الكتاب: تخريج الأحاديث والآثار
المؤلف: الزيلعي
الجزء: ١
الوفاة: ٧٦٢
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٤
المطبعة: الرياض - دار ابن خزيمة
الناشر: دار ابن خزيمة
ردمك:
ملاحظات:

بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن يا كريم لا قوة إلا بك آمين آمين آمين
سورة الفاتحة
1 قوله
عن ابن عباس من ترك البسملة فقد ترك مائة وأربع عشرة آية من كتاب الله
قلت غريب والذي وجدته عن ابن عباس أنه قال من ترك البسملة فقد ترك آية من كتاب الله رواه البيهقي في كتابه شعب الإيمان في الباب التاسع
21

عشر منه عن الإمام أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى ابن المبارك أنا حنظلة بن عبد الله عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك آية من كتاب الله تعالى انتهى
وحكي عن ابن الحاجب أنه وهم الزمخشري في قوله مائة وأربع عشرة آية وقال صوابه مائة وثلاث عشرة آية قال لأن سورة براءة غير مبسملة
ورأيت حاشية بخط بعض الفضلاء حكى الإمام أبو الكرم المبارك الشهروزي في كتابه المسمى بالمصباح الزاهر عن ابن عباس أنه قال من ترك البسملة فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من كتاب الله وقال إنما لم يقل أربع عشرة لأن براءة لا بسملة فيها انتهى
قلت وقد روى البيهقي في شعب الإيمان في كتابه المذكور عن الحاكم بسنده إلى الإمام أحمد بن حنبل أنه قال من لم يقرأ مع كل سورة بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك مائة وثلاث عشرة آية من كتاب الله انتهى
2 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر
22

قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث كعب بن مالك
أما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو داود في سنته في كتاب الأدب والنسائي في اليوم والليلة وابن ماجة في النكاح من حديث قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في موضعين منه في النوع الثاني والتسعين من القسم الأول وأعاده في النوع السادس والستين من القسم الثالث بالإسناد المذكور ولفظه كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع
ورواه الإمام أحمد في مسنده وابن أبي شيبه في مصنفه في كتاب الآداب وفي مسنده وكذلك رواه البزار في مسنده وقال لا نعلمه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه انتهى
ورواه الدارقطني في سننه في أوائل كتاب الصلاة ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين عن الحاكم بسنده إلى قرة بن عبد الرحمن به سواء ولفظه كل أمر لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده كذلك ولفظه كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أقطع وهي رواية الدارقطني وأحمد والنسائي
والحديث فيه روايات فروي كل أمر وروي كل كلام وهي عند أحمد والنسائي وروي لم يبدأ وقد تقدم وروي لم يفتتح وهي عند أحمد أيضا وروي بحمد الله وقد تقدم وروي بذكر الله وقد تقدم وروي فهو أقطع وقد تقدم وروي فهو أبتر وقد تقدم وروي فهو أجزم وروي فهو أكتع بالكاف رواه الإمام إسحاق بن
23

راهويه في مسنده حدثنا بقية بن الوليد ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أكتع قال بقية والأكتع الذي ذهبت أصابعه وبقي كفه انتهى بحروفه وهذا معضل
وفيه رواية أخرى رواه الإمام أبو بكر الخطيب البغدادي في كتابه الجامع لآداب الراوي والسامع من حديث مبشر بن إسماعيل عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم أقطع انتهى
وهذا الحديث أعل من وجهين
أنه قد روي مرسلا أخرجه كذلك أبو داود والنسائي عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه أبو هريرة قال النسائي والمرسل أولى بالصواب انتهى
والثاني في إسناده قرة بن عبد الرحمن بن حيويل المعافري وفيه مقال قال الحاكم في مستدركه في أواخر الصلاة وقد استشهد مسلم رحمه الله بقرة بن عبد الرحمن في موضوعين من صحيحه انتهى
أما حديث كعب بن مالك فرواه الطبراني في معجمه حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي حدثنا عبد الله بن يزيد الدمشقي حدثنا صدقة بن عبد الله عن محمد ابن عبد الوليد الزبيدي عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع انتهى وهذا الإسناد
24

3 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحمد رأس الشكر ما شكر الله عبد لم يحمده
قلت روي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث عبد الله ابن عباس
أما حديث ابن العاص فرواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر عن قتادة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ومن طريق عبد الرزاق رواه الترمذي الحكيم أبو عبد الله محمد بن علي في كتابه نوادر الأصول في الأصل الرابع والخمسين بعد المائة وكذلك البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين منه وكذلك الثعلبي في تفسيره
وأما حديث ابن عباس فرواه البغوي في تفسيره في آخر سورة بني إسرائيل فقال أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ثنا الإمام أبو الطيب سهل ابن محمد بن سليمان ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن إسحاق ثنا نصر بن حماد أبو الحارث الوراق ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
4 ومنه قول صفوان لأبي سفيان
لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن
قلت هذا رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الخامس من حديث محمد بن إسحاق ثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلنا وادي
25

حنين... فذكر القصة إلى أن قال فقال صفوان بن أمية والله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن انتهى
ورواه البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة حنين من حديث ابن إسحاق به
ورواه الدارقطني في كتابه المسمى غرائب مالك فقال حدثنا أبو بكرالشافعي ثنا معاذ بن المثنى ثني عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا جويرية عن مالك عن الزهري قال جاء صفوان بن أمية يسعى حين هزم الناس بحنين فقال له ابن أخيه والله يا أبا وهب لا نرتد أبدا فقال صفوان والله لأن يربني رب من قريش أحب إلي من أن يربني رب من هوازن لا أعلمه انتهى
وبسند ابن حبان ومتنه رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده
5 الحديث الثالث
قال المصنف رحمه الله ومنه قولهم كما تدين تدان
قلت أورده هكذا مثلا ولم يورده حديثا وهو حديث مرفوع رواه البيهقي في كتابه الأسماء والصفات عند كلامه عن الديان من أسماء الله تعالى وكذلك في كتاب الزهد له من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذنب لا ينسى والبر لا يبلى والديان لا يموت فكن كما شئت فكما تدين تدان انتهى ثم قال هذا مرسل انتهى
ورواه ابن عدي في كتابه الكامل من حديث محمد بن عبد الملك الأنصاري المدني عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذنب لا ينسى... إلى آخره ثم أسند ابن عدي إلى البخاري أنه قال محمد بن عبد الملك هذا منكر الحديث وإلى النسائي قال متروك الحديث ووافقهما ابن عدي وقال
26

هو ضعيف جدا وكل أحاديثه لا يتابع عليها الثقات انتهى كلامه
ورواه الإمام أحمد في كتاب الزهد له موقوفا على أبي الدرداء فقال حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال أبو الدرداء الإثم لا ينسى... إلى آخره
6 الحديث الرابع
عن ابن عباس سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى آمين فقال افعل
قلت رواه الثعلبي في تفسيره أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب أنا الحسن بن علي بن زياد ثنا عبيد بن يعيش عن محمد بن الفضل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث
7 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقنني جبريل آمين عند فراغي من قراءة الفاتحة وقال إنه كالختم على الكتاب
قلت غريب بهذا اللفظ وبمعناه ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الدعاء ثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة أن جبريل
27

أقرأ النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب فلما قال * (ولا الضالين) * قال له قل آمين فقال آمين انتهى
8 الحديث السادس
روى أنس وعبد الله بن المغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم الإخفاء بآمين
قلت غريب جدا
9 الحديث السابع عن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ * (ولا الضالين) * قال آمين ورفع بها صوته
قلت رواه أبو داود في سننه من حديث سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم... الحديث وفيه كلام طويل استوفيته في كتابي على أحاديث الهداية فمن أراد الوقوف عليه فليسارع إليه إن شاء الله تعالى
10 الحديث الثامن
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي بن كعب ألا أخبرك بسورة لم تنزل في التوراة والإنجيل والقرآن مثلها قلت بلى يا رسول الله قال فاتحة الكتاب إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته
28

قلت رواه الترمذي في فضائل القرآن والنسائي في التفسير من حديث عبد الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال له يا أبي وهو يصلي فلم يجبه فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله إني كنت في الصلاة قال ألم تجد فيما أوحي * (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) * قال بلى ولا أعود إن شاء الله قال تحب أن أعلمك سورة لم تنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها قال نعم قال كيف تقرأ في الصلاة فقرأ أم القرآن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه كذلك وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر ورواه أحمد في مسنده كذلك ورواه البزار في مسنده وسكت عنه ذكره في مسند أبي سعيد الخدري استطرادا
ورواه مالك في موطئه عن العلاء بن عبد الرحمن أن أبا سعيد مولى عامر ابن كريز أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم نادى أبي بن كعب... فذكره وهذا ظاهره أنه منقطع إن لم يكن أبو سعيد هذا سمعه من أبي بن كعب فإن كان سمعه منه فهو على شرط مسلم والله أعلم
ووهم صاحب جامع الأصول في أبي سعيد هذا فجعله ابن المعلى وليس كما قال فإن أبا سعيد بن المعلى صحابي أنصاري وهذا تابعي من موالي خزاعة
29

واعلم أن هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يصلي فدعاه... الحديث بعينه سواء ولم يخرج مسلم في صحيحه لأبي سعيد بن المعلى شيئا ولا أخرج له البخاري إلا هذا الحديث
قال البيهقي في شعب الإيمان ويشبه أن يكون هذا صدر من النبي صلى الله عليه وسلم لكلا الرجلين أبي بن كعب وأبي سعيد بن المعلى إلا أن حديث ابن المعلى رجاله أحفظ انتهى كلامه
11 الحديث التاسع
عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتما مقضيا فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب * (الحمد لله رب العالمين) * فيسمعه الله تعالى فيرفع عنهم بذلك العذاب أربعين سنة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث أبي معاوية الضرير عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
30

سورة البقرة
31

سورة البقرة
وذكر فيها مائة وثلاثة وأربعين حديثا
12 قوله
قال قاتل محمد بن طلحة السجاد وهو شريح بن أبي أوفى العنسي
(يذكرني حاميم والرمح شاجر
* فهلا تلا حاميم قبل التقدم)
قلت ذكره البخاري في صحيحه معلقا في التفسير في سورة المؤمن قال ويقال إن حم اسم لقول شريح بن أبي أوفى العنسي
(يذكرني حاميم والرمح شاجر
* فهلا تلا حاميم قبل التقدم) انتهى
ووجدت في مستدرك الحاكم أن قاتل محمد بن طلحة وقائل هذا الشعر غير شريح بن أبي أوفى رواه في كتاب الفضائل في باب فضائل محمد بن طلحة بن السجاد رضي الله عنه من طريق محمد بن عمر الواقدي حدثني محمد بن الضحاك ابن عثمان الحزامي عن أبيه قال كان محمد بن طلحة بن عبيد الله السجاد يوم الجمل مع علي بن أبي طالب ونهى علي عن قتله وقال من رأى صاحب البرنس الأسود فلا يقتله يعني محمد بن طلحة فقال محمد يومئذ لعائشة يا أماه ما تأمريني قالت أرى أن يكون لخير ابن آدم أن تكف يدك فكف يده فقتله رجل من بني أسد بن خزيمة يقال له طلحة بن مدلجة من بني منقد بن طريف ويقال قتله شداد بن معاوية القيسي ويقال قتله عصام بن مقشعر البصري وعليه أكثر الحديث وهو الذي يقول في قتله حين قال له محمد
33

أذكرك حم فطعنه ثم قال
(وأشعث قوام بآيات ربه
* قليل الأذى فيما يرى الناس مسلم)
(ذلقت له بالرمح من تحت
* بزه فخر صريعا لليدين وللفم)
(شككت إليه بالسنان قميصه
* فأرديته عن ظهر طرف مسوم)
(يذكرني حاميم والرمح شاجر
* فهلا تلا حاميم قبل التقدم)
(على غير شيء غير أن ليس تابعا
* عليا ومن لا يتبع الحق يندم)
وكذلك ذكره ابن سعد في الطبقات عن الواقدي وزاد قال وأفرج الناس يوم الجمل عن ثلاثة عشر ألف قتيل وقال علي حين قال له ابنه الحسن ما كان أغناك عن هذا ود أبوك لو مات قبل هذا اليوم بعشرين سنة انتهى
13 قوله
عن ابن عباس أقسم الله بهذه الحروف يعني آلم وأخواتها
قلت رواه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أنه قال في الحروف المقطعة في أوائل السور كلها أقسام أقسم الله بها انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة طه فقال ثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال طه وأشباه ذلك قسم أقسم الله بها وهي من أسماء الله تعالى انتهى
14 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حم لا ينصرون
قلت روي من حديث البراء بن عازب ومن حديث أنس ومن حديث شيبة بن عثمان الحجبي ومن حديث أبي دجانة الأنصاري
34

أما حديث البراء بن عازب رواه أبو داود والترمذي والنسائي في كتاب الجهاد من حديث المهلب بن أبي صفرة عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن بيتكم العدو فليكن شعاركم حم لا ينصرون
ورواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه في كتاب الجهاد وقال إنه صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إلا أن فيه إرسالا قال والرجل الذي لم يسمه المهلب بن أبي صفرة هو البراء بن عازب
ثم أخرجه عن شريك عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم تلقون عدوكم غدا فليكن شعاركم حم لا ينصرون انتهى وسكت عنه
قال الترمذي في الباب عن سلمة بن الأكوع وهكذا رواه غير الثوري عن أبي إسحاق وروي عنه عن المهلب بن أبي صفرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا انتهى
وهذا المرسل الذي أشار إليه الترمذي رواه النسائي في اليوم والليلة عن زهير عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
ورواه النسائي أيضا من حديث الأجلح عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سلتقون العدو غدا وإن شعاركم حم لا ينصرون انتهى
وكذلك رواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وسكت عنه قال النسائي والأجلح ليس بقوي كان مسرفا في التشيع انتهى
وأخرجه النسائي أيضا عن شيبان عن أبي إسحاق عن البراء مرفوعا نحوه
35

أما حديث أنس فرواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة في الثامن والعشرين في غزوة حنين حدثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن سعيد الرازي ثنا ابن أبي بزة ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس قال انهزم المسلمون بحنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته الشهباء وكان يقال لها دلدل فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم دلدل البدي فألصقت بطنها بالأرض فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفنة من تراب فرمى بها في وجوههم وقال حم لا تنصرون فانهزم القوم وما رمينا بسهم ولا طعنا برمح انتهى
وعن الطبراني أيضا رواه ابن مردويه في تفسيره بسنده ومتنه وسمى ابن أبي بزة أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة ذكره في الأنفال
ورواه الطبراني في معجمه الوسط بالسند والمتن المذكورين وسمى ابن أبي بزة كما سماه ابن مردويه
وأما حديث شيبة بن عثمان الحجبي فرواه الطبراني في معجمه من طريق ابن المبارك عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال قال شيبة بن عثمان الحجبي لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين... فذكر القصة بطولها إلى أن قال فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحصباء فنفخ في وجوههم وقال شاهت الوجوه حم لا ينصرون انتهى
وأما حديث أبي دجانة الأنصاري واسمه سماك بن خرشة فرواه البيهقي في آخر كتابه دلائل النبوة من حديث عبد الله بن زيد بن خالد ثنا أبي زيد ابن خالد ثنا أبي خالد بن أبي دجانة سمعت أبا دجانة يقول شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله بينا أنا مضجع في فراشي إذ سمعت صريرا كصرير الرحى ودويا كدوي النحل ولمعا كلمع البرق فرفعت رأسي فزعا مرعوبا فإذا أنا بظل أسود يعلو ويطول بصحن داري فأهويت إليه بيدي فإذا
36

جلده كجلد القنفذ فرمي في وجهي مثل شرر النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثلك يؤذى يا أبا دجانة هذا عامر الدار عامر سوء ثم قال ائتوني بدواة وقرطاس فأتى بهما فناولهما علي بن أبي طالب وقال اكتب يا أبا الحسن قال وما أكتب يا رسول الله قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق الدار من العمار والزوار والصالحين إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن أما بعد... فإنا ولكم في الحق سعة فإن تك عاشقا مولعا أو فاجرا مقتحما أو مدعي حق مبطلا هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ورسلنا يكتبون ما تمكرون اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون يغلبون حم لا ينصرون حم عسق تفرق أعداء الله وبلغت حجة الله و لا حول و لا قوة إلا بالله فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم قال أبو دجانة فأخذت الكتاب فأخرجته وحملته إلى داري وجعلته تحت رأسي وبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول يا أبا دجانة أحرقتنا بالنار فبحق صاحبك إلا ما رفعت عنا هذا الكتاب فلا عود لنا في دارك ولا في موضع يكون فيه هذا الكتاب فقلت لا وحق صاحبي رسول الله لا رفعته حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو دجانة فلقد طالت علي ليلتي بما سمعت من أنين الجن وبكائهم حتى أصبحت فغدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما تم لي معهم فقال يا أبا دجانة ارفع عن القوم فوالذي بعثني بالحق إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة انتهى
قال البيهقي وقد روي في حزر أبي دجانة حديث موضوع لا تحل روايته انتهى
وهذا الذي أشار إليه رواه ابن الجوزي في الموضوعات وقال ليس في الصحابة من اسمه موسى انتهى
قال المنذري في حواشي السنن الشعار العلامة كانوا يتعارفون بها في الحرب ليعرف الرجل بها رفيقه قال وقال ثعلب في قوله لا ينصرون أنه
37

خبر ولو كان دعاء لكان مجزوما أي قولوا حم فإنهم لا ينصرون واختار أبو عبيد أن يروى بالجزم جوابا للأمر أي إن قلتم حم لا تنصروا انتهى وهذا الذي نقله عن أبي عبيد ذكره أبو عبيد وهو القاسم بن سلام في كتاب فضائل القرآن فقال المحدثون يقولونه لا ينصرون بالنون وإعرابه لا ينصروا انتهى
15 الحديث الثاني
عن الحسن بن علي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الشك ريبة وإن الصدق طمأنينة
قلت رواه الترمذي في آخر كتاب الطب من حديث شعبة عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء السعدي عن الحسن بن علي عن جده النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة انتهى قال وفي الحديث قصة هذا حديث صحيح انتهى
ورواه أحمد في مسنده بالسند والمتن المذكورين وكذلك إسحاق بن راهويه في مسنده وأبو يعلى الموصلي والحاكم في مستدركه في كتاب الأحكام والطيالسي في مسنده ومن طريقه البزار ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث والعشرين من القسم الثاني معه بالإسناد المذكور وقال فيه فإن الخير طمأنينة وإن الشك ريبة
ورواه الحاكم في مستدركه بالإسناد المذكور وقال فيه فإن الخير طمأنينة وإن الشر ريبة ذكره في البيوع
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والثلاثين من حديث الحسن ابن عبيد الله عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرجل أتاه دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الشر ريبة والخير طمأنينة ثم قال ورواه شعبة عن بريد بن أبي مريم فقال فيه فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة انتهى
38

ورواه بلفظ المصنف الطبراني في معجمه من حديث شعبة بالإسناد المتقدم وقال فيه فإن الشك ريبة وإن الصدق طمأنينة
وكذلك رواه البزار في مسنده وزاد فيه قنوت الوتر وتمرة الصدقة والله أعلم
وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة الحسن بن علي وهي الطبقة الخامسة فيمن مات النبي صلى الله عليه وسلم وهم أحداث الأسنان والله الموفق
16 الحديث الثالث
قال المصنف رحمه الله ومنه أنه مر بظبي حاقف فقال لا يربه أحد بشيء
قلت روى البزار في سننيه الكبرى والصغرى في كتاب الحج من حديث عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة الضمري عن البهزي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يريد مكة وهو محرم حتى إذا كان بالإثابة بين الرويثة والعرج إذا ظبي حاقف في ظل وفيه سهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أن يقف عنده لا يريبه أحد من الناس حتى تجاوزوه
وكذلك رواه مالك في موطئه في الحج أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد ابن إبراهيم التيمي عن عيسى بن طلحة به
ومن طريق مالك رواه ابن حبان في صحيحه في أول النوع الثالث من القسم الرابع
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عيسى بن طلحة به ولفظه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض القوم قف حتى يمر الناس ولا يريبه أحد بشيء
ورواه الدارقطني في كتابه العلل من حديث حماد بن زيد عن يحيى بن
39

سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عيسى بن طلحة به ولفظه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة حتى أتى الروحاء... إلى أن قال فجاء رجل من بهز فذكره ثم تكلم عليه كلاما طويلا وملخصه أن جماعة جعلوا الحديث من رواية البهزي عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من رواية عمير بن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم هشيم وحماد بن زيد قال والذين قالوا فيه عن البهزي إنما هو لكونه صاحب القصة لا أن عمير بن سلمة رواه عنه قال ورأيت سليمان ابن حرب يقول الحديث من رواية عمير بن سلمة انتهى كلامه ملخصا
وذكر عبد الحق في أحكامه هذا الحديث في كتاب الصيد من جهة مالك وسكت عنه وأقره ابن القطان عليه فهو صحيح عندهما والله أعلم
ومن طريق مالك أيضا رواه البيهقي في المعرفة
ورأيت في مسند أبى يعلى الموصلي روى عن مخول البهزي حديثا قريبا من هذا ولم أعرف هل هو هذا البهزي أو غيره ولفظه قال نصبت حبايل لي فوقع فيها ظبي فأفلت والحبل في رجله فخرجت أقفوه فسبقني إليه رجل فاختصمنا ثم ترافعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعله بيننا نصفين
وقال ابن عبد البر في التقصي ومن أصحاب يحيى بن سعيد من يجعل هذا الحديث عن عمير بن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر فيه البهزي وعمير بن سلمة من الصحابة انتهى كلامه
17 الحديث الرابع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل قتيلا فله سلبه
قلت رواه الجماعة خلا النسائي من حديث أبي قتادة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين فلما التقينا كانت للمسلمين جولة إلى أن قال وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه مختصر ذكروه في الجهاد
40

وعزاه الطيبي لأبي داود من حديث ابن عباس وهو غلط لأن الذي في أبي داود عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم بدر من قتل قتيلا فله كذا وكذا لم يقل فيه فله سلبه هذا مع ذهوله عن الصحيحين وفيهما لفظ الحديث
18 الحديث الخامس
عن ابن عباس إذا أراد أحدكم الحج فليتعجل فإنه يمرض المريض وتضل الضالة وتلف الحاجة
قلت هكذا ذكره المصنف موقوفا وهو حديث مرفوع رواه ابن ماجة في سننه في أول كتاب الحج عن وكيع ثنا أبو إسرائيل عن فضيل بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن الفضل أو أحدهما عن الآخر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد الحج فليتعجل فإنه قد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة انتهى
ورواه أحمد في مسنده وكذلك إسحاق بن راهويه في مسنده
وذهل الطيبي أيضا فعزاه لأبي داود فقط وقال ليس فيه الزيادات يعني قوله فإنه قد يمرض المريض إلى آخره وليس فيه فائدة لأن المصنف احتج به وبحديث من قتل قتيلا على تسمية الشيء باعتبار ما يؤول إليه وأبو داود رواه من حديث مهران عن ابن عباس به مختصرا وأبو إسرائيل الملائي اسمه إسماعيل ابن أبي إسحاق روى عنه جماعة منهم وكيع قال أحمد يكتب حديثه وقال ابن معين صالح وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به فإنه سيىء الحفظ وقال أبو زرعة كوفي صدوق انتهى من الإمام
41

19 الحديث السادس والسابع والثامن
قال وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة عماد الدين وجعل الفاصل بين الإسلام والكفر ترك الصلاة وسمى الزكاة قنطرة الإسلام
قلت الحديث الأول رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب العشرين منه عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى عكرمة عن عمر قال جاء رجل فقال يا رسول الله أي شيء أحب عند الله فقال الصلاة لوقتها ومن ترك الصلاة فلا دين له والصلاة عماد الدين انتهى ثم قال البيهقي وعكرمة لم يسمع من عمر وأراه عن ابن عمر انتهى كلامه
قلت الظاهر أن عكرمة هذا هو عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص لا عكرمة مولى ابن عباس وهو أوثق من مولى ابن عباس وروى ابن أبي حاتم في مراسيله عن أحمد بن حنبل أنه قال لم يسمع عكرمة بن خالد من عمر إنما سمع من ابن عمر بل قال أبو زرعة عكرمة بن خالد عن عثمان مرسل فضلا عن عمر انتهى
وقال ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام عكرمة بن خالد رجلان وكلاهما مخزوميان
أحدهما عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص وهو تابعي يروي عن ابن عمر وابن عباس وروى عنه عمرو بن دينار وإبراهيم بن مهاجر وابن جريج وعامر الأحول وحنظلة بن أبي سفيان وثقه النسائي وابن معين وأبو زرعة ولم يسمع فيه بتضعيف قط وقد أخرج له البخاري ومسلم
والآخر عكرمة بن خالد بن سلمة يروي عن أبيه وعنه مسلم بن إبراهيم ونصر بن علي ذكره إلياس في الضعفاء قال البخاري وأبو حاتم هو منكر الحديث
وروى أبو القاسم الأصبهاني في كتابه الترغيب والترهيب عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة عماد الإسلام
42

والجهاد سنام العمل انتهى والحارث ضعيف جدا
وذهل ابن صلاح في كتابه مشكل الوسيط فقال إن هذا الحديث غير صحيح ولا معروف فقد روي من وجهين كما بيناه وكأنه لم يظفر به أصلا
الحديث الثاني من الثلاثة أحاديث المذكورة رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان من حديث أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر بن عبد الله انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة انتهى
الحديث الثالث رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والعشرين منه عن بقية بن الوليد عن الضحاك بن حمرة عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة قنطرة الإسلام انتهى
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا بقية بن الوليد به سندا ومتنا
ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في معجمه ورواه ابن عدي في كتابه الكامل ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية وأعلاه بالضحاك بن حمرة قال ابن عدي ضعفه النسائي وابن معين ومشاه ابن عدي وقال إن أحاديثه حسان غرائب
ورواه كذلك القضاعي في مسند الشهاب وأبو القاسم الأصبهاني في كتابه الترغيب والترهيب
20 قوله
روي أن أصحاب عبد الله بن مسعود ذكروا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإيمانهم فقال عبد الله بن مسعود إن أمر محمد كان أمرا بينا لمن رآه والذي لا إله إلا هو ما آمن مؤمن أفضل من إيمان بغيب ثم قرأ * (الذين يؤمنون بالغيب) * الآية
43

قلت رواه الحاكم في مستدركه من حديث عبد الرحمن بن يزيد قال ذكروا عند عبد الله بن مسعود... إلى آخره سواء وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
21 الحديث التاسع
عن سعد بن عبادة أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حق عبد الله ابن أبي يا رسول الله اعف عنه واصفح فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك
قلت رواه البخاري في التفسير وفي الأدب وفي الطب ومسلم في المغازي كلاهما من حديث عروة بن الزبير عن أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب على حمار على قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج... فذكره بطوله إلى أن قال فقال عليه السلام لسعد ألم تسمع ما يقول أبو حباب يريد عبد الله بن أبي قال كذا وكذا فقال سعد بن عبادة يا رسول الله اعف عنه واصفح فوالله الذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبونه بالعصابة فلما أبى الله ذلك بالحق الذي أعطاك الله شرق بذلك فعفا عنه صلى الله عليه وسلم مختصر
ورواه أحمد في مسنده وقال فيه فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك وكذلك البزار في مسنده
22 الحديث العاشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر
44

قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الناس عامة انتهى
23 قوله
وخويصة أحدكم
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن من حديث زياد بن رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بادروا بالأعمال ستا الدخان والدجال ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها وأمر العامة وخويصة أحدكم انتهى
وزاد أحمد في مسنده قال قتادة أمر العامة أي أمر الساعة
24 الحديث الحادي عشر
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن إبراهيم كذب ثلاث كذبات
قلت رواه الجماعة إلا ابن ماجة فرواه البخاري في كتاب بدء الخلق في باب قوله تعالى * (واتخذ الله إبراهيم خليلا) * ومسلم في كتاب الفضائل وأبو داود في كتاب الطلاق والنسائي في كتاب المناقب كلهم من حديث محمد ابن سيرين عن أبي هريرة واللفظ للبخاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله * (إني سقيم) * وقوله " بل فعله كبيرهم هذا 4 قال وبينا هو ذات يوم وسارة إذ أتيا على جبار من الجبابرة فقيل له إن هاهنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها فقال من هذه قال أختي ثم أتى سارة فقال لها يا سارة إنه ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن
45

هذا سألني عنك فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب فتناولها بيده فأخذ فقال لها ادعي الله لي وأنا لا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد فقال أدعي الله لي وأنا لا أضرك فدعت الله فأطلق فدعا بعض حجبته فقال إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتت إبراهيم وهو قائم يصلي فأومى بيده مهيم قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر قال أبو هريرة تلك أمكم يا بني ماء السماء انتهى
ورواه الترمذي في التفسير في سورة الأنبياء من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة فذكره
25 الحديث الثاني عشر
عن أبي بكر قال وروي مرفوعا إياكم والكذب فإنه مجانب الإيمان
قلت أما المرفوع فرواه ابن عدي في أول كتابه الكامل من طريقين دايرين على إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الكذب مجانب الإيمان انتهى
وأما الموقوف فرواه أحمد في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأدب ثنا وكيع ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق قال إياكم والكذب فإن الكذب مجانب الإيمان
وكذلك رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق وفي كتاب البر والصلة
قال الدارقطني في كتابه العلل هذا الحديث لم يرفعه إلا إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه فرفعه عنه يحيى بن عبد الملك وجعفر بن زياد الأحمر
46

وعمرو بن ثابت ووقفه عنه غيرهم وهو أصح وروي عن أبي أسامة ويزيد ابن هارون أنهما رفعاه ولا يثبت عنهما انتهى
واستشهد الطيبي للمرفوع بحديث رواه مالك في أواخر الموطأ عن صفوان ابن سليم قلنا يا رسول الله المؤمن يكون جبانا قال نعم قلنا أيكون بخيلا قال نعم قلنا أيكون كذابا قال لا انتهى وهو مرسل وليس بلفظ الكتاب
26 الحديث الثالث عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المنافق مثل الشاة العايرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب المنافقين من حديث موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المنافق... إلى آخره سواء وفي رواية لمسلم تكر بكسر الكاف قال الجوهري والكر هو الرجوع وتعير بالعين المهملة أي تتردد وتذهب
27 الحديث الرابع عشر
قال المصنف ومنه زعموا مطية الكذب
قلت ذكره المصنف في التغابن حديثا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم أجده بهذا اللفظ والذي وجدته بئس مطية الرجل زعموا رواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب حدثنا يحيى بن موسى ثنا عمر بن يونس اليمامي ثنا يحيى بن عبد العزيز عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهلب أن عبد الله ابن عامر قال يا أبا مسعود ما سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول في زعموا قال سمعته يقول بئس مطية الرجل زعموا
47

ورواه ابن المبارك في كتاب الزهد أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثيرعن أبي قلابة عن أبي مسعود الأنصاري... فذكره
ومن طريق ابن المبارك رواه أبو يعلى الموصلي وأحمد في مسنده بسنده ومتنه
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا وكيع ثنا الأوزاعي به قال قال أبو مسعود الأنصاري لحذيفة بن اليمان أو حذيفة بن اليمان لأبي مسعود ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في زعموا فقال سمعته يقول بئس مطية الرجل زعموا
ورواه القضاعي في مسند الشهاب من طريق الإمام أبي جعفر الطحاوي ثنا محمد بن عبد الله بن ميمون البغدادي ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة حدثني أبو عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس مطية الرجل زعموا انتهى قال القضاعي وأبو عبد الله هذا أظنه حذيفة بن اليمان انتهى
والمصنف رحمه الله استشهد بالحديث على الإسناد إلى لفظ الفعل نحو قام فعل ماض وفي ما ذكرناه مقصوده وإن كان خلافه
وروى ابن سعد في الطبقات في ترجمة شريح أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي ثنا سفيان عن الأعمش عن شريح أنه قال زعموا كنية الكذب انتهى
28 قوله
روي أن عبد الله بن أبي وأصحابه خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم فأخذ بيد أبي بكر رضي الله عنه وقال مرحبا بالصديق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار الباذل نفسه وماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ بيد عمر وقال
48

مرحبا بسيد بني عدي الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ بيد علي وقال مرحبا بابن عم رسول صلى الله عليه وسلم وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله صلى الله عليه وسلم زاد في نسخة فقال له علي اتق الله يا عبد الله ولا تنافق فإن المنافقين شر خليقة الله تعالى فقال مهلا يا أبا الحسن إني لا أقول هذا نفاقا والله إن إيماننا كإيمانكم وتصديقنا وكتصديقكم ثم افترقوا فقال لأصحابه كيف رأيتموني فعلت فأثنوا عليه خيرا فنزلت * (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا) * الآية
قلت رواه الواحدي في أسباب النزول له أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم أنا شيبة بن محمد ثنا علي بن محمد بن برد ثنا أحمد بن محمد بن نصير ثنا يوسف بن بلال ثنا محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي وأصحابه وذلك أنهم خرجوا ذات يوم... فذكره وفي آخره فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه فنزلت
29 قوله
بلغنا بإسناد صحيح عن إبراهيم عن علقمة أنه قال كل ما نزل فيه يا أيها الناس فهو مكي وما نزل فيه يا أيها النبي فمدني
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب فضائل القرآن حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال كل شيء نزل فيه يا أيها الناس فهو
49

بمكة وكل شيء نزل فيه يا أيها الذين آمنوا فهو بالمدينة انتهى
وكذلك رواه الواحدي في أسباب النزول من حديث سفيان الثوري عن الأعمش به سندا ومتنا وهذا مرسل
وقد أسند عن عبد الله بن مسعود رواه الحاكم في مستدركه في آخر كتاب الهجرة عن يحيى بن معين ثنا وكيع عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود... فذكره سواء
وعن الحاكم رواه البيهقي في أواخر كتابه دلائل النبوة بسنده ومتنه وكذلك رواه البزار في مسنده عن قيس عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله... فذكره ثم قال وهذا يرويه غير قيس عن علقمة مرسلا ولا نعلم أحدا أسنده إلا قيس انتهى كلامه
ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الحج من حديث وكيع بن الجراح ثنا أبي عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله وروى في آخر الكتاب عن عروة بن الزبير نحوه واعترض على هذا بأن يا أيها الناس قد ورد في المدنيات ويأيها الذين آمنوا قد ورد في المكيات والجواب بعد تقرير المكي والمدني لم يطلق على ثلاث اصطلاحات
أولها هو المشهور أن المكي ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدنية والمدني ما نزل بعد الهجرة وإن كان بمكة
الثاني أن المكي ما نزل بمكة والمدني ما نزل بالمدينة
الثالث أن المكي ما وقع خطابا لأهل مكة والمدني ما وقع خطابا لأهل المدينة وعليه يحمل هذا الأثر لأن الغالب كان على أهل مكة الكفر فخوطبوا بيأيها الناس وإن كان غيرهم داخلا فيهم وكان الغالب على أهل المدينة الإيمان فخوطبوا بيأيها الذين آمنوا وإن كان غيرهم داخلا فيهم وقد اختلف في سورة النساء هل هي مكية أو مدنية وفيها يا أيها الناس ويأيها الذين آمنوا من فوائد شيخنا قاضي القضاة بهاء الدين
50

ابن عقيل رحمه الله
30 الحديث الخامس عشر
عن أنس قال كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا
قلت هذه قطعة من حديث رواه الإمام أحمد في مسنده وكذلك ابن أبي شيبة في مسنده فقالا حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس أن رجلا كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وقد قرأ البقرة وآل عمران وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا يعني عظم فارتد ذلك الرجل عن الإسلام ولحق بالمشركين فرفعوه وقالوا هذا كان يكتب لمحمد فأعجبوا به فما لبثوا أن قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض وقد نبذته على وجهها فحفروا له وواروه فأصبحت الأرض وقد نبذته على وجهها فحفروا له وواروه فأصبحت الأرض وقد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا انتهى
والحديث في الصحيحين ليس فيه وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا رواه البخاري في علامات النبوة من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس ورواه مسلم في كتاب المنافقين من حديث ثابت عن أنس قال كان منا رجل من بني النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب قال فرفعوه... الحديث
ووهم الطيبي فعزاه للبخاري ومسلم ولم يخرجا فيه لفظ المصنف كما ذكرناه
ورواه ابن حبان في صحيحه وقال فيه وكان الرجل منا إذا قرأ البقرة وآل عمران عد فينا ذو شأن
وذكر المصنف هذا الحديث في سورة الجن من رواية عمر ولم أجده إلا من رواية أنس هذه والله أعلم ولم يعزه صاحب الصحاح من حديث أنس أعني الجوهري
51

31 قوله
ومنه قول من قال لعدوه وقد راءاه بالثناء عليه أنا دون هذا وفوق الذي في نفسك
قلت القائل هو علي بن أبي طالب والمقول له ذلك هو الأشعث بن قيس بن معدي كرب رواه البزار في مسنده حدثنا عمرو بن علي ثنا وهب ابن إسماعيل الأسدي ثنا سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة قال جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فجعل يثني عليه وكان يبلغه عنه خلاف ذلك فقال أنا دون هذا الذي تقوله ولكني فوق ما في نفسك انتهى وسكت عليه
32 الحديث السادس عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
قلت روي من حديث بريدة بن الحصيب ومن حديث أنس ومن حديث سهل بن سعد الساعدي ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث زيد بن حارثة ومن حديث أبي موسى الأشعري ومن حديث أبي أمامة ومن حديث عائشة ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنهم أجمعين
أما حديث بريدة فرواه أبو داود والترمذي في الصلاة من حديث إسماعيل ابن سليمان عن عبد الله بن أوس عن بريدة بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بشر المشائين... الحديث قال الترمذي حديث غريب انتهى
ورواه الدارقطني في سننه وقال تفرد به إسماعيل بن سليمان الضبي عن عبد الله بن أوس انتهى ورواه البزار في مسنده والنسائي في كتاب الكنى وسكت عنه
52

أما حديث أنس فرواه ابن ماجة حدثنا مجزأة بن سفيان ثنا سليمان بن داود الطائفي عن ثابت البناني عن أنس مرفوعا نحوه
ورواه الحاكم في مستدركه وسكت عنه وسنده عن داود بن سليمان ابن مسلم ثنا أبي عن ثابت البناني به وكذلك رواه النسائي في كتاب الكنى نحو الحاكم
قال ابن طاهر لم يتابع داود عليه وهو عن ثابت غير ثابت انتهى
وأما حديث سهل بن سعد الساعدي فرواه ابن ماجة أيضا من حديث زهير ابن محمد التميمي عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي مرفوعا... فذكره
ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله شاهد ثم أخرجه عن أنس وسكت عنه
وأما حديث أبي الدرداء فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول عن مكحول عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء مرفوعا... فذكره
وأما حديث ابن عباس فرواه الطبراني في معجمه ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا العباس بن بكار الضبي ثنا أبو هلال عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس مرفوعا... فذكره
وأما حديث ابن عمر فرواه الطبراني أيضا حدثنا أحمد بن داود المكي ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ثنا داود بن الزبرقان عن زيد بن أسلم عن ابن عمر نحوه
وأما حديث زيد بن حارثة فرواه الطبراني أيضا عن سليمان بن أحمد الواسطي عن الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة مرفوعا... فذكره
53

ورواه ابن عدي في كتابه الكامل وقال لم يبلغني هذا الحديث بهذا الإسناد إلا عن سليمان هذا وهو عندي ممن يسرق الحديث ويشتبه عليه وإنما بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم نضح فرجه انتهى
وأما حديث أبي موسى الأشعري فرواه الطبراني في معجمه أيضا ورواه البزار في مسنده من حديث علي بن زيد عن الحسن عن أبي موسى مرفوعا
وأما حديث أبي أمامة فرواه الطبراني أيضا
وأما حديث عائشة فرواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا أحمد بن محمد ابن صدقة ثنا أبو الحسين الرهاوي ثنا قتادة بن الفضل بن قتادة عن الحسن ابن علي الشروي عن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره ثم قال لم يروه عن عطاء عن عائشة إلا الحسن تفرد به قتادة بن الفضل
وأما حديث الخدري فرواه أبو داود الطيالسي في مسنده ثنا عبد الحكم ثنا أبو الصديق الناجي عن أبي سعيد مرفوعا... فذكره
وأعله ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية بعبد الحكم السدوسي ونقل عن ابن حبان أنه قال لا يحل كتب حديثه
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن عبد الحكم بن عبد الله القاص ثنا أبو الصديق الناجي به
وأما حديث حارثة بن وهب الخزاعي فرواه أبو حفص عمر بن شاهين في كتاب الترغيب له حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إبراهيم بن موسى الجوزي ثنا عبد الرحيم بن يحيى الديلي ثنا ابن عطاء بن مسلم عن أبيه عن إبراهيم النخعي عن معبد بن خالد الجهني عن حارثة بن وهب الخزاعي مرفوعا...
54

فذكره وزاد قال يعني صلاتي الفجر والعشاء انتهى
33 الحديث السابع عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفس محمد بيده إن الرجل من أهل الجنة ليتناول الثمرة ليأكلها فما هي بواصلة إلى فيه حتى يبدل الله مكانها مثلها
قلت رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الفتن من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة حدثني أبو أسماء الرحبي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ربي زوى لي الأرض... فذكره بطوله إلى أن قال وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمرها شيئا إلا أخلف الله مكانها مثلها مختصر وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ورواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده كلاهما من حديث ريحان بن سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمرها إلا أعيد في مكانها مثلها انتهى وسكت عنه البزار ولفظه فيه إلا أعيد في مكانها مثلاها على التثنية وهكذا أورده المصنف في سورة الزخرف وسيأتي إن شاء الله تعالى
34 الحديث الثامن عشر
عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا حتى يضع فيهما خيرا
قلت روى من حديث سلمان ومن حديث أنس ومن حديث جابر ومن حديث ابن عمر
55

أما حديث سلمان فرواه أبو داود في سننه في الصلاة والترمذي وابن ماجة في الدعاء من حديث جعفر بن ميمون عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا انتهى قال الترمذي حديث حسن غريب ورواه بعضهم ولم يرفعه انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السابع والعشرين من القسم الثالث ولم يقل فيه حتى يضع فيهما خيرا
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الدعاء كذلك وسكت عنه ثم رواه من حديث سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان مرفوعا وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
وأما حديث أنس فرواه الحاكم في مستدركه من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا ثنا بشر بن الوليد القاضي ثنا عامر بن يساف عن حفص بن عمر بن عبد الله ابن أبي طلحة الأنصاري حدثني أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيهما خيرا انتهى وقال إسناد صحيح
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الصلاة أخبرنا معمر عن أبان عن أنس مرفوعا... فذكره وكذلك رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتاب الحلية في ترجمة فضيل بن عياض عن فضيل بن عياض عن أبان عن أنس مرفوعا... فذكره
وأما حديث جابر فرواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا عبد الله بن معاذ ثنا ذكوان عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه فيردهما صفرا ليس فيهما شيء انتهى قال ابن طاهر
56

ويوسف متروك
وأما حديث ابن عمر فرواه الطبراني في معجمه
35 الحديث التاسع عشر
في الحديث اضطرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب
قلت غريب
وفي البخاري عن عبد العزيز عن أنس قال اصطنع النبي صلى الله عليه وسلم خاتما نقش فيه
وفي مسلم عن الزهري عن أنس أنه رأى في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق يوما واحدا ثم إن الناس اضطربوا الخواتم من ورق فلبسوها
36 الحديث العشرون
قال المصنف رحمه الله سمعنا في صحيح مسلم عن إبراهيم عن الأسود قال دخل شبان من قريش على عائشة رضي الله عنها وهي هنا وهم يضحكون فقالت ما يضحككم قالوا فلان خر على طنب فسطاط فكادت عنقه أو عينه أن تذهب فقالت لا تضحكوا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة
قلت رواه مسلم في كتاب البر والصلة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود به بلفظه سواء للمصنف حديث غيره
57

37 الحديث الحادي والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أصاب المؤمن من مكروه فهو كفارة لخطاياه حتى نخبة النملة
قلت غريب جدا
38 الحديث الثاني والعشرون
وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم جناح البعوضة مثلا للدنيا
قلت كأنه يشير إلى حديث رواه الترمذي عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء وسيأتي في الزخرف إن شاء الله تعالى
39 الحديث الثالث والعشرون
قالت عائشة رضي الله عنها في حق عبد الله بن عمرو بن العاص يا عجبا لابن عمرو هذا
قلت هذه قطعة من حديث رواه مسلم في الحيض عن عبيد بن عمير قال بلغ عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤسهن فقالت عائشة يا عجبا لابن عمرو هذا يأمر النساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤسهن أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤسهن لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد وما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات انتهى
58

40 الحديث الرابع والعشرون
عن ابن التيهان أنه قال في بيعة العقبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن بيننا وبين القوم حبالا ونحن قاطعوها فنخشى إن الله أعزك وأظهرك أن ترجع إلى قومك
قلت هذه قطعة من حديث بيعة العقبة رواه ابن هشام في السيرة والإمام أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في دلائل النبوة كلهم من حديث محمد بن إسحاق حدثني معبد بن كعب عن أخيه عبيد الله بن كعب بن مالك أن أباه كعب بن مالك وكان ممن شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها قال خرجنا في حجاج من المشركين وقد صلينا ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا... إلى أن قال فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا إلى الله ورغب في الإسلام وقال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم و أبنائكم فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال نعم والذي بعثك بالحق يا رسول الله فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر قال فاعترض القول - والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال يا رسول الله إن بيننا وبين القوم حبالا - يعني اليهود - وإنا قاطعوها فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقد تبسم - بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم... الحديث بطوله
41 قوله
عن ابن مسعود قال إن أحب الكلام إلى الله ما قاله أبونا آدم حين اقترف الخطيئة سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
59

وعن ابن عباس قال يا رب ألم تخلقني بيدك قال بلى يا رب ألم تنفخ في الروح من روحك قال بلى يا رب ألم تسبق رحمتك غضبك قال بلى قال ألم تسكني جنتك قال بلى قال يا رب إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة قال نعم
قلت أما حديث ابن مسعود فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أوائل الصلاة وليس فيه ذكر آدم فقال حدثنا ابن فضيل وأبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال قال ابن مسعود إن أحب الكلام إلى الله أن يقول الرجل سبحانك اللهم وبحمدك... إلى آخره
وأما حديث ابن عباس فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب الفضائل في فضائل آدم عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال في قوله تعالى * (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) * قال قال يا رب ألم تخلقني بيدك... إلى آخره وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
42 الحديث الخامس والعشرون
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة
قلت رواه أبو داود في سننه في صلاة الليل من حديث عبد العزيز أخي حذيفة عن حذيفة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى انتهى قال أبو داود وقد روي عن عبد العزيز عن النبي مرسلا انتهى
وكذلك رواه أحمد في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان ورواه مطولا بقصة الخندق وكلها في كتابه دلائل النبوة ورواه الطبري في تفسيره بلفظ الكتاب
43 قوله وعن ابن عباس أنه نعي إليه أخوه قثم وهو في سفر فاسترجع
60

وتنحى عن الطريق وصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول * (واستعينوا بالصبر والصلاة) *
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين من حديث سعيد ابن منصور أنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية ثنا عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه أن ابن عباس نعي إليه أخوه قثم... إلى آخره
ورواه الطبري في تفسيره ثنا محمد بن العلاء ويعقوب بن إبراهيم قالا ثنا ابن علية به
44 الحديث السادس والعشرون والسابع والعشرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني في الصلاة وكان يقول يا بلال روحنا
قلت هما حديثان
الحديث الأول رواه النسائي في سننه الكبرى والصغرى في كتاب عشرة النساء من طريقين أحدهما من حديث سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة انتهى
وبهذا الإسناد والمتن رواه الحاكم في مستدركه في كتاب النكاح وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى
الطريق الثاني رواه من حديث سلام بن سليمان أبي المنذر عن ثابت به
61

وبهذا الإسناد رواه أحمد وابن أبي شيبة والبزار في مسانيدهم ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بسلام ونقل عن البخاري أنه قال فيه منكر الحديث وعن ابن معين أنه قال فيه ضعيف قال ابن عدي وأرجو أنه لا بأس به ورواه العقيلي أيضا في ضعفاه وأعله بسلام ثم قال وقد روي من غير هذا الوجه فيها لين وكأنه يشير إلى الطريق الأول وقال الدارقطني في علله هذا حديث رواه سلام بن سليمان أبو المنذر وسلام بن أبي الصهباء وجعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس فرفعوه وخالفهم حماد بن زيد فرواه عن ثابت مرسلا وكذلك رواه محمد بن عثمان بن ثابت البصري مرسلا والمرسل أشبه بالصواب انتهى وقد ذكر المصنف الحديث بتمامه في سورة آل عمران
الحديث الثاني رواه أبو داود في سننه في كتاب الأدب من حديث سالم بن أبي الجعد قال قال رجل قال مسعر أحسبه من خزاعة - قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا بلال أقم الصلاة وأرحنا بها انتهى وسنده رجال الصحيحين إلا شيخه مسددا فانفرد عنه البخاري ورواه أحمد في مسنده حدثنا وكيع ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن رجل من أسلم وهذا أيضا سند صحيحين ورواه أحمد أيضا ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا إسرائيل عن
62

عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد أن محمد بن الحنفية قال دخلت مع أبي على صهر لنا من الأنصار فحضرت الصلاة فقال يا جارية ائتيني بوضوء لعلي أصلي فأستريح فرأى أنا أنكرنا ذلك عليه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبلال قم يا بلال فأرحنا بالصلاة انتهى وهذا الإسناد على شرط البخاري وقد زاد فيه محمد بن الحنفية كما تراه وكذلك رواه أبو داود في سننه عن محمد بن كثير
ورواه إبراهيم بن الحربي في كتابه غريب الحديث حدثنا أبو بكر ثنا ابن عمير عن سفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة عن سالم عن ابن الحنفية قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال يا بلال أقم الصلاة وأرحنا بها انتهى وقال ومعناه نصلي ونروح إلى منازلنا وليس من الاستراحة وإلا لقال أرحنا منها انتهى وهذا يرده ما تقدم في لفظ أحمد فأستريح والله أعلم
ورواه الدارقطني في كتابه العلل من حديث أبي خالد القرشي ثنا سفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة عن سالم بن أبي الجعد عن ابن الحنفية عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال أرحنا بالصلاة انتهى ثم قال لم يسنده عن علي غير أبي خالد القرشي ثم رواه من حديث حسين بن علوان ثنا أبو حمزة الثمالي عن سالم بن أبي الجعد عن محمد بن الحنفية عن بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا بلال أرحنا بالصلاة انتهى وسكت عنه
45 الحديث الثامن والعشرون
ومنه الحديث في جذعة ابن نيار تجزي عنك ولا تجزي عن
63

أحد بعدك
قلت رواه البخاري ومسلم في الأضحية من حديث البراء بن عازب قال ضحى خالي أبو بردة بن نيار قبل الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتك شاة لحم قال يا رسول الله إن عندي جذعة قال اذبحها ولن تجزي عن أحد بعدك انتهى
46 الحديث التاسع والعشرون
ومنه الحديث لا يقبل منه صرف ولا عدل
قلت رواه البخاري في الجهاد ومسلم في الحج وفي العتق بزيادة ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا من حديث إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي ابن أبي طالب قال ما كتبنا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا القرآن وما في هذه الصحيفة قال النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حرام ما بين عابر إلى كذا فمن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف و لا عدل انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه وقال في آخره والصرف والعدل التطوع والفريضة انتهى
وأخرجه مسلم عن عاصم الأحول عن أنس نحوه ليس فيه ذمة المسلمين واحدة
وأخرجه البخاري أيضا عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة حرم فمن أحدث فيها أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل انتهى
64

وأخرج في العتق بهذا السند من تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل انتهى
وأخرجه البخاري
وذهل الطيبي فعزاه لأبي داود من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم من تعلم صرف الكلام ليسبي به قلوب الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا انتهى وهذا عجز منه وذهول
47 قوله
عن علي رضي الله عنه من لبس نعلا صفراء قل همه
قلت غريب عن علي ولم أجده إلا عن ابن عباس رواه الطبراني في معجمه حدثنا موسى بن هارون ثنا سهل بن صالح ثنا ابن العذراء عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها انتهى
ورواه العقيلي في كتاب الضعفاء من حديث الحسن بن علي النميري عن فضل بن الربيع عن ابن جريج به وزاد ثم قرأ * (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين) * قال والحسن هذا مجهول ورواه في ترجمة الفضل بن الربيع أيضا وقال لا يتابع عليه من وجه يثبت وإنما تابعه من هو دونه انتهى
فقال ابن أبي حاتم في علله سألت أبي عن حديث رواه سهل بن عثمان العسكري عن ابن العذراء به فقال أبي هذا حديث كذب موضوع انتهى
ورواه الخطيب البغدادي في كتابه الجامع عن سهل بن عثمان به سندا ومتنا
65

48 الحديث الثلاثون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق بني إسرائيل والبقرة لو اعترضوا أدنى بقرة لكفتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم والاستقصاء شؤم
قلت غريب
ورواه الطبري في تفسيره موقوفا على ابن عباس ولم يقل فيه والاستقصاء شؤم وكذلك رواه أيضا من كلام أبي العالية
ورواه عبد الرزاق في تفسيره من كلام عبيدة السليماني
وعزاه ابن كثير في تفسيره لابن مردويه في تفسيره عن سرور بن المغيرة عن زاذان عن عباد بن منصور عن الحسن عن حديث أبي رافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن بني إسرائيل قالوا * (وإنا إن شاء الله لمهتدون) * ما أعطوه أبدا ولو أنهم اعترضوا... إلى آخره لم يقل فيه والاستقصاء شؤم
وروى البزار في مسنده من حديث عباد بن منصور عن الحسن عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن بني إسرائيل لو أخذوا أدنى بقرة لأجزأتهم انتهى
49 الحديث الحادي والثلاثون
في الحديث أعظم الناس جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته انتهى
قلت رواه البخاري في كتاب الاعتصام ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عامر بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
66

أعظم الناس جرما من سأل عن شيء لم يحرم فحرم من أجل مسألته انتهى
50 قوله
وفي الحديث لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد
51 الحديث الثاني والثلاثون
روي عن عمر رضي الله عنه أنه ضحى ببختية بثلاثمائة دينار
قلت رواه أبو داود في كتاب الحج من حديث خالد بن يزيد عن الجهم ابن الجارود عن سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر قال أهدى عمر ابن الخطاب بختية
فأعطيت بها ثلاثمائة دينار أفأبيعها وأشتري بثمنها بدنا قال لا انحرها إياها انتهى
قال البخاري لا يعرف للجهم سماع من سالم هكذا نقله ابن القطان عنه في كتابه الوهم والإيهام وزاد إنه مجهول لا يعرف روى عنه غير أبي عبد الرحيم خالد بن يزيد قال ولم يذكره البخاري وأبو حاتم بأكثر من ذلك انتهى
وبختية ضبطه الشيخ زكي الدين في حواشيه بالباء والخاء قال والبخت من الإبل معرب وقيل هو عربي وهي الطوال الأعناق وقيل هي الغلاظ ذات سنامين الواحد بختي والأنثى بختية وجمعها بخاتي غير مصروف ذلك إن يخفف الياء انتهى
وسيأتي الحديث بتمامه في سورة الحج إن شاء الله تعالى
67

52 الحديث الثالث والثلاثون
قال النبي صلى الله عليه وسلم عند موته ما زالت أكلة خيبر تعادني فهذا أوان قطعت أبهري
قلت رواه البزار في مسنده حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا سعيد ابن محمد الوراق ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زالت أكلة خيبر تعادني حتى هذا أوان قطعت أبهري انتهى ثم قال وسعيد بن محمد الوراق من أهل الكوفة وليس بالقوي وقد حدث عنه جماعة من أهل العلم واحتملوا حديثه
ورواه كذلك أبو نعيم في كتاب الطب له عن سعيد بن محمد به وقال فيه تعادني كل عام... الحديث
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بسعيد بن محمد ونقل تضعيفه عن النسائي وابن معين
ورواه الطبري حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون بن عبد الله عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر... فذكر القصة بطولها إلى أن قال فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بخيبر أهدت زينب بنت الحارث إليه شاة مصلية وقد جعلت فيها من السم وكان معه بشر بن البراء فتناولا منها فقال عليه السلام إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم فدعا بها فاعترفت وقالت إن كنت نبيا فستخبر وإن كنت غير ذلك استرحنا منك ومات بشر من أكلته تلك وقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أم بشر ما زالت أكلة خيبر التي أكلت مع ابنك تعادني فهذا أوان قطعته
68

أبهري مختصر
وروى أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث ثنا سفيان بن عيينة عن العلاء بن أبي العباس عن أبي جعفر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما زالت أكلة خيبر تعادني فهذا أوان قطعت أبهري انتهى
ورواه الإمام أبو إسحاق إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث حدثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا سفيان عن العلاء بن أبي العباس سمع محمد بن علي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره بلفظ أبي عبيد وكلاهما معضلان
قال أبو عبيد قال الأصمعي وتعادني من العداد وهو الشيء الذي يأتي لوقت دون وقت كحمى الربع والغب ونحو ذلك والأبهر عرق متصل بالقلب إذا انقطع لم تكن معه حياة انتهى قال ابن دحية وأوان ضبطنا بالرفع على أنه خبر المبتدأ وبالنصب على البناء لإضافته إلى مبني وهو الماضي
ذكر ما جاء في ذلك من الأحاديث واختلاف رواياتها
روى الحاكم في مستدركه في كتاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عنبسة ثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه يا عائشة ما زلت أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم انتهى قال حديث صحيح على شرط الشيخين وقد أخرجه البخاري تعليقا انتهى
قلت رواه البخاري في صحيحه تعليقا في آخر كتاب المغازي ولفظه وقال يونس عن الزهري قال عروة قالت عائشة... فذكره
وعن الحاكم رواه البيهقي في دلائل النبوة في أواخر الكتاب بسنده ومتنه
ورواه البزار في مسنده كذلك وقال لا نعلم رواه عن يونس إلا عنبسة
وروى البخاري في الهبة ومسلم في الطب من حديث هشام بن زيد عن أنس أن امرأة يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها
69

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك فقالت أريد قتلك فقال ما كان الله ليسلطك علي فقالوا يا رسول الله أنقتلها قال لا قال فما زلت أعرفها في لهوات النبي صلى الله عليه وسلم انتهى
وروى ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق في قصة خيبر قال فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بخيبر أهدت زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم شاة مصلية وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إليه فقيل لها الذراع فأكثرت فيه من السم ثم جاءت فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه بشر بن البراء بن معرور فتناولا منه فأما بشر فإنه أساغها وأما النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لاكها ثم لفظها وقال إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم ثم دعا بها فاعترفت وقالت إن كنت ملكا استرحنا منك وإن كنت نبيا فستخبر فتجاوز عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات بشر من أكلته التي أكل
قال ابن إسحاق فحدثني مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم بشر وقد دخلت عليه يا أم بشر إن هذا لأوان وجدت انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع ابنك بخيبر قال فإن كان المسلمون ليرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيدا مع ما أكرمه الله من النبوة انتهى
وروى الحاكم في مستدركه في الفضائل من طريق أحمد بن حنبل ثنا إبراهيم بن خالد ثنا رباح بن أبي معروف عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن أم بشر قالت دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبض فيه فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما تهم بنفسك فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكله معك بخيبر وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات قبل النبي صلى الله عليه وسلم فقال وأنا لا أتهم غيرها فهذا أوان انقطع أبهري انتهى وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وهكذا رواه أحمد في مسنده
70

ثم أخرج الحاكم عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن امرأة يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مصلية فجعلته للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون فوضع لقمة ثم قال لهم أمسكوا إن هذه الشاة مسمومة فقال لليهودية ويلك لأي شيء سممتيني قالت أردت أن أعلم إن كنت نبيا لا يضرك وإن كنت غير ذلك أن أريح الناس منك فأكل منها بشر بن البراء فمات فقتلها رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وقال صحيح على شرط مسلم
روى البيهقي في آخر كتابه دلائل النبوة قصة خيبر بطولها من حديث الزهري وقال في آخر القصة قال الزهري قال جابر بن عبد الله واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ على الكاهل وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفي فيه فقال ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطع الأبهر مني فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا انتهى
وروى الدارقطني في سننه في الحدود من حديث إسحاق بن بهلول الأنباري ثنا ابن أبي فديك عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده لبيبة الأنصاري قال أهدت يهودية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة مصلية فأكل منها هو وبشر بن البراء بن معرور فمرضا مرضا شديدا ثم إن بشرا مات فأرسل رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى اليهودية فقال لها ويحك ما أطعمتينا قالت السم قال ما حملك على هذا قالت إن كنت نبيا علمت أنها لا تضرك وإن كنت غير ذلك فأردت أن أريح الناس منك ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلبت انتهى وهكذا رواه الطبراني في معجمه
71

وروى أبو داود في سننه في كتاب الديات حدثنا سليمان بن داود المهري ثنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال كان جابر بن عبد الله يحدث أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع فأكل منها وأكل رهط من أصحابه معه ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفعوا أيديكم وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها فقال لها أسممت هذه الشاة قالت اليهودية من أخبرك قال أخبرتني هذه في يدي للذراع قالت نعم قال فما أردت إلى ذلك قالت قلت إن كان نبيا فلن يضره وإن لم يكن نبيا استرحنا منه فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها وتوفي بعض الذين أكلوا من الشاة واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كاهله انتهى
ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية نحو حديث جابر قال فمات بشر بن البراء بن معرور فأرسل إلى اليهودية ما حملك على الذي صنعت ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت ولم يذكر الحجامة انتهى وهذا الثاني مرسل وقد تقدم للحاكم مسندا من حديث حماد بن سلمة عن محمد ابن عمرو الليثي عن أبي سلمة عن أبي هريرة... فذكره وقال على شرط مسلم
وذكر عبد الحق في أحكامه هذا المرسل فقط وأعله بالإرسال ثم قال والصحيح حديث أنس وحديث أنس تقدم عند البخاري ومسلم
قال السهيلي في الروض الأنف ووجه الجمع بين الروايتين أنه عليه السلام قتلها وأنه لم يقتلها أنه عليه السلام صفح عنها في الأول لأنه كان لا ينتقم لنفسه فلما مات بشر بن البراء من تلك الأكلة قتلها وذلك أنه يزل معتلا حتى مات بعد حول وقد روى معمر بن راشد في جامعه عن الزهري أنه قال أسلمت فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال معمر هكذا قال الزهري أسلمت والناس يقولون قتلها وأنها لم تسلم انتهى كلامه
72

وقال البيهقي في المعرفة في القصاص في الجمع بين الروايتين كما قال السهيلي
وقال ابن سعد في الطبقات في باب غزوة خيبر وفي الغزوة سمت زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له شاة مسمومة فأكل منها وهو وناس من أصحابه فيهم بشر بن البراء بن معرور فمات منها فيقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها وهو الثابت عندنا ثم روى في آخر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا أن بشر بن البراء لما مات أمر بها عليه السلام فقتلت ثم قال حدثنا محمد بن عمرو هو الواقدي حدثني إبراهيم ابن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أبي هريرة قال وحدثنا محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله قالا لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر واطمأن عمدت زينب بنت الحارث إلى شاة فصلتها وشاورت يهود في سم تجعله فيها فأجمعوا لها على سم بعينه لا يطبى يقول يقتل من ساعته فسمت الشاة وأكثرت منه في الكتف فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب وجلس في أصحابه أتت إليه فقالت يا محمد هدية أهديتها إليك ثم وضعتها بين يديه فقال لأصحابه ادنوا فتعشوا فتناول عليه السلام الذراع فانتهسها وتناول بشر ابن البراء عظما آخر فانتهسه فقال عليه السلام ارفعوا أيديكم فإن هذه الذراع تخبرني أنها مسمومة فقال بشر و الله يا رسول الله لقد وجدت منها ما وجدت ولكن كرهت أن أنفصل طعامك فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه كالطيلسان وتمادى به وجعه سنة ثم مات وقال بعضهم لم يرم من مكانه حتى مات قال وطرح منها لكلب فأكل فلم يتبع يده حتى مات فدعاها عليه السلام فسألها عن ذلك فقالت قتلت أبي وعمي وزوجي وقلت إن كنت نبيا فستخبر وإن كان غير ذلك استرحنا منه فدفعها عليه السلام إلى ولاة بشر بن البراء فقتلوها وهو الثابت عندنا واحتجم عليه السلام وأمر أصحابه فاحتجموا في رؤوسهم وعاش عليه السلام بعد ذلك ثلاث سنين وقال ما زلت
73

أجد من أكلة خيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا انتهى
قلت ذكر الواقدي هذا الكلام في المغازي من غير سند ولم يقل فيه فدفعها عليه السلام إلى أولياء بشر فقتلوها وإنما قال وقد اختلف عليها في هذه المرأة فقال قائل إنه عليه السلام قتلها وقال قائل إنه عفا عنها وقال فيه أنه أكل منها مع النبي صلى الله عليه وسلم غير بشر ثلاثة نفر إلا أنهم لم يسيغوا ولم يسغ منها غير النبي صلى الله عليه وسلم وبشر
53 وقوله
عن علي أنه كان يطوف بين الصفين في غلالته قال له ابنه الحسن ما هذا بزي المحاربين فقال يا بني لا يبالي أبوك سقط على الموت أم الموت سقط عليه
وعن حذيفة أنه كان يتمنى الموت فلما احتضر قال حبيب جاء على فاقة وقال عمار بصفين الآن ألاقي الأحبه محمدا وحزبه
قلت
أما حديث حذيفة فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب الفتن من حديث يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده أن حذيفة بن اليمان لما احتضر قال حبيب جاء على فاقة انتهى وقال صحيح الإسناد
وأما حديث عمار فرواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده كلاهما من حديث ربيعة بن ناجد قال قال عمار يوم صفين اليوم ألاقي الأحبة محمدا وحزبه لقد قاتلت بهذه الراية ثلاثا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الرابعة انتهى قال البزار لا نعلم روى ربيعة بن ناجد عن عمار إلا هذا الحديث
ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عمار عن أبي سنان الدؤلي قال
74

رأيت عمار بن ياسر يوم صفين دعا بشراب فأتي بقدح من لبن فشرب منه ثم قال صدق الله ورسوله اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه
54 الحديث الرابع والثلاثون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو تمنوا الموت - يعني اليهود - لغص كل أحد بريقه فمات مكانه
قلت غريب بهذا الفظ
وروى البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق من حديث عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس قال قال أبو جهل إن رأيت محمدا عند الكعبة لآتينه حتى أطأ على عنقه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو فعل لأخذته الملائكة عيانا ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا ورأوا مقاعدهم في النار
وروى البيهقي في دلائل النبوة من حديث الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لليهود إن كنتم صادقين في مقالتكم فقولوا اللهم أمتنا فوالذي نفسي بيده لا يقولها رجل منكم إلا غص بريقه و مات مكانه قالوا فأنزل الله * (ولن يتمنوه) * الآية
وذكر الثعلبي من غير سند فقال وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فذكره بلفظ المصنف
وروى الطبري في تفسيره موقوفا على ابن عباس بلفظ المصنف سواء
55 الحديث الخامس والثلاثون
روي أن عبد الله بن صوريا حاج رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عمن عليه يهبط بالوحي فقال ذلك جبريل فقال ذاك عدونا
75

ولو كان غيره لآمنا بك وقد عادانا مرارا أشدها أنه أنزل على نبينا أن بيت المقدس سيخربه بختنصر فبعثنا إليه من يقتله فلقيه ببابل غلاما مسكينا فدفعه عنه جبريل وقال إن كان الله أمره بهلاككم فلن يسلطكم عليه وإن لم يكن إياه فعلى أي شيء تقتلونه فصدقه صاحبنا ورجع عنه ثم أن بختنصركبر وقوي فغزانا وخرب بيت المقدس فلذلك نتخذه عدونا فأنزل الله الآية
قلت حديث غريب وذكره الثعلبي ثم البغوي والواحدي في أسباب النزول من غير سند فقالوا وروى ابن عباس أن حبرا من أحبار اليهود من فدك يقال له عبد الله بن صوريا حاج النبي صلى الله عليه وسلم... إلى آخره سواء
56 الحديث السادس والثلاثون
روي أنه كان لعمر أرض بأعلى المدينة وكان ممره على مدارس اليهود وكان يجلس إليهم ويسمع كلامهم وقالوا يا عمر قد أحببناك وإنا لنطمع فيك فقال والله ما أجيكم
لحبكم ولا أسألكم لأني شاك في ديني وإنما أدخل عليكم لأزداد بصيرة في أمر محمد وأرى آثارة في كتابكم ثم سألهم عن جبريل فقالوا ذاك عدونا يطلع محمدا أسرارنا وهو صاحب كل خسف وعذاب وإن ميكائيل يجيء بالخصب والسلام فقال لهم وما منزلتهم من الله قالوا أقرب منزلة جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وميكائيل عدو لجبريل فقال عمر لئن كان كما تقولون فما هما بعدوين و لأنتم أكفر من الحمير من كان عدوا لأحدهما كان عدوا للآخر ومن
76

كان عدوا لهما كان عدوا لله ثم رجع عمر فوجد جبريل قد سبقه بالوحي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد وافقك ربك يا عمر فقال عمر لقد رأيتني في دين الله بعد ذلك أصلب من الحجر
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا موسى بن هارون ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي قال في قوله تعالى * (قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك) * الآية قال كان لعمر بن الخطاب أرض بأعلى المدينة... فذكره إلى آخره إلا أنه قال فوجد جبريل قد سبقه بالوحي قال فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر والذي بعثك بالحق لقد جيتك وما أريد إلا أن أخبرك انتهى
ورواه الواحدي في أسباب النزول له أخبرنا أبو بكر الأصبهاني أنا أبو الشيخ الحافظ أنا أبو يحيى الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا علي بن مسهر عن داود عن الشعبي قال كان لعمر... فذكره بلفظ المصنف وزاد في أثنائه زيادة يسيرة
وذكره الثعلبي ثم البغوي عن قتادة وعكرمة والسدي من غير سند لكن سنده إليهم مذكور في أول كتابه
57 الحديث السابع والثلاثون
عن ابن عباس أن ابن صوريا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئتنا بشيء نعرفه وما أنزل عليك من آية فنتبعك لها فنزلت
قلت رواه الطبري حدثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق ثنا محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال قال ابن صوريا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئتنا... إلى آخره قال فأنزل الله تعالى * (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون) * انتهى وذكره الثعلبي من غير سند
77

58 الحديث الثامن والثلاثون
روي أن سعد بن معاذ سمعها من اليهود يعني قولهم راعنا فقال يا أعداء الله عليكم لعنة الله والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه
قلت رواه الحافظ أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة أخبرنا إبراهيم بن أحمد المقرئ ثنا أحمد بن فرح ثنا أبو عمر الدوري ثنا محمد بن مروان عن محمد ابن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى * (لا تقولوا راعنا) * قال راعنا بلسان اليهود السب القبيح وكانت اليهود يقولونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرا فلما سمعوا أصحابه أعلنوا بها وكانوا يقولونها ويضحكون منها فسمعها سعد بن معاذ منهم فقال يا أعداء الله... إلى آخره سواء
59 الحديث التاسع والثلاثون
روي أن فنحاص بن عازورا و زيد بن قيس ونفرا من اليهود قالوا لحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر - بعد واقعة أحد - ألم تروا ما أصابكم ولو كنتم على الحق ما هزمتم فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم وأفضل ونحن أهدى منكم سبيلا فقال عمار كيف نقض العهد فيكم قالوا شديد قال فإني عاهدت أن لا أكفر بمحمد ما عشت فقال اليهود أما هذا فقد صبأ وأما حذيفة فقال رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه فقال أصبتما خيرا وأفلحتما
78

