتادة).
689

(46347 -) من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية كفارة
إن شاء بر وإن شاء فجر (ق - عن الحسن مرسلا، ق - عن
مجاهد مرسلا، الديلمي - عن الحسن عن أبي هريرة).
(46348 -) من حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها
يمين صبر، فمن شاء بره ومن شاء فجره (عب - عن
مجاهد مرسلا).
(46349 -) لا يحلف أحدكم بالكعبة، فان ذلك... فليقل
ورب الكعبة (ابن عساكر - عن يزيد بن سنان). (46350 -) إن رجلا حلف بالله الذي لا إله إلا هو كاذبا فغفر
له (حم، طب، ص - عن عبد الله بن الزبير).
الفصل الثاني في اليمين الفاجرة
(46351 -) أيما امرئ اقتطع حق امرئ مسلم بيمين كاذبة
كانت له نكتة سوداء من نفاق في قلبه، لا يغيرها شئ إلا يوم
القيامة (الحسن بن سفيان، طب، ك - عن ثعلبة الأنصاري).
(46352 -) إن اليمين الفاجرة التي يقتطع بها الرجل مال المسلم
690

تعقم الرحم (ابن سعد - عن أبي الأسود).
(46353 -) من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله
له النار وحرم عليه الجنة وإن كان قضيبا من أراك (حم، (1) م،
ن، ه‍ - عن أبي أمامة الحارثي).
(46354 -) من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ
مسلم هو فيها فأحر لقي الله تعالى وهو عليه غضبان (حم (2)، ق،
4 - عن الأشعث بن قيس وابن مسعود).
(46355 -) لا يقتطع أحد مالا بيمين إلا لقي الله وهو أجذم
(م (3) د - عن الأشعث بن قيس).
(46356 -) أما إنه لئن حلف على ماله ليأكله ظلما ليلقين الله
تعالى وهو عنه معرض (م (4)، د، ت، ه‍ - عن وائل
ابن حجر).
(46357 -) من حلف على يمين مصبورة كاذبا متعمدا ليقتطع

(1، 2، 3، 4) أخرجه مسلم كتاب الايمان رقم 218، 220، 221
222 و 223. ص
691

بها مال أخيه فليتبوأ مقعده من النار (حم، د (1) ك - عن
عمران بن حصين).
(46358 -) إن الله تعالى أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت
رجلاه الأرض وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما
أعظمك! فيرد عليه، لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبا (أبو الشيخ
في العظمة، طس، ك - عن أبي هريرة).
الاكمال
(46359 -) أبر بها، فان الاثم على المحنث (حم، ق -
عن عائشة).
(46360 -) إن أحنثتها كان إثمها عليها (طب - عن
أبي أمامة).
(46361 -) من حلف على أحد بيمين وهو يرى أنه سيبره
فلم يفعل، فإنما إثمه على الذي لم يبره (ق - وضعفه - عن
أبي هريرة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الايمان رقم 4242. ص
692

(46362 -) إن مما لا يغفر اليمين يقتطع بها مال امرئ مسلم
(الديلمي - عن ابن مسعود).
(46363 -) إن يمين المسلم من ورائها أعظم من ذلك إن هو
حلف كاذبا يدخله الله النار (طب - عن الأشعث بن قيس).
(46364 -) من أخذ شيئا من مال امرئ مسلم بيمين فاجرة
فليتبوأ بيتا من النار (طب، ز - عن الحارث بن الرجاء).
(46365 -) خلق الله عز وجل أحجارا قبل أن يخلق السماوات
والأرض بألفي سنة ثم أمر بها أن يوقد عليها، اتخذها الله لإبليس
ولفرعون ومن حلف باسمه كاذبا (الديلمي - عن أنس).
(46366 -) لا يقتطع رجل حق امرئ مسلم بيمينه إلا حرم
الله عليه الجنة وأوجب له النار وإن كان سواكا من أراك (البغوي
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أحد بني بياضة).
(46367 -) ما حلف حالف بالله فأدخل فيها مثل جناح بعوضة
إلا كانت له نكتة في قلبه إلى يوم القيامة (الخرائطي في مساوي
الأخلاق - عن عبد الله بن أنيس).
(46368 -) ما من أحد يحلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق
693

امرئ مسلم إلا لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان (طب - عن
الحارث ابن البرصاء).
(46369 -) إن هو اقتطعها بيمينه ظلما كان ممن لا ينظر الله إليه
يوم القيامة ولا يزكيه، وله عذاب أليم (حم - عن أبي موسى).
(46370 -) من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له
النار وحرم عليه الجنة، فقال رجل: يا رسول الله ص! وإن كان
شيئا يسيرا؟ قال: وإن كان قضيبا من أراك (حم، م، والدارمي
وأبو عوانة، والباوردي، وابن قانع، ن، ه‍، وأبو نعيم، طب -
عن أبي سفيان بن جابر بن عتيك عن أبيه).
(46371 -) من اقتطع شيئا من حق أخيه بيمين فاجرة فليتبوأ
مقعده من النار، ليبلغ شاهدكم غائبكم (حب، والبغوي، والباوردي
وابن قانع، طب، ك، ص - عن الحارث ابن البرصاء الليثي، قال
البغوي: ولا أعلم له غير حديثين، هذا، وحديث: لا تغزى مكة).
(46372 -) من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة كانت نكتة
سوداء في قلبه لا يغيرها شئ إلى يوم القيامة (طب، والحاكم في
الكنى، ك - عن أبي أمامة الحارثي).
694

(46373 -) من اقتطع حق مسلم بيمين لقي الله تعالى وهو عليه
غضبان (طب - عن الأشعث بن قيس).
(46374 -) إياكم واليمين الكاذبة! فإنها تدع الديار بلاقع،
والكذب كله إثم (الخطيب - في المتفق والمفترق - عن علي).
(46375 -) من حلف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم وهو
فاجر لقي الله وهو أجذم (ك - عن الأشعث بن قيس).
(46376 -) من حلف على يمين صبرا ليقتطع بها مال امرئ مسلم
لقي الله تعالى وهو عليه غضبان، عفا عنه أو عاقبه (ك - عن الأشعث
ابن قيس).
(46377 -) من حلف على يمين ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقي
الله يوم القيامة وهو عليه غضبان، قيل: يا رسول الله! وإن كان شيئا
يسيرا؟ قال: وإن كان شيئا يسيرا، وإن كان سواكا من الأراك
(الشافعي في سننه، ن - عن معبد بن كعب عن أبيه، كر -
عن ابن مسعود).
(46378 -) من حلف على يمين يريد أن يقتطع بها حق أخيه
ظالما لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزكه وله عذاب أليم (طب
695

عن أبي موسى، طب - عن العرس بن عميرة).
(46279 -) من حلف على يمين كاذبة ليقطع بها حق أخيه لقي
الله وهو عليه غضبان (حم، وعبد بن حميد، ن، طب، ق، هب
عن عدي بن عميرة الكندي).
(46380 -) اليمين الفاجرة تعقم الرحم (الخطيب، وابن
عساكر - عن ابن عباس، عب، والبغوي، وابن قانع - عن شيخ
يقال له أبو أسود، واسمه حسان بن قيس).
(46381 -) اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للكسب
(حم، حل، وابن جرير، والخرائطي في مساوي الأخلاق، ق -
عن أبي هريرة).
(46382 -) اليمين الفاجرة التي يقتطع بها الرجل مال أخيه
المسلم تعقم الرحم (حم، طب - عن أبي سود).
(46383 -) اليمين الغموس تدع الديار بلاقع (1) (أبو الحسن

(1) بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعة وهي الأرض القفر التي لا شئ بها،
يريد أن الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق. اه‍ 1 / 153
النهاية. ب
696

خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي في جزئه - عن واثلة).
(46384 -) اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للبركة (ابن
جرير - عن أبي هريرة).
(46385 -) اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للربح (ابن جرير -
عن أبي هريرة).
(46386 -) اليمين الغموس تذهب بالمال وتدع الديار بلاقع (الديلمي -
عن أبي هريرة).
(46387 -) اليمين الكاذبة التي يقتطع بها الرجل مال أخيه هي التي
تترك الديار بلاقع (الخطيب في المتفق والمفترق - عن أبي الدرداء).
(46388 -) اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع، وتعقم الرحم،
وتقل العدد (عب - عن معمر بلاغا).
الفصل الثالث في موضع اليمين
(46389 -) أيما امرئ من المسلمين حلف عند منبري هذا على
يمين كاذبة يستحق بها حق مسلم أدخله الله النار وإن على سواك
أخضر (حم - عن جابر).
(46390 -) لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو
697

