الكتاب: تخريج الأحاديث والآثار
المؤلف: الزيلعي
الجزء: ٢
الوفاة: ٧٦٢
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: عبد الله بن عبد الرحمن السعد
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٤
المطبعة: الرياض - دار ابن خزيمة
الناشر: دار ابن خزيمة
ردمك:
ملاحظات:

مركز سبايدر نت للكمبيوتر تخريج الآحاديث والآثار جمال الدين الزيلعي 2
2
1

سورة الأنفال
ذكر فيها سبعة وعشرين حديثا
487 الحديث الأول
روي أنه وقع بين المسلمين اختلاف في غنائم بدر وفي قسمتها فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تقسم ولمن الحكم في قسمتها المهاجرين أم الأنصار أم لهم جميعا فقيل له قل لهم هي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه من حديث أبي أمامة عن عبادة بن الصامت الصامت قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فشهدنا معه بدرا فالتقى الناس فهزم الله العدو فانطلق طائفة في آثارهم وأكبت طائفة على العسكر يجمعون وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصيب العدو منهم غرة حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم نحن حويناها وقال الذين خرجوا في طلب العدو لستم بأحق منا نحن نفينا عنها العدو وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم واشتغلنا به فنزلت * (يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول) * الآية فقسمها النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلمين
انتهى
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما قال الحاكم على شرط مسلم
488 قوله
وقيل شرط لمن كان له بلاء في ذلك اليوم أن ينفله فتسارع
7

شبانهم حتى قتلوا سبعين وأسروا سبعين فلما يسر الله الفتح اختلفوا فيما بينهم وتنازعوا فقال الشبان نحن المقاتلون وقال الشيوخ والوجوه الذين كانوا عند الرايات كنا ردءا لكم وفئة تنحازون إليها إن انهزمتم فنزلت الأنفال
قلت رواه أبو داود في الجهاد والنسائي في التفسير من حديث داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى مكان كذا وكذا فله من النفل كذا ومن فعل كذا وكذا فله من النفل كذا وكذا فتسارع إليه الشبان وثبت الشيوخ تحت الرايات فلا فتح الله لهم جاء الشبان يطلبون ما جعل لهم فقال الأشياخ لا تذهبوا به دوننا وإنما كنا رداء لكم فأنزل الله تعالى " واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع والستين من القسم الثالث والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه فقد احتج البخاري بعكرمة ومسلم بداود بن أبي هند
489 الحديث الثاني
عن سعد بن أبي وقاص قال قتل أخي عمير يوم بدر فقتلت به سعيد بن العاص وأخذت سيفه فأعجبني فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن الله قد شفى صدري من المشركين فهب لي هذا السيف فقال أوليس
هذا لي ولا لك اطرحه في القبض قال فطرحته وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت إلا قليلا حتى جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزلت سورة الأنفال فقال (يا سعد إنك سألتني السيف وليس لي وإنه قد صار لي
8

فاذهب فخذه
قلت رواه الإمام أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة في مسنديهما وأبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال قالوا حدثنا أبو معاوية ثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن عبيد الله أبي عون الثقفي عن سعد بن أبي وقاص قال لما كان يوم بدر قتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذهب فاطرحه في القبض قال فرجعت وبي ما لا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي قال فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الأنفال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فخذ سيفك
انتهى
ومن طريق أحمد رواه الواحدي في أسباب النزول ومن طريق ابن أبي شيبة رواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث وقال القبض ما يجمع من الغنائم انتهى
ورواه الحازمي في كتابه الناسخ والمنسوخ من طريق أبي عبيد ثنا أبو معاوية به سندا ومتنا ثم قال أبو عبيد هكذا قال فيه سعيد بن العاص وغيره يقول العاص بن سعيد والمحفوظ عندنا العاص بن سعيد وكان سيفه يسمى ذا الكتيفة انتهى كلامه
ورواه ابن مروديه في تفسيره من طريق سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية به سندا ومتنا
490 الحديث الثالث
عن عبادة بن الصامت قال نزلت الأنفال فينا معشر أصحاب بدر حين اختلفنا في النفل وضاقت فيه أخلاقنا فنزعه الله من أيدينا فجعله لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمه بين المسلمين على السواء
قلت رواه الحاكم في مستدركه في كتاب قسم الفيء والإمام أحمد
9

وإسحاق بن راهويه في مسنديهما وابن هشام في سيرته والطبري في تفسيره وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث ابن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول الدمشقي عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت أنه قال في الأنفال فينا نزلت معشر أصحاب بدر حين اختلفنا في النفل وساءت فيه أخلاقنا فانتزعه الله من أيدينا وجعله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن براء يقول عن سواء قال الحاكم صحيح على شرط مسلم
491 الحديث الرابع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الإيمان سبع وسبعون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان
قلت هكذا ذكره المصنف موقوفا وهو مرفوع رواه الجماعة إلا البخاري فمسلم والترمذي والنسائي في كتاب الإيمان وأبو داود وابن ماجة في كتاب السنة من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)
انتهى
وكذلك رواه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه
وعجبي من عبد الحق كيف عزاه في كتاب الإيمان من أحكامه للترمذي فقط وهو ذكره في الجمع بين الصحيحين لمسلم
ورواه البخاري في أول كتاب الإيمان ولفظه (الإيمان بضع وستون شعبة والحياء من الإيمان
10

492 الحديث الخامس
روي أن عير قريش أقبلت من الشام فيها تجارة عظيمة ومعها أربعون راكبا منهم أبو سفيان وعمرو بن العاص وعمرو بن هاشم فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر المسلمين فأعجبهم تلقي العير لكثرة الخير وقلة القوم فلما خرجوا بلغ أهل مكة خبر خروجهم فنادى أبو جهل فوق الكعبة يأهل مكة النجاء النجاء على كل
صعب وذلول عيركم وأموالكم إن أصابها محمد لن تفلحوا أبدا بعدها وقد رأت أخت العباس بن عبد المطلب رؤيا فقالت لأخيها إني رأيت عجبا كأن ملكا نزل من السماء فأخذ صخرة من الجبل ثم حلق بها فلم يبق بيت من بيوت مكة إلا أصابه حجر من تلك الصخرة فحدث بها العباس فقال أبو جهل ما يرضى رجالهم أن يتنبئوا حتى تنبأ نساؤهم فخرج أبو جهل بجمع أهل مكة وهم النفير فقيل له إن العير أخذت طريق الساحل فارجع بالناس إلى مكة فقال لا والله لا يكون ذلك أبدا حتى ننحر الجزور ونشرب الخمور ونقيم القينات والمعازف ببدر وتسمع جميع العرب بمخرجنا وأن محمدا لم يصب العير وأنا قد أعضضناه فمضى بهم إلى بدر وبدر ماء كانت العرب تجتمع فيه لسوقهم يوما في السنة فنزل جبريل فقال يا محمد إن الله وعدكم إحدى الطائفتين إما العير وإما قريشا فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال ما تقولون إن القوم خرجوا من مكة على كل صعب وذلول فالعير أحب إليكم أم النفير قالوا بل العير أحب إلينا من لقاء العدو فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ردد عليهم فقال إن العير قد مضت ساحل البحر وهذا أبو جهل قد أقبل)
11

فقالوا يا رسول الله عليك بالعير ودع العدو فقام عند غضب النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر فقالا فأحسنا ثم قام سعد بن عبادة فقال انظر أمرك فوالله لو سرت إلى عدن ما تخلف عنك رجل من الأنصار ثم قال المقداد بن عمرو يا رسول الله امض لما أمرك الله فإنا معك حيثما أحببت لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ما دامت منا عين تطرف
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال (أشيروا علي أيها الناس) وهو يريد الأنصار لأنهم قالوا له حين بايعوه على العقبة إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمامنا نمنعك مما نمنع منه آباءنا ونساءنا فكأن النبي صلى الله عليه وسلم تخوف ألا تكون الأنصار لا ترى عليهم نصرته إلا على عدوهم بالمدينة فقام سعد بن معاذ فقال لكأنك تريدنا يا رسول الله قال أجل قال قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك لا يتخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدونا إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسطه قول سعد ثم قال (سيروا على بركة الله وأبشروا فإن الله وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم)
قلت هذا كله في سيرة ابن هشام في غزوة بدر الكبرى من قول ابن إسحاق
وأخرج الطبري بعضه عن ابن عباس وبعضه عن عروة بن الزبير وبعضه
12

عن السدي بتقديم وتأخير وزيادة ونقص
وذكره الثعلبي ثم البغوي في تفسيريهما بتمامه عن ابن عباس وعروة بن الزبير وابن إسحاق
ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد... فذكر بعضه
حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز عن أبان بن صالح عن سعيد بن المسيب... فذكر بعضه مرسلا
493 الحديث السادس
روي أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من بدر عليك بالعير أوليس
دونها شئ فناداه العباس وهو في وثاقه لا يصلح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ولم قال لأن الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك
قلت رواه الترمذي في كتابه حدثنا عبد بن حميد أنا عبد الرزاق عن إسرائيل عن عكرمة عن ابن عباس قال لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر قيل له عليك بالعير أوليس
دونها شيء قال فناداه العباس وهو في وثاقه لا يصلح قال لم قال لأن الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك قال صدقت انتهى وقال حديث حسن
ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في دلائل النبوة ورواه أحمد وابن راهويه والبزار وعبد بن حميد وابن أبي شيبة وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم
13

494 الحديث السابع
عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى المشركين وهم ألف وإلى أصحابه وهم ثلاثمائة فاستقبل القبلة ومد يديه يدعو (اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض فما زال كذلك حتى سقط رداؤه فأخذه أبو بكر فألقاه على منكبه والتزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد من حديث عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب قال نظر نبي الله إلى المشركين هم ألف وإلى أصحابه وهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فاستقبل القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بيديه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه من منكبه فأتاه أبو بكر فأخذ راءده فألقاه على منكبه ثم التزمه من ورائه وقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله * (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) * فأمدهم الله بالملائكة مختصر
495 الحديث الثامن
روي أن رجلا من المسلمين بينما هو يشتد في أثر رجل من المشركين إذ سمع صوت ضربة فنظر إلى المشرك وقد خر مستلقيا وشق وجهه فحدث الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (صدقت ذاك من مدد السماء
قلت هذه قطعة من الحديث الذي قبله قال ابن عباس بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد حطم أنفه وشق وجهه كضربة السيف فجاء الأنصاري فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
14

(صدقت ذاك من مدد السماء
496 قوله
عن أبي داود الأنصاري ثم المازني قال إني لأتبع رجلا من المشركين لأضربه يوم بدر فوقع رأسه بين يدي قبل أن يصل إليه سيفي
قلت رواه ابن هشام في سيرته وإسحاق بن راهويه في مسنده والطبري وابن مردويه في تفسيريهما وأبو نعيم في دلائل النبوة كلهم من حديث ابن إسحاق حدثني أبي إسحاق بن يسار عن رجال من بني مازن بن النجار عن أبي داود المازني وكان شهد بدرا قال إني لأتبع رجلا من المشركين يوم بدر... إلى آخره
497 قوله
عن ابن عباس قال النعاس في القتال أمنة من الله وفي الصلاة وسوسة من الشيطان
قلت لم أجده عن ابن عباس وإنما هو عن ابن مسعود رواه عبد الرزاق في مصنفه في الصلاة وفي تفسيره أخبرنا سفيان الثوري عن عاصم عن أبي رزين قال قال ابن مسعود النعاس في القتال أمنة من الله وفي الصلاة وسوسة من الشيطان انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره والطبراني في معجمه في ترجمة ابن مسعود
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أول الجهاد حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود.. فذكره
وحكاه الثعلبي في تفسيره عن ابن مسعود من غير سند وكأن المصنف حصل له وهم وجد في بعض التفاسير عن عبد الله فظنه ابن عباس
15

498 الحديث التاسع
روي أن إبليس تمثل للمسلمين وكان المشركون سبقوهم إلى الماء ونزل المؤمنون في كثيب أعفر تسوخ فيه الأقدام على غير ماء فناموا فاحتلم أكثرهم فقال لهم أنتم يا أصحاب محمد تزعمون أنكم على الحق وإنكم تصلون على غير وضوء وعلى الجنابة وقد عطشتم ولو كنتم على حق ما غلبكم هؤلاء على الماء وما ينتظرون بكم إلا أن
يجهد بكم العطش فإذا قطع العطش أعناقكم مشوا إليكم فقتلوا من أحبوا وساقوا بقيتكم إلى مكة فحزنوا حزنا شديدا وأشفقوا وأنزل الله المطر فمطروا ليلا حتى جرى الوادي واتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الحياض على غدوة الوادي وسقوا الركاب واغتسلوا وتوضئوا وتلبد الرمل الذي كان بينهم وبين العدو حتى ثبتت الأقدام عليه
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى * (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين) * قال أقبلت عير أهل مكة تريد الشام فبلغ أهل المدينة ذلك فخرجوا ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير... إلى أن قال فنزل النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون وبينهم وبين الماء رملة دعصة وكان فأصاب المسلمين ضعف وألقى الشيطان في قلوبهم القنوط يوسوسهم تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم كذا فأمطر الله تعالى مطرا شديدا فشرب المسلمون وتطهروا فأذهب الله عنهم رجز الشيطان وأصاب الرمل المطر حتى مشى عليه الناس والدواب ثم ساروا إليهم مختصر
16

وكذلك رواه أبو نعيم في دلائل النبوة والطبري في تفسيره وكذلك ابن مردويه عن عبد الله بن صالح به... وذكره الثعلبي بلفظ المصنف سواء من غير شك
499 الحديث العاشر
قوله عن ابن عمر قال خرجت سرية وأنا فيهم ففروا فلما رجعوا إلى المدينة استحيوا فدخلوا البيوت فقلت يا رسول الله نحن الفرارون فقال (بل أنتم العكارون وأنا فئتكم
وانهزم رجل من القادسية فأتى المدينة إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين هلكت فررت من الزحف فقال عمر أنا فئتك
قلت الأول رواه أبو داود والترمذي في الجهاد من حديث يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن عمر أنه كان في سرية من سرايا النبي صلى الله عليه وسلم قال فحاص الناس حيصة فكنت فيمن حاص فلما برزنا قلنا وكيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب فقلنا ندخل المدينة لنتثبت فيها ونذهب فلا يرانا أحد قال فدخلنا فقلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبة أقمنا وإن كان غير ذلك ذهبنا قال فجلسنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الفجر فلما خرج قمنا إليه فقلنا نحن الفرارون فأقبل إلينا وقال (لا بل أنتم العكارون قال فدنونا فقبلنا يده فقال (أنا فئة المسلمين انتهى قال الترمذي حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد انتهى
ورواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه والبزار وأبو يعلى الموصلي في مسانيدهم ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب والطبراني في معجمه والبيهقي في المعرفة
ولم ينصف المنذري إذ عزا هذا الحديث في مختصره لابن ماجة فإن ابن ماجة لم يذكر منه إلا قوله قبلنا يد النبي صلى الله عليه وسلم ذكره في الأدب مع أن أصحاب الأطراف بينوه وقالوا إنه اختصره
17

وأما الثاني فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أبواب الجهاد في باب ذكر اليمامة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن إبراهيم قال فر رجل من القادسية فأتى عمر فقال له إني هلكت قال وما ذاك قال فررت من الزحف فقال عمر أنا فئتك انتهى
قال المنذري في حواشيه يروي حاص بالحاء والصاد المهملتين ويروى جاض بالجيم والضاد المعجمة فالأول من المحيص وهو المهرب والثاني قيل معناه فر وقيل عدل عنه قال ابن القوطية إن معناهما واحد انتهى
وقال الترمذي العكار الذي يفر إلى إمامه لينصره لا يريد الفرار من الزحف انتهى
500 الحديث الحادي عشر
روي أنه لما طلعت قريش يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسوله اللهم إني أسألك ما وعدتني فأتاه جبريل عليه السلام فقال خذ قبضة من تراب فارمهم بها فقال لما التقى الجمعان لعلي رضي الله عنه (أعطني قبضة من حصباء الوادي فرمى بها في وجوههم وقال (شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم
قلت رواه الطبري حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا أبي ثنا أبان العطار ثنا هشام بن عروة عن عروة قال لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا فوجد المشركون النبي صلى الله عليه وسلم قد سبقهم إليه فلما طلعوا عليه زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم إني أسألك ما وعدتني فلما أقبلوا استقبلهم فحثا في وجوههم فهزمهم الله تعالى انتهى
18

وفي سيرة ابن هشام في غزوة بدر الكبرى قال ابن إسحاق وارتحلت قريش حين أصبحت فلما أقبلت ورآها رسول الله صلى الله عليه وسلم تصوب من العقنقل وهو الكثيب الذي جاءوا منه إلى الوادي قال اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك اللهم فنصرك الذي وعدتني... إلى أن قال بعد ذلك بنحو ورقة قال ابن إسحاق ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من حصباء فاستقبل بها قريشا ثم قال (شاهت الوجوه ثم نفخهم بها وأمر أصحابه فقال (شدوا) فكانت الهزيمة فقتل الله من قتل من صناديد قريش وأسر من أسر من أشرافهم فلما وضع القوم أيديهم يقتولون ويأسرون.... الحديث بطوله
ورواه الواقدي في المغازي حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة بن الزبير قال لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا... فذكره إلى قوله (فنصرك الذي وعدتني) لم يذكر الرمية لكنه روى فيما بعد حدثني عابد بن يحيى عن أبي الحويرث عن عمارة بن أكيمة الليثي عن حكيم بن حزام قال لقد رأيتنا يوم بدر فذكر القصة وفي آخرها قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من الحصا فرماهم بها وقال شاهت الوجوه) فما بقي منهم أحد إلا امتلأ وجهه وعيناه فانهزم أعداء الله والمسلمون يقتلون ويأسرون
قال الطيبي لم يذكر أحد من أئمة الحديث هذه الرمية التي كانت يوم بدر ثم ذكر حديث مسلم عن سلمة بن الأكوع قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما واجهنا العدو.... إلى أن قال فلما غشوا رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عن بغلته ثم قبض قبضة من تراب ثم استقبل بها وجوههم وقال شاهت الوجوه) وهذا خطأ منه إذ لا امتناع أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في اليومين وقد قدمنا رواية عروة بن الزبير وابن إسحاق أنها كانت يوم بدر
19

وروى الطبري في معجمه حدثنا أحمد بن مابهرام الأيذجي ثنا محمد بن يزيد الأسفاطي ثنا إبراهيم بن يحيى السحري حدثني أبي ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي بكر بن سليمان ابن أبي خيثمة عن حكيم بن حزام قال لما كان يوم بدر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ كفا من الحصباء فاستقبلنا به فرمانا بها وقال شاهت الوجوه) فانهزمنا فأنزل الله * (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * انتهى
وروى الطبري وابن مردويه عن أبي صالح به في تفسيره حدثني المثنى ثنا أبو صالح ثنا معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده يوم بدر فقال (يا رب إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا) فأمره جبريل عليه السلام فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم فما من المشركين أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفيه تراب فولوا مدبرين انتهى
وروى أيضا حدثني محمد بن الحسين ثنا أحمد بن المفضل ثنا أسباط عن السدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي يوم بدر أعطني حصى من الأرض) فناوله حصى عليه تراب فرمى به في وجوه القوم فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شيء ثم ردفهم المسلمون يقتلونهم ويأسرونهم وأنزل الله * (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) * انتهى
فقد ثبت عن غير واحد من الأئمة أن هذه الآية نزلت في يوم بدر وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك يوم حنين أيضا والله أعلم
501 الحديث الثاني عشر
روى أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على باب أبي بن كعب فناداه وهو في الصلاة فعجل في صلاته ثم جاء فقال (ما منعك عن إجابتي) قال كنت أصلي قال (ألم تخبر فيما أوحي إلي * (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم) * قال لا جرم لا تدعوني إلا أجبتك
20

قلت رواه الترمذي والنسائي وليس فيه لا جرم لا تدعوني إلا أجبتك
لكن رواه ابن مردويه في تفسيره بسند الترمذي ومتنه وزاد في آخره قال أبي لا جرم يا رسول الله لا تدعوني إلا أجبتك وإن كنت أصلي انتهى بحروفه
ولم يحسن الطيبي إذ عزاه للبخاري من حديث أبي سعيد بن المعلى لأنه أوليس
بحديث الكتاب
502 الحديث الثالث عشر
روى أن الزبير كان يساير النبي صلى الله عليه وسلم يوما إذ أقبل علي رضي الله عنه فضحك إليه الزبير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف حبك لعلي)
فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي إني أحبه كحبي لولدي أو أشد حبا قال (فكيف أنت إذا سرت إليه تقاتله)
قلت غريب بهذا اللفظ
وروى البيهقي في دلائل النبوة معناه وعقد له بابا فقال باب إخباره عليه السلام عن قتال الزبير ثم روى من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة قال لما ولى الزبير يوم الجمل بلغ عليا فقال لو كان يعلم أنه على حق ما ولى وذاك أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال (أتحبه يا زبير قال وما يمنعني قال فكيف بك إذا قاتلته ثم قال هذا مرسل
وقد روى موصولا من وجه آخر ثم روي من حديث عبد الله بن الأجلح ثنا أبي عن يزيد الفقير عن أبيه قال سمعت المفضل بن فضالة يحدث أبي عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبيه قال لما دنا علي وأصحابه من طلحة والزبير ودنت الصفوف بعضها من بعض خرج علي وهو على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى ادعوا لي الزبير بن العوام فأقبل حتى اختلفت أعناق دوابهما فقال
21

علي يا زبير نشدتك بالله أما تذكر يوم مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا وكذا فقال يا زبير تحب عليا فقلت ألا أحب ابن خالتي وابن عمي وعلى ديني قال (أما والله لتقاتلنه وأنت ظالم) قال بلى والله ولكني نسيته انتهى
ورواه ابن أبي شيبة في مسنده ثنا يزيد بن هارون ثنا شريك بن عبد الله عن الأسود بن قيس حدثني من رأى الزبير يقصص الخيل فنوه به علي بن أبي طالب يا أبا عبد الله يا أبا عبد الله قال فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما فقال له علي أنشدك الله أتذكر يوما أتانا النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أناجيك فقال (أتناجيه والله ليقاتلنك وهو لك ظالم) قال فضرب الزبير وجه دابته فانصرف انتهى
503 الحديث الرابع عشر
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم حاصر بني قريظة إحدى وعشرين ليلة فسألوا الصلح كما صالح إخوانهم بني النضير على أن يسيروا إلى أذرعات وأريحا من أرض الشام فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا إلا على حكم سعد بن معاذ فأبوا وقالوا أرسل إلينا أبا لبابة مروان بن عبد المنذر وكان مناصحا لهم لأن عياله وماله في أيديهم فبعثه إليهم فقالوا له ما ترى هل ننزل على حكم سعد فأشار إلى حلقة أنه الذبح قال أبو لبابة فما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله فنزلت فشد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام حتى
22

خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له قد تيب عليك فحل نفسك فقال لا والله لا أحلها حتى يكون رسول الله هو الذي يحلني فجاءه عليه السلام فحله بيده فقال إن من تمام توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي فقال عليه السلام (يجزيك أن تتصدق من مالك بالثلث)
قلت رواه ابن هشام في السيرة والبيهقي في دلائل النبوة كلاهما في غزوة بني قريظة من طريق ابن إسحاق حدثني والدي إسحاق بن يسار عن معبد ابن كعب بن مالك السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصرهم خمسا وعشرين ليلة يعني بني قريظة... إلى أن أجهدهم الحصار.... فذكره بطوله إلى أن قال ثم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر نستشيره فأرسله عليه السلام إليه فلما رأوه قاموا إليه يبكون فرق لهم وقالوا يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد فقال نعم وأشار بيده إلى حلقه أنه الذبح قال أبو لبابة فما زالت قدماي ترجعان حتى عرفت أني خنت الله ورسوله ثم انطلق أبو لبابة على وجهه ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده وقال لا أبرح مكاني هذا حتى يتوب الله علي مما صنعت وعاهد الله تعالى ألا يطأ بني قريظة أبدا
ثم أسند إلى ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط أن توبة أبي لبابة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت أم سلمة فقالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السحر وهو يضحك فقلت ما يضحك يا رسول الله قال (تيب على أبي لبابة فقلت ألا أبشره يا رسول الله (قال بلى إن شئت فقمت على باب حجرتي وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب وقلت يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك فثاب الناس إليه ليطلقوه فقال لا والله حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يطلقني بيده فلما مر عليه خارجا إلى صلاة
23

الصبح أطلقه انتهى
وروى البيهقي في باب غزوة تبوك عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال كانت بنو قريظة حلفا لأبي لبابة فاطلعوا إليه وهو يدعوهم إلى حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا أبا لبابة أتأمرنا أن ننزل فأشار بيده إلى حلقه أنه الذبح فأخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبث حينا وهو عاتب عليه ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوكا وهي غزوة العسرة فتخلف عنه أبو لبابة فيمن تخلف فلما قفل رسول صلى الله عليه وسلم منها جاءه أبو لبابة يسلم عليه فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففزع أبو لبابة فارتبط بسارية التوبة التي عند باب أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم سبعا بين يوم وليلة في حر شديد لا يأكل فيهن ولا يشرب وقال لا يزال هذا مكاني حتى أفارق الدنيا أو يتوب الله علي فلم يزل كذلك حتى ما سمع له صوت من الجهد ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه بكرة وعشية ثم تاب الله عليه فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطلقه فأبى أن يطلقه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء عليه السلام فأطلقه بيده فقال أبو لبابة يا رسول الله إني أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأنتقل إليك فأساكنك وإني أخلع من مالي صدقة إلى الله تعالى فقال (يجزئ عنك الثلث) فهجر أبو لبابة دار قومه وساكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصدق بثلث ماله ثم تاب فلم ير منه بعد ذلك إلا خير حتى فارق الدنيا انتهى
وروى عبد الرزاق في مصنفه في كتاب المغازي في باب من تخلف في غزوة تبوك ثنا معمر عن الزهري قال كان أبو لبابة ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية ثم قال والله لا أحل نفسي منها ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما ولا شرابا حتى كان يخر مغشيا عليه قال ثم تاب الله عليه فقيل له قد تيب عليك يا أبا لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلني بيده فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحله بيده ثم قال يا رسول الله إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأن أنخلع من مالي كله
24

صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال (يجزيك الثلث يا أبا لبابة) انتهى
وعن عبد الرزاق رواه إسحاق بن راهويه
وذكره الثعلبي من قول الزهري والكلبي بلفظ الكتاب سواء وسنده إليهما في أول كتابه
انتهى
ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك قال كان أبو لبابة... بلفظ عبد الرزاق
504 الحديث الخامس عشر
روي أن الأنصار لما أسلموا وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم فرقت قريش أن يتفاقم أمره فاجتمعوا في دار الندوة متشاورين في أمره فدخل عليهم إبليس في صورة شيخ وقال أنا شيخ من نجد ما أنا من تهامة دخلت مكة فسمعت باجتماعكم فأردت أن أحضركم ولن تعدموا مني رأيا ونصحا فقال أبو البختري إن تحبسوه في بيت وتشدوا وثاقه وتسدوا عليه بابه غير كوة تلقون إليه طعامه وشرابه منها وتتربصوا به ريب المنون فقال إبليس بئس الرأي يأتيكم من يقاتلكم من قومه ويخلصه من أيديكم فقال هشام بن عمرو رأيي أن تحملوه على جمل وتخرجوه من بين أظهركم فلا يضركم ما صنع واسترحتم فقال إبليس بئس الرأي يفسد قوما غيركم ويقاتلكم بهم فقال أبو جهل رأيي أن
تأخذوا من كل بطن غلاما وتعطوه سيفا صارما فيضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل فلا يقوي بنو هاشم على حرب قريش كلهم فإذا طلبوا العقل عقلناه واسترحنا فقال الشيخ صدق هذا الفتى هو أجودكم رأيا فتفرقوا على رأي أبي جهل مجتمعين على قتله فأخبر جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره ألا يبيت في مضجعه
25

وأذن الله له في الهجرة فأمر عليا فنام في مضجعه وقال له (اتشح ببردتي فإنه لن يخلص إليك أمر تكرهه) وباتوا مترصدين فلما أصبحوا ثاروا إلى مضجعه فأبصروا عليا فبهتوا واقتصوا أثره فأبطل الله مكرهم وخيب الله سعيهم
قلت رواه أبو نعيم في دلائل النبوة في الفصل السادس عشر وابن هشام في سيرته والطبري في تفسيره كلهم من طريق ابن إسحاق حدثني عبد الله ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال لما اجتمعت قريش في دار الندوة وتشاوروا في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم اعترضهم إبليس في هيئة شيخ فوقف على باب الدار فقالوا له من أنت قال شيخ من أهل نجد سمعت بالذي اجتمعتم له فأردت أن أحضركم وعسى أن لا تعدموا مني رأيا ونصحا فقالوا له ادخل فدخل معهم وقد اجتمع أشراف قريش عتبة وشيبة أبناء ربيعة وأبو سفيان وأبو جهل وطعيمة بن عدي وجبير بن مطعم والحارث بن عامر والنضر بن الحارث أبو البختري وزمعة بن الأسود وحكيم بن حزام وأمية بن خلف في آخرين لا يحصون فقال بعضهم لبعض إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم وإنا والله لا نأمنه من الوثوب علينا فأجمعوا فيه رأيكم فقال قائل منهم احبسوه في الحديد وأغلقوا عليه الباب ثم تربصوا به الموت فقال إبليس بئس الرأي فلا يوشك أن يثب عليكم أصحابه فينتزعوه من أيديكم ثم يكاثرونكم به حتى يغلبونكم ثم قال آخر نخرجه من بلادنا فإذا غاب أصلحنا أمرنا فقال إبليس ولا هذا أيضا رأي فلا يوشك أن يغلب على قوم غيركم ثم يسير بهم إليكم فيطأكم بهم فقال أبو جهل إن لي فيه رأيا ما أراكم وقعتم عليه قالوا وما هو قال أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى جلدا فنعطيه سيفا ثم يعمدون
26

إليه فيضربونه بها ضربة رجل واحد فيتفرق دمه في القبائل ولا تقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا فرضوا منا العقل فعقلناه لهم فقال إبليس هذا هو الرأي لا غيره وتفرقوا مجمعين على ذلك فأتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأمره ألا يبيت على فراشه تلك الليلة واجتمعوا وقت العتمة يرصدونه متى ينام فيثبون عليه وأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن ينام على فراشه ويتشح ببرده الأخضر فلما وجدوه عليا بهتوا وأذن الله لنبيه عند ذلك في الهجرة مختصر
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في كتاب المغازي في باب من هاجر إلى الحبشة حدثنا معمر عن الزهري عن عروة قال لما كثر المسلمون... فذكر نحوه
ورواه ابن سعد في الطبقات في ذكر الهجرة أخبرنا محمد بن عمر الواقدي حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس
505 الحديث السادس عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الإسلام يجب ما قبله)
قلت رواه إسحاق بن راهويه وابن هشام في سيرته في غزوة بني قريظة والبيهقي في دلائل النبوة في باب إسلام عمرو بن العاص عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي عن حبيب بن أبي أوس الثقفي حدثني عمرو بن العاص من فيه إلي في قال لما جئت أريد الإسلام لقيت خالد بن الوليد فقلت له إني أريد الإسلام فقال وأنا والله أريد أن أسلم قال فجئنا إلى المدينة فتقدم خالد فأسلم وبايع وتقدمت أنا فقلت أبايعك وذكرت ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما استأخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم (بايع يا عمرو فإن الإسلام يجب ما قبله والهجرة تجب ما كان قبلها) قال فبايعت
27

وله طريق آخر عند البيهقي رواه من طريق الواقدي أنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن قيس بن وسقي عن عمرو بن العاص... فذكره
ورواه أحمد في مسنده من حديث يزيد بن أبي حبيب أخبرني سويد بن قيس عن قيس بن وسقي عن عمرو بن العاص والطبراني في معجمه عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة عن عمرو بن العاص قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أبايعه فأخذت بيده فقلت أبايعك على أن يغفر لي كل ذنب كان فقال (إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها) انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة خالد بن الوليد أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي حدثني يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال سمعت أبي يحدث قال خالد بن الوليد لما أراد الله بي الخير ووجدت في قلبي حب الإسلام أجمعت الخروج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت من أصاحب فلقيت عثمان بن أبي طلحة فذكرت له الذي أريد فأسرع الإجابة وخرجنا جميعا فلما كنا بالهدة إذا عمرو بن العاص فرحب بنا وسألنا فأخبرناه الخبر فإذا هو يريد ما نريد فاصطحبنا سبعا حتى قدمنا المدينة أول يوم من صفر سنة ثمان فلما اطلعنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه فرد علي السلام بوجه طلق فأسلمت وشهدت شهادة الحق وقلت يا رسول الله استغفر لي كل ما أوضعت فيه من صد عن سبيل الله فقال (إن الإسلام يجب ما كان قبله اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صد عن سبيلك) قال ثم تقدم عمرو بن العاص وعثمان ابن طلحة فأسلما وبايعا مختصر
ورواه الواقدي في المغازي بهذا الإسناد والمتن ورواه أيضا بسند ابن إسحاق حدثني عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب
ورواه أيضا عن الواقدي بسنده البيهقي
28

ورواه أيضا في ترجمة المغيرة بن شعبة أخبرنا محمد بن عمر الواقدي حدثني محمد بن يعقوب بن عتبة عن أبيه عن المغيرة بن شعبة عن عمه عروة بن مسعود الثقفي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الإسلام يجب ما كان قبله) مختصر من قصة إسلام عروة
ورواه أيضا في ترجمة هبار بن الأسود أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي حدثني هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده إذ طلع هبار بن الأسود فقيل له يا رسول الله هذا هبار بن الأسود وأراد بعض القوم أن يقوم إليه فمنعه فجاء حتى وقف وقال السلام عليك يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وجعل يعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما كان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد عفوت عنك والإسلام يجب ما كان قبله)
أخبرنا محمد بن عمر حدثني واقد بن أبي ياسر عن يزيد بن رومان قال قال الزبير بن العوام لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطأطئ رأسه من هبار بن الأسود وهو يعتذر إليه حياء منه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد عفوت عنك والإسلام يجب ما كان قبله) مختصر
ورواه الواقدي في كتاب المغازي في غزوة الفتح بالسندين المذكورين
وكثير من الفقهاء يعزو هذا الحديث لمسلم وهو غلط فإن لفظ مسلم (الإسلام يهدم ما قبله) رواه في كتاب الإيمان في باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يبكي طويلا... إلى أن قال فقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم (أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الهجرة تهدم
29

ما قبلها وأن الحج يهدم ما قبله) مختصر
وكأن الشيخ محيي الدين رحمه الله لم يقف إلا على لفظ مسلم ولم يقع له رواية يجب فلذلك غلط في كتابه تهذيب الأسماء الفقهاء الذين يذكرونه بلفظ يجب وذكر لفظ مسلم ثم قال وقد روي يحت بالحاء المهملة والتاء المثناة وعزاه لكتاب الأنساب للزبير بن بكار ويراجع كلامه
506 الحديث السابع عشر
عن عثمان و جبير بن مطعم أنهما قالا يا رسول الله هؤلاء إخوتك بنو هاشم لا ينكر فضلهم لمكانك الذي جعلك الله منهم أرأيت إخواننا بني عبد المطلب أعطيتهم وحرمتنا وإنما نحن وهم بمنزلة واحدة فقال عليه السلام (إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام إنما هم بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) وشبك بين أصابعه
قلت رواه أبو داود في كتاب الخراج والنسائي في كتاب قسم الفيء وابن ماجة في الجهاد كلهم من حديث سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم قال لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوي القربى من خيبر بين بني هاشم وبني المطلب جئت أنا وعثمان فقلنا يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ينكر فضلهم لمكانك منهم إخواننا من بني المطلب أعطيتهم وتركتنا وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة قال (إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام وإنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) ثم شبك بين
أصابعه انتهى
وفي الصحيحين بعضه
ولم يحسن الطيبي إذ عزا هذا الحديث للبخاري فإن قوله (لم يفارقوني...) إلى آخره أوليس
في البخاري
30

507 الحديث الثامن عشر
عن أبي العالية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الخمس فيضرب بيده فيه فيأخذ منه قبضة فيجعلها للكعبة وهو سهم الله ثم يقسم ما بقي على خمسة
قلت رواه أبو داود في المراسيل من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بالغنيمة قسمها على خمسة أقسام ثم يقبض بيده قبضة من الخمس أجمع ثم يقول (هذا للكعبة) ثم يقول (لا تجعلوا لله نصيبا فإن لله الآخرة والدنيا) ثم يأخذ سهما لنفسه وسهما لذوي القربى وسهما لليتامى وسهما للمساكين وسهما لابن السبيل انتهى
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا أبو كريب ثنا وكيع ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية الرياحي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتي بالغنيمة فيقسمها على خمسة فتكون أربعة أخماس لمن شهدها ثم يأخذ الخمس فيضرب بيده فيه فيأخذ الذي قبض كفه فيجعله للكعبة وهو سهم الله ثم يقسم ما بقي على خمسة أسهم فيكون سهم للرسول وسهم لذوي القربى وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل انتهى
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال ثنا حجاج عن أبي جعفر الرازي به
508 قوله
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جنبي أتراهم سبعين قال أراهم مائة فأسرنا رجلا منهم فسألناه فقال كنا ألفا
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عمرو بن محمد ويحيى بن
31

آدم قالا ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي عبيدة عن عبد الله ابن مسعود... فذكره
ومن طريق ابن راهويه رواه ابن مردويه في تفسيره
509 الحديث التاسع عشر
في الحديث (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور)
قلت رواه البخاري في صحيحه في مواضع ومسلم في الصلاة من حديث مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور)
510 الحديث العشرون
(ما رئي إبليس يوما أصغر ولا أدحر ولا أغيظ من يوم عرفة لما يرى من نزول الرحمة إلا يوم بدر)
قلت رواه مالك في موطئه في آخر كتاب الحج مالك عن إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة لما يرى من تنزيل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر) قيل وما رأى يوم بدر قال (أما أنه قد رأى جبريل يزع الملائكة) انتهى
ومن طريق مالك رواه عبد الرزاق في مصنفه في الحج ثم البيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس والعشرين وكذلك الطبري ثم الثعلبي ثم البغوي في تفاسيرهم وهو مرسل صحيح وإبراهيم بن أبي عبلة معدود في ثقات التابعين سمع أنس بن مالك وغيره وطلحة بن عبيد الله بن كريز أيضا تابعي ثقة وكريز
32

بفتح الكاف في خزاعة وبضمها في قريش قال البخاري طلحة بن عبيد الله بن كريز الخزاعي سمع أم الدرداء انتهى
ووهم الشيخ محي الدين النووي في المناسك التي له فقال روينا عن طلحة عن عبيد الله أحد العشرة فليس هذا طلحة الصحابي
قال ابن عبد البر في التقصي وروى هذا الحديث أبو النضر إسماعيل بن إبراهيم العجلي عن مالك عن إبراهيم بن أبي عبلة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أبيه ولم يقل فيه عن أبيه غيره وليس بشيء والصواب ما في الموطأ انتهى كلامه
قال في الصحاح الوازع الذي يتقدم الصف فيصلحه انتهى
ومنه قوله تعالى * (وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون) * الدحر البعد قال تعالى * (مدحورا) * أي مبعدا
511 الحديث الحادي والعشرون
عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر (ألا إن القوة الرمي) قالها ثلاثا
قلت رواه مسلم في صحيحه في آخر الجهاد من حديث أبي علي ثمامة بن شفي سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول * (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) * ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي "
انتهى
512 الحديث الثاني والعشرون
في الحديث (إن الشيطان لا يقرب صاحب فرس ولا دارا فيها فرس عتيق)
33

وروي أن صهيل الخيل تطرد الجن
قلت غريب
وروى الطبراني في معجمه وابن مردويه في تفسيره وابن سعد في الطبقات كلهم عن محمد بن شعيب بن شابور من حديث سعيد بن سنان عن يزيد بن عبد الله بن عريب المليكي عن أبيه عن جده عريب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله * (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم) * قال (هم الجن ولن يختل الشيطان إنسانا في داره فرس عتيق) انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بسعيد بن سنان وقال ضعفه أحمد وابن معين
ورواه الواحدي في أسباب النزول في سورة البقرة من حديث محمد بن شعيب عن ابن مهدي عن يزيد بن عبد الله بن عريب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (نزلت هذه الآية * (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم) * في أصحاب الخيل) وقال (إن الشيطان لا يختل أحدا في داره فرس عتيق) انتهى
وروى القاضي أبو القاسم علي بن محمد النخعي في كتاب السبق بالخيل وهو كتاب لطيف نسخته موقوفة بالمدرسة الفاضلية من القاهرة حدثنا الحسن ابن علي بن عفان حدثنا الحسن بن عطية عن طلحة بن زيد عن الوضين بن عطاء عن سليمان بن موسى رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية * (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) * قال (نعم الجن لا يدخل الجن دارا فيها فرس عتيق)
وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى * (وآخرين من دونهم لا تعلمونهم) * قال هو الشيطان
34

لا يقرب ناصية فرس لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الخيل معقود في نواصيها الخير فلا يقربه شيطان أبدا) انتهى
وهذا سند واه جويبر ضعيف والضحاك لم يلق ابن عباس
513 الحديث الثالث والعشرون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بسبعين أسيرا منهم العباس عمه وعقيل بن أبي طالب فاستشار أبا بكر فيهم فقال قومك وأهلك فاستبقهم لعل الله يتوب عليهم
وخذ منهم فدية تقوي بها أصحابك وقال عمر كذبوك وأخرجوك فقدمهم واضرب أعناقهم فإن هؤلاء أئمة الكفر وإن الله قد أغناك عن الفداء مكن عليا من عقيل ومكن حمزة من العباس ومكني من فلان لنسيب له فاضرب أعناقهم فقال صلى الله عليه وسلم (إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللين وإن الله ليشدد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال * (فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) * ومثلك يا عمر مثل نوح قال * (لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) * ثم قال لأصحابه أنتم اليوم عالة فلا يفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضرب عنق)
وروى أنه قال لهم (إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم واستشهد منكم بعدتهم) فقالوا بل بأخذ الفداء إذ استشهدوا بأحد وكان فداء الأسارى عشرين أوقية وفداء العباس أربعين أوقية والأوقية أربعون درهما وستة دنانير
وروي أنهم لما أخذوا الفداء نزلت * (فإما منا بعد وإما فداء) *
35

فدخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو وأبو بكر يبكيان فقال يا رسول الله أخبرني فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت فقال (أبكي على أصحابك في أخذهم الفداء ولقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة) لشجرة قريبة منه
قلت هذه بقية حديث عمر المذكور في الحديث السابع وهو حديث هذا آخره وفيه نقص يسير رواه مسلم قال ابن عباس فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين فلما أسروا الأسارى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر (ما ترون في هؤلاء الأسارى) فقال أبو بكر يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام وقال عمر لا والله يا رسول الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان نسيب لعمر فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها فهوي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قال عمر فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر قاعدين يبكيان قلت من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال صلى الله عليه وسلم (أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة) لشجرة قريبة منه مختصر
وروى أحمد في مسنده والطبري وابن مردويه في تفسيريهما والواحدي في أسباب النزول عن أبي معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما تقولون في هؤلاء الأسارى) فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم لعل الله يتوب عليهم وقال عمر يا رسول الله كذبوك وأخرجوك فقدمهم فاضرب أعناقهم وقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله أنت في واد كثير الحطب فاضرم
36

الوادي عليهم نارا قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا ثم قال (إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللين وإن الله ليشدد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال * (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) * وإن مثلك يا عبد الله مثل موسى عليه السلام قال * (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم) * وإن مثلك يا عمر مثل نوح عليه السلام قال * (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) * أنتم عالة فلا ينقلبن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق) قال ابن مسعود فقلت يا رسول الله إلا سهيل ابن بيضاء فإنه يذكر الإسلام فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء مني في ذلك اليوم حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلا سهيل ابن بيضاء) فأنزل الله عز وجل * (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) * الآية انتهى
قيل ورواه الحاكم في مستدركه
قوله
وروي أنه قال (إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم)
هذا رواه الطبري مع اختلاف يسير فقال حدثنا أبو كريب حدثنا ابن فضيل عن أشعث بن سوارعن محمد بن سيرين عن عبيدة قال أسر المسلمون من المشركين سبعين وقتلوا سبعين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اختاروا أن تأخذوا منهم الفداء فتقووا به على عدوكم ويقتل منكم سبعون أو تقتلوهم) فقالوا بل نأخذ الفدية منهم ويقتل منا سبعون قال فأخذوا منهم الفدية وقتل منهم سبعون ثم أسند إلى أبا عبيدة أيضا قال كان فداء أسارى بدر مائة أوقية
37

والأوقية أربعون درهما ومن الدنانير ستة انتهى
وروى ابن مردويه في تفسيره حدثنا عبد الباقي بن قانع حدثنا محمد بن البشر ابن مروان الصيرفي حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة حدثنا أزهرعن ابن عون عن محمد بن سيرين عن عبيدة عن علي قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر (إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم) فأخذوا الفدية فقتل منهم سبعون قال وكان آخر السبعين ثابت بن قيس بن شماس انتهى
وروى أيضا من حديث أبي صالح عبد الله بن صالح ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله * (قل لمن في أيديكم من الأسرى) * الآية قال كان العباس يوم بدر أسيرا فافتدى نفسه بأربعين أوقية ذهبا فقال العباس حين نزلت هذه الآية أعطانا الله خصلتين ما أحب أن لي الدنيا... أسرت يوم بدر فافتديت نفسي بأربعين أوقية ذهبا فأتاني الله أربعين عبدا وأنا أرجو المغفرة التي وعدنا الله انتهى
وروى الواقدي في المغازي حدثني خالد بن الهيثم مولى لبني هاشم عن يحيى بن أبي كثير عن علي قال أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر فخيروه في الأسرى أن يضرب أعناقهم أو يأخذ منهم الفداء ويستشهد منكم في قابل عدتهم فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فقالوا بل نأخذ الفدية ويستشهد منا فقبل منهم الفداء وقتل منهم قابل عدتهم بأحد مختصر
514 الحديث الرابع والعشرون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لو نزل من السماء عذاب لما نجا منه غير عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ) لقوله كان الإثخان في القتل أحب إلي
38

قلت رواه الطبري حدثنا ابن حميد حدثنا سلمة قال قال ابن إسحاق لم يكن أحد من المؤمنين ممن حضر بدرا إلا أحب الغنائم إلا عمر بن الخطاب فإنه جعل لا يلقى أسيرا إلا ضرب عنقه وقال سعد بن معاذ يا رسول الله الإثخان في القتل أحب إلي من استبقاء الرجال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو نزل من السماء عذاب لما نجا منه غير عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ) انتهى
وذكره الثعلبي ثم البغوي هكذا بلفظ الطبري من غير سند
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسند متصل من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه سعد بن معاذ وقد ذكرته في أحاديث الأصول الشافعية ولفظه (لو نزل العذاب ما أفلت إلا ابن الخطاب) مختصر
ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني خالد بن الهيثم مولى لبني هاشم عن يحيى بن أبي كثير... فذكره بطوله وفي آخره وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو نزل من السماء عذاب ما نجا منه إلا عمر كان يقول اقتل ولا تأخذ الفداء وكان سعد بن معاذ يقول اقتل ولا تأخذ الفداء) مختصر
515 الحديث الخامس والعشرون عن العباس أنه قال كنت مسلما لكنهم استكرهوني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن يكن ما تذكر حقا فالله يجزيك فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا)
وكان أحد الذين ضمنوا إطعام أهل بدر وخرج بالذهب لذلك
قلت هو بعده
39

516
الحديث السادس والعشرون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس (افد ابني أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث) فقال يا محمد تركتني أتكفف قريشا ما بقيت فقال له (فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك من مكة وقلت لها ما أدري ما يصيبني في توجهي هذا فإن حدث بي حدث فهو لك ولعبد الله وعبيد الله والفضل فقال العباس وما
يدريك قال (أخبرني ربي) قال العباس فأنا أشهد أنك صادق وأن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله والله لم يطلع عليه أحد إلا الله ولقد دفعته إليها في سواد الليل ولقد كنت مرتابا في أمرك فأما إذ أخبرتني بذلك فلا ريب قال العباس فأبدلني الله خيرا من ذلك لي الآن عشرون عبدا إن أدناهم ليضرب في عشرين ألفا وأعطاني زمزم ما أحب أن لي بها جميع أموال أهل مكة وأنا أنتظر المغفرة من ربي
قلت رواه الحاكم في مستدركه في الفضائل في فضائل العباس من طريق ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم وبعثت زينب في فداء أبي العاص قال العباس يا رسول الله إني كنت مسلما فقال النبي صلى الله عليه وسلم (الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك بذلك فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا فافد نفسك وابني أخيك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب وعقيل بن أبي المطلب وحليفك عتبة بن عمر أخا بني الحارث بن فهد) قال ما ذاك عندي يا رسول الله قال (فأين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل وقلت لها إن أصبت في سفري هذا فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم) فقال والله إني لأعلم أنك رسول الله والله إن هذا لشيء ما علمه أحد غيري وغير أم الفضل فاحسب
40

لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افعل) ففدا نفسه وابني أخويه وحليفه وأنزل الله تعالى * (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى) * الآية قال فأعطاني الله مكان العشرين أوقية في الإسلام عشرين عبدا كلهم في يده مال يضرب به مع ما أرجو من مغفرة الله تعالى انتهى
ثم قال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في دلائل النبوة
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق ابن إسحاق حدثني بعض أصحابنا عن مقسم عن ابن عباس قال كان الذي أسر العباس يوم بدر أبو اليسر كعب بن عمرو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (افد نفسك وابني أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث فإنك ذو مال) قال يا رسول الله إني كنت مسلما ولكن القوم استكرهوني فقال (الله أعلم بإسلامك فإن يكن ما تقول حقا فالله يجزيك وأما ظاهر أمرك فقد كان علينا) قال فإني أوليس
لي مال قال (فأين المال الذي وضعته بمكة حين خرجت من عند أم الفضل بن الحارث وليس بينكما أحد وقلت لها إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا ولعبد الله كذا) قال والذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد غيري وغيرها وإني لأعلم أنك رسول الله ففدا نفسه وابني أخيه
ثم قال وحدثت عن محمد بن حميد حدثنا جرير عن أشعث عن جعفر ابن المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما كان يوم بدر أسر سبعون فجعل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين أوقية ذهبا وجعل على عمه العباس مائة أوقية وعلى عقيل ثمانين فقال العباس للقرابة صنعت هذا والذي يحلف به العباس لقد تركتني فقير قريش ما بقيت قال (كيف تكون فقير قريش وقد استودعت أم الفضل بنادق الذهب) فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله والله ما أخبرك بهذا إلا الله فأنزل الله * (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى) * إلى قوله * (غفور رحيم) * انتهى
41

وبهذا السند الأخير والمتن رواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الفرقان فقال حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن أيوب أنا محمد بن حميد به
517 الحديث السابع والعشرون روي أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مال البحرين ثمانون ألفا فتوضأ لصلاة الظهر وما صلى حتى فرقه وأمر العباس أن يأخذ ما قدر على حمله وكان يقول هذا خير مما أخذ مني وأرجو المغفرة
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا بشر بن معاذ ثنا يزيد ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى * (قل لمن في أيديكم من الأسرى) * الآية قال ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم عليه مال البحرين ثمانون ألفا... إلى آخره
وذكره الثعلبي عن قتادة هكذا من غير سند
وروى الحاكم في مستدركه قريبا منه رواه في الفضائل في فضائل العباس من حديث سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي موسى الأشعري أن العلاء بن الحضرمي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من البحرين بثمانين ألفا فأمر بها فنثرت إلى الحصير ونودي بالصلاة فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فمثل على المال قائما وجعل يعطي الناس وما كان يومئذ عدد ولا وزن ما كان إلا قبضا فجاء العباس فقال يا رسول الله أعطني فقال (خذ) فحثى في خميصه كانت عليه ثم ذهب ينصرف فلم يستطع فقال يا رسول الله ارفع علي فتبسم وهو يقول أما آخذ ما وعد الله فقد أنجز ولا أدري الأخرى * (قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم) * هذا خير مماأخذمني ولا أدري ما يصنع في المغفرة انتهى
وقال على شرط مسلم
42

518 الحديث الثامن والعشرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة الأنفال وبراءة فأنا شفيع له يوم القيامة وشاهد أنه بريء من النفاق وأعطي عشر حسنات بعدد كل منافق ومنافقة وكان العرش وحملته يستغفرون له أيام حياته في الدنيا)
قلت رواه الواحدي والثعلبي من حديث سالم بن سليم المدائني ثنا هارون ابن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الأنفال....) إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في سورة آل عمران
43

سورة التوبة
45

سورة التوبة
ذكر فيها سبعة وخمسين حديثا
519 الحديث الأول
سئل ابن عباس عن البسملة فيها فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه السورة أو الآية قال (اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا) وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أين نضعها وكانت قصتها شبيهة بقصتها فلذلك قرنت بينهما وكانتا تدعيان القرينتين
قلت رواه أبو داود في سننه في الصلاة والترمذي في التفسير والنسائي في فضائل القرآن من حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال سألت عثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال فقال عثمان كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فقال (ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا) وكانت الأنفال من أول ما أنزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتها في السبع الطول
انتهى قال الترمذي حديث حسن
47

ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والمائة من القسم الثاني والحاكم في مستدركه وقال على شرط الشيخين ولم يخرجاه انتهى
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلي الموصلي والبزار في مسانيدهم
ورواه البيهقي في أواخر دلائل النبوة وفي أوائل المعرفة
وقوله وكانتا تدعيان القرينتين لم أجده إلا عند ابن راهويه فإنه زاد فيه قال وكانتا تدعيان القرينتان فوضعتا في السبع الطول
انتهى وقال البزار لا نعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عثمان ولا روى ابن عباس عن عثمان إلا هذا الحديث انتهى
520 الحديث الثاني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كتب إلى أهل الحرب (بسم الله الرحمن الرحيم) وكتب أيضا (سلام على من اتبع الهدى)
قلت هما في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل رواه البخاري في الإيمان ومسلم في الجهاد من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس أن أبا سفيان أخبره من فيه إلى فيه قال انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل فذكره بطوله... إلى أن قال ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه فإذا فيه (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم...) إلى آخره
521 الحديث الثالث
روي أن المسلمين عاهدوا المشركين من أهل مكة وغيرهم من العرب فنكثوا إلا أناسا منهم وهم بنو ضمرة وبنو كنانة فنبذا العهد إلى الناكثين وأمروا أن يسيحوا في الأرض أربعة أشهر آمنين وهم
48

الأشهر الحرم صيانة عن القتال فيها وكان نزولها سنة سبع من الهجرة وفتح مكة بسنة ثمان وكان الأمير فيها عتاب بن أسيد فأمر رسول الله أبا بكر على موسم سنة تسع وأتبعه عليا رضي الله عنه راكبا العضبا ليقرأها على أهل الموسم فقيل له لو بعثت بها إلى أبي بكر فقال (لا يؤدي عني إلا رجل مني) فلما دنا علي سمع أبا بكر الرغاء فوقف وقال هذه رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالحقه قال أمير أو مأمور قال بل مأمور
وروي أن أبا بكر لما كان ببعض الطريق هبط جبريل فقال يا محمد لا يبلغن رسالتك إلا رجل منك فأرسل عليا فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أشيء نزل من السماء قال (نعم فسر وأنت على الموسم وعلي ينادي بالآي) فلما كان قبل يوم التروية بيوم خطب أبو بكر رضي الله عنه وحدثهم عن مناسكهم وقام علي يوم النحر عند جمرة العقبة فقال يا أيها الناس إني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم فقالوا بماذا فقرأ عليهم ثلاثين أو أربعين آية
وعن مجاهد ثلاث عشرة آية ثم قال أمرت بأربع أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة وأن يتم إلى كل ذي عهد عهده فقال عند ذلك يا علي أبلغ عنا ابن عمك أنا قد نبذنا العهد وراء ظهورنا وليس بيننا وبينه عهد إلا طعن بالرماح وضرب بالسيوف
49

قلت غريب وفي سيرة ابن هشام بعضه في باب غزوة تبوك وكذا في دلائل النبوة للبيهقي وكذا في تفسير الطبري
وروى الحاكم في مستدركه في المغازي من حديث إسحاق بن بشر الكاهلي حدثنا محمد بن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن جميع بن عمر الليثي قال أتيت عبد الله بن عمر فسألته عن علي فانتهرني ثم قال ألا أحدثك عن علي أن رسول الله بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى أهل مكة فانطلقا فإذا هما براكب فقالا من هذا فقال أنا علي بن أبي طالب فقال يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك قال ما لي يا علي قال ما علمت إلا خيرا فأخذ علي الكتاب ثم ذهب به ورجع أبو بكر وعمر فقالا ما لنا يا رسول الله فقال (ما لكما إلا خير ولكن قيل لي لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك) انتهى وقال حديث شاذ والحمل فيه على جميع بن عمر ثم بعده على إسحاق بن بشر قال الذهبي في مختصره هو حديث موضوع
وروى أبو يعلي الموصلي في مسنده ثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا وكيع ابن الجراح حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة (لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف
50

بالبيت عريان ولا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته والله تعالى بريء من المشركين ورسوله قال فسار بهم ثلاثا ثم قال لعلي الحقه ورد علي أبا بكر وبلغها قال ففعل فلما قدم أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله أحدث في شيء قال (ما حدث فيك إلا خير لكني أمرت ألا يبلغ إلا أنا أو رجل مني) انتهى
ورواه أحمد في مسنده ثنا وكيع به
522 قوله
عن علي رضي الله عنه أن رجلا أخذ بلجام دابته فقال ما الحج الأكبر قال يومك هذا خل عن دابتي يعني يوم النحر
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الحج حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي أنه خرج يوم النحر على بغلة بيضاء يريد الجبانة فجاء رجل فأخذ بلجام دابته وسأله عن الحج الأكبر فقال هو يومك هذا خل سبيلها انتهى
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا أبو المثنى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة به
523 الحديث الرابع
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر عند الجمرات في حجة الوداع فقال (هذا يوم الحج الأكبر)
قلت رواه أبو داود في سننه في الحج ثنا مؤمل بن الفضل حدثنا الوليد ثنا هشام يعني ابن الغاز حدثنا نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات التي حج فيها فقال (أي يوم هذا) قالوا يوم النحر فقال (هذا يوم الحج الأكبر) انتهى
وعلقه البخاري في صحيحه فقال في باب الخطبة أيام منى وقال هشام
51

ابن الغاز ثنا نافع... فذكره سندا ومتنا
ورواه ابن سعد في الطبقات بلفظ الحاكم سواء قال وكان ابن عباس يكره أن يقول حجة الوداع ويقول حجة الإسلام ثم أخرج عن طاوس نحو ابن عباس ثم أخرج عن مجاهد قال حج النبي صلى الله عليه وسلم حجتين قبل أن هاجر وحجة بعد ما هاجر انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه من حديث نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال للناس (أي يوم هذا) قالوا هذا يوم النحر قال (فأي بلد هذا) قالوا البلد الحرام قال (فأي شهر هذا) قالوا الشهر الحرام قال (هذا يوم الحج الأكبر فدماؤكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة هذا البلد في هذا اليوم) ثم قال (هل بلغت) قالوا نعم فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (اللهم اشهد) ثم ودع الناس فقالوا هذه حجة الوداع انتهى
ثم قال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة لم يذكروا فيه أن يوم الحج الأكبر يوم النحر فإن الأقاويل فيه عن الصحابة والتابعين مختلفة منهم من قال يوم النحر ومنهم من قال يوم عرفة انتهى
ورواه الطبراني من حديث سعيد بن عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة يوم النحر وقال (هذا يوم الحج الأكبر) فقال يوم النحر
انتهى
وعن الطبراني رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة سعيد بن عبد العزيز
ورواه الطبري وابن مردويه وابن أبي حاتم في تفاسيرهم
وفي الباب أحاديث فمنها عند الترمذي من حديث محمد بن إسحاق عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال (يوم النحر)
انتهى
52

ثم أخرجه عن سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوفا قال وهو أصح لأنه روي من غير وجه موقوفا ولا نعلم أحدا رفعه إلا ما روي عن محمد بن إسحاق
انتهى
وعند الطبراني عن ابن أبي أوفى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يوم النحر يوم الحج الأكبر)
انتهى
وعند أبي نعيم في تاريخ أصبهان في باب العين المهملة عن عمر بن هارون البلخي عن شعبة بن عمرو بن مرة عن مرة بن شراحيل قال حدثنا صاحب هذا القصر يعني عبد الله بن مسعود قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة حمراء بالمزدلفة فقال (أي بلد هذا) قلنا المشعر الحرام قال (فأي شهر هذا) قلنا شهر الله الأصم قال (فأي يوم هذا) قلنا يوم النحر قال (صدقتم هذا يوم الحج الأكبر...) الحديث
524 قوله
روي أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ " إن الله بريء من المشركين ورسوله " فقال الأعرابي إن كان الله بريئا من رسوله فأنا منه بريء فكتبه الرجل إلى عمر فحكى الأعرابي قراءته فعندها أمر عمر بتعلم العربية
قلت حكى القرطبي في كتابه التذكار عن ابن أبي مليكة قال قدم أعرابي في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال من يقرئني القرآن قال فأقرأه رجل فلما كان في سورة براءة قرأ " إن الله بريء من المشركين ورسوله " بالجر فقال الأعرابي أو قد برئ الله من رسوله فإن يكن الله بريئا من رسوله فأنا أبرأ منه فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال له يا أعرابي أتبرأ من
53

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أمير المؤمنين إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن فسألت من يقرئني فأقرأني هذا سورة براءة فقال " إن الله بريء من المشركين ورسوله " فقلت أو قد برئ الله من رسوله إن يكن الله بريئا من رسوله فأنا أبرأ منه فقال عمر أوليس
هكذا يا أعرابي قال فكيف هي يا أمير المؤمنين قال " إن الله بريء من المشركين ورسوله " فقال الأعرابي وأنا والله أبرأ مما برئ منه الله ورسوله فأمر عمر ألا يقرئ الناس إلا عالم بالعربية وأمر أبا الأسود فوضع النحو
انتهى ولم يعزه
525 الحديث الخامس
روي أن بني بكر غدت على خزاعة في غيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وظاهرتهم قريش بالسلاح حتى وفد عمرو بن سالم الخزاعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده
(اللهم إني ناشد محمدا
* حلف أبينا وأبيك الأتلدا)
(إن قريشا أخلفوك الموعدا
* ونقضوا ذمامك المؤكدا)
(هم بيتونا بالحطيم هجدا
* وقتلونا ركعا وسجدا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا نصرت إن لم أنصركم)
قلت رواه ابن هشام في سيرته في غزوة مؤتة من طريق ابن إسحاق والبيهقي في دلائل النبوة في باب فتح مكة عن الحاكم بسنده إلى ابن إسحاق حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة قالا
54

كان في صلح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء أعيد في عقد محمد وعهده دخل ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فدخلت خزاعة في عقد محمد صلى الله عليه وسلم ودخلت بنو بكر في عقد قريش فمكثوا في الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرا ثم إن بني بكر الذين دخلوا في عقد قريش وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا بماء يقال له الوتير قريب من مكة وقالت قريش هذا ليل وما يعلم بنا محمد ولا يرانا أحد فأعانوا بني بكر بالكراع والسلاح وقابلوا خزاعة معهم للضغن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب عمر بن سالم الخزاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك يخبره الخبر فلما قدم عليه أنشده
(اللهم إني ناشدا محمدا
* حلف أبينا وأبيه الأتلدا)
(أن قريشا أخلفوك الموعدا
* ونقضوا ميثاقك المؤكدا)
(فهم أذل وأقل عددا
* قد جعلوا لي بكداء مرصدا)
(هم بيتونا بالوتير هجدا
* فقتلونا ركعا وسجدا)
(فانصرنا رسول الله نصرا عتدا
* وادعوا عباد الله يأتوا مددا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نصرت يا عمرو بن سالم) مختصر
ورواه الطبراني في معجمه الكبير والصغير ثنا سعيد بن عبد الرحمن التستري حدثنا يحيى بن سليمان بن نضلة المديني ثنا عمي محمد بن نضلة عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن جدة علي بن الحسين حدثتني ميمونة بنت الحارث قالت كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش... فذكر القصة والشعر بزيادة ونقص
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في المغازي في باب فتح مكة عن عروة مرسلا فذكر القصة والشعر
ورواه ابن زنجويه في كتاب الأموال عن عكرمة مرسلا فذكر القصة والشعر
ورواه الواقدي في كتاب المغازي مطولا فذكر القصة والشعر مرسلا عن
55

جماعة كثيرة ثم قال وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن عمران بن أبي أنس عن ابن عباس قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر طرف ردائه ويقول (يا عمرو لا نصرت إن لم أنصر بني كعب مما أنصر منه نفسي)
526 الحديث السادس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (يأتي في آخر الزمان ناس من أمتي يأتون المساجد يقعدون فيها حلقا ذكرهم الدنيا وحب الدنيا لا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة)
قلت رواه الطبراني في معجمه باختلاف يسير من حديث بزيع أبي الخليل الخصاف ثنا الأعمش عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (سيكون في آخر الزمان قوم يجلسون في المساجد حلقا حلقا مناهم الدنيا فلا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة) انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله ببزيع وقال لا أعلم يرويه غيره وهو قليل الحديث
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية كذلك قال حديث لا يصح والمتهم به بزيع قال الدارقطني لم يحدث به غيره وهو متروك وقال ابن حبان يروى عن الثقات الموضوعات
انتهى
واختصره ابن حبان فرواه في صحيحه في النوع الثامن والستين من القسم الثالث عن عيسى بن يونس عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سيكون في آخر الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم أوليس
لله فيهم حاجة)
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في الرقاق عن سفيان الثوري عن عوف عن الحسن البصري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأتي على الناس زمان
56

يتحلقون في مساجدهم وليس همهم إلا الدنيا لا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة)
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
527 الحديث السابع
في الحديث (الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش) وأعاده في لقمان
528 الحديث الثامن
قال النبي) صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى إن بيوتي في أرضي المساجد وإن زواري فيها عمارها فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي فحق على المزور أن يكرم زائره)
قلت غريب
وروى الطبراني في معجمه حدثنا يحيى بن إسحاق التستري ثنا عامر بن سيار ثنا سعيد بن زربي عن ثابت عن أبي عثمان عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر لله وحق على المزور أن يكرم زائره)
انتهى
وروى عبد الرزاق في تفسيره في سورة النور أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون إن بيوت الله في الأرض المساجد وإن حقا على الله أن يكرم من زاره فيها
انتهى
57

وعن عبد الرزاق رواه الطبري وكذلك رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والبيهقي في شعب الإيمان
529 الحديث التاسع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من ألف المسجد ألفه الله)
قلت رواه ابن عدي في الكامل من حديث عبد الله بن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ألف المسجد ألفه الله عز وجل)
انتهى
وأعله بابن لهيعة وضعفه
عن النسائي وابن معين وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد وغيرهم
ورواه الطبراني في معجمه الوسط ثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثنا أبي عن ابن لهيعة به
530 الحديث العاشر
(إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان)
قلت رواه الترمذي في الإيمان وابن ماجة في الصلاة من حديث دراج أبي السمح عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم الرجل يتعاهد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) قال الله * (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) *
انتهى
وأعاده الترمذي في التفسير قال يعتاد
وكذا رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه في الصلاة بلفظ يعتاد وقالا فاشهدوا عليه بالإيمان قال ابن حبان أي اشهدوا له
قال الحاكم لم يختلفوا في صحة هذه الترجمة وصدق روايتها
انتهى
58

531 الحديث الحادي عشر
عن أنس قال من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء
قلت هكذا ذكره المصنف موقوفا وهو مرفوع رواه أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه الشافعي في كتابه الترغيب من طريق الحارث بن أبي أسامة
حدثنا إسحاق بن بشر حدثنا أبو عامر الأسد بن مهاجر بن كثير عن الحكم بن مسقلة العبدي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أسرج في مسجد من مساجد الله عز وجل سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوء ذلك السراج)
انتهى
وروى الطبراني في كتابه مسند الشاميين أنا خير بن عرفة حدثنا هاني بن المتوكل حدثنا خالد بن حميد عن مسلمة بن علي عن عبد الله بن مروان عن نعمة بن دفين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من علق قنديلا في مسجد صلى عليه سبعون ألف ملك واستغفروا له ما دام ذلك القنديل يقد ومن بسط في المسجد حصيرا صلى عليه سبعون ألف ملك واستغفروا له ما دام في ذلك المسجد من ذلك الحصير شيء)
انتهى
532 الحديث الثاني عشر
روي أن عليا قال للعباس يا عم ألا تهاجرون ألا تلحقون برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ألست في أفضل من الهجرة أسقي حاج بيت الله وأعمر المسجد الحرام فلما نزلت قال العباس ما أراني إلا تاركا سقايتنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أقيموا على سقايتكم فإن لكم فيها خيرا)
59

قلت في تفسير عبد الرزاق أنا معمر عن عمر وهو ابن عبيد عن الحسن قال نزلت في علي والعباس وعثمان وشيبة تكلموا في ذلك فقال العباس ما أراني إلا تاركا سقايتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أقيموا على سقايتكم فإن لكم فيها خيرا)
انتهى
وفي تفسير الثعلبي وعن الحسن قال إن عليا قال للعباس... إلى آخر لفظ المصنف وسنده إلى الحسن في أول كتابه
وفي أسباب النزول للواحدي قال ابن سيرين ومرة الهمداني إن عليا قال... إلى آخره
533 الحديث الثالث عشر
عن ابن عباس في قوله تعالى * (لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء) * قال هي في المهاجرين خاصة كان قبل فتح مكة من آمن لا يتم إيمانه إلا أن يهاجر ويصارم أقاربه الكفرة ويقطع بموالاتهم فقالوا يا رسول الله إن نحن اعتزلنا من خالفنا في الدين قطعنا آباءنا وأبناءنا وعشائرنا وذهبت تجاراتنا وهلكت أموالنا وخربت ديارنا وبقينا ضائعين فنزلت فهاجروا فجعل الرجل يأتيه ابنه أو أبوه أو بعض أقاربه فلا يلتفت إليه ولا ينزله ولا ينفق عليه ثم رخص لهم بعد ذلك
وقيل نزلت في التسعة الذين ارتدوا بمكة فنهى الله تعالى عن موالاتهم
قلت
الأول ذكره الثعلبي في تفسيره عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال
60

