الكتاب: كنز العمال
المؤلف: المتقي الهندي
الجزء: ١٣
الوفاة: ٩٧٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ضبط وتفسير : الشيخ بكري حياني / تصحيح وفهرسة : الشيخ صفوة السقا
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كنز العمال
في سنن الأقوال والأفعال
للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي
البرهان فوري المتوفى سنة 975
الجزء الثالث عشر
ضبطه وفسر غريبه
الشيخ بكري حياني
صححه ووضع فهارسه ومفتاحه
الشيخ صفوة السقا
مؤسسة الرسالة
1

جميع الحقوق محفوظة
1409 - 1989 ه‍ مؤسسة الرسالة بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة
هاتف: 319039 - 341692 ص. ب: 7460 برقيا: بيوشران
2

بسم الله الرحمن الرحيم
فضل الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
36087 (مسند الصديق رضي الله عنه) قال عباس الترقفي
في جزئه حدثنا عثمان بن سعيد الحمصي ثنا محمد بن المهاجر عن أبي سعد
خادم الحسن عن الحسن قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال:
من خير الناس؟ قال: ذاك أبو بكر بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى
أبا بكر بعد فقال: يا أبا بكر! من خير الناس؟ قال: ذاك عمر
ابن الخطاب بعد نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: وأني علمت ذلك؟ قال: لان
الله باهى بعمر بن الخطاب الملائكة وأقرأه جبريل عنه السلام مرتين ولم
يكن لي شئ من ذلك (كر وقال: مرسل وقد روى من حديث
موصول).
36088 ابن عساكر أنبأنا أبو بكر بن المنصور بن زريق أنبأنا
أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر عبد الرحمن بن عمر بن القاسم النرسي
3

أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي أنبأنا الدارقطني حدثنا يوسف
ابن موسى بن عبد الله المروزي ثنا سهيل بن إبراهيم الجارودي أبو الخطاب
ثنا يحيى بن محمد الصنعي ثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي عن عطاء
ابن أبي رباح عن ابن عباس قال: قام رجل إلى أبي بكر الصديق بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا خليفة رسول الله! من خير الناس؟ فقال:
عمر بن الخطاب، قال: ولأي شئ قدمته على نفسك؟ قال: بخصال،
لان الله باهى به الملائكة ولم يباه بي، ولان جبريل أقرأه السلام ولم
يقرئني، ولان جبريل قال: يا رسول الله! اشدد الاسلام بعمر بن
الخطاب، القول ما قال عمر، ولان الله صدقه في آيتين من كتابه
ولم يصدقني، قال: عاتب النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه فأتاهم عمر فقال:
لتنتهين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لينزلن الله فيكن كتابا، فأنزل الله
(عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) الآية،
ولان عمر قال: يا رسول الله! إنه يدخل عليهن البر والفاجر فلو
ضربت عليهن الحجاب! فأنزل الله (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن
من وراء حجاب) ولان عمر قال: يا رسول الله! لو اتخذت من
مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).
فلما قبض أبو بكر قام رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير
المؤمنين! من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر الصديق،
4

فمن قال غيره فعليه ما على المفتري (قال خط: كذا كان في الأصل
بخط قط: الصبغي مضبوطا، أخرجه ابن مردويه).
36089 ثنا سليمان بن أحمد ثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي ثنا
العباس بن بكار الضبي ثنا عبد الواحد بن أبي عمرو الأسدي به عن
جابر بن عبد الله قال: قال عمر ذات يوم لأبي بكر: يا خير الناس
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال أبو بكر: أما لئن قلت ذاك لقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر
(ت وقال: غريب (1) لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده
بذاك القائم، وابن أبي عاصم في السنة والبزار، عق، قط في الافراد،
ك وتعقب، كر، قال عق: فيه عبد الرحمن بن أخي محمد بن المنكدر
لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وقال البزار: لا نعلمه روى إلا من
هذا الوجه ولا نعلم حدث عن ابن أخي محمد بن المنكدر سوى عبد الله
ابن داود الواسطي التمار، قال في الميزان: وهو هالك).
36090 عن الحسن بن علي عن أبيه قال: كنت مع النبي
صلى الله عليه وسلم إذا طلع أبو بكر وعمر فقال: هذان سيدا كهول أهل الجنة
من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي! لا تخبرهما

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب رقم 3685 وقال الترمذي: هذا
حديث غريب. ص
5

(ت (1) وخيثمة في الصحابة، قال ت: غريب من هذا الوجه، وقد
روي هذا الحديث عن علي من غير هذا الوجه، ورواه خيثمة وابن
شاهين في السنة من طريق الحارث عن علي، ورواه ابن أبي عاصم في السنة
من طريق خطاب أو أبي خطاب).
36091 (مسند عمر) عن عبيد الله بن عمير قال: بينما عمر يمر
في الطريق إذ هو برجل يكلم امرأة فعلاه بالدرة فقال: يا أمير
المؤمنين! إنما هي امرأتي، فقام فانطلق فلقي عبد الرحمن بن عوف
فذكر ذلك له فقال: يا أمير المؤمنين! إنما أنت مؤدب وليس
عليك شئ، وإن شئت حدثتك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: لا يرفعن أحد من هذه
الأمة كتابه قبل أبي بكر وعمر (كر والإصبهاني في الحجة، وفيه
الفضل بن جبير عن داود بن الزبرقان ضعيفان).
36092 (مسند علي) عن ابن عباس قال: وضع عمر
ابن الخطاب على سريره فتكنفه (2) الناس يدعون ويصلون قبل أن

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب باب أبو بكر وعمر سيدا رقم 3665
وقال الترمذي: هذا حديث غريب. ص
(2) فتكنفه: وفي حديث يحيى بن يعمر (فاكتنفته أنا وصاحبي) أي
أحطنا به من جانبيه. النهاية 4 / 205. ب
6

يرفع فإذا علي بن أبي طالب فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدا
أحب أن ألقى الله بمثل عمله منك، وأيم الله! إن كنت لأظن
ليجعلنك الله مع صاحبيك، وذلك أني كنت أكثر أن أسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر
وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر فان كنت لأظن ليجعلنك الله
معهما (حم، خ (1)، م، ن، ه‍ وابن جرير وأبو عوانة وخشيش وابن
أبي عاصم، ك).
36093 عن علي قال: خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر،
وخير الناس بعد أبي بكر عمر (ه‍ والعدني، حل).
36094 (أيضا) عن محمد ابن الحنيفة قال: قلت لأبي:
أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قال قلت:
ثم من؟ قال: ثم عمر، قال، ثم خشيت أن أقول: ثم من
فيقول: عثمان، فقلت: ثم أنت يا أبت؟ قال: ما أنا إلا رجل
من المسلمين (خ، د وابن أبي عاصم وخشيش، حل).
36095 (أيضا) عن أبي البحتري قال: خطب علي فقال:
ألا! إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، فقال رجل:

(1) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة رقم (2180). ص
7

وأنت يا أمير المؤمنين؟ فقال: نحن أهل البيت لا يوازينا أحد (حل).
36096 (أيضا) عن زيد بن وهب أن سويد بن غفلة
دخل على علي في إمارته فقال: يا أمير المؤمنين! إني مررت بنفر
يذكرون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له أهل، فنهض إلى المنبر فقال:
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! لا يحبهما إلا مؤمن فاضل، ولا
يبغضهما ولا يخالفهما إلا شقي مارق، فحبهما قربة وبغضهما مروق،
ما بال أقوام يذكرون أخوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيريه وصاحبيه
وسيدي قريش وأبوي المسلمين؟ فأنا برئ ممن يذكرهما بسوء وعليه
معاقب (حل).
36097 عن علي قال: ما أرى رجلا يسب أبا بكر وعمر
تتيسر له توبة أبدا (كر).
36098 عن علي قال: خير هذه الأمة أبو بكر وعمر، ثم
الله أعلم بخياركم (قط في الافراد والإصبهاني في الحجة).
36099 عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي
طالب قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر فقال:
يا علي! هذان سيدا كهول أهل الجنة ما خلا النبيين والمرسلين ممن
مضى في سالف الدهر وغابره، يا علي! لا تخبرهما بمقالتي هذه ما عاشا،
قال علي: فلما ماتا حدثت الناس بذلك (العشاري).
8

36100 عن عبد خير قال: قلت لعلي بن أبي طالب: من
أول الناس دخولا الجنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر وعمر،
قلت: يا أمير المؤمنين! يدخلانها قبلك؟ قال: أي والذي فلق الحبة
وبرأ النسمة! إنهما ليأكلان من ثمارها ويرويان من مائها ويتكئان على
فراشها وأنا موقوف مغموم مهموم بالحساب، وإن أول من يتقدم إلى
الرب في الخصومة أنا ومعاوية (العشاري والإصبهاني في الحجة، كر).
36101 عن علي قال: من أحب أبا بكر قام يوم القيامة مع
أبي بكر وصار معه حيث يصير، ومن أحب عمر كان مع عمر حيث
يصير، ومن أحب عثمان كان مع عثمان فمن أحب هؤلاء كان معهم في
الجنة (العشاري).
36102 عن علي قال: سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر
وثلث عمر وقد خطبتنا فتنة فهو ما شاء الله، فمن فضلني على أبي بكر
وعمر فعليه حد المفتري من الجلد وإسقاط الشهادة (خط في تلخيص
المتشابه).
36103 عن ابن شهاب عن عبد الله بن كثير قال: قال لي علي
ابن أبي طالب: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر: ولو شئت
أن أسمى لكم الثالث لسميته، وقال: لا يفضلني أحد على أبي بكر
وعمر إلا جلدته جلدا وجيعا، وسيكون في آخر الزمان قوم
9

ينتحلون محبتنا والتشيع فينا هم شرار عباد الله الذين يشتمون أبا بكر
وعمر، قال: ولقد جاء سائل فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه وأعطاه
أبو بكر وأعطاه عمر وأعطاه عثمان، فطلب الرجل من رسول الله
صلى الله عله وسلم أن يدعو له فيما أعطوه بالبركة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف
لا يبارك لك ولم يعطك إلا نبي أو صديق أو شهيد (كر).
36104 عن سليمان بن يزيد عن هرم عن علي قال: كنت
جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي إذ طلع أبو بكر وعمر من
مؤخر المسجد فنظر إليهما نظرا شديدا وصوب (1) فالتفت إلي فقال:
والذي نفسي بيده! إنهما لسيدا كهول أهل الجنة من الأولين
والآخرين إلا النبيين والمرسلين وأنعما لا تعلمهما بذلك (أبو بكر
في الغيلانيات).
36105 عن زر بن حبيش عن علي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين
إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي ما عاشا (أبو بكر).
36106 عن أبي المعتمر قال: سئل علي بن أبي طالب عن
أبي بكر وعمر فقال: إنهما لفي الوفد السبعين الذين يقدمون إلى الله

(1) وصوب: أي نكس رأسه. النهاية 3 / 57. ب
10

عز وجل يوم القيامة مع محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد سألهما موسى فأعطيهما
محمد صلى الله عليه وسلم (ابن المنذر وابن حاتم وحسنه في فضائل الصحابة
والدينوري وأبو طالب العشاري في فضائل الصديق وابن مردويه).
36107 عن علي بن حسين قال: قال فتى من بني هاشم لعلي
ابن أبي طالب حين انصرف من صفين: سمعتك تخطب يا أمير المؤمنين
في الجمعة تقول: اللهم! أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن
هم؟ فاغر ورقت عيناه ثم قال: أبو بكر وعمر إماما الهدى وشيخا
الاسلام والمهتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اتبعهما هدي إلى
صراط مستقيم، ومن اقتدى بهما يرشد، ومن تمسك بهما فهو
من حزب الله، وحزب الله هم المفلحون (اللالكائي وأبو طالب العشاري
في فضائل الصديق ونصر في الحجة).
36108 عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع من
تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة، فطلع أبو بكر فهنأناه بما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع من تحت هذا
الصور رجل من أهل الجنة، فطلع عمر فهنأناه بما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع من تحت هذا الصور رجل
من أهل الجنة ثم قال: اللهم! إن شئت جعلته عليا، فطلع عمر
(ابن النجار).
11

36109 (مسند حذيفة بن اليمان) عن ربعي بن حراش
عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد هممت أن أبعث قوما
في الناس معلمين يعلمونهم السنة كما بعث عيسى ابن مريم الحواريين في بني إسرائيل، فقيل له: وأين أنت عن أبي بكر وعمر؟ ألا
تبعثهما إلى الناس؟ قال: إنه لا غنى بي عنهما، إنهما من الدين كالرأس
من الجسد (كر).
36110 عن أبي أروى الدوسي قال: كنت جالسا مع النبي
صلى الله عليه وسلم فطلع أبو بكر وعمر فقال: الحمد لله الذي أيدني بكما (قط في
الافراد، كر وابن النجار).
36111 عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وضعت
في كفة الميزان ووضعت أمتي في الكفة الأخرى فرجحت بهم،
ثم وضع أبو بكر مكاني فرجح بهم، ثم وضع عمر مكانه فرجح بهم،
ثم رفع الميزان (كر).
36112 عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من فلق (1) فيه إلى أذني ورآني وأنا أمشي بين يدي أبي بكر وعمر
فدعاني فقال لي: يا أبا الدرداء! أتمشي بين يدي من هو خير منك؟

(1) فلق: بالسكون: الشق. النهاية 3 / 471. ب
12

فقلت: ومن هو يا رسول الله؟ فقال: أبو بكر وعمر، ما طلعت
الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين خير من أبي بكر
وعمر (كر).
36113 عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان لأبي بكر وعمر
مع النبي صلى الله عليه وسلم مجلس هذا عن يمينه وهذا عن شماله، فإذا غابا لم يجلس
ذلك المجلس أحد (كر).
36114 عن عبد العزيز بن عبد المطلب عن أبيه عن جده
عبد الله بن حنطب قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر
وعمر، فلما نظر إليهما قال: هذان السمع والبصر وفي لفظ: أبو بكر
وعمر مني بمنزلة السمع والبصر من الرأس (أبو نعيم، كر).
36115 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير
أمتي من بعدي أبو بكر وعمر لا تخبرهما يا علي (الديلمي).
36116 عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم متكئا على علي
ابن أبي طالب فاستقبله أبو بكر وعمر فقال له: يا علي أتحب هذين
الشيخين! قال: نعم يا رسول الله! قال: أحبهما تدخل الجنة (كر).
36117 عن أبي هريرة قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية
القبطية بيت حفصة ابنة عمر فوجدتها معه فعاتبته في ذلك، قال:
13

فإنها حرام علي أن أمسها، ثم قال: يا حفصة! ألا أبشرك؟ قالت:
بلى بأبي أنت وأمي! قال: يلي هذا الامر من بعدي أبو بكر،
ويلي من بعد أبي بكر أبوك، اكتمي هذا علي (كر).
36118 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر:
ألا أخبركما مثلكما في الملائكة ومثلكما في الأنبياء؟ أما مثلك أنت
يا أبا بكر في الملائكة كمثل ميكائيل ينزل بالرحمة، ومثلك في الأنبياء
كمثل إبراهيم إذ كذبه قومه فصنعوا به ما صنعوا، قال: (من تبعني
فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) ومثلك يا عمر في الملائكة
كمثل جبريل ينزل بالبأس والشدة والنقمة من أعداء الله، ومثلك في
الأنبياء كمثل نوح إذ قال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين
ديارا) (عد، كر).
36119 عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله أيدني بأربعة وزراء، قلنا: من هؤلاء الأربعة وزراء يا رسول الله!
قال: اثنين من أهل السماء واثنين من أهل الأرض، قلنا: من هؤلاء
الاثنين من أهل السماء؟ قال: جبريل وميكائيل، قلنا: من هؤلاء
الاثنين من أهلا الأرض أو من أهل الدنيا؟ قال: أبو بكر وعمر
(خط، كر، وقالا: تفرد بروايته محمد بن مجيب).
14

36120 عن وهب عن عطاء عن ليث عن مجاهد عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لي وزيرين من أهل السماء
ووزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل،
ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر (كر).
36121 عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لكل نبي وزيران من أهل السماء وأهل الأرض، فوزيراي
من أهل السماء جبرئيل وميكائيل، ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر
وعمر (كر).
36122 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليه رجل
فقال: يا رسول الله! من خير الناس؟ قال: رسول الله، قال:
ثم من يا رسول الله؟ قال: إذا عد الصالحون فأت بأبي بكر،
قال: ثم من! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا عد المجاهدون فأت بعمر
ابن الخطاب، ثم قال: عمر معي حيث حللت وأنا مع عمر حيث
حل، ومن أحب عمر فقد أحبني ومن أبغض عمر فقد أبغضني
(عق وابن مردويه، كر).
36123 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يبعث
رجلا في حاجة قد أهمته وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره، فقال
15

له علي: ما يمنعك من هذين؟ قال: كيف أبعث هذين وهما من
الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس (ابن النجار).
36124 عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل المسجد بين
أبي بكر وعمر وقال: هكذا ندخل الجنة (ابن النجار).
36125 عن جابر بن عبد الله قال: قيل لعائشة: إن ناسا
يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنهم يتناولون أبا بكر وعمر،
فقالت: أتعجبون من هذا؟ إنما قطع عنهم العمل فأحب الله أن
لا يقطع عنهم الاجر (كر).
36126 عن ميمون بن مهران عن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أراد أن يرسل رجلا في حاجة مهمة وأبو بكر وعمر عن
يمينه وعن يساره، فقال علي: ألا تبعث أحد هذين؟ قال: وكيف
أبعث هذين وهما من هذا الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس (كر).
36127 عن نافع قال: قيل لعبد الله بن عمر: إنك قد أحسنت
الثناء على عبد الله بن مسعود، فقال: وما يمنعني من ذلك؟ سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن
مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومن أبي بن كعب ومعاذ بن جبل،
قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد هممت أن أبعثهم في الأمم كما
16

بعث عيسى ابن مريم الحواريين، قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! أفلا تبعث
أبا بكر وعمر فهما اعلم وأفضل؟ فقال: إني لا غنى بي عنهما، إنهما
مني بمنزلة السمع والبصر وبمنزلة العينين من الرأس (كر).
36128 عن ابن عمر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي
بكر وعمر، فبينهما هو قاعد إذ طلع كل واحد منهما آخذ بيد
صاحبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذان سيدا كهول أهل الجنة من
الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي (كر).
36129 عن ابن عمر قال: يؤتى بأقوام يوم القيامة فيوقفون
بين يدي الله تعالى فيؤمر بهم إلى النار فاذاهم الزبانية تأخذهم وقربوا
من النار وهم مالك أن يأخذهم، قال الله تعالى لملائكة الرحمة: ردوهم
فيردونهم، فيقفون بين يدي الله تعالى طويلا فيقول: عبادي! أمرت
بكم إلى النار بذنوب سلفت لكم واستوجبتم بها وقد ردعتكم وقد
وهبت ذنوبكم لحبكم أبا بكر وعمر (كر).
36130 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد
وعن يمينه أبو بكر وعن يساره عمر فقال: هكذا نبعث يوم
القيامة (كر).
36131 عن ابن عمر قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر
17

وعمر ثم قال: هكذا نموت وهكذا ندفن وهكذا ندخل الجنة
(كر).
36132 عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في السماء ملكان:
أحدهما يأمر بالشدة والآخر يأمر باللين وكلاهما مصيب، أحدهما
جبريل والآخر ميكائيل، ونبيان: أحدهما يأمر باللين والآخر يأمر
بالشدة وكل مصيب وذكر إبراهيم ونوحا، ولي صاحبان: أحدهما
يأمر باللين والآخر يأمر بالشدة وذكر أبا بكر وعمر (كر).
36133 عن عبد الله بن يسر الكندي عن عبد الله بن عمرو
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد هممت أن أبعث رجالا من أصحابي
إلى ملوك الأرض يدعونهم إلى الاسلام كما بعث عيسى ابن مريم
الحواريين، قالوا: ألا تبعث أبا بكر وعمر فهما أبلغ؟ قال: لا غنى
عنهما، إنما منزلتهما من الدين بمنزله السمع والبصر من الجسد (كر).
36134 عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر
لأبي بكر وعمر: مثلك يا أبا بكر في الملائكة مثل ميكائيل،
ومثلك يا عمر في الملائكة مثل جبريل (كر).
36135 عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يطلع عليكم من هذا
الفج رجل من أهل الجنة! فأطلق أبو بكر، ثم قال: يطلع عليكم
18

من هذا الفج رجل من أهل الجنة! فاطلع عمر بن الخطاب
(عد، كر).
35136 عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رأيتني
الليلة يا أبا بكر على قليب فنزعت منه ذنوبا أو ذنوبين، ثم جئت
يا أبا بكر فنزعت ذنوبا أو ذنوبين وإنك لضعيف يرحمك الله؟ ثم
جاء عمر فنزع منها حتى استحالت غربا وضرب الناس بعطن،
فعبرها يا أبا بكر! فقال! ألي الامر من بعدك ثم يليه عمر،
قال: كذلك عبرها الملك (أبو نعيم في فضائل الصحابة، كر).
26137 عن عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج
إلى بني قريظة قال له أبو بكر وعمر: يا رسول الله! إن الناس
يزيدهم حرصا على الاسلام أن يروا عليك زيا حسنا من الدنيا
فانظر إلى الحلة التي أهداها لك سعد بن عبادة فالبسها فلير المشركون
اليوم عليك زيا حسنا، قال: أفعل وأيم الله! لو أنكما تتفقان لي
على أمر واحد ما عصيتكما في مشورة أبدا، ولقد ضرب لي ربي
عز وجل لكما مثلا لقد ضرب مثلكما في الملائكة كمثل جبرائيل
وميكائيل، فأما ابن الخطاب فمثله في الملائكة كمثل جبريل، إن الله
لم يدمر أمة قط إلا بجبريل، ومثله في الأنبياء كمثل نوح إذ قال
19

(رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) ومثل ابن أبي
قحافة في الملائكة كمثل ميكائيل إذ يستغفر لمن في الأرض، ومثله
في الأنبياء كمثل إبراهيم إذ قال (فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني
فإنك غفور رحيم) ولو أنكما تتفقان لي على أمر واحد ما
عصيتكما في مشورة ولكن شأنكما في المشورة شتى كمثل جبريل
وميكائيل ونوح وإبراهيم (كر).
36138 عن علي قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على خير ما
قبض عليه نبي من الأنبياء، ثم استخلف أبو بكر فعمل بعمل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته، ثم قبض أبو بكر على خير ما قبض عليه
أحد وكان خير هذه الأمة بعد نبيها، ثم استخلف عمر فعمل بعملهما
وسنتهما ثم قبض على خير ما قبض عليه أحد فكان خير هذه
الأمة بعد نبيها وبعد أبي بكر (كر، ش).
36139 عن علي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خير هذه
الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر (كر وقال: المحفوظ موقوف).
36140 (أيضا) عن عمار بن ياسر قال: من فضل على أبي
بكر وعمر أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد أزرى بالمهاجرين
والأنصار وطعن على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال علي: لا يفضلني
20

أحد على أبي بكر وعمر إلا وقد أنكر حقي وحق أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم (كر).
36141 عن أبي جحيفة قال: دخلت على علي في بيته فقلت:
يا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال: مهلا يا أبا جحيفة! ألا
أخبرك بخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أبو بكر وعمر يا أبا جحيفة!
لا يجتمع حبي وبغض أبي بكر وعمر في قلب مؤمن، ولا يجتمع
بغضي وحب أبي بكر وعمر في قلب مؤمن (الصابوني في المائتين،
طس، كر).
36142 عن علي قال: أول من يدخل الجنة من هذه الأمة
أبو بكر وعمر وإني لموقوف مع معاوية في الحساب (عق وقال:
غير محفوظ، كر، وفيه أصبغ أبو بكر الشيباني مجهول، وابن
الجوزي في الواهيات).
36143 عن علقمة قال: خطبنا علي فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: إنه بلغني أن ناسا يفضلوني على أبي بكر وعمر ولو كنت
تقدمت في ذلك لعاقبت فيه ولكني أكره العقوبة قبل التقدم، فمن
قال شيئا من ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتر، عليه ما على المفتري،
خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر، ثم أحدثنا بعدهم
21

أحداثا يقضي الله فيها ما يشاء (ابن أبي عاصم وابن شاهين واللالكائي
جميعا في السنة والغازي في فضائل الصديق والإصبهاني في الحجة،
كر).
36144 عن الهمداني قال: قلت لعلي بن أبي طالب: يا أبا
الحسن! من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: الذي لا نشك
فيه والحمد لله أبو بكر بن أبي قحافة، قلت: ثم من يا أبا الحسن؟
قال: الذي لا نشك فيه والحمد لله عمر بن الخطاب (ابن شاهين).
36145 عن سويد بن غفلة قال: مررت بقوم يذكرون
أبا بكر وعمر وينتقصونهما فأتيت عليا فذكرت له ذلك فقال: لعن
الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل! أخوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه،
ثم صعد المنبر فخطب خطبة بليغة فقال: ما بال أقوام يذكرون
سيدي قريش وأبوي المسلمين بما أنه عنه متنزه وما يقولون
برئ وعلى ما يقولون معاقب، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! إنه
لا يحبهما إلا مؤمن تقي ولا يبغضهما إلا فاجر ردي صحبا رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالصدق والوفاء، يأمران وينهيان ويعاقبان، فما يجاوزان فيما
يصنعان رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كرأيهما
رأيا، ولا يحب كحبهما حبا، مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهما
22

راض والناس راضون، ثم ولي أبو بكر الصلاة، فلما قبض الله
نبيه صلى الله عليه وسلم ولاه المسلمون ذلك وفوضوا إليه الزكاة لأنهما مقرونتان،
وكنت أول من يسمى له من بني عبد المطلب وهو لذلك كاره،
يود أن بعضنا كفاه، فكان والله خير من بقي، أرأفه رأفة
وأرحمه رحمة وأكيسه ورعا وأقدمه إسلاما، شبهه رسول الله
صلى الله عليه وسلم بميكائيل رأفة ورحمة وبإبراهيم عفوا ووقارا، فسار بسيرة
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض رحمة الله عليه! ثم ولي الأمر من
بعده عمر بن الخطاب واستأمر في ذلك الناس فمنهم من رضي ومنهم
من كره فكنت ممن رضي، فوالله ما فارق عمر الدنيا حتى رضي
من كان له كارها! فأقام الامر على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، يتبع
آثارهما كما يتبع الفصيل اثر أمه، وكان والله خير من بقي رفيقا
رحيما وناصر المظلوم عن الظالم! ثم ضرب الله بالحق على لسانه
حتى رأينا أن ملكا ينطق على لسانه، وأعز الله باسلامه الاسلام
وجعل هجرته للدين قواما (1) وقذف في قلوب المؤمنين الحب له
وفي قلوب المنافقين الرهبة له، شبهه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبريل فظا

(1) قواما: قوام الشئ: عماده الذي يقوم به. يقال: فلان قوام أهل
بيته. النهاية 4 / 124. ب
23

غليظا على الأعداء وبنوح حنقا ومغتاظا على الكافرين، فمن لكم
بمثلهما؟ لا يبلغ مبلغهما إلا بالحب لهما واتباع آثارهما، فمن أحبهما
فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني وأنا منه برئ، ولو كنت
تقدمت في أمرهما لعاقبت أشد العقوبة، فمن أتيت به بعد مقامي هذا
فعليه ما على المفتري، ألا! وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
وعمر ثم الله أعلم بالخير أين هو، أقول قولي هذا ويغفر الله لي
ولكم (خيثمة واللالكائي وأبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي
في فضائل أبي بكر وعمر والشيرازي في الألقاب وابن منده في تاريخ
أصبهان: كر).
36146 عن علي قال: كان أبو بكر أواها حليما وكان عمر
مخلصا، ناصح لله فنصحه، والله كنا أصحاب محمد ونحن متوافرون
لنرى أن السكينة تنطق على لسان عمر! وإن كنا لنرى شيطان
عمر يهابه أن يأمره بالخطيئة يعملها (أبو القاسم بن بشران في أماليه).
36147 عن ابن الحنيفة قال: قلت لأبي: أي الناس خير
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم
عمر، قلت: ثم أنت؟ قال: أنا رجل من المسلمين، لي حسنات
وسيئات يفعل فيها ما يشاء (ابن بشران).
24

36148 (مسند أنس) عن ثابت البناني عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل،
ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر (كر).
36149 عن أنس قال: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر
وعمر فقال: هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين،
يا علي! لا تخبرهما (كر).
36150 عن ابن عمر قال: لما ولي علي قال له رجل: يا أمير
المؤمنين! كيف تخطاك المهاجرون والأنصار إلى أبي بكر وأنت
أكرم منقبة وأقدم سابقة؟ فقال له: والله لولا أن المؤمنين عائذة
الله لقتلتك! ولئن بقيت لتأتينك مني روعة خضراء، ويحك! إن
أبا بكر سبقني إلى أربع لم أوتهن ولم أعتض منهن: إلى مرافقة الغار،
وإلى تقدم الهجرة، وإني آمنت صغيرا وآمن كبيرا، وإلى إقام
الصلاة (أبو طالب العشاري في فضائل الصديق).
36151 عن عبيدة السلماني أن رجلا تعيب أبا بكر وعمر،
فأرسل إليه فأنى فعرض له نعتهما عنده، ففطن الرجل، فقال له علي،
أما والذي بعث محمد بالحق! لو سمعت منك ما بلغني عنك أو شهدت
عليك البينة لألقيت أكثرك شعرا يعني ضرب العنق (العشاري).
25

36152 عن عطية العوفي قال: قال علي بن أبي طالب: لو
أتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لعاقبته مثل حد
الزاني (العشاري).
36153 عن الحسن بن كثير عن أبيه قال: أتى عليا رجل
فقال: أنت خير الناس، فقال: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
لا، قال: أما رأيت أبا بكر؟ قال: لا، قال: فما رأيت عمر؟
قال: لا، قال: أما! إنك لو قلت إنك رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لقتلتك،
ولو قلت: رأيت أبا بكر وعمر لجلدتك (العشاري).
36154 عن أسماء بن الحكم قال: سأل رجل عليا عن أبي بكر
وعمر فقال: كانا أمينين هاديين مهديين رشيدين مرشدين مفلحين
منجحين خرجا من الدنيا خميصين (العشاري).
36155 عن علي قال: إن الله عز وجل جعل أبا بكر وعمر
حجة على من بعدهما من الولاة إلى يوم القيامة فسبقا والله سبقا
بعيدا وأتعبا من بعدهما تعبا شديدا (العشاري).
36156 عن إبراهيم قال: بلغ عليا أن عبد الله بن الأسود
ينتقص أبا بكر وعمر فدعا بالسيف فهم بقتله فكلم فيه فقال:
لا يساكنني في بلد أنا فيه، فنفاه إلى الشام (العشاري في فضائل
26

الصديق واللالكائي).
36157 عن الحكم بن حجل قال: قال علي: لا يفضلني أحد
على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري (ابن أبي عاصم وخيثمة في
فضائل الصحابة).
36158 عن عصمة بن مالك الخطمي قال: قدم رجل من
أهل البادية بإبل له فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها منه، فلقيه علي
فقال: ما أقدمك؟ قال: قدمت بإبل فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: فنقدك؟ قال: لا، ولكن بعتها منه بتأخير، فقال له علي:
ارجع إليه فقل له: يا رسول الله! إن حدث بك حدث فمن يقضيني
بما لي؟ فانظر ما يقول لك فارجع إلي حتى تعلمني، فقال: يا رسول
الله! إن حدث بك حدث فمن يقضيني؟ قال: أبو بكر، فأعلم
عليا، قال: ارجع فسله، فان حدث بأبي بكر حدث فمن يقضيني؟
فسأله، فقال له: عمر، فجاء فأعلم عليا، قال: ارجع فاسأله: إذا
مات عمر فمن يقضيني؟ فجاءه فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك!
إذا مات عمر فان استطعت أن تموت فمت (كر).
فضائل ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه
36159 (مسند عمر رضي الله عنه) عن أبي بحرية الكندي
27

أن عمر بن الخطاب خرج ذات يوم فإذا هو بمجلس فيه عثمان بن
عفان فقال: معكم رجل لو قسم إيمانه بين جند من الأجناد
لوسعهم يريد عثمان بن عفان (كر).
36160 عن عثمان قال: لقد اختبأت عند الله عشرا، إني
لرابع الاسلام، وقد زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته ثم ابنته، وقد
بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه اليمنى فما مسست بها ذكري،
ولا تغنيت ولا تمنيت ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام، وقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري هذه الربعة (1) ويزيدها في المسجد
وله بيت في الجنة! فاشتريتها وزدتها في المسجد (ش وابن أبي عاصم
في السنة).
36161 (أيضا) عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن عثمان
قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق فكنت ممن استجاب لله
ولرسوله وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين جميعا، ونلت
صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما عصيته
ولا غششته حتى توفاه الله، وصليت القبلتين كليتهما وتوفي رسول الله

(1) الربعة: الربع: المنزول ودار الإقامة. وربع القوم محلتهم، والرباع
جمعه. النهاية 2 / 189. ب
28

صلى الله عليه وسلم وهو عني راض (حم، خ (1) وأبو نعيم في المعرفة).
36162 (أيضا) عن الحسن قال: إنما سمي عثمان ذا
النورين لأنه لا يعلم أحد أغلق بابه على ابنتي نبي غيره (أبو نعيم
في المعرفة).
36163 (أيضا) عن أسلم قال: شهدت عثمان يوم حصر
فقال: أنشدك الله يا طلحة! أتذكر يوم كنت أنا وأنت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا وليس معه أحد من أصحابه
غيري وغيرك؟ قال: نعم، فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا طلحة!
إنه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة
ون عثمان بن عفان هذا يعنيني رفيقي معي في الجنة؟ فقال طلحة:
اللهم نعم، ثم انصرف (ابن أبي عاصم، عم، عق، ك، ع واللالكائي
في السنة، كر).
36164 (أيضا) عن عقبة بن صهبان قال: سمعت عثمان
ابن عفان يقول: ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني
مذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم (العدني، ه‍، حل).

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب
مناقب عثمان بن عفان (5 / 17). ص
29

36165 (أيضا) عن هزيل بن شرحبيل قال: دخل طلحة
بن عبيد الله على عثمان فقال: يا طلحة! نشدتك بالله ألم تعلم أن
المسلمين شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فقمت إلى أنحاء السمن
والعسل واشتريت دقيقا كثيرا فبسطت الأنطاع ونثرت الخبيص (1)
عليها؟ فقال: نعم، فقال: نشدتك بالله هل تعلم أني جهزت جيش
العسرة وحملت راجلهم وأطعمت جائعهم وكسوت عاريهم وأقمت
سبعين فرسا؟ قال: اللهم نعم، قال: نشدتك بالله هل تعلم أني
اشتريت بئر رومة فجعلتها سقاية للمسلمين؟ قال: اللهم! نعم.
(أبو الشيخ في السنة).
36166 (أيضا) عن ابن لبيبة أن عثمان بن عفان لما حصر
أشرف عليهم من كؤة في الطمار (2) فقال: أفيكم طلحة؟ قالوا:
نعم، قال: أنشدك الله هل تعلم أنه لما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين
المهاجرين والأنصار آخى بيني وبين نفسه؟ فقال طلحة: اللهم! نعم،
فقيل لطلحة في ذلك، فقال: نشدني وأمر رأيته ألا أشهد به (ابن
سعد، كر، وفيه الواقدي ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
وحديثه منكر).

(1) الخبيص: هو طعام يعمل من التمر والسمن. المختار 130. ب
(2) الطمار: بوزن قطام: الموضع المرتفع العالي. النهاية 3 / 138. ب
30

36167 (أيضا) عن عثمان أنه خطب إلى عمر ابنته فرده
فبلغ، ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلما راح إليه عمر قال: يا عمر! ألا أدلك
على خير لك من عثمان وأدل عثمان على خير له منك؟ قال: نعم،
يا نبي الله! قال: زوجني ابنتك وأزوج عثمان ابنتي (البغوي في
مسند عثمان وابن جرير في تهذيب الآثار وقال: صحيح، ك، ق في
الدلائل واللالكائي في السنة وقال: إسناده لا بأس به لكن الصحيح
أن عمر عرض على عثمان حفصة فأبى).
36168 (أيضا) عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال:
رأيت عثمان عند المقام ذات ليلة قد تقدم فقرأ القرآن في ركعة ثم
انصرف، فقلت: يا أمير المؤمنين! إنما صليت ركعة، قال: هي
وتري (ابن المباوك في الزهد وابن سعد، ش وابن منيع والطحاوي، قط،
ق، وسنده حسن).
36169 (أيضا) عن عبد الرحمن بن حاطب قال: ما رأيت
أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث أتم حديثا ولا
أحسن من عثمان بن عفان إلا أنه كان رجلا يهاب الحديث
(ابن سعد، كر).
36170 (أيضا) عن محمد بن سيرين أن عثمان كان يحيى
31

الليل فيختم القرآن في ركعة (ابن سعد).
36171 (أيضا) عن عطاء بن أبي رباح أن عثمان بن عفان
صلى بالناس ثم قام خلف المقام فجمع كتاب الله في ركعة كانت
وتره (ابن سعد).
36172 (أيضا) عن مالك بن أبي عامر قال: كان الناس
يتوقون أن يدفنوا موتاهم في حش (1) كوكب فكان عثمان بن
عفان يقول: يوشك أن يهلك رجل صالح فيدفن هناك فيأتي
الناس به، قال مالك بن أبي عامر: فكان عثمان بن عفان أول من
دفن هناك (ابن سعد).
36173 (أيضا) عن محجن مولى عثمان قال: كنت مع
عثمان في أرضه فدخلت عليه أعرابية بضر (2) فقالت: إني قد
زنيت، فقال: أخرجها يا محجن! فأخرجتها، ثم رجعت فقالت:
إني قد زنيت، فقال: أخرجها يا محجن! فأخرجتها، ثم رجعت
فقالت: إني قد زنيت! فقال عثمان: ويحك يا محجن! أراها
بضر يحمل على الشر، فاذهب بها فضمها إليك فأشبعها واكسها،

(1) حش كوكب: هو بستان بظاهر المدينة خارج البقيع. النهاية 1 / 390. ب
(2) بضر: الضر - بالضم - الهزال وسوء الحال. المختار 300. ب
32

فذهبت بها، ففعلت ذلك بها حتى رجعت إليها نفسها، ثم قال
عثمان: أوقر لها حمارا من تمر ودقيق وزبيب ثم اذهب بها،
فإذا مر قوم يفدون بادية أهلها فضمها إليهم، ثم قل لهم: يؤدوها
إلى أهلها، ففعلت ذلك بها، فبينا أنا أسير بها إذ قلت لها: أتقرين
بما أقررت به بين يدي أمير المؤمنين؟ قالت: لا، إنما قلت ذلك
من ضر أصابني (عق).
36174 (أيضا) عن عثمان قال: لو أني بين الجنة والنار
لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون ترابا قبل أن أعلم
إلى أيتهما أصير (حم في الزهد).
36175 عن عبد الرحمن بن بولاء قال: سمعت عثمان بن عفان
يقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم على صخرة حراء وأبو بكر ففركت (1)
فقال: ما شأنك أو ما يفركك؟ إنما عليك نبي أو صديق
أو شهيد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير وطلحة
(ابن أبي عاصم).
36176 (أيضا) عن يوسف الماجشون قال: قال ابن شهاب:
لو هلك عثمان وزيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الفرائض،

(1) ففركت: في الحديث " نهى عن بيع الحب حتى يفرك " أي يشتد
وينتهي. النهاية 3 / 440. ب
33

لقد أتى على الناس زمان وما يعلمه غيرهما (كر).
36177 عن عثمان بن عفان قال: لقد اختبأت عند ربي عشرا:
إني لرابع أربعة في الاسلام، ولقد جهزت جيش العسرة، ولقد
جمعت القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
على بنته ثم توفيت فأنكحني الأخرى، وما تغنيت ولا تمنيت
ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولا مرت سنة منذ استلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة إلا أن
لا تكون عندي فأعتقها بعد ذلك، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام
قط (يعقوب بن سفيان والخرائطي في اعتلال القلوب، كر).
36178 (أيضا) عن الزبير بن عبد الله بن رهيمة عن
جدته قالت: كان عثمان يصوم الدهر ويقوم الليل إلا هجعة من
أوله (ش).
36179 عن سهل بن سعد قال: ناشد عثمان الناس يوما
فقال: أتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وأنا،
فارتج أحد وعليه محمد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: أثبت أحد! فما عليك إلا نبي وصديق
وشهيدان (كر).
34

36180 (أيضا) عن ابن سيرين أنه ذكر عنده عثمان
ابن عفان قال رجل: إنهم يسبونه فقال: ويحهم! يسبون رجلا دخل
على النجاشي في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكلهم أعطاه الفتنة غيره
قالوا له: وما الفتنة التي أعطوها؟ قال: كان لا يدخل عليه أحد
إلا أومى إليه برأسه فأبى عثمان فقال: ما منعك ان تسجد كما
سجد أصحابك؟ فقال: ما كنت لأسجد لاحد دون الله عز وجل
(ش، كر).
36181 (مسند علي رضي الله عنه) عن النزال بن سبرة
قال: سألنا عليه عن عثمان قال: ذاك امرؤ يدعى في الملا الاعلى
ذا النورين ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه ضمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيتا في الجنة (أبو نعيم، كر).
36182 عن أبي سعيد مولى قدامة بن مظعون قال: قال علي
وذكر عثمان أما والله! لقد سبقت له سوابق لا يعذبه الله
بعدها أبدا (ابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف والحاكم في
الكنى، كر).
36183 عن بشير الأسلمي قال: لما قدم المهاجرون المدينة
استنكروا الماء وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة وكان
35

يبيع منها القربة بمد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعنيها بعين في
الجنة، فقال: يا رسول الله! ليس لي ولعيالي غيرها ولا أستطيع،
فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمس وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أتجعل لي مثل الذي جعلته له عينا في
الجنة إن اشتريتها؟ قال: نعم، قال: قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين
(طب، كر).
36184 عن جابر قال: ما صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر قط إلا
قال: عثمان في الجنة (كر).
36185 عن جابر قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بجنازة رجل من أصحابه ليصلي عليه فأبى أن يصلي عليه فقيل: يا رسول
الله! ما تركت الصلاة على أحد من أمتك إلا على هذا؟ قال: إن هذا كان
يبغض عثمان فلم أصل عليه (ابن النجار).
36186 عن الأسود بن هلال قال: كان أعرابي يؤذن
بالحيرة يقال له جبر فقال: إن هذا عثمان لا يموت حتى يلي هذه
الأمة، فقيل له: من أين تعلم؟ فقال: لأني صليت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فلما سلم استقبلنا بوجهه فقال: إن
ناسا من أصحابي وزنوا الليلة فوزن أبو بكر فوزن ثم وزن عمر
فوزن ثم وزن عثمان فوزن (ابن منده، كر).
36

36187 عن عمارة بن رويبة قال: خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عثمان فقال: ألا أبو أيم صالح أو أخوها
يزوجها من عثمان فلو كان عندي ثالثة زوجته إياها (كر).
36188 عن عمران بن حصين أنه شهد عثمان بن عفان أيام
غزوة تبوك في جيش العسرة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة والقوة
والتأسي وكان نصارى العرب أكتبوا إلى هرقل: إن هذا الرجل
الذي خرج ينتحل النبوة قد هلك وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم
فان كنت تريد أن تلحق دينك فالآن، فبعث رجلا من عظمائهم
يقال له الصنار وجهز معه أربعين ألفا فلما بلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم
كتب في العرب وكان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو الله ويقول:
اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض فلم يكن
للناس قوة، وكان عثمان بن عفان قد جهز عيره إلى الشام يريد
أن يمتار (1) عليها فقال يا رسول الله! هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها
ومائتا أوقية فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وكبر الناس، ثم
قام مقاما آخر فأمر بالصدقة، فقام عثمان فقال: يا نبي الله! وهاتان
مائتان ومائتا أوقية فكبر وكبر الناس، فأتى عثمان بالإبل وأتى

(1) يمتار: في الحديث " والحمولة المائرة لهم لاغية " يعني الإبل التي تحمل
عليها الميرة وهي الطعام ونحوه، مما يجلب للبيع. النهاية 4 / 379. ب
37

بالمال فصبه بين يديه فسمعته يقول: لا يضر عثمان ما عمل بعد
اليوم (كر).
36189 عن حذيفة بن اليمان قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان
يستعينه في جيش العسرة فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار
فصبت بين يديه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بين يديه ظهرا لبطن
ويدعو له يقول: غفر الله لك يا عثمان! ما أسررت وما أعلنت
وما أخفيت وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ما يبالي عثمان ما عمل
بعد هذا (عد، قط وأبو نعيم في فضائل الصحابة، كر).
36190 عن كعب بن عجرة قال: عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فذكر فتنة فقربها ثم مر رجل مقنع الرأس فقال: وهذا
يومئذ على الهدى أو قال: على الحق، فقمت إلى الرجل فأخذت
بعضديه وأقبلت بوجهه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: هذا؟
قال: نعم، فإذا هو عثمان بن عفان (كر).
36191 (مسند كعب بن مرة البهزي) قال: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة حاضرة فقربها، فمر رجل مقنع رأسه
بردائه نصف النهار في شدة الحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا وأصحابه يومئذ على الهدى، فقمت فأخذت بمنكبيه وحسرت
38

عن رأسه وأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت:
يا رسول الله! هذا؟ قال نعم، فإذا هو عثمان (ش ونعيم بن حماد
في الفتن).
36192 عن هرم بن الحارث وأسامة بن حريم عن مرة البهزي
قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في طريق
من طرق المدينة فقال: كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار
الأرض كأنها صياصي (1) بقر؟ فقالوا: فنصنع ماذا يا رسول الله؟
فقال: عليكم بهذا وأصحابه، قال: فأسرعت حتى عطفت على الرجل
فقلت: هذا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هذا فإذا هو
عثمان (ش).
36193 عن أبي قلابة قال: لما قتل عثمان قام مرة بن
كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما قمت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقربها فمر
رجل مقنع بردائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا
وأصحابه يومئذ على الحق فانطلقت فأخذت بوجهه إلى

(1) صياصي بقر: أي قرونها، واحدتها صيصية، بالتخفيف. شبه فتنة بها
لشدتها وصعوبة الامر فيها. وكل شئ امتنع به وتحصن به فهو
صيصية. ا ه‍ 3 / 67 النهاية. ب
39

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا قال: نعم، فإذا هو
عثمان (ش).
36194 (مسند سلمة بن الأكوع) عن إياس بن سلمة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان بن عفان بإحدى يديه على
الأخرى وقال: اللهم! إن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك
(طب، كر). (1)
36195 عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا جالس
إذ أتاني جبريل فاحتملني على عاتقه الأيمن فأدخلني جنة ربي وفي
لفظ: جنة عدن، فبينا أنا فيها إذ رمقت بعيني تفاحة فانفلقت
التفاحة نصفين فخرجت منها جارية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أر
أحسن منها حسنا ولا أجمل منها جمالا تسبح الله بتسبيح لم يسمع
الأولون والآخرون بمثله، قلت: ما أنت؟ قالت: أنا الحوراء
خلقني ربي من نور عرشه، قلت: فلمن أنت؟ قالت: أنا للأمين
الخليفة المظلوم عثمان بن عفان (ع، كر).
36196 عن أبي مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 84) وقال رواه الطبراني وفيه موسى
ابن عبيدة وهو ضعيف. ص
40

فأصاب الناس جهد حتى رأيت الكآبة في وجوه المسلمين والفرح
في وجوه المنافقين فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله! لا تغيب
الشمس حتى يأتيكم الله برزق فعلم عثمان أن الله ورسوله سيصدقان
فاشترى عثمان أربع عشرة راحلة بما عليها من الطعام فوجه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم منها بتسع فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من هذا؟ قال
أهدى إليك عثمان، فعرف الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
والكآبة في وجوه المنافقين فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قد رفع يديه حتى
رئي بياض إبطيه يدعو لعثمان دعاء ما سمعته دعا لاحد قبله ولا بعده
اللهم! أعط عثمان، اللهم! افعل بعثمان (كر) (1)
36197 عن محمد بن عبد الله عن المطلب بن عبد الله عن أبي
هريرة قال: دخلت على رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة عثمان وفي
يدها مشط فقالت: خرج من عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا وقد
رجلت رأسه بهذا المشط فقال كيف تجدين أبا عبد الله؟ قلت:
بخير يا أبة! قال: أكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خلقا (طب
وأبو نعيم في المعرفة والديلمي، كر وقال: قال خ: لا أرى حفظه

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 85) وقال رواه الطبراني وفيه سعيد
ابن محمد الوراق وهو ضعيف. ص
41

لان رقية ماتت أيام بدر وأبو هريرة هاجر بعد ذلك بنحو من
خمس سنين أيام خيبر ولا يعرف للمطب سماعا من أبي هريرة ولا لمحمد
ابن المطلب ولا تقوم به الحجة انتهى).
36198 عن أبي هريرة قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة
فحذر منها، قالوا فما تأمر من أدركها منا؟ قال: عليكم بالأمين
وأصحابه وهو يشير إلى عثمان بن عفان (أبو نعيم، كر).
36199 عن حبيب كاتب مالك عن مالك عن ابن شهاب عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن عثمان بن عفان لما مات امرأته
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟
قال: أبكي على انقطاع صهري منك، قال: فهذا جبريل يأمرني
بأمر الله أن نزوجك أختها (ذكر وقال: كر أبي هريرة فيه غير
محفوظ والمحفوظ عن سعيد مرسلا ثم روي من طريق ابن لهيعة).
36200 عن عقيل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عثمان بن عفان وهو مغموم لهفان، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ما شأنك يا عثمان؟ قال: بأبي كأنت يا رسول الله وأمي!
وهل دخل على أحد من الناس ما دخل علي، توفيت بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي رحمها الله وانقطع الظهر وذهب الصهر فيما
42

بيني وبينك إلى آخر الأبد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتقول ذلك
يا عثمان؟ قال: أي والله! أقوله يا رسول الله! فبينما هو يحاوره
إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان: هذا جبريل يا عثمان! يأمرني عن
أمر الله أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها وعلى مثل
عشرتها فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها (قال كر: هذا مع إرساله
أصح من حديث مالك).
36201 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قبر ابنته
الثانية التي كانت عند عثمان فقال: ألا أبو أيم إلا أخو أيم يزوجها
عثمان ولو كن عشرا لزوجتهن عثمان! وما زوجتهن إلا بوحي
من السماء (عد، كر).
36202 عن أبي هريرة قال: اشترى عثمان بن عفان من رسول
الله صلى الله عليه وسلم الجنة مرتين بيع الخلق (1) يوم رومة ويوم جيش العسرة
(عد، كر).
36203 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقربها
فجاء رجل مقنع رأسه فقال: هذا وأصحابه يومئذ على الحق،

(1) الحديث في المستدرك للحاكم (3 / 107) وذلك بلفظ بيع الحق حيث
حفر بير معونة..) وقال الذهبي في إسناده عيسى بن المسيب ضعفه
أبو داود وغيره. ص
43

فأخذت بكتفي عثمان ثم رددت وجهه على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا
يا رسول الله؟ قال نعم (كر).
36204 عن أبي هريرة قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: يكون بعدي فتن وأمور، قلنا: فأين المنجأ منها يا رسول الله؟
قال: إلى الأمين وضربه وأشار إلى عثمان بن عفان (كر).
36205 عن ابن عباس قال: أول من هاجر إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان كما هاجر لوط إلى إبراهيم (عق، عد، كر).
36206 عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا عثمان
جالس يبكي على أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ومع رسول
الله صلى الله عليه وسلم صاحباه يعني أبا بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك
يا عثمان؟ قال: أبكي يا رسول الله أنه انقطع صهري منك، قال:
لا تبك، والذي نفسي بيده! لو أن عندي مائة بنت تموت واحدة
بعد واحدة زوجيك أخرى حتى لا يبقى من المائة شئ، هذا جبريل
أخبرني أن الله عز وجل أمرني أن أزوجك أختها رقية وأجعل
صداقها مثل صداق أختها (كر، وقال: كذا قال المحفوظ إن
الأولى رقية).
36207 عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أوحى إلي
أن أزوج كريمتي من عثمان (عد، قط، كر).
44

36208 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرني ربي
أن أزوج كريمتي من عثمان بن عفان (.. كر).
36209 عن ابن عباس أن أم كلثوم جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت: يا رسول الله! زوج فاطمة خير من زوجي، فأسكت (1)
رسول الله صلى الله عليه وسلم مليا (2) ثم قال: زوجك يحبه الله ورسوله ويحب
الله ورسوله، فأرأيتك لو دخلت الجنة فرأيت منزله لم تري أحدا
من الناس يعلوه في منزله (كر).
36210 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة!
ألا تستحيي ممن تستحيي منه الملائكة؟ إن الملائكة لتستحيي من
عثمان (الروياني، عد، كر).
36211 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع
عليكم رجل من أهل الجنة! فطلع عثمان بن عفان وفي لفظ:
أول من يدخل عليكم من هذا الفج رجل من أهل الجنة فدخل
عثمان بن عفان (كر وابن النجار).

(1) فأسكت: يقال: تكلم الرجل ثم سكت بغير ألف، فإذا انقطع كلامه
فلم يتكلم قيل: أسكت. النهاية 2 / 3 / 3. ب
(2) مليا: الملي: الزمان الطويل، ومنه قوله تعالى: " واهجرني مليا ".
المختار 503. ب
45

36212 عن ابن عباس قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة
فدخل في غدير ومعه أبو بكر وعمر يتماقلان أي يغوصان في الماء
فأهوى عثمان إلى ناحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
هذا أخي ومعي (كر).
36213 عن المهلب بن أبي صفرة قال: سألت أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم قلتم في عثمان أعلاها فوقا أي حظا ونصيبا
من الدنيا؟ قالوا: لأنه لم يتزوج رجل من الأولين والآخرين ابنتي
نبي غيره (كر).
36214 عن ابن عباس قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته
ليس عليه إلا إزار فطرحه بين رجليه وفخذاه خارجتان فجاء أبو بكر
يستأذن عليه فأذن له فدخل، ثم جاء عمر فأذن له فدخل، ثم جاء
عثمان فأذن له فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قام مسرعا حتى دخل البيت،
فشق ذلك على عائشة، فلما خرج القوم قالت: يا رسول الله! دخل
عليك أبو بكر وعمر فلم تغير عن حالك فلما جاء عثمان قمت، فقال:
يا عائشة! ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة! إن الملائكة تستحيي
من عثمان (ابن جرير).
36215 عن حفصة بنت عمر قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
46

عندي ذات يوم جالسا قد وضع ثوبه بين فخذيه فجاء أبو بكر
فاستأذن فأذن له وهو على هيئته، ثم عمر مثل هذه ثم علي ثم
أناس من أصحابه والنبي صلى الله عليه وسلم على هيئته، ثم جاء عثمان فاستأذن
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فتجلله ثم أذن له، فتحدثوا ثم خرجوا،
فقلت: يا رسول الله! جاء أبو بكر وعمر وعلي وسائر أصحابك
وأنت على هيئتك، فلما جاء عثمان تجللت ثوبك، فقال: ألا أستحيي
ممن تستحيي منه الملائكة؟ (حم، ع وأبو نعيم في المعرفة، كر).
36216 عن أبن عباس قال: أول من هاجر إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان كما هاجر لوط إلى إبراهيم (كر).
36217 عن عائشة قالت: مكث آل محمد صلى الله عليه وسلم أربعة أيام
ما طعموا شيئا حتى تضاغى (1) صبيانهم فدخل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا عائشة! هل أصبتم بعدي شيئا؟ فقلت: من أين إن لم يأتنا
الله به على يديك؟ فتوضأ وخرج مستحيا (2) يصلي ههنا مرة
وههنا مرة يدعو، فأتانا عثمان من آخر النهار فاستأذن، فهممت

(1) تضاغى: يقال: ضغا يضغو ضغوا وضغاء إذا صاح وضج، والتضاغي:
الصياح والبكاء. النهاية 3 / 92 ب
(2) مستخيا: وفي حديث البراق " فدنوت منه لأركبه، فأنكرني، فتحيا
مني " أي انقبض وانزوى لان من شأن الحيي أن ينقبض. النهاية 1 / 402. ب
47

أن أحجبه ثم قلت: هو رجل من مكاثير المسلمين لعل الله ساقه
إلينا ليجري لنا على يديه خيرا فأذنت له، فقال: يا أماه! أين
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: يا بني! ما طعم آل محمد مذ أربعة
أيام شيئا فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم متغيرا ضامر البطن، فأخبرته بما
قال لها وبما ردت عليه، فبكي عثمان ثم قال: مقتا للدنيا يا أم المؤمنين!
ما كنت بحقيقة أن ينزل بك هذا ثم لا تذكريه لي ولعبد الرحمن
ابن عوف ولثابت بن قيس ونظرائنا من مكاثير المسلمين، ثم خرج فبعث
إلينا بأحمال من الدقيق وأحمال من الحنطة وأحمال من التمر وبمسلوخ (1)
وثلاثمائة في صرة ثم قال: هذا يبطئ عليكم فأتانا بخبز وشواء
كثير فقال: كلوا أنتم هذا وضعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يجئ ثم
أقسم علي أن لا يكون مثل هذا إلا أعلمته إياه، ودخل رسول الله
فقال: يا عائشة! هل أصبتم بعدي شيئا؟ قلت: نعم يا رسول الله!
قد علمت أنك إنما خرجت تدعو الله ولقد علمت أن الله لن يردك
عن سؤالك، قال: فما أصبتم؟ قلت: كذا وكذا حمل بعير دقيقا
وكذا وكذا حمل بعير حنطة وكذا وكذا حمل بعير تمرا وثلاثمائة
درهم في صرة وخبز وشعواء كثير، فقال: ممن؟ قلت من

(1) بمسلوخ: المسلوخ: الشاة التي سلخ عنها الجلد. المختار 244. ب
48

عثمان بن عفان دخل علي فأخبرته فبكى وذكر الدنيا بمقت وأقسم
علي أن لا يكون فينا مثل هذا إلا أعلمته فما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى خرج إلى المسجد ورفع يديه وقال: اللهم! إني قد رضيت عن
عثمان فارض عنه ثلاثا (أبو نعيم في فضائل الصحابة، كر وابن
قدامة في كتاب البكاء والرقة، وأبو نعيم).
36218 عن عائشة قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا يديه
حتى يبدو ضبعه إلا عثمان بن عفان إذا دعا له (كر).
36219 عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا
في بيته كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو
على تلك الحال فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث،
ثم أستأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه فدخل فتحدث،
فلما خرج قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! دخل أبو بكر فلم
تجلس ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهش له ولم تباله ثم دخل عثمان
فجلست وسويت ثيابك! فقال: ألا أستحيي من رجل تستحيي
منه الملائكة (م (1)، ع د ابن جرير).
36220 عن عائشة قالت: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عثمان بن
عفان رقم (2401). ص
49

وهو كاشف عن فخذه فأذن له، ثم استأذن عمر فأذن له وهو
كهيئته، ثم استأذن عثمان فأهوى إلى ثوبه فجذبه، فقلت: يا رسول الله!
كأنك كرهت أن يراك عثمان، فقال: إن عثمان ستير حي تستحيي
منه الملائكة (ع، كر).
36221 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان معها في لحاف
إذ جاء أبو بكر يستأذن له فدخل وخرج، وجاء عثمان فقال: شدي
عليك ثيابك، فدخل وخرج، فقلت: يا رسول الله! جاء أبو بكر
فأذنت له وجاء عثمان فلم تأذن له حتى شددت علي ثيابي! فقال: إن
عثمان يستحيي من الله وإني أستحيي منه (كر).
36222 عن أم كلثوم بنت ثمامة قالت: قلت لعائشة:
نسألك عن عثمان فان الناس قد أكثروا علينا فيه، قالت عائشة:
لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عثمان في هذا البيت في ليلة قائظة (1)
والنبي صلى الله عليه وسلم يوحى إليه جبريل وكان إذا أوحي إليه ينزل عليه ثقلة
شديدة قال الله عز وجل (إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا.) وعثمان
يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اكتب عثمان! وما كان الله لينزل
تلك المنزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رجلا كريما (كر).

(1) قائظة: أي شديدة الحر. النهاية 4 / 132. ب
50

36223 عن أبي بكر العدوي قال: سألت عائشة: هل
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد من أصحابه عند موته!
قالت: معاذ الله! غير أني سأخبرك، ثم أقبلت على حفصة فقالت:
يا حفصة! أنشدك بالله أن تصدقيني بباطل وأن تكذبيني بحق،
قالت عائشة: هل تعلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمي عليه
فقلت: أفرغ؟ فقلت: لا أدري، فقال: ائذنوا له، فقلت:
أبي؟ فسكت، فقلت أنت: أبي؟ فسكت، ثم أغمي عليه
أشد من الأولى فقلت: أفرغ؟ فقلب: لا أدري، ثم أفاق فقال:
ائذنوا له، فقلت أنت: أبي؟ فسكت فقلت أنت: أبي؟ ثم أغمي
عليه اغماة أشد من الأولين حتى ظننا أنه قد فرغ، فقلت: أفرغ؟
فقلت: لا أدري، ثم أفاق فقال: ائذنوا له، فقلت: أبي؟ فسكت،
فقلت أنت: أبي؟ فسكت، فقلت: أتعلمين أن على الباب رجلا
ائذنوا له، فإذا عثمان وكان من أشد هذه الأمة حياء وهو على الباب،
فأذنوا له فدخل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ادنه، فدنا،
فقال: ادنه، فدنا، فقال: ادنه، فدنا حتى أمكن يده رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجعلها وراء عنقه ثم ساره، فلما فرغ قال: أسمعت؟
قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، ثم وضع يده وراء عنقه ثم ساره،
51

فلما فرغ قال: أسمعت؟ قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، ثم وضع
يده وراء عنقه ثم ساره، فلما فرغ قال: أسمعت؟ قال: سمعته
أذناي ووعاه قلبي، ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة: أخبره
أنه مقتول وأمره أن يكف يده (كر).
36224 عن عائشة قالت: دخل عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم وهو
محلل الأزرار فزر عليه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه وقال: كيف أنت يا عثمان
إذا لقيتني وفي لفظ: إذا جئتني يوم القيامة وأوداجك تشخب
دما؟ فأقول: من فعل بك هذا؟ فتقول: بين امرئ قاتل وخاذل،
فبينما نحن كذلك إذ ينادي مناد من تحت العرش: ألا! إن عثمان
ابن عفان قد حكم في أصحابه، فقال عثمان: لا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم (كر وفيه هشام بن زياد أبو المقدام متروك).
36225 عن عائشة قالت: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته أم كلثوم
قال لام أيمن: هيئ ابنتي أم كلثوم وزفيها إلى عثمان وخفقي
بين يديها بالدف، ففعلت ذلك، فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثالثة فدخل
عليها فقال: كيف وجدت بعلك؟ قالت: هو خير بعل: فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: أما! إنه أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد (عد
وقال: تفرد به عمرو بن الأزهر).
52

36226 عن عائشة قالت: سمعت خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: أوحى الله إلي أن أزوج كريمتي عثمان بن عفان. قال يوسف
المسفر: يعني رقية وأم كلثوم (كر).
36227 عن عائشة قالت: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عثمان
فدعاه فأقبل إليه فسمعته يقول: يا عثمان! إن الله لعله يقمصك
قميصا، فان أرادوك على خلعه فلا تخلعه ثلاثا (ش).
36228 عن ابن عمر قال: كنت شاهد النبي صلى الله عليه وسلم: في حائط
نخل فاستأذن أبو بكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائذنوا له وبشروه بالجنة،
ثم استأذن عمر فقال: ائذنوا له وبشروه بالجنة، ثم استأذن عثمان فقال:
ائذنوا له وبشروه بالجنة على بلوى تصيبه، فدخل يبكي ويضحك،
قال عبد الله: فأنا يا نبي الله! قال: أنت مع أبيك (كر).
36229 عن ابن عمر قال: ذكر عثمان بن عفان عند النبي
صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك النور، فقيل له: ما النور؟
قال: النور شمس في السماء والجنان والنور يفضل على الحور العين،
وإني زوجته ابنتي فذلك سماه الله عند الملائكة ذا النور وسماه في
الجنان ذا النورين، فمن شتم عثمان فقد شتمني (كر).
36230 عن ابن عمر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش
53

العسرة يقول: ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا (كر).
36231 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري
لنا بئر رومة فيجعلها صدقة للمسلمين سقاه الله يوم القيامة من العطش
فاشتراها عثمان بن عفان فجعلها صدقة للمسلمين، قال ابن عمر: لما جهز
عثمان جيش العسرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم! لا
تنساها لعثمان (عد، كر).
36232 عن ابن عمر أنه ذكر عثمان فقال: فعل كذا وفعل
كذا وجهز جيش العسرة (كر).
36233 عن ابن عمر قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعائشة
وراءه إذا استأذن أبو بكر فدخل ثم استأذن عمر فدخل ثم استأذن
علي فدخل ثم استأذن سعد بن مالك فدخل، ثم استأذن عثمان بن
عفان فدخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث كاشفا عن ركبتيه فمد ثوبه على
ركبتيه وقال لامرأته: استأخري عني؟ فتحدثوا ساعة ثم خرجوا،
قالت عائشة: فقلت. يا رسول الله! دخل عليك أصحابك فلم
تصلح ثوبك على ركبتيك ولم تؤخرني عنك حتى دخل عثمان! فقال:
يا عائشة! ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة؟ والذي نفس
محمد بيده! إن الملائكة لتستحيي من عثمان كما تستحيي من الله ورسوله،
54

ولو دخل وأنت قريبة مني لم يرفع رأسه ولم يتحدث وخرج
(ع، كر).
36234 عن ابن عمر قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتى
رجل فصافحه فلم ينزع يده من يد الرجل حتى انتزع الرجل يده،
ثم قال له: يا رسول الله؟ ما عثمان؟ قال: ذاك امرؤ من أهل
الجنة (طب، كر).
36235 عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أسري
بي إلى السماء فصرت إلى السماء الرابعة سقط في حجري تفاحة،
فأخذتها بيدي فانفلقت فخرج منها حوراء تقهقه، فقلت لها:
تكلمي لمن أنت؟ قالت: للمقتول شهيدا عثمان بن عفان (خط،
كر وقال: هذا الحديث منكر بهذا الاسناد، وكل رجاله ثقات سوى
أبي جعفر محمد بن سليمان بن هشام والحمل فيه عليه).
36236 قال ابن عساكر أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله
حدثنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى
الحافظ حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق حدثنا أيوب بن محمد
الوزان حدثنا الوليد بن الوليد حدثني ابن ثوبان عن بكر بن عبد الله
المزني عن أبيه عن ابن عباس عن أم كلثوم أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم
55

فقالت: يا رسول الله! زوجت فاطمة خيرا من زوجي! فأسكت
النبي صلى الله عليه وسلم مليا ثم قال: زوجتك من يحبه الله ورسوله ويحب الله
ورسوله! فلما ولت دعاها فقال: كيف قلت؟ قالت: قلت:
زوجتك من يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، قال: نعم،
وأزيدك: لو قد دخلت الجنة فرأيت منزله لم تري أحدا من
أصحابي يعلوه في منزله (قال كر: رواه غيره عن أيوب فقال:
إن أم كلثوم).
36237 عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ماتت
ابنته الثانية: ألا أبا أيم أو أخاها يزوج عثمان؟ فلو كانت عندنا ثالثة
لزوجناه (كر).
36238 عن الحسن قال: إنما سمي عثمان ذا النورين لأنه
لا يعلم أحد أغلق بابه على ابنتي نبي غيره (كر).
36239 عن الحسن أن عثمان جاء بدنانير في غزوة تبوك
ولفظ كر: يوم حنين فنثرها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل
يقلبها ويقول: ما على عثمان ما عمل بعد هذا (ش، كر وقال:
كذا قال: يوم حنين، وإنما هو: يوم تبوك).
36240 عن الحسن قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه عثمان
56

عانقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد عانقت أخي عثمان،
فمن كان له أخ فليعانقه (كر).
36241 عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليدخلن
الجنة بشفاعة رجل من أمتي عدد ربيعة ومضر، قيل: من هو
يا رسول الله؟ قال: عثمان بن عفان (كر).
36242 عن الحسن قال: كان عثمان خير ابني آدم (كر).
36243 عن زيد بن أسلم قال: بعث عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم
بناقة صهباء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم جوزه على الصراط (كر).
36244 عن الحسن قال: جهز عثمان تسعمائة وخمسين ناقة
وخمسين فرسا أو قال: تسعمائة وسبعين ناقة وثلاثين فرسا يعني
في غزوة تبوك (كر).
36245 عن حسان بن عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: غفر
الله لك يا عثمان! ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت
وما أخفيت وما أبديت وما هو كائن إلى يوم القيامة (ش وأبو نعيم
في فضائل الصحابة، كر).
36246 عن عصمة بن مالك الخطمي قال: لما ماتت بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
57

زوجوا عثمان، لو كان لي ثالثة لزوجته، وما زوجته إلا بالوحي
من الله (كر).
36247 عن أبي إسحاق قال: قال رجل لعلي بن طالب: إن
عثمان في النار، قال: ومن أين علمت؟ قال: لأنه أحدث أحداثا،
فقال له علي: أتراك لو كانت لك بنت أكنت تزوجها حتى تستشير؟
قال: لا، قال: أفرأي هو خير من رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنتيه؟
وأخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم أكان إذا أراد أمرا يستخير الله أو لا
يستخيره؟ قال: لا بل كان يستخيره، قال: أفكان الله يخير له
أم لا؟ قال: بل يخير له، قال: فأخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
اختار الله في تزويجه عثمان أم لم يختر له؟ ثم قال له: لقد تجردت
لك لأضرب عنقك فأبى الله ذلك، أما والله لو قلت غير ذلك ضربت
عنقك (كر).
36248 عن أبي الجنوب (1) عن علي قال: لقد صنع رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثمان أمرا ما صنعه بي ولا بأبي بكر ولا بعمر، قلتا: وما
صنع به؟ قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا وقدمه وساقه

(1) أبو الجنوب بفتح الجيم وضم النون: وهو عقبة بن علقمة بن علقمة اليشكري الكوفي
قال أبو حاتم ضعيف الحديث. تهذيب التهذيب لابن حجر 7 / 247. ص
58

مكشوفة إلى رأس ركبته وساقه في ماء بارد كان يضرب عليه
عضلة ساقه فكان إذا جعله في ماء بارد سكن عنه، فقلت:
يا رسول الله! ما لك لا تكشف عن الركبة؟ فقال: إن الركبة
من العورة يا علي! فبينا نحن حوله إذ طلع علينا عثمان فغطى ساقه
وقدمه بثوبه، فقلت: سبحان الله يا رسول الله! كنا حولك وساقك
وقدمك مكشوفة فلما طلع علينا عثمان غطيته! فقال: ألا استحيي
ممن تستحيي منه الملائكة؟ ثم طلع علينا عمر فقال: يا رسول الله!
ألا أعجبك من عثمان؟ قال: وما ذاك؟ قال: مررت به آنفا
وهو حزين كئيب فقلت: يا عثمان! ما هذا الحزن والكآبة التي
بك؟ قال: ما لي لا أحزن يا عمر وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: كل نسب وصهر مقطوع يوم القيامة إلا نسبي وصهري
وقد قطع صهري من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فعرضت عليه حفصة
بنت عمر فسكت عني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر! أفلا أزوج
حفصة من هو خير من عثمان؟ قال: بلى يا رسول الله! فتزوج
رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة في ذلك المجلس وزوج عثمان بنته الأخرى،
فقال بعض من حسد عثمان: بخ بخ يا رسول الله! تزوج عثمان
بنتا بعد بنت! فأي شرف أعظم من ذا؟ قال: لو كان لي أربعون
59

بنتا زوجت عثمان واحدة بعد واحدة حتى لا تبقى منهن واحدة،
ونظر إلى عثمان فقال: يا عثمان! أين أنت وبلوى تصيبك من بعدي؟
قال: ما أصنع يا رسول الله؟ قال: صبرا صبرا يا عثمان حتى تلقاني
والرب عنك راض (ص، كر).
36249 عن كثير بن مرة قال: سئل علي عن عثمان قال:
نعم يسمى في السماء الرابعة ذا النورين، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
واحدة بعد أخرى، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بيتا يزيده
في المسجد غفر الله له، فاشتراه عثمان فزاده في المسجد، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يبتاع مربد بني فلان فيجعله صدقة للمسلمين
غفر الله له! فاشتراه عثمان فجعله صدقة على المسلمين، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من يجهز هذا الجيش يعني جيش العسرة غفر الله له!
فجهزهم عثمان حتى لم يفقدوا عقالا (كر).
36250 عن محمد بن جعفر عن آبائه عن علي قال: دخلت
على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستلق رافعا رجلا عن رجل وفخذه مكشوفة
فدخل عليه أبو بكر وعمر، ثم جاء عثمان فاستأذن فلم يدخل حتى
أرخى النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه فغطاها، فقلت له: بأبي أنت وأمي
يا رسول الله! قد كنا عندك جماعة فما غطيتها وجاء عثمان فغطيتها!
60

فقال: إني لأستحيي ممن استحيت منه الملائكة (كر).
36251 عن نعيم بن أبي هند قال: كان الناس بالكوفة إذا
سمعوا أحدا يذكر عثمان بخير ضربوه، فقال لهم علي: لا تفعلوا
وائتوني به، فقال رجل: قتل عثمان شهيد، فأتوا به عليا فقالوا:
إن هذا يقول: إن عثمان قتل شهيدا، فقال له علي: وما علمك؟
قال: أتذكر يوم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني أوقية وأعطاني
أبو بكر أوقية وأعطاني عمر أوقية وأعطاني عثمان أوقية ولم يكن
عند أبي حسن شئ فأعطاني عنه عثمان أوقية فقلت: يا رسول الله!
ادع الله أن يبارك لي، قال: وما لك لا يبارك لك ولم يعطك
إلا نبي أو صديق أو شهيد؟ فقال علي خلوا سبيل الرجل
(الشاشي، كر).
36252 عن علي قال: لقد سبق في عثمان من رسول الله
صلى الله عليه وسلم سوابق لا يعذبه الله بعدها أبدا (كر).
36253 (أيضا) عن ثابت بن عبيد أن رجلا قال لعلي:
يا أمير المؤمنين! إني أرجع إلى المدينة وإنهم سائلي عن عثمان فماذا
أقول لهم؟ قال: أخبرهم أن عثمان كان من الذين (آمنوا وعملوا الصالحات ثم
اتقوا وامنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين.) (ابن مردويه، كر).
61

36254 عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان:
يا أبا عمرو (كر).
36255 (مسند علي رضي الله عنه) عن الحسن قال: لما كان
من بعض فتح الناس ما كان جعل رجل يسأل عن أفاضل أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل لا يسأل أحدا إلا دله على سعد بن مالك،
فقال له: أخبرني عن عثمان، قال: إذ كنا نحن جميعا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان أحسننا وضوءا وأطولنا صلاة وأعظمنا نفقة في سبيل
الله (كر).
36256 عن علي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لو كان لي
أربعون بنتا لزوجت عثمان واحدة بعد واحدة حتى لا تبقى منهن
واحدة (ابن شاهين، كر، وفيه العلاء بن عمر الحنفي، قال حب:
لا يحتج به).
36257 عن عبد الرحمن بن عوف أنه شهد ذلك حين
أعطى عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجز به جيش العسرة وجاء
بسبعمائة أوقية ذهبا (ع، كر).
36258 عن أسامة بن زيد قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
62

منزل عثمان بصحفة (1) فيها لحم فدخلت عليه فإذا هو جالس مع
رقية، ما رأيت زوجا أحسن منهما، فجعلت مرة أنظر إلى وجه
عثمان ومرة أنظر إلى وجه رقية، فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لي: دخلت عليهما؟ قلت: نعم، قال: هل رأيت زوجا أحسن
منهما؟ قلت: لا يا رسول الله! وقد جعلت أنظر إلى وجه رقية ومرة
أنظر إلى وجه عثمان البغوي، كر).
36259 عن أنس أن أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة
بأهله عثمان بن عفان، فخرج وخرج معه بابنة النبي صلى الله عليه وسلم، فاحتبس
على النبي صلى الله عليه وسلم خبرهما، فجعل يخرج يتوكف (2) الاخبار، فقدمت
امرأة من قريش من أرض الحبشة فسألها فقالت: يا أبا القاسم!
رأيتهما، قال: على أي حال رأيتهما؟ قالت: رأيته وقد حملها على
حمار من هذه الذبابة وهو يسوق بها يمشي خلفها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم

(1) بصحفة: الصحفة كالقصعة، والجمع صحاف. قال الكسائي: أعظم
القصاع الجفنة، ثم القصعة تليها تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة
ثم المئكلة تشبع الرجلين والثلاثة، ثم الصحيفة تشبع الرجل.
المختار 282. ب
(2) يتوكف: توكف الخبر إذا انتظر وكفه: أي وقوعه. النهاية
5 / 221. ب.
63

صحبهما الله، إن كان عثمان بن عفان لأول من هاجر إلى الله بأهله
بعد لوط (طب، ق في..، كر).
36260 (أيضا) عن عيسى بن طهمان عن أنس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وسع لنا في مسجدنا هذا بنى الله له بيتا في
الجنة! فاشترى البيت عثمان فوسع به في المسجد (عق، كر).
36261 عن أنس قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان
كان عثمان بن عفان بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، فبايع الناس
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم! إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله
قضرب بإحدى يديه على الأخرى، وكان يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني
لعثمان خيرا من أيديهم لأنفسهم (كر).
36262 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة
فوضعت في يدي تفاحة فجعلت أقلبها في يدي، فبينا أنا أقلبها
في يدي فانفلقت عن حوراء مرضية كأن حاجبيها مقاديم (1) أجنحة
النسور، فقلت: لمن أنت؟ قالت: للمقتول ظلما عثمان بن عفان (كر).
36263 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة

(1) مقاديم: قوادم الطير: مقاديم ريشه، وهي عشر في كل جناح، الواحدة:
قادمة، القدامى أيضا. المختار 414. ب
64

فتناولت تفاحة فكسرتها فخرج منها حوراء أشفار عينيها كريش
النسر، قلت: لمن أنت؟ قالت: لعثمان بن عفان (كر).
36264 عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدخلت الجنة
فناولني جبريل تفاحة فانفلقت في يدي فخرجت منها جارية كأن
أشفار عينيها مقاديم النسور، فقلت لها: لمن أنت؟ فقالت: أنا
للمقتول بعدك ظلما عثمان بن عفان (كر).
36265 (أيضا) عن بكر بن المختار بن فلفل عن أبيه عن
أنس قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط بالمدينة فجاء رجل فاستفتح
الباب، فقال: يا أنس! انظر من هذا؟ فخرجت فإذا أبو بكر
الصديق، فقلت: أبو بكر الصديق، قال: ارجع وافتح له وبشره
بالجنة وأخبره أنه الخليفة من بعدي، فخرجت فأخبرته، ثم جاء آخر
فاستفتح الباب، فقال: انظر من هذا؟ فخرجت فإذا عمر بن الخطاب،
قلت: عمر، قال: ارجع وافتح له وبشره بالجنة وأخبره أنه الخليفة
من بعد أبي بكر، فخرجت فأخبرته، ثم جاء آخر فاستفتح الباب،
قال: انظر من هذا؟ فخرجت فإذا هو عثمان، قلت: عثمان بن
عفان، قال: ارجع فافتح له وبشره بالجنة وأخبره أنه الخليفة من بعد
عمر وأنه سيبلغ منه يهراق دمه فعليك بالصبر (كر).
65

36266 (أيضا) عن عبد الاعلى بن أبي المساور عن المختار
ابن فلفل قال: سمعت أنس بن مالك يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم وخرجت معه فدخل حائطا من حيطان الأنصار فدخلت
معه وقال يا أنس! أغلق الباب، فأغلقت الباب فإذا رجل يقرع
الباب، فقال: يا أنس افتح لصاحب الباب وبشره بالجنة وأخبره أنه
يلي أمتي من بعدي، فذهبت أفتح له وما أدري من هو؟ فإذا هو
أبو بكر، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله ودخل، ثم جاء
رجل آخر فقرع الباب، فقال: يا أنس! افتح لصاحب الباب
وبشره بالجنة وأخبره أنه يلي أمتي من بعدي أبي بكر، فذهبت
أفتح له وما أدري من هو؟ فإذا هو عمر بن الخطاب، فأخبرته بما
قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله ودخل، ثم جاء آخر فقرع الباب، فقال:
يا أنس! افتح لصاحب الباب وبشره بالجنة وأخبره أنه يلي أمتي من
بعد أبي بكر وعمر وأنه سيلقى منهم بلاء يتلفون دمه، فذهبت
أفتح له وما أدري من هو؟ فإذا هو عثمان بن عفان، ففتحت له الباب
وأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله واسترجع (كر).
36267 (مسند أنس) عن أبي حصين عن المبارك بن فلفل
أخي المختار بن فلفل عن أنس قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل إلى بستان
66

فأتى آت فدق الباب، فقال: يا أنس! قم فافتح له الباب وبشره
بالجنة والخلافة من بعدي، قلت: يا رسول الله! أعلمه؟ فقال:
أعلمه، فخرجت فإذا أبو بكر، قلت له: أبشر بالجنة وأبشر
بالخلافة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاء آت فدق الباب، فقال:
يا أنس! قم فافتح له الباب وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد أبي بكر
قلت: يا رسول الله! أعلمه؟ فقال: أعلمه، فخرجت فإذا عمر،
فقلت: أبشر بالجنة وأبشر بالخلافة من بعد أبي بكر، ثم جاء آت
فدق الباب، فقال: يا أنس! قم فافتح له الباب وبشره بالجنة وبالخلافة
من بعد عمر وأنه مقتول، فخرجت فإذا عثمان، قلت: أبشر بالجنة
وبالخلافة من بعد عمر وأنك مقتول، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله! والله ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني
منذ بايعتك بها، قال: هو ذاك يا عثمان (كر، ورواه ع، كر
من طريق عبد الله بن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس).
36268 (أيضا) عن أبي حازم عن أنس قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط من حوائط المدينة فجاء أبو بكر فاستأذن،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة، فجلس على رأسه البئر
ودلى رجليه كما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع، ثم جاء عمر فاستأذن،
67

فقال: افتح له وبشره بالجنة، فدخل فصنع مثل ما رآهم صنعوا، ثم
استأذن علي، فقال: افتح له وبشره بالجنة، فصنع مثل ما رآهم
صنعوا، ثم جاء عثمان، قال: افتح له وبشره بالجنة بعد بلاء شديد
يصيبه، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم غطى ركبتيه، فقالوا: يا رسول الله!
ما لك لم تصنع هذا حين جئنا وصنعته حين جاء عثمان؟ فقال: ألا
استحيي من رجل يستحيي منه الملائكة (كر).
36269 عن أنس أن عثمان أحد الحواريين حواري رسول الله
صلى الله عليه وسلم (كر).
36270 عن أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بينا أنا جالس إذ جاءني جبريل فحملني فأدخلني جنة ربي، فبينا أنا
جالس في الجنة إذ جعلت في يدي تفاحة فانفلقت التفاحة بنصفين
فخرجت منها جارية لم أر جارية أحسن منها حسنا ولا أجمل منها
جمالا تسبح تسبيحا لم يسمع الأولون والآخرون بمثله، فقلت: من
أنت يا جارية؟ قالت: أنا من الحور العين، خلقني الله تعالى من
نور عرشه، فقلت: لمن أنت؟ قالت: أنا للخليفة المظلوم عثمان
ابن عفان (كر، طب).
36271 (مسند عثمان) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:
68

أشرف عثمان من القصر وهو محصور فقال: أنشد بالله من سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله (1) برجله ثم قال
له: أسكن حراء! فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد وأنا
معه، فانتشد له رجال، فقال: أنشد بالله من شهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة قال:
هذه يدي وهذه يد عثمان رضي الله عنه فبايع لي، فانتشد له رجال،
قال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يوسع لنا بهذا
البيت في المسجد ببيت له في الجنة؟ فابتعته بمالي فوسعت به،
فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
جيش العسرة قال: من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ فجهزت نصف
الجيش من مالي، فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله من شهد رومة
يباع ماؤها لابن السبيل، فابتعتها بمالي وأبحتها لابن السبيل، قال:
فانتشد له رجال (حم، ن والشاشي، قط وابن أبي عاصم، ص).
36272 (أيضا) عن الأحنف بن قيس قال: انطلقنا
حجاجا فمررنا بالمدينة فدخلنا المسجد فإذا علي بن أبي طالب والزبير
وطلحة وسعد بن أبي وقاص فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان

(1) فركله: أي: رفسه. النهاية 2 / 260. ب
69

عليه ملاءة صفراء قد قنع بها رأسه فقال: أههنا علي؟ قالوا: نعم،
قال أههنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أههنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال:
أههنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو
أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان غفر
الله له، فابتعته بعشرين ألفا أو بخمسة وعشرين ألفا، فأتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعته، فقال: اجعله في مسجدنا وأجره
لك؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع بئر رومة غفر الله له، فابتعتها
بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعتها، فقال:
اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله
الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم
يوم جيش العسرة فقال: من يجهز هؤلاء غفر الله له، فجهزتهم
حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا؟ قالوا: نعم، قال اللهم اشهد!
اللهم اشهد! اللهم اشهد ثم انصرف (ش، حم، ن، ع وابن خزيمة،
حب، قط وابن أبي عاصم في السنة، ض).
36273 عن سعيد بن المسيب قال: قال علي لعثمان،: اشتريت
ضيعة آل فلان وتوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في مائها حق، أما! إني
70

قد علمت أن لا يشتريها غيرك (طس).
36274 (مسند عثمان) عن قيس بن أبي حازم قال: حدثني
أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار حين حصر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عهد إلي عهدا فأنا صابر عليه، قال قيس: فكانوا يرونه ذلك
اليوم (ابن سعد، حم، ش، ت وقال: حسن صحيح، وابن أبي عاصم
في السنة، ع، حل، ص).
36275 عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك ستبتلى
بعدي فلا تقاتلن (ع، ص).
36276 (أيضا) عن أبي سهلة مولى عثمان قال: قلت
لعثمان يوم الدار: قاتل يا أمير المؤمنين! قال: لا والله لا أقاتل!
قد وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا فأنا صابر عليه (كر، ص).
36277 (أيضا) عن شقيق قال: لقي عبد الرحمن بن
عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد: ما لي أراك قد جفوت أمير
المؤمنين عثمان؟ فقال له عبد الرحمن: أبلغه أني لم أفر يوم عينين
يعني يوم أحد ولم أتخلف يوم بدر ولم أترك سنة عمر، قال
فانطلق فخبر ذلك عثمان، قال فقال: أما قوله: إني لم أفر يوم
عينين، فكيف يعيرني بذلك وقد عفا الله عني؟ فقال: (إن الذين
71

تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا
ولقد عفا الله عنهم)، وأما قوله: إني تخلفت عن بدر، فاني كنت
أمزض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت وقد ضرب لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمي، ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه
فقد شهد، وأما قوله إني لم أترك سنة عمر، فاني لا أطيقها ولا
هو، فأته فحدثه بذلك (حم، ع، طب والبغوي في مسند
عثمان، ض).
36278 (أيضا) عن سعيد ين العاص، أن عائشة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان حدثاه أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو مضجع على فراشه لابس مرط عائشة فأذن لأبي بكر وهو
كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو
على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم
استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة: أجمعي عليك ثيابك، فقضيت
إليه حاجتي ثم انصرفت، قالت عائشة: يا رسول الله! مالي لم أرك
فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن عثمان رجل حي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال
72

أن لا يبلغ إلي في حاجته (حم، م (1) وأبو عوانة، ع وابن
أبي عاصم، ق).
36279 (أيضا) عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: لما
حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره ثم قال: أذكركم بالله هل
تعلمون أن حراء حين انتفض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أثبت حراء!
فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، قالوا: نعم، قال أذكركم
بالله هل تعلمون أن رسول لله صلى الله عليه وسلم قال في جيش العسرة من ينفق
نفقة متقبلة والناس مجهدون معسرون، فجهزت ذلك الجيش؟
قالوا نعم، ثم قال: أذكركم بالله تعلمون أن رومة لم يكن يشرب
منها أحد إلا بثمن فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل؟ قالوا:
اللهم نعم وأشياء عدها (ت، قال: حسن صحيح، (2) ن
والشاشي وابن خزيمة، حب والبغوي في مسند عثمان، ك، ص،
قط، ق).
36280 عن ثمامة بن حزن القشيري قال: شهدت الدار

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عثمان
رقم 2402. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب فضائل الصحابة باب رقم 76 ورقم الحديث
3783. ص
73

حين أشرف عليهم عثمان فقال: أنشدكم بالله وبالاسلام هل تعلمون
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ليس بها ماء يستعذب غير بئر
رومة فقال: من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلاء المسلمين
بخير له منها في الجنة، فاشتريتها من صلب مالي؟ فأنتم اليوم
تمنعوني أن أشرب منها حتى أشرب من ماء البحر! قالوا: اللهم نعم،
فقال: أنشدكم بالله والاسلام هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بقعة آل فلان فيزيدها في
المسجد بخير له منها في الجنة، فاشتريتها من صلب مالي؟ فأنتم
اليوم تمنعوني أن أصلي فيها ركعتين! قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم
بالله وبالاسلام هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالوا:
اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله والاسلام هل تعلمون أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان على ثبير مكة ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك الجبل حتى
تساقطت حجارته بالحضيض قال: فركضه برجله فقال: أسكن
ثبير! فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان؟ قالوا: اللهم نعم، قال:
الله أكبر شهدوا لي ورب الكعبة أني شهيد ثلاثا (ت وقال حسن (1) ن، ع وابن خزيمة، قط وابن أبي عامر، ق، ض).

(1) أخرجه الترمذي كتاب فضائل الصحابة رقم 3787 وقال حسن. ص
74

36281 عن عثمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زوجني
ابنته الأخرى وفي لفظ: بعد موت ابنته الأخيرة يا عثمان!
لو أن عندي عشرا لزوجتكهن واحدة بعد واحدة فإني عنك راض
(طس، (1) قط في الافراد، كر).
36282 (أيضا) عن سعيد بن المسيب قال: رفع عثمان
صوته على عبد الرحمن بن عوف فقال له عبد الرحمن: لأي شئ ترفع
صوتك وقد شهدت بدرا ولم تشهد، وبايعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ولم
تبايع، وفررت يوم أحد ولم أفر؟ فقال له عثمان: أما قولك:
أنك شهدت بدرا ولم أشهد، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني على ابنته
وضرب لي بسهم وأعطاني أجري، وأما قولك: بايعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبايع، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أناس من المشركين
وقد علمت ذلك فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله فقال: هذه
لعثمان بن عفان، فشمال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يميني، وأما
قولك: فررت يوم أحد ولم أفر، فان الله تعالى قال: (إن
الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 83) وقال رواه الطبراني في الأوسط
وفيه محمد بن زكريا الغلابي. ص
75

ما كسبوا لقد عفا الله عنهم) فلم تعيرني بذنب قد عفا الله
عنه (البزار، كر) (1)
36283 (أيضا) عن عبيد الحميري قال: كنت عند عثمان
حين حوصر فقال: ههنا طلحة؟ قالوا نعم، فقال: نشدتك الله
أما علمت أنا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ليأخذ كل رجل
منكم بيد جليسه ووليه وانه جليسه ووليه في الدنيا والآخرة،
فأخذت أنت بيد فلان وأخذ فلان بيد فلان حتى أخذ كل رجل
بيد صاحبه وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: هذا جليسي في الدنيا
ووليي في الآخرة؟ قال: اللهم نعم (ابن أبي عاصم والشاشي، كر
والبزار، وفي مسنده خارجة بن مصعب ضعيف، وقال عد: هو ممن
يكتب حديثه، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: قال حب:
خارجة يدلس عن الكذابين).
36284 (أيضا) عن عبد العزيز الزهري عن محمد بن
عبد الله بن عمرو بن عثمان عن أبيه عن جده قال: كان إسلام
عثمان بن عفان فيما حدثنا به عن نفسه قال: كنت رجلا

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 85) وقال رواه البزار وإسناده
حسن. ص
76

مستهترا (1) بالنساء فأنا ذات ليلة بفناء الكعبة قاعد في رهط من
قريش إذ أتينا فقيل لنا: إن محمدا قد أنكح عتبة بن أبي لهب من
رقية ابنته وكانت رقية ذات جمال رائع قال عثمان: فدخلتني
الحسرة لم لا أكون أنا سبقت إلى ذلك، فلم ألبث أن انصرفت
إلى منزلي فأصبت خالة لي قاعدة وهي سعدى بنت كريز بن ربيعة
ابن حبيب بن عبد شمس وكانت قد طرقت وتكهنت عند قومها فلما
رأتني قالت:
أبشر وحييت ثلاثا تترى * ثم ثلاثا وثلاثا أخرى
ثم بأخرى كي تتم عشرا * أتاك خير ووقيت الشرا
أنكحت والله حصانا زهرا * وأنت بكر ولقيت بكرا
وافيتها بنت عظيم قدرا * بنت امرئ لقد أشاد ذكرا
قال عثمان: فعجبت من قولها وقلت: يا خالة! ما تقولين؟ فقالت:
يا عثمان!
لك الجمال ولك اللسان * هذا نبي معه البرهان
أرسله بحقه الديان * وجاءه التنزيل والفرقان
فاتبعه لا تغتالك الأوثان

(1) مستهترا: يقال: فلان مستهتر بالشراب - بفتح التاءين - أي: مولع
به لا يبالي بما قبل فيه. المختار 546. ب
77

قلت: يا خالة! إنك لتذكرين شيئا ما وقع ذكره ببلدنا فأبينيه لي،
فقالت محمد بن عبد الله، رسول من عند الله، جاء بتنزيل الله،
يدعو به إلى الله، ثم قالت: مصباحه مصباح، ودينه فلاح،
وأمره نجاح، وقرنه نطاح، ذلت به البطاح، ما ينفع الصياح،
لو وقع الذباح، وسلت الصفاح، ومدت الرماح، ثم انصرفت
ووقع كلامها في قلبي وجعلت أفكر فيه وكان لي مجلس عند أبي بكر
فأتيته فأصبته في مجلس ليس عنده أحد فجلست إليه، فرآني مفكرا
فسألني عن أمري وكان رجلا متأنيا فأخبرته بما سمعت من خالتي،
فقال: ويحك يا عثمان! إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من
الباطل، ما هذه الأوثان التي تعبدها قومنا؟ أليست من حجارة
صم لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ قلت: بلى والله!
إنها لكذلك، قال: فقد والله صدقتك خالتك! والله هذا رسول
الله محمد بن عبد الله قد بعثه الله برسالته إلى خلقه! فهل لك أن
تأتيه فتسمع منه؟ قلت: بلى، فوالله ما كان أسرع من أن مر
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي بن أبي طالب يحمل ثوبا! فلما رآه
أبو بكر قام إليه فساره في أذنه بشئ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد
ثم أقبل علي فقال: يا عثمان! أجب الله إلى جنته فاني رسول الله
78

إليك وإلى خلقه، فوالله ما تمالكت حين سمعت قوله أن أسلمت
وشهدت أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له! ثم لم ألبث أن
تزوجت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يقال: أحسن زوج
رقية وعثمان ثم جاء الغد أبو بكر بعثمان بن مظعون وبأبي عبيدة
ابن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وبأبي سلمة بن عبد الأسد والأرقم
ابن أبي الأرقم فأسلموا، وكانوا مع من اجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثمانية وثلاثين رجلا. وفي إسلام عثمان تقول خالته سعدى:
هدى الله عثمانا بقول إلى الهدى * وأرشده والله يهدى إلى الحق
فتابع بالرأي السديد محمدا * وكان برأي لا يصد عن الصدق
وأنكحه المبعوث بالحق بنته * فكانا كبدر مازج الشمس في الأفق
فداؤك يا ابن الهاشميين مهجتي * وأنت أمين الله أرسلت في الخلق
استخلافه رضي الله عنه
36285 (مسنده رضي الله عنه) عن مروان بن الحكم قال:
أصاب عثمان رعاف سنة الرعاف حتى تخلف عن الحج وأوصى
فدخل عليه رجل من قريش فقال: استخلف، قال: وقالوه! قال:

(1) أورده ابن الأثير في كتابه الكامل (2 / 94) وعزى الحديث لابن
عساكر. ص
79

نعم، قال: من هو؟ قال: فسكت، قال: ثم دخل عليه رجل
آخر أحسبه الحارث فقال له مثل ما قال له الأول ورد عليه نحو ذلك،
قال: فقال عثمان: قالوا: الزبير؟ قال: نعم، قال: أما والذي نفسي
بيده! إنه لخيرهم ما علمت وإن كان أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(حم، خ (1)، ن وأبو عوانة، ك).
حصره وقتله رضي الله عنه
36286 (مسند عمر) عن ابن عباس قال: لو أن الناس
أجمعوا على قتل عثمان لرجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط (ش).
36287 (مسند عثمان بن عفان) عن عثمان قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيكون أمير يقتل ثم يكون من بعده مفتر،
فإذا رأيتموه فاقتلوه، وإنما قتل عمر رجل واحد وانه سيجمع
علي وأنا مقتول، والمفتري يكون من بعدي (كر وقال: كذا
قال: مفتر: وإنما هو: مبتر).
36288 (أيضا) سيف بن عمر عن محمد وطلحة وحارثة
وأبي عثمان قالوا: أدخلوا على عثمان رجلا من بني ليث فقال: ممن

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مناقب الزبير بن
العوام (5 / 26). ص
80

الرجل؟ فقال: ليثي، فقال: لست بصاحبي، قال: وكيف؟
قال: ألست الذي دعا لك النبي صلى الله عليه وسلم في نفر وأن تحفظوا يوم كذا
وكذا؟ قال: بلى، قال فلم تصنع؟ فرجع وفارق القوم، فأدخلوا
عليه رجلا من قريش فقال: يا عثمان! إني قاتلك، قال: كلا!
قال: وكيف؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لك يوم كذا
وكذا فلن تقارف دما حراما، فاستغفر ورجع وفارق أصحابه
(كر).
36289 عن أبي سعيد مولى بني أسد قال: لما دخل المصريون
على عثمان والمصحف في حجره يقرأ فيه ضربوه بالسيف على يده
فوقعت يده على (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) فمد
يده وقال: والله! إنها لأول يد خطت المفصل (ابن راهويه وابن
أبي داود في المصاحف وأبو القاسم ابن بشران في أماليه وأبو نعيم في
المعرفة، كر).
36290 عن كثير بن الصلت قال: دخلت على عثمان فقال
لي: يا كثير! لا أراني إلا مقتولا في يومي هذا: فقلت له: قيل
لك فيه بشئ؟ قال: لا ولكن سهرت هذه الليلة فلما كان عند
الصبح رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فقال نبي الله:
81

يا عثمان! ألحقنا ولا تحبسنا فانا ننتظرك، فقتل من يومه ذلك
(البزار، طب وابن شاهين في السنة).
36291 عن كثير بن الصلت قال: أغفى (1) عثمان في اليوم
الذي قتل فيه ثم استيقظ ثم قال: لولا أن يقولوا: إن عثمان تمنى
أمنية لحدثتكم، قلنا حدثنا فلسنا على ما يقول الناس، قال:
إني رأيت الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي هذا فقال: إنك شاهد
فينا الجمعة (البزار، ع، ك، ق في الدلائل).
36292 عن ابن عمر أن عثمان أشرف عليهم فقال: إني
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: يا عثمان! إنك تفطر عندنا
الليلة، فأصبح صائما وقتل من يومه (ش والبزار، ع، ك،
ق فيه).
36293 (أيضا) عن إسماعيل بن أبي خالد قال: لما نزل أهل
مصر الجحفة يعاتبون عثمان صعد عثمان المنبر فقال: جزاكم الله
يا أصحاب محمد عني شرا! أذعتم السيئة وكتمتم الحسنة وأغريتم
بي غوعاء الناس، أيكم يأتي هؤلاء القوم فيسألهم ما الذي نقموا؟

(1) أغفى: في الحديث " فغفوت غفوة " أي: نمت نومة خفيفة. يقال:
أغفى إغفاء وإغفاءة إذا نام، وقلما يقال: غفا. النهاية 3 / 376.
82

وما الذي يريدون ثلاث مرات، فلم يجبه أحد، فقام علي
فقال: أنا، فقال عثمان: أنت أقربهم رحما وأحقهم بذلك، فأتاهم
فرحبوا به وقالوا: ما كان يأتينا أحد أحب إلينا منك، فقال:
ما الذي نقمتم؟ قالوا: نقمنا أنه محا كتاب الله، وحمى الحمى،
واستعمل أقرباءه، وأعطى مروان مائتي ألف، وتناول أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليهم عثمان: أما القرآن فمن عند الله، إنما نهيتكم
لأني خفت عليكم الاختلاف فاقرؤا علي أي حرف شئتم، وأما الحمى
فوالله ما حميته لإبلي ولا غنمي وإنما حميته لابل الصدقة لتسمن
وتصلح وتكون أكثر ثمنا للمساكين، وأما قولكم: إني أعطيت
مروان مائتي ألف، فهذا بيت مالهم فيستعملوا عليه من أحبوا،
وأما قولهم: تناول أصحاب محمد النبي صلى الله عليه وسلم، فإنما أنا بشر أغضب
وأرضى، فمن ادعى قبلي حقا أو مظلمة فهذا أنا، فان شاء قود (1)
وإن شاء عفو وإن شاء أرضي، فرضي الناس واصطلحوا ودخلوا
المدينة وكتب بذلك إلى أهل البصرة وأهل الكوفة فمن لم يستطع أن
يجئ فليوكل وكيلا (ابن أبي داود، كر).
36294 (أيضا) عن عبد الرحمن بن جبير أن عثمان قال:

(1) قود: القود: القصاص وقتل القاتل بدل القتيل. النهاية 4 / 109. ب
83

يا قوم! بم تستحلون قتلي؟ وإنما يحل القتل على ثلاثة: من
كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل نفسا بغير نفس، ولم
آت من ذلك شيئا، والله! لئن قتلتموني لا تصلوا جميعا أبدا
ولا تجاهدوا عدوا جميعا إلا عن أهواء متفرقة (نعيم بن حماد
في الفتن).
36295 عن النعمان بن بشير قال: حدثتني نائلة بنت القرافصة
الكلبية امرأة عثمان قالت: لما حوصر عثمان ظل يومه صائما، فلما
كان عند الافطار سألهم الماء العذب، فقالوا: دونك هذا الركي (1)
وإذا ركي يلقى فيه النتن، فبات تلك الليلة على حاله لم يطعم،
فلما كان من السحر أتيت جارات لنا فسألتهم الماء العذب، فجئته
بكوز من ماء فأيقظته فقلت: هذا ماء عذب قد أتيتك به، فقال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلع علي من هذا السقف ومعه دلو من ماء
فقال: اشرب يا عثمان! فشربت حتى رويت، ثم قال: ازدد،
فشربت حتى تملأت، فقال: إن القوم سيكثرون عليك، فان قاتلتهم
ظفرت، وإن تركتهم أفطرت عندنا، قالت: فدخلوا عليه من يومه فقتلوه
(ابن منيع وابن أبي عاصم).

(1) الركى: جنس للركية، وهي البئر وجمعها ركايا. النهاية 2 / 261. ب
84

36296 عن مهاجر بن حبيب وإبراهيم بن مصقلة قالا: بعث
عثمان بن عفان إلى عبد الله بن سلام وهو محصور، فدخل عليه فقال له:
ارفع رأسك ترى هذه الكوة، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف منها
الليلة فقال: يا عثمان! أحصروك؟ قلت: نعم، فأدلى لي دلوا فشربت
منه، فاني أجد برده على كبدي، ثم قال لي: إن شئت دعوت
الله فينصرك عليهم، وإن شئت أفطرت عندنا! قال عبد الله: فقلت
له: ما الذي اخترت؟ قال: الفطر عنده، فانصرف عبد الله إلى
منزله، فلما ارتفع النهار قال لابنه: اخرج فانظر ما صنع عثمان،
فإنه لا ينبغي أن يكون هذه الساعة حيا، فانصرف إليه فقال: قد
قتل الرجل (الحارث).
36297 عن ابن عون قال: سمعت القاسم بن محمد يقول:
اللهم اغفر لأبي ذنبه في عثمان (مسدد).
36298 (أيضا) عن مالك قال: قتل عثمان فأقام مطروحا
على كناسة بني فلان ثلاثا، ثم دفن بحش كوكب، فقال مالك:
وكان عثمان قبل ذلك يمر بحش كوكب فيقول: ليدفنن ههنا
رجل صالح (أبو نعيم، كر).
36299 (أيضا) عن محمد بن سيرين: لم يفقد الخيل
85

البلق من المعازى حتى قتل عثمان (أبو نعيم، كر).
36300 عن عثمان قال: إني قد سمعت وحفظت، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيقتل أميري وينتزي منبري، وإني أنا
المقتول وليس عمر، إنما قتل عمر واحد وأنا يجتمع علي (حم،
كر، ورجاله ثقات).
36301 (أيضا) عن مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان
أن عثمان بن عفان أعتق عشرين مملوكا ثم دعا بسراويل فشدها عليه
ولم يلبسها في الجاهلية ولا في الاسلام ثم قال: إني رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام ورأيت أبا بكر وعمر وانهم قالوا: اصبر فإنك
تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بالمصحف فنشره بين يديه، فقتل وهو
بين يديه (ع، حم، وصحح).
36302 (أيضا) عن مجاهد قال: أشرف عثمان على الذين
حاصروه فقال: يا قوم! لا تقتلوني فاني وال وأخ مسلم، فوالله!
إن أردت إلا الاصلاح ما استطعت، أصبت أو أخطأت، وإنكم
إن تقتلوني لا تصلون جميعا أبدا، ولا تغزون جميعا أبدا، ولا يقسم
فيئكم بينكم قال: فلما أبوا قال: أنشدكم الله هل دعوتم عند وفاة
أمير المؤمنين بما دعوتم به وأمركم جميعا لم يتفرق وأنتم أهل دينه
86

وحقه فتقولون: إن الله لم يجب دعوتكم، أم تقولون: هان الدين
على الله، أم تقولون: إني أخذت هذا الامر بالسيف والغلبة ولم آخذه
عن مشورة من المسلمين، أم تقولون: إن الله لم يعلم من أول أمري
شيئا لم يعلم من آخره فلما أبوا قال: اللهم! أحصهم عددا، واقتلهم
بددا (1) ولا تبق منهم أحدا، قال مجاهد: فقتل الله منهم من
قتل في الفتنة، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفا فأباحوا
المدينة ثلاثا يصنعون ما شاؤوا لمداهنتهم (ابن سعد).
36303 (أيضا) عن أبي هريرة قال: دخلت على عثمان
يوم الدار فقلت: يا أمير المؤمنين! طاب أم (1) ضرب؟ قال: يا أبا
هريرة! أيسرك أن تقتل الناس وإياي! قلت: لا، قال: فوالله!
إنك إن قتلت رجلا واحدا فكأنما قتل الناس جميعا، فرجعت
ولم أقاتل (ابن سعد، كر).