على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار (حم، د، ن، حب،
ك - عن جابر).
(46391 -) لا يحلف أحد عند منبري على يمين آثمة ولو على
سواك رطب إلا وجبت له النار (ه‍، ك - عن أبي هريرة).
(46392 -) من حلف بيمين آثمة عند منبري هذا فليتبوأ مقعده
من النار ولو على سواك أخضر (ه‍، ك - عن جابر).
الاكمال
(46393 -) من حلف على منبري ولو على قضيب سواك أخضر
كاذبا كان من أهل النار (قط في الافراد - عن أبي هريرة).
(46394 -) منبري روضة من رياض الجنة، فمن حلف عنده على
سواك أخضر كاذبا فليتبوأ مقعده من النار، ليبلغ شاهدكم غائبكم
(طب - عن ابن جريج - عن عمر بن عطاء عن ابن الجوزاء مرسلا).
(46395 -) لا يحلف أحدكم على منبرى هذا على يمين آثمة ولو
سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار (مالك، والشافعي، حم، وابن
سعد، د، ن، وابن الجارود، ع، حب، ك، ق، ض - عن جابر).
(46396 -) ما حلف عند منبرى هذا من عبد ولا أمة يمينا
698

آثمة ولو على سواك رطب إلا وجبت له النار (ابن عساكر - عن
أبي هريرة).
الفصل الرابع في النهي عن اليمين مطلقا
(46397 -) إنما الحلف حنث أو ندم (ه‍ - عن ابن عمر).
(46398 -) الحلف حنث أو ندم (تخ، ك - عن ابن عمر).
(46399 -) الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة (ق، د، ن - عن
أبي هريرة).
(46400 -) البلاء موكل بالقول، ما قال عبد لشئ: لا والله لا
أفعله أبدا إلا ترك الشيطان كل عمل وولع بذلك منه حتى يؤثمه
(هب، خط - عن أبي الدرداء).
الفصل الخامس في نقض اليمين
(46401 -) إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها
خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت الذي هو خير (ق، د،
ه‍ - عن أبي موسى).
(46402 -) لست أنا حملتكم، ولكن الله حملكم، وإني والله إن شاء
699

الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير
وتحللتها (خ - عن أبي موسى).
(46403 -) ما على الأرض يمين أحلف عليها فأرى غيرها خيرا
منها إلا أتيته (ن - عن أبي موسى).
(46404 -) ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم، وإني والله إن شاء الله
لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت عن يميني وأتيت
الذي هو خير (حم، ق، د، ن - عن أبي موسى).
(46405 -) من حلف في قطيعة رحم أو فيما لا يصلح فبره أن
لا يتم على ذلك (ه‍ - عن عائشة).
(46406 -) إن حلفت على معصية فدعها، واقذف ضغائن الجاهلية
تحت قدمك، وإياك وشرب الخمر! فان الله لا يقدس شاربها (ك -
عن ثوبان).
(46407 -) من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت
الذي هو خير وليكفر عن يمينه (حم، م، ت - عن أبي هريرة).
(46408 -) من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليتركها،
فان تركها كفارتها (حم، ه‍ - عن ابن عمرو، حم - عن أبي).
700

(46409 -) شهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين فما يسرني
أن لي حمر النعم وأني أنكثه؟ (حم، ك - عن عبد الرحمن بن عوف).
الاكمال
(46410 -) إني إذا حلفت فرأيت غير ذلك أفضل كفرت عن
يميني وأتيت الذي هو أفضل (طب، ك، ق - عن أبي الدرداء).
(46411 -) من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فأتى الذي
هو خير فهو كفارتها (ق - عن أبي هريرة).
(46412 -) من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأتها،
فإنه كفارتها إلا طلاق أو عتاق (طب - عن ابن عباس).
(46413 -) لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا كفرت
عن يميني، ثم أتيت الذي هو خير (ك - عن عائشة).
(46414 -) لا تحلفوا بالله، فمن حلف بالله فليصدق، ومن حلف
على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليعمد الذي هو خير، وليكفرن عن
يمينه (عب - عن ابن سيرين مرسلا).
(46415 -) لم أنس يميني، ولكن إذا حلفت على يمين فرأيت
غيرها خيرا منها فعملت الذي هو خير وكفرت عن يميني (طب -
عن عمران بن حصين).
701

الفصل السادس في الاستثناء في اليمين
(46416 -) من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فلا حنث
عليه (ق، ك - عن ابن عمرو عن أبي هريرة).
(46417 -) من حلف واستثنى فان شاء مضى، وإن شاء ترك
غير حنث (ن، ه‍ - عن ابن عمر).
(46418) من حلف على يمين فقال: إن شاء استثنى (د،
ت، ك - عن ابن عمر).
(46419 -) من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فهو بالخيار،
إن شاء مضى، وإن شاء ترك (حم، ق - عن ابن عمر).
(46420 -) إذا حلف أحدكم فلا يقل: ما شاء الله وشئت،
ولكن ليقل: ما شاء الله ثم شئت (ه‍ - عن ابن عباس).
الاكمال
(46421 -) من حلف بالله لأفعلن كذا وأضمر إن شاء الله، ثم
لم يفعل الذي حلف عليه لم يحنث (ابن عساكر - عن أبي حنيفة
عن نافع عن ابن عمر).
(46422 -) من حلف على يمين ثم استثنى، ثم أتى ما حلف فلا
702

كفارة عليه (حل والخطيب، وابن عساكر - عن ابن عمر).
(46423 -) من حلف على يمين فقال في إثر يمين: إن شاء الله،
ثم حنث فيما حلف فيه، فان كفارة يمينه إن شاء الله (ق - عن
ابن عمر).
(46424 -) من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث (عب
عن أبي هريرة).
(46425 -) الرجل يحلف على اليمين، ثم يستثني في نفسه ليس
ذلك بشئ حتى يظهر الاستثناء كما يظهر اليمين (ق - عن أبي هريرة).
الفصل السابع في أحكام متفرقة وما كان في الجاهلية
من الحلف والمعاهدة
(46426 -) اليمين على نية المستحلف (م (1)، ه‍ - عن أبي
هريرة).
(46427 -) ليس على مقهور يمين (قط - عن أبي أمامة
(46428 -) يمين على ما يصدقك عليه صاحبك (حم، م (1)،

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب يمين الحالف على نية المستحلف رقم
21 و 20. ص
703

د، ه‍ - عن أبي هريرة).
(46429 -) اليمين على ما يصدقك به صاحبك (ت - عن أبي
هريرة).
(46430 -) لا يمين عليك، ولا نذر في معصية الرب وفي قطيعة
الرحمن وفيما لا تملك (د، ك - عن عمران بن حصين).
(46431 -) إذا كره الاثنان اليمين أو استحباها فليستهما (1)
عليها (د - عن أبي هريرة).
(46432 -) لا حلف في الاسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم
يزده الاسلام إلا شدة (حم، م، د، ن - عن جبير بن مطعم).
(46433 -) أوفوا بحلف الجاهلية، فان الاسلام لم يزده إلا شدة،
ولا تحدثوا حلفا في الاسلام (حم، ت - عن ابن عمر).
(46434 -) ما كان من حلف الجاهلية فتمسكوا به، ولا حلف
في الاسلام (حم - عن قيس بن عاصم).
(46435 -) إذا استلج (2) أحدكم في اليمين فإنه آثم له عند الله

(1) فليستهما: ومنه الحديث " اذهبا فتوخيا ثم استهما " أي اقترعا. يعني
ليظهر سهم كل واحد منكما. اه‍ 2 / 429 النهاية. ب
(2) إذا استلج: هو استفعل، من اللجاج. ومعناه أن يحلف على
شئ ويرى أن غيره خير منه، فيقيم على يمينه ولا يحنث فيكفر،
فذلك أثم له. اه‍ 4 / 233 النهاية. ب
704

