الكتاب: الكفاية في علم الرواية
المؤلف: الخطيب البغدادي
الجزء:
الوفاة: ٤٦٣
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: أحمد عمر هاشم
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٥ - ١٩٨٥ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

الكفاية في علم الرواية
1

الكفاية في علم الرواية
الامام الحافظ المحدث أبى أحمد بن علي
المعروف بالخطيب البغدادي
المتوفى سنة 463 ه‍
تحقيق وتعليق
الدكتور أحمد عمر هاشم
أستاذ الحديث بجامعة الأزهر
وعميد كلية أصول الدين بالزقازيق
الناشر
دار الكتاب العربي
3

جميع الحقوق محفوظة
لدار الكتاب العربي
بيروت
الطبعة الأولى
1405 ه‍ - 1985 م
4

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا
محمد وعلى آهل وصحبه أجمعين
أما بعد،
فإن للسنة النبوية المطهرة، منزلتها في الدين، ومكانتها في التشريع
الاسلامي، فهي المصدر الثاني بعد كتاب الله تعالى، وهي الشارحة للقرآن
الكريم المفسرة لمبهمه، والمفصلة لمجمله، والمقيدة لمطلقة، والمخصصة لعامة،
والموضحة لأحكامه، كما أنها أتت بأحكام لم يرد في القرآن الكريم نص عليها،
وكانت بهذا مطبقة ومتممة لما في كتاب الله تعالى، وكانت مرتبتها بعده.
وإن جميع ما جاءت به السنة النبوية على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما يتبع فيه، ما يوحي إليه، قال الله تعالى:
(قل لا أقول لكم عندي خزائن الله، ولا أعلم الغيب، ولا أقول لكم
إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلى) (1).
ولهذا جعل الله تعالى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة له، وأوجب
على المسلمين اتباع بيانه فيما يأمر وينهي قال تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع
.

(1) سورة الأنعام آية (50)
5

الله) (1)، وقال سبحانه: (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا) (2).
ولما كان للسنة النبوية هذه المكانة في الاسلام، فقد حرص عليها الصحابة
والتابعون رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كما حرص عليها أتباعهم وأئمة
المسلمين والعلماء على مر أدوار التاريخ، وعنوا بروايتها وتدوينها، وبذلوا في سبيل الحفاظ
عليها، وتقريبها وشرحها وتبويبها أقصى ما في الوسع البشري، حتى
تمخضت جهودهم التي تذكر فتشكر إلى علوم كانت قمة ما وصل إليه العقل
الانسان من القواعد العلمية الجادة، في الاستيثاق من الرواية والاخبار.
وهذه العلوم التي ابتكرها أئمة الحديث ونقاده لم يسبقوا إليها، ولن تجود
القريحة البشرية بمثلها في مجال التثبت..
وهذه العلوم التي ابتكرها أئمة الحديث ونقاده لم يسبقوا إليها، ولن تجود
القريحة البشرية بمثلها في مجال التثبت..
وهذه العلوم هي ما تسمي: " بعلم أصول الحديث " أو " علم الحديث
دراية "، وذلك أن علم الحديث ينقسم إلى قسمين:
الأول: علم الحديث رواية، وهو علم يعرف به ما أضيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، ونقل ما أضيف من ذلك
إلى الصحابة والتابعين على الرأي المختار.
الثاني علم الحديث دراية وهو علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن،
كما قال الشيخ عز الدين بن جماعة، وقال شيخ الاسلام أبو الفضل بن حجر:
أولى التعاريف أن يقال: " معرفة القواعد المعرفة بحال الراوي والمروي "
والتعريفان متفقان في البحث عن الراوي والمروي من حيث القبول أو الرد. ولقد نشأت أصول هذا العلم مع نشأة الحديث نفسه، إذ كانوا يطلبون من الراوي
التثبت، وينقدون المرويات. وقد ازداد الحرص على هذا منذ وقوع الفتن، فكانوا
يقولون: سموا لنا رجالكم، كما زاد الطلب أيضا عندما قام ابن شهاب الزهري
بجمع الحديث من حامليه في الدفاتر والصحف، ثم كتب - بعد ذلك - الامام
.

(1) سورة النساء آية (80).
(2) سورة الحشر آية (7)
6

الشافعي بعض المسائل في كتابيه: " الرسالة " " الام ".
وكان أول من ألف في بعض بحوث هذا العلم هو الامام علي بن المديني كما
تكلم في مسائله البخاري ومسلم والترمذي من علماء القرن الثالث وقام الترمذي
فأشاع مسائل هذا العلم، وجمع بعضها في خاتمة جامعة. فتدوين علوم الحديث
إذا، ابتدأ في أبواب، وفي بعض أنواع الثالث الهجري في هذا العلم غير جامعة
لكل أنواه في كتب خاصة، ولا مستقلة قائمة بذاتها، وإنما تفرضوا لبحث هذه العلوم أثناء تأليفهم وجمعهم للمرويات، فكان منهم من يجمع بحوثا معينة من هذا
العلم ويجعلها مقدمة لكتابه كما صنع الإمام مسلم.
وكان البعض يجعلها خاتمة ليوضح ما أراده من المصطلحات التي أوردها في
كتابه كما فعل الامام الترمذي في آخر جامعة.
أما الامام البخاري فقد عنى بتاريخ الرجال وتراجمهم فألف كتبه الثلاثة في
التواريخ: الكبير، والأوسط، والصغير.
كما ألف أيضا في تواريخ الرواة الإمام محمد بن سعد كتابه " الطبقات
الكبرى " وألف البعض في الثقات كأبي حاتم ابن حبان المتوفى سنة 354 " كتاب
الطبقات " وخصص البعض مؤلفات في الضعفاء والعلل مثل: كتاب الضعفاء
للامام البخاري، وكتاب الضعفاء للإمام النسائي ورأي البعض أن هذه الكتب قد
تضمنت اصطلاحات خاصة بأهل الحديث، وقواعد كثيرة لهم، يعرف بها المقبول
والمردود، ففكروا في تخليصها من هذه الكتب، وجمعها في علم خاص تنظيم فيه
جميع المسائل، وتدون في كتب مستقلة، وكان ذلك في القرن الرابع الهجري حيث
نضجت العلوم، واستقر الاصطلاح، فألف القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الله الرحمن بن خلاف الرامهرمزي المتوفى سنة 360 ه‍ كتابه " المحدث الفاصل بين
الراوي والواعي، فجمع كثيرا من أنواع هذا العلم، وكان أول من وضع كتابا
مستقلا في علوم الحديث.
ولكنه لم يستوعب جمع بحوثه. ثم صنف الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد
الله النيسابوري المتوفى سنة 405 ه‍ كتابه " معرفة علوم الحديث " ولكنه لم يهذب
7

ولم يرتب، ثم ألف الحافظ الخطيب أبو بكر البغدادي المتوفى سنة 463 ه‍ كتابه
هذا في قوانين الرواية سماه " الكفاية " كما ألف في آداب الرواية كتاب سماه
" الجامع لآداب الراوي والسامع " وقل فن من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه
كتاب مفردا. ثم تتابع التأليف بعد ذلك، فظهرت الكتب الكثيرة، والمنظومات
والمختصرات وهكذا.
ولنقدم ترجمة للامام الخطيب البغدادي قبل أن نتناول كتابه النفيس
" الكفاية ".
8

الامام الحافظ الخطيب البغدادي
نسبه ونشأته: هو الامام الحافظ أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي
ابن ثابت البغدادي العروف بالخطيب صاحب " تاريخ بغداد " وغيره من المصنفات
النفيسة مثل كتاب " الكفاية " في علم الرواية الذي نقدم له..
ولد يوم الخميس لست بقين من جمادي الاخر سنة اثنين وتسعين
وثلاثمائة، في غزية من أعمال وادي الملل في الحجاز.
ويرجع أصله إلى أسرة عربية، يركبون الخيل ويسكنون الحصاصة من
نواحي الفرات، وكان والده من حفاظ كتاب الله تعالى، وكان يقوم بالإمامة
والخطابة على المنبر بدرزيجان، وهي إحدى قرى العراق.
وقد تولى الخطابة نحوا من عشرين سنة فأطلق عليه لقب الخطيب ثم انتقل
إلى ابنه.
وتذكر بعض المصادر أن أبا بكر كان خطيبا في بغدادي للجمعة والعيدين،
والأصح أن كان خطيبا في القرية السابقة، كما قال بعض المؤرخين، وسمى
الخطيب، لأنه كان يخطب بدرزيجان.
حياته العلمية: بدأت حياته العلمية منذ نشأته الأولى في رحاب والده حيث
كان يعلمه، ويوجهه، ثم إلى هلال بن عبد الله الطيبي ليقرئه القرآن..
9

كما كان يحثه أبوه على طلب الحديث النبوي، وكان يحضر وهو غلام مجالس
الحديث.
واتسمت حياته العلمية بالرحالة، فرحل إلى البصرة وهو ابن عشرين سنة
وإلى نيسابور، وإلى نيسابور ابن ثلاث وعشرين سنة ثم إلى إصبهان ثم رحل في
الكهولة إلى الشام سمع أبا عمر بن مهدي الفارسي وأبا الحسن بن زرقويه وأبا
سعد الماليني، وأبا الفتح بن أبي الفوارس، وهلالا الحفار وأبا الحسين بن بشران
وغيرهم بغداد وأبا عمر الهاشمي راوي السنن وجماعة بالبصرة وأبا بكر الحيري،
وأبا حازم البعدوي وغيرهما بنيسابور وأبا نعيم الحافظ وغيره بأصبهان وأحمد بن
الحسين الكسار وغيره بالدينور وبالكوفة والري وحمدان والحجاز.
وقد دمشق سنة خمس وأربعين حاجا، فسمع خلقا كثيرا.
وروى عنه من شيوخه: أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم الأزهري وغيرهما،
وفي هذا ما يدل على تضلعه في العلم ورسوخ قدمه ومكانته العلمية العالية، إذ
لولا أنه على هذه الدرجة ما كان شيوخه ليرووا عنه.
كما روى عنه أيضا من أقرانه: عبد العزيز بن أحمد الكتاني وغيره وابن
مأكولا وعبد الله بن أحمد السمرقندي ومحمد بن مرزوق الزعفراني وغيرهم.
وإلى جانب كونه محدثا، فقد كان فقيها، تفقه على أبي الحسن بن المحاملي
والقاضي أبي الطيب الطبري.
وكان يذهب في الكلام إلى مذهب أبي الحسن الأشعري، وكان قد أراد
الرحلة إلى مصر ليلتقي بابن النحاس قال: فاستشرت البرقاني هل أرحل إلى ابن
المحاسن إلى مصر أو أخرج إلى نيسابور إلى أصحاب الأصم؟ فقال: إنك إن
خرجت إلى نيسابور ففيها جماعة إن فاتك واحد أدركت من بقي فخرجت إلى نيسابور، ثم
أقام ببغداد وألقى عصى السفر إلى حين وفاته.
وروى أنه لما حج شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله ثلاث
حاجات: الأولى أن يحدث بتاريخ بغداد، والثانية أن يملي بجامع المنصور والثالثة
10

أن يدفن إذا مات عند بشر الحافي فحصلت الثلاثة، وكان يتميز بدقة أخذه
وتحمله، وفقده للمرويات، وكشفه لما هو مزور منها، حكي أن بعض اليهود
أظهر كتاب، وادعى أنه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسقاط الجزية عن
أهل خيبر، وفيه شهادات الصحابة رضي الله عنهم. وذكر أن خط علي فيه،
فعرض على الخطيب فتأمله وقال: هذا مزر، لان فيه شهادة معاوية وهو أسلم
عام الفتح، وخيبر فتحت قبل ذلك، ولم يكن مسلما في ذلك الوقت ولا حضر ما
جرى، وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات في بني قريظة بسهم أصحابه في أكحله يوم
الخندق وذلك قبل فتح خيبر بسنتين.
وتوفى الخطيب في السابع من ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأربعمائة
ببغداد، ودفن بباب حرب إلى جانب بشر بن الحرث (1).
وذكر محب الدين بن البخار في تاريخ بغداد أن أبا البركات إسماعيل بن أبي
سعد الصوفي قال: إن الشيخ أبا بكر بن زهراء الصوفي كان قد أعد لنفسه قبرا إلى
جانب قبر بشر الحافي رحمه الله تعالى، وكان يمضي إليه في كل أسبوع مرة وينام فيه
ويقرأ فيه القرآن كله، فلما مات أبو بكر الخطيب وكان قد أوصى أن يدفن إلى
جانب قبر بشر، فجاء أصحاب الحديث إلى أبي بكر بن زهراء، وسألوه أن يدفن
الخطيب في القبر الذي كان قد أعده لنفسه وأن يؤثره به: فامتنع من ذلك امتناعا
شديدا وقال: موضع قد أعددته لنفسي منذ سنين يؤخذ مني؟ فلما رأوا ذلك
جاءوا إلى والدي الشيخ أبي سعيد وذكروا له ذلك، فأخضر الشيخ أبا بكر بن
زهراء وقال له: أنا لا أقول لك أعطهم القبر، ولكن أقول لك لو أن بشر الحافي
في الاحياء وأنت إلى جانبه فجاء أبو بكر الخطيب يعقد دونك أكان يحسن بك أن
تقعد أعلى منه؟ قال: فطاب قلب الشيخ أبي بكر، وأذن لهم في دفنه، فدفنوه إلى
جانبه بباب حرب، وكان قد تصدق بجميع ماله وهو مائتا دينار، فرقها على
أرباب الحديث والفقهاء والفقراء في مرضه (2).

(1) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ج 3 ص 12، وما بعدها المطبعة الحسينية.
(2) وفيات الأعيان لابن خلكان ج 1 ص 77 ط السعادة.
11

كتاب الكفاية
وللامام الحافظ الخطيب البغدادي، مصنفات كثيرة لها أهميتها وأثرها
الكبير، يقول ابن السمعاني: صنف قريبا من مائة مصنف وذكر غيره أعدادا
مختلفة وأشهر كتبه كتاب " تاريخ بغداد " ومن أهمها وأعظمها في علوم الحديث،
كتابه النفيس " الكفاية " وقد عالج فيه الخطيب البغدادي قوانين الرواية وأصولها،
وجمع أقوال العلماء والأئمة فيه، وتميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب والمراجع في
هذا العلم أنه من أوائل الكتب المصنفة إلى جانب التزام الخطيب فيه بالاسناد،
ومعلوم أن التزام الاسناد إنما كان في علم الحديث رواية، فيذكر الأئمة والرواة
إسناد كل حديث أما في علوم الحديث أو مصطلح الحديث فلم يكن يذكر إسناد
كل قاعدة وعزوها لصاحبها أو قائلها إلا في القليل، أما كتاب " الكفاية " فقد
التزم فيه مؤلفه أن يذكر إسناد كل قانون أو قاعدة أو قول، وهذا يعطي الكتاب
قيمته علمية محققة، لها أكبر الأثر في توثيق الاخبار والروايات، والمصطلحات
الحديثية.
وقد قال الحافظ بن حجر: " أول من صنف في ذلك - يعني اصطلاح
الحديث - القاضي أبو محمد الرامهرمزي، فعمل كتابه " المحدث الفاصل " لكنه لم
يستوعب، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري لكنه لم يهذب ولم يرتب، وتلاه أبو
نعيم الأصبهاني فعمل على كتابه مستخرجا، وأبقي أشياء للمتعقب، ثم جاء
13

بعدهم الخطيب أبو بكر البغدادي، فعمل في قوانين الرواية كتابا سماه " الكفاية "
وفي آدابها كتاب سماه " الجامع لآداب الراوي والسامع " وقل فن من فنون الحديث
إلا وقد صنف فيه كتابا مفردا، فكان كما قال الحافظ أبو بكر بن نقطة: كل من اتصف علم أن المحدثين بعد الخطيب عيال على كتبه ".
وفي كتاب " الكفاية " هذا، عالج الحافظ الخطيب البغدادي بحوثا هامة في
علوم الحديث فتكلم عن التسوية بين حكم كتاب الله تعالى وحكم سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في وجوب العمل ولزوم التكليف وعن تخصيص السنة لعموم
القرآن، وتفصيلها لمجمله كما تكلم عن الاخبار وأقسامها، وعن الخبر المتصل
الموجب للقبول والعمل والعمل، وما يستعمله علماء الحديث من العبارات في صفة
الاخبار، وأقسام الجرح والتعديل.
كما تناول الكلام في أحكام الأداء وشرائطه.
ومن بين الأبواب التي تناولها في موضوع الرواية - إلى جانب الموضوعات
الأصلية - باب ذكر الرواية عمن لم يجز زيادة حرف واحد ولا حذفه، وإن كان لا
يغير المعنى، وباب ذكر الرواية عمن لم يجز إبدال حرف بحرف وإن كانت صورتهما
واحدة. وباب ذكر الرواية عمن لم يجز إبدال حرف بحرف وإن كانت صورتهما
واحدة. وباب ذكر الرواية عمن لم يجز تقديم حرف على حرف.. وباب ذكر
الرواية عمن كان لا يرى تخفيف حرف ثقيل ولا تثقيل حرف خفيف وإن كان
المعنى فيهما واحدا. وباب ذكر الرواية عمن كان لا يرى رفع حرف منصوب ولا
نصب حرف مرفوع أو مجرور وإن كان معناهما سواء وباب ذكر الحجة في إجازة
رواية الحديث بالمعنى. وباب القول فيمن كان معوله على الرواية من كتبه لسوء
حفظه وذكر الشرائط التي تلزمه... إلى غير ذلك من الأنواع التي تناول فيها
قواعد الرواية وقوانينها، وأسند كل قاعدة إلى أصحابها بالاسناد القوى المتصل.
وهذا كله يطلعنا إلى أي مدي كانت همة أئمة الحديث وجهودهم وحرصهم
وهذا الكتاب الذي نقدمه من أوائل الكتب التي صنفت في علوم الحديث،
وقد خرج في طبعة هندية قوبلت على نسخة المكتبة الآصفية بحيدر آباد دكن.
14

ونسخة أخرى محفوظة في مكاتب استانبول، وقد أطلعنا على هذه الطبعة فوجدتها
وافية إلا في القليل فقمت بمقابلتها بنسختين في دار الكتب المصرية:
- نسخة من اثني عشر جزاء من تجزئة المؤلف في مجلد تنقص بعض الشئ
من أولها، في مجلد بقلم مغربي بخط محمد بن أحمد بن عطية الأنصاري ثم
الداني، فرغ من كتابتها يوم الجمعة بعد صلاة العصر الرابع من ربيع الاخر سنة
594 ه‍ بأولها قصيدة لمحمد بن محمد بن حامد المراغي إمام مسجد الفقاري
بجرجا بإهدائه النسخة لدار الكتب المصرية سنة 1352 ه‍ ثم سنده برواية هذا
الكتاب، وبآخرها سماع للكتاب على الشيخ أبي عبد الله بن أبي الحسن بن المقري
مؤرخ سنة ستمائة بجامع دمشق ثم صورة من سند المراغي المذكور مؤرخ سنة
1307 ه‍ في 201 ورقة ومسطرتها مختلفة 20 × 13 سم رقم (457) مصطلح.
وهذه النسخة هي التي اعتمدتها في التحقيق والمراجعة مع النسخة المطبوعة.
- وأما النسخة الثانية فهي بقلم معتاد قديم وبها نقص من أولها وآخرها،
وهي مضطربة الأوراق، بها تقديم وتأخير، وأول ما فيها " باب الاحتجاج بمن
عرف بالتساهل في سماع الحديث " وآخر الموجود منها: قال سمعت وكيعا يقول:
" لو أن رجلا دفع إلى رجل كتابا فقال قد حدثتك بما فيه كان قد حدثه في 167
ورقة، ومسطرتها 19 سطرا 18 × 5، 23 سم رقم (98) مصطلح.
كما قمت بتخريج ما ورد في الكتاب من الأحاديث، وشرح بعض الكلمات
القريبة والتعليق على بعض النصوص وشرحها عند الحاجة..
وأدعو الله تعالى أن يجعله عملا خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به علماء
الحديث، وطلاب العلم وجميع القراء والباحثين، وأن ينفعنا بسنة رسولنا صلى الله
عليه وسلم، رب أغفر لي ولوالدي وللمؤمنين صولي الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم.
بقلم
الدكتور أحمد عمر هاشم
أستاذ الحديث بجامعة الأزهر
وعميد كلية أصول الدين بالزقازيق
15

بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي بدمشق
أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ قدم علينا من
لفظة رحمه الله تعالى
الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم وارشدنا إلى صراطه المستقيم
وألهمنا الحمد له على ما خولنا من جزيل نعمه وأجدنا نعمة علينا مضافة إلى
سائر مننه احمده حمد معترف بالتقصير فيما يلزمه من شكر هباته وأسأله التوفيق
للعمل بما يقرب إلى مرضاته وأشهد أن لا إله ألا الله شهادة تبلغ معتقدها امله
ويختم الله لقائلها بالسعادة عمله وأشهد أن محمدا عبده المنتخب من بريته
ورسوله الداعي لخلقه إلى طاعته أرسله بالحق المبين وابتعثه بالشرع المتين
فجلى غوامض الشبهات وأنار حنادس الظلمات وأباد حزب الكفر وأنصاره
وشيد اعلام الدين ومناره صلى الله عليه صلاة يعطيه فيها أمنيته ويرفع بها في
الآخر درجته وعلى إخوانه من النبيين وآله الأخيار المنتخبين وتابعيهم
بالاحسان أجمعين
17

اما بعد فإن الله تبارك وتعالى أنقذ الخلق من نائرة الجهل وخلص الورى
من زخارف الضلالة بالكتاب الناطق والوحي الصادق المنزلين على سيد
الورى نبينا محمد المصطفى ثم أوجب النجاة من النار وأبعد عن منزل الذل
والخسار لمن أطاعه في امتثال ما أمر والكف عما عنه نهى وزجر فقال ومن
يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وطاعة الله في طاعة
رسوله وطاعة رسوله في اتباع سننه إذ هي النور البهي والامر الجلي والحجة
الواضحة والمحجة اللائحة من تمسك بها اهتدى ومن عدل عنها ضل وغوى
ولما كان ثابت السنن والآثار وصحاح الأحاديث المنقولة والاخبار ملجأ
المسلمين في الأحوال ومركز المؤمنين في الأعمال إذ لا قوام للاسلام الا
باستعمالها ولا ثبات للايمان الا بانتحالها وجب الاجتهاد في علم أصولها ولزم
الحث على ما عاد بعمارة سبيلها وقد استفرغت طائفة من أهل زماننا
وسعها في كتب الأحاديث والمثابرة على جمعها من غير أن يسلكوا مسلك
المتقدمين وينظروا نظر السلف الماضين في حال الراوي والمروى وتمييز سبيل
المرذول والمرضى واستنباط ما في السنن من الاحكام وإثارة المستودع فيها من
الفقه بالحلال والحرام بل قنعوا من الحديث باسمه واقتصروا على كتبه في
الصحف ورسمه فهم أغمار وحملة أسفار قد تحملوا المشاق الشديدة
وسافروا إلى البلدان البعيدة وهان عليهم الدأب والكلال واستوطئوا مركب
الحل والارتحال وبذلوا الأنفس والأموال وركبوا المخاوف والأهوال شعث الرؤس
شحب الألوان خمص البطون نواحل الأبدان يقطعون أوقاتهم بالسير في
البلاد طلبا لما علا من الاسناد لا يريدون شيئا سواه ولا يبتغون الا إياه
يحملون عمن لا تثبت عدالته ويأخذون ممن لا تجوز أمانته ويروون عمن لا
يعرفون صحة حديثه ولا يتيقن ثبوت مسموعة ويحتجون بمن لا يحسن قراءة
صحيفته ولا يقوم بشئ من شرائط الرواية ولا يفرق بين السماع
18

والإجازة ولا يميز بين المسند والمرسل والمقطوع والمتصل ولا يحفظ اسم
شيخه الذي حدثه حتى يستثبته من غيره ويكتبون عن الفاسق في فعله المذموم
في مذهبه وعن المبتدع في دينه المقطوع على فساد اعتقاده ويرون ذلك
جائزا والعمل بروايته واجبا إذا كان السماع ثابتا والاسناد متقدما عاليا
فجر هذا الفعل منهم الوقيعة في سلف العلماء وسهل طريق الطعن عليهم لأهل
البدع والأهواء حتى ذم الحديث وأهله بعض من ارتسم بالفتوى في الدين
ورأي عند اعجابه بنفسه انه أحد الأئمة المجتهدين بصدوفه عن الآثار إلى
الرأي المرذول وتحكمه في الدين برأيه المعلول وذلك منه غاية الجهل ونهاية
التقصير عن مرتبة الفضل ينتسب إلى قوم تهيبوا كد الطلب ومعاناة ما فيه من
المشقة والنصب وأعيتهم الأحاديث ان يحفظوها واختلفت عليهم الأسانيد فلم
يضبطوها فجانبوا ما استثقلوا وعادوا ما جهلوا وآثروا الدعة واستلذوا
الراحة ثم تصدروا في المجالس قبل الحين الذي يستحقونه وأخذوا أنفسهم
بالطعن على العلم الذي لا يحسنونه ان تعاطى أحدهم رواية حديث فمن
صحف ابتاعها كفى مؤونة جمعها من غير سماع لها ولا معرفة بحال
ناقلها وان حفظ شيئا منها خلط الغث بالسمين وألحق الصحيح بالسقيم
وان قلب عليه إسناد خبر أو سئل عن علة تتعلق بأثر تحير واختلط وغيث
بلحيته وامتخط تورية عن مستور جهالته فهو كالحمار في طاحونته ثم رأى
ممن يحفظ الحديث ويعانيه ما ليس في وسعه الجريان فيه فلجأ إلى الازدراء
بفرسانه واعتصم بالطعن على الراكضين في ميدانه
كما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي أنا أحمد بن جعفر بن
محمد بن سلم الختلي قال حدثنا أبو العباس أحمد بن علي الابار قال رأيت بالأهواز
رجلا حف شاربه وأظنه قد اشترى كتبا وتعبأ للفتيا فذكروا أصحاب الحديث
19

فقال ليسوا بشئ وليس يسوون شيئا فقلت له أنت لا تحسن تصلى قال انا
قلت نعم قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحت الصلاة
ورفعت يديك فسكت فقلت وأيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا وضعت يديك على ركبتيك فسكت قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا سجدت فسكت
قلت مالك لا تكلم ألم أقل لك انك لا تحسن تصلى إنما قيل لك تصلى
الغداة ركعتين والظهر أربعا فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث فلست
بشئ ولا تحسن شيئا
فهذا المذكور مثله في الفقهاء كمثل من تقدم ذكرنا له ممن انتسب إلى الحديث
ولم يعلق به منه غير سماعه وكتبه دون نظره في أنواع عمله
واما المحققون فيه المتخصصون به فهم الأئمة العلماء والسادة الفهماء
أهل الفضل والفضيلة والمرتبة الرفيعة حفظوا على الأمة احكام الرسول وأخبروا على
أنباء التنزيل وأثبتوا ناسخه ومنسوخه وميزوا محكمه ومتشابهه ودونوا أقوال
النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وضبطوا على اختلاف الأمور أحواله في يقظته
ومنامه وقعوده وقيامه وملبسه ومركبه ومأكله ومشربه حتى القلامة من ظفره ما
كان يصنع بها والنخاعة من فيه كيف كان يلفظها وقوله عند كل فعل يحدثه
ولدى كل موقف يشهده تعظيما لقدره صلى الله عليه وسلم ومعرفة بشرف ما ذكر
عنه وعزى إليه وحفظوا مناقب صحابته ومآثر عشيرته وجاؤا بسير الأنبياء
ومقامات الأولياء واختلاف الفقهاء ولولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن
وجمعها واستنباطها من معادنها والنظر في طرقها لبطلت الشريعة وتعطلت
احكامها إذ كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة ومستفادة من السنن المنقولة
فمن عرف للاسلام حقه وأوجب للدين حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله
20

شأنه وأعلى مكانه واظهر حجته وأبان فضيلته ولم يرتق بطعنه إلى حزب
الرسول وأتباع الوحي وأوعية الدين وخزنة العلم الذين ذكرهم الله تعالى في
كتابه فقال والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وكفى
المحدث شرفا ان يكون اسمه مقرونا باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره
متصلا بذكره ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
والواجب على من خصه الله تعالى بهذه الرتبة وبلغه إلى هذه لمنزلة ان يبذل
مجهوده في تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وطلبها من مظانها
وحملها عن أهلها والتفقه بها والنظر في احكامها والبحث عن معانيها
والتأدب بآدابها ويصدف عما يقل نفعه وتبعد فائدته من طلب الشواذ
والمنكرات وتتبع الأباطيل والموضوعات ويؤتى الحديث حقه من الدراسة
والحفظ والتهذيب والضبط ويتميز بما تقتضيه حاله ويعود عليه زينه وجماله
فقد أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي قال قرئ
على أبي أحمد الحسين بن علي التميمي وانا اسمع حدثني محمد بن المسيب قال
حدثنا أبو الخصيب المصيصي املاء قال سمعت سعيد بن المغيرة يقول سمعت مخلد
بن الحسين يقول إن كان الرجل ليسمع العلم اليسير فيسود به أهل زمانه يعرف
ذلك في صدقه وورعه وانه ليروى اليوم خمسين الف حديث لا تجوز شهادته على
قلنسوته
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال حدثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
المصري قال أنبأ بوهب وأخبرنا أبو الحسين علي بن القاسم بن الحسن الشاهد
بالبصرة واللفظ له قال ثنا أبو روق الهزاني قال ثنا بحر بن نصر الخولاني قال ثنا بن
وهب قال حدثني يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن أبي هريرة
21

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه
الله بعلمه
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد الواعظ مولى بني هاشم
قال ثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق املاء قال حدثني
جدي أبو يعقوب إسحاق بن البهلول قال ثنا سفيان ويعلى عن إسماعيل يعنى بن
أبي خالد عن قيس عن عبد الله رفعه يعلى ووقفه سفيان قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا حسد الا في اثنتين رجل آتاه الله حكمة فهو يقول بها ورجل
آتاه الله ما لا فهو ينفقه في حقه
وأنا أذكر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه في هذا الكتاب ما بطالب الحديث حاجة
إلى معرفته وبالتفقة فاقة إلى حفظه ودراسته من بيان أصول علم الحديث
وشرائطه وأشر من مذاهب سلف الرواة والنقلة في ذلك ما يكثر نفعه وتعم
فائدته ويستدل به على فضل المحدثين واجتهادهم في حفظ الدين ونفيهم
تحريف الغالين وانتحال المبطلين ببيان الأصول من الجرح والتعديل والتصحيح
والتعليل وأقوال الحفاظ في مراعاة الألفاظ وحكم التدليس والاحتجاج بالمراسيل
والنقل عن أهل الغفلة ومن لا يضبط الرواية وذكر من يرغب عن السماع منه
لسوء مذهبه والعرض على الراوي والفرق بين قول حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وجواز
إصلاح اللحن والخطأ في الحديث ووجوب العمل بأخبار الآحاد والحجة على
من أنكر ذلك وحكم الرواية على الشك وغلبة الظن واختلاف الروايات بتغاير
العبارات ومتى يصح سماع الصغير وما جاء في المناولة وشرائط صحة الإجازة
والمكاتبة وغير ذلك مما يقف عليه من تأمله ونظر فيه إذا انتهى إليه وبالله
استعين وهو حسبي ونعم الوكيل
22

باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى وحكم سنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب
العمل ولزوم التكليف
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار النيسابوري بالبصرة قال ثنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري قال ثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني
قال ثنا علي بن عياش وأبو اليمان قالا حدثنا حريز بن عثمان قال حدثني عبد
الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال ألا انى أوتيت الكتاب ومثله معه ألا انى قد أوتيت
القرآن ومثله ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن
فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل
لكم لحم الحمار الأهلي ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة من مال
معاهد إلا أن يستغنى عنها صاحبها
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال أنا أبو
جعفر بن عمرو بن البحتري الرزاز قال حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان
قال انا زيد بن الحباب قال ثنا معاوية بن صالح قال أخبرني الحسن بن جابر أنه
سمع المقدام بن معد يكرب الكندي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم حرم أشياء فذكر الحمر الانسية ثم قال يوشك رجل متكئ على أريكته
يحدث بالحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا حلالا
أحللناه وما وجدنا حراما حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه
وسلم مثل ما حرم الله عز وجل
23

أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله أيضا قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا بن
شيرويه قال ثنا إسحاق وهو بن راهويه قال أنا عبد الرحمن بن مهدي ح وأخبرني
عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن
الزيات ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن طلحة بن محمد المقرى وأبو الحسين أحمد بن عمر بن
روح النهرواني واللفظ لحديثهما قالا أنا أبو حفص بن الزيات قال ثنا عبد الله بن
محمد بن ناحية قال ثنا عمرو بن علي أبو حفص الصيرفي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي
قال ثنا معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر قال سمعت المقدام بن معد
يكرب يقول حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء يوم خيبر ثم قال يوشك
رجل متكئ على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا
فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه وان ما حرم رسول الله
صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله عز وجل
أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال أنا مكرم بن أحمد بن محمد
بن مكرم القاضي قال حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي قال ثنا
محمد بن عيسى يعنى بن الطباع قال ثنا أشعث بن شعبة المصيصي قال حدثنا
أرطاة بن المنذر قال سمعت حكيم بن عمير يحدث عن العرباض بن سارية ان
النبي صلى الله عليه وسلم نزل خيبر ومعه من معه من أصحابه ومكر صاحب خيبر
مكرا ماردا فأقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ألكم ان تذبحوا
حمرنا وتأكلوا بقرنا وتضربوا نساءنا وتدخلوا بيوتنا فغضب النبي صلى الله
عليه وسلم فقال يا بن عوف قم فاركب فرسك فناد في الناس ألا ان الجنة لا تحل
الا المؤمن وأن اجتمعوا إلى الصلاة فاجتمعوا فصلى بهم النبي صلى الله عليه
وسلم ثم قام فقال بحسب امرئ قد شبع وبطن وهو متكئ على أريكته لا يظن أن
لله حراما إلا ما في القرآن وانى والله قد حرمت ونهيت ووعظت بأشياء انها لمثل
القرآن أو أكثر لا أحل من السباع كل ذي ناب ولا الحمر الأهلية ولا أن
24

تدخلوا بيوت أهل الكتاب الا بإذن ولا أكل أموالهم الا ما طابوا به نفسا ولا
ضرب نسائهم إذا أعطوا الذي عليهم
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري بنيسابور قال ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا الربيع بن سليمان قال نا الشافعي قال انا
سفيان ح وأخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان
قال ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ثنا بشر بن موسى قال ثنا
الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا سالم أبو النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه
الامر من امرى مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله
اتبعناه لفظ الحميدي
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال ثنا علي بن أحمد بن النضر
قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن أسماء بن خارجه بن حصن بن حذيفة بن بدر ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر
قال أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراساني قال ثنا أبو علي الحسين بن أحمد السراج
قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن
مالك بن أنس عن سالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعرفن الرجل يأتيه الامر مما أمرت
به أو نهيت عنه فيقول ما ادرى ما هذا عندنا كتاب الله ليس هذا فيه واللفظ
لابن الفضل
أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه أبو سعيد الأصبهاني بها
قال ثنا أحمد بن جعفر بن معبد السمسار قال ثنا عمر بن أحمد بن السني أبو
الحسين البغدادي قال حدثنا محمد بن أعين قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال
25

ثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن يزيد الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن
جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل أحدكم أن يأتيه
حديث من حديثي وهو متكئ على أريكته فيقول دعونا من هذا ما وجدنا في
كتاب الله اتبعنا
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال حدثنا محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا
أحمد بن إبراهيم بن خلاد العسكري قال ثنا محمد بن موسى الدولابي قال حدثنا
عباد بن صهيب قال ثنا عباد بن كثير قال ثنا محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن
عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا عسى رجل ان يبلغه عنى
حديث وهو متكئ على أريكته فيقول لا أدرى ما هذا عليكم بالقرآن فمن
بلغه عنى حديث فكذب به أو كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال ثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ قال ثنا
أحمد بن إسحاق بن البهلول قال ثنا أبي قال ثنا سمرة بن حجر عن حمزة بن أبي
حمزه النصيبي عن عمرو بن دينار عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما بال أصحاب الحشايا يكذبوني عسى أحدكم يتكئ على
فراشه يأكل مما أفاء الله عليه فيؤتى يحدث عنى الأحاديث يقول لا أرب لي فيها
عندنا كتاب الله ما نهاكم عنه فانتهوا وما أمركم به فاتبعوه
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء
قال ثنا جويرية بن أسماء عن مالك بن أنس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
بن عتبة بن مسعود أخبره ان عبد الله بن عباس أخبره قال قال عمر رضى الله تعالى
عنه ان الله تعالى بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية
الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم
26

ورجمنا بعده وأخشى إن طال بالناس زمان يقول رجل والله ما نجد آية الرجم في
كتاب الله فيترك فريضة أنزلها الله فإن الرجم في كتاب الله تعالى حق على من زنى
إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه أو كان الحبل أو الاعتراف
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري نا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر
بن موسى قال حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم
النخعي عن علقمة ان امرأة من بنى أسد أتت عبد الله بن مسعود فقالت إنه بلغني
انك قلت ذيت وذيت والواشمة والمستوشمة وإني قرأت ما بين اللوحين فلم
أجد الذي تقول وإني لأظن على أهلك منها قال فقال لها عبد الله فادخلي
فانظري فدخلت فنظرت فلو تر شيئا ثم خرجت فقالت لم أر شيئا فقال لها
عبد الله أقرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قالت
بلى قال قال فهو ذاك
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال
حدثنا روح بن عبادة قال ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبرائيل ينزل
على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياها كما
يعلمه القرآن
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق قال
أنا أبو بكر النجاد قال ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال ثنا سهل بن صالح
الأنطاكي قال ثنا الهيثم بن خارجة قال ثنا الهيثم بن عمران قال سمعت إسماعيل
بن عبيد الله يقول ينبغي لنا ان نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما
نحفظ القرآن لان الله تعالى يقول وما آتاكم الرسول فخذوه
27

باب تخصيص السنن لعموم محكم القرآن
وذكر الحاجة في المجمل إلى التفسير والبيان
قال الله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن
نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل
واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث
فكان ظاهر هذه الآية يدل على أن كل والد يرث ولده وكل مولود يرث
والده حتى جاءت السنة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين
وأما إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث واستقر العمل على ما وردت به
السنة في ذلك
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق التأني ببغداد وأبو
حفص عمر بن أحمد بن أبي عمر والبزاز بعكبرا وأبو الحسن علي بن أحمد بن
هارون المعدل بالنهروان قالوا حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب
الطائي قال ثنا علي بن حرب قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن علي بن
الحسين ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا محمد بن
أحمد بن الحسن الصواف قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال
ثنا الزهري قال أخبرني علي بن حسين عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن
زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر
المسلم وقال الله تعالى في المرأة يطلقها زوجها ثلاثا فلا تحل له من بعد حتى
تنكح زوجا غيره
واحتمل ذلك أن يكون المراد به عقد النكاح وحده واحتمل ان يكون المراد
به العقد والإصابة معا فبينت السنة ان المراد به الإصابة بعد العقد
28

أخبرنا بذلك القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي قال ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال
أخبرني عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني
عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ان رفاعة القرظي
طلق امرأته فبت طلاقها فنكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقالت إنها كانت تحت رفاعة فطلقها آخر ثلاث
تطليقات فتزوجت بعده بعبد الرحمن بن الزبير وانه والله ما معه الا مثل هذه الهدبة
وأخذت بهدبة من جلبابها قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا
وقال لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي
عسيلته قالت وأبو بكر جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وخالد بن
سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة لم يؤذن له فطفق خالد ينادى أبا بكر ألا
تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال الله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما فكان ظاهر هذا
القول يوجب القطع على كل سارق بسرقته كثرت أو قلت حتى دلت السنة ان
المراد به بعض السراق وهو من بلغت سرقته في القيمة ربع دينار فصاعدا واما من لم
تبلغ قيمة سرقته هذا القدر فلا قطع فيه
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة
قال حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي قال ثنا أبو داود سليمان بن
الأشعث قال ثنا أحمد بن صالح ووهب بن بيان قالا ثنا قال أبو داود وحدثنا بن
السرح قال أنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن عروة وعمرة عن
عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقطع يد السارق في ربع دينار
29

فصاعدا قال أحمد بن صالح القطع في ربع دينار فصاعدا ولما ذكرناه نظائر
كثيرة في الكتاب والسنة اقتصرنا منها على ما أوردناه
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا
الأوزاعي عن مكحول قال القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن قال وقال
يحيى بن أبي كثير السنة قاضية على الكتاب ليس الكتاب قاضيا على السنة
أخبرني عبد العزيز بن علي الوراق قال ثنا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا
أحمد بن محمد بن إسماعيل قال ثنا الفضل بن زياد قال سمعت أحمد بن حنبل وسئل
عن الحديث الذي روى أن السنة قاضية على الكتاب قال ما أجسر على هذا ان
أقوله ولكن السنة تفسر الكتاب وتعرف الكتاب وتبينه
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوى بالبصرة قال ثنا
الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن عقبة
قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبرائيل
ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن والسنة تفسر القرآن
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرى قال نا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد ح وأخبرني الحسن بن أبي طالب
وسياق هذا الحديث له قال ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان القاضي قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال ثنا
حماد بن زيد قال ثنا علي بن زيد عن الحسن ان عمران بن حصين كان جالسا ومعه
أصحابه فقال رجل من القوم لا تحدثونا الا بالقرآن قال فقال له ادنه فدنا
30

فقال أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر
أربعا وصلاة العصر أربعا والمغرب ثلاثا تقرأ في اثنتين أرأيت لو وكلت
أنت وأصحابك إلى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف بالصفا
والمروة ثم قال أي قوم خذوا عنا فإنكم والله إن لا تفعلوا لتضلن
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني
قال ثنا إبراهيم بن الهيثم قال ثنا عفان قال ثنا سعيد بن زيد قال حدثنا الحسن ان
رجلا قال لعمران بن الحصين ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن قال
أرأيت لو أبيت أنت وأصحابك إلا القرآن من أين كنت تعلم أن صلاة الظهر عدتها
كذا وكذا وصلاة العصر عدتها كذا وحين وقتها كذا وصلاة المغرب كذا
والموقف بعرفة ورمى الجمار كذا واليد من أين تقطع أمن ههنا أم ههنا أم من
ههنا ووضع يده على مفصل الكف ووضع يده عند المرفق ووضع يده عند
المنكب اتبعوا حديثنا ما حدثناكم والا والله ضللتم
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال انا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال أخبرني أبي قال
حدثني الأوزاعي عن أيوب السختياني أنه قال إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا
من هذه وحدثنا من القرآن فاعلم أنه ضال مضل
قال الأوزاعي يقول الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه ومن يطع
الرسول فقد أطاع الله ويدعوه إلى تأويل القرآن برأيه
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز قال حدثنا مكرم بن أحمد القاضي قال
ثنا محمد بن الحسن الخوارزمي قال سمعت علي بن المديني يقول قال عبد الرحمن بن مهدي
الرجل إلى الحديث أحوج منه إلى الأكل والشرب وقال الحديث تفسير
القرآن
31