لما أمر الله تعالى المؤمنين بالهجرة وكان قبل فتح مكة من آمن لا يتم إيمانه... إلى آخره
الثاني حكاه عن مقاتل قال نزلت في التسعة الذين ارتدوا عن الإسلام ولحقوا بمكة فنهاه الله تعالى عن ولايتهم وسنده إليهما في أول كتابه
534 الحديث الرابع عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يطعم أحدكم طعم الإيمان حتى يحب في الله ويبغض في الله حتى يحب في الله أبعد الناس منه ويبغض في الله أقرب الناس إليه)
قلت غريب
وروى الطبراني في معجمه من حديث رشدين بن سعد عن عبد الله بن الوليد التجيبي عن أبي منصور مولى الأنصار عن عمرو بن الحمق أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب في الله ويبغض في الله)
وأخرج أيضا من طريق ابن لهيعة عن زبان بن فائد عن سهل بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله)
وروى البيهقي من طريق أبي داود حدثنا مؤمل بن الفضل ثنا محمد بن شعيب ابن شابور عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان)
انتهى
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه معاذ مرفوعا نحوه سواء
61

535 الحديث الخامس عشر
وروي أن المسلمين كانوا يوم حنين اثني عشر ألفا الذين حضروا فتح مكة منضما إليهم ألفان من الطلقاء ومن هوازن وثقيف وهم أربعة آلاف فيمن ضامهم من أمداد العرب وكانوا الجماء الغفير فلما التقوا قال رجل من المسلمين لن نغلب اليوم من قلة فساءت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل قائلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل أبو بكر وذلك قوله * (إذ أعجبتكم كثرتكم) * فاقتتلوا قتالا شديدا وأدركت المسلمين كلمة الإعجاب بالكثرة وزل عنهم أن الله هو الناصر لا كثرة الجنود فانهزموا حتى بلغ فلهم مكة وبقي رسول الله وحده لا يتحلحل وليس معه إلا عمه العباس آخذ بلجام دابته وأبو سفيان ابن الحارث ابن عمه وقال (يا رب ائتني بما وعدتني) قال للعباس وكان صيتا صيح بالناس فناد الأنصار فخذا فخذا ثم نادى أصحاب الشجرة يا أصحاب البقرة فكروا عنقا واحدا وهم يقولون لبيك لبيك ونزلت الملائكة عليهم البياض على خيول بلق فنظر عليه الصلاة والسلام إلى قتال المسلمين فقال (هذا حين حمي الوطيس) ثم أخذ كفا من تراب فرماهم به ثم قال (انهزموا ورب الكعبة) فانهزموا
62

قال وكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض خلفهم على بغلته
قلت رواه مسلم بنقص يسير في كتاب المغازي من حديث العباس قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فذكر القصة... إلى أن قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي عباس ناد أصحاب السمرة) فقال عباس وكان رجلا صيتا بأعلى صوته أي أصحاب السمرة قال فعطفوا عطف البقرة على أولادها وقالوا لبيك لبيك قال فاقتتلوا مع الكفار فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قتالهم فقال (هذا حين حمي الوطيس) قال ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن في وجه الكفار ثم قال (انهزموا ورب الكعبة) قال وكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يركض خلفهم على بغلته
مختصر
وروى البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة حنين عن الحاكم بسنده إلى يونس بن بكير عن أبي جعفر عيسى الرازي عن الربيع أن رجلا قال يوم حنين لن نغلب من قلة فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى * (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) * قال الربيع وكانوا اثني عشر ألفا منهم ألفان من أهل مكة
وإذا تبعت طرق الحديث خلص لك لفظ المصنف
536 الحديث السادس عشر
روي أن ناسا من المسلمين جاءوا فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وقع الهرب على الإسلام وقالوا يا رسول الله أنت خير الناس وأبر الناس وقد سبي أهلونا وأولادنا وأخذت أموالنا قيل سبي يومئذ
63

ستة آلاف نفس وأخذ من الإبل والغنم ما لا يحصى فقال (إن عندي ما ترون إن خير القول أصدقه اختاروا إما ذراريكم ونساؤكم وإما أموالكم) قالوا ما كنا نعدل بالأحساب شيئا فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (إن هؤلاء جاءوا مسلمين و إنا خيرناهم بين الذراري والأموال فلم يعدلوا بالأحساب شيئا فمن كان بيده شيء وطابت نفسه أن يرده فشأنه ومن لا فليعطنا ولكن قرضا علينا حتى نصيب شيئا فنعطيه مكانه) قالوا رضينا وسلمنا فقال (إني لا أدري فلعل فيكم من لا يرضى فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا)
فرفعت إليه العرفان قد رضوا
قلت رواه البخاري في صحيحه في الجهاد مع تغيير يسير من حديث المسور ومروان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاء وفد هوازن سألوه أن يرد عليهم أموالهم وسبيهم فقال عليه السلام (معي من يرون وإن أحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إما السبي وإما المال) فقالوا نختار سبينا فقام النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال (أما بعد فإن إخوانكم جاءونا تائبين وإني قد رأيت أن يرد إليهم سبيهم فمن أحب أن يطيب فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل) فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم (إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم) فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم فأخبروهم أنهم قد طيبوا وآذنوا
انتهى
وروى عبد الرزاق في مصنفه في المغازي في وقعة حنين حدثنا معمر عن
64

الزهري عن كثير بن العباس عن أبيه العباس قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين... إلى أن قال فلما التقى المسلمون ولى المسلمون مدبرين... إلى أن قال قال الزهري وأخبرني عروة بن الزبير قال لما رجعت هوازن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم وقد سبي أبناؤنا ونساؤنا وأخذت أموالنا فقال صلى الله عليه وسلم (إني كنت استأنيت بكم ومعي من ترون وأحب القول إلي أصدقه...) إلى آخر لفظ البخاري وفيه قال الزهري وأخبرني سعيد ابن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم سبى يومئذ ستة آلاف بين امرأة وغلام... الحديث بطوله وذكره الثعلبي عن أنس بلفظ المصنف من غير سند
537 الحديث السابع عشر
روى الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح عبدة الأوثان على الجزية إلا من كان من العرب وقال لأهل مكة (هل لكم في كلمة إذا قلتموها دانت لكم بها العرب وأدت إليكم الجزية العجم)
قلت كأنه حديث مركب فالأول رواه عبد الرزاق في تفسيره أنا معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم صالح عبدة الأوثان على الجزية إلا من كان من العرب منهم وقبل الجزية من أهل البحرين وكانوا مجوسا
انتهى
538 الحديث الثامن عشر
عن عدي بن حاتم قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال (أليسوا يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرمه فتحلونه) قلت بلى قال (فتلك عبادتهم)
65

قلت رواه الترمذي من حديث عبد السلام بن حرب عن عطيف بن أعين عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال (يا عدي اطرح عنك هذا الوثن) وسمعته يقرأ في سورة براءة * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * قال (أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكن كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه)
انتهى
وقال حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام ابن حرب و عطيف بن أعين أوليس
بمعروف
ورواه الثعلبي بهذا الإسناد بلفظ المصنف
وكذلك رواه الواقدي في كتاب الردة حدثني أبو مروان عن أبان بن صالح عن عامر بن سعد عن عدي بن حاتم... فذكره بلفظ المصنف
رواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عدي بن حاتم بسنده ومتنه
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا مسروق بن المرزبان حدثنا عبد السلام ابن حرب به بلفظ المصنف
ورواه الطبراني في معجمه وابن أبي شيبة في مسنده والطبري في تفسيره بلفظ الترمذي
ورواه البيهقي في كتاب المدخل بسند الترمذي ومتنه فزاد فيه فتلك عبادتهم
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث عمران القطان حدثنا خالد العبدي عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عدي بن حاتم... فذكره بلفظ المصنف
539 الحديث التاسع عشر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما أدي زكاته فليس بكنز وإن كان باطنا وما بلغ أن يزكى فلم يزكى فهو كنز وإن كان ظاهرا)
قلت غريب بهذا اللفظ
66

وروى ابن عدي في الكامل وابن مردويه في تفسيره والطبراني في معجمه الوسط وقال لم يرفعه إلا سويد بن عبد العزيز ورواه البيهقي وقال رفعه سويد ابن عبد العزيز وليس بالقوي
ورواه من حديث محمد بن كثير عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا كل ما أدي بزكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا تحت الأرض وكل ما لا تؤدى زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا
قال البيهقي أوليس
بمحفوظ والمشهور عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر موقوفا من حديث سويد بن عبد العزيز حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (كل مال وإن كان تحت سبع أرضين تؤدى زكاته فليس بكنز وكل ما لا تؤدى زكاته وإن كان ظاهرا فهو كنز)
انتهى ثم قال رفعه سويد بن عبد العزيز وغيره يرويه موقوفا قال ابن معين وسويد ضعيف
انتهى
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه موقوفا على ابن عمر قال ما أدي زكاته فليس بكنز وإن كان مدفونا وما لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا
انتهى
وكذلك الشافعي في مسنده حدثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر فذكره نحوه وعند أبي داود في الزكاة عن أم سلمة قالت كنت ألبس أوضاحا من ذهب فقلت يا رسول الله أكنز هو فقال (ما بلغ أن تؤدى زكاته فزكي فليس بكنز) انتهى
أخرجه عن ثابت بن عجلان عن عطاء عنها
ورواه الحاكم في المستدرك وقال على شرط البخاري
540 قوله
عن عمر رضي الله عنه أن رجلا سأله عن أرض له باعها فقال أحزر مالك الذي أخذت احفر له تحت فراش امرأتك قال أوليس
بكنز قال ما أدي زكاته فليس بكنز
67

قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه في الزكاة أخبرنا ابن جريج عن يعقوب ابن عبد الله بن الأشج عن بشر بن سعيد أن رجلا باع رجلا حائطا له أو مالا بمال عظيم فقال له عمر بن الخطاب أحسن موضع هذا المال فقال أين أضعه يا أمير المؤمنين فقال عمر ضعه تحت مقعد المرأة فقال الرجل وليس بكنز يا أمير المؤمنين فقال أوليس
بكنز إذا أديت زكاته
انتهى
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الزكاة حدثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد أن عمر سأل رجلا عن أرض باعها فقال له أحرز مالك واحفر له تحت قراش امرأتك قال يا أمير المؤمنين أوليس
بكنز... إلى آخره
541 قوله
عن ابن عمر قال ما أديت زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين وما لم يؤد زكاته فهو الذي ذكر الله وإن كان على ظهر الأرض
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه في الزكاة أخبرنا عبد الله بن عمر العمري به عن نافع عن ابن عمر قال ما أدي زكاته فليس بكنز وإن كان تحت سبع أرضين وما كان ظاهرا لا يؤدى زكاته فهو كنز زاد في لفظ آخر إنما الكنز الذي ذكر الله هو ما لم يؤد زكاته
انتهى
ورواه الطبري حدثنا ابن وكيع حدثنا أبي عن العمري به
ورواه البيهقي من حديث ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال كل ما أديت زكاته وإن كان تحت سبع أرضين فليس بكنز وكل ما لا تؤدى زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا على وجه الأرض وقال هذا هو الصحيح موقوف
542 الحديث العشرون
روى سالم بن أبي أجعد قال لما نزلت * (والذين يكنزون الذهب والفضة) *
الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تبا للذهب تبا للفضة)
68

قالها ثلاث فقالوا له أي مال نتخذ قال (لسلنا ذاكرا وقلبا خاشعا وزوجة تعين أحدكم على دينه)
قلت هذا الحديث يرويه سالم بن أبي الجعد عن ثوبان وعن عمر بن الخطاب
فحديث ثوبان رواه الترمذي بنقص يسير حدثنا عبد بن حميد ثنا عبيد الله ابن موسى عن إسرائيل عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال لما نزلت * (والذين يكنزون الذهب والفضة) * قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه نزلت في الذهب والفضة لو علمن أي المال خير فنتخذه فقال (أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة تعينه على إيمانه)
انتهى قال حديث حسن قال وسألت محمد بن إسماعيل عن سالم ابن أبي الجعد سمع من ثوبان فقال لا قلت فممن سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال من جابر بن عبد الله وأنس وذكر غير واحد من الصحابة
انتهى كلامه
ورواه بتمامه الطبراني في معجميه الوسط والصغير من حديث مؤمل بن إسماعيل ثنا سفيان الثوري ثنا عمرو بن مرة والأعمش ومنصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال لما نزلت * (والذين يكنزون الذهب والفضة) * الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تبا للذهب تبا للفضة) قالها ثلاث... إلى آخر لفظ المصنف
ومن طريق الطبراني رواه الواحدي في أسباب النزول
ورواه أحمد بن حنبل في كتاب الزهد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال لما أنزلت... إلى آخره بتمامه
وكذلك رواه الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن يسار ثنا مؤمل بن إسماعيل بن سندا ومتنا وفي مراسيل ابن أبي حاتم وسالم لم يدرك ثوبان وبينهما معدان
انتهى
69

وأما حديث عمر فرواه ابن ماجة بنقص يسير في سننه في النكاح عن وكيع عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قالوا فأي المال نتخذ قال عمر أنا أعلم لكم ذلك فأوضع على بعيره فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في أثره فقال يا رسول الله أي المال نتخذ قال (ليتخذ أحدكم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة)
انتهى
ورواه عبد الرزاق في تفسيره فلم يذكر فيه ثوبان فقال أخبرنا الثوري عن منصور عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال لما نزلت هذه الآية * (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) * قال المهاجرون فأي المال نتخذ قال عمر رضي الله عنه فإني أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأدركته على بعيري فقلت يا رسول الله إن المهاجرين قالوا أي المال نتخذ قال (لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه)
انتهى
ورواه أحمد في مسنده فلم يذكر فيه عمر فقال حدثنا وكيع حدثني عبد الله ابن عمرو ابن مرة عن أبيه عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال لما نزل في الذهب والفضة ما نزل قالوا فأي المال نتخذ يا رسول الله... إلى آخر لفظ ابن ماجة
ومن طريق أحمد رواه أبو نعيم في الحلية
وبسند ابن ماجة رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده لكنه ذكره في مسند ثوبان
وروي أيضا من حديث بريدة رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث الحكم بن ظهير حدثنا علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال لما نزلت * (والذين يكنزون الذهب والفضة) * قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
70

يا رسول الله ما نكنز اليوم قال (لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على إيمانه)
انتهى
وله طريق آخر عند أحمد في مسنده حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة حدثني سالم بن عطية سمعت عبد الله بن أبي الهذيل قال حدثني صاحب لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (تبا للذهب تبا للفضة) فحدثني صاحبي أنه انطلق مع عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله قولك (تبا للذهب والفضة) ماذا نتخذ فقال عليه السلام (لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين على الآخرة)
انتهى
وروي أيضا من حديث علي رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا الثوري أخبرني أبو حصين عن أبي الضحى عن جعدة بن هبيرة عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى * (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) * فقال النبي صلى الله عليه وسلم (تبا للذهب تبا للفضة) يقولها ثلاث قال فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا أي مال نتخذ قال (لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة تعين أحدكم على دينه)
انتهى
الحاصل أنه حديث ضعيف لما فيه من الاضطراب
543 الحديث الحادي والعشرون
قال النبي صلى الله عليه وسلم (من ترك بيضاء أو صفراء كوي بها)
قلت روي من حديث أبي ذر ومن حديث أبي أمامة
فحديث أبي ذر رواه البخاري في تاريخه الوسط في باب العين المهملة
71

عن عمر بن علي حدثنا ابن أبي عدي حدثنا شعبة عن عبيد الله بن عبد الواحد الثقفي عن أبي المجيب الشامي قال كان نعل سيف أبي هريرة من فضة فنهاه عنه أبو ذر وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من ترك بيضاء أو صفراء كوي بها)
انتهى
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة به سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن أبي عدي به
وحديث أبي أمامة ورواه الطبراني في معجمه حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية حدثني عتبة بن أبي حكيم حدثني عمارة بن راشد الليثي عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن أبي أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ما من عبد يموت فيترك أصفر أو أبيض إلا كوي به)
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن محمد بن مالك حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم حدثنا محمد بن كثير المصيصي عن أرطأة بن المنذر عن يوسف الألهاني عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره وقال (صفراء أو بيضاء)
ورواه أيضا حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أحمد بن عمرو حدثنا عبد الوهاب ابن الضحاك حدثنا عيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأعرج عن أرطأة بن المنذر عن أبي عامر عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من أحد يترك صفراء أو بيضاء من ذهب أو فضة إلا جعل صفائح ثم كوي بها)
وهذا رواه الطبراني في كتابه مسند الشاميين حدثنا الحسن بن حريث الصوري حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي حدثنا عقبة بن علقمة حدثنا أرطأة ابن المنذر به
72

544 الحديث الثاني والعشرون
توفي رجل فوجد في مئزره دينار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كية) وتوفي آخر فوجد في مئزره ديناران فقال (كيتان)
قلت رواه أحمد في مسنده حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة قال توفي رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره دينار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كية) ثم توفي آخر فوجد في مئزره ديناران ثم توفي آخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيتان)
انتهى
وكذلك رواه الطبراني في معجمه وأبو يعلي الموصلي في مسنده وابن أبي شيبة في مسنده عن قتادة به ورواه عبد الرزاق في تفسيره أنا معمر عن قتادة به
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري
وشطر الحديث في صحيح ابن حيان رواه في النوع الحادي والأربعين من القسم الثالث من حديث ابن مسعود قال توفي رجل من أهل الصفة فوجد في مئزره ديناران فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال (كيتان)
انتهى
545 قوله
عن علي بن أبي طالب قال أربعة آلاف فما دونها نفقة فما زاد فهو كنز
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه في الزكاة أخبرنا الثوري عن أبي حصين عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن جعدة بن هبيرة عن علي بن أبي طالب قال أربعة آلاف درهم فما دونها نفقة وما فوقها كنز
انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره وذكره الثعلبي ثم البغوي هكذا من غير سند
73

546 الحديث الثالث والعشرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذهب أهل الدثور بالأجور)
قلت رواه مسلم في صحيحه في الزكاة من حديث أبي الأسود الديلي عن أبي ذر أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال (أو أوليس
قد جعل الله لكم ما تصدقون به إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة) قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته فيكون لها فيها أجر قال (أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)
انتهى
547 الحديث الرابع والعشرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع (ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)
قلت رواه البخاري في بدء الخلق وفي التفسير ومسلم في الحدود عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الزمان قد استدار كهيئتة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا... إلى آخره سواء ورواه أبو داود في الحج من حديث محمد بن سيرين عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (في خطبته في حجته إن الزمان...) إلى آخره
وذكر أنه في البخاري في حديث طويل في الحج عن ابن أبي بكرة عن أبيه
ورواه الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ المصنف فقال حدثنا موسى ابن عبد الرحمن المسروقي حدثنا زيد بن الحباب حدثنا موسى بن عبيدة الربذي حدثني
74

صدقة بن يسارعن ابن عمر قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمني في أوسط أيام التشريق فقال (أيها الناس إن الزمان...) إلى آخره
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجته فقال (إن الزمان...) إلى آخره
548 الحديث الخامس والعشرون
روي أن ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة إلا ورى عنها بغيرها إلا في غزوة تبوك
قلت هو في الصحيحين في حديث كعب بن مالك الطويل قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا في غزو عدو كبير فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا هبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريد مختصر
549 الحديث السادس والعشرون
يروى أن جبريل عليه السلام لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج قال (من يخرج معي) قال أبو بكر
550 الحديث السابع والعشرون
روي أنه لما طلع المشركون فوق الغار أشفق أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن تصب اليوم ذهب دين الله فقال عليه السلام (ما ظنك باثنين الله ثالثهما)
75

وروي أنها لما دخلا الغار بعث الله تعالى حمامتين فباضتا في أسفله والعنكبوت فنسجت عليه وقال عليه السلام (اللهم أعم أبصارهم) فجعلوا يترددون حول الغار ولا يفطنون
قلت
الأول رواه البخاري ومسلم في فضائل أبي بكر رضي الله عنه من حديثه قال نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا فقال (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)
انتهى
وأخرجا عن أنس نحوه
والثاني رواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده والبيهقي وأبو نعيم في دلائل النبوة لهما وابن سعد في الطبقات من حديث عون بن عمرو القيسي سمعت أبا مصعب المكي قال أدركت أنس بن مالك وزيد ابن أرقم والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله تعالى بشجرة فنبتت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فسترته وأمر العنكبوت فنسجت في وجهه فسترته وأمر حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار وأقبل فتيان قريش بعصيهم وهراويهم وسيوفهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم بقدر أربعين ذراعا فعجل رجل منهم إلى باب الغار فرأى حمامتين بفم الغار فرجع إلى أصحابه فقالوا له مالك قال رأيت حمامتين بفم الغار فعلمت أنه أوليس
فيه أحد فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال فعلم أن الله قد درأ عنه بهما فدعا لهن وسمت عليهن وفرض جزاهن واتخذن في الحرم زاد البزار وأحسبه قال فأصل كل حمام في الحرم من فراخهما
انتهى قال البزار لا نعلم رواه إلا عون بن عمرو وهو من أهل البصرة مشهور وهو أخو رياح ولا نعلم حدث عن أبي مصعب بهذا الحديث إلا عون بن عمرو
انتهى
وروى عبد الرزاق في مصنفه في المغازي أخبرنا معمر أخبرني عثمان الجزري
76

أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس قال تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم إذا أصبح فاثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فأطلع الله نبيه على ذلك فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوه عليا رد الله مكرهم فقالوا له أين صاحبك قال لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسيج العنكبوت فقالوا لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال
انتهى
وعن عبد الرزاق رواه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما ثم الطبراني في معجمه وابن مردويه في تفسيره وعن الطبراني رواه أبو نعيم في دلائل النبوة
وقوله عليه السلام (اللهم أعم أبصارهم) لم أجده
551 الحديث الثامن والعشرون
عن ابن أم مكتوم أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (أعلي أن أنفر قال نعم) حتى نزلت * (أوليس
على الأعمى حرج) *
552 الحديث التاسع والعشرون
قال المصنف قرأت في بعض الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره للمؤمن أن يقول كسلت قال المصنف لأن المنافقين وصفوا بالكسل في قوله تعالى * (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى) *
وتقدم في أواخر البقرة
77

553 الحديث الثلاثون
روي في قوله تعالى * (ومنهم من يلمزك في الصدقات) * إنه ابن ذي الخويصرة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم غنائم حنين فقال له ابن ذي الخويصرة وهو رأس الخوارج يا رسول الله اعدل فقال (ويلك إن لم أعدل فمن يعدل)
وقيل هو ابن الجواظ من المنافقين فقال ألا ترون إلى صاحبكم إنما يقسم صدقاتكم في رعاة الغنم وهو يزعم أنه يعدل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا أبا لك أما كان موسى راعيا أما كان داود راعيا) فلما ذهب قال عليه السلام (احذروا هذا وأصحابه فإنهم منافقون)
قلت الأول رواه البخاري في فضائل القرآن وفي التفسير ومسلم في الزكاة من حديث أبي سلمة عن أبي سعيد قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاء ابن أبي الخويصرة ولفظ مسلم ذو الخويصرة وفي لفظ البخاري أخا عبد الله ابن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله قال (ويحك ومن يعدل إذا لم أعدل) فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فأضرب عنقه فقال (دعه فإن له أصجابا تحتقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية آيتهم رجل أسود في إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فترة من الناس) قال وفيهم نزلت * (ومنهم من يلمزك في الصدقات) *
قال أبو سعيد أشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليا حين قتلهم جيء بالرجل على النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم
انتهى
وذو الخويصرة اسمه عبد الله ويقال ابن ذي الخويصرة ويقال ابن أبي الخويصرة
78

الحديث الثاني غريب
554 الحديث الحادي والثلاثون
روي بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في غزوة تبوك وركب من المنافقين يسيرون بين يديه فقالوا انظروا إلى هذا الرجل يريد أن يفتح قصور الشام وحصونه هيهات فأطلع الله نبيه على ذلك فقال (احبسوا علي الركب) فأتاهم فقال (قلتم كذا وكذا) فقالوا يا نبي الله لا والله ما كنا في شيء من أمرك ولا من أمر أصحابك ولكن كنا في شيء مما يخوض فيه الركب ليقصر بعضنا على بعض السفر
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن ثور عن قتادة في قوله تعالى * (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب) * قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم... إلى آخره وذكره الواحدي في أسباب النزول عن قتادة من غير سند
555 الحديث الثاني والثلاثون روى أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (عدن دار الله التي لم ترها عين ولم يخطر على قلب بشر لا يسكنها غير ثلاثة النبيون والصديقون والشهداء يقول الله تعالى طوبى لمن دخلك)
قلت رواه البزارفي مسنده والدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف من حديث يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد حدثني زيادة بن محمد عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تبارك وتعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل ينزل في
79

الساعة الأولى فيفتح الذكر الذي لم يره غيره فيمحو ما يشاء ويثبت ثم ينزل الساعة الثانية الثانية إلى جنة عدن وهي التي لم يرها غيره ولم يخطر على قلب بشر لا يسكنها معه من بني آدم غير ثلاثة النبيون والصديقون والشهداء ثم يقول طوبى لمن دخلك ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى سماء الدنيا فيقول ألا من مستغفر فأغفر له ألا من سائل فأعطيه ألا من داع فأجيبه حتى يكون صلاة الفجر)
انتهى وقال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه وزيادة بن محمد لا نعلم روى عنه غير الليث انتهى
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا موسى بن سهل حدثنا آدم حدثنا الليث بن سعد حدثنا زيادة بن محمد به بلفظ المصنف سواء
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره عن آدم به سواء
556 الحديث الثالث والثلاثون
روي أن الله عز وجل يقول لأهل الجنة هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك قال أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدا
قلت رواه البخاري في صحيحه وفي أطراف خلف في صفة الجنة ولم أجده وفي مسلم في صفة القيامة من حديث عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يقول لأهل الجنة يأهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا)
انتهى
80

557
قوله
عن ابن مسعود في قوله تعالى * (واغلظ عليهم) * قال إن لم يستطع بيده فبلسانه فإن لم يستطع فليكفهر في وجهه
قلت رواه الطبري حدثنا ابن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن ويحيى بن آدم عن حسن بن صالح عن علي بن الأقمر عن عمرو بن أبي جندب عن ابن مسعود في قوله... إلى آخره
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث يحيى بن آدم به
558 الحديث الرابع والثلاثون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ويعتب المنافقين المتخلفين فيسمع من معه منهم ومنهم الجلاس ابن سويد والله إن كان ما يقول حقا لإخواننا الذين خلفناهم وهم ساداتنا وأشرافنا فنحن شر من الحمير فقال عامر بن قيس الأنصاري للجلاس أجل والله إن محمدا صادق وأنت شر من الحمار وبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحضره فحلف بالله ما قال فرفع عامر يده فقال اللهم أنزل على عبدك ونبيك تصديق الصادق وتكذيب الكاذب فنزل * (يحلفون بالله ما قالوا) * فقال الجلاس يا رسول الله لقد عرض الله علي التوبة والله لقد قلته وصدق عامر فتاب الجلاس وحسنت توبته
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة تبوك عن عروة بن الزبير وموسى بن عقبة قالا لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا حتى إذا دنا من المدينة تلقاه عامة الذين تخلفوا عنه فقال لأصحابه (لا تكلموا أحدا منهم ولا تجالسوهم حتى آذن لكم) وكان فيمن تخلف عنه ثلاثة نفر الذين ذكر الله في كتابه بالتوبة كعب بن مالك السلمي وهلال بن أمية الواقفي ومرارة بن الربيع العمري...
81

إلى أن قال ثم ذكر الله تعالى الذين تخلفوا واعتذروا بالباطل فقال * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * إلى قوله * (ليجزيهم الله أحسن ما كانوا
يعملون) * وذكر قبلهم من تخلف بنفاق فقال * (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله) * إلى قوله * (جزاء بما كانوا يكسبون) * ثم ذكر أهل العذر ممن تخلف فقال * (أوليس
على الضعفاء ولا على المرضى) * إلى قوله * (والله غفور رحيم) * وآية بعدها وذكر من لا عذر له ممن تخلف فقال * (إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) * وأربع آيات يتبع بعضها بعضا وقال الجلاس بن سويد حين سمع ما أنزل الله تعالى في المخلفين والله إن كان محمد صادقا لنحن شر من الحمير فقال له عامر بن قيس الأنصاري وهو ابن عمه والله إن محمدا لصادق ولأنتم شر من الحمير ويلك تخلفت عن رسول الله ونافقت وانطلق عامر فأخبر رسول الله بما قال الجلاس فأرسل إليه فحلف بالله ما تكلم به فقال عامر اللهم أنزل على رسولك بيان شأننا فأنزل الله * (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا) * إلى قوله * (من ولي ولا نصير) * وتاب الجلاس مما قال واعترف بذنبه مختصر
وذكره ابن هشام في السيرة من قول ابن إسحاق في كلام طويل وفي آخره قال ابن إسحاق وزعموا أنه تاب وحسنت توبته
ورواه عبد الرزاق في مصنفه وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه... فذكره
أخبرنا ابن جريح عن هشام بن عروة عن أبيه قال كانت أم عمير بن سعيد عند الجلاس بن سويد فقال الجلاس في غزوة تبوك إن كان ما يقول محمد حقا فنحن شر من الحمير... إلى آخر لفظ البيهقي
وكذلك رواه الطبري من قول عروة وفي آخره إنه تاب وحسنت توبته
وذكره الثعلبي ثم البغوي في تفسيريهما من قول الكلبي بلفظ المصنف وسندهما إليه في أول كتابيهما
82

559 الحديث الخامس والثلاثون
روي أن جماعة من المنافقين هموا بالفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم عند مرجعه من غزوة تبوك وذلك أنه تواثق منهم خمسة عشر على أن يدفعوه عن راحلته إلى الوادي إذا تسنم العقبة بالليل فأخذ عمار بن ياسر بخطام راحلته يقودها وحذيفة خلفها يسوقها فبينما هم كذلك إذ سمع حذيفة بوقع أخفاف الإبل وقعقعة السلاح فالتفت فإذا قوم متلثمون فقال إليكم يا أعداء الله فهربوا
قلت رواه أحمد في مسنده حدثنا يزيد بن هارون أنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى لا يأخذن العقبة أحد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذها وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسير وحذيفة يقوده وعمار بن ياسر يسوقه فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوا النبي صلى الله عليه وسلم فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل فقال النبي عليه الصلاة والسلام لحذيفة (قد قد) فلحقه عمار فقال (سق سق) حتى أناخ فقال لعمار (هل تعرف القوم) فقال لا كانوا متلثمين وقد عرفت عامة الرواحل فقال (أتدري ما أرادوا برسول الله) قلت الله ورسوله أعلم قلت أرادوا أن يمكروا برسول الله فيطرحوه من العقبة فلما كان بعد ذلك نزع بين عمار وبين رجل منهم شيء مما يكون بين الناس فقال أنشدك الله كم أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نرى أنهم أربعة عشر فإن كنت فيهم فهم خمسة عشر
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه عن عبيد الله بن موسى حدثنا الوليد بن جميع به
ورواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق محمد بن إسحاق عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة بن اليمان قال كنت آخذا
83

لخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار بن ياسر يسوق الناقة حتى إذا كنا بالعقبة فإذا باثني عشر راكبا قد اعترضوه فيها قال فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم فصرخ بهم فولوا مدبرين فقال لنا (هل عرفتم القوم) قلنا لا يا رسول الله كانوا متلثمين ولكنا عرفنا الركاب قال (هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة هل عرفتم ما أرادوا) قلنا لا قال (أرادو أن أن يرجموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة فيلقوه بها) قالوا يا رسول الله ألا تبعث إلى عشائرهم فيبعث كل قوم برأس صاحبهم قال (لا إني أكره أن يتحدث العرب أن محمدا قاتل بقوم حتى إذا ظهره بهم أقبل عليهم بقتلهم) ثم قال (اللهم ارمهم بالدبيلة) قيل يا رسول الله وما الدبيلة قال (شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك)
رواه البزار في مسنده من حديث محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة قال لما كان غزوة تبوك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا... إلى آخره ثم قال وقد روي عن حذيفة من غير هذا الوجه وهذا الوجه أحسنها اتصالا وأصلحها إسنادا والوليد بن جميع كانت فيه شيعية شديدة وقد احتمل أهل العلم حديثه وحدثوا عنه
انتهى
560 الحديث السادس والثلاثون
روي أن ثعلبة بن حاطب قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال يا ثعلبة قليل يؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه)
فراجعه فقال والذي بعثك بالحق لئن رزقني الله مالا لأعطين كل ذي حق حقه فدعا له فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت بالمدينة فنزل واديا وانقطع عن الجماعة والجمعة فسأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل كثر ماله حتى لا يسعه واد فقال (يا ويح ثعلبة) فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقين لأجل الصدقات فاستقبلهما الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله الذي فيه الفرائض
84

فقال ما هذه إلا جزية ما هذه إلا أخت الجزية وقال ارجعا حتى أرى رأيي فلما رجعا قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يكلماه (يا ويح ثعلبة)
مرتين فنزلت فجاء ثعلبة بالصدقة فقال (إن الله منعني أن أقبل منك) فجعل التراب على رأسه فقال (هذا عملك فقد أمرتك فلم تطعني)
فقبض عليه السلام فجاء بها إلى أبي بكر الصديق فلم يقبلها وجاء بها إلى عمر في خلافته فلم يقبلها وهلك في زمان عثمان
قلت رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الثاني والثلاثين وفي دلائل النبوة في باب غزوة تبوك من حديث معاذ بن رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم بن معان أبي عبد الرحمن مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية عن أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا قال (ويحك يا ثعلبة قليل يؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه) ثم رجع إليه فقال له مثل ذلك قال (يا ثعلبة أما تريد أن تكون مثل رسول الله والله لو سألت الله أن يسير لي الجبل ذهبا وفضة لسارت) ثم رجع إليه فقال له مثل ذلك ثم قال والله لئن آتاني الله مالا لأوتين كل ذي حق حقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم ارزق ثعلبة مالا) قالها ثلاثا قال فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت بها أزقة المدينة فتنحى بها وكان يشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج إليها ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة فتنحى بها فكان يشهد الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج إليها ثم نمت فتنحى بها فترك الجمعة والجماعات فكان يتلقى الركبان ويقول لهم ما عندكم من الخبر وما كان من أمر الناس وأنزل الله تعالى * (خذ من أموالهم صدقة) * الآية قال فاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقات رجلين رجل من الأنصار
85

ورجل من بني سليم وكتب لهم سنة الصدقة وأسنانها فاستقبلها الناس بصدقاتهم ومرا بثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والله ما هذه إلا أخت الجزية انطلقا حتى أرى رأيي فانطلقا حتى لحقا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى على رسوله * (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) * إلى قوله * (يكذبون) * قال فركب رجل من الأنصار قريب لثعلبة راحلته حتى أتى ثعلبة فقال ويحك يا ثعلبة هلكت أنزل الله فيك من القرآن كذا فأقبل ثعلبة وقد وضع التراب على رأسه وهو يبكي ويقول يا رسول الله يا رسول الله فلم يقبل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقته حتى قبض الله رسوله ثم أتى أبا بكر بعد رسول الله فأبى أن يقبل منه ثم أتى عمر فأبى أن يقبل منه ثم أتى عثمان فأبى أن يقبل منه ثم مات في خلافة عثمان
انتهى
ورواه الطبري وابن مردويه وابن أبي حاتم والثعلبي ثم البغوي في تفاسيرهم والواحدي في أسباب النزول له
قال البيهقي وفي إسناده نظر قال وهو مشهور بين أهل التفسير قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم عرف نفاقه قديما ثم زيادته حديثا وموته عليه بما أنزل الله عليه من الآية فلم يأخذها منه
انتهى كلامه
وأعله السهيلي في الروض الأنف وقال قال البخاري علي بن يزيد أبو عبد الملك منكر الحديث قال السهيلي وقد عده ابن إسحاق في المنافقين وذكر هذه الآية التي نزلت في أعني ثعلبة بن حاطب لكنه ذكر في البدريين ثعلبة بن حاطب ولم ينسبه فلعله رجل آخر وافق اسمه وإن كان هو فذكره في البدريين وهم والمنافق هو ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس
انتهى كلامه
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط
86

561 الحديث السابع والثلاثون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة فجاء عبد الرحمن ابن عوف بأربعين أوقية من الذهب وقيل بأربعة آلاف درهم قال كان لي ثمانية آلاف فأقرضت ربي أربعة وأمسكت أربعة لعيالي فقال له عليه السلام (بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت) فبارك الله له حتى صولحت امرأته تماظر عن ربع الثمن على ثمانين ألفا وتصدق عاصم بن عدي بمائة وسق من تمر وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع من تمر فقال بت ليلي أجر بالجرير على صاعين فتركت صاعا لعيالي وجئت بصاع فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينثره على الصدقات فلمزهم المنافقون وقالوا ما أعطى عبد الرحمن وعاصم إلا رياء وإن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل ولكنه أحب أن يذكر بنفسه ليعطى من الصدقات فنزلت * (إلا جهدهم) *
قلت روى البزار في مسنده حدثنا طالوت بن عباد حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا) فجاء عبد الرحمن بن عوف فقال يا رسول الله عندي أربعة آلاف درهم ألفان أقرضهما ربي وألفان لعيالي فقال عليه السلام (بارك الله فيما أعطيت وبارك لك فيما أمسكت) وبات رجل من الأنصار فأصاب صاعين من تمر فقال يا رسول الله أصبت صاعين من تمر صاع أقرضه ربي وصاع لعيالي فلمزه المنافقون فقالوا ما أعطى الذي أعطى بن عوف إلا رياء وقالوا ألم يكن الله ورسوله غنيين عن صاع هذا فأنزل الله تعالى * (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم) * الآية
انتهى ثم رواه عن أبي كامل عن أبي عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه مرسلا وقال لم يسنده أحد إلا طالوت
انتهى
87

ورواه ابن مردويه في تفسيره من طريق مسدد حدثنا أبو عوانة به مرسلا
وذكر ابن هشام في سيرته في غزوة تبوك عن ابن إسحاق قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حض على الصدقة ورغب فيها فقام عبد الرحمن بن عوف فتصدق بأربعة آلاف درهم وقام عاصم بن عدي فتصدق بمائة وسق من تمر فلمزوهما وقالوا ما هذا إلا الرياء وكان الذي تصدق بجهده أبو عقيل أتى بصاع تمر فألقاه في الصدقة فتضاحكوا به وقالوا إن الله لغني عن صاع أبي عقيل
ومن طريق ابن إسحاق رواه الطبري
وروى الطبراني في معجمه والطبري وابن مردويه في تفسيره من حديث زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة حدثني خالد بن يسار عن ابن أبي عقيل عن أبيه قال بت أجر الجرير على ظهري على صاعين من تمر فانقلبت بأحدهما إلى أهلي ينتفعون به وجئت بالآخر أتقرب به إلى الله تعالى فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي (انثره في الصدقة) فقال المنافقون وسخروا مني ما كان أغنى هذا أن يتقرب إلى الله بصاع من تمر فأنزل الله تعالى * (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم) * الآيتين
انتهى
ورواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث كذلك وقال الجرير حبل من آدم يستقي به الماء
وروى عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر عن قتادة قال تصدق عبد الرحمن ابن عوف بشطر من ماله وكان له ثمانية آلاف دينار فتصدق بأربعة آلاف فقال ناس من المنافقين إن عبد الرحمن لعظيم الرياء فقال الله تعالى * (الذين يلمزون المطوعين) * وكان لرجل من الأنصار صاعان من تمر فجاء بأحدهما فقال ناس
88

من المنافقين إن كان الله عن صاع هذا لغني فقال الله * (إلا جهدهم) *
وفي أسباب النزول للواحدي وقال قتادة حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فجاء عبد الرحمن بن عوف وقال يا رسول الله مالي ثمانية آلاف جئتك بنصفها فاجعلها في سبيل الله وأمسكت نصفها لعيالي فقال صلى الله عليه وسلم (بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أنفقت) فبارك الله في ماله حتى إنه خلف امرأتين فبلغ ثمن ماله مائة وستين ألف درهم وتصدق يومئذ عاصم بن عدي ابن العجلاني بمائة وسق من تمر وجاء آخر فقال يا رسول الله بت ليلتي أجر بالجرير على صاعين من تمر... إلى آخر لفظ الطبراني
وذكر الثعلبي الحديث بلفظ المصنف من غير سند إلا أنه لم يذكر فيه الأربعين أوقية ولا ذكر المصالحة وإنما قال خلف زوجتين بلغ ثمن ماله لهما مائة وستين ألف درهم لكل امرأة ثمانون ألف
وروى الطبري حديث عبد الرحمن بن عوف عن ابن عباس وقتادة وعن مجاهد وعن أبي سلمة وعن الربيع بن أنس فلم يذكر في شيء منها الأربعين أوقية من الذهب وذكر الأربعة درهم والثمانية آلاف دينار
وروى ابن مردويه في تفسيره تفسيره حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى * (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات) * قال جاء عبد الرحمن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجاء رجل من الأنصار بصاع من تمر فقال بعض المنافقين والله ما جاء عبد الرحمن بما جاء به إلا رياء وإن كان الله ورسوله لغنيين عن هذا الصاع انتهى
وروي أيضا حدثنا أحمد بن كامل حدثنا محمد بن سعد العوفي حدثنا أبي حدثنا عمي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى الناس فنادى فيهم أن اجمعوا صدقاتكم فجمع الناس صدقاتهم وجاء رجل
89

بصاع من تمر فقال يا رسول الله بت ليلتي أجر بالجرير الماء حتى نلت صاعين من تمر فأمسكت أحدهما وأتيتك بالآخر فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره في الصدقات فسخر منه رجال وقالوا إن الله ورسوله لغنيان عن صاع هذا وجاء عبد الرحمن بن عوف فقال يا رسول الله مالي ثمانية آلاف فأربعة آلاف لي وأربعة أقرضها ربي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت) ولمزه المنافقون فقالوا والله ما أعطى ابن عوف إلا رياء فأنزل الله عذره وعذر صاحبيه * (الذين يلمزون المطوعين) * الآية
انتهى
562 الحديث الثامن والثلاثون
روي أن عبد الله بن عبد الله بن أبي وكان رجلا صالحا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأبيه في مرضه ففعل فنزلت فقال صلى الله عليه وسلم (إن الله قد رخص لي فسأزيد على السبعين) فنزلت * (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم) *
قلت رواه البخاري في صحيحه في الجنائز ومسلم في فضائل عمر وفي كتاب المنافقين من حديث نافع عن ابن عمر قال لما توفي عبد الله بن أبي جاء ابنه عبد الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه ثم سأله أن يصلي عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فأخذ عمر بثوبه وقال
يا رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه فقال (إنما خيرني فقال * (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة) * وسأزيده على سبعين) وقال إنه منافق فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) * فترك الصلاة عليهم
انتهى ولفظ مسلم وهو أقرب للفظ المصنف
90

563 الحديث التاسع والثلاثون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم على قبور المنافقين ويدعو إليهم فلما مرض رأس المنافقين عبد الله بن أبي بعث إليه ليأتيه فلما دخل عليه قال (أهلكك حب اليهود) فقال يا رسول الله بعثت إليك لتستغفر لي لا لتؤنبني وسأله أن يكفنه في شعاره الذي يلي جلده ويصلي عليه فلما مات دعا ابنه حباب إلى جنازته فسأله عن اسمه فقال حباب بن عبد الله فقال أنت عبد الله ابن عبد الله الحباب اسم شيطان فلما هم بالصلاة عليه قال له عمر أتصلي على عدو الله وقيل أراد أن يصلي عليه فجذبه جبريل وروي أن ولده الرجل الصالح قال للنبي صلى الله عليه وسلم وكان لا يرد سائلا أسألك أن تكفنه في بعض قمصانك وأن تقوم على قبره لا يشمت به الأعداء
وروي أنه عليه السلام قيل له لم وجهت إليه بقميصك وهو كافر فقال (إن قميصي لن يغني عنه من الله شيئا وإني أؤمل من الله أن يدخل في الإسلام كثير بهذا السبب)
ويروى أنه أسلم ألف من الخزرج لما رأوه طلب الاستشفاء بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخادع
قلت روى الحاكم في المستدرك في الجنائز والبيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة
91

تبوك من حديث محمد بن إسحاق حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة بن زيد قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي يعوده في مرضه الذي مات فيه فلما عرف فيه الموت قال له صلى الله عليه وسلم (أما والله إني كنت لأنهاك عن حب يهود) فقال قد أبغضهم أسعد بن زرارة فما نفعه زاد الحاكم فلما مات أتاه ابنه فقال قد مات فأعطني يا رسول الله قميصك أكفنه فيه فنزع عليه السلام قميصه فأعطاه إياه انتهى وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وزاد البيهقي في رواية أخرى عن الواقدي ثم قال يا رسول الله أوليس
هذا بحين عتاب هو الموت فإن مت فاحضر غسلي وأعطني قميصك أكفن فيه فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه الأعلى وكان عليه قميصان فقال أعطني قميصك الذي يلي جلدك فنزع قميصه الذي يلي جلده فأعطاه ثم قال وصلي علي واستغفر لي زاد في رواية أخرى عن موسى بن أبي عيسى فقال له ابنه وكان يقال له الحباب فسماه عبد الله يا رسول الله أعطه قميصك الذي يلي جلدك وهاتان الروايتان مرسلتان
وقوله الحباب اسم شيطان رواه الطبري في تفسيره مرسلا عن عروة بن الزبير ومجاهد والشعبي وقتادة قال لما ثقل عبد الله بن أبي انطلق ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي قد احتضر فأحب أن تشهده وتصلي عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ما اسمك) قال الحباب بن عبد الله قال (بل أنت عبد الله بن عبد الله إن الحباب اسم شيطان) قال فانطلق معه حتى شهده وألبسه قميصه وصلى عليه
وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات عن عروة مرسلا
وقول عمر أتصلي على عدو الله تقدم في الصحيحين عن ابن عمر أنه عليه السلام لما أراد أن يصلي عليه فقال له عمر أتصلي عليه وقد نهاك الله عنه
وحديث جبريل رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده والطبري في تفسيره عن حماد بن سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يصلي على عبد الله بن أبي فأخذ جبريل بثوبه وقال " ولا تصل على أحد منهم مات
92

أبدا ولا تقم على قبره)
وقوله (إن قميصي لن يغني عنه من الله شيئا) رواه الطبري حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة قال أرسل عبد الله ابن أبي بن سلول وهو مريض إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل عليه قال له النبي صلى الله عليه وسلم (أهلكك حب يهود) قال يا رسول الله إنما أرسلت إليك لتستغفر لي ولم أرسل إليك لتؤنبني وسأله قميصه أن يكفن فيه فأعطاه إياه فاستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فكفن في قميصه صلى الله عليه وسلم ونفث في جلده ودلاه في قبره فأنزل الله تعالى * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) * قال وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال (وما يغني عنه قميصي من الله وإني لأرجو أن يسلم به ألف من قومه) انتهى
وقول ابن عباس رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث سنيد بن داود حدثنا حجاج عن ابن جريح قال أخبرني الحكم بن أبان أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال لما مرض أبي مرضه الذي توفي فيه قال للنبي صلى الله عليه وسلم امنن علي فكفني في قميصك وصل علي قال فكفنه في قميصه وصلى عليه قال ابن عباس والله ما أدري ما هذه الصلاة كانت فالله أعلم وما خادع محمد صلى الله عليه وسلم إنسانا قط
انتهى
564 الحديث الأربعون
روي أن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخذ أسيرا ببدر لم يجدوا له قميصا وكان رجلا طوالا فكساه عبد الله قميصه وقال له المشركون يوم الحديبية إنا لا نأذن لمحمد ولكنا نأذن لك فقال لا إن لي في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فشكر له عليه السلام ذلك
93

والضمير في له في عائد إلى ابن أبي لا للعباس
روى الواقدي في المغازي حدثني جابر بن سليم عن صفوان بن عثمان قال كانت قريش يوم الحديبية أرسلت إلى عبد الله بن أبي إن أحببت أن تدخل فتطوف بالبيت فافعل وابنه جالس عنده فقال له ابنه يا أبة أذكرك الله أن تطوف بالبيت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى ابن أبي وقال لا أطوف حتى يطوف رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم كلامه ذلك فسر به
انتهى
قلت روى البخاري في صحيحه في الجهاد في باب كسوة الأسارى من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله قال لما كان يوم بدر أتى بأسارى وأتي بالعباس ولم يكن عليه ثوب فنظر النبي صلى الله عليه وسلم له قميصا فوجدوا قميص عبد الله بن أبي يقدر عليه فكساه النبي صلى الله عليه وسلم إياه فلذلك نزع النبي صلى الله عليه وسلم قميصه الذي ألبسه قال ابن عيينة كانت له عند النبي صلى الله عليه وسلم يد فأحب أن يكافئه
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في الفضائل وزاد قال جابر وكان العباس أسر يوم بدر فحمل إلى المدينة فكساه عبد الله بن أبي قميصه
فلذلك كفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قميصه مكافأة لما فعل بالعباس
انتهى
565 الحديث الحادي والأربعون
قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الجفاء والقسوة في الفدادين)
قلت رواه البخاري في صحيحه في المغازي في باب قدوم الأشعريين ومسلم في الإيمان من حديث قيس عن أبي مسعود الأنصاري قال أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمين فقال (ألا إن الإيمان ههنا وإن الجفاء وغلظ القلوب في الفدادين
94

عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر)
انتهى هكذا قال البخاري وإن الجفاء وعند مسلم وإن القسوة لم يقل وإن الجفاء
566 الحديث الثاني والأربعون قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم صل على آل أبي أوفى)
انتهى
قلت أخرجه الجماعة إلا الترمذي في الزكاة من حديث عمرو بن مرة عن عبد الله بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال (اللهم صل عليهم) فأتاه أبو أوفى بصدقته فقال (اللهم صل على آل أبي أوفى)
انتهى وأعاده في الأحزاب
567 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه كان يرى أن قوله تعالى * (والذين اتبعوهم بإحسان) * بغير واو صفة للأنصار حتى قال له زيد إنه بالواو فقال ائتوني بأبي فقال تصديق ذلك في أول الجمعة * (وآخرين منهم) * وفي أوسط الحشر " والذين جاءوا من بعدهم " وفي آخر الأنفال * (والذين آمنوا من بعد) *
وروي أنه سمع رجلا يقرؤها بالواو فقال من أقرأك قال أبي فدعاه فقال أقرأنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك لتبيع القرظ بالبقيع قال عمر صدقت وإن شئت قلت شهدنا وغبتم ونصرنا وخذلتم وآوينا وطردتم
95

قلت رواه الطبري بنقص يسير من طريقين عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي قال مر عمر بن الخطاب برجل يقرأ * (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) * فأخذ عمر بيده وقال من أقرأك هذا قال أبي بن كعب قال لا تفارقني حتى أذهب بك إليه فلما جاءه قال عمر أنت أقرأت هذا هذه الآية قال نعم وسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا فقال أبي تصديق ذلك في أول سورة الجمعة * (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم) * وفي سورة الحشر " والذن جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان " وفي الأنفال * (والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) * إلى آخر الآية
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث حبيب بن الشهيد عن عمرو بن عامر عن عمر بن الخطاب نحوه وفيه فقال أبي لقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تبيع الخبط فقال عمر فنعم إذا
انتهى
568 الحديث الثالث والأربعون
عن ابن عباس في قوله تعالى * (سنعذبهم مرتين) * قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا يوم الجمعة فقال (اخرج يا فلان فإنك منافق اخرج يا فلان فإنك منافق) فأخرج ناسا وفضحهم فهذا العذاب الأول والعذاب الثاني عذاب القبر
قلت رواه الطبراني في معجمه الأوسط حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني حدثنا الحسين بن محمد بن عمرو العنقزي حدثنا أبي حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله تعالى * (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم) * قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة خطيبا فقال
96

(قم يا فلان فإنك منافق) فأخرجهم بأسمائهم وفضحهم ولم يكن عمر بن الخطاب شهد تلك الجمعة لحاجة كانت له فلقيهم عمر فاختبأ منهم ثم دخل عمر المسجد فقال له رجل يا عمر أبشر فقد فضح الله المنافقين اليوم فهذا العذاب الأول والعذاب الثاني عذاب القبر انتهى وقال لم يروه عن السدي إلا أسباط انتهى
ورواه الطبري في تفسيره وابن مردويه حدثني الحسين بن محمد بن عمرو العنقزي به سندا ومتنا إلا أنه قال عوض قم اخرج
وذكره الثعلبي عن السدي به وسنده إليه أول كتابه
569 الحديث الرابع والأربعون
روي أن الذين اعترفوا بذنوبهم كانوا ثلاثة أبو لبابة مروان بن عبد المنذر وأوس بن ثعلبة ووديعة بن خدام
وقيل كانوا عشرة منهم سبعة أوثقوا أنفسهم بلغهم ما نزل في المتخلفين فأيقنوا بالهلاك فأوثقوا أنفسهم على سواري المسجد فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد فصلى ركعتين وكانت عادته كلما قدم من سفر فرآهم موثقين فسأل عنهم فذكروا له أنهم أقسموا أنهم لا يحلوا أنفسهم حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يحلهم فقال (وأنا أقسم أن لا أحلهم حتى أؤمر فيهم) فنزلت فأطلقهم وقبل عذرهم فقالوا يا رسول الله هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فتصدق بها وطهرنا فقال (ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا) فنزلت * (خذ من أموالهم) *
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة تبوك من طريق عثمان بن
97

سعيد الدارمي حدثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى * (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) * الآية قال كانوا عشرة رهط تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فلما حضر رجوع النبي صلى الله عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المسجد وكان ممر النبي صلى الله عليه وسلم إذارجع من المسجد عليهم فلما رآهم قال (من هؤلاء الموثقون) قال هذا أبو لبابة وأصحابه تخلفوا عنك يا رسول الله حتى تطلقهم وتعذرهم قال (وأنا أقسم بالله لا أطلقهم ولا أعذرهم حتى يكون الله تعالى هو الذي يطلقهم ويعذرهم تخلفوا عني ورغبوا عن الغزو مع المسلمين) فأنزل الله تعالى * (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) * الآية فأرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأطلقهم وعذرهم فجاءوا بأموالهم وقالوا يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا واستغفر لنا قال (ما أمرت أن آخذ أموالكم) فأنزل الله * (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم) * الآية فأخذ منهم الصدقة واستغفر لهم وكان ثلاثة نفر منهم لم يوثقوا أنفسهم بالسواري فأرجئوا لا يدرون يعذبون أو يتاب عليهم فأنزل الله تعالى * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) *
انتهى
ورواه بن مردويه في تفسيره حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح به سندا ومتنا
570 قوله
عن ابن مسعود قال إن الصدقة تقع في يد الله
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن السائب عن عبد الله بن قتادة المحاربي عن عبد الله ابن مسعود قال إن الصدقة تقع في يد الله تعالى قبل أن تقع في يد السائل ثم قرأ عبد الله " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات " انتهى
وكذلك رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا سفيان الثوري به
98

وهو في الصحيحين في الزكاة عن أبي هريرة مرفوعا ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل الجبل أو أعظم انتهى
وحديث ابن مسعود في كتاب الأموال يعني لابن زنجويه حدثنا محمد ابن يوسف حدثنا سفيان به سندا ومتنا
571 الحديث الخامس والأربعون
روي في الثلاثة الذين خلفوا وهم كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه أن لا يكلموهم ولا يسلموا عليهم ولم يفعلوا كما فعل أبو لبابة من شد أنفسهم على السواري وإظهار الجزع والغم فلما علموا أن أحدا لا ينظر إليهم فوضوا أمرهم إلى الله وأخلصوا نياتهم ونصحت توبتهم فرحمهم الله
قلت رواه البخاري في صحيحه في آخر المغازي وفي التفسير ومسلم في الرقائق من حديث كعب بن مالك قال لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قط في غزوة غزاها إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنه... فذكر الحديث بطوله وفيه أنه عليه السلام نهى المسلمين عن كلامهم الثلاثة ولبثوا على ذلك خمسين يوما ثم تاب الله عليهم وفيهم نزلت * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) * الآيات
572 الحديث السادس والأربعون
روي أن بني عمرو بن عوف لما بنوا مسجد قباء بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم فأتاهم فصلى عليه الصلاة والسلام فيه فحسدتهم إخوتهم بنو غنم بن عوف وقالوا نبني مسجدا ونرسل
99

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي فيه ويصلي فيه أبو عامر الراهب إذا قدم من الشام ليكون زيادة على إخوتهم وهو الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم الفاسق وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد لا أجد أحدا يقاتلونك إلا قاتلتك معهم فلم يزل يقاتله إلى يوم حنين فلما انهزمت هوازن خرج هاربا إلى الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدوا بما استطعتم من قوة وسلاح فإني ذاهب إلى قيصر وآت بجنود ونخرج محمدا وأصحابه من المدينة فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قباء وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والشاتية ونحن نحب أن تصلي لنا فيه وتدعوا لنا بالبركة فقال (إني على جناح سفر وحال شغل وإذا قدمنا إن شاء الله صلينا فيه) فلما قفل من غزوة تبوك سألوه إتيان المسجد فنزلت عليه * (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا) * فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بمالك بن الدخشم ومعن بن عدي وعامر بن السكن ووحشي قاتل حمزة فقال لهم (انطلقوا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدموه وأحرقوه) ففعلوا وأمر أن يتخذ مكانه كناسة تلقى فيها الجيف والقمامة ومات أبو عامر بالشام بقنسرين
قلت روى الطبري بعضه من حديث محمد بن إسحاق عن الزهري ويزيد ابن رومان وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة قالوا أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذي أوان بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار وكان أصحاب مسجد الضرار قد أتوه وهو يتجهز لغزوة تبوك فقالوا يا رسول الله إنا قد
100

بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي لنا فيه فقال إني على جناح سفر وحال شغل ولو قدمنا إن شاء الله لأتيتكم فصلينا لكم فيه فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ومعن بن عدي فقال انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه فجعلا يشتدان حتى دخلاه فهدماه وأحرقاه ونزل فيهم * (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا) * الآية
انتهى
وذكره ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق لم يتجاوز به
وذكره الثعلبي بلفظ المصنف بتمامه من غير سند ولا راو
وذكره الواحدي في أسباب النزول وعزاه للمفسرين
وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق قال ذكر ابن شهاب الزهري عن ابن أكيمة الليثي عن ابن أخي أبي رهم الغفاري أنه سمع أبا رهم الغفاري وكان ممن بايع تحت الشجرة قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل بذي أوان بينه وبين المدينة ساعة من نهار فأتاه من مسجد ضرار وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا يا رسول الله إنا بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه فقال (إني على جناح سفر وحال شغل ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلينا لكم فيه) فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن الدخشم ومعن بن عدي فقال (انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه واحرقاه) فخرجا مسرعين حتى أتيا بني سالم بن عوف وهم رهط مالك بن الدخشم فقال مالك لمعن أنظرني حتى أخرج إليك فدخل إلى أهله وأخذ سعفا من النخل فأشعل فيه نارا ثم خرجا يشتدان وفيه أهله فحرقاه وهدماه ونزل فيهم * (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا) * الآية
حدثنا أحمد بن كامل حدثنا محمد بن سعد العوفي حدثنا أبي حدثنا عمي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء خرج رجال من الأنصار منهم يخرج جد عبد الله بن حنيف ووديعة بن خدام
101

ومجمع بن حارثة الأنصاري فبنوا مسجد النفاق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج (ويلك ما أردت إلى ما أرى) قال يا رسول الله والله ما أردت إلا الحسنى وهو كاذب فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يعذره فأنزل الله * (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل) * يعني رجلا منهم يقال له أبو عامر وكان قد انطلق إلى هرقل وكانوا يرصدونه إذا قدم أن يصلي فيه وكان قد خرج من المدينة محاربا لله ولرسوله * (وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى) * الآية
ثم أخرج من حديث عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى * (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا) * قال هم أناس من الأنصار ابتنوا مسجدا فقال لهم أبو عامر ابنوا مسجدكم واستمدوا بما استطعتم من قوة ومن سلاح فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم فآت بجنود من الروم فأخرج محمدا وأصحابه فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له قد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب أن تصلي فيه وتدعو فيه بالبركة فأنزل الله فيه * (لا تقم فيه أبدا) * الآية
انتهى
573 الحديث السابع والأربعون
عن أبي سعيد الخدري قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فأخذ حصبا فضرب بها الأرض وقال (هو مسجدكم هذا مسجد المدينة)
قلت رواه مسلم في صحيحه في آخر كتاب الحج عن حميد بن الخراط سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال مر بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال قلت له كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى قال قال أبي دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي المسجدين
102

الذي أسس على التقوى قال فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض وقال (هو مسجدكم هذا) لمسجد المدينة انتهى
574 الحديث الثامن والأربعون
روي أنه لما نزلت * (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) * مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه المهاجرون حتى وقف على باب مسجد قباء فإذا الأنصار جلوس فقال (أمؤمنون أنتم) فسكت القوم ثم أعادها فقال عمر يا رسول الله إنهم لمؤمنون وإنا معهم فقال عليه السلام (أترضون بالقضاء) قالوا نعم قال (أتصبرون على البلاء) قالوا نعم قال (أتشكرون في الرخاء) قالوا نعم فقال عليه السلام (مؤمنون ورب الكعبة) فجلس ثم قال (يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم فما الذي تصنعون عند الوضوء وعند الغائط) فقالوا يا رسول الله نتبع الغائط الأحجار الثلاثة ثم نتبع الأحجار الماء فتلا عليه السلام * (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) * الآية
قلت رواه الطبراني في معجمه الوسط مختصرا فقال حدثنا الهيثم بن خلف الدوري حدثنا الحسن بن حماد الوراق حدثنا أبو يحيى الحماني عن يوسف ابن ميمون عن عطاء عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر ومعه
103

أناس من أصحابه فقال أمؤمنون أنتم فسكتوا ثلاث مرات فقال عمر يا رسول الله نؤمن بما أتيتنا به ونحمد الله في الرخاء ونصبر في البلاء ونرضى بالقضاء فقال عليه السلام (مؤمنون ورب الكعبة)
انتهى وقال تفرد به الحسن الوراق
انتهى
575 الحديث التاسع والأربعون
روي أن الأنصار حين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على العقبة قال عبد الله بن رواحة اشترط لربك ولنفسك ما شئت قال (أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم) قال (فإذا فعلنا ذلك فما لنا قال لكم الجنة) قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا الحارث حدثنا عبد العزيز حدثنا أبو معشر نجيح عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا لما بايعت الأنصار ليلة العقبة بمكة قال عبد الله بن رواحة... إلى آخره وزاد فأنزل الله * (إن الله اشترى من المؤمنين) * الآية انتهى
وذكره الواحدي في أسباب النزول عن محمد بن كعب القرظي هكذا من غير سند
576 الحديث الخمسون
روي أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي وهو يقرأها فقال كلام من هذا قال (كلام الله) قال بيع والله بربح لا نقيله ولا نستقيله فخرج إلى الغزو واستشهد
104

قلت ذكره الثعلبي عن الحسن قال مر أعرابي بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم) * إلى آخرها فقال كلام من هذا قال (كلام الله) قال بيع والله مربح... إلى آخره وسنده إلى الحسن في أول كتابه
577 الحديث الحادي والخمسون
قال صلى الله عليه وسلم لعمه (لأستغفرن لك ما لم أنه عنك)
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق ومسلم في الإيمان من حديث الزهري عن ابن المسيب عن أبيه أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل فقال (أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج بها عند الله) فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية ترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يعلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لأستغفرن لك ما لم أنه عنك) فنزلت * (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) * ونزلت * (إنك لا تهدي من أحببت) *
انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فقال بعد أن رواه صحيح الإسناد ولم يخرجاه
105

578 الحديث الثاني والخمسون
عن الحسن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن فلانا يستغفر لآبائه المشركين فقال (ونحن نستغفر لهم) فنزلت * (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) *
قلت غريب وذكره الثعلبي عن قتادة لا عن الحسن
579 قوله
وعن علي رضي الله عنه رأيت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت له فقال أليس قد استغفر إبراهيم لأبيه
قلت رواه الترمذي في التفسير والنسائي في الجنائز من حديث أبي الجليل عن علي قال سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت له أتستغفر لأبويك وهما مشركان فقال قد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت * (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) *
انتهى قال الترمذي حديث حسن
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
انتهى
ورواه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو داود الطيالسي وابن أبي شيبة والبزار في مسانيدهم وأبو يعلي الموصلي
580 الحديث الثاني والخمسون
عن أبي ذر الغفاري أن بعيره أبطأ به فحمل متاعه على ظهره واتبع أثر الرسول صلى الله عليه وسلم ماشيا فقال عليه السلام لما رأى سواده (كن أبا ذر) فقال الناس هو ذاك فقال (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده)
106

قلت رواه الحاكم في مستدركه في كتاب المغازي من طريق ابن إسحاق حدثني بريدة بن سفيان الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن مسعود قال لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك جعل لا يزال الرجل يتخلف فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول (دعوه إن يكن فيه خير فسيلحقه الله بكم) حتى قيل يا رسول الله تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره فتلوم أبو ذر بعيره فأبطأ عليه فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره ثم خرج يتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشيا ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض منازله فنظر ناظر من المسلمين فقال يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كن أبا ذر) فلما تأمله القوم قالوا يا رسول الله هو والله أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده) وسار أبو ذر إلى الربذة فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه إذا مت فاغسلاني وكفناني ثم احملاني على قارعة الطريق فأول ركب يمرون بكم فقولوا هذا أبو ذر فلما مات فعلوا به كذلك فاطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركابهم تطأ سريره فإذا ابن مسعود رضي الله عنه في رهط من أهل الكوفة فقال ما هذا فقيل جنازة أبي ذر فاستهل ابن مسعود يبكي وقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده) ثم نزل فوليه بنفسه حتى أجنه فلما قدموا المدينة ذكر لعثمان قول ابن مسعود وما ولي منه انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب غزوة تبوك بسنده ومتنه سواء
وذكر ابن هشام في سيرته في غزوة تبوك عن ابن إسحاق بسنده المذكور ومتنه
107

581 الحديث الثالث والخمسون
عن أبي خيثمة أنه بلغ بستانه وكانت له امرأة حسناء فرشت له في الظل وبسطت له الخضر وقربت إليه الرطب والماء البارد فنظر وقال ظل ظليل ورطب يانع وماء بارد وامرأة حسناء ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح ما هذا بخير فقام فرحل ناقته وأخذ سيفه ورمحه ومر كالريح فمد ورسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه إلى الطريق فإذا براكب يزهاه السراب فقال (كن أبا خيثمة) فكأنه ففرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم واستغفر له
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة بتغيير يسير في غزوة تبوك عن الحاكم أيضا بسنده إلى ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن أبا خيثمة أخا بني سالم رجع بعد مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم أياما إلى أهله في يوم حار فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائط قد رشت كل واحدة عريشها وبردت له فيه ماء وهيأت له طعاما فلما دخل قام على باب العريشين فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح والحر وأبو خيثمة في ظل بارد وماء بارد وطعام مهيأ وامرأة حسناء ما هذا بالنصف ثم قال لا والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فهيأ لي زادا ففعلتا ثم قدم ناضحه فارتحله ثم خرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه بتبوك فلما دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الناس هذا راكب على الطريق مقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كن أبا خيثمة) فقالوا يا رسول الله هو والله أبو خيثمة فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخبره الخبر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير
انتهى
وذكره ابن سعد في الطبقات في ترجمة أبي خيثمة كذلك باللفظ المذكور سواء من غير سند
108

ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني محمد بن رفاعة بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه عن جده قال سألت زيد بن ثابت عن غزوة تبوك كم كان المسلمون فيها قال كانوا ثلاثين ألفا... فذكر القصة بطولها إلى أن قال وكان أبو خيثمة ويسمى عبد الله بن خيثمة السالمي رجع بعد أن سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أيام حتى دخل على امرأتين له في يوم حار... فذكره بلفظ البيهقي
وكذلك رواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث من طريق ابن إسحاق حدثني ابن شهاب وعبد الله بن أبي بكر وابن رومان أن أبا خيثمة... فذكرهثم قال الضح هو الشمس
انتهى
وذكره محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا أحمد بن سنان حدثنا يعقوب بن محمد الزهري حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن سعد بن خيثمة حدثنا أبي عن أبيه قال تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حتى مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت حائطا فرأيت عريشا قد رش بالماء ورأيت زوجتي فقلت ما هذا الإنصاف إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السموم والحميم قمت إلى ناضح فاحتقبته وإلى تميرات فتزودتها ثم خرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنت ببعض الطريق لحقني عمير بن وهب الجمحي فقلت له إنك رجل جري وإني أعرف حيث النبي صلى الله عليه وسلم وإني امرؤ مذنب فتخلف عني حتى أخلو برسول الله صلى الله عليه وسلم فتخلف عني عمير فلما طلعت على العسكر فرآني الناس فقال رسول صلى الله عليه وسلم (كن أبا خيثمة) فجئت فقلت كدت أهلك يا رسول الله فحدثته حديثي فقال لي خيرا ودعا لي
انتهى
وقوله في الحديث (كن أبا خيثمة) هو في الصحيحين في حديث كعب بن مالك الطويل ولفظهما قال فلما بلغ تبوك قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما فعل كعب ابن مالك) فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا رسول الله ما نعلم إلا خيرا فبينما
109

