الكتاب: موارد الظمآن
المؤلف: الهيثمي
الجزء: ٥
الوفاة: ٨٠٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: حسين سليم أسد الداراني ، عبد علي الكوشك
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار الثقافة العربية
ردمك:
ملاحظات:

موارد الظمآن
إلى زوائد ابن حبان
للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
735 - 807 ه‍
الجزء الخامس
حققه وخرج نصوصه
حسين سليم أسد الداراني - عبده علي الكوشك
دار الثقافة العربية - دار الفيحاء
بيروت - دمشق
3

[...]
5

1468 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عثمان بن عمر، عن مالك بن
مغول، عن سليمان الشيباني، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس قال: اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتما فلبسه وقال:
" شغلني هذا عنكم منذ اليوم ". فرمى به.
1469 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا عبد الله بن الحارث المخزومي، حدثنا ابن جريج قال:
حدثني زياد بن سعد: أن ابن شهاب أخبره.
6

أن أنس بن مالك أخبره أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يده يوما
خاتما من ذهب، فاضطرب الناس الخواتيم، فرمى به وقال: " لا ألبسه
أبدا ".
7

قلت: له في الصحيح نحوه من غير قوله: " من ذهب.
1470 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا المقدمي، وزحمويه، حدثنا
وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد، عن
الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي.
8

عن أبي ثعلبة قال: قعد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل وعليه خاتم من
ذهب، فقرع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده بقضيب كان في يده، ثم غفل عنه، فألقى
الرجل خاتمه. ثم نظر إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - (111 / 1) فقال: " أين
خاتمك؟ ". قال: ألقيته. قال: " أظننا قد أوجعناك وأغرمناك ".
1471 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب،
9

أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة: أن أبا النجيب مولى
عبد الله بن سعد حدثه:
أن أبا سعيد الخدري حدثه: أن رجلا قدم من نجران إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه خاتم من ذهب، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ولم يسأله عن شئ، فرجع الرجل إلى امرأته فحدثها فقالت إن لك شأنا،
فارجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وألق الخاتم. فلما استأذن أذن له، وسلم
على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد عليه السلام، فقال: يا رسول الله، أعرضت
عني؟.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " إنك جئتني وفي يدك جمرة من نار "،
فقال: يا رسول الله، لقد جئت إذا بجمر كثير، وكان قد قدم بحلي من
البحرين.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما جئت به غير مغن عنا شيئا إلا ما أغنت
عنا حجارة الحرة، ولكنه متاع الحياة الدنيا ". فقال الرجل: أعذرني في
أصحابك لا يظنون أنك سخطت علي بشئ. فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وعذره، وأخبر أن الذي كان منه إنما كان لخاتمه.
10

16 - باب فيما نهى عنه من جر الإزار
وخاتم الذهب وغير ذلك
1472 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا
معتمر بن سليمان، وشعبة، عن الركين بن الربيع، عن القاسم بن
حسان، عن عمه عبد الرحمن بن حرملة.
عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كره عشرا: تغيير الشيب،
وخاتم الذهب، والضرب بالكعاب، والرقى إلا بالمعوذات، والتمائم،
11

وجر الإزار، والصفرة، والمتبرج بالزينة لغير محلها، وعزل الماء عن
محله.
17 - باب ما جاء في الطيب
1473 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثنا جعفر بن
ربيعة، عن عبد الرحمن الأعرج.
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من عرض عليه
طيب فلا يرده، فإنه خفيف المحمل،.......
12

طيب الرائحة.
18 - باب طيب المرأة لغير زوجها
1474 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا
محمد بن رافع، حدثنا النضر بن شميل، عن ثابت بن عمارة الحنفي
[عن غنم بن قيس].
عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أيما امرأة استعطرت
فمرت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية، وكل عين زانية ".
13

19 - باب تغيير الشيب
1475 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن
عبد الملك بن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر بن راشد، عن
الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود.
عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أحسن ما غيرتم به
الشيب الحناء والكتم ".
14

1476 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم (111 / 2) مولى
ثقيف، حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، حدثنا محمد بن
سلمة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين.
عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر بأبي قحافة إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو أقررت
الشيخ في بيته، لأتيناه تكرمة لأبي بكر ".
قال: فأسلم ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا، فقال
15

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " غيروهما، وجنبوه السواد ".
20 - باب ما جاء في الشيب
1477 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا
الهيثم بن خارجة - وكان يسمى شعبة الصغير - حدثنا محمد بن حمير،
حدثنا ثابت بن عجلان، عن سليم بن عامر قال:
سمعت عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من شاب
شيبة في سبيل الله، كانت له نورا يوم القيامة ".
1478 - أخبرنا [محمد بن] محمود بن عدي، أنبأنا حميد بن
16

زنجويه، حدثنا عبد الصمد، حدثنا هشام الدستوائي، عن قتادة، عن
سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة.
عن أبي نجيح السلمي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" من شاب شيبة في سبيل الله، كانت له نورا يوم القيامة ".
17

[...]
18

[...]
19

1479 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن
أبي سلمة.
عن أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تنتفوا الشيب، فإنه نور
يوم القيامة، من شاب شيبة، كتب له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة،
ورفع له بها درجة ".
21 - باب ما جاء في الترجل
1480 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان، حدثنا سهل بن
صالح، حدثنا يحيى القطان، عن هشام، عن الحسن.
عن عبد الله بن المغفل قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الترجل
إلا غبا.
20

[...]
21

[...]
22

22 - باب الأخذ من الشعر والظفر
1481 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا سريج بن
يونس، حدثنا عبيدة بن حميد، حدثني يوسف بن صهيب، عن
حبيب بن يسار.
عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من لم يأخذ من
شاربه، فليس منا ".
23

1482 - أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل، حدثنا هشام بن
24

عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا حنظلة بن أبي سفيان: أنه سمع
نافعا يحدث.
عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الفطرة قص الشارب،
وتقليم الأظفار، وحلق العانة ".
23 - باب ما جاء في الصور
1483 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا الحسن بن الصباح
البزار، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: أخبرني إبراهيم بن
عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، قال:
حدثنا جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر بن الخطاب
25

زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم
يدخلها النبي (112 / 1) - صلى الله عليه وسلم - حتى محيت كل صورة.
26

1484 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة
[عن علي بن مدرك قال: سمعت أبا زرعة بن عمرو يحدث]، عن
عبد الله بن نجي، عن أبيه، قال:
سمعت عليا يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " لا تدخل الملائكة
بيتا فيه صورة، ولا كلب، ولا جنب ".
27

1485 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا يعقوب
28

الدورقي، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير:
أنه سمع جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الصور في
البيت.
1486 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، أنبأنا أحمد بن
أبي بكر، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن رافعا
مولى الشفاء أخبره قال: دخلت أنا وعبد الله بن أبي طلحة على
أبي سعيد الخدري نعوده.
فقال لنا أبو سعيد: أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أن الملائكة لا تدخل
بيتا فيه تماثيل أو صورة ".
شك إسحاق أيهما قال أبو سعيد.
1487 - أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم،
أنبأنا النضر بن شميل، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: سمعت
مجاهدا يقول:
29

حدثني أبو هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتاني جبريل
فقال: إني كنت أتيتك البارحة، فلم يمنعني أن أدخل البيت الذي كنت
فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل، وكان في البيت ستر فيه تماثيل،
وكان في البيت كلب، فأمر أن يقطع رأس التمثال وجعل منه
وسادتان. وأمر بالكلب فأخرج، وكان الكلب جروا للحسن
والحسين تحت نضد لهم ".
قال: " ثم أتاني جبريل فما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه
سيورثه ".
30

[...]
31

1488 - أخبرنا أبو عروبة، حدثنا محمد بن وهب بن
أبي كريمة، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن
أبي أنيسة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن مجاهد... فذكر بإسناده
بعضه.
24 - باب ما جاء في الجرس
1489 - أخبرنا علي بن أحمد بن عمران الجرجاني بحلب،
32

حدثنا محمد بن عبد الرحيم صاعقة، حدثنا القعنبي، حدثنا
خالد بن الحارث، حدثنا سعيد، عن قتادة.
عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقطع الأجراس.
1490 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن المثنى،
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى،
عن سعد بن هشام.
عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بالأجراس أن تقطع من
أعناق الإبل يوم بدر.
1491 - أخبرنا علي بن إبراهيم بن الهيثم، حدثنا محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا إسحاق بن الفرات، عن يحيى بن
33

أيوب، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني نافع: أن
سالم بن عبد الله أخبره: أن أبا الجراح مولى أم حبيبة حدث
عبد الله بن عمر.
عن أم حبيبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن العير التي فيها
الجرس لا تصحبها الملائكة ".
1492 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، حدثنا
نوح بن حبيب، حدثنا يحيى القطان، حدثني عبيد الله (112 / 2)
ابن عمر، عن نافع... فذكر بإسناده نحوه.
34

23 - كتاب الحدود
1 - باب الستر على المسلمين والغض عن عوراتهم
1493 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا أبو الوليد الطيالسي،
حدثنا ليث حدثنا إبراهيم بن نشيط الوعلاني، عن كعب بن علقمة،
عن دخين أبي الهيثم كاتب عقبة بن عامر، قال:
قلت لعقبة بن عامر: إن لنا جيرانا يشربون الخمر، وأنا داع
الشرط ليأخذوهم.
قال: لا تفعل، وعظهم وهددهم. قال: إني نهيتهم فلم
ينتهوا، وإني داع الشرط ليأخذوهم. فقال عقبة: ويحك لا تفعل، فإني
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من ستر عورة مؤمن، فكأنما استحيا
موؤودة في قبرها ".
35

[...]
36

[...]
37

1494 - أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني
ببغداد، ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي، قالا: حدثنا
محمود بن آدم، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا الحسين بن واقد،
عن أوفى بن دلهم، عن نافع.
38

عن ابن عمر قال: صعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا المنبر فنادى
بصوت رفيع وقال: " يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه،
لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عثراتهم، فإنه من يطلب
عورة المسلم، يطلب الله عورته، ومن يطلب الله عورته، يفضحه ولو
في جوف بيته ".
ونظر ابن عمر يوما إلى البيت فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك،
وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك.
1495 - أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف، حدثنا إسحاق بن
منصور، ومحمد بن سهل بن عسكر، قالا: حدثنا محمد بن يوسف،
عن سفيان، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد.
39

عن معاوية قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إنك إن اتبعت
عورات الناس، أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم ". قال: يقول أبو الدرداء:
كلمة سمعها معاوية من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفعه الله بها.
2 - باب فيمن لا حد عليه
1496 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا
حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم، عن الأسود.
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رفع القلم عن ثلاثة:
عن النائم حتى يستيقظ، وعن الغلام حتى يحتلم، وعن المجنون حتى
يفيق ".
40

[...]
41

1497 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا يونس بن
عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم، [عن سليمان بن
مهران]، عن أبي ظبيان.
عن ابن عباس قال: مر على بمجنونة بني فلان قد زنت أمر عمر
برجمها، فردها علي وقال لعمر: يا أمير المؤمنين، أترجم هذه؟ قال:
نعم. قال: أو ما تذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " رفع القلم عن ثلاثة:
عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن
الصبي حتى يحتلم "؟.
قال: صدقت. فخلى عنها.
42

[...]
43

3 - باب في [113 / 1) الخطأ والنسيان والاستكراه
1498 - أخبرنا وصيف بن عبد الله الحافظ بأنطاكية، أنبأنا
الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن
عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير.
عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله تجاوز عن
أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ".
44

[...]
45

4 - باب حد البلوغ
1499 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن
عبد الملك بن عمير.
46

عن عطية القرظي، قال: كنت فيمن حكم فيهم سعد بن
معاذ، فشكوا في أمن الذرية أنا، أم من المقاتلة؟ فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " انظروا، فإن كان أنبت الشعر، فاقتلوه، وإلا، فلا
تقتلوه ".
1500 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير... فذكر نحوه،
ولم يذكر الرفع.
47

[...]
48

1501 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا قتيبة بن
سعيد، حدثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير... فذكر نحوه.
5 - باب فيمن لا قطع عليه، وفيما لا قطع فيه
1502 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص،
حدثنا مؤمل بن إهاب، حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن أبي
الزبير، وعمرو بن دينار.
عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ليس على منتهب، ولا
مختلس، ولا خائن قطع ".
49

[...]
50

[...]
51

[...]
52

[...]
53

1503 - أخبرنا أبو عروبة، بحران، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا
مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن أبي الزبير... فذكر نحوه، ولم
يذكر المنتهب.
1504 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى، حدثنا مؤمل بن
إهاب، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير، وعمرو
ابن دينار.
عن جابر... فذكر المنتهب فقط وقال: " ومن انتهب فليس
منا ".
1505 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران، حدثنا
عبد الجبار بن العلاء العطار، حدثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن
محمد بن يحيى بن حبان.
عن عمه واسع بن حبان: أن غلاما سرق وديا من حائط، فرفع
إلى مروان، فأمر بقطعه.
54

فقال رافع بن خديج: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا قطع في ثمر ولا
كثر ".
55

[...]
56

[...]
57

6 - باب الحد كفارة
1506 - أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة، حدثنا أبو كامل
الجحدري، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة،
عن أبي أسماء.
عن عبادة بن الصامت قال: أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما أخذ
على النساء، وقال: " من أصاب منكم - أو منهن - حدا، فعجلت له
عقوبته، فهو كفارة. ومن أخر عنه فأمره إلى الله: إن شاء رحمه، وإن
شاء عفا عنه ".
58

7 - باب إقامة الحدود
1507 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا محمد بن قدامة، حدثنا ابن
علية، عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة.
59

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إقامة حد بأرض
خير لأهلها من مطر أربعين صباحا ".
60

[...]
61

1508 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن
سهم، حدثنا ابن المبارك، حدثنا عيسى بن يزيد، [عن جرير بن
يزيد]، عن أبي زرعة (113 / 2)... فذكر نحوه.
8 - باب النهي عن المثلة
1509 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان، حدثنا أيوب بن
محمد الوزان، حدثنا إسماعيل بن علية، عن يونس بن عبيد، عن
الحسن قال:
62

قال رجل لعمران بن حصين: إن عبدا لي أبق، وإني نذرت
إن أصبته لأقطعن يده. قال: لا تقطع يده، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان
يقوم فينا فيأمرنا بالصدقة وينهانا عن المثلة.
9 - باب النهي عن التحريق بالنار
1510 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران، حدثنا
محمد بن وهب بن أبي كريمة، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي
عبد الرحيم، عن زيد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي
إسحاق الدوسي.
عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا لقيتم هبار بن
63

الأسود ونافع بن عبد القيس فحرقوهما بالنار ". ثم إن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بعد ذلك: " لا يعذب بها إلا الله، ولكن إن لقيتموهما
فاقتلوهما ".
64

[...]
65

10 - باب حد الزنا
1511 - أخبرنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم،
قال: وحدثنا الحسين بن سعيد ابن بنت علي بن الحسين بن واقد،
حدثنا جدي علي بن الحسين بن واقد، حدثنا أبي، حدثنا يزيد
النحوي، عن عكرمة.
عن ابن عباس أنه قال: من كفر بالرجم، فقد كفر بالرحمن،
وذلك قول الله: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما
كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير) [المائدة: 15] فكان مما
أخفوا آية الرجم.
66

1512 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، حدثنا محمد
ابن وهب بن أبي كريمة، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي
عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك بن عمير، عن
أبي المليح الهذلي.
عن أبي موسى الأشعري قال: جاءت امرأة إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد
أحدثت وهي حبلى، فأمرها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تذهب حتى تضع ما في
بطنها، فلما وضعت، جاءت، فأمرها أن تذهب حتى تفطمه،
ففعلت، ثم جاءت فأمرها أن تدفع ولدها إلى أناس ففعلت، ثم جاءت
فسألها: " إلى من دفعته؟ " فأخبرته أنها دفعته إلى فلان، فأمرها أن
تأخذه وتدفعه إلى أناس من الأنصار، ثم إنها جاءت فأمرها أن تشد
67

عليها ثيابها، ثم إنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بها فرجمت، ثم إنه كفنها، وصلى
عليها، ثم دفنها. فبلغ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ما يقوله الناس، فقال: " لقد تابت
توبة لو قسمت توبتها بين سبعين رجلا من أهل المدينة لوسعتهم ".
1513 - أخبرنا عبد الله بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا ابن جريج، أنبأنا أبو الزبير: أن
عبد الرحمن بن الصامت - ابن عم أبي هريرة - أخبره:
أنه سمع أبا هريرة يقول: جاء الأسلمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فشهد على نفسه بالزنا أربع شهادات بالزنا يقول: أتيت امرأة حراما،
وفي ذلك (114 / 1) يعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى أقبل في
الخامسة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنكتها؟ ". قال: نعم.
68

قال: " هل غاب ذلك منك فيها كما يغيب المرود في المكحلة،
والرشاء في البئر؟ ".
فقال: نعم. فقال: " هل تدري ما الزنا؟ ".
قال: " نعم، أتيت منها حراما كما يأتي الرجل من امرأته حلالا.
قال: " فما تريد بهذا القول؟ ". قال: أريد أن تطهرني. فأمر به
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرجم فرجم، فسمع رجلين من الأنصار يقول
أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم يدع نفسه حتى
رجم رجم الكلب.
قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهما، ثم سار ساعة فمر بجيفة
حمار شائل برجله، فقال: " أين فلان وفلان؟ " فقالا: نحن ذا يا
رسول الله.
فقال لهما: " كلا من جيفة هذا الحمار ". فقالا: يا رسول الله،
غفر الله لك، من يأكل من هذا؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما نلتما من عرض هذا الرجل آنفا أشد
من أكل هذه الجيفة. فوالذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنة ".
69

قلت: لأبي هريرة في الصحيح حديث بغير هذا السياق.
1514 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، حدثنا
محمد بن الحارث البزار، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي
عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير المكي، عن
عبد الرحمن [بن] الهضهاض الدوسي.
عن أبي هريرة قال: جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: إن الأبعد قد زنى. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " وما يدريك ما
الزنا؟ " ثم أمر به فطرد وأخرج... فذكر نحوه.
1515 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي الزبير.
عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رجم ماعز بن مالك، قال: " لقد
رأيته يتخضخض في أنهار الجنة ".
70

11 - باب فيمن نكح ذات محرم
1516 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا وكيع، عن الحسن بن صالح، عن السدي، عن عدي بن
ثابت.
عن البراء، قال: لقيت خالي أبا بردة ومعه الراية، فقلت له: إلى
أين؟ فقال: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل تزوج امرأة أبيه، أن
أقتله، أو أضرب عنقه.
12 - باب ما جاء في شارب الخمر
1517 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
71

إبراهيم، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا ابن أبي ذئب، عن خاله
الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا سكر الرجل، فاجلدوه، ثم إن سكر، فاجلدوه، ثم إن سكر، فاجلدوه، ثم إن سكر
الرابعة، فاضربوا عنقه ".
72

1518 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا
أبو بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح.
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (114 / 2)
73

يقول: " من شرب الخمر [فاجلدوه]، فإن عاد، فاجلدوه، فإن عاد
فاجلدوه، فإن عاد فاقتلوه ".
1519 - أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل، حدثنا هشام بن
عمار، حدثنا شعيب بن إسحاق، حدثنا ابن أبي عروبة، عن عاصم بن
بهدلة، عن ذكوان أبي صالح.
عن معاوية بن أبي سفيان: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا
شربوا، فاجلدوهم، ثم إذا شربوا، فاجلدوهم، ثم إذا شربوا،
فاجلدوهم، ثم إذا شربوا، فاقتلوهم ".
13 - باب التعزير وسقوطه عن ذوي الهيئات
1520 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا سعيد بن عبد الجبار،
ومحمد بن الصباح، وقتيبة بن سعيد، قالوا: حدثنا أبو بكر بن نافع
74

العمري، عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم،
عن عمرة.
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أقيلوا ذوي الهيئات
زلاتهم ".
75