(1) بددا: يروى بكسر الباء جمع بدة وهي الحصة والنصيب، أي اقتلهم
حصصا مقسمة لكل واحد حصته ونصيبه. ويروى بالفتح أي متفرقين
في القتل واحدا بعد واحد، من التبديد. النهاية 1 / 105)
(2) طاب أم ضرب: وفي حديث أبي هريرة " أنه دخل على عثمان وهو
محصور، فقاله: الآن طاب أمضرب " أي حل القتال. أراد:
طاب الضرب، فأبدل لام التعريف ميما، وهي لغة معروفة.
النهاية 3 / 150. ب
87

36304 (أيضا) عن أبي ليلى الكندي قال: شهدت
عثمان وهو محصور فاطلع في كوة وهو يقول: يا أيها الناس! لا
تقتلوني واستعتبوني فوالله! لئن قتلتموني لا تصلوا جميعا أبدا ولا تجاهدوا
عدوا أبدا، ولتختلفن حتى تصيروا هكذا وشبك بين أصابعه
ثم قال (يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب
قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد.)
وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال: ما ترى؟ قال: الكف الكف
فإنه أبلغ لك في الحجة، فدخلوا عليه فقتلوه (ابن سعد، ش وابن منيع
وابن أبي حاتم، كر).
36305 (أيضا) عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه دخل
على عثمان بن عفان وهو محصور وعلي يصلي بالناس فقال: يا أمير
المؤمنين! إني أتحرج أن أصلي مع هؤلاء وأنت الامام، فقال عثمان:
إن الصلاة أحسن ما عمل الناس، فإذا رأيت الناس يحسنون
فأحسن معهم، وإذا رأيتهم يسيئون فأجتنب إساءتهم (عب، خ
تعليقا، ق).
36306 (أيضا) عن أبي عبد الرحمن أن عثمان أشرف
على الناس يوم الدار فقال: أما علمتم أنه لا يجب القتل إلا على
88

أربعة: رجل كفر بعد إسلام، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل
نفسا بغير نفس، أو عمل عمل قوم لوط (ش، حل).
36307 (أيضا) عن عائشة قالت: لما كان يوم الدار قيل
لعثمان: ألا تقاتل؟ قال: قد عاهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم على عهد
سأصبر عليه، قالت عائشة: فكنا نرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليه فيما
يكون من أمره (ابن أبي عاصم).
36308 عن عمير بن زودي قال: سمعت عليا يقول: هل
تدرون ما مثلي ومثلكم ومثل عثمان؟ كمثل ثلاثة أثوار كن في
أجمة (1): ثور أبيض وثور أحمر وثور أسود، ومعهن فيها أسد
وكان الأسد لا يقدر منهن على شئ لاجتماعهن عليه، فقال للثور
الأسود وللثور الأحمر: لا يدل علينا في أجمتنا هذه إلا هذا الثور
الأبيض فإنه مشهور اللون، فلو تركتماني فأكلته صفت لي ولكما
الأجمة وعشنا فيها، فقالا له: دونك، فأكله، ثم لبث غير كثير فقال
للثور الأحمر: إنه لا يدل علينا في أجمتنا هذه إلا هذا الثور الأسود
فإنه مشهور اللون وإن لوني ولونك لا يشهران، فلو تركتني فأكلته

(1) أجمة: الأجمة: الشجر الملتف والجمع أجم مثل قصبة وقصب.
المصباح 1 / 8. ب
89

صفت لي ولك الأجمة وعشنا فيها: فقال له: دونك، فأكله، ثم لبث
غير كثير فقال للثور الأحمر: إني آكلك، قال: فدعني حتى أنادي
ثلاث أصوات، قال: فناد، فقال: ألا! إني إنما أكلت يوم
أكل الأبيض، ألا! إني أنما أكلت يوم أكل الأبيض،
قال علي: ألا! ألا إني وهنت يوم قتل عثمان (ش ويعقوب بن
سفيان والحاكم في الكنى، طب، كر).
36309 عن أبي جعفر الأنصاري قال: رأيت علي بن أبي
طالب يوم قتل عثمان عليه عمامة سوداء قال: ما صنع الرجل؟
قلت: قتل، قال: تبا لكم سائر الدهر (ابن سعد، ق).
36310 عن ابن سيرين قال: ذكر رجلان عثمان فقال أحدهما
قتل شهيدا، فتعلقه الآخر فأتى به عليا فقال: هذا يزعم أن عثمان
قتل شهيدا، فقال له علي: أقلت ذلك؟ قال: نعم، وأنت تشهد،
أما تذكر يوم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر وعثمان وأنت
فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني وسألت أبا بكر فأعطاني وسألت عمر
فأعطاني وسألت عثمان فأعطاني وسألتك فمنعتني فقلت: يا رسول الله!
ادع الله لي أن يبارك لي، فقال: وما لك لا يبارك لك وقد أعطاك
نبي وصديق وشهيدان ثلاث مرات؟ قال: دعوه (العدني،
ع، كر).
90

36311 عن ابن عمر أن عليا أتى عثمان وهو محصور فأرسل
إليه أني قد جئت لأنصرك، فأرسل إليه بالسلام وقال: لا حاجة،
فأخذ علي عمامته من رأسه فألقاها في الدار التي فيها عثمان وهو
يقول (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) (اللالكائي في السنة).
36312 عن أبي حصين أن عليا قال: لو أعلم أني بني أمية
يذهب ما في نفوسها لحلفت لهم خمسين يمينا مرددة بين الركن
والمقام أني لم أقتل عثمان ولم أمال على قتله (اللالكائي).
36313 عن الحسن قال: شهدت عليا بالمدينة وسمع صوتا
فقال: ما هذا؟ قالوا: قتل عثمان، قال: اللهم! إني أشهدك أني
لم أرض ولم أمال مرتين أو ثلاثا (اللالكائي).
36314 (مسند ثعلبة بن أبي عبد الرحمن الأنصاري) عن
أبي الأشعث الصنعاني قال: كان أمير على صنعاء يقال له ثمامة بن
عدي وكانت له صحبة فلما جاء نعي عثمن بكى وقال: هذا حين
انتزعت خلافة النبوة وصار ملكا وجبرية، من غلب على شئ
أكله (أبو نعيم).
36315 عن حذيفة أنه قال لعثمان: والله! لتخرجن
إخراج الثور ولتذبحن ذبح الجمل (ش).
91

36316 (أيضا) عن جندب الخير قال: أتينا حذيفة
حين صار المصريون إلى عثمان فقلنا: إن هؤلاء قد صاروا إلى هذا
الرجل فما تقول؟ قال: يقتلونه والله! قلنا: فأين هو؟ قال: في
الجنة والله! قلنا: فأين قتلته؟ قال: في النار والله (ش).
36317 عن نافع بن عبد الحارث قال: دخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة وقال لي: أمسك على الباب، فجاء
حتى جلس على القف (1) ودلى رجليه في البئر، فضرب الباب،
فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، قلت: يا رسول الله؟ هذا
أبو بكر، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال فأذنت له وبشرته
بالجنة، فجاء فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ودلى رجليه في
البئر، ثم ضرب الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر، قلت:
يا رسول الله! هذا عمر، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال فأذنت
له وبشرته بالجنة، فجاء فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ودلى
رجليه في البئر، ثم ضرب الباب فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان،
فقلت: يا رسول الله! هذا عثمان، قال: ائذن له وبشره بالجنة معها

(1) القف: قف البئر: هو الدكة التي تجعل حولها. وأصل القف
ما غلظ من الأرض وارتفع، أو هو من القف: اليابس، لان
ما ارتفع حول البئر يكون يابسا في الغالب. النهاية 4 / 91. ب
92

بلاء، قال فأذنت له وبشرته بالجنة، فجاء فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
على القف ودلى رجليه في البئر (ش، وهو صحيح).
36318 عن زيد بن ثابت قال: كانت عندي أم سعد بن
الربيع فزارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالأسواف (1) فعملوا له غداء
وبسطوا له نطعا، فدق الباب إنسان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا
من هذا؟ قالوا: هذا أبو بكر، قال: افتحوا له وبشروه بالجنة، ثم
دق آخر فقال: انظروا من هذا قال: عمر، قال: افتحوا له
وبشروه بالجنة، ثم دق الباب آخر فقال: انظروا من هذا؟ قالوا:
عثمان، قال: افتحوا له وبشروه بالجنة وسيلقى من أمتي عنا، ثم
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر في المسجد الذي في الأسواف
حتى اجتمع إليه بعض أصحابه (كر).
36319 عن أبي عبيد الله الأشعري قال: سمعت أبا الدرداء
يقول: قلت: يا رسول الله! بلغني أنك قلت: سيكفر قوم بعد
إيمانهم؟ قال: أجل، ولست منهم، قال: فتوفي أبو الدرداء
قبل قتل عثمان (أبو نعيم في المعرفة).

(1) بالأسواف: الأسواف: هو اسم لحرم المدينة الذي حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم
النهاية 2 / 422. ب
93

36320 عن أبي الدرداء قال: لا مدينة بعد عثمان ولا رخاء
بعد معاوية، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله وعدني إسلام
أبي الدرداء (كر).
36321 عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وفي
لفظ: إني فرطكم على الحوض أنظر من يرد علي منكم، فلا
ألفين ما توزعت في أحدكم فأقول: هذا مني (وفي لفظ من
أمتي: وفي لفظ من أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدث
بعدك؟ فقلت: يا رسول الله؟ ادع الله أن لا يجعلني منهم، قال:
إنك لست منهم، فتوفي أبو الدرداء قبل أن يقتل عثمان وقبل أن
تقع الفتن (يعقوب بن سفيان، كر).
36322 عن أبي الدرداء قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت
يا رسول الله! بلغني أنك قلت: ليكفرن أقوام بعد إيمانهم؟ قال:
نعم، ولست منهم، فتوفي أبو الدرداء قبل أن يقتل عثمان (يعقوب
ابن سفيان، ق في الدلائل، كر وابن النجار).
36323 عن أبي موسى قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم في حديقة
بني فلان والباب علينا مغلق ومع النبي صلى الله عليه وسلم عود ينكت به في
الأرض إذا استفتح رجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بن قيس!
94

فقلت: لبيك يا رسول الله! قال: قم فافتح له الباب وبشره بالجنة.
فقمت ففتحت له الباب فإذا أنا بأبي بكر الصديق، فأخبرته بما قال
له النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله تعالى ودخل وسلم ثم قعد وأغلقت الباب،
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينكت بذلك العود في الأرض فاستفتح آخر، فقال:
يا عبد الله بن قيس! قم فافتح له الباب وبشره بالجنة، فقمت ففتحت
له الباب فإذا أنا بعمر بن الخطاب، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد
الله تعالى ودخل فسلم وقعد وأغلقت الباب، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينكت
بذاك العود في الأرض إذا استفتح الثالث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله
ابن قيس! قم فافتح له الباب وبشره بالجنة على بلوى تكون، فقمت
ففتحت له الباب فإذا أنا بعثمان بن عفان، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: الله المستعان وعلى الله التكلان، ثم دخل فسلم وقعد (كر).
36323 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حشا بالمدينة
وهو الحائط فجاء أبو بكر فاستأذن عليه، فقال: ائذنوا له وبشروه
بالجنة، ثم جاء عمر فاستأذن، فقال: ائذنوا له وبشروه بالجنة، ثم جاء
عثمان فاستأذن، فقال: ائذنوا له وبشروه بالجنة مع ما يصيبه من البلاء
الشديد (كر).
36324 عن إبراهيم بن عمرو بن محمد حدثني أبي عن عبد الله
95

ابن عمر عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت قاعدة وعائشة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وددت أن معي بعض أصحابي نتحدث! فقالت
عائشة: أرسل إلى أبي بكر يتحدث معك، قال: لا، قالت حفصة:
أرسل إلى عمر يتحدث معك، قال: لا، ولكن أرسل إلى عثمان:
فجاء عثمان فدخل فقامتا فأرختا الستر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان:
إنك مقتول مستشهد فاصبر صبرك الله! ولا تخلعن قميصا قمصك
الله ثنتي عشرة سنة وستة أشهر حتى تلقى الله وهو عنك راض،
فقال عثمان: ان دعا النبي صلى الله عليه وسلم لي بالصبر وفي لفظ: فقال عثمان:
ادع الله لي بالصبر، فقال: اللهم صبره (فخرج عثمان، فلما أدبر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صبرك الله فإنك سوف تستشهد وتموت
وأنت صائم وتفطر معي؟ قال إبراهيم: وحدثني أبي عن عبد الرحمن
ابن أبي بكر أن عائشة حدثته بمثل ذلك (ع، كر).
36325 عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان
بين يديه يناجيه فلم أدرك من مقالته شيئا إلا قول عثمان: ظلما
وعدوانا يا رسول الله! فما دريت ما هو حتى قتل عثمان، فعلمت
أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما عنى قتله (نعيم بن حماد في الفتن).
36326 عن عطاء البصري قال: حدثني شيخ بإفريقية أن
96

أباه حدثه أنه كان مع عثمان فجاء علي فقال: أما تعلم أنا كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء فتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسكن
حراء! فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد فقال بلى؟ فقال علي:
فوالله! لتقتلن ولأقتلن معك قال ذلك ثلاث مرات (ابن عباد، كر).
36327 عن عمرو بن محمد بن جبير قال: أرسل عثمان إلى
علي أن ابن عمك مقتول وأنت مسلوب (ابن أبي الدنيا في كتاب
الاشراف، كر).
36328 عن أبي ثور الفهمي قال: كنت عند عثمان فأشرف
من كوة على الناس فقال: يا أبا الحسن! ما هذا الذي ركب متني؟
قال: اصبر أبا عبد الله! فوالله! ما غبت عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين كنا على أحد فتحرك الجبل ونحن عليه فقال: أثبت أحد!
فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، وأيم الله! لتقتلن
ولأقتلن معك وليقتلن طلحة والزبير، وليحين قول رسول الله
صلى الله عليه وسلم على إدلاله (كر).
36329 عن علي قال: من كان سائلا عن دم عثمان فان
الله قتله وأنا معه: (قال ابن سيرين: هذه كلمة قرشية ذات
وجه (ش).
97

36330 عن ابن سيرين قال: لم يختلف في الأهلة حتى
قتل عثمان (كر).
36331 (مسند أبي) عن عبد الرحمن بن أبزي قال: قلت
لأبي بن كعب لما وقع الناس في أمر عثمان: أبا المنذر! ما المخرج
من هذا الامر؟ قال: كتاب الله ما استبان فاعمل به، وما اشتبه
فكله إلى عالمه (خ في تاريخه، كر).
36332 عن أنس أن وفد بني المصطلق قدموا على النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا: إلى من ندفع صدقاتنا بعدك؟ فقال: إلى أبي بكر، قالوا:
فإن لم نجد أبا بكر؟ قال: إلى عمر، قالوا: فإن لم نجد عمر؟ قال:
إلى عثمان، قالوا: فإن لم نجد عثمان؟ قال: فلا خير فيكم في
الحياة بعد ذلك (كر).
36333 عن أنس قال: وجهني وفد بني المصطلق إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: سله إن جئنا في العام المقبل فلم نجدك إلى من ندفع
صدقاتنا؟ فقلت له، فقال: قل لهم: يدفعوها إلى أبي بكر، فقالوا
قل له: فإن لم نجد أبا بكر؟ فقلت له، فقال: قل لهم: يدفعوها إلى
عمر، فقلت لهم، فقالوا: قل له: فإن لم نجد عمر؟ فقلت له، فقال
98

قل لهم: يدفعوها إلى عثمان وتبا (1) لكم يوم يقتل عثمان (كر).
36334 عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عثمان! إنك
ستؤتى الخلافة من بعدي وسيريدك المنافقون على خلعها فلا تخلعها
وصم في ذلك اليوم تفطر عندي (عد، كر).
36335 (مسند عثمان) عن عبد الملك بن هارون بن عنترة
عن أبيه عن جده قال: دخل محمد بن أبي بكر على عثمان فقال له
عثمان: يا ابن أخي! أنشدك بالله هل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم زوجني
ابنتيه إحداهما بعد الأخرى ثم قال: الا أبا أيم ألا أخا أيم يزوجها
عثمان؟ فلو كان عندنا شئ زوجناه، وتركت بيعة الرضوان فبايع
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه إحداهما على الأخرى وقال: هذه لي وهذه
لعثمان، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أطهر وأطيب من يدي؟ قال
نعم، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من
يشتري هذا النخل فيقوم قبلة المسجد وضمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم
نخلة في الجنة؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن
المسلمين جاعوا جوعا شديدا فجئت بالأنطاع فبسطتها ثم صببت عليه

وتبا: التب: الهلاك. يقال: تب يتب تبا، وهو منصوب بفعل
مضمر متروك الاظهار. النهاية 1 / 178. ب
99

الحوارى (1) ثم جئت بالسمن والعسل فخلطت به وكان أول خبيص
أكلوه في الاسلام؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن
المسلمين ظمأوا ظمأ شديدا فاحتفرت بئرا فأعظمت عليها النفقة ثم
تصدقت بها على المسلمين، الضعيف فيها والقوي سواء؟ قال: نعم،
قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن الميرة انقطعت عن المدينة حتى جاع
الناس فخرجت إلى بقيع الغرقد فوجدت خمسة عشر راحلة عليها
طعام فاشتريتها وحبست منها ثلاثة وأتيت النبي صلى الله عليه وسلم باثنتي عشرة
راحلة، فدعا لي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بارك الله لك فيما أعطيت وبارك
لك فيما أمسكت؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أني أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم بألف أصفر فصببتها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت: استعن بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ضر عثمان ما عمل
بعد اليوم؟ قال: نعم، قال: فأنشدك بالله هل تعلم أني كنت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبل حراء فرجف بنا فضربه النبي صلى الله عليه وسلم بقدمه
فقال: أسكن حراء! فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو
شهيد وعلى الجبل يومئذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان
وعلي وطلحة والزبير قال: نعم، (ابن أبي عاصم في السنة).

(1) الحوارى: الخبز الحوارى: الذي نخل مرة بعد مرة. النهاية 1 / 458. ب
100

36336 (أيضا) عن صعصعة بن معاوية الليثي قال: أرسل
عثمان وهو محصور إلى علي وطلحة والزبير وأقوام من الصحابة فقال:
احضروا غدا وتكونوا حيث تسمعون ما أقول لهذه الخارجة، ففعلوا
وأشرف عليه فقال: أنشد الله من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من
يشتري هذا المربد ويزيده في مسجدنا وله الجنة وأجره في الدنيا
ما بقي درجات له، فاشتريته بعشرين ألفا وزدته في المسجد؟ قالوا:
اللهم! نعم، وقال الخوارج: صدقوا ولكنك غيرت، ثم قال:
أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يجهز جيش العسرة
وله الجنة، فجهزتهم حتى ما فقدوا عقالا ولا خطاما؟ قالوا: نعم،
فقال الخوارج، صدقوا ولكنك غيرت، ثم قال: أنشد الله من
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يشتري رومة وله الجنة! فاشتريتها
فقال: اجعلها للمساكين ولك أجرها والجنة؟ قالوا: اللهم! نعم،
قال الخوارج: صدقوا ولكنك غيرت، وعدد أشياء وقال: الله أكبر
ويلكم خصمتم والله! كيف يكون من يكون هذا له مغيرا،
يا أيها النفر من أهل الشورى! اعلموا أنهم سيقولون لكم غدا كما
قالوا لي اليوم. فلما خرجوا بعد علي جعل علي ينشد الناس عن مثل
ذلك ويشهد له به فيقولون: صدقوا ولكنك غيرت، فقال: ما
101

اليوم قتلت ولكني قتلت يوم قتل ابن بيضاء (سيف، كر).
36337 (أيضا) عن الهزيل قال: دخل طلحة على عثمان
فقال له عثمان: أنشدك بالله يا طلحة! هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان على حراء فقال: أقرر حراء! فان عليك نبيا أو صديقا أو شهيدا
وكان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وأنا وعلي وأنت والزبير
وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك وسعيد بن زيد؟ ثم قال:
أنشدك بالله يا طلحة! هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: النبي في الجنة
وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة
وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد
ابن مالك في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة؟ قال: اللهم! نعم قال:
نشدتك بالله لتعلم أن سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه أربعين درهما
ثم سأل أبا بكر فأعطاه أربعين درهما ثم سأل عمر فأعطاه أربعين درهما
ثم سأل عليا فلم يكن عنده شئ فأعطيته أربعين عن علي وأربعين عني
فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله لي بالبركة،
فقال: وكيف لا يبارك لك وإنما أعطاك نبي أو صديق أو شهيد؟
قال: اللهم! نعم (كر).
36338 (أيضا عن محمد بن الحسن قال: لما كثر الطعام
102

على عثمان تنحى علي إلى ماله بينبع فكتب إليه عثمان: أما بعد
فقد بلغ الحزام الطبيين (1) وخلف السيل الزبى (2) وبلغ الامر فوق
قدره وطمع في الامر من لا يدفع عن نفسه فان كنت مأكولا
فكن خير آكل وإلا فأدركني ولما أمزق (المعافى بن زكريا في
الجليس، كر).
36339 (أيضا) عن الأصمعي عن العلى بن الفضل بن أبي
سويد عن أبيه قال: أخبرت أنهم لما قتلوا عثمان بن عفان فتشوا
خزانته فوجدوا فيها صندوقا مقفلا ففتحوه فوجدوا فيه حقة فيها
ورقة مكتوب فيها: هذه وصية عثمان بسم الله الرحمن الرحيم
عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن الله يبعث من في

(1) الطبيين: هذا كناية عن المبالغة في تجاوز حد الشر والأذى لان
الحزام إذا انتهى إلى الطبيين فقد انتهى إلى أبعد غاياته، فكيف إذا
جاوزه. النهاية 3 / 115. ب
(2) الزبى: هي جمع زبية وهي الرابية التي لا يعلوها الماء، وهي من الأضداد.
وقيل: إنما أراد الحفرة التي تحفر للسبع ولا تحفر إلا في مكان عال
من الأرض لئلا يبلغها السيل فتنطم. وهو مثل يضرب للامر يتفاقم
ويتجاوز الحد. النهاية 2 / 295. ب
103

القبور ليوم لا ريب فيه وأن الله لا يخلف الميعاد، عليه نحيى وعليها نموت
وعليها نبعث إن شاء الله (كر).
فضائل علي رضي الله عنه
36340 (مسند زيد بن أرقم) عن أبي الطفيل عامر بن واثلة
قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع فنزل غدير خم
أمر بدوحات فقمن ثم قام فقال: كأن قد دعيت فأجبت، إني
قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف
تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله
مولاي وأنا ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت
وليه فعلي وليه، اللهم! وال من والاه وعاد من عاداه، فقلت
لزيد: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات
أحد إلا قد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه (ابن جرير).
36341 (أيضا) عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري
مثل ذلك (ابن جرير).
36342 (أيضا) عن ميمون أبي عبد الله قال: كنت عند
زيد بن أرقم فجاء رجل فسأل عن علي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
104

في سفر بين مكة والمدينة فنزلنا مكانا يقال له (غدير خم) فأذن
الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها
الناس! ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قلنا: بلى يا رسول الله!
نحن نشهد أنك أولى بكل مؤمن من نفسه، قال: فاني من
كنت مولاه فهذا مولاه وأخذ بيد علي ولا أعلمه إلا قال: اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه (ابن جرير).
36343 (أيضا) عن عطية العوفي عن زيد بن أرقم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بعضدي علي يوم غدير خم بأرض الجحفة
ثم قال: أيها الناس! ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قالوا: بلى يا رسول الله! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه
(ابن جرير).
36344 (أيضا) عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فعلي وليه (ابن جرير).
36345 (مسند زيد بن أبي أوفى) لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم
بين أصحابه قال علي: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك
فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي فلك
العتبى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق!
105

ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه
لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي، قال: وما أرث منك يا رسول
الله؟ قال: ما ورث الأنبياء من قبلي، قال: وما ورث الأنبياء
من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري
في الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي (حم في كتاب
مناقب علي).
36346 عن أبي ذر قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بثلاث: بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن
الصلاة وببغضهم علي بن أبي طالب (خط في المتفق).
36347 عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
ببقيع الغرقد فقال: والذي نفسي بيده! إن فيكم رجلا يقاتل
الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله
وهم يشهدون أن لا إله إلا الله فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنوا
على ولي الله ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة وقتل
الغلام وإقامة الجدار وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار
لله رضى وسخط ذلك موسى (الديلمي).
36348 (مسند سهل بن سعد الساعدي) خرج النبي
106

صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فوجد عليا قد سقط رداؤه عن ظهره حتى خلص
إلى التراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه بيده ويقول: اجلس أبا
تراب! ما كان له اسم أحب إليه منه، ما سماه إياه إلا رسول
الله صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم في المعرفة).
36349 (مسند أبي رافع) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا
مبعثا قلما قدم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله ورسوله وجبريل
عنك راضون (طب).
36350 (أيضا) بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا إلى اليمن يعقد
له لواء فلما مضى قال: يا أبا رافع! الحقه ولا تدعه من خلفه
وليقف ولا يلتفت حتى أجيئه، فأتاه فأوصاه بأشياء فقال: يا علي!
لان يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس
(طب).
36351 (مسند أبي سعيد) قال كنا جلوسا في المسجد
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم
منا أحد فقال: إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل القرآن كما
قوتلتم على تنزيله، فقام أبو بكر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال:
لا، فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكنه خاصف
107

النعل في الحجرة، فخرج علينا علي ومعه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلح منها (ش، حم، ع، حب، ك، حل، ص).
36352 عن العباس قال: جئت أنا وعلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فلما رآنا قال: بخ لكما! أنا سيد ولد آدم وأنتما سيدا العرب
(كر).
36353 عن ابن عباس قال: ما أنزل الله سورة في القرآن
إلا كان علي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
وما قال لعلي إلا خيرا (أبو نعيم).
36354 عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع
فأنزل الله فيه (إنما وليكم الله ورسوله) وكان في خاتمه مكتوبا:
سبحان من فخرني بأني له عبد. ثم كتب في خاتمه بعد: الملك
لله (خط في المتفق وفيه مطلب بن زياد وثقه حم وابن معين، وقال
أبو حاتم: لا يحتج بحديثه).
36355 عن ابن عباس قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة من
علي قالت فاطمة: يا رسول الله! زوجني من رجل فقير ليس له شئ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين:
108

أحدهما أبوك والآخر زوجك (خط فيه وسنده حسن).
36356 عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت
أخي وصاحبي، وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي (ابن
النجار).
36357 عن ابن عباس قال: مشيت وعمر بن الخطاب في
بعض أزقة المدينة فقال: يا ابن عباس! أظن القوم استصغروا
صاحبكم إذ لم يولوه أموركم، فقلت: والله ما استصغره رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ اختاره لسورة براءة يقرأها على أهل مكة، فقال لي:
الصواب تقول والله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي
طالب: من أحبك أحبني ومن أحبني أحب الله، ومن أحب الله
أدخله الجنة مدلا (كر وقال: هذا إسناد معروف ومتن منكر
ورجال الاسناد مشاهير سوى أبي القاسم عيسى بن الأزهر المعروف
ببلبل فإنه غير مشهور وعبد الرزاق تشيع).
36358 عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا
على يد علي ذات يوم فقال: ألا! من أبغض هذا فقد أبغض الله
ورسوله، ومن أحب هذا فقد أحب الله ورسوله (ابن النجار وفيه
إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري).
109

36359 (مسند عبد الله بن عمر) لعله كذا بأصله: قال:
قال عمر بن الخطاب، أو: قال أبي والله أعلم: ثلاث خصال
لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه
ابنته فولدت له، وسد الأبواب إلا بابه، وأعطاه الحربة يوم
خيبر (ش).
36360 عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي!
أنت في الجنة (ابن النجار).
36361 عن ابن مسعود قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى
منزل أم سلمة فجاء علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة! هذا
والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي (ك في
الأربعين، كر).
36362 عن عفيف الكندي قال: جئت في الجاهلية إلى مكة
وأنا أريد أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فأتيت العباس وكان
رجلا تاجرا فإني عنده جالس أنظر إلى الكعبة وقد كلفت الشمس
وارتفعت في السماء فذهبت إذ أقبل شاب فنظر إلى السماء ثم قام
مستقبل الكعبة فلم ألبث إلا يسيرا حتى جاء غلام فقام عن يمينه ثم
لم ألبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب
110

فركع الغلام والمرأة فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة فسجد
الشاب فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس! أمر عظيم؟ فقال:
أمر عظيم، تدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله ابن
أخي، تدري من هذا الغلام؟ هذا علي ابن أخي، تدري من هذه
المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن ابن أخي هذا حدثني
أن ربه رب السماوات والأرض أمره بهذا الدين ولا والله ما على
ظهر الأرض أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (عد، كر،
وفيه سعيد بن خيثم الهلالي، قال الأزدي: منكر الحديث عن أسد
ابن عبد الله العسري، قال خ: لا يتابع على حديثه).
36363 عن علي قال: سبقتهم إلى الاسلام قدما غلاما ما
بلغت أوان حلمي (هق وضعفه، كر).
36364 (أيضا) عن جبير بن الشعبي قال قال علي: إني
لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أعظم
من حلمي، أو عورة لا يواريها ستري، أو خلة لا يسدها
جودي (كر).
36365 (أيضا) عن الشعبي قال: كان أبو بكر شاعرا،
وكان عمر شاعرا وكان علي أشعر الثلاثة (كر).
111

36366 (أيضا) عن أبي عبيدة قال: كتب معاوية إلى
علي بن أبي طالب: يا أبا الحسن! إن لي فضائل كثيرة وكان أبي
سيدا في الجاهلية وصرت ملكا في الاسلام وأنا صهر رسول الله
صلى الله عليه وسلم وخال المؤمنين وكاتب الوحي، فقال علي: أبالفضائل تفخر علي
ابن آكلة الأكباد؟ ثم قال: اكتب يا غلام!
محمد النبي أخي وصهري * وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يمسي ويضحى * يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني (1) وعرسي (2) منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها * فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الاسلام طرا * صغيرا ما بلغت أوان حلمي
فقال معاوية: أخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلون إلى
ابن أبي طالب (كر).
36367 (عن زيد بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن

(1) سكني: السكن - بفتح السين وسكون الكاف: أهل البيت، جمع
ساكن كصاحب وصحب. النهاية 2 / 381. ب
(2) وعرسي: العرس - بالكسر - امرأة الرجل، والجمع أعراس. وربما
سمي الذكر والأنثى عرسين. المختار 334. ب
112

جده عن علي قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال الناكثين والمارقين
والقاسطين (كر).
36368 عن علي قال: مرضت مرة فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدخل وأنا مضطجع فأتى إلى جنبي فسجاني بثوبه، فلما رآني قد
ضعفت قام إلى المسجد يصلي، فلما قضي صلاته جاء فرفع الثوب
عني ثم قال: قم يا علي! قد برأت، فقمت فكأني ما اشتكيت،
فقال: ما سألت ربي شيئا إلا أعطاني، وما سألت الله شيئا إلا
سألت لك (أبو نعيم في فضائل الصحابة).
36369 عن علي قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم ناس من اليمن فقالوا:
ابعث فينا من يفقهنا في الدين ويعلمنا السنن ويحكم فينا بكتاب
الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق يا علي إلى أهل اليمن ففقهم في
الدين وعلمهم السنن واحكم فيهم بكتاب الله، فقلت: إن أهل
اليمن قوم طغام (1) يأتوني من القضاء بما لا علم لي به، فضرب
النبي صلى الله عليه وسلم صدري ثم قال: اذهب فان الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك
فما شككت في قضاء بين اثنين حتى الساعة (ابن جرير).

(1) طغام: في حديث علي (يا طغام الأحلام) أي: يا من لا عقل له
ولا معرفة. وقيل: هم أوغاد الناس وأراذلهم. النهاية 3 / 128. ب
113

36370 عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما، فقال عمر: أنت لها
يا علي! قال: ما لي من شئ إلا درعي وجملي وسيفي، فتعرض علي
ذات يوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا علي! هل لك من شئ؟ قال:
جملي ودرعي أرهنهما، فزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، فلما بلغ
فاطمة ذلك بكت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما لك تبكين
يا فاطمة! والله أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأقدمهم سلما
وفي لفظ: أولهم سلما (ابن جرير وصححه والدولابي في الذرية
الطاهرة).
36371 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني عبد المطلب!
إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه
فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي
فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت: يا نبي الله! أكون
وزيرك عليه؟ فأخذ برقبتي ثم قال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم،
فاسمعوا له وأطيعوا (ابن جرير وفيه عبد الغفار بن القاسم، قال في المغنى،
تركوه).
36372 عن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف باب
114

كل باب يفتح ألف باب (أبو أحمد الفرضي في جزئه، وفيه الأجلح أبو
حجية، قال في المغني: صدوق شيعي جلد، حل).
36373 عن ربعي بن خراش قال: سمعت عليا يقول وهو
بالمدائن: جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه قد خرج
إليك أناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعبدا فارددهم إلينا، فقال له
أبو بكر وعمر: صدق يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لن تنتهوا
معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان
يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون عنه إجفال الغنم، فقال أبو بكر: أنا هو
يا رسول الله! قال: لا: قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا
ولكنه خاصف النعل، قال: وفي كف علي نعل يخصفها
لرسول الله صلى الله عليه وسلم (خط).
36374 (مسند الصديق) عن معقل بن يسار المزني قال:
سمعت أبا بكر الصديق يقول: علي بن أبي طالب عترة رسول الله
صلى الله عليه وسلم (ق وقال: في إسناده بعض من يجهل).
36375 عن الشعبي قال: رأى أبو بكر عليا فقال: من سره
أن بنظر إلى أعظم الناس منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقربه قرابة وأفضله
دالة وأعظمه غناء (1) عن نبيه فلينظر إلى هذا، فبلغ عليا قول

(1) غناء: الغناء بالفتح والمد: النفع. ا ه‍ 380 ص المختار. ب
115

أبي بكر فقال: أما إذا قال ذاك إنه لأواه وإنه لأرحم الأمة وإنه
لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وإنه لأعظم الناس غناء عن نبيه
صلى الله عليه وسلم في ذات يده (ابن أبي الدنيا في كتاب الاشراف وابن
مردويه ك).
36376 عن علي قال: قال عمر بن الخطاب: لقد أعطي علي
ابن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون في خصلة منها أحب إلي
من أن أعطى حمر النعم، قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال:
تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسكناه المسجد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحل له ما فيه يحل له، والراية يوم خيبر (ش).
36377 عن أبي هريرة قال: قال عمر: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لأدفعن اللواء غدا إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله به، قال
عمر: ما تمنيت الامرة إلا يومئذ، فلما كان الغد تطاولت لها،
فقال: يا علي! قم اذهب فقاتل ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك،
فلما قفى كره أن يلتفت فقال: يا رسول الله! علام أقاتلهم؟
قال: حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت دماؤهم وأموالهم إلا
بحقها (ابن منده في تاريخ أصبهان).
36378 أنا أسلم بن الفضل بن سهل ثنا الحسين بن عبيد الله الابزاري
116

البغدادي نا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثني أمير المؤمنين المأمون
حدثني الرشيد حدثني المهدي حدثني المنصور حدثني أبي حدثني عبد الله
ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كفوا عن ذكر علي
ابن أبي طالب فقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه خصالا لان
تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه
الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلي قائم على الباب
فقلنا: أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يخرج إليكم، فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ثم ضرب بيده منكبه
ثم قال: إنك مخاصم تخاصم، أنت أول المؤمنين إيمانا، وأعلمهم
بأيام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية وأعظمهم
رزية، وأنت عاضدي، وغاسلي، ودافني، والمتقدم إلى كل
شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافرا وأنت تتقدمني بلواء
الحمد وتذود عن حوضي، ثم قال ابن عباس من نفسه: ولقد فاز
علي بصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسطة في العشيرة وبذلا للماعون وعلما
بالتنزيل وفقها للتأويل ونيلا للاقران (الابزاري كذاب).
36379 عن علي قال: أردت أن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
117

ابنته فقلت: ما لي من شئ ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبها إليه،
فقال: هل لك من شئ؟ قلت: لا، قال: فأين درعك الحطمية
التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ فقلت: هي عندي، قال: فأعطها،
فأعطيتها إياها فزوجنيها، فلما أدخلها علي قال: لا تحدثا شيئا حتى
آتيكما، فجاءنا وعلينا كساء أو قطيفة، فلما رأيناه تحشحشنا فقال:
مكانكما! فدعا باناء فيه ماء فدعا فيه ثم رشه علينا، فقلت: يا رسول
الله! أهي أحب إليك أم أنا؟ قال: هي أحب إلي منك وأنت أعز
إلي منها (الحميدي، حم والعدني ومسدد والدورقي، ق).
36380 عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فانتهينا
إلى قوم قد بنوا زيبة للأسد، فبينا هم يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق
بآخر ثم تعلق رجل آخر حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد فانتدب
له رجل بحربة فقتله وماتوا من جراحهم كلهم، فقام أولياء المقتول
الأول إلى أولياء الثاني فأخرجوا السلاح ليقتتلوا، فأتاهم على تفيئة ذلك
فقال: تريدون أن تقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي؟ إني أقضي بينكم بقضاء
إن رضيتم فهو القضاء وإلا حجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي
صلى الله عليه وسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم، فمن عدا بعد ذلك فلا حق له،
اجمعوا من قبائل هؤلاء الذين حفروا البئر ربع الدية وثلث الدية ونصف
118

الدية والدية كاملة، فللأول الربع لأنه هلك بمن فوقه وللثاني ثلث الدية
وللثالث نصف الدية وللرابع الدية كاملة، فأبوا أن يرضوا فأتوا النبي
صلى الله عليه وسلم وهو عند مقام إبراهيم فقصوا عليه القصة فقال: أنا أقضي بينكم
واحتبى، فقال: رجل من القوم: إن عليا قضى بيننا، فقصوا عليه
القصة فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم وفي لفظ: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: القضاء كما
قضى علي (ط، ش، حم وابن منيع وابن جرير وصححه، ق
وضعفه).
36381 عن علي قال: أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب
الظلمة (أبو نعيم).
36382 عن أبي مسعر قال: دخلت على علي وبين يديه
ذهب فقال: أنا يعسوب المؤمنين وهذا يعسوب المنافقين، وقال: بي
يلوذ المؤمنون وبهذا يلوذ المنافقون (أبو نعيم).
29383 عن علي قال: لما مات أبو طالب أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إن عمك الشيخ الضال قد مات، قال
فقال: انطلق فواره ثم لا تحدثن شيئا حتى تأتيني، فواريته ثم
أثيته فأمرني فاغتسلت ثم دعا لي بدعوات ما أحب أن لي بهن ما
على الأرض من شئ (ط، ش، حم، د، ن والمروزي في الجنائز
119

وابن الجارود وابن جرير).
36384 عن علي قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمر وأبي
بكر وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة، وبين عبد الله بن
مسعود والزبير بن العوام، وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك
وبيني وبين نفسه (الخلعي في الخلعيات وفيه راو لم يسم، ق، ص).
36385 عن علي قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه
لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق
(الحميدي، ش، حم والعدني، ت، ن، ه‍، حب، حل وابن
أبي عاصم).
36386 عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن
لاقضي بينهم فقلت: يا رسول الله! بعثتني وأنا شاب لا علم لي
بالقضاء، فضرب بيده على صدري فقال: اللهم اهد قلبه وسدد
لسانه! فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا
(ابن سعد، ش ق، في الدلائل).
36387 عن علي قال: كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعطاني وإذا سكت ابتدأني (ش، ت والشاشي، حل والدورقي ك، ص).
36388 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي يخرج
120

في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين، وفي الصيف في القباء
المحشو والثوب الثقيل، فقال الناس لعبد الرحمن: لو قلت لأبيك
فإنه يسمر (1) معه، فسألت أبي فقلت: إن الناس قد رأوا من
أمير المؤمنين شيئا استنكروه، قال: وما ذاك؟ قال: يخرج في
الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك، ويخرج
في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين لا يبالي ذلك ولا يتقي
بردا، فهل سمعت في ذلك شيئا فقد أمروني أن أسألك أن تسأله
إذا سمرت عنده، فسمر عنده فقال: يا أمير المؤمنين! إن الناس
قد تفقدوا منك شيئا، قال: وما هو؟ قال: تخرج في الحر
الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل وتخرج في البرد الشديد في
الثوبين الخفيفين وفي الملاءتين لا يبالي ذلك ولا تتقي بردا، قال: أو ما
كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قلت: بلى والله قد كنت معكم، قال:
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع
إليه وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
يفتح الله له، ليس بفرار، فأرسل إلي فدعاني، فأتيته وأنا أرمد

(1) يسمر: السمر والمسامرة: الحديث بالليل، وبابه نصر. المختار 247. ب
121

لا أبصر شيئا، فتفل في عيني وقال: اللهم اكفه الحر والبرد!
فما آذاني بعده حر ولا برد (ش، حم، ه‍ والبزار وابن جرير
وصححه، طس، ك، ق في الدلائل، ض).
36389 عن عباد بن عبد الله سمعت عليا يقول: أنا عبد الله
وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب
مفتر، ولقد صليت قبل الناس سبع سنين (ش، ن في الخصائص
وابن أبي عاصم في السنة، عق، ك وأبو نعيم في المعرفة).
36390 عن حبة بن جوين قال: قال علي: عبدت الله مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة
(ك وابن مردويه).
36391 عن حبة أن عليا قال: اللهم! إنك تعلم أنه لم يعبدك
أحد من هذه الأمة قبلي ولقد عبدتك قبل أن يعبدك أحد من
هذه الأمة ست سنين (طس).
36392 (مسند عمر) عن ابن عباس قال: قال عمر بن
الخطاب: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فاني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: في علي ثلاث خصال لان يكون لي واحدة منهن
أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة
122

ابن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ
على علي بن أبي طالب حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال: أنت
يا علي! أول المؤمنين إيمانا وأولهم إسلاما! ثم قال: أنت مني
بمنزلة هارون من موسى، وكذب علي من زعم أنه يحبني ويبغضك
(الحسن بن بدر فيما رواه الخلفاء والحاكم في الكنى والشيرازي في
الألقاب وابن النجار).
36393 عن ضمرة بن ربيعة عن مالك بن أنس عن نافع عن
ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار،
يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فبات الناس
متشوقين فلما أصبح قال: أين علي؟ قالوا: يا رسول الله! ما يبصر
قال: ائتوني به، فلما أتي به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ادن مني، فدنا منه
فتفل في عينيه ومسحها بيده، فقام علي من بين يديه كأنه لم يرمد
(قط، خط في رواة مالك، كر).
36394 عن عروة أن رجلا وقع في علي بمحضر من عمر
قال عمر: تعرف صاحب هذا القبر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب؟ لا تذكر عليا إلا بخير فإنك
123

إن آذيته آذيت هذا في قبره (كر).
36395 عن عمر قال: لن تنالوا عليا فاني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: ثلاثة لان يكون لي واحدة منهن أحب إلي مما طلعت
عليه الشمس، كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وأبو عبيدة
ابن الجراح وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضرب بيده على منكب
علي فقال: أنت أول الناس إسلاما وأول الناس إيمانا وأنت مني
بمنزلة هارون من موسى (ابن النجار).
36396 عن علي قال: أنا أول رجل صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم
(ط، ش، حم وابن سعد).
36397 عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وأنا
حديث السن، قلت: بعثتني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا
علم لي بالقضاء! فضرب بيده في صدري وقال: إن الله سيهدي
لسانك ويثبت قلبك، فما شككت في قضاء بين اثنين بعد
(ط وابن سعد، حم والعدني والمروزي في العلم، ه‍، ع، ك، حل، ق
والدورقي، ص وابن جرير وصححه) (1).

(1) أخرجه أبو داود كتاب الأقضية باب كيف القضاء رقم 3565 وقال المنذري
في عون المعبود (9 / 500) أخرجه الترمذي وقال حسن. ص
124

36398 عن علي قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن
فقلت: يا رسول الله! بعثتني إلى قوم هم أسن مني وأنا حدث لا
أبصر القضاء، فوضع يده على صدري وقال: اللهم! ثبت لسانه
واهد قلبه، يا علي! إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما
حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنك إذا فعلت ذلك
تبين لك القضاء، فما أشكل علي قضاء بعدد (ك وابن سعد، حم
والعدني، د، ت وقال: حسن، ع وابن جرير وصححه، حب، ك، ق).
36399 عن علي قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا علي!
إن فيك من عيسى مثلا أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه وأحبته
النصارى حي أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها، وقال علي: ألا! وإني
يهلك في رجلان محب مطر (1) لي يفرطني بما ليس في ومبغض
مفتر يحمله شنآني (2) على أن يبهتني، ألا! وإني لست بنبي ولا
يوحى إلي ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت،
فما أمرتكم به من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم،

مطر: أطريت فلانا: مدحته بأحسن ما فيه، وقيل: بالغت في
مدحه وجاوزت الحد. المصباح 2 / 508. ب
) (1) شنآني: شنئته اشنؤه من باب تعب شنأ مثل فلس، وشنآنا بفتح
النون و سكونها أبغضته. المصباح 1 / 447. ب
125

وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة لاحد في معصية الله، إنما
الطاعة في المعروف (عم ع والدورق، ك وابن أبي عاصم وابن شاهين
في السنة وابن الجوزي في الواهيات، وروى ابن جرير صدره
المرفوع) (1)
36400 (أيضا) عن حبة العرني قال: رأيت عليا
ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه
ثم قال: ذكرت قول أبي طالب، ظهر علينا أبو طالب وأنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلي ببطن نخلة فقال: ماذا تصنعان يا ابن
أخي؟ فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام، فقال: ما بالذي تقولان
بأس ولكني والله لا تعلوني استي أبدا وضحك تعجبا لقول أبيه
ثم قال: اللهم! ما أعرف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك
قبلي غير نبيك ثلاث مرات، لقد صليت قبل أن يصلي الناس
سبعا (ط، حم، ع، ك).
36401 (أيضا) عن ابن الحنفية قال: لو كان علي ذاكرا
عثمان بسوء ذكره يوم جاءه ناس فشكوا سعاة عثمان فقال لي علي:

(1) الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 123) وقال الذهبي فيه الحكم
ابن عبد الملك وهاه ابن معين. ص
126

اذهب بهذا الكتاب إلى عثمان فأخبره أن فيه صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمر سعاتك يعملوا بها فأتيته فقال: أغنها عنا، فأتيت بها عليا
فأخبرته له فقال: لا عليك، ضعها حيث أخذتها (خ والعدني، ق).
36402 عن علي قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم أناس من قريش
فقالوا: يا محمد! إنا جيرانك وحلفاؤك وإن ناسا من عبيدنا قد أتوك
ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه، إنما فروا من ضياعنا
وأموالنا فارددهم إلينا، فقال لأبي بكر: ما تقول: قال: صدقوا،
إنهم لجيرانك وأحلافك، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لعمر:
ما تقول؟ قال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك، فتغير وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر قريش! والله ليبعثن الله عليكم
رجلا قد امتحن الله قلبه بالايمان فيضربكم على الدين أو يضرب
بعضكم، فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله! قال: لا، قال عمر:
أنا يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه الذي يخصف النعل وكان
أعطى عليا نعلا يخصفها (حم وابن جرير، وصححه، ص).
36403 (أيضا) عن محمد بن سيرين قال: لما توفي النبي
صلى الله عليه وسلم أقسم علي أن لا يرتدي برداء إلا الجمعة حتى يجمع القرآن
في مصحف، ففعل، وأرسل إليه أبو بكر بعد أيام: أكرهت
127

إمارتي يا أبا الحسن؟ قال: لا والله إلا أني أقسمت أن لا أرتدي
برداء إلا الجمعة! فبايعه ثم رجع (ابن أبي داود في المصاحف وقال:
إنه لم يذكر المصحف أحد إلا أشعب وهو لين الحديث وإنما رووه:
حتى أجمع القرآن يعني أتم حفظه، فإنه يقال للذي حفظ
القرآن: قد جمع القرآن.
36404 عن علي قال: والله! ما نزلت آية إلا وقد علمت
فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، إن ربي وهب لي قلبا
عقولا ولسانا طلقا سؤولا (ابن سعد، كر).
36405 (أيضا) عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
أنه قيل لعلي: مالك أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا؟ فقال:
إني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني (ابن سعد).
36406 (أيضا) عن هبيرة قال: شهدت عليا وسئل
عن حذيفة قال: سأل عن أسماء المنافقين فأخبر بهم، وسئل عن
نفسه قال: كنت إذا سألت أجبت وإذا سكت ابتدئت (ك).
36407 عن علي قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وأسلمت
يوم الثلاثاء (ع وأبو القاسم بن الجراح في أماليه).
36408 عن علي قال: لما نزلت هذه الآية (وانذر عشيرتك
128

الأقربين) جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون فأكلوا
وشربوا، فقال لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي
في الجنة ويكون خليفتي في أهلي، وقال رجل: يا رسول الله! أنت
كنت بحرا! من يقوم بهذا؟ ثم قال الآخر، فعرض هذا على
أهل بيته واحدا واحدا فقال علي أنا (حم وابن جرير وصححه
والطحاوي، ض).
36409 عن علي قال: اقضوا كما كنتم تقضون، فاني أكره
الخلاف حتى يكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي. فكان
ابن سيرين يرى أن عامة ما يروون عن علي كذبا (خ وأبو عبيد
في كتاب الأموال والإصبهاني في الحجة).
36410 (أيضا) عن أبي يحيى قال: سمعت عليا يقول: أنا
عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها أحد بعدي إلا كاذب، فقالها
رجل فأصابته جنة (العدني).
36411 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله فيك
خمسا فأعطاني أربعا ومنعني واحدة: سألته أنك أول من تنشق عنه
الأرض يوم القيامة، وأنت معي، معك لواء الحمد وأنت تحمله،
وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي (ابن الجوزي في الواهيات).
129

(36412) عن قيس قال: دخل الأشعث بن قيس على علي في
شئ فتهدده بالموت، فقال علي: بالموت تهددني؟ ما أبالي سقط
علي أو سقطت عليه (كر).
(36413) عن أبي الزعراء قال: كان علي بن أبي طالب يقول:
إني وأطايب أرومتي وأبرار عترتي أحلم الناس صغارا وأعلم الناس
كبارا، بنا ينفي الله الكذب، وبنا يعقر (1) الله أنياب الذئب
الكلب، وبنا يفك الله عنوتكم (2) وينزع ربق أعناقكم، وبنا
يفتح الله ويختم (عبد الغني بن سعيد في ايضاح الاشكال).
(36414) - عن علي بن أبي ربيعة قال: صارع علي رجلا
فصرعه، فقال الرجل لعلي: ثبتك الله يا أمير المؤمنين! قال علي:
صدرك (وكيع، كر).
(36415) - عن سعيد بن المسيب قال: ما كان أحد من الناس

(1) يعقر: ومنه حديث ابن الأكوع (فمازلت أرميهم وأعقر بهم) أي
أقتل مركوبهم. يقال عقرت به: إذا قتلت مركوبه وجعلته راجلا.
النهاية 3 / 271. ب
(2) عنوتكم: وفي حديث الفتح (أنه دخل مكة عنوة) أي قهرا وغلبة.
وهو من عنا يعنو إذا ذل وخضع. والعنوة: المرة الواحدة منه،
كأن المأخوذ بها يخضع ويذل النهاية 3 / 315. ب
130

يقول: سلوني، غير علي بن أبي طالب (ابن عبد البر).
36416 عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: تؤتى يوم
القيامة بناقة من نوق الجنة وركبتك مع ركبتي وفخذك مع فخذي
حتى ندخل الجنة جميعا (الحسن بن بدر).
36417 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خطب علي فقال:
أنشد الله امرأ نشدة الاسلام سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم
أخذ بيدي يقول: ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من أنفسكم؟
قالوا: بلى يا رسول الله! قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم!
وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من
خذله إلا قام فشهد! فقام بضعة عشر رجلا فشهدوا وكتم قوم،
فما فنوا من الدنيا إلا عموا وبرصوا (خط في الافراد).
36418 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست أولى
بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا، بلى، قال: فمن كنت وليه فهو وليه
(ابن أبي عاصم).
36419 عن علي قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله
صلى الله عليه وسلم (وانذر عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا علي!
إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا وعرفت
131

أني مهما أناديهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتى
جاءني جبريل فقال: يا محمد! إنك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك
ربك، فاصنع لي صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا
عسا من لبن ثم أجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما
أمرت به، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون
رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة
والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعته لهم
فجئت به، فلما وضعته تناول النبي صلى الله عليه وسلم جشب (1) حزبة من اللحم
فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال: كلوا بسم الله،
فأكل القوم حتى نهلوا عنه، ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله! إن
كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم، ثم قال:
اسق القوم يا علي! فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا
جميعا، وأيم الله! إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما أراد النبي
صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره (2) أبو لهب إلى الكلام فقال: لقد
شحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان

(1) جشب: الجشب: هو الغليظ الخشن من الطعام. النهاية 1 / 272. ب
(2) بدره: بدر إلى الشئ: أسرع. المختار 32. ب.
132

الغد فقال: فقال: يا علي! إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت
من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعدلنا مثل الذي صنعت
بالأمس من الطعام والشراب ثم اجمعهم لي، ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعاني
بالطعام فقربته، ففعل به كما فعل بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى
نهلوا، ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا بني عبد المطلب! إني والله
ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به! إني قد
جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أو أدعوكم إليه، فأيكم
يؤازرني على أمري هذا؟ فقلت وأنا أحدثهم سنا وأرمصهم (1) عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم (2) ساقا: أنا يا نبي الله أكون وزيرك
عليه! فأخذ برقبتي فقال: إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا
له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك
أن تسمع وتطيع لعلي (ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن
مردويه وأبو نعيم، حق معا في الدلائل).
36420 (مسند البراء بن عازب) قال: كنا مع رسول الله

(1) وأرمصهم: يقال: غمصت العين ورمصت من الغمص والرمص، وهو
البياض الذي تقطعه العين ويجتمع في زوايا الأجفان والرمص: الرطب
منه، والغمص: اليابس. النهاية 2 / 263. ب
(2) وأحمشهم: يقال: رجل حمش الساقين وأحمش الساقين أي دقيقهما. النهاية 1 / 440. ب
133

صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي: الصلاة جامعة! وكسح
لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فصلى الظهر فأخذ بيد علي فقال:
ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فقال:
ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن؟ من نفسه، قالوا: بلى، فأخذ
بيد علي فقال: اللهم! من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم! وال
من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك
يا ابن أبي طالب! أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة (ش).
36421 بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشين: على أحدهما علي
ابن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إن كان قتال
فعلي على الناس، فافتتح علي حصنا فاتخذ جارية لنفسه، فكتب
خالد يسوء به، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب قال: ما تقول في
رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (ش).
36422 عن بريدة بن الحصيب قال: مررت مع علي إلى
اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت
عليا فتنقصته، فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال: يا بريدة!
ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه (ش وابن جرير وأبو نعيم).
134

36423 عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة:
زوجتك خير أهلي! أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما (خط
في المتفق).
36424 عن بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد
ليقسم الخمس وفي لفظ: ليقبض الخمس (فأصبح علي ورأسه
يقطر فقال خالد: ألا ترى ما يصنع هذا؟ فلما رجعت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخبرته بما صنع علي فكنت أبغض عليا، فقال: يا بريدة!
أتبغض عليا؟ قلت: نعم، قال: فلا تبغضه وفي لفظ: قال:
فأحبه فان له في الخمس أكثر من ذلك (أبو نعيم).
36425 عن بريدة قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية
واستعمل علينا عليا، فلما جئنا سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف رأيتم
صحبة صاحبكم؟ قال: فاما شكوته أنا وإما شكاه غيري فرفعت
رأسي وكنت رجلا مكبابا وكنت إذا حدثت الحديث أكببت
وإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد احمر وجهه فقال: من كنت وليه فان عليا
وليه، فذهب الذي في نفسي عليه فقلت: لا أذكره بسوء
(ابن جرير).
36426 عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إن
135

الله أمرني أن أدنيك ولا أقصيك وان أعلمك وأن تعي، وإن
حقا على الله أن تعي، ونزلت (وتعيها أذن واعية) قال: إذا
غفلت عن الله (كر وقال: هذا اسناد لا يعرف والحديث شاذ).
36427 (أيضا) قالوا: يا رسول الله! من يحمل رأيتك
يوم القيامة؟ قال: من يحسن من يحملها إلا من حملها في الدنيا
علي بن أبي طالب (طب).
36428 عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي:
إنك مستخلف مقتول وإن هذه مخضوبة من هذه يعني لحيته
من رأسه (طب، كر).
36429 عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي:
من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال:
الله ورسوله أعلم، قال: قاتلك يا علي (كر).
36430 (أيضا) كنا بالجحفة بغدير خم إذ خرج علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه
فعلي مولاه (ش).
36431 (أيضا) إن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى
صعد المسلمون ففتحوها، وأنه جرب فلم يحمله إلا أربعون رجلا
136

(ش حسن).
36432 عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: سدوا الأبواب كلها إلا باب علي وأومى بيده
إلى باب علي (كر).
36433 عن جابر بن عبد الله قال: كنا بالجحفة بغدير
خم وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي فقال:
من كنت مولاه فعلي مولاه (ز).
36434 عن جابر قال: سمعت عليا ينشد ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يسمع:
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي * معه ربيت وسبطاهما ولدي
جدي وجد رسول الله منفرد * وفاطم زوجتي لا قول ذي فند (1) صدقته وجميع الناس في بهم * من الضلالة والاشراك والنكد
فالحمد لله شكرا لا شريك له * البر بالعبد والباقي بلا أمد
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدقت يا علي (كر وفيه عمارة

(1) فند: الفند في الأصل: الكذب. وأفند: تكلم الفند. اه‍
3 / 475 النهاية. ب
137

ابن زيد، قال الأزدي: كان يضع الحديث: قلت: الذي أقطع به
أن هذا الشعر مصنوع موضوع على علي، ما قاله علي قط لان من
له براعة في نقد الشعر يعلم أن هذا نازل الدرجة في صناعة الشعر،
ومقام علي رضي الله عنه أعلى بدرجات من أن يقول هذا الشعر
النازل، لا سيما وفي سنده هذا الوضاع).
36435 (أيضا) عن سليمان بن الربيع ثنا كادح بن رحمة
الزاهد ثنا مسعر بن كدام عن عطية عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: رأيت على باب الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله
علي أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم (كر).
36436 عن جبلة بن حارثة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز
أعطى سلاحه عليا أو أسامة بن زيد (ع وأبو نعيم، كر).
36437 عن جرير البجلي قال: شهدنا الموسم في حجة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حجة الوداع فبلغنا مكانا يقال له (غدير خم)
فنادى: الصلاة جامعة! فاجتمعنا المهاجرون والأنصار فقام رسول الله
صلى الله عليه وسلم وسطنا فقال: أيها الناس! بم تشهدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله
(إلا) الله، قال: ثم مه؟ قالوا: وأن محمدا عبده ورسوله، قال: فمن
وليكم؟ قالوا: الله ورسوله مولانا، قال: من وليكم؟ ثم ضرب
138

بيده إلى عضد علي فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعيه فقال: من
يكن الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه، اللهم! وال من والاه
وعاد من عاداه، اللهم! من أحبه من الناس فكن له حبيبا ومن
أبغضه فكن له مبغضا، اللهم! إني لا أجد أحدا أستودعه في
الأرض بعد العبدين الصالحين غيره فاقض فيه بالحسنى (طب) (1).
36438 عن جندب بن ناجية أو ناجية بن جندب: لما كان
يوم غزوة الطائف قام النبي صلى الله عليه وسلم مع علي مليا ثم مر، فقال له
أبو بكر: يا رسول الله! لقد طالت مناجاتك عليا منذ اليوم! فقال:
ما أنا انتجيته ولكن الله انتجاه (طب).
36439 عن جابر: لما سأل أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني
لهم مسجدا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليقم بعضكم فيركب الناقة،
فقام أبو بكر فركبها وحركها فلم تنبعث فرجع فقعد، فقام عمر
فركبها فحركها فلم تنبعث فرجع فقعد، فقام علي فلما وضع رجله
في غرز الركاب وثبت به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! أرخ
زمامها، وابنوا على مدارها فإنها مأمورة (طب).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 106) رواه الطبراني وفيه بشر بن
حرب وهو لين. ص
139

36440 عن علي قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الناس وتركني
فقلت: يا رسول الله آخيت بين أصحابك وتركتني! قال: ولم
تركتك؟ إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، قال: فان
حاجك أحد فقل: إني عبد الله وأخو رسول الله، لا يدعيها أحد
بعدك إلا كذاب (ع).
36441 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم ثم
خرج آخذا بيد علي فقال: أيها الناس! ألستم تشهدون أن الله
ربكم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم
من أنفسكم وأن الله ورسوله مولاكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كان
الله ورسوله مولاه فان هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم
به لن تضلوا بعده: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم، وأهل
بيتي (ابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه
وصحح).
36442 (مسند عمار) كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين
في غزوة ذي العشيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أحدثكما بأشقى
الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله؟ قال: أحيمر ثمود الذي عقر
الناقة، والذي يضربك يا علي على هذا يعني قرنه حتى تبل
140

هذه يعني لحيته (حم والبغوي، طب، ك وابن مردويه وأبو نعيم
في المعرفة، كر).
36443 عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في
غزوة العشيرة من بطن ينبع، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بها
شهرا فصالح فيها بين بني مدلج وحلفائهم من ضمرة فوادعهم، فقال
لي علي: هل لك يا أبا اليقظان أن تأتي هؤلاء نفر من بني مدلج
يعملون في عين لهم فننظر كيف يعملون؟ فأتيناهم فنظرنا إليه ساعة
ثم غشينا النوم فعمدنا إلى صور (1) من النخل في دقعاء (2) من
الأرض فنمنا فيه، فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدمه! فجلسنا
وقد تتربنا من تلك الدقعاء فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا أبا
تراب! لما عليه من التراب، فأخبرناه بما كان من أمرنا، فقال:
ألا أخبركما بأشقى رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله! قال: أحيمر
ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه ووضع رسول
يده على رأسه حتى تبل منها هذه ووضع يده على لحيته
(كر وابن النجار).

(1) صور: الصور: الجماعة من النخل، ولا واحد له من لفظه، ويجمع
على صيران. النهاية 3 / 59. ب
(2) دقعاء: الدقعاء: هو التراب. النهاية 2 / 127. ب
141

36444 عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية واستعمل عليهم عليا فغنموا فصنع علي شيئا أنكروه وفي
لفظ: فأخذ علي من الغنيمة جارية فتعاقد أربعة من الجيش إذا
قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلموه، وكانوا إذا قدموا من سفر
بدؤا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى
رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد
الأربعة فقال: يا رسول الله! ألم تر أن عليا قد أخذ من الغنيمة
جارية؟ فأعرض عنه، ثم قام الثاني فقال مثل ذلك فأعرض عنه،
ثم قام الثالث فقال مثل ذلك فأعرض عنه، ثم قام الرابع فأقبل إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال: ما تريدون من
علي؟ علي مني وأنا من علي وعلي ولي كل مؤمن بعدي (ش
وابن جرير وصححه).
36445 (مسند عمرو بن شاش) قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قد آذيتني، قلت: يا رسول الله! ما أحب أن أوذيك، فقال:
على آذى عليا فقد آذاني (ش وابن سعد، حم، خ في تاريخه،
طب، ك).
36446 عن عمرو بن العاص قال: لما قدمت من غزوة
142

ذات السلاسل وكنت أظن أن ليس أحد أحب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم مني فقلت: يا رسول الله! أي الناس أحب إليك؟ قال:
عائشة، قال: إني لست أسألك عن النساء، قال: أبوها إذن،
قلت: فأي الناس أحب إليك بعد أبي بكر؟ قال: حفصة،
قلت: لست أسألك عن النساء، قال: أبوها إذن، قلت: يا رسول الله!
فأين علي؟ فالتفت إلى أصحابه فقال: إن هذا يسألني عن النفس
(ابن النجار).
36447 عن أبي إسحاق قال: قيل لقثم: كيف ورث
علي النبي صلى الله عليه وسلم دونكم؟ قال: إنه كان أولنا به لحوقا وأشدنا به
لزوقا (ش).
36448 (مسند السيد الحسن) ادعوا لي سيد العرب،
قلت: ألست سيد العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد
العرب، فلما جاء قال: يا معشر الأنصار! ألا أدلكم على ما إن
تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا؟ هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه
بكرامتي فان جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل (حل).
36449 (مسند رافع بن خديج) لما قتل علي يوم أحد
أصحاب الألوية قال جبريل: يا رسول الله! إن هذه لهي المواساة،
143

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه مني وأنا منه، قال جبريل: وأنا منكما
يا رسول الله (طب).
36450 عن أبي رافع عن أبي أمامة قال: لما آخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين الناس آخى بينه وبين علي (كر).
36451 عن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم علي (ش).
36452 عن سلمان الفارسي قال: إن أول هذه الأمة ورودا
على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب (ش).
36453 (مسند شداد بن أوس) عن شرحبيل بن مرة
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أبشر يا علي! حياتك معي وموتك
معي (ابن منده وابن قانع، كر).
36454 (مسند عبد الله بن الأسود) عن الحجاج بن
حسان قال: حدثني عبد الله بن أحجم الخزاعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعث عليا بن أبي طالب إلى اليمن فظفر وغنم وسلم، فبعث
بريدة بشيرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أنى بريدة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره
بسلامة الجند وظفرهم وغنيمتهم ثم قال: إن عليا قد اصطفى من
السبي خادما أو وليدة! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم واحمر وجهه
144

حتى عرف بريدة الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بريدة:
أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله؟ ولوددت أن الأرض
ساخت بي قبل هذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي بريدة! لما يدع
علي من حقه أكثر مما يأتيه، لما يدع علي من حقه أكثر مما
يأتيه ثلاث مرات (ابن النجار).
36455 عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت
أمامي يوم القيامة فيدفع إلي لواء الحمد فأدفعه إليك، وأنت تذود الناس
عن حوضي (كر وقال: فيه أبو حذيفة إسحاق بن بشر ضعيف).
36456 عن عائشة قالت قلت: يا رسول الله! أنت سيد
العرب، قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب (ابن النجار).
36457 عن جميع بن عمير أنه سأل عائشة: من كان أحب
الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة، قال: لسنا نسألك
عن النساء بل الرجال: قالت: زوجها (خط في المتفق والمفترق وابن
النجار، قال: الذهبي: جميع بن عمير التيمي الكوفي تابعي مشهور
اتهم بالكذب).
36458 (أيضا) إن الله عز وجل باهى بكم وغفر لكم
عامة وغفر لعلي خاصة وإني رسول الله إليكم غير محاب (1) لقرابتي،

(1) محاب: حاباه محاباة: سامحه مأخوذ من حبوته إذا أعطيته. المصباح 1 / 165. ب
145

هذا جبريل يخبرني أن السعيد حق السعيد من أحب عليا في حياته
وبعد موته، وأن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته وبعد
موته (طب، ق في فضائل الصحابة وابن الجوزي في الواهيات).
36459 عن فاطمة الزهراء عن أم سلمة قالت: والذي أحلف
به! إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض في بيت عائشة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
غداة بعد غداة يقول: جاء علي؟ مرارا، قالت وأظنه كان بعثه
في حاجة فجاء بعد، فظننا أنه له إليه حاجة فخرجنا من البيت
فقعدنا بالباب فكنت من أدناهم من الباب فأكب عليه علي،
فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض من يومه ذلك فكان أقرب الناس
به عهدا (ش).
36460 عن أبي عبد الله الجدلي قال: قالت لي أم سلمة:
يا أبا عبد الله! أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك ثم لا تغيرون؟
قلت: ومن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يسب علي ومن
يحبه وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه (ش).
36461 عن ابن مسعود قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فسئل
عن علي، قال: قسمت الحكمة عشرة أجزاء: فأعطى علي تسعة
146

أجزاء والناس جزأ واحدا، وعلي أعلم بالواحد منهم (الأزدي في
الضعفاء، حل، وابن النجار وابن الجوزي في الواهيات، وأبو علي
الحسين بن علي البردعي في معجمه).
36462 (مسند علي) قال الترمذي وابن جرير معا: حدثنا
إسماعيل بن موسى السدي نبأنا محمد بن عمر الرومي عن شريك عن
سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا دار الحكمة وعلي بابها (حل، قال الترمذي:
هذا حديث غريب وفي نسخة، منكر، وروى بعضهم هذا الحديث
عن شريك (1) ولم يذكروا فيه: عن الصنابحي، ولم يعرف هذا
الحديث عن أحد من الثقات غير شريك وفي الباب عن ابن عباس
انتهى وقال ابن جرير هذا خبر صحيح مسنده وقد يجب أن يكون
على مذهب آخرين سقيما غير صحيح لعلتين: إحدهما أنه خبر لا يعرف
له مخرج عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه، والأخرى ان
سلمة بن كهيل عندهم ممن لا يثبت بنقله حجة، وقد وافق عليا في
رواية هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره).
36463 ثنا محمد بن إسماعيل الضراري ثنا عبد السلام بن صالح

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب يا ب رقم 67 رقم الحديث 3725 وقال
هذا حديث غريب منكر. ص
147

الهروي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها
من بابها.
36464 ثنا إبراهيم بن موسى الرازي وليس بالفراء ثنا
أبو معاوية باسناد مثله هذا الشيخ لا أعرفه ولا سمعت منه غير
هذا الحديث انتهى كلام ابن جرير. وقد أورد ابن الجوزي في
الموضوعات حديث علي وابن عباس وأخرج ك حديث ابن عباس وقال:
صحيح الاسناد، وروى خط في تاريخه عن يحى بن معين أنه سئل
عن حديث ابن عباس فقال: هو صحيح، وقال: عد في حديث ابن
عباس: إنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: قد قال
ببطلانه أيضا الذهبي في الميزان وغيره ولم يأتوا في ذلك بعلة قادحة سوى
دعوى الوضع دفعا بالصدر، وقال الحافظ ابن حجر في لسانه: هذا
الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون
الحديث أصلا فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع، وقال في فتوى
هذا الحديث: أخرجه ك في المستدرك وقال: إنه صحيح وخالفه ابن
الجوزي فذكره في الموضوعات وقال: إنه كذب والصواب خلاف
قولهما معا وأن الحديث من قسم الحسن لا يرتقى إلى الصحة ولا ينحط
148

إلى الكذب، وبيان ذلك يستدعي طولا ولكن هذا هو المعتمد في
ذلك انتهى. وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهرا إلى أن وقفت على
تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح ك
لحديث ابن عباس فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة
الحسن إلى مرتبة الصحة والله أعلم.
36465 عن علي قال: لما نزلت هذه الآية (وانذر
عشيرتك الأقربين) دعا بني عبد المطلب وصنع لهم طعاما ليس
بالكثير فقال: كلوا بسم الله من جوانبها فان البركة تنزل من
ذروتها، ووضع يده أولهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم دعا بقدح
فشرب أولهم ثم سقاهم فشربوا حتى رووا، فقال أبو لهب: لقدما
سحركم، وقال: يا بني عبد المطلب! إني جئتكم بما لم يجئ به
أحد قط، أدعوكم إلى شهادة إن لا إله إلا الله وإلى الله وإلى كتابه،
فنفروا وتفرقوا، ثم دعاهم الثانية على مثلها، فقال أبو لهب كما قال
المرة الأولى، فدعاهم ففعلوا مثل ذلك ثم قال لهم ومد يده: من
يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليكم من بعدي؟ فمددت
وقلت: أنا أبايعك وأنا يومئذ أصغر القوم عظيم البطن، فبايعني
على ذلك، قال: وذلك الطعام أنا صنعته (ابن مردويه).
149

36466 عن علي قال: لما نزلت (وانذر عشيرتك الأقربين)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي يقضي ديني وينجز بوعدي
(ابن مردويه).
36467 عن علي قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستعملني على
اليمن فقلت له: يا رسول الله! إني شاب حدث السن ولا علم لي
بالقضاء فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدري مرتين أو قال: ثلاثا
وهو يقول: اللهم! اهد قلبه وثبت لسانه، فكأنما كل علم
عندي وحشي قلبي علما وفهما، فما شككت في قضاء بين اثنين
(خط، وسنده ضعيف).
36468 عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي!
أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة (خط).
36469 عن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي! أسبغ
الوضوء وإن شق عليك، ولا تأكل الصدقة ولا تنزي الحمير على
الخيل، ولا تجالس أصحاب النجوم (خط في كتاب النجوم).
36470 (أيضا) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال:
حدثني أمير المؤمنين المأمون ثني أمير المؤمنين الرشيد ثني أمير المؤمنين
المهدي قال: دخل علي سفيان الثوري فقلت: حدثني بأحسن
150

فضيلة عندك لأمير المؤمنين علي، فقال: حدثني سلمة بن كهيل عن
حجية عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني
بمنزلة هارون من موسى (ابن النجار).
36471 (أيضا) عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: عرض
لعلي رجلان في خصومة فجلس في أصل جدار، فقال رجل:
الجدار يقع! فقال: أمض كفى بالله حارسا! فقضى بينهما وقام ثم
سقط الجدار (أبو نعيم في الدلائل).
36472 عن علي قال: ما يسرني لو مت طفلا وأدخلت
الجنة ولم أكبر فأعرف ربي عز وجل (حل).
36473 (أيضا) عن عبد خير عن علي قال: لما قبض
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقسمت أن لا أضع ردائي عن ظهري عن أجمع ما بين
اللوحين فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن (حل).
36474 (أيضا) عن عبد الله بن الحارث قال: قلت لعلي
ابن أبي طالب: أخبرني بأفضل منزلتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
نعم، قال: بينا أنا نائم عنده وهو يصلي فلما فرغ من صلاته قال:
يا علي! ما سألت الله من الخير الا سألت لك مثله، وما استعذت
من الشر إلا استعذت مثله (المحاملي في أماليه).
151

36475 عن علي قال: أنا قسيم النار (شاذان الفضيلي في
رد الشمس).
36476 (أيضا) قال شاذان: أنبأنا أبو طالب عبد الله بن
محمد بن عبد الله الكاتب بعكبري أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
غياث الخراساني حدثنا أحمد بن عامر بن سليم الطائي حدثنا علي بن
موسى الرضا حدثني أبي موسى حدثني أبي جعفر حدثني أبي محمد حدثني أبي
علي حدثني الحسين حدثني أبي علي بن أبي طالب قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا علي! إني سألت ربي عز وجل فيك خمس خصال
فأعطاني، أما الأولى فاني سألت ربي أن تنشق عني الأرض وأنفض
التراب عن رأسي وأنت معي، وأما الثانية فسألته أن يوفقني عند
كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأما الثالثة فسألته أن يجعلك
حامل لوائي وهو لواء الله الأكبر عليه المفلحون والفائزون بالجنة
فأعطاني، وأما الرابعة فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني،
وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني،
فالحمد لله الذي من به علي.
36477 وبهذا الاسناد عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لولاك يا علي ما عرف المؤمنون من بعدي.
152

36478 وبهذا الاسناد عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا علي! ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة، فقام رجل من
الأنصار فقال: فداك أبي وأمي! فمن هم؟ قال: أنا على البراق:
وأخي صالح على ناقته التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء،
وأخي علي على ناقة من نوق الجنة بيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا
الله محمد رسول الله، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو
نبي مرسل أو حامل عرش، فيجيبهم ملك من بطنان العرش:
يا معشر الآدميين! ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل
عرش، هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب. قلت: قال
الشيخ جلال الدين السيوطي: هكذا وقع لنا في هذا الاسناد أحمد
ابن عامر رواية غير ابنه عنه، وقال قال الذهبي: عبد الله بن أحمد بن
عامر عن أبيه، من أهل البيت، له نسخة باطلة، فما اتهم إلا الابن
دون الأب، وهذا الطريق من رواية غير الابن والأب موثق، فاما
أن تكون هذه متابعة للابن فيخرج عن التهمة فان هذه النسخة وغيرها
من النسخ المحكوم ببطلانها ليس كلها باطلة بل غالبها، وفيها أحاديث
لها أصل، وإما أن يكون هذا التابع ممن يسرق الحديث فسرقه من
الابن وحدث به عن الأب بغير واسطة كما هو دأب سراق الأحاديث،
153

ولم أقف لهذا الرجل على ترجمة، وللحديث الأخير شاهد من حديث
ابن عباس إلا أن ابن الجوزي أورده في الموضوعات وللحديث الأول
شاهد.
36479 عن خلف بن المبارك حدثنا شريك عن أبي إسحاق
عن الحارث عن علي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في علي خمس
خصال لم يعطها نبي في أحد قبلي: أما خصلة فإنه يقضي ديني
ويواري عورتي، وأما الثانية فإنه الذائد عن حوضي، وأما الثالثة فإنه
متكأة لي في طريق الحشر يوم القيامة، وأما الرابعة فان لوائي
معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد، وأما الخامسة فاني لا أخشى
أن يكون زانيا بعد إحصان ولا كافرا بعد إيمان (عق وقال: ليس
له أصل وخلف لا يتابع على حديثه من وجه يثبت وهو مجهول في
النقل وابن الجوزي في الواهيات وله شاهد من حديث أبي سعيد يأتي
شاذان بالسند المذكور إلى علي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي! إذا
كان يوم القيامة أتيت أنت وولد على خيل بلق متوجين بالدر والياقوت
فيأمر الله بكم إلى الجنة والناس ينظرون.
36480 عن عمير بن سعد أن عليا جمع الناس في الرحبة وأنا
شاهد فقال: أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من
154

كنت مولاه فعلي مولاه، فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا النبي
صلى الله عليه وسلم ذلك (طس).
36481 (مسند علي) قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلا ترضى
يا علي إذا جمع الله الناس في صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع
أعناقهم العطش فكان أول من يدعى إبراهيم فيكسى ثوبين
أبيضين ثم يقوم عن يمين العرش، ثم يفجر لي مثعب (1) من
الجنة إلى حوضي وحوضي أعرض مما بين بصرى وصنعاء فيه نجوم
السماء قدحان من فضة فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين ثم
أقوم عن يمين العرش، ثم تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين
أبيضين فتقوم معي ولا أدعى لخير إلا دعيت إليه؟ قلت: بلى
(ابن شاهين في السنة، طس وأبو نعيم في فضائل الصحابة، أبو
الحسن الميثمي هذا حديث لا يصح وآفته عمران بن ميثم، وقال
عق: عمران بن ميثم من كبار الرافضة يروي أحاديث سوء
كذب)

(1) مثعب: ثعب الماء: فجرته والثعب: سيل الماء في الوادي، وجمعه
ثعبان. المختار 62. ب
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 136) وقال رواه الطبراني في
الأوسط وفيه عمران بن ميثم وهو كذاب. ص
155

36482 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أول خلق
الله يكسى يوم القيامة أبي إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين ثم يقام
عن يمين العرش، ثم أدعى فأكسى ثوبين أخضرين ثم أقام عن يسار
العرش، ثم تدعى أنت يا علي فتكسى ثوبين أخضرين ثم تقام
عن يميني، أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت
وأن تشفع إذا شفعت (قط في العلل، وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات وقال: تفرد به ميسرة بن حبيب النهدي والحكم بن ظهير
عنه والحكم كذاب: قلت: الحكم روى له ت، وقال فيه خ: منكر
الحديث، وروى عنه القدماء سفيان الثوري ومالك وك فصحح له
وقد تابع ميسرة عن المنهال عمران بن ميثم وهو الحديث الذي قبله).
36483 عن عبد الله بن يحيى أن عليا أتى يوم البصرة بذهب
وفضة فقال: أبيضي وأصفري غري غيري، غري أهل الشام
غدا إذا ظهروا عليك، فشق قوله ذلك على الناس فذكر ذلك
له فأذن في الناس فدخلوا عليه فقال: إن خليلي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي!
إنك ستقدم على الناس وشيعتك راضين مرضيين، ويقوم عليك
عدوك غضابا مقمحين (1)، ثم جمع علي يده إلى عنقه يريهم الأقماح

(1) مقمحين: الأقماح: رفع الرأس وغض البصر. يقال: أقمحه الغل: إذا ترك رأسه مرفوعا من ضيقه. النهاية 4 / 106. ب
156

(طس وقال: لم يروه عن أبي الطفيل إلا جابر، تفرد به عبد الكريم
أبو يعفور، وجابر الجعفي شيعي غال وثقه شعبة والثوري، وقال د:
ليس بالقوى، وقال ن: متروك، وعبد الكريم أبو يعفور قال فيه أبو
حاتم: من عين الشيعة، وذكره حب في الثقات).
36484 عن علي قال: إني أذود عن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيدي هاتين القصيرتين الكفار والمنافقين كما يذود السقاة غريبة
الإبل عن حياضهم (طس).
36485 عن زيد بن أرقم قال: نشد علي الناس من سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين
من أنفسهم! قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه!
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا
بذلك (طس).
36486 عن عمير بن سعد قال: شهدت عليا على المنبر ناشد
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم
يقول ما قال فيشهد، فقام اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة وأبو
سعيد وأنس بن مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم! وال من والاه
157

وعاد من عاداه (طس) (1).
36487 عن إسحاق عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وزيد
ابن يثيع قالوا: سمعنا عليا يقول: نشدت الله رجلا سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام، فقام ثلاثة عشر
رجلا فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألست أولى بالمؤمنين من
أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال فأخذ بيد علي قال: من كنت
مولاه فعلي مولاه، اللهم! وال من والاه، وعاد من عاداه،
وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره،
واخذل من خذله (البزار وابن جرير والخلعي في الخلعيات، قال
الهيثمي: رجال إسناده ثقات، قال ابن حجر، ولكنهم شيعة).
36488 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلفتك أن تكون
خليفتي، قلت: أتخلف عنك يا رسول الله؟ قال: ألا ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (طس) (2).
36489 عن سعد قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 108) وقال رواه الطبراني في الأوسط
وإسناده حسن. ص
(2) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 110) وقال رواه الطبراني في الكبير
والأوسط وفي إسناد الكبير يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف. ص
158

طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله! تخلفني في النساء
والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
غير أنه لا نبي بعد (ش).
36490 عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رجعت
من خيبر قولا ما أحب أن لي به الدنيا جميعا (ع).
36491 عن علي قال: طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني في
جدول نائما فقال: قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب، قال
فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك: قم والله لأرضينك!
أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل عن سنتي وتبرئ ذمتي، من مات في
عهدي فهو كنز الله، ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه، ومن
مات بحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والايمان ما طلعت شمس
أو غربت، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما
عمل في الاسلام (ع، قال: البوصيري: رواته ثقات).
36492 عن زاذان قال: بينا الناس ذات يوم عند علي إذ
وافقوا منه نفسا طيبة فقالوا: حدثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين!
قال: عن أي أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كل
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابي، فأيهم تريدون؟ قالوا: النفر الذين رأيناك
159

تلفظهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم، قال: أيهم؟ قالوا:
عبد الله بن مسعود، قال: علم السنة وقرأ القرآن وكفى به علما
ثم ختم به عنده، فلم يدروا ما يريد بقوله: كفى به علما، كفى بعبد
الله أم كفى بالقرآن؟ قالوا: فحذيفة؟ قال: علم أو علم أسماء
المنافقين وسأل عن المعضلات حتى عقل عنها، فان سألتموه عنها
تجدوه بها عالما، قالوا: فأبو ذر؟ قال: وعى علما وكان شحيحا
حريصا على دينه حريصا على العلم وكان يكثر السؤال فيعطي
ويمنع، أما! إنه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ، قالوا: فسلمان؟
قال: امرؤ منا وإلينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم؟
علم العلم الأول وأدرك العلم الآخر وقرأ الكتاب الأول وقرأ
الكتاب الآخر وكان بحرا لا ينزف، قالوا، فعمار بن ياسر؟ قال:
ذاك امرؤ خلط الله الايمان بلحمه ودمه وعظمه وشعره وبشره،
لا يفارق الحق ساعة، حيث زال زال معه، لا ينبغي للنار أن
تأكل مه شيئا، قالوا: فحدثنا عنك يا أمير المؤمنين! قال: مهلا!
نهى الله عن التزكية، فقال قائل: فإن الله عز وجل يقول:
(وأما بنعمة ربك فحدث) قال: فاني أحدثكم بنعمة ربي،
كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت، فبين الجوانح
160

مني ملئ علما جما، فقام عبد الله بن الكوا الأعور من بني بكر
ابن وائل فقال: يا أمير المؤمنين! ما الذاريات ذروا؟ قال: الرياح،
قال: فما الحاملات وقرا؟ قال: السحاب، قال: فما الجاريات يسرا؟
قال: السفن، قال فما المقسمات أمرا؟ قال: الملائكة، ولا تعدل لمثل
هذا ولا تسألني عن مثل هذا، قال: فما السماء ذات الحبك؟ قال:
ذات الخلق الحسن، فما السواد الذي في جوف القمر؟ قال: أعمى
سأل عن عمياء، ما العلم أردت بهذا! ويحك! سل تفقها ولا تسأل
تعبثا أو قال: تعنتا سل عما يعنيك ودع ما لا يعنيك، قال:
فوالله! إن هذا ليعنيني، قال: فان الله تعالى يقول: (وجعلنا الليل
والنهار آيتين فمحونا آية الليل) السواد الذي في جوف القمر، قال:
فما المجرة؟ شرج السماء، ومنها فتحت أبواب السماء بماء منهمر
زمن الغرق على قوم نوح، قال: فما قوس قزح؟ قال: لا تقل:
قوس قزح، فان قزح هو الشيطان ولكنه القوس وهي أمان من
الغرق، قال: فكم بين السماء إلى الأرض؟ قال: قدر دعوة عبد
دعا الله لا أقول غير ذلك، قال: فكم بين المشرق والمغرب؟ قال:
مسيرة يوم للشمس، من حدثك غير هذا فقد كذب، قال:
فمن الذين قال الله تعالى (وأحلوا قومهم دار البوار) قال:
161

دعهم فقد كفيتهم، قال: فما ذو القرنين؟ قال: رجل بعثه الله
إلى قوم عمالا كفرة أهل الكتاب، كان أوائلهم على حق
فأشركوا بربهم وابتدعوا في دينهم وأحدثوا على أنفسهم فهم الذين يجتهدون في الباطل ويحسبون أنهم على حق ويجتهدون في الضلالة
ويحسبون أنهم على هدى فضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون
انهم يحسنون صنعا ورفع صوته وقال: وما أهل النهروان منهم
بعيد، فقال أبن الكوا: لا أسأل سواك ولا أتبع غيرك، قال:
إن كان الامر إليك فافعل (ابن منيع، ض).
36493 عن سعد قال: لا أسب عليا ما ذكرت يوم خيبر
حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يحب
الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه، فتطاولوا
لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أين علي؟ فقالوا: هو رمد، قال:
ادعوه فدعوه فبصق في عينيه ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه (ابن جرير).
36494 (أيضا) عن سعد قال: لو وضع المنشار على
مفرقي على أن أسب عليا ما سبيته أبدا بعد ما سمعت من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما سمعت (ش وبقي بن مخلد).
36495 عن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي:
162

ثلاث خصال لان يكون لي واحدة منها أحب إلي من الدنيا وما
فيها، سمعته يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي، وسمعته يقول: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله، ليس بفرار، وسمعته يقول: من كنت
مولاه فعلي مولاه (ابن جرير).
36496 (أيضا) عن عامر بن سعد قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعلي: ثلاث خصال لان يكون لي واحدة منهن أحب إلي من
حمر النعم، نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي فأدخل عليا وفاطمة
وابنيها تحت ثوبه ثم قال: اللهم! هؤلاء أهلي وأهل بيتي، وقال له
حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يا رسول الله! خلفتني مع
النساء والصبيان! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، وقوله يوم خيبر:
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح
الله على يديه، فتطاول المهاجرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراهم فقال: أين
علي؟ فقالوا: هو رمد، قال: ادعوه، فدعوه، فبصق في عينيه
ففتح الله على يديه (ابن النجار).
36497 عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما افتتح رسول الله
163

صلى الله عليه وسلم مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة
فلم يفتحها ثم ارتحل روحة أو غدوة فنزل ثم هجر ثم قال: أيها
الناس! إني فرط لكم وأوصيك بعترتي خيرا وإن موعدكم الحوض،
والذي نفسي بيده! لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلا مني
أو: لنفسي فليضربن أعناق مقاتلتم وليسبن ذراريهم، فرأى الناس
أنه أبو بكر أو عمر، فأخذ بيد علي فقال: هذا (ش).
36498 عن سليمان بن عبد الله بن معاذ العدوية قالت: سمعت
عليا وهو يخطب على منبر البصرة يقول: أنا للصديق الأكبر!
آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر، وأسلمت قبل أن يسلم (محمد بن
أيوب الرازي في جزئه، عق وقال: قال خ: لا يتابع سليمان عليه
ولا يعرف سماعه عن معاذة).
36499 عن عبد الله بن نجى قال: سمعت عليا يقول: ما
ضللت ولا ضل بي وما نسيت ما عهد إلي، وإني لعلى بينة من
ربي بينها لنبيه صلى الله عليه وسلم وبينها لي، وإني لعلى الطريق
(عق، كر).
36500 عن ابن عباس قال: إن عليا خطب الناس فقال:
يا أيها الناس! ما هذه المقالة السيئة التي تبلغني عنكم؟ والله! لتقتلن
164

طلحة والزبير ولتفتحن البصرة ولتأتينكم مادة من الكوفة ستة
آلاف وخمسمائة وستين أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين، قال ابن
عباس: فقلت: الحرب خدعة، قال: فخرجت فأقبل أسأل
الناس: كم أنتم؟ فقالوا كما قال، فقلت: هذا مما أسره إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم، إنه علمه ألف ألف كلمة كل كلمة تفتح ألف كلمة (الإسماعيلي
في معجمه وفيه الأجلح صدوق شيعي جلد).
36501 عن علي قال: نزلت الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في
نعته (إنما وليكم الله ورسوله.) إلى آخر الآية خرج النبي صلى الله عليه وسلم
فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي،
فإذا سائل، فقال: يا سائل! هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا
ذاك الراكع لعلي بن أبي طالب أعطاني خاتمه (الشيخ وابن
مردويه وسنده ضعيف).
36502 عن أبي المعتمر مسلم بن أوس وجارية بن قدامة
السعدي أنهما حضرا علي بن أبي طالب يخطب وهو يقول: سلوني
قبل أن تفقدوني! فاني لا أسأل عن شئ دون العرش إلا أخبرت عنه
(ابن النجار).
36503 عن أبي صادق قال: قال علي: حسبي حسب
165

رسول الله صلى الله عليه وسلم وديني دينه، فمن تناوله مني شيئا فإنما تناول من
رسول الله صلى الله عليه وسلم (خط في المتفق، كر).
36504 (مسند أنس) خرجت أنا وعلي مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حائط المدينة فمررنا بحديقة فقال علي: ما أحسن
هذه الحديقة يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حديقتك في الجنة أحسن منها يا علي! حتى مر بسبع حدائق كل
ذلك يقول علي: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله! فيقول:
حديقتك في الجنة أحسن من هذه (ش وفيه يحيى بن يعلي الأسلمي
عن يونس بن خباب وهما ضعيفان).
36505 عن أنس أن أم سليم أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحجلات قد شوتهن بأضباعهن وخمرتهن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطائر! قال أنس:
فجاء علي بن أبي طالب فقال: استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت:
هو على حاجة وأحببت أن يجئ رجل من الأنصار، فرجع ثم
عاد فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته فقال: ادخل يا علي! اللهم!
وال، اللهم! وال، اللهم! وال (كر).
36506 عن ابن عباس قال: إذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا
166

لا نعدوها (ابن سعد).
36507 (مسند أنس) عن عمرو بن دينار عن أنس قال:
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان فأهدي لنا طائر مشوي فقال:
اللهم ائتني بأحب الخلق إليك! فجاء علي بن أبي طالب، فقلت:
رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول، فرجع ثم جاء بعد ساعة ودق الباب
ورددته مثل ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس! افتح له
فطال ما رددته، فقلت: يا رسول الله! كنت أطمع أن يكون
رجلا من الأنصار، فدخل علي بن أبي طالب فأكل معه من الطير،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء يحب قومه (كر وابن النجار).
36508 (أيضا) عن عبد الله القشيري قال: حدثني أنس بن
مالك قال: كنت أحجب النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: اللهم! أطعمنا
من طعام الجنة، فأتي بلحم طير مشوي فوضع بين يديه فقال:
اللهم ائتنا بمن تحبه ويحبك ويحب نبيك! قال أنس: فخرجت
فإذا علي بالباب! فاستأذنني فلم آذن له، ثم عدت فسمعت من النبي
صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فخرجت فإذا علي بالباب! فاستأذنني فلم آذن له،
ثم عدت فسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أحسب أنه قال: ثلاثا،
فدخل بغير إذني فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما الذي أبطأ بك يا علي؟ قال:
167

يا رسول الله! جئت لادخل فحجبني أنس، قال: يا أنس! لم
حجبته؟ قال: يا رسول الله! لما سمعت الدعوة أحببت أن يجي
رجل من قومي فتكون له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يضر الرجل
محبة قومه ما لم يبغض سواهم (كر).
36509 عن علي قال: أحاج الناس يوم القيامة بتسع: بإقام
الصلاة، وإيتاء الزكاة، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر،
والعدل في الرعية، والقسم بالسوية، والجهاد في سبيل الله، وإقامة
الحدود وأشباهها (ع في الزهد).
36510 (أيضا) عن أبي عمرو بن العلاء عن أبيه قال:
خطب علي فقال: يا أيها الناس! والله الذي لا إله إلا هو ما رزأت (1) من مالكم قليلا ولا كثيرا إلا هذه وأخرج قارورة من كم
قميصه فيها طيب فقال: أهداها إلي دهقان (2) (عب وأبو عبيد
في الأموال ومسدد والحاكم في الكنى وابن الأنباري في المصاحف، حل).
36511 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوم غدير خم

(1) رزأت: في حديث سراقة بن جعشم (فلم يرزآني شيئا) أي لم يأخذا
مني شيئا. يقال: رزأته أرزأه. وأصله النقص النهاية 2 / 218. ب
(2) دهقان: الدهقان - بكسر الدال وضمها -: رئيس القرية ومقدم التناء وأصحاب الزراعة، وهو معرب، ونونه أصلية. النهاية 2 / 145. ب
168

فقال: اللهم! من كنت مولاه فعلي مولاه، قال: فزاد الناس
بعده: اللهم! وال من والاه وعاد من عاداه (ابن راهويه
وابن جرير).
36512 (أيضا) عن ابن عمر قال: قال عمر بن الخطاب
لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن! ربما شهدت وغبنا وربما شهدنا
وغبت، ثلاث أسألك عنهن هل عندك منهن علم؟ قال علي: وما
هن؟ قال الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا والرجل يبغض
الرجل ولم ير منه شرا، قال علي، نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
الأرواح في الهواء جنود مجندة تلتقي فتشام فما تعارف منها ائتلف
وما تناكر منها اختلف، قال: واحدة، والرجل يتحدث بالحديث
نسيه أو ذكره؟ قال علي: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ما من
القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر يضئ إذ
علته سحابة فأظلم إذ تجلت، قال عمر: اثنتان، والرجل يرى
الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب؟ قال: نعم سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوما إلا
يعرج بروحه في العرش، فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش فتلك
الرؤيا التي تصدق، والتي تستيقظ دون العرش فهي الرؤيا التي تكذب
169

فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهن فالحمد لله الذي أصبتهن قبل
الموت (طس وقال: تفرد به عبد الرحمن بن مغرا، حل والديلمي).
36513 عن علي قال: وجعت وجعا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فأقامني في مكانه وقام يصلي وألقى علي طرف ثوبه ثم قال: برئت
يا ابن أبي طالب فلا بأس عليك! ما سألت الله لي شيئا إلا سألت
لك مثله ولا سألت الله شيئا إلا أعطانيه غير أنه قيل لي: لا نبي
بعدك، فقمت فكأني ما اشتكيت (ابن أبي عاصم وابن جرير وصححه،
طس وابن شاهين في السنة).
36514 (أيضا) عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليا في
الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير
خم وهو يقول ما قال، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي
مولاه (حم وابن أبي عاصم في السنة).
36515 (أيضا) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت
عليا في الرحبة ينشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام
فشهد اثنا عشر بدريا قالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
170

يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم؟
فقلنا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم! وال
من والاه وعاد من عاداه (عم، ع وابن جرير، خط، ص).
36516 عن علي قال: انطلقت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم حتى أتينا
الكعبة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس وصعد على منكبي،
فذهبت لأنهض به فرأى مني ضعفا فنزل وجلس لي نبي الله صلى الله عليه وسلم
وقال: اصعد على منكبي، فصعدت على منكبيه، فنهض بي فإنه
يخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء حتى صعدت على البيت
وعليه تمثال صفر أو نحاس فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين
يديه ومن خلفه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هيه هيه! وأنا أعالجه
حتى استمكنت منه، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقذف به، فقذفت
به فتكسر كما تتكسر القوارير، ثم نزلت فأطلقت أنا ورسول الله
صلى الله عليه وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس
فلم يرفع عليها بعد (ش، ع، حم وابن جرير، ك وصححه خط).
36517 (أيضا) عن عبد الله بن بكر الغنوي عن حكيم
ابن جبير عن الحسن بن سعد مولى علي عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أراد أن يغزو غزاة له فدعا جعفرا فأمره أن يتخلف على المدينة
171

فقال: لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبدا، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعزم علي لما تخلفت قبل أن أتكلم فبكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما يبكيك يا علي؟ قلت: يا رسول الله! يبكيني خصال غير واحدة!
تقول قريش غدا: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، ويبكيني
خصلة أخرى كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل الله لان الله يقول:
(ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار) إلى آخر الآية، فكنت أريد
أن أتعرض للاجر، ويبكيني خصلة أخرى كنت أريد أن أتعرض
لفضل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قولك: تقول قريش:
ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، فان لك بي أسوة قالوا:
ساحر وكاهن وكذاب، وأما قولك: أتعرض للاجر من الله،
أما ترضى أن تكون مني بمنزله هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي، وأما قولك: أتعرض لفضل الله، فهذان بهاران من
فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يؤتيكم
الله من فضله، فان المدينة لا تصلح إلا بي أو بك (البزار وقال:
لا يحفظ عن علي إلا بهذا الاسناد الضعيف، وأبو بكر العاقولي في
فوائده، ك وقال: صحيح الاسناد، وابن مردويه، وقال ابن حجر
في الأطراف: بل هو شبه الموضوع، وعبد الله بن بكير وشيخه
172

ضعيفان، وقال في تجريد زوائد البزار: حكيم بن جبير متروك، قال:
والبهار ثلاثمائة رطل بالبغدادي) (1). 36518 عن علي قال: لما كان يوم الحديبية خرج إلينا ناس
من المشركين فيهم سهيل بن عمرو وأناس من رؤساء المشركين فقالوا:
يا رسول الله! خرج إليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس
بهم فقه في الدين وإنما خرجوا فرارا من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر قريش! لتنهن أو ليبعثن الله عليكم
من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن الله قلبه على الايمان
قالوا: من هو يا رسول الله؟ وقال له أبو بكر: من هو يا رسول الله؟
وقال عمر: من هو يا رسول الله؟ قال: هو خاصف النعل وكان
أعطى عليا نعله يخصفها ثم قال علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (ت وقال: حسن
صحيح غريب (2)، وابن جرير وصححه، ض).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 110 وقال: رواه البراز وفيه حكيم
ابن جبير وهو متروك. ص
(2) أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب باب مناقب علي بن أبي طالب رقم
3716 وقال صحيح غريب ص
173

36519 - عن علي قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أتاه
أناس من قريش فقالوا: يا محمد! إنا حلفاؤك وقومك وإنه لحق
بك أرقائنا وليس لهم رغبة في الاسلام وانهم فروا من العمل فارددهم
علينا، فشاور أبا بكر في أمرهم فقال: صدقوا يا رسول الله! وقال
لعمر: ما ترى؟ فقال مثل قول أبي بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا معشر قريش! ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للايمان
أن يضرب رقابكم على الدين، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟
قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكن خاصف
النعل في المسجد وقد كان ألقى نعله إلى علي يخصفها ثم قال:
أما! إني سمعته يقول: لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي يلج
النار (ش وابن جرير، ك، ويحيى بن سعيد في إيضاح الاشكال).
36520 عن علي قال: إنه قيل له: كيف ورثت ابن عمك
دون عمك؟ فقال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب وهم رهط
كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق (1) فصنع لهم مدا من طعام
فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس أو لم يشرب

(1) الفرق: مكيال معروف بالمدينة، وهو ستة عشر رطلا. اه‍.
ص 393 المختار. ب
174

فقال: يا بني عبد المطلب! إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة
وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي
وصاحبي ووارثي؟ فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت من أصغر
القوم فقال: اجلس، ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول
لي: اجلس، حتى كن في الثالث ضرب بيده على يدي، قال: فلذلك
ورثت ابن عمي دون عمي (حم وابن جرير، ض).
36521 (أيضا) أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: إن
موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن
يطهر مسجدي بك وبذريتك، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد
بابك، فاسترجع ثم قال: سمعا وطاعة، فسد بابه: ثم أرسل إلى
عمر ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا
سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن الله فتح باب علي وسد
أبوابكم (البزار وفيه أبو ميمونة مجهول).
36522 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق فمرهم
فليسدوا أبوابهم، فانطلقت فقلت لهم، ففعلوا إلا حمزة، فقلت:
يا رسول الله! قد فعلوا إلا حمزة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل لحمزة
فليحول بابه، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تحول بابك،
175

فحوله، فرجعت إليه وهو قائم يصلي فقال: ارجع إلى بيتك
(البزار وفيه حبة العرني ضعيف جدا).
36523 (أيضا) بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي ونحن
نمشي في بعض سكك المدينة فمررنا بحديقة فقلت: يا رسول الله!
ما أحسنها من حديقة! قال: لك في الجنة أحسن منها، ثم مررت
بأخرى فقلت: يا رسول الله! ما أحسنها من حديقة! قال: لك في
الجنة أحسن منها حتى مررنا بالسبع حدائق كل ذلك أقول: ما
أحسنها، ويقول: لك في الجنة أحسن منها، فلما خلى له الطريق
اعتنقني ثم أجهش (1) باكيا: قلت: يا رسول الله! ما يبكيك،
قال: ضغائن في صدور أقوام لا يدونها لك إلا من بعدي،
قلت: يا رسول الله! في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من
دينك (البزار، ع، ك وأبو الشيخ في كتاب القطع والسرقة، خط وابن
الجوزي في الواهيات، وابن النجار في تاريخه).
36524 عن علي قال قلت: يا رسول الله! أوصني، قال: قل
(ربي الله) ثم استقم، قلت: ربي الله وما توفيقي إلا بالله، عليه

(1) أجهش: الجهش: أن يفزع الانسان إلى الانسان ويلجأ إليه، وهو
مع ذلك يريد البكاء كما يفزع الصبي إلى أمه وأبيه. يقال: جهشت
وأجهشت. اه‍ 1 / 322 النهاية. ب
176

توكلت وإليه أنيب، قال: ليهنك العلم أبا الحسن، لقد شربت
العلم شربا ونهلته نهلا (حل وفيه الكديمي).
36525 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! إن الله
أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية (وتعيها أذن
واعية) فأنت أذن واعية لعلمي (حل).
36526 عن علي في قوله (وتعيها أذن واعية) قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي! فما
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فنسيته (ض وابن
مردويه وأبو نعيم في المعرفة).
36527 (أيضا) عن الشعبي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين! قيل لعلي: فما كان شكرك؟
قال: حمدت الله على ما آتاني وسألته الشكر على ما أولاني وأن
يزيدني مما أعطاني (حل).
36528 (أيضا) عن الشعبي قال: قال علي: لما رجعت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وقد دفنته يعني أباه قال لي قولا ما أحب
أن لي به الدنيا (ط، ع، حل).
36529 عن علي قال: إن ابني فاطمة قد استوى في
177

حبها البر والفاجر وإني عهد إلي أن لا يحبك إلا مؤمن ولا
يبغضك إلا منافق (حل).
فراسته رضي الله عنه
36530 عن علي قال: يا أهل الكوفة! سيقتل منكم
سبعة نفر خياركم، مثلهم كمثل أصحاب الأخدود، منهم حجر بن
الأدبر وأصحابه، قتلهم معاوية بالعذراء من دمشق، كلهم من أهل
الكوفة (كر).
سيرته وفقره وتواضعه رضي الله عنه وكرم وجهه
36531 (مسند علي) عن علي بن الأرقم عن أبيه قال:
رأيت علي بن أبي طالب يعرض سيفا له في رحبة الكوفة ويقول:
من يشتري مني سيفي هذا؟ والله لقد جلوت به غير مرة من وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أن عندي ثمن إزار ما بعته (يعقوب بن
سفيان، طس، حل، كر).
36532 عن علي قال: جعت مرة بالمدينة فإذا أنا بامرأة قد
جمعت مدرا فظننتها تريد بله (1) فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة،

(1) الحديث في مسند الإمام أحمد بن حنبل. 1 / 135 ص
178

فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت (1) يداي: ثم أتيت الماء فأصبت
منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها وبسط إسماعيل بيديه
وجمعهما فعدت لي ستة عشر تمرة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك،
فأكل معي منها (حم والدورقي وابن منيع وحل وزاد: وقال لي خيرا
ودعا لي وصحح).
36533 عن علي قال: لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني
لأربط الحجر على بطني من الجوع وإن صدقتي اليوم لتبلغ أربعين ألفا
(حم، حل والدورقي ض).
36534 عن علي قال: أهديت لي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فما كان فراشنا ليلة أهديت إلا مسك كبش (ابن المبارك في الزهد
وهناد، ه‍، والدينوري في المجالسة).
36535 عن علي قال: كنت أدلو الدلو بتمرة وأشترط أنها
جلدة (ض).
36536 عن علي قال: نكحت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس
لنا فراش إلا فروة كبش فإذا كان الليل بتنا عليها وإذا أصبحنا

(1) مجلت: يقال مجلت يده تمجل مجلا، ومجلت تمجل مجلا: إذا
ثخن جلدها وتعجر، وظهر فيها ما يشبه البثر، من العمل بالأشياء الصلبة
الخشنة. 4 / 300 النهاية. ب
179

فقلبنا وعلفنا عليها الناضح (العسكري).
36537 (أيضا) عن صالح بياع الأكسية عن جدته
قالت: رأيت عليا اشترى تمرا بدرهم فحمله في ملحفته فقيل: يا أمير
المؤمنين! ألا نحمله عنك؟ فقال: أبو العيال أحق بحمله (كر).
36538 (أيضا) عن زاذان عن علي أنه كان يمشي في
الأسواق وحده وهو وال يرشد الضال وينشد الضال ويعين الضعيف ويمر
بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ (تلك الدار الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا) ويقول: نزلت هذه
الآية في أهل العدل والتواضع من الولاة وأهل القدرة من سائر
الناس (كر).
36539 (أيضا) عن أبي البختري أن رجلا أتى عليا فأثنى
عليه وكان قد بلغه عنه قبل ذلك شئ فقال له علي: ليس كا تقول
وأنا فوق ما في نفسك (ابن أبي الدنيا في الصمت، كر).
36540 (أيضا) (أيضا) عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: رأيت
على علي بن أبي طالب قميصا رازئا إذا مد ردنه بلغ أطراف الأصابع،
وإذا تركه رجع إلى قريب نصب الذراع (هناد، كر).
36541 (أيضا) عن عمرو بن حريث قال: أتيت عليا
180

في القصر وقد اختلف الناس عليه وهو يزودهم بدرته فقال: يا عمرو
ابن حريث! كنت أرى أن الوالي يظلم الرعية فإذا الرعية تظلم
الوالي (في كتاب المداراة).
36542 (أيضا) عن عمرو بن قيس قال: رؤي على
علي إزار مرقوع فقيل له، فقال: يقتدي به المؤمن ويخشع به
القلب (هناد، حل).
36543 (أيضا) عن عطاء أبي محمد قال: رأيت على علي
قميصا من هذه الكرابيس غير غسيل (ش وهناد).
36544 عن عنترة قال: أتيت عليا يوما فجاء قنبر فقال:
يا أمير المؤمنين! إنك رجل لا تليق (1) شيئا وإن لأهل بيتك في
هذا المال نصيبا وقد خبأت لك خبيئة، قال: وما هي؟ قال: انطلق فانظر
ما هي؟ قال فأدخله بيتا فيه باسنة (2) مملؤة آنية ذهب وفضة

(1) تليق: يقال: فلان ما يليق درهما من جوده، أي: ما يمسكه ولا
يلصق به. الصحاح للجوهري 4 / 1552. ب
(2) باسنة: في حديث ابن عباس) نزل آدم عليه السلام من الجنة بالباسنة)
قيل: إنها آلات الصناع. وقيل: هي سكة الحرث، وليس بعربي
محض. النهاية 1 / 129. ب
181

مموهة بالذهب فلما رآها علي قال: ثكلتك أمك! لقد أردت أن
تدخل بيتي نارا عظيمة، ثم جعل يزنها ويعطي كل عريف بحصته ثم قال: هذا جناي (1) وخياره فيه وكل جان يده إلى فيه، ولا
تغريني وغري غيري (أبو عبيد).
36545 عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا أتى بالمال فأقعد
بين يديه الوزان والنقاد فكوم كومة من ذهب وكومة من
فضة فقال: يا حمراء ويا بيضاء! احمري وابيضي وغري غيري، هذا
جناي وخياره فيه، وكل جان يده إلى فيه (أبو عبيد،
حل، كر).
36546 عن مجمع أن عليا كان يكنس بيت المال ثم يصلي
فيه رجاء أن يشهد له يوم القيامة أنه لم يحبس فيه المال عن المسلمين

(1) جناي: وفي حديث علي رضي الله عنه: هذا جناي وخياره فيه
إذ كل جان يده إلى فيه. هذا مثل أول من قاله عمرو بن أخت
جذيمة الأبرش، كان يجني الكمأة مع أصحاب له، فكانوا إذا
وجدوا خيار الكماة أكلوها، وإذا وجدها عمرو جعلها في كمه حتى
يأتي بها خاله وقال هذه الكلمة فسارت مثلا. وأراد علي رضي الله عنه
بقولها أنه لم يتلطخ بشئ من فئ المسلمين، بل وضعه مواضعه. يقال:
جنى واجتنى. والجنا: اسم ما يجتني من الثمر. النهاية 1 / 310. ب
182

(حم في الزهد ومسدد، حل).
36547 (مسند علي) عن أبي مطر قال: خرجت من
المسجد فإذا رجل ينادي خلفي: ارفع إزارك، فإنه أتقى لربك وأنقى
لثوبك، وخذ من رأسك إن كنت مسلما، فإذا هو علي ومعه
الدرة فانتهى إلى سوق الإبل فقال: بيعوا ولا تحلفوا فن اليمين
تنفق السلعة وتمحق البركة، ثم أتى صاحب التمر فإذا خادم
تبكي فقال: ما شأنك؟ قالت: باعني هذا تمرا بدرهم فأبى مولاي
أن يقبله، فقال: خذه وأعطها درهما فإنه ليس لها أمر، فكأنه
أبى، فقلت: ألا تدري من هذا؟ قال: لا، قلت: علي أمير
المؤمنين، فصب تمره وأعطاها درهمها وقال: أحب أن ترضى عني
يا أمير المؤمنين! قال: ما أرضاني عنك إذا وفيتهم، ثم مر مجتازا
بأصحاب التمر فقال: أطعموا المسكين يربو كسبكم، ثم مر مجتازا
حتى انتهى إلى أصحاب السمك فقال: لا يباع في سوقنا طافي، ثم
أتى دار بزاز وهي سوق الكرابيس فقال: يا شيخ! أحسن بيعي في
قميص بثلاثة دراهم، فلما عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم أتى آخر فلما
عرفه لم يشتر منه شيئا، ثم أتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة
دراهم ولبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين فجاء صاحب الثوب فقيل
183

له: إن ابنك باع من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم، قال: فهلا
أخذت منه درهمين؟ فأخذ الدرهم ثم جاء به إلى علي فقال: أمسك
هذا الدرهم، قال: ما شأنه؟ قال: كان قميصنا ثمن درهمين باعك
ابني بثلاثة دراهم، قال: باعني برضاي وأخذت رضاه (ابن راهويه،
حم في الزهد وعبد بن حميد، ع، ق، كر وضعف).
زهده رضي الله عنه وكرم وجهه
36548 عن رجل قال: رأيت على علي إزارا غليظا قال:
اشتريته بخمسة دراهم فمن أربحني فيه درهما بعته إياه (ق).
36549 (مسند علي كرم الله وجهه) عن عبد الله بن
شريك عن جده أن علي بن أبي طالب أتي بفالوذج فوضع قدامه
فقال: إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم ولكن أكره
أن أعوذ نفسي ما لم تعتد (عم في الزهد، حل).
36550 (أيضا) عن عدي بن ثابت أن عليا أتي بفالوذج
فلم يأكل (هناد، حل).
36551 (أيضا) عن زياد بن مليح أن عليا أتي بشئ
من خبيص فوضعه بين أيديهم فجعلوا يأكلون فقال علي: إن
184

الاسلام ليس ببكر ضال ولكن قريش رأت هذا فتناحرت عليه
(عم في الزهد، حل).
36552 عن زيد بن وهب قال: خرج علينا علي وعليه رداء
وإزار قد رقعه بخرقة فقيل له، فقال: إنما ألبس هذين الثوبين
ليكون أبعد لي من الزهو (1) وخيرا لي في صلاتي وسنة للمؤمنين
(ابن المبارك).
مراسلاته رضي الله عنه
36553 عن مهاجر بن عامري قال: كتب علي بن أبي طالب
عهدا لبعض أصحابه على بلد فيه: أما بعد فلا تطولن حجابك على
رعيتك فان احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم
من الأمور، والاحتجاب يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه فيصغر
عندهم الكبير ويعظم الصغير ويقبح الحسن ويحسن القبيح ويشاب
الحق بالباطل، إنما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به
من الأمور، وليست على القول سمات يعرف بها صروف الصدق
من الكذب، فيحصن من الادخال في الحقوق بلين الحجاب، فإنما

(1) الزهو: الكبر والفخر، وقد زهى الرجل فهو مزهو: أي تكبر.
المختار 221. ب
185

أنت أحد رجلين: إما امرؤ سخت نفسك بالبذل في الحق ففيم
احتجابك من حق تعطيه أو خلق كريم تسد به، وإما مبتلى
بالمنع، فما أسرع كف الناس عن مسألتك إذا يئسوا عن ذلك مع
أن أكثر حاجات الناس إليك لا مؤنة فيه عليك من شكاة مظلمة
أو طلب إنصاف، فانتفع بما وصفت لك واقتصر على حظك ورشدك
إن شاء الله (الدينوري، كر).
36554 عن المدايني قال: كتب علي بن أبي طالب إلى بعض
عماله: رويدا فكأن قد بلغت المدى وعرضت عليك أعمالك
بالمحل الذي ينادي المغتر بالحسرة ويتمنى المضيع التوبة والظالم
الرجعة (الدينوري، كر).
قتله رضي الله عنه
36555 عن علي قال: أتاني عبد الله بن سلام وقد أدخلت
رجلي في الغرز (1) فقال لي: أين تريد؟ فقلت: العراق، فقال:
أما إنك إن جئتها ليصيبك بها ذباب السيف، قال علي: وأيم
الله، لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبله يقوله (الحميدي والعدني والبزار ويعقوب
ابن سفيان، ع، حب، ك، أبو نعيم في المعرفة، كر، ص).

