الكتاب: مجلس في حديث جابر
المؤلف: القيسي
الجزء:
الوفاة: ٨٤٢
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: مشعل بن باني الجبرين المطيري
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٥
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الريان - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

مجلس في حديث جابر
الذي رحل فيه مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس
رضي الله عنهما
1

بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا تقبل منا
إنك أنت السميع العليم
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
1415 ه‍ - 1995 م
مؤسسة الريان
للطباعة والنشر والتوزيع
بيروت - لبنان - ص. ب: 5136 / 14 السجل التجاري في بيروت رقم 5 / 7421
2

مجلس في حديث جابر
الذي رحل فيه مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس
رضي الله عنهما
للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي
777 - 842 ه‍
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
مشعل بن بساني الجبرين المطيري
مؤسسة الريان
للطباعة والنشر والتوزيع
3

مقدمة المحقق
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أشهد أن محمدا عبده
ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
(آل عمران: 102).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها
زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام
ان الله كان عليكم رقيبا) (النساء: 1).
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعملكم
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) (الأحزاب:
70 - 71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد صلي الله عليه وسلم، وشر
الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
فهذا مجلس من مجالس الإملاء التي كان يعقدها الحافظ ابن ناصر
الدين الدمشقي - أسبغ الله عليه شآبيب رحمته ورضوانه - على نهج
5

الحفاظ الأكابر، ضمنه - رحمه الله - تخريجا لحديث جابر الذي رحل
فيه مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس - رضي الله عنهما - فساقه بإسناده
المتصل، ثم ذكر طرقه ورواياته، وتكلم جرحا وتعديلا على رواته، بما
يشفي العليل، ويروي الغليل، وأودع فيه الدرر والفوايد.
وكنت قد عزمت - منذ زمن - على تحقيقه واخراجه ليعم به النفع،
فسعيت للبحث عن نسخه المخطوطة، حتى سالت - وعلى الخيبر سقطت -
أخي الفاضل الشيخ محمد بن ناصر العجمي - حفظه الله ورعاه - عن
نسخه، فأخبرني أنه يشتعل بتحقيقه فصرفت النظر عنه وكان ذلك قبل حج
هذا العام.
ثم إنه بعد مجيئي من الحج زرته في منزله فما كان منه إلا أنه آثرني
على نفسه وجاد على بالنسخ وكم له من مثل ذلك على غيري، وله في
تحقيق هذا المجلس منه وفضل، فالله يعلي في السماء بدره، ينشر في الملأ
الأعلى ذكره.
والله أسأل، وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى أتوسل، أن يكون عملي
خالصا له، وموفقا فيه على الوجه الذي يرضي، وقد جهدت - علم الله
وهو جهد المقل في مقابله نسخه، ضبط نصوصه، وتخريج أحاديثه بما
أرجو به إقالة العثرة، ومجاوزة الزلة و «كل من عثر منه على حرف أو معنى
يجب تغييره، فنحن نناشده الله في إصلاحه وأداء حق النصيحة فيه، فإن
الإنسان ضعيف لا يسلم من الخطأ إلا أن يعصمه الله بتوفيقه، ونحن نسأل الله
6

ذلك، ونرغب إليه في دركه، إنه جواد وهوب» و «المنصف من اغتفر
قليل خطأ المرء في كثير صوابه».
ولا يفوتني شكر الأخ الفاضل صلاح بن عايض الشلاحي - زاده الله
صلاحا وتوفيقا وفلاحا - على توجيهاته ونصائحه، والله ولي التوفيق، وهو
الهادي - سبحانه - إلى سواء السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتبه مشعل بن باني الجبرين المطيري
في مجالس متعددة آخرها قبيل صلاة العصر
في داري الكائنة بالفردوس - حرسها الله من الشرور - الكويت
من يوم الأحد 11 / جمادى الأولى / 1415 ه‍.
7

التعريف بالمصنف
* اسمه ونسبه:
هو الإمام العلامة حافظ البلاد الشامية في وقته شمس الدين أبو عبد الله
محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن
محمد بن أحمد بن علي القيسي، الدمشقي، الحموي الأصل، الشافعي،
الشهير بابن ناصر الدين.
* مولده ونشأته:
ولده في العشر الأول من المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق،
ونشأ بها، فحفظ القرآن الكريم، وعدة مختصرات.
* شيوخه:
تتلمذ الحافظ ابن ناصر الدين - رحمه الله - على كثير من شيوخ
عصره، منهم:
8

1 - إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد الحنبلي، توفي
سنة 800 ه‍.
2 - إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن عمر بن مسلم الصالحي،
الدمشقي يعرف بابن المدر كل، توفي سنة 803 ه‍.
3 - إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي، الحلبي، الشافعي، سبط
ابن العجمي، توفي سنة 841 ه‍.
4 - أحمد بن أبي بكر بن العز أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي،
المقدسي، الصالحي، الحنبلي توفي سنة 778 ه‍.
5 - أحمد بن عبد الله بن محمد، أبو اليسر الدمشقي، الشافعي،
يعرف بابن الصائغ، توفي سنة 807 ه‍.
6 - أبو بكر بن إبراهيم بن العز محمد المقدسي، الحنبلي، يعرف
بالفرائضي، توفي سنة 803 ه‍.
7 - جميلة بنت عمر بن محمد بن الحسن بن العقاد، الدمشقية أم
محمد.
8 - خليل بن محمد بن محمد بن عبد الرحيم المصري، الصلاح
الأقفهسي، الدمشقي، الحنبلي، توفي سنة 820 ه‍.
9 - زينب بنت عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية،
توقيت سنة 779 ه‍.
10 - سارة بنت الشيخ تقي الدين السبكي، توفيت سنة 805 ه‍.
11 - شمس الملوك ابنة الناصر محمد بن العماد إبراهيم الأيوبية
الدمشقية.
12 - عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عثمان، أبو هريرة الحافظ
9

