الكتاب: موارد الظمآن
المؤلف: الهيثمي
الجزء: ٧
الوفاة: ٨٠٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: حسين سليم أسد الداراني ، عبد علي الكوشك
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٢ - ١٩٩٢ م
المطبعة:
الناشر: دار الثقافة العربية
ردمك:
ملاحظات:

موارد الظمان
إلى زوائد ابن حبان
للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
735 - 807 ه‍
الجزء السابع
حققه وخرج نصوصه
حسين سليم أسد الداراني عبده علي الكوشك
دار الثقافة العربية
دمشق ص. ب 30756
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
1412 ه‍ - 1992 م‍
دار الثقافة العربية
دمشق ص. ب 30756 بيروت ص. ب 6433 / 112
المدير المسؤول
أحمد يوسف الدقاق
2

2107 - أنبأنا الحسن بن سفيان، أنبأنا عبد العزيز بن سلام،
3

حدثنا العلاء بن عبد الجبار، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن عاصم بن
كليب، حدثني أبي.
عن الفلتان بن عاصم قال: كنا قعودا " مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في
المسجد، فشخص بصره إلى رجل يمشي في المسجد فقال: ((يا
فلان))، قال: لبيك يا رسول الله. قال: ((أتشهد أني رسول الله))؟. قال:
لا. قال: ((أتقرأ التوراة؟)). قال: نعم. قال: ((والإنجيل؟)) قال: نعم.
قال: ((والقرآن؟)). قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته. قال: ثم
نشهده قال: ((تجدني في التوراة والإنجيل؟)). قال: نجد مثلك،
ومثل أمتك، ومخرجك، وكنا نرجو أن تكون فينا، فلما خرجت تخوفنا
أن تكون أنت، فنظرنا فإذا ليس أنت هو. قال: ((ولم ذاك؟)). قال: إن
معه من أمته تسعين ألفا " ليس عليهم حساب ولا عذاب، وإنما معك
نفر يسير. قال: ((والذي نفسي بيده لأنا هو، وإنها لأمتي، وإنهم لأكثر
من سبعين ألفا "، وسبعين ألفا "، وسبعين ألفا ")).
4

7 - باب انشقاق القمر
2108 - أنبأنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة، حدثنا عبد الله بن
سعيد الكندي، حدثنا ابن فضيل، عن حصين، عن محمد بن جبير بن
مطعم.
عن أبيه قال: انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة.
6

8 - باب شهادة الذئب بنبوته
2109 - أنبأنا أبو يعلى، حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا
القاسم بن الفضل الحداني، حدثنا الجريري، حدثنا أبو نضرة.
حدثنا أبو سعيد الخدري قال: بينا راع يرعى بالحرة إذ عرض
ذئب لشاة من شياهه، فجاء الراعي يسعى، فانتزعها منه، فقال للراعي:
ألا تتقي الله؟، تحول بيني وبين رزق ساقه الله إلي؟. قال الراعي:
العجب لذئب - الذئب مقع على ذنبه - يكلمني بكلام الإنس.
قال الذئب للراعي: ألا أحدثك بأعجب من هذا؟: هذا رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قد سبق، فساق الراعي
شاءه إلى المدينة فزواها في زاوية من زواياها، ثم دخل على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له ما قال الذئب، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال
للراعي: (([قم فأخبر])) فأخبر الناس ما قال الذئب، فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: ((صدق الراعي، ألا إن من أشراط الساعة كلام السباع
9

الإنس. والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس،
ويكلم الرجل نعله وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بحدث أهله بعده)).
10

9 - باب شهادة الشجر وانقيادها له
2110 - أنبأنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الله بن عمر الجعفي،
حدثنا ابن فضيل، عن أبي حيان، عن عطاء،
عن ابن عمر قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير، فأقبل
أعرابي، فلما دنا منه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((أين تريد؟)). قال: إلى
أهلي. قال: ((هل لك إلى خير؟)). قال: ما هو؟. قال: ((تشهد أن لا إله
إلا الله وحده (168 / 1) لا شريك له [وأن محمدا " عبده ورسوله])).
قال: هل من شاهد على ما تقول؟. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((هذه الشجرة)).
فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي في شاطئ الوادي، فأقبلت تخد
12

الأرض خدا " حتى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثا " فشهدت أنه كما
قال، ثم رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابي إلى قومه، وقال: إن
يتبعوني أتيتك بهم، وإلا رجعت إليك وكنت معك.
13

2111 - أنبأنا الحسن بن سفيان، حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا سليمان الأعمش، عن سالم
ابن أبي الجعد.
عن ابن عباس قال: جاء رجل من بني عامر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كأنه
يداوي ويعالج، فقال: يا محمد، إنك تقول أشياء، هل لك أن
أداويك؟.
قال: فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الله، ثم قال له: ((هل لك أن
أريك آية "؟)). وعنده نخل وشجر، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم عذقا " منها،
فأقبل إليه وهو يسجد ويرفع رأسه، ويسجد ويرفع رأسه حتى انتهى إليه
- صلى الله عليه وسلم - فقام بين يديه، ثم قال له رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ((ارجع إلى مكانك))،
فرجع إلى مكانه. فقال العامري: والله لا أكذبك بشيء تقوله أبدا ". ثم
قال: يا آل عامر بن صعصعة، والله لا أكذبه بشيء يقوله.
14

قال: والعذق: النخلة.
10 - باب النهي عن سؤال الآيات
2112 - أنبأنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا أبو الطاهر، حدثنا
ابن وهب، أخبرني مسلم بن خالد، عن أبي خثيم، عن أبي الزبير.
عن جابر قال: لما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحجر قال: ((لا تسألوا
نبيكم الآيات، هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم آية " فكانت الناقة ترد عليهم
من هذا الفج، وتصدر من هذا الفج، فيشربون من لبنها يوم ورودها
مثل ما غبهم من مائهم، فعقروها، فوعدوا ثلاثة أيام، وكان وعد الله
غير مكذوب، فأخذتهم الصيحة، فلم يبق منهم تحت أديم السماء
رجل إلا أهلكته، إلا رجل من الحرم، منعه الحرم من عذاب الله)).
15

قالوا: يا رسول الله، من هو؟. قال: ((أبو رغال، أبو ثقيف)).
2113 - أنبأنا الحسن بن سفيان، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا
16

يزيد بن زريع، حدثنا روح بن القاسم، عن إسماعيل بن أمية، عن بجير
ابن أبي بجير.
عن عبد الله بن عمرو: أنهم كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر،
فمروا على قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف وهو امرؤ من ثمود، منزله
بحراء، فلما أهلك الله قومه بما أهلكهم الله به منعه مكانه من الحرم،
وأنه خرج حتى بلغ هاهنا، مات فدفن ودفن معه غصن من ذهب.
فابتدرناه فاستخرجناه.
17

11 - باب في صفته صلى الله عليه وسلم
2114 - أنبأنا السختياني، حدثنا أبو كريب، حدثنا إسحاق بن
منصور، عن إبراهيم بن يوسف، [عن أبي]، عن أبي إسحاق قال:
سمعت البراء يقول: كان رسول الله (168 / 2) - صلى الله عليه وسلم - أحسن
الناس وجها "، وأحسنهم خلقا " وخلقا "، ليس بالطويل الذاهب، ولا
بالقصير.
18

2115 - أنبأنا عبد الله بن قحطبة، حدثنا وهب بن بقية، أنبأنا
خالد، عن حميد.
عن أنس قال: كان لون رسول الله أسمر.
قلت: الظاهر أنه اشتبه على الراوي ((أزهر)) ب‍ ((أسمر)).
2116 - أنبأنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن أبي
شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن مطرف.
عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لبس خميصة " سوداء، فقالت عائشة:
ما أحسنها عليك يا رسول الله، يشوب بياضها سوادك ويشوب سوادها
بياضك. فثار منها ريح فألقاها. قالت: وكان تعجبه الريح الطيبة.
20

2117 - أنبأنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة، حدثنا شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن نافع بن جبير.
عن علي بن أبي طالب: أنه كان إذا وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كان
عظيم الهامة، أبيض، مشربا " حمرة، عظيم اللحية، طويل
21

المسربة، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى، كأنما يمشي في
صبب، لم أر مثله قبله ولا بعده - صلى الله عليه وسلم -.
2118 - أنبأنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن أبا يونس مولى
أبي هريرة حدثه.
عن أبي هريرة: أنه سمعه يقول: ما رأيت شيئا " أحسن من رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - كأنما الشمس تجري في وجهه. وما رأيت أسرع في مشيته
من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كأنما الأرض تطوى له. إنا لنجهد أنفسنا،
وإنه لغير مكترث.
22

2119 - أنبأنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي، أنبأنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن عبيد الله بن
عمر، عن نافع.
عن ابن عمر قال: رأيت شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحوا " من عشرين
شعرة بيضاء في مقدمه.
2120 - أنبأنا محمد بن زهير بالأبلة، حدثنا محمد بن عمر بن
الوليد الكندي، حدثنا يحيى بن آدم... فذكر نحوه.
23

12 - باب في الخصائص
2121 - أنبأنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن
حرب.
عن جابر بن سمرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بقصعة من ثريد فيها
ثوم، لم يأكل منها. وأرسل إلى أبي أيوب، وكان أبو أيوب يضع يده
حيث يرى أثر يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وضع يده. فلما لم ير أثر يد رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - لم يأكل، وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: إني لم أر أثر يدك
24

فيها؟، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فيها ريح الثوم، ومعي ملك)).
2122 - أنبأنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، قال:
سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتي (69 / 1)
بطعام من غير أهله، سأل عنه، فإن قيل: هدية أكل، وإن قيل: صدقة
قال: ((كلوا))، ولم يأكل.
25

2123 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
وهب بن بقية، أنبأنا خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة.
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ولا يقبل
الصدقة.
2124 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
26

أبو قدامة عبيد الله بن سعيد، حدثنا يحيى القطان، عن ابن عجلان
قال: سمعت أبي يحدث.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تنام عيني، ولا ينام
قلبي)).
2125 - أنبأنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن عبد الله الحمال، حدثنا
ابن أبي فديك، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عباس
ابن عبد الرحمن بن ميناء الأشجعي،
27

عن عوف بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أعطيت أربعا " لم
يعطهن أحد كان قبلنا، وسألت ربي الخامسة فأعطانيها، كان النبي يبعث
إلى قريته ولا يعدوها، وبعثت إلى الناس، وأرهب منا عدونا مسيرة
شهر، وجعلت لي الأرض طهورا " ومساجد، وأحل لنا الخمس ولم يحل
لأحد كان قبلنا، وسألت ربي الخامسة: سألته أن لا يلقاه عبد من أمتي
يوحده إلا أدخله الجنة فأعطانيها)).
قلت: وأحاديث الشفاعة في ((كتاب البعث)).
2126 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أحمد بن عبدة
الضبي، حدثنا عبد الله بن رجاء المكي، عن ابن جريج، عن عطاء، عن
عبيد بن عمير قال:
قالت عائشة: ما مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى حل له من النساء
28

13 - باب في فضله
2127 - أنبأنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عمرو بن محمد
الناقد، حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي، حدثنا موسى بن أعين، عن
معمر بن راشد، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن بشر بن
شغاف.
عن عبد الله - يعني ابن سلام - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا
سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول
شافع، بيدي لواء الحمد، تحته آدم، فمن دونه)).
30

2128 - أنبأنا الحسن بن سفيان، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا
حماد بن سلمة، عن ثابت.
عن أنس بن مالك: أن رجلا " قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا خيرنا وابن
خيرنا، ويا سيدنا وابن سيدنا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس،
قولوا بقولكم، ولا يستفزنكم الشيطان، أنا عبد الله ورسوله)).
32

14 - باب حسن خلقه صلى الله عليه وسلم
2129 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو عمار
الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد،
عن يحيى بن عقيل، قال:
سمعت ابن أبي أوفى يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر الذكر،
ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، وكان لا يأنف ولا يستكبر
أن يمشي مع الأرملة (169 / 2) والمسكين فيقضي له حاجته.
33

2130 - أنبأنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق، أنبأنا الفضل
ابن موسى... فذكر نحوه.
34

2131 - أنبأنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن أبي
شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي
إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي، قال:
قلت لعائشة: كيف كان خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أهله؟.
قالت: كان أكرم الناس [خلقا "]، لم يكن فاحشا " [ولا متفحشا "] ولا
سخابا " في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.
35

2132 - أنبأنا أبو يعلى، حدثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي عبد الله
ابن محمد بن إسحاق، حدثنا أبو قطن، حدثنا مبارك بن فضالة، عن
ثابت.
عن أنس قال: ما رأيت رجلا " التقم أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينحي
رأسه حتى ينحي الرجل رأسه، وما رأيت رجلا " قط أخذ بيد رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فيترك يده، حتى يكون الرجل هو الذي يترك.
36

2133 - أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي السرى،
حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة: سألها رجل: هل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل في
بيته؟.
قالت: نعم، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخصف نعله، ويخيط ثوبه،
ويعمل في بيته ما يعمل أحدكم في بيته.
2134 - أنبأنا أبو يعلى، حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء،
حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا هشام بن عروة... فذكر نحوه.
2135 - أنبأنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة، حدثنا حسين
ابن مهدي، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عروة قال:
37

قلت لعائشة.... فذكر نحوه، إلا أنه قال: ويرقع دلوه.
2136 - أنبأنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن
وهب، حدثني معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة.
عن عائشة أنها سئلت: ما كان عمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته؟.
قالت: ما كان إلا بشرا " من البشر، كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته،
ويخدم نفسه.
15 - باب في زهده وتواضعه وما عرض عليه صلى الله عليه وسلم
2137 - أنبأنا أبو يعلى، حدثنا أبو معمر، حدثنا ابن فضيل، عن
عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة.
عن أبي هريرة قال: جلس جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى
السماء، فإذا ملك ينزل، فقال له جبريل: هذا الملك ما نزل منذ خلق
38

قبل الساعة. فلما نزل، قال: يا محمد، أرسلني إليك ربك: أملكا "
أجعلك أم عبدا " رسولا "؟.
قال له جبريل: تواضع لربك يا محمد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((لا، بل عبدا " رسولا ")).
2138 - أنبأنا عبد الله بن صالح البخاري ببغداد، حدثنا محمد بن
عبد العزيز بن أبي رزمة، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، أخبرني
الحسين بن واقد، حدثني أبو الزبير.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أوتيت مقاليد
الدنيا على فرس أبلق عليه قطيفة من سندس)).
39

2139 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، حدثنا قتيبة بن
سعيد، (170 / 1) حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني.
عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدخر شيئا "
لغد.
40

2140 - أنبأنا أبو خليفة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن
عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش.
عن أم سلمة قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ساهم
الوجه؟ قالت: حسبت ذلك من وجع، قلت: ما لي أراك - صلى الله
عليه وسلم - ساهم الوجه؟.
قال: ((من أجل الدنانير السبعة التي أتتنا بالأمس ولم
نقسمها)).
2141 - أنبأنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست، حدثنا قتيبة،
41

حدثنا بكر بن مضر، عن موسى بن جبير، عن أبي أمامة بن سهل بن
حنيف قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير.
على عائشة فقالت: لو رأيتما نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم في مرض
له، فكانت له عندي ستة دنانير، أو سبعة، فأمرني أن أفرقها، فشغلني
وجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى عافاه الله، قالت: ثم سألني عنها، فقلت:
لا والله، قد كان شغلني وجعك. قالت: فدعا بها فوضعها في كفه، ثم
قال: ((ما ظن نبي الله لو لقي الله وهذه عنده)).
2142 - أنبأنا الحسن بن سفيان، حدثنا العباس بن الوليد
النرسي، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو
سلمة.
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات
42

فيه: ((يا عائشة، ما فعلت بالذهب؟. فذكر نحوه.
2143 - أنبأنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط، حدثنا
عيسى بن حماد، أنبأنا الليث، عن ابن عجلان، عن أبي حازم، عن أبي
سلمة.... فذكر نحوه.
2144 - أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا يزيد بن موهب،
حدثنا [ابن] وهب، عن أبي هانئ أنه سمع علي بن رباح يقول:
سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس يقول: يا أيها الناس،
كان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أزهد الناس في الدنيا، وأصبحتم أرغب الناس
فيها.
43

16 - باب زيارته لأصحابه
2145 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
قتيبة بن سعيد، حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت.
عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يزور الأنصار ويسلم على
صبيانهم ويمسح رؤوسهم.
44

17 - باب الشفاء بريقه
2146 - أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، حدثنا
الحسين بن حريث، حدثنا علي بن حسين بن واقد، حدثني أبي قال:
حدثني عبد الله بن بريدة، قال:
سمعت أبي يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تفل في رجل عمرو بن
معاذ حين قطعت رجله فبرأ.
45

18 - باب بركته في الطعام
2147 - أنبأنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا الحسن بن محمد
ابن الصباح، حدثنا يحيى بن سليم، حدثنا عبد الله بن عثمان بن
خثيم، عن أبي الطفيل.
عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل مران حيث
46

صالح قريشا " بلغ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قريشا " (170 / 2) تقول:
إنما بايع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ضعفا " وهولا ". فقال أصحاب
النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لو نحرنا ظهرنا فأكلنا لحومها وشحومها، وحسونا
من المرق، أصبحنا غدا " إذا غدونا عليهم وبنا جمام. قال: ((لا،
ولكن إئتوني بما فضل من أزوادكم)). فبسطوا أنطاعا " ثم صبوا عليها ما
فضل من أزوادهم، فدعا لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبركة، فأكلوا حتى تضلعوا
شبعا "، ثم كفتوا ما فضل من أزوادهم في جربهم.
47