14 - باب فيمن ارتد عن الإسلام
1521 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن
عبد الأعلى، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت حميدا قال:
سمعت أنسا قال: كان رجل يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكان قد قرأ
(البقرة) و (آل عمران) - وكان الرجل إذا قرأ (البقرة) و (آل عمران) عد
فينا ذا شأن - وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يملي عليه (غفورا رحيما) فيكتب
(عفوا غفورا)، فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اكتب "، ويملي عليه (عليما
حكيما) فيكتب (سميعا بصيرا)، فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اكتب أيهما
شئت ". فارتد، فلحق بالمشركين، فقال أنا أعلمكم بمحمد، إن
كنت لأكتب ما شئت. فمات، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " إن
الأرض لن تقبله ".
قال أبو طلحة: فأتيت تلك الأرض التي مات فيها، وقد علمت أن
الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال، فوجدته منبوذا، فقلت: ما شأن هذا؟.
فقالوا: دفناه، فلم تقبله الأرض.
76

[...]
77

24 - كتاب الديات
1 - باب لا يجني أحد على أحد
1522 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا أبو الوليد
الطيالسي، حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن إياد بن لقيط، عن
عمه أبي رمثة قال:
78

انطلقت مع أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رأيته، قال أبي: من
هذا؟ قلت: لا أدري.
قال: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فاقشعررت حين قال ذلك،
وكنت أظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يشبه الناس، فإذا له وفرة بها ردع من
حناء، وعليه بردان أخضران، فسلم عليه أبي، فأخذ يحدثنا ساعة.
قال: " ابنك هذا؟ " قال: أي، ورب الكعبة أشهد به. قال:
" إن ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه ". ثم قرأ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) [الأنعام: 164] ثم
نظر إلى السلعة التي بين كتفيه فقال: يا رسول الله، إني كأطب الرجال،
ألا أعالجها؟. قال: " طبيبها (115 / 1) الذي خلقها ".
79

[...]
80

[...]
81

2 - باب أعف الناس قتلة أهل الإسلام
1523 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا حامد بن
يحيى البلخي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن إبراهيم،
عن هني بن نويرة، عن علقمة.
عن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله يقول: " إن أعف
الناس تلة أهل الإيمان ".
82

3 - باب النهي عن المثلة
تقدم في الحدود
4 - باب النهي عن التحريق بالنار
تقدم في الحدود أيضا
5 - باب دية الجنين
1524 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر الأعين، حدثنا
عمرو بن حماد بن طلحة، حدثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة.
عن ابن عباس قال: كانت امرأتان ضرتان، فرمت إحداهما
الأخرى بحجر، فماتت المرأة، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على العاقلة
الدية، فقالت عمتها: إنها قد أسقطت - يا رسول الله - غلاما قد نبت
شعره، فقال أبو القاتلة: إنها كاذبة، إنه والله ما استهل، ولا شرب،
ولا أكل. فمثله يطل.
83

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " سجع الجاهلية؟. غرة ".
84

قال ابن عباس: اسم إحداهما مليكة، والأخرى أم غطيف.
85

قلت: على حاشية للكتاب: القاتلة: مليكة، والمقتولة: أم
غطيف، قاله أبو نعيم، والخطيب.
1525 - خبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا الحسن بن
يحيى الأزدي، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار،
عن طاوس.
86

عن ابن عباس: أن عمر - رضوان الله عليه - ناشد الناس في
الجنين، فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال: كنت بين امرأتين،
فضربت إحداهما الأخرى، فقتلتها وجنينها، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فيه بغرة: عبد أو أمة، وأن تقتل بها.
6 - باب دية شبه العمد
1526 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عباس بن الوليد
النرسي، حدثنا وهيب بن خالد، عن خالد الحذاء، عن القاسم بن
ربيعة، عن عقبة بن أوس.
عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما افتتح مكة قال:
" لا إله إلا الله، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده. ألا إن
كل مأثرة تحت قدمي هاتين، إلا السدانة والسقاية. ألا إن قتيل الخطأ
شبه العمد - قتيل السوط والعصا - [دية] مغلظة،...
87

منها أربعون في بطونها أولادها ".
7 - باب في الأصابع والأسنان
1527 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة،
عن غالب التمار، قال: سمعت مسروق بن أوس يحدث.
أنه سمع أبا موسى الأشعري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الأصابع
سواء ". قلت: عشر عشر؟ قال: " نعم ".
88

1528 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا الحسن بن
ناصح الخلال، بغدادي، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، عن
أبي حمزة، عن يزيد النحوي، عن عكرمة،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الأسنان سواء،
والأصابع سواء ".
89

8 - باب في الشجة
1529 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا فياض بن زهير، حدثنا
عبد الرزاق، أنبأنا (115 / 2) معمر، عن الزهري، عن عروة.
عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا جهم بن حذيفة
90

[مصدقا] فلاجه رجل في صدقته، فضربه [أبو جهم] فشجه، فأتوا
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: القود يا رسول الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لكم كذا
وكذا "، فلم يرضوا. فقال: " لكم كذا وكذا "، فلم يرضوا. فقال:
" لكم كذا وكذا "، فرضوا. فقال: " أرضيتم؟ ". قالوا: نعم.
9 - باب فيمن قتل معاهدا
1530 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي،
حدثنا مخلد بن الحسين، عن هشام، عن الحسن.
91

عن أبي بكرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قتل معاهدا في
عهده، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مئة
عام ".
92

1531 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا عبد الله بن
عبد الوهاب الجمحي، حدثنا حماد بن زيد، عن يونس بن عبيد،
عن الحسن.
93

عن أبي بكرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قتل نفسا معاهدة
94

بغير حقها، لم يرح رائحة الجنة، وإن ريح رائحة الجنة ليوجد من
مسيرة مئة عام ".
1532 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا مسدد، عن يزيد بن
زريع، عن يونس بن عبيد، عن الحكم بن الأعرج، عن الأشعث
ابن ثرملة.
عن أبي بكرة... فذكر نحوه باختصار.
1533 - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أحمد بن يحيى بن حميد
الطويل، حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن.
عن أبي بكرة... فذكر نحوه.
95

25 - كتاب الامارة
1 - باب الخلافة
1534 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا علي بن الجعد الجوهري،
حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان.
عن سفينة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " الخلافة
بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكا ".
قال: أمسك: خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - سنتين،
و [خلافة] عمر - رضوان الله عليه - عشرا و [خلافة] عثمان - رضي
الله عنه - ثنتي عشرة، و [خلافة] علي - رضي الله عنه - ست
[سنين].
96

قال علي بن الجعد: قلت لحماد بن سلمة: سفينة القائل:
أمسك؟ قال: نعم.
97

[...]
98

[...]
99

1535 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي،
حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد بن جمهان.
عن سفينة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الخلافة ثلاثون سنة،
وسائرهم ملوك ".
100

2 - باب الناس تبع لقريش
1536 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد
المقبري.
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لي على قريش
حقا، وإن لقريش عليكم حقا ما حكموا فعدلوا، وائتمنوا فأدوا،
واسترحموا فرحموا ".
1537 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، حدثنا فياض بن
زهير، حدثنا عبد الرزاق... فذكر بإسناده نحوه.
101

3 - باب ما جاء في العدل
1538 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي
السرى، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار: أن عمرو بن أوس أخبره.
أن عبد الله (116 / 1) بن عمرو بن العاص أخبره: أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن
يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - المقسطون على أهليهم وأولادهم وما
ولوا ".
102

4 - باب أدب الحاكم
1539 - أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الجوزي بالموصل،
[حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، حدثنا عمرو بن حماد، حدثنا
أسباط بن نصر، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس].
عن علي قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ب‍ (براءة)، فقلت: يا
رسول الله، بعثتني وأنا غلام حديث السن، فأسأل عن القضاء ولا أدري
ما أجيب؟. قال: " ما بد من ذلك أن تذهب بها أنا أو أنت ". قال:
103

قلت: إن كان ولا بد، أذهب أنا. فقال: " انطلق فاقرأها على الناس،
فإن الله تعالى يثبت لسانك، ويهدي قلبك ". ثم قال: " إن الناس
سيتقاضون إليك فإذا أتاك الخصمان، فلا تقض لواحد حتى تسمع كلام
الآخر، فإنه أجدر أن تعلم لمن الحق ".
104

5 - باب إعانة الله للقاضي العدل
1540 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا عمران القطان، عن
الشيباني.
عن ابن أبي أوفى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: - " إن الله مع
القاضي ما لم يجر ".
105

6 - باب فيمن يرضى الله بسخط الناس
1541 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، عن واقد بن محمد،
عن ابن أبي مليكة، عن القاسم.
عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أرضى الله بسخط
الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضا الناس، وكله الله إلى
الناس ".
106

أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الله بن عمر
الجعفي، حدثنا المحاربي، عن عثمان بن واقد العمري، عن أبيه، عن
محمد بن المنكدر، عن عروة.
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من التمس رضا الله
بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا
الناس بسخط الله، سخط الله عليه، وأسخط الناس عليه ".
107

7 - باب ما جاء في السمع والطاعة
1543 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
108

يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن بكيرا حدثه،
أن سهيل بن ذكوان حدثه، أن أباه حدثه.
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " آمركم بثلاث،
وأنهاكم عن ثلاث:
آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وتعتصموا بحبل الله
جميعا ولا تفرقوا، وتطيعوا لمن ولاه الله عليكم أمركم.
وأنهاكم عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال ".
1544 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، [حدثنا أحمد بن
أبي بكر]، عن مالك، عن سهيل... فذكر نحوه.
109

1545 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة، حدثنا
هشام بن عمار، حدثنا مدرك بن سعد الفزاري، قال: سمعت حيان
أبا النصر يقول: حدثني جنادة بن أبي أمية.
عن عبادة بن الصامت: أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: " عليك السمع
والطاعة في عسرك (116 / 2) ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة
عليك، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ". فذكر الحديث، وهو في
110

الصحيح غير قوله: " وإن أكلوا مالك، وضربوا ظهرك ".
111

1546 - أخبرنا الصوفي ببغداد، حدثنا الهيثم بن خارجة،
حدثنا مدرك بن سعيد الفزاري... فذكر بإسناده نحوه.
1547 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا النضر بن شميل، حدثنا كهمس بن الحسن العبسي،
حدثنا أبو السليل ضريب بن نقير القيسي، قال:
112

قال أبو ذر: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو هذه الآية: (ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) [الطلاق: 2] [قال:
فجعل يرددها علي] حتى نعست. فقال: " يا أبا ذر، لو أن الناس
كلهم أخذوا بها لكفتهم ". ثم قال: " يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت
من المدينة؟ ". قلت: إلى السعة والدعة، أكون حماما من حمام مكة.
قال: " فكيف تصنع إذا أخرجت من مكة؟ ". قلت: إلى السعة
والدعة، أرض الشام: الأرض المقدسة.
قال: " فكيف تصنع إذا أخرجت منها؟ ". قلت: والذي بعثك
بالحق آخذ سيفي فأضعه على عاتقي.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أو خير من ذلك؟ تسمع وتطيع لعبد حبشي
مجدع ".
113

1548 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا
معتمر بن سليمان، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي
الأسود الديلي، عن عمه.
114

عن أبي ذر قال: أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا نائم في مسجد
المدينة فضربني برجله وقال: " ألا أراك نائما فيه؟ ". قلت: يا
رسول الله، غلبتني عيناي... فذكر نحوه باختصار.
1549 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا النضر بن شميل، أنبأنا شعبة، حدثنا أبو عمران الجوني
سمع عبد الله بن الصامت يقول:
قدم أبو ذر على عثمان من الشام فقال: يا أمير المؤمنين افتح
الباب حتى يدخل الناس. أتحسبني من قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز
حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون
فيه حتى يعود السهم على فوقه؟ هم شر الخلق والخليقة. والذي نفسي
بيده، لو أمرتني أن أقعد، لما قمت، ولو أمرتني أن أكون قائما، لقمت
ما أمكنتني رجلاي، ولو ربطتني على بعير لم أطلق نفسي حتى تكون
أنت تطلقني. ثم استأذنه أن يأتي الربذة، فأذن له، فأتاها، فإذا عبد
يؤمهم، فقالوا: أبو ذر! فنكص العبد، فقيل له: تقدم. فقال: أوصاني
115

خليلي [- صلى الله عليه وسلم بثلاث]: أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي مجدع
الأطراف...
116

[...]
117

[...]
118

1550 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا هدبة بن
خالد القيسي، حدثنا أبان بن يزيد العطار، حدثنا يحيى بن أبي كثير:
أن زيدا حدثه: أن أبا سلام حدثه:
أن الحارث الأشعري حدثه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله
- جل وعلا - أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن، ويأمر بني
إسرائيل أن يعملوا بهن، وأن عيسى قال له: إن الله أمرك بخمس
كلمات (117 / 1) تعمل بهن، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فإما
أن تأمرهم، وإما أن آمرهم.
قال: أي أخي، إني أخاف إن لم آمرهم أن أعذب أو يخسف بي.
قال: فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ، وجلسوا على
الشرفات، فوعظهم وقال: إن الله - جل وعلا - أمرني بخمس كلمات
أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن:
أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، ومثل ذلك مثل رجل
اشترى عبدا بخالص ماله: بذهب أو ورق، وقال له: هذه داري، وهذا
عملي، فجعل العبد يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يسره أن يكون
عبده هكذا؟. وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا.
وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم، فلا تلتفتوا، فإن العبد إذا لم
يلتفت استقبله - جل وعلا - بوجهه.
وآمركم بالصيام، وإنما مثل ذلك مثل رجل معه صرة فيها
119

مسك، وعنده عصابة يسره أن يجدوا ريحها، فإن الصيام عند الله أطيب
من ريح المسك.
وآمركم بالصدقة، وإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو،
فأوثقوا يده إلى عنقه، وأرادوا أن يضربوا عنقه فقال: هل لكم أن أفدي
نفسي؟ فجعل يعطيهم القليل والكثير ليفك نفسه منهم.
وآمركم بذكر الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا
في أثره، فأتى على حصن حصين، فأحرز نفسه فيه، فكذلك العبد لا
يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وأنا آمركم بخمس أمرني الله بها:
بالجماعة، والسمع والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله.
فمن فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربق الإسلام من عنقه، إلا أن
يراجع. ومن دعا بدعوى جاهلية، فهو من جثا جهنم ". قال رجل: وإن
صام وصلى؟ قال: " وإن صام وصلى. فادعوا بدعوى الله الذي سماكم
المسلمين المؤمنين عباد الله ".
120

8 - باب ما جاء في الوزراء
1551 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان، حدثنا موسى بن
مروان الرقي، حدثنا الوليد، عن زهير بن محمد، عن عبد الرحمن بن
القاسم، عن أبيه.
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أراد الله بعبد خيرا،
جعل له وزير صدق، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه. وإذا أراد غير
ذلك، جعل له وزير سوء إن نسي، لم يذكره، وإن ذكر، لم يعنه ".
121

9 - باب فيمن أمر بمعصية
1552 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن عمرو، عن عمر بن
الحكم بن ثوبان:
أن أبا سعيد الخدري قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علقمة بن
مجزز المدلجي على بعث أنا فيهم، فخرجنا حتى إذا كنا على رأس
غزاتنا وفي بعض الطريق استأذنته طائفة فأذن لهم، وأمر عليهم
122

عبد الله بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب (117 / 2) بدر، وكانت
فيه دعابة، فكنت فيمن رجع معه، فبينا نحن في الطريق، نزل منزلا،
فأوقد القوم نارا يصطلون بها ويصنعون عليها صنيعا لهم، إذ قال لهم
عبد الله بن حذافة: أليس [لي] عليكم السمع والطاعة؟. قالوا:
نعم. قال: فإنما آمركم بشئ إلا فعلتموه، قال: فإني أعزم عليكم
بحقي وطاعتي إلا تواثبتم في هذه النار.
قال: فقام ناس حتى إذا ظن أنهم واثبون فيها، قال: أمسكوا
عليكم أنفسكم إنما أضحك معكم. فلما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ذكروا ذلك له، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أمركم بمعصية، فلا
تطيعوه ".
1553 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، أنبأنا سليمان بن
المغيرة، حدثنا حميد بن هلال العدوي، حدثنا بشر بن عاصم الليثي.
عن عقبة بن مالك، قال: وكان من رهطه، قال: بعث
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية فسلح رجلا سيفا، فلما انصرفنا، ما رأيت مثل
123

ما لامنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أعجزتم إذ أمرت عليكم رجلا فلم يمض لأمري الذي أمرت به أو نهيت عنه. [أن تجعلوا مكانه آخر
يمضي أمري الذي أمرت] به أو نهيت عنه؟ ".
10 - باب أخذ حق الضعيف من الشديد
1554 - أخبرنا محمد بن الطاهر بن أبي الدميك ببغداد،
124

حدثنا علي بن المديني، حدثنا الفضل بن العلاء، حدثنا ابن
خثيم، عن أبي الزبير.
عن جابر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " كيف تقدس أمة
لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم "؟.
قلت: لهذا الحديث طريق أطول من هذا في كتاب البعث في
الحساب والقصاص.
11 - باب ما جاء في الأمراء
1555 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري،
عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سيكون بعدي
خلفاء يعملون بما يعلمون، ويفعلون ما يؤمرون، وسيكون من بعدهم
125

خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر،
برئ، ومن أمسك، سلم، ولكن من رضي وتابع ".
1556 - أخبرنا ابن سلم في عقبه، حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم، حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن إبراهيم بن
مرة، عن الزهري، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال... مثله.
1557 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا الوليد، حدثني الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة.
قلت: فذكر نحوه.
1558 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم المروزي، أنبأنا جرير بن عبد الحميد، عن رقبة بن مصقلة،
عن جعفر بن إياس، عن عبد الرحمن بن مسعود.
126

عن أبي سعيد، وأبي هريرة (118 / 1) قالا: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون
الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا، ولا
شرطيا، ولا جابيا، ولا خازنا ".
1559 - أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران، حدثنا النفيلي،
حدثنا موسى بن أعين، عن معمر، عن هشام بن حسان [عن عباد بن
أبي علي]، عن أبي حازم مولى أبي رهم الغفاري.
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ويل للأمراء ليتمنين
أقوام أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم يكونوا ولوا شيئا
قط ".
127

1560 - أخبرنا ابن قتيبة والحسن بن سفيان قالا: حدثنا
إبراهيم بن هشام الغساني، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عمرو بن
قيس السكوني، عن عدي بن عدي الكندي، قال:
بينا أبو الدرداء يوما يسير شاذا من الجيش إذ لقيه رجلان شاذان
من الجيش، فقال: يا هذان، إنه لم يكن ثلاثة في مثل هذا المكان إلا
أمروا عليهم، فليتأمر أحدكم.
قالوا: أنت يا أبا الدرداء.
قال: بل أنتما، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من والي
ثلاثة إلا لقي الله مغلولة يمينه، فكه عدله، أو غله جوره ".
128

1561 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن
المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير،
حدثني عامر العقيلي: أن أباه أخبره.
أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " عرض علي
أول ثلاثة يدخلون النار: أمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق
الله، وفقير فخور ".
129

1562 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة.
عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله سائل كل
راع عما استرعاه، حفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل
بيته ".
130

أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد، حدثنا
عمر بن العلاء اليشكري، عن صالح بن سرج، عن عمران بن حطان.
131

عن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يدعى
القاضي العدل يوم القيامة، فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض
بين اثنين في عمره ".
132

قلت: هو في المسند: " لم يقض بين اثنين في تمرة ".
12 - باب في الأئمة المضلين
1564 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف أبو حمزة، حدثنا
محمد بن عبد الملك بن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن
أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني.
عن شداد بن أوس قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني لا أخاف على
أمتي إلا الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي، لم يرفع عنهم إلى
يوم القيامة ".
1565 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عبيد الله بن
معاذ بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا عاصم بن محمد، عن عامر بن
133

