الكتاب: كنز العمال
المؤلف: المتقي الهندي
الجزء: ١٠
الوفاة: ٩٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كنز العمال
في سنين الأقوال والأفعال
للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري المتوفى سنة 975
الجزء العاشر
ضبطه وفسر غريبه الشيخ بكري حياني
صححه ووضع فهارسه ومفتاحه
الشيخ صفوة السقا
مؤسسة الرسالة
1

جميع الحقوق محفوظة
1409 ه‍ - 1989 م.
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب الثالث من حرف الطاء
كتاب الطب والرقى والطاعون من
قسم الأقوال
وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول في الطب
وفيه فصلان الفصل الأول في الترغيب وفيه ذكر الأدوية
(28072 -) الطبيب الله ولعلك ترفق بأشياء تحرق بها
غيرك (الشيرازي - عن مجاهد مرسلا).
(28073 -) الله الطبيب (1) د - عن أبي رمثة).
(28074 -) أنت الرفيق والله الطبيب (حم - عن أبي رمثة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الترجل باب في الخضاب رقم / 4189 / وقال
المنذري في عون المعبود (11 / 262): وأخرجه الترمذي والنسائي
مختصرا ومطولا وقال الترمذي: حسن غريب.
3

(28075 -) أصل كل داء البردة (1) (قط في العلل - عن
انس وابن السني وأبو نعيم في الطب - عن علي وعن أبي سعيد
وعن الزهري مرسلا).
(28076 -) تداووا عباد الله فإن الله لا يضع داء إلا وضع
له دواء غير داء واحد الهرم (حم، عم، حب، ك، 4 (3) عن أسامة بن شريك).
(28077 -) يا عباد الله تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا
وضع له دواء غير داء واحد الهرم (حم، 4، (4) حب، ك -
عن أسامة بن شريك).

(1) البردة: هي التخمة وثقل الطعام على المعدة سميت بذلك لأنها تبرد
المعدة فلا تستمرئ الطعام. النهاية 1 / 115 ب.
(2) قال المناوي في فيض الغدير (1 / 532) فيه إسحاق بن بجيح الملطي كان
يضع الحديث رمز السيوطي لضعفه ولا يصح شئ من طرقه وقال ابن
عدي باطل بهذا الاسناد. ص
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب ما أنزل الله رقم (3456) وقال في
الزوائد: اسناده صحيح ورجاله ثقات. ص
(4) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الدواء والحث عليه
رقم (2038) وقال حسن صحيح. ص
4

(28078 -) إن الله تعالى حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا (حم - عن انس).
(28079 -) إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه
من علمه، وجهله من جهله إلا السام وهو الموت (ك - عن أبي سعيد).
(28080 -) إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء (ك - عن أبي
هريرة) (1).
(28081 -) الدواء من القدر وقد ينفع بإذن الله تعالى (طب
وأبو نعيم - عن ابن عباس).
(28082 -) الدواء من القدر وهو ينفع من يشاء بما شاء (ابن
السنى - عن ابن عباس).
(28083 -) إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا ولا
تتداووا بحرام (طب - عن أم الدرداء).
(28084 -) إن الذي جعل الداء فجعل شفاء ما شاء فيما شاء (أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 199) وقال صحيح وأقره الذهبي.
5

(28085 -) ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء (ه‍ - عن ابن مسعود).
(28086 -) لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن
الله (حم، م - (1) عن جابر).
(28087 -) ما أنزل الله تعالى داء إلا أنزل له شفاء (ه‍ - عن أبي هريرة) (2).
الاكمال
(28088 -) تتداووا أفإن الله تعالى لينزل داء إلا وقد أنزل
الله له شفاء إلا السام والهرم (حب - عن أسامة بن شريك). (3)
(28089 -) تداو وا فإن الله عز وجل لم ينزل في الأرض داء
إلا أنزل الله له شفاء (أبو نعيم في الطب - عن ابن عباس).
(28090 -) يا أيها الناس تداووا فان الله تعالى لم يخلق داء إلا

(1) أخرجه مسلم كتاب السلام باب لكل داء دواء واستحباب التداوي
رقم (4، 22) ص.
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب ما أنزل الله داء أنزل له شفاء
رقم (439). وقال في الزوائد: اسناد حسن. ص
(3) أخرجه الهيثمي في موارد الظمآن إلى زوائد ابن حيان كتاب الطب باب
التداوي رقم (1395). ص
6

خلق له شفاء إلا السام والسام الموت (طب - عن ابن عباس).
(28091 -) يا أيها الناس تداووا فإن الله تعالى لم ينزل داء إلا
أنزل له دواء (أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة).
(28092 -) إن الذي أنزل الداء أنزل معه الدواء (أبو نعيم - عن
أبي هريرة).
(28093 -) إن الذي أنزل الداء أنزل الدواء، ولم ينزل داء إلا
أنزل له دواء إلا داء واحدا الهرم (طب - عن صفوان بن عسال).
(28094 -) ما وضع من داء في الأرض إلا وقد جعل له
شفاء علمه من علمه وجهله من جهله (طب - عن ابن مسعود).
(28095 -) تعلمن أن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء
غير داء واحد الهرم (ك - عن صفوان بن عسال).
(28096 -) سبحان الله وهل أنزل الله تعالى من داء في الأرض
إلا جعل له شفاء (حم - عن رجل من الأنصار).
(28097 -) ما أنزل الله عز وجل داء إلا وقد جعل له في الأرض
دواء علمه من علمه وجهله من جهله (الخطيب - عن أبي هريرة).
(28098 -) ما أنزل الله تعالى داء إلا أنزل له الدواء (ه‍ - عن
ابن مسعود).
7

(28099 -) ما أنزل الله تعالى من داء إلا وقد أنزل معه شفاء
علمه من علمه وجهله من جهله (حم والحكيم وابن السني وأبو نعيم
في الطب، ك، ق - عن ابن مسعود).
(28100 -) إن الله عز وجل الطبيب، ولكنك رجل رفيق
(أبو نعيم في الطب - عن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن جده).
(28101 -) الله الطبيب بل أنت رجل رفيق طبيبها الذي خلقها
(د - عن أبي رمثة مر برقم (28073).
التداوي بالقرآن
(28102 -) عليكم بالشفاءين العسل والقرآن (ه‍، (1) ك - عن
ابن مسعود).
(28103 -) خير الدواء القرآن (ه‍ - عن علي).
(28104 -) استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده
خلقه، وبما مدح الله به نفسه (الحمد لله) و (قل هو الله
أحد) فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله (ابن قانع - عن رجاء

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب العسل رقم (3452) وقال في
الزوائد: إسناد صحيح رجال ثقات. وأخرجه الحاكم في المستدرك
(4 / 200) وقال صحيح ووافقه الذهبي ص
8

الغنوي) (1) 28105 - عالجيها بكتاب الله (حب (2) - عن عائشة).
الاكمال
(28106 -) من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله (قط في
الافراد - عن أبي هريرة).
الحجامة
(28107 -) الحجامة في الرأس هي المغيثة (3) أمرني بها جبريل
حين أكلت طعام اليهودية (ابن سعد - عن انس).
(28108 -) الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء
لداء سنة (ابن سعد، طب، عد - عن معقل بن يسار).
(28109 -) الحجامة في الرأس من الجنون والجذام والبرص

(1) قال المناوي في فيض القدر (49191) رجاء الغنوي: اسمه منبه بن
سعد، وقد أشار الذهبي في تاريخ الصحابة إلى عدم صحة هذا الخبر. ص
(1) أورده الهيثمي في موارد الظمآن كتاب الطب في الرقي رقم (1419) ص.
(3) المغيثة: أي تسمى المغيثة من الأمراض والأدواء. فيض القدير
3 / 403. ب
9

والأضراس والنعاس (عق - عن ابن عباس، طب وابن السني في
الطب - عن بن عمر).
(28110 -) الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة، وتزيد
في الحفظ والعقل فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، فاجتنبوا
الحجامة يوم الجمعة والسبت ويوم الأحد واحتجموا يوم الاثنين
والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافاه الله فيه أيوب من البلاء، واجتنبوا
الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي ابتلي فيه أيوب وما يبدو
جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء وفي ليلة الأربعاء (ه‍ (1) ك
وابن السني وأبو نعيم - عن ابن عمر).
(28111 -) الحجامة تنفع من كل داء ألا فاحتجموا (فر - عن
أبي هريرة).
(28112 -) الحجامة يوم الأحد شفاء (فر عن جابر بن عبد الملك
ابن حبيب في الطب النبوي - عن عبد الكريم الحضرمي معضلا).
(28113 -) الحجامة تكره في أول الهلال، ولا يرجى نفعها
حتى ينقص الهلال (ابن حبيب - عن عبد الكريم معضلا).
(28114 -) من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب في أي الأيام يحتجم رقم (3487). ص
10

الشهر كان دواء الداء سنة (طب، هق - عن معقل بن يسار).
(28115 -) من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة
وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء (د، ك - عن أبي هريرة).
(28116 -) من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فرأى في
جسده وضحا (1) فلا يلومن إلا نفسه (ك، هق - عن أبي هريرة).
(28117 -) من احتجم في يوم الخميس فمرض فيه مات فيه
(ابن عساكر - عن ابن عباس).
(28118 -) أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس
(ك - عن أبي هريرة).
(28119 -) استعينوا على شدة الحر بالحجامة فالدم ربما
يتبيغ (2) بالرجل فيقتله (ك في تاريخه - عن ابن عباس).
(28120 -) إن أفضل ما تداويتم به الحجامة والقسط (3) البحري

(1) وضحا: البياض من كل شئ، ومنه الحديث (جاء رجل
بكفه وضح) أي برص. النهاية 5 / 196، 197. ب
(2) يتبيغ: في الحدث (لا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله) أي غلبة الدم
على الانسان، يقال: تبيغ به الدم إذا تردد فيه. النهاية 1 / 147 ب
(3) القسط: عقار معروف في الأدوية طيب الريح، تبخر به النفساء
والأطفال. النهاية 4 / 60 ب
11

فلا تعذبوا صبيانكم بالغمز (1) (م (2) - عن انس).
(28121 -) إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم
تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين (ت (3) - عن ابن عباس).
(28122 -) إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا
عرض له داء لا يشفى منه (عق - عن ابن عمر).
(28123 -) إن كان في شئ مما تداوون به خير فالحجامة (حم،
د، (4) ه‍، ك - عن أبي هريرة).
(28124 -) قطع العرق مسقمة والحجامة خير منه (فر -
عبد الله بن جراد).
(28125 -) ما مررت ليلة أسري بي على ملا من الملائكة إلا
كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة (ت، (5) ه‍ - عن ابن عباس).

(1) الغمز: العصر والكبس باليد. النهاية 3 / 385. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب المساقاة باب اجرة الحجامة رقم (63). ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الحجامة رقم (2053)
وقال حسن غريب. ص (4) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب الحجامة رقم (3839). ص
(5) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الحجامة رقم (2053)
وقال حسن غريب. ص
12

(28126 -) احتجموا لخمس عشرة أو سبع عشرة أو تسع عشرة
أو إحدى وعشرين لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم (البزار وأبو نعيم في
الطب - عن ابن عباس).
(28127 -) إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا يتبيغ الدم
بأحدكم فيقتله (ك - عن انس).
(28128 -) الحجامة في الرأس شفاء عن سبع إذا ما نوى
صاحبها من الجنون والصداع والجذام والبرص والنعاس ووجع
الضرس وظلمة يجدها في عينيه. (طب وأبو نعيم - عن ابن عباس)
(28129 -) إن الحجامة في الرأس دواء من كل داء الجنون والجذام
والعشاء والبرص والصداع (طب - عن أم سلمة).
(28130 -) إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات
(ع - عن الحسين بن علي).
(28131 -) إن في الحجم شفاء (م (1) - عن جابر).
(28132 -) إن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ (2) (د -

(1) لفظ: في صحيح مسلم كتاب باب لكل داء دواء رقم (2205):
(إن فيه شفاء). ص
(2) يرقأ: يقال: الدمع والدم والعرق يرقأ رقوءا بالضم إذا سكن
وانقطع. النهاية 2 / 248. ب
13

عن أبي بكرة).
(28133 -) عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة (1) فإنه دواء
من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء من الجنون والجذام والبرص
ووجع الأضراس (طب وابن السني وأبو نعيم - عن صهيب).
(28134 -) خير الدواء الحجامة والفصاد (2) (أبو نعيم في
الطب - عن علي).
(28135 -) خير ما تداويتم به الحجامة (حم، طب، ك -
عن سمرة).
(28136 -) في الحجم شفاء (سمويه والضياء - عن عبد الله بن
سرجس).

(1) القمحدوة: بفتح القاف والميم وسكون الحاء المهملة وضم الدال المهملة
وفتح الواو: نقرة القفا. فيض القدير 4 / 339.
وقال في المصباح 2 / 708: القمحدوه: فعلوة بفتح الدال والعين
وسكون اللام الأولى وضم الثانية: هي ما خلف الرأس وهو مؤخر
القذال والجمع قماحد. ب
(2) الفصاد: الفاصد الرجل فصدا من باب ضرب، والاسم الفصاد، وافتصد
الرجل والمفصد بكسر الميم ما يفصد به. 2 / 649 المصباح. ب
14

(28137 -) ما مررت ليلة أسري بي بملا من الملائكة إلا قالوا:
يا محمد بشر أمتك بالحجامة (ه‍ - عن انس، ت - عن ابن
مسعود) مر برقم 28125).
(28138 -) نعم العبد الحجام يذهب بالدم ويخف الصلب
وتجلو عن البصر (ت، ه‍، ك - عن ابن عباس).
(28139 -) ليلة أسري بي ما مررت على ممن الملائكة إلا
أمروني بالحجامة (طب (عن ابن عباس).
(28140 -) خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة
وإحدى وعشرين وما مررت بملا من الملائكة ليلة أسري بي إلا
قالوا: عليك بالحجامة يا محمد (حم، ك - عن ابن عباس).
(28141 -) إذا اشتهى مريض أحدكم شيئا فليطعمه
(ه‍ (1) - عن ابن عباس).
الاكمال
(28142 -) إن جبريل أخبرني أن الحجامة أنفع ما تداوى به
الناس (الخطيب - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه بن ماجة كتاب الطب باب المريض يشتهي الشئ رقم (3440). ص
15

(28143 -) إن في الحجم شفاء (م - عن جابر) مر برقم (28131).
(28144 -) من قرأ آية الكرسي عند حجامة كانت منفعتها
منفعة حجامتين (ابن السني والديلمي - عن علي).
(28145 -) إن كان فشئ مما تداوون به خير فالحجامة
(حم، د، ه‍، ك - عن أبي هريرة) مر برقم (28123).
(28146 -) نعم الدواء الحجامة تذهب الدم وتجلو البصر
وتخف الصلب (ك - عن ابن عباس).
(28147 -) نعم العادة القائلة (1) ونعم العادة الحجامة (الديلمي
عن انس).
(28148 -) ما مررت ليلة أسري بي بملا من الملائكة إلا
كلهم يقول لي: عليك يا محمد بالحجامة (ت: حسن غريب، ه‍ -
عن ابن عباس) مر برقم (28125).
).
(28149 -) يا ابن حابس إن فيها شفاء من وجع الرأس
والأضراس والنعاس والبرص والجنون (ابن سعد - عن بكر الأشج)
قال بلغني أن الأقرع بن حابس دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم في

(1) القائلة: القيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم.
يقال: قال يقيل قيلولة، فهو قائل. النهاية 4 / 133. ب
16

القمحدوة فقال: لم احتجمت في وسط رأسك قال - فذكره).
(28150 -) الحجامة التي في وسط الرأس من الجنون والجذام
والنعاس والأضراس (ك (عن أبي سعيد).
(28151 -) الحجمة التي وسط الرأس من الجنون والجذام
والنعاس والأضراس وكان يسميها منقذة (ك وتعقب (عن أبي سعيد).
(28152 -) الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان، فتجنبوا
ذلك وأكثروا من قول لا إله إلا الله والاستغفار فإنهما أمان في
الدنيا من الذل وفي الآخرة جنة من النار (الديلمي - عن انس).
(18153 -) الحجامة عن الريق دواء وعلى الشبع داء وفي سبع عشرة من
الشهر شفاء ويوم الثلاثاء صحة البدن، ولقد أوصاني جبريل بالحجم
حتى ظننت أنه لا بد منه (الديلمي - عن انس).
(28154 -) الحجامة يوم الأحد شفاء (الديلمي - عن جابر).
(28155 -) من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من الشهر
أخرج الله منه داء سنة (حب في الضعفاء، ق - عن انس).
(28156 -) من وافق حجامته يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت
من الشهر كان كدواء سنة (الرافعي - عن ابن شهاب).
17

(28157 -) من وافق حجامته يوم الثلاثاء لسبع عشرة مضت
من الشهر فلا يجاوزها حتى يحتجم (حب في الضعفاء، طب - عن
ابن عباس، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).
(28158 -) لا تحتجموا يوم الخميس فمن احتجم يوم الخميس فناله
مكروه فلا يلومن إلا نفسه (الشيرازي في الألقاب وابن النجار -
عن ابن عباس).
(28159 -) لا تحتجموا يوم الخميس فإنه من يحتجم فيه فيناله
مكروه فلا يلومن إلا نفسه (الشيرازي في الألقاب والخطيب
والديلمي وابن عساكر - عن ابن عباس).
(28160 -) إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات
(ع - عن السيد الحسين وضعفه).
(28161 -) ادفنه لا يبحث عنه كلب (ابن سعد (1) - عن
هارون بن رئاب) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم - قال فذكره.

(1) في الطبقات الكبرى (1 / 448) لابن سعد). ص
18

أدوية متفرقة
اللدود والسعوط
(28162 -) إن خير ما تداويتم به اللدود (1) والسعوط والحجامة
والمشي، وخير ما اكتحلتم به الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت
الشعر (ت (2)، ك - عن ابن عباس).
الإثمد
(28163 -) الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر (تخ - عن
معبد بن هوذة).
(28164 -) خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة
والعلق (أبو نعيم - عن الشعبي مرسلا).
(28165 -) خير ما تداويتم به اللدود والسعوط والحجامة
والمشي (ت وابن السني وأبو نعيم في الطب - عن ابن مسعود).

(1) اللدود: هو بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض قي أحد شقي الفم.
النهاية 4 / 245. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في السعوط وغيره رقم (2048)
وقال حسن غريب. ص
19

(28166 -) عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية
يسعط من العذرة (1) ويلد من ذات الجنب (خ - عن
أم قيس) (2).
الاكمال
(28167 -) خير الدواء السعوط والدود، والحجامة والمشي
والعلق (ق - عن الشعبي مرسلا).
التداوي بالعسل أو النار أو الحجامة
(28168 -) ما طلب الدواء بشئ أفضل من شربة عسل (أبو
نعيم في الطب - عن عائشة).
(28169 -) من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء (ه‍ - عن أبي هريرة).

(1) العذرة بالضم: وجع في الحلق يهيج من الدم. وقيل: هي قرحة
تخرج في الخرم الذي بين الانف والحلق تعرض للصبيان عند طلوع
العذرة، فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلا شديدا وتدخلها في أنفه
فتطعن ذلك الموضع فيتفجر منه دم أسود، وربما أقرحه، وذلك الطعن
يسمى الدغر. النهاية 3 / 198. ب
(2) وهكذا أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب التداوي بالعود الهندي
وهو الكست رقم (2214). ص
20

(28170 -) اسقه عسلا صدق الله وكذب بطن أخيك (حم،
خ، م (1)، ت - عن أبي سعيد).
(28171 -) الشفاء في شربة عسل وشرطة محجم وكية
نار وأنهى أمتي عن الكي (خ، (2) ه‍ - عن ابن عباس).
(28172 -) إن كان في شئ من أدويتكم خير ففي شرطة
محجم أو شربة من عسل أو لدغة بنار توافق داء وما أحب
أن أكتوي (حم، ق - عن جابر) (3)
28173 - ثلاث إن كان في كل شئ شفاء فشرطة محجم أو
شربة عسل أو كية تصيب الماء وأنا أكره الكي ولا أحبه
(حم - عن عقبة بن عامر).
(28174 -) إن الخاصرة عرق الكلية إذا تحرك أذى صاحبها

(1) أخرجه مسلم كتاب السلام باب التداوي بسقي العسل رقم (2217) ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الطب باب الشفاء في ثلاث (7 / 159). ص
أخرجه البخاري كتاب الطب باب الحجم من الشقيقة (7 / 126) وأخرجه
مسلم كتاب السلام باب لكل داء دواء رقم (71).
21

فداوها بالماء المحرق (1) والعسل (د، ك - عن عائشة).
(28175 -) الخاصرة عرق الكلية إذا تحرك أذى صاحبها
فداوها بالماء المحرق والعسل (الحارث وأبو نعيم في الطب -
عن عائشة).
(28176 -) درهم حلال يشترى به عسلا ويشرب بماء المطر
شفاء من كل داء (فر - عن انس).
الاكمال
(28177 -) إن يك في شئ مما تعالجون به شفاء ففي شرطة
حجام أو شربة عسل أو لدغة نار تصيب الداء وما أحب أن
أكتوي (طب - عن عقبة بن عامر).
(28178 -) إن كان في شئ شفاء فشرطة محجم أو شربة
عسل أو كي يصيب الماء وأنا أكره الكي ولا أحبه (طب -
عن عقبة بن عامر).

(1) الماء المحرق: هو المغلي بالحرق وهو النار يريد أنه شربه من وجع
الخاصرة. النهاية (1 / 371).
وقال في في فيض القدير (3 / 501) أخرجه الحاكم وقال صحيح وأقره الذهبي لكنه في الميزان أشار إلى أنه خبر منكر ولا يكاد يعرف. ص
22

(28179 -) اكووه إن شئتم فارضفوه (1) (ك -
عن ابن مسعود).
(28180 -) إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه (2) فإن في
أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء (حب - عن أبي سعيد) (3).
التداوي بالصدقة
(28181 -) داووا مرضاكم بالصدقة (أبو الشيخ في الثواب -
عن أبي أمامة).
(28182 -) داووا مرضاكم بالصدقة فإنها تدفع عنكم الأمراض
والاعراض (فر - عن ابن عمر) (4)

(1) فارضفوه: أي كمدوه بالرضف، والرضف: الحجارة المحماة على النار،
واحدتها رضفة. النهاية 2 / 231 ب
(2) فامقلوه: أي فاغمسوه فيه، يقال: مقلت الشئ أمقله مقلا، إذا غمسته
في الماء ونحو. النهاية 4 / 347. ب
(3) هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق (4 / 158)
وكتاب الطب باب إذا وقع الذباب في الاناء (7 / 181) أو أبو داود كتاب الأطعمة في باب الذباب يقع في الطعام رقم (3826). ص
(4) قال في فيض القدير (3 / 515) قال البيهقي منكر بهذا الاسناد. ص
23

الاكمال
(28183 -) داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة
فإنها تدفع عنكم الاعراض والأمراض (الديلمي - عن ابن عمر).
(28184 -) ما عوج مريض بأفضل من الصدقة (الديلمي -
عن انس).
القسط
(28185 -) أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري
(مالك، حم، ق، (1) ت، ن - عن انس).
(28186 -) خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري ولا
تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة (حم، ن - عن انس).
(28187 -) تداووا من الجنب بالقسط البحري والزيت (حم،
ك - عن زيد بن أرقم).
(28188 -) لا تعذبوا صبيانكم بالغمز وعليكم بالقسط (خ (2) -
عن انس).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطب باب الحجامة من الداء (7 / 162). ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الطب باب الحجامة من الداء. ص
24

الاكمال
(28189 -) تحرقوا حلوق أولادكم خذي قسطا هنديا وورسا
فأسعطيه إياه (ك - عن جابر).
(28190 -) ويحكن يا معشر النساء لا تقتلن أولادكن، وأي امرأة
يصيبها عذرة أو وجع برأسه فلتأخذ قسطا هنديا (ك - عن جابر).
(28191 -) ويلكن لا تقتلن أولادكن أيما امرأة كان تأتيها
العذرة أو وجع برأسه فلتأخذ قسطا هنديا فلتحكه بالماء ثم تسعطه
إياه (الشاشي وأبو نعيم وأبو مسعود وابن الفرات الرازي في جزئه
المشهور (ك، ص - عن جابر).
(28192 -) لا تحرقن حلوق أولادكن عليكن بقسط هندي
وورس فاسعطنه إياه (ك - عن جابر).
(28193 -) علام تعذب أولادكن إنما تكفي إحداكن أن
تأخذ قسطا هنديا فتحكه بالماء سبع مرات ثم توجره إياه (حم، ك -
عن جابر) قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وعندها صبي
ينبعث منخراه دما قال ما لهذا؟ قالوا به العذرة قال - فذكره.
(28194 -) علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن
25

بهذا العود الهندي فان فيه سبعة أشفية من سبعة أدواء منها ذات
الجنب يسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب (حم، خ،
م، (1) د، حب - عن أم قيس بنت محصن) قالت دخلت بابن لي على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أعلقت عليه من العذرة قال - فذكره، وأخرجه
عبد الرزاق إلى قوله منها ذات الجنب قال الزهري يسعط للعذرة ويلد
من ذات الجنب وظاهره ان هذا القدر مدرج.
التمر
(28195 -) أكل التمر أمان من القولنج (أبو نعيم في الطب -
عن أبي هريرة).
(28196 -) خير تمراتكم البرني يذهب الداء ولا داء فيه
(الروياني، عد، هب والضياء عن بريرة، عق، طس وابن السني وأبو
نعيم في الطب، ك (2) - عن انس، طس ك وأبو نعيم - عن أبي سعيد).
(28197 -) كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود (أبو بكر في
الغيلانيات، فر - عن ابن عباس).

(1) أخرجه البخاري من كتاب الطب باب اللدود (7 / 164، 165) ومسلم كتاب
السلام باب التداوي بالعود الهندي رقم (187). ص
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 204) وقال الذهبي الحديث منكر. ص
26

(28198 -) كلوا البلح (1) بالتمر، كلوا الخلق بالجديد فان
الشيطان إذا رآه غضب وقال: عاش ابن آدم حتى أكل الخلق
بالجديد (ت، ه‍ ك - عن عائشة) (2).
(28199 -) إنك رجل مفؤود ائت الحارث بن كلدة أخا
ثقيف فإنه رجل يتطيب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة
فليجأهن (3) بنواهن ثم ليلدك بهن (د - (4) عن سعد).
(28200 -) إن في عجوة العالية (5) شفاء وإنها ترياق

(1) البلخ: هو أول ما يرطب من البشر واحدها بلحة. النهاية 1 / 151. ب
(2) رمز للحديث في الفتح الكبير (3 / 320) (ن ه‍ ك) ولدى التتبع في
سنن الترمذي لم أجده في مظانه وأخرجه ابن ماجة كتاب الأطعمة باب
أكل البلح بالتمر رقم (3330) وقال في الزوائد: ضعيف وقال النسائي
حديث منكر لان في سنده: أبو زكريا يحي بن محمد. ص
(3) فليجأهن: أي فليدقهن. وبه سميت الوجيئة، وهو تمر يبل بلبن أو
سمن ثم يدق حتى يلتئم. النهاية 5 / 152. ب
(4) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في تمرة العجوة رقم (3857) ومعنى
ليلدك بهن: من اللدود وهو صب الدواء في الغم أي ليجعله في الماء
ويسقيك. عون المعبود (10 / 358). ص
(5) العالية: ما كان من الحوائط والقرى والعمارات من جهة المدينة العليا مما
يلي نجد. والسافلة من الجهة الأخرى مما يلي تهامة. قال القاضي: وأدنى
العالية ثلاثة أميال وأبعدها ثمانية من المدينة. العجوة نوع جيد من التمر. ب
27

أول (1) البكرة (م - عن عائشة) (2).
(28201 -) العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم والكمأة من
المن وماؤها شفاء للعين (حم، ت، (2) - ه‍ عن أبي هريرة، حم، ن،
ه‍ - عن أبي سعيد وجابر).
(28202 -) العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم، والكمأة
من المن وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من
عرق النساء يؤكل من لحمه ويحسى من مرقه (ابن النجار - عن
ابن عباس).

(1) أول البكرة: بنصب أول على الظرف، وهو بمعنى الرواية الأخرى: من
تصبح. قال الامام النووي رضي الله عنه: وفي هذه الأحاديث فضيلة
تمر المدينة وعجوتها، وفضيلة التصبح بسبع تمرات منه، وتخصيص
عجوة المدينة دون غيرها، وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع
ولم نعلم تحن حكمتها، فيجب الايمان بها واعتقاد فضلها والحكمة فيها،
وهذا كأعداد الصلوات ونصب الزكاة وغيرها. فهذا هو الصواب في هذا
الحديث. 3 / 1619: تعليق على صحيح مسلم لمحمد فؤاد عبد الباقي. ب
(2) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب فضل تمر المدينة رقم (2048). ص
(3) - أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الكمأة والعجوة رقم
(2066) وقال حسن غريب. ص
28

(28203 -) في العجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء
من كل سحر أو سم (حم - عن عائشة).
(28204 -) من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره
في ذلك اليوم سم أو سحر (حم، ق، () د - عن (سعد بن
أبي وقاص).
الاكمال
(28205 -) من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتي المدينة
على الريق لم يضره يومه ذلك سم ولا سحر وإن أكلها حين يمسي
لم يضره حتى يصبح (حم - عن عامر بن سعد عن أبيه).
(28206 -) أتأكل التمر وبك رمد (طب - عن صهيب).
(28207 -) يا علي من هذا فأصب فإنه أوفق لك (ت: (2)
حسن غريب - عن أم المنذر).
اللبن
(28208 -) تداووا بألبان البقر فأني أرجو أن يجعل الله تعالى

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأشربة باب فضل تمر المدينة رقم (2048). ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في الحمية رقم (2037) وقال
حسن غريب.
29

فيها شفاء فإنها تأكل من كل الشجر (طب - عن ابن مسعود).
(28209 -) ألبان البقر شفاء وسمنها دواء ولحومها داء (طب -
عن مليكة بنت عمرو).
(28210 -) عليكم بألبان البقر فإنها دواء واسمانها فإنها شفاء
وإياكم ولحومها فان لحومها داء (ابن السني وأبو نعيم، ك - عن
ابن مسعود).
(28211 -) عليكم بألبان البقر فإنها شفاء وسمنها دواء ولحوما
داء (ابن السني وأبو نعيم - عن صهيب).
(28212 -) عليكم بألبان البقر فإنها ترم (1) من كل الشجر وهو
شفاء من كل داء (ابن عساكر - عن طارق بن شهاب).
(28213 -) إن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له شفاء فعليكم
بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر (حم - عن طارق بن شهاب)
(28214 -) إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له الشفاء إلا الهرم
فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر (ك (2) عن ابن مسعود).

(1) ترم: رمه: أكله. وفي الحديث (البقر ترم من كل شجر)
(204) المختار. ب
(2) أخرجهما الحاكم في المستدرك كتاب الطب (4 / 196، 197، 199) وقال صحيح
ووافقه الذهبي. ص
30

(28215 -) عليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل الشجر وهو شفاء
من كل داء (ك - عن ابن مسعود) (1).
الاكمال
(28216 -) ما انزل الله تعالى داء إلا وقد أنزل له شفاء وفي ألبان
البقر شفاء من كل داء (ك - عن ابن مسعود).
(28217 -) ما وضع الله تعالى داء إلا وضع له دواء إلا السام (2)
والهرم فعليكم بألبان البقر فإنها تخبط من الشجر (ط، أبو نعيم في
الطب - عن ابن مسعود).
(28218 -) عليكم بألبان البقر وسمنانها وإياكم ولحومها فان
ألبانها وسمنانها (3) دواء وشفاء ولحومها داء (ك وتعقب - عن ابن مسعود).
(28219 -) في ألبان الإبل وأبوالها دواء لذربكم (4) (عب -

(1) أخرجهما الحاكم في المستدرك كتاب الطب (4 / 196، 197، 199) وقال
صحيح ووافقه الذهبي. ص
(2) السام: الموت. (265) المختار. ب
(3) سمنانها: السمن. معروف، وجمعة سمنان كعبد وعبدان (249)
المختار. ب
(4) لذربكم: هو بالتحريك: الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام،
ويفسد فيها فلا تمسكه. النهاية (2 / 156). ب
31

عن معمر بلاغا).
التطبب بغير علم
(28220 -) من تطبب ولا يعلم منه الطب فهو ضامن (د، (1)
ن، ه‍، ك - عن ابن عمرو).
الاكمال
(28221 -) من تطبب ولا يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن
(د، ق، ه‍، ك - عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدته).
(28222 -) من تطبب ولم يكن بالطب معروفا فإذا أصاب نفسا
فما دونها فهو ضامن (عد وابن السني وأبو نعيم في الطب، ق -
عن عمرو بن شعب عن أبيه عن جده).
دواء عرق النساء
(28223 -) شفاء عرق النساء ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ
ثلاثة أجزاء، ثم تشرب على الريق كل يوم جزء (حم، ك -

(1) أخرجه أبو داود كتاب الديات باب فمن تطبب ولا يعلم منه طب فأعنت
رقم (4562) وأخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 212) وقال صحيح
وأقره الذهبي. ص
32

عن انس) (1)
الاكمال
(28224 -) من اشترى أو أهدى إليه كبشا فليقمه ثلاثة أجزاء
فيطعم كل يوم جزءا على الريق إن شاء أغلاه وإن شاء أكله أكلا
يعني ألية الكبش يتداوى به من عرق النساء (طب - عن ابن عمر).
(28225 -) تؤخذ ألية كبش عربي وليست بأعظمها ولا أصغرها
فيقطعها صغارا ثم يذيبها فيجيد إذابتها ويجعلها ثلاثة أجزاء فيشرب
كل يوم جزءا على ريق النفس في عرق النساء (ك - عن انس)
مر برقم (28223).
(28226 -) يؤخذ ألية كبش عربي ليس بالصغيرة ولا بالكبيرة
في عرق النساء (ك - عن انس) (2).
(29227 -) إن نبيا من الأنبياء شكى إلى الله تعالى الضعف،
فأمره بأكل البيض (هب - عن ابن عمرو، قال هب تفرد به ابن
الأزهر السليطي عن ابن الربيع).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الطب (4 / 206، 207)
وقال صحيح ووافقه الذهبي. ص
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4 / 206) وقال صحيح وأقره الذهبي. ص
33

الحمى
(28228 -) إذا حم أحدكم فليشن عليه الماء البارد ثلاثة ليال
من السحر (ن، ع، ك والضياء - عن انس، حم، ق، د ن، ه‍
(عن انس).
(28229 -) الحمى كير من كير جهنم فنحوها عنكم بالماء البارد
(ه‍ - عن أبي هريرة).
(28230 -) الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء (حم، خ (1) عن
ابن عباس، حم، ق، ه‍ - عن ابن عمر، د ن، ه‍ - عن عائشة، حم،
ق، ت، ن، ه‍ - عن رافع بن خديج، ق، ت، ه‍ - عن أسماء
بنت أبي بكر).
(28231 -) الحمى من كير جهنم فنحوها عنكم بالماء البارد (ط -
عن أبي هريرة).
(28232 -) أم ملدم تأمل اللحم وتشرب الدم بردها وحرها
من جهنم (طب - عن شبيب بن سعد).
(28233 -) إذا أصاب أحدكم الحمى فإن الحمى قطعة من النار

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطب الحمى من فيح جهنم
(7 / 167) ص.
34

فليطفئها عنه بالماء البارد فليستنقع في نهر جار، وليستقبل جريته
فيقول بسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك بعد صلاة الصبح
قبل طلوع الشمس، ولينغمس فيه ثلاث غمسات ثلاثة أيام فإن لم
يبرأ في ثلاث فخمس، وإن لم يبرأ في خمس فسبع، وإن لم يبرأ
في سبع فتسع فإنها لا تكاد تجاوز تسعا بإذن الله تعالى (حم، ت (1)
والضياء - عن ثوبان).
(28234 -) أهريقوا علي من سبع قرب لم تحلل أو كيتهن
لعلي أعهد إلى الناس (خ - (2) عن عائشة).
الاكمال
(28235 -) الحمى تأكل وتشرب فأما أكلها فلحوم الناس، وأما
شربها فدماؤهم (الديلمي - عن أبي هريرة).
(28236 -) إن شدة الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء (حب -
عن ابن عمر).
(28237 -) الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء، وفي لفظ: بماء

(1) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب رقم (33) ورقم الحديث (2084)
وقال غريب. ص
35

زمزم (حم، خ، حب - عن ابن عباس، مالك والشافعي، حم،
خ، م، ه‍، ن، حب - عن ابن عمر، حم، خ، م، ه‍، ت - عن
عائشة، حم وعبد بن حميد، حم، م، ت، ن، ه‍ - عن رافع بن
خديج، حم، خ، م، ت، ه‍ - عن أسماء بنت أبي بكر، حم
وابن قانع، والبغوي - عن أبي بشر الحارث بن حزمة الأنصاري)
مر الحديث برقم (28230).
(28238 -) الحمى قطعة من النار فأبردوها عنكم بالماء البارد (طب،
عق، ك - عن سمرة).
(28239 -) الحمى كير من كير جهنم فنحوها عنكم بالماء البارد
(ط - عن ابن عمر، طب - عن رافع بن خديج).
(28240 -) الحمى من فور (1) جهنم فأبردوها بالماء البارد (طب (2) -
عن رافع بن خديج).
(28241 -) يا أنس إن الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض
وهي قطعة من النار فإذا أخذتكم فبردوا لها بالماء في الشنان، وصبوا

(1) فور جهنم أي: وهجها وغليانها. النهاية 3 / 478. ب
(2) أخرجه الترمذي بلفظه وسنده كتاب الطب باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء
رقم (2073) ورقم (2074) وقال كلا الحديثين صحيح. ص
36

عليكم ما بين الصلاتين يعني المغرب والعشاء (طب - عن عبد الله
وقيل عبد الرحمن بن رافع).
(28242 -) قرسوا الماء في الشنان ثم صبوا عليكم ما بين
الأذانين من صلاة الصبح، قاله للمحمومين (البغوي - عن بعض
الصحابة).
(28243 -) ما من رجل يحم فيغتسل ثلاثة أيام متتابعة يقول
عند كل غسل: بسم الله اللهم إني إنما اغتسلت التماس شفائك
وتصديق نبيك إلا كشف عنه (ش - عن مكحول).
أدوية متفرقة
(28244 -) التلبينة (1) مجمة (2) لفؤاد المريض تذهب ببعض
الحزن (حم، ق - (3) عن عائشة).
(28245 -) عليكم بالبغيض النافع التلبينة فوالذي نفسي بيده إنه

(1) التلبينة: والتلبين: حساء يعمل من دقيق أو نخالة وربما جعل
فيها عسل، سميت به تشبيها باللبن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمرة من
التلبين، مصدر لبن الفوم، إذا سقاهم اللبن. النهاية (4 / 229). ب
(2) مجمة: أي مظنة للاستراحة. النهاية (1 / 301). ب
(3) أخرجه البخاري كتاب الأطعمة باب التلبينة (7 / 97) ص
37

ليغسل بطن أحدكم كما يغسل أحدكم الوسخ عن وجهه بالماء (ه‍ (1) ك - عن عائشة).
(28246 -) في التلبينة شفاء من كال داء (الحارث - عن انس).
الاكمال
(28247 -) أصل كل داء البرد (عق وقال منكر - عن أبي الدرداء).
(28248 -) المعدة حوض البدن، والعروق إليها واردة، فإذا
صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا سقمت المعدة صدرت
العروق بالسقم (طس، عق وابن السني وأب نعيم في الطب، هب
وضعفه - عن أبي هريرة وقال عق باطل لا أصل له وقال الذهبي
منكر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات).
(28249 -) أصل كل داء البردة (الدارقطني في العلل - عن
انس، وأبو نعيم في الطب - عن علي، ابن السني وأبو نعيم وتمام
وابن عساكر - عن ابن سعيد).
(28250 -) اليدان جناحان، والرجلان بريدان، والطحال فيه
النفس (أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب التلبينة رقم (3447). ص
38

الحبة السوداء
(28251 -) الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء إلا الموت
(أبو نعيم في الطب - عن بريدة).
(28252 -) عليكم بهذه الحبة السوداء فان فيها شفاء من كل داء
إلا السام وهو الموت (ه‍ - (1) عن ابن عمر، ت، حب - عن أبي
هريرة، حم - عن عائشة) -
(28253 -) الشونيز دواء من كل داء إلا السام وهو الموت
(ابن السني في الطب وعبد الغني في الايضاح - عن بريدة.
(28254 -) في الحبة السوداء شفاء من داء إلا السام (حم، (2)
ق، ه‍ - عن أبي هريرة).
الاكمال
(28255 -) إن في هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا أن
يكون السام (ه‍ - عن عائشة).
(28256 -) إن الجنة عرضت علي فلم أر مثل ما فيها وإنها
مرت بي خصلة من عنب فأعجبتني فأهويت إليها لاخذها فسبقتني

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب الحبة السوداء رقم (3448) وقال حسن ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الطب باب الحبة السوداء (7 / 160). ص
39

ولو أخذتها لغرزتها بين ظهرانيكم حتى تأكلوا من فاكهة الجنة، وإن
الحبة السوداء دواء من كل داء إلا الموت (حم، ع، ص - عن عبد
الله بن بريدة عن أبيه).
الأترج والسفرجل
(28257 -) عليكم بالأترج فإنه يشد الفؤاد (فر - عن عبد
الرحمن بن دلهم معضلا).
(28258 -) كلوا السفرجل فإنه يجلي عن الفؤاد ويذهب
بطخاء (1) الصدر (ابن السني وأبو نعيم - عن جابر).
(28259 -) كلوا السفرجل على الريق فإنه يذهب وغر (2)
الصدر (ابن السني وأبو نعيم، فر - عن انس).
(28260 -) كلوا السفرجل فإنه يجم الفؤاد ويشجع القلب
ويحسن الولد (فر - عن عوف بن مالك).
(28261 -) أكل السفرجل يذهب بطخاء القلب (القالي في
أماليه - عن انس).

(1) بطخاء الطخاء: ثقل وغثى، وأصل الطخاء والطخية: الظلمة
والغيم. النهاية 3 / 116. ب
(2) وغر: هو بالتحريك وبالسكون: الغل والحرارة. وأصله من الوعرة:
شدة الحر. النهاية 5 / 208. ب
40

الاكمال
(28262 -) دونكها يا أبا محمد فإنها تشد القلب وتطيب النفس
وتذهب بطخاوة الصدور (طب، ك، ض - عن طلحة) قال أتيت
النبي صلى الله عليه وسلم وبيده السفرجل قال - فذكره.
(28263 -) دونكها يا طلحة فإنها تجم الفؤاد (طب - عن طلحة).
(28264 -) إنها تذهب بطخاوة الصدر، وتجلو الفؤاد يعني
السفرجل (طب - عن ابن عباس). الزبيب
(28265 -) عليكم بالزبيب فإنه يكشف المرة ويذهب بالبلغم
ويشد العصب ويذهب بالعياء، ويحسن الخلق، ويطيب النفس
ويذهب بالهم (أبو نعيم - عن علي).
الاكمال
(28266 -) نعم الطعام الزبيب يشد العصب ويذهب بالوصب (1)

(1) بالوصب: الوصب: دوام الوجع ولزومه ومنه حديث عائشة (أنا وصبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: مرضته في وصبه. وقد يطلق على التعب
والفتور في البدن. النهاية 5 / 190. ب
41

ويطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويصفي اللون (ابن السني وأبو
نعيم في الطب والخطيب في التلخيص والديلمي وابن عساكر - عن
سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري عن أبيه عن جده
عن أبيه زياد عن أبي هند.
السنا والسنوت والشبرم
(28267 -) عليكم بالسنا (1) والسنوت (2) فان فيهما شفاء من
كل داء إلا السام وهو الموت (ه‍، (3) ك - عن أبي أبي ابن أم حرام).
(28268 -) بماذا كنت تستمشين؟ قلت بالشبرم (4) قال: حار
جار ثم استمشيت بالسنا لو أن شيئا كان فيه شفاء من الموت
لكان في السنا (حم، ت، ه‍، ك - عن أسماء بنت عميس) (5).

(1) السنا: بالقصر: نبات معروف من الأدوية: له حمل إذا يبس وحركته
الريح سمعت له زجلا، الواحدة سناة وبعضهم يرويه بألد. النهاية 2 / 415. ب
(2) السنوات: العسل. النهاية 2 / 407. ب
(3) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب السنا والسنوت رقم (3457) إسناد صحيح. ص
(4) بالشبرم: حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي. النهاية 2 / 440. ب
(5) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في السنا رقم (2081) وقال:
حسن غريب. وابن ماجة كتاب الطب رقم (3461). ص
42

(28269 -) ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام السنا
والسنوت (ن - عن انس).
الاكمال
(28270 -) السنا والسنوت فيهما دواء من كل داء (كر - عن
أيوب الأنصاري).
(28271 -) عليكم بالسنا والسنوت فان فيهما شفاء من كل داء
إلا السام قالوا يا رسول الله وما السام؟ قال الموت (ه‍ والحكم في
الكنى وابن مندة، طب، ك وابن السني وأبو نعيم في الطب، ق
وابن عساكر - عن أبي أبي ابن أم حرام قال ابن مندة غريب).
(28272 -) ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام السنا
والسنوت وقال محمد ونسيت الثالثة (ن وسمويه، ص - عن انس).
(28273 -) لو كان شيئا يشفي من الموت لكان السنا يشفي من
الموت (حم، ه‍، خ، م، د، هب - عن أسماء بنت عميس).
مر برقم 28268 والعزو هناك أصح من هنا (1)

(1) الحديث مر برقم (28268) وعزوه هناك أصح من عزوه هنا لهذه
الرموز فليس في الصحيحين لاسماء هذا الحديث راجع تحفة الأحوذي
(6 / 256) ص.
43

(28274 -) مالك وللشبرم فإنه حار جار عليك بالسنا والسنوت
فان فيهما دواء من كل شئ إلا السام (طب - عن أم سلمة).
الدباء والعدس
(28275 -) عليكم بالقرع فإنه يزيد في الدماغ، وعليكم بالعدس
فإنه قدس على لسان سبعين نبيا (طب - عن وائلة).
(28276 -) عليكم بالقرع فإنه يزيد في العقل ويكبر في
الدماغ (هب - عن عطاء مرسلا).
(28277 -) الدباء يكثر الدماغ ويزيد في العقل (فر - عن انس)
الاكمال
(28278 -) الدباء يكثر الدماغ ويزيد في العقل (الديلمي - عن انس).
(28279 -) ما للنفساء عندي شفاء مثل الرطب ولا للمريض مثل
العسل (أبو الشيخ وأبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة).
التين من الاكمال
(28280 -) كلوا التين فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة
قلت هذه لان فاكهة الجنة لا عجم (1) فيها فكلوه فإنه يقطع

(1) عجم: العجم - بفتحتين - النوى وكل ما كان في جوف مأكول كالزبيب
ونحوه. والعامة تقول: عجم - بالتسكين. المختار (328). ب
44

البواسير وينفع من النقرس (1) (ابن السني وأبو نعيم والديلمي
عن - أبي ذر).
أشياء متفرقة
(28281 -) عليكم بالقثاء فان الله تعالى جعل فيه الشفاء من
كل داء (ابن السني وأبو نعيم - عن أبي هريرة).
(28282 -) عليكم بالحناء فإنه ينور رؤوسكم ويطهر قلوبكم
ويزيد في الجماع وهو شاهد في القبر (ابن عساكر - عن وائلة).
(28283 -) عليكم بالإهليلج (2) الأسود فاشربوه فإنه من شجر
الجنة طعمه مرو هو شفاء من كل داء (ك - عن أبي هريرة).
(28284 -) عليكم بالهندباء فإنه مامن يوم إلا وهو يقطر عليه
قطر من قطر الجنة (أبو نعيم - عن ابن عباس).
(28285 -) عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها (ابن السني وأبو
نعيم - عن صهيب.

(1) النقرس: بالكسر - داء معروف. المختار (534). ب
(2) بالإهليلج: بكسر الهمزة واللام الأولى، وأما الثانية فتفتح وهو معرب
المصباح 2 / 879. ب
45

(28286 -) في أبوال الإبل وألبانها شفاء لذربة (1) بطونهم
(ابن السني - وأبو نعيم في الطب - عن ابن عباس).
(28287 -) البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب
بالداء أصلا (ابن عساكر - عن بعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم وقال إسناده
لا يصح).
(28288 -) في البطيخ عشر خصال هو طعام وشراب
وريحان وفاكهة وأشنان ويغسل البطن ويكثر ماء الظهر ويزيد في
الجماع ويقطع الابردة وينقى البشرة (الرافعي، فر - (عن ابن عباس،
أبو عمرو النوفاني في كتاب البطيخ - عنه موقوفا).
(28289 -) تعشوا ولو بكف من حشف (2) فان ترك
العشاء مهرمة (ت (3) عن انس).
(28290 -) لا تدعوا العشاء ولا بكف من تمر فان تركه يهرم

(1) لذرية: الذرب - بالتحريك - الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام،
ويفسد فيها فلا تمسكه. النهاية 2 / 156. ب
(2) حشف: الحشف: اليابس الفاسد من التمر النهاية 1 / 391. ب
(3) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في فضل العشاء رقم 1856 وقال هذا حديث منكر. ص
46

(ه‍ - عن جابر) (1).
(28291 -) أكل الليل أمانة (أبو بكر بن داود في جزء (2) من حديثه، فر - عن أبي الدرداء).
(28292 -) خير الشراب في الدنيا والآخرة الماء (أبو نعيم في
الطب - عن بريدة).
(28293 -) خير الماء الشبم (3) وخير المال الغنم، وخير المرعى
الأراك والسلم (4) (ابن قتيبة في غريب الحديث - عن ابن عباس).
(28294 -) خير الغداء بواكره، وأطيبه أوله (فر - عن انس).
(28295 -) عليكم بزيت الزيتون فكلوه وادهنوا به فإنه ينفع
من الباسور (ابن السني - عن عقبة بن عامر).
(28296 -) عليكم بهذه الشجرة المباركة زيد الزيتون فتداووا

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الأطعمة باب ترك العشاء رقم 3355 وقال في
الزوائد: ضعيف. ص
(2) قال المناوي في فيض القدر (2 / 96) فيه بقية بن الوليد قال الذهبي في
ميزان الاعتدال (1 / 332) قال أبو حاتم: لا يحتج به.
(3) الشبيم: أي البارد. النهاية 2 / 441. ب
(4) السلم: شجر من العضاة واحدتها سلمة بفتح اللام، وورقها القرظ
الذي يدبغ به. وبها سمى الرجل سلمة، وتجمع على سلمات.
النهاية 2 / 395. ب
47

به فإنه مصحة من الباسور (طب وأبو نعيم - عن عقبة بن عامر).
(28297 -) كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة
(ت - (1) عن عمر، حم، ت، ك - عن أبي أسيد).
(28298 -) كلوا الزيت وادهنوا به فإنه طيب مبارك (ه‍،
ك - عن أبي هريرة).
(28299 -) كلوا الزيت وادهنوا به فان فيه شفاء من سبعين
داء منها الجذام (أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة).
(28300 -) غسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام
أمان من الصداع (أبو نعيم في الطب - عن أبي هريرة).
(28301 -) إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليمقله (2) فيه فان
في أحد جناحيه سما وفي الآخر شفاء وإنه يقدم السم ويؤخر
الشفاء (حم، ن ك - عن أبي سعيد).
(28302 -) إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فان في أحد

(1) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في أكل الزيت رقم
(1851 / 1852) وقال حديث غريب. ص (2) فليمقله: في الحديث (إذا وقع الذباب في الطعام فامقلوه) وروي (في
الشراب) أي: اغمسوه فيه. يقال: مقلت الشئ أمقله مقلا، إذا
غمسته في الماء ونحوه. النهاية 4 / 347. ب
48

جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه
كله ثم لينزعه (د، حب عن أبي هريرة).
(28303 -) إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه
فان في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء (خ، (1) ه‍ - عن أبي هريرة).
(28304 -) في الذباب أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء فإذا
وقع في الاناء فأرسبوه (2) فيذهب شفاؤه بدائه (ابن النجار - عن علي).
(28305 -) فأحد جناحي الذباب سم وفي الآخر شفاء فإذا
وقع في الطعام فامقلوه فيه فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء (ه‍ - عن
أبي سعيد).
(28306 -) كلي الثوم نيا فلولا أني أناجي الملك لأكلته (حل
وأبو بكر في الغيلانيات - عن علي.
(28307 -) كلوا التين فلو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة بلا
عجم لقلت هي التين، وإنه يذهب بالبواسير وينفع من النقرس
(ابن السني، وأبو نعيم، فر - عن أبي ذر).

(1) أخرجه البخاري في كتاب الطب باب إذا وقع الذباب في الاناء 70 / 181. ص
(2) فأرسبوه: رسب الشئ رسوبا من باب قعد ثقل وصار إلى أسفل
ورسبا في المصدر أيضا. المصباح 1 / 308. ب
49

(28308 -) الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين (حم، ق،
ن - عن سعيد بن زيد، حم، ن، ه‍ - عن أبي سعيد وجابر، وأبو
نعيم في الطب - عن ابن عباس وعن عائشة).
(28309 -) الكمأة من المن، والمن من الجنة وماؤها شفاء
للعين (أبو نعيم - عن أبي سعيد).
(28310 -) الكمأة من المن الذي أنزل الله تعالى على بني
إسرائيل، وماؤها شفاء للعين (م، (1) ه‍ - عن سعيد بن زيد).
(28311 -) عليكم بالكمأة الرطبة فإنها من المن، وماؤها شفاء
للعين (ابن السني وأبو نعيم - عن صهيب)
(28312 -) مكان الكي التكميد (2)، ومكان العلاق السعوط،
(2) التكميد: أن تسخن خرقة وتوضع على العضو الوجع، ويتابع ذلك
مرة بعد مرة ليسكن، وتلك الخراقة: الكمادة والكماد. ومنه حديث
عائشة (الكماد مكان الكي) أي أنه يبدل منه ويسد مسده وهو
أسهل وأهون النهاية 4 / 200. ب *

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب فضل الكمأة ومداواة العين بها.
رقم (161). ص
50

ومكان الفخ اللدود (1) (حم - عن عائشة).
(28313 -) ثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة، وإلى
الماء الجاري، وإلى الوجه الحسن (ك في تاريخه - عن علي وعن ابن
عمر، وأبو نعيم في الطب - عن عائشة، والخرائطي في اعتلال
القلوب - عن أبي سعيد).
(28314 -) ثلاث يزدن في قوة البصر الكحل بالإثمد والنظر
إلى الخضرة، والنظر إلى الوجه الحسن (أبو الحسن العراقي في فوائده -
عن بريدة).
(28315 -) لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فان
الله تعالى يطعمهم ويسقيهم (ت، (2) ه‍، ك - عن عقبة بن عامر).
الاكمال
(28316 -) بخروا بيوتكم بالشيح والمر والصعتر (هب - عن
عبد الله بن جعفر عن أبان بن صالح عن انس).

(1) اللدود: هو بالفتح من الأدوية: ما يسقاه المريض في أحد شقي الفم.
(2) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء لا تكرهوا مرضاكم رقم 2040 وقال حسن غريب. ص
51

(28317 -) بخروا بيوتكم باللبان (1) والشيح (هب - عن
عبد الله بن جعفر معضلا).
الفصل الثاني
في المحذورات من التداوي والترهيب عن المجذوم
(28318 -) من تداوى بحرام لم يجعل لله تعالى فيه شفاء (أبو
نعيم في الطب - عن أبي هريرة).
(28319 -) إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم (طب -
عن سلمة).
(28320 -) نهى عن الدواء الخبيث (حم، د، (2) ت، ه‍،
ك - عن أبي هريرة).
(28321 -) نهى عن الكي (طب - عن سعد الظفري، ت،
ك - عن عمران).
(28322 -) إن النار لا تشفي أحدا (طب - عن سلمة بن
الأكوع).

(1) باللبان: بالضم: الكندر. المصباح 2 / 752. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب الأدوية المكروهة رقم (3854). ص
52

(28323 -) أنهى عن الكي وأكره الحميم (ابن قانع - عن
سعد الظفري).
(28324 -) إن الله تعالى أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء
دواء فتداووا ولا تداووا بحرام (د - عن أبي الدرداء).
(28325 -) إنه ليس بدواء ولكنه داء يعني الخمر (حم، م، (1) ه‍ -
د عن طارق بن سويد).
(28326 -) إنها ليست بدواء ولكنها داء يعني الخمر (ت - (2) عن
وائل بن حجر).
الاكمال
(28327 -) إن الله تبارك وتعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم
(ع، طب، ق - عن أم سلمت، ك، ق - عن ابن مسعود موقوفا).
(28328 -) من أصابه شئ من الأدواء فلا يفزعن إلى شئ

(1) أخرجه مسلم كتاب الأشربة باب تحريم التداوي بالخمر رقم (1984) عز
وائل بن حجر. وأخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الأدوية المكروهة
رقم (3856). ص
53

مما حرم الله فان الله تعالى لم يجعل في شئ مما حرمه شفاء (أبو
نعيم في الطب - عن ابن سيرين مرسلا).
المجذوم
(28329 -) كلم المجذوم وبينك وبينه قدر رمح أو رمحين
(ابن السني وأبو نعيم في الطب - عن عبد الله بن أبي أوفى).
(28330 -) لا تحدوا النظر إلى المجذومين (الطيالسي، هق -
عن ابن عباس).
(28331 -) اتقوا المجذوم كما يتق الأسد (تخ - عن أبي
هريرة).
(28332 -) اتقوا صاحب الجذام كما يتقى السباع، إذا هبط
واديا فاهبطوا غيره (ابن سعد - عن عبد الله بن جعفر).
(28333 -) إن كان شئ من الداء يعدي فهو هذا يعني الجذام
عد - عن ابن عمر).
(28334 -) ما من أحد إلا وفي رأسه عرق من الجذام ينعر
فإذا هاج سلط الله تعالى عليه الزكام فلا تداووا له (1) (ك - عن عائشة).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الأدوية المكروهة رقم (3852) وفي إسناده إسماعيل بن عياش وفي مقال. ص
54

(28335 -) نبات الشعر في الانف أمان من الجذام (ع، طس -
عن عائشة).
الاكمال
(28336 -) ينفع من الجذام أن تأخذ سبع مرات من عجوة
المدينة كل يوم تفعل ذلك سبعة أيام (عد وأبو نعيم في الطب -
عن عائشة، قال عد لا اعلم رواه بهذا الاسناد غير محمد بن عبد الرحمن
الطفاوي وله غرائب وافراد كلها تحتمل ولم أر للمتقدمين فيه كلاما
انتهى، وقال فيه ابن معين صالح قال أبو حاتم الرازي صدوق يهم أحيانا).
(28337 -) ما من آدمي إلا وفيه عرق من الجذام، فإذا
تحرك ذلك العرق سلط الله عليه الزكام فيسكنه (الديلمي -
عن جرير).
(28338 -) ارجع فقد بايعناك (- عن رجل من آل الشريد
يقال له عمرو بن أبيه) (1) قال كان في وفد ثقيف رجل مجذوم
فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره).
(28339 -) لا تديموا النظر إلى المجذومين إذا كلمتموهم فليكن

(1) الحديث هنا خال من الغرو وبعد التتبع وجدته: أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب الجذام رقم (3544). ص
55

بينكم وبينهم قدر رمح (حم، ع، طب وابن جرير - عن فاطمة
بنت الحسين عن أبيها، ابن عساكر - عن فاطمة عن الحسين وابن
عباس معا) (1)
(28340 -) فر من المجذوم فرارك من الأسد (ابن جرير -
عن أبي هريرة).
(28341 -) يا أنس اثن البساط لا يطأ عليه بقدمه (الخطيب -
عن انس) قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم على بساط فأتاه مجذوم قال -
فذكره.
(28342 -) كل بسم الله ثقة بالله وتوكلا على الله (عبد بن
حميد، د، ت، (2) ه‍، وابن خزيمة وابن أبي عاصم وابن السني في عمل يوم وليلة، ع، حب، ك، ق، ص - عن جابر) قال أخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد مجذوم فوضعها معه في القصعة ثم
قال - فذكره.

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب الجذام رقم (3543) وقال في الزوائد:
رجال إسناده ثقات. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الأطعمة باب ما جاء في الاكل مع المجذوم رقم
(1817) وقال غريب. ص
56

الفالج من الاكمال
(28343 -) يوشك الفالج ان يفشو في الناس حتى يتمنوا
الطاعون (البغدادي في جزء ما روى الكبار عن الصغار - عن انس).
الباب الثاني في الرقي
وفيه فصلان
الفصل الأول في جوازه
(28344 -) إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل: بسم
الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا، ثم
ارفع يدك ثم أعد ذلك وترا (ت، (1) ك - عن انس).
(28345 -) إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه
ما يعجبه فليدع له بالبركة فان العين حق (ع، طب، ك (عن
عامر بن ربيعة).
(28346 -) إذا رأيتم الحريق فكبروا فان التكبير يطفئه (ابن
السني، عد وابن عساكر - عن ابن عمر).

أخرجه الترمذي كتاب الدعوات باب في الرقية إذا اشتكى رقم (3588)
وقال حسن غريب. ص
57

(28347 -) إذا وجد أحدكم ألما فليضع يده حيث يجد ألمه
فليقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد (حم،
طب - عن كعب بن مالك).
(28348 -) لو استرقوا لها فان بها نظرة. [م] (هق (1) عن
أم سلمة).
(28349 -) أعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه
شرك (م، (2) د - عن عوف بن مالك)
(28350 -) أفلا استرقيتم له فان ثلث منايا أمتي بالعين (الحكيم -
عن انس).
(28351 -) ارقى ما لم يكن شرك بالله - (ك - عن شفاء بنت عبد الله).
(28352 -) قولي اللهم مصغر الكبير ومكبر الصغير صغر ما بي
(ابن السني في عمل يوم وليلة - عن بعض أمهات المؤمنين).
(28353 -) أتاني جبريل فقال: يا محمد اشتكيت؟ قلت نعم

(1) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب استحباب الرقية من
العين رقم (2198) وهذا الحديث مما استدركه الدارقطني على الصحيحين.
وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الضحايا (9 / 348). ص
(2) أخرجه مسلم كتاب السلام باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك
رقم (2200). ص
58

قال بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من شر كل نفس أو عين
حاسد بسم الله أرقيك الله يشفيك (حم، م، ت، ه‍ - عن أبي
سعيد، حم، حب، ك - عن عبادة بن الصامت).
(28354 -) أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء
إلا شفاءك لا يغار سقما (حم، د، (1) ه‍ - عن ابن مسعود، حم
ه‍ عن عائشة).
28355 اكشف البأس رب الناس إله الناس (ه‍ - عن
رافع بن خديج) (2).
28356 اكشف البأس رب الناس (ابن جرير وأبو نعيم،
كر - عن ثابت بن قيس بن شماس د، ن - عن ثابت). (3)
28357 أذهب البأس رب الناس ولا يكشف الكرب
غيرك (الخرائطي في مكارم الأخلاق - عن عائشة).
28358 إن الله تعالى شفاني وليس برقيكم (ابن سعد،
تخ، طب - عن جبلة بن الأزرق).
28359 ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة

(1) أخرجه مسلم كتاب باب استحباب رقية المريض رقم (48). ص
(2) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب الحمى من فيح جهنم رقم (3473). ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الراقي رقم (3867). ص
59

) حم، د - (1) عن الشفاء بنت عبد الله).
28360 كل فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت
برقية حق (حم، د، (2) ك - عن خارجة بن الصلت عن عمه
علاقة بن صحار).
28361 ما لصبيكم هذا يبكي؟ هلا استرقيتم له من العين؟
(حم - عن عائشة).
27362 مروا أبا ثابت يتعوذ لا رقية إلا في نفس أو حمة
أو لدغة (حم، د - عن سهل بن حنيف).
28363 من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل:
ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما
رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا (3)
وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الرقي رقم (3868). ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب كيف الراقي رقم (3883). ص
(3) حوبنا: حاب حوبا من باب قال إذا اكتسب الاثم والاسم الحوب بالضم،
وقيل المضوم والمفتوح لغتان فالضم لغة الحجاز والفتح لغة تميم، والحوبة
بالفتح الخطيئة. المصباح 1 / 213. ب
60

على هذا الوجع فيبرأ (د - عن أبي الدرداء) (1).
28364 وما يدريك أنها رقية قد أصبتم اقسموا لي
واضربوا لي معكم سهما (حم، ق، 4 - عن أبي سعيد) أن نفرا
رقوا لديغا بفاتحة الكتاب على قطع من الغنم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -
فذكره (2).
28365 لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم لا يرقأ
(د، ك - عن انس).
28366 ألا أرقيك برقية أرقاني بها جبريل تقول بسم الله
أرقيك الله يشفيك من كل داء يأتيك من شر النفاثات في العقد
ومن شر حاسد إذا حسد ترقى بها ثلاث مرات (ه‍، (3) ك - عن أبي هريرة).
28367 اللهم رب الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي
لا شافي إلا أنت اشف شفاء لا يغادر سقما (حم، خ، 3 -

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب كيف الراقي رقم (3874) وفي إسناده
زيادة بن محمد الأنصاري أبو حاتم الرازي هو منكر الحديث. عون
المعبود (10 / 386). ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الطب باب الرقي بفاتحة الكتاب (7 / 170). ص
(3) أخرجه البخاري كتاب الطب باب ما عوذ به النبي صلى الله عليه وسلم رقم (3524)
وقال في الزوائد: إسناده ضعيف. ص
61

عن انس).
28368 علمي حفصة برقية النملة (أبو عبيد في الغريب -
عن أبي بكر بن سليمان بن خيشمة).
28369 كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذلك
(حم، ق، ت - عن معاوية بن الحكم).
28370 من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه (حم، ق، ن -
عن جابر).
28371 لا رقية إلا من عين أو حمة (م، ه‍ - عن بريدة،
حم، ق، د، ت - عن عمران عن أبي ليل).
28372 إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها: إنا نسألك
بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود أن لا تؤذينا فان عادت فاقتلوها
(ت - عن أبي ليلى) (1).
28373 ضع السبابة على ضرسك ثم اقرأ يس (فر - عن
ابن عباس).
28374 ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله

(1) أخرجه الترمذي كتاب الا حاكم باب ما جاء في قتل الحيات رقم (1485)
وقال حسن غريب. ص
62

ثلاثا وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر
(حم، م، (1) ه‍ - عن عثمان بن أبي العاص الثقفي).
28375 ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع
مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد في كل مسحة
(طب، ك - عنه).
28376 ضعي يدك عليه قولي ثلاث مرات بسم الله اللهم
اذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك
بسم الله (الخرائطي في مكارم الأخلاق وابن عساكر - عن أسماء
بنت أبي بكر).
28377 ضعي يدك اليمنى على فؤادك وقولي اللهم داوني
بدوائك، واشفني بشفائك وأغنني بفضلك عمن سواك واحذر عني
أذاك (طب - عن ميمونة بنت أبي عسيب).
الاكمال
28378 من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه (حم وعبد
ابن حميد، م، ه‍، حب، ك - عن جابر) ان رجلا قال يا رسول

(1) أخرجه مسلم كتاب السلام باب استحباب وضع يده رقم (2202).
63

الله إنك نهيت عن الرقي أنا أرقي من العقرب قال - فذكره.
28379 من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل (الخرائطي
في مكارم الأخلاق - عن الحسن مرسلا).
وجع الضرس
28380 اسكني أيها الريح أسكنتك بالذي سكن له ما في
السماوات وما في الأرض وهو السميع العليم (الرافعي - عن ذكوان
ابن نوح (قال اشتكى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجع الضرس
قال - فذكره).
تعسير الولادة
28381 إذا عسر على المرأة ولادتها خذ إناء نظيفا فاكتب
عليه (كأنهم يوم يرون ما يوعدون - إلى آخر الآية، وكأنهم يوم
يرونها لم يلبثوا - إلى آخر الآية، لقد كان في قصصهم) عبرة
لأولي الألباب إلى آخر الآية ثم يغسل وتسقى المرأة منه وينضح
على بطنها في وجهها (ابن السني - عن ابن عباس).
العين من الاكمال
28382 إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه
64

ما يعجبه فليدع بالبركة فان العين حق (ع وابن السني في عمل
يوم وليلة، طب، ك، ص - عن عامر بن ربيعة، ك - عن سهل
ابن حنيف).
28383 من رأى شيئا فأعجبه له أو لغيره فليقل ما شاء الله
لا قوة إلا بالله (الديلمي - عن انس).
28384 أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله تعالى
وقدره بالأنفس يعني بالعين (ط، خ في تاريخه والحكيم وسمويه
والبزار، ض - عن جابر).
28385 ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة في أهل ومال
وولد فأعجبه فقال إذا رأى ذلك: ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا رفع
الله تعالى عنه كل آفة حتى تأتيه منيته (ابن صصري في أماليه
وحسنه - عن انس).
28386 ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه من
نفسه أو في ماله أن يبرك عليه فان العين حق (ابن السني في
عمل يوم وليلة، طب - عن سهل بن حنيف).
28387 علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى من أخيه فليدع
65

له بالبركة (ن، ه‍، (1) طب - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف
، طب - عن أبيه).
28388 علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت عليه إن العين
حق توضأ له، وفي لفظ: اغتسل له إذا رأى أحدكم شيئا يعجبه
فليبرك (مالك، ط، حم، حب، ك، طب، ه‍، د - عن أبي أمامة
بن سهل بن حنيف عن أبيه) (2).
28389 العين والنفس كادا يسبقان القدر فتعوذوا بالله من
النفس والعين (الديلمي - عن عبد الله بن جراد).
28390 هاتوا ابني حتى أعوذهما بما عوذ به إبراهيم ابنيه
إسماعيل واسحق أعيذ كما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة (3)
ومن كل عين لامة (4) (ابن سعد - عن ابن عباس، ابن سعد،
طب وابن عساكر (عن ابن مسعود).
28391 ألا تسترقوا له من العين (طب - عن أم سلمة).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الطب باب العين رقم 3509. ص
(2) أخرجه الموطأ كتاب العين باب الوضوء من العين رقم 2. ص
(3) هامة: الهامة: كل ذات سم يقتل. الجمع الهوام. النهاية 5 / 275. ب
(4) لامة: أي ذات لم، واللمم: طرف من الجنون يلم بالانسان أي: يقرب منه ويعرب منه. يعتريه. النهاية 4 / 272. ب
66

28392 بها نظرة فاسترقوا لها (ك - عن عائشة).
28393 علام يقتل أحدكم أخاه وهو عن قتله غني؟ إن
العين حق فمن رأى من أحد شيئا يعجبه أو من ماله فليبرك عليه
فان العين حق (ابن قانع - عن سهل بن حنيف عن أبيه).
28394 إنه كان فيه نفس سبعة أناس (البغوي، طب -
عن رافع بن خديج) قال دخلت يوما والقدر يفور فأعجبتني شحمة
فأخذتها فازدردتها (1) - فاشتكيت سنة فذكرت ذلك لرسول الله
صلى الله عليه وسلم قال - فذكره.
28395 قل أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن
بر ولا فاجر من شرما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج
منها، ومن شرما يعرج في السماء وما ينزل منها، ومن شر كل
طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن (ق وابن عساكر - عن أبي
العالية) أن خالد بن الوليد قال يا رسول الله إن كائدا من الجن يكيدني
قال - فذكره.

(1) فازدرتها: زرد اللقمة مزردها من باب تصب زردا ابتلعها وازدرها
مثله المصباح 1 / 342. ب
67

قتل الحيات من الاكمال
28396 إذا قدمتم فأتوها فطوفوا بها فقولوا: إن كنتم
منا فلا يحل لكم أذانا وإن لم تكونوا فإنا نؤذنكم بحرب (البغوي -
عن إسماعيل بن أوسط البجلي (1) عن أشياخ لهم) انهم قدموا على
النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إن لنا أرضا امتلأت من الحيات
قال - فذكره.
الرقي لأمور متعددة منه
28397 أعوذ بكلمات الله التامات وأسمائه كلها عامة من
شر السامة (2) واللامة وكل عين لامة، ومن شر حاسد إذا
حسد ومن شر أبي مرة وما ولد، جاء ثلاثة وثلاثون من الملائكة
فقالوا: خذوا تربة أرضكم فامسحوا بها رقية محمد، من أخذ عليها

(1) قال الذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 222: إسماعيل بن أوسط الجبلي:
أمير الكوفة كان من أعوان الحجاج وهو الذي قدم سعيد بن جبير
للقتل، لا ينبغي أن يروى عنه توفى سنة 117 ه‍. ص
(2) السامة: ما يسم ولا يقتل مثل العقرب والزنبور ونحوهما، والجمع سوام.
النهاية 2 / 404. ب
68

صفدا (1) فلا أفلح ينفع بإذن الله تعالى من الجنون والجذام والبرص
والحمة والنفس والعين (أبو نصر السجزي في الإبانة - عن أبي أمامة
وقال غريب وفيه جعفر بن جسر بن فرقد عن أبيه وهما ضعيفان).
28398 ينفع بإذن الله تعالى من الجنون والجذام والبرص
والعين والحمى يكتب: أعوذ بالله بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة
من شر السامة والهامة ومن شر العين اللامة ومن شر حاسد إذا
حسد، ومن شر أبي مرة وما ولد (الديلمي - عن أبي أمامة).
28399 إذا اشتكى أحدكم فليضع يده حيث يجد ألمه ثم
لقيل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبعا (م - (2)
عن عثمان بن أبي العاص).
28400 امسحه بيمينك وقل بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته
من شر ما أجد سبع مرات (د، ت: صحيح، (3) طب - عن

(1) صفدا: الصفد - بفتحتين. الصفاد - بالكسر -: ما يوثق به الأسير
من قد وقتد وغل. المختار 288. ب
(2) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب السلام باب استحباب وضع يده على موضع
الألم مع الدعاء رقم (2202). ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب (29) ورقم الحديث (2080) قال حسن صحيح. ص
69

عثمان بن أبي العاص).
28401 إن الله تعالى شفاني وليس برقيكم (خ في التاريخ
وابن سعد والبغوي والباوردي وابن السكن وابن قانع وسمويه، طب،
قط في الافراد - عن جبلة بن الأزرق) أنه صلى الله عليه وسلم لدغه عقرب
فغشي عليه فرقاه ناس فلما أفاق قال - فذكره، قال البغوي لا اعلم
له غيره (1). 28402 - أيكم وجد ألما فليضع يده اليمنى عليه وليذكر اسم
الله ثلاث مرات وليقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد
وأحاذر سبع مرات (طب - عن عثمان بن أبي العاص).
28403 أذهب البأس رب الناس (طب - عن رافع بن خديج).
28404 اكشف البأس رب الناس (ه‍ - عن ثابت بن
قيس بن شماس، د، ن، حب، طب وابن قانع، حل، ص - عن
يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس عن أبيه عن جده.
28405 أعيذك بالله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم
يكن له كفوا أحد من شر ما تجد، تعوذ بها فإنها تعدل بثلث

(1) ذكر ابن حجر الإصابة (2 / 61) بلفظ: وليس برقيتكم وقال ابن
السكن ليس له غيره. ص
70

القرآن ومن تعود بها فقد تعوذ بنسبة الله التي رضيها لنفسه (الحكيم -
عن عثمان).
28406 ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل تقول: بسم الله
أرقيك والله يشفيك من كل داء يأتيك من شر النفاثات في اعقد
ومن شر حاسد إذا حسد ترقى بها ثلاث مرات (ابن سعد، ه‍،
ك - عن أبي هريرة).
28407 ألا أعلمك برقية رقاني بها جبر يل عليه السلام بسم
الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك خذها فلتهنئك (طب،
ك - عن عمار).
28408 ما من مريض لم يحضر أجله يتعوذ بهذه الكلمات
إلا خفف عنه بسم الله العظيم أسأل الله رب العرش العظيم أن
يشفيه سبع مرات (ابن النجار - عن علي).
28409 وما يدريك أنها رقية قد أصبتم اقسموا واضربوا
لي معكم سهما (حم، خ، م، د ت، ن، ه‍ عن أبي سعيد) ان
نفرا رقوا لديغا بفاتحة الكتاب على قطيع من الغنم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكره. مر برقم (28364).
28410 من أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق (ابن
71

قانع - عن خارجة بن الصلت عن عمه الحارث بن عمرو البرجمي) قال
رقيت رجلا بأم الكتاب فبرأ فسألت النبي صلى الله عليه وسلم قال - فذكره.
28411 فلعمري لمن أكل برقية باطل لقد أكلت برقية
حق (حم، د، طب، ك، هب - عن خارجة بن الصلت عن
عمه ويقال اسمه علاثة بن صحار) انه رقى معتوها بأم القرآن فأعطوه
شيئا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال - فذكره. مر برقم (28360)
28412 ربنا الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء
كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض واغفر لنا ذنوبنا
وخطايانا إنك أنت رب الطيبين فأنزل رحمة من رحمتك وشفاء من
شفائك على هذا الوجع فيبرأ بإذن الله تعالى (طب، ك - عن
أبي الدرداء).
28413 لا بأس بتعليق التعويذ من القرآن قبل نزول
البلاء وبعد نزول البلاء (أبو نعيم - عائشة).
الفصل الثاني في الترهيب عن الرقي
28414 من اكتوى استرقى فقد برئ من التوكل
72

(حم، ت، (1) ه‍ - ك - عن المغيرة).
28415 إني الرقي والتمائم (2) والتولة (3) شرك (حم، ه‍، د،
ك - عن ابن مسعود).
28416 من تعلق شيئا وكل إليه (حم، ن، ق، ك -
عن عبد الله بن عكيم).
28417 من علق تميمة فقد أشرك (حم، ك - عن عقبة
ابن عامر).
28418 من علق ودعة (4) فلا ودع الله له، ومن علق

(1) أخرجه الترمذي كتاب الطب باب ما جاء في كراهية الرقية رقم (2055)
وقال حسن صحيح ص
(2) التمائم: التميمة: عوزة تعلق على الانسان. وفي الحديث (من علق
تميمة فلا أتم الله له) قيل: هي خرزة، وأما المعاذات إذا كتب فيها
القرآن وأسماء الله تعالى فلا بأس بها. المختار 58. ب
(3) التولة: بكسر التاء وفتح الواو: ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر
وغيره جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره
الله تعالى. النهاية 1 / 200. ب
(4) ودعة: الودع - بالفتح والسكون -: جمع ودعة وهو شئ أبيض
يجلب من البحر يعلق في حلوق الصبيان وغيرهم. وإنما نهى عنها لأنهم
كانوا يعلقونها مخافة العين. النهاية 5 / 168. ب
73

تميمة فلا تمم الله له (حم. ك - عنه).
28419 نهى عن الرقي والتمائم والتولة (ك - عن ابن مسعود).
28420 ثلاث من السحر الرقي والتولة والتمائم (طب -
عن أبي أمامة).
الاكمال
28421 أما إنها لا يزيدك إلا وهنا (1) وأنت لومت وأنت
ترى أنها تنفعك لمت على غير الفطرة (حم، طب - عن عمران
ابن حصين).
28422 إنها من عمل الشيطان يعني النشرة (ك - عن انس).
28423 النشرة من الشيطان (الذهبي في جزء من حديثه -
عن جابر).

(1) وهنا: في حديث الطواف (وهنهم حمى يثرب) أي أضعفتم. وقد
وهن الانسان يهن ووهنه، غيره وهنا، وأوهنه وفي حديث
عمران بن حصين (أن فلانا دخل عليه وفي عضده حلقة من صفر)
وفي يده خاتم من صفر، فقال: ما هذا؟ قال: هذا من الواهنة. قال: أما إنها لا تزيدك إلا وهنا) الواهنة: عرق يأخذ
في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها. وقيل: هو مرض يأخذ في
العضد، وربما علق عليها جنس من الخرز، يقال لها: خرز الواهنة
وهي تأخذ الرجال دون النساء. النهاية 5 / 234. ب
74

28424 من علق شيئا وكل إليه (طب - عن أبي
سعيد الجهني).
28425 من عمل في فرقة بين المرأة وزوجها
كان في غضب الله تعالى ولعنته في الدنيا والآخرة وكان حقا على الله تعالى
أن يضربه بصخرة من نار جهنم إلا أن يتوب (قط في الافراد -
عن ابن عباس).
28426 لا يبقين في عنق بعير قلادة من وتر أو قلادة
إلا قطعت (مالك، حم طب - عن أبي بشير الأنصاري). (1)
الباب الثالث في الطاعون والوباء
28427 إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا
وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها (حم، ق، ن - عن أسامة بن
زيد، حم، ق - عن عبد الرحمن بن عوف، د - عن ابن عباس).
28428 الطاعون آية الرجز (2) ابتلى الله تعالى به ناسا من
عباده فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا

(1) أخرجه البخاري كتاب الجهاد ومسلم كتاب اللباس باب كراهة قلادة الوتر
في رقبة رقم (105). ص
(2) الرجز: بكسر الراء: العذاب والاثم والذنب. النهاية 2 / 200. ب
75

تفروا منه (م - عن أسامة بن زيد) (1).
28429 يختصم الشهداء والمتوفون على فرشهم إلى ربنا في
الذين يتوفون من الطاعون فيقول الشهداء إخواننا قتلوا كما قتلنا
ويقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا
على فرشنا فيقضي الله بينهم فيقول ربنا تبارك وتعالى: انظروا إلى جراحهم فان أشبه
جراحهم جراح المقتولين فإنهم منهم ومعهم فينظرون إلى جراح
المطعونين فإذا جراحهم قد أشبهت جراح الشهداء فيلحقون بهم
(حم، ن - عن العرباض بن سارية).
28430 إن هذا الوباء رجز أهلك الله تعالى به الأمم قبلكم
وقد بقي منه في الأرض شئ يجئ أحيانا ويذهب أحيانا فإذا وقع
بالأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه فإذا سمعتم به في أرض فلا تأتوها
(حم، ن - عن أسامة بن زيد).
28431 أتاني جبريل بالحمى والطاعون فأمسكت الحمى
بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة لامتي ورحمة
لهم ورجس على الكافرين (حم وابن سعد - عن أبي عسيب).

(1) أخرجه مسلم السلام باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها
. رقم 92 / 93. ص
76

28432 الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة
من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض بها فلا تخرجوا منها فرارا
منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها (ق، ت - عن أسامة)
28433 الطاعون شهادة لكل مسلم حم، ق - عن انس).
28434 الطاعون كان عذابا يبعثه الله تعالى على من يشاء وأن
الله تعالى جعله رحمة للمؤمنين فليس من أحد يقع الطاعون فيمكث
في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا
كان له مثل أجر شهيد (ط، حم، خ - (1) عن عائشة).
28435 الطاعون غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد،
والفار منه كالفار من الزحف (حم - عن عائشة).
28436 الطاعون رجز أعدائكم من الجن وهو لكم
شهادة (ك - عن أبي موسى).
28437 الطاعون شهادة لامتي ورجز أعدائكم من الجن
غدة كغدة الإبل يخرج في الآباط والمراق (2) من مات فيه مات

(1) أخرجه البخاري كتاب الطب أجر الصابر في الطاعون
(7 / 169 / 170). ص
(2) قال المناوي في فيض القدير (4 / 288): المراق: أسفل البطن جمع مرق
وقال الهيثمي: اسناده حسن. ص
77

شهيدا، ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كان
كالفار من الزحف (طس وأبو نعيم في فوائد أبي بكر بن خلاد -
عن عائشة).
28438 إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها عليه، وإذا
وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه (حم، ق، ت - عن
أسامة بن زيد) مر برقم (28427)
28439 اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن
والطاعون (حم، طب - عن أبي بردة الأشعري).
28440 رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت
من المدينة حتى نزلت مهيعة (1) فتأولتها أن وباء بالمدينة نقل
إليها (حم، ت، ه‍ - عن ابن عمر) (2).
28441 ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم ويكون لكم داء
كالدمل أو كالخزة (3) يأخذ بمراق الرجل يستشهد الله به أنفسهم

(1) مهيعة: اسم الجحفة وهي ميقات أهل الشام وبها غدير خم وهي شديدة
الوخم. النهاية 4 / 377. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم رقم (2290)
وقال حسن صحيح غريب. ص
(3) كالحزة: وفي الحديث (وفلان آخذ بحزته) أي بعنقه. قال الجوهري:
هو على التشبيه بالحزة وهو القطعة من اللحم قطعت طولا النهاية 1 / 378 ب
78

ويزكي به أعمالهم (حم - عن معاذ).
28442 الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر
فيه كالصابر في الزحف (حم وعبد بن حميد - عن جابر).
28443 الفار من الطاعون كالفار من الزحف ومن صبر فيه
كان له أجر شهيد (حم - عن جابر).
28444 الفار من الطاعون كالفار من الزحف (ابن سعد
عن عائشة).
الاكمال
28445 إن الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وموت
الصالحين قبلكم وهو شهادة (الشيرازي في الألقاب - عن معاذ).
28446 يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب
الطاعون: نحن شهداء فيقال لهم: انظروا فإن كانت جراحتهم
كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك فهم شهداء فيجدونهم
كذلك (حم، طب - عن عتبة بن عبد السلمي).
28447 تنزلون منزلا لا يقال له الجابية والجوبية يصيبكم
فيها داء مثل غدة الجمل فيستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ويزكي
به أعمالكم (طب وابن عساكر - عن معاذ).
79

28448 اللهم اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون (الباوردي -
عن أسامة بن شريك عن أبي موسى الأشعري).
28449 اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون
(حم والحاكم في الكنى والبغوي، طب، ك - عن أبي بردة
الأشعري أخي ابن موسى).
28450 لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون غدة كغدة
الإبل، المقيم فيها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف (طس -
عن عائشة).
28451 الطاعون آية الرجز ابتلى الله به ناسا من عباده
فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تفروا
منه (م - عن أسامة بن زيد) مر برقم (28428).
28452 إن هذا الوباء شئ عذب به الأمم قبلكم وقد بقيت
في الأرض منه بقية فيقع أحيانا ويذهب أحيانا، فإذ وقع بأرض
وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوا
عليه (طب - عن سعد).
28453 إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقدموا عليه، وإذا وقع
وأنتم به فلا تخرجوا فرارا منه طب - عن عبد الرحمن بن عوف).
80

28454 دعها عنك فان من القرف (1) التلف (حم، د، (2) هب - عن فروة بن مسيك).
28455 إن هذا السقم عذاب عذب به من كان قبلكم،
فإذا كان بأرض لستم بها فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم
بها فلا تخرجوا منه (حم - عن عبد الرحمن بن عوف).
28456 إن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم فإذا سمعتم به
في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض فلا تخرجوا فرارا منه (طب - عنه).
28457 إن هذا السقم رجز عذب به الأمم قبلكم ثم بقي بعد في
الأرض فيذهب المرة ويأتي الأخرى، فمن سمع به بأرض فلا يقدمن عليه ومن
وقع بأرض وهو بها فلا يخرجنه الفرارا منه (طب - عن أسامة بن زيد).
28458 إن هذا الطاعون رجز عذب به طائفة من بني إسرائيل
كانوا قبلكم فهو في الأرض يذهب أحيانا ويرجع أحيانا فمن سمع به
بأرض فلا يدخلن عليه، ومن كان بأرض فوقع بها فلا يخرجن فرارا منه
(للعدني - عن أسامة بن زيد).

(1) القرف: ملابسة الداء ومداناة المرض والتلف والهلاك وليس هذا من باب
العدوي وإنما هو من باب الطب، فان استصلاح الهواء من أعون الأشياء
على صحة الأبدان، وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام
. النهاية 4 / 46. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الطير رقم (3904) وقال المنذري:
في اسناده ورجل مجهول. عون المعبود (10 / 422). ص
81

28459 إن هذا الوجع بقية عذاب عذب به من كان قبلكم
فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها، وإذا وقع بأرض فلا
تأتوها (ابن قانع - عنه).
28460 إن هذا الطاعون رجز نزل على من كان قبلكم فإذا
سمعتم به في أرض فلا تدخلوها، وإذ أكان وأنتم بها فلا تخرجوا منها
(سمويه - عن أسامة بن زيد).
28461 إذا وقع الطاعون في أرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها،
وإن كنتم بغيرها فلا تقدموها عليها (حم، طب والبغوي وابن قانع -
عن عكرمة بن خالد المخزومي عن أبيه أو عمه عن جده.
28462 إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا
منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوا عليه (طب - عن
عبد الرحمن بن عوف).
أحاديث الطاعون من قسم الافعال ذكر في
الشهادة الحكمي من كتاب الجهاد
كتاب الطب من قسم الافعال
الترغيب فيه
28463 عن أم جميلة أنها دخلت على عائشة فقالت لها إني
82

امرأة أداوي من الكلف (1) من الوجه وقد تأثمت (2) منه فأردت
تركه فما تأمرني؟ فقالت لها عائشة: لقد كنا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم
لو أن إحدانا كانت إحدى عينيها أحسن من الأخرى فقيل لها
انزعيها وحوليها مكان الأخرى وانزعي الأخرى فحوليها مكانها ثم
ظننته ان ذلك يسوغ لها ما رأيته به بأسا فإذا زاولت فزاوليها وهي
لا تصلي (ابن جرير).
28464 (مسند عثمان بن أبي العاص) قدمت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يبطلني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعل
يدك اليمنى عليه ثم قل: بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر
ما أجد سبع مرات ففعلت فشفاني الله عز وجل (ش).
28465 (مسند أسامة بن شريك) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
أصحابه عنده كأنما على رؤسهم الطير قال فسلمت عليه وقعدت
فجاءت الاعراب فسألوه فقالوا: يا رسول الله نتداوى؟ قال: نعم
تداووا فان الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد

(1) الكف: شئ يعلو الوجه كالسمسم، والكف أيضا: لون بين
السواد والحمرة، وهي حمرة كدرة تعلو الوجه. المختار 455. ب
(2) تأثمت: تأثم كف عن الاثم. المصباح 1 / 6. ب
83

الهرم قال فكان أسامة بن شريك حين كبر يقول: هل ترون لي
من دواء الآن قال وسألوه عن أشياء هل علينا حرج في كذا وكذا؟
قال: عباد الله وضع الله الحرج إلا امرأ اقتضى (1) امرأ مسلما
ظلما فذاك الذي حرج وهلك، قالوا: ما خير ما أعطي الناس
يا رسول الله قال: خلق حسن (ط، حم والحميدي، د، ت
وقال حسن صحيح، ن، ه‍ وأبو نعيم في المعرفة).
الأدوية المفردة
الحمية 28466 - عن أبي نجيح قال سأل عمر بن الخطاب الحارث بن
كلدة وهو طبيب العرب ما الدواء؟ قال الأزم (2) يعني الحمية (أبو
عبيد في الغريب وابن السني وأبو نعيم، هب).
ترك الحمية
28467 عن ابن عمر قال سمعت عمر يقول إن اشتهى
مريضكم الشئ فلا تحموه فلعل الله إنما اشتهاه بذلك ليجعل شفاءه
فيه (ابن أبي الدنيا، عب).

(1) اقتضى: اقتضيت منه حقي أخذت. المصباح 2 / 696. ب
(2) الأرم: يعني الحمية، وإمساك الأسنان بعضها على بعض. النهاية 1 / 46. ب
84

التمر
28468 (مسند علي رضي الله عنه) عن مجاهد عن سعد
قال مرضت فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي حتى
وجدت بردها على فؤادي فقال: إنك رجل مفؤد ائت الحارث
ابن كلدة أخا ثقيف فإنه يتطبب فمره فليأخذ سبع تمرات فليجأهن
(1) بنواهن ثم ليلدك بهن (الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
الزيت
28469 (مسند عمر رضي الله عنه) عن عمر قال: ائتدموا
بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة (إبراهيم بن أبي ثابت
في حديثه).
البط
28470 عن علي قال دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل
من الأنصار نعوده بظهره ورم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه مدة
أخرجوها عنه فبطه (2) ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد (ع والدورقي

(1) فليجأهن: أي فليدقهن. وبه سميت الوجيئة، وهو تمر يبل بلبن أو
سمن ثم يدق حتى يلتئم. النهاية 5 / 152. ب
(2) فبطه: بط الرجل الجرح بطأ من باب قتل شقة. المصباح 1 / 71. ب
85

وفيه أشعث بن سعيد ضعيف وضعفه).
28471 عن علي أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رمد
وبين يدي النبي صلى الله عليه وسلم تمر يأكله فقال: يا علي أتشتهيه فرمى إلي
بتمرة ثم رمى إلي بأخرى حتى رمى إلي بسبع تمرات ثم قال:
حسبك يا علي (ابن السني وأبو نعيم معا في الطب وسنده حسن).
جامع الأدوية الملح إلى آخره
28472 قال وكيع حدثنا الفضل بن سهل الأعرج حدثنا
زيد بن الحباب حدثني عيسى بن الأشعث عن جويبر عن الضحاك عن
النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب قال: من ابتدأ غداءه بالملح
أذهب الله عنه سبعين نوعا من البلايا، ومن أكل كل يوم سبع
تمرات عجوة قتلت كل داء في بطنه ومن أكل كل يوم إحدى
وعشرين زبيبة حمراء لم ير في جسده شيئا يكرهه، واللحم ينبت
اللحم، والثريد طعام العرب والباشياز حار جار يعظم البطن
ويرخي الأليتين، ولحم البقر داء ولبنها شفاء وسمنها دواء والشحم
يخرج مثله من الداء، ولم يستشف الناس بشفاء أفضل من السمن
وقراءة القرآن، والسواك يذهب البلغم، ولم تستشف النفساء
بشئ أفضل من الرطب، والسمك يذيب الجسد، والمرء يسعى
86

بجده، والسيف يقطع بحده، ومن أراد البقاء ولا بقاء فليباكر
الغداء، وليقل غشيان النساء وليخف الرداء قيل: وما خفة الرداء
في البقاء؟ قال خفة الدين - روى بعضه ابن السني وأبو نعيم معا في
الطب، عب وعيسى بن الأشعث، قال في المغني مجهول وجويبر متروك).
28473 عن علي أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث
عهد بمرض وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رطب فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم
رطبة ثم أخرى حتى بلغ سبع رطبات ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حسبك (المحاملي في أماليه وفي سنده إسحاق بن محمد الغزوي ضعيف
لكن له طريق أخر يأتي).
28474 عن عروة قال: قالت عائشة: مرضت فحماني أهلي
كل شئ حتى الماء فعطشت ليلة وليس عندي أحد فدنوت من
قربة معلقة فشربت منها شربي وأنا صحيحة، فجعلت أعرف صحة
تلك الشربة في جسدي قال: كانت عائشة تقول: لا تحموا المريض
شيئا (هب).
العسل
28475 (مسند عامر بن مالك المعروف بملاعب الأسنة)
عن خشرم بن حسان عن عامر بن مالك قال: بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
87

من وعك ألتمس منه دواء وشفاء فبعث إلى بعكة من عسل (ابن
منده، كر قال رواه جماعة عن خشرم مرسلا).
الكي
28476 عن جرير قال عزم علي عمر لأكتوين (مسدد).
28477 عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده قال أخذتني ذات
الجنب في زمن عمر فدعى رجل من العرب أن يكويني فأبى
إلا أن يأذن له عمر فذهب إلى عمر فأخبره القصة فقال عمر: لا تقرب
النار فان له أجلا لن يعدوه ولن يقصر عنه (ش).
الحقنة
28478 عن سعيد بن أيمن أن رجلا كان به وجع فنعت (1) له الناس الحقنة فسأل عمر بن الخطاب عنه فزجره عمر، فلما غلبته
الوجع احتقن فبرأ من وجعه ذلك فرآه عمر فسأله عن برئه فقال:
احتقنت فقال عمر: إن عاد لك فعد لها يعني احتقن (أبو نعيم).

(1) فنعت: النعت: وصف الشئ بما فيه من حسن ولا يقال في القبيح،
إلا أن يتكلف متكلف، فيقول: نعت سوء، الوصف يقال في
الحسن والقبيح. النهاية 5 / 79. ب
88

الحجامة
28479 (مسند علي رضي الله عنه) عن مندل بن علي عن
سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباته عن علي قال نزل جبريل على
النبي صلى الله عليه وسلم بحجامة الأخدعين (1) والكاهل (ه‍ وأبو بكر الشافعي
في الغيلانيات ومندل ضعيف وسعد واصبغ متروكان، ابن عساكر).
28480 حدثنا يوسف بن عمر قال قرئ علي أحمد بن عيسى
قيل له حدثكم هاشم يعني ابن القاسم حدثنا يعلى عن عبد الله بن جراد
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قطع العروق مسقمة والحجامة خير
منه قطع العروق مسقمة. (2) 28481 عن أبي هريرة قال: أخبرنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أن
جبريل أخبره أن الحجم أنفع ما يداوى به الناس (خط في المتفق).
28482 عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى
الحجام أجرة واستعط (3) (كر).
28483 عن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد انه كان يحتجم في

(1) الأخدعين: الأخدعان: عرقان في جانبي العنق. النهاية 2 / 14. ب
(2) عزاه في المنتخب (4 / 8) قال أخرجه: (فر) عن عبد الله بن جراد. ص
(3) استعط: يقال سعطته وأسعطته فاستعط، والاسم السعوط بالفتح،
وهو ما يجعل من الدواء في الأنف. النهاية 2 / 368. ب
89

هامته وبين كتفيه وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجمها ويقول:
من أهراق من هذه الدماء فلا يضره إلا أن يتداوى بشئ لشئ (كر).
28484 عن انس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثا اثنتين
في الأخدعين وواحدة على الكاهل (كر).
28485 عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثا
في الأخدعين وبين الكتفين حجمه غلام لبني بياضة يقال له أبو هند
وكان يؤدي إلى أهله كل يوم مدا ونصفا فشفع له رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوضعوا عنه نصف مد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الحجام
أجرة ولو كان حراما لم يعطه (أبو نعيم).
ذيل الحجامة
28486 عن علي قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للحجام
حين فرغ: كم خراجك؟ قال صاعان فوضع عنه صاعا وأمرني
فأعطيته صاعا (ش وفيه أبو جناب الكلبي ضعيف).
28487 عن أبي مرئد البلوي انه سمع حمزة بن النعمان العدوي
وكانت له صحبة يقول أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفن الشعر والدم
(أبو نعيم).
28488 عن انس قال احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أعطاه
90

كراه (1) قال له أخذت كراك؟ قال: نعم قال ثلاثا كله
وأطعمه (ابن النجار).
محظورات التداوي
28489 عن عمار بن بشر عن أبي بشر شيخ من أهل البصرة
قال: كنت آتي معاذة العدوية وأخف بها فأتيتها يوما فقالت: يا أبا
بشر ألا أعجبك؟ شربت دواء للمشي فاشتد بطني فابعث لي بنبيذ
الجر فائتني منه بقدح فأتيتها بقدح نبيذ جر فدعت بمائدتها فوضعت
القدح عليها، ثم قالت اللهم ان كنت تعلم أني سمعت عائشة تقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن نبيذ الجر فاكفنيه بما شئت قال:
فانكفأ القدح وأهراق ما فيه واذهب الله تعالى ما كان في بطنها من
الأذى، وأبو بشر حاضر لذلك (كر).
مكروه الأدوية
28490 عن علي انه كره الحقنة (أبو نعيم).
28491 عن سعد بن إبراهيم أن عمر كان يكره أن أداوي
دبر دابته بالخمر.

(1) كراه: الكراء بالمد: الأجرة. المصباح 2 / 730. ب
91

ذيل الأدوية
28492 عن علي قال إذا اشتكى أحدكم فليسأل امرأته
ثلاثة دراهم أو نحوها فليشتر بها عسلا وليأخذ من ماء السماء فيجمع
هنيئا مريئا وشفاء ومباركا (عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم
وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي في جزئه).
28893 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرني بالحجامة والافتصاد (1) (ابن السني في الطب، وفيه شمر نمير (2) قال في المغني له
مناكير وقال الجرجاني غير ثقة).
28494 عن علي قال: كنت أرمد من دخان الحصن فدعاني
رسول الله صلى الله عليه وسلم فتفل عليه وغمزها بأصبعه فما رمدت بعد (أبو نعيم
في الطب).
28495 عن علي قال: الحناء بعد النورة أمان من الجذام
والبرص (أبو نعيم فيه من نسخة عبد بن أحمد بن عامر عن أبيه عن
أهل البيت).