باب الكلام في الاخبار وتقسيمها
الخبر هو ما يصح ان يدخله الصدق أو الكذب وينقسم قسمين خبر
تواتر وخبر آحاد
فاما خبر التواتر فهو ما يخبر به القوم الذين يبلغ عددهم حدا يعلم عند
مشاهدتهم بمستقر العادة ان اتفاق الكذب منهم محال وان التواطؤ منهم في
مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر وان ما خبروا عنه لا يجوز دخول
اللبس والشبهة في مثله وان أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية إلى الكذب
منتفية عنهم فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع على صدقة وأوجب وقوع
العلم ضرورة
واما الخبر الآحاد فهو ما قصر عن صفة التواتر ولم يقطع به العلم وان روته
الجماعة
والاخبار كلها على ثلاثة اضرب فضرب منها يعلم صحته وضرب منها
يعلم فساده وضرب منها لا سبيل إلى العلم بكونه على واحد من الامرين دون
الآخر اما الضرب الأول وهو ما يعلم صحته فالطريق إلى معرفته ان لم يتواتر حتى
يقع العلم الضروري به أن يكون مما تدل العقول على موجبه كالاخبار عن
حدث الأجسام واثبات الصانع وصحة الاعلام التي أظهرها الله عز وجل على
أيدي الرسل ونظائر ذلك مما أدلة العقول تقتضي صحته
وقد يستدل أيضا على صحته بان يكون خبرا عن أمر اقتضاه نص القرآن أو
32

السنة المتواترة أو اجتمعت الأمة على تصديقه أو تلقته الكافة بالقبول وعملت
بموجبه لأجله
واما الضرب الثاني وهو ما يعلم فساده فالطريق إلى معرفته ان يكون مما تدفع
العقول صحته بموضوعها والأدلة المنصوصة فيها نحو الاخبار عن قدم الأجسام
ونفى الصانع وما أشبه ذلك أو يكون مما يدفعه نص القرآن أو السنة المتواترة أو
أجمعت الأمة على رده أو يكون خبرا عن أمر من أمور الدين يلزم المكلفين علمه
وقطع العذر فيه فإذا ورد ورودا لا يوجب العلم من حيث الضرورة أو الدليل
علم بطلانه لان الله تعالى لا يلزم المكلفين علما بأمر لا يعلم الا بخبر ينقطع
ويبلغ في الضعف إلى حد لا يعلم صحته اضطرارا ولا استدلالا ولو علم الله
تعالى ان بعض الأخبار الواردة بالعبادات التي يجب علمها يبلغ إلى هذا الحد
لاسقط فرض العلم به عند انقطاع الخبر وبلوغه في الوهى والضعف إلى حال لا
يمكن العلم بصحته أو يكون خبرا عن أمر جسيم ونبأ عظيم مثل خروج أهل
إقليم بأسرهم على الامام أو حصر العدو لأهل الموسم عن البيت الحرام فلا ينقل
نقل مثله بل يرد ورودا خاصا لا يوجب العلم فيدل ذلك على فساده لان العادة
جارية بتظاهر الاخبار عما هذه سبيله
وأما الضرب الثالث الذي لا يعلم صحته من فساده فإنه يجب الوقف عن
القطع بكونه صدقا أو كذبا وهذا الضرب لا يدخل الا فيما يجوز أن يكون
ويجوز أن لا يكون مثل الاخبار التي ينقلها أصحاب الحديث عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في احكام الشرع المختلف فيها وإنما وجب الوقف فيما هذه حاله من
الاخبار لعدم الطريق إلى العلم بكونها صدقا أو كذبا فلم يكن القضاء بأحد
الامرين فيها أولى من الآخر الا انه يجب العمل بما تضمنت من الاحكام إذا وجد
فيها الشرائط التي نذكرها بعد إن شاء الله تعالى
33

باب الرد على من قال يجب القطع
على خبر الواحد
بأنه كذب إذا لم يقع العلم بصدقه من ناحية الضرورة أو الاستدلال
ان قال قائل ما أنكرت من أن الخبر إذا كان مرويا فيما يتعلق بالدين ولم يعلم
ضرورة ولا قامت على صحته حجة وجب القطع على كونه كذبا لان الله تعالى لو
علم صدقه لم يخلنا من دليل على ذلك وطريق إليه
يقال له لم لا يجوز أن يخلينا من ذلك وفيه وقع الخلاف بل ما أنكرت من
وجوب كونه صدقا لان الله تعالى لو علم أنه كذب لم يخلنا من دليل على ذلك وفى
اخلائه من ذلك دليل على أنه صدق ولا مخرج له من هذا السؤال
ثم يقال له ان حال الخبر في هذا الباب كحال الشهادة على وقوع الجائز
الممكن ولو وجب ما قلته لوجب متى عريت الشهادة المتعلق بها حكم في الدين
من دلالة الصدق ان يقطع على أنها كذب وزور وهكذا يجب متى لم يدلنا الله تعالى
على ايمان الخلفاء والقضاء والامراء والسعاة وكل نائب عن الأئمة في شئ من أمر
الدين وعلى عدالتهم وطهارة سرائرهم ان يجب القطع على كفرهم وفسقهم
ومتى لم يدلنا على صحته القياس في الحكم وان الحق فيه دون غيره وجب القضاء
على فساده ولا جواب عن شئ من ذلك
وان قال كما يجب القطع على كذب مدعى الرسالة متى لم يكن معه علم دال
على صدقه فكذلك يجب القطع على كذب المخبر متى لم تكن معه حجة تدل على
صدقه
يقال له إن كان هذا قياسا صحيحا فإنه يجب القطع بتكذيب جميع آحاد
34

الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين متى انفردوا بالخبر ولم تكن معهم
دلالة على صدقهم وهذا خروج عن الدين وجهل ممن صار إليه ولو كان قياس
مدعى النبوة وراوي الخبر واحدا لوجب ان يكون في الشهادة مثله وان يقطع
على كل شهادة لم يقم دليل على صحتها أو يبلغ عدد الشهود عدد أهل التواتر انها
كذب وزور وهذا لا يقوله ذو تحصيل لان ذلك لو كان صحيحا لم يجز لاحد من
حكام المسلمين ان يحكم بشهادة اثنين ولا بشهادة أربعة وبشهادة من لم يقم
الدليل على صدقة لأنه إنما يحكم بشهادة يعلم أنها كاذبة
ثم الفرق بين خبر مدعى الرسالة وبين خبر الواحد ان الرسول صلى الله
عليه وسلم يخبرنا عن الله تعالى بما لا نعلم الا من جهته وقد أمرنا الله تعالى
بتعظيمه ظاهرا وباطنا وموالاته والقطع على طهارته ونقاء سريرته والعلم بأنه
صادق في جميع ما يخبر به فوجب مع تكليف ذلك إزاحة العلة فيما به يعلم
حصول صدقة والقطع والا كان تكليفا للشئ مع عدم الدليل عليه وذلك
محال وخارج عن باب التعبد
واما خبر الواحد فما تعبدنا فيه بهذا لأنه ليس يخبرنا عما يخبرنا عنه بما لا
يصح ان نعلمه الا من جهته ولا هو خبر عن الله تعالى ولا نحن مأمورون
بالقطع على طهارة سريرته والعلم بأنه صادق في خبره بل إنما تعبدنا بالعمل
بخبره متى ظننا كونه صدقا فحاله في ذلك كحال الشاهد الذي أمرنا بالعمل
بشهادته دون اعتقاد شئ من هذه الجملة فيه وكما لا يجوز قياس الشهادة على
ادعاء النبوة فكذلك لا يجوز قياس الخبر عليها وهذا واضح لا شبهة فيه
35

معرفة الخبر المتصل الموجب
للقبول والعمل
حدثني علي بن أحمد الهاشمي قال هذا الكتاب جدي عيسى بن موسى بن أبي
محمد بن المتوكل على الله فقرأت فيه حدثني أبو بكر محمد بن داود النيسابوري
قال سمعت محمد بن نعيم يقول سمعت محمد بن يحيى وهو الذهلي يقول ولا
يجوز الاحتجاج الا بالحديث الموصل غير المنقطع الذي ليس فيه رجل مجهول ولا
رجل مجروح
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن نعيم الضبي الحافظ
قال قرأت بخط أبى عمرو المستملى سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول لا يكتب
الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يرويه ثقة عن ثقة حتى يتناهى الخبر إلى النبي
صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة ولا يكون فيهم رجل مجهول ولا رجل مجروح فإذا
ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة وجب قبوله والعمل به
وترك مخالفته
قرأت في كتاب أبى الحسين أحمد بن قاج الوراق ثنا علي بن الفضل بن ظاهر
البلخي قال ثنا محمد بن غالب الكرابيسي قال ثنا مسلم بن عبد الرحمن البخلي وهو
السلمي قال ثنا عبد الله بن محمد الإمام قال ثنا محمد بن يسار عن قتادة قال لا
يحمل هذا الحديث عن صالح عن طالح ولا عن طالح عن صالح حتى يكون
صالح عن صالح
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء في كتابه إلينا من مصر
قال حدثنا أحمد بن محمد بن أبي الموت أبو بكر المكي قال قال لنا أحمد بن
زيد بن هارون إنما هو صالح عن صالح وصالح عن تابع وتابع عن صاحب
36

وصاحب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل وجبرئيل عن الله عز
وجل
معرفة ما يستعمل أصحاب
الحديث من العبارات
في صفة الاخبار وأقسام الجرح والتعديل مختصرا
وصفهم الحديث بأنه مسند يريدون ان إسناده متصل بين رواية وبين
من أسند عنه الا ان أكثر استعمالهم هذه العبارة هو فيما أسند عن النبي صلى
الله عليه وسلم خاصة واتصال الاسناد فيه ان يكون واحد من رواته سمعه من
فوقه حتى ينتهى ذلك إلى آخره وان لم يبين فيه السماع بل اقتصر على العنعنة
واما المرسل فهو ما انقطع إسناده بان يكون في رواته من لم يسمعه ممن
فوقه الا ان أكثر ما يوصف بالارسال من حيث الاستعمال ما رواه التابعي عن
النبي صلى الله عليه وسلم
واما ما رواه تابع التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيسمونه
المعضل وهو اخفض مرتبة من المرسل
والمرفوع ما أخبر في الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو
فعله
والموقوف ما أسنده الراوي إلى الصحابي ولم يتجاوزه
والمنقطع مثل المرسل الا ان هذه العبارة تستعمل غالبا في رواية من دون
التابعي عن الصحابة مثل أن يروى مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر أو
سفيان الثوري عن جابر بن عبد الله أو شعبة بن الحجاج عن أنس بن مالك
وما أشبه ذلك
37

وقال بعض أهل العلم بالحديث الحديث المنقطع ما روى عن التابعي ومن
دونه موقوفا عليه من قوله أو فعله
والمدلس رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه فيتوهم انه سمع منه أو
روايته عمن قد لقيه ما لم يسمعه منه هذا هو التدليس في الاسناد
فأما التدليس للشيوخ فمثل ان يغير اسم شيخه لعلمه بان الناس يرغبون
عن الرواية عنه أو يكنيه بغير كنيته أو ينسبه إلى غير نسبته المعروفة من أمره
ووصفهم لمن روى عنه انه صحابي يريدون انه ممن ثبتت صحبته لرسول
الله صلى الله عليه وسلم
والتابعي من صحب الصحابي
فأما أقسام العبارات بالاخبار عن أحوال الرواة فأرفعها ان يقال حجة
أو ثقة وأدونها ان يقال كذاب أو ساقط
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل
الماليني قال أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال ثنا القاسم بن زكريا ويحيى بن
صاعد ومحمود بن موسى الحلواني وأحمد بن محمد بن سليمان القطان قالوا ثنا
38

عمرو بن علي ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا أبو خلدة قال فقال له رجل يا أبا
سعيد أكان ثقة قال كان صدوقا وكان مأمونا وكان خيرا وقال القاسم وكان خيارا الثقة
شعبة وسفيان
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال أخبرنا
الحسين بن محمد بن عفير قال قال أبو جعفر أحمد بن سنان كان عبد الرحمن بن مهدي
ربما جرى ذكر حديث الرجل فيه ضعف وهو رجل صدوق فيقول رجل
صالح الحديث
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا
الحسين بن صدقة قال ثنا أحمد بن أبي خيثمة قال قلت ليحيى بن معين انك تقول
فلان ليس به بأس وفلان ضعيف قال إذا قلت لك ليس به بأس فهو ثقة
وإذا قلت لك هو ضعيف فليس هو بثقة لا يكتب حديثه
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي
يقول سألت أبا الحسن الدارقطني قلت له إذا قلت فلان لين أيش تريد به قال
لا يكون ساقطا متروك الحديث ولكن مجروحا بشئ لا يسقط عن العدالة
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي فيما أخبرني به أبو زرعة
روح بن محمد بن أحمد القاضي إجازة شافهني بها أن علي بن محمد بن عمر القصار
أخبرهم عنه وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى فإذا قيل للواحد
انه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه وإذا قيل إنه صدوق أو محله
الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهي المنزلة الثانية وإذا
قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه الا انه دون الثانية وإذا
قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار وإذا أجابوا في الرجل بلين
الحديث فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه اعتبارا وإذا قالوا ليس بقوي فهو
بمنزلة الأول في كتب حديثه الا انه دونه وإذا قالوا ضعيف الحديث فهو دون
الثاني لا يطرح حديثه بل يعتبر به وإذا قالوا متروك الحديث أو ذاهب الحديث
أو كذاب فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه وهي المنزلة الرابعة
39

وصف من يحتج بحديثه ويلزم قبول
روايته على الاجمال دون التفصيل
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا أحمد بن
جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال ثنا أحمد بن موسى الجوهري ح وأخبرنا أبو منصور
محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال ثنا أبو الفضل صالح بن أحمد بن
محمد الحافظ لفظا قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قالا ثنا الربيع بن سليمان قال
قال الشافعي قال لي قائل احدد لي أقل ما تقوم به الحجة على أهل العلم حتى يثبت
عليهم خبر الخاصة فقلت خبر الواحد عن الواحد حتى ينتهى به إلى النبي صلى
الله عليه وسلم أو من انتهى به إليه دونه ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع
أمورا منها ان يكون من حدث به ثقة في دينه معروفا بالصدق في حديثه
عاقلا بما يحدث به عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ أو ان يكون ممن
يؤدى الحديث بحروفه كما سمعه لا يحدث به على المعنى لأنه إذا حدث به على
المعنى وهو غير عالم بما يحيل معناه لم يدر لعله يحيل الحلال إلى الحرام وإذا أداه
بحروفه فلم يبق وجه يخاف فيه احالته للحديث حافظا ان حدث من حفظه
حافظا لكتابه ان حدث من كتابه إذا شرك أهل الحفظ في الحديث وافق
حديثهم بريئا من أن يكون مدلسا يحدث عمن لقى ما لم يسمع منه ويحدث عن
النبي صلى الله عليه وسلم بما يحدث الثقات خلافه عن النبي صلى الله عليه وسلم
ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهى الحديث موصولا إلى النبي صلى الله
عليه وسلم أو إلى من انتهى به إليه دونه لان كل واحد منهم مثبت لمن حدثه مثبت
على من حدث عنه فلا يستغنى في كل واحد منهم عما وصفت
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا
40

بشر بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي فان قال قائل فما الحديث
الذي يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمنا الحجة به
قلت هو أن يكون الحديث ثابتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متصلا
غير مقطوع معروف الرجال أو يكون حديثا متصلا حدثنيه ثقة معروف عن
رجل جهلته وعرفه الذي حدثني عنه فيكون ثابتا يعرفه من حدثنيه عنه حتى يصل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وان لم يقل كل واحد ممن حدثه سمعت أو حدثنا
حتى ينتهى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وان أمكن ان يكون بين المحدث
والمحدث عنه واحد أو أكثر لان ذلك عندي على السماع لادراك المحدث من
حدث عنه حتى ينتهى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولازم صحيح يلزمنا
قبوله ممن حمله إلينا إذا كان صادقا مدركا لمن روى ذلك عنه مثل شاهدين شهدا
عند حاكم على شهادة شاهدين يعرف الحاكم عدالة اللذين شهدا عنده ولم يعرف
عدالة مشهدا على شهادته فعليه إجازة شهادتهما على شهادة من شهدا عليه
ولا يقف عن الحكم بجهالته بالمشهود على شهادتهما قال عبد الله فهذا الظاهر
الذي يحكم به والباطن ما غاب عنا من وهم المحدث وكذبه ونسيانه وادخاله بينه
وبين من حدث عنه رجلا أو أكثر وما أشبه ذلك مما يمكن ان يكون ذلك على
خلاف ما قال فلا نكلف علمه الا بشئ ظهر لنا فلا يسعنا حينئذ قبوله لما ظهر لنا
منه
ذكر شبهة من زعم أن خبر الواحد
يوجب العلم وابطالها
أخبرني أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن أحمد المالكي قال قرأت على القاضي
أبى بكر محمد بن الطيب قال فاما من قال من الفقهاء أن خبر الواحد يوجب العلم
الظاهر دون الباطن فإنه قول من لا يحصل علم هذا الباب لان العلم من حقه
ان لا يكون علما على الحقيقة بظاهر أو باطن الا بان يكون معلومه على ما هو به
ظاهرا وباطنا فسقط هذا القول قال وتعلقهم في ذلك بقوله عز وجل فان
علمتموهن مؤمنات بعيد لأنه أراد تعالى وهو اعلم فان علمتموهن في
41

اظهارهن الشهادتين ونطقهن بهما وظهور ذلك منهن معلوم يدرك إذا وقع وإنما
سمى النطق ايمانا على معنى انه دال عليه وعلم في اللسان على اخلاص الاعتقاد
ومعرفة القلب مجازا واتساعا ولذلك نفى تعالى الايمان عمن علم أنه غير معتقد له
في قوله قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا أي قولوا
استسلمنا فزعا من أسيافهم قال واما التعلق في أن خبر الواحد يوجب العلم فان
الله تعالى لما أوجب العمل به وجب العلم بصدقة وصحته لقوله تعالى ولا تقف ما
ليس لك به علم وقوله وان تقولوا على الله مالا تعلمون فإنه أيضا
بعيد لأنه إنما عنى تعالى بذلك ان لا تقولوا في دين الله ما لا تعلمون ايجابه
والقول والحكم به عليكم ولا تقولوا سمعنا ورأينا وشهدنا وأنتم لم تسمعوا وتروا
وتشاهدوا وقد ثبت ايجابه تعالى علينا العمل بخبر الواحد وتحريم القطع على أنه
صدق أو كذب فالحكم به معلوم من أمر الدين وشهادة بما يعلم ويقطع به
ولو كان ما تعلقوا به من ذلك دليلا على صدق خبر الواحد لدل على صدق
الشاهدين أو صدق يمين الطالب للحق وأوجب القطع بايمان الامام والقاضي
والمفتى إذ ألزمنا المصير إلى احكامهم وفتواهم لأنه لا يجوز القول في الدين بغير
علم وهذا عجز ممن تعلق به فبطل ما قالوه
باب ذكر بعض الدلائل على صحة العمل
بخبر الواحد ووجوبه
قد أفردنا لوجوب العمل بخبر الواحد كتابا ونحن نشير إلى شئ منه في
هذا الموضع إذ كان مقتضيا له
42

فمن أقوى الأدلة على ذلك ما ظهر واشتهر عن الصحابة من العمل بخبر
الواحد
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قال أنا أبو علي
محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني قال ثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى ثنا
بشر بن عمر قال ثنا مالك عن بن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خرشة عن
قبيصة بن ذؤيب قال جاءت الجدة إلى أبى بكر رضى الله تعالى عنه تسأله ميراثها
فقال لها مالك في كتاب الله شئ ولا علمت لك في سنة رسول الله صلى الله
عليه وسلم شيئا فارجعي حتى أسأل الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة
حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس فقال أبو بكر هل معك
غيرك فقام محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذ لها أبو بكر
ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه تسأله ميراثها
فقال مالك في كتاب الله شئ وما القضاء الذي بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قضى به الا لغيرك وما انا بزائد في الفرائض ولكن هو ذلك السدس فان
اجتمعتما فيه فهو لكما وأيتكما خلت به فهو لها
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا علي بن محمد بن أحمد المصري
قال ثنا بن أبي مريم قال ثنا الفريابي قال ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال
سمعت بجالة قال لم يكن عمر أخذ من المجوس الجزية حتى شهد عبد الرحمن بن
عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بمحمد بن عبد الله بن زياد
القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا عبد الله يعنى بن مسلمة القعنبي عن
مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة بن عمته زينب بنت كعب ان
الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله ان ترجع إلى أهلها في خدرة فان زوجها
خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه فسألت
43

رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ارجع إلى أهلي فان زوجي لم يتركني في منزل
يملكه ولا نفقة فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قالت فخرجت
حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني أو أمرني رسول الله صلى الله عليه
وسلم فدعيت له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت قالت فرددت
عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب
أجله قالت فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا فلما كان عثمان بن عفان أرسل
إلى فسألني عن ذلك فأخبرته فاتبعه وقضى به
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد قال حدثنا أبو الحسن
علي بن إسحاق بن محمد البختري المادراني قال ثنا محمد بن عبيد الله المنادى قال ثنا
شبابة بن سوار قال ثنا قيس بن الربيع عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن
أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت إذا سمعت
من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه وإذا حدثني غيري
عن النبي صلى الله عليه وسلم لم ارض حتى يحلف لي انه سمعه من النبي صلى الله
عليه وسلم وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من انسان يصيب ذنبا فيتوضأ ثم يصلى ركعتين فيستغفر الله فيهما الا غفر له
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا عثمان بن صالح السهمي
قال ثنا بن لهيعة عن أبي النضر عن عبد الله بن حنين أنه قال قال رجل من أهل
العراق لعبد الله بن عمر إن بن عباس قال وهو علينا أمير من أعطى بدينار مائة
دينار فليأخذها فقال بن عمر سمعت عمر بن الخطاب يقول كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر الذهب بالذهب ربا الا مثلا بمثل لا زيادة
فيه وما زاد فيه فهو ربا فقال بن عمر فان كنت في شك فسل أبا سعيد الخدري
عن ذلك فانطلق فسأل أبا سعيد فقيل لابن عباس ما قال بن عمر وأبو سعيد
44

فاستغفر بن عباس الله وقال هذا رأى رأيته
وحدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال انا علي بن محمد بن أحمد
المصري قال ثنا عبد الله بن سعيد بن كثير بن عفير عن أبي صالح عن الليث عن
كثير بن فرقد عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يكرى المزارع فحدث أن رافع بن
خديج يأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه نهى عن ذلك قال نافع
فخرج إليه وأنا معه فسأله فقال رافع نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كراء
المزارع فترك عبد الله كراءها
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي قال أنا أبو بكر محمد بن جعفر المطيري قال حدثني علي بن حرب الطائي
نا خالد بن يزيد عن سفيان الثوري ح وأخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا
محمد بن يعقوب الأصم قال أنا الربيع بن سليمان قال انا الشافعي قال انا
سفيان بن عيينة كلاهما عن عبد الملك بن عمير قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله
يحدث عن أبيه ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله
امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وعقلها لم يقل بن عيينة وعقلها وزاد وأداها
فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل
عليها قلب مؤمن اخلاص العمل لله ومناصحة المسلمين ولزوم جماعتهم فان
رحمة الله تحيط من ورائهم لفظ حديث الثوري
أنا محمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا أحمد بن جعفر بن سلم قال
أخبرنا أحمد بن موسى الجوهري ح وانا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا
45

صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قالا ثنا الربيع بن سليمان
قال قال الشافعي رحمه الله فلما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى استماع
مقالته وحفظها وأدائها امرأ يؤديها والأمرؤ واحد دل على أنه لا يأمر أن يؤدى عنه
الا ما تقوم به الحجة على من أدى إليه لأنه إنما يؤدى عنه حلال يؤتى وحرام
يجتنب وحد يقام ومال يؤخذ ويعطى ونصيحة في دين ودنيا
قال الشافعي وأهل قباء أهل سابقة من الأنصار وفقه وقد كانوا على قبلة
فرض الله عليهم استقبالها ولم يكن لهم ان يدعوا فرض الله تعالى في القبلة الا بما
تقوم عليهم به الحجة ولم يلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوا ما
انزل الله عز وجل عليه في تحويل القبلة فيكونوا مستقبلين بكتاب الله تعالى أو
سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
بخبر عامة وانتقلوا بخبر واحد إذ كان عندهم من أهل الصدق عن فرض كان
عليهم فتركوه إلى ما أخبرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه أحدث عليهم من
تحويل القبلة
قال الشافعي رحمه الله ولم يكونوا ليفعلوه إن شاء الله تعالى بخبر واحد إلا عن علم
بان الحجة تثبت بمثله إذا كان من أهل الصدق ولا ليحدثوا أيضا مثل هذا العظيم
في دينهم الا عن علم بان لهم احداثه ولا يدعون ان يخبروا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بما صنعوا منه ولو كان ما قبلوا من خبر الواحد عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في تحويل القبلة وهو فرض مما لا يجوز لقال لهم إن شاء الله
تعالى قد كنتم على قبلة ولم يكن لكم تركها الا بعد علم تقوم به عليكم حجة من
سماعكم منى أو خبر عامة أو أكثر من خبر واحد عنى قال الشافعي وبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر واليا على الحج في سنة تسع وحضر الحج
من أهل بلدان مختلفين وشعوب متفرقة فأقام لهم مناسكهم وأخبرهم عن رسول
46

الله صلى الله عليه وسلم بما لهم وما عليهم وبعث علي بن أبي طالب في تلك
السنة فقرأ عليهم في مجمعهم يوم النحر آيات من سورة براءة ونبذ إلى قوم على
سواء وجعل لقوم مددا ونهاهم عن أمور فكان أبو بكر وعلى معروفين عند أهل
مكة بالفضل والدين والصدق وكان من جهلهما وأحدهما من الحاج وجد من
يخبره عن صدقهما وفضلهما ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعث واحد
إلا والحجة قائمة بخبره على من بعثه إليه إن شاء الله تعالى قال الشافعي وفرق
النبي صلى الله عليه وسلم عمالا على نواحي عرفنا أسماءهم والمواضع التي فرقهم
عليها فبعث قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر وابن نويرة إلى عشائرهم لعلمه
بصدقهم عندهم
وقدم عليه وفد البحرين فعرفوا من معه فبعث معهم بن سعيد بن العاص
وبعث معاذ بن جبل إلى اليمن وأمره ان يقاتل بمن اطاعه من عصاه ويعلمهم
ما فرض الله عليهم ويأخذ منهم ما وجب عليهم لمعرفتهم بمعاذ ومكانه منهم
وصدقه فيهم وكل من ولى فقد أمره بأخذ ما أوجب الله على من ولاه عليه ولم
يكن لاحد عندنا في أحد ممن قدم عليه من أهل الصدق ان يقول أنت واحد وليس
لك ان تأخذ منا ما لم نسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه علينا ولا
أحسبه بعثهم مشهورين في النواحي التي بعثهم إليها بالصدق الا لما وصفت من أن
تقوم الحجة بمثلهم على من بعثه إليه
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
هارون الخلال قال حدثني عبد الملك الميموني قال ثنا أحمد بن حنبل بحديث بن
عباس حين سأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي صلى الله عليه
وسلم في الحديث قصة يقول فيها عمر وكان لي أخ يشهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوما واشهده يوما فإذا غبت جاءني بما يكون من الوحي وما يكون من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت له في هذا حجة بخبر يجئ به الرجل
وحده قال نعم فاستحسنه
47

قال الخطيب وعلى العمل بخبر الواحد كان كافة التابعين ومن بعدهم من
الفقهاء الخالفين في سائر أمصار المسلمين إلى وقتنا هذا ولم يبلغنا عن أحد منهم
إنكار لذلك ولا اعتراض عليه فثبت ان من دين جميعهم وجوبه إذ لو كان
فيهم من كان لا يرى العمل به لنقل إلينا الخبر عنه بمذهبه فيه والله أعلم (0)
باب ما جاء في أن الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يقبل الا عن ثقة أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال
أخبرنا محمد بن عمرو بن
البختري الرزاز قال انا يحيى بن جعفر قال انا زيد بن الحباب قال نا بن لهيعة قال
انا خالد بن زيد عن عامر بن سعد عن عقبة بن نافع القرشي وكان استشهد
بإفريقية وانه أوصى ولده فقال لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم الا عن ثقة ولا تدينوا وان لبستم العباء ولا يكتبن أحدكم شعرا يشغل
قلبه عن القرآن هكذا قال عن خالد بن زيد عن عامر بن سعد
وقد أخبرناه القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب الواسطي
قال انا علي بن عبد الرحمن البكائي بالكوفة قال انا عبد الله بن غنائم قال أنا أبو
كريب قال نا زيد بن الحباب قال نا بن لهيعة قال حدثني خالد بن يزيد
السكسكي عن عماد بن سعد أن عقبة بن نافع القرشي حين حضره الموت فقال
لبنيه أوصيكم بثلاث لا تأخذوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا
من ثقة ولا تدانوا وان لبستم العباء ولا يكتب أحدكم شعرا ليشغل قلبه عن
القرآن ورواية أبى كريب الصواب أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال نا محمد
بن يعقوب الأصم قال انا الربيع بن سليمان المرادي قال انا الشافعي قال انا عمى
محمد بن علي عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال إني لاسمع الحديث استحسنه فما
48

يمنعني من ذكره الا كراهية ان يسمعه سامع فيقتدى
به أسمعه من الرجل لا أثق به قد حدثه عمن أثق
به وأسمعه من الرجل أثق به قد حدث به عمن لا أثبه
وقال سعد بن إبراهيم لا يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الا الثقات
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز قال ثنا أبو العباس عبد الله
بن عبد الرحمن بن حماد العسكري املاء في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة قال ثنا
العباس بن فضل الأسفاطي قال ثنا علي بن عبد الله قال قال بن عيينة عن مسعر
قال سمعت سعد بن إبراهيم يقول لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
الا الثقات
وأخبرنا أبو الحسن بن رزقويه أيضا
قال أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا إبراهيم بن دنوقا قال ثنا أبو معمر قال ثنا سفيان ح وأنا أبو بكر محمد بن عمر بن
جعفر الخرقي قال أنا أحمد بن جعفر الختلي قال ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا سريح بن
يونس أبو الحارث قال ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر قال قال سعد بن إبراهيم
إنما يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الثقات وفى حديث أبي معمر عن
سعد بن إبراهيم قال لا يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الثقات
ذم الروايات عن غير الاثبات
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب نا أبو عتبة أحمد بن الفرج قال نا بقية عن أبي العلاء عن مجاهد عن بن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي بالعصبية والقدرية
والرواية عن غير ثبت
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى الكوفي قال
ثنا أحمد بن حازم قال أنا حسن بن قتيبة قال ثنا عبد الله بن زياد يعنى بن سمعان
49

عن عطاء عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أخوف ما
أخاف على أمتي العصبية والقدرية والرواية عن غير عدل
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا أحمد بن
عيسى الخزاز قال ثنا محمد بن إبراهيم الشامي قال ثنا سويد بن عبد العزيز عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي في ثلاث في القدرية والعصبية
والرواية عن غير ثبت أخبرني أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أنا
دعلج بن أحمد المعدل قال أنا أحمد بن علي الابار ح وأنا محمد بن عمر بن جعفر
الخرقي قال أنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي قال ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا
عبد الله بن عون الخراز قال ثنا عفيف بن سالم الموصلي عن محمد بن عبد العزيز بن
عبد الرحمن بن عوف عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال ثلاث من توديع الاسلام
العصبية والقدرية والرواية عن غير ثقة
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم
قال أنا الربيع بن سليمان قال أنا الشافعي قال أنا سفيان عن يحيى بن سعيد قال
سألت ابنا لعبد الله بن عمر عن مسألة فلم يقل فيها شيئا فقيل له انا لنعظم
ان يكون مثلك بن امام هدى تسأل عن أمر ليس عندك فيه علم فقال أعظم
والله من ذلك عند الله عز وجل وعند من عرف الله عز وجل وعند من عقل عن
الله عز وجل أن أقول بما ليس لي به علم أو أخبر عن غير ثقة آخر الجزء الأول
50

بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي بدمشق نا
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ البغدادي المعروف بالخطيب قدم علينا من
لفظه قال
باب وجوب البحث والسؤال
للكشف عن الأمور والأحوال
أجمع أهل العلم على أنه لا يقبل الا خبر
العدل كما أنه لا تقبل الا شهادة العدل ولما ثبت ذلك وجب متى لم تعرف عدالة المخبر والشاهد أن يسأل عنهما أو
يستخبر عن أحوالهما أهل المعرفة بهما إذ لا سبيل إلى العلم بما هما عليه الا بالرجوع
إلى قول من كان بهما عارفا في تزكيتهما فدل على أنه لابد منه
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ثنا محمد بن أحمد بن عمرو
اللؤلؤي ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا أبو كامل ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد
يعنى الحذاء عن عكرمة عن بن عباس ان ماعز بن مالك اتى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال إنه زنى فأعرض عنه فأعاد عليه مرارا فأعرض عنه فسأل
51

قومه أمجنون هو فقالوا ليس به بأس قال أفعلت بها قال نعم فأمر به ان
يرجم فانطلق به فرجم ولم يصل عليه
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن في أمته ممن يجئ بعده كذابين
فحذر منهم ونهى عن قبول رواياتهم وأعلمنا ان الكذب عليه ليس كالكذب
على غيره فوجب بذلك النظر في أحوال المحدثين والتفتيش عن أمور الناقلين
احتياطا للدين وحفظا للشريعة من تلبيس الملحدين
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن
حبيب ثنا أبو داود وهو الطيالسي ثنا جرير بن حازم ثنا عبد الملك بن عمير عن
جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم مقامي فيكم فقال أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد ولا
يستشهد
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرى أنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي ثنا معاذ بن المثنى ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر انا عبد الرحمن بن
سيماء المجبر ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي قال ثنا مسدد نا يحيى بن سعيد عن
شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن بين يدي الساعة كذابين قال أخي وسمعت جابرا يقول قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاحذروهم
52

أخبرنا علي بن القاسم بن الحسن البصري
قال ثنا علي بن إسحاق المادراني قال ثنا جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا عبد الله بن محمد بن حفص قال ثنا عبد
الواحد بن زياد ثنا صدقة بن المثنى قال ثنا رياح بن الحارث قال كنا في المسجد
الأكبر بالكوفة والمغيرة بن شعبة على سرير إذ جاء سعيد بن زيد بن عمرو بن
نفيل قال فأوسع له المغيرة عند رجليه على السرير فقال سعيد بن زيد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن كذبا على ليس
كذب على أحد مكذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي أنا علي بن عمر الحافظ ثنا
محمد بن مخلد نا محمد بن غالب تمتام قال سمعت عمر الناقد يقول دين محمد
صلى الله عليه وسلم لا يحتمل الدنس يعنى الكذب
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني انا عبد الله بن عدي الحافظ نا أحمد بن علي
المدائني نا أبو أمية ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد أو قال حدثني صاحب
لي عن حماد بن زيد عن جعفر بن سليمان قال سمعت المهدى يقول أقر عندي
رجل من الزنادقة انه وضع أربعمائة حديث فهي تجول في أيدي الناس
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني ثنا صالح بن أحمد التميمي
الحافظ قال سمعت أبا بكر محمد بن علي الصيدلاني بن أخت إبراهيم بن الحسين
يقول سمعت إبراهيم بن الحسين خالي يقول كنا على باب عفان انا وأحمد ويحيى بن
معين وأبو خيثمة وعد جماعة فجاء غلام فقال ليحيى بن معين انظر إلى هذا
الحديث الموضوع فقال يحيى ان للعلم شبابا ينتقدو العلم
أخبرنا محمد بن عيسى نا صالح نا الحسين بن علي نا عبد الرحمن بن محمد
وهو الرازي الحنظلي نا أبى أخبرني عبدة بن سليمان قال قيل لابن المبارك هذه
الأحاديث المصنوعة قال يعيش لها الجهابذة
53

باب وجوب تعريف المزكى ما عنده من حال المسؤول عنه
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد المتوثي ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا
محمد بن غالب نا مسلم بن إبراهيم نا صدقة
بن موسى الدقيقي نا مالك بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم يعلمه فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار
أخبرنا الحسن بن أبي بكر انا أحمد بن كامل القاضي نا أحمد بن عبيد الله بن
إدريس نا يزيد بن هارون انا الحجاج بن أرطاة عن عطاء عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم يعلمه فكتمه جئ به يوم القيامة
ملجما بلجام من نار
وقد أنكر قوم ولم يتبحروا في العلم قول الحفاظ من أئمتنا وأولى المعرفة من
أسلافنا ان فلانا الراوي ضعيف وفلان غير ثقة وما أشبه هذا من الكلام ورأوا
ذلك غيبة لمن قيل فيه إن كان الامر على ما ذكره القائل وإن كان الامر على
خلافه فهو بهتان
واحتجوا بالحديث الذي أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم
العبدوي الحافظ بنيسابور أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي بن زياد السمذي
أنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا أمية بن بسطام ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن
القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم سئل ما الغيبة فقال ذكرك أخاك بما يكره قال أفرأيت إن كان في
أخي ما أقول قال إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه ما
تقول فقد بهته
54

وقال قائلهم في ذلك شعر أنشدنيه عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال
أنشدنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد قال أنشدني الحسن بن علي الباغاني من أهل
المغرب قال أنشدني بكر بن حماد الشاعر المغربي لنفسه
أرى الخير في الدنيا يقل كثيره وينقص نقصا والحديث يزيد
فلو كان خيرا كان كالخير كله ولكن شيطان الحديث مريد
ولابن معين في الرجال مقالة سيسأل عنها والمليك شهيد
فإن تك حقا فهي في الحكم غيبة وان تك زورا فالقصاص شديد
وأخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال سمعت أحمد
بن محمد بن عبد الله النيسابوري يقول سمعت أبا الحسن علي بن محمد البخاري
يقول سمعت محمد بن الفضل العباسي يقول كنا عند عبد الرحمن بن أبي حاتم وهو
إذا يقرأ علينا كتاب الجرح والتعديل فدخل عليه يوسف بن الحسين الرازي
فقال له يا أبا محمد ما هذا الذي تقرؤه على الناس قال كتاب صنفته في الجرح
والتعديل قال وما الجرح والتعديل قال أظهر أحوال أهل العلم من كان منهم ثقة أو غير
ثقة فقال له يوسف بن الحسين استحييت لك يا أبا محمد كم من
هؤلاء القوم حطوا رواحلهم في الجنة منذ مائة سنة ومائتي سنة وأنت تذكرهم
وتغتابهم على أديم الأرض فبكى عبد الرحمن وقال يا أبا يعقوب لو سمعت هذه
الكلمة قبل تصنيف هذا الكتاب لما صنفته
قلت وليس الامر على ما ذهبوا إليه لان أهل العلم أجمعوا على أن الخبر
لا يجب قبوله الا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر به وفى ذلك دليل على
جواز الجرح لمن لم يكن صدوقا في روايته مع أن سنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد وردت مصرحة بتصديق ما ذكرنا وبضد قول من خالفنا
55

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبو
الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران السكري قالا أنا إسماعيل بن محمد
الصفار ثنا زكريا بن يحيى المروزي ثنا سفيان بن عيينة عن بن المنكدر سمع عروة
بن الزبير يقول حدثتنا عائشة أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال
ائذنوا له فبئس رجل العشيرا وبئس رجل العشيرة فلما دخل ألان له القول
قالت عائشة يا رسول الله قلت له الذي قلت فلما دخل ألنت له القول قال يا عائشة
ان شر الناس منزلة يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس اتقاء فحشه
ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل بئس رجل العشيرة دليل على أن
أخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم والدين من
النصيحة للسائل ليس بغيبة إذ لو كان ذلك غيبة لما أطلقه النبي صلى الله عليه
وسلم وإنما أراد عليه السلام بما ذكر فيه والله أعلم ان بئس للناس الحالة المذمومة
منه وهي الفحش فيجتنبوها لا انه أراد الطعن عليه والثلب له وكذلك أئمتنا
في العلم بهذه الصناعة إنما أطلقوا الجرح فيمن ليس بعدل لئلا يتغطى امره على من
لا يخبره فيظنه من أهل العدالة فيحتج بخبره والاخبار عن حقيقة الامر إذا كان
على الوجه الذي ذكرناه لا يكون غيبة
ومما يؤيد ذلك حديث فاطمة بنت قيس الذي أخبرناه عبد الرحمن بن عبيد
الله الحرفي أنا محمد بن عبد الله الشافعي قال حدثني إسحاق بن الحسن الحربي ثنا
عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك وأخبرناه الحسن بن أبي بكر واللفظ لحديثه
أنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا أبو
مصعب ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو
غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فتسخطته فقال والله مالك علينا من
شئ فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال ليس لك
عليه نفقة وأمرها ان تعتد في بيت أم شريك ثم قال إنها امرأة يغشاها أصحابي
56

اعتدى عند بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني
قالت فلما حللت ذكرت له ان معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه واما
معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد قالت فكرهته ثم قال انكحي
أسامة بن زيد فنكحته فجعل الله فيه خيرا كثيرا واغتبطت به
في هذا الخبر دلالة على أن إجازة الجرح للضعفاء من جهة النصيحة لتجتنب
الرواية عنهم وليعدل عن الاحتجاج بأخبارهم لان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما ذكر في أبى جهم انه لا يضع عصاه عن عاتقه وأخبر عن معاوية انه صعلوك لا
مال له عند مشورة استشير فيها لا تتعدى المستشير كان ذكر العيوب الكامنة في
بعض نقلة السنن التي يؤدى السكوت عن اظهارها عنهم وكشفها عليهم إلى تحريم
الحلال وتحليل الحرام والى الفساد في شريعة الاسلام أولى بالجواز وأحق بالاظهار
واما الغيبة التي نهى الله تعالى عنها بقوله عز وجل ولا يغتب بعضكم
بعضا وزجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها بقوله يا معشر من آمن بلسانه
ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فهي ذكر الرجل
عيوب أخيه يقصد بها الوضع منه والتنقيص له والازراء به فيما لا يعود إلى
حكم النصيحة وايجاب الديانة من التحذير عن ائتمان الخائن وقبول خبر
الفاسق واستماع شهادة الكاذب وقد تكون الكلمة الواحدة لها معنيان مختلفان
على حسب اختلاف حال قائلها في بعض الأحوال يأثم قائلها وفى حالة أخرى لا
يأثم
مثال ذلك ما أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنا أحمد بن
محمد بن جعفر الجوزي ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الرحمن بن مهدي
عن سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة عن عائشة انها ذكرت امرأة
وقالت إنها قصيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتبتيها
وأخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر
57