السمط، عن معاوية بن إسحاق بن طلحة (118 / 2) - قال حدثني ثم
استكتمني أن أحدث به ما عاش معاوية - فذكر عامر قال: سمعته وهو
يقول: حدثني عطاء بن يسار وهو قاضي المدينة قال:
سمعت ابن مسعود وهو يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سيكون
أمراء من بعدي يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن
جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن
جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، لا إيمان بعده ".
قال عطاء: فحين سمعت الحديث منه انطلقت إلى عبد الله بن
عمر فأخبرته، فقال: ائت [سمعت] ابن مسعود يقول هكذا؟
كالمدخل عليه في حديثه.
قال عطاء: فقلت: هو مريض، فما يمنعك أن تعوده؟ قال:
فانطلق بنا إليه. قال فانطلق وانطلقت معه، فسأله عن شكواه، ثم سأله
عن الحديث قال: فخرج ابن عمر وهو يقلب كفه، وهو يقول: ما كان
ابن أم عبد يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
134

[...]
135

13 - باب ما جاء في الظلم والفحش
1566 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا
سفيان، عن ابن عجلان، عن سعيد.
عن أبي هريرة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إياكم والظلم، فإن
الظلم هو الظلمات عند الله يوم القيامة.
وإياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفاحش والمتفحش.
وإياكم والشح، فإن الشح دعا من كان قبلكم فسفكوا دماءهم،
136

وقطعوا أرحامهم، واستحلوا محارمهم ".
137

14 - باب في الذين يعذبون الناس
1567 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا
حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة.
أن حكيم بن حزام مر بعمير بن سعد وهو يعذب الناس في
الجزية في الشمس، فقال: يا عمير، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا ". قال: اذهب فخل
سبيلهم.
138

15 - باب في إمارة الصبيان
1568 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن
إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي.
عن عامر بن شهر قال: كلمتين سمعتهما ما أحب أن لي بواحدة
منهما الدنيا وما فيها: إحداهما من النجاشي، والأخرى من
النبي - صلى الله عليه وسلم -.
139

فأما التي سمعتها من النجاشي، فإنا كنا عنده إذ جاء ابن له من
الكتاب فعرض لوحة. قال: وكنت أفهم بعض كلامهم، فمر بآية
فضحكت، فقال: ما الذي أضحكك؟ فوالذي نفسي بيده لأنزلت من عند
ذي العرش، إن عيسى بن مريم قال: إن اللعنة تكون في الأرض إذا
كانت إمارة الصبيان.
والذي سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول: " اسمعوا من
قريش ودعوا فعلهم ".
16 - باب فيمن يدخل على الأمراء السفهاء
ويعينهم (119 / 1) على ظلمهم
1569 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني بجرجان،
140

حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن
عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن سابط.
عن جابر، عن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يا كعب، أعيذك
بالله من إمارة السفهاء، إنها ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على
ظلمهم، وصدقهم بكذبهم، فليس مني ولست منه، ولن يرد علي
الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم، ولم يصدقهم
بكذبهم، فهو مني، وأنا منه، وسيرد علي الحوض.
يا كعب بن عجرة، الصلاة قربان، والصوم جنة، والصدقة تطفئ
الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والناس غاديان: فمبتاع نفسه، فمعتق
رقبته وموبقها.
يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت ".
1570 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن خثيم... فذكر نحوه.
إلا أنه قال: " لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي ".
141

1571 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني،
حدثنا محمد بن عبد الوهاب، عن مسعر، عن أبي حصين، عن
الشعبي، عن عاصم العدوي.
عن كعب بن عجرة قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن تسعة
- خمسة وأربعة - أحد الفريقين من العرب، والآخر من العجم، فقال:
" اسمعوا، وهل سمعتم. إنه يكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم
فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، وليس
بوارد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على
ظلمهم، فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض ".
1572 - أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني، حدثنا
142

محمد بن عصام بن يزيد بن مرة بن عجلان، حدثنا أبي، حدثنا
سفيان، عن أبي حصين... فذكر نحوه.
1573 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي، أنبأنا الملائي، حدثنا سفيان، عن أبي حصين...
فذكر نحوه.
1574 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ،
حدثنا أبي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس القشيري، عن
سماك بن حرب، عن عبد الله بن خباب.
143

عن أبيه قال: كنا قعودا على باب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فخرج علينا،
فقال: " اسمعوا ". قلنا: قد سمعنا. قال: " اسمعوا ". قلنا: قد سمعنا.
قال: " اسمعوا ". قلنا: قد سمعنا. قال: " إنه سيكون من بعدي أمراء فلا
تصدقوهم بكذبهم، ولا تعينوهم على ظلمهم، فإنه من صدقهم بكذبهم
وأعانهم على ظلمهم، لم يرد علي الحوض ".
1575 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا المقدمي، حدثنا
معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن سليمان بن
أبي سليمان.
144

عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " سيكون من
بعدي أمراء يغشاهم غواش من الناس، فمن صدقهم بكذبهم،
وأعانهم على ظلمهم، فأنا منه برئ وهو مني برئ، ومن لم يصدقهم
بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأنا منه وهو مني ".
145

17 - باب الكلام (119 / 2) عند الأمراء
1576 - أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني
أبو بكر ببغداد، حدثنا علي بن خشرم، حدثنا الفضل بن موسى، عن
محمد بن عمرو، عن عمرو بن علقمة.
عن علقمة بن وقاص: أنه مر به رجل من أهل المدينة له شرف،
وهو جالس بسوق المدينة، فقال علقمة: يا فلان إن لك حرمة، وإن لك
حقا، وإني رأيتك تدخل على هؤلاء الأمراء فتكلم عندهم.
وإني سمعت بلال بن الحارث صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما
يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه. وإن
أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب
الله له بها سخطه إلى يوم القيامة ".
قال علقمة: انظر ويحك ماذا تقول وما تتكلم به، فرب كلام
قد منعنيه ما سمعت من بلال بن الحارث.
146

[...]
147

[...]
148

26 - كتاب الجهاد
1 - باب ما جاء في الهجرة
1577 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب:
أن عمرو بن عبد الرحمن ابن أخي يعلى بن منية حدثه أن
أباه أخبره:
أن يعلى بن منية قال: جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي فقلت له: يا
رسول الله، بايع أبي على الهجرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بل أبايعه
على الجهاد، فقد انقطعت الهجرة ".
149

1578 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة، حدثنا
هشام بن عمار، حدثنا يحيى بن حمزة، حدثنا محمد بن الوليد بن
الزبيدي، عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك:
أن فديكا - جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنهم
يزعمون أنه من لم يهاجر هلك؟.
150

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا فديك، أقم الصلاة، واهجر السوء،
واسكن من أرض قومك حيث شئت ".
151

قلت: هكذا قال: عن صالح: أن فديكا، ولم يقل: عن فديك،
فظاهره الإرسال.
1579 - أخبرنا عمر بن محمد بن الهمداني، حدثنا عمرو بن
عثمان، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني عبد الله بن العلاء بن زبر،
عن بسر بن عبيد الله، عن عبد الله بن محيريز.
عن عبد الله بن وقدان القرشي - وكان مسترضعا في بني سعد بن
بكر، وكان يقال له: عبد الله بن السعدي - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار ".
152

[...]
153

[...]
154

[...]
155

1580 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا بندار، حدثنا ابن أبي عدي [،
وأبو داود قالا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن
الحارث، عن أبي كثير الزبيدي].
عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إياكم والظلم
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش.
وإياكم والشح فإنما أهلك من كان قبلكم الشح، أمرهم
بالقطيعة فقطعوا أرحامهم، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمرهم بالبخل
فبخلوا ".
156

فقال رجل: يا رسول الله، أي الإسلام أفضل؟ قال: " أن يسلم
المسلمون من لسانك ويدك ".
قال: يا رسول الله، فأي الهجرة [أفضل]؟ قال: " أن تهجر ما
كره ربك ".
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الهجرة (120 / 1) هجرتان، هجرة
الحاضر وهجرة البادي، أما البادي فيجيب إذا دعى، ويطيع إذا أمر،
وأما الحاضر فهو أعظمهما بلية وأعظمها أجرا ".
157

[...]
158

1581 - أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني، حدثنا
محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان، حدثنا أبي، حدثنا سفيان، عن
159

الأعمش، عن عمرو بن مرة... فذكر بعضه.
2 - باب فضل الهجرة
1582 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا
إبراهيم بن حمزة الزبيري، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن
كثير بن زيد، عن ابن أبي سعيد الخدري.
عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " للمهاجرين منابر من ذهب
يجلسون عليها يوم القيامة، قد أمنوا من الفزع ".
قال أبو سعيد الخدري: والله لو حبوت بها أحدا لحبوت بها
قومي.
160

باب في فضل الجهاد
1583 - أخبرنا خلاد بن محمد بن خالد الواسطي بنهر
سابس على دجلة، حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا
المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثنا أبو الأسود محمد بن
عبد الرحمن، عن مجاهد.
عن أبي هريرة: أنه كان في الرباط، ففزعوا إلى الساحل، ثم قيل
لا بأس، فانصرف الناس وبقي أبو هريرة واقفا، فمر به إنسان فقال:
ما يوقفك يا أبا هريرة؟.
161

قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " موقف ساعة في سبيل الله
خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود ".
1584 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان - وكان قد صام النهار وقام
الليل ثمانين سنة غازيا ومرابطا - أنبأنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك،
عن أبي الزناد، عن الأعرج.
عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " مثل المجاهد في
162

سبيل الله كمثل القانت الصائم الذي لا يفتر صلاة ولا صياما حتى
يرجعه الله إلى أهله بما يرجعه إليهم من غنيمة أو أجر، أو يتوفاه فيدخله
الجنة ".
1585 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه.
عن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، أخبرنا بعمل يعدل
الجهاد في سبيل الله، قال: " لا تطيقونه " قالوا: يا رسول الله، أخبرنا
علنا نطيقه، قال: " مثل المجاهد في سبيل الله، كمثل الصائم
القانت بآيات الله، لا يفتر من صوم ولا صدقة حتى يرجع المجاهد
إلى أهله ".
163

1586 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا أبو عامر، حدثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي،
عن عبد الرحمن بن أبي عمرة.
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن في الجنة مئة
درجة أعدها الله للمجاهد في سبيله، بين الدرجتين كما بين السماء
والأرض، فإذا سألتم الله، فسلوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وهو أعلى
الجنة، وفوقه العرش، ومنه تفجر أنهار الجنة ".
164

[...]
165

1587 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد، حدثنا أبو
الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا ابن وهب، أخبرني أبو
هانئ (120 / 2) الخولاني، عن عمرو بن مالك الجنبي.
أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" أنا زعيم - والزعيم: الحميل - لمن آمن وأسلم وهاجر ببيت في ربض
الجنة، وببيت في وسط الجنة.
وأنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وجاهد في سبيل الله ببيت في
ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في أعلى غرف الجنة،
فمن فعل ذلك، لم يدع للخير مطلبا ولا من الشر مهربا، يموت حيث
شاء أن يموت ".
166

1588 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان، أنبأنا عبد الله،
حدثنا عتبة بن أبي حكيم، حدثنا حصين بن حرملة المهري.
حدثني أبو المصبح المقرائي، قال: بينا نحن نسير بأرض الروم
في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي، إذ مر مالك بجابر بن
عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له، فقال له مالك: أي أبا عبد الله، اركب
فقد حملك الله، فقال جابر: أصلح دابتي وأستغني عن قومي، وسمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله
على النار ". فسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت، ناداه بأعلى
صوته: يا أبا عبد الله اركب فقد حملك الله، فعرف جابر الذي يريد،
فرفع صوته، فقال: أصلح دابتي وأستغني، عن قومي، وسمعت
167

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على
النار ". فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه.
1589 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق،
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، عن
يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة.
حدثني عبد الله بن سلام قال: جلست في نفر من أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: أيكم يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيسأله عن أي
الأعمال أحب إلى الله؟. قال: فهبنا أن يسأله منا أحد، قال: فأرسل
إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفردنا رجلا رجلا لم يتخط غيرنا. فلما اجتمعنا
عنده، أومأ بعضنا إلى بعض: لأي شئ أرسل إلينا؟ وفزعنا أن يكون
نزل فينا. فقرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (سبح لله ما في السماوات وما
في الأرض وهو العزيز الحكيم. يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا
تفعلون) [الصف: 1 - 3] قال: فقرأها من فاتحتها إلى خاتمتها، ثم
168

قرأ يحيى من فاتحتها إلى خاتمتها، ثم قرأ الأوزاعي من فاتحتها إلى
خاتمتها، وقرأ الوليد من فاتحتها إلى خاتمتها.
1590 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أنبأنا عمرو بن الحارث، عن ابن أبي هلال:
أن [يحيى بن عبد الرحمن الثقفي] حدثه: عن عون بن عبد الله بن
عتبة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام.
عن أبيه قال: بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ سمع القوم وهم
يقولون: أي الأعمال أفضل يا رسول الله؟ قال: " إيمان بالله ورسوله
(121 / 1) وجهاد في سبيله، وحج مبرور ".
ثم سمع نداء في الوادي يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن
محمدا رسول الله. قال: " وأنا أشهد، وأشهد أن لا يشهد بها أحد إلا
برئ من الشرك ".
169

1591 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي، أنبأنا عبدة بن سليمان، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا
أبو سلمة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أفضل الأعمال عند
الله تعالى: إيمان لا شك فيه، وغزو لا غلول فيه، وحج مبرور ".
قال أبو هريرة: حجة مبرورة تكفر خطايا سنة.
170

قلت: لأبي هريرة حديث في الصحيح غير هذا.
1592 - أخبرنا الحسن بن سفيان، أنبأنا حبان بن موسى، أنبأنا
عبد الله، حدثنا أبو معن، حدثنا أبو عقيل، عن أبي صالح مولى
عثمان بن عفان قال:
قال عثمان بن عفان في مسجد الخيف بمنى: أيها الناس، إني
سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم حديثا كنت كتمتكموه ضنا بكم، وقد بدا
لي أن أبذله نصيحة لله ولكم، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يوم في
سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه، فلينظر كل امرئ منكم
لنفسه ".
171

[...]
172

1593 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان، أنبأنا عبد الله
[قال: أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن خالد القارظي، عن
إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذيب]، عن عطاء بن يسار.
عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم وهم جلوس
في مجلس فقال: " ألا أخبركم بخير الناس منزلا؟ ". قالوا: بلى يا
رسول الله، قال: " رجل آخذ برأس فرسه في سبيل الله حتى يموت،
أو يقتل ".
ألا أخبركم بالذي يليه؟ ". قلنا: بلى يا رسول الله. قال: " امرؤ
معتزل في شعب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعتزل شرور الناس. أو
أخبركم بشر الناس؟ " قلنا: بلى يا رسول الله، قال: " الذي يسأل بالله
ولا يعطي به ".
173

1594 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
174

يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن بكيرا حدثه،
عن عطاء بن يسار... فذكر نحوه باختصار ألفاظ.
1595 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا سعد بن
عبد الله بن عبد الحكم، حدثنا أبي، حدثنا الليث بن سعد، عن
الحارث بن يعقوب، عن قيس بن رافع القيسي، عن عبد الرحمن بن
جبير، عن عبد الله بن عمرو.
عن معاذ بن جبل، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من جاهد في
سبيل الله، كان ضامنا على الله، ومن عاد مريضا، كان ضامنا على الله،
ومن غدا إلى المسجد - أو راح، كان ضامنا على الله، ومن دخل على
إمام يعزره، كان ضامنا على الله، ومن جلس في بيته، لم يغتب إنسانا،
كان ضامنا على الله ".
1596 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، حدثنا العباس بن الوليد
175

الخلال، حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد، عن عبد الرحمن بن
ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، [عن مالك
ابن يخامر].
176

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قاتل في
سبيل الله فواق ناقة، وجبت له الجنة ".
177

1597 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط، أنبأنا
عيسى بن حماد (121 / 2) أنبأنا الليث، عن ابن عجلان، عن
سهيل، عن أبيه.
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [قال]: " لا يجتمع في
جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم، ولا يجتمع في جوف
عبد الإيمان والحسد ".
178

أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان
بجرجان، حدثنا محمد بن ميمون الخياط، حدثنا سفيان، عن مسعر،
عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن عيسى بن طلحة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يجتمع دخان
جهنم وغبار في سبيل الله في منخري مسلم ".
179

1599 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط، حدثنا
عبد الحميد بن بيان السكري، حدثنا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن
أبي صالح، عن القعقاع بن اللجلاج.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يجتمع غبار في
سبيل الله، ودخان جهنم في جوف عبد، ولا يجتمع الشح والإيمان في
قلب عبد أبدا ".
180

[...]
181

1600 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا القعنبي، حدثنا
عبد العزيز بن محمد، عن العلاء، عن أبيه.
عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يجتمع الكافر
وقاتله في النار أبدا ".
182

1601 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا أبو عقيل الثقفي، حدثنا موسى بن
المسيب، أخبرني سالم بن أبي الجعد.
عن سبرة بن أبي الفاكه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:: إن
الشيطان قعد، لابن آدم بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين
آبائك؟ فعصاه، فأسلم، فغفر له. فقعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر
وتذر دارك وأرضك وسماءك؟ فعصاه، فهاجر. فقعد له بطريق الجهاد
فقال: تجاهد - وهو جهد النفس والمال - فتقاتل، فتقتل، فتنكح
المرأة، ويقسم المال؟ فعصاه فجاهد ".
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فمن فعل ذلك فمات، كان حقا على الله
أن يدخله الجنة، أو قتل، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن
غرق، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابة، كان حقا على
الله أن يدخله الجنة ".
183

4 - باب فيمن ثبت عند الهزيمة
1602 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار،
حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن زيد
ابن ظبيان.
عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة
يبغضهم الله.
أما الذين يحبهم الله: فرجل أتى قوما فسألهم بالله، ولم يسألهم
بقرابة بينهم وبينه، فتخلف رجل بأعقابهم، فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته
إلا الله، والذي أعطاه، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم
مما يعدل به، ونزلوا فوضعوا رؤوسهم، قام يتملقني ويتلو آياتي،
ورجل كان في سرية فلقوا العدو فهزموا، وأقبل بصدره حتى يقتل أو
يفتح له.
وثلاثة يبغضهم الله: الشيخ (122 / 1) الزاني، والفقير المختال،
والغني الظلوم ".
1603 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد، حدثنا عمر بن شبة
ابن عبيدة، حدثنا غندر، حدثنا شعبة... فذكر بإسناده نحوه.
184

5 - باب النية في الجهاد
1604 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان بن موسى، أنبأنا
عبد الله، أنبأنا ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن بكير بن
عبد الله بن الأشج، عن ابن مكرز - رجل من أهل الشام من بني
عامر بن لؤي بن غالب -.
عن أبي هريرة: أن رجلا قال: يا رسول الله، رجل يريد الجهاد
في سبيل الله. وهو يبتغي عرضا من الدنيا؟.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا أجر له ". فأعظم ذلك الناس، فقالوا
للرجل: عد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلعلك لم تفهمه. فقال الرجل: يا
رسول الله، رجل يريد الجهاد في سبيل الله، وهو يبتغي من عرض
الدنيا؟ قال: " لا أجر له ". فأعظم ذلك الناس وقالوا: عد
185

لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له الثالثة: رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو
يبتغي من عرض الدنيا؟ قال: " لا أجر له ".
1605 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا
186

حماد بن سلمة، عن جبلة بن عطية، عن يحيى بن الوليد.
عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من غزا
و [لا] ينوي في غزاته إلا عقالا، فله ما نوى ".
187

6 - باب فيمن يؤيد بهم الإسلام
1606 - أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكين بواسط، حدثنا
إسحاق بن زريق الرسعني، حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني، حدثنا
رباح بن زيد، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليؤيدن الله هذا
الدين بقوم لا خلاق لهم ".
188

1607 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا حميد بن
الربيع، حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن عاصم، عن زر.
عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليؤيدن الله هذا الدين
بالرجل الفاجر ".
189

[...]
190

7 - باب ما جاء في الشهادة
1608 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا محمد بن
كثير، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان.
عن جابر قال: قال رجل: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟.
قال: " أن يعقر جوادك ويهراق دمك ".
191