قلت: فذكر الحديث.
2148 - أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني
48

بالري، حدثنا روح بن حاتم المقرئ، حدثنا محمد بن سنان
العوقي - قلت وفي الأصل العوسي بدل العوقي - حدثنا سليم بن
حيان قال: سمعت أبي يقول:
قال أبو هريرة: أتت علي ثلاثة أيام لم أطعم، فجئت أريد الصفة
فجعلت أسقط، فجعل الصبيان يقولون جن أبو هريرة.
قال: فجعلت أناديهم وأقول: بل أنتم المجانين. حتى انتهينا إلى
الصفة. فوافقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بقصعة من ثريد، فدعا عليها أهل
الصفة وهم يأكلون منها، فجعلت أتطاول كي يدعوني، حتى قام القوم،
وليس في القصعة إلا شيء في نواحي القصعة، فجمعه - صلى الله عليه وسلم - فصارت
لقمة، فوضعه على أصابعه، فقال لي: ((كل بسم الله)). فوالذي نفسي
بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت.
49

2149 - أنبأنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن أبي
شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان التيمي، عن أبي العلاء بن
الشخير.
عن سمرة بن جندب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بقصعة من ثريد،
فوضعت بين يدي القوم فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة: يقوم قوم،
ويجلس آخرون. فقال رجل لسمرة: أكانت تمد؟. فقال سمرة: من أي
شيء تتعجب؟. ما كانت تمد إلا من هاهنا. وأشار بيده إلى السماء.
50

2150 - أنبأنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن مهاجر أبي
مخلد، عن أبي العالية.
عن أبي هريرة قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمرات قد صففتهن
في يدي، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي فيهن بالبركة. فدعا لي فيهن
بالبركة وقال: ((إن أردت أن تأخذ منهن شيئا " فأدخل يدك ولا تنثره نثرا ")).
51

قال أبو هريرة: فحملت من ذلك التمر كذا وكذا وسقا " في سبيل
الله، وكنا نطعم منه ونطعم، [وكان في حقوي] حتى انقطع مني ليالي
عثمان.
2151 - أنبأنا ابن خزيمة، حدثنا علي بن مسلم، حدثنا ابن أبي
زائدة، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال:
حدثني دكين بن سعيد المزني، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
52

ركب من مزينة فقال لعمر بن الخطاب: ((انطلق فجهزهم)). فقال: يا
رسول الله: إن هي إلا آصع من تمر. فانطلق، فأخرج مفتاحا " من
حزته (171 / 1)، ففتح الباب، فإذا مثل الفصيل الرابض من التمر،
فأخذنا منه حاجتنا. فالتفت إليه، وإني لمن آخرهم كأننا لم نرزأه
تمرة ".
53

2152 - أنبأنا أبو عروبة، حدثنا بندار، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا
عبيد الله بن عمر، عن وهب بن كيسان.
عن جابر قال: توفي أبي وعليه دين، فعرضت على غرمائه أن
يأخذوا التمر بما عليه، فأبوا ولم يعرفوا أن فيه وفاء "، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -
54

فذكرت ذلك له، فقال: ((إذا جددته ووضعته، فآذني)). فلما جددته
ووضعته في المربد، آذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء ومعه أبو بكر وعمر،
فجلس فدعا له بالبركة وقال: ((ادع غرماءك وأوفهم)). فما تركت أحدا " له
على أبي دين إلا قضيته، وفضل لي ثلاثة عشر وسقا " عجوة ".
قال فوافيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة المغرب فذكرت ذلك له،
فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: ((ائت أبا بكر، وعمر فأخبرهما)).
فقالا: قد علمنا إذ صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنع أن يكون ذلك.
55

2153 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
عقبة بن مكرم، حدثنا صفوان بن عيسى، حدثنا ابن عجلان، عن أبيه.
عن أبي هريرة قال: ذبحت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فقال: ((ناولني
الذراع)). فناولته، ثم قال: ((ناولني الذراع))، فناولته. ثم قال: ((ناولني
الذراع)). فقلت: يا رسول الله، إنما للشاة ذراعان، قال: ((أما إنك لو
ابتغيته لوجدته)).
56

19 - باب في مرض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفاته ودفنه
2154 - أنبأنا الفضل بن الحباب، حدثنا علي بن المديني، أنبأنا
عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام،
عن أسماء بنت عميس قالت: أول ما اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في بيت ميمونة، فاشتد مرضه حتى أغمي عليه،
قالت: وتشاوروا في لده، فلدوه، فلما أفاق قال: ((ما هذا [إلا]
فعل نساء جئن من هاهنا))، وأشار إلى أرض الحبشة، وكانت، بنت
عميس، فيهن، فقالوا: كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله، قال:
57

((إن ذلك ما كان الله ليعذبني به، لا يبقين أحد في البيت إلا لد، إلا
عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)). يعني عباسا "، قال: فلقد التدت ميمونة
وإنها يومئذ لصائمة، لعزيمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
2155 - أنبأنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: أخبرني
أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن
58

شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب.
أنه سمع أبا هريرة يقول: دخل أبو بكر المسجد وعمر يكلم
الناس، حتى دخل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي توفي فيه، وهو بيت عائشة
زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فكشف عن وجهه برد حبرة كان مسجى به
(171 / 2)، فنظر إلى وجهه، ثم أكب عليه فقبله وقال: بأبي أنت، فوالله
لا يجمع الله عليك موتتين، لقد مت الموتة التي لا تموت بعدها.
59

2156 - أنبأنا عمران بن موسى، حدثنا هناد بن السرى، حدثنا
عبدة بن سليمان، عن ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه.
عن عائشة قالت: لما اجتمعوا لغسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلفوا
بينهم فقالوا: والله ما ندري أنجرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما نجرد موتانا، أو
نغسله وعليه ثيابه؟.
قالت: فأرسل الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا ذقنه في
صدره، ثم نادى مناد من البيت لا يدرون ما هو: أن اغسلوا رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه قميصه،
قال: فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فغسلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه
قميصه يصبون عليه الماء ويدلكونه من وراء القميص. وكان الذي
60

أجلسه في حجره علي بن أبي طالب - رضوان الله عليه - أجلسه إلى
صدره.
قالت: فما رئي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء مما يرى من
الميت.
2157 - أنبأنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا يحيى بن واضح أبو تميلة، حدثنا ابن إسحاق، عن
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير... فذكر نحوه إلا أنه قال: لا
يدرون من هو. وقال فيه: ((وقالت عائشة: لو استقبلت من أمري ما
استدبرت، ما غسله غير نسائه)).
2158 - أنبأنا حامد بن محمد بن شعيب، حدثنا سريج بن يونس،
حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن يعقوب بن عطاء، عن أبيه.
61

عن ابن عباس، عن الفضل بن العباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كفن
في ثوبين سحوليين.
62

2159 - أنبأنا محمد بن أحمد الرقام، حدثنا أحمد بن
عبد الله عن علي بن سويد بن منجوف، حدثنا أبو داود، حدثنا هشام،
وعمران جميعا "، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب،
عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفن في ثوب نجراني
وريطتين.
2160 - أنبأنا السجستاني، حدثنا أبو كامل الجحدري، حدثنا
الفضيل بن سليمان، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه.
63

عن جابر بن عبد الله: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ألحد له، ونصب عليه اللبن
نصبا "، ورفع قبره من الأرض نحوا " من شبر.
2161 - أنبأنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا مجاهد بن
64

موسى، حدثنا شجاع بن الوليد، حدثنا زياد بن خيثمة، حدثني
إسماعيل السدي، عن عكرمة.
عن ابن عباس قال: دخل قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - العباس، وعلي والفضل.
رضوان الله عليهم، وسوى لحده رجل من الأنصار، وهو الذي سوى
لحود الشهداء يوم بدر.
65

20 - باب في اليوم الذي قدم فيه صلى الله عليه وسلم
واليوم الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم
2162 - أنبأنا الحسن بن سفيان، حدثنا بشر بن هلال الصواف،
حدثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت،
عن (172 / 1) أنس قال: لما كان يوم دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فيه المدينة، أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه - صلى الله عليه وسلم -
أظلم منها كل شيء وما نفضنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الأيدي - إنا لفي دفنه -
حتى أنكرنا قلوبنا.
66

21 - باب تتابع الوحي قبل وفاته صلى الله عليه وسلم
2163 - أنبأنا أبو يعلى، حدثنا وهب بن بقية، أنبأنا خالد بن
عبد الله، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري قال: أتاه رجل فقال:
يا أبا بكر، كم انقطع الوحي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل موته؟. فقال:
ما سألني عن هذا أحد منذ وعيتها من أنس بن مالك.
قال أنس: لقد قبض من الدنيا وهو أكثر ما كان.
67

22 - باب لم يترك النبي - صلى الله عليه وسلم - ميراثا " من الدنيا
2164 - أنبأنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج، حدثنا
إسماعيل بن يزيد بن حريث القطان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة،
قال: حدثنا مسعر، عن عاصم، عن زر قال:
سألت عائشة عن ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: ما ترك
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دينارا "، ولا درهما "، ولا عبدا "، ولا أمة "، ولا أوصى
بشيء.
68

2165 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن سعيد، حدثنا إبراهيم بن
هانئ، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا شيبان، عن عاصم.. فذكر
نحوه باختصار.
69

36 - كتاب المناقب
1 - باب في فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه
2166 - أنبأنا أبو خليفة، حدثنا مسدد، حدثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما نفعني مال ما
نفعني مال أبي بكر)).
قال فبكى أبو بكر - رضي الله عنه وقال: ما أنا ومالي إلا لك.
70

2167 - أنبأنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا أبو زرعة
الرازي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام بن
عروة، عن أبيه.
عن عائشة قالت: أنفق أبو بكر - رضي الله عنه - على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أربعين ألفا ".
2168 - أنبأنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، حدثنا عبد الله بن
الصباح العطار، حدثنا معتمر بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن
سالم بن عبد الله بن عمر،
71

عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رأيت كأني أعطيت عسا "
مملوءا " لبنا "، فشربت منه حتى ملئت، فرأيتها تجري في عروقي بين
الجلد واللحم، ففضلت منها فضلة فأعطيتها أبا بكر)). قالوا: يا
رسول الله، هذا العلم أعطاكه الله حتى إذا تملأت منه ففضلت منها
فضلة فأعطيتها أبا بكر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قد أصبتم)).
72

2169 - أنبأنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن
سليمان بن بلال، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
عن عمر بن الخطاب قال: كان أبو بكر - رضي الله عنه - أحبنا
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان خيرنا وسيدنا.
73

2170 - أنبأنا محمد (172 / 2) بن الحسين بن مكرم، حدثنا أبو
معمر القطيعي، حدثنا أبو سفيان المعمري، عن معمر، عن
الزهري، عن عروة.
عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بسد الأبواب الشوارع في
المسجد، إلا باب أبي بكر - رضي الله عنه.
2171 - أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس، وعمر بن سعيد بن
سنان، قالا: حدثنا حامد بن يحيى، حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد،
عن عامر بن عبد الله بن الزبير،
74

عن أبيه قال: كان اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان، فقال له
النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أنت عتيق الله من النار))، فسمي عتيقا ".
2172 - أنبأنا الوليد بن بيان بواسط، حدثنا أحمد بن محمد بن
أبي بكر السالمي، حدثنا ابن أبي فديك، عن رباح بن أبي معروف،
عن قيس بن سعد، عن مجاهد.
75

عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يدخل الجنة رجل،
فلا يبقى أهل دار ولا أهل غرفة إلا قالوا: مرحبا " مرحبا "، إلينا إلينا)).
فقال أبو بكر: يا رسول الله، ما توى على الرجل في ذلك اليوم.
قال: ((أجل، وأنت هو يا أبا بكر)).
2173 - أنبأنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج، حدثنا
عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج، حدثنا عقبة بن خالد، حدثنا
شعبة، عن الجريري، عن أبي نضرة.
76

عن أبي سعيد الخدري قال: قال أبو بكر الصديق - رضي الله
عنه -: ألست أحق الناس بهذا الأمر؟ ألست أول من أسلم؟ ألست
صاحب كذا؟، ألست صاحب كذا؟.
2174 - أنبأنا الحسن بن سفيان في كتابه، حدثنا أبو سعيد يحيى
ابن سليمان الجعفي، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب،
عن حمزة بن عبد الله بن عمر،
عن أبيه قال: لما اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه قال: ((مروا أبا
بكر فليصل بالناس)).
فقالت له عائشة: يا رسول الله، إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قام
مقامك، لم يسمع الناس من البكاء، فقال: ((مروا أبا بكر فليصل
77

بالناس))، فعاودته مثل مقالتها. فقال: ((إنكن صواحبات يوسف،
مروا أبا بكر فليصل بالناس)).
78

2175 - أنبأنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي السرى،
عن عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري.
عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم الاثنين، كشف رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - سترة الحجرة.
قلت: فذكر الحديث وهو في الصحيح. وقال فيه: فقام عمر بن
الخطاب - رضي الله عنه - فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يمت، ولكنه
أرسل إليه كما أرسل إلى موسى فمكث في قومه أربعين ليلة "، والله إني
لأرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين
وألسنتهم يزعمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات.
قال الزهري: فأخبرني أنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر الأخيرة
80

حين جلس على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان الغد من يوم توفي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فتشهد عمر، وأبو بكر صامت لا يتكلم، ثم قال: أما
بعد، فإني قلت أمس مقالة " (173 / 1) وإنها لم تكن كما قلت: وإني
والله ما وجدت المقالة التي قلت في كتاب الله، ولا عهد عهده إلي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولكن كنت أرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى
يدبرنا - يريد بذلك أن يكون آخرهم - فإن يك محمد - صلى الله عليه وسلم - قد مات،
فإن الله قد جعل بينكم نورا " تهتدون به، فاعتصموا به، تهتدوا لما
هدى الله محمدا " - صلى الله عليه وسلم -. ثم إن أبا بكر صاحب رسول الله، وثاني
اثنين، وإنه أولى الناس بأموركم، فقوموا فبايعوه. وكانت طائفة منهم قد
بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكان بيعة العامة على المنبر.
81

2176 - أنبأنا أبو يعلى، حدثنا أحمد بن جميل المروزي، حدثنا
ابن المبارك، أنبأنا معمر، ويونس، عن الزهري... فذكر نحوه.
82

2177 - أنبأنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم: أنبأنا المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني جعفر بن
ربيعة، عن مجاهد بن وردان، عن عروة.
عن عائشة قالت: كنت عند أبي بكر حين حضرته الوفاة، فتمثلت
بهذا البيت:
من لا يزال دمعه مقنعا * يوشك أن يكون مدفوقا
85

فقال: يا بنية لا تقولي هكذا، ولكن قولي (وجاءت سكرة
الموت بالحق، ذلك ما كنت منه تحيد) [ق: 19].
ثم قال: في كم كفن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟. فقلت في ثلاثة أثواب،
فقال: كفنوني في ثوبي هذين، واشتروا إليهما ثوبا " جديدا "، فإن الحي
أحوج إلى الجديد من الميت، وإنما هي للمهنة، [أو للمهلة].
86

2178 - أخبرنا أبو عروبة، حدثنا زكريا بن الحكم، حدثنا
الفريابي، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
عن عائشة قالت: قال لي أبو بكر: أي يوم توفي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قلت: يوم الاثنين. قال: إني لأرجو أن أموت فيه.
فمات يوم الاثنين، عشيته، ودفن ليلا ".
87

2 - باب فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
2179 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الرحمن بن
معرف، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان
ابن زيد بن ثابت، قال: سمعت نافعا " يذكر.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم أعز الدين
بأحب هذين الرجلين إليك: أبي جهل بن هشام، أو عمر بن
الخطاب)). فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
88

2180 - أخبرنا عمرو بن عمر بن عبد العزيز بنصيبين، حدثنا
عبد الله بن عيسى الفروي، حدثنا عبد الملك بن الماجشون، حدثني
مسلم بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اللهم أعز الإسلام بعمر بن
الخطاب خاصة ")).
90

2181 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن
إسحاق يقول: حدثنا نافع.
عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم
تعلم قريش بإسلامه، فقال: أي أهل مكة أفشى للحديث؟. فقالوا:
جميل بن معمر الجمحي، فخرج إليه وأنا أتبع أثره أعقل ما أرى
وأسمع، فأتاه (173 / 2) فقال: يا جميل، إني قد أسلمت. قال: فوالله
ما رد عليه كلمة " حتى قام عامدا " إلى المسجد فنادى أندية قريش فقال: يا
معشر قريش، إن ابن الخطاب قد صبأ. فقال عمر: كذب، ولكني
أسلمت وآمنت بالله وصدقت رسوله، فثاوروه، فقاتلهم حتى ركدت
الشمس على رؤوسهم، حتى فتر عمر وجلس، فقال: افعلوا ما بدا
92

لكم، فوالله لو كنا ثلاث مئة رجل لقد تركتموها أو تركناها لكم. فبينا هم
كذلك قيام إذ جاء رجل عليه حلة حرير وقميص موشى، فقال: ما
لكم؟. فقالوا: إن ابن الخطاب قد صبأ. فقال: فمه؟، امرؤ اختار دينا "
لنفسه، أفتظنون أن بني عدي تسلم إليكم صاحبهم؟.
قال: فكأنما كانوا ثوبا " انكشف عنه، فقلت له بعد بالمدينة: يا
أبة، من الرجل الذي رد عنك القوم يومئذ؟. قال: يا بني، ذاك العاص
ابن وائل.
93

2182 - أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه، حدثنا محمد بن عقبة
السدوسي، حدثنا عبد الله بن خراش، حدثنا العوام بن حوشب، عن
مجاهد،
عن ابن عباس قال: لما أسلم عمر أتى جبريل - صلوات الله
عليه - النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، لقد استبشر أهل السماء بإسلام
عمر - رضي الله عنه.
94