(1) الافتصاد: الفصد: قطع العرق، وبابه ضرب، وقد وافتصد.
المختار 397. ب
(2) قال في المغني للذهبي طبع حلب (1 / 300) كان غيره ثقة وهكذا ذكره في
الميزان (2 / 280) وكان في الحديث تصحيفا وخاصة في الأسماء. ص
92

البط
28496 عن ابن رافع قال رآني عمر معصوبة يدي أو رجلي
فانطلق بي إلى (1) البيت فقال بطه (2) فان المدة إذا تركت بين
العظم واللحم أكلته (ش).
الأمراض - النقرس
28497 عن قيس بن أبي حازم أن رجلا أتي عمر بن
الخطاب يشكون إليه النقرس فقال عمر كذبتك الظهائر (3) (الدينوري، قال الحربي: أي عليك بالمشي حافيا في الهاجرة).
الجذام
28498 عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال قدم على أبي بكر
وفد من ثقيف فأتى بطعام فدنا القوم وتنحى رجل به هذا الداء

(1) وفي المنتخب (4 / 3): فانطلق بي إلى الطبيب. ص
(2) ومعني بطه: البط: شق الدمل والخراج ونحوهما. النهاية (1 / 135) ص
(3) قال في النهاية: (3 / 174) وتجمع الظهيرة على الظهائر أي: عليك المشي في
حر الهواجر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5 / 100) رواه الطبراني
أبو بكر الداهري لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. ص
93

يعني الجذام فقال له أبو بكر: ادنه فدنا قال كل فأكل، وجعل
أبو بكر يضع يده موضع يده فيأكل مما يأكل منه المجذوم (ش
وابن جرير).
28499 عن الزهري أن عمر بن الخطاب قال للمعيقيب
اجلس مني قيد رمح وكان به ذلك الداء وكان بدريا (ابن جرير).
28500 عن محمود بن لبيد قال أمرني يحيى بن الحكم على
جرش (1) فقدمتها فحدثوني أن عبد الله بن جعفر حدثهم أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب هذا الوجع: الجذام اتقوه كما يتقى السبع،
إذا هبط واديا فاهبطوا غيره، فقلت لهم: والله لئن كان ابن جعفر
حدثكم هذا ما كذبكم فلما عزلني عن جرش قدمت المدينة فلقيت
عبد الله بن جعفر فقلت يا أبا جعفر ما حديث حدثني به عنك أهل
جرش؟ قال فقال: كذبوا والله ما حدثتهم هذا ولقد رأيت عمر
ابن الخطاب يؤتي بالاناء فيه الماء فيعطيه معيقيبا وكان رجلا قد أسرع
فيه ذلك الوجع فيشرب منه ثم يتناوله عمر من يده فيضع فمه موضع
فمه حتى يشرب منه فعرفت إنما يصنع عمر ذلك فرارا من أن

(1) جرش: بلد بالأردن. القاموس 2 / 265. ب
وقال ابن الأثير في النهاية (/ 261) بضم الجيم وفتح الراء: مخلاف من
مخاليف اليمن. وهو بفتحهما بلد بالشام. ص
94

يدخله شئ من العدوي قال: وكان يطلب له الطب من كل من سمع له
بطب حتى قدم عليه رجلان من أهل اليمن فقال: هل عندكما من
طب لهذا الرجل الصالح فان هذا الوجع قد أسرع فيه؟
فقالا: أما شئ يذهبه فلا نقدر عليه، ولكنا سنداويه دواء يقفه فلا
يزيد فقال عمر: عافية عظيمة أن يقف فلا يزيد فقالا له: هل
تنبت أرضك الحنظل؟ قال نعم قالا: فاجمع لنا منه فأمر فجمع
له منه مكتلين عظيمين فعمدا إلى كل حنظلة فشقاها ثنتين، ثم
أضجعا معيقيبا، ثم أخذ كل رجل منهما بإحدى قدميه، ثم جعلا
يدلكان بطون قدميه الحنظلة حتى إذا أمحقت (1) أخذا أخرى حتى
رأينا معيقيبا يتنخم أخضر مرا، ثم أرسلاه فقالا لعمر: لا يزيد
وجعه بعد هذا أبدا قال: فوالله ما زال معيقيب متماسكا لا يزيد
وجعه حتى مات (ابن سعد وروى صدره ابن جرير إلى قوله من أن
يدخله شئ من العدوي).
28501 عن خارجة بن زيد أن عمر بن الخطاب دعاهم لغدائه
فهابوا وكان فيهم معيقيب وكان بن جذام فأكل معيقيب معهم فقال
له عمر خذ مما يليك ومن شقك فلو كان غيرك ما آكلني في
صحفة ولكان بيني وبينه قيد رمح (ابن سعد وابن جرير).

(1) أخرجه ابن سعد الطبقات الكبرى بلفظه (4 / 117) ص
95

28502 عن خارجة بن زيد أن عمر وضع له العشاء مع الناس
يتعشون فخرج فقال لمعيقيب بن أبي فاطمة الدوسي وكان له صحبة
وكان من مهاجرة الحبشة: ادن فاجلس وأيم الله لو كان غيرك به
الذي بك لما جلس مني أدنى من قيد رمح (ابن سعد (1) وابن جرير).
28503 عن القاسم بن عبد الرحمن ان عمر بن الخطاب انتظر
أم عبد بالصلاة على عتبة بن مسعود وكان خرجت عليه فبقبقت (2)
الجنازة (ابن سعد).
28504 عن ابن أبي مليكة قال: إن عمر بن الخطاب مر بامرأة
مجذومة وهي تطوف بالبيت فقال لها: يا أمة الله لا تؤذي الناس
لو جلست في بيتك فجلست فمر بها رجل بعد ذلك فقال: إن
الذي كان نهاك قد مات فاخرجي، قالت: ما كنت لأطيعه حيا
وأعصيه ميتا (مالك والخرائطي في اعتلال القلوب).
28505 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم فأقعده
معه فقال: كل ثقة بالله وتوكلا عليه (ابن جرير).
28506 عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال: كان في وفد

(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى بلفظه (4 / 118). ص
(2) فبقبقت: البقبقة: حكاية صوت، يقال: بقبق الكوز. المختار 44. ب
96

ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الباب إنا قد
بايعناك فارجع (ابن جرير).
28507 عن نافع بن القاسم عن جدته فطيمة قالت: دخلت
على عائشة فسألته أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في المجذومين: فروا
منهم كفراركم من الأسد قالت: كلا ولكنه لا عدوى فمن
عادى (1) الأول (ابن جرير).
28508 عن ابن عمر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في طريق
بين مكة والمدينة فمر بعسفان فرأى المجذومين، وفي لفظ: وادي
المجذومين فأسرع رسول الله صلى الله عليه وسلم السير وقال: إن كان شئ من
الداء يعدي فهو هذا (ابن انجار وقال فيه الخليل بن زكريا الشيباني
عامة أحاديثه مناكير لم يتابع عليها).
28509 عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى وفر
من المجذوم كما تفر من الأسد (ابن جرير).

(1) عادى: العدوي: ما يعدي من جرب أو غيره. وهو مجاوزته من صاحبه
إلى غيره. يقال: أعدى فلان فلانا من خلقه، أو من علة به، أو
من جرب، وفي الحديث (لا عدوى) أي لا يعدي شئ شيئا.
المختار 331. ب
97

البرص
28510 عن شييم بن زييم البكري أبي مريم قال: كنت مع
عمر وعلي وعبد الرحمن وهم يأكلون فجاء رجل من خلف عمر به
برص، فتناول منه فقال له عمر: أخر وقال بيده فقال علي:
فخشيت على طعامك وآذيت جليسك؟ فجعل عمر ينظر إلى عبد
الرحمن، فقال عبد الرحمن: صدق فحمد الله عمر فقال رجل لعمر:
يا أمير المؤمنين إن أمر هذا كذا وكذا ينتقصه، فقال عمر:
أننفيه؟ قال لا قال: فحمله على ناقة وكساه حلة (ابن جرير).
الحمى
28511 (مسند بريدة بن الخصيب) قال نعيمان: يا رسول الله
بي وعك شديد من الحمى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأين أنت يا نعيمان
من مهيعة كانت أرضا وبية (طب).
28512 عن رافع بن خديج عن أنس قال: دخل النبي
صلى الله عليه وسلم على عائشة وهي موعوكة فشكت إليه الحمى وسبتها فقال:
لا تسبيها فإنها مأمورة ولكن إن شئت علمتك كلمات إذا قلتهن
أذهب الله عنك قولي اللهم ارحم عظمي الدقيق وجلدي الرقيق،
وأعوذ بك من فورة الحريق يا أم ملدم إن كنت آمنت بالله واليوم
98

الآخر فلا تأكلي اللحم ولا تشربي الدم ولا تفوري على الفم،
ولا تصدعي الرأس وانتقلي إلى من زعم أن مع الله إلها آخر فاني
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قالت عائشة:
فقلتها فذهبت عني الحمي (أبو الشيخ في الثواب وفيه عبد الملك بن
عبد ربه الطائي قال في المغني حديثه منكر).
28513 عن أم طارق مولاة سعد بن عبادة قالت جاء النبي
صلى الله عليه وسلم إلى سعد فاستأذن فسكت سعد ثم أعاد فسكت سعد ثم
أعاد فسكت سعد فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلني وراءه فقال: إنه لم
يمنعني أن آذن لك إلا أنا أردنا أن تزيدنا فسمعت صوتا على الباب
يستأذن ولم أر شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت فقالت أم
ملدم، فقال: لا مرحبا بك ولا أهلا أتريدين إلى أهل قباء؟ قالت
نعم قال: فاذهبي إليهم (ابن منده، كر).
28514 عن عبد الرحمن المرقع بن صيفي قال: لما افتتح
النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وكانت مخضرة من الفواكه فوقع أناس فيها
فأخذتهم الحمى فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس إن
الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض وقطعة من النار (العسكري
في الأمثال).
99

فصل في الرقي المحمودة
28515 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن عمرة بنت عبد
الرحمن ان أبا بكر الصديق دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية
ترقيها فقال أبو بكر، ارقيها بكتاب الله عز وجل (مالك، ش وابن
جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق، ق).
28516 عن عمرة أن عائشة كانت ترقيها يهودية فدخل
عليها أبو بكر وكان يكره الرقي فقال: أرقيها بكتاب الله عز وجل
(ابن جرير).
28517 عن عثمان بن عفان قال مرضت فكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يعودني فعوذني يوما فقال: بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك
بالله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد
من شر ما تجد ثلاث مرات فشفاني الله تبارك وتعالى، فلما استقل
رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما قال لي: يا عثمان تعوذ بها فما تعوذت بمثلها
(ابن زنجويه في ترغيبه، ع، عق والبغوي في مسند عثمان لا اعلم
حدث به عن علقمة بن مرثد غير حفص بن سليمان وهو أبو عمرو
صاحب القراءة وفي حديثه لين والحاكم في الكنى، خط).
28518 عن عثمان قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني
100

فقال: أعيذك بالله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد من شر ما تجد فرددها سبعا فلما أراد القيام: قال: تعوذ
بها فما تعوذت بخير منها يا عثمان (الحكيم).
28519 عن عبد الله بن الحسين أن عبد الله بن جعفر دخل
على ابن له مريض يقال له صالح فقال: قل لا إله إلا الله الحليم الكريم
سبحان الله رب العرش العظيم، اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم تجاوز
عني اللهم أعف عني فإنك غفور رحيم ثم قال: هؤلاء الكلمات علمنيهن
عمي وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهن إياه (ش، ن، حل وهو صحيح).
28520 عن عمر أنه دخل هو وأبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وبه
حمى شديدة فلم يرد عليهما شيئا فخرجا فأتبعهما برسول فقال: إنكما
دخلتما علي فلما خرجتما من عندي نزل الملكان فجلس أحدهما عند
رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رجلي: ما به؟ قال الذي
عند رأسي: حمى شديدة قال الذي عند رجلي: عوذه فقال: بسم
الله أرقيك واله يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن كل نفس
حاسدة وطرفة عين والله يشفيك خذها فلتهنك فما نفث ولا نفخ
وكشف ما بي فأرسلت إليكما لأخبركما (ابن السني في عمل يوم
وليلة، طب في الدعاء، قال الحافظ ابن حجر في أماليه: في سنده ضعف).
101

28521 عن علي قال: لا أرقيه إلا مما أخذ عليه سليمان
الميثاق (ابن راهويه وحسن).
28522 (مسند بديل) عن الحليس بن عمرو عن أمه
الفارعة عن جدها بديل بن عمرو الخطمي قال: عرضت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم رقية الحية فأذن لي فيها ودعا فيها بالبركة (ان منده وقال
غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو نعيم، قال في الإصابة وفي
اسناده من لا يعرف).
28523 (مسند جبلة بن الأزرق) عن راشد بن سعد عن
جبلة بن الأزرق وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى إلى جانب جدار كثير الأجحرة (1) فلما جلس في الركعتين
خرجت عقرب ولدغته فغشي عليه فرقاه الناس فلما أفاق قال: إن
الله تبارك وتعالى شفاني وليس برقيتكم (أبو نعيم).
28524 عن حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني أنه عرض
على النبي صلى الله عليه وسلم: رقية من العين فأذن له فيها ودعا له فيها بالبركة
(أبو نعيم).

(1) ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة (2 / 61) وصححته مغه والأجحرة:
الشق في الجدار والحديث مر برقم (28401). ص
102

28525 عن محمد بن حاطب قال تناولت قدرا لنا فأحرقت
يدي فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس في الجبانة فقالت له: يا رسول
الله فقال: لبيك وسعديك، ثم أدنتني منه فجعل ينفث ويتكلم لا
أدري ما هو فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول قالت: كان يقول:
أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت (ش).
28526 عن محمد بن حاطب قال وقعت القدر على يدي
فاحترقت فانطلقت أمي بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يتفل عليها
ويقول: أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي (ابن جرير).
28527 (أيضا) لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي
أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله هذا ابن أخيك حاطب
وقد أصابه هذا الحرق من النار فلا أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أدري نفث أو بزق وما أدري في أي يدي كان ذلك الحرق
فمسح على رأسي ودعا لي بالبركة وفي ذريتي (أبو نعيم في المعرفة).
28528 (مسند الحكم والد شبيث) عن شبيث بن الحكم
عن أبيه أن رجلا من أسلم أصيب فرقاه رسول الله صلى الله عليه
وسلم (أبو نعيم).
103

28529 (مسند حكيم بن حزام) عن الزهري عن حكيم
ابن حزام أنه قال: يا رسول الله رقى كنا نسترقي بها وأدوية كنا نتداوى بها
هل تردن من قدر الله تعالى؟ فقال: هو من قدر الله (أبو نعيم).
28530 (مسند السائب بن يزيد) عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأم الكتاب تفلا (قط في الافراد، كر).
28531 عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا
الدرداء إذا آذاك البراغيث فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات
(وما لنا أن لا نتوكل على الله) الآية فان كنتم آمنتم بالله فكفوا
شركم وأذاكم عنا ثم ترش حول فراشك فإنك الليلة آمن من شره
(الديلمي).
28532 (مسند عبادة بن الصامت رضي الله عنه) عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل رقاه وهو يوعك قال: بسم الله أرقيك من كل
داء يؤذيك من كل حاسد إذا حسد ومن كل عين واسم الله
ينشيك (ش).
28533 (مسند أبي الطفيل) دخلت يوما على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعندهم قدر تفور لحما فأعجبتني شحمة فأخذتها فازدردتها فاشتكيت عليها
سنة ثم إني ذكرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه كان فيها نفس
104

سبعة أناس ثم مسح بطني فألقيتها خضراء فوالذي بعثه بالحق ما
اشتكيت بطني حتى الساعة (طب - عن رافع بن خديج).
28534 (مسند أبي هريرة) دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا اشتكي فقال: ألا أرقيك برقية علمنيها جبريل بسم الله أرقيك
والله يشفيك من كل إرب يؤذيك ومن شر النفاثات في العقد
ومن شر حاسد إذا حسد (ش).
28535 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض
ببزاقه بإصبعه بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن
ربنا (ش).
28536 عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا
وضع يده على بعض وقال: أذهب البأس رب الناس واشف أنت
الشافي شفاء لا يغادر سقما (كر).
28537 عن عائشة قالت: كنت أعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
أذهب البأس رب الناس بيدك الشفاء لا شافي إلا أنت يا شافي شفاء
لا يغادر سقما قالت: فذهبت أعوذه في مرضه الذي مات فيه فقال:
ارفعي يدك فإنما كان ينفعني في المدة (ابن النجار).
28538 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقى بهذه
105

الرقية: امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف إلا أنت قالت
عائشة: فتعلمت هذه الرقية وكنت أرقيه بها (ابن جرير).
28539 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى
المريض يدعو له يقول أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي
لا شفاء إلا شفاؤك لا يغادر سما قالت: فلما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم في
مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحها وأعوذه بهذه
فنزع يده من يدي وقال: سلي الرفيق الاعلى، ثم قال: رب اغفر
لي وألحقني بالرفيق الاعلى قالت: فكان آخر ما سمعت من كلامه
(ابن جرير)
28540 عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من كل
ذي حمة (كر).
28541 عن عبد الرحمن بن السائب ابن أخي ميمونة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم قال: قالت ميمونة يا ابن أخي تعال أرقيك برقية رسول
صلى الله عليه وسلم فقالت: بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك أذهب
الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت (ابن جرير).
28542 عن يونس بن حباب قال: استأمرت أبا جعفر محمد
ابن علي في تعليق المعاذة فقال: نعم إذا كان من كتاب الله أو كلام
106

عن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أستشفي به من الحمى قال: فكنت
أكتبها من الربع (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا
به كيدا فجعلناهم الأخسرين) اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل
اشف صاحب هذا الكتاب (ابن جرير).
28543 عن أبي العالية أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله
إن كائدا من الجن يكيدني قال: قل أعوذ بكلمات الله التامات من
شر ألمي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض،
ومن شر ما يخرج منها، ومن شر ما يعرج في السماء وما ينزل
منها، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن قال:
ففعلت ذلك فأذهب الله عني (ق، كر).
28544 عن أبي عن علي قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة يصلي فوضع يده على الأرض فلدغته عقرب فتناولها رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقتلها فلما انصرف قال: لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره
ولا نبيا ولا غيره إلا لدغتهم، ثم دعا بملح وماء فجعلهما في إناء ثم
جعل يصبه على أصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين، وفي
رواية: ويقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين (ش، هب والمستغفري
في الدعوات وأبو نعيم في الطب).
107

28545 عن علي وابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (لو
أنزلنا هذا القرآن على جبل) إلى آخر السورة قال: هي رقية
الصداع (الديلمي).
28546 عن الحارث عن علي أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فوافقه
مغتما فقال: يا محمد ما هذا الغم الذي أراه في وجهك؟ قال: الحسن
والحسين اصابتهما عين قال: صدق بالعين فان العين حق أفلا عوذتهما
بهؤلاء الكلمات؟ قال: وما هن يا جبريل؟ قال: قل اللهم يا ذا
السلطان العظيم ذا المن القديم ذا الرحمة الكريم وهي الكلمات
التامات والدعوات المستجابات عاف الحسن والحسين من أنفس
الجن وأعين الانس فقالها النبي صلى الله عليه وسلم فقاما يلعبان بين يديه فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: عوذوا أنفسكم ونساءكم وأولادكم بهذا التعوذ فإنه لم يتعوذ
المتعوذون بمثله (ابن منده في غرائب شعبة والجرجاني في الجرجانيات
والإصبهاني في الحجة، كر وقال قال قط تفرد به أبو رجاء محمد بن
عبيد الله الخطيبي من أهل تستر).
28547 عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين
بهؤلاء كلمات الله التامة أعيذ كما بكلمات الله التامات من كل شيطان
وهامة ومن كل عين لامة (طس وابن النجار).
108

28548 عن علي قال لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي،
فلما فرغ قال: لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره إلا لدغته
ثم دعا بملح وماء وجعل يمسح عليها ويقرأ قل يا أيها الكافرون وقل
أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس (طس وابن مردويه وأبو
نعيم في الطب).
الرقي المذمومة
28549 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن عائشة قالت:
كان لأبي غلام يخرج له الخراج وكان أبي يأكل من خراجه
فجاء يوما بشئ فأكل منه أبو بكر فقال الغلام: أتدري ما هذا؟
فقال أبو بكر: ما هو؟ قال: كنت تكهنت لانسان في الجاهلية
وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي
أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شئ في بطنه خ (1)، هق).
28550 عن عمران بن الحصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في
يده حلقة من صفر (2) فقال ما هذه الحلقة؟ فقال: هي من

(1) أخرجه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب أيام الجاهلية (5 / 54). ص
(2) صفر: الصفر - بالضم - الذي يعمل منه الأواني، وأبو عبيدة يقوله
بالكسر. المختار 288. ب
109

الواهنة قال: دعها فما تزيدك إلا وهنا (ابن جرير وصححه).
28551 عن عمران بن حصين قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم
وفي عضدي حلقة من صفر فقال: ما هذا؟ قلت: من الواهنة
قال: أيسرك أن توكل إليها انبذها عنك (ابن جرير
وصححه).
28552 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عبد الله بن عكيم
الجهني خرج به خراج (1) فقيل له ألا تعلق عليه خرزا؟ فقال:
لو علمت أن نفسي تكون فيه ما علقته ثم قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم نهانا
عنه (ابن جرير وصححه).
28553 عن أبي بشر الحارث بن خزمة الأنصاري أنه كان
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفار فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا
والناس في مبيتهم لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
(أبو نعيم) ومر الحديث برقم (28425).

(1) خراج: وزن غراب بثر الواحدة خراجة. المصباح 1 / 227. ب
110

الكتاب الرابع من حروف الطاء
الطيرة والفأل والعدوي من قسم الأقوال
الطيرة
28554 أقروا الطير على مكناتها (1) (د، (2) - عن أم كرز)
28555 الطير تجري بقدر (ك - عن عائشة).
28556 الطيرة (3) شرك (حم، خد، 4 ك - عن ابن مسعود).
28557 كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في المرأة

(1) مكناتها: في الأصل: بيض الضباب، واحدتها مكنة بكسر الكاف
وقد تفتح يقال: مكنت الضبة، وأمكنت، ومعناه: أن الرجل في
الجاهلية كان إذا أراد حاجة أتي طيرا ساقطا أو في وكره فنفره، فان
طار ذات اليمين مضى لحاجة وأن طار ذات الشمال رجع، فنهوا عن
ذلك. أي لا تزجروها وأقروها على مواضعها التي جعلها الله لها فإنها
لا تضر ولا تنفع. النهاية 4 / 350. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الضحايا باب في العقيقة رقم 2818. ص
(3) الطيرة: بكسر الطاء وفتح الياء و، وقد تسكن، هي التشاؤم بالشئ
وهو مصدر تطير. يقال: تطير طيرة وتخير خيرة، ولم يجئ من
المصادر هكذا غيرهما. وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من
من الطير والظباء وغيرهما. وكان ذبك يصدهم عن مقاصدهم فنفاه الشرع،
وأبطله ونهى عنه، وأخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر.
النهاية 3 / 152. ب
111

والدابة والدار (ك، هق عن عائشة).
28558 الشؤم في ثلاث: في المرأة والمسكن والدابة
(ت، ن - عن ابن عمر).
28559 الطيرة في الدار والمرأة والفرس (حم - عن
أبي هريرة).
28560 إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار
(خ، د، ه‍ - عن ابن عمر).
28561 إن كان الشؤم في شئ ففي الدار والمرأة والفرس
(مالك، حم، خ، ه‍ - عن سهل بن سعد، ق - عن ابن عمر،
م، ن - عن جابر).
28562 العيافة (1) والطيرة والطرق من الجبت (2)
(د - عن قبيصة).
28563 في الانسان ثلاثة: الطيرة والظن والحسد

(1) العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادة
العرب كثيرا، وهو كثير في أشعارهم، يقال: عاف يعيف عيفا إذا زجر
وحدس وظن. النهاية 3 / 330. ب
(2) الجبت: كلمة تقع على الضم، والكاهن، والساحر، ونحو ذلك.
المختار 67. ب
112

فمخرجه من الطير أن لا يرجع ومخرجه من الظن أن لا يحقق،
ومخرجه من الحسد ألا يبغي (هب - عن أبي هريرة).
28564 في المؤمن ثلاث خصال: الطيرة والظن والحسد،
فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع ومخرجه من الظن أن لا يحقق،
ومخرجه من الحسد أن لا يبغي (ابن صصري في أماليه، فر - عن
أبي هريرة).
28565 ليس منا من تطير ولا من تطير له أو تكهن
أو تكهن له سحر أو سحر له (طب - عن عمران بن حصين).
28566 من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك (حم، طب -
عن ابن عمر).
الاكمال
28567 إن العيافة والطرق (1) والطيرة من الجبت (ابن سعد،
حم، طب - عن قطن بن قبيصة عن أبيه).
28568 الطيرة شرك الطيرة شرك (ط، حم، د، ه‍، ك،
هب - عن ابن مسعود).

(1) الطرق: الظرب بالحصا الذي يفعله النساء وقيل هو الخط في الرمل.
النهاية 3 / 121. ب
113

28569 الطيرة من الشرك (ت: حسن صحيح - عنه).
28570 من خرج يريد سفرا فرجع من طير فقد كفر
بما أنزل على محمد (الديلمي - عن أبي ذر).
28571 إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك (حم - عن الفضل
ابن عباس).
28572 لا هام لا هام (ابن جرير - عن أبي هريرة).
28573 إن يكن الشؤم في شئ ففي المرأة والدابة والمسكن
(ابن جرير - عن سهل بن سعد).
28574 لا شؤم فإن يك شؤم ففي الفرس والمرأة
والمسكن (طب - عن عبد المهيمن عن ابن عباس عن سهل بن سعد
عن أبيه عن جده).
28575 لا طيرة والطيرة على من تطير فإن يك في شئ
ففي الدار والفرس والمرأة (حب وابن جرير، ص - عن انس).
28576 الطيرة في المسكن والمرأة والفرس (ابن جرير -
عن بن عمر).
28577 اخرجوا منها وهي ذميمة (هب - عن ابن
مسعود).
114

28578 ذروها ذميمة (د، ق - عن انس) (1).
28579 من أصابه من ذلك يعني الطيرة شئ فليقل: اللهم
لا طير إلا طيرك ولا إله غيرك (ن - عن سلمان بن بريدة عن أبيه).
28580 من ردته الطيرة عن حاجة فقد أشرك قالوا: يا رسول
الله وما كفارة ذلك؟ قال: يقول: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير
إلا خيرك ولا إله غيرك. (حم، طب وابن السني في عمل يوم وليلة -
عن ابن عمر).
الفأل
28581 الفأل (2) مرسل والعطاس شاهد عدل (الحكيم
عن الرويهب).
28582 أخذنا فألك من فيك (د - عن ابن هريرة، ابن
السني وأبو نعيم معا في الطب - عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن
جده، فر - عن ابن عمر).
28583 أحسن الطيرة الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب ما جاء في الطيرة رقم (3905). ص
(2) الفأل. أن يكون الرجال مريضا فيسمع آخر يقول: (يا سالم) أن يكون
طالبا فيسمع آخر يقول: (يا واجد) يقال: تفأل بكذا - بالتشديد -
وفي الحديث (أنه كان يحب الفأل ويكره الطيرة). المختار 384. ب
115

أحدكم من الطيرة ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت
ولا يرفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك (د، هق -
عن عروة بن عامر القرشي).
28584 أصدق الطيرة الفأل، ولا ترد مسلما، وإذا رأيتم
من الطيرة شيئا تكرهونه فقولوا: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت
ولا يذهب بالسيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بالله (ابن السني -
عن عقبة بن عامر).
28585 كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في المرأة
والدابة والدار (ك، هق - (عن عائشة).
28586 لا شؤم وقد يكون اليمن في الدار والمرأة والفرس
(ت، ه‍ - عن حكيم بن معاوية).
28587 لا شئ في الهام، والعين حق وأصدق الطيرة
الفأل (حم، ت - عن حابس).
28588 لا هامة ولا عدوى ولا طيرة وإن تكن الطيرة
في شئ ففي الفرس والمرأة والدار (حم، د - عن سعد بن مالك).
28589 الشؤم في ثلاث: في المرأة والمسكن والدابة
(ت، ن عن ابن عمر).
116

28590 لا طيرة وخيرها الفأل الكلمة الصالحة يسمعها
أحدكم (حم، م - عن أبي هريرة).
الاكمال
28591 خير الطيرة الفأل والعين حق (الديلمي - عن
أبي هريرة).
28592 لا طيرة وخيرها الفأل قيل: يا رسول الله وما الفأل؟
قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم (حم، م - عن أبي هريرة).
28593 نعم الشئ الفأل الكلمة الحسنة يسمعها أحدكم
(الديلمي - عن أبي هريرة).
28594 يا لبيك نحن أخذنا فألك من فيك اخرجوا بنا إلى
خضرة (طب، أبو نعيم في الطب - عن كثير بن عبد الله المزني
عن أبيه عن جده).
العدوي
28595 لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح
(م - عن أبي هريرة).
28596 لا عدوى ولا طيرة، وإنما الشؤم في ثلاث: في
117

الفرس والمرأة والدار (حم، ق (1) - عن ابن عمر).
28597 لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح، والفأل
الصالح: الكلمة الحسنة (حم، ق (2) د، ت، ه‍ - عن انس).
28598 لا عدوى ولا هامة ولا نوء (3) ولا صفر (د -
عن أبي هريرة).
28599 لا عدوى ولا طيرة ولا هامة قيل: يا رسول الله
أرأيت البعير يكون به الجرب فيجرب الإبل كلها؟ قال: ذلكم
القدر فمن أجرب الأول (حم، ه‍ - عن ابن عمر).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطب باب لا عدوى (7 / 179). ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الطب باب لا عدوى (7 / 180). ص
(3) نوء: الأنواء: هي ثمان وعشرون منزلة، ينزل القمر كل ليلة في منزلة
منها، ومنه قوله تعالى (والقمر قدرناه منازل) ويسقط في الغرب كل
ثلاث عشرة ليلة منزلة مع طلوع الفجر، وتطلع أخرى مقابلها ذلك
الوقت في الشرق، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة، كانت العرب تزعم
أن مع سقوط المنزلة وطلوع رقيبها يكون مطر، وينسبونه إليها، فيقولون:
مطرنا بنوء كذا، وإنما غلظ النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الأنواء لان العرب
كانت تنسب المطر إليها. فأما من جعل المطر من فعل الله تعالى، وأراد
يقوله: (مطرنا بنوء كذا) أي في وقت كذا، وهو هذا النوء الفلاني
، فان ذلك جائز: أي أن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه
الأوقات. النهاية 5 / 122. ب
118

28600 لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفر من
المجذوم كما تفر من الأسد (حم، خ (1) - عن أبي هريرة).
28601 لا يعدي شئ شيئا فمن أجرب الأول لا عدوى ولا
صفر خلق الله كل نفس فكتب حياتها ورزقها ومصائبها (حم، ن
عن ابن مسعود).
28602 لا يوردن ممرض على مصح (حم، ق (2) د،
ه‍ - عن أبي هريرة).
28603 لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا غول (3)
(حم، م - عن جابر).
28604 لا عدوى ولا صفر ولا هامة (حم، ق، د، ه‍ -
عن أبي هريرة، حم، م - عن السائب بن يزيد).
28605 فمن أعدى الأول (ق، د - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه البخاري كتاب الطب باب الجذام (7 / 164). ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الطب باب لا هامة (7 / 179). ص
(3) غول: الغول: أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت
العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا: أي تتلون
تلونا في صور شتى. وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه
النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله. النهاية 3 / 396. ب
119

28606 لا غول (د - عن أبي هريرة).
الاكمال
28607 لا صفر، ولا هامة، ولا يعدي سقيم صحيحا
(القاضي محمد بن الباقي الأنصاري في جزء من حديثه عن شيوخه -
عن علي).
28608 لا صفر، ولا هامة، ولا عدوى، ولا يتم شهران
ستين يوما، ومن خفر (1) ذمة الله لم يرح ريح الجنة (طب
وابن عساكر - عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني).
28609 لا عدوى (طب - عن ابن عباس).
28610 لا عدوى، ولا صفر ولا هامة ولا يتم شهران ستين
يوما ومن خفر بذمة الله لم يرح رائحة الجنة (طب - عن
أبي أمامة).
28611 لا عدوى ولا طيرة ولا هامة إن تكون الطيرة في
شئ فهو في المرأة والفرس والدار، فإذا سمعتم بالطاعون بالأرض فلا

(1) خفر: أخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه. ومنه حديث أبو بكر
(من ظلم أحدا من المسلمين فقد أخفر الله) وفي رواية (ذمة الله)
النهاية 2 / 53. ب
120

تهبطوا عليه، وإن وقع وأنتم بها فلا تفروا منه (ابن خزيمة
والطحاوي، حب - عن سعد بن أبي وقاص).
28612 لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، ألم تروا إلى البعير
يكون في الصحراء فيصبح وفي كر كرته (1) أو في مراق (2)
بطنه نكتة من جرب لم تكن قبل ذلك فمن أعدى الأول (الشيرازي
في الألقاب، طب، حل، ك - عن عمير بن سعد الأنصاري،
وماله غيره).
28613 لا عدوى ولا هامة ولا صفر خلق الله كل نفس
فكتب حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها (حم والخطيب - عن
أبي هريرة).
28614 لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، فمن
أعدى الأول (حم، ه‍، طب - عن ابن عباس).
28615 لا عدوى ولا طيرة ولا هامة قيل: يا رسول الله

(1) كر كرته: هي بالكسر: زور البعير الذي إذا برك أصاب الأرض،
وهي فاتئة عن جسمه كالقرصة، وجمعها: كراكر. النهاية 4 / 166. ب
(2) مراق: هو بتشديد القاف: ما رق من أسفل البطن ولان، ولا
واحد له، وميمه زائدة. النهاية 4 / 321. ب
121

أرأيت البعير يكون به الجرب فيجرب الإبل كلها؟ قال ذلكم القدر
فمن أجرب الأول (حم، ه‍ - عن ابن عمر).
28616 لا عدوى ولا هامة ولا صفر ولا يحل الممرض
على المصح وليحل المصح حيث شاء قيل: ولم ذاك؟ قال: لأنه
أذى (ق - عن أبي هريرة).
28617 لا عدوى ولا هامة ولا صفر واتقوا المجذوم كما تتقوا
الأسود (ق - عن أبي هريرة).
28618 لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل (قط في
المتفق (عنه).
28619 لا عدوى ولا هامة ولا غول ولا صفر (ابن
جرير - عنه).
28620 لا عدوى ولا طائر (ابن جرير - عنه).
28621 لا عدوى ولا طير (ابن جرير عنه).
28622 لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، وخير الطير الفأل
والعين حق (ابن جرير - عنه).
28623 لا عدوى ولا طيرة ولا هامة (ابن جرير -
عن سعد).
122

28624 لا عدوى ولا طيرة فمن أعدى الأول (ابن جرير -
عن أبي أمامة).
28625 لا عدوى ولا طيرة (وكل إنسان ألزمناه طائره
في عنقه) (ابن جرير - عن جابر).
كتاب الطيرة والفأل والعدوي
من قسم الافعال
28626 عن النعمان بن رازية (1) أنه قال: يا رسول الله إنا
كنا نعتاف في الجاهلية وقد جاء الله بالاسلام فماذا تأمرنا يا رسول
الله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نفى الاسلام صدقها ولكن لا يمتنعن
أحدكم من سفر (كر - عن أبي سلمة).
28627 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى
ولا صفر ولا طيرة ولا هامة فقال الاعرابي: يا رسول الله فما بال
الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجئ البعير الأجرب فيدخل
فيها فيجربها كلها؟ قال: فمن أعدي الأول (خ، م، د وابن جرير).

(1) يقال: النعمان بن بازية وقال ابن منيع واسمه النعمان بن رازية عريف
الأزد وصاحب رايتهم نزل حمص وذكر ابن الأثير في أسد الغابة الحديث
(5 / 326) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهي في الاسلام الصدق. ص
123

28628 عن ابن شهاب أن أبا سلمة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: لا عدوى ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يورد ممرض
على مصح فقال أبو سلمة كان أبو هريرة يحدثهما كليهما عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صمت بعد ذلك عن قوله لا عدوى وأقام على
قوله لا يورد ممرض على مصح (ابن جرير).
28629 عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله النقبة (1)
تكون بمشفر (2) البعير أو بعجبه (3) فتشمل
الإبل كلها جربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما أعدى الأول لا عدوى
ولا هامة ولا صفر خلق الله كل نفس فكتب حياتها ومصيباتها
ورزقها (ابن جرير).
28630 عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طيرة ولا
هامة ولا عدوى ولا صفر فقال رجل: يا رسول الله أليس البعير

(1) النقبة: أول شئ يظهر من الجرب، وجمعها: نقب بسكون القاف
لأنها تنقب الجلد: أي بخرقه. النهاية 5 / 101. ب
(2) بمشفر: بكسر الميم كالجحفلة من الفرس. المصباح 1 / 432. ب
(3) بعجبه: العجب وزان فلس من كل دابة ما ضمت عليه الورك من أصل
الذنب وهو العصعص. المصباح 2 / 537. ب
124

يكون به الجرب فيكون في الإبل فيعديها؟ أفرأيت الأول من
أعداه، وفي لفظ: قال فمن أجرب الأول (ابن جرير).
28631 عن ابن أبي مليكة قال: قلت لابن عباس: كيف
ترى في جارية لي في نفسي منها شئ فاني سمعتهم يقولون: قال نبي
الله صلى الله عليه وسلم إن كان شئ ففي الربع (1) والفرس والمرأة، قال:
فأنكر أن يكون سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أشد النكرة، وفي
رواية: فأنكر أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله وأن يكون الشؤم في
شئ وقال: إذا وقع في نفسك منها شئ ففارقها أو بعها أو أعتقها
(ابن جرير).
28632 عن قتادة عن أبي حسان أن رجلين دخلا على عائشة
فحدثاها أن أبا هريرة قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة في المرأة
والفرس والدار فغضبت غضبا شديدا وطارت سعة في الأرض
وسعة في السماء وقالت: ما قاله، إنما قال: كان أهل الجاهلية
يتطيرون من ذلك (ابن جرير).
28633 عن أبي حسان قال: قيل لعائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) الربع: المنزل ودار الإقامة. وربع القوم محلتهم والرباع جمعة.
النهاية 2 / 189. ب
125

قال: الطيرة في المرأة والفرس والدار فقالت: ما قاله إنما قال: كان
أهل الجاهلية يتطيرون من ذلك (ابن جرير).
28634 عن ابن عمر أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:
يا رسول الله سكنا دارا ونحن ذو وفر فاحتجنا وساءت ذات
بيننا واختلفنا فقال: بيعوها أو ذروها وهي ذميمة (ابن جرير).
28635 عن عبد الرحمن بن أبي عميرة قال: خمس حفظتهن
من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا صفر ولا هامة ولا عدوى ولا يتم
شهران ستين يوما ومن خفر ذمة الله لم يرح ريح الجنة (كر).
28636 (مسند علي رضي الله عنه) عن ثعلبة بن يزيد الحماني
قال: سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا صفر ولا هامة
ولا يعدي سقيم صحيحا قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم سمعت أذني وبصرت عيني (ابن جرير وصححه).
28637 (أيضا) عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
كانت الطيرة شيئا، وفي لفظ: إن يكن التطير، وفي لفظ: إن
يكون الطير في شئ فهو في المرأة والفرس، وفي لفظ: والدابة
والدار (ابن جرير).
126

ذيل الطيرة
28638 عن سهل بن سعد قال: ذكر الشؤم عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كان في شئ ففي المرأة وفي المسكن والفرس
(ابن جرير).
28639 عن أبي حازم قال: ذكر الشؤم عند سهل بن سعد
فقال: كنا نقول: إن كان شئ ففي المرأة والمسكن والفرس
(ابن جرير).
28640 عن أنس قال: قال رجل يا نبي الله إنا كنا في الدار
كثير فيها عددنا وكثير فيها أموالنا فتحولنا إلى دار أخرى فقل
فيها عددنا وقلت فيها أموالنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها أو ذروها
وهي ذميمة (د (1) ابن جرير، هق).
حرف الظاء
كتاب الظهار من قسم الافعال
28641 عن عمر قال: إذا كانت تحت الرجل أربع نسوة

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطب باب في الطيرة رقم (3905) ومره الحديث
عزوه برقم (28578). ص
127

فظاهر (1) منهن يجزيه كفارة واحدة (عب، قط، ق).
28642 عن القاسم بن محمد أن رجلا جعل امرأة عليه
كظهر أمه إن تزوجها فقال عمر بن الخطاب: إن يتزوجها فلا
يقربها حتى يكفر كفارة الظهار (عب، ق).
28643 عن سعيد بن المسيب قال: أتى رجل عمر بن الخطاب
له ثلاث نسوة فقال: أنتن عليه كظهر أمه فقال عمر: عليه
كفارة واحدة (عب، عد، ق).
28644 (مسند عمرو بن سلمة) عن سليمان بن يسار عن
سلمة بن صخر البياضي أنه جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي
رمضان فسمنت وتربعت فوقع عليها في النصف من رمضان فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يعظم ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتستطيع أن
تعتق رقبة؟ فقال: لا قال: أو تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟
فقال: لا قال: أفتستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟ قال: لا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا فروة بن عمرو أعطه ذلك الفرق وهو
مكتل يأخذ خمسة عشر صاعا أو ستة عشر صاعا فليطعمه ستين

(1) فظاهر: يقال ظاهر الرجل من امرأته ظهارا. وتظهر وتظاهر إذا
قال لها: أنت علي كظهر أمي وكان في الجاهلية طلاقا. النهاية 3 / 165. ب
128

مسكينا: فقال: على أفقر مني فوالذي بعثك بالحق ما بين لابتيها
أهل بيت أحوج إليه منا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: اذهب به
إلى أهلك (عب).
28645 عن يوسف بن عبد بن سلام قال: حدثتني خولة
بنت مالك بن ثعلبة وكانت تحت أوس بن الصامت أخي عبادة
ابن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعان زوجها حين ظاهر منها
بفرق من تمر وأعانته هي بفرق آخر فذلك ستون صاعا، قالت:
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: تصدق به وقال لها: ارجعي إلى ابن عمك
واتقي الله فيه (أبو نعيم).
28646 عن ابن عباس أنه كان لا يرى الظهار قبل النكاح
شيئا ولا الطلاق قبل النكاح شيئا (عب).
28647 عن ابن المسيب أن رجلا ظاهر من امرأته فأصابها
قبل أن يكفر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكفارة واحدة (عب).
28648 عن عكرمة مولى ابن عباس قال: تظاهر رجل
من امرأته فأصابها قبل أن يكفر فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: وما حملك على ذلك؟ قال: رحمك الله يا رسول
الله رأيت خلخالها أو قال ساقيها في ضوء القمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
129

فاعتزلها حتى تفعل ما أمرك الله به (عب).
28649 عن علي قال: إذا ظاهر مرارا في مجلس واحد
فكفارة واحدة وإن ظاهر في مقاعد شتى فكفارات شتى والايمان
كذلك (عب).
28650 عن علي قال: لا يدخل إيلاء (1) في تظاهر ولا
تظاهر في إيلاء (عب).
حرف العين
وفيه أربعة كتب العلم العتاق العارية
العظمة من قسم الأقوال
كتاب العلم
وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول في الترغيب فيه
28651 طلب العلم فريضة على كل مسلم (عد، هب - عن

(1) إيلا: في الحديث (من يتأل على الله بكذبه) أي من حكم عليه
وحلف، كقولك والله ليدخلن الله فلانا النار ولينجحن الله سعى
فلان، وهو من الالية: اليمين يقال: آلى يولى إيلاء وتألى يتألى تأليا،
والاسم الالية. النهاية 1 / 62. ب
130

انس، ط، ص، خط - عن الحسين بن علي، طس - عن ابن عباس،
تمام - عن ابن عمر، طب عن ابن مسعود، خط - عن علي، طس،
هب - عن أبي سعيد).
28652 طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم
عند غيره أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب (ه‍ -
عن انس) (1)
28653 طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب
العلم يستغفر له كل شئ حتى الحيتان في البحر (ابن عبد البر في
العلم - عن انس).
28654 طلب العلم فريضة على كل مسلم والله يحب إغاثة
اللهفان (هب وابن عبد البر - عن انس).
28655 طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة والصيام
والحج والجهاد في سبيل الله تعالى (طب وابن عبد البر - عن انس).
28656 طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة، وطلب العلم
يوما خير من صيام ثلاثة أشهر (فر - عن ابن عباس).

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب فضل العلماء والحث على طلب العلم رقم
(224) وقال في الزوائد: اسناده ضعيف. ص
131

28657 العلم أفضل من العبادة، وملاك الدين الورع
(خط وابن عبد البر في العلم - عن ابن عباس).
28658 العلم أفضل من العمل، وخير الأعمال أوسطها،
ودين الله تعال بين القاسي والغالي والحسنة بين السيئتين لا ينالها
إلا بالله، وشر السير الحقحقة (1) (هب عن بعض الصحابة).
28659 العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل: آية
محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة (د، ه‍، ك - عن
ابن عمرو) (2).
28660 العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنة ماضية ولا
أدري (فر - عن ابن عمر).
28661 العلم حياة الاسلام وعماد الدين ومن علم علما
أتم الله له أجره، ومن تعلم فعمل علمه الله ما لم يعلم (أبو الشيخ -
عن ابن عباس).

(1) الحقحقة: هو المتعب من السير. وقيل هو أن تحمل الدابة على ما لا
تطيقه. النهاية 1 / 412. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الفرائض باب ما جاء في تعليم الفرائض رقم (2868)
وسنده عبد الرحمن بن زياد وقد تكلم فيه غير واحد. عون
المعبود (8 / 93). ص
132

28662 العلم خزائن، ومفتاحها السؤال: فاسألوا يرحمكم
الله فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم، والمستمع، والسامع والمحب
لهم (حل - عن علي).
28663 العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه،
والحلم وزيره، والبصر أمير جنوده، والرفق والده واللين
أخوه (هب - عن الحسن مرسلا).
28664 العلم خير من العبادة، وملاك الدين الورع (ابن
عبد البر - عن أبي هريرة).
28665 العلم خير من العبادة، وملاك الدين الورع، العالم
من يعمل بالعلم وإن كان قليلا (أبو الشيخ - عن عبادة).
28666 العلم دين، الصلاة دين فانظروا عمن تأخذون
هذا العلم وكيف تصلون هذه الصلاة فإنكم تسألون يوم القيامة
(فر - عن ابن عمر).
28667 العلم علمان فعلم في القلب وذلك العلم النافع،
وعلم على اللسان فذلك حجة الله على ابن آدم (ش - والحكيم -
عن الحسن مرسلا، خط - عنه عن جابر).
28668 العلم ميراثي وميراث الأنبياء قبلي (فر - عن أم هانئ).
133

28669 العلم والمال يستران كل عيب والجهل والفقر
يكشفان كل عيب (فر - عن ابن عباس).
28670 العلم لا يحل منعه (فر - عن أبي هريرة).
28671 العالم أمين الله في الأرض (ابن عبد البر في العلم -
عن معاذ).
28672 العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس لا خير
فيه (طب - عن أبي الدرداء).
28673 العالم سلطان الله في الأرض، فمن وقع فيه فقد هلك
(فر - عن أبي ذر).
28674 العالم والعلم والعمل في الجنة، فإذا لم يعمل العالم
بما يعلم كان العلم والعمل في الجنة وكان العالم في النار (فر - عن
أبي هريرة).
28675 العلماء أمناء الله على خلقه (القضاعي وابن عساكر -
عن انس).
28676 العلماء أمناء أمتي (فر - عن عثمان).
28677 العلماء مصابيح الأرض، وخلفاء الأنبياء وورثتي
وورثة الأنبياء (عد - عن علي).
134

28678 العلماء قادة، والمتقون سادة ومجالستهم زيادة (ابن
النجار - عن انس).
28679 العلماء ورثة الأنبياء يحبهم أهل السماء ويستغفر لهم
الحيتان في البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة (ابن النجار - عن انس).
28680 العلماء ثلاثة رجل عاش بعلمه وعاش الناس به
ورجل عاش الناس به فأهلك نفسه ورجل عاش بعلمه ولم يعش
به غيره (فر - انس).
28681 اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا ومصابيح الآخرة
(فر - عن انس) (1).
28682 اتقوا زلة العالم وانتظروا فيئته (الحلواني، عد،
هق - عن كثير بن عبد الله بن عوف عن أبيه عن جده).
28683 احذروا زلة العالم فإن زلته تكبكبه في النار
(فر - أبي هريرة) (2).
28684 أجوع الناس طالب العلم وأشبعهم الذي لا يبتغيه

(1) قال المناوي في فيض القدير (1 / 107): فيه القاسم بن إبراهيم الملطي
كذاب. ص
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 187) لم يرمز المصنف
له بشئ وهو ضعيف لان فيه محمد بن ثابت البناني. ص
135

(أبو نعيم في كتاب العلم، فر - عن ابن عمر) (1).
28685 احبسوا على المؤمنين ضالتهم العلم (فر وابن النجار
في تاريخه - عن انس) (2).
28686 اختلاف أمتي رحمة (نصر المقدسي في الحجة والبيهقي
في رسالة الأشعرية بغير سند وأورده الحليمي والقاضي حسين وامام
الحرمين وغيرهم ولعله خرج به في بعض كتب الحفاظ التي لم
تصلى إلينا) (3).
28687 إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني إلى الله
تعالى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم (طس، عد، حل -
عن عائشة).
28688 إذا اجتمع العالم والعابد على الصراط، قيل للعابد:
ادخل الجنة وتنعم بعبادتك، وقيل للعالم: قف هنا واشفع لمن
أحببت فإنك لا تشفع لاحد إلا شفعت فقام مقام الأنبياء
(أبو الشيخ في الثواب، فر - عن ابن عباس).

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 163): ضعيف لان فيه الجارود. ص
(2) قال المناوي في الفيض (1 / 180): وفيه إبراهيم بن هانئ وهو ضعيف. ص
(3) قال المناوي في الفيض (1 / 209): لم أقف له على سند صحيح وقال
الحافظ العراقي: سنده ضعيف. ص
136

28689 إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين زهده في
الدنيا وبصره عيوبه (هب - عن انس وعن محمد بن كعب
القرظي مرسلا).
28690 إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه
رشده (البزار - عن ابن مسعود).
28691 إذا أراد الله بأهل بيت خيرا فقههم في الدين ووقر
صغيرهم كبيرهم ورزقهم الرفق في معيشتهم والقصد في نفقاتهم
وبصرهم عيوبهم فيتوبوا منها وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا (1)
(قط في الافراد - عن انس).
28692 إذا أراد الله بقوم خيرا أكثر فقهاءهم وأقل جهالهم
فإذا تكلم الفقيه وجد أعوانا، وإذا تكلم الجاهل قهر، وإذا أراد
بقوم شرا أكثر جهالهم وأقل فقهاءهم وإذا تكلم الجاهل وجد أعوانا
وإذا تكلم الفقيه قهر (أبو نصر السجزي في الإبانة عن حبان بن
أبي جبلة فر - عن ابن عمر).
28693 إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة

(1) هملا: أي مهملة لا رعاء لها، ولا فيها من يصلحها ويهديها، فهي
كالضالة. النهاية 5 / 274. ب
137

مات وهو شهيد (البزار - عن أبي ذرو أبي هريرة) (1)
28694 إذا قرأ الرجل القرآن واحتشى من أحاديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكانت هناك غريزة (2) كان خليفة من خلفاء الأنبياء (الرافعي
في تاريخه - (3) عن أبي أمامة).
28695 إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل: وما رياض
الجنة؟ قال: مجالس العلم (طب - عن ابن عباس).
28696 أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب
العلم في الدنيا فلم يطلبه، ورجل علم علما فانتفع به من سمعه
منه دونه (ابن عساكر - عن انس).
28697 اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على
كل مسلم (عق، عد، هب وابن عبد البر في العلم) (4) 28698 اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 324): فيه يعلى بن هلال قال الذهبي في
الضعفاء يضع الحديث. ص
(2) غريزة وفي حديث عمر (الجبن والجرأة غرائز، أي أخلاق وطبائع صالحة أو
رديئة، واحدتها: غريزة. النهاية 3 / 359. ص
(3) قال المناوي في الفيض (1 / 416): وقال ضعيف. ب
(4) قال المناوي في الفيض (1 / 542، 543) لم يصح فيه إسناد. ص
138

على كل مسلم إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما
يطلب (ابن عبد البر - عن انس) (1).
28699 من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا
إلى الجنة (ت - (2) عن أبي هريرة).
28700 من طلب العلم كان كفارة لما مضى (ت (- عن
سخبرة) (3) 28701 - من طلب العلم تكفل الله له برزقه (خط - عن
زياد بن الحارث الصدائي).
28702 من طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع (حل -
عن انس).
28703 من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص
من أجر العامل (ه‍ - عن معاذ بن انس).
28704 من علم آية من كتاب الله أو بابا من علم أنمى
الله أجره إلى يوم القيامة (ابن عساكر - عن أبي سعيد).

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 542، 543) لم يصح فيه إسناد. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب في فضل رقم 2648 وقال حسن. ص
أخرجه الترمذي كتاب العلم باب فضل العلم رقم 2648 وقال إسناده
ضعيف. ص
139

28705 من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (حم، ق -
عن معاوية، حم، ت - (1) عن ابن عباس، ه‍ - عن أبي هريرة).
28706 من غدا أو راح وهو في تعليم دينه فهو في الجنة
(حل - عن أبي سعيد).
28707 من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده
(حل - عن ابن مسعود).
28708 من يرد الله بهديه يفهمه (السجزي - عن عمر).
28709 المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون (حل - عن واثلة).
28710 نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تحملها إلى أخ
لك مسلم فتعلمها إياه (طب - عن ابن عباس).
28711 نوم على علم خير من صلاة على جهل (حل -
عن سلمان).
28712 الناس رجلان عالم ومتعلم ولا خير فيما سواهما
(طب - عن ابن مسعود).
28713 والله لان يهدى بهداك رجل واحد خير لك من

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب الله إذا أراد الله بعبد خيرا رقم 2645 وقال حسن صحيح ص
140

حمر النعم (د - عن سهل بن سعد).
28714 وزن حبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليه (خط -
عن ابن عمر) (1).
28715 يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح
عليهم مداد العلماء على دم الشهداء (الشيرازي - عن انس، المرهي -
عن عمران بن حصين، ابن عبد البر في العلم - عن أبي الدرداء، ابن
الجوزي في العلل - عن النعمان بن بشير) (2).
28716 تعلموا العلم وتعلموا للعلم الوقار (خد - عن عمر) (3).
28717 تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تعلمون منه (طس عد - عن أبي هريرة) (4).
28718 تعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم

(1) قال المناوي في الفيض (6 / 362) قال ابن الجوزي حديث لا يصح وتهمه
الخطيب بوضع الحديث. ص
(2) قال المناوي في الفيض (6 466): إسناده ضعيف. ص
(3) قال المناوي في الفيض (3 / 253): قال غريب من حديث مالك عن زيد
لم نكتبه إلا من حديث حبوش رزق الله عن عبد المنعم. ص
(4) قال المناوي في الفيض (3 / 253): قال الهيثمي فيه عباد بن كثير وهو
متروك الحديث. ص
141

حتى تعلموا بما تعلمن (عد، خط - عن معاذ، ابن عساكر - عن
أبي الدرداء) (1).
28719 تعلموا من العلم ما شئتم، فوالله لا تؤجروا
بجمع العلم حتى تعلموا (أبو الحسن بن الأحزم المديني في أماليه -
عن انس).
28720 تعلموا الفرائض والقرآن وعلموا الناس فإني مقبوض
به (ت - عن أبي هريرة).
28721 تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر
والبحر ثم انتهوا (ابن مردويه، قط في كتاب النجوم - عن ابن عمر).
28722 الخير عادة والشر لجاجة (2) ومن يرد الله به خيرا
يفقهه في الدين (ه‍ - (3) عن معاوية).

(1) قال المناوي في الفيض (3 / 253): قال الحافظ العراقي سنده ضعيف قال
رواه الدارمي موقوفا على معاذ بسند صحيح ص
(2) لجاجة: لج في الامر لججا من باب تعب ولجاجا ولجاجة فهو لجوج ولجوجة مبالغة إذا لازم الشئ وواظبه المصباح 2 / 754. ب
(3) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب فضل العلماء والحث على طلب العلم
رقم (221) وقال في الزوائد: رواه ابن حبان في صحيحه من طريق
هاشم بن عمار باسناده ومتنه. ص
142

28723 عالم ينتفع به خير من ألف عابد (فر - عن علي).
28724 ضالة المسلم العلم كلما قيد حديثا طلب إليه آخر
(فر - عن علي).
28725 طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها رضى بما
يطلب (ابن عساكر - عن انس).
28726 طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات
(العسكري في الصحابة وأبو موسى في الذيل - عن حسان بن أبي
سنان مرسلا).
28727 طالب العلم أفضل عند الله تعالى من المجاهد في
سبيل الله (فر - عن انس).
28728 طالب العلم لله كالغادي والرائح في سبيل الله (فر -
عن عمار وأنس).
28729 طالب العلم طالب الرحمة طالب العلم ركن
الاسلام، ويعطى أجره مع النبيين (فر - عن انس).
28730 اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن
الخامس فتهلك (البزار، طس - عن أبي بكر) (1).

(1) قال المناوي في الفيض (2 / 17): قال أبو زرعة العراقي من املائه هذا
حديث فيه ضعيف. ص
143

28731 أفضل الأعمال العلم بالله، إن العلم ينفعك معه
قليل العمل وكثيره، وإن الجهل لا ينفعك معه قليل العمل ولا
كثيره (الحكيم - عن انس) (1).
28732 ألا أعلمك خصلات ينفعك الله بهن؟ عليك بالعلم
فإن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه
والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنده (الحكيم - عن ابن عباس).
28733 اكتبوا العلم قبل ذهاب العلماء، وإنما ذهاب العلم
بموت العلماء (ابن النجار - عن حذيفة).
28734 إن الله تبارك وتعالى أوحى إلي أنه من سلك مسلكا
في طلب العلم سهلت له طريق الجنة ومن سلبت كريمتيه أثبته
عليهما الجنة، وفضل في علم خير من فضل في عبادة، وملاك الدين
الورع (هب - عن عائشة).
28735 إن الله تعالى جعل العلم قبضات، ثم بثها في البلاد
فإذا سمعتم بعالم قد قبض في الأرض فقد رفعت قبضة فلا يزال
يقبض حتى لا يبقى شئ (فر - عن ابن مسعود).

(1) قال المناوي في الفيض (2 / 27): الحديث له شواهد ترقيه إلى درجة الحصة. ص
144

28736 إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى
الحوت في البحر يصلون على معلم الناس الخير (طب والضياء -
عن أبي أمامة).
28737 صاحب العلم يستغفر له كل شئ حتى الحوت في
البحر (ع - عن انس).
28738 الخلق كلهم يصلون على معلم الخير حتى حيتان
البحر (فر - عن عائشة).
28739 معلم الخير يستغفر له كل شئ حتى الحيتان في
البحار (طس - عن جابر، البزار - عن عائشة).
28740 فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم إن الله
عز وجل وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها
وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير (ت - عن أبي أمامة) (1).
28741 إن الله تعالى لا ينزع العلم منكم بعد ما أعطاكموه
انتزاعا ولكن يقبض العلماء ويبقى الجهال فيسألون فيفتون
فيضلون ويضلون (طس - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم (2685)
وقال غريب. ص
145

28742 إن الحكمة تزيد الشريف شرفا وترفع العبد المملوك
حتى تجلسه مجالس الملوك (حل - عن انس).
28743 إن المؤمن إذا تعلم بابا من العلم عمل به أو لم
يعمل به كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعا (ابن لآل -
عن ابن عمر).
28744 إن الملائكة تبسط أجنحتها لطالب العلم (هب -
عن عائشة).
28745 إن طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها وتستغفر
له (البزار - عن عائشة).
28746 من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا
من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما
يصنع، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض
والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر
ليلة البدر على سائر الكواكب، وان العلماء ورثة الأنبياء، وإن
الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ
بحظ وافر (حم، (1) 4 حب - عن أبي الدرداء).

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة رقم
(2682) وقال: ليس هو عندي بمتصل هكذا. ص
146

28747 إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما
يطلب (الطيالسي - عنه عن صفوان بن عسال).
28448 ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا
وضعت له الملائكة أجنحتها رضى بما يصنع حتى يرجع (حم، ه‍،
ك، حب - عن صفوان بن عسال). 28749 إنه سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فرحبوا بهم وحيوهم
وعلموهم (ه‍ - عن أبي هريرة) (1).
28750 قلب ليس فيه شئ من الحكمة كبيت خرب
فتعلموا وعلموا وتفقهوا ولا تموتوا جهالا، فان الله لا يعذر على
الجهل (ابن السني - عن ابن عمر).
28751 كل على خير هؤلاء يقرؤن القرآن ويدعون الله
تعالى فان شاء أعطاهم وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون ويعلمون
وإنما بعثت معلما فجلس معهم (ه‍ - عن ابن عمرو). (2)
28752 ما عبد الله تعالى بشئ أفضل من الفقه في الدين

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب الوصاة بطلبة العلم رقم (247) وقال في
الزوائد: إسناده ضعيف. ص
(2) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب فضل العلماء رقم 229 وقال في الزوائد:
إسناده ضعيف. ص
147

ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد، ولكل شئ عماد
وعماد هذا الدين الفقه (طس، هب - عن أبي هريرة).
28753 ما عبد الله تعالى بشئ أفضل من فقه في الدين
ونصيحة المسلمين (ابن النجار - عن ابن عمر).
28754 ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل
الله تعالى له به طريق الجنة، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه
(د، ك - عن أبي هريرة).
28755 ما من شئ أقطع لظهر إبليس من عالم يخرج في
قبيلة (فر - عن واثلة).
28756 مجالسة العلماء عبادة (فر - عن ابن عباس).
28757 الكلمة الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها جذبها
(حب في الضعفاء - عن أبي هريرة). (1)
28758 من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو
يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله ومن جاء لغير ذلك فهو بمنزلة

(1) وهكذا أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة
رقم (2687) وقال غريب. ص
148

الرجل ينظر إلى متاع غيره (ه‍، ك - عن أبي هريرة) (1).
28759 من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم
والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم
من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى (حم، ق - عن معاوية) (2).
28760 موت العالم ثلمة (3) في الاسلام لا تسد ما اختلف
الليل والنهار (البزار - عن عائشة، ابن لآل - عن ابن عمر وعن جابر).
28761 الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في
الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة فم
تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف (حم - عن أبي هريرة).
28762 يا أبا ذر لان تغدو فتعلم آية من كتاب الله
خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولان تغدو فتعلم بابا من
العلم عمل به أو لم يعمل خير لك من أن تصلي ألف ركعة تطوعا
(ه‍ - عن أبي ذر) (4).

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة رقم (227) قال في الزوائد: إسناده صحيح
على شرط مسلم. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب العلم باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (1 / 27) ص
(3) ثلمة: الثلمة: الخلل في الحائط وغيره. المختار 64. ب
(4) أخرجه ابن ماجة في المقدمة. رقم 219 وقال المنذري: إسناده حسن. ص
149

28763 أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع (طب -
عن ابن عمر).
28764 أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء، فمن أكرمهم
فقد أكرم الله ورسوله (خط - عن جابر) (1).
28765 أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء (ابن عساكر -
عن ابن عباس).
28766 إن الفتنة تجئ فتنسف العبادة نسفا وينجو العالم
منها بعلمه (حل - عن ابن هريرة).
28767 إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء في الجنة وذلك
أنهم يزورون الله تعالى في كل جمعة فيقول لهم: تمنوا علي ما شئتم
فيلتفتون إلى العلماء فيقولون: ماذا نتمنى؟ فيقولون: تمنوا عليه كذا
وكذا فهم يحتاجون إليهم في الجنة كما يحتاجون إليهم في الدنيا (ابن
عساكر - عن جابر).
28768 إن لكل شئ دعامة (2) ودعامة هذا الدين الفقه

(1) قال المناوي في الفيض (2 / 93): قال الزيلعي حديث لا يصح فيه الحجاج
ابن حجرة. ص
(2) دعامة: الدعامة بالكسر: عماد البيت الذي يقوم عليه، وبه سمي
السيد دعامة. النهاية 2 / 120. ب
150

ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد (حب، خط -
عن أبي هريرة).
28769 إن مثل العلماء كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في
ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة
(حم - عن انس).
28770 أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم
الشهداء (المرهبي في فضل العلم، خط - عن عثمان).
28771 ألا أخبركم عن الأجود؟ الله الأجود الأجود وأنا أجود
ولد آدم وأجودهم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه يبعث
يوم القيامة أمة وحده، ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتى يقتل
(ع - عن انس).
28772 ألا أدلكم على الخلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء
قبلي؟ وهم حملة القرآن والأحاديث عني وعنهم في الله ولله (السجزي
في الإبانة، خط في شرف أصحاب الحديث - عن علي).
28773 أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر
أعطاه الله تعالى يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقا (طب - عن
أبي أمامة).
151

28774 بين العالم والعابد سبعون درجة (فر - عن أبي هريرة).
28775 جمال الرجال فصاحة لسانه (القضاعي - عن جابر).
28776 الجمال صواب القول بالحق، والكمال حسن الفعال
بالصدق (الحكيم - عن جابر).
28777 خصلتان لا تجتمعان في منافق: حسن سمت ولا
فقه في الدين (ت - (1) عن أبي هريرة).
28778 خيار أمتي علماؤها، وخير علماءها رحماؤها ألا وإن الله
تعالى ليغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا، ألا
وإن العالم الرحيم يجئ يوم القيامة وإن نوره قد أضاء يمشي فيه ما بين المشرق
والمغرب كما يضئ الكوكب الدري (حل، خط - عن أبي هريرة،
القضاعي - عن ابن عمر).
28779 خيار أمتي من دعا إلى الله تعالى وحبب عباده إليه
(ابن النجار - عن أبي هريرة).
28780 خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام إذا فقهوا
(خ - عن أبي هريرة) (2).

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم رقم (2684) وقال غريب. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب قال الله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم
(4 / 217). ص
152

28781 تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في
الاسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم لهم
كراهية قبل أن يقع فيه، وتجدون شر الناس يوم القيامة عند الله
ذا الوجهين يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه (حم، ق - عن
أبي هريرة) (1).
28782 خير الناس أقرؤهم وأفقههم في دين الله وأتقاهم لله
وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم (حم، طب،
حب - عن درة بنت أبي لهب).
28783 خير سليمان بين المال والملك والعلم فاختار العلم
فأعطي الملك والمال لاختياره العلم (ابن عساكر، فر - عن
ابن عباس).
28784 ذنب العالم واحد وذنب الجاهل ذنبان (فر -
عن ابن عباس).
28785 رحم الله امرأ سمع منا حديثا فوعاه ثم بلغه
من هو أوعى منه (ابن عساكر - عن زيد بن خالد الجهني).

(1) أخرجه البخاري كتاب المناقب باب قال الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم...)
(4 / 217). ص
153

28786 ركعة من عالم بالله خير من ألف ركعة من متجاهل
بالله (الشيرازي في الألقاب - عن علي).
28787 ركعتان من عالم أفضل من سبعين ركعة من
غير عالم (ابن النجار - عن محمد بن علي مرسلا).
28788 سارعوا في طلب العلم، فالحديث من صادق خير
من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة (الرافعي في تاريخه - عن جابر).
28789 ساعة من عالم متكئ على فراشه ينظر في علمه
خير من عبادة العابد سبعين عاما (فر - عن جابر).
28790 عليكم بالعلم فان العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره،
والعقل دليله، والعمل قيمه، والرفق أبوه واللين أخوه والصبر
أمير جنوده (الحكيم - عن ابن عباس).
28791 عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبضه أن يرفع،
العالم والمتعلم شريكان في الاجر، ولا خير في سائر الناس بعد (ه‍ -
عن أبي أمامة) (1).
28792 الغدو والرواح في تعليم العلم أفضل عند الله تعالى

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة رقم (228) وقال في الزوائد: إسناده
ضعيف. ص
154

من الجهاد في سبيل الله (أبو مسعود الأصبهاني في معجمه وابن النجار،
فر - عن ابن عباس).
28793 فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد (ت،
ه‍ - عن ابن عباس) (1).
28794 قليل الفقه خير من كثير العبادة، وكفى بالمرء
فقها إذا عبد الله، وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه، وإنما الناس
رجلان: مؤمن وجاهل فلا تؤذ المؤمن ولا تحاور الجاهل
(طب - عن ابن عمر).
28795 فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على
سائر الكواكب (حل - عن معاذ).
28796 فضل العالم على العابد سبعون درجة ما بين كل
درجة كما بين السماء والأرض (ع - عن عبد الرحمن بن عوف).
28797 فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة
(ابن عبد البر - عن ابن عباس).

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة
رقم (2681) وقال غريب. ص
155

28798 فضل العالم على غيره كفضل النبي على أمته (خط -
عن انس).
28799 فضل العلم أحب إلي من فضل العبادة وخير
دينكم الورع (البزار، طس، ك - عن حذيفة، ك - عن
أبي سعيد).
28800 قليل العمل ينفع مع العلم وكثير العمل لا ينفع
مع الجهل (فر - عن انس).
28801 كفى بالمرء فقها إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلا إذا
أعجب برأيه (حل - عن ابن عمر).
28802 لان يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت
عليه الشمس وغربت (طب - عن أبي رافع).
28803 لكل شئ طريق وطريق الجنة العلم (فر - عن
ابن عمر).
28804 ليس مني إلا عالم أو متعلم (ابن النجار، فر - عن
ابن عمر).
28805 ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب
الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة
156

وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده (فر - عن أبي هريرة) (1).
28806 ما استرذل الله تعالى عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب
(ابن النجار - عن أبي هريرة).
28807 ما استرذل الله تعالى عبدا إلا حرم العلم (عبدان
في الصحابة وأبو موسى في الذيل - عن بشير بن النهاس).
28808 ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي
صاحبه إلى هدى أو يرده عن ردى ولا استقام دينه حتى يستقيم
عقله (طس - عن عمر).
28809 ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم ينشر
(طب - عن سمرة).
28810 ما خرج رجل من بيته يطلب علما إلا سهل الله
له طريقا إلى الجنة (طس - عن عائشة).
28811 ما عبد الله تعالى بشئ أفضل من فقه في الدين
(هب - عن ابن عمر).
28812 ما قبض الله تعالى عالما من هذه الأمة إلا كان

(1) هذا الحديث عند مسلم من حديث طويل أوله: (من نفس.) كتاب الذكر
باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعمل الذكر رقم 2699 ورقم 2700. ص
157

ثغرة في الاسلام لا تسد ثلمته إلى يوم القيامة (السجزي في
الإبانة والمرهبي في العلم - عن ابن عمر).
28813 ما من رجل ينعش بلسانه حقا فعمل به من بعده
إلا أجرى عليه أجره إلى يوم القيامة ثم وفاه الله ثوابه يوم القيامة
(حم - عن انس).
28814 من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم فيعمل به ويعلمه.
أبو خيثمة في العلم - عن الحسن مرسلا).
28815 من أدى إلى أمتي حديثا لتقام به سنة أو تثلم به
بدعة فهو في الجنة (حل - عن ابن عباس).
28816 من انتقل ليتعلم علما غفر له قبل أن يخطو
(الشيرازي - عن عائشة).
28817 من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي أدخلته
يوم القيامة في شفاعتي (ابن النجار - عن أبي سعيد).
28818 من حمل من أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة
فقيها عالما (عن انس).
28819 من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله تعالى
حتى يرجع (ت والضياء - عن انس).
158

28820 علم الباطن سر من أسرار الله عز وجل، وحكم
من حكم الله يقذفه في قلوب من شاء من عباده (فر - عن علي).
الاكمال
28821 أفضل العبادة طلب العلم (الديلمي - عن أبي هريرة).
28822 طلب العلم واجب على كل مسلم (هب - عن انس).
28823 من خرج يريد علما يتعلمه فتح له باب إلى الجنة
وفرشت له الملائكة أكتافها وصلت عليه ملائكة السماوات
وحيتان البحور، وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلة البدر
على أصغر كوكب في السماء، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء
لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذ بالعلم فقد
أخذ بحظه، موت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد وهو
نجم طمس، موت قبيلة أيسر من موت عالم (ع، كر -
عن أبي الدرداء).
28824 طلب العلم فريضة على كل مسلم فاغد أيها العبد
عالما أو متعلما ولا خير فيما بين ذلك (الديلمي - عن علي).
28825 طلب الفقه حتم واجب على كل مسلم (ك في
تاريخه - عن انس).
159

28826 إن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم (هب -
عن عائشة).
28827 مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم لتحفه الملائكة
وتظله بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضا حتى يبلغوا سماء الدنيا من
محبتهم لما يطلب (البغوي، طب - عن صفوان بن عسال).
28828 مسألة واحدة يتعلمها المؤمن خير له من عبادة
سنة وخير له من عتق رقبة من ولد إسماعيل، وإن طالب العلم
والمرأة المطيعة لزوجها والولد البار بوالديه يدخلون الجنة مع الأنبياء
بغير حساب (أبو بكر النقاش والرافعي في تاريخه - عن أبي أيوب).
28829 من أتاه ملك الموت وهو يطلب العلم كان بينه
وبين الأنبياء درجة واحدة درجة النبوة (ابن النجار - عن انس).
28830 من جاءه الموت وهو يطلب العلم يحبي به الاسلام
لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا درجة في الجنة (ابن عساكر - عن
الحسن مرسلا، ابن النجار - عن الحسن عن انس).
28831 من جاء أجله وهو يطلب العلم لقي الله تعالى ولم
يكن بينه وبين النبيين إلا درجة النبوة (طس - عن ابن عباس).
28832 من جاء أجله وهو يطلب العلم ليحيي به الاسلام
160

لم يفضله النبيون إلا بدرجة (الخطيب - عن سعيد بن المسيب عن
ابن عباس).
28833 من طلب بابا من العلم ليحيي به الاسلام كان بينه
وبين الأنبياء درجة في الجنة (ابن النجار - عن أبي الدرداء).
28834 طالب العلم طالب الرحمن طالب العلم ركن
الاسلام ويعطى أجره مع النبيين (الديلمي - عن انس).
28835 من خرج يطلب بابا من العلم ليرد به باطلا من
حق أو ضلالا من هدى كان كعبادة متعبد أربعين عاما (الديلمي -
عن ابن مسعود).
28836 أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر
أعطاه الله تعالى يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقا (طب - عن
أبي أمامة) (1).
28837 من طلب بابا من العلم ليصلح به نفسه أو لمن بعده
كتب الله له من الاجر بعدد رمل عالج (ابن عساكر - عن
ابان عن انس).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1 / 125) وقال: رواه الطبراني في الكبير
فيه يوسف بن عطية متروك الحديث. ص
161

28838 من طلب علما فأدركه كتب له كفلان من
الاجر، ومن طلب علما فلم يدركه كتب له كفل من الاجر
(ع والحاكم في الكنى، طب هق وتمام، ت وابن عساكر -
عن واثلة).
28839 من طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع (حل -
عن انس).
28840 من غدا يطلب علما كان في سبيل الله حتى يرجع
وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم (طب - عن صفوان
ابن عسال).
28841 من غدا يطلب العلم صلت عليه الملائكة وبورك
له في معيشته ولم ينتقص من رزقه وكان مباركا عليه (عق -
عن أبي سعيد).
28842 من كان في طلب العلم كانت الجنة في طلبه، ومن
كان في طلب المعصية كانت النار في طلبه (ابن النجار - عن ابن عمر).
28843 من لم يطلب العلم صغيرا فطلبه كبيرا فمات مات
شهيدا (ابن النجار - عن جابر).
28844 الغدو والرواح في طلب العلم أفضل عند الله من
162

الجهاد في سبيل الله عز وجل (ابن النجار - عن ليث عن مجاهد
عن ابن عباس، ك في تاريخه - عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس).
28845 ما انتعل عبد قط ولا تخفف ولبس ثوبا ليغدو
في طلب العلم إلا غفرت له ذنوبه حيث يخطو عتبة باب بيته
(أبو نعيم - عن علي).
28846 ما انتعل عبد قط إلا تخفف ولا لبس ثوبا
ليغدو في طلب العلم يتعلمه إلا غفرت له ذنوبه حيث يخطو عتبة
باب بيته (طس وتمام وابن عساكر - عن أبي الطفيل عن علي، وفيه
إسماعيل بن يحيى التيمي كذاب يضع).
28847 ما من رجل يسلك طريقا يطلب فيه علما إلا سهل
الله له طريق الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه (حب - عن
أبي هريرة.
28848 إذا تعلمت بابا من العلم خير لك من أن تصلي
ألف ركعة تطوعا متقبلة وإذا علمت الناس عمل به أو لم يعمل
به فهو خير لك من ألف ركعة تطوعا متقبلة (الديلمي - عن أبي ذر).
28849 من تعلم حديثين اثنين ينفع بهما نفسه أو ويعلمهما
163

غيره وينتفع به كان خيرا له من عبادة ستين سنة (الديلمي -
عن البراء).
28850 من تعلم لله وعلم لله كتب في ملكوت السماوات
عظيما (الديلمي - عن ابن عمر).
28851 من تعلم آية من كتاب الله عز وجل استقبلته يوم
القيامة تضحك في وجهه (طب - عن أبي أمامة).
28852 من تعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل به كان
أفضل من صلاة ألف ركعة فإذا هو عمل به أو علمه كان له
ثوابه وثواب من يعمل به إلى يوم القيامة (الخطيب وابن الجار -
عن ابن عباس).
28853 من تعلم أربعين حديثا ابتغاء وجه الله تعالى ليعلم
به أمتي في حلالهم وحرامهم حشره الله يوم القيامة عالما (أبو نعيم -
عن علي).
28854 من تعلم حرفا من العلم غفر الله له البتة، ومن والى حبيبا في الله غفر الله له، ومن نام على وضوء غفر الله له،
ومن نظر في وجه أخيه غفر الله له، ومن ابتدأ بأمر وقال: بسم
الله غفر الله له (الرافعي - عن علي).
164

28855 من تفقه في دين الله كفاه الله همه ورزقه من
حيث لا يحتسب (الرافعي - عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن
انس، عن الخطيب وابن النجار - عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن
عبد الله بن جزء الزبيدي).
28856 من دخل مسجدي هذا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان
بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن دخله بغير ذلك من أحاديث
الناس كان بمنزلة من يرى ما يعجبه وهو شئ لغيره (طب، طس -
عن سهل بن سعد).
28857 من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرا أو يعلمه كان
كالمجاهد في سبيل الله ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس
له (حم، حب - عن أبي هريرة).
28858 من غدا يريد العلم يتعلمه لله فتح له باب إلى
الجنة، وفرشت له الملائكة أكتافها وصلت عليه ملائكة السماوات
وحيتان البحور وللعالم على العابد من الفضل كفضل القمر ليلة البدر
على أصغر كوكب في السماء والعلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم
يورثوا دينارا ولا درهما لكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ
بحظه، وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وهو نجم
165

ظمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم (طب، هب - عن
أبي الدرداء) مر الحديث برقم (28823).
28859 من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو
يعلمه كان له كأجر معتمر تام العمرة، ومن راح إلى المسجد
لا يريد إلا ليعلم خيرا أو يعلمه فله أجر حاج تام الحجة (طب،
ك، حل وابن عساكر، ص - عن أبي أمامة).
28860 رحم الله رجلا تعلم فريضة أو فريضتين وعمل بهما
أو علمهما من يعمل بهما (أبو الشيخ عن أبي هريرة).
28861 ما من رجل تعلم كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا
أو خمسا مما فرض الله تعالى ورسوله فعلمهن وعلمهن إلا دخل الجنة
(ابن النجار - عن أبي هريرة).
28862 تعلموا الفرائض وعلموه الناس فإنه نصف العلم،
وإنه ينسى وهو أول ما ينتزع من أمتي (الشيرازي في الألقاب،
ق - عن أبي هريرة).
28863 تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموها
الناس (قط - عن أبي سعيد).
28864 تعلموا العلم وعلموه الناس (هب - عن أبي بكر).
166

28865 تعلموا العلم قبل أن يرفع، فإن أحدكم لا يدري
متى يفتقر إلى ما عنده وعليكم بالعلم، وإياكم والتنطع (1) والتبدع
والتعمق وعليكم بالعتيق (الديلمي - عن ابن مسعود).
28866 تعلموا العلم قبل أن يرفع، فإن أحدكم لا يدري
متى يفتقر إلى ما عنده (الديلمي - عن أبي هريرة).
28867 تعلموا العلم فإن تعليمه خشية وطلبه عبادة ومذاكرته
تسبيح والبحث عنه جهاد (الخطيب في المتفق والمفترق - عن معاذ،
وفيه كنانة بن جبلة قال ابن معين كذاب وقال أبو حاتم محله الصدق
وقال السعدي ضعيف جدا ورواه الديلمي وزاد: وتعليمه لمن لا يعلمه
صدقة وبذله لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبيل الجنة
والأنيس في الوحشة والصاحب في الوحدة والمحدث في الخلوة والدليل
على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء والقرب
عند الغرباء، ويرفع الله به أقواما فيجعلهم في الجنة قادة، ورواه

(1) والتنطع: ومنه حديث عمر (لن تزالوا بخير ما عجلتم الفطر ولم تنطعوا
تنطع أهل العراق) أي تتكلفوا القول والعمل. وفي الحديث (هلك
المتنطعون) هم المتعمقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم.
مأخوذ من النطع، وهو الغار الاعلى من الفم، ثم استعمل في كل
تعمق قولا وفعلا. النهاية 5 / 74. ب
167

بطوله ابن لآل وأبو نعيم - عن معاذ موقوفا).
28868 يا أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبل أن
يرفع، العالم والمتعلم شريكان في الاجر ولا خير في سائر الناس بعد
طب والخطيب - عن أبي أمامة).
28869 يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم
وقبل أن يرفع العلم قيل: يا رسول الله كيف يرفع العلم وهذا
القرآن بين أظهرنا؟ فقال: اي ثكلتك أمك وهذه اليهود
والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصحبوا يتعلقوا بالحرف مما
جاءتهم به أنبياؤهم، ألا وإن من ذهاب العلم أن يذهب حملته
ثلاث مرار (حم والدارمي، طب وأبو الشيخ في تفسيره وابن
مردويه - عن أبي أمامة).
28870 الناس رجلان: عالم أو متعلم هما في الاجر سواء
ولا خير فيما بينهما من الناس (طس - عن ابن مسعود).
28871 ليس منا إلا عالم أو متعلم (أبو علي منصور بن
عبد الخالدي الهروي في فوائده وابن النجار والديلمي - عن ابن عمر).
28872 ما من أحد إلا وعلى بابه ملكان، فإذا خرج قالا:
اغد عالما أو متعلما ولا تكن الثالث (أبو نعيم - عن أبي هريرة).
168

28873 كلا المجلسين على خير أحدهما أفضل من الآخر
أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه إن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم،
وأما هؤلاء فيتعلمون ويعلمون الجاهل، وإنما بعثت معلما وهؤلاء
أفضل (طب - عن ابن عمر).
28874 إذا أراد الله بعبد خيرا يفقهه (طب - عن ابن مسعود).
28875 من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، وإنما أنا
قاسم ويعطي الله (حم - عن أبي هريرة).
28876 من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه رشده
(طب - عن معاوية، حل - عن ابن مسعود).
28877 إنما الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في
الاسلام إذا فقهوا لا يؤذين مسلم بكافر (ابن عساكر - عن
أم سلمة) قالت لما قدم عكرمة بن أبي جهل جعل يمر بالأنصار
فيقولون هذا ابن عدو الله أبي جهل فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخطب
الناس فقال - فذكره.
28878 الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام
إذا فقهوا لا تؤذوا مسلما بكافر (ك وتعقب - عن أم سلمة).
28879 الناس معادن في الخير والشر خيارهم في الجاهلية
169

خيارهم في الاسلام إذا فقهوا (العسكري في الأمثال - عن أبي هريرة).
28880 خياركم في الاسلام خياركم في الجاهلية (ابن عساكر -
عن سعيد بن أبي العاص).
28881 إن لقمان قال لابنه: يا بني عليك بمجالس العلماء
واستمع كلام الحكماء فان الله عز وجل يحيي القلب الميت بنور
الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل المطر (طب والرامهرمزي
في الأمثال - عن أبي أمامة وسنده ضعيف) (1).
28882 حملة العلم في الدنيا خلفاء الأنبياء في الآخرة من
الشهداء (الخطيب عن ابن عمر).
28883 من استقبل العلماء فقد استقبلني، ومن زار العلماء
فقد زارني، ومن جالس العلماء فقد جالسني، ومن جالسني فكأنما
جالس ربي (الرافعي - عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
28884 من علم آية من كتاب الله وسنة في دين الله هيأ
الله له من الثواب يوم القيامة ما لا يكون ثواب أفضل مما هيأ له

(1) أورد الهيثمي في الزوائد (1 / 125) وقال رواه الطبراني في الكبير
وسنده ضعيف. ص
170

أبو الشيخ عن عبد الله بن ضرار عن يزيد الرقاشي وهما ضعيفان -
عن انس).
28885 من علم آية من كتاب الله كان له مثل أجر من
تعلمها ضعفين (ابن لآل - عن عثمان).
28886 إن دين الله تعالى لن ينصره إلا من حاطه من جميع
جوانبه (الديلمي - عن ابن عباس).
28887 من علم آية من كتاب الله كان له ثوابها ما تليت
(ابن لآل - عن ابان عن عثمان).
28888 ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر (طب
وابن النجار - عن سمرة).
28889 ما من صدقة يتصدق بها رجل على أخيه أفضل
من علم يعلمه إياه) ابن النجار من طريق أبي بكر بن أبي مريم -
عن راشد بن سعد وحبيب بن عبيد وضمرة بن حبيب مرسلا).
28890 نعم الفائدة للعبد ونعم الهدية الكلمة من كلام
الحكمة يسمعها الرجل فيلتوي عليها حتى يهديها إلى أخيه المسلم (هناد وابن
عمشليق في جزئه - عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه، أبو نعيم -
عن ابن عباس).
171

28891 إن أفضل الهدية أو أفضل العطية الكلمة من كلام
الحكمة يسمعها العبد ثم يتعلمها ثم يعلمها أخاه خير له من عبادة
سنة على نيتها (تمام وابن عساكر - عن انس، وفيه عبد العزيز بن
عبد الرحمن البالسي متهم).
28892 ما أهدى مسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة
يزيده الله تعالى بها هدى أو يرده بها عن ردى (ع - عن ابن عمر).
28893 اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا ومصابيح الآخرة
الديلمي - عن انس).
28894 إذا كان يوم القيامة جمع الله العلماء فقال: إني لم
أستودع حكمتي قلوبكم وأنا أريد أن أعذبكم ادخلوا الجنة (عد،
كر - عن أبي أمامة وواثلة معا).
28895 يقول الله تبارك وتعالى للعلماء يوم القيامة إذا قعد
على كرسيه لقضاء عباده: إني لم أجعل علمي وحلمي فيكم إلا وأنا
أريد أن أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي (طب وأبو نعيم -
عن ثعلبة بن الحكم الليثي وحسن).
28896 يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة: يا معشر العلماء
172

إني لم أضع علمي فيكم إلا لمعرفتي بكم قوموا فاني قد غفرت لكم
(الطيسي في الترغيب - عن جابر).
28897 ليس من عالم إلا وقد أخذ الله ميثاقه يوم أخذ
ميثاق النبيين يرفع عنه مساوي عمله بمجالس علمه إلا أنه لا يوحى
إليه (أبو نعيم - عن ابن مسعود).
28898 ما استودع الله تعالى عبدا علما - وفي لفظ: عقلا -
إلا وهو مستنقذه به يوما ما (الديلمي - عن انس).
28899 إذا كان يوم القيامة يوزن دم الشهداء بمداد العلماء
فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء (ابن النجار - عن ابن عباس).
28900 يبعث الله تعالى العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء
فيقول: يا معشر العلماء إني لم أضع فيكم علمي وأنا أريد أن أعذبكم
اذهبوا فقد غفرت لكم (طب - عن ابن مسعود).
28901 يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء (ابن عبد
البر في العلم - عن أبي الدرداء).
28902 يوزن مداد العلماء ودم الشهداء يرجح مداد العلماء
على دم الشهداء (ابن الجوزي في العلل وابن النجار - عن ابن عمر).
28903 يبعث العالم والعابد فيقال للعابد: ادخل الجنة
173

ويقال للعالم: أثبت حتى تشفع للناس بما أحسنت أدبهم (عد، هب
وضعفه - عن جابر).
28904 أكرموا العلماء ووقروهم وأحبوا المساكين وجالسوهم
وارحموا الأغنياء واعفوا عن أموالهم (الديلمي - عن أبي الدرداء).
28905 البركة مع أكابركم أهل العلم (الرافعي - عن
ابن عباس).
28906 البركة مع الأكابر (عد وقال غريب وابن عساكر -
عن انس).
28907 نعم الرجل الفقيه إن احتيج إليه انتفع به، وان
استغني عنه أغنى نفسه (ابن عساكر - عن علي).
28908 والذي نفس محمد بيده لعالم واحد أشد على إبليس
من ألف عابد لان العابد لنفسه والعالم لغيره (ابن النجار - عن ابن
مسعود، وفيه عمر بن الحصين).
28909 خير العبادة الفقه (أبو الشيخ - عن انس).
28910 خير سليمان بن المال والملك والعلم فاختار العلم
فأعطي الملك والمال لاختياره العلم (ابن عساكر والديلمي - عن
عباس وسنده ضعيف).
174

28911 ذنب العالم واحد وذنب الجاهل ذنبان، العالم
يعذب على ركوب الذنب والجاهل يعذب على ركوب الذنب
وتركه العلم (الديلمي - عن جرير عن الضحاك عن ابن عباس).
28912 ركعة من عالم بالله خير من ألف ركعة من
متجاهل بالله (الشيرازي في الألقاب من طريق مالك بن دينار - عن
الحسن عن انس عن علي).
28913 عالم ينتفع به خير من ألف عابد (الديلمي - عن علي).
28914 فضل العالم على العابد سبعون درجة بين كل درجتين
حضر (1) الفرس السريع المضمر مائة عام وذلك أن الشيطان يضع
البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها، والعابد مقبل على عبادته
لا يتوجه لها ولا يعرفها (الديلمي - عن أبي هريرة).
28915 فضل العلم أفضل من فضل العبادة وخير دينكم
الورع (بز، طس، ك - عن حذيفة).
28916 فضل العلم أفضل من العبادة وملاك الدين الورع
طب - عن ابن عباس.

(1) حضر: الحضر بالضم: العدو. وأحضر يحضر قهو محضر إذا عدا.
ومنه الحديث (أنه أقطع الزبير حضر فرسه بأرض المدينة). النهاية 1 / 398. ب
175

28917 لا قراه ة إلا بتدبر، ولا عبادة إلا بفقه، ومجلس
فقه خير من عبادة ستين سنة (قط في الافراد - عن ابن عمر،
وهو ضعيف)
28918 يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون
عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين (عد وأبو نصر
السجزي في الإبانة وأبو نعيم، ق وابن عساكر - عن إبراهيم بن عبد
الرحمن العذري وهو مختلف في صحبته قال ابن منده ذكر في الصحابة
ولا يصح، قال أبو نعيم وروي عن أسامة بن زيد وأبي هريرة وكلها
مضطربة غير مستقيمة، عد، ق وابن عساكر - عن إبراهيم بن الرحمن
العذري ثنا الثقة من أشياخنا، الخطيب وابن عساكر - عن أسامة بن
زيد، وابن عساكر - عن انس، الديلمي عن ابن عمر، عق - عن أبي
أسامة، بز، عق - عن ابن عمر وأبي هريرة معا، قال الخطيب سئل
أحمد بن حنبل عن هذا الحديث وقيل له كأنه كلام موضوع قال لا
هو صحيح سمعته من غير واحد).
28919 يرث هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون
عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين (ك، كر -
عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري).
176

28920 يرفع الله بهذا العلم أقواما فيجعلهم قادة يقتدى بهم
في الخير، ويقتص آثارهم، ويرمق أعمارهم، وترغب الملائكة في
خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم (حل - عن انس).
28921 يسير الفقه خير من كثير العبادة، وخير أعمالكم
أيسرها (طب - عن الرحمن بن عوف).
28922 قليل الفقه خير من كثير العبادة (ع في تاريخه -
عن ابن عمر، وأبو موسى المديني في المعرفة - عن رجاء غير منسوب).
28923 كلمة حكمة يسمعها الرجل خير له من عبادة سنة،
والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير من عتق رقبة (الديلمي - عن أبي هريرة).
28924 لكل شئ دعامة، ودعامة الاسلام الفقه في الدين، ولفقيه
أشد على الشيطان من ألف عابد (عد - عن أبي هريرة).
28925 لكل شئ إقبال وإدبار، وإن من إقبال هذا الدين
أن تفقه القبيلة كلها بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الرجل المجافي
أو الرجلان، وإن من إدبار هذا الدين أن يجفو القبيلة كلها
بأسرها حتى لا يوجد فيها إلا الرجل الفقيه أو الرجلان فهما مقهوران
ذليلان لا يجدان على ذلك أعوانا ولا أنصارا (ابن السني وأبو نعيم - عن أبي أمامة).
28926 إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا، ألا وإن من إقبال
هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى إلا الفاسق أو
177

الفاسقان ذليلان فيما إن تكلما قهرا واضطهدا (1)، أو يلعن آخر
هذه الأمة أولها، ألا وعليهم حلت اللعنة حتى يشربوا الخمر علانية
حتى تمر المرأة بالقوم فيقوم إليها بعضهم فيرفع بذيلها كما يرفع
بذنب النعجة فقائل يقول: يومئذ: ألا واريتها وراء الحائط فهو
يومئذ فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم، فمن أمر يومئذ بالمعروف
ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن رآني وآمن بي وأطاعني،
وبايعني (طب - عن أبي أمامة).
28927 ما استرذل الله عبدا إلا حظر عليه العمل والأدب
(ابن النجار - عن أبي هريرة).
28928 إن الفتنة يجي فتنسف العباد نسفا وينجو العالم
منها بعلمه (د، حل وأبو نصر السجزي في الإبانة وأبو سعيد السمان
في مشيخته والرافعي وابن النجار - عن أبي هريرة) (2).
28929 مثل الذي يقرأ القرآن ولا يحسن الفرائض

(1) واضطهد: الاضطهاد هو الظلم والقهر. النهاية 3 / 106. ب
(2) رمز السيوطي في الجامع الصغير لهذا الحديث (2 / 377) (حل)
وقال المناوي: غريب من حديث أبي إسحاق لم يكتبه إلا من
حديث عطية. ص
178

كالبرنس (1) لا رأس له (الديلمي - عن أبي موسى).
28930 مثل العابد لذي لا يتفقه كمثل الذي يبني بالليل
ويهدم بالنهار (ابن أبي الدنيا في العلم والديلمي - عن عائشة).
28931 مثل الذي يقرأ القرآن ولا يفرض مثل الذي ليس
له رأس (الرامهرمزي من طريق إسحاق بن نجيح عن عطاء
الخراساني - عن أبي هريرة).
28932 منهومان لا يشبع طالبهما: طالب العلم وطالب الدنيا (طب - عن ابن مسعود).
28933 منهومان لا يقصي واحد منهما نهمته (2): منهوم
في طلب العلم لا يقضي نهمته، ومنهوم في طلب الدنيا لا يقضي
نهمته (أبو خيشمة في العلم، طب - عن ابن عباس).
28934 منهومان لا يشبعان: منهوم في علم لا يشبع،

(1) كالبرنس: هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به، من دراعة أو جبة أو
ممطر أو غيره. وقال الجوهري: هو قلنسوة طويلة كان النساك
يلبسونها في صدر الاسلام، وهو من البرس - بكسر الباء القطن،
والنوى زائدة والنهاية 1 / 122. ب (2) نهمته: النهمة: بلوغ الهمة في الشئ. النهاية 5 / / 138. ب
179

ومنهوم في دنيا لا يشبع (ك - عن قتادة عن انس، عد - عن
الحسن مرسلا) (1) 28935 كل صاحب علم غرثان (2) إلى علم (ابن السني -
عن جابر).
28936 كلمة الحكمة ضالة كل حكيم، فإذا وجدها فهو
أحق بها (العسكري في الأمثال - عن أبي هريرة).
28937 ليس من خلق المؤمن التملق ولا الحسد إلا في
طلب العلم (عد، هب - عن معاذ).
28938 لا حسد ولا ملق إلا في طلب العلم (عد، هب
والخطيب - عن أبي هريرة).
28939 لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله مالا فصرفه
في سبيل الخير، ورجل أتاه الله علما فعلمه وعمل به (حل - عن
أبي هريرة).
28940 أفضل العلم العلم بالله، قليل العمل ينفع مع العلم

(1) قال المناوي في الفيض (6 / 245): فيه ليث بن أبي سليم ضعيف. ص
(2) غرثان: أي جائع. يقال: غرث يغرث غرثا فهو غرثان وامرأة
غرثى. النهاية 3 / 353. ب
180

وكثير العمل لا ينفع مع الجهل (الديلمي عن مؤمل بن عبد الرحمن
الثقفي عن عبادة بن عبد الصمد وهما ضعيفان - عن انس).
28941 العلماء ثلاثة: رجل عاش به الناس وعاش بعلمه،
ورجل عاش به الناس وأهلك نفسه، ورجل عاش بعلمه ولم يعش
به أحد غيره (الديلمي - عن انس).
28942 إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء
بالله، فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل الغرة (1) بالله (الديلمي - عن
أبي هريرة).
28943 ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ من لا يقنط
الناس من رحمة الله، ولا يؤيسهم من روح الله، ولا يؤمنهم
مكر الله، ولا يدع القرآن رغبة إلى ما سواه، ألا لا خير في
عبادة ليس فيها تفقه، ولا في علم ليس فيه تدبر (ابن لآل في
مكارم الخلاق - عن علي).
28944 العلم حياة الاسلام، وعماد الايمان، ومن علم
علما أنمى الله له أجره إلى يوم القيامة، ومن تعلم علما فعمل به
كان حقا على الله أن يعلمه ما لم يكن يعلم (أبو الشيخ - عن ابن عباس).

(1) الغرة: أهل الغفلة الذين ركنوا إلى الدنيا راجع الترغيب والترهيب (1 / 103). ص
181

28945 العلم خير من العمل، وملاك الدين الورع، والعالم
من يعمل بالعلم وإن كان قليلا (أبو الشيخ - عن عبادة بن الصامت).
28946 العلم علمان: فعلم ثابت في القلب فذاك العلم النافع،
وعلم في اللسان فذاك حجة الله على عباده (أبو نعيم - عن يوسف
ابن عطية عن قتادة عن انس).
28947 العلم علمان: علم في القلب فذا ك العلم النافع، وعلم
على اللسان فذلك حجة على ابن آدم (ش والحكيم - عن الحسن
مرسلا، الخطيب (عن الحسن عن جابر، وأورده ابن الجوزي في العلل
من الطريقين).
28948 خير الناس أقرؤهم للقران، وأفقههم في دين الله
وأتقاهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم (حم،
طب، هب والخرائطي في مكارم الأخلاق - عن درة بنت أبي لهب).
28949 لا يفقه العبد كل الفقه حتى يبغض الناس في
ذات الله، ثم يرجع إلى نفسه فتكون أمقت عنده من الناس
أجمعين (ابن لآل - عن جابر).
28950 لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات
182

الله وحتى لا يكون أحد أمقت من نفسه (الخطيب في المتفق
والمفترق - عن شداد بن أوس).
28951 من كتب عني علما أو حديثا لم يزل يكتب له
الاجر ما بقي ذلك العلم والحديث (كر في تاريخه - عن أبي بكر)
قاتل الله يهود لقد أوتوا علما (حب - عن أبي أمامة).
الباب الثاني
في آفات العلم ووعيد من لم يعمل بعلمه
28952 العلماء أمناء الرسل ما لم يخالطوا السلطان ويداخلوا
الدنيا، فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم
(الحسن بن سفيان، عق - عن انس).
28953 الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا
السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم (العسكري - عن علي).
28954 آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد
جاهل (فر - عن ابن عباس).
28955 إن الله تبارك وتعالى ليؤيد الدين بالرجل الفاجر
(طب - عن عمرو بن النعمان بن مقرن).
183

28956 إن الله تبارك وتعالى يؤيد هذا الدين بأقوام لأخلاق
لهم (ن، حب - عن انس، حم، طب - عن أبي بكرة).
28957 إن الله تبارك وتعالى ليؤيد الاسلام برجال ما هم
من أهله (طب - عن ابن عمرو).
28958 قوام أمتي بشرارها (حم، طب - عن ميمون
ابن سنباذ).
28959 سيشد هذا الدين برجال ليس لهم عند الله
خلاق (1) (المحاملي في أماليه - عن انس).
28960 آفة العلم النسيان، واضاعته أن تحدث به غير أهله
(ش - عن الأعمش مرفوعا معضلا واخرج صدره فقط عن ابن
مسعود موقوفا).
28961 أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار (الدارمي - عن
عبيد الله بن أبي جعفر مرسلا) (2).