من الكفارة التي أمر بها (ه‍ - عن أبي هريرة).
(46436 -) والله لا يلج أحدكم بيمينه في أهله أثم له عند الله
من أن يعطى كفارته التي افترض الله عليه (حم، ق (1) - عن
أبي هريرة).
(46437 -) من حلف منكم فقال في حلفه: واللات والعزى!
فليقل لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه، تعال أقامرك، فليتصدق
بشئ (الشافعي، حم، ق - عن أبي هريرة).
الاكمال
(46438 -) من حلف على يمين فهو كما حلف، وإن قال هو
يهودي فهو يهودي، وإن قال هو نصراني فهو نصراني وإن قال هو
برئ من الاسلام فهو برئ من الاسلام، ومن ادعى دعوى الجاهلية
فهو من جثا (2) جهنم وإن صلى وصام (ك - أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان رقم 26. ص
(2) جثا: الجثا: جمع جثوة بالضم وهو الشئ المجموع. النهاية / 239 ب.
705

(46439 -) من حلف أن برئ من الاسلام، فإن كان كاذبا
فهو كما قال، وإن كان صادقا لم يرجع إلى الاسلام سالما (حم، ع،
ق، ك، ص - عن عبد الله بن بريدة عن أبيه).
(46440 -) أما لحوم الجزور فكلها، وأما الخمر فلا تشربها
(البغوي وضعفه، والإسماعيلي، وابن قانع، وأبو نعيم - عن بشير
الثقفي، قال: قلت يا رسول الله! إني نذرت في الجاهلية لا آكل
لحم الجزور ولا أشرب الخمر، قال - فذكره).
(46441 -) لا حلف في الاسلام، وكل حلف كان في الجاهلية
لم يزده الاسلام إلا حدة وشدة (طب - عن ابن عباس).
(46442 -) قولوا بحلف الجاهلية فإنه لا يزيده الاسلام إلا شده
ولا تحدثوا حلفا في الاسلام (ابن جرير - عن ابن عمرو).
(46443 -) لا حلف في الاسلام، ولكن تمسكوا بحلف
الجاهلية (ابن جرير - عن قيس بن عاصم).
(46444 -) لا حلف في الاسلام، وكل حلف كان في الجاهلية
لم يزده الاسلام إلا شدة، وما يسرني أن لي حمر النعم وأني
نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة (أبي جرير - عن ابن عباس).
706

(46445 -) لا يزيد الحلف الاسلام إلا شدة (طب - عن
فرات بن حيان).
(46446 -) لم يصب الاسلام حلفا إلا زاده شدة، ولا حلف
في الاسلام (ابن جرير - عن الزهري مرسلا).
(46447 -) من أراد أن يستحلف أخاه وهو يعلم أنه كاذب
فأحل الله أن يحلف به، وجبت له الجنة (أبو الشيخ - عن رافع
ابن خديج).
(46448 -) لا تضطروا الناس بأيمانهم على أن يحلفوا ما لا يعلمون
(عب - عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلا).
(46449 -) لا تضطروا بأيمانهم إلى ما لا يعلمون (الخطيب -
عن ابن مسعود).
(46450 -) من حلف بالمشي أو بالهدى أجعل ماله في سبيل
الله وفي المساكين أو في رتاج الكعبة فكفارته كفارة يمين (الديلمي
عن عائشة).
(46451 -) باع آخرته بدنياه (حب - عن أبي سعيد، قال:
707

مر أعرابي بشاة فقلت تبيعنيها بثلاثة دراهم، فقال: لا والله!
ثم باعنيها، فقال رسول الله ص - فذكره).
(46452 -) لا يمين في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم،
ومن لعن مسلما كان كقتله، ومن سمى مسلما كافرا فقد كفر،
ومن حلف على غير ملة الاسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال، ومن
قتل نفسه بشئ عذب به في النار (طب - عن ثابت بن الضحاك).
(46453 -) لا يمين ولا نذر فيما يسخط الرب، ولا في قطيعة
الرحمن، ولا فيما لا يملك (ق - عن عمر).
(46454 -) لا يمين لولد مع يمين والد، ولا يمين لزوجة مع
يمين زوج، ولا يمين لمملوك مع يمين مليك، ولا يمين في قطيعة
رحم، ولا نذر في معصية، ولا طلاق قبل النكاح، ولا عتاقة قبل
الملكة، ولا صمت يوم إلى الليل، ولا مواصلة في الصيام، ولا
يتم بعد حلم، ولا رضاعة بعد الفطام، ولا تغريب بعد الهجرة،
ولا هجرة بعد الفتح (عد - عن جابر، وفيه حزام بن عثمان
الأنصاري، قال في المغني: متروك بالاتفاق، مبتدع).
(46455 -) يا أيها الناس! إنه من كان من حلف في الجاهلية
708

فان الاسلام لم يزده إلا شدة، ولا حلف في الاسلام، والمسلمون
يد على من سواهم، تكافأ دماؤهم، يجير عليهم أدناهم، ويرد عليهم
أقصاهم، يرد سراياهم على قعدهم، لا يقتل مؤمن بكافر، دية
الكافر دية نصف دية المسلم، لا خبب (1) ولا جنب، ولا
تؤخذ صدقاتهم إلا في ديارهم (حم، ق - عن ابن عمرو).
(46456 -) ما شهدت حلفا إلا حلف قريش من حلف
المطيبين، وما أحب أن لي حمر النعم وإني نقضته (ق - عن
أبي هريرة).
(46457 -) ما يسرني أن لي حمر النعم وأني نقضته (ق - عن
أبي هريرة).
(46458 -) ما يسرني أن لي حمر النعم وأني نقضت الحلف الذي
في دار الندوة (ق - عن ابن عباس)

(1) خبب: الخبب ضرب من العدو. ومنه الحديث: وسئل عن السير
بالجنازة فقال: " ما دون الخبب ". النهاية / 2 / 2 /. ب
(2) جنب: الجنب بالتحريك في الزكاة: أن ينزل العامل بأقص مواضع
أصحاب الصدقة، ثم يأمر بالأموال أن تجنب إليه: أي تحضر
فنهوا عن ذلك. النهاية 1 / 303. ب
709

الباب الثاني في النذر
(46459 -) إن النذر نذران، فما كان لله فكفارة الوفاء به،
وما كان للشيطان فلا وفاء له وعليه كفارة يمين (هق - عن
ابن عباس).
(46460 -) النذر نذران، فما كان من نذر في طاعة الله فذلك
لله وفيه الوفاء، وما كان من نذر معصية الله فذلك للشيطان ولا
وفاء فيه، ويكفره ما يكفر اليمين (ن - عن عمران بن حصين).
(46461 -) أوف نذرك (حم، ق، ت - عن ابن عمر).
(46462 -) من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي
الله فلا يعصه (حم، خ، ك - عن عائشة).
(46463 -) من نذر نذرا ولم يسمه فكفارته كفارة يمين (ه‍ -
عن عقبة بن عامر).
(46464 -) أوف بنذرك، فإنه لا وفاء للنذر في معصية الله،
ولا فيما لا يملك ابن آدم. (ه‍ - عن ثابت بن الضحاك)
(. 46465 -) سبحان الله بئس ما جزيتها، نذرت لله إن نجاها
الله عليها لتنحرنها، ولا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك
710

(حم، م، كتاب النذر، د - عن عمران بن حصين).
(46466 -) مر أختك فلتركب ولترر ولتصم ثلاثة أيام، فان
الله تعالى عن تعذيب أختك نفسها لغني (حم، د، ن، ه‍ - عن
عقبة بن عامر، د، ك - عن ابن عباس).
(46467 -) لا تنذروا، فان النذر لا يغني عن القدر شيئا،
وإنما يستخرج به من البخيل (م، ت، ن - عن أبي هريرة).
(46468 -) لا نذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم
(د، ه‍ - عن عمران بن حصين).
(46469 -) لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم، ولا في معصية الله ولا في قطيعة رحم، ومن حلف على يمين ورأى غيرها
خيرا منها فليدعها وليأت الذي هو خير، فان تركها كفارتها (د، ن
عن ابن عمرو).
(46470 -) قده بيده (طب - عن ابن عباس).
(46471 -) لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين (حم،
ن - عن عمران بن حصين).
711