2183 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا ابن أبي السرى، حدثنا عبد
الرزاق، أنبأنا معمر، أنبأنا الزهري، عن سالم.
عن ابن عمر، قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه - ثوبا " أبيض فقال: ((أجديد ثوبك أم غسيل؟)). قال:
بل جديد. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إلبس جديدا "، وعش حميدا "، ومت
شهيدا ")).
95

قال عبد الرزاق: وزاد فيه الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد:
((ويرزقك الله قرة العين في الدنيا والآخرة)).
2184 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد
العزيز بن محمد، أنبأنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله جعل الحق
على لسان عمر وقلبه)).
97

2185 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
سوار بن عبد الله العنبري، أنبأنا أبو عامر العقدي، حدثنا خارجة بن
عبد الله الأنصاري، عن نافع.
عن ابن عمر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله جعل الحق على
لسان عمر يقول به)).
قال ابن عمر: ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال فيه عمر بن
الخطاب إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر - رضي الله عنه -.
2186 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن
بريدة،
98

عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إني لأحسب الشيطان يفر
منك يا عمر)).
2187 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة، حدثنا محمد بن الصباح،
أنبأنا يحيى بن اليمان، عن مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن
النزال بن سبرة.
عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عمر بن
الخطاب من أهل الجنة)).
99

2188 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا يحيى بن
أيوب المقابري، حدثنا إسماعيل (174 / 1) بن جعفر، قال: وأخبرني
حميد الطويل.
عن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دخلت الجنة فإذا أنا
بقصر من ذهب، فقلت: ((لمن هذا القصر؟)). قالوا: لشاب من
قريش، فظننت أني أنا. قلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه)).
2189 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو نصر التمار،
حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران الجوني.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((دخلت الجنة
فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت لمن هذا القصر؟. فقالوا: لفتى من
قريش. فظننت أنه لي، فقلت: من هو؟. قالوا: عمر بن الخطاب. يا
أبا حفص، لولا ما أعلم من غيرتك لدخلته)).
101

فقال: يا رسول الله، من كنت أغار عليه، فإني لن أغار عليك
102

2190 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا قطن بن نسير
الغبري، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدثنا ثابت البناني،
عن أبي رافع قال: كان أبو لؤلؤة عبدا " للمغيرة بن شعبة، وكان
يصنع الأرحاء، وكان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو
لؤلؤة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: يا أمير المؤمنين، إن
المغيرة قد أثقل على غلتي، فكلمه يخفف عني.
فقال له عمر: اتق الله وأحسن إلى مولاك. فغضب العبد وقال:
وسع الناس كلهم عدله غيري؟! فأضمر على قتله، فاصطنع خنجرا " له
رأسان وسمه ثم أتى به الهرمزان فقال: كيف ترى هذا؟!. فقال أرى
أنك لا تضرب بهذا أحدا " إلا قتلته.
قال: وتحين أبو لؤلؤة عمر فجاءه في صلاة الغداة حتى قام وراء
عمر، وكان عمر إذا أقيمت الصلاة يقول: أقيموا صفوفكم. فقال كما
كان يقول، فلما كبر عمر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه، ووجأه في خاصرته،
وسقط عمر، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا "، فهلك منهم سبعة، وحمل
عمر فذهب به إلى منزله، وصاح الناس حتى كادت تطلع الشمس،
فنادى الناس عبد الرحمن بن عوف: يا أيها الناس، الصلاة الصلاة!.
قال: ففزعوا إلى الصلاة، فتقدم عبد الرحمن بن عوف فصلى
103

بهم بأقصر سورتين في القرآن، فلما قضى صلاته، توجهوا إلى عمر،
فدعا عمر بشراب لينظر ما قدر جرحه، فأتي بنبيذ فشربه، فخرج من
104

جرحه، فلم يدر أنبيذ هو أم دم، فدعا بلبن فشربه، فخرج من جرحه،
فقالوا: لا بأس عليك يا أمير المؤمنين. فقال: إن يكن القتل بأسا " فقد
قتلت. فجعل الناس يثنون عليه: يقولون: جزاك الله خيرا " يا أمير
المؤمنين، كنت، وكنت. ثم ينصرفون. ويجيء أقوام آخرون، فيثنون
عليه، فقال عمر: أما والله على ما تقولون وددت أني خرجت منها كفافا "
لا علي ولا لي وأن صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمت لي. فتكلم عبد الله
ابن عباس وكان عند رأسه، وكان خليطه كأنه من أهله، وكان ابن عباس
يقرئه القرآن، فتكلم ابن عباس فقال: لا والله، لا تخرج منها كفافا "،
فلقد صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (174 / 2) فصحبته وهو عنك راض
بخير ما صحبه صاحب، كنت له، وكنت له، وكنت له، حتى قبض
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك راض.
ثم صحبت خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت تنفذ أمره، وكنت له،
وكنت له.
105

ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت فوليتها بخير ما وليها وال: كنت
تفعل، وكنت تفعل. فكان عمر يستريح إلى حديث ابن عباس، فقال له
عمر: يا ابن عباس كرر حديثك، فكرر عليه.
فقال عمر: أما والله على ما تقول، لو أن لي طلاع الأرض
ذهبا "، لافتديت به اليوم من هول المطلع، قد جعلتها شورى في
ستة: عثمان وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن
العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص - رضوان الله
عليهم أجمعين. وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيرا "، وليس منهم.
وأجلهم ثلاثا "، وأمر صهيبا " أن يصلي بالناس. رحمة الله عليهم
ورضوانه.
106

2191 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا غسان بن الربيع، حدثنا ثابت بن
يزيد، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي.
عن ابن عباس أنه دخل على عمر حين طعن فقال: أبشر يا أمير
المؤمنين، أسلمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين كفر الناس، وقاتلت مع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين خذله الناس، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنك
راض، ولم يختلف في خلافتك رجلان، وقتلت شهيدا ".
فقال: أعد. فأعاد.
فقال: الغرور من غررتموه، لو أن لي ما على الأرض من بيضاء
وصفراء، لافتديت به من هول المطلع.
107

3 - باب فيما اشترك فيه أبو بكر وعمر وغيرهما من الفضل
2192 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
محمد بن عقيل بن خويلد، حدثنا خنيس بن بكر بن خنيس، حدثنا
مالك بن مغول، عن عون بن أبي جحيفة،
عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أبو بكر وعمر سيدا
كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين)).
108

2193 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة، [حدثنا وكيع] حدثنا سالم المرادي، عن عمرو بن هرم، عن
ربعي بن حراش.
عن حذيفة قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((إني لا أرى
مقامي فيكم إلا قليلا "، فاقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر، وعمر،
واهتدوا بهدي عمار، وما حدثكم ابن مسعود فاقبلوه)).
109

2194 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني، حدثنا عبد الله بن نافع، عن عاصم بن عمر، عن عبد الله
ابن دينار.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا أول من تنشق عنه
112

الأرض، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم
آتي أهل مكة حتى يحشروا بين الحرمين)).
113

4 - باب فضل عثمان رضي الله عنه
2195 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا
يحيى بن معين، حدثنا (175 / 1) أبو أسامة، عن كهمس، عن عبد الله
ابن شقيق، قال: حدثني هرمي بن الحارث، وأسامة بن خريم قال:
كانا يغازيان فيحدثاني ولا يشعر كل واحد أن صاحبه حدثنيه.
114

عن مرة البهزي قال: بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طريق
من طرق المدينة قال: ((كيف تصنعون في فتنة تكون في أقطار الأرض
كأنها صياصي بقر؟)). قالوا: فنصنع ماذا يا نبي الله؟.
قال: ((عليكم بهذا وأصحابه)). قال: فأسرعت حتى عطفت إلى
الرجل. قلت: هذا يا نبي الله؟. قال: ((هذا))، فإذا هو عثمان بن عفان
رضي الله عنه.
115

2196 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن
أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، حدثني
ربيعة بن يزيد الدمشقي، حدثني عبد الله بن قيس: أنه سمع النعمان بن
بشير أنه أرسله معاوية بن أبي سفيان بكتاب.
إلى عائشة فدفعه إليها فقالت: ألا أحدثك بحديث سمعته من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟.
قلت: بلى. قالت: إني عنده ذات يوم أنا وحفصة، فقال
- صلى الله عليه وسلم -: ((لو كان عندنا رجل يحدثنا)). فقلت: يا رسول الله ابعث إلى
عمر فيجئ فيحدثنا، قالت: فسكت. قالت: فدعا رجلا " فأشار إليه
بشيء دوننا، فذهب فجاء عثمان، فأقبل عليه بوجهه، فسمعته يقول
- صلى الله عليه وسلم -: ((يا عثمان إن الله لعله يقمصك قميصا "، فإن أرادوك على
خلعه فلا تخلعه)). - ثلاثا " - قلت: يا أم المؤمنين، فأين كنت عن هذا
الحديث؟. قالت: يا بني أنسيته، كأني لم أسمعه قط.
118

2297 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا عثمان بن
أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي
حازم.
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((وددت أن عندي بعض
أصحابي)). قالت: فقلنا: يا رسول الله، ألا ندعو لك أبا بكر.
فسكت. فقلنا: عمر؟. فسكت. فقلنا: عليا ". فسكت. قلنا: عثمان
قال: نعم. قالت: فأرسلنا إلى عثمان فجاء، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يكلمه ووجهه يتغير.
قال قيس: فحدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار: إن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهدا "، وأنا صابر عليه. قال قيس: كانوا يرون أنه
ذلك اليوم.
2198 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، حدثنا أبو نصر
119

التمار، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي
إسحاق، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال:
لما حصر عثمان وأحيط بداره، أشرف على الناس، فقال:
نشدتكم بالله، هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انتفض بنا حراء،
قال: ((أثبت حراء، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد؟)). قالوا،
اللهم نعم.
قال: نشدتكم بالله، هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في
غزوة العسرة: ((من ينفق نفقة متقبلة "؟))، والناس يومئذ معسرون
مجهودون، فجهزت ثلث ذلك الجيش من مالي؟. فقالوا: اللهم نعم.
قال: نشدتكم بالله، هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها إلا
بثمن (175 / 2)، فابتعتها للغني والفقير وابن السبيل؟ قالوا: اللهم
نعم.. في أشياء عددها.
120

2199 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن المقدام، قالا: حدثنا المعتمر
ابن سليمان، حدثنا أبي، حدثنا أبو نضرة،
عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان أن وفد
مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي
هو فيه. فقالوا له: ادع بالمصحف، فدعا بالمصحف، فقالوا له: افتح
السابعة - وكانوا يسمون سورة يونس السابعة - فقرأها حتى أتى على هذه
الآية: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما " وحلالا "،
قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون) [يونس: 59]، فقالوا: قف،
125

أرأيت ما حميت من الحمى أذن لك به، أم على الله تفتري؟. فقال:
امضه، نزلت في كذا وكذا، وأما الحمى لإبل الصدقة، فلما
ولدت، زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد في إبل
الصدقة. امضه. فجعلوا يأخذونه بآية آية، فيقول: امضه، نزلت في كذا
وكذا. فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: ميثاقك. قال: فكتبوا شرطا " وأخذ
عليهم أن لا يشقوا عصا "، ولا يفارقوا جماعة ". فأقام لهم شرطهم، وقال
لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن تأخذ أهل المدينة، قال: لا، إنما هذا
المال لمن قاتل عليه، وهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال:
فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين.
قال: فقام فخطب فقال: ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن
كان له ضرع فليلحق به فليحتلبه. ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما المال
لمن قاتل، ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال: فغضب
الناس، وقالوا: هذا مكر بني أمية.
قال: ثم رجع المصريون، فبينما هم في الطريق إذا هم براكب
يتعرض لهم، ثم يفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم ويسبهم.
قالوا: مالك؟، إن لك الأمان، ما شأنك؟. قال: أنا رسول أمير
المؤمنين إلى عامله بمصر.
126

قال ففتشوه، فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى
عامله بمصر أن تصلبهم، أو تقتلهم، أو تقطع أيديهم وأرجلهم. فأقبلوا
حتى قدموا المدينة فأتوا عليا " - رضي الله عنه - فقالوا: ألم تر إلى عدو
الله، كتب فينا بكذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه، قم معنا إليه. قال:
والله لا أقوم معكم.
قالوا: فلم كتبت إلينا؟. قال: والله ما كتبت إليكم كتابا " قط. فنظر
بعضهم إلى بعض، ثم قال بعضهم لبعض: أبهذا تقاتلون، أو بهذا
تغضبون؟. فانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية، وانطلقوا حتى
دخلوا على عثمان، فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا، فقال: إنما هما
اثنتان: أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله
إلا هو ما كتبت، ولا أمليت، ولا علمت، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب
على لسان الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم.
فقالوا: والله أحل الله دمك. ونقضوا العهد (176 / 1) والميثاق،
فحاصروه. فأشرف عليهم ذات يوم فقال: السلام عليكم. فما أسمع
أحدا " من الناس رد عليه السلام، إلا أن يرد الرجل في نفسه. فقال:
أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي، فجعلت رشائي
فيها كرشاء رجل من المسلمين؟. قيل: نعم.
قال: فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟.
127

أنشدكم الله، هل تعلمون أني اشتريت كذا وكذا من الأرض
فزدته في المسجد؟. قالوا: نعم.
قال: فهل علمتم أن أحدا " من الناس منع أن يصلى فيه قبلي؟.
أنشدكم الله، هل سمعتم النبي - صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا - أشياء من
شأنه عددها -
قال: ورأيته أشرف عليهم مرة " أخرى فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ
منهم الموعظة، وكان الناس تأخذهم منهم الموعظة في أول ما يسمعونها،
فإذا أعيدت عليهم، لم تأخذ منهم. فقال لامرأته: افتحي الباب، ووضع
المصحف بين يديه، وذلك أنه رأى من الليل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له:
((أفطر عندنا الليلة)). فدخل عليه رجل، فقال: بيني وبينك كتاب الله،
فخرج وتركه. ثم دخل عليه آخر فقال: بيني وبينك كتاب الله
- والمصحف بين يديه - قال: فأهوى إليه بالسيف، فاتقاه بيده فقطعها،
فلا أدري أقطعها ولم يبنها، أو أبانها.
قال عثمان: والله إنها لأول كف خطت المفصل.
128

وفي غير حديث أبي سعيد: فدخل التجيبي فضربه بمشقص
فنضح الدم على هذه الآية (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم)
[البقرة: 137].
129

قال: وإنها في المصحف ما حكت.
قال: وأخذت بنت الفرافصة - في حديث أبي سعيد - حليها
ووضعته في حجرها قبل أن يقتل، فلما قتل، تفاجت عنه، فقال،
بعضهم: قاتلها الله ما أعظم عجيزتها، فعلمت أن أعداء الله يريدون
الدنيا.
2200 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا ابن إدريس، عن حصين، عن عمرو بن جاوان، عن الأحنف بن
قيس قال:
قدمنا المدينة، فجاء عثمان، فقيل: هذا عثمان، وعليه ملية
له صفراء، قد قنع بها رأسه فقال: ها هنا علي؟. قالوا: نعم.
قال: ها هنا طلحة؟. قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، هل تعلمون أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يبتاع مربد بني فلان، غفر الله له))، فابتعته بعشرين
ألفا " - أو خمسة وعشرين ألفا " -، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: قد ابتعته،
فقال: ((اجعله في مسجدنا وأجره لك؟)). قال فقالوا: اللهم نعم.
130

قال: فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، هل تعلمون أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من يبتاع بئر رومة، غفر الله له))، فابتعتها بكذا وكذا،
فأتيته فقلت: قد ابتعتها، فقال: ((اجعلها سقاية " للمسلمين وأجرها لك)).
فقالوا: اللهم نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، هل تعلمون أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - نظر في وجوه القوم، فقال: ((من جهزها، غفر الله له
- يعني: جيش العسرة - (176 / 2) فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا " ولا
خطاما "، فقالوا: اللهم نعم.
قال: اللهم اشهد - ثلاثا " -.
5 - باب في فضل علي رضي الله عنه
2201 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا داود بن عمرو
الضبي: حدثنا حسان بن إبراهيم، عن محمد بن سلمة بن كهيل، عن
أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص.
عن أبيه، عن أم سلمة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعلي: ((أما ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي)).
131

قلت: حديث سعد في الصحيح.
2202 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر، حدثنا مالك
ابن إسماعيل، حدثنا مسعود بن سعد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن
الفضل بن معقل، عن عبد الله بن نيار الأسلمي.
عن عمرو بن شأس قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قد آذيتني)).
قلت: يا رسول الله، ما أحب أن أؤذيك. قال: ((من آذى عليا " فقد
آذاني)).
132

2203 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدثنا
جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير،
عن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية واستعمل
133

عليهم عليا "، فمضى في السرية فأصاب جارية "، فأنكر ذلك عليه
أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: إذا لقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرناه بما
صنع علي، وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فسلموا عليه ونظروا إليه ثم ينصرفون إلى رحالهم، فلما سلموا على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر أن عليا "
صنع كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم قام آخر فقال: يا رسول الله، ألم تر أن
عليا " صنع كذا وكذا، فأعرض عنه. ثم قام آخر فقال: يا رسول الله ألم تر
أن عليا " صنع كذا وكذا. فأقبل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والغضب يعرف في
وجهه فقال: ((ما تريدون من علي - ثلاثا " - إن عليا " مني، وأنا منه، وهو
ولي كل مؤمن بعدي).
134