1609 - أخبرنا ابن خزيمة، حدثنا أحمد بن عبدة، حدثنا
الدراوردي، عن سهيل ابن أبي صالح، عن محمد بن مسلم بن عائذ،
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص.
عن أبيه: أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي، فقال حين
انتهى إلى الصف: اللهم إني أسألك أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين.
فلما قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة، قال: " من المتكلم آنفا؟ ". قال
الرجل: أنا يا رسول الله. قال: " إذا يعقر جوادك، وتستشهد في سبيل
الله تعالى ".
192

1610 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير،
حدثني عامر العقيلي، عن أبيه [122 / 2).
أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أول ثلاثة
يدخلون الجنة: الشهيد، وعبد نصح سيده وأحسن عبادة ربه، وضعيف
متضعف " - وفي نسخة " وعفيف متعفف -
وأول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي
حق الله فيه، وفقير فخور ".
193

1611 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا الحارث بن
فضيل الأنصاري، عن محمود بن لبيد الأنصاري.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الشهداء على بارق
- نهر بباب الجنة - في قبة خضراء چ يخرج إليهم رزقهم من الجنة بكرة
وعشيا ".
194

1612 - أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المعدل بالفسطاط،
حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا
الوليد بن رباح الذماري، عن نمران بن عتبة الذماري قال:
195

دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام صغار، فمسحت رؤوسنا
وقالت: أبشروا يا بني، فإني أرجو أن تكونوا في شفاعة أبيكم.
فإني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته ".
1613 - أخبرنا روح بن عبد المجيب ببلد الموصل، حدثنا
إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا صفوان بن عيسى، عن ابن
عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يجد الشهيد من
196

مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة ".
1614 - أخبرنا الحسن بن سفيان، أنبأنا حبان، أنبأنا عبد الله،
أنبأنا صفوان بن عمرو: أن أبا المثنى المليكي حدثه:
197

أنه سمع عتبة بن عبد السلمي وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " القتل ثلاثة: رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في
سبيل الله حتى إذا لقي العدو، قاتلهم حتى يقتل، فذلك الشهيد
الممتحن في جنة الله تحت عرشه، لا يفضله النبيون إلا بفضل
درجة النبوة. ورجل فرق على نفسه من الذنوب والخطايا ثم جاهد
بنفسه وماله في سبيل الله حتى لقي العدو، قاتل حتى يقتل، فتلك
مصمصة محت ذنوبه وخطاياه، إن السيف محاء الخطايا، وأدخل
198

من أي أبواب الجنة شاء، فإن لها ثمانية أبواب، ولجهنم سبعة،
وبعضها أفضل من بعض. ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل الله
حتى لقي العدو، وقاتل حتى قتل، فذلك في النار، إن السيف لا
يمحو النفاق ".
199

8 - باب فيمن خرج في سبيل الله
أو سأل الله تعالى الشهادة
1615 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، حدثنا العباس بن الوليد
الخلال، حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد، حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه،
عن مكحول، عن كثير بن مرة (123 / 1) عن مالك بن يخامر
السكسكي.
أن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من جرح
جرحا في سبيل الله، جاء يوم القيامة ريحه ريح المسك ولونه لون
الزعفران، عليه طابع الشهداء، ومن سأل الله الشهادة مخلصا، أعطاه الله
أجر شهيد، وإن مات على فراشه ".
200

9 - باب جامع فيمن هو شهيد
1616 - أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاري، أنبأنا أحمد بن
أبي بكر، عن مالك، [عن عبد الله بن عبد الله] بن جابر بن عتيك،
عن عتيك بن الحارث - وهو [خال] عبد الله بن عبد الله أخو أمه -
أن جابر بن عتيك أخبره: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء يعود
201

عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه، فصاح به، فلم يجبه، فاسترجع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: " غلبنا عليك يا أبا الربيع ". فصاحت النسوة،
وبكين وجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " دعهن، فإذا
وجب فلا تبكين باكية ". قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟. قال: " إذا
مات ". قالت ابنته: والله إني لأرجو أن تكون شهيدا، فإنك كنت قد
قضيت جهازك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله قد أوقع أجره على قدر
نيته. وما تعدون الشهادة؟ ". قالوا: القتل في سبيل الله.
202

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله:
المبطون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد،
والمطعون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم
شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد ".
203

[...]
204

10 - باب دوام الجهاد
1617 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد بن
مسلم، عن محمد بن مهاجر، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي،
عن جبير بن نفير.
عن النواس بن سمعان قال: " فتح على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتح،
فأتيته فقلت: يا رسول الله، سيبت الخيل، ووضعوا السلاح، وقد
وضعت الحرب أوزارها، وقالوا: لا قتال. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" كذبوا، الآن جاء القتال، الآن جاء القتال. إن الله - عز ولا - يزيغ
قلوب أقوام تقاتلونهم، ويرزقكم الله منهم حتى يأتي أمر الله على ذلك
وعقر دار المؤمنين بالشام ".
205

11 - باب الجهاد بما قدر عليه
1618 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عفان، حدثنا
حماد بن سلمة، عن حميد.
عن أنس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " جاهدوا المشركين
بأيديكم وألسنتكم ".
12 - باب فيمن جهز غازيا
1619 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا محمد بن [عبيد، حدثنا] عبد الملك بن أبي سليمان،
عن عطاء.
عن زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من جهز
غازيا في سبيل الله، أو خلفه في أهله، كتب له مثل أجره، حتى إنه لا
ينقص من أجر الغازي شئ ".
206

13 - باب الاستعانة بدعاء الضعفاء
1620 - أخبرنا الحسن بن (123 / 2) سفيان، أنبأنا حبان، أنبأنا
عبد الله، أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني زيد بن
أرطاة، عن جبير بن نفير.
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ابغوني ضعفاءكم،
فإنكم إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم ".
207

14 - باب النهي عن الاستعانة بالمشركين
1621 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا
يحيى بن معين، حدثنا ابن مهدي، عن مالك، عن الفضيل بن أبي
208

عبد الله، عن عبد الله بن نيار، عن عروة.
عن عائشة: أن رجلا من المشركين لحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليقاتل
معه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: " ارجع، فإنا لا نستعين بمشرك ".
209

15 - باب استئذان الأبوين في الجهاد
1622 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا أبو الطاهر بن
السرح، حدثنا ابن وهب، أنبأنا عمرو بن الحارث، عن دراج، عن
أبي الهيثم.
عن أبي سعيد الخدري: أن رجلا هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
من اليمن فقال: يا رسول الله، إني هاجرت.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قد هجرت الشرك، ولكنه الجهاد، هل
210

لك أحد باليمن؟. قال: أبواي. قال: " أذنا لك؟ ". قال: لا. قال: " ارجع فاستأذنهما، فإن أذنا لك فجاهد، وإلا فبرهما ".
16 - باب فيمن حبسهم العذر عن الجهاد
1623 - أخبرنا [أبو يعلى، حدثنا] أبو خيثمة، حدثنا يزيد بن
هارون، أنبأنا حميد.
عن أنس قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك ودنا من
المدينة، قال: " إن بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير، ولا قطعتم من
211

واد، إلا كانوا معكم فيه ". قالوا: يا رسول الله، وهم بالمدينة؟. قال:
" نعم، حبسهم العذر ".
17 - باب ما جاء في الرباط
1624 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان، أنبأنا عبد الله،
أنبأنا حياة بن شريح، حدثني أبو هانئ الخولاني: أن عمرو بن مالك
الجنبي أخبره.
أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
" كل ميت يختم على عمله، إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله، فإنه
ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر ".
وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " المجاهد من جاهد نفسه لله
جل وعلا ".
212

[...]
213

1625 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت، حدثنا
محمد بن هاشم البعلبكي، حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن
أبي وهب، عن مكحول، عن خالد بن معدان.
عن عتبة بن الندر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا انتاط
غزوكم وكثرت العزائم واستحلت الغنائم، فخير جهادكم الرباط ".
214

18 - باب الدعاء إلى الإسلام
1626 - أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي، حدثنا نصر بن
علي الجهضمي، حدثنا نوح بن قيس، عن أخيه خالد بن قيس، عن
قتادة.
عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى بكر (124 / 1) بن وائل:
[من محمد رسول الله، إلى بكر بن وائل] " أن أسلموا تسلموا ".
قال فما قرأه منهم إلا رجل منهم من بني ضبيعة. فهم يسمون بني
الكاتب.
215

1627 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف، حدثنا بشر بن ادم ابن
بنت أزهر السمان، حدثنا أبو عاصم، عن عوف، عن قسامة بن
زهير قال:
قال الأشعري: لما نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - (وأنذر عشيرتك
الأقربين) [الشعراء: 214] وضع إصبعه في أذنيه ورفع صوته، وقال:
" يا بني عبد مناف ".........
216

قال: ثم ساق الحديث.
1628 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، حدثنا علي بن بحر، حدثنا
مروان بن معاوية الفزاري، حدثنا حميد.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من ينطلق
217

بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة؟ ". فقال رجل من القوم: وإن لم
يقتل؟ قال: " وإن لم يقتل ". فانطلق الرجل به فوافق قيصر وهو يأتي بيت
المقدس قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على
البساط وتنحى، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب، أخذه ثم دعا رأس
الجاثليق وأقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلا كعلمك. فنادى
قيصر: من صاحب الكتاب؟ فهو آمن، فجاء الرجل فقال: إذا قدمت
فأتني. فلما قدم، أتاه فأمر قيصر بأبواب قصره فغلقت، ثم أمر مناديا
فنادى: ألا إن قيصر اتبع محمدا وترك النصرانية. فأقبل جنده وقد
تسلحوا حتى أطافوا بقصره، فقال لرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد ترى
أني خائف على مملكتي ثم أمر مناديا فنادى: ألا إن قيصر قد رضي
عنكم، وإنما اختبركم لينظر كيف صبركم على دينكم، فارجعوا،
فانصرفوا.
وكتب قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني مسلم، وبعث إليه
بدنانير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قرأ الكتاب: " كذب عدو الله، ليس
بمسلم، وهو على النصرانية ". وقسم الدنانير.
218

قلت: ويأتي حديث في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام، في
كتاب المغازي والسير.
19 - باب النهي عن قتل الرسل
1629 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا محمد بن
كثير العبدي، حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن
مضرب:
أنه أتى عبد الله - يعني ابن مسعود - فقال: ما بيني وبين أحد من
العرب إحنة، وإني مررت بمسجد لبني حنيفة، فإذا هم يؤمنون
بمسيلمة، فأرسل إليهم عبد الله فجيء بهم فاستتابهم، غير ابن النواحة.
قال له: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لولا أنك رسول،
لضربت عنقك "، وأنت اليوم لست برسول. فأمر قرظة بن كعب فضرب
عنقه في السوق، ثم قال: من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة، فلينظر إليه
قتيلا في السوق.
219

1630 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا الحارث بن
مسكين، حدثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن
220

عبد الله بن الأشج: أن الحسن بن علي بن أبي رافع حدثه:
أن أبا رافع أخبره: أنه جاء بكتاب (124 / 2) من قريش إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فلما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ألقى في قلبي الإسلام،
فقلت: يا رسول الله، والله لا أرجع إليهم أبدا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد، ولكن ارجع إليهم، فإن كان في
قلبك الذي في قلبك الآن، فارجع ". قال فرجعت إليهم. ثم إني أقبلت
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت. قال بكير: وأخبرني أن أبا رافع كان
قبطيا.
221

20 - باب تبليغ الإسلام
1631 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، قال سمعت
سليم بن عامر يقول:
سمعت المقداد بن الأسود يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل الله عليهم
كلمة الإسلام، بعز عزيز، أو بذل ذليل ".
222

1632 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق،
حدثنا محمود بن خالد، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جابر...
فذكر نحوه.
21 - باب ما جاء في الخيل والنفقة عليها
1633 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا [إبراهيم بن]
محمد بن عرعرة بن البرند، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال:
223

سمعت يحيى بن أيوب يحدث، عن [يزيد بن أبي حبيب، عن]
علي بن رباح.
عن عقبة بن عامر، وأبي قتادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" خير الخيل الأدهم الأقرح الأرثم............
224

المحجل ثلاثا، طلق اليد اليمنى ".
قال يريد: فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية.
225

1634 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا عمرو بن
عثمان بن سعيد، حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا أبو حيان التيمي، عن
أبي زرعة.
226

عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمى الأنثى من الخيل
فرسا.
1635 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب،
حدثني معاوية بن صالح، عن نعيم بن زياد.
أنه سمع أبا كبشة صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
" الخيل معقود في نواصيها الخير، وأهلها معانون عليها، والمنفق عليها
كالباسط يده بالصدقة ".
227

1636 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي
السرى، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مثل المنفق على
الخيل كالمتكفف بالصدقة ". فقلنا لمعمر: ما المتكفف بالصدقة؟ قال:
الذي يعطي بكفه.
228

22 - باب فيمن أطرق فرسا
1637 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص،
حدثنا كثير بن عبيد المذحجي، حدثنا محمد بن حرب، عن
الزبيدي، عن راشد بن سعد، عن أبي عامر الهوزني.
عن أبي كبشة الأنماري أنه أتاه فقال: أطرقني فرسك، فإني
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من أطرق فرسا، فعقب له الفرس،
كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليها في (125 / 1) سبيل الله، وإن لم
229

يعقب، كان له كأجر فرس حمل عليه في سبيل الله ".
23 - باب المسابقة
1638 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن
عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت ابن أبي ذئب
يحدث، عن نافع بن أبي نافع.
عن أبي هريرة: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا سبق إلا في خف،
230

أو حافر، أو نصل ".
231

24 - باب النهي عن إنزاء الحمر على الخيل
1639 - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا ليث، عن
يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن زرير.
232

عن علي قال: أهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغلة فأعجبته،
فقلنا: يا رسول الله، لو أنزينا الحمار على خيلنا فجاءت مثل هذه؟،
فقال: " إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون ".
233

[...]
234

25 - باب ما جاء في الحمى
1640 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد،
حدثنا يحيى بن معين، حدثنا علي بن عباس، حدثنا شعيب بن
أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا حمى إلا لله
ولرسوله ".
1641 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن
إسحاق المسيبي، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا عاصم بن عمر، عن
عبد الله بن دينار.
عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى النقيع لخيل
235

المسلمين.
236

[...]
237

1642 - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا قيس بن حفص الدارمي،
حدثنا محمد بن يحيى بن قيس المأربي، حدثنا أبي، عن
ثمامة بن شراحيل، عن سمي بن قيس، عن شمير بن عبد المدان.
عن أبيض بن حمال أنه وفد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستقطعه
فأقطعه الملح، فلما أدبر قال رجل: يا رسول الله، أتدري ما أقطعته؟
إنما أقطعته الماء العد. قال: فرجع فيه.
238

قال: وسألته عما يحمى من الأراك، قال: " ما لم تبلغه خفاف
الإبل ".
26 - باب ما جاء في الرمي
1643 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن
أبي الجعد، عن شرحبيل بن السمط قال:
قلنا لكعب بن مرة: يا كعب حدثنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واحذر،
قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من بلغ العدو بسهم رفع الله
له درجة ".
فقال له عبد الرحمن بن النحام: وما الدرجة يا رسول الله؟
239

قال: " أما إنها ليست بعتبة أمك، ما بين الدرجتين مئة عام ".
1644 - وبسنده إلى كعب بن مرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " من رمى بسهم في سبيل الله، كان كمن أعتق رقبة ".
1645 - أخبرنا محمد بن محمود بنسأ، حدثنا حميد بن زنجويه،
240

حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا هشام الدستوائي، عن قتادة،
عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة.
عن أبي نجيح السلمي قال: حاصرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الطائف فسمعته يقول: " من بلغ بسهم في سبيل الله، فهو له درجة في
الجنة ". قال: فبلغت يومئذ ستة عشر سهما (125 / 2).
1646 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو موسى الزمن، حدثنا ابن
أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
241

عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلم يرمون، فقال:
" ارموا بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا. ارموا وأنا مع ابن الأدرع ".
فأمسك القوم قسيهم. قالوا: من كنت معه غلب، قال: " ارموا وأنا
معكم كلكم ".
242

27 - باب في النفقة في سبيل الله
1647 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان، أنبأنا عبد الله،
أنبأنا زائدة، عن الركين بن الربيع، عن الربيع بن عميلة - يعني
أباه -، عن يسير بن عميلة.
عن خريم بن فاتك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أنفق نفقة في
سبيل الله، كتب له سبع مئة ضعف ".
1648 - أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق، أنبأنا
أبو عمرو الدوري: حفص بن عمر بن عبد العزيز المقرئ، حدثنا
أبو إسماعيل المؤدب، عن عيسى بن المسيب، عن نافع.
عن ابن عمر قال: لما نزلت (مثل الذين ينفقون أموالهم في
سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مئة حبة والله
يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) [البقرة: 216] قال
243

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رب زد أمتي ". [فنزلت: (من ذا الذي يقرض الله
قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) [البقرة: 245] قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رب زد أمتي]. فنزلت (إنما يوفى الصابرون
أجرهم بغير حساب) [الزمر: 10].
1649 - أخبرنا [أحمد] بن محمد بن الحسن، حدثنا شيبان بن
244

أبي شيبة، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا الحسن، قال: قال
صعصعة بن معاوية:
لقيت أبا ذر بالربذة وقد أورد رواحل له فسقاها، ثم أصدرها وقد
علق قربة في عنق راحلة له منها ليشرب منها ويسقي أصحابه - وذلك
خلق من أخلاق العرب - فقلت له: يا أبا ذر، ما لك؟. قال:
مالي عملي.
فقلت له: يا أبا ذر، ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول؟ قال
سمعته يقول: " من أنفق زوجين من ماله ابتدرته حجبة الجنة ".
قلت: يا أبا ذر، ما هذان الزوجان؟.
فقال: إن كانت رجلا فرجلان، وإن كانت خيلا ففرسان، وإن
كانت إبلا فبعيران، حتى عد أصناف المال كله.
قلت إيه يا أبا ذر؟. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما
245

من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل
رحمته ".
1650 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا قرة بن خالد، عن الحسن...
فذكر نحوه.
1651 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن، حدثنا شيبان بن
أبي شيبة، حدثنا جرير، حدثنا الحسن... فذكر نحوه باختصار.
246

1652 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان، أنبأنا عبد الله،
عن جرير... فذكر نحوه.
28 - باب في عون الله تعالى المجاهد ونحوه
1653 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن
بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا ابن عجلان، عن سعيد بن
أبي سعيد.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ثلاثة حق على الله
عونهم: المجاهد في سبيل الله (126 / 1)، والناكح يريد أن يستعفف،
والمكاتب يريد الأداء ".
29 - باب فيمن أظل رأس غاز أو جهزه
1654 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي،
حدثنا المقرئ، حدثنا ليث بن سعد [عن يزيد بن عبد الله بن
أسامة بن الهاد]، حدثنا أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد، عن
عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي.
247

عن عمر بن الخطاب أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أظل
رأس غاز، أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا في سبيل الله، فله مثل
أجره، ومن بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله، بنى الله له بيتا في
الجنة ".
248

[...]
249

30 - باب فيما نهى عن قتله
1655 - أخبرنا أبو عروبة بحران، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا
عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن المرقع بن صيفي.
عن حنظلة الكاتب قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة،
250

فمر بامرأة مقتولة والناس عليها، فقال: " ما كانت [هذه] لتقاتل، أدرك
خالدا فقل: لا تقتل ذرية، ولا عسيفا ".
251

1656 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا سعيد بن عبد الجبار، حدثنا
المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، حدثنا أبو الزناد، عن المرقع بن
صيفي.
عن جده رباح بن الربيع قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
غزاة، وعلى مقدمة الناس خالد بن الوليد، فإذا امرأة مقتولة على
الطريق، فجعلوا يتعجبون من خلقها قد أصابتها المقدمة، فأتى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقف عليها فقال: " هاه، ما كانت هذه تقاتل، أدرك
خالدا فلا يقتلن ذرية ولا عسيفا ".
252

1657 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، أنبأنا أحمد بن أبي بكر،
عن مالك، عن نافع.
عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى في بعض مغازيه امرأة
مقتولة، فنهى عن قتل النساء والصبيان.
253