(46472 -) لا نذر لابن آدم فيما لا يملك، ولا عتق له فيما
لا يملك (ت - عن عمران بن حصين).
الاكمال
(46473 -) النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخر، إنما هو شئ
يستخرج به من الشيخ (ن - عن ابن عمر).
(46474 -) من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين ومن
نذر في معصية فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لا يطيقه
فكفارته كفارة يمين (د، ق - عن ابن عباس، زاد طب، ق:
ومن نذر نذرا يطيقه فليف).
(46475 -) صح جسمك يا خوات! ف لله ما وعدته، إنه
ليس من مريض يمرض إلا نذر شيئا أو نوى شيئا من الخير،
فف لله بما وعدته (ابن قانع، وابن السني في عمل يوم وليلة،
طب، ك، ص - عن صالح بن خوات بن صالح بن خوات بن
جبير عن أبيه عن جده عن جده خوات بن جبير).
(46476 -) لا تنذروا، فان الله لا يعطي على الرشوة (ابن
النجار - عن أبي هريرة).
712

(46477 -) لا نذر ولا يمين في قطيعة رحم، ولا عتق فيما لا
يملك، وإذا حلفت على قطيعة رحم أو فيما لا تملك فرأيت خيرا
منها فايت الذي هو خير وكفر عن يمينك، ولا تسألن الامارة
فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلك الله إليها، وإن أعطيتها عن غير
مسألة أعانك الله عليها (الشيرازي في الألقاب - عن عبد الرحمن
ابن سمرة).
(46478 -) لا نذر إلا فيما أطيع الله تعالى، ولا نذر في قطيعة
رحم، ولاطلاق ولا عتاق فيما لا يملك (طب - عن ابن عباس).
(46479 -) لا نذر في معصية (طب، ص - عن عبد الله
ابن بدر).
(46480 -) لا نذر في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك ابن آدم
(الحاكم في الكنى، طب - عن كردم بن قيس).
(46481 -) لا نذر في غلط (ك في تاريخه - عن أبي هريرة).
(46482 -) لا نذر في معصية ولا غضب، وكفارته كفارة يمين
(ن - عن عمران بن حصين).
(46483 -) لا نذر فيما لا تملك (عب - عن ثابت بن ضحاك،
713

(46484 -) لا نذر في غضب ولا في معصية الله تعالى،
وكفارته كفارة يمين (عب من طريق يحيى بن أبي كثير - عن
رجل من بنى حنيفة وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا).
(46485 -) لا نذر في معصية الله ولا في قطيعة رحم ولا فيما
لا يملك ابن آدم (ابن النجار - عن أنس).
(46486 -) لا وفاء لنذر في معصية الله ولا في قطيعة رحم ولا
فيما لا يملك بن آدم (ابن النجار - عن أنس).
(46478 -) لا نذر في معصية الله تعالى ولا فيما لا يملك ابن آدم
(م، عب - عن أبي هريرة).
(46488 -) لا وفاء لنذر في معصية الله تعالى ولا في قطيعة رحم
ولا فيما لا تملك (طب - عن أبي ثعلبة).
(46489 -) لا وفاء بنذر فمعصية الله، وكفارته كفارة يمين
(حل - عن عائشة).
(46490 -) ليس هذا بنذر، إنما النذر ما ابتغي به وجه الله
(حم، والخطيب وابن عساكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده أن رسول الله ص خطب، فرأى رجلا قائما في الشمس فقال
714

له: ما شأنك؟ قال: نذرت أن لا أزال قائما في الشمس حتى تفرغ،
قال - فذكره).
(46491 -) أطلقا قرانكما، فلا نذر إلا فيما ابتغى به وجه الله
(ن - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، حم عنه) أن رسول
الله ص رأى رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول
الله ص: ما بال القرآن؟ فقالا: نذرنا أن نمشي إلى البيت
مقترنين، قال - فذكره.
(46492 -) إنما النذر ما ابتغى به وجه الله عز وجل (ق ك -
عن ابن عمرو).
(46493 -) أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا
في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك ابن آدم (طب - عن ثابت ابن
الضحاك).
(46494 -) أوف بنذرك (حب، خ، م، ت - عن ابن عمر،
أن عمر نذر في الجاهلية أن يعتكف في المسجد ليلة، فقال له النبي
ص - فذكره).
(46495 -) بئسما جزيتها! إن الله تعالى أنجاها عليها لتنحرنها
715

لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم (د - عن عمران
ابن حصين).
(46496 -) بئسما جزيتها! ليس هذا نذرا إنما النذر ما ابتغى به
وجه الله (ق - عن ابن عمر).
(46497 -) اذبح سبعا من الغنم (ق - عن ابن عباس، إن رجلا
قال: يا رسول الله! إني نذرت بدنة فلم أجدها قال - فذكره).
(46498 -) لا يجوز في النذر العجفاء والعوراء، وإياكم
والمصطلمة (1) أطباؤها (2) كلها (طب، ك - وتعقب - عن
ابن عباس).
(46499 -) اركب أيها الشيخ، فان الله تعالى غني عنك وعن
نذرك (م، ه‍، ك - عن أبي هريرة).
(46500 -) إن الله تعالى غني عن نذر أختك، لتحج راكبة

(1) والمصطلمة: الاصطلام: افتعال، من الصلم: القطع. اه‍ 3 / 49
النهاية. ب
(2) أطباؤها: أي المقطوعة الضروع. والأطباء: الاخلاف: واحدها:
طبئ بالضم والكسر. اه‍ 3 / 115 النهاية. ب
716

وتهدي بدنة (ق - عن ابن عباس).
(46501 -) إن الله تعالى لغني عن نذر أختك، فلتركب ولتهد
بدنة (حم، طب - عن ابن عباس).
(46502 -) إن الله لغني عن مشيها، مروها فلتركب (ت:
حسن - عن أنس، قال: نذرت امرأة أن تمشي إلى بيت الله فسئل
النبي ص عن ذلك، فقال - فذكره ق - عن ابن عباس).
(46503 -) إن الله تعالى لغني عن تعذيب هذا نفسه، مره
فليركب (حم، خ، م، ت، ن، وابن خزيمة، حب - عن أنس
قال: مر رسول الله ص بشيخ كبير يهادي بين اثنين فقال: ما
بال هذا؟ قالوا: نذر أن يمشي، قال - فذكره).
(46504 -) إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه (حم، خ، م،
د، ن، وابن خزيمة، حب - عنه).
(46505 -) إن الله تعالى لا يصنع بشقاء أختك شيئا، فلتركب
ولتختعر ولتصم ثلاثة أيام (ت: حسن، ق - عن عقبة بن عامر
قال: قلت: يا رسول الله! إن أختي ندرت أن تمشي إلى البيت حافية
غير مختمرة قال - فذكره).
717

(46506 -) إن الله لا يصنع بشقاء أختك شيئا أن تحج راكبة
ولتكفر يمينها (حم، ق - عن ابن عباس).
(46507 -) إن من المثلة أن ينذر أن يخرم أنفه، ومن المثلة أن
ينذر أن يحج ماشيا، فإذا نذر أحدكم أن يحج ماشيا فليهد هديا
وليركب (ط، ق - عن عمران بن حصين).
718

حرف الباء
كتاب اليمين والنذر من قسم الافعال
اليمين
(46508 -) (مسند الصديق) عن الضحاك عن أبي بكر وعمر
قالا: أيما رجل قال لامرأته: أنت علي حرام، فليست عليه حرام
وعليه كفارة (هناد بن السري في حديثه).
(46509 -) عن عمر قال: الحرام يمين يكفرها (عب، قط، ق).
(46510 -) عن سالم أن عثمان كان يحلف على نفي العلم (عب).
(46511 -) عن عمر قال: يمينك على ما صدقك صاحبك (ش).
(46512 -) عن عمر قال: إن اليمين مأثمة أو مندمة (ش،
خ في تاريخه، د).
(46513 -) عن الحارث بن برصاء الليثي قال: سمعت النبي ص
في الحج وهو يمشي بين الجمرتين وهو يقول: من اقتطع من مال أخيه
شيئا بغير حق يأخذه بيمين فاجرة فليتبوأ مقعده من النار، فليبلغ
شاهدكم غائبكم - وفي لفظ: من أخذ شيئا من مال امرئ مسلم
719