قلت: ويأتي أحاديث في تزويجه بفاطمة - رضي الله عنهما - في
فضل فاطمة.
135

2204 - أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك، حدثنا إبراهيم
ابن زياد، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن
ابن بردة.
عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من كنت مولاه، فعلي
مولاه)).
136

2205 - أخبرنا عبد الله الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا
أبو نعيم، ويحيى بن آدم، قالا: حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي
الطفيل قال:
قال علي: أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم
غدير خم لما قام.
فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول: ((ألم تعلموا أني أولى
الناس بالمؤمنين من أنفسهم؟)). قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: فقال: ((من كنت مولاه فإن هذا مولاه، اللهم وال من
والاه، وعاد من عاداه)). فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء، فلقيت زيد
ابن أرقم، فذكرت ذلك له فقال: قد سمعناه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم
(177 / 1) يقول ذلك له.
138

قال أبو نعيم: فقلت لفطر: كم بين هذا القول وبين موته؟.
قال: مئة يوم.
139

2206 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا عبد الله بن عمر
ابن أبان، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، أخبرني علي بن صالح
الهمداني، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة.
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال لي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ((يا علي ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن، غفر لك، مع أنه
مغفور لك؟، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم،
سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله
رب العالمين)).
144

2207 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا
جرير، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه.
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
145

((إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله)). قال
أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟. قال: ((لا))، قال عمر: أنا هو يا رسول
الله؟، قال: ((لا، ولكن خاصف النعل)). قال: وكان أعطى عليا " نعله
يخصفها.
2208 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن عثمان بن
146

المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة.
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: لما نزلت (يا أيها
الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ")
[المجادلة: 12]، قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((ما ترى؟ دينار؟)). قلت:
لا يطيقونه. قال: ((كم؟)). قلت: شعيرة. قال: ((إنك لزهيد)). فنزلت
(أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) [المجادلة: 13]،
الآية، فبي خفف الله عن هذه الأمة.
2209 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا بندار، حدثنا
يحيى، ومحمد، قالا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن
سلمة.
عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كنت شاكيا "، فمر
بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقول: اللهم إن كان أجلي حضر فأرحني، وإن
كان متأخرا " فارفعني، وإن كان بلاء " فصبرني.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كيف قلت؟)). فأعاد عليه، فضربه
برجله وقال: ((اللهم عافه، أو اشفه)) - شعبة الشاك - قال: فما اشتكيت
ذلك بعد.
147

2210 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا إبراهيم بن بشار
الرمادي، حدثنا سفيان، حدثنا عبد الملك بن أعين، عن أبي حرب بن
أبي الأسود الديلي، عن أبيه.
عن علي قال: قال لي عبد الله بن سلام وقد وضعت رجلي في
الغرز وأنا أريد العراق: لا تأت أهل العراق، فإنك إن أتيتهم، أصابك
ذنب السيف بها. قال علي - رضوان الله عليه -: وأيم الله لقد قالها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)).
قال أبو الأسود: فقلت في نفسي: ما رأيت كاليوم رجلا " محاربا "
يحدث الناس بمثل هذا.
148

2211 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا عبد الله (177 / 2) بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي
إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال:
سمعت الحسن بن علي قام فخطب الناس، فقال: يا أيها الناس،
لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، لقد كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثه البعث، فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله
عليه. جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، ما ترك بيضاء ولا صفراء
إلا سبع مئة درهم فضلت عن عطائه، أراد أن يشتري بها خادما ".
149

6 - باب فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
2212 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال: سمعت محمد بن
إسحاق: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن
الزبير.
عن أبيه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [مصعدين] في
151

أحد، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينهض على صخرة فلم يستطع فبرك
طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ظهره حتى جلس
على الصخرة.
قال الزبير: فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أوجب طلحة)). ثم
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب: رضي الله عنه، فأتى
المهراس، فأتاه بماء في درقته، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يشرب
منه فوجد له ريحا " فعافه، فغسل به الدم الذي في وجهه، وهو يقول:
((اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)).
2213 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
152

إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا شبابة بن سوار: عن إسحاق بن يحيى
ابن طلحة، حدثنا عيسى بن طلحة.
عن عائشة قالت: قال أبو بكر - رضي الله عنه - لما صرف الناس
يوم أحد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[كنت أول من جاء النبي - صلى الله عليه وسلم -] قال: فجعلت أنظر إلى رجل
بين يديه يقاتل عنه ويحميه، فجعلت أقول: كن طلحة فداك أبي وأمي
[مرتين]. قال: ثم نظرت إلى رجل خلفي كأنه طائر، فلم أنشب أن
أدركني، فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، فدفعنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا
طلحة بين يديه صريع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((دونكم أخاكم فقد
أوجب)). قال: وقد رمى في جبهته ووجنته، فأهويت إلى السهم الذي في
جبهته لأنزعه فقال لي أبو عبيدة: نشدتك بالله يا أبا بكر إلا تركتني.
قال: فتركته. قال: فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه، فجعل
ينضنضه ويكره أن يؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم استله بفيه، ثم أهويت إلى
153

السهم الذي في وجنته لأنزعه، فقال أبو عبيدة: نشدتك بالله يا أبا بكر
إلا تركتني، فأخذ السهم بفيه وجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم استله. وكان طلحة أشد نهكة " من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أشد منه، وكان قد أصاب (178 / 1) طلحة بضعة
وثلاثون بين طعنة، وضربة، ورمية.
7 - باب فضل الزبير بن العوام رضي الله عنه
2214 - أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف، حدثنا أحمد بن
الحسن بن خراش، حدثنا عتيق بن يعقوب، حدثنا أبي، حدثني
154

الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، قال:
قال ابن الزبير لأبيه: يا أبت، حدثني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى
أحدث عنك، فإن كل أبناء الصحابة يحدث عن أبيه.
قال: يا بني ما من أحد صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - بصحبة إلا وقد
صحبته بمثلها أو أفضل، ولقد علمت يا بني أن أمك أسماء بنت أبي بكر
كانت تحتي، ولقد علمت أن عائشة بنت أبي بكر خالتك، ولقد علمت
أن أمي صفية بنت عبد المطلب وأن أخوالي حمزة، وأبو طالب،
والعباس، وأن رسول - الله صلى الله عليه وسلم - ابن خالي، ولقد علمت أن عمتي
خديجة بنت خويلد كانت تحته، وأن ابنتها فاطمة بنت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، ولقد علمت أن أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة،
وأن أم صفية وحمزة هالة بنت وهب، ولقد صحبته بأحسن صحبة
والحمد لله، ولقد سمعته - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من قال علي ما لم أقل فليتبوأ
مقعده من النار)).
155

قلت: له في الصحيح: ((من كذب علي متعمدا "، فليتبوأ مقعده
من النار)).
156

8 - باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
2215 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا الحسن بن
علي الحلواني، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد،
عن قيس قال:
سمعت سعدا " يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم استجب له
إذا دعاك)). يعني: سعدا ".
157

9 - باب فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
2216 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف،
والجنيدي، قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن
صخر بن عبد الله، عن أبي سلمة.
عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ((إن أمركن لمما يهمني
بعدي، ولن يصبر عليكن بعدي إلا عبد الرحمن بن عوف))، رضي الله
عنه.
قال: ثم تقول: فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة - تريد عبد
الرحمن بن عوف - وقد كان وصل أمهات المؤمنين أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم
بمال بيع بأربعين ألفا ".
158

10 - باب فضل جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضي الله عنهم
2217 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا محمد بن عبيد
المحاربي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل بن أبي صالح،
عن أبيه.
عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((نعم الرجل أبو بكر،
نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد
ابن حضير، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، نعم الرجل معاذ بن
عمرو بن الجموح، بئس الرجل فلان، وفلان)). سماهم رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - (179 / 1) ولم يسمهم لنا سهيل.
160

2218 - أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي، حدثنا علي بن
المديني، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي
قلابة.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ارحم أمتي
بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء " عثمان،
161

وأقضاهم علي، وأقرأهم لكتاب الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن
ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وما أظلت
الخضراء، ولا أقلت الغبراء على رجل أصدق ذي لهجة من أبي ذر
أشبه عيسى في ورعه. ألا وإن لكل أمة أمينا "، وأمين هذه الأمة أبو
عبيدة بن الجراح)).
162

2219 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي، ومحمد بن خالد بن عبد الله، ومحمد بن بشار، وأبو موسى،
قالوا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي... فذكر نحوه.
11 - باب في أهل بدر
2220 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو نصر التمار،
حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح.
164

عن أبي هريرة: أن رجلا " من الأنصار عمي فبعث إلى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أن تعال فاخطط في داري مسجدا " أتخذه مصلى، فجاء رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - واجتمع إليه قومه، وبقي رجل منهم، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أين فلان؟)). فغمزه بعض القوم فقال: إنه، وإنه...
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أليس قد شهد بدرا "؟)). قالوا: بلى يا رسول
الله، ولكنه كذا وكذا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لعل الله اطلع على
165

أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).
166

2221 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا يزيد بن موهب، حدثني الليث،
عن أبي الزبير،
عن جابر: أن ابن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أراد غزوهم، فدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المرأة التي معها
الكتاب، فأرسل إليها، فأخذ كتابها من رأسها، فقال: ((يا حاطب
أفعلت؟)).
قال: نعم، أما إني لم أفعله غشا " لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا نفاقا "،
ولقد علمت أن الله سيظهر رسوله ويتم أمره، غير أني كنت غريبا " بين
ظهرانيهم، وكانت أهلي معهم، فأردت أن أتخذها عندهم يدا ". فقال
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه: ألا أضرب رأس هذا؟.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتقتل رجلا " من أهل بدر؟ ما يدريك،
لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم؟)).
167

12 - باب في أي النساء أفضل
2222 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي
السرى، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن قتادة.
عن أنس بن مالك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير نساء العالمين
مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم -
وآسية امرأة فرعون)).
13 - باب في فضل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها
2223 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم (179 / 1) مولى
ثقيف، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا
إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت
طلحة.
عن أم المؤمنين عائشة: أنها قالت: ما رأيت أحدا " كان شبه كلاما "
وحديثا " برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها
168

فقبلها ورحب بها وأخذ بيدها فأجلسها في مجلسه، وكانت هي إذا دخل
عليها، قامت إليه فقبلته وأخذت بيده.
169

قلت: فذكر الحديث.
14 - باب تزويج فاطمة بعلي رضي الله عنهما
2224 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون بن سالم، حدثنا أبو
عمار الحسين بن حريث، حدثنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن
واقد، عن ابن بريدة.
عن أبيه قال: خطب أبو بكر، وعمر فاطمة - رضي الله عنها - فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنها صغيرة)). فخطبها علي فزوجها منه.
170

2225 - أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد
البغدادي، بالفسطاط، حدثنا الحسن بن حماد، حدثنا يحيى بن
يعلى الأسلمي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة.
عن أنس بن مالك قال: جاء أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد بين
يديه فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي، وقدمي في الإسلام،
وأنى، وأنى... قال: ((وما ذاك؟)). قال: تزوجني فاطمة. قال فسكت
عنه. فرجع أبو بكر إلى عمر فقال له: هلكت وأهلكت. فقال: وما ذاك؟
قال: خطبت فاطمة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعرض عني، فقال: مكانك حتى
آتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأطلب مثل الذي طلبت، فأتى عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعد
بين يديه فقال: يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام
وأني، وأني...
171

قال: ((وما ذاك؟)). قال: تزوجني فاطمة. فسكت عنه. فرجع
عمر إلى أبي بكر فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها. قم بنا إلى علي حتى
نأمره يطلب مثل الذي طلبنا.
قال علي: فأتياني وأنا أعالج فسيلا " لي، فقالا: إنا جئناك من عند
ابن عمك بخطبة، قال: فنبهاني لأمر، فقمت أجر ردائي حتى أتيت
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله، قد علمت قدمي
في الإسلام ومناصحتي، وأني، وأني...
قال: ((وما ذاك؟)). قال: تزوجني فاطمة. قال: ((وعندك شيء؟)).
قلت: فرسي وبدني. قال: ((أما فرسك فلا بد لك منه، وأما بدنك
فبعها)) قال: فبعتها بأربع مئة وثمانين، فجئت بها حتى وضعتها في
حجره، فقبض منها قبضة "، فقال: ((أي بلال، ابعث ابتع بها طيبا ")).
وأمرهم أن يجهزوها. فجعل سريرا " مشرطا " بالشرط ووسادة " من أدم
حشوها ليف، وقال لعلي: ((إذا أتتك، فلا تحدث شيئا " حتى آتيك)).
فجاءت بها أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب، وجاء
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ها هنا أخي؟)). قالت أم أيمن: أخوك، وقد
زوجته ابنتك؟. قال: ((نعم)). ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (179 / 2) البيت
172

فقال لفاطمة: ((إئتني بماء)). فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء،
فأخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومج فيه، ثم قال لها: ((تقدمي))، فتقدمت،
فنضح بين ثدييها. وعلى رأسها وقال: ((اللهم إني أعيذها بك وذريتها
من الشيطان الرجيم)). ثم قال لها: ((أدبري))، فأدبرت، فصب بين
كتفيها وقال: ((اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم)). ثم
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إئتوني بماء)). قال علي: فعلمت الذي يريد، فقمت
فملأت القعب ماء وأتيته به، فأخذه، فمج فيه، ثم قال: ((تقدم)). فصب
على رأسي وبين ثديي، ثم قال: ((اللهم إني أعيذه بك وذريته من
الشيطان الرجيم)). ثم قال: أدبر فأدبرت، فصبه بين كتفي، وقال:
((اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم)). ثم قال لعلي:
((ادخل بأهلك على اسم الله والبركة)).
173

2226 - أخبرنا الحسن بن إبراهيم الخلال بواسط، حدثنا
شعيب بن أيوب الصريفيني، حدثنا أبو أسامة، [عن زائدة]، عن
عطاء بن السائب، عن أبيه.
عن علي قال: جهز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في خميلة،
ووسادة أدم حشوها ليف.
176

15 - باب ما جاء في الحسن والحسين رضي الله عنهما
2227 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن
هانئ.
عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حربا "، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: ((أروني ابني، ما سميتموه؟)). فقلنا: حربا "، فقال: ((بل هو
حسن)).
فلما ولد الحسين، سميته حربا "، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
((أروني ابني، ما سميتموه؟. قلنا: حربا "، قال: ((بل هو حسين)).
فلما ولد الثالث سميته حربا "، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أروني
ابني، ما سميتموه؟)). فقلنا: سميناه حربا "، فقال: ((بل هو محسن)).
177

فقال ((إنما سميتهم بولد هارون: شبر، وشبير، ومشبر)).
178

2228 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
زياد بن أيوب، حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن
أبي نعم، حدثني أبي.
عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الحسن
والحسين سيدا " شباب أهل الجنة، إلا ابني الخالة عيسى بن مريم،
179

ويحيى بن زكريا - صلى الله عليهما)).
180

2229 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا زيد بن الحباب، عن إسرائيل، عن ميسرة النهدي، عن المنهال
ابن عمرو، عن زر بن حبيش.
عن حذيفة قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فصليت معه المغرب، ثم قام
يصلي حتى صلى الغداة، ثم خرج، فاتبعته فقال: ((عرض لي ملك
181

استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة)).
182

2230 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، حدثنا أبو عمار،
حدثنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن بريدة
قال:
سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، إذ جاء
(180 / 1) الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران،
فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثم قال:
((صدق الله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) [التغابن: 15]: نظرت
183

إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبر حتى قطعت حديثي
فرفعتهما)).
184

2231 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرافقة، حدثنا مؤمل
ابن إهاب، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا حسين بن واقد. قلت: فذكر
نحوه.
2232 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا أبو الوليد، حدثنا
مبارك بن فضالة، عن الحسن قال:
حدثني أبو بكرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنا، وكان
185

الحسن يجيء وهو صغير، فكان كلما سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثب على
رقبته وظهره فيرفعه النبي - صلى الله عليه وسلم رفعا " رفيقا " حتى يضعه، فقالوا: يا رسول
الله إنك تصنع بهذا الغلام شيئا " ما رأيناك تصنعه بأحد، فقال: ((إنه
ريحانتي من الدنيا)).
قلت: فذكر الحديث.
186

2233 - أخبرنا أحمد بن الحسن، عن بن عبد الرحمن بن صالح
الأزدي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم عن زر،
عن عبد الله قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي، والحسن والحسين
يثبان على ظهره فيباعدهما الناس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((دعوهما بأبي
هما وأمي، من أحبني، فليحب هذين)).
188

2234 - [أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا موسى بن يعقوب] الزمعي، عن
عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، أخبرني مسلم بن أبي
سهل
189

النبال أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد،
عن أبيه قال: طرقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة لبعض الحاجة
وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت:
من هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف - صلى الله عليه وسلم - فإذا حسن وحسين على
فخذيه، فقال: ((هذان ابناي، وابنا ابنتي، اللهم إنك تعلم أني أحبهما
فأحبهما)).
190

2235 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا الحسن بن
محمد الصباح، حدثنا شبابة، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن
هانئ بن هانئ.
عن علي قال: الحسن أشبه الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين
الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان أسفل من
ذلك.
2236 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا وهب بن بقية، أنبأنا
خالد بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة.
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدلع لسانه للحسن،
192