[...]
254

1658 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا مسلم بن
إبراهيم، حدثنا السري بن يحيى أبو الهيثم - وكان عاقلا - حدثنا الحسن.
عن الأسود بن سريع - وكان شاعرا، وكان أول من قص في هذا
المسجد - قال: أفضى بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: " أوليس خياركم أولاد المشركين. ما من مولود إلا يولد على
فطرة الإسلام حتى يعرب.............
255

فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسانه ".
256

[...]
257

1659 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط، حدثنا
العباس بن محمد بن حاتم، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا محمد بن
عمرو، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس.
عن الصعب بن جثامة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا
حمى إلا لله ولرسوله ".
وسألته عن أولاد المشركين أنقتلهم معهم؟ قال: " نعم، فإنهم
منهم ". ثم نهى عن قتلهم يوم حنين ".
258

قلت: هو في الصحيح غير النهي عن قتل الذرية.
259

[...]
260

[...]
261

31 - باب النهي عن قتل الصبر
1660 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج.
عن عبيد بن تعلى أنه (126 / 2) قال: غزونا مع عبد الرحمن
ابن خالد بن الوليد، فأتى بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم، فقتلوا
صبرا بالنبل.
262

فبلغ ذلك أبا أيوب، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن
قتل الصبر، والذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتها. فبلغ ذلك
عبد الرحمن بن خالد فأعتق أربع رقاب.
32 - باب ما يقول إذا غزا
1661 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا نصر بن علي
الجهضمي، قال: حدثني أبي، حدثنا المثنى بن سعيد، عن قتادة.
عن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غزا، قال: " اللهم أنت
عضدي ونصيري، وبك أقاتل ".
33 - باب خروج النساء في الغزو
1662 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا الصلت بن
مسعود الجحدري، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت. عن أنس بن
مالك.
263

عن أم سليم قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو بنا نسوة من
الأنصار نسقي الماء، ونداوي الجرحى.
34 - باب في خير الجيوش والسرايا
1663 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وهب بن
جرير، حدثنا أبي قال: سمعت يونس بن يزيد الأيلي يحدث عن
الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله.
عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " خير الأصحاب أربعة،
وخير السرايا أربع مئة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب اثنا
عشر ألفا من قلة ".
264

35 - باب كيف النزول في المنازل؟
1664 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إسماعيل بن
عبد الله بن خالد القرشي، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن
العلاء بن زبر أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله يقول:
حدثنا أبو ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزلوا منزلا تفرقوا في
الشعاب والأودية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن تفرقكم في هذه الشعاب
والأودية، إنما ذلكم من الشيطان ". قال: فلم ينزلوا بعد منزلا إلا انضم
بعضهم إلى بعض حتى لو بسط عليهم ثوب، لعمهم.
265

36 باب الرأي في الحرب
1665 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا الحسن بن حماد
الحضرمي، حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن إسماعيل بن أبي
خالد، عن قيس بن أبي حازم.
عن عمرو بن العاص: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه في غزوة ذات
السلاسل، فسأله أصحابه أن يوقدوا نارا فمنعهم، فكلموا أبا بكر،
فكلمه، فقال: لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها.
قال: فلقوا العدو، فهزموهم، فأرادوا أن يتبعوهم، فمنعهم. فلما
انصرف ذلك الجيش ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - وشكوه إليه، فقال: يا
رسول الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا فيرى عدوهم قلتهم،
وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم. فحمد رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أمره.
266

37 - باب الخيلاء في الحرب وعند الصدقة
1666 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم، (127 / 1) حدثنا الوليد، ومحمد بن شعيب قالا: حدثنا
الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن
جابر بن عتيك.
عن أبيه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " من الغيرة ما يحب
الله، ومنها ما يبغض الله. ومن الخيلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله.
فالغيرة التي يحب الله الغيرة في الريبة، والغيرة التي يبغض الله الغيرة في
غير ريبة.
والخيلاء التي يحب الله اختيال الرجل بنفسه عند القتال، وعند
الصدقة، والاختيال الذي يبغض الله الخيلاء في الباطل ".
38 - باب ما جاء في الجرأة
1667 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عمرو بن
الضحاك بن مخلد، حدثنا أبي، حدثنا حياة بن شريح، قال: سمعت
267

يزيد بن أبي حبيب، يقول: حدثني أسلم أبو عمران مولى لكندة قال:
كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم. وخرج إليهم
مثله أو أكثر - وعلى أهل مصر عقبة بن عامر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح به
الناس وقالوا: سبحان الله! تلقي بنفسك إلى التهلكة؟.
فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: أيها الناس. إنكم تتأولون هذه
الآية على هذا التأويل، إنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنا لما
أعز الله الإسلام وكثر ناصريه، قلنا بعضنا لبعض سرا من رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر
ناصريه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله - عز
وجل - يرد علينا ما قلنا (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى
التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) [البقرة: 195]. فكانت
التهلكة الإقامة في أموالنا، وإصلاحها، وتركنا الغزو. وما زال أبو أيوب
شاخصا في سبيل الله حتى دفن في بأرض الروم.
268

39 - باب في الغنائم
1668 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لم تحل الغنائم
لأحد [من] سود الرؤوس قبلكم، كانت تنزل من السماء نار
فتأكلها ". فلما كان يوم بدر وقع الناس في الغنائم، فأنزل الله: (لولا
كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) [الأنفال:
68].
269

1669 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، أنبأنا حفص بن
غياث، عن محمد بن زيد.
عن عمير مولى لأبي اللحم قال: شهدت خيبر وأنا عبد مملوك،
فقلت: يا رسول الله سهمي، فأعطاني سيفا وقال: " تقلد " وأعطاني من
خرثي المتاع.
270

1670 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا ابن أبي السرى، حدثنا
شعيب بن إسحاق، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع.
271

عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجه جيشا فغنموا طعاما
وعسلا، فلم يخمسه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
40 - باب ما جاء في السلب
1671 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان بن موسى، أنبأنا
(127 / 2) عبد الله، عن حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة.
عن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حنين: " من قتل
272

كافرا فله سلبه ". فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا وأخذ أسلابهم.
قال أبو قتادة: يا رسول الله، ضربت رجلا على حبل العاتق،
وعليه درع. فأجهضت. فقال رجل: أنا أخذتها، فأرضه منها وأعطنيها.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت. فسكت - صلى الله عليه وسلم -.
فقال عمر - رضوان الله عليه -: والله لا يفيئها الله على أسد من
أسده ويعطيكها. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: " صدق عمر ".
273

قلت: قصة أبي قتادة في الصحيح من حديث أبي قتادة. وهذا
الحديث كله من حديث أنس.
قلت: وله طرق تأتي في غزوة حنين.
274

41 - باب ما جاء في النفل
1672 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت،
حدثنا أبو عمير النحاس عيسى بن محمد، حدثنا ضمرة، عن رجاء
ابن أبي سلمة، قال: سمعت عمرو بن شعيب وسليمان يذكران النفل،
فقال عمرو: لا نفل بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال له سليمان بن موسى: شغلك أكل الزبيب بالطائف، حدثنا
مكحول عن زياد بن جارية اللخمي.
عن حبيب بن مسلمة الفهري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفل في
البدأة الربع بعد الخمس وفي الرجعة الثلث بعد الخمس.
275

[...]
276

[...]
277

42 - باب
1673 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق التاجر بمرو،
حدثنا علي بن حجر السعدي، حدثنا ابن المبارك، عن صفوان بن
عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه.
عن عوف بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه الفئ قسمه من
يومه فأعطى الآهل حظين، وأعطى العزب حظا.
278

43 - باب فيما غلب عليه الكفار من أموال المسلمين
1674 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير، حدثنا أبي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع.
عن ابن عمر قال: ذهبت له فرس فأخذه العدو، فظهر عليه
المسلمون، فرد عليه في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال: وأبق له عبد فلحق بالروم، فظهر عليه المسلمون، فرد عليه
خالد بن الوليد بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -.
279

44 - باب ما ينهى عنه من استعمال شئ
من الغنيمة قبل القسمة
1675 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا أبو الطاهر،
280

حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن ربيعة بن سليم التجيبي،
عن حنش بن عبد الله السبائي.
عن رويفع بن ثابت الأنصاري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عام
خيبر: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يأخذن دابة من المغانم
فيركبها حتى إذا أعجفها، ردها في المغانم، ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر، فلا يلبسن ثوبا من المغانم حتى إذا أخلقه، رده في
المغانم ".
281

[...]
282

45 - باب (128 / 1) ما جاء في الغلول
1676 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن المنهال الضرير، وأمية
ابن بسطام، قالا: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن
سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة.
عن ثوبان، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من جاء يوم القيامة بريئا
من ثلاث، دخل الجنة: الكبر، والغلول، والدين ".
283

1677 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم،
حدثنا أبو إسحاق الفزاري، حدثنا عبد الله بن شوذب، قال: حدثني عامر
ابن عبد الواحد، عن عبد الله بن بريدة.
عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصاب
مغنما، أمر بلالا فنادى في الناس، فيجئ الناس بغنائمهم، فيخمسه
284

ويقسمه. فأتاه رجل بعد ذلك بزمام من شعر، فقال: " أما سمعت بلالا
ينادي ثلاثا؟ ". قال: نعم. قال: " فما منعك أن تجئ به؟ ". فاعتذر
إليه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كن أنت الذي تجئ يوم القيامة، فلن
أقبله منك ".
285

1678 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا
محمد بن عبد الرحمن بن سهم... فذكر نحوه.
46 - باب النهي عن النهبة
1679 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، حدثنا علي بن
حجر، حدثنا شريك، عن سماك بن حرب.
عن ثعلبة بن الحكم - وكان شهد حنينا - قال: سمعت منادي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين ينهى عن النهبة.
286

[...]
287

1680 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عبيد الله بن
[عمر القواريري، قال: حدثنا ابن مهدي، قال: حدثنا حماد بن سلمة،
عن حميد، عن الحسن.
عن عمران بن] حصين: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من انتهب
نهبة، فليس منا ".
288

47 - باب النهي عن الغدر
1681 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب، حدثنا سريج بن
يونس، حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا شعبة، عن أبي الفيض، عن سليم
ابن عامر قال:
كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير وهو يريد إذا
انقضى العقد أن يغدر بهم، فإذا شيخ يقول: الله أكبر، الله أكبر، لا
غدر!.
فإذا هو عمرو بن عبسة، فسألته فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " إذا كان بين قوم عقد فلا تحل عقدة حتى يمضي أمدها، أو ينبذ
إليهم على سواء ".
289

1682 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن
أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن زائدة، قال: حدثني إسماعيل السدي،
عن رفاعة القتباني.
عن عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " أيما
رجل أمن رجلا على دمه، ثم قتله، فأنا من القاتل برئ وإن كان
المقتول كافرا ".
290

[...]
291

[...]
292

27 - كتاب المغازي والسير
1 - باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس إلى الإسلام وما لقيه
1683 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن
جامع بن شداد.
عن طارق بن عبد الله المحاربي، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في سوق ذي المجاز، وعليه حلة حمراء (128 / 2) وهو يقول: " يا
أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله، تفلحوا ". ورجل يتبعه، يرميه
293

بالحجارة، وقد أدمى عرقوبيه وكعبيه وهو يقول: يا أيها الناس، لا تطيعوه
فإنه كذاب.
فقلت: من هذا؟. فقيل: هذا غلام بني عبد المطلب.
قلت: فمن هذا الذي يتبعه، يرميه بالحجارة؟. قيل: هذا عمه
عبد العزى أبو لهب. فلما أظهر الله الإسلام، خرجنا في ركب
حتى نزلنا قريبا من المدينة ومعنا ظعينة لنا، فبينما نحن قعود، إذ أتانا
رجل عليه بردان أبيضان، فسلم فقال: من أين أقبل القوم؟ قلنا: من
الربذة. قال: ومعنا جمل، قال: أتبيعون هذا الجمل؟. قلنا: نعم. قال:
بكم؟. قلنا: بكذا وكذا صاعا من تمر. قال: فأخذه ولم يستنقصنا.
قال: قد أخذته. ثم توارى بحيطان المدينة. فتلاومنا فيما بيننا، فقلنا:
أعطيتم جملكم رجلا لا تعرفونه. قال: فقالت الظعينة: لا تلاوموا، فإني
رأيت وجه رجل لم يكن ليخفركم، ما رأيت أحدا أشبه بالقمر ليلة
البدر من وجهه. قال: فلما كان من العشي أتانا رجل فسلم علينا فقال:
أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم، يقول: " إن لكم أن تأكلوا حتى
تشبعوا، وتكتالوا حتى تستوفوا ".
294

قال: فأكلنا حتى شبعنا، وكلنا حتى استوفينا.
قال: ثم قدمنا المدينة من الغد، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم
يخطب على المنبر وهو يقول: " يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول.
أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك ". فقام رجل فقال: يا
رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع قتلوا قتلانا في الجاهلية، فخذ لنا
بثأرنا منه. فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [يديه] حتى رأيت بياض إبطيه،
وقال: " ألا لا تجني أم على ولد، ألا لا تجني أم على ولد ".
295

1684 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان بن موسى، أنبأنا
عبد الله، عن صفوان بن عمرو قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن
نفير، عن أبيه قال:
جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال: طوبى
لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت
وشهدنا ما شهدت. فاستغضب، فجعلت أعجب، ما قال إلا خيرا، ثم
أقبل إليه فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبه الله عنه
لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه؟
296

والله لقد حضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقوام كبهم الله على مناخرهم
في جهنم لم يجيبوه، ولم يصدقوه. أولا تحمدون الله إذ أخرجكم
تعرقون ربكم مصدقين لما جاء به نبيكم - صلى الله عليه وسلم -. كفيتم البلاء بغيركم،
والله لقد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - على أشد حال بعث عليها نبي من الأنبياء،
وفترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق
به بين الحق والباطل، وفرق بين (129 / 1) الوالد وولده. حتى إن كان
الرجل ليرى ولده أو والده أو أخاه كافرا، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان،
يعلم أنه إن هلك، دخل النار، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار،
وأنها التي قال الله - جل وعلا: (والذين يقولون ربنا هب لنا من
أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) [الفرقان: 74] الآية.
297

1685 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة، حدثنا علي بن مسهر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
عن عمرو بن العاص قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - إلا يوما رأيتهم وهم جلوس في ظل الكعبة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يصلي عند المقام. فقام إليه عقبة بن أبي معيط فجعل رداءه في عنقه ثم
جذبه حتى وجب لركبتيه - صلى الله عليه وسلم -، وتصايح الناس، وظنوا أنه مقتول.
قال: وأقبل أبو بكر - رضي الله عنه يشتد حتى أخذ بضبعي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - من ورائه، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى صلاته، مر
بهم وهم جلوس في ظل الكعبة، فقال: " يا معشر قريش، أما والذي
نفسي بيده ما أرسلت لكم إلا بالذبح - وأشار بيده إلى حلقه - ". فقال له
أبو جهل: يا محمد ما كنت جهولا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنت
منهم ".
298

قلت: ويأتي حديث ابن عباس بنحو هذا في غزوة بدر.
2 - باب البيعة على الحرب
1686 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن خثيم، عن أبي
الزبير.
عن جابر قال: مكث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة سبع سنين يتبع
الناس بمنازلهم بعكاظ ومجنة والموسم بمنى يقول: " من يؤويني
وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي [وله الجنة]؟ ". حتى إن الرجل
ليرحل من اليمن أو من مصر فيأتيه قومه فيقولون: احذر غلام قريش لا
يفتنك. ويمشي بين رجالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع، حتى بعثنا
الله له من يثرب، فآويناه وصدقناه، فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرأه
299

القرآن وينقلب إلى أهله، فيسلمون بإسلامه، حتى لم يبق دار من دور
الأنصار إلا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام. ثم إنا اجتمعنا
فقلنا: حتى متى نترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطرد في جبال مكة ويخاف؟
فرحل إليه منا سبعون رجلا حتى قدموا عليه مكة في الموسم، فواعدناه
بيعة العقبة، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا فقلنا: يا
رسول الله علام نبايعك؟ قال: " تبايعوني على السمع والطاعة في
النشاط والكسل، وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر
بالمعروف والنهي، عن المنكر، وأن تقولها لا تبالي في الله لومة لائم،
وعلى أن تنصروني وتمنعوني (129 / 2) إذا قدمت عليكم مما تمنعون
منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة ". فقمنا إليه فبايعناه.
وأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو من أصغرهم، فقال: رويدا يا أهل
يثرب، فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وإن إخراجه اليوم منازعة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم
السيوف، فإما أن تصبروا على ذلك وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون
من أنفسكم جبنا، فبينوا ذلك، فهو أعذر لكم.
فقالوا: أمط عنا، فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا. فقمنا إليه
فبايعناه، فأخذ علينا، وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة.
300

3 - باب الهجرة ونزول آية القتال
1687 - أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق، حدثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي، حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا سفيان، عن
الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس قال: لما أخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من مكة، قال أبو
بكر: أخرجوا نبيهم؟! إنا لله وإنا إليه راجعون، ليهلكن، فنزلت
(أذن
301

للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وأن الله على نصرهم لقدير) [الحج
39] قال: فعرفت أنها ستكون.
302

4 - باب في غزوة بدر
1688 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أنبأنا [أبو] الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن
زر.
عن عبد الله: أنهم كانوا يوم بدر بين كل ثلاثة بعير، وكان زميلي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي وأبو لبابة، فإذا حانت عقبة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالا:
اركب ونحن نمشي، فيقول - صلى الله عليه وسلم -: " ما أنتما بأقوى مني، وما أنا بأغنى
عن الأجر منكما "
303

1689 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا الأزرق بن علي أبو الجهم،
حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا يوسف بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن أبي
إسحاق عن حارثة بن مضرب.
أن عليا قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أصبح ببدر، من الغد، أحيا
تلك الليلة كلها وهو مسافر.
1690 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا عبد الله بن
هاشم الطوسي، حدثنا ابن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق عن
حارثة بن مضرب.
عن علي - رضوان الله عليه - قال: ما كان فينا فارس يوم بدر غير
304

المقداد، ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت شجرة
يصلي ويبكي حتى أصبح.
1691 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الأعلى بن حماد
النرسي، حدثنا مسلم بن خالد الزنجي، حدثني ابن خثيم، عن سعيد
ابن جبير.
عن ابن عباس: أن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا
باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف: لو قد رأينا محمدا
لقمنا إليه قيام رجل واحد، فلم نفارقه حتى نقتله. فأقبلت ابنته فاطمة
تبكي حتى دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: هذا الملأ من قومك قد
تعاقدوا (130 / 1) عليك لو قد رأوك، قاموا إليك فقتلوك، فليس منهم
رجل إلا عرف نصيبه من دمك.
قال: " يا بنية إئتني بوضوء ". ثم دخل المسجد، فلما رأوه، قالوا:
ها هو ذا، ها هو ذا. فخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في
صدورهم، فلم يرفعوا إليه بصرا، ولم يقم إليه منهم رجل، فأقبل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام على رؤوسهم، فأخذ قبضة من تراب وقال: " شاهت
305

الوجوه ". ثم حصبهم، فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصا حصاة
إلا قتل يوم بدر.
1692 - أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة،
حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا إسماعيل بن
جعفر، حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة،
عن سليمان بن موسى، عن مكحول الدمشقي، عن أبي سلام، عن أبي
أمامة الباهلي.
306

عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر،
فلقي العدو، فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين.
5 - باب في غنيمة بدر وغيرها
1693 - أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة،
حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جهضم، حدثنا إسماعيل بن
جعفر، حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن
سليمان بن موسى، عن مكحول الدمشقي، عن أبي سلام، عن أبي
أمامة الباهلي.
عن عبادة بن الصامت قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر فلقي
العدو، فلما هزمهم الله اتبعتهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأحدقت
طائفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واستولت طائفة على العسكر والنهبة. فلما
كفى الله العدو ورجع الذين طلبوهم، قالوا: لنا النفل، نحن طلبنا
العدو، وبنا نفاهم الله وهزمهم.
وقال الذين أحدقوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والله ما أنتم أحق به منا،
هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لئلا ينال العدو منه غرة.
307