بن درستويه النحوي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب قال وثنا
حجاج عن جده عن الزهري قال أخبرني بن أبي رهم الغفاري انه سمع أبا رهم
وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين بايعوه تحت الشجرة يقول
غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وساق الحديث إلى أن قال
فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألني عمن تخلف من بنى غفار فأخبرته
فقال إذ هو يسألني ما فعل النفر البيض وقال حجاج الحمر الطوال الثطاط
فحدثته بتخلفهم فقال ما فعل السود الجعد القطاط وقال حجاج القصار الذين
لهم نعم بشبكة شرح وذكر بقية الحديث فالكلمتان في القصر لفظهما واحد ومعناهما
مختلف لان عائشة قصدت العيب والذم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قصد
التعريف والوصف
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ثنا إسحاق بن
إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني سعيد بن
المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن
مسعود عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل الإفك ما
قالوا فبرأها الله وكلهم حدثني بطائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى
لحديثها من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث
الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا وذكروا ان عائشة رضي الله عنها
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد
أن يخرج إلى سفر أقرع بين نسائه فايتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله
صلى الله عليه وسلم معه وذكر الحديث بطوله وقالت فيه ودعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما
في فراق أهله قالت فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي
يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال يا رسول الله هم
أهلك ولا نعلم الا خيرا واما على فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير
58

وان تسأل الجارية تعرفك قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال
أي بريرة هل رأيت من شئ يريبك من أمر عائشة فقالت له برير والذي بعثك
بالحق ان رأيت عليها أمرا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثه السن تنام
عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله
في استشارة النبي صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة وسؤاله بريرة عما عندهم
من العلم باهله بيان واضح انه لم يكن ليسألهم الا وواجب عليهم اخباره بما
يعلمون من ذلك فكذلك يجب على جميع من عنده علم من ناقل خبر أو حامل
أثر ممن لا يبلغ محله في الدين محل عائشة أم المؤمنين ولا منزلته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم منزلتها منه بخصلة تكون منه يضعف خبره عند اظهارها
عليه وبجرحة تثبت فيه يسقط حديثه عند ذكرها عنه ان يبديها لمن لا علم له
به ليكون بتحذير الناس إياه من الناصرين لدين الله الذابين الكذب عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيالها منزلة ما أعظمها أو مرتبة ما أشرفها وان
جهلها جاهل وأنكرها منكر
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ثنا أبو العباس محمد بن
أحمد الأثرم ثنا الحسن بن داود بن مهران ثنا هشام الرازي ثنا الجارود بن يزيد عن
بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أترعون
عن ذكر الفاجر حتى يعرفه الناس اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس
أخبرنا محمد بن الحسين القطان نا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي ثنا محمد
بن عبد الله بن سليمان ثنا جعدبة بن يحيى الليثي ثنا العلاء بن بشر عن سفيا
عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس
الفاسق غيبة
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران انا أحمد بن محمد بن جعفر
59

الجوزي ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا يحيى بن جعفر وهو بن أبي طالب ثنا عبد
الملك بن إبراهيم الجدي ثنا الصلت بن طريف قال قلت للحسن الرجل الفاجر
المعلن بفجوره ذكرى له بما فيه غيبة له قال لا ولا كرامة قال الجوزي ثنا يحيى
بن أبي طالب بإسناده مثله
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنا يحيى بن أبي بكير ثنا الربيع بن
صبيح عن الحسن قال كان يقول ليس لأهل البدعة غيبة
أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ثنا أحمد بن سلمان
النجاد ثنا جعفر بن محمد الصائغ ثنا عفا ثنا يحيى بن سعيد قال سألت شعبة
وسفيان ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن الرجل يتهم في الحديث أو لا
يحفظه قالوا بين امره للناس
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بأصبهان أنا أبو بكر
بن المقرى ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ثنا عمرو بن علي ح وأخبرنا أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور قال انا محمد بن عبد الرزاق بن زكريا الجوزقي أنا
مكي بن عبدان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا عمرو بن علي ثنا عفان قال كنا عند
إسماعيل بن علية جلوسا قال فحدث رجل عن رجل فقلت ان هذا ليس بثبت
فقال الرجل اغتبته فقال إسماعيل ما اغتابه ولكنه حكم انه ليس بثبت لفظ
حديث مسلم
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرئ أنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن
يزيد الغازي أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي ثنا عبد الرحمن بن يوسف بن
خراش قال روى محمد بن أبي خلف قال كنا عند بن علية فجاءه رجل فسأله عن
حديث الليث بن أبي سليم فقال بعض من حضره وما تصنع بليث بن أبي سليم
وهو ضعيف الحديث لم لا تسأله عن حديث لأيوب قال فقال سبحان الله
60

أتغتاب رجلا من العلماء قال فقال بن علية يا جاهل نصحك ان هذا أمانة
ليس بغيبة
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا إبراهيم بن عبد الله المعدل ثنا محمد بن إسحاق
الثقفي قال سمعت أبا قدامة عبيد الله بن سعيد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي
يقول مررت مع شعبة برجل يعنى يحدث فقال كذب والله لولا أنه لا
يحل لي ان أسكت عنه لسكت أو كلمة معناها
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق أنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي ثنا عبد الله بن زياد ثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا على المديني قال
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ثنا حماد بن زيد قال كلمنا شعبة بن الحجاج انا
وعباد بن عباد وجرير بن حازم في رجل قلنا لو كففت عن ذكره فكأنه لان
وأجابنا ثم مضيت يوما أريد الجمعة فإذا شعبة ينادى من خلفي فقال ذاك الذي
قلت لكم فيه لا أراه يسعني
أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي أنا أبو عبد الله بن محمد بن أحمد
بن سليمان الحافظ ببخارا أنا خلف بن محمد ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن
رفيل ثنا المسيب بن إسحاق قال سمعت عثمان بن حميد الدبوسي يقول قيل لشعبة
بن الحجاج يا أبا بسطام كيف تركت علم رجال وفضحتهم فلو كففت فقال
أجلوني حتى أنظر الليلة فيما بيني وبين خالقي هل يسعني ذلك قال فلما كان من
الغد خرج علينا على حمير له فقال قد نظرت فيما بيني وبين خالقي فلا يسعني دون ان
أبين أمورهم للناس والسلام
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا أحمد بن كامل القاضي قال حدثني
أبو سعد الهروي عن أبي بكر بن خلاد قال قلت ليحيى بن سعيد القطان أما تخشى
ان يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله تعالى قال قال لان يكون
هؤلاء خصمائي أحب إلى من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لم حدثت عنى حديثا ترى أنه كذب
61

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على إسحاق النعالي حدثكم عبد الله بن
إسحاق المدائني ثنا يوسف بن الضحاك ثنا أبو سلمة ثنا حزم بن أبي حزم عن عاصم
الأحول قال كان قتادة يقصر بعمرو بن عبيد فجثوت على ركبتي فقلت يا أبا
الخطاب هذه الفقهاء ينال بعضها من بعض فقال يا أحول رجل ابتدع بدعة
فيذكر خير من أن يكف عنه
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي انا يوسف بن أحمد الصيدلاني بمكة ثنا
محمد بن عمرو العقيلي قال ثنا المطلب بن شعيب قال سمعت أحمد بن محمد المكي
يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول كان شعبة يقول تعالوا حتى نغتاب في الله عز
وجل
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي البزاز أنا أبو عبد الله محمد
بن عمران بن موسى المرزباني أنا عبد الله بن يحيى العسكري ثنا العنزي ثنا سهل
بن حبيب الأنصاري ثنا أبو زيد الأنصاري النحوي قال أتينا شعبة يوم مطر فقال
ليس هذا يوم حديث اليوم يوم غيبة تعالوا حتى نغتاب الكذابين
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان انا دعلج بن أحمد المعدل انا أحمد
بن علي الابار ثنا عبد الرحمن بن حازم أبو محمد البلخي قال سمعت مكي بن
إبراهيم يقول كان شعبة يأتي عمران بن حدير يقول يا عمران تعال حتى نغتاب
ساعة في الله عز وجل يذكرون مساوى أصحاب الحديث
أخبرنا بن الفضل انا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان
قال سمعت الحسن بن الربيع قال قال بن المبارك المعلى بن هلال هو الا انه إذا
62

جاء الحديث يكذب قال فقال له بعض الصوفية يا أبا عبد الرحمن تغتاب فقال
اسكت إذا لم نبين كيف يعرف الحق من الباطل أو نحو هذا من الكلام
كتب إلى أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن أبا الميمون عبد
الرحمن بن عبد الله البجلي أخبرهم قال أنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال
سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ويصحف فقال بين امره فقلت
لأبي مسهر أترى ذلك من الغيبة قال لا
أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي أنا أبو بكر بن شاذان ثنا أحمد
بن مروان المالكي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال جاء أبو تراب النخشبي إلى أبى
فجعل أبى يقول فلان ضعيف فلان ثقة فقال أبو تراب يا شيخ لا تغتاب
العلماء فالتفت أبى إليه فقال له ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة
أخبرنا محمد بن عمر الداودي انا علي بن عمر بن أحمد الحافظ ثنا محمد بن
داود بن سليمان النيسابوري ثنا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن سلمة النيسابوري
قال سمعت محمد بن بندار السباك الجرجاني يقول قلت لأحمد بن حنبل انه ليشتد
على أن أقول فلان ضعيف فلان كذاب فقال أحمد إذا سكت أنت وسكت انا
فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم
أخبرنا علي بن أحمد المقرى انا إسماعيل بن علي الخطبي ثنا عبد الله بن أحمد
بن حنبل قال قلت لأبي ما تقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله ان يكون
مرجئا أو شيعيا أو فيه شئ من خلاف السنة أيسعني ان اسكت عنه أم أحذر عنه
فقال أبى إن كان يدعو إلى بدعة وهو امام فيها ويدعو إليها قال نعم تحذر عنه
باب ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة
وانه لا يحتاج إلى سؤال عنهم وإنما يجب فيمن دونهم
كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم
يلزم العمل به الا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي
الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لان عدالة الصحابة ثابتة معلومة
63

بتعديل الله لهم واخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن
فمن ذلك قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس وقوله وكذلك
جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيدا
وهذا اللفظ وإن كان عاما فالمراد به الخاص وقيل وهو وارد في الصحابة
دون غيرهم وقوله لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم
ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا وقوله تعالى
والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم
ورضوا عنه وقوله تعالى والسابقون السابقون أولئك المقربون
جنات النعيم وقوله يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين
وقوله تعالى للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا
من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوأوا
الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما
أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك
هم المفلحون في آيات يكثر ايرادها ويطول تعدادها ووصف رسول الله
صلى الله عليه وسلم الصحابة مثل ذلك واطنب في تعظيمهم وأحسن الثناء
عليهم
فمن الأخبار المستفيضة عنه في هذا المعنى ما أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا عبد
الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن
64

منصور والأعمش عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم
يجئ قوم تسبق ايمانهم شهادتهم ويشهدون قبل ان يستشهدوا
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد اليزدي الحافظ بنيسابور أنا أبو عمرو
محمد بن أحمد بن حمدان ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ثنا محمد بن بشار ثنا
محمد بن جعفر ثنا شعبة عن أبي بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
قال أبو هريرة فلا ادرى ذكره مرتين أو ثلاثا ثم يخلف من بعدهم قوم يحبون
السمانة ويشهدون ولا يستشهدون
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم املاء قال ثنا
محمد بن يونس قال ثنا أبو الربيع سليمان بن داود ثنا منصور بن أبي الأسود عن
الأعمش عن علي بن مدرك عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ثم يخلف قوم تسبق ايمانهم شهادتهم ثم يظهر فيهم السمن
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أصحابي
فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا
نصيفه
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري أيضا ثنا محمد بن يعقوب الأصم ثنا بكر بن
سهل الدمياطي ثنا عمرو بن هاشم البيروتي ثنا سليمان بن أبي كريمة عن جويبر
عن الضحاك عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما أوتيتم
65

من كتاب الله فالعمل به لا عذر لاحدكم في تركه فإن لم يكن في كتاب الله فسنة
مني ماضية فإن لم تكن سنة مني ماضية فما قال أصحابي ان أصحابي بمنزلة
النجوم في السماء فأيها أخذتم به اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي أنا علي بن محمد بن أحمد
الوراق ثنا حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الرحيم بن زيد
العمى عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربي فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي
فأوحى الله إلى يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوأ
من بعض فمن أخذ بشئ مما هم عليه من اختلافهم فهم عندي على هدى
أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم ثنا أبو بكر الشافعي ثنا محمد بن هشام بن أبي
الدميك ثنا إبراهيم بن زياد سبلان قال قال الشافعي وحدثنا أبو عبد الله
محمد بن خلف المروزي ثنا الفضل بن الوليد العنزي قالا ثنا إبراهيم بن سعد
الزهري عن بشر الحنفي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان الله اختارني واختار أصحابي فجعلهم أصهاري وجعلهم أنصاري وانه
سيجئ في آخر الزمان قوم ينتقصونهم ألا فلا تناكحوهم ألا فلا تنكحوا
إليهم ألا فلا تصلوا معهم ألا فلا تصلوا عليهم عليهم حلت اللعنة
والاخبار في هذا المعنى تتسع وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن وجميع
ذلك يقتضى طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم فلا يحتاج أحد
منهم مع تعديل الله تعالى لهم المطلع على بواطنهم إلى تعديل أحد من الخلق
له فهو على هذه الصفة الا ان يثبت على أحد ارتكاب ما لا يحتمل الا قصد
المعصية والخروج من باب التأويل فيحكم بسقوط العدالة وقد برأهم الله من
ذلك ورفع أقدارهم عنه على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شئ
مما ذكرناه لاوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل
66

المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الايمان
واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وانهم أفضل من جميع
المعدلين والمزكين الذين يجيؤن من بعدهم ابد الآبدين
هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء
وذهبت طائفة من أهل البدع إلى أن حال الصحابة كانت مرضية إلى وقت
الحروب التي ظهرت بينهم وسفك بعضهم دماء بعض فصار أهل تلك
الحروب ساقطي العدالة ولما اختلطوا باهل النزاهة وجب البحث عن أمور الرواة
منهم وليس في أهل الدين والمتحققين بالعلم من يصرف إليهم خبر ما لا
يحتمل نوعا من التأويل وضربا من الاجتهاد فهم بمثابة المخالفين من الفقهاء
المجتهدين في تأويل الاحكام لاشكال الامر والتباسه ويجب ان يكونوا على الأصل
الذي قدمناه من حال العدالة والرضا إذ لم يثبت ما يزيل ذلك عنهم
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال
سمعت أبا جعفر أحمد بن عبدل يقول سمعت أحمد بن محمد بن سليمان التستري
يقول سمعت أبا زرعة يقول إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا
حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم وإنما يريدون ان يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى
وهم زنادقة (0)
67

باب القول في معنى وصف الصحابي انه صحابي
والطريق إلى معرفة كونه صحابيا
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف قالا ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا حجاج قال قال شعبة وأخبرنا
محمد بن الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه أنا يعقوب بن
سفيان قال قال أحمد يعنى بن حنبل ثنا حجاج ثنا شعبة قال كان جندب بسفيان
أتى النبي صلى الله عليه وسلم وان شئت قلت له صحبة
وفى رواية يعقوب قد كان جندب بن عبد الله العلقي أتى النبي صلى الله
عليه وسلم وان شئت قلت قد صحبه
أخبرنا الحسن بن علي التميمي انا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا بكر بن عيسى أبو بشر الراسبي ثنا ثابت أبو زيد
القيسي عن عاصم الأحول أنه قال رأى عبد
الله بن سرجس رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أنه لم يكن له صحبة
أخبرنا أبو بكر البرقاني أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي أنا
الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال قلت لأحمد بن
حنبل عامر بن مسعود القرشي له صحبة قال لا أدرى قد روى عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال الحسين بن إدريس وسمعت أبا داود يقول سمعت مصعبا
الزبيري يقول له صحبة يعنى عامر بن مسعود وكان أمير بن الزبير على الحرب
بالكوفة وكان عبد الله بن يزيد الخطمي على الصلاة قال وليست للخطمي
صحبة كان صغيرا حين مات النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرني الحسين بن أبي الحسن الوراق ثنا عمر بن أحمد الواعظ ثنا محمد بن
إبراهيم ثنا محمد بن يزيد عن الحارث عن بن سعد عن الواقدي محمد بن عمر قال
أخبرني طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيب عن أبيه قال كان سعيد بن المسيب
يقول الصحابة لا نعدهم الا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو
68

سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين قال بن عمرو رأيت أهل العلم يقولون كل من
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أدرك الحلم وأسلم وعقل أمر الدين
ورضيه فهو عندنا ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار ولكن
أصحابه على طبقاتهم وتقدمهم في الاسلام
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز وعلي بن محمد بن بشر السكري قالا انا
عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ثنا الحسن بن عبد الوهاب بن أبي العنبر ثنا أبو
جعفر محمد بن سليمان المقرى البصري قال حدثني عبدوس بن مالك العطار قال
سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وذكر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أهل بدر فقال ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم كل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة
أو رآه فهو من أصحابه له من الصحبة على قدر ما صحبه وكانت سابقته معه وسمع
منه ونظر إليه
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن أخو الخلال انا إسماعيل بن
محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني ثنا محمد بن يوسف الفربري قال قال محمد بن
إسماعيل البخاري ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو
من أصحابه
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبى بكر محمد بن
الطيب قال لا خلاف بين أهل اللغة في أن القول صحابي مشتق من الصحبة
وانه ليس بمشتق من قدمنها مخصوص بل هو جار على كل من صحب غيره
قليلا كان أو كثيرا كما أن القول مكلم ومخاطب وضارب مشتق من المكالمة والمخاطبة
69

والضرب وجار على كل من وقع منه ذلك قليلا كان أو كثيرا وكذلك جميع الأسماء
المشتقة من الافعال وكذلك يقال صحبت فلان حولا ودهرا وسنة وشهرا ويوما
وساعة فيوقع اسم المصاحبة بقليل ما يقع منها وكثير وذلك يوجب في حكم اللغة
اجراء هذا على من صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولو ساعة من نهار هذا هو
الأصل في اشتقاق الاسم ومع ذلك فقد تقرر للأمة عرف في أنهم لا يستعملون
هذه التسمية الا فيمن كثرت صحبته واتصل لقاؤه ولا يجرون ذلك على من
لقى المرء ساعة ومشى معه خطى وسمع منه حديثا فوجب لذلك ان لا يجرى
هذا الاسم في عرف الاستعمال الا على من هذه حاله ومع هذا فان خبر الثقة
الأمين عنه مقبول ومعمول به وان لم تطل صحبته ولا سمع منه الا حديثا
واحدا
ومن الطريق إلى معرفة كونه صحابيا تظاهر الاخبار بذلك
وقد يحكم بأنه صحابي إذا كان ثقة أمينا مقبول القول إذا قال صحبت النبي
صلى الله عليه وسلم وكثر لقائي له فيحكم بأنه صحابي في الظاهر لموضع
عدالته وقبول خبره وان لم يقطع بذلك كما يعمل بروايته عن الرسول صلى
الله عليه وسلم وان لم يقطع بسماعه ولو ردا قوله انه صحابي لرد خبره عن
الرسول صلى الله عليه وسلم فان قيل أخبار الرسول له بالحكم يخفى وتفرده بالقول له وبصحبته ومطاولته
لا تكاد تخفى
قيل لعمري انها لا تخفى وإذا قال انا صحابي ولم يحك عن الصحابة رد قوله
ولا ما يعارضه جاز أن يكون ممن طالت صحبته وان لم يرو غيره طول صحبته وإذا
كان كذلك وجب إثباته صحابيا كما بقوله لذلك أو قول آحاد الصحابة انه
صحابي
70

باب القول في حكم من بعد الصحابة
وذكر الشرائط التي توجب قبول روايته
لابد لمن لزم قبول خبره من أن يكون على صفات قد تقدم ذكرها مجملا
ونحن نفصلها إن شاء الله تعالى ونشرح ما يتعلق بها
فاولها ان يكون وقت تحمل الحديث وسماعه مميزا ضابطا لأنه متى لم يكن
كذلك كان غير عالم بما تحمله وقت الأداء ولا ذاكر له ووجب ان يكون حاله
فيما يؤديه كحاله في جميع ما يحكيه من أفعاله الواقعة منه في حال نقصه ومع عدم
تمييز وعلمه وبمثابة ما يحكيه المجنون والمغلوب مما يعرف انه وقع منه حال الغلبة
على عقله فلا خلاف ان ما هذه سبيله لا يصبح ذكره والعلم به والفصل بينه
وبين غيره فوجب لذلك كون المتحمل وقت تحمله عالما بما يسمعه واعيا ضابطا
له حتى تصح منه معرفته بعينه عند التذكر له كما عرفه وقت التحمل له فيؤديه
كما سمعه بلفظه إن كان ممن يؤدى الحديث بلفظه وإن كان ممن يؤديه
على المعنى فحاجته إلى مراعاة الألفاظ والنظر في معانيها أشد من حاجة الراوي على
اللفظ دون المعنى هذا إذا كان تعويله في تحمله على حفظه
فاما إذا كان شئ الحفظ فقد ذهب قوم من أهل العلم إلى أن الضبط وقت
التحمل ليس بشرط في صحة السماع لكنه إذا اصغي وهو مميز صح سماعه وان لم
يحفظ المسموع ويقيده بالكتاب
وارى حجتهم في ذلك ما أخبرنا الحسن بن أبي بكر أنا أبو سهل أحمد بن
محمد بن عبد الله القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا على يعنى بن عبد
الله المديني ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير
عن أبي
71

سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما فتح الله على رسوله مكة قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله حبس عن مكة
الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وإنما أحلت لي ساعة من نهار ثم هي حرام
إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها الا لمنشد ومن
قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما ان يفدى واما ان يقتل فقام رجل يقال له
أبوشاه من أهل اليمن فقال يا رسول الله اكتبوا لي فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اكتبوا لأبي شاه فقام عباس أو قال عباس يا رسول الله الا الإذخر فإنه
لقبورنا وبيوتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الإذخر قال الوليد فقلت
للأوزاعي ما قوله اكتبوا لأبي شاه قال يقول اكتبوا خطبته التي سمعها من النبي
صلى الله عليه وسلم فأبو شاه ممن لم يكن يحفظ غير أنه لما كان مميزا وأصغى إلى
خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم صح سماعه إياها وأمر بكتبها
له
وقد اختلف أهل العلم أيضا في التحمل قبل البلوغ فمنهم من صحح
ذلك ومنهم من دفع صحته
باب ما جاء في صحة سماع الصغير
أخبرنا أبو بكر البرقاني انا محمد بن الحسن السروي انا عبد الرحمن بن أبي
حاتم ثنا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا نعيم بن حماد قال سمعت بن عيينة يقول
لقد أتى هشام بن حسان عظيما بروايته عن الحسن قيل لنعيم لم قال لأنه كان
صغيرا
قل من كان يثبت الحديث على ما بلغنا في عصر التابعين وقريبا منه الا من
جاوز حد البلوغ وصار في عداد من يصلح لمجالسة العلماء ومذاكرتهم وسؤالهم
72

وقيل أهل الكوفة لم يكن الواحد منهم يسمع الحديث الا بعد استكماله
عشرين سنة ويشتغل قبل ذلك بحفظ القرآن وبالتعبد
وقال قوم الحد في السماع خمس عشرة سنة وقال غيرهم ثلاث عشرة
وقال جمهور العلماء يصح السماع لمن سنه دون ذلك وهذا هو عندنا الصواب
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق انا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ثنا محمد
بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا نعيم بن يعقوب قال سمعت أبا الأحوص
يقول كان الشاب يتعبد عشرين سنة ثم يطلب الشئ من الحديث
أخبرني أبو القاسم الأزهري ثنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن خشنام
ثنا أبو عبد الله المحاملي ثنا يحيى بن محمد بن أعين قال سمعت أبا عاصم يقول
سمعت الثوري يقول كان الرجل إذا أراد أن يطلب الحديث تعبد قبل ذلك عشرين
سنة
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي انا محمد بن عدي بن زحر البصري في
كتابه ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث
يقول قال بن جريج لوكيع باكرت العلم وكان لوكيع ثماني عشرة سنة
أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي انا
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي قال حدثني عدة من شيوخنا انه قيل
لموسى بن إسحاق كيف لم تكتب عن أبي نعيم قال كان أهل الكوفة لا يخرجون
أولادهم في طلب الحديث صغارا حتى يستكملوا عشرين سنة
قال بن خلاد وحدثني محمد بن عبد الله قال سمعت أبا طالب بن نصر
يقول سمعت موسى بن هارون يقول أهل البصرة يكتبون لعشر سنين وأهل
الكوفة لعشرين وأهل الشام لثلاثين
قال بن خلاد قال أبو عبد الله الزبيري يستحب كتب الحديث في
73

العشرين لأنها مجتمع العقل قال وأحب ان يشتغل دونها بحفظ القرآن
والفرائض
قلت قد حفظ سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أحاديث وكان يقول كنت بن خمس عشرة سنة بين قبض رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولو كا السماع لا يصح الا بعد العشرين لسقطت رواية كثير من أهل
العلم سوى من هو في عداد الصحابة ممن حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم في
الصغر فقد روى الحسن بن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم
ومولده سنة اثنتين من الهجرة وكذلك عبد الله بن الزبير بن العوام والنعمان بن
بشير وأبو الطفيل الكناني والسائب بن يزيد والمسور بن مخرمة
وروى مسلمة بن مخلد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان له حين
قبض عشر سنين وقيل أربع عشرة سنة
وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة وهي بنت ست سنين
وابتنى بها وهي بنت تسع وروت عنه ما حفظته في ذلك الوقت
وروى عمر بن أبي سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ادن يا غلام
وسم الله وكل بيمينك مما يليك
وروى معاوية بن قرة المزني عن أبيه قال كنت غلاما صغيرا فمسح رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأسي ودعا لي
وقال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كنت غلاما العب فجاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم من سفر فاستقبلته فحملني بين يديه
وقال يوسف بن عبد الله بن سلام سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوسف وأقعدني في حجره
ومسح على رأسي
74

وممن كثرت الرواية عنه من الصحابة وكان سماعه في الصغر أنس بن مالك
وعبد الله بن عباس وأبو سعيد الخدري وكان محمود بن الربيع يذكر أنه عقل مجة
مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه من دلو كان معلقا في دراهم وتوفى
رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس سنين
ذكر بعض أخبار من قدمنا تسميته
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمرانا ثابت
بن عمارة عن ربيعة بن شيبان قال قلت للحسن بن علي ما تذكر من رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال حملني على عنقه فأدخلني غرفة للصدقة فأخذت تمرة
فجعلتها في في فقال ألقها أما علمت انا لا تحل لنا الصدقة
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر حدثنا عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر الدمشقي
ثنا أبو علي بن حبيب قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي رحمه
الله وقد سئل عن عبد الله بن الزبير هل سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا
قال نعم وحفظ عنه ومات النبي صلى الله عليه وسلم وهو بن تسع سنين
أخبرنا علي بن أبي على البصري انا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ومحمد بن
عبد الرحمن الذهبي قالا ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السكري ثنا أبو يعلى المنقري
ثنا الأصمعي ثنا بن أبي الزناد عن أبيه قال ولد النعمان بن بشير سنة اثنتين من
الهجرة
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم
75

يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول ليس
يروى عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فيه سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم الا في حديث الشعبي فإنه يقول فيه سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول إن في الجسد مضغه والباقي من حديث النعمان إنما
هو عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه سمعت
قال يحيى وأهل المدينة ينكرون ان يكون النعمان بن بشير قد سمع من النبي
صلى الله عليه وسلم قلت قد أثبت له السماع كافة الأئمة من أهل النقل فلا
اعتبار بنفي من نفى ذلك
أخبرنا محمد بن أبي الفتح الحربي ثنا علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن القاسم
بن زكريا المحاربي ثنا عباد بن يعقوب ثنا ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع عن
أبيه عن أبي الطفيل قال ولدت عام أحد وأدركت من حياة رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثمان سنين قال فطاف النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته حول
البيت واستلم الحجر بمحجنه وطاف بين الصفا والمروة على راحلته
أخبرنا أبو بكر البرقاني ثنا أبو حامد أحمد بن حسنويه الهروي أنا الحسين بن
إدريس الأنصاري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا قاسم بن مالك عن الجعد بن عبد
الرحمن قال سمعت السائب بن يزيد يقول حج بي في ثقل النبي صلى الله عليه
وسلم وانا غلام
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي انا القاسم بن غانم بن
حمويه المهلبي انا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال سمعت بن بكير يقول توفى النبي
صلى الله عليه وسلم وابن الزبير بن ثمان سنين والمسور بن مخرمة كذلك
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق انا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ثنا أبو
عمرو يوسف بن يعقوب النيسابوري أنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن موسى
76

بن علي عن أبيه قال سمعت مسلمة بن مخلد يقول ولدت حين قدم النبي صلى الله
عليه وسلم المدينة وقبض وانا بن عشر سنين خالف عبد الرحمن بن مهدي
وكيعا فيه
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزان نا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي
ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا موسى عن أبيه عن مسلمة بن مخلد قال قدم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة وانا بن أربع سنين وتوفي وانا بن أربع عشرة
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم انا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم انا بن وهب أخبرني سعيد بن
عبد الرحمن وعبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج
النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا
ابنة ست سنين متوفى خديجة وبنى بي وانا بنت تسع سنين فدخلت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم وانا العب بالبنات وكان لي صواحب يلعبن معي فإذا
رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيين وتقمعن فربما خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسيرهن إلى
أخبرنا الحسن بن أبي بكر انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا بشر
بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الوليد بن كثير قال سمعت وهب بن كيسان أبا
نعيم يقول سمعت عمر بن أبي سلمة قال كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم فكانت يدي تطيش في الصحفة فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا
غلام إذا اكلت فسم الله وكل بيمينك وكل مما يليك قال فما زالت تلك طعمتي
بعد
وحدثنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل انا الحسن بن صفوان البرذعي ثنا
أبو بكر بن أبي الدنيا ثنا محمد بن سعد قال عمر بن أبي سلمة يكنى أبا
حفص توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بن تسع سنين وقد حفظ عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان بالمدينة
77

أخبرنا
الحسن بن علي التميمي انا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن
أحمد حدثني أبي ثنا حجاج يعنى بن محمد عن شعبة عن أبي إياس قال جاء أبى
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام صغير فمسح رأسه واستغفر له قال
شعبة فقلنا له أصحبه قال لا ولكنه كان على عهده قد حلب وصر
أخبرنا أبو القاسم الأزهري انا محمد بن القاسم الخزاز أنا إبراهيم بن
محمد بن إبراهيم الكندي ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو عاصم ثنا بن جريج
أخبرني جعفر بن خالد بن سارة عن أبيه قال حدثني عبد الله بن جعفر قال كنت
العب انا وقثم وعبيد الله فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فحملني بين يديه وحمل
قثما خلفه
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا إسماعيل بن عبد الله
بن مسعود العبدي ثنا أبو نعيم ثنا يحيى بن أبي الهيثم العطا قال حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام قال سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوسف وأقعدني في حجره ومسح على رأسي
أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز ثنا محمد بن عبد
الله الشافعي ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عمرو يعني بن مرزوق انا شعبة عن أبي
بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانا بن عشر سنين مختون هكذا رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير وخالفه أبو
إسحاق السبيعي
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري أنا أبو علي محمد بن أحمد الميداني ثنا أبو عبد
الله محمد بن يحيى هو الذهلي ثنا أبو داود عن شعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن
جبير عن بن عباس قال توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن خمس عشرة
سنة مختون قال الخطيب وهذا القول أصح من الأول والله أعلم
أخبرنا بن الفضل القطان انا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن
سفيان قال حدثني سليمان بن عبد الرحمن ثنا الوليد انا عبد الرحمن بن نمر
اليحصبي قال قال الزهري أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري وزعم أنه قد عقل
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه
78

وسلم في وجهه من دلو معلق في دارهم قال فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو بن خمس سنين
ومن الخالفين جماعة احتج أهل العلم بروايتهم ما سمعوه قبل الاحتلام
أخبرنا عبيد الله بن أحمد الصيرفي انا علي بن عمر الحافظ ثنا أبو القاسم عبد
الله بن محمد بن إسحاق المروزي ثنا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري ثنا سعيد
بن عامر قال حملني خالي على عاتقه فسمعت شبيلا يحدث عن أنس عن النبي صلى
الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح مثل العطار الحديث
أخبرناه الحسن بن أبي بكر انا محمد بن جعفر بن الهيثم بن الأنباري ثنا بن أبي
العوام ثنا سعيد بن عامر ثنا شبيل بن عزرة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح مثل العطار ان لم تصب من عطره أو قال إن لم يعطك من
عطره أصبت من ريحه ومثل الجليس السوء مثل
القين ان ليحرق ثوبك أصابك من ريحه
أخبرنا بن الفضل ثنا بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني
الفضل يعنى بن زياد قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل وذكر سفيان
بن عيينة فقال أخرجه أبوه إلى مكة وهو صغير فسمع من الناس عمرو بن دينار
وابن أبي نجيح في الفقه ليس تضمه إلى أحد يعنى أقرانه الا وجدته مقدما
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد المعدل ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الحكيمي ثنا محمد بن يونس ثنا نصر بن علي قال حدثني أبي قال ذكر بن عيينة عند
شعبة قال فقال رأيت ذلك الغلام عند عمرو بن دينار وبيده ألواح وفى اذنه قرط
من ذهب
79

سمعت أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه يذكر هذه الحكاية من حفظه
مرارا غير أنه لم يقم اسنادها فكتبت الاسناد بعد من أصل كتابه قال ثنا أبو علي بن
الصواف املاء من لفظه قال حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عفير
الأنصاري قال سمعت أحمد بن محمد بن راشد الأصبهاني يقول قال بن عيينة أتيت
الزهري وفى اذني قرط ولى ذؤابة فلما رآني جعل يقول واسنينة واسنينة ههنا
ههنا ما رأيت طالب علم أصغر من هذا
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أنا عبد الله بن موسى
السلامي فيما اذن لنا ان نرويه عنه قال سمعت عمار بن علي اللوري يقول سمعت
أحمد بن النضر الهلالي قال سمعت أبي يقول كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر
إلى صبي دخل المسجد فكأن أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه فقال سفيان
كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ثم قال يا نضر لو رأيتني ولى عشر سنين
طولى خمسة أشبار ووجهي كالدينار وانا كشعلة نار ثيابي صغار وأكمامي
قصار وذيلي بمقدار ونعلي كآذان الفار أختلف إلى علماء الأمصار مثل
الزهري وعمرو بن دينار أجلس بينهم كالمسمار محبرتي كالجوزة ومقلمتي
كالموزة وقلمي كاللوزة فإذا دخلت المجلس قالوا أوسعوا للشيخ الصغير قال
ثم تبسم بن عيينة وضحك قال أحمد وتبسم أبى وضحك قال عمار وتبسم
أحمد وضحك قال أبو الحسن السلامي وتبسم عمار وضحك قال القاضي وتبسم السلامي وضحك وتبسم أبو العلاء وضحك وتبسم أبو بكر الحافظ وضحك وتبسم
شيخنا أبو عبد الله وضحك قال سيدنا بن المقدسي وتبسم شيخنا الامام الحافظ أبو طاهر السلفي وضحك
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرى انا إسماعيل بن علي الحطبي ثنا عبد الله
بن أحمد بن حنبل قال سألت أبى متى يجوز سماع الصبي في الحديث فقال إذا
عقل وضبط قلت فإنه بلغني عن رجل سميته أنه قال لا يجوز سماعه حتى يكون له
خمس عشرة سنة لان النبي صلى الله عليه وسلم رد البراء وابن عمر استصغرهم
80

يوم بدر فأنكر قوله هذا وقال بئس القول يجوز سماعه إذا عقل فكيف يصنع
بسفيان بن عيينة ووكيع وذكر أيضا قوما
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري انا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن
يونس قال قال أبو نعيم سمعت الحديث وانا بن أربع عشرة سنة
حدثني أبو القاسم يعنى الأزهري نا محمد بن عبد الله بن جامع الدهان نا
أحمد بن علي بن العلاء قال سمعت عباسا وهو بن محمد الدوري يقول سمعت
يحيى يعنى بن معين يقول حد الغلام في كتاب الحديث أربع عشرة سنة أو خمس
عشرة سنة أو كما قال
وحدثني الأزهري ثنا بن جامع ثنا أحمد بن علي بن العلاء قال سمعت
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال قيل لأبي في هذا فقال كيف تعمل بوكيع وغيره
وأحسب عبد الله ان أباه قال إن حد الغلام إذ ضبط ما يسمع قال إنما ذلك في
القتال يعنى بن خمس عشرة سنة أو كلاما ذا معناه
قرأت في كتاب عبد الله بن الحسن بن منصور الطبري الذي سمعه من
أحمد بن عمر الأصبهاني عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن عبيد الله المنادى قال
حدثني عبد الله بن شعيب أبو القاسم العبدي قال حدثني أبو داود السجستاني قال
سمعت الحسن بن علي يعنى الحلواني يقول سمعت يزيد يعنى بن هارون يقول
مقدار الغلام عندنا في الحديث ثلاث عشرة سنة
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال حدثني أحمد بن محمد بن هارون الخلال
قال أخبرني المروزي انه سأل أبا عبد الله يعنى أحمد بن حنبل عن سماع الصغير متى
يصح قال إذا عقل وسئل عن إسحاق بن إسماعيل وقيل له انهم يذكرون انه
كان صغيرا فقال قد يكون صغيرا يضبط قيل له فالكبير وهو لا يعرف الحديث ولا
81

يعقل قا إذا كتب الحديث فلا بأس ان يرويه
قلت أراد أبو عبد الله بذلك ان يكون الكبير يضبط كتابه غير أنه لا يعرف
علل الأحاديث واختلاف الروايات ولا يعقل المعاني واستنباطها فمثل هذا يكتب
عند لصدقة وصحة كتابه وثبوت سماعه
أخبرنا الحسن بن علي بن محمد التميمي انا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا علي بن عبد الله وهو بن المديني ح وأخبرنا أبو
الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي واللفظ له انا محمد بن المظفر الحافظ ثنا
أحمد بن مكرم بن خالد البرتي ثنا علي بن المديني ثنا حفص بن غياث بن طلق بن
معاوية النخعي قال سمعت طلق بن معاوية يحدث عن أبي زرعة عن أبي هريرة أن
امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت يا رسول الله ادع الله له فقد
دفنت ثلاثة فقال لقد احتظرت بحظار شديد من النار
قال علي بن المديني قال حفص سمعت هذا الحديث منه منذ سبعين سنة ولم
أبلغ عشر سنين قال علي بن المديني سمعت هذا من حفص في سنة سبع وثمانين
ومائه
وأخبرني عبد العزيز بن علي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ثنا
الحسن بن إسماعيل الربعي ثنا الأخنس ثنا أبو بكر بن عياش قال قال رجل
للأعمش هؤلاء الغلمان حولك قال اسكت هؤلاء يحفظون عليك أمر دينك
أخبرني علي بن أحمد المؤدب ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي انا الحسن بن
82

عبد الرحمن بن خلاد قال حكى لي حاك أن الأوزاعي سئل عن الغلام يكتب
الحديث قبل ان يبلغ الحد الذي تجرى عليه فيه الاحكام فقال إذا ضبط الاملاء جاز
سماعه وإن كان دون العشر واحتج بحديث سبرة بن معبد أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر قال بن خلاد
وهذه حكاية عن الأوزاعي لا أعر ف صحتها الا انها صحيحة الاعتبار لان الامر
بالصلاة والضرب عليها إنما هو على وجه الرياضة لا على وجه الوجوب وكذلك
كتب الحديث إنما هو للقاء وتحصيل السماع وإذا كان هذا هكذا فليس المعتبر في
كتب الحديث البلوغ ولا غيره بل يعتبر فيه الحركة والنضاجة والتيقظ والضبط
قلت وقد تقدمت منا الحكاية عن بعض أهل العلم أن السماع يصح
بحصول التمييز والاصغاء حسب ولهذا بكروا بالأطفال في السماع من الشيوخ
الذين علا اسنادهم
أخبرنا علي بن المحسن القاضي ثنا محمد بن خلف بن محمد بن جيان الخلال
قال سمعت أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري يقول سمعت إبراهيم
الحربي يقول مات عبد الرزاق وللدبري ست سنين أو سبع سنين
قلت روى الدبري عن عبد الرزاق عامة كتبه ونقلها الناس عنه وسمعوها
منه
سألت القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قلت له في
أي سنة سمعت كتاب السنن من أبى على اللؤلؤي فقال سمعته منه أربع
مرات فحضرت أول مرة وهو يقرأ عليه في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وكتب أبى في كتابه حضر ابني القاسم وقرئ عليه في السنة الثانية وكتب أبى حضر ابني
القاسم وقرئ على اللؤلؤي وانا اسمع في السنة الثالثة وفى الرابعة وكتب أبى
في كتابه سمع ابني القاسم وكان مولد أبى عمر في رجب من سنة اثنتين وعشرين
83