فيرى الصبي حمرة لسانه، فيهش إليه، فقال عيينة بن بدر: ألا أراه يصنع
هذا بهذا! فوالله إنه يكون لي الولد قد خرج من وجهه وما قبلته قط.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((من لا يرحم، لا يرحم)).
قلت: له في الصحيح: ((من لا يرحم لا يرحم)) فقط.
2237 - أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد
ابن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، حدثنا الربيع بن سعيد الجعفي، عن
عبد الرحمن بن سابط.
عن جابر بن عبد الله أنه قال: ((من سره أن ينظر إلى رجل من
أهل (180 / 2) الجنة، فلينظر إلى الحسن بن علي))، فإني سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله.
193

2238 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، قال:
كنت أمشي مع الحسن في طريق المدينة، فلقينا أبا هريرة فقال
للحسن: اكشف لي عن بطنك، فداك أبي حتى أقبل حيث رأيت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبله.
194

قال: فكشف عن بطنه فقبل سرته، ولو كانت من العورة ما
كشفها.
2239 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا يحيى بن آدم، حدثنا شريك، عن ابن عون... فذكر
بإسناده نحوه.
195

2240 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا عفان، أنبأنا وهيب بن خالد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم،
عن سعيد بن أبي راشد،
عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طعام دعوا
إليه، فإذا حسين مع الصبيان يلعب، فاستنتل أمام القوم، ثم بسط
يده، فطفق الصبي يفر هاهنا مرة "، وهاهنا مرة " وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى تحت قفاه، ثم قنع رأسه فوضع فاه
على فيه فقبله وقال: ((حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب
196

حسينا "، حسين سبط من الأسباط)).
197

2241 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا
عمارة بن زاذان، حدثنا ثابت.
عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور
النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن له، فكان في يوم أم سلمة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((احفظي علينا الباب، لا يدخل علينا أحد)) فبينا هي على الباب إذ دخل
الحسين بن علي، فطفر، فاقتحم، ففتح الباب، فدخل، فجعل يتوثب
على ظهر النبي - صلى الله عليه وسلم -، وجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يتلثمه ويقبله، فقال له
الملك: أتحبه؟ قال: ((نعم)). قال: أما إن أمتك ستقتله، إن شئت
أريتك المكان الذي يقتل فيه. قال: ((نعم)). فقبض قبضة من المكان
الذي يقتل فيه، فأراه إياه فجاء بسهلة أو تراب أحمر، فأخذته أم سلمة
198

فجعلته في ثوبها. قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء.
2242 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
الحسن بن محمد ابن الصباح، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا يحيى بن
إسماعيل بن سالم، عن الشعبي قال:
بلغ ابن عمر - وهو بمال له - أن الحسين بن علي قد توجه إلى
العراق. فلحقه على مسيرة يومين أو ثلاثة، فقال: إلى أين؟ فقال: هذه
كتب أهل العراق وبيعتهم، فقال: لا تفعل، فأبى. فقال له ابن عمر:
إن جبريل - عليه السلام - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فخيره بين الدنيا والآخرة،
199

فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنكم بضعة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كذلك يريده بكم، فأبى فاعتنقه ابن عمر وقال: استودعتك الله،
والسلام.
2243 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، عن خلاد بن
أسلم، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا هشام بن حسان، (181 / 1) عن
حفصة، قالت:
200

حدثني أنس بن مالك قال: كنت عند ابن زياد إذ جيء برأس
الحسين، فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا حسنا "،
فقلت: أما إنه كان من أشبههم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
16 - باب فضل أهل البيت
2244 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا مالك بن إسماعيل، عن أسباط بن نصر، عن السدي، عن صبيح
مولى أم سلمة.
عن زيد بن أرقم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لفاطمة والحسن
والحسين: ((أنا حرب لمن حاربكم، وسلم لمن سالمكم)).
201

2245 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، قالا: حدثنا
الأوزاعي، عن شداد أبي عمار.
عن واثلة بن الأسقع قال: سألت عن علي في منزله فقيل لي:
ذهب يأتي برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جاء فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ودخلت، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الفراش، وأجلس فاطمة عن
يمينه، وعليا " عن يساره، وحسنا " وحسينا " بين يديه، وقال: ((إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ") [الأحزاب: 33]
اللهم هؤلاء أهل بيتي. قال واثلة فقلت من ناحية البيت: وأنا يا رسول
الله من أهلك؟. قال: ((وأنت من أهلي)). قال واثلة: [إنها] لمن
أرجى ما أرتجي.
203

2246 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة، حدثنا
هشام بن عمار، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا سليم بن حيان، عن أبي
المتوكل الناجي.
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي
نفسي بيده لا يبغضنا - أهل البيت - رجل إلا أدخله الله النار)).
205

17 - باب ما جاء في صفية رضي الله عنها
2247 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا نصر بن علي
الجهضمي، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان الثوري، عن هشام
ابن عروة، عن أبيه.
عن عائشة قالت: كانت صفية من الصفي.
206

2248 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن عبد
الملك بن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ثابت.
عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: ابنة يهودي، فدخل
عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما يبكيك؟)). قالت:
قالت لي حفصة بنت يهودي. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنك لابنة نبي، وإن
عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، فما يفخر عليك)). ثم قال - صلى الله عليه وسلم -:
((اتقي الله يا حفصة)).
207

18 - باب في أم الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي أرضعته
2249 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عمرو بن الضحاك بن مخلد،
حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان، حدثنا عمارة بن ثوبان.
أن أبا الطفيل أخبره: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان بالجعرانة يقسم لحما "
وأنا يومئذ غلام أحمل عضو البعير، قال: فأقبلت امرأة بدوية. فلما
دنت من النبي - صلى الله عليه وسلم - بسط لها رداءه، فجلست عليه، فسألت من هذه؟.
قالوا: أمه التي أرضعته (181 / 2).
19 - باب في فضل أبي طلحة رضي الله عنه
2250 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا الحسن بن
عيسى، حدثنا ابن المبارك، أنبأنا حميد.
عن أنس بن مالك أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع رأسه من خلفه لينظر أين يقع
نبله، فيتطاول أبو طلحة بصدره يقي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: هكذا يا
208

نبي الله جعلني الله فداك، نحري دون نحرك.
2251 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي،
حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت.
عن أنس: أن أبا طلحة قرأ (سورة براءة) فأتى على هذه الآية
(انفروا خفافا " و ثقالا ") [التوبة: 41] فقال: ألا أرى ربي يستنفرني
شابا " وشيخا "؟، جهزوني.
فقال له بنوه: قد غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قبض،
وغزوت مع أبي بكر حتى مات، وغزوت مع عمر، فنحن نغزو عنك،
فجهزوه وركب البحر فمات، فما وجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد
سبعة أيام، فلم يتغير.
209

20 - باب في فضل عبد الله بن مسعود
وعبد الله بن سلام وغيرهما
2252 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن ربيعة بن
يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة:
أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة قالوا: يا أبا عبد الرحمن
أوصنا.
قال: أجلسوني ثم قال: إن العلم والإيمان مظانهما، من
التمسهما وجدهما - أو العلم والإيمان مكانهما، من التمسهما وجدهما -
فالتمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان
الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام الذي كان
يهوديا " فأسلم، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنه عاشر عشرة
في الجنة)).
210

21 - باب فضل عبد الله بن سلام
2253 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا شيبان بن أبي شيبة،
حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، وحميد.
عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة وعبد الله بن سلام
في نخل له، فأتى عبد الله بن سلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني سائلك
عن أشياء لا تعلمها، فإن أنت أخبرتني بها آمنت بك. فسأله عن الشبه،
وعن أول شيء يحشر الناس، وعن أول شيء يأكله أهل الجنة.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أخبرني بهن جبريل آنفا ")). قال: ذلك
عدو اليهود.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما الشبه إذا سبق ماء الرجل ماء
المرأة، ذهب بالشبه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل ذهبت بالشبه،
وأول شيء يحشر الناس نار تخرج من قبل المشرق فتحشر الناس إلى
211

المغرب، وأول شيء يأكله أهل الجنة رأس ثور وكبد حوت)). ثم قال:
يا رسول الله إن اليهود (182 / 1) قوم بهت، وإنهم إن سمعوا بإيماني
بك بهتوني ووقعوا في، فأخبأني، وابعث إليهم، فبعث إليهم فجاءوا،
فقال: ((ما عبد الله بن سلام؟)). قالوا: سيدنا وابن سيدنا، وعالمنا وابن
عالمنا، وخيرنا وابن خيرنا. فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أرأيتم إن أسلم،
أتسلمون؟)). فقالوا: أعاذه الله أن يفعل ذلك، ما كان ليفعل. فقال:
((اخرج يا ابن سلام)) [فخرج] فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد
أن محمدا " رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا، وجاهلنا وابن جاهلنا.
فقال: ألم أخبرك يا رسول الله أنهم قوم بهت؟!.
2254 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
212

إبراهيم الحنظلي، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن
عاصم بن أبي النجود، عن مصعب بن سعد.
عن أبيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتي بقصعة فأصاب منها، ففضلت
فضلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يطلع رجل من هذا الفج يأكل هذه
القصعة من أهل الجنة)). فقال سعد: وكنت تركت أخي عميرا " يتطهر،
فقلت: هو أخي. فجاء عبد الله بن سلام فأكلها.
22 - باب ما جاء في فضل سلمان الفارسي
2255 - أخبرنا أبو يزيد خالد بن النضر بن عمرو القرشي
بالبصرة، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الله بن رجاء، أنبأنا
إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي قرة الكندي.
عن سلمان قال: كان أبي من أبناء الأساورة، وكنت أختلف إلى
الكتاب، وكان معنا غلامان إذا رجعا من الكتاب، دخلا على قس.
فدخلت معهما فقال لهما: ألم أنهكما أن تأتياني بأحد؟.
قال: فكنت أختلف إليه حتى كنت أحب إليه منهما، فقال لي: يا
سلمان إذا سألك أهلك: من حبسك؟ فقل: معلمي. وإذا سألك
213

معلمك: من حبسك؟ فقل أهلي. وقال لي: يا سلمان إني أريد أن
أتحول. قلت: أنا معك.
قال: فتحول، فأتى، قرية "، فنزلها، وكانت امرأة تختلف إليه،
فلما حضر قال: يا سلمان احتفر. قال: فحفرت، فاستخرجت جرة " من
دراهم.
قال: صبها على صدري فصببتها، فجعل يضرب بيده على صدره
ويقول: ويل للقس. فمات. فنفخت في بوقهم ذلك، فاجتمع
القسيسون والرهبان، فحضروه.
قال: فهممت بالمال أن أحتمله. ثم إن الله صرفني عنه. فلما
اجتمع القسيسون والرهبان قلت: إنه قد ترك مالا ". فوثب شباب من أهل
القرية وقالوا: هذا مال أبينا كانت سريته تأتيه، فأخذوه. فلما دفنوه
قلت: يا معشر القسيسين دلوني على عالم أكون معه. قالوا: ما نعلم
في الأرض أعلم من رجل كان يأتي بيت المقدس، وإن انطلقت الآن
وجدت حماره على باب بيت المقدس، فانطلقت فإذا أنا بحماره،
فجلست عنده حتى خرج. فقصصت عليه القصة، فقال: اجلس حتى
أرجع إليك.
قال: فلم أره إلى الحول، كان لا يأتي بيت المقدس إلا في كل
سنة، في ذلك الشهر. فلما جاء قلت: ما صنعت (182 / 2) بي؟ قال:
214

وإنك لها هنا؟. بعد قلت: نعم. قال: لا أعلم في الأرض أحدا " أعلم
من يتيم خرج في أرض تهامة، وإن تنطلق الآن، توافقه، وفيه ثلاث:
يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة. وعند غضروف كتفه اليمنى خاتم النبوة
مثل بيضة لونها لون جلده. وإن انطلقت الآن، وافقته.
فانطلقت ترفعني أرض وتخفضني أخرى حتى أصابني قوم من
الأعراب، فاستعبدوني، فباعوني حتى وقعت إلى المدينة فسمعتهم
يذكرون النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان العيش عزيزا "، فسألت أهلي أن يهبوا لي
يوما "، ففعلوا، فذهبت، فاحتطبت، فبعته بشيء يسير، ثم جئت به
فوضعته بين يديه، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما هذا؟)). فقلت: صدقة. فقال
لأصحابه: ((كلوا))، وأبى أن يأكل. قلت: هذه واحدة.
ثم مكثت ما شاء الله، ثم استوهبت أهلي يوما " فوهبوا لي يوما "،
فانطلقت. فاحتطبت فبعته بأفضل من ذلك، فصنعت طعاما " فأتيته به،
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما هذا؟)). قلت: هدية. فقال بيده: ((بسم الله، خذوا))،
فأكل وأكلوا معه.
وقمت إلى خلفه فوضع رداءه. وإذا خاتم النبوة كأنه بيضة.
قلت: أشهد أنك رسول الله. قال: ((وما ذاك؟)). فحدثته،
215

فقلت: يا رسول الله، القس يدخل الجنة؟ فإنه زعم أنك نبي؟. قال:
((لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة)).
قلت: يا رسول الله، أخبرني أنك نبي؟. قال: ((لن يدخل
الجنة إلا نفس مسلمة)).
216

23 - باب فضل أبي هريرة
2256 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا ابن علية، عن الجريري.
220

عن مضارب بن حزن قال: بينا أنا أسير من الليل إذا رجل يكبر،
فألحقته بعيري، فقلت: من هذا المكبر؟ قال: أبو هريرة،
قلت: ما هذا التكبير؟. قال: شكرا ". قلت: على مه؟ قال: على أني كنت أجيرا " لبسرة بنت غزوان بعقبة رجلي وطعام بطني، فكان
القوم إذا ركبوا سقت لهم، وإذا نزلوا خدمتهم، فزوجنيها الله، فهي امرأتي اليوم، فإذا ركب القوم، ركبت، وإذا نزلوا، خدمت.
221

2257 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، حدثنا
معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب، عن أبيه، عن جده.
عن أبي بن كعب، قال: كان أبو هريرة جريئا " على النبي - صلى الله عليه وسلم -،
يسأله عن أشياء لا نسأله عنها.
222

24 - باب فضل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
2258 - أخبرنا محمد بن نصر بن نوفل بمرو، حدثنا أبو داود
السنجي سليمان بن معبد، أنبأنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن
عمار، حدثنا أبو زميل، عن مالك بن مرثد، عن أبيه قال:
قال أبو ذر: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تقل الغبراء، ولا تظل
الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفى من أبي ذر، شبيه عيسى
(183 / 1) ابن مريم)). على نبينا وعليه السلام. قال فقام عمر بن
الخطاب - رضي الله عنه - فقال: يا نبي الله، أفنعرف ذلك له؟. قال:
نعم، فاعرفوا له)).
223

2259 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة، حدثنا
العباس بن عبد العظيم العنبري، حدثنا النضر بن محمد اليمامي،
حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي زميل.. فذكر بإسناده نحوه باختصار،
إلا أنه قال: ((ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة
أصدق منك يا أبا ذر)).
2260 - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا علي بن المديني، حدثنا يحيى
ابن سليم، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن مجاهد، عن إبراهيم
ابن الأشتر، عن أبيه.
عن أم ذر قالت: لما حضر أبا ذر الوفاة بكيت، فقال: ما
يبكيك؟. فقلت: ومالي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض وليس
عندي ثوب يسعك كفنا "، ولا يدان لي في تغييبك.
قال: أبشري ولا تبكي، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا
224

يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران ويحتسبان فيريان
النار أبدا ")).
وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لنفر أنا فيهم: ((ليموتن رجل
منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المسلمين))، وليس من أولئك
النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة، فأنا ذلك الرجل، والله ما
كذبت ولا كذبت، فأبصري الطريق. فقلت: أني!... وقد ذهب
الحاج وتقطعت الطرق؟!. فقال: اذهبي فتبصري.
قالت: فكنت أشتد إلى الكثيب أتبصر ثم أرجع فأمرضه،
فبينما هو وأنا كذلك إذا أنا برجال على رحالهم كأنهم الرخم، تخب بهم
رواحلهم.
قالت: فأسرعوا إلي حتى وقفوا علي، فقالوا: يا أمة الله، مالك؟ قلت: امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه. قالوا: ومن هو؟ قلت: أبو
ذر، قالوا: صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. قلت: نعم. ففدوه بآبائهم
225

وأمهاتهم، وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه، فقال لهم: أبشروا، فإني
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لنفر أنا فيهم: ((ليموتن رجل منكم بفلاة
من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين))، وليس من أولئك النفر رجل
إلا وقد هلك في جماعة، والله ما كذبت ولا كذبت، إنه لو كان عندي
ثوب يسعني كفنا " لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها، فإني
أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل كان أميرا "، أو عريفا "، أو بريدا "، أو
نقيبا ". فليس من أولئك النفر أحد إلا وقد قارف بعض ما قال، إلا فتى من
الأنصار، قال: أنا صاحبك، أكفنك يا عم، أكفنك في ردائي، وفي
ثوبين في عيبتي من غزل أمي. قال: أنت فكفني. فكفنه الأنصاري
لا النفر الذين حضروا وقاموا عليه في نفر كلهم يمان.
226

2261 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح، أنبأنا يحيى بن سليم.
قلت: فذكر بإسناده نحوه.
25 - باب فضل أبو موسى والأشعريين رضي الله عنهم
2262 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا سعيد بن يحيى بن (183 / 2)
227

سعيد الأموي، حدثنا أبي، حدثنا طلحة بن يحيى، عن أبي بردة بن
أبي موسى.
عن أبيه قال: خرجنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البحر حتى إذا
جئنا مكة وأخوتي معي في خمسة من الأشعريين وستة من عك، قال أبو موسى فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن للناس هجرة " واحدة "
ولكم هجرتان)).
228

2263 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد، حدثنا
سريج بن يونس، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عمرة.
عن عائشة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمع قراءة أبي موسى
الأشعري، قال: ((لقد أوتي هذا من مزامير آل داود)).
229