(1) خلاق: الخلاق: النصيب. ومنه قوله تعالى (لا خلاق لهم في الآخرة).
المختار 146. ب (2) قال المناوي في الفيض (1 / 159) في سنده المشهود له بالترجيح المستحق
لان يسمى بالصحيح قال الحافظ: مسند الدارمي ليس دون السنن في
في الرتبة بل لو ضم إلى الخمسة لكان أولى من سنن ابن ماجة فإنه أمثل
بكثير. ص
184

28962 القصاص ثلاثة: أمير، أو مأمور، أو مختال (طب -
عن عروة بن مالك وعن كعب بن عياض).
28963 لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو آمر
(حم، د - عن عمرو) (1).
28964 أبعد الناس من الله يوم القيامة القاص الذي يخالف
ما أمر به (فر - عن أبي هريرة) (2).
28965 احذروا الشهوة الخفية، العالم يحب أن يجلس إليه
(فر - عن أبي هريرة).
28966 أخاف على أمتي من بعدي ثلاثة: زلة عالم، وجدال
منافق بالقرآن والتكذيب بالقدر (طب - عن أبي الدرداء).
28967 أخاف على أمتي ثلاثا: ضلالة الأهواء، وابتاع
الشهوات في البطون والفروج، والغفلة بعد المعرفة (الحكيم والبغوي
وابن منده وابن قانع وابن شاهين وأبو نعيم، الخمسة في كتب الصحابة -
عن أفلح).

(1) عزى الحديث في الجامع الصغير (6 / 454): (حم ه‍) وقال المناوي:
إسناده حسن. وآخر فقرة من الحديث: مرائي. ص
(2) قالى المناوي في الفيض (1 / 78): رمز المصنف لضعفه لان فيه: عمرو
ابن بكر السكسكي. ص
185

28968 أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان
(عد - عن عمر).
28969 إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم
اللسان (حم - عن عمر).
28970 إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم
اللسان (ط، هب - عن عمران بن حصين).
28971 كيف أنت إذا بقيت في قوم علموا ما جهل
هؤلاء وهمهم مثل هم هؤلاء (حل - عن معاذ).
28972 أكثر منافقي أمتي قراؤها (حم، طب، هب - عن
ابن عمرو حم، طب - عن عقبة بن عامر، طب، عد - عن عصمة
ابن مالك).
28973 إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة
فاعلم أنه لص (فر - عن أبي هريرة).
28974 إذا علم العالم فلم يعمل كان كالمصباح يضئ للناس
ويحرق نفسه (ابن قانع في معجمه - عن سليك الغطفاني).
28975 مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل
الفتيلة تضئ للناس وتحرق نفسها (طب - عن ابن برزة).
186

28976 مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه
كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه (طب والضياء - عن جندب).
28977 أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه
(ط، ص، عد، هب - عن أبي هريرة).
28978 أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي رجل يتأول
القرآن يضعه على غير مواضعه، ورجل يرى أنه أحق بهذا الامر
من غيره (طس - عن عمر).
28979 إن الله تبارك وتعالى كره لكم البيان كل البيان
(طب - عن أبي أمامة).
28980 إن الله تعالى لا ينزع العلم منكم بعدما أعطاكموه
انتزاعا، ولكن يقبض العلماء بعلمهم، وتبقى جهال فيسألون
فيفتون فيضلون ويضلون (طس - عن أبي هريرة).
28981 إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من
العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ
الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
(حم، ق، ت ه‍ (عن ابن عمرو) (1).

(1) أخرجه مسلم كتاب العلم باب رفع... رقم (2673). ص
187

28982 إن الله تبارك وتعالى يبغض كل عالم بالدنيا جاهل
بالآخرة (ك في تاريخه - عن أبي هريرة).
28983 إن الله تبارك وتعالى يسأل العبد عن فضل علمه كما
يسأل عن فضل ماله (طس عن ابن عمر).
28984 إن الله تبارك وتعالى يعافي الأميين يوم القيامة ما
يعافي العلماء (حل والضياء - عن انس).
28985 إن أبغض الخلق إلى الله تعالى العالم يزور العمال (1) (ابن لآل - عن أبي هريرة).
28986 إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون (حم،
طب - عن أبي الدرداء).
28987 إن أناسا من أمتي سيتفقهون في الدين ويقرؤن
القرآن ويقولون: نأتي الامراء فنصيب من دنياهم ونعتزلهم بديننا،
ولا يكون ذلك كمالا يجتني من القتاد (2) إلا الشوك كذلك لا يجتني
من قربهم إلا الخطايا (ه‍ - عن ابن عباس).

(1) العمال: وفي الحديث (ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤنة عاملي صدقة)
أراد بعياله زوجاته، وبعامله الخليفة بعده. النهاية 3 / 300. ب
(2) القتاد: شجر له شوك. المختار 410. ب
188

28988 سيكون قوم بعدي من أمتي يقرؤن القرآن ويتفقهون
في الدين يأتيهم الشيطان فيقول: لو أتيتم السلطان فأصلح من
دنياكم واعتزلتموهم بدينكم ولا يكون ذلك، كما يجتني من القتاد إلا
الشوك كذلك لا يجتني من قربهم إلا الخطايا (ابن عساكر - عن
ابن عباس).
28989 سيكون في آخر الزمان ديدان القراء، فمن أدرك
ذلك الزمان فليتعوذ بالله منهم (حل - عن أبي أمامة).
28990 سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم
بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم (م - عن أبي هريرة.
28991 إن أناسا من أهل الجنة يطلعون إلى أناس من
أهل النار فيقولون: بم دخلتم النار، فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما
تعلمنا منكم، فيقولون: إنا كنا نقول ولا نفعل (طب - عن
الوليد بن عقبة).
28992 إن علما لا ينتفع به ككنز لا ينفق في سبيل
الله (ابن عساكر - عن أبي هريرة).
28993 علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه (ابن عساكر -
عن ابن عمر).
189

28994 علم لا ينفع ككنز لا ينفق منه (القضاعي -
عن ابن مسعود).
28995 مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي
يكنز الكنز فلا ينفق منه (طس - عن أبي هريرة).
28996 إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين (ت - عن
ثوبان) (1).
28997 كاتم العلم يلعنه كل شئ حتى الحوت في البحر
والطير في السماء (ابن الجوزي في العلل - عن أبي سعيد).
28998 أيما رجل آتاه الله علما فكتمه ألجمه الله يوم القيامة
بلجام من نار (طب - عن ابن مسعود).
28999 تناصحوا في العلم، ولا يكتم بعضكم بعضا فان
خيانة في العلم أشد من خيانة في المال (حل - عن ابن عباس).
29000 ما آتي الله تعالى عالما علما إلا أخذ عليه الميثاق أن
لا يكتمه (ابن النظيف في جزئه وابن الجوزي - عن ابن هريرة).
29001 من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في الأئمة والمضلين رقم (2229) وقال حسن صحيح. ص
190

بلجام من نار (حم، السنن الأربعة ك - عن أبي هريرة) (1).
29002 من كتم علما عن أهله ألجم يوم القيامة لجاما من
نار (عد - عن ابن مسعود).
29003 أيتها الأمة إني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون ولكن
انظروا كيف تعملون فيما تعلمون (حل - عن أبي هريرة).
29004 رب حامل فقه غير فقيه، ومن لم ينفعه علمه
ضره جهله، اقرأ القرآن ما نهاك، فإن لم ينهك فلست تقرؤه
(طب - عن ابن عمر).
29005 الزبانية أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى
عبدة الأوثان، فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال
لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم (طب، حل - عن انس).
29006 شرار الناس شرار العلماء في الناس (البزار - عن معاذ).
29007 صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا
فسدا فسد الناس: العلماء والامراء (حل - عن ابن عباس).
29008 غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال الأئمة
المضلون (حم - عن أبي ذر).

(1) أخرجه أبو داود كتاب العلم باب كراهية منع العلم رقم (3641). ص
191

29009 كيف أنت يا عويمر إذا قيل لك يوم القيامة:
أعلمت أم جهلت؟ فإن قلت علمت قيل لك: فماذا عملت فيما
علمت (ابن عساكر - عن أبي الدرداء).
29010 ليس البيان كثرة الكلام ولكن فصل فيما
يحب الله ورسوله وليس العي عي اللسان ولكن قلة المعرفة
بالحق (فر - عن أبي هريرة).
29011 ما أنت محدث حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان
على بعضهم فتنة (ابن عساكر - عن ابن عباس).
29012 ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها
ما أراد بها (هب - عن الحسن مرسلا).
29013 مانع الحديث أهله كمحدثه غير أهله (فر -
عن ابن مسعود).
29014 مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ولا يحدث عن
صاحبه إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتى راعيا فقال: يا راعي
أجزرني شاة من غنمك، قال: اذهب فخذ بأذن خيرها شاة،
فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم (حم، ه‍ - عن أبي هريرة) (1).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب الزهد باب الحكمة رقم (4172) وقال في الزوائد:
إسناده ضعيف. ص
192

29015 من ابتغى العلم ليباهي به العلماء أو يماري به
السفهاء أو تقبل أفئدة الناس إليه فإلى النار (ك، هب - عن
كعب بن مالك).
29016 من ازداد علما ولم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد
من الله إلا بعدا (فر - عن علي).
29017 من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن
أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه (د، ك -
عن أبي هريرة) (1).
29018 من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض
(ابن عساكر - عن علي).
29019 من أفتى بفتيا بغير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه
(ه‍، (2) ك - عن أبي هريرة).
29020 من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا
ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة (حم (3)،

(1) أخرجه أبو داود كتاب العلم باب التوقي في الفتيا رقم 3460. ص
(2) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب اجتناب الرأي والقياس رقم 53. ص
(3) أخرجه أبو داود كتاب العلم باب في طلب العلم لغير الله رقم 3647. ص
193

د، ه‍، ك - عن أبي هريرة).
29021 من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء
أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله جهنم (ه‍ - عن أبي هريرة).
29022 من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الناس
لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا (1) ولا عدلا (د - عن أبي هريرة).
29023 يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق
أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف (2) به أهل النار
فيقولون: يا فلان مالك ما أصابك ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا
عن المنكر؟ فيقول: بلى قد كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه،
وأنهاكم عن المنكر وآتيه (حم، ق - عن أسامة بن زيد) (3).
29024 يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم
من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم

(1) صرفا ولا عدلا: فالصرف: التوبة. وقيل النافلة. والعدل: الفدية.
وقيل الفريضة. النهاية 3 / 24. ب
(2) فيطيف: قال ابن فارس في باب الواو: والطيف والطائف، ما أطاف
بالانسان من الجن والإنس والخيال. المصباح 2 / 523. ب
(3) أخرجه مسلم كتاب الزهد باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله رقم 2989. ص
194

ولا يفتنونكم (حم، م - عن أبي هريرة) (1).
29025 هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا
منه على شئ ثكلتك أمك يا زياد وإن كنت لأعدك من فقهاء
أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني
عنهم (ت، (2) ك عن أبي الدرداء، حم، د، ك - عن زياد بن لبيد).
29026 أتيت ليلة أسري بي على قوم يقترض شفاههم
بمقاريض من نار كلما قرضت دقت فقلت: يا جبريل من
هؤلاء؟ قال: خطباء من أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ويقرؤن
كتاب الله ولا يعملون به (هب - عن انس).
29027 إذا قرأ الرجل وتفقه في الدين ثم أتى باب السلطان
تملقا إليه وطمعا لما في يديه خاض بقدر خطاه في نار جهنم (أبو
الشيخ - عن معاذ).
29028 إن أهون الخلق على الله تعالى العالم يزور العمال
(الحافظ أبو الفتيان الدهشاني في كتاب التحذير من علماء السوء - عن
أبي هريرة).

(1) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه باب النهي عن الرواية رقم 7. ص
(2) أخرجه الترمذي مطولا كتاب العلم باب ما جاء في ذهاب العلم رقم 2653
وقال حسن غريب. ص
195

29029 ما من رجل يحفظ علما فكتمه إلا أتى يوم القيامة
ملجما بلجام من نار (ه‍ - عن أبي هريرة).
29030 ما من عالم أتى صاحب سلطان طوعا إلا كان
شريكه في كل لون يعذب به في نار جهنم (ك في تاريخه -
عن معاذ).
29031 من كتم علما مما ينفع الله به الناس في أمر الدين
ألجمه يوم القيامة بلجام من نار (ه‍ - عن أبي سعيد) (1).
29032 لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو لتماروا به
السفهاء أو لتصرفوا وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار
(ه‍ - عن حذيفة).
29033 لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو لتماروا به السفهاء،
ولا تجتروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار (ه‍، حب، ك -
عن جابر).
29034 من أكل بالعلم طمس الله على وجهه، ورده على
عقبيه وكانت النار أولى به (الشيرازي - عن أبي هريرة).

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب من سئل عن علم فكتمه رقم 265 في
إسناده محمد بن دأب كذبه أبو زرعة وعيره نسب إلى الوضع. ص
196

29035 من تعلم العلم لغير الله تعالى فليتبوأ؟ مقعده من
نار (ت - عن (1) ابن عمر).
29036 من تعلم العلم ليماري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف
وجوه الناس إليه أدخله الله النار (ت - عن كعب بن مالك) (2).
29037 ويل للعالم من الجاهل وويل للجاهل من العالم
(ع - عن انس).
29038 ويل لامتي من علماء السوء (ك في تاريخه - عن انس).
29039 نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات (3) (حم، د -

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء فيمن يطلب بعمله الدنيا رقم 2655
وقال حسن غريب. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب العلم رقم 2654 وقال غريب. ص
(3) الأغلوطات: وفي الحديث (أنه نهى عن الغلوطات في المسائل) وفي
رواية (الأغلوطات) قال الهروي: الأصل وفيه الأغلوطات، ثم تركت
الهمزة كما تقول: جاء الأحمر وجاء الحمر بطرح الهمزة وقد غلط من
قال إنها جمع غلوطة.
وقال الخطابي: يقال: مسألة غلوط: إذا كان يغلط فيها، كما يقال:
شاة حلوب، وفرس ركوب، فإذا جعلتها اسما زدت الهاء فقلت:
غلوطة، كما يقال: حلوبة وركوبة. وأراد المسائل التي يغالط بها
العلماء ليزلوا فيها فيهيج بذلك شر وفتنة. وإنما نهي عنها لأنها غير نافعة
في الدين، ولا تكاد تكون إلا فيما لا يقع.
ومثله قول ابن مسعود (أنذرتكم صعاب المنطق) يريد المسائل
الدقيقة الغامضة. وأما الأغلوطات فهي جمع أغلوطة، أفعولة، من
الغلط، كالأحدوثة والأعجوبة. النهاية 3 / 378 ب
197

عن معاوية) (1).
29040 ويل لمن لا يعلم وويل لمن علم ثم لا يعمل
(حل - عن حذيفة).
29041 ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه واحد من
الويل، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع من الويل (ص - عن
جبلة مرسلا).
الاكمال
29042 أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون (حم،
حل - عن عمر).
29043 غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال الأئمة
المضلون (حم - عن أبي ذر).

(1) أخرجه أبو داود كتاب العلم باب التوقي في الفتيا رقم 3639 ولفظه:
نهى عن الغلوطات. وفي سنده عبد الله بن سعد قال أبو حاتم مجهول.
عون المعبود 10 / 90 ص
198

29044 إنما أخاف عليكم كل منافق عليم يتكلم بالحكمة
ويعمل بالجور (عبد بن حميد، هب - عن عمر).
29045 إنما أتخوف عليكم رجلا قرأ القرآن حتى إذا رؤي
عليه بهجته وكان ردءا (1) للاسلام اعتزل إلى ما شاء الله فانسلخ
منه وخرج على جاره بسيفه رماه بالشرك (ز وحسنه، ع، حب،
ص - عن جندب عن حذيفة).
29046 إني لا أتخوف على أمتي مؤمنا ولا مشركا، أما
المؤمن فيحجره إيمانه، وأما المشرك فيقمعه كفره ولكن أتخوف
عليكم منافقا عالم اللسان يقول ما تعرفون ويعمل ما تنكرون
(طس - عن علي).
29047 إني لست أخاف عليكم فيما لا تعلمون، ولكن
انظروا كيف تعملون فيما تعلمون (الديلمي - عن أبي هريرة).
29048 إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم
اللسان (طب، حب - عن أبي الحصين).
29049 إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث: زلة عالم،
وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تفتح عليهم (طب، قط - عن معاذ).

(1) ردءا: الردء: العون والناصر. النهاية 2 / 213 ب
199

29050 إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون (حم،
طب وابن عساكر - عن أبي الدرداء).
27051 لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خلال: أن يكثر لهم
من المال فيتحاسدوا فيقتلوا، وأن يفتح الكتاب فيأخذ المؤمن
يبتغي تأويله وليس يعلم تأويله إلا الله وأن يروا ذا علمهم فيضيعوه
ولا يبالون عليه (ابن جرير، طب - عن أبي مالك الأشعري).
29052 أكثر ما أتخوف على أمتي بعدي رجل يتأول
القرآن فيضعه على غير مواضعه، ورجل يرى أنه أحق بهذا الامر
من غيره (طس - عن عمران).
29053 مما أتخوف على أمتي أن يكثر فيهم المال حتى
يتنافسوا فيقتتلوا عليه، وإن مما أتخوف على أمتي أن يفتح لهم القرآن
حتى يقرأه المؤمن والكافر والمنافق فيحل حلاله المؤمن ابتغاء
تأويله (ك - عن أبي هريرة).
29054 أنزل الله في بعض كتابه وأوحى إلى بعض أنبيائه:
قل للذين يتفقهون بغير الدين ويتعلمون لغير العلم ويطلبون الدنيا
بعمل الآخرة ويلبسون لباس مسوك (1) الكباش وقلوبهم قلوب

(1) مسوك: المسك: الجلد، والجمع مسوك مثل فلس وفلوس. المصباح المنير 2 / 787 ب
200

الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر، إياي
يخدعون أو بي يستهزؤن فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم
فيهم حيران (أبو سعيد النقاش في معجمه، وابن النجار - عن
أبي الدرداء).
29055 قال الله تبارك وتعالى: عباد لي يلبسون للناس
مسوك الضأن وقلوبهم أمر من الصبر، ألسنتهم أحلى من العسل،
يختلون (1) الناس بدينهم، أبي يغترون أم علي يجترؤن؟ فبي أقسمت
لألبسنهم فتنة تذر الحليم فيها حيران (ابن عساكر - عن عائشة).
29056 من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء
في المجالس لم يرح رائحة الجنة (طب - عن معاذ).
29057 من طلب العلم ليماري به السفهاء أو يكاثر به العلماء
أو يصرف به وجوه الناس إليه فليتبوأ مقعده من النار (أبو نعيم في
المعرفة، كر - عن انس).

(1) يختلون: في الحديث (من أشراط الساعة أن تعطل السيوف من الجهاد،
وأن تختل الدنيا بالدين) أي تطلب الدنيا بعمل الآخرة. يقال ختله
يختله إذا خدعه وراوغه. وختل الذئب الصيد إذا تخفى له.
ومنه حديث الحسن في طلاب العلم (وصنف تعلمون للاستطالة والختل)
أي الخداع. النهاية 2 / 9. ب
201

29058 من طلب علما يباهي به الناس فهو في النار (ابن
عساكر - عن أم سلمة).
29059 من طلب هذه الأحاديث ليماري بها السفهاء ويباهي
بها ليحدث بها لم يرح رائحة الجنة، وريحها يوجد من مسيرة
خمس مائة عام (الحكيم - عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده).
29060 من طلب الحديث أو العلم يريد به الدنيا لم يجد
حدث الآخرة (ابن النجار (عن انس).
29061 من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل
لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم
القيامة (حم، د، ه‍، ك، هب - عن أبي هريرة) مر برقم 29020.
29062 من تعلم علما لغير الله أو أراد به غير الله تعالى
فليتبوأ؟ مقعده من النار (ت: حسن غريب - عن ابن عمر).
29063 من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء
أو يصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار (طس وابن أبي العاص،
قط في الافراد، ص - عن انس).
29064 من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء
فهو في النار (طب وتمام - عن أم سلمة).
202

29065 من تعلم الأحاديث ليحدث به الناس لم يرح رائحة
الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مائة عام (الديلمي -
عن أبي سعيد).
29066 من طلب العلم لغير العمل فهو كالمستهزئ بربه عز
وجل (الديلمي - عن ابن عباس).
29067 من طلب الدنيا بعمل الآخرة فليس له في الآخرة
من نصيب (الديلمي - عن انس).
29068 من قرأ القرآن وتفقه في الدين ثم أتى صاحب
سلطان طمعا لما في يديه طبع الله على قلبه وعذب كل يوم بلونين
من العذاب لم يعذب به قبل ذلك (أبو الشيخ - عن ابن عمر).
29069 من قرأ القرآن وتفقه في الدين ثم أتى صاحب سلطان
طمعا لما في يديه خاض بقدر خطاه في نار جهنم (ك في تاريخه -
عن معاذ).
29070 أنتم في خير تقرؤون كتاب الله وفيكم رسول الله،
وسيأتي على الناس زمان يثقفونه (1) كما يثقف القدح يتعجلون

(1) يثقفونه: ثقف ككرم وفرح ثقفا وثقفا وثقافة صار حاذقا خفيفا
فطنا فهو ثقف كحبر وكتف وثقفه كسمعه صادفه أو أخذه أو
ظفر به أو أدركه. القاموس 3 / 121. ب
203

أجورهم ولا يتأجلونها (حم - عن انس).
29081 الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأحمر وفيكم
الأبيض وفيكم الأسود، اقرأوه قبل أن يقرأه أقوام يقومون
حروفه كما يقوم السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون أجره ولا يتأجلونه
(حم وعبد بن حميد، د، ه‍، حب، طب، هب، ص - عن سهل بن سعد).
29082 العالم عالمان: عالم طلب بعلمه الله لم يأخذ عليه طعما
ولم يشتر به ثمنا، وعالم طلب بعلمه الدنيا اشترى به ثمنا واخذ عليه طعما
بخل به على عباد الله يلجمه الله يوم القيامة بلجام من نار فينادي
عليه ملك من الملائكة: ألا إن هذا فلان ابن فلان آتاه الله تعالى
في دار دنيا علما فاشترى به ثمنا وأخذ عليه طعما فلا يزال ينادي عليه
حتى يفرغ من الناس ثم يصنع الله به ما أحب (الديلمي - عن
ابن عباس).
29083 العلماء أمناء الرسل على عباد الله ما لم يخالطوا السلطان
ويداخلوا الدنيا، فإذا خالطوا السلطان وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل
فاحذروهم واعتزلوهم (الحسن بن سفيان، ولفظ الديلمي: واجتنبوهم،
عق، ك في تاريخه والقاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الأسد
آبادي في أماليه وأبو نعيم والديلمي والرافعي - عن انس).
204

29084 ويل لامتي من علماء السوء يتخذون هذا العلم تجارة
يبيعونها من أمراء زمانهم ربحا لأنفسهم لا أربح الله تجارتهم (ك
في تاريخه - عن انس).
29085 سيأتي على الناس زمان يقعدون في المساجد حلقا
حلقا إنما نهمتهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة (حل -
عن ابن مسعود).
29086 يأتي على الناس زمان يتحلقون في المساجد وليس
همتهم إلا الدنيا ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم (ك - عن انس).
29087 سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد
حلقا حلقا إمامهم الدنيا فلا تجالسوهم فإنه ليس لله فيهم حاجة
(طب - عن ابن مسعود).
29088 سيكون في آخر أمتي أقوام يزخرفون مساجدهم
ويخربون قلوبهم يتقى أحدهم على ثوبه مالا يتقى على دينه لا يبالي
أحدهم إذا سلمت له دنياه ما كان من أمر دينه (ك في تأريخه -
عن ابن عباس).
29089 شر الناس فاسق قرأ كتاب الله وتفقه في دين
الله ثم بذل نفسه لفاجر إذا نشط تفكه بقراءته ومحادثته فيطبع
205

الله على قلب القائل والمستمع (الديلمي - عن ابن عمر).
29090 علماء هذه الأمة رجلان: رجل آتاه الله علما فبذله
للناس ولم يأخذ عليه طعما ولم يشتر به ثمنا فذلك يستغفر له حيتان
البحر ودواب البر، والطير في جو السماء ويقدم على الله تعالى سيدا
شريفا حتى يوافق المرسلين، ورجل آتاه الله علما فبخل به عن
عباد الله وأخذ عليه طعما وشرى به ثمنا فذلك يلجم بلجام من
النار يوم القيامة وينادي مناد: هذا الذي آتاه الله علما فبخل به عن
عباد الله وأخذ عليه طعما، واشترى به ثمنا وكذلك حتى يفرغ من
الحساب (طس - عن ابن عباس).
29091 علم الله تعالى آدم ألف حرفة من الحرف وقال
له: قل لولدك وذريتك: إن لم تصبروا فاطلبوا الدنيا بهذه الحرف
ولا تطلبوها بالدين، فإن الدين لي وحدي خالصا، ويل لمن طلب
الدنيا بالدين ويل له (ك في تأريخه - عن عطية بن بشر المازني).
29092 يا صهيب ليأتين على الناس زمان كثير أمراؤه
قليل فقهاؤه كذاب خطباؤه مراؤون قراؤه يتفقهون في غير الدين
يأكلون الدنيا كما تأكل النار الحطب، ألا وإن النار مثوى لهم
وبئس للظالمين منزلا (الديلمي - عن صهيب).
206

29093 يأتي على الناس زمان يكون عامتهم يقرؤون القرآن
ويجتهدون في العبادة ويشتغلون بأهل البدع يشركون من حيث
لا يعلمون يأخذون على قراءتهم وعلمهم الرزق يأكلون الدنيا بالدين،
وهم أتباع الدجال الأعور (الإسماعيلي في معجمه والديلمي عن ابن
مسعود، قال في اللسان: هذا خبر منكر).
29094 تستمعون ويسمع منكم، ويسمع من الذين سمعوا
منكم، ثم يأتي بعد ذلك قوم سمان يحبون السمن ويشهدون قبل أن
يستشهدوا (بز والبارودي، طب وأبو نعيم وسمويه - عن ثابت بن
قيس بن شماس).
29095 إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس
ولكن يقبض العلماء فإذا ذهب العلماء اتخذ الناس رؤساء جهالا
فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل (طس -
عن أبي هريرة).
29096 يخرج في آخر الزمان قوم رؤوسا جهالا يفتون
الناس فيضللون ويضلون (أبو نعيم والديلمي - عن أبي هريرة).
29097 يؤتى بعلماء السوء يوم القيامة فيقذفون في نار جهنم
207

فيدور أحدهم في جهنم بقصبه (1) كما يدور الحمار بالرحى فيقال له:
يا ويلك بك اهتدينا فما بالك؟ قال: إني كنت أخالف ما كنت
أنهاكم (ابن النجار - عن أبي هريرة).
29098 إن الله عز وجل يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي
العلماء (حل، ص - عن انس، قال حم: حديث منكر).
29099 إن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله
بعلمه (كر - عن أبي هريرة).
29100 إن في جهنم رحى تطحن علماء السوء طحنا (عد
وابن عساكر - عن انس).
29101 إن في جهنم رحي تطحن جبابرة العلماء طحنا (ابن
عساكر - عن ابن عمر، وفيه: إبراهيم بن عبد الله بن همام كذاب).
29102 إن في جهنم أرحية تدور بالعلماء فيشرف عليهم من
كان عرفهم في الدنيا فيقولون: ما صيركم إلى هذا وإنما كنا نتعلم
منكم؟ فيقولون: إنا كنا نأمركم بأمر ونخالفكم إلى غيره (الديلمي -
عن وأبي هريرة).

(1) بقصبه: القصب بالضم: المعى، وجمعه: أقصاب. وقيل: القصب
اسم للأمعاء كلها. النهاية 4 / 67. ب
208

29103 إن في جهنم واديا تستعيذ منه كل يوم سبعين مرة
أعده الله تعالى للقراء المرائين بأعمالهم وإن أبغض الخلق إلى الله تعالى
عالم السلطان (عد - عن أبي هريرة).
29104 إن من شرار الناس رجل فاجر جرئ يقرأ كتاب
الله تعالى لا يرعوي إلى شئ منه (الديلمي - عن أبي سعيد).
29105 إن أناسا من أهل الجنة يطلعون إلى أناس من أهل
النار فيقولون: بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا
منكم؟ فيقولون: كنا نقول ولا نفعل (طب - عن الوليد بن عقبة).
29106 مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم
بمقاريض من نار فقلت لجبريل: من هؤلاء؟ قال خطباء من أهل
الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون
الكتاب أفلا يعقلون (ط، حم وعبد بن حميد، طس، حل، ص -
عن انس).
29107 من سمع (1) الناس بعلمه سمع الله به سامع

(1) من سمع: بالشديد أي: من نوه بعلمه وشهر ليراه الناس ويمدحوه.
فيض القدير 6 / 155. ب
209

خلقه وحقره وصغره (ابن المبارك، حم وهناد، طب، حل -
عن ابن عمرو).
29108 من دعا الناس إلى قول أو عمل ولم يعمل هو به
لم يزل في سخط الله حتى يكف أو يعمل بما قال أو دعا إليه (طب،
حل - عن ابن عمر).
29109 العالم بغير عمل كالمصباح يحرق نفسه ويضئ
للناس (الديلمي - عن جندب).
29110 العالم والعلم والعمل في الجنة، فإذا لم يعمل العالم بما
يعلم كان العلم والعمل في الجنة والعالم في النار (أبو نعيم - عن
أبي هريرة).
29111 تعلموا ما شئتم، فإن الله تعالى لن ينفعكم به حتى
تعملوا (ابن عساكر - عن أبي الدرداء).
29112 يوشك أن يظهر العلم ويخزن العمل ويتواصل
الناس بألسنتهم ويتباعدون بقلوبهم، فإذا فعلوا ذلك طبع الله على
قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم (الديلمي - عن ابن عمر).
29113 تعوذوا بالله من فخر القراء فهم أشد فخرا من الجبابرة
ولا شئ أبغض إلي من قارئ فخور (الديلمي - عن انس).
210

29114 سلوا عن الخير ولا تسألوا عن الشر، شرار الناس
شرار العلماء في الناس (حل - عن معاذ).
29115 سيكون أقوام من أمتي يغلطون فقهاءهم بعض
المسائل أولئك شرار أمتي (سمويه - عن ثوبان).
29116 يا سعد ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ قوم علموا
ما جهل هؤلاء ثم جهلوا كجهلهم (ابن عساكر - عن سعد بن أبي
وقاص) أنه قال يا رسول الله اتيتك من قوم هم وأنعامهم سواء -
قال فذكره.
29117 يا عمار ألا أخبرك بقوم أعجب منهم؟ قوم علموا
ما جهلوا، ثم اشتهوا كشهوتهم (طب - عن عمار).
29118 يأتي على الناس زمان القرآن في واد وهم في واد
غيره (الحكيم - عن جبار بن صخر).
29119 يأتي على الناس زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضا
ويغار بعضهم على بعض كتغائر التيوس بعضها على بعض (ك في
تأريخه والخطيب - عن ابن عمر).
29120 يأتي على الناس زمان يتعلمون فيه القرآن فيجمعون
حروفه ويضيعون حدوده، ويل لهم مما جمعوا وويل لهم مما صنعوا
211

إن أولى الناس بهذا القرآن من جمعه ولم ير عليه أثره (أبو نعيم -
عن ابن عباس).
29121 يظهر هذا الدين حتى يجاور البحار حتى يخاض
البحر بالخيل في سبيل الله، ثم يأتي قوم يقرأون القران يقولون: قد
قرأنا القرآن، فمن أقرأ منا ومن أفقه منا، ومن أعلم منا؟ هل في
أولئك من خير؟ وأولئك منكم وأولئك هم وقود النار (ابن المبارك،
طب - عن العباس بن عبد المطلب).
29122 يظهر الاسلام حتى تختلف التجار في البحر حتى
يخوض الخيل في سبيل الله، ثم يظهر قوم يقرأون القرآن يقولون: من
أقرأ منا من أعلم منا من أفقه منا؟ هل في أولئك من خير؟ أولئك
منكم من هذه الأمة وأولئك هم وقود النار (طس - عن عمر).
29123 ليظهرن الايمان حتى يرد الكفر إلى مواطنه
وليخاض البحر بالاسلام وليأتين على الناس زمان يتعلمون فيه
القرآن فيعلمونه ويقرأون، ثم يقولون: قد قرأنا وعلمنا فمن ذا
الذي هو خير منا؟ فهل في أولئك من خير؟ قالوا: يا رسول الله
ومن أولئك؟ قال: أولئك منكم، وأولئك هم وقود النار (طب -
عن ابن عباس، طب - عن أمه أم الفضل).
212

29124 يكون بعدي قصاص لا ينظر الله إليهم (الديلمي -
عن علي).
29125 يوشك أن تروا شياطين الانس يسمع أحدهم
الحديث فيقيسه على غيره فيصد الناس عن استماعه من صاحبه الذي
يحدث به (طب - عن ابن عباس).
29126 يوشك أن يظهر فيكم شياطين كان سليمان بن داود
أوثقها في البحر يصلون معكم في مساجدكم، ويقرأون معكم القرآن،
ويجادلونكم في الدين وإنهم لشياطين في صور الانس (طب - عن
ابن عمرو).
29127 إن سليمان بن داود أوثق شياطين في البحر، فإذا
كان سنة خمس وثلاثين خرجوا في صور الانس وأبشارهم، فجالسوهم
في المجالس والمساجد ونازعوهم القرآن والحديث (الشيرازي في
الألقاب - عن ابن عمر).
29128 إذا كان سنة خمس وثلاثين ومائة خرج مردة
الشياطين الذين كان حبسهم سليمان بن داود في جزائر البحور
فيذهب منهم تسعة أعشارهم إلى العراق يجادلونهم في القرآن ويبقى
عشرهم بالشام (عق، عد وأبو نصر السجزي في الإبانة، كر - عن
213

أبي سعيد. قال عق: لا أصل لهذا الحديث. قال أبو نصر: غريب
الاسناد والمتن. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات.
29129 لا تنقضي الدنيا حتى تخرج شياطين من البحر
يعلمون الناس القرآن (أبو نعيم - عن أبي هريرة).
29130 لا تقوم الساعة حتى يمشي إبليس في الطرق
والأسواق يتشبه بالعلماء يقول: حدثني فلان بن فلان عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا (أبو نعيم - عن واثلة).
29131 انظروا من تجالسون وعمن تأخذون دينكم فإن
الشياطين يتصورون في آخر الزمان في صور الرجال فيقولون:
حدثنا وأخبرنا، وإذا جلستم إلى رجل فاسألوه عن اسمه وأبيه
وعشيرته فتفقدونه إذا غاب (ك في تأريخه، الديلمي - عن ابن مسعود).
29132 قم يا فلان فأذن أن لا يدخل الجنة إلا مؤمن
وأن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر (خ - (1) عن أبي هريرة،
طب - عن كعب بن مالك).
29133 ليؤيدن الله عز وجل هذا الدين بأقوام لا خلاق
لهم (طب - عن أبي بكرة، ابن النجار - عن انس).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب غزوة خيبر 5 / 169. ص
214

29134 لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف (طب -
عن عبادة بن الصامت، طب - عن عوف بن مالك).
29135 إن أخوف ما أخاف على أمتي الكتاب واللبن، فأما
اللبن فينتجع (1) أقوام بحبه ويتركون الجماعة والجمعات، وأما الكتاب
فيفتح لأقوام فيه فيجادلون به الذين آمنوا (طب - عن عقبة بن عامر).
29136 لا أخاف على أمتي إلا اللبن فإن الشيطان بين الرغو
والضرع (حم - عن ابن عمرو).
29137 سيهلك نفر من أمتي في الكتاب واللبن قيل:
وما أهل الكتاب؟ قال: قوم يتعلمون كتاب الله يجادلون به
الذين آمنوا، قيل: وما أهل اللبن؟ قال: قوم يتبعون الشهوات
ويضيعون الصلوات (طب، ك، هب - عن عقبة بن عامر).
29138 مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل رجل
رزقه الله مالا فكنزه فلم ينفق منه (أبو خيثمة في العلم، وأبو نصر
السجزي في الإبانة - عن أبي هريرة).
29139 مثل الذي يسمع الخطبة ثم لا يعي ما يسمع وذكر

(1) فينتجع: ومنه حديث أبي وسئل عن النبيذ فقال: (عليك باللبن الذي
نجعت به) أي الذي سقيته في الصغر، وغذيت به. النهاية 5 / 22. ب
215

مثله (الرامهرمزي - عن أبي هريرة).
29140 إذا ظهرت البدع ولعن آخر هذه الأمة أولها، فمن
كان عنده علم فلينشره، فان كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله
على محمد (كر - عن معاذ).
29141 إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كان عنده علم
فليظهره، فان كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد (عد،
خط، كر - عن جابر).
29142 من كتم علما نافعا عنده ألجمه الله يوم القيامة بلجام
من نار (أبو نصر السجزي في الإبانة والخطيب - عن جابر).
29143 من بخل بعلم أوتيه أتي به يوم القيامة مغلولا
ملجوما بلجام من نار (ابن الجوزي في العلل - عن ابن عمر).
29144 من سئل عن علم نافع فكتمه جاء يوم القيامة
ملجما بلجام من نار (طب والخطيب وابن عساكر - عن ابن عباس).
29145 من علم شيئا فلا يكتمه، ومن دمعت عيناه من
خشية الله لم يحل له أن يلج النار أبدا إلا تحلة الرحمن ومن
كذب علي فليتبوأ بيتا في جهنم (طب - عن سعد بن المدحاس).
216

29146 من علم علما ثم كتمه ألجمه الله تعالى يوم القيامة
بلجام من نار (ابن النجار - عن ابن عمرو).
29147 من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار
(ك والخطيب - عن ابن عمرو).
29148 من كتم علما ينتفع به ألجمه الله يوم القيامة بلجام
من نار (طب، عد والسجزي والخطيب - عن ابن مسعود).
29149 من كتم علما يعلمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار
(طب - عن ابن عباس).
29150 من كتم علما عنده أو أخذ عليه أجرة لقي الله
تعالى يوم القيامة ملجما بلجام من نار (عد - عن انس).
29151 أي شئ لا يحل منعه؟ ذلك العلم لا يحل منعه
(القضاعي - عن انس).
29152 لا أعرفن رجلا منكم علم علما فكتمه فرقا
من الناس (ابن عساكر - عن أبي سعيد).
العلوم المذمومة
29153 تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر
ثم انتهوا (ابن مردويه، قط في كتاب النجوم - عن ابن عمر).
217

29154 رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم
ليس له عند الله خلاق يوم القيامة (طب - عن ابن عباس).
29155 من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من
السحر زاد ما زاد (حم، د (1) ه‍ - عن ابن عباس).
29156 علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر (ابن
عبد البر - عن أبي هريرة).
29157 كذب النسابون قال الله تعالى: (وقرونا بين ذلك
كثيرا) (ابن سعد وابن عساكر - عن ابن عباس).
29158 كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه (2)

(1) أخرجه أبو داود كتاب الكهانة والتطهير باب في النجوم رقم 3887. ص
(3) خطه: حديث معاوية بن الحكم (أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخط،
فقال: (كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه علم مثل علمه) وفي
رواية (فمن وافق خطه فذاك) قال ابن عباس: الخط هو الذي يخطه
الحازي، وهو علم قد تركه الناس، يأتي صاحب الحاجة إلى الحازي
فيعطيه حلوانا، فيقول له: اقعد حتى أخط لك، وبين يدي الحازي غلام
له معه ميل، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط فيها خطوطا كثيرة بالعجلة
لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين، وغلامه
يقول للتفاؤل: ابني عيان أسرعا البيان، فان بقي خطان فهما علامة
النجح، وإن بقي خط واحد فهو علامة الخطيبة.
وقال الحربي: الخط هو أن يخط ثلاثة خطوط، ثم يضرب عليهن
بشعير أو نوى ويقول: يكون كذا وكذا وهو ضرب من الكهانة. قلت:
الخط المشار إليه علم معروف، وللناس فيه تصانيف كثيرة، وهو معمول
به إلى الآن، ولهم فيه أوضاع واصطلاح وأسام وعمل كثير ويستخرجون
به الضمير وغيره وكثيرا ما يصيبون فيه. النهاية 2 / 47. ب
218

فذاك (حم، ق، ت - (1) عن معاوية بن الحكم).
الاكمال
29159 مثل الناظر في النجوم كالناظر في عين الشمس كلما
اشتد نظره فيها ذهب بصره (الديلمي - عن أبي هريرة).
29160 من تعلم علما من النجوم تعلم شعبة من السحر
من زاد زاد (طب، وأبو الشيخ في العظمة - ابن عباس).
29161 تعلموا من أمر النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر
والبحر، ثم انتهوا، ومن أمر النساء ما يحل لكم وما يحرم
علكيم، ثم انتهوا، ومن الأنساب ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا
(ابن السني - عن ابن عمر).

(1) أخرجه مسلم كتاب السلام باب تحريم الكهانة واتيان الكهانة رقم 121
(4 / 1749). ص
219

29162 تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، ثم
انتهوا، وتعلموا من العربية ما تعرفون به كتاب الله، ثم انتهوا
وتعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر، ثم
انتهوا (هب - عن أبي هريرة).
الباب الثالث في آداب العلم
وفيه فصلان
الفصل الأول في رواية الحديث
وآداب الكتابة
29163 نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها
عني فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو
أفقه منه (حم، ه‍ - عن انس) (1).
29164 نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها ثم
أدها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل
فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ
مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لائمة المسلمين، ولزوم جماعتهم

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب من بلغ علما رقم 230. ص
220

فان دعوتهم تحوط من وراءهم (حم، ك - عن جبير بن مطعم، د،
ه‍ - عن زيد بن ثابت، ت ه‍ - عن ابن مسعود).
29165 نضر الله امرأ سميع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه
غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه
ليس بفقيه (ت - عن زيد بن ثابت) (1).
29166 نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه
فرب مبلغ أوعى من سامع (حم، ت، حب - عن ابن مسعود) (2).
29167 اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي يروون
أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس (طس - عن علي).
29168 لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، فمن كتب عني
غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار (حم، م - عن أبي سعيد) (3).

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع رقم
2656 ورقم 2657 وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع رقم
2656 ورقم 2657 وقال حسن صحيح. ص
(3) أخرجه مسلم كتاب الزهد باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم رقم 3004. ص
221

29169 اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق
(حم، د، ك (1) عن ابن عمر).
29170 إياكم وكثرة الحديث عني، فمن قال علي فليقل حقا
أو صدقا، ومن يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (حم،
ه‍، (2) ك - عن أبي قتادة).
29171 من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد
الكاذبين (حم، م، ه‍ - عن سمرة) (3).
29172 اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ
مقعده من النار (حم، ت - (4) عن ابن عباس).
29173 الحديث عني ما تعرفون (فر - عن علي).
29174 إذا كتبتم الحديث فاكتبوه باسناده، فإن يك

أخرجه أبو داود كتاب العلم باب كتابة العلم رقم 3629 وأحمد في مسنده
(2 / 162، 192). ص
(2) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب التغليط في تعمد الكذب رقم 35. ص
(3) أخرجه مسلم في مقدمة الصحيح باب وجوب الرواية عن الثقات 1) 9. ص
(4) أخرجه الترمذي كتاب تفسير القرآن باب ما جاء في الذي يفسر القرآن
برأيه رقم 2951 وقال حسن. ص
222

حقا كنتم شركاء في الاجر، وإن يك باطلا كان وزره عليه (ك
وأبو نعيم وابن عساكر - عن علي).
29175 بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا
حرج، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (حم، خ،
ن - عن ابن عمر) (1).
29176 تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم
(حم، د، ك - عن ابن عباس).
29177 حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج (د - عن
أبي هريرة) (2).
29178 حدثوا عني بما تسمعون، ولا تقولوا إلا حقا، ومن
كذب علي بني له بيت في جهنم يرتع فيه (طب - عن أبي قرصافة).
29179 لا بأس في الحديث قدمت فيه أو أخرت إذا أصبت
معناه (الحكيم - عن واثلة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل
رقم 2669 وقال حسن صحيح. وهكذا أخرجه البخاري في صحيحه
كتاب أحاديث الأنبياء. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب العلم باب الحديث عن بني إسرائيل رقم 3674. ص
223

29180 لا تأخذوا الحديث إلا عمن تجيزون شهادته
السجزي، خط - عن ابن عباس).
29181 إني أحدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم
الغائب (طب - عن عبادة بن الصامت).
الاكمال
29182 من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها
بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما (عد في العلل - عن ابن عباس عن
معاذ، حب في الضعفاء - عن ابن عباس، عد وابن عساكر من
طرق - عن أبي هريرة، ابن الجوزي - عن انس).
29183 من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينفعهم من أمر
دينهم بعث يوم القيامة من العلماء، وفضل على العالم على العابد
سبعين درجة، الله أعلم بما بين كل درجتين (ع، عد، هب - عن
أبي هريرة).
29184 من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها
بعثه الله فقيها وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا (الشيرازي في
الألقاب، حب في الضعفاء، وأبو بكر في الغيلانيات، هب والسلفي وابن
النجار - عن أبي الدرداء، ابن الجوزي في العلل - عن أبي سعيد).
224

29185 من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه
الله تعالى يوم القيامة فقيها عالما (ابن الجوزي - عن علي).
29186 من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله تعالى
بها، قيل له: أدخل من أي أبواب الجنة شئت (أبو نعيم في
الحلية وابن الجوزي - عن أبي مسعود).
29187 من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما يضرهم،
وينفعهم من أمر دينهم حشره الله تعالى يوم القيامة فقيها (ابن الجوزي -
عن أبي أمامة).
29188 من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها
فهو من العلماء وكنت له شفيعا يوم القيامة (الديلمي - عن ابن
مسعود وعن ابن عباس).
29189 من حفظ على أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه
من الحلال والحرام كتبه الله تعالى فقيها عالما (ابن الجوزي - عن انس.
29190 من حمل من أمتي أربعين حديثا فهو من العلماء
(ابن النجار - عن ابن عباس).
29191 من نقل عني إلى من يلحقني من أمتي أربعين حديثا
كتب في زمرة العلماء وحشر في جملة الشهداء (ابن الجوزي في
العلل - عن ابن عمر).
225

29192 من ترك أربعين حديثا بعد موته فهو رفيقي في الجنة
(الديلمي وابن الجوزي في العلل - عن جابر بن سمرة).
29193 نضر الله عبدا سمع مقالتي هذه فحفظها، ثم وعاها
فبلغها عني (الخطيب في المتفق والمفترق - عن عائشة).
29194 نضر الله من سمع قولي ثم لم يزد فيه، ثلاث
لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم، اخلاص العمل لله ومناصحة
ولاة الامر ولزوم جماعة المسلمين فان دعوتهم تحيط من وراءهم
(كر - عن انس).
29195 نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني
فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه
(حم، ه‍، ص - عن انس، الخطيب - عن أبي هريرة، طب -
عن عمير بن قتادة الليثي، طس - عن سعد، الرافعي في تاريخه -
عن ابن عمر).
29196 نضر الله عبدا سمع مقالتي فحملها إلى غيره فرب
حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه،
ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله والنصيحة للأمة
ولزوم الجماعة فان دعوتهم تحيط من وراءهم ومن كانت الدنيا همه
نزع الله تعالى الغنى من قلبه وجعل فقره بين عينيه وشتت الله عليه
226

ضيعته، ولم يأته من الدنيا إلا ما رزق ومن كانت الآخرة همه
جعل الله تعالى الغنى في قلبه ونزع فقره من بين عينيه وكف عليه
ضيعته وأتته الدنيا وهي راغمة (حم، طب، ص، هب - عن زيد بن
ثابت، ابن النجار - عن أبي هريرة).
29197 نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيه ورب حامل
علم إلى من هو أوعى له منه (الخطيب - عن ابن عمر).
29198 نضر الله وجه عبد سمع مقالتي فحملها فرب حامل
فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل
عليهن قلب مؤمن، إخلاص العمل لله، والطاعة لذوي الامر،
ولزوم جماعة المسلمين، فان دعوتهم تحيط (1) من وراءهم (حل - عن
جبير بن مطعم).
29199 نضر الله عبدا سمع مقالتي ثم وعاها، ثم حفظها فرب
حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه،
ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن، إخلاص العمل لله، ومناصحة
ولاة الأمور، والاعتصام بجماعة المسلمين فان دعاءهم يحبط من
وراءهم (قط في الافراد وابن جبير، كر - عن انس).

(1) تحيط: ومنه الحديث (وتحيط دعوته من ورائهم) أي تحذق بهم
من جميع جوانبهم. يقال: حاطه وأحاط به. النهاية 1 / 461. ب
227

29200 نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وعقلها
فرب حامل فقه ليس بفقيه (ابن النجار - عن ابن مسعود).
29201 نضر الله عبدا سمع مقالتي فلم يزد فيه فرب حامل
كلمة إلى من هو أوعى لها منه: ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن،
إخلاص العمل لله، والمناصحة لولاة الامر، والاعتصام بجماعة
المسلمين، فان دعوتهم تحيط من وراءهم (طب، حل - عن معاذ
ابن جبل).
29202 رحم الله عبدا سمع مقالتي فحفظها فرب حامل فقه
غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل
عليهن قلب مؤمن، إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة المسلمين،
ولزوم جماعة المسلمين (طب وابن قانع وأبو نعيم وابن عساكر - عن
النعمان بن بشير عن أبيه).
29203 نضر الله من سمع كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا
أو خمسا أو ستا أو سبعا أو ثمانيا ثم علمهن (الديلمي وابن عساكر
عن أبي هريرة).
29204 رحم الله امرأ سمع مني حديثا فحفظه حتى يبلغه
غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه
ليس بفقيه، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص
228

العمل لله، ومناصحة ولاة الأمور، ولزوم الجماعة فان دعوتهم تحيط
من وراءهم (حب - عن زيد بن ثابت).
29205 رحم الله من سمع مني حديثا فبلغه كما سمعه فرب
مبلغ أوعى له من سامع (حب - عن ابن مسعود).
29206 رحم الله امرأ سمع منا حديثا فوعاه، ثم بلغه
من هو أوعى منه (ابن عساكر - عن زيد بن خالد الجهني).
29207 إني أحدثكم بحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب
(الديلمي - عن عبادة بن الصامت).
29208 اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي يروون
أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس (طس والرامهرمزي في المحدث
الفاصل والخطيب في شرف أصحاب الحديث وابن النجار - عن ابن
عباس عن علي، قال طس: تفرد به أحمد بن عيسى أبو طاهر العلوي،
قال في الميزان: قال الدارقطني: كذاب والحديث باطل، و - في
اللسان: ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا).
29209 رحمة الله على خلفائي، قيل ومن خلفاؤك يا رسول
الله؟ قال الذين يحيون سنتي ويعلمونها الناس (أبو نصر السجزي في
الإبانة وابن عساكر - عن الحسن ابن علي).
29210 إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فخذوا به
229

حدثت به أو لم أحدث به (عق - عن أبي هريرة، وقال: منكر
وليس لهذا اللفظ إسناد يصح).
29211 إذا حدثتم عني بحديث تعرفونه ولا تنكرونه قلته أو
لم أقله فصدقوا به فاني أقول ما يعرف ولا ينكر، وإذا حدثتم
عني بحديث تنكرونه ولا تعرفونه فكذبوا به فاني لا أقول ما ينكر
ولا يعرف (الحكيم - عن أبي هريرة).
29212 إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق فأنا قلته (بز -
عن أبي هريرة، وضعف).
29213 من حدث عني حديثا هو لله عز وجل رضى فأنا
قلته، وإن لم أكن قلته (كر - عن البختري بن عبيد الطابخي
عن أبيه عن أبي هريرة).
29214 من قال علي حسنا موافقا لكتاب الله وسنتي فأنا
قلته، ومن قال علي كذبا مخالفا لكتاب الله تعالى وسنتي، فليتبوأ
مقعده من النار (الديلمي - عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس).
29215 إذا لم تحلوا حراما ولم تحرموا حلالا، وأصبتم
المعنى فلا بأس (الحكيم، طب، كر - عن يعقوب بن عبد الله بن
سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده) قال قلنا: يا رسول الله
إنا نسمع منك الحديث ولا نقدر على تأديته كما سمعنا منك قال -
230

فذكره - الحكيم - عن أبي هريرة).
29216 لا بأس إن زدت أو نقصت إذا لم تحل حراما أو
تحرم حلالا وأصبت المعنى (عبد الرزاق وأبو موسى - عن محمد بن
إسحاق بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده) ان أكيمة قال
يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث ولا نقدر على تأديته قال -
فذكره.
29217 تحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار، تحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، فإنكم
لا تحدثون عنهم بشئ إلا وقد كان فيهم أعجب منه (حم - عن
أبي هريرة).
(29218) حدثوا وليتبوأ من كذب علي مقعده من جهنم
(طب وسمويه والخطيب في كتاب تقييد العلم - عن رافع بن خديج).
29219 سيأتيكم قوم بعدي يسألونكم عن حديثي فلا
تحدثوهم إلا بما تحفظون فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من
النار (أبو نعيم - عن أبي موسى الغافقي).
29220 حدثوا عني ولا حرج حدثوا عني ولا تكذبوا علي
ومن كذب علي متعمدا فقد تبوأ مقعده من النار، وحدثوا عن
بني إسرائيل ولا حرج (د - عن أبي سعيد).
231

29221 حدثوا عني كما سمعتم ولا حرج إلا من افترى
علي كذبا متعمدا ليضل به الناس بغير علم فليتبوأ مقعده من
النار (ابن عساكر - عن انس).
29222 اكتبوا ولا حرج (الحكيم، طب وسمويه، خط في
كتاب تقييد العلم - عن رافع بن خديج) قال قلت يا رسول الله إنا
نسمع منك أشياء فنكتبها قال - فذكره.
29223 من كتب عني أربعين حديثا رجاء أن يغفر الله له
غفر له وأعطاه ثواب الشهداء (ابن الجوزي في العلل - عن
ابن عمرو).
29224 يا زيد تعلم لي كتاب يهود (1) فاني والله ما آمن
يهود على كتابي (حم - عن زيد بن ثابت).
29225 إني أكتب إلى قوم فأخاف أن يزيدوا أو ينقصوا

(1) يهود: وفي التنزيل (وقالوا كونوا هودا أو نصارى) ويقال: هم يهود
غير منصرف للعلمية ووزن الفعل، ويجوز دخول الألف واللام فيقال:
اليهود، وعلى هذا فلا يمتنع التنوين لأنه نفل عن وزن الفعل، إلى باب
الأسماء، والنسبة إليه يهودي، وفيل: اليهودي نسبة إلى يهودا بن
يعقوب عليه السلام هكذا أورده الصغاني يهودا في باب المهملة، وهود
الرجل ابنه جعله يهوديا، وتهود دخل في دين اليهود. المصباح 2 / 883. ب
232

فتعلم السريانية (عبد بن حميد - عن زيد بن ثابت).
29226 من كذب علي فليلتمس لجنبه مضجعا من النار
(الشافعي، ق في المعرفة - عن أبي قتادة).
29227 من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ
مقعده من النار (طب - عن عمرو بن حريث).
29228 من كذب علي متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ
مقعده من النار (طب - عن عمرو بن حريث، بز - حل - عن
ابن مسعود).
29229 من كذب علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا من جهنم (طب -
عن عقبة بن عامر).
29230 من كذب علي متعمدا فليتبوأ مضجعا من النار أو
بيتا في جهنم (حم - عن قيس بن سعد وابن عمرو معا).
29231 من كذب علي في رواية حديث فليتبوأ مقعده من
النار (بز - عن انس).
29232 من كذب علي متعمدا فليتبوأ بيتا في النار (طس -
عن ابن عمر).
29233 من كذب على نبيه أو عينيه أو على والديه فإنه
233

لا يريح (1) رائحة الجنة (ابن جرير، طب، عد والخرائطي في مساوي
الأخلاق - عن أوس بن أوس الثقفي، وهو ثالث حديث له ولا رابع
لها، قال (عد): لا اعلم يرويه غير إسماعيل بن عياش).
29234 من كذب علي متعمدا كلف يوم القيامة أن
يعقد بين طرفي شعرة ولن يقدر على ذلك (ابن قانع، ك - وتعقب،
وابن عساكر - عن صهيب).
29235 من كذب علي متعمدا أو رد شيئا مما أمرت به
فليتبوأ مقعده من النار (طس والخطيب - عن أبي بكر).
29236 من كذب علي متعمدا أو رد شيئا أمرت به فليتبوأ
بيتا في جهنم (ع - عن أبي بكر).
29237 إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فليقل حقا
أو صدقا ومن يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (ه‍، ك -
عن أبي قتادة).
29238 يا أيها الناس إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي
فلا يقولن إلا حقا أو صدقا فمن قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده

(1) لا يريح: وفي الحديث (من قتل نفسا معاهدة لم يرح رائحة الجنة)
أي لم يشم ريحها. يقال راح يريح، وراح يراح، وأراح يريح:
إذا وجد رائحة الشئ، والثلاثة قد روي بها الحديث. النهاية 2 / 272. ب
234

من النار (حم والدارمي وابن أبي عاصم، ك، ص - عن أبي قتادة).
29239 من تعمد علي كذبا أو رد شيئا قلته فليتبوأ مقعده
من النار (خط في الجامع - عن أبي بكر).
29240 اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا علي (ابن سعد -
عن المنقع بن حصين التميمي).
29241 اللهم لا أحل لهم أن يكذبوا علي (طب - عن
المنقع التميمي).
29242 من حدث عني وكذب فليتبوأ مقعده من النار
(أبو نعيم في المعرفة - عن طلحة بن عبيد الله).
29243 من حدث عني حديثا كذبا متعمدا فليتبوأ مقعده
من النار (طب - عن أبي أمامة).
29244 من حدث حديثا كما سمع فإن كان برا وصدقا
فلك وله، وإن كان كذبا فعلى من بدأ (طب - عن أبي أمامة).
29245 من حدث عني ما لم أقل أو قصر عن شئ أمرت
به فليتبوأ بيتا في النار (عق - عن أبي بكر).
29246 من قال علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا في النار، ومن
تولى غير مواليه فليتبوأ بيتا في النار (ابن عساكر - عن عائشة).
29247 من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن
235

استشاره أخوه فأشار عليه بغير رشده فقد خانه، ومن أفتى بفتيا
غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه (ك، ق - عن أبي هريرة).
29248 من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (طب -
عن أسامة بن زيد، أبو نعيم - عن جابر بن عابس العبدي، حم،
طب - عن سلمة بن الأكوع، حم، طب - عن عقبة بن عامر، ك -
عن الزبير بن العوام، حم - عن ابن عمرو، الشافعي، ك، ق في
المعرفة - عن أبي هريرة، حم - عن عثمان).
29249 من كذب علي متعمدا فليتبوأ بيتا في النار ومن
رد حديثا بلغه عني فأنا مخاصمه يوم القيامة وإذا بلغكم عني حديث
فلم تعرفوه فقولوا: الله أعلم (طب - عن سلمان).
29250 الحديث ما تعرفون (طس - عن علي).
29251 من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من بين
عيني جهنم، قالوا: يا رسول الله نحدث عنك بالحديث نزيد
وننقص؟ قال: ليس ذلك أعنيكم إنما أعني الذي يكذب علي متحدثا
يطلب به شين الاسلام، قالوا: وهل لجهنم عين؟ قال: نعم أما
سمعتموه يقول: إذا رأتهم من مكان بعيد، فهل تراهم إلا بعينين؟
(طب وابن مردويه - عن أبي أمامة).
29252 من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار،
236

ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رشد فقد خانه، ومن أفتى
بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه (حم - عن أبي هريرة).
29253 لا تكذبوا علي فإنه ليس كذب علي ككذب
على أحد (طب - عن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه).
29254 لا تكذبوا علي إن الذي يكذب علي لجرئ (طس -
عن حذيفة).
29255 إن من أكبر الكبائر أن يقول الرجل علي ما لم أقل
طب - عن واثلة).
29256 الذي يكذب علي يبنى له بيت في النار (الحاكم
في الكنى - عن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه
عن جده).
29257 إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم، فمن أدرك
ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليصل
الرحم، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (حم،
ت: حسن صحيح (1)، ق - عن ابن مسعود).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الفتن باب رقم (70) ورقم الحديث (2257)
وقال حسن صحيح. ص
237

آداب العالم والمتعلم من الاكمال
29258 حفظ الغلام كالوسم على الحجر، وحفظ الرجل
بعدما يكبر كالكتابة على الماء (أبو نعيم - عن انس، خط - في الجامع -
عن ابن عباس).
29259 إذا شك أحدكم في الامر فليسألني عنه (ابن جرير،
طب (عن المقداد بن الأسود).
29260 السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما
عال من اقتصد (ك - في تاريخه عن أبي أمامة).
29261 السؤال نصف العلم، والرفق نصف المعيشة، وما
عال امرؤ في اقتصاد، الحمى قائد الموت، والدنيا سجن المؤمن
(العسكري في الأمثال - عن انس، وفيه شبيب بن بشر لين
الحديث).
29262 حسن السؤال نصف العلم (الأزدي في الضعفاء،
وابن السني - عن ابن عمر).
29263 سائل العلماء، وخالل الحكماء، وجالس الكبراء
(الحكيم - عن أبي جحيفة).
29264 لا ينبغي للعالم أن يسكت على علمه، ولا ينبغي
238

للجاهل أن يسكت على جهله، قال الله تعالى: (فاسئلوا أهل
الذكر أن كنتم لا تعلمون) (ط، ص - عن جابر).
29265 أيها الناس إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه، ومن
يرد الله به خيرا يفقهه بالدين، وإنما يخشى الله من عباده العلماء
(طب - عن معاوية).
29266 إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير
يعطه، ومن يتق الشر يوقه (كر - عن أبي هريرة).
29267 اطلبوا العلم واطلبوا العلم السكينة والحلم ولينوا لمن
تعلمونه ولمن تعلمتم منه، ولا تكونوا من جبابرة العلماء فيغلب جهلكم
علمكم (الديلمي - عن أبي هريرة).
29268 اطلبوا العلم كل اثنين وخميس فإنه ميسر لمن طلب،
فإذا أراد أحدكم حاجة فليبكر إليها، فاني سألت ربي أن يبارك
لامتي في بكورها (عد - عن جابر).
29269 إذا جلستم إلى العلم أو في مجلس العلم فأدنوا، وليجلس
بعضكم خلف بعض، ولا تجلسوا متفرقين كما يجلس أهل الجاهلية
(أبو نعيم في آداب العالم والمتعلم، الديلمي - عن أبي هريرة).
29270 ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فآوى إلى
الله تعالى فآواه الله وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه وأما الآخر
239

فأعرض فأعرض الله عنه (خ، (1) م، ت - عن أبي واقد الليثي) أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل
ثلاثة نفر فأما أحدهم فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما
الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكره.
29271 ألا أخبركم بهؤلاء الثلاثة؟ أما الأول فتاب فتاب
الله عليه، وأما الثاني فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الثالث فاستغنى
فاستغني الله عنه، والله غني حميد (الخرائطي في مكارم الأخلاق -
عن الحسن مرسلا).
29272 أما هذا جاء فجلس إلينا فإنه تاب فتاب الله عليه،
وأما الذي مضى قليلا فإنه استحيا فاستحيا الله منه، وأما الذي مضى
على وجهه فإنه استغنى فاستغنى الله عنه (ك - عن انس).
29273 إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه (أبو نصر
السجزي في الإبانة وقال: غريب، والديلمي ك - عن أبي هريرة) (2).
29274 إن هذا العلم دين فلينظر أحدكم ممن يأخذ دينه

(1) أخرجه البخاري كتاب العلم باب من قصد حيث ينتهي به المجلس (1 / 26) ص
(2) قال المناوي في الفيض (2 / 646) فيه إبراهيم بن الهيثم ضعيف ورواه
مسلم في المقدمة عن ابن سيرين. ص
240

(عد، ك في تأريخه - عن انس).
29275 إنه سيأتي قوم يطلبون العلم فإذا رأيتموه فاستوصوا
بهم (ط - عن أبي سعيد).
29276 الناس لكم تبع يأتونكم من أقطار الأرض
يسألونكم عن العلم فإذا جاؤكم فاستوصوا بهم خيرا (حل - عن
أبي سعيد).
29277 يأتيكم رجال من قبل المشرق يتعلمون، فإذا
جاؤكم فاستوصوا بهم خيرا (ت: غريب (1) - عن أبي سعيد).
29278 إنه سيأتيكم بعدي أقوام يتعلمون منكم فإذا جاؤكم
فعلموهم والطفوهم (ابن عساكر - عن أبي سعيد).
29279 مكتوب في الكتاب الأول: يا ابن آدم علم مجانا
كما علمت مجانا (ابن لآل - عن ابن مسعود).
29280 من كان له علم فليتصدق من علمه، ومن كان
له مال فليتصدق من ماله (ابن النسي - عن ابن عمر).
29281 إنكم بعثتم هداة ولم تبعثوا مضلين كونوا معلمين،
ولا تكونوا معاندين أرشدوا الرجل (حل - عن الأعمش عن عمرو

(1) أخرجه الترمذي كتاب باب ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم
رقم (2451) وقال فيه: عمارة بن جوين ضعيف. ص
241

ابن مرة الجملي عن أبي البحتري).
(29282 -) أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم (الديلمي -
ع ابن عباس).
(29283 -) من حدث بحديث لا يعلم تفسيره لا هو ولا الذي
حديثه إلا كأنما هو فتنة عليه وعلى الذي حدثه (ابن السني - عن
عائشة، وفيه عباد بن بشر).
(29284 -) لا تحدثوا أمتي من أحاديثي إلا بما تحمله عقولهم
(أبو نعيم - عن ابن عباس).
(29285 -) تناصحوا في العلم فان خيانة أحدكم في علمه أشد
من خيانة في ماله وإن الله سائلكم يوم القيامة (طب - عن ابن عباس).
(29286 -) تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضا فان
خيانة في العلم أشد من خيانة المال (حل - عن ابن عباس).
(29287 -) يا معشر أصحابي تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم
بعضا فان خيانة الرجل في علمه أشد من خيانة في ماله، وإن الله
تعالى سائلكم عنه (الخطيب وابن عساكر - عن ابن عباس، وفيه
عبد القدوس بن حبيب الكلاعي متروك).
(29288 -) إذا خص العالم بالعلم طائفة دون طائفة لم ينتفع به
العالم ولا المتعلم (الديلمي - عن ابن عمر).
242

29289 ينبغي للعالم أن يكون قليل الضحك كثير البكاء
لا يمازح ولا يصاخب ولا يماري ولا يجادل إن تكلم تكلم بحق وإن
صمت صمت عن الباطل وإن دخل دخل برفق وإن خرج خرج
بحلم (الديلمي - عن أبي).
29290 من قال إني عالم فهو جاهل (طس - عن ابن عمر).
29291 ليس هذه سعة فتوى (ابن السني - عن أبي سعيد).
قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فلقيه أعرابي فسأله عن شئ قال -
فذكره.
29292 أول من قال (أما بعد) داود وهذا فصل الخطاب
(الديلمي - عن ابن موسى).
الكتابة والمراسلة
29293 إن لجواب الكتاب حقا كرد السلام (فر - عن
ابن عباس).
29294 رد جواب الكتاب حق كرد السلام (عد -
عن انس، لابن لآل - عن ابن عباس).
29295 كرامة الكتاب ختمه (طب - عن ابن عباس).
29296 من اطلع في كتاب أخيه بغير أمره فكأنما اطلع في
النار (طب - عن ابن عباس).
243

29297 إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه، وإذا
كتب فليترب (1) كتابه فهو أنجح (طس - عن أبي الدرداء).
29298 إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه (طب -
عن النعمان بن بشير).
29299 إذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمد
الرحمن (خط في الجامع، طس - عن انس).
29300 إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه
(خط وابن عساكر - عن زيد بن ثابت).
29301 إذا كتبت فضع قلمك على أذنك فإنه أذكر لك
(ابن عساكر - عن انس).
29302 ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملي (ت - (2)
عن زيد بن ثابت).
29303 العجم يبدؤن بكبارهم إذا كتبوا، فإذا كتب أحدكم
فليبدأ بنفسه (فر - عن أبي هريرة).
29304 الخط الحسن يزيد الحق وضحا (3) (فر - عن سلمة).

(1) فليترب: يقال: أتربت الشئ إذا جعلت عليه التراب. النهاية 1 / 185. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب الاستئذان باب ما جاء في تتريب الكتاب رقم
(2741) وقال اسناده ضعيف. ص
(3) وضحا: وضح الامر يضح وضوحا، واتضح، أي: بان. المختار 575. ب
244

الاكمال
29305 استعن بيمينك، وأومأ بيده إلى الخط (ت - (1)
عن أبي هريرة، وقال: إسناده ليس بذلك القائم، الحكيم - عن
ابن عباس، ض - عن جابر) قال شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
سوء الحفظ قال - فذكره.
29306 إذا كتب أحدكم فليتربه فان التراب مبارك وهو
أنجح للحاجة (عد - عن جابر) (2).
29307 إذا كتبت كتابا فتربه فإنه أنجح للحاجة والتراب
مبارك (عد، كر - عن جابر، قال عد: منكر).
29308 تربوا الكتاب فان التراب مبارك (قط في الافراد
وابن عساكر - عن جابر).
29309 تربوا الكتاب وسجوه من أسفله فإنه أنجح للحاجة
(عق، عد وابن عساكر - عن ابن عباس، ابن الجوزي في العلل -
عن أبي هريرة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الرخصة فيه رقم (2666)
قال البخاري فيه الخليل بن مرة منكر الحديث. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب الاستئذان باب ما جاء في تتريب الكتاب رقم
(2713) وقال هذا حديث منكر. ص
245

29310 تربوا الكتاب فإنه أعظم للبركة وأنجح للحاجة
(عق - عن جابر).
29311 تربوا الكتاب فإنه أنجح له (ابن منيع - عن يزيد
أبي الحجاج).
29312 إذا كتبتم كتابا فجودوا (1) بسين بسم الله الرحمن
الرحيم تقضى لكم الحوائج وفيه رضى الرحمن عز وجل (الديلمي -
عن انس).
29313 من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فلم يعور الهاء
التي في الله كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات ومن قرأ القرآن باعراب فله أجر شهيد ومن
مات غريبا مات شهيدا (الرافعي - عن ابن مسعود).
الفصل الثاني في آداب متفرقة
29314 إن الناس لكم تبع وإن رجالا يأتونكم من أقطار
الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا (ت، ه‍ -
عن أبي سعيد) (2).

(1) فجودوا: جاد الشئ جودة وجودة أي صار جيدا وأجدت الشئ
فجاد، والتجويد مثله. لسان العرب 3 / 135. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب العلم باب ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم
رقم (2650) واسناده ضعيف. ب
246

29315 إن تمام إيمان العبد أن يستفتي في كل حديثه (طس -
عن أبي هريرة).
29316 إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم (ك -
عن انس، السجزي - عن أبي هريرة) مر برقم 29273.
29317 إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحر
الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه (قط في الافراد، خط عن -
أبي هريرة، خط - عن أبي الدرداء).
29318 حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب
الله ورسوله (فر - عن علي، وهو في خ موقوف).
29319 لا تطرحوا الدر في أفواه الخنازير (ابن النجار - عن انس).
29320 لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب (المخلص - عن انس).
29321 دوروا مع كتاب الله حيث ما دار (ك - عن حذيفة).
29322 سلوا أهل الشرف عن العلم، فإن كان عندهم علم
فاكتبوه فإنهم لا يكذبون (فر - عن ابن عمر).
29323 إذا قعد الرجل إلى أخيه فليسأله تفقها ولا يسأله
تعنتا) فر - عن علي).
29324 يأتيكم رجال من قبل المشرق ويتعلمون، فإذا جاؤكم
فاستوصوا بهم خيرا (ت - عن أبي سعيد). مر برقم 29277.
247

29325 سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا:
مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفتوهم (ه‍ - عن أبي سعيد) (1).
29326 عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء
ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون
والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله تبارك وتعالى هم جماع (2) من نوازع
القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل
التمر أطايبه (طب - عن عمرو بن عبسة).
29327 طوبى للسابقين إلى ظل الله تعالى الذين إذا أعطوا
الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه والذين يحكمون للناس بحكمهم
لأنفسهم (الحكيم - عن عائشة).
29328 منهومان لا يشبعان، طالب العلم وطالب الدنيا
(عد - عن انس، البزار - عن ابن عباس).
29329 طوبى للعلماء طوبى للعباد ويل لأهل الأسواق
(فر - عن انس).

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب الوصاة بطلبة العلم رقم 247 واسناده
ضعيف. فيه عمارة بن جوين أبو هارون العبدي. ص
(2) جماع: وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما (وجعلنا كم شعوبا و قبائل
قال: الشعوب: الجماع، والقبائل: الافخاذ. الجماع بالضم والتشديد:
مجتمع كل شئ أراد منشأ النسب وأصل الموالد. النهاية 1 / 290 ب
248

29330 علموا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا،
فإذا غضب أحدكم فليسكت (حم، خد - عن ابن عباس).
29331 علموا ولا تعنفوا فان المعلم خير من المعنف
(الحارث عد، هب - عن أبي هريرة).
29332 قيدوا العلم بالكتاب (الحكيم وسمويه - عن انس،
طب، ك - عن ابن عمر).
29333 استعن بيمينك (ت - عن أبي هريرة، الحكيم - عن
ابن عباس) مر برقم 29305.
29334 كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء (د -
عن أبي هريرة) (1).
29335 كونوا كونوا للعلم وعاة ولا تكونوا له رواة (حل -
عن ابن مسعود).
29336 مثل الذي يتعلم في صغره كالنقش في الحجر،
ومثل الذي يتعلم في كبره كالذي يكتب على الماء (طب - عن
أبي الدرداء).
29337 همة العلماء الوعاية، وهمة السفهاء الرواية (ابن

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأدب باب في الخطبة رقم (4820) وقال الترمذي
هذا حديث حسن صحيح غريب رقم 1106 كتاب النكاح. ص
249

عساكر - عن الحسن مرسلا).
29338 وقروا من تعلمون منه العلم، ووقروا من تعلمونه
العلم (ابن النجار - عن ابن عمر).
29339 استفت نفسك وإن أفتاك المفتون (تخ - عن
وابصة). (1)
29340 اطلبوا العلم يوم الاثنين فإنه ميسر لطالبه (أبو الشييخ،
فر - عن انس).
29341 اغدوا في طلب العلم فاني سألت ربي تبارك وتعالى
أن يبارك لامتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس (طس - عن عائشة).
29342 العالم إذا أراد بعلمه وجه الله تعالى هابه كل شئ،
وإذا أراد أن يكنز به الكنوز هاب من كل شئ (فر - عن انس).
حرف العين
كتاب العلم من قسم الافعال
باب في فضله والتحريض عليه
29343 عن أبي العالية قال قال عمر: تعلموا القرآن خمس
آيات خمس آيات فان جبريل نزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمس آيات

(1) قال المناوي في الفيض (1 / 495): ورواه أحمد والدارمي في مسنديهما
قال الحافظ العراقي: وفيه العلاء بن ثعلب مجهول. ص
250

خمس آيات (المرهبي في فضل العلم، هب، خد).
29344 عن ابن عمر قال: مر عمر بقوم قد رموا
رشقا (1) وأخطأوا فقال، ما أسوأ رميكم؟
قالوا: نحن متعلمين،
قال لحنكم أشد من سوء رميكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
رحم الله امرأ أصلح من لسانه (عق، قط في الافراد والعسكري
في الأمثال وابن الأنباري في الايضاح والمرهبي، هب وقال: اسناده
غير قوي، خط في الجامع والديلمي وابن الجوزي في الواهيات).
29345 عن أبي غفار قال: مر عمر بن الخطاب بقوم يرمون
فقال: ما أسوأ رميكم؟ قالوا: نحن متعلمين قال: لفظكم أسوأ من
رميكم قال بعضهم: يا أمير المؤمنين يضحى بالضبي؟ قال: وما عليك
لو قلت ظبي؟ قال: إنها لغة، قال: رفع العتاب ولا يضحى بشئ
من الوحش (ابن الأنباري).
29346 عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر: تفقهوا قبل
أن تسودوا (2) (الدارمي وأبو عبيد في الغريب ونصر في الحجة،
هب وابن عبد البر في العلم).

(1) رشقا: الرشق مصدر رشقه يرشقه رشقا إذا رماه بالسهام. النهاية 2 / 225 ب
(2) تسودوا: أي تعلموا العلم ما دمتم صغارا قبل أن تصيروا سادة منظورا
إليكم فتستحيوا أن تتعلموه بعد الكر فتبقوا جهالا. النهاية 2 / 418 ب
251

29347 عن مورق العجلي قال: قال عمر: تعلموا السنن
والفرائض واللحن كما تعلمون القرآن (أبو عبيد في فضائله، ص،
ش والدارمي وابن عبد البر، ق).
29348 عن عمر قال: تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا
له الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه العلم وتواضعوا لمن
علمتموه العلم ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم
(حم في الزهد وآدم بن أبي اياس في العلم والدينوري في المجالسة وابن
منده في غرائب شعبة والآجري في أخلاق حملة القرآن، هب وابن
عبد البر في العلم، ش).
29349 عن الأحوص بن حكيم بن عمير العنسي قال: كتب
عمر بن الخطاب إلى أمراء الأجناد: تفقهوا في الدين فإنه لا يعذر
أحد باتباع باطل وهو يرى أنه حق ولا يترك حق وهو يرى
أنه باطل (آدم بن أبي اياس في العلم).
29350 عن عمر أنه كتب إلى أبي موسى الأشعري أما بعد فتفقهوا
في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي وتمعددوا (1)

(1) تمعددوا: في حديث عمر (تمعددوا واخشوشنوا (هكذا يرون من
كلام عمر وقد رفعه الطبراني في (المعجم) عن أبي حدرد الأسلمي عن
النبي صلى الله عليه وسلم. يقال: تمعدد الغلام: إذا شب وغلظ. وقيل: أراد
ودعوا التنعم وزي العجم. النهاية 4 / 342. ب
252

فإنكم معديون (ش).
29351 عن أبي بكر بن أبي موسى أن أبا موسى أتى عمر بن
الخطاب بعد العشاء فقال له عمر: ما جاء بك؟ قال: جئت أتحدث
إليك قال: هذه الساعة؟ قال: إنه فقه فجلس عمر فتحدثا طويلا
ثم إن أبا موسى قال: الصلاة يا أمير المؤمنين قال: إنا في صلاة (عب، ش).
29352 عن عمر قال: ألا إن أصدق القيل قيل الله وأحسن
الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، ألا إن الناس لن
يزالوا بخير ما أتاهم العلم عن أكابرهم (ابن عبد البر في العلم).
29353 عن عمر قال: قد علمت متى صلاح الناس ومتى
فسادهم، إذا جاء الفقه من قبل الصغير استعصى عليه الكبير، وإذا
جاء الفقه من قبل الكبير تابعه الصغير فاهتديا (ابن عبد البر).
29354 عن الزهري قال كان مجلس عمر مغتصا عن القراء
شبابا وكهولا فربما استشارهم ويقول: لا يمنع أحدكم حداثة سنه
أن يشير برأيه فان العلم ليس على حداثة السن وقدمه، ولكن الله
تعالى يضعه حيث يشاء (ابن عبد البر، ق).
29355 عن أبي عثمان النهدي أن عمر بن الخطاب قال: تعلموا
العربية (ق).
29356 عن الليث بن سعد قال: قدم عمرو بن العاص على
253

عمر بن الخطاب فسأله عمر: من استخلفت على مصر؟ قال: مجاهد
ابن جبير فقال له عمر: مولى ابنة غزوان: قال: نعم إنه كاتب
فقال عمر: إن العلم ليرفع بصاحبه (ابن عبد الحكم).
29357 عن الحسن قال: قال عمر بن الخطاب: عليكم بالتفقه
في الدين والتفقه في العربية وحسن العربية (أبو عبيد).
29358 عن ابن معاوية الكندي قال: قدمت على عمر بالشام
فسألني عن الناس فقال: لعن الرجل يدخل المسجد كالبعير النافر
فان رأى مجلس قومه ورأى من يعرفهم جلس إليهم؟ قلت لا ولكنها
مجالس شتى يجلسون فيتعلمون الخير ويذكرونه، قال: لن تزالوا
بخير ما كنتم كذلك (المروزي، ش).
29359 عن عمر قال: تعلموا اللحن والفرائض فإنه من
دينكم (ش).
29360 عن عمر قال: تعلموا كتاب الله تعرفوا به، واعملوا
به تكونوا من أهله (ش).
29361 عن علي قال: قال رجل: يا رسول الله ما ينفي عني
حجة الجهل؟ قال: العلم قال: فما ينفي عني حجة العلم؟ قال:
العمل (خط في الجامع، وفيه عبد الله بن خراش ضعيف).
29362 عن علي قال: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل
254

كثيرة، فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد، وأذنه الفهم،
ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه حسن النية، وعقله معرفة
الأشياء والأمور الواجبة، ويده الرحمة، ورجله زيارة العلماء، وهمته
السلامة، وحكمته الورع، ومستقره النجاة، وقائده العافية ومركبه
الوقار وسلاحه لين الكلمة، وسيفه الرضاء وقوسه المداراة وجيشه
مجاورة العلماء وماله الأدب، وذخيرته اجتناب الذنوب وزاده
المعروف ومأواه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه صحبة الأخيار (خط
في الجامع).
29363 عن علي قال: من حق العالم عليك أن تسلم على
القوم عامة وتخصه دونهم بالتحية وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن
عنده بيدك، ولا تغمزن بعينيك ولا تقولن قال فلان خلافا لقوله،
ولا تغتابن عنده أحدا ولا تسار (1) في مجلسه ولا تأخذ بثوبه ولا تلج
عليه إذا مل، ولا تعرض من طول صحبته فإنما هي بمنزلة النخلة
تنتظر متى يسقط عليك منها شئ فان المؤمن العالم لأعظم أجرا من
الصائم القائم الغازي في سبيل الله، فإذا مات العالم انثلمت في الاسلام
ثلمة لا يسدها شئ إلى يوم القيامة (خط فيه).

(1) تسار: ساره في أذنه مسارة وسرارا - بالكسر - وتساروا:
تناجوا. المختار 235. ب
255

29364 عن علي قال: ليس من أخلاق المؤمن التملق
ولا الحسد إلا في طلب العلم (خط فيه، وفيه محمد بن الأشعث
الكوفي متهم).
29365 عن علي قال: تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به
تكونوا من أهله فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر فيه الحق تسعة
أعشاره، وإنه لا ينجو فيه إلا كل نومة منبت (1) إنما أولئك
أئمة الهدى ومصابيح العلم ليسوا بالعجل المذاييع (2) البذر (حم
في الزهد وأبو عبيد ولدينوري في الغريب، كر).
29366 عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث العالم
والعابد فيقال للعابد: ادخل الجنة ويقال للعالم: أثبت تشفع
للناس كما أحسنت أدبهم (الديلمي).
29367 عن حذيفة قال: بحسب المؤمن من العلم أن يخشى
الله عز وجل وبحسب المؤمن من الكذب أن يقول: أستغفر الله
وأتوب إليه ثم يعود (كر).

(1) منبت: وفي الحديث (فان المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى)
يقال للرجل إذا انقطع به في سفره وعطبت راحلته: قد انبت، من
البت: القطع، وهو مطاوع بت يقال بته وأبته. النهاية 1 / 92. ب
(2) المذاييع: هو جمع مذياع من أذاع الشئ إذا أفشاه. وفيل: أراد
الذين يشيعون الفواحش، وهو بناء مبالغة. النهاية 2 / 174. ب
256

29368 عن حذيفة قال: كفى من العلم الخشية، وكفى
من الجدال أن يذكر العالم حسناته وينسى سيئاته، وكفى من الكذب
أن يتوب من الذنب ثم يعود فيه (كر).
29369 عن الحسن بن علي أنه قال لبنيه وبني أخيه: إنكم
صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم فمن لم
يحسن منكم أن يؤديه أو يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته (ق في
المدخل، كر).
29370 عن عثمان بن عبد الرحمن القرشي عن مكحول عن
أبي أمامة أو واثلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة
يجمع الله العلماء فيقول: إني لم استودع قلوبكم الحكمة وأنا أريد أن
أعذبكم ثم يدخلهم الجنة (كر، عد، وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات. قال عد: هذا منكر لم يتابع عثمان عليه الثقات).
29371 عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم
بهذا العلم قبل أن يقبض وقيل أن يرفع، ثم جمع بين أصبعيه
الوسطى والتي تلي الابهام ثم قال، فان العالم والمتعلم كهاته من
هاتين شريكان في الاجر - وفي لفظ: في الخير - ولا خير في
سائر الناس بعده (ك وابن النجار).
29372 عن أبي الدرداء قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عويمر
257

يا أبا الدرداء كيف بك إذا قيل لك يوم القيامة، علمت أم جهلت؟
فان قلت علمت قيل لك: فماذا عملت فيما تعلمت، وإن قلت جهلت
قيل لك: فماذا عذرك فيما جهلت ألا تعلمت (كر).
29373 (مسند أبي ذر رضي الله عنه) يا أبا ذر لان تغدو
تعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة وأن
تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلي
ألف ركعة تطوعا (ه‍، ك في تأريخه - عنه). (1)
29374 عن زر قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال:
ما جاء بك؟ قلت ابتغاء العلم، قال: فان الملائكة تضع أجنحتها
لطالب العلم رضى ما يفعل قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا في
سفر أمرنا أن لا ننزع أخفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة،
ولكن من غائط وبول ونوم (عب، ص، ش).
29375 عن أبي قرصافة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضر
الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فحفظها فرب حامل علم إلى من هو
أعلم منه، ثلاث لا يغل عليهن القلب: إخلاص العمل لله،
ومناصحة الولاة، ولزوم الجماعة (خط).

(1) أخرجه ابن ماجة في المقدمة باب فضل من تعلم القرآن. علمه رقم 219
أسناده حسن قال المنذري. ص
258

29376 عن أبي هريرة قال: إن الله لا يرفع العلم إنما يهلك
العلماء ولا يتعلم الجهال (كر).
29377 (مسند أبي هريرة رضي الله عنه) يا أبا هريرة علم
الناس القرآن وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة
قبرك كما يزار البيت العتيق، وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك،
وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا
تحدث في دين الله حدثا برأيك (أبو نصر السجزي في الإبانة
وقال: غريب، خط وابن النجار - عن أبي هريرة).
29378 عن علي الأزدي قال: سألت ابن عباس عن الجهاد
فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد؟ تجئ مسجدا
فتعلم فيه القرآن والفقه في الدين أو قال السنة (ابن زنجويه).
29379 عن ابن عباس قال: إن هذا العلم يزيد الشريف
شرفا ويجلس المملوك على الأسرة (كر)
39380 عن محمد بن أبي قتلة أن رجلا كتب إلى ابن عمر
يسأله عن العلم فكتب إليه ابن عمر: إنك كتبت تسألني عن العلم
فالعلم أكبر من أن أكتب به إليك، ولكن إن استطعت أن تلقى
الله كاف اللسان عن أعراض المسلمين خفيف الظهر من دمائهم
خميص البطن من أموالهم لازما لجماعتهم فافعل (كر).
259

29381 عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى
الذين يبتغون العلم قال: مرحبا بكم ينابيع الحكمة مصابيح الظلم
خلقان الثياب جدد القلوب ريحان كل قبيلة (الديلمي).
29382 عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاءه
الموت وهو يطلب العلم يحي به الاسلام لم يكن بينه وبين الأنبياء
إلا درجة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحمة الله على خلفائي، قالوا: ومن
خلفاؤك يا رسول الله، قال: الذين يحبون سنتي ويعلمونها الناس (كر).
29383 عن سعيد بن جبير أنه سئل ما علامة هلاك الناس؟
قال: إذا هلك علماؤها (ش).
29384 (مسند علي رضي الله عنه) قال الديلمي أنبأنا والدي
أنبأنا أبو الحسن الميداني الحافظ قال: قرأت في أمالي أبي عبد الله
الحسين بن محمد بن هارون الضبي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
النيسابوري حدثنا أبو زكريا يحي بن محمد بن عبد الله بن أسد حدثنا
علي بن الحسن الأفطس حدثنا عيسى بن موسى حدثنا عمر بن صبيح
حدثنا كثير بن زياد عن الحسن قال سمعت رجالا من الأنصار
والمهاجرين منهم علي بن أبي طالب يقولون: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
طلب العلم لله لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه ذلا وفي الناس
تواضعا، ولله خوفا وفي الدين اجتهادا فذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه
260

ومن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس والحظوة عند السلطان لم
يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه عظمة وعلى الناس استطالة وبالله
اغترارا وفي الدين جفاء فذلك لا ينتفع بالعلم فليمسك وليكف عن
الحجة على نفسه والندامة والخزي يوم القيامة. في هذا الاسناد التصريح
بسماع الحسن من علي وهي لطيفة لولا أن فيه عمر بن صبيح وقد
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من وجه آخر - عن علي بن
الحسن به وقال: عن الحسن عن علي من غير تصريح بالسماع.
29385 (مسند علي رضي الله عنه) عن علباء قال: قال
علي: من يشتري مني علما بدرهم (المروزي في العلم).
29386 عن علي قال: نوم على علم خير من اجتهاد على
جهل (آدم في العلم).
29387 عن علي قال: ألا أنبئكم بالفقيه حق الفقيه؟ من
لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى،
ولم يؤمنهم مكر الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ولا خير
في عبادة ليس فيها تفقه، ولا خير في فقه ليس فيه تفهم - وفي
لفظ: لا ورع فيه - ولا خير في قراءة ليس فيها تدبر (ابن الضريس
وابن بشران، حل، كر والمرهبي في العلم وزاد: ألا إن لكل شئ
ذروة وذروة الجنة الفردوس ألا وإنها لمحمد صلى الله عليه وسلم).
261

29388 عن ابن وهب اخبرني عقبة بن نافع عن إسحاق بن
أسيد عن أبي مالك وأبي إسحاق عن علي بن أبي طالب أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أنبئكم بالفقيه كل الفقيه؟ قالوا بلى قال: من لم
يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله، ولا يؤمنهم
من مكر الله ولا يدع القرآن رغبة إلى ما سواه، ألا لا خير في
عبادة ليس فيها تفقه، ولا علم ليس فيه تفهم، ولا قراءة ليس فيها
تدبر (العسكري في المواعظ وابن لآل والديلمي وابن عبد البر في
العلم وقال: لا يأتي هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه أكثرهم
يوقفونه على علي).
29389 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتبوا هذا
العلم فإنكم تنتفعون به إما في دنياكم وإما في آخرتكم، وإن العلم
لا يضيع صاحبه (الديلمي، وفيه محمد بن محمد بن علي بن الأشعث
كذبوه).
29390 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علم الباطن
سر من أسرار الله تعالى وحكم من أحكام الله عز وجل يقذفه في
قلوب من يشاء من عباده (أبو عبد الرحمن السلمي والديلمي وابن
الجوزي في الواهيات، وقال: لا يصح وعامة رواته لا يعرفون).
29391 عن كميل بن زياد قال: أخذ بيدي علي بن أبي طالب
262

فأخرجني إلى ناحية الجبانة فلما أصحر تنفس ثم قال: يا كميل إن هذه
القلوب أوعية فخيرها أوعاها، احفظ عني ما أقول لك: الناس
ثلاثة، عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع
كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا
إلى ركن وثيق، يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك
وأنت تحرس المال، والعلم يزكوا على العمل والمال تنقصه النفقة
يا كميل محبة العالم دين يدان بها العلم يكسب العالم الطاعة لربه في حياته،
وجميل الأحدوثة بعد وفاته وصنيعة المال تزول بزواله، والعلم حاكم
والمال محكوم عليه، يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء
باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة و أمثالهم في القلوب موجودة هاه إن
ههنا وأشار إلى صدره علما لو أصبت له حملة ثم قال اللهم بلى أصبته
لقنا (1) غير مأمون يستعمل آلة الدين للدينا ويستظهر بحجج الله
على كتابه، وبنعمه على كتابه أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في
أحيائه يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، اللهم لا ذا ولا
ذاك أو منهوما باللذات سلس القياد للشهوات أو مغرى بجمع الأموال والادخار
وليسا من دعاة الدين أقرب شبها بهما الانعام السائمة كذلك يموت
العلم بموت حامليه ثم قال: اللهم بلى لا تخلوا الأرض من قائم لله

(1) لقنا: أي فهما غير ثقة. النهاية 4 / 266. ب
263

بحجة إما ظاهر مشهور وإما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله
وبيناته وكم وأين أولئك، أولئك هم الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا بهم
يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم،
هجم بهم العلم على حقيقة الامر، فباشروا روح اليقين، واستسهلوا
ما استوعر منه المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا
بأبدان أرواحها معلقة بالنظر الاعلى يا كميل أولئك خلفاء الله في أرضه
الدعاة إلى دينه هاه شوقا إلى رؤيتهم أستغفر الله لي ولك (ابن
الأنباري في المصاحف والمرهبي في العلم ونصر في الحجة، حل، كر).
29392 عن إسماعيل بن يحي بن عبد الله التيمي أنبأني علي
عن فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما انتعل أحد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا ليغدو في طلب علم
يتعلمه إلا غفر الله له حيث يخطو عتبة بابه (كر، وإسماعيل
متروك متهم).
29393 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احبسوا على
المؤمنين ضالتهم (1)، قالوا: وما ضالة المؤمن يا رسول الله؟ قال: العلم
(ابن النجار، وفيه عمر بن حكام عن بكر بن خنيس وهما متروكان).

(1) ضالتهم: أي ضائعهم يعني امنعوا من ضياع ما تقوم به سياستهم الدنيوية
ويوصلهم إلى الفوز بالسعادة الأخروية أي بأن تحفظوا ذلك ولا تهملوه
فيضيع قالوا: يا رسول وما ضالة المؤمنين؟ قال: (العلم) أي
الشرعي فان الناس لا يزالون عند وقوع الحوادث يتطلبون علم حكمها كما
يتطلب الرجل ضالته، فهو أمر بتعلم العلم الشرعي الذي به قيام الدين
وسياسة عامة المسلمين كالقيام بالحجج والبراهين القاطعة على إثبات الصانع
وما يجب له وما يستحيل عليه وإثبات الثواب ودفع الشبه والمشكلات
والاشتغال بالفقه وأصوله والتفسير والحديث بحفظه ومعرفة رجاله وجرحهم
وتعديلهم واختلاف العلماء واتفاقهم وعلوم العربية والقيام به فرض كفاية،
فإذا لم ينتصب في كل قطر من تندفع الحاجة بهم أثموا كلهم، وعلى الامام
أن يرتب في كل قرية ومحلة عالما متدينا يعلم الناس دينهم ويجيب في الحوادث
ويندب عن الدين ويردع من نبغ من الفرق الضالة فيض القدير 1 / 180. ب
264

باب التحذير
من علماء السوء وآفات العلم
29394 عن الحسن قال لما قدم وفد البصرة على عمر فيهم
الأحنف بن قيس سرحهم وحبسه عنده حولا ثم قال: هل تدري لم
حبستك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا كل منافق عليم اللسان وإني تخوفت
أن تكون منهم ولست منهم إن شاء الله (ابن سعد، ع).
29395 عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمر بن الخطاب
يقول على المنبر: إياكم والمنافق العليم قالوا: وكيف يكون المنافق
عليما؟ قال يتكلم بالحق ويعمل بالمنكر (هب وابن النجار).
265

29396 عن عمر قال: يهدم الدين - وفي لفظ: يهدم
الاسلام ثلاثة: زيغة عالم، ومجادلة منافق بالقرآن، وأئمة
مضلون (ابن المبارك وجعفر الفريابي في صفة المنافق وابن عبد البر
في العلم وابن النجار).
29397 عن الأحنف بن قيس قال سمعت عمر بن الخطاب
يقول: كنا نتحدث إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم اللسان
(جعفر الفريابي في صفة المنافق، ع في معجمه ونصر، كر).
29398 عن العلاء بن موسى قال حدثني أبي قال: خرج رجل من
مسالمة مصر إلى المدينة في خلافة عمر بن الخطاب، فلما أمسى عليه
الليل وهو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله من يضيفني الليلة
فأخذ عمر بيده فانصرف به فادخله منزله، فأوقد عليه سراجا وقدم
إليه أقراصا من شعير وملحا جريشا ثم قال له: من أين أنت؟ قال:
من أهل مصر قال: من أي القبائل؟ قال: من مسالمتها قال: فأطفأ
عمر السراج ورفع الطعام، ثم أخذ بيده فأخرجه ثم قال: قال نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مجالستكم وإنه سيكون منكم قوم في آخر الزمان
يترأسون حلق العلم، فإذا تكلم الشريف وثبتم (1) في حلقه ثم قلتم
لا ثم لا (نصر).