قلت غريب وهو في تفسير الثعلبي هكذا من غير سند ولا راو
60 الحديث الأربعون
روي أن وفد نجران لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم فقال اليهود ما أنتم على شيء وكفروا بعيسى والإنجيل وقالت النصارى لهم نحوه وكفروا بموسى والتوراة
قلت رواه الطبري في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق ثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال لما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتهم أحبار يهود فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رافع بن حريملة ما أنتم على شيء وكفر بعيسى والإنجيل فقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود ما أنتم على شيء وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة فأنزل الله تعالى " وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى... " الآية
61 الحديث الحادي والأربعون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا يحجن بعد هذا العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان
قلت رواه البخاري في تفسير سورة براءة ومسلم في الحج من حديث حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن أبا بكر بعثة في الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر ألا لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان انتهى زاد البخاري قال حميد
79

ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي فأمره أن يؤذن ببراءة قال أبو هريرة فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة ولا يحجن بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان انتهى
62 الحديث الثاني والأربعون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ بيد عمر قال هذا مقام إبراهيم فقال عمر أفلا نتخذه مصلى فقال لم أومر بذلك فلم تغب الشمس حتى نزلت
قلت غريب بهذا اللفظ و يقرب منه ما رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة مجاهد من حديث جعفر بن محمد المدائني حدثني أبي عن هارون الأعور عن أبان بن تغلب عن الحكم بن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عمر فمر على المقام فقال له يا نبي الله هذا مقام إبراهيم قال نعم قال ألا نتخذه مصلى فأنزل الله * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * الآية انتهى ثم قال غريب من حديث مجاهد عن ابن عمر تفرد به جعفر بن محمد المدائني عن هارون رواه تابعي عن تابعي عن تابعي فإن أبان بن تغلب لقي أنس بن مالك والحكم لقي عدة من الصحابة ومجاهد لقي أكابر الصحابة والحديث صحيح ثابت من حديث جعفر بن محمد عن أبيه انتهى
و الحديث في الصحيحين بغير هذا اللفظ عن أنس قال قال عمر وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * و آية الحجاب واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة فقلت لهن * (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) * فنزلت انتهى
80

63 الحديث الثالث والأربعون عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استلم الحجر ورمل ثلاثة أشواط ومشى أربعة حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين ثم قرأ * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) *
قلت هكذا لفظه والذي في حديث جابر الطويل في الحج أنه قرأ الآية قبل صلاته ولفظه حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ثم نفذ إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * فجعل المقام بينه وبين البيت وصلى ركعتين قرأ فيهما * (قل هو الله أحد) * و * (قل يا أيها الكافرون) * الحديث بطوله
ثم وجدت نسخة أخرى من الكشاف معتمدة وفيها بالواو وهو الصواب
64 الحديث الرابع والأربعون روي أن الله تعالى أنزل البيت ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان شرقي وغربي وقال لآدم أهبطت لك ما يطاف به كما يطاف حول عرشي فتوجه آدم من أرض الهند إليه ماشيا وتلقته الملائكة فقالوا بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام
65 الحديث الخامس والأربعون قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورؤا أمي
قلت روي من حديث عرباض بن سارية ومن حديث أبي أمامة ومن حديث شداد بن أوس
فحديث عرباض بن سارية رواه ابن حيان في صحيحه في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني من حديث سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية قاله له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا عبد الله وخاتم النبيين وأبي آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت وإان أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام ثم تلا * (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) * الآية
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في تفسير سورة الأحزاب وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه أحمد في مسندهه والطبراني في معجمه وابن راهويه في مسنده وأب يعلى الموصلي في مسنده والبزار في مسنده وقال وسعيد بن سويد ليس به بأس ورواه البيهقي في شعب الإيمان وفي دلائل النبوة
81

65 الحديث الخامس والأربعون
قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى رؤيا أمي
قلت روي من حديث عرباض بن سارية ومن حديث أبي أمامة ومن حديث شداد بن أوس
فحديث عرباض بن سارية رواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني من حديث سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن العرباض بن سارية قاله له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا عبد الله وخاتم النبيين وأبي آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم عن ذلك أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورا أضاءت له قصور الشام ثم تلا * (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) * الآية
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في تفسير سورة الأحزاب وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه وابن راهويه في مسنده وأبو يعلى الموصلي في مسنده والبزار في مسنده وقال وسعيد بن سويد ليس به بأس ورواه البيهقي في شعب الإيمان وفي دلائل النبوة
82

وأما حديث أبي أمامة فرواه أحمد وأبو داود الطيالسي في مسنديهما والبيهقي في شعب الإيمان كلاهما من حديث فرج بن فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله ما كان بدء أمرك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام انتهى
زاد البيهقي فيه قال دعوة إبراهيم فهي قوله * (ربنا وابعث فيهم رسولا) * وأما بشارة عيسى فهي أن الله تعالى أمر عيسى أن يبشر به قومه وأما رؤيا أمه... ثم ساق بسنده إلى ابن إسحاق قال كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدث أنها أتيت حين حملت بمحمد صلى الله عليه وسلم فقيل لها إنك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع على الأرض فقولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد في كل بر عاهد وكل عبد رايد يراود غير رايد فإنه عبد الحميد الماجد حتى أراه قد أتى المشاهد قال وآية ذلك يخرج معه نور يملأ قصور بصرى فإذا وقع فسميه محمدا فسمته بذلك انتهى
وللحديث طريق آخر عند الحاكم رواه في كتاب الفضائل من المستدرك من طريق ابن إسحاق عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى والله أعلم
وأما حديث شداد بن أوس فرواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا يحيى ابن حجر بن النعمان السامي ثنا محمد بن يعلى الكوفي ثنا عمر بن صبيح عن ثور بن يزيد عن مكحول عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى أخي عيسى بن مريم وإن أمي رأت في بطنها نورا قالت فجعلت أتبع بصري النور فجعل النور يسبق بصري حتى أضاء لي مشارق الأرض ومغاربها مختصر
83

66 الحديث السادس والأربعون
في الحديث الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث أبي ريحانة ومن حديث ثابت بن قيس بن شماس ومن حديث سواد بن عمرو الأنصاري ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين
أما حديث أبي هريرة فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع الخامس والستين من القسم الثالث عن أبي يعلى الموصلي بسنده إلى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني حبب إلي الجمال فما أحب أن يفوقني أحد فيه بشراك أفمن الكبر هذا قال لا قال إنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس انتهى
رواه الحاكم في مستدركه في كتاب اللباس وقال صحيح الإسناد انتهى
وأما حديث ابن مسعود فرواه الحاكم أيضا من حديث ابن عون عن عمرو ابن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن عن ابن مسعود أن مالك بن مرارة الرهاوي قال يا رسول الله إن لي من الجمال ما ترى وإني لا أحب أحدا يفضلني بشراكين فما فوقهما أفهذا من البغي قال لا إنما البغي من سفه الحق وغمص الناس قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه كذلك إسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما ثنا النضر بن شميل ثنا ابن عون به وزاد فيه قال النضر غمط الناس أي احتقرهم انتهى
66

وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فرواه الطبراني في معجمه من حديث محمد بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عبد الله بن عمرو بن العاص قلت يا رسول الله أمن الكبر أن ألبس الثوب الحسن قال لا قلت يا رسول الله فما الكبر قال أن تسفه الحق وتغمص الناس مختصر
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد ابن زيد عن الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم قال لا أعلمه إلا عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال جاء الرجل فقال يا رسول الله الكبر أن يكون لأحدنا حلة يلبسها قال لا قال فهو أن يكون له نعلان حسنتان قال لا قال فهو أن يكون له دابة يركبها قال لا قال فهو أن يكون له أصحاب يجلسون إليه قال لا قال يا رسول الله فما الكبر قال سفه الحق وغمص الناس مختصر
ورواه أحمد في كتاب الزهد حدثنا علي بن ثابت ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم به
ورواه البخاري في كتاب الأدب أيضا ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا عبد العزيز عن زيد بن أسلم به
ورواه البزار في مسنده عن أبي بكر بن أبي سبرة به عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو... فذكره وسكت عنه
وأما حديث أبي ريحانة فرواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والخمسين كلاهما من حديث حريز بن عثمان عن سعيد بن مرثد الرحبي عن عبد الرحمن بن حوشب عن ثوبان بن شهر الأشعري قال سمعت كريب بن أبرهة بن الصباح وهو جالس مع عبد الملك بن مروان على
85

سطح وذكروا الكبر فقال كريب سمعت أبا ريحانة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه لا يدخل شيء من الكبر الجنة فقال رجل يا رسول الله إني أحب أن أتجمل في جلان سوطي وشسع نعلي فقال عليه الصلاة والسلام إن ذلك ليس بالكبر إن الله جميل يحب الجمال إنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس انتهى ورواه أحمد في مسنده كذلك
وأما حديث ثابت بن قيس بن شماس فرواه الطبراني في معجمه من حديث ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس بن شماس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
ورواه البزار في مسنده وابن مردويه في تفسيره
وأما حديث سواد بن عمرو الأنصاري فرواه الطبراني أيضا عن المعافى بن عمران عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن سواد بن عمر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
وأما حديث ابن عمر فرواه البزار في مسنده من طريق محمد بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قيل يا رسول الله أمن الكبر أن يتخذ الرجل الطعام فيكون عليه الجماعة أو يلبس القميص النظيف قال ليس ذلك بالكبر إنما الكبر أن يسفه الحق ويغمص الناس وذكر فيه قصة وقال لا نعلم أحدا رواه عن عمرو عن ابن عمر إلا ابن إسحاق
ورواه الطبراني في مسند الشاميين من حديث موسى بن عيسى القرشي ثنا عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر
ورواه في المعجم الوسط ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ثنا سليمان ابن عبد الرحمن ثنا عيسى بن موسى الدمشقي به
86

وأما حديث ابن عباس فرواه عبد بن حميد في مسنده ثنا يزيد بن هارون أنا سالم بن عبيد عن أبي عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى سمع ابن عباس يقول قال رجل من الأنصار يا رسول الله إني أحب أن أتجمل بجمالة سيفي وبغسل ثيابي من الدرن وبحسن الشراك والنعال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذاك أعني إنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس مختصر
وأما حديث جابر فرواه عبد بن حميد أيضا في مسنده أخبرنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه... إلى أن قال فقال معاذ يا رسول الله الكبر أن يكون لأحدنا الدابة فيركبها أو النعلان يلبسهما أو الثياب يلبسها أو الطعام يجمع عليه أصحابه قال لا ولكن الكبر أن يسفه الحق ويغمص المؤمنين مختصر
وأما حديث عقبة بن عامر فرواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب من حديث أبي مسلم الكجي ثنا عبد الله بن رجاء أنا عبد الحميد عن شهر بن حوشب قال سمعت رجلا يحدث عن عقبه بن عامر الجهني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر يحل له الجنة أن يريح ريحها ولا يراها فقال له رجل يقال له أبو دجانة يا رسول الله إني لأحب الجمال حتى إني لأحبه في علاقة سوطي وفي شراك نعلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس ذاك كبرا إن الله جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس انتهى
وأما حديث الحسين بن علي فرواه الطبراني في معجمه من حديث عبد الحميد ابن سليمان عن عمارة بن غزية عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها أن عبد الله ابن عمرو قال يا رسول الله أمن الكبر أن ألبس الحلة الحسنة قال لا
87

قال أمن الكبر أن أركب الناقة البختية قال لا قال فما الكبر قال أن تسفه الحق وتغمص الناس انتهى ذكره في ترجمة الحسين بن علي
67 الحديث السابع والأربعون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر ومن حديث عائشة
أما حديث أبي هريرة فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب الصلاة من حديث يحيى بن إسحاق عن سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صلاة... الحديث وسكت عنه
وكذلك رواه الدارقطني في سننه
قال ابن القطان في كتاب الوهم والإيهام سليمان بن داود اليمامي المعروف بأبي الجمل ضعيف وعامة ما يرويه بهذا الإسناد لا يتابع عليه انتهى
أما حديث جابر فرواه الدارقطني في الصلاة من حديث محمد بن سكين السفري عن عبد الله بن بكير الغنوي عن محمد بن سوقه عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا نحوه
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بمحمد بن سكين وقال إنه ليس بمعروف وذكره العقيلي في ضعفاه قال ابن القطان ودون محمد بن سكين من لا يعرف حاله وهما زكريا بن يحيى الطائي وجنيد بن حكيم انتهى
وأما حديث عائشة فرواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني عن ابن حبان بسنده إلى عمر بن راشد عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا نحوه ثم قال هذا حديث لا يصح عن رسول الله
88

صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن حنبل عمر بن راشد لا يساوي حديثه شيئا وقال ابن حبان وضع الحديث لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح انتهى
وقال ابن حزم هو صحيح من قول علي
قلت هكذا رواه ابن أبي شيبة في مصنفه موقوفا على علي
68 الحديث الثامن والأربعون والتاسع والأربعون والخمسون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال عم الرجل صنو أبيه
وقال في العباس هذا بقية آبائي وقال ردوا علي أبي فإني أخشى أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود
قلت الحديث الأول رواه البخاري ومسلم في الزكاة من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر يا عمر أما شعرت أن عم الرجل صنو أبيه مختصر
والحديث الثاني رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الفضائل ثنا سفيان ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظوني في العباس فإنه بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه انتهى
ورواه عبد الرزاق في تفسيره في سورة الرعد أنا معمر عن ابن عيينة به
وعن عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره عند قوله تعالى * (صنوان وغير صنوان) * وهو مرسل
ورواه الطبراني في معجمه الوسط من حديث موسى بن عبد الله بن موسى ابن عبد الله بن حسين بن الحسن بن أبي طالب عن أبيه عبد الله بن موسى عن أبيه عبد الله عن أبيه الحسين عن أبيه الحسن بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال احفظوني... الحديث بحروفه
89

والحديث الثالث رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب المغازي في باب فتح مكة حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال لما وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة... فذكر الحديث بطوله إلى أن قال فانطلق العباس فركب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم الشهباء وانطلق إلى قريش ليدعوهم إلى الله فأبطأ عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا على أبي فإن عم الرجل صنو أبيه إني أخاف أن تفعل به قريش ما فعلت ثقيف بعروة بن مسعود دعاهم إلى الله فقتلوه أما والله لئن ركبوها لأضرمنها عليهم نارا مختصر
والحديث الثاني أسنده الطبراني في معجمه الكبير فقال ثنا عبدان بن أحمد ثنا زيد بن الحريش ثنا عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول صلى الله عليه وسلم احفظوني في العباس فإنه بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه انتهى
وروي أيضا حدثنا علي بن محمد العلوي ثنا موسى بن عبد الله بن الحسن ابن علي بن أبي طالب حدثني أبي عن أبيه موسى بن عبد الله عن أبيه عبد الله ابن الحسن عن أبيه الحسن بن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احفظوني في العباس فإنه بقية آبائي وهذا رواه في معجمه الصغير وقال لا يروي عن الحسن إلا بهذا الإسناد تفرد به علي بن محمد العلوي انتهى
وروى في معجمه الكبير أيضا حدثنا الحسين بن محمد الخياط الرامهرمزي ثنا أحمد بن رشد بن خيثم ثنا عمي سعيد بن خيثم ثنا حنظلة بن أبي سفيان عن طاوس عن ابن عباس أن أباه العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه وقبل ما بين عينيه وأقعده عن يمينه ثم قال هذا عمي فمن شاء فليباهي بعمه
90

فقال العباس بعض القول يا رسول الله قال ولم لا أقول وأنت عمي بقية آبائي والعم والد مختصر
69 الحديث الحادي والخمسون
قال النبي صلى الله عليه وسلم يا بني هاشم لا تأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم
قلت غريب جدا
70 قوله
قال عدي بن حاتم إني من دين يعني من أهل دين
هكذا رواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عدي بن حاتم أخبرنا عارم ابن الفضل ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي عبيده بن حذيفة قال قال عدي بن حاتم لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر قصة إسلامه وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عدي أسلم تسلم قال إني من دين قال أنا أعلم بدينك منك... الحديث بطوله
71 الحديث الثاني والخمسون
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وانطوا الثبجة
قلت ذكره القاضي عياض في الشفاء في الفصل الأول في فصل فصاحته عليه السلام قال ومن كتابه عليه السلام لوائل بن حجر إلى الأقيال العباهلة والأرواع والمشابيب وفيه في التيعة شاة لا مقورة الألياط ولا ضناك وانطوا
91

الثبجة وفي السيوب الخمس ومن زنا مم بكر فاصعقوه مائة واستوفضوا عاما ومن زنا مم ثيب فضرجوه بالأضاميم ولا توصيم في الدين ولا غمة في فرائض الله وكل مسكر حرام ووائل يترفل على الأقيال انتهى
قلت غريب أيضا وأعاده في سورة الكوثر
72 الحديث الثالث والخمسون
عن ابن عباس قال كانت قبلة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بيت المقدس إلا أنه كان يجعل الكعبة بينه وبينه
قلت روى البزار في مسنده ثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصل بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا انتهى وقال لا نعلم أحدا رواه إلا الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ولا عن الأعمش إلا أبو عوانة
ورواه الطبراني في معجمه عن يحيى بن حماد به
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق أبي عوانة به وكذلك ابن سعد في الطبقات
73 الحديث الرابع والخمسون
روي أن الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء فيطالب الله تعالى الأنبياء بالبينة على أنهم قد بلغوا وهو أعلم فيؤتى بأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيشهدون فتقول الأمم من أين عرفتم فيقولون علمنا ذلك بإخبار الله في كتابه الناطق على لسان نبيه الصادق فيؤتى بمحمد صلى الله عليه وسلم فيسأل عن حال أمته فيزكيهم ويشهد بعدالتهم وذلك قوله
92

* (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) * الآية
قلت رواه الطبري في تفسيره من قول زيد بن أسلم ورواه في سورة النساء أيضا من قول السدي
وبعض الحديث في البخاري عن أبي سعيد الخدري قال يدعى نوح يوم القيامة فيقول لبيك وسعديك يا رب فيقول هل بلغت فيقول نعم فيقال لأمته هل بلغكم فيقولون ما أتانا من نذير فيقول من يشهد ذلك فيقول محمد وأمته فيشهدون أنه بلغ ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) * الآية انتهى
وروى البيهقي في كتاب البعث والنشور أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء النبي يوم القيامة ومعه الثلاثة والأربعة والرجلان حتى يجيء النبي وليس معه أحد فيقال لهم هل بلغتم فيقولون نعم قال فتدعى قومهم فيسألون هل بلغوكم فيقولون لا فيقال للنبيين من يشهد لكم أنكم بلغتم فيقولون أمة محمد قال فتدعى أمة محمد فيشهدون أنهم قد بلغوا فيقال لهم وما علمكم أنهم بلغوا فيقولون جاءنا رسولنا بكتاب أخبرنا فيه أنهم قد بلغوا فصدقناه قال صدقتم وذلك قوله تعالى * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) * الآية انتهى وهو قريب للفظ الكتاب
74 الحديث الخامس والخمسون
عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا كيف بمن مات قبل التحويل من إخواننا فنزلت * (وما كان الله ليضيع إيمانكم) *
قلت رواه أبو داود في كتاب السنة والترمذي في التفسير كلاهما من
93

حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا يا رسول الله كيف إخواننا الذين ماتوا وهو يصلون إلى بيت المقدس فأنزل الله * (وما كان الله ليضيع إيمانكم) * الآية قال الترمذي حديث حسن صحيح
ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه قال عبيد الله ابن موسى وهذا الحديث يخبرك أن الصلاة من الإيمان انتهى
ومعنى الحديث في البخاري من حديث البراء قال كان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى * (وما كان الله ليضيع إيمانكم) * الآية
75 الحديث السادس والخمسون
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوقع من ربه أن يحول إلى الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم
قلت هو في الحديث بعده
76 الحديث السابع والخمسون
عن البراء بن عازب قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم وجه إلى الكعبة
قلت رواه البخاري ومسلم في الصلاة من حديث أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم نحو البيت انتهى ولفظ ابن حيان فيه وكان يجب أن يحول نحو البيت
94

قلت وقيل كان ذلك في رجب بعد زوال الشمس قبل قتال بدر بشهرين ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة وقد صلى بأصحابه ركعتين من صلاة الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب وحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فسمي المسجد مسجد القبلتين ذكره أبو الفتح اليعمري في سيرته نقلا عن الواقدي
وفي الطبقات لابن سعد قال الواقدي ويقال إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني سلمة بأصحابه الظهر ثم أمر في الركعتين أن يتوجه إلى الكعبة فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فسمي المسجد مسجد القبلتين وذلك يوم الاثنين للنصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا قال الواقدي وهذا الثابت عندنا
77 الحديث الثامن والخمسون
في الحديث تمام النعمة دخول الجنة
قلت رواه الترمذي في كتاب الدعوات من حديث أبي الورد عن اللجلاج حدثني معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل وهو يقول اللهم إني أسألك تمام نعمتك فقال له عليه السلام هل تدري ما تمام النعمة قال يا رسول الله دعوة دعوت بها أرجو الخير قال إن تمام النعمة دخول الجنة وفوز من النار مختصر وسيأتي بتمامه في سورة الرحمن
ورواه أحمد في مسنده والبزار في مسنده وعبد بن حميد في مسنده وابن أبي شيبة في مسنده ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في معجمه و من طريق الطبراني رواه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات و رواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب كلهم من حديث سعيد الجريري عن أبي الورد به
قال ابن أبي حاتم في علله قال أبو زرعة أبو الورد لا يسمى انتهى كلامه
95

78 الحديث التاسع والخمسون قال النبي صلى الله عليه وسلم من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل خلفا صالحا يرضاه
قلت قال الطيبي ما وجدته والحديث رواه الطبراني في معجمه عن بكر ابن سهل ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال في قوله تعالى * (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله) * ألاية إن المؤمن إذا سلم لأمر الله و استرجع عند المصيبة أحرز ثلاث خصال من الخير الصلاة من الله والرحمة وتحقيق سبيل الهدى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته إلى آخره
و رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين من طريق عثمان بن سعيد أنا عبد الله بن صالح به سواء
و رواه الطبري في تفسيره حدثنا المثنى ثنا عبد الله بن صالح به سواء
79 الحديث الستون روي أنه طفىء سراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنا لله و إنا إليه راجعون قيل يا رسول الله أمصيبة قال نعم كل شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة
قلت رواه أبو داود في المراسيل من حديث عمران القصير قال طفىء مصباح النبي صلى الله عليه وسلم فاسترجع فقالت عائشة إنما هذا مصباح فقال كل ما ساء المؤمن فهو مصيبة انتهى
8 الحديث الحادي والستون عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ولد العبد قال الله تعالى للملائكة أقبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول أقبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول الله نعالى ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا و سموه بيت الحمد
قلت رواه الترمذي في الجنائز من حديث حماد بن سلمة عن أبي سنان قال دفنت ابني سنان وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر فلما أردت الخروج أخذ بيدي و قال ألا أبشرك يا أبا سنان قلت بلى قال ثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته فذكره إلى آخره وقال حديث حسن غريب
و رواه ابن حيان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول عن حماد ابن سلمة به سندا و متنا ثم قال و أبو سنان هذا هو الشامي واسمه سعيد ابن سنان وأبو سنان الكوفي اسمه ضرار بن مرة انتهى
و رواه أحمد وعبد بن حميد وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم ومن طريق أبي داود الطيالسي رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين قال البيهقي وقد رواه أبو أسامة عن أبي سنان فوقفه على أبي موسى كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أسند إلى أسامة عن أبي سنان عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي موسى قال إذا قبض الله ولد العبد فذكره موقوفا
81 الحديث الثاني والستون قال النبي صلى الله عليه وسلم اسعو فإن الله كتب عليكم السعي
قلت روى من حديث ابن عباس و من حديث صفية بنت شيبة و من
96

للملائكة أقبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول أقبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول الله تعالى ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد
قلت رواه الترمذي في الجنائز من حديث حماد بن سلمة عن أبي سنان قال دفنت ابني سنان وأبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر فلما أردت الخروج أخذ بيدي و قال ألا أبشرك يا أبا سنان قلت بلى قال ثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته... فذكره إلى آخره وقال حديث حسن غريب
و رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول عن حماد ابن سلمة به سندا و متنا ثم قال و أبو سنان هذا هو الشامي واسمه سعيد ابن سنان وأبو سنان الكوفي اسمه ضرار بن مرة انتهى
و رواه أحمد وعبد بن حميد وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم ومن طريق أبي داود الطيالسي رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين قال البيهقي وقد رواه أبو أسامة عن أبي سنان فوقفه على أبي موسى كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أسند إلى أبي أسامة عن أبي سنان عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي موسى قال إذا قبض الله ولد العبد... فذكره موقوفا
81 الحديث الثاني والستون
قال النبي صلى الله عليه وسلم اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي
قلت روى من حديث ابن عباس و من حديث صفية بنت شيبة و من
97

حديث حبيبة بنت أبي تجراة و من حديث تملك العبدرية
فحديث ابن عباس رواه الطبراني في معجمه ثنا محمد بن النضر الأزدي عن معاوية بن عمرو عن المفضل بن صدقة عن ابن جريح وإسماعيل بن مسلم عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حج عن الرمل فقال إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا انتهى
وأما حديث صفية بنت شيبة فرواه الطبراني أيضا ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا علي بن حكيم الأودي ثنا حميد بن عبد الرحمن عن المثنى بن الصباح عن المغيرة بن حكيم عن صفية بنت شيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي انتهى
وأما حديث حبيبة بنت أبي تجراة فرواه أحمد و إسحاق بن راهويه والشافعي في مسانيدهم من حديث عبد الله بن المؤمل عن عمر بن عبد الرحمن ابن محيصن عن عطاء بن أبي رباح عن حبيبة بنت أبي تجراة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى إني لأرى ركبتيه من شدة السعي وهو يقول اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي انتهى
ومن طريق الشافعي رواه الدارقطني في سننه
ومن طريق أحمد رواه الطبراني في معجمه و رواه الحاكم في مستدركه كذلك وسكت عنه
و رواه في كتاب الفضائل من طريق آخر عن عبد الله بن أبي نبيه عن جدته صفية عن حبيبه بنت أبي تجراة قالت اطلعت من كوة بين الصفا والمروة فأشرفت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو يسعى و يقول لأصحابه اسعوا
98

فإن الله كتب عليكم السعي انتهى وسكت عنه أيضا
وأما حديث تملك العبدرية فرواه البيهقي في سننه عن تملك العبدرية قالت نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في غرفة لي بين الصفا والمروة وهو يقول أبها الناس إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا انتهى تفرد به مهران ابن أبي عمر قال البخاري في حديثه اضطراب
82 الحديث الثالث و الستون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ويل لمن قرأ هذه الآية فمج فيها
قلت غريب جدا
وذكره الثعلبي هكذا من غير سند و لا راو كتب في آل عمران ولعل الذي بعده أيضا في آل عمران
83 الحديث الرابع والستون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقول الله تعالى إني و الجن و الإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري وأرزق ويشكر غيري
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا جعفر الخلدي ثنا أبو العباس بن مسروق ثنا مهنى بن يحيى ثنا بقية ثنا صفوان بن عمرو ثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير وشريح ابن عبيد الحضرميان عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل إني والجن والإنس... إلى آخره سواء
ورواه الإمام أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل التاسع والثمانين بعد المائة حدثنا عمر بن أبي عمر يرفعه إلى أبي الدرداء
99

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه الطبراني في كتابه مسند الشاميين حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية به
84 الحديث الخامس والستون
قال النبي صلى الله عليه وسلم أحلت لنا ميتتان ودمان
قلت رواه ابن ماجة في سننه في كتاب الأطعمة من حديث عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلت لنا ميتتان ودمان فأما الميتتان فالحوت والجراد وآما الدمان فالكبد والطحال انتهى
ورواه أحمد وعبد بن حميد والشافعي في مسانيدهم ورواه الدارقطني في سننه
وفيه كلام استوفيته في كلامي على أحاديث الهداية
85 الحديث السادس والستون
عن ابن مسعود قال أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا
قلت هكذا ذكره المصنف غير مرفوع وقد روي موقوفا ومرفوعا فرواه عبد الرزاق في تفسيره وفي مصنفه في كتاب الوصايا حدثنا سفيان الثوري عن زبيد عن مرة بن شراحيل عن عبد الله بن مسعود قال في قوله تعالى * (وآتى المال على حبه ذوي القربى) * قال أن تؤتيه وأنت صحيح تأمل العيش وتخاف الفقر انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه ورواه الحاكم في مستدركه كذلك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
100

ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة مسعر عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود موقوفا ثم ثال هكذا رواه شعبة والناس عن زبيد موقوفا وتفرد برفعه مخلد بن يزيد فرفعه عن سفيان الثوري عن زبيد ثم ساقه بسنده إلى مخلد بن يزيد عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثاني والعشرون عن شعبة عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود موقوفا ثم قال وقد رواه سلام بن سليم المدائني عن محمد بن طلحة عن زبيد فرفعه وهو ضعيف انتهى
ورواه الطبري في تقسيره من ثلاث طرق كلها موقوفة
وكلهم لم أجد عندهم قوله ولا تمهل إلى آخره وإنما هو في حديث أبي هيريرة رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عنه قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان انتهى وفي لفظ لمسلم أما وأبيك لتنبأنه أن تصدق وأنت صحيح شحيح الحديث إلى آخره
86 الحديث السابع والستون قال النبي صلى الله عليه وسلم صدقتك على المسكين صلة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة
قلت رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة في الزكاة من حديث حفصة بنت سيرين عن الرباب أم الرائح بنت صليع عن سلمان بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على المسكين إلى آخره قال الترمذي حديث حسن
ورواه ابن حبان في صحيحه
وذكر ابن طاهر في إسناده اختلافا ثم قال ولهذا الاختلاف لم يخرجاه في الصحيح انتهى
ويكفينا صحيح ابن حبان والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ورواه الطبراني في معجمه من حديث أبي طلحة فقال حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا هارون بن موسى بن راشد المستملي ثنا عمر بن أيوب الموصلي عن مصاد بن عقبة عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك عن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصدقة على المسكين الحديث
ورواه أحمد وابن أبي شيبة والدارمي في مسانيدهم أعني حديث سلمان بسند السنن
ورواه الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة بنحوه
وأسم أبي طلحة زيد بن سهل هو بدري
87 الحديث الثامن والستون قال عليه الصلاة والسلام أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح
قلت روي من حديث أبي أيوبومن حديث حكيم بن حزام ومن حديث أم كلثوم ومن حديث أبي هريرة
أما حديث أبي أيوب فرواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم والطبراني في معجمه كلهم من حديث الحجاج بن أرطاة عن ابن شهاب الزهري عن حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح انتهى
101

وذكر ابن طاهر في إسناده اختلافا ثم قال ولهذا الاختلاف لم يخرجاه في الصحيح انتهى
ويكفينا صحيح ابن حبان والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد
ورواه الطبراني في معجمه من حديث أبي طلحة فقال حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا هارون بن موسى بن راشد المستملي ثنا عمر بن أيوب الموصلي عن مصاد بن عقبة عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس بن مالك عن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصدقة على المسكين... الحديث
ورواه أحمد وابن أبي شيبة والدارمي في مسانيدهم أعني حديث سلمان بسند السنن
ورواه الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة بنحوه
وأسم أبي طلحة زيد بن سهل هو بدري
87 الحديث الثامن والستون
قال عليه الصلاة والسلام أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح
قلت روي من حديث أبي أيوب ومن حديث حكيم بن حزام ومن حديث أم كلثوم ومن حديث أبي هريرة
أما حديث أبي أيوب فرواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم والطبراني في معجمه كلهم من حديث الحجاج بن أرطاة عن ابن شهاب الزهري عن حكيم بن بشير عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح انتهى
قال الدارقطني في علله لم يروه عن الزهري غير الحجاج بن أرطاة ولا يثبت انتهى
102

وأما حديث حكيم بن حزام فرواه أحمد في مسنده من حديث سفيان بن حسين عن الزهري عن أيوب بن بشير الأنصاري عن حكيم بن حزام أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل قال على ذي الرحم الكاشح انتهى
وكذلك رواه الدارمي في مسنده ورواه الطبراني في معجمه من حديث الحجاج بن أرطاة عن ابن شهاب الزهري عن أيوب بن بشير عن حكيم بن حزام... فذكره
وأما حديث أم كلثوم فرواه الحاكم في مستدركه في آخر كتاب الزكاة من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة قال سفيان وكانت ممن صلت القبلتين مع النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح انتهى وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
ورواه عبد الرزاق في مصنفه ومن طريقه رواه البيهقي في شعب الإيمان وكذلك رواه الطبراني في معجمه
وأما حديث أبي هريرة فرواه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال حدثنا علي بن ثابت عن إبراهيم بن يزيد المكي عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الصدقة أفضل فقال الصدقة على ذي الرحم الكاشح انتهى ثم قال ورواه عقيل بن خالد عن ابن شهاب فلم يسنده حدثنا بذلك عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك انتهى
103

88 الحديث التاسع والستون
قال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على ظهر فرسه
قلت روي من حديث علي بن أبي طالب ومن حديث ابنه الحسين بن علي ومن حديث أمه فاطمة الزهراء ومن حديث أبي هريرة ومن حديث الهرماس ابن زياد رضي الله عنهم
أما حديث علي فرواه أبو داود في سننه في كتاب الزكاة من حديث مصعب ابن محمد عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للسائل حق وإن جاء على فرس انتهى ومصعب بن محمد بن عبد الرحمن بن شرحبيل العبدري من بني عبد الدار سئل عنه أحمد فقال لا أعلم إلا خيرا ووثقه ابن معين وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به
وأما حديث الحسين فرواه أبو داود أيضا عن مصعب بن محمد عن يعلى ابن أبي يحيى عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
وحديث الحسين هذا لا يوجد في بعض نسخ أبي داود فلذلك لم يذكره ابن عساكر في أطرافه لأبي داود إلا من رواية علي وعزاه شيخنا أبو الحجاج المزي في أطرافه لأبي داود من الروايتين ويقوي ذلك أن البيهقي رواه في شعب الإيمان في الباب الحادي والعشرين منه من طريق أبي داود عن علي وعن الحسين أيضا وقد اختلف في سماع الحسين على قولين قال المنذري في مختصره قال أبو علي ابن السكن قد روي من وجوه صحيحه حضور الحسين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعبة بين يديه وتقبيله إياه قال فأما الأحاديث التي تأتي عن الحسين بن علي عن النبي
104

صلى الله عليه وسلم فكلها مراسيل وكذلك أبو القاسم البغوي وقال أبو عبد الله محمد بن يحيى ابن الحذاء سمع الحسين النبي صلى الله عليه وسلم ورآه ولم يكن بينه وبين الحسن إلا ظهر واحد انتهى كلامه
وبالجملة فالحديث معلول وفي سنده أيضا يعلى بن أبي يحيى ويقال بالعكس غير معروف قال ابن أبي حاتم في علله سئل أبي عنه فقال مجهول انتهى
ورواه أحمد وابن أبي شيبة والبزار في مسانيدهم ورواه الطبراني في معجمه وأبو نعيم في الحلية
وأما حديث فاطمة الزهراء فرواه إسحاق بن راهويه في مسنده من حديث مصعب بن محمد بن شرحبيل ثنى يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت الحسين عن فاطمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للسائل حق وإن جاء على ظهر فرس انتهى
وأما حديث أبي هريرة فرواه ابن عدي في كامله من طريقين
أحدهما عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا نحوه وضعف عبد الله بن زيد بن أسلم عن ابن معين ووثقه عن أحمد
ورواه مالك في آخر الموطأ أخبرنا زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... فذكره مرسلا
والآخر عن عمر بن يزيد المدائني عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا نحوه وضعف عمر بن يزيد وقال إنه منكر الحديث
105

وأما حديث الهرماس بن زياد فرواه الطبراني في معجمه حدثنا الحسن بن جرير الصوري ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا عثمان بن فائد عن عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للسائل حق وإن جاء على فرس انتهى
89 الحديث السبعون
روي في الحديث نسخت الزكاة كل صدقة
قلت رواه الدارقطني ثم البيهقي في سننيهما في كتاب الأضحية من حديث المسيب بن واضح ثنا المسيب بن شريك عن عتبة بن اليقظان عن الشعبي عن مسروق عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نسخت الزكاة كل صدقة ونسخ صوم رمضان كل صوم ونسخ غسل الجنابة كل غسل ونسخت الأضاحي كل ذبح انتهى ثم قال الدارقطني المسيب بن واضح ضعيف والمسيب ابن شريك وعتبة بن اليقظان متروكان انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وضعف المسيب بن شريك عن ابن معين والسعدي والنسائي
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في آخر أبواب النكاح موقوفا على علي
90 الحديث الحادي والسبعون
روي ليس في المال حق سوى الزكاة
قلت رواه ابن ماجة في سننه في كتاب الزكاة من حديث شريك عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس أنها سمعت يعني النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس في المال حق سوى الزكاة وهو كذلك انتهى ذكره في باب ما أدي
106

زكاته فليس بكنز هكذا وجدت هذا الحديث بهذا اللفظ في عدة نسخ من سنن ابن ماجة ولم يعزه ابن عساكر في أطرافه لابن ماجة وإنما عزي إليه بهذا الإسناد إن في المال حقا سوى الزكاة وهو كذلك عند الترمذي وكذلك في معجم الطبراني فهذا اضطراب في المتن واختلاف في النسخ فلينظر
ثم وجدت الشيخ تقي الدين في الإمام ذكره بهذا اللفظ في كتاب الزكاة وعزاه لابن ماجة وقال هكذا وقع في رواياتنا وقد أخرجه ابن ماجة تحت ترجمة ما أدي زكاته فليس بكنز وهو دليل على أن لفظ الحديث كذلك وقد قال البيهقي والذي يرويه أصحابنا في التعاليق ليس في المال حق سوى الزكاة لا أحفظ له إسنادا ويجب أن يتنبه لشيء وهو أن الترمذي روى بهذا الإسناد بعينه حديثا ضد هذا الحديث إن في المال حقا سوى الزكاة انتهى كلامه
وقال النووي في الخلاصة حديث ليس في المال حق سوى الزكاة حديث منكر ثم نقل كلام البيهقي برمته
وبالجملة فالحديث كيفما كان ضعيف بأبي حمزة ميمون الأعور ضعفه الترمذي وقال البيهقي لا يثبت إسناده تفرد به أبو حمزة الأعور وهو ضعيف ومن تابعه أضعف منه انتهى
قال الترمذي هذا حديث ليس إسناده بذاك وأبو حمزة ميمون الأعور يضعف في الحديث وقد روى بيان وإسماعيل بن سالم هذا الحديث عن الشعبي قوله وهو أصح انتهى
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا بشر بن الوليد الكندي ثنا شريك به بلفظ الترمذي
91 الحديث الثاني والسبعون
قال النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون تتكافأ دماؤهم
قلت روي من حديث علي ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
107

ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث معقل بن يسار وجابر
أما حديث علي فرواه أبو داود والنسائي في سننيهما في كتاب الديات عن قيس بن عباد قال دخلت أنا والأشتر عل علي بن أبي طالب يوم الجمل فقلت هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا دون العامة قال لا إلا هذا وأخرج من قراب سيفه فإذا فيها المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب قسم الفيء من طريق أحمد بن حنبل بسنده إلى قيس به وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
وأما حديث ابن العاص فرواه أبو داود وابن ماجة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم
وأما حديث عائشة فرواه الدارقطني في سننه في الحدود من حديث مالك ابن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة قالت وجد في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابان في أحدهما المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم مختصر ورواه البخاري في تاريخه
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنه رواه بان ماجة في الديات عن المعتمر ابن سليمان عن حنش عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم
وأما حديث معقل بن يسار فرواه أبن ماجة أيضا عن عبد السلام ابن أبي الجنوب عن الحسن عن معقل بن يسار مرفوعا المسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم انتهى
108

وأما حديث جابر فرواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن عيسى ابن شيبة ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد أخبرني إبراهيم بن نافع عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم انتهى
92 الحديث الثالث والسبعون
روي أن حيين من العرب كان بينهما دم في الجاهلية وكان لآحدهما طول على الآخر فأقسموا لنقتلن الحر منكم بالعبد والذكر بالأنثى والأثنين بالواحد فتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاء الله بالإسلام فنزلت * (الحر بالحر والعبد بالعبد) * الآية وأمرهم أن يتباوءوا
قلت غريب جدا
93 الحديث الرابع والسبعون
قال النبي صلى الله عليه وسلم. واعفوا اللحى
قلت رواه البخاري في اللباس ومسلم في الطهارة من حديث نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال احفوا الشوارب واعفوا اللحى انتهى
94 قوله
عن عائشة أن رجلا أراد أن يوصي وله عيال وأربعمائة دينار فقالت ما أرى فيه فضلا وأراد آخر أن يوصي فسألته كم مالك
109

فقال ثلاثة آلاف قالت كم عيالك قال أربعة قالت إنما قال الله * (إن ترك خيرا) * وإن هذا لشيء يسير فاتركه لعيالك
وعن علي أن مولى له أراد أن يوصي وله سبعمائة فمنعه وقال قال الله * (إن ترك خيرا) * والخير المال الكثير
قلت
الأول رواه عبد الرزاق في مصنفه في كتاب الوصايا أخبرنا سفيان الثوري عن منصور بن صفية ثنا عبد الله بن عبيد بن عمير أن عائشة سئلت عن رجل مات وله أربعمائة دينار وله عدة من الولد فقالت عائشة ما في هذا فضل عن ولده انتهى
أخبرنا ابن جريج أنا منصور بن عبد الرحمن عن أمه عن عائشة مثل حديث الثوري وزاد فلامته عائشة وقالت إن ذلك لقليل انتهى
الثاني رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الوصايا ثنا أبو معاوية عن محمد بن شريك عن ابن أبي مليكة عن عائشة أن رجلا قال لها إني أريد أن أوصي فقالت كم مالك قال ثلاثة آلاف قالت فكم عيالك قال أربعة فقالت إن الله يقول * (إن ترك خيرا) * فإنه شيء يسير فدعه لعيالك
الثالث رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق واللفظ له قال ابن أبي شيبة أنا أبو خالد الأحمر وقال عبد الرزاق أنا معمر قالا أنا هشام بن عروة عن أبيه قال دخل على علي مولى له في الموت فقال له ألا أوصي فقال علي إنما قال الله تعالى * (إن ترك خيرا) * وليس له كبير مال وكان له سبعمائة درهم انتهى
110

95 الحديث الخامس والسبعون
قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه ألا لا وصية لوارث
قلت روي من حديث أبي أمامة ومن حديث عمرو بن خارجة ومن حديث أنس
أما الأول فرواه أبو داود في البيوع والترمذي فيه وفي الوصايا وابن ماجة في الوصايا من حديث إسماعيل بن عياش عن شرحبيل بن مسلم عن أبي أمامة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث وفيه قصة قال الترمذي حديث حسن
وأما الثاني فرواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن عمرو بن خارجة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب على ناقته وأنا تحت جرانها وهي تقصع بجرانها فسمعته يقول إن الله قد أعطى...) فذكره قال الترمذي حديث حسن صحيح
وأما الثالث فرواه ابن ماجة ثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن شعيب بن سابور ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن سعيد بن أبي سعيد أنه حدثه عن أنس بن مالك قال إني لتحت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيل علي لعابها فسمعته يقول إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث انتهى وفيه كلام مستوفى في أحاديث الهداية
96 الحديث السادس والسبعون
قال النبي صلى الله عليه وسلم فعليه بالصوم فإن الصوم له وجاء
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر
111

وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء انتهى
رواه البخاري ومسلم في النكاح وكذلك أبو داود والترمذي وابن ماجة ورواه النسائي في الصوم
97 قلت
عن أبي عبيدة بن الجراح أنه قال لم يرخص الله لكم في فطره وهو يريد أن يشق عليكم في قضائه
وعن علي وابن عمر أنه يقضي كما فات متتابعا
قلت حديث أبي عبيدة رواه الدارقطني
وحديث علي وابن عمر رواه عبد الرزاق في مصنفه قالا يقضيه تباعا
98 الحديث السابع والسبعون
قال صلى الله عليه وسلم من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له
قلت رواه البخاري ومسلم في الصلاة من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه انتهى
99 الحديث الثامن والسبعون
قال صلى الله عليه وسلم من أدرك رمضان فلم يغفر له
قلت هذا قطعة من حديث رواه الترمذي في كتاب الدعوات حدثنا محمد ابن إبراهيم الدورقي ثنا ربعي بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة قال
112

عبد الرحمن وأظنه قال أو أحدهما انتهى وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه وربعي بن إبراهيم هو أخو إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن علية وهو ثقة انتهى
والمصنف احتج بهذا الحديث والذي قبله على خلو رمضان عن شهر
100 الحديث التاسع والسبعون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين والإنجيل لثلاث عشرة والقرآن لأربع وعشرين
قلت رواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر منهم من حديث عبد الله بن رجاء عن عمران بن داور القطان عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين منه والإنجيل لثلاث عشرة خلت والقرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان انتهى
وكذلك رواه الواحدي في أسباب النزول وكذلك رواه الطبري في تفسيره
ورواه الثعلبي في تفسيره من حديث أبي ذر فقال حدثنا أبو بكر محمد ابن أحمد بن عبدوس المزكي أنا عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي ثنا أحمد بن جعفر بن عبد الله ثنا منصور بن جعفر ثنا نهشل بن سعيد عن عمرو بن دينار عن طارق بن إياس عن شهاب بن طارق عن أبي ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه سواء
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا سفيان بن وكيع ثنا أبي عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح ثنا جابر بن عبد الله... فذكره موقوفا على جابر نحوه
113

101 الحديث الثمانون
روي أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزلت (وإذا سألك عبادي عني) الآية
قلت رواه الدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف في ترجمة الصلب بن حكيم فقال ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا يوسف ثنا جرير عن عبدة ابن أبي برزة السجستاني عن الصلب بن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة أن أعرابيا قال يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فسكت عنه فأنزل الله * (وإذا سألك عبادي عني) * الآية
ورواه الطبري وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم عن جرير به
102 الحديث الحادي والثمانون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هو بينكم وبين أعناق رواحلكم
قلت رواه البخاري و مسلم من حديث أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فلما قفلنا أشرفنا على المدينة فكبر الناس ورفعوا أصواتهم فقال عليه السلام إن ربكم ليس بأصم و لا غائب هو بينكم وبين رؤوس رواحلكم انتهى
و رواه الترمذي وقال فيه هو بينكم وبين رؤوس رواحلكم
103 الحديث الثاني والثمانون
روي أن عمر رضي الله عنه واقع أهله بعد صلاة العشاء الآخرة فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أعتذر إلى الله وإليك من نفسي الخاطئة وأخبره بما فعل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما كنت جديرا بذلك يا عمر فقام رجال فاعترفوا بما كانوا يصنعون بعد العشاء فنزلت * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) *
114

قلت رواه الطبري في تفسيره حدثني محمد بن سعد حدثني أبي ثني عمي ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث) * الآية قال كان الناس أول ما أسلموا إذا صاموا يطعمون من الطعام فيما بين المساء والعتمة فإذا صلوا العتمة حرم عليهم الطعام حتى يمسوا من الليلة القابلة وإن عمر بن الخطاب بينما هو نائم إذ سولت له نفسه فأتى أهله فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أعتذر إلى الله وإليك من نفسي الخاطئة وأخبره بما فعل فقال لم تكن حقيقا بذلك يا عمر فلما بلغ بيته نزلت * (أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) * الآية فأرسل إليه وأنبأه بعذره انتهى
ثم أخرجه عن السدي فذكر فيه قصة وفيها وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقع على جارية له في ناس من المسلمين لم يملكوا أنفسهم فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فاعتذر إليه وقال يا رسول الله... فذكر نحوه
104 قلت
روي عن ابن عباس أنه أنشد وهو محرم
(وهن يمشين بنا هميسا
* إن تصدق الطير ننك لميسا) فقيل له أرفثت فقال الرفث ما كان عند النساء
قلت رواه الحاكم في مستدركه عن زياد بن الحصين عن أبي العالية عن ابن عباس أنه تمثل بهذا البيت وهو محرم فقال له أبو العالية أترفث وأنت محرم فقال إنما الرفث ما روجع به النساء انتهى ثم قال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
و رواه ابن أبي شيبة في مصنفه و الطبري في تفسيره كذلك
115

قال السرقسطي في غريبه الهميس ضرب من السير لا يسمع له وقع وفي الحديث أنه عليه السلام كان إذا أخذ مضجعه همس أي ذكر الله في مضجعه هكذا فسره أبو حاتم عن أبي عبيدة
105 الحديث الثالث والثمانون
عن عدي بن حاتم قال عمدت إلى عقالين أبيض وأسود فجعلتهما تحت وسادتي فكنت أقوم من الليل فأنظر إليهما فلا يتبين لي الأبيض من الأسود فلما أصبحت غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فضحك وقال إن كان وسادك لعريضا وفي رواية إنك لعريض القفا إنما ذاك بياض النهار وسواد الليل
قلت رواه البخاري في التفسير ومسلم في الصوم من حديث الشعبي عن عدي بن حاتم أنه أخذ عقالا أبيض وعقالا أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله جعلت تحت وسادي... قال إن وسادك إذا لعريض إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك انتهى
و رواية إنك لعريض القفا عند البخاري رواها أيضا من حديث الشعبي عن عدي قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الأسود أهما الخيطان قال إنك لعريض القفا إن أبصرت الخيطين ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار انتهى
106 الحديث الرابع والثمانون
عن سهل بن سعد الساعدي أن الآية نزلت ولم ينزل * (من الفجر) * وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبينا له فنزل بعد
116

ذلك * (من الفجر) * فعلموا أنه إنما يعني بذلك الليل والنهار
قلت رواه البخاري في التفسير ومسلم في الصوم من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال نزلت * (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود) * ولم ينزل * (من الفجر) * وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود فلا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما فأنزل الله بعده *
(من الفجر) * فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار انتهى
107 الحديث الخامس والثمانون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل ملك حمى وحمى الله تعالى محارمه فمن وقع حول الحمى يوشك أن يقع فيه
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم في البيوع من حديث عامر الشعبي عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى وحمى الله تعالى محارمه انتهى
والحديث روي بألفاظ متقاربة مختلفة
108 الحديث السادس والثمانون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للخصمين إنما أنا بشر وأنتم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع
117

منه فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذن منه شيئا فإنما أقضي له بقطعة من النار فبكيا وقال كل واحد منهما حقي لصاحبي فقال اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كل واحد منهما صاحبه
قلت رواه أبو داود في سننه في القضاء من حديث أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجلان يختصمان في مواريث وأشياء قد درست... فذكره
و رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأحكام و قال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
و رواه أحمد وأبو يعلى الموصلي وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم وابن أبي شيبة في مصنفه قالوا ثلاثتهم ثنا وكيع ثنا أسامة بن زيد الليثي عن عبد الله بن رافع به
و رواه الدارقطني في سننه في الأقضية وبعضه في الصحيحين
109 الحديث السابع والثمانون
روي أن معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم الأنصاري قالا يا رسول الله ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يستوي ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدأ فنزلت * (يسألونك عن الأهلة) * الآية
قلت غريب ونقله الواحدي في أسباب النزول عن الكلبي أنه قال نزلت * (يسألونك عن الأهلة) * في معاذ بن جبل وثعلبة بن غنم الأنصاري قالا... فذكره
118

وهو عند الثعلبي كم ذكره المصنف
110 الحديث الثامن والثمانون
روي أن رجلا من المهاجرين حمل على صف العدو وصاح به الناس ألقى بيده إلى التهلكة فقال أبو أيوب الأنصاري نحن أعلم بهذه الآية وإنما أنزلت فينا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصرناه وشهدنا معه المشاهد وآثرناه على أهالينا وأموالنا وأولادنا فلما فشا الإسلام وكثر أهله ووضعت الحرب أوزارها رجعنا إلى أهلينا وأولادنا وأموالنا نصلحها ونقيم فيها فكانت التهلكة الإقامة في الأهل والمال وترك الجهاد
قلت رواه أبو داود في الجهاد والترمذي والنسائي في التفسير من حديث أسلم أبي عمران قال خرجنا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن ابن خالد بن الوليد فخرج من المدينة صف عظيم من الروم وصففنا لهم صفا عظيما مسلمين فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل بهم فصاح الناس ألقى بيده إلى التهلكة فقال أبو أيوب الأنصاري يا أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على هذا التأويل وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم قلنا هل نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) * والإلقاء بأيدينا إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران فلم يزل أبو أيوب الأنصاري يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح وقال فضالة بن عبيد عوض عبد الرحمن بن خالد وقال النسائي على أهل مصر عقبة بن عامر وعلى أهل الشام فضالة
و رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع والستين من القسم الثالث و رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولفظهما كالنسائي
119

ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم
ورواه الطبري وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه في تفاسيرهم
وكذلك رواه الواحدي في أسباب النزول كلهم بلفظ النسائي
ورواه الثعلبي في تفسيره من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله ابن صالح ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران... فذكره بلفظ المصنف سواء
وعن الحاكم رواه البيهقي في المعرفة بسنده ومتنه
111 الحديث التاسع والثمانون
روي أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم العمرة واجبة مثل الحج قال لا ولكن أن تعتمر خير لك
قلت رواه الترمذي من حديث الحجاج بن أرطاة عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن العمرة أواجبة هي قال لا وأن تعتمروا هو أفضل انتهى وقال حديث حسن صحيح
ورواه الطبراني في معجمه من حديث سعيد بن عفير ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن المغيرة عن أبي الزبير عن جابر... فذكره وقال وأن تعتمر خير لك
ورواه الدارقطني في سننه بالسندين والمتنين وهو ضعيف من الطريقين وقد بينته في أحاديث الهداية
112 الحديث التسعون
قال النبي صلى الله عليه وسلم الحج جهاد والعمرة تطوع
قلت روي من حديث طلحة بن عبيد الله ومن حديث ابن عباس ومن
120

حديث ميمونة
أما حديث طلحة فرواه ابن ماجة في سننه من حديث إسحاق بن طلحة عن أبيه طلحة بن عبيد الله سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحج جهاد والعمرة تطوع انتهى
أما حديث ابن عباس فرواه الطبراني في معجمه حدثنا أحمد بن الجعد ثنا محمد بن بكار ثنا محمد بن الفضل بن عطية عن سالم الأفطس عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس مرفوعا نحوه
وأما حديث ميمونة فرواه الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني في كتاب المصاحف فقال حدثنا يعقوب بن عبد الله بن أبي مخلد ثنا أبو منصور ثنا عمر بن قيس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عمه عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج جهاد والعمرة تطوع انتهى
قال الدارقطني في علله هذا الحديث رواه الحارث بن منصور عن عمر ابن قيس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عمه عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج جهاد والعمرة تطوع وهذا وهم ولعله أراد إسحاق ابن يحيى بن طلحة عن عمه عيسى بن طلحة لأن هذا الحديث ليس من رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ولا يثبت عن معاوية وإنما يعرف من رواية معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة ومن حديث حبيب بن أبي عمرو وعن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين وقال في موضع آخر هذا حديث يرويه معاوية بن إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة وخالفه أصحاب شعبة منهم غندر ومحمد بن كثير وعفان
رووه عن شعبة عن معاوية بن أبي إسحاق عن أبي صالح مرسلا انتهى
121

ونقل ابن القطان هذا الكلام في كتابه الوهم والإيهام ثم قال وقد رواه ابن أبي شيبة مسندا فقال حدثنا جرير عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا... فذكره انتهى
قلت لم أجده في مصنف ابن أبي شيبة إلا مرسلا بهذا الإسناد عن أبي صالح ماهان عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه أبو هريرة والله أعلم
قال البيهقي وقد روي من حديث شعبة عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة موصولا والطريق فيه إلى شعبة طريق ضعيف انتهى
113 قوله
عن ابن عباس إن العمرة لقرينة الحج
قلت ذكره البخاري في صحيحه تعليقا فقال وقال ابن عباس إنها لقرينة الحج في كتاب الله تعالى قال * (وأتموا الحج والعمرة لله) * انتهى
ورواه البيهقي في كتاب المعرفة من طريق الشافعي أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس قال إنها لقرينة الحج في كتاب الله * (وأتموا الحج والعمرة لله) *
114 الحديث الحادي والتسعون
عن عمر رضي الله عنه أن رجلا قال له إني وجدت الحج والعمرة مكتوبين علي فأهللت بهما جميعا فقال هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم
قلت رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث أبي وائل قال أتى الصبي بن معبد إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين إني أسلمت وأنا حريص على الجهاد وإني وجدت الحج والعمرة مكتوبين علي فأهللت بهما فقال عمر هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم انتهى وعند النسائي فيه قصة
122

ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع العاشر من القسم الخامس من حديث ابن عيينة عن عبدة عن أبي لبابة عن أبي وائل به
115 الحديث الثاني والتسعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كسر أو عرج فقد حل وعليه الحج من قابل
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث الحجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن الحجاج ابن عمرو به وقال حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه ثنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن الحجاج بن عمرو به
وعن عبد الرزاق رواه أحمد في مسنده ومن طريق أحمد رواه الطبراني في معجمه
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وإسحاق بن راهويه في مسنده
116 الحديث الثالث والتسعون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر هديه حين أحصر قال المصنف وكان محصره طرف الحديبية الذي إلى أسفل مكة وهو من الحرم
قال وعن الزهري أنه عليه السلام نحر هديه في الحرم
قلت روى البخاري في الشهادات من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرا فحال كفار قريش بينه وبين البيت فنحر هديه وحلق رأسه
123

بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام القابل... الحديث
وحديث الزهري لم أجده لكن روى الطبري في تفسيره حدثني الفضل ابن سهل ثنا مخول بن إبراهيم ثنا إسرائيل عن مجزاة بن زاهر الأسلمي عن أبيه عن ناحية بن جندب الأسلمي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين صد عن الهدي فقلت يا رسول الله ابعث معي بالهدي فلننحره بالحرم قال كيف تصنع به قال آخذ به أودية فلا يقدرون عليه فانطلقت به حتى نحرته بالحرم انتهى
117 قوله
عن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلك آذاك هوام رأسك قال نعم يا رسول الله قال احلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين أو انسك
وروي أنه قال له وقد قرح رأسه كفى بهذا أذى وأمره أن يحلق ويطعم أو يصوم
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم فرواه البخاري في الحج وفي المغازي وفي التفسير وفي الطب ورواه الباقون في الحج واللفظ للبخاري عن عبد الله ابن مغفل عن كعب بن عجرة قال حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك ما أرى وفي رواية أيؤذيك هوام رأسك قال نعم قال احلق واذبح شاة أو صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين كل مسكين نصف صاع من طعام فنزلت * (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه) * في خاصة وهي في المسلمين عامة انتهى وفي ألفاظه اختلاف
ورواه مالك في الموطأ بلفظ المصنف قال أبو مصعب حدثنا مالك
124

عن حميد بن قيس عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له لعلك يؤذيك هوام رأسك قال قلت نعم قال احلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين أو انسك شاة انتهى
وأما الرواية الثانية فيقرب منها رواه الطبراني في معجمه حدثنا عبد الله ابنأحمد بن حنبل حدثني محمد بن حميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة ثنا عمروابن أبي قيس عن الزبير بن عدي عن أبي وائل قال لقيت كعب بن عجرة بالسوق فسألته عن حلق رأسه فقال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسي فتناثر القمل فقال كفى بهذا أذى انطلق فاحلق وتصدق على ستة مساكين انتهى
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده ولفظه فقال إن هذا لأذى وأمره أن يحلق وأن ينسك أو يصوم أو يطعم وهو كذلك في لفظ عند الدارقطني في سننه
118 الحديث الرابع والتسعون قال النبي صلى الله عليه وسلم من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج كهيئته يوم ولدته أمه
قلت رواه البخاري ومسلم في الحج من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه انتهى
119 الحديث الخامس والتسعون عن ابن عمر أن رجلا قال له إنا قوم نكري في هذا الوجه وإن قوما يزعمون أنه لا حج لنا فقال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما سألت فلم يرد عليه حتى نزلت * (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) * فدعا به فقال أنتم حجاج
قلت أخرجه أبو داود في الحج من حديث العلاء بن المسيب ثنا أبو أمامة التيمي قال كنت أكري في هذا الوجه وإن ناسا يقولون إنه ليس لك حج فقال ابن عمر ألست تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمارقلت بلى قال فإن لك حجا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ما سألتني فلم يجبه حتى نزلت * (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) * الآية
فأرسل إليه عليه السلام وقرأ الآية وقال له حج انتهى
ورواه أحمد وأبو داود الطيالسي في مسنديهما ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وعبد الرزاق
ومنطريق عبد الرزاق رواه الطبري كلهم من حديث العلاء بن المسيب به
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا أسباط بن محمد ثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي أمامة التيمي به
12 قوله عنعمر رضي الله أنه قيل له هل كنتم تكرهون التجارة في الحج فقال وهل كانت معايشنا إلا من التجارة في الحج
قلت رواه الطبري حدثني أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا مندل عن عبد الرحمن بن المهاجر عن أبي صالح مولى عمر قال قلت يا أمير المؤمنين كنتم تتجرون في الحج قال وهل كانت معايشنا إلا في الحج انتهى
121 قوله في حديث أبي بكر صب في ذفران وهو يحرش بعيره بمحجنه
قلت احتج به المصنف على حذف مفعول صب قال ومعنى أفاض من
125

قلت أخرجه أبو داود في الحج من حديث العلاء بن المسيب ثنا أبو أمامة التيمي قال كنت أكري في هذا الوجه وإن ناسا يقولون إنه ليس لك حج فقال ابن عمر ألست تحرم وتلبي وتطوف بالبيت وتفيض من عرفات وترمي الجمار قلت بلى قال فإن لك حجا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله ما سألتني فلم يجبه حتى نزلت * (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) * الآية
فأرسل إليه عليه السلام وقرأ الآية وقال له حج انتهى
ورواه أحمد وأبو داود الطيالسي في مسنديهما ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وعبد الرزاق
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري كلهم من حديث العلاء بن المسيب به وكذلك رواه الحاكم في مستدركه وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا أسباط بن محمد ثنا الحسن بن عمرو الفقيمي عن أبي أمامة التيمي به
120 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه قيل له هل كنتم تكرهون التجارة في الحج فقال وهل كانت معايشنا إلا من التجارة في الحج
قلت رواه الطبري حدثني أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا مندل عن عبد الرحمن بن المهاجر عن أبي صالح مولى عمر قال قلت يا أمير المؤمنين كنتم تتجرون في الحج قال وهل كانت معايشنا إلا في الحج انتهى
121 قوله
في حديث أبي بكر صب في ذفران وهو يحرش بعيره بمحجنه
قلت احتج به المصنف على حذف مفعول صب قال ومعنى أفاض من
126

إفاضة الماء وهو صبه بكثرة وأصله أفضتم أنفسكم فنزل ذكر المفعول كما نزل دفعوا من موضوع كذا وصبوا انتهى
وهذا الحديث لم أجده بهذا اللفظ والذي وجدته في غريب أبي عبيد القاسم ابن سلام قال حدثت عن ابن عيينة عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن ابن سعيد بن يربوع عن جبير بن الحويرث قال رأيت أبا بكر على قزح وهو يحرش بعيره بمحجنه انتهى
وكذلك رواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة به قال رأيت أبا بكر على قزح كأني أنظر إلى فخذه قد انكشف مما يحرش بعيره بمحجنه انتهى
وكذلك رواه البيهقي في المعرفة من طريق الشافعي ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر به سواء
وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا سفيان بن عيينة به
122 الحديث السادس والتسعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحج عرفة فمن أدرك عرفة فقد أدرك الحج
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث عبد الرحمن بن يعمر عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن بألفاظ مختلفه فلفظ أبي داود قال جاء ناس من أهل نجد فقالوا يا رسول الله كيف الحج فأمر مناديا فنادى الحج الحج يوم عرفة من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فقد تم حجه مختصر
ورواه الترمذي كذلك إلا أنه لم يكرر لفظ الحج ورواه في تفسير سورة البقرة وقال الحج عرفات من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج وحسنه وصححه
127

ورواه الحاكم في مستدركه على الشك الحج عرفة أو عرفات وصححه
123 الحديث السابع والتسعون
روى جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى الفجر يعني بالمزدلفة بغلس ركب ناقته حتى أتى المشعر الحرام فدعا وكبر وهلل ولم يزل واقفا حتى أسفر
قلت رواه مسلم في حديث جابر الطويل قال ثم أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلى الفجر حتى تبين له الصبح بأذان و إقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة ودعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس مختصر
124 الحديث الثامن والتسعون
روي أنه يحاسب الخلائق في قدر حلب شاة
وروي في مقدار فواق ناقة
وروي في مقدار لمحة
125 قوله
عن عبد الله بن سلام أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم على السبت وأن يقرأ من التوراة في صلاته بالليل
قلت روى الطبري في تفسيره حدثنا الحسين حدثني حجاج عن ابن
128

جريج عن عكرمة في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة و لا تتبعوا خطوات الشيطان " قال نزلت في أناس من اليهود أسلموا كعبد الله ابن سلام وثعلبة وابن يامين وأسد بن كعب وطائفة من يهود استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسبتوا وأن يقوموا بالتوراة ليلا فأمرهم الله بإقامة شعائر الإسلام والرغبة عما عداها فقال * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) * الآية انتهى
و روى الواحدي في أسباب النزول له أخبرني أبو نعيم الأصبهاني فيم أذن له في روايته عنه أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الغني ابن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم آمنوا بشريعته وشريعة موسى فعظموا السبت وكرهوا لحمان الإبل وألبانها بعد ما أسلموا فأنكر ذلك عليهم المسلمون فقالوا إنا نقوى على هذا وهذا وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن التوراة كتاب الله فدعنا فلنعمل بها فأنزل الله هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) *
126 الحديث التاسع والتسعون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن جحش على سرية في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين ليترصد عيرا لقريش فيها عمرو ابن عبد الله الحضرمي وثلاثة معه فقتلوه وأسروا اثنين واستاقوا العير وفيها من تجارة الطائف وكان ذلك أول يوم من رجب وهم يظنونه من جمادى الآخرة فقالت قريش قد استحل محمد الشهر الحرام
129

شهرا يأمن فيه الخائف وينذعر الناس إلى معايشهم فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظم ذلك على أصحاب السرية وقالوا ما نبرح حتى تنزل توبتنا ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم العير والأسارى
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في أول باب المغازي بتغيير يسير أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية من المسلمين وأمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي وقال له كن
بها يعني نخلة حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش ولم يأمره بقتال... إلى أن قال فمر بهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وهرب المغيرة فأعجزهم واستاقوا العير فقدموا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام فأوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسيرين والعير فلم يأخذ منها شيئا فلما سمعوا ما قال عليه السلام أسقط في أيديهم وعنفهم إخوانهم من المسلمين وقالت قريش حين بلغهم ذلك قد استحل محمد الشهر الحرام وسفك فيه الدم وأخذ المال وأسر الرجال فأنزل الله تعالى * (يسألونك عن الشهر الحرام) * الآية فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العير ورد الأسيرين مختصر
وساقه من طريق أخرى بزيادات فيه وقال فيه وكان ذلك في رجب قبل بدر بشهرين
وذكره الثعلبي في تفسيره بلفظ المصنف سواء من غير سند
والقصة في سيرة ابن هشام مطولة عن ابن إسحاق
و رواه الواحدي في أسباب النزول بسنده إلى عروة بن الزبير... فذكره
130

بزيادات ونقص ثم أسند إلى الزهري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش ومعه نفر من المهاجرين فقتل عبد الله بن واقد الليثي عمرو بن الحضرمي في آخر يوم من رجب وأسروا رجلين واستاقوا العير فوقف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لم آمركم بالقتال في الشهر الحرام فقالت قريش لقد استحل محمد الشهر الحرام فنزلت * (يسألونك عن الشهر الحرام) * الآية ثم قال الواحدي وقال المفسرون بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة... فذكره مطولا وفيه لفظ المصنف بتمامه
127 الحديث المائة
روي أنه لما نزلت * (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا) * وكان المسلمون يشربونها وهي لهم حلال ثم إن عمر ومعاذا ونفرا من الصحابة قالوا يا رسول الله أفتنا في الخمر فإنها مذهبة للعقل مسلبة للمال فنزلت * (فيهما إثم كبير ومنافع للناس) * فشربها قوم وتركها آخرون ثم دعا عبد الرحمن بن عوف ناسا منهم فشريوا وسكروا فأم بعضهم بعضا فقرأ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * فقل من يشربها ثم دعا عتبان بن مالك قوما فيهم سعد بن أبي وقاص فلما سكروا افتخروا وتفاخروا وتناشدوا حتى أنشد سعد شعرا فيه هجاء الأنصار فضربه أنصاري بلحي بعير فشجه موضحة فشكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت * (إنما الخمر والميسر) * إلى قوله * (فهل أنتم منتهون) * فقال عمر انتهينا يا رب
131

قلت غريب بهذا اللفظ وذكره الثعلبي هكذا من غير سند
128 قوله
عن النبي صلى الله عليه وسلم لو وقعت قطرة في بئر فبني مكانها منارة لم أوذن عليها ولو وقعت في بحر ثم جفت ونبت فيه الكلأ لم أرعه
وعن ابن عمر قال لو أدخلت أصبعي فيه لم يتبعني
قلت
حديث ابن عمر رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأشربة حدثنا ابن المبارك عن الأوزاعي عن سليمان بن حبيب أن ابن عمر قال لو أدخلت أصبعي في خمر ما أحببت أن ترجع إلي انتهى
129 الحديث الحادي بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم إياكم وهاتين اللعبتين المشئومتين فإنهما من ميسر العجم
قلت روي من حديث ابن مسعود وله طرق
الأول رواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب حدثنا مسدد ثنا معمر سمعت عبد الملك عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا هاتين اللعبتين المشئومتين اللتين يزجران زجرا فإنهما من ميسر العجم انتهى
132

الثاني رواه أحمد في مسنده ثنا علي بن عاصم ثنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص وهذا رواه ابن عدي في كامله عن إبراهيم بن مسلم عن أبي الأحوص وأسند إلى النسائي أنه قال في إبراهيم هذا ضعيف وكذلك أسند إلى ابن معين أنه قال فيه ضعيف ليس بشيء
ورواه البيهقي في سننه في كتاب الشهادات ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث الحسن بن دينار عن عبد الملك بن عمير عن يزيد بن أبي زياد عن أبي الأحوص به
ورواه أيضا من حديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
ورواه أيضا من حديث عثمان بن أبي شيبة ثنا عمران بن موسى بن عبد الملك ابن عمير عن عبد الملك بن عمير عن حصين بن أبي الحر عن سمرة ابن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ولفظه في الجميع إياكم وهاتين اللعبتين... الحديث
130 قوله
وعن علي إن النرد والشطرنج من الميسر
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث قتيبة ثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا قال في النرد والشطرنج هما من الميسر انتهى
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبي عن عبد الله بن مرحوم عن حاتم بن إسماعيل به ولم يذكر فيه النرد وكذلك راوه البيهقي ثم قال هذا مرسل ولكن له شواهد
133

131 الحديث الثاني بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أتاه ببيضة من ذهب أصابها في بعض المغازي فقال خذها مني صدقة فأعرض عنه فأتاه من الجانب الأيمن فقال مثله فأعرض عنه ثم أتاه من الجانب الأيسر فأعرض عنه ثم قال هاتها مغضبا فأخذها فحذفه بها حذفا لو أصابه لشجه أو عقره وقال يجيء أحدكم بماله كله يتصدق به ويجلس يتكفف الناس إنما الصدقة عن ظهر غنى
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الزكاة من حديث محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن جابر بن عبد الله قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل بمثل بيضة من ذهب فقال يا رسول الله أصبت هذه من معدن فخذها فهي صدقة ما أملك غيرها فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه من قبل ركنه الأيمن فقال مثل ذلك فأعرض عنه ثم أتاه من قبل ركنه الأيسر فأعرض عنه ثم أتاه من خلفه فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحذفه بها فلو أصابته لأوجعته أو لعقرته ثم قال يأتي أحدكم بما يملك فيقول هذه الصدقة ثم يقعد يستكف الناس خير الصدقة عن ظهر غنى انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع 23 من القسم 2 بالسند المذكور فذكره بلفظ المصنف سواء
وكذلك الحاكم في مستدركه في أواخر الزكاة وقال صحيح على شرطهما ولم يخرجاه إلا أنهما قالا فيه المعادن عوض المغازي
وروى البزار في مسنده كذلك بلفظ المصنف وقال أصابها في بعض المغازي وقال لا نعلم أسند محمود بن لبيد عن جابر غير هذا الحديث انتهى
ورواه الدارمي وأبو يعلى الموصلي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد في
134