(1) الغرز: الغرز مثل فلس: ركاب الإبل. المصباح 2 / 609. ب
186

36556 عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري قال: خرجت
مع أبي إلى ينبع عائدا لعلي بن أبي طالب وكان مريضا بها حتى ثقل،
فقال له أبي: ما يقيمك بهذا المنزل؟ ولو مت لم يلك إلا أعراب
جهينة، احتمل حتى تأتي المدينة، فان أصابك أجلك وليك أصحابك
وصلوا عليك وكان أبو فضالة من أصحاب بدر فقال علي: إني
لست ميتا من وجعي هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن لا
أموت حتى أؤمر ثم تختضب هذه يعني لحيته من دم هذه
يعني هامته (عم، ش والبزار والحارث وأبو نعيم، ق في الدلائل،
كر ورجاله ثقات).
36557 عن أبي الطفيل قال: كنت عند علي بن أبي طالب
فأتاه عبد الرحمن بن ملجم فأمر له بعطائه ثم قال: ما يحبس أشقاها
يخضبها من أعلاها، يخضب هذه من هذه وأومأ إلى لحيته ثم
قال علي:
اشدد حيازيمك للموت * فان الموت آتيك
ولا تجزع من القتل * إذا حل بواديك
(ابن سعد وأبو نعيم).
36558 (مسند علي) عن عبد الله بن سبع قال: خطبنا
187

علي فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه!
قال الناس: فأعلمنا من هو لنبيرنه (1)، قال: أنشدكم بالله أن
يقتل بي غير قاتلي، قالوا: إن كنت علمت ذلك فاستخلف الآن،
قال: لا ولكن أكلكم إلى ما وكلكم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قالوا: فما تقول لربك إذا قدمت عليه، قال: أقول: (وكنت
عليهم شهيدا ما دمت فيهم) حتى توفيتني وهم عبادك، إن شئت
أصلحتهم وإن شئتم أفسدتهم (ابن سعد، ش، حم والحسن بن
سفيان، ع والدورقي له الدلائل واللالكائي في السنة والإصبهاني في
الحجة، ض).
36559 (أيضا) عن أبي تحبى قال: لما ضرب ابن ملجم
عليا الضربة قال: افعلوا به كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل
برجل أراد قتله، فقال: اقتلوه ثم حرقوه (حم وابن جرير
وصححه، ك، كر).
36560 (أيضا) عن عبيدة قال: قال علي: ما يحبس
أشقاها أن يجئ فيقتلني، اللهم! إني قد سئمتهم وسئموني فأرحهم

(1) لنبرينه: يقال: بريت القلم بريا، وبريت البعير أيضا: إذا حسرته
وأذهبت لحمه 60 / 2280 الصحاح للجوهري. ب
188

مني وأرحني منهم (ش).
36561 عن أبي سنان الدؤلي أنه عاد عليا في شكوى له
اشتكاها قال: قلت له: قد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك
هذا، فقال: لكني والله ما تخوفت على نفسي منه! لأني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق يقول: إنك ستضرب ضربة ههنا
وضربة ههنا وأشار إلى صدغيه فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك
ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود (ك، ق) (1).
36562 (أيضا) عن صعصعة بن صوحان قال: دخلنا على
علي حين ضربه ابن ملجم فقلنا: يا أمير المؤمنين! استخلف علينا،
قال: أترككم كما ترككم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: يا رسول الله!
استخلف علينا، قال: إن يعلم الله فيكم خيرا يول عليك خياركم،
قال علي: فعلم الله فينا خيرا فولي علينا أبا بكر (ك وابن السني في
كتاب الاخوة).
36563 (أيضا) عن صهيب عن علي قال: قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة، قال: صدقت،
فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول الله! قال: الذي

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك 3 / 113 وقال الحاكم: صحيح. ص
189

يضربك على هذه وأشار بيده إلى يافوخه وكان يقول: وددت
أنه قد انبعث أشقاكم يخضب هذه من هذه يعني لحيته من دم
رأسه (ع، كر).
36564 عن الزهري أن ابن ملجم طعن عليا حين رفع رأسه
من الركعة فانصرف وقال: أتموا صلاتكم ولم يقدم أحدا
(عب، في أماليه).
36565 عن جعفر: لما دخل رمضان كان علي يفطر عند
الحسن ليلة، وعند الحسين ليلة، وليلة عند عبد الله بن جعفر،
لا يزيد على اللقمتين أو ثلاث فقيل له فقال: إنما هي ليال قلائل
يأتي أمر الله وأنا خميص، فقتل من ليلته (العسكري).
36566 عن الحسن أو الحسين أن عليا قال: لقيني يعني
حبيبي في المنام نبي الله صلى الله عليه وسلم فشكوت إليه ما لقيت من أهل
العراق بعده، فوعدني الراحة منهم إلى قريب، فما لبث إلا
ثلاثا (العدني).
36567 عن أبي صالح عن علي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
منامي فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأود (1) واللدد (2)

(1) الأود: العوج. النهاية 1 / 76. ب
(2) واللدد: الخصومة الشديدة. النهاية 4 / 241. ب
190

فبكيت فقال لي: لا تبك يا علي! والتفت، فالتفت فإذا رجلان
يتصعدان وإذا جلاميد (1) يرضخ بها رؤسهما حتى تفضخ (2)، ثم
يعود قال: فغدوت إلى علي كما كنت أغدو عليه كل يوم حتى إذا
كنت في الجزارين لقيت الناس فقالوا: قتل أمير المؤمنين (ع).
36568 عن عبيدة قال: كان إذا رأى ابن ملجم قال:
أريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك (3) من خليلك من مرادي
(عب وابن سعد و وكيع في الغرر).
36569 عن أبي وائل بن سعد قال: كان عند علي مسك
فأوصى أن يحنط به، وقال علي: هو فضلة حنوط رسول الله
صلى الله عليه وسلم (ابن سعد ق، كر).
36570 عن عبيد قال: سمعت عليا يخطب يقول: اللهم إني
قد سئمتهم وسئموني ومللتهم وملوني فأرحني منهم وأرحهم مني،
ما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم ووضع يده على لحيته (عب
وابن سعد).

(1) جلاميد: الجلمد - بالفتح - والجلمود: الصخر. المختار 80. ب
(2) تفضخ: الفضخ: كسر الشئ الأجوف وهو مصدر من باب نفع،
وفضخت رأسه فانفضخ: أي ضربته فخرج دماغه. المصباح 2 / 65. ب
(3) عذيرك: يقال عذيرك من فلان بالنصب: أي هات من يعذرك فيه،
فعيل بمعنى فاعل. النهاية 3 / 197. ب
191

36571 عن علي قال: أخبرني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أني
لا أموت حتى أضرب على هذه وأشار إلى مقدم رأسه الأيسر
فتخضب هذه منها بدم، وأخذ بلحيته وقال لي: يقتلك أشقى هذه
الأمة كما عقر ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود، فنسبه رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى فخذه الدنيا دون ثمود (عبد بن حميد، كر).
36572 عن حبشي بن جنادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (أبو نعيم).
36573 (مسند السيد الحسن) عن عاصم بن ضمرة قال:
خطب الحسن بن علي حين قتل علي فقال: يا أهل العراق! لقد
كان فيكم بين أظهركم رجل قتل الليلة وأصيب اليوم لم يسبقه
الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعثه في
سرية ان جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى
يفتح الله عليه (ش).
36574 (أيضا) عن هبيرة بن يريم قال: سمعت الحسن
قام خطيبا فخطب الناس فقال: يا أيها الناس! لقد فارقكم أمس
رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، ولقد كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه،
192

جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، وما ترك بيضاء ولا صفراء
إلا سبعمائة درهم فضلت على عطائه، أراد أن يشتري بها خادما
(ش، حم وأبو نعيم، كر وأورده ابن جرير من طريق الحسن
عن الحسين).
36575 عن الحسن أنه لما قتل علي قام خطيبا فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال: أما بعد والله! لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة
نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى ابن مريم، وفيها قتل يوشع
بن نون فتى موسى، وفيها تيب على بني إسرائيل (ع وابن
جرير، كر).
36576 عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن جده أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت تقتل على سنتي (عد، كر).
36577 عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي
طالب: من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى
الآخرين؟ قال: لا أدري، قال: الذي يضربك على هذا وأشار
إلى رأسه، قال: فكان علي يقول: يا أهل العراق! ولوددت أن
لو قد انبعث أشقاها يخضب هذه من هذه (الروياني، كر).
36578 عن عثمان بن صهيب عن عبد الله قال: قال رسول
193

الله صلى الله عليه وسلم لعلي: من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: صدقت
فمن أشقى الآخرين، قال: لا أعلم يا رسول الله! قال: الذي
يضربك على هذه وأشار بيده إلى يافوخه (كر).
36579 (مسند علي رضي الله عنه) عن عبيد الله بن أبي
رافع قال: سمعت عليا وقد وطئ الناس على عقبيه حتى أدموهما
وهو يقول: اللهم! إني قد مللتهم وملوني فأبدلني بهم خيرا منهم
وأبدلهم بي شرا مني، فما كان إلا ذلك اليوم حتى ضرب على
رأسه (كر).
36580 (أيضا) عن سعيد بن المسيب قال: رأيت عليا
على المنبر وهو يقول: لتخضبن هذه من هذه وأشار بيده إلى
لحيته وجبينه، فما حبس أشقاها، فقلت لقد ادعى علي به علم
الغيب، فلما قتل علمت أنه قد كان عهد إليه (كر).
36581 عن أبي صالح الحنفي قال: رأيت علي بن أبي طالب
أخذ المصحف فوضعه على رأسه ثم قال: اللهم! إنهم منعوني ما فيه
فأعطني ما فيه، ثم قال: اللهم! إني قد مللتهم وملوني وأبغضتهم
وأبغضوني وحملوني على غير طبيعتي وخلقي وأخلاق لم تكن تعرف لي
فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني، اللهم! أمت قلوبهم
194

ميت الملح في الماء يعني أهل الكوفة (كر).
36582 (مسند علي) عن معاوية بن جوين الحضرمي قال:
عرض علي الخيل فمر عليه ابن ملجم فسأله عن اسمه أو قال: نسبه
فانتمى إلى غير أبيه، فقال له: كذبت حتى انتسب إليه أبيه،
فقال: صدقت، أما! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني أن قاتلي شبه
اليهود وهو يهودي فامضه (كر).
36583 (أيضا) عن عثمان بن المغيرة قال: لما دخل
رمضان كان علي يتعشى ليلة عند الحسن والحسين وابن عباس لا يزيد
على ثلاث لقم يقول: يأتيني أمر الله وأنا خميص وإنما هي ليلة أو
ليلتان، فأصيب من آخر الليل (يعقوب بن سفيان، كر).
36584 (أيضا) عن الحسن بن كثير عن أبيه قال: خرج
علي إلى الفجر فأقبل الوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال:
ذروهن فإنهن نوائح، فضربه ابن ملجم (كر).
36585 (أيضا) عن الأصبغ الحنظلي قال: لما كانت الليلة
التي أصيب فيها علي أتاه ابن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة
وهو مضطجع فتثاقل، فعاد إليه الثانية وهو كذلك ثم عاد الثالثة،
فقام علي يمشي وهو يقول:
195

شد حيازيمك للموت * فان الموت لاقيكا
ولا تجزع من الموت * إذا حل بواديكا
فلما بلغ الباب الصغير شد عليه ابن ملجم فضربه (كر).
36586 (أيضا) عن ابن الحنيفة قال: دخل علينا ابن ملجم
الحمام وأنا وحسن وحسين جلوس في الحمام، فلما دخل كأنهما اشمأزا
منه وقالا: ما أجرأك تدخل علينا! قال فقلت لهما: دعاه عنكما
فلعمري ما يريد بكما أحشم من هذا، فلما كان يوم أتي به أسيرا
قال ابن الحنفية: ما أنا اليوم بأعرف به مني يوم دخل علينا الحمام،
فقال علي: إنه أسير فأحسنوا نزله وأكرموا مثواه، فان بقيت
قتلت أو عفوت، وإن مت فاقتلوه قتلتي ولا تعتدوا إن الله لا يحب
المعتدين (ابن سعد).
36587 عن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! من
أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة، قال: صدقت، قال: فمن أشقى
الآخرين؟ قلت: لا أدري، قال: الذي يضربك على هذه كما عاقر
الناقة أشقى بني فلان من ثمود، ونسبه صلى الله عليه وسلم إلى فخذه الأدنى دون
ثمود أو كما قال (ابن مردويه).
36588 (أيضا) عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا كان
196

يخرج إلى الصبح ومعه درة يوقظ بها الناس، فضربه ابن ملجم،
فقال علي: أطعموه واسقوه وأحسنوا إساره، فان عشت فأنا ولي
دمي، أعفو إن شئت، وإن شئت استقدمت وإن مت فقتلتموه
فلا تمثلوا (الشافعي، ق).
36489 (أيضا) عن زهير بن الأقمر قال: خطبنا علي بن
أبي طالب فقال: ألا! إن بشرا قد طلع من قبل معاوية ولا أرى
هؤلاء القوم إلا سيظهرون عليكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم
عن حقكم وبطاعتهم أميرهم ومعصيتكم أميركم وبأدائهم الأمانة
وبخيانتكم، استعملت فلانا فغل وغدر وحمل المال إلى معاوية،
واستعملت فلانا فخان وغدر وحمل المال إلى معاوية، حتى أنى لو
ائتمنت أحدهم على قدح خشب غل علاقته ما آمنه، اللهم! إني
أبغضتهم وأبغضوني فأرحهم مني وأرحني منهم (كر).
36590 عن الأصبغ بن نباتة قال قال علي: إن خليلي صلى الله عليه وسلم
حدثني أن أضرب لسبع عشرة تمضي من رمضان وهي الليلة التي
مات فيها موسى وأموت لاثنتين وعشرين تمضي من رمضان
وهي الليلة التي رفع فيها عيسى (عق وابن الجوزي في
الواهيات).
197

تتمة العشرة رضي الله عنهم أجمعين
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
36591 (مسند عمر رضي الله عنه) عن ابن عباس
قال: ذكرت طلحة لعمر فقال: ذاك رجل فيه بأو (1) منذ أصيبت
يده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (ط).
36592 عن طلحة بن عبيد الله قال: خطب عمر بن الخطاب
أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس فأبته، فقيل لها: ولم؟
قالت: إن دخل دخل ببأس وإن خرج خرج ببأس، قد داخله
أمر أذهله عن أمر دنياه كأنه ينظر إلى ربه بعينه، ثم خطبها
الزبير بن العوام فأبته، فقيل لها: ولم؟ قالت: ليس لزوجته
منه إلا شارة في قراملها، ثم خطبها علي فأبت، فقيل لها: ولم؟
قالت: ليس لزوجته منه إلا قضاء حاجته ويقول: كنت وكنت
وكان وكان، ثم خطبها طلحة فقالت: زوجي حقا، فقيل: وكيف
ذلك؟ قالت: إني عارفة بخلائقه، إن دخل دخل ضاحكا وإن
خرج خرج بساما، إن سألت أعطى، وإن سكت ابتدأ، وإن
عملت شكر، وإن أذنبت غفر، فلما أن ابتنى بها قال علي:

(1) بأو: البأو: الكبر والتعظيم. النهاية 1 / 91. ب
198

يا أبا محمد! إن أذنت لي أن أكلم أم أبان! قال كلمها، فأخذ
سجف (1) الحجلة ثم قال: السلام عليك يا عزيزة نفسها! فقالت:
وعليك السلام، قال: خطبك أمير المؤمنين وسيد المسلمين فأبيته،
قالت: كان ذلك، قال: وخطبك الزبير ابن عمة رسول الله صلى الله عليه سلم
وأحد حواريه فأبيته، قالت: وقد كان ذلك، قال: وخطبتك
أنا وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قد كان ذلك، قال: أما
والله! لقد تزوجت أحسننا وجها وأسمحنا كفا يعطي هكذا
وهكذا (كر).
36593 عن النزال بن سبرة قال: قالوا لعلي: حدثنا عن
طلحة، قال: ذاك امرؤ نزل فيه آية من كتاب الله (فمنهم من
قضى نحبه ومنهم من ينتظر) طلحة ممن قضى نحبه لا حساب
عليه فيما يستقبل (كر).
36594 (مسند جابر بن عبد الله) لما انهزم الناس عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى لم يبق معه إلا طلحة فغشوهما، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لهؤلاء؟ فقال طلحة: أنا، فقاتل فأصيب

(1) سجف: السجف: الستر. النهاية 2 / 343. ب
199

بعض أنامله فقال: حس (1)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا طلحة لو
قلت (بسم الله) أو ذكرت الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون
حتى تلج بك في جو السماء (أبو نعيم).
36595 (مسند سلمة بن الأكوع) ابتاع طلحة بن عبيد الله
بئرا بناحية الجبل وأطعم الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك
يا طلحة الفياض (الحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة، كر).
36596 عن أبي هريرة قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
طلحة بمنى فقال: هذا شهيد يمشي على وجه الأرض (كر).
36597 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: طلحة في
الجنة، فأقبل عمر على طلحة يهنيه (عد، كر).
36598 عن عائشة قالت: والله! إني لفي بيتي ذات يوم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الفناء والستر بيني وبينهم إذ أقبل
طلحة بن عبيد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر
إلى رجل يمشي على ظهر الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى طلحة
(ع، كر).

(1) حس: هي بكسر السين والتشديد: كلمة يقولها الانسان إذا أصابه
ما مضه وأخرقه غفلة، كالجمرة والضربة ونحوهما. النهاية 2 / 385. ب
200

36599 عن مجاهد قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طلحة بن
عبيد الله فقال: هذا ممن قضى نحبه (الواقدي، كر). 36600 عن الزهري قال: لما كان يوم أحد وانهزم المسلمون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بقي في اثني عشر من المهاجرين والأنصار
منهم طلحة بن عبيد الله، فذهب رجل من المشركين يضرب وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، فوقاه طلحة بيده، فلما أصاب طلحة
السيف قال: حس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا طلحة! ألا
قلت (بسم الله)؟ لو قلت (بسم الله) وذكرت الله لرفعتك الملائكة
والناس ينظرون (كر).
36601 عن أنس قال: بينا طلحة يوم أحد واقف على
النبي صلى الله عليه وسلم يستره من المشركين، فأقبل رجل من المشركين يريد
أن يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقاه طلحة بيده، فضرب المشرك
يد طلحة فقال: حس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو قلت (بسم الله)
لحملتك الملائكة (كر).
36602 عن أبي سعيد قال: كنا جلوسا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم فمر طلحة بن عبيد الله، فقال: هذا شهيد يمشي على وجه
الأرض (كر).
201

36603 عن أسماء بنت أبي بكر قالت: دخل طلحة بن
عبيد الله على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا طلحة أنت ممن قضى نحبه
(ابن منده، كر).
36604 عن طلحة قال: كان بيني وبين عبد الرحمن بن عوف
مال فقاسمته إياه فأراد شربا في أرضي فمنعته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني
إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتشكو رجلا قد أوجف؟ فأتاني فبشرني
فقلت: يا أخي! بلغ من هذا المال ما تشكوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قال: قد كان ذلك، قال فاني أشهد الله وأشهد رسول الله أنه لك
(أبو نعيم، كر وفيه سليمان الطلحي).
36605 عن طلحة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآني
قال: سلفي في الدنيا وسلفي في الآخرة (أبو نعيم، كر وفيه
سليمان الطلحي).
36606 عن طلحة قال: لما كان يوم أحد حملت النبي صلى الله عليه وسلم
على عنقي حتى وضعته على الصخرة فاستتر بها عن المشركين فقال لي
هكذا وأومأ بيده إلى وراء ظهره هذا جبريل يخبرني أنه لا يراك
يوم القيامة في هول إلا أنقذك منه (كر).
36607 عن طلحة قال: لما كان يوم أحد ارتجزت بهذا
202

الشعر:
نحن حماة غالب ومالك * نذب عن رسولنا المبارك
نضرب عنه القوم في المعارك * ضرب صفاح الكوم في المبارك
وما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى قال لحسان: قل في
طلحة فقال:
وطلحة يوم الشعب آسى محمدا * على ساعة ضاقت عليه وشقت
يقيه بكفيه الرماح وأسلمت * أشاجعه تحت السيوف فشلت
وكان إمام الناس إلا محمدا * أقام رحى الاسلام حتى استقلت
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه،
حمى نبي الهدى والخيل تتبعه * حتى إذا ما لقوا حامي عن الدين
صبرا على الطعن إذ ولت حماتهم * والناس من بين مهدي ومفتون
يا طلحة بن عبيد الله قد وجبت * لك الجنان وزوجت المها العين
وقال عمر رضي الله عنه:
حمى نبي الهدى بالسيف منصلتا * لما تولى جميع الناس وانكشفوا
قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقت يا عمر (كر وفيه سليمان ابن
أيوب الطلحي).
36608 (مسند الزبير) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ
203

يعني يوم أحد: أوجب طلحة حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما
صنع (ش، ع).
الزبير بن العوام رضي الله عنه
36609 عن عروة ان مطيع بن الأسود قال سمعت عمر بن
الخطاب يقول: لو عهدت عهدا أو تركت تركة لكان أحب إلي
من أن أجعلها إليه الزبير فإنه ركن من أركان الدين (يعقوب بن
سفيان وأبو نعيم في المعرفة، كر).
36610 عن عروة قال: أوصى عثمان بن عفان إلى الزبير بن
العوام وكذلك ابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف ومطيع بن الأسود،
فقال الزبير لمطيع: لا أقبل لك وصية، قال أنشد الله! ما أبتغي
في ذلك إلا قول عمر، سمعت عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو
عهدت عهدا أو تركت تركة ما أوصيت إلا إلى الزبير، إن
الزبير ركن من أركان الدين (يعقوب بن سفيان وأبو نعيم، ق).
36611 عن مطيع بن الأسود قال، سمعت عمر بن الخطاب
يقول: من عهد منكم إلى الزبير فان الزبير عمود من عمد الاسلام
(قط في الافراد وأبو نعيم، كر).
36612 (مسند عمر رضي الله عنه) عن أبي لهيعة قال:
204

سمع عمر بن الخطاب رجلا يقول: أنا ابن الحواري، فقال له:
ولدك الزبير من قبل الرجال؟ قال: لا، قال: فمن قبل النساء؟
قال: لا، قال: فلا أسمعنك تقول: أنا ابن الحواري، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للزبير: الحواري (كر).
36613 عن عمر قال: نعم، ولي تركة المرء المسلم
الزبير (كر).
36614 عن ابن عمر قال: جاء الزبير إلى عمر فقال: ائذن
لي أن أخرج فأقاتل في سبيل الله، قال: حسبك قد قاتلت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم، لولا أني ممسك لفم هذا الشعب لهلكت أمة محمد
صلى الله عليه وسلم (كر).
36615 عن ذر قال: استأذن ابن جرموز قاتل الزبير بن
العوام على علي بن أبي طالب، فقال علي: ليدخلن قاتل ابن صفية
النار، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لكل نبي حواري وحواري
الزبير (ط، ش والشاشي، ع وابن جرير وصححه).
36616 عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن جابر أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق: هل من رجل يأتينا بخبر بني قريظة؟ قال
الزبير: أنا، فذهب على فرسه فجاء بخبرهم، ثم قال الثانية فقال
205

الزبير: أنا، فذهب، ثم قال الثالثة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل نبي
حواري وحواري الزبير (ز).
36617 عن عبد الله بن الزبير: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم
الخندق من رجل يذهب فيأتينا بخبر القوم؟ فركب الزبير فجاء
بخبرهم من بين الناس كلهم، فعل ذلك مرتين أو ثلاثا، فلما ركب
الزبير في آخر مرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل نبي حواري
وحواري الزبير وابن عمتي، قال: وجمع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ للزبير أبويه
فقال: فداك أبي وأمي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمن
وأفضل (كر).
36618 عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: إن لكل نبي حواريا والزبير حواري وابن عمتي
(ابن جرير).
36619 عن ابن عباس أن رجلا من المشركين شتم النبي
صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يكفيني عدوي؟ فقام الزبير فقال: أنا
فبارزه فقتله (ابن جرير).
36620 عن أسماء بنت أبي بكر قالت: أقبل رجل من
المشركين وعليه السلاح حتى صعد على مكان مرتفع من الأرض
206

فقال من يبارز؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من القوم: أتقوم إليه؟
فقال له الرجل: إن شئت يا رسول الله! فأخذ الزبير يتطلع، فنظر
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قم يا ابن صفية! فانطلق إليه حتى استوى
معه فاضطربا ثم عانق أحدهما الآخر ثم تدحرجا، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أيهما وقع الحضيض أولا فهو المقتول، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ودعا
الناس، فوقع الكافر ووقع الزبير على صدره فقتله (ابن جرير).
36621 عن سعيد بن المسيب قال: إن أول من سل سيفا
في الله الزبير بن العوام، بينا هو ذات يوم قائل إذ سمع نغمة:
قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج متجردا بالسيف صلتا، فلقيه النبي
صلى الله عليه وسلم كنة كنة (1) فقال: ما لك يا زبير؟ قال: سمعت أنك
قتلت، قال: فما أردت أن تصنع؟ قال: أردت والله أستعرض
أهل مكة! فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بخير، وفي ذلك يقول الأسدي:
هذاك أول سيف سل في غضب * لله سيف الزبير المنتضي أنفا
حمية سبقت من فضل نجدته * قد يحبس النجدات المحبس الأرفا
(كر).

(1) كنة كنة: الكنة - بالضم - جناح تخرجه من الحائط، وقيل:
هي السقيفة تشرع فوق باب الدار. لسان العرب 13 / 361. ب
207

36622 عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق:
من رجل يذهب فيأتينا بخبر بني قريظة؟ فركب الزبير فجاءه
بخبرهم ثم عاد، فقال ثلاث مرات: من يجيئني بخبرهم، فقال
الزبير: نعم، قال: وجمع النبي صلى الله عليه وسلم للزبير أبويه فقال: فداك أبي
وأمي! وقال للزبير: لكل نبي حواري وحواري الزبير وابن
عمتي (ش).
36623 عن عروة قال: أول سيف سل في الاسلام بمكة
سيف الزبير، بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل فسل سيفه وقال: لا ألقى
أحدا إلا قتلته! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ سيفه فمسحه ودعا
له (كر).
36624 عن عروة قال: لم يهاجر أحد من المهاجرين معه
أمه إلا الزبير (كر).
36625 عن عروة قال: لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر
غير فرسين أحدهما عليه الزبير (ابن سعد، كر).
36626 عن عروة قال: نزل جبريل عليه السلام يوم بدر
على سيماء الزبير وهو معتجر بعمامة صفراء (كر).
208

36627 عن عروة قال: كانت على الزبير ريطة (1) صفراء
متعجرا بها يوم بدر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الملائكة تنزل على سيماء
الزبير (كر).
36628 عن عروة قال: نزلت الملائكة يوم بدر على سيماء
الزبير، عليهم عمائم صفر قد أرخوها من ظهورهم، وكانت على الزبير
عمامة صفراء (كر).
36629 عن عروة قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير بن
العوام يوم بدر يلمق (2) حريرا محشوا بالقز يقاتل فيه (كر).
36630 عن أسماء بنت أبي بكر قالت: عندي للزبير
ساعدان من ديباج كان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاهما إياها يقاتل فيهما
(حم، كر).
36631 عن ابن شهاب قال: هاجر الزبير بن العوام إلى
أرض الحبشة ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر إلى المدينة (أبو نعيم
في المعرفة).

(1) ريطه: الريطة: كل ملاءة ليست بلفقين. وقيل: كل ثوب رقيق
لين والجمع ريط ورياط. النهاية 2 / 289. ب
(2) يلمق: اليلمق: القباء: فارس معرب وجمعه: يلامق. المختار 590. ب
209

36632 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الزبير وبين عبد
الله بن مسعود (كر).
36633 عن الزبير قال: جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم
قريظة فقال: فداك أبي وأمي (ش).
36634 (أيضا) عن جبير بن مطعم قال: سمعت العباس
ابن عبد المطلب يقول للزبير: يا أبا عبد الله! أههنا أمرك رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن تركز الراية (أبو نعيم في المعرفة).
36635 (أيضا) عن محمد بن كعب قال: كان الزبير
لا يغير (أبو نعيم).
36636 (أيضا) عن عروة قال: كان الزبير طويلا
تخط رجلاه الأرض إذا ركب الدابة (أبو نعيم كر).
36637 (أيضا عن عروة قال: إن أول رجل سل
السيف الزبير بن العوام، سمع نفخة نفخها الشيطان: أخذ رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فخرج الزبير يشق الناس بسيفه والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة
فقال له: ما لك يا زبير؟ قال: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه
ودعا له ولسيفه (أبو نعيم، كر).
36638 (أيضا) عن عروة أن الزبير بن العوام سمع نفخة
210

من الشيطان: أن محمد أخذ، بعد ما أسلم وهو ابن ثنتي عشرة سنة
فسل سيفه وخرج يشتد الأزقة حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة
والسيف في يده، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما شأنك؟ قال: سمعت
أنك قد أخذت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما كنت تصنع؟ قال: كنت
أضرب بسيفي هذا من أخذك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسيفه
وقال: انصرف، وكان أول سيف سل في سبيل الله (أبو
نعيم، كر).
36639 (أيضا) عن حفص بن خالد قال: حدثني شيخ
قدم علينا من الموصل قال: صحبت الزبير بن العوام في بعض أسفاره
فأصابته جنابة بأرض قفر فقال: استرني، فسترته فحانت مني إليه
التفاتة فرأيته مجدعا بالسيوف، قلت: والله! لقد رأيت بك آثارا
ما رأيتها بأحد قط، قال: وقد رأيت ذلك؟ قلت، نعم، قال: أما
والله! ما منها جراحة إلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله (أبو
نعيم، كر).
36640 عن الزبير قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأتي بني قريظة؟
قلت: أنا، فذهبت فلما جئت إليه قال لي: فداك أبي وأمي
(أبو نعيم).
211

36641 عن الزبير قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: لكل
نبي حواري وحواري الزبير وابن عمتي، فقيل له: يا أبا عبد الله!
أتعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها لاحد غيرك؟ قال: لا (كر
وسنده صحيح).
36642 (أيضا) عن عروة قال قال الزبير: ما تخلفت
عن غزوة غزاها المسلمون إلا أن أقبل فألقى ناسا يعصون (كر).
36643 عن الزبير بن العوام قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولولدي ولولد ولدي (ع، كر).
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
36644 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن أبي بكر:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لسعد: اللهم! سدد سهمه وأجب دعوته
وحببه (كر وابن النجار).
36645 عن علي قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا
بأبويه إلا سعدا، وإني سمعته يقول له يوم أحد: ارم سعد! فداك
أبي وأمي (ط، ش، حم والعدني، حم، خ (1)، م، ت، ن، ه‍

(1) أخرجه مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضل سعد بن أبي وقاص
رقم 41 / 2411. ص
212

وأبو عوانة، ع، حب وابن جرير).
36646 (مسند عمر رضي الله عنه) عن سعيد بن المسيب
قال: خرجت جارية لسعد بن أبي وقاص وعليها قميص جديد
فكشفها الريح، فشد عليها عمر بالدرة، وجاء سعد ليمنعه فتناوله
بالدرة، فذهب سعد يدعو على عمر، فناوله الدرة وقال: اقتص،
فعفا عن عمر (كر).
36647 عن عائشة قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجع
إلى جنبي ذات ليلة فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني
الليلة! فبينما أنا على ذلك إذ سمعنا صوت السلاح فقال: من هذا؟
قال: أنا سعد بن أبي وقاص جئت لأحرسك، فجلس يحرسه ونام
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه (أبو نعيم).
36648 عن علي قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم فدى أحدا غير
سعد فإنه قال له: فداك أبي وأمي (كر).
36649 عن علي قال: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لاحد
إلا لسعد، قال له يوم أحد: ارم فداك أبي وأمي! وقال له: ارم
أيها الغلام الحزور! ولا أعلم قال النبي صلى الله عليه وسلم لاحد: أيها الغلام الحزور،
غيره (ابن شهاب).
قلت: وبقية فضائله ذكر في حرف السين في أسماء الصحابة.
213

أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
36650 (مسند الصديق رضي الله عنه) عن سهل بن سعد
قال قال أبو بكر الصديق لأبي عبيدة لما وجهه إلى الشام: إني أحب
أن تعلم كرامتك علي ومنزلتك مني، والذي نفسي بيده! ما على
الأرض رجل من المهاجرين ولا غيرهم أعدله بك ولا هذا يعني عمر
وله من المنزلة عندي إلا دون مالك (كر).
36651 عن موسى بن عقبة قال قال أبو بكر الصديق: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي عبيدة: ثلاث كلمات لان يكون قالهن لي
أحب إلي من حمر النعم، قالوا: وما هن يا خليفة رسول الله؟
قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو عبيدة فأتبعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم بصره ثم أقبل علينا فقال: إن هنا لكتفين مؤمنتين، وخرج
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتحدث فسكتنا، فظن أنا كنا في شئ
كرهنا أن يسمعه فسكت ساعة لا يتكلم ثم قال: ما من أصحابي
إلا وقد كنت قائلا فيه لا بد إلا أبا عبيدة، وقدم علينا وفد
نجران فقالوا: يا محمد! ابعث لنا من يأخذ لك الحق ويعطيناه، فقال:
والذي بعثني بالحق! لأرسلن معكم القوي الأمين، قال أبو بكر:
فما تعرضت للامارة غيرها فرفعت رأسي لأريه نفسي فقال: قم
214

يا أبا عبيدة! فبعثه معهم (كر).
36652 (مسند عمر رضي الله عنه) عن شريح بن عبيد
وراشد بن سعد وغيرهما قالوا: لما بلغ عمر بن الخطاب سرغ
حدث أن بالشام وباء شديدا فقال: بلغني أن شدة الوباء بالشام
فقلت: إن أدركني أجلي وأبو عبيدة بن الجراح حي استخلفته، فان
سألني الله: لم استخلفته على أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ قلت: إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن لكل نبي أمينا وأميني أبو عبيدة بن الجراح،
فأنكر القوم ذلك وقالوا: ما بال عليا قريش يعنون بني فهر؟
ثم قال فان أدركني أجلي وقد توفي أبو عبيدة استخلفت معاذ بن جبل
فان سألني ربي عز وجل: لم استخلفته؟ قلت: سمعت رسولك
صلى الله عليه وسلم يقول: إنه يحشر يوم القيامة بين يدي العلماء نبذة (حم وابن
جرير وهو صحيح ورواه حل من طرق عن عمر).
36653 عن عمر قال: ما تعرضت للامارة وما أحببتها غير
أن ناسا من أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكوا إليه عاملهم
فقال: لأبعثن عليكم الأمين وفي لفظ: لأبعثن عليكم رجلا أمينا
حق أمين وفي لفظ: سأبعث عليكم أمينا، فكنت فيمن تطاول
رجاء أن يبعثني، فبعث أبا عبيدة و تركني (ع، ك، كر).
215

36654 عن ثابت بن الحجاج قال: بلغني أن عمر بن الخطاب
قال: لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح لاستخلفته وما شاورت،
فان سئلت عنه قلت: استخلفت أمين الله وأمين رسوله (ابن
سعد، ك).
36655 عن ابن أبي نجيح قال قال عمر بن الخطاب لجلسائه:
تمنوا، فتمنوا فقال عمر بن الخطاب: لكني أتمنى بيتا ممتلئا رجالا
مثل أبي عبيدة بن الجراح، قال سفيان فقال له رجل: ما ألوت
الاسلام؟ فقال: ذاك الذي أردت (ابن سعد).
36656 عن شهر بن حوشب قال قال عمر بن الخطاب:
لو أدركت أبا عبيدة فاستخلفته فسألني عنه ربي لقلت: سمعت نبيك
يقول: هو أمين هذه الأمة (ابن سعد).
36657 عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طعن في خاصرة
أبي عبيدة وقال: إن ههنا خويصرة مؤمنة (كر).
36658 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لكل أمة أمين وإن
أميننا أبو عبيدة بن الجراح قال: وطعن في خاصرته وقال: هذه
خاصرة مؤمنة (كر).
36659 عن عمر بن الخطاب قال: جاء قوم إلى رسول الله
216

صلى الله عليه وسلم فقالوا له: ابعث معنا أمينك ندفع إليه صدقاتنا، فرمى ببصره
إلى القوم فجعلت أتشوف ليراني فيدعوني، فتجاوزني ببصره،
فلوددت أن الأرض انشقت ودخلت فيها! فدعا أبا عبيدة بن الجراح
فقال: هذا أمين هذه الأمة! فبعثه معهم (كر).
36660 عن حذيفة بن اليمان قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أسقفا
نجران العاقب والسيد فقالا: ابعث معنا رجلا أمينا حق أمين،
فقال: لأبعثن معكم رجلا أمينا حق أمين، فاستشرف لها أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قم يا أبا عبيدة بن الجراح؟ فأرسله معهم (ش).
36661 عن حذيفة قال: جاء أهل نجران إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالوا: ابعث لنا رجلا أمينا، فقال: لأبعثن إليكم أمينا حق أمين
أمينا حق أمين أمينا حق أمين قالها ثلاث مرات، فاستشرف
الناس لها، فبعث أبا عبيدة بن الجراح (حم والروياني، ع وأبو
نعيم، كر).
36662 عن أبي عبيدة بن الجراح أن رجلا دخل عليه فوجده
يبكي فقال له: ما يبكيك يا أبا عبيدة؟ قال: يبكيني أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ذكرنا يوما ما يفتح الله على المسلمين ويفئ عليهم حتى ذكر الشام
فقال: إن ينسأ الله في أجلك يا أبا عبيدة فحسبك من الخدم
217

ثلاثة: خادم يخدمك وخادم يسافر معك وخادم يخدم أهلك
ويرد عليهم، وحسبك من الدواب ثلاثة: دابة لرجلك ودابة
لثقلك ودابة لغلامك، ثم هذا أنا أنظر إلى بيتي قد امتلأ رقيقا
وأنظر إلى مربطي قد امتلأ خيلا ودواب فكيف ألقى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد هذا وقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أحبكم
إلي وأقربكم مني من لقيني على مثل الحال التي فارقني عليها (كر).
36663 (أيضا) عن قتادة قال قال أبو عبيدة بن الجراح:
لوددت أني كبش يذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويحسون مرقي! قال
وقال: عمران بن حصين: لوددت أني كنت رمادا على أمة تسفيني
الريح في يوم عاطف (كر).
36664 (أيضا) عن عروة بن الزبير أن وجع عمواس
كان معافى منه أبو عبيدة بن الجراح ثم أهله، فقال: اللهم! نصيبك
في آل أبي عبيدة، فخرجت بأبي عبيدة في خنصره بثرة فجعل ينظر
إليها فقيل: إنها ليست بشئ، فقال: إني أرجو أن يبارك الله فيها
إذا بارك في القليل كان كثيرا (كر).
36665 (أيضا) عن الحارث بن عميرة الحارثي أن معاذ بن
جبل أرسله إلى أبي عبيدة بن الجراح يسأله كيف هو وقد طعن
218

فأراه أبو عبيدة طعنة خرجت في كفه، فتكاثر شأنها في نفس
الحارث وفرق منها حين رآها، فأقسم أبو عبيدة بالله ما يحب أن
له مكانها حمر النعم (كر).
36666 (أيضا) عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: لما
طعن أبو عبيدة بن الجراح بالأردن وبها قبره دعا من حضره
من المسلمين فقال: إني موصيكم بوصية إن قبلتموها لن تزالوا بخير!
أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا شهر رمضان وتصدقوا وحجوا
واعتمروا وتواصوا، وانصحوا لأمرائكم ولا تغشوهم، ولا تلهكم
الدنيا فان امرءا لو عمر ألف حول ما كان له بد من أن يصير
إلى مصرعي هذا الذي ترون، إن الله كتب الموت على بني آدم فهم
ميتون، وأكيسهم أطوعهم لربه، وأعملهم ليوم معاده والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته، يا معاذ بن جبل! صل بالناس. ومات،
فقام معاذ في الناس! فقال: أيها الناس! توبوا إلى الله من ذنوبكم
توبة نصوحا، فان عبدا لا يلقى الله تائبا من ذنبه إلا كان حقا على
الله أن يغفر له إلا من كان عليه دين فان العبد مرتهن بدينه،
ومن أصبح منكم مهاجرا أخاه فليلقه فليصافحه، ولا ينبغي لمسلم ان
يهجر أخاه أكثر من ثلاث، فهو الذنب العظيم (كر).
219

عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
36667 (مسند عثمان رضي الله عنه) عن ابن المسيب قال
قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: وددنا لو أن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف
تبايعا حتى ننظر أيهما أعظم جدا في التجارة، فاشترى عبد الرحمن
من عثمان فرسا بأرض أخرى بأربعين ألف درهما إن أدركتها الصفقة
وهي سالمة، ثم أجاز قليلا فرجع فقال: أزيدك ستة آلاف إن
وجدها رسولي سالمة، قال: نعم فوجدها رسول عبد الرحمن قد
هلكت وخرج منها بالشرط الآخر (عب، ق).
36668 (أيضا) عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال:
كنا نسير مع عثمان بن عفان في طريق مكة فرأى عبد الرحمن بن
عوف فقال عثمان: ما يستطيع أحد أن يعتد على هذا الشيخ
فضلا في الهجرتين جميعا يعني هجرته إلى الحبشة وهجرته إلى
المدينة (كر).
36669 (مسند علي رضي الله عنه) عن إبراهيم بن قارظ
قال سمعت عليا يقول حين مات عبد الرحمن بن عوف: أدركت
صفوها وسبقت رفقها (ك).
36670 عن الحارث بن الصمة الأنصاري قال: سألني رسول
220

الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو في الشعب هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟
قلت: نعم يا رسول الله! رأيته إلى حر الجبل وعليه عكر من
المشركين فهويت إليه لأمنعه فرأيتك فعدلت إليك، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: أما! إن الملائكة تقاتل معه، فرجعت إلى عبد الرحمن
فأجده بين نفر سبعة صرعى فقلت له، ظفرت يمينك أكل
هؤلاء قتلت؟ قال: أما هذه الأرطاة بن عبد شرحبيل وهذان فأنا
قتلتهما، وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلت: صدق الله ورسول
الله صلى الله عليه وسلم (ابن منده، طب، وأبو نعيم).
36671 عن عمرو بن وهب الثقفي قال: كنا عند المغيرة بن
شعبة فقيل له: هل أم أحد من هذه الأمة النبي صلى الله عليه وسلم غير أبي
بكر؟ فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما كان في وجه
السحر ضرب عنق راحلتي فظننت أن له حاجة فعدلت معه، فانطلقنا
حتى برزنا عن الناس، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيب عني حتى ما
أراه، فمكث مليا ثم جاء فقال: حاجتك يا مغيرة؟ فقلت: ما لي
حاجة، فقال: هل معك ماء قلت: نعم، فقمت إلى قربة أو
قال: سطيحة معلقة في مؤخرة الرجل فأتيته بها فصببت عليه،
فغسل يديه وأحسن غسلهما وأشك أن قال: أدلكهما
221

بالتراب أم لا ثم غسل، ثم ذهب يحسر عن ساعديه وعليه جبة
شامية ضيقة الكمين فضاقت فأخرج يديه من تحتهما إخراجا فغسل
وجهه ويديه فذكر في الحديث غسل الوجه مرتين لا أدري
أهكذا أم لا فمسح رأسه ومسح العمامة ومسح على الخفين، ثم
ركبنا فأدركنا الناس وقد أقيمت الصلاة، فتقدمهم عبد الرحمن بن
عوف وقد صلى بهم ركعة وهو في الثانية، فأخذت أوذنه فنهاني
وصلينا الركعة التي أدركنا ثم قضينا الذي سبقنا صلى الله عليه وآله.
36672 عن المغيرة أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأتاه بوضوء فتوضأ
ومسح على الخفين، ثم لحق بالناس فإذا عبد الرحمن بن عوف يصلي
بهم، فلما رآه عبد الرحمن هم أن يرجع فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن
مكانك! فصلينا خلفه ما أدركنا وقضينا ما فاتنا (ض).
36673 عن عبد الله بن دينار الأسلمي عن أبيه قال: كان عبد
الرحمن بن عوف ممن يفتي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر
وعثمان بما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم (كر).
36674 عن سلمة بن الأكوع قال: لما قدم خالد بن الوليد
على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما صنع ببني جذيمة ما صنع عاب عبد الرحمن بن
عوف على خالد ما صنع، قال: يا خالد! أخذت بأمر الجاهلية
222

قتلتهم بعمك الفاكه قاتلك الله! وأعانه عمر بن الخطاب على خالد،
فقال خالد: أخذتهم بقتل أبيك، فقال عبد الرحمن: كذبت والله
لقد قتلت قاتل أبي بيدي وأشهدت على قتله عثمان بن عفان، ثم
التفت إلي عثمان فقال: أنشدك الله هل علمت أني قتلت قاتل أبي؟
فقال عثمان: اللهم! نعم، ثم قال عبد الرحمن: ويحك يا خالد!
ولو لم أقتل قاتل أبي كنت تقتل قوما من المسلمين بأبي في الجاهلية؟
قال خالد: ومن أخبرك أنهم أسلموا؟ فقال: أهل السرية كلهم
يخبرون أنك قد وجدتهم قد بنوا المساجد وأقروا بالاسلام ثم حملتهم
على السيف! قال: جاءني أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغير عليهم،
فأغرت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الرحمن: كذبت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وغالظ عبد الرحمن، وأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خالد
وغضب عليه، وبلغه ما صنع بعبد الرحمن فقال: يا خالد! ذروا لي
أصحابي، متى ينك أنف المرء ينكأ المرء، ولو كان أحد ذهبا
تنفقه قيراطا قيراطا في سبيل الله لم تدرك غدوة أو روحة من غدوات
أو روحات عبد الرحمن (الواقدي. كر).
36675 عن أبي هريرة قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف
وبين خالد بن الوليد بعض ما يكون بين الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
223

دعوا لي أصحابي، فان أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك وفي
لفظ: لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفهم (كر).
36676 عن أنس قال: بينا عائشة في بيتها إذ سمعت صوتا
رجت منه المدينة فقالت: ما هذا؟ فقالوا: عير قدمت لعبد الرحمن
ابن عوف من الشام وكان سبعمائة قالت عائشة: أما! إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة
حبوا (1)، فبلغ ذلك عبد الرحمن فأتاها فسألها عما بلغه فحثثته، قال:
فاني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله (حم
وأبو نعيم).
36677 عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مجمع بن حارثة أن
عمر قال لام كلثوم بنت عقبة امرأة عبد الرحمن بن عوف: أقال لك
النبي صلى الله عليه وسلم: انكحي سيد المسلمين عبد الرحمن بن عوف؟ قالت: نعم
(ابن منده، كر).
36678 عن الزهري قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف
بشطر ماله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين
ألفا، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في

(1) حبوا: الحبو: أن يمشي على يديه وركبتيه، أو أمته. النهاية 1 / 331. ب
224

سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله وكانت
عامة ماله من التجارة (أبو نعيم).
(36679) عن الزهري قال: تصدق عبد الرحمن بن عوف على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين
ألفا، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في
سبيل الله، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله وكان
عامة ماله من التجارة (كر).
(36680) (مسند علي رضي الله عنه) عن إبراهيم بن سعد
عن أبيه عن جده قال: سمعت علي بن أبي طالب يوم مات عبد
الرحمن بن عوف يقول: اذهب ابن عوف! فقد أدركت صفوها
وسبقت رنقها (1) (إبراهيم بن سعد في نسخته).
(36681) - (مسند ابن عوف) عن عروة قال: شهد بدرا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني زهرة عبد الرحمن بن عوف
(أبو نعيم).

(1) رنقها: وفي حديث الحسن (وسئل: أينفخ الرجل في الماء؟ فقال:
إن كان من رنق فلا بأس) أي من كدر. يقال: ماء رنق
بالسكون، وهو بالتحريك المصدر. النهاية 2 / 270. ب
225

36682 عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان اسمي (عبد
عمرو) فتسميت حين أسلمت (عبد الرحمن) (أبو نعيم).
36683 عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان اسمي (عبد
عمرو) فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن) (أبو نعيم، كر).
36684 (أيضا) عن ابن سيرين أن عبد الرحمن كان اسمه
في الجاهلية (عبد الكعبة) فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبد الرحمن)
(أبو نعيم، كر وهو مرسل صحيح الاسناد).
36685 (عن سعد بن عبد العزيز قال: كان اسم عبد
الرحمن بن عوف (عبد عمرو) فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم (عبد
الرحمن) (كر).
36686 (أيضا) عن إبراهيم بن سعد قال: بلغني أن عبد
الرحمن بن عوف جرح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرج
في رجله فكان يعرج منها (أبو نعيم، كر).
36687 (أيضا) عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: كان
عبد الرحمن بن عوف لا يغير رأسه ولا لحيته (أبو نعيم).
36688 (أيضا) عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه أن عبد
الرحمن بن عوف كان يقال له (حواري النبي) صلى الله عليه وسلم
226

(أبو نعيم، كر).
36689 (أيضا) عن إبراهيم بن عبد الرحمن قال: أغمي على
عبد الرحمن بن عوف ثم أفاق فقال: إنه أتاني ملكان فظان غليظان
فقالا لي: انطلق بنا نحاكمك إلى العزيز الأمين، فلقيهما ملك
فقال لهما: أين تذهبان به؟ فقالا: نحاكمه إلى العزيز الأمين، قال:
خليا عنه! فإنه ممن سبقت له السعادة وهو في بطن أمه
(أبو نعيم، كر).
36690 عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف
عن أبيه قال سمعت أبي يقول: سافرت إلى اليمن قبل مبعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم بسنة فنزلت على عسكلان بن عواكر الحميري وكان شيخا
كبيرا قد أنسئ له في العمر حتى كاد كالفرخ، وكنت لا أزال
إذا قدمت اليمن أنزل عليه فيسائلني عن مكة ويقول: هل ظهر فيكم
رجل له نبا (1) له ذكر؟ هل خالف أحد منكم عليكم في دينكم؟
فأقول: لا، حتى قدمت القدمة التي بعت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لي: ألا أبشرك ببشارة وهي خير لك من التجارة؟ قلت: بلى،

(1) نبا: النبأ مهموز: الخبر، والجمع أنباء مثل سبب وأسباب
المصباح المنير 2 / 811. ب
227

قال: إن الله بعث في لأشهر الأول من قومك نبيا ارتضاه صفيا،
وأنزل عليه كتابا وجعل له ثوابا، ينهى عن الأصنام ويدعو إلى
الاسلام، يأمر بالحق ويفعله وينهى عن الباطل ويبطله، هو من
بني هاشم وأنتم أخواله يا عبد الرحمن! أخف الوقعة وعجل
الرجعة، ثم امض ووازره وصدقه واحمل إليه هذه الأبيات:
أشهد بالله ذي المعالي * وفالق الليل والصباح
إنك في السرو (1) من قريش * يا ابن المفدى من الذباح
أرسلت تدعو إلى يقين * ترشد للحق والفلاح
هد كرور السنين ركني * عن بكر السير والرواح
فصرت حلسا لأرض بيتي * قد قص من قوتي جناحي
إذا نأى بالديار بعد * فأنت حرزي ومستراحي (*)

(1) السرو: ومنه حديث أم زرع (فنكحت بعده سريا) أي نفسيا
شريفا. وقيل: سخيا ذا مروءة، والجمع سراة بالفتح على غير قياس،
وقد تضم السين، والاسم منه السرو.
ومنه حديث عمر (أنه مر بالنخع فقال: أرى السرو فيكم
مربعا) أي أرى الشرف فيكم متمكنا.
وفي حديثه الآخر (لئن بقيت إلى قابل ليأتين الراعي بسرو حمير
حقه لم يعرق جبينه فيه (السرو: ما انحدر من الجبل وارتفع عن
الوادي في الأصل. النهاية 2 / 363. ب
228

أشهد بالله رب موسى * أنك أرسلت بالنطاح
فكن شفيعي إلى مليك * يدعو البرايا إلى الفلاح
قال عبد الرحمن: فحفظت الأبيات ورجعت فقدمت مكة فلقيت
أبا بكر فأخبرته الخبر، فقال: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه الله
رسولا إلى خلقه فأته، فأتيته وهو في بيت خديجة فاستأذنت عليه،
فلما رآني ضحك فقال: أرى وجها خليقا أرجو له خيرا، ما
وراءك يا أبا محمد؟ قلت: وما ذاك يا محمد؟ قال: حملت إلي
وديعة أو أرسلك إلي مرسل برسالته فهاتها، أما! إن أبناء حمير
من خواص المؤمنين، قال عبد الرحمن: فأسلمت وشهدت أن لا إله
إلا الله وأنشدته شعره وأخبرته بقوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب
مؤمن لي ولم يرني ومصدق بي وما شهدني، أولئك إخواني
حقا (كر).
36691 (أيضا) عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده
عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى عبد الرحمن
ابن عوف وهو يصلي بالناس أراد عبد الرحمن بن عوف أن يتأخر
فأومى إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن مكانك! فصلى وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بصلاة عبد الرحمن (ع، كر).
229

36692 عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عبد الرحمن! إنك من الأغنياء ولن تدخل
الجنة إلا زحفا، فأقرض الله يطلق لك قدميك، قال ابن عوف:
يا رسول الله! فما الذي أقرض الله؟ فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: أتاني جبريل فقال: مر ابن عوف فليضف الضيف وليعط
في النائبة ويطعم المسكين (عد، كر).
36693 عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ابن عوف! إنك من الأغنياء ولن تدخل الجنة إلا زحفا، فأقرض
الله يطلق لك قدميك، قال: فما الذي أقرض الله يا رسول الله؟ قال:
تبرأ مما أنت فيه، قال: أمن كلها جميع يا رسول الله؟ قال: نعم،
فخرج ابن عوف وهو يهم بذلك، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أتاني جبريل قال: مر ابن عوف فليضف الضيف وليطعم المساكين
وليعط السائل و يبدأ بمن يعول، فإذا فعل ذلك كان تزكية ما هو
فيه (عد، كر).
36694 عن عبد الرحم بن عوف أنه كان يطيل الصلاة
قبل الظهر (ابن جرير).
230

جامع الخلفاء
36695 (مسند علي كرم الله وجهه) عن عبد خير قال:
خطب علي فقال إن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وأفضلهم
بعد أبي بكر عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لسميته، فسئل عن
الذي شئت أن تسميه؟ قال: المذبوح كما تذبح البقرة (العدني
وابن أبي داود، حل، كر).
36696 (أيضا) عن عمرو بن حريث قال سمعت علي بن
أبي طالب على المنبر يقول: إن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو بكر وعمر وعثمان وفي لفظ: ثم عمر ثم عثمان (حل وابن
شاهين في السنة، كر).
36697 عن علي قال: لم يقبض النبي صلى الله عليه وسلم حتى أسر إلي
أن الخليفة من بعده أبو بكر، ثم من بعده عمر، ثم من بعده عثمان،
ثم إلي الخلافة وفي لفظ: ثم تلي الخلافة (ابن شاهين والغازي في
فضائل الصديق، كر).
36698 عن النزال بن سبرة قال: وافقنا من علي بن أبي
طالب ذات يوم طيب نفس فقلنا: يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك،
قال: كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابي، قلنا: حدثنا عن
231

أصحابك خاصة، فقال ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب إلا كان لي
صاحبا، قلنا: حدثنا عن أبي بكر الصديق: قال: ذاك امرؤ سماه
الله صديقا على لسان جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم، كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضيه لديننا فرضيناه لدنيانا، قلنا: فحدثنا عن عمر بن الخطاب، قال:
ذاك امرؤ سماه الله الفاروق ففرق بين الحق والباطل، سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أعز الاسلام بعمر بن الخطاب، قلنا: فحدثنا
عن عثمان بن عفان، قال: ذاك امرؤ يدعى في الملا الاعلى (ذا
النورين) كان ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه، ضمن له بيتا في الجنة
(خيثمة واللالكائي والعشاري في فضائل الصديق، كر).
36699 عن علي قال: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرفنا
أن أفضلنا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى عرفنا أن أفضلنا بعد أبي بكر عمر، وما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى عرفنا أن أفضلنا بعد عمر رجل آخر لم يسمه يعني عثمان
(ابن أبي عاصم وابن النجار).
36700 عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قلت
لعلي: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر الصديق
ثم عمر ثم عثمان ثم أنا يا أصبغ! سمعت وإلا فصمتا ورأيت النبي
232

صلى الله عليه وسلم وإلا فعميتا وهو يقول: ما خلق الله مولودا في الاسلام أنقى
ولا أتقى ولا أزكى ولا أعدل ولا أفضل من أبي بكر الصديق
(أبو العباس الوليد بن أحمد الزوزني في كتاب شجرة العقل).
36701 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أول من
تنشق الأرض عنه ولا فخر! فيعطيني اله من الكرامة ما لم يعطني
قبل! ثم ينادى مناد: يا محمد! قرب الخلفاء، فأقول: ومن
الخلفاء؟ فيقول جل جلاله: عبد الله أبو بكر الصديق، فأول من
تنشق الأرض عنه بعدي أبو بكر، ويقف بين يدي الله فيحاسب
حسابا يسيرا ويكسى حلتين خضراوين ثم يوقف أمام العرش، ثم
ينادي مناد: أين عمر بن الخطاب؟ فيجئ وأوداجه تشخب دما
فأقول: عمر! من فعل هذا بك؟ فيقول: مولى المغيرة بن شعبة،
فيوقف بين يدي الله فيحاسب حسابا يسيرا ثم يكسى حلتين
خضراوين ثم يوقف أمام العرش، ثم يؤتى بعثمان بن عفان وأوداجه
دما فأقول: عثمان! من فعل بك هذا؟ فيقول: فلان وفلان،
فيوقف بين يدي الله فيحاسب حسابا يسيرا ثم يكسي حلتين خضراوين
ثم يوقف أمام العرش، ثم يؤتى بعلي وأوداجه تشخب دما فأقول:
علي! من فعل بك هذا؟ فيقول: عبد الرحمن بن ملجم، فيوقف
233

بين يدي لله فيحاسب حسابا يسيرا ثم يكسى حلتين خضراوين ثم
يوقف أمام العرش مع أصحابه (الزوزني وفيه علي بن صالح، قال
الذهبي: لا يعرف وله خبر باطل، وقال في اللسان ذكره حب في
الثقات وقال: روى عنه أهل العراق، مستقيم الحديث).
36702 عن علي قال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر
يلي الخلافة من بعده فيجتمع الناس عليه، ثم يليها بعد أبي بكر عمر
فيجتمع الناس عليه، ثم يليها عثمان (الزوزني).
36703 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! إن الله
أمرني أن أتخذ أبا بكر والدا وعمر مشيرا وعثمان سندا وأنت يا علي
ظهيرا، فأنتم أربعة قد أخذ الله ميثاقكم في أم الكتاب، لا يحبكم
إلا مؤمن تقي ولا يبغضكم إلا فاجر شقي، أنتم خلائف نبوتي
وعقد ذمتي وحجتي على أمتي، لا تقاطعوا ولا تدابروا (الزوزني،
خط وأبو نعيم في معجم شيوخه وفي فضائل الصحابة والديلمي، كر
وابن النجار من طرق كلها ضعيفة).
36704 عن شريح القاضي قال: سمعت علي بن أبي طالب
يقول على المنبر: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان
ثم أنا (ابن شاذان في مشيخته، خط، كر).
234

36705 عن عبد خير قال: وضأت علي بن أبي طالب
فقال: يا عبد خير! وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وضأتني فقلت:
يا رسول الله! من أول الخلق يدعى به إلى الحساب يوم القيامة؟ قال
أنا يا علي! أقف بين يدي الله ساعة فيأمر بي ذات اليمين إلى الجنة
قلت: ثم من يا رسول الله؟ قال: ثم أبو بكر الصديق، يقف بين
يدي الله ساعة ثم يأمر به ذات اليمين إلى الجنة، قلت: ثم من
يا رسول الله؟ قال: ثم عمر بن الخطاب فيقف بين يدي الله مثل ما
وقف أبو بكر ثم يأمر به ذات اليمين، قلت: ثم من يا رسول الله؟
قال: ثم أنت يا علي! قلت: فأين عثمان بن عفان؟ قال: ذاك
رجل رزق حياء، سألت الله ألا يوقفه للحساب فشفعني فيه
(السلفي في انتخاب حديث القراء، كر).
36706 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري بي إلى
السماء السابعة قال لي جبريل: تقدم يا محمد! فوالله ما نال هذه
الكرامة ملك مقرب ولا نبي مرسل! فأوحى إلي ربي شيئا،
فلما أن رجعت نادى مناد من وراء حجاب: نعم الأب أبوك إبراهيم!
ونعم الأخ أخوك علي! فاستوص به خيرا، فقال النبي صلى الله عليه و سلم:
يا جبريل! أخبر قريشا أني زرت ربي؟ قال: نعم، قال: تكذبني
235

قريش، قال جبريل: كلا! فيهم أبو بكر وهو مكتوب عند الله
الصديق وهو يصدقك، يا محمد! أقرئ عمر مني السلام (ق في
فضائل الصحابي وابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، فيه مسلم
ابن خالد الزنجي، قال ابن المديني: ليس بشئ قلت: هو الفقيه
المشهور الامام الشافع ضعفه خ، د وأبو حاتم، وقال الساجي: كثير
الغلط، وقال ابن معين: ليس به بأس، وقال مرة: ثقة، وقال
مرة: ضعيف، وقال عد: أرجو أنه لا بأس به، هو حسن
الحديث).
36707 عن البراء بن عازب قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم: تدرون ما على العرش؟ مكتوب لا إله إلا الله محمد
رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان الشهيد، علي
الرضى (كر وفيه محمد بن عامر كذاب).
36708 عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اختار
أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لي من
أصحابي أربعة: أبا بكر وعمر وعثمان وعليا، فجعلهم خير أصحابي،
كلهم خبر، واختار أمتي على سائر الأمم، واختار من أمتي أربعة
قرون بعد أصحابي: القرن الأول والثاني والثالث تترى، والرابع
236

فرادى (كر).
36709 (مسند حذيفة بن اليمان) عن سالم بن أبي الجعد
عن حذيفة قال: ذكرت الامارة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن
تولوه أمينا مسلما قويا في أمر الله ضعيفا في أمر نفسه، وإن تولوا
عمر تولوه أمينا مسلما لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن تولوا
عليا تولوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة (خط، كر).
36710 (أيضا) عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وليتموها أبا بكر فزاهد في الدنيا وراغب في
الآخرة، في جسمه ضعف، وإن وليتموها عمر فقوي أمين
لا تأخذه في الله لومة لائم، وإن وليتموها عليا يعنكم على
طريق مستقيم (كر).
36711 عن قطبة قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسس
أساس مسجد قباء ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فقلت: يا رسول
الله! أسست هذا المسجد وليس معك غير هؤلاء النفر الثلاثة،
قال: إنهم ولاة الخلافة من بعدي وفي لفظ: إن هؤلاء أولياء
الخلافة بعدي (عد، كر وابن النجار).
36712 عن معاذ بن جبل قال: خرج علنيا رسول الله صلى الله عليه وسلم
237

ويمينه في يد أبي بكر ويساره في يد عمر وعلي آخذ بطرف
ردائه وعثمان من خلفه فقال: هكذا ورب الكعبة ندخل
الجنة (كر).
36713 عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني
رأيت أني وضعت في كفة وأمتي في كفة فعدلتها، ثم وضع
أبو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عمر في كفة
وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة وأمتي في كفة
فعدلها، ثم رفع الميزان (كر).
36714 عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: وفدنا إلى معاوية
ومعنا أبو بكرة فقال: يا أبا بكرة! حدثنا بشئ سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقل أبو بكرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا
الحسنة ويسأل عنها وأنه قال ذات يوم: أيكم رأى رؤيا؟ فقال
رجل من القوم: أنا رأيت ميزانا دلي من السماء فوزنت أنت
وأبو بكر فرجحت بأبي بكر ووزن فيه أبو بكر وعمر فرجح
أبو بكر بعمر، ووزن فيه عمر وعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع
الميزان، فاستأولها نبي الله صلى الله عليه وسلم أي أولها فقال: خلافة نبوة ويؤتي
الله الملك من يشاء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل نفسا معاهدة
238

بغير حقها لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة
سنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني
ورآني وإذا رفعوا إلي ورأيتهم اختلجوا دوني فأقول: رب!
أصحابي وفي لفظ: أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا
بعدك (كر).
36715 عن الحسن عن أبي بكرة قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل: أنا رأيت
كأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت
بأبي بكر، ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر بعمر، ووزن
عمر وعثمان فرجح عمر، ثم رفع الميزان، فرأيت الكراهية في
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم (ت، (1) ع والروياني، كر).
36716 عن أبي بكرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال له: إلى من أؤدي صدقة مالي! قال: إلي قال: فإن لم
أجدك؟ قال: إلى أبي بكر، قال: فإن لم أجده؟ قال: إلى عمر،
قال: فإن لم أجده؟ قال: إلى عثمان، ثم ولى منصرفا فقال النبي

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب الرؤيا باب ما جاء في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
رقم 2288 وقال حسن صحيح. ص
239

صلى الله عليه وسلم: هؤلاء الخلفاء من بعدي (كر).
36717 عن سفينة قال: لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد
المدينة جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم
جاء عثمان بحجر فوضعه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هؤلاء الخلفاء من
بعدي وفي لفظ: هؤلاء ولاة الامر من بعدي (نعيم بن حماد
في الفتن، ق في فضائل الصحابة، كر).
36718 عن سفينة قال: بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ووضع
حجرا وقال: ليضع أبو بكر حجرا إلى جنب حجري، ثم قال:
ليضع عمرا حجرا إلى جنب حجر أبي بكر، ثم قال: ليضع عثمان
حجرا إلى جنب حجر عمر، ثم قال: هؤلاء الخلفاء من بعدي (ع،
عد، ق في فضائل الصحابة، كر).
36719 عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما اهتز الجبل:
اهدأ حراء! فما عليك إلا نبي أو صديق أبو بكر أو الفاروق عمر
أو التقي عثمان (كر).
36720 عن عائشة رضي الله عنها قال: خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم غداة فقال: رأيت قبل الغداة كأنما أعطيت المقاليد
والموازين، فأما المقاليد فهذه المفاتيح، وأما الموازين فهذه التي
240

يزنون بها، فوضعت في إحدى الكفتين ووضعت أمتي في أخرى
فوزنت فرجحت بهم، ثم جئ بأبي بكر فوزن فوزنهم، ثم
جئ بعمر فوزن فوزنهم، ثم جئ بعثمان فوزن فوزنهم، ثم استيقظت
ورفعت (كر).
36721 عن أبي هريرة قال: كنا معاشر أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن متوافرون نقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت (الشاشي، كر).
36722 عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء
فتحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسكن حراء! فما عليك إلا نبي أو
صديق أو شهيد وكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وعمر وعثمان (كر).
36723 عن الشعبي عن رجل من بني المصطلق قال: بعثني
قومي بنو المصطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله إلى من ندفع صدقاتنا
بعده فأتيته فقال: ادفعوها إلى أبي بكر، فلقيت عليا فأخبرته فقال:
ارجع إليه فاسأله إلى من يدفعونها بعد أبي بكر؟ فسألته فقال:
ادفعوها إلى عمر بعده، فأخبرت عليا فقال: ارجع إليه فاسأله إلى من
يدفعونها بعد عمر؟ فسألته فقال: ادفعوها إلى عثمان بعده، فأخبرت
241

عليا فقال: ارجع إليه فاسأله إلى من يدفعونها بعد عثمان: فقلت: إني
لأستحيي أن ارجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا (نعيم
ابن حماد في الفتن).
36724 عن عائشة قالت: لما أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد
المدينة جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه، ثم
جاء عثمان بحجر فوضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هؤلاء يلون الخلافة
بعدي (نعيم).
36725 عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى
بالناس الغداة أقبل عليهم بوجهه فقال: هل فيكم مريض أعوده؟
فان قالوا: لا، قال: هل فيكم جنازة أتبعها؟ فان قالوا: لا، قال:
من رأى منكم رؤيا يقصها علينا، فقال رجل: رأيت البارحة
كأنه نزل ميزان من السماء فوضعت في إحدى الكفتين ووضع
أبو بكر في الكفة الأخرى فشلت به، ثم أخرج أبو بكر من
الكفة الأخرى فجئ بعمر فوضع في الكفة فشال به أبو بكر،
ثم جئ بعثمان فوضع في الكفة فشال به عمر، ثم رفع الميزان،
فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألهم عن الرؤيا بعد (...).
36726 عن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط
242

فقال: يدخل عليكم رجل من أهل الجنة والثاني والثالث والرابع،
فدخل أبو بكر ثم جاء عمر ثم جاء علي وقال: أبشر بالجنة (كر).
36727 عن الشعبي قال: أدركت خمسمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
كلهم يقولون: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (كر).
36728 عن عرفجة الأشجعي قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الفجر
ثم جلس فقال: وزن أصحابي الليلة فوزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر
فوزنه، ثم وزن عثمان فجف وهو صالح (الشيرازي في الألقاب وابن منده
وقال: غريب، كر).
36729 عن عصمة بن مالك الحطمي قال: قدم رجل من
خزاعة فلقيه علي فقال: ما جاء بك؟ قال جئت أسأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى من ندفع صدقة أموالنا إذا قبضه الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
إلى أبي بكر، قال: وإذا قبض الله أبا بكر فإلى من؟ قال: إلى
عمر، قال: فإذا قبض الله عمر فإلى من؟ قال: إلى عثمان، قال:
فإذا قبض الله عثمان فإلى من؟ قال: انظروا لأنفسكم (كر).
36730 عن علي قال: من أحب أبا بكر فإنه يوم القيامة
مع أبي بكر وصار معه حيث يصير، ومن أحب عمر كان مع عمر
حيث يصير، ومن أحب عثمان كان مع عثمان، ومن أحبني كان
243

معي، ومن أحب هؤلاء الأربعة كان قائده هؤلاء الأربعة إلى
الجنة (كر).
36731 عن أبي لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن
عبد خير قال: وضأت عليا، فقال: وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما
وضأتني فقلت: من أول من يدعى إلى الحساب يوم القيامة؟ قال:
أنا، أقف بين يدي الله ما شاء الله ثم أخرج وقد غفر الله لي،
قلت: ثم من؟ قال: أبو بكر، يقف كما وقفت مرتين ثم يخرج
وقد غفر الله له، قلت: ثم من؟ قال: عمر، يقف كما وقف
أبو بكر مرتين ثم يخرج وقد غفر الله له، قلت: ثم من؟ قال:
ثم أنا: قلت: وأين عثمان يا رسول الله؟ قال: عثمان رجل ذو حياء!
سألت ربي أن لا يوقفه الحساب فشفعني (كر).
36732 (مسند علي) عن سعد بن طريف عن الأصبغ
ابن نباتة قال: قلت لعلي: يا أمير المؤمنين؟ من خير الناس بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: عمر،
قلت: ثم من؟ قال: عثمان، قلت: ثم من؟ قال: أنا، رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيني هاتين إ لا فعميتا وبإذني هاتين وإلا فصمتا
يقول: ما ولد في الاسلام مولود أزكى ولا أطهر ولا أفضل من أبي
بكر ثم عمر (كر).
244

36733 (أيضا) قال أبو حفص عمر بن عبد المجيد الميانشي
في المجالس الملكية ثنا الشيخ الامام زين الدين أبو محمد عبد الله شميلة بن
أبي هاشم الحسني حدثنا الشيخ الإمام الزاهد أبو سعيد محمد بن سعيد
الريحاني وعاش مائة وعشرين سنة ثنا سالم بن عبد الله بن سالم وعاش
مائة وثلاثين سنة ثنى أبو الدنيا الأشج ثنى علي بن أبي طالب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ثبت العرش إلا بحب أبي بكر وعمر وعثمان
وعلي، وما رفع أركان العرش إلا بحب جبريل وميكائيل وإسرافيل
وما خدم الله أجل منهم (قال الميانشي: هذا حديث حسن ورد إلينا
كما نقلنا وهو خماسي في غاية العلو، قلت: قال الشيخ جلال الدين
السيوطي لا والله! ما هو بحسن ولا ضعيف بل باطل وأبو الدنيا أحد
الكذابين الكبار، ادعى بعد الثلاثمائة أنه سمع من علي فكذبه الناس،
والعجب من قول الميانشي: إنه حسن).
36734 عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن عند الله رجالا مكتوبين بأسمائهم وأسماء آبائهم، فقال أبو بكر:
بأبي وأمي يا رسول الله! أخبرنا بهم، قال: أما إنك منهم وعمر منهم
وعثمان منهم (كر).
36735 عن أنس قال: لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا
245

في قلب مؤمن: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي (كر).
جامع العشرة المبشرة رضي الله عنهم
36736 عن عبد الله بن عمر قال: لما طعن عمر بن الخطاب
وأمر بالشورى دخلت عليه حفصة فقالت له: يا أبت! إن الناس
يزعمون أن هؤلاء الستة ليسوا برضا، فقال: اسندوني، فأسندوه،
فقال: ما عسى أن يقولوا في علي بن أبي طالب! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: يا علي! مد يدك في يدي تدخل معي يوم القيامة حيث
أدخل؟ ما عسى أن يقولوا في عثمان بن عفان! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: يوم يموت عثمان تصلي عليه ملائكة السماء، قلت: يا رسول الله!
لعثمان خاصة أم للناس عامة؟ قال: لعثمان خاصة، ما عسى أن يقولوا
في طلحة بن عبيد الله! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليلة وقد سقط رحله:
من يسوي لي رحلي وهو في الجنة؟ فبدر طلحة بن عبيد الله فسواه
له حتى ركب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا طلحة! هذا جبريل يقرئك
السلام ويقول: أنا معك في أهوال يوم القيامة حتى أنجيك منها!
ما عسى أن يقولوا في الزبير بن العوام! رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد نام
فجلس الزبير يذب عن وجهه حتى استيقظ فقال له: يا أبا عبد الله!
لم تزل؟ فقال: لم أزل بأبي أنت وأمي! قال: هذا جبريل يقرئك
246

السلام ويقول: أنا معك يوم القيامة حتى أذب عن وجهك
جهنم، ما عسى أن يقولوا في سعد بن أبي وقاص! سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول يوم بدر وقد أوتر قوسه أربع عشرة مرة يدفعها إليه
ويقول: ارم فداك أبي وأمي! ما عسى أن يقولوا في عبد الرحمن بن
عوف! رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو في منزل فاطمة والحسن والحسين
يبكيان جوعا ويتضوران فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يصلنا بشئ؟
فطلع عبد الرحمن بن عوف بصحفة فيها حيسة ورغيفان بينهما إهالة
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كفاك الله أمر دنياك! وأما أمر الآخرة فأنا
لها ضامن (معاذ بن المثنى في زيادات مسند مسدد، طس وأبو نعيم
في فضائل الصحابة وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات وأبو الحسين بن
بشران في فوائده، خط في تلخيص المتشابه، كر والديلمي
وسنده صحيح).
36737 (مسند عثمان) عن أبان بن عثمان بن عفان قال:
حدثني أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد حرا فارتج بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أسكن حراء! فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد! وعليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن
ابن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
247

(الباغندي في مسند عمر بن عبد العزيز، كر).
26738 عن عبد الله بن سعد بن أبي سرح قال: بينما رسول الله
صلى الله عليه وسلم في عشرة من أصحابه معه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير
وطلحة وغيرهم على جبل حراء إذ تحرك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسكن
حراء! فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد (الحسن بن سفيان
ويعقوب بن سفيان وابن منده، كر).
36739 عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء
فتزلزل الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أثبت حراء! فما عليك إلا نبي
أو صديق أو شهيد! وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان
وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد
ابن زيد بن عمرو بن نفيل (ع والبغوي وابن شاهين في الافراد،
طب، كر).
36640 (مسند سعيد بن زيد) عن رباح بن الحارث قال:
كنا في المسجد الأكبر بالكوفة والمغيرة بن شعبة جالس على السرير
فقال سعيد بن زيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أبو بكر في الجنة
وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير
في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في الجنة، وتاسع
248

المؤمنين لو شئت أن أسميه لسميته، فقال الناس: نشدناك الله!
من تاسع المؤمنين؟ فقال: أما إذ نشدتموني فأنا تاسع المؤمنين
ورسول الله صلى الله عليه وسلم العاشر، ثم قال: لموقف أحدهم مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يغير فيه وجهه أفضل من عمر أحدكم ولو عمر عمر نوح
(حم وأبو نعيم في المعرفة، كر).
36741 (أيضا) عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال:
أشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على العاشر لم آثم، قيل
له: وكيف ذاك؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء فتحرك
فضربه برجله وفي لفظ: بكفه ثم قال: أثبت حراء! فإنه ليس
عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، قيل: ومن هم؟ قال: رسول الله.
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن
ابن عوف، قيل: فمن العاشر؟ قال: أنا (ت وقال: حسن صحيح
وأبو نعيم وابن النجار).
36742 عن سعيد بن زيد قال: أشهد أني سمعت أبا بكر
الصديق يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ليتني رجلا من أهل الجنة! قال:
ليس عنك أسأل قد عرفت أنك من أهل الجنة، قال: فأنا من
أهل الجنة وأنت من أهل الجنة وعمر على أهل الجنة وعثمان من أهل
249

الجنة وعلي من أهل الجنة وطلحة من أهل الجنة والزبير من أهل الجنة
وعبد الرحمن بن عوف من أهل الجنة وسعد من أهل الجنة، ولو
شئت أن أسمي العاشر لسميته! قيل: عزمت عليك لسميته!
قال: أنا (كر).
36743 (أيضا) عن سعيد بن زيد قال: كنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم على حراء فذكر عشرة في الجنة: أبو بكر وعمر وعثمان
وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك وسعيد بن
زيد وعبد الله بن مسعود (كر).
جامع الصحابة
36744 عن نيار الأسلمي قال: كان عمر يستشير في خلافته
إذا حزبه الامر أهل الشورى ومن الأنصار معاذ بن جبل وأبي بن
كعب وزيد بن ثابت (ابن سعد).
36745 عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: قال عمر بن
الخطاب لعبد الله بن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي ذر: ما الحديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولم يدعهم يخرجون من المدينة حتى مات
(ابن سعد).
36746 عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
250

إني لا أدري ما قدر بقائي فيكم فاقتدوا باللذين من بعدى: أبو بكر
وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وما حدثكم ابن مسعود بشئ
فصدقوه (ش).
36747 (مسند سعد بن تميم السكوني والد بلال بن سعد)
عن بلال بن سعد عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله! أي أمتك
خير؟ قال: أنا وأقراني، قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم القرن الثاني،
قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم القرن الثالث: قلت: ثم ماذا؟ قال:
قوم يأتون يشهدون ولا يستشهدون ويحلفون ولا يستحلفون ويؤتمنون
ولا يؤدون (كر).
36748 عن عبد الله بن أبي أوفى قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما على أصحابه فقال: يا أصحاب محمد! لقد أراني الله الليلة منازلكم
في الجنة وقدر منازلكم من منزلي، ثم أقبل على علي فقال: يا علي!
ألا ترضى أن تكون منزلك مقابل منزلي في الجنة؟ فقال: بلى بأبي
أنت وأمي يا رسول الله! قال: فان منزلك في الجنة مقابل منزلي، ثم
أقبل على أبي بكر فقال: إني لأعرف رجلا باسمه واسم أبيه وأمه
إذا أتى باب الجنة لم يبق باب من أبوابها ولا غرفة من غرفها إلا
قال له: مرحبا مرحبا! فقال له سلمان: إن هذا لغير خائف يا رسول
251

الله! فقال: هو أبو بكر بن أبي قحافة، ثم أقبل على عمر فقال:
يا عمر! لقد رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء شرفه من لؤلؤ
أبيض مشيد بالياقوت فأعجبني حسنه فقلت: يا رضوان! لمن هذا
القصر؟ فقال: لفتى من قريش، فظننته لي فذهبت لأدخله فقال
لي رضوان: يا محمد! هذا لعمر بن الخطاب، فلوا غيرتك يا أبا حفص
لدخلته، فبكى عمر ثم قال: أعليك أغار يا رسول الله؟ ثم أقبل على
عثمان فقال: يا عثمان! إن لكل نبي رفيقا في الجنة وأنت رفيقي في
الجنة، ثم أقبل على طلحة والزبير فقال: يا طلحة! ويا زبير! إن
لكل نبي حواري وأنتما حواري، ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف
فقال: يا عبد الرحمن لقد بطؤ بك عني حتى خشيت أن تكون قد
هلكت ثم جئت وقد عرقت عرقا شديدا، فقلت لك: ما بطأ
بك عني لقد خشيت أن تكون قد هلكت، فقلت: يا رسول الله!
كثرة مالي، ما زلت موقوفا محتبسا أسأل عن مالي: من أين
اكتسبته وفيما أنفقته؟ فبكى عبد الرحمن وقال: يا رسول الله! هذه
مائة راحلة جاءتني الليلة عليها من تجارة مصر فأشهدك أنها بين
أرامل أهل المدينة وأيتامهم! لعل الله يخفف عني ذلك اليوم
(كر).
252

36749 عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم
عبد الله أبو بكر! نعم عبد الله عمر! نعم عبد الله أبو عبيدة بن
الجراح! نعم عبد الله أسيد بن حضير نعم عبد الله معاذ بن جبل،
نعم عبد الله بن رواحة! نعم عبد الله ثابت بن قيس بن شماس
(كر).
36750 عن عائشة قالت: ثلاثة من الأنصار كلهم من بني
عبد الأشهل لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سعد بن معاذ وأسيد بن الحضير وعباد بن بشر (ع، كر).
36751 عن ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة وسئلت: من
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلف؟ فقالت: أبو بكر، ثم
قيل لها: من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر، ثم قيل لها: من بعد
عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح، ثم انتهت إلى هذا (ش، كر).
36752 عن سعيد بن جبير قال: كان مقام أبي بكر وعمر
وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن
زيد بن عمرو بن نفيل كانوا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال وخلفه
في الصلاة في الصف، وليس أحد من المهاجرين والأنصار يقوم
مقام أحد منهم غاب أو شهد (كر).
253

36753 حدثنا محمد ثابت العبدي حدثنا قتادة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم وأرقهم في الله عمر،
وأشدهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل،
وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرأهم أبي بن كعب، وكان يقال:
أعلمهم بالقضاء علي (ض).
36754 عن أبي البختري قال: قيل لعلي: حدثنا عن
أصحاب محمد، فقال: عن أيهم؟ فقالوا: حدثنا عن عبد الله بن
مسعود، قال: علم القرآن والسنة ثم آسى (1) وكفى بذلك علما،
فقالوا: حدثنا عن أبي موسى، قال، ضبع في العلم ضبعة ثم
خرج منه، قالوا: حدثنا عن عمار، قال: مؤمن نسي إذ ذكر
ذكر، قالوا: أخبرنا عن سلمان، قال: أردك العلم الأول والعلم
الآخر، بحر لا ينزح قعره، منا أهل البيت، قالوا: أخبرنا
عنك، قال: أيها أردتم؟ كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت
ابتدئت (ابن سعد والمروزي في العلم والدورقي، كر).

(1) آسى: وفي حديث أبي بن كعب (والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على
من أضلوا) الأسى مقصورا مفتوحا: الحزن، أسي يأسى أسى فهو
آس. النهاية 1 / 50. ب
254

36755 (مسند أسامة) اجتمع علي وجعفر وزيد بن حارثة
فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال علي: أنا أحبكم
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله، فقالوا:
انطلقوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسأله، فجاؤوا يستأذنونه، فقال:
اخرج فانظر من هؤلاء؟ فقلت: هذا جعفر وعلي وزيد ما أقول
أبي، قال: ائذن لهم، فدخلوا فقالوا: يا رسول الله! من أحب
إليك؟ قال: فاطمة، قالوا: نسألك عن الرجال، قال: أما أنت يا
جعفر! فأشبه خلقك خلقي وأشبه خلقك خلقي وأنت مني
وشجرتي، وأما أنت يا علي! فختني وأبو ولدي وأنا منك وأنت مني،
وأما أنت يا زيد! فمولاي ومني وإلي وأحب القوم إلي (حم،
طب، ك، ض).
36756 عن أنس قال: افتخر الحيان من الأنصار الأوس
والخزرج فقال الأوس: منا أربعة، وقال الخزرج: منا أربعة: قال
الأوس: منا من اهتز له عرش الرحمن سعد بن معاذ، ومنا من
عدلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن ثابت، ومنا من غسلته
الملائكة حنظلة بن الراهب: ومنا من حمى لحمه الدبر (1) عاصم بن

(1) الدبر: هو بسكون الباء: النحل. وقيل ارنابير. 2 / 99 النهاية. ب
255

ثابت بن الأفلح، وقال الخزرج: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد
ابن ثابت وأبو زيد (ع وأبو عوانة، طب، كر وقال، هذا حديث
حسن صحيح).
36757 (أيضا) تشتاق الجنة إلى أربعة: إلى علي وأبي
ذر وعمار والمقداد (ابن عساكر).
36758 عن ابن عباس عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن
الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي فأمرني ربي أن أحبهم، فانتدب
صهيب الرومي وبلال بن أبي رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص
وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فقالوا: يا رسول الله! من هؤلاء
الأربعة حتى تحبهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمار! عرفك الله
للمنافقين، وأما هؤلاء الأربعة فأحدهم علي بن أبي طالب، والثاني
المقداد بن الأسود الكندي. والثالث سلمان الفارسي، والرابع أبو ذر
الغفاري (طس).
36759 عن علي قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد!
إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم: علي بن أبي طالب وأبو
ذر والمقداد، قال: وأتاه جبريل فقال: يا محمد! إن الجنة تشتاق إلى
256

ثلاثة من أصحابك، وعنده أنس بن مالك فرجا أن يكون لبعض
الأنصار، فأراد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم فهابه، فخرج فلقي
أبا بكر فقال: يا أبا بكر! إني كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا
فأتاه جبريل فقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك، فرجوت
أن يكون لبعض الأنصار فهبت أن أسأله فهل لك أن تدخل فتسأله؟
فقال: إني أخاف أن أسأله فلا أكون منهم فيشمت بي قومي، ثم
أتى عمر بن الخطاب فقال له مثل قول أبي بكر، فلقي عليا فقال له
علي: نعم أنا أسأله فان أكن منهم فأحمد الله وإن لم أكن منهم
حمدت الله، فدخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أنسا حدثني أنه كان
عندك آنفا وأن جبريل أتاك فقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من
أصحابك: فقال: فمن هم يا نبي اله؟ قال: أنت منهم يا علي وعمار
ابن ياسر وسيشهد معك مشاهد بين فضلها عظيم خيرها وسلمان
وهو منا أهل البيت وهو ناصح فاتخذه لنفسك (ع وفيه النضر بن
حميد عن سعد بن طريف الإسكاف وهما ضعيفان).
36760 عن علي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وجعفر وزيد،
فقال لزيد: أنت أخونا ومولانا! فحجل (1)، ثم قال لجعفر:

فحجل: الحجل: أن يرفع رجلا ويقفز على الأخرى من الفرح.
1 / 346 النهاية. ب
257

أشبهت خلقي وخلقي! فحجل وراء حجل زيد، ثم قال لي: أنت
مني وأنا منك، فحجلت وراء حجل جعفر (ش، ع، ق).
أبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهما
36761 عن علي بن عبد الله القرشي عن أبيه قال: مر عمر
ابن الخطاب بقوم يتمنون فقال: وأنا أتمنى معكم، أتمنى رجالا ملء
هذا البيت مثل أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة، إن
سالما شديد الحب لله لو لم يخف الله ما عصاه، وأما أبو عبيدة
فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لكل أمة أمين وامين هذه الأمة أبو
عبيدة بن الجراح (الدينوري، كر).
أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما
36762 (مسند عمر) عن مالك بن أوس ان عمر بن
الخطاب أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة ثم قال للغلام: اذهب بها
إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع،
فذهب بها الغلام إليه فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في
بعض حوائجك، فقال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية!
اذهبي هذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفدها،
فرجع الغلام إلى عمر فأخبره ووجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل،
258

فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتله في البيت ساعة حتى تنظر
ما يصنع، فذهب بها إليه فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل
هذه في بعض حاجاتك، فقال: وصله الله ورحمه! تعالي يا جارية
اذهبي إلى فلان بكذا أو إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ
فقالت: ونحن والله مساكين! فأعطنا ولم يبق في الخرقة إلا
ديناران، فجاء بهما إليها فرجع الغلام فأخبره، فسر بذلك عمر
وقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض (ابن المبارك).
أبي بن كعب وجندب بن جنادة أبو ذر رضي الله عنهما
36763 عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال: سمعت بجالة
التميمي قال: وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر غلام في المسجد
فيه: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبوهم، فقال: احككها
يا غلام! فقال: والله لا أحكها وهي في مصحف أبي بن كعب! فانطلقا
إلى أبي فقال له أبي: شغلني القرآن وشغلك الصفق بالأسواق إذ تعرض
رداءك على عنقك بباب ابن العجماء، قال: ولم يكن عمر يريد أن
يأخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر، قال: وكتب عمر بن الخطاب
إلى جزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس وكان عاملا لعمر قبل موته
259

بسنة: اقتلوا كل ساحر وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس
وانههم عن الزمزمة، قال: وما شأن أبي بستان فان النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لجندب: جندب وما جندب! يضرب ضربة يفرق بها بين الحق
والباطل، فإذا أبو بستان يلعب في أسفل الحصن عند الوليد بن عقبة
وهو أمير الكوفة والناس يحسبون أنه على سور القصر فقال جندب:
ويلكم أيها الناس! إنما يلعب بكم والله إنه لفي أسفل القصر! ثم
انطلق فاشتمل على سيفه فضربه (عب).
سماك بن مخرمة وسماك بن عبيدة وسماك بن خرشة
رضي الله عنهم
36764 (مسند عمر) عن سيف بن عمر عن محمد وطلحة
والمهلب وعمر وسعيد قالوا: قدم سماك بن مخرمة وسماك بن عبيد
وسماك بن خرشة على عمر فقال: بارك الله فيكم! اللهم (1) اسمك بهم
الاسلام وأيد بهم الاسلام (كر)

(1) أورد الحديث ابن الأثير في أسد الغابة (2 / 452). ص
260

باب في فضائل الصحابة مفصلا مرتبا
على ترتيب حروف المعجم
حرف الألف
أبي بن كعب رضي الله عنه
36765 عن أبي نضرة قال قال: رجل منا يقال له جبر أو
جبير قال: طلبت حاجة إلى عمر في خلافته فانتهيت إلى المدينة ليلا
فقدمت عليه وقد أعطيت فطنة ولسانا أو قال: منطقا فأخذت
في الدنيا فصغرتها فتركتها لا تسوى شيئا وإلى جنبه رجل أبيض
فقال لما فرغت: كل قولك كان مقاربا إلا وقوعك في الدنيا،
وهل تدري ما الدنيا؟ إن الدنيا فيها بلاغنا أو قال زادنا إلى
الآخرة وفيها أعمالك التي تجزى بها في الآخرة، قال: فأخذ في
الدنيا رجل هو أعلم به مني فقلت: يا أمير المؤمنين من هذا الرجل
الذي إلى جنبك؟ قال: سيد المسلمين أبي بن كعب (خ في
الأدب، كر).
36766 عن الحسن أن عمر بن الخطاب رد على أبي بن كعب
قراءة آية فقال أبي: لقد سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت يلهيك
261

يا عمر الصفق بالبقيع! فقال عمر: صدقت! إنما أردت أن أجربكم
هل منكم من يقول الحق، فلا خير في خير في أمير لا يقال عنده الحق
ولا يقوله (ابن راهويه).
36767 عن أبي حبة البدري قال: لما أن لقي النبي صلى الله عليه وسلم أبي
ابن كعب قال: إن جبريل أمرني أن أقرئك (لم يكن الذين
كفروا) فقال أبي: يا رسول الله! أو قد ذكرت هناك؟ قال:
نعم فبكى (أبو نعيم، كر).
36768 (مسند أبي رضي الله عنه) قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا أبا المنذر! إني أمرت أن أعرض عليك القرآن، قلت:
يا رسول الله! بالله آمنت وعلى يديك أسلمت ومنك تعلمت، فرد
النبي صلى الله عليه وسلم القول، قال: يا رسول الله! وذكرت هنالك؟ قال:
نعم باسمك ونسبك في الملا الاعلى، قال فاقرأ إذن يا رسول الله
(طس، كر).
36769 (أيضا) عن ابن عباس قال قال أبي لعمر: يا أمير
المؤمنين! إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو رطب
(حم، ك، كر، ص).
36770 (أيضا) قال قلت: يا رسول الله! ما جزاء
262

الحمى؟ قال تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو
ضرب عليه عرق، فقال أبي اللهم: إني أسألك حمى لا تمنعني
خروجا في سبيلك ولا خروجا إلى بتيك ولا إلى مسجد نبيك، فلم
يمس أبي قط إلا وبه حمى (طس وهو حسن، كر).
36771 (أيضا) عن عكرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي بن كعب: إني أمرت أن أقرئك القرآن، قال: وذكرني
ربي؟ قال: نعم، قال أبي: فأقرأني آية فأعدتها عليه ثانية (ش).
36772 (أيضا) عن عبد الرحمن بن أبزى قال: قال لي
أبي بن كعب: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقرئك سورة
وفي لفظ: أنزلت علي سورة وأمرت أن أقرئكها قلت:
يا رسول الله! وسميت لك؟ قال نعم، قلت لأبي: ففرحت لذلك؟
قال: وما يمنعني وهو يقول (قل بفضل الله وبرحمته فبذل فلتفرحوا)
قال: هكذا قرأ أبي بن كعب بالتاء (كر).
36773 عن أبي بن كعب قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
إن فلانا يدخل على امرأة أبيه، فقال أبي: لو أنا لضربته بالسيف
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما أغيرك يا أبي! إني لاغير منك
والله لاغير مني (كر).
263

36774 (أيضا) عن أبي إدريس الخولاني ان أبي بن
كعب قال لعمر: والله يا عمر! إنك لتعلم اني كنت أحضر
وتغيبون وأدنى وتحجبون ويصنع بي ويصنع بي والله لئن أحببت
لألزمن بيتي فلا أحدث شيئا ولا أقرئ أحدا حتى أموت، فقال
عمر بن الخطاب اللهم! غفرا، إنا لا نعلم أن الله قد جعل عندك علما
فعلم الناس ما علمت (ابن أبي داود في المصاحف، كر).
36775 (أيضا) عن أبي العالية قال كان أبي بن كعب
صاحب عبادة فلما احتاج إليه الناس ترك العبادة وجلس للقوم (كر).
36776 (مسند عمر رضي الله عنه) عن ابن عباس قال
قال عمر بن الخطاب: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا، فخرجنا فكنت
أنا وأبي بن كعب في مؤخر الناس فهاجت سحابة فقال أبي:
اللهم اصرف عنا أذاها! فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم، فقال عمر:
أما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر دعا الله أن يصرف عنا
أذاها، فقال عمر: ألا دعوتم لنا معكم (ابن أبي الدنيا في كتاب
مجابي الدعوة، كر).
36777 (أيضا) عن ابن عباس قال: بينما أنا أقرأ آية
من كتاب الله في سكة من سكك المدينة إذ سمعت صوتا من خلفي:
264

أتبع يا ابن عباس! أتبع يا ابن عباس! يعني أسند، فالتفت فإذا
عمر بن الخطاب فقلت: أتبعك على أبي بن كعب، فقال لمولى له:
اذهب معه إلى أبي فقل له: أنت أقرأته هذه الآية؟ فانطلقنا إلى
أبي فانا لببابه إذ جاء عمر فاستأذن له فدخلنا على أبي وجاء زيد
يدري رأسه بمدرى (1) فطرح لعمر وسادة من أدم فجلس
عليها وأبي مقبل بوجهه على حائط وظهره إلى عمر، قال فالتفت إلينا
عمر وقال: ما يرانا هذا شيئا! ثم أقبل أبي عليه بوجهه وقال: مرحبا
يا أمير المؤمنين! أزائرا جئت أو طالب حاجة؟ قال: لا بل طالب
حاجة، علام تقنط الناس يا أبي؟ قال: وكأنها آية فيها شدة
فقال أبي: إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل وهو رطب،
قال فصفق عمر وقام وهو يقول: بالله ما أنت بمنته وما أنا بصابر!
والله ما أنت بمنته وما أنا بصابر (كر).
36778 (مسند أبي) عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه

(1) يدري رأسه بمدرى: ومنه حديث أبي: (إن جارية له كانت تدرى
رأسه بمدراها) أي تسرجه. يقال: ادرت المرأة تدري ادراء إذا
سرحت شعرها به، وأصلها تدترى، تفتعل، من استعمال المدرى،
فأدغمت التاء في الدال. 2 / 116 النهاية. ب
265

عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أمرت أن أقرئك
القرآن، قلت: يا رسول الله! وذكرني وسماني باسمي؟ قال: قال نعم،
فجعل أبي يبكي ويضحك ثم قال (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا)
قال: قرأها بالتاء (كر).
36779 عن أبي بن كعب قال: عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
القرآن في السنة التي قبض فيها فقال: يا أبي! إن جبريل امرني
ان أقرأ عليك القرآن وهو يقرئك السلام (ابن منده في
تاريخ أصبهان).
36780 عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب:
أمرني ربي ان اقرأ عليك، قال: وسماني لك، فبكى أبي، فزعموا أنه
قرأ (لم يكن) (ع، كر).
36781 عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب:
إن الله امرني ان اقرأ عليك (لم يكن الذين كفروا) قال: وسماني؟
قال نعم، فبكى (حم، خ، م، ت، ن، ع).
36782 عن أنس قال: لما نزلت (لم يكن الذين كفروا) قال
النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: إن الله امرني ان اقرأ عليك، قال:
وذكرت هناك يا رسول الله؟ وجعل يبكي (كر).
266

36783 عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب:
إن الله امرني ان أقرئك القرآن أو اقرأ عليك القرآن، قال: الله
سماني لك؟ قال نعم، قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال نعم،
فذرفت عيناه (كر وابن النجار).
36784 عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب إن الله
امرني ان أقرئك القرآن أو اقرأ عليك القرآن، قال: الله سماني
لك؟ قال نعم، قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال نعم،
فذرفت عيناه (ابن النجار).
36785 (مسند أبي المنتفق) يا أبا المنذر! إني أمرت ان
اعرض عليك القرآن، قال، يا رسول الله! ذكرت هناك؟ قال نعم،
باسمك ونسبك في الملا الاعلى (طب عن أبي).
أبيض بن حمال المأربي السبائي
36786 (مسنده) عن أبيض بن حمال انه كلم رسول
صلى الله صلى الله عليه وسلم في الصدقة حين وفد عليه، قال: يا أخا سبأ لا بد من صدقة
فقال، إنما زرعنا القطن يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! وقد تبددت سبأ ولم
يبق منهم إلا قليل بمأرب، فصالح نبي الله صلى الله عليه وسلم سبعين حلة من
قيمة وفاء بز المعافر كل سنة عمن بقي من سبأ بمأرب، فلم يزالوا
267

يؤدونها حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وان العمال انتقضوا عليهم بعد
قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما صالح أبيض بن حمال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحلل السبعين، فرد ذلك أبو بكر على ما وضعه رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو بكر، فلما مات أبو بكر انتقض ذلك وصارت
على الصدقة (د، (1) طب، ض).
36787 (أيضا) انه كان بوجهه حرارة يعني قوبا قد
التقمت أنفه فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح وجهه، فلم يمس ذلك
اليوم في وجهه أثر (الباوردي، طب وأبو نعيم، ض).
إبراهيم بن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
36788 (مسند أبي موسى) ولد لي غلام فأتيت به رسول
صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ودفعه إلي
(أبو نعيم).
أثال بن النعمان الحنفي
36789 (مسنده) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وفرات بن حيان
فسلمنا عليه فرد علينا ولم نكن أسلمنا بعد فأقطع فرات بن حيان

(1) أخرجه أبو داود كتاب الخراج باب ما جاء حكم أرض اليمن
رقم (3012) ص
268

(عبدان) (1) أحمر بن سواء السدوسي رضي الله عنه
36790 عن أحمر بن سواء السدوسي أنه كان له صنم يعبده
فعمد إليه فألقاه في بئر ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه (ابن منده، وقال:
حديث غريب، وأبو نعيم) (2) أرطبان رضي الله عنه
36791 عن أرطبان قال: لما عتقت اكتسبت مالا فأتيت
عمر بن الخطاب بزكاته، فقال لي: ما هذا: قلت: زكاة مالي،
فقال: ولك مال؟ قلت نعم، فقال: بارك الله لك في مالك!
فقلت: يا أمير المؤمنين! وفي ولدي، قال: ولك ولد؟ قلت:
يا أمير المؤمنين! بكون، قال: بارك الله لك في مالك وولدك
(ابن سعد).
أرقم بن أبي الأرقم واسمه عبد مناف
المخزومي رضي الله عنه
36792 عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده وكان بدريا

(1) أورده ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمته رقم 27: (1 / 64). ص
(2) أورد الحديث ابن الأثير في أسد الغابة (1 / 67). ص
269

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين
رجلا مسلمين وكان آخرهم إسلاما عمر فلما تكاملوا أربعين رجلا
خرجوا إلى المشركين (طب وابن منده، ك وأبو نعيم، ازداد وقيل:
يزداد بن عيسى، قال أبو نعيم: من الناس من عده من الصحابة،
وقال خ، هو مرسل لا صحبة له).
أسامة بن زيد رضي الله عنه
36793 (مسند عمر) عن أسلم أن عمر فرض لأسامة في
ثلاثة آلاف وخمسمائة، وفرض لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف،
فقال عبد الله بن عمر لأبيه: لم فضلت أسامة علي؟ فوالله ما سبقني
إلى مشهد! قال: لان زيدا كان أحب إلى رسول الله من أبيك وكان
أسامة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، فآثرت حب رسول الله
صلى الله عليه وسلم على حبي (ش وأبو سعد وأبو عبيد في الأموال، ت وقال:
حسن (1) غريب، ع حب، ق).
36794 عن محمد بن قيس قال: لم يلق عمر أسامة بن زيد
قط إلا قال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته أمير أمره

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب باب مناقب زيد بن حارثة رقم 3815
وقال حسن غريب. ص
270

رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم ينزعه حتى مات (كر).
36795 عن عبد الله بن دينار قال: كان عمر بن الخطاب إذا
رأى أسامة بن زيد قال: السلام عليك أيها الأمير! فيقول أسامة:
غفر الله لك يا أمير المؤمنين! تقول لي هذا؟ قال: فكان يقول له:
لا أزال أدعوك ما عشت، أيها الأمير، مات رسول الله صلى الله وسلم وأنت
علي أمير (كر).
36796 عن عائشة قالت: عثر أسامة بعتبة الباب فشج في
وجهه، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أميطي عنه الأذى، فقذرته فجعل
يمص الدم ويمجه عن وجهه ويقول: لو كان أسامة جارية لكسوته
وحليته حتى أنفقه (ش وابن سعد).
36797 عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها مسرورا
يبرق وجهه قام: ألم تسمعي ما قال محرز المدلجي ورأى أسامة
وزيدا نائمين في ثوب واحد أو في قطيفة قد غطيا رؤسهما وبدت
أقدامهما فقال: إن هذه الاقدام بعضها من بعض (عب، خ،
م، د، ت، ن، ه‍).
36798 عن عائشة قالت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أغسل
وجه أسامة بن زيد يوما وهو صبي وما ولدت ولا أعرف كيف
271

يغسل الصبيان! فأخذته فغسلته غسلا ليس بذاك، فأخذه فجعل يغسل
وجهه ويقول: لقد أحسن بنا إذ لم يكن جارية، ولو كنت جارية
لحليتك وأعطيتك (ع، كر).
36799 عن عروة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخر الإفاضة بعض التأخير
من أجل أسامة بن زيد ذهب يقضي حاجته، فلما جاء جاء غلام
أفطس أسود فقال أهل اليمن: ما حبسنا بالإفاضة اليوم إلا من
أجل هذا. قال عروة: إنما كفرت اليمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من
أجل أسامة (كر).
36800 عن عطاء بن يسار قال: كان أسامة بن زيد قد أصابه
الجدري أول ما قدم المدينة وهو غلام مخاطه يسيل على فيه
فتقذرته عائشة، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق يغسل
وجهه ويقبله، فقالت عائشة: أما والله بعد هذا فلا أقصيه أبدا
(الواقدي، كر).
36801 (مسند أسامة بن زيد) كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني
فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم
يضمنا ثم يقول: اللهم! إني أرحمهما فارحمهما (حم، ع، ن
والروياني، حب، ض).
272

36802 (أيضا) كنت جالسا إذ جاء علي والعباس يستأذنان
فقالا: يا أسامة! استأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول
الله! علي والعباس يستأذنان، فقال: أتدري ما جاء بهما؟ قلت: لا،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لكني أدري، ائذن لهما، فدخلا فقالا: يا رسول الله!
جئناك نسألك أي أهلك أحب إليك؟ قال: فاطمة بنت محمد،
قالا: ما جئناك نسألك عن أهلك، قال: فأحب الناس إلي من
أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد، قالا: ثم من؟ قال:
ثم علي بن أبي طالب، فقال العباس: يا رسول الله! جعلت عمك
آخرهم، قال: إن عليا سبقك بالهجرة (ط، ت: حسن صحيح (1)
والروياني والبغوي، طب، ك، ص).
36803 (أيضا) لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط
الناس المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلم يتكلم،
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يديه علي ويرفعهما فأعرف أنه يدعو لي
(حم، ت: حسن غريب (2)، والروياني وسمويه والباوردي، طب
والبغوي، ض).