وقال الذين استولوا على العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق به
منا، هو لنا. فأنزل الله تعالى (يسألونك عن الأنفال) الآية، فقسمها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم.
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفلهم إذا خرجوا بادئين الربع، وينفلهم
إذا قفلوا الثلث.
وقال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وبرة من جنب بعير ثم
قال: " يا أيها الناس، إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس،
والخمس مردود عليكم، فأدوا الخيط والمخيط، وإياكم والغلول فإنه
عار على أهله يوم القيامة، وعليكم بالجهاد في سبيل الله، فإنه باب من
أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم ".
قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الأنفال (130 / 2) ويقول:
" ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم ".
308

[...]
309

[...]
310

[...]
311

6 - باب في أسرى بدر
1694 - أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق، حدثنا رزق الله بن
موسى، حدثنا أبو داود الحفري، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي
زائدة، عن سفيان بن سعيد، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين،
عن عبيدة.
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: أن جبريل - عليه
السلام - هبط على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: " خيرهم - يعني أصحابه - في
الأسارى: إن شاؤوا القتل، وإن شاؤوا الفداء، على أن يقتل العام المقبل
منهم عدتهم ". قالوا: الفداء، ويقتل منا عدتهم.
312

[...]
313

7 - باب في غزوة أحد
1695 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا الفضل بن موسى، حدثنا عيسى بن عبيد، عن الربيع بن
أنس، عن أبي العالية قال:
حدثني أبي بن كعب قال: لما كان يوم أحد، أصيب من الأنصار
أربعة وسبعون، ومنهم ستة فيهم حمزة، فمثلوا بهم، فقالت الأنصار:
لئن أصبنا منهم يوما لنربين عليهم. فلما كان يوم فتح مكة، أنزل الله
تعالى: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير
للصابرين) [النحل: 126]. فقال رجل: لا قريش بعد اليوم. فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كفوا عن القوم غير أربعة ".
314

8 - باب في غزوة الحديبية
1696 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو عمار،
315

حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم.
عن المغيرة بن شعبة أنه كان قائما على رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بالسيف، وهو متلثم، وعنده عروة، فجعل عروة يتناول لحية
النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجذبه، فقال المغيرة لعروة: لتكفن يدك عن لحيته أو لا
ترجع إليك. قال: فقال عروة: من هذا؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة
ابن شعبة. فقال عروة: يا غدر، ما غسلت رأسك من غدرتك
بعد.
316

9 - باب ما جاء في خيبر
1697 - أخبرنا خالد بن النضر بن عمر القرشي المعدل أبو يزيد
بالبصرة، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا
317

عبيد الله بن عمر - فيما يحسب أبو سلمة - عن نافع.
عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاتل أهل خيبر حتى ألجأهم
إلى قصرهم، فغلب على الأرض والنخل والزرع، فصالحوه على أن
يجلوا منها ولهم ما حملت ركابهم، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصفراء
والبيضاء، ويخرجون منها، فاشترط عليهم أن لا يكتموا شيئا ولا يغيبوا
شيئا، فإن فعلوا، فلا ذمة لهم ولا عصمة، فغيبوا مسكا فيه مال وحلي
لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير.
318

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعم حيى: " ما فعل مسك حيى الذي جاء
به من النضير؟ ".
فقال: أذهبته النفقات والحروب.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " العهد قريب، والمال أكثر من ذلك "؟.
فدفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (131 / 1) إلى الزبير، فمسه بعذاب، وكان
حيي قبل ذلك قد دخل خربة، فقال: قد رأيت حييا يطوف في خربة
ها هنا. فذهبوا فطافوا فوجدوا المسك في الخربة، فقتل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ابني [أبي] حقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن
أخطب، وسبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نساءهم وذراريهم، وقسم أموالهم
للنكث الذي نكثوا، وأراد أن يجليهم منها، فقالوا: يا محمد دعنا
نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها. ولم يكن لرسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها، وكانوا لا يتفرغون أن
يقوموا عليها، فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل نخل وزرع
وشئ ما بدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
319

وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام يخرصها عليهم
ويضمنهم الشطر.
قال فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شدة خرصه، وأرادوا أن
يرشوه، فقال: يا أعداء الله، أتطعموني السحت؟ والله لقد جئتكم من
عند أحب الناس إلي، ولأنتم أبغض الناس إلي من عدتكم من القردة
والخنازير، ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل
عليكم.
فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض.
قال: ورأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيني صفية بنت حيي خضرة،
فقال: " يا صفية، ما هذه الخضرة؟ ". فقالت: كان رأسي في حجر
[ابن] أبي حقيق وأنا نائمة، فرأيت كأن قمرا وقع في حجري،
فأخبرته بذلك، فلطمني وقال: تمنين ملك يثرب؟.
قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبغض الناس إلي: قتل
زوجي، وأبي، وأخي، فما زال يعتذر إلي ويقول: " إن أباك ألب علي
العرب، وفعل، وفعل، حتى ذهب ذلك من نفسي ".
320

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا
من تمر كل عام، وعشرين وسقا من شعير.
فلما كان زمن عمر بن الخطاب غشوا المسلمين وألقوا ابن عمر
من فوق بيت، فقال عمر بن الخطاب: من كان له سهم من خيبر،
فليحضر حتى نقسمها بينهم، فقسمها عمر بينهم، فقال رئيسهم: لا
تخرجنا، دعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر.
فقال عمر لرئيسهم: أتراني سقط عني قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" كيف بك إذا أفضت بك راحلتك نحو الشام يوما، ثم يوما ". وقسمها
عمر بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية.
321

[...]
322

[...]
323

1698 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن عبد
الملك بن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن ثابت.
عن أنس بن مالك قال: لما افتتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، قال
الحجاج بن علاط: يا رسول الله، إن لي بمكة مالا، وإن لي بها أهلا،
وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن نلت منك - أو قلت شيئا؟.
فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول (131 / 2) ما شاء، فأتى إلى
امرأته حين قدم فقال: اجمعي لي ما كان عندك، فإني أريد أن أشتري
من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم.
قال: وفشا ذلك بمكة فأوجع المسلمين، وأظهر المشركون فرحا
324

وسرورا، فبلغ العباس بن عبد المطلب فعقر في مجلسه وجعل لا
يستطيع أن يقوم.
قال معمر: فأخبرني الجزري عن مقسم قال: فأخذ العباس ابنا
له يقال له قثم، وكان يشبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستلقى، فوضعه على
صدره وهو يقول:
حبي قثم شبيه * ذي الأنف الأشم
برغم من رغم
قال معمر: قال ثابت: عن أنس: ثم أرسل غلاما له إلى الحجاج بن
علاط: ويلك ما جئت به، وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به.
قال الحجاج لغلامه: اقرئ أبا الفضل السلام وقل له: فليخل لي
بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره. فجاء غلامه، فلما بلغ
الباب، قال: أبشر يا أبا الفضل، فإن الخبر على ما يسرك. فوثب
العباس فرحا حتى قبل بين عينيه، ثم جاء العباس فأخبره أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قد افتتح خيبر، وغنم أموالهم، وجرت سهام الله في أموالهم،
واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي فأخذها لنفسه، وخيرها بين
أن يعتقها فتكون زوجته، أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون
زوجته. ولكني - جئت لمال لي هاهنا أردت أن أجمعه وأذهب،
فاستأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني
ثلاثا، ثم أذكر ما بدا لك.
325

قال: فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع جمعته، فدفعته
إليه، ثم استمر، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال:
ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب، وقالت: لا يحزنك الله أبا
الفضل، لقد شق علينا الذي بلغك.
قال: أجل لا يحزنني الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، وقد
أخبرني الحجاج أن الله قد فتح خيبر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وجرت
سهام الله فيها، واصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، فإن كانت لك
حاجة في زوجك، فالحقي به.
قالت: أظنك - والله - صادقا.
قال: فإني صادق، والأمر على ما أخبرتك.
قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون: لا يصيبك
إلا خير يا أبا الفضل.
قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج أن خيبر
فتحها الله على رسوله، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا، وإنما جاء ليأخذ
مالا كان له ثم يذهب.
قال: فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين،
وخرج المسلمون: من كان دخل (132 / 1) بيته مكتئبا حتى أتوا العباس،
326

فأخبرهم الخبر، فسر المسلمون، ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو
خزي على المشركين.
10 - باب ما جاء في غزوة الفتح
1699 - أخبرنا الحسين بن مصعب بمرو بقرية سنج، حدثنا
محمد بن عمر بن الهياج، حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي،
حدثني عبيدة بن الأسود، حدثنا القاسم بن الوليد، عن سنان بن الحارث
ابن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد.
عن ابن عمر، قال: كانت خزاعة حلفاء رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت بنو بكر - رهط من بني كنانة - خلفاء لأبي سفيان.
قال: وكانت بينهم موادعة أيام الحديبية، فأغارت بنو بكر على
خزاعة في تلك المدة، فبعثوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمدونه، فخرج
[رسول الله] صلى الله عليه وسلم - ممدا لهم في شهر رمضان، فصام حتى بلغ
327

قديدا، ثم أفطر وقال: " ليصم الناس في السفر ويفطروا، فمن
صام، أجزأ عنه صومه، ومن أفطر، وجب عليه القضاء ". ففتح الله
مكة، فلما دخلها، أسند ظهره إلى الكعبة وقال: " كفوا السلاح إلا
خزاعة عن بكر ". حتى جاءه رجل فقال: يا رسول الله، إنه قتل رجل
بالمزدلفة.
فقال: " إن هذا الحرم حرام عن أمر الله، لم يحل لمن كان قبلي،
ولا يحل لمن بعدي، وإنه لم يحل لي إلا ساعة واحدة، وإنه لا يحل
328

لمسلم أن يشهر فيه سلاحا، وإنه لا يختلى خلاه، ولا يعضد
شجره، ولا ينفر صيده ".
فقال رجل: يا رسول الله، إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إلا الإذخر، وإن أعتى الناس على
الله ثلاثة: من قتل في حرم الله، أو قتل غير قاتله، أو قتل بذحل
الجاهلية ".
فقام رجل فقال: يا رسول الله، إني وقعت على جارية بني فلان،
وإنها ولدت لي، فأمر بولدي فليرد إلى.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليس بولدك، لا يجوز هذا في
الإسلام، والمدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم بينة، الولد للفراش،
وبفي العاهر الأثلب ".
329

فقال رجل: يا رسول الله، وما الأثلب؟.
قال: " الحجر. فمن عهر بامرأة لا يملكها أو امرأة قوم آخرين
فولدت له، فليس بولده، لا يرث ولا يورث، والمؤمنون يد على من
سواهم، تتكافأ دماؤهم، يعقد عليهم أولهم، ويرد عليهم أقصاهم،
ولا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، ولا يتوارث أهل ملتين،
ولا تنكح المرأة على عمتها، ولا على خالتها، ولا تسافر ثلاثا مع غير
ذي محرم، ولا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولا تصلوا بعد
العصر حتى تغرب الشمس ".
330

[...]
331

[...]
332

[...]
333

[...]
334

1700 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن
عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه.
عن جدته أسماء بنت أبي بكر قالت: لما وقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بذي طوى، قال أبو قحافة لابنة له من أصغر (132 / 2) ولده: أي
بنية، أظهريني على أبي قبيس.
قالت: وقد كف بصره، فأشرفت به عليه فقال: أي بنية، ماذا ترين؟.
335

قالت: أرى سوادا مجتمعا. قال: تلك لمقبل. قالت: وأرى
رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا.
قال: ذلك يا بنية الوازع، يعني الذي يأمر الخيل ويتقدم
إليها. ثم قالت: قد والله انتشر السواد، فقال: قد والله دفعت الخيل،
فأسرعي بي إلى بيتي. فانحطت به فتلقاه الخيل قبل أن يصل إلى بيته،
وفي عنق الجارية طوق لها من ورق، فتلقاها رجل فاقتطعه من عنقها.
قالت: فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل المسجد، أتاه أبو بكر
- رضي الله عنه - بأبيه يقوده، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " هلا
تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه؟ ".
قال أبو بكر: يا رسول الله، هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي
إليه. فأجلسه بين يديه، ثم مسح صدره، ثم قال له: " أسلم " فأسلم.
قالت: ودخل به أبو بكر - رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وكأن رأسه ثغامة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " غيروا هذا من شعره ".
ثم قام أبو بكر وأخذ بيد أخته فقال: أنشد الله والإسلام طوق أختي،
336

فلم يجبه أحد، فقال: يا أخيه احتسبي طوقك، فإن الأمانة اليوم في
الناس لقليل.
1701 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا أبو
كريب، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن عمار الدهني، عن
أبي الزبير.
337

عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عام الفتح مكة، ولواؤه
أبيض.
338

[...]
339

[...]
340

[...]
341

[...]
342

[...]
343

1702 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن
إسحاق المسيبي، حدثنا عبد الله بن نافع، حدثنا عاصم بن عمر، عن
ابن دينار.
عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما دخل مكة وجد بها ثلاث مئة
وستين صنما، فأشار بعصاه إلى كل صنم منها وقال - صلى الله عليه وسلم -: (جاء
الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) [الإسراء: 81]، فيسقط
الصنم ولا يمسه.
344

1703 - أخبرنا [محمد بن عبد الله بن عبد السلام] ببيروت،
أنبأنا محمد بن عبد الله بن يزيد، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا موسى
ابن عقبة، عن عبد الله.
عن ابن عمر قال: طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على راحلته القصواء يوم
الفتح واستلم الركن بمحجنه وما وجد لها مناخا في المسجد حتى
أخرجت إلى بطن الوادي فأنيخت، ثم حمد الله وأثنى عليه. ثم قال:
" أما بعد أيها الناس، فإن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية.
345

يا أيها الناس، إنما الناس رجلان: بر تقي كريم على ربه، وفاجر
شقي هين على ربه. ثم قرأ (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى،
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) [الحجرات: 13]، حتى قرأ الآية
ثم قال: " أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ".
346

11 - باب في غزوة حنين
1704 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى (133 / 1) حدثنا جعفر
ابن مهران السباك، حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق قال:
حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله.
عن أبيه قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نعلم بمن يخبر
بالقوم الذين خرجوا إلينا، فاستقبلنا وادي حنين في عماية الصبح،
وهو واد أجوف من أودية تهامة، إنما ينحدرون فيه انحدارا.
قال: فوالله إن الناس ليتتابعون لا يعلمون بشئ إذ فجأتهم
الكتائب من كل ناحية، فلم ينتظر الناس أن انهزموا راجعين.
347

قال: وانحاز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات اليمين وقال: " أيها الناس، أنا
رسول الله، أنا محمد بن عبد الله ".
وكان أمام هوازن رجل ضخم على جمل أحمر، في يده راية
سوداء، إذا أدرك، طعن بها، وإذا فاته شئ بين يديه، رفعها لمن
خلفه، فرصد له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار كلاهما يريده.
قال: فضرب على عرقوبي الجمل فوقع على عجزه، وضرب
الأنصاري ساقه فطرح قدمه بنصف ساقه فوقع، وأقبل الناس حتى
كانت الهزيمة.
وكان أخو صفوان بن أمية لأمه، قال: ألا بطل السحر اليوم، وكان
صفوان بن أمية يومئذ مشركا في المدة التي ضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من
قريش، أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.
348

1705 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبد الواحد بن غياث، حدثنا
حماد بن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
عن أنس بن مالك أنه قال: إن هوازن جاءت يوم حنين بالشاء
والإبل معهم، فجعلوها صفين: ليكثروا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
فالتقى المسلمون والمشركون، فولى المسلمون مدبرين كما قال الله
- جل وعلا -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنا عبد الله ورسوله ". فهزم
الله المشركين، ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -
يومئذ: " من قتل كافرا فله سلبه ". فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا
وأخذ أسلابهم.
349

قلت: فذكر الحديث، وذكر قصة أبي قتادة، فكتبته في باب: في
الغنيمة في الجهاد في أن السلب للقاتل.
12 - باب غزوة تبوك
1706 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا
الوليد بن مسلم، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد.
عن فضالة بن عبيد قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة
350

تبوك فجهد الظهر جهدا شديدا، فشكوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما
بظهرهم من الجهد، فتحين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضيقا سار الناس فيه وهو
يقول: " مروا بسم الله ". فجعل ينفخ بظهورهم وهو يقول: " اللهم
احمل عليها في سبيلك، فإنك تحمل على القوي والضعيف، والرطب
واليابس، في البر والبحر ".
قال فضالة: فلما بلغنا المدينة، جعلت تنازعنا أزمتها، فقلت
(133 / 2): هذه دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القوي والضعيف، فما بال
الرطب واليابس؟.
فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرس ورأيت السفن وما يدخل عرفت
دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
351

1707 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي
هلال [عن عتبة بن أبي عتبة،] عن نافع بن جبير.
عن ابن عباس: أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا عن شأن
العسرة. قال: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد. فنزلنا منزلا أصابنا فيه
عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس
الماء فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع حتى إن الرجل لينحر بعيره
فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده.
فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله، قد عودك الله في الدعاء
خيرا، فادع. قال: " أتحب ذلك؟ ".
قال: نعم. قال: فرفع يديه - صلى الله عليه وسلم -، فلم يرجعهما حتى أظلت سحابة،
ثم سكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر.
352

1708 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي
السرى، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري: أخبرني ابن أخي
أبي رهم قال: سمعت أبا رهم الغفاري يقول - وكان من أصحاب
353

النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين بايعوا تحت الشجرة -: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
تبوك. فلما قفلنا، سرنا ليلة، فسرت قريبا منه. وألقى علي النعاس،
فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته، فيفزعني دنوها خشية أن
أصيب رجله في الغرز، فأزجر راحلتي، حتى غلبتني عيني في بعض
الليل، فزحمت راحلتي راحلته في الغرز، فأصبت رجله، فلم أستيقظ
إلا بقوله: " حس ". فرفعت رأسي وقلت: استغفر لي يا رسول الله،
فقال: " سر ". فطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألني عمن تخلف من بني غفار
فأخبره، فإذا هو قال: " ما فعل النفر السود الثطاط " فحدثته بتخلفهم،
فقال: " ما فعل النفر السود الجعاد القطاط - أو القصار - الذين لهم
نعم بشبكة شرخ ". فتذكرتهم في بني غفار، فلم أذكرهم، حتى
354

ذكرت رهطا من أسلم، فقلت: يا رسول الله أولئك من أسلم وقد
تخلفوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فما يمنع أولئك حين تخلف
أحدهم أن يحمل على بعض إبله امرأ نشيطا في سبيل الله. إن أعز
أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون والأنصار، وأسلم وغفار ".
355

[...]
356

13 - باب فتح الحيرة والشام
1709 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر
العدني، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي
حازم.
عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله (134 / 1) - صلى الله عليه وسلم -:
" مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب، وأنكم ستفتحونها ".
فقام رجل فقال: هب لي يا رسول الله ابنة بقيلة.
فقال: " هي لك "، فاعطوها إياها، فجاء أبوها فقال: أتبيعنيها؟
فقال: نعم. قال: بكم؟ قال: احتكم ما شئت. قال: بألف درهم قال:
قد أخذتها. فقيل: لو قلت ثلاثين ألفا. قال: وهل عدد أكثر من
ألف؟.
357

قلت: هكذا وقع في هذه الرواية أن الذي اشتراها أبوها، وأن
المشهور أن الذي اشتراها عبد المسيح أخوها. والله أعلم.
1710 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن بشار،
حدثنا محمد يعني: ابن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب.
عن عياض الأشعري قال: شهدت اليرموك وعليها خمسة أمراء:
358

أبو عبيدة بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة،
وخالد بن الوليد، وعياض - وليس عياض صاحب الحديث الذي يحدث
سماك عنه - قال:
قال عمر - رضي الله عنه -: إذا كان قتال، فعليكم أبو عبيدة.
قال فكتبنا إليه: أن قد جاش إلينا الموت، واستمددناه، فكتب
إلينا: إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإني أدلكم على من هو أعز
نصرا، وأحضر جندا؟ الله، فاستنصروه، فإن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد نصر
بأقل من عددكم، فإذا أتاكم كتابي، فقاتلوهم ولا تراجعوني.
قال: فقاتلناهم وهزمناهم وقتلناهم أربع فراسخ، وأصبنا أموالا،
فتشاوروا، فأشار عليهم عياض عن كل رأس عشرة، فقال أبو عبيدة:
من يراهنني؟ فقال شاب: أنا، إن لم تغصب. قال: فرأيت
عقيصتي............
359

أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه على فرس عربي.
14 - باب فتح الإسكندرية
1711 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا وهب بن بقية،
أنبأنا خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده قال:
قال عمرو بن العاص: خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم حتى
نزلنا الإسكندرية، فقال عظيم من عظمائهم: أخرجوا إلينا رجلا يكلمني
وأكلمه، فقلت: لا يخرج إليه غيري، فخرجت ومعي ترجماني، ومعه
ترجمانه، حتى وضع لنا منبران. فقال: ما أنتم؟. فقلت: نحن
العرب، ونحن أهل الشوك والقرظ، ونحن أهل بيت الله، كنا أضيق
الناس أرضا، وأشدهم عيشا، نأكل الميتة والدم، ويغير بعضنا على
بعض بأشد عيش عاش به الناس، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا
يومئذ شرفا، ولا أكثرنا مالا، فقال: " أنا رسول الله إليكم ". يأمرنا بما لا
360

نعرف، وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا. فكذبناه، ورددنا عليه
مقالته، حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا: نحن نصدقك، ونؤمن
بك، ونتبعك، ونقاتل من قاتلك، فخرج إليهم، وخرجنا إليه، فقاتلناهم
فقتلنا وظهر علينا، وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم.
فلو يعلم من ورائي من العرب ما أنتم فيه من العيش، لم يبق أحد
حتى جاءكم، (134 / 2) وحتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش.
فضحك وقال: إن رسولكم صدق، قد جاءتنا رسلنا بالذي جاء به
رسولكم فكنا عليه، حتى ظهر فينا ملوك فجعلوا يعملون بأهوائهم
ويتركون أمر الأنبياء. فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد، إلا
غلبتموه، ولم يشارككم أحد، إلا ظهرتم عليه. فإذا فعلتم مثل الذي
فعلنا، وتركتم أمر نبيكم، وعملتم مثل الذي فعلوا:
عملوا بأهوائهم،
فخلى بيننا وبينكم، لم تكونوا أكثر عددا منا ولا أشد منا قوة.
قال عمرو بن العاص: فما كلمت أحدا قط أذكى منه.
361

15 - باب فتح نهاوند
1712 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن خلف
العسقلاني، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا
زياد بن جبير بن حية قال أخبرني أبي.
أن عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - قال للهرمزان: أما إذ
فتني بنفسك، فانصح لي، وذلك أنه قال له: تكلم لا بأس. فأمنه، فقال
الهرمزان: نعم، إن فارس اليوم رأس وجناحان.
قال: فأين الرأس؟.
قال: نهاوند مع بندار، قال: فإن معه أساورة كسرى وأهل
أصفهان.
قال: فأين الجناحان؟. فذكر الهرمزان مكانا نسيه، فقال
الهرمزان: اقطع الجناحين، توهن الرأس.
فقال له عمر - رضوان الله عليه -: كذبت يا عدو الله، بل أعمد
إلى الرأس فيقطعه الله، فإذا قطعه الله عني، انقطع عني الجناحان.
فأراد عمر أن يسير إليه بنفسه، فقالوا: نذكرك الله يا أمير المؤمنين أن
362

تسير بنفسك إلى العجم، فإن أصبت بها لم يكن للمسلمين نظام،
ولكن ابعث الجنود. قال فبعث أهل المدينة وبعث فيهم عبد الله بن عمر
ابن الخطاب، وبعث المهاجرين والأنصار، وكتب إلى أبي موسى
الأشعري: أن سر بأهل البصرة، وكتب إلى حذيفة بن اليمان: أن سر
بأهل الكوفة حتى تجتمعوا بنهاوند جميعا، فإذا اجتمعتم، فأميركم
النعمان بن مقرن المزني.
فلما اجتمعوا بنهاوند أرسل إليهم بندار أن أرسلوا إلينا يا معشر
العرب رجلا منكم نكلمه، فاختار الناس المغيرة بن شعبة.
قال أبي: فكأني أنظر إليه: رجل طويل، أشعر، أعور، فأتاه،
فلما رجع إلينا سألناه فقال لنا: إني وجدت العلج قد استشار أصحابه
في أي شئ تأذنون لهذا العربي أبشارتنا وبهجتنا وملكنا؟ أو نتقشف له
فنزهده عما في أيدينا؟.
فقالوا: بل نأذن له بأفضل ما نكون من الشارة والعدة. فلما
رأيتهم، رأيت تلك الحراب والدرق يلتمع منها البصر، ورأيتهم قياما
363

على رأسه، فإذا هو على سرير من ذهب، وعلى رأسه التاج. فمضيت
كما أنا، ونكست رأسي لأقعد معه على السرير، قال: فدفعت
ونهرت، فقلت: إن الرسل لا يفعل بهم هذا. فقالوا لي: إنما أنت
كلب، أتقعد مع الملك؟.
فقلت: لأنا أشرف (135 / 1) في قومي من هذا فيكم، قال:
فانتهرني وقال: اجلس. فجلست. فترجم لي قوله.
فقال: يا معشر العرب، إنكم كنتم أطول الناس جوعا، وأعظم
الناس شقاء، وأقذر الناس قذرا، وأبعد الناس دارا، وأبعده من كل
خير. وما كان منعني أن آمر هذه الأساورة حولي أن ينتظموكم
بالنشاب إلا تنجسا لجيفتكم لأنكم أرجاس، فإن تذهبوا نخل عنكم،
وإن تابوا، ننزلكم مصارعكم.
قال المغيرة: فحمدت الله وأثنيت عليه وقلت: والله ما أخطأت من
صفتنا ونعتنا شيئا، إن كنا لأبعد الناس دارا، وأشد الناس جوعا،
وأعظم الناس شقاء، وأبعد الناس من كل خير، حتى بعث الله إلينا
رسولا فوعدنا بالنصر، في الدنيا، والجنة في الآخرة، فلم نزل نتعرف
من ربنا - مذ جاءنا رسوله - صلى الله عليه وسلم - الفلاح والنصر، حتى أتيناكم. وإنا والله
نرى لكم ملكا وعيشا لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبدا حتى نغلبكم على ما
في أيديكم أو نقتل في أرضكم.
364

فقال: أما الأعور، فقد صدقكم الذي في نفسه. فقمت من عنده
وقد والله أرعبت العلج جهدي، فأرسل إلينا العلج: إما أن تعبروا إلينا
بنهاوند، وإما أن نعبر إليكم.
فقال النعمان: اعبروا. فعبرنا.
فقال أبي: فلم أر كاليوم قط، إن العلوج يجيئون كأنهم جبال
الحديد، وقد تواثقوا أن لا يفروا من العرب، وقد قرن بعضهم إلى
بعض حتى كان سبعة في قران، وألقوا حسك الحديد خلفهم،
وقالوا: من فر منا، عقره حسك الحديد.
فقال المغيرة بن شعبة حين رأى كثرتهم: لم أر كاليوم فشلا: إن
عدونا يتركون أن يتتاموا، فلا يعجلوا. أما والله لو أن الأمر إلي، لقد
أعجلتهم به.
قال: وكان النعمان رجلا بكاء، فقال: قد كان الله - جل وعلا -
يشهدك أمثالها فلا يخزيك ولا تعدى موقفك. وإني والله ما يمنعني أن
أناجزهم إلا لشئ شهدته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان إذا غزا فلم يقاتل أول النهار، لم يعجل حتى تحضر الصلوات،
وتهب الأرواح، ويطيب القتال.
ثم قال النعمان: اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم [بفتح]
365

يكون فيه عز الإسلام وأهله، وذل الكفر وأهله. ثم اختم لي على أثر
ذلك بالشهادة. ثم قال: أمنوا رحمكم الله. فأمنا. وبكى فبكينا. فقال
النعمان: إني هاز لوائي فيسروا السلاح، ثم هازها الثانية، فكونوا
متيسرين لقتال عدوكم بإزائكم، فإذا هززتها الثالثة فليحمل كل قوم
على من يليهم من عدوهم على بركة الله.
قال: فلما حضرت الصلاة، وهبت الأرواح، كبر وكبرنا. وقال:
ريح الفتح والله إن شاء الله، واني لأرجو أن يستجيب الله لي، وأن يفتح
علينا. فهز اللواء فتيسروا، ثم هزها الثانية، ثم هزها الثالثة فحملنا جميعا
كل قوم على من يليهم.
وقال النعمان: إن أنا أصبت فعلى الناس حذيفة بن اليمان
(135 / 2) فإن أصيب حذيفة، ففلان، فإن أصيب فلان حتى عد سبعة
آخرهم المغيرة بن شعبة.
قال أبي: فوالله ما علمت من المسلمين أحدا يحب أن يرجع
إلى أهله حتى يقتل أو يظفر. وثبتوا لنا فلم نسمع إلا وقع الحديد على
الحديد، حتى أصيب في المسلمين مصابة عظيمة. فلما رأوا صبرنا
ورأونا لا نريد أن نرجع، انهزموا، فجعل يقع الرجل فيقع عليه سبعة في
قران فيقتلون جميعا، وجعل يعقرهم حسك الحديد خلفهم.
فقال النعمان: قدموا اللواء، فجعلنا نقدم اللواء فنقتلهم
366

ونهزمهم. فلما رأى النعمان قد استجاب الله له ورأى الفتح، جاءته
نشابة فأصابت خاصرته، فقتلته. فجاء أخوه معقل بن مقرن فسجى عليه
ثوبا، وأخذ اللواء فتقدم، ثم قال: تقدموا رحمكم الله، فجعلنا نتقدم
فنهزمهم ونقتلهم، فلما فرغنا واجتمع الناس، قالوا: أين الأمير؟. فقال
معقل: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح، وختم له بالشهادة. فبايع
الناس حذيفة بن اليمان.
قال: وكان عمر بن الخطاب - رضوان الله عليه - بالمدينة يدعو
الله، وينتظر مثل صيحة الحبلى، فكتب حذيفة إلى عمر بالفتح مع
رجل من المسلمين، فلما قدم عليه، قال: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح
أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل فيه الشرك وأهله.
فقال: النعمان بعثك؟ قال: احتسب النعمان يا أمير المؤمنين،
فبكى عمر واسترجع، فقال: ومن ويحك؟.
قال: وفلان وفلان - حتى عد ناسا - ثم قال: وآخرين يا أمير
المؤمنين لا تعرفهم.
فقال عمر - رضوان الله عليه - وهو يبكي -: لا يضرهم أن لا
يعرفهم عمر، لكن الله يعرفهم.
367

[...]
368

[...]
369

[...]
370

28 - كتاب التفسير
سورة فاتحة الكتاب
1713 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أحمد بن آدم، غندر،
حدثنا علي بن عبد الحميد المعنى، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن
ثابت البناني.
عن أنس بن مالك قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير، فنزل،
فمشى ورجل من أصحابه إلى جنبه، فالتفت إليه فقال: " ألا أخبركم
بأفضل القرآن؟ ". قال: بلى، فتلا عليه (الحمد لله رب العالمين)
[الفاتحة: 2].
371

[...]
372

1714 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بن عبدان بعسكر مكرم
وعده، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو أسامة، عن عبد الحميد بن
جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة،
عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما في التوراة،
ولا في الإنجيل مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني، وهي مقسومة بيني
وبين عبدي، ولعبدي ما سأل ".
373

1715 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا أحمد بن
حنبل، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت سماك بن
حرب قال: سمعت عباد بن حبيش يحدث.
374

عن عدي بن حاتم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (المغضوب عليهم)
اليهود، و (الضالين) النصارى ".
375

سورة البقرة (136 / 1)
1716 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا هدبة بن
خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى،
عن أسيد بن حضير أنه قال: يا رسول الله بينا أنا أقرأ الليلة سورة
البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق. فقال
376

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اقرأ أبا عتيك "، فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى
بين السماء والأرض، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اقرأ أبا عتيك ".
فقال: يا رسول الله فما استطعت أن أمضي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
" تلك الملائكة تنزلت لقراءة سورة البقرة. أما إنك لو مضيت لرأيت
العجائب ".
377

[...]
378

1717 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمد، عن موسى بن جبير،
عن نافع.
عن ابن عمر: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن آدم لما أهبط
إلى الأرض، قالت الملائكة: أي رب، (أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟. قال: إني أعلم ما لا
تعلمون) [البقرة: 30] قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال
الله لملائكته: هلموا ملكين من الملائكة فننظر كيف يعملان. قالوا:
379

ربنا هاروت وماروت. قال: فاهبطا إلى الأرض. فتمثلت لهما
الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءاها، فسألاها نفسها. فقالت: لا
والله، حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك. قالا: والله لا نشرك بالله
أبدا. فذهبت عنهما ثم رجعت إليهما ومعها صبي تحمله، فسألاها
نفسها، فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي. فقالا: لا والله لا نقتله
أبدا. فذهبت ثم رجعت بقدح من خمر تحمله، فسألاها نفسها،
فقالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر. فشربا فسكرا فوقعا عليها
وقتلا الصبي. فلما أفاقا، قالت المرأة: والله ما تركتما من شئ أبيتماه
380

علي إلا فعلتماه حين سكرتما. فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا
والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا ".
381

[...]
382

1718 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع، عن
إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة.
عن ابن عباس قال: لما وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة، قالوا:
كيف بمن مات من إخواننا وهم يصلون نحو بيت المقدس؟. فأنزل الله
- جل وعلا - (وما كان الله ليضيع إيمانكم) [البقرة: 143].
383

1719 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح.
عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (وكذلك جعلناكم أمة
وسطا) [البقرة: 143] قال: عدلا.
384

1720 - أخبرنا أبو عروبة، حدثنا زيد بن أخزم، حدثنا أبو داود،
حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
385

عن عائشة قالت: كانت قريش قطان البيت، وكانوا يفيضون من
مني، وكان الناس يفيضون من عرفات، فأنزل الله تعالى (ثم أفيضوا
من حيث أفاض الناس) [البقرة: 199].
386

1721 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة (136 / 2)، حدثنا
يونس بن محمد، حدثنا يعقوب القمي، حدثنا جعفر بن أبي المغيرة،
عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس قال: جاء عمر - رضوان الله عليه - إلى رسول الله
387

- صلى الله عليه وسلم - فقال: هلكت. فقال. " وما أهلكك؟ ". قال: حولت رحلي
الليلة. قال: فلم يرد عليه شيئا. فأوحى الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه
الآية (نساؤكم حرث لكم، فأتوا حرثكم أنى شئتم) [البقرة: 223]
يقول: " أقبل، وأدبر، واتق الدبر والحيضة ".
1722 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق قال:
حدثني أبو جعفر محمد بن علي، ونافع.
أن عمرو بن نافع مولى عمر بن الخطاب حدثهما أنه كان
388

يكتب المصاحف أيام أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فاستكتبتني حفصة
مصحفا وقالت: إذا بلغت هذه الآية من سورة البقرة، فلا تكتبها حتى
تأتيني بها فأمليها عليك كما حفظتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فلما
بلغتها جئتها بالورقة التي أكتبها فقالت: اكتب (حافظوا على الصلوات
والصلاة الوسطى - وصلاة العصر - وقوموا لله قانتين) [البقرة:
238].
1723 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن
وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم.
عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " كل حرف
يذكر فيه القنوت، فهو الطاعة ".
389

1724 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن
ابن إبراهيم، حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي
كثير، حدثني ابن أبي بن كعب.
أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر، فكان مما يتعاهده.
390

فوجده ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم،
قال: فسلم، فرد السلام، فقلت: ما أنت، جن أم إنس؟. قال: جن.
فقلت: ناولني يدك، فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت: هذا خلق
الجن؟. فقال: لقد علمت الجن أن ما فيهم من هو أشد مني. فقلت:
ما يحملك على ما صنعت؟. فقال: بلغني أنك تحب الصدقة، فأحببت
أن أصيب من طعامك. فقلت: ما الذي يحرزنا منكم؟. فقال: هذه
الآية: آية الكرسي. قال: فتركته.
وغدا أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: " صدق
الخبيث ".
391

[...]
392

1725 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست، حدثنا
الحسن بن علي الحلواني، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن أبي
بشر، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس في قوله: (لا إكراه في الدين) قال: كانت
393

المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد، فتحلف: لئن عاش لها ولد
لتهودنه. فلما أجليت بنو النضير، إذا فيهم ناس من أبناء الأنصار، فقالت
الأنصار: يا رسول الله، أبناؤنا. فأنزل الله هذه الآية: (لا إكراه في
الدين) [البقرة: 256].
394

قال سعيد بن جبير: فمن شاء لحق بهم، ومن شاء (137 / 1)
دخل في الإسلام.
1726 - أخبرنا عمران بن موسى، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا
حماد بن سلمة، حدثنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي، عن أبي
قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني.
عن النعمان بن بشير، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الآيتان ختم
بهما سورة البقرة: لا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان ".
395

1727 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا الأزرق بن
علي، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا خالد بن سعيد المدني، عن أبي
حازم.
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن لكل
شئ سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا، لم
يدخل الشيطان بيته [ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان
بيته] ثلاثة أيام ".
396

سورة آل عمران
1728 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا بشر بن معاذ
العقدي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا داود بن أبي هند، عن عكرمة.
عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد فلحق
بالشرك، ثم ندم، فأرسل إلى قومه: أن سلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل لي
من توبة؟، فأنزل الله: (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم
وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات) [آل عمران: 86] إلى قوله
(إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم)
[آل عمران: 89]، قال: فأرسل إليه قومه فأسلم.
397

1729 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا المخزومي، حدثنا عبد الواحد بن
زياد، حدثنا عبيد الله بن عبد الله الأصم، حدثنا يزيد بن الأصم.
عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا
محمد أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار؟.
فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " أرأيت هذا الليل قد كان، ثم ليس شئ
أين جعل؟ ". قال: الله أعلم. قال: " فإن الله يفعل ما يشاء ".
398

سورة النساء
1730 - أخبرنا ابن سلم، أنبأنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا
محمد بن شعيب، عن عمر بن محمد العمري، عن هشام بن عروة،
عن أبيه.
عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (ذلك أدنى ألا تعولوا)
[النساء: 3] قال: أن لا تجوروا.
399

1731 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا
ابن أبي عدي، حدثنا داود بن أبي هند، عن عكرمة.
عن ابن عباس قال: لما قدم كعب بن الأشرف مكة أتوه فقالوا:
نحن أهل السقاية والسدانة، وأنت سيد أهل يثرب فنحن خير أم هذا
الصنبور............
400

المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا؟ فقال: أنتم خير منه، فنزلت على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن شانئك هو الأبتر). وأنزلت عليه (ألم تر
إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون
للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) [النساء: 51].
401

1732 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن
يحيى الذهلي، حدثنا المقرئ (137 / 2) حدثنا حرملة بن عمران
التجيبي، عن أبي يونس - واسمه سليم بن جبير -.
عن أبي هريرة أنه قال في هذه الآية: (إن الله يأمركم أن تؤدوا
الأمانات إلى أهلها) إلى قوله (إن الله كان سميعا بصيرا) [النساء:
58]: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع إبهامه على أذنه وإصبعه الدعاء على
عينه.
402

1733 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عاصم بن كليب،
حدثني أبي،
عن خالي الفلتان بن عاصم قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل
عليه، وكان إذا أنزل عليه. رام بصره، وفرغ سمعه وقلبه، مفتوحة
عيناه لما يأتيه من الله، فكنا نعرف ذلك، فقال للكاتب: اكتب (لا
يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) [النساء:
95].
قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله ما ذنبنا؟. فأنزل الله
عليه. فقلنا للأعمى: إنه ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم -. فبقي قائما ويقول:
أعوذ بالله من غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
403

قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للكاتب: اكتب (غير أولي الضرر)
[النساء: 95].
قلت: في الأصح: " أعوذ بغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
1734 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا وهب بن
بقية، حدثنا خالد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي بكر بن أبي
زهير الثقفي.
عن أبي بكر الصديق - رضوان الله عليه - أنه قال: يا رسول الله،
كيف الفلاح بعد هذه الآية (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب،
404