2264 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن
وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب: أن أبا سلمة بن عبد
الرحمن أخبره.
أن أبا هريرة حدثه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قراءة أبي موسى
الأشعري قال: ((لقد أوتي هذا من مزامير آل داود)).
230

قال أبو سلمة: وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه يقول لأبي
موسى - وهو جالس في المجلس - يا أبا موسى ذكرنا ربنا، فيقرأ عنده
أبو موسى وهو جالس في المجلس ويتلاحن.
2265 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا أحمد بن
سعيد الهمداني، حدثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن
حميد الطويل.
عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقدم عليكم قوم
231

أرق منكم قلوبا ")). فقدم الأشعريون وفيهم أبو موسى، فكانوا أول من
أظهر المصافحة في الإسلام، فجعلوا حين دنوا المدينة يرتجزون
فيقولون:
غدا " نلقى الأحبة * محمدا " وحزبه
2266 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا يزيد بن هارون، عن حميد.. فذكر نحوه.
26 - باب فضل أشج عبد القيس
2267 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست، حدثنا
محمد بن عبد الله بن بزيع، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا قرة بن خالد،
عن أبي جمرة.
عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للأشج أشج عبد القيس:
((إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة)).
232

قلت: وقد ورد هذا من حديث الأشج نفسه في حديث طويل في
الأوعية.
233

27 - باب ما جاء في فضل جليبيب
2268 - أخبرنا عبد الله بن الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم،
أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ثابت.
عن أنس بن مالك قال خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جليبيب
امرأة من الأنصار إلى أبيها فقال: حتى أستأمر أمها، قال: ((نعم إذا ")).
فذهب إلى امرأته، فذكر ذلك لها، فقالت: لاها الله إذا "، وقد منعناها
فلانا " وفلانا ".
قال: والجارية في خدرها تسمع، فقالت الجارية: أتردون على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره؟ إن كان قد رضيه لكم فأنكحوها.
قال: فكأنما جلت عن أبويها، قالا: صدقت. فذهب (184 / 1)
أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن رضيته لنا، رضيناه؟.
قال: ((فإني أرضاه)). فزوجها. ففزع أهل المدينة، وخرجت امرأة
234

جليبيب وقتها فوجدت زوجها قد قتل وتحته قتلى من المشركين قتلهم.
قال أنس: فما رأيت بالمدينة بنتا " أنفق منها.
2269 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن كنانة بن
نعيم العدوي.
عن أبي برزة الأسلمي: أن جليبيبا " كان امرأ " من الأنصار، وكان
يدخل على النساء، وكان يتحدث إليهن.
قال أبو برزة: فقلت لامرأتي: لا يدخلن عليكم جليبيب. قال:
وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى
يعلم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها حاجة أم لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات
235

يوم لرجل من الأنصار: ((زوجني ابنتك)). قال: نعم ونعمى عين. قال:
((إني لست لنفسي أريدها)). قال: فلمن؟. قال: ((لجليبيب)). قال: يا
رسول الله، حتى أستأمر أمها، فأتاها فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب
ابنتك. قالت: نعم ونعمى عين. قال: إنه ليست لنفسه يريدها. قالت:
فلمن يريدها؟. قال: لجليبيب. قالت: حلقا " لجليبيب. قالت: لا
لعمر الله، لا أزوج جليبيبا ". فلما قام أبوها ليأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت الفتاة
من خدرها لأبيها: من خطبني إليكما؟. قالا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت:
أتردون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره، ادفعوني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فإنه لن يضيعني. فذهب أبوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: شأنك بها،
فزوجها جليبيبا ".
قال حماد: قال إسحاق بن أبي طلحة: هل تدري ما دعا لها به
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وما دعا لها به؟ قال: ((اللهم صب الخير
عليها صبا "، ولا تجعل عيشها كدا ")).
236

قال ثابت: فزوجها إياه، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاته قال:
((تفقدون من أحد؟)). قالوا نفقد فلانا " ونفقد فلانا " ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: ((هل
تفقدون من أحد؟)). قالوا: لا. قال: ((لكني أفقد جليبيبا "، فاطلبوه في
القتلى)). فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ((أقتل سبعة ثم قتلوه؟ هذا مني وأنا منه)) - يقولها سبعا " -
فوضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ساعديه ما له سرير إلا ساعدي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وضعه في قبره.
قال ثابت: وما كان في الأنصار أيم أنفق منها.
237

28 - باب فضل ثابت بن قيس
2270 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حبان، أنبأنا عبد الله،
أنبأنا يونس، عن ابن شهاب، عن إسماعيل بن ثابت.
238

أن ثابت بن قيس الأنصاري قال: يا رسول الله، لقد خشيت أن
أكون قد هلكت؟. قال: ((لم؟)). قال: قد نهانا الله أن نحمد بما لم
نفعل. وأجدني أحب (184 / 2) الحمد. ونهانا الله عن الخيلاء،
وأجدني أحب الجمال، ونهانا أن نرفع صوتنا فوق صوتك، وأنا امرؤ
جهير الصوت.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا ثابت، ألا ترضى أن تعيش حميدا "،
وتقتل شهيدا "، وتدخل الجنة؟)). قال: بلى، يا رسول الله.
قال: فعاش حميدا "، وقتل شهيدا " يوم مسيلمة الكذاب.
239

29 - باب فضل أبي الدحداح
2271 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا
أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت.
عن أنس بن مالك قال: أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول
الله، إن لفلان نخلة، وأنا أقيم حائطي بها، فمره يعطيني أقيم بها
حائطي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أعطه إياها بنخلة في الجنة))، فأبى،
فأتاه أبو الدحداح، فقال: بعني نخلتك بحائطي، ففعل، فأتى أبو
الدحداح النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إني ابتعت النخلة
بحائطي، فاجعلها له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كم من عذق دواح،
لأبي الدحداح في الجنة)) - مرارا " - فأتى أبو الدحداح امرأته فقالت: يا أم
الدحداح اخرجي من الحائط فقد بعته بنخلة في الجنة. فقالت: ربح
السعر.
242

30 - باب فضل حارثة الأنصاري
2272 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، أنبأنا حبان بن
موسى، حدثنا عبد الله، أنبأنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت.
عن أنس قال: انطلق حارثة ابن عمتي نظارا " يوم بدر، فانطلق
لقتال، فأصابه سهم، فقتله، فجاءت عمتي أمه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقالت: يا رسول الله، ابني حارثة إن يكن في الجنة، أصبر وأحتسب،
وإلا فسترى ما أصنع. فقال لها: ((يا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن
حارثة في الفردوس الأعلى)).
243

قلت: وله طريق في سؤال الجنة، في الأدعية.
31 - باب فضل عمرو بن أخطب
2273 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي، حدثنا
أحمد بن منصور زاج، حدثنا علي بن الحسين بن شقيق، وعلي بن
الحسين بن واقد، قالا: حدثنا الحسين بن واقد، حدثني أبو نهيك،
حدثني عمرو بن أخطب، قال: استسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتيته
بإناء فيه ماء وفيه شعرة، فرفعتها، فناولته، فنظر إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: ((اللهم جمله)). قال: فرأيته وهو ابن ثلاث وتسعين، وما في رأسه
ولحيته شعرة بيضاء.
244

2274 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عمرو بن
الضحاك بن مخلد، حدثنا أبي، حدثنا عزرة بن ثابت، أنبأنا علباء بن
أحمر،
عن أبي زيد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح وجهه، ودعا له
بالجمال.
245

2275 - أخبرنا أحمد بن يحيى بتستر، حدثنا زيد بن أخزم،
حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا قرة بن خالد، عن أنس بن سيرين.
عن أبي زيد بن أخطب...
قلت: فذكر (185 / 1) نحوه.
32 - باب فضل زاهر بن حرام
2276 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ثابت.
عن أنس بن مالك: أن رجلا " من أهل البادية يقال له زاهر بن
حرام كان يهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم - الهدية. ويجهزه إذا أراد أن يخرج، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((زاهر باديتنا، ونحن حاضروه)).
246

قال فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه والرجل لا
يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟. فالتفت إليه، فلما عرف أنه
النبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يلزق ظهره بصدره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من
يشتري هذا العبد؟)). فقال زاهر: تجدني يا رسول الله كاسدا " فقال:
((لكنك عند الله لست بكاسد)). أو قال - صلى الله عليه وسلم - ((بل أنت عند الله
غال)).
33 - باب فضل عمرو بن العاص
2277 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا وكيع، عن موسى بن علي، عن أبيه، قال:
247

سمعت عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عمرو،
اشدد عليك سلاحك وثيابك)). قال: ففعلت، ثم أتيته فوجدته يتوضأ،
فرفع رأسه، فصعد في البصر وصوبه ثم قال: ((يا عمرو، إني أريد أن
أبعثك وجها " يسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة "
صالحة ")).
قال: قلت: يا رسول الله، لم أسلم رغبة " في المال، إنما أسلمت
رغبة " في الجهاد والكينونة معك)). قال: ((يا عمرو، نعما المال
الصالح للرجل الصالح)).
34 - باب ما جاء في معاوية
2278 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة، حدثنا العباس بن عبد العظيم
العنبري، وأحمد بن سنان، قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن
248

معاوية بن صالح، عن يونس بن سيف، عن الحارث بن زياد، عن
أبي رهم السمعي.
عن العرباض بن سارية السلمي قال: سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اللهم علم معاوية الكتاب والحساب، وقه
العذاب)).
249

35 - باب ما جاء في عدي بن حاتم
2279 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن بشار،
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال:
سمعت عباد بن حبيش يحدث.
عن عدي بن حاتم قال: جاءت خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [أو رسل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخذوا عمتي وناسا "، فلما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم -
وصفوا له، قالت: يا رسول الله نأى الوافد، وانقطع الوالد، وأنا عجوز
كبيرة ما بي من خدمة، فمن علي، من الله عليك.
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من وافدك؟)) قالت: عدي بن حاتم. قال: ((الذي
فر من الله ورسوله؟)). قالت: فمن علي. قالت: فلما رجع ورجل إلى
جنبه، ترى أنه علي، قال: سليه حملانا ". قال فسألته فأمر لها.
قالت: فأتيته فقلت: لقد فعلت فعلة " ما كان أبوك يفعلها، فأته
راغبا " (185 / 2) أو راهبا "، فقد أتاه فلان فأصاب منه، وأتاه فلان فأصاب
منه. فأتيته، فإذا عنده امرأة وصبيان - أو صبي - ذكر قربهم من
النبي - صلى الله عليه وسلم - فعلمت أنه ليس بملك كسرى ولا قيصر، فقال لي: ((يا
254

عدي بن حاتم، ما أقرك أن تقول: لا إله إلا الله؟ فهل من إله إلا
الله؟)).
ما أقرك أن تقول: الله أكبر؟ فهل من شيء هو أكبر من الله؟)).
قال: فأسلمت، ورأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استبشر وقال:
((إن المغضوب عليهم: اليهود. والضالين: النصارى)).
2280 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم المروزي، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن
أبي عبيدة بن حذيفة، عن الشعبي قال: [كنت] أسأل عن عدي بن
حاتم وهو إلى جنبي لا آتيه فأسأله؟ فأتيته. فسألته عن بعث رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - حيث بعث.
قال: فكرهته أشد ما كرهت شيئا " قط. فانطلقت حتى كنت في
أقصى الأرض مما يلي الروم، فقلت: لو أتيت هذا الرجل، فإن كان
كاذبا " لم يخف علي، وإن كان صادقا " اتبعته، فأقبلت، فلما قدمت
المدينة، استشرف لي الناس وقالوا: جاء عدي بن حاتم، جاء عدي
ابن حاتم.
255

قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عدي بن حاتم أسلم تسلم)).
قال: فقلت: إن لي دينا ". قال: ((أنا أعلم بدينك - مرتين أو ثلاثا " -
ألست ترأس قومك؟)). قلت: بلى. قال: ((ألست تأكل المرباع))
قلت: بلى. قال: ((فإن ذلك لا يحل لك في دينك)). قال: فتضعضعت
لذلك، ثم قال: ((يا عدي بن حاتم أسلم، تسلم، فإني قد - أو قد -
أرى - أو كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مما يمنعك أن تسلم خصاصة " تراها
بمن حولي، وتوشك الظعينة أن ترتحل من الحيرة بغير جوار حتى
تطوف بالبيت، ولتفتحن علينا كنوز كسرى بن هرمز، وليفيضن المال
حتى يهم الرجل من يقبل منه ماله صدقة ")).
قال عدي: فقد رأيت الظعينة ترتحل من الحيرة بغير جوار حتى
تطوف بالبيت، وكنت في أول خيل أغارت على المدائن على كنوز
كسرى بن هرمز، وأحلف بالله لتجيئن الثالثة، إنه لقول رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -.
256

36 - باب في ثمامة بن أثال الحنفي
2281 - أخبرنا أبو عروبة، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا عبد
الرزاق، أنبأنا عبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري.
عن أبي هريرة: أن ثمامة بن أثال الحنفي أسر، فكان النبي
- صلى الله عليه وسلم - يعود إليه فيقول: ((ما عندك يا ثمامة؟)). فيقول: إن تقتل، تقتل ذا
دم، وإن تمن، تمن على شاكر، وإن ترد المال، تعط ما شئت.
قال: فكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبون الفداء ويقولون: ما
نصنع بقتل هذا؟ فمر به (186 / 1) النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما " فأسلم، فبعث به
إلى حائط أبي طلحة، فأمره أن يغتسل، فاغتسل وصلى ركعتين، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد حسن إسلام صاحبكم)).
259

قلت: بعضه في الصحيح.
37 - باب فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم
2282 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة
قال:
خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام
في مثل مقامي هذا فقال: ((أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم
يفشو الكذب حتى يحلف الرجل على اليمين قبل أن يستحلف عليها،
ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد عليها، فمن أحب منكم أن ينال
بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين
أبعد. ألا لا يخلون رجل بامرأة، فإن ثالثهما الشيطان، ألا ومن كانت
تسوؤه سيئته، وتسره حسنته، فهو مؤمن)).
261

2283 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا علي بن حمزة المعولي،
263

حدثنا جرير بن حازم، عن عبد الملك بن عمير.. فذكر بإسناده
نحوه.
2284 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه، حدثنا
إبراهيم بن سعد، حدثني عبيدة بن أبي رائطة، عن عبد الله بن عبد
الرحمن.
264

عن عبد الله بن المغفل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الله الله في
أصحابي، لا تتخذوهم غرضا "، من أحبهم، فبحبي أحبهم ومن
أبغضهم، فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم، فقد آذاني، ومن آذاني، فقد
آذى الله، ومن آذى الله، يوشك أن يأخذه)).
265

2285 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، حدثنا هلال بن يساف قال:
سمعت عمران بن حصين يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير
الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)).
267

2286 - أخبرنا أبو عروبة، حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة،
حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة،
عن عاصم، عن خيثمة بن عبد الرحمن،
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير الناس
قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي
قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، وشهادتهم أيمانهم)).
270

قلت: ويأتي أحاديث في قوله: ((طوبى لمن رآني وآمن بي)). في
باب بعد هذا بقليل.
2287 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا
أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل.
عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((المهاجرون
والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاء من
271

قريش، والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في الدنيا
والآخرة)).
272

38 - باب فضل قريش
2288 - أخبرنا أحمد بن (186 / 2) علي بن المثنى حدثنا
إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص بن
عمر بن موسى، قال: [سمعت أبي محمد بن حفص بن عمر بن موسى،
قال]: سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسى يقول: حدثنا ربيعة
ابن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن عمرو بن عثمان قال:
قال لي أبي عثمان بن عفان: أي بني، إن وليت من أمر المسلمين
شيئا "، فأكرم قريشا "، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من أهان
قريشا "، أهانه الله)).
273

2289 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا أحمد بن
عبد الله بن يونس، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن طلحة بن
عبد الله بن عوف، عن عبد الرحمن بن الأزهر - أو زاهر، الشك من
أحمد بن عبد الله بن يونس، والصواب هو الأزهر -.
عن جبير بن مطعم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((للقرشي قوة
الرجلين من غير قريش)). فسأل سائل ابن شهاب: ما يعنى بذلك؟.
قال: نبل الرأي.
275

2290 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أنبأنا يونس، عن ابن شهاب، حدثني يزيد بن
وديعة الأنصاري.
أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((الأنصار أعفة
صبر، والناس تبع لقريش في هذا الأمر: مؤمنهم تبع مؤمنهم،
وفاجرهم تبع فاجرهم)).
276

39 - باب فضل الأنصار
2291 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان، حدثنا أبي،
حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن عمرو، عن سعيد بن المنذر بن
أبي حميد، عن حمزة بن أبي أسيد قال:
سمعت الحارث بن زياد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحب الأنصار، أحبه الله يوم يلقاه، ومن أبغض
الأنصار، أبغضه الله يوم يلقاه)).
277

2292 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن همام بن منبه.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لولا الهجرة لكنت
امرأ من الأنصار، ولو يندفع [الناس] شعبا "، والأنصار في شعبهم،
لاندفعت مع الأنصار في شعبهم)).
279

2293 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا يحيى بن
أيوب المقابري، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني حميد.
عن أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج يوما " عاصبا " رأسه،
فتلقاه ذراري الأنصار وخدمهم - ما هم بوجوه الأنصار يومئذ - فقال:
((والذي نفسي بيده إني لأحبكم - مرتين أو ثلاثا ")). ثم قال: ((إن الأنصار
قد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي عليكم، فأحسنوا إلى محسنهم،
وتجاوزوا عن مسيئهم)).
280