هم كذلك إذا هم برجل يزول بالسراب فقال النبي صلى الله عليه وسلم (كن أبا خيثمة) فإذا هو أبو خيثمة
582 الحديث الرابع والخمسون
روي عن كعب أنه قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت عليه فرد علي السلام كالمغضب بعدما ذكرني وقال (ليت شعري ما خلف كعبا) فقيل له ما خلفه إلا حسن برديه والنظر في عطفيه فقال معاذ والله ما أعلم إلا فضلا وإسلاما ونهى عن كلامنا أيها الثلاثة فلم يكلمنا أحد لا من قريب ولا من بعيد فلما مضت أربعون ليلة أمرنا أن نعتزل نساءنا ولا نقربهن فلما تمت خمسون ليلة إذا أنا بنداء من ذروة سلع أبشر يا كعب بن مالك فخررت ساجدا وكنت كما وصفني ربي " وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم " وتتابعت البشارة فلبست ثوبي وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو جالس في المسجد وحوله المسلمون فقام إلي طلحة ابن عبيد الله يهرول إلي حتى صافحني ليهنك توبة الله عليك فلم أنسها لطلحة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستنير استنارة القمر (أبشر يا كعب بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك) ثم تلا علينا الآية
قلت حديث كعب بن مالك رواه البخاري في صحيحه في المغازي ومسلم في الرقائق في التوبة من حديث ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك أنه قال لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك... فذكره إلى أن قال فقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في القوم بتبوك (ما فعل كعب بن مالك) قال رجل من بني سلمة
110

يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا... إلى أن قال فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك جئت إليه فلما سلمت تبسم تبسم المغضب... إلى أن قال ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا الثلاثة يعني كعب بن مالك ومرارة بن الربيع العامري وهلال بن أمية الواقفي قال فاجتنبنا الناس... إلى أن قال فلما مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله يأتيني فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك... إلى أن قال فلما صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينما أنا جالس على تلك الحال إذ سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع يقول بأعلى صوته يا كعب ابن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن جاء الفرج فانطلقت حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله الناس فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله لم يقم لي من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي وهو يبرق وجهه من السرور (أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك)... إلى أن قال وأنزل الله على رسوله " لقد تاب الله على النبي والمهجرين والأنصار " الآية مختصر
والحديث بطوله سائر في الصحاح والمسانيد لم يقل فيه أحد إلا هكذا فقال معاذ بن جبل وكان الوهم من المصنف فإني رأيته كذلك في عدة نسخ معتمدة
ورواه أحمد في مسنده وقال فيه فقال رحل من قومي يا رسول الله خلفه برديه والنظر في عطفيه قال وقال يعقوب خلفه برداه والنظر في عطفيه وقال فيه إذ سمعت نداء من ذروة سلع
وكذلك رواه أبو داود الطيالسي في مسنده
111

583 قوله
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجزه اقرءوا إن شئتم * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * فهل فيها من رخصة في الكذب
قلت رواه الثعلبي ثم الواحدي من حديث وهب بن جرير بن حازم حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا باللفظ المذكور
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الرابع والثلاثين إلا أنه لم يقل فيه ولا أن يعد أحدكم صبيه ثم لا ينجزه
ورواه الحاكم في مستدركه مرفوعا مختصرا من حديث أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يصلح الكذب في جد ولا هزل ولا أن يعد الرجل ابنه ثم لا ينجزه) وقال حديث صحيح على شرط الشيخين وقد تواترت الروايات بتوقيفه
انتهى
وعن الحاكم رواه البيهقي في الشعب
وكذلك رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به
وسند الثعلبي أنا عبد الله بن حامد الوزان أنا عبد الله بن محمد بن الحسن حدثنا محمد بن يحيى حدثنا وهب بن جرير به
وقال الواحدي أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الواعظ أنا عبد الله بن حامد به
584 الحديث الخامس والخمسون
قال النبي صلى الله عليه وسلم (آخر وطئة وطئها الله بوج)
112

قلت روي من حديث يعلي بن مرة الثقفي ومن حديث خولة
أما حديث يعلي بن مرة فرواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه وابن سعد في الطبقات في ترجمة الحسين بن علي والبيهقي في الأسماء والصفات وأعاده في سورة الفتح كلهم من حديث عبد الله بن عثمان بن خيثم عن سعيد بن أبي راشد عن يعلي بن مرة الثقفي أن حسنا وحسينا جاءا يستبقان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه وقال (إن الولد مبخلة مجبنة وإن آخر وطئة وطئها الله عز وجل بوج)
انتهى
وأما حديث خولة فرواه الطبراني في معجمه من طريق عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن سويد عن ابن أبي سويد الثقفي عن عمر بن عبد العزيز قال زعمت المرأة الصالحة خولة بنت حكيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (الولد محزنة مجبنة مجهلة مبخلة وإن آخر وطئة وطئها الله تعالى بوج)
انتهى
وكذلك رواه إسحاق بن راهويه في مسنده والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات قال البيهقي والوطأة هنا عبارة عن نزول البأس ومنه قوله عليه السلام (اللهم اشدد وطأتك على مضر) ووج واد بالطائف انتهى كلامه
والحديث رواه الترمذي في كتابه في البر والصلة لم يذكر فيه الوطأة وقال لا نعرف لعمر رضي الله عنه سماعا من خولة انتهى
585 الحديث السادس والخمسون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أسهم لابني عامر وقد قدما بعد تقضي الحرب
قلت هو في الصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى الأشعري واللفظ للبخاري قال بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه
113

أنا وأخوان لي أنا أصغرهم أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم في بضعة وخمسين رجلا من قومي فركبنا سفينة فألقتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده فأقمنا حتى قدمنا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر فأسهم لنا ولم يسهم لأحد غاب عن فتح خيبر إلا أصحاب سفينتنا مختصر
وذهل الطيبي فعزاه لأبي داود والترمذي فقط
586 قوله
وروي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أمد المهاجر بن أبي أمية وزياد بن لبيد بعكرمة بن أبي جهل مع خمسمائة نفر فلحقوا بعدما فتحوا فأسهم لهم
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الجهاد حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب أن أبا بكر بعث عكرمة بن أبي جهل ممدا للمهاجر بن أبي أمية وزياد بن لبيد البياضي فانتهوا إلى القوم فانتهوا إلى القوم وقد فتح عليهم قال فأشركهم في الغنيمة انتهى
ورواه الواقدي في كتاب الردة في باب ردة أهل النجير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة مولى آل الزبير بن العوام عن الحارث بن فضيل قال لما جاء كتاب زياد بن لبيد البياضي الأنصاري والمهاجر بن أبي أمية إلى أبي بكر عما هم فيه من مكالبة العدو في حصار النجير كتب إلى عكرمة بن أبي جهل أن يمدهم وأن يسيروا إلى زياد والمهاجر في سبعمائة فارس فقدم عليهم عكرمة وأصحابه بعدما فتحوا النجير بأربعة أيام فكلموهم في أن يسهموا لهم فكتب عكرمة في أمرهم إلى أبي بكر فكتب أبو بكر أن يسهم لهم فأسهموا لهم
587 الحديث السابع والخمسون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نزل علي القرآن إلا آية آية وحرفا
114

حرفا ما خلا سورة براءة وقل هو الله أحد فإنهما أنزلتا علي ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا محمد بن القاسم بن أحمد حدثنا محمد بن عبد الله ابن يحيى حدثنا محمد بن الفضل أنا عبد الله بن الحسين حدثنا أحمد بن محمد بن عمار حدثنا حمدان بن عبد الله المروزي حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا عبد الله بن زيد العمي حدثنا هشام بن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نزل علي القرآن إلا آية آية وحرفا حرفا ما خلا سورة براءة وقل هو الله أحد فإنهما أنزلتا علي ومعهما سبعون ألف صف من الملائكة كلهم يقول يا محمد استوص بنسبة الله خيرا)
115

سورة يونس عليه السلام
117

سورة يونس عليه السلام
ذكر فيها اثنين وعشرين حديثا
588 الحديث الأول
إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة فيقول له أنا عملك فيكون له نورا وقائدا إلى الجنة والكافر إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة سيئة فيقول أنا عملك فينطلق به حتى يدخله النار
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثنا بشر بن معاذ حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تعالى * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم) * الآية قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة فيقول له من أنت فوالله إني لأراك امرأ صدق فيقول له أنا عملك فيكون له نورا وقائدا إلى الجنة وأما الكافر إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة سيئة فيقول له من أنت فوالله إني لأراك امرأ سوء فيقول أنا عملك فينطلق به حتى يدخله النار)
انتهى
ونقله الثعلبي عن مجاهد ومقاتل عن النبي صلى الله عليه وسلم وسنده إليهما في أول كتابه
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه في أبواب كلام الصحابة في باب كلام ابن عمر حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن عطية عن ابن عمر قال يستقبل المؤمن عند خروجه من قبره عمله أحسن صورة رآها قط فيقول له من
119

أنت فيقول له أنا الذي كنت معك في الدنيا لا أفارقك حتى أدخلك الجنة ويستقبل الكافر عمله عند خروجه من قبره أقبح صورة رآها قط فيقول له من أنت فيقول له أنا الذي كنت معك في الدنيا لا أفارقك حتى أدخلك النار
انتهى
589 الحديث الثاني
عن أبي هريرة قال إن الله ليصبح القوم بالنعمة ويمسيهم بها فتصبح طائفة منهم بها كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا
قلت هكذا رواه المصنف موقوفا وهو مرفوع رواه إسحاق بن راهويه في مسنده والطبري في تفسيره في سورة الواقعة ومن طريق الطبري رواه الثعلبي كلهم من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تعالى ليصبح عباده بالنعمة أو ليمسيهم بها فيصبح قوم بها كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا) قال محمد فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب فقال ونحن سمعناه من أبي هريرة
انتهى
وأبعد الطيبي إذ استشهد له بحديث لمسلم عن أبي هريرة مرفوعا قال الله تعالى ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق بها كافرين يقولون الكوكب وبالكوكب مطرنا رواه مسلم في الإيمان
590 الحديث الثالث
حديث بني قريظة أنه عليه السلام هدم دورهم وأهلك زروعهم وقلع أشجارهم
قلت في البخاري عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر أن يهود بني النضير حاربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير... الحديث
120

قال حاربت النضير وقريظة فأجلى بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا بالمسلمين فأمنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلموا وأجلى يهود المدينة انتهى ورواه مسلم أيضا في الجهاد
591 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لا تمكر ولا تعن ماكرا ولا تبغ ولا تعن باغيا ولا تنكث ولا تعن ناكثا)
قلت رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق أخبرنا يونس عن يزيد عن الزهري قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمكر ولا تعن ماكرا فإن الله يقول " ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " ولا تبغ ولا تعن باغيا فأن الله يقول * (إنما بغيكم على أنفسكم) * ولا تنكث ولا تعن ناكثا فإن الله يقول " ومن نكث فإنما ينكث على نفسه " انتهى
وهذا مرسل
وروى الحاكم بعضه في مستدركه عن عيينة بن عبد الرحمن الغطفاني سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تبغ ولا تعن باغيا) فإن الله يقول * (إنما بغيكم على أنفسكم) *) انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والأربعين وأعاده في فاطر
ومن طريق ابن المبارك رواه الثعلبي في تفسيره في سورة فاطر
592 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أسرع الخير ثوابا صلة الرحم وأعجل الشر عقابا البغي واليمين الفاجرة)
121

قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أنا جرير عن برد بن سنان عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعجل الخير ثوابا صلة الرحم وأعجل الشر عقابا البغي واليمين الفاجرة تدع الديار بلا قع)
انتهى
وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره في سورة الرعد عن جرير عن ثور عن مكحول مرفوعا... فذكره وهو مرسل
وروى أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا سويد بن سعيد حدثنا صالح بن موسى عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة وعن عائشة أم المؤمنين قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أسرع الخير ثوابا صلة الرحم وأسرع الشر عقوبة البغي)
593 الحديث السادس
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (شيئان تعجلهما الله في الدنيا البغي وعقوق الوالدين)
قلت رواه إسحاق بن راهويه أيضا في مسنده حدثنا الفضل بن دكين الملائي حدثنا محمد بن عبد العزيز الراسبي حدثنا سعد مولى أبي بكرة حدثنا عبيد الله ابن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اثنتان يعجلهما الله...) إلى آخره
ورواه الطبراني في معجمه حدثنا الفضيل بن محمد الملطي حدثنا الفضل بن دكين به
وعن الطبراني رواه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان في باب العين المهملة بسنده ومتنه
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب حدثنا حامد بن عمر حدثنا بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا البغي وعقوق الوالدين فإنه يعجل بصاحبه في الدنيا قبل الموت) انتهى
122

594 الحديث السابع
عن ابن عباس قال لو بغى جبل على جبل لدك الباغي
قلت هكذا ذكره المصنف موقوفا وقد ورد مرفوعا وموقوفا رواه ابن المبارك في كتاب البر والصلة أخبرنا فطر بن خليفة حدثنا أبو يحيى القتات عن مجاهد قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو أن جبلا بغى على جبل لدك الباغي منهما انتهى وهذا مرسل
وروي أيضا مرفوعا من طريق واهية رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني عن ابن حبان قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل القيسي من لفظه أخبرنا نصر بن علي الجهضمي عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره ثم قال وأحمد بن الفضل هذا كان يضع الحديث
قال ابن حبان كتبت عنه نحو خمسمائة حديث كلها موضوعة
انتهى
والموقوف رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والأربعين عن الحاكم بسنده إلى الأعمش عن أبي يحيى القتات عن مجاهد قال قال ابن عباس... فذكره
قال ابن أبي حاتم في كتاب العلل هذا حديث اختلف فيه على أبي يحيى القتات فرواه فطر بن خليفة عنه عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الثوري وإسرائيل عنه عن مجاهد عن ابن عباس من قوله وهو أصح انتهى كلامه
قلت رواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب حدثنا أبو نعيم حدثنا فطر بن خليفة عن أبي يحيى القتات سمعت مجاهدا عن ابن عباس موقوفا
123

ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الحج من حديث قطبة بن عبد العزيز عن أبيه عن جده حدثنا الأعمش عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره ثم رواه من حديث سفيان عن الأعمش به موقوفا
ثم رواه حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن راشد حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثنا عبد الله بن عمر وجرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال... فذكره
595 الحديث الثامن
قال المصنف رحمه الله وزعمت المجبرة أن الزيادة هي النظر إلى وجه الله تعالى وجاءت بحديث مرفوع إذا دخل أهل الجنة الجنة نودوا أن يا أهل الجنة فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئا هو أحب إليه منه
قلت قال الطيبي قوله مرفوع هو عنده بالقاف أي مرقع مفترى وهو عند أهل السنة بالفاء والحديث رواه مسلم في صحيحه من حديث حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجينا من النار وقال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم) انتهى وزاد في رواية ثم تلا * (للذين أحسنوا) * الآية
والعجب أن الترمذي لما روي هذا الحديث في كتابه لم يحسنه ولم يصححه ولا قال وفي الباب عن أحد من الصحابة وإنما قال هكذا رفعه حماد بن سلمة وقد رواه سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قوله لم يذكر فيه عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم
انتهى
124

أحاديث تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله
روي الطبري في تفسيره أنا يونس أنا وهب أنا شبيب عن أبان بن أبي عياش عن أبي تميمة الهجيمي أنه سمع أبا موسى الأشعري يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي يا أهل الجنة بصوت يسمع أولهم وآخرهم إن الله وعدكم الحسنى وزيادة والحسنى الجنة وزيادة النظر إلى وجه الرحمن عز وجل)
ورواه هو وابن أبي حاتم من حديث أبي بكر الهذلي عن أبي تميمة الهجيمي به رواه ابن مردويه في تفسيره من طريق عبد الله بن وهب ثنا شبيب عن أبان بن أبي عياش عن أبي تميمة به
ورواه أيضا من حديث خالد بن هياج بن بسطام عن أبيه عن أبان بن أبي عياش به
حديث آخر أخرج الطبري وابن أبي حاتم أيضا عن زهير عمن سمع أبا العالية حدثنا أبي بن كعب أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * قال (الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى) انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا عبد الباقي بن قانع حدثنا محمد بن زكريا ابن دينار حدثنا قحطبة بن غدانة حدثنا أبو خلدة عن أبي العالية به سواء
ورواه أيضا عن زهير بن معاوية عن أبي حفص عن أبي العالية به
125

حديث آخر رواه الطبري حدثنا ابن حميد حدثنا إبراهيم بن المختار عن ابن جريح عن عطاء عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * قال الزيادة النظر إلى وجه الله تعالى)
انتهى
ورواه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان عن إبراهيم بن مختار به
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن حميد به وقال عطاء الخراساني
ورواه أيضا من حديث حديث عباد بن كثير عن ثابت بن البناني عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة مرفوعا نحوه
ورواه الطبراني في مسند الشاميين
حديث آخر أخرج ابن راهويه في مسنده عن عامر بن سعد بن أبي بكر الصديق في قوله تعالى * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * قال الزيادة النظر إلى وجه الله تعالى انتهى
قال الحاكم في مستدركه في آخر تفسير سورة هود بعد أن روى عن ابن عباس تفسير آية قال ولعل متوهما يتوهم أن هذا وأمثاله من الموقوفات وليس كذلك فإن الصحابي إذا فسر التلاوة فهو مسند عند الشيخين
حديث آخر روى ابن مردويه في تفسيره من حديث الهيثم بن جميل حدثنا أبو معشر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * قال الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم انتهى
126

حديث آخر رواه ابن مردويه أبضا من حديث نوح بن أبي مريم عن ثابت عن أنس بن مالك قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية * (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) * قال (فأحسنوا العمل في الدنيا فلهم الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم)
انتهى
وأخرج عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا نحوه
وعن الحارث عن علي موقوفا نحوه
وأخرج حديث أبي بكر عن إسرائيل عن عامر بن سعد عنه
596 الحديث التاسع
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته لتأخذوا مصافكم
قلت غريب
وروى الترمذي في التفسير وقال حديث حسن صحيح وسألت عنه محمد بن إسماعيل فقال حديث صحيح عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال أبطأ عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر حتى كادت الشمس أن تطلع قال (ثم خرج وأقيمت الصلاة فصلى بنا صلاة تجوز بها فلما سلم قال كما أنتم على مصافكم) فثبت القوم على مصافهم ثم أقبل عليهم بوجهه فقال (إني منبئكم بطئي عنكم الغداة إني قمت من الليل فتوضأت ثم صليت ما شاء الله وإني رأيت ربي عز وجل في منامي فرأيته في أحسن صورة فقال فيم يختصم الملأ الأعلى...) فذكر الحديث
وأخرج مسلم عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن الصلاة كانت تقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيأخذ الناس مصافهم قبل أن يقوم مقامه
انتهى ذكره في الصلاة
127

وأخرج أبو داود أيضا في صلاة الخوف عن أبي هريرة في قصة ذات الرقاع وفيه فلما قاموا مشوا القهقرى إلى مصاف أصحابهم
597 الحديث العاشر
عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى * (قل بفضل الله وبرحمته) * فقال (بكتاب الله والإسلام)
قلت روى ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن عبد الرحمن بن غزوان حدثنا أبي عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * (قل بفضل الله وبرحمته) * قال بفضل الله القرآن وبرحمته أن جعلكم من أهله
انتهى غريب مرفوعا
ورواه الطبري موقوفا على ابن عباس وأبي سعيد الخدري وعلي والحسن وقتادة ومجاهد
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفة موقوفا على الخدري وعلي وابن عباس
ورواه البيهقي في شعب الإيمان موقوفا على ابن عباس في الباب التاسع عشر أخرجه عن جرير عن منصور حدثنا مجاهد عن ابن عباس في قوله * (قل بفضل الله) * إلى آخره
598 الحديث الحادي عشر
عن سعيد بن جبير قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولياء الله فقال (هم الذين يذكر الله عند رؤيتهم)
قلت هكذا رواه المصنف مرسلا وقد روي مرسلا ومسندا
فالمسند رواه النسائي في التفسير من حديث محمد بن سعيد بن سابق
128

حدثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أولياء الله قال (الذين إذا رأوا ذكر الله) انتهى
ورواه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول والطبراني في معجمه والبزار في مسنده قال البزار وقد رواه غير محمد بن سعيد عن يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا انتهى
وأما المرسل فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه في باب كلام النبي صلى الله عليه وسلم والطبري في تفسيره حدثنا يحيى بن اليمان عن أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم
وله طريق آخر عند أبي نعيم في الحلية في ترجمة مسعر عن الهياج بن بسطام عن مسعر عن بكير بن الأخنس عن سعيد بن جبير قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم... الحديث ثم قال غريب من حديث مسعر تفرد به الهياج وبكير ابن الأخنس روى عنه مسعر ولم يلقه الثوري ولا شعبة
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث يحيى الحماني حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي به مرسلا
599 الحديث الثاني عشر
عن عمر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله) قالوا يا رسول الله خبرنا ما هم وما أعمالهم فلعلنا نحبهم فقال (قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على منابر من نور لا يخافون
129

إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس) ثم قرأ الآية
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن عمر بن الخطاب سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول... فذكره
ومن طريق ابن راهويه رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والستين بسنده ومتنه ثم قال وأبو زرعة عن عمر مرسل
انتهى
وكذلك رواه الطبري في تفسيره حدثنا ابن حميد حدثنا جرير به
ورواه أبو نعيم في الحلية في أول الكتاب والواحدي في تفسيره الوسيط عن قيس بن الربيع عن عمارة بن القعقاع به
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده وبهذا الإسناد رواه ابن مردويه في تفسيره ثم رواه حدثنا أحمد بن عبد الله بن البيع حدثنا محمد بن إبراهيم بن زياد حدثنا عبد الصمد بن موسى القطان حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
حدثنا زهير وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا جرير به
ومن طريق أبي داود رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتابه الترغيب والترهيب
وقد روي هذا الحديث من حديث أبي هريرة وأبي مالك الأشعري وابن عمر والعلاء بن زياد وأنس وأبي الدرداء
فحديث أبي هريرة رواه النسائي في التفسير من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من عبادي لعبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء) قيل من هم يا رسول الله قال (هم قوم تحابوا بروح الله على غير أموال ولا أنساب وجوههم نور على منابر من نور لا يخافون إن خاف الناس ولا يحزنون إن حزن الناس) ثم تلا هذه الآية " ألا إن أولياء الله
130

لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
انتهى وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه
وأما حديث أبي مالك الأشعري فرواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والستين من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن أبي مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم... نحوه وأعله البيهقي بشهر بن حوشب
وأما حديث ابن عمر فرواه الحاكم في مستدركه في البر والصلة من حديث زياد بن خيثمة عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا نحوه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وأما حديث العلاء بن زياد فرواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا محمد ابن بشر حدثنا عبد العزيز بن عمر حدثني إبراهيم بن أبي عبلة أن العلاء بن زياد كان يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكر نحوه
وأما حديث أبي الدرداء فرواه الطبراني في معجمه من حديث فرج بن فضالة عن أسد بن وداعة عن أبي الدرداء مرفوعا... نحوه
وأما حديث أنس فرواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب العاشر عن واقد بن سلامة البصري عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكر نحوه
ورواه ابن عدي في الكامل والعقيلي في ضعفاه وأعلاه بواقد قال ابن عدي لم يصح حديثه ونقل العقيلي عن البخاري نحوه قال ولا يتابع عليه إلا من طريق يقاربه
131

600 الحديث الثالث عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (لهم البشرى) * قال (هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له)
قلت روي من حديث عبادة بن الصامت وأبي الدرداء وابن مسعود وجابر بن عبد الله بن رئاب وأبي هريرة
فحديث عبادة رواه الترمذي لفظ الترمذي عن أبي سلمة قال نبئت عن عبادة وسكت عنه ولفظ ابن ماجة عن أبي سلمة عن عبادة وبهما رواه الحاكم وابن ماجة في كتاب الرؤيا من حديث أبي سلمة عن عبادة بن الصامت قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * قال (هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له)
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو يعلي في مسانيدهم والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأعاده الحاكم في كتاب الرؤيا وقال عن أبي سلمة قال نبئت عن عبادة بن الصامت... فذكره وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وشاهده حديث أبي الدرداء ثم أخرجه عن أبي الدرداء وسكت عنه
قلت ظاهر هذا اللفظ الانقطاع فكيف يكون على شرط الشيخين أو صححاه بالجملة قال ابن عساكر في أطرافه وأبو سلمة لم يسمع من عبادة والعجب من الذهبي كيف أقره على ذلك
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث عبد الله بن حميد بن عبد الله المري عن أبيه عن عبادة بن الصامت مرفوعا
132

ورواه أيضا من حديث إسماعيل بن عياش حدثنا صفوان بن عمرو السكسكي عن حميد بن عبد الله عن عبادة
ورواه أيضا من حديث بقية بن الوليد حدثنا صفوان بن عمرو السكسكي وعمر بن عمرو والأحموسي عن حميد بن عبد الله أنه حدثهم عن عبادة بن الصامت
وأما حديث أبي الدرداء فرواه الترمذي في كتابه عن عطاء بن يسار عن رجل من أهل مصر قال سألت أبا الدرداء عن قوله تعالى * (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * وقال سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له) انتهى وقال حديث حسن انتهى
وكذلك رواه أحمد وأبو داود الطيالسي وأبو يعلي الموصلي وزاد فيه وفي الآخرة الجنة وابن راهويه وابن أبي شيبة في مسانيدهم
ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في معجمه وكذلك البيهقي في شعب الإيمان رواه بالإسناد المذكور
ورواه الحاكم في مستدركه عن عطاء بن يسار قال سألت أبا الدرداء... فذكره وسكت عنه
وينبغي أن ينظر في هذا قال ابن أبي حاتم في علله سألت أبي من هذا الشيخ الذي من أهل مصر فقال لا يعرف
انتهى
وأما حديث جابر بن عبد الله بن رئاب فرواه البزار في مسنده من حديث محمد بن السائب الكلبي عن ابن صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) * قال (هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو يراها له)
انتهى وسكت عنه
رواه ابن عدي في الكامل وعده من منكرات الكلبي
ورواه ابن مردوية في تفسيره حدثنا محمد بن أحمد بن جعفر القزاز الكوفي حدثنا عبيد بن كثير العامري حدثنا عمرو بن عثمان الخزاز حدثنا مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله مرفوعا قال وهو جابر بن عبد الله
133

ابن رئاب وليس بالأنصاري
ورواه أيضا حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد بن سليمان حدثنا عبد السلام بن عبد الحميد الحراني حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا نحوه
وأما حديث ابن مسعود فرواه ابن مردويه أيضا من طريق ابن وهب وأخبرني جرير بن حازم عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل وزر بن حبيش عن ابن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * قال (هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له) انتهى
وأما حديث ابن العاص فرواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من طريق ابن لهيعة حدثنا دراج عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * قال (هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن هي جزء من تسعة وأربعين جزءا من النبوة)
وأما حديث أبي هريرة فرواه الطبري وابن مردويه ورواه النسائي في كتاب الكنى من حديث أبي إسحاق عبد الرحمن بن عمر رجل من أهل الكوفة أن الأعمش حدثه عن أبي صالح به قال النسائي وأبو إسحاق هذا لا أعرفه والحديث خطأ انتهى
وفي تفسيره حدثنا محمد بن حاتم المؤدب حدثنا عمار بن محمد ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال * (لهم البشرى في الحياة
الدنيا) * هي (الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له وهي في الآخرة الجنة)
انتهى
134

ورواه ابن مردويه أيضا عن عباد بن موسى الختلي حدثنا سفيان عن الأعمش به
601 الحديث الرابع عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ذهبت النبوة وبقيت المبشرات)
قلت روي من حديث حذيفة بن أسيد ومن حديث أبي الطفيل ومن حديث أم كرز الكعبية
أما حديث حذيفة فرواه الطبري في معجمه حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو عاصم عن مهدي بن ميمون عن عثمان بن عبيد الراسبي عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد أبي سريحة الغفاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ذهبت النبوة وبقيت المبشرات) قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال (الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له) انتهى
وأما حديث أبي الطفيل فرواه البخاري في تاريخه الوسط في باب العين المهملة في ترجمة عثمان بن عبيد فقال حدثنا سليمان عن حماد بن زيد عن عثمان بن عبيد عن أبي الطفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ذهبت النبوة وبقيت المبشرات) انتهى
وكذلك رواه الطبراني في معجمه حدثنا موسى بن هارون حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء حدثني مهدي بن ميمون حدثنا عثمان بن عبيد الراسبي عن أبي الطفيل مرفوعا
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء به سندا ومتنا
وأما حديث أم كرز فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع السادس و الستين من القسم الثالث عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت عن أم كرز الكعبية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ذهبت النبوة وبقيت المبشرات)
135

ورواه الطبري في تفسيره وأحمد والبزار في مسنديهما وأبو يعلي قال البزار ولا نعلمه يروي عن أم كرز إلا من هذا الوجه
انتهى
وروى أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا زهير حدثنا عفان حدثنا عبد الواحد ابن زياد عن المختار بن فلفل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولكن بقيت المبشرات) قالوا يا رسول الله وما المبشرات قال (رؤيا المسلمين جزء من أجزاء النبوة) انتهى
602 الحديث الخامس عشر
عن أبي ذر قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يعمل العمل لله ويحبه ويحمده الناس عليه فقال (تلك عاجل بشرى المؤمن)
قلت رواه مسلم في صحيحه في آخر البر والصلة من حديث عبد الله ابن الصامت الغفاري عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله الرجل يعمل العمل لله فنحبه وتحمده الناس عليه قال (تلك عاجل بشرى المؤمن) انتهى
603 الحديث السادس عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا غمة في فرائض الله)
قلت وأعاده في سورة أرأيت قال السلف الغمة السترة أي لا تستر في فرائض الله بل يجاهر بها ذكره القاضي عياض في الباب الأول من كتاب الشفاء في فصل فصاحته قال ومن كتابه عليه السلام لوائل بن حجر إلى الأقيال العباهلة والأرواع المشابيب وفيه في التيعة شاة لا مقورة الألياط ولا ضناك وانطوا الثبجة وفي السيوب الخمس ومن زنى مم بكر فاصعقوه مائة واستوفضوه عاما ومن زنى مم ثيب فضرجوه بالأضاميم ولا توصيم في الدين ولا غمة في فرائض الله وكل مسكر حرام
انتهى
136

604 الحديث السابع عشر
قال المصنف والذي يحكي أنه حين قال آمنت يعني فرعون أخذ جبريل من حال البحر فدسه في فيه فللغضب لله على الكافر في وقت قد علم أن إيمانه لا ينفعه وأما ما يضم إليه من قوله خشية أن تدركه الرحمة
فمن زيادات الباهتين لله وملائكته وفيه جهالتان إحداهما أن الإيمان يصبح بالقلب كإيمان الأخرص فحال البحر لا يمنعه
والأخرى أن من ذكر هذا الاعتراض الأول لا يمشي إلا على مذهب أبي حنيفة
لأنه لا يشترط له اللفظ باللسان وقد يجاب عنه بأن جبريل إنما أراد أن يشتغل قلبه لا لسانه بدليل ما رواه الترمذي أنه قال وهو في الغرق * (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل) * ثم وضع جبريل في فيه الطين فعلم أنه أراد أن يشغل قلبه ويلهيه عن الإيمان بقلبه وذلك أن من كره إيمان الكافر وأحب بقاءه على الكفر فهو كافر لأن الرضا بالكفر كفر
137

قلت روي من حديث ابن عباس وأبي هريرة
فحديث ابن عباس رواه الترمذي والنسائي في التفسير من حديث شعبة عن عدي بن ثابت وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان يدس في فم فرعون الطين مخافة أن يقول لا إله إلا الله زاد الترمذي فيرحمه الله
انتهى وقال حديث حسن عريب صحيح
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه
في النوع السادس من القسم الثالث دون زيادة الترمذي والحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان بزيادة الترمذي وفي التفسير بدونها وقال في الموضعين صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأن أكثر أصحاب شعبة وقفوه على ابن عباس
انتهى
وكذلك رواه إسحاق بن راهويه وأبو داود الطيالسي والبزار في مسانيدهم
وله طريق آخر أيضا عند الترمذي رواه عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لما أغرق الله فرعون قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل فقال جبريل يا محمد فلو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة) انتهى وقال حديث حسن
وبهذا الإسناد رواه أحمد وأبو داود الطيالسي وعبد بن حميد في مسانيدهم والطبراني في معجمه
ورواه السرقسطي في كتابه غريب الحديث أخبرنا موسى بن هارون حدثنا يحيى بن عبد الحميد حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمر بن يعلي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم وذكر فرعون فقال لقد
138

رأيتني وإني لألبس فمه بالحماة مخافة أن تدركه الرحمة انتهى
أما حديث أبي هريرة فرواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والخمسين والطبري وابن مردويه وابن أبي حاتم في تفاسيرهم عن حكام بن سلم عن عنبسة بن سعيد عن كثير بن زاذان عن أبي حازم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (قال لي جبريل يا محمد لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في في فرعون مخافة أن يقول ربي الله فتدركه رحمة الله)
انتهى
وأما حديث ابن عمر فرواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا خطاب بن سعد الدمشقي حدثنا نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة السلمي حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن أبي قيس حدثنا عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (قال لي جبريل يا محمد ما غضب ربك على أحد غضبه على فرعون إذ قال * (ما علمت لكم من إله غيري) * وإذ نادى فقال * (أنا ربكم الأعلى) * فلما أدركه الغرق استغاث وأقبلت أحشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة) انتهى
605 الحديث الثامن عشر
روي أن جبريل عليه السلام جاء فرعون بفتيا ما قول الأمير في عبد لرجل نشأ في ماله ونعمته فكفر نعمته وجحد حقه وادعى السيادة دونه فكتب فرعون عليها يقول أبو العباس الوليد بن مصعب جزاء هذا العبد الخارج على سيده الكافر نعماه أن يغرق في البحر فلما ألجمه الغرق ناوله جبريل خطه فعرفه
139

606 الحديث التاسع عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول قوله تعالى " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك " الآية (لا أشك ولا أسأل بل أشهد أنه الحق)
قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى * (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك) * قال بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا أشك ولا أسأل)
انتهى
وكذلك رواه الطبري مثله سواء وهو معضل
607 الحديث العشرون
روي أنه لما نزلت * (واصبر حتى يحكم الله) * جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال (إنكم ستجدون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني)
غريب بهذا اللفظ وهو في تفسير الثعلبي عن أنس بغير سند
وفي الصحيحين عن عبد الله بن زيد بن عاصم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي...) إلى أن قال إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)
مختصر
وأخرجه أيضا عن أسيد بن حضير أن رجلا من الأنصار قال يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا فقال (إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)
انتهى
140

608 الحديث الحادي والعشرين
روي أن أبا قتادة تخلف عن تلقي معاوية وقد قدم المدينة وقد تلقته الأنصار ثم دخل عليه فقال له مالك لم تتلقنا قال لم تكن عندنا دواب قال فأين النواضح قال قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنكم ستلقون بعدي أثرة) فقال معاوية فماذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاصبروا حتى تلقوني) قال فاصبروا قال إذن نصبر فقال عبد الرحمن ابن حسان بن ثابت
(ألا أبلغ معاوية بن حرب
* أمير الظالمين نثا كلامي)
(بأنا صابرون فمنظروكم
* إلى يوم القيامة والخصام)
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عبد الرزاق أنا معمر عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب أن معاوية رضي الله عنه لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري فقال معاوية تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار فما يمنعكم أن تلقوني قال لم يكن لنا دواب فقال معاوية فأين النواضح قال أبو قتادة عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ثم قال أبو قتادة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا (إنكم ستلقون بعدي أثرة) قال معاوية فما أمركم قال أمرنا أن نصبر حتى نلقاه قال فاصبروا حتى تلقوه فقال عبد الرحمن ابن حسان حين بلغه ذلك... فذكر البيتين إلا أنه قال عوض الظالمين المؤمنين وقال عوض يوم القيامة يوم التغابن
انتهى
ومن طريق ابن راهويه رواه الحاكم وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والأربعين
141

609 الحديث الثاني والعشرون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة يونس أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به وبعدد من غرق مع فرعون)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي بكر بن أبي داود بسنده في آخر الكتاب
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه به في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط أخبرنا الأستاذ أبو عثمان سعيد بن محمد الزعفراني حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر العدل حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا سلام بن سليم به
142

سورة هود عليه السلام
143

سورة هود عليه السلام
ذكر فيها أحد عشر حديثا
610 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلا قوله تعالى * (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * فقال (أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة الله)
قلت رواه الطبري في تفسيره فقال حدثنا عن داود بن المحبر حدثنا عبد الواحد بن زيد عن كليب بن وائل عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تلا قوله تعالى... إلى آخره سواء
ورواه الثعلبي من حديث الحارث بن أبي أسامة حدثنا داود بن المحبر به
ثم وجدته في كتاب العقل لداود بن المحبر وهو جزء لطيف رواه بإسناده المذكور ورأيت في حاشية عليه بخط بعض الفضلاء قال عبد الغني قال الدارقطني كتاب العقل وضعه أربعة وضعه ميسرة بن عبد ربه ثم سرقه داود ابن المحبر منه فركبه بأسانيد غير ميسرة وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي وركبه بأسانيد أخرى
وأعاده المصنف في سورة تبارك
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثني أحمد بن الحسن بن هارون الرازي حدثنا الحسين بن هارون النيسابوري حدثنا محمد بن أشرس حدثنا سليمان بن عيسى
145

حدثنا سفيان الثوري حدثنا كليب بن وائل عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه في سورة الملك أيضا من طريق داود بن المحبر
611 الحديث الثاني
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن أصحاب سفينة نوح كانوا ثمانية نوح وأهله وبنوه الثلاثة سام وحام ويافث ونساؤهم)
قلت غريب
ورواه الطبري في تفسيره موقوفا على قتادة فقال حدثنا بشر بن معاذ حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أنه لم يتم في السفينة إلا نوح وامرأته وبنوه الثلاثة ونساؤهم فجميعهم ثمانية انتهى وأعاده في العنكبوت
612 الحديث الثالث روي أنه عليه السلام زوج ابنتيه من عتبة بن أبي لهب وأبي العاص بن وائل قبل الوحي وهما كافران
قلت روى الطبراني في معجمه في ترجمة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنده إلى ابن إسحاق وكذلك ابن هشام في السيرة في غزوة بدر الكبرى قال كان أبو العاص بن الربيع من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وكانت خديجة خالته فإن أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة وخالة زينب فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم
146

أن يزوجه زينب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالفها وذلك قبل أن ينزل عليه فلما أكرم الله نبيه بالنبوة وآمنت به خديجة وبناته وصدقنه ودن بدينه وثبت أبو العاص على شركه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب ابنته رقية فلما دعا رسول الله قريشا إلى أمر الله فقال بعضهم لبعض إنكم قد فرغتم محمدا من همه فردوا عليه بناته فاشغلوه بهن فمشوا إلى أبي العاص بن الربيع فقالوا له فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة شئت فقال لاها الله وأبى عليهم ثم مشوا إلى عتبة بن أبي لهب فقالوا له مثل ذلك فقال لهم إن زوجتموني بنت سعيد بن العاص فارقت رقية فزوجوه بها ففارق رقية ولم يكن عدو الله دخل بها كرامة لها وهوانا له وتزوجها بعده عثمان بن عفان وفرق الإسلام بين أبي العاص بن الربيع وزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تزل على إسلامها وهو على شركه حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهي مقيمة بمكة فلما سارت قريش سار فيهم أبو العاص بن الربيع فأصيب في الأسارى يوم بدر مختصر
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنته أم كلثوم في الجاهلية عتيبة بن أبي لهب وزوج رقية لأخيه عتبة بن أبي لهب فلما جاء الله بالإسلام ونزلت * (تبت يدا أبي لهب) * سأل النبي صلى الله عليه وسلم عتبة بن أبي لهب طلاق رقية وسألت رقية ذلك فطلقها وطلق عتيبة أم كلثوم فتزوج عثمان بن عفان رضي الله عنه رقية فتوفيت عنده ولم تلد له وتزوج أبو العاص بن الربيع زينب فولدت له أمامة مختصر
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة عن الطبراني بسنده إلى الواقدي قال كانت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان عند عتبة بن أبي لهب وأم كلثوم عند عتيبة ابن أبي لهب زوجهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهما في الجاهلية
613 الحديث الرابع
قال النبي) صلى الله عليه وسلم (رحم الله أخي لوطا كان يأوي إلى ركن شديد)
قلت رواه البخاري في صحيحه في بدء الخلق ومسلم في الفضائل من حديث
147

أبي سلمة وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن أحق من إبراهيم إذ قال " رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " ويرحم الله لوطا كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي)
انتهى
614 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عن قوله تعالى " وما هي من الظالمين ببعيد " فقال يعني ظالمي أمتك فقال (ما من ظالم منهم إلا وهو يعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة)
قلت غريب وذكره الثعلبي عن أنس من غير سند
615 قوله
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ليأتين على جهنم يوم يصفق فيه أبوابها أوليس
فيها أحد
قال المصنف بلغني عن بعض الضلال أنه اغتر بهذا الحديث قال فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار وهذا إن صح عن ابن العاص فمعناه أنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير
قلت رواه البزار في مسنده حدثنا محمد بن بشير حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال يأتي على النار زمان يخفق أبوابها أوليس
فيها أحد يعني من الموحدين
انتهى وسكت عنه
وقد روي هذا مرفوعا رواه ابن عدي في الكامل عن العلاء بن زيد الثقفي عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليأتين على جهنم يوم تصطفق أبوابها
148

ما فيها من أمة محمد أحد)
انتهى وأعله بالعلاء بن زيد وقال إنه منكر الحديث
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأتي على جهنم يوم ما فيها من بني آدم أحد يخفق أبوابها) يعني من الموحدين
انتهى ثم قال هذا حديث موضوع وجعفر بن الزبير قال شعبة كان يكذب وقال البخاري والنسائي والدارقطني متروك
انتهى كلامه
616 الحديث السادس
قال النبي صلى الله عليه وسلم (شيبتني هود والواقعة وأخواتها)
قلت غريب بهذا اللفظ وقريب منه ما رواه الترمذي في تفسيره سورة الواقعة من حديث شيبان عن عكرمة عن ابن عباس قال قال أبو بكر يا رسول الله قد شبت قال (شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت) انتهى وقال حسن غريب انتهى
ورواه البزار في مسنده ثم قال وقد اختلف فيه على أبي إسحاق فقال شيبان عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس وقال علي بن صالح عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة وقال زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن مسروق أن أبا بكر
وكذلك قال أبو نعيم في الحلية وزاد أشياء أخرى
وأما الدارقطني فإنه أطال في ذلك تطويلا كثيرا
وحديث الكتاب رواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الواقعة فقال
149

حدثنا أحمد بن محمد بن زياد حدثنا محمد بن غالب بن حرب حدثنا محمد بن جعفر الوركاني حدثنا حماد بن يحيى الأبح حدثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن عمران ابن حصين قال قيل يا رسول الله أسرع إليك الشيب
قال (شيبتني هود والواقعة وأخواتها)
انتهى
617 الحديث السابع
روي أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له يا رسول الله لقد أسرع فيك الشيب
فقال (شيبتني هود)
قلت رواه الترمذي في الشمائل حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا محمد بن بشر عن علي بن صالح عن أبي جحيفة قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أسرع فيك الشيب... إلى آخره وسفيان بن وكيع قال أبو زرعة كان يتهم بالكذب وقال البخاري كان يتلقن
رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي إسحاق السبيعي من حديث محمد ابن عبد الله بن نمير ثنا محمد بن بشير به سندا ومتنا
وروى الدارقطني في أول كتابه العلل من حديث أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال قال أبو بكر يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب قال (شيبتني هود وأخوتها)
انتهى وتكلم على هذا الحديث واختلاف طرقه وألفاظه كلاما طويلا نحو الأربع ورقات
ورواه ابن عدي في الكامل عن حماد بن يحيى الأبح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أصحابه لقد أسرع إليك الشيب قال (شيبتني هود وأخواتها)
انتهى قال وحماد بن يحيى في حديثه ما لا يتابع وهو ممن يكتب حديثه
انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات من حديث أبي صخر عن يزيد الرقاشي عن
150

أنس... فذكره وزاد قالوا يا رسول الله فما أخواتهاقال (الواقعة والقارعة وسأل سائل وإذا الشمس كورت)
انتهى
وروى البيهقي في دلائل النبوة من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال عمر بن الخطاب يا رسول الله لقد أسرع إليك الشيب فقال (شيبتني هود وأخواتها الواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت)
انتهى
618 الحديث الثامن
قال النبي صلى الله عليه وسلم (من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه)
قلت غريب مرفوعا وذكره الغزالي كذلك مرفوعا في موضعين من كتابه إحياء علوم الدين ولم نجده إلا من قول الحسن رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والستين عن عبد الله بن عمر الرقي عن يونس بن عبيد سمعت الحسن يقول... فذكره
ورواه أبو نعيم في الحلية من قول سفيان الثوري في ترجمته
619 الحديث التاسع في الحديث (إن الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنب الكبائر)
قلت هو في مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر)
انتهى أخرجه مسلم أول الصلاة
151

وفي الجمع لعبد الحق لم يخرجه البخاري
وعند الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة مرفوعا الصلاة المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة التي بعدها كفارة لما بينهما قال صحيح لا أعرف له علة
620 الحديث العاشر
روي في قوله تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات " أنها نزلت في أبي اليسر عمرو بن غزية الأنصاري وذلك أنه كان يبيع التمر فأتته امرأة فأعجبته فقال لها إن في البيت أجود من هذا التمر فذهب بها إلى بيته فضمها إلى نفسه وقبلها فقالت له اتق الله فتركها وندم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فعل فقال (انتظر أمر ربي) فلما صلى صلاة العصر نزلت فقال لأبي اليسر صليت معنا هذه الصلاة قال نعم قال (اذهب فإنها كفارة لما فعلت)
وروي أنه أتى أبا بكر فقال استر وتب إلى الله فأتى عمر فقال له مثل ذلك فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت فقال عمر يا رسول الله أهذا له خاصة أم للناس عامة قال (بل للناس عامة)
وروي أنه عليه السلام قال له (توضأ وضوءا حسنا وصل ركعتين " إن الحسنات يذهبن السيئات) *
قلت رواه الترمذي والنسائي من حديث قيس بن الربيع وشريك عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر كعب بن عمرو قال أتتني امرأة تبتاع تمرا فقلت إن في البيت تمرا أطيب منه فدخلت معي في البيت فأهويت إليها فقبلتها فقالت اتق الله فأتيت أبا بكر فذكرت ذلك له فقال استر على نفسك وتب فأتيت عمر فقال مثل ذلك فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فأطرق طويلا حتى أوحي إليه " أقم الصلاة طرفي
152

النهار وزلفا من الليل) إلى قوله " للذاكرين " قال أبو اليسر فأتيته فقرأها علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصحابه يا رسول الله ألهذا خاصة أم للناس عامة قال (بل للناس عامة)
انتهى قال الترمذي حديث حسن غريب وقيس ابن الربيع ضعفه وكيع وغيره
وقد رواه شريك عن ابن موهب كما رواه قيس انتهى
ورواه شريك عند النسائي والبزار
ورواه بسند الترمذي الطبراني في معجمه والطبري في تفسيره ورواه البزار بسند النسائي كلهم بالمتن المذكور
قال البزار لا نعلم رواه عن أبي اليسر إلا موسى بن طلحة ولا عن موسى إلا عثمان بن موهب ورواه عن عثمان شريك وقيس بن الربيع فرويناه عن شريك لأنه أجل من قيس
انتهى
وأصل الحديث في الصحيحين رواه البخاري في أوائل مواقيت الصلاة ومسلم في الرقائق عن ابن مسعود قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن أمسها وأنا هذا فاقض في بما شئت فقال له عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فانطلق الرجل فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا فدعاه فتلا عليه " أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل " إلى آخر الآية فقال رجل من القوم يا رسول الله أله خاصة أم للناس عامة فقال (بل للناس كافة)
انتهى
ولفظ الترمذي والنسائي هو أقرب إلى لفظ الكتاب
وفي مسند أحمد فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله أله وحده أم للناس كافة
ورواه توضأ وضوءا حسنا عند الدارقطني والبيهقي في سننهما والحاكم في مستدركه وسكت عنه ومن طريق الدارقطني الواحدي في أسباب النزول كلهم من حديث عبد
الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل أنه كان قاعدا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله ما تقول في رجل أصاب من
153

امرأة لا تحل له فلم يدع شيئا يصيبه الرجل من امرأته إلا أصابه منها غير أنه لم يجامعها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (توضأ وضوءا حسنا ثم صل) قال فأنزل الله الآية فقال معاذ أهي له خاصة أم للمسلمين عامة قال (بل للمسلمين عامة)
ورواه الترمذي كذلك لم يكن فيه وضوءا حسنا ولفظه فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ ويصلي وقال هذا حديث ضعيف أوليس
بمتصل السند فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك معاذا ومعاذ مات في خلافة عمر بن الخطاب وعمر قتل وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلام صغير ابن ست سنين
انتهى
وأبو اليسر هذا قال القرطبي في شرح مسلم اختلف في اسمه فقيل كعب بن عمرو وقيل عمرو بن غزية
قلت الأكثر على الأول هكذا سماه الطبراني في معجمه واقتصر الترمذي على أبي اليسر وزاد النسائي ابن عمرو لم يسمياه وهو كذلك كعب بن عمرو في كتب الصحابة وأسماء الرجال والمصنف سماه عمرو بن غزية تبعا للثعلبي فإنه قال في تفسيره نزلت هذه الآية في عمرو بن غزية الأنصاري
621 الحديث الحادي عشر
في الحديث بقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رقبناه
قلت رواه أبو داود في سننه في الصلاة عن عاصم عن حميد عن معاذ ابن جبل قال بقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العتمة فتأخر حتى ظن الظان أنه أوليس
بخارج ومنا من يقول صلى حتى خرج فقالوا له فقال (أعتموا بهذه الصلاة فإنكم قد فضلتم بها على سائر الأمم)
انتهى
154

الحديث الثاني عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة هود أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح ومن كذب وهود وصالح وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى وكان يوم القيامة من السعداء)
قلت رواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي بكر بن أبي داود السجستاني حدثنا محمد بن عاصم حدثنا شبابة بن سوار حدثنا مخلد عبد الواحد عن علي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط أخبرنا الأستاذ أبو عثمان سعيد بن محمد الزعفراني حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر العدل أنا إبراهيم بن شريك الأسدي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا سلام بن سليم المدائني حدثنا هارون ابن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب
155

سورة يوسف عليه السلام
157

سورة يوسف عليه السلام
ذكر فيها واحدا وعشرين حديثا
623 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا قيل من الكريم فقولوا الكريم ابن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام)
قلت رواه البخاري في صحيحه في بدء الخلق في باب قوله تعالى * (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت) * وفي باب قوله تعالى * (لقد كان في يوسف وإخوته آيات) * وفي التفسير أيضا من حديث عبد الرحمن بن عبد الله ابن دينار عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الكريم بن الكريم...) إلى آخره سواء
وغلط الطيبي فقال رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة والذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أكرم قال (أكرمهم عند الله أتقاهم) قالوا أوليس
عن هذا نسألك قال (فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله) ذكره البخاري في بدء الخلق ومسلم في الفضائل وليس هذا حديث الكتاب ولا قريبا منه ولكن رواه من حديث أبي هريرة بلفظ الكتاب الترمذي والنسائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الكريم ابن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط مسلم
159

الحديث الثاني
روى جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يهوديا جاء إليه فقال أخبرني عن النجوم التي رآهن يوسف فسكت عليه السلام حتى نزل جبريل فأخبره فقال (إن أخبرتك هل تسلم) قال نعم
قال (خرثان والطارق والذيال وقابس وعمودان والفيلق والمصبح والضروح والفرغ ووثاب وذو الكتفين والشمس والقمر نزلن من السماء فسجدن له) فقال اليهودي إي والله والله إنها لأسماؤها
قلت رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الرؤيا من حديث عمرو بن حماد عن طلحة حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله قال جاء بستان اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد هل تعرف النجوم التي رآها يوسف يسجدن له فسكت عليه السلام حتى جاءه جبريل فأخبره فقال (يا يهودي لله عليك إن أخبرتك أن تسلم قال نعم)
فقال عليه السلام (هي خربان والطارق والذيال وقابس والعمودان والفيلق والمصبح والضروح وذو الكتفات ووثاب رآها يوسف محيطة بأكناف السماء ساجدة فقصها على أبيه فقال له أبوه إن هذا أمر قد تشتت وسيجمعه الله بعد)
انتهى
وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي عليه
طريق آخر له رواه البزار وأبو يعلي الموصلي في مسنديهما والبيهقي وأبو نعيم في دلائل النبوة لهما والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما كلهم عن الحكم بن ظهير الفزاري عن السدي عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر قال جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره قال البزار لا نعلم يرويه إلا جابر ولا طريقا عنه إلا هذا الطريق والحكم بن ظهير أوليس
بالقوي وقد روى عنه جماعة من أهل العلم
انتهى
160

وقال البيهقي تفرد به الحكم بن ظهير
وقال النسائي في كتاب الكنى الحكم بن ظهير أبو محمد كوفي أوليس
بثقة
انتهى
وروى الترمذي في كتابه للحكم بن ظهير حديثا في الدعوات وسكت عنه وقال والحكم بن ظهير ترك حديثه بعض أهل الحديث انتهى
وقال ابن حبان في كتاب الضعفاء الحكم بن ظهير كان يشتم الصحابة ويروي عن الثقات الأشياء الموضوعات قال ابن معين فيه أوليس
بشيء
انتهى
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بالحكم وقال إنه حديث لا يصح وليس له وجه يثبت
انتهى
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات فقال هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان واضعه قصد شين الإسلام بمثل هذا قال والحكم بن ظهير قال ابن حبان كان يروي عن الثقات الموضوعات والسدي قال ابن نمير كذاب وقال وقال البخاري لا يكتب حديثه وقال صالح بن محمد كان يضع الحديث
انتهى
وذكره ابن أبي حاتم في علله بهذا الإسناد وقال إن أبا زرعة سئل عنه فقال إنه حديث منكر أوليس
بشيء
وسند الحاكم وارد على البزار في قوله لا نعلم له طريقا غيره وعلى البيهقي أيضا في قوله تفرد به الحكم بن ظهير ولهما عذرهما
625 الحديث الثالث
جاء في الحديث المرفوع إن الصبر الجميل الذي لا شكوى فيه
قلت رواه الطبري حدثنا عمرو بن عون أنا هشيم عن عبد الرحمن بن يحيى عن حبان بن أبي جبلة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (فصبر جميل) * فقال (صبر لا شكوى فيه من بث لم يصبر)
انتهى
161

626 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تكلم أربعة في المهد وهم صغار ابن ماشطة بنت فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى عليه السلام)
قلت استشهد له الطيبي بحديث الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى بن مريم وصاحب جريج وصبي كان يرضع أمه فمر رجل راكب دابة حسن الهيئة فقالت أمه اللهم اجعل ابني مثل هذا فالتفت الصبي وقال اللهم لا تجعلني مثله... إلى آخره ذكره البخاري في بدء الخلق في قوله تعالى * (واذكر في الكتاب مريم) * ومسلم في كتاب البر والصلة وهذا خطأ منه لأنه أوليس
حديث الكتاب
وحديث الكتاب روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة
فحديث ابن عباس رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وأحمد وابن أبي شيبة والبزار وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم والطبري في تفسيره والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس عشر كلهم عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة قالوا هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها كانت يوما تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت بسم الله قالت ابنة فرعون باسم أبي فقالت لا بل باسم الله ربي وربك ورب أبيك فقالت أخبر بذلك أبي قالت نعم
فأخبرته فدعا بها وبولدها فقالت له لي إليك حاجة قال ما هي قالت تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنا جميعا قال ذلك لك فأتي بأولادها فجعل يلقيهم واحدا بعد واحد حتى إذا كان آخر ولدها وكان مرضعا قال لها يا أماه اصبري فإنك على الحق ثم ألقيت مع ولدها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تكلم أربعة وهم صغار هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى
162

ابن مريم)
انتهى قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وحديث أبي هريرة رواه الحاكم في مستدركه في فضائل عيسى من حديث مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم حدثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم يتكلم في المهد إلا أربعة عيسى بن مريم وشاهد يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة فرعون)
انتهى وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وقال الثعلبي في سورة مريم ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (تكلم في المهد خمسة) فذكر الأربعة وزاد (ولد المرأة التي أحرقت بالأخدود) وهو في مسلم وقال في سورة البروج قال الضحاك الذين تكلموا في المهد ستة فذكر هؤلاء الخمسة وزاد يحيى بن زكريا عليه السلام
627 الحديث الخامس
في الحديث نهى أن يأكل الرجل متكيا
قلت روي من حديث جابر وابن مسعود وأبي الدرداء
فحديث جابر رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الأطعمة حدثنا ابن نمير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكل أحدنا بشماله وأن يأكل متكيا
انتهى
وحديث ابن مسعود رواه الطبراني في معجمه الكبير حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا أبو المعافى الحراني حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنبسة عن أبي إسحاق عن الأحوص عن عبد الله قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومين وعن صلاتين وعن لباسين وعن مطعمين وعن نكاحين وعن بيعتين فأما الصومان فيوم الفطر ويوم الأضحى وأما الصلاتان فصلاة بعد الغداة حتى تطلع الشمس وصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس... إلى أن
163

قال وأما المطعمان فأن يأكل الرجل بشماله ويمينه صحيحه وأن يأكل الرجل متكيا
مختصر
وحديث أبي الدرداء رواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا أحمد بن عبد الوهاب ابن نجدة حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع حدثنا أرطاة بن المنذر عن عبد الله بن رزيق عن عمرو بن الأسود عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تأكل متكيا ولا تتخطى رقاب الناس يوم الجمعة) قال لم يرو عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد تفرد به أرطاة بن المنذر
انتهى
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء عن زريق أبي عبد الله الألهاني عن عمرو بن الأسود به وزاد فيجعلك الله جسرا لهم ولا تتخذن من المسجد مصلى لا تصلي إلا فيه
انتهى
وقال في رزيق ينفرد بأشياء لا تشبه حديث الأثبات لا يحتج به إلا عند الوفاق
حديث آخر رواه البزار في مسنده حدثنا عمرو بن سعيد القرشي حدثنا أبو قتيبة حدثنا محمد بن عبيد الله عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي إهاب قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأكل متكين
انتهى
وروى الجماعة إلا مسلما عن أبي جحيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا آكل متكئا) وفي لفظ (وأنا متكي)
انتهى
628 الحديث السادس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مررت بيوسف في الليلة التي عرج بي إلى السماء فقلت لجبريل من هذا فقال يوسف قالوا يا رسول الله
164

كيف رأيته قال كالقمر ليلة البدر)
قلت رواه الحاكم في مستدركه من طريق محمد بن إسحاق عن روح بن القاسم حدثني عمارة بن جويبر أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف يوسف حين رآه في السماء الثالثة قال (رأيت رجلا صورته كالقمر ليلة البدر فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف) قال ابن إسحاق وكان يوسف عليه السلام قد أعطاه الله من الحسن ما لم يعط أحدا من الناس قبله ولا بعده حتى كان يقال والله أعلم به أعطي نصف الحسن وقسم النصف الآخر بين الناس
انتهى
وسكت عنه
وبهذا الإسناد رواه الثعلبي بلفظ المصنف سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره من طرق كلها دائرة على أبي هارون العبدي به ورواه أيضا بسند الحاكم ومتنه
وروى البيهقي في دلائل النبوة حديث الإسراء من رواية أبي سعيد الخدري وفيه (ثم صعدت إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله تعالى قد فضل على الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب فقلت يا جبريل من هذا قال هذا أخوك يوسف...) الحديث بطوله وينظر
629 الحديث السابع
في الحديث (الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة)
قلت رواه البخاري ومسلم في كتاب الذكر والدعاء من حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على
165

معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
انتهى
630 الحديث الثامن
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأخذه النوم ليلة من الليالي وكان يطلب من يحرسه حتى جاء سعد فسمع غطيطه
قلت رواه البخاري ومسلم في الفضائل عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن عائشة قالت أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال (ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة) قالت وسمعنا صوت السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من هذا) فقال سعد بن أبي وقاص يا رسول الله جئت أحرسك قالت عائشة فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه
انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فرواه في كتاب الفضائل بالسند والمتن وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
631 الحديث التاسع قال النبي صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم)
قلت وأعاده في الأحزاب
166

632 الحديث العاشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمارين به في معتكفه وعنده بعض نسائه (هي فلانة)
قلت رواه البخاري في صحيحه في بدء الخلق ومسلم في... من حديث علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا فقال النبي صلى الله عليه وسلم (على رسلكما إنها صفية بنت حيي) فقالا سبحان الله يا رسول الله قال (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم إني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا)
انتهى
633 الحديث الحادي عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لقد عجبت من يوسف وكرمه وصبره والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان ولو كنت مكانه ما أجبتهم حتى اشترط أن يخرجوني ولقد عجبت منه حين أتاه الرسول قال ارجع إلى ربك
ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث لأسرعت الإجابة وبادرتهم الباب ولما ابتغيت العذر إن كان لحليما ذا أناة
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عمرو بن محمد العنقزي حدثنا إبراهيم بن يزيد الحوزي عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه والله يغفر له حيث أرسل إليه ليستفتي في الرؤيا ولو كنت لم أفعل حتى أخرج وعجبت لصبره وكرمه والله يغفر له حيث أتي ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره ولو كنت أنا لبادرت الباب ولولا الكلمة التي قالها لما لبث في السجن طول ما لبث حتى
167

يبتغي الفرج من عند غير الله) يعني قوله * (اذكرني عند ربك) *
انتهى
ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في معجمه بسنده ومتنه وبالسند المذكور رواه ابن مردويه في تفسيره أعني من طريق ابن راهويه به
قال ورواه عبد الرزاق في تفسيره مرسلا فقال أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره بلفظ المصنف ولم يقل فيه إن كان حليما ذا أناة
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره بسنده ومتنه
ثم أخرج الطبري عن ابن إسحاق عن رجل لم يسمه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يرحم الله يوسف لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا إن كان حليما ذا أناة)
انتهى
ورواه ابن مردويه من طريق ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري
وحديث أيضا عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
634 الحديث الثاني عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)
قلت وأعاده في الشعراء
روي من حديث الخدري ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث عبد الله بن سلام ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس
أما حديث أبي سعيد فرواه الترمذي في كتابه في تفسيره سورة بني إسرائيل وابن ماجة في الزهد من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن
168

أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر...) ثم ذكر حديث الشفاعة قال الترمذي هذا حديث حسن وقد رواه بعضهم عن أبي نضرة عن ابن عباس
انتهى
هذا الذي أشار إليه سيأتي وعلي بن زيد قال فيه ابن حبان كان كثير الوهم فاستحق الترك إلا أنه كان شيخا جليلا وأسند عن ابن معين أنه قال أوليس
بشيء
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع السابع والسبعين من القسم الثالث من حديث بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع ومشفع بيدي لواء الحمد تحته آدم فمن دونه)
انتهى
وأما حديث واثلة فرواه ابن حبان أيضا في صحيحه في النوع الرابع والعشرين من القسم الثاني منه من حديث الأوزاعي حدثني شداد أبو عمار عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله اصطفى من ولد إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم فأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع)
انتهى
وأما حديث أبي بكر الصديق فرواه ابن حبان أيضا في صحيحه في النوع الثاني من القسم الثالث من حديث... عن أبي بكر رضي الله عنه قال أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فصلى الغداة... فذكر حديث الشفاعة وفيه فإذا نظر إلى ربه خر ساجدا قدر جمعة ويفتح الله عليه من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر
169

قط فيقول (أي ربي جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر...) الحديث بطوله
وأما حديث جابر بن عبد الله فرواه الحاكم في مستدركه في الفضائل من حديث عبيد الله بن إسحاق العطار حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد ابن عقيل حدثني أبي عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بأن عبيد الله ضعفه غير واحد والقاسم متروك تالف
انتهى
وأما حديث أنس فرواه البزار في مسنده حدثنا محمد بن حيدران حدثنا مبارك مولى عبد العزيز بن صهيب حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يدخل الجنة ولا فخر وأنا أول شافع وأول مشفع بيدي لواء الحمد يوم القيامة آدم فمن دونه تحت لوائي فآتي ربي تبارك وتعالى فيقال لي من فأقول أحمد فيفتح فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا فأحمد بمحامد لا يحمد بها أحد قبلي ولا بعدي يلهمنيها الله تعالى)
انتهى
وقال لا نعلم رواه عن عبد العزيز إلا مبارك وقد حدث عنه يمناكير ولا نعلم روى مبارك عن غير عبد العزيز
انتهى
وله طريق آخر عند أبي يعلي الموصلي في مسنده وأبي نعيم في دلائل النبوة عن منصور بن مزاحم حدثنا أبو سعيد المؤدب عن زياد بن ميمون عن أنس بن مالك مرفوعا نحوه... إلى قول (لواء الحمد بيدي ولا فخر)
وأما حديث عبد الله بن سلام فرواه الطبراني في معجمه وأبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث موسى بن أعين عن معمر بن راشد عن محمد بن عبد الله ابن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام قال قال رسول الله
170

صلى الله عليه وسلم قال (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وأول شافع وأول مشفع لواء الحمد بيدي يوم القيامة آدم فمن دونه)
انتهى
وأما حديث عبادة بن الصامت فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان من حديث إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ما من أحد إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة) وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي في مختصره وقال إنه منقطع فإن إسحاق لم يدرك عبادة قال غير واحد من الحفاظ
انتهى
وأما حديث أبي هريرة فرواه أبو نعيم في أول كتابه دلائل النبوة حدثنا علي ابن محمد بن نضر الوراق حدثنا أحمد بن زنجويه حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي حدثنا عبد الله بن جعفر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأنا أة ل من تنشق عنه الأرض ولا فخر وأنا صاحب لواء الحمد بيدي ولا فخر وأنا أول من يدخل الجنة ولا فخر آخذ بحلقة باب الجنة فيؤذن لي فيستقبلني الجبار تعالى فأخر له ساجدا فيقول يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعط فأقول رب أمتي أمتي)
انتهى
وأما حديث ابن عباس فرواه أحمد وأبو يعلي الموصلي في مسنديهما والبيهقي وأبو نعيم في دلائل النبوة لهما عن حماد بن زيد عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة قال خطبنا ابن عباس على منبر البصرة فقال قال رسول الله) صلى الله عليه وسلم (إنه لم يكن نبي إلا له دعوة قد تنجزها في الدنيا وإني قد اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر آدم فمن دونه تحت لوائي ولا فخر...) الحديث بطوله
171

ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق الدارقطني بسنده إلى خارجة ابن مصعب عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) مختصر قال ثم قال ابن حبان خارجة ابن مصعب لا يحل الاحتجاج به وقال ابن معين أوليس
بثقة
انتهى كلامه
ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الإسراء فقال حدثنا سليمان بن أحمد هو الطبراني حدثنا عبد الله بن أحمد بن أسيد الأصبهاني حدثنا محمد بن عيسى بن يزيد السعدي ثنا سليمان بن عمرو بن سيار التميمي حدثنا أبي حدثنا سعيد بن رزين حدثنا عمر بن سليمان عن الضحاك بن مزاحم وعكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لما أسري بي إلى السماوات...) فذكر حديث الإسراء بطوله وقال في آخره (فأنا بنعمة الله سيد ولد آدم ولا فخر وأنا عبد مقبوض وما عند الله خير وأبقى) مختصر
وأعلم أن الحديث رواه مسلم في صحيحه في الفضائل من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما حديث عائشة فرواه الإمام أبو بكر بن عاصم في كتاب الآداب وهو ثلاثة أجزاء حديثية حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد عن
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أنا سيد ولد آدم ولا فخر)
635 الحديث الثالث عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (رحم الله أخي يوسف لو لم يقل * (اجعلني على خزائن الأرض) * لاستعمله من ساعته ولكنه أخر ذلك سنة)
172

قلت رواه الثعلبي أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه حدثنا مخلد بن جعفر الباقرجي حدثنا الحسن بن علوية حدثنا إسماعيل بن عيسى حدثنا إسحاق بن بشر عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
وعن الثعلبي رواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده ومتنه
636 الحديث الرابع عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوذ الحسن والحسين فيقول (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل هامة ومن كل عين لامة)
قلت رواه الجماعة إلا مسلما فرواه البخاري في بدء الخلق وأبو داود في السنة والترمذي وابن ماجة في الطب والنسائي في البعوث من حديث المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة)
انتهى
637 الحديث الخامس عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لم تعط أمة من الأمم إنا لله وإنا إليه راجعون عند المصيبة إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا ترى إلى يعقوب حين أصابه ما أصابه لم يسترجع وإنما قال " يا أسفا) *
قلت روى عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا سفيان الثوري عن سفيان بن زياد العصفري عن سعيد بن جبير قال لم تعط أمة من الأمم إنا لله... إلى آخره
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في تفسيره بسنده ومتنه
وكذلك رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين عن الحاكم بسنده
173

إلى إبراهيم بن مرزوق أنا أبو عامر عن سفيان الثوري به سواء ثم قال البيهقي وقد رفع بعض الضعاف هذا الحديث إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس بشيء
انتهى
وهذا الذي أشار إليه رواه الثعلبي في تفسيره من طريق ابن وهب حدثني محمد بن سعيد الهباري حدثنا إسحاق بن الربيع حدثنا سفيان بن زياد العصفري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم تعط أمة من الأمم إنا لله وإنا إليه راجعون عند المصيبة إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ألا ترى إلى يعقوب حين أصابه ما أصابه لم يسترجع إنما قال " يا أسفا على يوسف) *
انتهى
وروى الطبراني في كتاب الدعاء حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي حدثنا أبي حدثنا عمر بن الخطاب رجل من أهل الكوفة عن سفيان بن زياد العصفري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون عند المصيبة)
انتهى
وبهذا السند والمتن رواه ابن مردويه في تفسيره
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن عبيد عن سفيان بن زياد العصفري به
638 الحديث السادس عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل ما بلغ من وجد يعقوب على يوسف قال (وجد سبعين ثكلى قال فما كان له من الأجر قال أجر مائة شهيد وما ساء ظنه بالله قط)
قلت لم يروه الطبري إلا من قول الحسن فقال حدثنا ابن حميد حدثنا حكام
174