(1) ثبتم: الوثوب في غير لغة حمير بمعنى النهوض والقيام. النهاية 5 / 150. ب
266

29399 عن أبي حازم قال: قال عمر بن الخطاب: ما أخاف
على هذا الامر إلا من أحد رجلين، لا أخاف عليه مؤمنا لأنه قد
استبقاه إيمانه، ولا فاسقا بينا فسقه،: ولكني أخاف عليه رجلا يأخذ
القرآن فيسرع حذقه (1) فإذا أذلقه بلسانه وأفرغ افراغا ابتدر مجلسه واستمع
منه ثم تأوله على غير تأويله (آدم).
29400 عن عمر قال: إن الاسلام في بناء وإن له انهداما
وإن مما يهدمه زلة عالم وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلين (آدم).
29401 عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: إن أخوف
ما أخاف عليكم تغير الزمان وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن
وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم (أبو الجهم).
29402 عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: بينما ابن عباس
مع عمر وهو آخذ بيده فقال عمر: أرى القرآن قد ظهر في الناس

(1) حذقه: الحذق والحذاقة: المهارة في كل عمل حذق الشئ يحذقه
وحذقه حذقا وحذقا وحذاقا وحذاقا وحذاقة وحذاقة فهو حاذق
من قوم حذاق.
الأزهري: تقول حذق وحذق في عمله يحذق ويحذق فهو حاذق
ماهر، والغلام يحذق القرآن حذقا وحذاقا، والاسم الحذاقة.
أبو زيد: حذق الغلام القرآن والعمل يحذق حذقا وحذاقا
وحذاقا وحذاقة وحذاقة مهر فيه. لسان العرب 10 / 40. ب
267

قلت ما أحب ذاك يا أمير المؤمنين قال: لم؟ قلت: لأنهم متى
يقرأوا ينقروا ومتى ينقروا يختلفوا ومتى يختلفوا يضرب بعضهم
رقاب بعض، فقال عمر: إن كنت لأكاتمها الناس (كر).
29403 عن الحسن قال لما قدم أبو موسى البصرة كتب
إليه عمر يقرأ الناس القرآن، فكتب إليه بعدة ناس قرأوا القرآن
فحمد الله عمر ثم كتب إليه في العام القابل بعدة هي أكثر من
العدة الأولى ثم كتب إليه في العام الثالث، فكتب إليه عمر يحمد
الله عليه ذلك وقال: إن بني إسرائيل إنما هلكت حين كثرت
قراؤهم (رستة).
29404 عن عمر قال: ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن
ينهاه إيمانه ولا من فاسق بين فسقه ولكن أخاف عليها رجل قد
قرأ القرآن حتى أذلقه بلسانه ثم تأوله على غير تأويله (ابن عبد البر).
29405 عن الأحنف عن عمر قال: كنا نقول في عهد النبي
صلى الله عليه وسلم: إنما يهلك هذه الأمة كل منافق عليم اللسان، فاتق يا أحنف
أن تكون منهم (العسكري في المواعظ).
29406 عن عمر قال: إن أصحاب الرأي أعداء السنن
أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، وتفلتت منهم أن يعوها، واستحيوا
حين سئلوا أن يقولوا لا نعلم فعارضوا السنن برأيهم (ابن أبي زمنين
268

في أصول السنة والإصبهاني في الحجة).
29407 عن أبي عمران الجوني عن هرم بن حيان أنه قال:
إياكم والعالم الفاسق فبلغ عمر بن الخطاب فأشفق منها ما العالم الفاسق
فكتب إليه هرم بن حيان: والله يا أمير المؤمنين ما أردت إلا الخبر
يكون إمام يتكلم بالعلم ويعمل بالفسق فيشبه على الناس فيضلوا
(ابن سعد والمروزي في العلم).
29408 عن أبي عثمان النهدي قال سمعت عمر بن الخطاب
يقول على المنبر: إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم
قالوا: وكيف يكون منافق عليم يا أمير المؤمنين؟ قال: عالم
اللسان جاهل القلب والعمل (مسدد وجعفر الفريابي في صفة المنافق).
29409 عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال عمر
ما أخاف عليكم أحد رجلين؟ مؤمن قد تبين إيمانه ورجل كافر
قد تبين كفره ولكن أخاف عليكم منافقا يتعوذ بالايمان يعمل
بغيره (جعفر فيه).
29410 عن عمر قال: إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن
أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا (ابن
جرير واللالكائي في السنة وابن عبد البر في العلم، قط).
28411 عن زياد بن حدير الأسدي قال: سمعت عمر بن
269

الخطاب يقول: ثلاث أخافهن عليكم وبهن يهدم الاسلام: زلة العالم، ورجل
عهد الناس عنده علما فاتبعوه على زلة، ورجل منافق قرأ القرآن
فما أسقط منه ألفا ولا واوا أضل الناس عن الهدى إذ كان أجدلهم
وأئمة مضلون (آدم بن أبي اياس في العلم ونصر المقدسي في الحجة
وجعفر الفريابي في صفة المنافق).
29412 عن ابن سيرين قال: بلع عمر أن رجلا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص بالبصرة فكتب إليه (آلر. تلك آيات
الكتب المبين، نحن نقص عليك أحسن القصص) إلى آخر
الآية، فعرف الرجل ما أراد عمر فترك (المروزي).
29413 عن عمر قال: أخوف ما أخاف على هذه الأمة قوم
يتأولون القرآن على غير تأويله (ش).
29414 عن علي قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم
فذكرنا الدجال فاستيقظ محمرا وجهه فقال: غير الدجال أخوف
عندي عليكم من الدجال أثمة مضلون (ش، حم، ع والدورقي).
29415 عن الحسن قال: خطب عمر بن الخطاب فقال: إن
أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ المسلم البري عند الله تعالى فيشاط
لحمه كما يشاط لحم الخنزير فيقال عاص وليس بعاص فقام علي من
تحت المنبر فقال: ومتى ذاك يا أمير المؤمنين ومتى تشتد البلية وتعظم
270

الحمية وتسبى الذرية وتدقهم الفتن كما تدق الرحى ثفلها وكما تأكل
النار الحطب فقال له عمر رضي الله عنه: ومتى يكون ذلك يا علي؟ قال:
إذا تفقهوا لغير الدين وتعلموا لغير العمل، وطلبوا الدنيا بعمل الآخرة
(عبد الله بن أيوب المخزومي في جزئه).
29416 عن الحارث عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني
لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا إن كان مؤمنا منعه إيمانه، وإن
كان مشركا منعه اشراكه، ولكن أخاف عليها منافقا عليم اللسان
يقول ما تعرفون، ويفعل ما تنكرون (العسكري في المواعظ).
29417 (مسند انس رضي الله عنه) عن عباد بن كثير
عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من
فخر القراء فإنهم أشد فخرا من الجبابرة ولا أحد أبغض إلى الله تعالى
من قارئ متكبر (الديلمي).
29418 (أيضا) عن ابان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى
بعصابة من أمتي يوم القيامة وهم القراء فيقال لهم: من كنتم تعبدون؟
قالوا: إياك ربنا قال: فمن كنتم تسألون؟ قالوا: إياك ربنا، قال:
فمن كنتم تستغفرون؟ قالوا: إياك ربنا فيقول كذبتم عبدتموني بالكلام
واستغفر تموني بالألسن وفررتم مني بالقلوب فينظمون في سلسلة ثم
يطاف بهم على رؤس الخلائق فيقال: هؤلاء كذابوا أمة محمد
271

(أبو الشيخ في الثواب).
29419 عن علي أنه قال: يا حملة القرآن اعملوا به فان العالم
من عمل بما علم ووافق عمله علمه وسيكون أقوام يحملون العلم
لا يجاوز تراقيهم يخالف سريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم
يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن أحدهم ليغضب على جليسه
حين يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالستهم
تلك إلى الله (قط في حديث ابن مردك، خط في الجامع وأبو الغنائم
النرسي في كتاب انس، العاقل، كر).
29420 (مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه) عن جابر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اطلع قوم من أهل الجنة على قوم من أهل النار
فقالوا: بم دخلتم النار فإنما دخلنا الجنة بتعليمكم؟ قالوا: إنا كنا
نأمر ولا نفعل (ابن النجار).
29421 عن حذيفة قال: اتقوا الله يا معشر القراء، وخذوا
طريق من كان قبلكم، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا،
ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا (ش، كر).
29422 (مسند معاوية أبي سفيان) نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن عقل المسائل (كر).
29423 عن أبي الدرداء قال: يوشك العلم أن يرفع،
272

ورفعه أن يذهب بحملته (كر).
29424 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على
الناس زمان يخلق (1) القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتا قيل: يا رسول
الله: وما تهافتهم؟ قال: يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة يبدأ
أحدهم بالسورة وإنما نهمته آخرها، فان عملوا ما نهوا عنه قالوا:
ربنا اغفر لنا، وإن تركوا الفرائض قالوا لا يعذبنا الله ونحن لا نشرك
به شيئا، أمرهم رجاء ولا خوف فيهم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم
وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (الديلمي).
29425 (مسند عبد الله بن عمرو) إن الله تبارك وتعالى
سيرفع بهذا الدين أقواما ويضع به آخرين (ع).
29426 عن عمر عن الحسن قال: يبعث الله بهذا العلم أقواما
يطلبونه ولا يطلبونه خشية وهو عليهم حجة إنما يبعثهم في طلبه
لكيلا يضيع العلم (ابن النجار).
29427 عن ابن مسعود قال: لا يزال الناس بخير ما أتاهم
العلم عن علمائهم وكبرائهم وذي أنسابهم، فإذا أتاهم العلم عن
صغارهم وسفلهم فقد هلكوا (كر).

(1) يخلق: خلق الثوب: بلي، وبابه سهل، وأخلق أيضا
مثله. المختار 146. ب
273

29428 عن أبي العالية قال: سيأتي على الناس زمان تخرب
صدورهم من القرآن وتبلى كما تبلي ثيابهم ولا يجدون له حلاوة ولا
لذاذة إن قصروا عما أمروا به قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن عملوا
ما نهوا عنه قالوا: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك
لمن يشاء، أمرهم كله طمع ليس معه خوف، لبسوا جلود الضأن على
قلوب الذئاب، أفضلهم في أنفسهم المداهن (كر).
29429 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعوذوا بالله من
جب الحزن أو وادي الحزن قيل يا رسول الله وما جب الحزن أو
وادي الحزن؟ قال: واد في جهنم تستعيذ منه جهنم كل يوم سبعين
مرة أعده الله تعالى للقراء المرائين وإن من شر القراء من يزور
الامراء (عق والعسكري في المواعظ وفيه عبد الله بن حكيم أبو بكر
الداهري (1) ليس شئ، كر).
فصل في العلوم المذمومة والمباحة
علم النجوم
29430 عن عمر قال: تعلموا من النجوم ما تهتدون بها
وتعلموا من الأنساب ما تتواصلون بها (هناد).

(1) عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري البصري: قال الذهبي في الميزان: (2 / 410) ليس بثقة وكذاب. ص
274

29431 عن الهرماس بن حبيب عن أبيه عن جده أنه صلى
مع عمر بن الخطاب المغرب، فلما انصرف دور من حصى المسجد
فألقى عليها رداءه ثم استلقى ثم قال: هل ناءت (1) المرزم بعد؟ فلم
يجبه أحد قلت: يا أمير المؤمنين وما المرزم؟ قال نسر الطائر
مرزم الخريف قلت: يا أمير المؤمنين فإنا ندعو المرزم السماك
قال: نسر الطائر مرزم الخريف (ابن جرير).
29432 عن عمر قال: تعلموا من هذه النجوم ما تهتدون
به في ظلمات البر والبحر ثم أمسكوا (ش وابن عبد البر في العلم).
29433 عن الربيع بن سبرة الجهني قال: لما غزا عمر وأراد
الخروج إلى الشام خرجت معه، فلما أراد أن يدلج (2) نظرت فإذا
القمر في الدبران (3) فأردت أن أذكر ذلك لعمر فعرفت أنه يكره
ذكر النجوم، فقلت له: يا أبا حفص انظر إلى القمر ما أحسن استواءه
هذه الليلة، فنظر فإذا هو في الدبران فقال: قد عرفت ما تريد يا ابن
سبرة تقول: إن القمر في الدبران والله ما نخرج بشمس ولا بقمر

(1) المرزم: رزم الشتاء رزمة شديدة: برد فهو رازم، وبه سمى نوء
المرزم. لسان العرب 120 / 240. ب
(2) يدلج: أدلج: سار من أول الليل. المختار 416. ب
(3) الدبران: الدبران محركة: منزل للقمر. القاموس 2 / 27. ب
275

إلا بالله الواحد القهار (خط، كر في كتاب النجوم).
29434 (مسند علي رضي الله عنه) عن عمير بن سعيد قال:
سمعت عليا يخبر القوم أن هذه الزهرة تسميها العرب الزهرة وتسميها
العجم أناهيد وكان الملكان يحكمان بين الناس، فأتتهما فأرادها كل
واحد منهما من غير علم صاحبه فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي إن في
نفسي بعض الامر أريد أن أذكره لك قال: أذكره يا أخي لعل الذي في
نفسي مثل الذي في نفسك فاتفقا على أمر في ذلك فقالت لهما
المرأة: ألا تخبراني بما تصعدان به إلى السماء وبما تهبطان به إلى الأرض؟
فقالا: بسم الله الأعظم نهبط به وبه نصعد، فقالت: ما أنا بمؤاتيتكما
الذي تريدان حتى تعلمانيه، فقال أحدهما لصاحبه علمها إياه قال: كيف
لنا بشدة عذاب الله: فقال الآخر: إنا نرجو سعة رحمة الله فعلمها
إياه فتكلمت به فطارت إلى السماء ففزع ملك في السماء لصعودها
فطأطأ رأسه فلم يجلس بعد ومسخها الله فكانت كوكبا (ابن راهويه
وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في العقوبات وابن جرير وأبو الشيخ في
العظمة، ك).
29435 عن عطاء قال: قيل لعلي بن أبي طالب: هل كان
للنجوم أصل؟ وقال: نعم كان نبي من الأنبياء يقال له يوشع بن نون
فقال له قومه: لا نؤمن بك حتى تعلمنا بدء الخلق وآجاله، فأوحى الله
276

تعالى إلى غمامة فأمطرتهم واستنقع على الجبل ماء صافيا، ثم أوحى
الله تعالى إلى الشمس والقمر والنجوم: أن تجري في ذلك الماء، ثم
أوحى إلى يوشع بن نون أن يرتقي هو وقومه على الجبل فارتقوا
الجبل فقاموا على الماء حتى عرفوا بدء الخلق وآجاله بمجاري الشمس
والقمر والنجوم وساعات الليل والنهار، فكان أحدهم يعلم متى يموت
ومتى يمرض، ومن ذا الذي يولد له، ومن ذا الذي لا يولد له فبقوا
كذلك برهة من دهرهم، ثم إن داود عليه الصلاة والسلام قاتلهم على
الكفر فأخرجوا إلى داود في القتال من لم يحضر أجله ومن
حضر أجله خلفوه في بيوتهم فكان يقتل من أصحاب داود ولا
يقتل من هؤلاء أحد فقال داود: رب أقاتل على طاعتك ويقاتل
هؤلاء على معصيتك، فيقتل أصحابي ولا يقتل من هؤلاء أحد
فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: إني كنت علمتهم بدء الخلق و آجاله
وإنما أخرجوا إليك من لم يحضر أجله ومن حضر أجله خلفوه في
بيوتهم فمن ثم يقتل من أصحابك ولا يقتل منهم أحد قال داود:
يا رب على ماذا علمتهم؟ قال: على مجاري الشمس والقمر والنجوم
وساعات الليل والنهار قال: فدعا الله تعالى فحبست الشمس عليهم
فزاد في النهار فاختلطت الزيادة بالليل والنهار فلم يعرفوا قدر الزيادة
فاختلط عليهم حسابهم قال علي: فمن ثم كره النظر في النجوم
277

(خط في كتاب النجوم، وسنده ضيف).
29436 عن أبي هريرة قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النظر في
النجوم (ابن النجار).
29437 عن علي قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النظر في
النجوم وأمرني بإسباغ الطهور (خط فيه).
29438 (من مسند علي رضي الله عنه) عن علي قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنزى الحمر على الخيل وأن ينظر في النجوم
وأمر باسباغ الوضوء (عق وابن مردويه، خط في كتاب النجوم).
29439 عن عبد الله بن عوف بن الأحمر أن مسافر بن عوف
ابن الأحمر قال لعلي بن أبي طالب حين انصرف من الأنباري إلى أهل
النهروان: يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث
ساعات يمضين من النهار قال علي: ولم؟ قال: لأنك إن سرت
في هذه الساعة أصابك أنت وأصحابك بلاء وضرر شديد وإن سرت
في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وظهرت وأصبت وطلبت فقال
علي: ما كان لمحمد صلى الله عليه وسلم منجم ولا لنا من بعده هل تعلم ما في
بطن فرسي هذه؟ قال إن حسبت علمت قال: من صدقك بهذا القول
كذب القرآن قال الله تعالى (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث
ويعلم ما في الأرحام) الآية، ما كان محمد صلى الله عليه وسلم يدعي علم ما ادعيت
278

علمه تزعم أنك تهدي إلى علم الساعة التي يصيب السوء من سافر
فيها؟ قال: نعتم قال: من صدقك بهذا القول استغنى عن الله تعالى في
صرف المكروه عنه، وينبغي للمقيم بأمرك أن يوليك لأمر دون
الله ربه لأنك أنت تزعم هدايته إلى الساعة التي تنجو من
السوء، من سافر فيها، فمن آمن بهذا القول لم آمن عليه أن يكون
كمن اتخذ دون الله ندا وضدا، اللهم لا طائر إلا طيرك، ولا خير
إلا خيرك ولا إله غيرك نكذبك ونخالفك، ونسير في هذه
الساعة التي تنهانا عنها، ثم أقبل على الناس فقال: يا أيها الناس إياكم
وتعلم هذه النجوم إلا ما يهتدى به في ظلمات البر والبحر، إنما
المنجم كالكافر، والكافر في النار والله لئن بلغني أنك تنظر في
النجوم وتعمل بها لأخلدنك في الحبس ما بقيت وبقيت، ولأحرمنك
العطاء ما كان لي سلطان، ثم سار في الساعة التي نهاه عنها فأتى أهل
نهروان فقتلهم ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها فظفرنا أو
ظهرنا لقال قائل سار في الساعة التي أمر بها المنجم ما كان لمحمد
صلى الله عليه وسلم منجم ولا لنا من بعده ففتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر
وسائر البلدان، أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي ما سواه
(الحارث، خط في كتاب النجوم).
29440 عن علي قال إن هؤلاء العرافين كهان العجم فمن
279

أتى كاهنا يؤمن بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه
وسلم (ش).
29441 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي لا تجالس أصحاب
النجوم (الخرائطي في مساوي الأخلاق والديلمي).
علم النسب
29442 عن عمر قال: تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم
(هناد).
29443 عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء عن أن عباس
وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى جمعا من الناس على
رجل فقال: ما هذا؟ قالوا: يا رسول الله رجل علامة، قال: وما
العلامة؟ قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب وبالشعر وبما اختلف
فيه العرب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا علم لا ينفع وجهالة لا تضر
(الديلمي).
القصاص
29444 عن قتادة قال: سمع عمر بن الخطاب رجلا يتبع
القصص فقال له: أتحسن سورة (يوسف)؟ قال: نعم، قال: اقرأها فقرأها
حتى بلغ (نحن نقص عليك أحسن القصص) فقال: أتريد أحسن
من أحسن القصص (كر).
280

29445 عن أبي نضرة استأذن تميم الداري عمر بن الخطاب
في القصص فقال: الذبح، ثم أذن له بعد (المروزي في العالم).
29446 عن بشر بن عاصم قال: جاء تميم الداري إلى عمر
فاستأذنه في القصص فقال: نعم وهو الذبح (العسكري في المواعظ).
29447 عن السائب بن يزيد أنه لم يكن يقص على عهد
النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر وكان أول من قص تميم الداري
استأذن عمر أن يقص على الناس قائما فأذن له (العسكري).
29448 عن ثابت البناني قال: أو من قص عبيد بن عمير على
عهد عمر بن الخطاب (ابن سعد والعسكري في المواعظ).
29449 عن أبي البحتري قال: دخل علي بن أبي طالب المسجد
فإذا رجل يخوف فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يذكر الناس،
فقال: ليس برجل يذكر الناس ولكنه يقول: أنا فلان ابن فلان
اعرفوني فأرسل إليه فقال: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال: لا
قال: فاخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه (المروزي في العلم والنحاس
في نسخه والعسكري في المواعظ).
29450 عن أبي يحي قال: مر بي علي وأنا أقص فقال:
هل عرفت الناسخ من المنسوخ؟ قلت لا قال: أنت أبوا عرفوني
(المروزي في العلم).
29451 عن شريح قال: كنت مع علي بن أبي طالب ومعه
281

الدرة بسوق الكوفة وهو يقول: يا معشر التجار خذوا الحق وأعطوا
الحق تسلموا لا تردوا قليل الربح فتحرموا كثيره، حتى انتهى إلى
قاص يقص فقال: تقص ونحن حديثوا عهد برسول الله صلى الله عليه وسلم أما
إني أسألك عن مسألتين فان أصبت وإلا أوجعتك ضربا قال سل
يا أمير المؤمنين قال: ما ثبات الايمان وزواله؟ قال: ثبات الايمان
الورع وزواله الطمع (وكيع في الغرر).
29452 عن الحارث عن علي أنه دخل المسجد فإذا بصوت
قاص فلما رآه سكت قال علي: من هذا؟ قال القاص أنا فقال علي:
أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون بعدي قصاص
لا ينظر الله إليهم (أبو عمير ابن فضالة في أماليه).
29453 عن سعيد بن أبي هند أن عليا مر بقاص فقال:
ما يقول؟ قالوا: يقص قال: لا ولكن يقول: اعرفوني (مسدد،
وصحح).
29454 (مسند تميم الداري رضي الله عنه) عن السائب بن
يزيد قال: لم يكن يقص على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا
عمر وكان أول من قص تميم الداري استأذن عمر فأذن له فقص قائما
(أبو نعيم).
282

29455 عن أبي هريرة قال: أول من أسرج في المسجد
تميم الداري (أبو نعيم).
علم النحو
29456 عن أبي الأسود الدؤلي (1) قال: دخلت على علي بن
أبي طالب فرأيه مطرقا متفكرا فقلت فيم تفكر يا أمير المؤمنين؟
قال: إني سمعت ببلدكم هذا لحنا فأردت أن اصنع كتابا في أصول
العربية، فقلت: إذا فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة، ثم أتيته
بعد ثلاث فألقى إلي صحيفة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الكلام
كله اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ
عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل،
ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك واعلم يا أبا الأسود أن الأشياء
ثلاثة ظاهر ومضمر وشئ ليس بظاهر ولا مضمر، وإنما يتفاضل
العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر قال أبو الأسود: فجمعت
عنه أشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف النصب فذكرت
منها أن وأن وليت ولعل وكأن، ولم أذكر لكن فقال لي: لم

(1) هو: ظالم بن عمرو بن سفيان... ويقال اسمه: عمرو بن عثمان ثقة.
وهو أول من تكلم في النحو. بو في سنة (69) وهو من كبار
التابعين وذكره ابن حيان في الثقات. تهذيب التهذيب لابن حجر (12 / 11) ص
283

تركتها؟ فقلت لم أحسبها منها فقال: بلى هي منها فزاد لي فيها (أبو القاسم الزجاجي في أماليه).
29457 عن صعصعة بن صوحان قال: جاء أعرابي إلى علي
ابن أبي طالب قال: يا أمير المؤمنين كيف تقرأ هذا الحرف لا يأكله
إلا الخاطون كل والله يخطو فتبسم علي وقال: (لا يأكله
الخاطئون) قال: صدقت يا أمير المؤمنين ما كان الله ليسم عبده،
ثم التفت علي إلى أبي الأسود الدؤلي فقال: إن الأعاجم قد دخلت
في الدين كافة فضع للناس شيئا يستدلون به على صلاح ألسنتهم فرسم
له الرفع والنصب والخفض (هب، كر وابن النجار).
علم الباطن
29458 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علم الباطن
سر من أسرار الله وحكم من حكم الله تعالى يقذف في
قلوب من يشاء من عباده (أبو عبد الرحمن السلمي والديلمي وابن
الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، وعامة رواته لا يعرفون).
29459 عن علي قال: لقد سبق إلى جنات عدن أقوام
ما كانوا بأكثر صلاة ولا صيام ولا حج ولا اعتمار ولكن عقلوا
عن الله ما أمرهم به (الدينوري في المجالسة).
284

باب في آداب العلم والعلماء
فصل في رواية الحديث
29460 (مسند الصديق رضي الله عنه) قال الحافظ عماد
الدين بن كثير في مسند الصديق: الحاكم أبو عبد الله النيسابوري
حدثنا بكر بن محمد الصريفيني بمرو حدثنا موسى بن حماد ثنا المفضل
ابن غسان ثنا علي بن صالح حدثنا موسى بن عبد الله بن حسن بن
حسن عن إبراهيم بن عمرو عن عبيد الله التيمي حدثنا القاسم بن محمد
قال: قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت
خمسمائة حديث، فبات ليلة يتقلب كثيرا، قالت: فغمني فقلت
تتقلب لشكوى أو لشئ بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية هلمي
الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فأحرقها وقال، خشيت أن
أموت وهي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به
ولم يكن كما حدثني فأكون قد تقلدت ذلك. وقد رواه القاضي أبو
أمية الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي عن أبيه عن علي بن صالح
عن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
عن إبراهيم بن عمر بن عبيد الله التيمي حدثني القاسم بن محمد أو ابنه
عبد الرحمن بن القاسم شك موسى فيهما قال: قالت عائشة - فذكره
وزاد بعد قوله: فأكون قد تقلدت ذلك ويكون قد بقي حديث لم
285

أجده فيقال: لو كان قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ما غبي (1) على أبي بكر
إني حدثتكم الحديث ولا أدري لعلي لم أتتبعه حرفا حرفا. قال ابن
كثير: هذا غريب من هذا الوجه جدا وعلي بن صالح لا يعرف
والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من هذا المقدار بألوف ولعله
إنما اتفق له جمع تلك فقط ثم رأى ما رأى لما ذكرت قلت قال الشيخ
جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى أو لعله جمع ما فاته سماعه من
النبي صلى الله عليه وسلم وحدثه عنه به بعض الصحابة كحديث الجدة ونحوه والظاهر أن
ذلك لا يزيد على هذا المقدار لأنه كان احفظ الصحابة وعنده من
الأحاديث ما لم يكن عند أحد منهم كحديث (ما دفن نبي إلا حيث
يقبض) ثم خشي أن يكون الذي حدثه وهم فكره تقلد ذلك وذلك
صريح في كلامه.
29461 (أيضا) قال ابن سعد في الطبقات قال محمد بن عمر
الأسلمي إنما قلت الرواية عن الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأنهم ماتوا قبل أن يحتاج إليهم وإنما كثرت عن عمر بن الخطاب
وعلي بن أبي طالب لأنهما وليا فسئلا وقضيا بين الناس وكل أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أئمة يقتدى بهم ويحفظ عنهم ما كانوا يفعلون،
ويستفتون فيفتون، وسمعوا أحاديث فأدوها فكان الأكابر من أصحاب

(1) غبيي: وفي حديث الصوم (فان غبيي عليكم) أي خفي. النهاية 3 / 342. ب
286

رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثا عنه من غيرهم مثل أبي بكر وعثمان
وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة
ابن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبي بن كعب وسعد بن
عبادة وعبادة بن الصامت وأسيد بن حضير ومعاذ بن جبل ونظرائهم
فلم يأت عنهم من كثرة الحديث مثل ما جاء من الأحاديث من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري
وأبي هريرة وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص
وعبد الله بن عباس ورافع بن خديج وأنس بن مالك والبراء بن عازب
ونظرائهم لأنهم بقوا وطالت أعمارهم فاحتاج الناس إليهم ومضى كثير
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبله وبعده بعلمه لم يؤثر عنه شئ ولم
يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من لم يحدث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ولعله أكثر له صحبة ومجالسة وسماعا من الذي
حدث عنه ولكن حملنا الامر في ذلك منهم على التوقي في الحديث أو
على أنه لم يحتج إليه لكثرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الاشتغال
بالعبادة والاسفار في الجهاد في سبيل الله حتى مضوا ولم يحفظ عنهم
عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ - انتهى.
29462 عن قيس بن عبادة قال: سمعت عمر يقول: من سمع
حديثا فأداه كما سمع فقد سلم (كر).
287

29463 عن البراء بن عازب قال: ما كان ما نحدثكموه عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن حدثناه أصحابنا
كانت تشغلنا رعية الإبل (أبو نعيم).
29464 عن النعمان بن بشير عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رحم الله عبدا سمع مقالتي فحفظها فرب حامل فقه غير فقيه،
ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب
مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة المسلمين، ولزوم جماعتهم
(طب وابن قانع وأبو نعيم، كر).
29465 عن حذيفة قال: إنا قوم عرب نردد الأحاديث
فنقدم ونؤخر (هق، كر).
29466 عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نضر
الله عبدا سمع كلامي ثم لم يزد فيه، رب حامل كلمة إلى من هو
أوعى لها منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن: الاخلاص لله،
والمناصحة لولاة الامر، والاعتصام بجماعة المسلمين، فإن دعوتهم
تحيط من وراءهم (كر).
29467 (مسند سلمان الفارسي رضي الله عنه) أن تؤمن
بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والبعث بعد الموت
والقدر خيره وشره من الله، وأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
288

رسول الله، وتقيم الصلاة بوضوء سابغ لوقتها، وتؤتي الزكاة، وتصوم
رمضان، وتحج البيت إن كان لك مال، وتصلي اثنتي عشرة ركعة في كل
يوم وليلة، والوتر لا تتركه في كل ليلة، ولا تشرك بالله شيئا،
ولا تعق والديك، ولا تأكل مال اليتيم ظلما ولا تشرب الخمر، ولا
تزن، ولا تحلف بالله كاذبا، ولا تشهد شهادة زور ولا تعمل بالهوى
ولا تغتب أخاك، ولا تقذف المحصنة، ولا تغل أخاك المسلم، ولا تلعب،
ولا تله مع اللاهين، ولا تقل للقصير يا قصير تريد بذلك عيبه، ولا تسخر
بأحد من الناس، ولا تمش بالنميمة بين الاخوان، واشكر الله على
نعمته، وتصبر عند البلاء والمصيبة، ولا تأمن من عقاب الله، ولا
تقطع أقرباءك وصلهم، ولا تلعن أحدا من خلق الله، وكثر من
التسبيح والتكبير والتهليل، ولا تدع حضور الجمعة والعيدين،
واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك،
ولا تدع قراءة القرآن على كل حال (الحافظ أبو القاسم بن عبد
الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده والحافظ أبو الحسن علي بن أبي
القاسم بن بابويه الرازي في الأربعين وابن عساكر والرافعي - عن سلمان).
قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأربعين حديثا التي قال: من حفظها
من أمتي دخل الجنة قلت: وما هي يا رسول الله؟ قال - فذكره، وفي
آخره: قلت يا رسول الله ما ثواب من حفظ هذه الأربعين؟ قال
289

حشره الله تعالى مع الأنبياء والعلماء يوم القيامة.
29468 (أيضا) ابن عساكر قرأت بخط أبي الحسن
الحنائي أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم البجلي البلوطي حدثنا
حاتم بن مهدي البلوطي حدثنا علي بن الحسين بن إسحاق حدثنا أبي
حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان
الثوري عن ليث عن مجاهد عن سلمان قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت: يا رسول الله الأربعين حديثا التي ذكرت فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من حفظها على أمتي دخل الجنة وحشره الله مع الأنبياء
والعلماء.
29469 (من مسند سلمة بن الأكوع) عن يعقوب بن
عبد الله بن سليمان بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال: أتينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت بأبينا أنت وأمنا يا رسول الله إنا نسمع منك الحديث
ولا نقدر على تأديته كما سمعناه منك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا لم تحلوا
حراما ولا تحرموا حلالا وأصبتم المعنى فلا بأس (كر).
29470 عن صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري
ونحن نطلب العلم فقال لي: تعال حتى نكتب السنن فكتبنا ما جاء
عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: تعال حتى نكتب كل ما جاء عن الصحابة فإنه
سنة، وقلت أنا: ليس بسنة فلا نكتبه فقال: بل هو سنة، فكتب
290

ولم أكتب فأنجح (1) وضيعت (يعقوب بن سفيان، ق في
المدخل، كر).
29471 عن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله من
سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه إلى
من هو أفقه منه (ابن النجار، كر).
29472 عن السائب بن يزيد قال: سمعت عمر بن الخطاب
يقول لأبي هريرة: لتتركن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لألحقنك
بأرض دوس وقال لكعب: لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض
القردة (كر).
29473 عن ابن أبي سفيان أنه خطب فقال: يا ناس أقلوا
الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كنتم تتحدثون فتحدثوا بما كان
يتحدث به في عهد عمر كان يخيف الناس في الله (كر).
29474 عن الزهري عن عروة أن عمر بن الخطاب أراد أن
يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأشاروا عليه
أن يكتبها (2) عمر رضي الله عنه يستخير الله فيها شهرا، ثم

(1) فأنجح: نجح فلان، وأنجح، إذا أصاب طلبته. ونجحت طلبته
وأنجحت وأنجحه الله. النهاية 5 / 18. ب
(2) فطفق: طفق: بمعنى أخذ في الفعل وجعل يفعل، وهي من أفعال
المقاربة. النهاية 3 / 129. ب
291

أصبح يوما وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب
السنن، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتابا فأكبوا عليها
وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشئ أبدا
(ابن عبد البر في العلم).
(29475) عن ابن وهب قال: سمعت مالكا يحدث أن عمر
ابن الخطاب أراد أن يكتب هذه الأحاديث أو كتبها ثم قال: لا
كتاب مع كتاب الله (ابن عبد البر).
29476 عن يحى بن جعدة قال: أراد عمر رضي الله عنه أن
يكتب السنة ثم بدا له أن لا يكتبها، ثم كتب في الأمصار: من
كان عنده شئ من ذلك فليمحه (أبو خيثمة وابن عبد البر معا
في العلم).
29477 عن قيس بن عبادة قال: سمعت عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يقول: ما سمع حديثا فأداه كما سمع فقد سلم (ابن
عبد البر).
29478 عن عمر رضي الله عنه قال: السنة ما سنه الله ورسوله
صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا خطأ الرأي سنة للأمة (ابن عبد البر).
29479 عن محمد بن إسحاق قال: أخبرني صالح بن إبراهيم
ابن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: والله ما مات عمر بن الخطاب
292

حتى بعث إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم من الآفاق عبد الله
ابن حذافة وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر فقال: ما هذه الأحاديث
التي قد أفشيتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآفاق؟ قالوا: أتنهانا؟ قال:
لا أقيموا عندي لا والله لا تفارقوني ما عشت فنحن أعلم نأخذ ونرد
عليكم فما فارقوه حتى مات (كر).
29480 عن الزهري قال: أراد عمر بن الخطاب أن يكتب
السنن فاستخار الله شهرا ثم أصبح فقد عزم له فقال: ذكرت قوما
كتبوا كتابا فأقبلوا عليه وتركوا كتاب الله (ابن سعد).
29481 عن أسلم قال: كنا إذا قلنا لعمر حدثنا عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: أخاف أن أزيد حرفا أو أنقص حرفا، إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: من كذب علي متعمدا فهو في النار (حم، عد، عق وأبو
نعيم في المعرفة والشيرازي في الألقاب).
29482 عن قرظة بن كعب قال: سمعت عمر بن الخطاب
يقول: أقلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شريككم فاني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
(ابن صاعد في طرق حديث من كذب علي متعمدا وروى صدره
الموقوف، الدارمي، ط، ك وابن عبد البر).
29483 عن ابن أبي أوفى قال: كنا إذا أتينا زيد بن أرقم
293

فنقول: حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: كبرنا ونسينا والحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد (كر).
29484 عن البختري بن عبيد عن ابنه عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حدث عني حديثا هو لله عز وجل رضى
فأنا قلته وإن لم أكن قلته، قالوا: يا رسول الله ولم؟ قال: لان
به أرسلت (كر).
29485 عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال: بلغني حديث
عن علي خفت أن أصيب أن لا أجده عند غيره فرحلت حتى
قدمت عليه العراق فسألته عن الحديث فحدثني وأخذ عهدا أن لا
أخبر به أحدا ولوددت لو لم يفعل فأحدثكموه (كر).
29486 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حفظ على
أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها
عالما (الجوزقي وأبو الفتح الصابوني والصدر البكري في الأربعين).
29487 عن علي قال: إذا قرأت العلم على العالم فلا بأس
أن ترويه عنه (المرهبي).
29488 عن علي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
اللهم ارحم خلفائي - ثلاث مرات - قيل يا رسول الله: ومن خلفاؤك؟
قال: الذين يأتون من بعدى ويروون أحاديثي ويعلمونها الناس (طس
294

والرامهرمزي في المحدث الفاصل وأبو الأسعد هبة الله القشيري وأبو
الفتح الصابوني معا في الأربعين، خط في شرف أصحاب الحديث
والديلمي وابن النجار ونظام الملك في أماليه ونصر في الحجة وأبو علي
ابن جيش الدينوري في حديثه).
كذب الرواية
29489 عن عثمان قال: ما يمنعني أن أحدث عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنده ولكني أشهد لسمعته
يقول: من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار (ط، حم،
ع وصحح).
29490 عن محمود بن لبيد قال: سمعت عثمان بن عفان على
المنبر يقول: لا يحل لاحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر
ولا عهد عمر فاني لم يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون
أوعى أصحابه عنده إلا أني سمعته يقول: من قال علي ما لم أقل فقد
تبوأ مقعده من النار (ابن سعد، كر).
29491 عن علي قال: إذا حدثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا
فظنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم أهناه وأهداه وأتقاه (ط، حم وابن
منيع ومسدد والدارمي، ه‍ وابن خزيمة والطحاوي، ع، حل، ض).
29492 عن علي قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
295

فلان أخر من السماء أحب إلي من أن أقول ما لم يقل، وإذا
حدثتكم فيما بيني وبينكم فان الحرب خدعة (ط، حم، خ، م، د،
ن، ع وابن جرير وأبو عوانية وابن أبي عاصم، ق في الدلائل).
29493 عن أبي سعيد قال: كنا نغزو وندع الرجل والرجلين
لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فنجئ من غزاتنا فيحدثونا بما حدث به
رسول الله صلى الله على وسلم فنحدث به نقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ابن أبي
خيثمة، كر).
29494 عن أبي نضرة قال: قلنا لأبي سعيد ألا نكتب
منك ما نسمع؟ قال: أتريدون أن تجعلوها مصاحف إن نبيكم صلى الله عليه وسلم
كان يحدثنا الحديث فنحفظ فاحفظوا كما حفظنا منه (الدارمي، هق
في، خط في، ك).
29495 (مسند أنس) عن محمد بن سيرين قال: كان أنس
قليل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إذا حدث عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديثا ففرغ منه عال: أو كان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(حم، ع والبغوي هق كر).
29496 (من مسند صهيب) عن عمرو بن دينار قال
حدثني بعض ولد صهيب أنهم قالوا لأبيهم: مالك لا تحدثنا كما يحدث
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أما إني قد سمعت كما سمعوا
296

ولكن يمنعني من الحديث حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ولكن سأحدثكم
بحديث حفظه قلبي ووعاه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما
رجل تزوج امرأة ومن نيته أن يذهب بصداقها فهو زان حتى
يموت وأيما رجل بايع رجلا بيعا ومن نيته أن يذهب بحقه فهو
خائن حتى يموت (ع، كر).
29497 (أيضا) عن صيفي بن صهيب قال: قلنا لأبينا
صهيب يا أبانا لم لا تحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحدث أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أما إني قد سمعت كما سمعوا ولكني
يمنعني من الحديث عنه أني سمعته يقول: من كذب علي متعمدا
كلف يوم القيامة أن يعقد طرفي شعيرة ولن يقدر على ذلك،
وسمعته يقول: من تزوج امرأة من نيته أن يذهب بصداقها
لقي الله وهو زان حتى يتوب، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من أدان بدين وهو يريد أن لا يفي به لقي الله سارقا حتى
يتوب (كر).
29498 (مسند علي) عن سعيد بن زيد قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن كذبا علي ليس ككذب على أحد،
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (كر).
297

29499 عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، وذلك أنه بعث رجلا
في حاجة فكذب عليه فوجدوه ميتا لم تقبله الأرض (ابن النجار،
وفيه الوزاع بن نافع ليس بثقة).
آداب العلم متفرقة
29500 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن محمد بن سيرين
قال: لم يكن أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أهيب لما يعلم من أبي بكر، ولم
يكن أحد بعد أبي بكر أهيب لما لا يعلم من عمر، وإن أبا بكر
نزلت به قضية فلم يجد لها في كتاب الله تعالى أصلا ولا في السنة
أثرا فقال: أجتهد رأي فان يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ
فمني وأستغفر الله (ابن سعد وابن عبد البر في العلم).
29501 عن عمر قال: احذروا هذا الرأي على الدين فإنما
كان الرأي من رسول الله صلى الله عليه وسلم مصيبا لان الله تعالى كان يريه وإنما
هو منا تكلف وظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا (ابن أبي
حاتم، ق وابن عبد البر في العلم).
29502 عن عمرو بن دينار أن رجلا قال لعمر: بما أراك
الله؟ قال: مه إنما هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة (ابن المنذر).
29503 عن عمر قال: لا يتعلم العلم لثلاث ولا يترك
298

لثلاث: لا يتعلم ليمارى به ولا يباهى به ولا يرايا به، ولا يترك
حياء من طلبه ولا زهادة فيه ولارضى بالجهل منه (ابن أبي الدنيا).
29504 عن عطاء بن عجلان قال: قال عمر بن الخطاب أوشك
أن يقبض هذا العلم قبضا سريعا، فمن كان منكم عنده شئ فلينشره
غير الغالي فيه ولا الجافي عنه (أبو عبد الله بن منده في مسند إبراهيم
ابن أدهم، عب).
29505 عن ابن سيرين أن عمر قال لأبي موسى: أما بلغني
أنك تفتي الناس ولست بأمير؟ قال: بلى قال: فول حارها (1) من
تولى قارها (عب والدينوري في المجالسة وابن عبد البر في العلم، كر).
29506 عن مكحول قال: كان عمر يحدث الناس، فإذا
رآهم قد تنابوا (2) وملوا أخذ بهم في غراس الشجر (ابن السمعاني).
29507 عن أبي حصين قال: إن أحدهم ليفتي في المسألة، ولو
وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر (كر).
29508 عن عثمان بن عبد الله بن موهب قال: مر جبير بن

(1) حارها: ومنه حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما (قال لأبيه لما أمره
بجلد الوليد بن عقبة: ول حارها من تولى قارها) أي ول الجلد
من يلزم الوليد أمره ويعنيه شأنه. والقار ضد الحار. النهاية 1 / 364. ب
(2) تنابوا: نبا الشئ عنه: تجافى وتباعد، وبابه سما. المختار 511. ب
299

مطعم على ماء فسألوه عن فريضة فقال: لا علم لي، ولكن أرسلوا
معي حتى أسأل لكم عنها فأرسلوا معه فأبى عمر، فسأله: فقال من
سره أن يكون فقيها عالما فليفعل كما فعل جبير بن مطعم سئل عما
لا يعلم فقال: الله أعلم (ابن سعد).
29509 عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من
معضلة ليس لها أبو حسن (ابن سعد، والمروزي في العلم).
29510 عن ابن شهاب أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي
الأشعري أن مر من قبلك يتعلم العربية فإنها تدل على صواب
الكلام، ومرهم برواية الشعر فإنه يدل على معالي الأخلاق (ابن
الأنباري).
29511 عن أبي عكرمة قال؟ كان عمر بن الخطاب إذا سمع
رجلا يخطئ فتح عليه، وإذا أصابه بلحن ضربه بالدرة (ابن
الأنباري).
29512 عن علي بن عيسى بن يونس عن أبي إسحاق قال:
وقف أعرابي على رجل وهو يعلم آخر القرآن وهو يقول: (أن
الله برئ من المشركين ورسوله) فقال له - الاعرابي: والله ما أنزل
الله هذا على نبيه محمد فوثب به الرجل فلبب (1) الاعرابي فقال:

(1) فلبب: لببت الرجل ولببته: وإذا جعلت في عنقه ثوبا
أو غيره وجررته به. وأخذت بتلبيب فلان، إذا جمعت عليه ثوبه
الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره. والتلبيب: مجمع ما في موضع
اللبب من ثياب الرجل. النهاية 4 / 223. ب
300

بيني وبينك عمر بن الخطاب، فذهب به إلى عمر فقال له: يا أمير
المؤمنين إني كنت أعلم رجلا فسمعني هذا أقول (أن الله برئ
من المشركين ورسوله) فقال الاعرابي: والله ما أنزل هذا على
محمد، فقال عمر: صدق الاعرابي إنما هي: ورسوله (ابن الأنباري).
29513 عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب وعثمان
ابن عفان كانا يتنازعان في المسألة بينهما حتى يقول الناظر إليهما:
لا يجتمعان أبدا فما يفترقان إلا على أحسنه وأجمله (خط في رواة مالك).
29514 عن عمر قال: من رق وجهه رق علمه (الدارمي).
29515 (مسند علي رضي الله عنه) عن علي قال: حدثوا
الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله (خ).
29516 عن علي قال: ما أخذ الله ميثاقا من أهل الجهل
يطلب حتى أخذ ميثاقا من أهل العلم ببيان العلم لان الجهل قبل
العلم (المرهبي في العلم).
29517 عن محمد بن كعب قال سأل رجل عليا عن مسألة
فقال فيها فقال الرجل: ليس هكذا ولكن كذا وكذا قال علي:
301

أصبت وأخطأت (وفوق كل ذي علم عليم) (ابن جرير وابن عبد
البر في العلم).
29518 عن عبد الله بن بشير أن علي بن أبي طالب سئل
عن مسألة فقال: لا علم لي بها ثم قال: وأبردها على الكبد سئلت
عما لا أعلم فقلت: لا أعلم (سعدان بن نصر في الرابع من حديثه).
29519 عن خالد بن عرعرة قال: سمعت علي بن أبي طالب
يقول: ألا رجل يسأل فينتفع وينفع جلساءه (ابن عبد البر في العلم).
29520 عن علي قال: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه
السؤال ولا تعنته (1) في الجواب، وأن لا تلح عليه إذا أعرض،
ولا تأخذ بثوبه إذا كسل، ولا تشير إليه بيدك، وأن لا تغمزه
بعينيك، وأن لا تسأل في مجلسه وأن لا تطلب زلته وإن زل تأنيت
أوبته (2) وقبلت فيئته، وأن لا تقول قال فلان خلاف قولك وأن
لا تفشي له سرا، وأن لا تغتاب عنده أحدا وأن تحفظه شاهدا
وغائبا وأن تعم القوم بالسلام وأن تخصه بالتحية، وأن تجلس بين
يديه وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته وأن لا تمل من

(1) تعنته أي تشق عليه. النهاية 3 / 307. ب
(2) أوبته: آب: رجع، وبابه قال، وأوبة وإيابا أيضا، والأواب:
التائب. المختار 23. ب
302

طول صحبته إنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها منفعة،
وإن العالم بمنزلة الصائم المجاهد في سبيل الله، فإذا مات العالم انثلمت
في الاسلام ثلمة لا تسد إلى يوم القيامة وطالب العلم يشيعه سبعون
ألفا من مقربي السماء (المرهبي وابن عبد البر في العلم).
29521 عن الحارث الأعور قال: سئل علي بن أبي طالب
عن مسألة فدخل مبادرا ثم خرج في حذاء ورداء وهو متبسم فقيل
له: يا أمير المؤمنين إنك كنت إذا سئلت عن مسألة تكون فيها
كالسكة المحماة، قال: إني كنت حاقنا ولا رأي لحاقن ثم أنشأ يقول:
إذا المشكلات تصدين لي * كشفت حقائقها بالنظر
فان رؤيت في محيا الصواب * عمياء لا يجتلها البصر
مقنعة بغيوب الأمور * وضعت عليها صحيح الفكر
لسانا كشقشقة الأريحيي * أو كالحسام اليماني الذكر
وقلبا إذا استنطقته الفنون * أبر عليها بباهى الدرر
ولست بإمعة في الرجال * يسائل هذا وذا ما الخبر
ولكنني مذ رب الأصغرين * أبين مع ما رضي وما غبر
(ابن عبد البر في العلم) (1).

(1) أورد هذا الحديث ابن عبد البر في كتابه: جامع بيان العلم وفضله (2 / 113)
وشرح معني الأبيات للألفاظ الضرورية. ص
303

29522 عن علي قال: تزاوروا وتدارسوا الحديث ولا
تتركوه يدرس (1) (خط في الجامع).
29523 عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا يقول: أيها الناس
تحبون أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا
ما ينكرون (خط فيه).
29524 عن علي قال: قراءتك على العالم وقراءته عليك سواء
(الدينوري والديلمي).
29525 عن علي قال: تعلموا العلم، فإذا علمتموه فاكظموا
عليه ولا تخلطوه بضحك وباطل فتمجه (2) القلوب (عم في الزهد،
خط في الجامع).
29526 عن حذيفة قال: إنما يفتي أحد ثلاثة: من عرف
الناسخ والمنسوخ أو رجل ولي سلطانا فلا يجد من ذلك بدا،
أو متكلف (كر).
29527 عن الحسن بن جابر قال: سألت أبا أمامة عن كتاب

(1) يدرس: وفي الحديث (تدارسوا القرآن) أي اقرأوه وتعهدوه لئلا
تنسوه. يقال: درس يدرس درسا ودراسة. وأصل الدراسة الرياضة
والتعهد للشئ. النهاية 2 / 113. ب
(2) فتمجه: مج الشراب من فيه: رمى به، وبابه رد. المختار 487. ب
304

العلم فلم ير به بأسا (كر).
29528 عن أبي الدرداء قال: لا يفقه الرجل كل الفقه
حتى يمقت الناس في جنب الله ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها
أشد مقتا (كر).
29529 عن أبي الدرداء قال: لا يكون عالما حتى يكون متعلما
ولا يكون بالعلم عالما حتى يكون به عاملا (كر).
29530 عن أبي الدرداء أنه كان إذا حدث بالحديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إن هكذا فشكله (1) (ع
والروياني، كر).
29531 عن حميد بن هلال عن أبي رفاعة قال: انتهيت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت: يا رسول الله رجل غريب جاء
يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته،
ثم أتى بكرسي خلت قوائمه حديدا فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل
يعلمني مما علمه الله، ثم أتى خطبته فأتمها (طب وأبو نعيم - عن
أبي رفاعة العدوي).

(1) فشكله: شكلت الكتاب: قيدته بالاعراب. ويقال أيضا: أشكلت
الكتاب بالألف، كأنك أزلت به عنه الاشكال والالتباس وهذا نقلته
من غير سماع. الصحاح للجوهري 5 / 1737. ب
305

29532 عن أبي سعيد قال: عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
لا أعرفن رجلا منكم علم علما فكتمه فرقا من الناس (كر).
29533 عن أبي سعيد أنه كان إذا أتاه هؤلاء الاحداث قال:
مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوسع لهم
في المجلس، ونفقههم الحديث فإنكم خلوفنا والمحدثون بعدنا وكان
مما يقول للحدث: إذا أنت لم تفهم الشئ استفهمنيه فإنك أن تقوم
وقد فهمته أحب إلي من أن تقوم ولم تفهمه (ابن النجار).
29534 عن أبي هارون العبدي قال: كنا إذا أتينا أبا سعيد
الخدري قال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: وما وصية
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال لأصحابه: الناس لكم تبع وسيأتيكم أقوام
من أقطار الأرض يتفقهون، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا وعلموهم
مما علمكم الله (ابن جرير، كر) وفي لفظ: سيأتيكم أقوام من
أطراف الأرضين يسألونكم عن الدين فإذا جاؤكم فأوسعوا لهم
واستواصوا بهم خيرا وعلموهم)
29535 عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه سيأتيكم
ناس من إخوانكم يتفقهون ويتعلمون فعلموهم، ثم قولوا: مرحبا
مرحبا ادنوا (كر).
29536 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن عباس
306

لا تحدث حديثا لا تحمله عقولهم فيكون فتنة عليهم (الديلمي).
29537 عن عثمان بن أبي رواد عن الضحاك بن مزاحم عن
ابن عباس قال: قالوا يا رسول الله ما نسمع منك نحدث به كله؟
فقال: نعم إلا أن تحدث قوما حديثا لا تضبطه عقولهم فيكون على
بعضهم فتنة، فكان ابن عباس يكن أشياء يفشيها إلى قوم (عق،
كر، قال عق: عثمان بن داود مجهول ينقل الحديث ولا يتابعه على
حديثه ولا يعرف إلا به).
29538 عن ابن عباس قال: خذوا الحكمة ممن سمعتموها
فإنه قد يقول الحكمة غير الحكيم وتكون الرمية من غير رام
(العسكري في الأمثال).
29539 (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما)
قلت يا رسول الله أقيد العلم؟ قال. نعم يعني كتابته (كر).
29540 عن ابن مسعود قال: إن الناس كلهم قد أحسنوا
القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، ومن خالف
قوله فعله فإنما يوبخ نفسه (كر).
29541 عن ابن مسعود قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم
ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم ولكنهم وضعوه عند أهل
الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا عليهم سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: من
307

جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر الهموم، ومن
شعبته الهموم أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك (كر).
29542 عن ابن مسعود قال: قولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا
به تكونوا من أهله ولا تكونوا عجلاء مذاييع (1) بذرا (2)
(عب، كر).
29543 عن ابن مسعود قال: كفى بخشية الله علما وكفى
بالاغترار بالله جهلا (كر).
29544 عن عدي أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: قل ومن يعص الله ورسوله (ش، حم).
29545 (مسند علي رضي الله عنه) عن أبي البختري وزاذان
قالا: قال علي وأبردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن
أقول: الله أعلم (الدارمي، كر).
29546 عن علي قال: ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من
لم يؤيس الناس من رحمة الله ولم يرخص لهم في معاصي الله تعالى،

(1) مذاييع: هو جمع مذياع، من أداع الشئ إذا فشاه. النهاية 2 / 174. ب
(2) يذرا: جمع بذور. يقال: بذرت الكلام بين الناس كما تبذر
الحبوب: أي فشيبه وفرقته. النهاية 1 / 110. ب
308

ألا لا خير في عمل لا فقه فيه، ولا خير في فقه لا ورع فيه، ولا
قراءة لا تدبر فيها ألا إن لكل شئ ذروة، وذروة الجنة الفردوس
هي لمحمد صلى الله عليه وسلم (الجوهري).
أدب الكتابة
29547 عن عمر قال: شر الكتابة المشق وشر القراءة
الهذرمة، وأجود الخط أبينه (ابن قتيبة في غريب الحديث، خط
في الجامع).
29548 عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن عمر بن الخطاب كتب
إلى معاذ بن جبل بكتاب، فأجابه معاذ بن جبل فكان كتابه إليه
من معاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب (كر وعبد الجبار الخولاني في
تاريخ داريا).
29549 عن عمر قال: تربوا صحفكم أنجح لها (ش).
29550 عن أبي هلال قال حدثني رجل من باهلة أن كاتب
أبي موسى كتب إلى عمر فكتب من أبي موسى فكتب عمر: إذا
أتاك كتابي هذا فاجلده سوطا واعزله من عملك (ابن الأنباري، ش).
29551 عن عمر قال: قيدوا العلم بالكتاب (ك والدارمي).
29552 عن ابن المسيب قال: أول من كتب التأريخ عمر
لسنتين ونصف من خلافته، فكتب لست عشرة من الهجرة
309

بمشورة علي بن أبي طالب (خ في تاريخه، ك).
29553 عن ابن المسيب قال: قال عمر: متى نكتب التأريخ
فجمع المهاجرين فقال له علي: من يوم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وترك
أرض الشرك ففعله عمر (خ في تأريخه الصغير، ك).
29554 عن الشعبي قال: كتب أبو موسى إلى عمر: إنه
يأتينا من قبلك كتب ليس لها تاريخ فأرخ، فاستشار عمر
في ذلك، فقال بعضهم: أرخ لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم
لوفاته، فقال عمر: لا بل نؤرخ لمهاجره فان مهاجره فرق بين الحق
والباطل (كر).
29555 عن أبي الزناد قال: استشار عمر في التاريخ فأجمعوا
على الهجرة (كر).
29556 عن ابن سيرين أن رجلا من المسلمين قدم من
أرض اليمن فقال لعمر: رأيت باليمن شيئا يسمونه بالتاريخ
يكتبون من عام كذا من شهر كذا فقال عمر: إن هذا لحسن
فأرخوا، فلما أجمع على أن يؤرخ شاورهم فقال قوم: بمولد النبي
صلى الله عليه وسلم، وقال قوم: بالمبعث، وقال قوم: حين خرج مهاجرا من مكة،
وقال قائل: لوفاته حين توفي فقال قوم: أرخوا خروجه من مكة
إلى المدينة، ثم بأي شئ نبدأ فنصيره أول السنة، فقالوا: رجب
310

فان أهل الجاهلية كانوا يعظموه وقال آخرون: شهر رمضان وقال
بعضهم: ذو الحجة، وقال آخرون: الشهر الذي خرج من مكة،
وقال آخرون: الشهر الذي قدم فيه، فقال عثمان: أرخوا من
المحرم أول السنة وهو شهر حرام، وهو أول الشهور في العدة
وهو منصرف الناس عن الحج، فصيروا أول السنة المحرم، وكان
ذلك سنة سبع عشرة في ربيع الأول (ابن أبي خيثمة في تاريخه).
29557 عن الشعبي قال: أول ما كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتب:
باسمك اللهم فلما نزلت (بسم الله مجراها ومرساها) كتب بسم
الله فلما نزلت (إنه من سلمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) كتب
بسم الله الرحمن الرحيم (ش).
29558 (مسند علي رضي الله عنه) عن سعيد بن أبي
سكينة قال: بلغني أن علي بن أبي طالب نظر إلى رجل يكتب بسم
الله الرحمن الرحيم فقال: جودها فإن رجلا جودها فغفر له
(الختلي).
28559 عن أبي حكيمة العبدي قال: كنت أكتب المصاحف
بالكوفة فيمر علينا علي فيقوم فينظر فقال: أحل (1) قلمك فقطعت
منه، ثم كتبت وهو قائم فقال: نوره كما نوره الله، وفي لفظ

(1) أجل: جلا السيف، أي: صقله. المختار 81. ب
311

فقال: هكذا نوروا ما نور الله (أبو عبيد في فضائله وابن أبي
داود في المصاحف).
29560 عن أبي حكيمة العبدي قال: أتى علي علي وأنا
كاتب مصحفا فجعل ينظر إلى كتابي قال أجل قلمك فقضمت (1)
قضمة ثم جعلت أكتب فنظر علي فقال: نعم نوره كما نوره
الله (هب، ص).
29561 (مسند انس) عن عمرو بن الأزهر عن حميد
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكاتبه: إذا كتبت فضع قلمك
على أذنك، فإنه أذكر لك (عمرو بن الأزهر، قال ن وغيره:
متروك، وقال حم: يضع الحديث، وقال خ: يرمى بالكذب).
29562 عن علي قال: الخط علامة فكل ما كان أبين
كان أحسن (خط في الجامع).
29563 عن علي أنه قال لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع:
ألق دواتك وأطل شق قلمك، وافرج بين السطور وقرمط (2)

(1) فقضمت: القضم: الاكل بأطراف الأسنان. ومنه حديث عائشة رضي الله عنها
(فأخذت السواك فقضمته وطيبته) أي مضغته بأسنانها
ولينته. النهاية 3 / 78. ب (2) وقرمط: القرمطة في الخط: مقاربة السطور. المختار 419. ب
312

بين الحروف (خط فيه).
29564 عن عوانة بن الحكم قال: قال: علي لكاتبه: أطل
جلفة (1) قلمك وأسمنها وأيمن قطتك (2) وأسمعني طنين النون،
وحور الحاء وأسمن الصاد وعرج العين واشقق الكاف وعظم
الفاء ورتل اللام وأسلس الباء والتاء والثاء وأقم الزاي وعل ذنبها
واجعل قلمك خلف أذنك يكون أذكر لك (خط، وفيه الهيثم
ابن عدي ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش متهمان).
29565 عن ميمون بن مهران قال: رفع إلى عمر صك
محله شمبان فقال: أي شعبان الذي يجئ أو الذي مضى أو الذي
هو آت؟ ثم قال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ضعوا للناس شيئا يعرفونه
من التاريخ، فقال بعضهم: اكتبوا على تاريخ الروم، فقالوا: إن
الروم يطول تأريخهم ويكتبون من ذي القرنين فقال: اكتبوا على
تاريخ فارس فقال: إن فارس كلما قام ملك طرح من كان قبله
فأجمع رأيهم على أن الهجرة كانت عشر سنين، فكتبوا التاريخ من

(1) جلفة: الجلف: القشر. جلف الشئ يجلفه جلفا: قشره.
لسان العرب 309. ب (2) قطتك: وقططت القلم قطا من باب قتل قطعت رأسه عرضا في بريه.
والقط: الكتاب والجمع قطوط مثل حمل وحمول. المصباح 2 / 697. ب
313

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم (خ في الأدب، ك) (1).
29566 عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاوية
ألق الدراة وحرف (2) القلم وانصب (3) الباء وفرق السين ولا
تغور الميم وحسن الله ومد الرحمن، وجود الرحيم، وضع قلمك
على أذنك اليسرى فإنه أذكر لك (الديلمي).
الكتاب الثاني من حروف العين
كتاب العتاق من قسم الأقوال
وفيه فصلان
الفصل الأول في الترغيب فيه والاحكام
29567 من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منها
عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه (ق، ت (4) - عن أبي هريرة).
29568 من أعتق شقيصا من مملوك فعليه خلاصه في ماله،
فإن لم يكن له مال قوم المملوك قيمه عدل، ثم استسعى غير

(1) أورده البخاري في صحيحه حديثا في باب التاريخ ومن أين أرخو
التاريخ 5 / 87. ص
(2) وحرف: تحريف القلم: قطه محرفا. المختار 99. ب
(3) وانصب: نصبت الخشبة نصبا من باب ضرب أقمتها. المصباح المنير 2 / 833 ب
(4) أخرجه مسلم فر صحيحه كتاب العتق باب فضل العتق رقم (1509). ص
314

مشقوق عليه (حم، ق 4 (1)، عن أبي هريرة).
29569 من أعتق شركا له في عبد فكان له مال يبلغ
ثمن العبد قوم العبد عليه قيمة عدل فأعطى شركاءه حصصهم
وعتق عليه العبد وإلا فقد عتق منه ما عتق (حم، ق، 4 - عن
ابن عمر).
29570 من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترط
السيد ماله فيكون له (د، ه‍ - عن ابن عمر).
29571 هو حر كله ليس لله شريك (حم، ن د ه‍ -
عن والد أبي المليح).
29572 من أعتق رقبة مؤمنة كانت فداءه من النار (حم،
د، ت - عن عمرو بن عنبسة).
29573 أزكى الرقاب أعلاها ثمنا، وأفضل الليل جوف
الليل، وأفضل الشهور المحرم (ابن النجار - عن أبي ذر).
29574 أفضل الرقاب أعلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها (حم،
ق، ن - عن أبي ذر، حم طب - عن أبي أمامة).
29575 أعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل عضو منها عضوا من

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب العتق باب إذا أعتق نصيا (3 / 190). ص
315

النار (د، (1) ك - عن واثلة).
29576 أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فان الله تعالى
جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار،
وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فان الله جاعل وقاء كل
عظم من عظامها من عظام محررها من النار يوم القيامة (د، (2)
حب - عن أبي نجيح السلمي).
29577 أيما امرئ مسلم أعتق امرأ مسلما فهو فكاكه
من النار، يجزى بكل عظم منه عظما منه، وأيما امرأة مسلمة
أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار تجزى بكل عظم منها
عظما منها، وأيما امرئ مسلم أعتق أمر أتين مسلمتين فهما فكاكه
من النار يجزى بكل عظمين منهما عظما منه (طب - عن عبد
الرحمن بن عوف،، ه‍، طب - عن مرة بن كعب، ت - عن
أبي أمامة) (3).

(1) أخرجه أبو داود كتاب العتق باب في ثواب العتق رقم 3945 قال المنذري
في عون المعبود (10 / 510) أخرجه الحاكم والحديث صحيح وأخرجه النسائي. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب العتق باب أي الرقاب أفضل رقم 3946 وقال
الترمذي: حسن صحيح. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب النذور والايمان باب ما جاء في فضل من أعتق
رقم 1547 وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. ص
316

29578 أيما رجل أعتق أمة ثم تزوجها بمهر جديد فله
أجران (طب - عن أبي موسى).
29579 طينة المعتق من طينة المعتق (ابن لآل وابن
النجار، فر - عن ابن عباس).
29580 عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين
على عتقها (الطيالسي - عن البراء).
الاكمال
29581 من أعتق مسلما كان فكاكه من النار بكل عضو
من هذا عضوا من هذا (الحاكم في الكنى، ك وابن عساكر -
عن واثلة).
29582 من أعتق نسمة مسلمة وقاه الله بكل عضو منه
عضوا من النار (ابن سعد، طب وابن النجار - عن علي).
29583 من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار بكل عظم من عظام محرره بعظم من عظامه، ومن أدرك أحد والديه
فلم يغفر له فأبعده اله ومن ضم يتيما من بين أبوين مسلمين إلى
طعامه وشرابه حتى يغنيه الله وجبت له الجنة (ابن سعد، طب -
عن مالك)
29584 من أعتق نسمة أعتق الله بكل عضو منها عضوا
317

منه من النار، ومن أعتق نسمتين أعتق الله بكل عضوين منهما
عضوين منه من النار (عبد الرزاق - عن عمرو بن عنبسة).
29585 من أعتق رقبة كانت فكاكه من النار عضوا
بعضو (ك، ق - عن أبي موسى).
29586 من أعتق رقبة فك الله بكل عضو من أعضائه
عضوا من أعضائه من النار (ك - عن عقبة بن عامر).
29587 من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها
إربا منه من النار حتى أنه ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل،
وبالفرج الفرج (حم - عن أبي هريرة).
29588 من أعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار بكل
عظم من عظام محرره عظما من عظام محرره (ص - عن عمرو
ابن عنبسة).
29589 أيما رجل أعتق امرأ مسلما استنقذه الله بكل
عضو منه عضوا من النار (خ - عن أبي هريرة).
29590 هل لك يا أبا راشد أن تعتقه فيعتق الله عز وجل
بكل عضو منه عضوا منك من النار (الدولابي وابن عساكر -
عن أبي راشد الأزدي).
29591 إذا ملك أحدكم شيئا فيه ثمن رقبة فليعتقها فإنه
318

يفدي كل عضو منها عضوا منه من النار (طب والبغوي - عن
أبي سكينة).
29592 أعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل عضو منها عضوا
منه من النار (د، حب، طب، ق - عن واثلة) قال أتينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا أوجب النار بالقتل قال - فذكره.
مر برقم 29575:
29593 أعتق عن أمك (حم، ن - عن سعيد بن عبادة).
أدب العتق من الاكمال
29594 إبدئي بالرجل قبل المرأة (ك - عن عائشة) انها
كان لها غلام وجارية زوج فقالت يا رسول الله إني أريد أن أعتقها
قال - فذكره.
29595 إن أعتقتهما فابدئي بالغلام قبل الجارية (حب -
عن عائشة).
29596 مثل الذي يعتق أو يتصدق عند الموت كمثل
الذي يهدي إذا شبع (عب، حم، ت: حسن صحيح (1) ن، طب،
ك، ق - عن أبي الدرداء، الشيرازي في الألقاب - عن جابر).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الوصايا باب ما جاء في الرجل يتصدق أو يعتق
عند الموت رقم 123 وقال حسن صحيح. ص
319

29597 من اشترى رقبة ليعتقها فلا يشترط لأهلها العتق
فإنه عقدة من الرق (طب - عن معقل بن يسار).
أحكامه من الاكمال
29598 يعتق الرجل من عبده ما شاء إن شاء ربعا وإن
شاء خمسا ليس بينه وبين الله ضغطة (ق - عن محمد بن فضالة
ن أبيه).
29599 يعتق الرجل من عبده ما شاء إن شاء ثلثا، وإن
شاء ربعا (طب - عن علقمة بن عبد الله المزني عن أبيه).
29600 يعتق في عتقك ويرق في رقك (حم والبغوي،
ق - عن إسماعيل بن أمية بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده).
قال كان لنا غلام فأعتق نصفه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذك له
قال - فذكره.
29601 إذا كان العبد بين الاثنين فأعتق أحدهما نصيبه فإن كان
موسرا يقوم عليه قيمته لا وكس ولا شطط ثم يعتق
(د - عن ابن عمر) (1).
29602 إن قربك فلا خيار لك (د هق - عن عائشة

(1) أخرجه أبو داود كتاب العتق باب فيمن روى أنه لا يستسعى
رقم (3928). ص
320

رضي الله عنها) أن بريرة أعتقت وهي عند مغيث فخيرها رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال - فذكره (1).
29603 من أعتق شقصا في مملوك ضمن لشركائه انصباءهم
(طب - عن ابن عمر).
29604 من أعتق شقصا في مملوك فعليه جواز عتقه إن
كان له مال (طب - عن عبادة بن الصامت).
29605 من كان له عبد بينه وبين آخر فأعتق نصيبه فإنه
يقام عليه فيعتقه (طب - عن ابن عمر).
29606 من أعتق شقصا في مملوك ضمن بقيته (حم - عن
سعيد بن المسيب عن ثلاثين من الصحابة).
29607 من أعتق سهما في مملوكه فعتقه عليه في ماله إن
كان له مال ليس لله شريك (ق - عن أبي هريرة).
29608 من أعتق عبدا وله فيه شريك وله وفاء فهو حر
ويضمن نصيب شركائه بقيمة عدل بما أساء مشاركتهم، وليس على
العبد شئ (ق، كر - عن جابر، كر - عن ابن عمر).
29609 من أعتق شركا في مملوك له فقد ضمن عتقه يقوم

(1) أخرجه أبو داود كتاب الطلاق باب حتى متى يكون لها الخيار
رقم (2219). ص
321

العبد ثم يتق (ق - عن ابن عباس) (1).
29610 أيما عبد كان في شرك وأعتق رجل نصيبه يقام
عليه القيمة يوم يعتق وليس ذلك عند الموت (ق - عن ابن عمر).
29611 إذا أعتق الرجل العبد تبعه ماله إلا أن يكون
شرط المعتق (قط في الافراد والديلمي - عن ابن عمر).
29612 من أعتق مملوكه فليس للملوك في ماله شئ (عق -
عن ابن مسعود).
29613 من أعتق عدا فماله للذي أعتقه (ق - عن
ابن مسعود).
29614 إن الله أعتقه حين ملكته يعني أخاه (قط ق
وضعفاه - عن ابن عباس).
الفصل الثاني في أحكام تتعلق بالعتاق
الولاء
29615 أما بعد فما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في
كتاب الله، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن
كان مائة شرط، قضاء الله أحق وشرط الله أوثق، وإنما الولاء

(1) أخرجه مسلم كتاب العتق باب رقم 20 رقم الحديث 1501. ص
322

لمن أعتق (ق (1) 4 - عن عائشة).
29616 كل شرط ليس في كتاب الله تعالى فهو باطل
وإن كان مائة شرط (البزار، طب - عن ابن عباس.
29617 إن الولاء ليس بمتحول ولا منتقل (طب - عن
ابن عباس).
29618 نهى عن بيع الولاء وعن هبته (حم، (2) ق،
4 عن ابن عمر رضي الله عنهما).
29619 إنما الولاء لمن أعتق (مالك، حم، (3) خ، د -
عن ابن عمر).
29620 من تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله تعالى منه يوم القيامة عدلا (4)
ولا صرفا (د - عن أبي هريرة).
29621 لا يحل أن يتولى مولى رجل مسلم بغير إذنه (حم،

(1) أخرجه مسلم كتاب باب إنما الولاء لمن أعتق رقم 8. ص
(2) أخرجه مسلم كتاب العتق باب النهي عن بيع الولاء وهبته رقم 1506. ص
(3) هذا الحديث فقرة من حديث طويل: أخرجه مسلم في كتاب العتق
رقم 8 وفي باب إنما الولاء لمن أعتق رقم 1504 ص
(4) عدلا ولا صرفا: العدل: الفدية وقيل: الفريضة. والصرف: التوبة.
وقيل النافلة. النهاية 3 / 190. ب
323

م - عن جابر).
29622 الولاء لمن أعطى الورق (1) وولي النعمة (ق، ش -
عن عائشة).
29623 الولاء لمن أعتق (طب، حم - عن ابن عباس).
29624 الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب
(طب - عن عبد الله ابن أبي أوفى، ك، ه‍، ق - عن ابن عمر).
29625 إنما الولاء لمن أعتق (خ - عن ابن عمر).
29626 من أسلم على يديه رجل فله ولاؤه (طب، عد قط،
هق - عن أبي أمامة).
29627 من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الاسلام من
عنقه (حم - عن جابر).
29628 موالينا منا (طس - عن ابن عمر).
29629 مولى القوم من أنفسهم (خ - عن انس). (2)
29630 يرث الولاء من يرث المال (ت - عن ابن عمر).
29631 مولى الرجل أخوه وابن عمه (طب - عن سهل
ابن حنف).

(1) الورق: الدراهم المضروبة. المختار 568. ب
(2) أخرجه البخاري كتاب الفرائض باب مولى القوم من أنفسهم (1938). ص
324

29632 الله ورسوله مولى من لا مولى له، والخال وارث
من لا وارث له (ت، ه‍ ن - عن عمر).
الاكمال
29633 اشتريها فان الولاء لمن أعطى الثمن أو لمن ولي
النعمة (ت: حسن صحيح عن عائشة).
29634 اشتريها فأعتقيها فان الولاء لمن أعطى الثمن (حم -
عن ابن عمر).
29635 اشتريها فان الولاء لمن أعتق (حم - عن عائشة) (1).
29636 اشتري واشترطي فان الولاء لمن أعتق (طب -
عن بريدة).
29637 ما بال أقوام يشترطون ليست في كتاب الله
ما كان شرطا ليس في كتاب الله فمردود إلى كتاب الله (طب -
عن ابن عباس).
29638 الولاء بمنزلة النسب لا يباع ولا يوهب أقره
حيث جعله الله (ق - عن علي.
29639 المولى أخ في الدين ونعمة وأحق الناس بميراثه

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الفرائض باب الولاء لمن أعتق
رقم (8 / 191). ص
325

أقربهم من المعتق (ص، ق عن الزهري مرسلا).
29640 ما منعك أن تقول: الأنصاري، فان مولى القوم
منهم (ابن منده - عن رشيد الفارسي).
29641 هلا قلت: خذها وأنا الغلام الأنصاري فان مولى
القوم منهم (أبو نعيم - عن عقبة بن عبد الرحمن عن أبيه).
29642 مولى القوم منهم (كر - عن ابن عباس).
29643 مولى القوم من أنفسهم ومولى مولاهم منهم (عد،
كر - عن ابن عباس، وفيه إسحاق بن كثير أبو حذيفة كذاب،
قال عد: هذا منكر).
29644 حليف القوم منهم ومولى القوم وابن أخت القوم
منهم (البزار - عن أبي هريرة).
29645 حليفنا منا، وابن أختنا منا، ومولانا منا، أنتم
تسمعون أن أوليائي يوم القيامة المتقون، فان كنتم أولئك فذاك،
وإلا فانظروا لا يأتي الناس بالاعمال يوم القيامة وتأتون بالاثقال
فأعرض عنكم (ابن سعد، خ في الأدب والبغوي، طب، ك -
عن إسماعيل بن عبيد بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده).
29646 من تولى غير مواليه فليتبوأ بيتا في النار (ابن
جرير - عن عائشة).
326

29647 من تولى غير مواليه فقد كفر (ابن جرير -
عن انس).
29648 من تولى غير مواليه فعليه لعنة الله وغضبه، لا يقبل
الله تعالى منه صرفا ولا عدلا (ابن جرير - عن انس).
29649 من تولى غير مواليه عليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ومن حلف عند
منبري هذا بيمين كاذبة يستحل بها مال امرئ مسلم بغير حق
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل
ومن أحدث في مدينتي هذه حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل (طب،
ص - عن أبي أمامة).
29650 من تولى مولى قوم بغير إذنهم فعليه لعنة الله
لا صرف عنها ولا عدل (عب - عن عطاء مرسلا). 29651 من تولى مولى قوم بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولاعدل (ابن جرير -
عن أبي سلمة عن سعيد).
29652 من تولى مولى قوم بغير إذنهم أو آوى محدثا فعليه غضب
الله لا يقبل منه صرفا ولا عدلا (ابن جرير - عن جابر).
327

الاستيلاد
29653 أم أولد حرة وإن كان سقطا (طب - عن
ابن عباس).
29654 أيما أمة ولدت من سيدها، فإنها حرة إذا مات
إلا أن يعتقها قبل موته (ه‍، ك - عن ابن عباس).
29655 من وطئ أمته فولدت له فهي معتقة عن دبر
(حم - عن ابن عباس).
الاكمال
29656 أيما رجل ولدت منه أمته فهي معتقة عن دبر
منه (عب، هق - عن ابن عباس) (1).
الكتابة
29657 المكاتب عبد ما بقي من مكاتبته درهم (د - (2)
عن ابن عمر).
29658 أيما عبد كاتب على مائة أوقية فأداها إلا عشرة
أواق فهو عبد وأيما عبد كاتب على مائة دينار فأداها إلا عشرة

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب العتق باب أمهات الأولاد رقم (2515) إسناده
ضعيف. ص
(2) وهكذا أورده الترمذي في كتاب البيوع عند حديث رقم 1259. ص
328

دنانير فهو عبد (حم، د، ه‍، ك - عن ابن عمر).
29659 يترك للمكاتب الربع (ك - عن علي).
29660 إذا أصاب المكاتب حدا أو ورث ميراثا فإنه يرث
على قدر ما عتق عنه أو يقام عليه بقدر ما عتق منه (د،
ت، (1) ك، هق - عن ابن عباس).
29661 من كاتب مملوكه على مائة أوقية فأداها إلا عشرة
أواق، ثم عجز فهو رقيق (ت - عن ابن عمرو).
29662 المكاتب يعتق بقدر ما أدى ويقام عليه الحد
بقدر ما عتق منه ويرث بقدر ما عتق منه (ن - عن ابن عباس).
29663 يؤدي المكاتب بحصة ما أدى دية حر وما بقي
دية عبد (حم، ت، (2) ك - عن ابن عباس).
29664 إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي
فلتحتجب منه (حم، د، ت، (3) ك، هق - عن أم سلمة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في المكاتب إذا كان عنده ما يؤدي
رقم (1259) وقال الترمذي حديث ابن عباس حسن. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في المكاتب إذا كان عنده
ما يؤدي رقم (1295) وقال الترمذي حديث ابن عباس حسن. ص
(3) أخرجه الترمذي كتاب البيوع رقم 1261 وقال حسن صحيح. ص
329

الاكمال
29665 من كاتب مكاتبا على مائة درهم فقضاها كلها إلا
عشرة دراهم فهو عبد أو على مائة أوقية فقضاها كلها إلا أوقية فهو
عبد (عب - عن ابن عم).
29666 إذا مات المكاتب وترك ميراثا أو أصاب حدا فإنه
يرث على قدر ما أعتق منه، ويقام عليه الحد بقدر ما أعتق
منه (طب - عن ابن عباس.
29667 إذا كاتبت إحداكن عبدها فليرها ما بقي عليه
شئ من كتابته، فإذا قضاها فلا يكلمن إلا من وراء حجاب (ق -
عن أم سلمة).
29668 إذا كان عند المكاتب ما يؤدي فاحتجبن منه
(عب - عن أم سلمة).
29669 إذا كان لإحداكن مكاتب فكان عنده ما يؤدي
فلتحتجب منه (حم، د ت: حسن صحيح، طب ك هق - عن
أم سلمة) مر برقم 29664.
التدبير
29670 المدبر من الثلث (ه‍ - عن ابن عمر) (1).

(1) أخرجه ابن ماجة كتاب العتق باب المدبر رقم 2514 قال أبو عبد الله: لا أصل له، قال الشافعي: الذين حدثوه يوقفونه على ابن عمر. ص
330

29671 المدبر لا يباع ولا يوهب وإنما هو حر من
الثلث (قط، هق - عن ابن عمر).
الاكمال
29672 لا بأس ببيع خدمة المدبر إذا احتاج إليه (قط،
ق وضعفه - عن جابر، وصححه ابن القطان).
أحكام متفرقة
29673 من ملك ذا رحم محرم فهو حر (حم، د،
ت، ه‍، ك - عن سمرة).
29674 أيما رجل أعتق غلاما ولم يسم ماله فالمال له (ه‍
عن ابن مسعود).
29675 إذا أعتقت الأمة فهي بالخيار ما لم يطأها إن شاءت
فارقت وإن وطئها فلا خيار لها، ولا تستطيع فراقه (حم - عن
رجال من الصحابة).
29676 إن قربك فلا خيار لك (د - عن عائشة)
مر برقم 29602.
محظورات العتق
29677 لان أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من
أن أعتق ولد الزنا (ك - عن أبي هريرة).
331

29678 لان أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن
آمر بالزنا ثم أعتق الولد (ك - عن عائشة).
29679 نعلان أجاهد فيهما خير من أن أعتق ولد الزنا
(حم، ه‍، ك - عن ميمونة بنت سعد).
29680 مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا
شبع (حم، ت، ن، ك - عن أبي الدرداء).
29681 الذي يعتق عند الموت كالذي يهدي إذا شب (د -
عن أي الدرداء).
الاكمال
29682 لا خير فيه، نعلان أجاهد فيهما أحب إلي من أن
عتق ولد الزنا (ابن سعد - عن ميمونة بنت سعد).
29683 ولد الزنا لا خير فيه، نعلان أجاهد فيهما أحب
إلي من أن أعتق ولد الزنا (طب - عن ميمونة بنت سعد).
كتاب العتق من قس الافعال
الترغيب فيه
29684 عن علي في الرجل يعتق جاريته، ثم يتزوجها
ويجعل عتقها صداقها قال: له أجران اثنان (عب).
29685 عن واثلة بن الأسقع أن نفرا من بني سليم أتوا
332

رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالوا: يا رسول الله إن صاحبا لنا
قد أوجب، قال أعتقوا عنه رقبة يفك الله عنه بكل عضو منها
عضوا منه من النار (كر).
29686 عن واثلة قال شهدت نبي الله صلى الله عليه وسلم وأتاه نفر من
بني سليم فقالوا: يا رسول الله إن صاحبا لنا قد أوجب فقال: مروه
فليعتق رقبة يفك الله بها بكل عضو منها عضوا منه من
النار (كر).
29687 عن أبي هريرة أن عمرو بن الشريد جاء بخادم
أسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي جعلت عليها
رقبة مؤمنة فهل يجزي أن أعتق هذه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم للخادم:
أين ربك؟ فرفعت رأسها فقالت: في السماء فقال: من أنا؟ قالت: رسول الله قال: أعتقها فإنها مؤمنة (أبو نعيم في المعرفة).
فصل في أحكام تتعلق به
29688 عن الزبير أنه ملك يوم الطائف خالات له فأعتقهن
بملكه إياهن (ش).
الولاء
29689 عن إبراهيم قال: كان عمرو وعلي وزيد بن ثابت
333

يقولون: الولاء للكبر فلا يرث النساء من الولاء إلا ما أعتقهن أو
كاتبن (عب، ش والدارمي، ق -).
29690 عن عبد اله بن عتبة بن مسعود قال: كتب إلي
عمر أن الولاء للكبر (1) (الدارمي).
29691 عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل
يكاتب عبدا له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اشترط ولاء (عب).
29692 عن الحكم بن عتبة قال اختصم علي والزبير إلى
عمر في موالي صفية فقال علي: عمتي وأنا أعقل عنها وأرثها، وقال
الزبير: أمي وأنا أرثها فقال عمر لعلي: أما علمت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم جعل الولاء تبعا للميراث فقضى به للزبير (ابن راهويه).
29693 عن عمر قال: إن كان لرجل موالي وله ابنان
فمات الأب كان الولاء لابنيه، فان مات أحد ابنيه وله ولد ذكور
ثم مات بعض الموالي فان ابن الابن على حصة أبيه من الولاء، ولم
يكن الولاء كله لعمه (عب).

(1) للكبر: أي أكبر ذرية الرجل، مثل أن يموت الرجل عن ابنين
فيرثان الولاء، ثم يموت أحد الابنين عن أولاد، يرثون نصيب أبيهم من
الولاء، وإنما يكون لعمهم، وهو الابن الآخر. يقال: فلان كبر
قومه بالضم فإذا كان أقعدهم في النسب وهو أن ينتسب إلى جده الأكبر
بآباء أقل عددا من باقي عشيرته. النهاية 4 / 141. ب
334

29694 عن عبد الرحمن بن عمرو بن حزم أن مولى مات
ليس له موالي فأمر عثمان بماله فأدخل بيت المال (الدارمي).
29695 عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
أن العاص بن هشام هلك وترك بنين له ثلاثة اثنان لام ورجل لعلة
فهلك أحد اللذين لام وترك مالا وموالي فورثه أخوه الذي ورث
المال وولاء الموالى وترك ابنه وأخاه لأبيه فقال ابنه: قد أحرزت ما كان
أبي قد أحرز من المال وولاء الموالي، فقال أخوه: ليس كذلك
وإنما أحرزت المال فأما ولاء الموالي فلا أرأيت لو هلك أخي اليوم
ألست أرثه أنا؟ فاختصما إلى عثمان فقضى لأخيه بولاء أموالي
(الشافعي، هق -).
29696 عن سعيد بن المسيب أن عمر وعثمان قالا: الولاء
للكبر (ق).
29697 عن عروة ان الزبير ورافع بن خديج اختصما إلى
عثمان في مولاة لرافع بن خديج كانت تحت عبد فولدت منه أولادا
فاشترى الزبير العبد فأعتقه فقضى عثمان بالولاء للزبير (ق).
29698 عن يحى بن عبد الرحمن بن حاطب أن الزبير بن
العوام قدم خيبر فرأى فتية لعسا (1) ظرفا، فأعجبه ظرفهم فسأل

(1) لعسا، اللعس: جمع، وهو الذي في شفته سواد النهاية 4 / 253. ب
335

عنهم فقيل: هم موالي لرافع بن خديج أمهم حرة مولاة لرافع بن
خديج وأبوهم مملوك لاشجع، فأرسل الزبير فاشترى أباهم فأعتقه ثم
قال لبنيه: انتسبوا إلي فإنما أنتم موالي فقال رافع: بل هم موالي
ولدوا وأمهم حرة وأبوهم مملوك فاختصما إلى عثمان فقضى بولائهم
للزبير (هق، وقال هذا هو المشهور عن عثمان وقد روي عن الزهري
عن عثمان منقطعا بخلافه ثم روي عن الزهري أن الزبير قدم خيبر
فرأى فتية أعجبه حالهم فسأل عنهم فقيل هم موالي لبني حارثة أمهم
حرة مولاة لبني حارثة وأبوهم مملو فأرسل إلى أبيهم فاشتراه فاعتقه
فاختصم هو وبنو حارثة إلى عثمان بن عفان في الولاء فقضى عثمان
بالولاء لبني حارثة وقال عثمان الولاء لا يجر قال ق: الرواية الأولى عن
عثمان أصح لشواهدها ومراسيل الزهري رديئة).
29699 عن عطاء بن أبي رباح أن طارق بن المرقع أعتق
أهل بيت سوائب (1) فأتى بميراثهم فقال عمر: أعطوه ورثة طارق

(1) سوائب: قد تكرر في الحديث ذكر (السائبة والسوائب) كان الرجل
إذا فذر لقدوم من سفر، أو برء من مرض أو غير ذلك قال: ناقتي
سائبة، فلا تمنع من ماء ولا مرعى، ولا تحلب، ولا تركب. وكان
الرجل إذا أعتق عبدا فقال: هو سائبة فلا عقل بينهما ولا ميراث.
وأصله من تسييب الداوب، وهو إرسالها تذهب وتجئ كيف شاءت
ومنه حديث عبد الله (السائبة يضع ماله حيث شاء) أي العبد الذي
يعتق سائبة، ولا يكون ولاؤه لمعتقه ولا وارث له، فيضع
ماله حيث شاء. ومنه الحديث (رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في
النار، وكان أول من سيب السوائب، وهي التي نهى الله عنها في
قوله: (ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة فالسائبة أم البحيرة. النهاية 2 / 431. ب
336

فأبوا أن يأخذوه فقال عمر: فاجعلوه في مثلهم من الناس (الشافعي، ق).
29700 عن عطاء بن أبي رباح أن طارق بن المرقع أعتق
رجلا سائبة فمات السائبة وترك مالا فعرض ماله على طارق فأبى
أن يأخذه فكتب عامل مكة إلى عمر بن الخطاب، فكتب عمر أن
أجمع المال واعرضه على طارق فان قبله فادفعه إليه، وإن لم يقبله
فاشتر رقابا فأعتقهم قال فعرض على طارق فلم يقبله فاشترى به
خمسة عشر أو ستة عشر مملوكا فأعتقهم (هق).
29701 عن عبد الله بن وديعة بن خدام قال: كان سالم
مولى أبي حذيفة مولى لامرأة منا يقال لها: سلمى بنت يعار أعتقته
سائبة في الجاهلية، فلما أصيب باليمامة أتى عمر بن الخطاب بميراثه
فدعا وديعة بن خدام فقال: هذا ميراث مولاكم، وأنتم أحق به،
فقال: يا أمير المؤمنين قد أغنانا الله عنه قد أعتقته صاحبتنا سائبة
فلا نريد أن نرزأ (1) من امرأة شيئا فجعله عمر في بيت المال

(1) نرزأ: في حديث سراقة بن جعشم (فلم يرزأني شيئا) أي لم يأخذا
مني شيئا. يقال رزأته أرزؤه. وأصله النقص. النهاية 2 / 218. ب
337

(خ في تاريخه، ق).
29702 عن عمر قال: إذا كانت المرأة تحت المملوك فولدت
منه ولدا فإنه يعتق بعتق أمه وولاؤه لموالي أمه، فإذا أعتق الأب
جر الولاء موالي أبيه (عب والدارمي، ق وصححه).
29703 عن عمر قال: إن الولاء كالرحم - وفي لفظ:
كالنسب - لا يباع ولا يوهب (ش، ق).
29704 عن قبيصة بن ذؤيب قال: كان الرجل إذا أعتق
سائبة لم يرثه، وإذا جنى جناية كان على من أعتقه، فدخلوا على عمر
ابن الخطاب فقالوا: يا أمير المؤمنين أنصفنا إما أن يكون عليكم العقل
ولكم الميراث، وإما أن يكون لنا الميراث وعلينا العقل فقضى عمر
لهم بالميراث (هق).
29705 عن جابر بن عبد الله قال: من تولى مولى رجل
مسلم أو آوى محدثا فعليه غضب الله لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
وقال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن عقوله، ثم كتب إنه لا
يحل أن يتوالى مولى رجل مسلم بغير إذنه ولعن في صحيفة من
فعل ذلك (عب).
29706 عن عروة قال: جاءت وليدة لبني هلال اسمها
بريرة تستعين عائشة في كتابتها فسامت عائشة بها أهلها، فقالوا:
338

لا نبيعها إلا ولنا ولاءها فتركتها وقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أبوا
أن يبيعوها إلا ولهم ولاءها فقال: لا يمنعك ذلك إنما الولاء لمن
أعتق فابتاعتها عائشة وأعتقتها فخيرت بريرة فاختارت نفسها فقسم
لها النبي صلى الله عليه وسلم شاة، فأهدت لعائشة منها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل عندكم
من طعام؟ فقالت: لا إلا ذا الشاة التي أعطيت بريرة فنظر ساعة ثم
قال: وقد وقعت موقعها، هي عليها صدقة ولنا هدية فأكل منها،
قال عروة: ابتاعتها مكاتبة على ثمان أواق وان لم ينقص من كتابتها
شئ (عب).
29707 عن ابن عباس قال: الولاء لمن أعتق لا يجوز بيعه
ولا هبته (عب).
29708 (أيضا) إن مات رجل ولم يدع أحدا يرثه فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: ابتغوا أحدا فلم يجدوا أحدا يرثه فدفع النبي صلى الله عليه وسلم
ميراثه إلى مولى له أعتقه الميت (عب).
29709 (أيضا) مات رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم
يترك وارثا إلا عبدا له فأعتقه، وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه (عب).
29710 عن ابن عباس أن موالي بريرة اشترطوا الولاء فقضى
النبي صلى الله عليه وسلم أن الولاء لمن أعطى الثمن (ش).
29711 عن الفارسي مولى بني معاوية أنه ضرب رجلا يوم
339

أحد فقتله فقال: خذها وأنا الغلام الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما منعك أن تقول: الأنصاري وأنت منهم إن مولى القوم
منهم (ش).
29712 (مسند عبد الله بن عمر) نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن بيع الولاء وعن هبته (هب).
29713 (مسند ابن عمر) أرادت عائشة أن تشتري بريرة
فقالوا: تبتاعينها على أن ولاءها لنا، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمنعك ذلك منها فإنما الولاء لمن أعتق (ش).
29714 عن هذيل بن شرحبيل قال: جاء رجل إلى عبد الله
ابن مسعود فقال له: كان لي عبد فأعتقته وجعلته سائبة في سبيل
الله تعالى، فقال له عبد الله: إن أهل الاسلام لا يسيبون وإنما
يسيب أهل الجاهلية وأنت ولي نعمته وأحق بميراثه (عب).
29715 عن ابن مسعود قال: يجر الأب الولاء إذا أعتق
الأب (عب).
29716 عن عقبة بن عبد الرحمن عن أبيه قال: شهدت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا فضربت رجلا فقلت: خذها وأنا الغلام
الفارسي، فسمعني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلا قلت: خذها مني وأنا
الغلام الأنصاري فان مولى القوم منهم (الديلمي).
340

29717 عن يزيد بن أبي حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا حاصر حصنا فأتاه أحد من العبيد أعتقه، فإذا أسلم مولاه رد
ولاءه عليه (د - عن يزيد بن أبي حبيب مرسلا).
29718 عن أبي مليكة قال: لما سامت (1) عائشة بريرة
فقالت: أعتقها: قالوا وتشترطين لنا ولاءها؟ فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت
ذلك فقال: نعم اشترطيه لهم، فان الولاء لمن أعتق، ثم قام فخطب
فقال: ما بال الشرط قد وقع قبله حق الله؟ الولاء لمن أعتق (عب).
29719 (مسند علي) عن زيد بن وهب عن علي وعبد
الله وزيد بن ثابت أنهم كانوا يجعلون الولاء لكبير من العصبة ولا
يورثون النساء إلا ما أعتقن أو أعتقن من أعتقن (ق).
29720 (أيضا) عن محمد عن علي قال: نهى عن بيع الولاء وهبته (ق، وقال: في كتابي نها - بالألف - وعليه صح
فظاهره ان عليا نهى عن ذلك).
29721 عن علي انه سئل عن بيع الولاء فقال: أيبيع
الرجل نسيبه (ق).
29722 (أيضا) عن النخعي أن عليا وزيدا قالا في رجل

(1) سامت: المساومة: المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة وفصل ثمنها.
يقال: سام يسوم سوما وساوم واستام. النهاية 2 / 425. ب
341

ترك أخا لأبيه وأمه واخا لأبيه فجعلا الولاء لأخيه لأبيه وأمه فان
مات الأخ من أبيه رجع الولاء لبني الأخ للأب والام (ق).
29723 (أيضا) عن الشعبي أن عليا قال: إذا أعتقت
المرأة عبدا أو أمة فهلكت وتركت ولدا ذكرا فولاء ذلك المولى
لولدها ما كانوا ذكورا فان انقطعت الذكور رجع الولاء إلى
أوليائها (ق).
29724 (أيضا) عن يزيد الرسيك أن عليا كان لا يجر
الولاء (ق).
29725 عن علي قال: الولاء بمنزلة الحلف لا يباع ولا يوهب
أقره حيث جعله الله (الشافعي، عب، ص، ق).
29726 عن علي قال: الولاء شعبة من النسب من أحرز
الولاء أحرز الميراث (عب، ق).
29727 عن عبد الله بن شبرمة أن عليا وعبد الله بن
مسعود وزيد بن ثابت قضوا أن الولاء ينقل كما ينقل النسب لا يحرزه
الذي يرث ولي النعمة ولكنه ينقل إلى أولى الناس بولي النعمة (عب).
29728 عن علي قال: من تولى مولى قوم بغير إذن مواليه
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا
ولا عدلا (عب).
342

الاستيلاد
29729 عن سعيد بن المسيب أن عمر أعتق أمهات الأولاد
وقال: أعتقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم (خط، وفيه عبد الرحمن الإفريقي
ضعيف).
29730 عن عمر قال: الأمة يعتقها ولدها وإن كان سقطا
(عب، ش، ق).
29731 عن سليمان بن يسار قال: قلت لابن المسيب أعمر
أعتق أمهات الأولاد؟ قال: لا ولكن أعتقهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(عب، ق وضعفه).
29732 عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب أمر بأمهات
الأولاد يقومن في أموال أبنائهن بقيمة عدل ثم يعتقن فمكث
بذلك صدرا من خلافته، ثم توفي رجل من قريش كان له ابن أم
من ولد فكان عمر يعجب بذلك الغلام، فمر ذلك الغلام على عمر
في المسجد بعد وفاة أبيه بلال فقال له عمر: ما فعلت يا ابن أخي
في أمك؟ قال: قد فعلت يا أمير المؤمنين خيرا خيرني إخوتي في
أن يسترقوا أمي أو يخرجوني من ميراثي من أبي فكان ميراثي من
أبي أهون علي من أن تسترق أمي فقال عمر: أو لست إنما أمرت
في ذلك بقيمة عدل ما أرى رأيا وآمر بشئ إلا قلتم فيه، ثم قام
343

فجلس على المنبر فاجتمع إليه الناس حتى إذا رضي جماعتهم قال:
يا أيها الناس إني قد كنت أمرت في أمهات الأولاد بأمر قد
علمتموه ثم قد حدث لي رأي غير ذلك، فأيما امرئ كانت عنده
أم ولد يملكها بيمينه ما عاش، فإذا مات فهي حرة لا سبيل عليها
(يعقوب بن سفيان، ق، كر).
29733 عن زيد بن وهب قال: باع عمر أمهات الأولاد
ثم رجع (ق).
29734 عن عمر قال أيما وليدة ولدت لسيدها فهي له متعة
ما عاش فإذا مات فهي حرة من بعده: ومن وطئ وليدة فضيعها
فالولد له والضيعة عليه (ق).
29735 عن ابن عمر ان عمر قضى في أم الولد أن لا تباع
ولا توهب ولا تورث يستمتع بها صاحبها ما عاش، فإذا مات فهي
حرة (عب ومسدد، ق).
29736 (مسند عمر) عن أبي إسحاق الهمداني أن أبا بكر
كان يبيع أمهات الأولاد في امارته وعمر في نصف امارته ثم إن
عمر قال: كيف تباع وولدها حر؟ فحرم بيعها، حتى إذا كان
عثمان شكوا وركبوا في ذلك (عب).
29737 عن أبي العجفاء أن عمر قال: الأمة إذا أسلمت
344

وعفت وحصنت فان ولدها يعتقها وإن فجرت وكفرت - أو
قال: زنت رقت. (...)
29738 عن محمد بن عبد الله الثقفي أن أباه عبد الله بن فارط
اشترى جارية بأربعة آلاف ثم أسقطت لرجل سقطا فسمع بذلك
عمر بن الخطاب، فأرسل إليه قال: وكان أبي عبد الله بن فارط
صديقا لعمر بن الخطاب فلامه لوما شديدا وقال: والله إن كنت
لأنزهك عن هذا - أو عن مثل هذا - وأقبل على الرجل ضربا
بالدرة وقال: الآن حين اختلط لحومكم ولحومهن ودماؤكم ودماؤهن
تبيعوهن وتأكلون أثمانهم قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم
فباعوها، وأكلوا أثمانها، ارددها فردها (عب) (.
29739 عن جابر كنا نبيع أمهات الأولاد والنبي صلى الله عليه وسلم
حي لا يرى بذلك بأسا (عب).
29740 (من مسند خلاد الأنصاري) مات رجل وأوصى
إلي فكان مما أوصى به أم ولده وامرأة حرة، فوقع بين أم الولد
والمرأة كلام فقالت المرأة: يا لكعاء (1) غدا يأخذ بأذنك فتباعين

(1) لكعاء: اللكع عند العرب: العبد، ثم استعمل في الحمق والذم.
يقال للرجل: لكع، وللمرأة لكاع. وقد لكع الرجل يلكع
لكعا فهو ألكع. النهاية 4 / 268. ب
345

في السوق، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تباع قط (طب).
29741 عن خوات بن جبير عن أبي سعيد قال: كنا نبيع
أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (ت).
29742 عن ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أم الولد:
أعتقها ولدها وتعتد عدة الحرة (عب، وسنده ضعيف).
29743 عن عمرو بن دينار قال: كتب علي في وصيته: أما
بعد فان ولائدي اللاتي أطوف عليهن نسع عشرة وليدة منهن
أمهات أولاد معهن أولادهن ومنهن حبالى، ومنهن من لا ولد
لهن، فقضت إن حدث بي حدث في هذا الغزو فان من كانت
منهن ليست بحبلى وليس لها ولد فهي عتيقة لوجه الله ليس لأحد
عليها سبيل، ومن كانت منهن حبلى أو لها ولد فإنها تحبس على
ولدها، وهي من حظه، فان مات ولدها وهي حية فإنها عتيقة
لوجه الله، هذا ما قضيت في ولائدي التسع عشرة، والله المستعان
شهد هياج بن أبي سفيان وعبيد الله بن أبي رافع وكتب في جمادى
سنة سبع وثلاثين (عب).
29744 عن الحكم بن عتيبة أن عليا خالف عمر في أم الولد
أنها لا تعتق إذا ولدت لسيدها (هب).
29745 عن عبيدة السلماني قال سمعت عليا يقول: اجتمع
346

رأيي ورأي عمر في أمهات الأولاد أن لا يبعن ثم رأيت بعد أن
يبعن قال عبيدة قلت له: فرأيت ورأى عمر في الجماعة أحب إلي
من رأيك وحدك في الفرقة - أو قال - في الفتنة - فضحك علي
(عب وابن عبد البر في العلم، هق).
29746 عن إبراهيم قال: أعتق أمهات الأولاد فأتت امرأة
منهن عليا أراد سيدها أن يبيعها في دين كان عليه فقال: اذهبي فقد
أعتقك عمر (عب).
29747 عن علي قال: إن شاء أعتق الرجل أم ولده وجعل
عتقها مهرها (ش).
عتق المشترك
29748 (مسند التلب بن ثعلبة) عن ابن التلب عن أبيه
التلب أن رجلا أعتق نصيبا له في مملوك فلم يضمنه النبي صلى الله عليه وسلم
(الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
29749 عن إسماعيل بن أمية عن أبيه عن جده قال: كان
لهم غلام يقال له طهمان - أو ذكوان - فأعتق جده نصفه، فجاء
العبد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يعتق في عتقك
ويرق في رقك، فكان يخدم سيده حتى مات (عب والبغوي
وابن منده).
347

29750 عن خالد بن سلمة المخزومي قال: جاء رجل إلى عمر
بعرفة فقال: إني أعتقت شقصا من غلامي هذا قال: أعتق كله
ليس معه شريك (سفيان الثوري في الجامع، ق).
29751 عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان بيني وبين الأسود
وأمنا غلام قد شهد القادسية وأبلى فيها فأرادوا عتقه، وكنت
صغيرا فذكر الأسود ذلك لعمر فقال: أعتقوا أنتم ويكون عبد
الرحمن على نصيبه حتى يرغب في مثل ما رغبتم فيه أو يأخذ
نصيبه (ق).
29752 عن ابن شبرمة قال لرجل له نصيب في عبد:
لا تفسد على أصحابك فتضمن (عب).
29753 عن النخعي أن رجلا أعتق شركا له في عبد وله
شركاء يتامى فقال عمر بن الخطاب: انتظرهم حتى يبلغوا، فان أحبوا
أن يعتقوا أعتقوا وإن أحبوا أن يضمن لهم ضمن (عب).
29754 عن محمد بن سيرين قال: كان عبد بين رجلين فأعتق
أحدهما نصيبه فكتب شريكه إلى عمر فكتب أن يقوم على القيمة
(مسدد، ق).
29755 عن ابن عمر أن رجلا أعتق شقصا له على مملوكه
فضمنه النبي صلى الله عليه وسلم (كر).
348

29756 (مسند أبي أمامة بن عمير) عن أبي المليح عن
أبيه أن رجلا من قومه أعتق شقصا له من مملوكه فرفع ذلك
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل خلاصه في ماله وقال: ليس معه شريك
(حم والحارث وأبو نعيم في المعرفة).
المدبر
29757 عن جابر قال: دبر (1) رجل من الأنصار غلاما له
ولم يكن له مال غيره فباعه النبي صلى الله عليه وسلم فاشتراه النحام (2) عبدا
قبطيا (ض، ش).
29758 (دبر رجل من الأنصار غلاما له لم يكن له
مال غيره فقال النبي: من يبتاعه مني؟ فاشتراه رجل من بني
عدي (عب).
29759 (أيضا) أعتق أبو مذكور غلاما له يقال له
يعقوب القبطي عن دبر (3) منه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أله مال
غيره؟ قالوا: لا قال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن النحام

(1) دبر: يقال: دبرت العبد إذا علقت عتقه بموتك وهو التدبير
أي أنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت. النهاية 2 / 98. ب
(2) النحام: هو نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف. النهاية 5 / 30. ب
(3) دبر: أي بعد موته. النهاية 2 / 98. ب
349

ختن عمر بن الخطاب بثمانمائة درهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنفق على
نفسك، فإن كان فضل فعلى أهلك فإن كان فضل فعلى أقاربك،
فإن كان فضل فاقسم ههنا وههنا (عب).
29760 عن عطاء بن عباس عن عطاء أن ابن عباس وابن عمر
وغيرهما قالوا: يصيب الرجل وليدته إذا دبرها إن أحب (عب).
29761 عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم باع
مدبرا احتاج سيده إلى ثمنه (د، عب - عن معمر عن ابن
المنكدر - مثله).
29762 عن أبي قلابة أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر
منه فجعله النبي صلى الله عليه وسلم من الثلث (عب).
29763 عن أبي قلابة أن رجلا من الأنصار دبر غلاما له
لم يدع غيره، فأعتق النبي صلى الله عليه وسلم ثلثه (عب).
29764 عن أبي قلابة قال: أعتق رجل عبدا له ليس له
مال غيره عند موته فأعتق النبي صلى الله عليه وسلم ثلثه واستسعاه في الثلثين
(عب).
29765 عن الشعبي أن عليا جعل المدبر من الثلث (سفيان
الثوري في الفرائض، عب، ق).
29766 عن ابن جريج قلت لعطاء: أيدبر الرجل عبده
350

ليس له مال غيره؟ قال: لا ثم ذكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم في العبد
الذي دبر على هذه الحالة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم أغنى عنه من فلان
وذكر ما قال في الرجل يتصدق بماله ويجلس لا مال له (عب).
29767 عن عطاء أن رجلا أعتق غلاما له عن دبر ليس
له مال غيره فبلغ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب من ذلك فدعا
الغلام وباعه بسبعمائة درهم، ثم دفع الثمن إليه فقال: استنفقه صلى الله عليه وآله.
29768 (مسند علي) عن الشعبي عن علي وعبد الله قالا:
من جميع المال يعني المدبر (سفيان الثوري في الفرائض).
أحكام الكتابة
29769 عن عمر قال: المكاتب عبد ما بقي عليه درهم (ش
والطحاوي، ق).
29770 عن ابن سيرين أن مكاتبا قال لمولاه: خذ مني
مكاتبتك نجوما فأتى عثان بن عفان فذكر ذلك له فدعاه فقال:
خذ مكاتبتك فقال: لا إلا نجوما فقال له: هات المال فجاء به
فكتب له عتقه فقال: ألقه في بيت المال، فأدفعه إليك نجوما،
فلما رأى ذلك أخذه (ق).
29771 عن رجل قال كنت مملوكا لعثمان فبعثني في تجارة
فقدمت عليه فقمت بين يديه ذات يوم فقلت: يا أمير المؤمنين
351

أسألك الكتابة فقطب (1) وقال: نعم لولا أنه في كتاب الله
ما فعلت، أكاتبك على مائة ألف على أن تعدها في عدتين والله
لا أعطيك منها درهما، فخرجت فلقيني الزبير، فذكرت له ذلك
فردني إليه فقام بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين فلان كاتبته فقطبت
قال نعم ولولا آية في كتاب الله ما فعلت، أكاتبه على مائة ألف
على أن يعدها لي في عدتين والله لا أعطيه منها درهما فغضب
الزبير وقال: أمثل بين يديك قائما أطلب إليك حاجة تحول دونها
بيمين، ثم كاتبه فكاتبته فانطلق بي الزبير إلى أهله فأعطاني مائة
ألف، ثم قال: انطلق فاطلب فيها من فضل الله فانطلقت فطلبت
فيها من فضل الله، فأديت إلى عثمان ماله وإلى الزبير ماله وفضل في
يدي ثمانون ألفا (ق).
29772 عن عمر قال: إذا أدى المكاتب النصف لم يسترق
(سفيان الثوري في الفرائض، ق).
29773 عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي بكر أن رجلا
كاتب غلاما له ينجمها (2) نجوما فأتى بمكاتبته كلها فأبى أن يأخذها

(1) فقطب: أي قبض ما بين عينيه كما يفعله العبوس، ويخفف ويثقل.
النهاية 4 / 79. ب
(2) فنجمها: تنجيم الدين: هو أن يقدر عطاؤه في أوقات معلومة مشاهرة
أو مساناة، ومنه تنجيم المكاتب ونجوم الكتابة. ونجم عليه الدية:
قطعها عيله نجما نجما، ويقال: جعلت مالي على فلان نجوما منجمة
يؤدي كل نجم في شهر كذا، وقد جعل فلان ماله على فلان نجوما
معدودة يؤدي عند انقضاء كل شهر منها نجمها، عليه تنجيما.
لسان العرب 12 / 570. ب
352

إلا نجوما، فأتى المكاتب عمر، فأرسل عمر إلى مولاه، فجاء
فعرضت عليه فأبى أن يأخذها فقال عمر: فأني أطرحها في بيت
المال وقال للمولى: خذها نجوما وقال للمكاتب: اذهب حيث
شئت (ق).
29774 عن القاسم بن محمد أن عمر بن الخطاب كان يكره
قطاعة المكاتب الذي يكون عليه الذهب والورق ثم يقاطعه على
ثلاثة أو أربعة أو ما كان ويقول: اجعلوا ذلك في العرض على ما
شئتم (عب، ش، ق).
29775 عن عمر قال: إذا أدى المكاتب الشطر فلا رق
عليه (عب، ش، ق).
29776 عن جابر عن عامر الشعبي عن زيد بن ثابت في
المكاتب يموت وقد بقي عليه من مكاتبته قال: هو عبد ما بقي
عليه درهم، وقال عبد الله: إذا أدى الثلث أو النصف فهو غريم،
وقال علي: يعتق بحساب ما أدى ويرثه ولده بحساب ذلك، قال
353

جابر: بلغني أن عمر بن الخطاب جمع عليا وعبد الله وزيدا في المكاتب
فقال زيد: نقيس لهم فقال: أرأيتم إن أصاب حدا وكيف يدخل
على أمهات المؤمنين فجعل يقيس لهم بنحو هذا ففضله عمر عليهما
في المكاتب).
29777 عن قتادة أن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت قالا: إذا
مات المكاتب وله مال فهو لمواليه وليس لولده شئ (ش، ق).
29778 عن حكيم بن حزام قال: كتب عمر بن الخطاب
إلى عمير بن سعد: أما بعد فإنه من قبلك من المسلمين أن يكاتبوا
أرقاءهم على مسألة الناس (عب، ش، ق).
29779 عن عكرمة أن عمر كاتب عبدا له يكنى بأبي أمية
فجاء بنجمه حين حل قال: اذهب به فاستعن به في مكاتبتك
فقال: يا أمير المؤمنين لو تركته حتى يكون آخر نجم قال: إني
أخاف أن لا أدرك ذلك ثم قرأ (وآتوهم من مال الله الذي آتكم) قال
عكرمة: كان أول نجم أدي في الاسلام (عب وابن سعد وابن أبي
حاتم، ق).
29780 عن انس بن سيرين عن أبيه قال: كاتبني أنس بن
مالك على عشرين ألف درهم فكنت فيمن فتح تستر فاشتريت
354

رثة (1) فربحت فيها، فأتيت أنس بن مالك بكتابته فأبى أن
يقبلها مني إلا نجوما فأتيت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له فقال:
أنت هو وقد كان رآني ومعي أثواب فدعا لي بالبركة؟ قلت: نعم
فقال: أراد أنس الميراث وكتب إلى أنس أن اقبلها فقبلها (ابن
سعد، ق).
29781 عن أبي سعد المقبري قال: كاتبتني مولاتي على أربعين
ألف درهم فأديت إليها عامة ذلك، ثم حملت ما بقي إليها فقلت:
هذا مالك فاقبضيه، قالت: لا حتى آخذه منك شهرا بشهر وسنة
بسنة، فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب، فقال: ادفعه إلى بيت
المال، ثم بعث إليها فقال: هذا مالك في بيت المال وقد عتق أبو
سعيد، فان شئت فخذي شهرا بشهر وسنة بسنة فأرسلت فأخذته
(ابن سعد، ق وحسنه).
29782 عن قتادة قال: سأل سيرين أبو محمد أنس بن مالك
الكتابة فأبى أنس فرفع عمر الدرة وتلا (فكاتبوهم) فكاتبه
أنس (عب وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير، ورواه ق موصولا
عن قتادة عن انس).