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب أسامة بن زيد رقم 3821 وقال حسن صحيح. ش
(2) أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب باب مناقب أسامة بن زيد رقم 3619 وقال
حديث غريب. ص
273

36804 (أيضا) لما قتل أبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآني
دمعت عيناه، فلما كان من الغد أتيته فقال: ألاقي منك اليوم ما
لقيت منك أمس (ش وابن منيع والبزار والباوردي، قط في
الافراد، ص).
أسلم مولى عمر رضي الله عنه
36805 (مسنده) عن عبد المنعم بن بشير عن عبد الرحمن
ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده انه سافر مع النبي صلى الله عليه وسلم سفرتين
(ابن منده وعبد المنعم جرحه ابن معين، قال في الإصابة: والمعروف
أن عمر اشترى أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كذلك ذكره ابن
إسحاق وغيره).
أسمر بن ساعد بن هلوات المازني رضي الله عنه
36806 (مسنده) عن أحمد بن داود بن أسمر بن ساعد
قال: حدثني أبي داود ثنا أبي أسمر بن ساعد قال: وفدت انا مع
أبي ساعد بن هلوات إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: إن أبانا شيخ كبير
يعني هلواث وقد سمع بك وآمن بك وليس به نهوض وقد
وجه إليك بلطف الاعراب، فقبل منه الهدية ودعا له ولولده
274

(ابن منده وأبو نعيم وقال: لا يعرف إلا من هذا الوجه وفي
سنده نظر) (1) أسود بن سريع رضي الله عنه
36807 (مسنده) عن أسود بن سريع قال: غزوت مع
النبي صلى الله عليه وسلم أربع غزوات (خ في تاريخه وابن السكن، حب).
أسود بن عمران البكري رضي الله عنه
36808 (مسنده) عن ميسرة النهدي عن أبي المحجل عن
عمران بن الأسود أو: الأسود بن عمران قال: كنت رسول
قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووافدهم لما دخلوا في الاسلام وأقروا (ابن
منده وأبو نعيم، قال ابن عبد البر: في إسناده مقال، قال في الإصابة:
ما فيه غير أبي المحجل وهو محجول).
أسود بن البختري بن خويلد رضي الله عنه
36809 (مسنده) عن الحسن بن مدرك عن يحيى بن حماد
عن أبي عوانة عن أبي مالك حدثني أبو حازم أن الأسود بن البختري
قال: يا رسول الله! أعظم لاجري أن أستغني عن قومي (ابن منده
وأبو نعيم، قال في الإصابة: رجاله ثقات مع إرساله).

(1) ذكر الحديث ابن الأثير في أسد الغابة 1 / 97. وهكذا ذكره ابن حجر في
الإصابة 1 / 61 / ص /.
275

أسود بن حارثة رضي الله عنه
36810 (مسنده) عن يزيد بن هارون عن المسلم بن سعيد
عن حبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم
في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل أن نسلم فقلنا: إنا نستحيي
أن يشهد قومنا مشهدا ولا نشهد، فقال: أسلمتما؟ قلنا: لا، قال:
فانا لا نستعين بالمشركين على المشركين، فأسلمنا وشهدنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقتلت رجلا وضربني الرجل ضربة فتزوجت ابنته فكانت
تقول: لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح! فأقول: لا عدمت
رجلا عجل أباك إلى النار (ك، وقال: حبيب ابن عبد الرحمن بن
الأسود بن حارثة جده صحابي معروف، قال في الإصابة: كذا قال
وهو وهم وهذا الحديث رواه حم عن يزيد بن هارون فوقع عنده عن
حبيب بن عبد الرحمن بن حبيب، وأورده ابن عبد البر في ترجمة حبيب
ابن يساف وهو الصواب) (1) أسود بن خطامه الكناني أخو زهير بن خطامة
رضي الله عنه
36811 (مسنده) عن إسماعيل بن النضر بن الأسود

(1) ذكر الحديث ابن حجر في الإصابة 1 / 199 في ترجمة الأسود بن حارثة ص.
276

ابن خطامة من بني كنانة عن أبيه عن جده قال: خرج زهير بن
خطامة وافدا حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمن بالله ورسوله ثم
قال: إن لنا حمى كنا نحميها في الجاهلية فاحمه لنا (ابن منده وأبو
نعيم، قال في الإصابة: الاسناد مجهول).
أسود بن حازم بن صفوان بن عرار رضي الله عنه
36812 (مسنده) عن أبي أحمد بحير بن النضر سمعت
أبا جميل عباد بن هشام الشامي يقول: رأيت رجلا من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم يقال له: الأسود بن حازم بن صفوان بن عرار، قال: وكنت
آتيه مع أبي وأنا يومئذ ابن ست أو سبع سنين وكان يأكل التمر
مع السمن ولم يكن في فمه أسنان فسمعته يقول: شهدت غزوة
الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاثين سنة فسئل: وكم أتاك؟
فقال: خمس وخمسون ومائة (ابن منده وأبو نعيم، قال في الإصابة:
إسناده ضعيف جدا).
أسيد بن حضير رضي الله عنه
36813 عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأ من الليل
سورة البقرة وفرسه مربوط إذ جالت الفرس فسكت فسكنت
ثم قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت الفرس
277

فسكت فسكنت فانصرف وان ابنه يحيى قريبا منه فأشفق أن
تصيبه، فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء فإذا هي مثل الظلة فيها
أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها! فلما أصبح حدث
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن الحضير ثلاث
مرات، فقال: تدري ما ذاك؟ قال: لا يا رسول الله! قال: تلك
الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبح الناس حتى ينظروا
إليها لا تتوارى منهم (أبو عبيد في فضائله، حم، خ تعليقا، ن، ك
وأبو نعيم في المعرفة، ق في الدلائل).
36814 عن كعب بن مالك أن أسيد بن حضير كان رجلا
حسن الصوت بالقرآن وأنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني بينما أنا أقرأ
على ظهر بيتي والمرأة في الحجرة والفرس مربوط بباب الحجرة إذ
غشيتني مثل السحابة فخشيت أن ينفر الفرس فتفزع المرأة فتسقط
فانصرفت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا أسيد! فان ذلك ملك
استمع القرآن (أبو نعيم).
36815 عن أسيد بن حضير أنه قال: يا رسول الله! بينما أقرأ
الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي
انطلق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ يا أبا عتيك! قال: فالتفت فإذا مثل
278

المصباح مدلى بين السماء والأرض فما استطعت أن أمضي، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة نزلت لقراءة سورة البقرة، أما! إنك
لو مضيت لرأيت العجائب (حب، طب، ك، هب).
36816 عن أسيد بن حضير قال: كنت أصلي في ليلة
مقمرة وقد أوثبت فرسي فجالت جولة ففزعت ثم جالت أخرى
فرفعت رأسي وإذا ظلة قد غشيتني وإذا هي قد حالت بيني وبين
القمر ففزعت فدخلت البيت، فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي
صلى الله عليه وسلم فقال: تلك الملائكة جاءت تستمع قراءتك من آخر الليل
سورة البقرة (طب).
36817 (أيضا) عن عائشة قالت: كان أسيد بن حضير
من أفاضل الناس وكان يقول: لو أني أكون كما أكون على حال
من أحوال ثلاث لكنت من أهل الجنة وما شككت في ذلك:
حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ وإذا سمعت خطبة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وإذا شهدت جنازة، وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي
سوى ما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه (أبو نعيم، هب، كر).
36818 (أيضا) عن عروة ان أسيد بن حضير اشتكى
وكان يؤم قومه جالسا (عب وابن سعد).
279

36819 عن أسيد بن حضير قال: بينما أصلي ذات ليلة
غشيتني مثل السحابة فيها مثل المصباح والمرأة قائمة إلى جنبي وهي
حامل والفرس مربوط في الدار فخشيت أن ينفر الفرس فتفزع
المرأة فتلقي ولدها فانصرفت من صلاتي، فذكرت ذلك لرسول الله
صلى الله عليه وسلم حين أصبحت، فقال لي: اقرأ يا أسيد! ذاك ملك استمع
القرآن (عب)
36820 (أيضا) عن أبي سعيد الخدري عن أسيد بن
الحضير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا يحيى
(ابن منده، كر).
36821 (أيضا) عن عبد الرحمن بن أبي ليل عن أسيد
ابن حضير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا
عيسى (كر).
36822 عن أسيد بن حضير قال: أتاني أهل بيتين من قومي
من أهل بيت من بني ظفر وأهل بيت من بني معاوية فقالوا:
كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقسم لنا أو يعطينا أو نحوا من
هذا فكلمته، فقال: نعم أقسم لأهل كل بيت منهم شطرا،
فان عاد الله علينا عدنا عليهم، قال: فقلت: جزاك الله خيرا
280

يا رسول الله! قال: وأنتم فجزاكم الله خيرا! فإنكم ما علمتكم
أعفة (1) صبر (ع، كر).
أسيد بن أبي اياس رضي الله عنه
36823 عن ابن عباس وغيره قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفد بني عبد بن عدي فيهم الحارث بن وهبان وعويمر بن الأخرم
وحبيب وربيعة ابنا ملة ومعهم رهط من قومهم فقالوا: يا محمد! نحن
أهل الحرم وساكنه وأعز من به ونحن لا نريد قتالك، ولو قاتلك
غير قريش قاتلنا معك ولكنا لا نقاتل قريشا وإنا لنحبك ومن أنت
منه وقد أتيناك فان أصبت منا أحد خطأ فعليك ديته، وإن أصبنا
أحدا من أصحابك فليس علينا ولا عليك، وأسلموا، فقال عويمر
ابن الأخرم: دعوني آخذ عليه، قالوا: لا، محمد لا يغدر ولا يريد
أن يغدر به، فقال حبيب وربيعة يا رسول الله! إن أسيد بن أبي

(1) أعفة صبر: في الحديث (من يستعفف يعفه الله) الاستعفاف، طلب
العفاف والتعفف، وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس: أي من
طلب العفة وتكلفها أعطاه الله إياها ومنه الحديث (اللهم إني أسألك العفة
والغنى والحديث الآخر (فإنهم - ما علمت - أعفة صبر) جمع عفيف.
النهاية 3 / 246. ب
281

إياس هو الذي هرب وتبرأنا إليك منه وقد نال منك، فأباح رسول
الله صلى الله عليه وسلم دمه، وبلغ أسيدا قولهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى الطائف
فأقام به وقال لربيعة وحبيب:
فأما أهلكن وتعيش بعدي * فإنهما عدو كاشحان
فلما كان عام الفتح كان أسيد بن أبي إياس فيمن أهدر دمه، فخرج
سارية بن زنيم إلى الطائف فقال له أسيد: ما وراءك؟ قال: أظهر
الله نبيه ونصره على عدوه فاخرج يا ابن أخي إليه فإنه لا يقتل من
أتاه، فحمل أسيد امرأته وخرج وهي حامل تنتظر وأبل فألقت
غلاما عند قرن الثعالب، وأتى أسيد أهله فلبس قميصا واعتم ثم أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسارية قائم بالسيف عند رأسه يحرسه، فأقبل أسيد
حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! أنذرت دم
أسيد؟ قال: نعم، قال: أفتقبل منه إن جاءك مؤمنا؟ قال: نعم،
فوضع يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد هذه يدي في يدك
أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن لا إله إلا الله فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجلا يصرخ أن أسيد بن أبي إياس قد آمن وقد أمنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم! ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه وألقى يده على صدره
فيقال: إن أسيدا كان يدخل البيت المظلم فيضئ، وقال أسيد بن
282

أبي إياس:
أأنت الذي تهدي معدا لدينها * بل الله يديها وقال لك أشهد
فما حملت من ناقة فوق كورها * أبر وأوفى ذمة من محمد
وأكسى لبرد الحال قبل ابتذاله * وأعطى لرأس السابق المتجرد
تعلم رسول الله أنك قادر * على كل حي متهمين ومنجد
تعلم بأن الركب ركب عويمر * هم الكاذبون المخلفو كل موعد
أنبوا رسول الله أن قد هجوته * فلا رفعت سوطي إلا إذا يدي
سوى أني قد قلت ويلم فتية * أصيبوا بنحس لا بطائر أسعد
أصابهم من لم يكن لدمائهم * كفاء فقرت حسرتي وتبلدي
ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا * جميعا فان لا تدمع العين أكمد
فلما أنشده: أأنت الذي تهدي معدا لدينها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بل الله يهديها، فقال الشاعر: بل الله يهديها لك أشهد
(المدائني، كر).
أشج واسمه المنذر بن عامر رضي الله عنه
36824 عن الأشج أشج عبد القيس قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إن فيك لخلقين يحبهما الله! قلت: ما هما؟ قال الحلم
283

والحياء، قلت: قديما كان في أو حديثا؟ قال: بل قديما، قلت
الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله (ش وأبو نعيم).
أصيد بن سلمة رضي الله عنه
36825 عن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأسروا
رجلا من بني سليم يقال له: الأصيد بن سلمة، فلما رآه رسول الله
صلى الله عليه وسلم رق له وعرض عليه الاسلام فأسلم، وكان له أب شيخ كبير
فبلغه ذلك فكتب إليه:
من راكب نحو المدينة سالما * حتى يبلغ ما أقول الاصيدا
أتركت دين أبيك والشم العلى * أودوا وبايعت الغداة محمدا
في أبيات، فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه فأذن له فكتب
إليه:
إن الذي سمك السماء بقدرة * حتى علا في ملكه وتوحدا
بعث الذي ما مثله فيما مضى * يدعو لرحمته النبي محمدا
في أبيات، فلما قرأ كتاب ولده اقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم (أبو موسى
في الدلائل وأبو المنجا بن الليثي في مشيخته، وفيه عبيد الله بن الوليد
الوصافي ضعيف).
284

أصيرم بن عبد الأشهل رضي الله عنه
36826 عن الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن معاذ عن أبي
سفيان مولى ابن أبي احمد ان أبا هريرة كان يقول: حدثوني عن رجل
دخل الجنة لم يصل قط صلاة، فإذا لم يعرفه الناس فسألوه من هو؟
فيقول: أصيرم بن الأشهل عمرو بن ثابت بن وقش، قال الحصين:
فقلت لمحمود بن لبيد: كيف كان شأن الأصيرم؟ قال: كان
يأبى الاسلام على قومه فلما كان يوم أحد وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
بدا له الاسلام فأسلم ثم أخذ سيفه فغدا حتى تى القوم فدخل في
عرض الناس فقاتل حتى أثبته الجراح، فبينا رجال بني عبد الأشهل
يلتمسون قتلاهم في المعرك إذا هم به، فقالوا: إن هذا أصيرم! ما جاء
به؟ لقد تركناه وانه لمنكر لهذا الحديث، فسألوه ما جاء به فقالوا
له: ما جاء بك يا عمرو؟ أحدبا (1) على قومك أم رغبة في الاسلام؟
فقال: بل رغبة في الاسلام، فآمنت بالله ورسوله وأسلمت وأخذت
سيفي فقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابني ما أصابني، ثم لم يلبث

أحدبا: وفي حديث علي رضي الله عنه يصف أبا بكر (وأحدبهم على
المسلمين) أي أعطفهم وأشفقهم. يقال: حدب عليه يحدب إذا
عطف. النهاية 1 / 349. ب
285

أن مات في أيديهم، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لمن أهل
الجنة (ابن إسحاق وأبو نعيم في المعرفة).
أعرس أو الأعوس بن عمرو البشكري رضي الله عنه
36827 (مسنده) عن عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن
عبد الله بن يزيد بن الأعرس عن أبيه عن جده قال: أتيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم بهدية فقبلها مني ودعا لنا في مرعانا (ابن منده وأبو نعيم
وقالا: تفرد به ابن جبلة، قال في الإصابة: وهو أحد المتروكين).
أنس بن مالك رضي الله عنه
36828 عن ثابت قال قال أبو هريرة: ما رأيت أحدا أشبه
صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من ابن أم سليم يعني أنسا (البغوي في
الجعديات، كر).
36829 (مسند أنس) قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا
يومئذ ابن ثمان سنين فذهبت بي أمي إليه فقالت: يا رسول الله! إن
رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري، وإني لم أجد ما أتحفك به
إلا ابني هذا فتقبله مني يخدمك ما بدا لك! فخدمت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عشر سنين لم يضربني قط ولم يسبني ولم يعبس
في وجهي (كر).
286

36830 عن أنس قال: كانت لي ذؤابة فقالت لي أمي: لا
أجزها، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدها ويأخذ بها (أبو نعيم).
36831 (أيضا) كانت لي ذؤابة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمدها ويأخذ بها (طب، عنه).
36832 (أيضا) عن الزهري قال: سمعت أنس بن مالك
يقول: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين ومات وأنا
ابن عشرين سنة وكن أمهاتي يحثنني على خدمته (ش وأبو نعيم).
36833 (أيضا) عن سعيد بن المسيب عن أنس قال: قدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن تسع سنين (أبو نعيم).
36834 عن أنس قال: قالت أم سليم، يا رسول الله ادع
لأنس! فقال: اللهم! أكثر ماله وولده وبارك له فيه! فلقد دفنت
من صلبي سوى ولد ولدي خمسا وعشرين ومائة، وإن أرضي لتثمر في
السنة مرتين وما في البلد شئ يثمر مرتين غيرها (أبو نعيم).
36835 (أيضا) دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سليم فقالت:
يا رسول الله! إن لي خويصة، قال: وما هي يا أم سليم؟ قالت:
خادمك أنس، فدعا لي بخير الدنيا والآخرة وقال: اللهم ارزقه مالا
وولدا وبارك له فيه! فاني أكثر الأنصار ولدا فأخبرتني ابنتي أمينة أنها قد
287

دفنت من صلبي إلى مقدم الحجاج البصرة بعضا وعشرين ومائة
(الحارث وأبو نعيم).
36836 (أيضا) كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لي: يا ذا الاذنين
(أبو نعيم، كر).
36837 (أيضا) جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت: يا رسول الله! بأبي وأمي أنت أنيس لو دعوت له! فدعا
لي بثلاث دعوات قد رأيت الثنتين أنا وأرجو الثالثة (عب).
36838 عن أنس قال: إني لأرجو أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأقول: يا رسول الله! خويدمك (كر).
36839 (أيضا) عن ثمامة قال: قيل لأنس: أشهدت
بدرا؟ قال: وأين أغيب عن بدر لا أم لك! قال محمد بن عبد الله
الأنصاري: خرج أنس بن مالك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توجه إلى
بدر وهو غلام يخدم النبي صلى الله عليه وسلم (ابن سعد، كر).
36840 عن أنس قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية
وعمرته والحج والفتح وحنينا والطائف وخيبر (كر).
36841 (أيضا) عن يحيى بن سعيد عن أمه قالت: رأيت
أنس بن مالك متخلقا بالخلوق فقلت: لهذا أجلد من سهل بن سعد
288

وهو أكبر منه، فسمعني فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعا لي (كر).
36842 (أيضا عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أنه
كان عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فدفنت معه بين جنبيه وبين
قميصه (ق، كر).
36843 (أيضا) عن أنس بن سيرين قال شهدت أنس بن
مالك وحضره الموت فجعل يقول: لقنوني لا إله إلا الله، فلم يزل
يقولها حتى قبض (ابن أبي الدنيا في المحتضرين، كر).
أنس بن النضر رضي الله عنه
36844 (مسند أنس بن مالك) غاب عمي أنس بن النضر
عن قتال بدر فلما قدم قال: غبت عن أول قتال قاتل رسول الله
صلى الله عليه وسلم المشركين، لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله ما أصنع! فلما
كان يوم أحد انكشف الناس فقال: اللهم! إني أبرأ إليك مما جاء
به هؤلاء يعني المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني
المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال: أي سعد!
والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد! واها لريح
الجنة! قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع! قال أنس:
289

فوجدناه بين القتلى، به بضع وثمانون من بين ضربة بسيف وطعنة
برمح ورمية بسهم قد مثلوا به فما عرفناه حتى عرفته أخته ببنانه،
قال أنس: فكنا نقول: أنزلت هذه الآية (من المؤمنين رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه) انها فيه وفي أصحابه (ط وابن سعد، ش
والحارث. ت وقال: صحيح (1)، ن وابن جرير وابن المنذر وابن أبي
حاتم وابن مردويه وأبو نعيم).
أنس بن أبي مرثد رضي الله عنه
36845 عن سهل بن الحنظلية العبشمي أنهم ساروا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يحرسنا الليلة؟ فقال
أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول! فقال: اركب، فركب
فرسا فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقبل هذا
الشعب حتى تكون في أعلاه ولا تغرر من قبلك الليلة فلما صبح
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه فصلى ركعتين ثم قال: هل أحسستم
فارسكم؟ فقال رجل: يا رسول الله! ما أحسسناه، فثوب بالصلاة
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة يلتفت إلي الشعب حتى إذا

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب التفسير باب من سورة الأحزاب رقم 3198
وقال حسن صحيح. ص
290

قضى صلاته وسلم قال: أبشروا فقد جاء فارسكم، فجعلنا ننظر
إلى ظلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني قد انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب
حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبحت طلعت الشمس فنظرت
فلم أر أحدا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: نزلت الليلة؟ قال: لا إلا
مصليا أو قاضي حاجة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقد أوجبت فلا
عليك ان لا تعمل غيرها (أبو نعيم في المعرفة) (1) أوفي بن مولة التميمي العنبري رضي الله عنه
36846 (مسنده) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأقطعني الغميم وشرط
علي وابن السبيل أول ريان، وأقطع ساعدة رجلا منا بئرا بالفلاة
يقال لها الجعرانية وهو بئر يجئ فيها الماء وليست بالماء العذب، وأقطع
إياس بن قتادة العنبري الجابية وهي دون اليمامة، وكان أتيناه جميعا،
وكتب لكل رجل منا بذلك في أديم (ابن منده، طب وأبو نعيم
وقال ابن عبد البر: ليس إسناده بالقوي).

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (1 / 117) في ترجمة أنس وقال اسناده على
شرط الصحيح. ص
291

أوس الكلابي رضي الله عنه
36847 (مسنده) عن المعلى بن حاجب بن أوس الكلابي
عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم (1)
أيمن رضي الله عنه
36848 (مسند بلال رضي الله عنه) عن أبي ميسرة: كان
أيمن على مطهرة النبي صلى الله عليه وسلم ونعليه ونعاطيه حاجته (طب).
إياس بن معاذ رضي الله عنه
36849 عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل قال: لما قدم
أبو الحيسر انس بن رافع مكة ومعه فتية من بي عبد الأشهل فيهم
إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فأتاهم فجلس إليهم فقال لهم: هل لكم إلى
خير مما جئتم له؟ فقالوا: وما ذاك؟ قال: أنا رسول الله بعثني الله
إلى العباد أدعوهم إلى الله أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ونزل
علي الكتاب! ثم ذكر الاسلام وتلا عليهم القرآن، فقال إياس بن

(1) وتمام الحديث ذكره ابن حجر في الإصابة (1 / 142) في ترجمة أوس
(فبايعه على ما بايع الناس). ص
292

معاذ وكان غلاما حدثا: أي قوم! هذا والله خير مما جئتم له!
فأخذ أبو الحيسر انس بن رافع حفنة من البطحاء وضرب بها وجه
إياس بن معاذ وقال: دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا! فصمت
إياس وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانصرفوا إلى المدينة، فكانت وقعة
بعثا بن الأوس والخزرج ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك.
قال محمود بن لبيد: فأخبرني من حضره من قومي عند موته انهم لم
يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويسبحه حتى مات، فما يشكون
أن قد مات مسلما، لقد كان استشعر الاسلام في ذلك المجلس حين
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع (أبو نعيم).
حرف الباء
باقوم الرومي رضي الله عنه
36850 عن صالح مولى التوأمة قال: حدثني باقوم مولى
سعيد بن العاص قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبرا من طرفاء الغابة
ثلاث درجات المقعد ودرجتين (أبو نعيم) (1)

(1) أورد الحديث ابن حجر في الإصابة (1 / 224) وقال هذا ضعيف الاسناد
وهو مرسل. ص
293

البراء بن معرور رضي الله عنه
36851 عن محمد بن معن الغفاري عن أبيه عن جده نضلة
ابن عمرو الغفاري أن رجلا من بني غفار أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما
اسمك؟ قال: نبهان، قال: أنت مكرم، وان النبي صلى الله عليه وسلم صلى
على البراء بن معرور بعد ما قدم المدينة فقال: اللهم صل على البراء
ابن معرور ولا تحجبه عنك يوم القيامة وأدخله الجنة وقد فعلت
(ابن منده، كر).
36852 عن الزهري قال: البراء بن معرور أول من
أوص بثلث ماله واستقبل الكعبة وهو ببلاده وكان نقيبا
(أبو نعيم).
البراء بن عازب وزيد بن أرقم رضي الله عنهما
36853 عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: غزوت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة غزوة، قال: وسمعت زيد بن أرقم
يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة (ش،
ع، كر).
البراء بن مالك رضي الله عنه
36854 عن محمد بن سيرين قال: كتب عمر بن الخطاب أن
294

لا تستعملوا البراء بن مالك على جيش من جيوش المسلمين فإنه مهلكة
من الهلكة تقدم بهم (ابن سعد).
36855 عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رب ذي
طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لابره، منهم البراء بن مالك. فلما
كان يوم تستر انكشف الناس فقالوا: يا براء! أقسم على ربك،
فقال: أقسم عليك أي رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك صلى الله عليه وسلم،
فاستشهد (أبو نعيم) (1) بسر المازني رضي الله عنه
36856 (مسند بسر المازني والد عبد الله بن بسر رضي الله
عنهما) عن يزيد بن خمير عن عبد الله بن بسر عن أبيه أن النبي
صلى الله عليه وسلم نزل بهم (ن وأبو نعيم).
36857 (أيضا) عن معاوية بن صالح عن ابن عبد الله بن
بسر عن أبيه عبد الله عن أبيه بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم وهو راكب

(1) قال ياقوت الحموي في معجم البلدان (2 / 30) وفي تستر قبر البراء بن
مالك الأنصاري، والحديث أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب باب
مناقب البراء بن مالك رضي الله عنه، رقم 3853 وقال هذا حديث
حسن صحح. ص
295

على بغلة كنا نسميها حمارة شامية (ابن السكن) (1)
بشر بن البراء بن معرور رضي الله عنهما
36858 عن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سيدكم
يا بني سلمة! قال الجد بن قيس على أن نزنه ببخل، فقال: وأي
داء أدوأ من البخل؟ قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: بشر
ابن البراء بن معرور (أبو نعيم) (2).
36859 عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من سيدكم يا بني عبيد؟ قالوا الجد بن قيس على أن فيه بخلا، فقال:
وأي داء أدوأ من البخل؟ بل سيدكم وابن سيدكم وابن سيدكم بشر
ابن البراء بن معرور (ابن جرير).
بشر بن معاوية البكائي رضي الله عنه
36860 (مسنده) عن عمران بن صاعد بن العلاء بن بشر
ابن معاوية البكائي حدثني أبي عن أبيه عن بشر بن معاوية أنه قدم مع
أبيه معاوية بن ثور وافدين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معاوية بن

(1) أورده ابن حجر في الإصابة 10 / 244 الحديث. ص
(2) أورده ابن حجر في الإصابة 1 / 247 وقال: الحديث اسناده ضعيف. ص
296

ثور قال لابنه بشر يوم قدم وله ذؤابة: إذا جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقل ثلاث كلمات لا تنقص منهن ولا تزد عليهن، قل: السلام عليك
يا رسول الله! أتيتك يا رسول الله لاسلم عليك ونسلم إليك
وتدعو لي بالبركة، قال بشر: ففعلتهن، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم
على رأسي ودعا لي بالبركة. وكانت في وجهه مسحة النبي صلى الله عليه وسلم كأنها
غرة فكان لا يمسح شيئا إلا برأ، وكتب النبي صلى الله عليه وسلم لمعاوية بن
ثور كتابا ووهب له من صدقة عامه ثنتي عشرة مسنة معونة له،
فلما خرج من عنده قال: أنا هامة اليوم اليوم أو غدا ولي مال
كثير وإنما لي ابنان، فرجع إليه فقال: يا رسول الله! خذها مني
فضعها حيث ترى من مكائدة العدو فاني موسر كثير المال، فقال:
أصبت يا معاوية! فقبلها منه (خ في تاريخه والبغوي وقال: عمران
مجهول، وابن منده وأبو نعيم) (1).
(36861) - (أيضا) عن أبي الهيثم البكائي صاعد بن طالب
حدثني أبي عن أبيه نواس عن أبيه رباط عن أبيه واصل عن أبيه
.

(1) أورده ابن حجر في الإصابة 1 / 257 قال البغوي: عمران مجهول، وقال
ابن منده: لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقال ابن حجر: بل له
طريق أخرى رواها أبو نعيم من طريق أبي الهيثم. ص
297

كاهل عن مجالد بن ثور عن بشر بن معاوية بن ثور وهو جد صاعد
لامه أنهما وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم فعلمهما يس والحمد لله رب العالمين
والمعوذات الثلاث: قل هو الله أحد والفلق وقل أعوذ برب الناس،
وعلمهم الابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم والجهر بها في الصلاة والقراءة،
الحديث بطوله (أبو نعيم، قال في الإصابة: إسناده مجهول من
صاعد فصاعدا).
بشير بن عقربة الجهني رضي الله عنه
(36862) (مسنده) عن بشير بن عقربة قال: لما قتل أبي
عقربة يوم أحد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال: يا حبيب! ما
يبكيك؟ أما ترضى أن أكون أنا أباك وعائشة أمك؟ قلت: بلى
يا رسول الله بأبي أنت وأمي! فمسح على رأسي فكان أثر يده من
رأسي أسود وسائره أبيض، وكانت لي رتة (1) فتفل فيها فانحلت،
وقال لي: ما اسمك؟ قالت: بحير، قال: بل أنت بشير (خ في
تاريخه وابن منده) (2).

(1) رتة: الأرت: الذي في لسانه عقدة وحبسة. ويعجل في كلامه
فلا يطاوعه لسانه. النهاية 2 / 193. ب
(2) بشر بن عقربة الجهني أبو اليمان له ولأبيه صحبة وقيل بشير بزيادة ياء قال
ابن السكن عن البخاري بشر أصح. وذكر ابن حجر في الإصابة (1 / 254)
الحديث. ص
298

بشير بن الخصاصية رضي الله عنه
36863 عن بشير بن الخصاصية قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ممن أنت؟ قلت: من ربيعة، قال: من ربيعة الفرس الذين يقولون:
لولاهم لائتفكت (1) الأرض بأهلها، احمد الله الذي من عليك من بين
ربيعة (ع، كر).
36864 عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدعاني إلى الاسلام ثم قال: ما اسمك؟ قلت: نذير، قال: بل
أنت بشير، فأنزلني في الصفة، فكان إذا أتته هدية أشركنا فيها
وإذا أتته صدقة صرفها إلينا، قال: فخرج ذات ليلة فتبعته فأتى
البقيع فقال: السلام عليك دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون وإنا
لله وإنا إليه راجعون، لقد أصبتم خيرا بجيلا (2) وسبقتم شرا طويلا،
ثم التفت إلي فقال: من هذا؟ فقلت: بشير، فقال: أما ترضى
أن أخذ الله سمعك وقلبك وبصرك إلى الاسلام من بين ربيعة
الفرس الذين يقولون إن لولاهم لائتفكت الأرض بأهلها، قلت:

(1) لائتفكت: أي انقلبت: النهاية 1 / 56. ب
(2) خيرا بجيلا: أي واسعا كثيرا، من التبجيل: التعظيم، أو من البجال:
الضخم. النهاية 1 / 98. ب
299

بلى يا رسول الله! قال: ما جاء بك؟ قلت: خفت أن تنكب
أو تصيبك هامة من هوام الأرض (كر).
36865 عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
لابايعه فقلت: علام تبايعني؟ يا رسول الله! فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يده فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا
عبده ورسوله، وتصلي الصلوات الخمس لوقتها، وتؤدي الزكاة
المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت وتجاهد في سبيل الله،
قلت: يا رسول الله! كلا نطيق إلا اثنتين فلا أطيقهما: الزكاة،
والله مالي إلا عشر ذود هن رسل (1) أهلي وحمولتهن، وأما الجهاد
فاني رجل جبان يزعمون أنه من ولى فقد باء بغضب من الله
وأخاف إن حضر القتال أن أخشع بنفسي فأفر فأبوء بغضب من الله،
فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: يا بشير! لا صدقة
ولا جهاد فبم إذن تدخل الجنة؟ قلت: يا رسول الله! ابسط يدك
أبايعك، فبسط يده فبايعته عليهن كلهن (الحسن بن سفيان، طس
وأبو نعيم، ك، ق، كر).

(1) رسل: الرسل: ما كان من الإبل والغنم من عشر إلى خمس وعشرين
النهاية 2 / 222. ب
300

36866 عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأتيته بالبقيع فسمعته يقول: السلام على أهل الديار من المؤمنين،
فانقطع شسعي فقال: أنعشك وفي لفظ: أنعش قدمك، قلت:
يا رسول الله! طال غزوي وفي لفظ: طالت غزوتي ونأيت عن
دار قومي، فقال: يا بشير! ألا تحمد الله الذي أخذ بناصيتك إلى
الاسلام من بين ربيعة قوم يرون أن لولاهم لائتفكت الأرض بمن
عليها (أبو نعيم).
36867 عن خالد بن سمير قال حدثني بشير بن نهيك قال:
حدثني بشير بن الخصاصية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه بشيرا وكان
اسمه قبل ذلك زحما قال: بينا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيده
أو قال: آخذا بيدي إذ قال لي: يا ابن الخصاصية! ما أصبحت
تنقم على الله أصبحت تماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا أنقم
على الله شيئا بأبي أنت وأمي! كل خير صنع بي الله كل خير صنع
الله بي، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبور المشركين فقال: سبق هؤلاء
خيرا كثيرا، سبق هؤلاء خيرا كثيرا، ثم كانت من رسول الله
نظرة فإذا رجل يمشي بين القبور بالنعلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
301

يا صاحب السبتين! ألق سبتيك، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
رمى بهما (ط أبو نعيم).
36868 عن ليلي امرأة بشير عن بشير بن الخصاصية قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: احمد الله الذي جاء بك من ربيعة القشعم حتى
أسلمت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله! ادع
الله أن يميتني قبلك، قال: لست أدعو بهذا لاحد (أبو نعيم).
بشير أبو عصام الكعبي الحارثي رضي الله عنه
36869 (مسنده) عن عصام بن بشير الحارثي الكعبي وكان
بلغ مائة وعشر سنة قال: حدثني أبي قال: وفدني قومي بنو الحارث

(1) السبتين: السبت - بالكسر -: جلود البقر المدبوغة بالقرظ يتخذ
منها النعال، سميت بذلك: لان شعرها قد سبت عنها: أي
حلق وأزيل.
وقيل: لأنها انسبتت بالدباغ: أي لانت، يريد: يا صاحب النعلين.
وفي تسميتهم للنعل المتخذة من السبت سبتا اتساع، مثل قولهم:
فلان يلبس الصوف والقطن والإبريسم: أي الثياب المتخذة منها. ويروى
السبتيين، على النسب إلى السبت. وإنما أمره بالخلع احتراما
للمقابر، لأنه كان يمشى بينها.
وقيل: لأنها كان بها قذر. أو لاختياله في مشيه. النهاية 2 / 330 ب
302

ابن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من أين أقبلت؟ قلت: أنا وافد
قومي إليك بالاسلام، قال: مرحبا! ما اسمك؟ قلت: اسمي أكبر،
قال: أنت بشير (خ في تاريخه، ن وابن السكن وابن منده
وقال: غريب لا نعرفه إلا حديث أهل الجزيرة عن عصام،
وأبو نعيم).
بكر بن جبلة رضي الله عنه
36870 (مسنده) عن هشام بن محمد بن السائب ثنا الحارث
ابن عمرو الكلبي وأبو ليلى بن عطية عن عمه عمارة بن جرير قالا قال: عبد
عمرو بن جبلة بن وائل: وكان له صنم يقال له عير كانوا يعظمونه
قال: فعبرنا عنده فسمعنا صوتا يقول لعبد عمرو: يا بكر بن جبلة!
تعرفون محمدا ثم ذكر إسلامه بطوله (ابن منده وأبو
نعيم) (1) بكر بن حارثة الجهني رضي الله عنه
36871 عن بكر بن حارثة الجهني أنه قاتل المشركين فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي شئ صنعت اليوم يا بكر؟ قلت:

(1) أورده ابن حجر في الإصابة في ترجمة بكر بن جبلة (1 / 270). ص
303

بربرتهم (1) بالقنا (2) بربرة جيدة، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم
البربير (المعمري).
بكر بن شداخ الليثي رضي الله عنه
36872 عن عبد الملك بن يعلى الليثي أن بكر بن شداخ الليثي
وكان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فلما احتلم جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول! إني كنت أدخل على أهلك وقد بلغت
مبلغ الرجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم صدق قوله ولقه الظفر!
فلما كان في ولاية عمر وجد يهودي قتيلا فأعظم ذلك على عمر وجزع
وصعد على المنبر فقال: أفيما ولاني الله واستخلفني يفتك بالرجال؟
أذكر الله رجلا كان عنده علم إلا أعلمني! فقام إليه بكر بن شداخ
فقال: أنا به عليم فقال: الله أكبر! بؤت بدمه فهات المخرج،
فقال: بلى، خرج فلان غازيا ووكلني بأهله فجئت إلى بابه فوجدت

(1) بربرتهم: وفي حديث علي رضي الله عنه، ولما طلب إليه أهل الطائف
أن يكتب لهم الأمان على تحليل الربا والخمر فامتنع قاموا ولهم تغزمر
وبربرة) البربرة التخليط في الكلام مع غضب ونفور. النهاية 1 / 112. ب
(2) بالقنا: قال الجوهري: (القنا: جمع قتتاة، وهي الرمح ويجمع على
قنوات وقني. وكذلك القناة التي تحفر. النهاية 4 / 117. ب
304

هذا اليهودي في منزله وهو يقول:
وأشعث غرة الاسلام مني * خلوت بعسره ليل التمام
أبيت على ترائبها ويمسي * على جرداء لاحقة الحزام
كأن مجامع الربلات منها * فئام ينهضون إلى فئام
فصدق عمر قوله وأبطل دمه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم (ابن منده
وأبو نعيم).
بلال المؤذن رضي الله عنه
36873 (مسند الصديق) عن محمد بن إبراهيم بن الحارث
التيمي قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن بلال ورسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يقبر فكان إذا قال: أشهد أن محمدا رسول الله، انتحب الناس
في المسجد، فلما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر: أذن،
فقال: إن كنت إنما أعتقتني لان أكون معك فسبيل ذلك، وإن
كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له، فقال: ما أعتقتك إلا
لله، قال: فاني لا أؤذن لاحد بعد رسول الله صلى إليه عليه وسلم، قال: فذاك
إليك، فأقام حتى خرجت بعوث الشام فسار معهم حتى انتهى إليها
(ابن سعد).
36874 عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما قعد على المنبر
305

يوم الجمعة قال له بلال: يا أبا بكر! قال: لبيك، قال: أعتقتني لله
أو لنفسك! قال: لله، قال: فأذن لي حتى أغزو في سبيل الله
فأذن له فذهب إلى الشام فمات ثم (ابن سعد، حل).
36875 عن قيس بن أبي حازم قال قال بلال لأبي بكر حين
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت إنا اشتريتني لنفسك فأمسكني
وإن كنت إنما اشتريتني لله فذرني وعملي لله، فبكى أبو بكر وقال:
إنما أعتقتك لله فاذهب فاعمل لله (ابن سعد، حل).
36876 عن عبد الله بن محمد بن عامر بن سعد وعمار بن حفص
ابن عمر بن سعدو عمر بن حفص بن عمر بن سعد عن آبائهم عن
أجدادهم أنهم أخبروهم ان النجاشي الحبشي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بثلاث عنزات (1) فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم واحدة لنفسه وأعطى علي بن أبي
طالب واحدة وأعطى عمر بن الخطاب واحدة، فكان بلال يمشي
بتلك العنزة التي أمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى حتى يأتي المصلى فيركزها
بين يدي فيصلي إليها، ثم كان يمشي بها بين يدي أبي بكر بعد

(1) عنزات: العنزة عصا أقصر من الرمح ولها زج من أسفلها والجمع
عنز وعنزات مثل قصبة وقصب وقصبات. المصباح المنير 2 / 592. ب
306

رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك، ثم كان سعد القرظ يمشي بها بين يدي
عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان في العيدين فيركزها بين أيديهما
ويصليان إليها، ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال إلى أبي بكر
الصديق فقال له: يا خليفة رسول الله! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله، فقال أبو بكر:
فما تشاء يا بلال؟ قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت،
فقال أبو بكر: أنشدك الله يا بلال وحرمتي وحقي فقد كبرت وضعفت
واقترب أجلي، فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر، فلما توفي
أبو بكر جاء بلال إلى عمر بن الخطاب فقال له كما قال لأبي بكر، فرد
عليه عمر كما رد عليه أبو بكر، فأبى بلال عليه، فقال عمر: فإلى
من ترى أن أجعل النداء؟ فقال: إلى سعد فإنه قد أذن لرسول الله
صلى الله عليه وسلم، فدعا عمر سعدا فجعل الاذان إليه وإلي عقبه من بعده
(ابن سعد).
36877 (مسند بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت خشخشة أمامي فقلت: من هذا؟
قالوا: بلال، فأخبره قال: بما سبقتني إلى الجنة؟ قال: يا رسول الله!
ما أحدثت إلا توضأت ولا توضأت إلا رأيت أن لله علي ركعتين
307

أصليهما، قال: بها (ش).
36878 عن ابن مسعود قال: كان أول من ظهر إسلامه
سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعمار وأمه سمية وبلال
والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو
بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع
الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وأتاهم على ما
أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه
فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد
أحد (ش).
حرف التاء
تلب بن ثعلبة رضي الله عنه
36879 (مسنده) عن غالب بن حجيرة قال: حدثني
هلقام بن التلب أن التلب حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله!
استغفر لي إذا أذن لك أو حين يؤذن لك، قال: فغبر (1) فغبر: ما شاء الله
ثم دعاه فمسح يده على وجهه وقال: اللهم اغفر للتلب وارحمه ثلاثا
(أبو نعيم).

(1) فغبر: قال الزبيدي: غبر غبورا مكث. 2 / 604 المصباح المنير. ب
308

حرف الجيم
جابر بن سمرة رضي الله عنه
36880 عن جابر بن سمرة قال: كان الصبيان يمرون بالنبي
صلى الله عليه وسلم فمنهم من يمسح خده ومنهم من يمسح خديه، فمررت به
فمسح خدي فكان الخد الذي مسحه النبي صلى الله عليه وسلم أحسن من الخد
الآخر (طب).
الجارود رضي الله عنه
36881 (مسند جابر بن سمرة) لما قدم أهل البحرين وقدم
الجارود وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح به وقربه وأدناه (طب
عن أنس) (1) جثامة بن مساحق رضي الله عنه
36882 عن يحيى بن أيوب عن الكناني رسول عمر إلى
هرقل وكان يقال له جثامة بن مساحق بن الربيع بن قيس الكناني
قال: جلست فلم أدر ما تحتي فإذا تحتي كرسي من ذهب، فلما رأيته

(1) الجارود بن المعلي واسمه: بشر بن حنش بن المعلي وفد على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ستة عشر وقتل بموضع يعرف بعقبة الجارود ثم ذكر الحديث ابن الأثير في أسد
الغابة. 1 / 311. ص
309

نزلت عنه: فضحك فقال لي: لم نزلت عن هذا الذي أكرمناك
به؟ فقلت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن مثل هذا
(أبو نعيم) (1)
جحدم بن فضالة رضي الله عنه
36883 عن محمد بن عمرو بن عبد الله بن جحدم الجهني حدثني
أبي عن أبيه عن جده جحدم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه وقال:
بارك الله في جحدم! وكتب له كتابا فذكر الحديث بطوله
(أبو نعيم) (2).
جحش الجهني رضي الله عنه
36884 عن عبد الله بن جحش الجهني عن أبيه قال قلت:
يا رسول الله! إن لي بادية أنزلها أصلي فيها فمرني بليلة أنزلها في هذا
المسجد فأصلي به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انزل ليلة ثلاث وعشرين
وإن شئت فصل بعد وإن شئت فدع (طب وأبو نعيم) (3).

(1) أورد الحديث ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة جثامة 1 / 225. ص
(2) أورد الحديث ابن الأثير في أسد الغابة بلفظه 1 / 326. ص
(3) أورده ابن الأثير في أسد الغابة 1 / 326. ص
310

الجراد بن عباس وقيل ابن عيسى رضي الله عنه
36885 عن قره بنت مزاحم قالت: سمعنا من أم عيسى عن
أبيها الجراد بن عيسى أو عيسى قال قلنا، يا رسول الله! إن لنا ركايا
تنبع فكيف لنا أن تعذب ركايانا ثم ذكر الحديث (أبو نعيم).
جندب بن جنادة أبو ذر رضي الله عنه
36886 عن أبي الدرداء أنه ذكر أبا ذر فقال: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يأتمنه حين لا يأتمن أحدا ويسر إليه حين لا يسر إلى
أحد (ابن جرير).
36887 عن غضيف بن الحارث قال: قال أبو الدرداء وذكرت
له أبا ذر: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدنيه دوننا إذا حضر
ويتفقده إذا غاب، ولقد علمت أنه قال: ما تحمل الغبراء ولا تظل
الخضراء للبشر بقول أصدق لهجة من أبي ذر. (1)
36888 عن أبي ذر قال: كنت رابع الاسلام، أسلم
قبلي ثلاثة وأنا الرابع (أبو نعيم).
36889 عن أبي ذر قال: لقد رأيتني رابع الاسلام، ولم يسلم قبلي
إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال (أبو نعيم).
36890 عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تظل

(1) الحديث أخرجه أحمد كما ذكره ابن حجر في الإصابة (4 / 64). ص
311

الخضراء ولا تقل الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر شبيه ابن
مريم (أبو نعيم).
36891 عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن
أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئته يوم
تركته وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث بشئ منها غيري
واني لأقربكم مجلسا يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم).
36892 (مسند عمر) عن المدائني قال قال عمر بن الخطاب لأبي ذر:
من أنعم الناس بالا؟ قال: بدن في التراب، قدم أمن من العقاب
ينتظر الثواب، قال: صدقت يا أبا ذر (الدينوري).
36893 عن أم ذر قالت: لما حضر أبا ذر الوفاة بكيت
فقال: ما يبكيك؟ فقلت: ما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من
الأرض وليس عندي ثوب يسعك كفنا؟ قال: فلا تبكي فاني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن رجل منكم
بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المسلمين، وليس من أولئك
النفر أحد إلا وقد هلك في قرية وجماعة وأنا الذي أموت بفلاة،
والله ما كذبت ولاكذبت فأبصري الطريق، قالت فقلت: وأنى
312

وقد ذهب الحاج وانقطعت الطرق، قال: اذهبي فتبصري، قالت:
فكنت أجئ إلى كثيب (1) فأتبصر ثم أرجع إليه فأمرضه فبينا
أنا كذلك إذا أنا برجال على رحالهم كأنهم الرخم (2) فألحت لهم
بثوبي، فأقبلوا حتى وقوفا علي وقالوا: ما لك يا أمة الله؟ قلت:
امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه؟ قالوا: ومن هو؟ قلت: أبو ذر،
قالوا: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم، قال: ففدوه
بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه فدخلوا عليه، فرحب بهم وقال: إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم: ليموتن رجل بفلاة
من الأرض يشهده عصابة من المسلمين وليس من أولئك النفر أحد
إلا وقد هلك في قرية وجماعة وأنا الذي أموت بالفلاة، أنتم تسمعون
أنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لم أكفن إلا فيه، أنتم تسمعون
أني أشهدكم أن لا يكفنني رجلا منكم كان أميرا أو عريفا أو
بريدا أو نقيبا، فليس من القوم أحد إلا قارف بعض ما قال إلا
فتى من الأنصار قال: يا عم! أنا أكفنك، لم أصب مما ذكرت
شيئا، أكفنك في ردائي هذا أو ثوبين في عيبتي من غزل

(1) كثيب: الكثيب: الرمل المستطيل المحدودب. النهاية 4 / 152. ب
(2) الرخم: نوع من الطير معروف، واحدته رخمة. النهاية 2 / 212. ب
313

أمي حاكتهما لي. فكفنه الأنصاري في النفر الذين شهدوه
(أبو نعيم).
36894 عن أبي يزيد المدني عن ابن عباس عن أبي ذر قال:
كان لي أخ يقال له أنيس وكان شاعرا فذكر إسلامه وقال فيه: إذ
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر يمشي وراءه فقلت: السلام عليك
يا رسول الله! قال: وعليك ورحمة الله قالها ثلاثا، فقال من أنت؟
ومن أين جئت (وما جاء بك؟ فأنشأت أعلمه الخبر، فقال: من
أين كنت تأكل وتشرب؟ فقلت: من ماء زمزم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إنها طعام وشراب وإنها مباركة قالها ثلاثا، فأقمت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فعلمني الاسلام وقرأت من القرآن شيئا فقلت:
يا رسول الله! إني أريد أن أظهر ديني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني
أخاف عليك أن تقتل، قال: لابد منه يا رسول الله وإن قتلت
فسكت عني، فجئت وقريش حلقا يتحدثون في المسجد فقلت:
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فانتفضت الحلق
فقاموا فضربوني حتى تركوني كأني نصب (1) أحمر وكانوا يرون

(1) نصب أحمر: يريد أنهم ضربوه حتى أدموه، فصار كالنصب المحمر
بدم الذبائح. النهاية 5 / 61. ب
314

أنهم قت قتلوني، فأفقت فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى ما بي من الحال
فقال لي: ألم أنهك؟ فقلت: يا رسول الله! كانت حاجة في نفسي فقضيتها، فأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الحق بقومك فإذا بلغك
ظهوري فأتني (أبو نعيم).
36895 عن أبي ذر قال: إن أول ما دعاني إلى الاسلام أنا
كنا قوما غربا فأصابتنا السنة فحملت أمي وأخي أنيسا إلى أصهار
لنا بأعلى نجد وذكر قصة منافرة أخيه والشاعر دريد بن الصمة
ومقاضاة أنيس ودريد إلى خنساء وقال: وأقبلت وجئت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال: من أنت وممن أنت ومن أين جئت وما
جاء بك؟ فأنشأت أعلمه الخبر، فقال: من أين كنت تأكل
وتشرب؟ فقلت من ماء زمزم، فقال: أما إنه طعام طعم (1):
ومعه أبو بكر فقال: ائذن لي أعيشه، قال: نعم، فدخل أبو بكر
ثم أتى بزبيب من زبيب الطائف فجعل يلقيه لنا قبصا قبصا
ونحن نأكل منه حتى تملأنا منه، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر!
قلت: لبيك: فقال: أما إنه قد رفعت لي أرضي وهي ذات

(1) طعام طعم: أي يشبع الانسان إذا شرب ماءها كما يشبع من الطعام.
النهاية 3 / 125. ب
315

ماء لا أحسبها إلا تهامة فاخرج إلى قومك فادعهم إلى ما دخلت
فيه (أبو نعيم).
36896 عن الحسن الفردوسي قال: لقي عمر أبا ذر فأخذ
بيده فعصرها، فقال أبو ذر: دع يدي يا قفل الفتنة! فعرف عمر
أن لكلمته أصلا فقال: يا أبا ذر! ما قفل الفتنة؟ قال: جئت
يوما ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فكرهت أن تتخطى رقاب الناس
فجلست في أدبارهم فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصيبكم فتنة
ما دام هذا فيكم (كر).
36897 عن قنبر حاجب معاوية قال: كان أبو ذر يغلظ
لمعاوية فأرسل إلى عبادة بن الصامت وأبي الدرداء وعمرو بن العاص
وقال كلموه، فكلموه، فقال لعبادة: أما أنت يا أبا الوليد فلك
علي الفضل والسابقة وقد كنت أرغب بك عن هذا الموطن، وأما
أنت يا أبا الدرداء فلقد كادت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبق إسلام
ثم أسلمت فكنت من صالحي المؤمنين، وأما أنت يا عمرو بن العاص
فلقد أسلمنا وجاهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت أضل من جمل أهلك
(يعقوب بن سفيان، كر).
36898 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظلت
316

الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر! من
سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر وفي
لفظ: أشبه الناس بعيسى نسكا وزهدا وبرا (أبو نعيم).
36899 عن أبي جمرة أن ابن عباس أخبرهم عن بدء إسلام
أبي ذر قال: بلغه أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه نبي فبعث أخاه
فقال: انطلق إلى مكة حتى تأتيني بخبره - وذكر قصة إسلامه أنه
انطلق حتى أتى مكة معه شنة (1) فيها ماؤه وزاده فدخل المسجد
ولم يسأل أحدا عن شئ ولم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان في ناحية
المسجد حتى أمسى فمر به علي بن أبي طالب فقال: أما آن للرجل أن
يعرف منزله، فمضى معه على أثره حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخبر خبره ثم أسلم فقال: يا رسول الله! مرني بما شئت، قال:
ارجع إلى أهلك حتى يأتينك خبري، فقال: والله ما كنت لأرجع
حتى أصرخ بالاسلام! فخرج إلى المسجد فصاح بأعلى صوته: أشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فقال المشركون

(1) شنة: الشنان: الأسقية الخلقة، واحده شن وشنة، وهي أشد
تبريدا للماء من الجدد ومنه حديث قيام الليل (فقام إلى شن معلقة)
أي قربة. النهاية 2 / 506، ب
317

صبأ الرجل صبأ الرجل! ثم قاموا إليه فضربوه حتى سقط
(أبو نعيم).
36900 عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: كيف
أنت يا برير (أبو نعيم).
36901 كنت ربع الاسلام، أسلم قبلي ثلاثة نفر: النبي
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال، وأنا الرابع، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت:
السلام عليك يا رسول الله! أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا
عبده ورسوله، فرأيت الاستبشار في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
من أنت؟ قال: أنا جندب رجل من بني غفار، فكأنه صلى الله عليه وسلم
ارتدع وود أني كنت من قبيلة غير التي أنا منهم، وذاك اني
كنت من قبيلة يسرقون الحاج بمحاجن لهم (طب وأبو نعيم
عن أبي ذر).
أبو راشد عبد الرحمن بن عبيد الأزدي رضي الله عنه
36902 (مسند ابن منده) ثنا محمد بن رافع الخزاعي ثنا
محمد بن أحمد بن حماد ثنا الوليد بن حماد الرملي ثنا أبو عثمان عبد الرحمن
ابن خالد بن عثمان من كورة لد ثنا أبي خالد عن أبيه عثمان بن محمد
عن جده محمد بن عثمان بن عبد الرحمن عن أبيه عثمان بن عبد الرحمن
318

عن أبيه أبي راشد عبد الرحمن بن عبيد قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم
في مائة راكب من قومي فلما قربنا من النبي صلى الله عليه وسلم وقفنا فقال لي:
تقدم أنت يا أبا معاوية (كر، عق).
36903 ثنا محمد بن أحمد ثنا النضر بن سلمة المروزي شاذان
ثنا عبد الرحمن بن خالد بن عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي راشد ثني
أبي عن أبيه عثمان بن محمد عن جده عثمان بن أبي راشد عن أبي راشد
الأزدي قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخي أبو عاصية من
سروات الأزد فأسلمنا جميعا فكتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا إلى جميع
الأزد: من محمد رسول الله إلى من يقرأ عليه كتابي هذا من
شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقام الصلاة فله أمان
الله وأمان رسوله. وكتب هذا الكتاب العباس بن عبد المطلب
(كر، قال عق: النضر بن سلمة كذاب يضع الحديث، الدولابي
في الكنى).
36904 ثنا أبو العباس الوليد بن حماد بن جابر ثني أبو عثمان
عبد الرحمن بن خالد بن عثمان ثنى أبي خالد بن عثمان عن أبيه عثمان
ابن محمد عن جده محمد بن عثمان بن عبد الرحمن عن أبيه عثمان بن عبد
الرحمن عن أبي راشد عبد الرحمن بن عبيد قال: قدمت على النبي
319

صلى الله عليه وسلم في مائة رجل من قومي فلما دنونا من النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا لي:
تقدم أنت يا أبا مغوية! فان رأيت ما تحب رجعت إلينا حتى نتقدم
إليه، وإن لم تر مما تحب شيئا انصرف إلينا حتى ننصرف،
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أصغر القوم فقلت: أنعم صباحا
يا محمد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس هذا سلام المسلمين بعضهم على
بعض، فقلت له: فكيف يا رسول الله؟ فقال: إذا أتيت قوما
من المسلمين قلت: السلام عليكم ورحمة الله، فقلت: السلام عليكم
يا رسول الله ورحمة الله، قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته،
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما أسمك ومن أنت؟ فقلت: أنا أبو مغوية
عبد اللات والعزى، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: بل أنت أبو راشد عبد
الرحمن، فأكرمني وأجلسني إلى جانبه وكساني رداءه وأعطاني حذاءه
ودفع إلي عصاه وأسلمت، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم قوم من جلسائه:
يا رسول الله! إنا نراك قد أكرمت هذا الرجل، فقال لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم: هذا شريف قوم، فإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه،
قال أبو راشد: وكان معي عبد لي يقال له (سرحان) فأسلم معي،
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: من هذا معك يا أبا راشد؟ فقلت: هذا عبد
لي يقال له: سرحان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك يا أبا راشد أن
320

تعتقه فيعتق الله منك بكل عضو منه عضوا منك من النار،
قال أبو راشد: فأعتقته وقلت: اشهد يا رسول الله أنه حر لوجه
الله! وانصرفت إلى أصحابي فأدركت منهم قوما وفاتني منهم قوم
فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا (كر).
جعفر رضي الله عنه
36905 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: أشبهت خلقي
وخلقي (ش، ك).
36906 (مسند البراء بن عازب) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي (ش، حم خ (1)، م، ت).
36907 (مسند بلال) كان جعفر يحب المساكين
ويجلس إليهم يحدثهم ويحدثونه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميه أبا
المساكين (طب عن أبي هريرة).
36908 (مسند جابر بن عبد الله) عن مكي بن عبد الله
الرعيني ثنا سفيان بن عيينة عن ابن الزبير عن جابر قال: لما قدم
جعفر من أرض الحبشة تلقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر جعفر

(1) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلح باب كيف يكتب هذ
(3 / 242). ص
321

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجل إعظاما منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عينيه وقال: يا حبيبي! أنت أشبه الناس بخلقي
وخلقي وخلقت من الطينة التي خلقت منها يا حبيبي (عق وأبو نعيم
قال عق: غير محفوظ، وقال في الميزان: مكي له مناكير، وقال في
المغنى: تفرد عن ابن عيينة بحديث عب).
36909 عن أبي هريرة، كان جعفر يحب المساكين، يجلس
إليهم يحدثهم ويحدثونه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسميه أبا المساكين
(أبو نعيم).
36910 (مسند عبد الله بن عباس) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لجعفر اشبهت خلقي وخلقي (ش، حم).
36911 عن ابن عباس قال: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أسماء بنت عميس فوضع عبد الله ومحمدا ابني
جعفر على فخذيه ثم قال: إن جبريل أخبرني أن الله تعالى استشهد
جعفرا وأن له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة ثم قال: اللهم
اخلف جعفرا في ولده (طب وأبو نعيم، كر وفيه: عمر بن هارون
متروك).
36912 عن عائشة قالت: لما أتت وفاة جعفر عرفنا في وجه
322

رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن (طب).
36913 عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: لما قدم
جعفر من أرض الحبشة لقي عمر بن الخطاب أسماء بنت عميس فقال
لها: سبقناكم بالهجرة ونحن أفضل منكم، قالت: لا أرجع حتى
آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله! لقيت
عمر فزعم أنه أفضل منا وأنهم سبقونا بالهجرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
بل أنتم هاجرتم مرتين. قال إسماعيل: فحدثني سعيد بن أبي بردة
قال قالت يومئذ لعمر: ما هو كذلك، كنا مطرودين بأرض
البعداء والبغضاء وأنتم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظ جاهلكم ويطعم
جائعكم (ش).
36914 - عن الشعبي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح
خيبر فقيل له: قدم قدم جعفر من عند النجاشي، قال: ما أدري
بأيهما أنا أفرح: بقدوم جعفر أم بفتح خيبر! ثم تلقاه والتزمه
وقبل ما بين عينيه (ش، طب).
36915 عن الشعبي أن جعفر بن أبي طالب قتل يوم مؤتة
بالبلقاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اخلف جعفرا في أهله بأفضل
ما خلفت عبادك الصالحين (ش).
323

36916 عن الشعبي قال: لما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل جعفر
ابن أبي طالب ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته أسماء بنت عميس حتى
أفاضت عبرتها فذهب بعض حزنها، ثم أتاها فعزاها ودعا بني جعفر
فدعا لهم ودعا لعبد الله بن جعفر أن يبارك في صفقة يده، فكان
لا يشترى شيئا إلا ربح فيه، فقالت له أسماء: يا رسول الله! إن
هؤلاء يزعمون أن لسنا من المهاجرين، فقال: كذبوا، لكم الهجرة
مرتين: هاجرتم إلى النجاشي وهاجرتم إلي (ش).
36917 عن علي قال: بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خباء
لأبي طالب إذ أشرف علينا فقربه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا عم! ألا
تنزل فتصلي معنا؟ قال: يا ابن أخي! إني لاعلم أنك على الحق
ولكني أكره أن أسجد فتعلوني استي ولكن انزل يا جعفر فصل
جناح ابن عمك، فنزل جعفر فصلى عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، فلما
قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته التفت إلى جعفر فقال: أما إن الله قد
وصلك بجناحين تطير بهما في الجنة كما وصلت جناح ابن عمك (خط
واللالكائي وابن الجوزي في الواهيات وفيه سيف بن محمد ابن أخت
سفيان الثوري كذاب).
324

جفينة الجهني وقيل النهدي رضي الله عنه
36918 عن عرينة عن جفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه
كتابا فرقع به دلوه فقالت له ابنته: عمدت إلى كتاب سيد العرب
فرقعت به دلوك فهرب وأخذ كل قليل وكثير هو له ثم جاء بعد
مسلما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر ما وجدت من متاعك قبل قسمة
السهام فخذه (أبو نعيم) (1).
جندب بن كعب العبدي وقيل الأزدي وزيد بن صوحان
رضي الله عنه
36919 عن أبي الطائفة أحمد بن عيسى بن عبد الله العلوي
حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي قال: كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم في مسير فساق بأصحاب الركاب فجعل يقول: جندب وما
جندب؟ والأقطع الخير زيد، فجعل يعيد ذلك ليلته، فقال له
القوم: يا رسول الله! ما زال هذا قولك منذ الليلة! قال: رجلان
من أمتي يقال لأحدهما جندب يضرب ضربة يفرق بين الحق

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 92) قال البغوي منكر من حديث
الثوري وأبو بكر الزاهدي ضعيف الحديث. وقال ابن حجر: وقد
وقع لنا الحديث بعلو من طريقه في الثاني من فوائد العيسوي. ص
325

و الباطل، والآخر يقال له زيد يسبقه عضو من أعضائه إلى الجنة
ثم يتبعه سائر جسده، قال: أما جندب فإنه أتي بساحر عند الوليد
ابن عقبة وهو يريهم أنه يسحر فضربه بالسيف فقتله، واما زيد
فقطعت يده في بعض مشاهد المسلمين ثم شهد مع علي فقتل زيد
يوم الجمل مع علي (كر) (1) جرير رضي الله عنه
36920 عن إبراهيم بن جرير أن عمر بن الخطاب قال: إن
جريرا يوسف هذه الأمة (ابن سعد والخرائطي في اعتلال القلوب).
36921 عن جرير قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ
أسلمت ولا رآني قط إلا تبسم في وجهي (ش وأبو نعيم).
36922 عن جرير قال: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي
ثم حللت عيبتي فلبست حلتي فدخلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرماني الناس بالحدق فقلت الجليسي:
يا عبد الله! أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا؟ قال: نعم،
ذكرك بأحسن الذكر، فقال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ عرض
له في خطبته فقال: إنه سيدخل عليكم من هذا الفج أو من هذا

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 107). ص
326

الباب من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك! قال جرير: فحمدت الله
على ما أبلاني (ش، ن، طب وأبو نعيم).
36923 (أيضا) قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تريحني
من ذي الخلصة بيت كان لخثعم في الجاهلية يسمى (الكعبة اليمانية)؟
قلت: يا رسول الله! إني رجل لا أثبت على الخيل، فمسح في صدري
وقال: اللهم! اجعله هاديا مهديا! حتى وجدت بردها (ش).
36924 (أيضا) كان إذا قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الوفود دعاني فباهاهم بي (طب).
36925 عن جرير قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جرير! أنت
امرؤ قد حسن الله خلقك فأحسن خلقك (الديلمي).
36926 عن جرير قال: لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيته
لابايعه فقال: لأي شئ جئت يا جرير؟ قلت: جئت لاسلم على
يديك، فدعاني إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وتقيم
الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتؤمن بالقدر خيره وشره،
فألقى إلي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال: إذا جاءكم كريم قوم
فأكرموه (طب وأبو نعيم).
36927 عن جرير: لما قدمت المدينة أنخت راحلتي ثم حللت
327

عيبتي فلبست حلتي فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله يخطب
فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم، فرماني الناس بالحدق، فقلت لجليسي:
يا عبد الله! هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا؟ قال: نعم،
ذكرك بأحسن الذكر، بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ عرض له
في خطبته فقال: إنه سيدخل عليكم من هذا الفج أو من هذا الباب
من خير ذي يمن، ألا! وإن على وجهه مسحة ملك، فحمدت الله على
ما أبلاني (ن، طب).
36928 عن صابر بن سالم بن حميد بن يزيد بن عبد الله البجلي
حدثنا أبي سالم حدثني أبي حميد حدثني أبي يزيد بن عبد الله بن ضمرة
حدثتني أختي أم القصاف بنت عبد الله بن ضمرة قالت: حدثني أبي
عبد الله بن ضمرة أنه بينما هو ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة
من أصحابه أكثرهم أهل اليمن إذ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيطلع
عليكم من هذه الفجة خير ذي يمن! قال: فبقي القوم كل رجل
منهم يرجو أن يكون من أهل بيته فإذا هم بجرير بن عبد الله البجلي
قد طلع عليهم من الثنية، فجاء حتى سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى
أصحابه، فردوا على بأجمعهم السلام، ثم بسط له رسول الله صلى الله عليه وسلم
عرض ردائه وقال له: على ذا يا جرير فاقعد، فقال أصحابه:
328

يا رسول الله! لقد رأينا منك اليوم منظرا لجرير وما رأيناه منك لاحد،
قال: نعم، هذا كريم قوم وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه
(الديلمي).
36929 عن أم القصاف بنت عبد الله عن أبيها قال: كنت
عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: يطلع عليكم من هذا الفج (1) من
خير ذي يمن رجل بوجهه مسحة ملك فتشرف القوم، كلهم يرجو
أن يكون من قبيلته إذ طلع عليهم جرير بن عبد الله، فلما رآه النبي
صلى الله عليه وسلم أقبل عليه وبسط له عرض ردائه ثم قال: يا جرير! على هذا
فاجلس، فأقبل عليه يحدثه: فلما نهض قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
ما رأيناك صنعت بأحد كما صنعت بجرير، قال نعم، كان هو، إذا
أتاكم كريم قوم فأكرموه (أبو سعد النقاش في معجمه وابن
النجار).
36930 (مسند جرير بن عبد الله رضي الله عنه) كنت لا أثبت
على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب يده على صدري حتى
رأيت أثر يده في صدري فقال: اللهم! ثبته واجعله هاديا مهديا، فما سقطت
عن فرسي بعد (طب عن جرير).

(1) الفج: هو الطريق الواسع. النهاية 3 / 412. ب
329

جعفر بن أبي الحكم رضي الله عنه
36931 (مسنده) غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
عشرة غزوة (طب عن جابر).
جزء بن الجدرجان رضي الله عنه
36932 (مسند الجدرجان بن مالك الأسدي) قال أبو بشر
الدولابي ثنا إسحاق بن إبراهيم الرملي ثنا هاشم بن محمد بن هاشم بن
جزء بن عبد الرحمن بن جزء بن الجدرجان بن مالك حدثني أبي عن
أبيه عن جده حدثني أبي جزء بن الجدرجان عن الجدرجان قال: قدمت
أنا وأخي الأسود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنا به وصدقناه وكان جزء
والأسود قد خدما رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحباه (ابن منده وأبو نعيم وقالا:
تفرد به إسحاق الرملي، قال في الإصابة: وهم مجهولون) (1).
جزي السلمي رضي الله عنه
36933 عن حبان بن جزي السلمي عن أبيه أنه أتى النبي
صلى الله عليه وسلم بأسير كان عنده من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أسروه وهم مشركون
ثم أسلموا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم بذاك الأسير فكسا جزيا بردين وأسلم جزي
عنده ثم قال: ادخل على عائشة تعطيك من الابردة التي عندها بردين فدخل
عائشة فقال: أي نضرك الله! اختاري لي من هذه الابردة التي

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 79) وجرى التصحيح منه. ص
330

عندك بردين فان نبي الله صلى الله عليه وسلم كساني منها بردين،
فقالت ومدت سواكا من أراك طويلا: خذ هذا وخذ هذا،
وكانت نساء العرب لا يرين (أبو نعيم) (1) حرف الحاء
حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه
36934 عن حارثة بن النعمان قال: مررت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد فسلمت عليه ثم أجزت، فلما
رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل رأيت الذي كان معي؟
قلت: نعم، قال: فإنه جبريل وقد رد عليك السلام (طب
وأبو نعيم).
36935 عن ابن عباس قال: مر حارثة بن النعمان على رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل يناجيه فلم يسلم فقال جبريل: ما منعه أن
يسلم؟ إنه لو سلم لرددت عليه، ثم قال: إنه من الثمانين، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما الثمانون؟ قال: يفر الناس عنك غير الثمانين
فيصبرون معك، ورزقهم ورزق أولادهم في الجنة، فلما رجع

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 81). ص
331

حارثة سلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا سلمت حين مررت؟
قال: رأيت معك إنسانا فكرهت أن أقطع حديثك، قال: ورأيته؟
قال: نعم، قال: ذاك جبريل وقد قال، فأخبره بما قال جبريل (طب)
وأبو نعيم (1).
حمزة رضي الله عنه
36936 عن علي قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حمزة بن
عبد المطلب وبين زيد بن حارثة (طب).
36937 عن علي قال: إن أفضل الشهداء حمزة بن عبد
المطلب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيد الشهداء جعفر بن أبي طالب
مع الملائكة لم ينحل (2) ذلك أحد ممن مضى من الأمم غيره،
شئ أكرم الله به محمدا صلى الله عليه وسلم (أبو بكر وأبو القاسم
الحرفي في أماليه).

(1) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 314) وقال: رواه الطبراني والبزار
بنحوه واسناده حسن رجاله كلهم وثقوا وفي بعضهم خلاف. ص
ينحل: النحل: العطية والهبة ابتداء من غير عوض ولا استحقاق.
يقال: نحله ينحله نحلا بالضم. والنحلة بالكسر: العطية.
النهاية 5 / 29. ب
332

36938 (مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه) عن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى حمزة بكى فلما رأى ما مثل به شهق
(طب وأبو نعيم).
36939 عن الحسين بن علي: لما جرد رسول الله صلى الله عليه وسلم
حمزة بكى فلما رأى مثاله شهق (طب).
36940 عن جابر لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية
تطلبه لا تدري ما صنع فلقيت عليا والزبير فقال علي للزبير: أذكر
لامك، وقال الزبير لعلي: أذكر لعمتك، فقالت: ما فعل حمزة؟
فأرياها أنهما لا يدريان، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني
أخاف على عقلها، فوضع يده على صدرها ودعا لها، فاسترجعت
وبكت، ثم جاء فقام عليه وهو قد مثل به فقال: لولا جزع النساء
لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع، ثم أمر
بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيضع سبعة وحمزة فيكبر عليهم سبع
تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة ثم دعا سبعة فيكبر عليهم سبع
تكبيرات حتى فرغ منهم (طب).
36941 (مسند خباب بن الأرت) قال: لقد رأيت حمزة
وما وجدنا له ثوبا نكفنه غير بردة إذا غطينا بها رجليه خرج رأسه
333

وإذا غطينا رأسه خرجتا رجلاه، فغطينا رأسه ووضعنا على رجليه
من الإذخر (طب).
36942 عن خباب عن ابن عباس قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى حنظلة الراهب وحمزة بن عبد المطلب تغسلهما الملائكة (كر
وفيه أبو شيبة متروك).
36943 عن ابن عباس قال: لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت
صفية تطلبه لا تدري ما صنع، فلقيت عليا والزبير، فقال علي للزبير:
أذكر لامك، وقال الزبير: لا بل أذكر أنت لعمتك، قالت:
ما فعل حمزة فأرياها أنهما لا يدريان، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني
لأخاف على عقلها، فوضع يده على صدرها ودعا لها، فاسترجعت
وبكت، ثم جاء فقام عليه وقد مثل به فقال: لولا جزع النساء
لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع، ثم أمر
بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيضع سبعة وحمزة فيكبر عليهم سبع
تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة ثم جاء بسبعة فكبر عليهم سبعا
حتى فرغ منهم (ش، طب).
36944 عن يحيى بن عبد الرحمن عن جده قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه لمكتوب في السماوات السبع: حمزة بن
334

عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله (الديلمي).
36945 عن ابن عمر قال: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
فبينما نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن فقال: لكن حمزة
لا بواكي له! فجئن نساء الأنصاري يبكين على حمزة ورقد فاستيقظ
فقال: يا ويحهن إنهن لهنا حتى الآن! مروهن فليرجعن ولا يبكين
على هالك بعد اليوم (م (1)، ش).
حسان بن ثابت رضي الله عنه
36946 (مسند عمر) عن سعيد بن المسيب قال: بينما
حسان بن ثابت ينشد الشعر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء عمر
فقال: يا حسان! أتنشد في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قد أنشدت
وفيه من هو خير منك! قال: صدقت وانصرف (كر).
36947 (مسند بريدة بن الحصيب الأسلمي) عن بريدة قال:
أعان جبريل حسان بن ثابت عند مدحه النبي صلى الله عليه وسلم بسبعين بيتا
(كر وسنده صحيح).

(1) الحديث في سنن ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في البكاء على الميت
رقم (1587). قال السندي: وضع صاحب الزوائد يقتضي أن الحديث
من الزوائد لكن ما تعرض لإسناده. ص
335

36948 عن ابن المسيب قال: أنشد حسان بن ثابت في
المسجد فمر به عمر فلحظه، فقال حسان: والله لقد أنشدت فيه
وفيه من هو خير منك! فخشي أن يرميه برسول الله صلى الله عليه و سلم فأجاز
وتركه (عب، كر).
36949 عن البراء قال: سمعت حسان بن ثابت يقول:
اهجهم أو: هاجهم، يعني المشركين وجبريل معك (كر
وقال: كذا قال فيه: سمعت حسان، وقد روى عن البراء من وجوه
عن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه الخطيب).
36950 أنبأنا القاضي أبو العلاء الواسطي أنبأنا عبد الله بن
موسى السلامي الشاعر بفائذ بن بكير حدثني أبو علي مفضل بن الفضل
الشاعر حدثني خالد بن يزيد الشاعر حدثني أبو تمام حبيب بن أوس
الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصهباء الشاعر حدثني الفرزدق همام بن
غالب الشاعر حدثني عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر قال قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان! اهجهم وجبريل معك، وقال: إن
من الشعر حكمة، وقال لي: إذا حارب أصحابي بالسلاح فحارب
أنت باللسان (كر، قال خط: أخذت هذا الحديث عن أبي العلاء
جماعة من أصحابنا البغداديين والغرباء مع تعجبي منه فان عبد الله بن
336

موسى السلامي صاحب عجائب وظرائف وكان موطنه وراء نهر
جيحون وحدث ببخارى وسمرقند وتلك النواحي ولم ألق بخراسان من
سمع منه ولا علمت أنه قدم بغداد، فلما حدثني عنه أبو العلاء
جوزت أن يكون ورد إلينا حاجا فظفر به أبو عبد الله بن بكير
وسمع معه أبو العلاء منه ولم يتسع له المقام حتى يروي ما يشتهر به
حديثه وتظهر عندنا رواياته، فلما كان في سنة سبع وعشرين وأربعمائة
وقع إلى جزء بخط أبي عبد الله بن بكير قد كان جمع فيه أحاديث
مسندة لجماعة من الشعراء فكتبها بخطه فوجدت في جملتها بخط ابن
بكير: حدثني الحسين بن علي بن طاهر أبو علي الصيرفي أخبرني عبد
الله بن موسى السلامي الشاعر مشافهة حدثني أبو علي مفضل بن الفضل
الشاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء عن السلامي بعينه بسياقه ولفظه،
فشرحت هذه القصة لأبي القاسم التنوخي فاجتمع من أبي العلاء وقال
له: أيها القاضي! لا ترو عن عبد الله بن موسى السلامي فان هذا
الشيخ حدث بنواحي بخارى ولم يرو ببغداد، فقال أبو العلاء:
ما رأيت هذا السلامي ولا أعرفه انتهى. وقد روى هذا الحديث
أيضا كر).
36951 أنبأنا أبو الحسن علي بن علي بن أحمد بن الحسن
337

المؤذن أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن نضر النفسي أنبأنا
عبد الحي بن عبد الله بن موسى الجوهري الشاعر ببخارى أنبأنا أبو
الحسن السلامي الشاعر حدثني أبو علي المفضل بن الفضل الشاعر به
عن سعيد بن جبير قال: قيل: لابن عباس: قد قدم حسان اللعين!
فقال ابن عباس: ما هو بلعين، قد جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بسيفه ولسانه (ع، كر).
36952 عن ابن عباس قال: لا تسبوا حسان بن ثابت فإنه
كان ينصر النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه ويده (كر).
36953 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وقد رش حسان
فناء أطمة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سماطان (1) وبينهم جارية
لحسان يقال لها سيرين معها مزهر لها تغنيهم وهي تقول في غنائها:
هي علي ويحكم * إن لهوت من حرج

(1) سماطان: وفي حديث الايمان (حتى سلم من طرف السماط) السماط:
الجماعة من الناس والنخل. والمراد به في الحديث الجماعة الذين كانوا
جلوسا عن جانبيه. النهاية 2 / 401. ب
والسماطان من النخل والناس: الجانبان يقال: مشى بين السماطين.
المختار 248. ب
338

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لا حرج (كر، وفيه عبد الرحمن
ابن الحارث الملقب جحدر، قال عد: يسرق الحديث).
36954 عن أسماء بنت أبي بكر قالت: مر الزبير بن
العوام بمجلس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسان ينشدهم من
شعره وهم غير نشاط لما يسمعون منه، فجلس معهم الزبير ثم قال:
ما لي أراكم غير أذنين (1) لما تسمعون من شعر ابن الفريعة؟ فقد
كان يعرض به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحسن استماعه ويجزل عليه ثوابه
ولا يشتغل عنه بشئ (ابن جرير وأبو نعيم، كر).
36955 عن عطاء بن أبي رباح قال دخل حسان بن ثابت على
عائشة بعد ما عمي فوضعت له وسادة، فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر
فقال: أجلستيه على وسادة وقد قال ما قال! فقالت إنه: كان يجيب
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشفي صدره من أعدائه وقد عمي وإني لأرجو
أن لا يعذب في الآخرة (كر).
36956 عن عائشة قالت: مشت الأنصار إلى رسول الله

(1) أذنين: فيه (ما أذن الله لشئ كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن) أي ما استمع
الله لشئ كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن، أي يتلوه يجهر به. يقال منه
أذن يأذن أذنا بالتحريك. النهاية 1 / 33. ب
339

صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! إن قومك قد تناولوا منا فإن أذنت لنا
أن نرد عليهم فعلنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أكره أن تنتصروا
ممن ظلمكم وعليكم بابن رواحة فإنه أعلم القوم بهم، فمشوا إلى عبد
الله بن رواحة فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أذن لنا أن ننتصر من
قريش فقل، فقال عبد الله بن رواحة في ذلك شعرا فلم يبلغ ذلك
منهم الذي أرادوا، فأتوا كعب بن مالك فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد
أذن لنا أن ننتصر من قريش، فقال: كعب بن مالك في ذلك
شعرا هو أمتن من شعر عبد الله بن رواحة فلم يبلغ منهم الذي
أرادوا، فأتوا حسان بن ثابت فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه
وسلم قد أذن لنا أن ننتصر من قريش فقل، فقال حسان: لست
فاعلا حتى أسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق معهم حتى أتى
رسول الله صلى عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أنت أذنت لهؤلاء؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أكره أن ينتصروا ممن
ظلمهم، وأنت يا حسان لم تزل مؤيدا بروح القدس ما نافحت
وفي لفظ: ما كافحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(الذهلي في الزهريات، كر).
36957 (مسند عائشة) حدثنا محمد بن عوف الطائي حدثنا
340

آدم بن أبي إياس حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا محمد بن عمر بن عطاء عن
ذكوان عن يمان عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اهجوا قريشا
فإنه أشد عليهم من رشق النبل، فأرسل إلى ابن رواحة فقال:
اهجهم، فهجاهم فلم يرض، فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل
إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه حسان قال: قد آن لكم أن
ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه ثم أدلع لسانه فجعل يخرجه
فقال: والذي بعثك بالحق! لأفرينهم بلساني فري (1) الأديم!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعجل فان أبا بكر أعلم قريش بأنسابها
وإن لي فيهم نسبا حتى يخلص نسبي، فأتاه حسان ثم رجع فقال:
يا رسول الله! قد خلصت نسبك والذي بعثك بالحق لأسلنك منهم
كما تسل الشعرة من العجين! قالت عائشة: فسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: إن روح القدس لا يزال مؤيدك ما نافحت
عن الله ورسوله، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هجاهم
فشفى واشتفى (ابن جرير وأبو نعيم).
36958 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: لما أن هجت
قريش النبي صلى الله عليه وسلم أحزنه ذلك فقال لعبد الله بن رواحة:

(1) فري الأديم: أي أقطعهم بالهجاء كما يقطع الأديم. النهاية 3 / 422. ب
341

اهج قريشا، فهجاهم هجاء ليس بالبليغ إليهم، فلم يرض بذلك،
فبعث إلى كعب بن مالك فقال: اهج قريشا، فهجاهم هجاء لم يبالغ
فيه، فلم يرض بذلك، فبعث إلى حسان بن ثابت وكان يكره أن
يبعث إلى حسان، فقال حين جاءه الرسول أن اهج قريشا: قد آن
لكم أن تبعثوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه فقال حسان بن ثابت:
والذي بعثك بالحق لأفرينهم بلساني هذا! ثم أطلع لسانه فتقول
عائشة: والله لكأن لسانه لسان حية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
لي فيهم نسبا وأنا أخشى أن تصيب بعضه فأت أبا بكر فإنه أعلم
قريش بأنسابها فيخلص لك نسبي، فقال حسان: والذي بعثك بالحق
لأسلنك منهم ونسبك مثل سل الشعرة من العجين! فهجاهم
حسان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد شفيت يا حسان
واشتفيت (كر).
36959 (مسند أنس) عن عدى بن ثابت عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: اهجهم أو هاجهم
وجبريل يعينك (كر وقال: هذا تصحيف من ابن إدريس الراوي
عن شعبة وإنما هو عن البراء).
342

حذيفة رضي الله عنه
36960 عن محمد بن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب إذا
بعث عاملا كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا ما عدل عليكم
فلما استعمل حذيفة على المدائن كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا
وأعطوه ما سألكم، فخرج حذيفة من عند عمر على حمار مؤكف
وعلى الحمار زاده، فلما قدم المدائن استقبله أهل الأرض والدهاقين
وبيده رغيف وعرق من لحم على حمار إكاف فقرأ عهده عليهم،
فقالوا: سلنا ما شئت؟ قال: أسألكم طعاما آكله وعلف حماري
هذا ما دمت فيكم، فأقام فيهم ما شاء الله، ثم كتب إليه عمر أن
أقدم فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق في مكان لا يراه،
فلما رآه عمر على الحال الذي خرج من عنده عليه أتاه فالتزمه وقال:
أنت أخي وأنا أخوك (ابن سعد، كر).
36961 (مسند عمر) عن حميد بن هلال قال: أتي عمر
ابن الخطاب برجل يصلي عليه فدعا بوضوء ليصلى عليه وعنده حذيفة
فمرزه (1) مرزة شديدة، قال عمر: اذهبوا فصلوا على صاحبكم
من غير أن يخبره، فقال عمر: يا حذيفة! أمنهم أنا؟ قال: لا،

(1) فمرزه: أي قرصه بأصابعه لئلا يصلي عليه. النهاية 4 / 318. ب
343

قال: ففي عمالي أحد منهم؟ قال: رجل واحد، وكأنما دل عليه
حتى نزعه من غير أن يخبره (رستة في الايمان).
36962 عن زيد بن وهب قال: مات رجل من المنافقين
فلم يصل عليه حذيفة، فقال له عمر: أمن القوم هذا؟ قال: نعم،
قال: بالله أمنهم أنا؟ قال: لا، ولن أخبر به بعدك أحدا (رستة).
36963 عن حذيفة بن اليمان قال: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين الهجرة والنصرة فاخترت النصرة (كر).
36964 عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث
به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه وقد علمه أصحابي
هؤلاء، وإنه ليكون الشئ قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر
الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه (كر).
36965 عن حذيفة قال: كنتم تسألوه عن الرخاء وكنت
أسأله عن الشدة لأتقيها ولقد رأيتني وما من يوم أحب إلي من
يوم يشكو إلي فيه أهل الحاجة إن الله عز وجل إذا أحب عبدا
ابتلاه، يا موت! غط غطك وسد سدك، أبى قلبي إلا حبك
(ق في الزهد، كر).
344

36966 عن حذيفة قال: صليت ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم في شهر
رمضان فقام يغتسل وسترته، ففضلت منه فضلة في الاناء فقال:
إن شئت فأرعه (1) وإن شئت فصب عليه، قلت: يا رسول الله!
هذه الفضلة أحب إلي مما أصب عليه، فاغتسلت به وسترني فقلت:
لا تسترني، فقال: بلى لأسترنك كما سترتني (كر).
36967 عن حذيفة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم
سرية وحدي (كر).
36968 (أيضا) عن أبي البختري قال قال حذيفة:
لو حدثتكم بحديث لكذبني ثلاثة أثلاثكم فنظر إليه شاب فقال:
من يصدقك إذا كذبك ثلاثة أثلاثنا؟ فقال إن أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن
الشر، فقيل له: وما حملك على ذلك فقال: إنه من اعترف بالشر
وقع في الخير (كر).
36969 عن حذيفة قال: لو كنت على شاطئ نهر وقد
مددت يدي لاغترف فحدثتكم بكل ما أعلم ما وصلت يدي إلى
فمي حتى أقتل (يعقوب بن سفيان، كر).

(1) فأرعه: الارعاء، الابقاء. لسان العرب 14 / 329. ب
345

36970 (أيضا) عن جابر بن عبد الله قال: قال لنا
حذيفة: إنا حملنا هذا العلم وإنا نؤديه إليكم وإن كنا لا نعمل به
(ق في...، كر).
36971 عن حذيفة قال: لا تغالوا بكفني فان يكن لصاحبكم
عند الله خير يبدل خيرا من كسوتكم وإلا يسلب سلبا
سريعا (كر).
36972 عن حذيفة قال: يكفيني ريطتان بيضاوان ليس
معهما قميص، فاني لا أترك إلا قليلا حتى أبدل خيرا منهما أو شرا
منهما (كر).
36973 (أيضا) عن الحسن ال قال حذيفة في مرضه:
حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم، الحمد لله! أليس بعدي
ما أعلم! الحمد لله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها (كر).
36974 (أيضا) عن ابن سيرين قال: دخل أبو مسعود
الأنصاري على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فاعتنقه وقال: الفراق!
فقال: نعم، حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، أليس بعدي
ما أعلم من الفتن (ش).
36975 عن حذيفة قال: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة
346

والنصرة، فاخترت النصرة (أبو نعيم).
36976 عن حذيفة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب
سرية وحدي (أبو نعيم).
36977 عن عائشة قالت: لما كان يوم أحد هزم المشركون
وصاح إبليس: أي عباد الله! أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت
هي وأخراهم، فنظر حذيفة فإذا هو بأبيه اليمان فقال: عباد الله!
أبي أبي، قالت: فوالله ما احتجزوا حتى قتلوه! فقال حذيفة:
غفر الله لكم! قال عروة: فوالله ما زلت في حذيفة بقية خير
حتى لحق بالله (ش).
الحجاج بن علاط السلمي
36978 عن يحيى بن يعمر الليثي حدثني ابن يسار العلاطي
من ولد الحجاج بن علاط: حدثتني جدتي عن أمها أنها سمعت الحجاج
ابن علاط يقول: أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ودائعي التي كانت
بمكة أن أكذب حتى آخذها، فأخبرتهم أن محمدا قد أصيب،
فدفعت إلي ودائعي، ثم خرجت في جوف الليل حتى أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر فأخبرته بذلك (كر).
36979 عن واثلة بن الأسقع قال: كان سبب إسلام الحجاج
347

ابن علاط البهزي ثم السلمي أنه خرج في ركب من قومه يريد
مكة، فلما جن عليهم الليل وهم في واد وحش مخيف قفر فقال له
أصحابه: يا أبا كلاب! قم فاتخذ لنفسك ولأصحابك أمانا، فقام
الحجاج فجعل يقول:
أعيذ نفسي وأعيذ صحبي * من كل جني بهذا النقب
حتى أؤوب سالما وركبي
فسمع قائلا يقول: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا
من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) فلما
قدموا مكة أخبر بذلك في نادي قريش، فقالوا صدقت والله
يا أبا كلاب! إن هذا مما يزعم محمد أنه أنزل عليه؟ قال: قد والله
سمعته وسمعه هؤلاء معي! فبينما هم كذلك إذ جاء العاصي بن وائل،
قالوا له: يا أبا هشام! أما تسمع ما يقول أبو كلاب؟ قال: وما
يقول: فخبروه بذلك، فقال: وما يعجبكم من ذلك؟ إن الذي سمعه هناك هو الذي
ألقاه على لسان محمد، فنههنه (1) ذلك القوم عني ولم يزدني في
الامر إلا بصيرة، فسألت عن النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت أنه قد خرج

(1) فنهنه: في حديث وائل (لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا، فما نهنهها شئ
دون العرش) أي ما منعها وكفها عن الوصول إليه. النهاية 5 / 139. ب
348

من مكة إلى المدينة فركبت راحلتي وانطلقت حتى أتيت النبي
صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأخبرته بما سمعت فقال: سمعت والله الحق! هو والله
من كلام ربي عز وجل الذي أنزل علي ولقد سمعت حقا يا أبا كلاب!
فقلت: يا رسول الله! علمني الاسلام، فشهدني كلمة الاخلاص وقال:
سر إلي قومك فادعهم إلى مثل ما أدعوك إليه فإنه الحق (ابن
أبي الدنيا في هواتف الجان، كر وفيه أيوب بن سويد ومحمد بن عبد
الله الليثي ضعيفان) (1) حسان بن شراد الطهوي رضي الله عنه
36980 عن يعقوب بن عضيدة بن عفاص بن حسان بن شداد
عن أبيه عضيدة عن أبيه عفاص عن جده حسان بن شداد أن أمه
وفدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إني وفدت إليك لتدعو
لابني هذا وأن تجعله كبيرا طيبا فتوضأ من فضل وضوئه ومسح
وجهه وقال: اللهم! بارك لها فيه واجعله كبيرا طيبا (أبو نعيم).
حكيم بن حزام رضي الله عنه
36981 قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم عن أن لا أخر إلا قائما
(ط، ن، طب وأبو نعيم).

(1) الحديث أورده ابن حجر في الإصابة (؟ / 215). ص
349

36982 عن حكيم بن حزام أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه يشتري له
أضحية بدينار، فاشتراها ثم باعها بدينارين، فاشترى شاة بدينار
وجاء بدينار فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة وأمره أن يتصدق بالدينار
(عب، ش).
حزن بن أبي وهب المخزومي رضي الله عنه
36983 عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال له: ما اسمك؟ قال: حزن، قال: بل أنت سهل، قال:
لا أغير اسما سمانيه أبي، قال ابن المسيب: فما زالت فينا حزونة
بعد (أبو نعيم).
حزام، وقيل: حازم، الجذامي
36984 (مسنده) عن مدرك بن سليمان عن أبيه سليمان
ابن عقبة عن أبيه عقبة بن شبيب عن أبيه عن جده حازم قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: ما اسمك؟ قلت: حازم، فقال: أنت
مطعم (أبو نعيم).
36985 عن مدرك بن سليمان الجذامي حدثني سليمان بن عقبة
عن أبيه عقبة بن شبيب عن جده حازم بن حزام الجذامي قال: أتيت
350

النبي صلى الله عليه وسلم بصيد اصطدته فأهديتها، فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكساني عصابته وسماني حزاما (ابن منده وأبو نعيم، كر).
حزابة بن نعيم
36986 عن نعيم بن طريف بن معروف بن عمرو بن حزابة
ابن نعيم حدثني أبي عن معروف بن عمرو بن حزابة بن نعيم عن
أبيه عن جده حزابة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك
(أبو نعيم).
الحكم بن عمرو بن الشريد رضي الله عنه
36987 عن الحكم بن عمرو بن الشريد قال: صليت خلف
النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل فقال: يرحمك الله! فضحك بعض القوم
(الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
حارث بن مالك، وقيل: حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه
36988 عن الحارث بن مالك الأنصاري قال: مررت بالنبي
صلى الله عليه وسلم فقال: كيف أصبحت يا حارث؟ قلت: أصبحت مؤمنا
حقا، فقال: انظر ما تقول! فان لكل شئ حقيقة فما حقيقة إيمانك؟
قلت: قد عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت لذلك ليلى وأظمأت
351

نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل
الجنة يتزاورون فيها وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون (1) فيها، فقال: يا حارث! عرفت فالزم - قالها ثلاثا (طب وأبو
نعيم) (2).
(36989) - عن أنس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد
والحار ث بن مالك نائم فحركه برجله: قال: ارفع رأسك، فرفع
رأسه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف
أصبحت يا حارث بن مالك؟ قال: أصبحت يا رسول الله مؤمنا حقا
قال: إن لكل حق حقيقة فما حقيقة ما تقول؟ قال: عرفت (3) عن الدنيا، وأظمأت نهاري وأسهرت ليلي، وكأني أنظر إلى عرش

(1) يتضاغون: فيه (أنه قال لعائشة عن أولاد المشركين: إن شئت
دعوت الله تعالى أن يسمعك تضاغيهم في النار) أي صياحهم وبكاءهم.
يقال ضغا يضغو ضغوا وضغاء إذا صاح وضج. النهاية 3 / 92 ب
(2) الحديث أورده ابن حجر في الإصابة (174 / 175) قال البيهقي: هذا
منكر وقد خبط فيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف جدا.
وهكذا ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (1 / 57) وقال رواه البزار
وفيه يوسف بن عطية لا يحتج به. ص
).
(3) عزفت: أي منعتها وصرفتها. النهاية 3 / 230. ب
352

ربي فكأني أنظر إلى أهل الجنة فيها يتزاورون وإلى أهل النار
يتعاوون، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أنت امرؤ نور الله قلبه عرفت
فالزم (كر).
36990 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحارثة بن النعمان: كيف
أصحبت؟ قال: أصبحت مؤمنا حقا، قال: إن لكل حق حقيقة فما
حقيقة إيمانك؟ فقال: يا نبي الله! عزفت نفسي عن الدنيا
فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى أهل الجنة كيف
يتزاورون فيها وإلى أهل النار كيف يتعاوون فيها، فقال: أبصرت
فالزم، ثم قال: عبد نور الله الايمان في قلبه، فقال: يا نبي الله!
ادع الله لي بالشهادة، فدعا له، قال: فنودي يوما يا خيل الله!
اركبي، فكان أول فارس ركب وأول فارس استشهد
(العسكري في الأمثال).
36991 عن أنس قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي إذ
استقبله شاب من الأنصار فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أصبحت
يا حارث؟ قال: أصبحت مؤمنا بالله حقا، قال: انظر ما تقول،
فان لكل قول حقيقة، قال: يا رسول الله! عزفت نفسي عن
الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري فكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا
353

وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون، وكأني أنظر إلى أهل النار
يتعاوون فيها، قال: أبصرت فالزم، عبد نور الله الايمان في قلبه،
فقال: يا رسول الله! ادع الله لي بالشهادة، فدعا له رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فنودي يوما في الخيل، فكان أول فارس ركب وأول
فارس استشهد، قال: فبلغ ذلك أمه فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت: يا رسول الله! إن يكن في الجنة لم أبك ولم أحزن، وإن
يكن في النار بكيت ما عشت في الدنيا، فقال: يا أم حارث أو:
حارثة! إنها ليست بجنة ولكنها جنة في جنات والحارث في
الفردوس الاعلى، فرجعت وهي تضحك وتقول: بخ بخ
يا حارث (ابن النجار وفيه يوسف بن عطية) (1).
حشرج رضي الله عنه
36992 عن إسحاق بن الحارث مولى هبار القرشي قال:
رأيت حشرجا رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذه النبي
صلى الله عليه و سلم فوضعه في حجره ومسح رأسه ودعا له
(أبو نعيم، كر).

(1) يوسف بن عطية البصري الصفار: مجمع على ضعفه وقال الذهبي في الميزان:
4 / 469 ومن مناكيره وذكر هذا الحديث. ص
354

حصين بن أوس النهشلي رضي الله عنه
36993 عن غسان بن الأغر حدثنا عمي زياد بن الحصين
النهشلي عن أبيه حصين بن أوس قال: قدمت المدينة بابل فقلت:
يا رسول الله! مر أهل الوادي أن يعينوني ويحسنوا مخالطتي،
فأمرهم فأعانوه وأحسنوا مخالطته، ثم دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح يده على
وجهه ودعا له (طب وأبو نعيم).
حصين بن عوف الخثعمي رضي الله عنه
36994 (مسنده) وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقطعه
الملح الذي بمأرب فقطعه له، فلما أن ولى قال رجل من أهل
المجلس، أتدري ما قطعت له؟ إنما قطعت له الماء العد (1)، فانتزع
منه، قال: وسألته عما يحمي من الأراك، قال: ما لم تنله أخفاف
الإبل (د، ت: غريب، ه‍ عن أبيض بن حمال).
حصين بن عبد والد عمران بن حصين رضي الله عنه
36995 عن عمران بن حصين عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم

(1) العد: أي الدائم الذي لا انقطاع لمادته، وجمعه: أعداد.
النهاية 3 / 189. ب
355

فقال: يا محمد! عبد المطلب كان خيرا لقومه منك، كان يطعمهم
الكبد والسنام وأنت تنحرهم! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله
أن يقول، فقال: ما تأمرني أن أقول؟ فقال: قل: اللهم قني شر
نفسي واعزم لي على أرشد أمري، قلت: فما أقول الآن؟ قال:
قل: اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت
وما علمت وجهلت (أبو نعيم).
حميد بن ثور الهلالي رضي الله عنه
36996 عن يعلى بن الأشدق بن جراد حدثني حميد بن ثور
الهلالي أنه حين أسلم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده:
أصبح قلبي من سليمى مقصدا إن خطأ منها وإن تعمدا
(أبو نعيم).
حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه
36997 عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: نفرنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في ليلة ظلماء دحمسة (1) فأضاءت أصابعي حتى جمعوا
عليها ظهرهم وما هلك منهم وإذ أصابعي لتنير (أبو نعيم).