عن عيسى بن يزيد عن الحسن أنه قيل له ما بلغ وجد يوسف فقال وجد سبعين ثكلى قال فما كان له من الأجرقال أجر مائة شهيد وما ساء ظنه بالله قط
انتهى
وروى الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث جرير عن ليث عن ثابت البناني قال دخل جبريل على يوسف فسأله هل له علم بيعقوب قال نعم قال ما فعل قال ابيضت عيناه قال ما بلغ حزنه قال حزن سبعين ثكلى... إلى آخره
639 الحديث السابع عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بكى على ولده إبراهيم وقال (القلب يجزع والعين تدمع ولا نقول ما يسخط الرب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون)
قلت رواه البخاري في صحيحه في الجنائز ومسلم في الفضائل واللفظ للبخاري عن أنس بن مالك قال دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وشمه ثم دخل عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان فقال له عبد الرحمن وأنت يا رسول الله فقال (يا ابن عوف إنها رحمة) ثم أتبعها بأخرى فقال (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)
انتهى
640 الحديث الثامن عشر
عن النبي أنه بكى على ولد بعض بناته وهو يجود بنفسه فقيل يا رسول الله تبكي وقد نهيتنا عن البكاء فقال (ما نهيتكم عن البكاء وإنما نهيتكم عن صوتين أحمقين صوت عند الفرح وصوت عند الترح)
175

قلت لم يرد هذا في ولد بناته عليه السلام وإنما ورد في إبراهيم ولده رواه الترمذي في الجنائز من حديث ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر بن عبد الله قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد عبد الرحمن بن عوف فانطلق به إلى ابنه إبراهيم فوجده يجود بنفسه فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره فبكى فقال له عبد الرحمن أو تبكي أو لم تكن نهيت عن البكاء قال (لا ولكن نهيت عن صوتين أحمقين صوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان وصوت عند نغمة لعب ولهو ومزامير شيطان)
انتهى
وقال حديث حسن
انتهى
ورواه كذلك ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأبو داود الطيالسي وعبد بن حميد وقد جاء مصرحا به عبد الرحمن بن عوف عند البيهقي في شعب الإيمان
وله طريق آخر عند الحاكم في كتابه المستدرك رواه في فضائل مارية القبطية عن إسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال أخذ النبي بيدي
فانطلقت معه... إلى آخره وسكت عنه
والذي قال ورد في ولد بناته فهو في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا أو ابنا لها في الموت فقال للرسول (ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى فمرها فلتصبر وتحتسب) فعاد الرسول فقال إنها قد أقسمت لتأتينها فقام عليه السلام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع بها كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد ما هذا يا رسول الله قال (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)
انتهى
وكأن المصنف خلط حديث بحديث ولم يحسن الطيبي إذ عزا حديث الكتاب للصحيحين ظنا منه أنه هو هذا الحديث
176

641 قوله
وقيل أدوا إليه كتاب يعقوب من يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله إلى عزيز مصر أما بعد فإنا أهل بيت موكل بنا البلاء أما جدي فسرت يداه ورجلاه ورمي به في النار فنجاه الله منها وجعلت عليه بردا وسلاما وأما أبي فوضعت السكين عل قفاه ففداه الله وأما أنا فكان لي ابن وهو أحب أولادي إلي فذهب به إلى البرية ثم أتوني بقميصه ملطخا بالدم وقالوا قد أكله الذئب فذهبت عيناي من بكائي عليه ثم كان لي ابن وكان أخاه من أمه وكنت أتسلى به فذهبوا به ثم رجعوا وقالوا إنه سرق وإنك حبسته لذلك وإنا أهل بيت لا نسرق ولا نلد سارقا فإن رددته علي وإلا دعوت عليك دعوة تدرك السابع من ولدك والسلام
قلت سيأتي ذكر هذا الكتاب من رواية الدارقطني والترمذي الحكيم في الصافات وليس فيه هذا اللفظ ولكن رواه بهذا اللفظ الواحدي في تفسيره الوسيط أخبرنا أبو حامد بن أبي حامد العدل حدثنا محمد بن عبد الله الضبي حدثنا أبو بكر ابن أبي نصر الدراوردي حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد حدثنا سليمان بن منصور ابن عمار حدثني أبي ثنا يوسف بن الصباح الفزاري عن عبد الله بن يونس عن أبي فروة قال لما كان من أمر الإخوة ما كان كتب يعقوب إلى يوسف وهو لا يعلم أنه يوسف بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله أما بعد فإنا أهل بيت... إلى آخره سواء وزاد قال فلما قرأ يوسف الكتاب لم يتمالك البكاء وعيل صبره
انتهى
642 الحديث التاسع عشر
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بعضادتي باب الكعبة يوم الفتح
177

فقال لقريش (ما ترونني فاعلا بكم) قالوا نظن خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت فقال (أقول ما قال أخي يوسف * (لا تثريب عليكم اليوم) *)
الآية
قلت رواه النسائي في سننه الكبرى في تفسيره سورة الإسراء من حديث سلام بن مسكين عن ثابت البناني عن عبد الله بن أبي رباح عن أبي هريرة قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة... إلى أن قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طاف بالبيت فجعل يمر بتلك الأصنام فيطعنها بسية القوس ويقول * (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) * حتى إذا فرغ وصلى جاء فأخذ بعضادتي الباب ثم قال (يا معشر قريش ما تقولون) قالوا نقول ابن أخ وابن عم رحيم كريم ثم أعاد عليهم القول فقالوا مثل ذلك فقال (أقول كما قال أخي يوسف * (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) *)
مختصر
ورواه كذلك البيهقي في دلائل النبوة في فتح مكة
ورواه الثعلبي بلفظ المصنف حدثني الحسين بن محمد بن فنجويه حدثني مخلد بن الحسن بن علوية حدثنا إسماعيل بن عيسى حدثنا إسحاق بن بشر عن ابن سمعان عن عطاء عن ابن عباس قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بعضادة الباب يوم فتح مكة وقد لاذ الناس بالبيت فقال (الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ثم قال (ما تظنون بي) قالوا نظن خيرا... إلى آخره
وكذلك رواه ابن هشام في السيرة في فتح مكة عن ابن إسحاق قال حدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة فقال (لا إله إلا الله وحده...) إلى آخر لفظ الثعلبي
ورواه الأزرقي في تاريخ مكة عن طاوس أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بعضادتي باب الكعبة... إلى آخره وقال فيه وقد قدرت فأسجح
178

ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة... إلى آخر لفظ الثعلبي
وعن أبي عبيد رواه ابن فنجويه في كتاب الأموال بسنده ومتنه
ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني علي بن محمد بن عبيد الله عن منصور الحجبي عن أمة صفية بنت شيبة عن برة بنت أبي تجراة قالت أنا أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من البيت فوقف على الباب وأخذ بعضادتي الباب ثم أشرف على الناس وهم جلوس حول الكعبة فقال (الحمد لله الذي صدق وعده...) إلى آخر لفظ الثعلبي
643 الحديث العشرون
روي أن أبا سفيان لما جاء ليسلم قال له العباس إذا أتيت الرسول صلى الله عليه وسلم فاتل عليه * (لا تثريب عليكم) * ففعل فقال عليه السلام (غفر الله لك ولمن علمك)
قلت غريب جدا
644 الحديث الحادي والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (علموا أرقاءكم سورة يوسف فإنه أيما مسلم تلاها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله عليه سكرات الموت وأعطاه القوة ألا يحسد مسلما)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم المدائني حدثنا هارون ابن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال
179

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء وهو حديث ضعيف فإن سلام بن سليم ويقال سلم متروك وهارون بن كثير قال أبو حاتم مجهول
قال ابن كثير في تفسيره وقد ساق له الحافظ ابن عساكر متابعا من طريق القاسم بن الحكم عن هارون بن كثير به
ومن طريق شبابة عن مخلد بن عبد الواحد البصري عن علي بن زيد بن جدعان وعن عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكر نحوه قال وهو منكر من سائر طرقه
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المذكور في سورة يونس
180

سورة الرعد
181

سورة الرعد
ذكر فيها عشرة أحاديث
645 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد العيش ولولا وعيده وعقابه لاتكل كل أحد)
قلت رواه ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد ابن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال لما نزلت هذه الآية * (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لولا عفو الله وتجاوزه...) الحديث إلى آخره
وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره وهو مرسل
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط أخبرنا نصر بن بكر بن أحمد بن الحسين حدثنا عبد الله بن محمد بن نصير أنا محمد بن أيوب حدثنا موسى بن إسماعيل به
646 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول (سبحان من يسبح الرعد بحمده)
وكان إذا اشتد الرعد يقول (اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك)
قلت هما حديثان
فالأول رواه الطبري في تفسيره حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو أحمد حدثنا
183

إسرائيل عن ليث عن رجل عن أبي هريرة رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع الرعد قال (سبحان من يسبح الرعد بحمده)
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد ابن يحيى حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا أبو أحمد حدثنا عتاب بن زياد عن رجل عن أبي هريرة رفع الحديث... إلى آخره
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب موقوفا على عبد الله بن الزبير وموقوفا على ابن عباس
ورواه الطبراني في كتاب الدعاء موقوفا على كعب بن مالك
وذكره الثعلبي عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير سند
والثاني رواه الترمذي في جامعه في كتاب الدعوات والنسائي في اليوم والليلة من حديث الحجاج بن أرطأة عن أبي مطر عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال (اللهم لا تقتلنا بغضبك...) إلى آخره قال الترمذي حديث غريب
انتهى
وكذلك رواه أحمد في مسنده وأبو يعلي الموصلي والحاكم في مستدركه والبخاري في كتاب المفرد في الأدب
647 الحديث الثالث
عن ابن عباس أن اليهود سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد ما هو فقال (ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب)
قلت رواه الترمذي في التفسير والنسائي في العشرة عن عبد الله بن
184

الوليد عن بكير بن شهاب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أخبرنا يا أبا القاسم عن الرعد ما هو قال (ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله) قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال (زجرة بالسحاب إذا زجره حيث ينتهي إلى حيث أمر) قالوا صدقت
مختصر
قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب
ورواه أحمد في مسنده وعند الطبراني في معجمه الوسط في آخر ترجمة المحمدين عن أبي عمران الجوني حدثنا ابن جريج عن عطاء عن جابر بن عبد الله أن خزيمة بن ثابت وليس بالأنصاري سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد قال (هو ملك بيده مخراق إذا رفع برقت وإذا زجر رعدت وإذا ضربت صعقت) مختصر
648 الحديث الرابع
روي أن أربد أخا لبيد بن ربيعة العامري قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفد عليه مع عامر بن الطفيل قاصدين لقتله فرمى الله عامرا بغدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية وأرسل على أربد صاعقة فقتلته أخبرني عن ربنا أمن نحاس هو أم من حديد
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أقبل عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة وهما عامدان يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكر القصة بطولها وفيها اللفظ المذكور
ورواه النسائي مختصرا من حديث علي بن أبي سارة الشيباني عن ثابت عن أنس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلا إلى رجل من فراعنة العرب أن ادعه لي) قال يا رسول الله إنه أعتى من ذلك قال (اذهب فادعه)
فأتاه وقال إن رسول الله يدعوك قال أرسول الله وما الله أمن ذهب هو أم من فضة
185

أو من نحاس فرجع فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قال فبعثه إليه فأعاد عليه فلما كان في الثالثة بعث الله سحابة حيال رأسه نزلت منها صاعقة ذهبت بقحف رأسه وأنزل الله " ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء " الآية
انتهى
ورواه كذلك أبو يعلي الموصلي في مسنده والطبري في تفسيره
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بعلي بن أبي سارة وقال لا يتابعه عليه إلا من هو مثله أو دونه
انتهى
ورواه البزار في مسنده والبيهقي في دلائل النبوة من حديث ديلم بن غزوان عن ثابت عن أنس نحوه سواء قال البزار وديلم هذا بصري صالح
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه لم يقل فيه أخبرني عن ربنا أمن نحاس هو أو من حديد فقال حدثنا مسعدة بن سعد العطار حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني عبد العزيز بن عمران حدثني عبد الرحمن وعبد الله ابنا زيد بن أسلم عن أبيهما عن عطاء بن يسار عن ابن عباس أن أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر ابن كلاب وعامر بن الطفيل بن مالك قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيا إليه وهو جالس فجلسا بين يديه فقال عامر بن الطفيل يا محمد ما تجعل لي إن أسلمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم) قال عامر بن الطفيل أتجعل لي الأمر من بعدك إن أسلمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوليس
لك ولا لقومك ولكن لك أعنة الخيل) فقال أنا الآن في أعنة خيل نجد اجعل لي الوبر ولك المدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا) فلما قفا من عنده قال عامر أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا فقال (يمنعك الله من ذلك) فلما خرج أربد وعامر قال عامر يا أربد إذا اشتغل عنك محمد بالحديث فاضربه بالسيف فإن الناس إذا قتلت محمدا لم يزيدوا على أن يرضوا بالدية ويكرهوا الحرب وسنعطيهم الدية قال أربد أفعل فأقبلا راجعين إليه فقال عامر يا محمد قم معي أكلمك فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلسنا إلى الجدار
186

ووقف معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسل أربد السيف فلما وضع يده على السيف يبست يده فلم يستطع أن يسله فأبطأ أربد على عامر بالضرب فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما صنع فانصرف عنهما فلما خرج عامر وأربد من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالحرة نزلا فخرج إليهما سعد بن معاذ وأسيد بن حضير فقالا اشخصا يا عدوي الله لعنكما الله فقال عامر من هذا يا سعد فقال هذا أسيد بن حضير الكاتب فخرجا حتى إذا كانا بالرقم أرسل الله على أربد
صاعقة فقتلته وخرج عامر حتى إذا كان بالحريم أرسل الله عليه قرحة فأدركه الليل في بيت امرأة من بني سلول فجعل يمس قرحته في حلقه ويقول غدة كغدة البعير في بيت سلولية ترغب أن يموت في بيتها ثم ركب فرسه فأحضره حتى مات عليه فأنزل الله فيهما " الله أعلم ما تحمل كل أنثى " إلى قوله * (من وال) *
انتهى
وعن الطبراني رواه ابن مردويه في تفسيره بسنده ومتنه
649 الحديث الخامس
في الحديث (ولا تجعله علينا ماحلا مصدقا)
قلت غريب بهذا اللفظ والذي وجدته في الحديث المرفوع (القرآن شافع مشفع وماحل مصدق) روي من حديث جابر وأنس وعن معقل بن يسار ومن حديث ابن مسعود
فحديث جابر رواه ابن حبان في صحيحيه من حديث أبي سفيان عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (القرآن شافع مشفع وماحل مصدق من جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه قاده إلى النار)
انتهى
ومن حديث أنس رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن حدثنا حجاج عن ابن جريج قال حدثت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
187

صلى الله عليه وسلم (القرآن شافع مشفع وماحل مصدق ومن شفع له يوم القيامة نجا ومن محل به كبه الله في النار)
انتهى
وفيه انقطاع وحجاج ضعيف
وحديث معقل بن يسار رواه الحاكم في مستدركه في فضائل القرآن من حديث عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اعملوا بالقرآن أحلوا حلاله وحرموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله وإلى أولي العلم كيما يخبروكم وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وليسعكم القرآن وما فيه من البيان فإنه شافع مشفع وماحل مصدق وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه وياسين والخواتيم من ألواح موسى وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش)
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع بسنده ومتنه
وحديث ابن مسعود رواه الطبراني في معجمه من حديث الربيع بن بدر عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود مرفوعا بلفظ ابن حبان
وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي وائل شقيق بن سلمة وكذلك البيهقي في شعب الإيمان ثم نقل عن ابن عدي أنه قال هذا الحديث يعرف بالربيع ابن بدر وقد رواه عبد الله بن الأجلح عن الأعمش فوقفه
انتهى
650 الحديث السادس
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهما يعني عامر بن الطفيل وأربد فقال (اللهم اخسفهما بما شئت)
فأجيب فيهما
قلت لم يتقدم هذا فيما مضى من الأحاديث ولكن ذكر الواحدي في أسباب النزول حديث أربد وعامر عن ابن عباس من غير سند قال نزلت هذه
188

الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه يا رسول الله هذا عامر بن طفيل قد أقبل نحوك فقال (دعه إن يرد الله به خيرا يهده) فأقبل حتى قام عليه فقال يا محمد ما لي إن أسلمت قال (لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم) قال تجعل لي الأمر بعدك قال (أوليس
ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء) قال فتجعلني على الوبر وأنت على المدر قال (لا)
قال فماذا تجعل لي قال (لك أعنة الخيل) قال أو أوليس
ذلك اليوم إلي وكان أوصى به أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف فلما دار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم واخترط من سيفه قدر شبر حبسه الله عنه فلم يقدر على سله وجعل عامر يومي عليه فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال (اللهم اخسفهما بما شئت) فأرسل الله على أربد صاعقة في يوم صائف فأحرقته وولى عامر هاربا فخرجت على ركبته غدة ونزل عامر بيت امرأة سلولية وهو يقول غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية ثم خرج فمات على ظهر فرسه فأنزل الله فيه هذه الآية * (سواء منكم من أسر القول ومن جهر به) * الآية
انتهى
651 الحديث السابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار "
قلت رواه الطبري في تفسيره حدثني المثنى حدثنا سويد حدثنا ابن المبارك عن إبراهيم بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن إبراهيم التميمي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم (يأتي قبور الشهداء عند رأس الحول فيقول " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " قال وكان أبو بكر وعثمان يفعلون ذلك
انتهى
ورواه عبد الرزاق في مصنفه في الجنائز أخبرنا رجل من أهل المدينة عن
189

سهيل بن أبي صالح عن محمد بن إبراهيم التيمي... فذكره سواء وهذا معضل
وذكره الواقدي في كتاب المغازي في غزوة أحد هكذا من غير سند
652 الحديث الثامن
روي أن أبا جهل بن هشام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم سير بقراءتك الجبال عن مكة حتى يتسع لنا فنتخذ فيها البساتين والقطائع كما سخرت لداود إن كنت نبيا كما تزعم فلست بأهون على الله من داود أو سخر لنا به الريح لنركبها ونتجر إلى الشام ثم نرجع في يومنا فقد شق علينا قطع المسافة البعيدة كما سخرت لسليمان أو ابعث لنا رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا منهم قصي بن كلاب فنزلت " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " الآية
قلت غريب بهذا اللفظ
ويقرب منه ما رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده وابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن إسماعيل بن علي الأنصاري حدثنا خلف بن تميم المصيصي عن عبد الجبار ابن عمر الأيلي عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم عن جدته أم عطاء مولاة الزبير قالت سمعت الزبير بن العوام يقول لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * صاح رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا آل عبد بني مناف) فجاءته قريش فحذرهم وأنذرهم فقالوا تزعم أنك نبي يوحى إليك وأن سليمان سخر له الريح والجبال وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيى الموتى فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا الأرض أنهارا فنتخذها محارث فنزرع ونأكل وادع الله أن يحيى لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا أو ادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء قال فبينما نحن حوله إذ نزل عليه
190

الوحي فلما سري عنه قال (والذي نفسي بيده لقد أعطاني الله ما سألتم ولو شئت لكان ولكن أخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم إنه معذبكم عذابا لا يعذبه أحدا من
العالمين) فنزلت " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " الآية
انتهى
حديث آخر رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في المغازي حدثنا أبو أسامة حدثنا مجالد عن الشعبي قال قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت نبيا كما تزعم فباعد جبلي مكة أخشبيها هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة فإنها ضيقة حتى نزرع فيها ونرعى وابعث لنا آباءنا من الموت حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت أنك فعلته فأنزل الله " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى " وهو مرسل
انتهى
حديث آخر روى ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبو زرعة حدثنا أبو منجاب ابن الحارث أنا بشر بن عمارة حدثنا عمر بن حسان عن عطية العوفي قال قلت له " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال " الآية قال قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم لو سيرت لنا جبال مكة حتى نتسع فنحرث فيها أو قطعت بنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيى الموتى لقومه فأنزل الله هذه الآية قال فقلت له هل ترون هذا الحديث عن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
انتهى
ورواه ابن مردويه عن بشر بن عمارة به
653 الحديث التاسع
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال يبعث السرايا فنغير حول مكة ونختطف منهم ونصيب من مواشيهم
قلت في صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
191

أبا بكر إلى فزارة... فذكره في السيرة في ذكر سيرة ابن أبي حدرد قال ابن إسحاق قال ابن أبي حدرد تزوجت امرأة من قومي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه على نكاحي... إلى أن قال وأقبل رجل من بني جشم حتى نزل بقومه ومن معه بالغابة يريد أن يجمع قيسا على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين من المسلمين فقال (اخرجوا إلى هذا الرجل حتى تأتوا منه بخبر) وخرجنا ومعنا سلاحنا من النبل والسيوف فجئناها مع غروب الشمس فكمنت في ناحية وأمرت صاحبي فكمنا في ناحية أخرى ننتظر غرة القوم وأن نصيب منهم شيئا فمر بي راع لهم يسوق إبلا وغنما فنفحته بسهم فوقع في فؤاده ووثبت إليه فجززت رأسه وكبرت وكبر صاحباي واستقنا إبلا عظيمة وغنما كثيرة فجئنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجئت برأسه أحمله فأعانني رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الإبل بثلاثة عشر بعيرا في صداقي فجمعت إلي أهلي
مختصر
وذكر ابن سعد والواقدي في سرية قطبة بن عامر قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قطبة بن عامر في عشرين رجلا إلى حي من خثعم بناحية تبالة وأمره أن يشن الغارة أي يفرقهم في كل مكان فخرجوا على عشرة أبعرة يعتقبونها وشن عليهم الغارة وأقاموا حتى ناموا ثم أغاروا عليهم فاقتتلوا حتى أكثر الجرحى في الفريقين جميعا وقتل قطبة بن عامر وساقوا الإبل والشاء والنساء إلى المدينة وقسمت فيهم فكانت سهمانهم أربعة أبعرة والبعير يعدل بعشر من الغنم بعد أن أخرج الخمس
وذكر ابن سعد في الطبقات في سرية عكاشة بن محصن في جماعة إلى الغمر على يومين من المدينة ماء لبني أسد فأغار عليهم واستاق مائتي بعير فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وذكر أيضا سرية أبي عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة ليلة من المدينة في أربعين رجلا فأغاروا على بني ثعلبة وأخذوا نعما من نعامهم ورثة من متاعهم وقدموا به المدينة فخمسه عليه السلام
192

وذكر أيضا سرية زيد بن حارثة إلى بني سليم بالجموم وهي بطن نخل فأصابوا منه نعما وشاء وأسرى
وذكر أيضا سرية زيد بن حارثة إلى الطرف على ستة وثلاثين ميلا من المدينة فخرج إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلا فأصاب نعما وشاء
وذكر أيضا سرية زيد بن حارثة إلى العيص على أربع ليال من المدينة وذكره الواقدي في المغازي وذكر التي قبلها أيضا في مائة وسبعين راكبا حين بلغه أن عيرا لقريش أقبلت من الشام فأخذوها وما فيها وأخذوا فضة كثيرة لصفوان بن أمية وأسروا أناسا منهم أبو العاص بن الربيع وقدموا بهم المدينة فاستجار أبو العاص بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجارته
وذكر أيضا سرية علي بن أبي طالب إلى بني سعد بن بكر بفدك على ست ليال من المدينة في مائة رجل فأغار عليهم وأخذ خمسمائة بعير وألفي شاة... وذكره الواقدي
ثم ذكر سرية محمد بن سلمة إلى القرطاء بطن من بني بكر بن كلاب على سبع ليال من المدينة وأمره أن يشن الغارة فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى فأغار عليهم وقتل منهم نفرا وهرب سائرهم واستاق مائة وخمسين بعيرا وثلاثة آلاف شاة ولم يتعرض للطعن وانحدر إلى المدينة فخمس عليه السلام ما جاء به وذكرها الواقدي
ثم ذكر سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة عن المدينة بثمانية برد في مائة وثلاثين رجلا فقتل من بني عوال وبني عبد بن ثعلبة واستاقوا نعما وشاء فقدموا به المدينة ولم يأسروا أحدا وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد الرجل الذي قال لا إله إلا الله
ثم ذكر سرية أبي قتادة إلى أرض محارب بنجد قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
193

أبا قتادة إلى أرض محارب في خمسة عشر رجلا فهجموا على حاضر منهم فقتلوا منهم واستاقوا من الإبل مائتي بعير ومن الغنم ألفي شاة وسبوا سبيا كثيرا ورجعوا إلى المدينة
ثم ذكر سرية علي بن أبي طالب إلى اليمن يقال مرتين أحدهما في شهر رمضان سنة عشرة من الهجرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا إلى اليمن وعقد له لواء وقال له امض ولا تلتفت فإذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك) فخرج في ثلاثمائة فارس حتى نزل في بلاد مذحج ففرق أصحابه عليها فأتوا بنهب وغنائم ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك وجعل علي عليها بريدة بن الحصيب ثم لقي جمعهم فدعاهم إلى الإسلام فأبوا فقاتلهم حتى هزمهم وقتل منهم عشرين رجلا ثم دعاهم إلى الإسلام فأسرعوا وأجابوا وبايعه نفر من رؤسائهم على الإسلام وقالوا نحن على من وراءنا من قومنا وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله ثم قفل علي فوافى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قد قدمها للحج سنة عشرة
وروى الواقدي في المغازي حدثني ابن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة عن عمرو بن الحكم قال بعث رسول صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب في أربعة في أربعة وعشرين رجلا إلى جمع من هوازن بالسبي وأمرهم أن يغيروا عليهم فخرج وكان يسير الليل ويكمن النهار حتى صبحهم وهم غارون فأصابوا نعما كثيرا وشاء ونساء فاستاقوا ذلك كله حتى قدموا المدينة وكانت سهامهم خمسة عشر بعيرا لكل رجل وعدلوا البعير بعشرة من الغنم وغابت السرية خمسة عشر يوما
انتهى
وروي أيضا حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز عن عبد الله بن أبي بكر ابن حزم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في خمسين ومائة رجل على مائة بعير وخمسين فرسا ليهدم الفلس وهو صنم لطيئ وأمره أن يشن الغارة فساروا حتى عاروا على أحياء من العرب وهدم الفلس وخربه وشن الغارة
194

مع الفجر فسبوا حتى ملوا أيديهم من السبي والنعم والشاء وسبي يومئذ أخت عدي بن حاتم وهرب أخوها عدي ثم انصرفوا راجعين إلى المدينة وأنزلت أخت عدي بيت رملة بنت الحارث وكانت تقول إذا مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أهلك الوالد وغاب الوافد فامنن علينا من الله عليك فمن النبي عليه الصلاة والسلام في اليوم الرابع ووصلها
مختصر
سرية خضرة قال الواقدي في المغازي حدثني محمد بن سهل بن أبي خيثمة عن أبيه قال عبد الله بن أبي حدرد تزوجت امرأة من قومي فلم أجد شيئا أصدقها فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه فقال لي (ما وافقت عندنا شيئا ولكني أجمعت أن أبعث أبا قتادة في أربعة عشر رجلا نحو غطفان فأخرج معهم فعسى أن تصيب شيئا) قال فخرجت معهم إلى غطفان نحو نجد نسير الليل ونكمن النهار حتى جئنا غطفان فهجمنا على حاضر عظيم منهم وجردنا سيوفنا وكبرنا فقتلنا منهم وسبينا واستقنا الشاء والنعم
قال الواقدي وحدثني عبد الله بن جعفر عن جعفر بن عمرو قال غابوا خمس عشرة ليلة وجاءوا بمائتي بعير وألف شاة وسبوا النساء كثيرا وكانت سهمانهم بعد الخمس اثني عشر بعيرا لكل رجل والبعير يعدل بعشر من الغنم قال ابن أبي حدرد فدخلت بزوجتي ورزقني الله خيرا كثيرا
مختصر
654 الحديث العاشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات بوزن كل سحاب مضى وكل سحاب يكون إلى يوم القيامة وبعث يوم القيامة من الموفين بعهد الله)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم بن أحمد الفارسي بقراءتي
195

عليه حدثنا أبو عمر إسماعيل بن محمد بن أحمد بن يوسف السلمي حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد البوسنجي حدثنا سعيد بن حفص قال قرأت على معقل ابن عبد الله عن عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره كما تقدم إسناده في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط حدثنا أبو سعد أحمد بن محمد بن علي الخفاف حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر بالإسناد المتقدم في يونس
196

سورة إبراهيم عليه السلام
197

سورة إبراهيم عليه السلام
ذكر فيها ستة أحاديث
655 الحديث الأول
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من أذى جاره ورثه الله داره)
656 الحديث الثاني
عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم إن الله ضرب مثل المؤمن بشجرة فأخبروني ما هي) فوقع الناس في شجر البوادي وكنت صبيا فوقع في قلبي أنها النخلة فهبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصغر القوم وروي فمنعني مكان عمر واستحييت فقال عمر يا بني لو كنت قلتها لكان أحب إلي من حمر النعم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها (النخلة)
قال الطيبي ويوجد في بعض النسخ ابن عباس وليس بصحيح
قلت رواه البخاري في صحيحه في العلم وفي البيوع وفي الأطعمة ومسلم في صفة القيامة من حديث مجاهد عن ابن عمر قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بحمار فقال (إن من الشجر شجرة مثلها كمثل المسلم) فأردت أن أقول هي النخلة فإذا أنا أصغر القوم فسكت فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هي
199

النخلة) وزاد مسلم فذكرت ذلك لعمر فقال لأن يكون قلت هي النخلة أحب إلي من كذا وكذا انتهى
657 الحديث الثالث
عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قبض روح المؤمن فقال (ثم تعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه في قبره ويقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي)
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب السنة من حديث المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار قال فانتهينا إلى القبر ولما يلحد بعد قال فقعدنا حول النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينظر إلى السماء يرفع بصره ويخفضه ثم قال (إني أعوذ بك من عذاب القبر...) إلى أن قال (ثم يعاد روحه إلى جسده فتأتيه الملائكة فيقولون من ربك فيقول الله فيقولون وما دينك فيقول الإسلام فيقولون ما هذا الرجل الذي خرج فيكم فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي)
مختصر
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
انتهى
ورواه أحمد وابن راهويه وابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم بطوله
وهو في الصحيحين مختصر أخرجاه عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب مرفوعا قال " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
200

الآخرة) نزلت في عذاب القبر يقال له من ربك فيقول ربي الله ونبيي محمد فذلك قوله تعالى * (يثبت الله الذين آمنوا) * الآية
انتهى
658 الحديث الرابع قال المصنف ومنه قوله (من غشنا فليس منا)
قلت هو حديث مرفوع روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود ومن حديث الحارث بن سعيد النخعي ومن حديث أبي بردة ومن حديث أبي الحمراء ومن حديث أبي موسى ومن حديث علي ومن حديث ابن عباس ومن حديث ابن عمر ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث عبد الله بن أبي ربيعة
أما حديث أبي هريرة فرواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان من حديث أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حمل علينا السيف فليس منا ومن غشنا فليس منا)
انتهى
وأما حديث ابن مسعود فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع الرابع والثمانين من القسم الثاني من حديث عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار)
انتهى
وأما حديث الحارث بن سعيد النخعي فرواه الحاكم في مستدركه في البيوع من حديث عبد الله بن عيسى عن عمير بن سعيد عن عمه واسمه الحارث بن سعيد النخعي قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع فرأى طعاما يباع في غرائر فأدخل يده فأخرج شيئا كرهه فقال (من غشنا فليس منا)
انتهى
وقال حديث صحيح
وأما حديث أبي بردة فرواه ابن أبي شيبة في مسنده حدثنا أسود بن عمرو حدثنا شريك عن عبد الله بن عيسى عن جميع بن عمير عن خاله أبي بردة بن
201

نيار أن النبي صلى الله عليه وسلم... بنحوه
ورواه النسائي في كتاب الكنى أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا أبو المنذر يحيى بن المنذر الكندي شيخ صدوق أنا شريك عن عبد الله بن عيسى به سواء
وأما حديث أبي الحمراء فرواه ابن أبي شيبة أيضا حدثنا فضل بن دكين عن يونس عن أبي داود عن أبي الحمراء مرفوعا... نحوه
قال الترمذي في علله الكبرى بعد أن رواه بسنده سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال لا يصح لأبي الحمراء عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأبو داود نفيع الأعمى ذاهب الحديث لا أكتب حديثه قلت فأبو الحمراء ما أسمه فلم يعرفه
انتهى
ورأيت في حاشية بخط بعض الفضلاء أبو الحمراء ذكره في الصحابة ابن أبي خيثمة وابن أبي حاتم والبغوي وذكره العسكري أيضا في الصحابة وسماه هلال بن الحارث مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال وكذلك ذكره ابن عساكر في التاريخ في موالي النبي صلى الله عليه وسلم قال وسماه هلال بن الحارث
وأما حديث أبي موسى فرواه الطبراني في معجمه حدثنا أبو حسين القاضي حدثنا يحيى الحماني حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من غشنا فليس منا) انتهى
ورواه في الوسط حدثنا العباس بن الربيع بن ثعلب حدثنا أبي حدثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن عبد الله بن عيسى حدثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى عن مجمع بن بحر عن أبي بردة عن أبي موسى
وأما حديث علي فرواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس والسبعين
202

من طريق عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا القعنبي أن حسين بن عبد الله بن ضميرة حدثهم عن أبيه عن جده عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوليس
منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا وليس منا من غشنا ولا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب للناس ما يحب لنفسه)
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه من حديث إسماعيل بن أبي أويس حدثنا حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده مرفوعا نحوه ولم يذكر فيه عليا ذكره في ترجمة ضميرة بن أبي ضميرة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأما حديث ابن عباس فرواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا عبد العزيز ابن محمد عن ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا (من غشنا فليس منا)
انتهى
وبهذا الإسناد رواه الطبراني في معجمه
وأما حديث ابن عمر فرواه إسحاق بن راهويه في مسنده أيضا أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا يحيى بن المتوكل عن القاسم بن عبيد الله عن عمه سالم بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر في السوق بطعام لرجل فأدخل يده فيه فأخرج منه شيئا أوليس
كالظاهر فأنف بصاحبه ثم قال لرجل معه (ناد في الناس أوليس
منا من غشنا)
انتهى
وعن ابن راهويه رواه النسائي في الكنى لم يذكر فيه قصة الطعام ثم قال وأبو عقيل يحيى بن المتوكل أثنى عليه أبو بكر بن عياش
انتهى ولم يضعفه هو بشيء
ورواه البزار في مسنده حدثنا محمد بن معمر حدثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثنا أبو معشر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من غشنا فليس منا)
انتهى
وسكت عنه
203

ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بيحيى بن المتوكل أبي عقيل الباهلي وضعفه عن النسائي وأحمد وابن معين والسعدي والفلاس ووافقهم
وأما حديث البراء فرواه البخاري في تاريخه الكبير في ترجمة سعيد بن ميمون قال قال لي منصور عن محمد بن عيسى الواشبي أنه سمع شريكا عن سعيد بن ميمون عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من غشنا فليس منا)
انتهى
وله لفظ آخر عند الطبراني في معجمه رواه من حديث قيس بن أبي عرزة الغفاري ويقال الجهني ويقال البجلي وكان من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل يبيع طعاما فقال له (يا هذا أسفل هذا الطعام مثل أعلاه) قال نعم فقال عليه السلام (من غش المسلمين فليس منهم)
انتهى
وأما حديث عائشة فرواه البزار في مسنده من حديث أبي علي الحنفي حدثنا أبو هارون السامي عن الحكم بن عيينة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من غشنا فليس منا)
انتهى
وقال لا نعلمه يروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد
انتهى
وأما حديث أنس فرواه أبو نعيم في جزء وضعه في جمع طرق حديث (من غشنا فليس منا) فقال حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا علي بن المبارك الصنعاني حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن هلال عن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة عن أنس بن مالك مرفوعا (من غشنا فليس منا)
وأما حديث عبد الله بن أبي ربيعة فرواه أبو نعيم أيضا حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا سعيد بن عمرو حدثنا حاتم ابن إسماعيل حدثنا إسماعيل بن إبراهيم المخزومي عن أبيه عن جده عن عبد الله بن أبي ربيعة مرفوعا نحوه
وأخرج الطبراني حديث البراء في معجمه الوسط عن سوار بن مصعب عن مطرف بن طريف عن أبي الجهم عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم مر
204

بطعام فأدخله فيه وقال (من غشنا فليس منا)
انتهى
659 الحديث الخامس
في الحديث (ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن)
قلت رواه البخاري في صحيحه في فضائل القرآن ومسلم في الصلاة من حديث محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن)
انتهى
وأعاده في سورة الانشقاق
660 الحديث السادس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة إبراهيم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل من عبد الأصنام وعدد من لم يعبدها)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم المدائني حدثنا هارون بن كثير حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره كما تقدم في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
205

سورة الحجر
207

سورة الحجر
ذكر فيها تسعة أحاديث
661 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه (واجعله الوارث منا)
قلت رواه الترمذي في كتابه في الدعوات والنسائي في اليوم والليلة من حديث ابن المبارك حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن خالد بن أبي عمران عن ابن عمر قال قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهذه الدعوات لأصحابه (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأبصارنا وأسماعنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا)
انتهى
قال الترمذي حديث حسن وقد رواه بعضهم عن خالد بن أبي عمران عن نافع عن ابن عمر
انتهى
قيل وصححه الحاكم من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة أيضا
أما حديث أبي هريرة فرواه الحاكم في كتاب الدعاء من المستدرك من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري)
انتهى
وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
209

وأما حديث ابن عمر فرواه من حديث الليث بن سعد أن خالد بن أبي عمران حدث عن نافع عن ابن عمر... فذكره بلفظ السنن وقال صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ولعل هذا السند هو الذي أشار إليه الترمذي
ورواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمود بن محمد المروزي حدثنا داود بن رشيد حدثنا عبد الله بن جعفر عن موسى بن عقبة عن الحسن بن محمد ابن علي عن أبيه عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو (اللهم متعني بسمعي وبصري حتى تجعله الوارث مني وعافني في ديني وانصرني على من ظلمني)
مختصر
وهذا الذي أشار إليه رواه النسائي في اليوم والليلة والبزار في مسنده من حديث عبد الله بن الحكم أنا بكر عن عبيد الله بن زحر عن خالد بن أبي عمران عن ابن عمر... فذكره قال البزار وعبيد الله بن زحر لين الحديث وقد تفرد
ورواه البزار أيضا من حديث حمزة الزيات عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين)
انتهى وقال لا نعلم رواه عن حبيب إلا حمزة
وبالسند والمتن المذكورين رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده
وحديث أبي هريرة رواه الترمذي أيضا في أخر الدعوات حدثنا يحيى بن موسى حدثنا جابر بن نوح حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ الحاكم إلا أنه قال (وخذ منه بثأري...) وقال حسن غريب من هذا الوجه
انتهى
210

662 الحديث الثاني
روي أن امرأة حسناء كانت في المصليات خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بعض القوم يستقدم ليلا ينظر إليها وبعض القوم يستأخر لينظر إليها فنزلت * (ولقد علمنا المستقدمين منكم) * الآية
قلت رواه الترمذي في التفسير والنسائي وابن ماجة في الصلاة من حديث نوح بن قيس الحداني عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي عن ابن عباس قال كانت امرأة حسناء من أحسن الناس تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لأن لا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطه فأنزل الله تعالى * (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين) *
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والخمسين من القسم الثالث والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في السادس والثلاثين
ورواه أحمد والبزار وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما وكذلك أبو يعلي الموصلي والطبراني في معجمه قال البزار لا نعلم رواه إلا ابن عباس ولا طريقا إلا هذه الطريق
انتهى
والترمذي في كتابه سكت عنه لم يصححه ولم يحسنه وإنما قال وقد روى هذا الحديث جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك فلم يذكر فيه ابن عباس وهو أشبه أن يكون أصح من حديث نوح
انتهى
وهذا الذي أشار إليه رواه عبد الرزاق في تفسيره عن جعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك به مرسلا
663
قوله عن الحارث الأعور قال كنت جاسا عند علي بن أبي طالب
211

إذ جاء ابن طلحة فقال له علي مرحبا بك يا ابن أخي أما والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله تعالى فيهم * (ونزعنا ما في صدورهم من غل) * فقال له قائل كلا الله أعدل من أن يجمعك وطلحة في مكان واحد قال فلمن هذه الآية لا أم لك
قلت روي من حديث الحارث ومن حديث غيره
فحديث الحارث عند الطبراني في معجمه الوسط وعند العقيلي في ضعفاه وابن مردويه في تفسيره وابن سعد في الطبقات قال كنت عند علي بن أبي طالب إذ جاء عمران بن طلحة فقال له علي مرحبا بك يا ابن أخي وأدناه وأجلسه معه ثم قال والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله تعالى * (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا
على سرر متقابلين) * قال الحارث الله أجل وأعدل من ذلك فقال علي فمن هم إذا لا أم لك
انتهى
وأطنب العقيلي في تكذيب الحارث
ورواه الحاكم في مستدركه في الفضائل والطبري في تفسيره عن أبي حبيبة مولى لطلحة قال دخل عمران بن طلحة على علي... فذكره نحوه وصححه
ورواه الحاكم أيضا من حديث ربعي بن حراش قال إني لعند علي جالس إذ جاءه ابن طلحة فسلم عليه فرحب به فقال ترحب بي يا أمير المؤمنين وقد قتلت والدي وأخذت مالي قال أما مالك فهو معزول في بيت المال اغد إليه فخذه وأما أبوك فإني أرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله عز وجل * (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) * فقال رجل من همدان الله أعدل من ذلك قال فمن إذا إن لم نكن أولئك
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
212

664 الحديث الثالث
عن جابر قال مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لنا (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا من أن يصيبكم مثل ما أصابهم) ثم زجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته فأسرع حتى خلفها
قلت غريب من حديث جابر ولكن الثعلبي قال روى ابن عمر وجابر قالا مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر... فذكره إلى آخره
وكذلك قال البغوي في سورة الأعراف روى أبو الزبير عن جابر قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم على الحجر... إلى آخره
والحديث في الصحيحين من رواية ابن عمر رواه البخاري في غير موضع ومسلم في آخر الكتاب من حديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم) ثم زجر فأسرع حتى خلفها
انتهى
وليس في الحديث ذكر الناقة قال النووي حذف للعلم به قال وخلفها بتشديد اللام
انتهى
وزاد في طريق آخر وكان ذلك في غزوة تبوك
665 الحديث الرابع
في الحديث (أوليس
منا من لم يتغن بالقرآن)
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوليس
منا من لم يتغن بالقرآن)
انتهى
213

ورواه أبو داود في سننه في الصلاة من حديث سعد بن أبي وقاص... بنحوه سواء
ورواه أيضا من حديث أبي لبابة... بنحوه وزاد في آخره فقلت لابن أبي مليكة أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت قال يحسنه ما استطاع
انتهى
وزاد في حديث سعد قال وكيع وابن عيينة يعني يستغني به
انتهى
وذهل النووي في كتاب التبيان فعزاه لأبي داود فقط وقال رواه أبو داود بإسنادين جيدين
انتهى
وكذلك الطيبي عزاه لأبي داود فقط ولم يعزه المنذري في مختصره للبخاري
وغلط القرطبي في كتابه التذكار فعزاه لمسلم ولم يعزه للبخاري ولا لأبي داود
ولم يذكره صاحب جامع الأصول في كتابه أصلا
ووهم الحاكم في مستدركه أيضا فقال بعد أن رواه من حديث سعد وقد رواه الشيخان عن أبي هريرة بغير هذا المتن (ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغني القرآن)
انتهى
ذكره في فضائل القرآن
واعلم أن العلماء مختلفون في هذا الحديث على قولين
فمنهم من حمله على الغناء الممدود وهو رفع الصوت به ومنهم من حمله على الغناء المقصور وهو اليساد وقد اختلف فهم الرواة فيه كذلك كما تقدم عند أبي داود والأكثر على الأول واحتجوا بحديث أبي هريرة (ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي تغنى بالقرآن يجهر به) أخرجاه في الصحيحين وفي رواية لهما النبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به وبحديث البراء بن عازب زينوا القرآن بأصواتكم رواه أبو داود في سننه زاد الحاكم في مستدركه فإن حسن الصوت يزيد القرآن حسنا
انتهى
وهذه الزيادة تدفع قول من يجعله على القلب أي زينوا أصواتكم بالقرآن
214

مع أنه ورد بهذا اللفظ روا ه الحاكم في مستدركه من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم (زينوا أصواتكم بالقرآن)
انتهى
وسكت عنه فثبت أن كلا من المعنيين صحيح على حاله ويشهد له أيضا حديث رواه الحاكم أيضا من حديث إسماعيل بن أبي المهاجر عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى قينته)
انتهى
وقال صحيح على شرط الشيخين
انتهى
واحتجوا أيضا بأن تغنى مبني من الممدود لا من المقصور
وأجاب عنه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه غريب الحديث مختارا للقول الثاني ومرجحا له فقال وقد وجدناه مبنيا من المقصور ففي الصحيح وأما التي هي ستر فرجل يظنها تغنيا وتعففا وتغنيا من المقصور مصدر تغنى قال وهو فاش في لغة العرب وأشعارها يقولون تغنيت تغنيا وتغانيت تغانيا بمعنى استغنيت قال المغيرة يعاتب أخاه
(كلانا غني عن أخيه حياته
* ونحن إذا متنا أشد تغنيا)
أي أشد استغناء قال وأيضا فلو كان المراد به تحسين الصوت كما فهم أولئك لاستحق تاركه العقوبة ودخل في الوعيد لقوله صلى الله عليه وسلم
ليس منا من لم يتغن بالقرآن) قال ويدل على صحة ما قلناه ما حدثنا وأسند إلى عابس الغفاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر أشراط الساعة فقال (بيع الحكم وقطيعة الرحم والاستخفاف بالدم وأن يتخذ الناس القرآن مزامير يقدمون الرجل بينهم أوليس
بأفقههم ولا بأعلمهم ولكن ليغنيهم به غناء)
انتهى
وهذا الحديث رواه الحاكم في مستدركه والطبراني في معجمه وغيرهما وليس فيه حجة فإن التغني كما أشار إليه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب فضائل
215

القرآن على نوعين وكلاهما فيه تحسين الصوت ولكن أحدهما يحزن ويذكر الآخرة ولا يصحبه طرب ولا لهو فهذا هو المندوب إليه والآخر يصحبه الطرب واللهو الذي يبسط النفس وتشوق المنكرات فهذا هو المنهي عنه وعليه يحمل حديث عابس
قال وقد ورد ما يدل على ذلك روى الطبراني في معجمه من حديث بقية بن الوليد عن حفص بن مالك الفزاري قال شيخ يسمى أبا محمد يحدث عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل العشق والفسق وأهل الكتابين وسيأتي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح لا يجاوز حناجرهم قلوبهم مفتونة وقلوب من يعجبه شأنهم)
انتهى
ورواه أبو عبيد حدثنا نعيم بن حماد عن بقية عن حفص بن مالك الفزاري به وهو وإن كان حديثا ضعيفا لكن يستأنس به فإن بقية يدلس عن الضعفاء وأبو محمد مجهول قاله ابن عدي
وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى وقال (لقد أوتي مزمارا من مزامير داود)
وقوله لاستحق تاركه العقوبة قلت لا يلزم وليس المراد نفي الدين والملة وإنما المراد نفي الكمال أو نفي ما كانت عليه العرب
قال البيهقي في المعرفة في كتاب الشهادات أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت الربيع يقول سمعت الشافعي يقول أوليس
منا من لم يتغن بالقرآن فقال له رجل يستغني به قال أوليس
هذا معناه إنما معناه يقرؤه تحزينا
قال البيهقي ويؤيد ما قال الشافعي قول النبي صلى الله عليه وسلم (زينو القرآن بأصواتكم) وحديث أبي موسى الأشعري في الصحيحين (لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي هريرة ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن يجهر به قال وروى أنس قال كان أنجشة يحدو بالنساء وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال وكان أنجشة إذا حدا أعنقت الإبل فقال
216

له صلى الله عليه وسلم (ويحك يا أنجشة ارفق بالقوارير) وعن عكرمة قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسير إلى الشام حاديا يحدو فقال (أسرعوا بنا إلى هذا الحادي) وسمع النبي صلى الله عليه وسلم حاديا في ركب من بني تميم فأمره أن يحدو وقال له (إن حادينا ونى من آخر الليل)
ومما يدل للجمهور ما رواه البزار في مسنده من طريق عبد الرزاق أنا عبد الله بن المحرر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن)
انتهى
وهو ضعيف
وفي الفردوس من حديث سعد بن أبي وقاص غنوا بالقرآن
وروى ابن سعد في الطبقات أخبرنا مسلم بن إبراهيم حدثنا سعيد بن رزين حدثنا حماد عن إبراهيم عن علقمة بن قيس قال كنت رجلا قد أعطاني الله حسن الصوت في القرآن وكان عبد الله يستقرئني ويقول اقرأفإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (حسن الصوت تزيين للقرآن)
انتهى
وروى البيهقي في كتاب مناقب الشافعي بإسناده إلى الشافعي أنه قال في قوله عليه السلام (أوليس
منا من لم يتغن بالقرآن) معناه حسن الصوت لا بمعنى يستغني به فذكر له كلام ابن عيينة فقال لو أراد الاستغناء لقال أوليس
منا من لم يستغن فعلمنا أنه إنما أراد التغني انتهى
666 الحديث الخامس
حديث أبي بكر من أوتي القرآن فرأى أن أحدا أوتي من الدنيا أفضل مما أوتي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا
قلت غريب من حديث أبي بكر
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل
217

ابن رافع عن إسماعيل بن عبيد الله بن المهاجر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم (من أعطى القرآن فرأى أن أحدا قد أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله وصغر ما عظم الله ومن قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه)
انتهى
ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في معجمه وروى ابن عدي في كامله عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي عن زيد بن رفيع عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من تعلم القرآن فظن أن أحدا أغنى منه فقد حقر عظيما وعظم صغيرا)
انتهى
وأعله بحمزة هذا وقال إنه يضع الحديث
انتهى
667 الحديث السادس
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم العاصفة والمستعصفة
قال المصنف يقولون للساحرة عاضة
قلت رواه ابن عدي في الكامل من حديث سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن العاصفة والمستعصفة
انتهى
وضعف سلمة ابن وهرام عن أحمد وراويه عن سلمة زمعة بن صالح وهو أيضا فيه مقال قال ابن عدي وأرجو أنه لا بأس بهذه الأحاديث التي يرويها عنه زمعة
انتهى
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث زمعة بن صالح عن سلمة به سواء
وروى عبد الرزاق في مصنفه في كتاب الصلاة أخبرنا بن جريج قال سألت عطاء عن الشعر الذي يوصل في الرأس فقال أما الوصل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة فقال أنس حينئذ وآكل الرباوموكله والشاهد والمكاتب والعاصفة والمستعصفة
فقال عطاء قد سمعنا ذلك
مختصر
218

668 الحديث السابع
عن عروة بن الزبير في قوله تعالى (3 " إنا كفيناك المستهزئين) قال هم خمسة نفر ذوو أسنان وشرف الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث بن الطلاطلة
وعن ابن عباس قال ماتوا كلهم قبل بدر قال جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أكفيكهم فأومأ إلى ساق الوليد فمر بنبال فتعلق بثوبه سهم فلم ينعطف تعظما لأخذه فأصاب عرقا في عقبه فقطعه فمات وأومأ إلى أخمص العاص بن وائل فدخلت فيها شوكة فقال لدغت لدغت وانتفخت رجله حتى صارت كالرحا ومات وأشار إلى عيني الأسود بن المطلب فعمي وأشار إلى أنف الحارث ابن قيس فامتخط قيحا فمات وإلى الأسود بن عبد يغوث وهو قاعد في أصل شجرة فجعل ينطح رأسه بالشجرة وضرب وجهه بالشوكة حتى مات
قلت حديث عروة أخرجه ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان عظماء المستهزئين خمسة نفر من قومه وكانوا ذوي أسنان وشرف في قومهم الأسود بن المطلب وكان عليه السلام دعا عليه لما يبلغه من أذاه فقال (اللهم أعم بصره واثكله ولده) والأسود بن عبد يغوث والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والحارث بن الطلاطلة قال فلما تمادوا في الشر وأكثروا برسول الله صلى الله عليه وسلم الاستهزاء أنزل الله تعالى " فاصدع بما تؤمر " الآية ثم إن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يطوفون بالبيت فقام وقام عليه السلام إلى جنبه فمر به الأسود بن المطلب
219

فرمى في وجهه بورقة خضراء فعمي ومر به الأسود بن عبد يغوث فأشار إلى بطنه فاستسقى بطنه فمات منه ومر به الوليد بن المغيرة فأشار إلى أثر جرح كان بأسفل كعبه أصابه قبل ذلك بسنين وذلك أنه مر برجل من خزاعة يريش نبلا له فتعلق سهم من نبله بإزاره فخدش رجله فانتقض به فقتله ومر به العاص بن وائل فأشار إلى أخمص رجله فخرج على حمار له يريد الطائف فربض به على شبرقة فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته ومر به الحارث بن الطلاطلة فأشار إلى رأسه فامتخط قيحا فقتله
مختصر
ومن طريق ابن إسحاق أيضا رواه أبو نعيم في دلائل النبوة بسنده ومتنه في الباب التاسع والعشرين
وأما حديث ابن عباس فرواه الطبراني في معجمه وأبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة لهما عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى * (إنا كفيناك المستهزئين) * قال هم الوليد بن المغيرة والعاص بن وائل والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب أبو زمعة والحارث بن عطيل السهمي قال أتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراه الوليد بن المغيرة فأومى جبريل عليه السلام إلى أنجله قال (ما صنعت) قال كفيته ثم أراه الأسود بن عبد يغوث فأومى إلى رأسه فقال (ما صنعت) قال كفيته ثم أراه الحارث بن العطيل السهمي فأومى إلى رأسه أو قال بطنه قال ما صنعت) قال كفيته فمر به العاص بن وائل فأومى إلى أخمصه فقال ما صنعت) قال كفيته فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة هو يريش نبلا له فأصاب أنجله فقطعها وأما الأسود بن المطلب فعمى وأما الأسود ابن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها وأما الحارث بن العطيل فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج قرؤه من فيه فمات منها وأما العاص بن وائل فركب إلى الطائف على حمار فربض به على شبرقة يعني شوكة فدخلت في أخمص قدمه فقتلته
انتهى
220

ورواه ابن مردويه في تفسيره من طريق محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا حسين بن منصور حدثنا مبشر بن عبد الله حدثنا سفيان بن حسين عن جعفر بن إياس سندا ومتنا
ورواه الطبراني في معجمه الوسط عن مبشر بن عبد الله به سواء
669 الحديث الثامن
يوجد في بعض نسخ هنا وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وهذا تقدم في أوائل البقرة
670 الحديث التاسع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة الحجر كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار والمستهزئين بمحمد)
قلت رواه الثعلبي من طريق يحيى بن سعيد القطان حدثنا أبو الخليل عن علي ابن زيد عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
221

سورة النحل
223

سورة النحل
ذكر فيها سبعة عشر حديثا
671 الحديث الأول
روى أن أبي بن خلف جاء بعظم رميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أترى أن الله يحيي هذا بعدما قد رم
قلت ذكره المصنف في سورة يس أتم من هذا وسيأتي هناك إن شاء الله تعالى
672 الحديث الثاني
في حديث عكرمة لا تأكلوا ثمن الشجر فإنه سحت يعني الكلأ
قلت غريب
وبمعناه ما رواه عبد الرزاق في مصنفه عن وهب بن منبه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتقوا السحت) قالوا وما السحت يا رسول الله قال
225

* 1 *
(بيع الشجر وثمن الخمر وإجارة الأمة المساحقة) انتهى
وذكره عبد الحق في أحكامه في البيوع من جهة عبد الرزاق وقال هذا مرسل
وحديث عكرمة أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال موقوفا عليه أخرجه عن معمر بن راشد عن عمرو عن عكرمة أنه قال لا تأكلوا من ثمن الشجر فإنه سحت
يعني الكلأ ونحوه انتهى
1

673 قوله
عن أبي هريرة أنه سمع رجلا يقول إن الظالم لا يضر إلا نفسه فقال بلى والله حتى إن الحبارى لتموت في وكرها بظلم الظالم
وعن ابن مسعود كاد الجعل يهلك في وكره بذنب ابن آدم
قلت
الأول رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والأربعين من حديث أبي حاتم الرازي أنا نعيم بن حماد أنا إسماعيل بن حكيم الخزاعي عن عمرو بن جابر الحنفي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال سمع أبو هريرة رجلا يقول... إلى آخره
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا محمد بن المثنى حدثنا إسماعيل بن حكيم الخزاعي ثنا محمد بن جابر الحنفي عن يحيى بن أبي كثير به
الثاني رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي الأحوص قال قرأ ابن مسعود * (ولو يؤاخذ الله الناس) * الآية قال كاد الجعل يعذب في جحره بذنب ابن آدم انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورواه الطبراني في معجمه وابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في شعب الأيمان وسيأتي في فاطر
674 الحديث الثالث
قال النبي صلى الله عليه وسلم (الخمر حرام بعينها والسكر من كل شراب)
قلت رواه العقيلي في ضعفاه من حديث محمد بن الفرات الكوفي عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حرمت الخمر بعينها والسكر من كل شراب) مختصر وفيه قصة وأعله بمحمد بن الفرات
226

وقال لا يتابع عليه ونقل عن البخاري أنه قال فيه منكر الحديث وعن ابن معين أنه قال أوليس
بشيء
ورواه النسائي موقوفا على ابن عباس وفيه كلام طويل مستوفى في أحاديث الهداية
675 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا جاء إليه فقال إن أخي يشتكي بطنه فقال (اسقه العسل) فذهب ثم رجع فقال قد سقيته فما نفع... الحديث
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما في كتاب الطب عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل فقال إن أخي استطلق بطنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اسقه عسلا) فسقاه ثم جاءه فقال إني سقيته عسلا فلم يزده إلا استطلاقا فقال له ذلك ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال (اسقه عسلا) فسقاه فبرئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صدق الله وكذب بطن أخيك) انتهى
ووهم الحاكم في مستدركه فرواه في الطب كذلك وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
676 قوله
عن ابن مسعود قال العسل شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور فعليكم بالشفاءين العسل والقرآن
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في فضائل القرآن حدثنا وكيع عن مسعر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال العسل شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور انتهى
227

وحدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود عن عبد الله قال عليكم بالشفاءين القرآن والعسل
انتهى
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الثعلبي في تفسيره كذلك مفرقا
وقد روي بعضه مرفوعا رواه ابن ماجة في سننه في كتاب الطب من حديث زيد بن الحباب عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالشفاءين العسل والقرآن)
انتهى
وبهذا الإسناد رواه الحاكم في مستدركه في الطب من طريق ابن خزيمة حدثنا علي بن سلمة حدثنا زيد بن الحباب به وقال صحيح على شرط الشيخين قال وقد وقفه وكيع عن سفيان ثم أخرجه من طريق ابن أبي شيبة كذلك
انتهى
قلت قد رواه سفيان بن وكيع عن وكيع فرفعه أيضا رواه ابن عدي في الكامل كذلك عن سفيان بن وكيع عن أبيه وكيع عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالشفاءين العسل شفاء من كل داء والقرآن شفاء لما في الصدور)
انتهى
ثم قال وهذا روي عن الثوري مرفوعا من رواية زيد بن الحباب عنه وأما عن وكيع فلم يرفعه عنه إلا ابنه سفيان وهو في الأصل موقوف
انتهى
وقال الدارقطني في علله الصحيح أنه موقوف
انتهى
677 الحديث الخامس
عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إنما هم إخوانكم فاكسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تطعمون) فما رئي عبده بعد ذلك إلا ورداؤه رداؤه وإزاره إزاره من غير تفاوت
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم فالبخاري في العتق ومسلم في الإيمان
228

وأبو داود وابن ماجة في الأدب والترمذي في البر والصلة كلهم من حديث المعرور بن سويد قال رأيت أبا ذر وعليه حلة وعلى غلامه مثلها فسألته عن ذلك فذكر أنه ساب رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعيره بأمه فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إنك امرؤ فيك جاهلية) قلت على ساعتي هذه من كبر السن قال (نعم هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم)
انتهى
وقوله فما رؤي عبده بعد ذلك إلا ورداؤه رداؤه أوليس
في الحديث وإنما هو من كلام المصنف
678 الحديث السادس
قال النبي صلى الله عليه وسلم (أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم)
قلت روي من حديث ابن عباس ومن حديث جابر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر
أما حديث ابن عباس فرواه البيهقي في كتاب المدخل عن الحاكم بسنده إلى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحد في تركه فإن لم يكن في كتاب الله فسنة مني ماضية وإن لم يكن سنة مني فما قال أصحابي إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيما أخذتم به اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة)
انتهى
ثم أخرجه من حديث أبي زرعة حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا حدثنا يزيد بن هارون عن جويبر عن جواب بن عبيد الله قال قال رسول صلى الله عليه وسلم (إن مثل أصحابي
229

كمثل النجوم في السماء من أخذ بنجم منها اهتدى وبأي قول أصحابي أخذتم فقد اهتديتم)
انتهى
ثم قال البيهقي هذا حديث مشهور وأسانيده كلها ضعيفة لم يثبت منها شيء
انتهى
أما حديث جاء فرواه الدارقطني في كتابه المسمى بغرائب مالك فقال حدثنا إسماعيل بن يحيى العبسي حدثنا الحسن بن مهدي بن عبدة المروزي حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد السكري حدثنا أبو يحيى بكر بن عيسى المروزي حدثنا جميل بن يزيد عن مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما وجدتم في كتاب الله فالعمل به لا يسعكم تركها إلى غيره وما لم تجدوه في كتاب الله وكانت مني سنة فالعمل بها لا يسعكم تركها إلى غيرها وما لم تؤتوا به في كتاب الله ولم تكن في سنة فإلى أصحابي فبأي قول أصحابي أخذتم اهتديتم إنما مثل أصحابي مثل النجوم من أخذ بنجم منها اهتدى)
انتهى
ثم قال هذا لا يثبت عن مالك ورواته عن مالك مجهولون
انتهى
ورواه في كتاب المؤتلف والمختلف من طريق آخر فقال حدثنا أحمد بن كامل بن خلف حدثنا عبد الله بن روح حدثنا سلام بن سليمان المدائني حدثنا الحارث ابن غصين عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم)
انتهى
ذكره في ترجمة الحارث بن غصين بالصاد المهملة وقال الحارث بن غصين يروي عن منصور والأعمش وحصين وليث بن أبي سليم وغيرهم روى عنه سلام بن سليمان المدائني ويحيى بن يعلى الأسلمي وغيرهما
انتهى
قال ابن طاهر هذه الرواية معلولة بسلام المدائني فإنه ضعيف
انتهى
230

وأما حديث أبي هريرة فرواه القضاعي في مسند الشهاب أنا أبو الفتح بن منصور بن علي الأنماظي حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق حدثنا محمد بن جعفر بن محمد حدثنا جعفر بن عبد الواحد الهاشمي أنا وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل أصحابي مثل النجوم من اقتدى بشيء منها اهتدى)
انتهى
وهو معلول بجعفر بن عبد الواحد نقل عن الدارقطني أنه قال فيه كان يضع الحديث وقال ابن طاهر كان يروي المناكير عن الثقات ولو سلمت هذه الرواية منه لكانت صحيحة
وأما حديث ابن عمر فرواه عبد بن حميد في مسنده والدارقطني في كتابه فضائل الصحابة كلاهما من حديث حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم)
انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل إنه حديث منكر قال وحمزة الجزري هو حمزة بن حمزة النصيبي يضع الحديث
انتهى
وقال ابن طاهر حمزة النصيبي كذاب قال ورواه بشر بن الحسين الأصبهاني عن الزبير بن عدي عن أنس وبشر هذا يروي عن الزبير موضوعات
انتهى
حديث في المعنى رواه البيهقي في كتابه المدخل أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا بكر بن سهل حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عبد الرحيم ابن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (سألت ربي عز وجل فيما يختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى إلي يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوأ من بعض فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى)
انتهى
231

وهو معلول بعبد الرحيم العمى قال ابن معين كذاب وقال مرة أوليس
بشيء وقال البخاري والنسائي تركوه وقال أبو داود ضعيف الحديث وفيه أيضا شائبة الانقطاع بين سعيد وعمر
679 الحديث السابع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن علمه الفرائض حين قال والله لا زدت عليها ولا نقصت (أفلح إن صدق)
قلت رواه البخاري ومسلم في كتاب الإيمان من حديث أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خمس صلوات في اليوم والليلة) فقال هل علي غيرهن قال لا إلا إن تطوع وصيام رمضان) قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع) وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع) قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفلح إن صدق)
انتهى
ووقع في رواية لمسلم (أفلح وأبيه إن صدق)
680 الحديث الثامن
قال النبي صلى الله عليه وسلم (استقيموا ولن تحصوا)
قلت روي من حديث ثوبان ومن حديث جابر ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث سلمة بن الأكوع ومن حديث أبي أمامة
أما حديث ثوبان فرواه ابن ماجة في سننه في الطهارة من حديث سالم ابن أبي الجعد عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)
انتهى
232

قال الترمذي في كتابه سألت محمدا يعني البخاري هل سمع سالم من ثوبان قال لا
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في الطهارة كذلك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولست أعرف له علة
انتهى
ولم يتعقبه الذهبي في مختصره
ورواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي والدارمي وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم
ورواه البيهقي في سننه في باب فضيلة الوضوء كذلك وسكت عنه لكنه رواه في شعب الإيمان في الباب العشرين منه كذلك وقال حديث منقطع فإن سالما لم يسمع من
ثوبان
انتهى
وله طريق آخر رواه الطبراني في معجمه حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي كبشة السلولي عن ثوبان... فذكره سواء
وأما حديث جابر فرواه الحاكم في مستدركه من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا نحوه وسكت عنه
وأما حديث ابن العاص فرواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو بن العاص... مرفوعا نحوه
ورواه ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم زاد ابن راهويه وقوله ولن تحصوا أي لن تطيقوا الاستقامة
وقال البزار لا نعلمه يروي عن عبد بن عمرو بن العاص إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
انتهى
233

وأما حديث سلمة بن الأكوع فرواه الطبراني في معجمه من طريق محمد ابن عمر الواقدي حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم أنه سمع إياس بن سلمة بن الأكوع يحدث عن أبيه قال قال رسول الله... فذكره
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بموسى بن محمد بن إبراهيم الهذلي وقال لا يتابع على حديثه قال وقد روي هذا الحديث عن ثوبان بإسناد ثابت
انتهى
وأما حديث أبي أمامة فرواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق عثمان بن سعيد الدارمي حدثنا سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب حدثنا إسحاق بن أسيد عن أبي حفص الدمشقي عن أبي أمامة الباهلي يرفع الحديث قال (استقيموا ونعما إن استقمتم وخير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)
انتهى
681 الحديث التاسع
قال وذلك لدعوة نبينا (اللهم عاد من عاداه)
قلت روي من حديث زيد بن أرقم ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث طلحة بن عبيد الله وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأنس بن مالك وابن عمر وجرير بن عبد الله البجلي وجابر بن عبد الله وحذيفة بن أسيد الغفاري وحبشي بن جنادة
أما حديث زيد بن أرقم فرواه النسائي في سننه الكبرى في خصائص علي من طريق أبي عوانة عن سليمان الأعمش حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بيد علي وقال (من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)
مختصر
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن من القسم الثالث والحاكم في مستدركه في كتاب الفضائل وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
234

وأما حديث البراء بن عازب فرواه النسائي أيضا أخبرنا أبو داود ثنا عمران بن أبان حدثنا شريك قلت لأبي إسحاق هل سمعت البراء بن عازب يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم غدير خم (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) قال نعم
مختصر
وأما حديث سعد بن أبي وقاص فرواه النسائي أيضا من طرق ثلاثة دائرة على المهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي وقال (من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)
مختصر
ورواه الحافظ أبو العباس أحمد بن عقدة في كتاب الموالاة من حديث علي ابن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سعد... فذكره وقال فيه من كنت مولاه
وأما حديث طلحة بن عبيد الله فرواه الحاكم في مستدركه من حديث الحسن ابن الحسين العرني عن رفاعة بن إياس الضبي عن أبيه عن جده قال كنا مع علي يوم الجمل فبعث إلى طلحة بن عبيد الله فأتاه فقال له علي يا طلحة نشدتك بالله ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) قال نعم قال فلم تقاتلني قال لم أذكر وانصرف طلحة
انتهى
وسكت عنه قال الذهبي في مختصره الحسن العرني أوليس
بثقة
وأما حديث الخدري فرواه الحاكم أيضا من حديث مسلم الملائي عن خيثمة بن عبد الرحمن قال سمعت سعد بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بعد حمد الله والثناء عليه (هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم)
235

قلنا نعم قال (اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)
مختصر وسكت عنه قال الذهبي ومسلم الأعور الملائي متروك
وأما حديث أبي هريرة فله طرق
فرواه ابن أبي شيبة في مسنده والبزار حدثنا شريك عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)
انتهى
وعن ابن أبي شيبة رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده
ورواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا أحمد بن عبد الرحمن حدثنا أبو جعفر النفيلي حدثنا عكرمة بن إبراهيم الأزدي حدثنا إدريس بن يزيد الأودي عن أبي هريرة... فذكره
ورواه ابن عقدة في كتاب الموالاة فقال فيه عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة
وأما حديث أنس بن مالك فرواه الطبراني في معجمه الصغير عن طلحة ابن مصرف عن عميرة بن سعد قال شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمعه يقول يوم غدير خم ما قال فقال اثنا عشر رجلا منهم أبو هريرة وأبو سعيد وأنس بن مالك فشهدوا أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول من كنت مولاه...) إلى آخره
وأما حديث ابن عمر فرواه الطبراني في معجمه من حديث عمر بن شبيب المسلي عن عبد الله بن عيسى عن عطية عن بن عمر مرفوعا بلفظ النسائي سواء
ورواه البزار في مسنده من حديث إسماعيل بن نشيط عن جميل بن عمارة عن سالم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو آخذ بيد علي (من كنت مولاه فعلي مولاه...) إلى آخره ثم قال وجميل بن عمارة لا نعلم روى عنه إلا إسماعيل بن نشيط ولا نعلم حدث عن سالم إلا هذا الحديث
انتهى
236