(1) رثة: في الحديث (عفوت لكم عن الرثه) وهي متاع البيت الدون.
وبعضهم يرويه الرثية، والصواب الرثية بوزن الهرة. النهاية 2 / 195. ب
355

29783 عن علي قال: المكاتب يعتق منه بقدر ما أدى
(عب، ص، ق).
29784 عن علي قال: إذا تتابع نجمان فلم يؤد نجومه رد
في الرق (ش، ق، ك).
29785 عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وآتوهم سن
مال الله الذي آتكم) (عب والشافعي وابن المنذر وابن أبي حاتم
وابن مردويه، ك، ق، ص).
29786 عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عليا قال في قوله
(وآتوهم من مال الله الذي آتكم) قال: يترك للمكاتب ربع
مكاتبته (عب، ص وعبد بن حميد، ن وابن جرير وابن المنذر
وابن مردويه، ق وصححه، ص).
29787 عن عطاء أن ابن عباس سئل عن المكاتب يوضع
له ويتعجل منه فلم ير به بأسا وكرهه ابن عمر إلا بالعروض (1)
(عب).
29788 (مسند علي) عن أبي التياح أنه أتى عليا فقال:
أريد أن أكاتب قال: أعندك شئ؟ فقال: لا فجمعهم علي بن أبي

(1) العروض: كل شئ عرض إلا الدارهم والدنانير فإنها عين وقال أبو عبيد: العروض
الأمتعة التي لا يدخلها كيل ولا وزن ولا تكون حيوانا ولا عقارا. المختار 424 ب
356

طالب فقال: أعينوا أخاكم فجمعوا له فبقي بقية عن مكاتبته فأتى
عليا فسأله عن الفضلة فقال: اجعلها في المكاتبين (ق).
29789 عن علي قال: يؤدي المكاتب بقدر ما بقي منه
دية الحر وبقدر ما رق منه دية العبد (ط، ق).
29790 عن علي قال: المكاتب يرث بقدر ما أدى (ق).
29791 عن علي قال: المكاتبة بمنزلتها (ق).
29792 عن علي قال: إذا أدى المكاتب النصف فهو غريم
(سفيان).
29793 (أيضا) عن ابن جريج قال قلت لعطاء: المكاتب
يموت وله ولد أحرار ويدع أكثر ما بقي عليه من كتابته؟ قال:
يقضى عنه ما بقي من كتابته وما كان من فضل لبنيه، فقلت:
أبلغك هذا عن أحد؟ قال: زعموا أن علي بن أبي طالب كان
يقضي عنه ما عليه ثم لبنيه ما بقي (الشافعي، ص).
29794 (أيضا) عن الشعبي قال: كان زيد بن ثابت
يقول: المكاتب عبد ما بقي عليه درهم لا يرث ولا يورث،
وكان علي يقول: إذا مات المكاتب وترك مالا قسم ما ترك
على ما أدى وعلى ما بقي، فما أصاب ما أدى فلورثته وما أصاب
357

ما بقي فلمواليه، وكان عبد الله يقول: يؤدى إلى مواليه ما بقي
عليه من مكاتبته ولورثته ما بقي (ق).
أحكام متفرقة
29795 عن عمر قال: في الأمة تعتق وزوجها مملوك إذا
جامعها بعد أن تعلم أن لها الخيار فلا خيار لها (عب، ش).
29796 عن عمر قال: إذا أعتقت المرأة فلها الخيار ما لم
يطأها زوجها (عب).
29797 عن عمر قال: لان أحمل على نعلين في سبيل الله
أحب إلي من أن أعتق ولد الزنا (عب).
29798 عن سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب كان يوصي
بأولاد الزنا خيرا وكان يقول: أعتقوهم وأحسنوا إليهم (عب).
29799 عن عمر قال: من كان عليه محررة من ولد إسماعيل
فلا يعتقن من حمير أحدا (عب).
29800 عن عمر قال: من ملك ذا رحم محرم عتق
(عب، د، ق).
29801 عن عمر قال: لا يسترق ذو رحم (ق).
29802 عن إبراهيم أن غلاما لآل الأسود شهد القادسية
فأبلى فأراد الأسود أن يعتقه فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقال:
358

دعه حتى يشب عبد الرحمن مخافة الضمان (البغوي في الجعديات، كر).
29803 عن عمر قال: إذا أعتق العبد وله مال فالمال للعبد
إلا أن يشترط ماله لمولاه الذي أعتقه (ابن جرير، هق).
29804 عن محمد بن زيد قال: قضى عمر في أمة غزا مولاها
وأمر رجلا ببيعها ثم بدا لمولاها فأعتقها، وأشهد على ذلك، وقد
بيعت الجارية فحسبوا، فإذا أعتقها قبل بيعها فقضى عمر أن يقضى
بعتقها ويرد ثمنها ويؤخذ صداقها لما كان قد وطئها (هق).
29805 عن خالد بن سلمة قال: جاء رجل إلى عمر فقال:
إني أعتقت ثلث عبدي فقال عمر: هو حر كله ليس لله تعالى
شريك (سفيان في جامعه، ش، هق).
29806 عن ابن عمر أن عمر أعتق كل مصل من سبي
العرب فبت عتقهم وشرط عليهم أنكم تخدمون الخليفة من بعدي
ثلاث سنوات، وشرط لهم أن يصحبكم بمثل ما صحبتكم به فابتاع
الخيار خدمته تلك السنوات الثلاث من عثمان بأبي فروة وخلى عثمان
سبيل الخيار فانطلق وقبض عثمان أبا فروة (عب).
29807 عن عمر أنه سئل عن الرجل يعتق الأمة ويستثني
ما في بطنها.
29808 عن مجاهد قال: قال عمر: ما أعتق الرجل من
359

رقيقه في مرضه فهي وصية إن شاء رجع فيها (ش، هق).
29809 عن علي قال: إذا أعتق نصفه كان بحساب ما عتق
ويستسعى (عب).
29810 عن الأسلمي عن الحجاج بن أرطاة عن قتادة عن
الحسن عن علي في رجل أعتق عبده عند الموت،، وترك دينا وليس
له مال قال: يستسعى العبد في قيمته، قال: وأخبرني الحجاج
أيضا عن علي بن بدر عن أبي يحي زياد الأعرج عن النبي صلى الله
عليه وسلم - مثله.
كتاب العارية من قسم الأقوال
29811 على اليد ما أخذت حتى تؤديه (حم (1) عد، ك -
عن سمرة).
29812 العارية مؤداة والمنحة مردودة (ه‍ - عن انس).
29813 العارية مؤداة والمنحة مردودة، والدين مقضي

(1) الحديث أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في أن العارية مؤادة
رقم (1266) وقال حسن صحيح.
وكذا أخرجه أبو داود كتا البيوع باب في تضمين العارية رقم 3561
وابن ماجة كتاب الصدقات باب العارية رقم (2400). ص
360

والزعيم غارم (حم، د، ت، (1) ه‍ والضياء - عن أبي أمامة).
29814 عارية مؤداة (ك، ه‍ - عن ابن عباس).
الاكمال
29815 إن الاسلام لا يحرز (2) لكم، العارية مؤداة
(هق - عن عطاء بن أبي رباح مرسلا).
29816 العارية مؤداة، والمنحة مردودة، ومن وجد
لقحة (3) مصراة فلا يحل له صرارها حتى يردها (حب، طب،
ص - عن أبي أمامة).
29817 المنحة والمنيحة مؤداة، والعارية مؤداة قيل
يا نبي الله فعهد الله عز وجل؟ قال: عهد الله أحق ما أدي (الحاكم
في الكنى وابن النجار - عن أبي أمامة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب البيوع باب ما جاء في أن العارية مؤداة رقم 1265
وقال حسن غريب. ص
(2) يحرز: يقال: أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته إليك
وصنته عن الاخذ. النهاية 1 / 366.
(3) لقحة: اللقحة: بالكسر والفتح -: الناقة القريبة العهد بالنتاج. والجمع
لقح. النهاية 4 / 262. ب
مصراة: من عادة العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها إلى
المرعى سارحة. النهاية 3 / 22. ب
361

كتاب العارية من قسم الافعال
29818 عن عمر قال: العارية بمنزلة الوديعة، ولا ضمان
فيها إلا أن يتعدى (عب).
29819 عن علي قال: ليس على صاحب العارية ضمان (عب).
29820 عن علي قال: ليست العارية مضمونة إنما هو
معروف إلا أن يخالف فيضمن (عب).
29821 عن القاسم بن عبد الرحمن عن علي وابن مسعود قالا:
ليس على المؤتمن ضمان (عب).
29822 عن طاوس قال في قضية معاذ: كل عارية مردودة
والزعيم غارم (عب).
29823 عن أمية بن صفوان عن أبيه قال: استعار النبي
صلى الله عليه وسلم من صفوان أدرعا يوم حنين من حديد، فقال له: يا محمد صلى الله عليه وسلم
مضمونة؟ قال: مضمونة فضاع بعضها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن
شئت غرمته لك؟ فقال: لا أنا أرغب في الاسلام من ذلك
(كر).
29824 عن أبي هريرة قال: العارية تغرم (عب).
29825 عن أبي مليكة قال: سأت ابن عباس أضمن العارية؟
قال: نعم إن شاء أهلها (عب).
362

كتاب العظمة من قسم الأقوال
29826 إن الله تعالى لا يغلب ولا يخلب (1) ولا ينبأ
بما لا يعلم (طب - عن معاوية).
29827 ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه،
إن شأن الله أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما الله؟ إن الله فوق
عرشه، وعرشه على سماواته، وأرضه مثل القبة، وإنه ليئط (2)
به أطيط الرحل بالراكب (د - عن جبير بن مطعم).
29828 خزائن الله الكلام، فإذا أراد شيئا أن يقول له
كن فيكون (أبو الشيخ في العظمة - عن أبي هريرة).
29829 إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت

(1) يخلب: خلبه يخلبه من بابي قتل وضرب إذا خدعه. المصباح المنير 1 / 241. ب
(2) ليئط: وفي الحديث (أطت السماء وحق لها أن تئط) الأطيط:
صوت الأقتاب. وأطيط الإبل: أصولتها وحنينها. أي أن كثرة ما فيها
من الملائكة قد أثقلتها حتى أطت. وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة،
وإن لم يكن ثم أطيط وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله
تعالى. ومنه الحديث الاخر (العرش على منكب إسرافيل، وإنه ليئط
أطيط الرحل الجديد) يعني ذكور الناقة أي أنه ليعجز عن حمله وعظمته،
إذ كان معلوما أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما فوقه
وعجزه عن احتماله. النهاية 1 / 54. ب
363

السماء وحق لها أن تئط، فما فيها، موضع أربعة أصابع إلا
وملك واضع جبهته لله ساجدا، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم
قليلا ولبكيتم كثيرا، ما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم
إلى الصعدات تجأرون إلى الله (حم، ت، (1) ه‍، ك - عن
أبي ذر).
29830 أطت السماء وحقها أن تئط، والذي نفس محمد
بيده ما فيها موضع شبر إلا وفيه جبهه ملك ساجد يسبح الله
بحمده (ابن مردويه - عن انس).
29831 أتسمعون ما أسمع إني لاسمع أطيط السماء وما تلام
أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم
(طب والضياء - عن حكيم بن حزام).
29832 إن لله تعالى ملكا لو قيل له: التقم السماوات
السبع والأرضين بلقمة واحدة لفعل، تسبيحه سبحانك حيث كنت
(طب - عن ابن عباس).
29833 تبارك الله مصرف القلوب (طب - عن أم سلمة).

(1) أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: رقم (2312)
وقال حسن غريب. ص
364

الاكمال
29834 اجلس حتى أخبرك بغنى الرب تبارك وتعالى عن
صلاة أبي جحش إن لله تعالى في سماء الدنيا ملائكة خشوعا لا يرفعون
رؤسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رؤسهم ثم قالوا:
ربنا ما عبدناك حق عبادتك، وإن لله تعالى في السماء الثانية ملائكة
سجودا لا يرفعون رؤسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا
رؤسهم وقالوا: ربنا ما عبدناك حق عبادتك، وإن لله في السماء
الثالثة ملائكة ركوعا لا يرفعون رؤسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت
الساعة رفعوا رؤسهم وقالوا: ربنا ما عبدناك حق. عبادتك قال عمر:
وما يقولون يا رسول الله؟ قال: أما أهل السماء الدنيا فيقولون:
سبحان ذي الملك والملكوت، واما أهل السماء الثانية فيقولون:
سبحان ذي العزة والجبروت وأما أهل السماء الثالثة فيقولون: سبحان
الحي الذي لا يموت (أبو الشيخ في العظمة، ك، هب - عن ابن
عمر، قال الذهبي: منكر غريب).
29835 يا عمر ارجع فان غضبك عز ورضاك حكم؟
إن لله تبارك وتعالى في السماوات السبع ملائكة يصلون له غني عن
صلاة فلان قال عمر: وما صلاتهم فلم يرد عليه شيئا، فأتى جبريل
فقال: يا نبي الله سألك عمر عن صلاة أهل السماء؟ قال: نعم
365

قال: اقرأ على عمر السلام وأخبره أن أهل السماء الدنيا سجود إلى
يوم القيامة يقولون: سبحان ذي الملك والملكوت، وأهل السماء
الثانية ركوع إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي العزة والجبروت
وأهل السماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون: سبحان الحي الذي
لا يموت (ابن جرير، حل - عن سعيد بن جبير مرسلا).
29836 إن لله عز وجل ملائكة ترعد فرائصهم من
مخافته، ما منهم ملك تقطر من عينيه دمعة إلا وقعت ملكا قائما
يسبح وملائكة سجودا منذ خلق الله السماوات والأرض لم يرفعوا
رؤسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة وملائكة ركوعا لم يرفعوا رؤسهم
ولا يرفعونها إلى يوم القيامة وصفوفا لم ينصرفوا عن مصافهم ولا
ينصرفون إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة تجلى لهم ربهم فنظروا
إليه وقالوا: سبحانك ما عبدناك كما ينبغي لك (هق وأبو الشيخ في
العظمة، هب والخطيب وابن عساكر - عن رجل من الصحابة).
29837 إن لله تعالى ملائكة في السماء الدنيا خشوعا منذ
خلقت السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة يقولون: سبحان ذي
الملك والملكوت، فإذا كان يوم القيامة يقولون: سبحانك ما عبدناك
حق عبادتك، ولله تعالى ملائكة في السماء الثانية ركوعا منذ خلقت
السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة يقولون: سبحان ذي العزة
366

والجبروت، فإذا كان يوم القيامة يقولون: سبحانك ما عبدناك حق
عبادتك، ولله تعالى ملائكة في السماء الثالثة سجودا منذ خلقت
السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة يقولون: سبحان الحي الذي
لا يموت فإذا كان يوم القيامة يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك
(الديلمي - عن ابن عمر).
29838 إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت
السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك
واضع جبهته لله ساجدا والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا
ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرض ولخرجتم إلى الصعدات
تجأرون إلى الله عز وجل (حم، ت: حسن غريب، وابن منيع
وأبو الشيخ في العظمة، ك، ص - عن أبي ذر) مر برقم 29829.
29839 ما في السماوات السبع موضع قدم ولا كف
ولا شبر إلا وفيه ملك قائم أو ملك راكع أو ملك ساجد،
فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا
أنا لم نشرك بك شيئا (طب وأبو نعيم، ص - عن جابر).
29840 ما في السماء موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم
(أبو الشيخ في العظمة - عن عائشة).
29841 هل تسمعون ما أسمع؟ إني لاسمع أطيط السماء وما
367

تلام أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم
(ابن أبي حاتم في التفسير وأبو الشيخ في العظمة - عن حكيم
بن حزام).
29842 هل تسمعون ما أسمع؟ أطت السماء وحق لها ان
تئط ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو ساجد أو
راكع (ابن منده وابن عساكر - عن عبد الرحمن بن العلاء بن
سعد عن أبيه).
29843 إن لله تعالى أرضا من وراء أرضكم هذه بيضاء
نورها وبياضها مسيرة شمسكم هذه أربعين يوما فيها عباد لله تعالى
لم يعصوه طرفة عين، ما يعلمون أن الله تعالى خلق الملائكة ولا آدم
ولا إبليس، هم قوم يقال لهم: الروحانيون خلقهم الله تعالى من ضوء
نوره (أبو الشيخ - عن أبي هريرة).
29844 قال الله عز وجل: يا جبريل إني خلقت ألف ألف
أمة لا تعلم أمة أني خلقت سواها لم أطلع عليها اللوح المحفوظ، ولا
صرير القلم إنما أمري لشئ إذا أردت أن أقول له كن فيكون
ولا تسبق الكاف النون (الديلمي - عن ابن عمر).
29845 سمعت تسبيحا في السماوات العلى مع تسبيح كثير
سبحت السماوات العلى من ذي المهابة، مشفقات لذي العلو بما علا
368

سبحان العلي الاعلى سبحانه وتعالى (ص وابن أبي حاتم، طب، حل،
هق في الأسماء - عن عبد الرحمن بن قرط).
29846 إن دون الله عز وجل سبعين ألف حجاب من نور
وظلمة وما تسمع نفس شيئا من حسن تلك الحجب إلا زهقت
(طب - عن ابن عمر وسهل بن سعد معا).
29847 دون الله عز وجل سبعون ألف حجاب من نور
وظلمة، فما من نفس تسمع شيئا من حسن تلك الحجب إلا زهقت
(ع، عق، طب - عن ابن عمر وسهل بن سعد معا، وضعف، وأورده
ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب).
29848 إن كرسيه وسع السماوات والأرض، وإن له
أطيطا (1) كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من شقه (2) (بز -

(1) أطبطا في الحديث ى (أطت السماء وحق لها أن تئط) الأطيط: صوت
الأقتاب. وأطيط الإبل: أصولتها وجنينها. أي أن كثرة ما فيها من
الملائكة قد أثقلها حتى أطت. وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة، وإن
لم يكن ثم أطيط، وإنما هو تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى.
ومنه الحديث الآخر (العرش على منكب إسرافيل، وإنه ليثط
أطيط الرحل الجديد) يعني كور الناقة، أي أنه ليعجز عن حمله
وعظمته، إذ كان معلوما أن أطيط الرحل بالراكب إنما يكون لقوة ما
فوقه وعجره عن احتماله النهاية 1 54. ب
(2) شقه: الشق: نصف الشئ. النهاية 2 / 491. ب
369

عن عمر).
29849 سبحان الذي لا إله غيره الاله العالم الدائم الذي
لا ينفد القائم الذي لا يغفل، بديع السماوات والأرض، المبدع
غير المبتدع، خالق ما يرى وما لا يرى، عالم كل علم بغير تعلم
(أبو الشيخ في العظمة - عن أسامة بن زيد).
29850 كان الله ولم يكن معه شئ غيره، وكان عرشه على
الماء، وكتب في الذكر كل شئ هو كائن، وخلق السماوات
والأرض (حم، خ، (1) طب - عن عمران بن حصين، ك - عن بريدة).
29851 كان في عماء (2) تحته هواء وفوقه هواء، ثم خلق
عرشه على الماء (حم وان جرير، طب وأبو الشيخ في العظمة. -
عن أبي رزين) قال: قلت يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق
السماوات والأرض؟ قال - فذكره.

(1) أخرجه البخاري كتاب بدء الخلق باب ما جاء في قوله تعالى: وهو الذي
يبدأ الخلق ثم يعيده (4 / 129) ص
(2) عماء في حديث أبي رزين (قال: يا رسول الله، أين كان ربنا عز وجل
قبل أن يخلق خلقه؟ فقال: كان في عماء تحته هواء وفوقه هواء)
العماء بالفتح والمد: السحاب. قال أبو عبيد: لا يدري كيف كان
ذلك العماء. وفي رواية (كان في عما) بالقصر، ومعناه ليس معه
شئ. النهاية 3 / 304. ب
370

29852 وقع في نفس موصى هل ينام الله؟ فأرسل الله
إليه ملكا فأرقه (2) ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة،
وأمره أن يحتفظ بهما فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان، ثم يستيقظ
فيحسب إحداهما عن الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه
فانكسرت القارورتان ضرب الله له مثلا أن الله لو كان ينام لم
تستمسك السماوات والأرض (ع - عن عكرمة عن أبي هريرة،
وضعفه، ورواه عبد الرزاق في تفسيره - عن عكرمة موقوفا عليه).
29853 إن الله تعالى ينظر إلى عباده كل يوم ثلاثمائة وستين
مرة يبدئ ويعيد وذلك من حبه لخلقه (الديلمي - عن أبي هدبة
عن انس).
29854 إن لله تعالى لوحا، أحد وجهيه ياقوتة والوجه الثاني
زمردة خضراء قلمه النور، وفيه يخلق وفيه يرزق وفيه يحيي
وفيه يميت وفيه يعيد وفيه يفعل ما يشاء في كل يوم وليلة (الأزدي
في الضعفاء وأبو الشيخ في العظمة - عن انس، وأورده ابن الجوزي
في الموضوعات).
29855 خلق الله تعالى لوحا من درة بيضاء دفتاه من زبرجد

(1) أرقه: الارق: السهر، وبابه طرب، وأرقه كذا تأريقا: أسهره.
المختار 10. ب
371

خضراء كتابه النور يلحظ إليه في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظة
يحيي ويميت ويخلق ويرزق ويفعل ما يشاء (أبو الشيخ في العظمة -
عن ابن عباس).
29856 إذا أراد الله أمرا فيه لين أوحى به إلى الملائكة
المقربين بالفارسية الدرية، وإذا أراد أمرا فيه شدة أوحى إليه
بالعربية الجهيرة يعني المبينة (الديلمي - عن أبي أمامة، وفيه جعفر
ابن الزبير متروك).
29857 إذا أراد الله تعالى أن يخوف خلقه أظهر للأرض
منه شيئا فارتعدت وإذا أراد أن يهلك خلقه تبدى لها (الديلمي -
عن ابن عباس، ورواه طب في السنة عنه موقوفا نحوه).
29858 إن الله تعالى يقول: ثلاث خصال غيبتهن عن
عبادي لو رآهن رجل ما عمل سوءا أبدا: لو كشفت غطائي فرآني
حتى يستيقن، ويعلم كيف أفعل بخلقي إذا أمتهم، وقبضت
السماوات بيدي ثم قبضت الأرض ثم الأرضين
ثم قلت: أنا الملك من ذا الذي له الملك دوني، ثم أريهم
الجنة وما أعددت لهم فيها من كل خير فيستيقنونها، وأريهم النار
وما أعددت لهم فيها من كل شر فيستيقنونها ولكن عمدا غيبت
ذلك عنهم لاعلم كيف يعملون وقد بينته لهم (طب وأبو الشيخ
372

في العظمة - عن أبي مالك الأشعري).
29859 ما أنزل الله عز وجل من السماء سفة من الريح
إلا بمكيال ولا قطرة من الماء إلا بمكيال، إلا يوم نوح ويوم
عاد، فان الماء يوم نوح طغى على الخزان بأمر الله تعالى فلم يكن
لهم عليه سبيل، وان الريح يوم عاد عتت على الخزان بأمر الله فلم
يكن لهم عليها سبيل (قط في الافراد، حل وابن عساكر - عن
ابن عباس).
29860 يا عائشة إن الله تعالى إذا أراد أن يجعل الصغير كبيرا
جعله، وإذا أراد ان يجعل الكبير صغيرا جعله (الديلمي - عن عائشة).
29661 سبحان الله أين الليل إذا جاء النهار (حم - عن
التنوخي رسول هرقل) ان هرقل كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعوني
إلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار قال - فذكره.
29862 لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل (طب -
عن عبادة بن الصامت).
كتاب العظمة من قسم الافعال
29863 عن عمر أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول
الله ادع الله ان يدخلني الجنة، فعظم الرب وقال: إن عرشه
فوق سبع سماوات، وفي لفظ: إن كرسيه وسع السماوات
373

والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب في
ثقله (1) (ع وابن أبي عاصم وابن خزيمة، قط في الصفات، طب
في السنة وابن مردويه، ص).
29864 عن البراء بن عازب في قوله (إن الذين ينادونك
من وراء الحجرات) قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد
إن حمدي زين، وإن ذمي شين، فقال: ذاك الله (ابن الشرقي
وقال: تفرد به الحسين بن واقد، كر).
29865 عن عبد الرحمن بن علاء بن بني ساعدة عن أبيه عن
علاء بن سعد وكان ممن بايع يوم الفتح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما
لجلسائه: هل تسمعون ما أسمع؟ قالوا: وما تسمع يا رسول الله؟
قال: أطت السماء وحق لها أن تئط ليس منها موضع قدم إلا
وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد ثم قرأ (وإنا لنحن الصافون
وإنا لنحن المسبحون) (ابن منده، كر) (2).

(1) ثقله: الثقل: متاع المسافر. ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنها
(بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثقل من جمع ملبل) النهاية 1 / 217. ب
(2) قال المناوي في الفيض (/ 536): وهذا الحديث حسن أو صحيح و
رواه أحمد والترمذي وابن ماجة الحاكم عن أبي ذر مرفوعا بلفظ:
أطت السماء.. الخ. مر برقم (29827). ص
374

29866 عن حكيم بن حزام قال: بينما نحن عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ قال: هل تسمعون ما أسمع؟ قلنا: ما نسمع من شئ قال:
إني أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط وما فيها موضع شبر إلا
وعليه جبهة ملك أو قدماه (الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
الكتاب الأول من حرف الغين
كتاب الغزوات من قسم الأقوال
غزوة بدر
29867 ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون
أن يردوا علي شيئا (حم، ق، ن - عن انس) (1).
قتل كعب بن الأشرف
29868 من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله
(خ - عن جابر) (2).

(1) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب قتل أبي جهل (5 / 97). مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم (2873). ص
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب قتل كعب بن الأشرف
(5 / 115). ومسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب قتل كعب بن
الأشرف رقم (1801). ص
375

الاكمال
29869 إني لست بأغنى من الاجر منكما ولا أنتما بأقوى
على المشي مني (ك - عن ابن مسعود).
29870 ما على وجه الأرض قوم يعرفون الله غيركم، فأين
الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة؟ (ابن عساكر - عن ابن
مسعود) قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر من قبة حمراء
فقال - فذكره.
29871 إن الله قتل أبا جهل الحمد لله الذي صدق وعده
ونصر دينه (عق - عن ابن مسعود).
29872 الحمد لله الذي أخذاك يا عدو الله هذا كان فرعون
عذه الأمة - يعني أبا جهل (حم - عن ابن مسعود).
29873 جزاكم الله عني من عصابة شرا، لقد خونتموني
أمينا، وكذبتموني صادقا ثم التفت إلى أبي جهل فقال: إن هذا
أعتى على الله من فرعون، إن فرعون لما أيقن بالهلكة وحد الله
وأن هذا لما أيقن بالموت دعا باللات والعزى (طب والخطيب وابن
عساكر) قال: وقف النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى بدر قال - فذكره.
29874 يا أبا جهل يا عتبة يا شيبة يا أمية هل وجدتم ما وعد
ربكم حقا، فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا فقال عمر: يا رسول
376

الله ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟ فقال: والذي نفسي بيده
ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون جوابا (حم، (1)
م - عن انس).
29875 يا أهل القليب (2) هل وجدتم ما وعد ربكما حقا؟
قالوا: يا رسول الله وهل يسمعون؟ قال: يسمعون كما تسمعون ولكن
لا يجيبون (طب - عن عبد الله بن سيدان عن أبيه).
29876 يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فاني
قد وجدت ما وعدني ربي حقا، قالوا: يا رسول الله هل يسمعون؟
قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن اليوم لا يجيبون (طب -
عن عبد الله بن سيدان عن أبيه).
29877 يا أهل القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فاني
وجدت ما وعدني ربي حقا؟ قالوا: يا رسول الله تكلم أقواما
موتى؟ قال: لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقا (ك - عن عائشة).
29878 إن لله عز وجل ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون
ألين من اللبن، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد
من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال: (فمن تبعني

(1) أخرجه مسلم كتاب الجنة باب عرض مقعد الميت رقم 2874. ص
(2) القليب: البئر التي لم تطو، ويذكر ويؤنث. النهاية 4 / 98. ب
377

فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) ومثلك يا أبا بكر كمثل
عيسى قال: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت
العزيز الحكيم) وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال: (رب لا تذر
على الأرض من الكافرين ديارا) وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال:
(ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا
العذاب الأليم) أنتم عالة فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة
عنق إلا سهيل بن بيضاء (حم، هق - عن ابن مسعود).
29879 إن مثل هؤلاء كمثل أخوة لهم كانوا من قبلهم
(قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وقال موسى:
(ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم) وقال إبراهيم: (فمن
تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) وقال عيسى: (إن
تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) وإنكم
قوم بكم عيلة فلا يتفلتن أحد إلا بفداء أو ضربة عنق (عق، ك -
عن ابن مسعود).
غزوة أحد
29880 لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى
رفعتموه (ن - عن جابر).
29881 ألا شققت عن قلبه حتى تعلم أنه من أجل ذلك
378

قالها أم لا، من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ (حم، ق، د ن -
عن أسامة) (1).
29882 يا أسامة كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم
القيامة (م - (2) عن جندب، الطيالسي والبزار - عن أسامة بن زيد).
غزوة أحد من الاكمال
29883 اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون (حب، (3) طب،
هب، ص - عن سهل بن سعد).
29884 اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه يشير إلى
رباعيته (4) (خ، م - (5) عن أبي هريرة).
29885 اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب تحريم قتل الكافر رقم (96) ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الايمان باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله إلا
الله رقم (97) ص
(3) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب غزوة أحد رقم 1792. ص
(4) رباعيته: الرباعية - بوزن الثمانية - السن التي بين الثنية والناب، والجمع
رباعيات ويقال للذي يلقي رباعيته: رباع بوزن ثمان. المختار 183. ب
(5) أخرجه مسلم كتاب الجهاد باب غزوة أحد رقم (1793). والبخاري
كتاب المغازي باب غزوة أحد (5 / 129).
379

في سبيله (حم، م، (1) خ عن أبي هريرة).
29886 اشتد غضب الله على من قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى
من دمى وجه رسول الله (طب - عن ابن عباس).
29887 اشتد غضب الله على رجل قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتد
غضب الله على رجل يسمى ملك الاملاك لا ملك إلا الله (ك -
عن أبي هريرة).
29888 اشتد غضب الله على قوم كلموا (2) وجه رسول
الله (طب - عن سهل بن سعد).
29889 أشهد على هؤلاء ما من مجروح جرح في الله
إلا بعثه الله عز وجل يوم القيامة وجرحه يدمى اللون لون الدم
والريح ريح مسك، انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فقدموه أمامهم
في القبر (حم، طب، ص - عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير) قال: لما
أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد قال - فذكره.
29890 أنا الشهيد على هؤلاء ما من جرح يجرح في الله

(1) أخرجه مسلم كتاب الجهاد باب غزوة أحد رقم (1793). والبخاري
كتاب المغازي باب غزوة أحد (5 / 129). ص
(2) كلموا: الكلم: الجراحة. والجمع: كلوم. وقد كلمه، من باب ضرب.
والتكليم: والتجريح. المختار 457. ب
380

إلا الله يبعثه يوم القيامة وجرحه يثعب (1) دما، اللون لون الدم،
والريح ريح مسك انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فاجعلوه أمام
صاحبه في القبر (ابن منده وابن عساكر - عن عبد الله بن ثعلبة
ابن صعير العذري) قال أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد قال -
فذكره.
29891 أنا أشهد على هؤلاء القوم في دمائهم فإنه ليس
مجروح يجرح في سبيل الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى
لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثر القوم قرآنا
فاجعلوه في اللحد (طب، ق - عن كعب بن مالك).
29892 أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم،
وزوروهم والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة
إلا ردوا عليه (ك - عن عبيد بن عمير عن أبي هريرة).
29893 ويحك أوليس الدهر كله غدا (ابن قانع - (عن
عوف بن سراقة عن أخيه جعال بن سراقة) قال: قلت لرسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو متوجه إلى أحد: يا رسول الله قيل لي: إنك تقتل غدا
قال فذكره.
29894 أشهد أنكم أحياء عند الله فزوروهم وسلموا عليهم

(1) يثعب: أي يجري. النهاية 1 / 212. ب
381

والذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة
(طب، حل - عن عمير) قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على مصعب بن
عمير حين رجع من أحد فوقف عليه وعلى أصحابه قال - فذكره.
29895 وأنا شهيد على هؤلاء زملوهم في ثيابهم ودمائهم
(طب، ق - عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير).
29896 أيها الناس زوروهم وائتوهم وسلموا عليهم، فوالذي
نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام
يعني شهداء أحد (ابن سعد - عن عبيد بن عمير).
29897 اللهم إن عبدك ونبيك يشهد أن هؤلاء شهداء وأنه
من زارهم أو سلم عليهم إلى يوم القيامة ردوا عليه (ك - عن عبد الله
ابن أبي فروة).
سرية بئر معونة من الاكمال
29898 إن اخوانكم لقوا المشركين فاقتطعوهم فلم يبق منهم
أحد، وإنهم قالوا: ربنا بلغ قومنا أنا قد رضينا ورضي عنا ربنا
فأنا رسولهم إليكم إنهم قد رضوا ورضي عنهم ربهم (ك - عن
ابن مسعود) (1).

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الجهاد باب قول الشهداء ربنا بلغ...
(2 / 111) وقال الذهبي: صحيح واختلف في سماع أبي عبيدة عن أبيه. ص
382

غزوة الخندق من الاكمال
29899 الآن نغزوهم ولا يغزوننا - قال حين الأحزاب (ط،
حم، خ، (1) طب - عن سليمان بن صرد).
29900 ملا الله قلوبهم وبيوتهم نارا كما شغلونا عن الصلاة
الوسطى حتى غابت الشمس (خ، (2) م، ت، ن، ه‍ - عن علي، م،
ه‍ - عن ابن مسعود).
29901 اللهم من شغلنا عن الصلاة الوسطى املا بيوتهم
نارا، واملا أجوافهم نارا، واملا قبورهم نارا (طب - عن
ابن عباس).
29902 اللهم من حبسنا عن الصلاة الوسطى فاملا بيوتهم
وقبورهم نارا (حم - عن ابن عباس).
29903 شغلونا عن الصلاة الوسطى ملا الله بيوتهم وقبورهم
نارا (ن والطحاوي، حب، طب، ص - عن حذيفة) أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب - فذكره (طب (عن ابن عباس).
29904 شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملا الله
أجوافهم وقبورهم نارا (طب - عن أم سلمة، عبد الرزاق - عن علي).

(1) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب عزوة الخندق (5 / 141). ص
(2) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب غزوة الخندق (5 / 141). ص
383

29905 اللهم لا خير إلا خير الآخرة - وفي لفظ: لاعيش
إلا عيش الآخرة - فاغفر للأنصار والمهاجرة (ط، حم، خ، (1) م،
د، ت، ن - عن انس، حم، خ، م - عن سهل بن سعد).
28806 اللهم لا خير إلا خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة
(ك - عن انس).
غزوة قريظة والنضير من الاكمال
29907 من أدخل هذا الحصن سهما فقد وجبت له الجنة -
قاله يوم قريظة والنضير (طب - عن عتبة بن عبد).
غزوة ذي قرد من الاكمال
29908 خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة
(ط، م (2) والبغوي، طب، حب - عن ابن الأكوع).
غزوة الحديبية
29909 من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما
حط عن بني إسرائيل (م - عن جابر) (3).

(1) أخرجه البخاري كتاب المغازي باب عزوة الخندق (5 / 137). ص
(2) أخرجه مسلم كتاب الجهاد باب غزوة ذي قرد وغيرها رقم (1807) ص
(3) أخرجه مسلم كتاب صفاة المنافقين رقم (2780) والمرارة شجر مر،
بتثليث الميم. ص
384

29910 إنك كالذي قال الأول: اللهم أبغني حبيبا هو
أحب إلي من نفسي (م - (1) عن سلمة بن الأكوع).
غزوة خيبر من الاكمال
29911 الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم
فساء صباح المنذرين (حم، خ، (2) م، ت، ن - عن انس، حم -
عن انس عن أبي طلحة).
29912 الله أكبر خربت خيبر الله أكبر فتحت خيبر إنا
إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين (طب - عن انس).
29913 كيف بك إذا خرجت من خيبر يعدو بك
قلوصك (3) ليلة بعد ليلة - قاله لابن أبي الحقيق (خ - عن عمر).
غزوة مؤتة
29914 هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ إنما مثلكم ومثلهم
كمثل رجل استرعي إبلا أو غنما فرعاها ثم تحين سقيها فأوردها
حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه وتركت كدره (م - عن عوف
ابن مالك) (4).

(1) أخرجه مسلم كتاب الجهاد باب غزوة ذي قرد وغيرها رقم 1807. ص
(2) أخرجه البخاري كتاب الغازي باب غزوة خيبر (5 / 167). ص
(3) قلوصك: هي الناقة الشابة. النهاية 4 / 100. ب
(4) أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب استحقاق القاتل وسلب القتيل رقم 1753. ص
385

29915 هل أنتم تاركون لي أمرائي؟ لكم صفوة أمرهم
وعليهم كدره (د - عنه).
الاكمال
29916 أخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل بها حتى قتل
شهيدا، ثم أخذها جعفر فقاتل بها حتى قتل شهيدا، ثم أخذها عبد
الله بن رواحة فقاتل بها حتى قتل شهيدا، لقد رفعوا لي في الجنة
فيما يرى النائم على سرر من ذهب فرأيت في سرير عبد الله بن
رواحة ازورارا عن سرير صاحبيه فقلت: بم هذا؟ فقيل لي:
مضيا وتردد عبد الله بن رواحة بعض التردد ومضى (طب - عن
رجل من الصحابة من بني مرة بن عوف).
29917 التقى القوم فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل زيد بن
حارثة وأخذ الراية جعفر، ثم مكث ما شاء الله أن يمكث ثم قتل
جعفر ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، ثم مكث ما شاء الله أن
يمكث ثم قتل: ثم أخذ الراية خالد بن الوليد ثم قال: الآن حمي
الوطيس (ابن عائذ في مغازيه، كر - عن العطاف بن خالد المخزومي
مرسلا).
29918 إن إخوانكم لقوا العدو، وإن زيدا أخذ الراية
فقاتل حتى قتل ثم أخذ الراية بعده جعفر، فقاتل حتى قتل، ثم
386

أخذ الراية عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية
سيف من سيوف الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه (حم، طب،
ك، ض - عن عبد الله بن جعفر).
29919 ألا أخبركم بجيشكم هذا الغازي؟ انهم انطلقوا حتى
لقوا العدو فأصيب زيد شهيدا فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء جعفر
ابن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا أشهد له بالشهادة
فاستغفروا له، ثم اخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدمه حتى أصيب
شهيدا فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من
الامراء هو آمر نفسه اللهم هم سيف من سيوفك فانصره انفروا
فأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد (حم والدارمي، ع، حب،
ض - عن أبي قتادة).
29920 على رسلك يا عبد الرحمن أخذ اللواء زيد بن حارثة
فقاتل زيد حتى قتل رحم الله زيدا، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة
فقاتل فقتل رحم الله عبد الله بن رواحة، ثم أخذ اللواء خالد
ففتح الله تعالى بخالد فخالد سيف من سيوف الله تعالى (الحكيم -
عن عبيد الله سمرة).
غزوة حنين
29921 الآن حمي الوطيس (حم، م - عن العباس، ك -
387

عن جابر، طب - عن شيبة).
29922 منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث
تقاسموا على الكفر (ق - عن أبي هريرة).
29923 نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث
قاسمت قريش على الكفر (ه‍ - عن أسامة بن زيد).
29924 شاهت الوجوه (م عن سلمة بن الأكوع).
الاكمال
29925 شاهت الوجوه - قاله يوم حنين (م - عن سلمة بن
الأكوع، حم - عن مر برقم 29924 عن أبي عبد الرحمن الفهري
- واسمه يزيد بن أسيد - عن عبد بن حميد عن يزيد بن عامر، طب -
عن الحارث بن بدل السعدي، قال البغوي: وماله غيره، قال: وبلغني
انه لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما رواه عن عمر بن سفيان الثقفي،
البغوي، طب - عن شيبة بن عثمان، طب - عن حكيم بن حزام
أنه قال يوم بدر، ك - عن ابن عباس انه قاله لقريش بمكة) (1).
29926 اسكتي يا أم أيمن فإنك عسراء اللسان (ابن سعد (2) -

أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب في غزوة حنين رقم (1777). ص
(2) أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى (8 / 225) واستدركت ما كان
مصحفا منه. ص
388

عن أبي الحويرث) ان أم أيمن قالت يوم حنين سبت الله أقدامكم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم - فذكره.
29927 منزلنا غدا إن شاء الله بالخيف الأيمن حيث
استقسم المشركون (طب - عن ابن عباس).
سرية أبي قتادة من الاكمال
29928 هلا شققت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم
كاذب (ع، طب، ص - عن جندب البجلي).
غزوة الفتح من الاكمال
29929 أحلت لي مكة ساعة من نهار ولم تحل لاحد
من بعدي وهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها،
ولا يختلى خلالها، ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها إلا
لمنشد قالوا: إلا الإذخر؟ قال: إلا الإذخر (طب - عن ابن عباس).
29930 إن هذا يوم قتال فأفطروا - قاله يوم الفتح فتح
مكة (ابن سعد - عن عبيد بن عمير مرسلا).
29931 أقول كما قال أخي يوسف (لا تثريب عليكم
اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) (ابن أبي الدنيا في
ذم الغضب - عن أبي هريرة، ابن السني في عمل يوم وليلة - عن
ابن عمر).
389

سرية خالد بن الوليد من الاكمال
29932 ذهبت العزى فلا عزى بعد اليوم (ابن عساكر -
عن قتادة مرسلا).
بعث أسامة من الاكمال
29933 أغر على أبني صباحا ثم حرق (الشافعي، حم، د، (1)
ه‍، ابن سعد والبغوي في معجمه - عن أسامة بن زيد).
ذيل الغزوات من الاكمال
29934 يا عائشة هذا المنزل لولا كثرة الهوام (البغوي -
عن سفيان بن أبي نمر عن أبيه) قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة
ومعه عائشة فمر بجانب العقيق قال - فذكره.

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في الحرق في بلاد العدو رقم 2600.
أغر: الإغارة.
على أبنى: بضم الهمزة والقصر اسم موضع في فلسطين بين عسقلان
والرمله. عون المعبود (7 / 276) ص
390

كتاب الغزوات والوفود
من قسم الافعال
باب غزواته صلى الله عليه وآله
وبعوثه ومراسلاته
عدد الغزوات
29935 عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم غزا تسع عشرة غزوة (ش).
29936 عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم غزا سبع عشرة غزوة، قال أبو إسحاق: فسألت
زيد بن أرقم كم غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: سبع عشرة (ش).
29937 (مسند انس) عن أبي يعقوب إسحاق بن عثمان
قال: سألت موسى بن أنس كم غزا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم؟ قال: سبعا وعشرين غزوة: ثمان غزوات يغيب فيها الأشهر
وتسع عشرة يغيب فيها الأيام، قلت: كم غزا انس بن مالك؟ قال:
ثماني غزوات (كر).
غزوة بدر
29938 (مسند الفاروق) عن أنس قال: أخذ عمر يحدثنا
عن أهل بدر فقال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارعهم
391

بالأمس يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله: وهذا مصرع فلان
غدا إن شاء الله، فجعلوا يصرعون عليها، قلت والذي بعثك بالحق
ما أخطأوا تيك كانوا يصرعون عليها ثم أمر بهم فطرحوا في بئر
فانطلق إليهم يا فلان يا فلان هل وجدتم ما وعدكم الله حقا فاني
وجدت ما وعدني الله حقا، قلت يا رسول الله أتكلم قوما قد
جيفوا؟ قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون أن
يجيبوا (ط، ش، حم، م، ن (1) وأبو عوانة، ع وابن جرير).
29939 عن ابن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف (2)
ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم القبلة
ومد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال: اللهم أنجز ما وعدتني اللهم
أنجز ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة من الاسلام
فلا تعبد في الأرض أبدا فما زال يستغيث ربه ويدعوه حتى سقط
رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فرداه، ثم التزمه من ورائه ثم

(1) أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب غزوة بدر رقم (1779). ص
(2) ونيف: النيف، بوزن الهين: الزيادة يخفف ويشدد. يقال: عشرة
ونيف، ومائة ونيف وكل ما زاد على العقد فهو نيف، حتى يبلغ
العقد الثاني ونيف فلان على السبعين (أي: زاد. المختار 544. ب
392

قال: يا نبي الله كفاك مناشدتك لربك فإنه سينجز لك ما وعدك
وأنزل الله تعالى عند ذلك (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني
ممدكم بألف من الملائكة مردفين) فلما كان يومئذ واتقوا هزم الله
المشركين وقتل منهم سبعون رجلا وأسر منهم سبعون رجلا،
فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعليا وعمر فقال أبو بكر: يا نبي
الله هؤلاء بنو العم والعشيرة والاخوان وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون
ما أخذتم منهم قوة لنا على الكفار وعسى الله أن يديهم فيكونوا لنا عضدا، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما ترى يا ابن الخطاب؟ قلت: والله ما أرى ما
رأى أبو بكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر فأضرب
عنقه، وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكن حمزة من فلان
أخيه فيضرب عنه حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا مودة للمشركين
هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم، فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت: فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد
غدوت على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو قاعد وأبو بكر وهما يبكيان قلت: يا رسول
الله أخبرني ما يبكيك أنت وصاحبك؟ فان وجدت بكاء بكيت
وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم للذي عرض
علي أصحابك من الفداء، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه
الشجرة لشجرة قريبة فأنزل الله تعالى (ما كان لنبي أن يكون له
393

أسرى حتى يثخن في الأرض) (لولا كتاب من الله سبق لمسكم
فيما أخذتم) من الفداء ثم أحل لهم الغنائم، فلما كان يوم أحد
من العام المقبل عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء فقتل
منهم سبعون وفر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته،
وهشمت البيضة على رأسه، وسال الدم على وجهه وأنزل الله تعالى
(أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو
من عند أنفسكم إن الله على كل شئ قدير) فأخذكم الفداء (ش،
حم، م، (1) د، ت وأبو عوانة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم،
حب وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل).
29940 عن علي أنه سئل عن موقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر
قال: كان أشدنا يوم بدر من حاذى بركبتيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (طس).
29941 عن علي قال لما قدمنا المدينة أصبنا من ثمارها
فاجتويناها وأصابنا بها وعك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخبر عن بدر، فلما
بلغنا أن المشركين قد أقبلوا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وبدر بئر
فسبقنا المشركين إليها فوجدنا فيها رجلين منهم رجل من قريش ومولى
لعقبة بن أبي معيط، فأما القرشي فانفلت وأما مولى عقبة فأخذناه
فجعلنا نقول له: كم القوم؟ فيقول: هم والله كثير عددهم شديد

(1) أخرجه مسلم كتاب الجهاد والسير باب غزوة بدر رقم 1763. ص
394

بأسهم، فجعل المسلمون إذا قال ذلك ضربوه حتى انتهوا به إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال له: كم القوم؟ قال: هم والله كثير عددهم شديد بأسهم،
فجهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبره كم هم فأبى، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم سأله كم
ينحرون من الجزر؟ فقال: عشرا كل يوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
القوم ألف كل جزور لمائة وتبعها، ثم أنه أصابنا من الليل طش
من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف (1) نستظل تحتها من المطر
وبات رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول: اللهم إنك إن تهلك هذه
الفئة لا تعبد فلما أن طلع الفجر نادى الصلاة عباد الله، فجاء الناس
من تحت الشجر والحجف، فصلى بنا رسول الله وحرض على
القتال، ثم قال: إن جميع قريش تحت هذه الضلع الحمراء من الجبل،
فلما دنا القوم منا وصاففناهم إذا رجل منهم على جمل له أحمر يسير
في القوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي ناد لي حمزة وكان أقربهم
إلى المشركين من صاحب الجمل الأحمر، وماذا يقول لهم، ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن
يكون صاحب الجمل الأحمر، فجاء حمزة فقال: هو عتبة بن ربيعة وهو
ينهى عن القتال، ويقول لهم: يا قوم إني أرى قوما مستميتين لا تصلون

(1) والحجف: يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيه خشب ولا عقب:
حجفة، ودرقة، والجمع حجف. المختار 93. ب
395

إليهم وفيكم خير، يا قوم اعصبوها (1) اليوم برأسي وقولوا: جبن
عتبة بن ربيعة وقد علمتم أني لست بأجبنكم فسمع ذلك أبو جهل
فقال: أنت تقول هذا والله لو غيرك يقول لأعضضته قد ملأت
رئتك جوفك رعبا فقال عتبة: إياي تعير يا مصفر استه؟ (2)
ستعلم اليوم أينا الجبان؟ فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد حمية
فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار ستة فقال عتبة:
لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا علي، وقم يا حمزة وقم يا عبيدة بن الحارث
فقتل الله عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وجرح عبيدة،
فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين، فجاء رجل من الأنصار بالعباس بن

(1) اعصبوها: يريد السبة التي بترك الحرب والجنوح إلى السلم،
فأضمرها اعتمادا على معرفة المخاطبين: أي اقرنوا هذه الحال بي وانسبوها
إلي وإن كانت ذميمة. النهاية 3 / 244. ب
(2) يا مصفر استه: رماه بالابنة وأنه كان يزعفر استه. وقيل: هي
كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحنكه التحارب والشدائد. وقيل: أراد
يا مضرط نفسه من الصفير، وهو الصوت بالفم والشفتين، كأنه قال:
يا ضراط. نسبه إلى الجبن والخور. قال في الدر النثير: زاد ابن الجوزي
وقيل: كان به برص فكان يردعه بالزعفران. النهاية 3 / 37. ب
والاست: العجز ويراد به حلقة الدبر، والأصل سته بالتحريك، ولهذا
يجمع على أستاه مثل سبب وأسباب. المصباح المنير 1 / 362. ب
396

عبد المطلب أسيرا، فقال العباس: يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني
ولقد أسرني رجل أجلح (1) من أحسن الناس وجها على فرس أبلق
ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله فقال:
اسكت، فقد أيدك الله بملك كريم قال علي: وأسرنا من بني
المطلب العباس وعقيلا ونوفل بن الحارث (ش، حم وابن جرير
وصححه، هق في الدلائل، وروى ابن أبي عاصم في الجهاد بعضه).
29942 (مسند علي) عن علي قال: سيماء أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر الصوف الأبيض (ش، ن).
29943 (أيضا) عن علي قال: لقد رأيتنا يوم بدر ونحن
نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس
يومئذ بأسا (ش، حم، ع وابن جرير وصحه، هق في الدلائل).
29944 عن علي قال: لقد رأيتنا ليلة بدر وما فينا أحد إلا
نائم إلا النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يصلي إلى شجرة ويدعو ويبكي حتى
أصبح، وما كان فينا فارس إلا المقداد (ط، حم ومسدد، ن،
ع وابن جرير وابن خزيمة، حب، حل، هق في الدلائل).
29945 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس يوم بدر:

(1) أجلح: الأجلح من الناس: الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه.
النهاية 1 / 284 ب
397

إن استطعتم أن تأسروا من بني عبد المطلب فإنهم خرجوا كرها (حم،
ش وابن جرير وصححه).
29946 عن علي قال: قيل لي ولأبي بكر يوم بدر: مع
أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد
القتال ويقف في الصف (ش، حم، ع وابن أبي عاصم وابن منيع
والدورقي وابن جرير وصححه، ك، حل واللالكائي في السنة، هق
في الدلائل، ض).
29947 عن علي قال: تقدم عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه وأخوه
فنادى من يبارز؟ فانتدب له شاب من الأنصار فقال: من أنتم؟
فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمنا، فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله: قم يا حمزة قم يا علي قم يا عبيدة بن
الحارث، وأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة واختلف بين
عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحد منهما صاحبه، ثم ملنا على
الوليد فقتله واحتملنا عبيدة (د، (1) ك، هق في الدلائل).
29948 عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يوم بدر ولأبي بكر: مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل،
وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في الصف (الدورقي

(1) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في المبارزة رقم 278. ص
398

وابن أبي داود والعشاري في فضائل الصديق واللالكائي في السنة).
29949 عن علي قال: لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم ببدر من الغد
أحيا تلك الليلة كلها وهو مسافر (ع، حب).
29950 عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة
ليلة بدر وهو يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد،
وأصابهم تلك الليلة مطر (ابن مردويه، ص).
29951 عن علي قال: لما كان يوم بدر قاتلت شيئا من قتال
ثم جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ساجد يقول: يا حي يا قيوم
لا يزيد عليها، ثم ذهبت فقاتلت، ثم جئت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم ساجد
يقول: يا حي يا قيوم فلم يزل يقول ذلك حتى فتح الله عليه (ن والبزار
ع وجعفر الفريابي في الذكر، ك، هق في الدلائل، ض).
29952 عن عبد خير قال: كان علي يكبر على أهل
بدر ستا، وعلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا، وعلى سائر الناس
أربعا (الطحاوي).
29953 عن علي قال: كنت على قليب يوم بدر أمتح (1)
منه، فجاءت ريح شديدة، ثم جاءت ريح شديدة لم أر ريحا

(1) أمتح المتح: الاستقاء وهو مصدر متحت الدلو من باب نفع إذا
استخرجتها، والفاعل ماتح ومتوح. المصباح المنير 2 / 771. ب
399

أشد منها إلا التي كانت قبلها، ثم جاءت ريح شديدة، فكانت
الأولى ميكائيل في ألب الملائكة عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم، والثانية
إسرافيل في ألف من الملائكة عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، والثالثة جبريل
في ألف من الملائكة، وكان أبو بكر عن يمينه، وكنت عن
يساره، فلما هزم الله الكفار حملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه، فلما
استويت عليه حمل بي فضرب على عنقه فدعوت الله يثبتني عليه
فطعنت برمحي حتى بلغ الدم إبطي (ع وابن جرير، هق في الدلائل،
وفيه أبو الحويرث عبد بن معاوية ضعيف).
29954 عن علي قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغور (1)
ماء آبار بدر (ع وابن جرير وصححه، حل والدورقي، هق).
29955 (مسند البراء بن عازب) عن البراء بن عازب
حسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا أنهم كانوا عدة
أصحاب طالوت الذي جاوزوا معه النهر ثلاثمائة وبضعة عشرة، ولا
والله ما جاوز معه النهر إلا مؤمن (أبو نعيم في المعرفة).
29956 عن البراء قال: عرضت أنا وابن عمر على رسول الله

(1) أغور كل شئ قعره: يقال فلان بعيد النور وغار الماء: سفل
في الأرض، وبابه قال ودخل. وكذا: باب غارت عينه، أي: دخلت
في رأسه والتغوير: إتيان الغور، يقال غور: وغار: بمعنى. المختار 381 ب
400

صلى الله عليه وسلم يوم بدر فاستصغرنا - وفي لفظ: فردنا يوم بدر - وشهدنا
أحدا (ش والروياني والبغوي وأبو نعيم، كر).
29957 عن البراء بن عازب قال: كان أهل بدر ثلاثمائة وبضعة
عشر والمهاجرون منهم ستة وسبعون (ش).
29958 عن البراء قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
بدر بضعة عشر وثلاثمائة، وكنا نتحدث أنهم على عدة أصحاب
طالوت الذين جاوزا معه النهر، وما جاوزه معه إلا مؤمن (ش) (1).
29959 (مسند بشير بن تيم) عن بشير بن تيم عن عبد
الله بن الأجلح عن أبيه عن عكرمة عن بشير بن تيم أن النبي صلى الله عليه وسلم
فادى أهل بدر فداء مختلفا وقال للعباس: فك نفسك (ابن أبي شيبة
وأبو نعيم في الإصابة: هذا مقلوب وإنما هو الأجلح عن بشير بن تيم
عن عكرمة، وبشير بن تيم شيخ مكي يروي عن التابعين و أدركه
سفيان بن عيينة، ذكره البخاري وابن أبي حاتم).
29960 عن جابر بن عبد الله أن عبد حاطب بن أبي بلتعة
اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتكي حاطبا فقال: يا رسول الله ليدخلن
حاطب النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت لا يدخلها إنه قد

(1) راجع الطبقات الكبري لابن سعد (2 / 19) ص
401

شهد بدرا والحديبية (ش، م، (1) ت، ن والبغوي، طب وأبو
نعيم في المعرفة).
29961 عن جابر قال: كنت أمنح أصحابي الماء يوم بدر
(ش وأبو نعيم).
29962 (مسند علقمة بن وقاص) عن محمد بن عمرو بن
علقمة بن وقاص الليثي عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر
حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال: كيف ترون؟ قال أبو
بكر: يا رسول الله بلغنا أنهم بكذا وكذا، ثم خطب الناس فقال:
كيف ترون؟ فقال عمر مثل قول أبي بكر ثم خطب الناس فقال:
كيف ترون (2).
29963 عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرا
إلا أني خرجت أنا وأبي حسل فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم
تريدون محمدا، فقلنا: ما نريده ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا
عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه، فأتينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال: انصرفا ففيا لهم بعهدهم ونستعين الله

(1) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أهل بدر رقم 2195. ص
(2) الحديث هنا خال من الغرو ولدى الرجوع إلى منتخب كنز العمال (4 / 101)
علامة الشك رقم (7) ولم يذكر اسم المخرج. ص
402

عليهم (ش والحسن بن سفيان وأبو نعيم).
29964 عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
الملائكة قد سومت (1) فسوموا فأعلموا بالصوف في مغافرهم (2)
وقلانسهم (3) (الواقدي وابن النجار).
29965 (مسند حسين بن السائب الأنصاري) عن حسين
بن السائب قال: لما كان ليلة العقبة أو ليلة بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لمن معه: كيف تقاتلون؟ فقام عاصم بن ثابت بن الأفلح فأخذ
القوس وأخذ النبل فقال: أي رسول الله إذا كان القوم قريبا من
مائتي ذراع أو نحو ذلك كان الرمي بالقسي، وإذا دنا القوم حتى
تنالنا وتنالهم الحجارة كانت المراضخة بالحجارة، فإذا دنا القوم حتى
تنالنا وتنالهم الرماح كانت المداعسة بالرماح حتى تنقصف، فإذا
انقصفت وضعنا، فأخذ السيف فتقلد واستل السيف وكانت السلة

(1) سومت فسوموا: أي اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا،
والسومة والسمة: العلامة. النهاية 2 / 425. ب
(2) مغافرهم: المغمر: هو ما يلبسه الدارع على رأسه من الزرد ونحوه.
النهاية 3 / 374. ب
(3) وقلانسهم: القلسوة - بفتح القاف - والقلنسية - بضمها -
معروفة. وجمعها: قلانس. وإن شئت قلت: قلاس، أو قلانيس،
أو قلاسي. المختار 432. ب
403

والمجالدة بالسيوف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بهذا أنزلت الرحب،
من قاتل فليقاتل قتال عاصم (الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
29966 (من مسند خلاد الأنصاري) عن أسامة بن عمير
نزلت الملائكة يوم بدر وعليها العمائم وكانت على الزبير يومئذ عمامة
صفراء (طب - عن أسامة بن عمير).
29967 (أيضا) عن رفاعة بن رافع لما كان يوم بدر تجمع
الناس على أمية بن خلف، فنظرت إلى قطعة من درعه قد انقطعت
من تحت إبطه فطعنته بالسيف فيها طعنة فقتلته، ورميت بسهم
يوم بدر ففقت عيني، فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا لي فما
آذاني منها شئ (طب، ك).
29968 (أيضا) عن رفاعة بن رافع لما رأى إبليس ما
تفعل الملائكة بالمشركين يوم بدر أشفق أن يخلص القتل إليه
فتشبث الحارث بن هشام وهو يظن أنه سراقة بن مالك، فوكز
في صدر الحارث فألقاه، ثم خرج هاربا حتى ألقى نفسه في البحر
فرفع يديه وقال: اللهم إني أسألك نظرتك إياي وخاف أن يخلص
القتل إليه (طب وأبو نعيم في الدلائل).
29969 (أيضا) عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال:
خرجت أنا وأخي خلاد إلى بدر على بعير لنا أعجف حتى إذا كنا
404

بموضع البريد الذي خلف الروجاء برك بنا بعيرنا، فقلت: اللهم
لك علينا لئن أتينا المدينة لننحرن، فبينا نحن كذلك إذ مر بنا
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما لكما؟ فأخبرناه أنه
برك علينا فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ، ثم بزق في وضوئه ثم
أمرنا ففتحنا له فم البعير فصب في جوف البكر من وضوئه،
ثم صب على رأس البكر، ثم على عنقه، ثم على حاركه، ثم على
سنامه، ثم على عجزه، ثم على ذنبه، ثم قال: اللهم احمل رافعا
وخلادا، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا نرتحل فارتحلنا، فأدركنا النبي
صلى الله عليه وسلم على رأس النصف، وبكرنا أول الركب، فلما رآنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ضحك فمضينا: حتى أتينا بدرا حتى إذا كنا قريبا من وادي
بدر برك علينا، فقلنا الحمد لله فنحرناه وتصدقنا بلحمه (أبو نعيم).
29970 (مسند سهل بن سعد الساعدي) عن سهل بن
عمرو قال: لقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين
السماء والأرض معلمين يقتلون ويأسرون (الواقدي، كر).
29971 عن عبد الله بن الزبير أن الزبير كانت عليه ملاءة
صفراء يوم بدر فاعتم بها فنزلت الملائكة معتمين بعمائم صفر (كر).
29972 عن ابن عباس قال: كانت عدة أهل بدر ثلاثمائة
عشر رجلا كان المهاجرون سبعة وسبعين رجلا، والأنصار مائتين
405

وستة وثلاثين رجلا وكان صاحب راية المهاجرين علي بن أبي طالب
وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة (كر).
29973 عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان لواء رسول
صلى الله عليه وسلم يوم بدر مع علي بن أبي طالب، ولواء الأنصار مع سعد بن
عبادة (كر).
29974 عن أبي اليسر قال: نظرت إلى العباس بن عبد المطلب
يوم بدر وهو قائم وعيناه تذرفان، فقلت: جزاك الله من ذي
رحم شرا تقاتل ابن أخيك مع عدوه؟ قال: ما فعل وهل اصابه
القتل؟ قلت: الله أعز له وأنصر من ذلك قال: ما تريد إلي؟
قلت: استأسر فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتلك، قال: ليست
بأول صلته، فأسرته ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (كر).
29975 عن أبي اليسر ان عمر بن الخطاب نادى أو نادى
مناد يوم بدر يا رسول الله بأبي أنت البشرى قد سلم الله عمك
العباس فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: بشرك الله بخير يا عمر في
الدنيا والآخرة وسلمك يا عمر في الدنيا والآخرة اللهم أعن عمر
وأيده (الديلمي).
29976 عن عائشة قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر
أن يسحبوا إلى القليب فطرحوا فيه، ثم وقف وقال: يا أهل القليب
406

هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا؟
فقالوا: يا رسول الله تكلم قوما موتى؟ قال: لقد علموا أن ما
وعدهم ربهم حق فلما رأى أبو حذيفة ابن عتبة أباه يسحب على
القليب عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجهه قال: يا أبا حذيفة
كأنك كاره لما رأيت فقال: يا رسول الله إن أبي كان رجلا سيدا
فرجوت أن يهديه ربه إلى الاسلام، فلما وقع الموقع الذي وقع
أحزنني ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي حذيفة بخير (ابن جرير).
29977 عن عائشة قالت لما أمر النبي صلى الله عليه وآله
بأولئك الرهط عتبة بن ربيعة وأصحابه فألقوا في الطوي (1)
قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: جزى الله شرا من قوم نبي ما كان
أسوأ الظن وأشد التكذيب، فقيل: يا رسول الله كيف تكلم
قوما قد جيفوا؟ قال: ما أنتم بأفهم لقولي منهم أو لهم أفهم لقولي
منكم (ابن جرير).
29978 عن ابن عمر أنه عرض على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فلم
يقبله (كر).
29979 عن ابن عمر قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القليب

(1) الطوي: في حديث بدر (فقذفوا في طوي من أطواء بدر) أي:
بئر مطوية من آبارها. النهاية 3 / 146. ب
407

يوم بدر فقال: يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا أبا جهل بن
هشام يا فلان يا فلان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد
ربكم حقا؟ ربكم حقا؟ قالوا: أليسوا أمواتا؟ قال: والذي نفسي بيده إنهم
ليسمعون قولي الآن كما تسمعون، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم (ش وابن جرير).
29980 عن أبي عمر قال: كان طلحة صاحب راية المشركين
يوم بدر قتله علي بن أبي طالب مبارزة (ش).
29981 عن ابن مسعود قال: اشتركت أنا وسعد وعمار
يوم بدر فيما أصبنا من الغنيمة فجاء سعد بأسير، ولم أجئ أنا وعمار
بشئ (ش، كر).
29982 عن إبراهيم قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فداء العربي يوم بدر أربعين أوقية وجعل فداء المولى عشرين
أوقية، والأوقية أربعون درهما (ص، ش).
29983 عن وكيع عن إسرائيل عن أبي الهيثم عن إبراهيم
التيمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجلا من المشركين من قريش يوم بدر
وصلبه إلى شجرة (ش).
29984 عن سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتل يوم بدر
صبرا إلا ثلاثة: عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وطعيمة بن عدي (ش).
29985 عن سعيد بن المسيب قال: قتل يوم بد خمسة رجال من المهاجرين
408

من قريش مهجع مولى عمر يحمل يقول أنا مهجع وإلى ربي أرجع (وقتل
ذو الشمالين وابن بيضاء وعبيدة بن الحارث وعامر بن وقاص (ش).
29986 عن علي قال: لما كان ليلة بدر أصابنا وعك من
حمى وشئ من مطر فافترق الناس يستترون تحت الشجر، وما
رأيت أحدا يصلي غير النبي صلى الله عليه وآله حتى انفجر
الصبح، فصاح عباد الله، فأقبل الناس من تحت الشجر، فصلى
بهم، تم أقبل على القال، ورغبهم فيه فقال لهم: إن بني عبد
المطلب قوم أخرجوا كرها لم يريدوا قتالكم، فمن لقي منكم أحدا
منهم فلا يقتله وليأسره أسرا، ثم قال لهم: إن جمع قريش عند
ذلك الضلع من الجبل، فلما تصاف القوم رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا
يسير على جمل أحمر فقال: إن يكن عند أحد من القوم خير فعند
صاحب هذا الجمل الأحمر، ثم قال: يا علي انطلق إلى حمزة وكان
حمزة أدنى القوم من القوم فسله عن صاحب الجمل الأحمر وماذا
يقول فسأله فقال: هذا عتبة بن ربيعة وهو ينهى عن القتال قال علي:
وكان الشجاع منا يومئذ الذي يقوم بإزاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هزم
الله القوم التفت فإذا عقيل مشدودة يداه إلى عنقه بنسعة (1)
فصددت عنه فصاح بي يا ابن أم علي أما والله لقد رأيت مكاني

(1) بنسعة: النسعة - بالكسر -: سير مضفور يجعل زماما للبعير وغيره،
وقد تنسج عريضة، تجعل على صدر البعير. النهاية 5 / 48.
409

ولكن عمدا تصد عني؟ قال علي: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله هل لك في أبي يزيد مشدودة يداه إلى عنقه بنسعة فقال: انطلق بنا إليه
فمضينا إليه نمشي، فلما رآنا عقيل قال: يا رسول إن كنتم قتلتم أبا
جهل بعد ظفرتم وإلا فأدركوا القوم ما داموا بحدثان فرحتهم، فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: قد قتله الله عز وجل (كر).
29987 (مسند علي) عن محمد بن جبير قال: حدثني رجل
من بني أود أن علي بن أبي طالب خطب الناس بالعراق، وهو
يسمع فقال: بينا أنا في قليب بدر جاءت ريح لم أر مثلها قط
شدة إلا التي قبلها فكانت الأولى جبريل في ألف مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكانت الريح الثانية ميكائيل في ألف عن ميمنة النبي صلى
الله عليه وآله وسلم وأبي بكر، وكانت الريح الثالثة إسرافيل في
ألفين عن ميسرة النبي صلى الله عليه وآله وأنا في الميسرة، فلما
هزم الله تعالى أعداءه حملني رسول الله صلى الله عليه وآله على
فرسه فخرجت فلما جرت الفرس خررت على عنقها فدعوت الله
فأمسكت حتى استويت (ابن جرير).
29988 (أيضا) عن عمير بن سعيد قال: صلى علي على
ابن المكفف فكبر عليه أربعا، وصلى على سهل بن حنيف فكبر عليه
خمسا فقالوا: ما هذا التكبير؟ فقال: هذا سهل بن حنيف وهو
410

من أهل بدر ولأهل بدر فضل على غيرهم فأدرت أن أعلمكم فضلهم
(ابن أبي الفوارس).
29989 (مسند علي) عن سعد قال: رأيت عليا بارزا
يوم بدر فجعل يحمحم كما يحمحم الفرس ويقول:
بازل (1) عامين حديث سني سنحنح (2) الليل كأني جني
لمثل هذا ولدتني أمي
قال فما رجع حتى خضب سيفه دما (أبو نعيم في المعرفة).
29990 (أيضا) عن سعد قال: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن
أبي وقاص عن مخرجه إلى بدر، واستصغره، فبكى عمير فأجازه،
قال سعد: فعقدت عليه حمالة سيفه، ولقد شهدت بدرا وما في
وجهي إلا شعرة واحدة أمسحها بيدي (كر).

(1) بازل: قال الأصمعي وغيره: يقال للبعير إذا استكمل السنة الثامنة وطعن
في التاسعة وفطر نابه فهو حينئذ بازل، كذلك الأنثى بغير هاء، جمل
بازل وناقة بازل، وهو أقصى أسنان البعير، سمي بازلا من البزل، وهو
الشق، وذلك أن نابه إذا طلع يقال له: بازل لشقه اللحم عن منبته
شقا. لسان العرب 11 / 52. ب
(2) سنحنح: نح ينح نحيحا: تردد صوبه في جوقه كنحنح وتنحنح،
وما أنا بنحنح النفس عن كذا كنفنف وما أنا بطيب النفس عنه.
القاموس 1 / 252. ب
411

29991 (مسند ابن عوف) عن عبد الرحمن بن عوف
قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله على وسلم إلى بدر على الحال التي قال الله
عز وجل (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) إلى قوله (إذ
يعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم) قال العير (عق، كر).
29992 عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عبد
الرحمن بن عوف قال: إني لفي الصف يوم بدر، فالتفت عن يميني
وعن شمالي فإذا غلامين حديثي السن فكرهت مكانهما فقال لي
أحدهما سرا من صاحبه: أي عم أرني أبا جهل قلت: وما تريد
منه؟ قال: إني جعلت لله علي إن رأيته أن أقتله، فقال أيضا
الآخر سرا من صاحبه: أي عم أرني أبا جهل قلت وما تريد منه؟
قال: فاني جعلت لله علي أن رأيته أن أقتله فقال: فما سرني
بمكانهما غيرهما، قلت هو ذاك فأشرت لهما إليه فابتدرا كأنهما صقران
وهما ابنا عفراء حتى ضرباه (ش).
29993 الواقدي حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن
عروة ومحمد صالح عن عاصم بن عمرو بن رومان قالوا: دعا عتبة يوم
بدر إلى المبارزة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش وأصحابه على صفوفهم
فاضطجع فغشيه نوم غلبه وقال: لا تقاتلوا حتى أوذنكم وإن
كبسوكم فارموهم ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم، قال أبو بكر:
412

يا رسول الله قد دنا القوم وقد نالوا منا فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد أراه الله إياهم في منامه قليلا وقلل بعضهم في أعين بعض،
ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يناشد ربه ما وعده من
النصر ويقول: الهم إن تظهر على هذه العصابة يظهر الشرك ولا
يقم لك دين وأبو بكر يقول: والله لينصرنك الله وليبيض وجهك
وقال ابن رواحة: يا رسول الله إني أشير عليك ورسول الله صلى الله عليه وسلم
أعظم وأعلم بالامر أن يشار عليه إن لله أجل وأعظم من أن
ينشد وعده، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ابن رواحة
ألا لينشد الله وعده إن الله لا يخلف الميعاد، وأبل عتبة يعمد على
القتال، قال خفاف بن إيماء: فرأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر
وقد تصاف الناس وتزاحفوا لا يسلون السيوف وقد انتضوا القسي
وقد تترس بعضهم على بعض بصفوف متقاربة لا فرج (1) بينها
والآخرون قد سلوا السيوف حتى طلعوا فعجبت من ذلك، فسألت
بعد ذلك رجلا من المهاجرين فقال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه

(1) فرج: فرجت بين الشيئين فرجا من باب ضرب وفرج القوم
للرجل فرجا أيضا أوسعوا في الموقف والمجلس وذلك الموضع فرجة والجمع
فرج مثل غرفة وغرف، وكل منفرج بين الشيئين فهو فرجة.
المصباح المنير 3 / 637. ب
413

وآله وسلم أن لا نسل السيوف حتى يغشونا، فدنا الناس بعضهم
من بعض فخرج عتبة وشيبة والوليد حتى فصلوا من الصف ثم دعوا
إلى المبارزة فخرج إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار وهم بنو عفراء معاذ
ومعوذ وعوف بنو الحارث، فاستحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك
وكره أن يكون أول قتال لقي المسلمون فيه المشركين في الأنصار،
فأحب أن تكون الشوكة لبني عمه وقومه، فأمرهم فرجعوا إلى
مصافهم وقال لهم خيرا، ثم نادى منادي المشركين يا محمد أخرج
إلينا الأكفاء من قومنا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا بني هاشم قوموا فقاتلوا لحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله، فقام حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي
طالب وعبيدة بن الحارث بن والمطلب بن عبد مناف، مشوا إليهم
فقال عتبة تكلموا لنعرفكم، وكان عليهم البيض فأنكروهم، فان كنتم
أكفاء قاتلناكم، فقال حمزة بن عبد المطلب أنا حمزة بن عبد المطلب
أنا أسد اللهو أسد رسوله، قال عتبة كفؤ كريم ثم قال عتبة: وأنا
أسد الحلفاء، من هذا معك؟ قال: علي بن أبي طالب وعبيدة بن
الحارث قال: كفؤان كريمان، ثم قال عتبة لابنه: قم يا وليد فقام
الوليد وقام إليه علي وكان أصغر النفر فاختلفا ضربتين فقتله علي،
ثم قام عتبة وقام إليه حمزة فاختلفا ضربتين فقتله حمزة، ثم قام شيبة
414

قام إليه عبيدة بن الحارث وهو يومئذ أسن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فضرب شبية رجل عبيدة بذباب السيف فأصاب عضلة ساقه
فقطعها، وكر حمزة وعلي على شيبة فقتلاه واحتملا عبيدة فجاءا به إلى الصف، ومخ ساقه يسيل فقال عبيدة: يا رسول الله ألست
شهيدا قال: بلى قال: أما والله لو كان أبو طالب حيا لعلم أنا أحق
بما قال منه حين يقول:
كذبتم وبيت الله يبزى (1) محمد ولما نطاعن دونه ونناضل
ونسلمه حتى نصرع دونه ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ونزلت هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) حمزة أسن من
النبي صلى الله عليه وآله بأربع سنين، والعباس أسن من
النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين، قالوا: وكان عتبة بن ربيعة حين دعا إلى
البزار قام إليه أبو حذيفة يبارزه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم: اجلس فلما قام إليه النفر أعلى أبو حذيفة بن عتبة على أبيه
فضربه (كر).
29994 عن عروة قال قدم سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
من الشام بعد ما رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر فكلم رسول الله

(1) يبزى: أي: يقهر ويغلب، وأورد لا يبزى فحذف لا من جواب
القسم وهي مراده أي لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع لسان العرب 14 / 73. ب
415

صلى الله عليه وسلم فضرب له بسمهه قال: وأجري بذلك يا رسول الله؟ قال:
وأجرك (أبو نعيم في المعرفة).
29995 عن عروة قال: قدم سعيد بن زيد بن عمرو بن
نفيل من الشام بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله
من بدر فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب له بسهمه قال وأجري يا رسول
الله قال: وأجرك (ابن عائذ، كر، الزهري - مثله كر، عن
موسى بن عقبة - مثل كر، وعن ابن إسحاق - مثله).
29996 عن عروة قال: قدم طلحة بن عبيد الله من الشام
بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر فكلم رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم في سهمه فقال: نعم لك سهمك فضرب له بسهمه
قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك (ابن عائذ، كر، وعن
ابن شهاب مثله كر، وعن موسى بن عقبة - مثله كر، وعن ابن
إسحاق - مثل كر).
29997 عن عروة أن رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم توفيت
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وهي امرأة عثمان، فتخلف وأسامة
ابن زيد يومئذ فبينما هم يدفنونها إذ سمع عثمان تكبيرا فقال: يا أسامة
انظر هذا التكبير، فإذا زيد بن حارثة على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجدعاء يبشر بقتل أهل بدر من المشركين فقال المنافقون: لا
416

والله ما هذا بشئ إلا الباطل حتى جئ بهم مصفدين مغللين (ش).
29998 عن عروة أن رجلا أسر أمية بن خلف فرآه بلال
فقتله (ش).
29999 عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال يوم بدر: هذا جبريل أخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب (ش).
30000 عن عكرمة مولى ابن عباس قال: لما نزل المسلمون
بدرا وأقبل المشركون نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عتبة بن ربيعة وهو
على جمل أحمر فقال: إن يكن من القوم خير فعند صاحب الجمل
الأحمر إن يطيعوه ترشدوا فقال عتبة: أطيعوني ولا تقاتلوا هؤلاء
القوم فإنكم إن فعلتم لم يزل في قلوبكم ينظر الرجل إلى قاتل أخيه
وقاتل أبيه فاجعلوا في جنبها وارجعوا، فبلغت أبا جهل فقال: انتفخ
والله سحره حيث رأى محمدا وأصحابه والله ما ذاك به وإنما ذاك لان
ابنه معهم وقد علم أن محمدا وأصحابه أكلة جزور لو قد التقينا
فقال عتبة: سيعلم مصفر استه من الجبان المفسد لقومه أما والله
إني لأرى تحت القشع (1) قوما ليضربنكم ضربا يدعون لهم السبع، (2)
أما ترون كأن رؤسهم رؤس الأفاعي وكأن وجوههم السيوف ثم

(1) القشع: بفتح القاف: الفرو الخلق. القاموس المخيط 3 / 68. ب
(2) السبع: الذعر، سبعت فلانا إذا ذعرته. النهاية 2 / 336.
417

دعا أخاه وابنه ومشى بينهما حتى إذا فصل من الصف دعا إلى
المبارزة (ش).
30001 عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر: من لقي
منكم أحدا من بني هاشم فلا يقتله فإنهم أخرجوا كرها (ش).
30002 عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وآله انه لما
أسر الأسارى يوم بدر أسر العباس رجل من الأنصار، وقد أوعدوه
أن يقتلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لم أنم
الليلة من أجل العباس وقد زعمت الأنصار أنهم قاتلوه، فقال
عمر: أئتهم يا رسول الله فأتى الأنصار فقال: أرسلوا العباس، قالوا:
إن كان لرسول الله صلى الله عليه وآله رضا فخذه (كر).
30003 عن مجاهد لم تقاتل الملائكة إلا يوم بدر (ش).
30004 عن ابن سيرين قال: أقعص (1) أبا جهل أبناء عفراء
وذفف (2) عليه ابن مسعود (ش).

(1) أقعص: يقال: قعصته وأقعصته: إذا قتلته قتلا سريعا. النهاية 4 / 88. ب
(2) وذفف: وفي حديث علي (أنه أمر يوم الجمل فنودي أن لا يتتبع
مدبر، ولا يقتل أسير، ولا يذفف على جريح) تذفيف الجريح:
الاجهاز عليه وتحرير قتله. ومنه حديث ابن مسعود (فذففت على أبي
جهل). النهاية 2 / 162. ب
418

30005 عن الزهري قال: قدم سعيد بن زيد من الشام بعد
مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر، فكلم النبي صلى الله عليه وسلم في سهمه قال: لك
سهمك، قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك (أبو نعيم).
30006 عن يحيى بن أبي كثير لما كان يوم بدر أسر المسلمون
من المشركين سبعين رجلا، فكان ممن أسر عباس عم رسول الله
صلى الله عليه وسلم فولي وثاقه عمر بن الخطاب، فقال عباس: أما والله يا عمر
ما يحملك على شد وثاقي إلا لطمي إياك في رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، فقال عمر: والله ما زادتك تلك علي إلا كرامة
ولكن الله أمرني بشد الوثاق، قال: فكان رسول الله صل الله
عليه وآله وسلم يسمع أنين العباس فلا يأتيه النوم فقالوا: يا رسول
الله ما يمنعك من النوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
كيف أنام وأنا اسمع أنين عمي، قال فزعموا أن الأنصار أطلقوه
من وثاقه وباتت تحرسه (كر).
30007 عن أبي جعفر قال: كانت على الزبير بن العوام يوم
بدر عمامة صفراء فنزلت الملائكة وعليهم عمائم صفر (كر).
30008 عن محمد بن علي بن الحسين قال: لما كان يوم بدر
فدعا عتبة بن ربيعة إلى البزار قام علي بن أبي طالب إلى الوليد بن
عتبة وكانا مشتبهين حدثين وقال بيده فجعل باطنها إلى الأرض فقتله
419

ثم قام شيبة بن ربيعة فقام إليه حمزة وكانا مشتبهين وأشار بيده فوق
ذلك فقتله، ثم قام عتبة بن ربيعة فقام إليه عبيدة بن الحارث وكانا
مثل هاتين الأسطوانتين فاختلفا ضربتين فضربه عبيدة ضربة أرخت
عاتقه الأيسر فأسف (1) عتبة لرجل عبيدة فضربها بالسيف فقطع
ساقه، ورجع حمزة وعلي على عتبة فأجهزا عليه وحملا عبيدة إلى النبي
صلى الله عليه وسلم في العريش فأدخلاه عليه فأضجعه رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ووسده رجله وجعل يمسح الغبار عن وجهه، فقال عبيدة: أما
والله يا رسول الله لو رآك أبو طالب لعلم أني أحق بقوله منه
حين يقول:
ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل
ألست شهيدا؟ قال: بلى وأنا الشاهد عليك، ثم مات فدفنه رسول
الله صلى الله عليه وآله بالصفراء ونزل في قبره وما نزل في قبر
أحد غيره. (كر).
30009 عن الزهري قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم لنفر من المهاجرين والأنصار بسهامهم في يوم بدر كاملة،

(1) فأسف: وفي حديث موت الفجأة (راحة للمؤمن وأخذة أسف
للكافر) أي أخذة عضب أو غضبان. يقال: أسيف يأسف أسفا
فهو آسف، إذا غضب. النهاية 1 / 48. ب
420

وكانوا غيبا عنها لعذر كان بهم منهم من الأنصار أبو لبانة بن عبد
المنذر والحارث بن حاطب (طب).
30010 عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر لأبي بكر وعمر: عن يمين أحدكما جبرئيل والآخر ميكائيل
وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ويكون في الصف (خثمة في
فضائل الصحابة، حل).
30011 عن علي قال: لما كان ليلة بدر قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من يسقي لنا من الماء؟ فأحجم الناس فقام علي فاعتصم
القربة، ثم أتى بئرا بعيد القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى الله عز
وجل إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل تأهبوا لنصر محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه
ففصلوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه، فلما مروا بالبئر
سلموا عليه من آخرهم إكراما وتبجيلا (ابن شاهين، وفيه أبو
الجارود قال حم: متروك، وقال حب: رافضي يضع الفضائل والمثالب).
30012 عن علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة
ليلة بدر وهو يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد وأصابهم
تلك الليلة مطر (ابن مردويه).
30013 عن الشعبي قال: قال علي ما كان فينا فارس يوم
بدر إلا المقداد على فرس أبلق (ابن منده في غريب شعبة، ق في
421

الدلائل).
30014 عن ابن عباس أن علي بن أبي طالب قال: ما كان
معنا يوم بدر إلا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد (هق في
الدلائل، كر).
30015 عن علي قال: أعنت أنا وحمزة عبيدة بن الحارث
يوم بدر على الوليد بن عتبة فلم يعب ذلك علي النبي صلى الله عليه وسلم (طب).
30016 (مسند الأرقم) قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: ضعوا
ما كان معكم من الأثقال فوضع أبو أسيد الساعدي سيف عائذ بن
المرزبان فعرفه الأرقم: فقال سيفي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه إياه
(الباوردي، طس، ك وأبو نعيم، ص).
30017 (مسند أسامة) لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر
بعث بشيرين إلى أهل مكة وبعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة (ك).
30018 (أيضا) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه وعثمان بن
عفان على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام بدر فجاء زيد بن حارثة
على العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبشارة، فوالله ما صدقت حتى
رأينا الأسارى فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بسهمه (هق في الدلائل،
وسنده صحيح).
30019 (مسند أسامة بن عمير) عن أبي المليح عن أبيه
422

قال: نزلت الملائكة يوم بدر عليها العمائم وكانت على الزبير يومئذ
عمامة صفراء (طب، ك).
30020 (أيضا) كان سيماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر
الصوف الأبيض (هب).
30021 عن أنس قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم إقفال أبي
سفيان قال: أشيروا علي فقام أبو بكر فقال له: اجلس فقام عمر
فقال له: اجلس فقام سعد بن عبادة فقال: إيانا تريد يا رسول الله فلو
أمرتنا أن نخيضها البحر لاخضناها ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها
إلى برك الغماد لفعلنا ذلك (كر).
30022 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ينظر ما صنع
أبو جهل فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد
قال: أنت أبو جهل فأخذ بلحيته قال: وهل فوق رجل قتلتموه
أو قتله قومه (ش).
30023 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاور حيث بلغه
إقفال أبي سفيان فتكلم أبو بكر فأعرض عنه، ثم تكلم عمر فأعرض
عنه، فقال سعد بن عبادة: إيانا تريد يا رسول الله والذي نفسي بيده
لو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا فندب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فانطلقوا حتى نزلوا بدرا ووردت عليه روايا
423

قريش وفيهم غلام أسود لبني الحجاج، فأخذوه فكان أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه عن أبي سفيان وأصحابه فيقول: ما لي علم
بأبي سفيان ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف، فإذا
قال ذلك ضربوه فإذا ضربوه قال: نعم أنا أخبركم هذا أبو سفيان
فإذا تركوه سألوه قال: ما لي بأبي سفيان علم ولكن هذا أبو جهل
وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس فإذا قال هذا أيضا ضربوه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي، فلما رأى ذلك انصرف قال: والذي
نفسي بيده لتضربونه إذا صدقكم وتتركونه إذا كذبكم قال: وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مصرع فلان يضع يده على الأرض ههنا وههنا
فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم (ش)
30024 عن أنس قال: كان ابن عمي حارثة انطلق مع
النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فانطلق غلاما نظارا ما انطلق لقتال فأصابه سهم
فقتله فجاءت عمتي أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت:
يا رسول الله ابني حارثة إن يك في الجنة صبرت واحتسبت وإلا
فسترى ما أصنع؟ فقال: يا أم حارثة إنها جنان كثيرة وإن حارثة
في الفردوس الاعلى (ش، هب).
غزوة أحد
30025 (مسند الصديق) عن عائشة قالت: كان أبو
424

بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ثم قال: ذاك كان كله يوم طلحة
ثم أنشأ يحدث قال: كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا
يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه وأوراه قال يحميه فقلت كن طلحة حيث
فاتني ما فاتني، فقلت يكون رجلا من قومي أحب إلي وبيني وبين
المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
منه، وهو يخطف المشي خطفا لا أعرفه فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح
فانتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته وشج في وجهه
وقد دخل في وجنته حلقتان من حلق المغفر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عليكما صاحبكما يريد طلحة وقد نزف (1) فلم يلتفت إلى قوله،
وذهبت لأنزع ذلك من وجهه فقال أبو عبيدة: أقسمت عليك
بحقي لما تركتني فتركته، فكره أن يتناولهما بيده فيؤذي النبي صلى الله عليه وسلم
فأزم (2) عليهما بفيه، فاستخرج إحدى الحلقتين ووقعت ثنيته مع

(1) نزف: نزف فلان دمه نزفا من باب ضرب إذا استخرجه بحجامة أو
فصد، ونزفه. الدم نزفا من المقلوب خرج منه الدم بكثرة حتى ضعف
فالرجل نزيف فعيل بمعنى مفعول. 824. ب
(1) فأرم:. منه حديث الصديق (نظرت يوم أحد إلى حلقة درع قد
نشبت في جبين رسول صلى الله فانكببت لأنزعها، فأقسم علي أبو عبيدة:
فأزم بها بثنيتيه فجذبها جذبا رفيقا) أي عضها وأمسكها بين ثنيتيه.
النهاية 1 / 46. ب
425

الحلقة، وذهبت لأصنع ما صنع فقال: أقسمت عليك بحقي لما
تركتني ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى فوقعت ثنيته الأخرى مع
الحلقة، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما فأصلحنا من شان
النبي صلى الله عليه وآله، ثم أتينا طلحة في بعض تلك الحفار،
فإذا به بضع وسبعون أو أقل أو أكثر من طعنة ورمية وضربة
وإذا قد قطعت أصبعه فأصلحنا من شأنه (ط وابن سعد وابن السني
والشاشي والبزار، طس، طب، قط في الافراد وأبو نعيم في المعرفة،
كر، ض).
30026 عن أيوب قال: قال عبد الرحمن بن أبي بكر
رأيتك يوم أحد فصدفت (1) عنك فقال أبو بكر: لكني لو رأيتك
ما صدفت عنك (ش).
30027 عن علي قال: لما انجلى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: والله ما
كان ليفر وما أراه في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا
فرفع نبيه فما في خير من أن أقاتل حتى أقتل فكسرت جفن
سيفي، ثم حملت على القوم فأفرجوا لي فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بينهم (ع وابن أبي عاصم في الجهاد والبورقي، ص).