ابن الحافظ الشهير الإمام الذهبي، توفي سنة 799 ه‍.
13 - عبد الله بن خليل بن أبي الحسن بن طاهر المؤذن الحرستاني،
الدمشقي، الحنبلي، توفي سنة 805 ه‍.
14 - عبد الله بن يوسف بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن فزارة
الدمشقي، الحنفي، المعروف بابن الكفري، توفي سنة 803 ه‍.
15 - علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله المرداوي، الصالحي،
الحنبلي، توفي سنة 803 ه‍.
16 - عمر بن رسلان، سراج الدين البلقيني، الشافعي، توفي سنة
805 ه‍.
17 - محمد بن إبراهيم بن إسحاق المناوي، القاهري، الشافعي،
توفي سنة 803 ه‍.
18 - محمد بن عبد الله بن أحمد السعدي، المقدسي، الشهير بابن
الصامت، توفي سنة 789 ه‍.
19 - محمد بن عبد الله بن ظهيرة القرشي، المكي، الشافعي، توفي
سنة 817 ه‍.
20 - محمود بن أحمد بن الهمداني، الشافعي، المعروف بابن خطيب
الدهشة، توفي سنة 834 ه‍.
وممن أجاز له:
1 - أحمد بن خليل بن كيكلدي أبو الخير بن العلائي، الدمشقي،
الشافعي، توفي سنة 802 ه‍.
2 - عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن العراقي، الحافظ الإمام
الشهير، المتوفي في سنة 806 ه‍.
10

* تلاميذه:
تلقى العلم عن الحافظ ابن ناصر الدين - رحمة الله - جماعة من
الطلبة المبرزين الذين لازموه وانتفعوا بعلمه وتخرجوا به، فمن هؤلاء:
1 - علي بن سليمان المرداوي، أبو الحسن السعدي، الصالحي،
الحنبلي.
قال ابن العماد في «شذرات الذهب» (7 / 340):
«الشيخ الإمام العلامة، المحقق المفنن، أعجوبة الدهر، شيخ
المذهب، وإمامه، ومصححه، ومنقحه، بل شيخ الإسلام على الإطلاق،
ومحرر العلوم بالاتفاق».
توفي سنة 885 ه‍.
2 - عمر بن فهد الهاشمي، المكي.
قال ابن العماد (7 / 342):
«الإمام، العالم، العريق».
توفي سنة 885 ه‍.
3 - محمد بن أحمد الغزي، الشافعي، المعروف بابن الحمصي،
توفي سنة 881 ه‍.
4 - محمد بن عبد الله الشافعي، المعروف بابن قاضي عجلون، توفي
سنة 876 ه‍.
5 - محمد بن محمد بن فهد المكي، توفي سنة 871 ه‍.
* ثناء العلماء عليه:
قال شيخه البرهان الحلبي: «الشيخ الإمام المحدث الفاضل
11

الحافظ... وقد اجتمعت به، فوجدته رجلا كيسا متواضعا من أهل العلم،
وهو الآن محدث دمشق وحافظها، نفع الله به المسلمين».
وقال السخاوي: «وسئل شيخنا - أي ابن حجر - عنه وعن البرهان
الحلبي فقال: البرهان نظره قاصر على كتبه، وأما هذا فيحوش، وأثنى عليه
في غير موضع، فقرأت بخطه: كتب إلى الشيخ الإمام العالم الحافظ مفيد
الشام فذكر شيئا، وفي موضع آخر: الشيخ الإمام المحدث حافظ الشام...
وسمع شيوخنا... ثم لما خلت الديار من المحدثين صار هو محدث
تلك البلاد وأجاز لنا غير مرة...» اه.
وقال تلميذه الحافظ التقي ابن فهد المكي: «... إمام حافظ مجيد,
وفقيه مؤرخ مفيد, له الذهن السالم الصحيح... برز على أقرانه وتقدم,
وأفاد كل من إليه يمم...».
وقال الحافظ السخاوي: «... وأتقن هذا الفن حتى صار المشار إليه
فيه ببلده وما حولها, وخرج وأفاد ودرس وأعاد, وأفتى وانتقى, وتصدى
لنشر الحديث فانتفع به الناس...».
* أخلاقه وصفاته:
اتصف الحافظ ابن ناصر الدين بجميل الأخلاق, ومحاسن الصفات,
و من ترجم له أو ذكره أشاد بأخلاقه الحميدة, وصفاته الحسنة -
رحمة الله -, فقال تلميذه التقي ابن فهد:
«وهو أبقاه الله تعالى مكثر سماعا, كبير المداراة, شديد الاحتمال,
12