مسانيدهم وكلهم قالوا أصابها في بعض المغازي قال الدارمي وقال أحمد في روايته أصابها في بعض المعادن وهو الصواب انتهى
ورواه كذلك إسحاق بن راهويه في مسنده ولم يقل لا في المعادن ولا في المغازي وإنما قال أصابها فقط ثم ذكر الحديث
وزاد البزار في الحديث زيادة ليست عند غيره قال إنما الصدقة عن ظهرغنى خذ مالك لا حاجة لنا به فأخذها ثم ذهب انتهى وهي عند أبي يعلى أيضا
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة أبي حصين السلمي أخبرنا محمد ابن عمر الواقدي ثنا عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن جابر بن عبد الله قال قدم أبو حصين السلمي بذهب أصابه من معدنهم فقضى منه دينا كان عليه وفضل معه مثل بيضة الحمامة فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
الله... إلى آخر لفظ أبي داود وفيه فائدة تسمية الرجل
132 الحديث الثالث بعد المائة
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث مرثد بن أبي مرثد الغنوي إلى مكة ليخرج منها ناسا من المسلمين وكان يهوى امرأة في الجاهلية اسمها عناق فأتته فقالت ألا تخلو فقال ويحك إن الإسلام حال بيننا قالت فهل لك أن تتزوج بي قال نعم ولكن حتى أرجع فأستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت * (ولأمة مؤمنة خير من مشركة) * الآية
قلت رواه الترمذي في تفسير سورة النور والنسائي وأبو داود في النكاح بتغيير يسير من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد الغنوي وكان رجلا شديدا يحمل الأسارى من مكة حتى يأتي بهم المدينة قال وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها عناق وكانت صديقة
135

له وإنه كان واعد رجلا من أسارى مكة يحمله قال فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة قال فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجانب الحائط فلما انتهت إلي عرفتني قالت مرثد قلت نعم قالت مرحبا وأهلا يا مرثد انطلق الليلة فبت عندنا في الرحل قلت يا عناق إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم الزنا فقالت يأهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم من مكة إلى المدينة قال فتبعني منهم ثمانية حتى انتهيت إلى غار أو كهف فجاءوا حتى صاروا على رأسي وبالوا فأصابني بولهم وأعماهم الله عني ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته فلما انتهيت به إلى الأراك فككت عنه كبله وجعلت أحمله وهو يعينني حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أنكح عناقا فسكت ولم يرد علي شيئا حتى نزلت " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لاينكحها إلا زان أو مشرك " فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها علي وقال لا تنكحها انتهى قال الترمذي حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في النكاح وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده وكذلك البزار في مسنده وقال لا نعلم أسند مرثد بن أبي مرثد إلا هذا الحديث ولا نعلم له غير هذا الإسناد انتهى
فظهر أن هذا الحديث ليس في هذه الآية التي في البقرة وإنما هو في الآية التي في النور لكن ذكره الواحدي في أسباب النزول في هذه الآية التي في البقرة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا يقال له مرثد بن أبي مرثد... فذكره بلفظ المصنف سواء
136

133 الحديث الرابع بعد المائة
روي أن ناسا من الأعراب قالوا يا رسول الله البرد شديد والثياب قليلة فإن آثرناهن الثياب هلك سائر أهل البيت وإن استأثرنا بها هلكت الحيض فقال صلى الله عليه وسلم إنما أمرتم أن تعتزلوا مجامعتهن إذا حضن ولم يأمركم بإخراجهن من البيوت كما تفعل الأعاجم
134 قلت
روى محمد بن الحسن عن عائشة أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم سألها هل يباشر الرجل امرأته وهي حائض فقالت ليشد إزارها على أسفلها ثم يباشرها إن شاء
قلت رواه مالك في موطئه عن نافع أن عبد الله بن عمر أرسل إلى عائشة يسألها هل يباشر الرجل امرأته وهي حائض فقالت لتشد إزارها
إلى آخره
وعن مالك رواه محمد بن الحسن في موطئه
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الحيض أخبرنا ابن جريج عن سليمان ابن موسى عن نافع أن ابن عمر سأل عائشة
ورواه الدارمي في مسنده من طريق مالك وعن مالك أيضا رواه الشافعي في سننه ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في المعرفة
135 الحديث الخامس بعد المائة
روى زيد بن أسلم أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يحل لي من امرأتي وهي حائض قال لتشد عليها إزارها ثم شأنك بأعلاها
قلت رواه مالك في موطئه عن زيد بن أسلم أن رجلا سأل رسول الله
137

صلى الله عليه وسلم... إلى آخره سواء ومن طريق مالك رواه الدارمي في مسنده
وأسند الطبراني في معجمه فرواه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد ثنا عبد العزيز بن محمد عن صفوان بن سليم وزيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس مرفوعا نحوه سواء
وقد أرسل من وجه آخر فرواه ابن الجوزي في التحقيق من حديث سعيد ابن منصور ثنا عبد العزيز عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال قال رجل يا رسول الله ما يحل لي من امرأتي... الحديث
ومعنى الحديث عند أبي داود عن حرام بن حكيم عن عمه عبد الله بن سعد أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحل لي من امرأتي وهي حائض قال لك ما فوق الإزار انتهى
وعن معاذ بن جبل قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يحل للرجل من امرأته وهي حائض قال ما فوق الإزار والتعفف عن ذلك أفضل انتهى
وضعفهما عبد الحق في أحكامه فقال في الأول حرام بن حكيم وهو ضعيف والثاني بقية عن سعيد الأغطش وهما ضعيفان
136 قوله... عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت يجتنب من الحائض شعار الدم وله ما سوى ذلك
قلت رواه الدارمي في مسنده أخبرنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن خالد بن أيوب عن رجل عن عائشة أنها قالت لإنسان اجتنب شعار الدم ولك ما سواه انتهى
138

137 الحديث السادس بعد المائة
روي أن اليهود كانوا يقولون من جامع امرأته وهي مجبية من دبرها في قبلها كان ولدها أحول فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذبت اليهود فنزلت * (فأتوا حرثكم أنى شئتم) *
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم فالبخاري والترمذي والنسائي في التفسير ومسلم في النكاح وأبو داود وابن ماجة في النكاح كلهم من حديث محمد بن المنكدر عن جابر قال كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول فنزلت * (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) * انتهى زاد مسلم في رواية من قول الزهري إن شاء مجبية وإن شاء غير مجبية غير أن ذلك في صمام واحد انتهى
ورواه النسائي في سننه الكبرى في عشرة النساء والبزار في مسنده وفيه وهي مجبية وكذلك هو عند ابن حبان في صحيحه
ولم أجد عند أحد منهم قوله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر فيه
ورواه البزار في مسنده من حديث خصيف عن محمد بن المنكدر عن جابر فذكره بلفظ الصحيحين وزاد فيه وإنما الحرث من حيث يخرج الولد انتهى وقال لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد
138 الحديث السابع بعد المائة
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك
قلت رواه الأئمة الستة إلا ابن ماجة في الأيمان عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها
139

عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين إلى آخره
استدل المصنف على تسمية المحلوف عليه يمينا بطريق المجاز لتلبسه باليمين
139 الحديث الثامن بعد المائة
قال النبي صلى الله عليه وسلم دعي الصلاة أيام أقرائك
قلت رواه بهذا اللفظ الدارقطني والطحاوي عن فاطمة بنت أبي حبيش قالت يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر قال دعي الصلاة أيام أقرائك ثم اغتسلي وصلي
140 الحديث التاسع بعد المائة
قال النبي صلى الله عليه وسلم طلاق الأمة تطليقتان وعدتها حيضتان
قلت روي من حديث عائشة ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس
أما حديث عائشة فرواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث مظاهر بن أسلم عن القاسم عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره قال أبو داود هذا حديث مجهول وقال الترمذي حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث مظاهرابن أسلم ومظاهر لا يعرف له في العلم غير هذا الحديث انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الطلاق من رواية عاصم عن ابن جريج عن مظاهر بن أسلم عن القاسم عن عائشة مرفوعا ثم قال قال أبو عاصم فذكرته لمظاهر بن أسلم فقلت له حدثني كما حدثت ابن جريج فحدثني مظاهر عن القاسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره ثم قال ومظاهر بن أسلم شيخ من أهل البصرة لم يذكره أحد من متقدمي مشايخنا بجرح فإذا الحديث صحيح
140

ولم يخرجاه انتهى
وأما حديث ابن عمر فرواه ابن ماجة في سننه من حديث عمر بن شبيب عن عبد الله بن عيسى عن عطية عن ابن عمر مرفوعا نحوه
ورواه الدارقطني كذلك في سننه وقال تفرد به عمر بن شبيب وهو ضعيف انتهى
وفي الحديث كلام طويل استوفيته في أحاديث الهداية
141 الحديث العاشر بعد المائة
روي أن سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أين الطلقة الثالثة فقال أو تسريح بإحسان
قلت رواه الدارقطني في سننه في أول كتاب الطلاق من طريقين عن أنس
أحدهما عن عبد الله بن جرير بن جبلة ثنا عبيد الله بن عائشة ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم إني أسمع الله عز وجل يقول * (الطلاق مرتان) * فأين الثالثة قال * (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) * هي الثالثة انتهى
الثاني رواه من حديث إدريس عبد الكريم المقرئ ثنا ليث بن حماد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا إسماعيل بن سميع الحنفي عن أنس... فذكره ثم قال هكذا قال عن أنس والصواب عن إسماعيل بن سميع عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وقال في علله وهم فيه ليث بن حماد وإنما هو عن إسماعيل بن سميع عن أبي رزين الأسدي مرسلا انتهى
141

وهذا المرسل عن أبي رزين رواه أبو داود في مراسيل عنه قال جاء رجل... فذكره
ورواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما في الطلاق قال ابن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية وقال عبد الرزاق أنا سفيان الثوري قالا أنا إسماعيل بن سميع عن أبي رزين... فذكره
وكذلك رواه أحمد في مسنده ورواه عبد الرزاق وابن مردويه وابن أبي حاتم في تفاسيرهم
قال ابن القطان في كتاب الوهم والإيهام روى الدارقطني في سننه هذا الحديث من طريقين عن أنس وجعله عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا أصح وعندي أن الطريقين صحيحان
أما الأول فإن عبيد الله بن عائشة ثقة وكان من سادات أهل البصرة وهو عبيد الله بن محمد بن حفص أبو عبد الرحمن القرشي يعرف بابن عائشة وعبد الله بن جرير بن جبلة بن أبي رواد أبو العباس وقيل أبو الحسن العتكي البصري قال الخطيب ثقة
وأما الثاني فإن مداره على إسماعيل بن سميع وعليه اختلفوا فمن قائل عنه عن أبي رزين هكذا رواه عنه الثوري ومن قائل عنه عن أنس هكذا رواه عنه عبد الواحد بن زياد وهو ثقة والطريق إليه صحيح فإن ليث بن حماد أبو عبد الرحمن الصفار بصري صدوق قاله الخطيب وإدريس بن عبد الكريم الحداد صاحب خلف بن هشام ثقة وفوق الثقة بدرجة قاله الخطيب وإسماعيل بن سميع في نفسه كوفي ثقة مأمون قاله ابن معين وقال أبو حاتم صدوق صالح الحديث وقال يحيى بن سعيد لم يكن به بأس وقال أحمد بن
142

حنبل صالح الحديث وقال النسائي ليس به بأس فالطريقان صحيحان والله أعلم انتهى كلامه
142 الحديث الحادي عشر بعد المائة عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إنما السنة أن تستقبل الطهر استقبالا فتطلقها لكل قرء تطليقة
قلت رواه الدارقطني في سننه من حديث معلى بن منصور ثنا شعيب بن رزيق أن عطاء الخراساني حدثهم عن الحسن ثنا عبد الله بن عمر أنه طلق امرأته تطليقة وهي حائض ثم أراد أن يتبعها تطليقتين أخريين عند القرءين فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بن عمر ما هكذا أمر الله قد أخطأت السنة والسنة أن تستقبل الطهر فتطلق لكل قرء فأمرني فراجعتها فقال إذا هي طهرت فطلق عند ذلك أو أمسك فقلت يا رسول الله أرأيت لو طلقتها ثلاثا أكان يحل لي أن أراجعها قال لا كانت تبين منك وكانت معصية انتهى
قال عبد الحق في أحكامه ومعلى بن منصور رماه أحمد بالكذب انتهى
قلت رواه الطبراني في معجمه من حديث عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ثنا شعيب بن رزيق به
143 الحديث الثاني عشر بعد المائة روي في حديث العجلاني الذي لاعن امرأته أنه طلقها ثلاثا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث سهل بن سعد الساعدي أن عويمر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري... فذكره إلى أن قال فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فقال عليه السلام قد أنزل الله فيك وفي
143

صاحبتك فاذهب فأت بها قال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغا قال عويمر يا رسول الله كذبت عليها إن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم
قال عبد الحق في أحكامه لم يصح اللفظ بالثلاث إلا في حديث الملاعن ثم ذكره من جهة الدارقطني حديث سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه أن حفص بن المغيرة طلق امرأته فاطمة بنت قيس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث تطليقات بكلمة واحدة فأبانها منه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبلغنا أنه عليه السلام عاب عليه ذلك انتهى ثم قال وسلمة بن أبي سلمة ضعيف انتهى
وفيما قال نظر فإن حديث فاطمة بنت قيس في صحيح مسلم من رواية الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت طلقني زوجي ثلاثا فخاصمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السكنى والنفقة فلم يجعل لي سكنى ولا نفقة وأمرني أن أعتد في بيت أم مكتوم انتهى إلا أن يريد بقوله لم يصح اللفظ بالثلاث يعني بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فيصح على بعد
144 الحديث الثالث عشر بعد المائة
روي أن جميلة بنت عبد الله بن أبي كانت تحت ثابت بن قيس ابن شماس وكانت تبغضه وهو يحبها فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله لا أنا ولا ثابت يجمع رأسي ورأسه شيء والله لا أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام ما أطيقه بغضا إني رفعت جانب الحياء فرأيته أقبل في عدة فإذا هو أشدهم سوادا وأقصرهم قامة وأقبحهم وجها فنزلت وكان قد أصدقها حديقة
144

فاختلعت منه بها وهو أول خلع كان في الإسلام
قلت أصل الحديث في البخاري عن عكرمة عن ابن عباس قال جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله والله ما أنقم على ثابت في
خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام قال أتردين عليه حديقته قالت نعم فردت عليه وأمره أن يفارقها انتهى
ولفظ المصنف رواه الطبري في تفسيره لم يترك منه إلا اسم المرأة فقال حدثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا المعتمر بن سليمان قال قرأت على فضيل عن أبي حريز أنه سئل عكرمة هل كان للخلع أصل قال كان ابن عباس يقول إن أول خلع كان في الإسلام في أخت عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول أتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أنا وثابت لا يجمع رأسي ورأسه شيء... إلى قولها وأقبحهم وجها فقال زوجها يا رسول الله إني أعطيتها أفضل مالي حديقة لي فإن ردت علي حديقتي قال ما تقولين قالت نعم قال ففرق بينهما انتهى
واختلفت الروايات في تسمية هذه المرأة فوقع في لفظ المصنف هنا جميلة بنت عبد الله بن أبي وهو كذلك عند عبد الرزاق في مصنفه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي... الحديث
وعند البخاري أيضا في سند مرسل فإنه ساق حديثها عن عكرمة عن ابن عباس أان امرأة ثابت بن قيس ولم يسمها ثم قال حدثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن عكرمة أن جميلة رضي الله عنها يعني في هذا الحديث وعند ابن ماجة عن عكرمة عن ابن عباس أن جميلة بنت سلول... فذكره والأكثر على تسميتها حبيبة كما رواه مالك في موطئه عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن بن سعيد بن زرارة أنها أخبرته عن حبيبة بنت سهل الأنصاري أنها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس وأن رسول الله
145

صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصبح فوجدها عند بابه في الغلس فقال صلى الله عليه وسلم من هذه قالت أنا حبيبة بنت سهل قال ما شأنك قالت لا أنا ولا ثابت بن قيس... فلما جاء ثابت قال له عليه السلام هذه هي حبيبة بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر فقالت حبيبة يا رسول الله كل ما أعطاني عندي فقال له عليه السلام خذ منها فأخذ منها وجلست في أهلها انتهى
ومن طريق مالك رواه أبو داود والنسائي وأحمد في مسنده بلفظه
ورواه ابن ماجة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس بن شماس وكان رجلا ذميما فقالت يا رسول الله لولا مخافة الله لبزقت في وجهه فقال عليه السلام أتردين عليه حديقته قالت نعم وردت عليه حديقته وفرق بينهما انتهى
وكذلك رواه أحمد في مسنده عن سهل بن أبي حثمة قال كانت حبيبة بنت سهل... إلى آخره
ووقع في سنن الدارقطني تسميتها زينب أخرجه عن حجاج عن ابن جريج أنا أبو الزبير أن ثابت بن قيس كانت عنده زينب بنت عبد الله بن أبي بن سلول وكان أصدقها حديقة فكرهته... إلى آخره
145 145 قوله
روي أن امرأة نشزت على زوجها فرفعت إلى عمر رضي الله عنه فأباتها في بيت الزبل ثلاث ليال ثم دعاها فقال لها كيف وجدت مبيتك قالت ما بت منذ كنت عنده أقر لعيني منهن فقال لزوجها اخلعها ولو بقرطها
قلت رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما في كتاب الطلاق قال
146

ابن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية وقال عبد الرزاق أنا معمر قالا أنا أيوب عن كثير مولى سمرة أن عمر أتي بامرأة ناشزة فأمر بها إلى بيت الزبل وتركها ثلاثا ثم دعاها فقال كيف وجدت قالت ما وجدت راحة منذ كنت عنده إلا هذه الليالي فقال لزوجها ويحك اخلعها ولو من قرطها انتهى
ورواه الطبري في تفسيره بسند ابن أبي شيبة ورواه إبراهيم الحربي في أواخر كتابه غريب الحديث عن أيوب به ثم قال المرأة الناشزة التي تعصي زوجها انتهى
146 الحديث الرابع عشر بعد المائة
روى عروة عن عائشة أن امرأة رفاعة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن رفاعة طلقني فبت طلاقي وإن عبد الرحمن بن الزبير تزوجني وإن ما معه مثل هدبة الثوب فقال عليه السلام أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث عروة عن عائشة باللفظ المذكور سواء إلا أن فيه فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لها أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة
147 ثم قال المصنف
وروي أنها لبثت بعد ذلك ما شاء الله ثم رجعت فقالت له إنه كان قد مسني فقال لها كذبت في قولك الأول فلن أصدقك في الآخر فلبثت حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأتت أبا بكر فقالت أرجع إلى زوجي الأول فقال لها قد عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لك ما قال فلا ترجعي إليه فلما قبض أبو بكر رضي الله عنه قالت مثله لعمر فقال لها إن أتيتيني بعد مرتك هذه رجمتك فمنعها
147

قلت يقرب منه ما رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا ابن جريج عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة فذكره بلفظ الصحيح وزاد فقعدت ما شاء الله ثم جاءته بعد فأخبرته أن قد مسها فمنعها أن ترجع إلى زوجها الأول وقال اللهم إن كان إنما بها أن يحلها لرفاعة فلا يتم لها نكاحه مرة أخرى ثم أتت أبا بكر وعمر في خلافتهما فمنعاها انتهى
148 الحديث الخامس عشر بعد المائة
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن المحل والمحلل له
قلت روي من حديث ابن مسعود ومن حديث علي ومن حديث جابر ومن حديث عقبة بن عامر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس وقد استوفيناها في أحاديث الهداية
149 قوله
عن عمر رضي الله عنه لا أوتى بمحلل ولا محلل له إلا رجمتهما وعن عثمان رضي الله عنه لا إلا نكاح رغبة غير مدالسة
قلت
الحديث الأول رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما في النكاح قال الأول حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن قبيصة ابن جابر عن عمر قال لا أوتى بمحل... إلى آخره
وقال الثاني أخبرنا سفيان الثوري ومعمر عن الأعمش به
148

والحديث الثاني لم أجده عن عثمان ولكني وجدته مرفوعا رواه الطبراني في معجمه ثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن المحلل فقال لا إلا نكاح رغبة غير دلسة ولا مستهزىء بكتاب الله لم يذق العسيلة انتهى
وروى الحاكم في كتاب الطلاق من حديث سعيد بن أبي مريم ثنا أبو غسان محمد بن مطرف المدني عن عمر بن نافع عن أبيه أنه قال جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن رجل طلق امرأته ثلاثا فتزوجها أخ له من غير مؤامرة منه ليحلها لأخيه هل تحل للأول قال لا إلا نكاح رغبة كنا نعد هذا سفاحا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
150 الحديث السادس عشر بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث جدهن جد وهزلهن جد الطلاق والنكاح والرجعة
قلت رواه أبو داود وابن ماجة في النكاح والترمذي في النكاح من حديث عبد الرحمن بن حبيب بن أدرك عن عطاء بن أبي رباح عن يوسف بن ماهك عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء قال الترمذي حديث حسن غريب
ورواه الحاكم في مستدركه في أول الطلاق وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وعبد الرحمن بن أردك من ثقات المدنيين انتهى
ورواه البيهقي والدار قطني في سننيهما وفيه كلام استوفيناه في أحاديث الهداية
149

151 الحديث السابع عشر بعد المائة روى ابن المبارك عن عبد الرحمن بن سليمان عن خالته وهي سكينة بنت حنظلة قالت دخل علي أبو جعفر محمد بن علي وأنا في عدتي فقال لها قد علمت قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقجدي علي وقدمي في الإسلم فقلت له غفر الله لك أتخطبني في عدتي وأنت يؤخذ عنك فقال أوقد فعلت أو قد تسافهت علي إنما أخبرتك بقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعي قد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وكانت عبد ابن عمها أبي سلمة فتوفي عنها فلم يزل يذكر لها منزلته من الله وهو متحامل حتى أثر الحصير في يده من شدة تحامله عليها فما كانت تلك خطبة
قلت رواه الدارقطني في سننه في أوائل كتاب النكاح بتغيير يسير من حديث محمد بن الصلت عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل عن عمته سكينة بنت حنظلة قالت استأذن علي محمد بن علي ولم تنقض عدتي من مهلك زوجي فقال قد عرفت قرابتي استأذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتي من علي وموضعي في العرب قلت قد غفر الله لك يا أبا جعفر إنك رجل يؤخذ عنك تخطبني في عدتي قال إنما أخبرك بقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن علي وقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وهي متأيمة من أبي سلمة فقال لقد علمت أني رسول الله وخيرته وموضعي في قومي أكانت تلك خطبة انتهى
152 الحديث الثامن عشر بعد المائة قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صيام لمن لم يعزم الصيام من الليل ويروي من لم يبيت
قلت الحديث رواه أصحاب السنن الأربعة في الصوم من حديث عبد الله ابن عمر عن حفصة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل انتهى
ولفظه يعزم لم أجدها وأما رواية يبيت فهي عند النسائي ولها عنه سياقان أحدهما من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ثانيا من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له
وفي الحديث كلام وروايات مستوفى في أحاديث الهداية
153 الحديث التاسع عشر بعد المائة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل من الأنصار تزوج امرأة ولم يسم لها مهرا ثم طلقها قبل أن يمسها أمتعتها قال لم يكن عندي شيء قال متعها بقلنسوتك
154 الحديث العشرون بعد المائة قال عليه السلام من قتل قتيلا فله سلبه
قلت تقدم في أوائل البقرة
155 قوله عن جبير بن مطعم أنه دخل على سعد بن أبي وقاص فعرض عليه بنتا له فتزوجها فلما خرج طلقها وبعث إليها بالصداق كاملا
150

قلت الحديث رواه أصحاب السنن الأربعة في الصوم من حديث عبد الله ابن عمر عن حفصة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل انتهى
ولفظة يعزم لم أجدها وأما رواية يبيت فهي عند النسائي ولها عنه سياقان أحدهما من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ثانيا من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له
وفي الحديث كلام وروايات مستوفى في أحاديث الهداية
153 الحديث التاسع عشر بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل من الأنصار تزوج امرأة ولم يسم لها مهرا ثم طلقها قبل أن يمسها أمتعتها قال لم يكن عندي شيء قال متعها بقلنسوتك
154 الحديث العشرون بعد المائة
قال عليه السلام من قتل قتيلا فله سلبه
قلت تقدم في أوائل البقرة
155 قوله
عن جبير بن مطعم أنه دخل على سعد بن أبي وقاص فعرض عليه بنتا له فتزوجها فلما خرج طلقها وبعث إليها بالصداق كاملا
151

فقيل له لم تزوجتها قال عرضها علي فكرهت ردها قيل فلم بعثت بالصداق قال فأين الفضل
قلت رواه الطبري في تفسيره فقال حدثنا أحمد بن حازم ثنا أبو نعيم ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن جده جبير بن مطعم... فذكره سواء
156 الحديث الحادي والعشرون بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم نارا
قلت رواه مسلم من حديث شتير بن شكل عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوكم الأحزاب شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيتهم نارا ثم صلاها بين المغرب والعشاء انتهى
ورواه أيضا من حديث مرة عن ابن مسعود قال حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى احمرت الشمس أو اصفرت فقال عليه السلام شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله أو حشا الله أجوافهم أو قبورهم نارا انتهى
وفي لفظ للبخاري حتى غابت الشمس وهي صلاة العصر خرجه في الأدعية
والحديث في الكتب الستة من رواية علي لكن ليس فيه ذكر صلاة العصر إلا عند مسلم
وفي الباب أحاديث فعند الترمذي عن ابن مسعود مرفوعا الصلاة الوسطى صلاة العصر وحسنه وصححه وعنده أيضا عن الحسن عن سمرة مرفوعا نحوه وحسنه أيضا وصححه
152

وعند الطبري بسند جيد عن أبي هريرة مرفوعا نحوه وعنده أيضا بسند جيد عن أبي مالك الأشعري مرفوعا نحوه
وروى ابن حبان في صحيحه حديث ابن مسعود
فهذه نصوص في المسألة لا تحتمل شيئا ويؤكدها حديث عمر من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله رواه الستة وفي صحيح عن بريدة من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله
157 الحديث الثاني والعشرون بعد المائة
قال عليه السلام إنها الصلاة التي شغل عنها سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب
قلت رواه ابن عدي في الكامل من حديث مقاتل بن سليمان الأزدي صاحب التفسير عن أبي إسحاق السيعي أنه حدثه عن الحارث الأعور عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الوسطى صلاة العصر التي غفل عنها سليمان بن داود حتى توارت بالحجاب انتهى ثم أسند إلى البخاري أنه قال في مقاتل منكر الحديث وإلى ابن معين قال ليس بشيء ولينه هو قال ومع ضعفه يكتب حديثه انتهى
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الصلاة موقوفا على علي فقال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق به موقوفا
وفي تفسير الطبري نحوه عن ابن عباس
153

158 الحديث الثالث والعشرون بعد المائة
عن حفصة رضي الله عنها أنها قالت لمن كتب لها المصحف إذا بلغت الآية فلا تكتبها حتى أمليها عليك كما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأها فأملت عليه والصلاة الوسطى صلاة العصر
وروي عن عائشة وابن عباس والصلاة الوسطى وصلاة العصر بالواو
قلت
أما حديث حفصة فرواه مالك في موطئه حدثنا زيد بن أسلم عن عمرو ابن رافع أنه قال كنت أكتب مصحف حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لي إذا بلغت هذه الآية فآذني فلما بلغتها آذنتها فقالت اكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين انتهى
وعن مالك رواه محمد بن الحسن في موطئه
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن من القسم الخامس عن أبي يعلى الموصلي بسنده إلى ابن إسحاق حدثني أبو جعفر محمد بن علي ونافع بن عمرو ابن رافع مولى عمر بن الخطاب حدثهما أنه كان يكتب المصاحف في عهد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال فاستكتبتني حفصة مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة فلا تكتبها حتى تأتيني بها فأمليها عليك مما حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها فقالت لي اكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين انتهى
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده وكذلك الطحاوي في شرح الآثار
ورواه عبد الرزاق في مصنفه أنا ابن جريج عن نافع عن حفصة نحوه سواء
154

ورواه الطبري في تفسيره من ثلاث طرق كلها بالواو
الأول وهو أصرحها حدثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع أن حفصة أمرت مولى لها أن يكتب لها مصحفا فقالت إذا بلغت هذه الآية فلا تكتبها حتى أملها عليك كما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوؤها فلما بلغها أمرته فكتب حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين قال نافع فقرأت ذلك المصحف فوجدت فيه الواو انتهى
الثاني حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر عن عبد الله بن زيد الأزدي عن سالم بن عبد الله أن حفصة أمرت إنسانا أن يكتب... إلى آخره ليس فيه قول نافع
الثالث من حديث عمرو بن رافع بلفظ ابن حبان سواء ثم رواه الطبري بلفظ المصنف فقال فقال حدثني يعقوب ثنا هشيم عن أبي بشر عن سالم عن حفصة أنها أمرت رجلا يكتب لها مصحفا فقالت إذا بلغت هذا المكان فأعلمني فلما بلغ * (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) * قالت اكتب صلاة العصر انتهى
ثم ساقه من طريق آخر وفيه فلما بلغ قالت له اكتب فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر فتحرر أن حفصة عنها روايتان ذكر المصنف منهما رواية حذف الواو وهي أضعف الروايتين
وقد روى الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني في كتاب المصاحف حديث حفصة من نحو عشرين طريقة كلها وصلاة العصر بالواو
وأما حديث عائشة فرواه مسلم من حديث أبي يونس مولى عائشة قال أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآية فآذني فلما
155

بلغتها آذنتها فأملت علي حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقالت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
وكذلك رواه أبو داود والترمذي والنسائي وأحمد ومالك والشافعي
وأما حديث ابن عباس فرواه عبد الله بن أبي داود في كتاب المصاحف حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو ابن مريم عن ابن عباس أنه كان يقرأ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر انتهى
ورواه الطبري في تفسيره ثنا محمد بن المثنى ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة إلا أنه قال عمير فلينظر
159 قوله
عن ابن عمر أنها صلاة الظهر لأنها في وسط النهار وعن قبيصة بن ذؤيب أنها المغرب لأنها وتر النهار ولا تنقص في السفر
قلت رواهما الطبري حدثنا ابن حميد ثنا عبيد الله بن يزيد ثنا حيوة بن شريح وابن لهيعة قالا ثنا أبو عقيل زهرة بن معبد أن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وإبراهيم بن طلحة سألوا ابن عمر عن الصلاة الوسطى فقال هي الظهر انتهى
أخبرنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو أحمد ثنا عبد السلام عن إسحاق بن أبي فروة عن رجل عن قبيصة بن ذؤيب قال الصلاة الوسطى صلاة المغرب ألا ترى أنها ليست بأقلها ولا أكثرها ولا تقصر في السفر انتهى
160 الحديث الرابع والعشرون بعد المائة
عن ابن عباس رضي الله عنه كنا نتذاكر في المسجد فضل الأنبياء فذكرنا نوحا بطول عبادته وإبراهيم بخلته وموسى بتكليم الله إياه
156

وعيسى برفعه إلى السماء وقلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منهم بعث إلى الناس كافة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهو خاتم الأنبياء فدخل فقال فيم أنتم فذكرنا له فقال لا ينبغي لعبد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا فذكر أنه لم يعمل سيئة قط ولم يهم بها
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا أبو عاصم عبد الله بن عبيد العباداني أنا علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال كنا نتذاكر في حلقة في المسجد فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته وذكرنا إبراهيم وخلته وذكرنا موسى مكلم الله وذكرنا عيسى وذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تذكرون قلنا يا رسول الله تذاكرنا فضائل الأنبياء أيهم أفضل فذكرنا نوحا وطول عبادته وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن وذكرنا موسى مكلم الله وذكرنا عيسى بن مريم وذكرناك يا رسول الله قال فمن فضلتم قالوا فضلناك يا رسول الله بعثك الله إلى الناس كافة وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت خاتم الأنبياء فقال عليه السلام ما ينبغي أن يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا قلنا يا رسول الله وكيف ذلك قال ألم تسمعوا الله يقول * (يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا وحنانا من لدنا) * إلى آخر الآية * (مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين) * لم يعمل قط سيئة ولم يهم بها انتهى
رواه البزار في مسنده والطبراني في معجمه من حديث أبي عاصم به قال البزاز لا نعلم حدث به إلا يوسف بن مهران عن ابن عباس ولا نعلم أحدا روى عن يوسف بن مهران إلا علي بن زيد وحده انتهى
رواه ابن مردويه في تفسيره في سورة مريم من حديث أبي عاصم
157

العباداني به سواء
161 الحديث الخامس والعشرون بعد المائة
حديث موسى أنه سأل الملائكة وكان ذلك من قومه كطلب الرؤية أينام ربنا فأوحى الله إليهم أن يوقظوه ولا يتركوه ينام ثم قال خذ بيدك قارورتين مملوءتين فأخذهما وألقى الله عليه النعاس فضرب إحداهما على الأخرى فانكسرتا ثم أوحى الله إليه قل لهؤلاء إني أمسك السماوات والأرض بقدرتي فلو أخذني نوم أو نعاس لزالتا
قلت رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده وابن مردويه في تفسيره والطبري في تفسيره حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام ربنا عز وجل فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام وكاد يداه يلتقيان يستيقظ فيحبس إحداهما عن الأخرى حتى ينام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال ضرب الله تعالى مثلا له أن الله تعالى لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض انتهى
ورواه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات عند كلامه على القيوم من أسماء الله تعالى عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى إسحاق بن أبي إسرائيل بسنده ومتنه ثم رواه موقوفا قال وهذا هو الأشبه انتهى
158

ورواه ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية من طريق الدارقطني بسنده إلى إسحاق بن أبي إسرائيل به سندا ومتنا ثم قال قال الدارقطني تفرد به الحكم ابن أبان عن عكرمة وتفرد به أمية عن الحكم وتفرد به هشام عن أمية وقال الخطيب هكذا رواه أمية بن شبل عن الحكم بن أبان موصولا مرفوعا وخالفه معمر بن راشد فرواه عن الحكم عن
عكرمة قوله لم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبا هريرة وقال ابن الجوزي وهذا الحديث لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غض من رفعه
والظاهر أن عكرمة رأى هذا في كتب اليهود فرواه ولم يزل عكرمة يروي عنهم أشياء ومثل هذا فلا يجوز أن يخفى على نبي الله موسى وهو أجل من أن يجوز على الله تعالى النوم
وقد روى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب السنة عن سعيد بن جبير قال إن بني إسرائيل قالوا لموسى هل ينام ربنا وهذا هو الصحيح فإن القوم كانوا جهالا بالله تعالى انتهى كلامه
ورواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس في قوله تعالى * (لا تأخذه سنة ولا نوم) * أن موسى عليه السلام سأل الملائكة هل ينام الله عز وجل فأوحى الله إليهم أن يؤرقوه ثلاثا ولا يتركوه ينام ففعلواثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ثم تركوه وحذروه قال فجعل ينعس ويستيقظ وهما في يده حتى نعس نعيسة فضربت إحداهما الأخرى فانكسرتا قال معمر إنما هو مثل للسموات والأرض انتهى
والظاهر أن هذا الخبر من الإسرائيليات المنكرة وإلا فكيف يجوز موسى عليه السلام النوم على الله عز وجل وهو يقول * (لا تأخذه سنة ولا نوم) *
159

162 الحديث السادس والعشرون بعد المائة
قال النبي صلى الله عليه وسلم في فضل آية الكرسي ما قرئت هذه الآية في دار إلا هجرتها الشياطين ثلاثين يوما ولا يدخلها ساحر ولا ساحرة أربعين ليلة يا علي علمها ولدك وأهلك وجيرانك فما نزلت آية أعظم منها
163 الحديث السابع والعشرون بعد المائة
عن علي رضي الله عنه قال سمعت نبيكم على أعواد المنبر يقول من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر منه عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى نهشل بن سعيد الضبي عن أبي إسحاق الهمداني عن حبة العرني قال سمعت علي بن أبي طالب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعواد المنبر يقول من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ومن قرأها حين يأخذ مضجعه آمنه الله على داره ودار جاره والدويرات حوله انتهى
ثم روي عن الحاكم أيضا بسنده إلى سالم الخياط عن الحسن بن مختار عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت انتهى ومحمد بن حمير ومحمد بن
160

زياد من رجال البخاري فهو على شرط البخاري
وأورده ابن الجوزي أيضا في الموضوعات وأنكر عليه بعض المتأخرين وخطأه في ذلك وقال إنه حديث صحيح
ووجدت له سندا آخر رواه أبو نعيم الأصبهاني في كتابه الحلية في ترجمة محمد بن كعب القرظي فقال حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن القاضي ثنا إبراهيم بن زهير ثنا مكي بن إبراهيم ثنا هاشم بن هاشم عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن كعب القرظي عن المغيرة بن شعبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي... إلى آخره وقال غريب من حديث المغيرة
164 الحديث الحديث الثامن والعشرون بعد المائة
روي أن الصحابة رضي الله عنهم تذاكروا أفضل ما في القرآن فقال لهم علي أين أنتم من آية الكرسي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي سيد البشر آدم وسيد العرب محمد ولا فخر وسيد الفرس سلمان وسيد الروم صهيب وسيد الحبشة بلال وسيد الجبال الطور وسيد الأيام يوم الجمعة وسيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة وسيد البقرة آية الكرسي
161

قلت ذكره أبو شجاع الديلمي في كتاب الفردوس من حديث علي مرفوعا والله أعلم
165 الحديث التاسع والعشرون بعد المائة روي أنه كان لأنصاري من بني سالم بن عوف ابنان فتنصرا قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قدما المدينة فقال لا أدعكما حتى تسلما فأبوا فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأنصاري يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر فنزلت * (لا إكراه في الدين) * الآية فخلاهما
قلت روى الطبري في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد الحرشي مولى زيد بن ثابت عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى * (لا إكراه في الدين) * قال نزلت في رجل من الأنصار من بني سالم بن عوف يقال له الحصين كان له ابنان نصرانيان وكان هو مسلما فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ألا أستكرهما فإنهما قد أبيا إلا النصرانية فأنزل الله فيه تلآية فتركهما انتهى
وذكره الواحدي في أسباب النزول له من قول مسروق قال كان لأنصاري من بني سالم فذكره بلفظ المصنف سواء وكذلك فعل البغوي في كتابه
166 قوله روي عن عمر رضي الله عنه أنه سأل الصحابة عن قوله تعالى * (كمثل جنة بربوة) * الآية فقالوا الله أعلم فغضب وقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها يا أمير المؤمنين قال قل يا ابن أخي ولا تحقر نفسك قال ضرب فيها مثل العمل قال لأي عمل قال لرجل عني بالحسنات ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله كلها
قلت رواه البخاري في صحيحه من حديث عبيد بن عمير أن عمر سأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى آخره سواء
ووهم الحاكم في مستدركه فرواه وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
167 قوله عن ابن عباس قال صدقات السر في التطوع تفضل علانيتها سبعين ضعفا
قلت رواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل الخامس والستين بعدالمائتين فقال ثنا أبو سنان البلخي يرفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى * (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) * قال جعل صدقة السر التطوع تفضل علانيتها سبعين ضعفا وجعل صدقة الفريضة علانيتها تفضل سرها بخمسة وعشرين ضعفا وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها انتهى
ورواه الطبري في تفسيره من حديث علي بن أبي طلحة عن ابن عباس فذكره
168 الحديث الثلاثون بعد المائة عن ابن عباس قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحاب الصفة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم فقال أبشروا يا أصحاب الصفة فمن بقي من أمتي على النعت الذي أنتم عليه راضيا بما فيه فإنه من رفقائي
162

قلت رواه البخاري في صحيحه من حديث عبيد بن عمير أن عمر سأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم... إلى آخره سواء
ووهم الحاكم في مستدركه فرواه وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
167 قوله
عن ابن عباس قال صدقات السر في التطوع تفضل علانيتها سبعين ضعفا
قلت رواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل الخامس والستين بعدالمائتين فقال ثنا أبو سنان البلخي يرفعه إلى ابن عباس في قوله تعالى * (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) * قال جعل صدقة السر التطوع تفضل علانيتها سبعين ضعفا وجعل صدقة الفريضة علانيتها تفضل سرها بخمسة وعشرين ضعفا وكذلك جميع الفرائض والنوافل في الأشياء كلها انتهى
ورواه الطبري في تفسيره من حديث علي بن أبي طلحة عن ابن عباس... فذكره
168 الحديث الثلاثون بعد المائة
عن ابن عباس قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحاب الصفة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم فقال أبشروا يا أصحاب الصفة فمن بقي من أمتي على النعت الذي أنتم عليه راضيا بما فيه فإنه من رفقائي
163

169 الحديث الحادي والثلاثون بعد المائة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله يحب الحيي الحليم المتعفف ويبغض البذيء السائل الملحف
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود
أما حديث أبي هريرة فروي من طرق
الطريق الأول رواه البزار في مسنده حدثنا عبد الرحمن بن الأسود ثنا محمد بن كثير الملائي عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت إن الله يحب الحيي الحليم العفيف ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف إن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والفحش من البذاء والبذاء في النار انتهى وقال لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد
الطريق الثاني رواه إسحاق بن راهويه في مسنده ومن طريقه الطبراني في مسند الشاميين أخبرنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء بن مسلم الخراساني عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب الحليم المتحلم العفيف المتعفف ويكره الفاحش المتفحش البذيء السائل الملحف انتهى
الطريق الثالث رواه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان وأبو القاسم حمزة ابن يوسف السهمي في تاريخ جرجان من حديث عيسى بن خالد البلخي ثنا ورقاء عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى أثر نعمته عليه ويكره البؤس والتباؤس ويبغض السائل الملحف ويحب العفيف المتعفف انتهى
164

وأما حديث ابن مسعود فرواه الطبراني في معجمه من حديث سوار بن مصعب عن عمرو بن قيس عن سلمة بن كهيل عن شقيق عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره بلفظ البزار وزاد فيه زيادات
وفيه حديث مرسل رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأدب حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن حبيب عن ميمون بن أبي شبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره بلفظ المصنف سواء إلا أنه قال ويبغض الفاحش البذيء
170 الحديث الثاني والثلاثون بعد المائة
في الحديث ما نقصت زكاة من مال قط
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله انتهى
ورواه البزار في مسنده وقال فيه قط
171 الحديث الثالث والثلاثون بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يحل دين رجل مسلم فيؤخره إلا كان له بكل يوم صدقة
قلت روي من حديث بريدة ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث ابن عباس
فحديث بريدة رواه ابن ماجة في سننه في كتاب الأحكام حدثنا محمد
165

ابن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا الأعمش عن نفيع أبي داود عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أنظر معسرا كان له كل يوم صدقة ما لم يحل ومن أنظره بعد حله كان له مثله في كل يوم صدقة انتهى
ورواه أحمد في مسنده وابن أبي شيبة في مسنده أيضا حدثنا عفان ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن جحادة عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعا نحوه
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الحاكم في مستدركه في كتاب البيوع وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وكذلك رواه البيهقي في أواخر كتابه شعب الإيمان
وكذلك رواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبي به
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن محمد بن جحادة به
وكذلك رواه الطبراني في جمعه أحاديث محمد بن جحادة وهو جزء لطيف خمس عشرة ورقة
وأما حديث عمران بن حصين فرواه أحمد في مسنده ثنا أسود بن عامر أنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي داود عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان لرجل على آخر حق فأخره إلى أجله كان له صدقة فإن أخره بعد أجله كان له بكل يوم صدقة انتهى
ورواه الطبراني في معجمه عن أبي بكر بن عياش به
وأما حديث ابن عباس فرواه الطبراني في معجمه من حديث يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا بلفظ ابن أبي شيبة وزاد فيه وما مد عبد يده
166

بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل انتهى
172 قوله
عن ابن عباس قال أشهد أن الله أباح السلم المضمون إلى أجل معلوم في كتابه وأنزل فيه أطول آية
قلت رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي حسان الأعرج عن ابن عباس قال أشهد أن السلم المضمون إلى أجل مسمى أن الله عز وجل أحله في الكتاب وأذن فيه وقرأ هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه) * وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
173 الحديث الرابع والثلاثون بعد المائة
في الحديث لا يقول المؤمن كسلت
وأعاده في براءة
174 الحديث الخامس والثلاثون بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رهن درعه في غير سفر
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم في البيوع من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاما إلى أجل ورهنه درعا له من حديد انتهى
وروى البخاري من حديث قتادة عن أنس قال ولقد رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا له بالمدينة عند يهودي وأخذ منه شعيرا لأهله انتهى وزيادة قوله بالمدينة
167

صريح على أنه كان في حضر
175 قوله
عن عبد الله بن عمر أنه تلا قوله تعالى * (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه) * الآية فقال لئن أخذنا الله بهذا لنهلكن ثم بكى حتى سمع نشيجه فذكر لابن عباس فقال يغفر الله لأبي عبد الرحمن قد وجد المسلمون منها مثل ما وجد فنزل * (لا يكلف الله نفسا) * الآية
قلت رواه الطبري أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن مرجانة عن ابن عمر... فذكره
ورواه الحاكم في مستدركه من حديث سالم عن أبيه عبد الله بن عمر... فذكره بنحو منه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
176 الحديث السادس والثلاثون بعد المائة
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا بهذه الدعوات * (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا) * الآية قيل له عند كل كلمة قد فعلت
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان من حديث آدم بن سليمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية * (إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله) * قال دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا * (سمعنا وأطعنا) * قال فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) * قال قد فعلت انتهى
ووهم الحاكم فرواه في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
177 الحديث السابع والثلاثون بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنزل الله آيتين من كنوز الجنة كتبهما
168

الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل
قلت رواه ابن عدي في الكامل من حديث الوليد بن عباد عن أبان بن أبي عياش عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن علقمة بن قيس عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله أنزل... إلى آخره ثم قال والوليد بن عباد ليس بمعروف وليس حديثه بمستقيم انتهى
ومن طريق ابن عدي رواه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان بسنده ومتنه
178 الحديث الثامن والثلاثون بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم فرواه البخاري في المغازي في باب شهود الملائكة بدرا من حديث عبد الرحمن بن يزيد عن علقمة عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه قال عبد الرحمن ثم لقيت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فحدثنيه انتهى
ورواه مسلم والترمذي والنسائي في فضائل القرآن ورواه أبو داود وابن ماجة في الصلاة كلهم من حديث عبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود لم يذكروا فيه علقمة
ورواه أحمد في مسنده بالوجهين ورواه الطبراني في معجمه وزاد فيه * (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه) * إلى آخر السورة
169

واختلفوا في قوله كفتاه فقيل أي أجزأتاه عن قيام الليل وقيل كفتاه عن كل شيطان وقيل كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة وقيل أي فضلا وأجرا
179 الحديث التاسع والثلاثون بعد المائة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أوتيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن نبي قبلي
قلت روي من حديث حذيفة ومن حديث أبي ذر
فحديث حذيفة رواه النسائي في سننه الصغرى في كتاب فضائل القرآن من حديث أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلنا على الناس بثلاث جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فقال في باب فضائل القرآن وقد خرج مسلم رحمه الله حديث أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش انتهى وهذا وهم وإنما روى مسلم بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضلنا على الناس بثلاث جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء وذكرخصلة أخرى انتهى بحروفه في الصلاة فلذلك عدلت عنه إلى لفظ النسائي فإنه أقرب إلى لفظ الكتاب وعجبت من
170

شيخنا الذهبي كيف لم يتعقبه في مختصره وأصحاب الأطراف جعلوه حديثا واحدا وعزوه لمسلم والنسائي على عادتهم في الرجوع إلى أصل الحديث دون مراعاتهم لاختلاف ألفاظه
ورواه أحمد والبزار وابن أبي شيبة في مسانيدهم ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثاني والثلاثين من القسم الثالث عن ابن خزيمة بسندهم إلى أبي مالك الأشجعي به
وكذلك رواه البيهقي في كتابيه دلائل النبوة وشعب الإيمان في الباب التاسع عشر منه
وله طريق آخر عند الطبراني في معجمه الوسط فرواه في ترجمة المحمدين من حديث الحسن بن سالم بن أبي الجعد سمعت نعيم بن أبي هند ثنا ربعي بن حراش حدثني حذيفة بن اليمان... فذكره بلفظ النسائي وزاد ثم قرأ * (لله ما في السماوات وما في الأرض) * حتى ختم السورة انتهى
ووقع لعبد الحق هاهنا ذهول فذكره في أحكامه الحديث في أول باب التيمم وفي باب المساجد في الجمع بين الصحيحين بلفظ مسلم وعزاه له ثم قال وذكر ابن أبي شيبة في مسنده الخصلة التي لم يذكرها مسلم ثم ساقه بلفظ النسائي وهذا ذهول منه فإنه عند النسائي في سننه
وعجبت من ابن القطان كيف لم يستدركه في كتابه الوهم والإيهام مع كثرة تتبعه وتعقبه عليه في مثل ذلك والله أعلم
وأما حديث أبي ذر فرواه أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما حدثنا جرير عن منصور عن ربعي بن حراش عن زيد بن ظبيان عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن نبي قبلي انتهى
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر منه من حديث سفيان
171

عن منصور سندا ومتنا
180 الحديث الأربعون بعد المائة والحادي والأربعون قال المصنف جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم من آخر سورة البقرة وخواتيم سورة البقرة
قلت
الأول تقدم في حديث أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه رواه الأئمة الستة
والثاني رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان من حديث مرة عن ابن مسعود قال أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك بالله شيئا من أمته المقحمات انتهى
وروى أيضا في الصلاة من حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس قال بينما جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزل ملك فقال هذا ملك لم ينزل إلى الأرض إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ حرفا منها إلا أعطيته انتهى
181 الحديث الثاني والأربعون بعد المائة
عن ابن مسعود أنه رمى الجمرة ثم قال من هاهنا والذي لا إله إلا هو رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم في الحج مختصرا ومطولا عن عبد الرحمن ابن يزيد قال رمى عبد الله بن مسعود رمي جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة فقيل له إن أناسا يرمونها من فوقها فقال هذا والذي لا إله إلا الله هو مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة انتهى
172

182 الحديث الثالث والأربعون بعد المائة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط فتعلموها فإن تعلمها بركة وتركها حسرة ولن تستطيعها البطلة قيل وما البطلة قال السحرة
قلت غريب بهذا اللفظ والذي رواه مسلم في فضائل القرآن من حديث أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أقرؤا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة انتهى
وبهذا اللفظ رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وكذلك أحمد وابن راهويه وابن أبي شيبة والدارمي والبزار في مسانيدهم
ورواه الثعلبي والبغوي من حديث بريدة كذلك
تنبيه
والمصنف رحمه الله استدل بهذا الحديث للقائلين السورة التي يذكر فيها كذا وبالثلاثة الأحاديث التي قبله على جواز ذلك
وفي الباب حديث لم يظفر به المصنف رواه ابن مردويه في تفسيره فقال حدثنا محمد بن معمر ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفارسي ثنا خلف بن هشام ثنا عيسى بن ميمون عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذلك القرآن كله ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة والتي يذكر فيها آل عمران وكذلك القرآن كله انتهى
وهذا الحديث معلول بعيسى بن ميمون وهو أبو سلمة الخواص وهو ضعيف لا يحتج به
ورواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي
173

ثنا خلف بن هشام البزار به سندا ومتنا
وحديث الكتاب ذكره أبو شجعاع الديلمي في كتاب الفردوس من رواية أبي سعيد الخدري بلفظ الكتاب سواء
174

سورة آل عمران
175

سورة آل عمران
ذكر فيها سبعة وتسعين حديثا
183 الحديث الأول
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع اليهود في سوق بني قينقاع بعد وقعة بدر فقال يا معشر اليهود احذروا مثلما نزل بقريش وأسلموا قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم فقد عرفتم أني نبي مرسل فقالوا لا يغرنك أنك لقيت أقواما أغمارا لا خبرة لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة لئن قاتلتنا لعلمت أنا نحن الناس فنزلت
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الخراج من حديث محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعكرمة كلاهما عن ابن عباس قال لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا يوم بدر وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال يا معشر يهود أسلموا... إلى آخر سواء
ومن طريق ابن إسحاق أيضا رواه الطبري بسنده ومتنه وراه ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق فلم يجاوزه
184 الحديث الثاني
قال النبي صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء لا نورث
قلت رواه النسائي في سننه الكبرى في كتاب الفرائض أخبرنا محمد بن
177

منصور المكي عن سفيان عن عمرو بن دينار عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان قال قال عمر لعبد الرحمن وسعد وعثمان وطلحة والزبير أنشدكم بالله الذي قامت له السماوات والأرض سمعتم النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة قالوا اللهم نعم انتهى
ورواه أحمد في مسنده حدثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركت بعد مؤنة عاملي ونفقة نسائي صدقة انتهى
والحديث في الصحيحين من رواية عائشة ليس فيه إنا معشر الأنبياء ولفظهما قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة انتهى
قيل وروى الترمذي في غير جامعه بسند على شرط مسلم من حديث عمر عن أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة انتهى
ورواه النسائي في كتاب الكنى أخبرني إسحاق بن موسى ثنا تليد بن سليمان أبو إدريس عن عبد الملك بن عمير عن الزهري عن مالك بن أوس ابن الحدثان قال قال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة انتهى قال وتليد بن سليمان كوفي ليس بالقوي وقال ابن معين ليس بشيء
185 الحديث الثالث
عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد عذابا يوم القيامة قال رجل قتل نبيا أو رجلا أمر بمعروف أونهى عن منكر ثم قرأ * (ويقتلون النبيين) * الآية ثم قال يا أبا عبيدة قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا من أول النهار
178

في ساعة واحدة فقام مائة واثنا عشر رجلا من عباد بني إسرائيل فأمروا قتلتهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر فقتلوا جميعا من آخر النهار
قلت رواه البزار في مسنده حدثنا محمد بن الحارث البغدادي ثنا عبد الوهاب ابن نجدة حدثني محمد بن حمير ثنى أبو الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي عبيدة بن الجراح قال قلت يا رسول الله أي الشهداء أكرم على الله قال رجل قام إلى أمير جائر فأمره بمعروف ونهاه عن منكر فقتله قيل فأي الناس أشد عذابا قال رجل قتل نبيا أو قتل رجلا أمره بمعروف أو نهاه عن المنكر فقتله ثم قرأ * (ويقتلون النبيين بغير حق) * الآية ثم قال يا أبا عبيدة... الحديث إلى آخره وقال لا نعلم له عن أبي عبيدة طريقا غير هذه الطريق ولم نسمع أحدا سمى أبا الحسن هذا الذي روى عنه محمد بن حمير انتهى
ورواه الطبري وابن أبي حاتم والثعلبي ومن طريقه البغوي في تفاسيرهم عن ابن حمير به
186 الحديث الرابع
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مدراسهم يعني اليهود فدعاهم فقال له نعيم بن عمرو والحارث بن زيد على أي دين أنت قال على ملة إبراهيم قالا إن إبراهيم كان يهوديا قال لهم إن بيننا وبينكم التوراة فهلموا إليها فأبيا فنزلت * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله) * الآية
قلت رواه الطبري في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق حدثني محمد
179

ابن أبي محمد مولى زيد بن ثابت حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدراس على جماعة من يهود فدعاهم إلى الله فقال له نعيم بن عمرو... إلى آخره
وذكره ابن هشام في سيرته من قول ابن إسحاق لم يجاوز به
وذكره الواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس
187 الحديث الخامس
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أفتتح مكة وعد أمته ملك فارس والروم فقال المنافقون واليهود هيهات هيهات من أين محمد ملك فارس والروم هم أعز وأمنع من ذلك
قلت غريب وذكره الواحدي في أسباب النزول له عن ابن عباس وأنس قالا لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة... فذكره إلى آخره وذكره البغوي من قول قتادة فقط
188 الحديث السادس
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خط الخندق عام الأحزاب وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا وأخذوا يحفرون خرج من بطن الخندق صخرة كالتل العظيم لم يعمل فيها المعاول فوجهوا سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فأخذ المعول من سلمان فضربها ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم وكبر وكبر المسلمون وقال أضاءت لي منه قصور الحيرة كأنها أنياب الكلاب ثم ضرب الثانية فقال أضاءت لي منها القصور الحمر
180

من أرض الروم ثم ضرب الثالة فقال أضاءت لي قصور صنعاء وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة على كلها فأبشروا فقال المنافقون ألا تعجبون يمنيكم ويعدكم الباطل ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وإنها تفتح لكم وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تبرزوا فنزلت * (قل اللهم مالك الملك) * الآية
قلت روي من حديث البراء بن عازب ومن حديث عمرو بن عوف المزني
أما حديث البراء فرواه النسائي في سننه في الجهاد من حديث ميمون عن البراء بن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق قال وعرض لنا فيه صخرة لم تأخذ فيها المعاول فشكوناها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فأخذ المعول ثم قال بسم الله فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا ثم قال بسم الله وضرب ضربة أخرى فكسر ثلث الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس وإني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا ثم قال بسم الله وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا انتهى
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم
وذكره عبد الحق في أحكامه في كتاب الجهاد من جهة النسائي وسكت عنه فهو صحيح عنده على قاعدته في ذلك وتعقبه ابن القطان في كتابه فقال وميمون هذا هو مولى عبد الرحمن بن سمرة يكنى أبا عبد الله يروي عن زيد
181

ابن أرقم والبراء روى عن قتادة وخالد الحذاء وشعبة وعوف الأعرابي قال احمد حديثه منكر وقال ابن معين لا شيء وقال البخاري عن ابن المديني كان يحيى لا يحدث عنه وكل من رأيته من مؤلفي الضعفاء ذكره في جملتهم فأقل أحواله ألا يكون ثلبت العدالة إن لم يثبت جرحه انتهى كلامه
أما حديث عمرو بن عوف فرواه البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة الخندق عن الحاكم بسنده إلى محمد بن خالد بن عثمة ثنا كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف المزني حدثني أبي عن أبيه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الأحزاب ثم قطع أربعين ذراعا بين كل عشرة قال عمرو بن عوف فكنت أنا وسلمان وحذيفة بن اليمان والنعمان بن مقرن وستة نفر من الأنصار في أربعين ذراعا فحفرنا حتى إذا بلغنا الثدي أخرج الله تعالى من بطن الخندق صخرة بيضاء مدورة فكسرت حديدنا وشقت علينا فذهب سلمان واخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبط مع سلمان في الخندق وأخذ المعول من سلمان فضرب الصخرة ضربة صدعها وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها يعني المدينة حتى لكأن مصباحا في جوف ليل مظلم فكبر وكبر المسلمون ثم ضربها الثانية فصدعها ثم ضربها الثالثة فكسرها وقال لما ضرب الضربة الأولى فبرق الذي رأيتم أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضربت الثانية فأضاءت لي قصور الحمر من أرض الروم وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها ثم ضرب الثالثة فأضاءت لي قصور صنعاء وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها فأبشروا فاستبشر المسلمون وقالوا الحمد لله موعود صادق وعدنا النصر بعد الحصر وقال المنافقون ألا تعجبون يحدثكم ويمنيكم ويعدكم الباطل يخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى وأنها تفتح لكم وأنتم تحفرون الخندق لا تستطيعون أن تبرزوا فأنزل الله * (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) * مختصر
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة له في الباب الثامن والعشرين والواحدي
182

في أسباب النزول له والطبري والثعلبي والبغوي من طريق الثعلبي في تفاسيرهم كلهم عن محمد بن خالد بن عثمة به سواء
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة سلمان أخبرنا محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك ثنا كثير بن عبد الله به سواء
ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني عاصم بن عبد الله الحكمي عن عمر بن الحكم قال كان عمر بن الخطاب يومئذ يعني يوم الخندق يضرب بالمعول إذ صادف حجرا صلدا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منه المعول وهو عند جبل بني عبيد فضرب ضربة... فذكره بنحوه
189 الحديث السابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما تكونون يولى عليكم
قلت هذا رواه القضاعي في مسند الشهاب ثنا هبه الله بن أبي غسان الفارسي أنا عبد الملك بن الحسن البكاري ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري ثنا أحمد بن إبراهيم بن عثمان بن المثنى أبو المثنى الباهلي أن أباه وعمه محمد بن يحيى المثنى حدثاه قالا أنا الكرماني بن عمرو ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تكونون يولى عليكم وفي لفظ يؤمر عليكم انتهى
قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب هذا حديث رواه أحمد بن إبراهيم بن عثمان بن المثنى عن الكرماني بن عمرو عن المبارك بن فضالة والمبارك ابن فضالة وإن ذكر بشيء من الضعف فإن العهدة على من رواه عنه فإن فيهم جهالة والحسن عن أبي هريرة منقطع انتهى وفيه تخليط فليحرر
183

190 الحديث الثامن
يروى في الحديث ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها ثم قال المصنف الله أعلم بصحته
قلت رواه البخاري ومسلم في فضائل الأنبياء من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولود... إلى آخره سواء وزاد ثم قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم * (وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) * انتهى
191 الحديث التاسع
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جاع في زمن قحط فأهدت له فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع بها إليها وقال هلمي يا بنية فكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا ولحما فبهتت وعلمت أنها نزلت من عند الله فقال لها صلى الله عليه وسلم أنى لك هذا فقالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب فقال النبي عليه السلام الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل ثم جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع أهل بيته عليه حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو فأوسعت فاطمة على جيرانها
قلت رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا سهل بن زنجلة أبو عمران الداري ثنا عبد الله بن صالح ثنا عبد الله بن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا فأتى فاطمة فقال يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع فقالت لا والله بأبي أنت وأمي فلما خرج من عندها عليه السلام بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها ووضعته في
184

جفنة لها وغطته وقالت لأوثرن بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعثت إليه حسنا أو حسينا فرجع إليها فقالت له بأبي أنت وأمي قد أتى الله بشيء فخبأته لك قال هلمي فأتته فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله عز وجل فلما قدمته إليه حمد الله تعالى وقال لها من أين لك هذا قالت يا أبت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب فقال يا بنية الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وأكل صلى الله عليه وسلم هو وعلي وفاطمة وحسن وحسين وجميع أهل بيته جميعا حتى شبعوا وبقيت الجفنة كما هي فأوسعت فاطمة على جيرانها وجعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا انتهى
وسهل بن زنجلة حافظ ثقة أخرج له ابن ماجة روى عنه ابن عيينة والقطان
192 الحديث العاشر
قول أهل خيبر محمد والخميس
قلت هذه القطعة من حديث رواه البخاري ومسلم من حديث أنس في غزوة خيبر قال صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقد خرجوا بالمساحي على أعناقهم فلما رأوه قالوا هذا محمد والخميس فلجئوا إلى الحصن فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وقال الله أكبر خربت خيبر
وسيأتي بتمامه في سورة الصافات إن شاء الله تعالى
193 الحديث الحادي عشر
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما دعاهم يعني النصارى إلى المباهلة قالوا حتى نرجع وننظر فلما تخالوا قالوا للعاقب وكان ذا
185

رأيهم يا عبد المسيح ما ترى فقال والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ونبت صغيرهم ولئن فعلتم لتهلكن فإن أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفهما وهو يقول إذا أنا دعوت فأمنوا فقال أسقف نجران يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة فقالوا يا أبا القاسم رأينا ألا نباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا قال فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم فأبوا قال فإني أناجزكم قالوا ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على ألا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة ألف في صفر وألف في رجب وثلاثين درعا عارية من حديد فصالحهم على ذلك وقال والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا
قلت رواه أبو نعيم في كتابه دلائل النبوة في الباب الحادي والعشرين حدثنا إبراهيم بن أحمد بن فرج ثنا أبو عمر الدوري ثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أربعة عشرة رجلا من أشرافهم منهم السيد وهو
186

الكبير والعاقب وهو الذي بعده وكان صاحب رأيهم واسمه عبد المسيح وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا أسلموا ثم تلا عليهم * (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه) * الآية فلما قرأها عليهم قالوا ما نعرف ما نقول فقال إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم قالوا يا أبا القاسم حتى نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك قال فخلا بعضهم ببعض وقال السيد للعاقب يا عبد المسيح قد والله علمتم أن الرجل لنبي مرسل وما لاعن قوم قط نبيا فتبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم فإن أنتم لم تتبعوه وأبيتم إلا إلف دينكم فوادعوه وارجعوا إلى بلادكم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بنفر من أهله فجاء عبد المسيح بابنه وابن أخ له وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة فقال عليه السلام إذا أنا دعوت فأمنوا فأبوا أن يلاعنوا وصالحوه على الجزية وقالوا يا أبا القاسم نرجع على ديننا وندعك ودينك
ثم أخرج نحوه عن الشعبي مرسلا وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإن أبيتم المباهلة فأسلموا ولكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم فإن أبيتم فأعطوا الجزية كما قال الله قالوا ما نكلم إلا أنفسنا قال فإن أبيتم فإني أنبذ إليكم على سواء قالوا ما لنا طاقة بحرب العرب ولكن نؤدي الجزية فجعل عليهم كل سنة ألفي حلة ألفا في صفر وألفا في رجب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران لو تموا على الملاعنة مختصر
و رواه الطبري في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير في قوله تعالى * (إن هذا لهو القصص الحق) * إلى قوله * (فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) * قال لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفد من نصارى نجران إلى الملاعنة قالوا يا أبا القاسم دعنا ننظر في أمرنا ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه فانصرفوا عنه ثم خلوا بالعاقب وكان ذا رأيهم فقالوا يا عبد المسيح
187

ما ترى قال والله يا معشر النصارى لقد علمتم أن محمدا لنبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من خبر صاحبكم وقد علمتم ما لاعن قوم نبيا قط فتبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم وإنه للاستئصال منكم إن فعلتم فإن كنتم قد أبيتم إلا إلف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل ثم انصرفوا إلى بلادكم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا القاسم قد رأينا ألا نلاعنك وأن نتركك على دينك ونرجع إلى ديننا
ثم أسند إلى السدي قال فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلي اتبعنا فخرج معهم ولم تخرج النصارى يومئذ وقالوا إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي وليست دعوة النبي كغيره فتخلفوا عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو خرجوا لاحترقوا فصالحوه على أن له عليهم ثمانين ألفا فما عجزت الدراهم ففي العروض الحلة بأربعين وعلى أن له عليهم ثلاثا وثلاثين درعا وثلاثا وثلاثين بعيرا وأربعة وثلاثين فرسا غازية كل سنة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضامن لها حتى يؤديها إليهم انتهى وذكره ابن هشام في السيرة من قول ابن إسحاق لن يجاوز به ومصالحة أهل نجران على ألفي حلة وعارية ثلاثين درعا
ورواه أبو داود في سننه في كتاب الخراج من حديث السدي عن ابن عباس قال صالح الرسول صلى الله عليه وسلم أهل نجران على ألفي حلة النصف في صفر والبقية في رجب يؤدونها إلى المسلمين وعارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح يغزون بها والمسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم مختصر
194 الحديث الثاني عشر
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخاه ثم جاء الحسين فأدخله
188

ثم فاطمة ثم علي ثم قال * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) *
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الفضائل من حديث صفية بنت شيبة عن عائشة قالت خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * انتهى
ووهم الحاكم فرواه في مستدركه في كتاب الفضائل وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
قال المنذري في حواشيه مرجل يروى بالجيم وبالحاء وهو كساء من صوف أوخز
وقال عبد الحق في أحكامه المرجل بالحاء والجيم هو الموشى بمثل صور الرجال
195 الحديث الثالث عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما نزلت * (ليس علينا في الأميين سبيل) * قال كذب أعداء الله ما من شيء في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البار والفاجر
قلت رواه الطبري في تفسيره أخبرنا ابن حميد ثنا يعقوب القمي ثنا جعفر عن سعيد بن جبير قال لما قال أهل الكتاب ليس علينا في الأميين سبيل قال النبي صلى الله عليه وسلم كذب أعداء الله... إلى آخره
و رواه ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا محمد بن يحيى أنا أبو ربيع الزهراني ثنا يعقوب القمي به سندا ومتنا وهذا مرسل
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه ومعنى قوله عليه السلام تحت
189

قدمي أي أهدرته كله وهذا في لغة العرب يقول الرجل للرجال إذا وقع بينهم شر ثم أراد الصلح اجعل ذلك تحت قدميك أي أبطله انتهى
196 قوله
عن ابن عباس أنه سأله رجل فقال إنا نصيب في الغزو من أموال أهل الذمة الدجاجة والشاة قال فيقولون ماذا قال يقول ليس علينا في ذلك بأس قال هذا كما قال أهل الكتاب * (ليس علينا في الأميين سبيل) * إنهم إذا أدوا الجزية لم يحل أكل أموالهم إلا بطيبة أنفسهم
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه وفي تفسيره أخبرنا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن صعصعة بن معاوية أنه سأل ابن عباس فقال إنا نمر بأهل الذمة فيذبحون لنا الدجاجة والشاة قال ويقولون ماذا... إلى آخره
وكذلك رواه الطبري في تفسيره حدثنا ابن وكيع ثنا أبي ثنا سفيان عن أبي إسحاق به
197 الحديث الرابع عشر
روي عن الأشعث بن قيس قال نزلت في " يشترون بعهد الله ثمنا قليلا " قال كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال شاهداك أو يمينه فقلت إذا يحلف ولا يبالي فقال من حلف على يمين يستحق بها مالا هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان
قلت رواه البخاري في صحيحه في عدة مواضع منه ومسلم في كتاب الأيمان عن أبي وائل قال قال عبد الله بن مسعود من حلف على يمين يستحق بها مالا وهو فيها فاجر لقي الله وهو غضبان فأنزل الله تصديق ذلمك " إن
190

الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا) إلى * (عذاب أليم) * ثم إن الأشعث ابن قيس خرج إلينا فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قال فحدثناه فقال صدق لفي والله نزلت كان بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال شاهداك أو يمينه قلت إنه إذا يحلف ولا يبالي فقال عليه السلام من حلف على يمين يستحق بها مالا هو فاجر لقي الله وهو عليه غضبان انتهى
198 الحديث الخامس عشر
روي أن أبا رافع القرظي والسيد من نصارى نجران قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتريد أن نعبدك ونتخذك ربا قال معاذ الله أن يعبد غير الله أو أن نأمر بعبادة غير الله فما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني فنزلت * (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب) * الآية
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في أبواب الوفود في باب وفود نجران عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنازعوا عنده فقالت الأحبار ما كان إبراهيم يهوديا وقالت النصارى ما كان إلا نصرانيا فأنزل الله فيهم * (يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده) * إلى قوله * (والله ولي المؤمنين) * فقال أبو رافع القرظي ورجل آخر منهم يقال له الرئيس وهو السيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دعاهم للإسلام أتريد منا يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى بن مريم فقال عليه السلام معاذ الله أن أعبد غير الله أو آمر بعبادة غيره ما بذلك بعثني ولا بذلك أمرني فأنزل الله تعالى في ذلك * (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله) * إلى آخر الآيات
191

ورواه الطبري في تفسيره من طريق ابن إسحاق بسنده المذكور ومتنه وذكره ابن هشام في سيرته من قول ابن إسحاق لم يجاوز به إلا أن عنده وعند الطبري أبو نافع بالنون
وذكره الواحدي في أسباب النزول له عن الكلبي وعطاء عن ابن عباس أن أبا رافع والرئيس من نصارى نجران قالا يا محمد... إلى آخره سواء
199 الحديث السادس عشر
روي أن رجلا قال يا رسول الله نسلم عليك كما يسلم بعضنا على بعض أفلا نسجد لك قال لا ينبغي أن يسجد لأحد من دون الله ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لأهله
قلت غريب ونقله الواحدي في أسباب النزول عن الحسن قال بلغني أن رجلا قال... فذكره
200 روي أن أهل الكتاب اختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفوا فيه من دين إبراهيم عليه السلام وكل واحد من الفريقين ادعى أنه أولى به فقال صلى الله عليه وسلم كلا الفريقين بريء من دين إبراهيم فقالوا ما نرضى بقضائك ولا نأخذ بدينك فنزلت
قلت غريب أيضا ونقله الواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس
192