وأما حديث جرير فرواه الطبراني أيضا حدثنا علي بن سعيد الرازي حدثنا الحسن بن صالح بن زريق العطار حدثنا محمد بن عون أبو عون الزيادي حدثنا حرب ابن شريح عن بشر بن حرب عن جرير عبد الله البجلي قال شهدنا حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغنا مكانا يقال له غدير خم فنادى الصلاة جامعة فاجتمعنا
المهاجرون والأنصار فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطنا وقال (يا أيها الناس بم تشهدون) قالوا نشهد أن لا إله إلا الله قال (ثم مه) قالوا وأن محمدا عبده ورسوله قال فمن وليكم قالوا الله ورسوله مولانا قال فضرب بيده إلى عضد علي وقال (من يكن الله ورسوله مولياه فإن هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
مختصر
وأما حديث جابر بن عبد الله فرواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث ابن لهيعة عن بكر بن سوارة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) وفيه قصة
وأما حديث حذيفة بن أسيد فرواه الطبراني أيضا من حديث زيد بن الحسن الأنماطي حدثنا معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كنت مولاه فعلي مولاه...) إلى آخره مختصر وفيه قصة
ورواه ابن عقدة من حديث إبراهيم بن محمد الأسلمي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة فذكره
وأما حديث حبشي بن جنادة فرواه الطبراني أيضا من حديث سليمان بن قرم الضبي عن أبي إسحاق سمعت حبشي بن جنادة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ويوم غدير خم) فذكره وزاد (أعن من أعانه)
وأما حديث عمار بن ياسر فرواه ابن مردويه في تفسير سورة المائدة فقال
237

حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا محمد بن علي الصائغ حدثنا خالد بن يزيد العمري حدثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن الحسين بن زيد عن أبيه زيد بن علي بن الحسين عن جده قال سمعت عمار بن ياسر يقول وقف بعلي سائل وهو واقف في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك فنزلت * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ثم قال (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)
انتهى
ثم وقع لي في كتاب الموالاة للحافظ أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة فوجدته رواه عن جماعة آخرين من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
فمنها حديث عن العباس بن عبد المطلب أخرجه عن حسين بن حسن الأشقر عن منصور بن أبي الأسود عن الأجلح عن أبي الضحاك عن العباس بن عبد المطلب من كنت مولاه...) إلى آخره
ومنها حديث ابنه عبد الله بن العباس أخرجه من حديث سليمان بن قرم عن عبد الرحمن بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي يوم غدير خم وقال (من كنت مولاه...) إلى آخره
ومنها حديث الحسن بن علي أخرجه عن لبيب بن عبد الرحمن الشاكري سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن يذكر عن أبيه عن جده بلفظ ابن عباس سواء
ومنها حديث الحسين بن علي أخرجه عن سعيد بن عثمان وأبي جعفر محمد ابن عقبة الشيباني قالا حدثنا محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
238

حدثنا أبي عن أبيه عن جده مرفوعا نحوه
ومنها حديث عبد الله بن جعفر بن أبي طالب حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان حدثنا عبد الله عن إبراهيم الغفاري حدثني حسن الحذاء حدثني إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم فقال (من كنت مولاه...) إلى آخره
ومنها حديث ابن عمر أخرجه من حديث إسماعيل بن نشيط عن جميل ابن عمارة الوالبي عن سالم بن عبد الله بن عمر سمعت أبي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول... فذكر بنحوه
ومنها حديث سمرة بن جندب حدثنا الحسن بن علي الأشعري اللؤلؤي حدثني عتاب بن كلوب أبو المثنى من كتابه حدثنا مطرف بن سمرة بن جندب عن أبيه مرفوعا نحوه
ومنها حديث سلمة بن الأكوع أخرجه من حديث الفضل بن سفيان زياد اليمامي حدثنا أيوب بن عيينة حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه مرفوعا نحوه
ومنها حديث زيد بن ثابت الأنصاري حديث زيد بن ثابت رواه أبو يعلي في مسنده من حديث حسان بن إبراهيم حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي عبد الله الشيباني عن زيد بن ثابت مرفوعا نحوه
حدثنا الحسين بن القاسم البجلي حدثنا جعفر بن محمد الرسعني حدثنا محمد بن القاسم الأسدي حدثنا كامل بن العلاء عن أبي صالح عن زيد بن ثابت مرفوعا نحوه
ومنها حديث حدثنا محمد بن فضل الأشعري حدثنا رجاء بن عبد الله البزار حدثنا محمد بن كثير عن فطر وأبي الجارود عن أبي الطفيل قال قال علي أنشد الله من شهد يوم غدير خم فقام سبعة عشر رجلا فشهدوا أن رسول الله
239

صلى الله عليه وسلم قال (من كنت مولاه...) إلى آخره فيهم عدي بن حاتم الطائي وسهل ابن سعد وأبو ليلى وأبو قدامة الأنصاريون وأبو الهيثم بن التيهان وأبو شريح الخزاعي وعقبة بن عامر الجهني
ومنها حديث حدثنا المنذر بن محمد حدثنا حسين بن محمد بن علي حدثنا عمير بن عمران حدثنا أبو مريم عن المنهال عن زر بن حبيش قال شهد اثنا عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم سمعوه يقول يوم غدير خم (من كنت مولاه...) الحديث فيهم قيس بن ثابت بن شماس وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري وحبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي
ومنها حديث أخبرنا يعقوب بن يوسف بن زياد الضبي حدثنا أحمد بن حماد حدثني عبد الله بن الحجاج عن عبد الله بن شريك عن حبة العرني أن قوما من الأنصار قالوا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم (من كنت مولاه...) إلى آخره فيهم جبلة بن عمرو وسهل بن حنيف وعثمان بن حنيف في جماعة من الأنصار
ومنها حديث عمار بن ياسر حدثنا الحسين بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا أبي حدثنا علي بن عابس حدثني عمرو بن عمير أبو الخطاب الهجري حدثني زيد بن وهب الجهني سمعت أبا نوح الحميري سمعت عمار بن ياسر بلفظ ابن عباس
ومنها حديث أبي ذر حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني حدثنا محمد ابن خلف النهري حدثنا علي بن الحسن العبدي عن سعد بن طريف عن الأصبغ ابن نباتة عن أبي ذر مرفوعا
وبهذا الإسناد عن الأصبغ بن نباتة عن أبي عمرو بن عمر بن محصن الأنصاري مرفوعا نحوه
وبه أيضا عن الأصبغ عن أبي زينب بن عوف الأنصاري مرفوعا نحوه
وبه أيضا عن الأصبغ عن ثابت بن وذيبة الأنصاري مرفوعا
240

وبه عن الأصبغ عن ثابت بن عبد الله الأنصاري مرفوعا نحوه
وبه عن الأصبغ عن عبيد بن عازب الأنصاري مرفوعا نحوه
وبه عن الأصبغ عن أبي فضالة الأنصاري مرفوعا نحوه
وبه عن الأصبغ عن عبد الرحمن بن زيد الأنصاري مرفوعا نحوه
ثم رواه بالسند المذكور وجمع فيه الشيعة وفيه يوم غدير خم
ومنها حديث سلمان الفارسي حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي حدثنا محمد بن يزيد النخعي حدثني حسن بن شداد الجعفي حدثنا محمد بن كثير عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عقيل عن سلمان مرفوعا
ومنها حديث يعلي بن مرة وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وسهل ابن حنيف
حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة الأنصاري حدثنا حسن بن زياد بن عمر حدثنا عمر بن سعد البصري عن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده يعلي بن مرة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) فلما قدم علي الكوفة نشد الناس من سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشد بضعة عشر رجلا فيهم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبو أيوب الأنصاري وسهل بن حنيف وناجية بن عمر الخزاعي وعمرو بن الحمق الخزاعي ويزيد بن شراحيل الأنصاري ويقال زيد وعامر بن ليلى الغفاري
ومنها حديث جابر بن عبد الله أخرجه من حديث هارون بن الجهم بن يونس ابن عبد الله بن أبي فروة عن أبي جعفر محمد بن علي عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع قام فخطب الناس بالجحفة ثم أخذ بيد علي فقال من كنت مولاه...) إلى آخره
ورواه الطبراني في مسند الشاميين حدثنا مطلب بن شعيب حدثنا عبد الله
241

بن صالح ثني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة وبكر بن سوادة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله وفيه قصة
ومنها حديث أبي رافع أخرجه من حديث مخول عن عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن جده عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا
ومنها حديث زيد بن حارثة الأنصاري حدثنا محمد بن الحسن بن جعفر الخلال حدثنا إبراهيم بن سليمان التيمي حدثنا يونس بن أرقم عن وهب بن عبد الله الهنائي عن أبي الطفيل عن زيد بن حارثة الأنصاري قال تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم يد علي بن أبي طالب وقال (من كنت مولاه...) الحديث
ومنها حديث مالك بن الحويرث حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة حدثنا حسن ابن علي الحلواني حدثنا عمر بن لأبان حدثنا مالك بن الحسين بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده مرفوعا نحوه
ومنها حديث جابر بن سمرة السوائي حدثنا علي بن الحسن القسملي حدثنا عبد الرحمن ابن الهلقام حدثنا صبح المحملي عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة مرفوعا نحوه
ومنها حديث ضميرة الأسلمي أخرجه عن إبراهيم بن محمد الأسلمي عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده مرفوعا نحوه
ومنها حديث عبد الله بن أبي أوفى أخرجه عن الحسن بن عمار عن أبيه عن عبد الله بن أوفى مرفوعا نحوه
ومنها حديث عبد الله بن بشر المازني أخرجه عن خالد العبدي وسعيد بن عنبسة القطان كلاهما عن عبد الله بن بشر السلمي عن عبد الله بن بشر المازني مرفوعا
ومنها حديث عبد الرحمن بن يعمر الديلي أخرجه عن حصين بن مخارق
242

عن محمد بن خالد الضبي عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي مرفوعا نحوه نحوه
ومنها حديث أبي الطفيل حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش حدثنا حسين ابن يزيد الصدائي حدثنا أبي عن فطر عن أبي إسحاق عن محمد بن سبع عن أبي الطفيل عامر بن واثلة الكناني مرفوعا نحوه
ومنها حديث سعد بن جنادة العوفي حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي حدثنا حسن بن صالح بن أبي الدواهي حدثنا محمد بن خليد العوفي حدثنا محمد بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه الحسن بن عطية أنه سمع جده سعد ابن جنادة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ومنها حديث عامر بن عمير حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني حدثنا المنذر ابن جيفر العبدي حدثنا موسى بن أكتل النميري عن عمه عامر بن عمير النميري العامري مرفوعا نحوه
ومنها حديث حبة بن جوين العرني أخرجه عن بصر بن مزاحم حدثنا عبد الله ابن مسلم الملائي عن أبيه عن حبة بن جوين العرني مرفوعا نحوه
ومنها حديث أبي أمامة أخرجه عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعا نحوه
ومنها حديث عامر بن ليلى بن ضمرة حدثنا أحمد بن عمر بن كبشة حدثنا الحسن ابن علي الطائي حدثني محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبي الطفيل عامر ابن واثلة عن عامر بن ليلى بن ضمرة مرفوعا نحوه
ومنها حديث وحشي بن حرب حدثنا سعيد بن محمد بن سعيد الشوسي حدثنا علي بن بحر بن البري القطان حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي حدثنا وحشي بن
243

حرب عن أبيه عن جده وحشي بن حرب مرفوعا نحوه
ومنها حديث عائشة حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان حدثنا إبراهيم بن الحكم حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن عبد الرحمن ابن مسعود عن عائشة مرفوعا نحوه
ومنها حديث أم سلمة أخرجه عن هارون بن خارجة عن فاطمة بنت علي عن أم سلمة قالت أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي يوم غدير خم فقال من كنت مولاه...) إلى آخره
قال ابن عبد الهادي في كتابه الذي صنفه في الرد على الخطيب في البسملة أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ باب الأسانيد المظلمة ومجمع الأحاديث الموضوعة وقال ابن عدي كان مقدما في الشيعة ذا فضل وحفظ وقال الدارقطني كان رافضيا
682 الحديث العاشر
عن عبد الله بن مسعود قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فقال لي يا بن أم عبد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأني جبريل عن اللوح المحفوظ)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره مسلسلا قلت قرأت على الشيخ أبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي فقلت أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على أبي الحسين عبد الرحمن ابن محمد بالبصرة فقلت أعوذ بالسميع العليم فقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على أبي محمد عبد الله بن عجلان يقول أعوذ بالسميع العليم
244

قال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على أبي عثمان إسماعيل ابن إبراهيم الأهوازي فقلت أعوذ بالسميع العليم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على محمد بن عبد الله بن بسطام قال فقلت أعوذ بالسميع العليم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على روح بن عبد المؤمن فقلت أعوذ بالسميع العليم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على سلام أبي المنذر فقلت أعوذ بالسميع العليم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على عاصم فقلت أعوذ بالسميع العليم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإني قرأت على زر بن حبيش فقلت أعوذ بالسميع العليم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فأني قرأت على عبد الله بن مسعود فقلت أعوذ بالسميع العليم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فأني قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أعوذ بالسمع العليم فقال لي (يا بن أم عبد قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأنيه جبريل عن القلم عن اللوح المحفوظ)
انتهى
وعن الثعلبي رواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده ومتنه
683 الحديث الحادي عشر
روي أن ناسا من أهل مكة فتنوا فارتدوا عن الإسلام بعد دخولهم فيه وكان فيهم من أكره فأجرى كلمة الكفر على لسانه وهو معتقد للإيمان منهم عمار وأبواه ياسر وسمية وصهيب وبلال وخباب وسالم عذبوا فأما سمية فربطت بين بعيرين ووجي في قبلها بحربة وقالوا إنك أسلمت من أجل الرجال فقلت وقتل ياسر وهما أول قتيلين في الإسلام وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها فقيل يا رسول الله إن عمارا كفر فقال (كلا إن عمارا ملىء إيمانا
245

من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه) فأتى عمار رسول الله وهو يبكي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عينيه ويقول (مالك إن عادوا لك فعد لهم
بما قلت)
قلت ذكره الثعلبي في تفسيره هكذا باللفظ المذكور عن ابن عباس من غير سند وكذلك البغوي وكذلك الواحدي في أسباب النزول
ورواه الحاكم في مستدركه في فضائل بلال عن الحسين بن علي الجعفي حدثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأبوه ياسر وأمه سمية وصهيب والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وأوقفوهم في الشمس فما من أحد إلا وقد أتاهم ما أرادوا غير بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وجعل يقول أحد أحد
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة بلال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال أول من أظهر الإسلام سبعة... فذكره إلى آخره وزاد وجاء أبو جهل فجعل يشتم سمية ويرفث ثم طعنها فقتلها فهي أول شهيد في الإسلام
انتهى
246

وقال في موضع آخر أخبرنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد قال أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار أتاها أبو جهل لعنه الله فطعنها بحربة في قبلها حتى قتلها
انتهى
684 الحديث الثاني عشر
روي أن مسيلمة أخذ رجلين فقال لأحدهما ما تقول في محمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما تقول في قال أنت أيضا فخلاه وقال للآخر ما تقول في محمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فما تقول في قال أنا أصم فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه فقتله فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أما الأول فقد أخذ برخصة الله وأما الثاني فقد صدع بالحق فهنيا له)
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الجهاد بتغيير يسير فقال حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من المسلمين فأتوه بهما فقال لأحدهما أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم قال أتشهد أني رسول الله فأهوى إلى أذنيه فقال إني أصم فأعاده عليه فقال مثله فأمر به فقتل وقال للآخر أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم قال أتشهد أني رسول الله قال نعم فأرسله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت قال (وما شأنك) فأخبره بقصته وقصة صاحبه فقال (أما صاحبك فمضى على إيمانه وأما أنت فأخذت بالرخصة)
انتهى
وهو مرسل وبوب له
ورواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا معمر قال سمعت أن مسيلمة الكذاب أحد رجلين... فذكر القصة بنحوه وهذا معضل
وروى الواقدي في كتاب الزكاة في باب مسيلمة حدثني يعقوب بن محمد ابن أبي صعصعة عن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه عن عباد بن تميم
247

قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عمرو بن العاص من عمان فسمع به مسيلمة الكذاب فاعترض لعمرو بن العاص وكان عمي حبيب بن زيد بن عاصم وعبد الله ابن وهب الأسلمي في الساقة فأصابهما فقال مسيلمة للأسلمي أتشهد أني رسول الله قال نعم فتركه محبوسا في حديد وأما عمي فقال له أتشهد أني رسول الله قال لا أسمع فقال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم وجعل كلما قال أتشهد أني رسول الله قال لا أسمع وإذا قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فأمر به فقطع عضوا عضوا حتى قطع يديه من المنكبين ورجليه من الوركين وأحرقه بالنار
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة عمرو بن العاص أنا محمد بن عمر الواقدي حدثني الضحاك أبو عثمان قال سمعت الزهري يقول لما أقبل عمرو ابن العاص من عمان... إلى آخر لفظ الواقدي
685 الحديث الثالث عشر
في الحديث نادى مناد النبي صلى الله عليه وسلم بالموسم بمنى إنها أيام طعم ونعم فلا تصوموا
قلت غريب جدا
686 قوله
روى الشعبي عن فروة بن نوفل الأشجعي عن ابن مسعود أنه قال إن معاذا كان أمة قانتا لله فقلت غلطت فإنما هو إبراهيم عليه السلام فقال الأمة الذي يعلم الخير والقانت المطيع لله ورسوله وكان معاذ كذلك
248

قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا الثوري عن فراس عن الشعبي عن مسروق قال قرأت عند عبد الله بن مسعود * (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله) * فقال ابن مسعود إن معاذا كان أمة قانتا قال فأعادوا عليه فأعاد ثم قال أتدرون ما الأمة الذي يعلم الناس الخير والقانت الذي يطيع الله ورسوله
انتهى
ومن طريق عبد الرزاق رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ورواه في كتاب الفضائل من طريق أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت فراسا يحدث عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله قال إن معاذا كان أمة قانتا لله فقال رجل من أشجع يقال له فروة بن نوفل إنما ذاك إبراهيم فقال عبد الله إنا كنا نشبهه بإبراهيم ثم قال عبد الله الأمة معلم الخير والقانت المطيع لله ولرسوله
انتهى
وقال صحيح على شرط الشيخين
ورواه الطبراني في معجمه وأبو نعيم في الحلية والحاكم أيضا من حديث إسماعيل ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال قال ابن مسعود إن معاذ بن جبل كان أمة قانتا لله حنيفا فقيل إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا فقال الأمة الذي يعلم الناس الخير والقانت المطيع لله والرسول وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير وكان مطيعا لله ورسوله
انتهى
وسكت عنه الحاكم
ورواه البيهقي في كتاب المدخل من حديث سفيان عن زكريا عن الشعبي به بلفظ عبد الرزاق
687 الحديث الرابع عشر
عن عمر رضي الله عنه أنه قال حين قيل ألا تستخلف لو
249

كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته ولو كان معاذ حيا لاستخلفته ولو كان سالم حيا لاستخلفته فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أبو عبيدة أمين هذه الأمة ومعاذ أمة لله قانت أوليس
بينه وبين الله يوم القيامة إلا المرسلون وسالم شديد الحب لله لو كان لا يخاف الله لم يعصه)
688 الحديث الخامس عشر
روي أن المشركين مثلوا بالمسلمين يوم أحد بقروا بطونهم وقطعوا مذاكيرهم ما تركوا أحدا غير ممثول به إلا حنظلة بن الراهب فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمه حمزة وقد مثل به فقال (والذي أحلف به لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بسبعين مكانك) فنزلت يعني قوله تعالى * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) * الآية فكفر عن يمينه وكف عما أراد
قلت غريب بهذا اللفظ وذكره الثعلبي هكذا من غير سند
وحديث حمزة رواه الدارقطني في سننه في كتاب السير من حديث إسماعيل ابن عياش عن عبد الملك بن أبي غنية أو غيره عن الحكم بن عتيبة عن مجاهد عن ابن عباس قال لما انصرف المشركون عن قتلى أحد فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمه حمزة منظرا ساءه قد شق بطنه واصطلم أنفه وجذغت أذناه فقال لولا أن يحزن الناس أو يكون سنة بعدي لتركته حتى يبعثه الله من بطون الطير والسباع لأمثلن مكانه بسبعين رجلا) ثم دعا ببردة فغطى بها وجهه فخرجت رجلاه فغطى وجهه وجعل على رجليه شيئا من الأذخر ثم قدمه فكبر عليه عشرا وجعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه حتى صلى عليه سبعين صلاة وكان القتلى سبعين فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الآية " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة
250

والموعظة الحسنة) الآية فصبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمثل بأحد
انتهى
ثم قال لم يروه غير إسماعيل بن عياش وهو مضطرب الحديث عن غير الشاميين
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده من حديث صالح المري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر يوم أحد إلى حمزة وقد قتل ومثل به فرأى منظرا لم ير قط أوجع لقلبه منه فقال (رحمك الله قد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات) ثم حلف وهو واقف مكانه (والله لأمثلن بسبعين منهم مكانك) فنزل القرآن وهو في مكانه لم يبرح * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) * الآية فكفر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسك عما أراد
انتهى
689 الحديث السادس عشر قال المصنف وقد وردت الأخبار بالنهي عن المثلة
قلت رواه جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستوفي في أحاديث الهداية
690 الحديث السابع عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة النحل لم يحاسبه الله بما أنعم عليه في دار الدنيا وإن مات في يوم تلاها أو ليلة كان له من الأجر كالذي مات وأحسن الوصية)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن اسلم عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
251

سورة بني إسرائيل
253

سورة بني إسرائيل
ذكر فيها واحدا وأربعين حديثا
691 الحديث الأول
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (بينا أنا في المسجد الحرام في الحجر عند البيت بين النائم واليقظان إذ أتاني جبريل بالبراق)
قلت رواه البخاري في بدء الخلق ومسلم في الإيمان من حديث أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيتا أنا نائم في البيت بين النائم واليقظان إذ أتاني آت فشق ما بين هذه إلى هذه فاستخرج قلبي فغسله ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض يقال له البراق يضع خطوة عند أقصى طرفه...) الحديث بطوله
692 الحديث الثاني
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نائما في بيت أم هانئ بعد صلاة العشاء فأسري به ورجع من ليلته وقص القصة على أم هانئ وقال (مثل لي النبيون فصليت بهم) وقام ليخرج إلى المسجد فتشبثت أم هانئ بثوبه فقال مالك) قالت أخشى أن يكذبك قومك إن أخبرتهم قال (وإن كذبوني) قال فخرج فجلس إليه أبو جهل فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث الإسراء فقال أبو جهل يا معشر بني كعب بن لؤي هلم فحدثهم فمن بين مصفق وواضع يده على
255

رأسه تعجبا وإنكارا وارتد ناس ممن كان آمن به وسعى رجال إلى أبي بكر فقال إن كان قال ذلك لقد صدق قال أتصدقه على ذلك قال إني لأصدقه على أبعد من ذلك فسمي الصديق وفيهم من سافر إلى ما تم فاستنعتوه المسجد فجلي له بيت المقدس فطفق ينظر إليه وينعته لهم فقالوا أما النعت فقد أصاب فقالوا أخبرنا عن عيرنا فأخبرهم بعدد جمالها وأحوالها وقال (تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق) فخرجوا يشتدون ذلك اليوم نحو الثنية فقال قائل منهم هذه والله الشمس قد شرقت وقال آخر هذه والله العير قد أقبلت يقدمها جمل أورق كما قال محمد ثم لم يؤمنوا وقالوا ما هذا إلا سحر مبين
قلت رواه الطبراني في معجمه بنقص يسير فقال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا رزق الله بن موسى حدثنا شبابة بن سوار حدثنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به في بيتي ففقدته من الليل فامتنع مني النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن جبريل أتاني فأخذ بيدي فأخرجني فإذا على البيت دابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليها وكان يضع حافره مد بصره إذا أخذ بي في هبوطه طالت يداه وقصرت رجلاه وإذا أخذ بي في صعوده طالت رجلاه وقصرت يداه) ثم انطلق حتى انتهى بي إلى بيت المقدس فأراني إبراهيم يشبه خلقه خلقي وخلقي خلقه وأراني موسى أدم طويلا سبط الشعر شبهته برجال أزد شنوءة وأراني عيسى بن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة شبهته بعروة بن مسعود الثقفي وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزي
256

وأنا أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم بما رأيت فأخذت بثوبه فقلت إني أذكرك الله أنك تأتي قوما يكذبونك وينكرون مقالتك فأخاف أن يسطو بك قالت فضرب ثوبه من يدي ثم خرج إليهم فأتاهم وهم جلوس فأخبرهم ما أخبرني فقال جبير بن مطعم فقال يا محمد أن لو كنت لك سابا كما كنت ما تكلمت عما تكلمت به وأنت بين أظهرنا فقال رجل من القوم يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا قال نعم والله وجدتهم قد أضلوا بعيرا لهم وهم في طلبه) قال فهل مررت بإبل لبني فلان قال نعم وجدتهم بمكان كذا وكذا قد انكسرت لهم ناقة حمراء ووجدت عندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها) قالوا فأخبرنا عدتها وما فيها من الرعاة قال قد كنت عن عدتها مشغولا) فقام فأتى بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة ثم أتى قريشا فقال لهم سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاة فلان وفلان وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاة ابن أبي قحافة وفلان وفلان وهي مصبحتكم الغداة على الثنية)
قال فغدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم ما قال فاستقبلوا الإبل فسألوهم هل ضل لكم بعير قالوا نعم فسألوا الآخرين هل انكسرت لكم ناقة حمراء قالوا نعم
قالوا فهل كانت عندكم قصعة قال أبو بكر أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولا أهراقوا في الأرض وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذ الصديق
وروى النسائي في سننه الكبرى من حديث عوف بن أبي جميلة عن زرارة ابن أوفى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما كان ليلة أسري بي ثم أصبحت بمكة فضقت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزينا) قال فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه وقال كالمستهزئ هل استفدت من شيء قال نعم)
قال ما هو قال (أسري بي الليلة) فقال إلى أين قال (إلى بيت المقدس) قال ثم أصبحت بين أظهرنا قال (نعم) فقال أبو جهل معشر بني كعب بن لؤي هلم فجاءوا حتى جلسوا
257

فقال له حدث قومك فقال (إني أسري بي الليلة) قالوا إلى أين قال (إلى بيت المقدس) قالوا ثم أصبحت بين أظهرنا قال نعم) قال فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا قال وفيهم من سافر ورأى المسجد فقالوا له هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (فذهبت أنعته لهم حتى التبس علي بعض النعت فجئ بالمسجد فجعلت أنعت وأنا أنظر إليه) فقال القوم أما النعت فقد أصاب
انتهى
وروى الحاكم في مستدركه في الفضائل من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى أصبح الناس يتحدثون بذلك فارتد ناس وسعوا إلى أبي بكر فقالوا هل لك في صاحبك يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس قال لئن قال ذلك لقد صدق قالوا وتصدقه أنه ذهب إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح قال نعم إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة فلذلك سمي أبو بكر الصديق انتهى
قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وذكره الثعلبي بلفظ المصنف بتمامه من حديث ابن عباس من غير سند وكذلك فعل البغوي
ورواه أبو يعلي الموصلي في معجمه حدثنا محمد بن إسماعيل الوساوسي حدثنا ضمرة ابن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ... فذكره بزيادة ألفاظ وفي آخره فقال له المطعم بن عدي يا محمد صف لنا بيت المقدس فقال (دخلته ليلا وخرجت منه ليلا) فأتاه جبريل عليه السلام فصوره في جناحه فجعل يقول (باب منه كذا وباب منه كذا) ينعته لهم وأبو بكر يقول له صدقت ثم قالوا له أخبرنا عن عيرنا فأخبرهم بها وقال (يقدمها جمل أورق ها هو ذا يطلع بين الثنية) فانطلقوا فوجدوه كما قال فرموه بالسحر
258

ورواه ابن سعد في الطبقات حدثنا محمد بن عمر الواقدي حدثني إسحاق بن حازم عن وهب بن كيسان عن أبي مرة مولى عقيل عن أم هانئ بنت أبي طالب... فذكره باختلاف
قال البيهقي في دلائل النبوة وقد روي حديث المعراج من طرق كثيرة بأسانيد ضعيفة قال فمنها ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأسند إلى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم هانئ راقدا وقد صلى العشاة الآخرة... وذكر حديثا طويلا
قال ابن دحية في كتابه المسمى بالتنوير في مولد السراج المنير وقد ورد حديث الإسراء من رواية عمر بن الخطاب وعلي وابن مسعود وأبي ذر ومالك بن صعصعة وأبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس وشداد بن أوس وأبي بن كعب وعبد الرحمن بن قرط وأبي حبة وأبي ليلى الأنصاري وعبد الله ابن عمرو وجابر الأنصاري وحذيفة وبريدة وأبي أيوب وأبي أمامة وسمرة ابن جندب وأبي الحمراء وصهيب الرومي وعائشة وأختها أسماء وأم هانئ منهم من رواه بطوله ومنهم من اختصره
693 الحديث الثالث
عن عائشة رضي الله عنها قالت والله ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن عرج بروحه
قلت قال محمد بن إسحاق في السيرة حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة ابن الأخنس أن معاوية بن أبي سفيان كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كانت رؤيا من الله صادقة وحدثني بعض آل أبي بكر أن عائشة كانت تقول ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن أسري بروحه
انتهى
259

694 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دفع إلى سودة بنت زمعة أسيرا فأقبل يئن بالليل فقالت له مالك تئن فشكى ألم القد فأرخت من كتافه فلما نامت أخرج يده وهرب فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم دعا به فأعلم بشأنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم اقطع يديها) فرفعت سودة يديها تتوقع الإجابة وأن يقطع الله يديها فقال عليه السلام إني سالت الله أن يجعل لعنتي ودعائي على من لا يستحق من أهلي رحمة لأني بشر أغضب كما تغضب البشر فلترد سودة يديها)
قلت غريب من حديث سودة
ووقع لي عن عائشة في الجزء المعروف بجزء ابن الطلابة وأنا أذكره بسندي أخبرنا قاضي القضاة عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن قاضي القضاة بدر الدين أبي عبد الله بن محمد بن الإمام برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الشافعي أمتع الله ببقائه قراءة عليه وأنا أسمع في شهر صفر سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة أنا الشيخ أبو المعالي أحمد بن الإمام رفيع الدين إسحاق ابن المؤيد الإبرفوهي قرأه عليه وأنا أسمع في سنة سبعمائة أنا أبو القاسم بن المبارك ابن أبي الحسن بن أبي الحسن بن أبي الجود أنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلابة أنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين الأنماطي أنا الشيخ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن أبي فديك حدثني ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها بأسير فلهت مع نسوة كن عندها حتى خرج الأسير فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (مالك) ودعا عليها ثم خرج وأمر الناس بطلبه فلم ينشبوا أن جاءوا
260

به فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة تقلب يديها فقال (مالك) قلت قد دعوت علي فأنا أنتظر متى يكون فقام عليه السلام فرفع يديه مدا ثم قال (اللهم إنما أنا بشر آسف وأغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوتك عليه بدعوة فاجعلها عليه زكاة وطهرا)
انتهى
ورواه الواقدي في كتاب المغازي حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه أخبرني ذكوان مولى عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها بأسير وقال لها (احتفظي به) قالت فلهوت مع امرأة فخرج ولم أشعر فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقلت والله لا أدري غفلت عنه فخرج فقال (قطع الله يدك) ثم خرج عليه السلام فصاح به فخرجوا في طلبه حتى وجدوه ثم دخل فرآني وأنا أقلب يدي فقال (مالك) فقلت أنتظر دعوتك
فرفع يديه وقال... إلى آخره
695 الحديث الخامس
في الحديث (خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة)
قلت رواه أحمد وابن أبي شيبة والحارث بن أبي أسامة في مسنده حدثنا روح بن عبادة حدثنا أبو نعامة به في مسنديهما والطبراني في معجمه وأبو عبيد ابن القاسم بن سلام وإبراهيم الحربي في غريبيهما كلهم من حديث أبي نعامة العدوي وأسمه عمرو بن عيسى عن مسلم بن بديل عن إياس بن زهير عن سويد بن هبيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير مال المرء مهرة مأمورة أو سكة مأبورة)
انتهى
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا النضر بن شميل حدثنا أبو نعامة العدوي به موقوفا على سويد بن هبيرة ثم قال وغير النضر يرفعه
انتهى
261

وفي التنقيح ومسلم بن بديل العدوي وإياس بن زهير أبو طلحة ذكرهما ابن أبي حاتم ولم يذكر فيهما جرحا
وقد رواه البخاري في تاريخه وقال وقال معاذ عن أبي نعامة بإسناده عن سويد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم...
قال أبو عبيد والمهرة المأمورة أي كثيرة النسل والسكة أي النخل المصطف وقال المأبورة تناسبا لقوله (ارجعن مأزورات غير مأجورات لأنه من التأبير وهو ما يصلح النخل من سقي وغيره
696 الحديث السادس
روي أن رجلا من المشركين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أرى أمرك هذا حقيرا فقال إنه سيأمر)
قلت غريب جدا ولو استشهد الصنف بحديث الصحيحين لكان أولى أخرجاه في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل وفيه قال أبو سفيان فلما خرجنا قلت لأصحابي لقد أمر أمر ابن أبي كبشة إنه ليخافه ملك بني الأصفر والله ما زلت مستيقنا أن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام... الحديث بطوله
والمصنف استدل بهذا الحديث والذي قبله لمن فسر قوله * (أمرنا مترفيها) * بمعنى كثرنا أخرجاه عن ابن عباس عن أبي سفيان
262

697 الحديث السابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)
انتهى
698 قوله
قالت عائشة نحلني أبو بكر كذا
قلت رواه مالك في الموطأ أخبرنا ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة أن أبا بكر نحلني جذاذ عشرين وسقا من ماله بالعالية فلما حضرته الوفاة قال ما من الناس أحد أحب إلى... الحديث وسيأتي تمامه في سورة فاطر
699 الحديث الثامن
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (رضا الله من رضا الوالدين وسخطه في سخطهما)
قلت رواه الترمذي في كتابه في باب البر والصلة من حديث خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن يعلي بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد)
انتهى
ثم أخرجه عن محمد بن جعفر غندر حدثنا شعبة به موقوفا قال وهذا أصح
263

ولا نعلم أحدا رفعه غير خالد بن الحارث عن شعبة وخالد ثقة مأمون
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الأول بسند الترمذي ومتنه
وكذلك رواه البزار في مسنده وقال لا نعلم أحدا أسنده إلا خالد بن الحارث عن شعبة
انتهى
قلت قد تابعه جماعة فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب البر والصلة من طريق أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا شعبة به مرفوعا وقال حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
انتهى
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث أبي إسحاق الفزاري عن شعبة به مرفوعا
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب حدثنا آدم بن أبي إياس حدثنا شعبة به موقوفا
ورواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس والخمسين من حديث القاسم بن سليم الصواف عن شعبة به مرفوعا
ورواه البيهقي أيضا من حديث الحسين بن الوليد حدثنا شعبة به مرفوعا ثم قال ورويناه أيضا من حديث خالد بن الحارث وأبي إسحاق الفزاري وزيد ابن الزرقاء وغيرهم مرفوعا
انتهى
ورواه البزار في مسنده في الزوائد عقيب مسند ابن مسعود من حديث ابن عمر فقال حدثنا الحسن بن علي بن يزيد بن أبي يزيد الأنصاري حدثنا عصمة بن محمد بن فضالة بن عبيد الأنصاري عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب من سخط الوالد)
انتهى
وقال لا نعلم رواه عن يحيى بن سعيد إلا عصمة بن محمد
انتهى
264

700 الحديث التاسع
روي يفعل البار ما شاء أن يفعل فلن يدخل النار ويفعل العاق ما شاء أن يفعل فلن يدخل الجنة
قلت رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي العباس الطوسي فقال حدثنا حبيب بن الحسن حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي حدثنا يعقوب ابن إسحاق حدثنا أحمد بن عبيد الله الغزاني حدثنا محمد بن السماك عن عائذ عن عطاء عن عائشة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يقال للبار اعمل ما شئت فإني سأغفر لك ويقال للعاق اعمل ما شئت فإني لا أغفر لك)
انتهى
ورواه الثعلبي في تفسيره من حديث أحمد بن غالب غلام الخليل بن أحمد حدثنا محمد بن سلام السلمى حدثنا محمد بن سماك الكوفي عن حامد بن شريح عن عطاء عن عائشة... فذكره
701 الحديث العاشر
قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبوي بلغا من الكبر ألي منهما ما وليا مني في الصغر فهل قضيت لهما قال لا فإنهما كانا يفعلان ذلك وهما يحبان بقاءك) فقال وأنت تفعل ذلك وأنت تريد موتهما)
265

702 الحديث الحادي عشر
وشكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وأنه يأخذ ماله فدعا به فإذا هو شيخ يتوكأ على عصا فسأله فقال إنه كان ضعيفا وأنا قوي وفقيرا وأنا غني فكنت لا أمنعه شيئا من مالي واليوم أنا ضعيف وهو قوي وأنا فقير وهو غني ويبخل علي بماله فبكى عليه السلام وقال (ما من حجر ولا مدر يسمع هذا إلا بكى) ثم قال للولد (أنت ومالك لأبيك)
703 الحديث الثاني عشر
وشكا آخر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء خلق أمه فقال لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشهر) قال إنها سيئة الخلق قال لم تكن كذلك حين أرضعتك حولين كاملين) قال إنها سيئة الخلق قال لم تكن كذلك حين أسهرت ليلها وأظمأت نهارها) قال لقد جازيتها قال ما فعلت) قال حججت بها على عاتقي قال (ما جزيتها
ولا طلقة)
266

704 قوله
عن ابن عمر أنه رأى رجلا في الطواف يحمل أمه وهو يقول
إنها لمطية لا تذعر
* إذا الركاب نفرت لا تنفر)
(ما حملتني وأرضعتني أكثر
* الله ربي ذو الجلال الأكبر)
تظنني جزيتها يا ابن عمر قال لا ولا زفرة
قلت رواه ابن المبارك في كتاب البر والصلة أخبرنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال كان ابن عمر يطوف بالبيت فرأى رجلا يطوف حاملا أمه وهو يقول... فذكره إلى آخره
وكذلك رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس والخمسين أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بسنده إلى شعبة به سندا ومتنا
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب مختصر فقال حدثنا ابن أبي إياس حدثنا شعبة عن سعيد بن بن أبي بردة عن أبيه أن ابن عمر كان يطوف بالبيت فرأى رجلا يمانيا يطوف وهو حاملا أمه ويقول
(إني لها بعيرها المذلل
* إذا ذعرت ركابها لم أذعر)
ثم قال يا بن عمر أتراني جزيتها قال لا ولا بزفرة واحدة
انتهى
وكذلك رواه إبراهيم الحربي في غريبه
705 الحديث الثالث عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إياكم وعقوق الوالدين فإن الجنة توجد ريحها من مسيرة ألف عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إن الكبرياء لله رب العالمين)
267

قلت رواه ابن عدي في الكامل من حديث محمد بن الفرات عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (احذروا البغي فإنه أوليس
من العقوبة أسرع من عقوبة البغي وصلوا أرحامكم فإنه أوليس
من ثواب أعجل من ثواب صلة الرحم وإياكم واليمين الفاجرة فإنها تدع الديار من أهلها بلاقع وإياكم وعقوق الوالدين فإن الجنة توجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب العالمين والكذب كله إثم إلا ما نفعت به مسلما أو دفعت به عن دين فلا بأس) انتهى وأعله بمحمد بن الفرات وضعفه عن البخاري والنسائي وابن معين ووافقهم
ورواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا أحمد بن محمد بن طريف البجلي حدثنا أبي حدثنا محمد بن كثير الكوفي حدثني جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اتقوا الله وصلوا أرحامكم فإنه أوليس
من ثواب أسرع من صلة الرحم وإياكم والبغي فإنه أوليس
من عقوبة أسرع من عقوبة بغي وإياكم وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام والله لا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب العالمين)
انتهى
706 الحديث الرابع عشر
عن حذيفة أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل أبيه وهو في صف المشركين فقال له (دعه بلية غيرك)
268

707 الحديث الخامس عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم (إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه)
قلت رواه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة من حديث عبد الله ابن دينار عن ابن عمر مرفوعا... فذكره وفيه قصة زاد في لفظ آخر بعد أن يولي
708 الحديث السادس عشر
عن عبد الله بن عمر قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسعد وهو يتوضأ فقال ما هذا السرف يا سعد قال أو في الوضوء سرف قال نعم وإن كنت على نهر جار
قلت رواه ابن ماجة في سننه في الطهارة في باب ما جاء في القصد في الوضوء من حديث ابن لهيعة عن حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال ما هذا السرف) فقال أفي الوضوء إسراف قال نعم وإن كنت على نهر جار
انتهى
وكذلك رواه أحمد في مسنده والبيهقي في كتابه شعب الإيمان في الباب العشرين منه
ولم يعزه الطيبي إلا لمسند أحمد
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده بالإسناد المذكور
269

709 الحديث السابع عشر
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئا وليس عنده أعرض عن السائل وسكت حياء
قلت غريب ويقرب منه ما رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الواحد والأربعين والحاكم في مستدركه في الجهاد من حديث أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت وفيه قصة حنين قال الحاكم صحيح على شرط مسلم وقد ذكرناه بتمامه في أحاديث الهداية
ويقرب منه حديث أيضا رواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن يعقوب الخطيب حدثنا يعقوب بن إسحاق القلوسي حدثنا الحسن بن عنبسة حدثنا محمد ابن كثير الكوفي عن أبي العلاء الخفاف عن المنهال بن عمرو عن حبة العرني عن علي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل شيئا فأراد أن يفعله قال نعم) وإذا أراد أن لا يفعل سكت ولم يقل قط لشيء لا فأتاه أعرابي يوما فسأله فسكت ثم سأله فسكت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كالمنتهر له سل ما شئت) فقال أسألك راحلة قال لك ذلك) قال وزادا قال لك ذلك أعطوه ما سأل) فأعطوه ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم كم بين مسألة الأعرابي ومسألة عجوز بني إسرائيل إن موسى لما أمر أن يقطع البحر فانتهى إلى آخره ضربت وجوه الدواب فرجعت فقال موسى يا رب فقال إنك عند قبر يوسف فاحتمل عظامه معك فجعل موسى لا يدري أين هو قالوا إن كان أحد يعلمه فعجوز بني إسرائيل فأرسل إليها موسى فسألها عنه فقالت والله لا أدلك عليه حتى تعطيني ما أسألك فقال لك ذلك قالت فإني أسألك أن أكون معك في الجنة فجعل موسى يرادها فأوحى الله إليه أن أعطها ذلك فإنه لا ينقصك فأعطاها ودلته على القبر فأخرج العظام وجاوز البحر)
انتهى
270

710 الحديث الثامن عشر
عن جابر قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ أتاه صبي فقال إن أمي تستكسيك درعا فقال من ساعة إلى ساعة تظهر فعد إلينا) فذهب إلى أمه فقالت له قل له إن أمي تستكسيك الدرع الذي عليك فدخل داره ونزع قميصه وأعطاه وقعد عريانا وأذن بلال وانتظروا فلم يخرج إلى الصلاة
711 الحديث التاسع عشر
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وعيينة بن حصن فجاء عباس بن مرداس وأنشأ يقول
(أتجعل نهبي ونهب العبيد
* بين عيينة والأقرع)
(وما كان حصن ولا حابس
* يفوقان جدي في مجمع)
(وما كنت دون امرئ منهما
* ومن تضع اليوم لا يرفع)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم (يا أبا بكر اقطع لسانه عني أعطه مائة من الإبل) فنزلت
قلت رواه في مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة من حديث عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان بن حرب وصفوان ابن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس كل إنسان منهم مائة من الإبل وأعطى عباس بن مرداس دون ذلك فقال عباس بن مرداس... فذكر الشعر بعينه قال فأتم له رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة
انتهى
إلا أنه قال في الشعر بدر
271

عوض حصن وقال مرداس عوض جدي وقال من يخفض عوض ومن يضع
وزاد البيهقي في دلائل النبوة من رواية موسى بن عقبة وابن إسحاق حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره... فذكر القصة وفي آخرها اذهبوا فاقطعوا عني لسانه فوادوه حتى رضي فكان ذلك قطع لسانه
وكذلك ذكره ابن هشام في سيرته في غزوة الطائف من قول ابن إسحاق
وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة العباس بن مرداس من قول عروة بن الزبير ومن قول عبد الرحمن بن أبي الزناد... فذكر القصة وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اقطعوا لسانه عني) فأعطاه مائة من الإبل ويقال خمسين وفي رواية عروة فأعطاه حلة
ورواه الواقدي في كتاب المغازي غزوة هوازن حدثنا ابن أبي الزناد قال وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة الفزاري أيضا مائة وأعطى العباس بن مرداس أربعا من الإبل فقال يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم... فذكر الشعر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقطعوا عني لسانه فأعطوه مائة من الإبل)
712 الحديث العشرون
في الحديث (من قفا مؤمنا بما أوليس
فيه حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج)
قلت غريب
وروى أبو داود في سننه في كتاب القضاء من حديث عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ومن قال في مؤمن بما
272

ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال) مختصر
وروى الحاكم في مستدركه في كتاب البيوع عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم (ومن قال في مؤمن ما أوليس
فيه حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج) مختصر وصححه
وروى أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والخمسين وأبو نعيم في الحلية في ترجمة عبد الله بن المبارك عنه عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن سليمان أن إسماعيل بن يحيى المعافري حدثه عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قفا مؤمنا بما أوليس
فيه يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال)) مختصر
ولفظ المصنف رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث من قول حسان بن عطية قال حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال من قفا مؤمنا بما أوليس
فيه وقفه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج منه
انتهى قال والقفو القذف يقال قفوت الرجل أقفوه إذا قذفته
انتهى
ولم يورده صاحب النهاية إلا من قول حسان بن عطية
وروى الطبراني في الجزء الذي جمعه من أحاديث حمزة الزيات عن حمزة الجزري عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قذف مؤمنا أو مؤمنة حبس في ردغة الخبال حتى يأتي الله بالمخرج) مختصر ورواه في مسند الشاميين من حديث مطر الوراق عن عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر نحوه سواء
713 الحديث الحادي والعشرون
روي أنه لما تزاحف الفريقان يوم بدر ورسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش مع أبي بكر رضي الله عنه كان يدعو ويقول (اللهم إني أسألك عهدك ووعدك) ثم خرج وعليه الدرع يحرض الناس ويقول
273

* (سيهزم الجمع ويولون الدبر) *
ولعل الله تعالى أراه مصارعهم في منامه فكان يقول حين ورد ماء بدر (والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم) وهو يومي إلى الأرض ويقول (هذا مصرع فلان هذا مصرع فلان) فتسامعت قريش بما أوحى إلى رسول الله من أمر بدر وما أري في منامه من مصارعهم وكانوا يضحكون ويستسخرون
قلت غريب بهذا اللفظ وفي الصحيحين بعضه فروى البخاري في المغازي عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر (اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن تشاء لا تعبد اليوم) فأخذ أبو بكر بيده فقال حسبك فخرج وهو يقول * (سيهزم الجمع ويولون الدبر) *
انتهى
وروى مسلم في المغازي في قصة الطائف عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هذا مصرع فلان) ويضع يده على الأرض هاهنا وهاهنا قال فما ماط أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
714 الحديث الثاني والعشرون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا خيل الله اركبي)
قلت رواه الحازمي في كتابه الناسخ والمنسوخ في باب حديث المثلة حدثنا محمد بن إبراهيم الفارسي أنا يحيى بن عبد الوهاب أنا محمد بن أحمد الكاتب أنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن أحمد حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق
274

سمعت أبي يقول حدثنا أبو حمزة عن عبد الكريم وسئل عن أبوال الإبل فقال حدثني سعيد بن جبير عن المحاربين فقال كان ناس أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا نبايعك على الإسلام فبايعوه وهم كذبة أوليس
الإسلام يريدون ثم قالوا إنا نجتوي المدينة فقال عليه السلام هذه اللقاح تغدو عليكم وتروح فاشربوا من ألبانها وأبوالها) فبينما هم كذلك إذ جاء الصريخ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قتلوا الراعي وساقوا النعم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنودي في الناس (يا خيل الله اركبي) فركبوا لا ينتظر فارس فارسا وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أثرهم فلم يزالوا في طلبهم حتى أدركوهم فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطع وسمر الأعين قال وما مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ولا بعد ونهى عن المثلة وكان أنس بن مالك يقول نحو ذلك غير أنه قال وأحرقهم بالنار بعدما قتلهم
انتهى
وفي عيون الأثر لأبي الفتح اليعمري في باب غزوة بني قريظة قال وروى ابن عابد أخبرني الوليد بن مسلم أخبرني سعيد بن بشير عن قتادة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب مناديا ينادي (يا خيل الله اركبي)
انتهى
وعجيب من السهيلي كيف عزا هذه اللفظة لمسلم ذكره في الروض الأنف في أول غزوة حنين وهي أواخر الكتاب
وأما أبو داود فإنه قال في كتاب الجهاد في سننه باب النداء عند النفير (يا خيل الله اركبي)
ثم روى بسنده عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى خيلنا خيل الله وفيه نظر لمن تأمله
275

وهو في مستدرك الحاكم من قول علي رواه في تفسير سورة الإسراء من حديث أبي نضرة عن أسير بن جابر قال قال لي صاحب وأنا بالكوفة هل لك في أن تنظر رجلا... فذكر قصة أويس القرني إلى أن قال فنادى منادي علي يا خيل الله اركبي وأبشري... الحديث بطوله
وهو في كتاب الردة للواقدي من قول خالد بن الوليد فقال حدثني محمد ابن صالح بن دينار عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد أن خالد بن الوليد قال لأصحابه يوم اليمامة يا خيل الله اركبي فركبوا وساروا إلى بني حنيفة فقتلوهم وأسروهم
مختصر
715 الحديث الثالث والعشرون
قال المصنف في الرد على أهل السنة تفضيلهم البشر على الملائكة وقد لفظوا أخبارا منها ما رووا أن الملائكة قالت ربنا إنك أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون منها ويتمتعون ولم تعطنا ذلك فأعطناه في الآخرة فقال وعزتي وجلالي لا أجعل ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان
قلت هذا الحديث روي من حديث ابن عمر وجابر
فحديث ابن عمر رواه الطبراني في معجمه حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة البغدادي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي حدثنا حجاج بن محمد الأعور حدثنا أبو غسان محمد بن مطرف عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الملائكة قالت يا رب أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة قال لا أجعل ذرية من
276

خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان)
انتهى
ورواه في معجمه الوسط حدثنا محمد بن حنيفة الواسطي حدثنا أحمد بن محمد ابن ماهان حدثنا أبي حدثنا طلحة بن زيد عن صفوان بن سليم به سندا ومتنا وقال لم يروه عن صفوان إلا طلحة بن زيد وأبو غسان وتفرد به عن طلحة محمد بن ماهان وتفرد به عن أبي غسان حجاج الأعور
انتهى
ورواه عبد الرزاق في تفسيره من قول زيد بن أسلم فقال حدثنا معمر عن زيد بن أسلم قال قالت الملائكة يا ربنا أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون منها ويتنعمون ولم تعطنا ذلك فأعطناه في الآخرة فقال الله وعزتي وجلالي لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان
انتهى
قال الدارقطني في علله روى عبد المجيد بن أبي رواد عن معمر عن زيد ابن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (قالت الملائكة أي رب أعطيت بني آدم الدنيا فأعطنا الآخرة فقال الله تعالى لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان) وقد رواه سريج بن يونس عن عبد المجيد فوقفه وهو أصح
انتهى كلامه
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية كذلك وقال هذا حديث لا يصح وكان الحميدي يتكلم في عبد المجيد وقال ابن حبان يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك
انتهى
وأما حديث جابر فرواه البيهقي في كتاب الأسماء والصفات في باب وصفه تعالى باليد أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا جنيد ابن حكيم حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد ربه بن صالح قال سمعت عروة بن رويم اللخمي يحدث عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة يا رب خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله لا أجعل من خلقت بيدي كمن قلت
277

له كن فكان) انتهى
ورواه الطبراني في كتابه مسند الشاميين حدثنا أحمد بن يعلي الدمشقي حدثنا هشام بن عمار حدثنا عثمان بن علاق قال سمعت عروة بن رويم به
716 الحديث الرابع والعشرون
قال ومنها ما رواه عن أبي هريرة أنه قال المؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده
قلت روي موقوفا كما ذكره المصنف
وروي مرفوعا أيضا فرواه ابن ماجة في سننه في كتاب الفتن حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة حدثنا أبو المهزم يزيد بن سفيان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته)
انتهى
ورواه البيهقي في أول شعب الإيمان عن أبي المهزم به موقوفا المؤمن أكرم على الله من ملائكته
انتهى
ثم قال وأبو المهزوم متروك انتهى
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله بأبي المهزم وقال كان كثير الخطأ فلما كثرت في روايته مخالفة الأثبات خرج عن حد العدول وقد تركه شعبة
انتهى
وفي حديث آخر مرفوع رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان عن عبيد الله بن تمام عن خالد الحذاء عن بشر بن شغاف عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما شيء أكرم على الله يوم القيامة من ابن آدم) قيل يا رسول الله ولا الملائكة قال ولا الملائكة الملائكة مجبورون كالشمس والقمر)
انتهى
قال البيهقي تفرد به عبيد الله بن تمام وقد رواه غيره عن خالد الحذاء به موقوفا وهو الأصح ثم أخرجه كذلك
278

وذكره الدارقطني في علله وقال عبيد الله بن تمام يروي أحاديث مقلوبة وهو ضعيف
717 الحديث الخامس والعشرون
روي أن ثقيفا قالت للنبي صلى الله عليه وسلم لا ندخل في أمرك حتى تعطينا خصالا نفتخر بها على العرب لا نعشر ولا نحشر ولا نجبي في صلاتنا وكل ربا فهو لنا وكل ربا علينا فهو موضوع عنا وأن تمتعنا باللات سنة ولا نكسرها بأيدينا عند رأس الحول وأن تمنع من قصد وادينا وج فعضد شجره فإذا سألتك العرب لم فعلت ذلك فقل إن الله أمرني به وجاءوا بكتابهم فكتب (بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لثقيف لا يعشرون ولا يحشرون) فقالوا ولا يجبون فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالوا للكاتب اكتب ولا يجبون والكاتب ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام عمر بن الخطاب فسل سيفه وقال أسعرتم قلب نبينا يا معشر ثقيف أسعر الله قلوبكم نارا فقالوا لسنا نكلم إياك إنما نكلم محمدا فنزلت 718 الحديث السادس والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها لما نزلت يعني قوله تعالى * (ولولا أن ثبتناك) * الآية كان يقول (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين)
قلت ذكره الثعلبي عن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم
279

وذكر الذي قبله عن ابن عباس من غير سند
719 الحديث السابع والعشرون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر حسدته اليهود وكرهوا قربه منهم فاجتمعوا وقالوا يا أبا القاسم إن الأنبياء إنما بعثوا بالشام وهي بلاد مقدسة وكانت مهاجر إبراهيم فلو خرجت إلى الشام لآمنا بك واتبعناك وقد علمنا أنه لا يمنعك من الخروج إلا خوف الروم فإن كنت نبيا فالله مانعك منهم فعسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أميال من المدينة وقيل بذي الحليفة حتى يجتمع إليه أصحابه ويراه الناس عازما على الخروج إلى الشام لحرصه على دخول الناس في دين الله فنزلت * (وإذا لا يلبثون خلافك) * فرجع
720 الحديث الثامن والعشرون
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت الشمس وصلى بي الظهر)
قلت غريب
وبمعناه ما رواه البيهقي في كتاب المعرفة أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد حدثنا أحمد بن علي الجزار حدثنا سعيد بن سليمان سعدويه حدثنا
280

أيوب بن عتبة حدثنا أبو بكر بن عمرو بن حزم عن عروة بن الزبير عن ابن أبي مسعود الأنصاري عن أبيه أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دلكت الشمس يعني حين زالت فقال له قم فصل فقام فصلى الظهر ثم ذكر باقي الصلوات بأعدادهن... ثم قال وأيوب بن عتبة أوليس
بالقوي
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث يحيى بن سعيد حدثني أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم عن عقبة بن عمرو أبي مسعود الأنصاري قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قم فصل وذلك لدلوك حين مالت فقام فصلى الظهر أربعا
انتهى
ورواه كذلك بشر بن عمر الزهراني حدثني سلمة بن بلال حدثنا يحيى ابن سعيد حدثني أبو بكر بن عمرو بن حزم عن أبي مسعود الأنصاري... فذكره بلفظ ابن مردويه وزاد باقي الصلوات
ورواه الطبراني وينظر في أحاديث الهداية
ورواه بهذا السند البيهقي وقال إنه منقطع لم يسمعه أبو بكر من أبي مسعود وإنما هو بلاغ بلغه
انتهى
قاله في السنن
وبمعناه ما رواه البزار في مسنده من حديث عمر بن قيس عن الزهري عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (دلوك الشمس زوالها)
انتهى وقال إنما يروى هذا الحديث موقوفا على ابن عمر ولم يسنده عن الزهري إلا عمر ابن قيس وكان لين الحديث انتهى
وروى الطبري في تفسيره عن سهل بن بكار عن أبي عوانة عن الأسود ابن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال دعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شاء من أصحابه يطعمون عندي ثم خرجوا حين زالت الشمس فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقال اخرج يا أبا بكر) فهذا حين دلكت الشمس
انتهى
281

وذكره الثعلبي عن ابن مسعود عقبه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير سند
721 الحديث التاسع والعشرون
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في المقام المحمود هو المقام الذي أشفع فيه لأمتي)
قلت روي من حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث أنس ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث كعب بن مالك ومن حديث جابر ومن حديث الخدري ومن حديث أبي هريرة
أما حديث أنس فذكره البخاري في كتاب التوحيد ولم يصل سنده به فقال وقال حجاج بن منهال حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يجمع الله الناس يوم القيامة فيهتمون لذلك اليوم فيقولون لو استشفعنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا فيأتون آدم عليه السلام...) إلى أن قال فيأتون عيسى فيقول لهم لست هناكم ائتوا محمدا) قال فيأتوني فأستأذن على ربي فيؤذن لي ثم أشفع) إلى أن قال فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من وجب عليه الخلود) ثم تلا هذه الآية * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * قال وهذا المقام الذي وعده نبيكم صلى الله عليه وسلم)
مختصر
أما حديث ابن عمر فرواه البخاري في تفسيره هذه السورة وفي الزكاة عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك إذ استغاثوا بآدم فيقول لست صاحب ذلك ثم موسى فيقول كذلك ثم بمحمد فيشفع بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة فذلك يومئذ يبعثه الله مقاما محمودا
انتهى
وأما حديث ابن مسعود فرواه الحاكم في مستدركه في كتاب الفتن من
282

حديث سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله بن مسعود قال يأذن الله في الشفاعة فيكون أول شافع روح القدس جبريل ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم يقوم نبيكم رافعا لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو المقام المحمود الذي وعده الله * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *
مختصر
ورواه أحمد في مسنده فقال حدثنا عارم بن الفضل حدثنا سعيد بن زيد حدثنا علي بن الحكم البناني عن عثمان بن عمر أبي اليقظان عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن ابن مسعود قال جاء ابنا مليكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا إن أمنا تكرم الزوج وتعطف على الولد وذكر الضيف غير أنها وأدت في الجاهلية فقال (أمكما في النار) قال فأدبرا والسوء يرى في وجوههما فأمر بهما فردا والسرور يرى في وجوههما رجاء أن يكون قد حدث شيء فقال (أمي مع أمكما) فقاتل رجل من المنافقين وما يغني هذا عن أمه شيئا ونحن نطأ عقبه فقال رجل من الأنصارهل وعدك ربك فيها أو فيهما فقال ما شاء الله ربي وما أطعمني فيه وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة) فقال الأنصاري يا رسول الله وما ذاك المقام المحمود قال ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلا...) ثم ذكره بطوله
ورواه النسائي في التفسير حدثنا بندار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سلمة ابن كهيل حدثنا أبو الزعراء عن عبد الله بن مسعود قال يأذن الله في الشفاعة فيقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم فلا يشفع أحد بمثل شفاعته وهو المقام المحمود الذي وعده الله * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *
انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك عن علي بن الحكم به وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
أما حديث كعب بن مالك فرواه الحاكم أيضا في المستدرك من حديث الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك
283

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (يبعث الله الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل ويكسوني ربي حلة خضراء ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول فذلك المقام المحمود)
انتهى
وأما حديث جابر فرواه الحاكم في المستدرك وأحمد في مسنده وأخرجه مسلم في الإيمان عن يزيد الفقير عن جابر في باب الشفاعة بلفظ آخر ويراجع أيضا من حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري عن علي بن الحسين عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان يوم القيامة مد الله الأرض مد الأديم حتى لا يكون لبشر من الناس إلا موضع قدميه فأكون أول من يدعى جبريل عن يمين الرحمن فأقول أي رب إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي فيقول صدق ثم أشفع فأقول يا رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض) قال (فهو المقام المحمود)
انتهى
وقال صحيح على شرط الشيخين وقد أرسله معمر عن الزهري عن علي بن الحسين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره ثم أخرجه من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري به كذلك مرسلا
وكذلك رواه عبد الرزاق في تفسيره مرسلا
وأما حديث الخدري فرواه الترمذي في التفسير وابن ماجة في الزهد من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر)
قال فيفزع الناس ثلاث فزعات فيأتون آدم...) فذكر حديث الشفاعة وفي آخره فيقال ارفع رأسك واشفع تشفع وقل يسمع لقولك وهو المقام المحمود الذي قال الله * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) *) مختصر قال الترمذي حديث حسن
انتهى
وأما حديث أبي هريرة فرواه الترمذي في كتابه والنسائي وأحمد وابن أبي شيبة في مسنديهما عن وكيع عن داود بن يزيد الأودي عن أبي هريرة
284

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * وسئل عنها قال (هي الشفاعة)
انتهى
وقال حديث حسن
انتهى
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن مردويه في تفسيره ومن طريق أحمد رواه الواحدي في الأوسط
وأما حديث ابن العاص فرواه ابن مردويه في تفسيره من حديث ابن ثوبان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الأنصار فقال يا رسول الله ما المقام المحمود الذي وعدك ربك قال يحشر الناس عراة غرلا...) فذكره بطوله
وأما حديث سعد فرواه ابن مردويه أيضا من حديث محمد بن الحسن عن أبي حنيفة عن عبد العزيز بن رفيع عن مصعب بن سعد عن أبيه قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود فقال هو الشفاعة)
انتهى
722 الحديث الثلاثون
عن حذيفة قال يجمع الناس في صعيد فلا تكلم نفس فأول مدعو محمد صلى الله عليه وسلم فيقول لبيك وسعديك والشر أوليس
إليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك وبك وإليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت) قال فهذا قوله * (عسى أن يبعثك ربك) * الآية
قلت رواه النسائي حدثنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت صلة بن زفر يقول سمعت حذيفة يقول يجمع الناس في صعيد ولا تكلم نفس فأول مدعو محمد صلى الله عليه وسلم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر أوليس
إليك والمهدي من هديت وعبدك وابن عبدك وبك وإليك ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك تباركت وتعاليت) فهذا قوله " عسى أن يبعثك ربك
285

مقاما محمودا)
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه عن إسرائيل عن أبي إسحاق به وزاد فيه سبحانك رب البيت كما ذكره في الكتاب وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وكذلك رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أبواب كلام الصحابة في باب كلام حذيفة
وكذلك البيهقي في كتاب البعث والنشور
ورواه الطبري في تفسيره عن محمد بن بشار عن غندر عن شعبة به
ورواه ابن مردويه عن إسرائيل عن أبي إسحاق به
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة به
ومن طريق أبي داود رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة حذيفة
ورواه البزار في مسنده عن شعبة به بلفظ الحاكم وكذلك أبو يعلي الموصلي في مسنده
723 الحديث الحادي والثلاثون
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل عتاب بن أسيد على أهل مكة وقال (انطلق فقد استعملتك على أهل الله) فكان شديدا على المريب لينا على المؤمن وقال لا والله لا أعلم متخلفا يتخلف عن الصلاة في جماعة إلا ضربت عنقه فإنه لا يتخلف عن الصلاة إلا منافق فقال أهل مكة يا رسول الله لقد استعملت على أهل الله عتاب بن أسيد أعرابيا جافيا فقال عليه الصلاة والسلام (إني رأيت فيما يرى النائم كأن عتاب بن أسيد أتى باب الجنة فأخذ حلقة الباب فقلقها قلقالا شديدا حتى فتح له فدخلها)
قلت رواه الثعلبي بإسناده إلى الكلبي قال * (سلطانا نصيرا) * عتاب بن أسيد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة فقال (انطلق فقد استعملتك على
286

أهل الله... فذكره إلى آخره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد ابن أحمد الأشج حدثنا إسماعيل بن زيد حدثنا الحسين بن حفص حدثنا إسماعيل بن خليفة عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس * (واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) * قال عتاب بن أسيد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة... فذكره ولم يذكر فيه قوله عليه السلام
724 الحديث الثاني والثلاثون
روي أنه لما نزلت * (وقل جاء الحق وزهق الباطل) * يوم الفتح قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم خذ مخصرتك فألقها فجعل يأتي صنما صنما وينكت بالمخصرة في عينه ويقول * (جاء الحق وزهق الباطل) * فينكب الصنم على وجهه حتى ألقاها جميعا وبقي صنم خزاعة وكان فوق الكعبة وكان من قوارير صفر فقال (يا علي ارم به) وحمله رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمى به فكسره فجعل أهل مكة يعجبون ويقولون ما رأينا رجلا أسحر من محمد
قلت غريب
ورواه مختصرا النسائي في سننه الكبرى في خصائص علي حدثنا أحمد بن حرب حدثنا أسباط عن نعيم بن حكيم المدائني حدثنا أبو مريم قال قال علي انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا الكعبة فقال لي (اجلس) فجلست فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكبي فنهضت به فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفي
287

قال لي (اجلس) فجلست فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم وقال لي اصعد أنت على منكبي) فنهض بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليخيل لي أني لو شئت لنلت أفق السماء فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس فجعلت أعالجه يمينا وشمالا وقدام ومن بين يديه ومن خلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقذفه) فقذفت به فكسرته كما تكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس
انتهى
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا شبابة حدثنا نعيم... به سواء
ومن طريق ابن راهويه رواه الحاكم في مستدركه وقال فيه فصعدت على الكعبة فقال لي (ألق صنمهم الأكبر صنم قريش) وكان نحاسا مؤبدا بأوتاد من حديد فجعلت أعالجه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول * (جاء الحق وزهق الباطل) * الآية قال فلم أزل أعالجه حتى استمكنت فيه... الحديث
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
725 الحديث الثالث والثلاثون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه له)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا ابن بأقل راقم بن أحمد القاري حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسن حدثنا محمد بن أحمد بن مدرك البخاري حدثنا عبيد الله بن واصل حدثنا محمد بن يوسف حدثنا أحمد بن الحارث الغساني حدثنا ساكنة ابن الجعد قال سمعت رجاء الغنوي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله)
انتهى
288

726 الحديث الرابع والثلاثون
عن ابن بريدة قال لقد مضى النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم الروح
قلت في الوسيط للواحدي وقال عبد الله بن بريدة ما بلغ الإنس والجن و لا الملائكة ولا الشياطين علم الروح ولقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم الروح
727 الحديث الخامس والثلاثون
روي أن اليهود أرسلت إلى قريش أن سلوه عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح فإن أجاب عنها أو سكت فليس بنبي وإن أجاب عن بعض وسكت عن بعض فهو نبي فبين لهم القصتين وأبهم أمر الروح وهو مبهم في التوراة فندموا على سؤالهم
قلت ذكره ابن هشام في السيرة والبيهقي في دلائل النبوة أن أهل مكة بعثوا رهطا منهم إلى اليهود يسألونهم عن أشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لهم سلوه عن ثلاث فإن عرفها فهو نبي سلوه عن أقوام ذهبوا في الأرض فلا يدري ما صنعوا وسلوه عن رجل بلغ مشارق الأرض ومغاربها وسلوه عن الروح فلما رجعوا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال (غدا أجيبكم...) الحديث بطوله ويراجع
728 الحديث السادس والثلاثون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال لهم ذلك يعني قوله تعالى * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) * قالوا أنحن مختصون بهذا الخطاب
289

أم أنت معنا فيه فقال بل نحن وأنتم لم نؤت من العلم إلا قليلا فقالوا ما أعجب شأنك ساعة تقول * (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) * وساعة تقول هذا فنزلت * (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام) * الآية
قلت ذكره الثعلبي في سورة لقمان هكذا من غير سند
وروى ابن مردويه في تفسيره في سورة لقمان حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد بن يعقوب بن مهران حدثنا سعدان بن نصر حدثنا علي ابن عاصم حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة قال علي لا أعلمه إلا عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية * (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) *... فذكره بتغيير وزيادة ونقص وتطويل
729 الحديث السابع والثلاثون
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يمشون على وجوههم فقال (إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم)
قلت رواه الترمذي في كتابه من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف صنفا مشاة وصنفا ركبانا وصنفا على وجوههم) قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم قال (إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك) انتهى
وقال حديث حسن
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو داود الطيالسي والبزار في مسانيدهم قال البزار ولا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد
انتهى
290

ومن طريق أبي داود الطيالسي رواه البيهقي في كتاب البعث والنشور
والحديث معناه في الصحيحين رواه البخاري في الرقاق ومسلم في التوبة عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله كيف يحشر الكافر على وجهه قال (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة) قال قتادة بلى وعزة ربنا
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بلفظ الكتاب فقال حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم أنا يعلي بن عبيد حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود عن أنس
قال قيل يا رسول الله كيف يحشر الناس على وجوههم قال (إن الذي أمشاهم على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم)
انتهى
730 قوله
عن ابن مسعود قال إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما تفقدون الصلاة وليصلين قوم ولا دين لهم وإن هذا القرآن لتصبحون يوما وما فيكم منه شيء فقال رجل وكيف ذلك وقد أثبتناه في قلوبنا ومصاحفنا يعلمه أبناؤنا فقال يسري عليه ليلا فيصبح الناس منه فقراء ترفع المصاحف وينزع ما في القلوب
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه أخبرنا سفيان الثوري عن عبد العزيز ابن رفيع عن شداد بن معقل قال سمعت ابن مسعود يقول إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة وليصلين أقوام ولا دين لهم ولينزعن القرآن من بين أظهركم قالوا يا أبا عبد الرحمن ألسنا نقرأ القرآن وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا قال يسرى على القرآن ليلا فلا يبقى في قلب عبد منه شيء ولا في مصحف منه شيء ويصبح الناس كالبهائم ثم قرأ عبد الله * (ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك) * الآية
انتهى
291

ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في فضل القرآن وفي الفتن وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره
ورواه ابن مردويه في تفسيره عن زهير عن عبد العزيز به
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث شريك عن عبد العزيز به
731 الحديث الثامن والثلاثون
عن صفوان بن عسال أن بعض اليهود سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) * فقال (أوحى الله إلى موسى أن قل لبني إسرائيل لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا ببريء إلى سلطان ليقتله ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف وأنتم يهود خاصة لا تعدوا في السبت)
قلت رواه الترمذي في التفسير وفي الاستئذان والنسائي في المحاربة وابن ماجة في الأدب من حديث عبد الله بن سلمة عن صفوان بن عسال أن يهوديين قال أحدهما لصاحبه اذهبوا بنا إلى هذا النبي نسأله فقال لا تقل له نبي فإنه إن سمعك صارت له أربعة أعين فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه عن قول الله تعالى * (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تسرقوا ولا تسحروا ولا تمشوا ببرئ إلى سلطان فيقتله ولا تأكلوا الربا ولا تقذفوا محصنة ولا تفروا من الزحف وعليكم يا يهود خاصة ألا تعدوا في السبت) فقبلا يديه ورجليه وقالا نشهد أنك نبي قال (فما يمنعكما) قالا إن داود دعا الله ألا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود
انتهى
قال الترمذي حديث حسن صحيح
292

ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان وقال فيه حديث صحيح لا نعرف له علة بوجه من الوجوه ولم يخرجاه ولا خرجا لصفوان شيئا
انتهى
ورواه أحمد وأبو يعلي الموصلي وإسحاق بن راهويه وأبو داود الطيالسي في مسانيدهم
من طريق أبي داود الطيالسي رواه أبو نعيم في الحلية ودلائل النبوة ولم يذكر فيه السحر وكذلك الطبراني في معجمه ولم يذكر فيه السحر
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في أول المغازي
والبيهقي في دلائل النبوة بلفظ السنن
وأحمد رواه من طريقين لم يذكر في أحدهما قذف المحصنة وقال في الآخر ولا تقذفوا محصنة أو قال لا تفروا من الزحف شك شعبة
والحديث فيه إشكالان
أحدهما أنهم سألوا عن تسعة وأجاب في الحديث بعشرة وهذا لا يرد على رواية أبي نعيم والطبراني لأنهما لم يذكرا فيه السحر ولا على رواية أحمد أيضا لأنه لم يذكر القذف مرة وشك في أخرى فيبقى المعنى في رواية غيرهم أي خذوا ما سألتموني عنه وأزيدكم ما يختص بكم لتعلموا وقوفي على ما يشتمل عليه كتابكم
الإشكال الثاني أن هذه وصايا في التوراة أوليس
فيها حجج على فرعون وقومه فأي مناسبة بين هذا وبين إقامة البراهين على فرعون وما جاء هذا إلا من عبد الله ابن سلمة فإن في حفظه شيئا وتكلموا فيه وأن له مناكير ولعل ذينك اليهوديين إنما سألا عن العشر كلمات فاشتبه عليه بالتسع آيات فوهم في ذلك
والله أعلم
ورواه ابن مردويه في تفسيره كذلك بلفظ السنن
293

732 الحديث التاسع والثلاثون
روي أن أبا بكر رضي الله عنه كان يخفض صوته بالقرآن في صلاته ويقول أناجي ربي وقد علم حاجتي وكان عمر يرفع صوته ويقول أزجر الشيطان وأوقظ الوسنان فأمر أبا بكر أن يرفع قليلا وأمر عمر أن يخفض قليلا
قلت روي من حديث أبي قتادة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث علي
وأما حديث أبي قتادة فرواه أبو داود والترمذي في التهجد من حديث ابن إسحاق السيلحيني أخبرني حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة فإذا هو بأبي بكر يصلي يخفض من صوته ومر بعمر بن الخطاب وهو يصلي رافعا صوته قال فلما اجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي خافضا صوتك) قال قال قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله وقال لعمر بن الخطاب مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك) قال يا رسول الله أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان
انتهى بلفظ أبي داود وزاد في رواية بالإسناد المذكور فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئا وقال لعمر اخفض من صوتك شيئا)
انتهى
ولفظ الترمذي عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر (مررت بك وأنت تقرأ تخفض من صوتك) فقال إني أسمعت من ناجيت فقال ارفع قليلا) وقال لعمر (مررت بك وأنت تقرأ ترفع صوتك) قال إني أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان قال (اخفض قليلا)
انتهى
وقال حديث غريب صحيح وإنما أسنده يحيى بن إسحاق السيلحيني عن حماد بن سلمة وأكثر الناس
294

رووه هكذا عن عبد الله بن رباح مرسلا
انتهى
وقال ابن أبي حاتم في علله سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن إسحاق السيلحيني عن حماد عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العشاء فقام أبو بكر فقرأ... إلى آخره فقال أبي أخطأ فيه السيلحيني والصحيح عن عبد الله بن رباح أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الأول من القسم الخامس حدثنا ابن خزيمة أنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني
ورواه الحاكم في مستدركه كذلك وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وأما حديث أبي هريرة فرواه أبو داود من حديث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة لم يقل فيه لأبي بكر ارفع شيئا ولا لعمر اخفض شيئا زاد (وقد سمعتك يا بلال وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السور وقال كلكم أصاب)
انتهى
ورواه البيهقي في شعب الإيمان عن الحاكم بسنده إلى محمد بن عمرو به ولم يذكر فيه قصة بلال
وأما حديث علي فرواه البيهقي في الشعب أيضا فقال أخبرنا علي بن أحمد ابن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار حدثنا عباس بن الفضل حدثنا منجاب حدثنا ابن أبي زائدة يحيى بن زكريا عن أبيه عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال كان أبو بكر يخافت من صوته إذا قرأوكان عمر يجهر بقراءته فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لأبي بكر لم تخافت) قال إني اسمع من أناجي وقال لعمر لم تجهر) قال أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان
قال فكل طيب)
انتهى
وروى الطبري هذا الحديث في تفسيره عن محمد بن سيرين قال
295

نبئت أن أبا بكر... فذكره مرسلا وفيه فقال أناجي ربي وقد علم حاجتي... الحديث لم أجد هذه اللقظة إلا عنده
733 الحديث الأربعون
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام من بني عبد المطلب علمه هذه الآية * (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا) * إلى آخرها
قلت رواه ابن السني في كتابه عمل اليوم والليلة أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن زيدان البجلي حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم بن أبي أمية عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفصح الغلام... إلى آخره
ومن طريق ابن السني رواه الثعلبي في تفسيره
ورواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم بن أبي أمية عن عمرو بن شعيب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره معضلا أوليس
فيه عن أبيه عن جده
734 الحديث الحادي والأربعون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة بني إسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين كان له قنطار في الجنة والقنطار ألف أوقية ومائتا أوقية)
قلت رواه الثعلبي من حديث ابن عمرو محمد بن جعفر بن محمد الشروطي حدثنا إبراهيم بن شريك بن الفضل الكوفي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس اليرعوبي
296

حدثنا سلام بن سليم حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره ولم يقل فيه ومائتا أوقية وإنما قال والقنطار ألف أوقية الأوقية منها خير من الدنيا وما فيها
انتهى
رواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الأول في آل عمران بلفظ المصنف وبسنده الثاني بلفظ الثعلبي
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسند الثعلبي المذكور
297

سورة الكهف
299

سورة الكهف
ذكر فيها ستة عشر حديثا
735 قوله
روي أن معاوية غزا الروم فمر بالكهف فقال لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم فقال له ابن عباس أوليس
لك ذلك قد منع الله من هو خير منك فقال * (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) *
فقال معاوية لا أنتهي حتى أعلم علمهم فبعث ناسا لينظروهم فلما دخلوا جاءتهم ريح فأحرقتهم
قلت رواه الواحدي في تفسيره الوسيط من طريق أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سفيان بن حسين عن يعلي بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه غزا مع معاوية غزوة المضيق نحو الروم فمروا بالكهف فقال معاوية لو كشف لنا... إلى آخره
736 الحديث الأول
روي أن عرفجة أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق فأنتن فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب
قلت رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث عبد الرحمن بن طرفة
301

عن عرفجة بن أسعد أنه قطع أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق... إلى آخره
وفيه كلام مبسوط في أحاديث الهداية
737 الحديث الثاني
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (هو كعكر الزيت) يعني المهل
قلت رواه الترمذي في كتابه في صفة جهنم من حديث رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن سليمان بن عمرو أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال * (كالمهل) * كعكر الزيت فإذا قرب إليه سقطت فروة وحهه فيه)
انتهى وأعاده في تفسير سورة المعارج وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد وقد تكلم فيه من قبل حفظه
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والسبعين من القسم الثالث والحاكم في مستدركه كلاهما من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج به قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في البعث والنشور بسنده ومتنه
ورواه أحمد وأبو يعلي الموصلي في مسنديهما من حديث ابن لهيعة عن دراج به
738 قوله
قالت عائشة رضي الله عنها لمن سألها عن محرم يشد عليه هميانه قالت أوثق عليك نفقتك
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب المناسك حدثنا حفص بن غياث عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة أنها سئلت عن الهميان للمحرم فقالت أوثق عليك نفقتك
انتهى
302

739 قوله
يحكى عن المنصور أنه بلغه أن أبا حنيفة خالف ابن عباس في الاستثناء المنفصل فغضب عليه فقال أبو حنيفة هذا يرجع عليك افترض لمن يبايعك بالإيمان أن يخرج من عندك فيستثني فاستحسنه
قلت قول ابن عباس رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الإيمان والنذور من حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال إذا حلف الرجل على يمين فله أن يستثني ولو إلى سنة وإنما نزلت هذه الآية في هذا * (واذكر ربك إذا نسيت) * قال إذا ذكر استثنى وكان الأعمش يأخذ بها
انتهى
وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
انتهى
وقال الطبري في تفسيره ومعناه أنه إذا نسي أن يقول في كلامه أو حلفه إن شاء الله وذكر ولو بعد سنة فالسنة أن نقول له ذلك ليكون آتيا بسنة الاستثناء حتى ولو بعد الحنث لا أنه يكون رافعا لحنث اليمين ومسقطا للكفارة
انتهى
قال بعض العلماء وهذا الأليق يحمل كلام ابن عباس عليه
وروى الطبراني في معجمه الوسط عن الوليد بن مسلم عن عبد العزيز بن الحصين عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس في قول الله تعالى * (واذكر ربك إذا نسيت) * قال إذا نسيت الاستثناء فاستثن إذا ذكرت قال هي لرسول الله خاصة وليس لأحد منا أن يستثنى إلا بصلة اليمين
انتهى
740 الحديث الثالث
في الحديث (ليقل أحدكم فتاي وفتاتي ولا يقل عبدي ولا أمتي)
قلت رواه الجماعة إلا الترمذي فرواه البخاري في العتق ومسلم في الألفاظ من الأدب... وأبو داود في الأدب والنسائي في اليوم والليلة وابن ماجة في الأدب كلهم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا يقل أحدكم أطعم ربك
303

أرض ربك اسق ربك وليقل سيدي مولاي ولا يقل أحدكم عبدي أمتي وليقل فتاي وفتاتي وغلامي)
انتهى
ولم يعزه الطيبي إلا لمسند أحمد
741 قوله
عن سعيد بن جبير أنه قال لابن عباس إن نوفا ابن امرأة كعب يزعم أن الخضر أوليس
بصاحب موسى وأن موسى هو موسى بن ميشا فقال كذب عدو الله
قلت رواه البخاري في التفسير ومسلم في فضائل الأنبياء في قصة موسى والخضر من حديث عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر أوليس
هو موسى صاحب بني إسرائيل فقال ابن عباس كذب عدو الله ثم ذكر قصة موسى والخضر
انتهى
وروى محمد ابن إسحاق في سيرته عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عيينة عن سعيد بن جبير قال جلست عند ابن عباس وعنده نفر من أهل الكتاب فقال بعضهم يا أبا العباس إن نوفا ابن امرأة كعب يزعم أن موسى الذي طلب العالم إنما هو موسى بن ميشا فقال ابن عباس أنت سمعته يا سعيد قال نعم قال كذب نوف ثم ذكر القصة بطولها
742 الحديث الرابع
عن ابن عباس أن نجدة الحروري كتب إليه كيف جاز قتله يعني غلام موسى وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الولدان فكتب إليه إن علمت من حال الولدان ما علمه عالم موسى فلك أن تقتل
قلت الحديث في مسلم بغير هذا اللفظ رواه في الجهاد من حديث يزيد ابن هرمز قال كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس يسأله عن العبد والمرأة يحضران
304

المغنم هل يقسم لهما وعن قتل الولدان وعن اليتيم متى ينقطع عنه اليتم وعن ذوي القربى من هم فكتب إليه ابن عباس سألتني عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل يقسم لهما شيء إنهما ليسا لهما شيء من المغنم إلا أن يحذيا من الغنيمة وسألتني عن قتل الولدان فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتلهم إلا أن علم منهم ما علم صاحب موسى من الغلام الذي قتله وسألتني عن اليتيم متى ينقطع عنه اليتم فإنه لا ينقطع عنه اسم اليتم حتى يبلغ ويؤنس منه الرشد وسألتني عن ذوي القربى من هم فإنا زعمنا أنا هم فأبى علينا ذلك قومنا
انتهى
رواه من طرق في بعضها الخضر عوض صاحب موسى
ورواه أحمد في مسنده وقال الخضر
ورواه أبو يعلي في مسنده وقال فيه فأن كنت تعلم من الولدان ما يعلمه عالم موسى كان ذلك لك وفي لفظ فقلت ولكن لا تعلم فاجتنبهم
743 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحم الله أخي موسى استحى فقال ذلك) يعني قوله * (قد بلغت من لدني عذرا) *
قلت روى ابن مردويه في تفسيره من حديث مسلمة بن علقمة عن داود ابن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قام موسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل... فذكر الحديث قال ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحمة الله علينا وعلى موسى استحى عند ذلك فقال " إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا "
انتهى
بحروفه
744 الحديث السادس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله أخي موسى لو لبث مع صاحبه لأبصر أعجب الأعاجيب)
305

قلت رواه أبو داود في كتاب القراءات من سننه والنسائي في التفسير واللفظ له عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه فقال ذات يوم (رحمة الله علينا وعلى موسى لو لبث مع صاحبه لأبصر العجب العاجب ولكنه قال " إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا "
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه كذلك
ورواه مسلم في فضائل الأنبياء قريبا من هذا اللفظ ولفظه قال رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكن أخذته من صاحبه ذمامة فقال " إن سألتك عن
شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا " ولو صبر لرأى العجب
مختصر
745 الحديث السابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم (كانوا أهل قرية لئاما)
قلت رواه النسائي أخبرنا محمد بن علي حدثنا الفريابي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله * (فأبوا أن يضيفوهما) * قال (كانوا أهل قرية لئاما)
انتهى
وهو في مسلم في في حديث موسى والخضر فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئاما فطافا في المجالس فاستطعما * (فأبوا أن يضيفوهما) *
ولفظ النسائي هو لفظ الكتاب
746 قوله * (وكان تحته كنز لهما) *
فقيل كنز من ذهب وفضة
وقيل لوح من ذهب مكتوب فيه عجبت لمن يعرف الموت
306

كيف يفرح وعجبت لمن يعرف النار كيف يضحك وعجبت لمن يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها ثم هو يطمئن إليها لا إله إلا الله محمد رسول الله
قلت
الأول رواه الترمذي من حديث يزيد بن يوسف الصنعاني عن يزيد بن يزيد ابن جابر عن مكحول عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (وكان تحته كنز لهما) * قال ذهب وفضة
انتهى وسكت عنه
ورواه الحاكم في مستدركه وسكت عنه وتعقبه الذهبي في مختصره وقال يزيد بن يوسف متروك وإن كان حديثه أشبه ما روي في تفسير الكنز
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده وقال إسناده حسن ويزيد بن يوسف أوليس
به بأس ومن قبله وبعده ثقات
انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بيزيد بن يوسف وضعفه عن النسائي وابن معين ولينه هو وقال وهو مع ضعفه يكتب حديثه
الثاني روي مرفوعا وموقوفا
فالمرفوع رواه البزار في مسنده حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا بشر ابن المنذر حدثنا الحارث بن عبد الله اليحصبي عن عياش بن عباس العتباني عن ابن حجير عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يعرف الموت كيف يفرح وعجبت لمن يعرف النار كيف يضحك وعجبت لمن يعرف الدنيا وتحويلها بأهلها ثم هو يطمئن إليها وعجبت لمن أيقن بالقضاء والقدر كيف ينصب في طلب الرزق وعجبت لمن يوقن بالحساب كيف يعمل الخطايا لا إله إلا الله
307

محمد رسول الله)
انتهى
وقال لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
انتهى
والموقوف روي عن ابن عباس وعن علي
فحديث ابن عباس له ثلاث طرق
أحدها عند الطبراني في كتاب الدعاء له عن رشدين بن سعد عن أبي حازم عن ابن عباس قال الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من ذهب... فذكره
والثاني عند الدارقطني في غرائب مالك عن جعفر بن محمد بن عون حدثنا محمد بن صالح بن فيروز حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال سئل ابن عباس عن هذه الآية * (وكان تحته كنز لهما) * قال لوح من ذهب... فذكره أيضا نحوه ثم قال هذا باطل عن مالك وجعفر بن محمد ومحمد بن صالح مجهولان
انتهى
والثالث عند ابن عدي في الكامل عن أبين بن سفيان عن أبي حازم عن ابن عباس نحوه قال ابن عدي وأبين بن سفيان أحاديثه كلها مناكير
انتهى
وحديث علي رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس من حديث جويبر عن الضحاك عن النزال بن سبرة عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى * (وكان تحته كنز لهما) * قال لوح من ذهب مكتوب فيه عجبا لمن يعرف الموت كيف يفرح... إلى آخره بلفظ المصنف سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره مرفوعا فقال حدثنا عبد الرحمن بن الحسن حدثنا إبراهيم بن الحسين حدثنا عتيق بن يعقوب حدثنا علي بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قوله * (وكان تحته كنز لهما) * قال لوح من ذهب... الحديث
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث ضرار بن صرد حدثنا محمد
308

ابن مروان حدثنا أبان عن أنس قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (وكان تحته كنز لهما) * قال كان لوح من ذهب مكتوب فيه...) إلى آخره
وكذلك رواه أبو حفص بن شاهين في كتاب الجنائز حدثنا محمد بن هارون ابن عبد الله الحضرمي حدثنا زيد بن سعيد الواسطي حدثنا موسى بن بلال العنسي حدثنا محمد بن مروان به
747 قوله
قيل ملك الدنيا أربعة مؤمنان الإسكندر ذو القرنين وسليمان ابن داود وكافران نمرود وبختنصر
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الفضائل بسنده عن مجاهد قال لم يملك الأرض كلها إلا أربعة مؤمنان وكافران... فذكره
748 الحديث الثامن
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا)
قلت غريب ورواه الدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف من قول الزهري فقال حدثنا مسلم بن عبد الله الحسيني حدثنا الخضر بن داود حدثنا الزبير بن بكار حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني عبد العزيز بن عمران عن سليمان بن أسيد عن ابن شهاب الزهري قال إنما سمي ذا القرنين لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها فسمي ذا القرنين
749 الحديث التاسع
عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم
309

على جمل فرأى الشمس حين غابت فقال أتدري يا أبا ذر أين تغرب هذه) قلت الله ورسوله أعلم قال (فإنها تغرب في عين حامية)
قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الحروف من حديث يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه) قلت الله ورسوله أعلم قال (فإنها تغرب في عين حامية)
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في كتاب القراءات كذلك إلا أنه زاد في عين حامية غير مهموزة
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
انتهى
ورواه أحمد وأبو يعلي الموصلي بلفظ البزار وابن أبي شيبة والبزار في مسانيدهم
ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن مردويه في تفسيره بلفظ أبي داود
وزاد البزار قال تنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش فإذا كان خروجها أذن الله لها فإذا أراد الله أن يطلعها من مغربها حبسها فيقول اطلعي من حيث غربت فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها
انتهى
قال وقد رواه عن إبراهيم التيمي يونس بن عبيد وسليمان الأعمش وهارون ابن سعيد ولا نعلم رواه عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم إلا سفيان بن حسين
انتهى
وكذلك رواه الطبري في سورة الأنعام عند قوله تعالى * (يوم يأتي بعض آيات ربك) *
وعجبت للمنذري كيف عزا هذا الحديث في مختصره للصحيحين مقلدا
310

لأصحاب الأطراف وحديث الصحيحين أوليس
هو هذا ولفظهما عن أبي ذر قال دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فقال يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه) قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب فتستأذن في السجود فيؤذن لها وكأنها قد قيل اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها) وهذا المتن أوليس
هو متن أبي داود ولكن فيه بعضه
750 الحديث العاشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفتهم يعني يأجوج ومأجوج لا يموت أحد منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح)
قلت راه ابن عدي في الكامل والطبراني في معجمه الوسط من حديث يحيى بن سعيد عن محمد بن سعيد عن محمد بن إسحاق عن الأعمش عن شقيق أبي وائل عن حذيفة قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج فقال يأجوج أمة ومأجوج أمة كل أمة أربعة آلاف أمة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حمل السلاح)
انتهى
قال ابن عدي هذا حديث منكر موضوع ومحمد بن إسحاق هذا أوليس
هو صاحب المغازي وإنما هو محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن عكاشة بن محيض الأسدي
وكذلك رواه ابن الجوزي في الموضوعات ثم قال ومحمد بن إسحاق هذا هو العكاشي قال ابن معين كذاب وقال الدارقطني يضع الحديث
انتهى
ومن هذا الطريق رواه ابن مردويه والواحدي والثعلبي في تفاسيرهم
وروى النسائي في التفسير في سورة الأنبياء عن عمرو بن أوس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يأجوج ومأجوج لهم قدرة يجامعون ما شاءوا
311

وشجر يلقحون ما شاءوا ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا)
انتهى
وفي صحيح ابن حبان عن عمران بن ميمون الأودي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفا)
انتهى
وفي مستدرك الحاكم في الفتن عن وهب بن جابر عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ولن يموت منهم رجل إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا) مختصر
751 الحديث الحادي عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلا أخبره به يعني السد فقال له كيف رأيته قال كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء قال قد رأيته)
قلت ورواه الطبري في تفسيره حدثنا بشر بن معاذ حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أن رجلا قال يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج ومأجوج قال (انعته لي) قال كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء قال (قد رأيته)
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنا أبو الجماهر حدثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن رجل عن أبي بكرة الثقفي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني قد رأيته يعني السد قال كيف هو) قال كالبرد المحبر قال قد رأيته وحدثنا قتادة أنه قال طريقة حمراء من نحاس وطريقة سوداء من حديد)
انتهى
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجل من أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله قد رأيت الردم الذي بين يأجوج ومأجوج قال
312

كيف رأيته) قال رأيته مثل البرد الحبرة طريقة حمراء وطريقة سوداء قال رأيته)
انتهى
ورواه الطبراني في مسند الشاميين بالسند الأول والمتن سواء
ورواه البزار في مسنده بنقص يسير فقال حدثنا عمرو بن مالك حدثنا محمد ابن عمران حدثنا عبد الملك بن أبي نعامة الحنفي عن يوسف بن أبي مريم الحنفي قال بينا أنا قاعد مع أبي بكرة إذ جاء رجل فسلم عليه فقال له أبو بكرة من أنت قال تعلم رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه رأى الردم فقال له أبو بكرة وأنت هو قال نعم قال اجلس حدثنا قال انطلقت حتى انتهيت إلى أرض أوليس
لهم إلا الحديد يعملونه فدخلت بيتا فاستلقيت فيه على ظهري وجعلت رجلي على جداره فلما كان عند الغروب سمعت صوتا لم أسمع مثله فجلست فقال لي رب البيت لا تذعرن فإن هذا لا يضرك هذا صوت قوم ينصرفون هذه الساعة من هذا السد ثم قال لي أيسرك أن تراه قلت نعم قال فغدوت إليه فإذا ألبنه حديد كل واحدة مثل الصخرة
وإذا كأنه البرد المحبر مساميره مثل الجذوع فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صفه لي) فقلت كأنه البرد المحبر فقال عليه السلام من سره أن ينظر إلى رجل قد أتى الروم فلينظر إلى هذا)
انتهى
ثم قال لا نعلم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أبي بكرة ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق
انتهى
752 الحديث الثاني عشر
روي أن جندب بن زهير قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أعمل العمل لله فإذا اطلع عليه سرني فقال إن الله لا يقبل ما شورك فيه)
قلت غريب وذكره الواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس فقال قال
313

ابن عباس نزلت هذه الآية * (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا) * في جندب بن زهير أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم... إلى آخره
753 الحديث الثالث عشر
وروي أنه قال (له أجران أجر السر وأجر العلانية)
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي مسعود الأنصاري ومن حديث أبي ذر
فحديث أبي هريرة رواه الترمذي وابن ماجة في الزهد من حديث أبي سنان سعيد بن سنان الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله إني أعمل العمل فيطلع عليه فيعجبني قال (لك أجران أجر السر وأجر العلانية)
انتهى قال الترمذي حديث غريب وقد رواه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
انتهى
ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا سعيد بن سنان به
ومن طريقه رواه ابن حبان في صحيحه وأبو يعلي الموصلي في مسنده والبزار في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس والأربعين
وقال ابن أبي حاتم في علله قال أبي الصحيح عندي مرسل
انتهى
وأما حديث أبي مسعود الأنصاري فرواه الطبراني في معجمه من حديث سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي مسعود قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أعمل العمل فأسره فيظهر فأفرح به قال كتب لك أجران...) الحديث
وأما حديث أبي ذر فرواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي صالح عن أبي ذر نحوه
314

ثم قال لم يقل أحد عن أبي صالح عن أبي ذر غير يوسف عن الثوري وقد اختلف فيه على الثوري فرواه يحيى بن يمان عنه فقال عن أبي مسعود الأنصاري ورواه قبيصة عنه فقال عن المغيرة بن شعبة ورواه أبو سنان عن حبيب عن أبي صالح عن أبي هريرة والمحفوظ عن الثوري عن حبيب عن أبي صالح مرسلا
754 الحديث الرابع عشر
وعنه صلى الله عليه وسلم قال (اتقوا (الشرك الأصغر) قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال (الرياء)
قلت رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتابه الترغيب والترهيب من حديث أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه حدثنا دعلج بن أحمد حدثنا حامد بن محمد حدثنا سريج ابن يونس حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم... ذكره سواء
وبهذا الإسناد رواه الثعلبي في تفسيره سواء
ورواه ابن مردويه في تفسيره في سورة الرعد حدثنا دعلج بن أحمد به سندا ومتنا وكذلك رواه في هذه السورة
وروى أيضا حدثنا سليمان بن أحمد هو الطبراني حدثنا أحمد بن حماد ابن رغبة حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن يعلي ابن شداد بن أوس عن أبيه قال كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر
وروى الدارقطني في غرائب مالك من حديث عبد الرحمن بن محمد بن سلام حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع عن مالك بن أنس عن عمرو بن أبي عمرو عن عاصم بن عمرو بن قتادة عن محمود بن لبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) قالوا يا رسول الله وما
315

الشرك الأصغر قال الرياء)
انتهى ثم قال غريب من حديث مالك تفرد به إسحاق الطباع وهو ثقة ولا أعلم رواه عنه غير عبد الرحمن بن محمد ابن سلام وهو من الثقات
انتهى
ورواه أحمد حدثنا يونس حدثنا ليث عن يزيد بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو به
ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الخامس والأربعين من حديث ابن أبي مريم حدثنا ابن أبي الزناد عن عمرو بن أبي عمرو به
755 الحديث الخامس عشر
عن رسول الله قال (من قرأ سورة الكهف من آخرها كانت له نورا من قرنه إلى قدمه ومن قرأها كلها كانت له نورا من الأرض إلى السماء)
قلت رواه أحمد في مسنده وأبو بكر بن السني في كتابه عمل اليوم والليلة من حديث ابن لهيعة حدثني زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه معاذ ابن أنس الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ أول سورة الكهف كانت له نورا من قرنه إلى قدمه ومن قرأها كلها كانت له نورا من الأرض إلى السماء)
انتهى
بلفظ أحمد ولفظ ابن السني هو لفظ المصنف
وبهذا السند رواه البغوي في تفسيره
ورواه الطبراني في معجمه من حديث رشدين بن سعد عن زبان بن فائد به بلفظ أحمد
وبهذا السند رواه الثعلبي في تفسيره وكذلك ابن مردويه في تفسيره
316

756 الحديث السادس عشر
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عند مضجعه * (قل إنما أنا بشر مثلكم) * كان له في مضجعه نور يتلألأإلى مكة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم وإن كان مضجعه بمكة كان له نور يتلألأ من مضجعه إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ)
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده مختصرا أخبرنا النضر بن شميل حدثنا أبو قرة الأسدي ثم الصيداوي رجل من أهل البادية قال سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ في ليلته * (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) * كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوة الملائكة)
انتهى
وكذلك رواه البزار في مسنده بهذا السند والمتن بحروفه وقال هذا حديث لا نعلمه يروى عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد
انتهى
وبهذا الإسناد رواه الثعلبي في تفسيره لكنه زاد (يصلون عليه ويستغفرون له)
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المذكورين في آل عمران ومتن المصنف سواء
317

سورة مريم
319

سورة مريم
ذكر فيها اثنين وعشرين حديثا
757 الحديث الأول
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن السري فقال (هو الجدول)
قلت روي من حديث البراء بن عازب ومن حديث ابن عمر
فحديث البراء بن عازب رواه الطبراني في معجمه الصغير من حديث معاوية ابن يحيى الصدفي عن أبي سنان سعيد بن سنان الشيباني عن أبي إسحاق عن البراء ابن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (قد جعل ربك تحتك سريا) * قال السري النهر
انتهى
قال الطبراني لم يرفعه عن أبي إسحاق إلا أبو سنان
انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بمعاوية بن يحيى وضعفه عن النسائي وابن المديني وابن معين ووافقهم
ورواه الحاكم في مستدركه موقوفا على البراء رواه عن شعبة عن أبي إسحاق عن البراء في قوله تعالى * (قد جعل ربك تحتك سريا) * قال هو الجدول النهر الصغير
انتهى
وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وذكره البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق تعليقا ولفظه قال وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء * (سريا) * قال هو النهر الصغير بالسريانية
انتهى
وكذلك رواه عبد الرزاق في تفسيره رواه موقوفا أخبرنا الثوري عن
321

أبي إسحاق عن البراء بن عازب في قوله تعالى * (قد جعل ربك تحتك سريا) * قال السري الجدول يعني النهر الصغير
انتهى
ورواه ابن مردويه من حديث آدم بن أبي إياس عن إسرائيل موقوفا
وكذلك رواه الطبري في تفسيره
وأما حديث ابن عمر فرواه الطبراني في معجمه حدثنا أبو شعيب عبد الله ابن الحسن الحراني حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي حدثنا أيوب بن نهيك قال سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول سمعت ابن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن السري الذي قال الله عز وجل لمريم * (قد جعل ربك تحتك سريا) * نهر أخرجه الله لتشرب منه)
انتهى
وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة عكرمة حدثنا أحمد بن يعقوب حدثنا أبو شعيب به سندا ومتنا وهو حديث غريب وأيوب بن نهيك هذا هو الحلبي قال أبو حاتم ضعيف وقال أبو زرعة منكر الحديث
785 الحديث الثاني
ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم الصمت
قلت روي من حديث علي وجابر
فحديث علي رواه أبو داود في سننه في كتاب الوصايا من حديث يحيى ابن محمد الجاري حدثني عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش أنه سمع شيوخا من بني عمرو بن عوف ومن خاله عبد الله بن أبي أحمد قال قال علي حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
322

لا يتم بعد احتلام ولا صمات يوم إلى الليل)
انتهى
ويحيى بن محمد الجاري متكلم فيه
ورواه العقيلي في ضعفائه وقال لا يتابع عليه يحيى الجاري
وتكلم عليه ابن القطان في كتابه وتقدم ذلك في سورة النساء
وأما حديث جابر فرواه عبد الرزاق في مصنفه في الرضاع أخبرنا معمر عن حرام بن عثمان عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا صمت يوم إلى الليل ولا مواصلة في الصيام ولا يتم بعد حلم ولا رضاع بعد الفطام) مختصر وتقدم الكلام عليه في سورة النساء
759 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله * (يا أخت هارون) * قال إنما عنوا هارون النبي)
قلت غريب وذكره الثعلبي هكذا من غير سند بل ورد خلافه فروى مسلم في آخر اللباس عن المغيرة بن شعبة والترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فقالوا لي أرأيتم شيئا تقرءونه * (يا أخت هارون) * وبين موسى وعيسى ما شاء الله من السنين فلم أدر ما أجيبهم حتى أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (فهلا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم)
انتهى
وقال حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن إدريس
انتهى
وعزاه في جامع الأصول لمسلم فلينظر وكذلك الواحدي في الوسيط
وروى الطبري في تفسيره حدثني يعقوب حدثنا ابن علية عن سعيد ابن أبي صدقة عن محمد بن سيرين قال نبئت أن كعبا قال إن قوله " يا أخت
323

هارون) أوليس
بهارون أخي موسى قال فقالت له عائشة كذبت فقال يا أم المؤمنين إن كان النبي صلى الله عليه وسلم قاله فهو أعلم وأخبر وإلا فأنا أجد بينهما ستمائة سنة قال فسكتت
انتهى
واحتج الطبري بهذين الحديثين لمن قال إنه هارون آخر غير هارون النبي ولم يذكر في القول الآخر أنه هارون النبي حديثا مرفوعا بل روي عن السدي أنه قال هو هارون أخو موسى
760 الحديث الرابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " مباركا أينما كنت " قال نفاعا حيث كنت
قلت رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة يونس بن عبيد حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ حدثنا الحسين بن عبد المجيب حدثنا شعيب بن محمد الكوفي حدثنا هشيم بن بشير عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قول عيسى رحمة الله علينا وعليه " وجعلني مباركا أينما كنت " قال جعلني نفاعا أينما توجهت) انتهى وقال غريب من حديث يونس تفرد به هشيم وعنه شعيب
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثني إبراهيم بن محمد حدثنا الحسين بن عبد المجيب الموصلي به سواء
761 الحديث الخامس
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى * (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر) * فقال (حين يذبح الكبش والفريقان ينظران)
324

قلت غريب بهذا اللفظ
وقد روي من حديث الخدري وابن عمر وأبي هريرة
فحديث الخدري رواه البخاري في التفسير ومسلم في صفة القيامة عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي مناد يأهل الجنة فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه ثم ينادي يأهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت وكلهم قد رآه فيذبح ثم يقول يأهل الجنة خلود فلا موت ويأهل النار خلود فلا موت) ثم قرأ * (وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة) *
انتهى
وحديث ابن عمر أخرجه البخاري ومسلم أيضا عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار أتي بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح ثم ينادي مناد يأهل الجنة لا موت ويأهل النار لا موت فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ويزاد أهل النار حزنا إلى حزنهم)
انتهى
وحديث أبي هريرة رواه ابن حبان في صحيحه في الثامن والسبعين من القسم الثالث والحاكم في مستدركه في الإيمان عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية قال ينادى مناد...) فذكره نحوه قال الحاكم حديث صحيح على شرط مسلم
وروى أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا نافع بن خالد الطاحي حدثنا نوح ابن قيس عن أخيه خالد بن قيس عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادي مناد يأهل الجنة فيقولون لبيك ربنا فيقول هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت ويقال لأهل النار مثل ذلك ثم يذبح كما تذبح الشاة فيأمن هؤلاء وينقطع رجاء هؤلاء)
انتهى
325

وبالسند المذكور رواه البزار في مسنده وقال لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد وقد أخرجاه من حديث الخدري
انتهى
ورواه النسائي في التفسير رواه البخاري عنه بلفظ يأهل الجنة خلود بلا موت ويأهل النار خلود بلا موت
انتهى
وليس فيه ذكر الذبح وينظر ابن حبان
762 الحديث السادس
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار فإن كلمتني سبقت لمن حسن خلقه أظله تحت عرشي وأسكنه حظيرة القدس وأدنيه من جواري)
قلت رواه الطبراني في معجمه الوسط حدثني محمد بن داود بن أسلم الصدفي حدثنا عمر بن سوار السروجي حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن به وابن عدي في الكامل من حديث مؤمل بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي حدثنا أبو أمية بن يعلي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوحى الله إلى إبراهيم...) فذكره إلى آخره ولين مؤمل بن عبد الرحمن وقال عامة حديثه غير محفوظ
ورواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل الثاني والثلاثين بعد المائتين فقال حدثنا عمر بن أبي عمر يرفعه إلى أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أوحى الله إلى إبراهيم عليه السلام أن يا إبراهيم حسن خلقك ولو مع الكفار...) إلى آخره وهذا معضل
763 الحديث السابع
قال النبي صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة)
326

قلت رواه أبو داود في الصلاة والترمذي في الدعوات والنسائي في التفسير في سورة حم غافر المؤمن وابن ماجة في الدعاء من حديث ذر عن يسيع الحضرمي عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الدعاء هو العبادة) ثم قرأ * (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * الآية
انتهى
قال الترمذي حديث حسن صحيح ولا نعرفه إلا من حديث ذر
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه في كتاب الدعاء وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه أبو يعلي الموصلي وأحمد وإسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وأبو داود الطيالسي والبزار في مسانيدهم
ومن طريق أبي داود الطيالسي رواه الطبراني في معجمه
ورواه البخاري في كتابه المفرد في الأدب وابن مردويه والطبري وابن أبي حاتم في تفاسيرهم وأعاده المصنف في الزمر
ورواه ابن مردويه في تفسيره أيضا من حديث الأعمش عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الدعاء هو العبادة) ثم قرأ * (ادعوني أستجب لكم) *
انتهى
وبهذا السند رواه أبو يعلي الموصلي في معجمه
764 الحديث الثامن
عن أنس بن مالك يرفعه في قوله تعالى * (ورفعناه مكانا عليا) * قال رفع إلى السماء الرابعة
قلت رواه الترمذي من حديث شيبان عن قتادة في قوله * (ورفعناه مكانا عليا) * قال حدثنا أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لما عرج بي إلى السماء رأيت إدريس في السماء الرابعة)
انتهى
327

وقال حديث حسن صحيح وقد رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام وغير واحد عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث
المعراج بطوله وهذا عندي مختصر من ذاك
انتهى
وحديث المعراج في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة وفيه ثم عرج بي إلى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل ومن معك قال محمد ففتح لنا فإذا أنا بإدريس عليه السلام فرحب بي ودعا لي قال الله تعالى * (ورفعناه مكانا عليا) *
انتهى
765 قوله
وعن ابن عباس قال رفع إلى السماء السادسة
قلت رواه الطبري حدثني محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى * (ورفعناه مكانا عليا) * قال رفع إلى السماء السادسة فمات فيها
وكذلك رواه ابن مردويه حدثنا أحمد بن كامل حدثنا محمد بن سعد به سواء
766 الحديث التاسع
روي عن النابغة الجعدي أنه لما أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر الذي آخره
(بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
* وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا) قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (إلى أين يا أبا ليلى) قال إلى الجنة
قلت رواه البيهقي وأبو نعيم في دلائل النبوة لهما من حديث يعلى بن الأشدق قال سمعت النابغة نابغة بني جعدة يقول أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولي
(بلغنا السماء مجدنا وجدودنا
* وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا)
328

فقال عليه السلام (إلى أين المظهر يا أبا ليلى) قلت إلى الجنة قال أجل إن شاء الله) قال ثم قال أنشدني) فأنشدته من قولي
(ولا خير في حلم إذا لم يكن له
* بوادر تحمي صفوه أن تكدرا)
(ولا خير في جهل إذا لم يكن له
* حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا)
فقال عليه الصلاة والسلام (أجدت لا يفضض الله فاك)
قال يعلى بن الأشدق فلقد رأيته وقد أتى عليه نيف ومائة سنة ولم تذهب له سن... ورواه البزار كذلك في مسنده
وله طريق آخر عند البيهقي في الدلائل أيضا رواه من حديث مجاهد بن سليم بن عبد الله بن جراد قال سمعت النابغة... فذكره والقصيدة طويلة
767 الحديث العاشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (اتلوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا)
قلت رواه ابن ماجة في سننه في التهجد من حديث إسماعيل بن رافع أبي رافع عن ابن أبي مليكة عن عبد الرحمن بن السائب قال قدم علينا سعد بن أبي وقاص وقد كف بصره فسلمت عليه فقال من أنت فأخبرته فقال مرحبا يا بن أخي بلغني أنك حسن الصوت بالقرآن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغن به فليس منا)
انتهى
ورواه كذلك أبو يعلي الموصلي والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما ورواه كذلك البيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع عشر
وله طريق أخرى رواها إسحاق بن راهويه والبزار في مسنديهما من حديث
329

عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن السائب عن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرءوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا)
انتهى قال البزار لا نعلمه عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد وعبد الرحمن ابن أبي بكر هذا لين الحديث
انتهى
768 الحديث الحادي عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا)
قلت غريب ويقرب منه ما رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة رياح بن عمرو القيسي من حديث إسماعيل بن سيف حدثنا عوين بن عمرو أخو رياح القيسي حدثنا الجريري عن أبي بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرأ القرآن بحزن فإنه نزل بحزن)
انتهى
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده كذلك ورواه العقيلي في ضعفائه وأعله بعوين بن عمرو وقال لا يتابع على حديثه
ورواه ابن مردويه في أخر تفسيره حدثنا عبد الباقي بن قانع حدثنا محمد بن يونس حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس حدثنا قيس بن الربيع عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن القرآن نزل بحزن فاقرءوه بحزن)
انتهى
769 الحديث الثاني عشر
روي أن جبريل عليه السلام احتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وقيل خمسة عشر حين سئل عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فلم يدر كيف يجيب ورجا أن يوحى إليه فيه فشق عليه ذلك وقال المشركون ودعه ربه وقلاه فلما نزل جبريل قال له النبي صلى الله عليه وسلم
330

(أبطأت حتى ساء ظني واشتقت إليك) فقال إني كنت أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثت نزلت وإذا حبست احتبست وأنزل الله هذه الآية * (وما نتنزل إلا بأمر ربك) * وسورة الضحى
قلت رواه ابن إسحاق في سيرته بنقص يسير فقال حدثني شيخ من أهل مصر قدم علينا منذ بضع وأربعين سنة عن عكرمة عن ابن عباس أن قريشا جاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد أخبرنا عن فتية ذهبوا في الدهر الأول قد كانت لهم قصة عجيبة وعن رجل كان طوافا قد بلغ مشارق الأرض ومغربها وأخبرنا عن الروح ما هي فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (غدا أخبركم عما سألتم)
ولم يستثن فانصرفوا عنه فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يذكرون خمس عشرة ليلة لا يحدث الله إليه في ذلك وحيا ولا يأتيه جبريل عليه السلام حتى أحزن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وشق عليه ما يتكلم أهل مكة ثم جاءه جبريل عليه السلام بسورة أصحاب الكهف فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفتية والرجل الطواف والروح قال ابن إسحاق فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل حين جاءه (لقد احتبست عني يا جبريل حتى سؤت ظنا) فقال له جبريل * (وما نتنزل إلا بأمر ربك) *
مختصر
ومن طريق ابن إسحاق رواه أبو نعيم في دلائل النبوة في الباب التاسع عشر بسنده ومتنه
ورواه أيضا من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس... فذكره نحوه وفيه قال فأبطأ جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يوما لا يأتيه لتركه الاستثناء... الحديث
وقال الثعلبي في تفسيره ثم الواحدي في أسباب النزول وعن عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلبي قالوا احتبس جبريل... إلى آخر لفظ المصنف وسند الثعلبي إلى المذكورين أول كتابه
331

770 الحديث الثالث عشر
عن جابر بن عبد الله أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الورود فقال إذا دخل أهل الجنة الجنة قال بعضهم لبعض أليس قد وعدنا ربنا أن نرد النار قال فيقال لهم قد وردتموها وهي خامدة)
قلت غريب ولم أجده إلا من قول خالد بن معدان فرواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا عيسى بن يونس عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال إذا جاز المؤمنون الصراط نادى بعضهم ألم يعدنا ربنا أن نرد النار فيقال لهم قد وردتموها وهي خامدة
انتهى
ومن طريق ابن راهويه رواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة خالد بن معدان
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه حدثنا مروان بن معاوية حدثنا بكار ابن أبي مروان عن خالد بن معدان... فذكره
وعن أبي عبيد رواه البيهقي في شعب الإيمان
ورواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل الحادي والسبعين بعد المائة أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد يرفعه إلى خالد بن معدان... فذكره
ورواه ابن المبارك في كتاب الزهد أخبرنا سفيان عن رجل عن خالد ابن معدان... فذكره
ولم يذكر البغوي هذا الحديث في تفسيره وكذلك الواحدي في الوسيط إلا من قول خالد بن معدان
قال الحاكم في المستدرك في الفضائل وخالد بن معدان من كبار التابعين صحب معاذ بن جبل فمن بعده من الصحابة
332

771 الحديث الرابع عشر
وعن جابر أنه سئل عن الآية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار ضجيجا من بردها)
قلت رواه أحمد وأبو يعلي الموصلي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد في مسانيدهم قالوا ثلاثتهم حدثنا سليمان بن حرب حدثنا أبو صالح غالب بن سليمان عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية قال اختلفنا في الورود فمن قائل لا يدخلها مؤمن ومن قائل يدخلونها جميعا ثم ينجى الذين اتقوا فسألنا جابرا عن ذلك فقال وقد أهوى بأصبعيه إلى أذنيه صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى إن لجهنم ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا)
انتهى
وكذلك رواه الترمذي الحكيم في نوادر الأصول في الأصل السادس عشر والبيهقي في شعب الإيمان وقال إسناده حسن ذكره في الباب التاسع
وبهذا السند والمتن رواه ابن مردويه في تفسيره
ورواه النسائي في كتاب الكنى أخبرنا عمرو بن منصور حدثنا سليمان به
وله طريق آخر رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال من حديث سليمان بن حرب حدثنا أبو صالح غالب بن سليمان عن كثير بن زياد أبي سهل عن مسة الأزدية عن عبد الرحمن بن شيبة قال اختلفنا في الورود فقال قوم لا يدخلها مؤمن وقال آخرون يدخلونها جميعا ثم ينجى الذين اتقوا فأهوى بأصبعيه وقال صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الورود...) إلى آخره سواء وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
333

772 الحديث الخامس عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم (الحمى من فيح جهنم)
قلت رواه البخاري في بدء الخلق ومسلم في الطب من حديث عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء)
انتهى
773 الحديث السادس عشر
في الحديث (الحمى حظ كل مؤمن من النار)
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث عائشة ومن حديث أبي ريحانة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث ابن مسعود
وأما حديث أبي هريرة فرواه ابن ماجة في سننه في كتاب الطب حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد عن إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح الأشعري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عاد مريضا من وعك به ومعه أبو هريرة فقال عليه السلام (ابشر فإن الله تعالى يقول هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا ليكون حظه من النار في الآخرة)
انتهى
ورواه الحاكم في المستدرك في الجنائز وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وأما حديث أنس فرواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن إبراهيم العسال حدثنا سليمان بن داود الشاذكوني حدثنا عبيس بن ميمون حدثني قتادة عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحمى حظ المؤمن من النار)
انتهى
وأما حديث عائشة فرواه البزار في مسنده من حديث عثمان بن مخلد الواسطي حدثنا هشيم عن المغيرة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
334

(الحمى خط كل مؤمن من النار)
انتهى
وقال لا نعلم أسنده عن هشيم إلا عثمان بن مخلد
انتهى
وقال الدارقطني في علله عثمان بن مخلد الواسطي لا بأس به لكنه خولف في رفع هذا الحديث فرواه مندل بن علي عن هشيم به موقوفا وهو المحفوظ
وأما حديث أبي ريحانة فرواه الطبراني في معجمه والبيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين من حديث مسلم بن إبراهيم حدثنا عصمة بن سالم الهنائي حدثنا الأشعث بن جابر الحداني عن شهر بن حوشب عن أبي ريحانة مرفوعا (الحمى من فيح جهنم وهي نصيب المؤمن من النار)
انتهى
قال أبو طاهر هذا إسناد فيه جماعة من الضعفاء وأبو ريحانة أسمه شمعون
انتهى
وأما حديث أبي أمامة فرواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي أيضا في الشعب عن يزيد بن هارون أنا محمد بن مطرف عن أبي الحصين عن أبي صالح الأشعري عن أبي أمامة مرفوعا الحمى كي من جهنم فما أصاب المؤمن كان حظه من النار)
انتهى
وأما حديث عثمان فرواه العقيلي في ضعفائه من حديث فضل بن حماد الواسطي حدثنا عبد الله بن عمران القرشي حدثنا مالك بن دينار عن معبد الجهني عن عثمان ابن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحمى حظ كل مؤمن من النار)
انتهى
وأعله بفضل بن حماد وبعبد الله بن عمران أيضا وقال إسناد غير محفوظ ويروى بإسناد أصلح من هذا وهو حديث صحيح
وأما حديث ابن مسعود فرواه القضاعي في مسند الشهاب أخبرنا محمد ابن الحسين الموصلي حدثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا صالح بن أحمد الهروي حدثنا أحمد بن راشد الهلالي حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرواسي عن الحسن ابن صالح عن الحسن بن عمرو عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحمى حظ كل مؤمن من النار وحمى ليلة تلغي خطايا
335

سنة)
انتهى
قال ابن طاهر والحسن بن صالح تركه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي
وأما حديث سعد بن معاذ فرواه ابن سعد في الطبقات في ترجمته أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي حدثنا أبو المتوكل أن سعد ابن معاذ ذكر له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كانت به حمى فهي حظه من النار) قال فسألها سعد فلزمته ولم تفارقه حتى فارق الدنيا
انتهى
774 قوله
عن الحسن أنها نزلت في الوليد بن المغيرة والمشهور أنها في العاص بن وائل قال خباب بن الأرت كان لي دين عليه فاقتضيته قال لا والله حتى تكفر بمحمد... الحديث
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب الإجارة ومسلم في كتاب المنافقين من حديث مسروق عن خباب بن الأرت قال كنت قينا في الجاهلية وكان لي دين على العاص بن وائل فأتيته أتقاضاه فقال له لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقلت لا والله لا أكفر بمحمد حتى يميتك الله ثم تبعث فقال إني لميت ثم مبعوث قلت نعم قال دعني حتى أموت ثم أبعث فسأوتي مالا وولدا فأقضيك فنزلت * (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) * الآيات
انتهى
775 الحديث السابع عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم (وهم يد على من سواهم)
قلت روي من حديث علي ومن حديث ابن عباس ومن حديث معقل ابن يسار ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ومن حديث ابن عمر
336

أما حديث علي فرواه أبو داود والنسائي في سننيهما في كتاب الديات من حديث قيس بن عباد عن علي أنه أخرج من قراب سيفه كتابا عهد إليه النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه (المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ألا لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده من أحدث أو أوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)
انتهى
ورواه أحمد وابن راهويه في مسنديهما
ومن طريق أحمد رواه الحاكم في المستدرك في كتاب قسم الفيء وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وأما حديث ابن عباس فرواه ابن ماجة حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن حبيش عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم ويرد على أقصاهم)
انتهى
وأما حديث معقل بن يسار فرواه ابن ماجة أيضا حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أنس بن عياض أبو ضمرة عن عبد السلام بن أبي الجنوب عن الحسن عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم)
انتهى
وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فرواه أبو داود وابن ماجة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجبر عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم) مختصر
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في معجمه والبيهقي في دلائل النبوة ورواه أحمد وأبو داود الطيالسي والبزار في مسانيدهم
337

وأما حديث ابن عمر فرواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث والأربعين من القسم الثالث من حديث طلحة بن مصرف عن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمنون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم يعقد عليهم أولهم ويرد عليهم أقصاهم)
مختصر
776 قوله
عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * قال والله ما يحشرون على أرجلهم ولكنهم على نوق رحالها ذهب وعلى نجائب سروجها ياقوت
قلت رواه الحاكم في مستدركه وابن أبي شيبة في مصنفه وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه والبيهقي في شعب الإيمان والطبري وابن مردويه والواحدي وابن أبي حاتم في تفاسيرهم كلهم من حديث عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان ابن سعد عن علي في هذه الآية * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) *
قال أما والله لا يحشرون على أقدامهم ولكنهم يأتون بنوق لم ير الخلائق مثلها عليها رحال الذهب وأزمتها الزبرجد فيجلسون عليها ثم ينطلق بهم حتى يقرعوا باب الجنة
انتهى
وسند عبد الله بن أحمد حدثنا سويد بن سعيد أنا علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق به
ورفعه ابن عدي في الكامل رواه من حديث عمرو بن هاشم أبي مالك الجنبي حدثنا جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * فقال يا علي وهل يكون الوفد إلا الركب والذي نفسي بيده إنهم ليأتون إلى قبورهم بنوق...) الحديث ولين عمرو بن هاشم وقال أرجو أنه صدوق
انتهى
338

وكذلك رواه الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني في كتاب البعث له وهو جزء حديثي فقال حدثنا عباد بن يعقوب الرواجي حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * الآية... إلى آخر اللفظ الأول ثم قال لم يرفعه عن ابن فضيل إلا عباد
انتهى كلامه
777 الحديث الثامن عشر
عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عند الله عهدا) قالوا وكيف ذلك قال يقول كل صباح ومساء اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك وأنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني عن الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فإذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضع تحت العرش فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كان لهم عند الله عهد فيدخلون الجنة)
قلت غريب مرفوعا ولم أجده إلا موقوفا رواه الحاكم في مستدركه والطبراني في معجمه وابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الدعاء وأبو نعيم في الحلية كلهم من حديث المسعودي عن عون بن عبد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي فاختة عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود أنه قرأ * (إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * فإن الله يقول اتخذوا عند الرحمن عهدا فإن الله يقول يوم القيامة من كان له عندي عهد فليقم قال فقلنا فعلمنا يا أبا عبد الرحمن فقال قولوا اللهم فاطر السماوات والأرض... إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد
قال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه
339

وقال الثعلبي في تفسيره وروى أبو وائل عن عبد الله بن مسعود أنه عليه السلام قال لأصحابه... فذكره بلفظ المصنف سواء
ورواه أبو عبد الله الترمذي مرفوعا في كتابه نوادر الأصول لكن من حديث أبي بكر فقال حدثنا عمر بن أبي عمر حدثنا أبو عبد الله بن أبي أمية الفزاري عن أبي علي بن الرماح عن عمرو بن ميمون حدثني مقاتل بن حيان عن الأسود ابن هلال عن أبي بكر الصديق قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال في دبر الصلوات هؤلاء الكلمات اللهم فاطر السماوات والأرض) إلى قوله إنك لا تخلف الميعاد إلا كتبها في رق ثم ختمه بخاتمه ثم رفعه إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الذين كان لهم عند الله عهد فدفع إليهم)
انتهى
ذكره في الأصل السادس والسبعين بعد المائة
وروى ابن مردويه في تفسيره في سورة الأحزاب حدثنا علي بن أبي حامد المديني حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال وجدت في كتاب عقبة بن قبيصة حدثنا أبي حدثنا حمزة الزيات عن عون بن عبد الله عن رجل من بني سليم عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العهد المسؤول أن تقول اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا ألا تكلني إلى عمل يقربني من الشر ويباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عهدا عندك تؤديه إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد)
انتهى
778 الحديث التاسع عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم (من ادعى إلى غير مواليه)
قلت غريب بهذا اللفظ والذي في مسلم عن علي بن أبي طالب عن
340

النبي صلى الله عليه وسلم (ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) مختصرا أخرجه مسلم في العتق عن ابن شريك التيمي عن علي... فذكره
وقد تقدم بتمامه في 37 من البقرة
وهو في البخاري أوليس
فيه اللفظ المذكور
والمصنف احتج به على أن من ادعى فيه مطاوع دعي بمعنى نسب
وذكره السرقسطي في غريبه من غير سند بلفظ المصنف فقال روي عن علي بن أبي طالب أنه قام خطيبا فقال إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم عاما غير خاص أدى ما أدى علانية غير سر وقد بلغني أن ناسا يزعمون أن عندي من رسول الله ما أوليس
عند الناس وأنا أعوذ بالله إلا أن يكون في قرابي هذا شيء ثم أخرج من قرابه صحيفة فقرأها رافعا صوته قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من ادعى إلى غير مواليه أو تولى مولى قوم دونهم فعليه لعنة الله... إلى آخر لفظ الصحيح
779 الحديث العشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي يا علي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة) فأنزل الله هذه الآية
قلت رواه الثعلبي أخبرنا عبد الخالق أنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ببغداد حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي الفارسي حدثنا إسحاق بن بشر الكوفي حدثنا خالد بن يزيد عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب (يا علي قل اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة) فأنزل الله تعالى * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) *
انتهى
341

ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن أحمد بن السري وعبد الباقي ابن قانع قالا حدثنا الحسن بن علي بن النعمان حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي حدثنا خالد بن يزيد به سندا ومتنا
ورواه الطبراني في الجزء الذي جمعه من أحاديث حمزة الزيات وهو جزء لطيف جملته ثمان ورقات فقال حدثنا الحسن بن علي الفسوي حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي حدثنا خالد بن يزيد القسري به سندا ومتنا
780 الحديث الحادي والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (يقول الله عز وجل يا جبريل قد أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله قد أحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم توضع له المحبة في الأرض)
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأدب ومسلم في البر والصلة من حديث سهل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)
انتهى للبخاري وزاد مسلم (وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض)
انتهى
781 الحديث الثاني والعشرون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قرأ سورة مريم أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من كذب زكريا وصدق به ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس
342

وعشر حسنات بعدد من دعا الله في الدنيا وبعدد من لم يدع الله
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم المدائني حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره إلا أنه قال وبعدد من دعا لله ولدا وبعدد من لم يدع له ولدا) عوض قوله من يدع الله في الدنيا ومن لم يدع
وكذلك رواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران بلفظ الثعلبي
وكذلك رواه الواحدي في تفسيره الوسيط بلفظ الثعلبي بسنده في يونس
343

سورة طه
345

سورة طه
ذكر فيها تسعة أحاديث
782 الحديث الأول
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم في تهجده على إحدى رجليه فأمره أن يطأ الأرض بقدميه معا فقيل طه وأصله طأها
قلت روى البزار في مسنده حدثنا محمد بن إسحاق البغدادي حدثنا عبيد الله ابن موسى حدثنا كيسان أبو عمر عن يزيد بن بلال عن علي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يرواح بين قدميه يقوم على كل رجل حتى نزلت * (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) *
انتهى
وقال أحاديث يزيد بن بلال عن علي لا نعلم له طريقا إلا من حديث كيسان
انتهى
حديث آخر روى البيهقي في شعب الإيمان في الباب الرابع عشر منه أخبرنا أبو علي الروذباري أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي حدثنا أبو يحيى بن أبي مسرة حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا محمد بن زياد اليشكري حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما أنزل عليه الوحي كان يقوم على صدور قدميه إذا صلى فأنزل الله تعالى * (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) *
انتهى
وروى القاضي عياض في الباب الأول من الشفاء من حديث عبد بن حميد حدثنا هاشم بن القاسم عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى فأنزل الله تعالى " طه يعني طأ
347

الأرض يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
انتهى
وروى ابن مردويه في تفسيره حدثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني حدثنا محمد بن زكريا الغلابي حدثنا شعيب بن واقد الصفار حدثنا قيس بن الربيع عن فطر بن خليفة عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية عن علي قال لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم * (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا) * فقام الليل كله حتى تورمت قدماه فجعل يرفع رجلا ويضع أخرى فهبط عليه جبريل فقال " طه طأ الأرض بقدميك يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى "
انتهى
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر حدثنا أبي عن جدي قال سمعت نهشلا عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى * (طه) * قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما قرأ القرآن إذا صلى فقام على رجل واحدة فأنزل الله تعالى " طه برجليك ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى "
انتهى
783 الحديث الثاني
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بالليل حتى اسمغدت قدماه فقال له جبريل أبق على نفسك فإن لها عليك حقا
قلت روى البيهقي في كتاب الدعوات الكبير أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو صالح خلف بن محمد حدثني صالح بن محمد الحافظ حدثنا محمد بن عباد حدثني حاتم بن إسماعيل المدني عن نصر بن كثير عن يحيى بن سعيد عن عروة ابن الزبير عن عائشة قالت لما كانت ليلة النصف من شعبان انسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرطي ثم قالت والله ما كان مرطنا من خز ولا قز ولا كرسف ولا كتان ولا صوف قلنا سبحان الله فمن أي شيء كان قالت إن كان سداه لشعرا وإن كانت لحمته لمن وبر الإبل قالت فخشيت أن يكون أتى بعض
348

نسائه فقمت ألتمسه في البيت فتقع قدمه على قدمي وهو ساجد فحفظت من قوله (سجد لك سوادي وأمن لك فؤادي أبوء لك بالنعم واعترفت لك بالذنوب ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) قالت فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما وقاعدا حتى أصبح وحتى اسمغدت قدماه فقمت أغمزها وأقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله أتعبت نفسك أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال يا عائشة (أفلا أكون عبدا شكورا)
انتهى
وليس فيه كلام جبريل
784 قوله
أمر موسى عليه السلام فخلع نعليه لأنهما كانا من جلد حمار ميت غير ذكي
قلت رواه الحاكم في المستدرك من حديث حفص بن غياث عن حميد بن قيس عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يوم كلم الله موسى كان عليه جبة صوف وسراويل صوف وكساء صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكي)
انتهى
وقال حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه
ورواه الترمذي في اللباس وقال حديث غريب لا يعرف إلا من حديث حميد بن علي الأعرج وهو منكر الحديث وحميد بن قيس الأعرج المكي صاحب مجاهد ثقة
انتهى
وكان الحاكم وهم في قوله حميد بن قيس فليراجع
785 الحديث الثالث
قال النبي صلى الله عليه وسلم (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها)
349

قلت رواه البخاري ومسلم في الصلاة من حديث قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها)
انتهى
وروى الأئمة الستة بهذا السند من نسي فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك
انتهى
786 قوله
وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " أقم الصلاة للذكرى "
قلت رواه أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة في قصة التعريس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين قفل من غزوة خيبر فسار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس... إلى أن قال ثم توضأ النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بلالا فأقام الصلاة وصلى لهم الصبح فلما قضى الصلاة قال من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله عز وجل قال " أقم الصلاة للذكرى "
قال يونس وكان ابن شهاب يقرؤها كذلك
مختصرا
قال المنذري في مختصره وأخرجه مسلم والترمذي وابن ماجة وينظر
ورواه مسلم لم يذكر فيه إلا قول يونس ولفظه فلما قضى صلاته قال من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله عز وجل قال * (أقم الصلاة لذكري) * قال يونس وكان ابن شهاب يقرؤها للذكرى وهي عند البخاري معلقة من حديث أنس فإنه رواه عن موسى بن إسماعيل حدثنا همام عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك * (أقم الصلاة لذكري) * ثم قال قال موسى قال همام سمعته يقول بعد " أقم الصلاة للذكرى " وقال حبان حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم... نحوه
انتهى
350

وروى عبد الرزاق في مصنفه أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر فذكر قصة التعريس... إلى أن قال فلما فرغ قال (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله يقول * (أقم الصلاة لذكري) * قال معمر فقلت للزهري أبلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأها للذكرى قال نعم مختصر 787 قوله
وعن ابن عباس كان في لسان موسى رثة لما روي من حديث الجمرة
قلت غريب عن ابن عباس
وروى الحاكم في المستدرك قصة موسى وفرعون عن وهب بن منبه... فذكرها إلى أن قال فمكث موسى عند أمه حتى فطمته ثم ردته إليه فنشأ موسى في حجر فرعون وامرأته فاتخذاه ولدا فبينما هو يوما يلعب بين يدي فرعون وبيده قضيب خفيف إذ رفع القضيب فضرب به رأس فرعون فغضب فرعون وتطير منه حتى هم بقتله فقالت له آسية أيها الملك لا تغضب فإنه صغير لا يعقل وجربه إن شئت اجعل في هذا جمرة وذهبا فانظر أيهما يقبض فأمر فرعون بذلك فلما مد موسى يده ليقبض على الذهب قبض الملك الموكل به على يده فردها إلى الجمرة فأخذها وألقاها في فيه ثم قذفها حين وجد حرارتها فقالت آسية ألم أقل لك فكف عنه فرعون... ويقال إن العقدة التي في لسان موسى أثر تلك الجمرة التي التقمها وسكت عنه
وحديث الجمرة رواه النسائي في التفسير من حديث ابن عباس فقال أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا يزيد بن هارون أنا أصبغ بن زيد حدثنا القسم بن أبي أيوب أخبرني سعيد بن جبير قال سألت عبد الله بن عباس عن قول الله تعالى لموسى * (وفتناك فتونا) * فذكر حديث الفتون بطوله إلى أن قال فلما دخلت امرأة فرعون
351

بموسى على فرعون فجعله في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الأرض فقال لها ما بدا لك في هذا الغلام ألا ترين ما يصنع قالت اجعل بيني وبينك أمرا تعرف فيه الحق ائت بجمرتين ولؤلؤتين فقربهن إليه فإن بطش باللؤلؤ واجتنب الجمرتين عرفت أنه يعقل وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين علمت أن أحدا لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل فقرب ذلك إليه فتناول الجمرتين فانتزعوها منه مخافة أن تحرقا يده فقالت المرأة ألا ترى فصرفه الله عنه بعدما كان قد هم به
مختصر
788 الحديث الرابع
روي أنه كان في لسان الحسن بن علي رثة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ورثها من عمه موسى)
قلت غريب جدا
789 الحديث الخامس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة)
قلت رواه الطبراني في معجمه الصغير حدثنا حملة بن محمد الغزي بمدينة غزة حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي أنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا سفيان الثوري عن عوف عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة)
انتهى
ثم قال لم يروه عن الثوري إلا الفريابي
انتهى
ومن طريق الطبراني رواه القضاعي في مسند الشهاب
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في باب التيمم حدثنا ابن علية عن عوف عن أبي عثمان النهدي عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره مرسلا
352

قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب تفرد به الفريابي عن الثوري والفريابي ثقة والمرسل أشبه بالصواب
انتهى
790 قوله
وفي حديث عمر إني لأكره أن أرى أحدكم فارغا سبهللا) لا في أمر دنيا ولا في أمر آخرة
قلت لم أجده إلا من قول ابن مسعود هكذا رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في معجمه وأبو نعيم في الحلية وابن المبارك في كتاب الزهد
وذكره المصنف أتم من هذا في سورة * (ألم نشرح) * وسيأتي هناك إن شاء الله
791 الحديث السادس قال النبي صلى الله عليه وسلم في موت الفجأة (رحمة للمؤمنين وأخذة أسف للكافر)
قلت روى أحمد في مسنده حدثنا وكيع حدثنا عبيد الله بن الوليد عن عبيد الله ابن عبيد بن عمير عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن موت الفجأة فقال (راحة للمؤمن وأخذة أسف للفاجر)
انتهى
وروى عبد الرزاق في مصنفه في الجنائز أنا يحيى بن العلاء عن ابن سابط عن حفصة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (موت الفجأة تخفيف على المؤمن وأخذة أسف على الكافر)
انتهى
ثم رواه عبد الرزاق موقوفا على عائشة
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه موقوفا أيضا
353

ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الجنائز موقوفا على عائشة وعلى ابن مسعود من طرق
وكذلك ابن المبارك في كتاب الزهد رواه موقوفا على عائشة وابن مسعود
وقال الأزدي في كتابه لهذا الحديث طرق لا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم
انتهى
وأعاده في الزخرف
وروى أبو حفص عمر بن شاهين في كتاب الجنائز حدثنا عبيد الله بن عمر ابن سعيد الطالقاني حدثنا عمار بن عبد المجيد حدثنا محمد بن مقاتل الرازي عن حفص بن هارون عن سمعان بن المهدي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم (موت الفجاة رحمة للمؤمنين وعذاب للكافرين)
انتهى
وأخرج أبو دادود عن عبيد بن خالد مرفوعا وموقوفا موت الفجأة أخذة أسف
قال النووي في الخلاصة وسنده صحيح والإسف بالكسر الغضب
انتهى
792 الحديث السابع
عن عبد الله بن قسيط عن رافع قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهودي وقال قل له يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرضني إلى رجب) فقال والله لا أقرضته إلا برهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأمين في السماء وأمين في الأرض) زاد في بعض النسخ احمل إليه درعي الحديد)
قلت رواه الطبراني في معجمه من حديث موسى بن عبيدة الربذي عن يزيد ابن عبد الله بن قسيط عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم
354

صلى الله عليه وسلم حنيفا فلم يكن عند النبي صلى الله عليه وسلم ما يصلح فأرسل إلى رجل من اليهود يقول لك محمد رسول الله (أسلفني دقيقا إلى هلال رجب) قال لا إلا برهن فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال (أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه)
فلما خرجت من عنده نزلت هذه الآية * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم) * إلى آخر الآية تعزية عن الدنيا
انتهى
ورواه ابن أبي شيبة وعنه أبو يعلي الموصلي وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم كذلك سندا ومتنا وزادوا فيه اذهب بدرعي الحديد إليه وكذلك رواه الطبري وابن مردويه في تفسيره والواحدي في أسباب النزول وسكت البزار عنه
وذكر الطيبي هنا إشكالا فقال وفيه نظر لأن هذه السورة مكية ورهن الدرع عند اليهودي مدني كما رود في البخاري في البيوع عن قتادة عن أنس ولقد رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا له بالمدينة عند يهودي وأخذ منه شعيرا لأهله وسمعته يقول ما أمسى عند آل محمد صاع بر ولا حب وإن عنده لتسع نسوة وروى في الجهاد أيضا عن الأسود عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي سلفهن صاعات من شعير
انتهى
وقد يجاب عن هذا بأنهما واقعتان بدليل أن المطلوب في الحديث الأول دقيق وفي الثاني شعير والمطلوب له في الأول الضيف وفي الثاني أهله
وفي مسند إسحاق بن راهويه أنا عيسى بن يونس حدثنا مجالد عن الشعبي قال مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة فافتكها أبو بكر وسلمها إلى علي
355