(1) دحمسة: أي مظلمة شديدة الظلمة. النهاية 2 / 106. ب
356

حنظلة بن حذيم بن حنيفة المالكي
36998 (مسنده) عن الذيال بن عبيد بن حنظلة بن حذيم
حنيفة سمعت جدي يقول: قال حنيفة لابنه حذيم: أجمع لي بنيك
فاني أريد أن أوصي، فجمعهم ثم قال: جمعتهم يا أبتاه! قال فاني أول
ما أوصي به مائة من الإبل التي كنا نسمي المطيبة في الجاهلية صدقة
على يتيمي هذا في حجره، قال: اسم اليتيم ضرس بن قطيعة، قال
حذيم لأبيه حنيفة: إني أسمع نبيك يقولون إنما تقر بها عين أبينا
فإذا مات اقتسمناها وقسمنا له مثل نصيب بعضنا، قال: أسمعتهم
يقولون ذلك؟ قال: نعم، قال: فبيني وبينك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فانطلقنا إليه فإذا هو جالس، فقال: من هؤلاء المقبلون؟ فقالوا:
هذا حنيفة النعم أكثر الناس بعيرا بالبادية، قال: فمن هذان حواليه؟
قالوا: أما الذي عن يمينه فابنه حذيم الأكبر ولا نعرف عن يساره،
فلما جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم سلم حنيفة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلم
حذيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا حذيم! ما رفعك إلينا؟ قال: هذا
رفعني وضرب فخذ حذيم، قال: أوليس هذا حذيم؟ قال:
يا رسول الله! إني رجل كثير المال علي ألف بعير وأربعون من
الخيل سوى مالي في البيوت، خشيت أن يفجأني الموت أو أمر الله
357

فأردت أن أوصي فأوصيت بمائة من الإبل التي كنا نسميها في
الجاهلية المطيبة صدقة على يتيمي هذا في حجرته، قال: فرأيت
الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جثا على ركبتيه ثم قال:
ألا لا ثلاث مرار، إنما الصدقة خمس وإلا فعشر وإلا فخمس
عشرة ولا فعشرون وإلا فخمس وعشرون وإلا فثلاثون فان كثرت
فأربعون، قال: فبادره حنيفة قال: فأشهدك يا رسول الله؟ إنها
أربعون من التي كنا نسميها المطيبة في الجاهلية، قال: فودعه حنيفة،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين يتيمك يا أبا حذيم؟ قال: هو ذاك النائم،
قال: وكان شبيه المحتلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعظمت هذه هراوة يتيم،
ثم إن حنيفة وبنيه قاموا إلى أباعرهم فقال حذيم: يا رسول الله! إن
لي بنين كثيرة منهم ذو اللحى ومنهم دون ذلك وهذا أصغرهم وهو
حنظلة، قسمت عليه يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ادن يا غلام!
فدنا منه فرفع يديه فوضعهما على رأسه ثم قال: بارك الله فيه! قال
الذيال: فرأيت حنظلة يؤتي بالرجل الوارم وجهه والشاة الوارم ضرعها
فيتفل في كفه ثم يضعها على ضلعته ثم يقول: بسم الله على أثر يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يمسح الورم فيذهب (حم وابن سعد والحسن
ابن سفيان ويعقوب بن سفيان، ع والمنجنيقي في مسنده والبغوي والبارودي
358

وابن قانع، طب، وأبو نعيم، ض) (1)
الحكم بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس رضي الله عنه
36999 عن الحكم بن سعيد بن العاص قال: أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم لابايعه فقال: ما اسمك؟ قلت: الحكم، قال: بل أنت
عبد الله، فقلت: أنا عبد الله يا رسول الله (أبو نعيم).
حنظلة بن الربيع الكاتب الأسدي رضي الله عنه
37000 عن قيس بن زهير قال: انطلقت مع حنظلة بن الربيع
إلى مسجد فرات بن حيان فحضرت الصلاة فقال لحنظلة: تقدم،
حنظلة: أنت أكبر مني وأقدم هجرة والمسجد مسجدك، قال
فرات: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيك شيئا لا أتقدمك أبدا،
فقال حنظلة:، أشهدته يوم أتيته بالطائف فبعثني عينا؟ قال: نعم،
فتقدم حنظلة فصلى بهم، قال فرات: يا بني عجل! إنما قدمت
هذا لشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه عينا
إلى الطائف فأتى فأخبره الخبر، فقال: صدقت، ارجع إلى منزلك

(1) الحديث أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 295) وقال رواه الطبراني
بطوله منقطعا. ص
359

فإنك قد سهرت الليلة، فلما ولى قال لنا: ائتموا بمثل هذا وأشباهه
(ع والبغوي، كر).
حارث بن حسان رضي الله عنه
37001 عن الحارث بن حسان البكري الذهلي قال: مررت
بعجوز بالربذة... (حم والحسن بن سفيان وأبو نعيم).
حارثة بن عدي بن أمية بن الضبيب رضي الله عنه
37002 عن جعفر بن كميل بن عصمة بن كميل بن دير بن
حارثة بن عدي بن أمية بن الضبيب حدثني جدي عصمة عن آبائه عن
حارثه بن عدي قال: كنت في الوفد أنا وأخي الذين وفدوا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم! بارك لحارثة في طعامه فذكر الحديث
(أبو نعيم).
الحارث بن مسلم التميمي رضي الله عنه
37003 (مسند أبي مسلم الحارث بن مسلم التميمي رضي الله عنه)
عن عبد الرحمن بن حسان الكناني حدثني مسلم بن الحارث بن مسلم
التميمي أن أباه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلهم في سرية، قال: فلما
بلغنا المغار استحثثت فرسي وسبقا أصحابي واستقبلنا الحي بالرنين،
360

فقلت لهم: قالوا: لا إله إلا الله، تحرزوا، فقالوها، وجاء أصحابي
فلاموني وقالوا: حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت في أيدينا، فلما قفلنا
ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني فحسن ما صنعت وقال:
أما! إن الله قد كتب لك من كل إنسان منهم كذا وكذا، قال
عبد الرحمن: فانا سبب ذلك، قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما!
إني سأكتب لك كتابا وأوصي بك من يكون بعدي من أئمة
المسلمين، ففعل وختم عليه ودفعه إلي، قال: وقال لي: إذا صليت
الغداة فقل قبل أن تكلم أحدا: اللهم! أجرني من النار سبع
مرات، فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوارا من
النار، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا: اللهم! أجرني
من النار سبع مرات، فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك
جوارا من النار، قال: فلما قبض الله رسوله أتيت أبا بكر بالكتاب
ففضه فقرأه وأمر لي وختم عليه، ثم أتيت به عمر ففعل مثل ذلك،
ثم أتيت به عثمان ففعل مثل ذلك. قال مسلم بن الحارث: فتوفي
الحارث في خلافة عثمان فكان الكاتب عندنا حتى ولي عمر بن عبد العزيز
فكتب إلى عامل قبلنا أن أشخص إلي مسلم بن الحارث التميمي
بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتبه لأبيه، فشخصت به إليه فقرأه
361

وأمر لي وختم عليه (الحسن بن سفيان وأبو نعيم).
37004 عن الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب له كتابا لولاة الامر من بعده بالوصاة به
وختم عليه ودفعه إليه (حم وأبو نعيم).
حارث بن عبد شمس الخثعمي رضي الله عنه
37005 عن الحارث بن عبد شمس الخثعمي أنه خرج إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فأسلم وأخذ لجميع أصحابه الأمان على دمائهم وأموالهم وكتب له
كتابا وأباحهم في بلادهم كذا وكذا الحديث (أبو نعيم).
الحكم بن الحارث السلمى رضي الله عنه
37006 عن الحكم بن الحارث السلمي قال: بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم مع السلف فمر بي وقد تخلفت ناقتي وأنا أضربها فقال: لا
تضربها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حل (1)، فقامت فسارت مع الناس
(الحسن بن سفيان، طب وأبو نعيم).

حل: وفي حديث ابن عباس (إن حل لتوطى الناس وتؤذى
وتشغل عن ذكر الله تعالى) حل: زجر للناقة إذا حثثتها على السير:
أي أن زجرك إياها عند الإفاضة عن عرفات يؤدي إلى ذلك من الايذاء
والشغل عن ذكر الله تعالى، فسر على هيئتك. النهاية 1 / 433. ب
362

37007 (أيضا) عن خبيب بن حرم السلمي قال: كان
عطاء عمي ألفين، فإذا خرج عطاؤه قال لغلامه: انطلق فاقض عنا
ما علينا، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ترك دينارا فكية
ومن ترك دينارين فكيتان (أبو نعيم).
37008 عن الحكم بن الحارث السلمي قال: إذا دفنتموني
ورششتم على قبري الماء فقوموا على قبري واستقبلوا القبلة وادعوا لي
(أبو نعيم).
حسيل أبو حذيفة رضي الله عنه
37009 عن محمود بن لبيد قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أحد رفع حسيل وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان وثابت بن وقش بن
زعوراء في الآطام مع النساء والصبيان فقال أحدهما لصاحبه وهما
شيخان: لا أبالك ما تنظر! فوالله ما بقي لواحد منا إلا كظمئ (1)
حمار، إنما نحن هامة اليوم أو غدا فلنأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول
الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن يرزقنا الشهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأخذا

(1) كظمئ: وفي حديث بعضهم (حين لم يبق من عمري إلا ظمء
حمار) أي شئ يسير وإنما خص الحمار لأنه أقل الدواب صبرا عن الماء
وظمء الحياة: من وقت الولادة إلى وقت الموت. النهاية 3 / 162. ب
363

أسيافهما حتى دخلا في الناس ولا يعلم بهما، فأما ثابت بن وقش
فقتله المشركون، وأما حسيل فاختلفت عليه أسنان المسلمين وهم
لا يعرفونه فقتلوه، فقال حذيفة: أبي! فقالوا: والله إن عرفناه!
وصدقوا، فقال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين! فأراد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه، فتصدق حذيفة بديته على المسلمين،
فزاده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا (أبو نعيم) (1). حممة الدوسي رضي الله عنه
37010 عن حميد بن عبد الرحمن الحميري أن رجلا يقال له
حممة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غزا أصبهان في زمان عمر فقال:
اللهم! إن حممة يزعم أنه يحب لقاءك، اللهم! إن كان صادقا
فاغرم له بصدقه، وإن كان كاذبا فاحمله عليه وإن كره، اللهم!
لا يرجع حممة من سفره هذا، فمات بأصبهان، فقام الأشعري
فقال: يا أيها الناس! إنا والله فيما سمعنا من نبيكم
صلى الله عليه وسلم ولا يبلغ علمنا إلا أن حممة شهيد

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 247) وقال رجاله ثقات مع ارساله
وله شاهد، ص
364

(أبو نعيم) (1) حوط بن قرواش بن حصين رضي الله عنه
37011 عن حاتم بن الفضل بن سالم بن جون بن غياث بن
حوط بن قرواش بن حصين بن ثمامة بن شبت بن حدر حدثني أبي
فضل بن سالم أن أباه سالما حدثه عن جون بن غياث عن غياث بن
حوط عن أبيه قال: وردت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجل من بني
عدي يقال له واقد وكان ذلك أول ما أسلم الحديث بطوله
(أبو نعيم) (2).
حرف الخاء
خالد بن عمير رضي الله عنه
37012 عن خالد بن عمير قال: أتيت مكة والنبي صلى الله عليه وسلم بها
قبل الهجرة فبعته رجل سراويل فوزن لي فأرجح (الحسن بن سفيان
وأبو نعيم).

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 289). ويذكر الهيثمي في مجمع
الزوائد (9 / 400) أن الحديث رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح بخلاف
ما ذكره ابن حجر، فقال: رواه أحمد في ارهد. ص
(2) أورد الحديث ابن حجر في الإصابة (2 / 303). ص
365

خالد بن الوليد رضي الله عنه
37013 (مسند الصديق) عن عروة قال: حرق خالد بن
الوليد ناسا من أهل الردة فقال عمر لأبي بكر: أتدع هذا الذي
يعذب بعذاب الله؟ فقال أبو بكر: لا أشيم (1) سيفا سله الله
على المشركين (عب، ش وابن سعد).
37014 عن وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده
أن أبا بكر الصديق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر
خالد بن الوليد فقال: نعم عبد الله وأخو العشيرة سيف من
سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين (حم والحسن بن
سفيان والبغوي، طب، ك وأبو نعيم، كر، ض).
37015 عن يزيد بن الأصم قال: لما توفي خالد بن الوليد
بكت عليه أم خالد فقال عمر: يا أم خالد! أخالدا وأجره ترزئين (2)

(1) لا أشيم: أي لا أغمده. والشيم من الأضداد يكون سلا وإغمادا.
النهاية 2 / 521. ب
(2) ترزئين: وفي حديث المرأة التي جاءت تسأل عن ابنا (إن أرزأ
ابني فلم أرزأ حياى) أي إن أصبت به وفقدته فلم أصب بحياي.
والرزء: المصيبة بفقد الأعزة. وهو من الانتقاص أيضا.
النهاية 2 / 218. ب
366

جميعا؟ عزمت عليك أن لا تبيتي حتى تسود يداك من الخضاب
(ابن سعد).
37016 عن ثعلبة بن أبي مالك قال: رأيت عمر بن الخطاب
بقباء يوم السبت ومعه نفر من المهاجرين والأنصار فإذا أناس من
أهل الشام يصلون في مسجد قباء حجاجا فقال: من القوم؟ قالوا:
من حمص، قال: هل كان من مغربة خير؟ قالوا: موت خالد بن
الوليد يوم رحلنا من حمص، فاسترجع عمر مرارا ونكس وأكثر
الترحم عليه وقال: كان والله سدادا لنحور العدو وميمون النقيبة!
فقال له علي بن أبي طالب: فلم عزلته؟ قال: عزلته لبذله المال
لأهل الشرف وذوي اللسان، قال علي: فكنت تعزله عن التبذير
في المال وتتركه على جنده! قال: لم يكن يرضى. قال: فهلا
بلوته (ابن سعد، كر).
37017 عن شيخ من بني غفار قال: سمعت عمر بن الخطاب
يقول وذكر خالدا وموته فقال: قد ثلم (1) في الاسلام ثلمة

(1) ثلم: الثلمة في الحائط وغيره الخلل والجمع ثلم مثل غرفة وغرف،
وثلمت الاناء ثلما من باب ضرب كسرته من حافته فانثلم وتنلم هو.
المصباح المنير 1 / 116. ب
367

لا ترتق (1)، قال: يا أمير المؤمنين! لم يكن رأيك فيه في حياته
على هذا، قال: قدمت على ما كان مني إليه (ابن سعد).
37018 (مسند عمر) عن أبي علي الحرمازي قال: دخل
هشام بن البختري في أناس من بني مخزوم على عمر بن الخطاب فقال
له: يا هشام! أنشدني شعرك في خالد بن الوليد، فأنشده فقال:
قصرت في الثناء على أبي سليمان رحمه الله إن كان ليحب أن يذل
الشرك وأهله وإن كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله، ثم قال عمر:
قاتل الله أخا بني تميم ما أشعره:
فقل للذي يبقي خلاف الذي مضى * تهيأ لاخرى مثلها فكأن قد
فما عيش من قد عاش قبلي بنافعي * ولا موت من قد مات قبلي بمخلدي
ثم قال: رحم الله أبا سليمان! ما عند الله خير له مما كان فيه، ولقد
مات فقيدا وعاش حميدا ولكن رأيت الدهر ليس بقائل (كر).
37019 عن عدى بن سهل قال: كتب عمر في الأمصار:
إني لم أعزل خالدا عن سخطة ولا خيانة ولكن الناس فتنوا به

(1) رتق: الرتق: ضد الفتن: وقد رتق الفتن، من باب نصر،
فارتتق، أي: التأم ومنه قوله تعالى: وكانتا رتقا ففتقناهما (185) المختار. ب
368

فخشيت أن يوكلوا إليه ويبتلوا فأحببت أن يعلموا أن الله هو
الصانع وأن لا يكونوا بعرض فتنة (سيف، كر).
37020 عن الشعبي قال: اصطرع عمر بن الخطاب وخالد بن
الوليد وهما غلامان وكان خالد ابن خال عمر فكسر خالد ساق عمر
فعرجت وجبرت، فكان ذلك سبب العداوة بينهما (كر).
37021 عن عمرو بن العاص قال: خرجت عامدا لرسول
الله صلى الله عليه وسلم فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبل الفتح وهو مقبل من
مكة فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام الميسم (1)
وان الرجل لنبي، أذهب والله أسلم! فحتى متى؟ فقلت: وأنا
والله ما جئت إلا لاسلم! فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم (*)

(1) الميسم: المكواة أو الشئ الذي يوسم به الدواب، والجمع مواسم
ومياسم. قال الجوهري: أصل الياء واو فان شئت قلت في جمعه مياسم
على اللفظ وإن شئت مواسم على الأصل. قال ابن برى: الميسم اسم
للآلة التي يوسم بها، واسم لاثر الوسم أيضا كقول الشاعر:
ولو غير أخوالي أرادوا نقيصتي * جعلت لهم فوق العرانين ميسما
فليس يريد جعلت لهم حديدة وإنما يريد جعلت أثر وسم. وفي الحديث:
(وفي يده الميسم) هي الحديدة التي يكوى بها، وأصله موسم،
فقلبت الواو ياء لكسرة الميم. لسان العرب 12 / 636. ب
369

خالد بن الوليد فأسلم وبايع، ثم دنوت فبايعته ثم انصرفت
(كر).
37022 عن عمرو بن العاص قال: ما عدل بي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبخالد بن الوليد أحدا من أصحابه في حربه منذ أسلمنا
(ع، كر).
37023 عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل
الناس يمرون فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة من هذا؟ فأقول:
فلان، فيقول: نعم عبد الله فلان! ويمر فيقول: من هذا يا أبا
هريرة؟ فأقول: فلان، فيقول: بئس عبد الله! حتى مر خالد بن
الوليد فقلت: هذا خالد بن الوليد يا رسول الله! قال: نعم عبد الله
خالد سيف من سيوف الله (كر).
37024 عن خالد بن الوليد قال: لما أراد الله بي من الخير
ما أراد قذف في قلبي حب الاسلام وحضرني رشدي وقلت: قد
شهدت هذه المواطن كلها على محمد فليس موطن أشهده إلا وأنصرف
وإني أرى في نفسي أني موضع في غير شئ وأن محمدا سيظهر، فلما
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية خرجت في خيل المشركين فلقيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه بعسفان، فقمت بإزائه وتعرضت له،
370

فصلى بأصحابه الظهر إماما، فهمنا أن نغير عليه ثم لم يعزم لنا،
وكانت فيه خير ة فاطلع على ما في أنفسنا من الهجوم به، فصلى
بأصحابه صلاة العصر صلاة الخوف، فوقع ذلك مني موقعا وقلت:
الرجل ممنوع وافترقنا، وعدل عن سنن خيلنا وأخذ ذات اليمين،
فلما صالح قريشا بالحديبية ودافعته قريش بالبراح (1) قلت في نفسي:
أي شئ بقي؟ أي المذهب إلى النجاشي، فقد اتبع محمدا وأصحابه
آمنون عنده، فأخرج إلى هرقل فأخرج من ديني إلى نصرانية أو
يهودية فأقيم مع عجمها أو أقيم في داري فيمن بقي؟ فأنا على ذلك
إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية وتغيبت فلم أشهد دخوله،
وكان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية
فطلبني فلم يجدني، فكتب إلي كتابا فإذا به (بسم الله الرحمن الرحيم،
أما بعد فاني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الاسلام وعقلك
عقلك ومثل الاسلام يجهله أحد وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: ما مثل خالد يجهل الاسلام
ولو كانت نكايته وحده مع المسلمين على المشركين لكان خيرا له

(1) بالبراح: البراح مثل سلام: المكان الذي لا سترة فيه من شجر
وغيره. المصباح المنير 1 / 59. ب
371

ولقدمناه على غيره، فاستدرك يا أخي ما فاتك منه، فقد فاتتك
مواطن صالحة) قال: فلما جاءني كتابه نشطت للخروج وزادني
رغبة في الاسلام وسرتني مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال خالد: وأرى
في النوم كأني في بلاد ضيقة جدبة فخرجت إلى بلد أخضر واسع
فقلت: إن هذه لرؤيا حق، فلما قدمت المدينة فقلت: لأذكرنها
لأبي بكر، قال: فذكرتها، فقال: هو مخرجك الذي هداك الله
للاسلام، والضيق الذي كنت فيه الشرك، فلما أجمعت الخروج إلي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت من أصاحب إلى محمد صلى الله عليه وسلم؟ فلقيت صفوان
ابن أمية فقلت: يا أبا وهب! أما ترى ما نحن فيه! إنما نحن أكلة
رأس وقد ظهر محمد على العرب والعجم فلو قدمنا على محمد فاتبعناه،
فان شرف محمد لنا شرف، فأبى علي أشد الاباء وقال: لو لم يبق
غيري من قريش ما اتبعته أبدا! فافترقنا وقلت: هذا رجل موتور (1)
يطلب وترا، قتل أبوه وأخوه ببدر، قال: فلقيت عكرمة بن أبي
جهل فقلت له مثل ما قلت لصفوان، فقال لي مثل ما قال صفوان،
فقلت له: فاطو ما ذكرت لك، قال: لا أذكره، وخرجت إلى

(1) موتور: ومنه حديث محمد بن سلمة (أنا الموتور الثائر) أي صاحب
الوتر بالثأر. 5 / 148 النهاية. ب
372

منزلي فأمرت براحلتي تخرج إلى أن ألقى عثمان بن أبي طلحة
فقلت: إن هذا لي لصديق ولو ذكرت له ما أريد، ثم ذكرت
من قتل من آبائه فكرهت أن أذكره ثم قلت وما علي وأنا
راحل من ساعتي، فذكرت له ما صار الامر إليه وقلت له: إنما
نحن بمنزلة ثعلب في جحر لو صب عليه ذنوب من ماء خرج
وقلت له نحوا مما قلته لصاحبيه، فأسرع الإجابة وقال: لقد غدوت
اليوم وأنا أريد أن أغدو وهذه راحلتي بفج مناخة فأنقذت أنا وهو
يأجج (1)، إن سبقني أقام وإن سبقته أقمت عليه، فأدلجنا سحرة
فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجج فغدونا حتى انتهينا إلى الهدة فنجد
عمرو بن العاص بها فقال: مرحبا بالقوم! قلنا وبك! قال: أين
مسيركم؟ قلنا: ما أخرجك؟ قال: فما الذي أخرجكم؟ قلنا:
الدخول في الاسلام واتباع محمد، قال: وذاك الذي أقدمني، قال:
فاصطحبنا جميعا حتى قدمنا المدينة فأنخنا بظاهر الحرة ركابنا، وأخبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر بنا، فلبست من صالح ثيابي ثم عمدت إلى

(1) يأجيج فيه ذكر (بطن يأجج) هو مهموز بكسر الجيم الأولى:
مكان على ثلاثة أميال من مكة. وكان من منازل عبد الله بن الزبير.
5 / 291 النهاية. ب
373

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيني أخي فقال: أسرع فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
أخبر بك فسر بقدومك وهو ينتظركم فأسرعت المشي فطلعت فما
زال يتبسم إلي حتى وقفت عليه فسلمت عليه بالنبوة، فرد علي
السلام بوجه طلق، فقلت له: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك
رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي هداك! قد كنت
أرى لك عقلا ورجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير، قلت:
يا رسول الله! قد رأيت ما كنت أشد من تلك المواطن عليك
معاندا عن الحق فادع الله يغفرها لي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الاسلام
يجب ما كان قبله، قلت: يا رسول الله على ذلك، فقال:
اللهم اغفر لخالد بن الوليد كلما أوضع فيه من صد عن سبيلك، قال
خالد: ونقدم عمرو وعثمان فبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قدومنا في صفر
من سنة ثمان، فوالله ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أسلمت يعدل من أصحابه
فيما حزبه (الواقدي، كر).
37025 (أيضا) عن عبد الحميد عن أبيه قال:
كان في قلنسوة خالد بن الوليد من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال خالد: ما لقيت قوما قط وهي على رأسي إلا أعطيت
374

الفلج (1) (أبو نعيم).
خباب بن الأرت
37026 عن الشعبي قال: دخل خباب بن الأرت على عمر
ابن الخطاب فأجلسه على متكئه فقال: ما على الأرض أحد أحق
بهذا المجلس من هذا إلا رجل واحد، قال له خباب: من هو يا أمير
المؤمنين؟ قال: بلال، قال: فقال له خباب: يا أمير المؤمنين! ما
هو بأحق مني، إن بلالا كان له في المشركين من يمنعه الله به ولم
يكن لي أحد يمنعني، فلقد رأيتني يوما أخذوني وأوقدوا لي نارا ثم
سلقوني فيها ثم وضع رجل رجله على صدري، فما اتقيت الأرض
أو قال: برد الأرض إلا بظهري، ثم كشف عن ظهره فإذا هو
قد برص (ابن سعد).
37027 عن زيد بن وهب قال: قال علي رضي الله عنه:
رحم الله خبابا لقد أسلم راضيا وهاجر طائعا وعاش عابدا وابتلي في
جسمه! ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا، وقال: طوبى لمن

(1) الفلج: الفلج بوزن الفلس: الظفر والفوز، وفلج على خصمه،
من باب نصر. وفي المثل: من يأت الحكم وحده بفلج.
401 المختار. ب
375

ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله
عز وجل (كر).
37028 عن طارق بن شهاب قال: كان خباب من المهاجرين
وكان ممن يعذب في الله (ش).
خبيب رضي الله عنه
37029 عن عثمان بن محمد الأخنسي قال: استعمل عمر بن
الخطاب سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي على حمص وكان يصيبه
غشية وهو بين ظهري أصحابه فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فسأله
في قدمة قدم عليه من حمص فقال: يا سعيد! ما الذي يصيبك؟
أبك جنة؟ قال: لا ولله يا أمير المؤمنين! ولكنني فيمن حضر
خبيبا حين قتل، سمعت دعوته، فوالله ما خطرت على قلبي وأنا
في مجلس إلا غشى علي! فزادته عند عمر خيرا (ابن سعد).
37030 عن عبد الله بن أبي مليكة أن خبيب بن مسلمة قدم
على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة غزيا وان أباه أدركه بالمدينة فقال مسلمة للنبي
صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله! إني ليس لي ولد غيره يقوم في مالي وضيعتي وعلى
أهل بيتي، وان النبي صلى الله عليه وسلم رده معه وقال: لعلك أن يخلو لك وجهك في
عامك، فارجع يا خبيب مع أبيك، فمات مسلمة في ذلك العام وغزا خبيب
فيه (أبو نعيم).
376

خالد بن أبي جبل العدواني
37031 عن عبد الرحمن بن خالد بن جبل عن أبيه قال:
أبصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس
أو عصا حين أتاهم يبتغي عندهم النصر فسمعته يقرأ (والسماء
والطارق) حتى ختمها، فوعيتها في الجاهلية وأنا مشرك ثم قرأتها
وأنا في الاسلام، فقالوا: ماذا سمعت من هذا الرجل؟ فقرأتها
عليهم، فقال من معهم من قريش: نحن أعلم بصاحبنا، لو كنا نعلم
أن ما يقول حق لاتبعناه (حم، خ في تاريخه والحسن بن سفيان
وابن خزيمة، طب وابن مردويه وأبو نعيم عن خالد ابن أبي جبل
العدواني).
خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه
37032 عن موسى بن عبيدة قال: أخبرنا أشياخنا أن خالد بن
سعيد بن العاص وهو من المهاجرين قتل رجلا من المشركين ثم
لبس سلبه ديباجا أو حريرا، فنظر الناس إليه وهو مع معر فقال
عمر: ما تنظرون! من شاء فليعمل مثل عمل خالد ثم يلبس لباس
خالد (ابن سعد).
377

37033 عن خالد بن سعيد بن العاص أنه قدم من اليمن بعد
وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتربص ببيعته شهرين يقول: قد أمرني رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يعزلني حتى قبضه الله (كر).
37034 (أيضا) عن أبي إسحاق المدني أن خالد بن سعيد
ابن العاص كان يقول لعلي: أنا أسلمت قبلك والله لأخاصمنك عند
ربي ولكني كنت أفرق (1) من أبي فكنت أكتم إسلامي وأنت
كنت لا تفرق من أبيك (كر).
37035 عن موسى بن عقبة قال: سمعت أم خالد بنت خالد
ابن سعيد بن العاص تقول: لما كان قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بينا خالد
ابن سعيد ذات ليلة نائم قال: رأيت كأنه ملائكة ظلمة حتى
لا يبصر امرؤ كفه، فبينا هو كذلك إذ خرج نور علا في السماء
فأضاء في البيت ثم أضاء مكة كلها ثم إلى نجد ثم إلى يثرب فأضاءها
حتى أني لأنظر إلى البسر في النخل، قال: فاستيقظت فقصصتها
على أخي عمرو بن سعيد وكان جزل الرأي فقال: يا أخي! إن هذا
الامر يكون في بني عبد المطلب، ألا ترى أنه خرج من حفيرة

(1) أفرق: الفرق: الخوف. وقد فرق منه من باب طرب.
المختار 394. ب
378

أبيهم؟ قال خالد: فإنه لما هداني الله به إلى الاسلام قالت أم خالد:
فأول من أسلم أبي وذلك أنه ذكر رؤياه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا خالد! أنا والله ذلك النور وأنا رسول الله فقص عليه ما بعثه
الله به، فأسلم خالد وأسلم عمرو بعده (قط في الافراد، كر).
خزيمة بن ثابت رضي الله عنه
37036 عن خزيمة بن ثابت أن أعرابيا باع من النبي صلى الله عليه وسلم
فرسا أنثى ثم ذهب فزاد على النبي صلى الله عليه وسلم ثم جحد أن يكون باعها
فمر بهما خزيمة بن ثابت فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قد ابتعتها منك،
فشهد على ذلك، فلما ذهب الاعرابي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أحضرتنا؟
قال: لا، ولكن لما سمعتك تقول: قد باعك، علمت أنه حق،
لا تقول إلا حقا، قال: فشهادتك شهادة رجلين (عب).
37037 عن خزيمة بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادته
بشهادة رجلين (قط في الافراد، كر).
37038 عن خزيمة بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى
فرسا من سواء بن قيس المحاربي فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا
حاضرا؟ قال: صدقتك بما جئت به وعلمت أنك لا تقول إلا حقا،
379

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه
(ع وأبو نعيم، كر، عب).
(37039) أنبأنا معمر عن الزهري أو قتادة أو كليهما أن يهوديا
جاء يتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم: قد قضيتك، فقال اليهودي: بينتك!
فجاء خزيمة الأنصاري فقال: أنا أشهد أنه قد قضاك، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: ما يدريك؟ فقال إني أصدقك بأعظم من ذلك، أصدقك
بخبر السماء، [فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين] (...) (1)
خريم بن فاتك الأسدي رضي الله عنه
(37040) - عن خريم بن فاتك الأسدي أنه أقبل وعليه حلة
وقد رجل (2) شعره وقد تخلق (3) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويح أم

(1) ذكر الفقرة الأخيرة من الحديث ابن حجر في الإصابة (3 / 93 وقال
رواه الدارقطني من طريق..). ص
(2) رجل: شعر رجل ورجل بفتح الجيم وكسرها ليس شديد
الجعودة ولا سبطا تقول منه: رجل شعره ترجيلا.
قال في المختار: ترجيل الشعر: تجعيده وترجيله أيضا: إرساله
بمشطه المختار 188. ب
(3) تخلق: الخلوق بالفتح ضرب من الطيب، وخلقه تخلقا:
طلاه به فتخلق. المختار 146. ب
380

خريم! لو أقل الخلوق ونقص من الشعر وشمر الإزار، فنظر
إليه القوم. فعرف أنه قد تكلم في أمره بشئ، فسأل بعض القوم
فأخبره، فغسل الخلوق وشمر الإزار وحلق لرأس (كر).
37041 عن خريم بن فاتك قال: خرجت في بغاء إبل لي
فأصبتها بالإبرق أبرق العزاف (1) فعقلتها وتوسدت ذراع بعير منها
وذلك حدثان خروج النبي صلى الله عليه وسلم ثم قلت: أعوذ بكبير هذا الوادي!
أعوذ بعظيم هذا الوادي! وكذلك كانوا يصنعون في الجاهلية، فإذا
هاتف يهتف بي ويقول:
ويحك عذ بالله ذي الجلال * منزل الحرام والحلال
ووحد الله ولا تبالي * ما هول ذي الجن من الأهوال
إذ يذكر الله على الأميال * وفي سهول الأرض والجبال
وصار كيد الجن في سفال * الا التقى وصالح الأعمال
فقلت:
يا أيها الداعي ما تحيل * أرشد عندك أم تضليل
قال:
هذا رسول الله ذو الخيرات * جاء بياسين وحاميمات
وسور بعد مفصلات * محرمات ومحللات

(1) هو اسم مكان في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة. معجم البلدان (1 / 68). ص
381

يأمر بالصوم وبالصلاة * ويزجر الناس عن الهنات
قد كن في الأنام منكرات
قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنذا مالك بن مالك بعثني رسول
الله صلى الله عليه وسلم على جن أهل نجد، قلت: لو كان لي من يكفيني إبلي
هذه لأتيته حتى أو من به، قال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى
أهلك سالمة إن شاء الله تعالى، فاعتقلت بعيرا منها ثم أتيت المدينة
فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة، فقلت يقضون الصلاة ثم
أدخل فاني دائب (1) أنيخ راحلتي إذ خرج إلي أبو ذر فقال لي:
يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل، فدخلت، فلما رآني قال: ما
فعل الشيخ الذي ضمن لك أن يؤدي إبلك إلى أهلك سالمة؟ أما
إنه قد أداها إلى أهلك سالمة: قلت: رحمه الله! فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: أجل رحمه الله (طب، كر).
36042 (أيضا) عن أبي هريرة قال: قال خريم بن فاتك
لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين! ألا أخبرك كيف كان بدو
إسلامي؟ قال: بلى، قال: بينا أنا في طلب نعم لي أنا منها على أثر

(1) دائب: ومنه حديث البعير الذي سجد له (فقال لصاحبه: إنه
يشكو إلي أنك تجيعه وتدئبه) أي تكده وتنعبه. النهاية 2 / 95. ب
382

إذ جنني الليل بأبرق العزاف فناديت بأعلى صوت: أعوذ بعزيز
هذا الوادي من سفهاء قومه! فإذا هاتف يهتف:
ويحك عذ بالله ذي الجلال * والمجد والنعماء والافضال
واقرء آيات من الأنفال * ووحد الله ولا تبالي
قال: فذعرت ذعرا شديدا، فلما رجعت إلى نفسي قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول * أرشد عتدك أم تضليل
بين لنا هديت ما الحويل
قال:
إن رسول الله ذو الخيرات * بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة * ويزع الناس عن الهنات
قال: فانبعثت راحلتي فقلت:
أرشدني رشدا هديت * لا جعت ولا عريت
ولا برحت سيدا مقيت * وتؤثر على الخير الذي أتيت
قال: فاتبعني وهو يقول:
صاحبك الله وسلم نفسكا * وبلغ الأهل وادي رحلكا
آمن به أفلح ربي حقكا * وانصره أعز ربي نصركا
قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عمرو بن أثال وأنا عامله
383

عن جن نجد المسلمين وكفيت إبلك حتى تقدم على أهلك، فدخلت
المدينة ودخلت يوم الجمعة فخرج إلي أبو بكر الصديق فقال: ادخل
رحمك الله! فإنه قد بلغنا إسلامك، قلت: لا أحسن الطهور فعلمني
فدخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب كأنه البدر
وهو يقول: ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يحفظها
ويعقلها إلا دخل الجنة. فقال لي عمر بن الخطاب: لتأتين على هذا
ببينة أو لأنكلن بك! فشهد لي شيج قريش عثمان بن عفان،
فأجاز شهادته (الروياني، كر).
خزيمة بن الحكيم السلمي رضي الله عنه
37043 عن أبي جريج عن الزهري قال: قدم خزيمة بن
الحكيم السلمي ثم البهزي على خديجة بنت خويلد وكان إذا قدم عليها
أصابته بخير ثم انصرف إلى بلاده، وإنه قدم عليها مرة فوجهته مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام لها يقال له ميسرة إلى بصرى وبصرى
من أرض الشام، وأحب خزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا شديدا حتى
اطمأن إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له خزيمة: يا محد! إني أرى
فيك أشياء ما أراها في أحد من الناس، وإنك لصريح في ميلادك،
أمين في أنفس قومك، وإني أرى عليك من الناس محبة، وإني
384

لأظنك الذي يخرج بتهامة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاني محمد
رسول الله، قال: أشهد أنك لصادق، وإني قد آمنت بك، فلما
انصرفوا من الشام رجع خزيمة إلى بلاده وقال: يا رسول الله! إذا
سمعت بخروجك أتيتك، فأبطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان
يوم فتح مكة أقبل خزيمة حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نظر إليه: مرحبا بالمهاجر الأول! قال خزيمة:
أما والله يا رسول الله! لقد أتيتك عدد أصابعي هذه فما نهنهني
عنك إلا أن أكون مجدا في إعلانك غير منكر لرسالتك ولا
مخالف لدعوتك، آمنت بالقرآن وكفرت بالأوثان، وأتيتك
يا رسول الله غير مبدل لقولي ولا ناكث لبيعتي، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إن الله يعرض على عبده في كل يوم نصيحة فان هو قبلها
سعد وإن تركها شقي، فان الله باسط يده لمسئ النهار ليتوب،
فان تاب تاب الله عليه، وإن الحق ثقيل كثقله يوم القيامة، وان
الباطل خفيف كخفته يوم القيامة، وإن الجنة محظور عليها بالمكاره،
وإن النار محظور عليها بالشهوات، أنعم صباحا تربت يداك! قال
خزيمة: يا رسول الله! أخبرني عن ظلمة الليل وضوء النهار وحر
الماء في الشتاء وبرده في الصيف ومخرج السحاب، وعن قرار ماء
385

الرجل وماء المرأة، وعن موضع النفس من الجسد وما شراب المولود
في بطن أمه، وعن مخرج الجراد، وعن البلد الأمين، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أما ظلمة الليل وضوء النهار فان الله عز وجل خلق خلقا من
غشاء الماء باطنه أسود وظاهره أبيض، وطرفه بالمشرق وطرفه بالمغرب،
تمده الملائكة، فإذا أشرق الصبح طردت الملائكة الظلمة حتى تجعلها
في المغرب وينسلخ الجلباب، وإذا أظلم الليل طردت الملائكة الضوء
حتى تجعله في طرف الهواء، فهما كذلك يتراوحان، لا يبليان ولا
ينفدان، وأما إسخان الماء في الشتاء وبرده في الصيف فان الشمس
إذا سقطت تحت الأرض سارت حتى تطلع من مكانها، فإذا طال الليل
في الشتاء كثر لبثها في الأرض فسخن الماء لذلك، فإذا كان الصيف
مرت مسرعة لا تلبث تحت الأرض لقصر الليل فثبت الماء على حاله
باردا، وأما السحاب فينشق من طرف الخافقين السماء والأرض،
فيظل عليه الغبار، مكفف من المزاد المكفوف، حوله الملائكة
صفوف، تخرقه الجنوب والصبا، وتلحمه الشمال والدبور، وأما
قرار ماء الرجل فإنه يخرج ماؤه من الإحليل وهو عرق يجري
من ظهره حتى يستقر قراره في البيضة اليسرى، وأما ماء
المرأة فان ماءها في التريبة يتغلغل لا يزال يدنو حتى يذوق عسيلتها،
386

وأما موضع النفس ففي القلب معلق بالنياط والنياط يسقي العروق،
فإذا هلك القلب انقطع العرق، وأما شراب المولود في بطن أمه
فإنه يكون نطفة أربعين ليلة، ثم علقة أربعين ليلة، ومشيجا أربعين
ليلة، وعميسا أربعين ليلة، ثم مضغة أربعين ليلة، ثم العظم حنيكا
أربعين ليلة، ثم جنينا. فعند ذلك يستهل وينفخ فيه الروح، فإذا
أراد الله أن يخرجه تاما أخرجه وإذا أراد أن يؤخره في الرحم تسعة
أشهر فأمره نافذ وقوله صادق تحملت عليه عروق الرحم ومنها
يكون غذاء الولد، وأما مخرج الجراد فإنه نثرة حوت في البحر
يقال له الابزار وفيه يهلك، وأما البلد الأمين فبلد مكة مهاجر
الغيث والرعد والبرق لا يدخلها الدجال، وآية خروجه إذا منع الحياء وفشا
الزنا ونقض العهد (كر وابن شاهين).
خالد بن رباح أخو بلال رضي الله عنه
37044 عن موسى بن عبيدة عن زيد بن عبد الرحمن عن أمه
حجة بنت قرط عن أمها عقيلة بنت عتيك بن الحارث عن أمها أم
قريرة بنت الحارث قالت: جئنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو
نازل بالأبطح وقد ضربت عليه قبة حمراء فبايعناه واشترط علينا،
قالت: فبينما نحن كذلك إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي
387

كأنه جمل أورق فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح وذلك بعد
ما طلعت الشمس فقال: ما منعك أن تعجل الغدو على رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلا النفاق! والذي بعثه بالحق أن لولا شئ لضربت بهذا
السيف فلحتك (1)! وكان رجلا أعلم، فانطلق سهيل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: ألا ترى ما يقول لي هذا العبد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه
فعسى أن يكون خيرا منك فتلتمسه فلا تجده، فكانت هذه عليه
أشد من الأولى (أبو نعيم).
37045 عن قريرة بنت الحارث قالت: جئنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم فتح مكة وهو نازل بالأبطح وقد ضربت عليه قبة حمراء فبايعناه
واشترط علينا فبينا نحن كذلك إذ أقبل سهيل بن عمرو أحد بني عامر
ابن لؤي كأنه جمل أورق فلقيه خالد بن رباح أخو بلال بن رباح
وذلك بعد ما طلعت الشمس فقال: ما منعك أن تعجل
الغدو على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا النفاق؟ والذي بعثه بالحق لولا شئ لضربت
بهذا السيف فلحتك! وكان رجلا أعلم، فانطلق سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: ألا ترى ما يقول لي هذا العبد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه فعسى أن
يكون خيرا منك فتلتمسه فلا تجده، وكانت هذه أشد عليه من الأولى
(ابن منده، كر وفيه موسى بن عبيدة ضعيف).

(1) فلحتك: أي موضع الفلح: هو الشق في الشفة السفلى 30 / 469 النهاية. ب
388

حرف الراء
ربيع بن زياد رضي الله عنه
37046 عن عبد الله بن بريدة أن عمر بن الخطاب جمع الناس
لقدوم الوفد فقال لابن الأرقم: انظر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأذن
لهم أول الناس ثم القرن الذين يلونهم، فدخلوا فصفوا قدامه، فنظر
فإذا رجل ضخم عليه مقطعة برود فأومى إليه عمر، فأتاه فقال عمر:
إيه (1) - ثلاث مرات، فقال الرجل: إيه ثلاث مرات، فقال
عمر: أف قم! فقام فنظر فإذا الأشعري رجل أبيض خفيف الجسم
قصير ثبط (2) فأومأ إليه فأتاه، فقال عمر: إيه! فقال الأشعري:
إيه! قال عمر: إيه! فقال: يا أمير المؤمنين! افتح حديثا فنحدثك،
فقال عمر: أف قم! فإنه لن ينفعك راعي ضأن، فنظر فإذا رجل
أبيض خفيف الجسم فأومأ إليه فأتاه، فقال له عمر: إيه! فوثب
فحمد الله وأثنى عليه ووعظ بالله ثم قال: إنك وليت أمر هذه الأمة
فاتق الله فيما وليت من أمر هذه الأمة وأهل رعيتك في نفسك

(1) إيه: اسم فعل أمر، ومعناه الزيادة من حديث أو عمل، فان
وصلت نونت فقلت: إيه حدثنا (26) المختار. ب
(2) ثبط: الثبط: ككثف: الضعيف (2 / 352) القاموس. ب
389

خاصة، فإنك محاسب ومسؤول، وإنما أنت أمين وعليك أن
تؤدي ما عليك من الأمانة، فتعطى أجرك على قدر عملك: فقال:
ما صدقني رجل منذ استخلفت غيرك، من أنت؟ قال: أنا ربيع
ابن زياد، فقال: أخو المهاجر بن زياد؟ قال: نعم، فجهز عمر جيشا
واستعمل عليه الأشعري ثم قال: انظر ربيع بن زياد، فان يك صادقا
فيما قال فان عنده عونا على هذا الامر فأستعمله، ثم لا يأتين عليك
عشرة إلا تعاهدت منه عمله وكتبت إلي بسيرته في عمله حتى كأني
أنا الذي استعملته، ثم قال عمر: عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم فقال: إن أخوف
ما أخشي عليكم بعدي منافق عليم اللسان (ابن راهويه والحارث
ومسدد، ع) وصحح (1).
ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه
37047 كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يوما: يا ربيعة! ألا
تتزوج؟ فقلت والله يا رسول الله لخدمتك أحب إلي! ثم أعاد
علي بعد مرة أخرى، فقلت مثل ذلك فقلت: والله لرسول الله
صلى الله عليه وسلم أعلم بما يصلحني مني! فلئن قال لي مرة فلأقولن: بلى يا رسول الله،

(1) ربيع بن زياد بن أنس بن الديان واسمه يزيد بن قطن وللربيع صحبة.
أسد الغابة 2 / 206. ص
390

فقال لي: يا ربيعة! ألا تتزوج؟ قلت: بلى يا رسول الله! قال:
ايت فلانا لرجل من الأنصار فليزوجوك ابنتهم فلانة، فأتيتهم
فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن تزوجوني، فقالوا: مرحبا
برسول الله صلى الله عليه وسلم! لا يذهب رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته،
فزوجوني ولم يسألوني بينة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا كئيب،
فقال: ما لك يا ربيعة؟ قلت، يا رسول الله! أتيت قوما كراما
فزوجوني ولم يسألوني بينة وليس عندي ما أصدق (1)، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اجمعوا له وزن نواة من ذهب، فجمعوا لي وزن نواتين من
ذهب فأتيتهم به، فقبلوا وقالوا: كثير طيب، فأتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنا كئيب، فقال: ما لك يا ربيعة! فقلت: يا رسول الله!
أتيت قوما كراما فقبلوا وقالوا: كثير طيب، وليس عندي ما أو لم
فقال: اجمعوا له في ثمن كبش، فجمعوا لي في ثمن كبش، وأرسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فأتى بمكتل فيه شعير فأتيتهم به، فقالوا
أما الكبش فاكفوناه أنتم، وأما الشعير فنحن نكفيكموه، ففعلوا
ذلك، وأصبحت فدعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه (حم، ك،

(1) أصدق: الصداق بفتح الصاد وكسرها: من المرأة، وأصدق المرأة
سمى لها صداقا. (284) المختار. ب
391

طب عن ربيعة الأسلمي) (1)
رباح مولى النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه
37048 (مسند سلمة بن الأكوع) عن إياس بن سلمة عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له غلام يسمى رباحا (ابن جرير).
رافع بن خديج رضي الله عنه
37049 (مسند أسيد بن حضير) عن حسين وسعدى
ولدى ثابت بن أسيد بن ظهير عن أبيهما عن جدهما قال: استصغر
رسول الله صلى الله عليه وسلم رافع بن خديج يوم أحد، فقال له عمه ظهير:
يا رسول الله! إنه رجل رام، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصابه سهم
في لبته (2)، فجاء به عمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابن أخي أصابه
سهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحببت أن نخرجه أخرجناه،
وإن أحببت أن ندعه فإنه أن مات وهو فيه مات شهيدا (أبو نعيم) (3).

(1) أورده ابن الأثير في أسد الغابة (2 / 210) وكانت وفاته سنة ثلاثة وستين. ص
(2) لبته: اللبة. بوزن الحبة، المنحر. (466) المختار. ب
(3) ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة (2 / 190) وقال توفي سنة 74. ص
392

حرف الزاي
زبير بن العوام رضي الله عنه
زبير بن العوام رضي الله عنه من تتمة العشرة بعد الخلفاء الأربعة
زيد بن ثابت رضي الله عنه
37050 عن سليمان بن يسار قال: ما كان عمر ولا عثمان
يقدمان على زيد بن ثابت أحدا في القضاء والفتوى والفرائض
والقراءة (ابن سعد).
37051 عن القاسم قال: كان عمر يستخلف زيد بن ثابت
في كل سفر، وكان يفرق الناس في البلدان ويوجهه في الأمور
المهمة، ويطلب إليه الرجال المسمون، فقال له: زيد بن ثابت، فيقول:
لم يسقط علي مكان زيد، ولكن أهل البلد محتاجون إلى زيد فيما
يجدون عنده فيما يحدث لهم ما لا يجدون عند غيره (ابن سعد).
37052 عن سالم بن عبد الله قال: كنا مع ابن عمر يوم مات
زيد بن ثابت فقلت: مات عالم الناس اليوم! فقال ابن عمر: يرحمه
الله اليوم! فقد كان عالم الناس في خلافة عمر وحبرها، فرقهم
عمر في البلدان ونهاهم أن يفتوا برأيهم، وجلس زيد بن ثابت
393

بالمدينة يفتي أهل المدينة وغيرهم الطرآء يعني القدام
(ابن سعد).
37053 (مسند عثمان رضي الله عنه) عن أبي عبد الرحمن
رضي الله عنه أنه قرأ على عثمان، قال فقال لي: إنك إذا تشغلني عن
النظر في أمور الناس فامض إلى زيد بن ثابت، فإنه أفرغ لهذا
الامر فاقرأ عليه، فإن قراءتي وقراءته واحدة، ليس بيني وبينه
فيها خلاف (ابن الأنباري في المصاحف).
37054 (مسند زيد بن ثابت) عن سليمان بن خارجة بن
زيد بن ثابت عن أبيه قال: وفد نفر على أبي فقالوا: حدثنا بعض
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أحدثكم! كنت جاره
فكان إذا نزل عليه الوحي أرسل إلي فكتبت الوحي، وكان إذا
ذكرنا الآخرة ذكرها معنا وإذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا
ذكرنا الطعام ذكره معنا وإذا ذكرنا النساء ذكرهن معنا، وبكل
هذا أحدثكم عنه (ابن أبي داود في المصاحف، ع والروياني، ق
في..، كر).
37055 عن زيد بن ثابت قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا
ابن إحدى عشر سنة (كر).
394

37056 عن زيد بن ثابت قال: أتي بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمه
المدينة فقالوا: يا رسول الله! هذا غلام من بني النجار وقد قرأ مما
أنزل عليك سبع عشرة سورة! فقرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأعجبه ذلك فقال: يا زيد! تعلم لي كتاب يهود، فاني والله ما
آمن يهود على كتابي، فتعلمته، فما مضى لي نصف شهر حتى حذقته (1) فكنت أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كتب إليهم وأقرأ كتابهم
إذا كتبوا إليه (ع، كر).
(37057) (أيضا) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن
عمرو بن حزم قال: كان زيد بن ثابت يتعلم في مدارس (2) ماسكة،
فتعلم كتابهم في خمس عشرة ليلة، حتى كان يعلم ما حرفوا وبدلوا
(كر).
(37058) - عن زيد بن ثابت قال: كنت أكتب الوحي

(1) حذقته: حذق الصبي القرآن والعمل، إذا مر، وبابه ضرب.
المختار 56. ب
(2) مدارس: المدرس: الموضع يدرس فيه جمع مدارس. والمدرسة:
مكان الدرس والتعليم، والمدارس: الموضع يدرس فيه كتاب الله.
المعجم الوسيط 1 / 280. ب
395

لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا نزل أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا
مثل الجمان (1) ثم سري عنه (كر).
37059 عن زيد بن ثابت قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها
تأتيني كتب لا أحب أن يقرأها كل أحد، فهل تستطيع أن
تتعلم كتاب العبرانية أو قال: السريانية؟ فقلت: نعم، فتعلمتها
في سبع عشرة ليلة (ابن أبي داود في المصاحف، كر).
37060 عن زيد بن ثابت قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: أتحسن
السريانية؟ فإنها تأتيني كتب، قلت: لا، قال: فتعلمها، فتعلمتها
في سبعة عشر يوما (ع وابن أبي داود، كر).
37061 (أيضا) عن عمار بن أبي عمار أن زيد بن ثابت
ركب يوما فأخذ ابن عباس بركابه، فقال له: تنح يا ابن عم
رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال له: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا
فقال زيد: أرني يدك، فأخرج يده، فقبلها فقال: هكذا أمرنا
أن نفعل بأهل بيت نبينا (كر).
37062 عن ابن عباس أنه أخذ بركاب زيد بن ثابت ثم قال:
إنا أمرنا أن نأخذ بركاب معلمينا وذوي أسناننا (ابن النجار).

(1) الجمان: اللؤلؤ. المعجم الوسيط 1 / 137. ب
396

زيد بن حارثة رضي الله عنه
37063 عن علي قال: أسلم زيد بن حارثة مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكان أول ذكر أسلم وصلى (كر). 37064 عن البراء بن عازب أن زيد بن حارثة قال: يا رسول
الله! آخيت بيني وبين حمزة (أبو نعيم).
37065 (مسند جبلة بن حارثة الكلبي) عن جبلة بن حارثة
قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! ابعث معي
أخي زيدا، قال: هو ذا بين يديك! فإن انطلق معك لم أمنعه،
فقال زيد: لا والله يا رسول الله لا أختار عليك أحدا أبدا، قال
جبلة، فكان رأى أخي أفضل من ريي (ع، قط في الافراد، طب
وأبو نعيم، ن، كر).
37066 عن جبلة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز لم
يعط سلاحه إلا عليا أو زيدا (كر).
37067 (أيضا) أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم رحلان، فأخذ واحدا
وأعطى زيدا الآخر (كر).
37068 عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر
يوما إلى زيد بن حارثة وبكى فقال: المظلوم من أهل بيتي
397

سمي (1)! والمقتول في الله والمصلوب من أمتي سمي هذا وأشار
إلى زيد بن حارثة ثم قال: ادن مني يا زيد بن حارثة! زادك الله
حبا عندي! فإنكم سمي الحبيب من ولدي (كر). وفيه نصر
ابن مزاحم، قال في المغني: رافضي تركوه.
37069 عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني رفعت إلى
الجنة فاستقبلتني جارية، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ قالت: لزيد
ابن حارثة، وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم
يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل
مصفى، ورمانها كأنه الدلاء عظما وإذا بطائرها كأنه بختكم (2)
هذه! فقال عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أعد لعباده الصالحين
ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (كر).
وفيه أبو هارون العبدي.
37070 (مسند عبد الله عمر) ما كنا ندعو زيد بن حارثة
إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن (ادعوهم لآبائهم) (ش).

(1) سمي: وهو سمى فلان، إدا وافق اسمه اسم فلان، كما تقول: هو
كنيه. المختار 250. ب
(2) بختكم: البختي من الإبل: جمعه بخاني المختار 31. ب
398

37071 عن عروة قال أول من أسلم زيد بن حارثة (كر).
37072 عن عروة قال: قتل يوم مؤتة زيد بن حارثة
(ابن سعد، كر).
37073 عن الزهري ونافع بن جبير ومحمد بن أسامة بن زيد
وعمران بن أبي أنس وسلمان بن يسار قالوا: أول من أسلم زيد بن
حارثة (كر وابن سعد).
37074 عن الزهري قال: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن
حارثة (كر).
زياد بن الحارث الصدائي رضي الله عنه
37075 عن زياد بن الحارث الصدائي قال: أتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فبايعته على الاسلام، وأخبرت أنه بعث جيشا إلى قومي فقلت:
يا رسول الله! أردد الجيش فأنا لك باسلام قومي وطاعتهم! فقال لي:
اذهب فردهم، فقلت: يا رسول الله! إن راحلتي قد كلت، فبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فردهم، قال الصدائي: وكتب إليهم كتابا،
فقدم وفدهم باسلامهم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أخا صداء (1)!

(1) صداء: الصداء كغراب: حي باليمن منهم زياد بن الحارث الصدائي.
1 / 20. القاموس المحيط. ب
399

إنك لمطاع في قوم؟ فقلت: بل الله هو هداهم للاسلام، فقال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أؤمرك عليهم! فقلت: بلى يا رسول الله!
فكتب لي كتابا، فقلت: يا رسول الله! مر لي بشئ من صدقاتهم،
قال: نعم، فكتب لي كتابا آخر. قال الصدائي: وكان ذلك في
بعض أسفاره فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل
يشكون عاملهم ويقولون: آخذنا بشئ كان بيننا وبين قومه في
الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أو فعل؟ فقالوا: نعم، فالتفت النبي
صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وأنا فيهم فقال: لا خير في الامارة لرجل مؤمن
قال الصدائي: فدخل قوله في نفسي، ثم أتاه آخر فقال: يا نبي الله!
أعطني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في
الرأس وداء في البطن، فقال السائل: فأعطني من الصدقة، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غبره في الصدقات
حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء، فان كنت من تلك الأجزاء
أعطيتك، قال الصدائي: فدخل ذلك في نفسي أني سألته من الصدقات
وأنا غني، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتشى (1) من أول الليل فلزمته
وكنت قويا وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه

(1) اعتشى: سار في أول الليل. 2 / 603 المعجم الوسيط. ب
400

أحد غيري، فلما كان أوان أذان الصبح أمرني فأذنت، فجعلت
أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ناحية الشرق إلى
الفجر فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبرز
ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال: هل من ماء يا أخا صداء؟
فقلت: لا إلا شئ قليل لا يكفيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
اجعله في إناء ثم ائتني به، ففعلت، فوضع كفه في الماء فرأيت
بين كل إصبعين من أصابعه عينا تفور، قال لي رسول صلى الله عليه وسلم: لولا
أني أستحيي من ربي لسقينا وأسقينا، ناد في أصحابي من له حاجة
في الماء؟ فناديت فيهم، فأخذ من أراد منهم، ثم قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأراد بلال أن يقيم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أن أخا صداء هو
أذن، ومن أذن فهو يقيم، قال الصدائي: فأقمت الصلاة، فما
قضي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أتيته بالكتابين فقلت: يا رسول الله!
اعفني من هذين، فقال: ما بدا لك؟ فقلت: سمعتك يا نبي الله
تقول: لا خير في الامارة لرجل مؤمن، وأنا أو من بالله ورسوله،
وسمعتك تقول للسائل: من سأل الناس عن ظهر غنى فهو صداع
في الرأس وداء في البطن، وسألتك وأنا غني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
هو ذا، فان شئت فاقبل، وإن شئت فدع، فقلت: أدع، فقال
401

لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فدلني على رجل أؤمره عليكم، فدللته على
رجل من الوافدين الذين قدموا عليه، فأمره عليهم، ثم قلنا يا نبي
الله! إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها، وإذا
كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا وقد أسلمنا وكل
حولنا عدو لنا فادع الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها فنجتمع عليها
ولا نتفرق، فدعا سبع حصيات ففركهن في يده ودعا فيهن ثم
قال: اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة
واذكروا اسم الله، قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد
أن ننظر إلى قعرها (البغوي، كر وقال: هذا حديث حسن).
زيد بن سهل أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه
37076 عن أنس آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي طلحة وبين
أبي عبيدة (عب).
37077 عن أنس قال: كان أبو طلحة يقل الصوم على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الغزو، فلما مات كان لا يفطر إلا سفر
أو مرض (ابن جرير).
37078 عن أنس أن أبا طلحة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جعلني
الله فداك يا رسول الله (كر).
402

زيد بن صوحان وجندب بن كعب العيدي
وقيل الأزدي رضي الله عنهما
37079 عن أبي مجلز بن حميد عن ابن عباس وابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة فكان يتناوب أصحاب سوق الإبل،
فإذا كان نوبة رسول الله صلى الله عليه وسلم حدا بالركب ويقول: زيد الخير
وما زيد! جندب وما جندب! فلما أصبح قلنا؟ يا رسول
الله! رأيناك تذكر زيدا وجندبا فأكثرت من ذكرهما، قال: هما
رجلان من أمتي، أما أحدهما فيسبقه بعض جسده أو يده إلى الجنة
وأما الآخر فيفرق بين الحق والباطل، فأما زيد فأصيبت يده يوم
جلولاء وقتل يوم الجمل، وأما جندب فإنه مر بالوليد بن عقبة
فإذا ساحر يلعب بين يديه فحمل بسيفه وجاء فضرب الساحر
فقتله (كر).
37080 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن
ينظر إلى رجل بسيفه بعض أجزائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن
صوحان (ع، عد، ق في الدلائل، خط، كر، قال ق: فيه
هزيل بن بلال غير قوي).
403

زيد الخيل وسماه النبي صلى الله عليه وسلم زيد الخير: رضي الله عنه
37081 عن عدي بن حاتم قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في آخر الجاهلية وأول الاسلام فاستقدم زيد الخيل وهو زيد بن
مهلهل الطائي فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وقف فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: تقدم يا زيد! فما رأيتك حتى أحببت أن أراك، فتقدم زيد
فشهد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم تكلم، فقال
له عمر بن الخطاب: يا زيد! ما أظن في طئ أفضل منك، قال
بلى والله، فيها حاتم القاري للأضياف، والطويل العفاف، قال:
فما تركت لمن بقي خيرا، قال: إن منا لمقدوم بن حومة الشجاع
صدرا، النافذ فينا أمرا، قال: فما تركت لمن بقي خيرا! قال: بلى
والله (كر).
حرف السين
سعد بن عبادة رضي الله عنه
37082 عن سعد بن عبادة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بصحفة أو
جفنة مملوءة مخا فقال: يا أبا ثابت! ما هذا؟ قال: والذي
404

بعثك بالحق لقد نحرت أو ذبحت أربعين ذات كبد فأحببت أن
أشبعك من المخ! قال فأكل النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له بخير (كر).
37083 عن ابن سيرين قال: كان أهل الصفة إذا أمسوا
انطلق الرجل بالرجل والرجل بالرجلين والرجل بالجماعة، فأما سعد
ابن عبادة فكان ينطلق بثمانين كل ليلة يعشيهم (ابن أبي
الدنيا، كر) (1).
سعد بن مالك رضي الله عنه
37084 عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا خالي فلير
امرء خاله (طب، ك).
37085 (مسند جابر بن عبد الله) كنا جلوسا عند النبي
صلى الله عليه وسلم فأقبل سعد فقال: هذا خالي فليرني امرء خاله (ت وقال:
غريب، طب، ك وأبو نعيم، ض).
37086 عن جابر قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل سعد
ابن مالك فقال: أنت خالي (كر).
37087 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهو
لي جنبي فقلت: يا رسول الله! ما شأنك؟ فقال: ليت رجلا

(1) ترجم له ابن حجر في الإصابة (2 / 30) وقال توفي سنة 15 ه‍ بحوران. ص
405

صالحا من أمتي يحرسني الليلة! فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت
السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ فقال: أنا سعد بن مالك،
قال: ما جاء بك؟ قال: جئت أحرسك يا رسول الله! فسمعت
غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه (ش).
سعد بن معاذ رضي الله عنه
37088 (ش) حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا محمد بن عمرو
عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص عن عائشة قالت: خرجت يوم
الخندق أقفو آثار الناس فسمعت وئيد الأرض ورائي فالتفت فإذا أنا
بسعد بن معاذ ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه فجلست
إلى الأرض فمر سعد وعليه درع قد خرجت منها أطرافه فأنا
أتخوف على أطراف سعد وكان من أعظم الناس وأطولهم فمر يرتجز
وهو يقول:
لبث قليلا يدرك الهيجا حمل * ما أحسن الموت إذ حان الاجل
فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين فيهم عمر بن الخطاب
وفيهم رجل عليه تسبغة (1) له - تعني المغفر - فقال عمر: ويحك!

(1) تسبغة: التسبغة: تسبغة الخوذة: ما توصل به من حلق الدروع فتستر
العنق جمع تسابغ 10 / 414 المعجم الوسيط. ب
406

ما جاء بك؟ ويحك ما جاء بك! والله! إنك لجريئة وما يؤمنك أن يكون تحوزا (1) وبلاء، قالت: فما زال يلومني حتى تمنيت أن
الأرض انشقت فدخلت فيها! فرفع الرجل التسبغة عن وجهه فإذا
طلحة بن عبيد الله فقال: يا عمر! ويحك قد أكثرت منذ اليوم!
وأين التحوز والفرار إلا إلى الله! قالت: ويرمي سعدا رجل من
المشركين من قريش يقال له حبان بن العرقة بسهم فقال: خذها وأنا
ابن العرقة فأصاب أكجله فقطعه فدعا الله تعالى فقال: اللهم!
لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة! وكانوا حلفاءه ومواليه في
الجاهلية، فرقأ كلمه (2) وبعث الله الريح على المشركين وكفى الله
المؤمنين القتال، فلحق أبو سفيان بتهامة ولحق عيينة بن بدر ومن معه
بنجد، ورجعت بنو قريظة فتحصنوا في صياصيهم (3)، ورجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فأمر بقبة فضربت على سعد في المسجد ووضع
السلاح، فأتاه جبريل فقال: أقد وضعت السلاح؟ والله ما وضعت
الملائكة السلاح! فأخرج إلى بني قريظة فقاتلهم، فأمر رسول الله

(1) تخوزا: التحوز: من الحوزة، وهي الجانب، كالتنحي من الناحية،
يقال: تحوز عنه وتحيز، وتحييز تفعيل. 1 / 321 الفائق. ب
(2) كلمه: الكلم: الجراحة. 457 المختار. ب
(3) صياصيهم: الصياصي: الحصون. 297 المختار. ب
407

صلى الله عليه وسلم بالرحيل ولبس لامته (1)، فخرج فمر على بني غنم وكانوا جيران
المسجد فقال: من مر بكم؟ قالوا: مر بنا دحية الكلبي وكان
دحية يشبه لحيته وسنة وجهه بجبريل فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم
خمسة وعشرين يوما، فلما اشتد حصرهم واشتد البلاء عنهم قيل لهم:
أنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستشاروا أبا لبابة، فأشار إليهم بيده
أنه الذبح، فقالوا: انزل على حكم سعد بن معاذ، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أنزلوا على حكم سعد بن معاذ، فنزلوا، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى سعد فحمل على حمار له أكاف من ليف، وخف به قومه
فجعلوا يقولون: يا أبا عمرو! حلفاؤك ومواليك وأهل النكاية ومن
قد علمت لا يرجع إليه شيئا، حتى إذا دنا من دارهم التفت إلى
قومه: قد أنى (2) لسعد أن لا يخاف في الله لومة لائم، فلما
طلع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم فأنزلوه، قال عمر: سيدنا الله،

(1) لامته: لما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم من الخندق ووضع لامته أتاه جبريل
فأمره بالخروج إلى بني قريظة واللامة: الدرع، سميت لا لتئامها، وجمعها
لام ولؤم واستلام الرجل: لبسها 30 / 293 الفائق. ب
(2) أنى: أنى الشئ أنيا وأناء وإني بالكسر وهي أني كفني: جان
وأدرك 40 / 301 القاموس. ب
408

قال: أنزلوه، فأنزلوه، فقال: يا رسول! أحكم فيهم أن تقتل
مقاتلتهم وتسبي ذراريهم وتقسم أموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لقد حكمت فيهم يحكم الله وحكم رسوله، ثم دعا سعد فقال: اللهم!
إن كنت أبقيت على نبيك من حرب قريش شيئا فأبقني لها، وإن
كنت قطعت الحرب بينه وبينهم فاقبضني إليك! فانفجر كلمه وكان
قد برأ حتى ما بقي منه إلا مثل الخرص، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورجع سعد إلى قبته التي كان ضرب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت:
فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وكانوا كما قال الله عز وجل
رحماء بينهم، قال علقمة: فقلت: أي أمه! كيف كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قالت: كان عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان
إذا وجد فإنما هو آخر بلحيته. قال محمد بن عمرو حدثني عاصم بن
عمر بن قتادة قال: لما نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمسى أتاه جبريل
فقال: من رجل من أمتك مات الليلة استبشر بموته أهل السماء!
فقال: لا إلا أن يكون سعد، فإنه أمسى دنفا (1)، وما فعل سعد؟
قالوا: يا رسول الله قد قبض، وجاءه قومه فاحتملوه إلي دارهم
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم خرج وخرج الناس

(1) دنفا: دنف المريض كفرح: ثقل. القاموس 3 / 141. ب
409

فبت (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مشيا حتى أن شسوع نعالهم
لتنقطع من أرجلهم وإن أرديتهم لتسقط عن عواتقهم، فقال رجل:
يا رسول الله! بتت الناس! فقال: إني أخشى أن تسبقنا إليه
الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة. قال محمد فأخبرني أشعث بن إسحاق
قال: فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغسل، قال: فقبض رسول
الله صلى الله عليه وسلم ركبتيه فقال: دخل ملك فلم يكن له مجلس فأوسعت له!
وأمه تبكي وهي تقول:
ويل أم سعد سعدا * براعة ونجدا
بعد أياد يا له ومجدا * مقدما سد به مسدا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل البواكي يكذبن إلا أم سعد. قال محمد:
وقال ناس من أصحابنا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج لجنازته قال
ناس من المنافقين: ما أخف سرير سعد أو جنازة سعد! قال:
فحدثني سعد بن إبراهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم مات سعد: لقد

(1) فبت: بت الشئ بتوتا: انقطع، وأبت وبت بمعنى انقطع وبت
الشئ: قطعه. وانبت: انقطع. وانبت الرجل في السير: جهد
دابته حتى أعيت. وفي الحديث: (إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا
أبقى) يقال لمن يبالغ في طلب الشئ ويفرط حتى ربما يفوته على نفسه.
المعجم الوسيط 1 / 37. ب
410

نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل
يومئذ. قال فسمعت إسماعيل بن محمد بن سعد ودخل علينا الفسطاط
ونحن ندفن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ فقال: ألا أحدثكم بما
سمعت أشياخنا يحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم مات سعد: لقد
نزل سبعون ألف ملك شهدوا جنازة سعد ما وطئوا الأرض قبل
يومئذ؟ قال محمد: فأخبرني أبي عن أبيه عن عائشة قالت: ما كان
أحد أشد فقدا على المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من سعد
ابن معاذ! قال محمد: وحدثني محمد بن المنكدر عن محمد بن شرحبيل
أن رجلا أخذ قبضة من تراب قبر سعد ففتحها بعد فإذا هو
مسك! قال محمد: وحدثني واقد بن عمرو بن سعد قال: وكان
واقد من أحسن الناس وأطولهم قال: دخلت على أنس بن مالك
فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ،
قال: يرحم الله سعدا إنك بسعد لشبيه، ثم قال: يرحم الله سعدا
كان من أجمل الناس وأطولهم، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أكيدر دومة فبعث إليه بجبة ديباج منسوج فيها ذهب، فلبسها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على المنبر فجلس فلم يتكلم، فجعل الناس
يلمسون الجبة ويتعجبون منها، فقال: أتعجبون منها؟ قالوا: يا رسول
411

الله! ما رأينا ثوبا أحسن منه، قال: فوالذي نفس محمد بيده!
لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون (أبو نعيم).
37089 عن حذيفة بن اليمان قال: لما مات سعد بن معاذ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهتز العرش لروح سعد بن معاذ (ش).
37090 عن محمد بن شرحبيل قال: اقتبض إنسان من تراب
قبر سعد بن معاذ ففتحها فإذا هي مسك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سبحان الله! سبحان الله! حتى عرف ذلك في وجهه (أبو نعيم في
المعرفة، وسنده صحيح).
37091 عن عطارد بن حاجب أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثوب
ديباج كساه إياه كسرى، فدخل أصحابه فقالوا: أأنزلت عليك
من السماء؟ فقال: وما تعجبون من ذا؟ لمنديل من مناديل سعد
ابن معاذ في الجنة خير من هذا، ثم قال: يا غلام! اذهب به
إلى أبي جهم بن حذيفة وقل له يبعث إلى بالخميصة (كر وقال:
غريب).
37092 عن محمد بن المنكدر قال: قالت أم سعد بن معاذ
وهي تندب سعدا:
ويل أم سعدا سعدا * نزاهة وجدا
412

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل البواكي يكذبن إلا أم سعد (ابن جرير
في تهذيبه).
37093 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بكى وبكى أصحابه
حين توفي سعد بن معاذ، قالت: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتد
وجده فإنما هو آخذ بلحيته، قالت عائشة: وكنت أعرف بكاء
أبي من بكاء عمر (ابن جرير فيه).
37094 (مسند ابن عمر) حدثنا محمد بن فضيل عن
عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر قال: اهتز العرش لحب
لقاء الله سعدا، قال: إنما يعني السرير، قال: (ورفع أبويه على
العرش). قال: تفسخت أعواده، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبره فاحتبس، فلما خرج قالوا: يا رسول الله! ما حبسك؟ قال:
ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه (ش).
37095 (مسند أسيد بن حضير) عن عائشة قالت: قدمنا
من حج أو عمرة فنلقينا بذي الحليفة وكان غلمان الأنصار يتلقون
أهليهم فلقوا أسيد بن حضير فنعوا له امرأته فتقنع وجعل يبكي،
فقلت: غفر الله لك! أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك من
السابقة والقدم ما لك وأنت تبكي على امرأة! قالت: فكشف
413

رأسه وقال: صدقت، لعمري ليحق أن لا أبكي على أحد بعد سعد
ابن معاذ وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال: قلت: وما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قال: قال: لقد اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ، قالت:
وهو يسير بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم (ش، حم والشاشي، كر).
37096 عن أنس قال: أهدى أكيدر دومة إلى رسول الله
جبة فتعجب الناس من حسنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمناديل سعد
ابن معاذ في الجنة خير منها (أبو نعيم في المعرفة).
37097 عن البراء قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب من حرير
فجعلوا يعجبون من لينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمناديل سعد بن
معاذ في الجنة ألين من هذا (ش).
37098 عن جابر بن عبد الله قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: من هذا العبد الصالح الذي فتحت له أبواب السماء وتحرك
له العرش؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا سعد بن معاذ، فقال رسول الله:
هذا العبد الصالح شدد عليه في قبره حتى كان هذا حين فرج له
(حم وابن جرير).
37099 عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد اهتز العرش
لموت سعد بن معاذ (ش).
414

(37100) عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد يوم مات
وهو يدفن: لهذا العبد الصالح الذي اهتز له العرش وفتحت له
أبواب السماء، شدد عليه ثم فرج عنه (كر).
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
(37101) عن سعد قال: أسلمت أنا وانا ابن سبع عشرة
سنة (كر).
(37102) (أيضا) عن سعد قال: دفع إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم أحد ما في كنانته من السهام وقال: ارم سعد فداك أبي وأمي!
وما جمعهما رسول الله صلى الله عليه وسلم لغيري قبلي ولا بعدي منذ بعثه الله
عز وجل (كر).
(37103) (أيضا عن سعد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يناولني
السهم يوم أحد يقول: ارم فداك أبي وأمي (ع، كر).
(37104) (أيضا) عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يوم
أحد وهو يرمي، إيها (1)! فداك أبي وأمي (ع، كر).
(37105) - (أيضا) عن سعد قال: والله! إني لرابع في

(1) إيها: تكون للاسكات والكف بمعنى حسبك وتنون منصوبة، فتقول:
إيها: لا تحدث. المعجم الوسيط 1 / 35. ب
415

الاسلام، ولقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد، فقال لي:
ارمه يا سعد! فداك أبي وأمي! اللهم! سدد سهمه وأجب
دعوته (كر).
37106 عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
للمسلمين: انبلوا سعدا، ارم يا سعد رمى الله لك: ارم فداك أبي
وأمي (ابن جرير).
37107 عن سعد قال: إني لأول رجل من العرب رمى
بسهم في سبيل الله في الغزو وعند القتال (ش والحسن بن سفيان
وأبو نعيم في المعرفة).
37108 (مسند جابر بن سمرة) أول الناس رمى في سبيل
الله سعد (ش).
37109 عن ابن عباس قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع
أبويه لاحد إلا لسعد فاني سمعته يقول: ارم فداك أبي وأمي (كر،
وفيه أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء عن أبي سعد البقال ضعيفان).
37110 عن ابن عباس قال: لما كان يوم أحد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: دونك نحر العدو فداك أبي وأمي، وكان
يضع سهمه في كبد قوسه فيقول: اللهم! سهمك في سبيلك،
416

اللهم! انصر رسولك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم! استجب لسعد
(كر وفيه المذكوران، ش).
37111 عن نافع عن ابن عمر قال: كنا جلوسا عند النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل
الجنة، فليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته! فإذا
سعد بن أبي وقاص قد طلع (كر).
37112 عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال: كنا جلوسا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل
من أهل الجنة! فإذا سعد (عد، كر).
37113 عن سعيد بن المسيب قال: كان سعد أشد المسلمين
بأسا يوم أحد (ش).
37114 عن ابن شهاب قال: قتل سعد يوم أحد بسهم
ثلاثة، رمى به فقتل فرد عليهم فرموا به، فأخذه فرمى به سعد
الثانية فقتل، فرد عليهم فرمى به الثالثة فقتل، فعجب الناس مما
فعل سعد، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم أنبلنيه. قال: وجمع له رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبويه (كر).
37115 عن الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها
417

سعد بن أبي وقاص إلى جانب من الحجاز يدعى رابغ (1) فانكفأ
المشركون على المسلمين فحماهم سعد بن أبي وقاص يومئذ بسهامه، وكان
أول من رمى بسهم في سبيل الله، وكان هذا أول قتال كان في
الاسلام، وقال سعد في رميته:
ألا هل أتى رسول الله * أني حميت صحابتي بصدور نبلي
أذود بها عدوهم ذيادا * بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام في عدو * بسهم في سبيل الله قبلي (كر).
37116 عن أنس قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة!
فاطلع سعد بن أبي وقاص، حتى إذا كان الغد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي وقاص على مرتبته الأولى، حتى إذا
كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع سعد بن أبي
وقاص على مرتبته، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثار عبد الله بن عمرو
ابن العاص فقال: إني عاتبت أبي فأقسمت على أن لا أدخل عليه ثلاث
ليال، فان رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت، قال

(1) رابغ: واد بين مكة والمدينة قرب ساحل البحر الأحمر، وهو من
مواقيت الاحرام بالحج 10 / 325 المعجم الوسيط. ب
418

أنس: فزعم عبد الله بن عمرو أنه بات معه ليلة حتى كان مع الفجر
فلم يقم من تلك الليلة شيئا غير أنه كان إذا انقلب على فراشه ذكر
الله وكبره حتى يقوم مع الفجر، فإذا صلى المكتوبة أسبغ الوضوء
وأنمه ثم يصبح مفطرا، قال عبد الله بن عمر: فرمقته ثلاث ليال
وأيامهن لا يزيد على ذلك غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا، فلما
مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت: إنه لم يكن بيني
وبين أبي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك
فيك ثلاث مرات في ثلاث مجالس: يطلع عليكم رجل من أهل
الجنة، فاطلعت أولئك المرات الثلاث، فأردت أن آوي إليك حتى
أنظر ما عملك فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كثير عمل، فما الذي
بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما هو الذي قد رأيت غير
أني لا أجد في نفسي سوءا لاحد من المسلمين ولا أقوله، قال: هذه
التي قد بلغت بك وهي التي لا أطيق (كر، ورجاله رجال
الصحيح إلا أن ابن شهاب قال: حدثني من لا أتهم عن أنس.
قلت: وبعض فضائله مر في تتمة العشرة المبشرة بعد الخلفاء
الأربعة).
419

سعد بن قيس العنزي رضي الله عنه
37116 إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟
قال: سعد الخيل، قال: بل أنت سعد الخير (ابن منده وقال:
غريب).
سعيد بن العاص رضي الله عنه
37117 عن ابن عمر قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ببرد فقالت: إني تويت أن أعطي هذا الثوب أكرم العرب!
فقال لها: أعطيه هذا الغلام يعني سعيد بن العاص وهو واقف،
فلذلك سميت الثياب السعيدة (الزبير بن بكار، كر).
سعد بن الربيع رضي الله عنه
37118 (مسند الصديق) قال عبد الملك بن هشام في
السيرة حدثني أبو بكر الزبير أن رجلا دخل على أبي بكر الصديق
وبنت لسعد بن الربيع صغيرة على صدره يرشفها (1) ويقبلها
فقال له الرجل: من هذه؟ قال: بنت رجل خير مني سعد بن

(1) يرشفها: الرشف: المص. المختار 194. ب
420

الربيع، كان من النقباء يوم العقبة وشهد بدرا واستشهد يوم
أحد. قال ابن كثير: هذا معضل.
سلمة بن الأكوع رضي الله عنه
37119 (مسنده) غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات
ومع زيد بن حارثة سبع غزوات، يؤمره علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يعقوب بن سفيان كر).
37120 (أيضا) عن إياس بن سلمة عن أبيه قال: بارزت
رجلا فقتلته، فنفلني رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه (ابن جرير).
سلمان الفارسي رضي الله عنه
37121 عن قتادة وعن ابن زيد بن جدعان قالا: كان بين
سعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي شئ، فقال سعد وهم في مجلس:
انتسب يا فلان! فانتسب وقال لآخر: انتسب، ثم قال لآخر:
انتسب، ثم قال لآخر حتى بلغ سلمان فقال ما أعرف لي أبا في
الاسلام ولكن سلمان ابن الاسلام، فقال عمر: قد علمت قريش
أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية وأنا عمر ابن الاسلام أخو سلمان
ابن الإسلام، أو ما سمعت أن رجلا انتمى إلى تسعة آباء في الجاهلية
421

فكان عاشرهم في النار، وما انتمى رجل إلى رجل في الاسلام وترك
ما فوق ذلك فكان معه في الجنة (عب، هب).
37122 عن رجل من بنى خامر عن خال له أن سلمان
لما قدم على عمر قال للناس: اخرجوا بنا نتلق سلمان
(ابن سعد).
37123 عن سالم بن أبي الجعد أن عمر جعل عطاء سلمان
ستة آلاف (أبو عبيد في الأموال وابن سعد).
37124 عن سلمان قال: كنت في أهلي برامهرمز وكنت
أختلف إلى معلمي الكتاب، وكان في الطريق راهب، فكنت إذا
مررت جلست عنده فيخبرني من خبر السماوات والأرض ونحو من
ذلك حتى اشتغلت عن كتابتي و لزمته، فأخبر أهلي المعلم وقال لهم:
إن هذا الراهب قد أفسد ابنكم فأخرجوه، فاستخفيت منهم فخرجت
معه حتى جئنا الموصل فوجدنا فيها أربعين راهبا، فكان بهم من
التعظيم للراهب الذي جئت معه شئ عظيم، فمكثت معه أشهرا
فمرضت فقال راهب منهم: إني ذاهب إلى بيت المقدس فأصلي فيه،
ففرحت بذلك فقلت: أنا معك، فخرجت فما رأيت أحدا كان
أصبر على شئ منه، كان يمشي فإذا رآني أعييت قال: ارقد، وقام
422

يصلي، وكان كذلك لم يطعم يوما حتى جئنا بيت المقدس، فلما
قدمناه رقد وقال لي: إذا رأيت الظل ههنا فأيقظني، فلما بلغ
الظل ذلك المكان أردت أو أوقظه ثم قلت: سهر ولم يرقد والله
لادعنه قليلا! فتركته ساعة، فاستيقظ فرأى الظل قد جاوز ذلك
المكان، فقال: ألم أقل لك أن توقظني! قلت: كنت لم تنم
فأحببت أن أدعك ننام قليلا، قال: إني لا أحب أن تأتي علي
ساعة إلا وأنا أذكر الله فيها، ثم دخلنا بيت المقدس فإذا سائل
مقعد يسأل فسأله فلا أدري ما قال له، فقال له المقد: دخلت ولم
تعطني شيئا وخرجت ولم تعطني شيئا! قال: هل تحب أن تقوم؟
قال: نعم، فدعا له فقام، فجعلت أتعجب وابتعد، فسهوت فذهب
الراهب ثم خرجت اتبعه وأسأل عنه فلقيت ركبا من الأنصار
فسألتهم عنه فقلت أرأيتم رجلا كذا وكذا؟ فقالوا: هذا عبد
آبق فأخذوني وأدفوني خلف رجل منهم حتى قدموا
بي المدينة فجعلوني في حائط لهم، فكنت أعمل هذا
الخوص (1) وقد كان الراهب قال: إن الله لم يعط العرب من

(1) الخوص: ورق النخل والمقل والنارجيل وما شاكلها. والخواص:
بائع الخوص. والذي يعمل الأشياء منه. المعجم الوسيط 1 / 262. ب
423

الأنبياء أحدا وإنه سيخرج منهم نبي! فان أدركته فصدقه وآمن
به. وإن آيته أن يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، وإن في ظهره
خاتم النبوة، فمكثت ما مكثت، ثم قالوا: جاء النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة، فخرجت معي بتمر فجئت إليه به فقال: ما هذا: قلت:
صدقة، قال: لا نأكل الصدقة فأخذته: ثم أتيته بتمر فوضعته
بين يديه، فقال: ما هذا قلت: هدية، فأكل وأكل من كان
عنده، ثم قمت وراء ظهره لأنظر إلى الخاتم، ففطن بي فألقى
رداءه عن منكبيه، فأبصرته فآمنت به وصدقته، فكاتبت على
مائة نخلة فغرسها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، فلم يحول الحول حتى
بلغت وأكل منها (عب).
37125 أيضا عن سعيد بن المسيب أن سلمان الفارسي كاتب
على أن يغرس مائة ودية (2) فإذا أطعمت فهو حر (عب).
37126 (أيضا) عن عامر بن عطية قال: رأيت سلمان
أكره على طعام فقال: حسبي اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن
أول الناس جوعا يوم القيامة أكثرهم شبعا في الدنيا، يا سلمان!

(2) ودية: الودي، على فعبل: صغار الغسيل، الواحدة: ودية،
المختار 567. ب
424

إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر (العسكري في الأمثال).
37127 أيضا عن الحارث بن عميرة قال: قدمت إلى سلمان
إلى المدائن فوجدته في مدبغة له يعرك إهابا بكفيه، فلما سلمت
عليه قال: مكانك حتى أخرج إليك، قلت: والله ما أراك تعرفني
قال: بلى، قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك فان الأرواح
جنود مجندة فما تعارف منها في الله ائتلف، وما كان منها في غير
الله اختلف (كر).
37128 عن سلمان قال: كنت من أبناء أساورة فارس
وكنت في كتاب ومعي غلامان وكانا إذا رجعا من عند معلمهما
أتيا قسا فدخلا عليه فدخلت معهما فقال: ألم أنهكما أن تأتياني
بأحد؟ فجعلت اختلف إليه حتى كنت أحب إليه منهما، فقال لي:
إذا سألك أهلك: من حبسك؟ فقل: معلمي، وإذا سألك معلمك:
من حبسك؟ فقل: أهلي: ثم إنه أراد أن يتحول فقلت له: أنا
أتحول معك، فتحولت معه فنزلت بقرية، فكانت امرأة تأتيه،
فلما حضر قال: يا سلمان! احفر عند رأسي، فحفرت عند رأسه
فاستخرجت جرة من دراهم، فقال لي: صبها على صدري، فصببتها
على صدره، فكان يقول: ويل لاقتنائي! ثم إنه مات، فقلت
425

للرهبان: من لي برجل عالم أتبعه؟ فدلوني على رجل، فأتينه
فقلت: ما جاء بي إلا طلب العلم، قال: فاني والله ما أعلم اليوم
رجلا أعلم من رجل خرج بأرض تيماء! وإن تنطلق الآن توافقه،
وفيه ثلاث آيات: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وعند غضروف
كتفه اليمنى خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة، لونها لون جلده، فانطلقت
حتى مررت بقوم من الاعراب فاستعبدوني فباعوني، حتى اشترتني
امرأة من المدينة، فسمعتهم يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت لها: هبي
لي يوما! قالت: نعم، فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته، وصنعت
طعاما فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسيرا فوضعته بين يديه، فقال: ما
هذا؟ قلت: صدقة، فقال لأصحابه: كلوا ولم يأكل، قلت:
هذا من علاماته، ثم مكثت ما شاء الله أن أمكث، ثم قلت
لمولاتي: هبي لي يوما! قالت: نعم فانطلقت فاحتطبت حطبا فبعته
بأكثر من ذلك وصنعت طعاما، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس
بين أصحابه فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ قلت: هدية، فوضع
يده وقال لأصحابه: خذوا بسم الله، وقمت خلفه، فوضع رداءه
فإذا خاتم النبوة! فقلت: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك؟
فحدثته عن الرجل، ثم قلت: أيدخل الجنة يا رسول الله؟ فإنه
426

حدثني أنك نبي، قال: لن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة (ش).
37129 عن عامر بن عبد الله المعروف بابن عبد قيس أن
سلمان حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع، قالوا: وما
يجزعك يا أبا عبد الله وقد كانت لك سابقة في الخير، شهدت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم مغازي حسنة وفتوحا عظاما؟ قال: يجزعني أن
نبينا صلى الله عليه وسلم حين فارقنا عهد إلينا: ليكفي الرجل منكم كزاد الراكب
فهذا الذي أجزعني، فجمع مال سلمان فكان قيمته خمسة عشر
دينارا (حب، كر).
37130 عن أبي جعفر أن سلمان الفارسي كان لناس من بني
النضير فكاتبوه على أن يغرس لهم كذا وكذا ودية حتى تبلغ
عشر سعفات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ضع عند كل نقير ودية، ثم
غدا النبي صلى الله عليه وسلم فوضعها له بيده ودعا له فيها، فكأنها كانت على
ثبج (1) البحر علت منها ودية، فلما أفاءها الله عليه وهي الميثب (2)
جعلها صدقة، فهي صدقة بالمدينة (عب).

(1) ثبح: الثبج: وسط الشئ تجمع وبرز. جمع أثباج، وثبوج. ومنه
ثبج البحر. المعجم الوسيط 1 / 93. ب
(2) الميثب: بالكسر: الأرض السهلة. أقرب الموارد ب
427

37131 عن مالك عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
قال: جاء قيس بن مطاطية إلى حلقة فيها سلمان الفارسي وصهيب الرومي
وبلال الحبشي فقال: هؤلاء الأوس والخزرج قد قاموا بنصرة هذا
الرجل فما بال هؤلاء؟ فقام إليه معاذ بن جبل فأخذ بتلبيبه (1) حتى
أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بمقالته، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا يجر
رداءه حتى دخل المسجد ثم نودي الصلاة جامعة! فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال: يا أيها الناس! إن الرب رب واحد وإن الأب أب
واحد، وإن الدين دين واحد، ألا! وإن العربية ليست لكم بأب
ولا أم إنما هي لسان، فمن تكلم بالعربية فهو عربي، فقال معاذ
وهو آخذ بتلبيبه: يا رسول الله ما تقول في هذا المنافق؟ فقال:
دعه إلى النار، قال: فكان فيمن ارتد فقتل في الردة (كر).
سندر أبو عبد الله مولى زنباع الجذامي رضي الله عنه
37132 (مسند عمر رضي الله عنه) عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده أنه كان لزنباع الجذامي غلام يقال له سندر، فوجده

(1) بتلبيبه: يقال: لبيت الرجل ولببته مثقلا ومخففا، إذا جعلت في عنقه
ثوبا أو حبلا وأخذت بتلبيبه فجررته. والتلبيب: مجمع ما في موضع
اللبت من ثياب الرجل. الفائق 3 / 294. ب
428

يقبل جارية له فجبه (1) وجدع أذنيه وأنفه فأتى سندر إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى زنباع فقال: لا تحملوهم ما لا يطيقون
وأطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون، فان رضيتموهم فأمسكوهم
وإن كرهتموهم فبيعوا ولا تعذبوا خلق الله، ومن مثل به أو
أحرق بالنار فهو حر، وهو مولى الله ورسوله فأعتق سندر، فقال:
أوص بي يا رسول الله! قال: أوصي بك كل مسلم، فلما توفى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سندر إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال
له: احفظ في وصية النبي صلى الله عليه وسلم، [فأجرى عليه القوت حتى مات أبو بكر حتى توفي، ثم
أتى عمر فقال له، احفظ في وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم، إن رضيت
أن تقيم عندي أجريت عليك ما كان يجري أبو بكر وإلا فانظر
أي المواضع تختار أكتب لك، فقال سندر: مصر، فإنها أرض
ريف، فكتب له عمر إلى عمرو بن العاص: أما بعد فان سندر قد
توجه إلى فاحفظ فيه وصية النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قدم
على عمرو قطع له أرضا واسعة ودارا، فجعل سندر يعيش فيها،
فلما مات قبضت في مال الله (ابن سعد (7 / 506) وابن عبد الحكم وابن منده
في المعرفة).

(1) فجبه: يقال: جب الخصية: استأصلها. المعجم الوسيط 1 / 104. ب
429

37133 عن يزيد بن أبي حبيب أن غلاما لزنباع الجذامي
اتهمه، فأمر باخصائه وجدع أنفه وأذنيه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعتقه فقال: أيما مملوك مثل به فهو حر، وهو مولى الله
ورسوله، فكان بالمدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفق به، فلما اشتد
مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سندر: يا رسول الله! أنا كما ترى
فمن لنا بعدك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوصي بك كل مؤمن، فلما
ولي عمر بن الخطاب أتاه سندر فقال: احفظ في وصية رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال: فانظر أي أجناد المسلمين شئت فالحق به آمر لك
بما يصلحك؟ فقال سندر: ألحق بمصر، فكتب له إلى عمرو بن
العاص أن يأمر له بأرض تسعه، فلم يزل فيما يسعه بمصر (ابن
عبد الحكم).
سهل بن حنيف رضي الله عنه
37134 عن أبي إسحاق قال: كان عمر بن الخطاب يقول:
ادعوا لي سهلا غير حزن يعني سهل بن حنيف (كر).
سهيل بن عمرو رضي الله عنه
37135 عن عبيد بن عمير قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى
430

مكة وعملها عتاب بن أسيد، فلما بلغهم موت النبي صلى الله عليه وسلم ضج أهل
المسجد فخرج عتاب حتى دخل شعبا من شعاب مكة فأتاه سهيل بن
عمرو فقال: قم في الناس فتكلم، فقال: لا أطيق الكلام مع
موت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاخرج معي فأنا أكفيكه، فخرجا حتى
أتيا المسجد الحرام، فقام سهيل خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وخطب
بمثل خطبة أبي بكر لم يخرم (1) عنها شيئا، وقد كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب وسهيل بن عمرو في الاسرى يوم بدر:
ما يدعوك إلى أن تنزع ثناياه؟ دعه فعسى الله أن يقيمه مقاما يسرك،
فكان ذلك المقام الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم وضبط عمل عتاب وما حوله
(سيف، كر).
37136 (مسند علي) الواقدي حدثني أبو بكر وإسماعيل
ابن محمد عن أبيه عن عامر بن سعد عن أبيه قال: رميت يوم بدر
سهيل بن عمرو فقطعت علياه فاتبعت أثر الدم حتى وجدته قد أخذه
مالك بن الدخشم وهو آخذ بناصيته فقلت: أسيري رميته، فقال
مالك: أسيري أخذته فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذه منهما جميعا،

(1) يخرم: يقال: وما خرم منه شيئا: أي ما نقص وما قطع، وبابه
ضرب 1350 المختار. ب
431

فأفلت بالروحاء من مالك بن الدخشم، فصاح في الناس فخرج في طلبه،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من وجده فليقتله، فوجده النبي صلى الله عليه وسلم نفسه فلم
يقتله، قال الواقدي: لما أسر سهيل بن عمرو قال عمر: يا رسول الله
انزع ثنيته يدلع (1) لسانه فلا يقوم عليك خطيبا أبدا، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: لا أمثل فيمثل الله بي وإن كنت نبيا ولعله يقوم مقاما
لا تكرهه، فقام سهيل بن عمرو حين بلغه وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخطبة
أبي بكر كأنه كان يسمعها، فقال عمر حين بلغه كلام سهيل: أشهد
أنك رسول الله حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعله يقوم مقاما لا تكرهه،
وكان سهيل بن عمرو لما كان بشنوكة كان مع مالك بن الدخشم فقال:
خل سبيلي للغائط، فقام به فقال سهيل: إني أحتشم، فاستأخر عنه
ومضي سهيل على وجهه، فلما أبطأ سهيل على مالك بن الدخشم أقبل
فصاح في الناس، فخرجوا في طلبه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في طلبه فقال:
من وجده فليقتله، فوجده رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه بين سمرات (2)،
فأمر به فربطت يداه إلى عنقه ثم قرنه إلى راحلته فلم يركب

(1) يدلع: أدلع لسانه 10 / 293 المعجم الوسيط. ص
(2) سمرات: السمرة بضم الميم من شجر الطلح، والجمع سمر
بوزن رجل، وسمرات. 247 المختار. ب
432

خطوة حتى قدم المدينة فلقي أسامة بن زيد. فحدثني إسحاق بن حازم
عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أسامة بن زيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته القصوى فأجلسه رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين يديه وسهيل مجنوب يداه إلى عنقه فلما نظر أسامة إلى
سهيل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو يزيد؟ قال: نعم، هذا الذي كان
يطعم الخبز بمكة (عق، شنوكة ماء بين السقيا وملل جبل قريب من بدر).
سعد بن تميم السكوني رضي الله عنه
37137 (مسنده) عن عثمان بن سعد الدمشقي أنه سمع
بلال بن سعد وكان سعد قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم مسح رأسه ودعا له (كر).
37138 عن عمرو بن القارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة
وخلف سعدا مريضا حين خرج إلى حنين. فلما قدم من جعرانة
معتمرا دخل عليه وهو وجع مغلوب فقال: يا رسول الله! إن لي
مالا وإني أورث كلالة (1) أفأوصي بمالي أو أتصدق؟ قال: لا،

(1) كلالة: الكلالة: أن يموت المرء وليس له والد أو ولد يرثه: بل يرثه
ذوو قرابته. وفي التنزيل العزيز (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة
إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك). 2 / 796
المعجم الوسيط. ب
433

قال: فأوصي بثلثه؟ قال: نعم، قال: وذلك كثير، قال: أي
رسول الله صلى الله عليه وسلم! أموت أنا بالدار التي خرجت منها مهاجرا؟ قال:
إني لأرجو أن يرفعك الله فينكأ بك أقوام وينتفع بك آخرون!
يا عمرو بن القارى! إذا مات سعد بعدي فههنا ادفنه عن طريق
المدينة وأشار بيده (كر).
سيمونة البلقاوي رضي الله عنه
37139 عن منصور بن صبيح أخي الربيع بن صبيح قال:
حدثني سيماه أو سيمويه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت من فيه إلى
أذني وحملنا القمح من البلقاء إلى المدينة فبعنا وأردنا أن نشتري تمرا
من تمر المدينة فمنعونا، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
للذين منعونا: أو ما يكفيكم رخص هذا الطعام فيكم بغلاء هذا
التمر الذي يحملونه؟ ذروهم يحملونه، وكان سيمويه من أهل البلقاء
نصرانيا شماسا أسلم فحسن إسلامه وعاش مائة وعشرين سنة (ابن
منده، كر).
السائب بن يزيد
37140 (مسنده) عن الجعيد بن عبد الرحمن قال: مات
434

السائب بن يزيد وهو ابن أربع وتسعين سنة وكان جلدا معتدلا وقال:
قد علمت ما متعت به من سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابن أختي
شاك فادع الله له، فدعا لي (الحسن بن سفيان، كر).
37141 عن عطاء مولى السائب بن يزيد قال: كان وسط
رأس السائب أسود وبقية رأسه ولحيته أبيض فقلت له، قال:
إني كنت مع الصبيان ألعب فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت له فسلمت
عليه فقال: وعليك، من أنت؟ قلت: أنا السائب بن يزيد ابن أخت
النمر بن قاسط، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسي وقال: بارك الله فيك،
فهو لا يشيب أبدا (كر).
سويد بن غفلة رضي الله عنه
37142 عن سويد بن غفلة قال: أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولدت عام الفيل، يعقوب بن سفيان، كر).
سفينة رضي الله عنه
37143 (مسند أحمر مولى أم سلمة) عن عمران البجلي
عن أحمر مولى أم سلمة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فمررنا
435

بواد، فجعلت أعير (1) الناس فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما كنت في
هذا اليوم إلا سفينة (الحسن بن سفيان وأبو منده والماليني في المؤلف
وأبو نعيم).
حرف الصاد
صفوان بن المعطل رضي الله عنه
37144 (مسند سعد بن عبادة) عن الحسن قال قال سعد:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ومعنا شئ من تمر فجاءني صفوان
ابن المعطل فقال لي: أطعمني من هذا التمر، فقلت: إنه تمر قليل،
ولست آمن أن يدعو به أراد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا نزلوا فأكلوا
أكلت معهم، فقال: أطعمني فقد أهلكني الجوع، فأبيت عليه،
فأخذ السيف فعقر الراحلة التي عليها التمر، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: قولوا لصفوان فليذهب، فلما نزلوا لم يبت تلك الليلة يطوف
في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى عليا فقال: أين أذهب؟ أذهب إلى
الكفر؟ فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فقال: قولوا لصفوان:
فليلحق (الشاشي، كر).

(1) أعير: رجل عيار - بالتشديد - أي: كثير التطواف والحركة ذكي،
365 المختار. ب
436

37145 عن الحسن عن صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عوف:
كان يسمى سفينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر وراحلته عليها
زاد النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء صفوان بن المعطل فقال، إني قد جعت،
قال: ما أنا بمطعمك حتى يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وينزل الناس
فتأكل، فقال هكذا بالسيف وكشف عرقوب الراحلة، وكان إذا
حزبهم أمر قالوا: احبس أول، احبس أول، فسمعوا فوقفوا وجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأى ما صنع صفوان بن المعطل بالراحلة قال له:
اخرج، وأمر الناس أن يسيروا، فجعل صفوان بن المعطل يتبعهم
حتى نزلوا، فجعل يأتيهم إلى رحالهم ويقول: إلى أين أخرجني رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ إلى النار أخرجني؟ فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول
الله! ما زال صفوان يتجوب رحالنا منذ الليلة ويقول: إلى أين
أخرجني رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إلى النار أخرجني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن صفوان بن المعطل خبيث اللسان طيب القلب (ع، كر).
صهيب رضي الله عنه
37146 عن عمر قال: نعم العبد صهيب لو لم يخف الله
لم يعصه (أورده أبو عبيد في الغريب ولم يسبق إسناده، وقد ذكر
المتأخرون من الحفاظ أنهم لم يقفوا على إسناده، وإما ذكرته هنا،
437

وإن كان ليس من شرط الكتاب لشهرته ولأنبه على أن أبا عبيد أورده،
وأبو عبيد من الصدر الأول قريب العهد أدرك أتباع التابعين، والظاهر
أنه وصل إليه إسناده، ولم أذكر في هذا الكتاب شيئا لم أقف على
إسناده سوى هذا فقط).
37147 عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب قال لصهيب:
لولا ثلاث خصال فيك لم يكن بك بأس، قال: وما هن؟
فوالله ما نراك تعيب شيئا، قال: اكتناؤك بأبي يحيى وليس لك
ولد، وادعاؤك إلى النمر بن قاسط وأنت رجل ألكن (1)، وإنك
لا تمسك المال، قال: أما اكتنائي بأبي يحيى فان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كناني بها فلا أدعها حتى ألقاه، وأما ادعائي إلى النمر بن قاسط فاني
رجل منهم ولن استرضع لي بالأيلة فهذه من ذاك، وأما المال فهل
تراني أنفق إلا في حق (حم، كر ووصله كر من طريق زيد بن أسلم
عن أبيه).
37148 عن جابر بن عبد الله قال قال عمر لصهيب: يا صهيب!
إن فيك خصالا ثلاثا أكرهها لك، قال: وما هي؟ قال: إطعامك

(1) ألكن: اللكنة: عجمة في اللسان وعيي. يقال: رجل ألكن
بيز اللكن، وقد لكن من باب طرب. 7 / 4 المختار. ب
438

الطعام ولا مال لك، واكتناؤك ولا ولد لك، وادعاؤك إلى العرب
وفي لسانك لكنة، قال: أما ما ذكرت من إطعامي الطعام فان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضلكم من أطعم الطعام، وأيم الله! لا
أترك إطعام الطعام أبدا، وأما اكتنائي ولا ولد لي فان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لي: يا صهيب! قلت: لبيك، قال: ألك ولد؟ قلت:
لا، قال: أكتن بأبي يحيى، وأما ما ذكرت من ادعائي إلى العرب
وفي لساني لكنة، فأنا صهيب بن سنان حتى انتسب إلى النمر بن
قاسط، كنت أرعى على أهلي وإن الروم أغارت فسرقتني فعلمتني لغتها
فهو الذي ترى من لكنتي (ع، كر).
37149 عن صهيب قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحى
إليه (عد، كر).
37150 عن صهيب أن أبا بكر مر بأسير له يستأمن له من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهيب جالس في المسجد فقال لأبي بكر: من هذا
الذي معك؟ قال: أسير لي من المشركين أستأمن له من رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال صهيب: لقد كان في عنق هذا موضع للسيف، فغضب
أبو بكر، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما لي أراك غضبان؟ قال: مررت
بأسيري هذا على صهيب فقال: لقد كان في رقبة هذا موضع للسيف
439

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فلعلك آذيته! فقال: لا والله، فقال: لو آذيته
لآذيت الله رسوله (كر).
37151 عن صهيب قال: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا
قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها،
ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة قط أول
الزمان وآخره إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم
قط إلا كنت أمامهم ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جلعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم (كر).
37152 عن سليمان بن أبي عبد الله قال: سمعت صهيبا قال:
والله لا أحدثكم تعمدا أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن تعالوا
أحدثكم عن مغازيه ما شهدت وما رأيت، أما أن أقول: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فلا (ابن سعد، كر).
حرف الضاد
ضرار بن الخطاب رضي الله عنه
37153 (مسند عمر) عن أبي بكر أحمد بن يحيى
البلاذري قال: كان ضرار بن الخطاب بن مرداس الفهري بالسراة
فوثبت دوس عليه ليقتلوه، فسعى حتى دخل بيت امرأة يقال لها
440

أم جميل، واتبعه رجل لضربه فوقع ذباب السيف على الباب، وقامت
في وجوههم فذبتهم، ونادت قومها فمنعوه لها، فلما استخلف عمر
ابن الخطاب ظنت أنه أخوه فأتت المدينة، فلما كلمته عرف القصة
فقال: لست بأخيه إلا في الاسلام وهو غاز بالشام وقد عرفت
منتك عليه، فأعطاها على أنها ابنة السبيل (كر) (1).
ضرار بن الأزور رضي الله عنه
37154 (مسنده) قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أمدد
يدك أبايعك على الاسلام فبايعته وأسلمت ثم قلت:
تركت القداح وعزف القيان * والخمر أشربها والثمالا
وكسري المحبر في غمرة * وحملي على المسلمين القتالا
فيا رب لا أغبنن صفقتي * فقد بعت أهلي ومالي ابتذالا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما غبنت صفقتك وفي لفظ: ما أغبن الله
صفقتك يا ضرار (كر) (2).
.