وثلاثمائة فعلى التقدير أنه سمعه في آخر دفعة وله خمس سنين واعتد الناس بذلك
السماع ونقل عنه الكتاب عامة أهل العلم من حفاظ الحديث والفقهاء
وغيرهم
قال طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قرأت على أبى عبد الله محمد بن أحمد بن
إبراهيم الأصبهاني قال ثنا محمد يعنى بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم بن الحزور
الثقفي ثنا يعقوب الدورقي ثنا أبو عاصم قال ذهبت بابني إلى بن جريج وهو بن
أقل من ثلاث سنين يحدثه بهذا الحديث والقرآن
وقال أبو عاصم لا بأس ان يعلم الصبي الحديث والقرآن وهو في هذا السن
ونحوه
ومن أظرف شئ سمعناه في حفظ الصغير ما أخبرنا أبو العلاء محمد بن
الحسن بن محمد الوراق أنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال حدثني علي بن
الحسن النجار ثنا الصاغاني ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال رأيت صبيا بن أربع
سنين قد حمل إلى المأمون قد قرأ القرآن ونظر في الرأي غير أنه إذا جاع يبكى
سمعت القاضي أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن الأصبهاني يقول
حفظت القرآن ولى خمس سنين وحملت إلى أبى بكر المقرى لاسمع ولى أربع
سنين فقال بعض الحاضرين لا تسمعوا له فيما قرئ فإنه صغير فقال لي بن
المقرئ اقرأ سورة الكافرون فقرأتها فقال اقرأ سورة التكوير فقرأتها فقال لي
غيره اقرأ سورة والمرسلات فقرأتها ولم أغلط فيها فقال بن المقرئ سمعوا له
والعهدة على ثم قال سمعت أبا صالح صاحب أبى مسعود يقول سمعت أبا
أحمد بن الفرات يقول أتعجب من انسان يقرأ سورة والمرسلات عن ظهر قلبه ولا
يغلط فيها
وحكى أن أبا مسعود ورد أصبهان ولم تكن كتبه معه فأملى كذا وكذا الف
حديث عن ظهر قلبه فلما وصلت الكتب إليه قوبلت بما أملى فلم يختلف الا في
مواضع يسيرة
أخبرني الحسن بن أبي طالب ثنا أحمد بن محمد بن عمران ثنا أبو القاسم
84

عبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي قال سألت موسى بن هارون بن عبد الله الحمال ح
وأخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر أنا أبو بكر محمد بن
عبد الرحيم المازني قال سمعت أبا القاسم بن بكير يقول سألت موسى بن هارون
قلت متى يسمع الصبي زاد المازني الحديث ثم اتفقا قال إذا فرق بين الدابة
والبقرة
أخبرنا أبو علي الحسين بن يوسف بن محمد بن الإسكاف ثنا عمر بن أحمد بن
هارون المقرئ انا عبيد الله بن أحمد التميمي قال سألت موسى بن هارون الحمال
متى يسمع الصبي الحديث قال إذا فرق بين البقرة والحمار آخر الجزء الثاني
85

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الاستعانة وعليه التكلان
أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء السلمي المصيصي
بدمشق نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الحافظ قدم علينا من لفظه
قال
باب ما جاء في سماع من
كان ينسخ وقت القراءة رحمه الله
اختلف أهل العلم في ذلك
وأخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني بها قال ثنا أبو
الفضل صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي
قال ثنا أبو مسهر قال ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال الذي
يكتب ويسمع يقال له جليس العالم
وأنا محمد بن عيسى قال ثنا صالح بن أحمد قال سمعت أبا العباس
الفضل بن الحسين يقول سمعت إبراهيم الحربي وسألته قلت الرجل يسمع وهو
يكتب يصح سماعه قال لا
حدثني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد بن نعيم الضبي الحافظ قال
87

سألت أبا بكر بن إسحاق يعنى الصبغي عمن يكتب في السماع فقال يقول حضرت ولا يقول ثنا ولا أخبرنا
حدثني أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم الدينوري قال سمعت أبا
القاسم بن عياد يقول سألت أبا أحمد بن عدي الحافظ عن الرجل يسمع الحديث
ويكتب في وقت سماعه أيصح سماعه فقال لا أو كما قال
أخبرنا علي بن الحسن بن محمد الدقاق قال سمعت أبا الحسين بن سمعون
وكانوا يقرؤون عليه الحديث فرأى رجلا ينسخ في حال القراءة فقال له حضرت
لتسمع أو لتنسخ وقال كن كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس يحدثنا
ونسمع حديثه إذا فرغ من القراءة يقول الذي يكتب السماع فلان ينسخ أو
يسمع
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد قال
سمعت أبا بكر محمد بن علي يقول سمعت خالي إبراهيم بن الحسين يقول سمعت
شاذ بن الفياض يقول مخ السماع في العينين هؤلاء الذين منعوا صحة السماع
في حال الكتابة إنما ذهبوا إلى ذلك لان القلب مشتغل عن ضبط ما يقرأ في تلك
الحال فاما إذا لم تمنع الكتابة عن فهم ما يقرأ فالسماع صحيح
وممن صحح السماع مع الاشتغال بالكتابة عبد الله بن المبارك وحسبك به
دينا وفضلا وعلما ونبلا وغير واحد من علماء السلف
أخبرنا أبو بكر البرقاني قرئ على إسحاق النعالي وانا أسمع أخبركم
عبد الله بن إسحاق المدائني قال حدثنا أحمد بن موسى الحرامي قال ثنا حسن بن علي
قال سمعت علي بن المديني قال كنا عند جرير فجعلنا نتشدد في شئ من
السماع فقال أنتم أفقه من بن المبارك لقد كنت أقرأ عليه وما ينظر في
88

الكتاب وهو ينسخ شيئا آخر قال وثنا على عن إسحاق الأزرق قال كنت عند
جويبر أسأله وهو يحدثني وهشيم في ناحية المسجد فما ظننته يريد السماع فلما
فرغت قال هات سماعي
أخبرني أبو زرعة روح بن محمد القاضي الرازي مما اذن لي مشافهة ان أرويه
عنه قال نا علي بن محمد بن عمر القصار قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال
سمعت أبي يقول كتبت عند عارم وهو يقرأ وكتبت عند عمرو بن مرزوق وهو
يقرأ
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قا أنا محمد بن عبد الرحيم المازني
قال سمعت أبا القاسم بن بكير يقول وسألته يعنى موسى بن هارون عن الرجل
يكتب في المجلس والمحدث يقرأ قال جائز
أخبرنا الحسين بن يوسف بن محمد قال ثنا عمر بن أحمد بن هارون المقرئ
قال انا عبيد الله بن أحمد التميمي قال سألت موسى بن هارون عن الرجل ينسخ
في المجلس وهو يسمع قال لا بأس
أخبرنا الحسن بن أبي طالب قال ثنا أحمد بن محمد بن عمران قال ثنا أبو
القاسم عبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي قال سألت موسى بن هارون بن عبد الله
الحمال عن المحدث يحدث والرجل ينسخ هل له سماع فقال لي جائز
باب ما جاء فيمن سمع حديثا فخفي عليه
في وقت السماع حرف منه لادغام
المحدث إياه ما حكمه
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال حدثنا محمد بن
أحمد بن عمرو اللؤلؤي قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا أحمد بن حنبل
قال ثنا عبد الرزاق قال انا بن جريح قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول
89

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يقعد على القبر وأن يقصص ويبنى
عليه وقال أبو داود ثنا مسدد وعثمان بن أبي شيبة قالا ثنا حفص بن غياث عن بن
جريح عن سليمان بن موسى وعن أبي الزبير عن جابر بهذا الحديث قال أبو
داود قال عثمان أو يزاد عليه وزاد سليمان بن موسى وأن يكتب عليه ولم يذكر
مسدد في حديثه أو يزاد عليه قال أبو داود خفي على من حديث مسدد حرف
وأن
أخبرنا القاضي محمد بن علي بن أحمد الواسطي قال انا عبد الله بن
محمد بن عثمان المزني الحافظ ح وثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب
الدسكري بحلوان لفظا قال أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ بأصبهان انا
وفى حديث أبي العلاء حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي قال ثنا
يحيى بن معين أبو زكريا قال ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال أبو يعلى لم افهم أبا هريرة كما أريد قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة
أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال وأبو بكر أحمد بن
فارس بن علي الحضرمي قال الحسن ثنا وقال الآخر أنا أبو محمد عبد الله بن
عثمان الصفار قال أنا أبو طالب علي بن محمد بن الجهم الكاتب قال ثنا صالح بن
أحمد بن حنبل قال قلت لأبي الشيخ يدغم الحرف يعرف انه كذا وكذا ولا يفهم
عنه ترى ان يروى ذلك عنه قال أرجو أن لا يضيق هذا
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا
الحسين بن إدريس قال ثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال كان وكيع سريع
اللسان وكان يقول في كل حديث حدثنا لا يبين الحاء الا دثنا
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا
90

محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله وهو أحمد بن
حنبل يسأل كان وكيع إذا أدغم يخاف عليه التدليس فقال لا وكان ربما
يدغم كان يستعجل وكان يقول ثنا سفيان في الحديث ثم أسمعه يقول فيه بعد
حدثنا قال أبو عبد الله وكان إذا التقى العينان أو الحاءان أدغم أحدهما ووصف أبو
عبد الله من ذلك غير شئ وكانوا يضربون على ما يدغم قال أبو عبد الله وكنت
انا اضرب قلت لأبي عبد الله فتخاف ان يضيق هذا على الناس فقال أرجو أن
لا يضيق قال أبو عبد الله قالوا له ههنا بالأنبار يعنى لوكيع ان الناس يكتبون
حدثنا سفيان فقال كلاما أظنه دفع التدليس
بلغني عن خلف بن سالم المخرمي قال سمعت بن عيينة يقول ثنا عمرو بن
دينار يريد حدثنا عمرو بن دينار فإذا قيل له قل حدثنا عمرو قال لا أقول لأني لم
اسمع من قوله حدثنا ثلاثة أحرف لكثرة الزحام وهي ح د ث
أخبرنا أبو عمر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قال انا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا إسحاق بن الحسين قال سمعت حجاجا يعنى
بن الشاعر يقول لأبي عبد الله يا أبا عبد الله انه ربما التقت العينان عن عكرمة فلا
يبينه الشيخ فقال أحمد من أكثر تساهل
باب ما جاء في استفهام الكلمة والشئ
من غير الراوي كالمستملي ونحوه
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال أنا أبو أحمد
الحسين بن علي النيسابوري قال انا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال أملى إسحاق بن
موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري على جماعة من أصحابنا وانا حاضر
المجلس وكتبته بخطى غير انى أخاف ان أكون أخذ ت بعض الألفاظ من المستملى
أملى علينا عن أنس بن عياض قال ثنا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع مولى
91

عبد الله عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى ليس
بأعور الا ان المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال انا
الحسين بن إدريس قال سمعت بن عمار وهو محمد بن عبد الله الموصلي يقول ما
كتبت قط من في المستملى ولا التفت إليه ولا ادرى أي شئ يقول إنما اكتب عن في المحدث
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال انا
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاب قال ثنا عبد الله بن أحمد الفراء قال ثنا يوسف بن
مسلم ثنا خلف بن تميم قال سمعت من سفيان الثوري عشرة آلاف حديث أو
نحوها فكنت استفهم جليسي فقلت لزائدة يا أبا الصلت انى كتبت عن سفيان
عشرة آلاف حديث أو نحوها فقال لي لا تحدث منها الا بما تحفظ بقلبك وسمع
اذنك قال فألقيتها
قلت قد أجاز غير واحد من الأئمة الاستفهام من المستملى ونحوه الا ان
المستحب عندي ان يبين محصل الاستثبات فيه
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا محمد بن أحمد بن الحسن قال
ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي عن أبي معاوية قال كنا إذا قمنا من
عند الأعمش كنت أمليها عليهم قال أبى مثل الأحدب ويعلى هؤلاء يعنى الصغار
وزعم جرير الرازي قال كنا نرقعها عند الأعمش يكتب ذا من ذا وذا من ذا
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن
درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت بشر بن الأزهر النيسابوري يقول
كان جرير عبد الحميد إذا ذكر سماعه من الأعمش قال ديباج الأعمش لولا أنه
مرقوع كنا إذا قمنا من عند الأعمش رقعناه بعضنا من بعض لنصححها
92

أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أبو
أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول ثنا أبو زرعة
قال سمعت إبراهيم بن موسى الفراء الصغير قال سمعت جريرا يقول ليس هذه
الأحاديث التي أحدثكم عن الأعمش سمعتها كما أحدثكم إنما كان الأعمش يذكر
الاسناد فيقول بعض أصحابه خبر هذا كذا وخبر هذا كذا فنكتبه عنهم ويذكر
الخبر فيقول بعض أصحابه إسناد هذا كذا وكذا فنكتبه عنهم قال إبراهيم فلما
سمعت ذلك منه لم اكتب عنه عن الأعمش شيئا
قال إبراهيم الحربي فحدثت بذلك بن نمير فقال هكذا ينبغي أن يكون
سماع أبي وابن فضيل ووكيع ونظرائهم مرقعا ولكن هؤلاء كتموا ذلك وذاك
تكلم به
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان المزني
قال أنا أبو يعلي الموصلي قال قال أبو حر ب عبد الرحمن بن سلام سمعت حمادا يعني
بن سلمه يقول ربما خفي علينا الحرف فنسأل أصحابنا ما كان فيخبرونا فنكتبه
أخبرني محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو بكر محمد بن علي بن
جعفر بن محمد بن جابر العطار قال ثنا محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة قال سمعت
حسينا يعنى بن الحسن المروزي يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كنا عند
حماد بن زيد فسأله رجل فقال يا أبا إسماعيل كيف قلت فقال استفهم من يليك
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد
بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت علي بن المديني يقول كان
الرجل ربما استفهم حماد بن زيد فيقول له استفهم الذي يليك
93

قرأت علي بن الفضل القطان عن دعلج بن أحمد قال انا أحمد بن علي الابار
قال ثنا مجاهد بن موسى قال سمعت بن عيينة وقال له أبو مسلم المستملي ان الناس
كثير لا يسمعون قال تسمع أنت قال نعم قال فاسمعهم
وقال الابار ثنا مجاهد بن موسى قال سمعت هشيما وازدحمنا عليه يقول كان
بعضهم يأخذ من بعض
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو
الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي ح وأخبرنا أبو بكر البرقاني
قراءة قال انا محمد بن عثمان بن عبد الله قال ثنا أبو الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة
عبد الرحمن بن عمرو البصري قال أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم قال سمعت
شعيب بن إسحاق يقول في استفهام الشئ الذي يسقط من الحديث فقال إذا
حضر المجلس اجزاه
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الأياد قال أنا أبو بكر الشافعي قال
ثنا جعفر بن محمد بن شاكر قال سمعت الخليل بن كريز وكان ثقة مأمونا يقول قال
رجل لشريك أفهمني يا أبا عبد الله قال ليس على أن أفهمك إنما على أن
أحدثك
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا
إبراهيم بن محمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال حدثني أحمد بن أبي الحواري قال
استفهمت بن إدريس كلمة من حديث فأفهمنيها بعض أصحاب الحديث فقلت
انى أحب ان أسمعه من فيه فقال عبد الله هو كما قال لك كذلك كنا يأخذ
بعضنا عن بعض
كتب إلينا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي ان أبا الميمون البجلي أخبرهم قال
ثنا أبو زرعة قال ثنا أحمد بن يونس قال ثنا حبان قال ثنا الأعمش قال كنا نجلس
94

إلى إبراهيم فتتسع الحلقة فربما يحدث بالحديث فلا يسمعه من تنحى عنه
فيسأل بعضهم بعضا عما قال ثم يروونه عنه وما سمعوه منه قال أبو زرعة
فرأيت أبا نعيم لا يعجبه هذا ولا يرضى به لنفسه وأخبرنا فيما سقط عنه من
الحرف الواحد والاسم مما سمعه من سفيان والأعمش فيستفهمه من أصحابه رواه
عن أصحابه لا يرى غير ذلك واسعا له ورأيت أبا مسهر يفعل ذلك فيما حمل عن
سعيد بن عبد العزيز ورأيته يكره للرجل ان يحدث الا ان يكون عالما بما يحدث
ضابطا له
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن عثمان بن أحمد الدقيقي قال ثنا
إسحاق بن إبراهيم بن سنين قال حدثني زكريا بيحيى قال سمعت أحمد بن حنبل
وسأله رجل فقال يا أبا عبد الله الكلمة تسقط على أستفهمها من المستملى قال إذا
كانت كلمة مجتمعا عليها فلا بأس
باب ذكر بعض أحاديث من بين
ما استثبت فيه غير الراوي وميزه
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز قال أنا أبو
عبد الله محمد بن مخلد العطار قال ثنا محمد بن جعفر لقلوق قال ثنا عبد الله بن تمام
قال ثنا داود يعنى بن أبي هند عن عامر عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثنى عشر خليفة قال
فكبر الناس وضجوا وقال كلمة خفية فقلت لأبي يا أبت ما قال قال كلهم من
قريش
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي وعثمان بن محمد العلاف قالا أنا أبو
بكر الشافعي قال ثنا إسحاق بن الحسن قال ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن
مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه
95

وسلم أهل المدينة ان يهلوا من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل
نجد من قرن قال عبد الله هؤلاء الثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال وحدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويهل أهل اليمن من
يلملم
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال نا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم قال نا محمد بن هشام بن ملاس النميري قال نا مروان بن معاوية قال ثنا
حميد عن أنس قال قدم ناس من عرينة فاجتووا المدينة فقال لهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من ألبانها قال قتادة وقد ذكر
أبوالها فخرجوا فلما صحوا قتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا
الإبل وانطلقوا هرابا فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأخذوا
فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم
أخبرنا محمد بن علي الحربي قال انا علي بن عمر الحافظ قال نا إبراهيم بن
حماد قال نا العباس بن يزيد قال نا بشر بن المفضل قال نا حميد الطويل عن أنس بن
مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعرنيين حين أتوا المدينة لو
خرجتم إلى إبل الناس فشربتم من ألبانها قال حميد وقال قتادة عن أنس وأبوالها
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال نا محمد بن جعفر البندار قال نا
جعفر بن محمد الصائغ قال نا محمد بن سابق قال نا عاصم بن محمد عن أبيه قال
قال رجل لابن عمر انا ندخل على سلطاننا فنقول له ما نتكلم بخلافه إذا خرجنا
من عنده قال كنا نعد هذا نفاقا قال عاصم وزاد أخي عن أبيه ان بن عمر
قال على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
96

أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال نا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر قال نا شعبة عن
سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول إن بين يدي الساعة كذابين قال سماك وسمعت أخي يقول قال جابر
فاحذروهم أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال انا
الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثم أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد
واللفظ لحديثه لأنه أتم قال انا علي بن عمر الدارقطني قال ثنا الحسين بن
يحيى بن عياش قال ثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال ثنا محمد وهو بن الصباح
قال ثنا شريك عن أبي حصين عن مصعب بن سعد هكذا قال شريك وفهم أبو
كامل مصعبا ولم أفهم قال طبقت فنهاني أبى وقال سن لنا أن نضع أيدينا على
الركب قلت أبو كامل هو مظفر بن مدرك
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق لفظا قال انا محمد بن أحمد المفيد قال ثنا
أحمد بن يحيى الحلواني قال ثنا محمد بن معاوية النيسابوري قال ثنا سلام بن أبي
مطيع عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الحسب المال والكرم التقوى قال الحلواني الكرم سمعته والحسب
لم أسمعه أفهمني بعض من حضر
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا عبد الله بن إسحاق البغوي قال انا علي بن
عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد قال سمعت هشيما يذكر حديثا عن أبي وائل قال أتانا
مصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يأخذ من كل خمسين ناقة ناقة فأتيته
بكبش لي فقلت خذ صدقة هذا فقال ليس في هذا صدقة قال أبو عبيد وقد
ذكر هشيم اسم الرجل الذي قبل أبى وائل فلم أفهمه عنه فسألت عنه غيره فقال
هو المغيرة
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال ثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن
محمد الخلال قال ثنا محمد بن أحمد بن هلال الشطوي قال ثنا أبو عمر سليمان بن
97

أيوب الصريفيني قال سمعت سفيان بن عيينة يقول في حديث الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل بن معبد قالوا كنا عند
النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا الكلام من هذا الحديث لم أسمعه من
الزهري قوله فسألت رجالا من أهل العلم فأخبروني ان على ابني جلد مائة
وتغريب عام لم اسمع هذا من الزهري أخبرني به صالح بن أبي الأخضر
عنه قلت ومتن الحديث فيه طول وقد رواه سفيان عن الزهري وذكر أنه سمعه منه
سوى هذه الكلمات التي زعم أن صالح بن أبي الأخضر أخبره بها عن الزهري
وهي في نفس المتن ليست مفرده عنه
باب ما جاء في الذمي أو المشرك
يسمع الحديث
هل يعتد بروايته إياه بعد إسلامه إذا كان ضابطا له
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا أحمد بن
إبراهيم بن الحسن قال انا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال ثنا جدي قال ثنا
محمد بن عمر الواقدي قال ثنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن عثمان بن عفان أنه قال في النصراني والصبي والمملوك يشهدون شهادة فلا
تدعون لها حتى يسلم هذا ويعتق هذا ويحتلم هذا ثم يشهدون بها انها
جائزة
وهذا قول مالك وابن أبي ذئب فان ردت في تلك الحال ثم شهدوا بها
بعد أولم ترد فيشهدون بها بعد جازت
قلت وإذا كان هذا جائزا في الشهادة فهو في الرواية أولى لان الرواية أوسع
في الحكم من الشهادة مع أنه قد ثبتت روايات كثيرة لغير واحد من الصحابة كانوا
حفظوها قبل اسلامهم وأدوها بعده
98

فصل
قد ذكرنا حكم السماع وانه يصح قبل البلوغ
واما الأداء بالرواية فلا يكون صحيحا يلزم العمل به الا بعد البلوغ ويجب
أيضا ان يكون الراوي في وقت أدائه عاقلا مميزا
والذي يدل على وجوب كونه بالغا عاقلا ما أخبرنا القاضي أبو عمر
القاسم بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد اللؤلؤي قال ثنا أبو داود قال ثنا موسى بن
إسماعيل قال ثنا وهيب عن خالد عن أبي الضحى عن علي عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال رفع القلم عن ثلاث عن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى
يحتلم وعن المجنون حتى يعقل ولان حال الراوي إذا كان طفلا أو مجنونا دون
حال الفاسق من المسلمين وذلك أن الفاسق يخاف ويرجو ويتجنب ذنوبا ويعتمد
قربات وكثير من الفساق يعتقدون ان الكذب على رسول الله صلى الله عليه
وسلم والتعمد له ذنب كبير وجرم غير مغفور فإذا كان خبر الفاسق الذي هذه
حاله غير مقبول فخبر الطفل والمجنون أولى بذلك والأمة مع هذا مجتمعة على
ما ذكرناه لا نعرف بينها خلافا فيه
ويجب ان يكون وقت الأداء مسلما لان الله تعالى قال إن جاءكم فاسق
بنبأ فتبينوا وإن أعظم الفسق الكفر فإذا كان خبر المسلم الفاسق مردودا مع
صحة اعتقاده فخبر الكافر بذلك أولى
ويجب ان يكون عدلا مرضيا سليما عن الجرح على ما نبينه بعد
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي الحافظ قال كتب إلى
محمد بن أيوب قال أنا أبو غسان يعنى زنيجا قال سمعت بهز بن أسد إذا ذكر له
الاسناد الصحيح قال هذه شهادات الرجال العدول بعضهم على بعض وإذا ذكر
99

الاسناد فيه شئ قال هذا فيه عهدة ويقول لو أن لرجل على رجل عشرة دراهم
ثم جحده لم يستطع أخذها منه الا بشاهدين عدلين فدين الله أحق ان يؤخذ من
العدول
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال
سمعت الحسن بن محمد بن شعبة يقول سمعت محمد بن عبد الله بن المبارك الحافظ
يقول سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول إنما هي شهادات وهذا الذي
نحن فيه يعنى الحديث من أعظم الشهادات
باب الكلام في العدالة واحكامها
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أبو الحسين محمد بن خالد بن خلى الحمصي بحمص
قال ثنا بشر بشعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال أخبرني حميد بن
عبد الرحمن بن عوف أن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال سمعت عمر بن الخطاب
رضي الله عنه يقول إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم وان الوحي قد انقطع وإنما آخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم
فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شئ الله يحاسبه فر
سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وان قال إن سريرتي حسنة
أخبرني أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال ثنا الحسن بن
عبد الله بن سعيد العسكري قال ثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال ثنا
علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي
رضى الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من عامل الناس فلم
يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم فهو من كملت
مروءته وظهرت عدالته ووجبت إخوته وحرمت غيبته
100

أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال ثنا أبو روق
الهزاني قال ثنا محمد بن النعمان بن شبل قال قال فضيل بن عياض ح وأخبرنا القاضي
أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري بنيسابور قال أنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي قال ثنا عبد الرحيم بن منيب قال ثنا الفضيل بن عياض عن منصور عن إبراهيم
قال العدل في المسلمين من لم يظن به ريبة
وفى حديث حاجب عن إبراهيم قال كان يقال العدل بين المسلمين من لم
يظهر فيه ريبة
أخبرنا عبد الله بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال
انا محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج ثنا جدي قال ثنا خلف بن
الوليد الجوهري قال ثنا أبو جعفر الرازي عن منصور عن إبراهيم قال العدل في
الشهادة الذي لم تظهر منه ربية
أخبرنا محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي قال أنا أبو الفضل عبيد الله بن
عبد الرحمن الزهري قال ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري قال ثنا أبو زكريا
يحيى بن عبد الغفار الكشي قال ثنا علي بن إبراهيم المروزي قال سئل بن المبارك
عن العدل فقال من كان فيه خمس خصال يشهد الجماعة ولا يشرب هذا
الشراب ولا تكون في دينه خربة ولا يكذب ولا يكون في عقله شئ
أخبرني أحمد بن محمد بن أحمد المجهز قال ثنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر بن
محمد الدمشقي بها قال ثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الرازي قال ثنا أبو العباس
سلمان بن أحمد بن الضحاك قال ثنا أبو الأصبغ محمد بن سماعه قال ثنا مهدي بن
إبراهيم قال سمعت مالك بن أنس يقول سمعت الزهري يقول سمعت سعيد بن
المسيب يقول ليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان الا وفيه عيب لا بد
ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه
لفضله
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال انا علي بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا
101

عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال ثنا أبو العباس عبد الله بن محمد بن عمرو
الغزي بغزة الشام قال سمعت البويطي قال قال الشافعي لا اعلم أحدا أعطى
طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية الله الا يحيى بن زكريا عليه السلام ولا عصى
الله فلم يخلق بطاعة فإذا كان الأغلب الطاعة فهو المعدل وإذا كان الأغلب
المعصية فهو المجرح
أنشدني أبو عبد الله محمد بن علي الصوري لنفسه
في جد وفى هزل إذا شئت * وجدى اضعاف اضعاف هزلي
عاب قوم على هذا ولجوا في * عتابي وأكثروا فيه عذلي
قلت مهلا لا تغرقوا في ملامي * واحكموا لي فيكم بغالب فعلى
انا راض بحكمكم ان عدلتم * رب حكم يمضى على غير عدل
فإذا كان غالب الامر من فعلى * سدادا تنسى نوادر جهلي
فانا العدل غير شك لدى * الأقوام يقضى بذاك لي كل عدل
وبهذا أفتى فقيه جليل * سيد ماجد عظيم المحل
نجل إدريس معدن العلم والحكم * حليف العلياء أكرم نجلي
وبه قال بن المبارك عبد الله * ذو الفضل والمكان الاجل
وهو قول الإمام أحمد من بعد * ومن ذا يربى عليه بفضل
رحمة الله والسلام عليهم ابدا * ما استهل صوب بهطل
حدثني أبو الفضل محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبى بكر
محمد بن الطيب قال والعدالة المطلوبة في صفة الشاهد والمخبر هي العدالة
الراجعة إلى استقامة دينه وسلام مذهبه وسلامته من الفسق وما يجرى مجراه
مما اتفق على أنه مبطل العدالة من أفعال الجوارح والقلوب المنهى عنها
102

والواجب ان يقال في جميع صفات العدالة انها اتباع أوامر الله تعالى والانتهاء عن
ارتكاب ما نهى عنه مما يسقط العدالة وقد علم مع ذلك أنه لا يكاد يسلم
المكلف من البشر من كل ذنب ومن ترك بعض ما أمبه حتى يخرج الله من
كل ما وجب له عليه وان ذلك يتعذر فيجب لذلك ان يقال إن العدل هو من
عرف بأداء فرائضه ولزوم ما أمر به وتوقى ما نهى عنه وتجنب الفواحش
المسقطة وتحرى الحق والواجب في أفعاله ومعاملته والتوقي في لفظه مما يثلم
الدين والمروءة فمن كانت هذه حاله فهو الموصوف بأنه عدل في دينه ومعروف
بالصدق في حديثه وليس يكفيه في ذلك اجتناب كبائر الذنوب التي يسمى فاعلها
فاسقا حتى يكون مع ذلك متوقيا لما يقول كثير من الناس انه لا يعلم أنه كبير
بل يجوز أن يكون صغيرا نحو الكذب الذي لا يقطع على أنه كبير ونحو
التطفيف بحبة وسرقة باذنجان وغش المسلمين بما لا يقطع عندهم على أنه كبير
من الذنوب لأجل أن القاذورات وان لم يقطع على أنها كبائر يستحق بها العقاب
فقد اتفق على أن فاعلها غير مقبول الخبر والشهادة أما لأنها متهمة لصاحبها
ومسقطة له ومانعة من ثقته وأمانته أو لغير ذلك فان العادة موضوعة على أن
من احتملت أمانته سرقة بصلة وتطفيف حبة احتملت الكذب وأخذ الرشا على
الشهادة ووضع الكذب في الحديث والاكتساب به فيجب أن تكون هذه
الذنوب في إسقاطها للخبر والشهادة بمثابة ما اتفق على أنه فسق يستحق به
العقاب وجميع ما اضربنا عن ذكره مما لا يقطع قوم على أنه كبير وقد اتفق على
وجوب رد خبر فاعله وشهادته فهذه سبيله في أنه يجب كون الشاهد والمخبر سليما
منه
103

والواجب عندنا أن لا يرد الخبر ولا الشهادة الا بعصيان قد اتفق على رد
الخبر والشهادة به وما يغلب به ظن الحاكم والعالم ان مقترفه غير عدل ولا
مأمون عليه الكذب في الشهادة والخبر ولو عمل العلماء والحكام على أن لا يقبلوا
خبرا ولا شهادة الا من مسلم برئ من كل ذنب قل أو كثر لم يمكن قبول شهاد
أحد ولا خبره لان الله تعالى قد أخبر بوقوع الذنوب من كثير من أنبيائه ورسله
ولو لم يرد خبر صاحب ذلك وشهادته بحال لوجب ان يقبل خبر الكافر والفاسق
وشهادتهما وذلك خلاف الاجماع فوجب القول في جميع صفة العدل بما ذكرناه
باب الرد على من زعم أن العدالة
هي إظهار الاسلام وعدم الفسق الظاهر
الطريق إلى معرفة العدل المعلوم عدالته مع إسلامه وحصول أمانته ونزاهته
واستقامة طرائقه لا سبيل إليها الا باختيار الأحوال وتتبع الافعال التي يحصل
معها العلم من ناحية غلبة الظن بالعدالة
وزعم أهل العراق أن العدالة هي إظهار الاسلام وسلامة المسلم من فسق
ظاهر فمتى كانت هذه حاله وجب ان يكون عدلا
واحتجوا بما أخبرنا القاضي أبو عمر الهاشمي قال ثنا محمد بن أحمد اللؤلؤي
قال ثنا أبو داود قال ثنا محمد بن بكار بن الريان قال ثنا الوليد يعنى بن أبي ثور
قال أبو داود ح وثنا الحسن بن علي قال ثنا الحسين يعنى الجعفي عن زائدة
المعنى عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال جاء اعرابي إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال إني رأيت الهلال قال الحسن في حديثه يعنى رمضان فقا
أتشهد أن لا إله إلا الله قال نعم قال أتشهد أن محمد رسول الله قال نعم
قال يا بلال اذن في الناس فليصوموا غدا
قالوا فقبل النبي صلى الله عليه وسلم خبره من غير أن يختبر عدالته بشئ
سوى ظاهر إسلامه
104

فيقال لهم ان كونه أعرابيا لا يمنع من كونه عدلا ولا من تقدم معرفة النبي
صلى الله عليه وسلم بعدالته أو أخبار قوم له بذلك من حاله
ولعله ان يكون نزل الوحي في ذلك الوقت بتصديقه وفى الجملة فما نعلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر في قبول خبره على ظاهر إسلامه حسب
على أن بعض الناس قد قال إنما قبل النبي صلى الله عليه وسلم خبره لأنه
أخبر به ساعة إسلامه وكان في ذلك الوقت طاهرا من كل ذنب بمثابة من علم
عدالته واسلامه عدالة له ولو تطاولت به الأيام لم يعلم بقاؤه على طهارته التي
هي عدالة
واحتجوا أيضا بأن الصحابة عملوا بأخبار النساء والعبيد ومن تحمل الحديث
طفلا وأداه بالغا واعتمدوا في العمل بالاخبار على ظاهر الاسلام فيقال لهم هذا
غير صحيح ولا نعلم الصحابة قبلوا خبر أحد الا بعد اختبار حاله والعلم
بسداده واستقامة مذاهبه وصلاح طرائقه وهذه صفة جميع أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم وغيرهن من النسوة اللاتي روين عنه وكل متحمل للحديث عنه
صبيا ثم رواه كبيرا وكل عبد قبل خبره في احكام الدين يدل على صحة ما
ذكرناه ان عمر بن الخطاب رد خبر فاطمة بنت قيس في إسقاط نفقتها وسكناها لما
طلقها زوجها ثلاثا مع ظهور اسلامها واستقامة طريقتها
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر قال ثنا محمد بن أحمد اللؤلؤي
قال ثنا أبو داود قال ثنا نصر بن علي قال أخبرني أبو أحمد قال ثنا عمار بن رزيق عن أبي
إسحاق قال كنت في المسجد الجامع مع الأسود فقال أتت فاطمة بنت قيس
عمر بن الخطاب فقال ما كنا لندع كتاب ربنا وسنة نبينا لقول امرأة لا ندري
أحفظت أم لا وهكذا اشتهر الحديث عن علي بن أبي طالب أنه قال ما حدثني
أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا استحلفته
ومعلوم انه كان يحدثه المسلمون ويستحلفهم مع ظهور اسلامهم وانه لم
105

يكن يستحلف فاسقا ويقبل خبره بل لعله ما كان يقبل خبر كثير ممن يستحلفهم
مع ظهور اسلامهم وبذلهم له اليمين وكذلك غيره من الصحابة روى عنهم
انهم ردوا اخبارا رويت لهم ورواتها ظاهرهم الاسلام فلم يطعن عليهم في
ذلك الفعل ولا خولفوا فيه فدل على أنه مذهب لجميعهم إذ لو كان فيهم
من يذهب إلى خلافه لوجب بمستقر العادة نقل قوله إلينا
ويدل على ذلك أيضا إجماع الأمة على أنه لا يكفي في حالة الشهود على ما
يقتضى الحقوق إظهار الاسلام دون تأمل أحوال الشهود واختبارها
وهذا يوجب اختبار حال المخبر عن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وحال الشهود لجميع الحقوق
بل قد قال كثير من الناس انه يجب الاستظهار في البحث عن عدالة المخبر
بأكثر مما يجب في عدالة الشاهد فثبت بما ذكرناه ان العدالة شئ زائد على ظهور
الاسلام يحصل بتتبع الافعال واختبار الأحوال والله أعلم
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي أبو الفضل الصيرفي وحمدان بن سلمان بن
حمدان أبو القاسم الطحان قالا انا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال ثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قالا ثنا داود بن رشيد قال ثنا الفضل بن زياد قال
ثنا شيبان عن الأعمش عن سليمان بن مسهر عن خرشة بن الحر قال شهد رجل
عند عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بشهادة فقال له لست أعرفك ولا
يضرك ان لا أعرفك ائت بمن يعرفك فقال رجل من القوم انا اعرفه قال فبأي شئ
تعرفه قال بالأمانة والعدل قال فهو جارك الأدنى الذي تعرف ليله ونهاره
ومدخله ومخرجه قال لا قال فمعا ملك بالدينار والدرهم الذين بهما يستدل
على الورع قال لا قال فرفيقك في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق
قال لا قال لست تعرفه ثم قال للرجل ائت بمن يعرفك
106

أخبرنا أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري قال ثنا عمر بن
أحمد بن عثمان الواعظ قال ثنا أحمد بن محمد بن المغلس قال ثنا أبو همام قال ثنا
عيسى بن يونس قال ثنا مصاد بن عقبة البصري قال حدثني جليس لقتادة قال اثنى
رجل على رجل عند عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه فقال له عمر هل صحبته
في سفر قط قال لا قال هل ائتمنته على أمانة قط قال لا قال هل كانت
بينك وبينه مداراة في حق قال لا قال اسكت فلا أرى لك به علما أظنك
والله رأيته في المسجد يخفض رأسه ويرفعه
أخبرنا أبو سعيد الماليني قال انا عبد الله بن عدي الحافظ قال ثنا محمد بن
أحمد بن بخيت قال ثنا أحمد بن محمد وراق يحيى بن معين قال سمعت عفان يقول
قال لي أبو عاصم النبيل ما رأيت الصالح يكذب في شئ أكثر من الحديث
باب ذكر لفظ المعدل الذي تحصل به
العدالة لمن عدله
اختلف أهل العلم في لفظ المعدل الذي تحصل به العدالة لمن عدله
فقال بعضهم المقبول في ذلك أن يقول هو مقبول الشهادة لي وعلى وقال
آخرون يكفي ان يقول هو عدل رضا
وقال غيرهم يجب ان يقول هو عدل مقبول
ومنهم من قال يكفيه ان يقول هو مقبول الشهادة وقال بعض أهل العراق
إذا قال لا اعلم الا خيرا كان ذلك تعديلا
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا
الحسن بن سلام السواق قال ثنا عفان بن مسلم ح وأخبرنا الحسن بن علي بن محمد
التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال
107

حدثني أبي قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال انا هشام بن عروة عن عروة أن
عبد الرحمن بن عوف قال أقطعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب
ارض كذا وكذا فذهب الزبير إلى آل عمر فاشترى نصيبه منهم فأتى عثمان بن عفان
رضى الله تعالى عنه فقال إن عبد الرحمن بن عوف زعم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم اقطعه وعمر بن الخطاب ارض كذا وكذا وانى اشتريت نصيب آل عمر
فقال عثمان عبد الرحمن جائز الشهادة له وعليه ولفظ الحديث لابن حنبل وهو
أتم
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال أنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا أحمد بن خالد قال ثنا محمد بن
إسحاق عن مكحول عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس أن عمر بن
الخطاب قال لعبد الرحمن بن عوف أنت عندنا العدل الرضا فماذا سمعت
وهذا القول كاف في التزكية لان الوصف بالعدالة جامع للخلال التي
قدمناها في باب صفة العدالة والقول بأنه رضا تأكيد وفيه بيان انه من العدول
الذي يرضون للشهادة لان الرجل قد يكون عدلا سالما من الفسق ولا يرتضى
للشهادة لأجل غفلة فيه وضعف وكثرة سهو وقلة علم بما يشهد به وما
يجب أن يتحمله وذلك أجمع مانع من قبول شهادته غير قادح في أمانته
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب
الشيباني الحافظ قال حدثني أبي قال انا محمد بن يحيى قال ثنا أبو النعمان قال ثنا
حماد بن زيد عن هشام بن عروة قال حدثني العدل الرضا الأمين على ما تغيب عليه
يحيى بن سعيد
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان قال أنا أبو بكر الشافعي قال ثنا
محمد بن سليمان قال ثنا خلاد بن يحيى قال ثنا مسعر قال ثنا حبيب يعنى بن أبي
ثابت أن عمر سأل عن رجل فقال رجل لا نعلم الا خيرا قال حسبك وهذا
108

القول مستمر على مذهب من يقول إن العدالة هي ظاهر الاسلام مع عدم
الفسق
فاما القول بأنه مقبول الشهادة لي وعلى فقد ذكر القاضي أبو بكر محمد بن
الطيب فيما حدثنيه محمد بن عبيد الله المالكي عنه انه لا يحتاج إليه لأنه قد يكون
عدلا مرضيا وان لم يجب قبول قوله وشهادته لمزكيه إذا كان بينهما من النسب والخلطة
ولطيف الصداقة ما يمنع من قبول شهادته وكذلك قد يكون عدلا لا تقبل شهادته
عليه إذا كان عدوا له قال والذي يجب عندنا في هذا الباب ان يأتي المعدل من
اللفظ في التعديل ما يتبين به كونه عدلا مقبول الشهادة فأي قول أتى به من ذلك
يأتي على معنى قوله انه عدل رضا أو عدل مقبول الشهادة قبل وأجزأت تزكيته الا
ان يكون من الأمة إجماع ثابت وما يقوم مقامه على مراعاة لفظ مخصوص في التعديل
لابد منه ولا يقع الا به هذا موجب القياس والمطلوب في التعديل
قلت وقد أسلفنا من القول عن عبد الرحمن بن أبي حاتم في
ألفاظ تعديل المحدثين وتنزيلها ما لا حاجة بنا إلى اعادته
باب في المحدث المشهور بالعدالة والثقة
والأمانة لا يحتاج إلى تزكية المعدل
مثال ذلك أن مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وشعبة بن
الحجاج وأبا عمرو الأوزاعي والليث بن سعد وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك
ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون
وعفان بن مسلم وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين ومن جرى مجراهم
في نباهة الذكر واستقامة الامر والاشتهار بالصدق والبصيرة والفهم لا يسأل
عن عدالتهم وإنما يسأل عن عدالة من كان في عداد المجهولين أو أشكل امره على
الطالبين
109

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا
حنبل بن إسحاق بن حنبل قال سمعت أبا عبد الله وهو أحمد بن حنبل وسئل عن
إسحاق بن راهويه فقال مثل إسحاق يسأل عنه إسحاق عندنا امام من أئمة
المسلمين
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني بها قال انا أحمد بن
عبد الرحمن الشيرازي قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملى يقول
سمعت عبد الله بن محمد بن طرخان يقول سمعت محمد بن عقيل يقول سمعت
حمدان بن سهل يقول سألت يحيى بن معين عن الكتابة عن أبي عبيد والسماع
منه فقال مثلي يسأل عن أبي عبيد أبو عبيد يسأل عن الناس
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبى بكر محمد بن
الطيب قال والشاهد والمخبر إنما يحتاجان إلى التزكية متى لم يكونا مشهوري
العدالة والرضا وكان أمرهما مشكلا ملتبسا ومجوزا فيه العدالة وغيرها
والدليل على ذلك أن العلم بظهور سترهما واشتهار عدالتهما أقوى في
النفوس من تعديل واحد واثنين يجوز عليهما الكذب والمحاباة في تعديله وأغراض
داعية لهما إلى وصفه بغير صفته وبالرجوع إلى النفوس يعلم أن ظهور ذلك من
حاله أقوى في النفس من تزكية المعدل لهما فصح بذلك ما قلناه
ويدل على ذلك أيضا ان نهاية حال تزكية العدل ان يبلغ ظهور ستره وهي
لا تبلغ ذلك ابدا فإذا ظهر ذلك فما الحاجة إلى التعديل
أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو الميمون
البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم عن
الوليد بن مسلم قال قال بن جابر لا يؤخذ العلم الا عمن شهد له بالطلب
قال أبو زرعة فسمعت أبا مسهر يقول الا جليس العالم فان ذلك طلبه
110