2294 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا مصعب بن
عبد الله بن مصعب الزبيري، حدثني أبي، عن قدامة بن إبراهيم، قال:
رأيت الحجاج يضرب عباس بن سهل في أمر ابن الزبير.
فأتاه سهل بن سعد، وهو شيخ كبير له ضفيرتان، وعليه ثوبان:
(187 / 1) إزار ورداء، فوقف بين السماطين فقال: يا حجاج، ألا
تحفظ فينا وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟. فقال: وما أوصى به رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فيكم؟. قال: أوصى أن يحسن إلى محسن الأنصار، ويعفى عن
مسيئهم.
2295 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا هشام بن هارون الأنصاري، حدثني معاذ
ابن رفاعة الزرقي،
عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللهم اغفر للأنصار،
281

ولذراري الأنصار، ولذراري ذراريهم، ولمواليهم، ولجيرانهم)).
282

2296 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة، وعدة قالوا: حدثنا يحيى بن
حبيب بن عربي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا هشام بن حسان، عن
هشام بن عروة، عن أبيه.
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ضر امرأة نزلت بين
بيتين من الأنصار أو نزلت بين أبويها)).
2297 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة، حدثنا محمد بن الصباح،
حدثنا عاصم بن سويد بن زيد بن جارية، حدثنا يحيى بن سعيد
الأنصاري.
283

عن أنس بن مالك قال: أتى أسيد بن حضير الأشهلي النقيب إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر له أهل بيت من الأنصار فيهم حاجة،
قال: وقد كان قسم طعاما "، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((تركتنا حتى ذهب
ما في أيدينا، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فأذكرني - أو قال: فأذكر لي -
أهل ذلك البيت)).
قال فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر: شعير وتمر، قال: وجل
أهل ذلك البيت نسوة،
قال: فقسم في الناس، وقسم في الأنصار فأجزل وقسم في أهل
ذلك البيت فأجزل. فقال له أسيد بن حضير يشكر له: جزاك الله عنا يا
نبي الله أطيب الجزاء - أو قال خير الجزاء - فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وأنتم معشر
الأنصار فجزاكم الله أطيب الجزاء - أو قال: خيرا " - فإنكم ما علمتكم -
أعفة صبر، وسترون بعدي أثرة في الأمر والعيش، فاصبروا حتى
تلقوني على الحوض)).
284

2298 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا زكريا بن يحيى
زحمويه، حدثنا ابن أبي زائدة، حدثنا محمد بن إسحاق، عن حصين بن
عبد الرحمن، عن محمود بن لبيد، عن ابن شفيع - وكان طبيبا " - قال:
دعاني أسيد بن حضير، فقطعت له عرق النساء، فحدثني
بحديثين قال: أتاني أهل بيتين من قومي: أهل بيت من بني ظفر، وأهل
بيت من بني معاوية فقالوا: كلم النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم لنا - أو يعطينا -،
فكلمت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((نعم أقسم لكل أهل بيت منهم شطرا "،
وإن عاد الله علينا، عدنا عليهم)).
قال: قلت: جزاك الله خيرا " يا رسول الله، قال: ((وأنتم فجزاكم
285

الله خيرا ". فإنكم - ما علمتكم - أعفة صبر)).
وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إنكم ستلقون أثرة بعدي))،
فلما كان عمر بن (187 / 2) الخطاب - رضي الله عنه - قسم حللا " بين
الناس، فبعث إلي منها بحلة، فاستصغرتها، فأعطيتها ابني، فبينا أنا
أصلي، إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل يجرها،
فذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنكم ستلقون بعدي أثرة ")). فقلت:
صدق الله ورسوله، فانطلق رجل إلى عمر فأخبره، فجاء وأنا أصلي
فقال: يا أسيد. فلما قضيت صلاتي، قال: كيف قلت؟. فأخبرته. قال:
تلك حلة بعثت بها إلى فلان ابن فلان وهو بدري، أحدي، عقبي
فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها، أفظننت أن يكون ذلك في زماني؟. قال:
قلت: والله يا أمير المؤمنين، ظننت أن لا يكون ذلك في زمانك.
286

40 - باب فضل أهل اليمن
2299 - أخبرنا محمد بن عمرو بن عباد ببست أبو علي، حدثنا
أبو سعيد الأشج، حدثنا الحسين بن عيسى الحنفي، حدثنا معمر، عن
الزهري، عن أبي حازم.
عن ابن عباس قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة إذ قال: ((الله
أكبر، الله أكبر، جاء نصر الله والفتح، وجاء أهل اليمن، قوم نقية
قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة
يمانية.
287

41 - باب في بني عامر
2300 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف، حدثنا يوسف بن
موسى، حدثنا وكيع، عن مسعر، عن عون بن أبي جحيفة.
عن أبيه قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا ورجلان من بني عامر،
فقال: ((من أنتم؟)). فقلنا: من بني عامر، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مرحبا " بكم
أنتم مني)).
288

42 - باب في أهل المشرق
2301 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا وهب بن
يحيى بن زمام، حدثنا محمد بن سواء، حدثنا شبيل بن عزرة، عن
أبي جمرة.
عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير أهل المشرق
عبد القيس، أسلم الناس كرها " وأسلموا طائعين)).
289

43 - باب فيمن آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ورآه
ومن آمن به ولم يره
2302 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثني ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن دراجا " حدثه
عن أبي الهيثم.
عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أن رجلا " قال: يا
رسول الله، طوبى لمن رآك وآمن بك. قال: ((طوبى لمن رآني وآمن
بي، وطوبى، ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني)).
290

2303 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا أبو عامر العقدي، حدثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن
أيمن.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((طوبى لمن رآني وآمن
بي، وطوبى - سبع مرات - لمن آمن بي ولم يرني)).
291

44 - باب فضل أمة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -
2304 - أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي
أبو طاهر بأنطاكية، حدثنا محمد بن العلاء بن كريب، حدثنا زيد بن
292

الحباب حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، (188 / 1) عن أبي
حبيبة الطائي.
عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أنا حظكم من
الأنبياء، وأنتم حظي من الأمم)).
293

2305 - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا علي ابن المديني، حدثنا حسين
ابن علي، عن زائدة، عن المختار بن فلفل.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما صدق نبي ما
صدقت، إن من الأنبياء من لم يصدقه من أمته إلا رجل واحد)).
2306 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست، ومحمد
ابن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قالا: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا
خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه.
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي
نفسي بيده، لتدخلن الجنة كلكم، إلا من أبى وشرد على الله كشراد
البعير)). قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى أن يدخل الجنة؟. فقال: ((من
أطاعني، دخل الجنة، ومن عصاني، فقد أبى)).
294

2307 - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك
العيشي، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا موسى بن عقبة، عن
عبيد بن سلمان الأغر، عن أبيه.
عن عمار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مثل أمتي مثل المطر، لا
يدرى أوله خير أو آخره)).
295

45 - باب في عالم المدينة
2308 - أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان، حدثنا إسحاق بن
موسى الأنصاري، قال سألت سفيان بن عيينة - وهو جالس مستقبل
الحجر الأسود - فأخبرني عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي
صالح.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك أن يضرب
الرجل أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجد عالما " أعلم من عالم
المدينة)).
296

46 - باب في ناس من أبناء فارس
2309 - أخبرنا أحمد بن محمد بن عمرو بن بسطام بمرو، حدثنا
حصين بن عبد الحكيم المروزي، حدثنا يحيى بن أبي الحجاج، حدثنا
عوف، عن ابن سيرين.
عن أبي هريرة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لو كان العلم بالثريا
لتناوله ناس من أبناء فارس)).
299

قلت: له في الصحيح: ((لو كان الإيمان)).
300

47 - باب فضل أهل الحجاز
2310 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان، حدثنا محمد
ابن معمر، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير.
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
((غلظ القلوب، والجفاء في أهل المشرق، والإيمان في أرض
الحجاز)).
301

48 - باب ما جاء في الشام وأهله
2311 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث - وذكر ابن سلم
آخر معه - عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شماسة:
أنه سمع زيد بن ثابت يقول: ((قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما " ونحن
عنده: ((طوبى للشام، إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه)).
302

2312 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم، حدثنا الوليد بن مسلم، (188 / 2) حدثنا الأوزاعي، حدثني
يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن سالم بن عبد الله.
عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستخرج عليكم في آخر
الزمان نار من حضرموت تحشر الناس)). قال: قلنا: بما تأمرنا يا رسول
الله؟. قال: ((عليكم بالشام)).
304

2313 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
حدثنا يزيد بن هارون، عن شعبة، عن معاوية بن قرة.
عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا فسد أهل الشام، فلا
خير فيكم)).
305

49 - باب في أهل عمان
2314 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا هدبة بن خالد
القيسي، حدثنا مهدي بن ميمون، حدثنا أبو الوازع جابر بن عمرو.
عن أبي برزة الأسلمي قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا " إلى حي
من أحياء العرب في شيء لا أدري ما قال، فسبوه وضربوه، فرجع إلى
النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكا إليه فقال: ((لكن أهل عمان لو أتاهم رسولي، ما
سبوه ولا ضربوه)).
50 - باب في أهل مصر
2315 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حياة، حدثنا أبو هانئ حميد بن هانئ:
أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن حريث يقولان: إن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم،
306

فاستوصوا بهم خيرا "، فإنهم قوة وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله)). يعني:
قبط مصر.
307

37 - كتاب الأذكار
1 - باب فضل الذكر والذاكرين
2316 - أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصاء أبو الحسن بدمشق،
حدثنا عيسى بن محمد النحاس، حدثنا أيوب بن سويد، عن الأوزاعي،
عن إسماعيل بن عبيد الله، عن كريمة بنت الحسحاس. قالت:
308

سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: ((قال الله تعالى: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)).
310

2317 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا يزيد بن موهب، حدثنا ابن
وهب، حدثنا معاوية بن صالح: أن عمرو بن قيس الكندي حدثه.
عن عبد الله بن بسر قال: جاء أعرابيان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال
أحدهما: يا رسول الله، أخبرني بأمر أتشبث به. قال: ((لا يزال لسانك
رطبا " من ذكر الله تعالى)).
312

2318 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول
ببيروت، حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي، حدثنا الوليد، حدثنا ابن
ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر.
عن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الأعمال
أحب إلى الله تعالى؟. قال: ((أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله)).
313

2319 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن دراجا " حدثه
عن أبي الهيثم.
315

عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليذكرن الله
أقوام في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم (189 / 1) الدرجات
العلا)).
2320 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا أبو الطاهر،
حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج أبي السمح، عن
أبي الهيثم.
عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقول الله
- جل وعلا - سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم)). فقيل: من أهل
الكرم يا رسول الله؟. قال: ((أهل مجالس الذكر في المساجد)).
316

2 - باب فيمن ترك الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
في شيء من أحواله
2321 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا صفوان بن صالح،
حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما جلس قوم مجلسا "
لم يذكروا الله فيه، إلا كان عليهم ترة "، وما مشى أحد ممشى لم يذكر الله
فيه، إلا كان عليه ترة "، وما أوى أحد إلى فراشه ولم يذكر الله فيه، إلا
كان عليه ترة ")).
317

2322 - أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق، حدثنا أحمد
ابن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن
الأعمش، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما قعد قوم مقعدا " لا
يذكرون الله فيه ويصلون على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا كان عليهم حسرة " يوم
القيامة، وإن دخلوا الجنة للثواب)).
322

3 - باب إخفاء الذكر
2323 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن
وهب، أنبأنا أسامة بن زيد: أن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة،
حدثه.
عن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((خير
الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي)).
4 - باب فضل التهليل التسبيح والتحميد
2324 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن
وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن دراجا " حدثه عن أبي الهيثم.
عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((قال
323

موسى: يا رب، علمني شيئا " أذكرك به وأدعوك به)).
قال: ((قل يا موسى: لا إله إلا الله)). قال: يا رب كل عبادك يقول
هذا. قال: ((قل: لا إله إلا الله)). قال: إنما أريد شيئا " تخصني به. قال:
((يا موسى، لو أن السماوات السبع والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا
الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله)).
2325 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا
يحيى بن أبي بكير، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي
مسلم.
324

عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
((إذا قال العبد: لا إله إلا الله، والله أكبر، صدقه ربه، قال: صدق
عبدي، لا إله إلا أنا وأنا أكبر.
وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، صدقه ربه قال: صدق عبدي، لا
إله إلا أنا وحدي.
وإذا قال: لا إله إلا الله لا شريك له، صدقه ربه قال: صدق
عبدي، لا إله إلا أنا لا شريك لي.
وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك، صدقه ربه قال: صدق عبدي،
لا إله إلا أنا لي الملك.
وإذا قال: لا إله إلا الله له (189 / 2) الحمد، صدقه ربه، قال:
صدق عبدي، لا إله إلا أنا، لي الملك ولي الحمد.
وإذا قال: إلا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، صدقه ربه،
وقال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي)).
325

2326 - أخبرنا محمد بن علي الأنصاري من ولد أنس بن مالك
بالبصرة، حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي، حدثنا موسى بن إبراهيم
الأنصاري، قال: سمعت طلحة بن خراش يقول:
سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أفضل
الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)).
326

2327 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين - ناقلة الحسن بن
عيسى - حدثنا شيبان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن حازم، قال: سمعت
زبيدا " الإيامي يحدث عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن
عوسجة.
عن البراء: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء
قدير - عشر مرات - كان كعدل رقبة أو نسمة)).
329

2328 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، وابن جابر،
قالا: حدثنا أبو سلام، قال:
حدثني أبو سلمى راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((بخ بخ - وأشار بيده لخمس - ما أثقلهن في
330

الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد
الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه)).
331

2329 - أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس، حدثنا محمد بن
علي بن الحسن بن شقيق، سمعت أبي يقول: أنبأنا أبو حمزة، عن
الأعمش، عن أبي صالح.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خير الكلام أربع لا
332

يضرك بأيهن بدأت، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله
أكبر)).
333

قلت: له حديث في مسلم غير هذا.
2330 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا حرملة بن
يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث: أن سعيد بن أبي
هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص.
عن أبيها أنه دخل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأة وفي يدها نوى
- أو حصى - تسبح به، فقال لها: ((ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا
- أو أفضل -؟: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما
خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك،
والحمد لله مثل ذلك. ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله
مثل ذلك)).
334

2331 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا علي بن عبد
الرحمن بن المغيرة، حدثنا ابن أبي مريم، أنبأنا يحيى بن أيوب،
حدثني ابن عجلان، عن مصعب بن شرحبيل، عن محمد بن سعد
335

ابن زرارة.
أبي أمامة الباهلي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو يحرك
شفتيه فقال: ((ما تقول يا أبا أمامة؟)). قال: أذكر ربي. قال: ((ألا
(190 / 1) أخبرك بأكثر - أو أفضل - من ذكرك الليل مع النهار، والنهار
مع الليل؟، أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق، وسبحان الله ملء ما
خلق، وسبحان الله عدد ما في الأرض والسماء، وسبحان الله ملء ما في
الأرض والسماء، وسبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله عدد
كل شيء، وسبحان الله ملء كل شيء. وتقول الحمد لله مثل ذلك)).
336

2332 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب،
أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم.
عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((استكثروا
من الباقيات الصالحات)). قيل: وما هن يا رسول الله؟. قال: ((التكبير،
337

والتهليل، والتسبيح، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)).
233 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
محمد بن بشر، قال: سمعت هانئ بن عثمان، عن أمه حميضة بنت ياسر.
338

عن يسيرة - وكانت إحدى المهاجرات - قالت: قال لنا رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكن بالتسبيح، والتهليل، والتقديس، فاعقدن
بالأنامل، فإنهن مسؤولات ومستنطقات)).
339

2334 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير، حدثنا أحمد بن
المقدام العجلي، حدثنا عثام بن علي، عن الأعمش، عن عطاء بن
السائب، عن أبيه.
عن عبد الله بن عمرو قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يعقد التسبيح
بيده.
340

2335 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا روح بن
عبادة، عن حجاج الصواف، عن أبي الزبير.
عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال: سبحان الله العظيم
وبحمده، غرست له نخلة في الجنة)).
342

قلت: وفي رواية ((شجرة)) بدل ((نخلة)).
2336 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، حدثني معاوية بن سلام،
عن أخيه زيد بن سلام: أنه أخبره عن جده أبي سلام، عن عبد الرحمن
ابن غانم - أو غنم -:
أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إسباغ
الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، والتسبيح والتكبير ملء
السماوات والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء،
والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو: فبائع نفسه، فمعتقها، أو
موبقها)).
343

2337 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف،
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا خلف بن خليفة، عن حفص ابن أخي أنس
ابن مالك.
[عن أنس] قال: كنت جالسا " مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلقة إذ
جاء رجل فسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى القوم فقال السلام عليكم،
345

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته)). فلما جلس،
قال: الحمد لله حمدا " كثيرا " طيبا " مباركا " فيه كما يحب ربنا ويرضى، فقال
له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم
حريص على أن يكتبوها، فما دروا كيف يكتبوها، فرجعوا إلى ذي
العزة جل ذكره (190 / 2) فقال: اكتبوها كما قال عبدي)).
346

5 - باب في قول لا حول ولا قوة إلا بالله
2338 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا
المقرئ، حدثنا حياة بن شريح، أخبرني أبو صخر: أن عبد الله بن عبد
الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبره عن سالم بن عبد الله بن
عمر.
حدثني أبو أيوب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
ليلة أسري به، مر على إبراهيم خليل الرحمن - صلى الله عليه وسلم -: فقال
لجبريل - صلى الله عليه وسلم -: من معك يا جبريل؟. فقال جبريل: هذا
محمد - صلى الله عليه وسلم -. فقال إبراهيم: يا محمد، مر أمتك أن يكثروا غراس
الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لإبراهيم: وما غراس الجنة؟. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله)).
347