بيمين فاجرة فليتبوأ بيتا في النار (أبو نعيم).
(46514 -) عن ابن عباس في الرجل يقول: هو يهودي أو
نصراني أو مجوسي أو برى من الاسلام أو عليه لعنة الله أو عليه
نذر، قال: يمين مغلظة (عب).
(46515 -) عن عثمان بن أبي حاضر قال: حلفت امرأة فقالت:
ما لي في سبيل الله! وجاريتها حرة إن لم تفعل كذا وكذا - لشئ
كرهه زوجها أن تفعله، فسئل عن ذلك ابن عباس وابن عمر فقالا:
أما الجارية فتعتق، وأما قولها: ما لي في سبيل الله، فتصدق بزكاة
مالها (عب).
(46516 -) عن ابن عباس قال: ما كانت عليه رقية من ولد
إسماعيل لم يخزه إلا منا (عب).
(46517 -) عن عائشة قالت: اليمين على ما يصدقك به (عب).
(46518 -) عن ابن عمر: إذا قام: أقسمت عليك
بالله، فينبغي له أن لا يحنثه، فان لعل كف الذي حلف (عب).
(46519 -) عن أبي رافع قال: قالت لي مولاتي نبلة ابنة العجماء:
كل مملوك لها حر وكل مال لها هدى وهي يهودية ونصرانية
720

إ لم تطلق امرأتك وتفرق بينك وبين امرأتك، فأتيت زينب بنت
أم سلمة -
وكان إذا ذكرت امرأة بفقه ذكرت زينب - فجاءت
معي إليها فقالت: أفي البيت هاروت وماروت؟ فقال: يا زينب!
جعلني الله فداك! إنها قالت: كل مملوك لها حر وهي يهودية
ونصرانية، فقالت زينب: يهودية ونصرانية! خلى بين الرجل
وامرأته، فكأنها لم تقبل ذلك، فلقيت حفصة فأرسلت معي إليها،
فقال: يا أم المؤمنين! جعلني الله فداك! قالت: كل مملوك لها حر
وكل مال لها هدى وهي يهودية ونصرانية، فقالت حفصة: يهودية
ونصرانية! خلي بين الرجل وبين امرأته، فكأنها أبت، فأتيت عبد
الله بن عمر فانطلق معي إليها، فلما سلم عرفت صوته فقالت: بأبي
أنت وبأمي أبوك! فقال: أمن حجارة أنت أم من حديد أم من
أي شئ أنت! أفتتك زينب وأفتتك أم المؤمنين فلم تقبلي منهما،
قالت: يا أبا عبد الرحمن! جعلني الله فداك! إنها قالت: كل مملوك
لها حر وكل مال لها هدي وهي يهودية ونصرانية، قال: يهودية
ونصرانية! كفري عن يمينك، وخلي بين الرجل وامرأته (عب).
(46520 -) عن الثوري عن أبي سلمة عن وبرة قال قال عبد الله
لا أدري ابن مسعود أو ابن عمر - لان أحلف بالله كاذبا أحب
721

إلي من أحلف بغير صادقا (عب).
(46521 -) عن أبي مكتف أن ابن مسعود مر برجل وهو
يقول: وسورة البقرة! فقال: أتراه مكفرا! أما! إن على بكل
آية منها يمين (عب).
(46522 -) عن ابن مسعود في الرجل يحرم امرأته قال: إن
كان يرى طلاقا، وإلا فهي يمين (عب).
نقض اليمين
(46523 -) (مسند الصديق) عن زيد بن وهب عن أبي
بكر الصديق أنه أتى امرأة فلم تكلمه، فلم يتركها حتى كلمته، قالت:
يا عبد الله! من أنت؟ قال: من المهاجرين، قالت: المهاجرون
كثير، فمن أين أنت؟ قال: من قريش، قالت: قريش كثير،
فمن أيهم أنت؟ قال أنا أبو بكر، قالت: بأبي أنت وأمي! كان
بيننا وبين قوم في الجاهلية شئ فحلفت إن الله عافانا أن لا أكلم
أحدا حتى أحج، قال إن الاسلام هدم ذلك فتكلمي (ق).
(46524 -) عن عمر: قال من حلف على يمين فرأى خيرا منها
فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه (ش).
722

(46525 -) عن يسار بن نمير قال: قال لي عمر بن الخطاب إني
لاحلف أن لا أعطي رجالا ثم يبدو لي فأعطيهم، فإذا رأيتني فعلت
ذلك فأطعم عشرة مساكين، كل مسكين صاعا من شعير أو
ساعا من تمر أو نصف صاعا من قمح (عب، ش، وعبد بن حميد
وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ).
(46526 -) عن مجاهد قال قال عمر بن الخطا ب وعائشة في الرجل
يحلف بالشئ أو ماله في المساكين أو في رتاج الكعبة أنها يمين
يكفرها طعام عشرة مساكين (ق).
(46527 -) عن ابن أبي ليلى قال: جاء رجل إلى عمر فقال:
يا أمير المؤمنين احملني! قال: والله لا أحملك! قال: والله لتحملني!
إني ابن سبيل قد أدت بي راحلتي، فحمله ثم قال: من حلف على
يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن
يمينه (ق).
(46528 -) عن شقيق قال قال عمر: إني أحلف أن لا أعطي
أقواما ثم يبدو لي أن أعطيهم فإذا رأيتني قد فعلت ذلك فأطعم عني
عشرة مساكين، بين كل مسكينين صاعا من بر أو صاعا
723

من تمر (عب، ق).
(46529 -) (مسند بشر أبي خليفة) عن أبي معشر البراء قال
حدثتني النوار بنت عمر قالت حدثتني فاطمة بنت مسلم قالت حدثني
خليفة بن بشر عن أبيه بشر أنه أسلم فرد عليه النبي ص ماله وولده،
ثم لقيه النبي ص فرآه هو وابنه طلقا مقرونين بالحبل فقال: ما هذا
يا بشر؟ قال: حلفت لئن رد الله علي مالي وولدي لأحجن بيت الله
مقرونا، فأخذ النبي ص الحبل فقطعه وقال لهما: حجا، فان
هذا من الشيطان (طب، وابن منده وقال: غريب تفرد بالرواية عن
بشر ابنه خليفة، وأبو نعيم).
(46530 -) عن أبي الدرداء قال: تضيفهم ضيف، فأبطأ أبو
الدرداء حتى نام الضيف طاويا ونام الصبية جياعا، فجاء والمرأة غضبى
تلظى فقالت: لقد شققت علينا منذ الليلة، قال: أنا قالت: نعم
أبطأت علينا حتى بات ضيفنا طاويا وبات صبياننا جياعا، فغضب فقال:
لا جرم والله لا أطعمه الليلة! والطعام موضوع بين يديه، فقالت:
أنا والله لا أطعمه حتى تطعمه! فاستيقظ الضيف وقال: ما بالكما؟
فقال: ألا ترى إليها تجني علي الذنوب! إني احتبست في كذا
وكذا، فقال الضيف: أنا والله لا أطعمه حتى تطعماه! قال: فلما
724

رأيت الطعام موضوعا ورأيت الضيف جائعا والصبية جياعا قدمت
يا رسول الله يدي فأكلت وقدموا أيديهم فبروا والله يا رسول الله
وفجرت! قال: بل أنت كنت خيرهم وأبرهم (كر).
(46531 -) عن زهدم الجرمي قال: كنت عند أبي موسى
الأشعري فقرب إليه طعام فيه دجاج، فقام رجل من بني تيم الله
فاعتزل، فقال له أبو موسى: ادن، فقد رأيت رسول الله ص
يأكلها، فقال: إني رأيتها تأكل شيئا قذرته فحلفت أن لا آكلها
قال: فادن حتى أخبرك عن يمينك أيضا، إني أتيت النبي ص في
نفر من قومي فقلنا: يا رسول الله! احملنا، فحلف أن لا يحملنا،
ثم أتاه نهب (1) من إبل، فأمر لنا بخس ذود، فقلنا: تغفلنا
يمين رسول الله ص، والله لئن ذهبنا بها على هذا لا تفلح! فرجعنا
إليه فقلنا يا نبي الله! إنك حلفت أن لا تحملنا ثم حملتنا! فقال:
إن تبارك وتعالى هو الذي حملكم، وإن أحلف على أمر فأرى
الذي هو خير منه إلا أتيت الذي هو خير منه (عب).
(46532 -) عن عائشة أن أبا بكر لم يكن يكن يحنث في