حسن السيرة, لطيف المحاضرة والمحادثة لأهل مجالسه، قليل الوقيعة في
الناس، كثير الحياء، قل أن يواجه أحدا بما يكره ولو آذاه...».
وللسخاوي - رحمة الله - نحو هذا الكلام في «الضوء اللامع»
(8 / 105).
* آثاره العلمية:
كان الحافظ ابن ناصر الدين - رحمة الله - من المكثرين من التصنيف
لذا تنوعت مؤلفاته في شتى الفنون, وقد اقتصرت في هذه العجالة على ذكر
مصنفاته المطبوعة وهي:
1 - الاتحاد بحديث فضل الإنصاف.
طبع في دار العاصمة عام: 1407 ه‍.
2 - الإعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام.
طبع في مكتبة العلوم والحكم بتحقيق الأستاذ عبد رب النبي محمد.
3 - برد الأكباد عن فقد الأولاد.
طبع عدة طبعات منها بتحقيق أخينا الفاضل عادل السعيدان -
وفقه الله، وأخرى بتحقيق الأخ مجدي قاسم - وفقه الله، ولكن الأخوين
نفع الله بهما - لم يعتمدا في تحقيق الكتاب أصولا خطية مما أفقد الكتاب
قيمته وفائدته.
4 - تحفة الإخباري بترجمة البخاري.
5 - التنقيح في حديث التسبيح.
13

وقد قام الأخ الشيخ محمد بن ناصر العجمي - حفظه الله - بتحقيق
هاتين الرسالتين، وطبعتا في دار البشائر الإسلامية.
6 - الترجيح لحديث صلاة التبسح.
مطبوع في دار البشائر بتحقيق محمود سعيد ممدوح.
7 - توضيح المشتبه.
طبع في دار الرسالة بتحقيق الشيخ الفاضل محمد نعيم العرقسوسي -
حفظه الله -.
8 - الرد الوافر على من زعم: بأن من سمى «شيخ الإسلام» كافر.
طبع في المكتب الإسلامي بتحقيق زهير الشاويش.
9 - المجلس الأول من أمالي ابن ناصر الدين وهو في حديث:
«الراحمون يرحمهم الرحمن».
طبع في دار العاصمة.
10 - مجلس في حديث جابر بن عبد الله الذي رحل فيه مسيرة شهر
إلى عبد الله بن أنيس - رضي الله عنهما - (وهو كتابنا هذا).
11 - مجلس في فضل يوم عرفة وما يتعلق به.
طبع في دار القبلة للثقافة الإسلامية بعناية محمد عوامة.
12 - منهاج السلامة في ميزان القيامة.
وقد نسخته وأعمل الآن على تحقيقه - يسر الله إتمامه بمنه وكرمه -.
* وفاته:
كانت وفاته - رحمه الله - في ربيع الثاني سنة اثنتين وأربعين
وثمانمائة، فقد خرج مع جماعة لقسم قرية من قرى دمشق، فسمهم أهلها،
14

وحصلت له الشهادة بإذن الله، ودفن بمقابر العقيبة عند والده.
قال السخاوي في «الضوء اللامع» (8 / 106):
«ولم يخلف في هذا الشأن بالشام بعده مثله, بل سد الباب هناك
رحمة الله وإيانا».
15

وصف النسخ المعتمدة في التحقيق
اعتمدت في تحقيقي لهذا المجلس المبارك على ثلاث نسخ:
* الأولى:
نسخة مكتبة الحرم المكي - حرسها الله - وهي تقع ضمن مجموع
(106) يضم بين دفتيه مجموعة من مصنفات الحافظ ابن ناصر الدين، ويقع
في (7) ورقات، وفي كل ورقة (23) سطرا عدا الوجه الأول من الورقة
الأولى، وخطها جيد.
والناسخ له ه‍و: تلميذه الحافظ تقي الدين ابن فهد المكي، وقد كتب
عنوانها المصنف بخطه، وأجاز الناسخ بذلك فهي كنسخة المؤلف تماما.
واشتملت هذه النسخة على زيادات لذا اتخذتها أصلا ورمزت لها
ب (أ).
* الثانية:
نسخة مكتبة الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف الكويتية، وهي ضمن
مجموع (286) ومعظمه للحافظ ابن ناصر الدين، وتقع في (10) ورقات
وفي كل ورقة (17) سطرا و مقاس النسخة 18 × 5 / 13 سم، وخطها جيد
واضح عتيق.
وناسخها - والمجموع كله - هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن
موسى بن أحمد بن عمر بن زهير الشافعي، وذلك في حياة المصنف، وقد
16

سمع وقرئ ذا المجلس على مصنفه - رحمه الله - وبآخره إجازة لمن
سمعه عليه.
* الثالثة:
نسخة المكتبة المركزية - قسم المخطوطات - في جامعة أم القرى
بمكة المكرمة - زادها الله شرفا - ضمن مجموع (2992) أغلبه لابن ناصر
الدين أيضا، وتقع في (5) ورقات وفي كل ورقة (15) سطرا ومقاس النسخة
19 × 14 سم، وهي بخط نسخي واضح ولكن لا تخلو من بعض الأخطاء
نبهت عليها في التعليق.
وهذا النسخة - فيما يبدو لي - منسوخة عن سابقتها، وقد رمزت لها
ب (م).
* إثبات نسبة الكتاب وعملي في التحقيق:
الكتاب ثابت النسبة للحافظ ابن ناصر الدين من غير شك ولا تردد،
ويكفي دليلا على إثبات ذلك ما هو مثبت على طرة النسخة (أ) حيث كتب
بخط المصنف:
«مجلس في حديث جابر الذي رحل فيه مسيرة شهر إلى عبد الله بن
أنيس - رضي الله عنهما -.
من أمالي محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد عفا الله عنهم بكرمه».
- وأما عملي في التحقيق فهو:
1 - قمت بمقابلة النسخ الثلاث بعضها ببعض، وبينت الفروق المهمة
بينها، متخذا نسخة الحرم المكي (أ) أصلا في ذلك.
2 - خرجت الأحاديث والآثار من مظانها - حسب الطاقة والوسع -
17