أن أهل الكتاب اختصموا... إلى آخره سواء
201 الحديث السابع عشر
روي أنه لما نزلت " لن تنالوا البر حنى تنفقوا مما تحبون " جاء أبو طلحة فقال يا رسول الله إن أحب أموالي إلي بيرحاء فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال صلى الله عليه وسلم بخ بخ ذاك مال رابح وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال طلحة أفعلها يا رسول الله وقسمها في أقاربه
قلت رواه البخاري في التفسير وفي الوقف ومسلم في الزكاة من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال لما نزلت * (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) * قام أبو طلحة فقال يا رسول الله إن الله يقول * (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) * وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها فضعها حيث أراك الله فقال بخ ذاك مال رابح أو قال رايح شك أبو سلمة وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين قال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه انتهى
202 الحديث الثامن عشر
روي أن زيد بن حارثة جاء بفرس وكان يحبها فقال هذه في سبيل الله فحمل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وكأن زيدا وجد في نفسه وقال إنما أردت أن أتصدق به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إن الله قد قبلها منك
193

قلت رواه الطبري في تفسيره حدثني يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب حدثني داود بن عبد الرحمن المكي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن عمرو بن دينار قال لما أنزلت هذه الآية * (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) * جاء زيد بفرس له يقال له سبل فقال يا رسول الله تصدق بهذه قال فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم ابنه أسامة بن زيد بن حارثة فكأن زيدا وجد في نفسه... إلى آخره وهذا مرسل
ورواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر عن أيوب وغيره أنه لما نزلت * (لن تنالوا البر) * جاء زيد بن حارثة بفرس له وكان يحبها... فذكره إلى آخره
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري بهذا الإسناد أيضا وهو معضل
203 قوله
كتب عمر رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري أن يبتاع له جارية من سبي جلولاء يوم فتحت مدائن كسرى فلما جاءت أعجبته فقال إن الله تعالى يقول " لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون " فأعتقها
وروي أن أبا ذر نزل به ضيف فقال للراعي ائتني بخير إبلي فجاء بناقة مهزولة فقال خنتني قال وجدت خير الإبل فحلها فذكرت يوم حاجتكم إليه فقال إن يوم حاجتي إليه ليوم أوضع في حفرتي
قلت الأول رواه الطبري حدثنا محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا
194

مما تحبون) قال كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري... إلى آخره
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث جعفر بن محمد بن الليث ثنا موسى بن مسعود ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد... فذكره
204 الحديث التاسع عشر
عن عائشة قالت كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله وحرمه
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم في الحج عنها
205 الحديث العشرون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن أول مسجد وضع للناس قال المسجد الحرام ثم بيت المقدس وسئل كم بينهما قال أربعون سنة
قلت رواه البخاري ومسلم في الصلاة من حديث إبراهيم بن زيد بن شريك التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع للناس قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال بيت المقدس قلت كم بينهما قال أربعون عاما ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصل انتهى
206 الحديث الحادي والعشرون
قال النبي صلى الله عليه وسلم حبب إلي من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة
قلت رواه النسائي في سننه الكبرى والصغرى في كتاب عشرة النساء من طريقين
195

أحدهما عن سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة انتهى
وبهذا السند والمتن رواه الحاكم في مستدركه في كتاب النكاح وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى
ورواه أحمد في كتاب الزهد
الطريق الثاني عن أبي المنذر سلام بن سليمان عن ثابت به
وبهذا السند رواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلى الموصلي وابن سعد في الطبقات والبزار في مسانيدهم
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بسلام ونقل عن البخاري أنه قال فيه منكر الحديث وعن ابن معين أنه قال ضعيف قال ابن عدي وأرجو أنه لا بأس به
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بسلام ثم قال وقد روي من غير هذا الوجه فيها لين وكأنه يشير إلى الطريق الأول
وقال الدارقطني في علله هذا حديث رواه سلام بن سليمان أبو المنذر وسلام ابن أبي الصهباء وجعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس فرفعوه وخالفهم حماد بن زيد فرواه عن ثابت مرسلا وكذلك رواه محمد بن ثابت البصري مرسلا والمرسل أشبه بالصواب انتهى وتقدم في سورة البقرة
ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الزهد لأبيه من غير طريق أبيه فقال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبو معمر ثنا يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبب إلي النساء والطيب وجعلت قرة عيني
196

في الصلاة انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يحيى بن عثمان الحربي ثنا الهقل بن زياد عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك مرفوعا باللفظ الذي قبله سواء
207 قوله
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لو ظفرت فيه بقاتل الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه في كتاب الحج ثنا بان جريج سمعت عبد الله بن أبي حسين يحدث عن عكرمة بن خالد قال قال عمر لو وجدت فيه قاتل الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه انتهى
ورواه أبو الوليد الأزرقي في تاريخ مكة عن ابن جريج به
208 الحديث الثاني والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم من مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة آمنا
قلت روي من حديث جابر وأنس وسلمان وعمر وحاطب وكلها ضعيفة
أما حديث جابر فرواه الطبراني في معجمه الصغير في باب الميم من حديث عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات
197

في أحد الحرمين مكة أو المدينة بعث يوم القيامة آمنا انتهى
ورواه في الوسط أيضا حدثنا محمد بن علي بن مهدي العطار الكوفي حدثنا موسى بن عبد الرحمن المورقي ثنا زيد بن الحباب عن عبد الله بن المؤمل به
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بعبد الله بن المؤمل وضعفه عن النسائي وأحمد وابن معين في رواية عنه وفي رواية قال صالح الحديث
وأما حديث أنس فرواه البيهقي في شعب الإيمان في الحج أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا أحمد بن عبدوس بن حمدويه الصفار النيسابوري ثنا أيوب بن الحسن ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ثنا سليمان بن يزيد الكعبي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة من الآمنين ومن زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة انتهى
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عيسى بن يونس ثنا ثور بن يزيد حدثني شيخ عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
وأما حديث سلمان فرواه البيهقي أيضا في شعب الإيمان والطبراني في معجمه الكبير من حديث عبد الغفور بن سعيد الأنصاري عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي وبعث يوم القيامة من الآمنين انتهى قال البيهقي وعبد الغفور هذا ضعيف قال وقد روي بإسناد أحسن من هذا ثم أخرجه عن عبد الله بن المؤمل بسند جابر المتقدم ومتنه
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات وقال المتهم به عبد الغفور الواسطي قال ابن حبان كان يضع الحديث على الثقات
198

وأما حديث عمر فرواه أبو داود الطيالسي في مسنده ثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي حدثني رجل من آل عمر عن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله عز وجل من الآمنين يوم القيام انتهى ومن طريق أبي داود رواه البيهقي أيضا في الشعب
وأما حديث حاطب فرواه الدارقطني في سننه في كتاب الحج من حديث هارون أبي قزعة عن رجل من آل حاطب عن حاطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة انتهى وهارون أبو قزعة قال البخاري لا يتابع عليه انتهى
وفيه حديث مرسل رواه عبد الرزاق في مصنفه في باب حرمة المدينة أخبرنا يحيى بن العلاء العجلي وغيره عن غالب بن عبيد الله رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال من زارني كان في جواري ومن مات بأحد الحرمين بعث يوم القيامة مع الآمنين انتهى
209 الحديث الثالث والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحجون والبقيع يؤخذ بأطرافهما وينثران في الجنة قال المصنف وهما مقبرتا مكة والمدينة
قلت غريب جدا
199

210 الحديث الرابع والعشرون
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثنية الحجون وليس فيها يومئذ مقبرة فقال يبعث الله من هذه البقعة ومن هذا الحرم كله سبعين ألفا وجوههم كالقمر ليلة البدر
قلت غريب
وروى الدارقطني في غرائب مالك من حديث عثمان بن الحسن الرافعي عن عبد الملك بن الماجشون ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثن من بقيع الغرقد سبعون ألف شهيد ليشفع كل شهيد لسبعين ألفا قالوا يا رسول الله أيكون هذا بالمدينة قال توفي بشيء من حولها من الأعراب والذي بعث محمدا بالحق أنه ليبعث إليها يوم القيامة أربعة من الملائكة يسمون الأشداء فيأخذون بأكنافها الأربعة ثم تنكث نكثا في الجنة مختصره قال الدارقطني هذا باطل لا أصل له والحمل فيه على عثمان بن الحسن الرافعي انتهى
211 الحديث الخامس والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت عنه جهنم مسيرة مائتي عام
200

قلت غريب
وروى العقيلي في كتابه الضعفاء عن الحسن بن رشيد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صبر في حر مكة ساعة من
نهار تباعدت منه جهنم مسيرة مائتي عام انتهى
وذكره أبو شجاع الديلمي في كتاب الفردوس من حديث أنس بن مالك من صبر على حر مكة ساعة من نهار تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت من الجنة مسيرة مائة عام انتهى
وهو على اصطلاحه في ذكر الراوي وحذف اسم النبي صلى الله عليه وسلم
212 الحديث السادس والعشرون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر الاستطاعة بالزاد والراحلة
قلت روي من حديث ابن عمر ومن حديث أنس
أما حديث ابن عمر فرواه الترمذي وابن ماجة من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي عن محمد بن عباد بن جعفر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال السبيل الزاد والراحلة مختصر
وأما حديث أنس فرواه الحاكم في مستدركه من حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس في قوله تعالى * (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) * قيل يا رسول الله ما السبيل قال الزاد والراحلة انتهى
201

وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وروي من طرق أخرى وفيه كلام طويل استوفيناه في أحاديث الهداية
213 الحديث السابع والعشرون
قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا
قلت روي من حديث علي ومن حديث أبي أمامة من حديث أبي هريرة
أما حديث علي فرواه الترمذي من حديث هلال بن عبد الله الباهلي مولى ربيعة ثنا أبو إسحاق الهمداني عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا انتهى وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وفي إسناده مقال وهلال بن عبد الله مجهول والحارث بضعف في الحديث انتهى
ورواه البيهقي في شعب الإيمان وقال تفرد به هلال مولى ربيعة هذا بصري حدث عنه غير واحد من البصريين عفان بن مسلم ومسلم ابن إبراهيم وغيرهما انتهى
وهذا يدفع قول الترمذي إنه مجهول إلا أن يريد جهالة الحال
ورواه ابن عدي في الكامل والعقيلي في ضعفاه وأعلاه بهلال قال ابن عدي وهلال معروف بهذا الحديث ثم أسند إلى البخاري أنه قال فيه منكر الحديث وقال العقيلي لا يتابع عليه
202

وأما حديث أبي أمامة فرواه الدارمي في مسنده أخبرنا يزيد بن هارون عن شريك عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يمنعه من الحج حاجة ظاهرة أو سلطان جائر أو مرض حابس ومات ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا انتهى
وكذلك رواه البيهقي في شعب الإيمان
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا أبو الأحوص عن سلام بن سليم عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره مرسلا
وأما حديث أبي هريرة فرواه ابن عدي في كامله من حديث عبد الرحمن القطامي ثنا أبو المهزم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يحج حجة الإسلام من غير وجع حابس أو سلطان جائر فليمت أي الميتتين شاء إما يهوديا وإما نصرانيا انتهى
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق ابن عدي ثم قال هذا حديث لا يصح وأبو المهزم يزيد بن سفيان قال ابن معين ليس حديثه بشيء وقال النسائي متروك وفيه عبد الرحمن القطامي قال الفلاس كان كذابا انتهى
214 الحديث الثامن والعشرون
قال المصنف رحمه الله ونحوه من التغليظ من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر
قلت رواه بهذا اللفظ البزار في مسنده من حديث راشد الحماني عن شهر ابن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال أوصاني أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
203

ألا أشرك بالله شيئا وإن حرقت ولا أترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد كفر ولا أشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر انتهى ثم قال وأبو محمد راشد الحماني بصري ليس به بأس وشهر بن حوشب روى الناس عنه واحتملوا حديثه انتهى
وفي الإمام قال أبو حاتم راشد الحماني صالح الحديث وشهر وثقه أحمد وابن معين
وقال الدارقطني في علله حديث من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر رواه أبو النضر هاشم بن القاسم عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس عن الرسول صلى الله عليه وسلم وخالفه علي بن الجعد فرواه عن أبي جعفر عن الربيع مرسلا والمرسل أشبه بالصواب انتهى
والحديث رواه أصحاب السنن لم يقولوا فيه متعمدا فرواه الترمذي في الإيمان والنسائي وابن ماجة في الصلاة من حديث الحسين بن واقد ثنا عبد الله ابن بريدة عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الخامس والعشرين من القسم الثالث والحاكم في مستدركه في الإيمان وقال صحيح على شرطهما ولا نعرف له علة بوجه من الوجوه قال وله شاهد بإسناد صحيح على شرطهما ثم أخرج عن أبي هريرة قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفرا غير الصلاة انتهى
وفي الإيمان روى الترمذي ثنا قتيبة عن بشر بن المفضل عن الجريري عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة انتهى قال وهؤلاء رجال الصحيح انتهى
204

وروى مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة
ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان ولفظهم بين العبد والكفر ترك الصلاة
قال ابن حبان وتأويل هذه الأحاديث أن الرجل إذا ترك الصلاة ارتقى إلى ترك غيرها من الفرائض وأداه ذلك إلى الجحد فأطلق على البداية اسم النهاية
215 الحديث التاسع والعشرون
روي أنه لما نزلت * (ولله على الناس حج البيت) * جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الأديان كلهم فخطبهم وقال إن الله كتب عليكم الحج فحجوا فآمنت به ملة واحدة وهم المسلمون وكفرت خمس ملل وقالوا لا نؤمن به ولا نصلي له ولا نحجه فنزلت * (ومن كفر) * الآية
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثني يحيى بن أبي طالب أنا يزيد أنا جويبر عن الضحاك في قوله تعالى * (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) * قال لما نزلت آية الحج جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الأديان كلهم فخطبهم... إلى آخره وهو مرسل
216 الحديث الثلاثون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حجوا قبل ألا تحجوا فإنه قد هدم البيت مرتين ويرفع في الثالثة
قلت روى ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن والعشرين من القسم الثالث عن الحسن بن قزعة ثنا سفيان بن حبيب عن حميد الطويل عن بكر
205

ابن عبد الله المزني عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استمتعوا من هذا البيت فإنه قد هدم مرتين ويرفع في الثالثة انتهى
ورواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده وقال لم نسمع أحدا يحدث به إلا الحسن بن قزعة عن سفيان بن حبيب وقد روي عن حميد عن بكر عن ابن عمر موقوفا انتهى
قلت وقد تابع الحسن بن قزعة على رفعه عمرو بن عون فرواه عن سفيان ابن حبيب بالإسناد المذكور مرفوعا هكذا رواه الحاكم في مستدركه في أول كتاب الحج وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
قلت لم يخرجا لسفيان بن حبيب شيئا إلا أنه من الثقات المشهورين لم أر أحدا تكلم فيه ولا في الحسن بن قزعة والله أعلم ولم يروه ابن أبي شيبة في مصنفه إلا موقوفا رواه في الحج وفي الفتن حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن عمر قال تمتعوا من هذا البيت... إلى آخره
217 الحديث الحادي والثلاثون
وروي حجوا قبل ألا تحجوا حجوا قبل أن يمنع البر جانبه (
قلت هو هكذا في الفائق لابن غانم التنيسي حجوا قبل ألا تحجوا قبل أن يمنع البر جانبه والبحر راكبه
وبمعناه ما رواه الدارقطني في سننه في آخر كتاب الحج من طريق عبد الرزاق ثنا عبد الله بن عيسى الجندي عن محمد بن أبي محمد عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حجوا قبل ألا تحجوا قالوا وما شأن الحج يا رسول الله
206

قال تقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد انتهى وعبد الله ابن عيسى ومحمد بن أبي محمد مجهولان
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بهما وقال إنهما مجهولان قال ولا يصح في هذا الباب شيء انتهى
218 قوله
عن ابن مسعود قال حجوا هذا البيت قبل أن تنبت في البادية شجرة لا تأكل منها دابة إلا نفقت
وعن ابن عمر قال لو ترك الناس الحج عاما واحدا ما نوظروا
قلت غريبان
وروى الطبراني في معجمه حدثنا أحمد بن علي الأبار ثنا أبو أمية عمرو ابن هشام الحراني ثنا عثمان بن عبد الرحمن ثنا إسماعيل بن راشد قال كان من خبر عبد الرحمن بن ملجم في قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه... فذكر القصة بطولها وفي آخرها وصية علي لولديه الحسن والحسين وفيها والله الله في بيت ربكم لا يحلون ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا انتهى
وروى عبد الرزاق في مصنفه في كتاب الحج حدثنا السفيانان ابن عيينة والثوري عن سالم بن أبي حفصة أن ابن عباس قال لو ترك الناس زيارة هذا البيت عاما واحدا ما مطروا انتهى
207

219 الحديث الثاني والثلاثون
روي أن شاس بن قيس اليهودي وكان عظيم الكفر شديد العداوة للمسلمين مر يوما على نفر من الأنصار من الأوس والخزرج في مجلس يتحدثون فغاظه ذلك حيث تآلفوا واجتمعوا بعد العداوة فأمر شابا من اليهود أن يجلس إليهم ويذكرهم يوم بعاث وينشدهم ما قيل فيه من الأشعار وكان يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس ففعل فتشاجر القوم وتنازعوا وقالوا السلاح السلاح فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين والأنصار فقال أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم فعرف القوم أنه نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما كان يوم أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم
قلت رواه الطبري في تفسيره عن زيد بن أسلم من طريقين
أحدهما ثنا يونس بن عبد الأعلى الصفدي أنا عبد الله بن وهب أنا عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم عن أبيه قال مر شاس بن قيس اليهودي... فذكره بلفظ المصنف سواء
والثاني حدثنا ابن حميد ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق حدثني الثقة عن زيد بن أسلم قال مر شاس بن قيس اليهودي وكان شيخا عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين كثير الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم
208

من العداوة في الجاهلية فأمر شابا من يهود أن يجلس إليهم ويذكرهم يوم بعاث وينشدهم ما كانوا يقولون فيه من الأشعار وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ففعل فتنازع القوم عند ذلك وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب فتقاولا وغضب الفريقان جميعا وقالوا السلاح السلاح موعدكم الظاهرة والظاهرة الحرة فخرجوا إليها وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم فقال يا معشر الأنصار الله الله أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله للإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف به بينكم ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا فعرف القوم أنها نزعة من الشيطان وكيد من عدوهم فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين وأنزل الله في شاس بن قيس وما صنع * (يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا) * الآية انتهى
وذكره ابن هشام في السيرة من قول ابن إسحاق لم يجاوزه وزاد في آخره وكان يومئذ على الأوس حضير بن سماك الأشهلي وهو أبو أسيد بن الحضير وكان على الخزرج عمرو بن النعمان البياضي فقتلا جميعا قال وأنزل الله في شاس بن قيس * (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب) * إلى قوله * (أولئك لهم عذاب عظيم) * انتهى
وذكره الثعلبي في تفسيره عن زيد بن أسلم من غير سند وكذلك الواحدي في أسباب النزول له وزاد في آخره قال فما رأيت قط يوما أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم انتهى
وكلهم قالوا فيه أبدعوى الجاهلية ليس عند أحد منهم أتدعون
209

220 الحديث الثالث والثلاثون
عن عبد الله بن مسعود في قوله تعالى * (اتقوا الله حق تقاته) * قال هو أن يطاع فلا يعصى ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى قال المصنف وروي مرفوعا
قلت روي موقوفا ومرفوعا كما قاله المصنف والأكثر على وقفه رواه الحاكم في مستدركه من حديث مسعر عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود في قوله نعالى * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * قال أن يطاع فلا يعصى... إلى آخره وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وكذلك رواه الطبراني في معجمه وابن أبي حاتم وابن مردويه وعبد الرزاق ومن طريقه الطبري في تفاسيرهم ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق الطبراني في ترجمة مسعر ثم قال هكذا رواه الناس عن زبيد موقوفا ورفعه أبو النضر عن محمد بن طلحة عن زبيد حدثنا به محمد بن محمد ثنا محمد بن سفيان الصفار بالمصيصة ثنا علي بن سعيد بن صالح الجوهري ثنا أبو النضر ثنا محمد ابن طلحة عن زبيد عن مرة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * (اتقوا الله حق تقاته) * أن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يذكر فلا ينسى انتهى
قلت ورواه ابن مردوية في تفسيره عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن سفيان الثوري عن زبيد عن مرة عن عبد الله مرفوعا والله أعلم
وروي مرفوعا بسند آخر رواه البيهقي في كتاب الزهد حدثنا أبو الحسين ابن بشران أنا أبو الحسن علي بن محمد المقري ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الغني ابن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته) * قالوا يا رسول الله وما حق تقاته قال أن يطاع...
210

إلى آخره وزاد قالوا يا رسول الله ومن يقوى على هذا فأنزل الله * (فاتقوا الله ما استطعتم) * انتهى
221 الحديث الرابع والثلاثون
قال النبي صلى الله عليه وسلم القرآن حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد من قال به صدق ومن عمل به رشد ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم
قلت روي من حديث علي ومن حديث ابن مسعود
فحديث علي رواه الترمذي في فضائل القرآن من حديث الحارث الأعور قال مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث فدخلت على علي فقلت يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضوا في الأحاديث قال أوقد فعلوها قلت نعم قال أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا إنها ستكون فتنة فقلت فما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبارقصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم تنته الجن حين سمعته أن قالوا * (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به) * من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أعور انتهى ثم قال حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حمزة الزيات وإسناده مجهول وفي الحارث مقال انتهى
211

ورواه الطبراني في معجمه من حديث عمرو بن واقد عن يونس بن ميسرة ابن جليس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ بن جبل قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الفتن فعظمها وشددها فقال علي يا رسول الله فما المخرج منها فقال كتاب الله (... الحديث إلى آخره
ورواه ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه والدارمي والبزار في مسانيدهم عن الحارث عن علي بلفظ الترمذي قال البزار هذا حديث لا نعلمه يروى إلا عن علي ولا نعلم رواه عن علي إلا الحارث انتهى
وأما حديث ابن مسعود فرواه الحاكم في مستدركه في فضائل القرآن من حديث صالح بن عمر أنا إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يزيغ فيستعيب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق عن كثرة الرد اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول لكم ألم حرف ولكن ألف ولام وميم انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه فإنهما لم يحتجا بصالح بن عمر قال الذهبي في مختصره صالح خرج له مسلم لكن إبراهيم الهجري ضعيف انتهى
222 الحديث الخامس والثلاثون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل وهو على المنبر من خير الناس قال آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأتقاهم لله وأوصلهم
قلت رواه الإمام أحمد وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والخمسين كلهم من حديث شريك القاضي عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن زوج درة بنت أبي لهب عن بنت أبي لهب قالت كنت عند عائشة فجيء برجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان قاداه وهو على المنبر فقال يا رسول الله أي الناس خير
212

فقال خير الناس أتقاهم لله وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم انتهى
وذكره الدارقطني في أواخر كتابه العلل بهذا الإسناد وقال إنه هو الصواب
223 الحديث السادس والثلاثون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه
قلت رواه ابن عدي في كتابه الكامل من حديث كادح بن رحمة القرني عن عبد الله بن لهيعة عن ابن أبي حبيب عن مسلم بن جابر الصدفي عن عبادة ابن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
وفيه حديث مرسل رواه علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية ثنا بقية ابن الوليد الحمصي عن حسان بن سليمان عن أبي نضرة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره وبهذا السند رواه الثعلبي في تفسيره
224 الحديث السابع والثلاثون
عن علي رضي الله عنه قال أفضل الجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن شنىء الفاسقين وغضب لله غضب الله له
قلت رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة علي رضي الله عنه مرفوعا فقال أحمد ابن السدي ثنا الحسين بن علوية القطان ثنا إسماعيل بن عيسى العطار ثنا إسحاق بن بشر ثنا مقاتل عن قتادة عن خلاس بن عمرو قال كنا جلوسا عند علي بن أبي طالب إذ أتاه رجل من خزاعة فقال يا أمير المؤمنين هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينعت الإسلام قال نعم سمعته يقول بني الإسلام على أربعة
213

أركان الصبر واليقين والجهاد والعدل... إلى أن قال والجهاد أربع شعب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في مواطن الصبر وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الكافر ومن صدق في مواطن الصبرأحرز دينه وقضى ما عليه ومن شنىء الفاسقين فقد غضب لله ومن غضب لله غضب الله له مختصر ثم قال هكذا رواه خلاس بن عمرو عن علي مرفوعا ورواه العلاء بن عبد الرحمن وقبيصة بن جابر عن علي قوله انتهى
225 الحديث الثامن والثلاثون
عن أبي أمامة في قوله تعالى * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * قال هم الخوارج ولما رآهم على درج دمشق دمعت عيناه ثم قال كلاب النار هؤلاء شر قتلى تحت أديم السماء وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء فقال له أبو غالب أشيء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة قال فما شأنك دمعت عيناك قال رحمة لهم كانوا من أهل الإسلام فكفروا ثم قرأ هذه الآية
قلت رواه الترمذي في التفسير وابن ماجة في السنة من حديث أبي غالب واللفظ للترمذي قال رأى أبو أمامة رؤسا منصوبة على درج دمشق فقال أبو أمامة هؤلاء كلاب النار شر قتلى تحت أديم السماء وخير قتلى من قتلوه ثم قرأ * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * إلى آخر الآية فقلت لأبي أمامة أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا حتى عد سبعا ما حدثتكموه انتهى قال الترمذي حديث حسن
214

ورواه عبد الرزاق في مصنفه في آخر القصاص ورواه أحمد وابن راهويه في مسنديهما والطبراني في معجمه كلهم من طريق عبد الرزاق أنا معمر سمعت أبا غالب يقول أتي برؤوس الأزارقة فنصبت على درج دمشق جاء أبو أمامة فلما رآهم دمعت عيناه فقال كلاب النار هؤلاء شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء وخير قتلى قتلوا تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء قال فقلت ما شأنك دمعت عيناك قال رحمة لهم كانوا من أهل الإسلام قال فقلت برأيك أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين انتهى
وله سند آخر عند الطبراني رواه من حديث شهر بن حوشب عن أبي أمامة
وله طريق آخر عند الحاكم رواه في كتاب قتل البغاة من حديث عكرمة ابن عمار ثنا عبد الله بن شداد قال سمعت أبا أمامة وهو واقف على باب دمشق وهو يقول كلاب أهل النار... فذكره وفيه فقال له رجل أشيء تقوله برأيك... إلى آخره ثم قرأ " ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات " الآية انتهى وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه قال والغالب على هذا المتن من حديث أبي غالب عن أبي أمامة انتهى
وبسند الحاكم رواه الثعلبي في تفسيره ومتنه ولفظ المصنف سواء
وزاد أحمد ثم قرأ * (يوم تبيض وجوه) * الآيتين
ورواه الطيالسي في مسنده عن حماد بن سلمة عن أبي غالب به
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث شريك عن الحماني عن أبي غالب به
226 الحديث التاسع والثلاثون
عن ابن مسعود قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ليلة ثم
215

خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال أما إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم وقرأ هذه الآية
قلت رواه النسائي في التفسير أخبرنا محمد بن رافع ثنا أبو النضر عن أبي معاوية عن عاصم به بلفظ ابن حبان سواء و رواه ابن حبان في صحيحه في النوع السابع والعشرين من القسم الرابع من حديث شيبان عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن ابن مسعود قال أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء وزاد ثم تلا * (ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) * وأبو يعلى الموصلي والبزاز انتهى
وكذلك رواه أحمد وابن أبي شيبة في مسنديهما
و رواه أبو نعيم في كتابه الحلية من حديث شيبان بن فروخ ثنا عكرمة ابن إبراهيم ثنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود... فذكره سواء
و رواه الواحدي في أسباب النزول له بسند ابن حبان ومتنه
227 الحديث الأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الأنصار شعار والناس دثار
قلت هذه قطعة من حديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب المغازي في باب غزوة الطائف ومسلم في كتاب الزكاة كلاهما من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح حنينا قسم المغانم فأعطى المؤلفة قلوبهم فبلغه أن الأنصار يحبون أن يصيبوا ما أصاب الناس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبهم فحمد الله فأثنى عليه ثم قال يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وعالة فأغناكم الله بي ومتفرقين فجمعكم الله بي ويقولون الله ورسوله أمن فقال ألا تجيبوني قالوا الله ورسوله أمن قال أما إنكم لو شئتم أن تقولوا كذا وكذا من الأمر لأشياء عددها زعم عمرو ألا يحفظها فقال
216

ألا ترضون أن تذهب الناس بالشاة والإبل وتذهبون برسول الله إلى رحالكم الأنصار شعار والناس دثار ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض انتهى وأعاده المصنف في سورة المدثر
228 الحديث الحادي والأربعون
روي أن المشركين نزلوا بأحد يوم الأربعاء فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ودعا عبد الله بن أبي بن سلول ولم يدعه قط قبلها فاستشاره فقال عبد الله وأكثر الأنصار يا رسول الله أقم بالمدينة ولا نخرج إليهم فوالله ما خرجنا منها إلى عدد قط إلا أصاب منا ولا دخلها علينا إلا أصابنا منه فكيف وأنت هنا فدعهم فإن أقاموا أقاموا بشر محبس وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجوههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة وإن رجعوا رجعوا خاسئين وقال بعضهم يا رسول الله اخرج بنا إلى هؤلاء الأكلب لا يرون أنا قد جبنا عنهم وقال صلى الله عليه وسلم إني رأيت في منامي بقرا مذبحة حولي فأولتها خيرا ورأيت في ذباب سيفي ثلما فأولته هزيمة ورأيت كأني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم فقال رجال من المسلمين قد فاتتهم بدر وأكرمهم الله بالشهادة يوم أحد اخرج بنا إلى أعدائنا فلم يزالوا به حتى دخل فلبس لأمته فلما رأوه قد لبس لأمته ندموا وقالوا بئسما صنعنا نشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم والوحي يأتيه وقالوا اصنع يا رسول الله ما رأيت فقال ما ينبغي لنبي أن يلبس لأمته فيضعها حتى يقاتل فخرج يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة وأصبح بالشعب من أحد يوم السبت للنصف من شوال فمشى على رجليه يصف أصحابه للقتال كأنما يقوم بهم
217

القدح إن رأى صدرا خارجا قال تأخر وكان نزوله في عدوة الوادي وجعل ظهره وعسكره إلى أحد وأمر عبد الله بن جبير على الرماة وقال لهم انضحوا عنا بالنبل لا يرمونا من ورائنا
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة بتغير يسير رواه في باب غزوة أحد عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى محمد بن إسحاق ثني محمد بن شهاب الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة ومحمد بن يحيى بن حبان والحصين بن عبد الرحمن ابن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا كلهم حدث عن غزوة أحد وكان من حديثهم قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين يوم أحد إني رأيت بقرا وأولتها خيرا ورأيت في ذبابة سيفي ثلما ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا فإن أقاموا أقاموا بشر مقام وإن هم دخلوا علينا قاتلتموهم فيها فقال رجل ممن أكرمه الله بالشهادة يوم أحد وكان فاته يوم بدر يا رسول الله اخرج بنا إلى أعدائنا لا يرون أنا جبنا عنهم فقال عبد الله بن أبي يا رسول الله أقم بالمدينة و لا تخرج إليهم فلم يزل الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل فلبس لأمته وذلك يوم الجمعة حين فرغ من الصلاة وقد مات في ذلك اليوم رجل من الأنصار يقال له مالك ابن عمرو أحد بني النجار وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج عليهم وقد ندم الناس وقالوا نشير على رسول الله صلى الله عليه وسلم والوحي ينزل عليه وهو أعلم بالله وما يريد وقالوا يا رسول الله أقم فالرأي رأيك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي للنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل فخرج عليه السلام في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد انخذل عنه عبد الله بن أبي المنافق بثلث الناس ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره كيفية مسيره قال فصف لهم ولواؤه يومئذ مع علي بن أبي طالب قال ابن إسحاق فالتقوا يوم السبت النصف من شوال وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة عبد الله بن جبير أخا
218

بني عمرو بن عوف والرماة يومئذ خمسون رجلا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من ورائنا فاثبت مكانك لا نؤتين من قبلك مختصر
و رواه عبد الرزاق في مصنفه في المغازي في غزوة أحد حدثنا معمر عن الزهري عن عروة... فذكره بتغير يسير
وأخرجه ابن هشام في سيرته في غزوة أحد من قول ابن إسحاق بلفظ المصنف
و رواه الطبري في تفسيره من طريق ابن إسحاق بسند البيهقي فذكر منه قطعة ثم قال وحدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي... فذكر باقيه بلفظ المصنف سواء... إلى قوله وأصبح بالشعب لم يذكر آخره
ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة... فذكره مطولا وفيه زيادات ونقص وفيه وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي تلك الصفوف للقتال يقول تقدم يا فلان تأخر يا فلان حتى إنه ليرى منكب الرجل خارجا فيؤخره فهو يقومهم كأنما يقوم بهم القداح
229 الحديث الثاني والأربعون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يعني في غزوة أحد في ألف وقيل في تسعمائة وخمسين والمشركون في ثلاثة آلاف ووعدهم الفتح إن صبروا فانخذل عبد الله بن أبي بثلث الناس وقال يا قوم علام نقتل أنفسنا وأولادنا فتبعهم عمرو بن حزم الأنصاري فقال
219

أنشدكم الله في نبيكم وأنفسكم قال عبد الله لونعلم قتالا لاتبعناكم فهم الحيان باتباع عبد الله فعصمهم الله فمضوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والحيان من الأنصار بنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة من الأوس وفيهما نزلت * (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) *
قلت هو في سيرة ابن هشام في غزوة أحد من قول ابن إسحاق في كلام طويل وتقدم بعضه في الحديث الذي قبله
230 الحديث الثالث والأربعون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه تسوموا فإن الملائكة قد تسومت
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب المغازي في باب غزوة بدر ثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسوموا فإن الملائكة قد تسومت قال فهو أول يوم وضع الصوف انتهى
وعن ابن أبي شيبة رواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث ثم قال والتسويم هو العلامة يقال سوم فلان فرسه إذا علمها بحريرأو نحوه قال ومنه قوله تعالى * (سيماهم في وجوههم) * انتهى
وكذلك رواه الطبري في تفسيره حدثني يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية أنا ابن عون به
ورواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن جماعة منهم ابن إسحاق وموسى ابن عقبة وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم... فذكر قصة بدر بطولها وفيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لأصحابه تسوموا فإن الملائكة قد تسومت قال فأعلموا بالصوف في مغافرهم وقلانسهم
220

ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة قد سومت فسوموا قال فأعلموا بالصوف في مغافرهم وقلانسهم
231 الحديث الرابع والأربعون
روي أن عتبة بن أبي وقاص شج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسر رباعيته فجعل يمسح الدم عن وجهه وهو يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم فنزلت يعني " ليس لك من الأمر شيء "
قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره أنا معمر عن قتادة أن عتبة بن أبي وقاص أصاب رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وشجه في وجهه فجعل سالم مولى أبي حذيفة يغسل الدم عن وجهه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كيف يفلح قوم صنعوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله " ليس لك من الأمر شيء " انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره بسنده ومتنه وهو معضل
وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات في غزوة أحد أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن قتادة... فذكره سواء
والحديث في الصحيحين ليس فيه ذكر عتبة بن أبي وقاص ولا سالم مولى حذيفة أخرجاه عن سهل بن سعد الساعدي قال كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وشج رأسه فجعل يسلت الدم عن وجهه ويقول كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله " ليس لك من الأمر شيء " قال وكانت فاطمة تغسل الدم عن وجهه فلما رأت أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا فألصقته بالدم فاستمسك انتهى
وفي هذا الحديث الذي أورده المصنف أن الذي شج النبي صلى الله عليه وسلم هو عتبة
221

ابن أبي وقاص وذكر فيما بعده قريبا حديثا آخر وفيه أن الذي شجه عبد الله ابن قمئة واختلفت الأخبار في ذلك أيضا فما رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة أحد بسنده إلى موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري قال رمى يومئذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني الحارث بن عبد مناة يقال له عبد الله ابن قمئة ويقال بل رماه عتبة بن أبي وقاص ثم أسند إلى مقسم قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد على عتبة بن أبي وقاص حين كسر رباعيته ودمي وجهه وقال اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار انتهى
ثم أسند إلى ابن إسحاق قال أصيبت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم وشج في وجهه وكلمت شفته وكان الذي أصابه عتبة بن أبي وقاص انتهى وقال البيهقي قال الواقدي في المغازي والثابت عندنا أن الذي رمى في وجه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن قمئة والذي رمى شفته وأصاب رباعيته عتبة بن أبي وقاص
وروى الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رماه عبد الله بن قمئة بحجر يوم أحد فشجه في وجهه وكسر رباعيته وقال خذها وأنا ابن قمئة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أقمأك الله فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة انتهى
وفي سيرة ابن هشام في غزوة أحد قال وذكر ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فكسر رباعيته اليمنى السفلى وجرح شفته السفلى وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجه في جبهته وأن ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر ليقع فيها المسلمون فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما ومص مالك بن سنان أبو أبي سعيد
222

الخدري الدم عن وجه النبي صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده فقال النبي صلى الله عليه وسلم من مس دمي دمه لم تصبه النار
وفي تفسير الثعلبي وقال عكرمة وقتادة ومقسم أدمى رجل من هذيل يقال له عبد الله بن قمئة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فدعا عليه فسلط الله عليه تيسا فنطحه حتى قتله وشج عتبة بن أبي وقاص رأسه وكسر رباعيته فدعا عليه فما حال الحول حتى مات كافرا انتهى
وسند الطبراني في حديث أبي أمامة ثنا عبد الرحمن بن الحسن الصابوني ثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل عن حفص بن عمر بن ميمون الأيلي ثنا ثور بن يزيد عن مكحول وراشد بن سعد عن أبي أمامة
وأصل الحديث في الصحيحين عن سهل بن سعد وعن أنس
فحديث سهل أخرجه البخاري ومسلم عن أبي حازم عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جرح وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته فكانت فاطمة تغسل الدم وعلي يسكب عليها فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم مختصر
وأما حديث أنس فانفرد به مسلم عن ثابت عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عنه ويقول كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله " ليس لك من الأمر شيء " انتهى وعلقه البخاري
232 قوله
وعن عائشة أنها تصدقت بحبة عنب
قلت رواه ابن سعد في آخر كتاب الطبقات أخبرنا يزيد بن هارون أنا فضيل بن مرزوق عن ظيبة بنت المعلل قالت دخلت على عائشة فجاء سائل
223

فأعطته حبة عنب ثم نظرت إلي وقالت أتعجبين من هذا إن في هذا لمثاقيل كثيرة انتهى
ورواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب الآنية فقال حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن العالية قالت كنت عند عائشة وعندها نسوة فأتاها سائل فأمرت له بحبة عنب فتعجبن النسوة فقالت إن فيها درا كثيرا انتهى
ورواه ابن زنجويه في كتاب الأموال حدثنا أبو نعيم ثنا الوليد بن جميع حدثتني مولاة لها يقال لها طفيلة عن عائشة
233 الحديث الخامس والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الأدب من حديث محمد بن عجلان عن سويد بن وهب عن رجل من أبناء أصحاب رسوال الله صلى الله عليه وسلم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كظم غيظا وهو يقدر على أن ينفذه ملأه الله أمنا وإيمانا ومن ترك ثوب جمال وهو يقدر على لبسه كساه الله حلة الكرامة
قال ابن طاهر هذا إسناد مجهول والذي لم يسم ابن عجلان هو سهل ابن معاذ وهذا الإسناد أصلح من إسناد عبد الرزاق
ورواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن رجل من أهل الشام يقال له عبد الجليل عن عم له عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كظم غيظا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا انتهى
224

وعن عبد الرزاق رواه أحمد في مسنده والطبري في تفسيره
ومن طريق أحمد رواه العقيلي في ضعفاه وأعله بعبد الجليل ونقل عن البخاري أنه قال لا يتابع عليه قال وقد روي بسند أصلح من هذا انتهى وكأنه يشير إلى سند أبي داود
234 الحديث السادس والأربعون
روي في الحديث ينادي مناد يوم القيامة أين الذين كانت أجورهم على الله فلا يقوم إلا من عفا
قلت روي البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والأربعين حدثنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ أنا أبو معشر موسى بن محمد بن موسى الماليني أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد أنا محمد بن حميد بن فروة حدثني أبي حميد بن فروة قال لما استقرت للمأمون الخلافة دعا إبراهيم بن مهدي المعروف بابن شكلة فوقف بين يديه وقال
له يا إبراهيم أنت المتوثب علينا تدعي الخلافة فقال إبراهيم يا أمير المؤمنين العفو أقرب للتقوى وقد جعلك الله فوق كل ذي ذنب فإن أخذت أخذت بحق وإن عفوت عفوت بفضل ولقد حضرت جدك وقد أتي برجل أعظم جرما من جرمي فأمر بقتله وكان عنده المبارك بن فضالة فقال له المبارك يا أمير المؤمنين ائذن لي فأحدثك حديثا بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن له فقال سمعت الحسن عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم الذين كانت أجورهم على الله فلا يقوم إلا من عفا فقال الخليفة قد عفوت عنه انتهى
و روى الطبري في تفسيره حدثني موسى بن عبد الرحمن ثنا محمد بن بشر ثنا محرز أبو رجاء عن الحسن قال يقال يوم القيامة ليقم من كان له على الله أجر فما يقوم إلا إنسان عفا ثم قرأ " والعافين عن الناس والله يحب
225

المحسنين) انتهى
235 الحديث السابع والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصم الله وقد كانوا كثيرا في الأمم التي مضت
قلت ذكره الثعلبي من قول مقاتل فقال وعن مقاتل بن حيان قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند ذلك إن هؤلاء من أمتي قليل... إلى آخره وأسنده إلى مقاتل في أول كتابه
وفي الفردوس لأبي شجاع الديلمي من حديث أنس يبعث الله عز وجل مناديا ينادي يوم القيامة من كان له على الله حق فليقم... إلى آخره فيقال وما ذلك الأجر قال من ظلم في دار الدنيا فعفا وأصلح فأجره على الله فيقومون إلى أجورهم تلك وهم قليل في أمتي كثير في الأمم انتهى
236 قوله
وعن عائشة قالت وقد غاظها خادم لها لله در التقوى ما تركت لذي غيظ شفاء
237 الحديث الثامن والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة
قلت روي من حديث أبي بكر ومن حديث ابن عباس
فحديث أبي بكر رواه أبو داود والترمذي في كتاب الدعاء من حديث
226

عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصر من استغفر ولو فعله في اليوم سبعين مرة انتهى قال الترمذي هذا حديث غريب إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة وليس إسناده بالقوي انتهى
وكذلك رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده وعن أبي يعلى رواه ابن السني في كتابه عمل اليوم والليلة
وكذلك رواه البزار في مسنده وقال فيه ولو عاد ثم قال هذا حديث لا نحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه إلا عن أبي بكر وعثمان بن واقد مشهور وأبو نصيرة ومولى أبي بكر فلا يعرفان ولكن لما كان هذا الحديث لا يعرف إلا من هذا الوجه لم نجد بدا من كتابته ونبهنا عليه انتهى
قلت عثمان بن واقد وثقه أحمد وابن معين وشيخه أبو نصيرة اسمه مسلم ابن عبيد الواسطي وثقه أحمد وابن حبان ومولى أبي بكر هو أبو رجاء وباقي رجاله ثقات مشهورون وقول الترمذي ليس إسناده بالقوي الظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر ولكن جهالة مثله لا تضر لأنه تابعي كبير وتكفيه نسبته إلى أبي بكر الصديق فالحديث حسن والله أعلم
وأما حديث ابن عباس فرواه الطبراني في كتاب الدعاء له حدثنا محمد ابن الفضل السقطي ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو شيبة عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعا بلفظه سواء
238 الحديث التاسع والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس
227

أما حديث أبي هريرة فرواه أبو حفص عمر بن شاهين في كتاب الترغيب له من حديث الحسن بن عمر بن شقيق ثنا بشر بن إبراهيم عن خليفة بن سليمان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار انتهى وبهذا السند رواه الثعلبي في تفسيره
و رواه الطبراني في مسند الشاميين ثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا سهل ابن بحر ثنا بشر بن عبيد الدارسي ثنا أبو عبد الرحمن العنبري عن مكحول عن أبي سلمة عن أبي هريرة فذكره وزاد فطوبى من وجد في كتابه يوم القيامة استغفارا
وأما حديث ابن عباس فرواه القضاعي في مسند الشهاب عن أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري ثنا ابن أخي أبي زرعة ثنا عمي أبو زرعة ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو شيبة الخراساني عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار انتهى
قال ابن طاهر وأبو شيبة قال البخاري لا يتابع على حديثه قال وروى هذا الحديث إسحاق بن بشر صاحب السير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا وإسحاق هذا قال ابن عدي فيه تفرد عن الثوري وابن جريج وغيرهما بأحاديث منكرة انتهى
239 الحديث الخمسون
روي عن أبي سفيان أنه صعد الجبل يوم أحد فمكث ساعة
228

ثم قال أين ابن أبي كبشة أين ابن أبي قحافة أين ابن الخطاب فقال عمر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أبو بكر وأنا عمر قال أبو سفيان يوم بيوم والأيام دول والحرب سجال فقال عمر لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار فقال إنكم تزعمون ذلك فقد خبنا إذن وخسرنا
قلت رواه الحاكم في مستدركه مطولا من حديث سليمان بن داود بن علي ابن عبد الله بن عباس أنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن ابن عباس أن أبا سفيان قال يوم أحد وهو يصيح في أسفل الجبل اعل هبل اعل هبل يعني آلهته أين ابن أبي كبشة أين ابن أبي قحافة أين ابن الخطاب فقال عمر يا رسول الله ألا أجيبه قال بلى فلما قال اعل هبل قال عمر الله أعلى وأجل فقال أبو سفيان يا بن الخطاب إنه يوم الصمت فعاد فقال أين ابن أبي كبشة أين ابن أبي قحافة أين ابن الخطاب فقال عمر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أبو بكر وها أنا عمر فقال أبو سفيان يوم بيوم بدر والأيام دول والحرب سجال فقال عمر لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار فقال إنكم لتزعمون ذلك لقد خبنا إذن وخسرنا مختصر وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وكذلك رواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة أحد
240 الحديث الحادي والخمسون
روي أنه لما رمى عبد الله بن قمئة الحارثي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر
229

فكسر رباعيته وشج وجهه أقبل يريد قتله فذب عنه مصعب بن عمير وهو صاحب الراية يوم بدر ويوم أحد حتى قتله ابن قمئة وهو يرى أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد قتلت محمدا وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل وقيل كان الصارخ الشيطان ففشا في الناس خبر قتله فانكفئوا وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلي عباد الله حتى انحازت إليه طائفة من أصحابه فلامهم على هربهم فقالوا يا رسول الله فديناك بآبائنا وأمهاتنا أتانا خبر قتلك فرعبت قلوبنا فولينا مدبرين فنزلت يعني * (أفإن مات أو قتل) * الآية
وروي أنه لما صرخ الصارخ قال بعض المسلمين ليت عبد الله ابن أبي يأخذ لنا أمانا من أبي سفيان وقال ناس من المنافقين لو كان نبيا ما قتل ارجعوا إلى إخوانكم وإلى دينكم فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك يا قوم إن كان قتل محمد فإن رب محمد حي لا يموت وما تصنعون بالحياة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتلوا على ما
قاتل عليه وموتوا على ما مات عليه ثم قال اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ثم سل سيفه فقاتل حتى قتل
وعن بعض المهاجرين أنه مر بأنصاري يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت أن محمدا قتل فقال إن كان قد قتل فقد بلغ قاتلوا عن دينكم
قلت روى الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال لما برز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد إلى المشركين أمر الرماة
230

فقاموا بأصل في وجوه جبل المشركين وقال لهم لا تبرحوا مكانكم إن رأيتمونا قد هزمنا فإن لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم وأمر عليهم عبد الله بن جبير أخا خوات بن جبير... إلي أن قال فأتى ابن قمئة الحارثي أحد بني الحارث بن عبد مناف بن كنانة فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر فكسر أنفه ورباعيته وشجه في وجهه فأثقله وتفرق عنه أصحابه ودخل بعضهم المدينة وانطلق بعضهم فوق الجبل وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى عباد الله إلي عباد الله وفشا في الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فقال بعض أهل الصخرة ليت لنا رسولا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمنه من أبي سفيان فقال أنس بن النضر عم أنس بن مالك يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء ثم شد بسيفه فقاتل حتى قتل
ثم روى من طريق ابن إسحاق حدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ وغيرهم من علمائنا فيما ذكروا من أحد قالوا كان المسلمون في ذلك اليوم لما أصابهم فيه من عظم البلاء وشدة الحرب أثلاثا ثلث قتيل وثلث جريح وثلث منهزم حتى خلص العدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدث بالحجارة حتى وقع لشقه وأصيبت رباعيته وشج في وجنته وكلت شفته وكان الذي أصابه عتبة بن أبي وقاص ولم يزل مصعب بن عمير يقاتل دون رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه لواؤه حتى قتل وكان
231

الذي أصابه ابن قمئة الليثي وهو يظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى قريش وقال قتلت محمدا
ثم قال حدثني محمد بن عمر ثني أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن أبيه أن رجلا من المهاجرين مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت أن محمدا قتل فقال الأنصاري إن كان محمد قد قتل فقد بلغ فقاتلوا عن دينكم انتهى
والأول مختصر من كلام طويل
وروى الواقدي في كتاب المغازي حدثني ابن أبي سبرة عن خالد بن رباح عن الأعرج قال لما صاح الشيطان يوم أحد أن محمدا قتل قال أبو سفيان ابن حرب يا معشر قريش أيكم قتل محمدا قال ابن أبي قمئة أنا قال نسورك كما تفعل الأعاجم بأبطالها ثم جعل أبو سفيان يطوف في القتلى هل يجد محمدا صلى الله عليه وسلم فلم يجده فلما رجع وجد خالد بن الوليد فقال له هل معك علم محمد قال نعم رأيته في نفر من أصحابه مصعدين في الجبل قال هذا هو الحق وكذب ابن قمئة زعم أنه قتله مختصر
قال ومر مالك بن الدخشم على خارجة بن زيد وبه ثلاثة عشر رجلا فقال له أما علمت أن محمدا قد قتل قال خارجة إن كان محمد قد قتل فقد بلغ محمد فقاتل عن دينك انتهى
241 قوله
عن أبي طلحة قال غشينا النعاس ونحن في مصافنا فكان السيف يسقط من يد أحدنا فيأخذه ثم يسقط فيأخذه وما أحد إلا ويميل تحت جحفته
قلت رواه البخاري من حديث قتادة عن أنس أن أبا طلحة... إلى
232

آخره ولم يقل فيه وما أحد إلا ويميل تحت جحفته
وأخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي طلحة قال كنت فيمن يغشاه النعاس يوم أحد حتى سقط سيفي من يدي مرارا يسقط وآخذه ويسقط وآخذه انتهى وفي لفظ له غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم أحد الحديث
ورواه بتمامه الحاكم في مستدركه وكذلك الطبراني من حديث ثابت عن أنس وكذلك ابن مردويه في تفسيره
242 الحديث الثاني والخمسون عن الزبير قال لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد علينا الخوف فأرسل الله علينا الينو والله إني لأسمع قول متعب بن قشير والنعاس يغشاني " لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا "
قلت رواه إسحاق بن راهويه والبزار في مسنديهما والبيهقي وأبو نعيم في كتابيهما دلائل النبوة والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما كلهم من حديث محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال كنت ممن يعتريه النعاس يوم أحد فلا أنسى قول متعب بن قشير كالحلم " لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا " انتهى وسكت عنه البزار
وذكر الواقدي في كتاب المغازي
243 قوله عن خالد بن الوليد أنه قال عند موته ما في موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة وهأنا أموت كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء
244 الحديث الثالث والخمسون عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم
قلت غريب ولم أجده إلا من قول الحسن ولم يروه الطبري إلا من قول الحسن
وقد ذكره المصنف في سورة الشورى من قول الحسن وسيأتي إن شاء الله تعالى
245 الحديث الرابع والخمسون عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما رأيت أحدا أكثر مشاورة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت هكذا وجدته في عدة نسخ وصوابه ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا لفظ الحديث رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الخامس من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة إلى أن قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أترون أن نميل على ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم أو ترون أنا نؤم البيت فمن صدنا عن قاتلناه فأشار عليه أبو بكر رضي الله عنه بالمسير ومن حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال صلى الله عليه وسلم فرجوا إذن قال الزهري وكان أبو هريرة يقول ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله وهو حديث الفتح
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في قصة الحديبية كما تراه ومن طريق عبد الرزاق أيضا رواه أحمد وابن راهويه في مسنديهما
233

244 الحديث الثالث والخمسون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم
قلت غريب ولم أجده إلا من قول الحسن ولم يروه الطبري إلا من قول الحسن
وقد ذكره المصنف في سورة الشورى من قول الحسن وسيأتي إن شاء الله تعالى
245 الحديث الرابع والخمسون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ما رأيت أحدا أكثر مشاورة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت هكذا وجدته في عدة نسخ وصوابه ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا لفظ الحديث رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الخامس من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة... إلى أن قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أترون أن نميل على ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم أو ترون أنا نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فأشار عليه أبو بكر رضي
الله عنه بالمسير ومن حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال صلى الله عليه وسلم فرجوا إذن قال الزهري وكان أبو هريرة يقول ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث بطوله وهو حديث الفتح
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في قصة الحديبية كما تراه ومن طريق عبد الرزاق أيضا رواه أحمد وابن راهويه في مسنديهما
234

ورواه الشافعي في مسنده أخبرنا ابن عيينة عن الزهري قال قال أبو هريرة ما رأيت أحدا أكثر مشاورة لأصحابه من النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى * (وأمرهم شورى بينهم) * انتهى
وقد أشار إليه الترمذي في كتابه فقال في آخر كتاب الجهاد ويروى عن أبي هريرة... فذكره
ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في المعرفة في كتاب أدب القاضي بسنده ومتنه وكأن فيه انقطاعا بين الزهري وأبي هريرة
246 الحديث الخامس والخمسون
قال النبي صلى الله عليه وسلم من بعثناه على عمل فغل شيئا جاء يوم القيامة يحمله على عنقه
قلت غريب وبمعناه لابن ماجة في الزكاة من حديث عبد الله بن أنيس أنه تذاكر هو وعمر بن الخطاب يوما الصدقة فقال عمر ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يذكر غلول الصدقة أنه من غل بعيرا أو شاة أتى به يوم القيامة يحمله فقال له عبد الله بن أنيس بلى انتهى
ومعناه أيضا في الصحيحين عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملا فجاءه العامل حين فرغ من عمله فقال يا رسول الله هذا لكم وهذا أهدي لي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول هذا من عملكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدى له أم لا فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم شيئا إلا جاء يوم القيامة يحمله على عنقه
235

وسيأتي قريبا وينظر كلام المصنف هنا فإنهما غلولان غلول الصدقة وغلول الغنيمة والأحاديث وردت فيهما جميعا والطبري هنا جمع بينهما
247 الحديث السادس والخمسون
قال عليه السلام هدايا العمال غلول
قلت غريب بلفظ الولاة والحديث روي من حديث أبي حميد وأبي هريرة وجابر وابن عباس
أما حديث أبي حميد فرواه الإمام أحمد والبزار في مسنديهما والطبراني في معجمه من حديث إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هدايا العمال غلول انتهى قال البزار وهذا الحديث أخطأ فيه إسماعيل بن عياش فاختصره وإنما هو عن الزهري عن عروة عن أبي حميد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على الصدقة... الحديث انتهى
ورواه ابن عدي في كامله وعدة من منكرات إسماعيل بن عياش وابن عياش ضعيف في روايته عن الحجازيين
وأما حديث أبي هريرة فرواه الطبراني في معجمه الوسط من حديث أحمد ابن معاوية بن بكر الباهلي ثنا النضر بن شميل عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا الأمراء غلول انتهى ثم قال تفرد به أحمد بن معاوية انتهى
ورواه ابن عدي في كامله وأعله بأحمد بن معاوية وقال إنه يروي عن الثقات البواطيل وهذا الحديث باطل انتهى
وأما حديث جابر فرواه عبد الرزاق في مصنفه في البيوع ثنا سفيان الثوري عن أبان بن أبي عياش عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله أن رسول الله
236

صلى الله عليه وسلم قال الهدايا للأمراء غلول انتهى
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا وكيع ثنا سفيان عمن حدثه عن أبي نضرة به
ورواه أبو نعيم في الحلية عن الثوري عن إبراهيم بن محمد الفزاري عن أبان به
ورواه البزار في مسنده حدثنا معاذ بن سهل الخلال ثنا عبد العزيز بن الخطاب ثنا قيس بن الربيع عن ليث عن عطاء عن جابر مرفوعا قال ورواه أبان بن أبي عياش عن أبي نضرة عن جابر وأبان ممن ترك حديثه لتفرده بأشياء أتت عليه من سوء حفظه وكان من عباد البصرة
وأما حديث ابن عباس فرواه ابن الجوزي في كتاب التحقيق من طريق إبراهيم الحربي ثنا محمد بن هارون ثنا يعقوب بن كعب عن محمد بن حمير عن خالد بن حميد عن يحيى بن نعيم عن ابن عباس مرفوعا هداي الأمراء غلول قال في التنقيح يحيى هذا لا أعرفه وغالب من فيه معروف والله أعلم انتهى
248 الحديث السابع والخمسون قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس على المستعير غير المغل ضمان انتهى
قلت رواه البيهقي في سننه في كتاب العارية من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس على المستعير غير المغل ضمان ولا على المستودع غير المغل ضمان انتهى وضعفه وقال المحفوظ أنه من قول شريح
249 الحديث الثامن والخمسون قال النبي صلى الله عليه وسلم لا إغلال ولا إسلاس
قلت روي من حديث المسور ومروان ومن حديث عمرو بن عوف ومن
237

حديث سلمة بن الأكوع
فحديث مسور ومروان رواه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد من حديث ابن إسحاق عن الزهري عن عروة بن الزبير عن مسور بن مخرمة ومروان بن الحكم أنهم اصطلحوا على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيهن الناس وعلى أن بيننا عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال انتهى
ورواه أحمد في مسنده والبيهقي في دلائل النبوة وطولاه بقصة الفتح وكذلك ابن هشام في السيرة
وأما حديث عمرو بن عوف فرواه الدارمي في مسنده والطبراني في معجمه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نهب ولا إسلال ولا إغلال ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة انتهى
ورواه ابن عدي في كامله وأغلظ القول في كثير بن عبد الله نقلا عن النسائي وأحمد وابن معين
وأما حديث سلمة فرواه الإمام إبراهيم الحربي في كتاب غريب الحديث حدثنا محمود بن غيلان ثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا إسلال ولا إغلال انتهى ثم قال الإسلال من السلة وهي السرقة والإغلال الخيانة
ورواه ابن زنجويه في كتاب الأموال حدثنا عبيد الله بن موسى به وذكر فيه حديث صلح النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة بطوله
250 الحديث التاسع والخمسون
روي في قوله تعالى * (وما كان لنبي أن يغل) * أنها نزلت في
238

252 الحديث الحادي والستون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث طلائع فغنمت غنائم فقسمها ولم يقسم للطلائع
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أبواب في الجهاد حدثنا وكيع ثنا سلمة بن نبيط عن الضحاك قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلائع فغنم النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة فقسمها بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئا فلما قدمت الطلائع قالوا قسم الفيء ولم يقسم لنا فنزلت * (وما كان لنبي أن يغل) * انتهى
وكذلك رواه الطبري في تفسيره والواحدي في أسباب النزول له
253 الحديث الثاني والستون
في الحديث جاء يوم القيامة يحمله على عنقه
قلت رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري في الأيمان والنذور عن أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملا فجاءه العامل حين فرغ من عمله
فقال يا رسول الله هذا لكم وهذا أهدي لي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد ما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول هذا من عملكم وهذا أهدي لي أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدى له أم لا فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه إن كان بعيرا جاء به له رغاء وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار وإن كانت شاة جاء بها تيعر فقد بلغت قال أبو حميد ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه انتهى
254 الحديث الثالث والستون
قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا لا أعرفن أحدكم يأتي ببعير له رغاء وببقرة لها خوار وبشاة لها ثغاء فينادي يا محمد يا محمد فأقول
240

لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك
قلت رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا زهير ثنا يونس بن محمد ثنا يعقوب بن عبد الله القمي الأشعري ثنا حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ممسك بحجزكم هلم عن النار وأنتم تغلبونني وتتقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب فأوشك أن أرسل حجزكم وأنا فرطكم على الحوض فتردون علي أعرفكم بسيماكم وأسمائكم كما يعرف البعير الغريب في إبله فيذهب بكم ذات الشمال فأناشد فيكم رب العالمين أي ربي أمتي فيقال يا محمد إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم كانوا يمشون بعدك القهقري على أعقابهم فلا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغاء يقول يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل قشما من أدم ينادي يا محمد يا محمد فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك انتهى
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا أبو كريب ثنا حفص بن بشر عن يعقوب القمي به سندا ومتنا
قال علي بن المديني هذا حديث حسن الإسناد إلا أن حفص بن حميد مجهول لا أعلم روى عنه غير يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي قيل بل روى عنه أيضا أشعث بن إسحاق وقال فيه ابن معين صالح ووثقه النسائي وابن حبان
241

ومعنى الحديث في الصحيح عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول فعظمه ثم قال لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء فيقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك من الله شيئا قد بلغتك... الحديث رواه مسلم في أواخر المغازي
255 الحديث الرابع والستون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر تدور في أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد من حديث عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا أطيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ عنا إخواننا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله تعالى أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) * إلى آخر الآية انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه بهذا الإسناد في الجهاد وفي التفسير وقال في الموضعين صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى
قال ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام هو حديث حسن انتهى
وذكر الدارقطني أن عبد الله بن إدريس تفرد به عن محمد بن إسحاق فذكر
242

فيه سعيد بن جبير وغيره يرويه عن ابن إسحاق لا يذكر فيه سعيد بن جبير انتهى
رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الجهاد وفي مسنده حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن ابن عباس... فذكره
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا أبو خيثمة ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق به لم يذكر فيه سعيد بن جبير
ويقوي هذا الطريق أن البزار رواه في مسنده من غير طريق ابن إسحاق وليس فيه سعيد بن جبير فقال حدثنا عبد الواحد بن غياث ثنا عدي بن الفضل ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن ابن عباس... فذكره
ووجدت في مسند عبد بن حميد أنا عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق بسنده لم يذكر فيه سعيد بن جبير فلينظر نسخة فإني لم أعتمد على نسختي
واعلم أن الحديث معناه في مسلم في الجهاد عن مسروق عن ابن مسعود قال في قوله تعالى * (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء) * الآية قال أما إنا قد سألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرواحهم في جوف طير خضرلها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربك إطلاعة فقال سلوني ما شئتم فقالوا ربنا وما نسألك ونحن نسرح في الجنة حيث شئنا فلما رأوا ألا يتركوا من أن يسألوا قالوا نسألك أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا حتى نقتل في سبيلك فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا تركوا انتهى
256 الحديث الخامس والستون
روي أن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا وهموا بالرجوع فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يرهبهم ويريهم من نفسه وأصحابه قوة فندب أصحابه للخروج في طلب أبي سفيان وقال لا يخرجن معنا أحد إلا من حضر يومنا أمس فخرج عليه السلام
243

حتى إذا بلغ حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال وكان بأصحابه القرح وتحاملوا على أنفسهم حتى لا يفوتهم الأجر وألقى الله في قلوب المشركين الرعب فذهبوا فنزلت * (الذين استجابوا لله والرسول) *
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في غزو أحد أخبرنا أبو عبد عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن شيوخه قال ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان وأصحابه تلاوموا وهموا أن يرجعوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم فأذن مؤذن في الناس لطلب العدو وقال لا يخرجن معنا إلا من حضر يومنا بالأمس فكلمه جابر بن عبد الله ابن عمرو بن حرام فأذن له فخرج معه وإنما خرج صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو ليظنوا به قوة وا، الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم فخرج صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال فأقام بها الاثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة مختصر
وبسنده إلى ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم أن معبد الخراعي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد وهو يومئذ مشرك فقال يا محمد أما والله فقد عز علينا ما أصابك في أصحابك لوددنا أن الله عفاك فيهم ثم خرج والنبي صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان ومن معه بالروحاء وقد أجمعوا وقالوا أصبنا حد أصحابهم وقادتهم ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم لنكرن عليهم فنستأصلن بقيتهم فلما رأى أبو سفيان معبدا قال ما وراك يا معبد قال محمد قد خرج بأصحابه في طلبكم في جمع لم أر مثله قط إلى أن قال فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه وأنزل الله تعالى * (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) * إلى آخر الآيات وأخرجه ابن هشام في سيرته كذلك في غزوة أحد
257 قوله وعن عروة بن الزبير قالت لي عائشة إن أبويك لمن الذين استجابوا لله والرسول تعني أب بكر والزبير
قلت رواه البخاري في باب غزوة أحد ومسلم في الفضائل من حديثهشام بن عروة عن أبيه عروة قال قالت لي عائشة يا بن أختي كان أبواك تعني الزبير وأبا بكر من * (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) * انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
258 الحديث السادس والستون روي أن أبا سفيان نادى عند انصرافه من أحد يا محمد موعدنا موسم بدر القابل إن شئت فقال صلى الله عليه وسلم إن شاء الله فلما كان القابل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل الظهران فألقى الله الرعب في قلبه فبدا له أن يرجع فلقي نعيم بن مسعود الأشجعي وقد قدم معتمرا فقال يا نعيم إني واعدت محمدا أن نلتقي بموسم بدروأن هذا عام جدب ولا يصلحنا إلا عام نرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن وقد بدا لي ولكن إن خرج محمد ولم أخرج زاده ذلك جراءة فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل فخرج نعيم فوجد المسلمين يتجهزون فقال لهم ما هذا بالرأي عندي إن أتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت منكم أحد إلا شريدا فتريدون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم عند الموسم فوالله لا يفلت منكم أحد
قلت ذكره الثعلبي من قول مجاهد وعكرمة قالا إن أبا سفيان إلى آخره وسنده إليهما في أول كتابه وفي الطبقات لابن سعد بعضه كما هو
244

257 قوله
وعن عروة بن الزبير قالت لي عائشة إن أبويك لمن الذين استجابوا لله والرسول تعني أبا بكر والزبير
قلت رواه البخاري في باب غزوة أحد ومسلم في الفضائل من حديث هشام بن عروة عن أبيه عروة قال قالت لي عائشة يا بن أختي كان أبواك تعني الزبير وأبا بكر من * (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) * انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
258 الحديث السادس والستون
روي أن أبا سفيان نادى عند انصرافه من أحد يا محمد موعدنا موسم بدر القابل إن شئت فقال صلى الله عليه وسلم إن شاء الله فلما كان القابل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل الظهران فألقى الله الرعب في قلبه فبدا له أن يرجع فلقي نعيم بن مسعود الأشجعي وقد قدم معتمرا فقال يا نعيم إني واعدت محمدا أن نلتقي بموسم بدر وأن هذا عام جدب ولا يصلحنا إلا عام نرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن وقد بدا لي ولكن إن خرج محمد ولم أخرج زاده ذلك جراءة فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل فخرج نعيم فوجد المسلمين يتجهزون فقال لهم ما هذا بالرأي عندي إن أتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت منكم أحد إلا شريدا فتريدون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم عند الموسم فوالله لا يفلت منكم أحد
قلت ذكره الثعلبي من قول مجاهد وعكرمة قالا إن أبا سفيان... إلى آخره وسنده إليهما في أول كتابه... وفي الطبقات لابن سعد بعضه كما هو
245

في الذي بعده
259 الحديث السابع والستون
روي أنه مر بأبي سفيان ركب من عبد القيس يريدون المدينة للميرة فجعل لهم حمل بعير من زبيب أن يثبطوهم وكره المسلمون الخروج فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأخرجن وإن لم يخرج معي أحد فخرج فيه في سبعين راكبا وهم يقولون حسبنا الله ونعم الوكيل
قلت وقيل هي الكلمة التي قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار رواه البخاري عن أبي الضحى عن ابن عباس قال حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين * (قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) *
ووهم الحاكم فرواه وقال صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني الضحاك بن عثمان ومحمد بن عمر الأنصاري وأبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي صبرة ومعمر بن راشد وعبد الله بن جعفر ومحمد بن عبد الله بن مسلم وعبد الحميد بن جعفر وابن أبي حبيب ومحمد بن يحيى بن سهل وكل قد حدثني بطائفة من هذا الحديث قالوا لما أراد أبو سفيان أن ينصرف يوم أحد نادى... فذكره بلفظ ابن سعد وطوله
وقيل
هي الكلمة التي قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار... حتى وافوا بدرا وأقاموا بها ثماني ليالي وكانت معهم تجارات فباعوها وأصابوا خيرا ثم انصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين ورجع أبو سفيان إلى مكة فسمى أهل مكة جيشه جيش السويق قالوا إنما خرجتم لتشربوا
246

السويق فالناس الأولون المثبطون والآخرون أبو سفيان وأصحابه
قلت هو في الطبقات لابن سعد بنقص يسير أسند في الأول ذكر المغازي إلى ابن إسحاق وموسى بن عقبة وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم فذكرها غزوة غزوة حتى ذكر غزوة بدر الموعد قال ولما أراد أبو سفيان بن حرب أن ينصرف يوم أحد نادى الموعد بيننا وبينكم بدر الصفراء رأس الحول نلتقي بها فنقتتل فقال عليه السلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قل نعم إن شاء الله فلما دنا الموعد كره أبو سفيان الخروج وقدم نعيم بن مسعود الأشجعي مكة فقال له أبو سفيان إني قد واعدت محمدا وأصحابه أن نلتقي ببدر وقد جاء ذلك الوقت وهذا عام جدب وإنما يصلحنا عام خصب وإني أكره أن يخرج محمد ولا أخرج فنجعل لك عشرين فريضة على أن تقدم المدينة فتخذل أصحاب محمد قال نعم ففعل وحملوه على بعير فأسرع السير حتى قدم المدينة فأخبرهم بجمع أبي سفيان وما معه من العدة والسلاح فقال عليه السلام والذي نفسي بيده لأخرجن وإن لم يخرج معي أحد فخرج عليه السلام من المدينة بعد أن استخلف عليها عبد الله بن رواحه وسار بالمسلمين وهم ألف وخمسمائة ومعهم عشرة أفراس وخرجوا ببضائع لهم وتجارات حتى انتهوا إلى بدر ليلة هلال ذي القعدة وقامت السوق صبيحة الهلال وباعوا تجارتهم فربحوا للدريهم درهما وانصرفوا غانمين وخرج أبو سفيان من مكة في قريش وهم ألفان ومعهم خمسون فرسا حتى انتهوا إلى مر الظهران ثم قال ارجعوا فإن هذا عام جدب ولا يصلحنا إلا عام خصب نرعى فيه الشجر ونشرب اللبن فسمى أهل مكة ذلك الجيش جيش السويق انتهى
260 الحديث الثامن والخمسون
عن ابن عمر قال قلنا يا رسول الله إن الإيمان يزيد وينقص قال نعم يزيد حتى يدخل صاحبه الجنة وينقص حتى يدخل صاحبه النار
247