(1) ضرار بن الخطاب بن مرداس له صحبة وكان فارسا وشاعرا وقتل باليمامة
شهيدا. الإصابة لابن حجر (2 / 309). ص
ضرار بن الأزور واسم الأزر: مالك بن أوس له صحبة وسكن الكوفة
وذكر الحديث. الإصابة لابن حجر 2 / 208. ص
441

37155 (أيضا) وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله! ألا أنشدك شعرا قلته؟ قال: بلى، فأنشدته:
خلعت العزاف وضرب القيان * والخمر تصلية وابتهالا
وكري المحبر في غمرة * وشدي على المسلمين القتالا
فيا رب لا أغبنن بيعتي * قد بعت أهلي ومالي ابتذالا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ربح البيع ربح البيع (كر).
ضحاك بن سفيان رضي الله عنه
37156 عن موله بن كنيف (1) أن الضحاك بن سفيان
الكلابي كان سيافا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائما على رأسه متوشحا سيفه،
بنو سليم في تسعمائة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لكم في رجل
يعدل مائة يوفيكم ألفا؟ فوفاهم بالضحاك بن سفيان، فلما أفلوا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن مرداس: ما لقومي كذا؟ يريد قتلهم،
وما لقومك كذا؟ يريد يدفع عنهم، فقال العباس:
نذود أخانا عن أخينا ولو نرى * مهرا لكنا الأقربين نتابع
نبايع بين الأخشبين وإنما * يد الله بين الأخشبين تبايع

(1) الضحاك بن سفيان بن عوف الكلابي أبو سعيد له صحبة يعد بمائة فارس
وذكر الحديث الإصابة لابن حجر (2 / 206). ص
442

عشية ضحاك بن سفيان معتص بسيف رسول الله والموت كانع (1) ضماد الأزدي رضي الله عنه
37157 عن ابن عباس قال: كان رجل من أزد شنوءة
يسمى ضمادا وكان راقيا (2) فقدم مكة فسمع أهلها يسمون رسول الله
صلى الله عليه وسلم مجنونا فأتاه فقال: إني رجل أرقي وأداوي، وإن وإن أحببت
داويتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به
ونتوكل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قال ضماد: أعد علي، فأعاد عليه،
فقال: والله! لقد سمعت قول الكهنة والسحرة والشعراء والبلغاء فما
سمعت مثل هذا الكلام قط! هات يدك أبايعك، فبايعه على
الاسلام، فقال: وعلى قومي؟ فقال: وعلى قومك. فبعث رسول

(1) كانع: الأكنع: الأشل. وقد كنيت أصابعه كنعا، إذا تشنجت ويبست
ويقال: كنع كنوعا، إذا قرب ودنا. النهاية 4 / 204. ب
(2) راقيا: الرقية: معروفة، والجمع رقى واسترقاء فرقاه يرقيه رقيا
- بالضم - فهو راق. المختار 202. ب
443

الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا على تلك البلاد، فقال أميرهم: هل أصبتم
شيئا؟ قالوا: نعم، إداوة، قال: ردوها فان هؤلاء قوم ضماد
(كر) (1).
حرف الطاء
طارق بن شهاب الأحمسي رضي الله عنه
37158 عن طارق بن شهاب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
وغزوت في خلافة أبي بكر وعمر (حم وابن منده، كر) (2).
طلحة بن البراء رضي الله عنه
37159 (مسند حصين بن عوف الخثعمي) أن طلحة بن
البراء لما لقي النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يلصق برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبل قدميه،
قال: يا رسول الله! مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمرا! فعجب
لذلك النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام فقال له عند ذلك: اذهب فاقتل أباك،
فخرج موليا ليفعل، فدعاه فقال له: أقبل فاني لم أبعث بقطيعة

(1) ضماد بن ثعلبة الأزدي وذكر الحديث ابن حجر الإصابة 2 / 210. ص
(2) طارق بن شهاب بن عبد شمس بن سلمة بن هلال وذكر الحديث في
الإصابة 2 / 220. ص
444

رحم، فمرض طلحة بعد ذلك، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده في الشتاء
في برد وغيم، فلما انصرف قال لأهله: لا أرى طلحة إلا حدث
فيه الموت فآذنوني به حتى أشهده وأصلي عليه وعجلوه، فلم يبلغ
النبي صلى الله عليه وسلم بني سالم بن عوف حتى توفي وجن عليه الليل، فكان
فيما قال طلحة: ادفنوني والحقوني بربي عز وجل ولا تدعوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف عليه اليهود أن يصاب في سببي، فأخبر النبي
صلى الله عليه وسلم حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره فصف الناس معه ثم
رفع يديه فقال: اللهم الق طلحة تضحك إليه ويضحك إليك (طب،
عن حصين بن وحوح الأنصاري، طلحة بن عبيد الله مر ذكره في
العشرة المبشرة) (1).
حرف العين
عبد الله بن جعفر رضي الله عنه
37160 عن عمرو بن حريث قال: انطلق بي إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنا غلام شاب، فمر النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن جعفر وهو

(1) ترجم له ابن حجر في الإصابة وذكر الحديث (2 / 227) ومر ترجمته في
باب تتمة العشرة رضي الله عنهم من رقم 91 و 36 ولغاية 8 و 36. ص
445

يبيع شيئا يلعب به، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم! بارك له في
تجارته (ق في... كر) (1).
37161 عن عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتني وقثما وعبيد
الله ابني عباس ونحن صبيان نلعب إذ مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
دابة فقال: ارفعوا هذا إلي، فجعلني أمامه، وقال لقثم: ارفعوا
هذا إلي، فجعله وراءه، وكان عبد الله أحب إلى عباس من قثم،
فما استحيى من عمه أن حمل قثما وتركه، قال: ثم مسح على
رأسي ثلاثا، كلما مسح قال: اللهم! اخلف جعفرا في ولده (كر).
37162 عن عبد الله بن جعفر قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا ألعب مع الصبيان فحملني، أنا وغلام من بني العباس على الدابة،
فكنا ثلاثة (كر).
37163 عن عبد الله بن جعفر قال: أنا أحفظ حين دخل
النبي صلى الله عليه وسلم على أمي ينعى (2) لها أبي فانظر إليه وهو يمسح على

(1) عبد الله جعفر بن أبي طالب توفي سنة / 80 / عام الحجاف وذكر الحديث
في الإصابة لابن حجر (2 / 289). ص
(2) ينعى: النعي: خبر الموت، يقال: نعاه له ينعاه نعيا، بوذن سعي:
ونعيانا أيضا بالضم والنعي على فعيل مثل: النعي والنعي أيضا
بالتشديد - الناظي، وهو الذي يأتي بخبر الموت. المختار 530. ب
446

رأسي ورأس أخي وعيناه تهراقان الدموع حتى تقطر لحيته، ثم قال:
اللهم! إن جعفرا قد قدم إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته ما
خلفت أحدا من عبادك في ذريته، ثم قال: يا أسماء! ألا أبشرك؟
قالت: بلى بأبي أنت وأمي! قال: فان الله عز وجل جعل لجعفر
جناحين يطير بهما في الجنة، قالت: بأبي وأمي يا رسول الله! فأعلم
الناس بذلك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدي يمسح بيده رأسي
حتى رقى على المنبر وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى، والحزن
يعرف عليه، فتكلم فقال: إن المرء كثير بأخيه وابن عمه إلا أن
جعفرا قد استشهد وقد جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة، ثم
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته وأدخلني، وأمر بطعام يصنع لأهلي
وأرسل إلى أخي فتغدينا عنده والله غداء طيبا ومباركا، عمدت
خادمه سلمى إلى شعير فطحنته، ثم نسفته ثم أنضجته وآدمته
بزيت وجعلت عليه فلفلا، فتغديت أنا وأخي معه، فأقمنا ثلاثة أيام
في بيته ندور معه كلما صار في بيت إحدى نسائه، ثم رجعنا إلى
بيتنا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا أساوم بشاة أخ لي فقال: اللهم!
بارك له في صفقته، فما بعت شيئا ولا اشتريت إلا بورك لي
فيه (كر).
447

37164 عن عبد الله بن جعفر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من
سفر تلقي بصبيان أهل بيته وإنه جاء من سفر فسبق بي إليه.
فحملني بين يديه، ثم جئ بأحد ابني فاطمة الحسن أو الحسين فأردفه
خلفه، فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة (كر).
37165 عن عبد الله بن جعفر قال: سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم
كلمة ما أحب ان لي بها حمر النغم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
جعفر أشبه خلقي وخلقي، وأما أنت يا عبد الله! فأشبه خلق
الله بأبيك (عق، كر).
37166 عن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا عبد الله هنيئا لك مريئا! خلقت من طينتي، وأبوك يطير مع
الملائكة في السماء (كر، وفيه قدامة بن محمد المدني جرحه حب).
37167 عن ابن عمر أنه كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر
قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين (أبو نعيم، كر).
عبد الله بن أرقم رضي الله عنه
37168 عن عمر قال: كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
لعبد الله بن أرقم: أجب هؤلاء، فأخذه عبد الله بن أرقم فكتبه
ثم جاء بالكتاب فعرضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنت، فما
448

زال ذلك في نفسي حتى وليت فجعلته في بيت المال (البزار
وضعف) (1).
عبد الله بن رواحة رضي الله عنه
37169 عن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن رواحة:
لو حركت بنا الركاب، قال: قد تركت قولي، فقال: اسمع
وأطع قال:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزل سكينة علينا وثبت الاقدام إن لاقينا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ارحمه! فقلت: وجبت (ن، قط، في
الافراد، ض) (2).
37170 عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر يوم الجمعة فقال: اجلسوا، فسمع عبد
الله بن رواحة قول النبي صلى الله عليه وسلم: اجلسوا، فجلس في بني غنم، فقيل:
يا رسول الله! ذاك ابن رواحة سمعك وأنت تقول للناس: اجلسوا،

(1) ترجم له ابن حجر في الإصابة (2 / 273) أسلم يوم الفتح وذكر
الحديث. ص
(2) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 306). ص
449

فجلس في مكانه (كر).
37171 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة ابن رواحة
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجاء ابن رواحة فسمع النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يقول: اجلسوا، فجلس مكانه خارجا من المسجد، فبلغ
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية
رسوله (الديلمي).
37172 عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا في المسجد
فمر عبد الله بن رواحة فإذا الناس أضبوا (1) إلى عبد الله بن رواحة:
أي عبد الله بن رواحة! أي عبد الله بن رواحة! قال: فعرفت أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني فجئت فقال لي: اجلس ههنا، فجلست بين
يديه، فقال لي: كيف تقول الشعر؟ كأنه يتعجب، فقلت: أنظر
ثم أقول، قال: فعليك بالمشركين، ولم أكن هيأت شيئا فأنشدته
هذه الكلمة:
فأخبروني أثمان العباء * متى كنتم بطاريق أو دانت لكم مضر
فعرفت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:

(1) أضبوا: في الحديث (فلما أضبوا عليه أي أكثروا. يقال: أضبوا،
إذا تكلموا متتابعا، وإذا نهضوا في الامر جميعا. النهاية 3 / 70. ب
450

يا هاشم الحير، إن الفضل فضلكم * على البرية فضلا ما له غير
إني تفرست فيك الخير أعرفه * فراسة خالفتهم في الذي نظروا
ولو سألت أو استنصرت بعضهم * في جل أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما آتاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم متبسما فقال: وأنت فثبتك الله
(ابن جرير).
37173 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عبد الله بن رواحة
أتى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو يخطب فسمعه وهو يقول: اجلسوا
فجلس مكانه خارجا من المسجد حتى فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته،
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: زادك الله حرصا على طواعية الله
وطواعية رسوله (كر).
37174 عن عكرمة مولى ابن عباس أن عبد الله بن رواحة كان
مضطجعا إلى جنب امرأته فخرج إلى الحجرة فواقع جارية له،
فاستنبهت المرأة فلم تره فخرجت، فإذا هو على بطن الجارية فرجعت
وأخذت الشفرة فلقيها ومعها الشفرة، فقال لها: مهيم (1)، فقالت:

(1) مهيم: في حديث الدجال [فأخذ بلجفتي الباب: فقال: مهيم؟]
أي: ما أمركم وشأنكم. وهي كلمة يمانية. النهاية 4 / 378. ب
451

مهيم، أما إني لو وجدتك حيث كنت لوجأتك (1) بها! قال:
وأين كنت؟ قالت: على بطن الجارية، قال: ما كنت؟ قالت:
بلى، قال: فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يقرأ أحدنا القرآن وهو
جنب، فقالت: أقرأه، قال:
أتانا رسول الله يتلو كتابه * كما لاح مشهور من الصبح ساطع
أتى بالهدى بعد العمى قلوبنا * به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه على فراشه * إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
قالت: آمنت بالله وكذبت بصري، قال: فغدوت على النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبرته، فضحك حتى بدت نواجذه (كر).
عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه
37175 عن إسماعيل بن أبي خالد قال: رأيت عبد الله بن أبي
أوفى بيده ضربة، فقلت: ما هذا؟ قال: ضربتها يوم حنين،
قلت له: وشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا؟ قال:
نعم (ش).

(1) لو جأتك: فقال: وجأته أوجأه إذا ضربته بسكين ونحوه في أي
موضع كان. المصباح المنير 2 / 894. ب
452

عبد الله بن عباس رضى اله عنه
37176 عن ابن عباس قال: كان عمر يدعوني مع أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم ويقول: لا تتكلم حتى يتكلموا، فدعاهم فسألهم: أفرأيتم
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: التمسوها في العشر الأواخر
أي ليلة ترونها، فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين، وقال بعضهم:
ليلة ثلاث، وقال بعضهم: ليلة خمس، وقال بعضهم: ليلة سبع،
فقالوا وأنا ساكت، فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقلت: إنك أمرتني
أن لا أتكلم حتى يتكلموا، فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم،
فقلت: إني سمعت الله يذكر السبع فذكر سبع سماوات ومن
الأرض مثلهن، والأيام سبع، والطواف سبع، والجمار سبع،
والسعي بين الصفا والمروة سبع، وخلق الانسان من سبع،
ونبت الأرض سبع، ونقع في السجود من أعضائنا على سبع،
وأعطي من المثاني سبع، ونهى في كتابه عن نكاح الأقربين عن
سبع، وقسم الميراث في كتابه على سبع، فأراها في السبع
الأواخر من شهر رمضان، فقال عمر: ما قولك: نبت الأرض
سبع؟ قلت: قول الله (شققنا الأرض شقا. فأنبتنا فيها حبا.
وعنبا وقضبا. وزيتونا ونخلا. وحدائق غلبا. وفاكهة وأبا)
453

فتعجب عمر فقال: ما وافقني فيها أحد إلا هذا الغلام الذي لم
تستو شؤون رأسه، والله! إني لأرى القول كما قلت (ت وابن سعد
وابن راهويه وعبد بن حميد ومحمد بن نصر في الصلاة، طب،
حل، ك، ق) (1)
37177 عن ابن عباس قال: سألت عمر بن الخطاب عن
قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد
لكم تسؤكم) قال: كان رجال من المهاجرين في أنسابهم شئ فقالوا
يوما: ولله! لوددنا أن الله أنزل قرآنا في نسبنا، فأنزل الله ما
قرأت، ثم قال لي: إن صاحبكم هذا يعني علي بن أبي طالب
إن ولي زهد ولكن أخشى عليه عجبه بنفسه أن يذهب به، قلت:
يا أمير المؤمنين! إن صاحبنا من قد علمت! والله ما نقول: إنه ما
غير ولا بدل ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام صحبته! ولا بنت
أبي جهل وهو يريد أن يخطبها على فاطمة؟ قلت: قال الله في معصية
آدم عليه السلام: (ولم نجد له عزما) فصاحبنا لم يعزم على إسخاط
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الخواطر التي لا يقدر أحد دفعها عن نفسه

(1) عبد الله بن عباس ولد قبل الهجرة ثلاث واتفقوا على أنه مات بالطائف سنة ثمان وستين
الإصابة لابن حجر 2 / 334. ص
454

وربما كانت من الفقيه في دين الله العالم بأمر الله، فإذا نبه عليها
رجع وأناب، فقال: يا ابن عباس! من ظن أنه يرد بحوركم؟
فيغوص فيها معكم حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزا (الزبير بن بكار
في الموفقيات).
37178 عن يعقوب بن يزيد قال: كان عمر بن الخطاب
يستشير عبد الله بن عباس في الامر إذا أهمه، ويقول: غص
غواص (ابن سعد).
37179 عن طاوس قال: أشهد لسمعت ابن عباس يقول:
أشهد لسمعت عمر يهل (1) وإنا لواقفون في الموقف، فقال له
رجل: أرأيت حين دفع؟ فقال ابن عباس: لا أدري، فعجب
الناس من ورع ابن عباس (ابن سعد).
37180 عن عطاء بن يسار أن عمر وعثمان كانا يدعوان ابن
عباس فيشير مع أهل بدر وكان يفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم
مات (ابن سعد).
37181 عن أبي الزناد أن عمر بن الخطاب دخل على ابن

(1) يهل: الاهلال: رفع الصوت بالتلبية. يقال: أهل المحرم بالحج
يهل إهلالا إذا لبى ورفع صوته. النهاية 5 / 271. ب
455

عباس يعوده وهو يحم (1) فقال له عمر: أخل بنا مرضك والله
المستعان (ابن سعد).
37182 عن سعد بن أبي وقاص قال: ما رأيت أحدا أحضر
فهما ولا ألب لبا ولا أكثر علما ولا أوسع حلما من ابن عباس!
ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات ثم يقول: عندك قد
جاءتك معضلة، ثم لا يجاوز قوله، وإن حوله لأهل بدر من
المهاجرين والأنصار (ابن سعد).
37183 عن ابن عباس قال: دخلت على عمر بن الخطاب
يوما فسألني عن مسألة كتب إليه بها يعلى بن أمية من اليمن فأجبته
فيها فقال: عمر: أشهد أنك تنطق عن بيت نبوة (ابن سعد).
37184 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس: فيكم
النبوة والمملكة وفي لفظ: الخلافة فيكم والنبوة (كر).
37185 عن ابن عباس عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للعباس ولولد العباس ولمن أحبهم
(كر).

(1) يحم: حم الماء بنفسه: صار حارا، يحم - بالفتح - حمما،
بفتحتين. وحم الرجل أيضا: من الحمى. المختار 120. ب
456

37186 (مسند عمر) عن معمر قال: عامة علم ابن عباس
من ثلاثة: عمر وعلي وأبي بن كعب (كر).
37187 (أيضا) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال:
ما رأيت أحدا أعلم بالسنة ولا أجلد رأيا ولا أثقب نظرا حين ينظر
من عبد الله بن عباس وإن كان عمر بن الخطاب ليقول له: قد طرأت
علينا عضل أقضية أنت لها ولأمثالها (المروزي في العلم).
37188 (مسند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه) عن ابن
عباس قال: قال لي حذيفة بن اليمان وكعب الأحبار: إذا ملك الخلافة
بنوك لم تزل الخلافة فيهم حتى يدفعوها إلى عيسى ابن مريم (كر).
37189 عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: مررت
بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد انصرف من صلاة الظهر وعلي ثياب بياض وهو يناجي
دحية الكلبي فيما ظننت وكان جبريل ولا أدري، فقال جبريل للنبي
صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! هذا ابن عباس أما إنه لو سلم علينا لرددنا
عليه، أما إنه شديد وضح الثياب، ولتلبس ذريته من بعده السواد،
فلما عرج جبريل وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما منعك أن تسلم إذ
مررت آنفا؟ فقلت: يا رسول الله! مررت بك وأنت تناجي
دحية الكلبي فكرهت أن أقطع نجواكما بردكما علي السلام، قال:
457

لقد أثبت النظر، ذلك جبريل وليس أحد رآه غير نبي إلا ذهب
بصره، وبصرك ذاهب وهو مردود عليك يوم وفاتك، قال: فلما
مات ابن عباس وأدرج في أكفانه انقض طائر أبيض فأتى بين
أكفانه وطلب فلم يوجد، فقال عكرمة مولى ابن عباس: أحمقى
أنتم؟ هذا بصر الذي وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد عليه يوم
وفاته، فلما أتوا به القبر ووضع في لحده تلقى بكلمة سمعها من
كان على شفير القبر (يا أيتها النفس المطمئنة. ارجعي إلى ربك راضية
مرضية. فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) (كر).
37190 عن ابن عباس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم!
علمه الكتاب وفقه في الدين (ابن النجار).
37191 عن ابن عباس قال: دخلت أنا وأبي على النبي صلى الله عليه وسلم،
فلما خرجنا من عنده قلت لأبي: ما رأيت الرجل الذي كان مع النبي
صلى الله عليه وسلم ما رأيت رجلا أحسن وجها منه، فقال لي: هو كان أحسن
وجها أم النبي؟ قلت: هو، قال: فارجع بنا، فرجعنا حتى دخلنا
عليه، فقال له أبي: يا رسول الله! أين الرجل الذي كان معك؟
زعم عبد الله أنه كان أحسن وجها منك، قال: يا عبد الله! رأيته؟
قلت: نعم، قال: أما إن ذاك جبريل، أما إنه حين دخلتما قال لي:
458

يا محمد! من هذا الغلام؟ قلت: ابن عمي عبد الله بن العباس، قال:
أما إنه لمحل للخير، قلت: يا روح الله! ادع الله له، فقال: اللهم
بارك عليه، اللهم اجعل منه كثيرا طيبا (ابن النجار).
37192 عن المدائني قال قال علي بن أبي طالب في عبد الله بن
عباس: إنه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق لعقله وفطنته بها لأمور
(الدينوري).
37193 (مسند ابن عباس) قال: كنت في بيت ميمونة
فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهوره، فقال: من وضع لي هذا؟
فقالت ميمونة: عبد الله، فقال: اللهم! فقهه في الدين وعلمه
التأويل (ش).
37194 (أيضا) دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزيدني الله علما
وفهما (ش).
37195 عن مجاهد قال قال ابن عباس: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم
وأهل بيته بالشعب أتى أبى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد! أرى أم الفضل
قد اشتملت على حمل، فقال: لعل الله أن يقر أعينكم، فأتى أبى
النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في خرقة فحنكني بريقه. قال مجاهد: فلا نعلم أحدا
حنك بريق النبي صلى الله عليه وسلم غيره (كر).
459

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
37196 (مسند الصديق) عن عبد الله بن مسعود عن أبي
بكر وعمر أنهما بشراه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: سل تعطه (البزار
وصححه) (1).
37197 (مسند عمر) عن قيس بن مروان أنه أتى عمر
فقال: جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة وتركت بها رجلا يملي
المصاحف من ظهر قلبه، فغضب وانتفخ حتى كاد يملا ما بين شعبتي
الرجل فقال: ومن هو ويحك؟ قال: عبد الله بن مسعود، فما زال يطفأ
ويسير عنه الغضب حتى عاد على حاله التي كان عليها ثم قال: ويحك
والله ما أعلمه بقي من الناس أحد هو أعلم بذلك منه، وسأحدثك
عن ذلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة
كذلك في الامر من أمر المسلمين، وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا
معه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا معه فإذا رجل قائم يصلي في
المسجد، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع قراءته، فلما كدنا أن نعرفه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل

(1) عبد الله بن مسعود أسلم قديما ولازم النبي صلى الله عليه وسلم وكان صاحب نعليه
وتوفي سنة 32 بالمدينة 20 / 369 الإصابة. ص
460

فليقرأه على قراءة ابن أم عبد، ثم جلس الرجل يدعو، فجعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: سل تعطه، قلت: والله لاغدون إليه فلابشرنه!
فغدوت إليه لابشره، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره،
والله! ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه (أبو عبيد في فضائله،
حم، ت، وابن خزيمة وابن أبي داود وابن الأنباري معا في المصاحف،
ع، حب (1)، قط في الافراد، كر، حل، ق، ض).
37198 عن حبة العرني أن عمر بن الخطاب قال: يا أهل
الكوفة! أنتم رأس العرب وجمجمتها (2)، وسهمي الذي أرمي به
إن أتاني شئ من ههنا وههنا وإني بعثت إليكم عبد الله بن مسعود
واخترته لكم وآثرتكم به على نفسي أثرة (ابن سعد، ص).
37199 عن أبي وائل أن عمر استعمل عبد الله بن مسعود على
القضاء وبيت المال (ق).

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب الصلاة باب ما جاء من الرخصة في السمر
بعد العشاء رقم 169. وقال الترمذي: حسن ولكن الحديث بطوله
عند الإمام أحمد 1 / 151. ص
(2) وجمجمتها: أي ساداتها، لان الجمجمة الرأس، وهو أشرف الأعضاء.
1 / 299 النهاية. ب
461

37200 عن عمر قال: لقد آثرت أهل الكوفة بابن أم عبد
على نفسي، إنه من أطولنا فوقا (1)، كنيف (2) ملئ علما
(ابن سعد).
37201 عن أبي مجلز قال: وفدنا إلى عمر فأجازنا ففضل
أهل الشام في الجائزة فقلنا: يا أمير المؤمنين! أتفضل أهل الشام
علينا؟ قال: يا أهل الكوفة! أجزعتم أن فضلت أهل الشام عليكم
لبعد شقتهم؟ لقد آثرتكم بابن أم عبد (ابن سعد، ش، حم، ع).
37202 عن علي قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود أن
يصعد شجرة فيأتي منها بشئ، فنظر أصحابه إلى حموشة (3) ساقيه
فضحكوا منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يضحككم؟ لرجل

(1) فوقا: وفي حديث علي يصف أبا بكر (كنت أخفضهم صوتا وأعلاهم فوقا)
أي أكثرهم نصيبا وحظا من الدين، وهو مستعار من فوق السهم،
وهو موضع الوتر منه 30 / 480 النهاية. ب
(2) كنيف: هو تصغير تعظيم للكنف. وكنف الراعي: وعاؤه الذي
يجعل فيه آلته. 4 / 204 النهاية. ب
(3) حموشة: يقال: رجل حمش الساقين، وأحمش الساقين: أي دقيقهما.
ومنه حديث صفته عليه السلام: (في ساقيه حموشة. 1 / 440 النهاية. ب
462

عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد (طب، ض وابن
خزيمة وصححه).
37203 (مسند عمر) عن عبد الرحمن بن يزيد قال قال
عمر بن الخطاب لعبد الله بن مسعود: هو أحق الناس بذلك، كان
صاحب السواك والوساد والنعلين ولم يكن له ضرع ولا زرع وكان
يشهد إذا غبنا، ويدخل إذا حجبنا (كر).
37204 عن كميل قال قال عمر بن الخطاب: كنت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر ومن شاء الله، فمررنا بعبد الله بن مسعود
وهو يصلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا الذي يقرأ؟ فقيل له:
هذا عبد الله بن أم عبد، فقال: إن عبد الله يقرأ القرآن غضا كما
أنزل، فأثنى عبد الله على ربه وحمده كأحسن ما أثنى عبد على ربه.
ثم سأله فأخفى المسألة وسأله كأحسن مسألة عبد ربه، ثم قال:
اللهم! إني أسألك إيمانا لا يرتد ويقينا لا ينفد ومرافقة محمد النبي
صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين في جناتك جنات الخلد! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: سل تعطه، سل تعطه! فانطلقت لابشره فوجدت
أبا بكر قد سبقني وكان سباقا بالخير (كر وقال: هذا غريب، والمحفوظ
عن عمر ما تقدم أول المسند).
463

37205 عن أبي عبيدة قال: سافر عبد الله بن مسعود سفرا
فذكروا أن العطش قتله هو وأصحابه فذكروا ذلك لعمر فقال: لهو
أن يفجر الله له عينا يسقيه منها هو وأصحابه أظن عندي من أن
يقتله عطشا (يعقوب بن سفيان، كر).
37206 عن أبي وائل أن ابن مسعود رأى رجلا قد أسبل
فقال: ارفع إزارك، فقال: وأنت يا ابن مسعود ارفع إزارك!
فقال له عبد الله: إني لست مثلك بساقي حموشة وانا أؤم الناس،
فبلغ ذلك عمر فجعل يضرب الرجل ويقول: أترد على ابن
مسعود (كر).
37207 عن الأعمش عن العلاء عن أشياخ لهم قال: كان
عمر على دار لابن مسعود بالمدينة ينظر إلى بنائها فقال رجل من
قريش: يا أمير المؤمنين! إنك تكفي هذا، فأخذ لبنة فرمى بها
وقال: أترغب بي عن عبد الله (يعقوب بن سفيان).
37208 عن جابر قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر
يوم الجمعة قال: اجلسوا: فسمع ذلك ابن مسعود فجلس عند باب
المسجد، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تعالى يا عبد الله بن مسعود
(كر).
464

(37209) عن عمرو بن حريث قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن
مسعود: اقرأ، اقرأ وعليك أنزل! قال: إني أحب أن أسمعه من
غيري، فافتتح لنساء حتى إذا بلغ (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكف عبد
الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكلم، فحمد الله أول كلامه واثنى
على الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد شهادة الحق وقال: رضينا بالله
ربا وبالاسلام دينا ورضيت بكم ما رضى الله ورسوله، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد (كر).
(37210) عن حذيفة قال: إن أشبه الناس هديا ودلا (1) وسمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود (حم والروياني ويعقوب بن
سفيان (كر).
(37211) - عن حذيفة بن اليمان مثله إلا أنه قال: تمسكوا بعهد
ابن أم عبد (ش). (8)

(1) دلا: الدل قريب المعنى من الهدي وهما من السكينة والوقار في الهيئة
والمنظر والشمائل وغير ذلك. وفي الحديث (كان أصحاب عبد الله
يرحلون إلى عمر رضي الله عنه فينظرون إلى سمته وهديه ودله
فيتشبهون به). المختار 165. ب
465

37212 عن معاوية بن قرة عن أبيه أن ابن مسعود كان يجني
لهم نخلة فهبت الريح فكشفت عن ساقيه فضحكوا من دقة ساقيه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتضحكون من دقة ساقيه؟ والذي نفسي بيده!
لهما أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد (ابن جرير).
37213 عن سعيد بن جبير عن أبي الدرداء قال: قام رسول
الله صلى الله عليه وسلم فخطب خطبة خفيفة فلما فرغ من خطبته قال: يا أبا بكر!
قم فاخطب، فقام أبو بكر فخطب فقصر دون النبي صلى الله عليه وسلم، فلما
فرغ أبو بكر من خطبته قال: يا عمر! قم فاخطب، فقام عمر
فخطب فقصر دون النبي صلى الله عليه وسلم ودون أبي بكر، فلما فرغ من خطبته
قال: يا فلان! قم فاخطب، فاستوفى القول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اجلس أو: اسكت شك أبو شهاب فان التشقيق من الشيطان
والبيان من السحر، ثم قال: يا ابن أم عبد! قم فاخطب، فقام
ان أم عبد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس! إن الله ربنا
والقرآن إمامنا وإن البيت قبلتنا وإن هذا نبينا ثم أومى بيده إلى
النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصاب ابن أم عبد وصدق
مرتين، رضيت ما رضى الله به لي ولامتي وابن أم عبد، وكرهت
ما كرهه الله لي ولامتي وابن أم عبد (كر، قال سعيد بن جبير
466

لم يدرك أبا الدرداء).
37214 عن أبي موسى قال: كان ابن مسعود يشهد إذا غبنا
ويؤذن له إذا حجبنا (يعقوب بن سفيان، كر).
37215 عن ابن مسعود قال: إن أول شئ علمته من أمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمت مكة مع عمومة لي فأرشدونا إلى العباس بن
عبد المطلب فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن
عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا أبيض يعلوه حمرة، له وفرة
جعدة إلى أنصاف أذنيه، أقنى الانف، براق الثنايا، أدعج العينين
كث اللحية، دقيق المسربة، شثن الكفين والقدمين، عليه ثوبان
أبيضان كأنه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام أمرد حسن
الوجه مراهق أو محتلم، تقفوه امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصد
نحو الحجر فاستلمه، ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة ثم طاف
بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفان معه، قلنا: يا أبا الفضل! إن
هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شئ حدث؟ قال: هذا ابن
أخي محمد بن عبد الله، والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة امرأته
خديجة، أما والله ما على وجه الأرض نعلمه يعبد الله بهذا الدين
إلا هؤلاء الثلاثة (يعقوب بن شيبة وقال: لا نعلم رواه أحد عن
467

شريك غير بشير بن مهران الخصاف وهو صالح، كر).
37216 عن ابن مسعود قال: لقد رأيتني سادس ستة، ما
على ظهر الأرض مسلم غيرنا (ش) (1).
37217 عن ابن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين
سورة فأحكمتها قبل أن يسلم زيد بن ثابت (ابن أبي داود في
المصاحف).
37218 عن عثمان بن أبي العاص قال: رجلان مات النبي
وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر (كر).
37219 عن الحسن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث عمرو
ابن العاص على الجيش عاملا وفيهم عامة أصحابه، فقيل لعمرو: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يستعملك ويدنيك ويحبك، فقال: قد كان
يستعملني فلا أدري يتألفني أو يحبني ولكن أدلكم على رجلين مات
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود وعمار بن
ياسر (كر).
37220 عن عطاء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال للناس:
اجلسوا، فسمعه عبد الله بن مسعود وهو على الباب فجلس، فقال:

(1) أورده ابن حجر في الإصابة (2 / 370). ص
468

يا عبد الله! ادخل (ش).
37221 عن عروة بن الزبير قال: كان أول من جهر
بالقراءة بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود
(كر).
37222 عن زر عن علي قال: أول من قرأ آية من كتاب
الله عن ظهر قلبه عبد الله بن مسعود (....).
عبد الله بن الزبير رضي الله عنه
37223 عن سلمان: أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا
عبد الله بن الزبير معه طست يشرب ما فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما شأنك يا ابن أخي؟ فقال: إني أحببت أن يكون من دم رسول
الله صلى الله عليه وسلم في جوفي، فقال: ويل لك من الناس وويل للناس منك!
لا تمسك النار إلا قسم اليمين (كر، ورجاله ثقات) (1).
37224 عن يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد قال:
أول مولود في الاسلام عبد الله الزبير وحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بتمرة (كر).
37225 عن عبد الله بن الزبير أنه قال: هاجرت وأنا في

(1) نرجم له ابن الأثير ترجمة ممتعة ومطولة (3 / 242)، ص
469

بطن أمي، فما كان يصيبها شئ من الأذى إلا دخل علي ألم ذلك
وشدته (كر).
37226 عن عبد الله بن الزبير أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم
فلما فرغ قال: يا عبد الله! اذهب بهذا الدم فأهرقه حتى لا يراك
أحد وفي لفظ: فواره حيث لا يراه أحد فلما برز عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم عمد إلى الدم فشربه، فلما رجع قال: يا عبد الله! ما
صنعت؟ قال جعلته في أخفى مكان علمت أنه خاف عن الناس، قال:
لعلك شربته؟ قلت نعم، قال: ولم شربت الدم؟ ويل للناس منك
وويل لك من الناس، قال أبو عاصم: كانوا يرون أن القوة التي
به من ذلك الدم (ع، كر).
37227 عن عبد الله بن الزبير قال: احتجم رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأعطاني دمه، قال: اذهب فواره لا يبحث عنه سبع أو
أو كلب أو إنسان، فتنحيت فشربته ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ما صنعت؟ قلت: صنعت الذي أمرتني، قال: ما أراك إلا قد
شربته! قلت: نعم، قال: ماذا تلقى أمتي منك! قال أبو سلمة:
فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم رسول الله
صلى الله عليه وسلم (ق في..، كر).
470

37228 عن مجاهد قال: بلغ ابن الزبير من العبادة ما لم يبلغ
أحد، وجاء سيل فحال بين الناس وبين الطواف فجاء ابن الزبير فطاف
أسبوعا سباحة (كر).
37229 عن عبد الله بن الزبير قال: لما ولدتني أي أسماء بنت
أبي بكر الصديق حملتني وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلني أبي
الزبير فأخذني منها وذهبا بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنكي (الزبير
ابن بكار).
37230 عن قطن بن عروة قال: كان عبد الله بن الزبير
يواصل سبعة أيام حتى تيبس أمعاؤه (ابن جرير).
37231 عن هشام بن عروة قال: كان عبد الله بن الزبير
يواصل سبعة أيام، فلما كبر جعلها خمسا، فلما كبر جدا جعلها
ثلاثا (ابن جرير).
37232 عن محمد بن كعب القرظي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل
على أسماء بنت أبي بكر الصديق حين ولد عبد الله بن الزبير فقال:
أهو هو؟ أهو هو، فقيل: يا رسول الله! إن أسماء تركت رضاع
عبد الله لما سمعتك تقول: أهو هو، فقال: ارضعيه ولو بماء عينيك،
كبش من ذئاب ذئاب عليها ثياب، ليمنعن الحرم وليقتلن
471

به (كر).
37233 عن ضمام أن عبد الله بن الزبير أرسل إلى أمه أن
الناس قد انفضوا عني وقد دعاني هؤلاء إلى الأمان فقالت: إن
خرجت لاحياء كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قمت على الحق، وإن
كنت إنما خرجت على طلب الدنيا فلا خير فيك حيا أو ميتا (نعيم
ابن حماد في الفتن).
37234 عن أبي محمد رباح مولى الزبير قال: سمعت أسماء
بنت أبي بكر تقول للحجاج: إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ودفع دمه إلى
ابني فشربه فأتاه جبريل فأخبره، فقال: ما صنعت؟ قال: كرهت
أن أصب دمك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تمسك النار ومسح على
رأسه فقال: ويل للناس منك وويل لك من الناس (كر).
37235 عن أسماء بنت أبي بكر أنها حملت بعبد الله بن
الزبير قالت: فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدت
بقباء، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه فوضعه في حجره ثم دعا
بتمرة فمضغها في وضعها في فيه، فكان أول شئ دخل في فيه ريق
النبي صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بالتمرة ثم دعا وبرك عليه، وسماه عبد الله،
وكان أول مولود ولد في الاسلام (ش، كر).
472

37236 عن عائشة قالت: حنك رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله
ابن الزبير (كر).
37237 عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: أتى عبد الله بن
عمر عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير! إياك والالحاد (1) في
حرم الله! فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيلحد فيه
رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت عليه،
فانظر لا تكون هو (ش).
37238 عن نافع قال: سمع ابن عمر رجلا يقول: أنا ابن
حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر: إن كنت من آل الزبير
وإلا فلا (ش).
37239 عن أبي ريحانة قال: سمع ابن عمر غلاما يقول: أنا
ابن الحواري، فقال: كذبت إن لم تكن ابن الزبير (كر).
37240 عن عروة أن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن جعفر
وفي لفظ: وجعفر بن الزبير بايعا النبي صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع
سنين وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآهما تبسم وبسط يده فبايعهما

(1) والالحاد: الميل والعدول عن الشئ. وفي الحديث (احتكار الطعام في
الحرم إلحاد فيه) أي ظلم وعدوان. النهاية 4 / 236. ب
473

(أبو نعيم، كر).
37241 عن هشام بن عروة عن عروة بن الزبير وفاطمة بنت
المنذر بن الزبير أنهما قالا: خرجت أسماء بنت أبي بكر حين هاجرت
وهي حبلى بعبد الله بن الزبير فقدمت قباء فنفست بعبد الله بقباء،
ثم خرجت به حين نفست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره،
ثم دعا بتمرة، قال قالت عائشة: فمكثنا ساعة نلتمسها فلم نجدها
ثم مضغها ثم بزقها في فيه، فان أول شئ دخل بطنه لريق رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قالت أسماء: ثم مسحه وصلى عليه وسماه عبد الله، ثم
جاءه بعد وهو ابن سبع سنين أو ثمان سنين ليبايع رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمره بذلك الزبير، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا
إليه ثم بايعه (كر) (1).
37232 (مسند الزبير رضي الله عنه) عن قتام بن بسطام
قال: مر ابن عمر على عبد الله بن الزبير وهو مصلوب فقال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يعمل سوءا يجز به في الدنيا أو في الآخرة
فان يكن هذا بذاك فهه فهه (كر).
37243 (أيضا) عن عروة أن عبد الله بن الزبير قال

(1) أورد ابن الأثير الحديث قريبا من لفظه 3 / 241. ص
474

يوم الخندق للزبير: يا أبت! لقد رأيتك وأنت تحمل على فرسك
الأشقر قال: هل رأيتني أي بني؟ قال: نعم، قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يجمع حينئذ لأبيك أبويه ويقول: احمل فداك أبي وأمي
(ابن جرير).
عبد الله بن عامر رضي الله عنه
(37244) عن عمرو بن ميمون بن مهران أن عبد الله بن عامر
حين مرض مرضه الذي مات فيه دخل عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وفيهم ابن عمر فقال: ما ترون في حالي؟ فقالوا: ما نشك لك
في النجاة، قد كنت تقري الضيف وتعطي المختبط (1)
هب (2).
عبد الله بن عمر رضي الله عنه (3)
(37245) - عن ابن عمر قال: لما جاء بي أبي يوم أحد إلى

(1) المختبط: هو طالب الرفد من غير سابق معرفة ولا وسيلة، شبه
بخابط الورق أو خابط الليل. النهاية 2 / 8. ب
(2) عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي
سنة سبع وخمسين. أسد الغابة (3 / 289). ص
(3) عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي توفي سنة / 74 / ودفن بالمحصب
وكان مولده قبل المبعث بسنة. أسد الغابة 3 / 345. ص
475

رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أربع عشرة فلم يجزني النبي صلى الله عليه وسلم، ثم
جاء بي يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة ففرض لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم (عب).
37246 عن ابن عمر قال: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد
وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني ولم يرني بلغت، وعرضت
عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني (عب، ش).
37247 (أيضا) عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا
ابن عشرة سنة فاستصغرني، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن
خمس عشرة فأجازني (ش).
37248 عن ابن شوذب قال: بلغ ابن عمر أن زيادا يريد
الحجاز فكره أن يكون في سلطانه فقال: اللهم! إنك تجعل في
القتل كفارة لمن شئت من خلقك فموتا لابن سمية لاقتل فخرج
في إبهامه طاعون فما أتت عليه جمعة حتى مات (كر).
37249 عن ابن عمر قال عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر
وأنا ابن ثلاث عشرة فردني، ثم عرضت عليه يوم أحد وأنا ابن
أربع عشرة سنة فردني، ثم عرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن
خمس عشرة سنة فأجازني (ابن سعد).
476

37250 عن ابن عمر قال: عرضت يوم الخندق وأنا ورافع
ابن خديج على النبي صلى الله عليه وسلم أنا وهو ابنا خمس عشرة سنة، فقبلنا
(كر).
37251 عن ابن عمر قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
أنا وابن ثلاثة عشرة سنة فاستصغرني فردني، ثم تخلفت عنه في غزوة
غزاها (كر).
37252 عن ابن عمر قال: فرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر فاستصغرني فلم يقبلني، فما أتت علي ليلة قط مثلها من
السهر والحزن والبكاء إذ لم يقبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان من العام
المقبل عرضت عليه فقبلني، فحمدت الله على ذلك، قال رجل:
يا أبا عبد الرحمن! توليتم يوم التقى الجمعان؟ قال: نعم، فعفا الله
عنا جميعا فله الحمد كثيرا (كر).
37253 عن ابن عمر قال: شهدت الفتح وأنا ابن عشرين سنة
(ابن منده، كر).
37254 عن ابن مجاهد قال: شهد ابن عمر الفتح وهو ابن
عشرين سنة ومعه فرس حرون (1) ورمح ثقيل، فذهب ابن عمر

(1) حرون: أي لا ينقاد وإذ اشتد به الجري وقف، وقد حرن من باب دخل،
100 المختار. ب
477

يختلي لفرسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عبد الله عبد الله (كر).
37255 عن نافع أن ابن عمر كان يتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم
كل مكان صلى فيه، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة
فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة فيصب في أصلها الماء لكيلا
تيبس (كر).
37256 عن نافع قال: كنا مع ابن عمر في سفر فقيل:
إن السبع في الطريق قد حبس الناس، فاستخلف ابن عمر راحلته،
فلما بلغ إليه نزل فعرك أذنه ونفذه (1) وقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
لو أن ابن آدم لم يخف إلا الله لم يسلط عليه غيره، ولو أن ابن آدم
لم يرج إلا الله لم يكله إلى سواه (كر).
37257 عن وهب بن أبان القرشي عن ابن عمر أنه خرج
في سفر فبينا هو يسير إذا قوم وقوف فقال: ما بال هؤلاء؟ قالوا:
أسد على الطريق قد أخافهم فنزل عن دابته ثم مشى إليه حتى أخذ
بأذنه فعركها ثم نفذ قفاه ونجاه عن الطريق ثم قال: ما كذب
عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما يسلط
على ابن آدم ما خافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف إلا الله

(1) ونفذه: يقال: نفذني بصره 50 / 91 النهاية. ب
478

لم يسلط عليه غيره، وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم، ولو
أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله إلى غيره (كر).
عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
37258 عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم
ألف مثل (ع والعسكري والرامهرمزي معا في الأمثال).
37259 عن عبد الله بن عمرو قال: كنت يوما مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في بيته فقال: تدرون من معنا في البيت؟ قلت: من
يا رسول الله؟ قال: جبريل، قلت: السلام عليك يا جبريل ورحمة
الله وبركاته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد رد عليك (كر).
37260 عن محمد بن إسحاق قال حدثني من لا أتهم أن
كعبا قدم مكة وبها عبد الله بن عمرو بن العاص فقال كعب: سلوه
عن ثلاث، فان أخبركم بهن فهو عالم، سلوه عن شئ من الجنة
وضعه الله للناس في الأرض، سلوه ما أول ماء وضع في الأرض،
وما أول شجرة غرست بالأرض، فسئل عبد الله عنها فقال:
الشئ الذي وضعه الله للناس في الأرض من الجنة فهذا الركن الأسود
وأول ماء وضع في الأرض فبرهوت ماء باليمن يرده هام الكفار،
479

وأما أول شجرة غرسها الله في الأرض فالعوسجة التي اقتطع منها
موسى عصاه. فلما بلغ ذلك كعبا قال: صدق الرجل والله
عالم (كر).
37261 (مسند طلحة بن عبيد الله) قال الحاكم في الكنى
حدثنا أبو حاتم مكي بن عبدان ثنا أحمد يعني ابن يوسف السلمي ثنا
حماد بن سلمان الحراني ثنا عيسى بن عبد الرحمن الأنصاري أو عبادة
قال أخبرني ابن شهاب أخبرني ابن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن
إسماعيل بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه قال: أردت مالا لي بالغابة
فأدركني الليل فقلت: لو أني ركبت فرسي إلى أهلي لكان خيرا لي
من المقام ههنا، فركبت حتى إذا جئت ودنوت من قبور الشهداء
القناة استوحشت فقلت: لو أني ربطت فرسي فآويته إلى قبر عبد
الله بن عمرو، ففعلت: فوالله ما هو إلا أن وضعت رأسي سمعت
قراءة في القبر ما سمعت قراءة قط أحسن منها! فقلت: هذا في
القبر لعله في الوادي فاخرج إلى الوادي، فإذا القراءة في القبر،
فرجعت فوضعت رأسي عليه فإذا قراءة لم اسمع مثلها قط، فاستأنست
وذهب عني النوم، فلم أزل اسمعها حتى طلع الفجر، فلما طلع الفجر
هدأت القراءة وهدأ الصوت حتى أصبحت، فقلت: لو جئت
480

النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له
فقال: ذاك عبد الله بن عمرو! ألم تعلم يا طلحة أن الله عز وجل
قبض أرواحهم فجعلها في قناديل من زبرجد وياقوت علقها وسط
الجنة؟ فإذا كان الليل ردت عليهم أرواحهم فلا تزال كذلك حتى
إذا طلع الفجر ردت أرواحهم إلى مكانهم الذي كانت فيه
(قال في المغني: عيسى بن عبد الرحمن عن الزهري قال ن
وغيره: متروك).
عبد الله بن أنيس رضي الله عنه
37262 عن أبي جعفر محمد بن علي قال: جاء الجهني وهو
عبد الله بن أنيس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مرني بليلة أجئ
فأصلي خلفك، جعلني الله فداك (ابن جرير).
عبد بن الله بن سلام رضي الله عنه (1)
37263 عن عبد الله بن سلام أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني
قرأت القرآن والتوراة، فقال: اقرأ بهذا ليلة وبهذا ليلة (كر).

(1) عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي وتوفي سنة / 43 / أسد الغابة
(3 / 264). ص
481

37264 عن عبد الله بن سلام قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن أقرأ القرآن ليلة والتوراة ليلة (ابن سعد، كر، وفيه: والذي
قبله إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني ضعيف).
37265 (مسند علي) عن سعد قال: كنت مع النبي
صلى الله عليه وسلم في مكان فقال: ليطلعن من هذا الشعب رجل من أهل
الجنة وكان من وراء الشعب عامر بن أبي وقاص فظننت أنه سيطلع
فاطلع عبد الله بن سلام (كر).
عبد الله بن جحش رضي الله عنه
37266 (مسند سعد بن أبي وقاص) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمر عبد الله بن جحش وكان أول أمير أمر في الاسلام (ش).
37267 (أيضا) عن سعد قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
جاءت جهينة فقالت: إنك قد نزلت بين أظهرنا فأوثق لنا حتى
نأمنك وتأمنا، فأوثق لهم ولم يسلموا، فبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رجب ولم نكن مائة وأمرنا أن نغير على حي من كنانة إلى جنب
جهينة فأغرنا عليهم وكانوا كثيرا، فلجأنا إلى جهينة وشعبها فقالوا:
لم تقاتلون في الشهر الحرام؟ فقلنا: إنما نقاتل من أخرجنا من
البلد الحرام في الشهر الحرام، فقال بعضنا لبعض: ما ترون؟ قالوا:
482

نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره، وقال قوم: لا بل نقيم ههنا، وقلت
أنا في أناس معي: لا بل نأتي عير قريش هذه فنضيبها، فانطلقنا
إلى العير وانطلق أصحابنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر، فقام غضبانا
محمرا لونه ووجهه فقال: ذهبتم من عندي جميعا وجئتم متفرقين،
إنما أهلك من كان قبلكم الفرقة، ولأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم
أصبركم على الجوع والعطش، فبعث علينا عبد الله بن جحش الأسدي،
فكان أول أمير في الاسلام (ش).
عبد الله ذو البجادين رضي الله عنه
37268 (مسند الأدرع) جئت ليلة احرس النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا رجل قراءته عالية فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله!
هذا مراء، قال: هذا عبد الله ذو البجادين، فمات بالمدينة ففرغوا
من جهازه فجملوا نعشه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارفقوا به رفق الله به!
إنه كان يحب الله ورسوله، وحفر حفرته فقال: أوسعوا له أوسع
الله عليه! فقال بعض أصحابه: يا رسول اله! لقد حزنت عليه
فقال أجل: إنه كان يحب الله ورسوله (ه‍ (1) والبغوي وابن منده وقال:

(1) الحديث أخرجه ابن ماجة كتاب الجنائز باب ما جاء في حفر القبر
رقم 1559. ص
483

غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه وأبو نعيم وفي مسنده موسى بن
عبيدة الربذي ضعيف).
عبد الله بن خازم رضي الله عنه
37269 عن عبد الرحمن بن الله بن سعد الدشتكي الرازي قال سمعت
أبي عن أبيه قال: رأيت ببخارى رجلا على بغلة بيضاء عليه عمامة
خز سوداء يقول: كسانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عبد الرحمن:
نراه بن خازم السلمى (خ في تاريخه، كر).
37270 عن عبد الله بن سعيد الأزرق عن أبيه قال: رأيت
رجلا ببخارى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه عمامة خز سوداء
وهو يقول: كسانيها النبي صلى الله عليه وسلم، واسمه عبد الله بن خازم (كر).
عبد الله بن أبي
37271 (مسند أسامة بن زيد) إن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا
عليه إكاف تحته قطيفة فدكية (1) فأردفني وراءه وهو يعود سعد بن

(1) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب اللباس باب الإرتداف على
الدابة (7 / 217) والاستئذان (8 / 69) ومعنى تحته قطيفة فدكية:
أي أن القطيفة وهي الدثار المخمل والفدكية صفتها نسبة إلى فدك
بفتح الفاء والدال وهي قرية بخيبر. من عمدة القاري شرح صحيح
البخاري للعيني (22 / 76). ص
484

عبادة في بني الحارث بن خزرج وذاك قبل وقعة بدر حتى مر بمجلس
فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود فيهم عبد
الله بن أبي وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي وفي المجلس عبد
الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن
أبي انفه بردائه وقال: لا تغبروا علينا، فسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم
وقف فنزل، فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي:
أيها المرء لا أحسن من هذا، إن كان ما تقول حقا فلا تغشنا في
مجالسنا وارجع إلى رحلك، فمن جاء منا فاقصص عليه، فقال عبد
الله بن رواحة: بل اغشنا في مجالسنا فانا نحب ذلك، فاستب
المسلمون والمشركون واليهود حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي
صلى الله عليه وسلم يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة
فقال: أي سعد! ألم تسمع ما قال أبو حباب؟ قال كذا وكذا!
قال: أعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله! لقد أعطاك الله الذي
أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة أن يتوجوه فيعصبوه
بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق (1) بذلك،

شرق: أي غص به. وهو مجاز فيما نال من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحل به حتى كأنه شئ لم يقدر على إساغته وابتلاعه فغص به.
النهاية 2 / 466. ب
485

فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمره الله تعالى
ويصبرون على الأذى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأول في العفو ما أمره
الله حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا وقتل الله به
من قتل من صناديد قريش قال ابن أبي ومن معه من المشركين عبدة الأوثان:
هذا أمر قد توجه، فبايعوا رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا (حم، م،
خ (1)، ن والعدني، طب، ق في الدلائل، وانتهى حديث م عند
قوله: فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
(37272 -) (أيضا) إن النبي صلى الله عليه وسلم مر بمجلس فيه أخلاط

(1) من الغريب الواضح والتساؤل السريع من المصنف كيف وضع ترجمة
لرئيس المنافقين وساقها في كتاب الفضائل؟ أجاب الامام المنذري في عون
المعبود (3588) ما يلي:
1 إكرام واضح من النبي صلى الله عليه وسلم بخلعه القميص وألباسه أبي.
2 جبرا لقلب ابنه الذي دخل في الاسلام.
3 ما سئل النبي شيئا قط فقال.
ولهذه الأمور الظاهرة والمحاولة بالإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لاسلامه
واسلام ولده ساق المصنف الأحاديث الواردة الصحيحة في إكراه النبي
صلى الله عليه وسلم بالسلام وخلع القميص ا ه‍. ص
486

من المسلمين واليهود فسلم عليهم (ت: حسن صحيح) (1).
37273 (أيضا) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود عبد الله بن
أبي من مرضه الذي مات فيه، فلما دخل عليه عرف فيه الموت
فقال: قد كنت أنهاك عن حب يهود! قال: فقد أبغضهم أسعد
ابن زرارة فمات فما نفعه، فلما مات أتاه ابنه فقال: يا رسول الله!
إن عبد الله بن أبي قد مات فأعطني قميصك أكفنه فيه، فنزع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فأعطاه إياه (حم، د (2) والروياني، طب،
ق في الدلائل، ض).
عبد الله بن بسر رضي الله عنه
37274 عن عبد الله بن بسر قال: كنت أنا وأبي قاعدين
على باب دارنا إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له، فقال له أبي:
ألا تنزل يا رسول الله فتطعم وتدعو بالبركة؟ فنزل فطعم ثم قال:
اللهم! ارحمهم واغفر لهم وبارك لهم في رزقهم (كر).
37275 عن سليم بن عامر قال حدثني ابنا بسر قالا: دخل

(1) أخرجه الترمذي كتاب الاستئذان باب ما جاء في السلام على مجلس فيه
المسلمون وغيرهم 2703 وقال حسن صحيح. ص
(2) أخرجه أبو داود كتاب الجنائز باب في العيادة رقم 3078. ص
487

علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت تحته قطيفة صببناها صبا فجلس
عليها وأنزل عليه الوحي في بيتنا وقدمنا إليه زبدا وتمرا وكان يحب
البسر وكان في رأس أحدهما في قرنه شعر مجتمع كأنه قرن
فقال: ألا أرى في أمتي قرنا؟ فقلنا يا رسول الله! ادع الله لنا،
قال: اللهم ارحمهم كي تغفر لهم وترزقهم (كر).
37276 عن صفوان بن عمرو وحريز بن عثمان قالا: رأينا
عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم له جمة لم نر عليه عمامة ولا
قلنسوة شتاء ولا صيفا (كر، ابن وهب).
37277 حدثني معاوية بن صالح أن ابن بسر قال: حدثني أبي
أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليه ويدعو له بالبركة، فدخل
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامت أمي وصنعت جشيشا (1)، فلما نضج
أكلوا ثم سقاهم، ثم شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقى من عن يمينه،
فلما أتتهم بقدح آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطي الذي انتهى القدح
إليه، فلما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرب دعا لنا ثم قال: اللهم اغفر
لهم وارحمهم وبارك لهم في رزقهم، قال: فما زلنا نتعرف البركة والسعة

(1) جشيشا: هي أن تطحن الحنطة طحنا جليلا، ثم تجعل في القدور ويلقى
عليها لحم وتمر وتطبخ. النهاية 1 / 273. ب
488

في الرزق إلى اليوم (كر).
37278 عن محمد بن زياد الالهاني عن عبد الله بن بسر أن
النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده على رأسه وقال: يعيش هذا الغلام قرنا! فعاش
مائة سنة، وكان في وجهه (1) ثؤلول فقال: لا يموت هذا الغلام
حتى يذهب هذا الثؤلول، فلم يمت حتى ذهب الثؤلول من
وجهه (كر).
37279 عن محمد بن القاسم الطائي أبي القاسم الخمصي أن عبد
الله بن بسر قال: هاجر أبي وأمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم
مسح بيده على رأسي وقال: ليعيش هذا الغلام قرنا! قلت! بأبي
وأمي يا رسول الله! وكم القرن؟ قال: مائة سنة. قال عبد الله:
فلقد عشت خمسا وتسعين سنة وبقيت خمس سنين إلى أن أتم قول
النبي صلى الله عليه وسلم، قال محمد بن القاسم، فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم
مات (ابن منده، كر).
37280 (أيضا) أتى النبي صلى الله عليه وسلم بسرا وهو راكب على
بغلة فقال: عبد الله بن بسر كنا ندعوها حمارة شامية، فدخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقامت أمي فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة

(1) ثؤلول: الثؤلؤل: واحد الثآليل. المختار 61. ب
489

على حصير في البيت جعلت توترها له، فلما جلس عليها رسول الله
صلى الله عليه وسلم لطئت (1) بالحصير (فقدم لهم أبي تمرا أشغلهم به، وأمر أمي
فصنعت لهم جشيشا وكنت أنا الخادم فيما بين أبي وأمي، وكان أبي
القائم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلما فرغت أمي من الجشيش
جئت أحمله حتى وضعته بين أيديهم فأكلوا، ثم سقاهم فضيخا (2)
فشرب صلى الله عليه وسلم وسقى الذي عن يمينه، ثم أخذت القدح حين نفد ما
فملأته فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعط الذي انتهى
إليه القدح، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطعام دعا لنا فقال: اللهم
ارحمهم واغفر لهم وبارك لهم في رزقهم! فما زلنا نتعرف من
الله عز وجل السعة في الرزق (طب عن عبد الله بن بسر).
عبد الله بن حذافة رضي الله عنه (3)
37281 عن الزهري قال: شكي عبد الله بن حذافة إلى

(1) لطئت: لطئ بالأرض يلطأ مهموز مثل لصق وزتا ومعنى. المصباح
المنير 2 / 760. ب
(2) فضيخا: الفضيخ: شراب يتخذ من البسر وحده من غير أن تمسه
النار. المختار 397. ب
(3) عبد الله بن حذافة بن قيس أبو حذافة من السابقين الأولين وتوفي بمصر
ودفن بمقبرتها ثم ذكر الحديث الوارد عن أبي رافع. الإصابة 2 / 296 ص
490

رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه صاحب مزاح وباطل، فقال: اتركوه فان له
بطانة يحب الله ورسوله (كر).
37282 عن أبي رافع قال: وجه عمر بن الخطاب جيشا إلى
الروم وفيهم رجل يقال له عبد الله بن حذافة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
فأسره الروم فذهبوا به إلى ملكهم فقالوا له: إن هذا من أصحاب
محمد، فقال له الطاغية: هل لك أن تنصر وأشركك في ملكي
وسلطاني؟ فقال له عبد الله: لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما
ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما
فعلت! قال: إذن أقتلك، قال: أنت وذاك! فأمر به فصلب،
وقال للرماة: ارموه قريبا من يديه قريبا من رجليه، وهو يعرض
عليه وهو يأبى، ثم أمر به فأنزل، ثم دعا بقدر فصب فيها ماء
حتى احترقت، ثم دعا بأسيرين من المسلمين فأمر بأحدهما فألقي فيها
وهو يعرض عليه النصرانية وهو يأبى ثم أمر به أن يلقى فيها، فلما
ذهب به بكى، فقيل له إنه قد بكى فظن أنه جزع فقال: ردوه
فعرض عليه النصرانية فأبى، قال: فما أبكاك إذن؟ قال: أبكاني
أني قلت في نفسي: تلقى الساعة في هذه القدر فتذهب، فكنت
أشتهي أن يكون بعدد كل شعرة في جسدي نفس تلقى في الله،
491

قال له الطاغية: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟ فقال له
عبد الله: وعن جميع أسارى المسلمين؟ قال: وعن جميع أسارى
المسلمين، قال عبد الله: فقلت في نفسي عدو من أعداء الله أقبل
رأسه يخلي عني وعن أسارى المسلمين لا أبالي، فدنا منه فقبل رأسه
فدفع إليه الأسارى فقدم بهم على عمر فأخبر عمر بخبره، فقال عمر:
حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أبدأ،
فقام عمر فقبل رأسه (هب، كر).
عبد الجبار بن الحارث رضي الله عنه
37283 (مسنده) عن عبد الله بن الكدير بن أبي طلاسة
ابن عبد الجبار بن الحارث بن مالك الحدسي ثم المنادى عن أبيه عن
جده أبى طلاسة عن عبد الجبار بن الحارث بن مالك قال: وفدت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض سراة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فحييته بتحية
العرب فقلت: أنعم صباحا! فقال: إن الله عز وجل قد حيا محمدا
وأمته بغير هذه التحية بالتسليم بعضها على بعض، فقلت: السلام
عليك يا رسول الله! فقال لي: وعليك السلام، ثم قال لي: ما
أمسك؟ قلت: الجبار بن الحارث، فقال: أنت عبد الجبار بن الحارث
فقلت: وأنا عبد الجبار بن الحارث، فأسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم،
492

فلما بايعت قيل له: إن هذا المنادي فارس من فرسان قومه، فحملني
رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس، فأقمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقاتل
معه، ففقد رسول الله صلى الله عليه وسلم صهيل فرسي الذي حملني عليه فقال: ما لي
لا اسمع صهيل فرس الحدسي؟ فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! بلغني
أنك تأذيت من صهيله فأخصيته، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
إخصاء الخيل، فقيل لي: لو سألت النبي صلى الله عليه وسلم كتابا كما سأله ابن
عمك تميم الداري! فقلت: أعاجلا سأله أم آجلا؟ فقالوا: بل
عاجلا سأله، فقلت عن العاجل رغبت و لكن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يغيثني غدا بين يدي الله عز وجل (ابن منده، كر وقال: حديث
غريب لا أعلم أني كتبته إلا من هذا الوجه).
عروة بن أبي الجعد البارقي
رضي الله عنه
37284 عن عروة البارقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعطاه دينارا يشتري له بها شاة، فاشترى له شاتين، فباع إحداهما
بدينار وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بدينار وشاة، فدعا له النبي
صلى الله عليه وسلم بالبركة في بيعه، فكان لو اشترى ترابا لربح
493

فيه (عب، ش) (1) غرفة بن الحارث الكندي رضي الله عنه
37285 عن كعب بن علقمة أن غرفة بن الحارث الكندي
له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل كان له عهد فدعاه غرفة إلى
الاسلام، فسب النبي صلى الله عليه وسلم فقتله غرفة، فقال له عمرو بن العاص:
إنما يطمئنون إلينا للعهد! قال: وما عاهدناهم على أن يؤذونا في الله
ورسوله، فقال له عمرو: يا أبا الحارث! قد رأيتك مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم كذا وكذا على فرس ذلول أفلا نحملك على فرس؟
فقال: ما عهدي بك يا عمرو تحمل على الخيل فمن أين هذا
(كر) (2).
.

(1) ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة (4 / 26) سكن الكوفة وذكر ابن
حجر في الإصابة (2 / 476) والحديث أخرجه البخاري كتاب علامات
النبوة (4 / 207) والترمذي في كتاب البيوع باب رقم 34 ورقم الحديث
1257. وأخرجه أبو داود كتاب البيوع باب في المصائب يخالف
رقم 3384. ص
(2) غرفة بن الحارثة الكندي اليماني نزيل مصر له صحبة وسكن مصر ثم
ذكر الحديث، الإصابة 3 / 185. ص
494

عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه
37286 عن عقبة بن عامر قال: بلغني قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
وأنا في غنيمة لي، فرفضتها وقدمت المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت
يا رسول الله! بايعني، قال: بيعة أعرابية تريد أو بيعة هجرة؟
قلت: لا، بل بيعة هجرة، فبايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقمت معه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا! من كان هنا من معد فليقم، فقام
رجال وقمت معهم، فقال: اجلس أنت، فصنع ذلك ثلاث مرات،
فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أما نحن من معد؟ قال: لا،
قلت: ممن نحن؟ قال: أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير
(ابن منده، كر).
عمرو بن حريث رضي الله عنه
37287 عن عمرو بن حريث قال: انطلق بي أبي حريث
إلى النبي صلى الله عليه و سلم فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وخط لي دارا بقوس
بالمدينة فقال: أزيدك أزيدك (أبو نعيم).
عمرو بن الحمق رضي الله عنه
(قال العجلي: لم يرو عنه غير حديثين)
37288 عن عمرو بن الحمق أنه سقى رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنا،
495

فقال: اللهم! متعه بشبابه، فمرت عليه ثمانون سنة لم ير شعرة
بيضاء (البغوي والديلمي، كر).
37289 عن الأجلح بن عبد الله الكندي قال: سمعت زيد بن
علي وعبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبد الله بن الحسن
يذكرون تسمية من شهد مع علي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك من أهله، وسمعته أيضا من
غيرهم فذكرهم وذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعي، وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال له: يا عمرو! أتحب أن أريك آية الجنة. قال: يا رسول
الله! فمر علي، فقال: هذا وقومه آية الجنة. فلما قتل عثمان
وبايع الناس عليا لزمه فكان معه حتى أصيب، ثم كتب معاوية
في طلبه وبعث من يأتيه به. قال الأجلح: فحدثني عمران بن سعيد
البجلي وكان مؤاخيا لعمرو بن الحمق أنه خرج معه حين طلب فقال
لي، يا رفاعة! إن القوم قاتلي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرني أن الجن والإنس يشترك في دمي، وقال لي: يا عمرو! إن
آمنك رجل على دمه فلا تقتله فتلقى الله بوجه غادر، قال
رفاعة: فما أتم حديثه حتى رأيت أعنة الخيل فودعته وواثبته
حية فلسعته، وأدركوه فاحتزوا رأسه، فكان أول رأس أهدر
496

في الاسلام (كر) (1).
37290 عن عبد الله بن أبي رافع أن معاوية طلب عمرو بن
الحمق ليقتله فهرب منه نحو الجزيرة ومعه رجل من أصحاب علي يقال
له زاهر، فلما نزلا الوادي نهشت عمرا حية من جوف الليل فأصبح
منتفخا، فقال لزاهر: تنح عني فان خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرني
أنه سيشترك في دمي الإنس والجن ولابد لي من أن أقتل فقد
أصابتني بلية الجن بهذا الوادي، فبينما هما على ذلك إذ رأيا نواصي
الخيل في طلبه، فأمر زاهرا أن يتغيب، قال: فإذا قتلت فإنهم
يأخذون رأسي فارجع إلى جسدي فادفنه، فقال له زاهر: بل
أنثر نبلي ثم أرميهم حتى إذا فنيت نبلي قتلت معك، قال: لا،
ولكني سأزودك مني ما ينفعك الله به فاسمع مني آية الجنة محمد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلامتهم علي بن أبي طالب، وتوارى زاهر فأقبل
القوم فنظروا إلى عمرو فنزل إليه رجل منهم آدم فقطع رأسه،
وكان أول رأس في الاسلام نصب في الناس، وخرج زاهر إليه

(1) ترجم له ابن حجر في الإصابة (2 / 533) وله صحبة وذكر قصة في
فضل على. وسنده ضعيف. وتوفي سنة 63 في وقعة الحرة. ص
497

فدفنه (كر) (1).
عمرو بن خبيب بن عبد شمس رضي الله عنه
37291 (مسند ثعلبة بن عبد الرحمن بن ثعلبة الأنصاري)
عن أبيه أن عمرو بن خبيب بن عبد شمس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله! إني سرقت جملا لبني فلان! فأرسل إليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا افتقدنا جمل لنا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
فقطعت يده، قال ثعلبة: أنا أنظر إليه حين وقعت يده وهو يقول:
الحمد لله الذي طهرني منك، أردت أن تدخلي جسدي النار (الحسن
ابن سفيان وابن منده، طب وأبو نعيم).
عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه
37292 عن عمرو بن مرة الجهني قال: خرجنا حجاجا في
الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في المنام وأنا بمكة نورا ساطعا
من الكعبة حتى أضاء لي جبل يثرب وأشعر جهينة، وسمعت صوتا
في النور وهو يقول: انقشعت الظلماء، وسطع الضياء، وبعث

(1) قال ابن حجر في الإصابة (2 / 533) الحديث سنده جيد إلى أبي إسحاق
السبيعي. ص
498

خاتم الأنبياء! ثم أضاء لي إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور
الحيرة وأبيض المدائن، وسمعت صوتا في النور وهو يقول: ظهر
الاسلام، وكسرت الأصنام، ووصلت الأرحام، فانتبهت فزعا
فقلت لقومي: والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث،
فأخبرتهم بما رأيت، فلما انتهيت إلى بلادنا جاء الخبر أن رجلا يقال
له أحمد قد بعث، فخرجت حتى أتيته وأخبرته بما رأيت، فقال:
يا عمرو بن مرة! أنا النبي المرسل إلى العباد كافة، أدعوهم إلى
الاسلام، وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام، وعبادة الله وحده
ورفض الأصنام، وبحج البيت وصيام شهر رمضان من اثني عشر
شهرا، فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار! فآمن يا عمرو
يؤمنك الله من هول جهنم، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله
وأنك رسول الله، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام،
وإن رغم ذلك كثير من الأقوام، ثم أنشدته أبياتا قلتها حين
سمعت به، وكان لنا صنم وكان أبي سادنه، فقمت إليه فكسرته ثم
لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقول:
شهدت بأن الله حق وإنني * لآلهة الأحجار أول تارك
وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا * أجوب إليك الوعث بعد الدكادك
499

لأصحب خير الناس نفسا ووالدا * رسول مليك الناس فوق الحبائك
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا بك يا عمرو! فقلت: بأبي أنت وأمي!
ابعث بي إلى قومي لعل الله أن يمن بي عليهم كما من بك علي،
فبعثني فقال: عليك بالرفق والقول السديد ولا تكن فظا ولا
متكبرا ولا حسودا، فأتيت قومي فقلت: يا بني رفاعة! بل يا معشر
جهينة! إني رسول رسول الله إليكم أدعوكم إلى الاسلام، وآمركم
بحقن الدماء وصلة الأرحام، وعبادة الله وحده ورفض الأصنام، وبحج
البيت وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهرا، فمن أجاب فله
الجنة ومن عصى فله النار، يا معشر جهينة! إن الله جعلكم خيار
من أنتم منه، وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم من
العرب، فإنهم كانوا يجمعون بين الأختين، والغزاة في الشهر الحرام،
ويخلف الرجل على امرأة أبيه، فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني
لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة، فما جاءني إلا رجل
منهم فقال: يا عمرو بن مرة! أمر الله عيشك! أتأمرنا برفض
آلهتنا وأن نفرق جمعنا وأن تخالف دين آبائنا الشيم العلى إلى ما
يدعونا إليه هذا القرشي من أهل تهامة؟ لا حبا ولا كرامة، ثم
أنشأ الخبيث يقول:
500

إن ابن مرة قد أتى بمقالة * ليست مقالة من يريد صلاحا
إني لأحسب قوله وفعاله * يوما وإن طال الزمان ذباحا
ليسفه الأشياخ ممن قد مضى * من رام ذلك لا أصاب فلاحا
فقال عمرو: الكاذب مني ومنك أمر الله عيشه وابكم لسانه
وأكمه إنسانه! قال: فوالله ما مات حتى سقط فوه وعمي وخرف
وكان لا يجد طعم الطعام، فخرج عمرو بمن أسلم من قومه حتى
اتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فحياهم ورحب بهم وكتب لهم كتابا هذه نسخته:
(بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب أمان من الله العزيز على لسان
رسوله بحق صادق وكتاب ناطق مع عمرو بن مرة لجهينة بن زيد،
إن لكم بطون الأرض وسهولها وتلاع الأودية وظهورها عن أن
ترعوا نباتها وتشربوا ماءها، على أن تؤدوا الخمس وتصلوا الخمس،
وفي الغنيمة والصريمة شاتان إذا اجتمعتا، فان فرقتا فشاة شاة،
ليس على أهل المثيرة (1) صدقة ولا على الواردة لبقة، والله شهيد
على ما بيننا ومن حضر من المسلمين (كتاب قيس بن شماس،
الروياني، كر) (2)

(1) المثيرة: هي بقر الحرث، لأنها تثير الأرض. النهاية 1 / 229، ب
(2) ترجم له ابن حجر في الإصابة (3 / 15) وتوفي في خلافة الملك بن
مروان. ص
501

عمرو الطائي رضي الله عنه
37293 (مسنده) قال تمام أنا أبو الحسن عمرو عتبة بن
عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمد بن عمرو
ابن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي بقرية حجرا إملاء في المحرم سنة
خمسين وثلاثمائة، وزعم أن له مائة وعشرين سنة حدثني عم أبي السلم
ابن يحيى بن عبد الحميد الطائي عن أبيه حدثني أبي عن أبيه عن محمد
ابن عمرو بن عبد الله عن أبيه عن جده حدثني أبي رافع بن عمرو عن
أبيه عمرو الطائي أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه معه على البساط
وأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا (كر).
عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه (1)
37294 عن أسلم أن عمر بن الخطاب قال للعباس بن عبد
المطلب: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نزيد في المسجد ودارك
قريبة من المسجد فأعطناها نزدها في المسجد وأقطع لك أوسع منها
قال: لا أفعل، قال: إذن أغلبك عليها، قال: ليس ذاك لك،

(1) ترجم له الامام الحاكم في المستدرك (3 / 331) ترجمة ممتعة واسعة فقال:
العباس بن عبد المطلب توفي سنة 32 في خلافة عثمان بن عفان ودفن
بالبقيع وذكر الحديث الوارد فقال الذهبي: ليسوا بمعتمدين. ص
502

فاجعل بيني وبينك من يقضي بالحق، قال: ومن هو؟ قال: حذيفة بن
اليمان، فجاؤوا إلى حذيفة فقصوا عليه، فقال حذيفة: عندي في هذا
خبر، قال: وما ذاك؟ قال: إن داود عليه السلام أراد أن يزيد في
بيت المقدس وقد كان بيت قريب من المسجد ليتيم، فطلب إليه
فأبى، فأراد داود أن يأخذها منه، فأوحى الله إليه أن أنزه البيوت
عن الظلم لبيتي، فتركه، فقال له العباس: فبقي شئ؟ قال: لا،
فدخل المسجد فإذا ميراث للعباس شارع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسيل ماء المطر منه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بيده فقلع
الميزاب فتال: هذا الميزاب لا يسيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال له العباس: والذي بعث محمدا بالحق! إنه هو الذي وضع هذا
الميزاب في هذا المكان ونزعته أنت يا عمر! فقال عمر: ضع رجليك
على عنقي لنرده إلى ما كان، ففعل ذلك العباس ثم قال العباس: قد
أعطيتك الدار تزيدها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزادها عمر في
المسجد، ثم قطع للعباس دارا أوسع منها بالزوراء (ك، كر وأورد
ك، ق له شاهدا).
37295 عن سعيد بن المسيب: ان عمر لما أراد أن يزيد
قال فذكر الحديث بنحوه وتمامه عند خط في المتفق، كر في المسجد
503

أراد أن يأخذ من العباس داره، فقال: لا أبيعها. قال: إذن
آخذها منك، قال: ليس ذاك لك، قال: فاجعل بيني وبينك أبي بن
كعب، فجعل بينهما فقضى بها للعباس، قال: أما إذا قضيت بها لي
فهي للمسلمين صدقة.
37296 عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى
بالعباس بن عبد المطلب، فقال، اللهم! إنا كنا إذا قحطنا على عهد
نبينا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا
فاسقنا، فيسقون (خ وابن سعد وابن خزيمة وأبو عوانة، حب.
طب، ق).
37297 عن ابن عمر قال: استسقى عمر بن الخطاب عام
الرمادة بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم! هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم
نتوجه إليك به فاسقنا، فما برحوا حتى سقاهم الله، فخطب عمر
الناس فقال: أيها الناس! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس
ما يرى الولد لوالده يعظمه ويفخمه ويبر قسمه، فاقتدوا أيها الناس
برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله عز وجل فيما
نزل بكم (ك والبانياسي في جزئه، كر وابن النجار).
37298 عن عبد الله بن عباس قال: كان للعباس ميزاب على
504

طريق عمر فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كان ذبح للعباس
فرخان، فلما وافى الميزاب صب فيه من دم الفرخين فأصاب عمر،
فأمر عمر بقلعه ثم رجع فطرح ثيابه ولبس غيرها ثم جاء فصلى
بالناس، فأتاه العباس فقال: والله إنه للموضع الذي وضعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم! فقال عمر للعباس: عزمت عليك لما صعدت على ظهري
حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم! ففعل ذلك
العباس (ابن سعد، حم، كر).
37299 عن سالم أبي النضر قال: لما كثر المسلمون في عهد
عمر ضاق بهم المسجد فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلا دار
العباس بن عبد المطلب وحجر أمهات المؤمنين، فقال عمر للعباس:
يا أبا الفضل! إن مسجد المسلمين قد ضاق بهم وقد ابتعت ما حوله
من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم إلا دارك و حجر أمهات
المؤمنين، فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها، وأما دارك
فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسع بها في مسجدهم! فقال
العباس: ما كنت لافعل، قال فقال له عمر: اختر مني إحدى
ثلاث: إما إن تبيعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين. وإما أن أخطك
حيث شئت من المدينة وأبنيها لك من بيت مال المسلمين، وإما أن
505

تصدق بها على المسلمين فتوسع بها في مسجدهم، فقال: لا ولا
واحدة منها، فقال عمر: اجعل بيني وبينك من شئت، فقال أبي
ابن كعب، فانطلقا إلى أبي فقصا عليه القصة، فقال أبي إن شئتما
حدثتكما بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقالا: حدثنا!
فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله أوحى إلى داود أن
ابن لي بيتا أذكر فيه، فخط له هذه الخطة خطة بيت المقدس فإذا
تربيعها يزريه بيت رجل من بني إسرائيل فسأله داود أن يبيعه إياه
فأبى فحدث داود نفسه أن يأخذه منه فأوحى الله إليه: يا داود!
أمرتك أن تبني لي بيتا أذكر فيه فأردت أن تدخل في بيتي الغصب
وليس من شأني الغصب وإن عقوبتك أن لا تبنيه، قال: يا رب!
فمن ولدي؟ قال: من ولدك؟ فأخر عمر بمجامع ثياب أبي ابن
كعب وقال: جئتك بشئ فجئت بما هو أشد منه لتخرجن مما قلت،
فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فأوقفه على حلقة من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبو ذر: فقال: إني نشدت الله رجلا سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يذكر حديث بيت المقدس حين أمر الله داود أن يبنيه إلا
ذكره! فقال أبو ذر: أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال آخر:
أنا سمعته وقال آخر: أنا سمعته يعني من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأرسل
506

أبيا، قال وأقبل أبي على عمر فقال: يا عمر! أتتهمني على حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: يا أبا المنذر! لا والله ما اتهمتك عليه
ولكني كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ظاهر،
وقال عمر للعباس: اذهب فلا أعرض لك في دارك! فقال العباس:
أما إذا فعلت هذا فأنا قد تصدقت بها على المسلمين أوسع بها عليهم
في مسجدهم، فأما وأنت تخاصمني فلا، فخط عمر له داره التي هي
له اليوم، وبناها من بيت مال المسلمين (ابن سعد، كر وسنده، صحيح إلا أن سالما أبا النضر لم يدرك عمر).
37300 عن ابن عباس قال: كانت للعباس بن عبد المطلب
دار بالمدينة إلى جنب المسجد فقال: هبها لي أو بعنيها حتى أدخلها
في المسجد، فأبى، قال: فاجعل بيني وبينك رجلا من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا أبي بن كعب بينهما، قال فقضى أبي على عمر،
قال فقال عمر: ما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أجرأ علي من
أبي قال أو أنصح لك مني يا أمير المؤمنين! أما علمت قصة المرأة أن
داود لما بني بيت المقدس أدخل فيه بيت امرأة بغير إذنها فلما بلغ
حجر الرجال منع بناءه فقال: أي رب إذ منعتني بناءه فاجعله من
عقبي من بعدي، فلما كان بعد قال له العباس: أليس قد قضيت لي
507

بها؟ قال: بلى، قال: فهي لك قد جعلتها لله (ابن سعد ويعقوب
ابن سفيان، ق، كر وسنده حسن).
37301 عن أبي جعفر محمد بن علي أن العباس جاء إلى عمر فقال
له، إن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعني البحرين، قال: من يعلم ذلك؟ قال: المغيرة
ابن شعبة، فجاء به فشهد له، قال فلم يمض له عمر ذاك كأنه لم يقبل
شهادته، فأغلظ العباس لعمر. فقال عمر: يا عبد الله! خذ بيد
أبيك، وقال عمر: والله يا أبا الفضل لأنا باسلامك كنت أسر مني
باسلام الخطاب لو أسلم لمرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (ابن سعد وابن
راهويه).
37302 عن موسى بن عمر قال: أصاب الناس قحط فخرج
عمر بن الخطاب يستسقي فأخذ بيد العباس فاستقبل به القبلة فقال: هذا
عم نبيك جئنا نتوسل به إليك فاسقنا، قال فما رجعوا حتى سقوا
(ابن سعد).
37303 عن عبد الرحمن بن حاطب قال: رأيت عمر آخذا
بيد العباس فقام به فقال: اللهم! إنا نستشفع بعم رسولك صلى الله عليه وسلم إليك
(ابن سعد).
37304 عن الأحنف بن قيس قال سمعت عمر بن الخطاب
508

يقول: إن قريشا رؤس الناس، لا يدخل أحد منهم في باب إلا
دخل معه فيه طائفة من الناس، فلم أدر ما تأويل قوله في ذا حتى
طعن، فلما احتضر أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، وأمر
أن يجعل للناس طعام فيطعموا حتى يستخلفوا إنسانا، فلما رجعوا
من الجنازة جئ بالطعام ووضعت الموائد، فأمسك الناس عنها
للحزن الذي هم فيه، فقال العباس بن عبد المطلب: أيها الناس! إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فأكلنا بعده وشربنا ومات أبو بكر فأكلنا
بعده وشربنا وإنه لابد من الاجل فكلوا من هذا الطعام، ثم مد
العباس يده فأكل ومد الناس أيديهم فأكلوا، فعرفت قول عمر
إنهم رؤس الناس (ابن سعد وابن منيع وأبو بكر في الغيلانيات،
كر).
37305 عن عامر الشعبي أن العباس تحفى (1) عمر في بعض
الامر فقال له: يا أمير المؤمنين! أرأيت لو جاءك عم موسى مسلما
ما كنت صانعا به، قال: كنت والله محسنا إليه، قال: فأنا عم
محمد النبي! قال: وما رأيك يا أبا الفضل؟ فوالله لأبوك أحب إلي

(1) تحفى: يقال، أحفى فلان بصاحبه وحفي به، وتحفى: أي بالغ في
عزه والسؤال عن حاله. النهاية 1 / 409.
509

من أبي! قال: الله الله! لأني كنت أعلم أنه أحب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم من أبي فإني أوثر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي
(ابن سعد).
37306 عن الحسن قال: بقي في بيت المال على عهد عمر
شئ بعدما قسم بين الناس فقال العباس لعمر وللناس: أرأيتم لو كان
فيكم عم موسى أكنتم تكرمونه؟ قالوا: نعم، قال: فأنا أحق
به، أنا عم نبيكم صلى الله عليه وسلم، فكلم عمر الناس فأعطوه تلك البقية التي
بقيت (ابن سعد، كر).
37307 عن العباس بن عبد الله بن معبد قال: لما دون عمر
ابن الخطاب الديوان كان أول من بدأ به في المدعي بني هاشم، ثم
كان أول بني هاشم يدعى العباس بن عبد المطلب في ولاية عمر وعثمان
(ابن سعد).
37308 عن ابن العباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس جلس
أبو بكر عن يمينه، فأبصر أبو بكر العباس بن عبد المطلب يوما
مقبلا فتنحى له عن مكانه ولم يره النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ما نحاك يا أبا بكر؟ قال: هذا عمك يا رسول الله! فسر
بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حتى رؤي ذلك في وجهه (كر، ولم أر في سنده
510

من تكلم فيه).
37309 عن ابن عباس أن رجلا وقع في قرابة للعباس كان
في الجاهلية فلطمه العباس فجاء قومه فقالوا والله لنلطمنه كما لطمه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: العباس مني وأنا منه، لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا
أحياءنا (كر).
37310 عن ابن عباس أن رجلا وقع في أب للعباس كان
في الجاهلية فلطمه العباس فجاء قومه فقالوا: والله لنلطمنه كما لطمه!
حتى لبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغضب فجاء
فصعد المنبر فقال: من أنا! فقالوا: أنت رسول الله، قال: فان
عم الرجل (1) صنوا أبيه، لا نسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا،
فقالوا: يا رسول الله! نعوذ بالله من غضبك فاستغفر لنا!
فاستغفر لهم (كر).
37311 عن ابن عباس أن رجلا من الأنصار وقع في العباس
كان في الجاهلية (حم).
37312 عن ابن عباس قال: قال العباس: يا رسول الله!
ما لنا في هذا الامر؟ قال: لي النبوة ولكم الخلافة، بكم يفتح

(1) صنوا: الصنو: المثل. النهاية 3 / 57. ب
511

هذا الامر وبكم يختم قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم
للعباس: من أحبك نالته شفاعتي ومن أبغضك فلا نالته
شفاعتي (كر).
37313 عن ابن عباس قال: لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم الطائف
خرج رجل من الحصن فاحتمل رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
ليدخله الحصن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يستنقذه فله الجنة! فقام
العباس فمضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: امض ومعك جبريل وميكائيل،
فمضى فاحتملهما جميعا حتى وضعهما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم (كر).
37314 عن ابن عباس قال: جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت! فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: لا يبلغون الخير أو قال: الايمان حتى يحبوكم لله
ولقرابتي، أترجو سليم وهم حي من مراد شفاعتي ولا ترجوا
بنو عبد المطلب شفاعتي (كر).
37315 عن ابن عباس قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العباس
يعوده فدخل عليه والعباس على سرير فأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فأقعده
في مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: رفعك الله يا عم (كر).
37316 عن ابن عباس قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار
512

أن يصفوا صفين ثم أخذ بيد علي وبيد العباس ثم مشى بينهم، ثم
ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له علي: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال
إن جبريل أخبرني أن الله باهى بالمهاجرين والأنصار أهل السماوات
السبع، وباهى بك يا علي وبك يا عباس حملة العرش (كر).
37317 (أيضا) عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي
(كر).
37318 عن المهدي أمير المؤمنين حدثني أبي عن أبيه عن
جده عن ابن عباس قال: والله! لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لأراك
الله من بني أمية! ليكونن منا السفاح والمنصور والمهدي
(كر).
37319 عن إبراهيم بن سعيد حدثنا المأمون حدثنا الرشيد
حدثنا المهدى حدثنا المنصور حدثنا محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله عن
عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس: إذا كان غداة يوم
الاثنين فكن في منزلك حتى آتيك، فغدا عليه النبي صلى الله عليه وسلم ملاءة
له من الكتان والقطن فأخذ بعضادتي الباب فقال: هل فيكم غيركم؟
قالوا: لا يا رسول الله إلا موالينا، قال: موالي القوم منهم، فجمعنا
513

إليه، فقال: تدانوا، فشملنا بملاءته ثم قال: اللهم! هذا عمي
وصنو أبي فاستره وولده من النار كستري إياهم بملاءتي هذه! قال
عبد الله بن عباس: فوالله لقد أمن كل شئ حتى أسكفة (1)
الباب (ابن النجار).
37320 عن عائشة قالت: أتى العباس بن عبد المطلب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إنا لنعرف الضغائن في أناس
من وقائع أوقعناها! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما والله إنهم لا يبلغون
خيرا حتى يحبوكم لقرابتي! ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترجو سليم
شفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب (كر).
37321 عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا من أصحابه
وبجنبه أبو بكر وعمر، فأقبل العباس فأوسع له أبو بكر، فجلس
بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أبي بكر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: إنما
يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل، ثم أقبل العباس على
النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه، فخفض النبي صلى الله عليه وسلم صوته شديدا، فقال أبو بكر
لعمر: قد حدث برسول الله صلى الله عليه وسلم علة قد شغلت قلبي، فما زال

(1) أسكفه: بضم الهمزة: عتبته العليا وقد تستعمل في السفلى. المصباح
المنير 1 / 384. ب
514

العباس عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى فرغ من حاجته وانصرف، فقال أبو
بكر: يا رسول الله! حدثت بك علة الساعة؟ قال: لا، قال:
فاني قد رأيتك قد خفضت صوتك شديدا، قال: إن جبريل
أمرني إذا حضر العباس أن أخفض صوتي كما أمركم أن تخفضوا
أصواتكم عندي (كر).
37322 عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عمر بن الخطاب
ساعيا، فمر بالعباس فأغلظ له، فشكاه عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: يا عمر! إن عم الرجل صنو أبيه، وإنا قد تعجلنا
من العباس صدقته لعامين (ابن حرير).
37323 عن ابن مسعود قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم انتشل يد
العباس بن عبد المطلب قال: هذا عمي وصنو أبي وسيد عمومتي من
العرب وهو معي في السنام الاعلى من الجنة (ابن النجار وفيه زكريا
ابن يحيى الرقاشي).
37324 عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للعباس: يا أبا الفضل! ألا أبشرك؟ قال: بلى يا رسول الله
صلى الله عليه وسلم! قال: لو قدمت أعطاك الله حتى ترضى (عد، كر).
37325 عن الشعبي قال: إن العباس لو شهد بدرا ما فضله
515

أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رأيا وعقلا (كر).
37326 عن ابن شهاب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من
بدر ومعه العباس أتاه العباس فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! ائذن لي
أن أرجع إلى مكة حتى أهاجر كما هاجر المهاجرون، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: اجلس أبا الفضل فأنت خاتم المهاجرين كما أنا خاتم
النبيين (الروياني، كر).
37327 عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد
المطلب: عمي وصنو أبي، من شاء فليباه بعمه (أبو الحسن
الجوهري في أماليه).
37328 عن أنس قال: كانوا إذا قحطوا على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم استسقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فسقوا، فلما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
في إمارة عمر قححوا، فأخرج عمر العباس يستسقي به، فقال: اللهم
إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبيك استسقينا به فسقينا، وإنا نتوسل
إليك بعم نبيك فاسقنا! قال: فسقوا (كر).
37329 عن صهيب قال: رأيت عليا يقبل يد العباس
ورجله (خ في الأدب، ابن المقرى في الرخصة في تقبيل اليد).
37330 (مسند عمر) عن ابن عباس قال: قال عمر
516

للعباس: أسلم فوالله لان تسلم كان أحب إلي من أن يسلم
الخطاب! وما ذاك إلا ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يكون
لك سبقا (كر).
37331 عن ابن شهاب قال: أبو بكر وعمر في ولايتهما لا
يلقى العباس منهما واحد وهو راكب إلا نزل عن دابته وقادها
ومشى مع العباس حتى بلغه منزله أو مجلسه فيفارقه (كر).
37332 عن عدي بن سهيل قال: لما استمد أهل الشام عمر
على أهل فلسطين استخلف عليا وخرج ممدا لهم، فقال له على: أين
تخرج بنفسك؟ إنك تريد عدوا كلبا، فقال: إني أبادر بجهاد
العدو موت العباس، إنكم لو فقدتم العباس لانتقض بكم الشر
كما ينتقض الحبل. فمات العباس لست سنين خلت من
إمارة عثمان، فانتقض والله بالناس الشر (سيف، كر، وله
حكم الرفع).
37333 عن أبي وجزة السعدي عن أبيه قال: استسقى عمر
ابن الخطاب فقال: اللهم! قد عجزت عنهم وما عندك أوسع لهم،
وأخذ بيد العباس فقال: هذا عم نبيك ونحن نتوسل به إليك
فلما أراد عمر أن ينزل قلب رداءه ثم نزل (كر).
517

37334 عن مسلم قال: رأيت عمر بن لخطاب بالمحصب
فرأيته اضطجع ونظر في الأفق فسأله أصحاب له عن أشياء فلم يجب
في ذلك شيئا، فقالوا: أرقدت يا أمير المؤمنين؟ قال: والله! ما رقدت
ولكن أشياء حدثتها نفسي حتى والله غمتني، فنظرت في الأشياء كلها
فإذا هي تمضي صعدا وتبدأ حتى إذا بلغت أناها رجعت فلم يكن شيئا،
فتخوفت أن يكون هلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف الاسلام حتى يهلك
العباس (الترقفي في جزئه).
37335 (مسند عثمان) عن القاسم بن محمد قال: كان مما
أحدث عثمان فرضي به منه أنه ضرب رجلا في منازعة استخف فيها
بالعباس بن عبد المطلب فقيل له، فقال: أيفخم رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمه وأرخص في الاستخفاف به؟ لقد خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من
رضي فعل ذلك فرضي به منه (سيف، كر).
37336 عن جابر أن رجلا أغلظ للعباس فغضب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقال للرجل: أما علمت أن عم الرجل صنو
أبيه (كر).
37337 (مسند خلاد الأنصاري) عن دحية الكلبي قال:
قدمت من الشام فأهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاكهة يابسة من فستق
518

ولوز وكعك فوضعته بين يديه فقال: اللهم ائتني بأحب أهلي إليك
أو قال: إلي يأكل معي من هذا! فطلع العباس، فقال: ادن
يا عم! فاني سألت الله أن يأتيني بأحب أهلي إلي أو إليه يأكل
معي من هذا فأتيت، فجلس فأكل (كر).
37338 عن نبيط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: يا عماه!
أنت أكبر مني! قال العباس: أنا أسن ورسول الله أكبر (ش،
وفيه أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط، قال في المغنى: متروك، له
نسخة وكل ما يأتي منها، كر).
37339 عن سهل بن سعد الساعدي قال: لما قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم من بدر استأذنه العباس أن يأذن له أن يرجع إلى مكة حتى
يهاجر منها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اطمئن يا عم فإنك خاتم المهاجرين في الهجرة كما
أنا خاتم النبيين في النبوة (الشاشي، كر).
37340 (أيضا) قال استأذن العباس النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة
فكتب إليه: يا عم! أقم مكانك الذي أنت به فان الله قد ختم بك
الهجرة كما ختم بي النبوة (ع، طب وأبو نعيم في فضائل الصحابة،
كر وابن النجار، ومدار الحديث على إسماعيل بن قيس بن سعد بن
519

زيد بن ثابت، ضعفوه).
37341 عن سهل بن سعد قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم
يوما بطريق مكة في يوم صائف قائظ شديد حره فنزل منزلا فدعا
بماء ليغتسل، فقام العباس بن عبد المطلب بكساء من صوف فستره،
قال سهل: فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من جانب
الكساء وهو رافع رأسه وفي لفظ: يديه إلى السماء يقول:
اللهم! استر العباس وولد العباس من النار (الروياني والشاشي، كر).
37342 (أيضا) قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من
غزاة له في يوم حار فوضع له ماء في جفنة يتبرد به، فجاء العباس
فولاه ظهره وستره بكساء كان عليه، فلما فرغ قال: من هذا؟ قال:
عمك العباس! فرفع يديه إلى السماء حتى أطلعنا عليه من الكساء
وفي لفظ: حتى طلع علينا من الكساء وقال: سترك يا عم
وستر ذريتك من النار (الروياني).
37343 حدثنا ابن إسحاق حدثنا أبو صالح شعيب بن سلمة
(ع) حدثنا شعيب حدثنا إسماعيل بن قيس عن أبي حازم عنه (كر)
عن أبي رافع قال: بشرت النبي صلى الله عليه وسلم باسلام العباس
فأعتقني (كر).
520

37344 عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: ولك يا عم من الله
حتى ترضى (كر).
37345 عن أبي رافع قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عمر
ساعيا على الصدقة، فأتى العباس يطلب صدقة ماله، فأغلظ له، فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟ إن العباس أسلفنا صدقة العام
عام أول (كر).
37346 عن أبي هياج عن أبيه أبي سفيان بن الحارث قال:
اليوم علمت أن العباس سيد العرب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنه أعظم الناس منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخطره
قريشا بأصلها فقال: لئن قتلوه لا أستبقي منهم أحدا أبدا، وقال في
حمزة حين قتل ومثل به: لئن بقيت لأمثلن بثلاثين من قريش!
وقال المكثر بسبعين (كر).
37347 عن عبد الله بن عباس قال: قيل للعباس: أنت
أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هو أكبر مني ونا
ولدت قبله (كر وابن النجار).
521

37348 عن العباس قال: جئت أنا وعلي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فلما رآنا قال: بخ لكما؟ أنا سيد ولد آدم وأنتما سيدا العرب
(كر).
37349 عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان
عن أبيه عن عبد الله بن حارثة قال: لما قدم صفوان بن أمية بن خلف
المدينة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: على من نزلت يا أبا وهب؟
قال: على العباس بن عبد المطلب، قال: نزلت على أشد قريش
لقريش حياء (يعقوب بن سفيان، كر).
37350 عن ابن مسعود قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن
الخطاب ساعيا على صدقة، فأول من لقيه العباس بن عبد المطلب،
فقال له: يا أبا الفضل هلم صدقة مالك، فقال له: لو كنت
وكنت! وأغلظ له في القول، فقال له عمر: أما والله لولا الله
ومنزلتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكافيتك ببعض ما كان منك! فافترقا
وأخذ هذا في طريق وهذا في طريق، فجاء عمر حتى دخل على علي
ابن أبي طالب فذكر له ذلك، فأخذ علي بيد عمر حتى دخلا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: يا رسول الله بعثتني عاملا على الصدقة، فأول
من لقيت عمك العباس، فقلت: يا أبا الفضل! هلم صدقة مالك
522

فقال لي وكيت وكيت وأنبني وأغلظ لي القول، فقلت: أما
والله لولا الله ومنزلتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكافأتك ببعض ما كان
منك! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أكرمه أكرمك الله! أما علمت أن
عم الرجل صنو أبيه، لا تكلم العباس فانا قد تعجلنا منه صدقة
سنتين (كر).
37351 عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعثمان بين يديه
وكان كاتب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا جاء العباس بن عبد المطلب
تنحى أبو بكر وجلس العباس مكانه (كر).
37352 عن علي قال: رأيت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في
منامي كأني جالس أنا وأبو بكر وعمر وعثمان إذ نزلت علينا مائدة
من السماء حتى صارت في يد أبى بكر فأكل منها وتنحى، فقدم
عمر فأكل منها ثم تنحى، فقدم عثمان فأكل منها ثم تنحى،
فقدمت فأكلت، فبينا أنا كذلك إذ أنا بقومي فأقلبوني عنها، فما
زلت أقاتلهم على الطعام حتى غلبوا فأكلوا، وإذا ببني عمي العباس
قد جاؤوا فأقلبوهم عنها وجلسوا فأكلوا منها، فكنت معهم على القوم،
فأولت ذلك الخلافة وأن بني عمي العباس تنالهم، فاحفظوا عني ذلك
523

(الحسن بن بدر في كتاب ما رواه الخلفاء).
37353 عن علي قال: قال العباس: يا رسول الله! إن قريشا
تلقانا فيما بينهم بوجوه لا تلقاها بها، فقال: أما الايمان لا يدخل
أجوافكم حتى يحبوكم لي (عد، كر).
37354 عن علي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس يوم فتح
مكة وهو على بغلته الشهباء فقال: يا عم! ألا أحبوك؟ ألا أجيزك؟
قال: بلى فداك أبي وأمي يا رسول الله! فقال: إن الله فتح هذا
الامر بي ويختمه بولدك (أبو بكر الغيلانيات، خط، كر وابن
النجار).
37355 عن علي قال لعمر: أما تذكر حين بعثك رسول
الله صلى الله عليه وسلم ساعيا على الصدقة فأتيت العباس تسأله زكاة ماله فمنعك الصدقة
وأعلمك أنه قد أعطاكها النبي صلى الله عليه وسلم لسنتين فانطلقت إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت: إن العباس منعني الصدقة! فقال: إن عم الرجل
صنو أبيه (ابن جرير، كر).
37356 عن علي قال: لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة
صلى بالناس الفجر من صبيحة ذلك فضحك حتى بدت نواجذه،
فقالوا: يا رسول الله! ما رأيناك ضحكت مثل هذه الضحكة!
524

وما لي لا أضحك وهذا جبريل يخبرني عن الله أن الله تعالى باهى بي
وبعمي العباس وبأخي علي بن أبي طالب سكان الهواء وحملة العرش
وأرواح النبيين وملائكة ست سماوات، وباهى بأمتي أهل سماء
الدنيا (كر).
عثمان بن مظعون رضي الله عنه
37357 عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه بلغه أن عمر بن
الخطاب قال لما توفي عثمان بن مظعون وفاة لم يقتل هبط من نفسي
هبطة ضخمة فقلت: انظروا إلى هذا الذي كان أشدنا تخليا من
الدنيا ثم مات ولم يقتل، فلم يزل عثمان بتلك المنزلة من نفسي حتى
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ويك! (1) إن خيارنا يموتون، ثم
توفي أبو بكر فقلت: ويك! إن خيارنا يموتون، فرجع عثمان
في نفسه إلى المنزلة التي كان بها قبل ذلك (ابن سعد وأبو عبيد
في الغريب).
37358 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات عثمان بن مظعون
كشف الثوب عن وجهه وقبله بين عينيه وبكى بكاء طويلا

} (1) ويك: وي: كلمة تعجب يكنى به عن الويل، وقد تليها كاف
الخطاب تقول: ويك المعجم الوسيط 2 / 1061. ب
525

ثم قال: طوبى لك يا عثمان! لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها (الديلمي).
(37359) عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل
عثمان بن مظعون عند موته حتى سالت دموعه على وجهه (كر).
عمار رضي الله عنه
(373760) عن أبي ليل الكندي قال: جاء خباب بن الأرت
إلى عمر فقال: ادنه! فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار بن
ياسر، فجمل خباب يريه آثارا في ظهره مما عذبه المشركون (ابن
سعد، ش، حل).
(37361) عن عامر الشعبي قال: قال عمر لعمار: أساءك عزلنا
إياك؟ قال لئن قلت ذاك لقد ساءني حين استعملتني وساءني حين عزلتني
(ابن سعد، كر).
(37362) عن علي قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمار
يستأذن، فعرف صوته فقال: ائذنوا له، فلما دخل قال مرحبا بالطيب
المطيب (ط، ش، حم، ت: حسن صحيح، ه‍، ع وابن جرير وصححه
ك والشاشي، حل، ص) (1).
.