مبنيا درجتها من حيث الصحة أو الضعف طبقا للقواعد الحديثية، مستأنسا
بأقوال الأئمة والحفاظ من أهل الفن إن وقفت عليها.
3 - ضبطت أسماء الرواة الغريبة، والأحاديث النبوية ضبطا أراه تاما.
4 - قمت بالتعليق على بعض المواضع التي رأيتها تحتاج إلى ذلك.
5 - كتبت ترجمة مختصره عن حياة المصنف، وقمت بوصف النسخ
المعتمدة في التحقيق، وإثبات نسبة الكتاب لمصنفه، وعملي في التحقيق.
6 - صنعت فهارس مساعدة وهي:
1 - فهرست الآيات القرآنية.
2 - فهرست الأحاديث النبوية والآثار.
3 - فهرست الأعلام.
4 - فهرست الموضوعات.
18

ورقة عنوان الكتاب بخط المصنف
19

الورقة الأولى من نسخة (أ)
20

الورقة الأخيرة من نسخة (أ)
21

الورقة الأولى من نسخة (ب)
22

الورقة الأخيرة من نسخة (ب)
23

الورقة الأولى من نسخة (م)
24

الورقة الأخيرة من نسخة (م)
25

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وصحبه وسلم تسليما
كثيرا.
أخبرتنا الشيخة الصالحة الأصلية شمس الملوك بنت الناصر محمد بن
العماد إبراهيم بن أبي بكر بن المجير يعقوب بن الملك العادل أبي بكر
محمد بن أيوب بن شاذي بقراءتي عليها، أخبرك التاج أبو محمد
عبد الرحيم بن إبراهيم التنوخي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن منير قراءة
عليهما وأنت شاهدة فأقرت به قالا: أنا أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم
التنوخي سماعا، أنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الفرشي، أنا أبو محمد
هبة الله بن أحمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أخبرناه
علي بن أحمد بن عمر المقرئ، أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي،
ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن القاسم بن عبد الواحد،
27

عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى
عنهما - قال:
«بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشتريت بعيرا،
فشددت عليه رحلا، ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت مصر.
قال: فخرج إلى غلام أسود، فقلت: استأذن لي على فلان، قال:
فدخل فقال: إن أعرابيا بالباب يستأذن، قال: فأخرج إليه، فقل له: من
أنت؟.
قال: فقال له: أخبره أني جابر بن عبد الله، قال: فخرج إليه، فالتزم
كل واحد منهما صاحبه.
قال: فقال: ما جاء بك؟ قلت: حديث بلغني أنك تحدث به عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص، وما أعلم أحدا يحفظه غيرك، فأحبب أن
تذاكرنيه، فقال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إذا كان يوم القيامة حشر الله تعالى عباده عراة، غرلا، بهما، فيناديهم
بصوت يسمعه من بعد منهم، كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا
الديان، لا تظالموا اليوم، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة، أن يدخل الجنة،
ولأحد من أهل النار قبله مظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل النار، أن يدخل
النار، ولأحد من أهل الجنة قبله مظلمة، حتى اللطمة باليد».
قالوا: يا رسول الله، وكيف وإنما نأتي الله عراة، غرلا، بهما؟.
قال: «من الحسنات والسيئات».
هذا الرجل الذي رحل إليه جابر - رضي الله تعالى عنه - في
الحديث، هو عبد الله بن أنيس بن أسعد بن حرام أبو يحيي الجهني، ويقال:
28

الأنصاري، لأنه حليفهم، يعد في أهل المدينة، وهو عقبي وأحد الابطال
المعدودين - رضي الله تعالى عنه -.
وقد جاءت الرواية بتسمية في الحديث - وذلك فيما أخبرنا
الإمام أبو محمد عبد الله بن إبراهيم السنجاري بقراءتي عليه، أنا أبو عبد الله
محمد بن التقي أحمد الحنبلي، أنا علي بن أحمد السعدي قراءة عليه وانا
أسمع، وزينب بنت مكي الحراني إجازة قالا: أنا حنبل بن عبد الله سماعا، أنا
هبة الله بن محمد، أنا الحسن بن علي، أنا أحمد بن جعفر، أنا عبد الله بن
أحمد، حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، أنا همام بن يحيى، عن القاسم بن
عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن
عبد الله - رضي الله تعالى عنهما - يقول:
«بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا، ثم
شددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام، فإذا
عبد الله بن أنيس، فقلت للبواب: قل به جابر على الباب.
فقال: ابن عبد الله، قلت: نعم، فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني واعتنقته،
29