قلت رواه الثعلبي أخبرنا ابن فنجوية ثنا موسى بن محمد بن علي بن عبد الله ثنا أبي ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو القاسم حبيب بن عيسى بن فروخ ثنا إسماعيل بن عبد الرحمن عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال قلنا... الحديث
261 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه كان يأخذ بيد الرجل فيقول قم بنا نزدد إيمانا
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الإيمان حدثنا أبو أسامة عن محمد بن طلحة عن زبيد عن زر قال كان عمر... فذكره
ورواه البيهقي في أول كتابه شعب الإيمان أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنا محمد بن أيوب أنا سهل بن بكار عن محمد بن طلحة عن زبيد عن زر... فذكره
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الثعلبي
262 قوله
عن عمر رضي الله عنه لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان هذه الأمة لرجح به
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق ابن المبارك ثنا بن عبد الله ابن شوذب عن محمد بن جحادة عن سلمة بن كهيل عن هزيل بن شرحبيل عن عمر قال لو وزن... إلى آخره
ورواه البيهقي في شعب الإيمان عن الحاكم بسنده إلى ابن المبارك به
248

وفي حديث مرفوع رواه ابن عدي في الكامل من حديث عيسى بن عبد الله ابن سليمان القرشي ثنا رواد بن الجراح ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو وضع إيمان أبي بكر على إيمان هذه الأمة لرجح بها انتهى وأعله بعيسى
263 الحديث التاسع والستون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مانع الزكاة طوق بشجاع أقرع ويروى أسود
قلت رواه البخاري في التفسير من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له ماله شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقية يقول أنا مالك أنا كنزك ثم تلا * (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله) * الآية
قلت ورواية الأسود غريبه جدا
264 الحديث السبعون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب مع أبي بكر رضي الله عنه كتابا إلى يهود بني قينقاع يدعوهم إلى الإسلام وإلى إقام الصلاة وإلى إيتاء الزكاة وأن يقرضوا الله قرضا حسنا قال فنحاص اليهودي إن الله فقير حين سألنا القرض فلطمه أبو بكر في وجهه وقال لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجحد فنحاص ما قال فنزلت
249

قلت قيل رواه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال دخل أبو بكر رضي الله عنه بيت المدارس فوجد من يهود أناسا كثيرا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص وكان من علمائهم وأحبارهم ومعه حبر يقال له أشبع فقال أبو بكر ويحك فنحاص اتق الله وأسلم فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول من عند الله وقد جاءكم بالحق من عنده وتجدونه عندكم مكتوبا في التوراة والإنجيل فقال فنحاص والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة من فقر وإنه إلينا الفقير ما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا ولو كان عنا غنيا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم ينهاكم عن الربا ويعطينا فغضب أبو بكر عند ذلك وضرب وجهه ضربا شديدا وقال والذي نفسي بيده لولا الذي بيننا وبينك من العهد لضربت عنقك يا عدو الله فذهب فنحاص فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له يا محمد انظر ما صنع بي صاحبك فقال عليه السلام لأبي بكر ما حملك على هذا قال يا رسول الله لقد قال قولا عظيما زعم أن الله فقير وهم أغنياء فغضبت لله مما قال وضربت وجهه فجحد ذلك فنحاص وقال ما قلت ذلك فأنزل الله ردا لما قال فنحاص وتصديقا لكلام أبي بكر * (لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء) * الآية انتهى
وذكره الثعلبي والواحدي في أسباب النزول من قول عكرمة والسدي ومقاتل وابن إسحاق قالوا كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم... إلى آخره بلفظ المصنف وسنده إليهم في أول كتابه
وذكره ابن هشام في سيرته من قول ابن إسحاق لم يجاوزوه
265 الحديث الحادي والسبعون
يروى القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
قلت رواه الترمذي في أواخر كتاب الزهد حدثنا محمد بن أحمد بن مدويه
250

ثنا القاسم بن الحكم العرني ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناسا يكثرون فقال أما إنكم لو أكثرتم ذكر هادم اللذات لشغلكم عما أرى... إلى أن قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار مختصر وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا مسعود بن محمد الرملي ثنا محمد ابن أيوب بن سويد ثنا أبي ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار وقال لم يروه عن الأوزاعي إلا أيوب بن سويد تفرد به ابنه انتهى
266 قوله
وقال أبو سفيان لحمزة رضي الله عنه ذق عقق وفي رواية يا عاق
قلت هو كذلك في سيرة ابن هشام في غزوة أحد قال قال ابن إسحاق وكان الحليس بن زبان أخو بني الحارث بن عبد مناة وهو يومئذ سيد الأحابيش قد مر بأبي سفيان وهو يضرب في شدق حمزة بن عبد المطلب يزج الرمح ويقول ذق عقق فقال الحليس يا بني كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون فقال له ويحك اكتمها عني فإنها كانت مني زلة مختصر
ومن طريق ابن إسحاق رواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف في ترجمة الحليس بسنده إليه
251

267 الحديث الثاني والسبعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان من حديث عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ونحن معه في سفر فقال إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا لله عليه أن يدل أمته على ما هو خير لهم وينذرهم ما هو شر لهم وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وإن آخرها سيصيبهم بلاء وأمور ينكرونها فمن سره أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت للناس ما يحبوا أن يأتوا إليه مختصر... وأعاده في الجهاد
268 الحديث الثالث والسبعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كتم علما عن أهله ألجمه الله بلجام من نار
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث طلق بن علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عائشة
أما حديث أبي هريرة فرواه أبو داود في سننه في كتاب العلم عن حماد ابن سلمة عن علي بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار انتهى
252

ورواه الترمذي أيضا في أول أبواب العلم وابن ماجة في كتاب السنة كلاهما عن عمارة بن زاذان عن علي بن الحكم عن عطاء به هكذا هو معنعن عند الترمذي وسياق ابن ماجة ثنا علي بن الحكم ثنا عطاء به قال الترمذي حديث حسن انتهى
ورواه ابن حبان والحاكم قال المنذري في مختصر السنن وسند أبي داود سند حسن فإنه رواه عن التبوذكي وقد احتج به الشيخان عن حماد بن سلمة وقد احتج به مسلم واستشهد به البخاري عن علي بن الحكم وقد وثقه أحمد وأبو حاتم عن عطاء بن أبي رباح وقد احتج به الشيخان انتهى
وقال ابن القطان في كتاب الوهم والإيهام ذكر عبد الحق هذا الحديث في أحكامه من جهة أبي داود وسكت عنه وفيه علة وذلك أن أبا داود رواه من حديث حماد بن سلمة أنا علي بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة وقد تابع حماد بن سلمة على هذا عمارة بن زاذان كما هو عند الترمذي وابن ماجة وخالفهما عبد الوارث بن سعيد وهو ثقة فرواه عن علي بن الحكم عن رجل عن عطاء عن أبي هريرة فأدخل بين علي بن الحكم وعطاء رجلا مجهولا يقال إنه حجاج بن أرطاة وهذا ظاهره الانقطاع إذ لو سمعه علي بن الحكم من عطاء ما رواه عن رجل عنه إلا أن يكون قد صرح بسماعه من عطاء بأن يقول حدثنا أو أخبرنا أو سمعت ونحو ذلك فحينئذ يقول إنه سمعه منه مرة ورواه عنه أخرى بواسطة فحدث به على الوجهين أما إذا كان الأول معنعنا فإن زيادة رجلا بينهما دليل انقطاعه انتهى
قلت صرح بالتحديث في سياق ابن ماجة كما قدمناه والله أعلم
ثم قال ابن القطان وحديث أبي هريرة هذا إسناده حسن رواه قاسم بن أصبغ
253

في كتابه حدثنا محمد بن الهيثم أبو الأحوص ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا... فذكره قال وهؤلاء
كلهم ثقات انتهى
ولحديث أبي هريرة هذا طرق أخرى تكلم فيها وهي عشر طرق رواها ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية
الأول فيها حماد قال وهو مجروح أيضا وفي الثلاثة الأخرى حجاج بن أرطاة قال وهو مجروح أيضا وفي الخامس صدقة بن موسى قال يحيى ليس بشئ وفي السادس صغدي بن سنان قال قال يحيى ليس بشيء وفي السابع الحسين بن أحمد قال قال مطين هو كذاب ابن كذاب وفي الثامن عثمان بن مقسم قال قال الدارقطني متروك وفي التاسع إسماعيل بن عمرو قال قال الرازي ضعيف وفي العاشر موسى بن محمد البلقاوي قال قال أبو زرعة كان يكذب وقال ابن حبان كان يضع والله أعلم
وأخرجه الطبراني في معجمه الوسط عن جابر الجعفي عن الشعبي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار انتهى
وأما حديث أنس فرواه ابن ماجة في سننه في السنة من حديث عمرو بن سليم ثنا يوسف بن إبراهيم سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة محمد بن واسع من حديث يحيى بن سليم الطائقي عن عمران بن مسلم عن محمد بن واسع عن أنس مرفوعا
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من هذين الطريقين ومن طريق أخرى فيها علي بن زيد بن جدعان وضعف الأول في يحيى بن سليم والثاني بعمر بن
254

شاكر والثالث ابن جدعان
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني والحاكم في مستدركه في كتاب العلم من طريق ابن وهب عن عبد الله بن عياش بن عباس القتباني عن أبيه عن عبد الرحمن الجبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا... فذكره قال الحاكم إسناده صحيح على شرط الشيخين وليس له علة انتهى
وأما حديث ابن عباس فرواه الطبراني في معجمه من حديث معمر بن زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا نحوه
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بمعمر بن زائدة وقال إنه لا يتابع على حديثه انتهى
وله طريقان آخران رواهما ابن الجوزي في العلل المتناهية
في الأول أحمد بن أبي الرجال قال وكان رجلا صالحا إلا أنه أدخل عليه
في الثاني حسن بن كليب قال وقد ضعفه الخطيب انتهى
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا زهير ثنا يونس بن محمد ثنا أبو عوانة عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
وأما حديث ابن مسعود فرواه الطبراني في معجمه من حديث سوار بن مصعب عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعا وشيخ الطبراني فيه محمد بن الفضل السقطي وأعله ابن عدي في كامله به ونقل تضعيفه عن البخاري والنسائي وأحمد وابن معين وأعله أيضا بسوار بن مصعب ونقل تضعيفه عن البخاري والنسائي وابن معين وقال عامة ما يرويه غير محفوظ انتهى
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من ثلاث طرق أخرى
في الأول موسى بن عمير قال قال أبو حاتم كذاب
في الثاني حمزة الجرزي قال قال ابن عدي يضع
255

وفي الثالث هيصم بن شداخ قال قال ابن حبان يروي الطامات لا يحتج به
ورواه الطبراني في معجمه الوسط عن موسى بن عمير عن الحكم بن عتيبة عن الأسود عن ابن مسعود... فذكره
وأما حديث طلق بن علي فرواه الطبراني من حديث حماد بن محمد الحنفي الفزاري عن أيوب بن عتبة عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي مرفوعا
ورواه ابن عدي في كامله وأعله بأيوب بن عتبة وقال إنه ضعيف
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال حماد بن محمد وأيوب بن عتبة وقيس بن طلق كلهم مضعفون انتهى
وأما حديث ابن عمرو فرواه ابن عدي في كامله والطبراني في معجمه الوسط عن حسان بن سياه ثنا الحسن بن ذكوان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا وأعله بحسان وقال عامة حديثه لا يتابع عليه انتهى
وأعله ابن الجوزي في العلل المتناهية به بالحسن بن ذكوان قال قال أحمد وأحاديثه بواطيل ورواه ابن الجوزي من طريق أخرى فيها خالد بن يزيد الأنصاري قال يحيى كذاب وقال ابن حبان يروي الموضوعات
وأما حديث الخدري فرواه ابن ماجة في سننه من حديث محمد بن دأب عن صفوان بن سليم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه مرفوعا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتم علما مما ينفع الناس في الدين ألجمه الله بلجام من نار وفيه زيادة حسنة
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية نحوه ثم قال ومحمد بن دأب قال أبو زرعة فيه يكذب انتهى ورواه من طريق أخرى فيها يحيى بن العلاء قال
256

قال أحمد كذاب يضع الحديث
وأما حديث جابر فرواه العقيلي في ضعفاه عن عسل بن سفيان التميمي عن عطاء عن جابر بن عبد الله مرفوعا وأعله بعسل بن سفيان وضعفه عن أحمد والبخاري
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من حديث الحسن بن عرفة ثنا عبد الرازق ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر ثم قال قال علي بن العباس هذا حديث منكر لا أصل له ولا يعرف الحسن بن عرفة روى عن عبد الرازق انتهى
وأما حديث عائشة فرواه العقيلي في ضعفاه أيضا من حديث الحسن بن علي الشروي عن عطاء عن عائشة مرفوعا نحوه ثم قال والحسن هذا مجهول بالنقل انتهى
وذكره المنذري في مختصره أن هذا الحديث رواه عشرة من الصحابة وسماهم كما ذكرناهم إلا أنه ذكر عوض عائشة عمرو بن عبسة وقال إن في كل منهما مقالا انتهى
وحديث عمرو بن عبسة رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ومتنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كتم علما فقد برء من الإسلام انتهى
ثم نقل ابن الجوزي عن الإمام أحمد أنه قال لا يصح في هذا الباب شيء انتهى
ولم أجد في ألفاظه من كتم علما عن أهله
257

269 عن علي رضي الله عنه أنه قال ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا
قلت أخبرنا الشيخ الصالح المسند الخطيب أبو الفتح صدر الدين محمد بن الإمام المحدث شريف الدين محمد بن القاسم الميدومي بقراءتي عليه أنا المسند نجيب الدين أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي بن الصقيل الحراني سماعنا عليه سنة إحدى وسبعين وستمائة أنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب أنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما أنا أبو بكر أحمد بن نصر بن عبد الله بن الفتح الذراع قال كتب إلى الحارث بن أبي أسامة وأذن لي في روايته أنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا الحسن ابن عمارة قال أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألفيته على باب داره فقلت إن رأيت أن تحدثني فقال أما علمت أني تركت الحديث فقلت له أنا حدثني الحكم بن عتيبة عن يحيى الجزار سمعت عليا يقول ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا قال فحدثني أربعين حديثا انتهى
وهذا الإسناد اشتمل على جماعة ضعفاء
ورواه الثعلبي في تفسيره كذلك من طريق الحارث بن أبي أسامة
وذكره الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتاب العلم من غير سند فقال ويروى عن علي أنه قال... الحديث
وهو في الفردوس عن علي ما أخذ الله ميثاق الجاهل أن يتعلم حتى أخذ ميثاق العالم أن يعلمه انتهى وهذا على عادته في ذكر اسم الراوي وحذف اسم النبي صلى الله عليه وسلم فيكون مرفوعا عنده
258

270 الحديث الرابع والسبعون
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل اليهود عن شيء مما في التوراة فكتموا الحق وأخبروه بخلافه وأروه أنهم صدقوه واستحمدوا إليه وفرحوا بما فعلوا فأطلع الله رسوله على ذلك وسلاه بما أنزل من وعيدهم في قوله * (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا) *
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن مروان قال لبوابه اذهب يا رافع إلى ابن عباس فقال له لئن كان كل امرئ منا إن فرح بما أوتي وحمد بما لم يفعل لنعذبن جميعا فقال ابن عباس إنما نزلت هذه الآية في أهل الكتاب أتاه اليهود فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه وأخبروه بغيره فخرجوا وفرحوا أنهم أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه وفرحوا بما أتو من كتمانه إياه ما سألهم عنه انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
271 الحديث الخامس والسبعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها قال المصنف أي لم يتفكر فيها ولم يعتبرها والآية * (إن في خلق السماوات والأرض) * الآية
قلت غريب جدا وذكره الثعلبي هكذا من غير سند ولا راو ولعل بعده حديثا آخر وهو في البقرة فلينقل ها هنا
272 الحديث السادس والسبعون
عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال لعائشة أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت و أطالت ثم قالت كل أمره
259

عجب أتاني في ليلتي فدخل في لحافي حتى الصق جلده بجلدي ثم قال يا عائشة هل لك أن تأذني لي في عبادة ربي الله الليلة فقلت يا رسول الله إني لأحب قربك وأحب هواك فقد أذنت لك فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر من صب الماء ثم قام يصلي فقرأ من القرآن وجعل يبكي حتى بلغت الدموع حقويه ثم جلس فحمد الله وأثنى عليه وجعل يبكي ثم رفع يديه وجعل يبكي حتى رأيت دموعه قد بلت الأرض فأتاه بلال يؤذنه بصلاة الغداة فرآه يبكي فقال له يا رسول الله أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال يا بلال أفلا أكون عبدا شكورا ثم قال ومالي لا أبكي وقد أنزل الله علي في هذه الليلة " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف اليل والنهار " ثم قال ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها وروي ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتأملها
قلت رواه ابن حبان في صحيحه في النوع السابع والأربعين من القسم الخامس من حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا وعبد الله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد قد آن لك أن تزورنا فقال أقول يا أمه كما قال الأول زر غبا تزدد حبا فقالت دعونا من بطالتكم هذه ثم قال ابن عمر لعائشة أخبرينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكتت ثم قالت لما كانت ليلة من الليالي قال يا عائشة ذريني الليلة أتعبد لربي قلت والله لأحب قربك وأحب ما يسرك قالت فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت فلم يزل يبكي حتى بل الأرض فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا لقد أنزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها * (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار) *
260

الآية انتهى
ورواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء وأبو القاسم الأصفهاني في كتاب الترغيب والترهيب والثعلبي وعبد بن حميد وابن مردويه في تفاسيرهم كلهم عن أبي جناب الكلبي عن عطاء بن أبي رباح قال دخلت أنا وابن عمر على عائشة فقال لها ابن عمر أخبريني... إلى آخره بلفظ المصنف ولم يذكروا كلهم الرواية الثانية ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتأملها لكن روى ابن مردويه في تفسيره في سورة الروم بالسند المذكور أعني عن أبي جناب الكلبي عن عطاء عن عائشة قالت لما نزلت هذه الآية * (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويح لمن لاكها بين لحييه ثم لم يتفكر فيها انتهى
273 الحديث السابع والسبعون
عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يتسوك ثم ينظر إلى السماء ويقول * (إن في خلق السماوات والأرض) * الآية
قلت رواه الثعلبي أخبرني الحسين بن محمد بن عبد الله بن فنجويه ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا يوسف بن عبد الله بن ماهان ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن الحجاج عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم... إلى آخره
وفي الكتب الستة في الصلاة مختصرا ومطولا عن ابن عباس قال بت عند خالتي ميمونة قالت فتحدث النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الأخير فتسوك ثم نظر إلى السماء وهو يقول * (إن في خلق السماوات والأرض) * حتى ختم السورة انتهى
274 الحديث الثامن والسبعون عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر
261

ذكر الله تعالى
قلت رواه ابن أبي شيبة في مسنده وفي مصنفه في كتاب الدعاء حدثنا يحيى بن واضح عن موسى بن عبيدة الربذي عن أبي عبد الله القراظ عن معاذ ابن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في معجمه بسنده ومتنه وكذلك الثعلبي
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده ثنا إسحاق بن أبي سليمان الداراني سمعت موسى بن عبيدة الربذي يحدث عن أبي عبد الله القراظ عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره وزاد فيه قصة
ومن طريق ابن راهويه رواه الثعلبي في تفسيره في سورة العنكبوت عند قوله تعالى * (ولذكر الله أكبر) *
ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الواقعة من حديث موسى بن عبيدة به سندا ومتنا
275 الحديث التاسع والسبعون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب تومىء إيماء
قلت رواه الجماعة إلا مسلما واللفظ للبخاري عن عمران بن الحصين قال كانت بي بواسير فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة فقال صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب انتهى ليس فيه الإيماء
وكما أورده المصنف أورده صاحب الهداية
262

276 الحديث الثمانون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بينما رجل مستلق على فراشه فرفع رأسه فنظر إلى النجوم وإلى السماء فقال أشهد أن لك ربا خالقا اللهم اغفر لي فنظر الله إليه فغفر له
قلت رواه الثعلبي في تفسيره قال وجدت في كتابي عن أبي زرعة محمد ابن جعفر بن الحسن وشككت في سماعي منه أنا محمد بن عبد الله بن محمد ابن عبد الله السلمي أنا محمد بن حسان بن أحمد أنا محمد بن الحسن الخليل ثنا عبد الله بن زياد القطواني حدثنا سيار ثنا عبد الله بن جعفر ثنا زيد بن أسلم ثنا عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما رجل... إلى آخره
277 الحديث الحادي والثمانون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا عبادة كالتفكر
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين من حديث محمد بن عبد الله الحبطي من أهل تستر أبي رجاء ثنا شعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه قال لابنه الحسن يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لامال أعود من العقل ولا فقر أشد من الجهل ولا وحدة أشد من العجب ولا مظاهرة أوثق من المشاورة ولا عقل كالتدبير ولا ورع كحسن الخلق و لا عبادة كالتفكر وآفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة المال البغي وآفة الشجاعة الفخر يا بني لا تستحقر أحدا أبدا إن كان أكبر منك فاحسب أنه أبوك وإن كان مثلك فاحسب أنه أخوك أو أصغر منك فاحسب أنه ابنك انتهى ثم قال تفرد به الحبطي عن شعبة وليس بالقوي انتهى
263

ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله بالحبطي وقال إنه يروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات انتهى
278 الحديث الثاني والثمانون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا تفضلوني على يونس بن متى فإنه كان يرفع له كل يوم مثل عمل أهل الأرض
قلت غريب جدا
279 الحديث الثالث والثمانون
روي أن أم سلمة رضي الله عنها قالت يا رسول الله إني أسمع الله يذكر الرجال في الهجرة ولا يذكر النساء فنزلت يعني قوله تعالى * (أني لا أضيع عمل عامل منكم) *
قلت رواه الترمذي في تفسير النساء من حديث عمرو بن دينار عن رجل من ولد أم سلمة عن أم سلمة قالت يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة فأنزل الله * (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) * انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك كذلك وقال حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه
ورواه عبد الرزاق في تفسيره والواحدي في أسباب النزول
وكذلك رواه البيهقي في المعرفة في الجهاد من طريق سعيد بن منصور ثنا سفيان أنا عمرو بن دينار أخبرني سلمة رجل من ولد أم سلمة قال قالت أم سلمة... فذكره
264

280 الحديث الرابع والثمانون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع
قلت رواه مسلم في صحيحه في صفة القيامة من حديث مستورد بن شداد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء الحديث
281 الحديث الخامس والثمانون
روي أنه لما مات النجاشي نعاه جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه السلام لأصحابه إخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم فخرج إلى البقيع ونظر إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي فصلى عليه واستغفر له فقال المنافقون انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني لم يره قط فأنزل الله * (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) * الآية
قلت روى الطبري في تفسيره وابن عدي في كتابه الكامل من حديث أبي بكر الهذلي واسمه سلمى بن عبد الله عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه اخرجوا فصلوا على أخ لكم قد مات قال فصلى بنا فكبر أربع تكبيرات ثم قال هذا أصحمة النجاشي فقال المنافقون انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني لم يره قط فأنزل الله تعالى * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) * الآيات كلها انتهى ولين ابن عدي الهذلي تليينا يسيرا ولم يضعفه
وذكره الثعلبي في تفسيره والواحدي في أسباب النزول من قول ابن عباس
265

وجابر بن عبد الله وقتادة قالوا في قوله تعالى * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) * نزلت في النجاشي وذلك أنه لما مات نعاه جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفس اليوم الذي مات فيه فقال عليه السلام لأصحابه اخرجوا فصلوا على أخ لكم مات بغير أرضكم قالوا ومن هو قال النجاشي فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البقيع وكشف له من المدينة إلى أرض الحبشة فأبصر سرير النجاشي وصلى عليه واستغفر له وقال لأصحابه استغفروا له فقال المنافقون انظروا إلى هذا يصلي على حبشي نصراني لم يره قط وليس على دينه فأنزل الله هذه الآية انتهى وسنده إلى ابن عباس وقتادة أول كتابه
وأخرج الطبراني في معجمه الوسط عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفاة النجاشي قال اخرجوا فصلوا على أخ لكم لم تروه قط فخرجنا وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وصفنا خلفه فصلى وصلينا فلما انصرفنا قال المنافقون انظروا إلى هذا يصلي على علج نصراني لم يره قط فأنزل الله * (وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله) * الآية انتهى
282 الحديث السادس والثمانون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان كعدل صيام شهر وقيامه لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة
قلت رواه أحمد في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الجهاد حدثنا زيد بن الحباب ثنا موسى بن عبيدة الربذي أخبرنا محمد بن أبي منصور عن السمط بن عبد الله البلخي عن سلمان الفارسي أنهم كانوا في جند من المسلمين مرة فأصابهم ضر وحصر فقال سلمان لصاحب الجند ألا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون لك قوة على الجند قال بلى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان كعدل صيام شهر وقيامه
266

لا يفطر ولا ينفتل عن صلاته إلا لحاجة ومن مات في سبيل الله أجرى الله تعالى عليه أجره حتى يقضي بين أهل الجنة والنار انتهى
ومن طريق أحمد رواه الثعلبي في تفسيره بسنده ومتنه
وروى ابن حبان في صحيحه من حديث سلمان أيضا مرفوعا رباط يوم وليلة في سبيل الله أفضل من صيام شهر وقيامه صائم لا يفطر وقائم لا يفتر مختصر وفيه قصة
ومعنى الحديث في صحيح مسلم رواه في كتاب الجهاد عن مكحول عن شرحبيل بن السمط عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن الفتان انتهى
ووهم الحاكم فرواه في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
ورواه الترمذي والنسائي ومتن النسائي من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان كأجر صيام شهر وقيامه
283 الحديث السابع والثمانون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أمانا على جسر جهنم
قلت رواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الإمام أبي بكر بن أبي داود السجستاني ثنا محمد بن عاصم ثنا شبابة بن سوار أنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره وذكر فضل سورة آل عمران وهو في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى
267

ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني ثنا بشر بن موسى ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى حدثني أبي عن مخلد بن عبد الواحد عن الحجاج بن عبد الله عن أبي الخليل وعلي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره بطوله
ورواه أيضا حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة أنا إبراهيم بن شريك بن الفضل بن خالد الأسدي الكوفي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير / ح وحدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الحرفي ثنا أبو عمرو يوسف بن إبراهيم بن يوسف الباطرقاني المؤذن ثنا أبو خالد الرملي ثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن موهب بمكة ثنا يوسف بن عطية عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بن كعب وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره بطوله
ورواه الواحدي في تفسيره من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون ابن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة مرفوعا
284 الحديث الثامن والثمانون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تحجب الشمس
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ثنا عمي أحمد بن محمد بن ماهان بن أبي حنيفة ثنا أبي عن طلحة بن زيد عن يزيد بن سنان عن يزيد بن جابر الدمشقي عن طاووس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تحجب الشمس انتهى
268

قال أبو عبيدة وإبراهيم الحربي وجبت الشمس إذا سقطت لتغيب
269

سورة النساء
271

سورة النساء
وذكر فيها أربعة وثمانين حديثا
285 قوله
عن ابن عباس قال الرحم معلقة بالعرش فإذا أتاها الواصل بشت به كلمته وإذا أتاها القاطع احتجبت عنه
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال الرحم معلقة بالعرش... إلى آخره
ورواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل الخمسين بعد المائة حدثنا الجارود ثنا جرير به سندا ومتنا
286 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم تخيروا لنطفكم
قلت روي من حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث عمر بن الخطاب
أما حديث عائشة فرواه ابن ماجة في سننه في كتاب النكاح من حديث الحارث بن عمران الجعفري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء وانكجوا إليهم انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه كذلك وسكت عنه ثم رواه من حديث عكرمة ابن إبراهيم عن هشام بن عروة به وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
وتعقبه شيخنا الذهبي في مختصره فقال الحارث متهم وعكرمة ضعفوه
273

ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وقال الحارث بن عمران كان يضع الحديث على الثقات وقد تابعه عكرمة بن إبراهيم وهما ضعيفان انتهى
وله طرق أخرى فمنها عند الدارقطني في سننه عن أبي أمية إسماعيل بن يعلى عن هشام به وأبو أمية متروك
ومنها الدارقطني أيضا عن صالح بن موسى عن هشام به اخناروا لنطفكم المواضع الصالحة
قال ابن طاهر لم يروه عن هشام ثقة وصالح ضعيف
ومنها ابن عدي في الكامل عن عيسى بن ميمون قال عن القاسم بن محمد عن عائشة وأعله بعيسى بن ميمون قال ابن حبان منكر الحديث وقال ابن طاهر متروك الحديث
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طرق أخرى ضعيفة وقال إنه حديث لا يصح وكل طرقة واهية
وقال عبد الحق في أحكامه إنه حديث لا أصل له رواه الحارث بن عمران الجعفري وأبو أمية الثقفي ومنذر بن علي وعكرمة بن إبراهيم وأيوب بن واقد وكلهم ضعفاء ورواه أبو المقدام بن زياد عن هشام بن عروة عن أبيه مرسلا وهو أشبه بالصواب انتهى
وأما حديث أنس فرواه أبو نعيم في كتاب الحلية في ترجمة الزهري من حديث عبد العظيم بن إبراهيم السالمي ثنا عبد الملك بن يحيى ثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تخيروا لنطفكم واجتنبوا السواد فإنه لون مشوه انتهى
ومن طريق أبي نعيم رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال فيه مجاهيل
ووجدته في فوائد تمام عن عبد العظيم بن إبراهيم ثنا محمد بن عبد الملك
274

ثنا سفيان به وليس فيه واجتنبوا السواد... إلى آخره
وأما حديث عمر فرواه ابن عدي في الكامل عن سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله عن عمه أبي مشجعة عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تخيروا لنطفكم وعليكم بذات الأوراك فإنهن أنجب انتهى ولين سليمان بن عطاء ونقل عن البخاري أنه قال في حديثه بعض مناكير انتهى
ونقل ابن أبي حاتم في علله عن أبيه تضعيف هذا الحديث من جميع طرقه
قال ابن طاهر ورواه إسحاق بن الفيض ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي دواد عن ابن جريح عن عطاء فمرة قال عن ابن عباس ومرة قال عن عائشة وعبد المجيد ثقة إلا أن الاختلاف فيه على عطاء يضعفه انتهى
287 الحديث الثاني
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتم بعد الحلم
قلت روي من حديث علي ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث جابر ومن حديث حنظلة
أما حديث علي فرواه أبو داود في كتاب الوصايا من حديث يحيى بن محمد المدني حدثني عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه خالد بن سعيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش أنه سمع شيوخا من بني عمرو بن عوف ومن خاله عبد الله بن أبي أحمد قال قال علي حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتم بعد احتلام ولا صمات يوم إلى الليل انتهى
275

قال المنذري في حواشيه فيه يحيى بن محمد الجاري بالجيم والراء المهملة نسبة إلى الجار بليدة بالساحل بقرب مدينة النبي صلى الله عليه وسلم قال البخاري يتكلمون فيه وقال ابن حبان يتجنب ما انفرد به وقد روي هذا الحديث من رواية أنس وجابر وليس فيها شيء يثبت انتهى كلامه
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بيحيى الجاري وقال لا يتابع عليه انتهى
وقال ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام هو حديث معلول فخالد بن سعيد بن أبي مريم وابنه عبد الله بن خالد مجهولان ولم أجد لعبد الله ذكرا إلا في اسم ابن له يقال له إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم ذكره ابن أبي حاتم وهو مجهول الحال كذلك فأما جده سعيد بن أبي مريم فثقة ويحيى بن محمد المدني مجهول أو ضعيف إن كان ابن هاني وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش بن رباب مجهول الحال أيضا وليس بوالد بكير بن عبد الله الأشج كما ظنه ابن أبي حاتم حين جمع بينهما والبخاري قد فصل بينهما فجعل الذي روى عن علي في ترجمة والذي يروي عن ابن عباس وهو والد بكير في ترجمة أخرى وأيهما كان فحاله مجهولة أيضا فهذه علل الخبر انتهى كلامه
وله طريق آخر رواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن سليمان الصوفي البغدادي بمصر سنة ثمانين ومائتين ثنا محمد بن عبيد بن ميمون التبان حدثني أبي عن محمد بن جعفر بن أبي كبير عن موسى بن عقبة عن أبان بن تغلب عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا رضاع بعد فصال ولا يتم بعد حلم انتهى
ومن طريق الطبراني رواه الخطيب البغدادي في تاريخه في ترجمة محمد بن سليمان الصوفي
وله طريق أخرى رواه عبد الرزاق في مصنفه في الطلاق حدثنا معمر
276

عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة عن علي مرفوعا لا رضاع بعد فصال ولا يتم بعد الحلم ولا صمت يوم إلى الليل أخبرنا الثوري عن جويبر به
موقوفا
قال العقيلي وهو الصواب وقال ابن عدي ورواه عبد الرزاق مرة عن معمر فرفعه ومرة عن الثوري فوقفه انتهى
وله طريق آخر عند الطبراني في معجمه الوسط عن معمر عن عبد الكريم ابن أبي المخارق عن الضحاك بن مزاحم به مرفوعا وعبد الكريم بن أبي المخارق هالك
أما حديث أنس فرواه البزار في مسنده ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة عن أبيه عن محمد بن المنكدر عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتم بعد حلم انتهى ثم قال لا نعلمه يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد ويزيد بن عبد الملك لين الحديث وروى جماعة من أهل العلم حديثه واحتملوه على لينه انتهى
قال ابن طاهر يحيى وأبوه يزيد ضعيفان انتهى
ورواه ابن عدي في كتابه الكامل وأعله بيزيد بن عبد الملك وقال عامة ما يرويه غير محفوظ وأسند النسائي أنه قال فيه متروك الحديث
أما حديث جابر فله طرق
منها ما رواه عبد الرزاق في مصنفه في كتاب الرضاع حدثنا معمر عن حرام بن عثمان عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يتم بعد حلم ولا رضاع بعد الفطام ولا صمت يوم لليل مختصر
وكذلك رواه أبو داود الطيالسي في مسنده وأبو يعلى الموصلي في مسنده
وأعله ابن عدي في كامله بحرام بن عثمان وأسند إلى ابن معين والشافعي أنهما قالا الرواية عن حرام بن عثمان حرام
277

ومنها ما رواه ابن عدي في الكامل من حديث سعيد بن المرزبان أبي سعيد البقال عن يزيد الفقير عن جابر مرفوعا نحوه وأعله بسعيد بن المرزبان ونقل تضعيفه عن البخاري والنسائي وابن معين ثم قال وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم ولا يترك انتهى
ورواه ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية من حديث الدارقطني عن ابن حبان بسنده عن سعيد ثم قال قال الفلاس سعيد بن المرزبان متروك الحديث انتهى
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله بسعيد وقال إنه كثير الوهم ضعفه ابن معين انتهى
أما حديث جنطلة فرواه الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا سلم بن قتيبة ثنا ذيال بن عبيد ابن حنظلة بن حديم بن حنيفة المالكي سمعت جدي حنظلة بن حديم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يتم بعد احتلام ولا يتم على جارية إذا هي حاضت انتهى
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن سلم بن قتيبة به سندا ومتنا
288 الحديث الثالث
روي أن رجلا من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم فلما بلغ طلب المال فمنعه عمه فترافعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت فلما سمعها العم قال أطعنا الله وأطعنا الرسول نعوذ بالله من الحوب الكبير فدفع ماله إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ومن يوق شح نفسه ويطع ربه هكذا فإنه يحل داره يعني جنته فلما قبض الفتى ماله أنفقه في سبيل الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثبت الأجر وبقي الوزر قال
278

يا رسول الله قد عرفنا أنه ثبت الأجر فكيف بقي الوزر وهو ينفق في سبيل الله فقال ثبت أجر الغلام وبقي الوزر على والده
قلت ذكره الثعلبي من قول مقاتل والكلبي وسنده إليهما مذكور في أول كتابه وكذلك فعل الواحدي في أسباب النزول
289 الحديث الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم إن طلاق أم أيوب لحوب
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى الحماني ثنا حماد بن زيد عن واصل مولى أبي عيينة عن محمد بن سيرين عن أبن عباس أن أبا أيوب أراد أن يطلق أم أيوب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن طلاق أم أيوب لحوب انتهى ذكره في ترجمة أم أيوب وذكره في ترجمة ابن عباس وزاد فيه قال ابن سيرين والحوب الإثم
ورواه أبو داود في مراسيله عن أنس بن سيرين قال بلغني أن أبا أيوب... الحديث
وكذلك رواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث ثنا موسى ثنا جرير عن واصل عن أنس بن سيرين... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره ثنا عبد الباقي ثنا بشر بن موسى أنا هوذة ابن خليفة أنا عون عن أنس أن أبا أيوب أراد فذكره وزاد فيه قال فأمسكها انتهى
وروى الحاكم في مستدركه من حديث علي بن عاصم عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال كان بين أبي طلحة وأم سليم كلام فأراد أبو طلحة
279

أن يطلق أم سليم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن طلاق أم سليم لحوب انتهى
وقال صالح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي في مختصره فقال علي بن عاصم واه
290 الحديث الخامس
روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم " أن لا تعولوا " ألا تجوروا
قلت رواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس والستين من القسم الثالث من حديث عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ثنا محمد بن شعيب عن عمر ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى " ذلك أدنى أن لا تعولوا " قال ألا تجوروا انتهى
ورواه الطبري والثعلبي وابن مردويه وابن أبي حاتم في تفاسيرهم قال ابن أبي حاتم والصواب عن عائشة موقوف انتهى ورواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث كلهم بالإسناد المذكور
291 قوله
روي عن عمر بن الخطاب أنه قال لا تظنن بكلمة خرجت من في أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا
قلت رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترهيب والترغيب أخبرنا أبو رجاء بندار أنا محمد بن أحمد الكاتب ثنا عبد الله بن محمد ثنا عبد الرحمن ابن الحسن ثنا سليمان بن الربيع بن هشام قال سمعت أبا عبد الله كادحا الزاهد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثماني عشرة كلمة كلها حكمة قال ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوءا أو قال شرا وأنت تجد لها في
280

الخير محملا ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن ومن كتم سره كانت الخيرة بيده وعليك بإخوان الصدق تعيش في أكنافهم ولا تسأل عما لا يعنيك ولا تطلبن حاجة إلا ممن يحب نجاحها ولا تصحب الفجار فتتعلم من فجورهم واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من يخشى الله واستشر في أمرك الذي يخشون الله وهم العلماء قال الله تعالى * (إنما يخشى الله من عباده العلماء) * انتهى
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثامن والخمسين من حديث إبراهيم بن أبي طيبة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال كتبت إلى بعض إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ضع أمر أخيك على أحسنه إلى آخره سواء
وروى ابن طاهر في كتابه على أحاديث الشهاب من حديث الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا زياد بن أيوب ثنا محمد بن يزيد عن نافع بن عمر الجمحي عن سليمان بن عبدة قال قال عمر بن الخطاب لا تظنن بكلمة خرجت من في أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا انتهى
292 قوله
ومن حديث أبي بكر رضي الله عنه إني كنت نحلتك جداد عشرين وسقا بالعالية
قلت رواه مالك في كتاب الموطأ في كتاب القضاء أخبرنا ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت إن أبا بكر كان نحلها جداد عشرين
281

وسقا من ماله بالعالية فلما حضرته الوفاة قال ما من الناس أحد أحب إلي غنى بعدي منك ولا أعز علي فقرا منك وإني كنت نحلتك جداد عشرين وسقا فلو كنت حزتيه لكان لك وإنما هو اليوم مال وارث وإنما هو أخواك وأختاك فاقتسموه على كتاب الله قالت يا أبة والله لو كان كذا وكذا لتركته إنما هي أسماء فمن الأخرى فقال ذو بطن بنت خارجة أراها جارية فولدت جارية أخواها عبد الرحمن ومحمد وبنت خارجة هي حبيبة بنت خارجة بن زيد زوجة أبي بكر كانت ذلك الوقت حاملا فولدت أم كلثوم انتهى
وعن مالك رواه محمد بن الحسن في موطئه بسنده ومتنه
293 قوله
وعن عمر رضي الله عنه أنه كتب إلى قضاته أن النساء يعطين رغبة ورهبة فأيما امرأة أعطت ثم أرادت أن ترجع فذلك لها
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في البيوع حدثنا علي بن مسهر عن سليمان الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال كتب عمر بن الخطاب أن النساء يعطين أزواجهن رغبة ورهبة فأيما امرأة أعطت زوجها شيئا فأرادت أن تعتصره فهي أحق به انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الهبة أخبرنا الثوري عن سليمان الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال كتب عمر بن الخطاب إن النساء يعطين رغبة ورهبة فأيما امرأة أعطت زوجها فشاءت أن ترجع فلترجع انتهى
294 الحديث السادس
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية يعني قوله تعالى " فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا " فقال إذا جادت
282

لزوجها بالعطية طائعة غير مكرهة لا يقضي به عليكم سلطان ولا يواخذكم الله به في الآخرة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن هذه الآية " فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا " قال إذا جادت... إلى آخره سواء
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بالإسناد المذكور
295 الحديث السابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم مروهم بالصلاة لسبع
قلت روي من حديث سبرة بن معبد الجهني ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث أبي هريرة من حديث أنس
أما حديث سبرة فرواه أبو داود والترمذي في آخر أبواب المساجد من حديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة بن معبد الجهني عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح
ورواه الحاكم في مستدركه في أواخر الصلاة وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
قال الشيخ تقي الدين في الإمام وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه ورواه البيهقي في الخلافيات وقال إسناده صحيح وقد قال الشيخ معترضا عليه قال ابن أبي خيثمة سئل يحيى بن معين عن أحاديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده فقال ضعاف وقد احتج مسلم بعبد الملك بن الربيع
283

ابن سبرة بن معبد الجهني وأبيه وجده وروى لهم في الصحيح
أما حديث ابن العاص فرواه أبو داود من حديث سوار بن داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا نحوه
ورواه الحاكم في مستدركه وسكت عنه ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بسوار بن داود
أما حديث أبي هريرة فرواه البزار في مسنده من حديث محمد بن ربيعة عن محمد بن الحسن بن عطية العوفي عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبع سنين واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا وفرقوا بينهم في المضاجع انتهى وقال لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بمحمد بن الحسن ثم رواه عن محمد بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا قال وهذا أولى قال والروايات في هذا الباب فيها لين انتهى
قال ابن حبان في كتاب الضعفاء ورواه عبد المنعم بن نعيم الرياحي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا نحوه قال وعبد المنعم هذا منكر الجديث جدا لا يحتج به إذا وافق فكيف منفردا
أما حديث أنس فرواه الدارقطني في سننه في أول الصلاة عن داود بن المحبر ثنا عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروهم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لثلاث عشرة انتهى وداود ابن المحبر مجروح
ورواه الطبراني في معجمه الوسط وقال تفرد به داود بن المحبر انتهى
284

قلت روى أبو داود في سننه من حديث امرأة معاذ بن عبد الله بن خبيب قالت كان رجل منا يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل متى يؤمر الصبي بالصلاة فقال إذا عرف يمينه من شماله انتهى
قال ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام هذه المرأة لا يعرف حالها ولا هذا الرجل الذي روت عنه ولا صحت له صحبه فأما معاذ وأبوه وجده فثقات ولكن لا مدخل في هذا الإسناد انتهى
قلت قد جاء من رواية عبد الله بن معاذ عن أبيه قال الطبراني في معجمه الصغير حدثنا إسحاق بن حاجب المروزي ببغداد ثنا محمد بن إسحاق المسيبي ثنا عبد الله بن نافع الصائغ عن هشام بن سعد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة انتهى قال الطبراني وعبد الله بن خبيب له صحبة ولا يروى عنه هذا الحديث إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد الله بن نافع انتهى
296 الحديث الثامن
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له رجل إن في حجري يتيما أفآكل من ماله فقال بالمعروف غير متأثل ولا واق مالك بماله قال أفأضربه قال مما كنت ضاربا منه ولدك
قلت روي من حديث جابر ومن حديث ابن عباس
أما حديث جابر فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع الخامس والستين من القسم الثالث من حديث صالح بن رستم الخزاز عن عمرو بن دينار عن جابر قال قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما أضرب يتيمي قال مما كنت ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله ولا متأثل من ماله مالا انتهى
ورواه كذلك البيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس والثلاثين
285

ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عمرو بن دينار ثم قال تفرد به الخزاز وهو من ثقات البصرة انتهى
ورواه ابن عدي في كامله وأعله بصالح بن رستم ونقل عن ابن معين أنه ضعفه ثم قال وهو عندي لا بأس به فإني لم أجد له حديثا منكرا وقد روى عنه يحيى القطان مع شدة استقصائه انتهى
قال ابن القطان في كتابه ويرويه عن صالح بن رستم جعفر بن سليمان الضبعي وهو وإن كان أخرج له مسلم فهو رافضي ضعيف انتهى
وأما حديث ابن عباس فرواه الثعلبي في تفسيره من حديث عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي ثنا أبي ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن الحسن
العرني عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن في حجري يتيما... بلفظ المصنف سواء
ورواه عبد الرزاق في تفسيره وابن المبارك في كتاب البر والصلة أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن العرني أن رجلا قال يا رسول الله... إلى آخره سواء
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره كلهم رووه مرسلا
وكذلك رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أثناء البيوع حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن عمرو بن دينار عن الحسن العرني... فذكره
واعلم أن بعض الحديث في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة رواه في كتاب الوصايا من حديث حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لا أجد شيئا وليس لي مال ولي يتيم له مال قال كل من مال يتيمك غير مسرف ولا متأثل مالا قال وأحسبه قال ولا تقي مالك بماله انتهى
286

ورواه أحمد في مسنده كذلك وجزم لم يقل وأحسبه قال
وكذلك أبو يعلي الموصلي في مسنده جزم وكذلك الحارث بن أبي أسامة في مسنده جزم
وروى أبو يعلى أيضا من حديث الحجاج بن أرطاة عن عبد الملك بن رزين عن بلال قال قال رجل يا رسول الله إن في حجري يتيما أفأضربه قال نعم مما كنت تضرب منه ولدك
297 قوله وعن ابن عباس أن ولي اليتيم قال له أفأشرب من لبن إبله قال إن كنت تبغى ضالتها وتلوط حوضها وتهنأ جرباها وتسقيها يوم وردها فاشرب غير مضر بنسل ولا ناهك في الحلب
قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال جاء أعرابي إلى ابن عباس... فذكره إلا أنه قال عوض تبغى ضالتها ترد نادتها
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره ورواه الثعلبي والواحدي
ورواه مالك في الموطأ في آخر الكتاب عن يحيى بن سعيد به سندا ومتنا من حديث روح بن عبادة ثنا ابن جريح أخبرني بكير بن عبد الله الأشج عن القاسم بن محمد... فذكره
ورواه البغوي في تفسيره من طريق مالك عن يحيى بن سعيد به
287

298 قوله
وعن عمر بن الالخطاب قال إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة والي اليتيم إن استغنيت استعففت وإن افتقرت أكلت بالمعروف وإذا أيسرت قضيت
قلت رواه الطبري في تفسيره أخبرنا أبو كريب ثنا وكيع ثنا إسرائيل وسفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال قال عمر بن الخطاب إني أنزلت نفسي من مال الله... إلى آخره سواء
ورواه الثعلبي كذلك
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أبواب الفروض وتدوين الدواوين حدثنا وكيع ثنا سفيان عن أبي إسحاق به لم يقل فيه وإذا أيسرت قضيت
وفي تفسير ابن كثير ورواه ابن أبي الدنيا عن سعيد بن منصور ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء قال قال لي عمر... بلفظ المصنف ثم قال وهذا إسناد صحيح
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه البيهقي في المعرفة في قسم الفيء بسنده ومتنه سواء
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عمر بن الخطاب حدثنا وكيع ابن الجراح ثنا سفيان عن أبي إسحاق به بلفظ المصنف بتمامه
299 الحديث التاسع
روي أن أوس بن الصامت ترك امرأته أم كجة وثلاث بنات فزوى أبناء عمه سويد وعرفطة أو قتادة أو عرفجة ميراثه عنهن وكان أهل الجاهلية لا يورثون النساء ولا الأطفال ويقولون لا يرث إلا من طاعن بالرماح وذاد عن الحوزة وحاز الغنيمة فجاءت أم كجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الفضيخ فشكت إليه فقال إرجعي
288

حتى أنظر ما يحدث الله فنزلت فبعث إليهما لا تفرقا من مال أوس شيئا فإن الله قد جعل لهن نصيبا ولم يبين حتى بين فنزلت * (يوصيكم الله) * فأعطى أم كجة الثمن والبنات الثلثين والباقي لابني العم
قلت روى الطبري في تفسيره حدثنا القاسم ثنا الحسين حدثني حجاج عن ابن جريج عن عكرمة قال نزلت في أم كجة وابنة كجه وثعلبة وأوس ابن سويد وهم من الأنصار كان أحدهما زوجها والآخر عم ولدها فقالت يا رسول الله توفي زوجي وتركني وابنته فلم نورث فقال عم ولدها يا رسول الله ولدها لا يركب فرسا ولا يحمل كلا ولا ينكأ عدوا يكسب عليها ولا يكتسب فنزلت * (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون) * الآية إلى قوله * (نصيبا مفروضا) * انتهى
حدثنا محمد بن حسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى * (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) * قال كان أهل الجاهلية لا يورثون الجواري ولا الضعفاء من الغلمان ولا يورثون إلا من أطاق العيال فمات عبد الرحمن أبو حسان الشاعر وترك امرأة يقال لها أم كجة وترك خمس أخوات فجاءت الورثة فأخذوا ماله فشكت أم كجة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى * (فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف) * ثم قال في أم كجة * (ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن) * انتهى
وقال الواحدي في أسباب النزول قال المفسرون إن أوس بن ثابت الأنصاري توفي وترك امرأة يقال لها أم كجة... إلى آخره بلفظ المصنف
وذكره الثعلبي ثم البغوي في تفسيريهما كما ذكره المصنف من غير سند
289

300 الحديث العاشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد إنك إن تترك ولدك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم في الوصايا من حديث عامر بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فقلت يا رسول الله أوصي بمالي كله قال لا قلت فالشطر قال لا قلت الثلث قال الثلث والثلث كثير إنك إن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس مختصر
301 الحديث الحادي عشر
روي أنه يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة والدخان يخرج من قبره ومن فيه وأنفه وأذنه وعينيه فيعرف الناس أنه كان يأكل مال اليتيم في الدنيا
قلت رواه الطبري في تفسيره أخبرنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي قال في قوله تعالى * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما) * الآية قال يبعث آكل مال اليتيم ظلما يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه وأنفه... إلى آخره
وفي صحيح ابن حبان بعضه مرفوعا رواه في النوع الثاني والسبعين من القسم الثالث من حديث زياد بن المنذر عن نافع بن الحارث عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الله يوم القيامة قوما من قبورهم تأجج أفواههم نارا فقيل من هم يا رسول الله قال ألم تر أن الله يقول * (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا) * الآية انتهى
ورواه ابن عدي في كتابه الكامل وأعله بزياد بن المنذر ونقل عن أحمد
290

أنه قال فيه متروك الحديث وعن ابن معين أنه قال فيه كذاب
302 قوله
عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سئل عن الكلالة فقال أقول فيه برأيي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان والله منه بريء الكلالة ما خلا الولد والوالد
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الفرائض حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن الشعبي قال قال أبو بكر رضي الله عنه رأيت في الكلالة رأيا فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمن قبلي والشيطان الكلالة ما عدا الوالد والولد انتهى
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا الوليد بن شجاع السكوني ثنا علي بن مسهر عن عاصم عن الشعبي قال قال أبو بكر إني رأيت في الكلالة رأيا فأن يكن صوابا فمن الله... إلى آخره وزاد فلما كان عمر بن الخطاب قال إني لأستحي من الله أن أخالف أبا بكر هو ما خلا الوالد والولد انتهى
ورواه البيهقي في كتاب المدخل أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنا يزيد بن هارون ثنا عاصم الأحول عن الشعبي قال سئل أبو بكر عن الكلالة فقال أقول برأيي... إلى آخر لفظ الطبري
ورواه أيضا في المعرفة في كتاب الفرائض من حديث سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا عاصم الأحول به سواء
303 الحديث الثاني عشر
روى أبو أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقبل توبة
291

العبد ما لم يغرغر
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن العلاء بن زياد عن أبي أيوب بشير بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر انتهى وهذا مرسل
وفيه أحاديث مسندة عن ابن عمر وعن عبادة بن الصامت وعن أبي هريرة
فحديث ابن عمر رواه الترمذي في الدعوات وابن ماجة في الزهد من حديث عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر انتهى قال الترمذي حديث حسن غريب
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول والحاكم في مستدركه في كتاب التوبة وقال صحيح الإسناد
ورواه أحمد في مسنده وأبو يعلى الموصلي والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السابع والأربعين
ووقع في نسخ ابن ماجة المعتمدة عبد الله بن عمرو قال ابن عساكر في أطرافه وهو وهم
وقال ابن القطان في كتابه هذا الحديث عندي يحتمل أن يقال فيه صحيح إذ ليس في إسناده من تكلم فيه إلا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فقال ابن معين صالح الحديث وقال أبو زرعة لا بأس به ووثقه أبو حاتم وقال ابن حنبل أحاديثه مناكير وأظن أن الترمذي لم يصححه من أجله انتهى كلامه
وأما حديث عبادة فرواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا معاذ بن هشام
292

الدستوائي حدثني أبي عن قتادة عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحوه
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الأعلى عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة عن عبادة مرفوعا
قال ابن طاهر هكذا روي ولعله سقط بين قتادة وعبادة رجل
وأما حديث أبي هريرة فرواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد ثنا عمران بن عبد الرحيم ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا نحوه
ورواه البزار في مسنده من حديث يزيد بن عبد الملك النوفلي عن داود ابن فراهيج عن أبي هريرة... فذكره وزاد فيه يغرغر بنفسه ثم قال ويزيد بن عبد الملك سيىء الحفظ
وفيه حديث آخر رواه أحمد في مسنده ثنا حسين بن محمد ثنا محمد ابن مطرف عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن البيلماني قال اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم فقال الآخر وأنا سمعته يقول إن الله يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم فقال الثالث وأنا سمعته يقول إن الله يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة فقال الرابع وأنا سمعته يقول إن الله يقبل توبة العبد قبل أن يغرغر بنفسه انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في التوبة وسكت عنه
293

304 قوله
عن الحسن إن إبليس قال حين أهبط إلى الأرض وعزتك لا أفارق ابن آدم ما دام روحه في جسده فقال وعزتي لا أغلق عنه باب التوبة ما لم يغرغر
قلت هذا رواه الثعلبي عن الحسن مرفوعا لا موقوفا أخرجه عن المسيب ابن شريك عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أهبط إبليس إلى الأرض قال وعزتك... إلى آخره
305 الحديث الثالث عشر
قال عليه السلام فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا
قلت تقدم في آل عمران
306 الحديث الرابع عشر
من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر
قلت تقدم في سورة البقرة
307 الحديث الخامس عشر
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قام خطيبا فقال أيها الناس لا تغالوا بصدق النساء فلو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولادكم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصدق امرأة من نسائه
294

أكثر من اثنتي عشرة أوقية فقامت إليه امرأة فقالت له يا أمير المؤمنين لم تمنعنا حقا جعله الله لنا والله يقول * (وآتيتم إحداهن قنطارا) * فقال عمر كل أحد أعلم من عمر ثم قال لأصحابه تسمعوني أقول مثل هذا ثم لا تنكرونه علي حتى ترد علي امرأة ليست من أعلم النساء
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة في النكاح ليس فيه قوله فقامت امرأة... إلى آخره من حديث محمد بن سيرين عن أبي العجفاء هرم بن نسيب قال خطبنا عمر فقال ألا لا تغالوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولادكم بها نبي الله ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه على أكثر من اثنتي عشرة أوقية انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح والأوقية أربعون درهما فتكون جملتها أربعمائة درهم وثمانين درهما
وعجبت من الشيخ زكي الدين كيف لم يعزه في مختصره لبقية السنن مع أنه التزم ذلك
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه قال وقد رواه أيوب السختياني وحبيب بن السهيل وهشام بن حسان وسلمة بن علقمة ومنصور بن زاذان وعوف بن أبي جميلة ويحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين عن أبي العجفاء قال وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر عن عمر ثم أخرجه كذلك وسكت عنه ثم قال وقد روي من وجه صحيح عن ابن عباس عن ابن عمر ثم أخرجه كذلك قال تواترت الأحاديث بصحة خطبة عمر قال وقد جمعت ذلك في جزء كبير انتهى كلامه
295

ورواه بلفظ السنن وأسنده الطبراني في معجمه وأحمد في مسنده والدارمي في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه وكذلك عبد الرزاق في مصنفه إلا أنه زاد في لفظ قال فقامت امرأة فقالت له ليس ذلك لك يا عمر إن الله تعالى يقول * (وآتيتم إحداهن قنطارا) * الآية فقال عمر إن امرأة خاصمت عمر فخصمته انتهى
ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة شريح عن الطبراني بسنده إلى أشعث بن سوار عن الشعبي عن شريح قال قال عمر لا تغالوا بصدق النساء بلفظ السنن ثم قال غريب من حديث الشعبي عن شريح والمشهور عن ابن سيرين عن أبي العجفاء
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا أبو نعيم الملائي عن هشام بن سعد عن عطاء الخراساني عن عمر قال لا تغالوا... فذكره وزاد فيه قال ثم إن عمر خطب أم كلثوم فأصدقها أربعين ألفا انتهى
وذكر الدارقطني في علله في سند هذا الحديث اختلافا كثيرا
وأقرب ما وجدته للفظ المصنف ما رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا أبو خيثمة ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن عبد الرحمن عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق قال ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس ما إكثاركم في صدق النساء وقد كان الصدقات فيما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أصحابه أربعمائة درهم فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو مكرمة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم قال ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت له يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في النساء صدقهن على أربعمائة درهم قال نعم قالت أما سمعت الله يقول " وآتيتم إحداهن
296

قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا) قال فقال عمر اللهم عفوا كل أحد أفقه من عمر قال ثم رجع فركب المنبر ثم قال أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقهن على أربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب انتهى وسنده قوي
ولم يروه الثعلبي في تفسيره إلا بلفظ السنن
308 الحديث السادس عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان في أيديكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله
قلت غريب بهذا اللفظ بل هو حديث مركب فقوله استوصوا بالنساء خيرا رواه البخاري ومسلم كلاهما في النكاح ولفظ مسلم فليتكلم بخير أو ليسكت عوض فلا يؤذي جاره في صحيحه في النكاح من حديث أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا انتهى
وقوله فإنهن عوان في أيديكم رواه الترمذي وابن ماجة في النكاح والنسائي في العشرة من حديث عمرو بن الأحوص قال شهدت حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك... الحديث بطوله قال الترمذي حديث حسن صحيح ومعنى عوان أي أسرى في أيديكم انتهى
297

قوله أخذتموهن بأمانة الله... إلى آخره رواه مسلم في حديث جابر الطويل في الحج عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال واتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله مختصر
فتحرر أنه مركب من ثلاثة أحاديث
فقوله استوصوا بالنساء خيرا في الصحيحين من رواية أبي هريرة
وقوله أخذتموهن بأمانة الله... إلى آخره في مسلم من رواية جابر
وقوله فأنهن عوان في السنن
ثم وجدت الطبري روى أكثره من حديث ابن عمر فقال حدثني موسى ابن عبد الرحمن المسروقي ثنا زيد بن الحباب حدثني موسى بن عبيدة الزبدي ثني صدقة بن يسار عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيها الناس إن النساء عوان في أيديكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله انتهى لم يقل فيه استوصوا بالنساء خيرا
وفي غريب الحديث لإبراهيم الحربي العوان جمع عانية وهي الأسيرة انتهى
وكذلك رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن موسى بن عبيدة به بلفظ الطبري وكذلك رواه البزار في مسنده
309 الحديث السابع عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب
قلت رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري في كتاب الشهادات كلاهما من حديث جابر بن زيد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أريد على ابنة حمزة فقال إنها لا تحل لي إنها ابنة أخي من الرضاعة وإنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب انتهى
289

ولفظ مسلم ما يحرم من الرحم
وروى الجماعة إلا ابن ماجة من حديث عائشة واللفظ لمسلم أن عمها من الرضاعة يسمى أفلح استأذن عليها فحجبته فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها لا تحتجبي منه فإنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب انتهى ولفظ الباقين ما يحرم من الولادة
310 الحديث الثامن عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم في رجل يتزوج امرأة ثم طلقها قبل أن يدخل بها أنه قال لا بأس أن يتزوج ابنتها ولا يحل له أن يتزوج أمها
قلت رواه الترمذي في كتابه في النكاح من حديث ابن لهيعة عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل نكح امرأة فدخل بها فلا يحل له نكاح ابنتها وإن لم يكن دخل بها فلينكح ابنتها وأيما رجل نكح امرأة فدخل بها أو لم يدخل بها فلا يحل له نكاح أمها انتهى ثم قال هذا حديث لا يصح من قبل إسناده وإنما يرويه ابن لهيعة والمثنى ابن الصباح عن عمرو بن شعيب وهما يضعفان في الحديث انتهى
وحديث المثنى بن الصباح رواه أبو قرة في سننه عن المثنى عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص... فذكره
ورواه البيهقي من حديث ابن المبارك عن المثنى بن الصباح به ومن حديث أبي الأسود عن ابن لهيعة به
قال في التنقيح والأشبه أن يكون ابن لهيعة أخذه من المثنى ثم أسقطه وقال عن عمرو بن شعيب فإن أبا حاتم الرازي قال لم يسمع ابن لهيعة من
299

عمرو بن شعيب شيئا انتهى
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن المثنى بن الصباح به
311 الحديث التاسع عشر
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج زينب بنت جحش الأسدية بنت عمته أميمة بنت عبد المطلب حين فارقها زيد بن حارثة
قلت رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم في النكاح من حديث ثابت عن أنس قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اذكرها علي قال فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال فلما رأيتها عظمت في صدري حتى لا أستطيع أن أنظر إليها... إلى أن قال فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولم عليها وليمة ما أولمها لأحد من نسائه أطعم الناس الخبز واللحم حتى امتد النهار مختصر
312 قوله
عن عثمان وعلي رضي الله عنهما أنهما قالا في الجمع بين الأختين في ملك يمين أحلتهما آية وحرمتهما أخرى يعنيان قوله تعالى * (وأن تجمعوا بين الأختين) * والأخرى قوله * (أو ما ملكت أيمانكم) * فرجح عثمان التحليل وعلي التحريم
قلت حديث عثمان رواه مالك في موطئه عن الزهري عن قبيصة بن
300

ذؤيب أن عثمان بن عفان سئل عن الأختين مما ملكت اليمين فقال لا آمرك ولا أنهاك أحلتهما آية وحرمتهما أخرى فخرج السائل فلقي رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال الزهري أحسبه قال علي فقال ما سألت عنه عثمان وأخبره بما سأله وأفتاه فقال له لكني أنهاك ولو كان لي عليك سبيل ثم فعلت لجعلتك نكالا انتهى
ومن طريق مالك رواه الشافعي في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه
ورواه الدارقطني في سننه من حديث معمر عن الزهري كذلك وهذا اللفظ له
وحديث علي رواه البزار في مسنده حدثنا محمد بن معمر ثنا وهب بن جرير أنا شعبة عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي قال قال علي للناس سلوني فقال ابن الكوا حدثنا يا أمير المؤمنين عن الأختين المملوكتين وعن ابنة الأخ من الرضاعة فقال أما الأختان المملوكتان فإنهما أحلتهما آية وحرمتهما أخرى وإني لا أحله ولا أحرمه ولا آمر به ولا أنهى عنه ولا أفعله أنا ولا أحد من أهل بيتي وأما ابنة الأخ من الرضاعة فإني ذكرت ابنة حمزة للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة انتهى
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا وكيع عن شعبة به
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده أخبرنا علي بن الجعد ثنا شعبة به
313 الحديث العشرون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أباح المتعة ثم أصبح فقال يا أيها الناس إني كنت أمرتكم بالاستمتاع من هذه النساء ألا إن الله حرم ذلك إلى يوم القيامة
301

قلت رواه مسلم في النكاح من حديث الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه سبرة الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله عز وجل قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا انتهى
قلت رواه مسلم بالسند والمتن المذكورين سواء في كتاب الحج
ورواه أب حبان في صحيحه في النوع العاشر من القسم الخامس من حديث شعبة عن قتادة قال سمعت أبا نضرة يقول قلت لجابر بت عبد الله إن ابن الزبير ينهي عن المتعة وإن ابن عباس يأمر بها فقال جابر علي يدي دار الحديث تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام عمر قال إن الله عز وجل كان يحل لنبيه كما شاء بما شاء وإن القرآن قد نزل منازله فافصلوا حجكم من عمرتكم وابنوا نكاح هذه النساء فلا أوتى برجل تزوج امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة انتهى
ورواه أبو داود الطيالسي ثم البزار في مسنديهما كذاك
314 قوله عن ابن عباس في قوله تعالى " فما استمعتم به منهن فآتوهن أجورهن " إنها محكمة يعني لم تنسخ وروي أنه رجع عن ذلك عند موته وقال اللهم إني أتوب إليك من قولي بالمتعة وقولي في الصرف
قلت الأول غريب
وأما رجوعه عن المتعة فقال الترمذي في كتابه وإنما روي عن ابن عباس شيء من الرخصة في المتعة ثم رجع عن قوله حيث أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال حدثنا محمود بن غيلان ثنا سفيان بن عقبة أخو قبيصة بن عقبة ثنا سفيان الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب عن ابن عباس إنما كانت المتعة في أول الإسلام كان الرجل يقدم البلدة ليس له معرفة فيتزوج المرأة بقدر ما يرى أنه يقيم فتحفط له متعه وتصلح له شيئه حتى إذا أنزلت الآية * (إلا على أزواجهم) * قال ابن عباس فكل رجل فرج سواهما فهو حرام انتهى
وأما رجوعه عن الصرف فروى الطبراني في معجمه من حديث سالم بن عبد الله بن عبد الله بن أبي غياث عن بكر بن عبد الله المزني أن ابن عباس كان يرخص في الدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين وقال يا أيها الناس إنه لا بأس بالصرف ما كان يدا بيد إنما الربا في النسيئة فطارت كلمته بالمشرق والمغرب حتى دخل عليه أبو سعيد الخدري فقال يا بن عباس أكلت الربا وأطعمته إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل فمن زاد أو استزاد فقد أربى حتى ذكر الأنواع الستة فقال له بان عباس جزاك الله الجنة ثم حمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس إني كنت تكلمت بكلمة من رأيي أستغفر الله وأتوب إليه منها يا معشر الناس لا تأكلوا الربا ولا تبيعوا الدرهم بالدرهمين ولا الدينار بالدينارين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذهب بالذهب إلى آخره
وروي الحاكم في مستدركه في البيوع من حديث حيان بن عبيد الله العدوي قال سألت أبا مجلز عن الصرف فقال كان ابن عباس لا يرى به بأسا ما كان يدا بيد فذكر نحوه وقال في آخره فقال ابن عباس لأبي سعيد جزاك الله الجنة ذكرتني أمرا كنت نسيته وأنا أستغفر الله وأتوب إليه قال وكان ينهي
302

وأما رجوعه عن المتعة فقال الترمذي في كتابه وإنما روي عن ابن عباس شيء من الرخصة في المتعة ثم رجع عن قوله حيث أخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال حدثنا محمود بن غيلان ثنا سفيان بن عقبة أخو قبيصة بن عقبة ثنا سفيان الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب عن ابن عباس قال إنما كانت المتعة في أول الإسلام كان الرجل يقدم البلدة ليس له معرفة فيتزوج المرأة بقدر ما يرى أنه يقيم فتحفط له متاعه وتصلح له شيئه حتى إذا أنزلت الآية * (إلا على أزواجهم) * قال ابن عباس فكل فرج سواهما فهو حرام انتهى
وأما رجوعه عن الصرف فروى الطبراني في معجمه من حديث سالم بن عبد الله بن عبد الله بن أبي غياث عن بكر بن عبد الله المزني أن ابن عباس كان يرخص في الدرهم بالدرهمين والدينار بالدينارين وقال يا أيها الناس إنه لا بأس بالصرف ما كان يدا بيد إنما الربا في النسيئة فطارت كلمته بالمشرق والمغرب حتى دخل عليه أبو سعيد الخدري فقال يا بن عباس أكلت الربا وأطعمته إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذهب بالذهب وزنا بوزن مثلا بمثل فمن زاد أو استزاد فقد أربى حتى ذكر الأنواع الستة فقال له ابن عباس جزاك الله الجنة ثم حمد الله وأثنى عليه وقال يا أيها الناس إني كنت تكلمت بكلمة من رأيي أستغفر الله وأتوب إليه منها يا معشر الناس لا تأكلوا الربا ولا تبيعوا الدرهم بالدرهمين ولا الدينار بالدينارين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذهب بالذهب... إلى آخره
وروى الحاكم في مستدركه في البيوع من حديث حيان بن عبيد الله العدوي قال سألت أبا مجلز عن الصرف فقال كان ابن عباس لا يرى به بأسا ما كان يدا بيد... فذكر نحوه وقال في آخره فقال ابن عباس لأبي سعيد جزاك الله الجنة ذكرتني أمرا كنت نسيته وأنا أستغفر الله وأتوب إليه قال وكان ينهي
303

عنه بعد ذلك انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي في مختصره بأن حيان بن عبيد الله العدوي ضعيف
وروى عبد الرزاق في مصنفه في الصرف أخبرنا سفيان الثوري عن أبي هاشم الواسطي عن زياد قال كنت مع ابن عباس بالطائف فرجع عن الصرف قبل أن يموت بسبعين يوما انتهى
وروى البخاري في تاريخه الكبير عن محمد بن سيرين أنه قال أشهد على اثني عشر من أصحاب ابن مسعود شهدوا أن ابن عباس تاب من قوله في الصرف منهم عبيدة السليماني انتهى
وروى ابن عدي في كامله عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس أنه نزل عن قوله في الصرف حين سمع عن أبي سعيد الخدري يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه ولين داود هذا وقال هو عندي لا بأس به
وروى إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا جرير حدثني سالم بن أبي حفصة عن عبد الله بن خليل قال سمعت ابن عباس يقول قبل موته أستغفر الله وأتوب إليه من الصرف انتهى
وروى ابن ماجة في أبواب التجارات حدثنا أحمد بن عبدة أنا حماد بن زيد عن سليمان بن علي الربعي عن أبي الحوراء قال سمعت ابن عباس يأمر بالصرف ويحدث ذلك عنه ثم بلغني أنه رجع عن ذلك فلقيته بمكة فقلت له بلغني أنك رجعت قال نعم إنما كان ذلك رأيا مني وهذا أبو سعيد حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إنه نهى عن الصرف
وروى أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا زهير ثنا جرير عن مغيرة عن عبد الرحمن بن أبي نعم جاء أبو سعيد الخدري إلى ابن عباس فقال له أقرأت ما لم نقرأ أو صحبت ما لم نصحب فقال ما قرأت إلا ما قرأتم وما
304

صحبت إلا ماصحبتم قال ففيم تفتي الناس الدرهم بالدرهمين والدرهمين بالثلاث وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذهب بالذهب مثلا بمثل فما زاد فهو ربا والفضة بالفضة مثلا بمثل فما زاد فهو ربا قال فسمعته بعد وهو يقول اللهم إني أتوب إليك مما كنت أفتي به الناس في الصرف انتهى
وروى النسائي في كتاب الكنى أخبرنا واصل بن عبد الأعلى ثنا أبو أسامة عن المثنى بن سعيد حدثني أبو الشعثاء عمر مولى معمر سمعت ابن عباس يقول أستغفر الله وأتوب إليه من قولي في الصرف إنما كان رأيي ولقيت أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهوني انتهى
315 قوله
عن ابن عباس من ملك ثلآثمائة درهم فقد وجب عليه الحج وحرم عليه نكاح الإماء
قلت رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما في كتاب المناسك حدثنا وكيع ثنا عمران بن حدير عن النزال بن سبرة عن ابن عباس... فذكره سواء
وبهذا الإسناد رواه الثعلبي في تفسيره
316 الحديث الحادي والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحرائر صلاح البيت والإماء هلاك البيت
قلت رواه الثعلبي أخبرنا ابن فنجويه حدثني ابن أبي شيبة ثنا أبو حامد المستملي ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي ثنا أحمد بن يوسف العجلي ثنا يونس بن مرداس وكان خادما لأنس قال كنت بين أنس وأبي هريرة فقال
305

أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر وقال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحرائر صلاح البيت والإماء فساد البيت أو قال هلاك البيت انتهى
317 قوله
عن ابن عباس قال ثماني آيات في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت * (يريد الله ليبين لكم) * * (والله يريد أن يتوب عليكم) * * (يريد الله أن يخفف عنكم) * * (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) * * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * * (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه) * * (ما يفعل الله بعذابكم) *
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السابع والأربعين من حديث صالح المري عن قتادة قال قال ابن عباس ثماني آيات في سورة النساء هن خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس أولهن * (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم) * ثلاث آيات متتابعات والرابعة * (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) * والخامسة * (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) * والسادسة (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) والسابعة (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والثامنة * (والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم) * ثم أقبل ابن عباس يفسرها في آخر الآية * (وكان الله غفورا رحيما) * انتهى
306

وكذلك رواه الطبراني في معجمه عن صالح المري به
318 قوله
عن علي الكبائر سبع الشرك والقتل والقذف والربا ومال اليتيم والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة
وزاد ابن عمر السحر واستحلال البيت الحرام وعن ابن عباس أن رجلا قال له الكبائر سبع فقال هي إلى سبعمائة أقرب
وروي إلى سبعين لأنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار
قلت أما علي فرواه الطبري محمد بن إسحاق عن محمد بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال إني لفي هذا المسجد مسجد الكوفة وعلي يخطب الناس على المنبر فقال يا أيها الناس إن الكبائر سبع ثم أعادها ثلاث مرات ثم قال ألا تسألوني عنها فسألوه فقال هي الإشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم وأكل الربا والفرار يوم الزحف والتعرب بعد الهجرة فقلت لأبي ما التعرب بعد الهجرة فقال يا بني وما أعظم من أن يهاجر الرجل حتى إذا وقع سهمه في الفيء ووجب عليه الجهاد خلع ذلك من عنقه فرجع أعرابيا كما كان انتهى
وحديث ابن عمر في سنن أبي داود مرفوعا وهو في أحاديث الهداية
ورواه الثعلبي موقوفا من طريق أحمد بن محمد بن إسحاق السني أنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا عكرمة بن عمار ثنا طيسلة بن علي البهدلي سألت ابن عمر عن الكبائر فقال هن تسع... فذكرها إلا أنه قال
307

وعقوق الوالدين عوض التعرب
وأما حديث ابن عباس فرواه الطبري ثنا المثنى ثنا أبو حذيفة ثنا سهل ابن عباد المكي عن قيس بن سعد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رجلا سأله عن الكبائر أسبع هي قال هي إلى السبعمائة أقرب لأنه لا صغيرة... إلى آخره
ثم روى من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال قيل لابن عباس الكبائر سبع قال هي إلى السبعين أقرب انتهى
319 الحديث الثاني والعشرون
عن عمرو بن العاص أنه تأول قوله تعالى * (ولا تقتلوا أنفسكم) * بالتيمم لخوف البرد فلم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الجهاد من حديث يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير به وعمران بن أنس ويقال ابن أبي أنس قال البخاري فيه منكر الحديث انتهى
والخلاف فيه على يزيد بن أبي حبيب فروى عنه يحيى بن أيوب هكذا عبد الرحمن عن عمرو وروى عنه عمرو بن الحارث عبد الرحمن عن أبي قيس عن عمرو عبد الرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص قال احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل فأشفقت أن أغتسل فأهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا عمرو وصليت بأصحابك وأنت جنب فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت إني سمعت الله يقول * (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) * فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا
وذكره البخاري في صحيحه تعليقا فقال باب الجنب إذا خاف على نفسه المرض أو الموت أو العطش تيمم ويذكر عن عمرو بن العاص أنه أجنب في ليلة
308

باردة فتيمم وتلا * (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) * فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف انتهى
وسند أبي داود هذا فيه انقطاع لأن عبد الرحمن بن جبير لم يدرك عمرو ابن العاص فلذلك ساقه أبو داود من طريق أخرى متصلة عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي قيس مولى عمرو أن عمرو... فذكر الحديث نحوه إلا أنه قال فيه فغسل مغابنه وتوضأ للصلاة ثم صلى بهم ولم يذكر التيمم وفات المنذري هذا المعنى في مختصره فأهمله والله أعلم
ورواه أحمد في مسنده بالسند المنقطع ومتنه سواء
ورواه بالسند المتصل ابن حبان في صحيحه في النوع الخمسين من القسم الرابع وكذلك الحاكم في مستدركه قال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وعندي أنهما عللاه بحديث جابر بن حازم عن يحيى بن أيوب عن يزيد لم يذكر أبا قيس قال وحديث جرير لا يعلل حديث عمرو الذي وصله بذكر أبي قيس فإن أهل مصر أعرف بحديثهم من أهل البصرة انتهى كلامه
ورواه بالسندين والمتنين المذكورين الدارقطني والبيهقي في سننيهما والطبراني في معجمه
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده بالسند المتصل من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو
بن العاص... فذكره وقال فيه فتيممت ثم صليت بهم... إلى آخره
وله طرق أخرى منها طريق عند البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة ذات السلاسل من طريق الواقدي حدثني أفلح بن سعيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش عن أبي بكر بن حزم قال كان عمرو بن العاص حين قفلوا احتلم في ليلة باردة فقال لأصحابه ما ترون قد والله احتلمت وإن
309

اغتسلت مت لم أجد بردا مثله وقد قال تعالى * (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) * فضحك صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا انتهى
طريق آخر رواه عبد الرزاق في مصنفه في التيمم أخبرنا ابن جريج أخبرني إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وعبد الله بن عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أنه أصابته جنابة وهو أمير الجيش فترك الغسل من أجل أنه قال إن اغتسلت مت فصلى بمن معه جنبا فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفه بما فصل وأنبأه بعذره فأقر وسكت انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه
طريق آخر رواه الطبراني في معجمه من حديث يوسف بن خالد السمتي ثنا زياد بن سعد عن عكرمة عن ابن عباس أن عمرو بن العاص كان في سفر... فذكر الحديث
وكذلك رواه ابن عدي في الكامل وأعله بيوسف بن خالد السمتي وضعفه عن البخاري والنسائي وابن معين ووافقهم وأغلظ فيه القول وقال إن أهل بلده أجمعوا على كذبه
320 الحديث الثالث والعشرون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب يوم الفتح فقال ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به فإنه لم يزده الإسلام إلا شدة ولا تحدثوا حلفا في الإسلام
قلت غريب بهذا اللفظ ورواه الطبري في تفسيره مفرقا فقال حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا هيثم أنا مغيرة عن أبيه عن شعبة بن التوائم عن قيس ابن عاصم المنقري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به
حدثنا حاتم بن بكر الضبي ثنا عبد الأعلى بن حسين المعلم عن أبيه عن
310

عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم فتح مكة فوا بالحلف فإنه لا يزيده الإسلام إلا شدة ولا تحدثوا حلفا في الإسلام انتهى
فيلفق لفظ المصنف من هذين الحديثين
وروى الترمذي قريبا منه في كتاب السير عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته أوفوا بحلف الجاهلية فإنه لا يزيده الإسلام إلا شدة ولا تحدثوا حلفا في الإسلام انتهى وقال هذا حديث حسن صحيح انتهى
وروى مسلم في صحيحه في آخر كتاب الفضائل عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة انتهى
وروى البخاري ومسلم من حديث عاصم الآحول قال قيل لأنس بن مالك أبلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في الإسلام فقال أنس قد حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار في داره وفي لفظ لهما في داري زاد أبو داود مرتين أو ثلاثا انتهى
وينظر في الجمع بينهما وكأن المراد نفي التوارث بالحلف كما هو مذهبنا
وحديث الصحيحين هذا رواه الشافعي في مسنده عن سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول به ثم قال قال سفيان فسره العلماء أي آخى بينهم
ومن طريق الشافعي رواه البيهقي بلفظه
وقال البيهقي في المعرفة قوله عليه السلام لا حلف في الإسلام المراد به نفي التوارث بالحلف كما كان في الجاهلية وذلك حين نزل قوله تعالى " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فنسخ التوارث بالحلف
311

والمعاقدة انتهى
321 الحديث الرابع والعشرون
روي أن سعد بن الربيع وكان نقيبا من نقباء الأنصار نشزت عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن أبي زهير فلطمها فانطلق بها أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أفرشته كريمتي فلطمها فقال لتقتص منه فنزلت * (الرجال قوامون على النساء) * فقال أردنا أمرا وأراد الله أمرا والذي أراد الله خيرا ورفع القصاص
قلت غريب بهذا اللفظ وأقرب ما وجدته ما رواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا أحمد بن علي النسائي ثنا محمد بن هبة الله الهاشمي ثنا محمد بن محمد بن الأشعث ثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد حدثني أبي عن جدي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار بامرأة له فقال يا رسول الله إن زوجها فلان بن فلان الأنصاري وإنه ضربها فأبن وجهها فقال عليه السلام ليس له ذلك فنزلت * (الرجال قوامون على النساء) * الآية فقال عليه السلام أردت أمرا وأراد الله غيره انتهى
وروى أبو داود في مراسيله عن الحسن أن رجلا لطم وجه امرأته فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فشكت إليه فقال القصاص فنزلت * (الرجال قوامون على النساء) * انتهى
وكذلك رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الديات والطبري في تفسيره كلاهما عن وكيع عن جرير بن حازم عن الحسن... فذكره
وذكره الثعلبي في تفسيره والواحدي في أسباب النزول من قول مقاتل قال نزلت في سعد بن الربيع وكان من النقباء وفي امرأته حبيبة بنت زيد
312

ابن زهير وهما من الأنصار وذلك أنها نشزت عليه... فذكره بلفظ المصنف
322 الحديث الرابع والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خير النساء امرأة إن نظرت إليها سرتك وإن أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها وتلا قوله تعالى * (فالصالحات قانتات) * الآية
قلت روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبد الله بن سلام
أما حديث ابن عباس فرواه أبو داود في سننه في كتاب الزكاة من حديث مجاهد عنه قال لما نزلت هذه الآية * (الذين يكنزون الذهب والفضة) *... الحديث بطوله وفي آخره ثم قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بخير ما يكنز المرأة الصالحة إذا نظر إليها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته مختصر وسند أبي داود أخبرنا عثمان بن أبي شيبة عن يحيى بن علي المحاربي عن أبيه عن غيلان بن جامع عن جعفر بن إياس عن مجاهد به
قال النووي في الخلاصة وهذا إسناد صحيح إلا أن البيهقي رواه في سننه فزاد فيه عثمان بن عمير أبا اليقظان بين غيلان وجعفر ثم قال وقصر به بعض الرواة فلم يذكر فيه عثمان بن عمير فأشار البيهقي هذا إلى انقطاع رواية أبي داود واتفقوا على عثمان بن عمير انتهى كلامه
ورواه الحاكم في مستدركه في الزكاة وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وأما حديث أبي أمامة فرواه ابن ماجة في سننه في النكاح من حديث علي ابن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما استفاد المؤمن
313

بعد تقوى الله خيرا له من امرأة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله انتهى
أما حديث أبي هريرة فرواه النسائي في سننه في عشرة النساء أخبرنا عمرو ابن علي ثنا يحيى ثنا ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن خير النساء فقال التي تطيع إذا أمر وتسر إذا نظر وتحفظه في نفسها وماله انتهى
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الستين من حديث أبي عاصم عن ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي النساء خير قال التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه بما يكره في نفسها ومالها انتهى قال ورواه الليث بن سعد عن محمد بن عجلان قال في نفسها ولا ماله انتهى كلامه
وهذا رواه الحاكم في مستدركه عن الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ البزار وقال ومالها وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى
وله طريق أخرى رواه أبو داود الطيالسي والبزار في مسنديهما من حديث أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا خير النساء امرأة نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك انتهى
وقال البزار لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد انتهى
وكذلك رواه الطبري ثم الثعلبي ثم البغوي وابن مردويه في تفاسيرهم
وأما حديث عبد الله بن سلام فرواه الطبراني في معجمه ثنا العباس بن
314

الفضل الأسفاطي ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا رزيك بن أبي رزيك عن معاوية بن قرة عن عبد الله بن سلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير النساء امرأة تسرك إذا أبصرت وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك انتهى
323 الحديث الخامس والعشرون
قال النبي صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء خيرا
قلت رواه البخاري ومسلم في النكاح من حديث أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره واستوصوا بالنساء خيرا... الحديث وقد تقدم قريبا
324 الحديث السادس والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال علق سوطك حيث يراه أهلك
قلت روي من حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث جابر
فحديث ابن عباس رواه البخاري في أواخر كتابه المفرد في الأدب من حديث ابن أبي ليلى عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال علق سوطك حيث يراه أهلك انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في كتاب القصاص حدثنا يحيى بن العلاء عن ابن أبي ليلى به سندا ومتنا
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه
ورواه ابن عدي في الكامل ولين داود بن علي وقال وعندي أنه لا بأس به انتهى
315

وحديث ابن عمر رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة علي والحسن ابني صالح فقال حدثنا حبيب بن الحسن ثناع عبد الله بن إبراهيم الأكفاني ثنا إسحاق بن بهلول ثنا سويد بن عمرو الكلبي ثنا الحسن بن صالح وعن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علقوا السوط حيث يراه أهل البيت انتهى
وحديث جابر رواه ابن عدي في الكامل من حديث عباد بن كثير الثقفي عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله رجلآ علق في بيته سوطا يؤدب به أهله انتهى
وضعف عباد بن كثير عن البخاري والنسائي وابن معين ووافقهم
325 قوله عن أسماء بنت أبي بكر الصديق كنت رابعة أربع نسوة عند الزبير بن العوام فإذا غضب على أحدنا ضربها بعود المشحب يكسره عليها
قلت روى ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأدب وعبد الرزاق في مصنفه في كتاب القصاص قال ابن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وقال عبد الرزاق أنا معمر قالا أنا هشام بن عروة عن أبيه قال كان الزبير شديدا على النساء وكان يكسر عليهن عيدان المشاحب انتهى
ورواه الثعلبي من حديث أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت كنت رابعة أربع نسوة فذكره بلفظ المصنف سواء
326 الحديث السابع والعشرون روي أن أبا مسعود الأنصاري رفع سوطه ليضرب غلاما فبصر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فصاح به أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه فرمى بالسوط وأعتق الغلام
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة من حديث سليمان التيمي عن أبيه يزيد عن أبي مسعود قال كنت أضرب غلاما لي فسمعت من خلفي صوتا أبا مسعود الله أقدر عليك منك عليه فالتفت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله قال أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار انتهى
327 قوله عن عبيدة السليماني قال شهدت عليا وقد جاءته امرأة وزوجها ومع كل واحد فتام من الناس فأخرج هؤلاء حكما وهؤلاء حكما فقال علي للحكمين أتدريان ما عليكما إن رأيتما أن تفرقا فرقتما وإن رأيتما أن تجمعا جمعتما فقال الزوج أما الفرقة فلا فقال علي كذبت والله لا تبرح حتى ترضى بكتاب الله لك وعليك فقالت المرأة رضيت بكتاب الله لي وعلي
قلت رواه الشافعي في مسنده في كتاب الخلع أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة السليماني أنه قال في هذه الآية * (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) * قال جاء برجل وامرأة إلى علي رضي الله عنه فذكره
وكذلك رواه الدارقطني في سننه في النكاح عن عبد الوهاب به
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الطلاق أخبرنا معمر عن أيوب به
ورواه الطبري في تفسيره حدثني يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية عن أيوب به
ورواه الثعلبي من طريق الشافعي بسنده ومتنه والحاكم في كتاب مناقب الشافعي وعن الحاكم رواه البيهقي في المعرفة
328 الحديث الثامن والعشرون عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أنعم الله على عبد نعمة أحب أن ترى نعمته عليه
قلت روي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث ابن أبي الأحوص ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث جابر
أما جابر ابن العاص فرواه الترمذي في جامعه في كتاب الاستئذان من حديث همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده انتهى وقال حديث حسن وفي الباب عن أبي الأحوص عن أبيه وعمران بن حصين وابن مسعود انتهى
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأطعمة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
أما حديث ابن أبي الأحوص واسمه مالك بن نضلة أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في هيئة سيئة فقال له أما لك مال قال من كل المال آتاني الله قال فهلا يرى عليك إن الله إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن ترى عليه انتهى
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه لأن مالك بن نضلة الجشمي ليس له راو غير ابنة أبي الأحوص وقد خرج مسلم عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه وليس له راو غير ابنه وكذلك عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه وذلك أولى من ذلك كله انتهى كلامه
316

328 الحديث الثامن والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أنعم الله على عبد نعمة أحب أن ترى نعمته عليه
قلت روي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث ابن أبي الأحوص ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث جابر
أما حديث ابن العاص فرواه الترمذي في جامعه في كتاب الاستئذان من حديث همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده انتهى وقال حديث حسن وفي الباب عن أبي الأحوص عن أبيه وعمران بن حصين وابن مسعود انتهى
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأطعمة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
أما حديث ابن أبي الأحوص واسمه مالك بن نضلة أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في هيئة سيئة فقال له أما لك مال قال من كل المال آتاني الله قال فهلا يرى عليك إن الله إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن ترى عليه انتهى
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه لأن مالك بن نضلة الجشمي ليس له راو غير ابنه أبي الأحوص وقد خرج مسلم عن أبي المليح بن أسامة عن أبيه وليس له راو غير ابنه وكذلك عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه وذلك أولى من ذلك كله انتهى كلامه
318

أما حديث عمران بن حصين فرواه الطبراني في معجمه من طريقين
أحدهما عن شعبة عن فضيل بن فضالة ثنا أبو رجاء العطاردي عن عمران ابن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى نعمته عليه انتهى
والآخر عن يزيد بن هارون أنا زياد الجصاص ثنا الحسن ثنا عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقال أثر نعمته
وأما حديث أبي هريرة فرواه أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما قال أحمد حدثنا أحمد بن عبد الملك وقال ابن راهويه ثنا يحيى بن آدم قالا ثنا شريك عن ابن موهب عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة إلا وهو يحب أن يرى أثرها عليه
وأما حديث الخدري فرواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والثلاثين من حديث محمد بن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباس
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عمران ابن أبي ليلى عن أبيه عن عطية العوفي به سندا ومتنا
وأما حديث جابر فرواه ابن عدي في الكامل من حديث عصمة بن محمد الأنصاري عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليحب أن يرى نعمته على عبده وضعف عصمة وقال إنه منكر الحديث انتهى
وأما حديث أنس فرواه الطبراني في مسند الشاميين حدثنا أحمد بن محمد
319

ابن عمرو بن مصعب الكندي المروزي ثنا عمي عن جدي عمرو بن مصعب ثنا الحارث بن النعمان أبو النضر ثنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده انتهى
وأما حديث ابن عمر فرواه الطبراني أيضا في الكتاب المذكور ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا موسى بن عيسى القرشي ثنا عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر مرفوعا نحوه سواء
ورواه في المعجم الوسط حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي به وفيه قصة
329 الحديث التاسع والعشرون
عن أبي عثمان النهدي أنه قال لأبي هريرة بلغني عنك أنك تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تعالى يعطي عبده المؤمن بالحسنة ألف ألف حسنة قال أبو هريرة لا بل سمعته يقول إن الله يعطيه ألفي ألف حسنة ثم تلا * (وإن تك حسنة يضاعفها) *
قلت رواه أحمد والبزار في مسنديهما من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أبي عثمان النهدي قال بلغني أن أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يضعف لعبده المؤمن ألف ألف حسنة فانطلقت فلقيت أبا هريرة فقلت بلغني عنك أنك تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تعالى يضعف الحسنة ألف ألف حسنة فقال أجل سمعته يقول إن الله يعطي بالحسنة ألفي ألف حسنة ثم تلا * (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها) * إلى قوله * (أجرا عظيما) * فمن يدري قدر قول الله عظيما انتهى قال البزار لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد انتهى
320

ومن طريق أحمد رواه الثعلبي وبالإسناد رواه الطبري
وعلي بن زيد بن جدعان به مناكير لكن له سند آخر عند ابن أبي حاتم في تفسيره فقال حدثنا أبو خلاد سليمان بن خلاد المؤدب ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا محمد بن عقبة الرفاعي عن زياد الجصاص عن أبي عثمان نحوه
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره في سورة براءة حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا أبي محمد بن خالد الوهبي عن زياد الجصاص به سندا ومتنا
ورواه البيهقي في كتاب الزهد بسند أحمد
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أبواب كلام الصحابة في باب كلام أبي هريرة وعبد الرزاق في تفسيره موقوفا لم يرفعاه قال الأول أخبرنا أبو خالد الأحمر عن داود عن علي بن زيد عن أبي عثمان قال بلغني عن أبي هريرة قال إن الله يقول إن الله يجزئ للمؤمن الحسنة ألف ألف حسنة فأتيته فقلت له بلغني كذا وكذا قال نعم وألفي ألف حسنة وفي القرآن * (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها) * فمن يدري تلك الأضعاف * (ويؤت من لدنه أجرا عظيما) * قال الجنة انتهى
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبان بن أبي عياش عن أبي العالية قال جئت أبا هريرة فقلت بلغني أنك قلت إن الحسنة تضاعف ألف ألف ضعف فقال أبو هريرة لم تحفظوا عني ولكن قلت تضاعف الحسنة ألفي ألف ضعف انتهى
330 الحديث الثلاثون
عن ابن مسعود أنه قرأ سورة النساء على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
321

بلغ قوله * (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) * فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال حسبك
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث عبيدة عن ابن مسعود قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري قال فقرأت عليه سورة النساء حتى جاءت هذه الآية * (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) * قال حسبك الآن فالتفت إ ليه فإذا عيناه تذرفان انتهى
331 الحديث الحادي والثلاثون
روي أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كانت الخمر مباحة فأكلوا وشربوا فلما ثملوا وجاء وقت صلاة المغرب قدموا أحدهم ليصلي بهم فقرأ أعبد ما تعبدون وأنتم عابدون ما أعبد فنزلت وكانوا لا يشربون عند أوقات الصلوات فإذا صلوا العشاء شربوها فلا يصبحون إلاوقد ذهب عنهم السكر وعلموا ما يقولون ثم نزل تحريمها
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الأشربة والترمذي والنسائي في التفسير من حديث أبي جعفر الرازي عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حبيب أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال صنع لنا عبد الرحمن ابن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون قال فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) * انتهى بلفظ الترمذي وقال حديث حسن صحيح
322

غريب انتهى
ولفظ أبي داود عن علي أن رجلا دعاه وعبد الرحمن بن عوف فسقاهما قبل أن تحرم الخمر فأمهم علي في المغرب فقرأ * (قل يا أيها الكافرون) * فخلط فيها فنزلت الآية انتهى
قال المنذري في حواشيه رواه سفيان الثوري وأبو جعفر الرازي عن عطاء بن السائب مسندا عن علي ورواه سفيان بن عيينة وإبراهيم بن طهمان وداود بن الزبرقان عن عطاء مرسلا وعطاء من المختلطين وقد أضطرب في متنه ففي الترمذي وأبي داود ما تقدم وفي كتاب النسائي أن المصلي بهم هو عبد الرحمن بن عوف وفي مسند البزار أمروا رجلا فصلى بهم ولم يسمه وفي غيره فتقدم بعض القوم انتهى
قال في الإمام وليس هذا علة لأن هذا لا يعارض في تعيين الرجل
ورواه عبد بن حميد في مسنده بسند الترمذي ومتنه سواء
وكذلك البزار في مسنده وقال لا نعلمه يروى عن علي بن أبي طالب متصل الإسناد إلا من حديث عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي وإنما كان ذلك قبل تحريم الخمر فحرمت من أجل ذلك انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأشربة من طريق أحمد بن حنبل عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال دعانا رجل من الأنصار قبل أن تحرم الخمر فتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى بهم المغرب فقرأ * (يا أيها الكافرون) * فالتبس عليه فيها فنزلت * (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه قال وقد اختلف فيه على عطاء ثم رواه من طريق مسدد أنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبي
323

عبد الرحمن السلمي أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما فدعا ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم علي بن أبي طالب فأكلوا من الطعام وشربوا من الخمر قبل أن تحرم فحضرت صلاة المغرب فقدموا عليا فقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن عابدون ما عبدتم فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) * انتهى وقال صحيح الإسناد لكن حديث سفيان أصح فإنه أحفظ من رواه عن عطاء انتهى
ورواه الطبري في تفسيره من طريقين
أحدهما عن سفيان عن عطاء به
والآخر عن حماد عن عطاء به وسمى المصلي في الطريقين عليا ثم أسند إلى ابن عباس قال نزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر انتهى
332 الحديث الثاني والثلاثون
قال النبي صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم
قلت روي من حديث ثوبان ومن حديث أبي الدرداء وأبي أمامة ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث أبي هريرة
أما حديث ثوبان فرواه ابن ماجة في سننه في أبواب المساجد من حديث مكحول عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبوا مساجدنا صبيانكم وشراكم وبيعكم وخصوماتكم ورفع أصواتكم وإقامة حدودكم وسل سيوفكم واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمروها في الجمع انتهى
وحديث أبي أمامة وأبي الدرداء رواه الطبراني في معجمه من حديث العلاء ابن كثير عن مكحول عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول... فذكره سواء
ورواه العقيلي في ضعفاه وابن عدي في الكامل وأعلاه بالعلاء بن كثير
324

عن مكحول فنقل ابن عدي تضعيفه عن البخاري والنسائي وابن معين وابن المديني وقال العقيلي قال البخاري منكر الحديث
وحديث معاذ رواه عبد الرزاق في مصنفه في الصلاة حدثنا محمد بن مسلم الطائفي عن عبد ربه بن عبد الله الشامي عن مكحول عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
وعن عبد الرزاق رواه إسحاق بن راهويه في مسنده بسنده ومتنه وكذلك رواه الطبراني في معجمه عن محمد بن مسلم به
وحديث أبي هريرة رواه ابن عدي في كامله من حديث عبد الله بن محرر عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم انتهى وضعف عبد الله بن محرر عن النسائي والسعدي وابن معين والفلاس وعبد الله بن المبارك وقتادة ووافقهم وقال أحاديثه غير محفوظة
333 الحديث الثالث والثلاثون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأذن لأحد أن يجلس في المسجد أو يمر فيه جنبا إلا لعلي رضي الله عنه لأن بيته كان في المسجد
قلت روى الترمذي في كتابه في المناقب من حديث سالم بن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المجلس غيري وغيرك قال علي بن المنذر قلت لضرار ابن صرد ما معنى هذا الحديث قال لا يحل لأحد أن يستطرقه جنبا غيري وغيرك انتهى وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقد سمع محمد بن إسماعيل مني هذا الحديث انتهى
325

ورواه البزار في مسنده من حديث سعد فقال حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أبي عن الحسن بن زيد عن خارجة ابن سعد عن أبيه سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك انتهى وقال لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد ولا نعلم روى عن خارجة بن سعد إلا الحسين بن زيد هذا انتهى
ورواه أيضا من حديث أبي سعيد كما رواه الترمذي ثم قال وسالم بن أبي حفصة كان شيعيا ولا نعلم أحدا ترك حديثه ولا يتابع على هذا الحديث عن عطية عن أبي سعيد قال ومعنى الحديث أنه كان منزله في المسجد وقوله عليه السلام سدوا كل باب في المسجد إلا باب علي هكذا يرويه أهل الكوفة وأهل المدينة يروونه باب أبي بكر فيحتمل أنه أراد به أن يثبت أخبارأهل الكوفة على أنها رويت من وجوه بأسانيد حسان انتهى كلامه
وروى الطبراني في معجمه حدثنا القاسم بن محمد الدلال بالكوفة ثنا مخول ابن إبراهيم ثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الذهبي عن عمرة بنت أفعى عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي انتهى
وحديث علي رواه البزار في مسنده من حديث عبيد الله بن موسى ثنا أبو ميمونة عن عيسى الملائي عن علي بن حسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال سألت الله أن يعطر مسجدي بك وبذريتك ثم أرسل إلى أبي بكر فسد بابه ثم أرسل إلى عمر بمثل ذلك ثم إلى العباس ثم قال ما أنا سددت بابكم وفتحت باب علي ولكن الله فعل ذلك مختصر ثم قال وفيه علتان إحداهما أن أبا ميمونة رجل مجهول لا نعلم روى عنه غير عبيد الله ابن موسى وعيسى الملائي فلا نعلمه روى غير هذا الحديث انتهى
وروى أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا جبارة بن المغلس ثنا أبو عوانة
326

ثنا أبو بلخ عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سد أبواب المسجد إلا باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره مختصر
334 الحديث الرابع والثلاثون
روي أن رجالا من اليهود جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطفالهم فقالوا هل على هؤلاء ذنب قال لا قالوا والله ما نحن إلا كهيئتهم ما عملناه بالنهار كفر عنا بالليل وما عملنا بالليل كفر عنا بالنهار فنزلت
قلت ذكره الثعلبي من قول الكلبي قال نزلت في رجال من اليهود أتوا بأطفالهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره إلى آخره وسنده إلى الكلبي في أول كتابه
335 الحديث الخامس والثلاثون
قال النبي صلى الله عليه وسلم تكذيبا للمنافقين حين قالوا له اعدل في القسمة والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض
قلت غريب
327

336 - الحديث السادس والثلاثون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تبدل جلودهم كل يوم سبع مرات
قلت غريب رورى ابن عدي في الكامل من حديث نافع السلمي أبي هرمز البصري عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر قال قرأ رجل عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه * (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) * فقال عمر أعدها فأعادها فقال معاذ بن جبل عندي تفسيرها قال تبدل في كل ساعة مائة مرة فقال عمر هكذا سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
وضعف نافعا هذا عن أحمد والنسائي وابن معين ووافقهم وقال الضعف على رواياته بين انتهى
وروى إسحاق بن راهويه في مسنده ثنا إسحاق قال سئل فضيل بن عياض عن قوله تعالى * (كلما نضجت جلودهم) * الآية فأخبرنا عن هشام عن الحسن قال تبدل جلودهم كل يوم سبعين ألف مرة وغلظ جلد الكافر أربعون ذراعا انتهى
وهكذا رواه الطبري في تفسيره
وحديث ابن عدي أخرجه الطبراني في معجمه الوسط عن نافع بن يوسف السلمي به
337 الحديث السابع والثلاثون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة يوم الفتح غلق عثمان بن طلحة الحجبي باب الكعبة وصعد السطح وأبى أن يدفع المفتاح إليه وكان عثمان سادن الكعبة وقال لو علمت أنه رسول الله لم أمنعه فلوى علي رضي الله عنه يده وأخذه منه وفتح ودخل صلى الله عليه وسلم وصلى ركعتين فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح ويجمع له السقاية
336

والسدانة فنزلت * (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) * فأمر عليا أن يرده إلى عثمان ويعتذر إليه فقال عثمان لعلي أكرهت وآذيت ثم جئت ترفق فقال لقد أنزل الله في شأنك قرآنا وقرأ عليه الآية فقال عثمان أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فنزل جبريل وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن السدانة في أولاد عثمان أبدا
قلت غريب وذكره الثعلبي ثم البغوي في تفسيرهما هكذا من غير سند وكذلك فعل الواحدي إلا أنه لم يقل فيه فنزل جبريل... إلى آخره وفيه وقال ما دام هذا البيت فإن المفتاح والسدانة في أولاد عثمان ذكره في أسباب النزول وفي الوسيط
338 الحديث الثامن والثلاثون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع أميري فقد أطاعني ومن يعص أميري فقد عصاني
قلت رواه البخاري في الجهاد من حديث أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ومسلم في الإمارة من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره سواء
339 الحديث التاسع والثلاثون
روي أن بشرا المنافق خاصم يهوديا فدعاه اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودعاه المنافق إلى كعب بن الأشرف ثم إنهما احتكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى لليهودي فلم يرض المنافق وقال تعالى نتحاكم إلى عمر ابن الخطاب فقال اليهودي لعمر قضى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرض بقضائه فقال للمنافق أكذلك قال نعم فقال عمر مكانكما
329

حتى أخرج إليكما فدخل عمر فاشتمل على سيفه ثم خرج فضرب عنق المنافق حتى برد ثم قال هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله فنزلت وقال جبريل إن عمر فرق بين الحق والباطل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت الفاروق
قلت ذكره الثعلبي من رواية محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في هذه الآية * (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا) * قال نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر كان بينه وبين يهودي خصومة فقال اليهودي انطلق بنا إلى محمد وقال المنافق بل إلى كعب بن الأشرف... فذكره سواء وسنده إلى الكلبي في أول كتابه
وكذلك فعل الواحدي في أسباب النزول له
وروى ابن أبي حاتم في تفسيره ثنا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود قال اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه ردنا إلى عمر بن الخطاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقا إليه فلما أتياه قال الرجل يا بن الخطاب إن هذا قضى لي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ردنا إلى عمر فردنا إليك فقال عمر أكذلك قال نعم فقال عمر مكانكما حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما فخرج إليهما مشتملا سيفه فضرب عنق الذي قال ردنا إلى عمر وأدبر الآخر فارا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله عمر قتل صاحبي ولولا أني أعجزته لقتلني فقال صلى الله عليه وسلم ما كنت أظن أن يجتري عمر على قتل مؤمن فأنزل الله تعالى * (فلا وربك لا يؤمنون) * الآية فهدر دم ذلك الرجل وبرىء عمر من قتله
وهكذا رواه ابن مردويه وهو مرسل وابن لهيعة ضعيف
وأما الطبري فإنه أختصره ولم يذكر فيه قصة عمر بل ذكر صدر الحديث فقط عن ابن عباس
330

340 الحديث الأربعون
روي أن الزبير وحاطب بن أبي بلتعة اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة كان يسقيان به النخل فقال اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فغضب حاطب وقال لأن كان ابن عمتك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر واستوف حقك ثم أرسله إلى جارك
وروي أنهما لما خرجا مرا على المقداد فقال قاتل الله هؤلاء يشهدون أنه رسول الله ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم وأيم الله لقد أذنبنا ذنبا مرة في حياة فدعانا إلى التوبة منه وقال اقتلوا أنفسكم ففعلنا فبلغ قتلانا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتى رضي عنا فقال ثابت ابن قيس بن شماس أما والله إن الله يعلم مني الصدق لو أمرني محمد أن أقتل نفسي لقتلتها
وروي أنه قال ذلك ثابت وابن مسعود وعمار بن ياسر فقال صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن من أمتي رجالا الإيمان أثبت في قلوبهم من الجبال الرواسي
وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال والله لو أمرنا ربنا لفعلنا والحمد لله الذي لم يفعل بنا ذلك فنزلت في حق حاطب * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) * ونزلت في شأن هؤلاء * (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم) *
قلت رواه البخاري في صحيحه في التفسير وفي الشرب وفي الصلح ومسلم في الفضائل كلاهما عن الزهري عن عروة لفظ مسلم عن عروة
331

عن عبد الله بن الزبير أن رجلا من الأنصار اختصم الزبير... فذكره قال اختصم الزبير ورجل من الأنصار في شراج من الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك فقال الأنصاري يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه ثم قال اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى ترجع الجدر ثم أرسل الماء إلى جارك واستوفى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم قال الزبير فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك * (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) * انتهى
هكذا أورده البخاري وفيه صورة انقطاع لأن عروة لم يسمع من أبيه الزبير وإنما سمع من أخيه عبد الله بن الزبير كما أخرجه النسائي وأحمد عن ابن شهاب أن عروة بن الزبير حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام أنه خاصم رجلا من الأنصار... الحديث
وكذلك رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الفضائل من حديث محمد عن عبد الله بن مسلم الزهري عن عمه ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن الزبير بن العوام... فذكره ثم قال ولا نعلم أحدا أقام هذا الإسناد عن الزهري بذكر عبد الله بن الزبير غير ابن أخيه وهو صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى وهو وهم منه
فقد أخرجاه كما ذكرناه
وقد جعله أصحاب الأطراف في مسند عبد الله بن الزبير وساقه أحمد في مسند عبد الله بن الزبير
قوله وروي أنهما لما خرجا مرا على المقداد ذكره الثعلبي من قول الصالحي وسنده إليه في أول كتابه
332

قوله وروي أنه قال ذلك ثابت وابن مسعود... إلى آخره ذكره الثعلبي من قول الحسن ومقاتل قالا لما نزلت هذه الآية قال عمر وعمار وابن مسعود والله لو أمرنا لفعلنا فالحمد لله الذي عافانا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن من أمتي رجالا الإيمان في قلوبهم أثبت من الجبال الراوسي
وكأن في لفظ المصنف تخليطا وتسمية الأنصاري حاطب بن أبي بلتعة لم أجده ألا عن ابن أبي حاتم فإنه قال حدثنا أبي ثنا عمرو بن عثمان ثنا سعيد ابن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن المسيب في قوله * (فلا وربك لا يؤمنون) * الآية قال أنزلت في الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة اختصما في ماء فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسقي الأعلى ثم الأسفل انتهى وهو مرسل
341 الحديث الحادي والأربعون
روي أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديدا لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قليل الصبر عنه فأتاه يوما وقد تغير وجهه ونحل جسمه وعرف الحزن في وجهه فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حاله فقال يا رسول الله ما في من وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك فذكرت الآخرة فخفت ألا أراك هناك لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين وإذا دخلت الجنة كنت في منزل دون منزلك وإن لم أدخل فذاك حين لا أراك أبدا فنزلت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى أكون أحب من نفسه
333

وماله وأهله وولده والناس أجمعين قال المصنف حكي ذلك عن جماعة من الصحابة
قلت أما حديث ثوبان فغريب
وذكره الثعلبي هكذا في تفسيره من غير سند ولا راو ونقله الواحدي في أسباب النزول عن الكلبي قال نزلت هذه الآية في ثوبان... إلى آخره لم يقل فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده... إلى آخره
وأما ما حكي من ذلك عن جماعة من الصحابة فقد وقع لي نحو ذلك عن جماعة من الصحابة لكن لم يذكر أسماؤهم
فمنها حديث رواه الطبراني في معجمه الصغير حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عمرو الخلال المكي ثنا عبد الله بن عمران العابدي ثنا فضيل بن غياض عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت جاء رجل إلى النبي فقال يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من أهلي وأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت الموت عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإذا دخلتها أخشى ألا أراك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل جبريل بهذه الآية * (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) * الآية انتهى
حديث آخر روى ابن مردويه في تفسيره حدثنا سليمان بن أحمد ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أبو بكر ثابت بن عباس البصري ثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن عامر الشعبي عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأحبك حتى إني لأذكرك في المنزل فيشق ذلك علي وأحب أن أكون معك في الدرجة فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
334

شيئا فأنزل الله " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين الشهداء والصالحين " الآية انتهى
ورواه الواحدي في أسباب النزول من حديث عبد الله بن عمران به سندا ومنتا
حديث آخر روى البيهقي في شعب الإيمان في الباب الرابع عشر من حديث سعيد بن منصور حدثنا خلف بن خليفة عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأنت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ومالي ولولا أني آتيك فأراك لظننت أني سأموت وبكى الأنصاري قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما يبكيك قال ذكرت أنك ستموت ونموت فترفع مع النبيين ونحن إن دخلنا الجنة كنا دونك فأنزل الله على رسوله * (ومن يطع الله) * الآية إلى قوله (عليما) فقال له أبشر انتهى
حديث آخر روى الواحدي في أسباب النزول من حديث عبيدة عن منصور عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال قال أصحاب محمد يا رسول الله ما ينبغي لنا أن نفارقك فإنا لا نراك إلا في الدنيا فأما في الآخرة فإنك ترفع فوقنا بفضلك ولا نراك فأنزل الله تعالى * (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين) * الآية انتهى
ثم أخرج عن أبي الأزهر ثنا روح عن سعيد عن قتادة قال قال أصحاب محمد... فذكره نحوه
حديث آخر روى الطبري في تفسيره حدثنا ابن حميد ثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم محزونا فقال له يا فلان مالي آراك محزونا قال يا نبي الله شيء فكرت فيه فقال ما هو قال نحن نغدو عليك ونروح ننظر في وجهك ونجالسك غدا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى أتاه جبريل بهذه الآية * (ومن يطع الله والرسول) * الآية
335

342 الحديث الثاني والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحبني فقد أحب الله ومن أطاعني فقد أطاع الله فقال المنافقون ألا تسمعون إلى ما يقول هذا الرجل لقد قارف الشرك وهو ينهى أن نعبد غير الله ما يريد هذا الرجل إلا أن نتخذه ربا كما اتخذت النصارى عيسى فنزلت * (من يطع الرسول فقد أطاع الله) *
قلت غريب جدا
343 الحديث الثالث والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له وقال له الملك ولك مثل ذلك
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الدعاء من حديث أم الدرداء قالت حدثني سيدي أبو الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين ولك بمثل انتهى
344 الحديث الرابع والأربعون
روي أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم السلام عليك فقال عليك السلام ورحمة الله وبركاته وقال آخر السلام
336

عليك ورحمة الله وبركاته فقال وعليك فقال الرجل نقصتني فأين ما قال الله وتلا * (وإذا حييتم بتحية) * الآية فقال إنك لم تترك لي فضلا فرددت عليك مثله
قلت رواه الطبراني في معجمه من طريقين
أحدهما من طريق الأمام أحمد بن حنبل ثنا هشام بن لاحق ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال جاء رجل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك يا رسول الله قال وعليك السلام ورحمة الله ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله قال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم جاء آخر فقال السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك فقال الرجل يا رسول الله إن فلانا وفلانا حييتهما بأفضل مما حييتني فقال له إنك لم تدع شيئا قال الله تعالى * (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) * فرددت عليك التحية انتهى
ومن طريق أحمد أيضا رواه ابن مردويه في تفسيره سواء
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا موسى بن سهل الرملي ثنا عبد الله بن السري الأنطاكي حدثنا هشام بن لاحق به سندا ومتنا
ورواه ابن الجوزي في كتابه العلل المتناهية من طريق الدارقطني بسنده إلى أحمد بن حنبل به سندا ومتنا قال ابن الجوزي وهذا حديث لا يصح قال أحمد تركت حديث هشام بن لاحق وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به انتهى كلامه
337

الطريق الثاني رواه من حديث عبد السلام بن مطهر ثنا نافع بن هرمز أبو هرمز عن عكرمة عن ابن عباس قال جاء ثلاثة نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الأول السلام عليك يا رسول الله... الحديث نحوه سواء وقال في آخره ما وجدنا له من زيادة فرددنا عليه مثل الذي قال مختصر
ورواه في الأوسط أيضا وقال تفرد به عبد السلام بن مطهر ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد انتهى
345 الحديث الخامس والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تيمم لرد السلام
قلت رواه البخاري في التيمم عن يحيى بن بكير ثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج قال سمعت عميرا مولى ابن عباس يقول أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري فقال أبو الجهيم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى على جدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد عليه السلام انتهى
ولم يصل مسلم سنده به وإنما قال وروى الليث بن سعد عن جعفر ابن ربيعة عن جعفر بن هرمز عن عمير مولى ابن عباس... فذكره وهذا عند المحدثين يسمى معلقا وبوب عليه مسلم باب التيمم لرد السلام ولم يذكر في هذا المعنى غيره
وروى أبو داود في سننه حدثنا أحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي ثنا محمد ابن ثابت العبدي ثنا نافع قال انطلقت مع ابن عمر في حاجة إلى ابن عباس
338

فقضى ابن عمر حاجته وكان من حديثه يومئذ أن قال مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سكة من سكك المدينة وقد خرج من غائط أو بول فسلم عليه فلم يرد عليه حتى إذا كاد الرجل أن يتوارى في السكة ضرب بيديه على الحائط ومسح على وجهه ثم ضربه أخرى فمسح ذراعيه ثم رد عليه السلام وقال إنه لم يمنعني أن أرد عليك السلام إلا أني لم أكن على طهارة انتهى
346 الحديث السادس والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما في الاستئذان من حديث عبيد الله ابن أبي بكر عن جده أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم انتهى
347 الحديث السابع والأربعون
روي لا تبدأ اليهودي بالسلام وإن بدأك فقل وعليك
قلت روى مسلم بعضه في كتاب الاستئذان من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تبدأ اليهودي ولا النصراني بالسلام وإذا لقيتم أحدهم فاضطروه إلى أضيق الطريق انتهى
348 الحديث الثامن والأربعون
روي أن عياش بن أبي ربيعة وكان أخا أبي جهل لأمه أسلم وهاجر خوفا من قومه إلى المدينة وذلك قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقسمت أمه لا تأكل ولا تشرب ولا يأويها سقف حتى يرجع فخرج أبو جهل ومعه الحارث بن زيد بن أبي أنيسة فأتياه وهو في أطم ففتل
339

منه أبو جهل في الذروة والغارب وقال أليس محمدا يحثك على صلة الرحم انصرف وبر أمك وأنت على دينك حتى نزل وذهب معهما فلما فسحا عن المدينة كتفاه وجلده كل واحد مائة جلدة فقال للحارث هذا أخي فمن أنت يا حارث لله علي إن وجدتك خاليا أن أقتلك وقدم به على أمه فحلفت لا يحل كتافه أو يرتد ففعل ثم هاجر بعد ذلك وأسلم الحارث وهاجر فلقيه عياش بظهر قباء ولم يشعر بإسلامه فانحنى عليه فقتله ثم أخبر بإسلامه فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قتلته ولم أشعر بإسلامه فنزلت * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) * الآية
قلت رواه الطبري من قول السدي مع تغييريسير فقال حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى * (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) * قال نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي وكان أخا لأبي جهل بن هشام من أمه وأنه أسلم وهاجر في المهاجرين الأولين قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبه أبو جهل والحارث بن هشام ومعهما رجل من بني عامر بن لؤي فأتوه بالمدينة وكان عياش أحب إخوته إلى أمه وحملوه وقالوا له إن أمك حلفت ألا يظلها بيت حتى تراك وهي مضطجعة في الشمس فأتها فلتنظر إليك ثم ارجع وأعطوه موثقا من الله لا يهجونه حتى ترجع إلى المدينة فأعطاه بعض أصحابه بعيرا وقال إن خفت منهم شيئا فاقعد عليه فلما أخرجوه من المدينة أخذوه فأوثقوه وجلده العامري فحلف ليقتلن العامري فلم يزل محبوسا بمكة حتى خرج يوم الفتح فاستقبله العامري وقد أسلم ولا يعلم عياش بإسلامه فقتله فأنزل الله الآية * (ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا) * فيتركوا الدية انتهى
ورواية ابن هشام في السيرة من طريق ابن إسحاق حدثني نافع عن
340

ابن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب قال اتعدت أنا وعياش بن وائل السهمي وهشام بن العاص لما أردنا الهجرة إلى المدينة قال فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة التناضب وحبس عنا هشام وفتن فافتتن فلما قدمنا من المدينة نزلنا في بني عمرو بن عوف بقباء وخرج أبو جهل بن هشام والحارث بن هشام إلى عياش بن أبي ربيعة وكان ابن عمهما وأخاهما لأمهما حتى قدما علينا المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فكلماه وقالا له إن أمك نذرت إلا يمس رأسها مشط حتى تراك فرق لها فقلت له يا عياش إنه والله إن يريدك القوم إلا عن دينك فاحذرهم فوالله لو قد آذى أمك القمل لامتشطت ولو قد اشتد عليها حر مكة لاستظلت فقال أبر قسم أمي ولي هناك مال آخذه قال فقلت والله إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش مالا فلك نصف مالي ولا تذهب معهما قال فأبى على إلا أن يخرج معهما فقلت له أما إذا فعلت فخذ ناقتي هذه فإنها ذلول فالزم ظهرها فإن رابك من القوم ريب فانج عليه فخرج عليها معهما حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال له أبو جهل يا أخي والله لقد استغلظت بعيري هذا أفلا تعقبني على ناقتك هذه قال بلى قال فأناخ وأناخا ليتحول عليها فلما استووا بالأرض عدوا عليه فأوثقاه رباطا ثم دخلا به مكة وفتناه فافتتن مختصرا من كلام طويل
وذكره الواحدي في أسباب النزول عن الكلبي قال نزلت هذه الآية في عياش بن أبي ربيعة فذكره بلفظ المصنف
وذكره الثعلبي في تفسيره بلفظ المصنف من غير سند ولا راو
349 الحديث التاسع والأربعون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا وارث من لا وارث له
قلت رواه أبو داود والنسائي في الفرائض وابن ماجة في الديات كلهم
341

عن المقدام بن معدي كرب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وارث من لا وارث له أعقل عنه وأرثه والخال وارث من لا وارث له يرثه ويعقل عنه انتهى
350 الحديث الخمسون
عن عمر رضي الله عنه أنه قضى بدية المقتول فجاءته امرأته تطلب ميراثها من عقله فقال لا أعلم لك شيئا أما الدية للعصبة الذين يعقلون عنه فقام الضحاك بن سفيان الكلابي فقال كتب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أورث امرأة أشيم الضبابي من عقل زوجها أشيم فورثها عمر
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث سعيد بن المسيب أن عمر كان يقول الدية للعاقلة لا ترث المرأة من دية زوجها شيئا حتى قال الضحاك ابن سفيان الكلابي كتب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها فرجع عمر انتهى
351 الحديث الحادي والخمسون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كل معروف صدقة
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب من حديث محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة انتهى
وروى مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة من حديث ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كل معروف صدقة انتهى
352 قوله
عن ابن عباس أن توبة قاتل المؤمن عمدا غير مقبولة
قلت رواه البخاري في التفسير ومسلم في آخر الكتاب من حديث سعيد
342

ابن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) * قال لا توبة له انتهى واللفظ للبخاري
وروى البخاري ومسلم أيضا في الموضعين واللفظ لمسلم عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة قال لا انتهى
قيل هذه إحدى الروايتين عنه والمشهور عنه أن له توبة وحمل الأول منه على تغليظ وإنما أفتى بذلك لأنه ظن أن السائل سأل ليقتل فأراد زجره عن ذلك
قلت ويدل على ذلك ما رواه الواحدي في تفسيره الوسيط من طريق إسحاق بن راهويه ثنا أبو داود الحفري ثنا سفيان عن أبي سعيد عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا سأله القاتل المؤمن توبة فقال لا ثم سأله آخر فقال نعم فقيل له في ذلك فقال إن الأول جاءني ولم يكن قتل فقلت لا توبة لكي لا يقتل وجاءني هذا وقد قتل فقلت له لك توبة لكي لا يلقي بيده إلى التهلكة انتهى
وما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الديات حدثنا يزيد بن هارون أنا أبو مالك الأشجعي عن سعد بن عبيدة قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال ألمن قتل مؤمنا توبة قال لا إلى النار فلما ذهب قال له جلساؤه ما هكذا كنت تفتينا قد كنت تفتينا أن لمن قتل مؤمنا توبة مقبولة فما بال هذا اليوم قال إني أحسبه رجلآ مغضبا يريد أن يقتل مؤمنا فوجده كذلك انتهى
وقد وقع لي نحو ذلك مرفوعا رواه ابن عدي في الكامل من حديث يوسف بن بحر بن عبد الرحمن التميمي ثنا مروان بن محمد ثنا سفيان بن عيينة عن عمار الذهبي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس لقاتل مؤمن توبة انتهى وأعله بيوسف هذا وقال إنه يرفع الأحاديث وقال إنه يروي عن الثقات بالمناكير لم يقل فيه غير ذلك
343

وروى الواحدي في تفسيره الوسيط من طريق ابن المبارك عن سليمان التيمي عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة انتهى
353 الحديث الثاني والخمسون
في الحديث لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم
قلت روي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث بريدة
أما حديث ابن عمرو بن العاص فرواه الترمذي في أبواب الديات والنسائي في تحريم الدم من حديث ابن أبي عدي عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم انتهى
ثم أخرجا عن محمد بن جعفر غندر عن شعبة به موقوفا قال الترمذي وهو أصح من حديث ابن أبي عدي انتهى
وقال الترمذي في علله الكبير قال البخاري الصحيح أنه موقوف على ابن عمرو انتهى
ورواه البزار في مسنده كذلك وقال لا نعلم أسنده عن شعبة إلا ابن أبي عدي انتهى
ورواه النسائي أيضا من طريق محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن مهاجر عن إسماعيل مولى عبد الله بن عمرو عن عبد الله بن عمرو موفوعا أيضا
وكذلك رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والثلاثين
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الديات حدثنا وكيع ثنا سفيان عن
344

يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو مرفوعا أيضا
وكذلك رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن سفيان الثوري به
وأما حديث بريدة فرواه النسائي في سننه الكبرى في المحاربة من حديث بشير بن المهاجر عن ابن بريدة عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا انتهى
ورواه البيهقي في شعب الإيمان وابن عدي في الكامل وقال وبشير بن المهاجر يكتب حديثه وإن كان فيه بعض الضعف انتهى
وأما حديث البراء فرواه ابن ماجة في سننه في الديات حدثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا مروان بن جناح عن أبي الجهيم الجوزجاني عن البراء بن عازب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق انتهى
وأما حديث أبي هريرة فرواه الحافظ أبو القاسم تمام بن محمد الرازي في فوائده وهو مجلد كامل فقال حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان ثنا أحمد ابن محمد بن الحناجر ثنا محمد بن مصعب ثنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم يزيد بن سفيان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه إلا أنه قال من قتل رجلا مؤمن وزاد والمؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده انتهى
وكذلك رواه البيهقي في شعب الإيمان
354 الحديث الثالث والخمسون
في الحديث لو أن رجلآ قتل بالمشرق وآخر رضي بالمغرب لأشرك في دمه
345

قلت غريب جدا
355 الحديث الرابع والخمسون
في الحديث إن هذا الإنسان بنيان الله فملعون من هدم بنيانه
قلت غريب جدا
356 الحديث الخامس والخمسون
وفي الحديث من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه أيس من رحمة الله
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عمر بن الخطاب
أما حديث أبي هريرة فرواه ابن ماجة في سننه في كتاب الديات من حديث يزيد بن أبي زياد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله تعالى مكتوب بين عينيه أيس من رحمة الله تعالى انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بيزيد بن أبي زياد وأسند إلى البخاري والنسائي أنهما قالا فيه منكر الحديث ووافقهما وقال حديث غير محفوظ وكل رواياته مما لا يتابع عليها انتهى
ورواه العقيلي أيضا في ضعفاه وقال يزيد بن أبي زياد ضعيف ولا يتابعه عليه إلا من هو نحوه انتهى
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده
346

وأما حديث ابن عباس أخرجه الطبراني من رواية عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرك في دم حرام بشطر كلمة جاء يوم القيامة... الحديث
وأما حديث ابن عمر فرواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والثلاثين من طريق ابن عدي ثنا عبد الله بن موسى بن الصقر السكري ثنا أحمد بن إبراهيم ابن كثير الدورقي ثنا عبيد الله بن حفص بن شروان عن سلمة بن العيار أبي مسلم الفزاري عن الأوزاعي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ ابن ماجة
وأما حديث عمر فرواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة خلف بن حوشف عن الحكم بن عيينة عن سعيد بن المسيب قال سمعت عمر بن الخطاب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أعان... إلى آخره ثم قال غريب تفرد به حكيم عن خلف انتهى
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي نعيم بسنده ومتنه وأعله بحكيم بن نافع
ثم رواه من طريق الدارقطني بسنده إلى عمرو بن محمد الأعشم ثنا يحيى ابن سالم الأفطس عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا وأعله بعمرو الأعشم ثم نقل عن ابن حبان أنه قال هذا الحديث موضوع على الثقات انتهى
ورواه ابن حبان في كتابه الضعفاء بهذا الإسناد وقال إنه حديث موضوع لا أصل له من حديث الثقات وعمرو الأعشم لا يجوز الاحتجاج به بحال انتهى
357 الحديث السادس والخمسون
روي أن مرداس بن نهيك رجلا من أهل فدك أسلم لم
347

يسلم من قومه غيره فغزتهم سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان عليها غائب بن فضالة الليثي فهربوا وبقي مرداس لثقته بإسلامه فلما رأى الخيل خاف أن يكونوا من غير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألجأ غنمه إلى عاقول من الجبل وصعد الجبل فلما تلاحقوا وكبروا كبر ونزل وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم فقتله أسامة بن زيد واستاق غنمه فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عليه وجدا شديدا قال قتلتموه إرادة ما معه ثم قرأ على أسامة * (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا) * الآية فقال يا رسول الله استغفر لي قال فكيف بلا إله إلا الله قال أسامة فما زال يرددها حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ثم استغفر لي وقال لي أعتق رقبة
قلت رواه الطبري عن السدي بنقص يسير فقال حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله) * الآية قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عليها أسامة ابن زيد إلى بني ضمرة فلقوا رجلا منهم يدعى مرداس بن نهيك معه غنيمة له فلما رآهم أوى إلى كهف جبل واتبعه أسامة فلما بلغ مرداس الكهف وضع فيه غنمه ثم أقبل إليهم فقال السلام عليكم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فشد عليه أسامة فقتله من أجل غنمه فلما رجعوا جعل القوم يقولون يا رسول الله لو رأيت أسامة وقد لقيه رجل فقال لا إله إلا الله محمد رسول الله فشد عليه فقتله فقال له يا أسامة كيف أنت ولا إله إلا الله فقال يا رسول الله إنما قالها متعوذا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هلا شققت عن قلبه فأنزل الله خبره وأخبره إنما قتله من أجل غنمه فذلك قوله * (تبتغون عرض الحياة الدنيا) * فحلف أسامة ألا يقتل رجلا يقول لا إله إلا الله بعد ذلك انتهى
348

وذكره الثعلبي من رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في رجل من بني مرة بن عوف يقال له مرداس بن نهيك وكان من أهل فدك وكان مسلما لم يسلم من قومه غيره... فذكره إلى آخره بلفظ المصنف
358 الحديث السابع والخمسون
عن زيد بن ثابت قال كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذه على فخذي حتى خشيت أن ترضها ثم سري عنه فقال اكتب فكتبت في كتف " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون " فقال ابن أم مكتوم وكان أعمى يا رسول الله وكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين فغشيته السكينة كذلك ثم قال اقرأ يا زيد فقرأت " لا يستوي القاعدون من المؤمنين " فقال * (غير أولي الضرر) * قال زيد أنزلها الله وحدها فألحقتها والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع في الكتف
قلت رواه البخاري في صحيحه في الجهاد وفي التفسير بنقص من حديث مروان بن الحكم أن يزيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله " فجاءه ابن أم مكتوم وهو يمليها علي فقال يا رسول الله والله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فأنزل الله على رسوله وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله * (غير أولي الضرر) * انتهى
ورواه أبو داود بلفظ المصنف من حديث أبي الزناد عن خارجة بن زيد قال قال زيد بن ثابت إني قاعد إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أوحي إليه قال وغشيته السكينة فوقع فخذه على فخذي فوالله ما وجدت شيئا أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال اكتب يا زيد فأخذت كتفا فقال
349

اكتب " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون " الآية إلى قوله * (أجرا عظيما) * فكتبت ذلك في كتف فقام ابن أم مكتوم حين سمعها وكان رجلا أعمى فقال يا رسول الله كيف بمن لا يستطيع الجهاد ممن هو أعمى أو نحو ذلك قال زيد فوالله ما قضى كلامه حتى غشيته السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها كما وجدت في المرة الأولى ثم سري عنه فقال اقرأ فقرأت عليه " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون " فقال النبي صلى الله عليه وسلم * (غير أولي الضرر) * قال زيد فألحقتها فوالله فكأني أنظر إلى ملحقها عند صدع كان في الكتف انتهى
وكذلك رواه أحمد في مسنده والحاكم في الجهاد من مستدركه وقال صحيح إسناد ولم يخرجاه
359 الحديث الثامن والخمسون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد خلفتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب المغازي من حديث حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال وهم بالمدينة حبسهم العذر انتهى
وهو عند أبي داود لقد تركتم بالمدينة أقواما
وأخرجه مسلم فيه عن أبي سفيان عن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض انتهى وفي لفظ له إلا شركوكم في الأجر
350

360 الحديث التاسع والخمسون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجبت له الجنة وكان رفيق أبيه إبراهيم ونبيه محمد
قلت رواه الثعلبي في تفسير سورة العنكبوت أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان ثنا أحمد بن محمد بن شاذان ثنا جعونة بن محمد الترمذي ثنا صالح بن محمد عن سليمان بن عمر عن عبادة بن منصور الناجي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد عليهما السلام انتهى
361 الحديث الستون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بهذه الآية إلى مسلمي مكة فقال جندب بن ضمرة أو ضمرة بن جندب احملوني فاني لست من المستضعفين وإني لأهتدي الطريق والله لا أبيت الليلة بمكة فحملوه على سريره متوجها إلى المدينة وكان شيخا كبيرا فمات بالتنعيم
وروي أنه لما أدركه الموت أخذ يصفق يمينه على شماله ثم قال اللهم هذه لك وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعك به رسولك فمات حميدا فبلغ خبره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لو توفي بالمدينة لكان أتم أجرا وقال المشركون وهم يضحكون ما أدرك هذا ما طلب فنزلت يعني قوله * (ومن يخرج من بيته مهاجرا) * الآية
قلت رواه الواحدي في أسباب النزول من حديث سهل بن عثمان ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس قال أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية * (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) * فلما
351

قرأها المسلمون قال جندب بن ضمرة الليثي وكان شيخا كبيرا احملوني فإني لست من المستضعفين وإني لأهتدي الطريق فجعله بنوه على السرير متوجها إلى القبلة فلما بلغ التنعيم أشرف على الموت فصفق بيمينه على شماله وقال اللهم هذا لك وهذا لرسولك أبايعك على ما بايعتك يد رسولك صلى الله عليه وسلم ومات جندب فبلغ خبره
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لو وافى بالمدينة لكان أتم أجرا فأنزل الله فيه الآية انتهى
وهو في الثعلبي بلفظ المصنف من غير سند
وفي معجم الطبراني ومسند أبي يعلي الموصلي بعضه عن أشعث بن سوار عن عكرمة عن ابن عباس قال خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لأهله احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزل الوحي * (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله) * إلى قوله * (غفورا رحيما) * انتهى
362 الحديث الحادي والستون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتم في السفر
قلت رواه الدارقطني في سننه من حديث عمر بن سعيد عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم انتهى قال الدارقطني إسناده صحيح انتهى
ورواه البزار في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في سننه من حديث المغيرة بن زياد عن عطاء عن عائشة... ذكره والمغيرة بن زياد ضعيف
ورواه الشافعي في مسنده أخبرنا إبراهيم بن محمد عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة قالت كل ذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الصلاة في السفر وأتم انتهى
352

وأصح هذه الأسانيد سند الدارقطني والله أعلم
ورواه البيهقي في المعرفة من طريق الدارقطني ثم قال وهذا أصح إسناد فيه انتهى
363 الحديث الثاني والستون
عن عائشة رضي الله عنها أنها اعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة قالت يا رسول الله بأبي أنت وأمي قصرت الصلاة وأتممت وأفطرت وصمت فقال أحسنت يا عائشة وما عاب علي
قلت رواه النسائي في سننه في صلاة المسافر من حديث عبد الرحمن بن الأسود عن عائشة أنها اعتمرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة حتى إذا قدمت مكة قالت يا رسول الله بأبي أنت وأمي قصرت وأتممت وأفطرت وصمت قال أحسنت يا عائشة وما عاب علي انتهى
ورواه البيهقي في سننه وقال إسناده صحيح
ورواه الدارقطني في سننه في الصوم بالسند المذكور وسكت عنه ثم رواه من حديث عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة ثم قال الأول إسناده حسن متصل وعبد الرحمن أدرك عائشة ودخل عليها مع أبيه وسمع منها انتهى
364 الحديث الثالث والستون
روي أن عثمان رضي الله عنه كان يتم ويقصر
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الرحمن بن يزيد قال صلى عثمان بمنى أربعا فقيل لعبد الله بن مسعود فاسترجع وقال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين ومع أبي بكر ركعتين ومع عمر ركعتين ومع عثمان صدرا من خلافته ثم أتمها ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين
353

متقبلتين انتهى
وأخرجا أيضا من حديث سالم عن أبيه عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى صلاة المسافر بمنى وغيره ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان ركعتين صدرا من خلافته ثم أتمها أربعا انتهى
زاد ابن راهويه في مسنده وذلك حين اتخذ الأموال وأجمع على الإقامة بمكة انتهى
365 الحديث الرابع والستون
عن عمر رضي الله عنه أنه قال صلاة السفر ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم
قلت رواه النسائي وابن ماجة في سننيهما من حديث شعبة عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر قال صلاة الجمعة ركعتان وصلاة الفطر ركعتان وصلاة الفجر ركعتان وصلاة الأضحى ركعتان وصلاة السفر ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم انتهى
قال النسائي وعبد الرحمن لم يسمعه من عمر وكذلك قال البيهقي
ورواه البزار في مسنده وقال هكذا حدث به شعبة والثوري ومحمد ابن طلحة عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عمر وقد حدث به يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب ابن عجرة عن عمر وشعبة والثوري حافظان ويزيد بن زياد فغير حافظ انتهى
وهذه الطريق الأخرى عند ابن ماجة في سننه عن يزيد بن زياد عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة... فذكره وقيل إنه عند النسائي أيضا وينظر
وقال ابن عبد الحق رواه جماعه من الثقات ولم يذكروا كعب بن عجرة
354

والذي ذكره أيضا ثقة انتهى
وله طريق آخر عند البزار أيضا رواه من حديث ياسين الزيات عن الأعمش انتهى
366 الحديث الخامس والستون
عن عائشة قالت أول ما فرضت الصلاة فرضت ركعتين ركعتين فأقرت في السفر وزيدت في الحضر
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عروة عن عائشة قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في السفر وفي الحضر فأقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر انتهى
367 الحديث السادس والستون
قال وجاء في الحديث إقصار الخطبة بمعنى تقصيرها
قلت رواه أبو داود في سننه في باب الجمعة من حديث أبي راشد عن عمار بن ياسر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقصار الخطبة انتهى وسكت عنه
ثم المنذري بعده في مختصره إلا أنه قال وأبو راشد هذا سمع عمارا ولم ينسب ولم يسم انتهى
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده عن العلاء بن صالح عن عدي بن ثابت عن أبي راشد وكذلك رواه البزار في مسنده عن العلاء به وقال
355

لا نعلم روى أبو راشد عن عمار إلا هذا الحديث
وفي مسند أبي يعلى عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب فيما إقصار الناس بالصلاة وإنما قال الله تعالى * (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) * وقد ذهب ذلك فقال عمر عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته
وروى ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع والثلاثين من القسم الخامس من طريق إسحاق بن راهويه أخبرنا معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة عن سليمان اليشكري أنه سأل جابر بن عبد الله عن إقصار الصلاة أي يوم أنزل فقال جابر خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بنخل أمر فنودي بالصلاة فصلى بطائفة من القوم ركعتين وطائفة يحرسونهم ثم تأخروا وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعتين والأخرون يحرسونهم وكانت للنبي صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتين وأنزل الله إقصار الصلاة انتهى
368 الحديث السابع والستون
روي أن طعمة بن أبيرق أحد بني ظفر سرق درعا من جار له اسمه قتادة بن النعمان في جراب دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق كان فيه وخبأها عند زيد بن السمين رجل من اليهود فالتمست الدرع عند طعمة فلم توجد وحلف ما أخذها وما له بها من علم فتركوه واتبعوا أثر الدقيق حتى انتهى إلى منزل اليهودي فأخذوها فقال دفعها إلى طعمة وشهد له ناس من اليهود فقالت بنو ظفر انطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يجادل عن صاحبهم وقالوا إن لم تفعل هلك وافتضح وبرىء اليهودي فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
356

يفعل وأن يعاقب اليهودي وقيل هم أن يقطع يده فنزلت * (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) * إلى قوله * (ولا تكن للخائنين خصيما) * وروي أن طعمة هرب إلى مكة وارتد ونقب حائطا بمكة ليسرق أهله فسقط الحائط فقتله
قلت رواه الترمذي ببعض تغير من حديث محمد بن سلمة الحراني ثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال له بنو أبيرق... إلى أن قال فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح ودرع وسيف فعدى عليه من تحت البيت فنقب المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال يا بن أخي إنه عدي علينا في الليلة فنقب البيت وذهب بطعامنا وسلاحنا قال فتجسسنا فقيل لنا قد رأينا بني أبيرق قد استوقدوا هذه الليلة ولا نراه إلا على طعامكم قال وكان بنو أبيرق قالوا والله ما نرى صاحبكم الذي أخذ متاعكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال أنا أسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو لنبينن هذه السرقة قال قتادة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة فنقبوا مشربته وأخذوا سلاحه وطعامه فقال عليه السلام سأنظر في ذلك فلما سمع بنو أبيرق أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح فرموهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت فقال عليه السلام لقتادة عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح فرميتهم بالسرقة على غير ثبت قال فرجعت فأخبرت عمي فقال الله المستعان فلم نلبث أن نزل القرآن " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين
357

خصيما) بني أبيرق * (واستغفر الله) * مما قلت لعباده... إلى آخره الآيات مختصر وقال هذا حديث غريب ولا نعلم أحدا أسنده عن إسحاق بن محمد إلا محمد بن سلمة الحراني وقد رواه يونس بن بكير وغير واحد عن محمد ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلا لم يذكروا فيه عن أبيه عن جده وقتادة بن النعمان هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه انتهى
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه في أواخر الحدود وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
ورواه الطبراني في معجمه وزاد في آخره وأنه نقب على قوم بيتهم ليسرق متاعهم فألقى الله عليه صخرة وكانت قبره انتهى
ورواه الطبري في تفسيره عن قتادة قريبا من لفظ الكتاب فقال حدثنا بشر ابن معاذ حدثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى * (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق) * إلى قوله * (خوانا أثيما) * قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في شأن طعمة بن أبيرق وكان من الأنصار وهو من بني ظفر سرق درعا لعمه كانت وديعة عنده ثم قذفها على يهودي كان يغشاهم يقال له زيد بن السمين فجاء اليهودي إلى نبي الله يهتف فلما رأى ذلك قومه بنو ظفر جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعذروا صاحبهم وكان عليه السلام قد هم يعذره حتى أنزل الله في حقه ما أنزل فقال * (ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم) * الآية فلما بين الله شأن طعمة نافق ولحق بالمشركين بمكة فأنزل الله في شأنه * (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى) * الآية انتهى
وذكره الثعلبي في تفسيره عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس بلفظ المصنف سواء دون الرواية الأخرى وسنده إلى الكلبي أول كتابه
ونقله الواحدي في أسباب النزول عن المفسرين أيضا بلفظ المصنف
358

369 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه أمر بقطع يد سارق فجاءت أمه تبكي وتقول هذه أول سرقة سرقها فاعف عنه فقال كذبت إن الله لا يؤاخذ عبده في أول مرة
370 الحديث الثامن والستون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ما كان من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكرا لله
قلت رواه الترمذي في سننه وابن ماجة في الفتن من حديث محمد بن يزيد بن خنيس المكي عن سفيان الثوري عن أم صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن المنكر أو ذكرا لله انتهى قال الترمذي حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في تفسير سورة عم وزاد فيه فقال محمد بن يزيد ما أشد هذا فقال سفيان وما شدة هذا الحديث إنما جاءت به امرأة عن امرأة عن امرأة وهذا في كتاب الله تعالى قال * (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) * وقال * (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) * وقال * (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) * انتهى
ورواه الطبراني في معجمه والترمذي الحكيم في نوادر الأصول في الأصل الخمسين بعد المائة وابن مردويه في تفسيره في سورة طه وأبو يعلى الموصلي في
359