(1) نهب: أي غنيمة. يقال: نهبت أنهب نهبا. النهاية 5 / 133. ب
725

يمين يحلف بها حتى أنزل الله كفارة اليمين، فقال: والله لا
أدع يمينا حلفت عليها أرى غيرها خيرا منها إلا قبلت رخصة الله
وفعلت الذي خير (عب).
(46533 -) عن مجاهد قال: نزل رجل على رجل من الأنصار
فجاء وقد أمسى فقال: أعشيتم ضيفكم؟ قالوا: لا، انتظرناك، قال:
انتظرتموني إلى هذه الساعة! والله لا أذوقه! فقالت المرأة: والله لا
أذوقه إن لم تذقه! وقال الضيف: والله لا آكل إن لم تأكلوا!
فلما رأى ذلك الرجل قال: أجمع أن أمنع ضيفي ونفسي وامرأتي،
فوضع يده فأكل، فلما أصبح أتى النبي ص فقص عليه القصة،
فقال له النبي ص: ما صنت؟ قال: أكلت يا رسول الله! قال
النبي ص: أطعت الله وعصيت الشيطان (عب).
(46534 -) (مسند علي رضي الله عنه) عن الحسن عن علي
في الرجل يحلف: عليه المشي، قال: يمشي، وإن عجز ركب
وأهدى بدنة (الشافعي، ق).
تحلة اليمين
(46535 -) عن عطاء أن عمر خاصم أبيا إلى زيد بن ثابت،
726

فقضى اليمين على عمر، فأبي أبي أن يحلفه، فأبي عمر إلا أن
يحلف، وفي يد عمر سواك من أراك، فحلف عمر أن بيدي سواكا
من أراك (الصابوني).
(46536 -) عن عطاء أن رجلا كان بينه وبين عمر بن الخطاب
خصومة فجعلوا بينهم أبي بن كعب، فقضى على عمر باليمين، فأبي
الرجل أن يستحلف عمر، وأبي عمر إلا أن يحلف، وكان في يده
سواك من أراك فجعل يحلف ويقول: وإن هذا السواك من أراك
مرتين يريهم أن لا بأس بذلك إذا كان حقا (سفيان بن عيينة
في جامعه).
(46537 -) عن ابن قسيط قال: خطب عمر بن الخطا ب الناس
فقال: ما يمنعكم أيها الناس. إذا استحلف أحدكم على حق له أن
يحلف! فوالذي نفس عمر بيده! إن في يده لعويد - وكان في يده
عويد (السلفي في انتخاب أحاديث القراء).
(46538 -) عن علي أن سارة كانت بنت ملك من الملوك،
وكانت قد أوتيت حسنا فتزوج بها إبراهيم، فمر بها على ملك من
الملوك فأعجبته، فقال لإبراهيم: ما هذه؟ فقال له ما شاء الله أن
يقول: فلما خاف إبراهيم وخافت سارة أن يدنوا منها دعوا الله عليه
727

فأيبس الله يديه ورجليه، فقال لإبراهيم: قد علمت أن هذا عملك
فادع الله لي، فوالله لا أسوءك فيها، فدعا له، فأطلق يديه ورجليه،
ثم قال الملك: إن هذه لامرأة لا ينبغي أن تخدم نفسها، فوهب لها
هاجر، فخدمتها ما شاء الله، ثم إنها غضبت عليها ذات يوم فحلفت
لتغيرن منها ثلاثة أشياء، فقال: تخفضينها - وتثقبين أذنيها، ثم وهبتها
لإبراهيم على أن لا يسوءها فيها، فوقع عليها، فعلقت فولدت إسماعيل
ابن إبراهيم عليهما السلام (ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وليس فيه
عن علي غير هذا الحديث وحديث ذي القرنين).
محظور اليمين
(46539 -) عن عمر قال: حدثت قوما حديثا فقلت: لا وأبي!
فقال رجل من خلفي: لا تحلفوا بآبائكم، فالتفت فإذا رسول الله
ص، فقال: لو أن أحدكم حلف بالمسيح لهلك، والمسيح خير من
آبائكم (ش).
(46540 -) عن الشعبي قال: مر النبي ص برجل يقول:
وأبي! فقال: قد عذب قوم فيهم ابن مريم خير من أبيك فنحن
منك برآء حتى ترجع (عب).
728

(46541 -) عن عمر قال: سمعني النبي ص أحلف بأبي، فقال:
يا عمر! لا تحلف بأبيك، احلف بالله، ولا تحلف بغير الله، فما
حلفت بعد إلا بالله (...).
(46542 -) عن ابن الزبير قال: إن عمر لما كان بالمخمص من
عسفان استبق الناس فسبقهم عمر، فانتهزت فسبقته، فقلت: سبقته
والكعبة! ثم انتهز الثانية، فسبقني فقال: سبقته والله! ثم انتهزت
فسبقته، فقلت: سبقته والكعبة! ثم انتهز الثالثة فسبقني فقال:
سبقته والله ثم أناخ فقال: أرأيت حلفك بالكعبة، والله لو أعلم
أنك فكرت فيها قبل أن تحلف لعاقبتك، احلف بالله فأثم أو أبرر
(عب، ق).
(46543 -) عن عمر قال: سمعني النبي ص وأنا أحلف وأقول:
وأبي! فقال: إن الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، قال عمر: فما
حلفت بها ذاكرا ولا آثرا (سفيان بن عيينة في جامعه، م، ق).
(46544 -) عن عطاء قال: كان خالد بن العاص وشيبة بن عثمان
يقولان إذا أقسما: وأبي! فنهاهما أبو هريرة عن ذلك أن يحلفان
بآبائهما (عب).
729

(46545 -) (مسند أبي هريرة) عرض النبي ص على قوم
اليمين فأسرع الفريقان جميعا في اليمين، فأمر النبي ص أن يسهم
بينهم في اليمين أيهم يحلف (عب).
(46546 -) عن ابن مسعود عن النبي ص قال: من حلف على
يمين يقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله يوم القيامة وهو عليه غضبان، قيل: يا رسول الله! وإن كان يسيرا قال: وإن كان سواكا
من أراك (كر).
(46547 -) عن العرس بن عميرة الكندي قال: اختصم امرؤ
القيس بن عابس الكندي ورجل من حضرموت فسأل الحضرمي
البينة فلم يكن عنده بينة، فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال
له الحضرمي: يا رسول الله! قضيت عليه باليمين، ذهبت أرضي،
فقال رسول الله ص: من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها حق
امرئ مسلم لقى الله وهو عليه غضبان، فقال امرؤ القيس: ما لمن
ترك ذلك يا رسول الله؟ قال: الجنة، قال: فاشهد أن الأرض أرضه، فلما
ارتدت كندة ثبت على الاسلام فلم يرتد (كر).
(46548 -) (مسند عدي بن عمير) كان بين امرئ القيس
رجل من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى رسول الله ص، فقال
730

للحضرمي: بينتك وإلا فيمينه، قال: يا رسول الله! إن حاف ذهب
بأرضي، فقال رسول الله ص: من حلف على يمين كاذبة ليقتطع
بها مالا لقي الله وهو عليه غضبان، فقال: يا رسول الله! فما لمن
تركها وهو يعلم أن حق، قال: الجنة، قال: فاني أشهدك أني
قد تركتها (أبو نعيم في المعرفة).
كفارة اليمين
(46549 -) عن ابن عباس قال: من حلف على ملك يمينه أن
يضربه فان كفارة يمينه أن لا يضربه، وهي مع الكفارة حسنة
(عب).
(46550 -) عن ابن عباس في كفارة اليمين قال: مد من
حنطة لكل مسكين (عب).
(46551 -) عن ابن عباس قال: من استثنى فلا حنث عليه ولا
كفارة (عب).
(46552 -) عن عائشة أنها سئلت عن رجل جعل كل مال له
في رتاج الكعبة أو في سبيل الله في شئ كان بينه وبين عمة له، فقالت: يمين يكفره ما يكفر اليمين (عب).
731