قلت أراد أبو مسهر بهذا القول إن من عرفت مجالسته للعلماء
وأخذه عنهم اغنى ظهور ذلك من امره أن يسأل عن حاله والله أعلم
باب ذكر المجهول وما به ترتفع
عنه الجهالة
المجهول عند أصحاب الحديث هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه
ولا عرفه العلماء به ومن لم يعرف حديثه الا من جهة راو واحد مثل عمرو ذي
مر وجبار الطائي وعبد الله بن أغر الهمداني والهيثم بن حنش ومالك بن
أغر وسعيد بن ذي حدان وقيس بن كركم وخمر بن مالك هؤلاء كلهم لم
يرو عنهم غير أبي إسحاق السبيعي
ومثل سمعان بن مشنج والهزهاز بن ميزن لا يعرف عنهما راو الا
الشعبي
ومثل بكر بن قرواش وحلام بن جزلم يرو عنهما الا أبو الطفيل
عامر بن واثلة
ومثل يزيد بن سحيم لم يرو عنه الا خلاس بن عمرو
ومثل جرى بن كليب لم يرو عنه الا قتادة بن دعامة
ومثل عمير بن إسحاق لم يرو عنه سوى عبد الله بن عون وغير من ذكرنا خلق
كثير تتسع أسماؤهم
وأقل ما ترتفع به الجهالة أن يروى عن الرجل اثنان فصاعدا من المشهورين
بالعلم كذلك
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب انا محمد بن نعيم انا إبراهيم بن إسماعيل
القاري نا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى قال سمعت أبي يقول إذا روى عن
المحدث رجلان ارتفع عنه اسم الجهالة
111

قلت الا انه لا يثبت له حكم العدالة بروايتها عنه وقد زعم قوم ان
عدالته تثبت بذلك ونحن نذكر فساد قولهم بمشيئة الله وتوفيقه
باب ذكر الحجة على أن رواية
الثقة عن غيره ليست تعديلا له
احتج من زعم أن رواية العدل عن غيره تعديل له بان العدل لو كان
يعلم فيه جرحا لذكره وهذا باطل لأنه يجوز أن يكون العدل لا يعرف عدالته
فلا تكون روايته عنه تعديلا ولا خبرا عن صدقه بل يروى عنه لأغراض
يقصدها كيف وقد وجد جماعة من العدول الثقات رووا عن قوم أحاديث أمسكوا
في بعضها عن ذكر أحوالهم مع علمهم بأنها غير مرضية وفى بعضها شهدوا عليهم
بالكذب في الرواية وبفساد الآراء والمذاهب
فمن ذلك ما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن
جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني أحمد بن الخليل قال ثنا
هارون بن معروف قال ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث وكان
كذابا
أخبرنا يوسف بن رباح بن علي البصري قال انا أحمد بن محمد بن إسماعيل
المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي قال حدثني أبو عبد الله
محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثني أبي قال سمعت سفيان الثوري يقول ثنا ثوير بن أبي
فاختة وكان من أركان الكذب
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي قال حدثنا جعفر بن محمد الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا
يزيد بن هارون قال ثنا أبو روح وكان مجنونا وكان يعالج المجانين وكان كذابا
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال ثنا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا
112

عبد الله بن محمد البغوي قال حدثني أحمد بن ملاعب قال ثنا مخول بن إبراهيم
وكان رافضيا
أخبرني علي بن محمد بن الحسن السمسار قال ثنا عمر بن محمد بن علي الناقد
قال ثنا أبو بكر القاسم بن زكريا المقرى قال ثنا علي بن الحسين بن كعب وكان
رافضيا
أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا
أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيا ثنا عبد الملك بن أعين وكان شيعيا وكان
عندنا رافضيا صاحب رأى
أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي بكر الطرازي بنيسابور قال أبو حامد
أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ قال ثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر قال ثنا بكر بن
الشرود الصنعاني بصنعاء وكان قدريا داعية
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا دعلج بن أحمد قال ثنا أحمد بن علي
الابار قال حدثني محمد بن إسماعيل الضرير الواسطي قال سمعت يزيد بن هارون
يقول ثنا شعبة عن شرقي بن قطامي بحديث عمر بن الخطاب انه كان يبيت من
وراء العقبة فقال شعبة حماري وردائي في المساكين صدقة ان لم يكن شرقي
كذب على عمر قال قلت فلم تروى عنه
أخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال
سمعت عاصم بن علي يقول سمعت شعبة يقول لو لم أحدثكم الا عن ثقة لم
أحدثكم عن ثلاثين
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال ثنا أبو عبيد الله
محمد بن عمر ان المرزباني قال حدثني أحمد بن محمد المكي قال ثنا أبو جعفر أحمد بن
عمر الاخباري الكاتب قال ثنا الفضل بن مروان قال مضيت مع المعتصم إلى
113

علي بن عاصم ليسمع منه فقال علي بن عاصم ثنا عمرو بن عبيد وكان
قدريا فقلت يا أبا الحسن إذا كان قدريا فلم تروى عنه فالتفت على إلى
المعتصم فقال ألا ترى كاتبك هذا يشغب علينا قال وهذا في امارة المعتصم قبل
ان يلي الخلافة
فان قالوا هؤلاء قد بينوا حال من رووا عنه بجرحهم له فلذلك لم تثبت
عدالته وفى هذا دليل على أن من روى عن شيخ ولم يذكر من حاله أمرا يجرحه به
فقد عدله قلنا هذا خطأ لما قدمنا ذكره من تجويز كون الراوي غير عارف بعدالة
من روى عنه ولأنه لو عرف جرحا منه لم يلزمه ذكره وإنما يلزم الاجتهاد في
معرفة حاله العامل بخبره ولان ما قالوه بمثابة من قال لو علم الراوي عدالة من
روى عنه لزكاه ولما أمسك عن تزكيته دل على أنه ليس بعدل عنده
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج قال ثنا أحمد بن علي الابار قال
ثنا أبو غسان يعنى زنيجا قال نا جرير عن أبي فهر قال صليت خلف الزهري
شهرا وكان يقرأ في صلاة الفجر تبارك الذي بيده الملك وقل هو الله أحد
فقلت لجرير من أبو فهر هذا فقال لص كان بشنست يعنى بعض قرى
الري فقيل له تروى عن اللصوص قال نعم كان مع بعض السلاطين
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي
الحافظ قال ثنا أبو عروبة الحراني قال ثنا محمد بن موسى القطان قال ثنا أبو داود
الطيالسي قال قال شعبة لا تحملوا عن سفيان الثوري الا عمن تعرفون فإنه كان
لا يبالي عمن حمل انه يحدثكم عن مثل أبى شعيب المجنون فقال رجل
لشعبة ثنا سفيان الثوري عن رجل فسألت عنه في قبيلته فإذا هو لص ينقب
البيوت
114

أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا أحمد بن علي الابار قال ثنا مسلم بن
عبد الرحمن البلخي عن مكي بن إبراهيم قال قال شعبة سفيان ثقة يروى عن
الكذابين
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن أحمد الأسفرائيني حدثكم
عبد الله بن محمد بن سنان قال سمعت عمرو بن علي يقول قال لي يحيى لا تكتب
عن معتمر الا عمن تعرف فإنه يحدث عن كل
فان قالوا إذا روى الثقة عمن ليس بثقة ولم يذكر حاله كان غاشا في الدين
قلنا نهاية امره ان يكون حاله كذلك مع معرفته بأنه غير ثقة وقد لا يعرفه بحرج
ولا تعديل فبطل ما ذكروه
فصل
إذا قال العالم كل من أروى لكم عنه وأسميه فهو عدل رضا مقبول
الحديث كان هذا القول تعديلا منه لكل من روى عنه وسماه وقد كان ممن سلك
هذه الطريقة عبد الرحمن بن مهدي
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا
محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله يعنى
أحمد بن حنبل يقول إذا روى عبد الرحمن عن رجل فروايته حجة قال أبو عبد الله
كان عبد الرحمن أولا يتسهل في الرواية عن غير واحد ثم تشدد بعد كان
يروى عن جابر يعنى الجعفي ثم تركه
وهكذا إذا قال العالم كل من رويت عنه فهو ثقة وان لم اسمه ثم روى
عمن لم يسمه فإنه يكون مزكيا له غير أنا لا نعمل على تزكيته الجواز أن نعرفه
إذا ذكره بخلاف العدالة وسنبين ذلك في حكم المرسل من الاخبار إن شاء الله
تعالى
115

فاما إذا عمل العالم بخبر من روى عنه لأجله فان ذلك تعديل له يعتمد
عليه لأنه لم يعمل بخبره الا وهو رضا عنده عدل فقام عمله بخبره مقام قوله
هو عدل مقبول الخبر ولو عمل العالم بخبر من ليس هو عنده عدلا لم يكن
عدلا يجوز الاخذ بقوله والرجوع إلى تعديله لأنه إذا احتملت أمانته ان يعمل
بخبر من ليس بعدل عنده احتملت أمانته ان يزكى ويعدل من ليس بعدل
باب ذكر ما يعرفه عامة الناس
من صفات المحدث الجائز الحديث
وما ينفرد بمعرفته أهل العلم
أخبرني محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال ثنا محمد بن إسحاق القاضي
قال سمعت محمد بن إبراهيم العقيلي الأصبهاني يقول سمعت بن أبي عاصم يقول
سمعت هارون المستملى يقول ثنا شاذان قال سمعت الحسن بن صالح يقول كنا إذا
أردنا ان نكتب عن الرجل سألنا عنه حتى يقال لنا أتريدون ان تزوجوه
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي قال انا زكريا الساجي قال
حدثت عن يحيى بن معين قال كان محمد بن عبد الله الأنصاري يليق به القضاء
فقيل له يا أبا زكريا فالحديث فقال
للحرب أقوام لها خلقوا وللدواوين حساب وكتاب
قلت ما يعرف به صحة المحدث العدل الذي يلزم قبول خبره على ضربين
فضرب منه يشترك في معرفته الخاصة والعامة وهو الصحة في بيعه وشرائه
وأمانته ورد الودائع وإقامة الفرائض وتجنب المآثم فهذا ونحوه اشترك
الناس في علمه
والضرب الآخر هو العلم بما يجب كونه عليه من الضبط والتيقظ والمعرفة
116

بأداء الحديث وشرائطه والتحرز من أن يدخل عليه ما لم يسمعه ووجوه التحرز في
الرواية ونحو ذلك مما لا يعرفه الا أهل العلم بهذا الشأن فلا يجوز الرجوع فيه إلى
قول العامة بل التعويل فيه على مذاهب النقاد للرجال فمن عدلوه وذكروا أنه
يعتمد على ما يرويه جاز حديثه ومن قالوا فيه خلاف ذلك وجب التوقف عنه
فصل
ومن لم يرو غير حديث أو حديثين ولم يعرف بمجالسة العلماء وكثرة الطلب
غير أنه ظاهر الصدق مشهود له بالعدالة قبل حديثه حرا كان أو عبدا
وكذلك ان لم يكن من أهل العلم بمعنى ما روى لم يكن بذلك مجروحا لأنه ليس
يؤخذ عنه فقه الحديث وإنما يؤخذ منه لفظه ويرجع في معناه إلى الفقهاء
فيجتهدون فيه بآرائهم
والدليل على ذلك ما أخبرناه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم
القزويني قال انا علي بن إبراهيم بن سلمة القطان قال ثنا محمد بن يونس الكديمي
قال ثنا عبد الله بن داود الخريبي قال ثنا علي بن صالح عن سماك بن حرب عن
عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه إلى من هو
احفظ منه ويبلغه من هو احفظ منه إلى من هو أفقه منه فرب حامل فقه ليس
بفقيه
وقد قبل علماء السلف ما رواه النساء والعبيد ومن ليس بفقيه وان لم يرو
أحدهم غير حديث أو حديثين
فان قيل كيف يقبل خبرا لعبد وليس هو من أهل الشهادة
قلنا لا جماع الناس على ذلك مع أن جماعة من السلف أجازوا شهادة العبد
العدل ولان الشاهد يوافق المخبر في بعض صفاته ويفارقه في بعضها
117

صلى الله عليه وسلم باب ذكر ما يستوي فيه المحدث والشاهد
من الصفات وما يفترقان فيه
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبى بكر محمد بن
الطيب قال لا خلاف في وجوب قبول خبر من اجتمع فيه جميع صفات الشاهد في
الحقوق من الاسلام والبلوغ والعقل والضبط والصدق والأمانة والعدالة إلى ما
شاكل ذلك
ولا خلاف أيضا في وجوب اتفاق المخبر والشاهد في العقل والتيقظ والذكر
فاما ما يفترقان فيه فوجوب كون الشاهد حرا وغير والد ولا مولود ولا
قريب قرابة تؤدى إلى ظنة وغير صديق ملاطف وكونه رجلا إذا كان في بعض
الشهادات وأن يكون اثنين في بعض الشهادات وأربعة في بعضها وكل ذلك
غير معتبر في المخبر لأننا نقبل خبر العبد والمرأة والصديق وغيره
قلت فاما الحديث الذي أخبرناه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر
الهاشمي قال ثنا أبو بشر عيسى بن إبراهيم دستكونا قال ثنا القاسم بن نصر
المخزمي قال ثنا محمد بن بكار الهاشمي قال ثنا جعفر بن سليمان عن صالح وهو
بن حسان عن محمد بن كعب القرظي عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا تكتبوا العلم الا عمن تجوز شهادته
فان صالح بن حسان تفرد بروايته وهو ممن اجتمع نقاد الحديث على ترك
الاحتجاج به لسوء حفظه وقلة ضبطه وكان يروى هذا الحديث عن محمد بن
كعب تارة متصلا وأخرى مرسلا ويرفعه تارة ويوقفه أخرى وانا أسوق
رواياته له على اختلافها عنه
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا علي بن عمر الحربي قال ثنا أبو الحسن
118

شعيب بن محمد الذارع قال ثنا بشر بن الوليد الكندي قال ثنا عمر أبو حفص عن
صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تأخذوا الحديث الا عمن تجيزون شهادته
أخبرني أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي
المفضل بن غسان قال ثنا يحيى بن صالح الوحاظي عن حفص بن عمر قال ثنا
صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تأخذوا الحديث الا عمن تجيزون شهادته
أخبرنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب وأبو عبد الله الحسين بن
محمد بن يحيى الصائغ بعكبرا قالا نا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب قال
ثنا علي بن حرب قال ثنا أبو داود يعنى الحفري قال ثنا صالح بن حسان عن
محمد بن كعب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحدثوا الا عمن تقبلون
شهادته
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا
عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا أبو العباس بن مطر ح وأخبرني عبد العزيز بن علي
الوراق قال ثنا علي بن عمر الحربي قال ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قالا ثنا
سريج بن يونس قال ثنا عمر بن عبد الرحمن زاد بن مطر أبو حفص الابار ثم
اتفقا عن صالح بن حسان عن محمد بن كعب عن بن عباس قال لا تأخذوا
الحديث الا عمن تجيزون شهادته
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال ثنا علي بن
إسحاق المادراني قال ثنا أحمد بن محمد الخليلي قال ثنا سليمان بن داود وزيد بن
يحيى عن صالح عن محمد بن كعب عن بن عباس قال لا تأخذوا العلم عمن لا
تجوز شهادته
119

على أن هذا الحديث لو ثبت إسناده وصح رفعه لكان محمولا على أن المراد به
جواز الأمانة في الخبر بدليل الاجماع على أن خبر العبد العدل مقبول والله أعلم (0)
باب القول في العدد المقبول
تعديلهم لمن عدلوه
قال بعض الفقهاء لا يجوز أن يقبل في تعديل المحدث والشاهد أقل من اثنين
وردوا ذلك إلى الشهادة على حقوق الآدميين وانها لا تثبت بأقل من اثنين
وقال كثير من أهل العلم يكفي في تعديل المحدث المزكى الواحد ولا
يكفي في تعديل الشاهد على الحقوق الا اثنان
وقال قوم من أهل العلم يكفي في تعديل المحدث والشاهد تزكية الواحد إذا
كان المزكى بصفة من يجب قبول تزكيته
والذي نستحبه ان يكون من يزكى المحدث اثنين للاحتياط فان اقتصر
على تزكية واحد أجزأه يدل على ذلك أن عمر بن الخطاب قبل في تزكية سنين أبى
جميلة قول عريفه وهو واحد
حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق املا قال ثنا
إسماعيل بن محمد هو الصفار قال ثنا سعدان بن نصر قال ثنا سفيان بن عيينة عن
الزهري قال سمعت سنينا أبا جميلة يحدث سعيد بن المسيب يقول وجدت منبوذا
على عهد عمر بن الخطاب فذكره عريفي لعمر فأرسل فدعاني والعريف عنده فلما
120

رآني مقبلا قال عسى الغوير ابؤسا قال العريف له يا أمير المؤمنين انه ليس
بمتهم قال على ما أخذت هذا قال وجدت نفسا مضيعة فأحببت أن يأجرني الله
فيها قال هو حر وولاؤه لك وعلينا رضاعه
ويدل على ذلك أيضا انه قد ثبت وجوب العمل بخبر الواحد فوجب
لذلك ان يقبل في تعديله واحد والا وجب ان يكون ما به ثبتت صفة من يقبل
خبره آكد مما يثبت وجوب قبول الخبر والعمل به وهذا بعيد لان الاتفاق قد
حصل على أن ما به تثبت الصفة التي بثبوتها يثبت الحكم اخفض وانقص في
الرتبة من الذي يثبت به الحكم ولهذا وجب ثبوت الاحصان الذي بثبوته يجب
الرجم بشهادة اثنين وإن كان الرجم لا يثبت بشهادة اثنين فبان بذلك ان ما
يثبت به الحكم يجب أيكون أقوى مما تثبت به الصفة التي عند ثبوتها يجب
الحكم وكذلك يجب ان يكون ما به تثبت عدالة المحدث انقص مما به
يثبت الحكم بخبره والحكم في الشرعيات يثبت بخبر الواحد فيجب ان تثبت
تزكيته بقول الواحد ولو أمكن ثبوتها بأقل من تزكية واحد لوجب ان يقال بذلك
لكي يكون ما به تثبت صفة المخبر اخفض مما به يثبت الحكم غير أن ذلك غير
ممكن
باب ما جاء في كون المعدل
امرأة أو عبد أو صبيا
الأصل في هذا الباب سؤال النبي صلى الله عليه وسلم بريرة في قصة الإفك
عن حال عائشة أم المؤمنين وجوابها له
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز قال أنا أبو أحمد حمزة بن
محمد بن الحارث الدهقان وعثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق وأحمد بن خلف بن
121

شمس السابح قالوا ثنا عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي قال ثنا إبراهيم بن بشار
قال نا سفيان عن محمد بن إسحاق ووائل بن داود عن الزهري قال حدثني أربعة
عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعلقمة بن وقاص
الليثي عن حديث عائشة وساق قصة الإفك بطولها وقال فيها فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بريرة فقال هل علمت على عائشة شيئا يريبك أو رأيت شيئا
تكرهينه قالت أحمى سمعي وبصرى عائشة أطيب من طيب الذهب
حدثني محمد بن عبد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبى بكر محمد بن
الطيب قال إن قال قائل أفترون وجوب قبول تعديل المرأة العدل العارفة بما يجب ان
يكون عليه العدل وما به يحصل الجرح قيل أجل ولا شئ يمنع من ذلك من
إجماع أو غيره فلو حصل على منعه توقيف أو إجماع لمنعناه وتركنا له القياس وإن كان
أكثر الفقهاء من أهل المدينة وغيرهم لا يقبل في التعديل النساء ولا يقبل فيه
أقل من رجلين
والذي يدل على ما قلناه أن أقصى حالات العدل وتعديله ان يكون بمثابة
المخبر والخبر والشاهد والشهادة فإذا ثبت أن خبر المرأة العدل مقبول وانه
إجماع من السلف وجب أيضا قبول تعديلها للرجال حتى يكون تعديلهن الذي
هو أخبار عن حال المخبر والشاهد بمثابة خبرهن في وجوب العمل به وكذلك إذا
كان للنساء مدخل في الشهادات في مواضع من الاحكام جاز لذلك قبول تزكيتهن
كما قبلت شهادتهن ويجب على هذا الذي قلناه ان لا يقبل تعديلهن للشهود في
الحكم الذي لا يقبل فيه شهادتهن حتى يجرى رد التزكية في ذلك مجرى رد
الشهادة
ويجب أيضا قبول تزكية العبد المخبر دون الشاهد لان خبر العدل مقبول
وشهادته مردودة
والذي يوجبه القياس وجو ب قبول تزكية كل عدل ذكر وأنثى حر وعبد
لشاهد ومخبر حتى تكون تزكيته مطابقة للظاهر من حاله والرجوع إلى قوله
122

وانتفاء التهمة والظنة عنه الا ان يرد توقيف أو إجماع أو ما يقوم مقام ذلك على
تحريم العمل بتزكية بعض العدول المرضيين فيصار إلى ذلك ويترك القياس لأجله
ومتى لم يثبت ذلك كان ما ذكرناه موجبا لتزكية كل عدل لكل شاهد ومخبر
فان قيل ما تقولون في تزكية الصبي المراهق والغلام الضابط لما يسمعه
أتقبل أم لا قيل لا لمنع الاجماع من ذلك ولأجل أن الغلام وان كانت حاله ضبط
ما سمع والتعبير عنه على وجهه فإنه غير عارف بأحكام أفعال المكلفين وما به
منها يكون العدل عدلا والفاسق فاسقا وإنما يكمل لذلك المكلف فلم يجز
لذلك قبول تزكيته ولأنه لا تعبد عليه في تزكية الفاسق وتفسيق العدل فإن لم
يكن لذلك خائف من مأثم وعقاب لم يؤمن منه تفسيق العدل وتعديل الفاسق
وليس هذه حال المرأة والعبد فافترق الامر فيهما
باب القول في سبب العدالة
هل يجب الاخبار به أم لا
اختلف الناس في تزكية المزكى لمن زكاه فقال قوم لا تقبل حتى يذكر المزكى
السبب الذي لأجله ثبتت عدالة المزكى عنده
ومن الحجة لهم في ذلك ما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا
عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال سمعت أنسا نا يقول
لأحمد بن يونس عبد الله العمرى ضعيف قال إنما يضعفه رافضي مبغض لآبائه
ولو رأيت لحيته وخضابه وهيأته لعرفت انه ثقة
فاحتج أحمد بن يونس على أن عبد الله العمرى ثقة بما ليس حجة لان حسن
الهيأة مما يشتر ك فيه العدل والمجروح
123

وقال قوم لا يجب ذكر سبب العدالة بل يقبل على الجملة تعديل المخبر
والشاهد وهذا القول أولى بالصواب عندنا
والدليل عليه إجماع الأمة على أنه لا يرجع في التعديل الا إلى قول عدل رضا
عارف بما يصير به العدل عدلا والمجروح مجروحا وإذا كان كذلك وجب حمل
امره في التزكية على السلامة وما تقتضيه حاله التي أوجبت الرجوع إلى تزكيته من
اعتقاد الرضا به وأدائه الأمانة فيما يرجع إليه فيه والعمل بخبر من زكاه ومتى أوجبنا
مطالبته بكشف السبب الذي به صار عدلا عنده كان ذلك شكا منا في علمه بأفعال
المزكى وطرائقه وسوء ظن بالمزكى واتهاما له بأنه يجهل المعنى الذي به يصير العدل
عدلا ومتى كانت هذه حاله عندنا لم يجب ان نرجع إلى تزكيته ولا أن نعمل
على تعديله فوجب حمل الامر على الجملة
فان قيل ما أنكرتم من وجوب استخبار المزكى عن سبب تعديله لا لاتهامنا له
بالجهل بطرائق المزكى وافعاله لكن لاختلاف العلماء في ذلك فيما به يصير العدل
عدلا فيجوز أن يعدله بما ليس بتعديل عند غيره
يقال هذا باطل وحمل امره على السلامة واجب وأنه ما عدله الا بما به
يصير عدلا عند بعض الأمة ومثل ذلك إذا وقع لا يتعقب ولا يرد ولو كان ما
قلتموه من هذا واجبا لوجب إذا شهد شاهدان بان زيدا باع عمرا سلعة بيعا
صحيحا واجبا نافذا يقع التملك به وانه قد زوجه وليته تزويجا صحيحا ان يسألا
عن حال البيع والنكاح وعن كل عقد يشهدان به لما بين الفقهاء من الخلاف في كثير
من هذه العقود وصحتها وتمامها
ولما اتفق أهل العلم على أن ذلك لا يجب كشفه للحكام وجب مثله في
مسألتنا هذه أيضا فان أسباب العدالة كثيرة يشق ذكر جميعها ولو وجب على
المزكى الاخبار بها لكان يحتاج إلى أن يقول المزكى هو عدل ليس يفعل كذا ولا
كذا ويعد ما يجب عليه تركه ثم يقول ويفعل كذا وكذا فيعد ما يجب عليه
فعله
124

ولما كان ذلك يطول ويشق تفصيله وجب ان يقبل التعديل مجملا من غير ذكر
سببه
فان قيل فيجب عليكم ترك الكشف عما به يصير المجروح مجروحا وأن تقبلوا
الجرح في الجملة يقال لا يجب ذلك لان الجرح يحصل بأمر واحد فلا يشق ذكره
والعدالة لا تحصل الا بأمور كثيرة حسب ما بيناه والاخبار بها يجرح فلذلك كان
الاجمال فيها كافيا على انا نقول أيضا إن كان الذي يرجع إليه في الجرح عدلا
مرضيا في اعتقاده وأفعاله عارفا بصفة العدالة والجرح وأسبابها عالما باختلاف
الفقهاء في أحكام ذلك قبل قوله فيمن جرحه مجملا ولم يسأل عن سببه
وسنشرح الأمور التي توجب الجرح واختلاف الناس فيها ونبينها فيما بعد إن شاء
الله تعالى آخر الجزء الثالث
125

بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الرابع
رب سهل وسلم
حدثنا الامام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال
باب الكلام في الجرح واحكامه
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الفقيه قال حدثني محمد بن
أحمد بن محمد بن عبد الملك الآدمي قال ثنا محمد بن علي الأيادي قال ثنا زكريا بن
يحيى بن عبد الرحمن حدثني أحمد بن محمد البغدادي قال سمعت يحيى بن
معين يقول آلة الحديث الصدق والشهرة بطلبه وترك البدع واجتناب
الكبائر
لما كان كل مكلف من البشر لا يكاد يسلم من أن يشوب طاعته بمعصية لم
يكن سبيل إلى أن لا يقبل الا طائع محض الطاعة لان ذلك يوجب ان لا يقبل
أحد وهكذا لا سبيل إلى قبول كل عاص لأنه يوجب ان لا يرد أحد وقد أمر
الله عز وجل بقبول العدل ورد الفاسق فاحتيج إلى التفصيل لوصفهما وكل من
ثبت كذبه رد خبره وشهادته لان الحاجة في الخبر داعية إلى صدق المخبر فمن
127

ظهر كذبه فهو أولى بالرد ممن جعلت المعاصي امارة على فسقه حتى يرد لذلك
خبره
والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من الكذب على غيره
والفسق به أظهر والوزر به أكبر
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس قال ثنا
أبو مسعود أحمد بن الفرات قال انا يعلى بن عبيد قال ثنا الأعمش عن خيثمة عن
سويد قال قال علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه إذا حدثتكم عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوالله لان اخر من السماء أحب إلى من أن اكذب على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا حدثتكم فيما بيننا فان الحرب خدعة
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد البصري قال ثنا علي بن
إسحاق المادراني قال ثنا أبو قلابة الرقاشي قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن
جامع بن شداد قال سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث عن أبيه قال قلت
لأبي الزبير مالي لا أراك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما اسمع فلانا
وفلانا وابن مسعود قال والله يا بنى ما فارقته منذ أسلمت ولكني سمعته يقول
من كذب على فليتبوأ مقعده من النار
والله ما قال متعمدا وأنتم تقولون متعمدا ومن سلم من الكذب وأتى
شيئا من الكبائر فهو فاسق يجب رد خبره ومن اتى صغيرة فليس بفاسق ومن
تتابعت منه الصغائر وكثرت رد خبره وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بيان الكبائر ما نحن ذاكروه إن شاء الله تعالى (0)
128

باب ما جاء عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم من ذكر الكبائر
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال أنا أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري قراءة عليه في سنة تسع
وعشرين وثلاثمائة قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا بن وهب قال أخبرني سليمان
يعنى بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هي قال
الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وأكل الربا
وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان الهيتي التغلبي لفظا قال ثنا أبو بكر
أحمد بن سلمان النجاد قال ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري قال ثنا محمد بن كثير
قال انا سفيان الثوري عن منصور وواصل الأحدب عن أبي وائل عن عمرو بن
شرحبيل عن عبد الله قال قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم قال إن تجعل لله
ندا وهو خلقك قال ثم أي قال أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك قال ثم
أي قال أن تزانى حليلة جارك قال ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم
والذين لا يدعون مع الله إلها آخر
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ قال أنا أبو علي
محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال ثنا أحمد بن هارون البرديجى قال انا
الحسن بن علي بن عفان قال ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن أبي وائل
129

عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر
فقال إن تشرك بالله وهو خلقك وساق الحديث نحو ما تقدم
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي قال انا محمد بن جعفر المطيري قال ثنا علي بن حر ب قال ثنا زيد بن أبي
الزرقاء عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن سهل حدثه عن أبيه
سهل بن أبي حثمة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر الكبائر
سبع الشرك بالله وقتل النفس والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم
وقذف المحصنة والتعريب بعد الهجرة ولم يذكر السابعة
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم البزاز بالبصرة قال ثنا أبو علي
الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال نا يعقوب بن سفيان قال ثنا الحكم بن
موسى قال ثنا يحيى بن حمزة عن سليمان بن داود قال حدثني الزهري عن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كتب إلى أهل اليمن بكتاب فكان فيه ان أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة
الاشراك بالله وقتل النفس المؤمنة بغير حق والفرار في سبيل الله يوم
الزحف وعقوق الوالدين
وأخبرنا علي بن أحمد أيضا قال ثنا الحسن بن محمد بن عثمان قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن
عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من
الكبائر ان يشتم الرجل والده قيل وكيف يشتم الرجل والده قال يسب الرجل
فيسب أباه
أخبرناه علي بن القاسم الشاهد قال ثنا علي بن إسحاق المارداني قال ثنا أبو
130

قلابة قال ثنا بشر بن عمر ح أخبرنا أبو نعيم الحافظ واللفظ له قال ثنا عبد الله بن
جعفر بن أحمد بن فارس قال ثنا يونس بن حبيب قال ثنا أبو داود قالا ثنا شعبة عن
عبيد الله وهو بن أبي بكر عن أنس قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن
الكبائر فقال الاشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور
أو قال قول الزور
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب
المقرى قال ثنا محمد بن منصور بن النضر الشيع؟؟ قال ثنا حميد بن مسعدة السامي
قال ثنا بشر بن المفضل قال ثنا الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أحدثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى قال
الاشراك بالله وعقوق الوالدين قال وجلس وكان متكئا قال وشهادة الزور أو
قول الزور فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا ليته
سكت
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور قال
ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير المصري
قال حدثني أبي قال حدثني نافع يعنى بن يزيد عن يزيد وهو بن أبي حبيب عن
سنان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شهادة الزور من
الكبائر سنان هذا هو الأنصاري واسم أبيه عبد الله وقيل عمر والله أعلم
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا حسين بن محمد ح وأخبرنا
محمد بن أبي الفوارس قال ثنا أبو علي الصواف قال ثنا أحمد بن هارون بن روح
قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن موسى الأشيب واللفظ لحديثه قال
131

ثنا أيوب بن عتبة عن طيسلة عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الكبائر سبع الشرك بالله وعقوق الوالدين والزنا والسحر والفرار من
الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم
كل من ثبت عليه فعل شئ من هذه الكبائر المذكورة أو ما كان بسبيلها
كشرب الخمر واللواط ونحوهما فعدالته ساقطة وخبره مردود حتى يتوب وكذلك
إذا ثبت عليه ملازمته لفعل المعاصي التي لا يقطع على أنها من الكبائر وإدامة
السخف والخلاعة والمجون في أمر الدين ويثبت ذلك عليه إذا أخبر به عدلان
وصرحا بالجرح
فان صرح عدل واحد بما يوجب الجرح فقد اختلف أهل العلم فيه
فمنهم من قال لا يثبت كما لا يثبت في الشهادة ومنهم من قال يثبت ذلك
لان العدد ليس بشرط في قبول الخبر فلم يكن شرطا في جرح الراوي ويخالف
الشهادة لان العدد شرط في قبول الشهادة والحكم بها فكان شرطا في جرح
الشاهد والله أعلم
باب القول في الجرح والتعديل
إذا اجتمعا أيهما أولى
اتفق أهل العلم على أن من جرحه الواحد والاثنان وعد له مثل عدد من
جرحه فإن الجرح به أولى والعلة في ذلك أن الجارح يخبر عن أمر باطن قد علمه
ويصدق المعد ويقول له قد علمت من حاله الظاهرة ما علمتها وتفردت بعلم لم
تعلمه من اختبار امره وأخبار المعدل عن العدالة الظاهرة لا ينفى صدق قول
الجارح فيما أخبر به فوجب لذلك ان يكون الجرح أولى من التعديل
132

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا
حنبل بن إسحاق قال ثنا خالد بن خداش قال سمعت حماد بن زيد يقول كان
الرجل يقدم علينا من البلاد ويذكر الرجل ويحدث عنه ويحسن الثناء عليه فإذا
سألنا أهل بلاده وجدناه على غير ما يقول قال وكان يقول بلدي الرجل اعرف
بالرجل
قلت لما كان عندهم زيادة علم بخبره على ما علمه الغريب من ظاهر
عدالته جعل حماد الحكم لما علموه من جرحه دون ما أخبر به الغريب من عدالته
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال انا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن
موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي فان قال قائل لم لا تقبل ما حدثك
الثقة حتى انتهى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى إليك من ذلك من
جرحه لبعض من حد ث به وتكون مقلدا ذلك الثقة مكتفيا به غير مفتش له
وهو حمله ورضيه لنفسه فقلت لأنه قد انتهى إلى في ذلك علم ما جهل الثقة الذي
حدثني عنه فلا يسعني ان أحدث عنه لما انتهى إلى فيه بل يضيق ذلك على
ويكون ذلك واسعا للذي حدثني عنه إذا لم يعلم منه ما علمت من ذلك
وكذلك الشاهد يشهد عند الحاكم فيسأل في السر والعلانية فيعدل فيقبل
شهادته ثم يشهد عنده مرة أخرى أو عند غيره فيسأل عنه فلا يعدل فيردها
الحاكم بعد إجازته لها لا يسعه الا ذلك ولا يلزم الحاكم بعده ان يجيزها إذا لم
يعدل إن كان حاكم قبله وكذلك انا والذي حدثني انتهى إلى من علم ما
جهل من ذلك وكلانا مصيب فيها فيما فعل
133

قلت ولان من عمل بقول الجارح لم يتهم المزكى ولم يخرجه بذلك عن
كونه عدلا ومتى لم نعمل بقول الجارح كان في ذلك تكذيب له ونقض
لعدالته وقد علم أن حاله في الأمانة مخالفة لذلك ولأجل هذا وجب إذا شهد شاهدان على رجل بحق وشهد له
شاهدان آخران انه قد خرج منه ان يكون
العمل بشهادة من شهد بقضاء الحق أولى لان شاهدي القضاء يصدقان الآخرين
ويقولان علمنا خروجه من الحق الذي كان عليه وأنتما لم تعلما ذلك
ولو قال شاهدا ثبوت الحق نشهد أنه لم يخرج من الحق لكانت شهادة باطله
فصل
إذا عدل جماعة رجلا وجرحه أقل عددا من المعدلين فان الذي عليه جمهور
العلماء ان الحكم للجرح والعمل به أولى وقالت طائفة بل الحكم للعدالة وهذا
خطأ لأجل ما ذكرناه من أن الجارحين يصدقون المعدلين في العلم بالظاهر
ويقولون عندنا زيادة علم لم تعلموه من باطن امره
وقد اعتلت هذه الطائفة بأن كثرة المعدلين تقوى حالهم وتوجب العمل
بخبرهم وقلة الجارحين تضعف خبرهم وهذا يعد ممن توهمه لان المعدلين
وان كثروا ليسوا يخبرون عن عدم ما أخبر به الجارحون ولو أخبروا بذلك وقالوا
نشهد أن هذا لم يقع منه لخرجوا بذلك من أن يكونوا أهل تعديل أو جرح لأنها
شهادة باطلة على نفى ما يصح ويجوز وقوعه وان لم يعلموه فثبت ما ذكرناه
134

باب القول في الجرح هل يحتاج
إلى كشف أم لا
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي قال قرأت على القاضي أبى بكر محمد بن
الطيب قال الجمهور من أهل العلم إذا جرح من إلا يعرف الجرح يجب الكشف عن
ذلك ولم يوجبوا ذلك على أهل العلم بهذا الشأن
والذي يقوى عندنا ترك الكشف عن ذلك إذا كان الجارح عالما والدليل
عليه نفس ما دللنا به على أنه لا يجب استفسار العدل عما به صار عنده المزكى
عدلا لأننا متى استفسرنا الجارح لغيره فإنما يجب علينا بسوء الظن والاتهام له
بالجهل بما يصير به المجروح مجروحا وذلك ينقض جملة ما بنينا عليه امره من الرضا
به والرجوع إليه ولا يجب كشف ما به صار مجروحا وان اختلف آراء الناس فيما به
يصير المجروح مجروحا كما لا يجب كشف ذلك في العقود والحقوق وان اختلف
في كثير منها فالطريق في ذلك واحد
فاما إذا كان الجارح عاميا وجب لا محالة استفساره
وقد ذكر أن الشافعي إنما أوجب الكشف عن ذلك لأنه بلغه ان انسانا جرح
رجلا فسئل عما جرحه به فقال رأيته يبول قائما فقيل له وما في ذلك ما يوجب
جرحه فقال لأنه يقع الرشش عليه وعلى ثوبه ثم يصلى فقيل له رأيته يصلى
كذلك فقال لا فهذا ونحوه جرح بالتأويل والجهل والعالم لا يجرح أحدا بهذا
وأمثاله فوجب بذلك ما قلناه
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري يقول لا يقبل
الجرح الا مفسرا وليس قول أصحاب الحديث فلان ضعيف وفلان ليس
بشئ مما يوجب جرحه ورد خبره وإنما كان كذلك لان الناس اختلفوا فيما يفسق به
135

فلا بد من ذكر سببه لينظر هل هو فسق أم لا وكذلك قال أصحابنا إذا شهد
رجلان بان هذا الماء نجس لم تقبل شهادتهما حتى يبينا سبب النجاسة فان الناس
اختلفوا فيما ينجس به الماء وفى نجاسة الواقع فيه
قلت وهذا القول هو الصواب عندنا واليه ذهب الأئمة من حفاظ
الحديث ونقاده مثل محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري
وغيرهما فان البخاري قد احتج بجماعة سبق من غيره الطعن فيهم والجرح لهم
كعكرمة مولى بن عباس في التابعين وكاسمعيل بن أبي أويس وعاصم بن علي
وعمرو بن مرزوق في المتأخرين وهكذا فعل مسلم بن الحجاج فإنه احتج
بسويد بن سيد وجماعة غيره واشتهر عمن ينظر في حال الرواة الطعن عليهم
وسلك وأبو داود السجستاني هذه الطريق وغير واحد ممن بعده فدل ذلك
على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يثبت الا إذا فسر سببه وذكر موجبه
أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرى قال ثنا عبيد الله بن محمد بن
أحمد بن علي بن مهران قال أخبرني أحمد بن خلف بن أيوب البزاز المعروف بالسابح
قال ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله المنقري قال ثنا علي بن عاصم قال ثنا شعبة قال
احذروا غيرة أصحاب الحديث بعضهم على بعض فلهم أشد غيرة من
التيوس
ومذاهب النقاد للرجال غامضة دقيقة وربما سمع بعضهم في الراوي
أدنى مغمز فتوقف عن الاحتجاج بخبره وان لم يكن الذي سمعه موجبا لرد
الحديث ولا مسقطا للعدالة ويرى السامع إنما فعله هو الأولى رجاء إن كان
الراوي حيا ان يحمله ذلك على التحفظ وضبط نفسه عن الغميزة وإن كان ميتا
ان ينزله من نقل عنه منزلته فلا يلحقه بطبقة السالمين من ذلك المغمز
136

ومنهم من يرى أن من الاحتياط للدين إشاعة ما سمع من الامر المكروه
الذي لا يوجب إسقاط العدالة بانفراده حتى ينظر هل له من أخوات ونظائر فان
أحوال الناس وطبائعهم جارية على إظهار الجميل واخفاء ما خالفه فإذا ظهر أمر
يكره مخالف للجميل لم يؤمن ان يكون وراء شبه له
ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحديث الذي قدمناه في أول
باب العدالة من أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شئ ومن
أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وان قال إن سريرتي حسنة
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال ثنا أبو
بشر عيسى بن إبراهيم بن عيسى الصيدلاني قال ثنا أبو يوسف القلوسي قال
سمعت أبا بكر بن أبي الأسود يقول كنت أسمع الأصناف من خالي عبد الرحمن بن مهدي
وكان في أصل كتابه قوم قد ترك حديثهم مثل الحسن بن أبي جعفر
وعباد بن صهيب وجماعة نحو هؤلاء ثم أتيته بعد ذلك بأشهر وأخرج إلى كتاب
الديات فحدثني عن الحسن بن أبي جعفر فقلت يا خالي أليس كنت قد
ضربت على حديثه وتركته قال بلى تفكرت فيه إذا كان يوم القيامة قام
الحسن بن أبي جعفر فيتعلق بي فقال يا رب سل عبد الرحمن بن مهدي فيم أسقط
عدالتي فرأيت أن أحدث عنه وما كان لي حجة عند ربي فحدث عنه
بأحاديث
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال سمعت أحمد بن صالح وذكر مسلمة بن علي فقال لا يترك حديث رجل
حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه قد يقال فلان ضعيف فأما أن يقال فلان
متروك فلا الا أن يجتمع الجميع على ترك حديثه
137