فقلت: حديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص،
فخشيت أن تموت أن أموت قبل أن أسمعه، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «يحشر الله الناس يوم القيامة» أو قال: «العباد عراة، غرلا،
بهما». قال: قلنا: وما بهما؟ قال: «ليس معهم شئ، ثم يناديهم بصوت، يسمعه من بعد كما
يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لاحد من أهل النار، أن
يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق، حتى أقصه منه، ولا ينبغي
لأحد من أهل الجنة، أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق، حتى
أقصه منه، حتى اللطمة.
قلنا: كيف وإنما نأتي الله عراة، غرلا، بهما؟.
قال: «بالحسنات والسيئات». هكذا حدث به الإمام أحمد في «المسند» مطولا، وحدث به في كفاية
الرواية وفي والفنون فقال: ثنا يزيد بن هارون، أنا همام بن يحيى عن
القاسم بن عبد الواحد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر - رضي الله
تعالى عنه - قال:
30

«أتيت عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - فقال عبد الله: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الله العباد، أو قال: الناس عراة، غرلا، بهما».
قال: قلنا: ما بهما؟
قال: «ليس معهم شئ، ثم يناديهم بصوت، يسمعه من بعد، كما
يسمعه من قرب، أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لاحد من أهل الجنة، أن
يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده مظلمة حتى أقصه».
أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله السعدي، أنا الحافظ أبو
الحجاج يوسف بن عبد الرحمن الكلبي سماعا، أنا إبراهيم بن إسماعيل
أبو إسحاق، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر إجازة، أنا محمود بن
إسماعيل قراءة عليه وأنا حاضر، أنا محمد بن عبد الله الأعرج، أنا
عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك، أنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي
عاصم، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا همام، ثنا القاسم بن عبد الواحد، حدثني
عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي بطالب أن جابر بن عبد الله - رضي الله
تعالى عنهما - حدثه قال:
«خرجت إلى الشام إلى عبد الله بن أنيس الأنصاري - رضي الله تعالى
عنه - فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«يحشر الله عز وجل العباد» أو قال: «يحشر الله الناس»، قال: وأومأ
بيده إلى الشام، «عراة، غرلا، بهما»، قال:
قال: قلت: ما بهما؟
قال: «ليس معهم شئ، فينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من
قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة، أن يدخل الجنة،
31

وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لاحد من أهل النار، ان يدخل
النار، واحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة».
قالوا: وكيف وإنا نأتي الله عراة، غرلا، بهما؟.
قال: «بالحسنات والسيئات».
خرجه الطبراني في «معجمة الكبير» من حديث شيبان وهدبة بن خالد
عن همام.
أخبرنا الحافظ أبو بكر أيضا قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد بن
عمر الأزدي سماعا، أنا الناصر أبو العباس أحمد بن يحيى بن سني الدولة،
أنا بركات بن أبي إسحاق الخشوعي، أنا أبو محمد الأكفاني، أنا أحمد بن
علي الحافظ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد والحسن بن أبي
بكر قالا: أنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار ح،
وقال الحافظ أيضا: وأنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمد بن محمد بن
أحمد بن مالك الإسكافي قال: ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ح،
وقال أيضا: وأخبرتنا أم الفرج فاطمة بن هلال بن أحمد الكرجي
قالت: أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، ثنا الحارث بن أبي أسامة
التميمي، ثنا يزيد بن هارون، أنا همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد
المكلي ح،
وقال أيضا: وحدثني أبو القاسم بعد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني
لفظا بأصهان - وسياق الحديث له -، ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي
المقرئ، ثنا أبو يعلي الموصلي، ثنا شيبان، ثنا همام، ثنا القاسم بن
عبد الواحد، حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أن جابر بن
32

عبد الله - رضي الله تعالي عنهما - حدثه قال: بلغني عن رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث، سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أسمعه منه.
قال: فابتعت بعيرا، فشددت عليه رحلي، فسرت إليه شهرا حتى أتيت
الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري.
قال: فأرسلت إليه أن جابرا على الباب، فرجع إلي الرسول
فقال جابر بن عبد الله؟ فقلت: نعم.
قال: فرجع الرسول إليه، فخرج إلى، فاعتنقني واعتنقته.
قال: مالك، قلت: حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المظالم لم أسمعه، فخشيت ان أموت أو تموت قبل أن أسمعه.
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«يحشر الله تعالى العباد، أو يحشر الله تعالى الناس، - قال: وأومأ
بيده إلى الشام - عراة، غرلا، بهما».
قلت: ما بهما؟
قال: «ليس معهم شئ. قال: فيناديهم بصوت يسمعه من بعد، كما
يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن
يدخل الجنة، وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أهل
النار أن يدخل النار، وأحدا من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة».
قال: قلنا: كيف هو وإنما نأتي الله عز وجل عراة، غرلا، بهما؟.
قال: «بالحسنات والسيئات».
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفارقي بقراءتي عليه، أنبأنا
33

سليمان بن حمزة الحاكم، ويحيى بن محمد المقدسيان، عن الحسن بن
يحيى المخزومي، وقال الحاكم: وأنبأنا محمد بن علي الحراني قالا: أنا
عبد الله بن رفاعة سماعا قال: أنا علي بن الحسن القاضي، أنا أبو العباس
أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى الشاهد قراءة عليه وأنا أسمع، ثنا أبو
الفضل بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الرملي، ثنا أبو الفضل
العباس بن الفضل بن محمد الأسفاطي بمكة، ثنا أبو الوليد هشام بن
عبد الملك الطيالسي، ثنا همام، أنا القاسم بن عبد الواحد، أخبرني ابن
عقيل عن جابر - رضي الله تعالى عنه - قال:
«بلغني عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حديث، فابتعت بعيرا،
وشددت عليه رحلي، فدخلت الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيس - رضي الله
تعالى عنه - فقلت للرسول: قل له: جابر على الباب فأخرج.
فرجع الرسول فقال: جابر بن عبد الله؟.
قلت: نعم.
فخرج إلى فعانقني، فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم لم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم فخشيت أن تموت أو
أموت ولم أسمعه.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«يحشر الله العباد - وأومأ إلى الشام - حفاة عراة بهما».
قلت: ما بهما؟.
قال: «ليس معهم شئ، فينادي بصوت يسمع من بعد، كما يسمع
34