مسنده قال ابن طاهر إسناده شاذ
371 الحديث التاسع والستون
روي أن شيخا من العرب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أني شيخ منهمك في الذنوب إلا أني لم أشرك به منذ عرفته وآمنت به ولم أتخذ من دونه وليا ولم أوقع في المعاصي جرأة على الله ولا مكابرة له ولا توهمت طرفة عين أني أعجز الله طرفة عين وإني لنادم مستغفر فما ترى حالي عند الله فنزلت * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) *
قلت ذكره الثعلبي في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال نزلت * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * في شيخ من الأعراب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم... إلى آخره وسنده إلى الضحاك أول كتابه
372 الحديث السبعون
عن ابن مسعود لعن الله الواشمات والمتنمصات والمستوشمات المغيرات خلق الله
قلت هكذا أورده المصنف موقوفا وقد رواه أصحاب الكتب الستة مرفوعا فالبخاري ومسلم في اللباس وأبو داود في الترجل والترمذي في الاستئذان والنسائي وابن ماجة في الزينة كلهم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله انتهى
360

373 قوله
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا جاءه ولي اليتيمة نظر فإن كانت جميلة غنية قال زوجها غيرك والتمس لها من هو خير منك وإن كانت دميمة ولا مال لها قال تزوج بها فأنت أحق بها
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا القاسم ثنا الحسين ثنا هشيم أنا مغيرة عن إبراهيم أن عمر بن الخطاب كان إذا جاءه ولي اليتيمه إلى آخره
374 الحديث الحادي والسبعون
روي أن سودة بنت زمعة حين كرهت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفت مكان عائشة من قلبه وهبت لها يومها
قلت روى البخاري ومسلم في كتاب النكاح من حديث عروة عن عائشة قالت ما رأيت امرأة أحب إلى أن أكون في مسالخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة فلما
كبرت قالت يا رسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة وكان عليه السلام يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة انتهى
وهو عند أبي داود ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يومي لعائشة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها
وأخرجه الحاكم في مستدركه بهذا اللفظ وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
375 الحديث الثاني والسبعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول هذا
361

فيما أملك فلا تؤاخذني بما تملك ولا أملك يعني المحبة
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة من حديث حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال... فذكره إلا أنه قال يعني القلب
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع من القسم الخامس والحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وفيه كلام مبسوط في أحاديث الهداية
376 الحديث الثالث والسبعون
في الحديث من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة أيضا من حديث همام بن يحيى عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة واللفظ لأبي داود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل انتهى قال الترمذي لا يعرف مرفوعا إلا من حديث همام ابن يحيى انتهى
قال عبد الحق وهمام بن يحيى ثقة حافظ انتهى
رواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني والحاكم في مستدركه وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وفيه أيضا كلام استوفيناه في أحاديث الهداية
377 قوله
روي أن عمران بن حطان الخارجي كان من أذم بني آدم
362

وامرأته من أجملهم فأطالت في وجهه النظر يوما ثم قالت الحمد لله فقال لها مالك قالت حمدت الله على أني وإياك من أهل الجنة قال وكيف قالت لأني رزقت مثلك فصبرت ورزقت مثلي فشكرت وقد وعد الله الجنة عباده الشاكرين والصابرين
378 الحديث الرابع والسبعون
روي أن عمر بن الخطاب بعث إلى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال فقالت عائشة إلى كل أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث مثل هذا قالوا لا بعث إلى القرشيات بمثل هذا وإلى غيرهن بغيره فقالت ارفع رأسك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل بيننا في القسمة بماله ونفسه فرجع الرسول فأخبره فأتم لهن جميعا
قلت غريب ويقرب منه ما رواه الإمام أحمد في مسنده ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله بن المبارك أنا أبو شجاع سعيد بن يزيد سمعت الحارث ابن يزيد الحضرمي يحدث عن علي بن رباح عن ياسرة بن سمي اليزني قال سمعت عمر بن الخطاب يقول وهو يخطب الناس يوم الجابية إن الله تعالى جعلني خازنا لهذا المال وقاسما له ثم قال بل الله يقسمه وأنا له بادي بأهل النبي صلى الله عليه وسلم ثم أشرفهم ففرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف إلا جويرية وصفية وميمونة فقالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدل بيننا فعدل بينهن عمر ثم قال أنا بادي بأصحابي المهاجرين... الحديث بطوله مختصر ذكره في مسنده الكبير في مسند أبي عمرو بن حفص بن المغيرة
363

379 قوله
روي أن معاذا كانت له امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى فماتتا في الطاعون فدفنهما في قبر واحد
قلت رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة معاذ من طريق محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعد ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد ان معاذ بن جبل كان له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى فتوفيتا في الطاعون فدفنهما في حفرة فأسهم بينهما أيتهما يقدم انتهى وفي لفظ وإذا كان في بيت الأخرى لم يشرب من بيت الأخرى ماء
380 الحديث الخامس والسبعون
روي أنها لما نزلت * (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا) * ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على ظهر سلمان وقال إنهم قوم هذا يعني أبناء فارس
قلت رواه الطبري في تفسيره فقال حدثنا عن عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما نزلت هذه الآية * (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا) * ضرب بيده على ظهر سلمان وقال هم قوم هذا يعني عجم الفرس وفيه انقطاع فإن الطبري لم يسمع من شيخه
364

381 الحديث السادس والسبعون
روي أن عبد الله بن سلام وأسدا وأسيدا ابني كعب وثغلبة ابن قيس وسلاما ابن أخت عبد الله بن سلام وسلمة ابن أخيه ويامين بن يامين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله إنا نؤمن بك وبكتابك وموسى والتوراة وعزير ونكفر بما سواه من الكتب والرسل فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل آمنوا بالله ورسوله محمد وكتابه القرآن وبكل كتاب كان قبله فقالوا لا نفعل فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل) * قال فآمنوا كلهم
قلت ذكره الثعلبي في تفسيره من رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام... فذكره بلفظه سواء وسنده إلى الكلبي في أول كتابه
وذكره الواحدي في أسباب النزول له من قول الكلبي لم يسنده إلى ابن عباس
382 الحديث السابع والسبعون
من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر
قلت تقدم في آل عمران
383 الحديث الثامن والسبعون
قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان
365

قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان انتهى وفي رواية من علامات المنافق ثلاث
384 الحديث التاسع والسبعون
روي أن كعب بن الأشرف وفنحاص بن عازورا وغيرهما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نبيا صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى فنزلت يعني قوله تعالى
قلت روى الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى * (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء) *
قال قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم إن كنت صادقا أنك رسول الله فأتنا بكتاب مكتوب من السماء كما جاء به موسى فنزلت انتهى
385 الحديث الثمانون
روي أن عيسى عليه السلام ينزل من السماء في آخر الزمان فلا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا يؤمن به حتى تكون الملة واحدة وهي ملة الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الأمنة حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم ولعب الصبيان بالحيات ويلبث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي المسلمون عليه ويدفنونه
قلت روى ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والسبعين من القسم
366

الثالث من حديث همام بن يحيى عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وإني أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي وإنه نازل فإذا رأيتموه فإنه رجل مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الشعر كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال ويقاتل الناس على الإسلام حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال وتقع الأمنة في الأرض في زمانه حتى ترتع الأسود مع الإبل والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم وتلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه انتهى وتكشف عليه الأطراف
وقوله لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا يؤمن به
رواه الطبري من قول ابن عباس
ورواه البيهقي في كتاب البعث والنشور بسند ابن حبان ومتنه ثم قال هكذا في هذا الحديث إن عيسى يمكث في الأرض أربعين سنة قال وفي مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص في حديث الدجال قال فيبعث الله عيسى بن مريم فيطلبه فيهلكه ثم يلبث الناس بعده سبع سنين ليس بين اثنين عداوة... الحديث قال ويحتمل أن قوله ثم يلبث الناس بعده أي بعد موته فلا يكون مخالفا للأول (
386 قوله عن شهر بن حوشب قال قال لي الحجاج آية ما قرأتها إلا تخالج في نفسي منها شيء قوله تعالى * (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) * وإني أوتى بالأسير من اليهود والنصارى فأضرب عنقه فلا اسمع منه ذلك فقلت له إن اليهودي إذا حضره الموت
367

ضربت الملائكة دبره ووجهه وقالوا يا عدو الله أتاك موسى نبيا فكذبت به فيقول آمنت أنه عبد نبي ويقولون للنصراني أتاك عيسى نبيا فزعمت أنه الله أو ابن الله فيؤمن أنه عبد الله ورسوله حيث لا ينفعه إيمانه قال وكان متكيا فاستوى جالسا ثم نظر إلي وقال ممن فقلت حدثني محمد بن علي بن الحنفية فأخذ ينكت الأرض بقضيبه ثم قال لقد أخذتها من عين صافية أو من معدنها قال الكلبي فقلت له ما أردت بقولك حدثني محمد بن علي قال أردت أن أغيظه يعني بزيادته اسم علي
وعن ابن عباس أنه فسره كذلك فقال له عكرمة فإن أتاه رجل فضرب عنقه قال لا تخرج نفسه حتى يحرك بها شفتيه قال وإن خر من فوق بيت أو احترق أو أكله سبع قال يتكلم بها في الهواء ولا تخرج روحه حتى يؤمن به
قلت هذا الأخير رواه الطبراني حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى * (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته) * قال قال ابن عباس ليس من يهودي يموت حتى يؤمن بعيسى بن مريم فقال له رجل من أصحابه كيف والرجل يغرق أو يحترق أو يسقط عليه الجدار أو يأكله السبع فقال لا تخرج روحه من جسده حتى يقذف فيه الإيمان بعيسى انتهى
368

387 الحديث الحادي والثمانون
روي أن وفد نجران قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم تعيب صاحبنا قال ومن صاحبكم قالوا عيسى قال وأي شيء أقول قالوا تقول إنه عبد الله ورسوله قال إنه ليس بعار أن يكون عبد الله قالوا بلى فنزلت يعني قوله تعالى * (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله) * الآية
قلت عزاه الواحدي في أسباب النزول للكلبي
388 الحديث الثاني والثمانون
روي أنه كان آخر ما نزل من الأحكام كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق مكة عام حجة الوداع فأتاه جابر بن عبد الله فقال إن لي أختا فكم آخذ من ميراثها إن ماتت
وروي أنه كان مريضا فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إني كلالة فكيف أصنع في مالي فنزلت * (إن امرؤ هلك) * الآية
قلت الأول غريب وذكر الثعلبي من رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في جابر بن عبد الله وأخته أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي أختا فما لي من مالها بعد موتها فنزلت وسنده إلى الكلبي في أول كتابه
وأما الحديث الثاني فرواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني
369

فأغمي علي فتوضأ ثم صب علي من وضوئه فأفقت فقلت يا رسول الله كيف أقضي في مالي فلم يرد علي شيئا حتى نزلت آية الميراث * (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة) * الآية انتهى
وفي لفظ لمسلم فقلت يا رسول الله إنما يرثني كلالة فنزلت
وفي لفظ البخاري وإنما لي أخوات فنزلت آية الفرائض أخرجوه في كتاب الفرائض وغيره
370

ذكر ما ورد في آخر آية نزلت
روى الجماعة إلا ابن ماجة عن البراء بن عازب قال آخر آية نزلت " يستفتونك قل الله يقتيكم في الكلالة " الآية انتهى
وروى البخاري من حديث الشعبي عن ابن عباس قال آخر آية نزلت آية الربا انتهى
وجمع البيهقي بينهما في دلائل النبوة بأن كل واحد منهم أخبر بما عنده من العلم أو أراد أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت انتهى
وروى النسائي في التفسير أخبرنا محمد بن عقيل أنا علي بن الحسين بن واقد أنا أبي ثنا يزيد عن عكرمة عن ابن عباس قال آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم * (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) * انتهى
أخبرنا الحسين بن حريث أنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد به
قال ابن عساكر في الأطراف وفي بعض النسخ عمرو بن علي عوض محمد ابن عقيل انتهى
وفي معجم الطبراني عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال آخر آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم * (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) * الآية انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك انتهى
389 الحديث الثالث والثمانون قال النبي صلى الله عليه وسلم ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى عصبة ذكر
قلت رواه البخاري ومسلم في كتاب الفرائض من حديث طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر انتهى بلفظ البخاري ومسلم والترمذي والحاكم وهو عند أبي داود فلأولى ذكر
ولفظ أبي يعلى الموصلي كلفظ البخاري وكذلك البزار وأما العصبة فقال ابن الجوزي في التحقيق لفظ العصبة في هذا الحديث لا يحفظ وأقره صاحب التنقيح عليه
39 الحديث الرابع والثمانون عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا وبرىء من الشرك وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم
قلت رواه الثعلبي في تفسيره أخبرنا أبو جعفر كامل بن محمد النحوي أنا أبو عمرو محمد بن جعفر الشروطي ثنا إبراهيم بن شريك الكوفي ثنا أحمد ابن عبد الله بن يونس اليربوعي ثنا سلام بن سليمان المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن اسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط أخبرنا الأستاذ أبو عثمان سعيد بن محمد المقرئ الزعفراني أنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر ثنا إبراهيم بن شريك ثنا أحمد بن يونس ثنا سلام بن سليمان المدائني به قال ابن حبان في كتاب الضعفاء سلام بن سلم الطويل ويقال سلام
371

عصبة ذكر
قلت رواه البخاري ومسلم في كتاب الفرائض من حديث طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقي فلأولى رجل ذكر انتهى بلفظ البخاري ومسلم والترمذي والحاكم وهو عند أبي داود فلأولى ذكر
ولفظ أبي يعلى الموصلي كلفظ البخاري وكذلك البزار
وأما العصبة فقال ابن الجوزي في التحقيق لفظ العصبة في هذا الحديث لا يحفظ وأقره صاحب التنقيح عليه
390 الحديث الرابع والثمانون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا وأعطي من الأجر كمن اشترى محررا وبرىء من الشرك وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم
قلت رواه الثعلبي في تفسيره أخبرنا أبو جعفر كامل بن محمد النحوي أنا أبو عمرو محمد بن جعفر الشروطي ثنا إبراهيم بن شريك الكوفي ثنا أحمد ابن عبد الله بن يونس اليربوعي ثنا سلام بن سليمان المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن اسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط أخبرنا الأستاذ أبو عثمان سعيد بن محمد المقرئ الزعفراني أنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر ثنا إبراهيم بن شريك ثنا أحمد بن يونس ثنا سلام بن سليمان المدائني به
قال ابن حبان في كتاب الضعفاء سلام بن سلم الطويل ويقال سلام
372

ابن سليم ويقال سلام بن سليمان كنيته أبو سليمان من أهل المدائن روى عن حميد الطويل وغيره وعنه أبو خالد الأحمر وغيره يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها قال ابن معين ليس حديثه بشيء انتهى
373

سورة المائدة
375

سورة المائدة
ذكر فيها ثمانية وثلاثين حديثا
391 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم المائدة من آخر القرآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها
قلت لم أجده مرفوعا وإنما وجدته موقوفا على عبد الله بن عمرو بن العاص وعلى عائشة
فحديث ابن العاص رواه الترمذي في جامعه ثنا قتيبة ثنا عبد الله بن وهب عن حيي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح انتهى وقال حديث حسن غريب وقد روي عن ابن عباس أنه قال آخر سورة أنزلت * (إذا جاء نصر الله) * انتهى كلامه
ورواه الحاكم في مستدركه ولم يقل فيه وسورة الفتح وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وأما حديث عائشة فرواه الحاكم أيضا من حديث جبير بن نفير قال حججت فدخلت على عائشة فقالت لي يا جبير تقرأ المائدة فقلت نعم فقالت أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فأحلوه وما وجدتم
377

من حرام فحرموه انتهى وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
392 الحديث الثاني
قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبا من كلابك فأكله الأسد
قلت هذه القطعة من حديث أورده المصنف بتمامه في سورة النجم
والحديث رواه الحاكم في مستدركه في تفسيره سورة أبي لهب من حديث أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه قال كان لهب بن أبي لهب يسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم سلط عليه كلبك فخرج في قافلة يريد الشام فنزلوا منزلا فقال إني أخاف دعوة محمد فقالوا له كلا فحطوا متاعه حوله وقعدوا يحرسونه فجاء الأسد فانتزعه فذهب به انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
393 الحديث الثالث
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم وإن أكل منه فلا تأكل إنما أمسك على نفسه
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث الشعبي عن عدي بن حاتم قلت يا رسول الله إني أرسل كلبي وأسمي فقال إذا أرسلت كلبك المعلم فقتل فكل وإذا أكل فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه قلت أرسل كلبي فأخذ معه كلب آخر قال فلا تأكل فإنما سميت على كلبك ولم تسم على كلب آخر انتهى
394 قوله
عن سلمان وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة إذا أكل الكلب
378

ثلثيه وبقي ثلثه وذكرت اسم الله عليه فكل
قلت حديث سلمان رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما في كتاب الصيد من حديث قتادة عن سعيد بن المسيب عن سلمان قال في الكلب يرسل على الصيد إن أكل ثلثيه فكل الثلث الباقي انتهى
وحديث سعد وأبي هريرة رواهما ابن أبي شيبة أيضا حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن بكير بن عبد الله الأشج عن حميد بن مالك عن سعد في الصيد يرسل عليه الكلب قال كله وإن لم يبق إلا بضعة منه
حدثنا يزيد بن هارون أنا داود عن الشعبي عن أبي هريرة قال إذا أرسلت كلبك وأكل فكل وإن أكل ثلثيه انتهى
395 قوله
وعن علي إذا أكل البازي فلا تأكل
396 قوله
عن علي في قوله تعالى * (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم) * أنه استثنى نصارى بني تغلب وقال إنهم ليسوا على النصرانية وإنما أخذوا منها شرب الخمر
وعن ابن عباس أنه سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال لا بأس بها
قلت حديث علي رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب النكاح ثنا عبدة عن سعيد بن أبي عروبة عن أبي معشر عن إبراهيم عن علي أنه كان يكره ذبائح نصارى بني تغلب ونسائهم ويقول هم من العرب انتهى وفي لفظ كره ذبائح نصارى العرب ونسائهم
379

وكأن فيه انقطاعا بين إبراهيم النخعي وعلي لكن رواه الشافعي في مسنده أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي رضي الله عنه قال لا تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب فإنهم لم يتمسكوا من نصرانيتهم إلا بشرب الخمر انتهى
ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في المعرفة
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الحج أخبرنا معمر عن أيوب عن محمد ابن سرين به
وحديث ابن عباس رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في النكاح حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عكرمة عن ابن عباس قال كلوا ذبائح بني تغلب وتزوجوا نساءهم انتهى
ورواه مالك في الموطأ في الضحايا مالك عن ثور بن زيد الديلي عن عبد الله بن عباس أنه سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال لا بأس بها انتهى
397 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده أنهم كانوا يتوضئون لكل صلاة
قلت أما حديث النبي صلى الله عليه وسلم فرواه الجماعة إلا مسلما من حديث عمرو ابن عامر عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة قال كيف كنتم تصنعون قال يجزي أحدنا الوضوء مالم يحدث انتهى
ورواه الترمذي من حديث حميد عن أنس وزاد فيه طاهرا وغير طاهر
وروى الحازمي في كتابه الناسخ والمنسوخ من طريق الطحاوي ثنا إبراهيم ابن مرزوق ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان ثنا علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأ لكل صلاة انتهى ثم قال قال
380

الطحاوي وهذا محمول على الفضيلة لا على الوجوب أو هو مما خص النبي صلى الله عليه وسلم دون أمته أو هو منسوخ بحديث بريدة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد فقال له عمر فعلت شيئا لم تكن تفعله قال عمدا فعلته يا عمر انتهى رواه مسلم
وبحديث عبد الله بن حنظلة الغسيل رواه أبو داود في سننه من طريق محمد ابن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أسماء بنت زيد بن الخطاب عن عبد الله بن حنظلة الغسيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمر بالوضوء عند كل صلاة طاهرا أو غير طاهر فلما شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالسواك عند كل صلاة ووضع عنهم الوضوء إلا من حدث
ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه أحمد في مسنده عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر به
ثم قال أبو داود ورواه إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق فقال فيه عبيد الله بن عبد الله بن عمر
قلت وعبد الله بن عبد الله بن عمر وأخوه عبيد الله كلاهما ثقة فأيا ما كان فالسند صحيح وقد صرح ابن إسحاق فيه بالتحديث كما هو في رواية أحمد فزال محذور التدليس
وأما حديث الخلفاء فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبري في تفسيره حدثنا زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ثنا أزهر عن أبن عون عن محمد بن سيرين قال كان الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان وعلي يتوضئون لكل صلاة انتهى
398 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ على طهر كتب الله له عشر
381

حسنات
قلت رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة في سننهم في الطهارة من حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن أبي غطيف الهذلي عن عبد الله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من توضأ على طهر كتب الله له عشر حسنات انتهى قال الترمذي إسناده ضعيف انتهى
399 الحديث السادس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم الفتح مسح على خفيه فصل الصلوات الخمس بوضوء واحد فقال له عمر صنعت شيئا لم تكن تصنعه فقال عمدا فعلته يا عمر
قلت رواه الجماعة إلا البخاري من حديث علقمة بن مرثد عن سليمان ابن بريدة عن أبيه بريدة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم الفتح صلى الصلوات بوضوء واحد فقال له عمر فعلت شيئا لم تكن تفعله فقال عمدا فعلته يا عمر انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فقال واتفق يعني الشيخين على حديث علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة الحديث والبخاري لم يروه
400 الحديث السابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدير الماء على مرفقيه
قلت رواه الدارقطني في سننه من حديث عباد بن يعقوب ثنا القاسم بن
382

محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جده عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه انتهى
ومن طريق الدارقطني رواه البيهقي في سننه وسكت عنه
وهو حديث ضعيف فعباد بن يعقوب هو الرواجني متكلم فيه روى عنه البخاري مقرونا بآخر وقال ابن حبان فيه رافضي داعية يروي المناكيرعن المشاهير فاستحق الترك انتهى
وعبد الله بن محمد بن عقيل أيضا فيه مقال وكذلك ابن ابنه القاسم بن محمد بن عبد الله بن عقيل قال فيه ابن معين ليس بشيء وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه قال كان متروك الحديث وذكر عن أبي زرعة أنه قال أحاديثه منكرة وهو ضعيف الحديث أيضا وذكره ابن حبان في الثقات وقال يروي عن جده عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر وروى عنه إسحق بن محمد العزرمي انتهى ذكره في أتباع التابعين من كتابه
ورواه البيهقي أيضا من حديث سويد بن سعيد عن القاسم بن محمد العقيلي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر أما القاسم وجده فتقدما وأما سويد بن سعيد فهو وإن أخرج له مسلم فقد قال ابن معين هو حلال الدم وقال ابن المديني ليس بشيء وقال النسائي ليس بشيء وقال أبو حاتم صدوق إلا أنه كثير التدليس وقيل إنه عمي في آخر عمره فربما لقن ما ليس في حديثه فمن سمع منه وهو بصير فحديثه عنه حسن وسكت عنه البيهقي هنا وقال في باب من قال لا يقرأ تغير بآخره فكثر الخطأ في روايته انتهى
والعجب من البيهقي كيف سكت عن القاسم هنا وقد قال في باب لا يطهر بالمستعمل لم يكن بالحافظ وأهل العلم مختلفون في الاحتجاج برواياته انتهى
383

401 الحديث الثامن
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على ناصيته
قلت أخرجه مسلم في صحيحه عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن المغيرة ابن شعبة قال تخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلفت معه فلما قضى حاجته قال أمعك ماء فأتيته بمطهره فغسل كفيه ووجهه ثم ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم الجبة فأخرج يده من تحت الجبة فألقى الجبة على منكبه وغسل ذراعيه ومسح بناصيته وعلى العمامة وعلى خفيه ثم ركب وركبت فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف وقد ركع بهم ركعة فلما أحس بالنبي صلى الله عليه وسلم ذهب يتأخر فأومى إليه فصلى بهم فلما سلم قام النبي صلى الله عليه وسلم وقمت فركعنا الركعة التي سبقنا بها انتهى
رواه الطبراني في معجمه دون ذكر العمامة ولفظه عن ابن المغيرة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على ناصيته انتهى
402 الحديث التاسع
عن ابن عمر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضأ قوم وأعقابهم بيض تلوح فقال ويل للأعقاب من النار وفي رواية جابر ويل للعراقيب
قلت هكذا وجدته في نسخ الكشاف عبد الله بن عمر وإنما هو عبد الله ابن عمرو كما رواه البخاري ومسلم من حديث يوسف بن ماهك عن عبد الله ابن عمرو قال تخلف النبي صلى الله عليه وسلم عنا في سفرة فأدركنا وقد أرهقنا العصر فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ويل للأعقاب من النار
384

مرتين أو ثلاثا انتهى
ولمسلم عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال رجعنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بالطريق تعجل قوم عند العصر فتوضئوا وهم عجال فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح لم يمسها ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء انتهى
وهو في رواية أبي نعيم وأعقابهم بيض تلوح وهذا المتن أقرب إلى لفظ المصنف
وأما رواية جابر فهي عند ابن ماجة في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي كريب عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للعراقيب من النار انتهى
ورواه ابن أبي شيبة والإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم كلهم عن أبي إسحاق به
ولها طريق آخر رواه الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن أحمد بن حماد الدولابي ثنا أبي حدثني الوليد بن القاسم بن الوليد عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى قوما يتوضئون ولم تصب أعقابهم الماء فقال ويل للعراقيب من النار انتهى
وهي عند مسلم من رواية أبي هريرة أنه رأى قوما يتوضئون فقال لهم أسبغوا الوضوء فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ويل للعراقيب من النار انتهى
وهي عند النسائي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو
وهي في مسند أبي يعلى الموصلي من حديث عائشة فقال حدثنا عبد الأعلى ابن حماد النرسي ثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد
385

عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا بلفظ ابن ماجة
وفي غريب السرقسطي من حديث أبي ذر أخبرنا محمد بن علي ثنا سعيد ثنا سفيان عن عبد الكريم بن النضر عن مجاهد قال قال أبو ذر أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتوضأ فقال ويل للعراقيب من النار فطفقنا نغسلها غسلا وندلكها دلكا انتهى
403 قوله
وعن عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلآ يتوضأ فترك باطن قدميه فأمره أن يعيد الوضوء تغليظا عليه
وعن عائشة قالت لأن تقطعا أحب إلي من أن أمسح على القدمين بغير خفين
قوله وعن عطاء ما علمت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح القدمين
قلت أما حديث عمر فرواه البيهقي في سننه من حديث الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن عمر رأى رجلآ توضأ فبقي في رجله لمعة فقال له أعد الوضوء انتهى
ورواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما قال الأول أخبرنا ابن علية وقال الثاني أخبرنا معمر قالا أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة أن عمر فذكره إلا أنهما قالا قدر ظفر عوض اللمعة
386

وفيه حديث مرفوع رواه أبو داود في سننه من حديث بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وفي ظهر قدمه لمعة قدر الدرهم لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة انتهى قال أبو داود هذا مرسل يريد لعدم اسم الصحابي
قال الشيخ تقي الدين في كتابه الإمام وليس هذا مما يجعل الحديث مرسلا وقد قال الأثرم قلت لأحمد هذا إسناد جيد قال نعم مع أن فيه بقية وهو مدلس لكن أحمد رواه في مسنده حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثني بقية حدثني بحير بن سعد به ولم يذكر فيه الصلاة فزالت شبهة التدليس والله أعلم
وأما رواية عائشة فغريبة وفي العلل المتناهية لابن الجوزي قال روى محمد ابن مهاجر البغدادي ثنا إسماعيل ابن أخت مالك ثنا إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن القاسم بن محمد عن عاشة قالت لأن تقطع رجلي بالموسى أحب إلي من أن أمسح على القدمين انتهى ثم قال هذا موضوع على عائشة وضعه محمد بن مهاجر انتهى
404 الحديث العاشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم من اتبع على مليء فليتبع
قلت استشهد به المصنف على تعدية اتبع بعلى قال لأنه بمعنى أحيل
والحديث رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مطل الغني ظلم وإذا اتبع أحدكم على مليء فليتبع انتهى أخرجوه في الحوالة
وفي لفظ لأحمد في مسنده وإذا أحيل أحدكم على مليء فليحتل وهي عند البزار من حديث ابن عمر
387

405 الحديث الحادي عشر
روي أن المشركين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قاموا إلى صلاة الظهر يصلون معا وذلك بعسفان في غزوة بني أنمار فلما وصلوا ندموا أن لو كانوا أكبوا عليهم فقالوا إن لهم بعدها صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم يعنون صلاة العصر وهموا بأن يوقعوا بهم إذا قاموا لها فنزل جبريل عليه السلام بصلاة الخوف
قلت رواه الطبري حدثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكير عن النضرأبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فلقي المشركين بعسفان فلما صلى الظهر فرأوه يركع ويسجد هو وأصحابه قال بعضهم لبعض يومئذ كان فرصة لكم لو أغرتم عليهم ما علموا بكم حتى تواقعوهم قال قائل منهم فإن لهم صلاة أخرى أحب إليهم من أهليهم وأموالهم فاستعدوا حتى تغيروا عليهم فيها فأنزل الله تعالى على نبيه صلاة الخوف انتهى
وفي مسلم بعضه رواه في صلاة الخوف عن أبي الزبير عن جابر قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلونا قتالا شديدا فلما صلينا الظهر قال المشركون لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم وقالوا إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولى فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما حضرت العصر صفنا صفين وذكر صلاة الخوف
وروى الترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان وعسفان فقال المشركون إن لهؤلاء صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم وهي صلاة العصر فأجمعوا أمركم فميلوا عليهم ميلة واحدة وإن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه... وذكر الحديث
388

406 الحديث الثاني عشر
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بني قريظة ومعه الشيخان وعلي رضي الله عنهم يستقرضهم دية مسلمين قتلهما عمرو بن أمية الضمري خطأ يحسبهم مشركين فقالوا نعم يا أبا القاسم اجلس حتى نطعمك ونقرضك فأجلسوه في صفه وهموا بالفتك به وعمد عمرو بن جحاش إلى رحا عظيمة يطرحها عليه فأمسك الله يده ونزل جبريل فأخبره فخرج
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة بئر معونة عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى ابن إسحاق حدثني والدي إسحاق بن يسار عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم وغيرهما من أهل العلم قالوا قدم أبو البراء عامر بن مالك بن جعفر على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا فقال صلى الله عليه وسلم إني أخشى عليهم أهل نجد فقال أبو البراء إني جار لهم فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك فبعث عليه السلام المنذر بن عمر في أربعين رجلآ من أصحابه من خيار المسلمين فيهم الحارث بن الصمة وحرام ابن ملحان وكعب بن زيد... إلى أن قال فقاتلوا القوم حتى قتلوا عن آخرهم إلا كعب بن مالك فإنهم تركوه وبه رمق فارتث من بين القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري ورجل من الأنصار من بني عمرو بن عوف... إلى أن قال فقاتل الأنصاري القوم حتى قتل وأخذ عمرو بن أمية الضمري أسيرا فلما أخبرهم أنه من مضر أطلقه عامر بن الطفيل رئيس المشركين وخرج عمرو حتى إذا كان بالقرقرة أقبل رجلان من بني عامر حتى نزلا في ظل هو فيه وكان مع العامريين عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوار لم يعلم به عمرو وقد سألهما حين نزلا من أنتما قالا من بني عامر
389

فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما فقتلهما وهو يرى أنه أصاب بهما ثأره من بني عامر بما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمرو بن أمية الضمري على النبي صلى الله عليه وسلم أخبره الخبر فاشتد ذلك عليه وقال لآدينهما الحديث بطوله
ثم أسند إلى ابن إسحاق قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في القتيلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري فيما حدثني يزيد بن رومان قال كان بين بني النضير وبين عامرعقد وحلف فلما أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينهم في الدية قالوا نعم ي أبا القاسم أجلس فجلس عليه السلام إلى جانب جدارمن بيوتهم ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا لو أن رجلا يعلو على هذا البيت فيلقى عليه صخرة فيقتله بها فيريحنا منه فانتدب منهم لذلك عمرو بن جحاش ابن كعب فصعد ليلقى عليه صخرة كما قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه أبو بكر وعمر وعلي فأتاه الخبر من السماء بما أراد القوم فقام وخرج راجعا إلى المدينة ثم أمر بحربهم والسير إليهم فسار بالناس الحديث بطوله
واعلم أن في لفظ المصنف كما يدل على أن العامريين كانا مسلمين ولفظ الحديث يدل على أنهما كافران بل صرح البيهقي فيما بعد بسنده إلى موسى بن عقبة قال فلما كانا ببعض الطريق لقيا رجلين من بني كلاب كانا كافرين وصلا النبي صلى الله عليه وسلم بعهد فنزلوا منزلا وتحدا فلما نام الكلابيان قتلاهما ولم يعلما أن لهما عهدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فلينظر في ذلك
وذكره ابن هشام في غزوة بن النضير عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان فذكره بلفظ البيهقي
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة في الباب الثامن والعشرين وهو باب المغازي حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا عبد الغني بن سعيد ثنا موسى ابن عبد الغني بن سعيد ثنا موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم " وذلك أن عمرو بن أمية الضمري لما انصرف من بئر معونة لقي رجلين كلابيين معهما أمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلهما ولم يعلم أن معهما أمانا فوداهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى إلى بني النضير ومعه أبو بكر وعمر وعلي فقتلوهم بني النضير وقالوا مرحبا يا أبا القاسم ماذا جئت له قال رجل من أصحابي قتل رجلين من بني كلاب معهما أمان مني وقد طلب مني ديتهما فأريد أن تعينوني قالوا نعم يا أبا القاسم فأجلسوه تحت الحصن في ظل الجدار وجلس أبو بكر على يمينه وعمر على يساره وعلي بين يديه وتآمروا بني النضير أن يطرحوا عليه حجرا من فوق الحصن فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما تآمروا به فنهض عليه السلام وتبعه أبو بكر وعمر وعلي فأنزل الله الآية انتهى
ثم أخرجه عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان فذكره بلفظ البيهقي سواء
ورواه الواقدي في المغازي حدثني محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري وعبد الله بن جعفر ومحمد بن صالح ومحمد بن يحيى بن سهل وابن أبي حبيبة ومعمر بن راشد في رجال ممن لم أسمهم وكل حدثني ببعض هذا الحديث وقد جمعت كل الذين حدثوني فقالوا أقبل عمرو بن أمية فذكره مطولا وفيه أن العامريين كانا كافرين وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رجع إليهم وقاتلهم وأن عمرو بن جحاش قتل يومئذ والله أعلم
47 الحديث الثالث عشر روي أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلا وتفرق الناس في العضاة يستظلون بها فعلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة فجاء أعرابي فسل سيف النبي صلى الله عليه وسلم ثم أقبل عليه فقال من يمنعك مني قال الله قالها ثلاثا فشام الأعرابي السيف فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأخبرهم وأبى أن يعاقبه
قلت رواه البخاري في الجهاد وفي المغازي ومسلم في الفضائل من حديث أبي سلمة عن جابر قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاة فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاة فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها قال وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر فقال صلى الله عليه وسلم إن رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتا في يده فقال لي من يمنعك مني قلت الله ثم قال في الثانية من يمنعك مني قلت الله قال فشام السيف ها هو جالس ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
وفي لفظ البخاري فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وعلق سيفه وثمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا وإذا عنده أعرابي قال إن هذا اخترط علي سيفي فاستيقظت الحديث ذكره في غزوة ذات الرقاع
48 قوله عن ابن مسعود وقد ينسى المرء بعض العلم بالمعصية وتلا قوله تعالى * (ونسوا حظا مما ذكروا به) *
قلت رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق أخبرنا عبد الرحمن المسعودي عن القاسم عن عبد الله قال إني لأحسب الرجل ينسى العلم يعلمه بالخطيئة يعلمها انتهى
ورواه الدارمي في مسنده والطبراني في معجمه عن المسعودي به
وكذلك الإمام أحمد في كتاب الزهد إلا أنه قال عن القاسم بن عبد الرحمن والحسن بن سعد قالا قال عبد الله فذكره
390

قلت رواه البخاري في الجهاد وفي المغازي ومسلم في الفضائل من حديث أبي سلمة عن جابر قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل نجد فأدركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاة فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في واد كثير العضاة فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بغصن من أغصانها قال وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر فقال عليه السلام إن رجلا أتاني وأنا نائم فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي فلم أشعر إلا والسيف صلتا في يده فقال لي من يمنعك مني قلت الله ثم قال في الثانية من يمنعك مني قلت الله قال فشام السيف ها هو جالس ثم لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
وفي لفظ البخاري فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وعلق سيفه ونمنا نومة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا وإذا عنده أعرابي قال إن هذا اخترط علي سيفي فاستيقظت... الحديث ذكره في غزوة ذات الرقاع
408 قوله
عن ابن مسعود وقد ينسى المرء بعض العلم بالمعصية وتلا قوله تعالى * (ونسوا حظا مما ذكروا به) *
قلت رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق أخبرنا عبد الرحمن المسعودي عن القاسم عن عبد الله قال إني لأحسب الرجل ينسى العلم يعلمه بالخطيئة يعلمها انتهى
ورواه الدارمي في مسنده والطبراني في معجمه عن المسعودي به
وكذلك الإمام أحمد في كتاب الزهد إلا أنه قال عن القاسم بن عبد الرحمن والحسن بن سعد قالا قال عبد الله... فذكره
392

409 الحديث الرابع عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم المستبان ما قالا فعلى البادي ما لم يعتد المظلوم
قلت أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة من حديث العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المستبان ما قالا
فعلى البادي ما لم يعتد المظلوم انتهى
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب من حديث أنس فقال حدثنا أحمد ابن عيسى ثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال المستبان ما قالا فعلى البادي ما لم يعتد المظلوم انتهى
410 قوله
عن علي رضي الله عنه أن الحارث بن بدر جاءه تائبا بعد ما كان يقطع الطريق فقبل توبته ودرأ عنه العقوبة
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر الشعبي قال كان حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الأرض وحارب فكلم الحسن بن علي وابن جعفر وابن عباس وغيرهم من قريش فكلموا عليا فلم يؤمنه فأتى سعيد بن قيس الهمداني فكلمه فانطلق سعيد إلى علي وخلفه في منزله فقال يا أمير المؤمنين كيف تقول فيمن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا فقرأ * (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) * الآية كلها فقال أفرأيت من تاب قبل أن يقدر عليه فقال علي أقول كما قال الله وتقبل منه قال فإن حارثة بن بدر قد تاب قبل أن يقدر عليه فبعث إليه وجاء به وأدخل عليه فأمنه وكتب له كتابا
393

حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الشعبي عن علي نحوه
411 الحديث الخامس عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال للكافر يوم القيامة... أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به فيقول نعم فيقال له قد سئلت أيسر من ذلك
قلت رواه البخاري في صحيحه في الرقاق ومسلم في صفة القيامة من حديث قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال للكافر يوم القيامة... أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به فيقول... نعم... إلى آخره سواء
412 قوله
روي عن عكرمة أن نافع بن الأزرق قال لابن عباس يا أعمى البصر أعمى القلب تزعم أن قوما يخرجون من النار وقد قال الله تعالى * (وما هم بخارجين منها) * فقال ويحك اقرأ ما فوقها هذا للكفار
ثم قال المصنف وهذا مما لفقته المجبرة وليس بأول تكاذيبهم وكفاك بما فيه من مواجهة ابن الأزرق ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبر الأمة بالخطاب الذي لا يجسر عليه أحد ويرفعه إلى عكرمة دليلين ناصبين أن الحديث فرية ما فيه مرية
394

413 الحديث السادس عشر
روي أن شريفا وشريفة زنيا في خيبر وهما محصنان وحدهما الرجم في التوراة فكرهوا رجمهما لشرفهما فبعثوا رهطا منهم إلى بني قريظة ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقالوا إن أمركم بالجلد والتحميم فاقبلوا وإن أمركم بالرجم فلا تقبلوا وأرسلوا الزانيين معهم فأمرهم بالرجم فأبوا أن يأخذوا به فقال له جبريل اجعل بينك وبينهم ابن صوريا فقال هل تعرفون شابا أمرد أبيض أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا قالوا نعم وهو أعلم يهودي على وجه الأرض ورضوا به حكما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنشدك بالله الذي لا إله إلا هو الذي فلق البحر ورفع فوقكم الطور وأنجاكم وأغرق آل فرعون والذي أنزل عليكم كتابه وحلاله وحرامه هل تجدون فيه الرجم على من أحصن قال نعم فوثب عليه سفلة اليهود فقال خفت إن كذبته أن ينزل علينا العذاب ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء كان يعرفها من أعلامه فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله النبي الأمي العربي الذي بشر به المسلمون وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزانيين فرجما عند باب مسجده
قلت الحديث في الصحيحين وغيرهما بغير هذا اللفظ وأقرب شيء وجدته إلى لفظ المصنف ما رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق ابن المبارك ثنا معمر عن الزهري قال كنت جالسا عند سعيد بن المسيب وعنده رجل من مزينة من أصحاب أبي هريرة فقال قال أبو هريرة كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء نفر من اليهود وقد زنا رجل منهم وامرأة فقال بعضهم لبعض اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه بعث بالتخفيف فإن أفتانا حدا دون الرجم فعلناه وإن أمرنا بالرجم
395

عصيناه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقالوا يا أبا القاسم ما ترى في رجل منا زنا بعد ما أحصن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرجع إليهم شيئا وقام معه رجال من المسلمين حتى أتوا بيت مدراس اليهود فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر اليهود أنشدكم الله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة من العقوبة على من زنا إذا أحصن قالوا نحممه والتحميم أن يحمل على حمار ويجعل وجهه مما يلي دبر الحمار ويطاف به فسكت حبرهم وهو فتى شاب فألظ عليه النشدة فقال أما إذا نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم على من أحصن قال فلم ترخصتم أمر الله قال زنا رجل منا ذو قرابة لملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم فزنا بعده آخر في أسرة الناس فأراد ذلك الملك أن يرجمه فقام قومه دونه وقالوا لا والله لا ترجمه حتى ترجم فلانا لقرابته فاصطلحوا منهم على هذه العقوبة فقال عليه السلام فإني أحكم بما في التوراة فأمرعليه السلام بهما فرجما انتهى
ثم ساقه البيهقي من طريق أخرى عن ابن إسحاق حدثني الزهري سمعت رجلآ من مزينة يحدث سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثهم... فذكر نحوه بزيادة ونقص وفيه فقال عليه السلام لابن صوريا أنشدك بالله... الحديث وفي آخره وأمر عليه السلام بالزانيين فرجما عند باب مسجده
وذكره ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق حدثني ابن شهاب الزهري أنه سمع رجلآ من مزينة من أهل العلم يحدث سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثهم أن أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس وقد زنا رجل منهم بامرأة منهم وهما محصنان فقالوا ابعثوا بهذا الرجل والمرأة إلى محمد فاسألوه فإن حكم فيهما بالتجبية والتجبية أن يجلدا بحبل من ليف مطلي بقار ثم يسود وجوههما ثم يحملان على حمارين وجوههما مما يلي دبر الحمار فاتبعوه فإنما هو ملك فإن حكم فيهما بالرجم فإنه نبي فاحذروه فأتوه فسألوه فقال لهم يا معشر يهود أين علماؤكم فأتوا له بعبد الله بن صوريا فقالوا هذا أعلم من بقي بالتوراة
396

فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم وألظ به المسألة وناشده بالله هل تعلم أن الله حكم فيمن زنا بعد إحصانه بالرجم في التوراة فقال اللهم نعم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما عند باب مسجده انتهى
414 الحديث السابع عشر
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم القتلى بواء فقال بنو النضير نحن لا نرضى بذلك فنزلت * (أفحكم الجاهلية يبغون) *
قلت غريب
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الديات ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن ابن أشوع عن الشعبي قال كان بين حيين من العرب قتال فقتل من هؤلاء وهؤلاء قتلى فقال أحد الحيين لا نرضى حتى نقتل بالمرأة الرجل وبالرجل الرجلين وأبى عليهم الآخرون فارتفعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال القتلى بواء أي سواء قال فاصطلح القوم بينهم على الديات فحسبوا للرجل دية الرجل والمرأة دية المرأة وللعبد دية العبد فقضى لأحد الحيين على الآخرين انتهى
415 الحديث الثامن عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل لحم أنبته السحت فالنار أولى به
قلت روي من حديث كعب بن عجرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث حذيفة ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث عبد الرحمن بن سمرة ومن حديث عمر بن الخطاب ومن حديث أبي بكر ومن حديث أبي هريرة
أما حديث كعب بن عجرة فرواه الترمذي في جامعة في آخر كتاب الصلاة
397

حدثنا عبد الله بن أبي زياد ثنا عبيد الله بن موسى ثنا غالب أبو بشير عن أيوب بن عابد الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن كعب ابن عجرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشي أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منهم ولا يرد علي الحوض ومن غشي أبوابهم فلم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض يا كعب بن عجرة الصلاة برهان والصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به انتهى وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا
من هذا الوجه وسألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى واستغربه جدا وقال محمد حدثنا ابن نمير عن عبيد الله ابن موسى عن غالب بهذا انتهى
وله طريق آخر عند أبي يعلى الموصلي في مسنده حدثنا أمية بن بسطام حدثنا معتمر سمعت عبد الملك بن أبي جميلة يحدث عن أبي بكر بن بشير عن كعب ابن عجره... فذكره سواء
وأما حديث جابر فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا كعب بن عجرة... فذكره بلفظ الترمذي سواء
ورواه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلى الموصلي والبزار في مسانيدهم في مسند جابر بن عبد الله
ومن طريق أحمد رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان وسكت عنه ثم أعاده في كتاب الفتن من طريق ابن راهويه وقال صحيح الإسناد ولم
398

يخرجاه انتهى
وأما حديث حذيفة فرواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا النضر ابن شميل ثنا محمد بن نوار ثنا كردوس قال خطب حذيفة بالمدائن فقال يا أيها الناس تعاهدوا ضرائب غلمانكم فما كان من حلال فأحلوه وما كان غير ذلك فارفضوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس لحما ينبت من سحت فيدخل الجنة انتهى
ومن طريق ابن راهويه رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة كردوس بسنده ومتنه
وله طريق آخر عند الطبراني في معجمه الأوسط أخرجه عن أيوب بن سويد عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به انتهى وقال لا يرويه عن سفيان إلا أيوب وقال أبو حاتم في علله أخطأ فيه أيوب وإنما هو موقوف انتهى
وأما حديث ابن عباس فله طرق فرواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السابع والثلاثين من حديث إسماعيل بن عياش عن حسين بن قيس الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال درهم ربا أشد على الله من ست وثلاثين زنية ومن نبت لحمه من السحت فالنار أولى به انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا عبد الله بن أحمد ثنا محمد بن أبان الواسطي ثنا أبو شهاب عن أبي محمد الجزري وهو حمزة النصيبي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا من نبت لحمه من سحت فالنار أولى به مختصر
399

ورواه في معجمه الصغير عن سعيد بن رحمة المصيصي ثنا محمد بن حميد عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا نحوه
وأما حديث ابن عمر فرواه الطبري في تفسيره حدثني يونس أنا ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن أبي الموالي عن عمر بن حمزة عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به
ورواه ابن مردويه في تفسيره أخبرنا عبد الرحمن بن بشير بن نمير المؤدب ثنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ابن أبي الموالي به
ورواه كذلك إبراهيم الحربي في أواخر كتابه غريب الحديث حدثنا محمد ابن سهيل ثنا عبد الملك بن مسلمة ثنا ابن أبي الموالي عن عمر بن حمزة به وقال السحت هو الحرام
وأما حديث عبد الرحمن بن سمرة فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأطعمة عن سعيد بن بشير الدمشقي عن قتادة عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن أعاذك الله من أمراء يكونون بعدي من دخل عليهم وصدقهم وأعانهم على جورهم فليس مني ولا يرد علي حوضي اعلم يا عبد الرحمن أن الصوم جنة والصلاة برهان يا عبد الرحمن إن الله أبى أن يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولى به انتهى وصححه
وأما حديث عمر فرواه الطبراني في معجمه من حديث يزيد بن عبد الملك النوفلي عن يزيد بن حصيفة عن السائب بن يزيد عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النظر إلى المغنية حرام غناؤها حرام وثمنها كثمن كلب
400

وثمن الكلب سحت ومن نبت لحمه من سحت فالنار أولى به انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بيزيد بن عبد الملك وأسند إلى النسائي أنه قال متروك وإلى أحمد قال عنده مناكير ووافقهم وقال عامة ما يرويه غير محفوظ
وأما حديث أبي بكر فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأطعمة من حديث عبد الواحد بن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نبت لحمه من السحت فالنار أولى به انتهى وسكت عنه
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في التاسع والثلاثين
وأعله ابن عدي في كامله بعبد الواحد بن زيد ونقل تضعيفه عن البخاري والسعدي وابن معين
وأما حديث أبي هريرة فرواه ابن عدي في الكامل من حديث يزيد بن عبد الملك النوفلي ثنا داود بن فراهيج عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ حديث عمر سواء
وذكره عبد الحق في أحكامه من جهة ابن عدي وأعله بيزيد ووافقه ابن القطان وضم معه ابن فراهيج
416 الحديث التاسع عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تراءى ناراهما
قلت روي من حديث جرير بن عبد الله ومن حديث خالد بن الوليد
فحديث جرير رواه أبو داود في الجهاد والترمذي في السير والنسائي في
401

القصاص من حديث أبي معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى خثعم فاعتصم ناس بالسجود فأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر لهم بنصف العقل وقال أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله ولم قال لا تراءى ناراهما انتهى
ثم أخرجه عن عبدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم مرسلا لم يذكر فيه جريرا قال وهذا أصح وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا عن إسماعيل عن قيس مرسلا
وروى حماد بن سلمة عن الحجاج بن أرطأة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير بمثل حديث أبي معاوية وسمعت محمدا يقول الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا انتهى كلامه
ورواه الطبراني في معجمه من حديث أبي معاوية به مسندا وكذلك البيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والخمسين عن الحاكم بسنده إلى أبي معاوية به مسندا
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا وكيع ثنا إسماعيل بن أبي خالد به مرسلا
وكذلك رواه الشافعي في مسنده أخبرنا مروان عن إسماعيل بن أبي خالد به مرسلا
ومن طريق الشافعي رواه الحاكم في مناقب الشافعي ثم البيهقي في كتاب المعرفة قال وقد رويناه عن حفص بن غياث وأبي معاوية عن إسماعيل به مسندا عن جرير وهو مع إرساله أصح انتهى
وكذلك رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه حدثنا هشيم عن إسماعيل ابن أبي خالد به مرسلا
402

وأما حديث خالد بن الوليد فرواه الطبراني في معجمه في باب الخاء في ترجمة خالد بن الوليد حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج وعمر بن عبد العزيز بن مقلاص قالا ثنا يوسف بن عدي ثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى ناس من خثعم فاعتصموا بالسجود فقتلهم فوادهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بنصف الدية ثم قال أنا بريء من كل مسلم أقام مع المشركين لا تراءى ناراهما انتهى
وأعاده المصنف في الفرقان قال الشيخ شرف الدين الطيبي أصل تراءى تتراءى ولكن حذفت إحدى التاءين تخفيفا انتهى
وقال المنذري في حواشيه التراءي تفاعل من الرؤية يقال تراءى القوم إذا رأى بعضهم بعضا وإسناد التراءي إلى النار مجاز من قولهم داري تنظر دار فلان أي تقابلها تقول ناراهما مختلفتان هذه تدعو إلى الله وهذه تدعو إلى الشيطان فكيف تتفقان انتهى
وقال أبو عبيد في غريبه له معنيان
أحدهما لا يحل لمسلم أن يسكن بلاد المشركين فيكون معهم بقدر ما يرى كل واحد منهما صاحبه
والآخر أن يكون المراد بالنار نار الحرب أي ناراهما مختلفتان هذه تدعو إلى الله وهذه تدعو إلى الشيطان انتهى
417 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأبي موسى في كاتبه النصراني لا تكرموهم إذ أهانهم الله ولا تأمنوهم إذ خونهم الله ولا تدنوهم
403

إذ أقصاهم الله قال له أبو موسى لا قوام للبصرة إلا به فقال مات النصراني والسلام
قلت روى البيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والستين أخبرنا زيد ابن جعفر بن محمد العلوي بالكوفة أنا محمد بن علي بن دحيم أنا أحمد بن حازم أنا عمرو بن حماد عن أسباط عن سماك عن عياض الأشعري عن أبي موسى في كاتب له نصراني عجب عمر بن الخطاب من كتابه فقال إنه نصراني قال أبو موسى فانتهرني وضرب فخذي وقال أخرجه وقرأ * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) * قال أبو موسى والله ما توليته إنما كان يكتب قال أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب لك لا تدنهم إذ أقصاهم الله ولا تأمنهم إذ خونهم الله ولا تعزهم إذ أذلهم الله فأخرجه انتهى قال وقد ذكرناه بطوله في كتاب أدب القاضي من السنن انتهى
418 الحديث العشرون
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي موالي من يهود كثيرا عددهم فإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولايتهم وأوالي الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي إني رجل أخاف الدوائر لا أبرأ من ولاية موالي وهم يهود بني قينقاع
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الفضائل حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية قال جاء رجل يقال له عبادة بن الصامت فقال يا رسول الله إني لي موال من اليهود كثير عددهم حاضر نصرهم وأنا أبرأ
404

إلى الله وإلى رسوله من ولاية يهود فأنزل الله في عبادة * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) * الآية إلى قوله * (بأنهم قوم لا يفقهون) * انتهى
ورواه الطبري في تفسيره أخبرنا أبو كريب ثنا عبد الله بن إدريس به فذكره بلفظ المصنف وزاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي يا أبا الحباب ما نحلت به من ولاية يهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه قال قد قبلته فأنزل الله " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعص " الآية
ورواه ابن هشام في سيرته أخبرنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق حجثني أبي إسحاق بن يسار عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره وزاد فيه قال وفيه وفي عبد الله بن أبي نزلت هذه القصة من المائدة * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء) * الآية إلى آخرها
419 الحديث الحادي والعشرون روي أن أهل الردة كانوا إحدى عشرة فرقة ثلاثة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بني مدلج ورئيسهم ذو الخمار وهو الأسود العنسي وكان كاهنا تنبأ باليمن واستولى على بلاده وأخرج عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب صلى الله عليه وسلم إلى معاذ بن جبل وإلى سادات اليمن فأهلكه الله على يدي فيروز الديلمي بيته فقتله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله ليلة قتل فسر المسلمون وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد في آخر شهر ربيع الأول
405

صلى الله عليه وسلم بقتله ليلة قتل فسر المسلمون وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد في آخر شهر ربيع الأول
وبنو حنيفة قوم مسيلمة تنبأ وكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فإن الأرض نصفها لي ونصفها لك فأجاب من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين فحاربه أبو بكر رضي الله عنه والمسلمون وقتل على يدي وحشي قاتل حمزة وكان يقول قتلت خير الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام يريد في جاهليتي وإسلامي
وبنو أسد قوم طليحة بن خويلد تنبأ فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا فانهزم بعد القتال إلى الشام ثم أسلم وحسن إسلامه
وسبع في عهد أبي بكر رضي الله عنه فزارة قوم عيينة بن حصن وغطفان قوم قرة بن سلمة القشيري وبنو سليم قوم الفجاءة ابن عبد يا ليل وبنو يربوع قوم مالك بن نويرة وبعض تميم قوم سجاح بنت المنذر المتنبئة التي زوجت نفسها مسيلمة الكذاب وكندة قوم الأشعث بن قيس وبنو بكر بن وائل بالبحرين قوم الحطم بن زيد وكفى الله أمرهم على يد أبي بكر رضي الله عنه
406

وفرقة واحدة في عهد عمر رضي الله عنه غسان قوم جبلة بن الأيهم نصرته اللطمة وسيرته إلى بلاد الروم بعد إسلامه
408

420 قوله
روي عن علي رضي الله عنه أن سائلا سأله وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مزجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كبير عمل يفسد بمثله صلاته فنزلت
قلت رواه الحاكم أبو عبد الله في كتابه علوم الحديث من حديث عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد والناس يصلون بين قائم وراكع وساجد وإذا سائل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سائل أعطاك أحد شيئا قال لا إلا هذا الراكع يعني عليا أعطاني خاتما انتهى
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره ثنا أبو سعيد الأشج ثنا الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول ثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * انتهى
وأخرجه ابن مردويه في تفسيره عن سفيان الثوري عن أبي سنان عن الضحاك عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت * (إنما وليكم الله ورسوله) * الآية وفيه انقطاع فإن الضحاك لم يلق ابن عباس
ورواه أيضا حدثنا سليمان بن أحمد هو الطبراني ثنا محمد بن علي الصائغ ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين
409

ابن علي عن الحسين بن زيد عن أبيه زيد بن علي بن الحسين عن جده قال سمعت عمار بن ياسر يقول وقف بعلي سائل وهو واقف في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك فنزلت * (إنما وليكم الله ورسوله) * الآية فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاده
ورواه الطبراني في معجمه الوسط إلا أنه قال إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسين عن جده قال سمعت عمارا... فذكره
ورواه الثعلبي من حديث أبي ذر قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما من الأيام صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده وقال اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعطني أحد شيئا وكان علي راكعا فأومى إليه بخنصره اليمين وكان يختم فيها فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم في خنصره وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم... وذكر فيه قصة وليس في لفظ أحد منهم أنه خلعه وهو في الصلاة كما في لفظ المصنف
421 قوله
روي أن رجلا من النصارى بالمدينة كان إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن محمدا رسول الله قال حرق الكاذب فدخلت خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم فتطايرت منها شرارة
في البيت فاحترق البيت واحترق هو وأهله
قلت رواه الطبري حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى " وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا
410

ولعبا) قال كان رجل من النصارى بالمدينة... إلى آخره
422 الحديث الثاني والعشرون
روي أنه لما نزلت * (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي موسى الأشعري وقال قوم هذا
قلت رواه الحاكم في مستدركه من حديث شعبة عن سماك بن حرب عن عياض بن عمرو الأشعري قال لما نزلت هذه الآية * (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قوم هذا أومى بيده إلى أبي موسى انتهى وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى
وعن الحاكم رواه البيهقي في رسالة الأشعري وهي جزء حديثي
وكذلك رواه الطبراني في معجمه وابن أبي شيبة في مسنده وابن راهويه في مسنده وأبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل السادس عشر بعد المائتين والطبري وابن مردويه والواحدي وابن أبي حاتم في تفاسيرهم
ورواه البيهقي في دلائل النبوة في باب الوفود عن سماك عن عياض عن أبي موسى قال تلوت عند النبي صلى الله عليه وسلم * (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم هم قومك يا أبا موسى أهل اليمن انتهى
وقال الدارقطني في علله فيه اختلاف ففي بعضها عن عياض عن أبي موسى وفي بعضها عن عياض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال... انتهى
423 الحديث الثالث والعشرون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنهم يعني قوله تعالى * (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) * فضرب على عاتق سلمان وقال هذا وذووه ثم قال لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من أبناء فارس
411

قلت غريب وهذا في غير هذه الآية فروى البخاري ومسلم من حديث أبي الغيث سالم عن أبي هريرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة إلى قوله * (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) * فقيل من هم يا رسول الله فلم يراجعه حتى سأل مرتين أو ثلاث وفينا سلمان الفارسي فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال لو كان الإيمان منوطا بالثريا لناله رجال من هؤلاء
وروى الترمذي أيضا من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى في آخر سورة القتال * (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم) * وكان سلمان إلى جنبه قال فضرب على فخذ سلمان وقال هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس انتهى
وروى الطبري وابن مردويه في هذه الآية حديث أبي موسى المتقدم من طرق ولم يذكر حديث سلمان أصلا وكأن المصنف وهم والله أعلم
424 الحديث الرابع والعشرون
روي أن نفرا من اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل فقال أومن بالله * (وما أنزل إلينا وما أنزل) * إلى قوله * (ونحن له مسلمون) * فقالوا حين سمعوا ذكر عيسى ما نعلم أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم ولا دينا شرا من دينكم فنزلت
قلت روى الطبري في تفسيره حدثنا أبو كريب وهناد بن السري قالا ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد ابن ثابت حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من يهود فيهم أبو ياسر بن خطب ورافع بن أبي رافع وعازورا وآزار
412

ابن أبي آزار وأشيع فسألوه عمن يؤمن به من الرسل فقال أؤمن بالله * (وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم) * إلى آخر الآية فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا لا نؤمن بعيسى ولا نؤمن بمن آمن به فأنزل الله تعالى * (قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون) * انتهى
وذكره الواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس من قوله بلفظ المصنف وكذلك في تفسيره الوسيط
425 الحديث الخامس والعشرون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بعثني الله برسالاته فضقت بها ذرعا فأوحى الله إلي إن لم تبلغ رسالاتي عذبتك وضمن لي العصمة فقويت
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة ثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أرسلني برسالته فضقت بها ذرعا وعلمت أن الناس مكذبي فأوعدني أن أبلغها أو يعذبني انتهى
وذكره الواحدي في أسباب النزول عن الحسن عن النبي مرسلا من غير سند وكذلك فعل في تفسيره الوسيط
426 الحديث السادس والعشرون
روي أنه عليه السلام شج في وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته
413

قلت تقدم في سورة آل عمران عن سهل بن سعد الساعدي أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم عن وجهه ويقول كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله رواه البخاري ومسلم
427 الحديث السابع والعشرون
عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت * (والله يعصمك من الناس) * فأخرج رأسه من قبة آدم فقال انصرفوا يا أيها الناس فإن الله قد عصمني من الناس
قلت غريب من حديث أنس ولم أجده إلا من حديث عائشة رواه الترمذي من حديث الحارث بن عبيد أبي قدامة الإيادي عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية * (والله يعصمك من الناس) * فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال لهم يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله انتهى وقال حديث غريب قال وقد رواه بعضهم عن الجريري عن عبد الله بن شقيق قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس ولم يذكروا فيه عائشة انتهى
وكذلك رواه البيهقي في دلائل النبوة والحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه البغوي والطبري وابن مردويه وابن أبي حاتم في تفاسيرهم
والمرسل الذي أشار إليه الترمذي رواه الطبري في تفسيره من حديث إسماعيل ابن علية وابن مردويه أيضا في تفسيره من طريق وهب كلاهما عن الجريري عن عبد الله بن شقيق مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
414

428 الحديث الثامن والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله
قلت رواه ابن حبان في كتابه الضعفاء من طريق يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خلا يهودي بمسلم قط إلا حدث نفسه بقتله انتهى وأعله بيحيى بن عبيد الله
ورواه الثعلبي في تفسيره كذلك وقال فيه ما خلا يهوديان وفي لفظ ابن مردويه إلا هم بقتله
قال ابن حبان يحيى بن عبيد الله بن موهب التيمي القرشي يروي عن أبيه ما لا أصل له فلما كثر ذلك منه سقط عن الاحتجاج به قال ابن معين ليس بشيء وكان ابن عيينة شديد الحمل عليه وأبوه ثقة انتهى
429 الحديث التاسع والعشرون
روي عن النجاشي أنه قال لجعفر بن أبي طالب حين اجتمع في مجلسه المهاجرون إلى الحبشة والمشركون وهم يغرونه عليهم ويطلبون عنتهم عنده هل في كتابكم ذكر مريم قال جعفر فيه سورة تنسب إليها فقرأ سورة مريم إلى قوله " ذلك عيسى بن مريم " وقرأ سورة طه إلى قوله * (هل أتاك حديث موسى) * فبكى النجاشي
وكذلك فعل قومه الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم سبعون رجلا حين قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة يس فبكوا
قلت غريب
415

قوله
وكذلك فعل قومه... إلى آخره رواه الطبري في تفسيره حدثني حارث ثنا عبد العزيز ثنا قيس عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله تعالى * (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا) * قال هم رسل النجاشي الذي أرسل بإسلامه وإسلام قومه وسبعين رجلآ فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم * (يس والقرآن الحكيم) * فبكوا وعرفوا الحق فأنزل الله فيهم * (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) * وأنزل فيهم * (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون) * إلى قوله * (يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) * انتهى وهو مرسل
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن القاسم بن محمد ثنا أحمد ابن حشنام ثنا بكر بن بكار ثنا قيس بن الربيع به
430 الحديث الثلاثون
يروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف القيامة يوما لأصحابه فبالغ وأشبع الكلام في الإنذار فرقوا واجتمعوا في بيت عثمان بن مظعون واتفقوا على ألا يزالوا صائمين قائمين وأن لا يناموا على الفرش ولا يأكلوا اللحم والدوك ولا يقربوا النساء والطيب ويرفضون الدنيا ويلبسون المسوح ويسيحون في الأرض ويحببون مذاكيرهم فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم إني لم أؤمر بذلك إن لأنفسكم عليكم حقا فصوموا وافطروا وقوموا وناموا فإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم وآتي النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) *
قلت غريب وروى الطبري في تفسيره ثنا القاسم ثنا الحسين ثنا حجاج
416

عن ابن جريج عن مجاهد قال أراد رجال منهم عثمان بن مظعون وعبد الله بن عمرو وعلي بن أبي طالب وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالم مولى أبي حذيفة في أصحاب تبتلوا فجلسوا في البيوت واعتزلوا النساء ولبسوا المسوح وحرموا الطيبات الطعام واللباس وهموا بالإخصاء وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) * الآية فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن لأنفسكم عليكم حقا صوموا وأفطروا وصلوا وناموا فليس منا من ترك سنتنا انتهى
حدثنا محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا) * قال وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوما فذكر الناس ثم قام ولم يزدهم على التخويف فقام ناس من أصحابه فذكره بزيادة ونقص واختلاف
وله شاهد في الصحيحين عن عائشة أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواجه صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر فقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا أنام على فراش فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا إني أصوم وأفطر وأنام وأقوم وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني انتهى
وذكر الواحدي في أسباب النزول لفظ المصنف وعزاه إلى المفسرين
431 الحديث الحادي والثلاثون روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الدجاج والفولوذ وكان يعجبه الحلواء والعسل وقال إن المؤمن حلو يحب الحلاوة
قلت هذه أربعة أحاديث
فحديث أكل الدجاج رواه البخاري ومسلم في الإيمان والنذور عن زهدم الجرمي قال كنا عند أبي موسى الأشعري فدعا بمائدته وعليها لحم دجاج فدخل رجل من بني تيم الله شبيه بالموالي فقال له هلكم فتلكأ فقال له هلم فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منه الحديث
وأما أكله صلى الله عليه وسلم للفالوذ فغريب وقد يستأنس له بحديث رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأطعمة عن الوليد بن مسلم عن محمد بن حمزة بن يوسف ابن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إذ أقبل عثمان بن عفان ومعه راحلة عليها غرارتان فسأله صلى الله عليه وسلم وما الغرارتين قال دقيق وسمن وعسل فقال له صلى الله عليه وسلم أنخ فأناخ ثم دعا صلى الله عليه وسلم برمة فجعل فيها من ذلك الدقيق والسمن والعسل ثم أمر فأوقد تحتها حتى نضج ثم أكل انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه الطبراني في معجمه ومن طريق الكبراني رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال إنه حديث لا يصح والوليد بن مسلم يسقط الضعفاء من الإسناد ويدلس انتهى كلامه ولم يستدرك الذهبي على الحاكم في مختصره
وأما حديث الحلواء والعسل فرواه الأئمة في كتبهم البخاري في الطلاق ومسلم وأبو داود في الأشربة والترمذي وابن ماجة في الأطعمة والنسائي في الوليمة كلهم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل انتهى وذكر بعضهم فيه قصة
417

431 الحديث الحادي والثلاثون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأكل الدجاج والفولوذ وكان يعجبه الحلواء والعسل وقال إن المؤمن حلو يحب الحلاوة
قلت هذه أربعة أحاديث
فحديث أكل الدجاج رواه البخاري ومسلم في الإيمان والنذور عن زهدم الجرمي قال كنا عند أبي موسى الأشعري فدعا بمائدته وعليها لحم دجاج فدخل رجل من بني تيم الله أحمد شبيه بالموالي فقال له هلم فتلكأ فقال له هلم فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منه... الحديث
وأما أكله صلى الله عليه وسلم للفالوذ فغريب وقد يستأنس له بحديث رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأطعمة عن الوليد بن مسلم عن محمد بن حمزة بن يوسف ابن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إذ أقبل عثمان بن عفان ومعه راحلة عليها غرارتان فسأله عليه السلام وما الغرارتين قال دقيق وسمن وعسل فقال له عليه السلام أنخ فأناخ ثم دعا عليه السلام برمة فجعل فيها من ذلك الدقيق والسمن والعسل ثم أمر فأوقد تحتها حتى نضج ثم أكل انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه الطبراني في معجمه ومن طريق الطبراني رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال إنه حديث لا يصح والوليد بن مسلم يسقط الضعفاء من الإسناد ويدلس انتهى كلامه ولم يستدرك الذهبي على الحاكم في مختصره
وأما حديث الحلواء والعسل فرواه الأئمة في كتبهم البخاري في الطلاق ومسلم وأبو داود في الأشربة والترمذي وابن ماجة في الأطعمة والنسائي في الوليمة كلهم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى والعسل انتهى وذكر بعضهم فيه قصة
418

وأما حديث المؤمن حلو يحب الحلاوة فغريب وذكره أبو شجاع الديلمي في كتاب الفردوس من حديث علي بن أبي طالب المؤمن حلو يحب الحلاوة فمن حرمها على نفسه فقد عصى الله ورسوله انتهى
432 الحديث الثاني والثلاثون
عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت عن معنى اللغو فقالت هو قول الرجل لا والله وبلى والله
قلت هكذا رواه البخاري في صحيحه موقوفا في كتاب الأيمان عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله تعالى * (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) * قالت هو قول الرجل لا والله وبلى والله انتهى
ورواه أبو داود في سننه مرفوعا من حديث حسان بن إبراهيم عن عطاء ابن أبي رباح عن عائشة قالت في قوله تعالى * (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام الرجل في بيته كلا والله وبلى والله انتهى قال أبو داود وقد رواه داود بن أبي الفرات عن إبراهيم الصائغ عن عطاء عن عائشة موقوفا وكذلك رواه الزهري وعبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول عن عطاء عن عائشة موقوفا انتهى
قلت رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث أشرس بن بزيغ عن إبراهيم الصائغ أنه سأل عطاء عن اللغو في اليمين فقال قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو كلام الرجل في يمينه كلا والله وبلى والله
ورواه ابن حبان في صحيحه أيضا مرفوعا
قال الدارقطني في علله والصحيح من ذلك كله الموقوف انتهى
ورواه مالك في الموطأ عن هشام بن عروة به موقوفا
419

433 الحديث الثالث والثلاثون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب الخمر كعابد الوثن
قلت رواه البزار في مسنده حدثنا يوسف بن موسى ثنا ثابت بن محمد ثنا فطر بن خليفة عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شارب الخمر كعابد وثن انتهى قال ولم يدخل ثابت بين فطر ومجاهد أحدا انتهى
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان في ترجمة الحسن البصري من طريق الحارث ابن أبي أسامة ثنا الخليل بن زكريا أنا عوف بن أبي جميلة ثنا الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شارب خمر كعابد وثن انتهى
وهو عند ابن ماجة مدمن خمر رواه في كتاب الأشربة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدمن خمر كعابد وثن انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع والخمسين من القسم الثالث من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ ابن ماجة وقال يشبه أن يكون فيمن استحلها انتهى
وروى إسحاق بن راهويه في مسنده في مسند ابن عمر أخبرنا أبو عامرالعقدي ثنا محمد بن أبي حميد عن أبي حميد عن أبي توبة المصري عن عمر ابن عبد العزيز عن بعض الصحابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر
420