(46553 -) عن ابن عمر قال: إذا لم يجد ما يطعم في كفارة
اليمين صام ثلاثة أيام (عب).
(46554 -) عن ابن عمر قال: إذا أقسمت مرارا فكفارة
واحدة (عب).
(46555 -) عن ابن عمر وزيد بن ثابت في كفارة اليمين قالا:
مدين من حنطة لكل مسكين (عب).
(46556 -) عن ابن عمر قال: من حلف فقال: والله إن شاء
الله! فليس عليه كفارة (عب).
(46557 -) عن علي في قوله تعالى (فكفارته إطعام عشرة
مساكين) قال تغديهم وتعشيهم، وإن شئت خبزا ولحما أو خبزا
وزيتا، أو خبزا وسمنا أو خبزا وتمرا (عبد بن حميد، وابن جرير،
وابن المنذر، وابن أبي حاتم).
(46558 -) عن علي قال: كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين
لكل مسكين نصف صاع من حنطة (بع، ش، وعبد بن حميد،
وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ).
(46559 -) عن علي في كفارة اليمين قال: صاع من شعير أو
732

نصف صاع من قمح (عب).
النذر
(46560 -) عن عمر قال قلت: يا رسول الله! إني نذرت في
الجاهلية أن اعتكف في المسجد الحرام ليلة - وفى لفظ: يوما، قال:
فأوف نذرك (ط، حم، والدارمي، خ، م (1)، ت، د، ن
ه‍، وابن الجارود، ع، وابن جرير، ق).
(46561 -) عن عمر قال: نذرت نذرا في الجاهلية ثم أسلمت
فسألت النبي ص، فأمرني أن أوفي بنذري (ش).
(46562 -) عن عمر قال: نذرت نذرا في الجاهلية، فسألت
النبي ص بعد ما أسلمت، فأمرني أن أوفي نذري (ش).
(46563 -) عن علي فيمن نذر أن يمشي إلى البيت قال يمشي،
فإذا أعيا ركب ويهدي جزورا (عب).
(46564 -) عن جابر قال: النذر كفارته كفارة يمين (عب).
(46565 -) (مسند خوات بن جبير) مرضت فعادني النبي
ص، فلما برأت قال: صح جسمك يا خوات! ف لله بما وعدته،
قلت: ما وعدت الله شيئا، قال: إنه ليس من مريض مرض إلا

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان رقم 1656. ص
733

نوى شيئا من الخير، فف الله بما وعدته (طب، كر).
(46566 -) عن خوات بن جبير عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع
أبا هريرة يقول: لا أنذر أبدا، وأعتكف أبدا (عب).
(46567 -) (مسند ابن عباس) إن سعد بن عبادة سأل
رسول الله ص عن نذر كان على أمه، فأمره بقضائه (عب).
(46568 -) (أيضا) إن سعد بن عبادة استفتى النبي ص في
نذر كان على أمه فتوفيت قبل أن تقضيه، فقال: اقضيه عنها (ش،
خ، م، د، ت، ن، ه‍).
(46569 -) عن ابن عباس قال: سأل ابن عبادة رسول الله
ص عن نذر كان على أمه ماتت قبل أن تقضيه، فأمره بقضائه
وفي لفظ: فقال: اقض عنها (عب، ص).
(46570 -) أخبرنا ابن جريج قال: قلت لعطاء: رجل نذر
أن يطوف على ركبتيه سبعا، فقال: قال ابن عباس: لم يؤمروا أن
يطوفوا حبوا ولكن ليطف سبعين: سبعا لرجليه وسبعا ليديه،
قلت: ولم تأمره بكفارة؟ قال: لا (عب).
734

(46571 -) عن ابن عباس قال: النذر إذا لم يسمها صاحبها فهي
أغلظ الايمان، ولها أغلظ الكفارة بعتق رقبة (عب).
(46572 -) عن ابن عباس قال: النذر كفارته كفارة
يمين (عب).
(46573 -) (مسند عبد الله بن عمر) نهانا رسول الله ص
عن النذر وقال: إنه لا يقدم شيئا، وإنا يستخرج به من الشحيح
(عب).
(46574 -) عن ابن عمر قال: ليس للنذر إلا الوفاء به
(عب).
(46575 -) عن ابن عمر أنه سئل عن النذر فقال: أفضل
الايمان فإن لم تجد فالتي تليها، فإن لم تجد فالتي تليها - يقول:
الرقبة والكسوة والطعام (عب).
(46576 -) عن ابن مسعود قال: إن النذر لا يقدم شيئا ولا
يؤخره، ولكن الله يستخرج من البخيل، ولا وفاء بنذر في معصية
الله، وكفارته كفارة يمين (عب).
735

نقض النذر
(46577 -) عن ابن عباس قال: نذر رجل أن لا يأكل مع
بني أخ له يتامى، فأخبر به عمر بن الخطاب فقال اذهب فكل
معهم (عب).
(46578 -) عن علي قال: جاء رجل إلى النبي ص فقال: إني
نذرت أن أنحر ناقتي وكيت وكيت، فقال: أما ناقتك فانحرها،
وأما كيت وكيت فمن الشيطان (حم).
(46579 -) (مسند بشير الثقفي) عن أبي أمية عبد الكريم
ابن أبي المخارق عن حفصة بنت سيرين عن بشير الثقفي أنه قال: أتيت
رسول الله ص فقلت: إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحم
الجزور، ولا أشرب الخمر، فقال رسول الله ص: أما لحم الجزور
فكلها وأما الخمر فلا تشرب (البغوي، والإسماعيلي وأبو نعيم، وأبو
أمية ضعيف).
(46580 -) (مسند ابن عباس) إن رسول الله ص مر
وهو يطوف بالكعبة بانسان يقود إنسانا بحزامة في أنفه، فقطعها
النبي ص بيده، ثم أمره أن يقوده بيده (عب).
736

(46581 -) (أيضا) إن النبي ص مر وهو يطوف بالكعبة
بانسان قد ربط يده إلى إنسان آخر بسير أو بخيط أو بشئ غير
ذلك، فقطعه النبي ص ثم قال: قده بيده (عب، طب).
(46582 -) عن ابن عباس أن رجلا نذر أن يمشي إلى مكة،
قال: يمشي فإذا أعيا ركب، فإذا كان عاما قابلا مشى ما ركب
وركب ما مشى ونحر بدنة (عب).
(46583 -) عن ابن عباس قال: من نذر أن يحج ماشيا فليمش
من مكة (عب).
(46584 -) عن عطاء أن رجلا جاء ابن عمر فقال له نذرت
لامشين إلى مكة فلم أستطع، قال: فامش ما استطعت واركب
حتى إذا دخلت الحرام فامش حتى تدخل، فاذبح أو تصدق
(عب).
(46585 -) عن علي فيمن نذر أن يمشي إلى البيت قال: يمشي،
فإذا أعيا ركب ويهدي جزورا (عب).
(46586 -) عن عطاء أن رجلا جاء ابن عمر فقال: نذرت
لانحرن نفسي، قال: أوف ما نذرت، قال: فأقتل نفسي؟ قال:
737

إذن تدخل النار، قال: ألبست علي، قال: أنت ألبست على نفسك
فجاء ابن عباس فأمره بكبش (عب).
(46587 -) عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أدرك رسول الله
ص رجلين مقرنين قد ربط أحدهما نفسه إلى صاحبه بطريق المدينة
فقال رسول الله ص: ما بال القران؟ قالا: يا رسول الله! نذرنا
أن نقترن حتى نطوف بالبيت، قال: أطلقا قرانكما، فلا نذر إلا
ما ابتغي به وجه الله (ابن النجار).
(46588 -) عن الحسن أن امرأة كانت في العدو وكانت ناقة
النبي ص في العدو، فدنت المرأة منها فجلست على عجزها، فنذرت
دمها إن نجت فأصبحت بالمدينة، فأخبر النبي ص خبرها، فقال:
بئس ما جزيتها، لا نذر في معصية الله، ولا نذر فيما لا تملك
(عب).
(46589 -) عن ابن المسيب قال: مر النبي ص برجل قائم
في الشمس فسأل عنه، فقال: هو قانت، فقال له النبي ص:
أذكر الله (...).
(46590 -) عن طاوس قال: مر النبي ص بأبي إسرائيل وهو
738