انتهى هكذا رواه مرسلا ذكره في مسند جابر عن الشعبي عنه
وروي أيضا أخبرنا محمد بن الفضيل حدثنا الأعمش عن أنس قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم درع مرهونة عن يهودي فما وجد ما يفتكها به حتى مات
انتهى
وروى الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث عكرمة عن ابن عباس قال قبض النبي صلى الله عليه وسلم وإن درعه مرهونة عند رجل يهودي على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله قال الترمذي حديث حسن صحيح
793 الحديث الثامن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة طه أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار)
قلت ذكره ابن غنائم التنيسي في كتاب الفائق في اللفظ الرايق
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
794 الحديث التاسع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يقرأ أهل الجنة من القرآن إلا طه ويس)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو عمرو... حدثنا أبو نصر منصور بن محمد السرخسي حدثنا محمد بن الفضل حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا المسيب عن زياد عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال... الحديث
356

سورة الأنبياء
357

سورة الأنبياء
ذكر فيها اثني عشر حديثا
795 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم (بعثت في نسم الساعة)
قلت رواه البزار في مسنده حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا ابن أبي الوزير محمد بن عمر حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس عن أبي جبيرة بن الضحاك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعثت في نسم الساعة)
انتهى
وسكت عنه إلا أنه قال لا نعلم روى أبو جبيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذين الحديثين وأسند له حديثا آخر في النهي عن التنابز بالألقاب وأبو جبيرة بن الضحاك هو أخو ثابت ابن الضحاك
ورواه أبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي الطفيل فقال حدثنا أبو عمرو بن همدان حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن الصباح حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن أبي جبيرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
وفي النهاية في الحديث (بعثت في نسم الساعة) والنسم جمع نسمة وهي النفس والروح أي بعثت في ذي أرواح خلقهم الله قريب الساعة
وقال الجوهري نسم الساعة ابتداؤها ونسم الريح أولها وفي الحديث (بعثت في نسم الساعة)
انتهى
وروى الترمذي في الفتن من حديث المستورد بن شداد قال قال رسول الله
359

صلى الله عليه وسلم (بعثت في نفس الساعة فسبقتها كما سبقت هذه لهذه) لأصبعيه السبابة والوسطى
انتهى وقال غريب لا نعرفه من من حديث المستورد إلا من هذا الوجه
انتهى
قال إبراهيم الحربي في غريبه نفس الساعة قربها جعل لها نفسا كنفس الإنسان
انتهى
وأعاده المصنف في سورة سبأ
796 قوله
وفي خطبة بعض المتقدمين ولت الدنيا حذاء ولم تبق إلا صبابة كصبابة الإناء
قلت رواه مسلم في صحيحه عن خالد بن عمير العدوي قال خطب بنا عتبة بن غزوان وكان أميرا على البصرة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء... الحديث بطوله
وقال ابن سعد في الطبقات عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب يكنى أبا عبد الله وسمعت بعضهم يكنيه أبا غزوان قديم الإسلام وهاجر إلى الحبشة وشهد بدرا واستعمله عمر بن الخطاب على البصرة وكان أول خطبة خطبها بالبصرة أن قال الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد أيها الناس فإن الدنيا قد ولت حذاء... إلى آخرها توفي سنة سبع عشرة وهو ابن سبع وخمسين سنة
انتهى
797 الحديث الثاني
استعينوا على حوائجكم بالكتمان جعله المصنف من كلام الناس ثم قال ويرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
360

قلت روي من حديث معاذ بن جبل ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس
أما حديث معاذ فرواه الطبراني في معجميه الكبير والصغير والبيهقي في شعب الإيمان في آخر الباب الثالث والأربعين وأبو نعيم في الحلية في ترجمة خالد بن معدان كلهم من حديث سعيد بن سلام العطار حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود)
انتهى
وفي رواية للطبراني (استعينوا على أموركم...)
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بسعيد العطار وأسند إلى البخاري أنه قال يذكر بوضع الحديث وإلى ابن نمير أنه قال كذاب
ورواه العقيلي أيضا وقال سعيد ضعيف ولا يتابع عليه ولا يعرف إلا به
وله طريق آخر رواه ابن عدي عن حسين بن علوان عن ثور بن يزيد به ثم قال وحسين هذا كان يضع الحديث
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من الطريقين وقال المتهم به في الأولى سعيد العطار قال ابن حنبل كذاب وفي الثاني حسين قال ابن حبان يضع الحديث
وأما حديث أبي هريرة فرواه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في كتاب تاريخ جرجان أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي حدثني أبو بكر عن عمير حدثنا بشار بن نصر بن يسار البزار البغدادي حدثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني حدثنا سهل بن عبد الرحمن الجرجاني عن محمد بن مطرف عن محمد بن المنكدر عن عروة بن الزبير عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استعينوا على الحوائج بكتمانها فإن لكل نعمة حاسدا)
انتهى
وأما حديث ابن عباس فرواه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث الحسن ابن عبيد الله الأبزاري بسنده إلى عطاء عن ابن عباس مرفوعا بلفظ الطبراني ثم
361

قال هذا من عمل الأبزاري وكان ماجنا كذابا
وقال مهنا سالت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن حديث استعينوا على طلب الحوائج بالكتمان
فقالا هذا حديث موضوع وليس له أصل
انتهى كلامه
وقال ابن أبي حاتم في علله قال أبي إن هذا حديث منكر لا يعرف له أصل وضعف سلام بن سعيد من أجل هذا الحديث
انتهى كلامه
وقال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب هذا حديث روي من حديث معاذ بن جبل ومن حديث ابن عباس ومن حديث بريدة
أما حديث معاذ فرواه سعيد بن سلام العطار عن ثور بن يزيد عن خالد ابن معدان عن معاذ بن جبل وسعيد هذا بصري يكنى أبا الحسن كذاب وخالد بن معدان لم يلق معاذا ورواه حسين بن علوان عن ثور وحسين متروك الحديث
ورواه شعبة عن ثور ولا يثبت عنه وروي عن حفص بن غياث عن ثور وحفص ثقة إلا أن الذي رواه عنه غير ثقة
وأما حديث ابن عباس فرواه طاهر بن الفضل الحلبي عن حجاج بن محمد الأعور عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال ابن حبان وضعه طاهر على حجاج ولم يتابعه عليه أحد من أصحاب حجاج
وروي أيضا من طريق الخلفاء من ولد ابن عباس رواه الحسن بن علي صاحب السلعة عن إبراهيم بن سعيد الجوهري عن المأمون عن آبائه
وأما حديث بريدة فرواه إبراهيم بن علي بن بالويه الثلجي حدثنا الطالبي حدثنا إبراهيم معقل حدثنا أبو الفضل المروزي حدثنا عيسى بن يونس حدثنا السيناني حدثنا الحسين بن واقد عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم... وهذا الإسناد إن سلم من الطالبي فإني لم أعرفه فهو أجود ما ورد في الباب فإن إبراهيم
362

ثقة وأبو الفضل المروزي لعله صدقة بن الفضل أحد أركان الحديث وعيسى ثقة والسيناني الفضل بن موسى ثقة
انتهى
وحديث طاهر بن الفضل الحلبي رواه ابن حبان في كتاب الضعفاء والله أعلم
798 الحديث الثالث
في الحديث كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبين سحوليين وحضوريين
قال المصنف وسحول وحضور قريتان باليمن ينسب إليهما الثياب
ثم استشهد بالحديث
قلت الأول رواه أصحاب الكتب الستة عن عائشة قالت كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية أوليس
فيها قميص ولا عمامة
انتهى ولم أجده بلفظ المصنف
وأما رواية الحضوريين فرواه الدارقطني في كتاب العلل من حديث محمد بن إسحاق الصاغاني حدثنا أبو الجواب حدثنا سفيان الثوري عن عاصم بن عبيد الله عن سالم عن ابن عمر قال كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب ثوبين حضوريين وثوب حبرة
انتهى وقال تفرد به الصاغاني عن أبي الجواب
انتهى
وفي الصحاح حضور بفتح الحاء بلد باليمن
799 الحديث الرابع
روي أن أمة قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أين ربك) فأشارت إلى السماء فقال إنها مؤمنة)
قلت رواه مسلم في الصلاة من حديث معاوية بن الحكم السلمي قال بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت له يرحمك الله...
363

إلى أن قال فقلت يا رسول الله جارية لي صككتها صكة فعظم ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها قال ائتني بها) فجئته بها فقال لها (
أين الله) قالت في السماء قال من أنا) قالت أنت رسول الله قال (أعتقها فإنها مؤمنة)
انتهى بلفظ أبي داود وطوله مسلم
800 الحديث الخامس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى جبريل ساقطا كالحلس
قلت رواه البزار في مسنده والبيهقي في أول شعب الإيمان وفي دلائل النبوة وابن سعد في الطبقات وابن خزيمة في كتاب التوحيد والتزم في أوله أن ما يرويه من الأحاديث صحيح ثابت بأسانيد ثابتة صحيحة موصولة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والطبراني في معجمه الوسط من حديث سعيد بن منصور حدثنا الحارث بن عبيد الإيادي عن ابن عمران الجوني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينما أنا قاعد إذ جاء جبريل عليه السلام فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها كوكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت إلي جبريل كأنه حلس لاط فعرفت فضل علمه بالله علي وفتح باب من أبواب السماء فرأيت النور الأعظم وإذا دون الحجاب رفرف الدر والياقوت وأوحى الله إلي ما شاء أن يوحى) انتهى قال البزار لا نعلم رواه عن أبي عمران إلا الحارث بن عبيد وهو مشهور من أهل البصرة
وقال البيهقي هكذا رواه الحارث بن عبيد عن أبي عمران وقد رواه حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد أن النبي صلى الله عليه وسلم... انتهى
وهذا الذي أشار إليه البيهقي رواه ابن المبارك في كتاب الزهد أخبرنا حماد ابن سلمة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن عمير بن عطارد أن النبي صلى الله عليه وسلم
364

كان في ملأ من أصحابه فأتاه جبريل عليه السلام قال فنكت في ظهري فذهب بي إلى شجرة فيها مثل وكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فنشأت بنا سحابة حتى ملأت الأفق فلو بسطت يدي إلى السماء لنلتها ثم أنها دلي بسبب فهبطت فوقع النور فوقع جبريل مغشيا عليه كأنه حلس فعرفت فضل خشيته على خشيتي فأوحى الله إليه أنبيا عبدا أم نبيا ملكا وإلى الجنة ما أنت فأومى إلي جبريل وهو مضطجع بل نبيا عبدا)
انتهى وهذا مرسل
والأول فيه الحارث بن عبيد وهو وإن أخرج له مسلم في صحيحه فقد ضعفه لابن معين وقال أحمد مضطرب الحديث وقال أبو حاتم لا يحتج به وقال ابن حبان كثير الوهم فلا يحتج به إذا انفرد وهذا الحديث من غرائبه ولعله منام
والله أعلم
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية باب ذكر أشياء روي أنه رآها عليه السلام ليلة المعراج وذكر أشياء من جملتها ما رواه من طريق محمد بن إسحاق ابن خزيمة حدثنا محمد بن ميمون حدثنا سفيان عن مالك بن مغول عن زبيد عن مرة قال قال عبد الله بن مسعود إن نبيكم صلى الله عليه وسلم ذكر سدرة المنتهى إلى أن قال فوقع جبريل فصار كالحلس الملقى ثم قال وهذا لا يصح وابن ميمون منكر الحديث
وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث الله عبيد بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن عطاء بن أبي رباح عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مررت في السماء الرابعة بجبريل وهو كالحلس البالي من خشية الله تعالى)
انتهى
وهذا رواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو
365

حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا عبيد الله بن عمرو به سواء
801 الحديث السادس
قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما أنا من دد ولا الدد مني)
قلت رواه الطبراني في معجمه والبزار في مسنده والبيهقي في سننه في الشهادات والبخاري في كتابه المفرد في الأدب من حديث أبي زكير يحيى بن محمد بن قيس عن عمرو بن أبي عمرو سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لست من دد ولا دد مني)
انتهى زاد البزار قال يحيى يقول لست من الباطل ولا الباطل مني ثم قال ولا نعلمه يروى إلا عن أنس ولا نعلم رواه عن عمرو ابن أبي عمرو إلا يحيى بن قيس
انتهى
ورواه ابن عدي في الكامل وأعله بيحيى وقال عامة رواياته مستقيمة إلا هذا الحديث وهو يعرف به
انتهى
وقال ابن أبي حاتم في علله وقد رواه الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله عن معاوية بن أبي سفيان مرفوعا نحوه سواء قال وسألت أبي وأبا زرعة أيهما أشبه حديث يحيى أو حديث الدراوردي فقالا حديث الدراوردي أشبه
انتهى
802 الحديث السابع
جاء في الحديث (لا يعذب بالنار إلا خالقها)
قلت غريب بهذا اللفظ وهو في البخاري في الجهاد عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يعذب بالنار إلا الله) وفي لفظ
366

أبي داود (لا يعذب بالنار إلا رب النار)
803 الحديث الثامن
قال المصنف في قوله * (وأدخلناه في رحمتنا) * المراد بالرحمة الجنة قال ومنه في الحديث (هذه رحمتي أرحم بها من أشاء)
قلت رواه البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد في باب ما جاء في قوله تعالى * (إن رحمة الله قريب من المحسنين) * ومسلم في صفة النار عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تحاجت النار والجنة فقالت
367

النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم فقال الله تعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بها من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها)
انتهى
وأخرجه مسلم عن الخدري من حديث أبي صالح عنه بنحو حديث أبي هريرة سواء
804 الحديث التاسع
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلا استجيب له يعني دعاء يونس عليه السلام في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي)
قلت رواه الترمذي في الدعوات والنسائي في اليوم والليلة من حديث إبراهيم ابن محمد بن سعد عن أبيه عن جده سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له) انتهى وسكت الترمذي عنه إلا أنه قال ورواه جماعة عن إبراهيم بن محمد ابن سعد عن سعد فلم يقل فيه عن أبيه
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السبعين بسنده ومتنه
وله طريق آخر رواه الحاكم في الفضائل عن كثير بن يزيد عن المطلب ابن عبد الله بن حنطب عن مصعب بن سعد عن سعد فذكره وقال إنه شاهد لحديث إبراهيم ولفظه فيه قال ألا أخبركم بشيء إذا نزل بأحد منكم كرب أو بلاء فدعا به إلا فرج عنه قيل بلى يا رسول الله قال دعاء ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
انتهى
368

وله طريق آخر رواه ابن مردويه في تفسيره عن معتمر بن سليمان عن معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن سعد
805 الحديث العاشر
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما وكانت صناديد قريش في الحطيم فجلس إليهم عليه السلام فعرض له النضر بن الحارث فكلمه عليه السلام حتى أفحمه ثم تلا عليهم * (إنكم وما تعبدون من دون الله) * الآية فأقبل عبد الله ابن الزبعري فأخبروه بما قال عليه السلام فقال أما والله لو وجدته لخصمته فدعوه فقال عبد الله أأنت قلت ذلك قال نعم) قال قد خصمتك ورب الكعبة أليس اليهود عبدوا عزيرا والنصارى عبدوا المسيح وبنوا مليح عبدوا الملائكة فقال عليه السلام (بل هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك) فنزلت * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) * الآية
قلت رواه الواحدي في أسباب النزول أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الماوردي أنا عبد الله بن محمد بن نصر الرازي أنا محمد بن أيوب أنا علي بن المديني حدثنا يحيى بن نوح حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين عن أبي يحيى قال قال ابن عباس لما نزلت * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) * شق ذلك على قريش وقالوا يشتم آلهتنا فجاء ابن الزبعري فقال ما لكم قالوا يشتم آلهتنا قال فما قال قالوا قال * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) * قال ادعوه لي فلما دعي النبي صلى الله عليه وسلم قال يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد
369

من دون الله قال لا بل لكل من عبد من دون الله)
فقال ابن الزبعري خصمتك ورب الكعبة ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح وأن عزيرا عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة وهذه النصارى يعبدون عيسى وهذه اليهود يعبدون عزيرا قال فضج أهل مكة
فأنزل الله * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) * الآية
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا محمد ابن أيوب به سندا ومتنا
وفي أوائل سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في المسجد مع رجال قريش فعرض له النضر بن الحارث فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه ثم تلا عليه وعليهم * (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) * الآية وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عبد الله بن الزبعري حتى جلس فقال له الوليد بن المغيرة زعم محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم فقال عبد الله بن الزبعري أما والله لو وجدته لخصمته فسلوا محمدا أكل ما يعبد من دون الله في جهنم مع من عبده فنحن نعبد الملائكة واليهود تعبد عزيرا والنصارى تعبد المسيح فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس من قول عبد الله ابن الزبعري ورأوا أنه قد احتج وخاصم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (إن كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده إنهم إنما يعبدون الشياطين ومن أمرتهم بعبادته) فأنزل الله * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) * الآية
ورواه الطبري في تفسيره بسنده إلى ابن إسحاق باللفظ المذكور
وصدر الحديث رواه الطبراني في آخر معجمه الصغير من حديث محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن علي بن عبد الله بن العباس عن ابن عباس قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى الكعبة ثلاثمائة وستون صنما قد شدت أقدامها برصاص فجاء ومعه
370

قضيب يهوي إلى كل صنم منها فيخر لوجهه ويقول * (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) * حتى مر عليها كلها
انتهى وقال تفرد به ابن إسحاق
وذكره الثعلبي ثم البغوي الحديث بلفظ المصنف من غير سند
وقال السهيلي في الروض الأنف واعتراض ابن الزبعري عنه غير لازم فإن الخطاب مخصوص بقريش وما يعبدون من الأصنام وكذلك أتى بما الواقعة على ما لا يعقل
انتهى
وهذا منقوص بما في متن الواحدي أن ابن الزبعري قال يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله فقال لا بل لكل من عبد من دون الله فقال خصمتك ورب الكعبة... وفي متن السيرة قريب من ذلك
806 قوله
روي أن عليا رضي الله عنه قرأ الآية المذكورة ثم قال أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف ثم أقيمت الصلاة فقام يجر رداءه وهو يقول * (لا يسمعون حسيسها) *
قلت رواه ابن أبي حاتم والثعلبي وابن مردويه في تفاسيرهم من حديث محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني حدثنا أوليس
بن أبي سليم عن ابن عم النعمان
371

ابن بشير وكان من سمار علي قال تلا علي عليه السلام هذه الآية * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى) * الآية فقال أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف ثم أقيمت الصلاة فقام علي يجر رداءه ويقول * (لا يسمعون حسيسها) *
انتهى
بلفظ الثعلبي لم يذكر فيه سعدا ولفظ ابن أبي حاتم وعبد الرحمن بن عوف أو قال سعد شك فيه
ورواه ابن عدي في الكامل عن داود بن علية الحارثي عن ليث بن أبي سليم به... فذكره ولم يذكر فيه سعدا كالثعلبي
807 الحديث الحادي عشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم اشدد وطأتك على مضر)
قلت رواه البخاري ومسلم في الصلاة من حديث أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد) ثم يقول وهو قائم اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم شدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وعصية عصت الله ورسوله) قال ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت " أوليس
لك من الأمر شيء... "
انتهى
808 الحديث الثاني عشر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ * (اقترب للناس حسابهم) * حاسبه الله حسابا يسيرا وصافحه وسلم عليه كل نبي ذكر في القرآن)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن الحسين الجرجاني المقرئ حدثنا أبو علي بن حبيش المقرئ الدينوري حدثنا أبو العباس محمد بن موسى الرقاق الرازي حدثنا عبد الله بن روح المدائني حدثنا شبابة بن سوار الفزاري حدثنا محمد بن
372

عبد الواحد الفزاري عن علي بن زيد عن عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المذكور في سورة يونس
373

سورة الحج
375

سورة الحج
ذكر فيها أربعة عشر حديثا
809 الحديث الأول
روي أن هاتين الآيتين * (يا أيها الناس اتقوا ربكم) * نزلتا ليلا في غزوة بني المصطلق فقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير أكثر بكاء من تلك الليلة فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب ولم يضربوا الخيام وقت النزول ولم يطبخوا قدرا وكانوا من بين حزين وباك ومفكر
قلت غريب بهذا اللفظ ويقرب منه ما روى الترمذي والنسائي من حديث الحسن عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في بعض أسفاره وقد تقارب من أصحاب السير رفع بهاتين الآيتين صوته * (يا أيها الناس اتقوا ربكم) * إلى قوله * (ولكن عذاب الله شديد) * فلما سمع أصحابه بذلك حثوا المطي وعرفوا أنه عند قول يقوله فلما تأشبوا حوله قال أتدرون أي يوم ذاك ذاك يوم ينادى آدم صلى الله عليه وسلم فينادي به ربه عز وجل فيقول يا آدم ابعث بعثا إلى النار فيقول يا رب وما بعث النار فيقول من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون
377

في النار وواحد في الجنة قال فأبلس أصحابه حتى ما أوضحوا بضاحكة فلما رأى ذلك قال أبشروا واعملوا فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من بني أدم وبني إبليس) قال فسري عنه ثم قال اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو الرقمة في ذراع الدابة)
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في الإيمان قال وعندي أنهما لم يخرجاه خشية الإرسال وقد سمع الحسن من عمران بن حصين ثم أعاده في كتاب القراءات وقال حديث صحيح وأكثر أئمتنا المتقدمين على أن الحسن سمع من عمران بن حصين وأعاده أيضا في كتاب الأهوال ونقل عن البخاري ومسلم أنهما قالا لم يسمع الحسن من عمران بن حصين قال وعندي أنه سمع منه
انتهى
وقال الثعلبي ثم البغوي في تفسيريهما وروى عمران بن حصين وأبو سعيد الخدري وغيرهما أن هاتين الآيتين نزلتا ليلا في غزوة بني المصطلق... إلى آخر لفظ المصنف
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق حدثنا محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره في غزوة بني المصطلق إذ أنزل الله عليه " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم " إلى قوله * (ولكن عذاب الله شديد) * فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته ورفع بها صوته... إلى آخر لفظ السنن
810 الحديث الثاني
عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من اليهود أسلم فأصابته مصائب فتشاءم بالإسلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أقلني فقال (إن الإسلام لا يقال * (ومن الناس من يعبد الله على حرف) *
378

قلت رواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا الحكم بن معبد الخزاعي حدثنا علي بن الحارث حدثنا محمد بن فضيل حدثنا محمد بن عبيد الله عن عطية عن أبي سعيد قال أسلم رجل من اليهود فذهب ماله وولده فتشاءم بالإسلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له أقلني فقال (إن الإسلام لا يقال) فقال إني لم أصب من هذا الدين خيرا ذهب بصري ومالي وولدي فقال يا يهودي الإسلام يسبك الرجال كما يسبك النار خبث الحديد والفضة والذهب) فنزلت * (ومن الناس من يعبد الله على حرف) * الآية
انتهى
وقال الواحدي في أسباب النزول وروى عطية عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من اليهود أسلم إلى آخر لفظ المصنف غريب عن الخدري وهو في كتاب العقيلي عن جابر فقال حدثنا علي بن العباس البزار حدثنا محمد بن عمر بن هياج الأزدي حدثنا إسماعيل بن صبيح حدثنا عنبسة بن سعيد أخو أبي الربيع السمان عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه يهودي فأسلم على يديه ثم رجع إلى منزله فأصيب في عينه وأصيب في ولده فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أقلني فقال (إن الإسلام لا يقال إنك إن رجعت عن الإسلام ضربت عنقك إن الإسلام سبك الرجال يخرج خبثهم كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد إذا ألقي فيه)
انتهى وأعله بعنبسة بن سعيد وضعفه عن جماعة من غير توثيق
811 الحديث الثالث
في الحديث (لو وضعت مقمعة منها في الأرض فاجتمع عليها الثقلان ما أقلوها)
قلت رواه الحاكم في مستدركه في كتاب الأهوال من حديث عبد الله بن
379

وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لو أن مقمعا من حديد وضع في الأرض فاجتمع عليه الثقلان ما أقلوه من الأرض)
انتهى وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
انتهى
ورواه أحمد وأبو يعلي الموصلي في مسنديهما والبيهقي في كتاب البعث ى والنشور من حديث ابن لهيعة حدثنا دراج به سندا ومتنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (ولهم مقامع من حديد) * لو وضع مقمع منها في الأرض... إلى آخره
وبالسندين رواه ابن مردويه في تفسيره وبالسند الثاني رواه الواحدي في تفسيره
812 قوله
عن عبد الله بن عمر أنه كان له فسطاطان أحدهما في الحل والآخر في الحرم فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل فقيل له فقال كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل لا والله وبلى والله
قلت رواه الطبري في تفسيره أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور عن مجاهد قال كان لعبد الله بن عمرو بن العاص فسطاطان... إلى آخره سواء
ورواه أبو الوليد الأزرقي في تاريخ مكة حدثنا عمرو بن حكام البصري عن شعبة عن منصور عن مجاهد قال كان لعبد الله بن عمرو بن العاص فسطاطان أحدهما في الحل والآخر في الحرم فإذا أراد أن يصلي صلى في الحرم وإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل فقيل له في ذلك فقال لي... آخره سواء
وفي نسخ الكشاف عبد الله بن عمر هكذا وجدته وإنما هو عبد الله بن عمرو
ورواه ابن مردويه في تفسيره عن أشعث بن عبد الله عن شعبة به
380

813 الحديث الرابع
عن الحسن قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك في حجة الوداع يعني النداء بالحج لقوله تعالى * (وأذن في الناس بالحج) *
وروي أن الخليل عليه السلام صعد أبا قبيس وقال يا أيها الناس حجوا بيت ربكم
قلت الأول ذكره الثعلبي عن الحسن وسنده إليه مذكور في أول كتابه
والثاني رواه الطبري عن ابن عباس لم يقل فيه صعد أبا قبيس وإنما قال قام عند الحجر وفي لفظ قام عند مقامه وقال يا أيها الناس حجوا بيت ربكم فأجابوه لبيك اللهم لبيك
814 قوله
وعن ابن مسعود أنه بعث بهدي وقال فيه إذا نحرته فكل وتصدق وابعث منه إلى عتبة يعني ابنه
قلت روى الطبراني في معجمه حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن إبراهيم عن علقمة أن عبد الله بعث معه بهدي فقال كل أنت وأصحابك ثلثا وتصدق بثلث وابعث إلى أخي عتبة بثلث قيل لسفيان تطوع قال نعم
انتهى
وعتبة بن مسعود وهو أخو عبد الله بن مسعود صحابي أيضا وله رواية
815 الحديث الخامس
في الحديث كلوا وادخروا وائتجروا)
381

قلت روي من حديث نبيشة ومن حديث الخدري
فحديث نبيشة رواه أبو داود في سننه سننه في الأضاحي حدثنا مسدد حدثنا يزيد ابن زريع حدثنا خالد الحذاء عن أبي المليح عن نبيشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنا كنا نهيناكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها فوق ثلاث لكي تسعكم جاء الله بالسعة وكلوا وادخروا وائتجروا ألا وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل)
انتهى
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما عن خالد الحذاء به
والحديث في مسلم والنسائي وابن ماجة وليس فيه واتجروا
وقول المنذري في مختصره ورواه النسائي بتمامه فيه نظر فإن النسائي رواه في كتاب الفرع والعتيرة من حديث نبيشة أوليس
فيه وائتجروا
ورواه في الضحايا كلوا وادخروا وتصدقوا ولكنه من حديث عائشة فكلامه غير محرر وكأنه قلد أصحاب الأطراف والله أعلم
وأما حديث الخدري فرواه أحمد في مسنده حدثنا حجاج عن ابن جريج قال قال سليمان بن موسى أخبرني زبيد أن أبا سعيد الخدري أتى أهله فوجد قصعة من قديد الأضاحي فأبى أن يأكله فأتى قتادة بن النعمان فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فقال (إني كنت أمرتكم ألا تأكلوا الأضاحي فوق ثلاثة أيام وإني أحله لكم فكلوا منه ما شئتم ولا تبيعوا لحوم الهدي والأضاحي وكلوا وتصدقوا واستمتعوا بجلودها ولا تبيعوها وإن أطعمتم من لحمها فكلوا إن شئتم) وقال في هذا الحديث عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم (فالآن كلوا وائتجروا وادخروا)
انتهى
وفي النهاية وائتجروا بالهمزة أي تصدقوا طالبين للأجر ولا يجوز فيه اتجروا بالإدغام لأن الهمزة لا تدغم في التاء لأنه من الأجر لا من التجارة وقد أجاز الهروي الإدغام واستدل عليه بالحديث أن رجلا دخل المسجد وقد قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته فقال (من يتجر مع هذا فيصلي معه) وهذه الرواية تكون من التجارة لا
382

من الأجر
انتهى كلامه
ووقع هذا اللفظ في حديث آخر رواه أبو داود والنسائي في الزكاة عن بهز بن حكيم عن جده معاوية بن حيدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل سائمة إبل في أربعين بنت لبون ولا تفرق إبل عن حسابها من أعطاها مؤتجرا بها فله أجرها ومن منعها إنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا أوليس
لآل محمد منها شيء)
انتهى قال المنذري في مختصره مؤتجرا أي طالبا للأجر
816 الحديث السادس
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الصبح فلما سلم قام قائما واستقبل الناس بوجهه وقال (عدلت شهادة الزور الإشراك بالله) وتلا هذه الآية
قلت روي من حديث خزيم بن فاتك ومن حديث أيمن بن خزيم
فحديث خزيم بن فاتك رواه أبو داود في سننه في كتاب الأقضية وابن ماجة في الأحكام من حديث سفيان بن زياد العصفري عن أبيه عن حبيب ابن النعمان الأسدي عن خزيم بن فاتك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الصبح فلما انصرف قام قائما فقال (عدلت شهادة الزور الإشراك بالله) ثلاث مرات ثم قرأ * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) *
انتهى
ورواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم
ومن طريق ابن راهويه رواه الطبراني في معجمه ورواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الثالث والثلاثين
وعزاه المنذري في مختصره للترمذي ولم أجده ولا عزاه ابن عساكر في الأطراف إليه بل عزاه لأبي داود وابن ماجة فقط
قال ابن القطان في كتابه الوهم والإيهام حديث خزيم بن فاتك لا يصح لأنه من رواية زياد العصفري وهو مجهول عن حبيب بن النعمان الأسدي ولا
383

يعرف بغير هذا ولا يعرف حاله
انتهى
وأما حديث أيمن بن خزيم فرواه الترمذي في كتاب الشهادات من حديث سفيان بن زياد العصفري عن فاتك بن فضالة عن أيمن بن خزيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فقال يا أيها الناس عدلت شهادة الزور الإشراك بالله...) إلى آخره سواء ثم قال هذا حديث إنما نعرفه من حديث سفيان بن زياد وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد ولا نعرف لابن خزيم سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم
انتهى
وروى الطبري في تفسيره الحديثين بسنديهما ومتنيهما وكذلك ابن مردويه في تفسيره
817 حديث
روى ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما أنه أهدى بختية طلبت منه بثلاثمائة دينار فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعها ويشتري بثمنها بدنا فنهاه عن ذلك وقال بل أهدها)
قلت تقدم أوائل البقرة في الحديث الثاني والثلاثين
818 الحديث السابع
وأهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفه برة من ذهب
قلت وقع في رواية لأبي داود ورواه غيره قال أبو داود في سننه في كتاب الحج حدثنا محمد بن منهال حدثنا يزيد بن زريع عن ابن إسحاق به ح وحدثنا النفيلي حدثنا محمد بن سلمة حدثنا محمد بن إسحاق قال قال عبد الله بن أبي نجيح
384

حدثني مجاهد عن ابن عباس قال أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هداياه جملا كان لأبي جهل في رأسه برة فضة قال ابن منهال برة من ذهب زاد النفيلي يغيظ به المشركين
انتهى
وروى البزار في مسنده حدثنا نصر بن علي حدثنا أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان حدثنا إسرائيل عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى في حجته مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل في أنفة برة من ذهب
انتهى
وقال لا نعلم رواه عن عبد الكريم إلا إسرائيل
انتهى
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده حدثنا النضر بن شميل حدثنا إسرائيل به وقال برة من فضة
وكذلك رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث بسند ابن راهويه ومتنه ونقل عن الأصمعي أنه قال البرة الحلقة تجعل في أنف البعير
انتهى
وحديث ابن عباس رواه الحاكم في مستدركه من طريق ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية جملا لأبي جهل في رأسه برة من فضة ليغيظ المشركين بذلك
انتهى وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
انتهى لم يذكر فيه رواية الذهب
وبهذا الإسناد رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى عام الحديبية في هدية جمل أبي جهل الذي استلب يوم بدر في أنفه برة من فضة
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه بهذا الإسناد وقال فيه عليه خشاش من ذهب وهو الزمام
وحديث البرة من فضة روي أيضا من حديث جابر وسلمة بن الأكوع
فحديث جابر رواه الحاكم في مستدركه في المغازي من حديث زيد بن الحباب عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حج
385

قبل ان يهاجر حججا وحج بعدما هاجر الوداع وكان جميع ما جاء به مائة بدنة فيها جمل في أنفه برة من فضة فنحر بيده ثلاثا وستين ونحر علي منها ما غبر
انتهى وسكت عنه
رواه الطبراني في معجمه ومن طريق الطبراني رواه البيهقي في دلائل النبوة في باب حج النبي صلى الله عليه وسلم وقال تفرد به زيد بن الحباب وبلغني عن البخاري أنه قال هذا خطأ وإنما روي عن الثوري عن أبي إسحاق عن مجاهد عن النبي مرسلا انتهى كلامه
وحديث سلمة رواه أحمد في مسنده من حديث موسى بن عبيدة الربذي عن إياس بن سلمة عن أبيه قال أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البدن عام الحديبية جملا كان تحت أبي جهل يوم بدر في رأسه برة من فضة
انتهى
ومن طريق أحمد رواه الطبراني في معجمه بسنده ومتنه
819 قوله
وكان ابن عمر يسوق البدن مجللة بالقباطي فيتصدق بلحومها وجللها
قلت رواه مالك في موطئه في كتاب الحج عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يجلل بدنه القباطي والأنماط والحلل ثم يبعث بها إلى الكعبة يكسوها إياها
انتهى
قال وسألت عبد الله بن دينار ما كان عبد الله بن عمر يصنع بجلال بدنه حين كسيت الكعبة هذه الكسوة قال كان يتصدق بها
انتهى
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه في المناسك حدثنا سريج بن النعمان حدثنا فليح عن نافع قال كان ابن عمر يجلل بدنه قبل أن تكسى الكعبة الحلل والأنماط والقباطي ثم ينزعها قبل أن ينحرها فيرسل بها إلى خزنة الكعبة كسوة للكعبة فلما كسيت الكعبة ترك ذلك
انتهى
386

ورواه أبو الوليد الأزرقي في تاريخ مكة حدثني جدي أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي عن سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن نافع... بلفظ ابن أبي شيبة
حدثني محمد بن يحيى عن الواقدي عن عبد الله بن عمر عن نافع... فذكر نحوه
820 الحديث الثامن
قال النبي صلى الله عليه وسلم (البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة)
قلت غريب بهذا اللفظ والمصنف احتج به على أن اسم البدنة تختص بالإبل
وبمعناه ما رواه الجماعة إلا البخاري من حديث مالك عن أبي الزبير عن جابر قال نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة
انتهى
وروى أبو داود في سننه في الأضحية عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة)
انتهى
وروى الدارقطني في سننه في الحج عن مجالد عن الشعبي عن جابر مرفوعا
وروى الطبراني في معجمه عن حفص بن جميع عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا نحوه سواء
821 الحديث التاسع
روي أن مشركي مكة كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أذى شديدا وكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين مضروب ومشجوج ويتظلمون إليه فيقول (اصبروا فإني لم أومر بقتال) حتى هاجر
387

فأنزلت هذه الآية " أذن للذين يقاتلونك " بعدما نهي عن القتال في نيف وسبعين آية
قلت غريب جدا وعزاه الواحدي في الوسيط للمفسرين
822 الحديث العاشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الأنبياء فقال (مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا قيل فكم الرسل منهم قال ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا)
قلت رواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثالث من القسم الأول من حديث إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني حدثنا أبي عن جدي يحيى الغساني عن أبي إدريس الخولاني عائذ بالله عن أبي ذر قال دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده فقال يا أبا ذر إن للمسجد تحية وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما) قال فركعتهما ثم عدت فجلست فقلت يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة قال خير موضوع فاستكثر أو استقل) قلت يا رسول الله أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله) قلت يا رسول الله
388

فأي المؤمنين أكمل إيمانا قال أحسنهم أخلاقا) قلت يا رسول الله فأي المسلمين أسلم قال من سلم الناس من لسانه ويده) قلت يا رسول الله فأي الصلاة أفضل قال طول القنوت) قلت يا رسول الله فأي الهجرة أفضل قال من هجر السيئات) قلت يا رسول الله فما الصيام قال فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة) قلت يا رسول الله فأي الجهاد أفضل قال من عقر جواده وأهريق دمه) قلت يا رسول الله فأي الصدقة أفضل قال جهد المقل) قلت يا رسول الله فأيما أنزل الله عليك أعظم قال آية الكرسي) ثم قال يا أبا ذر ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة في فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة) قلت يا رسول الله كم الأنبياء قال مائة ألف وعشرون ألفا) قلت يا رسول الله كم الرسل من ذلك قال ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا) قلت يا رسول الله من كان أولهم قال آدم) قلت يا رسول الله أنبي مرسل قال نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه) قلت يا رسول الله كم أنزل الله من كتاب قال مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على شيث خمسون صحيفة وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان) قال قلت يا رسول الله ما كانت صحيفة إبراهيم قال كانت أمثالا منها أيها الملك المسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من كافر وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يتفكر فيها في صنع الله وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب ونحوه وعلى العاقل ألا يكون ظاعنا إلا لثلاث تزود لمعاد ومرمة لمعاش ولذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا
389

للسانه ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه) قلت يا رسول الله فما كانت صحف موسى قال كانت عبرا كلها عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك وعجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل قلت يا رسول الله زدني قال عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء) قلت يا رسول الله زدني قال إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه) قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالصمت إلا من خير فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك) قلت يا رسول الله زدني قال عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي) قلت يا رسول الله زدني قال أحب المساكين وجالسهم) قلت يا رسول الله زدني قال انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله) قلت يا رسول الله زدني قال قل الحق وإن كان مرا) قلت يا رسول الله زدني قال ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تأتي) ثم ضرب بيده في صدري وقال يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق)
انتهى
ورواه الحاكم في مستدركه في الفضائل عن يحيى بن سعيد السعدي عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر... فذكره بلفظ ابن حبان سواء وسكت عنه
وبهذا السند رواه الطبراني في معجمه والبيهقي في أول شعب الإيمان وقال إن يحيى السعدي ضعيف
انتهى
وله طريق آخر رواه أحمد وإسحاق بن راهويه في مسنديهما من حديث معان بن رفاعة السلامي عن علي بن يزيد الدمشقي عن القاسم بن عبد الرحمن
390

وهو مولى يزيد بن معاوية السامي عن أبي أمامة أن أبا ذر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كم الأنبياء فقال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا فقال كم المرسلون منهم فقال ثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا)
انتهى ومعان وعلي بن يزيد والقاسم ثلاثتهم ضعفاء
وقد خالف ابن حبان في هذا الحديث أبو الفرج بن الجوزي فأورده في كتابه الموضوعات واتهم به إبراهيم بن هشام ولا شك أنه تكلم فيه أئمة الجرح والتعديل من أجل هذا الحديث
823 الحديث الحادي عشر
حديث تلك الغرانيق العلى)
قلت رواه البزار في مسنده حدثنا يوسف بن حماد حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب أشك في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة فقرأ سورة النجم حتى انتهى إلى قوله تعالى * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) * فجرى على لسانه تلك الغرانيق العلى الشفاعة منها ترتجى قال فسمع ذلك مشركوا مكة فسروا بذلك فاشتد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته) *
انتهى ثم قال هذا حديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل يجوز ذكره إلا بهذا الإسناد ولا نعلم أحدا أسند هذا الحديث عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس إلا أمية ولم نسمعه نحن إلا
391

من يوسف بن حماد وكان ثقة وغير أمية يحدث به عن أبي بشر عن سعيد ابن جبير مرسلا وإنما يعرف هذا الحديث عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس وأمية ثقة مشهور
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه ولفظه عن سعيد بن جبير لا أعلمه إلا عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم... إلى آخره
ورواه الطبري في تفسيره عن سعيد بن جبير مرسلا لم يذكر فيه ابن عباس وكذلك الواحدي في أسباب النزول
وأخرجه الطبري عن محمد بن كعب القرظي وعن قتادة وعن أبي العالية
وأخرجه أيضا عن ابن عباس ولكن فيه عدة مجاهيل عينا وحالا
وقد أطال الناس الكلام على هذا الحديث وفي الطعن فيه وممن أجاد في ذلك القاضي عياض في كتاب الشفاء وملخص كلامه قال وقد توجه لبعض الملحدين سؤالات وذكر منها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ سورة النجم قال * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) * قال تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتها لترتجى ويروى ترتضي فلما ختم السورة سجد وسجد معه المسلمون والكفار لما سمعوه أثنى على آلهتهم وفي رواية إن الشيطان ألقاها على لسانه وأنه عليه السلام كان تمنى ألو نزل عليه شيء يقارب بينه وبين قومه وفي رواية ألا ينزل عليه شيء ينفرهم عنه وذكر هذه القصة وأن جبريل عليه السلام جاءه فعرض عليه السورة فلما بلغ الكلمتين فقال ما جئتك بهاتين الكلمتين
فحزن لذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تسلية له * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) * الآية وقوله * (وإن كادوا ليفتنونك) * الآية ثم قال ويكفيك في توهين هذا الحديث أنه حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل وإنما
392

أولع به وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم وصدق القاضي بكر بن العلاء المالكي حيث قال لقد بلي الناس ببعض أهل الأهواء والتفسير وتعلق بذلك الملحدون مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده واختلاف كلماته فقائل يقول إنه في الصلاة وآخر يقول قالها في نادي قومه حين أنزلت عليه السورة وأخر يقول قالها وقد أصابته سنة وآخر يقول بل حدث نفسه فسها وآخر يقول إن الشيطان قالها على لسانه وأنه عليه السلام لما عرضها
على جبريل قال ما هكذا أقرأتك وأخر يقول بل علمهم الشيطان أنه صلى الله عليه وسلم قرأها فلما بلغ النبي ذلك قال والله ما هكذا أنزلت) إلى غير ذلك من اختلاف الرواة ومن حكيت عنه هذه الحكاية من المفسرين وغيرهم لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق عنهم ضعيفة والمرفوع فيها حديث البزار وقد بين البزار أنه لا يعرف من طريق يجوز ذكره سوى ما ذكر وفيه من الضعف ما فيه عليه مع وقوع الشك وحديث الكلبي الذي أشار إليه لا تجوز روايته لكذبه وقوة ضعفه
393

والذي منه في الصحيح أنه عليه السلام قرأ والنجم وهو بمكة فسجد وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس
انتهى
هذا توهينه من جهة النقل ثم ذكر توهينه من جهة المعنى بوجوه كثيرة يطول ذكرها
رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث يوسف بن حماد به عن سعيد بن جبير قال لا أعلمه إلا عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بمكة فقرأ سورة النجم حتى بلغ * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) * فألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتها لترتجى فلما بلغ آخرها سجد وسجد معه المسلمون والمشركون وأنزل الله * (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي) * الآية
انتهى
ورواه أيضا حدثنا أحمد بن كامل حدثنا محمد بن سعد العوفي حدثنا أبي حدثنا عمي حدثنا أبي عن أبيه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم بينا هو يصلي فقرأ سورة النجم حتى بلغ... فذكر نحوه
ورواه أيضا من حديث يحيى بن كثير حدثنا الكلبي عن أبي صالح وأبو بكر الهذلي وأيوب عن عكرمة عن ابن عباس... فذكر نحوه
ورواه في سورة النجم حدثني إبراهيم بن محمد حدثني أبو بكر محمد بن علي المقرئ البغدادي حدثنا جعفر بن محمد الطيالسي حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ * (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) * تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجى ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا فجاءه جبريل فقال اقرأ علي ما جئتك به فقرأ له كذلك فقال ما أتيتك بهذا وإن هذا لمن الشيطان فأنزل الله * (وما أرسلنا من قبلك من رسول) *
394

الآية
انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر الواقدي حدثني يونس ابن محمد بن فضالة الطفري عن أبيه قال وحدثني كثير بن زيد عن المطلب ابن عبد الله بن حنطب قالا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما مجلسا في ناد من تلك الأندية حول الكعبة فقرأ على قومه * (والنجم إذا هوى) * إلى آخر المتن الذي قبله
824 الحديث الثاني عشر
عن عقبة بن عامر قلت يا رسول الله أفي الحج سجدتان قال نعم إن لم تسجدها فلا تقرأهما)
قلت رواه أبو داود والترمذي في الصلاة من حديث عبد الله بن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله أفي الحج سجدتان قال نعم ومن لم يسجدها فلا يقرأهما)
انتهى
ورواه الدارقطني ثم البيهقي في سننيهما وأحمد في مسنده والطبراني في معجمه والحاكم في مستدركه ولم يصححه وإنما قال هذا حديث لم نكتبه مسندا إلا من هذا الوجه وعبد الله بن لهيعة أحد الأئمة وإنما نقم عليه اختلاطه في آخر عمره
انتهى وكذلك الترمذي قال أوليس
إسناده بالقوي
انتهى
825 الحديث الثالث عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رجع من بعض غزواته فقال (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر)
قلت غريب جدا وذكره الثعلبي هكذا من غير سند
395

وروى البيهقي في كتاب الزهد وهو مجلد لطيف أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان حدثنا أحمد بن عبيد حدثنا تمتام حدثنا عيسى بن إبراهيم حدثنا يحيى بن يعلي عن ليث عن عطاء عن جابر قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم غزاة فقال عليه السلام قدمتم خير مقدم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) قيل وما الجهاد الأكبر قال مجاهدة العبد هواه)
انتهى قال البيهقي هذا إسناد فيه ضعف
انتهى
وروى النسائي في كتاب الكنى أخبرني حدثنا أبو مسعود محمد بن زياد المقدسي سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يقول لأناس جاءوا من الغزو وقد جئتم من الجهاد الأصغر فما فعلتم في الجهاد الأكبر قالوا يا أبا إسماعيل وما الجهاد الأكبر قال جهاد القلب
انتهى
826 الحديث الرابع عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ سورة الحج أعطي من الأجر كحجة حجها وعمرة اعتمرها بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقي)
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم المدائني حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المذكور في سورة يونس
396

سورة المؤمنون
397

سورة المؤمنون
ذكر فيها اثني عشر حديثا
827 الحديث الأول
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي رافعا بصره إلى السماء فلما نزلت هذه الآية رمى ببصره نحو مسجده
قلت رواه الحاكم في مستدركه من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت * (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * فطأطأ رأسه
انتهى وقال صحيح على شرط الشيخين لولا خلاف فيه على محمد فقد قيل عنه مرسلا ولم يخرجاه
انتهى
وهذا المرسل الذي أشار إليه رواه أبو داود في مراسيله عن ابن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه قال عوض رفع بصره إلى السماء نظر هكذا وهكذا وأخرجه
الطبري مرسلا كذلك
ورواه الواحدي في أسباب النزول من حديث إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
828 الحديث الثاني
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه) قلت رواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في الأصل
399

السادس والأربعين بعد المائتين حدثنا صالح بن محمد حدثنا سليمان بن عمرو عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلا يعبث بلحيته في الصلاة فقال عليه السلام لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه) انتهى
وسليمان بن عمرو هذا يشبه أن يكون هو أبو داود النخعي فإني لم أجد أحدا في هذه الطبقة غيره وقد اتفقوا على ضعفه قال ابن عدي أجمعوا على أنه يضع الحديث
829 الحديث الثالث
عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ قوله * (خلقا آخر) * قال عمر فتبارك الله أحسن الخالقين
فنزلت
قلت روى ابن أبي حاتم في تفسيره والواحدي في أسباب النزول من طريق أبي داود حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في أربع قلت يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فأنزل الله * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * وقلت يا رسول الله لو اتخذت على نسائك حجابا فإنه يدخل عليك البر والفاجر فأنزل الله تعالى * (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) * وقلت لأزواج النبي لتنتهن أو ليبدله الله أزواجا خيرا منكن فأنزل الله * (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) * ونزلت * (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) * إلى قوله * (ثم أنشأناه خلقا آخر) * فقلت فتبارك الله أحسن الخالقين
فنزلت
انتهى
400

وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث بشر بن السري حدثنا رباح بن أبي معروف عن سالم بن عجلان الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال لما نزلت * (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة) * إلى آخر الآية قال عمر فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت * (فتبارك الله أحسن الخالقين) *
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض حدثنا بشر بن السري به
830 الحديث الرابع
روي أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنطق بقوله تعالى * (فتبارك الله أحسن الخالقين) * قبل إملائه فقال له عليه السلام اكتب فهكذا أنزلت) فقال عبد الله إن كان محمد يوحى إليه فأنا نبي يوحى إلي فلحق بمكة كافرا ثم أسلم يوم الفتح
قلت غريب وذكره الثعلبي عن ابن عباس أن عبد الله بن سعد... إلى آخره
وكذلك الواحدي في أسباب النزول ذكره عن الكلبي عن ابن عباس وقد تقدم في سورة الأنعام أيضا
831 قوله وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة " يأتون ما آتوا "
قلت رواه الحاكم في المستدرك من حديث يحيى بن راشد الفرات عن خالد الحذاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه أنه سأل عائشة عن قوله تعالى * (والذين يؤتون ما آتوا) * كيف كان عليه السلام يقرأها يؤتون أو
401

يأتون قالت أيهما أحب إليك قال " والذين يأتون ما آتوا " قالت أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأها وكذلك أنزلت انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهني في مختصره بيحيى بن راشد وقال إنه ضعيف
انتهى
ورواه أحمد في مسنده من حديث إسماعيل بن مسلم المكي حدثني أبو خلف مولى بني جمح أن عبيد بن عمير سأل عائشة... فذكره
وأعله ابن كثير في تفسيره بإسماعيل بن مسلم قال والمعنى على القراءة الأولى وهي قراءة السبعة لأنه قال * (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) * ولو كان على القراءة الأخرى لأوشك ألا يكونوا من السابقين بل من المقتصدين أو المقصرين
انتهى
832 الحديث الخامس
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت حين قرأ * (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) * يا رسول الله هو الذي يزني ويسرق ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله قال لا يابنة الصديق ولكن الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو على ذلك يخاف الله ألا يقبل منه)
قلت رواه الترمذي في التفسير وابن ماجة في الزهد من حديث عبد الرحمن ابن سعيد بن وهب الهمداني عن عائشة قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية * (والذين يؤتون ما آتوا) * الآية قالت هم الذين يشربون الخمر ويسرقون قال لا يابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم " أولئك الذين يسارعون في الخيرات "
انتهى وسكت عنه الترمذي ثم قال وقد روى عبد الرحمن بن سعيد هذا الحديث عن أبي حازم عن أبي هريرة
انتهى
402

ورواه الحاكم في المستدرك كذلك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب العاشر بسنده ورواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم
قال ابن عساكر في الأطراف وعبد الرحمن بن سعيد لم يدرك عائشة
انتهى
وله طريق آخر رواه الطبري في تفسيره عن جرير عن ليث بن أبي سليم وهشيم عن العوام بن حوشب جميعا عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
وطريق آخر عند الواحدي في تفسيره الوسيط عن جرير عن ليث عن عمرة عن عائشة
وحديث أبي هريرة الذي أشار إليه الترمذي رواه الطبري أيضا حدثنا ابن حميد واسمه محمد بن حميد الرازي حدثنا الحكم بن بشير حدثنا عمرو بن قيس عن عبد الرحمن بن سعيد الهمداني عن أبي حازم عن أبي هريرة أن عائشة قالت... فذكره
833 الحديث السادس
قال النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف) فابتلاهم الله بالقحط حتى أكلوا الجيف والكلاب والعظام المحترقة والقد والأولاد
قلت هذه قطعة من حديث أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود وقد ذكره المصنف في سورة الدخان وسيأتي هناك إن شاء الله تعالى
403

834 الحديث السابع
قال النبي) صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنهما كانا مسلمين ولا تسبوا قيسا فإنه كان مسلما ولا تسبوا الحارث بن كعب ولا أسد بن خزيمة ولا تميم بن مر فإنهم كانوا على الإسلام وما شككتم فيه من شيء فلا تشكوا في أن تبعا كان مسلما)
قلت في أول الروض الأنف للسهيلي قال وفي الحديث المرفوع لا تسبوا مضر ولا ربيعة فإنهما كانا مؤمنين) ذكره الزبير بن بكار
انتهى
835 قوله
والخطبة التي خطبها أبو طالب في نكاح خديجة بنت خويلد كفى برغائها مناديا
836 الحديث الثامن
روي أنه لما أسلم ثمامة بن أثال الحنفي ولحق باليمامة ومنع الميرة
404

من أهل مكة وأخذهم الله بالسنين حتى أكلوا العلهز جاء أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنشدك الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين قال بلى) قال فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع)
قلت رواه البيهقي في دلائل النبوة في آخر باب حديث الإفك أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو قتيبة سلمة بن الفضل الآدمي حدثنا إبراهيم بن هاشم حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح حدثنا عبد المؤمن بن خالد الحنفي عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس أن ثمامة بن أثال الحنفي لما أتي به النبي صلى الله عليه وسلم وهو أسير خلى سبيله فأسلم ولحق بمكة ثم رجع فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز فجاء إليه أبو سفيان ابن حرب فناشده الله والرحم ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين قال بلى) فقال فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فأنزل الله تعالى * (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) *
انتهى
ورواه الطبري في تفسيره حدثنا ابن حميد به
ورواه الواحدي في أسباب النزول من حديث الحسين بن واقد حدثنا يزيد النحوي أن عكرمة حدثه عن ابن عباس قال لما أتى ثمامة بن أثال الحنفي... فذكره إلى آخره
واختصره النسائي في التفسير فقال أخبرنا محمد بن عقيل حدثنا علي بن الحسين بن واقد حدثنا أبي به قال جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا العلهز يعني الوبرة والدم فأنزل الله تعالى * (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا) * الآية
837 قوله
قال أبو بكر رضي الله عنه وليتكم ولست بخيركم
405

قلت أخرجه ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق حدثني الزهري حدثني أنس بن مالك قال لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني كنت أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا بقول يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله ورسوله فإن اعتصمتم به هداكم الله فإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له حقه والقوي منكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
انتهى
ورواه الدارقطني في كتابه المؤتلف والمختلف وفي غرائب مالك من حديث فتيان بن أبي السمح حدثني مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر خطب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني وليتكم ولست بخيركم ألا وإن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ له الحق وإن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق إنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن أنا أحسنت فأعينوني وإن زغت فقوموني أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
انتهى ثم قال تفرد به فتيان عن مالك
انتهى
ورواه ابن سعد في الطبقات في ترجمة أبي بكر أخبرنا عبد الله بن موسى أنا هشام بن عروة أظنه عن أبيه قال لما ولي أبو بكر خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد... إلى آخره
406

ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال حدثنا علي بن هاشم ابن البريد عن هشام بن عروة عن أبيه قال خطب أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني وليت أمركم ولست بخيركم ولكنه نزل القرآن وسن النبي صلى الله عليه وسلم وعلمنا فعلمنا واعلموا أيها الناس إن أكيس الكيس التقى وإن أعجز العجز الفجور وإن أقواكم عندي الضعيف... إلى آخره
حدثنا علي بن هاشم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر نحوه
ورواه الواقدي في آخر كتاب المغازي حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال قال لي عمر هل تدري يا بن عباس ما حملني على مقالتي التي قلتها حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لا قال قوله تعالى * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) * فوالله إن كنت لأظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها فإنه الذي حملني على ما قلت فقام أبو بكر تكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد... إلى آخره بلفظ أبي عبيد
838 الحديث التاسع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا نرجعك إلى الدنيا فيقول إلى دار الهموم والأحزان بل قدوما على الله وأما الكافر فيقول * (رب ارجعون) * الآية
قلت رواه الطبري حدثني القاسم حدثنا الحسين بن حجاج عن ابن جريج قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة إذا عاين المؤمن الملائكة...) إلى آخره
وذكره الثعلبي عن عائشة مرفوعا من غير سند
407

839 الحديث العاشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى * (وهم فيها كالحون) * قال تشويه النار فتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تبلغ سرته)
قلت رواه الترمذي في كتابه من حديث عبد الله بن المبارك أنا سعيد بن يزيد أبو شجاع عن أبي السمح عن أبي الهيثم سليمان بن عمرو عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال * (وهم فيها كالحون) * تشويه النار فتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته)
انتهى
وقال حديث حسن صحيح غريب
انتهى
ورواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وعن الحاكم رواه البيهقي في كتاب البعث والنشور
840 الحديث الحادي عشر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأسورة المؤمنون بشرته الملائكة بالروح والريحان وما تقر به عينه عند نزول ملك الموت)
قلت رواه الثعلبي من حديث شبابة بن سوار الفزاري حدثنا مخلد بن عبد الواحد عن علي بن زيد عن عطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المذكور في سورة يونس
841 الحديث الثاني عشر
روي أن سورة " قد أفلح...) أولها وآخرها من كنوز العرش
408

من عمل بثلاث آيات من أولها واتعظ بأربع آيات من آخرها فقد نجا وأفلح
قلت غريب جدا
842 الحديث الثالث عشر
عن عمر بن الخطاب كان عليه السلام إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دوي كدوي النحل فمكثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه (اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا) ثم قال لقد أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة)
ثم قرأ * (قد أفلح المؤمنون) * حتى ختم العشر آيات
قلت رواه الترمذي في التفسير والنسائي في الصلاة من طريق عبد الرزاق أنا يونس بن سليم الصنعاني عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن عروة ابن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل... إلى آخره قال النسائي هذا حديث منكر لا نعلم أحدا رواه غير يونس بن سليم ويونس بن سليم لا أعرفه
انتهى
وقال ابن أبي حاتم في علله قال أبي يونس بن سليم لا أعرفه ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري
انتهى
وكذلك رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
ورواه أحمد وعبد بن حميد وإسحاق بن راهويه والبزار في مسانيدهم ورواه
409

عبد الرزاق في مصنفه في فضائل القرآن كذلك وكذلك البيهقي في دلائل النبوة والواحدي في أسباب النزول
ورواه العقيلي في ضعفاه وأعله بيونس بن سليم وقال لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به
وكذلك ابن عدي في الكامل
وتعقب الذهبي في مختصره على الحاكم بتصحيحه إياه وقال سئل عبد الرزاق عن شيخه يونس بن سليم فقال أظنه لا شيء
انتهى
410

سورة النور
411

سورة النور
ذكر فيها أربعين حديثا
843 الحديث الأول
روي أنه عليه السلام رجم يهوديين زنيا
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بيهودي ويهودية قد زنيا فانطلق عليه السلام حتى جاء يهود فقال ما تجدون في التوراة) قالوا تسود وجوههما ونحممهما ونخالف بين وجوههما ويطاف بهما قال فأتوا بالتوراة إن كنتم صادقين) فجاءوا بها فقرأها حتى إذا مروا بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم وقرأ ما بين يديها وما وراءها فقال له عبد الله بن سلام وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مره فليرفع يده فرفعها فإذا تحتها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما قال عبد الله بن عمر فكنت فيمن رجمها فلقد رأيته يقيها من الحجارة بنفسه
انتهى
844 الحديث الثاني
وقال عليه السلام (من أشرك بالله فليس بمحصن)
قلت رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أشرك بالله فليس بمحصن) قال إسحاق ووقفه مرة أخرى
انتهى
ومن طريق ابن راهويه رواه الدارقطني في سننه وقال لم يرفعه غير إسحاق والصواب موقوف وينظر في أحاديث الهداية
413

845 الحديث الثالث
وقال عليه السلام لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها)
قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم في الحدود من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت إن قريشا أهمهم شأن المرأة الخزومية التي سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ومن يجرؤ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله) ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)
انتهى
846 الحديث الرابع
في الحديث يؤتى بوال نقص من الحد سوطا فيقول رحمة لعبادك فيقال له أنت أرحم به مني فيؤمر إلى النار ويؤتى بمن زاد سوطا فيقول لينتهوا عن معاصيك فيؤمر به إلى النار)
قلت غريب
وروى أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا أبو وائل خالد بن محمد البصري حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا خلف بن خلف عن إبراهيم بن سالم عن عمرو بن ضرار عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالذي ضرب فوق الحد فيقول له الله تعالى عبدي لم ضربت فوق الحد فيقول غضبت لك فيقول أكان غضبك أشد
من غضبي ويؤتى بالذي قصر فيقول عبدي
414

لم قصرت فيقول رحمته فيقول أكانت رحمتك أشد من رحمتي ثم يؤمر بهما جميعا إلى النار)
انتهى
847 الحديث الخامس
عن أبي هريرة إقامة حد بأرض خير لأهله من مطر أربعين ليلة
قلت هكذا ذكره موقوفا وقد روي مرفوعا وموقوفا
فالموقوف رواه النسائي في السرقة أخبرنا عمرو بن زرارة حدثنا إسماعيل بن علية أنا يونس بن عبيد عن جرير بن يزيد البجلي عن أبي زرعة بن عمرو ابن جرير عن أبي هريرة بلفظ المصنف سواء
وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره من طريق مسدد حدثنا إسماعيل بن علية به موقوفا
أما المرفوع فرواه النسائي أيضا أخبرنا سويد بن نصر أنا عبد الله عن عيسى بن يزيد عن جرير به مرفوعا إلا أنه قال ثلاثين صباحا
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع التاسع والثمانين من القسم الأول كذلك مرفوعا وقال أربعين صباحا على الشك
ورواه ابن ماجة في أول الحدود من طريق ابن المبارك كما رواه النسائي وقال أربعين صباحا ورواه أيضا مرفوعا من حديث ابن عمر حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إقامة حد من حدود الله خير من مطر أربعين ليلة)
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه من حديث محمد بن قدامة الجوهري حدثنا إسماعيل ابن علية حدثنا يونس بن عبيد به مرفوعا وقال أربعين صباحا
415

848 الحديث السادس
وقال عليه السلام (البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام)
قلت رواه الجماعة إلا البخاري من حديث حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم)
انتهى
849 قوله
روي عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم جلدوا ونفوا
قلت رواه الترمذي في كتابه والنسائي في سننه من حديث عبد الله بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب وغرب مات أبا بكر ضرب وغرب وأن عمر ضرب وغرب
انتهى
قال الترمذي حديث حسن غريب
ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
انتهى
وفيه كلام مبسوط في أحاديث الهداية
850 الحديث السابع
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا معشر الناس اتقوا الزنا فإن فيه ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة فأما اللاتي في الدنيا فيذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر
وأما اللاتي في الآخرة فيوجب سخط الرب وسوء الحساب والخلود في النار)
قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السابع والثلاثين وأبو نعيم في الحلية في ترجمة أبي وائل من حديث مسلمة بن علي الخشني عن أبي عبد الرحمن
416

الكوفي عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا معشر الناس اتقوا الزنا فإنه فيه ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة...) فذكرها وزاد ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم * (أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) *
انتهى قال البيهقي إسناده ضعيف فإن مسلمة بن علي الخشني متروك وأبو عبد الرحمن الكوفي مجهول والتخليد في الآية إنما ورد في الكفار
انتهى
وقال أبو نعيم تفرد به مسلمة الخشني
انتهى وهو ضعيف
انتهى
ورواه ابن مردويه وابن أبي حاتم في تفسيريهما
ومن طريق ابن مردويه رواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب
ورواه ابن عدي في الكامل عن مسلمة به وأعله بمسلمة وضعفه عن البخاري والنسائي وابن معين ووافقهم وقال عامة روايته غير محفوظة
انتهى
ورواه الثعلبي من طريق غير مسلمة أخرجه عن محمد بن شعيب أخبرني معاوية بن يحيى عن سليمان الأعمش عن شقيق عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره سواء
وله طريق آخر في موضوعات ابن الجوزي رواه من حديث كعب بن عمرو ابن جعفر أبي النضر البلخي حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي حدثنا الحسن بن عرفة حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والزنا فإن فيه ست خصال...) فذكرها ثم قال قال الخطيب إسناده ثقات إلا كعبا
انتهى
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط في سورة الإسراء في قوله تعالى " ولا تقربوا الزنا " من طريق آخر سمعت الأستاذ أبا عثمان سعيد بن محمد البحيري يقول سمعت أبا بكر محمد بن يعقوب يقول سمعت أبا عمرو عثمان بن الخطاب المعروف
417

بأبي الدنيا يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول إياكم والزنا فإن فيه ست خصال ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة...) فذكرها إلا أنه قال والدخول عوض الخلود وينظر من نسخة أخرى ويحرر سنده فكأن فيه نقصا
851 الحديث الثامن
روي أنه كان بالمدينة موسرات من بغايا المشركين فرغب فقراء المهاجرين في نكاحهن واستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت * (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) *
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في النكاح حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان التمار العصفري قال سمعت سعيد بن جبير يقول كان بغايا بمكة قبل الإسلام فلما جاء الإسلام أراد رجال من أهل الإسلام أن يتزوجوهن فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عليهم وفيهم نزلت * (وأنكحوا الأيامى منكم) * الآية
انتهى
852 قوله
عن عائشة رضي الله عنها أن الرجل إذا زنى بامرأة أوليس
له أن يتزوجها وإن باشرها كان زانيا
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في النكاح وعبد الرزاق في مصنفه في
418

الطلاق كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عائشة في رجل فجر بامرأة أوليس
له أن يتزوجها فإن تزوجها فلم يزالا زانيين ما اصطحبا
انتهى
وأخرجا نحوه عن ابن مسعود وأخرجه ابن أبي شيبة عن البراء بن عازب
853 الحديث التاسع روي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل نكح امرأة زنى بها فقال أوله سفاح وآخره نكاح والحرام لا يحرم الحلال)
قلت غريب بهذا اللفظ
وفي معجم الطبراني وسنن الدارقطني من حديث عثمان بن عبد الرحمن الزهري عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل زنى بامرأة وأراد أن يتزوجها أو ابنتها فقال (الحرام لا يحرم الحلال)
انتهى زاد الطبراني إنما يحرم ما كان بنكاح حلال
انتهى
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله بعثمان هذا وقال إنه كان يروي عن الثقات الموضوعات لا يجوز الاحتجاج به
انتهى
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه في النكاح وعبد الرزاق في الطلاق حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشم الرماني عن سعيد بن جبير قال سئل ابن عباس عن الرجل يصيب من المرأة حراما ثم يبدو له أن يتزوج بها قال أوله سفاح وآخره نكاح
انتهى
وكذلك رواه الدارقطني في سننه
وروى ابن ماجة في النكاح حدثنا يحيى بن معلى بن منصور حدثنا إسحاق بن محمد القروي حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يحرم الحرام الحلال)
انتهى
419

ورواه البيهقي وقال تفرد به عثمان بن عبد الرحمن الوقاص وهو ضعيف والصحيح عن الزهري عن علي رضي الله عنه مرسلا وموقوفا وحديث عبد الله ابن عمر العمري أمثل
والله أعلم
وحديث ابن ماجة فيه ابن إسحاق بن محمد القروي روى له البخاري في صحيحه وليس بإسحاق بن عبد الله القروي ذاك مجروح
854 الحديث العاشر
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحد لا يورث)
قلت غريب جدا
855 الحديث الحادي عشر
أنه لما نزلت آية القذف قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقام عاصم بن عدي الأنصاري فقال جعلني الله فداك إن وجد رجل مع امرأته رجلا فأخبر جلد ثمانين وردت شهادته أبدا وفسق وإن ضربه بالسيف قتل وإن سكت سكت على غيظ وإلى أن يجيء بأربعة شهداء قضى الرجل حاجته ومضى اللهم افتح فخرج الرجل فاستقبله هلال بن أمية أو عويمر فقال ما وراءك قال شر وجدت على امرأتي خولة بنت عاصم شريك بن سحماء فقال والله هذا سؤالي ما أسرع ما ابتليت به فرجعا فأخبر عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلم خولة فقالت لا أدري الغيرة أدركته أم بخلا على الطعام وكان شريك نزيلهم فقال هلال لقد رأيته على بطنها فنزلت الآية ولا عن بينهما وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله وقولها أن لعنة الله عليه أن غضب عليها آمين) وقال القوم آمين
420

وقال لها إن كنت ألممت بذنب فاعترفي به فالرجم أهون عليك من غضب الله إن غضبه هو النار وقال تحينوا بها الولادة فإن جاءت به أصيهب أثيج يضرب إلى السواد فهو لشريك وإن جاءت به أورق جعدا جماليا خدلج الساقين فهو لغير الذي رميت به) وقال ابن عباس فجاءت به أشبه خلق الله بشريك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا الأيمان لكان لي ولها شأن)
قلت غريب بهذا السياق وفيه تخليط فإن حديث عاصم بن عدي رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس من غير هذا الوجه وروى مسلم أوله عن ابن مسعود وليس فيه ذكر الأسامي
وقصة هلال وشريك رواها مسلم وليس فيها ذكر عاصم وغيره
ونقله الثعلبي هكذا بتمامه عن ابن عباس
856 الحديث الثاني عشر
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب عبد الله بن أبي وحسان ومسطحا
وقعد صفوان لحسان فضربه ضربة بالسيف
قلت روى البيهقي في دلائل النبوة بسنده عن عمرة عن عائشة قالت لما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم القصة التي نزل بها عذري على الناس نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر برجلين وامرأة فضربوا الحد وكان رماها عبد الله بن أبي ومسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش رموها بصفوان بن المعطل السلمي
انتهى
وروى الطبراني في معجمه من حديث سعيد بن جبير قال جلد النبي صلى الله عليه وسلم
421