2339 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا إبراهيم بن بشار،
حدثنا سفيان، حدثنا محمد بن السائب بن بركة، عن عمرو بن ميمون
الأودي.
عن أبي ذر قال: كنت أمشي خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: ((يا أبا
ذر، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟)).
قلت: بلى. قال: ((لا حول ولا قوة إلا بالله)).
348

6 - باب ما يقول من الذكر بعد الصلاة
2340 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا أبو قدامة
عبيد الله بن سعيد، حدثنا عثمان بن عمر، أنبأنا هشام بن حسان، عن
محمد بن سيرين، عن كثير بن أفلح.
352

عن زيد بن ثابت أنه قال: أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثا "
وثلاثين، ونحمد ثلاثا " وثلاثين، ونكبر أربعا " وثلاثين، فأتي رجل في منامه،
فقيل له: أمركم محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تسبحوا في دبر كل صلاة ثلاثا "
وثلاثين، وتحمدوا ثلاثا " وثلاثين، وتكبروا أربعا " وثلاثين؟. قال: نعم.
قال: اجعلوها خمسا " وعشرين، واجعلوا فيها التهليل. فلما أصبح أتى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فافعلوه)).
353

2341 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا علي بن المديني،
حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني يزيد بن
يزيد عن جابر، عن القاسم بن مخيمرة، عن عبد الله بن يعيش.
عن أبي أيوب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال دبر صلاته
إذا صلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير - عشر مرات - كتب له بهن عشر حسنات، ومحي
بهن عنه عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عتق عشر
رقاب، وكن له حرسا " من الشيطان حتى يمسي.
ومن قالهن حين يمسي، كان له مثل ذلك حتى يصبح - وفي
رواية - وكن له عدل عتاقة أربع رقاب.
354

ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر صلاته، فمثل ذلك)).
355

قلت: وله حديث في الصحيح. غير هذا.
2342 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا محمد بن
أبان، حدثنا وكيع، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن
أبي طلحة.
عن أنس بن مالك قال: جاءت أم سليم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقالت: يا رسول الله، علمني كلمات أدعو بهن في صلاتي (191 / 1)،
فقال: ((سبحي الله عشرا "، واحمديه عشرا "، وكبريه عشرا "، ثم سلي
حاجتك)).
357

2343 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، حدثنا عبد الله بن
عبد الوهاب الحجبي، حدثنا حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب، عن
أبيه.
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خصلتان لا
يحصيهما عبد إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل: يسبح
أحدكم دبر كل صلاة عشرا "، ويحمده عشرا "، ويكبره عشرا " تلك مئة
وخمسون باللسان، وألف وخمس مئة في الميزان، وإذا أوى إلى فراشه
يسبح ثلاثا " وثلاثين، ويحمد ثلاثا " وثلاثين، ويكبر أربعا " وثلاثين، فتلك
مئة باللسان وألف في الميزان)).
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فأيكم يعمل في يومه وليلته ألفين وخمس
مئة سيئة؟)).
قال عبد الله: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعقدهن بيده. قال: قيل: يا
رسول الله، كيف لا نحصيها؟. قال: ((يأتي أحدكم الشيطان وهو في
صلاته فيقول له: أذكر كذا، أذكر كذا، ويأتيه عند منامه فينومه)).
358

2344 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، وابن
علية، عن عطاء بن السائب.. فذكر نحوه.
7 - باب الدعاء بعد الصلاة
2345 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا المقرئ، حدثنا حياة، قال: سمعت عقبة بن مسلم
التجيبي يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي.
عن معاذ بن جبل: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيد معاذ يوما " فقال:
((يا معاذ، والله إني لأحبك)). فقال معاذ: بأبي أنت وأمي، والله إني
لأحبك. قال: ((يا معاذ، أوصيك لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول:
اللهم أعني على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك)).
قال فأوصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوصى بذلك الصنابحي أبا
359

عبد الرحمن، وأوصى بذلك أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم.
360

2346 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد بن
مسلم، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن مسلم بن الحارث
ابن مسلم التميمي،
عن أبيه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، فلما بلغنا
361

المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي، فتلقاني الحي بالرنين،
فقلت: قولوا: لا إله إلا الله، تحرزوا، فقالوها، فلامني أصحابي
362

وقالوا: حرمتنا الغنيمة بعد أن ردت بأيدينا، فلما قدمنا على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أخبروه بما صنعت، فدعاني، فحسن لي ما صنعت و قال:
((أما إن الله قد كتب لك بكل إنسان منهم كذا وكذا)).
قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: فأنا نسيت الثواب. ثم قال لي:
((سأكتب لك كتابا " أوصي بك من يكون من بعدي من أئمة المسلمين))،
قال: وكتب لي كتابا " وختم عليه ودفعه إلي، وقال: ((إذا صليت
المغرب، فقل قبل أن تكلم أحدا ": اللهم أجرني من النار - سبع مرات -
فإنك إن مت من ليلتك تلك، كتب الله لك جوازا " من النار، وإذا صليت
الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا ": اللهم أجرني (191 / 2) من النار - سبع
مرات - فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوازا " من النار)).
فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه وقرأه
وأمر لي [بعطاء]، وختم عليه، ثم أتيت عمر وأمر لي بعطاء، وختم
عليه، ثم أتيت عثمان ففعل مثل ذلك.
قال مسلم بن الحارث: توفي الحارث بن مسلم في خلافة
عثمان، وترك الكتاب عندنا، فلم يزل عندنا حتى كتب عمر بن عبد
العزيز إلى الوالي ببلدنا يأمره بإشخاصي إليه والكتاب، فقدمت عليه،
ففضه وأمر لي بعطاء وختم عليه وقال: أما إنك لو شئت أن يأتيك ذلك
363

وأنت في منزلك، لفعلت، ولكني أحببت أن تحدثني بالحديث على
وجهه.
364

8 - باب قراءة المعوذات دبر الصلاة
2347 - أخبرنا ابن خزيمة، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد
الحكم، عن أبيه، عن الليث بن سعد، عن حنين بن أبي حكيم، عن
علي بن رباح.
عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اقرؤوا المعوذات
في دبر كل صلاة)).
365

9 - باب ما يقول بعد السلام
2348 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ
ثمانين سنة، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم الأحول، عن عوسجة
ابن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل،
عن ابن مسعود قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يجلس بعد
التسليم إلا قدر ما يقول: ((اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا
ذا الجلال والإكرام)).
367

10 - باب ما يقول إذا أصبح، وإذا أمسى
وإذا آوى إلى فراشه
2349 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، أنبأنا النضر بن شميل، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن
عمرو بن عاصم الثقفي قال:
سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو بكر: يا رسول الله، أخبرني ما
أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت؟.
قال ((قل اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات
والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك
من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه)).
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((قلة إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت
مضجعك)).
369

2350 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عقبة بن مكرم،
حدثنا يونس بن بكير، قال: حدثني يونس بن عمرو، قال: قال أبي.
370

وحدثني البراد بن عازب، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا
اضطجع لينام، وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وقال: ((اللهم قني
عذابك يوم تبعث عبادك)).
371

2351 - أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي، حدثنا منصور
ابن أبي مزاحم، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق... فذكر
نحوه.
2352 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، حدثنا
الحسين بن عيسى البسطامي، حدثنا أنس بن عياض، عن أبي
372

مودود، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبان بن عثمان.
عن عثمان قال: قال رسول الله (192 / 1) - صلى الله عليه وسلم -: ((من قال حين
يصبح: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في
السماء وهو السميع العليم - [ثلاث مرات] - لم تفجأه فاجئة بلاء
حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي، لم تفجأه فاجئة بلاء حتى
يصبح)).
373

2353 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي، حدثنا علي
ابن خشرم، أنبأنا عيسى، عن الوليد بن ثعلبة، عن عبد الله بن بريدة.
عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال اللهم أنت ربي لا إله
377

إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت،
أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر
لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فمات من يومه أو ليلته، دخل
الجنة)).
378

2354 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف،
حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل بن أبي صالح،
عن أبيه.
عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا أصبح: ((اللهم بك
أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير،
وإليك النشور)).
379

وإذا أمسى قال: ((اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا،
وبك نموت)).
380

2355 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا
أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن
أبيه.
عن أبي هريرة... فذكر نحوه.
2356 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا فياض بن زهير، حدثنا
وكيع، عن عبادة بن مسلم الفزاري، عن جبير بن أبي سليمان بن جبير
ابن مطعم قال:
سمعت عبد الله بن عمر يقول: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدع
هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: ((اللهم إني أسألك العافية في
الدنيا والآخرة.
اللهم إني أسألك العافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي.
اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي،
اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن
شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)). قال
وكيع: يعني الخسف.
381

2357 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمود بن غيلان،
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبي، حدثنا حسين
المعلم، حدثنا أبي، حدثنا ابن بريدة قال:
حدثني ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا تبوأ
مضجعه: ((الحمد لله الذي كفاني وآواني [و أطعمني] وشقاني.
الحمد لله الذي من علينا فأفضل، والحمد لله الذي أعطاني
فأجزل، والحمد لله على كل حال. اللهم رب كل شيء، ومالك كل
شيء، وإله كل شيء لك كل شيء، أعوذ بك من النار)).
383

2358 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أحمد بن سيار، حدثنا
يوسف بن عدي، حدثنا عثام بن علي، عن هشام بن عروة، عن أبيه.
عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تضور من الليل
قال: ((لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما
العزيز الغفار)).
384

2359 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف،
حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم، حدثنا عبد المتعال بن طالب
البغدادي، حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني سعيد بن (192 / 2) أبي
أيوب، عن عبد الله بن الوليد، عن سعيد بن المسيب.
عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ من الليل قال: ((لا
إله إلا الله، سبحانك اللهم، أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك. اللهم
زدني علما "، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة "
إنك أنت الوهاب)).
385

2360 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن، حدثنا شيبان بن أبي
شيبة، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا سهيل، عن أبيه.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال حين يمسي:
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - ثلاث مرات - لم تضره حية
إلى الصباح)). قال: وكان إذا لدغ إنسان من أهله قال: ((أما قال
الكلمات؟)).
386

قلت: له حديث في الصحيح غير هذا في العقرب.
2361 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا يزيد بن موهب، حدثنا ابن
وهب، عن سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن - وهو
ربيعة الرأي - عن عبد الله بن عنبسة.
عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال حين
387

يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا
شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر. فقد أدى شكر ذلك اليوم)).
2362 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي، حدثنا حماد بن سلمة، عن حجاج الصواف، عن أبي
الزبير.
389

عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا آوى الرجل إلى فراشه، أتاه
ملك وشيطان، فيقول الملك: اختم بخير، ويقول الشيطان: اختم
بشر. فإن ذكر اسم الله ثم، بات، باتت الملائكة تكلؤه، فإن استيقظ،
قال الملك: افتح بخير، وقال الشيطان: افتح بشر. فإن قال: الحمد لله
الذي رد علي نفسي ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي يمسك
السماوات والأرض أن تزولا، (ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من
بعده، إنه كان حليما " غفورا ") [فاطر: 41]، الحمد لله الذي يمسك
السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، فإن وقع من سريره، [فمات]
دخل الجنة)).
390

2363 - أخبرنا الصوفي، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا زهير بن
معاوية، عن أبي إسحاق، عن فروة بن نوفل،
عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((هل لك في ربيبة لنا تكفلها
زينب؟)). قال: ثم جاء فسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: تركتها عند أمها.
قال: ((فمجئ ما جاء بك؟)). قال: جئت لتعلمني شيئا " أقوله عند
منامي. قال: ((اقرأ (قل: يا أيها الكافرون) [الكافرون: 1]، ثم نم
على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك)).
391

2364 - أخبرنا أبو عروبة بحران، حدثنا محمد بن وهب بن أبي
كريمة، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي
أنيسة، عن أبي إسحاق... فذكر نحوه.
393

2365 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا المعمر بن
سهل الأهوازي، حدثنا محمد بن إسماعيل الكوفي، عن مسعر بن
كدام، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد الله بن باباه.
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قال حين يأوي إلى
فراشه: (193 / 1) لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله. سبحان الله،
والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غفرت له ذنوبه - أو قال:
خطاياه، شك مسعر - وإن كانت مثل زبد البحر)).
394

11 - باب كفارة المجلس
2366 - أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة، حدثنا علي بن
زياد اللحجي، حدثنا أبو قرة، عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن
سهيل بن أبي صالح، [عن أبيه].
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من جلس في مجلس
كثر فيه لغطه، ثم قال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله
إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه
ذلك)).
395

2366 مكرر - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب،
أخبرني عمرو بن الحارث: حدثني بنحو ذلك عبد الرحمن بن أبي
عمرو، عن سعيد المقبري،
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو ذلك.
396

2367 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب،
أخبرني عمرو بن الحارث: أن سعيد بن أبي هلال حدثه: أن سعيد بن
أبي سعيد حدثه،
عن عبد الله بن عمرو أنه قال: كلمات لا يتكلم بهن أحد في
مجلس [لغو] أو مجلس باطل عند قيامه - ثلاث مرات - إلا كفر
بهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر، إلا ختم له بهن
397

كما يختم بالخاتم على لصحيفة: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا
أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
12 باب فيمن قال: رضيت بالله ربا "
2368 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا عبد الرحمن بن شريح،
حدثني أبو هانئ التجيبي، عن أبي علي الهمداني.
أنه سمع أبا سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من
قال: رضيت بالله ربا "، وبالإسلام دينا "، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا "، وجبت له
الجنة)).
398

13 - باب ما يقول عند الكرب
2369 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن
البرند، حدثنا عتاب بن حرب أبو بشر، حدثنا أبو عامر الخزاز، عن أبي
مليكة.
عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجمع أهل بيته فيقول:
((إذا أصاب أحدكم غم أو كرب، فليقل: الله، الله ربي لا أشرك به
شيئا "، الله، الله ربي لا أشرك به شيئا ")).
400

2370 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم،
حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا عبد الجليل بن عطية، عن جعفر بن
ميمون، حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة.
عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((دعوة المكروب: اللهم
رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله،
لا إله إلا أنت)).
402

2371 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان البزاز بالفسطاط،
حدثنا عيسى بن حماد، أنبأنا الليث، عن ابن عجلان، عن محمد بن
كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد، عن عبد الله (193 / 2) بن جعفر.
عن علي بن أبي طالب أنه قال: لقنني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء
الكلمات، وأمرني إذا أصابني كرب أو شدة أن أقولهن: ((لا إله إلا الله
الحليم الكريم سبحانه، وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله
رب العالمين)).
403

14 - باب ما يقول إذا أصابه هم أو حزن
2372 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة،
حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا فضيل بن مرزوق، حدثنا أبو سلمة
الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه.
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما قال عبد قط - إذا
أصابه هم أو حزن -: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي
بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك
404

سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا " من خلقك، أو
استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور
بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان
حزنه فرحا ")).
قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال:
((أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)).
405

15 - باب ما يقول إذا خاف قوما "
2373 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبي
إسرائيل، حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي
بردة.
أن عبد الله بن قيس حدثه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خاف قوما "
407

قال: ((اللهم إني أجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم)).
16 - باب ما يقول إذا رأى الهلال
2374 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا محمد بن يحيى
المروزي، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثنا عبد الرحمن بن
عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن أبيه، وعن عمه،
عن ابن عمر قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى الهلال قال:
408

((اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما
تحب وترضى. ربنا وربك الله)).
409

17 - باب ما يقول إذا خرج من بيته
2375 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد، حدثنا يوسف بن
سعيد بن مسلم، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، حدثنا إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة.
عن أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا خرج الرجل من
بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، قال:
فيقال له: حسبك، قد كفيت وهديت ووقيت، فيلقى الشيطان شيطانا "
آخر فيقول له: كيف لك برجل قد كفي، وهدي، ووقي؟)).
410

18 - باب ما يقول عند الوداع
2376 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي، حدثنا
أبو زرعة الرازي، حدثنا محمد بن عائذ، حدثنا الهيثم بن حميد، حدثنا
المطعم بن المقدام، عن مجاهد، قال: خرجت إلى العراق أنا ورجل
معي.
فشيعنا عبد الله بن عمر، فلما أراد أن يفارقنا (194 / 1) قال: إنه
ليس معي ما أعطيكما، ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا
استودع الله شيئا "، حفظه، وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتيم
عملكما ")).
412

19 - باب ما يقول إذا رأى قرية يريد دخولها
2377 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا ابن أبي
السرى، قال: قرئ على حفص بن ميسرة وأنا أسمع قال: حدثني
موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه،
أن كعبا " حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى أن صهيبا " حدثه: أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يرى قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها:
((اللهم رب السماوات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما
413

أقللن، ورب الرياح وما ذرين، ورب الشياطين وما أضللن، نسألك
خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما
فيها)).
414

20 - باب وصية المسافر والدعاء له
2378 - أخبرنا سليمان بن الحسن العطار بالبصرة، حدثنا
الفضيل بن الحسين الجحدري، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا
أسامة بن زيد، عن سعيد المقبري.
عن أبي هريرة قال: جاء رجل يريد سفرا " فقال: يا رسول الله
أوصني، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أوصيك بتقوى الله، والتكبير على
كل شرف)). فلما ولى الرجل، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ((اللهم ازو له
الأرض، وهون عليه السفر)).
415

2379 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن
وهب، أخبرني أسامة بن زيد... فذكر نحوه.
416