باب ذكر بعض أخبار من استفسر في الجرح
فذكر ما لا يسقط العدالة
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرئ على أحمد بن جعفر بن مالك وانا اسمع
حدثكم عبد الله بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي أن يحيى بن معين يطعن على عامر
بن صالح قال يقول ماذا قلت رآه يسمع من حجاج قال قد رأيت أنا حجاجا
يسمع من هشيم وهذا عيب يسمع الرجل ممن هو أصغر منه وأكبر
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرى قال انا عثمان بن أحمد بن
سمعان الرزاز قال ثنا الهيثم بن خلف الدروي قال ثنا محمود بن غيلان قال سألت
وهب بن جرير عن صالح بن أبي الأخضر ما شأنه قال سمع وقرأ كان لا يميز
القراءة عن السماع أخبرني عبد الله بن أبي الفتح الفارسي قال حدثنا محمد بن
العباس الخزاز قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثنا يحيى بن أيوب العابد قال أبو عبيدة الحداد
قال ثنا شعبة يوما عن رجل بنحو من عشرين حديثا ثم قال امحوها قال قلنا له لم
قال ذكرت شيئا رأيته منه فقلنا أخبرنا به أي شئ هو
قال رأيته على فرس يجرى ملء فروجه
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرئ على أبى القاسم النحاس وانا
اسمع حدثكم أبو طالب أحمد بن نصر قال ثنا بن أبي عتاب الأعين قال ثنا محمد
بن جعفر يعنى المدائني قال قيل لشعبة لم تركت حديث فلان قال رأيته يركض
على برذون فتركت حديثه
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال انا دعلج بن أحمد قال انا أحمد بن
138

على الابار قال ثنا محمد بن حميد الرازي قال ثنا جرير قال رأيت سماك بن حرب
يبول قائما فلم اكتب عنه
وقد قال كثير من الناس يجب ان يكون المحدث والشاهد مجتنبين لكثير من
المباحات نحو التبذل والجلوس للتنزه في الطرقات والاكل في الأسواق وصحبة
العامة الأرذال والبول على قوارع الطرقات والبول قائما والانبساط إلى الخرق
في المداعبة والمزاح وكل ما قد اتفق على أنه ناقص القدر والمروءة ورأوا
أن فعل هذه الأمور يسقط العدالة ويوجب رد الشهادة
والذي عندنا في هذا الباب رد خبر فأعلى المباحات إلى العالم والعمل في ذلك
بما يقوى في نفسه فان غلب على ظنه من أفعال مرتكب المباح المسقط للمروءة انه
مطبوع على فعل ذلك والتساهل به مع كونه ممن لا يحمل نفسه على الكذب في
خبره وشهادته بل يرى اعظام ذلك وتحريمه والتنزه عنه قبل خبره وان ضعفت
هذه الحال في نفس العالم واتهمه عندها وجب عليه ترك العمل بخبره ورد شهادته
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا الحسين بن
صدقة قال ثنا بن أبي خيثمة قال ثنا يحيى بن معين عن وكيع قال قال شعبة لقيت
ناجية الذي روى عنه أبو إسحاق فرأيته يلعب بالشطرنج فتركته فلم اكتب عنه
ثم كتبت عن رجل عنه
قلت ألا ترى أن شعبة في الابتداء جعل لعبة الشطرنج مما يجرحه فتركه ثم
استبان له صدقه في الرواية وسلامته من الكبائر فكتب حديثه نازلا
وكذلك قول الجارح ان فلان ليس بثقة يحتمل ان يكون لمثل هذا المعنى
فيجب ان يفسر سببه
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير قال انا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز
139

قال ثنا هيثم بن خلف قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا وهب بن جرير قال قال
شعبة أتيت منزل المنهال بن عمرو فسمعت فيه صوت الطنبور فرجعت فهلا
سألت عسى ان لا يعلم هو
أخبرنا علي بن طلحة بن محمد المقرى قال ثنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم
الطرسوسي قال انا محمد بن محمد بن داود الكرخي قال ثنا عبد الرحمن بن يوسف
بن خراش قال ثنا أبو حفص عمرو بن علي قال ثنا أمية بن خالد عن شعبة قال
قلت للحكم بن عتيبة لم لم ترو عن زاذان قال كان كثير الكلام
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال ثنا محمد بن المظفر الحافظ قال ثنا
علي بن أحمد بن سليمان قال ثنا هارون بن سعيد الابلى قال سألت أيوب بن سويد
عن الذي كان شعبة يطعن به على الحسن بن عمارة فقال لي كان يقول إن الحكم
بن عتيبة لم يحدث عن يحيى بن الجزار الا ثلاثة أحاديث والحسن يحدث عن
الحكم عن يحيى أحاديث كثيرة قال فقلت ذلك للحسن بن عمارة فقال إن
الحكم أعطاني حديثه عن يحيى في كتاب لأحفظه فحفظته
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال ثنا محمد بن المظفر قال ثنا أبو عبد الله أحمد
بن عبد الجبار الصوفي قال ثنا الحارث بن سريج قال ثنا هشيم قال قلت لشعبة
مالك ولأبي الربيع ما تريد منه قال يحدث عن أبي بشر بأحاديث ليست من
حديثه قلت أي شئ هو قال يحدث عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن
عمر أنه مر بقوم قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال يا عباد الله لا تتخذوا الروح
غرضا قال قلت فأشهد على أبى بشر أنه حدثنيه قال إنه قد أكثر انه قد
أكثر
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد المجهز قال انا محمد بن أحمد بن إبراهيم بن
أحمد الحداد بتنيس قال ثنا بكر بن أحمد بن حفص الشعراني قال ثنا هلال بن العلاء
قال سمعت أبي يقول سمعت حماد بن زيد يقول لقيني شعبة ومعه طين قلت أين
140

تريد قال صاحب المنكث قال قلت تصنع ماذا قال أستعدي على هذا الذي
يكذب على أيوب أبو جرى قلت في أي شئ قال كذا وكذا قلت حدثني أيوب فرمى
بالطينة
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال
ثنا سهل بن أحمد الواسطي قال ثنا أبو حفص عمرو بن علي قال أنا أبو داود
الطيالسي قال سمعت شعبة يقول سمعت من طلحة بن مصرف حديثا واحدا
وكنت كلما مررت به سألته عنه فقيل له لم يا أبا بسطام قال أردت أن انظر إلى
حفظه فان غير فيه شيئا تركته
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنا أبو بكر محمد بن عدي بن زحر المنقري في
كتابه إلينا قال ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال ثنا أبو داود سليمان بن
الأشعث قال ثنا الحسن بن علي عن شبابة قال قلت أو قيل لشعبة ما شأن حسام بن
مصك قال رأيته يبول مستقبل القبلة قال أبو داود سمعت يحيى بن معين يقول
ترك شعبة أبا غالب انه رآه يحدث في الشمس وضعه شعبة على أنه تغير عقله
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال سمعت محمد بن علي الوراق يقول سألت مسلم بن إبراهيم عن
حديث لصالح المزي فقال ما تصنع بصالح ذكروه يوما عند حماد بن سلمة
فامتخط حماد قلت امتخاط حماد عند ذكره لا يوجب رد خبره ومثل هذه
الحكاية ما أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال انا بن الغلابي قال وسئل يحيى يعنى
بن معين عن حجاج بن الشاعر فبزق لما سئل عنه
وحدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال أنا أبو
بكر بن المقرى بأصبهان قال ثنا حسين بن عبد الله بن خشيش المصري قال ثنا
141

يزيد بن عبد الصمد قال ثنا أبو مسهر قال ثنا مزاحم بن زفر قال قلنا لشعبة ما
تقول في أبى بكر الهذلي قال دعني لا أقئ
باب القول فيمن روى عن رجل حديثا
ثم ترك العمل به هل يكون ذلك جرحا للمروى عنه
إذا روى رجل عن شيخ حديثا يقتضى حكما منا لاحكام فلم يعمل به لم
يكن ذلك جرحا منه للشيخ لأنه يحتمل ان يكون ترك العمل بالخبر لخبر آخر
يعارضه أو عموم أو قياس أو لكونه منسوخا عنده أو لأنه يرى أن العمل
بالقياس أولى منه وإذا احتمل ذلك لم نجعله قدحا في راويه
ومثل هذا ما أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال ثنا
أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا عبد
الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا الا بيع
الخيار فهذا رواه مالك ولم يعمل به وزعم أنه رأى أهل المدينة على العمل بخلافه
فلم يكن تركه العمل به قدحا لنافع
ومثله الحديث الآخر الذي أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي
قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا أبو الدرداء هاشم بن
يعلى الأنصاري قال ثنا إسماعيل يعنى بن أبي أويس قال حدثني أبي عن محمد بن
مسلم ان سالم بن عبد الله أخبره وسأله محمد عن كراء المزارع قال أخبر رافع بن
خديج عبد الله بن عمر أن عميه وقد كانا شهدا بدرا أخبراه أن رسول الله صلى
142

الله عليه وسلم نهى عن كراء المزارع قال فترك عبد الله كراءها وقد كان يكريها قبل
ذلك قال محمد فقلت لسالم أتكريها أنت فقال نعم قد كان عبد الله يكريها قال
فقلت فأين حديث رافع بن خديج قال فقال سالم ان رافعا قد أكثر عن
نفسه
باب في أن السفه يسقط العدالة ويوجب رد الرواية
أخبرنا أبو حازم الأعرج عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي بنيسابور قال أنا أبو
أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف العبدي بجرجان قال انا الحسن بن سفيان قال
ثنا عبد العزيز بن سلام قال ثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال ثنا أبو داود الطيالسي
قال سمعت شعبة يقول لم يكن شئ أحب إلى من أن أرى رجلا يقدم من مكة
فأسأله عن أبي الزبير حتى قدمت مكة فسمعت منه فبينا انا عنده إذ جاء رجل فسأله
عن شئ فافترى عليه فقلت تفتري على رجل مسلم قال إنه غاظني قال قلت
يغيظك فتفتري عليه فآليت ان لا أحدث عنه فكان يقول في صدري منه
أربعمائة لا والله لا حدثتكم عنه بشئ ابدا
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على حمزة بن محمد بن علي المامطيري بها
حدثكم محمد بن إبراهيم الغازي قال ثنا محمد بن إسماعيل البخاري وذكر النضر
بن مطرف فقال قال يحيى القطان سمعته يقول إن لم أحدثكم فأمي زانية قال
يحيى تركت حديثه لهذا
قرأت على القاضي أبى العلاء الواسطي عن يوسف بن إبراهيم الجرجاني قال
ثنا أبو نعيم بن عدي الحافظ قال ثنا أبو زيد يحيى بن روح الحراني قال
سألت أبا عبد الرحمن بن بكار بن أبي ميمونة حراني من الحفاظ ثقة كان
143

مخلد بن يزيد يسأله عن الحديث من حفظه لم لم تكتب عن يعلى بن
الأشدق قال خرجت إليه إلى ربض بن مالك وربض بن مالك هو خارج من
حران فسألناه عن شئ من الحديث فقال كذا وكذا من بغل تفليسي أحمر مدور
في كذا وكذا من حدثكم ولم يكن وتكلم بالفحش فالتفت إلى صاحبي فقلت
في الدنيا انسان يكتب على هذا فتركناه وما كتبنا عنه شيئا
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو
الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال ثنا علي بن عياش قال ثنا عطاف بن خالد قال قيل لزيد بن أسلم عمن يا أبا أسامة قال ما كنا نجالس
السفهاء ولا نتحمل عنهم
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن
درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني معن بن
عيسى قال كان مالك بن أنس يقول لا تأخذ العلم من أربعة وخذ ممن سوى
ذلك لا تأخذ من سفيه معلن بالسفه وإن كان أروى الناس ولا تأخذ من
كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه وإن كان لا يتهم ان يكذب
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى
هواه ولا من شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث
قال إبراهيم بن المنذر فذكرت هذا الحديث لمطرف بن عبد الله اليسارى
مولى زيد بن أسلم قال ما ادرى ما هذا ولكن أشهد لسمعت مالك بن أنس
يقول لقد أدركت بهذا البلد يعنى المدينة مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة يحدثون
ما سمعت من واحد منهم حديثا قط قيل ولم يا أبا عبد الله قال لم يكونوا
يعرفون ما يحدثون
144

باب في أن الكاذب
في غير حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترد روايته
قد ذكرنا آنفا قول مالك بن أنس في ذلك ويجب ان يقبل حديثه إذا ثبتت
توبته
فأما الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضع الحديث وادعاء
السماع فقد ذكر غير واحد من أهل العلم انه يوجب رد الحديث ابدا وإن تاب
فاعله
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أحمد بن محمد بن هارون
الخلال قال أخبرني موسى بن محمد الوراق قال حدثنا أبو عبد الرحمن عبيد الله بن
أحمد الحلبي قال قال سألت أحمد بن حنبل عن محدث كذب في حديث واحد ثم
تاب ورجع قال توبته فيما بينه وبين الله تعالى ولا يكتب حديثه ابدا
أخبرنا محمد بن أحمد بن حسنون النرسي قال ثنا أحمد بن منصور النوشري
قال ثنا محمد بن مخلد بن حفص قال ثنا أحمد بن يحيى بن أبي العباس الخوارزمي
قال ثنا بن قهزاذ قال سمعت عبد العزيز بن أبي رزمة يقول قال عبد الله بن المبارك
من عقوبة الكذاب ان يرد عليه صدقة
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا أحمد بن محمد بن
جعفر الجوزي قال ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال حدثني أبو صالح
المروزي قال رافع بن أشرس قال كان يقال إن من عقوبة الكذاب ان لا يقبل
صدقه قال وأنا أقول ومن عقوبة الفاسق المبتدع ان لا تذكر محاسنه
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن جعفر النحوي قال ثنا أبو
القاسم بن بكير التميمي قال ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال سمعت أبا نعيم
145

الفضل بن دكين قال سفيان الثوري من كذب في الحديث افتضح قال أبو نعيم
وأنا أقول من هم ان يكذب افتضح
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين قال ثنا بشر
بن موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي فان قال قائل فما الذي لا يقبل به
حديث الرجل ابدا قلت هو أن يحدث عن رجل انه سمعه ولم يدركه أو عن
رجل أدركه ثم وجد عليه انه لم يسمع منه أو بأمر يبين عليه في ذلك كذب فلا
يجوز حديثه ابدا لما أدرك عليه من الكذب فيما حدث به
قلت هذا هو الحكم فيه إذا تعمد الكذب وأقر به
كما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا
حنبل بن إسحاق قال ثنا على يعنى بن المديني قال سمعت يحيى وهو بن سعيد
القطان يحدث عن سفيان قال قال لي الكلبي قال لي أبو صالح كل ما حدثتك به
كذب
فأما إذا قال كنت أخطأت فيما رويته ولم أتعمد الكذب فإنه ذلك يقبل منه
وتجوز روايته بعد توبته
سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول إذا روى
المحدث خبرا ثم رجع عنه وقال كنت أخطأت فيه وجب قبوله لأن الظاهر من حال
العدل الثقة الصدق في خبره فوجب ان يقبل رجوعه عنه كما تقبل روايته
وإن قال كنت تعمدت الكذب فيه فقد ذكر أبو بكر الصيرفي في كتاب
الأصول انه لا يعمل بذلك الخبر ولا بغيره من روايته
قرأت على الحسن بن علي الجوهري عن محمد بن عمران المرزباني قال ثنا
محمد بن مخلد قال سمعت جعفر بن أحمد بن سام أبا الفضل وكان من عقلاء
الرجال يذكر عن حسين بن حبان قال قلت ليحيى بن معين ما تقول في رجل
حدث بأحاديث منكرة فردها عليه أصحاب الحديث ان هو رجع عنها وقال ظننتها
146

فأما إذ أنكرتموها ورددتموها على فقد رجعت عنها فقال لا يكون صدوقا ابدا
إنما ذلك الرجل يشتبه له الحديث الشاذ والشئ فيرجع عنه فأما الأحاديث
المنكرة التي لا تشتبه لاحد فلا فقلت ليحيى ما يبرئه قال يخرج كتابا عتيقا فيه
هذه الأحاديث فإذا أخرجها في كتاب عتيق فهو صدوق فيكون شبه له فيها
وأخطأ كما يخطئ الناس فيرجع عنها قلت فان قال قد ذهب الأصل وهي في
النسخ قال لا يقبل ذلك منه قلت له فان قال هي عندي في نسخة عتيقة وليس
أجدها فقال هو كذاب ابدا حتى يجئ بكتابه العتيق ثم قال هذا دين يحل
فيه غير هذا
فصل
ومما يستدل به على كذب المحدث في روايته عمن ليدرك معرفة تاريخ موت
المروي عنه ومولد الراوي
كما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال حدثني العباس بن الوليد بن صبح قال حدثني يحيى بن
صالح قال حدثنا عفير بن معدان الكلاعي قال قدم علينا عمر بن موسى حمص
فاجتمعنا إليه في المسجد فجعل يقول حدثنا شيخكم الصالح فلما أكثر قلت له
أي سنة لقيته قال لقيته سنة ثمان ومائة قلت فأين لقيته قال لقيته في غزاة
أرمينية قال فقلت له اتق الله يا شيخ ولا تكذب مات خالد بن معدان سنة أربع
ومائة وأنت تزعم انك لقيته بعد موته بأربع سنين وأزيدك أخرى انه لم يغز أرمينية
قط كان يغزو الروم
أنبأ أبو سعيد الماليني قال انا عبد الله بن عدي الجرجاني قال ثنا عبد الوهاب
بن عصام بن الحكم قال ثنا إبراهيم بن الجنيد قال ثنا موسى بن حميد قال ثنا أبو
عمر الخرساني قال قال سفيان الثوري لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم
التاريخ أو كما قال أبو عمر
147

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إسحاق بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن يوسف
قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت حفص بن غياث يقول إذا اتهمتم
الشيخ فحاسبوه بالسنين يعنى احسبوا سنه وسن من كتب عنه
وإذا أخبر الراوي عن نفسه بأمر مستحيل سقطت روايته
مثال ذلك ما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد قال ثنا
حنبل بن إسحاق قال ثنا يحيى بن معين قال ثنا يحيى بن يعلى قال قلت لزائدة
ثلاثة لا تحدث عنهم لم لا تروى عنهم قال ومن هم قلت بن أبي ليلى وجابر
الجعفي والكلبي قال اما بن أبي ليلى فبيني وبينهم يعنى بنى أبى ليلى حسن
ولست أذكره وأما جابر الجعفي فكان والله كذابا واما الكلبي فمرض مرضة
وقد كنت اختلف إليه فسمعته يقول مرضت فنسيت ما كنت أحفظه فأتيت آل
محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتفلوا في في فحفظت كل ما نسيت فقلت لله على أن لا
أروى عنك شيئا بعد هذا فتركته
باب ما جاء في الاخذ عن أهل البدع والأهواء
والاحتجاج بروايتهم
اختلف أهل العلم في سماع من أهل البدع والأهواء كالقدرية والخوارج
والرافضة وفى احتجاج بما يروونه فمنعت طائفة من السلف صحة ذلك لعلة
انهم كفار عند من ذهب إلى اكفار المتأولين وفساق عند من لم يحكم بكفر متأول
وممن لا يروى عنه ذلك مالك بن أنس
وقال من ذهب إلى هذا المذهب ان الكافر والفاسق بالتأويل بمثابة الكافر
المعاند والفاسق العامد فيجب أن لا يقبل خبرهما ولا تثبت روايتهما
وذهبت طائفة من أهل العلم إلى قبول أخبار أهل الأهواء الذين لا يعرفون
منهم استحلال الكذب والشهادة لمن وافقهم بما ليس عندهم فيه شهادة وممن قال
148

بهذا القول من الفقهاء أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي فإنه قال وتقبل
شهادة أهل الأهواء الا الخطابية من الرافضة لأنهم يرون الشهادة بالزور
لموافقيهم وحكى ان هذا مذهب بن أبي ليلى وسفيان الثوري وروى مثله عن أبي
يوسف القاضي
وقال كثير من العلماء يقبل أخبار غير الدعاة من أهل الأهواء فأما
الدعاة فلا يحتج بأخبارهم وممن ذهب إلى ذلك أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
حنبل
وقال جماعة من أهل النقل والمتكلمين أخبار أهل الأهواء كلها مقبولة وان
كانوا كفارا وفساقا بالتأويل
ممن ذهب إلى منع قبول اخبارهم احتج مع ما قدمنا ذكره بما أخبرنا أبو سعد
الماليني قال انا عبد الله بن عدي الحافظ قال ثنا علي بن الحسين بن عبد الرحيم قال
ثنا أحمد بن نصر المقرى العابد قال انا المبارك مولى إبراهيم بن هشام المرابطي ح
وأخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا علي بن عمر الحربي قال ثنا حاتم بن الحسن
الشاشي قال حدثني حبيب بن المغيرة الشاشي قال ثنا المبارك قال ثنا العطاف بن
خالد عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يا بن عمر
دينك دينك إنما هو لحمك ودمك فانظر عمن تأخذ خذ عن الذين استقاموا
ولا تأخذ عن الذين مالوا
أخبرنا يوسف بن رباح البصري قال ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس
بمصر قال ثنا محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي قال ثنا خالد بن عبد السلام قال
ثنا الفضل بن المختار عن أبي سكينة مجاشع بن قطبة قال سمعت علي بن أبي
طالب رضي الله عنه وهو في مسجد الكوفة يقول انظروا عمن تأخذون هذا
العلم فإنما هو الدين
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
149

يعقوب الأصم قال ثنا أبو أمية الطرسوسي قال ثنا يونس بن محمد قال ثنا مغيث
قال ثنا الضحاك بن مزاحم قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه
وأخبرنا القاضي أبو بكر أيضا قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الحسن
بن علي بن عفان العامري قال ثنا أبو أسامة عن بن عون قال قال محمد بن سيرين
إنما هذا الحديث دين فانظروا عمن تأخذونه
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن
الواثق بالله قال حدثني جدي قال ثنا أبو عمران موسى بن هارون وأبو بكر الفريابي
قال انا هدبة بن خالد قال ثنا مهدي بن ميمون قال سمعت محمد بن سيرين يقول إن
هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه وقال الفريابي في حديثه فانظروا عمن
تأخذون دينكم
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل انا محمد بن عمر الرزاز انا محمد بن
عبد الملك الدقيقي قال ثنا محمد بن إسماعيل السكري الكوفي قال ثنا حماد بن زيد
قال دخلنا على أنس بن سيرين في مرضه فقال اتقوا الله يا معشر الشباب وانظروا
عمن تأخذون هذه الأحاديث فإنها من دينكم
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال انا أحمد بن جعفر بن
سلم قال ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا علي بن ميمون الرقي العطار قال ثنا مخلد
بن الحسين عن هشام عن بن سيرين قال إن هذا الحديث دين فانظروا عمن
تأخذون دينكم
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال نا
الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي الهمذاني قال نا أحمد بن محمد بن عمر بن
بسطام قال نا أحمد بن سيار قال انا النصر بن عبد الله المديني من مدينة الداخلة أبو
عبد الله الأصم قال ثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن بن سيرين قال كان في
زمن الأول الناس لا يسألون عن الاسناد حتى وقعت الفتنة فلما وقعت الفتنة سألوا
عن الاسناد ليحدث حديث أهل السنة ويترك حديث أهل البدعة
150

أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو نصر منصور بن محمد بن
منصور الأصبهاني ح وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال قرئ على منصور
بن محمد الأصبهاني وأنا اسمع قال انا إسحاق بن أحمد بن زيرك قال ثنا محمد بن
حميد قال ثنا جرير عن عاصم قال سمعت بن سيرين يقول كانوا لا يسألون عن
الاسناد حتى كان بأخرة فكانوا يسألون عن الاسناد لينظروا من كان صاحب سنة
كتبوا عنه ومن لم يكن صاحب سنة لم يكتبوا عنه
أخبرنا الحسن بن أبي طالب قال ثنا يوسف بن عمر القواس الزاهد قال ثنا
محمد بن الحسن بن الفرج الأنماطي قال قال علي بن حرب من قدر أن يكتب
الحديث الا عن صاحب سنة فإنهم يكذبون كل صاحب هوى يكذب ولا يبالي
أخبرنا أبو الفضل عمر بن أبي سعيد الهروي قال نا عبد العزيز بن جعفر
الحريري ببغداد قال أحمد بن إسحاق بن بهلول قال ثنا أبي قال ثنا أبو عبد
الرحمن المقرى قال سمعت بن لهيعة يذكر أنه سمع رجلا من أهل البدع رجع عن
بدعته فجعل يقول انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه فانا كنا إذا رأينا رأيا جعلناه
حديثا
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا دعلج بن أحمد
قال انا أحمد بن علي الابار قال ثنا أبو نعيم الحلبي قال ثنا أبو عبد الرحمن المقرى
عن بن لهيعة قال سمعت شيخا من الخوارج وهو يقول إن هذه لأحاديث دين
فانظروا عمن تأخذون دينكم فانا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا
وأخبرنا بن الفضل قال انا دعلج انا أحمد بن علي قال حدثني أبو أمية قال
سمعت أبا بكر بن عياش يقول ما تركت الرواية عن فطر الا لمذهبه
أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال حدثني أحمد بن الخليل قال ثنا إسحاق قال أخبرني شبابة بن سوار قال
151

قلت ليونس بن أبي إسحاق ثوير لأي شئ تركته قال لأنه رافضي قلت إن أباك
روى عنه قال هو أعلم
أخبرنا ابن الفضل قال انا دعلج قال انا أحمد بن علي الابار قال ثنا إبراهيم
بن سعيد قال سمعت شبابة يقول قيل ليونس بن أبي إسحاق لم لم تحمل عن ثوير
بن أبي فاختة قال كان رافضيا
قال وأخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا أحمد بن علي الابار قال ثنا
عوام قال قال لي الحميدي كان بشر بن السرى جهميا لا يحل ان يكتب عنه
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على أحمد بن جعفر بن سلم حدثكم أبو
العباس الابار قال ثنا سويد بن سعيد قال قيل لسفيان بن عيينة لم أقللت الرواية
عن سعيد بن أبي عروبة قال وكيف لا أقل الرواية عنه وسمعته يقول هو رأيي
ورأي الحسن ورأي قتادة يعنى القدر
أخبرنا محمد بن عمر الخرقي قال أنا أبو بكر بن سلم قال ثنا أحمد بن علي
الابار قال ثنا محمد بن الحسين العامري قال ثنا خالد بن خداش قال لما ودعت
مالك بن أنس قال لي اتق الله وانظر ممن تأخذ هذا الشأن
وأخبرنا محمد بن عمر قال ثنا أبو بكر بن سلم ح وأخبرني بن الفضل قال انا دعلج
انا وقال بن سلم ثنا أحمد بن علي الابار ح وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال ثنا محمد
بن عثمان النفري قال ثنا عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري قالا ثنا يونس بن عبد الأعلى
قال ثنا بن وهب قال سمعت مالك بن أنس يقول لا يصلى خلف
القدرية ولا يحمل عنهم الحديث
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال ثنا محمد بن
عمران المرزباني قال حدثني محمد بن يحيى قال ثنا الحسين بن يحيى قال سمعت
الفضل بن مروان يقول كان المعتصم يختلف إلى علي بن عاصم المحدث وكنت
امضى معه إليه فقال يوما حدثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقال له المعتصم يا
أبا الحسن أما تروى أن القدرية مجوس هذه الأمة قال بلى قال فلم تروى عنه
152

قال لأنه ثقة في الحديث صدوق قال فإن كان المجوسي ثقة فما تقول أتروى عنه
فقال له على أنت شغاب يا أبا إسحاق
قلت وهذا الاعتراض المذكور في الخبر لازم ولا خلاف ان الفاسق بفعله
لا يقبل قوله في أمور الدين مع كونه مؤمنا عندنا فبأن لا يقبل قول من يحكم بكفره
من المعتزلة وغيرهم أولى
وقد احتج من ذهب إلى قبول اخبارهم بأن مواقع الفسق معتمدا والكافر
الأصلي معاندان وأهل الأهواء متأولون غير معاندين وبأن الفاسق المعتمم أوقع
الفسق مجانة وأهل الأهواء اعتقدوا ما اعتقدوا ديانة ويلزمهم على هذا الفرق ان
يقبلوا خبر الكافر الأصلي فإنه يعتقد الكفر ديانة فان قالوا قد منع السمع من قبول
خبر الكافر الأصلي فلم يجز ذلك لمنع السمع منه قيل فالسمع إذا قد أبطل فرقكم
بين المتأول والمعتمد وصحح الحاق أحدهما بالآخر فصار الحكم فيهما سواء
والذي يعتمد عليه في تجويز الاحتجاج بأخبارهم اشتهر من قبول الصحابة
أخبار الخوارج وشهاداتهم ومن جرى مجراهم من الفساق بالتأويل ثم استمرار عمل
التابعين والمخالفين بعدهم على ذلك لما رأوا من تحريهم الصدق وتعظيمهم الكذب
وحفظهم أنفسهم عن المحظوارت من الافعال وإنكارهم على أهل الريب والطرائق
المذمومة ورواياتهم الأحاديث التي تخالف آراءهم ويتعلق بها مخالفوهم في الاحتجاج
فاحتجوا برواية عمران بن حطان وهو من الخوارج وعمرو بن دينار
وكان ممن يذهب إلى القدر والتشيع وكان عكرمة إباضيا وابن أبي نجيح وكان
معتزليا وعبد الوارث بن سعيد وشبل بن عباد وسيف بن سليمان وهشام
الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة وسلام بن مسكين وكانوا قدرية وعلقمة
بن مرثد وعمرو بن مرة ومسعر بن كدام وكانوا مرجئة وعبيد الله بن
موسى وخالد بن مخلد وعبد الرزاق بن همام وكانوا يذهبون إلى التشيع
خلق كثير يتسع ذكرهم دون أهل العلم قديما وحديثا رواياتهم واحتجوا
153

بأخبارهم فصار ذلك كالاجماع منهم وهو أكبر الحجج في هذا الباب وبه يقوى الظن
في مقاربة الصواب
باب ذكر بعض المنقول
عن أئمة أصحاب الحديث في جواز الرواية عن أهل الأهواء والبدع
قد أسلفنا الحكاية عن أبي عبد الله الشافعي في جواز قبول شهادة أهل
الأهواء غير صنف من الرافضة خاصة ويحكى نحو ذلك عن أبي حنيفة اما
أصحاب الرأي وأبى يوسف القاضي
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال انا علي بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا
عبد الرحمن بن أبي حاتم قال حدثني أبي قال أخبرني حرملة بن يحيى قال سمعت
الشافعي يقول لم أر أحدا من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال
أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول سمعت
علي بن الجعد يقول سمعت أبا يوسف يقول أجيز شهادة أهل الأهواء أهل الصدق
منهم الا الخطابية والقدرية الذين يقولون إن الله لا يعلم الشئ حتى يكون
قال أبو أيوب سئل إبراهيم عن الخطابية فقال صنف من الرافضة
وصفهم إبراهيم فقال إذا كان لك على رجل ألف درهم ثم جئت إلى فقلت ان لي
على فلان ألف درهم وأنا لا اعرف فلانا فأقول لك وحق الامام انه هكذا فإذا
حلفت ذهبت فشهدت لك هؤلاء الخطابية
أخبرني أبو بشر محمد بن عمر الوكيل قال ثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ
قال ثنا محمد بن الحسن المقرى قال ثنا عبد الله بن محمود المروزي قال ثنا أحمد بن
مصعب قال ثنا عمر بن إبراهيم قال سمعت بن المبارك يقول سأل أبو عصمة أبا
حنيفة ممن تأمرني ان اسمع الآثار قال من كل عدل في هواه الا الشيعة فان أصل عقدهم تضليل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن أتى السلطان
طائعا اما انى لا أقول إنهم يكذبونهم أو يأمرونهم بما لا ينبغي ولكن وطأوا لهم
154

حتى انقادت العامة بهم فهذان لا ينبغي ان يكونا من أئمة المسلمين
واما من ترك الدعاة من أهل البدع ان يروى عنهم وروى عمل لم يكن
داعية أو أفتى بذلك
فأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال فيما أجاز لي أبو
العباس بن حمدان ان محمد بن أيوب أخبرهم قال انا محمد بن أبا قال سمعت
عبد الرحمن بن مهدي يقول من رأى رأيا ولم يدع إليه احتمل ومن رأى رأيا
ودعا إليه فقد استحق الترك
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد بن الحسين الحربي قال
ثنا أحمد بن سلمان النجاد قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني الوليد بن شجاع
قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال قلت لعبد الله يعنى بن المبارك سمعت من
عمرو بن عبيد فقال بيده هكذا أي كثرة قلت فلم لا تسميه وأنت تسمى غيره
من القدرية قال لان هذا كان رأسا
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال انا يوسف بن أحمد الصيدلاني بمكة قال ثنا
محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال ثنا يحيى بن عثمان قال ثنا نعيم بن حماد قال
سمعت بن المبارك يقول وقيل له تركت عمر بن عبيد وتحدث عن هشام
الدستوائي وسعيد وفلان وهم كانوا في اعداده قال إن عمرا كان يدعو
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال انا محمد بن
العباس الخزاز قال انا أحمد بن سعيد بن مرابة السوسي قال ثنا عباس بن محمد
قال سمعت يحيى بن معين يقول ما كتبت عن عباد بن صهيب وقد سمع عباد من
155

أبى بكر بن نافع وأبو بكر بن نافع قديم يروى عنه مالك بن أنس قلت ليحيى
هكذا تقول في كل داعية لا يكتب حديثه إن كان قدريا أو رافضيا وكان غير ذلك
من الأهواء ممن هو داعية قال لا نكتب عنهم الا ان يكونوا ممن يظن به ذلك
ولا يدعو إليه كهشام الدستوائي وغيره ممن يرى القدر ولا يدعو إليه أخبرنا عبد
الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال ثنا عمر بن أحمد الواعظ قال سمعت عثمان
بن عبدويه الحربي يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول قيل لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله
سمعت من أبى قطن القدري قال لم أره داعية ولو كان داعية لم اسمع منه
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على علي بن الحسين الكراعي المروزي بها
حدثكم عبد الله بن محمود قال ثنا محمد بن عبد العزيز الأبيوردي قال سألت أحمد
بن حنبل أيكتب عن المرجئ والقدري قال نعم يكتب عنه إذ لم يكن داعيا
وأخبرنا البرقاني قال أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الغورمي قال انا
الحسين بن إدريس الأنصاري قال أنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجزي قال
قلت لأحمد بن حنبل يكتب عن القدري قال إذا لم يكن داعيا قلت إنما
منعوا ان يكتب عن الدعاة خوفا ان تحملهم الدعوة إلى البدعة والترغيب فيها
على وضع ما يحسنها كما حكينا في الباب الذي قبل هذا عن الخارجي التائب قوله
كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا
وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه
الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال ثنا المعافى عن بن لهيعة
عن أبي الأسود قال حدثني المنذر بن الجهم وكان قد دخل في الأهواء ثم نزع بعد
ذلك وأنكره وكان لما نزع يقول أحذركم أصحاب الأهواء فانا والله كنا نحتسب
الخير في أن نروي لكم ما يضلكم
وأما من رأى أن يروى عن سائر أهل البدع والأهواء من غير تفصيل فأخبرنا
156

أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين بن
أحمد الأزدي الحافظ قال ثنا محمد بن عبدة القاضي قال ثنا علي بن المديني قال قلت
ليحيى بن سعيد القطان ان عبد الرحمن بن مهدي قال انا اترك من أهل الحديث
كل من كان رأسا في البدعة فضحك يحيى بن سعيد فقال كيف
يصنع بقتادة كيف يصنع بعمر بن ذر الهمذاني كيف يصنع بابن أبى رواد وعد يحيى قوما أمسكت
عن ذكرهم ثم قال يحيى ان ترك عبد الرحمن هذا الضرب ترك كثيرا
أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة بن أحمد الزهري الخطيب الدينوري قال
أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن علي بن راشد قال ثنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال
قال علي بن المديني لو تركت أهل البصرة لحال القدر ولو تركت أهل الكوفة
لذلك الرأي يعنى التشيع خربت الكتب قوله خربت الكتب يعنى لذهب
الحديث
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال ثنا عبد
الله بن محمد البغوي قال حدثني عمى قال ثنا سليمان بن أحمد الواسطي قال قلت
لعبد الرحمن بن مهدي سمعتك تحدث عن رجل أصحابنا يكرهون الحديث عنه قال من هو قلت محمد بن راشد الدمشقي
قال ولم قلت كان قدريا فغضب
وقال ما يضره
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال
انا سليمان بن إسحاق الجلاب قال قال إبراهيم الحربي قيل لأحمد بن حنبل في
حديثك أسماء قوم من القدرية فقال هو ذا نحن نحدث عن القدرية قيل لإبراهيم
أكان يحدث عن القدرية فقال لا اعلم كان يحدث عن قوم عنهم
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا إبراهيم بن
157

محمد بن يحيى بن محمد المزكى النيسابوري قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي
قال سمعت الحسين بن الفرج قال سمعت أحمد بن حنبل وسألني من بقي عندكم
من أصحاب عبد الله قلت عبدان قال ما حاله قلت مذهبه مذهب الارجاء
أخبره قال يكتب عنه وإن كان
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرى قال انا عثمان بن أحمد بن سمعان
الرزاز قال ثنا هيثم بن خلف الدوري قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا أبو الوليد
الطيالسي قال ثنا شعبة قال ثنا قتادة عن أبي حسان الأعرج وكان حروريا
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال انا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه
قال ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث
يقول ليس في أصحاب الأهواء أصح حديثا من الخوارج ثم ذكر عمران بن حطان
وأبا حسان الأعرج
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهرو قال انا
الحسين بن إدريس وسألته يعنى محمد بن عبد الله بن حماد الموصلي عن علي بن
غراب فقال كان صاحب حديث بصيرا به قلت أليس هو ضعيف قال إنه كان
يتشيع ولست أنا بتارك الرواية عن رجل صاحب حديث يبصر الحديث بعد أن لا
يكون كذوبا للتشيع أو القدر ولست براو عن رجل لا يبصر الحديث ولا يعقله
ولو كان أفضل من فتح يعنى الموصلي
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال
ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال قال سفيان كان بن أبي لبيد من عباد أهل
المدينة وكان ثبتا وكان يرى ذلك الرأي يعنى القدر
أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري قال ثنا علي بن الحسن الرازي قال ثنا
محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين وقيل
158

له ان أحمد بن حنبل قال إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع فقال كان والله
الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مائة ضعف ولقد سمعت من
عبد الرزاق اضعاف اضعاف ما سمعت من عبيد الله
قرأنا على الحسن بن علي الجوهري عن أبي عمر بن حيويه قال ثنا أبو الطيب
محمد بن القاسم الكوكبي قال ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي قال سمعت
يحيى بن معين ذكر حسينا الأشقر فقال كان من الشيعة الغالية الكبار قلت
وكيف حديثه قال لا بأس به قلت صدوق قال نعم كتبت عنه عن أبي كدينة
ويعقوب القمي
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
أبا عبد الله بن الأحرم الحافظ وسئل لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل عامر بن
واثلة قال لأنه كان يفرط في التشيع
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب انا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
عبد الله محمد بن يعقوب وسئل عن الفضل بن محمد الشعراني فقال صدوق في
الرواية الا انه كان من الغالين في التشيع قيل له فقد حدثت عنه في الصحيح
فقال لان كتاب أستاذي ملآن من حديث الشيعة يعنى مسلم بن الحجاج
أخبرنا بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم قال سمعت أبا على الحافظ يقول
كان أبو بكر محمد بن إسحاق يعنى بن خزيمة إذا حدث عن عباد بن يعقوب قال
الصدوق في روايته المتهم في دينه قلت قد ترك بن خزيمة في آخر أمره الرواية
عن عباد وهو أهل لان لا يروى عنه
حدثنا أبو نعيم الحافظ في المذاكرة قال حدثني محمد بن المظفر قال سمعت
قاسم بن زكريا المطرز يقول وردت الكوفة وكتبت عن شيوخها كلهم غير عباد
159

بن يعقوب فلما فرغت ممن سواه دخلت عليه وكان يمتحن من يسمع منه فقال لي من
حفر البحر فقلت الله خلق البحر فقال هو كذلك ولكن من حفره فقلت
يذكر الشيخ فقال حفره علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم قال من اجراه فقلت
الله مجرى الأنهار ومنبع العيون فقال هو كذلك ولكن من أجرى البحر فقلت
يفيدني الشيخ فقال اجراه الحسين بن علي قال وكان عباد مكفوفا ورأيت في داره
سيفا معلقا وحجفة فقلت أيها الشيخ لمن هذا السيف فقال هذا لي أعددته
لاقاتل به مع المهدى قال فلما فرغت من سماع ما أردت ان أسمعه منه وعزمت
على الخروج من البلد دخلت عليه فسألني كما كان يسألني وقال من حفر البحر
فقلت حفره معاوية وأجراه عمرو بن العاص ثم وليت من بين يديه وجعلت أعدو
وجعل يصيح أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه أو كما قال
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم قال سمعت أبا أحمد
الدارمي يقول سئل أبو بكر محمد بن إسحاق عن أحاديث لعباد بن يعقوب فامتنع
منها ثم قال قد كنت أخذت عنه بشريطة والآن فإني أرى إن لا أحدث عنه لغلوه
باب في اختيار السماع
من الامناء وكراهة النقل والرواية عن الضعفاء
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد قال حدثنا حنبل بن
إسحاق قال حدثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن
سليمان بن موسى قال قلت لطاوس ان أبا مريم الخصي حدثني وقد أدرك رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال طاوس أحلني علملى
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال انا محمد بن الحسين الأزدي قال حدثني
160

علي بن إبراهيم قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا الشافعي قال انا عمى محمد بن علي
بن شافع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال إني لاسمع الحديث استحسنه
فما يمنعني من ذكره الا كراهية ان يسمعه سامع فيقتدى به وذاك انى أسمعه من الرجل لا أثق به قد حدث به عمن أثق به أو أسمعه من رجل أثق به عمن لا أثق به
فأدعه لا أحدث به قال الشافعي كان بن سيرين وإبراهيم النخعي وغير واحد
من التابعين يذهبون إلى أن لا يقبلوا الحديث الا عمن عرف وحفظ وما رأيت أحدا
من أهل العلم بالحديث يخالف هذا المذهب وكان طاوس إذا حدثه رجل حديثا
قال إن كان حدثك حافظ ملى وإلا فلا تحدث عنه
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن
درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبي بكير قال
حدثني بن وهب قال حدثني مالك قال دخلت على عائشة بنت سعد بن أبي وقاص فسألتها عن بعض
الحديث فلم ارض ان آخذ عنها شيئا لضعفها قال مالك وقد أدركت رجالا
كثيرا منهم من أدرك الصحابة فلم أسألهم عن شئ كأنه يضعف أمرهم
أخبرنا محمد بن عمر بن جعفر الخرقي قال انا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي
قال ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا يونس بن عبد الأعلى قال انا بن وهب عن
مالك بن أنس قال أدركت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص فاستضعفتها
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا محمد بن الحسن بن زياد المقرى
النقاش قال ثنا طاهر بن علي بطبرية قال ثنا نوح بن حبيب قال سمعت وكيعا يقول
ويل للمحدث إذا استضعفه صاحب حديث
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال حدثني عمر بن إبراهيم المقرى قال أنشدنا
إبراهيم بن حبيش
يا طالبي العلو الروايات ان الروايات ذات آفات
لا تأخذوا العلم عن اخى تهم الا عن الجائز الشهادات
161