حسان بن ثابت وعبد الله بن أبي ومسطحا وحمنة بنت جحش كل واحد ثمانين جلدة ثم تابوا غير عبد الله بن أبي فإنه مات على نفاقه
انتهى
هكذا رواه مرسلا في ترجمة عائشة
ورواه أبو داود في سننه من حديث عائشة فلم يذكر فيه عبد الله بن أبي رواه من طريق محمد بن إسحاق عن عائشة قالت لما نزل عذري من السماء قام النبي صلى الله عليه وسلم وتلا يعني القرآن فلما نزل من المنبر أمر بالرجلين والمرأة فضربوا حدهم وسماهم حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة ويقولون إن المرأة حمنة بنت جحش ولم
يعله ابن القطان إلا بابن إسحاق
وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق حدثني ابن شهاب الزهري عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وإلى مسطح بن أثاثة وإلى حسان بن ثابت وإلى حمنة بنت جحش فلما أتى بهم جلدهم الحد
انتهى
ورواه من حديث الحسن العرني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم ضربهم حدا حدا إلا عبد الله بن أبي فإنه ضربه حدين
انتهى
وروى الواقدي في كتاب المغازي حديث الإفك حدثني يعقوب بن يحيى عن عباد عن عيسى بن معمر عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال سألت عائشة عما قال أهل الإفك... فذكر بطوله وفي آخره قالت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس مسرورا ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم تلا عليهم ما نزل في براءة عائشة ثم أمر بهم فضربوا الحد عبد الله بن أبي ومسطح بن أثاثة وحسان ابن ثابت قال الواقدي ويقال إنه لم يضربهم وهو أثبت عندنا
انتهى
وأما ضرب صفوان لحسان بالسيف فرواه البيهقي في دلائل النبوة في باب حديث الإفك من حديث ابن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم التيمي قال كان حسان بن ثابت قد كثر على صفوان بن المعطل في شأن عائشة فاعترض
422

له صفوان ليلة فضربه بالسيف على رأسه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا صفوان ما دعاك إلى ما صنعت) فقال يا رسول الله آذاني وكثر علي فقال ادعوا حسانا) فأتي به فقال يا حسان أحسن فيما أصابك) قال هي لك يا رسول الله فأعجبه ذلك وأعطاه سيرين القبطية مختصر
وروى الحاكم في المستدرك في فضائل صفوان من حديث عائشة قالت قعد صفوان بن المعطل لحسان بن ثابت فضربه بالسيف فجاء حسان يستعدي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يهبها له فوهبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعوضه رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من نخل وجارية رومية تدعى سيرين فباع حسان الحائط من معاوية بن أبي سفيان بمال عظيم في ولايته
انتهى
وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وروى الواقدي في المغازي حدثني عبد الحميد بن جعفر عن ابن رومان وعبد الله بن يزيد بن قسيط عن أبيه ومحمد بن صالح عن عاصم بن عمر قالوا لما قال ابن أبي ومسطح وحسان ما قالوا ونزل القرآن خرج صفوان مصلتا السيف حتى أتى حسان بن ثابت فضربه فجاء حسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال احبسوا صفوان فإن مات حسان فاقتلوه به) فبلغ سعد بن عبادة فجاء حتى استرضى حسان وكلمه أن يهب له حقه فمضى حسان وعفا عن صفوان بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه أرضا وأعطاه سيرين مختصر
857 الحديث الثالث عشر
روي أن مسطحا ابن خالة أبي بكر كان فقيرا من فقراء المهاجرين وكان أبو بكر ينفق عليه فلما فرط منه ما فرط آلى أن لا ينفق عليه فنزلت * (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) * وقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلى أحب أن يغفر الله لي ورجع إلى مسطح نفقته وقال والله لا أنزعها منه أبدا
423

قلت هو في حديث الإفك رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة وفي آخره فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره والله لا أنفق عليه شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله * (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة) * إلى قوله * (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) * فقال أبو بكر والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال لا أنزعها منه أبدا 858 قوله عن ابن عباس أنه كان بالبصرة يوم عرفة وكان يسأل عن تفسير القرآن حتى سئل عن هذه الآيات فقال من أذنب ذنبا ثم تاب منه قبلت توبته إلا من خاض في أمر عائشة
قلت روى الطبراني في معجمه حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي حدثنا سعيد بن منصور حدثنا هشيم أنا العوام بن حوشب حدثنا شيخ من بني كاهل عن ابن عباس أنه قرأ سورة النور ففسرها فلما أتى على هذه الآية * (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) * قال هذه في عائشة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل لمن فعل ذلك توبة وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة * (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم) * قال فهم بعض القوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه من حسن ما فسر
انتهى
وبهذا السند والمتن رواه الثعلبي وابن مردويه
424

859 الحديث الرابع عشر
عن عائشة رضي الله عنها لقد أعطيت تسعا ما أعطيتهن امرأة لقد نزل جبريل عليه السلام بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني ولقد تزوجني بكرا وما تزوج بكرا غيري ولقد توفي وإن رأسه لفي حجري ولقد قبر في بيتي ولقد حفته الملائكة في بيتي وإن كان الوحي لينزل عليه في أهله فيتفرقون عنه وإنه لينزل عليه وإني معه في لحافه وإني لابنة خليفته وصديقه ولقد نزل عذري من السماء ولقد خلقت طيبة عند طيب ولقد وعدت مغفرة ورزقا كريما
قلت رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا بشر بن الوليد الكندي حدثنا أبو حفص عمر عن سليمان الشيباني به سندا ومتنا بلفظ المصنف سواء إلا أنه قال عمن حدثه عن عائشة فلينظر فيه فإن أحد اللفظين تصحيف
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط من حديث بشر بن الوليد الكندي به وقال عن جدته
رواه الثعلبي بلفظ المصنف فقال حدثنا أبو نصر النعمان بن محمد بن النعمان الجرجاني أنا محمد بن عبد الكريم النابلي حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي حدثنا بشر بن الوليد الكندي حدثنا أبو عمر حفص عن سليمان الشيباني عن علي بن زيد بن جدعان عن جدته عن عائشة قالت لقد أعطيت تسعا ما أعطيتها امرأة... فذكره
ورواه بتغيير يسير الحاكم في مستدركه في فضائل عائشة من حديث إسماعيل بن أبي خالد أنا عبد الرحمن بن الضحاك أن عبد الله بن صفوان أتى عائشة
425

ومعه آخر فسألاها عن نفسها فقالت خلال في تسع لم تكن في أحد إلا ما آتى الله مريم والله ما أقول ذلك تفخرا به على أحد من صويحباتي نزل الملك بصورتي وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين وأهديت ابنة تسع وتزوجني بكرا لم يشركه في أحد من الناس وكنت وكنت أحب الناس إليه ونزل في آيات من القرآن كادت الأمم ان تهلك فيهن ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه غيري وقبض في بيتي ولم يله أحد إلا الملك وأنا
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وكذلك رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ومسنده
ومن طريقه رواه الطبراني في معجمه وزاد ابن أبي شيبة وأتاه الوحي وأنا وهو في لحاف
وروى الطبراني في معجمه حدثنا إسحاق بن داود الصواف حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا عبد الله بن بزيع عن أبي حنيفة عن أبي إسحاق الشيباني عن عامر الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت أعطيت سبعا لم يعطها نساء النبي صلى الله عليه وسلم كنت من أحب النساء إليه نفسا وأحب الناس إليه أبا وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم بكرا ولم يتزوج بكرا غيري وكان جبريل ينزل عليه وأنا معه في لحاف واحد ولم يفعل ذلك لأحد غيري وكان لي يومان وليلتان ولنسائه يوم وليلة وأنزل عذري من
السماء وكاد أن يهلك بي فئام من الناس وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري
انتهى
860 الحديث الخامس عشر
روي عن أبي أيوب الأنصاري قال قلت يا رسول الله ما الاستئناس قال يتكلم الرجل بالتسبيحة والتكبيرة والتحميدة يتنحنح يؤذن أهل البيت والسلام أن يقول السلام عليكم أدخل ثلاث مرات فإن أذن له وإلا رجع)
426

قلت رواه ابن ماجة في سننه في كتاب الأدب حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن واصل بن السائب عن أبي سورة عن أبي أيوب الأنصاري قال قلنا يا رسول الله هذا السلام فما الاستئناس قال يتكلم الرجل تسبيحة وتكبيرة وتحميدة ويتنحنح ويؤذن أهل البيت)
انتهى
وكذلك رواه ابن أبي شيبة في مصنفه ومسنده
ومن طريق ابن أبي شيبة أيضا رواه الطبراني في معجمه وابن أبي حاتم في تفسيره وابن مردويه في تفسيره
861 الحديث السادس عشر
عن أبي موسى الأشعري أنه أتى باب عمر فقال السلام عليكم أدخل قالها ثلاثا
ثم رجع وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الاستئذان ثلاث)
قلت رواه البخاري ومسلم في كتاب الاستئذان من حديث أبي سعيد الخدري عن أبي موسى الأشعري قال استأذنت على عمر بن الخطاب ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت فقال ردوه فرجعت فقال ما حملك على هذا قال قد استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) فقال لتأتيني على هذا ببينة وإلا فعلت وفعلت فذهبت إلى مجلس من مجالس الأنصار فأخبرتهم فقام أبو سعيد معه فشهد له مختصر
862 الحديث السابع عشر
واستأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أألج فقال عليه السلام لامرأة تسمى روضة قومي إلى هذا فعلميه فإنه لا يحسن أن يستأذن قولي له يقول السلام عليكم أأدخل) فسمعها الرجل فقالها فقال له ادخل
427

قلت رواه أبو داود في سننه في كتاب الأدب والنسائي في اليوم والليلة والبخاري في كتابه المفرد في الأدب عن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال أألج فقال عليه السلام لخادمه أخرجي إلى هذا فعلميه الاستئذان فقولي له قل السلام عليكم أأدخل) فسمعه الرجل فقال السلام عليكم أأدخل فأذن له فدخل
انتهى
ولفظ أبي داود اخرج إلى هذا فعلمه على التذكير ولفظ النسائي أخرجي على التأنيث ولفظ البخاري فقال عليه السلام للجارية أخرجي ولم يسمها أحد منهم روضة إلا الطبري فإنه سماها فقال حدثنا هشيم أنا منصور عن ابن سيرين وأخبرنا يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد الثقفي أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره بلفظ المصنف سواء
863 الحديث الثامن عشر
في الحديث (من سبقت عينه استئذانه فقد دمر)
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا بكر بن سهل الدمياطي حدثنا عبد الله ابن صالح حدثني معاوية بن صالح عن السفر بن بشير عن يزيد بن شريح الحضرمي عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدخل عينه في بيت بغير إذن أهله فقد دمر ومن صلى بقوم فخص نفسه بدعوى فقد خانهم)
انتهى
ورواه إبراهيم الحربي في كتابه غريب الحديث حدثنا علي بن أحمد حدثنا يزيد ابن هارون عن أصبغ بن يزيد حدثني منصور عن ثور بن يزيد عن يزيد ابن شريح عن أبي حي المؤذن عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا يحل لمسلم أن ينظر في بيت حتى يستأذن فإن فعل فقد دمر)
انتهى
ورواه أبو القاسم الأصبهاني في كتاب الترغيب والترهيب عن يزيد بن هارون به
ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه حدثني هشيم عن عوف عن
428

الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد دمر)
انتهى
ثم قال قال الكسائي دمر يعني دخل قال أبو عبيد والدمور أن يدخل عليهم بغير إذن فإن دخل بإذن فليس بدمور
انتهى
وقال إبراهيم الحربي يقال دمر يدمر دمورا إذا دخل بغير إذن
انتهى
ودمر بالتشديد أي أهلك
انتهى
864 الحديث التاسع عشر
روي أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أأستأذن على أمي قال نعم) قال إنها أوليس
لها خادم غيري أأستأذن عليها كلما دخلت فقال أتحب أن تراها عريانة) قال لا قال فاستأذن)
قلت رواه أبو داود في المراسيل من حديث عطاء بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله رجل فقال يا رسول الله أستأذن على أمي قال نعم) فقال الرجل إني معها في البيت فقال عليه السلام استأذن عليها) قال يا رسول الله إني خادمها قال أتحب أن تراها عريانة) قال لا قال فاستأذن)
انتهى
وكذلك رواه مالك في موطئه عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار... فذكره
وكذلك رواه الطبري في تفسيره حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثني حجاج عن ابن جريج أخبرني زياد ان صفوان أخبره عن عطاء بن يسار أن رجلا قال... إلى آخره
ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في النكاح حدثنا ابن عيينة عن زيد بن أسلم أن رجلا قال... الحديث
865 قوله
روي أن أبا بكر رضي الله عنه قال يا رسول قد أنزل الله
429

عليك آية في الاستئذان وإنا نختلف في تجارتنا فننزل هذه الخانات أفلا ندخلها 3 4 5 6 7 8 9 10 11 * بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم
انتهى
430

ولم أجد هذا الكلام في سنن أبو أبي داود فإن صح فيعكر عليه ما في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في
المسجد وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت
واستدل ابن حبان في صحيحه بحديث أم سلمة على تحريم نظر المرأة إلى الرجال الأجانب مطلقا وبه قال جماعة من العلماء ويعكر عليهم حديث عائشة المذكور وحديث فاطمة بنت قيس في مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها اعتدى في بيت ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده وفي لفظ فإنك إذا وضعت خمارك لم يرك وفي لفظ اعتدي في بيت ابن عمك ابن أم مكتوم فإنه ضرير البصر تلقين ثوبك عنده...) الحديث
وذكره أيضا في أول حديث الجساسة انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو بن أم مكتوم وقد ورد أن التي كانت مع أم سلمة زينب رواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا مندل عن يونس حدثني الزهري عن نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت استأذن ابن أم مكتوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وزينب عنده فقال قوما فاحتجبا) فقلت يا رسول الله إنه أعمى لا يبصرنا قال إن كان لا يبصركن فإنكن تبصرنه)
انتهى
ويمكن أن تكونا واقعتين أو يكون الخطاب وقع لاثنتين وكانوا ثلاثة بدليل قوله فإنكن تبصرنه)
867 قوله عن عائشة أم المؤمنين قالت ما رأيت نساء خيرا من نساء الأنصار لما نزلت هذه الآية يعني قوله تعالى * (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * قامت كل واحدة منهن إلى مرطها المرجل فصعدت منه
431

صدعة فاختمرت فأصبحن على رؤوسهن الغربان
قلت رواه ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا أبي حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثني مسلم بن خالد الزنجي حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم عن صفية بنت شيبة قالت بينما نحن عند عائشة فذكرنا نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة إن لنساء قريش فضلا وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار ولا أشد تصديقا بكتاب الله وإيمانا به لقد أنزلت سورة النور * (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * فانقلب رجالهن يتلون عليهن ما أنزل يتلو الرجل على زوجته وابنته وأخته وذوي قرابته قالت فما منهن امرأة إلا قامت إلا مرطها المرجل فاعتجرت به تصديقا وإيمانا فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح معتجرات وكأن على رؤوسهن الغربان
انتهى
ورواه ابن مروديه في تفسيره حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى حدثنا أحمد ابن مهدي حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا داود بن عبد الرحمن حدثني عبد الله بن عثمان به
ورواه أيضا حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبد الله بن محمد بن سنان حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن عبد الله بن عثمان به
ورواه أبو داود في سننه في اللباس مختصرا من حديث قرة بن عبد الرحمن ابن حيويل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله * (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) * شققن على مروطهن فاختمرن بها
انتهى
ورواه البخاري في صحيحه في التفسير معلقا ولفظه قال أحمد بن شبيب حدثنا أبي عن يونس قال ابن شهاب عن عروة عن عائشة... فذكره
432

والطيبي عزاه للبخاري والمنذري في مختصره لم يعزه وكلاهما غير فإن الطيبي أطلق العزو والمنذري من عادته أن يعزو الأحاديث المعلقة
868 قوله
عن عائشة رضي الله عنها أنها أباحت النظر لعبدها إليها وقالت لذكوان إنك إذا وضعتني في القبر فأنت حر
قلت روى عبد الرزاق في مصنفه في الجنائز أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن أبي مليكة أن عائشة قالت إذا غيبني أبو عمرو ودلاني في حفرتي فهو حر
انتهى
وقال ابن سعد في الطبقات قال الواقدي ذكوان أبو عمرو مولى عائشة وكانت قد دبرته وقالت له إذا واريتني فأنت حر مات ليالي الحرة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية وقال في ترجمة عائشة أخبرنا أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عائشة قالت إذا كفنت وحنطت ودلاني ذكوان في حفرتي فهو حر
انتهى
وأما كون عائشة أباحت نظر عبدها إليها فيشهد له ما رواه البيهقي في سننه من حديث أبي معاوية عن عمرو بن ميمون بن مهران عن سليمان بن يسار قال استأذنت على عائشة فقالت من هذا قلت سليمان قالت كم بقي عليك من مكاتبتك قلت عشرة أواق قالت ادخل فإنك عبد ما بقي عليك درهم
869 قوله عن سعيد بن المسيب مثل ما قالت عائشة
ثم رجع وقال لا يغرنكم سورة النور فإن المراد بها الإماء
433

قلت روى ابن أبي شيبة في مصنفه في النكاح حدثنا أبو أسامة حدثنا يونس ابن أبي إسحاق عن طارق عن سعيد بن المسيب قال لا يغرنكم الآية * (إلا ما ملكت أيمانكم) * إنما عنى به الإماء دون العبيد
انتهى
870 قوله
عن ميسون بنت بحدل الكلابية أن معاوية رضي الله عنه دخل عليها ومعها خصي فتقنعت منه فقال إنه خصي فقالت يا معاوية أترى أن المثلة به يحل ما حرمه الله تعالى
قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف ميسون بنت بحدل الكلبية أم يزيد بن معاوية
871 الحديث الحادي والعشرون
أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم خصي فقبله
ثم استضعفه المصنف وقال لا يقبل فيما تعم به البلوى إلا حديث مكشوف وإن صح فلعله قبله ليعتقه أو غير ذلك
قلت في عيون الأثر لأبي الفتح اليعمري وأهدى المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم مارية وسيرين وألف مثقال ذهب وعشرين ثوبا من قباطي مصر والبغلة الشهباء دلدل وحمارا أشهب يقال له يعفور وخصيا يقال له مأبور وعسلا من عسل بنها فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ودعا في عسل بنها بالبركة
انتهى
وقال السهيلي في الروض الأنف وأهدى المقوقس للنبي صلى الله عليه وسلم مارية القبطية وأختها سيرين وغلاما خصيا اسمه مأبور وبغلة تسمى دلدل وقدحا من قوارير
434

كان رسول الله يشرب فيه
انتهى
وروى ابن سعد في الطبقات أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي حدثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال أهدى المقوقس صاحب الإسكندرية إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سنة سبع من الهجرة بمارية وأختها سيرين وألف مثقال من الذهب وعشرين ثوبا وبغلته الدلدل وحماره عفير ويقال يعفور وخصي يقال له مأبور وهو أخو مارية بعث ذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها وأقام الخصي على دينه حتى أسلم بالمدينة بعد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
انتهى
872 الحديث الثاني والعشرون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم إني أعوذ بك من العيمة والغيمة والأيمة والكزم والقرم)
873 الحديث الثالث والعشرون قال النبي صلى الله عليه وسلم (من أحب فطرتي فليستن بسنتي يعني النكاح)
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه في كتاب النكاح حدثنا ابن جريج أخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع عبيد بن سعد يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من
435

أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح)
انتهى
وفي لفظ ومن استن سنتي فهو مني ومن سنني النكاح)
وكذلك رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده حدثنا زهير حدثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة به بلفظ عبد الرزاق الأول
ورواه البيهقي في سننه وفي المعرفة قال وهو مرسل وقد روي عن أبي حرة عن الحسن عن أبي هريرة...
انتهى
قلت هكذا رواه ابن عدي في الكامل عن أبي حرة واصل بن عبد الرحمن عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحب فطرتي فليستن بسنتي وإن من سنتي النكاح)
انتهى
وأسند إلى ابن معين أنه قال في أبي حرة صالح إلا أن في حديثه عن الحسن ضعفا يقولون لم يسمعه من الحسن قال ابن عدي ولم أجد في حديثه حديثامنكرا
انتهى
874 الحديث الرابع والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من كان له ما يتزوج به فلم يتزوج فليس منا)
قلت رواه أبو داود في المراسيل والنسائي في الكنى وفيه عن أبي المغلس عمير ثم قال ويحيى بن معين يقول إنه اسمه ميمون من حديث ابن جريج عن أبي المغلس عن أبي نجيح السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان موسرا لأن ينكح فلم ينكح فليس منا)
انتهى
وكذلك رواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما
ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في معجمه وأحمد والدارمي وإسحاق
536

ابن راهويه في مسانيدهم قال الطبراني وليس أبو نجيح هذا عمرو بن عنبسة
قال ابن راهويه وقد روى هذا الحديث بعضهم عن ابن جريج عن أبي المغلس عن أبي نجيح عمرو بن عنبسة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول... فذكره وخالف بعضهم فقال أوليس
أبو نجيح هذا بعمرو بن عنبسة قال إسحاق وصدقوا
انتهى كلامه
قلت رواه كذلك الحارث بن أبي أسامة في مسنده فقال حدثنا الحكم بن موسى حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ابن جريج حدثني أبو المغلس سمعت أبا نجيح السلمي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قدر على أن ينكح فلم ينكح فليس منا)
انتهى
فصرح أبو نجيح فيه بالسماع
وكلهم رووه بلفظ أبي داود ما خلا الثعلبي فإنه رواه بهذا الإسناد بلفظ المصنف سواء
875 الحديث الخامس والعشرون
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا تزوج أحدكم عج شيطانه يا ويله عصم ابن آدم مني ثلثي دينه)
قلت رواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث خالد بن إسماعيل المخزومي حدثنا عبيد الله بن عمر عن صالح مولى التوأمة عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما شاب تزوج في حداثة سنه عج شيطانه يا ويله عصم مني دينه)
انتهى
وكذلك رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية وأعله بخالد بن إسماعيل ونقل عن ابن عدي أنه قال يضع الحديث
ورواه الثعلبي في تفسيره بهذا الإسناد ومتن المصنف بسواء إلا أنه قال عوض عن جابر عن أبي هريرة فلينظر
437

وكذلك رواه أبو يعلي الموصلي في معجمه بمسنده في مسنده ومتنه
وهو في الفردس من حديث أبي هريرة بلفظ الكتاب سواء
ورواه الطبراني في معجمه الوسط عن خالد بن إسماعيل به بلفظ أبي يعلي
876 الحديث السادس والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يا عياض لا تزوجن عجوزا ولا عاقرافإني مكاثر بكم)
قلت رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الفضائل من حديث معاوية بن يحيى الصدفي حدثنا يحيى بن جابر عن جبير بن نفير عن عياض بن غنم الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عياض لا تزوجن عجوزا ولا عاقرافإني مكاثر بكم)
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وتعقبه الذهبي بأن معاوية هذا ضعيف
وبهذا الإسناد رواه الثعلبي
قلت والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك والآثار كثيرة
قوله فمنها حديث في الصحيحين عن ثابت عن أنس أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا أزواجه عليه السلام عن عمله في السر فقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أتزوج النساء وقال بعضهم لا أنام على فراش فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (ما بال أقوام يقول أحدهم كذا وكذا لكني أصوم وأفطر وأنام وأقوم وآكل اللحم وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني)
انتهى
حديث آخر في الصحيحين من حديث ابن مسعود مرفوعا (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج
438

ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)
حديث آخرفي السنن من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تزوجوا توالدوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) وفي رواية حتى السقط
حديث آخر في صحيح ابن حبان في القسم الأول منه عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهي عن التبتل نهيا شديدا ويقول تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)
انتهى
ورواه أحمد
حديث آخر روى إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا بقية بن الوليد حدثني معاوية بن يحيى الصدفي عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية بن بشر المازني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعكاف بن وادعة الهلالي ألك زوجة) قال لا قال أفلك جارية) قال لا قال وأنت صحيح موسر) قال نعم قال فأنت إذن من إخوان الشياطين إما أن تكون من رهبان النصارى فأنت منهم أو تكون منا فإن من سنتنا النكاح إن شراركم عزابكم والمتزوجون أولئك المبرؤون المطهرون من الخنا ويحك يا عكاف إنهن صواحب داود وصواحب أيوب وصواحب يوسف وصواحب كرسف) قلت يا رسول الله ومن كرسف قال كان رجلا يعبد الله تعالى على ساحل البحر ثلاثين عاما فابتلى أن كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها فتداركه الله بما سلف منه من عبادة ربه فتاب فغفر له ويحك يا عكاف إنك من المذبذبين) فقال يا رسول الله زوجني الآن قبل أن أبرح قال قد زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري على اسم الله والبركة)
انتهى
قال ابن راهويه وفي هذا جواز النكاح من غير خطبة
انتهى
وضعف ابن الجوزي في العلل المتناهية هذا الحديث وقال هذا حديث لا يصح
439

وليس في الصحابة من اسمه بشر بن عطية ولا عطية ومعاوية بن يحيى أوليس
بشيء
وقال العقيلي عطية عن عكاف لا يتابع عليه ولا يصح من هذا شيء
انتهى
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده وترجم عليه حديث عطية بن بشر المازني
ورواه أحمد أيضا عن عبد الرزاق عن محمد بن راشد عن مكحول عن أبي ذر
وقيل إنه موضوع وقد اختلف في إسناده كما ذكرناه قاله في التنقيح
ورواه الطبراني في كتابه مسند الشاميين من حديث سفيان بن عيينة عن برد بن سنان عن مكحول عن عطية بن بشر به
وعن أبي يعلي الموصلي رواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله بمعاوية بن يحيى الصدفي وقال إنه منكر الحديث جدا قال ابن معين أوليس
بشيء
وحديث آخر أخرجه الموصلي أيضا عن خالد بن إسماعيل المخزومي حدثنا عبيد الله بن عمر عن صالح مولى التوءمة عن أبي هريرة قال لو لم يبق من أجلي إلا يوم واحد لقيت الله تعالى بزوجة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم شراركم عزابكم)
انتهى
وأخرجه الطبراني في معجمه الوسط وعن أبي يعلي الموصلي رواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله بخالد هذا وقال إنه يروي العجائب لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه
حديث آخر روى الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن موسى الإصطخري ثنا محمد بن سهيل بن مخلد الإصطخري حدثنا عصمة بن المتوكل حدثنا زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن جابر عن يزيد الرقاشي عن
440

أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان فليتق الله في النصف الباقي)
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق أبي الفتح الأزدي بسنده عن مالك بن سليمان حدثنا هياج بن بسطام عن خالد الحذاء عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك... فذكره ثم قال هذا لا يصح وفيه آفات يزيد الرقاشي قال أحمد منكر الحديث وقال النسائي متروك الحديث وهياج قال أحمد والنسائي متروك الحديث ومالك بن سليمان قدحوا فيه
انتهى كلامه
حديث آخر روى أبو يعلي الموصلي حدثنا عمرو بن حصين حدثنا حصين حدثنا حسان بن سياه حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود فإني مكاثر بكم الأمم حتى بالسقط يظل حبنطيا بباب الجنة فيقال له ادخل فيقول حتى يدخل والداي معي)
انتهى
877 الحديث السابع والعشرون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتى على أمتي مائة وثمانون سنة فقد حلت لهم العزبة والعزلة والترهب في رؤوس الجبال)
قلت رواه علي بن معبد في كتابه المعروف بالطاعة والمعصية حدثنا الحسن ابن واقد الحنفي قال أظنه من حديث بهز بن حكيم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان سنة ثمانين ومائة فقد حلت لأمتي العزبة والعزلة والترهب في رؤوس الجبال)
انتهى
وهو معضل
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق البيهقي أخبرنا أبو عبد الله الحاكم بسنده إلى أبي يحيى سليمان بن عيسى الخراساني عن سفيان الثوري عن
441

منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أتى على أمتي...) الحديث ثم قال هذا موضوع وسليمان بن عيسى يضع الحديث قاله ابن عدي
انتهى
وبهذا الإسناد رواه الثعلبي وهو في الفردوس من حديث أبي أمامة
878 الحديث الثامن والعشرون
في الحديث يأتي على الناس زمان لا تنال المعيشة فيه إلا بالمعصية فإذا كان ذلك الزمان حلت العزوبة)
قلت رواه الخطابي في كتاب العزلة حدثنا أحمد بن سليمان النجاد حدثنا محمد بن يونس الكديمي حدثنا محمد بن منصور الجشمي حدثنا سليم بن سالم حدثنا السري بن يحيى عن الحسن عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق ومن حجر إلى حجر فإذا كان ذلك لم تنل المعيشة إلا بمعصية الله فإذا كان ذلك حلت العزبة) قال وكيف تحل العزبة يا رسول الله وأنت تأمر بالتزويج قال إذا كان ذلك كان هلاك الرجل على أيدي أبويه فإن لم يكن له أبوان كان هلاكه على يدي زوجته فإن لم تكن له زوجة كان هلاكه على يدي ولده فإن لم يكن له ولد كان هلاكه على يدي القرابات والجيران) قالوا وكيف ذلك يا رسول الله قال يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق فعند ذلك يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها)
ورواه علي بن معبد أيضا في كتاب الطاعة والمعصية حدثنا عبد الله بن
442

المبارك عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان...) إلى آخره سواء وهو مرسل
879 الحديث التاسع والعشرون
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال التمسوا الرزق بالنكاح)
قلت لم يروه بهذا اللفظ إلا الثعلبي
ورواه بمعناه الحاكم في المستدرك في النكاح من حديث أبي السائب سلم ابن جنادة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تزوجوا النساء فإنهن يأتينكم بالمال)
انتهى
وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه لتفرد سلم بن جنادة به مسندا وهو ثقة مأمون
انتهى
ورواه الدارقطني في علله والبزار في مسنده كذلك وقال وغير أبي السائب يرويه مرسلا وهو أصح
انتهى
قلت هكذا رواه ابن أبي شيبة في مصنفه حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
وكذلك رواه أبو داود في مراسيله من حديث أبي توبة عن أبي أسامة عن هشام به مرسلا
لكن رواه أبو الهيثم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان فقال حدثنا الحافظ أبو أحمد بن عدي حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الفضل الجرجاني حدثنا أبو بشر محمد بن عبد المؤمن الجرجاني حدثنا عبد المؤمن بن عبد العزيز العطار حدثنا حسين بن علوان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة... فذكره فقد تابعه عبد المؤمن العطار كما تراه
ورواه ابن مردويه في تفسيره حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله
443

ابن ناجية حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو أسامة به مسندا فقد تابعه أيضا ابن ناجية
وسند الثعلبي أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه حدثنا علي بن أحمد بن نصرويه حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب أنا أبو زرعة حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء حدثنا مسلم بن خالد عن سعيد بن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعا بلفظ المصنف سواء
880 الحديث الثلاثون
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شكا إليه رجل الفقر فقال عليك بالباءة)
قلت رواه الثعلبي أخبرني ابن فنجويه حدثنا محمد بن الحسن بن بشر حدثنا أبو يوسف محمد بن يوسف بن موسى الصفار حدثنا أبو عبد الله أحمد بن ناصح حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن عجلان أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة فقال له عليك بالباءة)
انتهى
881 قوله عن عمر قال عجبت لمن لا يطلب الغناء بالباءة
قلت رواه عبد الرزاق في مصنفه في النكاح أخبرنا معمر عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال عجبت لرجل لا يطلب الغناء بالباءة والله تعالى يقول في كتابه * (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) *
انتهى
أخبرنا هشام بن حسان عن الحسن عن عمر نحوه
882 الحديث الحادي والثلاثون
قال صلى الله عليه وسلم في حديث بريرة هو لها صدقة ولنا هدية)
444

قلت رواه الأئمة الستة في كتبهم من حديث عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم بلحم بقر فقيل هذا يصدق به على بريرة فقال هو لها صدقة ولنا هدية)
انتهى
883 قوله
عن عمر رضي الله عنه أنه كاتب عبدا له يكنى أبا أمية وهو أول عبد كوتب في الإسلام فأتاه بأول نجم فدفعه إليه عمر وقال استعن به على مكاتبتك فقال لو أخرته إلى آخر نجم قال أخاف ألا أدرك ذلك
قلت رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في البيوع حدثنا وكيع عن أبي شبيب عن عكرمة عن ابن عباس أن عمر كاتب عبدا له يكنى أبا أمية فجاءه بنجمة حين حل فقال له يا أبا أمية استعن به في مكاتبتك فقال يا أمير المؤمنين لو تركته حتى يكون في آخر نجم قال إني أخاف ألا أدرك ذلك ثم قرأ * (وآتوهم من مال الله الذي آتاكم) * قال عكرمة هو أول نجم أدى في الإسلام
انتهى
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا وكيع به
884 الحديث الثاني والثلاثون
روي أنه كان لعبد الله بن أبي رأس النفاق ست جوار معاذة ومسيك وأميمة وعمرة وأروى وقتيلة وكان يكرهن على البغاء وضرب عليهن ضرائب فشكت ثنتان منهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت * (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء) * الآية
قلت رواه مسلم مختصرا في آخر صحيحه من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن جارية لعبد الله بن أبي يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة كان يريدهما على الزنا فشكتا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى * (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا) * إلى قوله * (غفور رحيم) *
445

ورواه البزار في مسنده فقال فيه عن الأعمش حدثني أبو سفيان قال البزار وفي هذا رد على من يقول إن الأعمش لم يسمع من أبي سفيان وإنما هو صحيفة
انتهى
وذكره الثعلبي عن مقاتل بلفظ المصنف سواء وسنده إلى مقاتل في أول كتابه
885 حديث (ليقل أحدكم فتاي وفتاتي)
قلت تقدم في الكهف
886 الحديث الثالث والثلاثون
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بهذه الشجرة زيت الزيتون فتداووا به فإنه مصحة من الباسور)
قلت رواه الطبراني في معجمه حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح حدثنا أبي حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بهذه الشجرة...) إلى آخره سواء
وعن الطبراني رواه أبو نعيم في كتاب طب الفقراء
ورواه ابن أبي حاتم في علله حدثني أبي عن يحيى بن عثمان عن أبيه ثم قال أبي هذا حديث كذب
انتهى
وبهذا الإسناد رواه الثعلبي
887 الحديث الرابع والثلاثون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا خير في شجرة في مقنأة ولا نبات في مقنأة ولا خير فيهما في مضحى)
446

قلت غريب جدا
888 الحديث الخامس والثلاثون
روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكثوا عشر سنين خائفين ولما هاجروا كانوا بالمدينة يصبحون في السلاح ويمسون فيه حتى قال رجل ما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع فيه السلاح فقال عليه السلام لا تغبرون إلا يسيرا حتى يجلس الرجل منكم في الملأ العظيم محتبيا أوليس
فيه حديدة)
قلت رواه الطبري في تفسيره أخبرنا القاسم حدثنا الحسين حدثني حجاج عن أبي جعفر عن أبي العالية في قوله تعالى * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) * قال مكث النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين خائفا يدعوا الله سرا وعلانية ثم أمر بالهجرة إلى المدينة فمكث بها هو وأصحابه خائفين... إلى آخره سواء وقال مجتبيا عوض مجلسا
وأشار إليه الواحدي في أسباب النزول فقال وروى الربيع بن أنس عن أبي العالية في هذه الآية قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه بمكة عشر سنين... إلى آخره وهذا مرسل
وأسند الحاكم في المستدرك بنقص يسير فرواه من حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة لا يبيتون إلا بالسلاح ولا يصبحون إلا فيه فقال ترون أنا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين لا نخاف إلا الله فنزلت * (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) * الآية وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
وبهذا السند والمتن رواه ابن مردويه في تفسيره
447

889 الحديث السادس والثلاثون
قال صلى الله عليه وسلم الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يملك الله من يشاء فيصير ملكا ثم يصير بزيزي قطع سبيل وسفك دماء وأخذ أموال بغير حقها)
قلت غريب بهذا اللفظ
وروى أبو داود في سننه في كتاب السنة والترمذي في الفتن والنسائي في المناقب من حديث سعيد بن جمهان عن سفينة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك) وفي لفظ يملك الله من يشاء قال سعيد قال لي سفينة أمسك معك خلافة أبي بكر قال وخلافة عمر قال وخلافة عثمان قال وخلافة علي فوجدناها ثلاثين سنة قال الترمذي حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث سعيد بن جمهان
انتهى
ورواه البيهقي في كتابه المدخل وزاد فيه قال فقلت له معاوية هو أول الملوك
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الثامن من القسم الثالث والحاكم في مستدركه في كتاب الفضائل وسكت عنه ولفظهما قال سعيد أمسك معك خلافة أبي بكر سنتان وخلافة عمر عشر سنين وخلافة عثمان اثنا عشر وخلافة علي ست سنين
ورواه أحمد في مسنده والطبراني في معجمه والبيهقي في دلائل النبوة
ولم يرو الثعلبي في تفسيره إلا حديث سفينة هذا
448

وروى أحمد وابن أبي شيبة وأبو داود والطيالسي في مسانيدهم والطبراني في معجمه والبيهقي في دلائل النبوة من حديث عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشني عن أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة وكائنا خلافة ورحمة وكائنا ملكا عضوضا وكائنا عنوة وجبرية وفسادا في الأمة يستحلون الفروج والخمور والحرير ينصرون على ذلك ويرزقون حتى يلقوا الله)
انتهى
ولم يذكر الثعلبي إلا حديث الفتن
وقال صاحب النهاية في حديث أبي عبيدة أنه سيكون نبوة كذا وكذا ثم تكون بزيزي قطع سبيل وأخذ أموال بغير حق) البزيزي بكسر الباء وتشديد الزاي الأولى والقصر ومعناه السلب والغلبة وقطع سبيل عطف بيان أو بدل
انتهى
وقال السرقسطي في كتابه البز الغلبة والسلب يقال ابتز الرجل إذا جرد من ثيابه والاسم البزيزي والبزة الهيئة الحسنة من الثياب
890 الحديث السابع والثلاثون
روي أن مدلج بن عمر وكان غلاما أنصاريا أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الظهر إلى عمر رضي الله عنه ليدعوه فدخل عليه وهو نائم وقد انكشف عنه ثوبه فقال عمر لوددت أن الله عز وجل نهى آباءنا وأبناءنا وخدمنا أن يدخلوا علينا هذه الساعات إلا بإذن ثم انطلق معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده وقد نزلت عليه هذه الآية يعني قوله تعالى * (طوافون عليكم) * الآية
وقيل نزلت في أسماء بنت مرثد قالت إنا لندخل على الرجل والمرأة ولعلهما يكونان في لحاف واحد وقيل دخل عليها
449

غلام كبير في وقت كرهت دخوله فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن خدمنا وغلماننا يدخلون علينا في حال نكرهها فأنزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) *
قلت الأول نقله الثعلبي ثم البغوي والواحدي في أسباب النزول عن ابن عباس من غير سند
والثاني نقله الثعلبي والواحدي عن مقاتل
891 الحديث الثامن والثلاثون
في الحديث إن أطيب ما يأكل المرء من كسبه وإن ولده من كسبه)
قلت رواه أصحاب السنن الأربعة فرواه أبو داود والنسائي في البيوع والترمذي في الأحكام وابن ماجة في التجارات من حديث عمارة بن عمير عن عمته عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه)
انتهى
قال الترمذي حديث حسن وبعضهم قال فيه عن أمه عن عائشة وأكثرهم قال عن عمته عن عائشة
انتهى
ورواه ابن حبان في صحيحه في النوع الخامس والستين من القسم الثالث والحاكم في مستدركه في البيوع وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لكنه قال فيه عن أمه
ورواه أحمد وإسحاق بن راهويه وأبو داود الطيالسي والدارمي وأبو يعلي الموصلي والبزار في مسانيدهم ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه في البيوع وعبد الرزاق في مصنفه في الهبة
450

ورواه الدارقطني في علله وأطال في ذكر اختلاف الرواة فيه وذكر أنه محفوظ مرفوعا وموقوفا
وقال ابن القطان في كتاب الوهم والإيهام هذا حديث يرويه عمارة بن عمير واختلف عليه فقال إبراهيم النخعي عن عمارة بن عمير عن عمته أنها سألت عائشة فقالت في
حجري يتيم فآكل من ماله فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أطيب...) فذكره وقال الحكم عن عمارة بن عمير عن أمه عن عائشة فذكره قال وأمه وعمته لا يعرفان
انتهى
ورواه أبو داود من حديث حبيب المعلم وابن ماجة من حديث الحجاج ابن أرطأة وكلاهما عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أبي يريد أن يجتاح مالي قال أنت ومالك لوالدك إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أموال أولادكم من كسبكم فكلوه هنيئا)
انتهى
892 الحديث التاسع والثلاثون
عن أنس بن مالك قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين وروي سبع سنين فما قال لشيء فعلته لم فعلته ولا قال لي لشيء كسرته لما كسرته وكنت واقفا على رأسه أصب الماء على يديه فرفع رأسه إلي فقال ألا أعلمك ثلاث خصال تنتفع بها) قلت بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال متى لقيت من أمتي أحدا فسلم عليه يطل عمرك وإذا دخلت بيتك فسلم عليهم يكثر خير بيتك وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأبرار الأوابين)
451

قلت رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والستين من حديث أبي نصر اليسع بن زيد بن سهل الزينبي حدثنا سفيان بن عيينة عن حميد الطويل عن أنس قال خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين... إلى آخره سواء إلا أنه لم يقل فيه الأوابين)
وكذلك رواه الثعلبي في تفسيره
ورواه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريج جرجان فذكره بتمامه الأبرار الأوابين
واليسع هذا ذكره شيخنا الذهبي فقال اليسع بن سهل الزينبي عن ابن عيينة بخبر باطل ولم أر لهم فيه كلاما وهو آخر من زعم أنه سمع من سفيان مات سنه نيف وثمانين ومائتين
انتهى
والموجود من هذا الحديث في عدة كتب عن أنس قال أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم بخمس خصال قال أسبغ الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقيت من أمتي يكثر حسناتك وإذا دخلت بيتك فسلم على أهلك يكثر خير بيتك وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين وارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقاي)
انتهى
وروي من طرق
أحدها عند البزار في مسنده حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عويد بن أبي عمران عن أبيه عبد الملك أبي عمران عن أنس... فذكره وسكت عنه
والثاني عند أبي يعلي الموصلي في مسنده حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا عمرو ابن أبي خليفة عن ضرار بن مسلم عن انس... فذكره
والثالث رواه مسدد في مسنده ثنا علي بن الجنيد عن عمرو بن دينار عن أنس... فذكره
452

ومن طريق مسدد رواه الطبراني في معجمه الصغير
والرابع عند ابن عدي في الكامل عن أزور بن غالب عن سليمان التيمي عن أنس... ولين أزور تليينا يسيرا
قال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب هذا حديث رواه أشعث بن براز عن ثابت عن انس وأشعث متروك الحديث
ورواه الفضل بن العباس البصري عن ثابت عن أنس قال العقيلي فضل مجهول ولم يتابعه عليه إلا من هو دونه أو مثله
ورواه عويد بن أبي عمران الجوني عن أبيه عن انس وعويد لا شيء
ورواه سعيد بن زون الثعلبي عن أنس وسعيد بن زون أيضا لا شيء
ورواه الأزور بن غالب عن سليمان التيمي عن انس والأزور منكر الحديث ضعيف
انتهى
وحديث عويد رواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله به وقال إنه يروي عن أبيه ما أوليس
من حديثه فبطل الاحتجاج بخبره
انتهى
893 الحديث الأربعون
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن ومؤمنة فيما مضى وفيما بقي)
قلت رواه الثعلبي من حديث يوسف بن عطية حدثنا هارون بن كثير حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعا
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه المتقدمين في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
453

سورة الفرقان
455

سورة الفرقان
ذكر فيها أحد عشر حديثا
894 الحديث الأول
قال عليه السلام (لا تراءى ناراهما)
قلت تقدم في المائدة
895 الحديث الثاني
روي أن عقبة بن أبي معيط صنع طعاما ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأكل من طعامه حتى ينطق بالشهادتين وكان أبي بن خلف صديقه فعاتبه وقال صبأت يا عقبة قال لا ولكن آلى ألا يأكل من طعامي وهو في بيتي فاستحييت منه فشهدت له والشهادة ليست في نفسي فقال وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمدا فلم تطأ قفاه وتبزق في وجهه وتلطم عينه فوجده ساجدا في دار الندوة ففعل ذلك فقال رسول الله لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف) فقتل يوم بدر أمر عليا رضي الله عنه بقتله
وقيل قتله عاصم بن ثابت بن أفلح الأنصاري وقال يا محمد إلى من الصبية قال إلى النار) وطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيا بأحد فرجع إلى مكة فمات وفيهما نزلت " ويوم يعض الظالم على
457

يديه...) الآية
قلت رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني بنقص يسير في كتابه دلائل النبوة في فصل الغزوات وهو الفصل الثامن والعشرون فقال حدثنا إبراهيم بن أحمد القمري البزوري حدثنا أحمد بن فرج حدثنا أبو عمر الدوري حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما فجمع عليه أهل مكة قال وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ويعجبه حديثه ولكن تغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاما ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنا بالذي آكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) فقال له يا
بن أخي دعني واطعم قال ما أنا بالذي أفعل حتى تقول) قال فشهد عقبة بذلك وطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه فبلغ ذلك أبي بن خلف فأتاه فقال له أصبوت يا عقبة قال لا ولكن دخل علي فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن اشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم فشهدت له فطعم فقال ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبزق في وجهه وتطأ على عنقه قال ففعل عقبة ذلك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف) فأسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ولم يقتل من الأسارى يومئذ غيره قتله ثابت بن الأفلح
انتهى
وروى الطبري حدثني محمد بن عمر وحدثنا أبو عاصم حدثنا عيسى وحدثني الحارث حدثنا الحسن حدثنا ورقا جميعا عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله * (ويوم يعض الظالم على يديه) * قال دعا عقبة بن أبي معيط النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام صنعه... إلى قوله ليست في نفسي
ثم روى من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن مقسم في قوله * (ويوم يعض الظالم على يديه) * الآية قال اجتمع عقبة بن أبي معيط وأبي
458

ابن خلف فقال أحدهما لصاحبه بلغني أنك أتيت محمدا فاستمعت منه والله لا أرضى عنك حتى تتفل في وجهه وتكذبه فلم يسلطه فقتل عقبة يوم بدر صبرا وأما أبي بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده يوم أحد في القتال وهما اللذان أنزل الله فيهما * (ويوم يعض الظالم على يديه) *
انتهى
وذكره الثعلبي في تفسيره ثم الواحدي في أسباب النزول بلفظ المصنف من غير سند ولا راو
896 الحديث الثالث
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من تعلم القرآن وعلمه وعلق مصحفا لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به ويقول يا رب العالمين عبدك هذا اتخذني مهجورا اقض بيني وبينه)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو الطيب الربيع بن محمد الحاتمي وأبو نصر محمد بن علي بن الفضل الخزاعي قالا أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني حدثنا أبو القاسم الخضر بن أبان القرشي حدثنا أبو هدية إبراهيم بن هدبة حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم...) إلى آخره سواء
897 الحديث الرابع
قالت عائشة في صفة قراءته عليه السلام لا كسردكم هذا لو أراد السامع أن يعد حروفه لعدها
قلت غريب بهذا اللفظ
وروى الترمذي في المناقب والشمائل والنسائي في اليوم والليلة من حديث الزهري عن عروة عن عائشة قالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم
459

هذا ولكن كان يتكلم بكلام فصل يحفظه من جلس إليه
انتهى
ورواه أحمد وأبو يعلي الموصلي وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم
وعزاه البيهقي في المدخل لمسلم في الفضائل
وذكره عبد الحق في المتفق عليه من حديث ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة قالت ألا يعجبك أبو هريرة... إلى أن قالت إن رسول ال صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم
وهذا لم يصل البخاري سنده به فقال في بدء الخلق في باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم وقال الليث عن يونس عن ابن شهاب به
وعزا البيهقي أيضا للبخاري من حديث سفيان عن الثوري عن عروة قال جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة... إلى أن قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يحدث حديثا لو عده العاد أحصاه
وينظران وأعاده في المزمل
898 الحديث الخامس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أثلاث ثلث على الدواب وثلث على وجوههم وثلث على أقدامهم ينسلون نسلا)
قلت رواه الترمذي في تفسير سورة الإسراء من حديث علي بن زيد بن جدعان عن أوس بن خالد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف صنفا مشاة وصنفا ركبانا وصنفا على وجوههم) قيل يا رسول الله وكيف يمشون على وجوههم قال إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم أما أنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك)
انتهى
وقال حديث حسن
460

ورواه أحمد وابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وأبو داود الطيالسي
ورواه البيهقي في البعث والنشور بسنده ومتنه
ثم رواه من طريق مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا علي بن زيد حدثنا أوس بن أبي أوس عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ المصنف سواء إلا أنه قدم ثلث الأقدام على ثلث الوجوه
وأخرج الحاكم في المستدرك في كتاب الأهوال عن الوليد بن جميع القرشي حدثني أبو الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد عن أبي ذر قال حدثني الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم إن الناس يحشرون ثلاثة أفواج فوجا طاعمين كاسين راكبين وفوجا يمشون ويسعون وفوجا تسحبهم الملائكة على وجوههم إلى النار)
انتهى
وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه
قال الذهبي الوليد بن جميع روى له مسلم متابعة واحتج به النسائي
انتهى
وروى الترمذي في الزهد وفي تفسير سورة... عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم إنكم محشورون ركبانا ورجالا وتجرون على وجوهكم)
انتهى
وقال حديث حسن وفي الباب عن أبي هريرة
انتهى
وكذلك رواه النسائي في التفسير في سورة يس أخبرنا محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم حدثنا يحيى حدثنا شبل سمعت أبا قزعة يحدث عمرو بن دينار عن حكيم ابن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تحشرون ركبانا ومشاة وعلى وجوهكم يوم القيامة على أفواهكم الفدام يوفون سبعين أمة أنتم أكرمهم على الله)
مختصرا
وكذلك رواه الطبراني في معجمه من حديث حماد بن سلمة عن أبي قزعة عن حكيم بن معاوية بن حيدة عن أبيه فذكره
461

899 الحديث السادس
قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا صلاة إلا بطهور)
قلت غريب بهذا اللفظ
ووقع في رواية للترمذي فإنه قال حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب ح وحدثنا هناد حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن مصعب بن سعد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول) قال هناد في حديثه إلا بطهور
انتهى
ورواه كذلك ابن ماجة في سننه من حديث ابن عمر ومن حديث أسامة قال لا يقبل الله صلاة إلا بطهور
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن عمر وابن أبي شيبة في مصنفه
وروى أبو يعلي في مسنده من حديث عباد بن كثير عن أبي أمية عبد الكريم حدثني الحسن بن أبي الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يقبل الله صلاة إلا بطهور)
وهو عند ابن عدي في كامله عن إسماعيل بن مسلم المكي عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله مرفوعا نحوه وأعله بإسماعيل بن مسلم
والحديث رواه مسلم من حديث ابن عمر (لا يقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول)
انتهى
وأقرب ما وجدناه للفظ الكتاب ما رواه الطبراني في معجمه حدثنا أحمد بن عبد الرحمن حدثنا أبو جعفر النفيلي حدثنا عيسى بن يزيد بن عبد الله بن أنيس حدثنا عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس لا صلاة إلا بوضوء...) الحديث
462

وروى الدارقطني في سننه في الطهارة حديث أبي ثفال عن رباح بن عبد الرحمن أنه سمع جدته تحدث عن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا صلاة إلا بوضوء ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)
900 الحديث السابع
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بئر بضاعة فقال الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه)
قلت رواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث عبيد الله بن عبد الله ابن رافع بن خديج عن أبي سعيد الخدري قال قيل يا رسول الله أنتوضأ من بئر بضاعة وهي بئر يلقى فيها الحيض ولحوم الكلاب والنتن فقال عليه السلام (الماء طهور لا ينجسه شيء)
انتهى
قال الترمذي حديث حسن صحيح وفيه كلام مبسوط في أحاديث الهداية
قوله
إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه) أوليس
في حديث بئر بضاعة وإنما في حديث آخر رواه ابن ماجة في سننه من حديث راشد ابن سعد عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غلب على لونه أو طعمه أو ريحه)
وفيه كلام
901 قوله
عن ابن عباس قال ما من عام أقل مطرا من عام ولكن الله قسم ذلك بين عباده على من يشاء وتلا قوله تعالى " ولقد صرفناه
463

بينهم ليذكروا...) الآية
قلت رواه الحاكم في مستدركه عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما من عام أمطر من عام ولكن الله يصرفه... إلى آخره سواء وقال حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
انتهى
وكذلك رواه الطبري في تفسيره
وروى العقيلي في الضعفاء نحوه مرفوعا من حديث علي بن حميد السلولي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد بأكسب من أحد وما من عام بأمطر من عام ولكن الله يصرفه حيث يحب وإن الله يعطي المال من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب)
انتهى
ثم قال لا يتابع على رفعه علي بن حميد
ثم أخرجه عن عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة به موقوفا قال وهذا أولى
انتهى
ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث حماد بن شعيب عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا
902 الحديث الثامن
في الحديث (أحبب حبيبك هونا ما)
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو
أما حديث أبي هريرة فرواه الترمذي في كتابه باب البر والصلة من حديث سويد بن عمرو الكلبي عن حماد بن سلمة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أراه رفعه قال أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما
464

ما
انتهى
وقال حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه وقد رواه الحسن بن أبي جعفر بإسناده عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ضعيف أيضا والصحيح هذا عن علي موقوفا
انتهى
ورواه الطبراني في معجمه الوسط حدثنا محمد بن حنيفة الواسطي حدثنا عمي أحمد بن محمد بن ماهان حدثنا أبي عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا
وأما حديث ابن عمر فرواه الطبراني في معجمه من حديث أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن جميل بن زيد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم... نحوه سواء وعبد السلام الهروي ضعيف جدا
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء وأعله به وقال إنه يروي في فضائل علي وأهله العجائب لا يحتج به إذا انفرد
انتهى
وأما حديث ابن عمرو فرواه الطبراني أيضا حدثنا محمد بن هشام المستملي حدثنا محمد بن كثير الفهري حدثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو ابن العاص مرفوعا نحوه سواء
وأخرجه ابن عدي في كامله عن الحسن بن دينار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا نحوه أوليس
فيه سويد بن عمرو قال وأجمع من تكلم في الرجال على ضعف الحسن بن دينار على أني لم أجد له حديثا جاوز الحد في الإنكار وهو إلى الضعف أقرب
انتهى
والموقوف عن علي رواه البيهقي في كتاب شعب الإيمان في الباب الحادي
465

والأربعين عن أبي عبد الله الحاكم بسنده إلى إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة عن علي أنه قال أحبب حبيبك هونا ما... إلى آخره
وقال الدارقطني في علله لا يصح رفعه والصحيح عن علي موقوف
انتهى
ولم يعزه الطيبي إلا للشهاب وهو في الشهاب عن ابن عمر وأسنده القضاعي في مسند الشهاب بسند الطبراني عن ابن عمر وقال ابن طاهر في كلامه على أحاديث الشهاب هذا حديث يرويه سويد بن عمرو الكلبي عن حماد بن سلمة عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا وسويد هذا يضع الأسانيد الصحيحة على المتون الواهية
ورواه أيضا كذلك الحسن بن دينار عن ابن سيرين عن أبي هريرة والحسن هذا متروك
ورواه أيضا الحسن بن أبي جعفر الجفري عن أيوب وهو متروك كلهم رفعوه ولا يصح رفعه وإنما هو عن علي موقوف والله أعلم
وحديث الحسن بن أبي جعفر في فوائد تمام أخرجه عنه عن أيوب عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن علي بن أبي طالب مرفوعا
وأخرجه أيضا من طريق محمد ابن إسحاق بن خزيمة حدثنا يحيى بن الفضل العنزي حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا هارون بن إبراهيم الأهوازي عن ابن سيرين عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن علي مرفوعا... فذكره
ورواه ابن حبان في كتاب الضعفاء بسند الترمذي وأعله بسويد وقال إنه يضع المتون الواهية على الأسانيد الصحيحة لا يجوز الاحتجاج به بحال وليس هذا من حديث أبي هريرة وإنما هو من قول علي بن أبي طالب وقد رفعه الحسن ابن أبي جعفر عن أيوب عن حميد بن عبد الرحمن عن علي وهو خطأ فاحش
انتهى
466

903 الحديث التاسع
في الحديث (المؤمنون هينون لينون)
قلت رواه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق أخبرنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنون هينون لينون هينون كالجمل الألف) قال ويروى الأنف الذي إن قيد انقاد وإن أنيخ على صخرة ناخ
انتهى
ومن طريق ابن المبارك رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب السادس والخمسين بسنده ومتنه ثم قال هذا مرسل
ثم أخرجه البيهقي عن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن نافع ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم... فذكره قال والأول مع إرساله أصح
انتهى
وهذا السند رواه العقيلي في ضعفاه عن عبد الله بن عبد العزيز به وأعله به وقال إنه من منكراته
وقال ابن طاهر لا يتابع على رواياته قال وروي من حديث أنس رواه زكريا بن يحيى الوقار عن مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي عن حميد عن أنس وزكريا هذا يضع الحديث
904 قوله
عن عمر رضي الله عنه قال كفى سرفا ألا يشتهي الرجل شيئا إلا اشتراه فأكله
قلت رواه عبد الرزاق في تفسيره أخبرنا سفيان بن عيينة عن رجل عن الحسن أن عمر بن الخطاب في قوله تعالى * (لم يسرفوا ولم يقتروا) * قال كفى سرفا ألا يشتهي الرجل شيئا إلا اشتراه فأكله
انتهى
467

ومن طريق عبد الرزاق رواه الثعلبي في تفسيره
ورواه أحمد بن حنبل في كتاب الزهد أخبرنا سعيد بن إبراهيم حدثنا يونس عن الحسن قال عمر كفى بالمرء سرفا أن يأكل كل ما اشتهى وفيه قصة
وقد روي نحوه مرفوعا رواه ابن ماجة في كتاب الأطعمة حدثنا هشام ابن عمار حدثنا بقية بن الوليد حدثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من السرف أن تأكل ما اشتهيت)
انتهى
ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان في الباب التاسع والثلاثين
905 الحديث العاشر
عن ابن مسعود قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك) قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك) قلت ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك)
قلت رواه البخاري في صحيحه في... ومسلم في الإيمان من حديث أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك) قلت ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك) قلت ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك)
انتهى
468

906 الحديث الحادي عشر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الفرقان لقي الله يوم القيامة وهو مؤمن بأن الساعة آتية لا ريب فيها وأدخل الجنة بغير نصب)
قلت رواه الثعلبي في تفسيره من حديث سلام بن سليم حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم... فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنديه في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس إلا أنه قال وأدخل الجنة بغير حساب
469

سورة الشعراء
471

سورة الشعراء
ذكر فيها تسعة أحاديث
907 الحديث الأول
قال النبي صلى الله عليه وسلم (من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صبت في أذنه البرم)
قلت غريب جدا وذكره ابن الأثير في النهاية وقال البرم وهو الكحل المذاب
908 الحديث الثاني
قال عليه السلام لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالطواغيت ولا تحلفوا بالله ولا نحلفوا إلا وأنتم صادقون)
قلت رواه النسائي في سننه في الإيمان بنقص أخبرنا أبو بكر بن علي حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
473

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون)
انتهى
وروى أيضا أخبرنا أحمد بن سليمان حدثنا يزيد أنا هشام عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغيت)
انتهى
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله وكانت قريش تحلف بآبائها فقال لا تحلفوا بآبائكم)
انتهى
909 قوله
ألا ترى هرقل حين سأل أبا سفيان عن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قال ضعفاء الناس وأراذلهم قال ما زالت أتباع الأنبياء كذلك
قلت رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عباس قال حدثني أبو سفيان بن حرب من فيه إلى في قال انطلقت في المدة التي كانت بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم فبينا أنا بالشام إذ جيء بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل جاء به دحية الكلبي فدفعه عظيم بصرى إلى هرقل فقال هرقل هل ها هنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي قالوا نعم قال أبو سفيان فدعيت في نفر من قريش فدخلنا عليه وأجلسنا بين يديه فقال أيكم أقرب نسبا منه قال أبو سفيان فقلت أنا فقدمني إليه وجعل أصحابي خلفي وقال لترجمانه قل لهم إني سائلكم عن أمر هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ثم سألهم كيف حسب هذا الرجل فيكم قال قلت هو فينا ذو حسب قال فهل كان من آبائه ملك قلت لا قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قلت لا قال من تبعه أشراف الناس أم ضعفاؤهم قال قلت بل ضعفاؤهم قال فهل يزيدون أم ينقصون قال قلت بل يزيدون ثم قال
474

لترجمانه قل له إني سألت عن حسبه فيكم فزعمت أنه فيكم ذو حسب وكذلك الرسل تبعث في أحساب قومها وسألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان في آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه وسألتك عن أتباعه أضعفاء الناس أم أشرافهم فقلت بل ضعفاؤهم وكذلك أتباع الرسل... الحديث بطوله
910 الحديث الثالث
روي أنه عليه السلام لما دخل مكة قال كل ربا في الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين وأول ما أضعه ربا العباس)
قلت رواه مسلم في حديث جابر الطويل في الحج من حديث جابر بن عبد الله قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في السنة العاشرة... إلى أن قال وكل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه دم ابن ربيعة بن الحارث وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله) مختصرا
وغفل الطيبي فعزاه للترمذي وابن ماجة عن عمرو بن الأحوص سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع ألا إن كل ربا في الجاهلية موضوع لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون)
911 الحديث الرابع
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد الصفا فنادى يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني عبد مناف افتدوا أنفسكم يا عباس عم النبي صلى الله عليه وسلم يا صفية عمة النبي إني لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم)
475

وروي أنه جمع بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل الجذعة ويشرب اللبن على رجل شاة وقعب من لبن فأكلوا وشربوا حتى صدروا ثم أنذرهم فقال يا بني عبد المطلب لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا أكنت مصدقي قالوا نعم قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)
وروي أنه قال يا بني عبد المطلب يا بني هاشم يا بني عبد مناف افتدوا أنفسكم من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئا ثم قال يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا فاطمة بنت محمد ويا صفية عمة محمد اشترين أنفسكن من النار فإني لا أغني عنكم من الله شيئا)
قلت أما الأول والثالث فيقرب منه ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس قال لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا فهتف يا صباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف فقالوا محمد فاجتمعوا إليه فقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف فاجتمعوا إليه فقال أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال أبو لهب تبا لك ألهذا جمعتنا فنزلت هذه السورة * (تبت يدا أبي لهب) *
وروى مسلم من حديث عائشة قالت لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * قام رسول الله على الصفا فقال يا فاطمة بنت محمد يا صفية بنت عبد المطلب يا بني عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم)
476

وروى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة قال قام النبي صلى الله عليه وسلم حين نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * فقال يا بني عبد مناف ويا بني هاشم لا أغني عنكم من الله شيئا يا صفية بنت عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا)
انتهى
ورواه البزار في مسنده وزاد فيه عائشة لا أغني عنك من الله شيئا
قال ابن حبان وهذا الخبر منسوخ لأن فيه أنه عليه السلام لا يشفع لأحد وأحاديث الشفاعة إنما كانت بالمدينة بعد ذلك
انتهى
ورواه الطبري وزاد فيه أنقذوا أنفسكم من النار
وروى الطبري أيضا حديث عائشة وحديث أبي هريرة من طرق كثيرة مسندة ومرسلة وليس في شيء منها ذكر حفصة
لكن روى ابن مردويه في تفسيره من حديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بني هاشم اشتروا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا) ثم قال يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا أم سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا أم الزبير عمة رسول الله اشتروا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا)
وأما الحديث الثاني فرواه البيهقي في دلائل النبوة من طريق محمد بن إسحاق حدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل واستكتمني اسمه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * عرفت اني إن بادأت بها قومي... إلى أن قال فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاع من طعام وأعد لنا عس لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب ففعلت فاجتمعوا وهم يومئذ أربعون رجلا فيهم أعمامه
477

أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فقدمت إليهم تلك الجفنة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حذية فشقها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها
وقال (كلوا بسم الله) فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما ترى إلا آثار أصابعهم والله إن كان الرجل ليأكل مثلها ثم قال اسقهم يا علي) فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى
نهلوا جميعا والله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله... الحديث مختصرا
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق ابن أبي شيبة حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنع لي رجل شاة على صاع من طعام وأعد قعبا من اللبن) ففعلت ثم قال اجمع لي بني عبد المطلب فجمعتهم وهم يومئذ أربعون رجلا فوضعت الطعام بينهم فأكلوا حتى شبعوا وإن منهم لمن يأكل الجذعة ويشرب العس ثم جئت بالقعب فشربوا حتى رووا فقال بعضهم يرون أنه أبو لهب ما رأينا سحرا مثل اليوم ثم عرض عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عرض
انتهى
وروى الطبري وابن مردويه في تفسيريهما من حديث ابن إسحاق حدثني عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *... فذكره بلفظ البيهقي
ورواه البزار في مسنده بسند الطبري ومتن أبي نعيم سواء
وقوله في الكتاب فيه ثم أنذرهم فقال يا بني عبد المطلب لو أخبرتكم أن بسفح هذا الجبل خيلا) هو في حديث ابن عباس كما تقدم عند البخاري ومسلم
912 الحديث الخامس
قال النبي صلى الله عليه وسلم (أتموا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم
478

من خلف ظهري إذا ركعتم وسجدتم)
قلت رواه البخاري ومسلم وباقي الستة في الصلاة من حديث قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتموا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم من بعد ظهري)
انتهى ولفظ النسائي (من خلف ظهري إذا ركعتم وسجدتم) انتهى
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أنه عليه السلام قال هل ترون قبلتي ها هنا فوالله ما يخفى علي ركوعكم ولا سجودكم وإني لأركم من وراء ظهري)
انتهى
قال البخاري ولا خشوعكم عوض سجودكم
913 الحديث السادس
في الحديث الكلمة يختطفها الجني فيقرؤها في أذن وليه فيزيد فيها أكثر من مائة كذبة)
قلت رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة قالت سأل ناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال لهم ليسوا بشيء قالوا يا رسول الله فإنهم يحدثون أخبارا بالشيء أحيانا يكون حقا فقال صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقر في أذن وليه قر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة)
انتهى
914 الحديث السابع
عن كعب بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له اهجهم فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد عليهم من النبل)
قلت غريب
وروى الترمذي في آخر أبواب الاستئذان والنسائي في الحج من حديث جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء
479

وعبد الله بن رواحة بين يديه وهو يقول
(خلوا بني الكفار عن سبيله
* اليوم نضربكم على تنزيله)
ضربا يزيل الهام عن مقيله
* ويذهل الخليل عن خليله)
فقال له عمر يا بن رواحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حرم الله تقول الشعر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خل عنه يا عمر فلهو أسرع فيهم من نضح النبل)
انتهى قال الترمذي حديث حسن صحيح غريب قال وروي أن الذي كان يقول الشعر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم هو كعب بن مالك قال وهذا أصح عند بعض أهل الحديث لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك
انتهى
وروى ابن مردويه في تفسيره من حديث أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى * (والشعراء يتبعهم الغاوون) * قال هم المشركون الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم قال * (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يعني حسانا وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك كانوا يذبون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بهجاء المشركين
ثم روى من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال لما نزلت * (والشعراء يتبعهم الغاوون) * أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ماذا ترى في الشعر فقال إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما تنضحونهم بالنبل)
انتهى
وروى ابن سعد في الطبقات في ترجمة كعب بن مالك أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن مالك هيه) فأنشده فقال لهو أشد عليهم من وقع النبل)
انتهى
وأخرج مسلم في فضائل حسان عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق النبل)
480

915 لحديث الثامن
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول لحسان قل وروح القدس معك)
قلت رواه النسائي في سننه في المناقب من حديث أبي إسحاق عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان اهج المشركين فإنه روح القدس معك)
انتهى
رواه الحاكم في المستدرك وصححه
وروى ابن مردويه في تفسيره في سورة الأحزاب من حديث مجالد عن الشعبي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب من يحمي أعراض المسلمين) فقال حسان أنا يا رسول الله قال نعم اهجهم فإنه روح القدس سيعينك عليهم)
انتهى
والحديث في الصحيحين عن عدي بن ثابت عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم اهجهم وجبريل معك)
انتهى
916 قوله
وقد تلاها أبو بكر على عمر رضي الله عنهما حين عهد إليه
قلت روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن زكريا بن يحيى الواسطي حدثنا الهيثم ابن محفوظ أبو سعيد النهدي حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن المحبر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كتب أبي وصيته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر وينتهي الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فإن يعدل فذلك ظني به وإن يجر ويظلم فإني لا أعلم الغيب * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) *
انتهى
وروى ابن سعد في الطبقات في ترجمة أبي بكر أخبرنا محمد بن عمر
481

الواقدي حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأخبرنا بردان بن أبي النضر عن أبي النضر عن محمد ابن إبراهيم بن الحارث التيمي وأخبرنا عمرو بن عبد الله بن عنبسة عن عبد الله البهي دخل حديث بعضهم في بعض أن أبا بكر الصديق لما استعز به دعا عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان فقال لعثمان أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال له أنت أعرف به منا والله ما علمي به إلا أن سريرته أحسن من علانيته وليس فينا جميعا مثله وقال عبد الرحمن مثل ذلك واستشار معهما سعيد بن زيد وأسيد بن الحضير وغيرهما من المهاجرين فلم يختلف فيه أحد فأمر أبو بكر بدواة وقرطاس وقال لعثمان بن عفان اكتب فكتب بسم الله الرحمن الرجيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر وينتهي الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا وإني لم آل الله ورسوله وديني وإياكم ونفسي خيرا فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب والخير أردت ولا أعلم الغيب * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * فأمر بختم الكتاب ثم رفع يديه وقال اللهم إني لم أرد إلا صلاحهم وقد عملت فيهم بما أنت أعلم به واجتهدت لهم رأيي ووليت عليهم خيرهم وأقواهم عليه فاخلفني فيهم فإنهم عبادك ونواصيهم بيدك أصلحهم له وأصلحه لهم واجعله من خلفائك الراشدين يتبع هدى نبيك وهدى الصالحين بعده ثم دعا أبو بكر عمر فأوصاه بما أوصى وأمر عثمان فخرج بالكتاب مختوما فقال عثمان للناس تبايعون لمن في هذا الكتاب قالوا نعم فقال علي قد علمنا به هو عمر بن الخطاب فرضوا به جميعا وقاموا فبايعوه
مختصر من كلام طويل
917 الحديث التاسع
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الشعراء كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به وهود وشعيب
482

وصالح وإبراهيم وبعدد كل من كذب بعيسى وصدق بمحمد صلى الله عليه وسلم
قلت رواه الثعلبي من حديث سلام بن سليم حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم
فذكره
ورواه ابن مردويه في تفسيره بسنده الثاني في آل عمران
ورواه الواحدي في تفسيره الوسيط بسنده المتقدم في يونس
483