(1) فصدفت: صدف عنه: أعرض، وبابه ضرب وجلس. المختار 284. ب
426

30028 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال: قال
لي أبي عبد الله: أي ابني لولا بنيات أخلفهن من بعدي من
أخوات وبنات لأحببت أن أقدمك أمامي ولكن كن في نظاري
المدينة قال: فلم ألبث أن جاءت بهما عمتي قتيلين يعني أباه وعمه قد
عرضتهما على بعير (ش).
30029 عن جابر قال: خرجنا إلى قتلانا يوم أحد إذ أجرى
معاوية العين فاستخرجناهم بعد أربعين سنة لينة أجسادهم تثني
أطرافهم (ش).
30030 عن كعب بن مالك قال: لما انكشفت الناس يوم
أحد كنت أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرت به المؤمنين
حيا سويا وأنا في الشعب فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله
كعبا بلامته (1) وكانت صفراء أو بعضها فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزع
رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته فلبسها كعب وقاتل كعب يومئذ قتالا
شديدا حتى جرح سبعة عشر جرحا (الواقدي، كر).
30031 عن كعب قال: كنت أول من عرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم يومئذ فعرفت عينيه من تحت المغفر، فناديت يا معشر الأنصار

(1) بلامته: اللامة مهموزة: الورع. وقل السلاح ولامة الحرب: أداته.
النهاية 4 / 220. ب
427

أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وآله فأشار إلي رسول الله
صلى الله عليه وآله أن أصمت (الواقدي، كر).
30032 عن أبي بشير المازني قال: لما صاح الشيطان أزب (1)
العقبة: إن محمدا قد قتل لما أراد الله من ذلك سقط (2) في أيدي
المسلمين وتفرقوا في كل وجه واصعدوا في الجبل فكان أول من
بشرهم برسول الله صلى الله عليه وآله سالما كعب بن مالك،
قال كعب: فجعلت أصيح ويشير إلي رسول الله صلى الله عليه وآله
بإصبعه على فيه أن أسكت (الواقدي، كر).
30033 عن القاسم بن محمد عن كهيل الأزدي وكانت له صحبة
قال: أصيب الناس يوم أحد وكثر فيهم الجراحات، فأتى رجل
النبي صلى الله عليه وآله فقال: إن الناس قد كثر فيهم
الجراحات، قال انطلق فقم على الطريق فلا يمر بك جريح إلا
قلت بسم الله ثم تفلت في جرحه وقلت بسم الله شفاء الحي الحميد من
كل حد وحديد أو خنجر بليد اللهم اشف إنه لا شافي إلا أنت

(1) أرب: ومنه حديث بيعة العقبة (هو شيطان اسمه أزب العقبة) وهو
الحية. النهاية 1 / 43 ب
(2) سقط: وسقط في يده، أي ندم، ومنه قوله تعالى: (ولما سقط
في أيديهم). المختار 241. ب
428

قال كهيل: فإنه لا يقيح ولا يرم (الحسن بن سفيان، كر).
30034 (مسند أنس) لما كان يوم أحد مر النبي صلى الله عليه وسلم
بحمزة وقد جرح ومثل به فقال: لولا أن تجد صفية لتركته
حتى يحشره الله من بطون السباع والطير، ولم يصل على أحد من
الشهداء وقال: أنا شهيد عليكم (ش).
30035 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله قال يوم أحد ادفنوا
الرجلين والثلاثة في القبر الواحد وقدموا أكثرهم قرآنا (ابن جرير).
30036 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله مر
بحمزة يوم أحد وقد مثل فوقف عليه فقال: لولا أني أخشي أن
تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية (1) فيحشر من
بطونها، ثم دعا بنمرة فكانت إذا مدت على رأسه بدت رجلاه،
وإذا مدت على رجليه بدا رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
مدوها على رأسه واجعلوا على رجليه الحرمل وقلت الثياب وكثرت
القتلى وكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في الثوب وكان
النبي صلى الله عليه وآله يسأل أيهم أكثر قرآنا فيقدمه (ش).
30037 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفا يوم أحد
فقال: من يأخذ مني هذا؟ فبسطوا أيديهم فجعل كل إنسان منهم

(1) العافية: وفي الحديث (ما أكلت العافية منها فهو له صدقته) وفي رواية
(العوافي) العافية والعافي: كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو
طائر وجمعها: العوافي، وقد تقع العافية على الجماعة: النهاية 3 / 266. ب
429

يقول: أنا أنا فقال: من يأخذه بحقه؟ فأحجم القوم فقال سماك
أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، فأخذه ففلق به هام المشركين (ش).
30038 عن عكرمة قال: جاء علي بسيفه فقال: خذيه
حميدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه
سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: من يأخذ هذا السيف بحقه فقال أبو دجانة: أنا وأخذ
السيف فضرب به حتى جاء به قد حناه، فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: أعطيته حقه؟ قال: نعم (ش).
30039 عن محمد بن كعب القرظي أن عليا لقي فاطمة يوم
أحد فقال: خذي السيف غير مذموم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا علي إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه أبو دجانة
ومصعب بن عمير والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف ثلاثة من
الأنصار ورجل من قريش (ش).
30040 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله لما رهقه
المشركون يوم أحد قال: من يردهم عنا وهو في الجنة؟ فقام رجل
من الأنصار فقاتل حتى قتل ثم قام آخر فردهم حتى قتل سبعة
فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما أنصفنا أصحابنا (ش).
30041 عن أنس قال: كان أبو طلحة يتترس مع النبي
430

صلى الله عليه وآله بترس واحد وكان حسن الرمي، فكان
النبي صلى الله عليه وسلم يتشوف إذا رمى وينظر إلى مواقع نبله (ابن شاهين في
الافراد، وقال تفرد به عبد العزيز عن الوليد عن الأوزاعي، لا
اعلم حدث به غيره وهو حديث غريب حسن، وعبد العزيز رجل
حسن من أهل الشام وغريب الحديث، كر).
30042 عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال يوم أحد: من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل أعزل: أنا رأيت
مقتله، قال فانطلق فأرناه فانطلق حتى وقف على حمزة؟ فرآه قد
شرط بطنه وقد مثل به فقال: يا رسول الله مثل به والله فكره
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه ووقف بين ظهراني القتلى قال: أنا
شهيد على هؤلاء القوم لفوهم في دمائهم، فإنه ليس جريح يجرح
إلا جرحه يوم القيامة يدمي لونه لون الدم وريحه ريح المسك
قدموا أكثر القوم قرآنا أجعلوه في اللحد (ش).
30043 (من مسند حصين بن عوف الخثعمي) أن حارثة
ابن الربيع جاء نظارا يوم أحد وكان غلاما فأصابه سهم غرب (1)
فوقع في ثغرة نحره فقتله فجاءت أمه الربيع فقالت: يا رسول الله
قد علمت مكان حارثة مني فان يكن من أهل الجنة فأصبر، وإلا

(1) سهم غرب: أي لا يعرف راميه. النهاية 3 / 350. ب
431

فسترى قال: يا أم حارثة إنها ليست بجنة واحدة ولكنها جنان
كثيرة وهو في الفردوس الاعلى قالت فأصبر (طب).
30044 عن أنس عن المقداد قال: لما تصاففنا للقتال جلس
رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية مصعب بن عمير فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الأولى وأغار المسلمون على عسكرهم فانتهبوا،
ثم كروا على المسلمين فأتوا من خلفهم، فتفرق الناس ونادى رسول
الله صلى الله عليه وسلم في أصحاب الألوية، فأخذ اللواء مصعب بن عمير، ثم
قتل وأخذ راية الخزرج بعد بن عبادة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم
تحتها، وأصحابه محدقون به ودفع لواء المهاجرين إلى أبي الروم العبدري
آخر النهار، ونظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير،
فناوشوهم ساعة واقتتلوا على الاختلاط من الصفوف ونادى المشركون
بشعارهم يا للعزى يا للهبل فأوجعوا والله فينا قتلا ذريعا ونالوا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نالوا، والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما نالوا، والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول الله
صلى الله عليه وآله زال شبرا واحدا إنه لفي وجه العدو تثوب
إليه طائفة من أصحابه مرة، وتتفرق عنه مرة، فربما رأيته قائما
يرمي عن قوسه أو يرمي بالحجري حتى تحاجزوا، وثبت رسول الله
صلى الله عليه وآله كما هو عصابة صبروا معه أربعة عشر
رجلا سبعة من المهاجرين وسبعة من الأنصار أبو بكر وعبد الرحمن
432

ابن عوف وعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد
الله وأبو عبيدة بن الجراح والزبير بن العوام ومن الأنصار الحباب بن
المنذر وأبو دجانة وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وسهل بن
حنيف وأسيد بن الحضير وسعد بن معاذ (الواقدي، كر).
30045 عن رافع بن خديج قال: خرجت يوم أحد فأراد
النبي صلى الله عليه وآله ردي واستصغرني فقال له عمي:
يا رسول الله إنه رام فأخرجه فأصابه سهم في صدره أو نحره فأتى
عمه فقال: إن ابن أخي أصيب بسهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
تدعه فيه فيموت مات شهيدا (طب).
30046 عن هشام بن عامر قال: شكي إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله شدة الجراح يوم أحد قال: احفروا
وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة وقدموا
أكثرهم قرآنا فقدموا أبي بين يدي رجلين (ش).
30047 (مسند رفاعة بن رافع) استووا حتى أثني علي
ربي اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما
قبضت، ولا هادي لما أضللت ولا مضل لما هديت ولا معطي
لما منعت، ولا مانع لما أعطيت ولا مقارب لما باعدت ولا مباعد
لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك
433

اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك
النعيم يوم العيلة والامن يوم الخوف، اللهم عائذ بك من شر
ما أعطيتنا ومن شر ما منعت منا اللهم حبب إلينا الايمان وزينه
في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق واجعلنا من الراشدين،
اللهم توفنا مسلمين، وأوحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا
ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون
عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة
الذين أوتوا الكتاب إله الحق (حم، خ في الأدب، ن، طب
والبغوي والباوردي، حل، ك وتعقب، هق في الدعوات، ض عن
رفاعة بن رافع الزرقي قال لما كان يوم أحد وانكفأ المشركون قال
رسول الله صلى الله عليه وآله - - فذكره، قال الذهبي الحديث
مع نظافة إسناده منكر أخاف أن يكون موضوعا).
30048 عن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وآله
خرج يوم أحد حتى إذا جاز ثنية الوداع، فإذا هو بكتيبة خشناء (1)
قال: من هؤلاء؟ قالوا: عبد الله بن أبي في ستمائة من مواليه
من اليهود من بني قينقاع، قال: وقد أسلموا؟ قالوا: لا يا رسول
الله قال: مروهم فليرجعوا فانا لا نستعين بالمشركين على المشركين

(1) خشناء: أي كثيرة السلاح خشنته. النهاية 2 / 35. ب
434

(ابن النجار).
30049 عن سعد بن عبادة قال: بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عصابة من أصحابه على الموت يوم أحد حتى انهزم المسلمون فصبروا
وكرموا وجعلوا يسترونه فأنفسهم يقول الرجل منهم: نفسي لنفسك
الفداء يا رسول الله وجهي لوجهك الوقاء يا رسول الله وهم يحمونه
ويقونه بأنفسهم، حتى قتل منهم من قتل وهم أبو بكر وعمر
وعلي والزبير وطلحة وسعد وسهل بن حنيف وان أبي الأفلح
والحارث بن الصمة وأبو دجانة والحباب بن المنذر قال: ونهض رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الصخرة ليعلوها وقد ظاهر بين
درعين فلم يستطع فاحتمله طلحة بن عبيد الله فأنهضه حتى استوى عليها
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوجب (1) طلحة (كر).
30050 عن أبي سعيد قال: لما كان يوم أحد شج رسول
الله صلى الله عليه وسلم في وجهه، وكسرت رباعيته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
رافعا يديه يقول: إن الله تعالى اشتد غضبه على اليهود أن قالوا:
عزير ابن الله، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح ابن
الله، وإن الله اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي (ابن
النجار، وفيه زياد بن المنذر رافضي متروك).

(1) أوجب طلحة: أي عمل عملا أوجب له الحنة. النهاية 5 / 153. ب
435

30051 عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم استقبله رجل من المشركين يوم أحد مصلتا (1)
يمشي فاستقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي فقال:
أنا النبي غير الكذب (2) أنا ابن عبد المطلب
فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتله (ش).
30052 عن ابن عباس قال: ما بقي مع النبي صلى الله عليه وآله
يوم أحد إلا أربعة أحدهم عبد الله بن مسعود (كر).
30053 عن ابن عباس قال: قتل رجل من المشركين يوم
أحد فأراد المشركون أن يدوه (3) فأبى فأعطوه حتى بلغ الدية
فأبى (ش).
30054 حدثنا خالد بن مخلد ثنا مالك بن أنس عن عبد الله
ابن أبي بكر عن رجل قال: هشمت البيضة على رأس رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته، وجرح في وجهه، ودووي (4)

(1) مصلتا: يقال: أصلت السيف إذا جرده من غمده. النهاية 3 / 45. ب
(2) الحديث في الطبقات لا بن سعد (1 / 24) بلفظ: أنا النبي لا كذب... الخ. ص
(3) يدوه ودووى: من باب دوى يدوي دوي فهو دو إذا هلك بمرض
باطن والمراد باللفظين التداوي والعلاج. النهاية (2 / 142). ص
(4) يدوه ودووى: من باب دوي يدوي دوى فهو دو إذا هلك بمرض
باطن والمراد باللفظين التداوي والعلاج. النهاية (2 / 142). ص
436

بحصير محرق، وكان عي بن أبي طاب ينقل إليه الماء في
الحجفة (ش).
30055 عن خالد بن معدان عن أبي بلال قال: قال ابن
الشباب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوم الشعب آخر أصحابه ليس
بينه وبين العدو غير حمزة يقاتل اعدو، فرصده وحشي فقتله وقد
قتل الله بيد حمزة من الكفار واحدا وثلاثين وكان يدعى أسد الله
(أبو نعيم).
30056 عن ابن عمر قال: لما كان عام أحد ردني رسول الله
صلى الله عليه وسلم في نفر منهم أوس بن عزابة وزيد بن ثابت ورافع بن خديج
(أبو نعيم).
30057 (مسند ابن عمر) انطلق فقم على الطريق فلا
يمر بك جريح إلا قلت بسم الله، ثم تفلت في جرحه وقلت:
بسم الله شفاء الحي الحميد من كل حد وحديد وحجر تليد اللهم
اشف إنه لا شافي إلا أنت فإنه لا يقيح ولا يدمي (الحسن بن
سفيان وابن عساكر عن أبي كهيل الأزدي) قال: أتى رجل يوم
أحد إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: إن الناس كثير فيهم
الجراحات قال - فذكره.
30058 عن قتادة عن الحسن وسعيد بن المسيب أن قتلى
437

أحد غسلوا (ش).
20059 عن الشعبي قال: مكر رسول الله صلى الله عليه وآله
بالمشركين يوم أحد وكان أول يوم مكر فيه بهم (ش).
30060 عن الشعبي قال: قتل حمزة بن عبد المطلب يوم
أحد وقتل حنظلة ابن الراهب الذي طهرته الملائكة يوم
أحد (ش).
30061 عن الشعبي قال: أصيب يوم أحد أنف النبي
صلى الله عليه وآله ورباعيته وزعم أن طلحة وقى رسول الله
صلى الله عليه وآله بيده فضب فشلت أصبعه (ش).
30062 عن الشعبي أن امرأة دفعت إلى ابنها يوم أحد
السيف فلم يطق حمله، فشدته على ساعده بنسعة (1)، ثم أتت به
النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله هذا ابني يقاتل
عنك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أي بني احمل ههنا اي بني احمل ههنا
فأصابه جراحة، فصرع فأتي به النبي صلى الله عليه وآله فقال:
أي بني لعلك جزعت؟ قال: لا يا رسول الله (ش).
30063 عن عروة قال: رد رسول الله صلى الله عليه وآله

(1) بنسعة: البنسعة - بالكسر -: سير مضفور يجعل رماما للبعير وغيره.
وقد تنسج عريضة، تجعل على صدر البعير. النهاية 5 / 48. ب
438

يوم أحد نفرا من أصحابه استصغرهم فلم يشهدوا القتال منهم عبد الله
ابن عمر بن الخطاب وهو يومئذ ابن أربع عشرة سنة وأسامة بن
زيد والبراء بن عازب وعزابة بن أوس ورجل من بني حارثة وزيد
ابن أرقم وزيد بن ثابت ورافع قال: فتطاول له رافع وأذن له فسار
معهم، وخلف بقيتهم فجعلوا حرسا للذراري والنساء بالمدينة
(كر، ص).
30064 حدثنا محمد بن مروان عن عمارة بن أبي حفصة عن
عكرمة قال: شج النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد في
وجهه، وكسرت رباعيته، وذلق (1) من العطش حتى جعل يقع
على ركبتيه، وترك أصحابه فجاء أبي بن خلف يطلبه بدم أخيه أمية
ان خلف فقال: أين هذا الذي يزعم أنه نبي فليبرز لي فإنه إن
كان نبيا قتلني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطوني الحربة فقالوا: يا رسول
الله وبك حراك (2) فقال: إني قد استسقيت الله دمه فأخذ الحربة
ثم مشي إليه فطعنه فصرعه عن دابته وحمله أصحابه فاستنفذوه فقالوا
له: ما نرى بك بأسا؟ قال: إنه قد استسقى الله دمي إني لأجد لها ما لو
كانت على ربيعة ومضر لوسعتهم (ش).

(1) ودلق: أي جهده حتى خرج لسانه. النهاية 2 / 165. ب (2) حراك: أي حركة. المختار 99. ب
439

30065 حدثنا عقال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة
عن أبيه عن الزبير - مثله).
30066 عن عكرمة أن أبا حذيفة بن اليمان يوم أحد قتله
رجل من المسلمين وهو يرى أنه من المشركين فواده رسول الله
صلى الله عليه ولم من عنده قال: وكان اسمه حسيل بن اليمان أو حسل (أبو نعيم).
30067 عن ابن شهاب: خفي خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
أحد على الناس كلهم إلا على ستة نفر الزبير وطلحة وسعد بن أبي
وقاص وكعب بن مالك وأبي دجانة وسهل بن أبي حنيف (كر).
30068 (مسند علي) عن سعد قال: رأيت عن يمين
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد عليهما ثياب بيض ما رأيتهما
قبل ولا بعد يعني جبرئيل وميكائيل (ش).
30069 (أيضا) عن سعد قال: كان رجل من المشركين
قد أحرق المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي: ارم فداك أبي وأمي فنزعت
بسهم فيه نصل فأصابت جبهته فوقع فانكشفت عورته فضحك رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه (ر، ورجاله ثقات).
30070 (أيضا) عن سعد قال لقد رأيتني أرمي بالسهم
يوم أحد فيرده علي رجل أبيض حسن الوجه لا أعرفه حتى كان
بعد فظننت أنه ملك (الواحدي، كر).
440

30071 (مسند طلحة) عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت
يد طلحة بن عبيد الله شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه سلم يوم أحد (ش، حم
وابن منده، كر وأو نعيم في المعرفة).
30072 (أيضا) عن موسى بن طلحة قال: لقد رأيت
بطلحة أربعة وعشرين جرحا جرحها مع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم (ش).
30073 عن طلحة أنه لما وقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يوم
أحد فقطعت قال: حس (1)، فقال النبي صلى الله عليه وآله:
لو قلت: بسم الله لرأيت بناءك الذي بنى الله لك في الجنة وأنت في الدنيا (قط في الافراد، كر).
30074 عن الزهري قال: لما كان يوم أحد وانهزم المسلمون
عن رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم حتى بقي في اثني عشر رجلا
من المهاجرين والأنصار منهم طلحة بن عبيد الله، فذهب رجل من
المشركين يضرب وجه رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف
فوقاه طلحة بيده، فلما أصاب طلحة السيف قال: حس فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا طلحة ألا قلت بسم الله؟ لو قلت بسم

(1) حسن: هي بكسر السين والتشديد: كلمة يقولوها الانسان إذا أصابه
ما مضه وأحرقه غفلة، كالجمرة والضربة ونحوهما. النهاية 1 / 385. ب
441

الله وذكرت الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون إليك (كر).
30075 عن طلحة قال: لما كان يوم أحد وأصابني السهم
فقلت: حسن فقال النبي صلى الله عليه وآله: لو قلت: بسم
الله لطارت بك الملائكة والناس ينظرون إليك (كر).
30076 (مسند انس بن ظهير) عن حسين بن ثابت بن أنس بن
ظهير عن أخته سعدى بنت ثابت عن أبيها عن جدها أنس قال:
لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج مع رسول الله صلى الله عليه وآله
فاستصغره وقال: هذا غلام صغير وهم برده فقال له عمه ظهير بن
رافع: يا رسول الله إن ابن أخي رجل رام فأجازه النبي صلى
الله عليه وآله وسلم (خ في تاريخه وابن السكن (1) وأبن منه وأبو
نعيم في المعرفة، قال هو تصحيف من بعض الواهمين لأن الصحيح
هو أسيد بن ظهير، قال في الإصابة: وأخطأ أبو نعيم في ذلك والصواب
مع الجماعة وإنه انس بن ظهير أخو أسيد بن ظهير).
غزوة الخندق
30077 (مسند عمر) عن عائشة قالت: خرجت يوم
الخندق أقفوا آثار الناس فمشيت حتى اقتحمت حديقة فيها نفر

(1) ذكر ابن حجر في الإصابة (1 / 202) عند ترجمة: أسيد بن ظهير رقم (536)
فلا وجه للتفرقة لان أسيد بن ظهير بن عم رافع لا ابن أخيه. ص
442

من المسلمين فيهم عمر بن الخطاب وفيهم طلحة، فقال عمر: إنك
لجريئة وما يدريك لعله يكون بلاء أو تحوز (1) فوالله ما زال
يلومني حتى لوددت أن الأرض تنشق فأدخل فيها، فقال طلحة:
قد أكثرت أين التحوز أين الفرار (كر).
30078 (أيضا) عن عمر قال: ما صلى النبي صلى الله عليه
وآله وسلم يوم الخندق الظهر والعصر حتى غابت الشمس (المخلص
في حديثه).
30079 (مسند البراء بن عازب) عن البراء قال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينقل التراب حتى وارى التراب شعر
صدره وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علنيا وثبت الاقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا (ش) (2).
30080 عن البراء بن عازب قال: لما كان حيث أمرنا رسول

(1) تحوز: هو من قوله تعالى: (أو متحيزا إلى فئة) أي منضما إليها.
والتحوز والتحيز والانحياز بمعني. النهاية 1 / 459. ب
(2) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب باب غزوة الخندق
(5 / 140). ص
443

الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة عظيمة
شديدة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآها ألقى ثوبه وأخذ
المعول فقال: بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر ثلثها وقال: الله
أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة،
ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح
فارس والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض ثم ضرب الثالثة وقال:
بسم الله فقطع بقية الحجر وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن،
والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة (كر، خط
في المتفق والمفترق).
30081 (من مسند ثعلبة بن الرحمن الأنصاري) عن زيد
ابن ثابت أجازني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وكساني (طب).
30082 عن جابر قال: لما كان يوم الأحزاب ورد الله
المشركين بغيظهم لم ينالوا خيرا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يحمي
أعراض المسلمين؟ قال كعب بن مالك: أنا يا رسول الله وقال ابن
رواحة: أنا يا رسول الله قال: إنك تحسن الشعر فقال حسان بن
ثابت: أنا يا رسول الله قال: نعم اهجم أنت وسيعينك عليهم روح
القدس (ابن منده، كر، ورجاله ثقات).
444

30083 (مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال: مكث
النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يحفرون الخندق ثلاثا ما ذاقوا طعاما، فقالوا:
يا رسول الله إن هنا كدية (1) من الجبل فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: رشوا عليها الماء فرشوها: ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ
المعول أو المسحاة ثم قال: بسم الله، ثم ضرب ثلاثا فصارت
كثيبا (2) قال جابر: فحانت مني التفاتة فرأيت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قد شد على بطنه حجرا (ش).
30084 (من مسند حذيفة بن اليمان) عن زيد بن أسلم
قال: قال رجل لحذيفة أشكو إلى الله صحبتكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنكم
أدركتموه ولم ندركه ورأيتموه ولم نره، قال حذيفة: ونحن نشكو
إلى الله إيمانكم به ولم تروه والله ما أدري لو أنك أدركته كيف كنت
تكون، لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الخندق
ليلة باردة مطيرة إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل من
رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة؟
فما قام منا أحد، ثم قال: هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم القوم
ادخله الله الجنة؟ فوالله ما قام منا أحد ثم قال: هل من رجل يذهب فيعلم لنا علم
القوم جعله الله رفيقي في الجنة؟ فما قام منا أحد فقال أبو بكر يا رسول الله

كدية: الكدية: قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس. النهاية 4 / 156. ب
(2) كثيبا: الكثيب: الرمل المستطيل المحدود. النهاية 4 / 152. ب
445

ابعث حذيفة، قال حذيفة: فقلت دونك فوالله ما قال رسول الله
صلى الله عليه وآله يا حذيفة حتى قلت يا رسول الله بأبي وأمي أنت
والله ما بي أن أقتل ولكن أخشى أن أؤسر، فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: إنك لن تؤسر، فقلت: يا رسول الله مرني بما
شئت فقال: اذهب حتى تدخل في القوم فتأتي قريشا فتقول: يا معشر
قريش: إنما يريد الناس أن يقولوا غدا: أين قريش أن قادة الناس
أين رؤس الناس؟ تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال فيكون القتل
بكم ثم ائت كنانة فقل: يا معشر كنانة إنما يريد الناس غدا أن
يقولوا أين كنانة أين رماة الحدق تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال
فيكون القتل بكم، ثم ائت قيسا فقل: يا معشر قيس إنما يريد
الناس غدا أن يقولوا: أين قيس أين أحلاس الخيل أين فرسان
الناس تقدموا فتقدموا فتصلوا بالقتال ويكون القتل لكم، ثم قال
لي: ولا تحدث في سلاحك شيئا قال حذيفة: فذهبت فكنت
بين ظهراني القوم أصطلي معهم على نيرانهم وأذكر لهم القول الذي
قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله أين قريش أين كنانة أين
قيس حتى إذا كان وجه السحر قام أبو سفيان يدعو باللات والعزى
ويشرك ثم قال: لينظر رجل من جليسه؟ قال: ومعي رجل
يصطلي، قال: فوثبت عليه مخافة أن يأخذني فقلت: من أنت؟
446

قال: أنا فلان قلت: أولى فلما رأى أبو سفيان الصبح قال أبو
سفيان: نادوا أين قريش أين رؤس الناس أين قادة الناس تقدموا
قالوا: هذه المقالة التي أتينا بها البارحة ثم قال: أين كنانة أين
رماة الحدق تقدموا فقالوا: هذه المقالة التي أتينا بها البارحة ثم قال:
أين قيس أين فرسان الناس أين أحلاس الخيل تقدموا فقالوا هذه
المقالة التي أتينا بها البارحة قال: فخافوا فتخاذلوا وبعث الله عليهم
الريح فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا إناء إلا كفأته، وتنادوا
بالرحيل قال حذيفة حتى رأيت أبا سفيان وثب على جمل له معقول
فجعل يستحثه للقيام ولا يستطيع القيام لعقاله فقال حذيفة: فوالله
لولا ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدث في سلاحك شيئا لرميته
من قريب قال: وسار القوم وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك حتى
رأيت أنيابه (د، كر).
30085 عن حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول يوم الخندق: شغلونا عن صلاة العصر - فلم يصلها يومئذ
حتى غابت الشمس - ملا الله بيوتهم وقبورهم نارا (هق في
عذاب القبر).
30086 عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم لما رجع من طلب الأحزاب نزع لامته واغتسل
447

واستجمر (1) (كر وقال: رجاله ثقات والحديث غريب).
30087 (من مسند رافع بن خديج) عن هرمز بن عبد
الرحمن بن رافع بن خديج عن أبيه عن جده لما كان يوم الخندق لم
يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة، فجعل النبي صلى الله عليه وآله
وسلم النساء والصبيان والذراري فيه فقال: إن ألم بكن
أحد فألمعن (2) بالسيف فجاءهن رجل من بني ثعلبة بن سعد يقال
له بخدان أحد بني حجاش على فرس حتى كان في أصل الحصن، ثم
جعل يقول للنساء: أنزلن إلى خير لكن فحركن السيف فأبصره
أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فابتدر الحصن قوم فيهم رجل
من بني حارثة يقال له ظهير بن رافع فقال: يا بخدان أبرز فبرز إليه
فحمل عليه فقتله وأخذ رأسه فذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ط ب).
30088 عن هرمز بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج عن
أبيه عن جده عن زيد بن ثابت قال: أجازني رسول الله صلى الله عليه

(1) واستجمر: الاستجمار: التمسح بالجمار، وهي الأحجار الصغار، ومنه
سميت جمار الحج، للحصى التي يرمى بها. النهاية 1 / 292.
(2) فألمعن: يقال: لمع بثوبه وألمع به، إذا رفعه وحركه ليراه غيره
فيجئ إليه. ومنه حديث زينب (رآها تلمع من وراء الحجاب)
أي تشير بيدها. النهاية 4 / 271. ب
448

وآله وسلم يوم الخندق وكساني قبطية (كر، وفيه يعقوب بن محمد
الزهري ضعيف).
30089 عن وهب أنبأنا سعيد بن عبد الرحمن الجشمي رجل
من الأنصار من بني سلمة عن أبيه عن جده ابن جهاد وكان ابن
جهاد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله أن ابنه قال:
يا أبتاه رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه والله لو رأيته
لفعلت وفعلت فقال: يا بني اتق الله وسدد فوالذي نفسي بيده
لقد رأيتنا معه يوم الخندق وهو يقول: من يذهب فيأتيني بخبرهم
جعله الله رفيقي يوم القيامة؟ فما قام من الناس أحد من صميم ما بنا
من الجوع والقر، ثم نادى يا حذيفة باسمه فقال: يا رسول الله والذي
نفسي بيده ما منعني أن أقوم إلا خشية أن لا آتيك بخبرهم فقال:
اذهب ودعا له رسول الله صلى الله عليه وآله بخير (كر).
30090 الواقدي حدثني أبي ابن عباس بن سهل عن أبيه عن
جده قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الخندق فأخذ
الكرزين (1) وضرب به فصادف حجرا فصل (2) الحجر فضحك

(1) الكرز بن: الفأس. النهاية 4 / 162. ب
(2) فصل: صل يصل صليلا: صوت كصلصل صلصلة ومصلصلا.
القاموس 3 / 4. ب
449

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله مم تضحك؟
قال: أضحك من قوم يؤتى بهم من المشرق في الكبول (1) يساقون
إلى الجنة وهم كارهون (ابن النجار).
30091 (مسند أبي سعيد) عن أبي سعيد حبسنا يوم
الخندق عن الظهر والعصر والمغرب والعشاء حتى كفينا ذلك وذلك
قوله تعالى (وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا)
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بلالا فأذن، ثم أقام الصلاة، ثم صلى
الظهر كما كان يصليها قبل ذلك ثم أقام فصلى العصر كما كان يصليها
قبل ذلك، ثم أقام المغرب فصلى المغرب كما كان يصليها قبل ذلك
ثم أقام العشاء فصلاها كما كان يصليها قبل ذلك وذلك قبل أن ينزل
(فان خفتم فرجالا أو ركبانا) (ط، عب، حم، ش وعبد بن حميد،
ن، عن وأبو الشيخ في الاذان، هق).
30092 عن عبد الله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم على الأحزاب فقال: اللهم منزل الكتاب سريع
الحساب هازم الأحزاب اهزمهم وزلزلهم (ش).
30093 عن مصعب قال كان ابن الزبير يحدث أنه كان في فارع (2)

(1) الكبول: الكبل: القيد ويكسر أو عظمه جمع كبول. القاموس 4 / 43. ب
(2) فارع: (المرتفع العالي الهين الحسن). النهاية 3 / 436. ب
450

أطم (1) حسان بن ثابت مع النساء يوم الخندق معهم عمر بن أبي
سلمة فقال ابن الزبير: ومعنا حسان بن ثابت ضاربا وتدا في ناحية
الأطم، فإذا حمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المشركين حمل على
الوتد فضربه بالسيف، وإذا أقبل المشركون انحاز على الوتد حتى
كأنه يقاتل قرنا (2) يتشبه بهم كأنه يرى أنه يجاهد جبنا عن
القتال قال: وإني لأظلم ابن أبي سلمة يومئذ وهو أكبر مني
بسنتين فأقول له: تحملني على عنقك حتى أنظر، فاني أحملك إذا
نزلت فإذا حملني، ثم سألني أن يركب قلت: هذه المرة وإني لأنظر
إلى أبي معتما بصفرة فأخبرتها أبي بعد فقال: وأين أنت حينئذ؟
قلت على عنق ابن أبي سلمة يحملني فقال: أما والذي نفسي بيده إن
رسول الله صلى الله عليه وآله حينئذ ليجمع لي أبويه قال ابن
الزبير: فجاء يهودي يرتقي إلى الحصن فقالت صفية لحسان: عندك
يا حسان فقال: لو كنت مقاتلا كنت مع رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، فقالت صفية له: أعطني السيف فأعطاها فلما ارتقى
اليهودي ضربته حتى قتلته ثم احتزت رأسه فأعطته حسان وقالت:

(1) أطم: الأطم بالضم: بناء مرتفع، وجمعه أطام. النهاية 1 / 54. ب
(2) قرنا: القرن بالكسر: الكفء والنظير في الشجاعة والحرب ويجمع
على أقران. النهاية 4 / 55. ب
451

طرح به فان الرجل أشد رمية من المرأة تريد أن ترعب
أصحابه (الزبير بن بكار، كر).
30094 عن ابن عباس قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم المشركين حتى فاتتهم الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملا الله قبورهم وأجوافهم
نارا (هق في عذاب القبر).
33095 عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله نادى
فيهم يوم انصرف عنهم الأحزاب ألا لا يصلين أحد العصر إلا في
بني قريظة فأبطأ الناس فتخوفوا فوت وقت الصلاة فصلوا وقال
آخرون: لا نصلي إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله
وإن فاتنا الوقت، فما عنف رسول الله صلى الله عليه وآله واحدا
من الفريقين (ابن جرير).
30096 (مسند ابن عمر) قال (ك) في مناقب الشافعي:
أخبرني الفضل بن أبي نصر أخبرني أبو بكر أحمد بن يعقوب بن عبد
الملك بن عبد الجبار القرشي الجرجاني حدثنا أبو العباس أحمد بن خالد
ابن يزيد بن غزوان حدثني رجل من ولد الفضل بن الربيع عن
أبيه قال: بعث إلي الرشيد فذكر قصة في استدعائه الشافعي ودعاء
دعا به ثم قوله حين سئل عن هو الذي حدثني به مالك بن انس
452

عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا به
يوم الأحزاب على قريش الهم إني أعوذ بنور قدسك وعظمة طهارتك وبركة جلالك من كل آفة وعاهة، قال (ق) في كتاب
بيان خصأ من أخطأ على الشافعي: سند هذا الحديث موضوع على
الشافعي لا شك فيه ولا يدري حال الفضل بن الربيع في الرواية ولا
حال ولده ومن رواه عنه، وأحمد بن يعقوب هذا كان يعرف بابن
بغاطرة القرشي الأموي له من أمثال هذا أحاديث موضوعة لا استحل
رواية شئ منها ولا رواية ما ذكره شيخنا ولو تورع هو أيضا عن
روايته لكان أولى به، فالشافعي مبرأ من هذه الرواية وكذلك مالك
ونافع وابن عمر ولقد رأيته في كتاب أبي نعيم أحمد بن عبد الله
الأصبهاني: عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى عن محمد بن الحسين ابن مكرم عن عبد الاعلى بن حماد النرسي قال قال الرشيد يوما للفضل
ان الربيع - فذكره، وذكره بسنده عن الشافعي عن مالك وهو
أيضا موضوع ورواه عن أي بكر محمد بن جعفر البغدادي عن أبي
بكر محمد بن عبيد عن أبي نصر المخزومي عن الفضل بن الربيع غير أنه
لم يذكر روايته عن مالك وهذا أمثل، ولا ينكر أن يكون
الشافعي جمع دعاء ودعا به وإنما المنكر رواية من واه عنه عن مالك
عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله - انتهى.
453

30097 عن أم حبيبة أن النبي صلى الله عليه وآله قال
يوم الخندق: شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتى غابت
الشمس (ابن جرير).
30098 عن أم سلمة قالت: أنشد النبي صلى الله عيه وآله
وسلم يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو
يقول: اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة (كر).
30099 عن ابن مسعود أن المشركين شغلوا النبي صلى الله
عليه وآله وسلم يوم الخندق عن أربع صلوات حتى ذهب من الليل
ما شاء الله فأمر بلالا فأذن وأقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى
العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء (ش).
30100 عن ابن إسحاق عن يزيد بن رومان عن عروة عن
عبيد الله بن كعب بن مالك الأنصاري قال لما كان يوم الخندق
خرج عمرو بن عبد ود معلما ليرى مشهده فلما وقف هو وخيله قال
له علي: يا عمرو إنك قد كنت تعاهد الله لقريش أن لا يدعوك
رجل إلى خلتين إلا اخترت إحداهما قال: أجل قال فاني أدعوك
إلى الله وإلى رسوله إلى الاسلام، قال: لا حاجة لي في ذلك قال:
فاني أدعوك إلى المبارزة، قال: لم يا ابن أخي فوالله ما أحب أن
454

أقتلك قال علي: ولكني والله أحب أن أقتلك فحمي عمرو عند
ذلك فأقبل إلى علي فتنازلا فتجاولا فقتله علي (ابن جرير).
30101 عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وآله
صاف المشركين يوم الخندق وكان يوما شديدا لم يلق المسلمون مثله
قط قال: ورسول الله صلى الله عليه وآله جالس وأبو بكر معه
جالس، وذلك زمان طلع النخل، وكانوا يفرحون به فرحا شديدا
لان عيشهم فيه فرفع أبو بكر رأسه فبصر بطلعة وكانت أول طلعة
رؤيت فقال: - هكذا بيده: طلعة يا رسول الله من الفرح فنظر
رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: اللهم لا تنزع منا صالح
ما أعطيتنا - أو: صالحا أعطيتنا (ش).
30102 عن عكرمة أن نوفلا أو ابن نوفل تردى به فرسه
يوم الخندق فقتل فبعث أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وآله
بديته مائة من الإبل، فأبى النبي صلى الله عليه وآله وقال: خذوه
فإنه خبيث الدية خبيث الجنة (ش).
30103 حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد
الكريم الجزري عن عكرمة قال: لما كان يوم الخندق قام رجل من
المشركين فقال: من يبارز؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
قم يا زبير فقالت صفية: يا رسول الله واجدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
455

قم يا زبير فقام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيهما علا صاحبه قتله فعلاه
الزبير فقتله، ثم جاء النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم بسلبه
فنفله (1) صلى الله عليه وسلم إياه (ابن جرير).
30104 (مسند انس) خرج رسول الله صلى الله عليه وآله
غداة باردة والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق فلما نظر إليهم
قال:
اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغر للأنصار والمهاجرة
فأجابوا:
نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أبدا
(ش).
30105 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق:
اللهم إنك أخذت عبيدة بن الحارث يوم بدر وحمزة بن عبد المطلب
يوم أحد وهذا علي فلا تدعني فردا وأنت خير الوارثين (الديلمي).
30106 عن ابن عباس قال: سمعت عمر يقول: جاء عمرو
ابن عبد ود فجعل يجول بفرسه حتى جاوز الخندق وجعل يقول: هل
من مبارز؟ وكست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم

(1) فنفله: النفل - بفتحتين -: الغنيمة. والجمع: الأنفال. وقال لبيد:
إن تقوى ربنا خير نفل. المختار 534. ب
456

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل يبارزه أحد فقام علي فقال: أنا يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل يبارزه أحد؟ فقال علي: دعني يا رسول الله فإنما أنا
بين حسنيين: إما أن أقتله فيدخل النار، وإما أن يقتلني فأدخل الجنة، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرج يا علي فقال له عمرو: من أنت يا ابن أخي؟ قال: أنا علي فقال:
إن أباك كان نديما لي لا أحب قتالك، قال علي: إنك كنت
أقسمت لا يسألك أحد ثلاثا إلا أعطيته فاقبل مني واحدة، فقال
عمرو: وما ذلك؟ فقال علي أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله فقال عمرو: ليس إلى ذلك سبيل قال: فترجع
فلا تكون علينا ولا معنا ثلاثا، قال: إني نذرت أن أقتل حمزة،
فسبقني إليه وحشي، ثم إني نذرت أن أقتل محمدا، قال علي:
فأنزل فنزل فاختلفا في الضربة فضربه عي فقتله (المحاملي في أماليه).
30107 عن المهلب بن أبي صفرة قال: قال أصحاب محمد:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حفر الخندق وهو يخاف
أن يبيتهم أبو سفيان إن بيتم فان دعواكم حم لا ينصرون (ش).
غزوة بني قريظة
30108 عن عائشة قالت لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يوم الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل وقد عصب
رأسه الغبار قال وضعت السلاح، والله ما وضعته فقال رسول
457

الله صلى الله عليه وآله: فأين؟ قال: ههنا وأومى إلى بني
قريظة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إليهم (ش).
30109 عن الحسن قال نزلت قريظة على حكم سعد بن معاذة
فقتل رسول الله صلى الله عليه وآله منهم ثلاثمائة وقال لبقيتهم:
انطلقوا إلى أرض المحشر فانا في آثاركم يعني أرض الشام فسيرهم
إليها (كر).
30110 عن الشعبي قال: رمى أهل قريظة سعد بن معاذ
فأصابوا أكحله فقال: اللهم لا تمتني حتى تشفيني منهم، فنزلوا على
حكم سعد بن معاذ، فحكم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بحكم الله حكمت (ش).
30111 عن عروة أنهم نزلوا على حكم رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فردوا الحكم إلى سعد بن معاذ فحكم فيهم سعد بن
معاذ أن يقتل مقاتلتهم وتسبى النساء والذرية وتقسم أموالهم،
فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لقد حكمت
فيهم بحكم الله (ش).
30112 عن عكرمة قال لما كان يوم بني قريظة قال رجل
من يهود: من يبارز؟ فقام إليه الزبير فبارزه فقالت صفية: واجدي
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيهما علا صاحبه قتله فعلاه الزبير فقتله فنفله
458

النبي صلى الله عليه وآله سلبه (كر).
30113 عن عكرمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله
بعث خوات بن جبير إلى بني قريظة على فرس يقال له جناح (ش).
30114 عن محمد بن سيرين قال: قال عاهد حيي بن أخطب
رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا يظاهر عليه أحدا وجعل
الله عليه كفيلا، فلم كان يوم قريظة أتي به وبابنه سلما فقال النبي
صلى الله عليه وآله: أوف الكيل فأمر به فضربت عنقه
وعنق ابنه (ش).
30115 عن يزيد بن الأصم قال: لما كشف الله الأحزاب
ورجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته يغسل رأسه أتاه جبريل قال: عفا الله
عنك وضعت السلاح ولم تضعه ملائكة السماء ائتنا عند حصن
بني قريظة فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاهم عند
الحصن (ش).
30116 عن ابن شهاب قال: أرسلت بنو قريظة إلى أبي
سفيان وإلى من معه من الأحزاب يوم الخندق أن أثبتوا فإنا سنغير
على بيضة المسلمين من ورائهم فسمع ذلك نعيم بن مسعود الأشجعي
وهو موادع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عند عيينة بن حصن حين أرسلت
بذلك بنو قريظة إلى الأحزاب فأقبل نعيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
459

فأخبره خبر ما أرسلت به بنو قريظة إلى الأحزاب فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: فلعلنا نحن أمرناهم بذلك فقام نعيم بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلك من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث بها غطفان وكان نعيم رجلا
لا يملك الحديث فلما ولى نعيم ذاهبا إلى غطفان قال عمر بن الخطاب:
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الذي قلت إما هو من عند الله فأمضه، وإما هو
رأي رأيته فان شأن بني قريظة هو أيسر من ذلك أن تقول شيئا
يؤثر عليك فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا رأي رأيته إن الحرب
خدعة، ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثر نعيم فدعاه، فقال له أرأيتك
الذي سمعتني أذكر آنفا اسكت عنه فلا تذكره لاحد: فانصرف
نعيم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء عيينة بن حصن ومن معه
من غطفان فقال لهم: هل علمتم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قال شيئا قط إلا
حقا؟ قالوا لا قال: فإنه قد قال لي فيما أرسلت به إليكم بنو قريظة
فلعلنا نحن أمرناهم بذلك، فإنه قد نهاني أن أذكره لكم فانطق عيينة
حتى لقي أبا سفيان بن حرب، فأخبره بما أخبره نعيم عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إنما أنتم في مكر من بني قريظة قال أبو سفيان: فنرسل
إليهم نسألهم الرهن فان دفعوا إلينا رهنا منهم فصدقوا و إن أبوا
فنحن منهم في مكر فجاءهم رسول أبي سفيان يسألهم الرهن فقال:
إنكم أرسلتم إلينا تأمروننا بالمكث وتزعمون أنكم ستخالفون محمدا
460

ومن معه فان كنتم صادقين، فارهنونا بذلك من أبنائكم وصبحوهم
غدا، قالت بنو قريظة: قد دخلت علينا ليل السبت، فأمهلوا حتى
يذهب السبت رجع الرسول إلى أبي سفيان بذلك، فقال أبو
سفيان ورؤس الأحزاب معه: هذا مكر من بني قريظة فارتحلوا
فبعث الله تعالى عليهم الريح حتى ما كاد رجل منهم يهتدي إلى
رحله فكانت تلك هزيمتهم، فبذلك يرخص الناس الخديعة في
الحرب (ابن جرير).
غزوة خيبر (1)
30117 عن يحيى بن سهل بن أبي خيثمة قال: أقبل مظر
ابن رافع الحارثي بأعلاج من الشام عشرة ليعملوا له في أرضه، فلما
نزل خيبر أقام بها ثلاثا فدخل يهود للاعلاج وحرضتهم على قتل
مظهر، ودسوا لهم سكينين أو ثلاثا فلما خرجوا من خيبر كانوا
بثبار، ووثبوا عليه فبعجوا بطنه فقتلوه، ثم انصرفوا إلى خيبر زودتهم
يهود وقوتهم حتى لحقوا بالشام وجاء عمر بن الخطاب الخبر بذلك
فقال: إني خارج إلى خيبر فقاسم ما كان بها من الأموال، وحاد

(1) خيبر: هي مدينة كبيرة ذات حصون. مزارع على ثمانية برد من المدينة
إلى جهة الشام. شرح المواهب اللدنية للزرقاني (2 / 217). ب
461

حدودها ومورف أرفها (1) ومجل يهود منها، فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لهم: ما أقركم الله وقد أذن الله في جلائهم، ففعل ذلك
بهم (بن سعد).
30118 (مسند علي) عن علي قال: لما قتلت مرحبا
جئت برأسه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (حم، عق، ق).
30119 عن علي قال: سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فلما
أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم وإلى قصرهم
قاتلوهم، فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحاب فجاء يجبنهم ويجبنونه
فساء ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لأبعثن عليه رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله يقاتلهم حتى يفتح الله له ليس بفرار
فتطاول الناس لها، ومدوا أعناقهم يرونه أنفسهم رجاء ما قال، فمكث
رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة فقال: أين علي؟ فقالوا: هو أرمد قال:
ادعوه لي فلما أتيته فتح عيني، ثم تفل فيها، ثم أعطاني اللواء فانطلقت
به سعيا خشية أن يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حدثا أو في حتى
أن يتهم فقاتلتهم فبرز مرحب يرتجز وبرزت له أرتجز كما يرتجز
حتى التقينا، فقتله الله بيدي، وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب
فأتينا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه الله (ش والبزار، وسنده حسن).

(1) أرفها: الأرف جمع أرفة وهي الحدود والمعالم. النهاية 1 / 39. ب
462

30120 (من مسند بريدة بن الخصيب الأسلمي) عن
بريدة قال: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبو بكر، فرجع ولم يفتح
له، فلما كان من الغد أخذ عمر ولم يفتح له، وقتل ابن مسلمة،
ورجع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعن لوائي هذا إلى رجل
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لن يرجع حتى يفتح عليه،
فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ثم
دعا باللواء وقام قائما فما منا من رجل له منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل حتى تطاولت أنا لها ورفعت
رأسي لمنزلة كانت لي منه فدعا علي بن أبي طالب وهو يشتكي عينيه
فمسحها ثم دفع إليه اللواء ففتح له (ابن جرير).
30121 عن بريدة قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة
خيبر فزع أهل خيبر فقالوا: جاء محمد في أهل يثرب، بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب بالناس، فلقي أهل خيبر فردوه
وكشفوه هو وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجبن أصحابه
ويجنه أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأعطين اللواء غدا رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فلما كان الغد تطاول لها أبو
بكر وعمر فدعا عليا وهو يومئذ أرمد فتفل في عينه وأعطاه اللواء
فانطلق بالناس فلقي أهل خيبر ولقي مرحبا الخيبري فإذا هو يرتجز
463

ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب أطعن أحيانا وحينا أضرب
فالتقى هو وعلي فضربه علي ضربة على هلته بالسيف عض السيف
منها بالأضراس وسمع صوت ضربته أهل العسكر، فما تتام آخر
الناس حتى فتح لأولهم (ش).
30122 (مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال: خرج
يوم خيبر مرحب اليهودي وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب إذا الليوث أقبلت تجرب وهو يقول: هل من مبارز؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لهذا؟
فقال محمد بن مسلمة: أنا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتلوا
أخي بالأمس، قال فقال: قم إليه اللهم أعنه فلم دنا أحدهما من
صاحبه دخلت بينهما شجرة ثم حمل عليه مرحب فضربه فاتقى بالدرقة
فوقع سيفه فيها فعضت به الدرقة فأمسكته فضربه محمد بن مسلمة
فقتله (ع وابن جرير والبغوي، كر).
30123 (مسند حسيل بن خارجة الأشجعي) عن حسيل
ابن خارجة الأشجعي قال: قدمت المدينة في جلب أبيعه فأتي بي
464

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا حسيل هل لك أن أعطيك عشرين
صاع تمر على أن تدل أصحابي هؤلاء على طريق خيبر؟ ففعلت، فلما
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أتيته فأعطاني العشرين صاع تمر، ثم أتي
بي إليه، فقال لي: يا حسيل إني لم أوت بامرئ ثلاثا فلم يسمل، فخرج
أحبل من عنقه الأصفر قال: فأسلمت (طب وأبو نعيم).
30124 (مسند ربيعة بن كعب الأسلمي) عن أبي طلحة
كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فلو قلت: إني ركبتي تمس ركبته فسكت
عنهم حتى إذا كان عند اسحر أغار عليهم وقال: (إنا إذا نزلنا بساحة
قوم فساء صباح المنذرين) (طب).
30125 (من مسند رفاعة بن رافع) عن أنس عن أبي
طلحة لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وقد أخذوا مساحيهم (1) ومكاتلهم
وغدو على حروثهم فلم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم معه الخميس نكصوا مدبرين
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا
بساحة قوم فساء صباح المنذرين (حم، طب).
30126 (مسند سلمة بن الأكوع) عن اياس بن سلمة
قال: أخبرني أبي قال: بارز عمي يوم خيبر مرحبا اليهودي فقال

مساحيهم: المساحي: جمع مسحاة، وهي المجرفة من الحديد.
والميم زائدة، لأنه من السحو: اكشف والإزالة. النهاية 4 / 328. ب
465

مرحب:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال عمي عامر:
قد علمت خيبر أني عامر شاكي السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر فرجع السيف
على ساقه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه، قال سلمة: فلقيت من
صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: بطل عمل عامر قتله نفسه فجئت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم أبكي، قلت: يا رسول الله أبطل عمل عامر؟ قال:
من قال ذلك؟ قلت: أناس من أصحابك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين حين خرج إلى خيبر جعل
يرتجز بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم النبي صلى الله عليه وسلم يسوق الركاب وهو
يقول:
تاالله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
إن الذين قد بغوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا * فثبت الاقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ قال: عامر يا رسول الله قال:
466

غفر لك ربك قال: وما استغفر لانسان قط يخصه إلا استشهد
فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله لو ما متعتنا
بعامر؟ فقام استشهد، قال سلمة: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى
علي فقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه
الله ورسوله، فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه
ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب:
أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندرة (1)
ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه (ش) (2).

(1) السغدرة: ضرب من الكيل عراف جراف واسع. والسندر: مكيال
معروف، وفي حديث علي عليه السلام: أكيلكم بالسيف كيل السندرة.
لسان العرب 4 / 382. ب
(2) وهكذا أورد القصة ابن سعد في الطبقات الكبرى (2 / 110) واستدركت
التصحيف منه.
وكذا ذكرت الأبيات في صحيح مسلم كتاب الجهاد باب غزوة ذي قرد
وغيرها من حديث طويل رقم 1807 صحيح مسلم (3 / 1441). ص
467

30127 عن أبي طلحة قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم خيبر فلما انتهينا وقد خرجوا بالمساحي، فلما رأونا قالوا: محمد
والله محمد والخميس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر (إنا إذا نزلنا
بساحة قوم فساء صباح المنذرين) (ش).
30128 عن أبي طلحة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما صبح خيبر تلا
هذه الآية (إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين) (كر).
30129 (مسند أبي ليلى) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر:
أما إني سأبعث إليهم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
يفتح الله عليه فقال: ادعوا لي عليا فجئ به يقاد أرمد لا يبصر
شيئا، فتفل في عينيه ودعا له بالشفاء وأعطاه الراية وقال: امض بسم
الله فما ألحق به آخر أصحابه حتى فتح على أولهم (أبو نعيم في
المعرفة ورجاله ثقات).
30130 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر:
لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه،
قال عمر: فما أحببت الامارة قط إلا يومئذ فتشوقت لها رجاء أن
أدعى لها فدعا فدعا عليا فبعثه وأعطاه الراية وقال: اذهب قاتل حتى
يفتح الله على يديك ولا تلتفت، فسار علي بالناس ثم وقف ولم
يلتفت فقال: يا رسول الله على ما أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى
468

يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا قالوا ذلك منعوا
منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل
(ابن جرير).
30131 عن ابن عباس قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
يهود خيبر: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى
وأخيه المصدق لما جاء به موسى ألا إن الله قال لكم: يا معشر اليهود
وأهل التوراة وإنكم لتجدون ذلك في كتابكم (محمد رسول الله
والذين معه أشداء على الكفار) - الآية، وإني أنشدكم بالله وبالذي
أنزل عليكم وأنشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم المن والسلوى
وأيبس البحر لآبائكم حتى أنجاكم من فرعون وعمله إلا أخبرتموني،
هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمد؟ قد تبين
الرشد من الغي وأدعوكم إلى الله وإلى رسوله (ابن إسحاق
وأبو نعيم).
30132 عن عائشة قالت: لما فتح الله علينا خيبر قلت
يا رسول الله الآن نشبع من التمر (كر).
30133 عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دفع إلى يهود
خيبر نخل خيبر وأرضها على أن يعتملوها من أموالهم ولرسول الله
صلى الله عليه وسلم شطرها (كر).
469

30134 حدثنا الصغدي بن سنان العقيلي عن محمد بن الزبير
الحنظلي عن مكحول قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أكل
متكئا ولبس برطلة (1) وتنور (ش).
30135 عن انس قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر قال
الحجاج بن علاط: يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا
وإني أريد أن آتهم وأنا في حل إن نلت منك أو قلت شيئا
فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء فأتى امرأته حين قدم
فقال: اجمعي ما كان عندك فاني أريد أن اشتري من غنائم محمد
وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم وفشا ذلك بمكة فانقمع (2)
المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا وبلغ الخبر العباس بن عبد
المطلب فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم، ثم أرسل غلاما إلى
الحجاج بن علاط ويلك ماذا جئت به وماذا تقول؟ فما وعد الله عز
وجل خير مما جئت به فقال الحجاج: اقرأ على أبي الفضل السلام
وقل له: فليخل بي في بعض بيوته لآتيه فان الخبر على ما يسره
فجاءه غلامه فلما بلغ الباب قال: أبشر يا أبا الفضل فوثب العباس

(1) برطلة: البرطل كقنفذ وأردن قلنسوة. القاموس 3 / 334. ب
(2) انقمع: قمعه، وأقمعه: أي قهره وأذله، فانقمع. المختار 435. ب
470

فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه، ثم جاءه
الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم
وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت
حيي واتخذها لنفسه، وخيرها بين أن يعتقها وتكون زوجة، أو
تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة، ولكن جئت
لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف علي ثلاثا ثم أذكر ما بدا
لك، فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته
إليه ثم انشمر (1) به، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج
فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا
وقالت: لا يخزيك الله يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك، قال:
أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على
رسوله، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، وإن كان لك
حاجة في زوجك فالحقي به، قالت: أظنك والله صادقا؟ قال: فاني
والله صدق والامر على ما أخبرتك، ثم ذهب حتى أتى مجلس
قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل،
قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله لقد أخبرني الحجاج بن علاط أن

(1) انشمر: انشمر للامر: أي تهيأ له وتشمر مثله. المصباح للجوهري 2 / 703. ب
471

خيبر فتحها الله على رسول وجرت سهام الله فيها، واصطفى رسول
الله صلى الله عيه وسلم صفية لنفسه، وقد سألني أن أخي عنه ثلاثا، وإنما جاء
ليأخذ ماله وما كان له من شئ ههنا ثم يذهب، فرد الله الكآبة
التي كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج المسلمون من كان دخل
بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون ورد
الله ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين (حم، ع،
طب وأبو نعيم، كر، وروى ن بعضه).
غزوة الحديبية
30136 الواقدي قال: كان أبو بكر الصديق يقول: ما كان
فتح أعظم في الاسلام من فتح الحديبية ولكن الناس يومئذ قصر
رأيهم عما كان بين محمد وربه، والعباد يعجلون والله لا يعجل كعجلة
العباد حتى يبلغ الأمور ما أرد، لقد نظرت إلى سهيل بن عمرو
في حجة الوداع قائما عند المنحر يقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينحرها بيده، ودعا الحلاق فحلق رأسه، وأنظر
إلى سهيل يلتقط من شعره وأراه يضعه على عينيه، وأذكر إباءه
أن يقر يوم الحديبية بأن يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ويأبى أن
يكتب محمد رسول الله صلى الله عليه وآله فحمدت الله الذي
هداه للاسلام (كر).
472

30137 عن ابن عباس قال: قال عمر بن الخطاب: لقد صالح
رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة على صلح وأعطاهم شيئا لو أن نبي الله
صلى الله عليه وسلم أمر علي أميرا فصنع الذي صنع نبي الله ما سمعت ولا أطعت
وكان الذي جعل لهم أن من لحق من الكفار بالمسلمين ردوه، ومن
لحق بالكفار لم يردوه (ابن سعد، وسنده صحيح).
30138 عن علي قال: خرج عبدان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم الحديبية بل الصلح فكتب إليه مواليهم قالوا يا محمد ما خرجوا
إليك رغبة في دينك وإنما خرجوا هربا من الرق، فقال ناس:
صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب
رقابكم على هذا، وأبى أن يردهم، وقال هم عتقاء الله عز وجل،
وخرج آخرون بعد الصلح فردهم (د وابن جرير وصححه، ق، ض).
30139 عن البراء قال: لما حصر (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم عن

(1) حصر: كل من امتنع من شئ فلم يقدر عليه فقد حصر عنه ولهذا
قيل: حصر في القراءة وحصر عن أهله. قال ابن السكيت: أحصره
المرض: أي منعه من السفر (أو من حاجة يريدها. قال الله تعالى:
(فان أحصرتم) قال: وقد حصره العدو يحصرونه: أي ضيقوا عليه
وأحاطوا به، وبابه نصر. وقال الأخفش: حصرت الرجل، فهو
محصور: أي حبسته. المختار 106. ب
473

البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثا، ولا يدخلها
إلا بجلبان (1) السلاح السيف وقرابه، ولا يخرج معه أحد من
أهلها، ولا يمنع أحدا أن يمكث بها ممن كان معه قال لعلي:
اكتب الشرط بيننا: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قاضى عليه محمد
رسول الله، فقال المشركون: لو نعلم أنك رسول الله تابعناك،
ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فأمر عليا أن يمحاها فقال علي:
لا والله لا أمحاها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرني مكانها فأراه مكانها
فمحاها، وكتب ابن عبد الله فأقام فيها ثلاثة أيام، فلما كان اليوم

(1) بجلبان: وفي حديث الحديبية (صالحوهم على أن لا يدخلوا مكة إلا
بجلبان السلاح) الجلبان - بضم الجيم وسكون اللام - شبه الجراب من
الأدم يوضع فيه السيف مغمودا، ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته،
ويعلقه في آخرة الكور أو واسطه، واشتقاقه من الجلبة، وهي الجلدة
والتي تجعل على القتب. ورواه القتيبي بضم الجيم واللام وتشديد الباء،
وقال: هو أوعية السلاح بما فيها ولا أراه سمي به إلا لجفائه، ولذلك
قيل للمرأة الغليظة الجافية جلبانه، وفي بعض الروايات (ولا يدخلها
إلا بجلبان السلاح): السيف والقوس ونحوه، يريد ما يحتاج في
إظهاره والقتال به إلى معاناة، لا كالرماح لأنها مظهرة يمكن تعجيل
الأذى بها. وإنما اشترطوا ذلك ليكون علما وأمارة للسلم، إذا كان
دخولهم صلحا. النهاية 1 / 282. ب
474

الثالث قالوا لعلي: هذا أخر يوم من شرط صاحبك، فمره
فليخرج، فحدثه بذلك، فقال: نعم فخرج (ش).
30140 عن البراء قال: نزلنا يوم الحديبية فوجدنا ماءها قد
شربه أوائل الناس فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على البئر، ثم دعا بدلو منها
فأخذ منه بفيه، ثم مجه فيها ودعا الله فكثر ماؤها حتى تروى
الناس منها (ش).
30141 عن البراء قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة (ش).
30142 عن جابر قال: كان أصحاب الشجرة ألفا وخمسمائة
(أبو نعيم في المعرفة).
30143 عن جابر قال: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة، فقال
لنا رسول الله صلى الله عليه وآله: أنتم اليوم خير أهل الأرض
(ش وأبو نعيم).
30144 عن جابر قال: عطش الناس وهم بالحديبية حتى
كادت أن تنقطع أعناقهم من شدة العطش، ففزعوا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقالوا هلكنا يا رسول الله هلكنا، قال: كل لن تهلكوا
وأنا فيكم، ثم أدخل يده في تور كان بين يديه فيه قريب من مد
ماء ففرج فيه أصابعه، فوالذي أكرمه بنبوته لرأيت الماء يفور
475

من بين أصابعه كالعيون اتي تجري، فقال: حي (1) باسم الله فشربنا
وسقينا الركاب، ثم عمدنا إلى المزاد (2) والقرب، فملأناها حتى
صدرنا فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله
وأني نبي الله ورسوله لا يقولها عبد بصدق قلبه ولسانه إلا دخل
الجنة قيل كم كنتم يومئذ؟ قال: أربع عشرة مائة، ولو شهد
ذلك اليوم أهل منى لوسعهم وكفاهم (كر).
30145 (من مسند جرير البجلي) لما كنا بالغميم لقي
رسول الله صلى الله عليه وسلم خبرا من قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة
خيل يتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتلقاه، وكان
بهم رحيما فقال: من رجل يعدل بنا عن الطريق؟ فقلت: أنا بأبي
أنت فأخذتهم في طريق قد كان مهاجري بها فدافد وعتاب،
فاستوت بنا الأرض حتى أنزلته على الحديبية، وهي نزح فألقى فيها
سهما أو سهمين من كنانته، ثم بصق فيها ثم دعا ففار عيونها
حتى أني أقول: لو شئنا لاغترفنا بأيدينا (طب).

(1) حي: أي: هلم وأقبل، وهو اسم لفعل الامر. المختار 128. ب
(2) المزاد: المزاد بكسر الميم: وعاء التمر يعمل من أدم وجمعه مزاود،
والمزادة شطر الرواية بفتح الميم والقياس كسرها لأنها آلة يستقى فيها الماء
وجمعها مزايد، وتجمع أيضا على مزاود فالكلمة واوية يائية وربما قيل
مزاد بغيرها، والمزادة مفعلة من الزاد لأنه يتزود فيها الماء المصباح 1 / 354. ب
476

30146 عن ناجية بن جندب بن ناجية قال: لما كنا بالغميم
لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد في جريدة خيل
تتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقاه وكان بهم
رحيما، فقال: من رجل يعدلنا عن الطريق؟ فقلت: أنا بأبي
أنت وأمي رسول الله، فأخذت بهم في طريق قد كان مهاجري بها
فدافد وعتاب، فاستوت بي الأرض حتى أنزلته على الحديبية وهي
نزح قال: فألقى فيها سهما أو سهمين من كنانته، ثم بصق فيها،
ثم دعا ففارت عيونها حتى أني لاقول: وشئنا لاغترفنا بأقداحنا
(ش وأبو نعيم).
30147 عن رفاعة بن عرافة الجهني قال: أقبلنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالكديد - أو قال: بقديد - وجعل رجال منا
يستأذنون إلى أهاليهم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأذن لهم وقال: ما بال
شق الشجرة الذي يلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر؟
فلم نر بعد ذلك من القوم إلا باكيا، فقال أبو بكر: إن الذي
يستأذنك في شئ بعدها لسفيه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله
وأثنى عليه وقال: أشهد عند الله، وكان إذا حلف قال: والذي
نفس محمد بيده ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك به
في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا
477

لا حساب عليهم ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تتبؤوا
أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مسكن في الجنة ثم قال:
إذا مضى نصف الليل - أو قال - ثلثاه - ينزل الله تعالى إلى سماء
الدنيا فيقول: لا أسأل عن عبادي أحدا غيري، من ذا الذي يسألني
أعطيه من ذا الذي يدعوني أستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني أغفر
له حتى ينصدع الفجر (حم والدارمي وابن خزيمة، حب، طب).
30148 (من مسند سلمة بن الأكوع) عن اياس بن
سلمة عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية
فنحر مائة بدنة ونحن سبع عشرة مائة ومعهم عدة السلاح والرجال
والخيل وكان في بدنه جمل أبي جهل فنزل الحديبية، فصالحته قريش
على أن هذا الهدي محله حيث حبسناه (ش).
30149 عن اياس بن سلمة عن أبيه قال بعثت قريش سهيل
ابن عمرو وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليصالحوه، فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم سهيل قال: قد
سهل بن أمركم القوم يأتون إليكم بأرحامكم وسائلوكم الصلح:
فابعثوا الهدي وأظهروا بالتلبية لعل ذلك يلين قلوبهم فلبوا من نواحي
العسكر حتى ارتجت أصواتهم بالتلبية، فجاؤه فسألوه الصلح، فبينما
الناس قد توادعوا وفي المسلمين ناس من المشركين وفي المشركين
478

ناس من المسلمين، ففتك أبو سفيان فإذا لوادي يسيل بالرجال
والسلاح قال سلمة: فجئت بستة من المشركين مسلحين أسوقهم
ما يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فأتينا بهم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسلب
ولم يقتل وعفا، فشددنا على ما في أيدي المشركين منا فما تركنا
فيهم رجلا منا إلا استنقذناه، وغلبنا على من في أيدينا منهم، ثم
إن قريشا أتت سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى فولوا
صلحهم، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا وطلحة فكتب علي بينهم: بسم
الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا
صالحهم على أنه لا إغلال، ولا إسلال (1)، وعلى أنه من قدم مكة
من أصحاب محمد حاجا أو معتمرا أو يبتغي من فضل الله فهو آمن
على دمه وماله، ومن قدم المدينة من قريش مجتازا إلى مصر وإلى
الشام يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه وماله، وعلى أنه من
جاء محمدا من قريش فهو رد، ومن جاءهم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
فهو لهم، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاءهم
منا فأبعده الله ومن جاءنا منهم رددناه إليهم يعلم الله الاسلام من

(1) لا إغلال ولا إسلال: ومنه حديث صلح الحديبية (لا إغلال ولا إسلال)
الأغلال: الخيانة أو السرقة الخفية، والاسلال: من مثل البعير وغيره
في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل، وهي السلة. النهاية 3 / 380. ب
479

نفسه يجعل الله له مخرجا وصالحوه على أنه يعتمر عاما قابلا في
مثل هذا الشهر لا يدخل علينا بخيل ولا سلاح إلا ما يحمل المسافر
في قرابه فيمكثوا فيها ثلاث ليال، وعلى أن هذا الهدي حيث
حبسناه فهو محله لا يقدمه علينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن
نسوقه وأنتم تردون وجهه (ش).
30150 عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كنا يوم الشجرة
ألف وأربعمائة أو ألفا وثلاثمائة، وكانت أسلم يومئذ ثمن المهاجرين
(ش وأبو نعيم في المعرفة).
30151 عن أنس أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم منهم سهيل
ابن عمرو قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم
فقال سهيل: أما بسم الله الرحمن الرحيم فلا ندري ما بسم الله الرحمن
الرحيم ولكن اكتب بما نعرف باسمك اللهم فقال اكتب من
محمد رسول الله، قالوا لو علمنا أنك رسول الله لاتبعناك، ولكن
اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب من محمد بن
عد الله، فاشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم،
ومن جاء منا رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول الله أنكتب هذا؟
قال: نعم إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل
الله له فرجا ومخرجا (ش).
480

مراسيل عروة
30152 عن عروة في نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية قال: وفزعت
قريش لنزوله عليهم وأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم رجلا
من أصحابه فدعا عمر بن الخطاب ليبعثه إليه فقال: يا رسول الله
إني لألعنهم وليس أحد بمكة من بني كعب يغضب لي إن أوذيت
فأرسل عثمان، فان عشيرته بها وإنه يبلغ لك ما أردت، فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فأرسله إلى قريش وقال: أخبرهم أنا
لم نأت لقتال، وإنما جئنا عمارا وأدعهم إلى الاسلام وأمره أن
يأتي رجالا من المؤمنين بمكة ونساء مؤمنات فيدخل عليهم ويبشرهم
بالفتح ويخبرهم أن الله جل ثناؤه يوشك أن يظهر دينه بمكة حتى
لا يستخفى فيها بالايمان تثبيتا يثبتهم قال: فانطلق عثمان فمر على قريش
ببلدح (1) فقالت قريش: أين؟ قال: بعثني رسول الله إليك لادعوكم
إلى الله عز وجل وإلى الاسلام، ونخبركم أنا لم نأت لقتال أحد وإنما
جئنا عمارا، فدعاهم عثمان كما أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد سمعنا
ما تقول فانفذ لحاجتك، وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص فرحب
به، وأسرج فرسه فحمل عثمان على الفرس فأجاره وردفه (1) أبان
حتى جاء مكة، ثم إن قريشا بعثوا بديل بن ورقاء الخزاعي وأخا

(1) بلدح: اسم موضوع بالحجاز قرب مكة. النهاية (1 / 150) (2) وردفه: بالكسر - أي: تبعه. المختار 191. ب
481

بني كنانة، ثم جاء عروة بن مسعود الثقفي - فذكر الحديث فيما
قالوا وقيل لهم - ورجع عروة إلى قريش وقال: إنما جاء الرجل
وأصحابه عمارا، فخلوا بينه وبين البيت، فليطوفوا فشتموه، ثم
بعثت قريش سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن
حفص ليصلحوا عليهم فكلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوه إلى الصلح
والموادعة فلما لان بعضهم لبعض وهم على ذلك لم يستقم لهم ما
يدعون إليه من الصلح وقد أمر بعضهم بعضا وتزاوروا، فبينما هم
كذلك وطوائف المسلمين في المشركين لا يخاف بعضهم بعضا ينتظرون
الصلح والهدنة إذ رمى رجل من أحد الفريقين رجلا من الفريق
الآخر فكانت معركة وتراموا بالنبل والحجارة، وصاح الفريقان
كلاهما وارتهن كل واحد من الفريقين من فيهم، فارتهن المسلمون
سهيل بن عمرو ومن أتاهم من المشركين، وارتهن المشركون عثمان بن
عفان ومن كان أتاهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى البيعة، ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن روح
القدوس قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بالبيعة فاخرجوا على اسم
الله فبايعوا، فثار المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت الشجرة،
فبايعوه على أن لا يفروا أبدا، فرعبهم الله تعالى، فأرسلوا من كانوا
قد ارتهنوا، ودعوا إلى الموادعة والصلح - وذكر الحديث في كيفية
482

الصلح والتحلل من العمرة قال: وقال المسلمون وهم بالحديبية قبل أن
يرجع عثمان: خلص عثمان من بيننا إلى البيت فطاف به، فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون،
قالوا: وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص؟ قال: ذاك ظني به أن
لا يطوف بالكعبة حتى نطوف معا، فرجع إليهم عثمان فقال
المسلمون: اشتفيت يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت؟ فقال عثمان:
بئسما ظننتم بي فوالذي نفسي بيده لو مكثت مقيما بها سنة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم مقيم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوف بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأبيت فقال المسلمون:
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلمنا بالله وأحسننا ظنا (كر، ش).
30153 (أيضا) حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام عن أبيه
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية وكانت الحديبية في شوال
فخرج حتى إذا كان بعسفان لقيه رجل من بني كعب فقال: يا رسول
الله إنا تركنا قريشا وقد جمعت أحابيشها (1) تطعمها الخزير (2) يريدون

(1) أحابيشها: هم أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشا.
والتحبش: التجمع. النهاية 1 / 330. ب
(2) الخزير: في حديث عثمان (أنه حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم على خزيرة تصنع
له) الخزيرة: لحم يقطع صغارا ويصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر
عليه الدقيق، فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة. النهاية 2 / 28. ب
483

أن يصدوك عن البيت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا تبرز
عسفان لقيهم خالد بن الوليد طليعة لقريش، فاستقبلهم على الطريق
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم ههنا فأخذ بين سروعتين - يعني شجرتين -
ومال عن سنن الطريق حتى نزل الغميم فلما نزل الغميم خطب الناس
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد فان قريشا قد
جمعت لكم أحابيشها تطعمها الخزير يريدون أن يصدونا عن البيت
فأشيروا علي بما ترون أن تعمدوا إلى الرأس - يعني أهل مكة - أم
ترون أن تعمدوا إلى الذين أعانوهم فتخالفوهم إلى نسائهم وصبيانهم،
فان جلسوا جلسوا موتورين مهزومين، فان طلبونا طلبونا طلبا
متداريا ضعيفا فأخزاهم الله؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله إن
تعمد إلى الرأس فان الله معينك، وإن الله ناصرك وإن الله مظهرك،
قال المقداد بن الأسود وهو في رحله: إنا والله يا رسول الله لا نقول
لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيها: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا
ههنا قاعدون ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا غشي الحرم ودخل أنصابه
بركت ناقته الجدعاء فقالوا: خلات (1) فقال: والله ما خلات

(1) خلات: في حديث الحديبية (أنه بركت به راحلته، فقالوا: خلات
القصواء، فقال: ما خلات القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن
حبسها حابس الفيل). الخلاء للنوق كالالحاح للجمال، والحران
للدواب. يقال: خلات الناقة، وألح الجمل، وحرن الفرس. النهاية 2 / 58. ب
484

وما الخلا بعادتها، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، لا تدعوني
قريش إلى تعظيم المحارم فيسبقوني إليها هلم ههنا لأصحابه فأخذ
ذات اليمين في ثنية تدعى ذات الحنظل، حتى هبط على الحديبية،
فلما نزل استسقى الناس من البئر، فنزفت ولم تقم بهم فشكوا ذلك
إليه فأعطاهم سهما من كنانته، فقال اغرزوه في البئر فغرزوه في البئر فجاشت (1)
وطما (2) ماؤها حتى ضرب الناس بعطن (3) فلما سمعت به قريش
أرسلوا إليه أخا بني حليس وهم من قوم يعظمون الهدي فقال: ابعثوا
الهدي، فلما رأى الهدي لم يكلمهم كلمة، وانصرف من مكانه إلى
قريش فقال: يا قوم القلائد والبدن والهدي فحذرهم وعظم عليهم،
فسبوه وتجهموه وقالوا: إنما أنت أعرابي جلف (4) لا نعجب منك

(1) فجاشت: في حديث الحديبية (فما زال يجيش لهم بالري) أي: يفور
ماؤه ويرتفع. النهاية 1 / 324. ب
(2) وطما: في حديث طهفة (ما طما البجر وقام تعار) أي: ارتقع
بأمواجه. وتعار: اسم جبل. النهاية 3 / 139. ب
(3) بعطن: العطن: مبرك الإبل حول الماء. يقال: عطنت الإبل فهي
عاطنة وعواطن: إذا سيقت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة
أخرى. النهاية 3 / 258. ب
(4) جلف: الجلف: الأحمق. وأصله من الجلف (وهي الشاة المسلوخة
التي قطع رأسها وقوائمها. النهاية 1 / 287. ب
485

ولكنا نعجب من أنفسنا إذا أرسلناك، اجلس، ثم قالوا لعروة بن
مسعود: انطلق إلى محمد ولا تؤتين من ورائك، فخرج عروة
حتى أتاه فقال: يا محمد ما رأيت رجلا من العرب سار إلى مثل
ما سرت إليه سرت بأوباش الناس إلى عترتك وبيضتك التي تفلقت
عنك لتبيد خضراءها تعلم أني قد جئتك من عند كعب بن لؤي
وعامر بن لؤي قد لبسوا جلود النمر عند العوذ المطافيل يقسمون
بالله لا تعرض لهم خطة إلا عرضوا لك أمرا منها، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إنا لم نأت لقتال ولكنا أردنا أن نقضي عمرتنا وننحر
هدينا، فهل لك أن تأتي قومك فإنهم أهل قتب (1) وإن الحرب
قد أخافتهم وإنه لا خير لهم أن تأكل الحرب منهم إلا ما قد
أكلت فيخلون بيني وبين البيت فنقضي عمرتنا وننحر هدينا ويجعلون
بيني وبينهم مدة تزيل فيها نساؤهم ويأمن فيها سربهم، ويخلون بيني
وبين الناس فاني والله لأقاتلن على هذا الامر الأحمر والأسود
حتى يظهرني الله أو تنفرد سالفتي، فان أصابني الناس فذاك الذي
يريدون، وإن أظهرني الله عليهم اختاروا، إما قاتلوا معدين وإما
دخلوا في السلم وافرين، قال: فرج عروة إلى قريش فقال: تعلمن
والله ما على الأرض قوم أحب إلي منكم، إنكم الاخواني،

(1) قتب: القتب للجمل كالا كاف لغيره. النهاية 4 / 11. ب
486

وأحب الناس إلي، ولقد استنصرت لكم الناس في المجامع، فلما
لم ينصروكم أتيتكم بأهلي حتى نزلت معكم إرادة أن أواسيكم،
والله ما أحب الحياة بعدكم تعلمن أن الرجل قد عرض نصفا
فاقبلوه، تعلمن أني قدمت على الملوك ورأيت العظماء وأقسم بالله إن
رأيت ملكا ولا عظيما أعظم في أصحابه منه لن يتكلم معه رجل
حتى يستأذنه، فان هو أذن تكلم وإن لم يأذن له سكت، ثم إنه
ليتوضأ فيبتدرون وضوءه ويصبونه على رؤوسهم يتخذونه حنانا، فلما
سمعوا مقالته أرسلوا إليه سهيل بن عمرو ومكرز بن حفص فقالوا:
انطلقوا إلى محمد فان أعطاكم ما ذكر عروة فقاضياه على أن يرجع
عامه هذا عنا ولا يخلص إلى البيت حتى يسمع من يسمع بمسيره
من العرب إنا قد صددناه، فخرج سهيل ومكرز حتى أتياه وذكرا
ذلك له فأعطاهما الذي سألا فقال: اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم
قالوا: و الله لا نكتب هذا أبدا قال: فكيف؟ قالوا: نكتب باسمك
اللهم، قال: وهذه فاكتبوها فكتبوها قال: اكتب هذا ما قاضى
عليه محمد رسول الله فقالوا: والله ما نختلف إلا في هذا، فقال:
ما أكتب؟ فقالوا: إن شئت فاكتب محمد بن عبد الله قال: وهذه
حسنة فاكتبوها فكتبوها، وكان في شرطهم: إن بيننا للعيبة (1)

(1) للعيبة: ومنه الحديث (وأن بينهم عيبة مكفوفة) أي: بينهم صدر
نقي من الغل. الخداع، مطوي على الوفاء بالصلح. والمكفوفة:
المشرجة المشدودة. النهاية 2 / 237. ب
487

المكفوفة وأنه لا إغلال ولا إسلال، قال أبو أسامة: الأغلال
الدروع والاسلال والسيوف، ويعني بالعيبة المكفوفة أصحابه يكفهم
عنهم، وإنه من أتاكم منا رددتموه علينا، ومن أتانا منكم لم نرده
عليكم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن دخل معي فله مثل شرطي
فقالت قريش: من دخل معنا فهو منا له مثل شرطنا، فقالت بنو
كعب: نحن معك يا رسول الله وقالت بنو بكر: نحن مع قريش
فبينما هم في الكتاب إذ جاء أبو جندل يرسف (1) في القيود فقال
المسلمون: هذا أبو جندل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو لي وقال سهيل:
هو لي وقال سهيل: اقرأ الكتاب فإذا هو لسهيل فقال أبو جندل:
يا رسول الله يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين فقال عمر: يا أبا
جندل: هذا السيف فإنما هو رجل ورجل فقال سهيل: أعنت علي
يا عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هبه لي قال: لا قال: فأجره لي قال:
لا قال مكرز: قد أجرته لك يا محمد فلم يبح (ش).
30154 حدثنا خالد بن مخلد حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز

(1) يرسف: الرسف: مشي المقيد إذا جاء يتحامل برجله مع
القيد. النهاية 2 / 222. ب
488

الأنصاري حدثني ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم خرج عام الحديبية في ألف وثمان مائة وبعث بين يديه عينا له
من خزاعة يدعى ناجية يأتيه بخبر القوم حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
غديرا بعسفان عينه بغدير الأشطاط فقال: يا محمد تركت قومك
كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد استنفروا لك الأحابيش من أطاعهم
قد سمعوا بمسيرك وتركت غدواتهم يطعمون الخزير في دورهم وهذا
خالد بن الوليد في خيل بعثوه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ماذا
تقولون ماذا تأمرون؟ أشيروا علي قد جاءكم خبر من قريش مرتين
وما صنعت، فهذا خالد بن الوليد بالغميم، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أترون أن نمضي لوجهنا ومن صدنا عن البيت قاتلناه، أم ترون
أن نخالف هؤلاء إلى من تركوا وراءهم فان اتبعنا منهم عنق قطعه
الله تعالى؟ قالوا: يا رسول الله الامر أمرك والرأي رأيك، فتيامنوا
في هذا الفعل فلم يشعر به خالد ولا الخيل التي معه حتى جاوز بهم
قترة (1) الجيش، وأوفت به ناقته على ثنية تهبط على غائط القوم
يقال لها: بلدح فبركت فقال: حل حل فلم تنبعث، فقالوا: خلات
القصواء قال: إنها والله ما خلات ولا هو لها بخلق ولكن حبسها

(1) قترة: القتر: جمع قترة، وهي الغبار، ومنه قوله تعالى (ترهقها
قترة). المختار 410. ب
489

حابس الفيل، أما والله لا يدعوني إلى خطة يعظمون فيها
حرمة ولا يدعون فيها إلى صلة إلا أجبتهم إليها، ثم زجرها فوثبت
فرجع من حيث جاء عوده على بدئه حتى نزل بالناس على ثمد (1)
من ثماد الحديبية ظنون قليل الماء يتبرض (2) الناس ماءها تبرضا
فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلة الماء فانتزع سهما من كنانته فأمر
رجل فغرزه في جوف القليب فجاش بالماء حتى ضرب الناس عنه
بعطن، فبينما هو على ذلك إذ مر به بديل بن ورقاء الخزاعي في
ركب من قومه من خزاعة فقال: يا محمد هؤلاء قومك قد خرجوا
بالعوذ المطافيل يقسمون بالله، ليحولن بينك وبين مكة حتى لا يبقى
منهم أحد قال: يا بديل إني لم آت لقتال أحد إنما جئت لاقضي
نسكي وأطوف بهذا البيت وإلا فهل لقريش في غير ذلك هل لهم
إلى أن أمادهم مدة يأمنون فيها ويستجمون ويخلون فيها بيني وبين
الناس، فان ظهر فيها أمري على الناس كانوا فيها بالخيار أن يدخلوا
فيما دخل فيه الناس وبين أن يقاتلوا وقد جمعوا أعدوا قال بديل:

(1) ثمد: الثمد بالتحريك: الماء القليل. النهاية 221. ب
(2) يتبرض: برض الماء خرج وهو قليل كالبترض، وما تبرضت من الماء
القليل، وتبرض تبلغ بالقليل، والشئ أخذه قليلا قليلا فلانا أصاب
منه الشئ وتبلغ والقاموس 2 / 324. ب
490

سأعرض هذا على قومك فركب بديل حتى مر بقريش فقالوا:
من أين؟ قال: جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فان شئتم أخبرتكم
بما سمعت منه فعلت؟ فقال ناس من سفهائهم: لا تخبرنا عنه شيئا
وقال ناس من ذوي أسنانهم وحكمائهم: بل أخبرنا ما الذي رأيت
وما الذي سمعت؟ فافتص عليهم بديل قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عرض
عليهم من المدة قال: وفي كفار قريش يومئذ عروة بن مسعود
الثقفي، فوثب فقال: يا معشر قريش هل تتهموني في شئ، ألست
بالولد ولستم بالوالد؟ وألست قد استنفرت لكم أهل عكاظ؟ فلما بلحوا (1) علي
نفرت إليكم بنفسي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى قد فعلت قال:
فاقبلوا من بديل ما جاءكم به وما عرض عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابعثوني
حتى آتيكم بمصافيها من عنده قالوا: فاذهب فخرج عروة حتى نزل
برسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية فقال: يا محمد هؤلاء قومك كعب بن لؤي
وعامر بن لؤي قد خرجوا بالعوذ المطافيل (2) يقسمون لا يخلون بينك
وبين مكة حتى تبيد خضراؤهم، وإنما أنت بين قتالهم من أحد

(1) بلحوا: ومنه الحديث (استنفرتهم فبلحوا علي) أي: أبوا، كأنهم
قد أعيوا عن الخروج معه وإعانته. النهاية 1 / 151. ب
(2) بالعوذ المطافيل: وفي حديث الحديبية (ومعهم العوذ المطافيل) يريد
النساء والصبيان. النهاية 3 / 318. ب
491

أمرين: أن تحتاح قومك، فلم تسمع برجل قط اجتاح أصله قبلك
وبين أن يسلمك، ومن أرى معك فاني لا رأى معك إلا أوباشا من
الناس لا أعرف أسماءهم ولا وجوههم فقال أبو بكر وغضب: امصص
بظر (1) اللات أنحن نخذله أو نسلمه، فقال عروة: أما والله ان
لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك فيما قلت، وكان عروة قد
حمل بدية فأعانه أبو بكر فيها بعون حسن والمغيرة بن شعبة قائم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وجهه المغفر، فلم يعرفه عروة وكان عروة
يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مد يده فمس لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعها
المغيرة بقدح كان في يده حتى إذا أخرجه قال: من هذا؟ قالوا:
المغيرة بن شعبة، قال عروة: أنت بذاك يا غدر، وهل غسلت عنك
غدرتك إلا أمس بعكاظ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعروة بن مسعود مثل
ما قال لبديل، فقام عروة فخرج حتى جاء إلى قومه فقال: يا معشر
قريش إني قد وفدت على الملوك على قيصر في ملكه بالشام وعلى
النجاشي بأرض الحبشة، وعلى كسرى بالعراق وإني والله ما رأيت
ملكا هو أعظم ممن هو بين ظهريه من محمد في أصحابه والله ما
يشدون إليه النظر، وما يرفعون عنده الصوت، وما يتوضأ بوضوء

(1) بظر اللات: البظر بفتح الباء: الهنة التي تقطعها الخافضة من فرج
المرأة عند الختان. النهاية 1 / 138. ب
492

إلا ازدحموا عليه، أيهم يظفر منه بشئ، فاقبلوا الذي جاءكم به بديل
فإنها خطة (1) رشد قالوا: اجلس ودعوا رجلا من بني الحارث بن
مناف يقال له: الحليس قالوا، انطلق فانظر ما قبل هذا الرجل وما
يلقاك به فخرج الحليس فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا عرفه وقال:
هذا الحليس وهو من قوم يعظمون الهي، فابعثوا الهدي في وجهه
فبعثوا الهدي في وجهه قال ابن شهاب: فاختلف الحديث في الحليس،
فمنهم من قال: جاءه فقال له مثل ما قال لبديل وعروة، ومنهم من
قال: لما رأى الهدي رجع إلى قريش فقال: لقد رأيت أمرا لئن
صددتموه إني لخائف عليكم أن يصيبكم غب (2) فأبصروا بصركم،
قالوا: اجلس ودعوا رجلا يقال له مكرز بن حفص بن الأحنف
من بني عامر بن لؤي، فبعثوه فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذا رجل
فاجر ينظر بعين قال له مثل ما قال لبديل وأصحابه في المدة فجائهم
فأخبرهم فبعثوا سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي يكاتب رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الذي دعا إليه فجاء سهيل بن عمرو فقال: قد بعثتني

(1) خطة رشد: أي: أمرا واضحا في الهدى والاستقامة. النهاية 2 48 ب
(2) غب: في الحديث (زر غبا تزدد حبا) الغب من أوراد الإبل: أن
ترد الماء يوما وتدعه يوما ثم تعود، فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام
يقال: غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام. النهاية 3 / 336. ب
493

قريش إليك أكاتبك على قضية نرتضي أنا وأنت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
نعم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم قال: ما أعرف الله وما أعرف
الرحمن ولكن اكتب كما كنا نكتب باسمك اللهم، فوجد الناس
من ذلك وقالوا: لا نكاتبك على خطة حتى يقر بالرحمن الرحيم
قال سهيل: إذا لا أكاتب على خطة حتى أرجع قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله قال:
لا، لا أقر لو أعلم أنك رسول الله ما خالفتك ولا عصيتك ولكن
محمد بن عبد الله، فوجد الناس منها أيضا قال: اكتب محمد بن
عبد الله سهيل بن عمرو فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله
ألسنا على الحق أوليس عدونا على الباطل؟ قال: بلى قال: فعلام
نعطي الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الله ولن أعطيه ولن
يضيعني وأبو بكر متنح بناحية، فأتاه عمر فقال: يا أبا بكر فقال:
نعم قال: ألسنا على الحق أوليس عدونا على الباطل؟ قال بلى قال:
فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: دع عنك ما ترى يا عمر، فإنه
رسول الله ولن يضيعه الله ولن يعصيه، وكان في شرط الكتاب: أنه
من كان منا فأتاك فكان على دينك رددته إلينا، ومن جاءنا من
قبلك رددناه إليك قال: أما من جاء من قبلي فلا حاجة لي
برده، وأما التي اشترطت لنفسك فتلك بيني بينك، فبينما الناس
494

على ذلك الحال إذ طلع عليهم أب جندل بن سهيل بن عمرو يرسف
في الحديد قد خلا له أسفل مكة متوشح السيف فرفع سهيل
رأسه فذا هو بابنه أبي جندل فقال: هذا أول من قاضيتك عليه
رده فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا سهيل إنا لم نقض الكتاب بعد قال:
وما أكاتبك على خطة حتى ترده قال: فشأنك به فبهش (1) أبو
جندل إلى الناس فقال: يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنوني
في ديني فلصق به عمر وأبوه آخذ بيده يجتره وعمر يقول: إنما هو
رجل ومعك السيف فانطلق به أبوه فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم
من جاء من قبلهم يدخل في دينه، فلما اجتمع نفر فيهم أبو بصير
ردهم إليهم أقاموا بساحل البحر، فكأنهم قطعوا على قريش متجرهم
إلى الشام فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نراه منك صلة أن
تردهم إليك وتجمعهم، فردهم إليه، فكان فيما أرادهم النبي صلى الله عليه وسلم في
الكتاب أن يدعوه يدخل مكة فيقضي نسكه وينحر هديه بين
ظهريهم، فقالوا: لا تتحدث العرب أنك أخذتنا ضغطة أبدا ولكن
ارجع عامك هذا، فإذا كان قابل أذنا لك فاعتمرت وأقمت ثلاثا

(1) فبهش: ومنه حديث ابن عباس رضي الله عنهما (أن رجلا سأله عن
حيه قتلها فقال: (هل بهشت إليك) أي: أسرعت نحوك تريدك
النهاية 1 / 166. ب
495

وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للناس: قوموا فانحروا هديكم واحلقوا
وأحلوا، فما قام رجل ولا تحرك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بذلك
ثلاث مرات، فما تحرك أحد منهم ولا قام من مجلسه، فما رأى
النبي صلى الله عليه وسلم ذلك دخل على أم سلمة وكان خرج بها في تلك الغزوة
فقال: يا أم سلمة ما بال الناس أمرتهم ثلاث مرار أن ينحروا وأن
يحلقوا وأن يحلوا، فما قام رجل إلى ما أمره به، فقالت يا رسول
الله: اخرج أنت فاصنع ذلك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يمم هديه
فنحره ودعا حلاقه فحلقه، فلما رأى الناس ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وثبوا إلى هديهم فنحروه، وأكب بعضهم يحلق بعضا حتى كاد
بعضهم أن يغم بعضا من الزحام. قال ابن شهاب: وكان الهدي
الذي ساق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سبعين بدنة، قال ابن شهاب:
فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما
لكل مائة رجل سهم (ش).
30155 عن عطاء قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمرا في ذي
القعدة معه المهاجرون والأنصار، حتى أتى الحديبية فخرج إليه قريش
فردوه عن البيت حتى كان بينهم كلم وتنازع حتى كاد يكون
بينهم قتال فبايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه - وعدتهم ألف وخمسمائة -
تحت الشجرة وذلك يوم بيعة الرضوان، فقاضاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش:
496

نقاضيك على أن تنحر الهدي مكانه وتحلق وترجع حتى إذا
كان العام المقبل نخلي لك مكة ثلاثة أيام ففعل فخرجوا إلى عكاظ،
فأقاموا فيها ثلاثا واشترطوا عليه أن لا يدخلها بسلاح إلا بالسيف ولا
تخرج بأحد من أهل مكة إن خرج معك فنحر الهدي مكانه،
وحلق ورجع حتى إذا كان في قابل في تلك الأيام دخل مكة وجاء
بالبدن معه وجاء الناس معه فدخل المسجد الحرام، فأنزل الله تعالى
(لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن
شاء الله آمنين) وأنزل عليه (الشهر احرام بالشهر الحرام) - الآية،
فأحل الله لهم إن قاتلوه في المسجد الحرام أن يقاتلهم، فأتاه أبو
جندل بن سهيل بن عمو وكان موثوقا أوثقه أبوه فرده إلى
أبيه (ش).
30156 عن عطاء قال: كان منزل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية
بالحرم (ش).
غزوة الفتح
30157 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن أسماء بنت
أبي بكر قالت: لما كان عام الفتح خرجت ابنة لأبي قحافة فلقيتها
الخيل وفي عنقها طوق من ورق، فاقتطعه إنسان من عنقها فلما
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد قام أبو بكر فقال: أنشد بالله
497

والاسلام طوق أختي، فوالله ما أجابه أحد ثم قال الثانية فما أجابه
أحد فقال: يا أخية احتسبي طوقك، فوالله إن الأمانة اليوم في
الناس لقليل (هق في الدلائل).
30158 عن الزهري عن بعض آل عمر عن عمر بن الخطاب
أنه قال: لما كان يوم الفتح ورسوله الله صلى الله عليه وسلم بمكة أرسل إلى صفوان
ابن أمية وإلى أبي سفيان بن حرب وإلى الحارث بن هشام قال عمر:
فقلت قد أمكن الله منهم لأعرفنهم بما صنعوا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مثلي ومثلكم كما قال يوسف لاخوته: (لا تثريب عليكم اليوم
يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) قال عمر: فانفضحت حياء من
رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية أن يكون بدر مني وقد قال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما قال (كر).
30159 عن عبد الرحمن بن صفوان قال: لبست ثيابي يوم
فتح مكة، ثم انطلقت فوافقت النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج من البيت
فسألت عمر أي شئ صنع النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت؟ فقال:
صلى ركعتين (ابن سعد والطحاوي).
30160 (مسند عثمان) عن معان بن رفاعة السلامي عن أبي
خلف الأعمى وكان نظير الحسن بن أبي الحسن عن عثمان بن عفان
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة أخذ بيده ابن أبي سرح وقال رسول
498

الله صلى الله عليه وسلم: من وجد ابن أبي سرح فليضرب عنقه، وإن وجده
متعلقا بأستار الكعبة، فقال: يا رسول الله فيسع ابن أبي سرح
ما وسع الناس ومد إليه يده فصرف عنقه ووجهه ثم مد - إليه يده
فصرف عنه يده، ثم مد إليه يده أيضا فبايعه وآمنه، فلما انطلق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما رأيتموني فيما صنعت؟ قالوا أفلا أومأت
إلينا يا رسول الله قال رسول الله؟ ليس في الاسلام إيماء ولا فتك
إن الايمان قيد الفتك والنبي لا يومئ يعني بالفتك الخيانة (كر،
ومعان بن رفاعة ضعيف).
30161 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال:
دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وفي البيت وحول البيت ثلاثمائة
وستون صنما تعبد من دون الله فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبت
كما لوجوهها، ثم قال: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان
زهوقا، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فصلى فيه ركعتين فرأى فيه
تمثال إبراهيم وإسماعيل وإسحاق قد جعلوا في يد إبراهيم الأزلام (1)

(1) الأزلام: هي القداح التي كانت في الجاهلية عليها مكتوب الأمر والنهي،
افعل ولا تفعل، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا أرد سفرا
أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج زلما، فان خرج الامر مضى
لشأنه، وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله. النهاية 2 / 311. ب
499

يستقسم بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قاتلهم الله ما كان إبراهيم
يستقسم بالأزلام ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بزعفران فلطخه بتلك التماثيل (ش).
30162 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعليه عمامة
سوداء (ش).
30163 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصور في البيت
وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب زمان الفتح وهو بالبطحاء أن
يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخل البيت حتى محيت
كل صورة فيها (كر).
30164 عن الحارث بن غزية الأنصاري سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح مكة: لا هجرة بعد الفتح إنما هو الايمان
والنية والجهاد متعة النساء حرام، متعة النساء حرام، متعة النساء
حرام، ثم كان الغد فقال: يا معشر خزاعة والذي نفسي بيده لو قتلتم
قتيلا لأديته لا أعلم أحدا أعدى على الله ممن استحل حرمة الله أو
قتل غير قاتله، ثم انصرف ثم كان بعد الغد فقام فقال: والذي
نفسي بيد لقد علمت أن مكة حرم الله وأمنه وأحب البلدان إلى
الله ولو لم أخرج منها لم أخرج لا يعضد (1) شجرها ولا يحتش