من قرب: «أنا الملك، أنا الديان، حرام على نفس تدخل الجنة، ولنفس من
أهل النار قبلها مظلمة، حرام على نفس تدخل النار، ولنفس من أهل الجنة
قبلها مظلمة».
قلت: وكيف ذلك، وهو حفاة عراة؟.
قال: «الحسنات والسيئات».
35

ورواه الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا همام، ثنا رجل من أهل مكة
يقال له: القاسم بن عبد الواحد، فذكره مطولا بزيادة حديثين في أوله من
رواية جابر - رضي الله عنه -.
وحدث به الحسن بن سفيان النسوي، عن هدبة بن خالد، عن همام،
ثنا القاسم بن عبد الواحد، فذكر الحديث دون الزيادة.
وهذا حديث حسن، مداره على القاسم بن عبد الواحد بن أيمن
المخزومي، مولاهم، وقد وثق فيما ذكره الذهبي.
وشيخه عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي، أمه زينب
الصغرى بنت علي بن أبي طالب.
قال الترمذي:
«صدوق، تكلم فيه بعضهم من قبل حفظة وحدث»
38

عن البخاري أنه قال:
«كان احمد وإسحاق والحميدي يحتجون بحديثه».
وحديث هذا علقمة أبو عبد الله البخاري في «صحيحه» فقال:
ويذكر عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عن عبد الله بن
أنيس - رضي الله تعالى عنه - سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الله العباد،
فيناديهم بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا
الديان».
هكذا خرجه في كتاب التوحيد من «الصحيح»، وأشار إليه في كتاب
العلم من «الصحيح» معلقا بصيغة الجزم، فقال:
ورحل جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - مسيرة شهر إلى
عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - في حديث واحد.
وأما ما قال الوليد بن مسلم: ثنا داود بن عبد الرحمن المكي، عن
القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر -
رضي الله تعالى عنه - قال: سمعت حديثا في القصاص، لم يبق أحد يحفظه
إلا رجل بمصر، يقال له: عبد الله بن أبي أنيسة.
39

وذكر الحديث بنحوه.
فهذا غير محفوظ، والمشهور الأول.
قرأت على أم محمد بنت القاضي الأيوبية، أنا عبد الرحيم التنوخي،
ومحمد بن منير القواس قراءة عليهما وأنا حاضرة قالا: أنا إسماعيل بن
إبراهيم، أنا بركات بن إبراهيم أنا هبة الله بن أحمد، ثنا أحمد بن علي
الحافظ، أخبرنيه عبد العزيز بن علي الأزجي، ثنا علي بن عمر بن محمد
الحربي، ثنا حامد بن بلال البخاري، ثنا محمد بن عبد الله المقرئ
البخاري، ثنا بحير بن النضر، ثنا عيسى غنجار، عن عمر بن الصبح، عن
مقاتل بن حيان، عن أبي جارود العبسي أن جابر بن عبد الله - رضي الله
تعالى عنهما - قال:
«بلغني حديث في القصاص، وكان صاحب الحديث بمصر، فاشتريت
بعيرا، وشددت عليه رحلا، ثم سرت شهرا، حتى وردت مصر، فسألت عن
صاحب الحيث، فدللت عليه، فإذا هو باب لاط، فقرعت الباب، فخرج
40

إلى مملوك له أسود، فقلت: ها هنا أبو فلان؟ فسكت عني، فدخل فقال
لمولاه: بالباب أعرابي يطلبك.
فقال: أذهب فقل له: من أنت؟
فقلت: أنا جابر بن عبد الله صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: فخرج إلى فرحب بي، واخذ بيدي، قلت: حديث في القصاص
لا أعلم أحدا ممن بقي أحفظ له منك.
فقال: أجل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن الله تعالى يبعثكم يوم القيامة حفاة، عراة، غرلا، وهو تعالى على
عرشه ينادي بصوت له رفيع غير فظيع، يسمع البعيد كما يسمع القريب
يقول:
«أنا الديان لا ظلم عندي، وعزتي لا يتجاوزني اليوم ظلم ظالم، ولو
لطمة، ولو ضربة يد على يد، ولأقتصن للجماء من القرناء، ولأسألن الحجر
لم نكب الحجر، ولأسألن العود لم خدش صاحبه، في ذلك أنزل على في
كتابه: و (نضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا) ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن أخوف ما أخاف على أمتي من بعدي عمل قوم لوط، إلا فلترقب
أمتي العذاب، إذا تكافئ الرجل بالرجل، والنساء بالنساء».
هذا أو هي طرق هذا الحديث، وآفته من عمر بن صبح بن عمران
التميمي الخرساني، ذاك الكذاب، أحد الوضاعين، وإن كان عيسى بن
41