(1) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب عمار بن ياسر رقم (3799) وقال حسن
صحيح. ص
526

(37363) (مسند عمر) عن حبيب بن أبي ثابت قال: نزع
عمر عمارا، فلما قدم عليه جعل عمر يعتذر إليه من نزعه، فقال عمار:
والله! ما أنت استعملتني ولا أنت نزعتني، قال فمن استعملك ومن
نزعك؟ قال: الله! قال عمر: أيها الناس! قولوا كما قال: والله!
ما أنت استعملتني ولا أنت نزعتني (كر).
37365 عن حبيب بن أبي ثابت قال: سألهم عمر عم عمار
فأثنوا عليه وقالوا: والله! ما أنت أمرته علينا ولكن الله أمره،
فقال عمر: اتقوا الله وقولوا كما يقال: فوالله! لأنا أمرته
عليكم، فإن كان صوابا فإنه من قبل الله، وإن كان خطأ فإنه لمن
قبلي (كر).
37365 (مسند عثمان) عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا
عثمان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال:
نشدتكم بالله! أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على
سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكت القوم
فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى
يدخلوها من عند آخرهم، وبعث إلى طلحة والزبير فقال: ألا
أحدثكما عنه يعني عمارا؟ أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي
527

يمشي في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه وهم يعذبون، فقال
عمار: يا رسول الله الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اصبر، ثم
قال: اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت (حم والبيهقي والبغوي في
مسند عثمان، عق وابن الجوزي في الواهيات، كر).
37366 (أيضا) لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فأخذ
بيدي فانطلقت معه فمر بعمار وأم عمار وهم يعذبون بمكة فقال:
صبرا آل ياسرا! فان مصيركم إلى الجنة (الحارث والبغوي في مسند
عثمان وابن منده، حل، كر).
37367 (أيضا) عن زيد بن وهب قال: عمار بن ياسر
ولع بقريش وولعت به فعدوا عليه فضربوه، فجلس في بيته
فجاء عثمان بن عفان يعوده، فخرج عثمان وصعد المنبر فقال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية، قاتل عمار في
النار (حل، كر).
37368 (أيضا) عن عثمان قال: بينما أنا أمشي مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالبطحاء إذ بعمار وأبيه وأمه يعذبون في الشمس ليرتدوا
عن الاسلام، فقال أبو عمار: يا رسول هكذا فقال: صبرا يا آل ياسر؟
اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت (الحاكم في الكنى، كر).
528

37369 (أيضا) عن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لأبي عمار وأم عمار وعمار: اصبروا يا آل ياسر! فان موعدكم
الجنة (كر).
37370 عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار:
تقتلك وفي لفظ: تقتل عمارا الفئة الباغية (كر).
37371 (مسند جابر بن عبد الله) عن جابر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأهله وهم يعذبون فقال: أبشروا آل عمار وآل
ياسر! فان موعدكم الجنة (طس، ك، ق في...، كر، ض).
37372 عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين لما أخذوا في
حفر الخندق جعل عمار بن ياسر يحمل التراب والحجارة في الخندق
فيطرحه على شفيره وكان ناقها (1) من مرض صائما فأدركه الغشي
فأتاه أبو بكر فقال: أربع (2) على نفسك يا عمار! فقد قتلت نفسك
وأنت ناقة من مرض، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول أبي بكر فقام

(1) ناقها: نقه من المرض، من باب طرب وخضع، إذا صح وهو عقب
علته، فهو ناقة، والجمع نقه. المختار 537. ب
(2) أربع: يقال: أربع عليك، أو على نفسك أو على ظلعك: تمكث
وانتظر. المعجم الوسيط 1 / 324. ب
529

فجعل يمسح التراب على رأس عمار ومنكبه وهو يقول أنك ميت
وأنت قد قتلت نفسك! كلا والله وفي لفظ: ولا والله ما أنت
بميت حتى تقتلك الفئة الباغية (كر).
37373 عن عبد الله بن مسلمة قال: لقي علي رضي الله عنه
رجلين قد خرجا من الحمام مدهنين فقال: من أنتما؟ قال: من
المهاجرين، قال: كذبتما، المهاجر عمار بن ياسر (حل، كر).
37374 عن عمار بن ياسر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك
ابن سمية! تقتلك الفئة الباغية، آخر زادك من الدنيا ضياح (1)
لبن (كر).
37375 عن مولاة لعمار بن ياسر قالت: اشتكى عمار فغشي
عليه فقال: أتخشون أن أموت على فراشي؟ أخبرني حبيبي صلى الله عليه وسلم أنه
تقتلني الفئة الباغية، وأن آخر زادي من الدنيا مزقة من لبن
(ع، كر).
37376 عن أبي البختري قال: لما كان يوم صفين واشتدت
الحرب دعا عمار بشربة لبن فشربها وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لي: إن آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن حتى تموت. ثم

(1) ضياح، الضياح: اللبن الخاثر يصب فيه الماء ثم يخلط. النهاية 3 / 107. ب
530

تقدم فقتل (ش، حم، م ويعقوب بن سفيان، كر).
37377 عن لؤلؤة مولاة عمار قالت: سمعت عمارا يقول:
لا أموت في مرضي هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني أقتل بين
صفين (كر).
37378 عن أم عمار حاضنة لعمار قالت: اشتكى عمار قال:
لا أموت في مرضي هذا، حدثني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أموت
إلا قتيلا بين فئتين مؤمنتين (كر).
37379 عن عمار قال: عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن آخر
زادك من الدنيا ضيح من لبن (كر).
37380 عن قيس بن أبي حازم قال قال عمار: ادفنوني في
ثيابي فاني مخاصم (كر).
37381 عن عكرمة أن عمارا أخذ سارقا قد سرق عيبته
فقال: أستر عليه لعل الله يستر علي (كر).
37382 عن حوشب الفراري قال: قال عمرو بن العاص يوم
قتل عمار بن ياسر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدخل سالبك وقاتلك
النار (كر).
37383 عن عمرو بن العاص أنه قيل له قتل عمار بن ياسر!
531

فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن سالبه وقاتله في النار،
فقيل لعمرو: هو ذا أنت تقاتله! فقال: إنما قال: قاتله وسالبه
(كر).
37384 عن حذيفة قال: إن عمارا لا تصيبه الفتنة حتى
يخرف، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أبو اليقظان على الفطرة لم
يدعها حتى يموت أو ينسيه الهرم (كر).
37385 عن حذيفة أنه قيل له: إن عثمان قد قتل فما
تأمرنا؟ قال: الزموا عمارا، قيل: إن عمارا لا يفارق عليا! قال:
إن الحسد أهلك للجسد وإنما ينفركم من عمار قربه من علي،
فوالله لعلي أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب، وإن
عمارا من الأخيار (كر).
37386 عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار بن
ياسر وهو ينقل التراب من الخندق: يقتلك الفئة الباغية وآخر
شرابك ضياح من لبن وفي لفظ: وآخر زادك من الدنيا ضيح
من لبن (كر).
37387 عن خالد بن الوليد قال: إنه كان بيني وبين عمار
كلام فانطلق عمار يشكوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت رسول الله
532

صلى الله عليه وسلم وهو يشكوني لا أزيده إلا غلظة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ساكت، فبكى عمار وقال: يا رسول الله! ألا تسمعه؟ فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي رأسه وقال: من عادى عمارا عاداه الله، ومن
أبغض عمارا أبغضه الله (ش، حم، ن).
37388 عن خالد بن الوليد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله! لولا أنت ما سبني ابن سمية، فقال، مهلا يا خالد! من سب
عمارا سبه الله ومن حقر عمارا حقره الله، ومن سفه عمارا
سفهه الله (ابن النجار).
37389 عن خالد بن الوليد قال: ما عملت عملا أخوف
عندي أن يدخلني النار من شأن عمار، قيل: وما هو؟ قال: بعثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه إلى حي من العرب فأصبتهم
وفيهم أهل بيت مسلمون فكلمني عمار في أناس من أصحابه فقال:
أرسلهم، فقلت: لا حتى آتي بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فان شاء
أرسلهم وإن شاء صنع فيهم ما أراد، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستأذن عمار فدخل فقال: يا رسول الله! ألم تر إلى خالد بن الوليد
فعل وفعل؟ فقال خالد: أما والله! لولا مجلسك ما سبني ابن سمية،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرج يا عمار! فخرج وهو يبكي فقال:
533

ما نصرني رسول الله صلى الله عليه وسلم على خالد! فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا
أجبت الرجل؟ فقلت: يا رسول الله ما منعني منه إلا محقرة له، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يحقر عمارا يحقره الله، ومن يسب عمارا
يسبه الله، ومن يبغض عمارا يبغضه الله، فخرجت فاتبعته فكلمته
حتى استغفر لي (ع، كر).
37390 (أيضا) بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فأصبنا
أهل بيت كانوا وحدوا، فقال عمار: قد احتجز هؤلاء منا
بتوحيدهم، فلم ألتفت إلى قول عمار فقال: أما لأخبرن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم شكاني إليه، فلما رأى أن
النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتص مني أدبر وعيناه تدمعان فرده النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا خالد: لا تسب عمارا فإنه من سب عمارا سبه الله، ومن
يبغض عمارا أبغضه الله، ومن سفه عمارا سفهه الله، فقلت:
استغفر لي يا رسول الله! فوالله ما منعني أن أجيبه إلا تسفهي إياه،
قال خالد: فما من ذنوبي مني أخوف عندي من تسفهي عمارا
(ن، طب، ك).
37391 عن خالد بن الوليد عن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة
وكانت تمرض عمارا قالت: جاء معاوية إلى عمار يعوده فلما خرج
534

من عنده قال: اللهم لا تجعل منيته بأيدينا! فاني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية (ع، كر).
37392 عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار:
تقتلك الفئة الباغية (كر).
37393 عن سلمان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وقال له عمار
وهو يعذب: يا رسول الله هكذا الدهر أبدا؟ فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لآل ياسر! موعدكم الجنة (كر).
37394 عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده
أبي رافع قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تقتلك الفئة الباغية (الروياني،
ع، كر).
37395 عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار: ويحك ابن
سمية! تقتلك الفئة الباغية (ع، كر).
37396 عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار ومسح
التراب عن رأسه: بؤسا لك ابن سمية! تقتلك الفئة الباغية
(كر).
37397 عن خيثمة بن عبد الرحمن قال جلست إلى أبي هريرة
وقلت: حدثني، فقال أبو هريرة: ممن أنت؟ قلت: من أهل
535

الكوفة، قال: تسألني وفيكم علماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمجار
من الشيطان عمار بن ياسر (كر).
37398 عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني
المسجد فإذا نقل الناس حجرا نقل عمار حجرين، وإذا نقل الناس
لبنة نقل عمار لبنتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويح ابن سمية! تقتله
الفئة الباغية (كر).
37399 عن العلاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمار:
تقتلك الفئة الباغية (كر).
37400 عن أبي بكر بن حفص عن رجل قال سمعت أبا
اليسر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار: تقتلك الفئة الباغية وفي لفظ:
تقتل عمارا الفئة الباغية (كر).
37401 عن ابن شهاب عن أبي اليسر وعن زياد بن الفرد أنهما
سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار بن ياسر وهو يحمل لبنتين لبناء
المسجد: ما دأبك إلى هذا؟ قال: يا رسول الله! أريد الاجر،
فجعل يمسح التراب عن منكبيه وظهره وهو يقول: ويحك يا عمار!
تقتلك الفئة الباغية (كر).
37402 عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بن
536

ياسر: تقتلك الفئة الباغية (كر).
37403 عن عائشة قالت: انظروا عمار بن ياسر فإنه يموت
على الفطرة إلا ن تدركه هفوة من كبر (كر).
37404 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخذ في بناء المسجد
جعل الناس ينقلون حجرا حجرا وعمار حجرين، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم
يده على ظهر عمار فقال: اللهم! بارك في عمار، ويحك ابن سمية!
تقتلك الفئة الباغية، وآخر زادك من الدنيا صياح من لبن (كر).
37405 عن أم سلمة قالت: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمارا
وهو ينقل الحجارة يوم الخندق، قال: ويح ابن سمية! تقتله الفئة
الباغية (كر).
37406 عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لعمار: تقتلك الفئة الباغية، بشر قاتل عمار بالنار (ع، كر).
37407 عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: رجعت مع معاوية
من صفين فسمعت عبد الله بن عمرو يقول: يا أبت! أما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمار حين كان يبني المسجد: إنك الحريص
على الاجر وإنك من أهل الجنة ولتقتلنك الفئة الباغية؟ قال: بلى
قد سمعته (ع، كر).
537

37408 عن الحسن قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: ابنوا
لنا مسجدا، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: عرش كعرش موسى
ابنوا لنا بلبن، فجعلوا يبنون ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعاطيهم اللبن على
ما دونه ثوب وهو يقول: اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر
للأنصار والمهاجرة، فمر عمار بن ياسر فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينفض
التراب عن رأسه ويقول: ويحك يا ابن سمية! تقتلك الفئة
الباغية (كر).
37409 عن سعيد بن جبير قال: كان عمار بن ياسر ينقل
التراب والحجارة إلى المسجد، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: مات
عمار، وقع عليه حجر فقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما مات عمار
تقتله الفئة الباغية (كر).
37410 عن ابن مسعود قال: لا نسيت يوم الخندق والنبي
صلى الله عليه وسلم يناولهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو ينادي: ألا إن
الخير خير الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة، فجاء عمار بن
ياسر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ويح عمار أو: ويح ابن سمية!
تقتله الفئة الباغية (كر).
37411 (مسند علي) عن سعد أنبأنا محمد بن عمرو غيره
538

قالوا: قال علي حين قتل عمار: إن امرأ من المسلمين لم يعظم
عليه قتل ابن ياسر ويدخل عليه المصيبة الموجبة لغير رشيد،
رحم الله عمارا يوم أسلم ورحم الله عمارا يوم قتل ورحم الله عمارا
يوم يبعث حيا! لقد رأيت عمارا وما يذكر من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم أربعة إلا كان رابعا ولا خمسة إلا خامسا، وما كان أحد
من قدماء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشك أن عمارا قد وجبت له
الجنة في غير موطن ولا اثنين فهنيئا لعمار بالجنة، ولقد قيل: إن
عمارا مع الحق والحق معه يدور، عمار مع الحق أينما دار، وقاتل
عمار في النار (كر).
37412 (أيضا) عن أوس بن أبي أوس قال: كنت عند
علي فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: دم عمار ولحمه حرام
على النار أن تأكله أن تمسه (كر).
37413 عن مجاهد قال: رآهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يحملون
الحجارة على عمار وهو يبني المسجد فقال: ما لهم ولعمار، يدعوهم
إلى الجنة ويدعونه إلى النار، وذلك فعل الأشقياء الأشرار وفي لفظ:
دأب الأشقياء الفجار (كر).
37414 (مسند علي) عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن
539

أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق مع عمار ما لم يغلب عليه ولهة
الكبر (1) (سيف، كر).
37415 عن مجاهد عن أسامة بن شريك وقال مرة عن
أسامة بن زيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما لهم ولعمار؟ يدعوهم إلى
الجنة ويدعونه إلى النار، قاتله وسالبه في النار (كر وقال: هكذا
روي موصولا، والمحفوظ عن مجاهد مرسلا).
37416 عن أنس قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقتل عمارا الفئة
الباغية (كر) (2) عكرمة رضي الله عنه
37417 عن مصعب بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى عكرمة
ابن أبي جهل قام إليه فاعتنقه وقال: مرحبا بالراكب المهاجر! قال
مصعب: وزعم بعض من يعلم أن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرحه
به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه أنه دخل الجنة فرأى فيها عذقا

(1) ولهة الكبر: وله فلان يله ولها: اشتد حزنه حتى ذهب عقله.
المعجم الوسيط 2 / 1057. ب
(2) أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب باب عمار بن ياسر رقم 3802 وعن أبي هريرة وقال حديث حسن صحيح غريب. ص
540

مذللا فأعجبه فقال: لمن هذا؟ فقيل: لأبي جهل، فشق ذلك
عليه وقال: ما لأبي جهل الجنة! والله لا يدخلها أبدا! فلما رأى
عكرمة أتاه مسلما تأول ذلك العذق عكرمة بن أبي جهل، وقدم
عليه عكرمة بن أبي جهل منصرفه من مكة بعد الفتح المدينة، فجعل
عكرمة كلما مر بمجلس من مجالس الأنصار قالوا: هذا ابن أبي
جهل، فسبوا أبا جهل، فشكا ذلك عكرمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا الاحياء بسب الأموات
(الزبير، كر) (1).
37418 عن ثابت البناني أن عكرمة بن أبي جهل ترجل يوم
كذا وكذا فقال له خالد بن الوليد: لا تفعل فان قتلك على المسلمين
شديد، فقال: خل عني يا خالد! فإنه قد كان لك من رسول الله
صلى الله عليه وسلم سابقة، وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمشى حتى قتل (يعقوب بن أبي سفيان، كر).
37419 عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم الفتح أسلمت

(1) ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة (104) وقال عكرمة بن أبي جهل
استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات هوازن عام حج وذكر
الأحاديث. ص
541

أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة بن أبي جهل، ثم قالت
أم حكيم: يا رسول الله! قد هرب عكرمة منك إلى اليمن وخاف
أن تقتله فآمنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو آمن، فخرجت في
طلبه ومعها غلام لها رومي فراودها عن نفسها فجعلت تمنيه حتى
قدمت به حي من عك، فاستعانتهم عليه فأوثقوه رباطا، وأدركت
عكرمة وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة فركب البحر فجعل
نوتى السفينة يقول له: أخلص، قال: أي شئ أقول؟ قال: قل:
لا إله إلا الله، قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا، فجاءة أم
حكيم على هذا الامر فجعلت تلح عليه وتقول: يا ابن عم! جئتك
من عند أوصل الناس وأبر الناس وخير الناس، لا تهلك نفسك،
فوقف لها حتى أدركته، فقالت: إني قد استأمنت لك رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال: أنت فعلت؟ قالت: نعم أنا كلمته فآمنك، فرجع
معها، وقالت ما لقيت من غلامك الرومي وخبرته خبره، فقتله
عكرمة وهو يومئذ لم يسلم، فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: يأتيكم عكرمة بن أبي جهل مؤمنا
مهاجرا، فلا تسبوا أباه فان سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ
الميت، قال: وجعل عكرمة يطلب امرأته يجامعها فتأبى عليه وتقول:
542

إنك كافر وأنا مسلمة، فيقول: إن أمرا منعك مني لأمر كبير،
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم عكرمة وثب إليه وما على النبي صلى الله عليه وسلم رداء فرحا
بعكرمة، ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف بين يديه ومعه زوجته
متنقبة، فقال: يا محمد! إن هذه أخبرتني أنك آمنتني، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدقت فأنت آمن، قال عكرمة فإلى م تدعو
يا محمد؟ أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتفعل وتفعل، حتى عد خصال الاسلام
فقال عكرمة: والله! ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل،
قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا
حديثا وأبرنا برا، ثم قال عكرمة: فاني أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:
يا رسول الله! علمني خير شئ أقوله، فقال: تقول: أشهد أن لا
إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فقال عكرمة: ثم ماذا؟ قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: تقول: أشهد الله وأشهد من حضر أني مسلم
مجاهد مهاجر، فقال عكرمة ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسألني
اليوم شيئا أعطيه أحدا إلا أعطيتكه، قال عكرمة: فاني أسألك
أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها أو مسير أوضعت فيه أو
543

مقام لقيتك فيه أو كلام قلته في وجهك أو أنت غائب عنه، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها وكل مسير
سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير إطفاء نورك، واغفر له ما نال
مني من عرض في وجهي أو أنا غائب عنه، فقال عكرمة: رضيت
يا رسول الله، ثم قال عكرمة: أما والله يا رسول الله! لا أدع
نفقة كنت أنفقتها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في
سبيل الله ولا قتالا كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت
ضعفه في سبيل الله، ثم اجتهد في القتال حتى قتل شهيدا، فرد
رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته بذلك النكاح الأول. قال الواقدي عن رجاله:
وقال سهيل بن عمرو يوم حنين: لا يختبرهما محمد وأصحابه، قال:
يقول له عكرمة: إن هذا ليس يقول إنما الامر بيد الله وليس إلى
محمد من الامر شئ، إن أديل عليه اليوم فان له العاقبة غدا. قال
يقول: سهيل: والله إن عهدك بخلافه لحديث، قال: يا أبا يزيد!
إنا كنا والله نوضع في غير شئ وعقولنا عقولنا نعبد حجرا لا يضر
ولا ينفع (الواقدي، كر).
37420 عن الزبير بن موسى عن مصعب بن عبد الله بن أبي
أمية عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت لأبي جهل عذقا
544

في الجنة، فلما أسلم عكرمة بن أبي جهل قال: يا أم سلمة هذا هو،
قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وشكى إليه عكرمة أنه إذا مر بالمدينة
قالوا: هذا ابن عدو الله أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا
فحمد الله وأثنى عليه فقال: الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم
في الاسلام إذا فقهوا (كر).
37421 عن الزهري عن مصعب بن عبد الله بن أبي أمية عن
أم سلمة قالت: لما قدم عكرمة بن أبي جهل جعل يمر بالأنصار
فيقولون: هذا ابن عدو الله أبي جهل، فشكا ذلك إلى سلمة وقال:
ما أظنني إلا راجع إلى مكة، فأخبرت أم سلمة ذلك رسول الله
صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال: إنما الناس معادن، خيارهم في الجاهلية
خيارهم في الاسلام إذا فقهوا، لا يؤذين مسلم بكافر (كر).
37422 (مسند عكرمة) قال كر: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم
حديثا روى عنه مصعب بن سعد وأظنه لم يلقه. عن مصعب بن سعد
عن عكرمة بن أبي جهل قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جئته
مهاجرا: مرحبا بالراكب المهاجر! قلت: والله يا رسول! لا أدع
نفقة أنفقتها عليك إلا أنفقت مثلها في سبيل الله (ت وقال: هكذا
حديث البغوي وابن منده، كر).
545

37423 عن عامر بن سعد عن عكرمة بن أبي جهل عن
النبي صلى الله عليه وسلم لما رآه مقبلا قال: مرحبا بالراكب المهاجر أو:
المسافر ثم قال له: ما أقول يا نبي الله؟ قال: أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، قال: ثم ماذا؟ قال: تقول: اللهم!
أني أشهدك أني مهاجر مجاهد، ففعل، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنت
سائلي شيئا أعطيه أحدا من الناس إلا أعطيتك! فقال: أما إني
لا أسألك مالا، إني أكثر قريش مالا، ولكن أسألك أن
تستغفر لي، وقال: كل نفقة أنفقتها لأصد بها عن سبيل
الله فوالله لئن طالت بي حياة لأضعفن ذلك كله في سبيل
الله (كر).
37424 (مسند أنس) عن شعبة عن خالد الحذاء عن أنس
قال: قتل عكرمة بن أبي جهل صخرا الأنصاري فبلغ ذلك النبي
صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال الأنصار: يا رسول الله! تضحك أن قتل
رجل من قومك رجلا من قومنا؟ قال: ما ذاك أضحكني ولكنه
قتله وهو معه في درجته (كر).
عمرو بن الأسود رضي الله عنه
37425 عن عمرو قال: من سره أن ينظر إلى هدي رسول
546

الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود (حم).
عثمان أبو قحافة رضي الله عنه
37426 عن القاسم عن أبيه عن جده قال: جئت بأبي قحافة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هلا تركت الشيخ في بيته حتى آتيه!
فقلت: بل هو أحق أن يأتيك، قال: إنا لنحفظه لأيادي ابنه
عندنا (البزار، ك).
37427 عن جابر قال: أتي يوم الفتح بأبي قحافة ليبايع
وإن رأسه ولحيته كالثغامة (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
غيروه بشئ (كر).
37428 عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما دخل رسول الله
صلى الله عليه وسلم واطمأن وجلس في المجلس أتاه أبو بكر بأبيه أبي قحافة، فلما
رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا بكر! ألا تركت الشيخ حتى
أكون أنا الذي أمشي إليه! قال: يا رسول الله! هو أحق أن
يمشي إليك قبل أن تمشي إليه، فأسلم وشهد شهادة الحق
(ابن النجار).

(1) كالثغامة: الثغامة: شجرة بيضاء الثمر والزهر تنبت في قلة الجبل،
وإذا يبست اشتد بياضها. المعجم الوسيط 1 / 97. ب
547

37429 عن عائشة قالت: ما أسلم أبو أحد من المهاجرين
إلا أبو أبي بكر (ابن منده، موسى بن عقبة).
37430 عن الزهري قال: لما كان يوم فتح مكة أتي بأبي
قحافة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأن رأسه ثغامة بيضاء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
هلا أقررتم الشيخ في بيته حتى كنا نأتيه تكرمة لأبي بكر! وأمر
بأن يغيروا شعره، وبايعه، وأتى المدينة وبقي حتى أدرك خلافة
أبي بكر، ومات أبو بكر قبله وورثه أبو قحافة السدس فرده على
ولد أبي بكر، وكانت وفاته سنة أربع عشرة في خلافة عمر بن
الخطاب وله يومئذ سبع وتسعون سنة (عب).
عمرو بن العاص رضي الله عنه
37431 عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم!
إن عمرو بن العاص هجاني وهو يعلم أني لست بشاعر فاهجه والعنه
عدد ما هجاني أو مكان ما هجاني (الروياني، كر وقال: في
إسناده مقال).
37432 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عمرو بن العاص
فقال: نعم أهل البيت أبو عبد الله وأم عبد الله وعبد الله
(كر).
548

37433 عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو مسجى
بثوبه نائما أو كالنائم: اللهم اغفر لعمرو ثلاثا، فقال أصحابه: من
عمرو يا رسول الله؟ قال: عمرو بن العاص، كنت إذا ناديته
للصدقة جاءني بها (عد، كر).
37434 عن عمرو بن مرة قال قالوا لعمرو بن العاص: قد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشيرك ويؤمرك على الجيوش، فقال: وما
يدريكم لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفني بذلك (ش).
37435 (مسند علقمة البلوي) عن علقمة بن رمثة قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى البحرين، ثم خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم في سرية وخرجنا معه، فنعس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ
فقال: رحم الله عمروا! فتذاكرنا كل إنسان اسمه عمرو، ثم
نعس ثانية ثم استيقظ فقال: رحم الله عمروا! فقلنا: من عمرو
يا رسول الله؟ قال: عمرو بن العاص، قالوا: ما باله؟ قال ذكرته أني
كنت إذا ندبت الناس للصدقة جاء من الصدقة فأجزل، فأقول له:
من أين لك هذا يا عمرو؟ فيقول: من عند الله، وصدق عمرو. إن
لعمرو عند الله خيرا كثيرا (يعقوب بن سفيان وابن منده، كر
والديلمي وسنده صحيح).
37436 (مسند عمر) عن زيد بن أسلم قال قال عمر بن
549

الخطاب لعمرو بن العاص: لقد عجبت لك في ذهنك وعقلك! كيف
لم تكن من المهاجرين الأولين؟ فقال له عمرو: وما أعجبك يا عمرو
من رجل قلبه بيد غيره لا يستفز التخلص منه إلا إذا أراد الله
الذي هو بيده! فقال عمر: صدقت (كر).
عويمر بن عبد الله بن زيد أبو الدرداء رضي الله عنه
37437 عن جويرية قال بعضه عن نافع وبعضه عن رجل من
ولد أبي الدرداء قال: استأذن أبو الدرداء عمر في أن يأتي الشام، فقال:
لا آذن لك إلا أن تعمل، قال: فاني لا أعمل، قال: فاني لا آذن لك،
قال: فأنطلق فأعلم الناس سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وأصلي بهم، فأذن له، فخرج
عمر إلى الشام فلما كان قريبا منهم أقام حتى أمسى، فلما جنه الليل قال:
يا يرفأ! انطلق إلى يزيد بن أبي سفيان أبصره عنده سمار ومصباح
مفترشا ديباجا وحريرا من فئ المسلمين فتسلم عليه فيرد عليك السلام
وتستأذن فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت، فانطلقنا حتى انتهينا إلى بابه فقال:
السلام عليكم، فقال وعليكم السلام، قال: أدخل؟ قال: ومن
أنت؟ قال يرفأ: هذا من يسؤك، هذا أمير المؤمنين! ففتح
الباب فإذا سمار ومصباح وإذا هو مفترش ديباجا وحريرا لم فقال:
يا يرفأ! الباب الباب! ثم وضع الدرة بين أذنيه ضربا،
550

وكور (1) المتاع فوضعه وسط البيت، ثم قال للقوم: لا يبرح
منكم أحد حتى أرجع إليكم، ثم خرجا من عنده، ثم قال: يا يرفأ؟
انطلق بنا إلى عمرو بن العاص أبصره عنده سمار ومصباح، مفترش
ديباجا من فئ المسلمين، فتسلم عليه فيرد عليك وتستأذن عليه فلا
يأذن لك حتى يعلم من أنت، فانتهينا إلى بابه فقال عمر: السلام
عليكم، قال: وعليكم السلام، قال: أدخل! قال: ومن أنت؟ قال
يرفأ: هذا من يسوءك هذا أمير المؤمنين! ففتح الباب فإذا سمار
ومصباح وإذا هو مفترش ديباجا وحريرا، يا يرفأ! الباب الباب!
ثم وضع الدرة بين أذنيه ضربا، ثم كور المتاع فوضعه في وسوط
البيت، ثم قال للقوم: لا تبرحن حتى أعود إليكم، فخرجا من
عنده فقال: يا يرفأ! انطلق بنا إلى أبي موسى أبصره عنده سمار
ومصباح مفترشا صوفا من مال فئ المسلمين فتستأذن عليه فلا يأذن
لك حتى يعلم من أنت، فانطلقنا إليه وعنده سمار ومصباح مفترشا
صوفا فوضع الدرة بين أذنيه ضربا وقال: أنت أيضا يا أبا موسى!
فقال: يا أمير المؤمنين! هذا وقد رأيت ما صنع أصحابي، أما والله
لقد أصبت مثل ما أصابوا، قال: فما هذا؟ قال: زعم أهل البلد

(1) وكور المتاع: تكوير المتاع: جمعه وشده. المختار 460. ب
551

أنه لا صلح إذا هذا، فكور المتاع فوضعه في وسط البيت،
وقال للقوم: لا يخرجن منكم أحد حتى أعود إليكم، فلما خرجنا
من عنده قال: يا يرفأ! انطلق بنا أخي لنبصرنه ليس عنده
سمار ولا مصباح وليس لبابه غلق (1) مفترشا بطحاء متوسدا
بردعة (2) عليه كساء رقيق قد أذاقه البرد فتسلم عليه فيرد عليك
السلام وتستأذن فيأذن لك من قبل أن يعلم من أنت، فانطلقنا
حتى إذا قمنا على بابه قال: السلام عليكم، قال: وعليك السلام،
قال: أأدخل؟ قال: ادخل، فدفع الباب فإذا ليس له غلق،
فدخلنا إلى بيت مظلم فجعل عمر يلمس حتى وقع عليه، فجس
وسادة فإذا بردعة، وجس فراشه فإذا بطحاء، وجس دثاره (3)
فإذا كساء رقيق، فقال أبو الدرداء: من هذا؟ أمير المؤمنين؟ قال:
نعم، قال: أما والله لقد استبطأتك منذ العام، قال عمر: رحمك

(1) غلق: الغلق - بفتحتين - المغلاق، وهو ما يغلق به الباب.
المختار 377. ب
(2) بردعة: البردعة: ما يوضع على الحمار أو البغل ليركب عليه كالسرج
للفرس. المعجم الوسيط 1 / 18. ب
(3) دثاره: الدثار - بالكسر - كل ما كان من الثياب فوق الشعار، وقد
تدثر، أي: تلفف في الدثار. المختار 156. ب
552

الله ألم أوسع عليك؟ ألم أفعل بك؟ فقال له أبو الدرداء، أتذكر
حديثا حدثناه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر! قال: أي حديث؟ قال:
ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب، قال: نعم، قال:
فماذا فعلنا بعده يا عمر؟ قال: فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا
(اليشكري في اليشكريات، كر).
37438 عن حوشب الفزاري أنه سمع أبا الدرداء على المنبر
يخطب ويقول: كيف عملت فيما علمت؟ فتأتي كل آية في كتاب
الله زاجرة وآمرة فتسألني فريضتها فتشهد علي الآمرة أني لم أفعل،
وتشهد علي الزاجرة أني لم انته، أفأترك (كر).
عمرو بن الطفيل رضي الله عنه
37439 (مسند عمر) عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي
قال: رجع الطفيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه بالمدينة
حتى قبض، فلما ارتدت العرب خرج من المسلمين فجاهد حتى
فرغوا من طليحة وأرض نجد كلها ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة
ومعه ابنه عمرو بن الطفيل فقتل الطفيل باليمامة شهيدا وجرح ابنه
عمرو بن الطفيل وقطعت يده ثم استبل وصحت يده فبينا هو عند
عمر بن الخطاب إذ أتي بطعام فتنحى عنه، فقال عمر: مالك؟ لعلك
553

تنحيت لمكان يدك، قال: أجل، قال لا والله لا أذوقه حتى تسوطه
بيدك، ففعل ذلك فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك،
ثم خرج عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب مع المسلمين فقتل
شهيدا (ابن سعد، كر).
37440 عن عمرو بن الطفيل ذي النورين الدوسي وكان من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له في سوطه فنور
له سوطه فكان يستضئ به (ابن منده، كر).
37441 عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه عمرو بن
الطفيل من خيبر إلى قومه فقال عمرو: قد شب القتال يا رسول
الله! تغيبني عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون رسول
رسول الله صلى الله عليه وسلم (ابن منده، كر).
عبادة بن الصامت رضي الله عنه
37442 (مسند عمر) عن قبيصة بن ذؤيب أن عبادة بن
الصامت أنكر على معاوية شيئا فقال: لا أساكنك بأرض، فرحل
إلى المدينة فقال له عمر: وما أقدمك؟ فأخبره فقال له عمر: أرحل
إلى مكانك، قبح الله أرضا لست فيها وأمثالك! فلا إمرة له
عليك (كر).
554

37443 عن عبادة بن محمد بن عبادة بن الصامت قال: لما حضرت
عبادة الوفاة قال: أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، ثم قال: اجمعوا
لي موالي وخدمي وجيراني ومن كان يدخل علي، فجمعوا له، فقال:
إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا وأول ليلة
من الآخرة، وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو
بلساني شئ وهو الذي نفسي بيده القصاص يوم القيامة! وأحرج (1)
إلى أحد منكم في نفسه شئ من ذلك إلا اقتص مني من قبل أن
تخرج نفسي، فقالوا: بل كنت والدا وكنت مؤدبا، قال: وما
قال لخادم سوءا قط فقال: أعفوتم ما كان من ذلك؟ قالوا: نعم،
قال: اللهم اشهد! ثم قال: أما لا فاحفظوا وصيتي، أحرج على
إنسان منكم يبكى علي، فإذا خرجت نفسي فتوضؤا وأحسنوا
الوضوء ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر
لعبادة ولنفسه فان الله تعالى قال (استعينوا بالصبر والصلاة)
أسرعوا بي إلى حفرتي ولا تتبعوني نارا ولا تضعوا تحتي

(1) وأحرج: حرج الشئ: حرمه. وفي الحديث (اللهم إني أحرج
حق الضعفين: اليتيم والمرأة). المعجم الوسيط 164. ب
555

أرجوانا (1) (هب، كر).
37444 عن قتادة قال: كان عبادة بن الصامت بدريا عقيبا
أحد نقباء الأنصار، وكان بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يخاف
في الله لومة لائم (ق).
عمير بن سعد الأنصاري رضي الله عنه
37445 (مسند عمر) عن محمد بن مزاحم أن عمر بن
الخطاب كان استعمل بعد موت أبي عبيدة بن الجراح على حمص عمير
ابن سعد الأنصاري فأقام بها سنة فكتب إليه عمر بن الخطاب: إنا
بعثناك على عمل من أعمالنا فما ندري أوفيت بعهدنا أم خنتنا؟ فإذا
جاءك كتابي هذا فانظر ما اجتمع عندك من الفئ فاحمله إلينا والسلام.
فقام عمير حين انتهى إليه الكتاب فحمل عكازته وعلق فيها إداوته
وجرابه فيه طعامه وقصعته فوضعها على عاتقه حتى دخل على عمر
فسلم فرد عليه السلام وما كاد أن يرد فقال: يا عمير! ما لي
أرى بك من سوء الحال! أمرضت بعدي أم بلادك بلاد سوء أم

(1) أرجوانا: الاجوان: صبغ أحمر شديد الحمرة، وقيل: إن
الأرجوان معرب، وهو بالفارسية أرغوان. وهو شجر له نور
أحمر أحسن ما يكون. وكل لون يشبهه فهو أرجوان. المختار 188. ب
556

هي خديعة منك لنا؟ فقال عمير: ألم ينهك الله عن التجسس؟
ما ترى في سوء الحال؟ ألست طاهر الدم صحيح البدن قد
جئتك بالدنيا أحملها على عاتقي؟ قال: يا أحمق! وما الذي جئت به
من الدنيا؟ قال: جرابي فيه طعامي، وأدواتي فيها وضوئي وشرابي،
وقصعتي فيها أغسل رأسي، وعكازتي بها أقاتل عدوي وأقتل بها حية
إن عرضت لي، قال صدقت يرحمك الله! ما فعل المسلمون؟ قال:
تركتهم يوحدون ويصلون، ولا تسأل عما سوى ذلك، قال: فما
فعل المعاهدون؟ قال: أخذنا منهم الجزية عن يد وهم صاغرون، قال
فما فعلت فيما أخذت منهم؟ وما أنت وذاك يا عمر! اجتهدت
واختصصت نفسي ولم آل أني لما قدمت بلاد الشام وجمعت من بها
من المسلمين فاخترنا منهم رجالا فبعثناهم على الصدقات فنظرنا إلى ما
اجتمع فقسمناه بين المهاجرين وبين فقراء المسلمين، فلو كان عندنا
فضل لبلغناك، فقال: يا عمير! جئت تمشي على رجليك؟ أما كان
فيهم رجل يتبرع لك بدابة؟ فبئس المسلمون وبئس المعاهدون! أما
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليلينهم رجال أن هم سكتوا
أضاعوهم، وإن هم تكلموا قتلوهم وسمعته يقول: لتأمرن بالمعروف
ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم
557

فلا يستجاب لهم. فقال: يا عبد الله بن عمر! هات صحيفة نجدد
لعمير عهدا، قال: لا والله! لا أعمل لك على شئ أبدا: قال: لم؟
قال: لأني لم أنج، وما نجوت لأني قلت لرجل من أهل العهد:
أخزاك الله! وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا ولي خصم
المعاهد واليتيم، ومن خاصمته خصمته. فما يؤمنني أن يكون محمد
صلى الله عليه وسلم خصمي يوم القيامة، وما خاصمه خصمه، فقام عمر وعمير
إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمير: السلام عليك يا رسول الله!
السلام عليك يا أبا بكر! ماذا لقيت بعدكما! اللهم الحقني بصاحبي
لم أغير ولم أبدل! وجعل يبكي عمر وعمير طويلا، فقال: عمير!
الحق بأهلك، ثم قدم على عمر مال من الشام فدعا رجلا من
أصحابه يقال له حبيب فصر مائة دينار فدفعها إليه فقال: ائت بها
عميرا وأقم ثلاثة أيام ثم ادفعها إليه وقل: استعن بها على حاجتك
وكان منزله من المدينة مسيرة ثلاثة أيام وانظر ما طعامه وما
شرابه، فقدم حبيب فإذا هو بفناء بابه يتفلى، فسلم عليه فقال: إن
أمير المؤمنين؟ يقرئك السلام، قال: عليك وعليه السلام، قال:
كيف تركت أمير المؤمنين؟ قال: صالحا، قال: لعله يجور في
الحكم؟ قال: لا، قال: فلعله يرتشي؟ قال: لا، قال: فلعله
558

يضع السوط في أهل القبلة، قال: لا إلا أنه ضرب ابنا له فبلغ
به حدا فمات فيها، اللهم اغفر لعمر فاني لا أعلم إلا أنه يحبك
ويحب رسولك ويحب أن يقيم الحدود، فأقام عنده ثلاثة أيام يقدم
إليه كل ليلة قرصا بادامه زيت، حتى إذا كان اليوم الثالث قال:
ارحل عنا فقد أجعت أهلنا، إنما كان عندنا فضل آثرناك به، فقال:
هذه الصرة أرسل بها إليك أمير المؤمنين أن تستعين بها على حاجتك،
فقال: هاتها، فلما قبضها عمير قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم
أبتل بالدنيا، وصحبت أبا بكر فلم أبتل بالدنيا، وصحبت عمر
وشر أيامي يوم لقيت عمر وجعل يبكي، فقالت امرأته من
ناحية البيت: لا تبك يا عمير! ضعها حيث شئت: فاطرحي إلي
بعض خلقانك (1)، فطرحت إليه بعض خلقانها فصر الدنانير بين
أربعة وخمسة وستة فقسمها بين الفقراء وابن السبيل حتى قسمها
كلها، ثم قدم حبيب على عمر فأخبره الخبر، قال ما فعلت الدنانير؟
قال: فرقها كلها، قال: فلعل على أخي دينا! قال: فاكتبوا

(1) خلقانك: يقال: ملحفة خلق، وثوب خلق، وثوب خلق، أي: بال:
يستوي فيه المذكر والمؤنث لأنه في الأصل مصدر الأخلق، وهو
الأملس، والجمع خلقان. المختار 146. ب
559

إليه حتى يقبل إلينا، فقدم عمير على عمر، فسأله فقال: يا عمير!
ما فعلت الدنانير؟ قال: قدمتها لنفسي وأقرضتها ربي، وما كنت
أحب أن يعلم بها أحد، قال: يا عبد الله بن عمر! قم فارحل له
راحلة من تمر الصدقة فأعطها عميرا، وهات ثوبين فتكسوهما إياه
فقال عمير: أما الثوبان فنقبلهما، وأما التمر فلا حاجة لنا فيه. فاني
تركت عند أهلي صاعا من تمر وهو يبلغهم إلى يوم ما، قال:
فانصرف عمير إلى منزله فلم يلبث إلا قليلا حتى مات فبلغ ذلك عمر
فقال: رحم الله عميرا! ثم قال لأصحابه تمنوا، فتمني كل رجل
أمنيته فقال عمر: ولكني أتمنى أن يكون رجال مثل عمير فاستعين
بهم على أمور المسلمين (كر).
عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه
37446 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خرجت مع عمر
ابن الخطاب إلى مكة فاستقبلنا أمير مكة نافع بن الحرث فقال: من
استخلفت على أهل مكة؟ قال: عبد الرحمن بن أبزى، قال: عمدت
إلى رجل من الموالي فاستخلفته على من بها من قريش وأصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم! قال: نعم، وجدته أقرأهم لكتاب الله. ومكة أرض
محتضرة فأحببت أن يسمعوا كتاب الله من رجل حسن القراءة،
560

قال: نعم ما رأيت إن عبد الرحمن بن أبزى ممن يرفعه الله
بالقرآن (ع).
عدي بن حاتم رضي الله عنه
37447 (مسند عمر) عن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر
قلت: يا أمير المؤمنين! أتعرفني؟ قال: نعم والله! إني
لأعرفك، آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا
وإن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه أصحابه صدقة
طيئ وجئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ش، حم وابن سعد،
خ، م، ق) (1).
37448 عن عدي بن حاتم قال: ما جاء وقت صلاة قط
إلا وقد أخذت لها أهبتها، وما جاءت إلا وأنا إليها بالأشواق (كر).
عمرو بن معاذ رضي الله عنه
37449 عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم تفل على جرح عمرو بن
معاذ حين قطعت رجله فبرأ (ابن جرير).

(1) ترجم له ابن الأثير في أسد الغابة (4 / 8) وقال: عدي بن حاتم بن عبد
الله بن سعد.. وقد عدي على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع فأسلم وكان
نصرانيا وذكر الحديث وتوفي سنة 67 بالكوفة. ص
561

عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه
37450 عن جابر أن عقيلا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له:
مرحبا بك أبا يزيد! كيف أصبحت؟ قال: بخير، صبحك الله
يا أبا القاسم (كر والديلمي).
37451 عن جابر قال: بارز عقيل بن أبي طالب رجلا
بمؤتة فقتله فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه وترسه (ق. كر).
37452 عن عبد الرحمن بن سابط قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول لعقيل: إني لأحبك حبين: حبا لك وحبا لحب أبي طالب
لك (كر).
علبة بن زيد رضي الله عنه
37453 عن عبد المجيد بن عيسى عن أبيه عن جده عن علبة
ابن زيد أخي بني حارثة رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اللهم!
إني تصدقت بعرضي على ما ناله من خلقك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أين المتصدق بعرضه البارحة؟ فقام علبة فقال: يا رسول الله! أنا،
قال: إن الله قد قبل صدقتك (ابن النجار).
عمارة بن أحمر المازني رضي الله عنه
37454 عن عمارة بن أحمر المازني قال: أغارت علينا خيل
562

النبي صلى الله عليه وسلم فطردوا الإبل، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت فردها علي،
ولم يكونوا اقتسموها بعد (ع والبغوي وابن منده).
عمير بن زهب الجمحي رضي الله عنه
37455 عن عروة بن الزبير قال: جلس عمير بن وهب
الجمحي مع صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر بيسير في الحجر،
وكان عمير شيطانا من شياطين قريش وكان ممن يؤذي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأصحابه ويلقون منه عناء وهم بمكة. وكان ابنه وهب بن عمير
أسارى بدر، فذكر أصحاب القليب ومصابهم فقال صفوان: والله
إنه ليس في العيش خير بعدهم، فقال له عمير: صدقت والله! أما
والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضيعة (1) بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله فان لي قبله علة (2)، ابني أسير
في أيديهم، فاغتنمها صفوان منه فقال: فعلي دينك أنا أقضيه عنك
وعيالك مع عيالي أسوتهم ما بقوا لا يسعهم شئ ويعجز عنهم،
قال عمير: فاكتم علي شأني وشأنك، قال: أفعل، ثم إن عميرا

(1) الضيعة: أي أنها تضيع وتتلف. النهاية 3 / 108. ب
(2) علة: يقال: هم بنو علات إذا كان أبوهم واحدا وأمهاتهم شتى الواحدة
علة مثل جنات وجنة. المصباح المنير 2 / 583. ب
563

أمر بسيفه فشحذ (1) له وسم ثم انطلق حتى قدم المدينة فبينا
عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين في المسجد يتحدثون عن يوم
بدر ويذكرون ما أكرمهم الله به وما أراهم من عدوهم إذ نظر عمر
إلى عمير بن وهب حين أناخ بعيره على باب المسجد متوشحا السيف
فقال: هذا الكلب عدو الله قد جاء متوشحا سيفه، فدخل عمر
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره، قال: فأدخله علي، فأقبل عمر
حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلببه (2) بها وقال لرجال ممن كان
معه من الأنصار: ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا
هذا الخبيث عليه فإنه غير مأمون، ثم دخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر آخذ بحمالة سيفه في عنقه قال:
أرسله يا عمر! ادن يا عمير! فدنا ثم قال: أنعموا صباحا وكانت
تحية أهل الجاهلية بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أكرمنا الله
بتحية خير من تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة، قال: أما
والله إن كنت يا محمد لحديث عهد بها، قال ما جاء بك يا عمير؟

(1) فشحذ: يقال: شحذت الحديدة أشحذها بفتحتين والذال معجمة:
أحدتها. المصباح المنير 1 / 416. ب
(2) فلببه: لببت الرجل ولببته، إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره
وجررته به. النهاية 4 / 223. ب
564

قال: جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه، قال: فما
بال: السيف في عنقك؟ قال: قبحها الله من سيوف وهل أغنت
شيئا! قال: صدقني ما الذي جئت له! قال: ما جئت إلا لذلك،
فقال: بلى قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب
القليب من قريش ثم قلت: لولا دين علي وعيالي لخرجت حتى
أقتل محمدا، فتحمل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له،
والله حائل بيني وبينك! فقال عمير: أشهد أنك رسول الله، قد
كنا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا من خبر السماء و ما
ينزل عليك من الوحي، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان، فوالله
إني لاعلم أن ما أتاك به إلا الله! فالحمد لله الذي هداني للاسلام
وساقني هذا المساق! ثم تشهد شهادة الحق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فقهوا أخاكم في دينه وأقرؤه وعلموه القرآن وأطلقوا له أسيره،
ففعلوا، ثم قال: يا رسول الله! إني كنت جاهدا في إطفاء نور الله،
شديد الأذى لمن كان على دين الله، وإني أحب أن تأذن لي فأقدم
مكة فأدعوهم إلى الله وإلى الاسلام، لعل الله أن يهديهم، وإلا
آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم، فأذن له
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة، وكان صفوان حين خرج عمير بن
565

وهب يقول لقريش: أبشروا بوقعة تأتيكم الآن في أيام تنسيكم
وقعة بدر! وكان صفوان يسأل عنه الركبان حتى قدم راكب
فأخبره باسلامه، فحلف أن لا يكلمه أبدا ولا ينفعه بنفع أبدا،
فلما قدم عمير مكة أقام بها يدعو إلى الاسلام ويؤذي من خالفه
أذى شديدا، فأسلم على يديه أناس كثير (إسحاق وابن جرير).
عباس بن مرداس رضي الله عنه
37456 الأصمعي حدثنا نائل بن مطرف بن العباس بن مرداس
السلمي عن أبيه عن جده العباس أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فطلب إليه أن
يحفره ركية بالدثينة (1) فأحفره إياها على أنه ليس له منها إلا
فضل ابن السبيل (كر).
عيينة رضي الله عنه
37457 عن عامر بن أبي محمد قال عيينة لعمر بن الخطاب:
يا أمير المؤمنين! احترس أو أخرج المجم من المدينة، فاني لا آمنك
أن يطعنك رجل منهم في هذا الموضع، ووضع يده في الموضع الذي

(1) بالدثينة: هي بكسر الثاء وسكون الياء: ناحية قرب عدن لها ذكر في
حديث أبي سبره النخعي. النهاية 2 / 101. ب
566

طعنة أبو لؤلؤة، فلما طعن عمر قال: ما فعل عيينة؟ قالوا: بالعجم
أو بالحاجر، فقال: إن هناك لرأيا (ابن سعد).
عياش بن أبي ربيعة رضي الله عنه
37458 عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال: دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بيوت آل ربيعة إما لعيادة مريض وإما لغير
ذلك، فقالت له أسماء بنت مخرمة التميمية وكانت أم الجلاس وهي أم
عياش بن أبي ربيعة: يا رسول الله! ألا توصيني؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا أم الجلاس! ائتي إلى أختك ما تحبين أن تأتي إليك،
وأحبي لأختك ما تحبين لك، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي من
ولد عياش وكانت أم الجلاس ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا بالصبي
أو علة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقى الصبي و يتفل عليه وجعل
الصبي يتفل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل
بعض أهل البيت ينهى الصبي ويكفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك
(ابن منده، كر).
37459 عن عطاء قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعياش بن أبي ربيعة
وركع، فلما رفع رأسه من الركعة قال وهو قائم: اللهم! انج
عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد بن المغيرة وسلمة بن هشام
567

والمستضعفين من عبادك (عب).
عامر بن وائلة أبو الطفيل رضي الله عنهما
37460 عن مهدي بن عمران الحنفي قال: سمعت أبا الطفيل
يقول: كنت يوم بدر غلاما قد شددت علي الإزار وأنقل اللحم
من الجبل إلى السهل (يعبو بن سفيان، كر وقال: هذا
أيضا وهم).
37461 عن أبي الطفيل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام
في إزار (خ في تاريخه، كر).
عبد الرحمن بن صخر أبو هريرة رضي الله عنه
37462 (مسند أبي هريرة) أنبأنا هشام بن حسان عن محمد
عن أبي هريرة قال: كنا عنده وعليه ثوبان ممشقان فتمخط ثم مسح
أنفه بثوبه ثم قال: الحمد لله يتمخط أبو هريرة في الكتان، لقد
رأيتني وأني لاخر فيما بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وحجرة عائشة مغشيا
علي من الجوع فيجئ الرجل فيقعد على صدري فأقول: ليس بي
ذاك إنما هو من الجوع، وقال: إني كنت أجير لابن عفان وابنة
568

غزوان على عقيبة (1) رجلي وشبع بطني أخدمهم إذا نزلوا وأسوق
بهم إذا ارتحلوا، فقالت يوما: لتركبنه قائما ولتردنه حافيا، فزوجنيها
الله بعد فقلت لتردنه حافيا ولتركبنه وهو قائم! قال: وكانت في
أبي هريرة مزاحة (عب).
37463 عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل من رجل
يأخذ مما فرض الله ورسوله كلمة أو ثنتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا
فيجعلهن في طرف ردائه فيعمل بهن ويعلمهن؟ قلت: أنا وبسطت
ثوبي وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث حتى سكت، فضممت ثوبي
إلى صدري، فاني أرجو أن أكون لم أنس حديثا سمعته منه بعد
(كر) (2).
37464 عن أبي هريرة أنه لما أقبل المدينة ضل معه غلامه

(1) عقيبة رجلي: وأخرجه ابن ماجة في أبواب الرهون باب إجارة الأجير على
طعام بطنه رقم 245 [عقبة رجلي] العقبة بالضم: النوبة والبدل كذا
في القاموس، ويقال لمن ركب بعيرا نوبة بعد نوبة: له عقبة من فلان
، فكأنه شرط في الاجر طعام بطنه وركوب البعير بالنوبة، وإضافة
الرجل إلى العقبة لملابسة بينهما واستراحة للرجل. وقال في الزوائد:
إسناده صحيح موقوف. ص
(2) الحديث بطوله في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي
هريرة بمعناه رقم / 2492 /. ص
569

فتعسف (1) الليل أجمع لا يدري أين يذهب فقال:
يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت
فبينما هو جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل غلامه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
يا أبا هريرة! هذا غلامك، قال: فاني أشهدك يا رسول الله أنه
لله عز وجل (ز).
عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه
37465 عن عتبة بن عبد السلمي قال: استكسيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فكساني، خيشين (2)، ولقد رأيتني ألبسهما وأنا أكسى
أصحابي (كر).
37466 عن عتبة بن عبد السلمي قال: أعطاني رسول الله
صلى الله عليه وسلم سيفا قصيرا قال: إن لم تستطع أن تضرب به فاطعن به طعنات
(خ في تاريخه، كر).
عتبة بن غزوان رضي الله عنه
37467 عن عتبة بن غزوان قال: لقد رأيتني مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم سابع سبعة (ش).

(1) فتعسف: العسف: الاخذ على غير الطريق. المختار 340. ب
، 2، خيشين: الخيش: ثياب من أردأ الكتان. المختار 152. ب
570

عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح رضي الله عنه
37468 عن عاصم بن عمر قال: كان عمر يقول: يحفظ
الله المؤمن، كان عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح نذر أن لا يمس
مشركا ولا يمسه مشرك: فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منهم في
حياته (ش، ق في الدلائل).
حرف الفاء
فروة بن عامر الجذامي رضي الله عنه
37469 عن ابن عباس قال: بعث إلي النبي صلى الله عليه وسلم فروة بن
عامر الجذامي باسلامه وأهدى له بغلة بيضاء وكان عاملا لقيصر ملك
الروم على من يليه من العرب وكان منزله عمان وما حولها، فلما
بلغ الروم ذلك من أمره قتلوه (ابن منده، كر).
فيروز الديلمي رضي الله عنه
37470 عن عبد الله الديلمي قال: حدثني أبي فيروز قال:
كنت في وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقلت: يا رسول الله!
أنا من قد علمت: وجئنا من بين ظهراني من قد علمت، ونحن
حيث علمت فمن ولينا؟ قال: الله ورسوله، قالوا: حسبنا (ع، كر).
571

37471 عن كثير بن أبي الزقاق: مر فيروز الديلمي
يريد الشام إلى معاوية فلم يدخل على عائشة، فلما أقبل من الشام
دخل عليها فقالت: يا ابن الديلمي! ما منعك أن تمر بي أرهبة
معاوية؟ لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الكذاب
وقاتله مدخلا واحدا، ما أذنت لك (كر).
37472 عن ابن عمر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء
الليلة التي قتل فيها الأسود العنسي فخرج علينا فقال: قتل الأسود
البارحة، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين، فقيل: ومن هو؟
قال: فيروز الديلمي (الديلمي).
37473 (مسند عمر) عن الحرمازي قال: كتب عمر بن
الخطاب إلى فيروز الديلمي: أما بعد فقد بلغني أنه قد شغلك أكل
اللباب (1) بالعسل، فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم على بركة الله فاغز
في سبيل الله، فقدم فيروز فأستأذن على عمر، فاذن له، فزاحمه
فتى من قريش، فرفع فيروز يده فلطم أنف القرشي، فدخل

(1) اللباب: لب النخلة: فلبها، ولب الجوز واللوز ونحوهما ما في جوفه
والجمع لبوب، واللباب مثل غراب لغة فيه، ولب كل شئ خالصه
ولبابه مثله. المصباح المنير 2 / 750. ب
572

القرشي على عمر مستدميا، فقال له عمر: ما فعل بك؟ قال:
فيروز وهو على الباب، فأذن لفيروز بالدخول فدخل، فقال: ما هذا يا فيروز؟ قال: يا أمير المؤمنين! إنا كنا حديث عهد بملك
وإنك كتبت إلي ولم تكتب إليه وأذنت لي بالدخول ولم تأذن له،
فأراد أن يدخل في أذني قبلي فكان مني ما قد أخبرك، قال عمر:
القصاص: قال فيروز: لابد، قال: لابد، فجثى فيروز على
ركبتيه وقام الفتى ليقتص منه، فقال له عمر: على رسلك أيها
الفتى حتى أخبرك بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم! سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة وهو يقول: قتل الليلة الأسود العنسي الكذاب
قتله العبد الصالح فيروز الديلمي، أفترى مقتصا منه بعد إذ سمعت
هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال الفتى: قد عفوت عنه بعد إذ أخبرتني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا، فقال فيروز لعمر: أفترى هذا مخرجي
مما صنعت إقراري له وعفوت غير مستكره؟ قال: نعم، قال فيروز:
فأشهدك أن سيفي وفرسي وثلاثين ألفا من مالي هبة له، قال:
عفوت مأجورا يا أخا قريش وأخذت مالا (كر).
فرات بن حيان رضي الله عنه
37474 عن حارثة بن مضرب عن فرات بن حيان وكان
573

رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتله وكان عينا لأبي سفيان وحليفا فمر على
حلقة من الأنصار فقال: إني مسلم، فقال رجل منهم: يا رسول
الله! يقول: إني مسلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن منكم رجالا
نكلهم إلى إيمانهم، منهم الفرات بن حيان (حل).
حرف القاف
قتادة بن النعمان رضي الله عنه
37475 عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان وكان أخاه لأمه
أن عينه ذهبت يوم أحد فجاء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فردها
فاستقامت في (ق... كر).
قيس بن مكشوح المرادي رضي الله عنه
37476 عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: كان
عمرو بن معديكرب قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى
إليهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قيس! أنت سيد قومك اليوم،
وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقول له (محمد) خرج بالحجاز
يقول: إنه نبي فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه. فإن كان نبيا كما
يقول فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه فاتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا
574

علمه، فإنه إن سبق إليه رجل من قومك سادنا وترأس علينا وكنا
له أذنابا! فأبى عليه قيس وسفه رأيه، فركب عمرو بن معد
يكرب في عشرة من قومه حتى قدم المدينة فأسلم، ثم انصرف إلى
بلاده، فلما بلغ قيس بن مكشوح خروج عمرو أوعد عمرا وتحطم
وقال: خالفني وترك رأيي، وجعل عمرو يقول: يا قيس! قد خبرتك
أنك تكون ذنبا تابعا لفروة بن مسيك، وجعل فروة يطلب قيس
ابن مكشوح كل الطلب حتى هرب من بلاده وأسلم بعد ذلك، ولما
ظهر العنسي خافه قيس على نفسه فجعل يأتيه ويسلم عليه ويرصد له
في نفسه ما يريد ولا يبوح به إلى أحد حتى دخل عليه وقد وثق
فيروز الديلمي عنقه وجعل وجهه في قفاه وقتله فجز قيس رأسه
ورمى به إلى أصحابه، ثم خاف من قوم العنسي فعدا على داذويه
فقتله ليرضيهم بذلك، وكان داذويه فيمن حضر قتل العنسي أيضا
فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية أن ابعث إلي بقيس في
وثاق، فبعث به إليه فكلمه عمر في قتله وقال، اقتله بالرجل
الصالح يعني داذويه فان هذا لص عاد، فجعل قيس يحلف ما قتله،
فأحلفه أبو بكر خمسين يمينا عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما قتلته
ولا أعلم له قاتلا، ثم عفا عنه، وكان عمر يقول: لولا ما كان من
575

عفو أبي بكر لقتلتك بداذويه، فيقول قيس: يا أمير المؤمنين!
قد والله أشعرتني! ما يسمع هذا منك أحد إلا اجترأ علي وأنا براء
من قتله، فكان عمر يكف بعد عن ذكره ويأمر إذا بعثه في
الجيوش أن يشاور ولا يجعل إليه عقد أمر ويقول: إن له علما
بالحرب وهو غير مأمون (ابن سعد).
قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه
37477 عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثهم في
بعث عليهم قيس بن سعد بن عبادة فجهدوا فنحر لهم تسع ركائب،
ومروا بالبحر فوجدوه قد ألقى دابة حوتا عظيما فمكثوا عليه ثلاثة
أيام يأكلون منه ويغترفون شحمه في قربهم، فلما قدموا وذكروا
الحوت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو نعلم أنا ندركه
لم يروح لأحببنا لو كان عندنا منه، وذكروا شأن قيس فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن الجود من شيمة أهل ذلك البيت (أبو بكر في
الغيلانيات عن جابر بن سمرة نحوه، كر).
37478 عن رافع بن خديج قال: أقبل أبو عبيدة ومعه عمر
ابن الخطاب فقال لقيس بن سعد: عزمت عليك أن لا تنحر، فلما
نحروا بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه في بيت جود يعني في غزوة الحبط
576

(ابن أبي الدنيا كر).
37479 عن ابن شهاب قال: كان حامل راية الأنصار مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قيس بن سعد بن عبادة، وكان من ذوي الرأي من
الناس (كر).
37480 عن أنس قال: كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم
بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير (كر).
37481 عن أنس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وفي
لفظ: مكة كان قيس بن سعد على مقدمته بمنزلة صاحب الشرطة،
فكلم سعد النبي صلى الله عليه وسلم في قيس أن يصرفه عن الموضع الذي وضعه
مخافة أن يقدم على شئ، فصرفه (ع وابن منده، كر).
37482 عن قيس بن سعد بن عبادة قال: صحبت رسول الله
صلى الله عليه وسلم عشر سنين (كر).
قثم بن عباس رضي الله عنه
37483 عن علي قال: أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم
قثم بن عباس (حم، ض).
قيس بن كعب رضي الله عنه
37484 عن عبد الرحمن بن عابس النخعي عن قيس بن كعب
577

النخعي أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه أرطاة بن كعب والأرقم
وكانا من أجمل أهل زمانهما وأنطقه، فدعاهما إلى الاسلام فأسلما،
ودعا لهما بخير وكتب لأرطاة كتابا وعقد له لواء، وشهد القادسية
بذلك اللواء (ابن شاهين بسند ضعيف).
قيس بن أبي حازم واسمه عوف ويقال له عوف
ابن عبد الحارث البجلي الأحمسي رضي الله عنه
قال ابن عساكر: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وقيل: إنه رآه
ولأبيه صحبة.
37485 عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قال قيس بن أبي حازم
كنت صبيا فأخذ أبي بيدي فذهب بي إلى المسجد فخرج رجل
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ونزل، فقلت لوالدي: من هذا؟
قال: هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم، وأنا إذا ذاك ابن سبع سنين أو ثمان سنين
ابن منده وقال: هذا حديث غريب جدا، تفرد به أهل خراسان، ولم
أكتبه إلا من هذا الوجه، كر).
37486 عن قيس بن أبي حازم قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجئت وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قائم في مقامه فأطاب
الثناء وأكثر البكاء (عب).
578

قيس بن مخرمة رضي الله عنه
37487 عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه
عن جده قال ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل فنحن لدان (1)
(ابن إسحاق والبغوي، كر).
حرف الكاف
كابس بن ربيعة رضي الله عنه
37488 (مسند أنس) عن عباد بن منصور قال: كان رجل منا يقال له كابس بن ربيعة، فرآه أنس بن مالك فعانقه
وبكى وقال: من أحب أن ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينظر إلى
كابس بن ربيعة (كر).
كثير بن العباس رضي الله عنه
37489 عن كثير بن العباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يجمعنا أنا وعبد الله وعبيد الله وقثم فيفرج يديه هكذا ويمد باعيه

(1) لدان: في الحديث (أنا لده رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي تربه. يقال:
ولدت المرأة ولادا وولادة ولدة، فسمي بالمصدر. وأصله: ولدة،
فعوضت الهاء من الواو. وجمع اللدة: لدات. النهاية 4 / 246. ب
579

ويقول: من سبق إلي فله كذا وكذا (كر).
كعب بن عاصم الأشعري رضي الله عنه
37490 عن كعب بن عاصم الأشعري قال: ابتعت قمحا
أبيض ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي فأتيت به أهلي فقالوا تركت القمح
الأسمر الجيد وابتعت هذا؟ والله لقد أنكحني رسول الله صلى الله عليه وسلم
إياك وإنك لعي اللسان دميم الجسم ضعيف البطش، فصنعت منه
خبزة، فأردت أن أدعو عليها أصحابي الأشعريين أصحاب العقبة،
فقلت: أتجشأ من الشبع وأصحابي جياع؟ فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
تشكو زوجها وقالت: انزعني من حيث وضعتني، فأرسل إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع بينهما، فحدثه حديثها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لم تنقمي منه شيئا غير هذا؟ قالت: لا، قال: فلعلك تريدين أن
تختلعي منه فتكوني كجيفة الحمار أو تبغين ذا جمة فينانة على كل
جانب من قصته شيطان قاعد! ألا ترضين أني أنكحتك رجلا
من نفر ما تطلع الشمس على نفر خير منهم؟ قالت: رضيت،
فقامت المرأة حتى قبلت رأس زوجها وقالت: لا أفارق زوجي
أبدا (كر).
580

كعب بن مالك رضي الله عنه
37491 عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن
مالك ما نسي ربك أو ما كان ربك نسيا شعرا وفي لفظ:
بيتا قلته، قال: ما هو؟ قال: أنشده يا أبا بكر! فقال:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها * وليغلبن مغالب الغلاب
(ابن منده، كر).
37492 عن كعب بن مالك قال: لما نزلت توبتي قبلت يد
النبي صلى الله عليه وسلم (كر).
حرف اللام
اللجلاج الزهري رضي الله عنه
37493 عن عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه عن
جده قال: أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمسين سنة، ومات
اللجلاج وهو ابن عشرين ومائة سنة، قال: ما ملأت بطني من
طعام منذ أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، آكل حسبي وأشرب
حسبي (كر).
581

حرف الميم
مصعب بن عمير رضي الله عنه
37494 عن عمر قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصعب بن
عمير مقبلا عليه إهاب كبش قد تنطق به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظروا
إلى هذا الذي نور الله قلبه، لقد رأيته بين أبوين يغذوانه أطيب
الطعام والشراب، لقد رأيت عليه حلة اشتريت بمائتي درهم، فدعاه
حب الله وحب رسوله إلى ما ترون (الحسن بن سفيان وأبو عبد
الرحمن السلمي في الأربعين؟ وأبو نعيم في الأربعين الصوفية، هب
والديلمي، ك).
37495 (مسند خباب بن الأرت) قال: هاجرنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله، فمنا من مضى
لم يأكل من أجره شيئا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد
فلم يوجد له شئ يكفن فيه إلا نمرة، كانوا إذا وضعوها على
رأسه خرجت رجلاه وإذا وضعوها على رجليه خرج رأسه، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر
ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهديها (ش).
37496 (مسند علي) عن محمد بن كعب القرظي قال:
582

حدثني من سمع علي بن أبي طالب يقول: إنا لجلوس مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة مرقوعة
بفرو، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعيم
والذي هو فيه اليوم (أبو نعيم في الأربعين الصوفية).
محمد بن مسلمة رضي الله عنه
37497 عن حذيفة قال: ما أحد تدركه الفتنة إلا وأنا
أخافها عليه إلا محد بن مسلمة، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا تضرك الفتنة (ش).
37498 عن جابر بن عبد الله قال: بعثنا عثمان بن عفان في
خمسين راكبا أميرنا محمد بن مسلمة، فتكلم الذين جاؤوا من مصر،
فاستقبلنا رجل في يده مصحف متقلد سيفا فقال: إن هذا يأمرنا
أن نضرب بهذا على ما في هذا قبل أن تولد (ابن منده، كر).
معاذ بن جبل رضي الله عنه
37499 عن أبي سفيان عن أشياخ منهم أن امرأة غاب عنها
زوجها سنتين ثم جاء وهي حامل، فرفعها إلى عمر فأمر برجمها، فقال
له معاذ: إن يكن لك عليها سبيل فلا سبيل لك على ما في بطنها،
فقال عمر احبسوها حتى تضع، فوضعت غلاما له ثنيتان، فلما رآه
583

أبوه عرف الشبه فقال: ابني ابني ورب الكعبة! فبلغ ذلك عمر،
فقال: عجزت النساء أن تلدن مثل معاذ! لولا معاذ لهلك عمر
(ق، عب، ش).
37500 عن شهر بن حوشب قال: قال عمر: إن العلماء
إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بن جبل بين أيديهم قذفة بحجر
(ابن سعد).
37501 عن كعب بن مالك قال: كان عمر بن الخطاب يقول:
خرج معاذ إلى الشام لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه وما
كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمت أبا بكر رحمه الله أن يحبسه
لحاجة الناس إليه فأبى علي وقال: رجل أراد وجها يريد الشهادة
فلا أحبسه، فقلت: والله! إن الرجل ليرزق الشهادة وهو على
فراشه وفي بيته عظيم الغنى عن مصره، قال كعب بن مالك:
وكان معاذ بن جبل يفتي الناس بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي
بكر (ابن سعد، وفيه الواقدي).
37502 عن الحارث بن عميرة قال لما حضر معاذا الوفاة بكى
من حوله، فقال: ما يبكيكم؟ قالوا: نبكي على العلم الذي ينقطع
عنا عند موتك، قال: إن العلم والايمان مكانهما إلى يوم القيامة،
584

ومن ابتغاهما وجدهما الكتاب والسنة، فاعرضوا على الكتاب كل
الكلام ولا تعرضوه على شئ من الكلام، وابتغوا العلم عند عمر
وعثمان وعلي، فان فقدتموهم فابتغوه عند أربعة: عويمر وابن مسعود
وسلمان وابن سلام الذي كان يهوديا فأسلم، فإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: هو عاشر عشرة في الجنة، واتقوا زلة العالم، خذوا
الحق مما جاء به، وردوا الباطل على من جاء به كائنا من كان به
(سيف، كر).
37503 عن عمرو بن ميمون قال: قدم معاذ بن جبل ونحن
باليمن فقال: يا أهل اليمن! أسلموا تسلموا، إني رسول رسول
الله صلى الله عليه وسلم إليكم، قال عمرو: فوقع له في قلبي حب فلم أفارقه حتى
مات، فلما حضره الموت بكيت فقال معاذ: ما يبكيك؟ قلت:
أبكي على العلم الذي يذهب معك، فقال: إن العلم والايمان ثابتان
إلى يوم القيامة، العلم عند عبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام
فإنه عاشر عشرة في الجنة وسلمان الخير وعويمر أبي الدرداء، فلحقت
بعبد الله بن مسعود فذكر وقت الصلاة فذكرت ذلك لعبد الله بن
مسعود فأمرني بما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصلي لوقتها وأجعل
صلاتهم تسبيحا، فذكرت له فضيلة الجماعة، فضرب على فخذي
585

وقال: ويحك! إن جمهور الناس فارقوا الجماعة، إن الجماعة ما وافق
طاعة الله عز وجل (كر).
37504 عن معاذ بن جبل قال: لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
اليمن قال: إني قد علمت ما لقيت في الله ورسوله وما ذهب من
مالك وقد طيبت لك الهدية، فما أهدي لك من شئ فهو لك
(ابن جرير، وضعفه).
37505 (مسند ابن مسعود) جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله! أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرئه،
فأقرأته ما كان معي، ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقرأه معاذ، وكان معلما من المعلمين على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم (ش).
37506 (مسند عمر) عن سعيد بن المسيب أن عمر بن
الخطاب بعث معاذا ساعيا على بني كلاب فقسم فيهم حتى لم يدع
شيئا حتى جاء بحلسه الذي خرج به يحمله على رقبته، فقالت له
امرأته: أين ما جئت به مما يأتي به العمال عراضة أهليهم؟ فقال:
كان معي ضاغط، فقالت: قد كنت أمينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر فبعث عمر عمك ضاغطا! فقامت بذلك في نسائها
586

واشتكت عمر، فبلغ ذلك عمر فدعا معاذا فقال: أنا بعثت معك
ضاغطا؟ فقال: لم أجد شيئا أعتذر به إليها إلا ذلك، فضحك عمر
وأعطاه شيئا فقال: أرضها به. قال ابن جرير: قول معاذ: الضاغط،
يريد به ربه عز وجل (عب والمحاملي في أماليه).
معاوية رضي الله عنه
37507 (مسند عمر) عن محمد بن سلام قال: ذكر عمر
ابن الخطاب معاوية بن أبي سفيان يوما فقال: احذروا آدم قريش وابن
كريمتها، من لا يبيت إلا على الرضا ويضحك عند الغضب وهو
مع ذلك يتناول ما فوق رأسه من تحت قدمه. لا أدري رفعه أم
لا (الديلمي في مسند الفردوس).
37508 عن ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
قم يا معاوية فصارعه! فصارعه فصرعه معاوية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أن معاوية لا يصارع أحدا إلا صرعه معاوية (الديلمي).
37509 عن أبي الأسود قال: دخل معاوية على عائشة فقالت:
ما حملك على قتل أهل عذراء حجر وأصحابه؟ فقال: يا أم المؤمنين!
إني رأيت قتلهم صلاحا للأمة وبقاءهم فسادا للأمة، فقالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل
587

السماء (يعقوب بن سفيان، كر).
37510 عن سعيد بن أبي هلال أن معاوية حج فدخل على
عائشة فقالت: يا معاوية! قتلت حجر بن الأدبر وأصحابه! أما
والله! لقد بلغني أنه سيقتل بعذراء سبعة نفر يغضب الله لهم
وأهل السماء (كر).
37511 عن عبد الرحمن بن أبي عميرة المزني أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: اللهم! علمه الكتاب والحساب، وقه العذاب
(كر).
37512 عن العرباض قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لمعاوية: اللهم! علمه الكتاب والحساب، وقه العذاب (ابن
النجار).
37513 عن السرى بن إسماعيل عن الشعبي قال حدثني سفيان
ابن الليل قال: لا قدم الحسن بن علي المدينة من الكوفة أتيته فقلت
له: يا مذل المؤمنين! قال: لا تقل ذلك فاني سمعت أبي يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك
رجل وهو معاوية، والله ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بعد ما سمعت
هذا الحديث أن لا أكون رجعت في المدينة (سمويه، ورواه نعيم
588

ابن حماد في الفتن، عق بلفظ: والله ما أحب أن لي الدنيا وما فيها وأنه
يهراق في محجمة من دم وزاد: قال وسمعت أبي يقول قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من أبحنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكف يده فهو في الدرجة
التي تلينا. قال عق: سفيان بن الليل كوفي ممن يغلو في الرفض،
لا يصح حديثه، وقال في الميزان: تفرد بحديثه هذا السرى بن
إسماعيل أحد الهلكى عن الشعبي، وقال أبو الفتح الأزدي: سفيان بن
الليل له حديث: لا تمضي الأمة حتى يليها رجل واسع البلعوم
وفي لفظ آخر: واسع السرم يأكل ولا يشبع. قال: وسفيان
مجهول والخبر منكر انتهى).
محمد بن ثابت بن قيس رضي الله عنه
37514 (مسند ثابت بن قيس) عن إسماعيل بن محمد بن
ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه أن أباه فارق جميلة بنت عبد الله بن
أبي وهي نسوء حامل بمحمد بن ثابت، فلما وضعت حلفت أن لا
تلبنه من لبنها، فجاء به ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرقة فأخبره
بالقصة، فقال: ادنه مني، قال: فأدنيته منه فبزق في فيه وسماه
محمدا وحنكه بتمرة عجوة وقال: اذهب به فان الله رازقه، فاختلفت
به اليوم الأول والثاني فلقيتني امرأة من العرب تسأل عن ثابت بن
589

قيس بن شماس قلت: وما تريدين منه؟ أنا ثابت، فقالت: رأيتني
في ليلتي هذه كأني أرضع ابنا له يقال له محمد! قال: فأنا ثابت
وهذا ابني محمد، قال: فأخذته (ابن منده والبغوي وأبو نعيم في
المعرفة، كر).
محمد ابن الحنفية رضي الله عنه
37515 (مسند عمر) عن ابن الحنفية قال: دخل عمر بن
الخطاب وأنا عند أختي أم كلثوم بنت علي فضمني وقال: إلطفيه
يا كلثوم (كر).
محمد بن طلحة رضي الله عنه
37516 عن عيسى بن طلحة قال: حدثتني ظئر بن محمد بن
طلحة قالت: لما ولد محمد بن طلحة أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما
سموه؟ قلت: محمدا، قال: هذا سميي وكنيته أبو القاسم (أبو نعيم
في المعرفة).
37517 عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن ظئر أبيه محمد قالت:
لما ولد محمد بن طلحة بن عبيد الله أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه ويدعو
له وكان يفعل ذلك بالصبيان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هذا يا عائشة؟
590

قالت: هذا محمد بن طلحة، قال: سميي هذا أبو القاسم (أبو نعيم)
المنذر رضي الله عنه
37518 (مسند جويرية العصري) عن جويرية العصري
قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في وفد عبد القيس ومعنا المنذر قال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم: فيك خلتان يحبهما الله: الحلم والأناة (ابن منده
وأبو نعيم).
ماعز بن مالك رضي الله عنه
37519 عن بريدة قال: لما رجم النبي صلى الله عليه وسلم ماعز بن مالك
كان الناس فيه فرقتين: قائل يقول: لقد هلك على أسوء حالة، لقد
أحاطت به خطيئته، وقال يقول: أتوبة أفضل من توبة ماعز بن
مالك! إنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده وقال: اقتلني
بالحجارة، فلبثوا كذلك يومين أو ثلاثا، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال: استغفروا لماعز بن مالك، فقالوا:
غفر الله لماعز بن مالك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد تاب توبة
لو قسمت بين أمة لوسعتهم (ابن جرير) (1).

(1) الحديث في صحيح كتاب الحدود باب من اعترف على نفسه بالزنا
رقم / 1695 /. ص
591

37520 عن بريدة قال: لما رجم ماعز قال ناس من الناس:
هذا ماعز أهلك نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد تاب إلى الله
توبة لو تابها فئة من الناس لقبل منهم (ابن جرير).
37521 عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر لماعز بن مالك بعد
ما رجمه (ابن جرير).
37522 عن بريدة قال: جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله طهرني، قال: ويحك! ارجع واستغفر الله
وتب إليه، فرجع غير بعيد، ثم جاء فقال: يا رسول الله! طهرني،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، حتى إذا كانت الرابعة قال له النبي
صلى الله عليه وسلم فمم أطهرك؟ قال: من الزنا، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: أبه جنون؟
فأخبر أنه ليس بمجنون، فقال: أشرب خمرا؟ فقال رجل فاستنكهه
فلم يجد منه ريح خمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أثيب أنت؟ قال: نعم،
فأمر به فرجم، فكان الناس فيه فرقتين، تقول فرقة: لقد هلك
ماعز على أسوء عمله، لقد أحاطت به خطيئته، وقال يقول: أتوبة
أفضل من توبة ماعز! إذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده فقال:
اقتلني بالحجارة، فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثا. ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم وهم
جلوس فسلم ثم جلس ثم قال: استغفروا لما عز بن مالك، فقالوا:
592

يغفر الله لماعز بن مالك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد تاب توبة لو
قسمت بين أمة لوسعتها، قال: ثم جاءته امرأة من غامد بن الأزد
فقالت: يا رسول الله طهرني، قال ويحك! ارجعي فاستغفري الله
وتوبي إليه، فقالت: لعلك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن
مالك! قال: وما ذاك! قالت: إنها حبلى من الزنا، فقال: أثيب
أنت؟ قالت: نعم، قال: إذن لا نرجمنك حتى تضعي ما في بطنك.
فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد
وضعت الغامدية، قال: إذن لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس
له من ترضعه، فقام رجل من الأنصار فقال: إلي رضاعه يا نبي
الله! فرجمها (أبو نعيم) (1).
37523 عن بريدة أن ماعز بن مالك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأقر
بالزنا فرده، ثم عاد فأقر بالزنا فرده. ثم عاد فأقر بالزنا فرده، فلما
كان في الرابعة سأل عنه قومه: هل تنكرون من عقله شيئا؟
قالا: لا، فأمر به فرجم في موضع قليل الحجارة فأبطأ عليه

(1) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحدود باب من اعترف على نفسه بالزنا
رقم / 24 /. والأحاديث الواردة هنا مرت معنا في كتاب الحدود فصل
في أنواع الحدود وحد الزنا رقم / 13450 / جزء (5) صفحة / 410 /. ص
593

الموت، فانطلق يسعى إلى موضع كثير الحجارة فاتبعه الناس
فرجموه حتى قتلوه، ثم ذكروا شأنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما صنع، فقال:
فلولا خليتم سبيله! فسأل قومه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنوه في دفنه
والصلاة عليه، فأذن لهم في ذلك وقال لقد تاب توبة لو تابها فئام
من الناس قبل منهم (ز).
37524 عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسب ماعزا
ولم يستغفر له (ابن جرير).
37525 عن أبي سعيد أن ماعز بن مالك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
إني أصبت فاحشة! فردده مرارا، فسأل قومه أبه بأس؟ قيل:
ما به بأس، فأمرنا فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد فلم نحفر ولم نوقفه،
فرميناه بجندل وخزف فسعى وابتدرنا خلفه، فأتى الحرة فانتصب لنا
فرميناه بجلاميد حتى سكت (كر).
37526 عن مجاهد قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فرده أربع مرات ثم أمر به فرجم، فلما مسته الحجارة جال وجزع
فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلا تركتموه (عب).
37527 عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن النبي
صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم ضرب ماعز فطول الأوليين من الظهر حتى
594

كاد الناس يعجزون عنها من طول القيام، فلما انصرف أمر
أن يرجم، فرجم فلم يقتل حتى رماه عمر بن الخطاب بلحي (1)
بعير فأصاب رأسه فقتله، فقال رجل حين فاظ (2) لماعز: تعست!
فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! نصلي عليه؟ قال: نعم، فلما
كان الغد صلى الظهر فطول الركعتين الأوليين كما طولها بالأمس أو
أدنى شيئا، فلما انصرف قال: صلوا على صاحبكم، فصلى عليه النبي
صلى الله عليه وسلم والناس (عب).
موسى وعمران ابنا طلحة رضي الله عنهم
37528 عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: سمى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ابني موسى وعمران (ابن منده، كر).
محمد بن فضالة بن أنس وقيل محمد بن أنس بن فضالة
الأنصاري الظفري رضي الله عنه
37529 عن محمد بن فضالة قال وافيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
سنة الفتح وأنا ابن عشر سنين (أبو نعيم).

(1) بلحي: اللحي: عظم الحنك، وهو الذي عليه الأسنان.
المصباح المنير 2 / 756. ب
(2) فاظ: بمعنى مات. النهاية 3 / 485. ب
595

37530 عن يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه قال:
جاءت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته أن يبرك علي، ففعل
ووضع يده على قفاي. قاله يونس: فشاب كل شعرة من جسده
ورأسه إلا ما مرت عليه يد رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحسن بن سفيان
وأبو نعيم).
37531 عن يونس بن محمد بن فضاله عن أبيه قال: قدم
النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن أسبوعين فأتي بي إليه فمسح رأسي وقال:
سموه باسمي ولا تكنوه بكنيتي، وحج بي معه في حجة الوداع
وأنا ابن عشر سنين ولي ذؤابة، قال: فشاب محمد في رأسه ولحيته
ما خلا موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه (أبو نعيم).
37532 عن عمرو بن أبي فروة عن مشيخة أهل بيته قال:
قتل أنس بن فضالة يوم أحد فأتي بمحمد بن أنس الظفري إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتصدق عليه بعذق (1) لا يباع ولا يوهب
(أبو نعيم).

(1) بعذق: العذق مثل فلس: النخلة نفسها ويطلق العذق على أنواع من
التمر. المصباح المنير 2 / 546. ب
596

محيصة بن مسعود بن كعب الأنصاري الأوسي
رضي الله عنه
37533 عن بنت محيصة عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه، فوثب محيصة على ابن
شيبة رجل من تجار يهود وكان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان
حويصة إذ ذاك لم يسلم، وكان أسن من محيصة، فلما قتله جعل
حويصة يضربه ويقول: أي عدو الله قتلته! أما والله لرب
شحم في بطنك من ماله! فقلت: والله لو أمرني بقتلك لضربت
عنقك، قال: فوالله إن كان لأول إسلام حويصة! قال: والله
إن أمرك محمد بقتلي لتقتلني؟ قال محيصة: نعم والله؟ قال حويصة
فوالله إن دينا بلغ بك هذا إنه لعجب (أبو نعيم).
مدلوك أبو سفيان رضي الله عنه
(قال كر: له صحبة)
37534 عن آمنة ابنة أبي الشعثاء وقطبة مولاتها أنهما رأتا
مدلوكا أبا سفيان، قالتا، فسمعناه يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع
مولاتي فأسلمت، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي. قالت
597

آمنة: فرأيت أثر ما مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه أسود
وسائره أبيض قد شاب (أبو نعيم كر)
37535 عن آمنة أو أمية بنت أبي الشعثاء وقطبة مولاة لها
قالتا: سمعنا أبا سفيان يقول: ذهبت مع موالي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأسلمت معهم، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسي بيده ودعا لي
بالبركة. قالت: فكان مقدم رأس أبي سفيان أسود ما مسته يد
النبي صلى الله عليه وسلم وسائره أبيض (خ في تاريخه، كر).
مسلمة بن مخلد رضي الله عنه
37536 عن أبي قتيل قال: سمعت مسلمة بن مخلد الأنصاري
وكان زاد في بعث البحر فكره الجند ذلك فقال: يا أهل مصر
ما تنقمون مني! اعلموا أني خير ممن يأتي بعدي، والآخر فالآخر
(أبو نعيم).
37537 عن مسلمة بن مخلد قال: ولدت حين قدم النبي
صلى الله عليه وسلم وقبض وأنا ابن عشر سنين (ش) (2).

(1) ترجم له في الإصابة أبو سفيان له صحبة وذكر الحديث 3953. ص
(2) ترجم له ابن حجر في الإصابة (3 / 418) وذكر الحديث وقال أخرجه
أحمد. ص
598

مطاع رضي الله عنه
37538 حدثنا عبد الرحمن بن المثنى بن مطاع بن عيسى بن مطاع بن
زيادة بن مسلم بن مسعود بن الضحاك بن جابر بن عدي أبو مسعود
اللخمي، حدثنا أبي المثنى عن أبيه مطاع عن أبيه عيسى عن أبيه مطاع
عن أبيه زيادة عن جده مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه مطاعا وقال له:
يا مطاع، أنت مطاع في قومك، وحمله على فرس أبلق وأعطاه
الراية، وقال له: يا مطاع! امض إلى أصحابك فمن دخل تحت
رايتي هذا أمن من العذاب (قال ط: لا يروى إذا بهذا
الاسناد، كر) (1).
معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب السلمى
رضي الله عنه
37539 عن معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب قال: خاصمت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفلجني (2) وخطب علي فأنكحني وبايعته نا
وأبي وجدي (طب وأبو نعيم).

(1) ترجم له ابن حجر في الإصابة (3 / 412): وذكره في ترجمة مسعود بن
الضحاك وذكر الحديث. ص
(2) فأفلجني: أي حكم لي وغلبني على خصمي. النهاية 3 / 408. ب
599

محمد بن حاطب رضي الله عنه
37540 عن عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن
حاطب عن أبيه عن جده محمد بن حاطب عن أمه أم جميل بنت المجلل
قالت: أقبلت بك من أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على
ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخا ففني الحطب فذهبت أطلبه فتناولت
القدر فانكفأت على ذراعيك فقدمت بك المدينة فأتيت بك النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول! هذا محمد بن حاطب وهو
أول من سمي بك، فتفل النبي صلى الله عليه وسلم في فيك ومسح على رأسك
ودعا لك بالبركة وجعل يتفل على يديك ويقول: أذهب البأس رب
الناس! واشف أنت الشافعي لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقما
فما قمت بك من عنده حتى برأت يدك (حم، ع وابن منده وأبو
نعيم، كر) (1).
حرف النون
النابغة الجعدي رضي الله عنه
37541 عن يعلى بن الأشدق عن النابغة قال: أنشدت النبي

(1) ترجم له الحافظ ابن حجر في الإصابة (2 / 372) وذكر الحديث صدره.) ص
600

صلى الله عليه وسلم وأنا عن يمينه:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: أين المظهر يا أبا ليلى وفي لفظ: فقال: إلى أين؟ لا أم
لك قلت الجنة فقال: أجل إن شاء الله، فقلت:
ولا خير في علم إذا لم يكن له * بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الامر أصدرا
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجدت لا يفضض فوك مرتين، فلقد
رأيته بعد عشرين سنة ومائة سنة وإن لأسنانه أشرا (1) كأنه
البرد (كر وابن النجار).
37542 (ه‍ وابن النجار) أنبأنا أحمد بن يحيى بن بركة
البزار أنبأنا أبو نصر يحيى بن علي بن محمد الخطيب الأنباري عن أبي
بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد
الأبهري الشاعر بهمدان أنبأنا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن محمد

(1) أشرا: في الحديث (أنه لعن الواشرة والموتشرة) الواشرة: المرأة
التي تحدد أسنانها وترقق أطرافها، تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشواب
والموتشرة: التي تأمر من يفعل بها ذلك، وكأنه من وشرت
الخشبة بالميشار - غير مهموز - لغة في أسرت. النهاية 5 / 188. ب
601

الفارسي الشاعر حدثنا أبو عثمان سعيد بن زيد بن خالد مولى بني هاشم
الشاعر بحمص حدثنا عبد السلام بن رغبان الشاعر ديك الجن حدثني
دعبل بن علي الشاعر حدثني أبو نواس الحسن بن هانئ الشاعر حدثني
والبة بن الحباب الشاعر حدثني الكميت بن زيد الشاعر حدثني خالي
الفرزدق الشاعر حدثني الطرماح الشاعر قال: لقيت نابغة بن جعدة
الشاعر فقلت له: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم وأنشدته
قصيدتي التي أقول فيها:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال: فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تغير وبدا الغضب فيه فقال:
إلى أين يا أبا ليلى؟ فقلت: إلى الجنة يا رسول الله! قال: إلى الجنة
إن شاء الله.
حروف الواو
واثلة بن الأسقع رضي الله عنه
37543 عن واثلة قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي، فقالت:
توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي
وحسن وحسين كل واحد منهما بيده حتى دخل، فأدنى عليا وفاطمة
فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه
602

ثم لف عليه ثوبه أو قال: كساءه ثم تلا هذه الآية (إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) ثم قال: اللهم!
إن هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق، فقلت: يا رسول الله!
وأنا من أهلك، فقال: وأنت من أهلي. قال واثلة: إنها لمن
أرجى ما أرجو (ش، كر) (1) 37544 عن واثلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع فاطمة وعليا
والحسن والحسين تحت ثوبه وقال: اللهم! قد جعلت صلواتك ورحمتك
ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللهم! إن
هؤلاء مني وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك
علي وعليهم. قال واثلة: وكنت على الباب فقلت: وعلي يا رسول
الله بأبي أنت وأمي! قال: اللهم! وعلى واثلة (الديلمي).
وليد بن عقبة رضي الله عنه
37545 عن علي أن امرأة الوليد بن عقبة أتت النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت: يا رسول الله! إن الوليد يضربها! قال: قولي له: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجارني، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت فقالت:

(1) ترجم له ابن حجر في الإصابة (3 / 626) وقال آخر من مات بدمشق
من الصحابة واثلة. ص
603

ما زادني إلا ضربا، فقطع النبي صلى الله عليه وسلم هدبة (1) من ثوبه فدفعها
إليها وقال: قولي له: هذه هدبة من ثوبه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد أجارني، فلم تلبث إلا يسيرا حتى رجعت فقالت: ما زادني إلا
ضربا، فرفع يديه وقال: اللهم! عليك الوليد! أثم بي مرتين أو
ثلاثا (ش ومسدد، عم، ع وابن جرير وصححه) (2).
حرف الهاء
هلال مولى المغيرة رضي الله عنه
37546 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليدخلن
من هذا الباب رجل ينظر الله إليه، فدخل غلام للمغيرة بن شعبة
حبشي يقال له هلال غائر العينين، ذابل الشفتين، بادي الثنايا،
خميص البطن، أحمش الساقين، أحنف القدمين، مهزول، تعلوه
صفرة، على سوأته خرقة، وهو يحرك شفتيه بالذكر والتسبيح،

(1) هدبة: هدب الثوب وهدبته وهدابه: طرف الثوب مما يلي طرته.
وفي الحديث (ما من مؤمن مرض إلا حط الله هدبة من خطاياه)
أي قطعة منها وطائفة النهاية 5 / 249. ب
(2) وليد بن عقبة بن أبي معيط توفي في خلافة معاوية. الإصابة 3 / 638.
ولعل هذا الحديث الذي أورده المصنف قبل إسلامه وهذا واضح
من آخر فقرة من الحديث دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عليه. ص
604

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا بهلال! هل لك في الغداء؟ بل صم على
ما أنت عليه، وصل علي يا هلال (أبو عبد الرحمن السلمي في سنن
الصوفية والديلمي) (1).
هانئ أبو مالك رضي الله عنه
37547 عن المفضل بن غسان قال: قلت ليحيى بن معين:
إن أبا أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثني عن خالد بن يزيد
ابن عبد الرحمن بن أبي مالك عن أبيه عن جده هانئ أبي مالك الهمداني
قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فأسلمت، ومسح
رسول الله صلى الله عليه وسلم برأسي ودعا لي بالبركة، ثم أنزله على يزيد بن أبي
سفيان، ثم خرج في الجيش إلى الشام الذي بعثهم أبو بكر الصديق
فلم يرجع. فضعف يحيى خالد بن يزيد هذا (كر).
حرف الياء
يسار مولى المغيرة رضي الله عنه
37548 عن أبي هريرة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد

(1) ترجم له ابن حجر في الإصابة (3 / 658) مولى المغيرة بن شعبة هو من
أهل الصفة وذكر الحديث وقال: سنده ضعيف ومنقطع وقد أغفله أبو
نعيم في معرفة الصحابة واستدركه أبو موسى على ابن منده. ص
605

إذ دخل عبد حبشي مجدع وعلى رأسه حبرة غلام للمغيرة بن
شعبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مرحبا بيسار (الديلمي).
يزيد بن أبي سفيان (1) رضي الله عنه
37549 عن عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده أن
أبا سفيان دخل على عمر بن الخطاب فعزاه عمر بابنه يزيد فقال:
آجرك الله في ابنك يا أبا سفيان! فقال: أي بني يا أمير المؤمنين؟
قال: يزيد، قال: فمن بعثت على عمله؟ قال: معاوية أخاه، قال
عمر: ابنان مصلحان، وإنه لا يحل لنا أن ننزع مصلحا (ابن
سعد، واللالكائي في السنة).
الكنى
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه
37500 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان عمر إذا
رأى أبو موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى! فيقرأ عنده (عب
وأبو عبيدة وابن سعد).
37551 عن أنس بن مالك قال: بعثني الأشعري إلى عمر:

(1) صخر بن حرب بن أمية أمير الشام وتوفي سنة (18) الإصابة (3 / 657). ص
606

فقال عمر: كيف تركت الأشعري؟ فقلت له: تركته يعلم الناس
القرآن، فقال: أما! إنه كيس ولا تسمعها إياه، ثم قال: كيف
تركت الاعراب؟ قلت: الأشعريين؟ قال: لا بل أهل البصرة،
قلت: أما إنهم لو سمعوا هذا لشق عليهم، قال: فلا تبلغهم
فإنهم أعراب إلا أن يرزق الله رجلا جهادا في سبيل الله
(ابن سعد).
37552 عن البراء بن عازب قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى
يقرأ القرآن فقال: كأن صوت هذا من مزامير آل داود وفي
لفظ: من أصوات آل داود (ع، كر).
37553 عن بريدة قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت الأشعري
أبي موسى وهو يقرأ فقال: لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل
داود! فحدثته ذلك فقال: الآن أنت لي صديق حين أخبرتني هذا
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو علمت أن علمت أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يتسمع
لقراءتي حبرتها تحبيرا، قال: وسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوتا آخر فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: أتقوله مرائيا؟ فلم أجب النبي صلى الله عليه وسلم بشئ حتى رددها
علي مرتين أو ثلاثا، فقلت بعد اثنتين أو ثلاث: أتقوله مرائيا بل
هو منيب، قال: وسمع آخر يدعو يقول: اللهم! إني أسألك بأني
607

أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت الاحد الصمد الذي لم
تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، فقال: لقد سأل الله
باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى (عب).
37554 عن أبي نجاء حكيم قال: كنت جالسا مع عمار
فجاء أبو موسى فقال: ما لي ولك؟ ألست أخاك؟ قال: ما أدري
ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعنك ليلة الجبل، قال: إنه قد
استغفر لي، قال عمار: قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار
(عد ووهاه، كر).
37555 عن عياض الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى
(فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه): قوم هذا وأشار
إلى أبي موسى الأشعري (ش، كر).
37556 عن أبي موسى قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو
نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل
أعرابي فقال: ألا تنجز لي يا محمد ما وعدتني؟ فقال له رسول الله:
أبشر! فقال له الاعرابي: قد أكثرت علي من البشرى، فأقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال: إن هذا
قد رد البشرى فاقبلا أنتما: فقالا: قبلنا يا رسول الله! فدعا رسول
608

الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال لهما:
اشربا منه وأفرغا على رؤسكما وفي رواية: وجوهكما ونحوركما
وأبشرا! فأخذا القدح ففعلا ما أمرهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنادتهما
أم سلمة من وراء الستر: أن أفضلا لأمكما مما في إنائكما، فأفضلا
لها منه طائفة (ع).
37557 عن عائشة قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى
الأشعري وهو يقرأ فقال: لقد أوتي أبو موسى من مزامير
داود (كر).
37558 عن عائشة قالت: كنت اغسل رأس رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسمع صوتا في المسجد فقال: اطلعي فانظري من هذا، فاطلعت
فنظرت فإذا هو أبو موسى فأخبرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبا
موسى أوتي مزمارا من مزامير داود (كر).
37559 عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لأبي موسى وسمع قراءته: لقد أوتي هذا من مزامير آل
داود (عب).
37560 عن أنس: قال قعد أبو موسى في بيته واجتمع عليه
ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال:
609

يا رسول الله! ألا أعجبك من أبي موسى أنه قعد في بيت واجتمع
عليه ناس فأنشأ يقرأ عليهم القرآن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتستطيع
أن تقعدني من حيث لا يراني فيهم أحد؟ قال: نعم، فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقعده الرجل حيث لا يراه أحد منهم فسمع
قراءة أبي موسى فقال: إنه ليقرأ على مزمار من مزامير آل داود
(ع كر).
37561 عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطي أبو موسى
مزمارا من مزامير آل داود (كر).
37562 عن أنس أن أبا موسى كان يقرأ ذات ليلة فبينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمع فلما أصبح قيل له فقال: لو علمت لحبرت
تحبيرا ولشوقت تشويقا (كر).
37563 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأبي موسى رافعا صوته
يقرأ في المسجد فقال: لقد أوتي هذا من مزامير آل داود (كر).
أبو أمامة رضي الله عنه
37564 عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كنت
قائد أبي حين ذهب بصره فكنت إذا خرجت معه الجمعة فسمع
التأذين استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة ودعا له، فقلت له: يا أبت!
610

ما شأنك إذا سمعت التأذين استغفرت لأبي أمامة ودعوت له وصليت
عليه؟ قال: أي بني! إنه كان أول من جمع بنا قبل قدوم النبي
صلى الله عليه وسلم في نقيع (1) الخضمات (2) في حرة بني، بياضة قلت: وكم كنتم
يومئذ؟ قال: كنا أربعين رجلا (ش، طب وأبو نعيم في المعرفة).
أبو أمامة صدى بن عجلان (3)
37565 عن أبي أمامة قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم
أدعوهم إلى الله وإلى رسوله وأعرض عليهم شرائع الاسلام، فأتيتهم
وقد سقوا إبلهم واحتلبوها وشربوا، فلما رأوني قالوا: مرحبا بصدى
ابن عجلان؟ قالوا: بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل، قلت: لا
ولكني آمنت بالله ورسوله، وبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أعرض
عليكم الاسلام وشرائعه، فبينا نحن كذلك إذ جاؤها بقصعة من دم
فوضعوها واجتمعوا عليها يأكلونها، قالوا هلم يا صدى! قلت:

(1) نقيع الخضمات: القيع: هو موضع حماه لنعم الفئ وخيل
المجاهدين فلا يرعاه غيرهما، وهو موضع قريب من المدينة، كان
يستنقع فيه الماء أي يجتمع. النهاية 5 / 108. ب
(2) والخضمات: هو موضع بنواحي المدينة. النهاية 2 / 44. ب
(3) ترجم له ابن حجر في الإصابة (2 / 182) صدى بالتصغير ابن عجلان
ابن الحارث الباهلي أبو أمامة توفي سنة 86 ه‍. ص
611

ويحكم! إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزل الله
عليه، قالوا: وما ذلك؟ فتلوت هذه الآية (حرمت عليكم
الميتة والدم ولحم الخنزير) إلى قوله (ذلكم فسق) فجعلت
أدعوهم إلى الاسلام ويأبون علي، فقلت لهم: ويحكم! أسقوني
شربة من ماء، فاني شديد العطش وعلي عباءة، قالوا: لا ولكن
ندعك حتى تموت عطشان، فاعتصمت فضربت برأسي في العباءة
ونمت في الرمضاء في حر شديد، فأتاني آت في منامي بقدح
زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس شرابا
ألذ منه، فأمكنني منها فشربتها، فحين فرغت من شرابي استيقظت،
فلا والله! ما عطشت ولا غرثت (1) بعد تلك الشربة (كر).
37565 عن أبي أمامة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ثم
قال: يا أبا أمامة! إن من المؤمنين من يلين له قلبي (كر).
أبو سفيان رضي الله عنه
37566 عن معاوية قال: خرج أبو سفيان إلى بادية له مردفا

(1) غرثت: ومنه حديث أبي خثمة عند عمر يذم الزبيب (إن أكلته
غرثت) وفي رواية (وإن أتركه أغرث) أي أجوع، يعني أنه
لا يعصم من الجوع عصمة التمر. النهاية 2 / 353. ب
612

هندا وخرجت أسير أمامهما وأنا غلام على حمارة لي إذ سمعنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو سفيان: أنزل يا معاوية حتى يركب محمد، فنزلت
عن الحمارة وركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسار أمامنا هنيهة ثم التفت
إلينا فقال: يا أبا سفيان بن حرب! ويا هند ابنة عتبة! والله لتموتن
ثم لتبعثن ثم ليدخلن المحسن الجنة والمسئ النار! وأنا أقول لكم
بحق، وإنكم لأول من أنذر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (حم.
تنزيل من الرحمن الرحيم) حتى بلغا (قالتا أتينا طائعين) فقال أبو
سفيان: أفرغت يا محمد؟ قال: نعم، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الحمارة وركبتها، وأقبلت هند على أبي سفيان فقالت: ألهذا الساحر
الكذاب أنزلت ابني؟ قال: لا والله! ما هو بساحر ولا كذاب
(كر).
أبو عامر رضي الله عنه
37566 (مسند عمر) عن أبي موسى الأشعري قال: أتيت
عمر فسلمت عليه فإذا رجل قاعد عنده، فقال عمر: يا أبا موسى!
أتعرف هذا الرجل؟ قلت: لا، ومن هذا الرجل؟ قال: هذا
الذي أفلت من قتل أبي عامر، قال: وقد قتل أبو عامر قبله عشرة
من المشركين، كلما قتل رجلا قال: اللهم اشهد! حتى إذا بقي هذا
613

الحاري عشر ذهب ليتعاطاه فقال: اللهم اشهد! فنزل الرجل
حائطا وقال: اللهم لا تشهد علي اليوم! فقال عمر: فقد جاء اليوم
مسلما (كر).
أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه
37567 عن أبي أيوب أنه تناول من لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأذى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مسح الله بك يا أبا أيوب ما
تكره (كر).
37568 عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب الأنصاري أخذ
من لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا يصيبك
السوء يا أبا أيوب (عد، كر).
37569 عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب الأنصاري أبصر
إلى لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم أذى فنزعه فأراه إياه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
نزع الله عن أبي أيوب ما يكره (كر).
37570 (مسند أبي أيوب) عن حبيب بن أبي ثابت أن
أبا أيوب أتى معاوية فشكا إليه أن عليه دينا، فلم ير منه ما يحب
ورأى ما يكرهه، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنكم
سترون بعدي أثرة! قال: فأي شئ قال لكم؟ قال: اصبروا،
614

قال: فاصبروا، فقال: والله لا أسألك شيئا أبدا! فقدم البصرة
فنزل على ابن عباس، ففرغ له بيته وقال: لاصنعن بك كما صنعت
برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر أهله فخرجوا وقال: لك ما في البيت كله
وأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا (الروياني، كر).
37571 عن عمارة بن غزية قال: دخل أبو أيوب على معاوية
فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار! إنكم سترون
بعدي أثرة فعليكم بالصبر! فقال معاوية: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أنا أول من صدقه، فقال: أجرأة على الله وعلى رسوله؟ لا أكلمه
أبدا ولا يأويني وإياه سقف بيت (يعقوب بن سفيان، كر).
أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه
37572 عن أبي ثعلبة قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله! ادفعني إلى رجل حسن التعليم، فدفعني إلى أبي عبيدة
ابن الجراح ثم قال: دفعتك إلى رجل يحسن تعليمك وأدبك
(كر).
أبو صفرة رضي الله عنه
37573 عن محمد بن أبي طالب بن عبد الرحمن بن يزيد بن
المهلب بن أبي صفرة قال: ذكر أبي عن آبائه أن أبا صفرة قدم
615

على النبي صلى الله عليه وسلم على أن يبايعه وعليه حلة صفراء وله ظرف (1)
ومنظر وجمال وفصاحة اللسان، فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم أعجبه
جماله وخلقه فقال: من أنت قال: أنا قاطع بن سارق بن ظالم بن
عمرو بن مرة بن الهلقام بن الجلند بن المستكبر بن الجلند الذي يأخذ
كل سفينة غصبا! أنا ملك بن ملك! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت
أبو صفرة ودع عنك سارقا وظالما، فقال: اشهد أن لا إله إلا الله
وأنك عبده ورسوله حقا، وإني لي لثمانية عشر ذكرا، وقد رزقت
بآخرة بنتا فسميتها صفرة (الديلمي).
أبو عبيد رضي الله عنه
37574 عن عمر أنه بلغه قتل أبي عبيد فقال: رحم الله
أبا عبيد! لو انحاز إلي لكنت له فئة (ابن جرير).
أبو عمرو بن حفص رضي الله عنه
37575 عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن
الخطاب يقول يوم الجابية وهو يخطب الناس: إني أعتذر إليكم من
خالد بن وليد! إني أمرته أن يحبس هذا المال على المهاجرين، فأعطاه

(1) ظرف: الظرف: الكياسة، وقد ظرف الرجل - بالضم - ظرافة،
فهو ظريف. المختار 320. ب
616

ذا البس وذا الشرف وذا اللسان فنزعته، وأثبت أبا عبيدة بن الجراح
فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: والله! ما عدلت يا عمر! لقد
نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغمدت سيفا سله الله،
ووضعت لواء نسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد قطعت الرحم وحسدت
ابن العم، فقال عمر: إنك قريب القرابة، حديث السن
مغضب في ابن عمك (أبو نعيم في المعرفة وقال: ذكر النسائي
عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أنه سأل أبا هشام المخزومي وكان
علامة بأنساب بني مخزوم عن اسم أبي عمرو بن حفص بن المغيرة
فقال: أحمد، كر).
أبو الغادية رضي الله عنه
37576 عن سعد بن أبي الغادية يسار عن أبيه قال: فقد
النبي صلى الله عليه وسلم أبا الغادية في الصلاة فإذا به قد أقبل فقال: ما خلفك
عن الصلاة يا أبا الغادية؟ ولد لي مولود يا رسول الله! فقال:
هل سميته؟ قال: لا، قال: فجئ به، فجاء به فسمح على رأسه
بيده وسماه سعدا (كر).
أبو قتادة رضي الله عنه
37577 عن أبي قتادة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
617

بعض أسفاره إذ ماد (1) عن الراحلة فدعمته بيدي حتى استيقظ،
ثم ماد فدعمته بيدي حتى استيقظ، فقال: اللهم! احفظ أبا قتادة
كما حفظني منذ الليلة، ما أرانا إلا قد شققنا عليك (أبو نعيم).
أبو قرصافة رضي الله عنه
37578 (مسند أبي قرصافة) عن أبي قرصافة: كان بدء
إسلامي إني كنت يتيما بين أمي وخالتي فكان أكثر ميلي إلى خالتي
وكنت أرعى شويهات لي، فكانت خالتي كثيرا ما تقول لي: يا بني!
لا تمر إلى هذا الرجل تعني النبي صلى الله عليه وسلم فيغويك ويضلك،
فكنت أخرج حتى آتي المرعى وأترك شويهاتي ثم آتي النبي صلى الله عليه وسلم
فلا أزال عنده أسمع منه، ثم أروح بغنمي ضمرا يابسات الضروع
وقالت لي خالتي: ما لغنمك يابسات الضروع؟ قلت: ما أدري،
ثم عدت إليه اليوم الثاني ففعل كما فعل في اليوم الأول غير أني
سمعته يقول: يا أيها الناس! هاجروا وتمسكوا بالاسلام، فان
الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد، ثم إني رحت بغنمي كما رحت
في اليوم الأول ثم عدت إليه في اليوم الثالث، فلم أزل عند النبي

(1) ماد: ماد الشئ: تحرك، وبابه باع، ومادت الأغصان: تمايلت.
المختار 507. ب
618

صلى الله عليه وسلم أسمع منه حتى أسلمت وبايعته وصافحته بيدي وشكوت إليه
أمر خالتي وأمر غنمي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: جئني بالشياه،
فجئته بهن فمسح ظهورهن وضروعهن ودعا فيهم بالبركة، فامتلأن
شحما ولبنا، فلما دخلت على خالتي بهن قالت: يا بني! هكذا فارع،
قلت: يا خالة! ما رعيت إلا حيث كنت أرعى كل يوم ولكن
أخبرك بقصتي وأخبرتها بالقصة وإتياني النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرتها
بسيرته وبكلامه، فقالت لي أمي وخالتي: اذهب بنا إليه، فذهبت
أنا وأمي وخالتي فأسلمن وبايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصافحن، فلما بايعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأمي وخالتي ورجعنا من عنده منصرفين قالت لي
أمي وخالتي: يا بني! ما رأينا مثل هذا الرجل ولا أحسن منه وجها
ولا أنقى ثوبا ولا ألين كلاما! ورأينا كأن النور يخرج من فيه
(طب عن أبي قرصافة).
أبو مريم السلولي واسمه مالك بن ربيعة رضي الله عنه
37579 عن يزيد بن أبي مريم السلولي عن أبيه أن النبي
صلى الله عليه وسلم دعا لأبيه أن يبارك له في ولده، فولد له ثمانون ذكرا (ابن
منده، كر).
619

أبو مريم الغساني رضي الله عنه
37580 عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن أبيه عن
جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني ولد لي الليلة جارية،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والليلة أنزلت علي سورة مريم فسمها مريم،
فكان يكنى بأبي مريم (كر).
أبو أسماء رضي الله عنه
37581 عن أحمد بن يوسف بن أبي أسماء بن علي قال: سمعت
جدي أبا أسماء بن علي بن أبي أسماء عن أسماء عن أبيه عن جده أبي
أسماء قال: ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته وصافحني،
فآليت على نفسي أن لا أصافح أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم (ابن
منده، كر).
رجل غير مسمي رضي الله عنه
37582 عن حرب بن شريح قال: حدثني رجل من بلعدويه
حدثني جدي قال: انطلقت إلى المدينة فنزلت عند الوادي وإذا رجلان
بينهما واحد وإذا المشتري يقول للبائع: أحسن مبايعتي، فقلت في
نفسي: هذا الهاشمي الذي أضل الناس أهو هو؟ فنظرت فإذا
620

رجل حسن الوجه، عظيم الجبهة، دقيق الانف، دقيق الحاجبين،
وإذا من ثغرة نحره إلى سرته مثل الخيط الأسود شعر أسود،
وإذا هو بين طمرين (1)! فدنا منا فقال: السلام عليكم، فردوا
عليه، فلم ألبث أن دعا المشتري فقال: يا رسول الله! قل له:
فليحسن مبايعتي، فمد يده وقال: أموالكم تملكون، إني لأرجو
أن ألقى الله يوم القيامة لا يطلبني أحد منكم بشئ ظلمته في مال
ولا دم ولا عرض إلا بحقه! رحم الله أمرأ سهل البيع،
سهل الشراء، سهل الاخذ، سهل الاعطاء، سهل القضاء، سهل
التقاضي، ثم مضى فقلت: والله! لأقصن أثر هذا فإنه حسن
القول، فتبعته فقلت: يا محمد! فالتفت إلي بجميعه فقال: ما تشاء؟
فقلت: أنت الذي أضللت الناس وأهلكتهم وصددتهم عما كان يعبد
آباؤهم! قال: ذاك الله، قلت: ما تدعو إليه؟ قال: أدعو عباد الله
إلى الله، قلت: ما تقول؟ قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله، وتؤمن بما أنزل الله علي، وتكفر باللات والعزى
وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، قلت: وما الزكاة؟ قال: ويرد غنينا

(1) طمرين: الطمر - بالكسر - الثوب الخلق، والجمع أطمار.
المختار 314. ب
621

على فقيرنا، قلت: نعم الشئ تدعو إليه! قال: فلقد كان وما على
ظهر الأرض أحد يتنفس أبعض إلي منه فما برح حتى كان أحب
إلي من ولدي ووالدي ومن الناس أجمعين، قال: قد عرفت؟ قلت:
نعم يا رسول الله! إني أرد ماء عليه كثير من الناس فأدعوهم إلى ما
دعوتني إليه، فاني أرجو أن يتبعوك، قال: نعم فادعهم، فأسلم
أهل ذلك الماء رجالهم ونساؤهم، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه
(ع، كر).
باب فضائل النساء وذكرهن من الصحابيات
مجتمعات ومتفرقات
المجتمعات
37583 عن ابن عباس قال: أسلمت أم أبي بكر وأم عثمان
وأم طلحة وأم الزبير وأم عبد الرحمن بن عوف وأم عمار بن
ياسر (كر).
المتفرقات
أم سليط رضي الله عنها
37584 عن ثعلبة بن مالك أن عمر بن الخطاب قسم مروطا
622

بين نساء أهل المدينة فبقي منها مرط (1) جيد، فقال له بعض من
عنده: يا أمير المؤمنين! أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك
يريدون أم كلثوم بنت علي فقال عمر: أم سليط أحق به
وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر:
فإنها قد كانت تزفر (2) لنا القرب يوم أحد (خ، حل وأبو عبيد
في الأموال) (3).
امرأة أبي عبيدة رضي الله عنهما
37585 عن سفيان قال: بلغني عن عمر أنه أتى أبا عبيدة
فكأنه رأى شيئا فقال لامرأته: أنت الفاعلة كذا وكذا! لقد
هممت أن أسودك! فقالت: ما أنت على ذلك بقادر! فقال أبو
عبيدة: بلى قد قدرك الله على هذا يا أمير المؤمنين! قالت: أتستطيع
أن تسلبني الاسلام؟ قال لا، قالت: فأنا لا أبالي ما وراء ذلك!