(1) لا يعضد: أي لا قطع. يقال: عضدت الشجر أعضده عضدا.
النهاية 3 / 251. ب
500

حشيشها ولا يختلى خلاها فقال العباس: إلا الإذخر يا رسول الله
فإنه للصواغين وظهور البيوت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا الإذخر
لا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها إلا لمنشد (1) (الحسن بن سفيان
وأبو نعيم).
30165 عن الحارث بن مالك ان البرصاء الليثي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: تغزى بعد اليوم إلى يوم القيامة
(ش وأبو نعيم).
30166 (مسند المسور بن مخرمة) ابن إسحاق حدثني
الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة
أنهما أخبراه جميعا أن عمرو بن سالم الخزاعي ركب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
عندما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير حتى قدم المدينة على
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر فلما قدم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشده إياها:
لا هم إني ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا
فوالدا كنا وكنت ولدا * ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
فانصر رسول الله نصرا أعبدا * فادع عباد الله يأتوا مددا

(1) لمنشد: يقال: نشدت الضالة فأنا ناشد، إذا طلبتها، وأنشدتها فأنا منشد،
إذا عرفتها. النهاية 5 / 53. ب
501

فيهم رسول الله قد تجردا * في فيلق كالبحر يجري مزبدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا * ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو أحدا * فهم أذل وأقل عددا
قد جعلوا لي بكداء مرصدا * هم بيتونا بالوتير هجدا
قتلونا ركعا وسجدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت يا عمرو بن سالم فما برح حتى مرت
عنانة (1) في السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا السحابة لتستهل
بنصر بني كعب، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز وكتمهم
مخرجه، وسأل الله أن يعمي على قريش خبره حتى يبغتهم في
بلادهم (ابن منده (2) كر).
30167 من مسند السائب بن يزيد) رأيت النبي صلى الله عليه وسلم

(1) عنانة: العنان - بالفتح: الحساب، والواحدة عنانة. النهاية 3 / 313. ب
(2) أورد ابن سعد في لطبقات الكبرى في ترجمة عمرو بن سالم بن حضيرة
البيت الأول فقط (4 / 294). وهكذا أورد ابن الأثير في أسد الغابة
(4 / 225، 226) الأبيات كلها في ترجمة عمرو بن سالم الخزاعي رقم 3923
واستدركت من الضبط والمقارنة ما أمكن واستقصى الحادثة ابن الأثير
في كتابه الكامل (2 / 162). وكذا في الروض الأنف للسهيلي (2 / 265)
فارجع إليها. ص
502

قتل عبد الله بن خطل يوم الفتح وأخرجوه من تحت أستار الكعبة
فضرب عنقه بين زمزم والمقام ثم قال: لا يقتلن قرشي بعد هذا
صبرا (كر).
30168 (من مسند سهل بن سعد الساعدي) عن سهل بن
عمرو قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وظهر اقتحمت بيتي وأغلقت
علي بابي وأسلت إلى ابني عبد الله بن سهيل أن أطلب لي جوارا
من محمد صلى الله عليه وسلم، فاني لا آمن أن أقتل، فذهب عبد الله بن سهيل
فقال: يا رسول الله أبي تؤمنه؟ قال: نعم هو آمن بأمان
الله، فليظهر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله: من لقي منكم
سهيلا فلا يشد إليه النظر فليخرج فلعمري أن سهيلا له عقل وشرف
وما مثل سهيل جهل الاسلام، ولقد رأى ما كان يوضع فيه إنه لم
يكن له بنافع، فخرج عبد الله إلى أبيه فأخبره بمقالة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال سهيل: كان والله برا صغيرا وكبيرا فكان سهيل يقبل
ويدبر وخرج إلى حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على شركه حتى
أسلم بالجعرانة، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ من غنائم حنين مائة
من الإبل (الواقدي وابن سعد، كر).
30169 عن يحيى بن يزيد بن أبي مريم السلولي عن أبيه عن
جده قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة والهدي معكوفا
503

فجاءه الحارث بن هشام فقال: يا محمد جئتنا بأوباش من أوباش الناس
تقاتلنا بهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسكت هؤلاء خير منك
وممن أخذ بأخذك، هؤلاء يؤمنون بالله ورسوله (كر).
30170 عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم الفتح أسلمت
امرأة صفوان بن أمية البغوم بنت المعدل من كنانة وأما صفوان بن
أمية فهرب حتى أتى الشعب، وجعل يقول لغلامه يسار وليس معه
غيره: ويحك انظر من ترى، قال هذا عمير بن وهب، قال
صفوان: ما أصنع بعمير والله ما جاء إلا يريد قتلي قد ظاهر محمدا
علي، فلحقه فقال: يا عمير ما كفاك ما صنعت بي حملتني على دينك
وعيالك، ثم جئت تريد قتلي قال: إذا وهب جعلت فداك جئتك
من عند أبر الناس وأوصل الناس وقد كان عمير قال لرسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله سيد قومي خرج هاربا ليقذف نفسه في البحر،
وخاف أن لا تؤمنه فأمنه، فداك أبي وأمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قد أمنته فخرج في أثره فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمنك فقال
صفوان: لا والله لا أرجع معك حتى تأتيني بعلامة أعرفها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ عمامتي فرجع عمير إليه بها وهو البرد الذي
دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ معتجرا به برد حبرة فخرج عمير
في طلبه الثانية حتى جاء بالبر فقال: أبا وهب جئتك من عند
504

خير الناس وأوصل الناس وأبر الناس وأحلم الناس مجده مجدك
وعزه عزك وملكه ملكك ابن أمك وأبيك وأذكرك الله في نفسك
قال له: أخاف أن أقتل قال: قد دعاك إلى أن تدخل في الاسلام
فان يسرك وإلا سيرك شهرين فهو أوفى الناس وأبره، وقد
بعث إليك ببرده الذي دخل به معتجرا فعرفه قال: نعم فأخرجه
فقال: نعم هو هو، فرجع صفوان حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس العصر في المسجد، فوقفا فقال صفوان:
كم يصلون في اليوم والليلة؟ قال: خمس صلوات قال: يصلي بهم
محمد؟ قال: نعم، فلما سلم صاح صفوان يا محمد إن عمير بن وهب
جاءني ببردك وزعم أنك دعوتني إلى القدوم عليك فان رضيت أمرا
وإلا سيرتني شهرين قال: انزل أبا وهب قال: لا والله حتى تبين
لي، قال: بل لك أن تسير أربعة أشهر، فنزل صفوان وخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هوازن وخرج معه صفوان وهو كافر وأرسل
إليه يستعيره سلاحه، فأعاره سلاحه مائة درع بأداتها، فقال صفوان:
طوعا أو كرها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عارية رادة فأعاره فأمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملها إلى حنين، فشهد حنينا والطائف، ثم رجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجعرانة فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في الغنائم
ينظر إليها ومعه صفوان بن أمية فجعل صفوان بن أمية ينظر إلى
505

شعب ملئ نعما وشاء ورعاء فأدام النظر إليه ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يرمقه فقال: أبا وهب يعجبك هذا الشعب؟ قال: نعم قال: هو
لك ما فيه، فقال صفوان عند ذلك: ما طابت نفس أحد بمثل
هذا إلا نفس نبي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله وأسلم مكانه (الواقدي، كر).
30171 عن ابن عبادة قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المواطن كلها راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب، وراية الأنصار
مع سعد بن عبادة حتى كان يوم فتح مكة دفعت راية قضاعة إلى
أبي عبيدة بن الجراح، ودفعت راية بني سليم إلى خالد بن الوليد،
وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة، وراية المهاجرين مع علي ابن
أبي طالب (كر).
30172 (من مسند ابن عباس) ابن إسحاق حدثني الحسن
ابن عبد الله بن عبيد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران قال العباس بن عبد المطلب: وقد خرج
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (ق، كر).
30173 (أيضا) الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر قال:
سمعت يعقوب بن عتبة يخبر عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران قال العباس بن عبد المطلب: وا صباح
506

قريش والله لئن دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنوة إنه لهلاك قريش آخر
الدهر قال: فأخذت بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء، فركبتها وقال:
التمس خطابا أو إنسانا ابعثه إلى قريش يتلقون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل
أن يدخلها عليهم عنوة قال: فوالله إني لفي الأراك أبتغي إنسانا إذ
سمعت كلاما يقول: والله إن رأيت كالليلة في النيران قال يقول
بديل بن ورقاء: هذه والله خزاعة حاشتها الحرب، قال أبو سفيان:
خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانهم وعشيرتهم، قال: فإذا
بأبي سفيان فقلت أبا حنظلة فقال: يا لبيك أبا الفضل، وعرف صوتي
ما لك فداك أبي وأمي فقلت: ويلك هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرة
آلاف فقلت: بأبي أنت وأمي ما تأمرني هل من حيلة؟ قلت: نعم
تركب عجز (1) هذه البغلة فأذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه
والله إن ظفر بك دون رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقتلن، قال أبو سفيان:
وأنا والله أرى ذلك قال: ورجع بديل وحكيم، ثم ركب خلفي،
ثم وجهت به كلما مررت بنار من نار المسلمين قالوا: من هذا؟
فإذا رأوني قالوا: عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته حتى مررت بنار
عمر بن الخطاب، فلما رآني قام فقال: من هذا؟ فقلت العباس

(1) عجز: العجز - بضم الجيم - مؤخر الشئ، يذكر ويؤنث، وهو
للرجل والمرأة جميعا، وجمعه والعجيزة: للمرأة خاصة. المختار 327. ب
507

قال: فذهب ينظر فرأى أبا سفيان خلفي فقال: أبا سفيان عدو الله
الحمد لله الذي أمكن منك بلا عهد ولا عقد، ثم خرج نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم
يشتد وركضت البغلة حتى اجتمعنا جميعا على باب قبة النبي صلى الله عليه وسلم
قال: فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل عمر على أثري فقال عمر: يا رسول
الله هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بلا عهد ولا عقد
فدعني أضرب عنقه، قال قلت: يا رسول الله إني قد أجرته قال:
ثم لزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: والله لا يناجيه أحد الليلة دوني
فلما أكثر عمر فيه قلت: مهلا يا عمر فإنه والله لو كان رجل من بني
عدي بن كعب ما قلت هذا ولكنه أحد بني عبد مناف فقال عمر:
مهلا يا أبا الفضل فوالله لإسلامك كان أحب إلي من اسلام رجل
من ولد الخطاب لو أسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب به فقد أجرته
لك فليبت عندك، حتى تغدو به علينا، فلما أصبحت غدوت به فلما
رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ويحك أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن
لا إله الله؟ قال: بأبي أنت ما أحلمك وأكرمك وأعظم عفوك قد
كان يقع في نفسي أن لو كان مع الله إله آخر لقد أغنى شيئا بعد
قال: يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال: بأبي
أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأعظم عفوك، أما هذه فوالله إن
في النفس منها لشيئا بعد فقال العباس: فقلت: ويحك اشهد أن
508

لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قبل، والله، أن تقتل قال:
فتشهد شهادة الحق فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده
ورسوله فقال العباس: يا رسول الله إنك قد عرفت أبا سفيان وحبه
الشرف والفخر اجعل له شيئا قال: نعم من دخل دار أبي سفيان فهو
آمن، ومن أغلق داره فهو آمن، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس
بعدما خرج: احبسه بمضيق الوادي إلى خطم الجبل حتى تمر به
جنود الله فيراها، قال العباس: فعدلت به في مضيق الوادي إلى
خطم الجبل، فلما حبست أبا سفيان قال: غدرا يا بني هاشم فقال
العباس -: إن أهل النبوة لا يغدرون ولكن لي إليك حاجة فقال
أبو سفيان: فهلا بدأت بها أولا فقلت: إن لي إليك حاجة فكان
أفرغ لروعي، قال العباس: لم أكن أراك تذهب هذا المذهب
وعبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ومرت القبائل على قادتها والكتائب
على راياتها، فكان أول من قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في
بني سليم وهم ألف فيهم لواء يحمله العباس بن مرداس ولواء يحمله
خفاف بن ندبة، ورواية يحملها الحجاج بن علاط، قال أبو سفيان:
من هؤلاء؟ قال العباس: خالد بن الوليد قال الغلام؟ قال نعم فلما
حاذى خالد العباس وإلى جنبه أبو سفيان كبروا ثلاثا، ثم مضوا،
ثم مر على أثره الزبير ابن العوام في خمسمائة منهم مهاجرون وأفناء
509

الناس ومعه راية سوداء، فلما حاذى أبا سفيان كبر ثلاثا وكبر
أصحابه فقال: من هذا؟ قال الزبير بن العوام قال ابن أختك؟
قال: نعم، ومرت نفر من غفار في ثلاثمائة يحمل رايتهم أبو ذر
الغفاري ويقال ايماء بن رخصة، فلما حاذوه كبروا ثلاثا قال: يا أبا
الفضل من هؤلاء؟ قال بنو غفار قال: مالي ولبني غفار، ثم مضت
أسلم في أربعمائة فيها لواءان؟ يحمل أحدهما بريدة بن الخصيب
والآخر ناجية بن الأعجم، فلما حاذوه كبروا ثلاثا فقال: من هؤلاء؟
قال: أسلم، قال: يا أبا الفضل مالي ولأسلم ما كان بيننا وبينها ترة (1)
قط قال العباس: هم قوم مسلمون دخلوا في الاسلام، ثم مرت
بنو كعب بن عمرو في خمسمائة يحمل رايتهم بشر بن شيبان قال: من
هؤلاء قال: بنو كعب بن عمرو، قال: نعم هؤلاء حلفاء محمد، فلما
حاذوه كبروا ثلاثا، ثم مرت مزينة في ألف فيها ثلاثة ألوية
وفيها مائة فرس يحمل ألويتها النعمان بن مقرن وبلال بن الحارث
و عبد الله بن عمرو، فلما حاذوه كبروا فقال: من هؤلاء؟ قال
مزينة قال: يا أبا الفضل مالي ولمزينة قد جاءتني تقعقع من شواهقها،
ثم مرت جهينة في ثمانمائة مع قادتها فيها أربعة ألوية لواء مع أبي
زرعة معبد بن خالد، ولواء مع سويد بن صخر، ولواء مع رافع بن

(1) ترة: الترة: النقص. وقيل التبعة. النهاية 1 / 189. ب
510

مكيث، ولواء مع عبد الله بن بدر، فلما حاذوه كبروا ثلاثا، ثم
مرت كنانة بنو ليث وضمرة سعد بن بكر في مائتين يحمل لواءهم
أبو واقد الليثي فلما حاذوه كبروا ثلاثا، فقال: من هؤلاء؟ قال:
بنو بكر قال: نعم أهل شؤم والله هؤلاء الذين غزانا محمد بسببهم،
أما والله ماشوورت فيه ولا علمته ولقد كنت له كارها حيث بلغني
وكلنه أمر حم (1) قال العباس: قد خار الله لك في غزو محمد
صلى الله عليه وسلم لكم ودخلتم في الاسلام كافة، قال الواقدي: حدثني عبد الله بن
عامر عن أبي عمرو بن حماس قال: مرت بنو ليث وحدها وهم مائتان
وخمسون يحمل لواءها الصعب بن جثامة، فلما مر كبروا ثلاثا فقال:
من هؤلاء؟ قال بنو ليث ثم مرت أشجع وهم آخر من مر وهم في
ثلاثمائة معهم لواء يحمله معقل بن سنان ولواء مع نعيم بن مسعود
فقال أبو سفيان: هؤلاء كانوا أشد العرب على محمد صلى الله عليه وسلم، فقال
العباس: ادخل الله الاسلام قلوبهم، فهذا من فضل الله فسكت ثم
قال: ما مضى بعد محمد؟ قال العباس: لم يمض بعد لو رأيت
الكتيبة التي فيها محمد صلى الله عليه وسلم رأيت الحديد والخيل والرجال: وما ليس لأحد
به طاقة قال: أظن والله يا أبا الفضل، ومن له بهؤلاء طاقة؟

(1) حم: حم الشئ وأحم - على ما لم يسمى فاعله فيهما - أي: قدر،
فهو محموم. المختار 120. ب
511

فلما طلعت كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضراء طلع سواد وغبرة من
سنابك الخيل، وجعل الناس يمرون كل ذلك يقول ما مر محمد؟ فيقول
العباس: لا حتى مر يسير على ناقته القصواء بين أبي بكر وأسيد بن
حضير وهو يحدثهما، فقال العباس: هذا رسول الله في كتيبته
الخضراء فيها المهاجرون والأنصار فيها الرايات والألوية مع كل بطل
من الأنصار راية ولواء في الحديد لا يرى منه إلا الحدق، ولعمر
ابن الخطاب فيها زجل (1) وعليه الحديد بصوت عال وهو يزعها،
فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل من هذا المتكلم؟ قال عمر بن الخطاب
قال: لقد أمر (2) أمر بني عدي بعد والله قلة وذلة فقال العباس:
يا أبا سفيان إن الله يرفع من يشاء بما يشاء، وإن عمر ممن رفعه الاسلام
وقال في الكتيبة ألفا درع وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته سعد بن
عبادة فهو أمام الكتيبة، فلما مر سعد براية النبي صلى الله عليه وسلم نادى يا أبا
سفيان اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله
قريشا فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه: يا رسول

(1) زجل: الزجل - بفتحتين - الصوت، يقال: سحاب زجل: أي
ذو رعد. المختار 214. ب
(2) أمر: ومنه حديث أبي سفيان (افد أمر أمرا بن أبي كبشة) أي
كثر وارتفع شأنه، يعني النبي صلى الله عيله وسلم. النهاية 1 / 65. ب
512

الله أمرت بقتل قومك؟ زعم سعد ومعه حين مر بنا فقال:
يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله
قريشا، وأني أنشدك في قومك فأنت أبر الناس وأوصل الناس،
قال عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان: يا رسول الله ما نأمن سعدا
أن يكون منه في قريش صولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان
اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله فيه قريشا قال: وأرسل رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى سعد فعزله وجعل اللواء إلى قيس، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن اللواء لم يخرج من سعد حين صار لابنه فأبى سعد أن يسلم
اللواء إلا بالامارة من النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه بعمامته
فعرفها سعد فدفع اللواء إلى ابنه قيس (كر).
30174 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح لما
جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان فأسلم بمر الظهران فقال
العباس: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فلو جعلت
له شيئا؟ قال: نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق
بابه فهو آمن (ش).
30175 عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح
لعشر مضت من رمضان (ش).
30176 عن صفية بنت شيبة قالت: والله لكأني أنظر إلى
513

رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغداة حين دخل الكعبة، ثم خرج منها، ثم وقف على باب لكعبة وأن في يده لحمامة من عيدان وجدها في البيت
فخرج بها في يده حتى إذا قام على باب الكعبة كسرها ثم رمى
بها (كر).
30177 عن صفية بنت شيبة قالت: إني لأنظر إلى النبي
صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة فقام إليه علي بن أبي طالب ومفاتيح الكعبة
في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله صلى الله عليه وسلم أجمع لنا الحجابة
مع السقاية صلى الله عليك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين عثمان بن
طلحة؟ فدعا له فقال له: ها مفتاحك (كر).
30178 عن ابن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على درج الكعبة
وهو يقول: الحمد لله الذي أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب
وحده ألا إن كل مأثرة (1) كانت في الجاهلية فإنها تحت قدمي اليوم
إلا ما كانت من سدانة (2) البيت وسقاية الحاج، ألا وإن ما بين
العمد والخطاء القتل بالسوط والحجر فيهما مائة بعير منها أربعون

(1) مأثرة: مآثر العرب: مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها، أي تروى
وتذكر. النهاية 1 / 22. ب
(2) سدانة: سدانة: سدانة الكعبة: هي خدمتها وتولي أمرها وفتح بابها وإغلاقه،
يقال: سدن يسدن فهو سادن. والجمع سدنة والنهاية 2 / 355. ب
514

في بطونها أولادها (عب).
30179 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء مكة دخلها من
أعلاها وخرج من أسفلها (ز).
30180 عن ابن عمر قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
جعل النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أبي بكر فقال: كيف قال حسان؟ فأنشده:
عدمنا خيلنا إن لم تردها * تثير النقع موعدها كداء (1)
ينازعن الأعنة مصعدات * ويلطمهن بالخمر النساء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخلوها من حيث قال حسان، فدخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كداء (ابن جرير).
30181 عن أم عثمان بنت سفيان وهي أم بني شيبة الأكابر
وقد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا شيبة ففتح فلما دخل البيت
ركع ورجع إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجب فأتاه فقال: إني
رأيت في البيت قرنا فغيبته، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت
شئ يلهي المصلي (خ في تاريخه، كر)،
30182 عن سعيد بن المسيب قال: لما كان ليلة دخل الناس مكة

(1) كداء: كسماء: اسم لعرفات أو جبل بأعلى مكة ودخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة
منه. القاموس 4 / 382. ب
515

ليلة الفتح لم يزالوا في تكبير وتهليل وطواف بالبيت حتى أصبحوا
فقال أبو سفيان لهند: أترين هذا من الله؟ ثم أصبح فغدا أبو
سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلت لهند
أترين هذا من الله؟ نعم هو من الله؟ فقال أبو سفيان: أشهد أنك
عبد الله ورسوله والذي يحلف به أبو سفيان ما سمع قولي هذا أحد
من الناس إلا الله وهند (كر، وسنده صحيح).
30183 عن سعيد بن المسيب قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام
الفتح من المدينة بثمانية آلاف أو عشرة آلاف ومن أهل مكة
بألفين (ش).
30184 عن عروة أن بلالا أذن يوم الفتح فوق الكعبة (ش).
30185 عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر عام الفتح من
الجعرانة، فلما فرغ من عمرته استخلف أبا بكر على مكة، وأمره
أن يعلم الناس المناسك، وأن يؤذن في الناس، من حج العام
فهو آمن، ولا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت
عريان (ش).
30186 عن عروة لما كان يوم فتح مكة قسم النبي صلى الله عليه وسلم
بين الناس قسما فقال العباس بن مرداس:
أتجعل نهبي ونهب العبيد * بين عيينة والأقرع
516

وما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع
وقد كنت في الحرب ذاتدرأ * فلم أعط شيئا ولم أمنع
وما كنت دون امرئ منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب يا بلال فاقطع لسانه، فذهب بلال فجعل
يقول: يا معشر المسلمين أيقطع لساني بعد الاسلام يا رسول الله
لا أعوذ أبدا، فلما رأى بلال جزعه قال: إنه لم يأمرني أن أقطع
لسانك أمرني أن أكسوك وأعطيك شيئا (كر) (1) 30187 (من مسند علي) عن مصعب بن سعد عن أبيه
قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة
نفر وامرأتين وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم معلقين بأستار الكعبة:
عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة وعبد
الله بن سعد بن أبي سرح، فأما عبد الله بن خطل: فأدرك وهو
متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن كريب وعمار فسبق
سعيدا عمار وكان أشب الرجلين فقتله، وأما مقيس بن صبابة
فأدركه الناس في السوق فقتلوه، وأما عكرمة فركب البحر
فأصابتهم عاصف فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فان

(1) ذكر القصة مع الأبيات ابن في الطبقات الكبرى (4 / 272، 273)
واستدركت وتصحيح الأبيات منه. ص
517

آلهتكم لا تغني عنكم شيئا ههنا، فقال عكرمة: والله لئن لم
ينجني في البحر إلا الاخلاص ما ينجيني في البر غيره، اللهم إن
لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أني آتي محمدا حتى أضع
يدي في يده، فلأجدنه عفوا كريما، فجاء فأسلم، وأما عبد الله
ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
إليه البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله بايع
عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد الثلاث
ثم أقبل على أصحابه فقال: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا
حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله؟ قالوا وما يدرينا يا رسول
الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: إنه لا ينبغي لنبي
أن تكون له خائنة أعين (ش، ع).
30188 (مسند الأسود بن ربيعة) عن الحارث بن عبيد
الأيادي حدثني عباية أو ابن عباية رجل من بني ثعلبة عن الأسود بن
اسود اليشكري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة قام خطيبا فقال: ألا إن
دماء الجاهلية وغيرها تحت قدمي إلا السقاية السدانة (ابن منده
وأبو نعيم، قال في الإصابة: إسناده مجهول).
30189 عن أنس قال: لما كنا بسرف (1) قال رسول الله

(1) بسرف: وفي الحديث (أنه تزوج ميمونة بسرف) هو بكسر الراء:
موضع من مكن على عشرة أميال. وفيل أقل وأكثر. النهاية 2 / 362. ب
518

صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان قريب منكم فافترقوا له وأخذوه، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلم يا أبا سفيان تسلم قال: يا رسول الله قومي
قومي، قال: قومك من أغل بابه فهو آمن، قال: اجعل لي
شيئا قال: من دخل دارك فهو آمن (كر).
30190 عن أنس قال: آمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح
مكة الناس إلا أربعة: عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة
الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة، فأما عبد العزى
فإنه قتل وهو آخر بأستار الكعبة، ونذر رجل من الأنصار أن
يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة،
فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له فلما بصر (1) به الأنصاري اشتمل
السيف، ثم خرج في طلبه فوجده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاب قتله
لأنه في حلقة النبي صلى الله عليه وسلم وبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه، ثم قال
للأنصاري: قد انتظرتك أن توفي نذرك، قال: يا رسول الله
هبتك أفلا أو مضت (2) إلي: إنه ليس لنبي أن يومض،

(1) بصر به: أي علم، وبابه ظرف. المختار 40. ب
(2) أومضت: أي هلا أشرت إلي إشارة خفية. يقال: أومض البرق،
وومض إيماضا وومضا ووميضا: إذا لمع لمعا خفيا ولم يعترض.
النهاية 5 / 230. ب
519

وأما مقيس فإنه كان له أخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل خطأ فبعث
معه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني فهر ليأخذ عقله (1) من
الأنصار، فلما جمع له العقل، ورجع نام الفهري فوثب مقيس
فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ثم أقبل وهو يقول:
شفى النفس من قد بات بالقاع مسندا تضرج ثوبيه دماء الأخادع
وكانت هموم النفس من قبل قتله تلم فتنسيني وطئ المضاجع
قتلت به فهرا وغرمت عقله سراة بني النجار أرباب فارع
حللت به نذري وأدركت ثورتي وكنت إلى الأوثان أول راجع
وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت
إليه الحاجة فأعطاها شيئا، ثم أتاها رجل فبعث معها كتابا إلى أهل
مكة يتقرب بذلك إليهم ليحفظ عياله، وكان له بها عيال فأتى
جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثرها عمر
ابن الخطاب وعلي بن أبي طالب، فلحقاها في الطريق ففتشاها فلم
يقدرا على شئ معها، فأقبلا راجعين فقال أحدهما لصاحبه: والله
ما كذبنا ولا كذبنا ارجع بنا إليها، فسلا سيفهما، ثم قالا،
لتدفعن إلينا الكتاب أو لنذيقنك الموت، فأنكرت ثم قالت:
أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبلا ذلك منها

(1) عقله: العقل: الدية. المختار 351. ب
520

فحلت عقاص رأسها فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها فدفعته،
فرجعا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه فدعا الرجل فقال:
ما هذا الكتاب؟ قال: أخبرك يا رسول الله ليس؟ من رجل ممن
معك إلا وله قوم يحفظونه في عياله، فكتبت هذا الكتاب ليكون
لي في عيالي فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي
وعدو كم أولياء) إلى آخر الآيات (كر).
30191 عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام
الفتح وعلى رأسه مغفر، فلما أن دخل نزعه فقيل له: يا رسول الله
هذا ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال: أقتلوه (ش).
30192 عن أنس أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أجارت أبا
العاص بن عبد شمس فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم جوارها، وأن أم هانئ
ابنة أبي طالب أجارت أخاها عقيل بن أبي طالب يوم الفتح فأجاز
رسول الله صلى الله عليه وسلم جوارها (كر - وقال: هذا الحديث غير محفوظ
إنما أجارت رجلين من بني مخزوم).
30193 عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير
والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فان بها ظعينة (1) معها

(1) ظعينة: الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج، فإذا لم تكن فيه فليست
بظيعنة. المختار 320. ب
521

كتاب فخذوه منها فانطلقنا تعادى (1) بنا خيلنا حتى أتينا الروضة،
فإذا نحن بالظعينة قلنا: أخرجي الكتاب، قالت ما معي كتاب، قلنا
لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجت الكتاب من عقاصها (2)
فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه من حاطب بن
أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذا يا حاطب؟ قال: لا تعجل
علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسهم، وكان
من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة فأحببت إذ
فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي وما
فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الاسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد صدقكم، فقال عمر: يا رسول الله
دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال: إنه شهد بدرا وما يدريك
لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

(1) تعادى: عدا في مشيه عدوا من باب قال: قارب الهرولة وهو دون
الجري. المصباح 2 / 543. ب
(2) عقاصها: العقيصة للمرأة: الشعر الذي يلوى ويدخل أطرافه في أصوله
والجمع عقائص وعقاص وعقصت المرأة شعرها عقصا من باب ضرب
فعلت به ذلك وعقصته ضفرته. المصباح 2 / 577. ب
522

ونزلت فيه (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
الآية (الحميدي، حم والعدني وعبد بن حميد، خ، م، د، ت، ن
وأبو عوانة، ع وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، حب وابن
مردويه وأبو نعيم، ق معا في الدلائل).
30194 (أيضا) عن الحارث عن علي قال: لما أراد رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي مكة أسر إلى أناس من أصحابه أنه يريد مكة
فيهم حاطب بن أبي بلتعة وفشا في الناس أنه يريد حنينا فكتب حاطب
إلى أهل مكة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدكم، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبعثني أنا وأبا مرثد وليس معنا رجل إلا معه فرس؟ فقال: ائتوا
روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة ومعها كتاب فخذوه منها،
فانطلقنا حتى رأيناها بالمكان الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا لها هاتي
الكتاب، فقالت: ما معي كتاب فوضعنا متاعها ففتشناه، فلم نجده
في متاعها فقال أبو مرثد: فلعله أن لا يكون معها كتاب، فقلنا
ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، فقلنا لها: لتخرجنه أو
لنعرينك؟ فقالت: أما تتقون الله أما أنتم مسلمون؟ فقلنا لها:
لتخرجنه أو لنعرينك؟ فأخرجته من حجزتها - وفي لفظ: من
قبلها - فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فإذا الكتاب: من حاطب بن أبي بلتعة
فقام عمر فقال: يا رسول الله خان الله وخان رسوله ائذن لي فأضرب
523

عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد شهد بدرا؟ قالوا: بلى
يا رسول الله، قال عمر: بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك
عليك، فقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: فلعل الله قد اطلع على أهل بدر
فقال: اعملوا ما شئتم ففاضت عينا عمر فقال: الله ورسوله أعلم
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب فقال: ما حملك على ما صنعت؟
فقال: يا رسول الله كنت امرأ ملصقا في قريش، وكان بها أهلي
ومالي ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع أهله وماله
فكتبت إليهم بذلك والله يا رسول الله إني لمؤمن بالله ورسوله، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق حاطب فلا تقولوا لحاطب إلا خيرا فأنزل
الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون
إليهم بالمودة) (ع وابن جرير وابن المنذر، كر).
تتمة الفتح
وفيه ذكر غزوة الطائف أيضا
30195 (ش) حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد
عن أيوب عن عكرمة قال: لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة
وكانت خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وكانت بنو بكر
حلفاء قريش فدخلت خزاعة في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت بنو
بكر في صلح قريش، وكان بين خزاعة وبين بني بكر قتال فأمدتهم
524

قريش بسلاح وطعام، وظللوا عليهم، فظهرت بنو بكر على خزاعة
وقتلوا منهم فخافت قريش أن يكونوا قد نقضوا فقالوا لأبي سفيان:
اذهب إلى محمد وأجر الحلف وأصلح بين الناس، فانطلق أبو
سفيان حتى قدم المدينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد جاءكم أبو سفيان
وسيرجع راضيا بغير حاجته، فأتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر أجر
الحلف بين الناس قال: ليس الامر إلي الامر إلى الله وإلى رسوله
وقد قال له فيما قال: ليس من قوم ظللوا على قوم وأمدوهم بسلاح
وطعام أن يكونوا نقضوا، فقال أبو بكر: الامر إلى الله وإلى
رسوله، ثم أتى عمر بن الخطاب فقاله له نحوا مما قال لأبي بكر
فقال له عمر: أنقضتم فما كان منه جديدا فأبلاه الله وما كان منه
شديدا أو قال متينا فقطعه الله، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم
شاهد عشيرة، ثم أتى فاطمة فقال: يا فاطمة هل لك في أمر
تسودين فيه نساء قومك؟ ثم ذكر لها نحوا مما ذكر لأبي بكر،
فقالت: ليس الامر إلي الامر إلى الله وإلى رسوله، ثم أتى عليا
فقال له نحوا مما قال لأبي بكر، فقال له علي: ما رأيت كاليوم
رجلا أضل، أنت سيد الناس فأجر الحلف، وأصلح بين الناس
فضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال: قد أجرت الناس بعضهم
من بعض، ثم ذهب حتى قدم على أهل مكة فأخبرهم بما صنع، فقالوا:
525

والله ما رأينا كاليوم وافد على قوم والله ما أتيتنا بحرب فنحذر ولا أتيتنا
بصلح فنأمن ارجع قال وقدم وافد خزاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره بما صنع القوم ودعا إلى النصر وأنشده في ذلك شعرا:
لا هم إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الا تلدا
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل، فارتحلوا فساروا حتى نزلوا مرا وجاء
أبو سفيان حتى نزل بمر (1) ليلا: ورأى العسكر والنيران فقال:
ما هؤلاء؟ قيل: هذه تميم محلت (2) بلادها وانتجعت (3) بلادكم،
قال: والله لهؤلاء أكثر من أهل منى، فلما علم أنه النبي صلى الله عليه وسلم
قال: دلوني على العباس، فأتى العباس فأخبره الخبر، وذهب به إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له فقال له: يا أبا سفيان
أسلم تسلم فأسلم أبو سفيان، وذهب به العباس إلى منزله فلما
أصبحوا ثار الناس لطهورهم فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل ما للناس

(1) بمر: مر وزان فلس: موضع يقرب مكة من جهة الشام نحو مرحلة
وهو منصرف لأنه اسم واد، ويقال له بطن مر، ومر الظهران
أيضا. المصباح 2 / 780. ب
(2) محلت: المحل: الجدب، وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلأ.
المختار 488. ب
(3) وانتجعت: النجعة، بوزن الرقعة: طلب الكلأ في موضعه، تقول
منه: انتجع. المختار 513. ب
526

أمروا بشئ؟ قال: لا ولكنهم قاموا إلى الصلاة، فأمره العباس
فتوضأ ثم ذهب به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصلاة كبر فكبر الناس، ثم ركع وركعوا، ثم رفع فرفعوا
فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم طاعة قوم جمعهم من ههنا ومن
ههنا ولا فارس الأكارم ولا الروم ذات القرون بأطوع منهم له،
قال أبو سفيان: يا أبا الفضل أصبح ابن أخيك عظيم الملك،
فقال له العباس: إنه ليس بملك ولكنها نبوة قال: أو ذاك أو ذاك
قال أبو سفيان: وا صباح قريش، فقال العباس: يا رسول الله لو
أذنت لي فأتيتهم فدعوتهم وآمنتهم وجعلت لأبي سفيان شيئا يذكر
به؟ فانطلق العباس فركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء، فانطلق فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ردوا علي أبي ردوا علي أبي، فان عم الرجل
صنو أبيه، إني أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن
مسعود، دعاهم إلى الله فقتلوه، أما والله لئن ركبوها منه لأضرمنها عليهم
نارا، فانطلق العباس حتى قدم مكة فقال: يا أهل مكة أسلموا
تسلموا، قد استبطنتم بأشهب بازل وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
الزبير من قبل أعلى مكة، وبعث خالد بن الوليد من قبل أسفل
مكة فقال لهم العباس: هذا الزبير من قبل أعلى مكة، وهذا خالد
من قبل أسفل مكة وخالد وما خالد وخزاعة المجدعة الأنوف،
527

ثم قال: من ألقى السلاح فهو آمن، ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتراموا
بشئ من النبل، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر عليهم فأمن الناس
إلا خزاعة من بني بكر فذكر أربعة: مقيس بن صبابة، وعبد الله
ابن أبي سرح وابن خطل وسارة مولاة بني هاشم فقاتلهم خزاعة إلى
نصف النهار وأنزل الله تعالى (ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم)
الآية (ش).
30196 عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم يوم الفتح وصورة
إبراهيم وإسماعيل في البيت وفي أيديهم القداح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما لإبراهيم والقداح، والله ما استقسم بها قط ثم أمر بثوب
فبل ومحى به صورتهما (ش).
30197 عن مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم يوم الفتح والأنصاب
بين الركن والمقام، فجعل يكفئها لوجوهها، ثم قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: ألا إن مكة حرام أبدا إلى يوم القيامة لم تحل
لاحد قبلي، ولا تحل لاحد بعدي غير أنها أحلت لي ساعة من
النهار لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها، ولا يعضد شجرها،
ولا يلتقط لقطتها إلا أن تعرف فقام العباس فقال: يا رسول الله
إلا الإذخر لصاغتنا وقبورنا وبيوتنا فقال: إلا الإذخر إلا
الإذخر (ش).
528

30198 عن محمد بن الحنفية قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من
بعض حجره فجلس عند بابها، وكان إذا جلس وحده لم يأته أحد
حتى يدعوه قال ادع لي أبا بكر فجاء فجلس بين يديه فناجاه طويلا
ثم أمره فجلس عن يمينه أو عن يساره، ثم قال: ادع لي عمر
فجاء فجلس إلى أبي بكر فناجاه طويلا فرفع عمر صوته فقال:
يا رسول الله هم رأس الكفر هم الذين زعموا أنك ساحر وأنك
كاهن وأنك كذاب وأنك مفتر، ولم يدع شيئا مما كان أهل
مكة يقولونه إلا ذكره، فأمره أن يجلس من الجانب الآخر فجلس
أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره، ثم دعا الناس فقال: ألا
أحدثكم بمثل صاحبيكم هذين؟ قالوا: نعم يا رسول الله فأقبل
بوجهه إلى أبي بكر فقال: إن إبراهيم كان ألين في الله من الدهن
في اللبن، ثم أقبل على عمر فقال: إن نوحا كان أشد في الله من
الحجر، وإن الامر أمر عمر فتجهزوا فقاموا فتبعوا أبا بكر، فقالوا:
يا أبا بكر إنا كرهنا أن نسأل عمر، ما هذا الذي ناجاك به رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال لي كيف تأمرني في غزو مكة؟ قلت:
يا رسول الله هم قومك حتى رأيت أنه سيطيعني، ثم دعا عمر فقال
عمر: إنهم لرأس الكفر حتى ذكر كل سوء كانوا يقولونه، وأيم
الله لا تذل العرب حتى تذل أهل مكة فأمركم بالجهاز لتغزوا
529

مكة (ش).
30199 عن جعفر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله
أمر أن يطمس التماثيل التي حول الكعبة يوم فتح مكة (ش).
30200 عن الزهري قال: قال رجل من بني الديل بن بكر،
لوددت أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت منه، فقال لرجل: انطلق
معي فقال: إني أخاف أن تقتلني خزاعة، فلم يزل به حتى انطلق
فلقيه رجل من خزاعة فعرفه فضرب بطنه بالسيف، قال قد
أخبرتك أنهم سيقتلوني فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فحمد الله
وأثنى عليه، ثم قال: إن الله تعالى هو رحم مكة ليس النار حرموها
وإنما أحلت لي ساعة من نهار وهي بعد حرم، وإن أعدى الناس
على الله ثلاثة من قتل فيها، أو قتل غير قاتله، أو طلب بذحول (1)
الجاهلية فلادين هذا الرجل (ش).
30201 حدثنا عبد الله بن موسى أنبأنا موسى بن عبيد عن
يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي ومحمد بن المنكدر قالا: كان بمكة
يوم الفتح ستون وثلاثمائة وثن على الصفا وعلى المروة صنم وما بينهما
محفوف بالأوثان والكعبة قد أحيطت بالأوثان، قال محمد بن المنكدر:

(1) بذحول: الذحل: الحقد والعداوة، يقال: طلب بذحله، أي:
بثأره، والجمع ذحول. المختار 174. ب
530

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه قضيب يشير به إلى الأوثان، فما هو
إلا أن يشير إلى شئ منها فيتساقط حتى أتى أساف ونائلة وهما
قدام المقام مستقبل باب الكعبة فقال: عفروهما فألقاهما المسلمون
قال: قولوا: قالوا: ما نقول يا رسول الله؟ قال: قولوا صدق الله
وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده (ش).
30202 عن ابن أبي مليكة قال: لما فتحت مكة صعد
بلال البيت فأذن فقال صفوان بن أمية للحارث بن هشام: ألا ترى
إلى هذا العبد؟ فقال الحارث: إن يكرهه الله يغيره (ش).
30203 عن ابن أبي مليكة قال: لما كان يوم الفتح هرب
عكرمة بن أبي جهل فركب البحر فجعلت الصراري (1) ومن
في السفينة يدعون الله، ويستغيثون به فقال: ما هذا؟ فقيل: هذا
مكان لا ينفع فيه إلا الله قال عكرمة: فهذا إله محمد الذي كان
يدعو إليه ارجعوا بنا فرجع فأسلم وكانت امرأته قد أسلمت قبله
فكانا على نكاحهما (كر من مراسيل أبي جعفر، ش).
30204 حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن عروة عن أبي
سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: كانت بين رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبين المشركين هدنة فكان بين بني كعب وبين بني بكر

(1) الصراري: الصراري: الملاح جمع صراريون. القاموس 2 / 69. ب
531

قتال بمكة فقدم صريخ بني كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
لا هم إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الا تلدا
فانصر هداك الله نصرا عتدا وادع عباد الله يأتوا مددا
فمرت سحابة فرعدت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه لترعد بنصر
بني كعب ثم قال لعائشة: جهزيني ولا تعلمي بذلك أحدا، فدخل
عليها أبو بكر فأنكر بعض شأنها فقال: ما هذا؟ قالت: أمرني
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجهزه قال: إلى أين؟ قالت إلى مكة قال:
فوالله ما أنقضت الهدنة بيننا وبينهم بعد، فجاء أبو بكر إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنهم أول من غدر
ثم أمر بالطرق فحبست، ثم خرج وخرج المسلمون معه فغم
لأهل مكة لا يأتيهم خبر فقال أبو سفيان لحكيم بن حزام: أي
حكيم والله لقد غممنا واغتممنا، فهل لك أن تركب ما بيننا وبين
مر لعلنا أن نلقى خبرا، فقال له بديل بن ورقاء الكعبي من خزاعة:
وأنا معكم قالا: وأنت إن شئت فركبوا ثم إذا دنوا من ثنية مر
وأظلموا فأشرفوا على الثنية، فإذا النيران قد أخذت الوادي كله، قال
أبو سفيان لحكيم بن حزام، أي حكيم ما هذه النيران؟ قال بديل
ابن ورقاء: هذه نيران بني عمرو خدعتها الحرب، قال أبو سفيان:
لا وأبيك لبنو عمرو وأذل وأقل من هؤلاء، فتكشف عنهم
532

الأراك فأخذهم حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من الأنصار وكان عمر
ابن الخطاب تلك الليلة على الحرس فجاؤوا بهم إليه فقالوا: جئناك
بنفر أخذناهم من أهل مكة فقال عمر وهو يضحك إليهم: والله
لو جئتموني بأبي سفيان ما زدتم؟ قالوا: قد والله أتينا بأبي سفيان
فقال: احبسوه فحبسوه، حتى أصبح فغدى به على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل له: بايع فقال: لا أجد إلا ذاك أو شرا منه فبايع، ثم
قيل لحكيم بن حزام: بايع فقال: أبايعك ولا أخر إلا قائما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما من قبلنا فلن تخر إلا قائما، فلما ولوا
قال أبو بكر: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب السماع يعني
الشرف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن
إلا ابن خطل ومقيس بن صبابة الليثي وعبد الله بن سعد بن أبي سرح
والقينتين فان وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة فاقتلوهم، فلما ولوا
قال أبو بكر: يا رسول الله لو أمرت بأبي سفيان فحبس على الطريق
وأذن في الناس بالرحيل فأدركه العباس فقال: هل لك إلى أن
تجلس حتى تنظر؟ قال: بلى ولم يكره ذلك فيرى ضعفه فسألهم
فمرت جهينة فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه جهينة قال:
مالي ولجهينة، والله ما كان بيني وبينهم حرب قط، ثم مرت
مزينة فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه مزينة قال: مالي
533

ولمزينة، والله ما كان بيني وبينهم حرب قط، ثم مرت سليم فقال:
أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذه سليم، ثم جعلت تمر طوائف
العرب، فمر عليه أسلم وغفار فيسأل عنها فيخبره العباس حتى مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس في المهاجرين الأولين والأنصار
في لامة تلمع البصر فقال: أي عباس من هؤلاء؟ قال: هذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المهاجرين الأولين والأنصار قال: لقد
أصبح ابن أخيك عظيم الملك، قال: لا والله ما هو بملك ولكنها
النبوة، وكانوا عشرة آلاف أو اثني عشر ألفا، ودفع رسول الله
صلى الله عليه وسلم الراية إلى سعد بن عبادة فدفعها سعد إلى ابنه قيس بن سعد
وركب أبو سفيان فسبق الناس حتى اطلع عليهم من الثنية قال له
أهل مكة: ما وراءك؟ قال: ورائي الدهم ورائي مالا قبل لكم
به ورائي من لم أر مثله، من دخل داري فهو آمن، فجعل الناس
يقتحمون داره، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف في الحجون بأعلى
مكة، وبعث الزبير بن العوام في الخيل في أعلى الوادي، وبعث
خالد بن الوليد في الخيل في أسفل الوادي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، وإني والله لو لم
أخرج منك ما خرجت، وإنها لن تحل لاحد كان قبلي، ولا
تحل لاحد بعدي، وإنما أحلت لي من النهار ساعة وهي ساعتي
534

هذه حرام لا يعضد شجرها، ولا يحتش حشيشها، ولا يلتقط
لقطتها إلا لمنشد فقال له رجل يقال له: أبو شاه والناس يقولون
قال له العباس: يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقيوننا (1) أو
لبيوتنا وقبورنا، فأما ابن خطل فوجدوه متعلقا بأستار الكعبة فقتل
وأما مقيس بن صبابة فوجدوه بين الصفا والمروة فبادره نفر من
بني كعب ليقتلوه، فقال ابن عمه نميلة خلوا عنه فوالله لا يدنو
منه رجل إلا ضربته بسيفي هذا حتى يبرد، فتأخروا عنه فحمل
عليه بسيفه ففلق به هامته وكره أن يفخر عليه أحد، ثم طاف
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت ثم دخل عثمان بن طلحة فقال: أي عثمان
أين المفتاح؟ فقال هو عند أمي سلامة ابنة سعد، فأرسل إليها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لا واللات والعزى لا أدفعه إليه أبدا قال:
إنه قد جاء أمر غير الامر الذي كنا عليه فإنك إن لم تفعلي قتلت
أنا وأخي، فدفعته إليه فأقبل به حتى إذا كان وجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
عثر فسقط المفتاح منه، فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحنى عليه
بثوبه، ثم فتح له عثمان فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة، فكبر
في زواياها وأرجائها وحمد الله، ثم صلى بين الأسطوانتين ركعتين،

(1) وقيوننا: وفي حديث العباس (إلا الإذخر فإنه لقيوننا) القيون:
جمع قين، وهو الحداد الصائغ. النهاية 4 / 135. ب
535

ثم خرج فقام بين الناس فقال علي: فتطاولت لها ورجوت أن يدفع
إلينا المفتاح فتكون فينا السقاية والحجابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أين عثمان هاكم ما أعطاكم الله، ثم دفع إليه المفتاح ثم رقى بلال
على ظهر الكعبة فأذن، فقال خالد بن أسيد: ما هذا الصوت؟ قالوا:
بلال بن رباح قال عبد أبي بكر الحبشي قالوا: نعم قال: أين؟
قالوا: على ظهر الكعبة قال: على مرقة بني أبي طلحة؟ قالوا: نعم
قال: ما يقول؟ قالوا: يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد أكرم الله أبا خالد بن أسيد عن
أن يسمع هذا الصوت يعني أباه، وكان ممن قتل يوم بدر في
المشركين وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، وجمعت له هوزان
بحنين فاقتتلوا فهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى (ويوم
حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا) - الآية، فنزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دابته فقال: اللهم إنك إن شئت لم تعبد
بعد اليوم، شاهت (1) الوجوه، ثم رماهم بحصباء (2) كانت في يده
فولوا مدبرين، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السبي والأموال فقال

(1) شاهت: أي: قبحت، يقال: شاه يشوه شوها وشوه شوها،
ورجل أشوه، وامرأة شوهاء والنهاية 2 / 511. ب
(2) بحصباء: الحصباء - بالمد - الحصى. المختار 105. ب
536

لهم: إن شئتم فالفداء، وإن شئتم فالسبي فقالوا: لن نؤثر
اليوم على الحسب شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خرجت فاسألوني
فاني أعطيكم الذي لي، ولن يتعذر (1) علي أحد من المسلمين، فلما
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحوا إليه فقال: أما الذي أعطيتكموه
وقال المسلمون مثل ذلك إلا عيينة بن حصن فإنه قال: أما الذي لي
فأنا لا أعطيه، قال: فأنت على حقك من ذلك فصارت له يومئذ
عجوز عوراء، ثم حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف قريبا من
شهر فقال عمر بن الخطاب: أي رسول الله دعني أدخل عليهم فأدعوهم
إلى الله، قال: أنهم إذا قاتلوك فدخل عليهم عروة فدعاهم إلى الله
فرماه رجل من بني مالك بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثله
في قومه كمثل صاحب يس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا مواشيهم،
وضيقوا عليهم ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم: راجعا حتى إذا كان بنخلة
جعل الناس يسألونه، قال أنس: حتى انتزعوا رداءه عن ظهره،
فأبدوا عن مثل فلقة القمر فقال: ردوا علي ردائي لا أبالكم أتبخلوني (2)
فوالله أن لو كان لي ما بينهما إبلا وغنما لأعطيتكموه فأعطى المؤلفة
يومئذ مائة من الإبل وأعطى الناس، فقالت الأنصار عند

(1) يتعذر: أي: يتمنع ويتعسر. وتعذر عليه الامر إذا صعب. النهاية 3 / 198. ب
(2) أتبخلوني: بخله: نسبه إلى البخل. المختار 32. ب
537

ذلك، فدعا هم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قلتم كذا وكذا، ألم أجدكم
ضلالا فهداكم الله بي؟ قالوا: بلى قال: أولم أجدكم عالة فأغناكم
الله بي؟ قالوا: بلى، قال: لم أجدكم أعداء فألف الله بين قلوبكم
بي؟ قالوا: بلى، قال: أما إنكم لو شئتم قلتم قد جئتنا مخذولا
فنصرناك؟ قالوا: الله ورسوله أمن، قال: لو شئتم قلتم جئتنا طريدا
فآويناك؟ قالوا: الله ورسوله أمن قال: ولو شئتم قلتم جئتنا عائلا
فواسيناك؟ قالوا: الله ورسوله أمن قال: أفلا ترضون أن ينقلب
الناس بالشاء والبعير وتنقلبون برسول الله إلى دياركم؟ قالوا: بلى فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس دثار (1) والأنصار شعار وجعل على المغانم
عباد بن وقش أخا بني عبد الأشهل، فجاء رجل من أسلم عاريا ليس
عليه ثوب فقال: إكسني من هذه البرود بردة قال: إنما هي
مقاسم المسلمين، ولا يحل لي أن أعطيك منها شيئا فقال قومه:
اكسه منها بردة، فان تكلم فيها أحد فهي من قسمنا وإعطائنا
فأعطاه بردة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما كنت أخشى
هذا عليه ما كنت أخشاكم عليه فقال: يا رسول الله ما أعطيته إياها

(1) دثار: وفي حديث الأنصار رضي الله عنهم (أنتم الشعار والناس الدثار)
هو الثوب الذي يكون فوق الشعار يعني أنتم الخاصة والناس العامة.
النهاية 2 / 100. ب
538

حتى قال قومه: إن تكلم فيها أحد فهي من قسمنا وإعطائنا فقال:
جزاكم الله خيرا جزاكم الله خيرا جزاكم الله خيرا (ش).
غزوة حنين
30205 (مسند بديل بن ورقاء) قال أبو نعيم: حدثنا الحسن
ابن علان حدثنا عبد الله بن ناجية حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري
ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن ابن أبي عبلة عن ابن البديل
ابن ورقاء عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس السبايا
والأموال يوم حنين بالجعرانة حتى يقدم عليه فحسبت (خ في
تاريخه والبغوي، قال في الإصابة: إسناده حسن) (1).
30206 (مسند البراء بن عازب) عن أبي إسحاق قال:
قال رجل للبراء: هل كنتم وليتم يوم حنين يا أبا مارة؟ قال: أشهد
على النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما ولى، ولكن انطلق أخفاء من الناس وحشر
إلى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة فرموهم برشق من نبل
كأنها رجل من جراد فانكشفوا فأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو سفيان بن الحارث يقود بغلته، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستنصر
ودعا وهو يقول:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب

(1) ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة في ترجمة بديل بن ورقاء (1 / 233). ص
539

اللهم انزل نصرك قال: والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن
الشجاع الذي يحاذي به (ش وابن جرير).
30207 عن البراء بن عازب قال: لا والله ما ولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين دبره قال: والعباس وأبو سفيان آخذ بلجام بغلته
وهو يقول:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
(ش، وأبو نعيم).
30208 عن البراء قال: كان أبو سفيان يقود بالنبي صلى الله عليه وسلم
بغلته يوم حنين، فلما غشي النبي صلى الله عليه وسلم المشركون نزل وهو
يرتجز:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
قال: فما رئي من الناس أشد منه (ابن جرير).
30209 (من مسند بريدة بن الحصيب الأسلمي) عن
عبد الله بن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين انكشف الناس عنه
فلم يبق معه إلا رجل يقال له زيد آخر بعنان بغلته الشهباء، وهي التي
أهداها له النجاشي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك يا زيد ادع
الناس، فنادى أيها الناس هذا رسول الله يدعوكم فلم يجب أحد عند
ذلك فقال: حض الأوس والخزرج فقال: يا معشر الأوس والخزرج
540

هذا رسول الله يدعوكم فلم يجبه أحد عند ذلك فقال: ويحك
ادع المهاجرين فان لله في أعناقهم بيعة قال: فحدثني بريدة أنه أقبل
منهم ألف قد طرحوا الجفون (1) وكسروها، ثم أتوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى فتح عليهم (ش).
30210 عن جابر قال: كان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم حنين أيمن ابن أم أيمن وهو أيمن بن عبيد (أبو نعيم).
30211 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: الآن حمي
الوطيس، ثم انتحى ركابة وقال: هزموا ورب الكعبة (العسكري
في الأمثال).
30212 (مسند الحارث بن بدل السعدي) عن الحارث بن
بدل قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فانهزم أصحابه أجمعون
إلا العباس بن عبد المطلب وأبا سفيان بن الحارث فرمى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجوهنا بقبضة من الأرض، فانهزمنا فما خيل إلي أن
لا شجر ولا حجر إلا وهو في آثارنا (الحسن بن سفيان، طب،
وأبو نعيم، كر).
37213 عن الحارث بن سليم بن بدل قال: كنت مع
المشركين يوم حنين فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فضرب به

(1) الجفون: جفون السيوف: أغمادها، واحدها جفن. النهاية 1 / 280. ب
541

وجوههم وقال: شاهت الوجوه فهزم الله المشركين (ابن
منده، كر).
30214 (من مسند الحسين بن علي) قال الزبير بن بكار:
حدثني إبراهيم بن حمزة حدثني محمد بن عثمان بن أبي حرملة مولى بني
عثمان عن الحسين بن علي قال: كان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم حنين العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي
طالب وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد (كر).
30215 عن محمد بن عثمان بن أبي حرملة مولى بني عثمان
عن الحسين بن علي قال: كان ممن ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين
العباس وعلي وأبو سفيان بن الحارث وعقيل بن أبي طالب وعبد الله
ابن الزبير بن عبد المطلب والزبير بن العوام وأسامة بن زيد (كر).
30216 (من مسند أبي السائب خباب) عن حكيم بن
حزام سمعنا صوتا من المساء وقع إلى الأرض كأنه صوت حصاة في
طست، ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بتلك الحصاة فانهزمنا
(طب).
30217 عن رافع بن خديج قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم حنين أبا سفيان بن الحارث وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن
والأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى العباس بن مرداس
542

دون ذلك فقال العباس بن مرداس:
أتجعل نهبي (1) ونهب العبيد بين عيينة والأقرع
وما كان بدر ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع
وما كنت دون امرئ منهما ومن يخفض اليوم لا يرفع
قال: فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة (كر) (2).
30218 (من مسند سلمة بن الأكوع) عن إياس بن
سلمة قال: حدثني أبي قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن

(1) نهبي: في الحديث (ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليها
أبصارهم وهو مؤمن) النهب: الغارة والسلب: أي لا يختلس شيئا له
قيمة عالية.
ومنه الحديث) فأتى بنهب) أي غنيمة يقال: نهبت أنهب نهبا.
ومنه حديث أبي بكر (أحرزت نهبي وأبتغي النوافل) أي قضيت
ما علي من الوتر أن أنام لئلا يفوتني، فان انتبهت تنفلت بالصلاة،
والنهب ههنا بمعنى المنهوب تسمية بالمصدر.
ومنه شعر العباس بن مرداس: أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة
والأقرع. عبيد مصغر: اسم فرسه، وجمع النهب: نهاب ونهوب.
النهاية 5 / 133. ب
(2) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب اعطاء المؤلفة قلوبهم
رقم (1060) فكان ضبط الأبيات والاستدراك منه. ص
543

فبينما نحن نتضحى (1) وعامتنا مشاة فينا ضعفة إذ جاء رجل على
جمل أحمر، فانتزع طلقا (2) من حقبه (3) فقيد به جمله رجل
شاب، ثم جاء يتغدى مع القوم، فلما رأى ضعفهم وقلة ظهرهم
خرج يعدو إلى جمله، فأطلقه، ثم أناخه فقعد عليه، ثم خرج
يركضه فاتبعه رجل من أسلم من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على ناقة
ورقاء هي أمثل ظهر القوم، فقعد فاتبعه فخرجت أعدو فأدركته
ورأس الناقة عند ورك (4) الجمل، وكنت عند ورك الناقة، ثم
تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع ركبتيه
بالأرض اخترطت سيفي فأضرب رأسه فندر فجئت براحلته وما
عليها أقوده فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا فقال: من قتل الرجل؟
فقالوا: ابن الأكوع، فنفله (5) سلبه (6) (ش).

(1) نتضحى: أي نتغدى. النهاية 3 / 76. ب
(2) طلقا: الطلق بالتحريك: قيد من جلود. النهاية 3 / 134. ب
(3) حقبة: أي من الحبل المشدود على حقو البعير أو من حقيبته، وهي
الزيادة التي تجعل في مؤخر القب والوعاء الذي يجمع الرجل فيه زاده.
النهاية 1 / 412. ب
(4) ورك: الورك: ما فوق الفخذ، وهي مؤنثة وقد تخفف، مثل: فخذ وفخذ. المختار 568 ب.
(5) فنفله: النفل: الغنيمة قال: إن تقوى الله خير نفل أي خير غنيمة
والجمع أنفال مثل سبب وأسباب. المصباح 2 / 851. ب
(6) سلبه: هو ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون
عليه. معه من سلاح وثياب ودابة وغيرها، وهو فعل بمعنى مفعول:
أي مسلوب. النهاية 2 / 387. ب
544

30219 (مسند شيبة بن عثمان العبدري صاحب الكعبة)
عن مصعب بن شيبة عن أبيه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
حنين والله ما خرجت إسلاما ولكني خرجت آنفا أن تظهر هوازن
على قريش، فوالله إني لواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قلت: يا نبي
الله إني لأرى خيلا بلقا قال: يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر فضرب
بيده في صدري فقال: اللهم اهد شيبة ففعل ذلك ثلاثا، فما رفع
النبي صلى الله عليه وسلم يده عن صدري الثالثة حتى ما أحد من خلق الله تعالى
أحب إلي منه، فالتقى المسلمون فقتل من قتل ثم أقبل النبي
صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ باللجام والعباس آخذ بالثفر (1)، فنادى العباس:
أين المهاجرون أين أصحاب سورة البقرة بصوت عال؟ هذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول قدماها:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
فأقبل المسلمون فاصطكوا بالسيوف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن حمي
الوطيس (كر).
30220 عن عبادة بن الصامت قال: أخذ العباس بعنان

(1) بالثفر: الثفر: هو السير في مؤخر السرج. المختار 62. ب
545

دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين حين انهزم المسلمون، فلم يزل آخذا
بعنان دابته حتى نصر الله رسوله وهزم المشركون (الزبير بن
بكار، كر).
30221 عن العباس بن المطلب قال: شهدت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم حنين وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث، فلزمنا
النبي صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة شهباء، وأنا آخر بلجامها
أكفها وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين فقال لي: ناد أصحاب
السمرة فأقبل المسلمون فنظر وهو كالمتطاول إلى قتالهم فقال هذا
حين حمي الوطيس، ثم أخذ حصيات فرمى بها وجوههم وقال: هزموا ورب
الكعبة، فهزمهم الله فكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم يركض
على بغلته (العسكري في الأمثال).
30222 عن أبي بكر بن سبرة عن إبراهيم بن عبد الله
عن عبيد بن عبد الله بن عتبة عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:
جاءت أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم السعدية إليه مرجعه من حنين فلما
رآها رحب بها وبسط لها رداءه، لان تجلس عليه فأعظمت ذلك،
فعزم عليها فجلست فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلت دموعه
لحيته فقال رجل من القوم: أتبكي يا رسول الله صلى عليه وسلم؟ قال: نعم
لرحمها وما دخل عليها، لو كان لأحدكم أحد ذهبا ثم أعطاه في
546

حق رضاعه ما أدى حقها، أما حقي الذي آخر منك فلك، وأما
ما للمسلمين فلست بآخذته إلا أن يطيبوا به نفسا، قال: فلم يبق
أحد من المسلمين إلا أدى ما أخذ منها (عب، قال في المغني: أبو
بكر بن أبي سبرة قال حم: كان يضع الحديث).
30223 عن ابن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى يوم حنين
ستة آلاف بين غلام وامرأة، فجعل عليهم أبا سفيان بن الحارث
(الزبير بن بكار، كر).
30224 عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده عطية
أنه كان ممن كلم النبي صلى الله عليه وسلم يوم سبى هوازن فقال: يا رسول الله
عشيرتك وأصلك وكل المرضعين دونك، ولهذا اليوم اختبأناك،
وهن أمهاتك وأخواتك وخالاتك، وكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه
فرد عليهم سبيهم إلا رجلين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فخيروهما،
فقال أحدهما: إني أتركه وقال الآخر: إني لا أتركه، فلما أدبر
قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أخس (1) سهمه فكان يمر بالجارية البكر
وبالغلام فيدعه حتى مر بعجوز فقال: إني آخذ هذه فإنها أم

(1) أخس: قال أبو منصور: العرب أخس حظه وأخته
بالألف إذا لم يكن ذا جد ولاحظ في الدنيا ولا شئ من الخير.
لسان العرب 6 / 64. ب
547

حي ويستنقذونها مني بما قدروا عليه فكبر عطية فقال: خذها
فوالله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز
بتراء شنة ما لها أحد، فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها (كر).
30225 عن انس قال لما كان يوم حنين قال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن
حمي الوطيس، وكان علي بن أبي طالب أشد الناس قتالا بين
يديه (العسكري في الأمثال).
30226 عن أنس كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين، اللهم
إنك إن تشأ لا تعبد بعد هذا اليوم (ش).
30227 عن ابن شهاب قال أخبرني عمر بن محمد بن جبير عن
أبيه عن جده قال: بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الناس
مقبلة من حنين علقت رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعراب يسألونه حتى
اضطروه إلى سمرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
أعطوني ردائي، فلو كان لي عدد هذه العضاه نعم لقسمته بينكم،
ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا (ابن جرير في تهذيبه).
30228 عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو عند ثنية الأراكة وهو يعطي حين فرغ من
حنين، فاضطره الناس إلى سلمة فانتزع غصن من السلمة رداءه،
فالتفت إلينا بوجهه مثل شقة القمر فقال: أعطوني ردائي، فأعطيناه
548

إياه ثم قال: تخافون علي البخل فوالذي نفسي بيده لو كان عندي
مثل صوحي هذا الجبل لأعطيتكموه قال: وصوحا الجبل جانباه ومقادمه
ومآخره (ابن جرير، وقال: إنما هو صوحاة الجبل ولكن الشيخ
كذا قال).
30229 عن أبي الزبير عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه
قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا ببطن نخلة واجتمع
إليه الناس فركبوه فمر بشجرة فنشبت بردائه فتخرق، فأقبل
علينا بوجهه كأنه فلقة قمر وكأن عكنه أساريع (1) ذهب فقال:
يا أيها الناس أمكنوني من ردائي أتخافون علي البخل؟ فوالذي نفسي
بيده لو كان معي مثل شجر وطائر نعم حمر لقسمته بينكم
ثم لا تجدوني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا (أبو نعيم).
30230 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين سأله الناس
فأعطاهم من البقر والغنم والإبل، حتى لم يبق شئ من ذلك فماذا
تريدون؟ أتريدون أن تبخلوني؟ فوالله ما أنا ببخيل ولا جبان ولا
كذوب، فجذبوا ثوبه حتى بدا منكبه فكأنما انظر حين بدا
منكبه إلى شقه القمر من بياضه (ابن جرير، وسنده على شرط

(1) أساريع: وفي صفته عليه السلام (كأن عنقه أساريع الذهب) أي
طرائقه وسبائكه، واحدها أسروع، ويسروع. النهاية 2 / 361. ب
549

الشيخين).
30231 عن هشام بن زيد عن أنس قال: لما كان يوم حنين
جمعت هوازن وغطفان للنبي صلى الله عليه وسلم جمعا كثيرا والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ في
عشرة آلاف أو أكثر من عشرة آلاف ومعه الطلقاء، فجاؤوا
بالنفر والذرية، فجعلوا خلف ظهورهم، فلما التقوا ولى الناس والنبي
صلى الله عليه وسلم يومئذ على بغلة بيضاء، فنزل فقال: إني عبد الله ورسوله
ونادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما كلاما، فالتفت عن يمينه فقال:
أي معشر الأنصار فقالوا: لبيك يا رسول الله نحن معك، ثم التفت
عن يساره فقال: يا معشر الأنصار فقالوا: لبيك يا رسول الله نحن
معك، ثم نزل إلى الأرض، فالتقوا فهزموا، وأصابوا من الغنائم،
فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم الطلقاء وقسم فيها، فقالت الأنصار: ندعى عند
الشدة، وتقسم الغنيمة لغيرنا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فجمعهم وقعد
في قبة فقال: أي معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم؟ فسكتوا
فقال: يا معشر الأنصار لو أن الناس سلكوا واديا، وسلكت
الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار، ثم قال: أما ترضون أن
يذهب الناس بالدنيا وتذهبوا برسول الله صلى الله عليه وآله
تحوزنه إلى بيوتكم؟ قالوا: رضينا يا رسول الله قال هشام بن
زيد: قلت لأنس: وكنت شاهد ذلك؟ قال: وأين أغيب عن
550

ذلك (كر، (1) ش).
30232 عن أنس قال: جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألم تر إلى سليم معها خنجر؟
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سليم ما أردت إليه؟ قالت: أردت
إن دنا إلي أحد منهم طعنته به (ش).
30233 عن أنس قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم
حنين الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعينة بن حصن مائة من
الإبل، فقال ناس من الأنصار: يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمنا ناسا
تقطر سيوفنا من دمائهم أو تقطر سيوفهم من دمائنا، فبلغ ذلك
النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم فجاؤوا فقال: فيكم غيركم؟ قالوا: لا إلا
ابن أختنا قال: إن ابن أخت القوم منهم فقال: قلتم كذا وكذا
أما ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير وتذهبون بمحمد إلى
دياركم قالوا: بلى يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس دثار
والأنصار شعار الأنصار (2) كرشي وعبيتي فلولا الهجرة لكنت
امرءا من الأنصار (ش).

(1) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزكاة باب أعطاه المؤلفة قلوبهم
رقم (135). ص
(2) فالعبارة هنا غير مستقيمة لفظها: ففي صحيح مسلم كتاب الزكاة رقم
الحديث (1061) الأنصار شعار والناس دثار.
وأما معنى (كرشبي وعيبتي): معناه جماعتي وخاصتي: والحديث في
صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة رقم (2510). ص
551

30234 عن أنس أن هوازن جاءت بالصبيان يوم حنين
والنساء والإبل والغنم فجعلوها صفوفا يكثرون على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما التقوا ولى المسلمون كما قال الله تعالى فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا عباد الله أنا عبد الله ورسوله ثم قال: يا معشر المهاجرين
أنا عبد الله ورسوله قال: فهزم الله المشركين ولم يضرب بسيف
ولم يطعن برمح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: من قتل كافرا فله
سلبه، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا، فأخذ أسلابهم وقال
أبو قتادة: يا رسول الله إني ضربت رجلا على جبل العاتق وعليه
درع له قد تحصفت عنه فأعجلت عنه، قال: فانظر من أخذها،
فقام رجل فقال: أنا أخذتها فأرضه عنها، وأعطنيها وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت، فسكت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال عمر: لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده، ويعطيكها
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدق عمر ولقي أبو طلحة أم
سليم ومعها خنجر فقال أبو طلحة يا أم سليم: ما هذا معك؟ قالت
أردت أن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه، فقال أبو
552

طلحة: يا رسول الله ألا تسمع ما تقول أم سليم؟ قالت: يا رسول
الله اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك يا رسول الله فقال: إن
الله قد كفى وأحسن (ش).
غزوة الطائف
30235 (مسند الصديق) عن القاسم بن محمد قال: رمي
عبد الله بن أبي بكر بسهم يوم الطائف فانتقض به بعد وفاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة فمات فلم يزل ذلك السهم عند أبي بكر، فقدم
عليه وفد ثقيف فأخرج إليهم فقال: هل يعرف هذا السهم منكم
أحد؟ فقال سعد بن عبيد أخو بني العجلان: هذا سهم أنا بريته
ورشته (1) وعقبته وأنا رميت به فقال أبو بكر: إن هذا السهم الذي
قتل عبد الله بن أبي بكر فالحمد لله الذي أكرمه بيدك ولم يهنك
بيده فإنه واسع لكما (هق).
30236 عن جابر قال: لقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الطائف حنظلة بن الربيع إلى أهل الطائف فكلمهم، فاحتملوا
ليدخلوه حصنهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لهؤلاء وله مثل أجر
غزاتنا هذه؟ فلم يقم إلا العباس بن المطلب حتى أدركه في أيديهم
قد كادوا أن يدخلوه الحصن، فاحتضنه العباس وكان رجلا

(1) رشته: أي نحته وعملت له ريشا. يقال منه: رشت السهم أريشه. النهاية 2 / 289. ص
553

شديدا فاختطفه من أيديهم وأمطروا على العباس الحجارة من الحصن
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له حتى انتهى به إلى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم (كر).
30237 (من مسند سعد الأنصاري) عن سعيد بن عبيد
الثقفي قال: رأيت أبا سفيان بن حرب يوم الطائف قاعدا في حائط
أبي يعلى يأكل فرميته فأصبت عينه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله هذه عيني أصيبت في سبيل الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت
دعوة الله فردت عليك، وإن شئت فالجنة قال: فالجنة (كر).
30238 عن ابن عباس قال: أعتق رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يوم الطائف كل من خرج إليه من رقيق
المشركين (ش).
30239 عن ابن عباس قال: خرج غلامان إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يوم الطائف فأعتقهما، أحدهما أبو بكرة فكانا مولييه (ش).
30240 عن علي قال: نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجنيق على
أهل الطائف (عق، وفيه عبد الله بن خراش بن حوشب، قال
(خ) منكر (1) الحديث).

(1) ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (2 / 413) وذكر الأحاديث عنه، ثم
استدركت ما كان مصفحا. ص
554

غزوة مؤتة (1)
30241 عن خزيمة بن ثابت قال: حضرت مؤتة فبارزت
رجلا يومئذ فأصبته وعليه بيضة له فيها ياقوتة فلم يكن همي إلا
الياقوتة، فأخذتها، فلما انكشفنا وانهزمنا رجعت بها إلى المدينة
فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفلنيها فبعتها زمن عمر بمائة دينار
(الواقدي، كر).
30242 عن أبي قتادة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش
الامراء وقال: عليكم زيد بن حارثة، فان أصيب زيد فجعفر بن
أبي طالب، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فوثب جعفر
فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت أرتقب أن تستعمل
علي زيدا قال: أمضه فإنك لا تدري في أي ذلك خير فانطلقوا
فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن
ينادى: الصلاة جامعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: باب خير وباب خير
- ثلاثا - ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي: انطلقوا فلقوا العدو
فأصيب زيد شهيدا، فاستغفروا له فاستغفر له الناس، ثم أخذ

(1) غزوة مؤتة: هي بأدنى البلقاء دون دمشق في جمادي الأولى
سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الطبقات الكبرى لابن سعد (2 / 128). ص
555

اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا، فاستغفروا
له فاستغفر له الناس، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فثبت قدميه
حتى قتل شهيدا أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له فاستغفر له الناس
ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الامراء هو آمر نفسه،
ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبعيه فقال: اللهم هذا سيف من سيوفك
فانتقم به - وفي لفظ: فأنت تنصره - فسمي خالد سيف الله
قال: انفروا وأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن منكم أحد فنفر الناس
في حر شديد مشاة وركبانا، فبينما هم ليلة ما يلين عن الطريق إذ
نعس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مال عن الرحل فأتيته فدعمته بيدي
فلما وجد مس يد رجل اعتدل فقال: من هذا؟ فقلت: أبو قتادة
فسار أيضا، ثم نعس حتى مال عن الرحل، فأتيته فدعمته بيدي
فلما وجد مس يد رجل اعتدل فقال: من هذا؟ فقلت: أبو قتادة
قال في الثانية أو الثالثة: ما أراني إلا قد شققت عليك منذ الليلة؟
قلت: كلا بأبي أنت وأمي ولكن أرى الكرى (1) أو النعاس قد
شق عليك، فلو عدلت فنزلت حتى يذهب كراك؟ قال: إني
أخاف أن يخذل الناس قال: كلا بأبي أنت وأمي، قال: فأبغنا مكانا خمرا (2)

(1) الكرى: الكرى مثل عصا: النعاس. المصباح 2 / 730. ب
(2) حمرا: أي ساترا يتكاثف شجره. النهاية 2 / 77. ب
556

فعدلت عن الطريق فإذا أنا بعقدة من شجر فجئت فقلت: يا رسول
الله هذه عقدة من شجر قد أصبتها فعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدل
معه من يليه من أهل الطريق فنزلوا واستتروا بالعقدة، فما استيقظنا
إلا بالشمس طالعة علينا، فقمنا ونحن ذهلين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رويدا رويدا حتى تعالت الشمس ثم قال: من كان يصلي هاتين
الركعتين قبل صلاة الغداة فليصلهما فصلاهما من كان يصليهما، ومن
كان لا يصليهما، ثم أمر فنودي بالصلاة، ثم تقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصلى بنا، فلما سلم قال: إنا نحمد الله أنا لم نكن في شئ من أمر
الدنيا فشغلنا عن صلاتنا، ولكن أرواحنا كانت بيد الله أرسلها إن
شاء ألا فمن أدركته هذه الصلاة من عبد صالح فليقض معها مثلها
قالوا: يا رسول الله العطش؟ قال: لا عطش يا أبا قتادة قال: أرني
الميضأة فأتيته بها فجعلها في ضبنه (1) ثم التقم فمها فالله أعلم أنفث
فيها أم لا، ثم قال: يا أبا قتادة أرني الغمر (2) على الراحلة، فأتيته
بقدح بين القدحين، فصب فيه فقال: اسق القوم، ونادى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ورفع صوته: ألا من أتاه إناؤه فليشربه، فأتيت رجلا

(1) ضبنه: أي: حضنه. واضطبنت الشئ إذا جعلته في ضينك.
النهاية 3 / 73. ب
(2) الغمر: بضم الغين وفتح الميم: القدح الصغير. النهاية 3 / 385. ب
557

فسقيته، ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضلة القدح، فذهبت
فسقيت الذي يليه حتى سقيت أهل تلك الحلقة، ثم رجعت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضلة القدح، فسقيت حلقة أخرى حتى سقيت
سبع رفق (1)، وجعلت أتطاول هل بقي فيها شئ فصب رسول
الله صلى الله عليه وسلم في القدح فقال لي: اشرب قلت: بأبي أنت وأمي إني
لأجدني كثير عطش، قال: إليك عني فاني ساقي القوم منذ اليوم،
فصب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدح فشرب ثم صب في القدح فشرب،
ثم ركب وركبنا، ثم قال: كيف ترى القوم صنعوا حين فقدوا
نبيهم وأرهقتهم صلاتهم؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: أليس فيهم
أبو بكر وعمر إن يطيعوهما فقد رشدوا ورشدت أمهم وإن يعصوهما
فقد غووا وغوت أمهم قالها ثلاثا، ثم سار وسرنا حتى إذا كنا
في نحر (2) الظهيرة إذا ناس يتبعون ظلال الشجر، فأتيناهم فإذا
ناس من المهاجرين فيهم عمر بن الخطاب فقلنا لهم: كيف صنعتم
حين فقدتم نبيكم وأرهقتكم صلاتكم؟ قالوا: نحن والله نخبركم،

(1) رفق: الرفقة: الجماعة ترافقهم في سفرك فإذا تفرقتم زال اسم الرفقة وهي
بضم الراء في لغة بني تميم، والجمع رفاق مثل برمة وبرام وبكسرها في
لغة قيس، والجمع رفق مثل سدرة وسدر. المصباح 1 / 319. ب
(2) نحر الظهيرة: نحر النهار والشهر: أوله جمع نحور. القاموس 2 / 139. ب
558

وثب عمر فقال لأبي بكر: إن الله تعالى قال في كتابه (إنك
ميت وإنهم ميتون) وإني لا أدري لعل الله قد توفى نبيه فقم
فصل، وأنطلق إني ناظر بعدك ومتلوم (1)، فان رأيت شيئا وإلا
لحقت بك، وأقيمت الصلاة وانقطع الحديث (ش والروياني ورجاله
ثقات وروى بعضه هق في الدلائل).
30243 عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال: بعث
النبي صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل عليهم زيد بن حارثة، فان قتل واستشهد
فأميركم جعفر بن أبي طالب، فان قتل واستشهد فأميركم عبد
الله بن رواحة، فانطلقوا فلقوا العدو فأخذ الراية زيد بن حارثة
فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فقاتل حتى
قتل، ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فقاتل حتى قتل ثم أخذ
الراية خالد بن الوليد، ففتح الله عليه فأتى خبرهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فان إخوانكم لقوا العدو،
فأخذ الراية زيد بن حارثة فقاتل حتى قتل واستشهد، ثم أخذ
الراية جعفر فقاتل حتى قتل، واستشهد ثم أخذ الراية عبد الله بن
رواحة فقاتل حتى قتل، واستشهد ثم أخذ الراية سيف من سيوف
الله خالد بن الوليد ففتح الله عليه، ثم أمهل آل جعفر ثلاثا أن

(1) ومتلوم: اللوم: الانتظار والتمكث. المختار 481. ب
559

يأتيهم، ثم أتاهم فقال: لا تبكوا عليه بعد اليوم، ثم قال: ادعوا
لي بني أخي، فجئ بنا كأنا أفراخ فقال: ادعوا لي الحلاق فأمره
فحلق رؤوسنا، ثم قال: أما محمد فشبيه عمنا أبي طالب وأما عون
فشبيه خلقي وخلقي، ثم أخذ بيدي فشالهما فقال: اللهم اخلف
جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه قالها ثلاث مرات
فجاءت أمنا فذكرت يتمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أألعيلة (1)
تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة (حم، طب، كر).
30244 عن أبي اليسر قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فأتاه أبو عامر الأشعري فقال: يا رسول الله بعثني في كذا وكذا،
فلما أتيت مؤتة، وصف القوم، ركب جعفر فرسه ولبس الدرع
وأخذ اللواء فمشى قدما حتى رأى القوم فنزل ثم قال: من يبلغ
هذه الفرس صاحبه؟ فقال رجل: أنا فبعث به، ثم نزع درعه
فقال: من يبلغ هذا الدرع صاحبها؟ فقال رجل: أنا فبعث بها،
ثم تقدم فضرب بسيفه حتى قتل فتغرغرت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
دموعا فصلى بنا الظهر ولم يكلمنا، ثم أقيمت العصر، فخرج
فصلى ثم دخل ولم يكلمنا وفعل ذلك في المغرب والعشاء يدخل

(1) أألعيلة: في الحديث (إن الله يبغض العائل المختال) العائل: الفقير.
وقد عال يعيل عيلة، إذا افتقر. النهاية 3 / 330. ب
560

ولا يكلمنا وكان إذا صلى أقبل علينا بوجهه، فخرج علينا قبل الفجر
في ساعة كان يخرج فيها وأنا وأبو عامر الأشعري جلوس فجلس
بيننا فقال: ألا أحدثكم عن رؤيا رأيتها؟ أدخلت الجنة فرأيت
جعفرا ذا جناحين مضرجا بالدماء وزيدا مقابله وابن رواحة معهم كأنه
معرض عنهم، وسأخبركم عن ذلك، إن جعفرا حين تقدم فرأى
القتل لم يصرف وجهه وزيدا كذلك وابن رواحة صرف وجهه
(كر) (1).
30245 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى مؤتة
فاستعمل زيدا فان قتل زيد فجعفر، فان قتل جعفر فابن رواحة،
فتخلف ابن رواحة يجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: ما خلفك؟ قال: أجمع معك قال: لغدوة أو روحة في
سبيل الله خير من الدنيا وما فيها (ش) (2).
30246 (مسند عبد الله بن عمر) أمر النبي صلى الله عليه وسلم في
غزوة مؤتة زيد بن حارثة وقال إن قتل زيد فجعفر وإن قتل جعفر
فعبد الله بن رواحة قال ابن عمر: وكنت معهم في تلك الغزوة

(1) الحديث أورده ابن سعد في الطبقات الكبرى (2 / 130). ص
(2) آخر فقرة من الحديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الامارة باب فضل
الغدوة والروحة في سبيل الله رقم 1880. ص
561

فالتمسنا جعفرا فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعا وتسعين ما بين
ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية (طب).
30247 عن ابن عمر عن عبد الرحمن بن سمرة قال وجهني
يوم مؤتة خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتيته قال: اسكت
يا عبد الرحمن أخذ اللواء زيد فقاتل زيد فقتل زيد فرحم الله زيدا،
ثم أخذ اللواء جعفر فقاتل جعفر فقتل جعفر فرحم الله جعفرا، ثم أخذ
اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل عبد الله، فقتل عبد الله فرحم الله
عبد الله، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد فقاتل خالد ففتح الله لخالد
(يعقوب بن سفيان، كر).
30248 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيدا وجعفرا
و عبد الله بن رواحة فدفع الراية إلى زيد فأصيبوا جميعا قال أنس:
فنعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس قبل أن يجي الخبر قال: قال أخذ
الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله
فأصيب، ثم أخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد
فجعل يحدث الناس وعيناه تذرفان (ع، كر).
غزوة تبوك
30249 عن ابن عباس قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
خروجه من الطائف بستة أشهر، ثم أمره الله بغزوة تبوك وهي
562

التي ذكر الله في ساعة العسرة وذلك في حر شديد وقد كثر
النفاق وكثر أصحاب الصفة، والصفة بيت كان لأهل الفاقة
يجتمعون فيه فتأتيهم صدقة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وإذا حضر غزو
عمد المسلمون إليهم فاحتمل الرجل الرجل أو ما شاء الله يشيعه
فجهزوهم غزوا معهم واحتسبوا عليهم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين
بالنفقة في سبيل الله والحسبة فأنفقوا احتسابا، وأنفق رجال غير
محتسبين، وحمل رجال من فقراء المسلمين، وبقي أناس، وأفضل
ما تصدق به يومئذ أحد عبد الرحمن بن عوف تصدق بمائتي أوقية،
وتصدق عمر بن الخطاب بمائة أوقية، وتصدق عاصم الأنصاري
بتسعين وسقا من تمر، وقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله إني
لا أرى عبد الرحمن إلا قد احتوب ما ترك لأهله شيئا فسأله
رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تركت لأهلك شيئا؟ قال: نعم أكثر مما
أنفقت وأطيب قال: كم؟ قال: ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير
(ابن عساكر).
30250 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغ تبوك فبعث
منها علقمة بن مجزز إلى فلسطين (كر) (1).
30251 عن الحسن قال: آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) راجع الحديث في الطبقات الكبرى لابن سعد (2 / 163). ص
563

تبوك (كر).
30252 ابن عائذ أنبأنا الوليد بن محمد عن محمد بن مسلم
الزهري قال: ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وهو يريد الروم
وكفار العرب بالشام، حتى إذا بلغ تبوك أقام بها بضع عشرة ليلة،
ولقيه بها وقد أذرح ووفد أيلة فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجزية
ثم قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك ولم يجاوزها (كر).
غزوة ذات السلاسل
30253 ابن عائذ أخبرني الوليد بن مسلم عن عبد الله بن
لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: ثم غزوة عمرو بن العاص
ذات السلاسل من مشارق الشام بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بلي وهم
أخوال العاص بن وائل وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن (1) يليهم من
قضاعة، وأمره عليهم فخاف عمرو من جانبه الذي هو به، فبعث
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده فلما قدم رسول عمرو على رسول الله
صلى الله عليه وسلم يستمده ندب له المهاجرين فانتدب أبو بكر وعمر في سراة من
المهاجرين وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، ثم أمد بهم عمرو بن
العاص، وعمرو يومئذ في سعة الله وتلك الناحية من قضاعة، فلما

(1) راجع الطبقات الكبرى لابن سعد (2 / 131) سرية عمرو بن العاص إلى
ذات السلاسل. ص
564

قدم مدد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الأولين وأميرهم أبو عبيدة
ابن الجراح قال عمرو: أنا الأمير، وإنما أرسلت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم استمده وأمدني بكم، قال المهاجرون: أنت أمير أصحابك
وأبو عبيدة أمير المهاجرين، فقال عمرو: إنما أنتم مدد مددت به
فأنا الأمير، فلما رأى أبو عبيدة ذلك وكان رجلا حسن الخلق لين
الشيمة قال: إن آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: إذا
قدمت على عمرو فتطاوعا، وإنك الله إن عصيتني لأطيعنك فسلم
أبو عبيدة لعمرو بن العاص (كر).
غزوة ذات الرقاع
30254 عن أبي موسى قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقه فنقبت أقدامنا وسقطت
أظفاري، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت الغزوة ذات
الرقاع لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق (ع، كر) (1).
اليرموك
30255 عن حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام
وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة خرجوا يوم اليرموك

(1) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه بلفظه وسنده كتاب الجهاد والسير باب
غزوة ذات الرقاع رقم (1817). ص
565

حتى أثبتوا (1) فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة
فقال: ادفعه إلى عكرمة، فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش فقال:
ادفعه إلى عياش، فما وصل إلى عياش حتى مات وما وصل إلى أحد
منهم حتى ماتوا (ابن نعيم، كر).
غزوة أوطاس
30256 عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال: لما
فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس
فلقي دريد بن الصمة فقتل الله دريدا وهزم أصحابه، قال أبو موسى:
وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من
بني جشم بسهم فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه فقلت يا عم من
رماك؟ فأشار أبو عامر إلى هذا، فأتيته فجعلت أقول: ألا تستحيي
ألست عربيا ألا تثبت؟ فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ضربتين فضربته
بالسيف فقتلته، ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت: قد قتل الله
صاحبك، قال: فانتزع هذا السهم فنزعته فقال: يا ابن أخي انطلق
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقرأه مني السلام وقل له: يقول لك استغفر

(1) أثبثوا: ثبت الشئ يثبت ثبوثا دام واستقر فهو ثابت وبه سمي، ويتعدى
بالهمزة والتضعيف فيقال: أثبته وثبته والاسم الثبات، وأثبت الكاتب
الاسم كتبه عنده، وأثبت فلانا لازمه فلا يكاد يفارقه. المصباح 1 / 110. ب
566

لي واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ثم إنه مات، فلما
رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل
وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجسده،
فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، فقلت: يقول لك: استغفر لي فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: اللهم اغفر لعبدك
أبي عامر حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: اللهم اجعل له يوم القيامة
نورا كثيرا فقلت: ولي يا رسول الله استغفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم
فاغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما
قال أبو بردة: أحدهما لأبي عامر والآخر لأبي موسى (كر).
غزوة بني المصطلق
30257 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق
وهم غارون ونعمهم تسقى على الماء فكانت جويرة بنت الحارث مما
أصاب وكنت في الخيل (ش).
سرية عاصم (1)
30258 (مسند انس) ذكر سبعين من الأنصار كانوا إذا
جنهم الليل أو وا إلى معلم بالمدينة فيبيتون يدرسون القرآن فإذا

(1) ذكر ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة خبيب بن عدي: 2 / 120 سرية
عاصم بن أبي الأقلح الأنصاري. ص
567

أصبحوا فمن كان عند قوة أصاب من الحطب واستعذب من الماء،
ومن كانت عنده سعة أصابوا الشاة وأصلحوها فكانت تصبح معلقة
بحجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصيب خبيب بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان فيهم خالي حرام وأتوا حيا من بني سليم فقال حرام لأميرهم:
ألا أخبر هؤلاء أنا لسنا إياهم نريد فيخلوا وجوهنا؟ فأتاهم فقال لهم ذلك
فاستقبله رجل منهم برمح، فأنفذه به، فلما وجد حرام مس الرمح
في جوفه قال: الله أكبر فزت ورب الكعبة، فأبطأوا عليهم فما
بقي منهم مخبر فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد على سرية وجده
عليهم، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو
عليهم، فلما كان بعد ذلك أتاه أبو طلحة فقال له: هل لك في قاتل
حرام؟ قلت: ما له فعل الله به وفعل؟ فقال أبو طلحة: لا تفعل
فقد أسلم (طب، وأبو عوانة).
ذيل سرية عاصم (1) 30259 - (مسند خباب بن الأرت) عن خباب بن

(1) ذكر ابن حجر في الإصابة (3 / 81): وروى ابن أبي شيبة من طريق
جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وحده عينا
إلى قريش، قال فجئت إلى خشبة خبيب فحللته فوقع إلى الأرض
وانتبذت غير بعيد ثم التفت فلم أره كأنما ابتلعته الأرض.
فالالتباس هنا في الحديث أن الذي أنزل خبيبا هو عمرو بن أمية كما
ذكره ابن حجر لا خباب بن الأرت والله أعلم. ص
568

الإرث بعثني النبي صلى الله عليه وسلم عينا إلى قريش فجئت إلى خشبة خبيب
وأنا أتخوف العيون فرقيت فيها فحللت خبيبا فوقع إلى الأرض
فانتبذت غير بعيد ثم التفت فلم أر خبيبا كأنما ابتلعته الأرض فلم
يذكر لخبيب رمة (1) حتى الساعة (طب - عن عمرو بن أمية
الضمري).
بعث زيد بن حارثة
30260 عن عائشة قالت: أتانا زيد بن حارثة فقام إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه فقبل وجهه قالت عائشة: وكانت أم قرفة جهزت
أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقاتلوه
فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة فقتلهم وقتل أم قرفة
وأرسل بدرعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصبه بالمدينة بين رمحين (كر).
30261 عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانا
قط إلا مرة واحدة جاء زيد بن حارثة من غزوة يستفتح، فسمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته فقام عريانا يجر ثوبه فقبله (كر).
30262 عن عائشة قالت: قدم زيد بن حارثة من سرية أم

(1) رمة: الرمة والرميم: العظم البالي. النهاية 2 / 267. ب
569

قرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتى زيد فقرع الباب فقام إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه عريانا ما رأيته عريانا قبلها حتى اعتنقه وقبله
ثم سأله فأخبره بما ظفره الله (الواقدي، كر).
30263 عن عروة قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة على
الأنصار مهاجره إليها، وجه الأنصار حلفاء ممن حولهم من القبائل
العرب وبينهم عقد وعهد على من نصرهم وعلى من قاتلهم من قبائل
العرب، فأخبروه بذلك وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبرؤوا إليهم من
حلفهم وأن يؤذنوهم بحرب ففعلوا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرايا
إلى من قرب منهم أو استناء عنه فيما بينه وبين مكة إلى ما بينهم وبين
مؤتة من حسمى (1) جذام فبعث بضعا وعشرين سرية منها الرجل
يبعثه وأكثر من ذلك إلى ما بعث من سرية زيد بن حارثة بمؤتة
في ستة آلاف (ابن عائذ، كر).
بعث أسامة
30264 عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد قطع بعثا قبل
مؤتة وأمر عليه أسامة بن زيد وفي ذلك البعث أبو بكر وعمر
فكان أناس من الناس يطعنون في ذلك لتأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة
عليهم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس ثم قال: إن أناسا منكم
قد طعنوا في تأمير أسامة وإنما طعنوا في تأمير أسامة كما طعنوا في

(1) حسمى جذام: حسما بالكسر والقصر: اسم بلد جذام. النهاية 1 / 386. ب
570

تأمير أبيه من قبله، وأيم الله إن كان لخليقا للامارة وإن كان من
أحب الناس إلي وإن ابنه من أحب الناس إلي من بعده، وإني
لأرجو أن يكون من صالحيكم فاستوصوا به خيرا (ش).
30265 عن عروة قال: كان أسامة بن زيد قد تجهز للغزو
وخرج ثقله إلى الحرب فأقام تلك الأيام لوجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش عامتهم المهاجرون فيهم عمر بن
الخطاب أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغير على أهل مؤتة وعلى جانب
فلسطين حيث أصيب زيد بن حارثة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك
الجذع، فاجتمع المسلمون يسلمون عليه، ويدعون له بالعافية فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد فقال: اغد على بركة الله والنصر
والعافية، ثم اغز حيث أمرتك أن تغير، قال أسامة: بأبي أنت
وأمي قد أصبحت مفيقا (1) وأرجو أن يكون الله قد شفاك، فأذن لي
أن أمكث حتى يشفيك الله، فاني إن خرجت على هذه الحال
خرجت وفي قلبي قرحة من شأنك وأكره أن أسأل عنك الناس،
فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يراجعه وقام فدخل
بيت عائشة (كر).