موسى غنجار، ومقاتل بن حيان تكلم فيهما، فحالهما لا تحتمل هذا، والله
تعالى أعلم.
وجاء أن الرجل الذي رحل إليه جابر هو عقبة بن عامر الجهني -
رضي الله تعالى عنه -.
وذلك فيما أنبأني به أبو بكر محمد بن عبد الله الحافظ، أنا القاسم بن
المظفر الدمشقي سماعا في سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة أن محمود بن
إبراهيم العبدي أنبأه أنا مسعود بن الحسن سماعا، أنا أحمد بن علي السلامي
إجازة، أخبرني أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة الحافظ
النيسابوري بالري، أنا عبد الله بن محمد السمذي النيسابوري، ثنا عبد الله بن
محمد بن مسلم الجوربذي، ثنا نصر بن مرزوق أبو الفتح المصري سمعت
عمرو بن أبي سلمة يقول:
«قلت للأوزاعي: أنا ألزمك منذ أربعة أيام، ولم أسمع منك إلا ثلاثين
حديثا.
قال: وتستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام، لقد سار جابر بن عبد الله -
رضي الله عنهما - إلى مصر، واشترى راحلة وركبها حتى سأل عقبى بن عامر
عن حديث واحد وانصرف، وأنت تستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام».
42

وروى هذا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد الصابوني
النيسابوري عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن
خزيمة الخزيمي السلمي، ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم فذكره.
والمعروف أن الذي رحل إلى عقبة بن عامر أبو أيوب الأنصاري -
رضي الله عنهما -.
أخبرتنا بذلك أم محمد بنت الملوك بقراءتي عليها، أنا أبو محمد بن
أبي اليسر الدمشقي، ومحمد بن أحمد بن القواس قراءة عليهما وأنا حاضرة
قالا: أنا التقي إسماعيل بن أبي اليسر، أنا أبو طاهر بن إبراهيم بن طاهر، أنا
الحافظ أبو محمد بن الأكفاني، أنا أبو بكر أحمد بن علي البغدادي، أنا أبو
نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا
الحميدي، ثنا سفيان، ثنا ابن جريج سمعت أبا سعد الأعمى يحدث عطاء بن
أبي رباح قال:
«خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر وهو بمصر، فسأله عن حديث
سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم أتى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري، وهو
أمير مصر، فأخبر به فعجل فخرج إليه فعانقه، فقال: ما جاء بك يا أبا
أيوب؟.
قال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه غيري وغيرك
في ستر المؤمن.
قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
43

«من ستر مؤمنا في الدنيا على خزيه، ستره الله يوم القيامة».
فقال له أبو أيوب: صدقت.
ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعا إلى المدينة، فما أدركته
جائزة مسلمة بن مخلد إلا بعريش مصر».
أبو سعد الأعمى هو المكي لا يعرف اسمه، ذكره الذهبي في الضعفاء
في «ميزانه» لكنه لم يتكلم فيه بجرح ولا تعديل.
والحديث عند جعفر الخلدي، ثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي،
ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد، حدثني مسلم بن
يسار، أن رجلا من الأنصار ركب من المدينة إلى عقبة بن عامر وهو بمصر
حتى لقيه، فقال له: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ستر مؤمنا في
44

الدنيا، ستره الله يوم القيامة».
فقال: نعم.
قال: فكبر الأنصاري، وحمد الله ثم انصرف.
45

قال الحارث بن أبي أسامة ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان ثنا
يحيى أبو هشام الدمشقي قال:
جاء رجل من أهل المدينة إلى مصر، فقال لحاجب أميرها: قل للأمير
يخرج إلي.
فقال الحاجب ما قال لنا أحد منذ نزلنا هذا البلد غيرك، إنما كان
يقال: استأذن لنا على الأمير قال إيته فقل له: هذا فلان بالباب، فخرج إليه
الأمير فقال: إنما اتيتك أسألك عن حديث واحد فيمن ستر عورة مسلم.
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من ستر عورة مسلم فكأنما أحيا موؤودة ".
46

هذا الأمير هو مسلمة بن مخلد بن الصامت الخزرجي الساعدي -
رضي الله تعالى عنه - والله أعلم.
قال معن بن عيسى: أنا مالك أن رجلا خرج إلى مسلمة بن مخلد بن
الصامت بمصر في حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
47

أخبرتنا الشيخة، الصالحة أم محمد بنت محمد بن إبراهيم، أنا أبو
عبد الله محمد بن أحمد بن منير بن سليمان الذهبي، وعبد الرحيم بن
إبراهيم بن إسماعيل الدمشقي، قراءة عليهما، وأنا شهادة قالا: أنا أبو محمد
إسماعيل بن إبراهيم التنوخي، أنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي، أنا
جمال الأمناء هبة الله بن أحمد أبو محمد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب البغدادي، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله بن
محمد [ابن] الحربي، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرئ
النقاش، ثنا محمد بن خزيمة بنيسابور، ثنا بشر بن هلال، ثنا جعفر عن
علي بن زيد، عن أبي عثمان قال: بلغني عن أبي هريرة - رضي الله تعالى
عنه - حديث أنه قال: «إن الله تعالى ليكتب لعبده المؤمن بالحسنة الواحدة
ألف ألف حسنة».
فحججت ذلك العام، ولم أكن أريد الحج إلا للقائه في هذا الحديث،
48