فمات مات كعابد وثن انتهى
وروى الطبراني في معجمه الوسط ثنا عبيد الله بن عبد الله بن جحش ثنا جنادة بن مروان ثنا الحارث بن النعمان سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المقيم على الخمر كعابد وثن مختصر
434 الحديث الرابع والثلاثون
روي أنه لما نزل تحريم الخمر قالت الصحابة يا رسول الله كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ويأكلون مال الميسر فنزلت * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) *
قلت رواه أحمد في مسنده ثنا شريح نا أبو معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأنزل الله تعالى * (يسألونك عن الخمر والميسر) * الآية فقال الناس لم تحرم علينا إنما قال فيهما إثم وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل المغرب فخلط في قراءته فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * فكانوا يشربونها حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر) * الآية فقالوا انتهينا يا رب وقال الناس يا رسول الله ناس قتلوا في سبيل الله وماتوا على فرشهم كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر وقد جعله الله رجسا من عمل الشيطان فأنزل الله تعالى * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * الآية انتهى
ورواه الطبري من وجه آخر فقال حدثني المثنى ثنا عبد الله بن صالح
421

حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * قالوا يا رسول الله ما تقول في إخواننا الذين ماتوا كانوا يشربون الخمر ويأكلون الميسر فأنزل الله * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * الآية انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح به سواء
وبعض الحديث في الصحيحين رواه البخاري في المظالم ومسلم في الأشربة كلاهما عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيخ فأمر سول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة أخرج فأهرقها قال فخرجت فهرقتها في سكك المدينة فقال بعض القوم قد قتل فلان وفلان وفلان وهي في بطونهم فأنزل الله * (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) * الآية انتهى
435 قوله
عن قبيصة أنه أصاب ظبيا وهو محرم فسأل عمر فشاور عبد الرحمن بن عوف ثم أمره بذبح شاة فقال قبيصة لصاحبه والله ما علم أمير المؤمنين حتى سأل غيره فأقبل عليه ضربا بالدرة وقال أتغمض الفتيا وتقتل الصيد وأنت محرم قال الله تعالى * (يحكم به ذوا عدل منكم) * فأنا عمر وهذا عبد الرحمن
قلت رواه الحاكم في مستدركه من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة
ورواه الطبري في تفسيره واللفظ له عن هشيم أنا عبد الملك بن عمير
422

عن قبيصة بن جابر الأسدي قال ابتدرت أنا وصاحب لي ظبيا في العقبة فأصبته فأتيت عمر بن الخطاب فذكرت ذلك له وأقبل على رجل إلى جنبه فنظرا في ذلك فقال لي اذبح شاة فانصرفت فأتيت صاحبي فقلت إن إم أمير المؤمنين لم يدر ما يقول حتى سأل غيره فقال لي صاحبي انحر ناقتك فسمعها عمر بن الخطاب فأقبل علي ضربا بالدرة فقال تقتل الصيد وأنت محرم وتغمض الفتيا إن الله قال في كتابه * (يحكم به ذوا عدل منكم) * فهذا ابن عوف وأنا عمر ابن الخطاب انتهى قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
436 الحديث الخامس والثلاثون
روي أن سراقة بن مالك أو عكاشة بن محصن قال يا رسول الله الحج علينا في كل عام فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أعاد مسألته ثلاث مرات فقال عليه السلام ويحك وما يؤمنك أن أقول نعم والله لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتم ولو تركتم لكفرتم فاتركوني فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه
قلت غريب عن سراقة بن مالك والذي وجدناه عن سراقة بن مالك أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله عمرتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد فقال لا بل للأبد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة انتهى رواه النسائي وابن ماجة
ورواه مسلم ولفظه عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال أهللنا أصحاب محمد بالحج وحده فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صبح رابعة مضت
423

من ذي الحجة فأمرنا أن نحل وقال لولا هديي لحللت كما تحلون ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي قال فحللنا فقال سراقة ابن مالك بن جعشم يا رسول الله لعامنا هذا أم للأبد قال للأبد مختصر وهذا هو فسخ الحج بالعمرة
وأما حديث عكاشة بن محصن فرواه الطبري حدثنا ابن حميد ثنا يحيى ابن واضح ثنا الحسين بن واقد عن محمد بن زياد سمعت أبا هريرة يقول خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج فقام عكاشة ابن محصن الأسدي فقال أفي كل عام يا رسول الله فقال أما إني لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ثم تركتم
لضللتم اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فأنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء) * الآية انتهى
ورواه ابن مردويه عن الحسين بن واقد به
والحديث رواه الجماعة إلا البخاري فمنهم من لم يسم الرجل ومنهم من سماه الأقرع بن حابس فرواه مسلم من حديث أبي هريرة ولم يسم الرجل
424

ولفظه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل أفي كل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثا فقال عليه السلام لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال ذروني ما تركتم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه انتهى
ورواه الترمذي من حديث علي بسند ضعيف ولم يسم الرجل أيضا ولفظه قال لما نزلت * (ولله على الناس حج البيت) * الآية قالوا يا رسول الله أفي كل عام فسكت قالوا أفي كل عام قال لا ولو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم فأنزل لله " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " انتهى وقال حديث غريب وفي الباب عن ابن عباس وأبي هريرة انتهى
ورواه الباقون من حديث ابن عباس بسند ضعيف أيضا وسموا الرجل الأقرع بن حابس ولفظهم عن ابن عباس أن الأقرع بن حابس سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج في كل سنة أو مرة واحدة قال بل مرة واحدة فمن زاد فهو تطوع انتهى
ورواه الدارقطني في سننه بالأسانيد الثلاثة المذكورة لا غير والله أعلم
437 الحديث السادس والثلاثون
عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا ما رأيت شحا مطاعا وهوى مبتعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك ودع أمر العوام وإن من ورائكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر للعامل منهم أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الملاحم والترمذي في التفسير وابن
425

ماجة في الفتن من حديث عبد الله بن المبارك أنا عتبة بن أبي حكيم ثنا عمرو ابن حارثة اللخمي عن أبي أمية الشعباني قال أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له كيف نصنع هذه الآية قال أية آية قلت قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) * قال أما والله لقد سألت عنها خبيرا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائتمروا بالمعروف وتنتهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال لا بل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم قال ابن المبارك وزادني غير عتبة قيل يا رسول الله أجر خمسين رجلا منا أو منهم قال لا بل أجر خمسين رجلا منكم انتهى قال الترمذي حديث حسن غريب انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع والحاكم في مستدركه في كتاب الرقاق وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان وابن راهويه في مسنده وأبو يعلى
438 الحديث السابع والثلاثون روي أنه خرج بديل بن أبي مريم مولى عمرو بن العاص وكان من المهاجرين مع عدي بن زيد وتميم بن أوس الداري وكانا نصرانيين تجارا إلى الشام فمرض بديل وكتب كتابا فيه معه وطرحه في متاعه ولم يخبر به صاحبيه فأمرهما أن يدفعا متاعه إلى أهله ومات ففتشا متاعه فأخذ منه إناء فضة فيه ثمائة مثقال منقوشا بالذهب فيبا فأصاب أهل بديل الصحيفة وطالبوهما بالإناء فجحدا فرفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت يعني قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) * وروي أنها لما نزلت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ودعا بعدي وتميم واستحلفهما عند المنبر فحلفا ثم وجد الإناء بمكة فقالوا إنا اشتريناه من عدي وتميم فلما ظهرت خيانة الرجلين حلف رجلان من ورثته أنه إناء صاحبهما وإن شهادتهما أحق من شهادتهما
قلت رواه الترمذي من حديث بن إسحاق عن أبي النضر عن باذان يعني أبا صالح مولى أمة هانيء عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * قال برئ الناس منها غيري وغير عدي وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام فبل الإسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى بني هاشم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو عظم تجارته فمرض فأوصى لهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله قال تميم فلما مات أخذت ذلك الجام فبعناه بألف درهم فاقتسمناه أنا وعدي بن بدا فلما انتهينا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع إلينا غيره قال تميم فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم تأثمت من ذلك فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر وأديت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم أن يستحلفوه بما عظم به على أهل دينه فحلف فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * إلى قوله * (أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم) * فقام عمرو ابن العاص ورجال آخر فنزعا الخمسمائة درهم من عدي بن بدا انتهى ثم قال هذا حديث غريب وليس إسناده بصحيح وأبو النضر هذا هوعندي محمد بن
426

رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت يعني قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم) *
وروي أنها لما نزلت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ودعا بعدي وتميم فاستحلفهما عند المنبر فحلفا ثم وجد الإناء بمكة فقالوا إنا اشتريناه من عدي وتميم فلما ظهرت خيانة الرجلين حلف رجلان من ورثته أنه إناء صاحبهما وإن شهادتهما أحق من شهادتهما
قلت رواه الترمذي من حديث محمد بن إسحاق عن أبي النضر عن باذان يعني أبا صالح مولى أم هانيء عن ابن عباس عن تميم الداري في هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * قال برئ الناس منها غيري وغير عدي بن بدا وكانا نصرانيين يختلفان إلى الشام قبل الإسلام فأتيا الشام لتجارتهما وقدم عليهما مولى بني هاشم يقال له بديل بن أبي مريم بتجارة ومعه جام من فضة يريد به الملك وهو عظم تجارته فمرض فأوصى لهما وأمرهما أن يبلغا ما ترك أهله قال تميم فلما مات أخذت ذلك الجام فبعناه بألف درهم فاقتسمناه أنا وعدي بن بدا فلما انتهينا إلى أهله دفعنا إليهم ما كان معنا وفقدوا الجام فسألونا عنه فقلنا ما ترك غير هذا وما دفع إلينا غيره قال تميم فلما أسلمت بعد قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم تأثمت من ذلك فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر وأديت إليهم خمسمائة درهم وأخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم البينة فلم يجدوا فأمرهم أن يستحلفوه بما يعظم به على أهل دينه فحلف فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت) * إلى قوله * (أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم) * فقام عمرو ابن العاص ورجل آخر فنزعا الخمسمائة درهم من عدي بن بدا انتهى ثم قال هذا حديث غريب وليس إسناده بصحيح وأبو النضر هذا هوعندي محمد بن
427

السائب الكلبي صاحب التفسير وقد تركه أهل العلم بالحديث وسمعت محمد ابن إسماعيل يقول لا يعرف له رواية عن أبي صالح مولى أم هانىء انتهى
وأخرجه الترمذي أيضا مختصر وكذلك أبو داود في الأقضية عن محمد ابن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس قال خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بدا السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوضا بالذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وجدوا الجام بمكة فقيل اشتريناهما من تميم وعدي فقام رجلان من أوليائهم فحلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم قال وفيهم نزلت * (يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم) * الآية وقال الترمذي حديث حسن غريب ومحمد بن أبي القاسم كوفي قيل إنه صالح الحديث انتهى
ورواه البخاري في صحيحه في كتاب الوصايا ولم يصرح فيه بالتحديث فقال وقال لي علي بن عبد الله يعني ابن المديني ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن القاسم به سواء وهذه عادته فيما لم يكن من شرطه
وأخرج أبو داود في الأقضية أيضا عن هشيم عن زكريا عن الشعبي أن رجلا من المسلمين حضرته الوفاة ب دقوقا ولم يجد أحدا من المسلمين يشهد على وصيته فأشهد رجلين من أهل الكتاب فقدما الكوفة وأتيا أبا موسى الأشعري فأخبراه فقال هذا أمر لم يكن بعد الذي كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحلفهما بعد العصر بالله
ما خانا ولا كذبا وإنها لوصية الرجل وتركته فأمضى شهادتهما انتهى
428

وهذا سند صحيح وقد رويت هذه القصة مرسلة عن غير واحد من التابعين عكرمة ومحمد بن سيرين وقتادة
449 قوله
عن علي رضي الله عنه أنه كان يحلف الشاهد والراوي إذا اتهمهما
قلت حديثه في الراوي رواه أبو داود في سننه في آخر كتاب الصلاة وكذلك الترمذي والنسائي من حديث أسماء بن الحكم الفزاري عن علي قال كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله عنه بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدقته قال وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يذنب ذنبا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ثم قرأ هذه الآية * (والذين إذا فعلوا فاحشة) * الآية انتهى قال الترمذي حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه وذكر أن بعضهم رواه موقوفا
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع وذكر أسماء هذا في كتابه الثقات وقال إنه يخطئ
ورواه البزار في مسنده وقال أسماء هذا مجهول لم يحدث إلا بهذا الحديث ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة انتهى
وقال شيخنا الذهبي في ميزانه قال البخاري لا يتابع على حديثه هذا ثم قال وهذا لا يقدح إذ ليس من شرط الصحيح المتابعة وفي الصحيح أحاديث
429

لا تعرف إلا من ذلك الوجه كحديث الأعمال بالنيات انتهى كلامه
وقال الحاكم في علوم الحديث له وكان علي بن أبي طالب إذا فاته حديث وسمعه من غيره حلفه
440 الحديث الثامن والثلاثون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة المائدة أعطي من الأجر عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهودي ونصراني تنفس في الدنيا
قلت رواه الثعلبي والواحدي من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي بكر بن أبي داود السجستاني ثنا محمد بن عاصم ثنا شبابة بن سوار ثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره بزيادة فضل سورة سورة وقد ذكرناه في آخر الكتاب
ورواه ابن مردويه في تفسيره كما تقدم في آل عمران
430

سورة الأنعام
431

سورة الأنعام
ذكر فيها خمسة عشر حديثا
441 الحديث الأول
روي أن جبريل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في صورته
قلت في الصحيحين عن الشعبي عن مسروق عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل في صورته مرتين رواه البخاري في تفسيره سورة النجم ومسلم في الإيمان وفي لفظ لهما رأى جبريل له ستمائة جناح
442 الحديث الثاني
روي أن جبريل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي
قلت روى البخاري ومسلم من حديث أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال نبئت أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة قال فجعل يتحدث ثم قام فقال نبي الله لأم سلمة من هذا فقالت دحية الكلبي قالت أم سلمة ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن جبريل عليه السلام
وروى الحاكم في مستدركه في كتاب الفضائل عن مسروق عن عائشة قالت لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يناجي في حجرتي رجلا شبهته بدحية الكلبي فقال لي هذا جبريل وهو يقرئك السلام مختصرا
433

ورواه أحمد في مسنده قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يديه على معرفة فرس وهو يكلم رجلا قلت رأيتك على معرفة فرس دحية الكلبي وأنت تكلمه قال ورأيتيه قالت نعم قال ذاك جبريل عليه السلام وهو يقرئك السلام قالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته
وروى الطبراني في معجمه من حديث عفير بن معدان حدثني قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول يأتيني جبريل على صورة دحية الكلبي قال أنس وكان دحية رجلا جسيما جميلا أبيض انتهى
وروى أبو نعيم في دلائل النبوة من حديث سلمة بن شبيب ثنا أبو المغيرة عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت جبريل في خلقته الذي خلق عليه وكنت أراه قبل ذلك في صور مختلفة وأكثر ما كنت أراه في صورة دحية الكلبي مختصر
وروى ابن سعد في الطبقات أخبرنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر قال كان جبريل يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي انتهى
443 قوله
عن ابن عباس قال ما عرفت فاطر السماوات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأتها
قلت رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث في باب كلام التابعين في ترجمة أبي وائل فقال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس قال كنت لا أدري
434

ما فاطر السماوات... إلى آخره بحروفه
ورواه كذلك في كتاب الفضائل القرآن سواء
ومن طريق أبي عبيد رواه البيهقي في سعب الإيمان في الباب السابع عشر بسنده ومتنه
وعجبت من البيهقي كيف قال في كتابه الأسماء والصفات عند كلامه على الفاطر من أسمائه تعالى أخبرت عن أبي سليمان الخطابي أنه قال أخبرني الحسن ابن عبد الرحيم ثنا عبد الله بن زيدان قال قال أبو روق عن ابن عباس... فذكره وهو قد رواه متصلا في شعب الإيمان والله أعلم
ورواه الطبري ثنا ابن وكيع ثنا يحيى بن سعيد به
وأعاده المصنف في سورة فاطر وهكذا رواه الطبري
444 الحديث الثالث
روي أنهم اجتمعوا إلى أبي طالب وأرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم سوء فقال
(والله لن يصلوا إليك بجمعهم
* حتى أوسد في التراب دفينا)
(فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
* وأبشر بذاك وقر منه عيونا)
(ودعوتني وزعمت أنك ناصح
* ولقد صدقت وكنت ثم أمينا)
(وعرضت دينا لا محالة أنه
* من خير أديان البرية دينا)
(لولا الملامة أو حذاري مسبة
* لوجدتني سمحا بذاك مبينا) فنزلت
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى محمد بن
435

إسحاق حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن قريشا حين قالت لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا ابن أخي إن قومك قد جاءوني وقالوا كذا وكذا فاكفف عن قومك ما يكرهون فظن النبي عليه الصلاة والسلام أنه خادله ومسلمه فبكى وولى فأقبل عليه أبو طالب وقال يا بن أخي امض على أمرك وافعل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا قال ابن إسحاق ثم قال الشعر... فذكره سواء مختصرا
445 الحديث الرابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات فقد قامت قيامته
قلت غريب
وروى الطبري في تفسيره أخبرنا أبو كريب ثنا وكيع ثنا سفيان عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال يقولون القيامة القيامة وإنما قيامة الرجل موته
وذكر أبو شجاع الديلمي في كتاب الفردوس من حديث أنس مرفوعا إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته
وبه عن سفيان عن أبي قيس قال شهدت جنازة فيها علقمة فلما دفن قال أما هذا فقد قامت قيامته انتهى
ومن طريق الطبري رواهما الثعلبي كلاهما في سورة القيامة
وروى أبو نعيم في الحلية في ترجمة زياد بن عبد الله النميري من حديث داود ابن المحبر ثنا عبد الواحد بن الخطاب قال سمعت زياد بن عبد الله النميري ونحن في جنازة وذكروا القيامة فقال زياد من مات فقد قامت قيامته انتهى
والحديث معناه في الصحيحين عن عائشة قالت كانت الأعراب إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الساعة فينظر إلى أحدث إنسان منهم فيقول
436

إن يعش هذا لم يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم قال هشام يعني موتهم انتهى
446 الحديث الخامس
عن ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين
قلت غريب من حديث ابن عباس
ورواه ابن سعد في الطبقات من حديث يعلى بن أمية قال بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة وليس له بمكة اسم إلا الأمين لما تكامل فيه من خصال الخير
ورواه أيضا من حديث علي بن أبي طالب نحوه
447 الحديث السادس
روي أن رؤساء من المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو طردت هؤلاء الأعبد عنا يعنون فقراء المسلمين وهم عمار وصهيب وخباب وسلمان وأضرابه وأرواح جبابهم وكانت عليهم جباب من صوف جلسنا إليك وحدثناك فقال صلى الله عليه وسلم ما أنا بطارد المؤمنين قالوا فأقمهم عنا إذا جئنا فإذا قمنا فأقعدهم معكم إن شئت قال نعم طمعا في إيمانهم
وروي أن عمر قال له لو فعلت حتى ننظر إلى ما يصيرون قال فاكتب بذلك كتابا فدعا بالصحيفة وبعلي ليكتب فنزلت فرمى بالصحيفة واعتذر عمر من مقالته
قال سلمان وخباب فينا نزلت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقعد
437

معنا وندنو منه حتى تمس ركبنا ركبته وكان يقوم عنا إذا أراد القيام فنزلت * (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم) * فترك القيام عنا إلى أن نقوم وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات
قلت رواه ابن ماجة في سننه في كتاب الزهد مع تغير يسير من حديث أبي سعيد الأزدي عن أبي الكنود عن خباب بن الأرت في قوله تعالى * (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) * إلى قوله * (فتكون من الظالمين) * قال جاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن الفزاري فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حول النبي صلى الله عليه وسلم حقروهم فأتوه فخلوا وقالوا إنا نريد أن نجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب فضلنا فإن وفود العرب تأتيك ونستحي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد فإذا نحن جئناك فأقمهم عنك فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت قال نعم قالوا فاكتب لنا عليك كتبا فقال دعا بصحيفة ودعا عليا ليكتب ونحن قعود في ناحية فنزل جبريل عليه السلام فقال " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ماعليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين " ثم ذكر الأقرع بن حابس وعيينة فقال * (وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين) * ثم قال * (وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة) * قال فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته وكان عليه السلام يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا فأنزل الله * (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم) * ولا تجالس الأشراف * (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) * يعني عيينة والأقرع * (واتبع هواه وكان أمره فرطا) * هلاكا قال أمر عيينة والأقرع ثم ضرب لهم مثلا الرجلين
438

ومثل الحياة الدنيا قال الخباب فكنا نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم فإذا بلغنا الساعة التي نقوم قمنا وتركناه حتى يقوم انتهى
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الفضائل ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي سعيد الأزدي به
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في معجمه وأبو نعيم في الحلية في ترجمة خباب
ورواه ابن راهويه في مسنده وأبو يعلى الموصلي وكذلك البزار وقال لا نعلم رواه إلا خباب ولا طريقا له غير هذا الطريق انتهى
وروى البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والسبعين والواحدي في أسباب النزول من حديث سليمان بن عطاء الحراني عن مسلمة بن عبد الله الحنفي عن عمه أبي مشجعة بن ربعي عن سلمان قال جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عيينة بن بدر والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله إنك لو جلست في صدر المسجد ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون أبا ذر وسلمان وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب صوف ولم يكن عليهم غيرها جلسنا إليك وحدثناك وأخذنا عنك فأنزل الله تعالى * (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) * إلى قوله * (إنا اعتدنا للظالمين نارا) * فقام النبي صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا والممات انتهى والله الموفق
439

448 الحديث السابع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت الله أن لا يبعث على أمتي عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم فأعطاني ذلك وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني وأخبرني
جبريل أن فناء أمتي بالسيف
قلت غريب بهذا اللفظ وأقرب ما وجدته إلى هذا اللفظ ما رواه ابن مردويه في تفسيره حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد حدثني الوليد بن أبان ثنا جعفر ابن منير ثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ثنا عمرو بن قيس عن رجل عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية * (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) * قال فقام النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ ثم قال اللهم لا ترسل على أمتي عذابا من فوقهم ولا من تحت أرجلهم ولا تلبسهم شيعا و لاتدق بعضهم بأس بعض قال فأتاه جبريل فقال يا محمد إن الله قد أجار أمتك أن يرسل عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم انتهى
وقد ورد هذا الحديث من طرق كثيرة بألفاظ مختلفة
فروى مسلم في صحيحه في الفتن عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سألت ربي ثلاثا سألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها وسألته أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها
قال وفي الموطأ مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لأمته بثلاث أن لا يظهر عليهم عدوا من غيرهم ولا يهلكهم بالسنين فأعطانيها ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها
440

قال ابن عمر فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة مختصر
وروى ابن ماجة في سننه نحوه عن معاذ بن جبل
وعند النسائي عن أنس بن مالك مرفوعا سألت ربي ثلاثا فأعطاني شيئين ومنعني واحدة سألته ألا يبتلي أمتي بالسنين ففعل وسألته أن لا يظهر عليهم عدوا من غيرنا وسألته أن لا يلبسهم شيعا فأبى علي أخرجه في الصلاة
قال النووي في الخلاصة إسناده صحيح
وعند الترمذي في الفتن وابن حبان في صحيحه عن خباب بن الأرت مرفوعا سألت ربي ثلاث خصال فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألت ربي أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم الماضية فأعطانيها وسألته أن لا يظهر علينا عدوا من غيرنا فأعطانيها وسألته أن لا يلبسنا شيعا فمنعنيها انتهى
وعند أحمد في مسنده عن أبي بصرة الغفاري مرفوعا سألت ربي عز وجل أربعا فأعطاني ثلاثة ومنعني واحدة سألت الله أن لا يجمع أمتي على ضلالة فأعطانيها وسألته أن لايهلكهم بالسنين كما أهلك الأمم قبلهم فأعطانيها وسألته أن لا يلبسهم شيعا و يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها انتهى
وعند الطبراني عن علي مرفوعا سألت ربي ثلاث خصال أعطاني اثنتين ومنعني واحدة قلت يا رب لا تهلك أمتي جوعا قال هذه لك قلت يا رب لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم يعني أهل الشرك فتجتاحهم قال هذه لك قلت يا رب لا تجعل بأسهم بينهم فمنعنيها انتهى
وعند ابن مردويه في تفسيره عن ابن عباس مرفوعا دعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم ثنتين وأبى في ثنتين دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم
441

من السماء والغرق من الأرض وألا يلبسهم شيعا وألا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع الله عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأبى أن يرفع عنهم الهرج والقتل انتهى
وفي هذا الباب أحاديث كثيرة ولكن ما ذكرته أجودها إسنادا
ولم أجد لفظ المصنف إلا في تفسير الثعلبي من غير سند ولا راو
449 الحديث الثامن
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت * (عذابا من فوقكم) * أعوذ بوجهك فلما نزلت * (أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا) * قال هاتان أهون
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام من حديث عمرو ابن دينار عن جابر قال لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم * (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم) * قال أعوذ بوجهك * (أو من تحت أرجلكم) * قال أعوذ بوجهك فلما نزلت (أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض) قال هاتان أهون أو أيسر انتهى
450 الحديث التاسع
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمالك بن الصيف وهو من أحبار اليهود ورؤسائهم أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد فيها أن الله يبغض الحبر السمين فأنت الحبر السمين قد سمنت من مالك الذي تطعمك اليهود فضحك القوم فغضب ثم التفت إلى عمر فقال ما انزل الله على بشر من شيء فقال له قومه ويلك ما هذا الذي بلغنا عنك قال إنه أغضبني فنزعوه وجعلوا مكانه كعب ابن الأشرف وقيل القائلون قريش
442

قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا ابن حميد ثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف... إلى قوله فغضب وزاد فأنزل الله " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى " انتهى
وكذلك ذكره الواحدي في أسباب النزول عن سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمالك بن الصيف... إلى قوله فغضب وزاد ثم قال " ما أنزل الله على بشر من شيء "
قلت وقيل القائلون قريش رواه الطبري عن مجاهد
451 الحديث العاشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت فيما يرى النائم كأن في يدي سوارين من ذهب فكبرا علي وأهماني فأوحى الله إلي انفخهما فنفختهما فطارا عني فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما كذاب اليمامة مسيلمة وكذاب صنعاء الأسود العنسي
قلت رواه البخاري في المغازي ومسلم في الرؤيا من حديث نافع بن جبير عن ابن عباس قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته فقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وفي يد النبي صلى الله عليه وسلم قطعة جريدة حتى وقف على مسيلمة في أصحابه قال لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكهاولن أتعدى أمر الله فيك ولإن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت فأخبرني أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي فكان أحدهما
443

العنسي صاحب صنعاء والآخر مسيلمة صاحب اليمامة انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فرواه في كتاب الرؤيا وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه
452 الحديث الحادي عشر
روي أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرظي هو القائل سأنزل مثل ما أنزل الله وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا أملى عليه سميعا كتب هو عليما حكيما وإذا قال عليما حكيما كتب غفورا رحيما فلما نزل * (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) * إلى آخر الآية عجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان فقال تبارك الله أحسن الخالقين فقال عليه السلام اكتبها فهكذا نزلت فشك عبد الله وقال إن كان محمد صادقا لقد أوحي إلي كما أوحي إليه وإن كان كاذبا فقد قلت كما قال فارتد عن الإسلام ولحق بمكة ثم رجع مسلما قبل فتح مكة قيل وهو النضر بن الحارث
قلت رواه الطبري مختصرا حدثني محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى " ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه بشيء " إلى قوله * (تجزون عذاب الهون) * قال نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسلم وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا أملى عليه سميعا عليما كتب هو عليما حكيما وإذا قال عليما حكيما كتب سميعا عليما فشك وكفر وقال إن كان محمد يوحى إليه
444

فقد أوحي إلي وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله قال محمد سميعا عليما فقلت أنا عليما حكيما فلحق بالمشركين
وذكره الواحدي في أسباب النزول عن الكلبي عن ابن عباس بلفظ المصنف... إلى قوله فارتد عن الإسلام
وقد ورد في هذه الواقعة أنها كانت من ابن خطل روى ابن عدي في الكامل من حديث أصرم بن حوشب عن أبي سنان عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب قال كان ابن خطل يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا نزل غفور رحيم كتب رحيم غفور وإذا نزل سميع عليم كتب عليم سميع فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يوما اعرض علي ما كتبت فعرض عليه فقال له ما هكذا أمليتك غفور رحيم ورحيم غفور وسميع عليم وعليم سميع واحد فقال ابن خطل إن كان محمد نبيا فإني ما كنت أكتب إلا ما أريد ثم كفر ولحق بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم من قتل ابن خطل فله الجنة فقتل يوم فتح مكة وهو متعلق بأستار الكعبة فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستكتب معاوية فكره أن يأتي معاوية ما أتى من ابن خطل فاستشار جبريل فقال استكتبه فإنه أمين انتهى
ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في الموضوعات وقال المتهم به أصرم قال البخاري ومسلم والنسائي متروك وقال ابن حبان كذاب يضع الحديث على الثقات وقال ابن معين كذاب خبيث انتهى كلامه
وقال أبو الفتح اليعمري في أواخر سيرته عيون الأثر بعد أن ذكر حديث ابن عدي هذا إنه وهم والحمل فيه على من دون النزال وإنما هذه الوقعة معروفة عن أبن أبي سرح وهو ممن أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمه يوم الفتح كابن خطل وتشفع ابن أبي سرح بعثمان بن عفان فقبله عليه السلام بعد تلوم وحسن بعد ذلك إسلامه حتى لم ينقم عليه فيه شيء ومات ساجدا رحمة الله تعالى انتهى
445

453 الحديث الثاني عشر
روى أبو وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خط خطا ثم قال هذه سبيل الرشد ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * الآية
قلت رواه النسائي في التفسير أخبرنا يحيى بن حبيب ثنا حماد عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خطا فقال هذه سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمين الخط وعن شماله فقال هذه سبيل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم تلا * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * للخط الأول * (ولا تتبعوا السبل) * للخطوط * (فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) * انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الحادي عشر من القسم الثالث والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه أحمد وأبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم قال البزار ورواه عن أبي وائل غير واحد
ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده وسنده عن حماد بن زيد عن عاصم ابن أبي النجود به
454 الحديث الثالث عشر
عن البراء بن عازب كنا نتذاكر الساعة إذ أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيم تتذاكرون قلنا نتذاكر الساعة قال إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات الدخان ودابة الأرض وخسفا بالمشرق وخسفا بالمغرب وخسفا بجزيرة العرب
446

والدجال وطلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج ونزول عيسى ونارا تخرج من عدن
قلت غريب من حديث البراء
ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الفتن من حديث حذيفة قال أطلعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الساعة فقال إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشرة الدخان والدجال وطلوع الشمس من مغربها والدابة وثلاثة خسوف خف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب ونزول عيسى بن مريم وفتح يأجوج ومأجوج ونار تخرج من عدن انتهى
455 الحديث الرابع عشر
في الحديث افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين كلها في الهاوية إلا واحدة
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث سعد ابن أبي وقاص ومن حديث معاوية ومن حديث عمرو بن عوف المزني ومن حديث عوف بن مالك ومن حديث أبي أمامة ومن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهم
أما حديث أبي هريرة فرواه أبو داود في سننه في كتاب السنة والترمذي وابن ماجة في كتاب الزهد من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
447

أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح زاد أبو داود في رواية منها ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وزاد الترمذي كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا من هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس من القسم الثالث والحاكم في مستدركه في كتاب العلم وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقال وقد احتج مسلم بمحمد بن عمرو واستدرك عليه الذهبي في مختصره فقال لم يحتج به منفردا ولكن مقرونا بغيره انتهى
وأما حديث أنس فرواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة زيد بن أسلم فقال حدثنا حبيب بن الحسن ثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا أبو معشر عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن زيد بن أسلم عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت أمة موسى على إحدى وسبعين فرقة منهم في النار سبعون فرقة وواحدة في الجنة وتفرقت أمة عيسى على ثنتين وسبعين فرقة منها في الجنة واحدة وإحدى وسبعون في النار وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قالوا من هم يا رسول الله قال الجماعات مختصر
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا عاصم بن علي به سواء
وأما حديث سعد بن أبي وقاص فرواه ابن أبي شيبة في مسنده ثنا أحمد ابن عبد الله بن يونس عن أبي بكر عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن ابنه سعد عن أبيها سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
448

وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب العلم من حديث عبد الرحمن بن زياد الإفريقي به عنه نحوه وقال لا تقوم به حجة وإنما ذكره شاهدا
ورواه البزار في مسنده وسكت عنه
ورواه البيهقي في كتاب المدخل من حديث عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا إن بني إسرائيل تفرقوا على ثنتين وسبعين ملة وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل وما هي يا رسول الله قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي مختصر
وأما حديث معاوية فرواه الحاكم أيضا من حديث عبد الله بن لحي الهوزني عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقال إسناده تقوم به الحجة
رواه أحمد والدارمي في مسنديهما ورواه البيهقي في المدخل وقال ورواه أبو داود في سننه
وأما حديث عمرو بن عوف المزني فرواه الحاكم أيضا عن كثير بن عبد الله ابن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عمرو بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بني إسرائيل افترقت على سبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة ثم افترقت على عيسى بن مريم إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة وإنكم تفترقون اثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة إلا واحدة الإسلام وجماعته وفيه قصة
ورواه الطبراني في معجمه قال الحاكم وكثير بن عبد الله لا تقوم به حجة
وأما حديث عوف بن مالك فرواه الطبراني في معجمه من حديث عباد ابن يوسف عن صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك
449

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة وأمتي تزيد عليهم فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم انتهى قال ولم يروه عن سلم بن رزين إلا أبو علي الحنفي
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان في ترجمة أبي غالب ثنا أحمد بن جعفر ابن معبد ثنا يحيى بن مطرف ثنا عبد الرحمن بن المبارك ثنا قريش بن حبان ثنا أبو غالب به
وأما حديث جابر بن عبد الله فرواه أسلم بن سهل الواسطي المعروف ببحشل في كتابه تاريخ واسط ثنا محمد بن الهيثم ثنا شجاع بن الوليد عن عمرو بن قيس عمن حدثه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة فقال عمر بن الخطاب أخبرنا يا رسول الله من هم قال السواد الأعظم انتهى
456 الحديث الخامس عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد فمن قرأ الأنعام صلى عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من سورة الأنعام يوما وليلة
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث أبي عصمة عن يزيد العمي
450

عن أبي نضرة عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزلت علي سورة الأنعام... إلى آخره سواء
وفي معجم الطبراني الصغير بعضه قال الطبراني ثنا إبراهيم بن نائلة ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا يوسف بن عطية الصفار ثنا عبد الله بن عون عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد انتهى
وعن الطبراني أيضا رواه ابن مردويه في تفسيره بسنده ومتنه وروى ابن مردويه حديث الكتاب بسنديه المتقدمين في آل عمران ومتن المصنف سواء
وعن الطبراني رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عبد الله بن عوف وقال غريب من حديث ابن عون ولم نكتبه إلا من حديث إسماعيل بن يوسف انتهى
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب
451

سورة الأعراف
453

سورة الأعراف
ذكر فيها اثنين وعشرين حديثا
457 قوله
عن عمر رضي الله عنه قال من تواضع الله رفع حكمته وقال انتعش نعشك الله ومن تكبر وعدا طوره وهصه الله إلى الأرض
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أبواب كلام الصحابة في باب كلام عمر حدثنا أبو خالد الأحمر وعبد الله بن إدريس وسفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن معمر بن أبي حبيبة عن عبيد الله ابن عدي بن الخيار قال قال عمر إن العبد إذا تواضع لله رفع الله حكمته وقال انتعش نعشك الله فهو في نفسه صغير وفي أنفس الناس كبير وإن العبد إذا تعظم وعدا طوره وهصه الله إلى الأرض وقال اخسأ خسأك الله فهو في نفسه كبير وفي أنفس الناس صغير حتى لهو أحقر عندهم من خنزير انتهى
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في السادس والخمسين من طريق علي بن المديني عن سفيان عن محمد بن عجلان به وزاد ثم قال عمر أيها الناس لا تبغضوا الله في عباده قالوا وكيف ذاك يا أمير المؤمنين قال يكون أحدهم إماما فيطول على القوم الصلاة حتى يبغض إليهم ما هم فيه ويقعد أحدهم قاصا فيطول على القوم حتى يبغض إليهم ما هم فيه
ورواه في كتاب المدخل عن أبي عبد الله الحاكم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان
455

وروي بعضه مرفوعا رواه الدارقطني في كتاب العلل ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا البخاري ثنا علي بن الحكم ثنا سلام أبو المنذر عن علي ابن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من آدمي إلا وملك آخذ بحكمته فإذا رفع نفسه قيل للملك ضع حكمته وإذا وضع نفسه قيل للملك ارفع حكمته قال الدارقطني حديث لا يثبت علي بن زيد ضعيف
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني ونقل كلامه
458 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه قعد له بطريق الإسلام فقال له تضع دينك ودين آبائك فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال له تدع ديارك وتتغرب فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال له تقاتل فتقتل فيقسم مالك وتنكح امرأتك فعصاه فقاتل
قلت رواه النسائي في سننيه الكبرى والصغرى في كتاب الجهاد من حديث سالم بن أبي الجعد عن سبرة بن الفاكه ويقال ابن أبي الفاكه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال له تسلم وتذر دينك ودين آبائك فعصاه وأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال تهاجر وتدع أرضك وسماك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال تجاهد فتقتل فتنكح
456

المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يدخله الجنة انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الحادي عشر من القسم الثالث
ورواه أحمد في مسنده وأبو يعلى الموصلي والطبراني في معجمه وابن أبي شيبة في مصنفه في أول الجهاد والبيهقي في شعب الإيمان في الجهاد
ووهم الطيبي في كتابه فقال رواه النسائي من حديث سبرة بن معبد وإنما هو سبرة بن الفاكه كما ذكر
459 قوله
عن ابن عمر أنه كان إذا رأى في عبد من عبيده طاعة وحسن صلاة أعتقه وكان عبيده يفعلون ذلك طلبا للعتق فقيل له إنهم يخدعونك فقال من خدعنا بالله انخدعنا له
قلت رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عمر بن الخطاب من حديث محمد ابن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن يزيد بن خنيس ثنا عبد العزيز ابن أبي رواد عن نافع قال كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه وكان رقيقه قد عرفوا منه ذلك فربما شمر أحدهم فيلزم المسجد فإذا رآه ابن عمر على هذه الحالة الحسنة أعتقه فيقول له أصحابه يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعونك فقال من خدعنا بالله انخدعنا له انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة ابن عمر أنا محمد بن يزيد بن خنيس عن عبد العزيز بن أبي رواد به
460 الحديث الثاني
عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم ولا رأى مني تعني العورة
457

قلت رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا مجاهد بن موسى ثنا محمد بن القاسم الأسدي ثنا أبو كامل بن العلا عن أبي صالح أراه عن ابن عباس قال قالت عائشة ما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من نسائه إلا مقنعا يرخي الثوب على رأسه وما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رآه مني تعني الفرج انتهى
ومن طريق أبي يعلى رواه ابن الجوزي في كتابه الوفاء
ورواه الدارقطني في كتابه المسمى غرائب مالك حدثنا محمد بن إسماعيل ابن إسحاق الفارسي ثنا محمد بن كامل بن ميمون الزيات ثنا زيد بن الحسن ثنا مالك بن أنس حدثني ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما نظرت إلى فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نظر إلى فرجي قط انتهى ثم قال محمد ابن كامل وزيد بن حسن ضعيفان ولا يصح هذا عن مالك ولا عن الزهري انتهى
ومن طريق الدارقطني رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية ونقل كلامه بحروفه
وبعض الحديث رواه الترمذي في الشمائل في باب حياته صلى الله عليه وسلم وابن ماجة في سننه في الطهارة وفي النكاح من حديث عبد الله بن يزيد عن مولى لعائشة عن عائشة قالت ما رأيت فرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قط انتهى
ورواه أحمد في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه
ورواه الطبراني في معجمه الصغير من حديث بركة بن محمد الحلبي ثنا يوسف بن أسباط ثنا سفيان الثوري عن محمد بن جحادة عن قتادة عن أنس عن عائشة مثله انتهى
458

461 قوله
عن ابن عباس قال كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأدب وفي كتاب اللباس ثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خلتان سرف ومخيلة انتهى
وذكره البخاري تعليقا في صحيحه في كتاب اللباس فقال وقال ابن عباس... فذكره
وورد مثله مرفوعا ورواه النسائي في سننه في الزكاة وابن ماجة في اللباس من حديث قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالطه إسراف ومخيلة انتهى
ورواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه في كتاب الأطعمة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
462 الحديث الثالث
قال النبي صلى الله عليه وسلم المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته
قلت وذكر المؤلف له حكاية فقال حكي عن الرشيد أنه كان له طبيب نصراني حذق فقال لعلي بن حسين بن واقد يوما ليس في كتابكم من علم الطب شيء والعلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان فقال له علي قد جمع الله الطب في نصف آية من كتابه قال وما هي قال قوله تعالى " وكلوا واشربوا
459

ولا تسرفوا) فقال النصراني ولا يؤثر عن رسولكم أيضا شيء في الطب فقال قد جمع نبينا صلى الله عليه وسلم الطب في كلمتين قال وما هما... فذكر له الحديث قال النصراني ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا
قلت غريب جدا
ورد في هذا المعنى حديثان
أحدهما ما رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والثلاثين من حديث إبراهيم بن جريج الرهاوي عن زيد بن أبي أنيسة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المعدة حوض البدن والعروق إليها واردة فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة وإذا فسدت المعدة صدرت العروق بالسقم انتهى ثم قال إسناده ضعيف انتهى
ورواه العقيلي في ضعفاه وقال حديث باطل لا أصل له وإبراهيم بن جريج قال الأزدي فيه متروك
وقال الدارقطني في علله هذا حديث لا يصح ولا يعرف من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسند إبراهيم بن جريج غير هذا وكان طبيبا فجعل له إسنادا انتهى
أخرجه الطبراني في معجمه الوسط بالسند المذكور
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء عن يحيى بن عبد الله البابلتي عن إبراهيم بن جريج به وأعله بيحيى البابلتي وقال إنه كثيرالخطأ لا يقبل ما انفرد به ولم يعله بابن جريج ولا ترجم له في كتابه وذكره ابن الجوزي في الموضوعات
الحديث الثاني حديث أصل كل داء البردة
460

رواه ابن عدي في كامله من ثلاث طرق
أحدها حدثنا عبد الرحمن بن القاسم الكوفي ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصل كل داء البردة انتهى ثم قال هذا باطل بهذا الإسناد وأخطأ عبد الرحمن على يونس انتهى
الثاني ثنا أبو يعلى ثنا الحكم بن موسى ثنا مسلمة بن علي الخشني عن ابن جريج عن رجل عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أصل كل داء البرد انتهى وأعله بمسلمة وضعفه عن البخاري والنسائي وابن معين ووافقهم
الثالث عن محمد بن جابر عن تمام بن نجيح عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصل كل داء البرد انتهى وضعف تماما عن البخاري ووثقه عن ابن معين قال وبالجملة فهو حديث منكر
ثم رواه عن عباد بن منصور عن الحسن قوله قال وهو أشبه بالصواب انتهى
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني عن ابن حبان بسنده عن محمد بن جابر عن تمام بن نجيح به ثم قال هكذا رواه البرد وقد رواه غيره البردة بالهاء وهي التخمة حكى الأعمش أنه قال سألت اعرابيا عن البردة فقال التخمة قال ابن قتيبة ولست أحفظ هذا عن علمائنا فإن كان صحيحا فالمعنى حسن انتهى كلامه
وقال الدارقطني في علله هذا الحديث رواه أبو نعيم الحلبي عن محمد ابن جابر الحلبي عن تمام عن الحسن عن أنس ومحمد بن جابر وتمام ضعيفان
وروي عن عباد بن منصور عن الحسن قوله وهو أشبه بالصواب انتهى
461

ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء عن تمام بن نجيح وأعله بتمام وقال إنه منكر الحديث جدا يروي عن الثقات أشياء موضوعة كأنه المتعمد لها انتهى
463 قوله
عن علي في قوله تعالى * (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا) * قال إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير منهم
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في آخر الكتاب حدثنا وكيع عن أبان ابن عبد الله البجلي عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش عن علي فذكره
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا محمد بن نور عن معمر عن قتادة قال قال علي في قوله تعالى... فذكره
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة الزبير أخبرنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قال علي
464 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال سيكون قوم يعتدون في الدعاء فحسب المرء أن يقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ثم قرأ * (إنه لا يحب المعتدين) *
قلت رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث شعبة أخبرني زياد بن
462

مخراق سمعت قيس بن عباية عن مولى لسعد يقول إن سعدا سمع ابنا له يقول اللهم إني أسألك الجنة وغرفها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وأغلالها وكذا وكذا فقال له سعد لقد سألت الله خيرا كثيرا وتعوذت به من شر كبير وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون قوم يعتدون في الدعاء وبحسبك أن تقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل قال ولا أدري قوله وبحسبك أن تقول هي من قول سعد أم من قول النبي صلى الله عليه وسلم انتهى
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة به سندا ومتنا إلا أنه قال فيه وبحسبك أن تقول اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم انتهى
ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في كتاب الدعوات بسنده ومتنه
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره من طريق الطيالسي بسنده ومتنه
وفي سنن أبي داود بعضه رواه في كتاب الطهارة من حديث قيس عن عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن والستين من القسم الثالث عن أبي نعامة عن ابن مغفل بهذا المتن وكذلك الحاكم في مستدركه في كتاب الدعاء وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه ابن ماجة في سننه في كتاب الدعاء بسند أبي داود ومتنه ولم يذكر فيه الطهور
465 الحديث الخامس
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحنث قبل البعث بحراء فلما
463

أوحي إليه جاء قومه يدعوهم
قلت رواه البخاري في أول صحيحه ومسلم في كتاب الإيمان عن عائشة قالت أول ما بدي به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصالحة في النوم وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلوا بغار حراء فيتحنث فيه مختصر
466 الحديث السادس
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مر بالحجر في غزوة تبوك قال لأصحابه لا يدخلن أحد منكم القرية ولا تشربوا من مائها ولا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم
قلت رواه البخاري في مواضع من صحيحه في الصلاة وفي المغازي وفي التفسير وفي بدء الخلق ومسلم في آخر الكتاب عن عبد الله بن عمر قال مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لنا لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم انتهى
وروى البخاري في بدء الخلق في باب قوله تعالى * (وإلى ثمود أخاهم صالحا) * عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من مائها ولا يستقوا من بئرها فقالوا قد عجنا منها واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء انتهى
467 الحديث السابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي أتدري من أشقى الأولين قال الله ورسوله أعلم قال عاقر ناقة صالح أتدري من أشقى الآخرين قال الله ورسوله أعلم قال قاتلك
464

قلت روي من حديث عمار بن ياسر ومن حديث جابر بن سمرة ومن حديث صهيب ومن حديث علي
أما حديث عمار فرواه النسائي في سننه الكبرى في خصائص علي من طريق محمد بن إسحاق ثني يزيد بن محمد بن خثيم عن محمد بن كعب القرظي حدثني أبوك محمد بن خثيم بن مرثد المحاربي عن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العسرة فذكرها إلى أن قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي ألا أخبرك بأشقى الناس رجلين قال بلى يا رسول الله قال أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه وأشار إلى رأسه حتى يبل هذه ووضع يده على لحيته... الحديث مختصر
وكذلك رواه البيهقي في دلائل النبوة وابن هشام في السيرة والحاكم في مستدركه في الفضائل وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وأما حديث جابر بن سمرة فرواه الطبراني في معجمه ثم أخرجه النسائي في كتاب الكنى عن إسماعيل بن أبان به سواء وأبو نعيم في كتابه دلائل النبوة في الباب الثامن والعشرين عن الطبراني حدثنا عبدان بن أحمد ثنا يوسف ابن موسى ثنا إسماعيل بن أبان ثنا ناصح عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي من أشقى ثمود قال عاقر الناقة فمن أشقى هذه الأمة قال الله أعلم قال قاتلك انتهى
وأما حديث صهيب فرواه الطبراني في معجمه أيضا وأبو يعلى في مسنده من حديث رشدين بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عثمان بن صهيب عن أبيه صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لعلي يا علي تدري من أشقى الأولين قال الذي عقر الناقة يا رسول الله قال صدقت وتدري من أشقى الآخرين قال لا أعلم يا رسول الله قال الذي يضربك على هذه وأشار بيده إلى يافوخه فكان علي رضي الله عنه يقول لأهل العراق أما والله لوددت أنه
465

قد انبعث أشقاكم فخضب هذه يعني لحيته من هذه يعني رأسه انتهى
وعن الطبراني أيضا رواه أبو نعيم في دلائل النبوة
وأما حديث علي فرواه ابن مردويه في تفسيره في سورة * (والشمس وضحاها) * ثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل ثنا محمد بن عيسى بن السكن ثنا عاصم بن علي عن قيس بن الربيع عن مسلم الأعور عن ابن عدي عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي أتدري من أشقى الأولين قال قلت عاقر ناقة ثمود قال صدقت فمن أشقى الآخرين قلت لا أدري قال الذي يضربك على هذه يعني رأسه كما عاقر ناقة الله أشقى من بني ثمود انتهى
468 الحديث الثامن قال المصنف ومنه المجثمة التي ورد النهي عنها وهي البهيمة تربط وتجمع قوائمها
قلت روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث العرباض بن سارية ومن حديث أبي ثعلبة الخشني ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر
أما حديث ابن عباس فرواه أبو داود في سننه في الأشربة والترمذي في الأطعمة والنسائي في الذبائح من حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب من في السقاء وعن ركوب الجلالة وعن المجثمة انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح
ورواه أحمد في مستدركه وابن حبان في صحيحه في النوع من القسم الثاني والحاكم في مستدركه في كتاب الحج وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وأما حديث أبي الدرداء فرواه الترمذي في كتابه في الصيد من حديث عبد الرحمن بن زياد أبي أيوب الإفريقي عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل المجثمة وهي التي تصبر بالنبل انتهى وقال حديث غريب
قال ابن أبي حاتم في علله سألت أبي عن هذا الحديث فقال سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء لا يستوي
ورواه البزار في مسنده وقال إسناده حسن ولا نعلم روى سعيد عن أبي الدرداء غير هذا الحديث
وكذلك رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده
وكأن بين سعيد وأبي الدرداء رجلآ آخر وسيأتي بيانه في الزمر من حديث الخطفة
ورواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا ابن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن يزيد بن عبد الله السعدي عن سعيد بن المسيب به
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده وأبو يعلى
ورواه أحمد في مسنده حدثنا علي بن عاصم ثنا سهيل به
حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن يزيد رجل من بني سعد بن بكر عن ابن المسيب به
ومن طريقهما رواه الطبراني في معجمه
وأما حديث العرباض بن سارية فرواه الترمذي أيضا في الصيد عن أم حبيبة بنت العرباض بن سارية عن أبيها العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المجثمة وسكت عنه الترمذي
ورواه الحاكم في مستدركه في البيوع وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
ة أما حديث أبي ثعلبة الخشني فرواه النسائي في سننه في الذبائح من
466

وأما حديث أبي الدرداء فرواه الترمذي في كتابه في الصيد من حديث عبد الرحمن بن زياد أبي أيوب الإفريقي عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل المجثمة وهي التي تصبر بالنبل انتهى وقال حديث غريب
قال ابن أبي حاتم في علله سألت أبي عن هذا الحديث فقال سعيد بن المسيب عن أبي الدرداء لا يستوي
ورواه البزار في مسنده وقال إسناده حسن ولا نعلم روى سعيد عن أبي الدرداء غير هذا الحديث
وكذلك رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده
وكأن بين سعيد وأبي الدرداء رجلآ آخر وسيأتي بيانه في الزمر من حديث الخطفة
ورواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا ابن عيينة عن سهيل بن أبي صالح عن يزيد بن عبد الله السعدي عن سعيد بن المسيب به
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده وأبو يعلى
ورواه أحمد في مسنده حدثنا علي بن عاصم ثنا سهيل به
حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن عبد الله بن يزيد رجل من بني سعد بن بكر عن ابن المسيب به
ومن طريقهما رواه الطبراني في معجمه
وأما حديث العرباض بن سارية فرواه الترمذي أيضا في الصيد عن أم حبيبة بنت العرباض بن سارية عن أبيها العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المجثمة وسكت عنه الترمذي
ورواه الحاكم في مستدركه في البيوع وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه انتهى
وأما حديث أبي ثعلبة الخشني فرواه النسائي في سننه في الذبائح من
467

حديث جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تحل المجثمة ولا كل ذي ناب من السباع
ورواه الدارمي في مسنده أخبرنا عبد الله بن مسلمة ثنا أبو أويس ابن عم مالك بن أنس عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني... فذكره
ورواه أحمد في مسنده حدثنا زكريا بن عدي أنا بقية عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير به سواء
وأما حديث أبي هريرة فرواه الترمذي في كتاب الأطعمة بسند ابن أبي شيبة سواء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم يوم خيبر كل ذي ناب من السباع والمجثمة والحمار الإنسي انتهى وقال حديث حسن صحيح
ورواه الحاكم في مستدركه في البيوع من حديث حماد بن سلمة عن أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المجثمة والجلالة وسكت عنه
ورواه ابن أبي شيبة في مسنده ثنا حسين بن علي عن زائدة عن محمد ابن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا نحوه
وأما حديث جابر فرواه ابن أبي شيبة في مسنده أيضا ثنا هاشم بن القاسم ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر حرم المجثمة والخلسة والنهبة مختصر
ورواه البزار في مسنده من حديث عكرمة بن عمار به
وأما حديث أنس فرواه البزار في مسنده ثنا محمد بن عبد الرحيم ثنا شبابة ثنا المغيرة بن مسلم ثنا مطر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المجثمة والجلالة والشرب من في السقاء انتهى
468

وروى حديث أبي هريرة أيضا ثنا محمد بن يسار ثنا عبد الوهاب ثنا محمد بن عمرو
469 الحديث الثامن
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فأخذتهم الصيحة فلم تبق منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله قالوا من هو قال ذاك أبو رغال فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه
قلت رواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس من القسم الثالث والحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر ابن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر في غزوة تبوك قام فخطب الناس فقال يا أيها الناس لا تسألوا نبيكم عن الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم آية فبعث الله له الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم ورودها ويشربون من لبنها مثل ما كانوا يبزوون من مائهم فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فوعدهم الله ثلاثة أيام وكان موعودا من الله غير مكذوب ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من كان تحت مشارق الأرض ومغربها منهم إلا رجلا كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله قالوا يا رسول الله من هو قال أبو رغال انتهى قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال شيخنا الذهبي هو على شرط مسلم
رواه عبد الرزاق في تفسيره أنا معمر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم به وزاد فيه زيادة قال معمر وأخبرني إسماعيل بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر أبي رغال فقال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا قبر أبي رغال قالوا ومن أبو رغال قال رجل من ثمود كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن هاهنا ودفن معه
469

غصن من ذهب فنزل القوم فابتدروه وبحثوا عنه بأسيافهم حتى استخرجوا الغصن قال معمر قال الزهري وأبو رغال هو أبو ثقيف انتهى
وعن عبد الرزاق رواه أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما والطبري في تفسيره بسنده ومتنه بزيادته
470 الحديث التاسع
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبر أبي رغال فقال أتدرون من هذا قالوا الله ورسوله أعلم فذكر قصة أبي رغال وأنه دفن هاهنا ودفن معه غصن من ذهب فابتدروه وبحثوا عنه بأسيافهم واستخرجوا الغصن
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الخراج من حديث إسماعيل بن أمية عن بجير بن أبي بجير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين خرجنا معه إلى الطائف فمررنا معه بقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا قبر أبي رغال وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتم معه فابتدره الناس فاستخرجوا الغصن انتهى
ورواه ابن حبان في النوع السادس من القسم الثالث ورواه البيهقي في دلائل النبوة والطبراني في معجمه وعن الطبراني أبو نعيم في دلائل النبوة
قال ابن القطان في كتاب الوهم والإيهام والحديث من أجل بجير بن أبي بجيرلا يصح فإنه مجهول الحال قال ابن معين لا يعرف إلا بهذا الحديث ولم أسمع أحدا روى عنه غير إسماعيل بن أمية انتهى
وقوله فبحثوا عنه بأسيافهم تقدم في الحديث قبله في رواية مرسله
470

471 الحديث العاشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب الطب ومسلم في الإيمان عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي الأمم فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط والنبي ليس معه أحد حتى رفع لي سواد عظيم قلت ما هذا أمتي هذه قيل موسى وقومه قيل انظر إلى الأفق فإذا سواد على الأفق ثم قيل لي انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء فإذا سواد قد ملأ الأفق قيل هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب ثم دخل ولم يبين لهم فأفاض القوم وقالوا نحن الذين آمنا بالله
واتبعنا رسوله فنحن هم أم أولادنا الذين ولدوا في الإسلام وإنما ولدنا في الجاهلية فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فقال هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون فقال عكاشة بن محصن أنا منهم يا رسول الله قال نعم فقام آخر فقال أمنهم أنا قال سبقك بها عكاشة انتهى
ولمسلم فيه عن أبي هريرة مرفوعا يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب فقام عكاشة بن محصن قال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال اللهم اجعله منهم فقام آخر فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة انتهى ولمسلم نحوه عن عمران بن حصين وينظر الأطراف
472 الحديث الحادي عشر
قال عليه السلام اعفوا اللحى
قلت تقدم في البقرة
471

473 الحديث الثاني عشر
في الحديث سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر
قلت رواه البخاري في صحيحه في تفسير سورة النساء وفي غيره ومسلم في الإيمان من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا يوم القيامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال فإنكم سترونه كذلك... الحديث بطوله
وأخرجا نحوه عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال هل تضارون في القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك... الحديث بطوله
وأخرجا في الصلاة عن قيس بن أبي حازم سمعت جرير بن عبد الله يقول كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر ثم قرأ جرير * (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) * انتهى
وروى البخاري في كتاب التوحيد بهذا الإسناد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سترون ربكم عيانا انتهى
474 الحديث الثالث عشر
عن الفضيل قال ذكر لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عظمت أمتي الدنيا نزع عنها هيبة الإسلام وإذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي
472

قلت لم أجده عن الفضيل بن عياض
والحديث رواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول حدثنا عمر بن أبي عمر ثنا محمد بن المتوكل عن البختري بن عبيد عن سليمان الأغر عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عظمت أمتي الدنيا نزع منها هيبة الإسلام وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي وإذا تسابت أمتي سقطت من عين الله عز وجل انتهى ذكره في الأصل الخامس والسبعين بعد المائة
475 قوله
عن ابن عباس الكلب منقطع الفؤاد يلهث إن حمل عليه أو لم يحمل عليه
476 قوله
وفي كتاب عمر إلى خالد بن الوليد بلغني أن أهل الشام اتخذوا لك دلوكا عجن بخمر وإني لأظنكم آل المغيرة ذرء النار
قلت رواه الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث حدثني إسماعيل بن عياش عن حميد بن ربيعة عن سليمان بن موسى أن عمر كتب إلى خالد بن الوليد بلغني أنك دخلت حماما بالشام وأن من بها من الأعاجم أعدوا لك دلوكا عجن بخمر وإني لأظنكم آل المغيرة ذرء النار انتهى ثم قال يروى ذرء بالهمزة ويروى ذرو بالواو فمن قال ذرء بالهمزة فإنه أراد خلق النار أي إنكم خلقتم لها من قولهم ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا ومن قال
473

ذرو بالواو فهو من ذرى يذرو قال تعالى * (تذروه الرياح) * أي إنكم تذرون في النار ذروا والدلوك بفتح الدال ما يدلك به كالسحور انتهى كلامه
477 الحديث الرابع عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا قرأ * (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق) * هذه لكم وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها
قلت ذكره الثعلبي في تفسيره عن قتادة وابن جريج قالا بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية * (وممن خلقنا) * إلى آخره وسنده إلى قتادة وابن جريج في أول كتابه
478 الحديث الخامس عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى
قلت رواه البخاري في تاريخه الأوسط في باب العين المهملة في ترجمة عبيد الله الطفاوي قال قال لي محمد بن يحيى حدثنا النفيلي ثنا محمد بن سلمة عن أبي واصل عن عبيد الله الطفاوي قال قال جابر بن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم انتهى وهذه عادة البخاري فيما لم يكن على شرطه
وروى أحمد في مسنده حدثنا بهز ثنا حماد بن سلمة ثنا قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى يأتي أمر الله وينزل عيسى بن مريم انتهى
وفي تفسير الثعلبي قال الربيع بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية فقال إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم انتهى وسنده إلى الربيع ابن أنس في أول كتابه
474

وروى أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا حفص بن عبد الله الحلواني ثنا بهلول بن مورق الشامي عن موسى بن عبيدة عن أخيه عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم فيقول إمامهم تقدم فيقول أنتم أحق أمر كرم الله به هذه الأمة انتهى
479 الحديث السادس عشر
عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم علا الصفا فدعاهم فخذا فخذا فحذرهم بأس الله تعالى فقال قاتلهم يعني الكفار إن صاحبكم هذا لمجنون بات يصوت إلى الصباح
قلت رواه الطبري حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصفا فدعا قريشا فخذا فخذا يا بني فلان يا بني فلان يحذرهم بأس الله ووقائعه فقال قائلهم إن صاحبكم هذا لمجنون بات يصوت إلى الصباح فأنزل الله تعالى " أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين " انتهت الآية انتهى
وكذلك ذكره الثعلبي فقال وقال قتادة ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على الصفا... إلى آخره
480 الحديث السابع عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الساعة تهيج بالناس والرجل يصلح حوضه والرجل يسقي ماشيته والرجل يقوم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه
قلت رواه الطبري أيضا أخبرنا بشر بن معاذ ثنا يزيد بن هارون ثنا سعيد
475

عن قتادة قال ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الساعة تهيج بالناس... إلى آخره
وكذلك رواه الثعلبي بهذا اللفظ
والحديث في الصحيحين بغير هذا اللفظ أخرجاه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة هو يلط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها انتهى
ولم يخرجه البغوي في تفسيره إلا بلفظ الصحيح
481 الحديث الثامن عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب العلم ومسلم في المغازي من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا انتهى
482 الحديث التاسع عشر
قيل لما نزلت " خذ العفو وأمر العرف " سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال لا أدري حتى أسأل ثم رجع فقال يا محمد إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثني الحسين بن الزبرقان النخعي ثنا حسين الجعفي عن سفيان بن عيينة عن أمي المرادي قال لما أنزل الله على نبيه * (خذ العفو وأمر بالعرف) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل ما هذا قال لا أدري حتى أسأل... إلى آخره سواء
476

ورواه عبد الرزاق في تفسيره أيضا أنا ابن عيينة عن أمي المرادي... فذكره وهو مرسل
وأخطأ الطيبي في قوله رواه أحمد في مسنده من حديث عقبة بن عامر والذي رواه أحمد ليس هو هذا الحديث ولفظه عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق الدنيا أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره أخبرني الحسين بن علي النيسابوري فيما أجازه لي ثنا محمد بن أحمد بن يحيى الأنطاكي ثنا إبراهيم بن محمد المديني ثنا عبد الله ابن نافع بن ثابت الزبيري ثنا عبد العزيز بن عبد الله الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر قال لما نزلت هذه الآية * (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) * قال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل ما تأويل هذه الآية قال حتى أسأل فصعد ثم نزل فقال يا محمد إن الله يأمرك أن تصفح عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك انتهى
حدثنا أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي ثنا محمد بن يونس ثنا عبد الله ابن داود الخريبي ثنا عبادة بن مسلم عن العلاء بن بدر عن قيس بن سعد ابن عبادة قال لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة بن عبد المطلب قال والله لأمثلن بسبعين منهم فجاء جبريل بهذه الآية * (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) * فقال يا جبريل ما هذا قال لا أدري حتى أسأل ثم عاد فقال إن الله يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك انتهى
477

483 الحديث العشرون
قال المصنف وفي قصة أم معبد
(فيالقصي ما زوى الله عنكم
* به من فخار لا يبارى وسؤدد)
قلت حديث أم معبد يروى من حديث أم معبد واسمها عاتكة بنت خالد من خزاعة وكان منزلها بقديد قاله ابن سعد في الطبقات ومن حديث زوجها أبي معبد ومن حديث أخيها حبيش بن خالد كلهم يرويه بمعنى واحد
فحديث حبيش بن خالد رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الهجرة من حديث حزام بن هشام بن خالد عن أبيه هشام بن حبيش بن خالد عن أبيه حبيش بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة خرج إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما عبد الله بن الأريقط الليثي مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت برزة جلدة تحتبي بفناء القبة ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروه منها فلم يصيبوا عندها شيئا وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت شاة خلفها الجهد عن الغنم قال هل بها من لبن قالت هي أجهد من ذلك قال أتأذنين لي أن أحلبها قالت نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ضرعها وسمى الله ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت واجترت ودعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب النبي صلى الله عليه وسلم آخرهم ثم حلب فيه ثانيا حتى ملأه ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها فما لبثت حتى جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزا عجافا تساوكن هزالا مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن عجب وقال من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب حيال ولا حلوب في البيت فقالت لا والله إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال صفيه لي يا أم معبد
478

قالت رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه تجلة ولم تزر به صلعة وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صوته صهل وفي عنقه سطع وفي لحيته كثافة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سما وعليه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأجلاه وأحسنه من قريب حلو المنطق فصل لا تزر ولا هزر كأن منطقة خرزات نظم ينحدرن ربعة لا بأس من طوله ولا تقتحمه عين من قصر غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به إن قال أنصتوا لقوله وإن أمر تبادروا إلى قوله محفود محسود لا عابس ولا مفند فقال أبو معبد هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولقد همت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا فأصبح صوت بمكة عاليا يستمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو يقول
(جزي الله رب الناس خير جزائه
* رفيقين حلا خيمتي أم معبد)
(هما نزلاها بالهدى واهتدت به
* فقد فاز من أمسى رفيق محمد)
(فيالقصي ما زوى الله عنكم
* به من فعال لا تجازى وسؤدد)
(ليهون بني كعب مقام فتاتهم
* ومقعدها بالمؤمنين بمرصد)
(دعاها بشاة حائل فتحلبت
* عليه صريحا ضرة الشاة مزبد)
(فغادره رهنا لديها لحالب
* يرددها في صدر بعد مورد)
فلما سمع حسان الهاتف بذلك شبب يجاوب الهاتف فقال
(لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم
* وقدس من يسري إليهم ويغتدي)
(ترحل عن قوم فضلت عقولهم
* وحل على قوم بنور مجدد)
(هداهم به بعد الضلالة ربهم
* فأرشدهم من يتبع الحق يرشد)
(وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا
* عمى وهداة يهتدون بمهتد)
(وقد نزلت منه على أهل يثرب
* ركاب هدى حلت عليهم بأسعد)
(نبي يرى ما لا يرى الناس حوله
* ويتلو كتاب الله في كل مشهد)
479

(وإن قال في يوم مقالة غائب
* فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد)
(ليهن أبا بكر سعادة جده
* بصحبته من يسعد الله يسعد)
قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه ثم أخرجه من حديث عبد الملك ابن وهب المذحجي ثنا الحر بن الصباح النخعي عن أبي معبد... فذكره وسكت عنه
ورواه من حديث حبيش كما رواه الحاكم والبيهقي وأبو نعيم في كتابيهما دلائل النبوة وابن سعد في الطبقات وزادوا فيه قال عبد الملك فبلغنا أن أم معبد هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والطبراني في معجمه
ورواه البيهقي وأبو نعيم من حديث أبي معبد وانفرد أبو نعيم بحديث أم معبد رواه من حديث سليط بن قيس الأنصاري قال وكان بدريا عن أم معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بها لما خرج إلى الهجرة وهي لا تعرفه فقال لها يا أم معبد هل عندك من لبن... فذكر الحديث بطوله ثم قال وقيل إن راوي هذا السياق سليط بن قيس شهد بدرا واستشهد مع أبي عبيدة بن مسعود الثقفي في خلافة عمر بن الخطاب ثم أسند إلى عبد الملك بن وهب المذحجي أنه قال بلغني أن أم معبد هاجرت وأسلمت ولحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم انتهى كلامه
ورواه ابن سعد في الطبقات قي ترجمة أم معبد أخبرنا محمد بن عمر الواقدي عن حزام بن هشام عن أبيه عن أم معبد... فذكره القصة مختصرة ليس فيها الشعر وزاد في آخرها قالت أم معبد فبقيت الشاة التي لمس رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرعها عندنا حتى كان زمان الرمادة أيام عمر بن الخطاب سنة ثماني عشرة من الهجرة وكنا نحلبها صبوحا وغبوقا وما في الأرض قليل ولا كثير قال وكانت أم معبد مؤمنة مسلمة قال الواقدي وقال غيره قدمت بعد الهجرة وأسلمت
480

484 الحديث الحادي والعشرون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رب كيف والغضب فنزلت * (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) * الآية
قلت رواه الطبري حدثني يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب قال قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم كيف يا رب والغضب فنزلت * (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) * انتهى
وذكره الثعلبي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هكذا من غير سند وكذلك الواحدي في تفسيره الوسيط
485 قوله
قال أبو بكر رضي الله عنه إن لي شيطانا يعتريني
قلت أخبرنا شيخنا المسند صدر الدين أبو الفتح محمد بن الإمام شرف الدين محمد بن أبي قاسم المندومي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة أنا الشيخ نجيب الدين عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني سماعا عليه في سنة إحدى وسبعين وستمائة أنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي بن المعطوس أنا أبو الغنائم بن المهتدي بالله عن أبي إسحاق البرمكي أنا أبو محمد عبد الله ابن إبراهيم بن ماس البزار ثنا أبو معشر الحسن بن سليمان الدارمي ثنا عبد الواحد ابن غياث ثنا أبو هلال ثنا الحسن قال لما استخلف أبو بكر رضي الله عنه تكلم بكلام والله ما تكلم به أحد غيره فقال يا أيها الناس تكلفوني سنة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وإن الله كان يعصم نبيه بالوحي إني والله لوددت أنكم كفيتموني وإن لي شيطانا يعتريني فإذا اعتراني فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم
481

وتعاهدوني بأنفسكم فإن استقمت فاتبعوني وإن زغت فقوموني انتهى وقع لنا هذا في الجزء المعروف بجزء الأنصاري
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا وهب بن جرير بن حازم ثنا أبي سمعت الحسن يقول خطب أبو بكر رضي الله عنه يوما فقال والله ما أنا بخيركم ولقد كنت لمقامي هذا كارها لوددت أن فيكم من يكفيني أفتظنون أني أعمل فيكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لا أقوم لها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعصم بالوحي وكان معه ملك وإن لي شيطانا يعتريني فإذا غضبت اجتنبوني أن أؤثر في أشعاركم وأبشاركم ألا فراعوني فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني انتهى
أخبرنا عبد الرزاق أنا معمر عن رجل عن الحسن أن أبا بكر... فذكره نحوه
رواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة أبي بكر فقال أخبرنا وهب بن جرير ثنا أبي سمعت الحسن قال لما بويع أبو بكر قام خطيبا فوالله ما خطب خطبته أحد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني وليت هذا الأمر وأنا كاره فوالله لوددت أن بعضكم كفانيه ألا وإنكم إن كلفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أقم به إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم فراعوني فإن استقمت فاتبعوني وإن زغت فقوموني واعلموا أن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا أؤثر في أشعاركم وأبشاركم
486 الحديث الثاني والعشرون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة الأعراف جعل الله يوم القيامة بينه وبين إبليس سترا وكان آدم شفيعا له يوم القيامة
قلت رواه الثعلبي أخبرنا محمد بن القاسم الفارسي ثنا أبو محمد عبد الله
482

ابن أحمد الشيباني ثنا أبو عمرو الحريثي ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا سلام بن سليم المدائني ثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي بكر بن أبي داود السجستاني بسنده في آخر الكتاب
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
وذكره أبو شجاع الديلمي في كتاب الفردوس من حديث ابن عباس على عادته في ذكر الراوي وحذف اسم النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا سلام بن سليم به
483