(1) مرط: المرط - بكسر الميم - واحد المروط، وهي أكسية من
صوف أو خز كان يؤتزر بها. المختار 493. ب
(2) تزفر: وفيه (وكان النساء يزفرن القرب يسقين الناس في الغزو)
أي يحملنها مملؤة ماء. زفر وأزفر إذا حمل. والزفر: الربة.
النهاية 2 / 304. ب
(3) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب ذكر ثم سليط د / 12. ص
623

فقال عمر: رحمك الله! لقد وقع الاسلام منك موقعا لا أظنه
يفارقك حتى يدخلك الجنة (ابن المبارك).
أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها
37586 عن المستظل بن حصين أن عمر بن الخطاب خطب
إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم، فاعتل بصغرها، فقال: إني
لم أرد الباءة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل سبب
ونسب منقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي، وكل ولد فان
عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة، فاني أنا أبوهم وعصبتهم (أبو نعيم
في المعرفة، كر) (1).
37587 عن أبي جعفر أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي
ابن أبي طالب ابنته أم كلثوم، فقال علي: إنما حبست بناتي على
بني جعفر، فقال عمر: أنكحنيها يا علي! فوالله ما على ظهر الأرض
رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد! فقال علي: قد فعلت،
فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكانوا يجلسون ثم
علي وعثمان والزبير وطلحة عبد الرحمن بن عوف، فإذا كان الشئ
يأتي عمر بن الخطاب من الآفاق جاءهم فأخبرهم بذلك فاستشارهم فيه

(1) ترجم لها ابن حجر في الإصابة (4 / 92) ترجمة ممتعة فراجعها. ص
624

فجاء عمر فقال: رفئوني (1)، فرفئوه وقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟
قال: بابنة علي بن أبي طالب، ثم أنشأ يخبرهم فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسببي
وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا (ابن سعد، ورواه
ابن راهويه مختصرا، ورواه ص بتمامه).
37588 حدثنا عبد العزيز بن محمد عن أبيه عن عطاء الخراساني
أن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي أربعين ألفا (ابن سعد، ورواه
عد، ق عن أسلم ش، ورواه كر عن أنس وجابر).
أم عمارة بنت كعب رضي الله عنهما
37589 عن ضمرة بن سعيد قال: أتي عمر بن الخطاب بمروط
وكان فيها مرط جيد واسع فقال بعضهم: إن هذا المرط لثمن
كذا وكذا، فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن صفية بنت أبي
عبيد! قال وذلك حدثان ما دخلت على ابن عمر، فقال: أبعث به
إلى من هو أحق به منها أم عمارة نسبية بنت كعب، سمعت رسول

(1) رفئوني ومنه الحديث (كان إذا رفأ الانسان قال: بارك الله لك وعليك
وجمع بينكما على خير) والرفاء: الالتئام والاتفاق والبركة والنماء.
النهاية 2 / 240. ب
625

الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم أحد: ما التفت يمينا ولا شمالا إلا وأنا أراهما
تقاتل دوني (ابن سعد وفيه الواقدي).
أم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنهما
37590 عن أبي خالد أن عمر خطب أم كلثوم بنت أبي بكر
إلى عائشة وهي جارية فقالت: أين المذهب بها عنك؟ فبلغها ذلك
فأتت عائشة فقالت: تنكحيني عمر يطعمني الخشب من الطعام! إنما
أريد فتى يصب من الدنيا صبا، والله لئن فعلت لأذهبن أصيحن
عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم! فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص، فقال:
أنا أكفيك، فدخل على عمر فتحدث عنده ثم قال: يا أمير المؤمنين!
رأيتك تذكر التزويج؟ قال: نعم، قال: من؟ قال: أم كلثوم
بنت أبي بكر، فقال: يا أمير المؤمنين! ما أريك إلا جارية تنعى
عليك أباها كل يوم، فقال عمر: عائشة أمرتك بهذا! فتزوجها
طلحة بن عبيد الله، فقال له علي: أتأذن لي أن أدنو من الخدر؟
قال: نعم، فدنا منه، ثم قال: أما على ذلك لقد تزوجت فتى من
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (كر).
أم كلثوم زوجة عبد الرحمن رضي الله عنهما
37591 عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن
626

أبيه عن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط عن بسرة بنت صفوان
قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أمشط عائشة فقال: يا بسرة!
من يخطب أم كلثوم؟ قالت: يخطبها فلان وفلان وعبد الرحمن بن
عوف، فقال: أين أنتم عن عبد الرحمن! فإنه من سادة المسلمين
وخيارهم أمثاله، قلت: يا رسول الله! إنا نكره أن ننكح على
ضر أو نسأله طلاق بنت عمها شيبة بنت زمعة، قالت: فأعاد قوله
كما قال، فأعدت عليه قولي، فأعاد قوله الثالثة، قال: إنها ان
تنكح تحظى وترضى، قالت عائشة: يا هنتاه! ألا تسمعين ما
يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فمسحت يدي من غسلها وذهبت
إلى أم كلثوم فأخبرتها بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت فأرسلت أم
كلثوم إلى عثمان بن عفان وإلى خالد بن سعيد فروجا فزوجانيه، قالت:
فحظيت و الله ورضيت (كر).
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما
37592 عن أسماء قالت: صنعت سفرة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت
أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة، فلم يجد لسفرته ولا لسقائه
ما يربطهما به فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئا أربط به إلا
نطاقي! فقال: شقيه باثنتين فاربطي بواحد السقاية وبآخر السفرة،
627

فلذلك سميت (ذات النطاقين) (ش).
أم خالد بنت خالد بن سعيد رضي الله عنهما
37593 عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت: إني أول من
كتب بسم الله الرحمن الرحيم (ابن أبي داود في البعث، كر).
سبيعة الغاصدية وقيل آمنة رضي الله عنها
37594 (مسند بريدة بن الحصيب) عن بريدة أن النبي
صلى الله عليه وسلم لما أمر الناس أن يرجموا الغامدية أقبل خالد بن الوليد فرمى
رأسها فتنضح الدم على خالد فسبها، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبه
إباها فقال: مهلا يا خالد بن الوليد! لا تسبها، فوالذي نفسي بيده!
لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له، فأمر بها فصلى
عليها وفي لفظ: لو تابها صاحب مكس أو سبعون من أهل
المدينة لقبلت منهم (ابن جرير) (1).
أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري رضي الله عنهما
37595 عن الوليد بن عبد الله بن جميع قال حدثتني جدتي

(1) ترجم لها ابن حجر في الإصابة (4 / 325) وذكر الحديث الوارد في توبتها
وقال: سنده ضعيف. ص
628

عن أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يزورها ويسميها الشهيدة وكانت قد جمعت القرآن أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين غزا بدرا قالت له: أتأذن لي فأخرج معك أداوي جرحاكم
وأمرض مرضاكم لعل الله يهدي لي شهادة؟ قال: إن الله مهد
لك شهادة فكان يسميها الشهيدة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرها أن تؤم
أهل دارها وكان لها مؤذن، وكانت تؤم أهل دارها حتى غمها
غلام لها وجارية كانت دبرتها (1) فقتلاها في إمارة عمر، وقال عمر:
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم! كان يقول: انطلقوا بنا نزور الشهيدة (ابن
سعد وابن راهويه، حل، ق وروى د بعضه) (2).
سلامة بنت معقل رضي الله عنهما
(37596) - عن سلامة بنت معقل قالت: قدم بي عمي في الجاهلية
فباعني من الحباب بن عمرو فاستسرني، فولدت له عبد الرحمن بن
.

(1) دبرتها: يقال: دبرت العبد إذا علقت عنقه بموتك، وهو التدبير
النهاية 2 / 98. ب
(2) أم ورقة هي بنت عبد الله بن الحارث الأنصارية وذكر الحديث الإصابة
(4 / 505) والحديث أخرجه أبو داود كتاب الصلاة باب إمامة النساء
رقم (591). ص
629

الحباب فتوفي وترك دينا، فقالت لي امرأته: الآن والله تباعين
يا سلامة في الدين! فقلت: إن كان الله قضى ذلك علي احتسبت
فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبري فقال: من صاحب تركة
الحباب؟ قال: أخوه أبو اليسر بن عمرو، فدعي فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أعتقوها، فإذا سمعتم برقيق قدم علي فأتوني أعوضكم فيها
فأعتقوها، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق فدعا أبا اليسر فقال:
خذ هذا الرقيق غلاما لابن أخيك (أبو نعيم) (1).
سمية أم عمار رضي الله عنهما
37597 عن مجاهد قال: أول شهيد استشهد في الاسلام
سمية أم عمار طعنها أبو جهل بحربة في قبلها (ش) (2).
خنساء بنت خدام رضي الله عنهما
37598 عن مجمع بن حارثة أن خنساء بنت خدام كانت تحت
أنيس بن قتادة فقتل عنها يوم أحد فزوجها أبوها رجلا من مزينة

(1) سلامة بنت معقل الخزاعية ترجم لها ابن حجر في الإصابة (4 / 330). ص
(2) سمية بنت خياط كانت سابعة سبعة في الاسلام وهي أول شهيدة في الاسلام
وذكر الحديث الوارد ابن حجر في الإصابة (4 / 335). ص
630

فكرهته وجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها أبو لبابة فجاءت
بالسائب بن أبي لبابة (أبو نعيم) (1).
صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنهما
37599 عن إسحاق العزري عن أم عروة بنت جعفر بن
الزبير بن العوام عن أبيها جعفر عن الزبير بن العوام عن أمه صفية
بنت عبد المطلب قالت: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد خلفني
أنا ونساءه في أطم (2) يقال له فارع عند المسجد، فأدخلنا فيه ومعنا
حسان بن ثابت، فترقي إلينا يهودي من اليهود حتى أطل علينا في
الأطم فقلت لحسان بن ثابت قم إليه فاقتله، فقال: ما ذاك في، لو
كان ذلك في لكنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: فاربط السيف
على ذراعي، فربطه فقمت إليه حتى قطعت رأسه، فقلت: خذ
بأذنه فارم به عليهم فسقطوا وهم يقولون: لقد ظننا أن محمدا لم يكن
ليترك أهله خلوفا لا رجل معهم (كر) (3).
.

(1) خنساء بنت خدام بن خالد الأنصارية الإصابة (4 / 286).
(2) أطم: الأطم - بالضم - بناء مرتفع، وجمعه آطام. النهاية 1 / 54. ب
(3) صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
توفيت في خلافة عمر. الإصابة (4 / 349). ص
631

37600 ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن الزبير عن أبيه
عن صفية بنت عبد المطلب أنها قالت: كنا مع حسان بن ثابت في
حصن فارع والنبي صلى الله عليه وسلم بالخندق فإذا بيهودي يطوف بالحصن،
فخفنا أن يدل على عورتنا فقلت لحسان: لو نزلت إلى هذا اليهودي!
فاني أخاف أن يدل على عورتنا، فقالت: يا بنت عبد المطلب!
لقد علمت ما أنا بصاحب هذا، قالت: فتحزمت ثم نزلت وأخذت
عمودا فقتلته، ثم قالت لحسان: اخرج عليه فاسلبه، قال: لا حاجة لي
في سلبه (كر).
37601 عن الضحاك بن عثمان الحزامي قال: لما كان من أمر
صفية وحسان واليهودي ما كان بلغنا أنهم ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم، قالت
صفية: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أقصى نواجذه، وما
رأيته ضحك من شئ قط ضحكه منه (كر).
37602 (مسند الزبير) عن محمد الحسن المخزومي حدثتني
أم عروة عن جدها الزبير قال: لما خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه يوم
أحد بالمدينة خلفهن في فارع فيهن صفية بنت عب المطلب وخلف
فيهن حسان بن ثابت، وأقبل رجل من المشركين فيدخل عليهن
فقالت صفية: لحسان: عندك الرجل! فجبن حسان عنه وأبى عليها،
632

فتناولت صفية السيف فضربت به المشرك حتى قتلته، فأخبر بذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لصفية بسهم كما يضرب للرجال (كر).
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنهما
37603 عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: كانت
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل تحت عبد الله بن أبي بكر فجعل
لها طائفة من ماله على أن لا تتزوج بعده ومات، فأرسل عمر إلى
عاتكة أنك قد حرمت ما أحل الله لك فردي إلى أهله المال الذي
أخذتيه وتزوجي، ففعلت فخطبها عمر فنكحها (ابن سعد).
37604 عن علي بن يزيد أن عاتكة بنت زيد كانت تحت عبد
الله بن أبي بكر فمات عنها واشترط عليها ألا تزوج بعده، فتبتلت
وجعت لا تزوج، وجعل الرجال يخطبونها وجعلت تأبى، فقال عمر
لوليها: اذكرني لها، فذكره لها فأبت على عمر أيضا، فقال عمر:
زوجنيها: فزوجه إياها، فأتاها عمر فدخل عليها فعاركها حتى غلبها
على نفسها فنكحها، فلم فرغ قال: أف أف أف أفف بها ثم خرج
من عندها وتركها لا يأتيها، فأرسلت إليه مولاة لها أن نعال فاني
سأتهيأ لك (ابن سعد، وهو منقطع).
633

قيلة رضي الله عنها
37605 عن قيلة أنها خرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في أول الاسلام، قالت: فمضيت إلى أخت لي ناكح في بني
شيبان إذ جاء زوجها من السامر فقال: وجدت لقيلة صاحبا صاحب
صدق، فقالت أختي: من هو فقال هو حريث بن حسان الشيباني
غاديا وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا صباح، قالت:
فخرجت معه صاحب صدق حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يصلي بالناس صلاة الغداة قد أقيمت حين شق الفجر والنجوم
شابكة في السماء والرجال لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فقلت له
بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما علمت أن كنت لدليلا في الظلماء
جوادا بذي الرحل، عفيفا عن الرفيقة، حتى قدمنا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال: إني لا جرم أني أشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أزال
لك أخا ما حييت إذا أثنيت علي هذا عنده، فقلت: أما إذ بدأتها
فلن أضيعها (أبو نعيم) (1).
.

(1) قيلة رضي الله بنت مخرمة التميمة من بني العنبر وسرد الحديث بطوله
راجع الإصابة (4 / 391). ص
634

فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
37606 (قال الشيرازي في الألقاب) أنا أبو العباس أحمد
ابن سعيد بن معدان بمرو قال ذكر أحمد بن محمد بن عمرو أنا أبي وعمي
قال وأنا جدي عمرو بن مصعب حدثني سعيد بن مسلم بن قتيبة سمعت
علي بن موسى ولي العهد قال سمعت أبا العباس أمير المؤمنين! قال
سمعت أبي محمد بن علي قال سمعت أبا هاشم بن محمد ابن الحنفية يحدث
عن الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ومحمد بن علي عن أبيه
عن ابن عباس قال: لما ماتت أم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد
ابن هاشم وكانت ممن كفل النبي صلى الله عليه وسلم وربته بعد موت عبد
المطلب، كفنها النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، وصلى عليها واستغفر لها
وجزاها الخير بما وليته منه، واضطجع معها في قبرها حين وضعت
فقيل له: صنعت يا رسول الله بها صنعا لم تصنع بأحد! قال: إنما
كفنتها في قميصي ليدخلها الله الرحمة ويغفر لها، واضطجعت في
قبرها ليخفف الله عنها بذلك (1).
37607 عن علي قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم
كفنها النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، وصلى عليها فكبر عليها سبعين تكبيرة

(1) ترجم لها ابن حجر ترجمة ممتعة (4 / 380). ص
635

ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوي
عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها، فلما ذهب
قال له عمر بن الخطاب: يا رسول الله! رأيتك فعلت في هذه المرأة
شيئا لم تفعله على أحد! فقال: يا عمر! هذه المرأة كانت أمي بعد
أمي التي ولدتني، إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة
وكان يجمعنا على طعامه فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا
فأعود فيه، وإن جبريل أخبرني عن ربي أنها من أهل الجنة،
وأخبرني جبريل أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون
عليها (المستدرك للحاكم: 3 / 108).
37608 عن ابن عباس قال: لما ماتت فاطمة أم علي خلع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وألبسها إياه واضطجع في قبرها، فلما
سوى عليها التراب قال بعضهم: يا رسول الله! رأيناك صنعت شيئا
لم تصنعه بأحد؟ قال: إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة،
واضطجعت معها في قبرها لأخفف عنها من ضغطة القبر، إنها
كانت أحسن خلق الله صنيعا إلي بعد أبي طالب (أبو نعيم في المعرفة
والديلمي، وسنده حسن).
636

صفية بنت عيسى أم المؤمنين رضي الله عنها
37609 عن صفية قالت: ما رأيت قط أحسن خلقا من رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقد أردفني على عجز ناقته ليلا، فجعلت أنعس فيمسكني
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فيقول: يا هذه مهلا! يا بنت حيي!
وجعل يقول: يا صفية! إني أعتذر إليك مما صنعت بقومك! إنهم
قالوا لي كذا، إنهم قالوا لي كذا (ع، كر).
أم إسحاق رضي الله عنها
37610 عن بشار بن عبد الملك قال حدثتني جدتي أم حكيم
قالت سمعت أم إسحاق تقول: هاجرت مع أخي إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فلما كانت ببعض الطريق قال لي أخي: اقعدي يا أم
إسحاق! فاني نسيت نفقتي بمكة. فقلت: إني أخشى الفاسق
زوجي، قال: كلا! إن شاء الله، قالت: فلبثت أياما فمر بي
رجل قد عرفته ولا أسميه فقال: ما يقعدك ههنا يا أم إسحاق؟
فقلت: أنتظر إسحاق: ذهب يأخذ نفقته، قال: لا إسحاق لك،
قد لحقه الفاسق زوجك فقتله، فقدمت فدخلت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ، قلت: يا رسول الله! قتل إسحاق وأنا
أبكي وهو ينظر إلي، فإذا نظرت إليه نكس في الوضوء، فأخذ
637

كفا من ماء فنضحه في وجهي قالت أم حكيم: ولقد كانت تصيبها
المصيبة العظيمة فترى الدموع في عينيها ولا تسيل على خدها (خ في
تاريخه وسمويه، حل، قال في الإصابة: بشار ضعفه ابن معين) (1).
فضائل أهل البيت ومن ليسوا بالصحابة
وفضائل الأمة والقبائل والأمكنة والأزمنة
والحيوانات
فضائل أهل البيت مجملا ومفصلا
فصل في فضلهم مجملا
37611 (مسند الصديق) عن ابن عمر قال قال أبو بكر:
ارقبوا محمدا في أهل بيته (خ) (2).
37612 عن علي قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبات عندنا
والحسن والحسين نائمان فاستسقي الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى

(1) أم إسحاق الغنوية وذكر الحديث الإصابة (4 / 430). ص
(2) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مناقب قرابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم (5 / 26). ص
638

قربة لنا فجعل يمصرها (1) في القدح. وفي لفظ: فقام لشاة لنا
فحلبها فدرت ثم جاء يسقيه فناول الحسن فتناول الحسين ليشرب فمنعه.
وفي لفظ: فأهوى بيده إلى الحسين وبدأ بالحسن فقالت فاطمة:
يا رسول الله! كأنه أحبهما إليك، قال: لا، ولكنه استسقى أول
مرة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وإياك وهذين وهذا الراقد يعني
عليا يوم القيامة في مكان واحد (ط، حم، ع وابن أبي عاصم في
السنة، طب في المتفق و المفترق وابن النجار، خط).
37613 عن علي قال أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين
فقال من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي
يوم القيامة (ت، عم، ونظام الملك في أماليه وابن النجار، ص).
37614 عن علي قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول من
يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين، فقلت: يا رسول الله
أفمحبونا؟ قال: من ورائكم (ك).
37615 عن علي قال: من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر
جلبابا أو قال: تجفافا (أبو عبيد).
37616 عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الجنة درجة تدعى

(1) يمصرها: المصر: الحلب بثلاث أصابع. النهاية 4 / 336. ب
639

الوسيلة، فإذا سألتموا الله فسلوا لي الوسيلة، قالوا: يا رسول الله!
من يسكن معك فيها؟ قال علي وفاطمة والحسن والحسين
(ابن مردويه).
37617 عن حذيفة قال: سألتني أمي متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
فقلت: مذ كذا وكذا، فدعيني أصلى معه المغرب ثم لا أدعه
حتى يستغفر لي ولك، فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء
الآخرة ثم صلى حتى لم يبق في المسجد أحد فعرض له عارض فناجاه
ثم انفتل فعرف صوتي فقال: حذيفة؟ فقلت: نعم، قال: ما جاء
بك؟ غفر الله لك ولأمك يا حذيفة! هذا ملك لم يكن نزل قبل
الليلة إلى الأرض، استأذن ربه أن يسلم علي فأذن له وبشرني أن
فاطمة سيدة نساء أهل الجنة والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
(ابن جرير).
37618 عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة وعلي
وحسن وحسين: أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم (ش،
ت، ه‍، حب، طب، ك، ض).
37619 عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنشدكم
الله في أهل بيتي مرتين (ابن جرير).
640

37620 (أيضا) عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم قال:
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة
فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد أيها الناس!
إني أنتظر أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين:
أحدهما كتاب الله، فيه الهدى والصدق، فاستمسكوا بكتاب الله
وخذوا به فرغب في كتاب الله وحث عليه، ثم قال: وأهل بيتي
أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات. فقيل لزيد: ومن أهل
بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ فقال زيد: إن نساءه من أهل
بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قيل: ومن هم؟ قال:
هم آل العباس وآل علي وآل جعفر وآل عقيل، قيل: أكل
هؤلاء يحرم الصدقة؟ قال: نعم (ابن جرير).
37621 (أيضا) عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم قال:
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد بين مكة والمدينة يدعى خما خطيبا
فقال: إنما أنا بشر أوشك أن أدعى فأجيب، ألا! وإني تارك
فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل حبل، من اتبعه كان على
الهدى، ومن تركه كان على الضلالة، وأهل بيتي، أذكركم الله في
أهل بيتي ثلاث مرات (ابن جرير).
641

37622 عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ابنته فاطمة
وابناها إلى جانبها وعلي نائم، فاستسقى الحسن فأتى ناقة لهم فحلب
منها ثم جاء به، فنازعه الحسين أن يشرب قبله حتى بكى فقال:
يشرب أخوك ثم تشرب، فقالت فاطمة: كأنه آثر عندك منه،
قال: ما هو بآثر عندي منه، وإنهما عندي بمنزلة واحدة، وإنك
وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة (كر).
37623 عن العباس بن عبد المطلب قال: كنا نلقى النفر
من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم، فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال: والله لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولقرابتي
وفي لفظ (ولقرابتكم مني (كر وابن النجار).
37624 عن العباس أنه جلس إلى قوم فقطعوا حديثهم،
فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال أقوام إذا جلس إليهم
أحد من أهل بيتي قطعوا حديثهم؟ والذي نفسي بيده! لا يدخل
قلب امرئ الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني (الروياني،
كر).
37625 عن زينب بنت أبي سلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
عند أم سلمة فجعل الحسن من شق والحسين من شق وفاطمة في
642

حجره فقال: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد
وأنا وأم سلمة نائمتين، فبكت أم سلمة، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: ما يبكيك؟ فقالت: خصصتهم وتركتني وابنتي فقال: أنت
وابنتك من أهل البيت (كر).
37626 (مسند ابن عباس) عن ابن عباس قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إن إلهي عز وجل اختارني في ثلاثة من أهل بيتي على جميع
أمتي: أنا سيد الثلاثة وسيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، اختارني
وعلي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب، كنا
رقودا بالأبطح ليس منا إلا مسجى بثوبه، علي عن يميني وجعفر
عن يساري وحمزة عند رجلي، فما نبهني من رقدتي إلا حفيف أجنحة
الملائكة وبرد ذراع علي تحت خدي، فانتهبت من رقدتي وجبريل
في ثلاثة أملاك، فقال له بعض الاملاك الثلاثة: يا جبريل! إلى
أي هؤلاء الأربعة أرسلت فضربني برجله وقال: إلى هذا هو سيد
ولد آدم، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: محمد بن عبد الله سيد
النبيين وهذا علي بن أبي طالب وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد
الشهداء وهذا جعفر، له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء
(يعقوب بن سفيان، خط، كر، وفيه عبايعة الربعي من غلاة الشيعة).
643

37627 عن محمد بن إسحاق عن نافع مولى ابن عمر عن ابن
عمر وعن سعيد المقبري عن عمار وأبي هريرة قالوا: قدمت درة
بنت أبي لهب المدينة مهاجرة، فنزلت في دار رافع بن المعلى فقال
لها نسوة جلسن إليها من بني زريق: ابنة أبي لهب الذي أنزل الله
فيه (تبت يدا أبي لهب) فما يغني هجرتك! فأتت درة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فبكت وذكرت ما قلن لها، فسكنها وقال: اجلسي ثم
صلى بالناس الظهر، ثم جلس على المنبر ساعة ثم قال: يا أيها
الناس! ما لي أوذى في أهلي؟ فوالله إن شفاعتي تنال قرابتي
حتى أن صداء وحكم وحاء وسلهب لتنالها يوم القيامة (الديلمي).
37628 عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها فجاءت
الخادم فقالت: علي وفاطمة بالسدة، فقال: تنحي لي عن أهل
بيتي، فتنحيت في ناحية البيت، فدخل علي وفاطمة وحسن وحسين
فوضعهما في حجره، وأخذ عليا بإحدى يديه فضمه إليه، وأخذ
فاطمة باليد الأخرى فضمها إليه وقبلها وأغدف (1) خميصة سوداء،
ثم قال: اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي! فناديته فقلت:

(1) وأغدف: فيه (أنه أغدف على على وفاطمة سترا) أي أرسله
وأسيله. النهاية 3 / 345. ب
644

وأنا يا رسول الله! قال: وأنت (ش).
37629 عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: ائتيني
بزوجك وابنيك، فجاءت بهم، فألقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء
كان تحتي خيبريا أصبناه من خيبر ثم رفع يديه فقال: اللهم! إن
هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها
على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، فرفعت الكساء لادخل معهم،
فجذبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدي وقال: إنك على خير (ع، كر).
37630 عن أم سلمة قالت: اعتنق رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا
وفاطمة بيده، وحسنا وحسينا بيده، وعطف عليهم خميصة كانت
عليهم سوداء وقبل عليا وقبل فاطمة ثم قال: اللهم إليك لا إلى
النار أنا وأهل بيتي! قلت: وأنا! قال: وأنت (طب).
37631 (مسند علي) عن الشبلي قال: سمعت محمد بن علي
الدامغاني قال: سمعت علي بن حمزة الصوفي يحدث عن أبيه قال:
سمعت موسى بن جعفر يقول: حدثنا أبي سمعت أبي يحدث عن أبيه
عن علي بن أبي طالب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي! إن
الاسلام عريان لباسه التقوى، ورياشه الهدى، وزينته الحيا، وعماده
الورع، وملاكه العمل الصالح، وأساس الاسلام حبي وحب
645

أهل بيتي (كر).
37632 (مسند أنس) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت
فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول: الصلاة يا أهل البيت!
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) (ش).
37633 عن علي أنه دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط شملة
فجلس عليها هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ثم أخذ النبي
صلى الله عليه وسلم بمجامعه فقعد عليهم ثم قال: اللهم! ارض عنهم كما أنا عنهم
راض (طس).
فصل في فضلهم مفصلا
الحسن رضي الله عنه
38634 (مسند الصديق) عن عقبة بن الحارث قال:
خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
بليال وعلي يمشي إلى جنبه، فمر بحسن بن علي يلعب مع غلمان،
فاحتمله على رقبته وهو يقول:
بأبي شبيه بالنبي * ليس شبيها بعلي
646

وعلي يضحك (ابن سعد، حم وابن المدني خ، ن، ك، قال ابن
كثير: هذا في حكم المرفوع لأنه في قوة قوله: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يشبه الحسن).
37635 (مسند علي) عن الحارث أن عليا كان يقول
للحسن: خالع سرباله (1) (ك).
37636 (أيضا) عن أبي إسحاق قال قال علي ونظر إلى
وجه ابنه الحسن فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم،
سيخرج من صلبه رجل يسمى اسم نبيكم! يشبهه في الخلق
ولا يشبهه في الخلق، يملأ الأرض عدلا (د ونعيم بن حماد
في الفتن).
37637 عن علي قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
أين لكع؟ ههنا لكع؟ فخرج عليه الحسن وعليه سخاب

(1) سرباله: السربال: القميص، وفي حديث عثمان رضي الله عنه (لا أخلع
سربالا سربلنيه الله) وكنى به عن الخلافة، ويجمع على سرابيل.
النهاية 2 / 357. ب
(2) سخاب: السخاب: هو خيط ينظم فيه خرز ويلبسه الصبيان والجواري
وقيل هو قلادة تتخذ من قرنفل ومحلب وسك ونحوه، وليس فيها من
اللؤلؤ والجوهر شئ. النهاية 2 / 349. ب
647

قرنفل وهو ماد يده، فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فالتزمه وقال:
بأبي أنت وأمي! من أحبني فليحب هذا (كر).
37638 عن عبد الرحمن بن عوف قال قال عمرو بن العاص
وأبو الأعور السلمي لمعاوية: إن الحسن بن علي رجل عي (1)، فقال
معاوية: لا تقولا ذلك! فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تفل في فيه، ومن
تفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيه فليس بعي (كر).
37639 (مسند أبي هريرة) عن أبي هريرة قال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن بن علي وجعل رجليه على ركبتيه وهو
يقول: ترق عين بقه (وكيع في الغرر والرامهرمزي في الأمثال).
37640 عن أبي هريرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحسن:
اللهم! إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه (كر، حم).
37641 عن أبي هريرة قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة
فخرجت معه فقال: أثم لكع؟ فاحتبس فظننت أنها تلبسه
سحابا أو تغسله، فجاء الحسن يشتد فاعتنقه صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم! إني
أحبه فأحبه وأحب من يحبه (ع، كر).

(1) عي: العي: ضد البيان. وقد عي في منطقه فهو عي على فعل.
المختار 367. ب
648

37642 عن أبي هريرة قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في
المسجد وأنا معه فقال: ادعوا لي لكع، فجاء الحسن يشتد حتى
أدخل يديه في لحية النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يفتح فمه
ويدخل فمه في فمه ثم قال: اللهم! إني أحبه فأحبه وأحب من
يحبه ثلاث مرات يقولها (كر).
37643 عن أبي هريرة قال: سمعت أذناي هاتان وأبصرت
عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا أو حسينا
وقدماه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: حزقة حزقة (1)

(1) حزقة حزقة ترق عين بقه: وفيه أنه عليه السلام كان يرقص الحسن
والحسين ويقول:
حزقة حزقة * ترق عين بقه
فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره.
الحزقة: الضعيف المتقارب الخطو من ضعفه فذكرها على سبيل المداعبة
والتأنيس له.
وترق: بمعنى اصعد. وعين بقه: كناية عن صغر العين.
وحزقة: مرفوع على خبر مبتدأ محذوف تقديره أنت حزقة، وحزقة الثاني
كذلك، أو أتاه خبر مكرر. ومن لم ينون حزقة أراد يا حزقة
فحذف حرف النداء وهو من الشذوذ كقولهم: أطرق كذا لان
حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم أو المضاف. النهاية 1 / 378. ب
649

ترق عين بقه! فترقى الغلام حتى يطلع قدميه على صدر رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: افتح فاك، ثم قبله، ثم قال: اللهم! أحبه
فاني أحبه (كر).
37644 عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل
الحسن بن علي على عاتقه ولعابه يسيل عليه (كر).
37645 عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص
لسان الحسن كما يمص الرجل التمرة (ابن شاهين في الافراد، كر).
37646 عن سعيد المقبري قال: كنا مع أبي هريرة إذ جاء
الحسن بن علي فسلم فقال أبو هريرة: وعليك السلام يا سيدي!
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه لسيد (ع، كر).
37647 عن عمير بن إسحاق أن أبا هريرة لقي الحسن بن
علي فقال: ارفع ثوبك حتى أقبل حيث رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبل،
فرفع عن بطنه فوضع فمه على سرته (ابن النجار).
37648 عن ابن عباس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو حامل
الحسن على عاتقه فقال له رجل: يا غلام! نعم المركب ركبت!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ونعم الراكب هو (كر).
37649 عن زهير بن الأقمر قال: بينما الحسن بن علي يخطب
650

إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال: لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
وأضعفه في حبوته يقول: من أحبني فليحبه! فليبلغ الشاهد الغائب
(ش، حم، وابن منده، كر، ك).
37650 عن زهير بن الأقمر قال: بينما الحسن بن علي يخطب إذ
قام إليه شيخ من أزدشنؤة فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضع هذا
الذي على المنبر في حبوته وهو يقول: من أحبني فليحبه! فليبلغ
الشاهد الغائب، ولولا عزمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثت أحدا
(ابن منده، كر).
37651 عن البراء بن عازب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حمل
الحسن على عاتقه وقال: اللهم! إني أحبه فأحبه (ش، حم، خ،
م (1)، ت، زاد كر: وأحب من يحبه).
37652 عن سودة بنت مسرح الكندية قالت: كنت فيمن
حضر فاطمة حين ضربها المخاض فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف هي؟
كيف ابنتي فديتها؟ قلت: إنها لتجهد يا رسول الله! قال: فإذا
وضعت فلا تحدثي شيئا حتى تؤذنيني قالت: فوضعته وفي لفظ:

(1) أخرجه الترمذي كتاب أبواب المناقب رقم (3786) وقال حسن
صحيح. ص
651

فلا تسبقني به بشئ قالت: فوضعته فسررته (1) ولففته في خرقة
صفراء، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعلت ابنتي فديتها وما حالها
وكيف هي؟ فقلت: يا رسول الله! وضعته، وسررته وجعلته في
خرقة صفراء، قال: لقد عصيتني! قلت: أعوذ بالله من معصية الله
ومعصية رسوله! سررته يا رسول الله ولم أجد من ذلك بدا، قال:
ائتيني به، فأتيته به فألقى عنه الخرقة الصفراء ولفه في خرقة بيضاء
وتفل في فيه وألبأه (2) بريقه، ثم قال: ادعي لي عليا، فدعوته،
فقال: ما سميته يا علي! قال سميته جعفرا يا رسول الله! قال: لا،
ولكنه حسن وبعده حسين وأنت أبو الحسن والحسين (ابن منده
وأبو نعيم، كر، ورجاله ثقات).
37653 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ حسنا فيضمه
إليه ثم يقول: اللهم! إن هذا ابني وأنا أحبه فأحبه وأحب من
يحبه (كر).

(1) فسررته: وفيه (أنه عليه السلام ولد معذورا مسرورا) أي مقطوع
السرة، وهي ما يبقى بعد القطع مما تقطعه القابلة، والسرر ما تقطعه،
وهو السر بالضم أيضا. النهاية 2 / 359. ب
(2) وألبأه: أي صب ريقه في فيه، كما بصب اللبأ في فم الصبي، وهو
أول ما يحلب عند الولادة. النهاية 4 / 221. ب
652

37654 عن الحسن قال: رفع النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي معه
على المنبر فقال: إني ابني هذا سيد! ولعل الله أن يصلح به بين
فئتين من المسلمين (ش).
37655 عن محمد بن سيرين قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحسن
ابن علي فقال: يا بني! اللهم سلمه وسلم فيه (كر).
37656 عن أبي جعفر قال: بينما الحسن مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذ عطش فاشتد ظمأه، فطلب له النبي صلى الله عليه وسلم ماء فلم يجد،
فأعطاه لسانه فمصه حتى روى (كر).
37657 عن سعيد بن زيد قال: احتضن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حسنا ثم قال: الهم! اني قد أحببته فأحبه (طب وأبو نعيم).
37658 (مسند حصين بن عوف الخثعمي) وفد المقدام بن
معد يكرب وعمرو بن الأسود إلى قنسرين فقال معاوية للمقدام: أعلمت
أن الحسن بن علي توفي؟ فاسترجع المقدام: فقال له معاوية: أتراها
مصيبة؟ قال: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجره فقال: هذا مني، وحسين من علي (طب عن خالد
ابن معدان).
653

37659 عن الزهري عن أنس قال: كان أشبههم برسول الله
صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي (أبو نعيم).
الحسين رضي الله عنه
37660 عن محمد بن سيرين عن أنس قال: شهدت عبيد الله
ابن زياد وأتي برأس الحسين فجعل ينكت (1) بقضيب في يده:
فقلت: أما! إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم).
37661 عن أبي البختري قال: كان عمر بن الخطاب يخطب
على المنبر فقام إليه الحسين بن علي فقال: انزل عن منبر أبي، قال
عمر: منبر أبيك لا منبر أبي، من أمرك بهذا؟ فقام علي فقال:
ما أمره بهذا أحد، أما! لأوجعنك يا غدر! فقال: لا توجع
ابن أخي فقد صدق، منبر أبيه (كر، وقال ابن كثير:
سنده ضعيف).
37662 عن حسين بن علي قال: صعدت إلى عمر بن الخطاب
المنبر فقلت له: انزل عن منبر أبي واصعد منبر أبيك، فقال: إن
أبي لم يكن له منبر، فأقعدني معه، فلما نزل ذهب بي إلى منزله

(1) ينكت بقضيب: أي يضرب الأرض بطرفه النهاية 5 / 13. ب
654

فقال: أي بني من علمك هذا قلت: ما علمنيه أحد، فقال: أي
بني! لو جعلت تأتينا وتغشانا قال فجئت يوما وهو خال بمعاوية
وابن عمر بالباب لم يؤذن له، فرجعت، فلقيني بعد فقال يا بني! لم
أرك أتيتنا؟ قلت: جئت وأنت خال بمعاوية فرأيت ابن عمر رجع
فرجعت، فقال: أنت أحق بالاذن من عبد الله بن عمر! إنما أنبت
في رؤسنا ما ترى الله ثم أنتم ووضع يده على رأسه (ابن سعد
وابن راهويه، خط).
37663 (مسند علي) عن نجى أنه سار مع علي فلما حاذى
نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى: اصبر أبا عبد الله! اصبر أبا
عبد الله بشط الفرات، قلت: وما ذاك: قال: دخلت على النبي
صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله! أغضبك أحد
ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بلى، قام من عندي جبريل قبل
فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، فقال: هل لك إلى أن
أشمك من تربته؟ قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب
فأعطانيها. فلم أملك عيني أن فاضتا (ش، حم ع، ص).
37664 (عن شيبان بن محزم قال قال: إني لمع علي إذ أتى
كربلاء فقال: يقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلا
655

شهداء بدر (طب).
37665 (مسند يعلى بن مرة العامري) عن يعلى بن مرة
العامري قال: جاء حسن وحسين يسعيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمهما
إليه وقال: إن الولد مبخلة مجبنة (1) (ش والرامهرمزي في
الأمثال).
37666 عن المطلب بن الله بن حنطب عن أم سلمة قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي فقال: لا يدخلن علي أحد
فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج (2) النبي صلى الله عليه وسلم يبكي، فاطلعت
فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي، فقلت:
والله! ما علمت به حتى دخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل كان
معنا في البيت فقال: أتحبه؟ فقلت: أما من حب الدنيا فنعم،
فقال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل
من ترابها فأراه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أحيط بالحسين حين قتل قال:

(1) مبخلة مجبنة: هو مفعلة من البخل ومظنة له أي يحمل أبويه على
البخل ويدعوهما إليه فيبخلان بالمال لأجله. النهاية 1 / 103. ب
(2) نشيج: النشيج صوت معه توجع وبكاء كما يردد لصبي بكاءه في
صدره. النهاية 5 / 53. ب
656

ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: أرض كربلاء، قال: صدق رسول
الله صلى الله عليه وسلم، أرض كرب وبلاء (ه‍ طب وأبو نعيم).
37667 عن أم سلمة قالت: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
يوم فاستيقظ وهو خائر النفس وفي يده تربة حمراء يقلبها، فقلت:
ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل أن هذا يقتل
بأرض العراق للحسين، فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض يقتل
بها، فهذه تربتها (طب).
37668 عن أم سلمة قالت: دخل الحسين على النبي صلى الله عليه وسلم
وأنا جالسة على الباب فتطلعت فرأيت في كف النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
يقلبه وهو نائم على بطنه، فقلت: يا رسول الله! تطلعت فرأيتك
تقلب شيئا في كفك والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل!
فقال: أن جبريل أتاني بالتربة التي يقتل عليها فأخبرني أن أمتي
يقتلونه (ش).
37669 عن أنس قال: استأذن ملك القطر أن يأتي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأذن له، فقال: يا أم سلمة! احفظي علينا الباب لا يدخل
أحد، فجاء الحسين بن علي فوثب حتى دخل فجعل يعقد على منكب
النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له الملك: أتحبه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: فان
657

في أمتك من يقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه،
فضرب بيده فأراه ترابا أحمر، فأخذته أم سلمة فصرته في طرف
ثوبها. قال: كنا نسمع أن يقتل بكربلاء (أبو نعيم).
فضل الحسنين رضي الله عنهما
37670 عن عمر قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقي
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: نعم الفرس تحتكما! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم
الفارسان هما (ع وابن شاهين في السنة).
37671 عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: جعل عمر بن
الخطاب عطاء الحسن والحسين مثل عطاء أبيهما (أبو عبيد في الأموال
وابن سعد).
37672 عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قدم على عمر حلل
من اليمن فكسا الناس فراحوا في الحلل وهو بين القبر والمنبر
جالس والناس يأتونه فيسلمون عليه ويدعون له، فخرج الحسن
والحسين من بيت أمهما فاطمة يتخطيان الناس وليس عليهما من تلك
الحلل شئ وعمر قاطب صار (1) بين عينيه، ثم قال والله ما هنأ

(1) صار: أي جامع بينهما كما يفعل الحزين وأصل الصر: الجمع والشد.
النهاية 3 / 22. ب
658

لي ما كسوتكم! قالوا: يا أمير المؤمنين! كسوت رعيتك فأحسنت
قال: من أجل الغلامين يتخطيان الناس وليس عليهما منها شئ،
كبرت عنهما وصغرا عنها، ثم كتب إلى اليمن أن ابعث بحلتين
لحسن وحسين وعجل، فبعث إليه بحلتين فكساهما (ابن سعد).
37673 عن علي قال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس
برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه إلى وجهه فلينظر إلى الحسن بن علي،
ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه
إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين بن علي (طب وأبو نعيم).
37674 عن علي قال: من أراد أن ينظر إلى وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم من رأسه إلى عنقه فلينظر إلى الحسن، ومن أراد أن
ينظر إلى ما لدن عنقه إلى رجله فلينظر إلى الحسين، اقتسماه
(طب).
37675 عن علي قال: أما حسن وحسين ومحسن فإنما سماهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعق (1) عنهم وحلق رؤسهم وتصدق بوزنها وأمر
بهم فسروا وختنوا (طب، كر).

(1) وعق: العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود. وأصل العق: الشق
والقطع. وقيل للذبيحة عقيقة، لأنها يشق حلقها. النهاية 3 / 256. ب
659

37676 عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ فقلت: سميته
حربا، فقال: بل هو حسن، فلما ولد حسين سميته حربا، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ فقلت: سميته حربا،
فقال: بل هو حسين، فلما ولد محسن سميته حربا، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ فقلت: سميته حربا، قال: بل هو
محسن، ثم قال: إنس سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير
ومشبر (ط، حم، ش وابن جرير، حب وطب والدولابي في
الذرية الطاهرة، ق، ض).
37677 (أيضا) عن محمد ابن الحنفية عن علي: أنه سمى
ابنه الأكبر حمزة وسمى حسينا بعمه جعفرا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليا، فلما أتى قال: إني قد غيرت اسم ابني هذين، قلت: الله
ورسوله أعلم! فسماهما حسنا وحسينا (حم، ع، وابن جرير والدولابي
في الذرية الطاهرة، ق، ض).
37678 عن علي قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين
الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل
من ذلك (ط، حم، ت: وقال حسن غريب، حب والدولابي في
660

الذرية الطاهرة، ق في الدلائل، ض).
37679 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في موضع الجنائز
الحسن والحسين فاعتركا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي جالس: ويها
حسين! خذ حسنا، فقلت: تولب على حسن وهو أكبرهما
يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل قائم وهو يقول:
ويها حسين! خذ حسنا (ابن شاهين، وسنده لا بأس به إلا أن
فيه انقطاعا).
37680 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: أما ترضين
أن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة إذا أن ابني الخالة يحيى وعيسى
(ابن شاهين).
37681 عن سلمة بن كهيل قال قال علي بن أبي طالب: ألا
أخبركم عني وعن أهل بيتي؟ أما حسين فهو مني وأنا منه، وأما الحسن
فلن يغنى عنكم حثالة عصفور، وأما عبد الله بن جعفر فصاحب
ظل وفئ (الشيرازي في الألقاب).
37682 (مسند أنس) عن ثابت البناني عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
(أبو نعيم).
661

37683 (مسند البراء بن عازب) عن البراء بن عازب قال قال
النبي صلى الله عليه وسلم للحسن أو الحسين: هذا مني وأنا منه وهو يحرم عليه
ما يحرم علي (كر).
37684 أيضا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعام فإذا
الحسين يلعب في الطريق مع صبيان، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم أمام القوم
ثم بسط يديه، فجعل حسين يقر ههنا وههنا، فيضاحكه رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذه، فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه
وأذنيه ثم اعتنقه فقبله، ثم قال: حسين مني وأنا منه، أحب الله
من أحبه، الحسن والحسين سبطان من الأسباط (طب عن يعلى
ابن مرة).
37685 (أيضا) كنا حول النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت أم أيمن
فقالت: يا رسول الله! لقد ضل الحسن والحسين وذلك رأد النهار
يقول: ارتفاع النهار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا فاطلبوا ابني
وأخذ كل رجل تجاه وجهه وأخذت نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يزل حتى
أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين يلتزق كل واحد منهما
صاحبه وإذا شجاع (1) قائم على ذنبه يخرج من فيه شبه النار،

(1) شجاع: الشجاع بالضم والكسر: الحية الذكر. وقيل الحية مطلقا.
النهاية 2 / 447. ب
662

فأسرع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتفت مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انسان
فدخل بعض الأحجرة، ثم أتاهما فأفرق بينهما ومسح وجوهما، وقال:
بأبي وأمي أنتما ما أكرمكما على الله! ثم حمل أحدهما على عاتقه
الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر فقلت: طوبى لكما! نعم المطية
مطيتكما! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ونعم الراكبان هما! وأبوهما
خير منهما (طب عن سلمان).
37686 (مسند بريدة) عن بريدة قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم
يخطبنا فأقبل حسن وحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران
ويقومان، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما بين يديه، ثم قال:
صدق الله ورسوله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) رأيت هذين
فلم أصبر، ثم أخذ في خطبته (ش، حم، د، ت: حسن غريب،
ن، ه‍، ع وابن خزيمة، حب، ك، ق، ض).
37687 (مسند جابر) عن جابر قال: دخلت على النبي
صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين على ظهره وهو يقول: نعم الجمل جملكما!
ونعم العدلان أنتما (الرامهرمزي في الأمثال، كر، وفيه
مسروح أبو شهاب الحدثي عن سفيان الثوري، قال في المغني:
ضعيف).
663

37688 عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن
أبي طالب: سلام عليك أبا الريحانتين! أوصيك بريحانتي من الدنيا
فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك، فلما قبض رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما
ماتت فاطمة رضي الله عنها قال علي: هذا ركني الثاني الذي قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم في المعرفة والديلمي، كر وابن النجار،
وفيه حماد بن عيسى غريق الجحفة ضعيف).
37689 عن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي
على أربع وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول: نعم الجمل
جملكما! ونعم العدلان أنتما (عد، كر).
37690 عن جابر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو حامل
الحسن والحسين على ظهره وهو يمشي بهما فقلت: نعم الجمل جملكما!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ونعم الراكبان هما (كر).
37691 عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحسن: إن ابني
هذا سيد وليصلحن الله به وفي لفظ: على يديه بين فئتين من
المسلمين عظيمتين (كر).
37692 عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء
664

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلت: سميته
حربا، قال: بل وهو حسن، فلما ولد الحسين سميته حربا، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتوني بابني، ما سميتموه؟ فقلت: سميته
حربا، فقال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث سميته حربا، فقال:
بل هو محسن، ثم قال: إني سميتهم بأسماء ولد هارون: شبرا وشبيرا
ومشبرا (طب).
37693 (مسند جهم غير منسوب) عن ذي الكلاع عن
جهم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن حسنا وحسينا سيدا شباب
أهل الجنة (ابن منده وأبو نعيم، كر).
37694 عن حذيفة بن اليمان قال: رأينا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
السرور يوما من الأيام فقلنا يا رسول الله! لقد رأينا في وجهك تباشير
السرور، قال: وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل فبشرني أن
حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما
(طب، كر).
37695 (أيضا) بت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت عنده
شخصا فقال لي: يا حذيفة! هل رأيت؟ قلت: نعم يا رسول
الله! قال: هذا ملك لم يهبط إلي منذ بعثت، أتاني الليلة فبشرني
665

أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (طب).
37696 (أيضا) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب
ثم قام يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فقال: ملك عرض لي
استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة (ش).
37697 (مسند حصين بن عوف الخثعمي) وقف رسول
الله صلى الله عليه وسلم على بيت فاطمة فسلم فخرج إليه الحسن أو الحسين، فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارق بأبيك عين بقه وأخذ بأصبعيه، فرقى
على عاتقه، ثم خرج الآخر الحسن أو الحسين مرتفعة إحدى عينيه
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا بك! ارق بأبيك أنت عين
البقة وأخذ بأصبعيه، فاستوى على عاتقه الآخر، وأخذ رسول
الله صلى الله عليه وسلم بأفقيتهما حتى وضع أفواهها على فيه ثم قال: اللهم! إني
أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما (طب عن أبي هريرة).
37698 (مسند خباب أبي السائب) سمعت أذناي هاتان
وأبصرت عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا
أو حسينا وقدماه على قدمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: حزقة
حزقه ارق عين بقه! فيرقى الغلام حتى قدميه على صدر رسول
666

الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال له: افتح فاك، ثم قبله ثم قال: اللهم! أحبه
فإني أحبه (طب عن أبي هريرة).
37699 عن أبي بكرة قال: كان الحسن والحسين يثبان
على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه ويقومان
على الأرض، فلما فرغ أجلسهما في حجره ثم قال: إن ابني هذين
ريحانتي من الدنيا (عد، كر).
37700 عن أبي بكرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
بالناس فإذا سجد وثب الحسن على ظهره أو على عنقه فرفع رأسه
فيضعه وضعا رفيقا لئلا يصرع، ففعل ذلك غير مرة، فلما قضى
صلاته ضمه إليه وجعل يقبله، فقالوا: يا رسول الله! إنك لتفعل
بهذا شيئا ما رأيناك تفعله بأحد! فقال: إن ابني هذا ريحانتي من
الدنيا، وإن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين
(حم والروياني، كر).
37701 عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمى هارون
ابنيه شبرا وشبيرا، وإني سميت ابني الحسن والحسين باسمي ابني
هارون شبرا وشبيرا (أبو نعيم).
37702 (مسند شداد بن الهاد) دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم
667

لصلاة فخرج وهو حامل حسنا أو حسينا فوضعه إلى جنبه فسجد
بين ظهراني صلاته سجدة أطال فيها، فرفعت رأسي من بين الناس
فإذا الغلام على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعدت رأسي فسجدت. فلما
سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له القوم: يا رسول الله! لقد سجدت في
صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها فكان يوحى إليك؟ قال:
لا، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي
حاجته (ش).
37703 (أيضا) عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: خرج
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي أو الظهر أو العصر
وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر في
الصلاة، فسجد بين ظهري صلاته سجدة أطالها، فرفعت رأسي فإذا
الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت في سجودي،
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله! إنك
سجدت بين ظهري صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث
أمر وأنه يوحى إليك: قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني
ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته (كر).
37704 (مسند أبي هريرة) بصر عيناي هاتان وسمع
668

أذناي النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد حسن أو حسين وهو يقول: ترق
عين بقه! فيضع الغلام قدمه على قدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرفعه فيضعه
على صدره، ثم يقول: افتح فاك، ثم يقبله ثم يقول: اللهم! إني
أحبه فأحبه (ش).
37705 عن أبي هريرة قال: بصر عيناي هاتان وسمع
أذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن أو الحسين وهو يقول: ترق
عين بقه! فوضع الغلام قدميه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرفعه إلى
صدره ويقول له: افتح فاك، فيرفع فاه فيقبله النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:
اللهم! إني أحبه فأحبه (كر).
37706 عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
صلاة العشاء وكان الحسن والحسين يثبان على ظهره، فلما صلى قال
أبو هريرة: يا رسول الله! ألا أذهب بهما إلى أمهما! فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: لا، فبرقت برقة فما زالا في ضوئها حتى دخلا إلى
أمهما (كر).
37707 عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
صلاة العشاء وكان إذا سجد ركب الحسن والحسين على ظهره
فإذا رفع رأسه رفع رفعا رفيقا ثم إذا سجد عادا فلما قضى صلاته
669

أقعدهما في حجره فقلت: يا رسول الله! ألا أذهب بهما إلى أمهما؟
فبرقت برقة فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا على أمهما (كر).
37708 عن ابن عباس قال: جاء العباس يعود النبي صلى الله عليه وسلم
في مرضه فرفعه فأجلسه على السرير فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعك
الله يا عم! ثم قال العباس: هذا علي يستأذن، فدخل ودخل معهم
الحسن والحسين فقال له العباس: هؤلاء ولدك يا رسول الله! قال:
وهم ولدك يا عم! فقال: أتحبهم؟ فقال: أحبك الله كما أحببتهما،
(كر).
37709 عن زينب بنت أبي رافع عن فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنها أتت أباها بالحسن والحسين في شكواه التي مات فيها فقالت
تورثهما يا رسول الله شيئا! فقال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي،
وأما الحسين فله جرأتي وجودي (ابن منده، طب وأبو نعيم، كر،
وسنده لين).
37710 (مسند أم أيمن) عن جابر بن سمرة عن أم أيمن
قالت: جاءت فاطمة بالحسن والحسين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله!
انحلهما، فقال: نحلت هذا الكبير المهابة والحلم، ونحلت هذا الصغير
المحبة والرضى (العسكري في الأمثال، وفيه ناصح المحلمي، قال ابن
670

معين وغيره ليس بثقة).
37711 (مسند أسامة بن زيد) طرقت النبي صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة في بعض الحاجة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل على شئ لا أدري
ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل
عليه؟ فكشفه فإذا هو حسن وحسين على وركيه (1)، فقال:
هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم! إني أحبهما فأحبهما وأحب من
يحبهما (ش، وعبد بن حميد، ت: حسن غريب. حب، ص،
زاد ش: ثلاث مرات.
37712 (مسند علي) عن سعد بن مالك قال: دخلت على
النبي صلى الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان على ظهره، فقلت: يا رسول
أتحبهما؟ فقال وما لي لا أحبهما وإنهما ريحانتي من الدنيا (أبو نعيم).
قتل الحسين رضي الله عنه
37713 عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال لما أحيط
بالحسين بن علي قال: ما اسم الأرض؟ قيل كربلاء، فقال: صدق
رسول الله صلى الله عليه وسلم! أرض كرب وبلاء (طب).

(1) وركيه: الورك: ما فوق الفخذ 68. ب
671

37714 (مسند لسيد الحسين بن علي) عن محمد بن عمرو بن
حسين قال: كنا مع الحسين بنهر كربلاء فنظر إلى شمر ذي
الجوشن فقال: صدق الله ورسوله! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كأني
أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل بيتي! وكان شمر
أبرص (كر).
37715 (أيضا) عن عبيد الله بن الحر أنه سأل الحسين
ابن علي أعهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيرك هذا شيئا؟ قال:
لا (كر).
37716 عن طاوس قال قال ابن عباس: جاءني حسين
يستشيرني في الخروج إلى العراق فقلت: لولا أن يرزؤا (1) بك
لشبثت يدي في شعرك، إلى أين تخرج؟ إلى قوم قتلوا أباك
وطعنوا أخاك؟ وكان الذي سخى بنفسه عنه أن قال لي: إن هذا
الحرم يستحل برجل ولان أقتل في أرض كذا وكذا أحب إلي
من أن أكون أنا هو (ش).
37717 عن زيد بن أرقم قال: كنت جالسا عند عبيد الله بن
زياد إذ أتي برأس الحسين فوضع بين يديه، فأخذ قضيبه

(1) يرزؤا: الرزء: المصيبة بفقد الأعزه. النهاية 2 / 218. ب
672

فوضعه بين شفتيه، فقلت له: إنك لتضع قضيبك في موضع طالما
لثمه رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقال: قم إنك شيخ قد ذهب عقلك
(خط في المتفق).
37718 عن محمد بن سيرين عن أنس قال: شهدت عبيد الله
ابن زياد وأتي برأس الحسين، فجعل ينكت بقضيب في يده فقلت:
أما إنه كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم (أبو نعيم).
37719 عن ابن أبي نعم قال: كنت جالسا عند ابن عمر
فأتاه رجل فسأله عن دم البعوض، فقال له ابن عمر: ممن أنت؟
فقال: رجل من أهل العراق، فقال ابن عمر: ها انظروا! هذا
يسألني عن دم البعوض وهم قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم! وسمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هما ريحانتاي من الدنيا (حم، خ).
37720 عن علي قال: ليقتلن الحسين قتلا! وإني لأعرف
تربة الأرض التي بها يقتل قريبا من النهرين (ش).
37721 عن أبي هرثمة قال: كنت مع علي بكربلاء فقال:
يحشر من هذا الظهر سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب (ش).
37722 عن محمد بن سيرين قال: لم تر هذه الحمرة التي في
آفاق السماء حتى قتل الحسين بن علي، ولم يفقدوا الخيل البلق
673

في المغازي والجيوش حتى قتل عثمان (كر).
37723 (مسند علي) عن ابن سيرين عن بعض أصحابه قال
قال علي لعمر بن سعد: كيف أنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين
الجنة والنار فتختار النار (كر).
فاطمة رضي الله عنها
37724 (مسند عمر) عن أسلم أن عمر بن الخطاب دخل
على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا فاطمة! والله ما رأيت
أحدا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك! والله ما كان أحد من الناس
بعد أبيك أحب إلي منك (ك).
37725 عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: إن الله
يغضب لغضبك ويرضى لرضاك (ك وابن النجار).
37726 (أيضا) عن سويد بن غفلة قال: خطب علي ابنة
أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أعن
حسبها تسألني؟ قال علي: قد أعلم ما حسبها، ولكن أتأمرني بها؟
قال: لا، فاطمة بضعة مني ولا أحب أنها تحزن أو تجزع، فقال
علي: لا آتي شيئا تكرهه (ع).
37727 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: ألا ترضين أن
674

تكوني سيدة نساء أهل الجنة وابنيك سيدا شباب أهل الجنة
(البزار) (1).
37728 (مسند حذيفة بن اليمان) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج
فاتبعته، فقال: ملك عرض لي وأستأذن ربه أن يسلم علي ويخبرني
أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة (ش).
37729 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يقبل
عرف (2) فاطمة (كر).
37730 عن عائشة قالت: قلت لفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
رأيتك حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت
عليه ثانية فضحكت! قالت: أكببت عليه فأخبرني أنه ميت
فبكيت، ثم أكببت عليه الثانية فأخبرني أنه أول أهله لحوقا به وأني
سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنة عمران فضحكت (ش).

(1) فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين وتوفيت سنة إحدى عشرة
وعمرها ثلاثين سنة وذكر الأحاديث الواردة بفضلها ابن الأثير في أسد
الغابة 7 / 220. ص
(2) عرف: عرف الديك لحمة مستطيلة في أعلى رأسه، وعرف الدابة الشعر
النابت في محدب رقبتها. المصباح المنير 2 / 554. ب
675

37731 عن فاطمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إنك أول أهل
بيتي لحوقا بي ونعم الخلف أنا لك (ش).
37732 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض
فيه قال: يا فاطمة يا بنتي أحني (1) علي، فأحنت عليه، فناجاها
ساعة ثم انكشفت عنه تبكي وعائشة حاضرة، ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ساعة: احني علي، فحنت عليه فناجاها ساعة، ثم
انكشفت عنه تضحك، فقالت عائشة: يا بنت رسول الله! أخبريني
بماذا ناجاك أبوك، قالت: أوشكت رأيته ناجاني على حالي سر ثم
ظننت أني أخبر بسره وهو حي؟ فشق ذلك على عائشة أن يكون
سر دونها، فلما قبضه الله إليه قالت عائشة لفاطمة: ألا تخبريني ذلك
الخبر؟ قالت: أما الآن فنعم، ناجاني في المرة الأولى فأخبرني أن
جبريل كان يعارضه القرآن في كل عام مرة وأنه عارضه القرآن
العام مرتين، وأخبره أنه لم يكن نبي بعد نبي إلا عاش نصف
عمر الذي كان قبله، وأنه أخبرني أن عيسى عاش عشرين ومائة سنة
ولا أراني إلا ذاهب على رأس الستين، فأبكاني ذلك، وقال: يا بنية!

(1) أحنى: من حنى ظهره إذا عطفه، ومعناه الانحناء والانعطاف
النهاية 1 / 453. ب
676

إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى من
امرأة صبرا، ثم ناجاني في المرة الأخرى فأخبرني أني أول أهله
لحوقا به، وقال: إنك سيدة نساء أهل الجنة (كر).
37733 عن يحيى بن جعدة قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة في
مرضه الذي توفي فيه فسارها بشئ فبكت، ثم سارها فضحكت،
فسألوها فأبت أن تخبر، فلما قبض أخبرتهم، قال: دعاني فقال:
إن الله لم يبعث نبيا إلا وقد عمر الذي بعده نصف عمره، وإن
عيسى لبث في بني إسرائيل أربعين سنة وهذا توفي لي عشرين، ولا
أراني إلا ميت في مرضي هذا، وإن القرآن كان يعرض علي في كل
عام مرة، وإنه عرض علي في هذه السنة مرتين فبكيت، ثم دعاني
فقال: أول من يقدم علي من أهلي أنت، فضحكت (كر).
37734 عن أم سلمة قالت: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بعد
الفتح فناجاها فبكت ثم حدثها فضحكت فلم أسألها عن شئ حتى
توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، سألتها عن بكائها وضحكها فقالت:
أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يموت فبكيت، ثم حدثني أني سيدة
نساء أهل الجنة بعد مريم ابنة عمران فضحكت (كر).
37735 عن الشعبي قال: جاء علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله
677

عن ابنة أبي جهل وخطبتها إلى عمها الحارث بن هشام، فقال: النبي
صلى الله عليه وسلم عن أي بالها تسألني؟ أعن حسبها؟ فقال: لا، ولكن أريد
أن أتزوجها، أتكره ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما فاطمة بضعة
مني وأنا أكره أن تحزن أو تغضب، فقال علي: فلن آتي شيئا
ساءك (عب).
37736 عن أبي جعفر قال: خطب علي ابنة أبي جهل فقام
النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن عليا خطب
الجويرية بنت أبي جهل ولم يكن ذلك له أن تجتمع بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني (عب).
37737 عن ابن أبي مليكة أن علي بن أبي طالب خطب ابنة
أبي جهل حتى وعد النكاح، فبلغ ذلك فاطمة فقالت لأبيها: يزعم
الناس أنك لا تغضب لبناتك، وهذا أبو الحسن قد خطب ابنة أبي
جهل وقد وعد النكاح، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فحمد الله وأثنى
بما هو أهله، ثم ذكر أبا العاص بن الربيع فأثنى عليه في صهره
ثم قال: إنما فاطمة بضعة مني وإني أخشى أن تفتنوها، والله
لا يجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله تحت رجل! فسكت
عن ذلك النكاح وترك (عب).
678

37738 عن أبي جعفر قال أعطى أبو بكر عليا جارية فدخلت
أم أيمن على فاطمة فرأت فيها شيئا فكرهته فقالت: ما لك؟ فلم
تخبرها، فقالت: ما لك! فوالله ما كان أبوك يكتمني شيئا! فقالت:
جارية أعطيها أبو الحسن، فخرجت أم أيمن فنادت على باب البيت
الذي فيه علي بأعلى صوتها: أما رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يحفظ في
أهله، فقال علي: وما ذاك؟ فقالت: جارية بعث بها إليك، فقال
علي: الجارية لفاطمة (عب).
نكاح فاطمة رضي الله عنها
37739 عن علي أنه لما تزوج فاطمة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجعل
عامة الصداق في الطيب (ابن راهويه).
37740 عن علي قال: لما تزوجت فاطمة قلت يا رسول الله!
ما أبيع فرسي أو درعي؟ قال بع درعك، فبعتها بثنتي عشرة
أوقية وكان ذلك مهر فاطمة (ع).
37741 عن علي قال: لما تزوجت فاطمة قلت: يا رسول
الله! ابن لي؟ قال: أعطها شيئا، قلت: ما عندي شئ، قال: فأين
درعك الحطمية؟ قلت: هي عندي، قال: فأعطها إياه (ن وابن
جرير، طب، ق، ض).
679

37742 (أيضا) عن علباء بن أحمر قال قال علي بن أبي
طالب: خطب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة، قال: فباع علي درعا
له وبعض ما باع من متاعه فبلغ أربعمائة درهما، قال: وأمر
النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ثلثيه في الطيب وثلثا في الثياب، ومج في جرة
من ماء فأمرهم أن يغتسلوا به، وأمرها أن لا تسبقه برضاع ولدها
فسبقته برضاع الحسين، وأما الحسن فإنه صلى الله عليه وسلم صنع في فيه شيئا
لا يدري ما هو، فكان أعلم الرجلين (ع، ص).
37743 عن علي قال: زوجني النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة على درع
حديد حطمية وكان سلحنيها، وقال: ابعث بها إليها تحللها بها، فبعثت
بها إليها، والله! ما ثمنها كذا أو أربعمائة درهم (ع).
37744 عن بريدة قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: لابد للعروس من وليمة، ثم أمر بكبش فجمعهم
عليه (كر).
37745 عن بريدة قال قال نفر من الأنصار لعلي: عندك
فاطمة! فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال: ما حاجة ابن أبي
طالب؟ فقال: يا رسول الله! ذكرت فاطمة بنت رسول الله، فقال:
مرحبا وأهلا! لم يزد عليها، فخرج علي على أولئك الرهط من
680

الأنصار ينتظرون، قالوا: وما ذاك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي:
مرحبا وأهلا، قالوا: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
إحداهما، أعطاك الأهل والرحبى (1)، فلما كان بعد ذلك بعد
ما زوجه قال: يا علي! إنه لابد للعروس من وليمة! قال سعد:
عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من ذرة، فلما
كان ليلة البناء قال: لا تحدث شيئا حتى تلقاني، فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي فقال: اللهم!
بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في بنائهما، وبارك لهما في
نسلهما (الروياني، طب، كر).
37746 (مسند حجر بن عنبس وقيل ابن قيس الكندي)
عن حجر بن عنبس قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: هي لك يا علي! على أن تحسن صحبتها
(أبو نعيم).

(1) والرحبى: الرحب - بالضم - السعة، يقال منه: فلان رحب
الصدر. والرحب - بالفتح - الواسع، وبابه ظرف، ورحبا أيضا
- بالضم - وقولهم: مرحبا وأهلا، أي: أتيت سعة وأنيت أهلا،
فاستأنس ولا تستوحش. المختار 188. ب
681

37747 عن ابن عباس قال: لما تزوج علي فاطمة قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أعطها شيئا، قال: ما عندي، قال: فأين درعك الحطمية
(ابن جرير).
37748 عن علي قال: لما خطبت فاطمة قال النبي صلى الله عليه وسلم: هل
لك من مهر؟ قلت: معي راحلتي ودرعي، قال: فبعهما بأربعمائة،
وقال: أكثروا الطيب لفاطمة، فإنها امرأة من النساء (ق).
37749 عن الشعبي قال قال علي: تزوجت فاطمة بنت محمد
صلى الله عليه وسلم وما لي ولها فراش غير جلد كبش، ننام عليه بالليل ونعلف
عليه ناضحنا بالنهار وما لي خادم غيرها (هناد والدينوري).
37750 عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث زوج فاطمة دعا بماء
فمجه ثم أدخله معه فرشه في جيبه وبين كتفيه، وعوذه بقل هو
الله أحد والمعوذتين (كر).
37751 عن علي قال: خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت لي مولاة لي هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: لا، قالت: خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيزوجك؟ فقلت: وعندي شئ أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت
رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على
682

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالة وهيبة! فلما قعدت
بين يديه أفحمت، فوالله ما استطعت أن أتكلم! فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟ فسكت، فقال: ما جاء بك؟
ألك حاجة؟ فسكت، فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت:
نعم، فقال: وهل عندك من شئ تستحلها به؟ فقلت: لا والله
يا رسول الله! فقال: ما فعلت درع سلحتكها؟ فوالذي نفس علي
بيده! إنها لحطيمة، ما ثمنها أربعمائة درهم، فقال: قد زوجتك،
فابعث بها إليها تستحلها بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم (ق في الدلائل والدولابي في الذرية الطاهرة).
37752 عن علي قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في
خميل (1) وقربة ووسادة أدم حشوها إذخر (ق فيه).
37753 عن أنس قال: كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه
الوحي، فلما سري عنه قال: أتدري يا أنس ما جاء به جبريل من
عند صاحب العرش؟ قلت: بأبي وأمي! وما جاء به جبريل من

(1) خميل: فيه (أنه جهز فاطمة رضي الله عنها في خميل وقربة ووسادة
أدم) الخميل والخميلة: القطيفة، وهي كل ثوب له خمل من أي شئ
كان. النهاية 2 / 81. ب
683

عند صاحب العرش؟ قال: إن الله أمرني أن أزوج فاطمة علي
(خط، كر، ك).
37754 عن علي قال: زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة على
أربعمائة وثمانين درهما وزن ستة (أبو عبيد في كتاب الأموال، وقال
كان الدرهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة دوانيق، و سنده ضعيف).
37755 (مسند أنس) (ابن جرير) حدثني محمد بن الهيثم
حدثني الحسن بن حماد حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة عن الحسن عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله! قد علمت مناصحتي
وقدمي في الاسلام وإني وإني، قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة!
فسكت عنه أو قال: أعرض عنه فرجع أبو بكر إلى عمر
فقال: هلكت وأهلكت، قال: وما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني، قال: مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأطلب
مثل الذي طلبت، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال: يا رسول
الله! قد علمت مناصحتي وقدمي في الاسلام وإني وإني، قال: وما ذاك؟
قال: تزوجني فاطمة! فأعرض عنه، فرجع عمر إلى أبي بكر فقال:
إنه ينتظر أمر الله فيها، انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب
684

مثل الذي طلبنا، قال علي: فأتياني وأنا أعالج فسيلا فقالا: ابنة عمك
تخطب! قال: فنبهاني لأمر، فقمت أجر ردائي طرفا على عاتقي
وطرفا أجره على الأرض حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعدت بين
يديه فقلت: يا رسول الله؟ قد عرفت قدمي في الاسلام ومناصحتي
وإني وإني، قال: وما ذاك يا علي؟ قلت تزوجني فاطمة! قال: وعندك
شئ؟ قلت: فرسي وبدني قال: أعني درعي قال: أما فرسك
فلا بد لك منها، وأما درعك فبعها، فبعتها بأربعمائة وثمانين فأتيته
بها فوضعتها في حجره، فقبض منها قبضة فقال: يا بلال! إبغنا
بها طيبا، وأمرهم أن يجزوها، فجعل لهم سرير شرط بالشرط
ووسادة من أدم حشوها ليف وملء البيت كثيبا يعني رملا
وقال لي: إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك، فجاءت مع أم
أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب وجاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: ههنا أخي؟ فقالت أم أيمن؟ أخوك أو أخوك وقد
زوجته ابنتك! قال: نعم، فدخل فقال لفاطمة: ائتيني بماء. فقامت
إلى قعب (1) في البيت فجعلت فبه ماء فأتت به، فأخذه فمح فيه

(1) قعب: القعب: إناء ضخم كالقصعة والجمع قعاب وأقعب مثل سهم
وسهام وأسهم. المصباح المنير 2 / 699. ب
685

ثم قال لها: قومي: فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: اللهم!
أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، وقال لها: أدبري، فأدبرت
فنضح بين كتفيها ثم قال: اللهم! إني أعيذها بك وذريتها من
الشيطان الرجيم، ثم قال لعلي: ائتيني بماء، فعلمت الذي يريد فقمت
فملأت القعب ماء فأتيته به، فأخذ منه بفيه ثم مجه فيه ثم صب
على رأسي وبين ثديي ثم قال: اللهم! إني أعيذه بك وذريته من
الشيطان الرجيم، ثم قال: أدبر، فأدبرت فصب بين كتفي وقال:
اللهم! إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم، وقال لي: ادخل
بأهلك باسم الله والبركة.
موتها رضي الله عنها
37756 (مسند الصديق) عن أم جعفر أن فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: يا أسماء! إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء،
إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت أسماء: يا بنت رسول
الله! ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة
فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله!
يعرف به الرجل من المرأة، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي ولا يدخل علي
أحد، فلما توفيت جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء: لا تدخلي، فشكت إلى
686

أبي بكر فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس، فجاء أبو بكر فوقف
على الباب وقال: يا أسماء! ما حملك على أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
يدخلن على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس؟
فقالت: أمرتني أن لا يدخل عليها أحد ورأيتها هذا الذي صنعت
وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها، فقال أبو بكر: فاصنعي ما
أمرتك، ثم غسلها علي وأسماء (ق).
37757 عن الشعبي أن فاطمة لما ماتت دفنها علي ليلا وأخذ
بضبعي أبي بكر فقدمه في الصلاة عليها (ق).
فضل أزواجه صلى الله عليه وسلم الطاهرات
أمهات المؤمنين رضي الله عنهم مجملا
37758 (مسند عمر) أنبأنا ابن جريج قال كان ابن أبي
مليكة وعمرو يقولان: اجتمع عند النبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة بعد خديجة
ومات عنهن كلهن، قال: وزاد عثمان بن أبي سليمان امرأتين سوى
التسع من بني عامر بن صعصعة كلتاهما جمع، كانت إحداهما تدعى
أم المساكين، كانت خير نسائه للمساكين، ونكح امرأة من
687

بني الجون، فلما جاءته استعاذت منه، فطلقها ونكح امرأة أخرى
من كندة ولم يجمعها، فتزوجت بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ففرق عمر بينهما
وضرب زوجها، فقالت: اتق الله في يا عمر! فإن كنت من
أمهات المؤمنين فاضرب علي الحجاب وأعطني مثل ما أعطيتهن، قال:
أما هنالك فلا، قالت: فدعني أنكح، قال: لا ولا نعمة (1) عين
ولا أطيع في ذلك أحدا (عب).
37759 عن معمر عن الزهري قال: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم:
خديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر، وأم سلمة بنت أبي
أمية، وحفصة بنت عمر، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وجويرية
بنت الحارث، وميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وسودة
بنت زمعة، وصفية بنت حيي، اجتمعن عنده تسع نسوة بعد
خديجة، والكندية من بني الجون، والعالية بنت ظبيان من بني
عامر بن كلاب، وزينب بنت خزيمة امرأة من بني هلال، ولم يتزوج
على خديجة حتى ماتت، وكانت له سريتان القبطية وريحانة ابنة
شمعون، وولدت خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم القاسم وطاهرا وفاطمة وزينب

(1) ولا نعمة عين: أي ولا قرة عين يعني لا أقر عينك بطاعتك واتباع
أمرك. النهاية 5 / 80. ب
688

وأم كلثوم ورقية، وولدت له القبطية إبراهيم، ولم تلد له امرأة
من نسائه إلا خديجة (عب).
37760 عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال: أول امرأة
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة، ثم تزوج سودة بنت زمعة، ثم
نكح عائشة بمكة وبنى بها بالمدينة، ونكح بالمدينة زينب بنت خزيمة
الهلالية، ثم نكح أم سلمة، ثم نكح جويرية بنت الحارث وكانت
ممن أفاء الله عليه، ثم نكح ميمونة بنت الحارث وهي التي وهبت
نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم نكح صفية بنت حيى وهي مما أفاء الله عليه
يوم خيبر، ثم نكح زينب بنت جحش، وتوفيت زينب بنت خزيمة
عند النبي صلى الله عليه وسلم، وخديجة أيضا توفيت بمكة، ونكح امرأة من
بني كلاب بن ربيعة يقال لها العالية بنت ظبيان وطلقها حين أدخلت
عليه وجويرية من بني المصطلق من خزاعة وحفصة وأم حبيبة وامرأة
من كلب، فكان جميع ما تزوج أربعة عشر منهن الكندية
(عب).
37761 (مسند ابن عوف) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: لا يعطف
عليكن بعدي إلا الصابرون الصادقون (كر).
689

فضائل أزواجه صلى الله عليه وسلم مفصلة
أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها (1)
37762 عن علي قال: بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت
خويلد ببيت في الجنة من قصب، مفصل من الذهب، بعيد
اللهب، لا يسمع فيه أذى ولا نصب (أبو عبد الله محمد بن إبراهيم
الجرجاني في أماليه المعروفة بالجرجانيات ورجاله ثقات).
37763 عن أبي خالد الوالبي عن جابر بن سمرة أو رجل من
الصحابة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرعى غنما فاستعلى الغنم فكان في الإبل
هو وشريك له فاكتريا أخت خديجة، فلما قضوا السفر بقي لهم عليها
شئ، فجعل شريكه يأتيهم فيتقاضاهم ويقول لمحمد: انطلق: فيقول
اذهب أنت فاني أستحيي، فقالت مرة وأتاهم فأين محمد لا يجي
معك؟ قال: قلت له فزعم أنه يستحيى فقالت: ما رأيت رجلا
أشد حياء ولا أعف ولا ولا فوقع في نفس أختها خديجة فبعثت إليه
فقالت: ائت بأي فاخطبني إليه فقال: أبوك رجل كثير المال وهو

(1) خديجة بنت خويلد أم المؤمنين أول امرأة تزوجها وأول الخلق إسلاما
بالاجماع وتوسع في ترجمتها ابن الأثير في أسد الغابة (7 / 78) وذكر
الأحاديث الواردة. ص
690

لا يفعل، قالت: انطلق فالقه فكلمه ثم أنا أكفيك وأته عند
سكره، ففعل فأتاه فزوجه، فلما أصبح جلس في المجلس فقيل
له: قد أحسنت زوجت محمدا، قال: أو فعلت؟ قالوا: نعم، فقام
فدخل عليها فقال: إن الناس يقولون؟ إني قد زوجت محمدا وما
فعلت، قالت: بلى، فلا تسفهن رأيك فان محمدا كذا، فلم تزل
به حتى رضي، ثم بعثت إلى محمد صلى الله عليه وسلم بوقيتين من فضة أو ذهب
وقالت: اشتر حلة واهدها لي وكبشا وكذا وكذا ففعل
(طب).
37764 (مسند عائشة) عن أبي سلمة عن عائشة قالت:
كانت عجوز تأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيهش (1) بها ويكرمها، فقلت:
بأبي أنت وأمي! إنك لتصنع بهذه العجوز شيئا لا تصنعه بأحد؟
قال: إنها كانت تأتينا عند خديجة، أما علمت أن كرم الود من
الايمان (هب).
37765 (أيضا) عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت:

فيهش: الهشاشة - بالفتح - الارتياح والخفة للمعروف، ورجل
هش بش. وشئ هش وهشيش، أي: رخو ليين
المختار 551. ب
691

جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: من أنت؟ قالت: جثامة
المزنية، قال: بل أنت حنانة المزنية! كيف أنتم؟ كيف حالكم؟
كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله! فلما
خرجت قلت: يا رسول الله! تقبل على هذه العجوز هذا الاقبال!
فقال: يا عائشة! إنها كانت تأتينا زمان خديجة وإن حسن العهد
من الايمان (هب وابن النجار).
37766 عن عروة عن عائشة قالت: كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم
امرأة فيكرمها فقلت: يا رسول الله! من هذه؟ قال: هذه كانت
تأتينا زمان خديجة وإن حسن العهد من الايمان (هب).
37767 عن أبي هريرة قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي
أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من
قصب، لا صخب فيه ولا نصب (ش، كر).
37768 (مسند عبد الله بن أبي أوفى) بشر رسول الله
صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا
نصب (ش).
37769 عن عائشة قالت: ما رأيت خديجة قط وما غرت
692

على امرأة قط أشد من غيرتي على خديجة من كثرة ما كان
يذكرها (عب).
37770 عن عورة قال: توفيت خديجة قبل مخرج النبي
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين أو نحو ذلك وتزوج عائشة قريبا من
موت خديجة، ولم يتزوج على خديجة حتى ماتت (عب).
37771 عن ابن شهاب قال بلغنا أن خديجة بنت خويلد زوج
النبي صلى الله عليه وسلم كانت أول من آمن بالله ورسوله، وماتت قبل أن تفرض
الصلاة (ش).
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (1)
37772 عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله! إن لجميع
صويحباتي كنى، فقالت: تكني باسم ابنك عبد الله بن الزبير،
فكانت تكنى عائشة بأم عبد الله (ز).
37773 عن عائشة قالت: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقة
سوداء كأنها فحمة صعبة لم تخطم، فمسها ودعا عليها بالبركة ثم

(1) عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها رسول
الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين وهي بكر ولما توفي النبي
كان عمرها 18 سنة. أسد الغابة 7 / 192. ص
693

قال: اركبي وارفقي بها فإنه لم يجعل الرفق في شئ إلا زانه، ولم
ينزع من شئ إلا شانه (ابن النجار).
37774 عن عائشة قالت: تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابنة ست
سنين، وبنى (1) بي وأنا ابنة تسع سنين صلى الله عليه وآله.
37775 (مسند عمر) عن مصعب بن سعد قال: فرض
عمر بن الخطاب لأمهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألفين
وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخرائطي في اعتلال القلوب).
37776 (مسند عمار) إن عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم
في الجنة (ش).
37777 عن عمار بن ياسر قال: لقد سارت أمنا عائشة
مسيرها وإنا لنعلم أنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله
ابتلانا بها ليعلم إياه نطيع أو إياها (ع، كر).
37778 عن عمرو بن غالب قال: سمع عمار بن ياسر رجلا
ينال من عائشة فقال له: اسكت مقبوحا منبوحا! فأشهد أنها

(1) وبنى: بنى على أهله يبنى: زفها، بناء فيهما، والعامة تقول: بنى
بأهله، وهو خطأ. وكان الأصل فيه أن الداخل بأهله كان يضرب
عليها قبة ليلة دخوله بها فقيل لكل داخل بأهله: بان. المختار 48. ب
694

زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة (كر).
37779 (مسند عائشة) خلال في سبع لم تكن في
أحد من الناس إلا ما آتي الله مريم بنت عمران، والله!
ما أقول إني افتخر على صواحبي: نزل الملك بصورتي، وتزوجني
رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين وأهديت إليه لتسع سنين، وتزوجني
بكرا لم يشركه في أحد من الناس، وأتاه الوحي وأنا وإياه في
لحاف واحد، وكنت من أحب النساء إليه، ونزل في آيات من
القرآن كادت الأمة تهلك فيهن، ورأيت جبريل ولم يره
أحد من نسائه غيري، وقبض في بيتي لم يله أحد غيري أنا
والملك (ش).
37780 (أيضا) بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في البيت
إذ دخل الحجرة علينا رجل على فرس، فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع
يده على معرفة (1) الفرس فجعل يكلمه، ثم رجع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! من هذا الذي كنت تناجي؟ قال: وهل
رأيت أحدا؟ قلت: نعم، رأيت رجلا على فرس، قال: بمن

(1) معرفة: المعرفة - بفتح الراء - الموضع الذي ينبت عليه العرف.
المختار 336. ب
695

شبهتيه؟ قلت: بدحية الكلبي، قال: ذاك جبريل قد رأيت خيرا
ثم لبثت ما شاء الله أن ألبث فدخل جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم في
الحجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة! قلت: لبيك وسعديك
يا رسول الله! قال: هذا جبريل وقد أمرني أن أقرئك منه
السلام، قلت: ارجع إليه مني السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك
الله من خيل خيرا ما يجري الدخلاء! وكان ينزل الوحي على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في لحاف واحد (ش).
37781 (أيضا) توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي بين سحري
ونحري (ش).
37782 عن عائشة أنها خاصمت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر
فقالت: يا رسول الله! اقصد، فلطم أبو بكر خدها وقال: تقولين
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اقصد! وجعل الدم يسيل من أنفها على ثيابها
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل الدم من ثيابها بيده ويقول: إنا لم نرد
هذا، إنا لم نرد هذا (الديلمي).
37783 عن عائشة: أرادت أمي تسمنني لدخولي على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فلم أقبل منها بشئ مما تريد حتى أطعمتني القثاء
والرطب، فسمنت عليه كأحسن السمن (هب).
696

37784 عن عائشة قالت: إن من نعم الله علي أن الله
تبارك وتعالى أمات رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي يومي
وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه، دخل علي
عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فرأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، فقلت: يا عبد الرحمن! السواك ناولنيه
فقضمه ثم ناولنيه، فمضغته حتى إذا لان ناولته النبي صلى الله عليه وسلم
فاستن به فذهب يرفعه فلم تصل إليه يده وشخص بصره وقال:
اللهم! ألحقني بالرفيق الاعلى (ع، كر).
أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها (1)
37785 عن عمر قال: تأيمت حفصة من خنيس بن حذافة
وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا فتوفي بالمدينة
فلقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حصفة فقلت: إن شئت
أنكحتك حفصة، قال سأنظر في ذلك، فلبثت ليالي فقال: ما أريد
أن أتزوج يومي هذا، فلقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتك
حفصة فلم يرجع إلي شيئا، فكنت أوجد عليه مني على عثمان

(1) حفصة بنت عمر رضي الله عنها وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
سنة ثلاث بعد عائشة وتوفيت سنة إحدى وأربعين. أسد الغابة 7 / 66. ص
697

فلبثت ليالي، فخطبها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه، فلقيني أبو
بكر فقال: لعلك وجدت علي عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك
شيئا! قلت: نعم، قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك شيئا حين
عرضتها علي إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ولم أكن
أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لنكحتها (ابن سعد، حم،
خ، ن، ق، ع، حب وزاد قال عمر: فشكوت عثمان إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تزوج حفصة خيرا من عثمان
ويزوج عثمان خيرا من حفصة، فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته).
37786 عن عمر قال: ولدت حفصة وقريش تبني البيت
قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين (ابن سعد 8 / 58 وفيه الواقدي).
37787 عن عمر قال: لما توفي خنيس بن حذافة عرضت
حفصة على عثمان فأعرض عني. فذكرت ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت:
يا رسول الله! ألا تعجب من عثمان فاني عرضت عليه حفصة فأعرض
عني! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد زوج الله عثمان خيرا من ابنتك
وزوج ابنتك خيرا من عثمان، فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج أم
كلثوم من عثمان (ابن سعد).
698

أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها (1)
37788 (مسند عمر) عن أبي وائل أن رجلا كان له حق
على أم سلمة فأقسم عليها، فضربه عمر ثلاثين سوطا كلها تبضع
وتحدر (أبو عبيد في الغريب وسفيان بن عيينة في حديثه واللالكائي).
37789 عن عبد الملك بن الحارث بن هشام المخزومي عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في شوال وجمعها إليه في شوال
(أبو نعيم).
37790 عن أم سلمة أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها ابنة
أبي أمية بن المغيرة فكذبوها حتى أنشأ أناس منهم الحج فقالوا:
تكتبين إلى أهلك فكتبت معهم، فرجعوا إلى المدينة يصدقونها
فازدادت عليهم كرامة، قالت: فلما وضعت زينب جاءني النبي صلى الله عليه وسلم
فخطبني فقلت: مثلي تنكح؟ أما أنا فلا، ولد في وأنا غيور
ذات عيال، قال: أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما
العيال فإلى الله وإلى رسوله، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يأتيها
فيقول: أين زناب؟ حتى جاء عمار فاختلجها فقال: هذه تمنع

(1) اسمها هند وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي سلمة. أسد
الغابة 7 / 340. ص
699

رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت ترضعها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أين زناب؟
فقالت قريبة بنت أبي أمية وافقتها عندها: أخذها ابن ياسر، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: إني آتيكم الليلة، فوضعت ثفالى (1) فأجت حبات
من شعير كانت في جرتي وأخرجت شحما فعصدت له، فبات ثم
أصبح فقال حين أصبح: إن لك على أهلك كرامة! إن شئت
سبعت لك، وإن أسبع لك أسبع لنسائي (كر).
أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها (2)
37791 عن عبد الرحمن بن أبزى أن عمر كبر على زينب
بنت جحش أربعا ثم أرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من يدخل هذه
قبرها؟ فقلن: من كان يدخل عليها في حياتها، ثم قال عمر: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أسرعكن بي لحوقا أطولكن يدا، فكان
يتطاولن أيديهن، وإنما كان ذلك لأنها كانت صناعا تعين بما تصنع
في سبيل الله (البزار وابن مندة في غرائب شعبة).

(1) ثفالى: الثفال - بالكسر - جلدة تبسط تحت رحا اليد ليقع عليها الدقيق،
ويسمى الحجر الأسفل ثفالا بها. النهاية 1 / 215. ب
(2) زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعد أم سلمة سنة ثلاث من الهجرة وتوفيت
سنة 20 ودفنت بالبقيع. أسد الغابة 7 / 127. ص
700

37792 عن نافع وغيره أن الرجال والنساء كانوا يخرجون
بهم سواء، فلما ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديا ينادي:
ألا! لا يخرج على زينب إلا ذو محرم من أهلها، فقالت ابنة
عميس: يا أمير المؤمنين! ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه لنسائها
فجعلت نعشا وغشته ثوبا، فلما نظر إليه قال: ما أحسن هذا! ما
أستر هذا! فأمر مناديا فنادى أن اخرجوا على أمكم (ابن سعد).
37793 عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما حضرت زينب
بنت جحش أرسل عمر بن الخطاب إليها بخمسة أثواب من الخزائن
تتخيرها ثوبا ثوبا (ابن سعد).
37794 عن القاسم بن عبد الرحمن قال: لما توفيت زينب بنت
جحش وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به فلما حملت إلى قبرها
قام عمر إلى قبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني أرسلت إلى
النسوة يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين مرضت هذه المرأة أن من
يمرضها ويقوم عليها؟ فأرسلن: نحن، فرأيت أن قد صدقن،
ثم أرسلت إليهن حين قبضت: من يغسلها ويحنطها و يكفنها؟
فأرسلن: نحن، فرأيت أن قد صدقن، ثم أرسلت إليهن: من
يدخلها قبرها؟ فأرسلن: من كان يحل له الولوج عليها في حياتها
701

فرأيت أن صدقن، فاعتزلوا أيها الناس! فنحاهم عن قبرها ثم
أخلها رجلان من أهل بيتها (ابن سعد).
37795 عن عبد الرحمن بن أبزي قال: صلى عمر على زينب بنت
جحش فكبر عليها أربع تكبيرات قال أراد عمر أن يدخل قبر
زينب بنت جحش فأرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقلن: إنه لا يحل
لك أن تدخل القبر، وإنما يدخل القبر من كان يحل له أن ينظر
إليها وهي حية (ابن سعد).
37796 عن محمد بن المنكدر قال: مر عمر بن الخطاب في
المقبرة وأناس يحفرون لزينب بنت جحش في يوم حار فقال: لو
أني ضربت عليه فسطاطا! فضرب عليهم فسطاطا، فكان أول
فسطاط ضرب على قبر (ابن سعد).
37797 عن ثعلبة بن أبي مالك قال: رأيت يوم مات الحكم
ابن أبي العاص في خلافة عثمان: ما أسرع الناس إلى الشر وأشبه
بعضهم ببعض! أنشد الله من حضر نشدتي: هل علمتم عمر بن
الخطاب ضرب على قبر زينب بنت جحش فسطاطا؟ قالوا: نعم،
قال: فهل سمعتم عائبا عابه؟ قالوا: لا (ابن سعد).
37798 عن عبد الله بن أبي سليط قال: رأيت أبا أحمد بن
702

جحش يحمل سرير زينب بنت جحش وهو مكفوف وهو يبكي
فأسمع عمر وهو يقول: يا أبا أحمد! تنح عن السرير، لا يغشينك
الناس وازدحموا على سريرها، فقال: أبو أحمد: يا عمر! هذه
التي نلنا بها كل خير، وإن هذا يبرد حر ما أجد، فقال عمر:
الزم الزم (ابن سعد) (1).
37799 عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن
الخطاب صلى على زينب بنت جحش سنة عشرين في يوم صائف
ورأيت ثوبا مد على قبرها وعمر جالس على شفير القبر معه أبو
أحمد ذاهب البصر جالس على شفير القبر وعمر بن الخطاب قائم
على رجليه والأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام على أرجلهم
فأمر عمر محمد بن عبد الله بن جحش وأسامة ومحمد بن طلحة بن عبيد
الله وهو ابن أختها حمنة بنت جحش وعبد الله بن أبي أحمد بن
جرش، فنزلوا في قبرها (ابن سعد).
37800 عن واثلة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول من
يلحقني من أهلي أنت يا فاطمة! وأول من يلحقني من أزواجي زينب
وهي أطولكن كفا، وكانت زينب من أعمل الناس لقبال

(1) وهكذا الحديث بلفظه في الطبقات الكبرى لابن سعد (8 / 113)
703

أو شسع أو قربة أو إداوة وتفتل وتحمل وتعطي في سبيل الله،
فلذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أطولكن كفا (كر).
37801 عن أنس قال: كانت زينب تفخر على أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم تقول: زوجني الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الناس، وأولم
على خبزا ولحما، وفي أنزلت آية الحجاب (كر).
أم المؤمنين صفة بنت حيي رضي الله عنها (1)
37802 عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بصفية يوم خيبر
وأتي برجلين أحدهما زوجها والآخر أخوها فذكر الحديث، وبات
أبو أيوب ليلة عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم يدور حول خباء رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الوطئ قال: من هذا؟ قال: انا
خالد بن زيد، فرجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك؟ قال: ما
نمت الليلة مخافة هذه الجارية عليك، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرجع (كر).
37803 عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد على صفية فقالت:
يا عائشة! هل لك أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولك يومي؟ قالت:

(1) صفية بنت حيي أم المؤمنين توفيت ودفنت بالبقيع سنة 036 أسد
الغابة (70 / 171). وراجع الطبقات الكبرى لابن سعد (8 / 120). ص
704

نعم، فأخذت خمارا لها مصبوغا بزعفران فمسته بالماء ليفوح ريحه
ثم جاءت فقعدت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إليك يا عائشة!
فإنه ليس بيومك، قالت: فضل الله يؤتيه من يشاء وأخبرته
بالامر فرضي عنها (ابن النجار).
37804 عن عائشة قالت: كانت صفية من الصفي
(ابن النجار).
37805 عن عروة قال: لقد بات أبو أيوب ليلة دخل رسول
الله صلى الله عليه وسلم بصفية بنت حيى قائما قريبا من قبته آخذا بقائم السيف
حتى أصبح، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرة كبر أبو أيوب
حين أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خرج، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك
يا أبا أيوب؟ قال: لم أرقد ليلتي هذه يا رسول الله! فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لم يا أبا أيوب؟ قال: لما دخلت بهذه المرأة ذكرت أنك
قد قتلت أباها وأخاها وزوجها وعامه عشيرتها فخفت لعمر الله
أن تغتالك! فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له معروفا (كر).
37806 عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يغير حتى يصبح
فيسمع فان سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار، فأتى خيبر
وقد خرجوا من حصونهم فتفرقوا في أرضهم معهم مكاتلهم وفؤوسهم
705

ومرودهم، فلما رأوه قالوا: محمد والخميس! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الله أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح
المنذرين، فقاتلهم حتى فتح الله عليه، فقسم الغنائم فوقعت صفيه
في سهم دحية الكلبي، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد وقعت جارية
جميلة في سهم دحية الكلبي! فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة رؤس
فبعث بها إلى أم سليم تصلحها ولا أعلم إلا أنه قال: وتعتد
عندها، فلما أراد الشخوص قال الناس: ما ندري اتخذها سرية أو
تزوجها، فلما ركب سترها وأردفها خلفه فأقبلوا حتى إذا دنوا من
المدينة أوضعوا (1) وكذلك كانوا يصنعون إذا رجعوا فدنوا من المدينة
فعثرت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقط وسقطت، ونساء النبي صلى الله عليه وسلم
ينظرون مسرفات فقلن: أبعد الله اليهودية وأسحقها فسترها
وحملها (ش).
أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها (2)
(37807 -) عن الشعبي قال: كانت جويرية ملك رسول الله

(1) أوضعوا: يقال: وضع البعير وضعا وأوضعه راكبه إيضاعا، إذا حمله
على سرعة السير. النهاية 5 / 196. ب
(2) جويرة بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها ترجم لها ابن الأثير في
أسد الغابة (7 / 56) وابن سعد في الطبقات الكبرى (8 / 116). ص
706

صلى الله فأعتقها وجعل صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق
(عب).
37808 عن مجاهد قال قالت جويرية للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أزواجك
يفخرن علي ويقلن: لم يتزوجك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أولم
أعظم صداقك؟ ألم أعتق أربعين من قومك (عب).
عالية بنت ظبيان
37809 عن معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق العالية
بنت ظبيان فتزوجها ابن عم لها وذلك قبل أن يحرم نكاحهن على
الناس وولدت له (عب) (1).
قتيلة الكندية
37810 عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة من كندة
فجئ بها بعد ما مات النبي صلى الله عليه وسلم (عب) (2).

(1) العاليبة بنت ظبيان تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلقها ولم يدخل بها.
أسد الغابة (7 / 188). ص
(2) قتيلة بنت قيس الكندية تزوجها سنة عشر ولا دخل بها وما هي من
أمهات المؤمنين لان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أن تخير. أسد الغابة (7 / 240) ص
707

37811 عن داود بن أبي هند أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وقد ملك
امرأة من كندة يقال لها قتيلة فارتدت مع قومها فتزوجها بعد
ذلك عكرمة بن أبي جهل بكرا فوجد أبو بكر من ذلك وجدا
شديدا فقال له عمر: يا خليفة رسول الله! إنها والله ما هي من
أزواجه ما خيرها ولا حجبها ولقد برأها الله منه بالارتداد الذي
ارتدت مع قومها (ابن سعد).
أم المؤمنين بنت الحارث رضي الله عنها
37812 عن عكرمة مولى ابن عباس قال: وهبت ميمونة
نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم (عب) (1).
37813 عن معمر عن الزهري وقتادة أن ميمونة بنت الحارث
وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم (عب).
ذيل أزواجه رضي الله عنهن
37814 عن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده أن عمر أذن
لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الحج سنة ثلاث وعشرين فبعث معهن عثمان

(1) ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمها برة
فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة. أسد الغابة (7 / 272). ص
708

ابن عفان وعبد الرحمن بن عوف فنادى في الناس عثمان أن لا يدنو منهن
أحد ولا ينظر إليهن أحد، وهن في الهوادج على الإبل، وأنزلهن
صدر الشعب ونزل عبد الرحمن وعثمان بذنبه، فلم يصعد إليهن
أحد (ابن سعد، ق).
37815 عن ابن عباس قال: خلف على أسماء بنت النعمان
المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة فأراد عمر أن يعاقبهما، فقالت: والله!
ما ضرب علي الحجاب ولا سميت بأم المؤمنين فكف عنها (ابن سعد).
37816 عن أبي جعفر أن عمر بن الخطاب منع أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم الحج والعمرة (ابن سعد).
37817 عن عائشة قال: لما كان عمر منعنا الحج والعمرة
حتى إذا كان آخر عام فأذن لنا فحججنا معه (ابن سعد وأبو نعيم
في المعرفة).
37818 عن المسور بن المخرمة قال: باع عبد الرحمن بن
عوف أرضا له من عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار فقسم ذلك المال
في بني زهرة وفي فقراء المسلمين وأمهات المؤمنين، فبعث معي إلى
عائشة بمال من ذلك المال، فقالت: أما إني قد سمعت رسول
709

الله صلى الله عليه وسلم يقول: لن يحنو عليكن بعدي إلا الصالحون، سقى الله
ابن عوف من سلسبيل الجنة (أبو نعيم).
37819 عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حنى علي فقال:
والله! إنكن لأهم ما أترك قفا ظهري، والله! لا يعطف
عليكن إلا الصالحون أو الصابرون بعدي (أبو نعيم).
37820 عن عائشة قالت: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه في
مرضه فقال سيحفظني فيكن الصابرون أو الصادقون (الحسن
ابن سفيان، كر).
37821 عن عروة أن خولة بنت حكيم بن الأوقص من بني
سليم كانت من اللاتي وهبن أنفسن للنبي صلى الله عليه وسلم ولم أسمع أنه قبلها
(عب) (1).
37822 عن عروة قال: لما أن دخلت الكندية على النبي
صلى الله عليه وسلم قالت: أعوذ بالله منك! فقال: لقد عذت بعظيم، الحقي
بأهلك (عب) (2).
.

(1) خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون. أسد الغابة (7 / 93).
(2) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الطلاق باب من طلق وهل
يواجه..) 7 / 53. ص
710

تم بحمد الله وحسن توفيقه طبع الجزء الثالث عشر من كنز
العمال للعلامة علاء الدين علي المتقى الهندي رحم الله والمتوفى سنة 975 ه‍
يوم السبت 18 رجب سنة 1396 ه‍ والموافق 26 من شهر تموز سنة
1975 م، اعتنى بتصحيحه والتعليق عليه صفوة السقا وبكري الحياني.
(ويليه الجزء الرابع عشر إن شاء الله تعالى أوله: باب في
فضائل من ليسوا من الصحابة وذكرهم الافعال).
وندعو الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا به ويوفقنا لما يحبه ويرضاه،
وصلى الله على خير خلقه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مصحح الكتاب
صفوة السقا وبكري الحياني
711