(1) مفيقا: أفاق من مرضه: رجعت الصحة إليه أو رجع إلى الصحة
كاستفاق. القاموس 3 / 278. ب
571

30266 (مسند الصديق) الواقدي حدثني عبد الله بن
جعفر بن عبد الرحمن بن أزهر بن عوف عن الزهري عن عروة عن
أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره ان يغير على أهل أبني صباحا،
وأن يحرق قالوا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسامة: امض على اسم
الله، فخرج بلوائه معقودا فدفعه إلى بريدة بن الحصيب الأسلمي،
فخرج به إلى أسامة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة فعسكر بالجرف
وضرب عسكره في موضع سقاية سليمان اليوم، وجعل الناس يأخذون
بالخروج إلى العسكر فيخرج من فرغ من حاجته إلى معسكره،
ومن لم يقض حاجته فهو على فراغ ولم يبق أحد من المهاجرين
الأولين إلا انتدب في تلك الغزوة: عمر بن الخطاب وأبو عبيدة وسعد
ابن أبي وقاص وأو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في رجال
من المهاجرين والأنصار وكان أشدهم في ذلك عدة قتادة بن النعمان
وسلمة بن أسلم بن حريش فقال رجال من المهاجرين وكان أشدهم في
ذلك قولا عياش بن أبي ربيعة: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين
الأولين فكثرت القالة في ذلك فسمع عمر بن الخطاب بعض ذلك
القول فرده على من تكلم به وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول
من قال، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا فخرج وقد عصب
على رأسه بعصابة وعليه قطيفة ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه
572

ثم قال: أما بعد أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري
أسامة فوالله لئن طعنتم في إمارتي أسامة لقد طعنتم في إمارتي أباه
من قبله، وأيم الله إن كان للامارة لخليق وإن ابنه من بعده
لخليق للامارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي وإن هذا لمن
أحب الناس إلي وإنهما لمخيلان (1) لكل خير فاستوصوا به خيرا،
فإنه من خياركم ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وذلك يوم السبت
لعشر ليال خلون من ربيع الأول، وجاء المسلمون الذي يخرجون
مع أسامة يودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عمر بن الخطب ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: أنفذوا بعث أسامة ودخلت أم أيمن فقالت: أي رسول
الله لو تركت أسامة يقيم في معسكره حتى تتماثل فان أسامة إن
خرج على حاله هذه لم ينتفع بنفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفذوا
بعث أسامة فمضى الناس إلى العسكر فباتوا ليلة الأحد ونزل أسامة
يوم الأحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ثقيل مغمور وهو اليوم الذي لدوه (2) فيه

(1) لمخيلان: من خلت إخال إذا ظننت. النهاية 2 / 93. ب
(2) لدوه: عن أم سلمة قالت بدئ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه في بيت
ميمونة فكان إذا خف عنه ما يجد خرج فصلي بالناس فإذا وجد ثقلة
قال: مروا الناس فليصلوا فتخوفنا عليه ذات الجنب وثقل فلددناه فوجد
النبي صلى الله عليه وسلم خشونة اللد فأفاق فقال ما صنعتم بي؟ قالوا: لددناك،
قال: بماذا؟ قلنا بالعود الهندي وشئ من ورس وقطرات زيت،
فقال: من أمركم بهذا؟ قالوا: أسماء بنت عميس، قال: هذا طب
أصابته بأرض الحبشة لا يبقى أحد في البيت إلا التد إلا ما كان من
عم رسول الله بعني العباس ثم قال: ما الذي كنتم تخافون علي؟ قالوا:
ذات الجنب، قال: ما كان الله ليسلطها علي. الطبقات لا بن سعد 2 / 235 و 236. ب
573

فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تهملان وعنده العباس والنساء
حوله فطأطأ عليه أسامة فقبله ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتكلم فجعل
يرفع يديه إلى السماء ثم يصبهما على أسامة، فأعرف أنه كان يدعو
لي قال أسامة: فرجعت إلى معسكري، فلما أصبح يوم الاثنين غدا
من معسكره وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مفيقا فجاءه أسامة فقال اغد
على بركة الله، فودعه أسامة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مفيق مريح وجعلت
نساءه يتماشطن سرورا براحته، ودخل أبو بكر الصديق فقال:
يا رسول الله أصبحت مفيقا بحمد الله، واليوم يوم ابنة خارجة فأذن
لي فأذن له فذهب إلى السنح وركب أسامة إلى معسكرة وصاح
في أصحابه باللحوق إلى العسكر فانتهى إلى معسكره ونزل وأمر
الناس بالرحيل وقد منع النهار، فبينا أسامة بن زيد يريد أن يركب
من الجرف (1) أتاه رسول أم أيمن وهي أم تخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) الجرف: اسم موضع قريب من ا لمدينة، وأصله ما تجرفه السيول من
الأودية. النهاية 1 / 262. ب
574

يموت، فأقبل أسامة إلى المدينة ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح
فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت فتوفي صلى الله عليه وسلم حين زاغت
الشمس يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، ودخل
المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة، ودخل بريدة بن الحصيب
بلواء أسامة معقودا حتى أتى به باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغرزه عنده،
فلما بويع لأبي بكر أمر بريدة أن يذهب باللواء إلى بيت أسامة
ولا يحله حتى يغزوهم أسامة فقال بريدة: فخرجت باللواء حتى انتهيت
به إلى بيت أسامة ثم خرجت به إلى الشام معقودا مع أسامة، ثم
رجعت به إلى بيت أسامة فما زال معقودا في بيت أسامة حتى توفي
أسامة فلما بلغ العرب وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد منها عن
الاسلام قال أبو بكر لأسامة أنفذ في وجهك الذي وجهك فيه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأخذ الناس بالخروج وعسكروا في موضعهم الأول، وخرج
بريدة باللواء حتى انتهى إلى معسكرهم الأول، فشق على كبار
المهاجرين الأولين ودخل على أبي بكر عمر وعثمان وأبو عبيدة وسعد
ابن أبي وقاص وسعيد بن زيد فقالوا يا خليفة رسول الله إن العرب
قد انتقضت عليك من كل جانب وإنك لا تصنع بتفريق هذا
الجيش المنتشر شيئا اجعلهم عدة لأهل الردة ترمي بهم في نحورهم،
وأخرى لا تأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفي الذراري والنساء
575

فلو استأنيت بغزو الروم حتى يضرب الاسلام بجرانه (1) ويعود
أهل الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف ثم تبعث أسامة
حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا؟ فلما استوعب أبو بكر
كلامهم قال هل منكم أحد يريد أن يقول شيئا؟ قالوا: لا قد
سمعت مقالتنا فقال: والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلني
بالمدينة لأنفذت هذا البعث ولا بدأت بأول منه كيف ورسول
الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي من السماء يقول: أنفذوا جيش أسامة و لكن
خصلة أكلم بها أسامة أكلمه في عمر يخلفه يقيم عندنا فإنه لا غنى
بنا عنه، والله ما أدري يفعل أسامة أم لا، والله إن أبى لا أكرهه
فعرف القوم أن أبا بكر قد عزم على إنفاذ بعث أسامة، ومشى
أبو بكر إلى أسامة في بيته فكلمه في أن يترك عمر ففعل أسامة،
وجعل يقول له: أذنت ونفسك طيبة؟ فقال أسامة نعم، قال:
وخرج فأمر مناديه ينادي: عزمة مني أن لا يتخلف عن أسامة
من بعثه من كان انتدب معه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاني لن
أوتى بأحد أبطأ عن الخروج معه إلا ألحقته به ماشيا، وأرسل إلى
النفر من المهاجرين الذين كانوا تكلموا في إمارة أسامة فغلظ عليهم
وأخذهم بالخروج، فلم يتخلف عن البعث إنسان واحد، وخرج

(1) بجرانه: الجران باطن العنق. النهاية 1 / 363. ب
576

أبو بكر يشيع أسامة والمسلمين، فلما ركب أسامة من الجرف
في أصحابه وهم ثلاثة آلاف رجل، وفيهم ألف فرس، فسار أبو
بكر إلى جنب أسامة ساعة ثم قال: استودع الله دينك وأمانتك
وخواتيم عملك، إني سمعت رسول الله يوصيك فأنفذ لأمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاني لست آمرك ولا أنهاك عنه، إنما منفذ لأمر أمر
به رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج سريعا فوطئ بلاد هادئة لم يرجعوا عن
الاسلام مثل جهينة وغيرهما من قضاعة، فلما نزل وادي القرى قدم
عينا له من بني عذرة يدعى حريثا فخرج على صدر راحلته أمامه
منفذا حتى انتهى إلى أبنى فنظر إلى ما هناك وارتاد الطريق، ثم
رجع سريعا حتى لقي أسام على مسيرة ليلتين من أبنى، فأخبره
أن الناس غارون (1) ولا جموع لهم وأمره أن يسرع السير قبل
أن تجتمع الجموع وأن يشنها غارة (كر) (2).
30267 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أمر
أسامة بن زيد وبلغه أن الناس عابوا إمارته، فطنوا فيها فقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال: ألا إنكم تعيبون أسامة وتطعنون في

(1) غارون: الغروة: الغفلة، ومنه الحديث (أنه أغار على بني المصطلق وهم
غارون) أي: غافلون. النهاية 3 / 355. ب
(2) راجع الطبقات الكبرى لابن سعد (2 / 189، 191). ص
577

إمارته وقد فعلتم ذلك بأبيه من قبل، وإن كان لخليقا بالامارة، وإن
كان لأحب الناس كلهم إلي، وإن ابنه من بعده لأحب الناس
إلي فاستوصوا به خيرا، فإنه من خياركم. قال سالم: ما سمعت عبد
الله بن عمر يحدث بهذا الحديث قط إلا قال: والله ما حاشا
فاطمة (كر).
30268 (مسند الصديق) سيف بن عمر عن الزهري عن
أبي ضمرة وأبي عمر وغيرهما عن الحسن بن أبي الحسن قال: ضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل واته على أهل المدينة ومن حولهم وفيهم
عمر بن الخطاب وأمر عليهم أسامة بن زيد فلم يجاوز آخرهم الخندق
حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف أسامة بالناس ثم قال لعمر: ارجع
إلى خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنه يأذن لي فأرجع بالناس فان معي
وجوه الناس ولا آمن على خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأثقال المسلمين أن يتخطفهم المشركون وقالت الأنصار: فان
أبى إلا أن نمضي فأبلغه عنا واطلب إليه أن يولي أمرنا رجلا أقدم
سنا من أسامة، فخرج عمر بأم أسامة فأتى أبا بكر فأخبره بما
قال أسامة، فقال أبو بكر، لو اختطفتني الكلاب والذئاب لم أرد
قضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فان الأنصار أمروني أن أبلغك
أنهم يطلبون إليك أن تولي أمرهم رجل أقدم سنا من أسامة، فوثب
578

أبو بكر وكان جالسا، فأخذ بلحية عمر وقال ثكلتك أمك
وعدمتك يا ابن الخطاب استعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمرني أن
أنزعه، فخرج عمر إلى الناس قالوا له: ما صنعت؟ فقال: امضوا
ثكلتكم أمهاتكم ما لقيت من سببكم اليوم من خليفة رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم فأشخصهم وشيعهم وهو ماش
وأسامة راكب وعبد الرحمن بن عوف يقود دابة أبي بكر فقال له
أسامة يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتركبن أو لأنزلن؟ فقال: والله لا تنزل ووالله لا أركب وما علي أن أغبر قدمي ساعة في سبيل
الله فان للغازي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسن تكتب له وسبعمائة درجة ترفع له وتمحى عنه سبعمائة خطيئة حتى إذا انتهى
قال له: إن رأيت أن تعينني بعمر بن الخطاب فأفعل فأذن له وقال:
يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني لا تخونوا، ولا
تغلوا (1) ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا، ولا
شيخا كبيرا، ولا امرأة، ولا تعقروا نخلا، ولا تحرقوه، ولا تقطعوا
شجرة مثمرة، وتذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة،
وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسه في الصوامع فدعوهم وما
فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على أقوام يأتونكم بنية فيها

(1) تغلوا: غل في المغنم يغل بالضم. غلولا: خان. المختار 377. ب
579

ألوان الطعام، فإذا أكلتم منها شيئا بعد شئ فاذكروا اسم الله
عليه وسوف تلقون أقواما قد فحصوا أوساط رؤسهم وتركوا
حولها مثل العصائب، فاخفقوهم بالسيوف خفقا، اندفعوا باسم الله
أغناكم الله بالطعن والطاعون (كر).
30269 (مسند الصديق) ابن عائذ حدثنا الوليد بن مسلم
عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال: لما فرغوا من
البيعة واطمأن الناس قال أبو بكر لأسامة: امض لوجهك الذي
بعثك له رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه رجال من المهاجرين والأنصار وقالوا:
أمسك أسامة وبعثه فإنا نخشى أن تميل علينا العرب إذا سمعوا
بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر وكان أحزمهم أمرا: أنا أحبس جيشا بعثه
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اجترأت على أمر عظيم فوالذي نفسي بيده لان
تميل علي العرب أحب إلي من أن أحبس جيشا بعثهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم، امض يا أسامة في جيشك للوجه الذي أمرت به، ثم اغز
حيث أمرك رسول الله صلى الله وسلم من ناحية فلسطين وعلى أهل مؤتة،
فن الله سيكفي ما تركت، ولكن إن رأيت أن تأذن لعمر بن
الخطب فأستشيره وأستعين به، فإنه ذو رأي ومناصح للاسلام
فافعل، ففعل أسامة ورجع عامة العرب عن دينهم وعامة أهل
المشرق وغطفان وبنو أسد وعامة أشجع وتمسك طئ بالاسلام وقال
580

عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسك أسامة وجيش ووجههم
نحو من ارتد عن الاسلام من غطفان وسائر العرب، فأبى ذلك
أبو بكر وقال: إنكم قد علمتم أنه قد كان من عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم إليكم في المشورة فيما لم يمض من نبيكم فيه سنة ولم ينزل
عليكم به كتاب وقد أشرتم وسأشير عليكم فانظروا أرشد ذلك
فائتمروا به فان الله لن يجمعكم على ضلالة، والذي نفسي بيده ما أرى
من أمر أفضل في نفسي من جهاد من منع عنا عقالا كان يأخذه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانقاد المسلمون لرأي أبو بكر (كر).
30270 (مسند الحسين بن علي) أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند موته بثلاث: أوصى أن ينفذ جيش أسامة، ولا يسكن معه
المدينة إلا أهل دينه قال محمد: ونسيت الثالثة (طب - عن محمد بن
علي بن حسين عن أبيه عن جده).
30271 عن ابن عباس قال: النبي صلى الله عليه وسلم قد ضرب
بعث أسامة ولم يستتب لوجع النبي صلى الله عليه وسلم ولخلع مسيلمة والأسود
وقد أكثر المنافقون في تأمير أسامة حتى بلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج
عاصبا رأسه من الصداع لذلك من الشأن ولبشارة أريها في بيت
عائشة وقال: إني رأيت البارحة فيما يرى النائم في عضدي سوارين
من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأولتهما هذين لكذابين صاحب
581

اليمامة اليمن، وقد بلغني أن أقواما يقولون في إمرة أسامة
ولعمري لئن قالوا في إمارته لقد قالوا في إمارة أبيه من قبله، وإن
كان أبوه لخليقا لها وإنه لها لخليق فأنفذوا بعث أسامة وقال: لعن
الله الذين يتخذون قبور أنبيائهم مساجد فخرج أسامة فضرب
بالجرف وثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يستتم الامر انتظر أولهم آخرهم
حتى توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم (سيف، كر).
30272 (مسند أسامة) عن أسامة قال: أمرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن أغير على أبني (1) صباحا وأحرق (ق، ط والشافعي،
حم، (2) د، ه‍ والبغوي، طب).
30273 (أيضا) استعملني النبي صلى الله عليه وسلم على سرية (قط في
الافراد).
بعث خالد إلى أكيدر بدومة الجندل
30274 عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى دومة
الجندل، فقال: إنكم ستجدون أكيدر خارجا يتصيد الصيد فخذوه،

(1) أبنى: وفي حديث أسامة قال له النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسله إلى الروم (أغر
على أبنى صباحا) هي بضم الهمزة والقصر: اسم موضع من فلسطين بين
عسقلان والرملة، ويقال لها يبنى بالياء. النهاية 1 / 18. ب
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجهاد باب في الحريق في بلاد العدو رقم 2600. ص
582

فانطلقوا فوجدوه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذوه وعلوا أهل المدينة
وأشرفوا على المسلمين يكلمونهم، فقال رجل من المسلمين: أذكرك
الله هل تجدون محمدا في كتابكم؟ فقال: لا فقال رجل إلى جنبه:
إنا نجده في كتابنا فقال الرجل لأبي بكر: يا أبا بكر أليس قد
كفر هؤلاء الآن؟ قال: بلى فاسكت وأنتم سوف تكفرون
وسكت الرجل ودخل البيت وخرج مسلمة يتنبأ فقال رجل: سمعتك
تقول ونحن بدومة الجندل وأنتم سوف تكفرون، وذلك خروج
مسيلمة فقال: لا ولكن في آخر الزمان (ابن منده والمحاملي في
أماليه وأبو نعيم في المعرفة، كر).
30275 (من مسند خالد بن الوليد) بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى
اليمن فقال: من مررت به من العرب فسمعت فيهم الاذان فلا
تعرض له، ومن لم تسمع فيهم الاذان فادعهم إلى الاسلام فإن لم
يجيبوا فجاهدهم (طب - عن خالد بن سعيد بن العاصي).
30276 (مسند بجير بن بجرة الطائي) عن أبي المعارك (1)
الشماخ بن المعارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة قال: حدثني

(1) قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة بجير (1 / 277) أبو المعارك وآباؤه
لا ذكر لهم في كتب الرجال. وذكر الحديث كذلك ابن الأثير في أسد
الغابة (1 / 365) واستدركت تصحيح الأبيات منهما. ص
583

أبي عن جدي عن أبيه بجير بن بجرة قال: كنت في جيش خالد
ابن الوليد حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أكيدر ملك دومة الجندل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك تجده يصير البقر قال فوافيناه في ليلة
مقمرة، قد خرج كما نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذناه وقتلنا أخاه كان
قد حاربنا وعليه قباء ديباج، فبعث به خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم أنشدته:
تبارك سائق البقرات إني رأيت الله يهدي كل هاد
فمن يك عائدا عن ذي تبوك فإنا قد أمرنا بالجهاد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفضض الله فاك قال: فأتت عليه تسعون
سنة ما تحركت له سن ولا ضرس (أبو نعيم وابن منده، كر).
30277 قال ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان وعبد الله بن
أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد
الملك رجل من كندة كان ملكا على دومة وكان نصرانيا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: إنك ستجده يصيد البقر فخرج خالد حتى
إذا كان من حصنه بمنظر العين وهي ليلة مقمرة فلقيه في ركب
من أهل بيته فأخذه وقتل أخاه حسانا وقدم بالأكيدر على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية، ثم خلى سبيله فرجع
إلى قريته فقال رجل من طيئ يقال له بجير بن بجرة فذكر قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد إنك ستجده يصيد البقر تلك الليلة حتى
584

أخرجه لتصديق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تبارك سائق البقرات ليلا كذاك الله يهدي كل هاد
فمن يك عائدا عن ذي تبوك فإنا قد أمرنا بالجهاد
(ابن منده وأبو نعيم، كر، قال ابن منده: هذا حديث مرسل
في المغازي).
30278 عن خالد بن سعيد بن العاص أيضا بعثني النبي صلى الله عليه وسلم
إلى قيصر صاحب الروم بكتاب فقلت: استأذنوا لرسول رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأتى قيصر فقيل له: إن على الباب رجلا يزعم أنه رسول
رسول الله ففزعوا لذلك فقال: أدخله فأدخلني عليه وعنده بطارقته
فأعطيته الكتاب فقرئ عليه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم فنخر ابن أخ له
أحمر أزرق سبط فقال: لا يقرأ الكتاب اليوم لأنه بدأ بنفسه وكتب صاحب
الروم ولم يكتب ملك الروم، فقرئ الكتاب حتى فرغ منه ثم أمرهم
فخرجوا من عنده، ثم بعث إلي فدخلت عليه فسألني فأخبرته،
فبعث إلى الأسقف فدخل عليه، فلما قرأ الكتاب قال الأسقف:
هو والله الذي بشرنا به موسى وعيسى الذي كنا ننتظره قال قيصر:
فما تأمرني؟ قال الأسقف: أما أنا فاني مصدقه ومتبعه فقال قيصر:
أعرف أنه كذلك ولكن لا أستطيع أن أفعل إن فعلت ذهب
585

ملكي وقتلني الروم (طب - عن دحية الكلبي).
30279 (مسند أبي السائب خباب) عن خريم بن أوس
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذه الجيرة البيضاء قد رفعت لي وهذه
الشيماء بنت نفيلة الأزدية على بغلة شهباء معتجرة بخمار أسود فقلت:
يا رسول الله وإن نحن دخلنا الحيرة ووجدتها على هذه الصفة فهي
لي؟ قال: هي لك ثم ارتد العرب فلم يرتد أحد من طيئ وكنا
نقاتل قيسا على الاسلام وفيهم عيينة بن حصن وكنا
نقاتل بني أسد وفيهم طلحة بن خويلد الفقعسي، ثم سار خلد إلى
مسيلمة فسرنا معه، فلما فرغنا من مسيلمة وأصحابه أقبلنا إلى ناحية
البقرة فلقين هرمز بكاظمة في جمع عظيم فبرز له خالد بن الوليد،
ودعا إلى البزار فبرز له هرمز فقتله خالد وكتب بذلك إلى أبي بكر
فنله سلبه ثم سرنا على طريق الطف، حتى دخلنا الحيرة
فكان أول من تلقانا فيها شيماء بنت نفيلة الأزدية على بغلة لها شهباء
بخمار أسود كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلقت بها وقلت: هذه وهبها
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني خالد عليها البينة، فأتيته أبا فسلمها إلي
(طب - عن خريم بن أوس) (1)

(1) ذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة خريم بن أوس (2 / 130)
وهكذا ذكره ابن حجر في الإصابة (3 / 90) فاستدركت ما فات من
نقص. ص
586

30380 (مسند ابن عباس)
الواقدي حدثني ابن أبي حبيبة
عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس ومحمد بن صالح عن
عاصم بن عمر بن قتادة ومعاذ بن محمد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة وإسماعيل بن إبراهيم عن موسى بن عقبة فكل قد حدثني من
هذا الحديث بطائفة وعماده حديث ابن أبي حبيبة قالوا: بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد من تبوك في أربعمائة وعشرين فارسا إلى
أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل وكان أكيدر من كندة قد
ملكهم، وكان نصرانيا فقال خالد: يا رسول الله كيف لي به وسط بلاد كلب، وإنما أنا في أناس يسير؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستجده
يصيد البقر فتأخذه فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر
العين وفي ليلة مقمرة طائفة وهو على سطح له ومعه امرأته الرباب
بنت أنيف بن عامر من كندة فصعد على ظهر الحصن من الحر
وقينته تغنيه ثم دعا بشراب فشرب فأقبلت البقر تحك بقرونها
باب الحصن فأقبلت امرأته الرباب فأشرفت على الحصن فرأت
البقر فقالت: ما رأيت كالليلة في اللحم هل رأيت مثل هذا قط؟
قال: لا، ثم قالت من يترك مثل هذا؟ قال لا أحد قال: يقول
أكيدر: والله ما رأيت جاءتنا بقر ليلا غير تلك الليلة، ولقد
كنت أضمر لها الخيل إذا أردت أخذها شهرا أو أكثر، ثم
587

أركب بالرجال وبالآلة فنزل فأمر بفرسه فأسرجت وأمر بخيل
فأسرجت، وركب معه نفر من أهل بيته معه أخوه حسان
ومملوكان له فخرجوا من حصنهم بمطاردهم فلما فصلوا من الحصن
وخيل خالد تنظرهم لا يصهل فيها فرس ولا تتحرك فسعة فصل
أخذته الخيل فاستأسر أكيدر وامتنع حسان فقاتل حتى قتل
وهرب المملوكان ومن كان معه من أهل بيته فدخلوا الحصن وكان
على حسان قباء ديباج مخوص (1) بالذهب فاستلبه خالد فبعث به
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمرو بن أمية الضمري وقد كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لخالد بن الوليد: إن ظفرت بأكيدر فلا تقتله وائت به
إلي فان أبى فاقتله فطاوعهم فقال خالد بن الوليد لأكيدر: هل لك أن
أجيرك من القتل حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن تفتح لي
دومة قال نعم ذلك لك، فلما صالح خالد أكيدر وأكيدر في وثاق، وانطلق
به خالد حتى أدناه من باب الحصن نادى أكيدر أهله افتحوا باب الحصن،
فأرادوا ذلك، فأبى عليهم مصاد أخو أكيدر فقال أكيدر لخالد: تعلم والله
لا يفتحون لي ما رأوني في وثاقك فحل عني فلك الله والأمانة أن أفتح لك
الحصن إن أنت صالحتني على أهله، قال خالد: فإني أصالحك فقال
أكيدر: إن شئت حكمتك وإن شئت حكمتني؟ قال خالد: بل نقبل

(1) مخوص: أي منسوج به كخوص النخل وهو ورقه. النهاية 2 / 87. ب
588

ما أعطيت فصالحه على ألفي بعير وثمانمائة رأس وأربع مائة درع
وأربعمائة رمح على أن ينطلق به وأخيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحكم
فيهما حكمه، فلما قاضاه خالد على ذلك خلى سبيله ففتح الحصن
فدخله خالد وأوثق مصادا أخا أكيدر وأخذ ما صالح عليه من الإبل
والرقيق والسلاح، ثم خرج قافلا إلى المدينة ومعه أكيدر ومصاد
فلما قدم بأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم صالحه على الجزية وحقن
دمه ودم أخيه وخلى سبيلهما وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا فيه أمانهم
وما صالحهم وختمه يومئذ بظفره (كر).
30281 عن عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر صاحب
دومة الجندل عن أبيه عن جده قال كتب رسول الله صلى الله على وسلم إلى ابن
أكيدر ولم يكن معه خاتمه فخاتمه بظفره (كر).
30282 عن ابن عمر قال: قال عمر لخالد بن الوليد: ويحك
يا خالد أخذت بني جذيمة بالذي كان من أمر الجاهلية أوليس الاسلام
قد محا ما كان في الجاهلية؟ فقال: يا أبا حفص والله ما أخذتهم
إلا بالحق أغرت على قوم مشركين فامتنعوا فلم يكن لي بد إذا
امتنعوا من قتالهم فأسرتهم ثم حملتهم على السيف فقال عمر: أي
رجل تعلم عبد الله بن عمر: قال: أعلمه والله رجلا صالحا، قال:
فهو الذي أخرني غير الذي أخبرتني وكان معك في ذلك الجيش: فقال
589

خالد: فاني أستغفر الله وأتوب إليه فانكسر عنه عمر وقال: ويحك
ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لك (الواقدي، كر).
30283 عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى
العزى وكانت لهوازن وكانت سدنتها بنو سليم فقال انطلق فإنه
تخرج عليك امرأة شديدة السواد طويلة الشعر عظيمة الثديين
قصيرة فشد عليها خالد فضربها فقتلها وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا خالد
ما صنت؟ قال: قتلتها قال: ذهبت العزى فلا عزى بعد
اليوم (كر).
بعث جرير (1)
30284 عن جرير قال: بعث إلي علي بن أبي طالب ابن
عباس والأشعث بن قيس وأنا بقرقيسياء فقالا: إن أمير المؤمنين

(1) جرير بن عبد الله بن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة البجلي الصحابي
الشهير ويكنى: أبو عمر وقد على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة
عشر وأن بعثه إلى ذي الخلصة كان بعد ذلك ثم سكن جرير الكوفة
وأرسله علي رسولا إلى معاوية ثم اعتزل الفريقين وسكن قرقيسياء:
بدون همزة بلد على الفرات. وتوفي فيها سنة (51) ه‍. الإصابة لابن
حجر (2 / 77) وذكر الحديث. وهكذا ذكره ابن الأثير في أسد
الغابة (1 / 334). ص
590

يقرئك السلام ويقول: نعم ما أراك الله من مفارقتك معاوية،
وإني أنزلك مني بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أنزلتكها، فقلت: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم أن يقولوا لا إله إلا
الله، فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم فلا أقاتل أحدا يقول لا إله
إلا الله فرجعا على ذلك (طب).
30285 عن جرير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جرير
ألا تريحني من ذي الخلصة؟ فنفرت في خمسين ومائة فارس من
أحمس فحرقتها بالنار فبعث جرير رجلا يقال له أبو أرطاة، فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بعثك بالحق ما جئتك
حتى تركتها كأنها جمل أجرب (أبو نعيم في المعرفة).
30286 عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن
عبد الله إلى ذي الكلاع اسمه بديع بن باكوراء وإلى ذي ظليم
حوشب بن طخية (كر).
بعث خباب بن الأرت
30287 (من مسنده) قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سرية فأصابنا العطش وليس منا ماء، فتنوخت (1) ناقة لبعضنا

(1) فتنوخت: أناخ الرجل الجمل إناخة قالوا: ولا يقل في المطاوع فناخ بل
يقاع فبرك وتنوخ، وقد يقال فاستناخ. المصباح 2 / 765. ب
591

وإذا بين رجليها مثل السقاء فشربنا من لبنها (طب - عن
خباب).
بعث ضرار بن الأزور
30288 عن ابن عباس قال: بعث النبي صلى الله عليه وآله
ضرار بن الأزور الأسدي إلى عوف الورقاني من بني الصيداء
(كر) (1).
بعث عبد الرحمن
30289 عن ابن عمر قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن
ابن عوف فقال: تجهز فاني باعثك في سرية من يومك هذا أو من
الغد إن شاء الله تعالى، قال ابن عمر: فسمعت ذلك فقلت: لأدخلن
ولاصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة، ولأسمعن وصية عبد الرحمن،
فقعدت فصليت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين منهم عبد
الرحمن بن عوف وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان أمره أن يسير من
الليل إلى دومة الجندل فيدعوهم إلى الاسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعبد الرحمن: ما خلفك عن أصحابك؟ قال ابن عمر وقد مضى
أصحابه من سحر وهم معتدون بالجرف، وكانوا سبعمائة رجل،

(1) ضرار بن الأزور: اسمه مالك بن أوس بن خديجة كان (فارسا شاعرا)
وذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغاية (3 / 52). ص
592

قال: أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعلي ثياب
سفري قال: وعلى عبد الرحمن عمامة قد لفها على رأسه فدعاه النبي
صلى الله عليه وسلم فأقعده بين يديه، فنقض عمامته بيده، ثم عممته بعمامة سوداء،
فأرخى بين كتفيه منها ثم قال: هكذا يا ابن عوف فاعتم، وعلى ابن
عوف السيف متوشحه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اغز بسم الله
وفي سبيل الله، قاتل من كفر بالله، لا تغال ولا تغدر ولا تقتل
وليدا، فخرج عبد الرحمن حتى لحق أصحابه فسار حتى قدم دومة
الجندل، فلما دخلها دعاهم إلى الاسلام فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى
الاسلام، وقد كانوا أبوا أول ما قدم أن يعطوه إلا السيف، فلما
كان اليوم الثالث أسلم أصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا وكان
رأسهم وكتب عبد الرحمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بذلك وبعث رجلا
من جهينة يقال له: رافع بن مكيث فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه أراد أن يتزوج فيهم فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج ابنة
الأصبغ تماضر، فتزوجها عبد الرحمن وبنى بها، ثم أقبل بها وهي
أم أبي سلمة بن عبد الرحمن (قط في الافراد، كر) (1).
30290 عن عطاء الخراساني عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى عند ترجمته: سرية عبد الرحمن بن
عوف إلى دومة الجندل (2 / 89). ص
593

بعث عبد الرحمن بن عوف في سرية وعقد له اللواء بيده (كر).
بعث معاذ
30291 عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن
مشى أكثر من ميل يوصيه قال: يا معاذ أوصيك بتقوى الله العظيم
وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار،
وخفض الجناح، ولين الكلام، ورحمة اليتيم، والتفقه في القرآن
- وفي لفظ: في الدين - والجزع من الحساب، وحب الآخرة،
يا معاذ لا تفسدن أرضا، ولا تشتم مسلما، ولا تصدق كاذبا،
ولا تكذب صادقا، ولا تعص إماما عادلا، يا معاذ أوصيك بذكر
الله عند كل حجر وشجر وأن تحدث لكل ذنب توبة السر
بالسر والعلانية بالعلانية، يا معاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي
وأكره لك ما أكره لها، يا معاذ إني لو أعلم أنا نلتقي إلى يوم
القيامة لأقصرت عليك من الوصية، ولكني لا أرى نلتقي إلى يوم
القيامة، يا معاذ إن أحبكم إلي لمن لقيني يوم القيمة على مثل هذه
الحالة التي فارقني عليها، وكتب له في عهده أن لا طلاق لامرئ
فيما لا يملك ولا عتق فيما لا يملك، ولا نذر في معصية ولا في قطيعة رحم ولا
فيما لا يملك ابن آدم، وعلى أن تأخذ من كل حالم دينارا أو
عدله معافر، وعلى أن لا تمس القرآن إلا طاهرا، وإنك إذا أتيت
اليمن يسألونك نصاراها عن مفتاح الجنة فقل مفتاح الجنة
594

لا إله إلا الله وحده لا شريك له (كر، وفيه ركن الشامي
متروك).
30292 يا معاذ إنك تقدم على أهل الكتاب وإنهم يسألونك
عن مفاتيح الجنة فأخبرهم أن مفاتيح الجنة لا إله إلا الله وأنها
تحرق كل شئ حتى تنتهي إلى الله عز وجل لا يحجب دونه، من
جاء بها إلى يوم القيامة مخلصا رجحت بكل ذنب، يا معاذ تواضع
لله عز وجل يرفعك الله، واستدق (1) الدنيا يؤتك الله الحكمة،
فإنه من تواضع لله واستدق الدنيا أظهر الله تعالى الحكمة من قلبه
على لسانه ولا تغضبن ولا تقولن إلا بعلم، فإن أشكل عليك
أمر فاسأل ولا تستحي، واستشر فان المستشير معان، والمستشار
مؤتمن، ثم اجتهد فان الله عز وجل إن يعلم منك يوفقك، وإن
التبس عليك فقف، وأمسك حتى تبينه أو تكتب إلي فيه، ولا
تضربن فيما لم تجد في كتاب الله ولا في سنتي على قضاء إلا عن
ملا، واحذر الهوى فإنه قائد الأشقياء إلى النار، وإذا قدمت عليهم
فأقم فيهم كتاب الله وأحسن أدبهم، وأقرئهم القرآن يحملهم
القرآن على الحق وعلى الأخلاق الجميلة، وأنزل الناس منازلهم فإنهم

(1) واستدق: اي: احتقرها واستصغرها. وهو استفعل، من الشئ
الدقيق الصغير. النهاية 2 / 127. ب
595

لا يستوون إلا في الحدود ولا في الخير ولا في الشر على قدر ما هم
عليه من ذلك، ولا تحابين في أمر الله، وأد إليهم الأمانة في الصغير
والكبير، وخذ ممن لا سبيل عليه العفو، وعليك بالرفق، وإذا أسأت
فاعتذر إلى الناس، فعاجل التوبة، وإذا أسروا عليك من الجهالة
فبين لهم حتى يعرفوا، ولا تحاقدهم وأمت أمر الجاهلية إلا ما حسنه
الاسلام، وأعرض الأخلاق على أخلاق الاسلام، ولا تعرضها على
شئ من الأمور، وتعاهد الناس في المواعظ والقصد القصد والصلاة
الصلاة، فإنها قوام هذا الامر اجعلوها همكم، وآثروا شغلها
على الاشغال وترفقوا بالناس في كل ما عليهم ولا تفتنوهم، وانظروا
في وقت كل صلاة فإن كان أرق بهم فصلوا بهم أوله وأوسطه
وآخره، صلوا الفجر في الشتاء وغلسوا بها، وأطل في القراءة على
قدر ما يطيقون لا يملون أمر الله ولا يكرهونه، ويصلون الظهر
في الشتاء مع أول الزوال، والعصر في أول وقتها والشمس حية،
والمغرب حين يجب القرص صلها في الشتاء والصيف على ميقات
واحد إلا من عذر، وأخر العشاء شيئا ما، فان الليل طويل إلا
أن يكون غير ذلك أرفق بهم، وإذا كان الصيف فأسفر بالفجر
فان الليل قصير فيدركها النوام، وصل الظهر بعد ما يتنفس الظل
وتبرد الرياح، وصل العصر في وسط وقتها، وصل المغرب إذا
596

سقط القرص، والعشاء إذا غاب الشفق إلا أن يكون غير ذلك
أرفق بهم، وتعاهدوا الناس بالتذكير وأتبعوا الموعظة بالموعظة، فإنه أقوى
للعاملين على العمل بما يحب الله، ولا تخافوا في الله لومة لائم،
واتقوا الله الذي إليه ترجعون، يا معاذ إني عرفت بلاءك في الدين
والذي ذهب من مالك وركبك في الدين، وقد طيبت لك الهدية،
فان هدي إليك شئ فاقبل (أبو نعيم وابن عساكر - عن عبيد بن
صخر بن لوذان (1) الأنصاري السلمي).
بعث عمرو بن مرة
30293 عن عمرو بن مرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
جهينة ومزينة إلى أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي وكان
منابد النبي صلى الله عليه وسلم فلما ولوا غير بعيد قال أبو بكر الصديق: يا رسول
الله بأبي أنت وأمي على ما تبعث كبشين قد كادا يتهاينان في الجاهلية
أدركهم الاسلام وهم على بقية منها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بردهم حتى
وقفوا بين يديه قال: يا مزينة حي جهينة يا جهينة حي مزينة
فعقد لعمرو بن مرة على الجيشين على جهينة وميزنة ثم قال: سيروا

(1) كان ممن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن. راجع أسد الغابة (3 / 542)
وذكر الحديث في ترجمة معاذ بن جبل ابن
الأثير في أسد الغابة
(5 / 194 و 195). ص
597

على بركة الله، فساروا إلى أبي سفيان بن الحارث فهزمه الله وكثر
القتل في أصحابه (كر).
بعث عمرو بن العاص
30294 عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى
كلب وغسان وكفار العرب الذين كانوا بمشارف الشام، وأمر على
أحد البعثين أبا عبيدة بن الجراح، وأمر على البعث الآخر عمرو بن
العاص فانتدب في بعث أبي عبيدة أبو بكر وعمر، فلما كان عند
خروج البعث دعا رسول الله صلى الله على وسلم أبا عبيدة وعمرا فقال: لا تعاصيا
فلما فصلا من المدينة خلا أبو عبيدة بعمرو فقال له: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليك أن لا تعاصيا، فإما أن تطيعني وإما أن
أطيعك؟ قال: لا بل أطعني فأطاع أبو عبيدة، وكان عمرو أميرا
على البعثين كليهما، فوجد عمر من ذلك قال: أتطيع ابن النابغة
وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا ما هذا الرأي؟ فقل أبو
عبيدة لعمر: يا ابن أم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي وإليه أن
لا تتعاصيا، فخشيت إن لم أطعه أن أعصى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل
بيني وبينه الناس، وإني والله لأطيعنه حتى أقفل (1) فلما قفلوا كلم
عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكا إليه ذلك فقال رسول الله

(1) أقفل: الففول: الرجوع من السفر، وربابه دخل. المختار 431. ب
598

صلى الله عليه وآله: لن أؤمر عليكم بعد هذا إلا منكم يريد
المهاجرين كر) (1).
بعث بني قريظة
30295 عن أبي قتادة قال: انتهينا إلى بني قريظة: فلما رأونا
أيقنوا بالشر وغرز علي الراية عند أصل الحصن فاستقبلوتا في
صياصيهم (2) يشتمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه وسكتنا وقلنا:
السيف بينا وبينكم وطلع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه علي رجع
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن ألزم اللواء فلرمته، وكره أن
يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أذاهم وشتمهم، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم
ويقدمه أسيد بن حضير فقال: يا أعداء الله لا أبرح حصنكم حتى
تموتوا جوعا، إنما أتتم بمنزلة ثعلب في جحر، قالوا: يا ابن الحضير
نحن مواليك دون الخزرج وجاروا فقال: لا عهد بيني وبينكم
ولا ال (3) (الواقدي، كر).

(1) ذكر الحديث ابن الأثير في ترجمة عمرو العاص (4 / 245). ص
(2) صياصيهم: الصياصي: الحصول. المختار 297. ب
(3) إل: الال: القرابة، ومنه قوله تعالى: (لا يرقبون في مؤمن إلا
ولا ذمة) أي: قرابة ولا عهدا. النهاية 1 / 61. ب
599

بعث بني النضير
30296 عن محمد بن مسلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني
النضير وأمره أن يؤجلهم في الجلاء ثلاثا (كر).
بعث بني كلاب
30297 عن محمد بن مسلمة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ثلاثين راكبا فيهم عباد بن بشر إلى بني أبي بكر بن كلاب، فأمرنا
أن نسير الليل ونكمن النهار وأن نشن (1) عليهم الغارات (كر).
بعث كعب بن عمير
30298 عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن
عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من
أرض الشام فوجدوا جما كثيرا فدعوهم إلى الاسلام فل يستجيبوا لهم
ورشقوهم بالنبل، فلما رأى ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قاتلوهم أشد القتال
حتى قتلوا، فأفلت منهم رجل جريحا فلما برد عليه الليل تحامل
حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فشق ذلك على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهم بالبعثة إليهم فبلغه أنهم قد ساروا إلى موضع آخر فتركهم
(الواقدي، كر).

(1) نشن: شن عليهم الغارة: أي فرقها عليهم من كل وجه وبابه رد.
وأشنها أيضا. المختار. 276. ب
600

30299 عن الزهري وعروة وموسى بن عقبة قالوا: بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير نحو ذات أباطح من البلقاء فأصيب
كعب ومن معه (يعقوب بن سفيان، هق، كر).
ذيل الغزوات
30300 (من مسند بريدة بن الحصيب الأسلمي) عن
بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية وبعث معها رجلا يكتب إليه
بالاخبار (كر ورجاله ثقات).
30301 (مسند بشير بن يزيد الضبعي) عن الأشهب
الضبعي قال: حدثني بشير بن يزيد الضبعي وكان قد أدرك الجاهلية
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار: هذا أول يوم انتصف فيه
العرب من العجم (خ في تاريخه وبقي بن مخلد والبغوي وابن السكن
طب وأبو نعيم) (1).
30302 (من مسند جابر بن سمرة) عن جابر بن سمرة
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فهزمنا، فاتبع سعد راكبا منهم
فالتفت إليه فرأى ساقه خارجة من الغرز فرماه بسهم فرأيت الدم
يسيل كأنه شراك فأناخ (طب عن جابر بن سمرة).

(1) ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة رقم (706) (1 / 65) وقال: يشير،
شيخ قديم أدرك الجاهلية يروي المراسيل. ص
601

30303 عن البراء كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة
وأخرجني خالي وأنا لا أستطيع أن أرمي بحجر (طب).
30304 (مسند خباب الكناني) عن الزهري عن سعيد
ابن المسيب عن خابط بن خباب الكناني عن أبيه قال: كنت بالفلاة
إذ مر علينا جيش عرمرم فقيل: هذ رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم).
مراسلاته صلى الله عليه وسلم وعهوده على الناس
30305 عن عبد الملك بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزام
عن أبيه عن جده ان عمرو بن حزم قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
لجنادة: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله
لجنادة وقومه ومن تبعه بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأطاع الله
ورسوله وأعطى من الغنائم خمس الله ورسوله، وفارق المشركين
فإن له ذمة الله وذمة محمد صلى الله عليه وسلم وكتب علي (ابن نعيم).
30306 وبه عن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب
لحصين بن نضلة الأسدي كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم هذا
كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لحصين بن نضلة الأسدي أن له
ترمدا (1) وكتيفة لا يحاقه فيه أحد، وكتب المغيرة (أبو نعيم).

(1) ترمدا: في الحديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لحصين بن نضلة الأسدي
كتابا أن له ترمد وكتيفة) هو بفتح التاء وضم الميم: موضع في
ديار بني أسد، وبعضهم يقوله: ثرمدا بفتح الثاء المثلثة والميم وبعد
الدال المهملة ألف، فأما ترمذ بكسر التاء والميم فالبلد المعروف
بخراسان النهاية 1 / 188. وكتيفة: كجهينة موضع ببلاد باهلة. القاموس 3 / 189. ب
602

30307 وبه عن عمرو بن حزم قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
لجميل بن رذام: هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل بن رذام
العدوي أعطاه الرمد (1) لا يحاقه فيه أحد، وكتب على (أبو نعيم).
30208 عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه عن
جده حاطب بن أبي بلتعة عال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس
ملك الإسكندرية فجئته بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلني في منزل
فأقمت عنده ليالي ثم بعث إلي وقد جمع بطارقته فقال: إني
سأكلمك بكلام فأحب أن تفهمه مني، فقلت كلم فقل أخبرني
عن صاحبك أليس هو نبي؟ قلت: بلى وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: فما له حيث كان هكذا لم يدع على قومه حين أخرجوه من
بلده؟ فقلت: عيسى ابن مريم أليس هو نبي؟ قال: أشهد أنه
رسول الله، قلت ما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يصلبوه أن
لا يكون دعا عليهم بأن يهلكهم الله حتى رفعه الله إليه في سماء
الدنيا قال: أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم هذه هدايا

(1) الرمد: بفتح الراء: ماء أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم جميلا العدوي حين وفد عليه. النهاية 2 / 262. ب
603

أبعث بها معك إلى محمد صلى الله عليه وسلم: وأبعث معك ببدرقة يبدرقونك
إلى مأمنك، قال فأهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث جواري منهن
أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواحدة وهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي جهم بن حذيفة العدوي، وواحد لحسان بن ثابت، وأرسل
إليه بثياب مع طرف (1) من طرفهم (أبو نعيم).
دعوة هرقل
30309 (مسند الصديق) عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة
الباهلي عن هشام بن العاص الأموي قال: بعثت أنا ورجل
آخر إلى هرقل صاحب الروم ندعوه إلى الاسلام فخرجنا حتى قدمنا
الغوطة يعني دمشق، فنزلنا على جبلة بن الأيهم الغساني فدخلنا عليه
فإذا هو على سرير له، فأرسل إلينا برسول نكلمه فقلنا: والله
لا نكلم رسولا إنما بعثنا إلى الملك، فان أذن لنا كلمناه وإلا لم
نكلم الرسول، فرجع إليه فأخبره بذلك، فقال: فأذن لنا فقال:
تكلموا فكلمه هشام بن العاص ودعاه إلى الاسلام وإذا عليه ثياب
سواد فقال له هشام: وما هذه التي عليك؟ فقال: لبستها وحلفت
أن لا أنزعها حتى أخرجكم من الشام، قلنا ومجلسك هذا فوالله

(1) طرف: الطرفة ما يستطرف أي يستلمح والجمع طرف مثل غرفة
وغرف. المصباح 2 / 507. ب
604

لنأخذنه منك ولنأخذن منك الملك الأعظم إن شاء الله، أخبرنا
بذلك نبينا محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم قال: لستم بهم
بل هم قوم يصومون بالنهار ويقومون بالليل فكيف صومكم؟ فأخبرناه
فملئ وجهه سوادا فقال قوموا وبعث معنا رسولا إلى الملك
فخرجنا حتى إذا كنا قريبا من المدينة قال لنا الذي معنا إن دوابكم
هذه لا تدخل مدينة الملك، فان شئتم حملناكم على براذين وبغال؟
قلنا: والله لا ندخل إلا عليها فأرسلوا إلى الملك إنهم يأبون فدخلنا
على رواحلنا متقلدين بسيوفنا حتى انتهينا إلى غرفة له فأنخنا في أصلها
وهو ينظر إلينا، فقلنا: لا إله إلا الله والله أكبر، والله لقد
تنفضت الغرفة حتى صارت كأنها عذق تصفقه الرياح، فأرسل إلينا
ليس لكم أن تجهروا علينا بدينكم، وأرسل إلينا أن ادخلوا فدخلنا
عليه وهو على فراش له وعنده بطارقة من الروم وكل شئ في
مجلسه أحمر وما حوله حمرة وعليه ثياب من الحمرة، فدنونا منه
فضحك وقال: ما كان عليكم لو حييتموني بتحيتكم فيما بينكم،
وإذا عنده رجل فصيح بالعربية كثير الكلام، فقلنا: إن تحيتنا
فيما بيننا لا تحيل لك وتحيتك التي تحيي بها لا تحل لنا أن نحييك
بها قال: كيف تحيتكم؟ قلنا: السلام عليكم قال: كيف تحيون
مليككم؟ قلنا: بها قال: وكيف يرد عليكم؟ قلنا بها، قال: فما
605

أعظم كلامكم؟ قلنا: لا إله إلا الله والله أكبر فلما تكلمنا قال:
فوالله يعلم لقد تنفضت الغرفة حتى رفع رأسه إليها قال: فهذه
الكلمة التي قلتموها حيث تنفضت الغرفة كلما قلتموها في بيوتكم
تنفضت بيوتكم عليكم؟ قلنا لا رأيناها فعلت هكذا قط إلا عندك
قال: لوددت أنكم كلما قلتم تنفض كل شئ عليكم، وإني
خرجت من نصف ملكي، قلنا: لم؟ قال: لأنه كان أيسر لشأنها
وأجدر أن لا يكون من أمر النبوة وأن يكون من حيل الناس،
ثم سألنا عما أراد فأخبرناه ثم قال: كيف صلاتكم وصومكم؟
فأخبرناه فقال: قوموا فقمنا وأنزلنا بمنزل حسن ومنزل كبير، فأقمنا
ثلاثا، إلينا فدخلنا عليه فاستعاد قولنا فأعدناه، ثم دعا بشئ كهيئة
الربعة العظيمة مذهبة فيها بيوت صغار عليها أبواب ففتح بيتا
وقفلا فاستخرج حريرة سوداء فنشرها فإذا فيها صورة، وإذا فيها
رجل ضخم العينين عظيم الأليتين لم أر مثل طول عنقه، وإذا
ليست له لحية وإذا ضفيرتان أحسن ما خلق الله قال: هل تعرفون
هذ؟ قلنا: لا قال: هذا آدم عليه السلام، فإذا هو أكثر الناس
شعرا، ثم فتح لنا بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء، وإذا
فيها صورة بيضاء وإذا له شعر كشعر القطط أحمر العينين ضخم
الهامة حسن اللحية فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا
606

نوح عليه السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة سوداء،
فإذا فيها رجل شديد البياض حسن العينين صلت الجبين طويل
الخد أبيض اللحية كأنه يبتسم فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا
قال: هذا إبراهيم عليه السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه
حريرة سوداء، فإذا فيها صورة بيضاء فإذا والله رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: نعم محمد رسول الله قال: وبكينا،
والله يعلم أنه قائم قائما ثم جلس وقال: والله إنه لهو؟ قلنا: نعم
إنه لهو كأنما ننظر إليه، فأمسك ساعة ينظر إليها ثم قال: أما
إنه كان آخر البيوت ولكني عجلته لكم لأنظر ما عندكم ثم فتح
بابا آخر استخرج منها حريرة سوداء وإذا فيها صورة أدماء شحباء
وإذا رجل جعد (1) قطط (2) عائر العينين حديد النظر عابسا
متراكب الأسنان مقلص الشفة كأنه غضبان فقال: هل تعرفون
هذا؟ قلنا: لا قال: هذا موسى عليه السلام وإلى جنبه صورة
تشبهه إلا أنه مدهان الرأس عريض الجبين في عينيه قبل فقال: هل

(1) جعد: الجعد في صفات الرجال بكون مدحا وذما: فالمدح معناه أن
يكون شديد الأسر والخلق، أو يكون جعد الشعر وهو ضد السبط.
النهاية 1 / 275. ب
(2) قطط: القطط الشديد الجعورة. النهاية 4 / 81. ب
607

تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا هارون بن عمران، ثم فتح بابا
آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل أدم سبط
ربعة كأنه غضبان فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا
لوط عليه السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة، فإذا فيها
صورة رجل أبيض مشرب بحمرة أقنى الانف خفيف العارضين
حسن الوجه فقال: تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا إسحاق عليه
السلام، ثم فتح بابا آخر فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة
تشبه صورة إسحاق إلا أنه على شفته السفلى خال فقال: هل تعرفون
هذا؟ قلنا: لا قال: هذا يعقوب عليه السلام ثم فتح بابا آخر،
فاستخرج منه حريرة سوداء فإذا فيها صورة رجل أبيض حسن الوجه
أقنى الانف حسن القامة يعلو وجهه نور يعرف في وجهه الخشوع
يضرب إلى الحمرة فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا
إسماعيل جد نبيكم عليهما السلام، ثم فتح بابا آخر، فاستخرج منه
حريرة بيضاء، فإذا هي صورة كأنها صورة آدم كأن وجهه الشمس،
فقال: هل تعرفون هذا؟ قال: لا قال: يوسف عليه السلام، ثم
فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل
أحمر حمش الساقين أخفش العينين ضخم البطن ربعة متقلدا سيفا
فقال: هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا داود عليه السلام، ثم
608

فتح بابا آخر، فاستخرج منه حريرة بيضاء فإذا فيها صورة رجل
ضخم الأليتين طويل الرجلين راكب فرسا فقال: هل تعرفون هذا؟
قلنا: لا قال: هذا سليمان بن داود عليهما السلام، ثم فتح بابا آخر
فاستخرج منه حريرة سوداء فإذا فيها صورة بيضاء، وإذا رجل شاب
شديد سواد اللحية كثير الشعر حسن العينين حسن الوجه فقال:
هل تعرفون هذا؟ قلنا: لا قال: هذا عيسى ابن مريم عليه السلام،
قلنا: من أين لك هذه الصور لأنا نعلم أنها على ما صورت عليها
الأنبياء عليهم السلام لأنا رأينا صورة نبينا عليه السلام مثله؟ فقال:
إن آدم عليه السلام سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده فأنزل الله
عليه صورهم وكان في خزانة آدم عليه السلام عند مغرب الشمس
فاستخرجها ذو القرنين من مغرب الشمس فدفعها إلى دانيال ثم قال:
أما والله إن نفسي طابت بخروجي من ملكي، وإن كنت عبدا
لأميركم ملكه حتى أموت، ثم أجازنا فأحسن جائزتنا وسرحنا، فلما
أتينا أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدثناه مما رأينا وما قال لنا وما
أجازنا، فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال: مسكين لو
أراد الله عز وجل به خيرا لفعل ثم قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنهم واليهود يجدون نعت محمد صلى الله عليه وسلم عندهم (هق في الدلائل قال
ابن كثير: هذا حديث جيد الاسناد ورجاله ثقات).
609

الوفود
30310 عن أبي غديرة عبد الرحمن بن خصفة الضبي قال:
وفدنا إلى عمر بن الخطاب في وفد بني ضبة فقضوا حوائجهم غيري،
فمر بي عمر فوثبت فإذا أنا خلف عمر على راحلته فقال: من الرجل؟
قلت ضبي قال: خشن؟ قلت: على العدو يا أمير المؤمنين؟ قال:
وعلى الصديق فقال: هات حاجتك فقضى حاجتي ثم قال: فرغ لنا
ظهر راحلتنا (ابن سعد (1) والحاكم في الكنى).
30311 (من مسند جابر بن عبد الله) عن جابر قال: حملني
خالي جد بن قيس في السبعين راكبا الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم من
الأنصار فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه العباس فقال: يا عم
خذ لي على أخوالك فقال له السبعون: سلنا لربك وسل لنفسك
ما شئت قال: أما الذي أسألكم لربي فتعبدونه ولا تشركون به
شيئا، وأما الذي أسألكم لنفسي فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم
وأموالكم، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: الجنة (أبو نعيم).
30312 (مسند جرى بن عمرو العذري) عن جرى بن
عمرو العذري أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم فكتب له

(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى وصححت منه المصحف في السند
والمتن (6 / 166). ص
610

أن ليس عليكم عشر (1) ولا حشر (2) (أبو نعيم) (3).
30313 (مسند جزء بن الحدرجان بن مالك) قال: وفد
أخي قداد بن الحدرجان بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن من موضع
يقال له القنوني بسروات الأزد بايمانه وإيمان من أعطى الطاعة
من أهل بيته وهم إذ ذاك ستمائة بيت من أطاع الحدرجان وآمن
بمحمد صلى الله عليه وسلم فخرج قداد مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة أبيه
الحدرجان وإيمانهم، فلقيت في بعض الطريق سرية النبي صلى الله عليه وسلم
فقتلت قدادا فقال قداد: أنا مؤمن فلم يقبلوا وقتلوه في جوف
الليل، فبلغنا ذلك وخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته وطلبت
ثأري فنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في
سبيل الله فتبينوا) الآية فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف دينار دية
أخي وأمر لي بمائة ناقة حمراء وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمنعني أن

(1) عشر: ومنه الحديث (ليس على المسلمين عشور، إنما العشور على اليهود
والنصارى) العشور: جمع عشر، يعني ما كان من أموالهم للتجارات
دون الصدقات. والذي يلزمهم من ذلك عند الشافعي ما صولحوا عليه
وقت العهد، فإن لم يصالحوا على شئ فلا يلزمهم إلا الجزية. النهاية 3 / 239. ب
(2) حشر: الحشر: هو الجلاء عن الأوطان. النهاية 1 / 388. ب
(3) أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم (733) (1 / 335). ص
611

أصير لك المائة الناقة دية أخرى إلا أني لا أتعب سرية للمسلمين
من بعد فتكون دية المسلم ديتين فرضيت وسلمت وعقد لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم على سرية من سرايا المسلمين فخرجت إلى حي حاتم طئ
وغنمت مغنما كثيرا وأسرت أربعين امرأة من حي حاتم، فأتيت
بالنسوة وهداهن الله للاسلام وزوجهن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم) (1).
30314 (مسند جنادة بن زيد الحارثي) عن سودة بنت
المتلمس عن جدتها أم المتلمس بنت جنادة بن زيد قال: وفدت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني وافد قومي من بلحارث
من أهل البحرين فادع الله أن يعيننا على عدونا من ربيعة ومضر
حتى يسلموا، فدعا وكتب بذلك كتابا وهو عندنا (أبو نعيم) (2).
30315 (مسند جندب بن مكيث بن جراد) عن
جندب بن مكيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم عليه الوفد لبس
أحسن ثيابه وأمر أصحابه بذلك فرأيته وفد عليه وفد كندة وعليه

(1) أورده هذا الحديث ابن الأثير في أسد الغابة رقم 736 (1 / 335) وفي
الحديث نقص وتصحيف استدركته منه. والقنوني: من أودية السراة
تصب إلى البحر في أوائل أرض اليمن. ص
(2) أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم رقم 793 (1 / 355) وفي الحديث
تصحيف استدركته منه. ص
612

حلة يمانية وعلى أبي بكر وعمر مثله (الواقدي وأبو نعيم) (1).
وفد بني تميم
30316 عن جابر قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فنادوه يا محمد اخرج إلينا فان مدحنا زين وإن سبنا
شين، فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم وهو يقول: إنما ذلكم الله
عز وجل فما تريدون؟ قالوا: نحن ناس من بني تميم جئناك
بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا ولكن هاتوا فقال الأقرع بن
حابس لشاب من شبابهم: يا فلان قم فاذكر فضلك وفضل قومك
فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وآتانا أموالا نفعل فيها
ما نشاء فنحن من خير أهل الأرض وأكثرهم عددا وأكثرهم سلاحا
فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وبفعال
هو أفضل من فعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس
الأنصاري وكان خطيب النبي صلى الله عليه وسلم: قم فأجبه فقام ثابت فقال:
الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ودعا
المهاجرين من بني نمر أحسن الناس وجوها وأعظم الناس أحلاما

(1) ذكره ابن الأثير في أسد الغابة رقم (1 / 362). ص
613

فأجابوه، الحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن
نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قالها منع منا ماله
ونفسه، ومن أباها قاتلناه، وكان رغمه في الله علينا هينا، أقول
قولي هذا واستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، فقال الزبرقان بن بدر
لرجل منهم: يا فلان قم واذكر أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل
قومك فقام فقال:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع
ونعظم الناس عند المحل كلهم من السديف (1) إذا لم يؤنس القزع (2)
إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد إنا كذلك عند الفخر نرتفع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بحسان بن ثابت فذهب إليه الرسول
فقال: وما يريد مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كنت عنده آنفا؟ قال:
جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم فتكلم خطيبهم فأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فأجابه وتكلم شاعرهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم
إليك لتجيبه، فقال حسان: قد آن لكم أن تبعثوا إلي هذا العود
- والعود الجمل الكبير - فلما أن جاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان
قم فأجبه فقال: يا رسول الله مره فليسمعني ما قال فقال: أسمعه

(1) السديف: شحم السنام.
(2) القزع: السحاب: أي نطعم الشحم في المحل. النهاية 2 / 355. ب
614

ما قلت فأسمعه فقال حسان:
نصرنا رسول الله والدين عنوة (1) على رغم باد من معد وحاضر
بضرب كإيزاع (2) المخاض مشاشه وطعن كأفواه اللقاح الصوادر
وسل أحدا يوم استقلت شعابه بضرب لنا مثل الليوث الخوادر (3)
ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى إذا طاب ورد الموت بين العساكر
ونضرب هام الدارعين وننتمي إلى حسب من جذم (4) غسان قاهر
فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى وأمواتنا من خير أهل المقابر
فلولا حياء الله قلنا تكرما على الناس بالخيفين (5) هل من منافر
فقام الأقرع بن حابس فقال: إني والله يا محمد لقد جئت لأمر

(1) عنوة: عنا يعنو عنوة إذا أخذ الشئ قهرا، وكذلك إذا أخذه صلحا
فهو من الأضداد. المصباح 2 / 593. ب
(2) كايزاع المخاض مشاشه: جعل الايزاع موضع التوزيع وهو التفريق،
وأراد بالمشاش ههنا البول، وقيل: هو بالغين المعجمة وهو بمعناه.
لسان العرب 8 / 391. ب
(3) الخوادر: خدر الأسد وأخدر فهو خادر ومخدر: إذا كان في
خدره، وهو بيته. النهاية 1 / 13. ب
(4) جذم: الجذام: الأصل. النهاية 1 / 252. ب
(5) بالخيفين: الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل.
ومسجد منى يسمى مسجد الخيف، لأنه في سفح جبلها. النهاية 2 / 93. ب
615

ما جاء له هؤلاء إني قد قلت شعرا فاسمعه فقال: هات فقال:
أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا إذا اختلفوا عند ادكار المكارم
وإنا رؤوس الناس من كل معشر وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
وإنا لنا المرباع (1) في كل غارة تكون بنجد أو بأرض التهائم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان فأجبه فقام وقال:
بنو دارم لا تفخروا إن فخركم يعود وبالا بعد ذكر المكارم
هبلتم علينا تفخرون وأنتم لنا خول ما بين قن وخادم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد كنت غنيا يا أخا بني دارم إن يذكر
منك ما قد كنت ترى أن الناس قد نسوه منك فكان قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليه من قول حسان، ثم رجع حسان
إلى قوله:
وأفضل ما نلتم من الفضل والعى ردافتنا من بعد ذكر المكارم
فان كنتم جئتم لحقن دماءكم وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا ولا تفخروا عند النبي بدارم
وإلا ورب البيت مالت أكفنا على رأسكم بالمرهفات (2) الصوارم

(1) المرباع: في حديث هشام في وصف ناقة (إنها لمرباع مسياع) هي من
النوق التي تلد في أول النتاج. النهاية 2 / 189. ب
(2) بالمرهفات: يقال: رهفت السيف وأرهفته فهو مرهوف ومرهف أي
رققت حواشيه، وأكثر ما يقال مرهف النهاية (2 / 283). ص
616

فقام الأقرع بن حابس فقال: يا هؤلاء ما أدري ما هذا الامر تكلم
خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتا وأحسن قولا، وتكلم شاعرنا
فكان شاعرهم أرفع صوتا وأحسن قولا، ثم دنا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: لا يضرك ما كان قبل هذا (الروياني وابن منده وأبو نعيم وقال:
غريب تفرد به المعلى بن عبد الرحمن بن الحكيم الواسطي، قال قط:
هو كذاب، كر).
30317 عن عمران بن حصير قال: قدم وفد بني نهد (1) بن

(1) بني نهد: هم قبيلة باليمن كانوا يتكلمون بألفاظ غريبة وحشية لا تعرفها
أكثر العرب، وكان صلى الله عليه وسلم يخاطب كل قوم ويكاتبهم بلغتهم وذلك من
أنواع بلاغته صلى الله عليه وسلم فكان يتكلم مع كل ذي لغة غريبة بلغته ومع كل
ذي لغة بليغة بلغته اتساعا في الفصاحة واستحداثا للألفة والمحبة فكان
يخاطب أهل الحضر بكلام ألين من الدهن وأرق من المزن، ويخاطب
أهل البدو بكلام أرسى من الهضب وأرهف من العضب فانظر إلى دعائه
صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة حين سألوه ذلك فقال: اللهم بارك لهم في مكيالهم
وبارك لهم في صاعهم ومدهم، وفي رواية، اللهم بارك لنا في تمرنا وبارك
لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا، اللهم إني أدعوك
للمدينة بمثل ما دعاك إبراهيم لمكة ثم انظر دعاءه لبني نهد وقد وفدوا عليه
في جملة الوفود فقام طهفة بن رهم الهندي يشكو الجدب إليه فقال: يا رسول
الله أتيناك من غوري تهامة الخ الحديث. السيرة النبوية للدحلان على
هامش السيرة الحلبية 3 / 80 و 81. قال صاحب التعليق على كنز العمال
الطبعة الثانية 10 / 408: لما كان حديث طهفة بن زهير الوافد إلى النبي
صلى الله عليه وسلم في سنة تسع مع أكثر وفود العرب كما في الاستيعاب وشكاته من
جدب بلاده وجوابه عنه عليه السلام قد عنى بشرحه وتفسير ألفاظه
أكابر أئمتنا رجمهم الله ورأوا أن الحاجة ماسة إلى ذلك لما اشتملت عليه
من غرابة الألفاظ التي لا يعرفها أكثر العرب لما بيننا وبينهم من التفاوت البعيد
فنحن أشد حاجة منهم إلى ذلك وقد نقل شرحها وتفسير ألفاظها مفتي الشافعية بمكة
المشرفة السيد أحمد دحلان في سيرته المشهورة عن المواهب اللدنية، فاقتفينا أثرهما
في ذلك تسهيلا على المطالعين وإعانة للشاردين، وقد أورد تلك الشكاة صاحب كنز
العمال من طريقين: طريق عمران بن حصين رضي الله عنه وهي هذه،
ومن طريق علي رضي الله عنه وهي الآتية في رقم (30325) وفيهما
اختلاف في الزيادة والنقصان وكثرة التحريف وقلته، وبالنظر في كل من
الطريقين يحصل للناظر معرفة تفسير ألفاظ الشكاة وجوابها، وما كان
من تصحيف فيهما صححناه في متن الكنز اكتفاء بما في التعليق، وما
كان بين حاجزين في المتن فهو من المنقول عنه قال: أي طهفة:
غوري الخ.
617

زيد على رسول الله صلى الله عليه فقال: يا رسول الله أتيناك من غوري (1) تهامة
على أكوار (2) الميس، ترتمي بنا العيس، نستجلب (3) الصبير،

(1) غوري تهامة: ما انحدر منها.
(2) أكوار الميس: الأكوار: الرجل. الميس: بفتح الميم وسكون التحتية:
شجر صلب تعمل منه رحال الإبل.
(3) نستجلب الصبير: بالحاء المهملة، والصبير: بفتح الصاد المهملة وكسر
الوحدة سحاب أبيض متراكب يتكاثف، أي: نستدر السحاب.
618

ونستجلب (1) الخبير، ونستعضد (2) البرير، نستخيل (3) الرهام،
وسنتجيل (4) الجهام، من أرض (5) غائلة النطا، غليظة الوطا (6)
قد نشف (7) المدهن، ويبس (8) الجعثن، وسقط (9) الاملوج

(1) ونستخلب الخبير: بالخاء المعجمة فيهما، والخبير: هو العشب في الأرض
شبه بخبير الإبل وهو وبرها واستخلابه احتشاشه بالمخلب وهو المنجل،
وقيل نستخلب الخبير أي نقتطعه النبات ونأكله.
(2) ونستعضد البرير: أي نقطعه، والبرير: ثمر الأراك وكانوا يأكلونه في
الجدب لقلة الزاد.
(3) ونستخيل الرهام: بكسر الراء وهي الأمطار الضعيفة واحدتها رهمة أي
نتخيل الماء في السحاب القليل.
(4) ونستجيل الجهام: بالجيم أي نراه جائلا يذهب به الريح ههنا وههنا،
والجهام بفتح الجيم: السحاب الذي فرغ ماؤه.
(5) من أرض غائلة النطا: بكسر النون أي المهلكة للبعد: يقال: بلد
نطي أي بعيد.
(6) غليظة الوطا: الواطئ والواطا: والميطا ما انخفض من الأرض بين
النشاز والاشراف. القاموس 321.
(7) قد نشف المدهن: المدهن بالضم: نقرة في الجبل ومستنقع الماء وكل
موضع حقره السيل وآلة الدهن وقارورته وهذا كناية عن جفاف الماء
في جميع نواحيهم.
(8) ويبس الجعثن: الجعثن: بالجيم والمثلثة المكسورتين بينهما مهملة ساكنة
آخره نون أصل النبات.
(9) وسقط الاملوج من البكارة: الاملوج بضم الهمزة واللام وبالجيم: هو
نوى المقل كما في حديث طهفة. وقيل: هو ورق من أوراق الشجر،
يشبه الطرفاء والسرو. وقيل هو ضرب من النبات ورقه كالعيدان.
وفي رواية (سقط الاملوج من البكارة) هي جمع بكسر، وهو الفتي السمين من الإبل: أي سقط عنها ما علاها من السمن برعي
الاملوج. فسمى السمن نفسه أملوجا على سبيل الاستعارة. قاله
الزمخشري في الفائق. 6 / 2 النهاية 4 / 353. ب
619

من البكارة، ومات (1) العسلوج، وهلك (2) الهدي، ومات (3)
الودي، برئنا (4) يا رسول الله من الوثن والعنن (5) وما يحدث

(1) ومات العلوج: بضم العين والسين المهملتين آخره جيم: هو الغصن إذا
بيس وذهبت طراوته يريد أن الأغصان بيست وهلكت من الجدب.
(2) وهلك الهدي: بفتح الهاء وكسر الدال المهملة وشد الياء كالهدي بسكون
الدال وتخفيف الباء: ما يهدى إلى البيت الحرام من النعم لينحر، فأنطلق
على جميع الإبل وإن لم تكن هدايا لصلولحها له تسمية للشئ ببعضه.
(3) ومات الودي: بشد الياء: هو فسيل النخل يريد هلكت الإبل ويبست
النخيل.
(4) وبرئنا إليك من الوثن: أي الضم يعنون أنهم تركوا عبارة الأصنام
والالتجاء إليها.
(5) والعنن: وفي حديث طهفة) برئنا إليك من الوثن والعنن) العنن:
الاعتراض. يقال: عن لي الشئ أي اعترض، كأنه قال: برئنا إليك
من الشرك والظلم. وقيل: أراد به الخلاف والباطل: ومنه حديث
سطيح. أم فاز فاز لم به شأو العنن يريد اعتراض الموت وسبقه.
النهاية 3 / 313. ب
620

الزمن، لنا دعوة المسلمين وشريعة الاسلام، ما طما (1) البحر وقام
تعار (2) ولنا (3) نعم همل، أغفال (4) لا تبض (5) ببلال، ووقير (6)
كثير الرسل (7)، قليل (8) الرسل، أصابنا سنية (9) حمراء (10)
مؤزلة (11) ليس لها علل (12) ولا نهل (13) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) ما طما البحر: بالطاء المهملة أي: ارتفع بأمواجه.
(2) وقام تعار: بكسر المثناة بالفوقية بعدها عين مهملة فألف فراء بزنة كتاب: اسم جبل يصرف ولا يصرف باعتبار المكان والبقعة.
(3) ولنا نعم همل: بفتحتين أي مهملة لا رعاة لها ولا فيها ما يصلحها
ويهديها فهي كالضالة.
(4) أغفال: الإبل الاغفال: التي لا لبن فيها.
(5) لا تبض ببلال: أي ما يقطر منها لبن. يقال: بض الماء إذا قطر
وسال. النهاية 1 / 123. والبلال أراد به اللبن. النهاية 1 / 153. ب
(6) ووقير: الوقير: القطيع من الغنم.
(7) كثير الرسل: بفتح الراء أي شديدة التفرق في طلب الرعي.
(8) قليل الرسل: بكسر فسكون: اللبن.
(9) سنية: بالتصغير للتعظيم.
(10) حمراء: شديدة أي أصابها جدب شديد.
(11) مؤزلة: آتية بالأزل أي القحط.
(12) ليس لها علل: هو الشرب ثانيا.
(13) ولا نهل: هو الشرب أو لا أي لشدة القحط.
621

اللهم بارك لهم في محضها (1) ومخضها (2) ومذقها (3) وفرقها (4)
واحبس (5) راعيها على الدثر (6) ويانع الثمر، وافجر (7) لهم
الثمد، وبارك لهم في الولد من أقام الصلاة كان مؤمنا، ومن أدى
الزكاة لم بكن غافلا، ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مسلما،
لكم يا بني نهد ودائع (8) الشرك، ووضائع (9) الملك، ما لم يكن

(1) في محظها: بالحاء المهملة والضاد المعجمة: أي خالص لبنها.
(2) ومخضها: بالمعجمتين: ما مخض من اللبن وهو الذي حرك في السقاء حتى
يتميز زبده فيؤخذ منه.
(3) ومذقها: وهو اللبن الممزوج بالماء، والضمائر لأرضهم أو أنعامهم المذكورة
في كلام طهفة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لهم في ألبانهم بأقسامها والقصد الدعاء
لهم بخصب أرضهم وسقيها فكأنه قال: اللهم أسق بلادهم واجعلها
مخصبة ملبنة.
(4) وفرقها: بكسر الفاء وبعضهم يقول بالفتح، وهو مكيال يكال به
اللبن. النهاية 3 / 440. ب
(5) واحبس: وفي كلام طهفة: (رأيت رعيها) وفي الكنز واحبس.
(6) الدثر: بالمهملة المفتوحة ثم المثلثة الساكنة ويجوز فتحها ثم آراء: المال
الكثير وقيل: الخصب والنبات الكثير لأنه من الدثار وهو الغطاء لأنها
تغطي وجه الأرض.
(7) وافجر لهم الثمد: بفتح المثلثة وإسكان الميم وتفتح: الماء القليل أي
صيره كثيرا.
(8) ودائع الشرك: قيل: أمرد بها العهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين
من جاورهم من الكفار.
(9) وضائع الملك: بكسر الميم: هي الوظائف التي تكون على الملك وهو
ما يلزم الناس في أموالهم من الزكاة والصدقة أي لكم الوظائف التي
تلزم المسلمين لا تتجاوز عنكم ولا نزيد عليكم فيها شيئا بل أنتم كسائر
المسلمين.
622

عهد ولا موعد، ولا تثاقل (1) عن الصلاة، ولا تلطط في (2)
الزكاة ولا تلحد (2) في الحياة، من أقر بالاسلام فله ما في

(1) ولا تثاقل: يعني لا تتثاقل عن الصلاة أي لا تتخلف عنها وعن أدائها
في وقتها.
(2) ولا تلطط: بضم المثناة الفوقية ثم اللام الساكنة ثم طاءين الأولى
مكسورة والثانية ساكنة أي لا تمنع الزكاة يقال لط الغريم إذا
الزكاة منعه حقه. وقال في النهاية 4 / 250: في حديث طهفة (لا تلطط في
الزكاة أي لا تمنعها. يقال: لط الغريم وألط، إذا منع الحق.
ولط الحق بالباطل، إذا ستره.
قال أبو موسى: هكذا رواه القتيي على النهى للواحد. والذي
رواه غيره (ما لم يكن عهد ولا موعد، ولا تثاقل عن الصلاة،
ولا يلطط في الزكاة، ولا يلحد في الحياة) وهو الوجه، ولأنه
خطاب للجماعة، واقع على ما قبله. (3) ولا تلحد: بضم المثناة الفوقية وإسكان اللام وكسر الحاء المهملة آخره
دال مهملة أي: لا تمل عن الحق ما دمت حيا، والخطاب لطهفة بن
رهم، وفي السيرة الرحلانية: ولا تلحد في الحياة بصنيعة الفعل وقال
في النهاية 4 / 236 ومنه حديث طهفة (لا يلطط في الزكاة ولا يلحد
والحياة) أي لا يجري منكم ميل عن الحق ما دمتم أحياء. قال أبو
موسى: رواه القتيبي (لا تلطط ولا تلحد) على النهى للواحد ولا
وجه له، لأنه خطاب للجماعة.
623

الكتاب، ومن أقر بالجزية، فعليه (1) الربوة، وله من رسول الله
صلى الله عليه وسلم الوفاء بالعهد والذمة (الديلمي) (2).
30318 عن حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني أنه وفد على
رسول الله صلى عليه وسلم في وفد سلامان (أبو نعيم).
30319 عن أبي ظبيان عمير بن الحارث الأزدي أنه أتي
النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه منهم الحجن بن المرقع أبو سبرة
ومخلف وعبد الله بن سليمان وعبد شمس بن عفيف بن زهير وسماه

(1) فعليه الربوة: بكسر الراء وفتحها وضمها أي الزيادة يعنى من تقاعد عن
إعطاء الزكاة فعليه الزيادة في الفريضة عقوبة له وهو صادق بأي زيادة
كانت أي يزاد في عقوبته ولو بقتاله فان مانع الزكاة يقاتل.
أخي القارئ الكريم: لقد نقلت إليك وحرصت أشد الحرص على
شرح هذه الألفاظ الغريبة الواردة في الحديثين رقم 30317 و 30325
من السيرة النبوية للشيخ أحمد دحلان ومن التعليق على كنز العمال
الطبعة الثانية ومن كتب اللغة وإذا أردت المراجعة فارجع
إلى السيرة للدحلان من صفحة 82 - 85 على هامش السيرة الحبية وإلى
التعليق على كنزل العمال 10 / 409 - 412 تجد بغيتك وإذا رأيت خطأ فأصلحه
جزاك الله خيرا. ب
(2) حديث طهفة بن زهير أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم (2643)
(3 / 96) وفسر الغريب من الحديث لغاية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لهم
في محضها... الخ. ص
624

النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وجندب بن زهير وجندب بن كعب والحارث بن الحارث
وزهير بن مخشى والحارث بن عامر وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتابا: أما بعد فمن أسلم من غامد فله ما للمسلمين حرمة ماله ودمه
ولا يحشر (1) ولا يعشر وله ما أسلم عليه من أرض (خط في
المتفق والمفترق، كر) (2).
تتمة الوفود
30320 (مسند حصين بن عوف الخثعمي (3)) وفد إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه بيعة الاسلام وصدق إليه صدقة ماله وأقطعه
النبي صلى الله عليه وسلم مياها عدة بالمروت واسناد أجراد منها أصهب ومنها

(1) ولا يحشر: في الحديث (إن وفد ثقيف اشترطوا أن لا يعشروا ولا
يحشروا) أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث.
النهاية 1 / 389. ب
(2) الحديث أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم / 4060 / (4 / 288)
واستدركت التصحيف والنقص منه. ص
(3) ليست النسبة هنا صحيحة في مسند حصين ولكن الصواب ما ذكره ابن
الأثير في أسد الغابة رقم (1192) حصين بن مشمت الجماني له صحبة
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه بيعة الاسلام وذكر الأبيات ذكره ابن حجر
في الإصابة (2 / 259) باختلاف واضح في الأبيات فراجعه إن شئت. ص
625

الماعرة ومنها أهوى ومنها المهاد ومنها السديرة وشرط النبي صلى الله عليه وسلم
على حصين بن مشمت فيما قطع له أن لا يقطع مرعاه ولا يباع ماؤه،
وشرط النبي صلى الله عليه وسلم على حصين بن مشمت أن لا يبيع ماءه ولا يمنع
فضله فقال زهير بن عاصم بن حصين شعرا:
إن بلادي لم تكن أملاسا * بهن خط القلم الانقاسا (1)
من النبي حيث أعطى الناسا * فلم يدع لبسا ولا التباسا
(طب وأبو نعيم - عن حصين بن مشمت الجماني).
30321 (مسند حوشب ذي ظليم) عن محمد بن عثمان
ابن حوشب عن أبيه عن جده قال: لما أن أظهر الله محمدا صلى الله عليه وسلم
انتدبت إليه من الناس في أربعين فارس مع عبد شر فقدموا عليه
المدينة بكتابي فقال أيكم محمد؟ قالوا: هذا قال: ما الذي جئتنا به
فان يك حقا أتبعناك؟ قال: تقيموا الصلاة وتعطوا الزكاة
وتحقنوا الدماء وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر فقال عبد شر: إن
هذ لحسن مد يدك أبايعك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قال:
عبد شر قال: لا بل عبد خير، وكتب معه الجواب إلى حوشب (2)

(1) الانقاسا: النقس - بالكسر -: المداد جمع أنقاس، ونقس
دواته تنقيسا جعله فيها. القاموس 2 / 256. ب
(2) حوشب بن طخية ويعرف بذي ظليمو عداده في أهل اليمن. ذكره ابن
الأثير في أسد الغابة (2 / 70). ص
626

ذي ظليم فآمن (أبو نعيم).
30322 عن أبي حميد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن العلماء من
صاحب أيلة بكتاب وأهدى له بغلة فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأهدى له بردا (ابن جرير).
30323 عن أبي هريرة قال: قدم جهيش بن أويس
النخعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه من مذحج فقالوا:
يا رسول الله إنا حي من مذحج، ثم ذكر حديثا طويلا في
أبيات شعر (أبو نعيم) (1).
30324 عن أنس قال: لما قدم أهل البحرين وقدم الجارود
وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح به وقربه وأدناه (أبو نعيم).
30325 عن علي أن وفد نهد قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنهم طهفة بن زهير فقال: أتيناك يا رسول الله على غورى تهامة على
أكوار الميس، ترتمي بنا العيس نستحلب الصبير، ونستخلب

(1) في الحديث تصحيف فاستدركته من الإصابة (2 / 115) ثم ذكر الأبيات
الشعرية التي نوهنا عنها في الحديث وهي:
ألا يا رسول الله أنت مصدق فبوركت مهديا وبوركت هاديا
شرعت لنا دين الحنيفة بعدما عبدنا كأمثال الحمير طواغيا
وقال ابن الأثير في أسد الغابة (1 / 368) وفي اسناد حديثه نظر. ص
627

الخبير، ونستخيل الرهام، ونستحيل الجهام من أرض بعيدة النطا
غليظة الوطا، قد نشف المدهن، ويبس الجعثن، وسقط الاملوج
ومات العسلوج، وهلك الهدي، ومات الودي، برئنا إليك
يا رسول الله من الوثن والعنن، وما يحدث الزمن، ولنا نعم
همل أغفال ووقير قليل الرسل يسير الرسل، أصابتها سنة
حمراء أكدى (1) فيها الزرع وامتنع فيها الضرع، ليس لها علل
ولا نهل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لهم في مخضها ومحضها
ومذقها واحبس راعيها على الدثر، ويانع الثمر، وافجر لهم
الثمد، وبارك لهم في الولد. ثم كتب معه كتاب نسخته: بسم
الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بي نهد السلام عليكم
من أقام الصلاة كان مؤمنا، ومن آتي الزكاة كان مسلما، ومن
شهد أن لا إله إلا الله لم يكتب غافلا، لكم في الوظيفة (2) الفريضة

(1) ملاحظة: أخي القارئ الكريم كل لفظ غريب لم تجد شرحه هنا تجده في حديث رقم 30317.
(1) أكدى: بخل أو قل خيره أو قلل عطاءه. القاموس 4 / 382. ب
الضرع: لكل ذات ظلف أو خف. المختار 301. ب
(2) لكم في الوظيفة الفريضة: الوظيفة: الحق الواجب. والفريضة هي الهرمة
المسنة التي انقطعت عن العمل والانتفاع بها، أي: لا نأخذ في الصدقات
هذ الصنف كما لا نأخذ خيار المال. ويروى عليكم في الوظيفة الفريضة
أي في كل نصاب ما فرض فيه. النهاية 3 / 432 من قوله: ويروى الخ. ب
628

ولكم الفارض (1) والفريش (2) وذو العنان (3) والركوب (4)
والفلو (5) والضبيس (6)، لا يمنع (7) سر حكم، ولا يعضد (8)

(1) الفارض: بالفاء والضاد المعجمة: المريضة أي فهي لكم لا نأخذها في
الزكاة أيضا.
(2) والفريش: بالفاء وكسر الراء وتحتية ساكنة آخره شين معجمة: وهي
من الإبل الحديثة العهد بالنتاج كالنفاس من بني آدم، أي لكم خيار المال
كالفريش لأنها لبون نفيسة ولكم شراره أيضا كالفريضة والفارض ولنا
وسطه رفقا بالفريقين.
(3) وذو العنان: بكسر العين ونونين بينهما ألف: سير اللجام.
(4) والركوب: بفتح الراء: الفرس الذلول - المذلل المركوب - أي لا تؤخذ
الزكاة من الفرس المعد للركوب بخلاف المعد للتجارة.
(5) والفلو: بفتح الفاء وضم اللام وشد الواو: المهر الصغير.
(6) والضبيس: بفتح المعجمة وكسر الموحدة آخره سين مهملة: العسر
الركوب الصعب، امتن عليهم بترك الصدقة في الخيل جيدها وهو ذو العنان
الركوب، ورديها وهو الفلو الضبيس أي أظهر المنة عليهم في ذلك لان
الله ما أوحى إليه بأخذ الزكاة في ذلك فهي غير واجبة فيه لا عليهم
ولا على غيرهم.
(7) لا يمنع سرحكم: بضم المثناة التحتية وفتح النون (سرحكم بفتح السين
المهملة وسكون الراء وبالحاء المهملة: ما سرح من المواشي أي لا يدخل
عليكم عهد في مراعيكم، وامراد أن مطلق الماشية لا تمنع عن مرعاها.
(8) ولا يعضد طلحكم: أي لا يقطع شجركم اذي لا ثمر له فغيره من
باب أولى.
629

طلحكم ولا يحبس (1) دركم ما لم تضمروا (2) إماقا، ولم تأكلوا (3)
رباقا (ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، فيه مجهولون
وضعفا).
30326 عن ابن عباس ان الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله
صلى الله عليه وآله سيفه ذا الفقار، ود حية الكبي أهدى له
بلغته الشهباء (أبو نعيم).

(1) ولا يحبس دركم: أي لا تحبس ذوات اللبن عن المرغى إلى أن تجتمع
الماشية ثم تعد أي يعدها الساعي لما فيه من ضرر صاحبها بعدم رعيها
ومنع درها، والقصد الرفق بمن تؤخذ منهم الزكاة، والمعنى لا نأخذ
ذات الدر لما في ذلك من الاضرار.
(2) ما لم تضمروا إماقا: اي ما لم تحلفوا أو تكتموا. الآماق: أي الحمية
والأنفة وهو بكسر الهمزة وميم ساكنة وهمزة ممدودة النهاية 4 / 279. ب
(3) ولم تأكلوا رباقا: الرباق بكسر آراء وبالموحدة المحففة جمع ربق أصله
الحبل الذي يجعل فيه عرى وتشد به البهمة لتتخلص من الرباط أي إلا
أن تنقضوا العهد فاستعار الاكل لنقض العهد استعارة تصريحية أو تمثيلية
وشبه ما يلزم من العهد بالرباق واستعار الاكل لنقضه، والمعنى هذا أمر
مقدر عليكم منا ما لم تنقضوا العهد وترجعوا عن الاسلام، فان فعلتم فعليكم
ما على الكفرة.
قال في المواهب: فانظر إلى هذا الدعاء والكتاب الذي انطبق على لغتهم
أي من حيث المماثلة في غرابة الألفاظ مع أنه زاد عليها في الجزالة أي
حسن النظم والتأليف.
3 / 85 السيرة النبوة للدحلان على هامش السيرة الحلبية.
630

قتل كعب بن الأشرف
30327 الواقدي حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: قال
مروان بن الحكم وهو على المدينة وعنده ابن بابين النضري: كيف
كان قتل كعب بن الأشرف؟ قال ابن بابين: كان غدرا ومحمد بن
مسلمة جالس شيخ كبير فقال: يا مروان أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندك؟ والله ما قتلناه إلا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأويني
وإياك سقف بيت إلا المسجد وأما أنت يا ابن بابين فلله علي
لا قدرت عليك وفي يدي سيف إلا ضربت به رأسك (كر).
أيضا مراسلاته صلى الله عليه وسلم
30328 (مسند حشيش بن الديلمي) عن الضحاك عن
فيروز عن حشيش بن الديلمي قال: قدم علينا زبر بن يحنس بكتاب
النبي صلى الله عليه وسلم يأمرنا فيه بالقيام على ديننا والنهوض في الحرب والعمد
في الأسود إما غيلة وإما مصادمة وأن نبلغ عنه من رأينا أن
عنده نجدة أو دينا فعلمنا في ذلك، وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل
نجران إلى عربهم وساكني الأرض من غير العرب، فثبتوا وقتل
الأسود، وأعز الله الاسلام وأهله، وتراجع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أعمالهم فاصطلحنا على معاذ فكان يصلي بنا وكتبنا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم بالخبر، فأتاه الخبر من ليلته، وقدمت رسلنا وقد قبض
631

النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة تلك الليلة فأجابنا أبو بكر (ه‍، سيف، كر).
30329 عن عمرو بن يحيى بن وهب بن أكيدر صاحب
دومة الجندل عن أبيه عن جده قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن
أكيدر ولم يكن معه خاتمه فختمه بظفره (كر).
30330 عن سعيد بن المسيب قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى كسرى وقيصر والنجاشي أما بعد (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا
وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا
بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون)
قال سعيد: فمزق كسرى الكتاب ولم ينظر فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
مزق ومزقت أمته، وأما النجاشي فآمن وآمن من كان عنده،
وأرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية حلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتركوه
ما ترككم، وأما قيصر فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا كتاب
لم اسمع به بعد سليمان النبي، بسم الله الرحمن الرحيم ثم أرسل إلى أبي سفيان والمغيرة
ابن شعبة وكانا تاجرين بأرضه، فسألهما عن بعض شأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وسألهما من تبعه؟ قالا: تبعه النساء وضعفة الناس فقال
أرأيتما الذين يدخلون معه يرجعون؟ قالا: لا قال: هو نبي
ليملكن ما تحت قدمي لو كنت عنده لغسلت قدميه (ش) (1).

(1) أخرج هذا الحديث بمعناه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الوحي من
أول صحيحه من حديث طويل. ص
632

30331 عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى زرعة بن
سيف ذي يزن: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد من محمد النبي صلى الله عليه وسلم
إلى زرعة بن ذي يزن إذا أتاكم رسلي فآمركم بهم خيرا (معاذ بن
جبل وابن رواحة ومالك بن عبادة وعقبة بن نمر - بن منده، كر) (1).
30332 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى
وقيصر وأكيدر دومة يدعوهم إلى الله (ع، كر).
30333 عن المسور بن مخرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه
مع دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر، وبعث شجاع بن وهب إلى
المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني (كر، ابن إسحاق).
30334 عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن المسور بن
مخرمة عن خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخبره عن بعث عيسى ابن مريم
الحواريين واختلافهم عليه وشكيته ذلك إلى ربه وصياح كل امرئ
منهم يتكلم بلسان الأمة الذي بعث إليها وقيم المهاجرين إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقولهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: مرنا وابعثنا نحوا من هذا
الحديث وقال عيسى ابن مريم للحواريين: هذا أمر قدم عزم الله

(1) ذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغابة (2 / 256) وابن سعد في الطبقات
الكبرى (5 / 531) واستدركت المصحف منه. وهكذا ذكره ابن الأثير
في أسد الغابة (4 / 61). ص
633

لكم عليه فامضوا فافعلوا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن نؤدي
عنك فابعثنا حيث شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب أنت يا شجاع
ابن أبي وهب إلى هرقل وليذهب معك دحية بن خليفة الكلبي فإنه
من تخوم الشام فلا بأس عليه (كر) (1).
30335 عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله بعثني رحمة للعالمين كافة فأدوا عني رحمكم الله، ولا تختلفوا
كما اختلف الحواريون على عيسى فإنه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه،
فأما من قرب مكانه فكرهه فشكا عيسى ابن مريم ذلك إلى
الله تعالى، فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذي وجه
إليهم، فقال لهم عيسى: هذا أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا
فافعلوا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن يا رسول الله نؤدي
عنك فابعثنا حيث شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب أنت يا شجاع
ابن أبي وهب إلى هرقل، وليذهب معك دحية بن خليفة الكلبي
فإنه من تخوم الشام فلا بأس عليه (كر).
30336 عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله بعثني رحمة للعالمين كافة فأدوا عني رحمكم الله، ولا تختلفوا كما
اختلف الحواريون على عيسى فإنه دعاهم إلى مثل ما أدعوكم إليه، فأما

(1) أورده ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة (شجاع) (2 / 505). ص
634

من قرب مكانه فكرهه فشكا عيسى ابن مريم ذلك إلى الله تعالى،
فأصبحوا وكل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذي وجه إليهم
فقال لهم عيسى: هذ أمر قد عزم الله لكم عليه فامضوا فافعلوا
فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن يا رسول الله نؤدي عنك،
فابعثنا حيث شئت، فبعث رسول الله صلى الله على وسلم عبد الله بن حذافة
السهمي إلى كسرى، وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي صاحب
اليمامة، وبعث لعلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن سوى صاحب
هجر، وبعث عمرو بن العاص إلى جيفر وعياذ ابني الجلندي ملكي
عمان، وبعث دحية إلى قيصر، وبعض شجاع بن وهب الأسدي إلى
المنذر بن الحارث بن أبي شمر الغساني وبعث عمرو بن أمية الضمري
إلى النجاشي فرجعوا جميعا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمرو بن العاص
فان رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو في البحرين (الديلمي).
30337 عن دحية الكلبي بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر
صاحب الروم بكتاب فقلت: استأذنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى
قيصر فقيل له: إن على الباب رجلا يزعم أنه رسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ففزعوا لذلك فقال: أدخله فأدخلني عليه وعنده بطارقة
فأعطيته الكتاب فقرئ عليه، فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر صاحب الروم فنخر ابن أخ له أحمر
635

أزرق سبط فقال: لا تقرأ الكتاب اليوم لأنه بدأ بنفسه وكتب
صاحب الروم ولم يكتب ملك الروم، فقرئ الكتاب حتى فرغ
منه، ثم أمرهم فخرجوا من عنده ثم بعث إلي فدخلت عليه فسألني
فأخبرته فبعث إلى الأسقف فدخل عليه فلما قرئ الكتاب عليه قال
الأسقف: هو والله الذي بشرنا به موسى وعيسى الذي كنا ننتظر
قال قيصر: فما تأمرني؟ قال الأسقف: أما أنا فاني مصدقه ومتبعه
فقال قيصر: أعرف انه كذلك ولكن لا أستطيع أن أفعل، إن
فعلت ذهب ملكي وقتلني الروم (طب).
الكتاب الثاني من حرف الغين
كتاب الغصب من قسم الأقوال
وبعض أحاديث من هذا الكتاب ذكر في ترجمة الظلم
التي مرت في بعض الأخلاق المذمومة فليراجع
30338 على اليد ما أخذت حتى تؤديه (حم، عد (1)، ك -
عن سمرة).
30339 من وجد عين ماله عند رجل فهو أحق

(1) أخرجه الترمذي كتاب البيوع رقم / 1266 / وقال حسن صحيح ومر
غزو هذا الحديث من هذا الجزء في كتاب العارية رقم 29811. ص
636

ويتبع البيع من باعه (د - عن سمرة) (1).
30340 إذا ضاع للرجل أو سرق له متاع فوجده في يد
رجل يبيعه فهو أحق به ويرجع المشتري على البائع بالثمن (هق -
عن سمرة).
30341 لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه لاعبا ولا جادا،
وإن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه (حم، د، ك - عن السائب
ابن بريدة) (2).
الاكمال
30342 إنه لا يقتطع رجل مالا إلا لقي الله عز وجل يوم
القيامة وهو أجذم (طب - عن الأشعث بن قيس).
30343 لا يحل لامرئ مسلم أن يأخذ ماله أخيه بغير حقه،

(1) أخرجه أبو داود كتاب الاجاره باب في الرجل يجد عين ماله عند رجل
رقم / 3514 /.
ويتبع: بتشديد التاء وكسر الموحدة.
البيع: بكسر الياء المشددة أي المشتري لذلك المال.
وقال المنذري في عون المعبود (9 / 447) وأخرجه النسائي. ص
(2) الحديث أخرجه الترمذي كتاب الفثن باب ما جاء لا يحل لمسلم أن يروع مسلما
رقم / 2160 /. وقال: حسن غريب. ص
637

وذلك لما حرم الله عز وجل مال المسلم على المسلم (حم - عن أبي
حميد الساعدي).
30344 لا يحل لامرئ مسلم أن يأخذ عصا أخيه بغير
طيب نفسه، وذلك لشدة ما حرم الله مال المسلم على المسلم
(هق - عنه).
30345 لا يحل لامرئ من مال أخيه شئ إلا بطيب
نفس منه (حم، طب، هق - عن عمرو بن يثربي) (1)
30346 لا يشترين أحدكم مال أخيه إلا بطيب من نفسه
(قط - عن انس، وضعف).
30347 إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزنادا بخبت (2) الجميش فلا تمسها (هق - عن عمرو بن يثربي) (3).

(1) بخت الجميش: الخبت الأرض الواسعة. الجميش: الذي لا نبات به
كأنه جمش أي حلق النهاية في غريب الحديث (1 / 294) وقال القتيبي:
بين المدينة والحجاز صحراء تعرف بالخبت، والجميش: الذي لا ينبت. النهاية (2 / 4). ص
(3) والحديث أورده ابن الأثير في أسد الغابة (4 / 278) وقال إن عمرو بن
يثربي: كان يسكن: خبت الجميش وهكذا أخرج الحديث الإمام أحمد
مسنده (3 / 423 و 5 / 113). ص
638

30348 من أخذ سهما من كنانة أخيه وهو مازح أو جاد
فهو سارق حتى يردها (الديلمي - عن أبي هريرة).
30349 من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه طوقه يوم
القيام (ابن جرير - عن عائشة).
30350 من أخذ شبرا من الأرض بغير حقه طوقه يوم
القيامة إلى سبع أرضين (ابن جرير - عن أبي هريرة).
30351 من أخذ أرضا بغير حقها كلف أن يحمل ترابها
إلى المحشر (ابن جرير - عن يعلى بن مرة).
30352 من أخذ من الأرض شبرا ليس له طوقه إلى السابعة
من الأرضين يوم القيامة، ومن قتل دون ماله فهو شهيد (حم
وابن قانع - عن سعيد بن زيد).
30353 من أخذ من الأرض شبرا بغير حقه طوقه بسبع
أرضين، ومن تولى مولى قوم بغير إذنهم فعليه لعنة الله، ومن
اقتطع مال امرئ بيمين كاذبة فلا بارك الله له فيها (حم - عن
سعيد بن زيد).
30354 من أخذ شبرا من مكة بغير حقه فكأنما أخذه من
تحت قدم الرحمن، ومن أخذ من سائر الأرض شيئا بغير حقه جاء
يوم القيامة يطوق في عنقه من سبع أرضين (طب - عن بن عباس).
639

30355 من أخذ شيئا من الأرض قلده يوم القيامة من
سبع أرضين (طب - عن المسور بن مخرمة).
30356 من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة
من سبع أرضين (طب - عن أبي شريح الخزاعي أبو نعيم في المعرفة
عن سعيد بن زيد) (1).
30357 من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه الله يوم
القيامة من سبع أرضين، ومن اقتطع مالا بيمينه فلا بورك له
فيه، ومن تولى قوما بغير إذنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين (ابن جرير، ك - عن سعيد بن زيد).
30358 من اقتطع شبرا من الأرض بغير حقه طوقه يوم
القيامة إلى سبع أرضين (حم - عن أبي هريرة).
30359 من سرق من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين
(عب - عن سعيد بن زيد).
30360 من انتقص شبرا من الأرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين (ابن جرير، طب - عن سعيد
ابن زيد).
30361 من سرق شبرا من الأرض أو غله جاء يوم القيامة

(1) أخرجه مسلم كتاب المساقاة بلفظ وسنده باب تحريم الظلم رقم 140. ص
640

يحمله على عنقه إلى أسفل الأرضين (ابن جرير والبغوي، طب
وأبو نعيم، كر - عن يعلى بن مرة الثقفي، أبو نعيم - عن أبي
ثابت أيمن بن يعلى الثقفي).
30362 من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه الله يوم القيامة
من سبع أرضين (حم، خ، م - عن عائشة، حم والدارمي، خ،
م، حب - عن سعيد بن زيد، الخطيب - عن أبي هريرة، طب -
عن شداد بن أوس).
30363 من ظلم شبرا من الأرض خسف به إلى يوم القيامة
(حل - عن ابن عمر).
30364 من ظلم من الأرض شبرا فما فوقه كلف أن
يحفره يوم القيامة حتى يبلغ الماء ثم يحمله إلى المحشر (طب - عن
يعلى بن مرة).
30365 من ظلم شيئا من الأرض طوقه من سبع أرضين،
ومن قتل دون ماله فهو شهيد (ابن جرير - عن سعيد بن زيد).
30366 من غصب رجلا أرضا ظلما لقي الله تعالى وهو
عليه غضبان (طب - عن وائل بن حجر).
30367 من غير تخوم الأرض فعليه لعنة الله وغضبه يوم
641

القيامة لا يقبل الله تعالى منه صرفا ولا عدلا (ابن جرير، طب -
عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده).
20368 ما من أحد أخذ شبرا من الأرض بغير حقه
إلا طوقه من سبع أرضين لا يقبل الله تعالى منه صرفا ولا عدلا
(ابن جرير - عن سعد).
30369 لا تزدادن من تخوم الأرض فإنك تأتي يوم القيامة
على عنقك مقدار سبع أرضين (ابن جرير - عن أمية مولاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم).
30370 تعظه وتدفعه (ابن قانع - عن قابوس بن الحجاج عن
أبيه) أن رجلا قال: يا رسول الله أرأيت رجلا يأخذ مالي قال -
فذكره (1).
30371 إذا وجد الرجل سرقة في يد رجل غير متهم
فان شاء أخذه بالثمن، وإن شاء أتبع سارقه (أبو نعيم - عن أسيد
ابن ظهير).
30372 قضى أن السرقة إذ وجدت عند رجل غير متهم

(1) أورده الحديث ابن الأثير في أسد في ترجمة: حجاج أبو قاموس
(1 / 458). ص
642

فان شاء سيدها أخذها بالثمن، وإن شاء أتبع سارقه (طب - عن
أسيد بن حضير).
30373 من بنى في رباع قوم باذنهم فله القيمة، ومن بنى
بغير إذنهم فله النقض (عد هق - عن عائشة).
30374 من بنى في ربع قوم بغير إذنهم فأرادوا إخراجه
فله نقضه، ومن بنى في ربع قوم بإذنهم فأرادوا إخراجه فلم نفقته
(عب - عن حمزة الجوزي مرسلا).
30375 من ضاع له متاع أو سرق له متاع فوجده في يد
رجل بعينه فهو أحق به ويرجع المشتري على البائع بالثمن (حم،
طب - عن سمرة).
حرف الغين
كتاب الغصب من قسم الافعال
30376 عن مجاهد أن قوما غرسوا أرض قوم بغير إذنهم
فقضى فيها عمر بن الخطاب أن يدفع إليهم أهل الأرض قيمة نخلهم،
فان أبوا أعطاهم أهل النخل قيمة أرضهم (عب وأبو عبيد في الأموال).
30377 عن زاذان قال: أخذت من أم يعفور تسابيح لها
فقال لي علي: رد على أم يعفور تسابيحها (ابن أبي خيثمة، كر).
643

30378 عن الحكم بن الحارث السلمي قال: غزوت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات آخرهن حنين وسمعته يقول: من
أخذ من طريق المسلمين شبرا جاء به يحمله من سبع أرضين
(أبو نعيم، عب).
(30379) (من مراسيل ابن سيرين) معمر عن أيوب عن
ابن سيرين أن رجلا من الأنصار وسع لرجل من المهاجرين في داره
ثم إن الأنصاري احتاج إلى داره فجحده المهاجري فاختصما إلى
النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن للأنصاري بينة فحلف المهاجري، ثم إن
الأنصاري حضره الموت فقال لبنيه: إنه رضي بها من الله وإني
رضيت بالله منها وإنه سيندم فيردها عليكم فلا تقبلوها، فلما توفي
الأنصاري ندم المهاجري فجاء إلى بني الأنصاري فقال: اقبلوا داركم
فأبوا فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فذكروا أن أباهم أمرهم أن لا يقبلوها،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتستطيع أن تحملها من سبع أرضين ولم يأمر
ولد الأنصاري أن يقبضوها (عب).
644