قائم في الشمس، فسأل عنه، فقالوا: نذر أن يقوم في الشمس وأن
يصوم ولا يتكلم، فقال النبي ص: امض لصومك واذكر الله
واجلس في الظل (عب).
(46591 -) عن طاوس قال: دخل النبي ص المسجد وأبو
إسرائيل يصلي، فقيل للنبي ص: هو ذا يا رسول! لا يقعد ولا
يكلم الناس ولا يستظل وهو يريد الصيام، فقال رسول الله ص:
ليقعد وليكلم الناس وليقم وليستظل (عب).
(46592 -) عن عكرمة أن النبي ص رأى رجلا قائما - حسبت
أنه قال: والنبي ص يخطب - فقال: ما شأن هذا؟ فقالوا: هذا
أبو إسرائيل، جعل على نفسه نذرا أن يقوم يوما في الشمس
ويصومه ولا يتكلم، قال: فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صيامه
(عب).
(46593 -) عن ابن سيرين أن رجلا نذر: كلما ولد له ولد
حتى يحلب ويصر فيشرب ويسقي أباه إلا حج وحج به، قال:
ففعل ذلك بأولاده، ثم ولد له ولد، فبلغ حتى حلب وصر وشرب
وسقى أباه، فمات أبوه قبل أن يحج به، فسأل النبي ص، فقال:
حج عن أبيك (ابن جرير).
739

(46594 -) عن يحيى بن أبي كثير قال: مر النبي ص بامرأة
ناشرة شعرها، حافية، فاستتر منها ثم قال: ما شأنها؟ فقالوا:
نذرت أن تمشي حافية ناشرة شعرها، فأمرها النبي ص أن تختمر
وتنتعل (عب).
(46595 -) عن يحى بن أبي كثير أن عقبة بن عامر سأل النبي
ص عن أخت له نذرت أن تمشي إلى البيت، فقال النبي ص:
لتركب، ثم سأل الثانية فقال: لتركب، ثم سأله الثالثة فقال:
لتركب فان الله غني عن مشيها (عب).
740

خاتمة في المتفرقات من قسم الأقوال التي ما ظهر لي من
أي باب هي حتى أكتبها في ذلك الباب
الاكمال
(46596 -) إذا أتيت مسجد صنعاء فاجعله عن يمين جبل يقال
له صبير (طس - عن وبر بن عيسى الخزاعي).
(46597 -) أما! إنكم لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها
(طب - عن أبي بكر).
(46598 -) إنما للمرء ما طابت به نفس إمامه (طب -
عن معاذ).
(46599 -) بغض العربي للمولى نفاق (ابن لآل - عن أنس).
(46600 -) تمسحوا على الأمواق والنصب (ك - عن بلال).
(66601 -) ضعوا وتعجلوا (ك، ق - عن ابن عباس).
(46602 -) لقد بارك الله في العشرة، كسا الله نبيه قميصا
ورجلا من الأنصار قميصه، وأعتق الله منها رقبة، وأحمد الله الذي
رزقنا هذا بقدرته (طب - عن ابن عمر.
741

(46603 -) لو أطعتكم فيه آنفا فقتلته دخل النار - يعني الحكم
ابن كيسان (ابن سعد - عن الزهري مرسلا).
(46604 -) يا أيها الناس! ما هذه الخفة؟ ما هذا النزف؟
أعجزتم أن تصنعوا كما صنع هذان الرجلان المؤمنان (ك - عن عمرو
ابن شعيب عن أبيه عن جده).
(46605 -) قضى بالجوارح (حم - عن علي وابن مسعود معا).
(46606 -) نعم الغبة (1) إن لم تكن فيها ميتة (مسدد -
عن أم سلمة الأشجعية).
(46607 -) وراءك أي لكاع (طس - عن زينب بنت
أم سلمة)
(46608 -) من أخرج من هذه شيئا فأصاب شيئا ضمن (عب
عن الحسن مرسلا).

(1) الغبة: بالضم هي البلغة من العيش.
وفي الحديث الغيبة " فقاءت لحما غابا " يقال: غب اللحم وأغب
فهو غاب ومغب إذا أنتن. النهاية 3 / 336. ب
742

(46609 -) اللهم العن فلانا، واجعل قلبه قلب سوء، واملا
جوفه من رضيف جهنم (الديلمي - عن عبد الله بن شبل).
(46610 -) اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه
(حم (1)، طب، عن أبي أمامة).
(46611 -) لقد حسن إسلام صاحبكم، لقد دخلت عنده
وأن عنده لزوجتين له من الحور العين (كر - عن جابر).

(1) الحديث طويل في مسند أحمد (5 / 257). ص
743

خاتمة في المتفرقات من قسم الافعال
(46612 -) عن عثمان بن عبد الرحمن أن أباه حدثه أنه سمع
عمر بن الخطاب يتوضأ بالماء وضوءا لما تحت إزاره (عب،
وابن وهب).
(46613 -) عن شيبة قال: ما رأيت أعجب مما كنا فيه (ابن
سعد، كر).
(46614 -) عن ابن عباس قال: إذا أحلت امرأ الرجل أو
ابنته أو أخته له جاريتها فلصبها وهي لها (عب).
(46615 -) عن ابن عمر قال: يبدأ ويعتق (عب).
(46616 -) عن أبي هريرة أن النبي ص نهى عن نكاح
اليمين (ك).
(46617 -) عن صفوان بن المعطل قال: خرجنا حجاجا، فلما
كنا بالعرج إذا نحن بحية تضطرب فلم تلبث أن ماتت، فأخرج
لها رجل منا خرقة من عيبته له، فلفها فيها وغيبها في الأرض فدفنها
ثم قدمنا مكة فإنا لبالمسجد الحرام إذ وقف علينا شخص فقال: أيكم
744

صاحب عمرو بن جابر؟ فقلنا: ما نعرف عمرو بن جابر، قال: أيكم
صاحب الجان؟ قالوا: هذا، قال: أما إنه جزاك الله خيرا! أما إنه
قد كان آخر التسعة موتا الذين أتوا رسول الله ص يستمعون القرآن.
عم، والباوردي، طب، ك وابن مردويه، كر).
(46618 -) عن زيد بن أسلم قال: اشتكى المسلمون إلى رسول
الله ص التفرج في الصلاة فأمروا أن يستعينوا بركبهم (طب).
(46619 -) عن أبي جعفر أن رسول الله ص قال للخطابة
وسألوه فقال: ثلاث تسبيحات ركوعا، وثلاث تسبيحات
سجودا (ش).
(46620 -) عن أبي العالية قال: كنا نتحدث أنه سيأتي على الناس
زمان خير أهله الذي يرى الخير فيحابيه قريبا (ش).
(46621 -) عن عمر قال: السائبة والصدقة ليومها - يعني يوم
القيامة (سفيان الثوري في الفرائض، عب، ش، وأبو عبيد في
الغريب، ق).
(46622 -) عن عمر قال: إنما السجدة في المسجد وعند
الذكر (ش).
745

(46623 -) عن قتادة قال: كان الخلفاء - لا يبرزون - أبو بكر وعمر
وعثمان (ابن سعد).
(46624 -) عن إبراهيم أن عمر أعطى خالا المال (الدارمي).
هذا آخر كنز العمال في سنن الأقوال والافعال حامدا لله
ومصليا ومسلما على نبيه صلى الله عليه وسلم
تسليما كثيرا كثيرا.
746

خاتمة طبع كتاب كتاب كنز العمال
لقد تم بحمد الله تعالى وحسن توفيقه طبع الجزء السادس عشر
وهو الجزء الأخير من كتاب كنز العمال في سنن الأقوال والافعال
يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الاخر سنة 1398 ه‍ الموافق 17 من شهر
آذار سنة 1978 م.
وقد اعتنى بتصحيحه والتعليق عليه الشيخ صفوة السقا والشيخ
بكرى الحياني.
وفي الختام ندعو الله سبحانه أن ينفعنا به ويوفقنا لما يحبه ويرضاه
وهو المسؤول لحسن الخاتمة، ونصلي ونسلم على من علم فواتح الخير
وخواتمه سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين.
مصحح الكتاب
صفوة السقا وبكري الحياني.
747