فأتيت أبا هريرة - رضي الله عنه - فقلت: يا أبا هريرة بلغني عنك حديث،
فحججت العام، ولم أكن أريد الحج إلا لألقاك.
قال: فما هو؟
قلت: «إن الله - عز وجل - ليكتب لعبده المؤمن بالحسنة الواحدة
ألف ألف حسنة». فقال أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه - ليس هكذا، ولم يحفظ
الذي حدثك.
قال أبو عثمان: فظننت أن الحديث قد سقط.
قال: إنما قلت: «إن الله ليعطي عبده المؤمن بالحسنة الواحدة ألفي
ألف حسنة».
ثم قال: أوليس في كتاب الله تعالى ذلك.
قلت: كيف؟
قال: «لأن الله تعالى يقول: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا
فيضاعفه له أضعافا كثيره)، والكثيرة عند الله - عز وجل - أكثر من ألفي
ألف، وألفي ألف».
49

وبالإسناد إلى أبي بكر الخطيب قال: أنشدني أبو علي الحسن بن
علي بن محمد الوحشي بأصبهان، قال: أنشدني أبو الفضل العباس بن
محمد الخرساني:
رحلت أطلب أصل العلم مجتهدا * وزينة المرء في الدنيا الأحاديث
لا يطلب العلم إلا بازل ذكر * وليس يبغضه إلا المخانيث
50

لا تعجبن بمال سوف تتركه * فإنما هذه الدنيا مواريث
آخر المجلس في حديث جابر الذي رحل فيه مسيرة شهر إلى
عبد الله بن أنيس - رضي الله تعالى عنهما - من أمالي سيدنا ومولانا الإمام
العلامة الأوحد القدوة الحجة الحبر حافظ البلاد الشامية قامع المبتدعين
ناصر السنة والدين شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر عبد الله بن
محمد بن أحمد القيسي الدمشقي الشهير بابن ناصر الدين بلغه الله تعالى آماله
وختم بالصالحات أعماله آمين.
علقه من خط ممليه العبد الفقير إلى الله تعالى محمد المدعو عمر بن
محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي العلوي المكي
الشافعي لطف الله تعالى به آمين في حزة واحدة من يوم الجمعة حادي عشر
شهر الله المحرم الحرام سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالجامع الأموي بدمشق
حرسها الله تعالى وسائر بلاد الاسلام، والحمد لله وصلى الله على سيدنا
محمد وآل سيدنا محمد وصحبه وسلم سليما كثيرا، حسبنا الله تعالى ونعم
الوكيل.
51

السماعات
1 - في نسخة الحرم المكي (أ):
" الحمد لله، سمع جميع هذا المجلس من لفظ ممليه - أبقاه الله
تعالى - الحاج محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن نمير العقيبي،
وأحمد بن موسى بن رجب الفاخوري، وكاتب هذه الأسطر محمد المدعو
عمر بن محمد بن فهد الهاشمي المكي وصح، وذلك في يوم الأحد سابع
عشر شهر الله المحرم الحرام سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بالجامع الناصري
من مسجد القصب خارج باب السلامة من دمشق.
وأجاز المسمع لكل منا جميع ما له من معقول ومنقول.
والحمد لله، وصلى على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وصحبه
وسلم، حسبنا الله ونعم الوكيل.
الحمد لله، صح السماع المشار إليه مع الإجازة.
مملي المجلس المذكور
محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أحمد.
2 - في نسختي الأوقات الكويتية (ب) والمكتبة المركزية (م):
" الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
سمع جميع هذا الجزء بقرائتي على مخرجه شيخنا أبي عبد الله
محمد بن أبي بكر عبد الله الشهير بابن ناصر حافظ البلاد الشامية أمتعنا الله
52

تعالى بطول حياته أبو عبد الله محمد بن أبي حفص عمر بن أبي عبد الله
محمد الحنبلي الحبراصي، والشيخ شرف الدين عيسى بن واصل بن
عبد الرحمن الشافعي الصوفي، والشيخ شمس الدين محمد بن شمس الدين
محمد بن إبراهيم بن عمران بن خليل الصوفي، وصاحبنا شمس الدين أبي
عبد الله محمد بن فخر الدين أبي عمرو عثمان بن علاء الدين علي المقرئ
المجود الشهير بالحريري، وعلاء الدين علي بن شهاب الدين أحمد بن أبي
بكر بن محمد بن الفضل الحميري النسب اليمني الشافعي، والحاج محمد بن
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد العجلوني ثم
الدمشقي الشهير بالقوام الطباخ، والحاج محمد بن فخر الدين عثمان بن
عبد الله المؤذن المعروف بجده النمير (-) أحمد بن موسى بن رجب
الفاخوري بالباب شرقي، وسمع من أثناء المجلس أبو عبد الله محمد بن أبي
إسحاق إبراهيم بن شهاب الدين أحمد الخطيب بزاوية الشيخ ناصر الدين ابن
العجمي بالعقبة الصغيرة خارج باب الفراديس من دمشق وذلك في نهار
الأحد ثالث عشر شهر شعبان سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بجامع الأمير
محمد بن منجك أثابه الله تعالى وأجاز شيخنا الحافظ المخرج للسادة
المسمين أن يروي كل منهم عنه ما يجوز له وعنه روايته بشرطه عند أهله قال
ذلك وكتبه إبراهيم بن أحمد بن حسن بن خليل العجلوني ثم الدمشقي
لطف الله به آمين.
] صورة ما وجد بخط شيخنا المجيز [: الحمد لله، ما ذكر من القراءة
والسماع والإجازة صحيح
محمد بن أبي بكر عبد الله عفا الله عنهم
53