من يعمل سوءا يجز به) [النساء: 123] الآية؟ وكل شئ عملنا جزينا
به؟. فقال: " غفر الله لك يا أبا بكر، ألست تمرض، ألست تحزن،
ألست تصيبك اللأواء؟ قال: قلت: بلى. قال: " هو ما تجزون به ".
405

1735 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يحيى بن
سعيد، حدثني إسماعيل بن أبي خالد... فذكر بإسناده نحوه.
1736 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن بكر بن
سوادة، حدثه أن يزيد بن أبي يزيد حدثه، عن عبيد بن عمير.
عن عائشة: أن رجلا تلا هذه الآية (من يعمل سوءا يجز به)
[النساء: 123]، فقال: إنا لنجزى بكل ما عملنا؟ هلكنا إذا. فبلغ ذلك
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " نعم يجزى به في الدنيا من مصيبة في جسده
مما يؤذيه ".
406

سورة المائدة
1737 - أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق، حدثنا موسى بن
عبد الرحمن المسروقي، حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن فضيل
ابن عياض، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لو أن الله يؤاخذني
وعيسى بذنوبنا لعذبنا، ولا يظلمنا شيئا ". وأشار بالسبابة والتي تليها.
1738 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
407

حدثنا عبيد الله بن موسى، أنبأنا علي بن صالح، عن سماك، عن
عكرمة.
عن ابن عباس قال: كانت قريظة والنضير، وكانت (138 / 1)
النضير أشرف من قريظة.
قال: وكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير، ودى بمئة
وسق من تمر، فلما بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل رجل من النضير رجلا من
قريظة، فقالوا: ادفعوه إلينا لنقتله، فقالوا: بيننا وبينكم النبي - صلى الله عليه وسلم -،
فأتوه فنزلت (وإن حكمت، فاحكم بينهم بالقسط) [المائدة: 42]
والقسط: النفس بالنفس، ثم نزلت (أفحكم الجاهلية يبغون)
[المائدة: 50].
408

1739 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي، أنبأنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة،
حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل منزلا، نظروا
أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فينزل تحتها، وينزل أصحابه
بعد ذلك في ظل الشجر. فبينما هو نازل تحت شجرة - وقد علق السيف
عليها - إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة، ثم دنا من النبي - صلى الله عليه وسلم -
وهو نائم فأيقظه، فقال: يا محمد من يمنعك مني الليلة؟.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الله ". فأنزل الله (يا أيها الرسول بلغ ما
أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من
الناس) [المائدة: 67] الآية.
409

1740 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدنا محمد بن بشار،
حدثنا محمد، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق.
عن البراء قال: مات ناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم
يشربون الخمر، فلما نزل تحريمها، قال ناس من أصحاب رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف بأصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟. فنزلت (ليس
على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا
وعملوا الصالحات) [المائدة: 93].
سورة الأنعام
1741 - أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمرى
410

بالموصل، حدثنا معلى بن مهدي، حدثنا حماد بن زيد، عن عاصم،
عن أبي وائل.
عن ابن مسعود قال: خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطا فقال: " هذا
سبيل الله ". ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله، ثم قال: " وهذه
سبل، على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ". ثم تلا (وإن هذا
صراطي مستقيما فاتبعوه) [الأنعام: 153] إلى آخر الآية.
411

[...]
412

1742 - أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المعدل بالفسطاط،
413

حدثنا الحارث بن مسكين، حدثنا ابن وهب، حدثنا حماد بن زيد...
فذكر نحوه.
سورة الأنفال
1743 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن عبد
الأعلى، حدثنا معتمر، قال: سمعت داود بن أبي هند، عن عكرمة.
عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من أتى مكان كذا وكذا فله
كذا وكذا. فتسارع الشبان، وبقي الشيوخ تحت الرايات. فلما فتح الله
عليهم جاؤوا يطلبون الذي جعل لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال لهم الأشياخ:
لا تذهبون به دوننا، فإنا كنا ردءا لكم، (138 / 2) فأنزل الله هذه الآية
(فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) [الأنفال: 1].
414

سورة براءة
1744 - أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني بالصغد، حدثنا
محمد بن بشار، حدثنا سعيد بن الربيع، حدثنا شعبة، عن سليمان،
قال: سمعت أبا وائل.
عن أبي مسعود قال: كنا نتحامل على ظهورنا فيجئ الرجل
415

بالشئ فيتصدق به، فجاء رجل بنصف صاع، وجاء آخر بشئ كثير،
فقالوا إن الله غني عن صدقة هذا، وهذا مراء. فنزلت (الذين يلمزون
المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا
جهدهم) [التوبة: 79] الآية.
416

سورة يونس
1745 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن بشار،
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، وعطاء بن
السائب، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباس - رفعه أحدهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن
جبريل كان يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول: لا إله إلا
الله ".
417

سورة يوسف
1746 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
418

إبراهيم، أنبأنا عمرو بن محمد القرشي، حدثنا خلاد الصفار، عن
عمرو بن قيس الملائي، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد.
عن أبيه قال: أنزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلا عليهم
زمانا، فقالوا: يا رسول الله، لو قصصت علينا، فأنزل الله تبارك وتعالى
(ألر تلك آيات الكتاب المبين - إلى قوله - نحن نقص عليك أحسن
القصص) [يوسف: 1 - 3] فتلا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمانا،
فقالوا: يا رسول الله، لو حدثتنا، فأنزل الله (الله نزل أحسن الحديث
كتابا متشابها) [الزمر: 23] الآية، كل ذلك يؤمرون بالقرآن.
قال خلاد: وزاد فيه حسين " قالوا: يا رسول الله ذكرنا، فأنزل الله
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)... " [الحديد:
16].
1747 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا مسدد بن
مسرهد، حدثنا خالد بن عبد الله، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة.
419

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رحم الله يوسف،
لولا الكلمة التي قالها (اذكرني عند ربك) [يوسف: 42]، ما لبث
في السجن ما لبث ".
قلت: فذكر الحديث.
420

[...]
421

سورة إبراهيم
1748 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا غسان بن
الربيع، حدثنا حماد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب.
عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بقناع جزء،
فقال: " مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء،
تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فقال: هي النخلة. (ومثل كلمة خبيثة
كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) [إبراهيم:
26]، قال: " هي الحنظلة ".
قال شعيب: فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: كذلك كنا نسمع.
422

سورة الحجر
1749 - أخبرنا محمد بن زهير بالأبله، حدثنا نصر بن علي
الجهضمي، حدثنا نوح بن قيس، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء
(139 / 1).
عن ابن عباس أنه قال: كانت تصلي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة
حسناء من أحسن الناس، وكان بعض القوم يتقدم في الصف الأول
لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في المؤخر، فكان إذا ركع،
نظر من تحت إبطه، فأنزل الله - عز وجل - في شأنها (ولقد علمنا
المستقدمين منكم، ولقد علمنا المستأخرين) [الحجر: 24].
423

[...]
424

سورة كهيعص
1750 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي،
حدثنا محمد بن خازم، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح.
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا قضى الأمر وهم
في غفلة) [مريم: 39]. قال: " في الدنيا ".
425

سورة طه
1751 - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن
سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله - جل وعلا - (فإن له
معيشة ضنكا) [طه: 124]، قال: " عذاب القبر ".
426

قلت: وله طريق في الجنائز أطول من هذه.
سورة الحج
1752 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمود بن غيلان،
حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة.
عن أنس بن مالك قال: نزلت (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن
زلزلة الساعة شئ عظيم) [الحج: 1] على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في
مسير له، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه، ثم قال: " أتدرون أي
يوم هذا؟ يوم يقول الله جل وعلا: يا آدم، يا آدم، قم فابعث
بعث النار، من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين ". فكبر ذلك على
المسلمين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " سددوا وقاربوا، وأبشروا، فوالذي
نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشاة في جنب البعير، أو كالرقمة
427

في ذراع الدابة، وإن معكم لخليقتين ما كانتا في شئ قط إلا كثرتاه:
يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الإنس والجن ".
سورة المؤمنين
1753 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، حدثنا عبد
الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد،
حدثنا أبي، حدثنا يزيد النحوي، عن عكرمة.
عن ابن عباس قال: جاء أبو سفيان بن حرب إلى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، أنشدك الله والرحم، فقد أكلنا العلهز
- يعني الوبر - والدم، فأنزل الله (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا
لربهم وما يتضرعون) [المؤمنون: 76].
428

سورة لقمان
1754 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
أبو عمر الدوري حفص بن عمر بن عبد العزيز، حدثنا إسماعيل بن
جعفر، عن عبد الله بن دينار.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مفاتيح الغيب
429

خمس: لا يعلم ما تضع الأرحام أحد إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا
الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، وما تدري نفس بأي أرض
تموت، ولا يعلم متى (139 / 2) تقوم الساعة ".
1755 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا يحيى بن
أيوب المقابري، حدثنا إسماعيل بن جعفر.
430

قلت: فذكر بإسناده نحوه إلا أنه قال: " ولا يعلم متى تقوم الساعة
أحد إلا الله ".
سورة الأحزاب
1756 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة، حدثنا داود
ابن رشيد، حدثنا أبو حفص الأبار، عن منصور، عن عاصم بن أبي
النجود، عن زر بن حبيش، قال:
لقيت أبي بن كعب فقلت له: إن ابن مسعود كان يحك
المعوذتين من المصاحف ويقول: إنهما ليستا من القرآن، فلا تجعلوا
فيه ما ليس منه،
قال أبي: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لنا. فنحن نقول.
كم تعدون سورة الأحزاب من آية؟ قال: قلت: ثلاثا وسبعين آية.
قال أبي: والذي يحلف به إن كانت لتعدل سورة البقرة، ولقد قرأنا فيها
آية الرجم " الشيخ والشيخة إذا زنيا، فارجموهما البتة نكالا من الله والله
عزيز حكيم ".
431

[...]
432

[...]
433

قلت: في إسناده عاصم بن أبي النجود وقد ضعف.
سورة يس
قلت: تقدم في الجنائز " اقرؤوا على موتاكم يس ".
سورة ص
1757 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا مسدد، عن يحيى،
434

عن سفيان، قال: حدثني الأعمش، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن
جبير.
عن ابن عباس قال: مرض أبو طالب فأتته قريش، وأتى
النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده - وعند رأسه مقعد رجل - فقام أبو جهل فقعد فيه،
فشكوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي طالب، فقالوا: إن ابن أخيك يقع في
آلهتنا. قال: ما شأن قومك يشكونك يا ابن أخي؟
قال: " يا عم إنما أردتهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب،
وتؤدي بها العجم الجزية ". فقال: وما هي؟.
قال: " لا إله إلا الله ". فقاموا، فقالوا (أجعل الآلهة إلها واحدا)
[ص: 4]؟. قال، ونزل (ص والقرآن ذي الذكر) إلى قوله (إن هذا
لشيء عجاب) [ص: 1 - 5].
435

سورة الزخرف
1758 - أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل، حدثنا هشام بن
عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن
عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى عفرة.
عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله (وإنه لعلم
للساعة) [الزخرف: 61]، قال: نزول عيسى بن مريم قبل يوم
القيامة.
436

سورة الجاثية
1759 - أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم،
حدثنا سفيان بن عيينة، قال: كان أهل الجاهلية يقولون: إنما يهلكنا
الليل والنهار، هو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا، قال الله تعالى: (وقالوا
ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر). قال
الزهري: عن سعيد بن المسيب،
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يقول الله - جل وعلا -:
يؤذيني ابن آدم: يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أقلب ليله
(140 / 1) ونهاره، فإذا شئت قبضتهما ".
437

قلت: هو في الصحيح باختصار.
سورة الفتح
1760 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمود بن غيلان،
حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة.
عن أنس بن مالك قال: نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - (ليغفر لك الله
ما تقدم من ذنبك وما تأخر) مرجعه من الحديبية، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
أنزلت علي آية أحب إلي مما على ظهر الأرض، فقرأها عليهم
فقالوا: هنيئا مريئا يا نبي الله، قد بين الله لك ما يفعل بك، فماذا يفعل
بنا؟ فنزلت عليه (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات...) حتى
(فوزا عظيما) [الفتح: 5].
438

سورة الحجرات
1761 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن
سلمة، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي.
عن الضحاك بن أبي جبيرة، قال: كانت لهم ألقاب في
الجاهلية فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا بلقبه، فقيل له: يا رسول الله إنه
يكرهه، فأنزل الله تعالى (ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق
بعد الإيمان) [الحجرات: 11]، قال: وكانت الأنصار يتصدقون
ويعطون ما شاء الله، حتى أصابتهم سنة فأمسكوا، فأنزل الله: (وأنفقوا
439

في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وأحسنوا إن الله يحب
المحسنين) [البقرة: 195].
سورة الذاريات
1762 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ،
حدثنا علي بن نصر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود،
440

عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (إني أنا الرزاق ذو
القوة المتين) [الذاريات: 58].
سورة الرحمن
1763 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، حدثنا هشام بن
عمار، حدثنا الوزير بن صبيح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم
الدرداء،
عن أبي الدرداء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله (كل يوم هو في
شأن) [الرحمن: 29]، قال: " من شأنه أن يغفر ذنبا، ويفرج كربا،
ويرفع قوما، ويضع آخرين ".
441

[...]
442

سورة قد سمع
1764 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن عثمان بن
المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة.
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: لما نزلت (يا أيها
الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)
[المجادلة: 12] قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما ترى، دينار؟ ". قلت:
لا يطيقونه. قال: " كم؟ ". قلت: شعيرة. قال: " إنك لزهيد ". فنزلت
(أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) [المجادلة: 13]
الآية. قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة.
443

1765 - أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو صخرة ببغداد بين
الصورين، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدثنا قاسم بن يزيد
444

الجرمي، حدثنا سفيان الثوري، عن عثمان الثقفي، عن سالم بن أبي
الجعد، عن علي بن علقمة الأنماري.
عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه (140 / 2) الآية (يا
أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)
[المجادلة: 12]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب: " مرهم أن
يتصدقوا ". قال: يا رسول الله، بكم؟ قال: " بدينار ". قال: لا يطيقونه.
قال: " بنصف دينار ". قال: لا يطيقونه. قال: " فبكم؟ " قال: بشعيرة.
قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إنك لزهيد ". قال: فأنزل الله
(أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات، فإذ لم تفعلوا وتاب الله
عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) [المجادلة: 13] قال: فكان علي
يقول: فبي خفف الله عن هذه الأمة.
سورة الملك
1766 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا زهير بن حرب،
445

حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني قتادة، عن عباس
الجشمي.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " سورة في القرآن ثلاثون
آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له (تبارك الذي بيده الملك)
[الملك: 1].
446

[...]
447

1767 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: حدثكم شعبة... قلت فذكره.
سورة قل أوحي إلي
1768 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن
وهب، حدثنا يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله.
أن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [يقول] " بت
الليلة أقرأ على الجن رفقاء بالحجون ".
448

سورة عبس
1769 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الله بن عمر
الجعفي، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
عن عائشة قالت: نزلت (عبس وتولى) [عبس: 1]، في ابن
أم مكتوم الأعمى. قالت: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا نبي الله
أرشدني، قالت: وعند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين،
فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه ويقبل على الآخر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
يا فلان، أترى بما أقول بأسا؟ فيقول: لا. فنزلت (عبس وتولى)
[عبس: 1].
449

سورة ويل للمطففين
1770 - أخبرنا أحمد [بن الحارث بن محمد] بن عبد الكريم،
حدثنا الحسن بن سعد ابن بنت علي بن الحسين بن واقد [حدثني علي
ابن الحسين بن واقد]، حدثنا أبي، عن يزيد النحوي، عن عكرمة.
عن ابن عباس قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة كانوا من أخبث
الناس كيلا، فأنزل الله - عز وجل - (ويل للمطففين) [المطففين:
1]، فأحسنوا الكيل بعد ذلك.
450

1771 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر، حدثنا
عيسى بن حماد، أنبأنا الليث، عن ابن عجلان، عن القعقاع بن حكيم،
عن أبي صالح.
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن العبد إذا أخطأ
خطيئة، نكتت في قلبه نكتة، فإن هو نزع واستغفر وتاب، صقلت، فإن
هو عاد، زيد فيها حتى تعلو قلبه فهو " الران " الذي ذكر الله (كلا بل ران
على قلوبهم ما كانوا يكسبون) [المطففين: 14].
451

[...]
452

سورة (141 / 1) ألم نشرح
1772 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن دراجا حدثه،
عن أبي الهيثم.
عن أبي سعيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أتاني جبريل فقال:
إن ربي وربك يقول لك: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم: قال. إذا
ذكرت، ذكرت معي ".
سورة الهمزة
1773 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة، حدثنا نوح،
حدثنا عبد الملك بن هشام الذماري، حدثنا سفيان بن سعيد، عن
محمد بن المنكدر.
453

[...]
454

عن جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ (يحسب أن ماله
أخلده) [الهمزة: 3].
باب
في سورة الإخلاص والمعوذتين
1774 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا حوثرة بن أشرس، حدثنا مبارك
ابن فضالة، عن ثابت البناني.
عن أنس: أن رجلا كان يلزم قراءة (قل هو الله أحد) في
الصلاة مع كل سورة وهو يؤم أصحابه، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه،
455

فقال: إني أحبها، فقال: " حبها أدخلك الجنة ".
1775 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري،
حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن ثابت البناني.
عن أنس... فذكر نحوه.
456

1776 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن
وهب، أخبرني عمرو بن الحارث - وذكر ابن سلم آخر معه - عن يزيد
ابن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران.
457

أنه سمع عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو
راكب، فجعلت يدي على ظهر قدمه فقلت: يا رسول الله، أقرئني آيا
من سورة هود، وآيا من سورة يوسف، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يا عقبة
ابن عامر إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله، ولا أبلغ عنده من أن تقرأ
(قل أعوذ برب الفلق)، فإن استطعت أن لا تفوتك في صلاة،
فافعل ".
458

1777 - أخبرنا الفضل بن الحباب: حدثنا أبو الوليد الطيالسي،
حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم أبي عمران.
عن عقبة بن عامر...
459

قلت: فذكر نحوه، إلا أنه قال: " إنك لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله
من (قل أعوذ برب الفلق).
1778 - أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة، حدثنا
عمرو بن علي بن بحر، حدثنا بدل بن المحبر، حدثنا شداد بن سعيد
أبو طلحة الراسبي، حدثنا الجريري، عن أبي نضرة.
عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اقرأ يا جابر، فقلت بأبي
وأمي، ما أقرأ؟. فقال: اقرأ: (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ
برب الناس) فقرأتهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اقرأ بهما، فلن تقرأ
بمثلهما ".
460

1 - باب في أحرف القرآن
1779 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا عبدة بن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: " أنزل القرآن على سبعة
461

أحرف "، عليما حكيما، غفورا رحيما.
1780 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا أنس بن عياض، عن أبي (141 / 2) حازم، عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن.
عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أنزل القرآن على
462

2107 - أنبأنا الحسن بن سفيان، أنبأنا عبد العزيز بن سلام،
463

حدثنا العلاء بن عبد الجبار، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عاصم بن
كليب، حدثني أبي.
عن الفلتان بن عاصم قال: كنا قعودا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في
المسجد، فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد فقال: " يا
فلان "، قال: لبيك يا رسول الله. قال: " أتشهد أني رسول الله "؟. قال:
لا. قال: " أتقرأ التوراة؟ ". قل: نعم. قال: " والإنجيل؟ " قال: نعم.
قال: " والقرآن؟ ". قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته. قال: ثم
نشده قال: " تجدني في التوراة والإنجيل؟ ". قال: نجد مثلك،
ومثل أمتك، ومخرجك، وكنا نرجو أن تكون فينا، فلما خرجت تخوفنا
أن تكون أنت، فنظرنا فإذا ليس أنت هو. قال: " ولم ذاك؟ ". قال: إن
معه من أمته تسعين ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب، وإنما معك
نفر يسير. قال: " والذي نفسي بيده لأنا هو، وإنها لأمتي، وإنهم لأكثر
من سبعين ألفا، وسبعين ألفا، وسبعين ألفا ".
464