إذا رضيتم منه الأمانة والدين له طوقوا الأمانات
أخبرنا بن الفضل قال عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب بن سفيان
قال سمعت أبا بشر بكر بن خلف قال قال عبد الرحمن بن مهدي لا ينبغي للرجل
ان يشغل نفسه بكتابه أحاديث الضعاف فان أقل ما فيه ان يفوته بقدر ما يكتب
من حديث أهل الضعف يفوته من حديث الثقات
باب التشدد في أحاديث الاحكام
والتجوز في فضائل الأعمال
قد ورد عن غير واحد من السلف انه لا يجوز حمل الأحاديث المتعلقة
بالتحليل والتحريم الا عمن كان بريئا من التهمة بعيدا من الظنة واما أحاديث
الترغيب والمواعظ ونحو ذلك فإنه يجوز كتبها عن سائر المشايخ
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي قال ثنا إسحاق بن إبراهيم
بن إسماعيل الغزي قال ثنا أبي قال حدثنا رواد بن الجراح قال سمعت سفيان
الثوري يقول لا تأخذوا هذا العلم في الحلال والحرام الا من الرؤساء المشهورين
بالعلم الذين يعرفون الزيادة والنقصان فلا بأس بما سوى ذلك من المشايخ
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن الحسن بن محمد السروي قال انا عبد
الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا أبي وعلي بن الحسن الهسنجاني قالا سمعنا يحيى بن
المغيرة قال سمعت بن عيينة يقول لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة واسمعوا منه
ما كان في ثواب وغيره
162

ثنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري لفظا قال انا محمد بن عبد الله بن
محمد الحافظ قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أبا العباس
أحمد بن محمد السجزي يقول سمعت النوفلي يعنى أبا عبد الله يقول سمعت أحمد
بن حنبل يقول إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام
والسنن والاحكام تشددنا في الأسانيد وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم
في فضائل الأعمال وما لا يضع حكما ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال
قال أخبرني الميموني قال سمعت أبا عبد الله يقول أحاديث الرقاق يحتمل ان
يتساهل فيها حتى يجئ شئ فيه حكم
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم قال سمعت أبا زكريا
العنبري يقول الخبر إذا ورد لم يحرم حلال ولم يحل حراما ولم يوجب حكما وكان في
ترغيب أو ترهيب أو تشديد أو ترخيص وجب الاغماض عنه والتساهل في رواته
آخر الجزء
163

بسم الله الرحمن الرحيم
رب سهل وسلم حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي قال
باب ما جاء في ترك السماع
ممن اختلط وتغير
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا
حنبل بن إسحاق قال ثنا على وهو بن المديني قال سمعت يحيى يعنى بن سعيد
القطان وذكر حنظلة السدوسي فقال قد رأيته وتركته على عمد فقلت ليحيى
كان قد اختلط قال نعم
أخبرنا محمد بن الحسين المتوثي قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا سهل
بن أبي سهل الواسطي قال قال أبو حفص عمرو بن علي وعنبسة القطان قد
سمعت منه وجلست إليه وكان مختلطا لا يروى عنه
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال ثنا بندار عن محمد بن جعفر غندر وابن معاذ عن أبيه عن
شعبة قال سمعت الأشعث الأثرم قبل ان يخلط قال محمد قبل ان يختلط
165

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي
قال ثنا عبد الملك بن محمد قال سمعت أبا عمر الحوضي يقول دخلت على سعيد
بن أبي عروبة وانا أريد أن اسمع منه فلما رآني قال الأزد عريضة ذبحوا شاة
مريضة أطعموني فأبيت ضربوني فبكيت فعلمت انه مختلط فلم اسمع منه
شيئا
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز قال ثنا محمد بن إسماعيل السلمي قال سمعت أبا نعيم يقول دخلت البصرة
بعدما خرج الثوري من عندنا ودخل وكيع قبلي فأتيت سعيد بن أبي عروبة فوجدته
قد تغير من قط زاد في صف قبله أخبرنا الشيخ الفقيه أبو القاسم علي بن محمد المصيصي قال ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ قال فلا أحدث عنه وسمعت من
الثوري عن بن أبي عروبة فأخذت عن الثوري عنه ولا أحدث عنه
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا أحمد بن سلمان النجاد قال ثنا جعفر بن أبي
عثمان قال سمعت يحيى بن معين يقول قلت لوكيع بن الجراح تحدث عن سعيد
بن أبي عروبة وإنما سمعت منه في الاختلاط قال رأيتني حدثت عنه الا بحديث
مستو
أخبرني علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال ثنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي قال سمعت إبراهيم الحربي يقول جئت عارم بن الفضل فطرح لي
حصيرا على الباب ثم خرج إلى فقال لي مرحبا أيش كان خبرك ما رأيتك منذ مدة
قال إبراهيم وما كنت جئته قبل ذلك فقال لي قال بن المبارك
أيها الطالب علما * إيت حماد بن زيد
فاستفد علما وحلما * ثم قيده بقيد
والقيد بقيد قال وجعل يشير بيده على أصبعه مرارا فعلمت انه قد اختلط
فتركته وانصرفت
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال ثنا يوسف بن أحمد بن يوسف
الصيدلاني بمكة قال ثنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال ثنا محمد بن إسماعيل
166

يعنى الصائغ وعلي بن عبد العزيز قالا ثنا عارم أبو النعمان قال على سنة سبع عشرة
ومائتين قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
ليس لامرئ شئ فاتقوا النار ولو بشق تمرة
قال العقيلي حدثنيه جدي قال انا عارم سنة ثمان ومائتين قال ثنا حماد بن
سلمة عن حميد عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله
قال جدي فحججت سنة خمس عشرة ورجعت إلى البصرة وقد تغير عار
فلم اسمع منه بعد شيئا حتى مات ومات سنة أربع وعشرين ومائتين قال جدي
وحججت من قابل سنة خمس وعشرين ومائتين بعد موت عارم بسنة فلم ارجع إلى
البصرة بعد
وأخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال ثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني قال ثنا محمد
بن عمرو العقيلي قال ثنا محمد بن إسماعيل قال قام رجل إلى عفان فقال يا أبا
عثمان حدثنا بحديث حماد بن سلمة عن حميد عن أنس ان النبي صلى الله عليه
وسلم قال اتقوا النار ولو بشق تمرة فقال له عفان ان أردته عن حميد عن أنس
فاكتر زورقا بدرهمين وانحدر إلى البصرة يحدثك به عارم عن حميد عن أنس فأما
نحن فحدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال
اتقوا النار ولو بشق تمرة
قلت وقد كان أبو العباس محمد بن يونس الكديمي يروى عن عارم ما سمعه
منه قبل اختلاطه ويبين ذلك فإذا تميز للطالب ما سمعه ممن اختلط في حال صحته
جاز لروايته وصح العمل به
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال ثنا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي املاء قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا عارم قال
الشافعي وثنا محمد بن يونس قال ثنا محمد بن الفضل السدوسي سنة ثمان
167

ومائتين في صحته قال ثنا سعيد بن زيد قال ثنا سعيد يعنى الجريري قال اخذ أبو
الطفيل بيدي ونحن نطوف بالبيت فقال لا يحدثك اليوم أحد أنه رأى رسول الله
صلى الله عليه وسلم غيري قال قلت صفه لي قال أبيض مقصدا مليحا قال
إسماعيل في حديثه قلت هل تنعت من رؤيته قال نعم مقصدا أبيض مليحا
وكان عطاء بن السائب قد اختلط في آخر عمره فاحتج أهل العلم برواية
الأكابر عنه مثل سفيان الثوري وشعبة لأن سماعهم منه كان في الصحة وتركوا
الاحتجاج برواية من سمع منه أخيرا
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله المديني ح وأخبرنا محمد بن أحمد بن رزق
قال ثنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال ثنا على قال سمعت يحيى قال ما سمعت
أحدا من الناس يقول في عطاء بن السائب شيئا قط في حديثه القديم قال على
قلت ليحيى ما حدث سفيان وشعبة عن عطاء بن السائب صحيح هو قال نعم
الا حديثين كان شعبة يقول سمعتهما بأخرة عن زاذان
باب ذكر الحكم فيمن روى عن رجل حديثا
فسئل المروي عنه فأنكره
مثال ذلك ما أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال أنا أبو
محمد حاجب بن أحمد الطوسي قال ثنا
محمد بن يحيى يعنى الذهلي قال ثنا سليمان
بن حرب قال ثنا حماد بن زيد قال قلت لأيوب هل سمعت من أحد مثل قول
الحسن في امرك بيدك قال الا ثم قال اللهم الا شيئا كان حدثناه قتادة عن كثير
هو بن أبي كثير مولى بن سمرة عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم بمثله فقدم علينا كثير فأتيته فسألته عنه فقال ما حدثت بهذا قط فأتيت
قتادة فذكرت ذلك له فقال نسي
168

وأخبرني أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال انا الحاكم أبو حامد أحمد بن
الحسين بن علي الهمذاني قال ثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال ثنا محمد بن
عبد الله بن قهزاذ قال ثنا علي بن الحسن قال ثنا أبو حمزة عن الأعمش عن حصين
بن عبد الرحمن عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال استدانت ميمونة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة درهم ليس عندها وفاؤها فنهيتها عن ذلك فقالت اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أدان دينا يريد أداءه اعانه الله عليه
قال بن قهزاد ثنا يحيى الحماني قال ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن حصين
قال أبو بكر أتيت حصينا اسمع هذا منه فقال انا لم أحدث الأعمش بهذا قال فرجعت إلى الأعمش فأخبرته فقال كذب والله لقد حدثني
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبى بكر محمد بن
الطيب قال إن قال قائل ما قولكم فيمن أنكر شيخه ان يكون حدثه بما رواه عنه
قيل إن كان إنكاره لذلك إنكار شاك متوقف وهو لا يدرى هل حدثه به أم لا
فهو غير جارح لمن روى عنه ولا مكذب له ويجب قبول هذا الحديث ح والعمل به لأنه
قد يحدث الرجل بالحديث وينسى انه حدث به وهذا غير قاطع على تكذيب من
روى عنه وإن كان جحوده للرواية عنه جحود مصمم على تكذيب الراوي عنه
وقاطع على أنه لم يحدثه ويقول كذب على فذلك جرح منه له فيجب ان لا يعمل
بذلك الحديث وحده من حديث الراوي ولا يكون هذا الانكار جرحا يبطل جميع ما
يرويه الراوي لأنه جرح غير ثابت بالواحد ولان الراوي العدل أيضا يجرح شيخه
ويقول قد كذب في تكذيبه لي وهو يعلم أنه قد حدثني ولو قال لا أدرى حدثته أولا
لوقفت في حاله
فأما قوله انا اعلم أنى ما حدثته فقد كذب وليس جرح شيخه له أولى من
قبول جرحه لشيخه فيجب ايقاف العمل بهذا الخبر ويرجع في الحكم إلى غيره
ويجعل بمثابة ما لم يرو اللهم الا ان يرويه الشيخ مع قوله انى لم أحدثه لهذا
الراوي فيعمل به بروايته دون رواية راويه عنه
169

قلت ولأجل ان النسيان غير مأمون على الانسان فيتبادر إلى جحود ما روى
عنه وتكذيب الراوي له
ذكر من كره من العلماء التحديث عن الاحياء
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد الدمشقي بها قال أخبرني جدي أبو بكر محمد بن
أحمد بن عثمان السلمي قال انا محمد بن يوسف الهروي قال ثنا محمد بن حماد
الظهراني قال انا عبد الرزاق عن إسماعيل عن بن عون قال قلت للشعبي ألا
أحدثك قال فقال الشعبي أعن الاحياء تحدثني أم عن الأموات قال قلت لابل
عن الاحياء قال فلا تحدثني عن الاحياء
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال سمعت أبا القاسم الأبندوني يقول
سمعت أبا زكريا يحيى بن زكريا بن حيويه النيسابوري بمصر يقول سمعت بن عبد
الحكم يقول ذاكرت الشافعي يوما بحديث وأنا غلام فقال من حدثك به فقلت
أنت فقال ما حدثتك به من شئ فهو كما حدثتك وإياك والرواية عن
الاحياء
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا إسماعيل بن محمد
الصفار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن جابر
قال سألت عامرا والحكم عن الرجل يقول هو يهودي أو نصراني قال فقال عامر
ليس بشئ وقال الحكم يمين يكفرها قال عبد الرزاق فقلت للثوري ان معمرا
أخبرنا عن بن طاوس عن أبيه أنه قال إذا قال الرجل هو يهودي أو نصراني أو
مجوسي أو كافر أو حمارا وأخزاه الله وأشباه هذا فهي يمين يكفرها فأخذ بتلابيبي
فقام إلى معمر فسأله عنه فحدثه به
قال أبو بكر يعنى الرمادي سمعت عبد الرزاق يقول قلما مضى إلى معمر
قلت لا ادرى لعل معمرا قد نسي هذا الحديث فأكون افتضحت على يدي الثوري
قال فجاء حتى وقف عليه فقال يا أبا عروة أخبرك بن طاوس عن أبيه قال إذا قال
الرجل هو يهودي أو نصراني فذكر الحديث قال فقال له معمر نعم وحدثه به
170

فشكوت إلى معمر ما دخلني قال فقال لي معمر إن قدرت ان لا تحدث عن رجل
حي فافعل
باب ترك الاحتجاج بمن غلب على حديثه
الشواذ ورواية المناكير والغرائب من الأحاديث
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال ثنا
عبد الغافر بن سلامة الحمصي قال ثنا يحيى بن عثمان قال ثنا محمد بن حمير قال
حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال من حمل شاذ العلماء حمل شرا كثيرا
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال انا علي بن عبد العزيز البرذعي قال ثنا عبد
الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي يقول ليس
الشاذ من الحديث ان يروى الثقة حديثا لم يروه غيره إنما الشاذ من الحديث ان
يروى الثقات حديثا فيشذ عنهم واحد فيخالفهم
أخبرني محمد بن علي المقرى قال أنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد
الله بن مهران قال انا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال سمعت أبا على صالح بن
محمد يقول الحديث الشاذ الحديث المنكر الذي لا يعرف
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال انا خيثمة
بن سليمان الأطرابلسي قال ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال حدثني أبو الفتح
البخاري قال ثنا بن علية قال قال شعبة لا يجيئك الحديث الشاذ الا من الرجل
الشاذ
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبد وقال ثنا محمد بن عبد الله
بن إبراهيم السليطي قال ثنا جعفر بن محمد بن الحسين المعروف بالترك قال ثنا
يحيى بن يحيى قال انا محمد بن جابر عن الأعمش عن إبراهيم قال كانوا يكرهون
غريب الكلام وغريب الحديث
171

قلت وأكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب على ارادتهم كتب
الغريب دون المشهور وسماع المنكر دون المعروف والاشتغال بما وقع فيه السهو
والخطأ من روايات المجروحين والضعفاء حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم
مجتنبا والثابت مصدوقا عنه مطرحا وذلك كله لعدم معرفتهم بأحوال الرواة
ومحلهم ونقصان علمهم بالتمييز وزهدهم في تعلمه وهذا خلاف ما كان عليه
الأئمة من المحدثين والاعلام من أسلافنا الماضين
وقد حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال أنا أبو بكر الخلال قال انا علي بن
عثمان بن سعيد بن نفيل الحراني انه سمع أبا عبد الله يعنى أحمد بن حنبل يقول
شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها
وحدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسني قال انا عبد الله بن موسى
الهاشمي قال ثنا بن مدينا قال سمعت المروزي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول
تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب ما أقل الفقه فيهم
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد
المقرى النقاش قال ثنا محمد بن عثمان بن سعيد قال ثنا محمد بن سهل بن عسكر
قال سمعت أحمد بن حنبل يقول إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون هذا
حديث غريب أو فائدة فاعلم أنه خطأ أو دخل حديث في حديث أو خطأ من
المحدث أو حديث ليس له إسناد وإن كان قد روى شعبة وسفيان فإذا سمعتهم
يقولون هذا لا شئ فاعلم أنه حديث صحيح
أخبرني محمد بن عمر الوكيل قال ثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ قال ثنا
محمد بن زكريا العسكري قال ثنا عمر بن شبر قال حدثني محمد بن سليمان بن أبي
رجاء قال سمعت أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي يقول من اتبع غريب
الحديث كذب ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب الدين بالكلام
تزندق
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل أخبرنا أبو
172

الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري حدثنا محمد بن عمرو بن نافع قال ثنا
نعيم بن حماد قال سمعت بن مهدي يذكر عن شعبة قيل له من الذي يترك
حديثه قال الذي إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر طرح
حديثه
أخبرني بن الفضل القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال انا أحمد بن علي
الابار قال ثنا مؤمل أبو عبد الرحمن قال سمعت أبا نعيم يقول كان عندنا رجل
يصلى كل يوم خمسمائة مرة سقط حديثه في الغرائب
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي الحافظ قال ثنا محمد بن
موسى الحضرمي قال ثنا روح بن الفرج قال ثنا عمرو بن خالد قال سمعت
زهير بن معاوية يقول لعيسى بن يونس ينبغي للرجل ان يتوقى رواية غريب
الحديث فانى اعرف رجلا كان يصلى في اليوم مائتي ركعة ما أفسده عند الناس
رواية غريب الحديث ولقد أخذت منه كتاب زبيد الأيامى فانطلقت به إلى زبيد فما
غير علي فيه الا حرفا
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم الضبي قال حدثني
أبو الحسين محمد بن يعقوب قال ذكر لأبي بكر محمد بن إسحاق وهو بن خزيمة
أحاديث رواها محمد بن المسيب الأرغياني عن أبي يحيى الوقار المصري فقال قد كتبنا
عن هذا الشيخ بمصر ثم تركت حديثه لغلبة المناكير عليه
باب ترك الاحتجاج بمن كثر غلطه
وكان الوهم غالبا على روايته
أخبرنا محمد بن الحسين القطا قال انا دعلج بن أحمد قال انا أحمد بن علي
الابار قال ثنا أحمد بن سنان قال كان عبد الرحمن بن مهدي لا يترك حديث رجل الا
173

رجلا متهما بالكذب أو رجلا الغالب عليه الغلط
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي قال ثنا أبو عروبة وعمران بن موسى قالا ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال
سمعت بن مهدي يقول الناس ثلاثة رجل حافظ متقن فهذا لا يختلف فيه
وآخر يهم والغالب على حديثه الصحة فهذا لا يترك حديثه وآخر يهم والغالب
على حديثه الوهم فهذا يترك حديثه
أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنا عبد الله بن عدي قال انا عمر بن سنان
المنبجي قال ثنا قاسم السراج بطرسوس قال سمعت إسحاق بن عيسى يقول
سمعت بن المبارك يقول يكتب الحديث الا عن أربعة غلاط لا يرجع
وكذاب وصاحب بدعة وهوى يدعو إلى بدعته ورجل لا يحفظ فيحدث من
حفظه
أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرى قال انا محمد بن بكران بن
الرازي قال ثنا محمد بن مخلد العطار قال حدثني عمر بن محمد بن الحكم
النسائي قال ثنا أبو همام الوليد بن شجاع قال سمعت الأشجعي يذكر عن سفيان
الثوري قال ليس يكاد يفلت من الغلط أحد إذا كان الغالب على الرجل الحفظ
فهو حافظ وإن غلط وإن كان الغالب عليه الغلط ترك
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا أحمد بن جعفر بن سلم
قال ثنا أحمد بن موسى الجوهري ح وأخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني
قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قال انا الربيع بن
سليمان قال قال الشافعي ومن كثر غلطه من المحدثين ولم يكن له أصل كتاب
صحيح لم يقبل حديثه كما يكون من أكثر الغلط في الشهادة لم تقبل شهادته
174

أخبرنا أبو عبيد محمد بن أبي نصر النيسابوري قال سمعت محمد بن عبد الله
الحافظ يقول سمعت محمد بن صالح يقول سمعت أحمد بن المبارك يقول سمعت
الحسين بن منصور يقول سئل أحمد بن حنبل عمن يكتب العلم فقال عن الناس
كلهم الا عن ثلاثة صاحب هوى يدعو إليه أو كذاب فإنه لا يكتب عنه قليل
ولا كثير أو عن رجل يغلط فيرد عليه فلا يقبل
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسين قال ثنا بشر بن
موسى قال قال الحميدي فان قال قائل فما الحجة في الذي يغلط فيكثر غلطه
قلت مثل الحجة على الرجل الذي يشهد على من أدركه ثم يدرك عليه في شهادته
انه ليس كما شهد به ثم يثبت على تلك الشهادة فلا يرجع عنها ولأنه إذا كثر
ذلك منه لم يطمأن إلى حديثه وإن رجع عنه لم يخاف ان يكون مما يثبت عليه من
الحديث مثل ما رجع عنه وليس هكذا الرجل يغلط في الشئ فيقال له فيه فيرجع
ولا يكون معروفا بكثرة الغلط
باب فيمن رجع عن حديث غلط فيه
وكان الغالب على روايته الصحة ان
ذلك لا يضره
قد ذكرنا في الباب الذي قبل هذا عن عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل و
عبد الله بن الزبير الحميدي الحكم في من غلط في رواية حديث وبين له غلطه
فلم يرجع عنه وأقام على رواية ذلك الحديث انه لا يكتب عنه وإن هو رجع قبل
منه وجازت روايته وهذا القول مذهب شعبة بن الحجاج أيضا
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا أحمد بن عمر بن العباس القزويني
قال ثنا محمد بن موسى الحلواني قال حدثني محمد بن جعفر العسكري قال حدثني
175

نعيم بن حماد قال حدثني عبد الرحمن بن مهدي قال كنا عند شعبة فسئل يا أبا
بسطام حديث من يترك قال من يكذب في الحديث ومن يكثر الغلط ومن
يخطئ في حديث مجتمع عليه فيقيم على غلطه فلا يرجع ومن روى عن المعروفين
ما لا يعرفه المعروفون وليس يكفيه في الرجوع ان يمسك عن رواية ذلك الحديث
في المستقبل حسب بل يجب عليه ان يظهر للناس انه كان قد أخطأ فيه وقد رجع
عنه
كما أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي قال ثنا علي بن عمر الحافظ قال ثنا
أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد املاء قال ثنا أبو العالية إسماعيل بن الهيثم بن
عثمان اليشكري بالبصرة سنة خمسين ومائتين قال أنا أبو عاصم قال ثنا عزرة بن
ثابت عن علباء بن احمر اليشكري عن أبي زيد الأنصاري قال اتاني رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال لي يا أبا زيد هل عندك من شئ قلت ما عندي الا خل
قال هاته فنعم الا دام الخل قال بن صاعد وهذا حديث غريب الاسناد ما
سمعناه الا منه
ثم أخبرني علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق قال ثنا علي بن
عمر الحريري قال ثنا أبو عروبة قال ثنا أبو العالية إسماعيل بن الهيثم قال ثنا أبو
عاصم عن عزرة بن ثابت عن علباء بن احمر عن أبي زيد قال اتاني رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقال يا أبا زيد هل عندك من شئ قال قلت ما عندي الا
خل قال هاته فنعم الا دام الخل قال علباء فما زلت أحبه منذ سمعت أبا زيد
يذكره عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أبو عروبة قال لنا أبو العالية
حين حدثنا بهذا الحديث قد رجعت عنه
176

حدثت عن دعلج بن أحمد قال ثنا موسى بن هارون قال سمعت أبي يقول
كان يزيد بن هارون يقول في مجلسه الأعظم غير مرة حديث كذا وكذا أخطأت
فيه
أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال
انا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال ثنا همام بن محمد العبدي قال ثنا إبراهيم بن
الحسن العلاف قال حدثني العلاء بن الحسين قال ثنا سفيان بن عيينة حديثا في
القرآن فقال له عبد الله بن يزيد ليس كما هو حدثت يا أبا محمد قال وما
علمك يا قصير قال فسكت عنه هنية ثم قام إلى سفيان فقال يا أبا محمد أنت
معلمنا وسيدنا فان كنت أوهمت فلا تؤاخذني قال فسكت سفيان هنية ثم قال يا
أبا عبد الرحمن قال لبيك وسعديك قال الحديث كما حدثت أنت وأنا أوهمت
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال انا دعلج بن أحمد قال انا أحمد بن علي
الابار قال ثنا القاسم بن عيسى قال ثنا حماد بن زيد قال سألت سلمة بن علقمة عن
شئ فرفع ثم نظر إلى فقال إن سرك ان يكذب صاحبك فلقنه ثم رجع
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا يحيى بن معين قال
حضرت نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه قال فقرأ منه ساعة
ثم قال ثنا بن المبارك عن بن عون فحدث عن بن المبارك عن بن عون أحاديث قال
يحيى فقلت له ليس هذا عن بن المبارك فغضب وقال ترد على قال قلت أي والله
أريد زينك فأبى ان يرجع قال فلما رأيته هكذا لا يرجع قلت لا والله ما سمعت
أنت هذا عن بن المبارك ولا سمعها ابن المبارك من بن عون قط فغضب وغضب
كل من كان عنده من أصحاب الحديث وقال نعيم فدخل البيت فأخرج صحائف
فجعل يقول وهي بيده أين الذين يزعمون أن يحيى بمعين ليس بأمير المؤمنين
في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت وكانت صحائف فغلطت فجعلت اكتب من
177

حديث بن المبارك عن بن عون وإنما روى هذه الأحاديث عن بن عون غير بن
المبارك فرجع عنها
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال
انا الحسين بن إدريس قال قال بن عمار رددت على المعافى بن عمران حرفا في
الحديث فسكت فلما كان من الغد جلس في مجلسه من قبل ان يحدث وقال إن
الحديث كما قال الغلام قال وكنت حينئذ غلاما أمرد ما في لحيتي طاقة
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا
إبراهيم بن محمد الكندي قال أنا أبو موسى محمد بن المثنى قال ثنا عبد الرحمن عن
سفيان عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن مالك بن عميرة عن مسروق قال
ليودن أهل البلاء يوم القيامة ان جلودهم كانت تقرض بالمقاريض قال أبو موسى
فبلغني ان عبد الرحمن رجع عنه فقيل له انك قلت عن مالك بن عميرة قال
نعم وهمت فيه وهو عن الحارث بن عميرة
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبى بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي سمعت أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى يحكى ان أبا معمر حدث
بالموصل بنحو من الف حديث حفظا فلما رجع إلى بغداد كتب إليهم بالصحيح من
أحاديث كان أخطأ فيها أحسبه قال نحو ثلاثين أو أربعين
أنبأني روح بن محمد أبو زرعة الرازي ان علي بن محمد بن عمر القصار
أخبرهم قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا أبي قال أخبرني سليمان بن أحمد
الدمشقي قال قلت لعبد الرحمن بن مهدي أكتب عمن يغلط في عشرة قال نعم
قيل له يغلط في عشرين قال نعم قلت فثلاثين قال نعم قلت فخمسين
قال نعم
حدثني علي بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف
السهمي يقول سألت أبا الحسن الدارقطني عمن يكون كثير أخطأ قال إن نبهوه
عليه ورجع عنه فلا يسقط وان لم يرجع سقط
178

باب رد حديث أهل الغفلة
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال أنا أبو
بشر عيسى بن إبراهيم بن دستكونا قال ثنا القاسم بن نصر يعنى المخرمي قال ثنا
سهل بن عثمان قال ثنا بن أبي زائدة عن حجاج عن عطاء عن بن عباس قال لا
يكتب عن الشيخ المغفل
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنا أبو مسلم
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال انا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال
سمعت أبا على صالح بن محمد يقول محمد بن خالد بن عبد الله الطحان صدوق
غير أنه مغفل سئل يحيى بن معين عنه فقال صدوق قال أبو علي كان أبوه خالد
كتب أحاديث يسمعها فلم يسمعها أبوك
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن
موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي قال فما الغفلة التي يرد بها حديث الرضا
الذي لا يعرف يكذب قلت هو أن يكون في كتابه غلط فيقال له في ذلك فيترك ما
في كتابه ويحدث بما قالوا أو يغيره في كتابه بقولهم لا يعقل فرق ما بين ذلك أو
يصحف ذلك تصحيفا فاحشا يقلب المعنى لا يعقل ذلك فيكف عنه
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس
قال قال بن عمار نظرت في كتب أبى مسعود الزجاج حتى أعلمت له على الحديث
الغلط والخطأ وقلت لا تحدث بتلك الأحاديث قال صححها إلى قال
فصححتها انا وفلان قال فضمن ان لا يحدث بها قال ثم جعل يحدث بتلك
الأحاديث غيري على ما صححتها له ولم يذكر تصحيحي لتلك الأحاديث فإذا لقيته
وسألته قال لا أحدث بها ثم جعل يحدث بها غيري قال بن عمار فأنا أحدث عن
مثل هذا لا ولا بحرف
179

باب رد حديث من عرف بقبول التلقين
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن
موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا يزيد بن أبي زياد بمكة عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم افتتح الصلاة فرفع يديه قال سفيان فلما قدمت الكوفة سمعته يحدث به
فيقول فيه ثم لا يعود فظننت انهم لقنوه وقال لي أصحابنا ان حفظه قد تغير وقالوا
قد ساء
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي قال انا أحمد بن
جعفر بن حمدان قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي قال ثنا محمد بن الصباح
الجرجرائي قال ثنا داود بن الزبرقان عن مطر الوراق قال قال أبو الأسود إذا سرك
ان تكذب صاحبك فلقنه
أخبرنا بن الفضل القطان قال انا دعلج قال ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا
وهب بن بقية قال سمعت حماد بن زيد يقول لقنت سلمة بن علقمة حديثا فحدثنيه
ثم رجع عنه وقال إذا سرك ان تكذب أخاك فلقنه
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال انا محمد بن عدي بن زحر البصري
في كتابه قال ثنا أبو عبيدة محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود سليمان بن
الأشعث يقول عطاء بن عجلان بصرى يقال له عطاء العطار ليس بشئ قال أبو
معاوية ووضعوا له حديثا من حديثي وقالوا له قل حدثنا محمد بن حازم فقال ثنا
محمد بن حازم فقلت يا عدو الله انا محمد بن حازم ما حدثتك بشئ
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الصواف قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله بن المديني قال قال يحيى بن سعيد إذا
180

كان الشيخ إذا لقنته قبل فذاك بلاء وإذا ثبت على شئ واحد فذاك ليس به
بأس
وأخبرنا أبو نعيم قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال
قال الحميدي ومن قبل التلقين ترك حديثه الذي لقن فيه وأخذ عنه ما أتقن حفظه
إذا علم ذلك التلقين حادثا في حفظه لا يعرف به قديما وأما من عرف به قديما في
جميع حديثه فلا يقبل حديثه ولا يؤمن ان يكون ما حفظه مما لقن
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي الحافظ قال ثنا
محمد بن عبد الوهاب بن هشام قال ثنا علي بن سلمة اللبقي قال ثنا
أبو أسامة عن الأعمش قال كان بالكوفة شيخ يقول سمعت علي بن أبي طالب
يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد يرد إلى واحدة والناس عنقا وحدا
في ذلك يأتونه ويسمعون منه قال فأتيته فقرعت عليه الباب فخرج إلى شيخ
فقلت له كيف سمعت من علي بن أبي طالب يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في
مجلس واحد قال سمعت علي بن أبي طالب فإنه يرد إلى واحد فقلت له انى
سمعت هذا من علي فأخر إلى كتابه إذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما
سمعت من علي بن أبي طالب يقول إذا طلق الرجل امرأته ثلاثا في مجلس واحد فقد
بانت منه ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره قال قلت ويحك هذا غير الذي
تقول قال الصحيح هو هذا لكن هؤلاء أرادوني على ذلك
حدثنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري لفظا قال انا محمد بن عبد الله بن
محمد بن حمدويه الحافظ قال سمعت أبا نصر أحمد بن سهل يقول سمعت صالح بن
محمد الحافظ جزرة يقول قال يزيد بن هارون كان عندنا شيخ بواسط يحدث
بحديث واحد عن أنس بن مالك فخدعه بعض أصحاب الحديث فاشترى له كتابا
من السوق في أوله حدثنا شريك وفى آخره أصحاب شريك الأعمش ومنصور
وهؤلاء فجعل يحدث يقول ثنا منصور وثنا الأعمش قال فقيل أين لقيت
181

هؤلاء فأخذ كتابه فقيل لعلك سمعت هذا من شريك فقال الشيخ حتى
أقول لكم الصدق سمعت هذا من أنس بن مالك عن شريك
أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق قال أنا أبو بكر أحمد بن
كامل القاضي قال ثنا وكيع بن خلف عمن حدثه قال قال الواقدي خرجت في فتية
إلى العقيق أتنزه فرأينا قلة على جدار فقال بعضنا لبعض نتحذفها وللناضل سبق
قال فتحاذفناها قال فقلت لهم هذا الكلام يشبه الحديث فمروا بنا حتى ندخل على
إبراهيم بن أبي يحيى قال فدخلنا عليه قال فقلت له أحدثك صدقة بن يسار عن بن
عمر أن فتية خرجوا إلى العقيق فرأوا قلة على جدار فتحاذفوها وللناضل سبق قال
فقال حدثني صدقة بيسار عن بن عمر
حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري قال انا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ
قال حدثني أحمد بن حسن الأصبهاني عن بن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول
دخلت الكوفة فحضرني أصحاب الحديث وقد تعلقوا بوراق سفيان بن وكيع فقالوا
أفسدت علينا شيخنا وابن شيخنا قال فبعثت إلى سفيان بتلك الأحاديث التي
ادخلها عليه وراقه يرجع عنها فلم يرجع عنها فتركته
باب ترك الاحتجاج بمن عرف
بالتساهل في سماع الحديث
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا أبو حامد بن محمد بن حسنويه الغوزمي
قال انا الحسين بن إدريس الأنصاري قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال
سمعت أحمد بن حنبل يقول رأيت بن وهب وكان يبلغني تسهيله يعنى في السماع
فلم اكتب عنه شيئا وحديثه حديث مقارب الحق
أخبرنا عبد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن أبي
182

سعيد المقرى قال ثنا الحسين بن إدريس قال قال عثمان بن أبي شيبة رأيت
عبد الله بن وهب انا وأبو بكر وأظنه ذكر بن معين وابن المديني رأيناه عند بن وهب
ينام نوما حسنا وصاحبه يقرأ علي بن عيينة وابن وهب نائم قال فقلت لصاحبه
أنت تقرأ وصاحبك نائم قال فضحك بن عيينة قال فتركنا بن وهب إلى يومنا
هذا فقلت له لذا السبب تركتموه قال نعم وتريد أكثر من هذا وهو عنده لا
شئ وذكر انه كان يصلى إلى جنبنا ويكون معنا في موضع فما كتبنا عنه حديثا واحدا
قال وذكروا ان هذا من أحسن سماعه
أخبرني أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الحربي قال انا عبد الله بن عثمان
الصفار قال انا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي قال ثنا عبد الله بن علي بن
المديني قال سمعت أبي يقول قال لي بن وهب هات كتاب عمرو بن الحارث حتى
أقرأه عليك فتركته على عمد عين كان ردى الاخذ
باب ترك الاحتجاج بمن عرف بالتساهل
في رواية الحديث
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي قال أنا أبو أحمد محمد بن
أحمد بن الغطريف بن القاسم العبدي بجرجان قال ثنا أبو الحسن القافلائي قال ثنا
الرمادي قال ثنا نعيم يعنى بن حماد قال سمعت يحيى بن حسان يقول جاء قوم
ومعهم جزء فقالوا سمعناه من بن لهيعة فنظرت فإذا ليس فيه حديث واحد من
حديث بن لهيعة فجئت إلى بن لهيعة فقلت هذا الذي حدثت به ليس فيه حديث
من حديثك ولا سمعتها أنت قط فقال ما اصنع يجيئوني بكتاب ويقولون هذا
من حديثك فأحدثهم به
قلت وكان عبد الله بن لهيعة سئ الحفظ واحترقت كتبه وكان يتساهل في
الاخذ وأي كتا ب جاؤوا به حدث منه فمن هناك كثرت المناكير في حديثه
183

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد الصواف قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن المديني قال قال يحيى بن سعيد قال لي بشر بن
سرى لو رأيت بن لهيعة لم تحمل عنه حرفا
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبى بكر محمد بن
الطيب قال ومن عرف بوضع حديث واحد على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم رد خبره وبطلت شهادته ومن عرف بكثرة السهو والغفلة وقلة الضبط رد
خبره ويرد خبر من عرف بالتساهل في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ولا يرد خبر من تساهل في الحديث عن نفسه وأمثاله وفيما ليس بحكم في
الدين
حدثنا محمد بن يوسف القطان قال انا محمد بن عبد الله الحافظ قال أخبرني
أبو النصر محمد بن عمر الخفاف قال ثنا محمد بن المنذر الهروي قال سمعت أحمد بن
واضح المصري يقول كان محمد بن خلاد الإسكندراني رجلا ثقة ولم يكن فيه
اختلاف حتى ذهبت كتبه فقدم علينا رجل يقال له أبو موسى في حياة بن بكير
فذهب إليه يعنى إلى محمد بن خلاد بنسخة ضمام بن إسماعيل ونسخة يعقوب بن
عبد الرحمن فقال أليس قد سمعت النسختين قال نعم قال فحدثني بهما فقال قد
ذهبت كتبي ولا أحدث بهما فما زال به هذا الرجل حتى خدعه وقال له النسخة
واحدة فحدث بهما فكل من سمع منه قديما قبل ذهاب كتبه فحديثه صحيح
ومن سمع منه بعد ذلك فليس حديثه بذاك
باب كراهة أخذ الأجر على التحديث
ومن قال لا يسمع من فاعل ذاك
أخبرنا الحسن بن علي بن محمد التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال
ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبي قال ثنا عبيد الله بن محمد قال ثنا سعيد بن
184

عامر ان الحسن لما جلس يحدث أهدى له فرده وقال إن من جلس مثل هذا
المجلس فليس له عند الله خلاق أو قال فليس له خلاق
أخبرني محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا
محمد بن خلف بن المرزبان قال ثنا عبد الرحمن بن محمد قال ثنا محمد بن الحسين عن
محمد بن الحجاج قال كان رجل يسمع من حماد بن سلمة فركب بحر الصين فقدم
فأهدى إلى حماد فقال له حماد اختر إن شئت قبلتها ولم أحدثك ابدا وان
شئت حدثتك ولم اقبل الهدية فقال لا تقبل الهدية وحدثني فرد الهدية وحدثه
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري بالبصرة قال ثنا
أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري قال ثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي
قال ثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس
عن أبي العالية قال يا بن آدم علم مجانا كما علمت مجانا
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
محمد بن صالح بن هانئ يقول سمعت إبراهيم بن محمد الصيدلاني يقول كنت
في مجلس إسحاق بن راهويه فسأله سلمة بن شبيب عن المحدث يحدث بالاجر
قال لا يكتب عنه ثم قال إسحاق أخبرنا حكام بن سلم الرازي قال أنا أبو
جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال مكتوب في الكتب علم مجانا
كما علمت مجانا
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال ثنا أبو علي عبد الرحمن بن أحمد بن
محمد السكري ببغداد قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الأزدي قال ثنا مسبح بن
حاتم قال ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قال ثنا سليمان بن حرب قال لم يبق
أمر من أمر السماء الا الحديث والقضاء وقد فسدا جميعا القضاة يرشون
185

حتى يولوا والمحدثون يأخذون على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
الدراهم
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي قال أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن
الزهري قال قال لنا أبو محمد بن صاعد ذكر سلمة بن شبيب قال سئل أحمد بن
حنبل أيكتب عمن يبيع الحديث قال لا ولا كرامة
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبى القاسم بن النحاس
حدثكم أحمد بن بندار بن إسحاق الهمذاني قال سمعت أبا حاتم الرازي وسئل
عمن يأخذ على الحديث فقال لا يكتب عنه قلت
إنما منعوا من ذلك تنزيها للراوي عن سوء الظن به لان بعض من كان
يأخذ الاجر على الرواية عثر على تزيده وادعائه ما لم يسمع لأجل ما كان يعطى
ولهذا المعنى حكى عن شعبة بن الحجاج ما أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمد بن
إسحاق المقرى قال ثنا عمر بن إبراهيم بن أحمد قال أنا أبو سعيد العدوي قال ثنا
الصباح بن عبد الله قال سمعت شعبة يقول لا تكتبوا عن الفقراء شيئا فإنهم
يكذبون لكم
وقال أخبرنا أبو سعيد عن الصباح بن عبد الله قال سمعت شعبة يقول اكتبوا
عن زياد بن مخراق فإنه رجل موسر لا يكذب
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن أحمد قال انا أحمد بن علي
الابار قال حدثني عوام بن إسماعيل قال سمعت علي بن عاصم يقول قال لي شعبة
عليك بعمارة بن أبي حفصة فإنه غنى لا يكذب قال فقلت كم من غنى يكذب
وقال أخبرنا الابار قال حدثني إسماعيل بن أبي كريمة قال سمعت يزيد بن
هارون يقول كان شعبة بن الحجاج يقول لنا لا تكتبوا عن فقير وكان هو معسرا
إنما كان في عيال ختنه أو بن أخته
وقد ترخص في اخذ الاجر على الرواية مع ما ذكرناه غير واحد من السلف
186

ذكر بعض أخبار من كان يأخذ
العوض على التحديث
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا جعفر بن
محمد بن أحمد بن الحكم المؤدب قالوا ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي
قال ثنا إبراهيم بن خالد عن أمية بن شبل عن عمرو بن مسلم قال قدم عكرمة على
طاوس فحمله على نجيب ثمن ستين دينارا وقال ألا أشتري علم هذا العبد بستين
دينارا
أخبرنا أبو حازم العبدوي قال انا محمد بن أحمد بن الغطريق العبدي قال
انا الحسن بن سفيان قال ثنا محمد بن حميد قال ثنا مهران عن سفيان عن
عبيد الله بن أبي زياد قال كان مجاهد إذا أتاه الذين يتعلمون منه يقول لأحدهم اذهب
فاعمل لي كذا ثم تعال أحدثك
أخبرنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسن الدينوري قال ثنا أبو حاتم
محمد بن عبد الواحد الشاهد بالري قال سمعت علي بن أبي عمرو البلخي يقول
سمعت الحسن بن إبراهيم الفسوي يقول سمعت علي بن جعفر بن خالد يقول كنا
نختلف إلى أبى نعيم الفضل بن دكين القرشي نكتب عنه الحديث فكان يأخذ منا
الدراهم الصحاح فإذا كان معنا دراهم مكسرة يأخذ عليها صرفا
أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد الدينوري بها قال أنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال أنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب
النسائي قال انا يعقو ب بن إبراهيم قال ثنا إسماعيل عن يحيى بن عتيق عن
محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا
187

يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه
قال أبو عبد الرحمن كان يعقوب لا يحدث بهذا الحديث الا بدينار
وأخبرنا القاضي أبو نصر أيضا قال ثنا أبو بكر بن السني قال سمعت أبا
عبد الرحمن النسائي وسئل عن علي بن عبد العزيز المكي فقال قبح الله علي بن
عبد العزيز ثلاثا فقيل له يا أبا عبد الرحمن أتروى عنه فقال لا فقيل له أكان
كذابا فقال لا ولكن قوما اجتمعوا ليقرؤوا عليه شيئا وبروه بما سهل وكان فيهم
انسان غريب فقير لم يكن في جملة من بره فأبى ان يقرأ عليهم وهو حاضر حتى يخرج
أو يدفع كما دفعوا فذكر الغريب ان ليس معه الا قصعته فأمره بإحضار القصعة فلما
أحضرها حدثهم
أخبرنا القاضي أبو نصر قال سمعت أبا بكر يقول بلغني ان علي بن
عبد العزيز كان يقرأ كتب أبى عبيد بمكة على الحاج فإذا عاتبوه في الاخذ قال يا قوم
انا بين الأخشبين إذا خرج الحاج نادى أبو قبيس قعيقعان من بقي فيقول بقي
المجاورون فيقول أطبق
باب كراهة الرواية عن أهل
المجون والخلاعة
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا
الحسين بن إدريس قال ثنا محمد بن عبد الله بن عمار عن عبد الرحمن يعنى بن مهدي
عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال كانوا إذا أرادوا أن يأخذ عن رجل
نظروا إلى صلاته وإلى سمته والى هيئته
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا
أحمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
وذكرت له شيخا كان يلزم سفيان بن عيينة يقال له بن مناذر فقال أعرفه كان
188

صاحب حديث وكان يتعشق بن عبد الوهاب الثقفي ويقول فيه الاشعار ويشبب
بالنساء وطردوه من البصرة وكان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى تلسع
الناس وكان يصب المداد بالليل في المواضع التي يتوضأ منها حتى تسود وجوه
الناس ليس يروى عنه رجل فيه خير
أخبرنا الحسن بن علي بن محمد الجوهري قال انا محمد بن العباس الخزاز قال
أنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي قال ثنا إبراهيم بن عبد الله بن
الجنيد قال سألت يحيى بن معين عن محمد بن مناذر الشاعر فقال لم يكن بثقة ولا
مأمون رجل سوء نفى من البصرة وذكر منه مجنونا وغير ذلك قلت إنما يكتب
عنه شعر وحكايات عن الخليل بن أحمد فقال هذا نعم كأنه لم ير بهذا بأسا ولم يره
موضعا للحديث
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت عبدان
الأهوازي يقول سمعت أبا داود السجستاني يقول انا لا أحدث عن أبي الأشعث
يعنى أحمد بن المقدم قلت لم قال لأنه يعلم المجان المجون كان مجان البصرة
يصرون صرر الدراهم ويطرحونه على الطريق ويجلسون ناحية فإذا مر يعنى
رجل بصرة أراد أن يأخذها صاحوا ضعها ليخجل الرجل فعلم أبو الأشعث المارة
بالبصرة هيئوا صرر زجاج كصررهم فإذا مررتم بصررهم فأردتهم اخذها فصاحوا
بكم فاطرحوا صرر الزجاج التي معكم وخذوا صرر الدراهم ففعلوا ذلك فأنا لا
أحدث عنه لهذا
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال انا محمد بن عدي البصري في كتابه قال ثنا أبو
عبيد محمد بن علي قال سمعت أبا داود يقول كان أبو عاصم يحفظ قدر الف حديث
من جيد حديثه وكان فيه مزاح وكان بن داود يميل إليه لحال الرأي يعنى رأى
أبي حنيفة فلما بلغه مزاحه كان لا يعبأ به
189

باب ترك الاحتجاج بمن لم يكن من أهل
الضبط والدراية وان عرف
بالصلاح والعبادة
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا أبو
سليمان شيخ من أهل المدينة عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال إن من إخواننا من
نرجو بركة دعائه ولو شهد عندنا بشهادته ما قبلناها
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي قال ثنا عمر بن سنان قال ثنا
إبراهيم بن سعد قال ثنا عفان قال قال يحيى بن سعيد ما رأيت الصالحين في
شئ أشد فتنة منهم في الحديث
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا
صالح بن أحمد الحافظ قال حدثني أبي قال قال محمد بن موسى الحلواني قال يحيى بن
سعيد القطان آتمن الرجل على مائة الف ولا آتمنه على حديث
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا علي بن إبراهيم بن عيسى المستملى
قال سمعت محمد بن إسحاق بن حزيمة يقول سمعت نصر بن علي يقول ثنا
الأصمعي عن بن أبي الزناد عن أبيه قال أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ما يؤخذ
عنهم شئ من الحديث يقال ليس من أهله
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنا أبو بكر الشافعي قال ثنا جعفر بن
محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا أبي عن الأصمعي عن بن أبي الزناد
عن أبيه قال أدركت بالمدينة كذا وكذا شيخا كلهم ثقة وكلهم لا يؤخذ عنه
الحديث
190

أخبرني أبو الحسين علي بن حمزة بن أحمد المؤذن بالبصرة قال ثنا أبو العلاء
أحمد بن محمود بن محمد بن أبي سهل الأصبهاني قال ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن
إسماعيل الابلى قال ثنا مقدام بن داود قال ثنا ذؤيب بن عمامة قال سمعت
مالك بن أنس يقول أدركت مشايخ بالمدينة أبناء سبعين وثمانين لا يؤخذ عنهم
ويقدم بن شهاب وهو دونهم في السن فتزدحم الناس عليه
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرى قال ثنا أحمد بن كامل القاضي قال ثنا
أبو إسماعيل الترمذي قال سمعت بن أبي أويس يقول سمعت خالي مالك بن أنس
يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت سبعين عند هذه
الأساطين وأشار إلى مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقولون قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فما أخذت عنهم شيئا وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال
لكان به أمينا الا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن ويقدم علينا محمد بن
مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب وهو شاب فنزدحم على بابه
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي قال انا العباس بن محمد بن
العباس قال ثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثني خالد بن نزار أبو
يزيد الأيلي بهذه الرسالة عن مالك بن أنس إلى محمد بن مطرف سلام عليك فانى
أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو اما بعد فانى أوصيك بتقوى الله فذكره
بطوله ثم أخذه يعنى العلم من أهله الذين ورثوه ممن كان قبلهم يقينا بذلك ولا
نأخذ كلما تسمع قائلا يقوله فإنه ليس ينبغي ان يؤخذ من كل محدث ولا من كل
من قال وقد كان بعض من يرضى من أهل العلم يقول إن هذا الامر دينكم
فانظروا عمن تأخذون عنه دينكم
أخبرني عبد الله بن يحيى قال أنا أبو بكر الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن
الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا أبي قال سمعت الحسن
يقول لقد أدركنا أقواما ما كانوا الا قرة عين لكل مسلم فما بقي اليوم أحد نأخذ
عنه
191

أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد الدلال قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير
الخلدي املاء قال ثنا عبد الله بن الصقر السكري قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا
معن ومحمد بن صدقة أحدهما أو كلاهما قال سمعت مالك بن أنس يقول لا يؤخذ
العلم من أربعة ويؤخذ ممن سوى ذلك لا يؤخذ من رجل صاحب هوى يدعو
الناس إلى هواه ولا من سفيه معلن بالسفه وإن كان من أروى الناس ولا من
رجل يكذب في أحاديث الناس وان كنت لا تتهمه ان يكذب على رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ولا من رجل له فضل وصلاح وعبادة لا يعرف ما يحدث
حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري قال انا محمد بن عبد الله بن
محمد الحافظ قال أنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري قال ثنا عثمان بن
سعيد الدارمي قال ثنا عمرو بن محمد الناقد قال سمعت وكيعا وسأله رجل فقال له
يا أبا سفيان تعرف حديث سعيد بن عبيد الطائي عن الشعبي في رجل حج عن
غيره ثم حج عن نفسه قال من يرويه قال وهب بن إسماعيل قال ذلك رجل
صالح وللحديث رجال
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله المديني قال وسألته يعنى يحيى بن سعيد
القطان عن عمران العمى قال لم يكن به بأس ولكنه لم يكن من أهل الحديث
قال يحيى وقد كتبت عنه أشياء فرميت بها
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي
قال ثنا الحسن بن محمى قال ثنا خلف بن سالم عن عبد الرزاق عن بن عيينة قال
كان بالكوفة شيخ صالح عنده أربعة عشر حديثا يعرف بها على أنه لم يكن عنده
غيرها فلما كان بعد زادت أخر فقيل له من أين هذا فقال من رزق الله عزو
جل
192

باب الكلام في احكام الأداء شرائطه
ذكر صفة من يحتج بروايته إذا كان يحدث بحفظه
للرواية عن الحفظ شرائط نحن نذكرها بمشيئة الله ونشرح ما يتعلق بها
فأول شرائط الحافظ المحتج بحديثه إذا ثبتت عدالته ان يكون معروفا عند
أهل العلم بطلب الحديث وصرف العناية إليه
لما أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا
حنبل بن إسحاق بن حنبل قال ثنا سليمان بن أحمد قال ثنا الوليد بن مسلم قال
سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول لا يؤخذ العلم الا عمن شهد به بطلب
الحديث
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر الفارسي قال ثنا أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال ثنا أبو العباس أحمد بن بكر القصير قال ثنا محمد بن
مصفى قال سمعت بقية يقول سمعت شعبة يقول خذوا العلم من المشتهرين
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال انا
الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن الصقر السكري قال حدثنا الحزامي
يعنى إبراهيم بن المنذر قال سمعت أيوب بن واصل يقول سمعت عبد الله بن عون
يقول لا نكتب الحديث الا ممن كان عندنا معروفا بالطلب
أخبرنا أبو نعيم قال ثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال
قال ثنا جعفر بن عبد الله بن الصباح قال ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال
ثنا النضر بن شميل عن حماد بن خالد قال سمعت خارجة بن زيد بن ثابت يقول
193

خذوا العلم عمن العلم بيشكه كذا قال لنا أبو نعيم والصواب معاذ بن خالد
بدل حماد وخارجة بن مصعب بدل خارجة بن زيد
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي قال انا جعفر بن محمد
الفريابي قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال بن عدي وحدثنا محمد بن موسى
الحلواني قال ثنا نصر بن علي قال ثنا الأصمعي عن بن أبي الزناد عن أبيه قال
أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون لا يؤخذ عنهم العلم كان يقال ليس هم من
أهله
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال
ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني محمد بن أبي زكير قال قال بن وهب وحدثني مالك
قال أدركت بهذا البلد رجالا من بنى المائة ونحوها يحدثون الأحاديث لا يؤخذ منهم
ليسوا بأئمة فقلت لمالك وغيرهم دونهم في السن يؤخذ ذلك منهم قال نعم
ويجب ان يكون حفظه مأخوذا عن العلماء لا عن الصحف
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن عبيد الله بن إبراهيم بن
مصعب بن محمد بن شيبان الأصبهاني قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
قال ثنا بن أبي عاصم قال ثنا دحيم قال ثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز عن
سليمان بن موسى قال لا تأخذوا العلم من الصحفيين
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال ثنا أبو العباس
أحمد بن محمد بن الحسين الرازي قال ثنا أحمد بن محمد بن الحسين الكاغذي قال ثنا
أبو زرعة قال ثنا هشام بن عبد الملك الحمصي قال ثنا بقية قال سمعت ثور بن يزيد
يقول لا يفتى الناس صحفي ولا يقرئهم مصحفي
أخبرني علي بن أحمد بن علي قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنشدنا
194

الحسن بن عبد الرحمن لبعضهم يذكر قوما لا رواية لهم
ومن بطون كراريس روايتهم لو ناظروا باقلا يوما لما غلبوا
والعلم ان فاته إسناد مسنده كالبيت ليس له سقف ولا طنب
والتصحيف والإحالة يسبقان إلى من اخذ العلم عن الصحف
كما أخبرنا محمد بن الحسين بن أحمد الأهوازي قال انا الحسن بن
عبد الله بن سعيد العسكري قال أنا أبو العباس بن عمار قال انا بن أبي سعد قال
ثنا العباس ميمون قال قال لي بن عائشة جاءني أبو الحسن المدائني فتحدث
بحديث خالد بن الوليد رضي الله عنه حين أراد أن يغير على طرف من أطراف
الشام وقول الشاعر في دلالة رافع
لله در رافع أنى اهتدى فوز من قرا قر إلى سوى
خمسا إذا ما سارها الجبس بكى
فقال الجيش فقلت لو كان الجيش لكان بكوا وعلمت ان علمه من
الصحف
وأخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا يعقوب بن موسى أبو الحسين الأردبيلي قال
ثنا أبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي قال ثنا أبو عثمان سعيد بن
عمرو بن عمار البرذعي قال قلت لأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بشر بن
يحيى بن حسان قال خراساني من أصحاب الرأي وكان أعلى أصحاب الرأي
بخرسان فقدم علينا وكتبنا عنه وكان يناظر واحتجوا عليه بطاوس فقال
بالفارسية يحتجون علينا بالطيور قال أبو زرعة كان جاهلا بلغني انه ناظر
إسحاق بن راهويه في القرعة واحتج عليه إسحاق بتلك الأخبار الصحاح فأفحمه
فانصرف ففتش كتبه فوجد في كتبه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه نهى
195

عن القزع فقال لأصحابه قد أصبت حديثا أكسر به ظهره فأتى إسحاق فأخبره
فقال له إسحاق إنما هذا القزع ان يحلق رأس الصبي ويترك بعض
ومن سمع الحديث وكتبه وأتقن كتابته ثم حفظ من كتابه فلا بأس
بروايته
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي قال انا إبراهيم بن أحمد بن جعفر
الخرقي قال نا عمر بن أحمد بن علي القطان قال ثنا محمد بن الوليد البسري قال ثنا
محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن منصور قال سمعت مجاهدا يحدث عن أبي عياش
الزرقي قال شعبة كتب به إلى وقرأته عليه وسمعته منه يحدث به ولكن حفظته من
الكتاب ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مصاف العدو بعسفان فذكر
حديث صلاة الخوف بطوله
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا
عبد الله بن إدريس قال كان أبى يقول لي احفظ وإياك الكتاب فإذا حفظت
فاكتب فان احتجت يوما أو شغل قلبك وجدت كتابك
أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا أحمد بن علي الابار قال ثنا أبو عمارة
يعنى المروزي قال سمعت وكيعا يقول وجدت في كتابي وأما سفيان فكان يحفظ
من كتابه ثم يجئ فيحدثنا
ويجب ان يكون ضابطا لما سمعه وقت سماعه متحفظ على شيخه في
روايته من أن يدلسه له إن كان ممن يعرف بالتدليس فان شعبة كان يتحفظ على
قتادة في مثل ذلك
196

أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال
ثنا سهل بن أحمد الواسطي قال ثنا عمرو بن علي قال سمعت يحيى القطان يقول
سمعت شعبة يقول كنت أجلس إلى قتادة فإذا سمعته يقول سمعت فلانا وحدثنا فلان
كتبت فإذا قال قال فلان وحدث فلان لم أكتب
وربما كان الشيخ خبيث التدليس لا يظهره لكل أحد فيجب ان يكون تحفظه
عليه أكثر وتحرزه منه أشد
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت أبا الأحوص البغوي
إن شاء الله أحدثنيه حسن بنى وهب عنه وذكر هشيما وتدليسه فقال جلست إلى
جانبه وهو يحدث فجعل يقول أخبرنا يرفع صوته ثم يسكت فيقول فيما بينه
وبين نفسه فلان ثم يرفع صوته داود عن الشعبي عن فلان عن فلان
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال قال علي بن عبد الله سمعت يحيى بن سعيد يقول ينبغي في هذا
الحديث غير خصلة ينبغي لصاحب الحديث ان يكون ثبت الاخذ ويكون يفهم ما
يقال له ويبصر الرجال ثم يتعاهد ذلك
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد الحنائي قال ثنا أبو علي
إسماعيل بن محمد الصفار املاء قال ثنا أحمد بن ملاعب بن حيان قال سمعت أبا
نعيم يقول لا ينبغي ان يؤخذ الحديث الا عن ثلاثة حافله امين عليه عارف
بالرجال ثم يأخذ نفسه بدرسه وتكريره حتى يستقر له حفظه
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي
قال ثنا الحسن بن علي قال ثنا محمد بن المثنى قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي
يقول الحفظ هو الاتقان
197

ويجب ان يتثبت في الرواية حال الأداء ويروى مالا يرتاب في حفظه
ويتوقف عما عارضه الشك فيه
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن منجاب
الطيبي قال ثنا محمد بن أيوب الرازي قال انا قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي قال ثنا
الليث بن سعد عن عمرو يعنى بن الحارث ح وأخبرنا علي بن محمد بن علي
الأيادي قال انا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار قال ثنا الحارث بن محمد قال ثنا
قتيبة قال ثنا ليث بن سعد عن عمرو بن الحارث عن يحيى بن ميمون الحضرمي ان
أبا موسى الغافقي سمع عقبة بن عامر الجهني يحدث على المنبر عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أحاديث قال أبو موسى ان صاحبكم هذا لحافظ أو هالك ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان آخر ما عهد إلينا ان قال عليكم بكتاب الله
وسترجعون إلى قوم يحبون الحديث عنى ومن قال على ما لم أقل فليتبوأ مقعده من
النار ومن حفظ شيئا فليحدث به
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا
إسحاق بن إبراهيم الدبري قال قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس ان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى
عنه قال أما بعد فانى أريد أن أقول مقالة قد قدر أن أقولها لا ادرى لعلها بين يدي
اجلى فمن وعاها وعقلها وحفظها فليحدث بها حيث تنتهى به راحلته ومن خشي
ان لا يعيها فانى لا أحل لاحد أن يكذب على
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا
القاسم بن أبي صالح قال ثنا إبراهيم بن الحسين قال ثنا محمد بن معاوية قال ثنا
198

القاسم بن معن عن عاصم الأحول عن محمد بن سيرين قال التثبت نصف العلم
أخبرنا محمد بن عيسى قال ثنا صالح بن أحمد قال ثنا إبراهيم بن محمد ثنا
أبو زرعة الدمشقي قال رأيت أبا مسهر يكره للرجل ان يحدث إلا أن يكون عالما بما
يحدث ضابطا له
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا
محمد بن جعفر الراشدي ح وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال انا محمد بن
عبد الله بن خلف الدقاق قال ثنا عمر بن محمد الجوهري قال ثنا أبو بكر الأثرم قال
قال لي أبو عبد الله يعنى أحمد بن حنبل الحديث شديد فسبحان الله ما أشده أو كما
قال ثم قال يحتاج إلى ضبط وذهن وكلام يشبه هذا ثم قال لا سيما إذا أراد ان
يخرج منه إلى غيره قلت أي شئ تعني بقولك يخرج منه إلى غيره قال إذا
حدث ثم قال هو ما لم يحدث مستور فإذا حدث خرج منه إلى غيره وكلام نحو
هذا
أخبرنا أبو نعيم قال أنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم في كتابه قال
سمعت العباس بن محمد الدوري يقول ح وأخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا
محمد بن العباس الخزاز قال انا أحمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا العباس بن محمد
الدوري قال سمعت خلف بن سالم يقول سماع الحديث هين والخروج منه شديد
وقال أبو نعيم صعب
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال ثنا
القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي املاء قال ثنا فضل بن سهل قال
سمعت أحمد بن حنبل وعلي بن عبد الله يقولان من لم يهب الحديث وقع فيه
أخبرنا أبو نعيم قال ثنا أحمد بن بندار بن إسحاق قال ثنا عبد الرحمن بن
محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر رسته قال سمعت عبد الرحمن بن
199

مهدى يقول يحرم على الرجل ان يروى حديثا في أمر الدين حتى يتقنه ويحفظه
كالآية من القرآن وكاسم الرجل
والمستحب له ان يورد الأحاديث بألفاظها لان ذلك أسلم له
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني قال أنا أبو بكر محمد بن
إسماعيل بن العباس المستملى قال انا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا علي بن الجعد
قال انا المبارك بن فضالة عن الحسن انه كان يستحب ان يحدث الرجل الحديث كما
سمع
أخبرنا بشرى بن عبد الله قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا محمد بن
جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قيل لأبي عبد الله كان عبد الرحمن
حافظا فقال كان حافظا وكان يتوقى كثيرا وكان يحب ان يحدث بالألفاظ فإن كان
ممن يروى على المعنى دون اعتبار اللفظ فيجب ان يكون توقيه أشد وتحرزه أكثر
خوفا من إحالة المعنى الذي به يتغير الحكم
أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي قال أنا أبو جعفر
محمد بن عمر البختري الرزاز املاء قال ثنا موسى بن سهل بن كثير قال ثنا
إسماعيل بن علية قال انا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال نهى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ان يتزعفر الرجل
أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال انا عبيد الله بن
العباس بن الوليد بن مسلم الشطوي قال ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال ثنا
علي بن الجعد قال ثنا شعبة عن إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن
أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن التزعفر
200

حدثني محمد بن أحمد بن علي الدقاق قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال
ثنا أبو محمد بن خلاد قال حدثني عمر بن غالب قال ثنا أبو يحيى العطار قال
سمعت إسماعيل بن علية يقول روى عنى شعبة حديثا واحدا فأوهم فيه حدثته
عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى ان
يتزعفر الرجل فقال شعبة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن التزعفر
قلت أفلا ترى إنكار إسماعيل على شعبة روايته هذا الحديث عنه على لفظ
العموم في النهى عن التزعفر وإنما نهى عن ذلك للرجال خاصة وكأن شعبة قصد
المعنى ولم يفطن لما فطن له إسماعيل فلهذا قلنا إن رواية الحديث على لفظ أسلم
من روايته على المعنى
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا محمد بن علي بن الهيثم المقرى قال ثنا
محمد بن يونس قال ثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال ثنا سفيان بن عيينة قال قال
محمد بن المنكدر الفقيه الذي يحدث الناس إنما يدخل بين الله وبين عباده فلينظر بما
يدخل آخر الجزء الخامس
201

بسم الله الرحمن الرحيم
رب سهل وسلم
حدثنا الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب رحمه الله قال أخبرنا
عبد الله بن يحيى السكري والحسن بن أبي بكر قال الحسن انا وقال عبد الله ثنا أبو علي
محمد بن أحمد بن الحسن الصواف ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي واللفظ لابن الصواف قال ثنا أبو إسماعيل محمد بن
إسماعيل السلمي قال ثنا عبد العزيز الأويسي قال ثنا مالك قال كان ربيعة بن أبي
عبد الرحمن يقول لابن شهاب ان حالي ليست كحالك فقال له بن شهاب وكيف
ذلك قال ربيعة انا أقول برأيي فمن شاء أخذه فعمل به ومن شاء تركه وأنت
تحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتحفظ في حديثك
أخبرني أحمد بن سليمان بن علي بن محمد المقرى أخبرنا أحمد بن محمد بن
يوسف العلاف حدثنا علي بن محمد البصري قال ثنا روح بن الفرج قال ثنا
عيسى بن يونس الفاخوري أبو موسى قال ثنا ضمرة عن سويد بن عبد العزيز عن
مغيرة الضبي قال أبطأ ت على إبراهيم فقال يا مغيرة ما أبطأ بك قال قلت قدم
علينا شيخ فكتبنا عنه أحاديث فقال إبراهيم لقد رأيتنا وما نأخذ الأحاديث الا ممن
يعلم حلالها من حرامها وحرامها من حلالها وانك لتجد الشيخ يحدث بالحديث
فيحرف حلاله عن حرامه وحرامه عن حلاله وهو لا يشعر
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال انا محمد بن أحمد بن
203

محمد بن سليمان الحافظ ببخارا قال انا خلف بن محمد قال ثنا أبو عصمة أحمد بن
محمد اليشكري قال سمعت عبد الله بن حماد يقول سمعت إبراهيم بن المنذر
يقول سمعت معن بن عيسى يقول قلت لمالك بن أنس يا أبا عبد الله كيف لم تكتب
عن الناس وقد أدركتهم متوافرين فقال أدركتهم متوافرين ولكن لا اكتب الا
عن رجل يعرف ما يخرج من رأسه
أخبرنا أبو الفضل عمر بن أبي سعد الزاهد الهروي قال سمعت أبا عبد الله
بشر بن محمد المزني يقول سمعت أبا العباس أحمد بن محمد الأزهري يقول سمعت
محمد بن مسلم بن واره يقول سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول ينبغي ان
يكتب هذا الشأن عمن كتب الحديث يوم كتب يدرى ما كتب صدوق مؤتمن
عليه يحدث يوم يحدث ويدري ما يحدث
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا أحمد بن جعفر بن سلم
الختلي قال أحمد بن موسى الجوهري قال ثنا الربيع بن سليما قال قال الشافعي
رضي الله عنه حاكيا عن سائل سأله قد أراك تقبل شهادة من لا تقبل حديثه
فقلت لكبر أمر الحديث وموقعه من المسلمين ولمعنى بين قال وما هو قلت
تكون اللفظة تترك من الحديث فيختل معناه أو ينطق بها بغير لفظ المحدث
والناطق بها غير عامد لإحالة الحديث فيحيل معناه فإذا كان الذي يحمل الحديث
يجهل هذا المعنى وكان غير عاقل للحديث فلم يقبل حديثه إذ كان يحمل مالا
يعقل إن كان ممن لا يؤدي الحديث بحروفه وكان يلتمس تأديته على معانيه
وهو لا يعقل المعنى قال أفيكون عدلا غير مقبول الحديث قلت نعم إذا كان كما
وصفت كان هذا موضع ظنة بينة يرد بها حديثه وقد يكون الرجل عدلا على غيره
ظنينا في نفسه وبعض أقربيه ولعله أن يخر من بعد أهون عليه من أن يشهد بباطل
ولكن الظنة لما دخلت عليه تركت بها شهادته فالظنة فيمن لا يؤدى الحديث
بحروفه ولا يعقل معانيه أبين منها في الشاهد لمن ترد شهادته له فيما هو ظنين فيه
204

قلت وقد اختلف أهل العلم في رواية الأحاديث على المعاني فرأى بعضهم
انه لا يجوز مخالفة الألفاظ ولا تقديم بعض الكلام على بعض وإن كان المعنى في
الجميع واحدا ولا الزيادة ولا النقصان في شئ من الحروف ومنهم من رأى أن
ذلك واجب في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خاصة وأما غيره فليس
بواجب فيه ومنهم من قال يجوز جميع ما ذكرناه وإن كان في لفظ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم إذا أصيب المعنى ونحن نذكر الروايات عمن حفظت عنهم
على اختلافهم في ذلك أن شاء الله تعالى
باب ما جاء في رواية الحديث على
اللفظ ومن رأى ذلك واجبا
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا
إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين قال ثنا أبو غسان
عن زهير قال سمعت محمد بن سوقة يذكر عن أبي جعفر محمد بن علي قال لم يكن
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد إذا سمع من رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا يزيد فيه ولا ينقص ولا ولا مثل عبد الله بن عمر في أصل بن
بشران من مكان مثل حدثني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الله بن محمد بن
عبد العزيز قال ثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المقرى قال ثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن علي
قال كان بن عمر إذا سمع الحديث لم يزد فيه ولم ينقص منه ولم يجاوزه ولم
يقصر عنه هكذا قال وقد رواه غير واحد عن سفيان بن عيينة عن محمد بن سوقة
عن محمد بن علي
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرى قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد قال ثنا يحيى عن شعبة عن عمرو بن
مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قلنا لزيد بن أرقم يا أبا عمرو ألا تحدثنا فقال
قد كبرنا ونسينا والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد
205

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا
يحيى بن محمد بن صاعد قال ثنا الحسين بن الحسن قال انا عبد الله بن المبارك قال
انا عمر بن بكار عن عمرو بن الحارث عن العلاء بن سعد بن مسعود قال قيل
لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مالك لا تحدث كما يحدث
فلان وفلان فقال ما بي ان لا أكون سمعت مثل ما سمعوا أو حضرت مثل ما
حضروا ولكن لم يدرس الامر بعد والناس متماسكون فأنا أجد من يكفيني وأكره
التزيد والنقصان في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا أبو بكر الشافعي
قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا علي بن عياش قال ثنا
حريز بن عثمان قال حدثني حبيب بن عبيد أن أبا امامة كان يحدث بالحديث
كالرجل الذي يؤدى ما سمع
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن أبي
شيبة قال ثنا علي بن شعيب قال ثنا شبابة قال ثنا حريز بن عثمان عن حبيب
يعنى بن عبيد الرحبي قال إن كان أبو أمامة ليحدثنا الحديث كالرجل الذي عليه ان
يؤدى ما سمع
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي قال ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا أسد بن موسى
قال ثنا مروان بن معاوية قال انا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حدث حديثا كما سمع فإن كان صدقا
206

وبرا فله وإن كان كذبا فعلى من ابتدأه
أخبرنا علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال انا
الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا الحضرمي يعنى مطينا قال ثنا هدية بن عبد الوهاب قال
ثنا الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن الردينى بن أبي مجلز قال قال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه من سمع حديثا فحدث به كما سمع فقد سلم
وحجة من ذهب إلى اتباع اللفظ ما أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن
جعفر الحفار قال انا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا العباس بن محمد بن حاتم
الدوري قال ثنا إسحاق بن منصور السلولي قال ثنا هريم ثنا بن سفيان وجعفر بن
زياد عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فأدى كما
سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الدلال قال ثنا أحمد بن سلمان النجاد قال ثنا
محمد بن عثمان قال ثنا أحمد بن طارق الوابشي قال ثنا مسعدة بن اليسع عن أبيه
اليسع بن قيس عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحم الله من سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه
فإنه رب مبلغ أوعى من سامع
وقد تعلقوا في الرواية على المعنى لا تجوز بما سنورده في باب إجازة رواية
الحديث على المعنى إن شاء الله تعالى
باب ذكر الرواية عمن لم يجز
ابدال كلمة بكلمة
أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني بأصبهان قال انا
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري قال انا
207

عبد الرزاق عن معمر عن عثمان بن زادويه هكذا قال وإنما هو عن عثمان بن بوذويه
عن يعفر بن زوذي قال سمعت عبيد بن عمير وهو يقص يقول قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم مثل المنافق كمثل الشاة الرابضة بين الغنمين فقال بن
عمر ويلكم لا تكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا السرى بن يحيى بن أخي هناد قال ثنا قبيصة قال ثنا هارون
البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال بينما عبد الله بن عمر جالس مع أبي
وعندهم مغيرة بن حكيم رجل من أهل صنعاء إذ قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إنما مثل المنافق مثل الشاة بين الربيضين من الغنم فقال عبد الله بن عمر ليس
هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل لو علمت علمه انه لم
يقل الا حقا ولم يتعمد الكذب فقال إنه لثقة ولكني شاهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم قال هذا فقال فكيف قال يا أبا عبد الرحمن فقال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم مثل المنافق مثل الشاة بين الغنمين فقال عبد الله بن عبيد بن عمير
هي واحدة إذا لم تجعل الحرام حلال والحلال حراما فلا يضرك ان قدمت شيئا أو
أخرته فهو واحد
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي قال ثنا محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا أبو عاصم النبيل عن عمر
بن أبي زائدة قال ثنا أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا قام من الليل فدخل إلى أهله فألم بهم ثم اضطجع ولم تقل نام
فإذا جاء المؤذن وثب ولم تقل قام ثم أفاض على نفسه ولم تقل اغتسل
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري قال ثنا
محمد بن أحمد بن أبي العوام سنة خمس وسبعين ومائتين قال ثنا قريش بن أنس قال
ثنا سليمان التيمي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
208

من كذب على معتمدا فليتبوأ مقعده من جهنم أو مقعده من النار
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال ثنا
أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش المتوثي قال ثنا علي بن مسلم الطوسي قال
ثنا أبو داود قال نا شعبة وهشام عن قتادة سمع أبا حسان الأعرج عن بن عباس
ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما اتى ذا الحليفة وأشعر بدنته من جانب
سنامها الأيمن قال شعبة ثم سلت عنها الدم وقال هشام ثم أماط عنها الدم قال
شعبة ثم أهل بالحج قال هشام وأهل عند الظهر وذكر بقية الحديث
ومن الحجة في هذا الفصل خاصة لمن ذهب إلى هذا المذهب
ما أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال انا
حامد بن سهل الثغري قال ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال ثنا فطر بن خليفة عن أبي
إسحاق وسعد بن عبيدة عن البراء بن عازب ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال يا براء كيف تقول إذا أخذت مضجعك قال قلت الله ورسوله اعلم قال إذا
أويت إلى فراشك طاهرا فتوسد يمينك ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت
امرى إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منحى منك الا
إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فقلت كما علمني غير أنى
قلت ورسولك فقال بيده في صدري وبنبيك فمن قالها من ليلته ثم مات مات
على الفطرة
باب ذكر الرواية عمن لم يجز تقديم كلمة على كلمة
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد اليزدي الحافظ بنيسابور قال أنا أبو
عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال حدثني عبد الله بن أحمد عبدان الجواليقي
209

بعسكر مكرم وأنا سألته قال ثنا سهل بن عثمان العسكري قال حدثني يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن طارق وهو أبو مالك عن سعد بن عبيدة عن بن
عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بنى الاسلام على خمس على أن
تعبد الله وتكفر بما دونه وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصوم
رمضان
أخبرناه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا الربيع بن سليمان قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة قال حدثني سعد بن طارق قال حدثني سعد بن عبيدة السلمي
عن بن عمر قال بنى الاسلام على خمس على أن تعبد الله وتكفر بما دونه وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام رمضان فقال رجل تعبد الله وتكفر بما دونه
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان قال لا اجعل صيام رمضان آخرهن
كما سمعت من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا علي بن محمد بن أحمد
المصري قال ثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم قال ثنا أسد بن موسى قال ثنا
شهاب بن خراش عن الحجاج بن دينار عن منصور بن المعتمر عن يزيد بن بشر
السكسكي ان رجل أتى عبد الله بن عمر فقال يا بن عمر مالي أراك قد أقبلت
على الحج والعمرة ولا أراك تجاهد فقالها ثلاث مرات قال فرفع إليه رأسه وقال
ويحك ان الاسلام بنى على خمس شهادة ان لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة وحج البيت وصيام رمضان قال يزيد بن بشر فقلت له وأنا مستفهم بنى
الاسلام على خمس شهادة ان لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم
رمضان وحج البيت فقال بن عمر لا حج البيت ولكن وصيام رمضان هكذا
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخبرنا الحسن بن علي بن محمد التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان
210

قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا يحيى عن التيمي قال
سمعت أنسا قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كذب على فليتبوأ
مقعده من النار متعمدا متعمدا قاله مرتين وقال مرة من كذب على متعمدا
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني وأبو نصر منصور
بن الحسين بن محمد بن أحمد المفسر جميعا بنيسابور قالا ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا الحسن بن علي بن عفان قال ثنا عبيد الله بن موسى عن
سفيان عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي عن أبي سعيد قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل بيتي والأنصار عيبتي وكرشي أو كرشي وعيبتي
فاقبلوا عن محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن بشران
الصيرفي قال انا سعيد بن محمد أخو زبير الحافظ قال ثنا عقبة بن مكرم قال ثنا عبد
الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني يعقوب بن خالد عن أبي
صالح السمان ولا أعلمه الا أنه قال عن زيد بن خالد الجهني ان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قال قريش والأنصار وأسلم وغفار أو غفار وأسلم ومن
كان من أشجع وجهينة وأشجع حلفاء موالي ليس لهم دون الله ولا رسوله مولى
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم
قال ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري قال ثنا يحيى بن فضيل قال ثنا حسن يعنى
بن صالح عن عاصم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال سأل رجل النبي
صلى الله عليه وآله وسلم أيصلى الرجل في ثوب واحد فقال أو كلكم يجد
ثوبين قال وسأل رجل عمر نصلى في ثوب واحد فقال أوسعوا على أنفسكم إذ
أوسع الله عليكم أو إذ أوسع الله عليكم فأوسعوا على أنفسكم قال عاصم لا
ادرى بأيهما بدأ وذكر بقية الحديث
211

باب ذكر الرواية عمن لم يجز زيادة حرف واحد
ولا حذفه وإن كان لا يغير المعنى
أخبرنا محمد بن عبد الواحد أبو الحسن قال انا إبراهيم بن أحمد بن بشران
الصيرفي قال ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال ثنا إبراهيم بن عباد قال ثنا
يحيى بن أبي بكير قال أنا أبو جعفر وهو الرازي قال ثنا عبد الله بن دينار عن بن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تدخلوا على القوم المعذبين يعنى
حجر ثمود الا ان تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم فيصيبكم أو
قال يصيبكم مثل ما أصابهم
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال
ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهري انه سمع أنس
بن مالك يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الدباء والمزفت أن
ينتبذ فيه فقيل لسفيان ان ينبذ فيه فقال لا هكذا قاله لنا الزهري ينتبذ فيه
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عطاء القباب
قال ثنا علي بن سعيد العسكري قال ثنا يعقوب بن يوسف قال سمعت سهل بن
زنجلة يقول سمعت وكيعا يقول سمعت الأعمش يقول كان هذا العلم عند أقوام
كان أحدهم لان يخر من السماء أحب إليه من أن يزيد فيه واوا أو ألفا أو دالا
وإن أحدهم اليوم يحلف على السمكة انها سمينة وانها لمهزولة
212

باب ذكر الرواية عمن لم يجز ابدال حرف
بحرف وان كانت صورتهما واحدة
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال ثنا علي بن إسحاق
المادرائي قال ثنا أحمد بن محمد بن خالد قال حدثني عبد الرحمن بن يعقوب القلزمي
عن معن بن عيسى قال كان مالك بن أنس يتق في حديث رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما بين التي والذي نحوهما
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا عبد الله بن عمر بن علك المروزي قال ثنا
محمد بن إبراهيم البوشنجي قال ثنا الأنصاري إسحاق بن موسى قال سمعت معنا
يقول كان مالك يتحفظ من الباء والتاء والثاء في حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قال انا حاجب بن
أحمد الطوسي قال ثنا محمد بن يحيى يعنى أبا عبد الله الذهلي قال ثنا يزيد هو بن
هارون قال انا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم نصرت بالرعب وأوتيت جوامع الكلم وجعلت لي الأرض مسجدا
وطهورا وبينا انا نائم إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فثلت في يدي قال محمد
بن يحيى هكذا قيدنا عن يزيد بن هارون وإنما هي فتلت في يدي
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي قال انا محمد بن مظفر
الحافظ قال انا علي بن أحمد بن سليمان البزاز بمصر قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الله
بن عبد الحكم قال ثنا أبو الأسود قال ثنا نافع بن يزيد عن بن الهاد أن عبد الله بن
دينار حدثه عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى حلة
شيراء قال أبو الأسود هكذا قال نافع شيراء وغيره يقول سيراء قال أبو
الأسود والسيراء صنف من الحرير قد أدركت من المشايخ من يلبسه وهو مريس
ليس بمسلسل لعطارد بن حاجب تباع فقال يا رسول الله اتبع هذه الحلة فتلبسها
213

يوم الجمعة وإذا جاءك الوفد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما يلبس
هذه من لا خلاق له في الآخرة وذكر بقية الحديث
باب ذكر الرواية عمن لم يجز
تقديم حرف على حرف
أخبرنا أبو محمد يوسف بن رباح البصري قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن
إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا أحمد بن عثمان
بن حكيم الأودي قال ثنا شريح بن مسلمة قال ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي
إسحاق عن عبد الجبار بن العباس الشبامي عن عمير بن عبد الله عن أبي زرعة عن أبي
هريرة قال إني لآخذ بخطام الناقة حتى استوى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم عليها وقال اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا
بصحبة وأقبلنا بذمة اللهم ازو لنا الأرض وسيرنا فيها اللهم إني أعوذ بك من عوثاء
السفر وكآبة المنقلب قال أبو زرعة وكان أبو هريرة رجلا عربيا لو شاء ان يقول
وعثاء السفر لقال
أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب قال أنا أبو علي محمد
بن أحمد بن الحسن الصواف قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان
قال ثنا سليمان الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا تزجى صلاة لا يقيم الرجل فيها
صلبه في الركوع والسجود قال سفيان هكذا قال الأعمش لا تزجى يريد لا
تجزى
214

باب ذكر الرواية عمن كان لا يرى تخفيف حرف ثقيل
ولا تثقيل حرف خفيف وإن كان المعنى
فيها واحد
أخبرنا الحسن بن علي الجوهري قال انا محمد بن أحمد بن يحيى العطشى قال
ثنا أبو بكر محمد بن خلف وكيع القاضي املاء قال ثنا سليمان بن توبة أبو داود
النهرواني املاء من كتابه قال ثنا يونس بن محمد قال ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن
عتيق ومعمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس الكذب من أصلح بين الناس
فقال خيرا أو نمى خيرا قال حماد سمعت هذا الحديث من رجلين فقال أحدهما نمى
خيرا خفيفة وقال الآخر نمى خيرا مثقلة
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا عبد الله بن إسحاق البغوي قال انا علي بن
عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام قال ثنا أحمد بن عثمان بن المبارك عن
بن لهيعة قال حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج ان سليمان بن يسار حدثه ان بن أبي
ربيعة اتى بصدقات قد سعى عليها فلما قدم خرج إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقرب إليهم تمرا فأكلوا وأبى عمر أن يأكل فقال له بن أبي ربيعة والله
أصلحك الله انا لنشرب من البانها ونصيب منها فقال يا بن أبي ربيعة انى لست
كهيئتك انك تتبع أذنابها وتصيب منها فلست كهيئتي قال أبو عبيد لا ادرى
خفيف تتبع أو شديد
باب ذكر الرواية عمن كان لا يرى رفع حرف
منصوب ولا نصب حرف مرفوع أو مجرور
وإن كان معناهما سواء
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي قال ثنا محمد بن أحمد بن
عمرو اللؤلؤي قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا محمد بن يحيى بن
215

فارس ومجاهد بن موسى وهو أتم قالا ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا أبي عن
صالح قال ثنا نافع ان عبد الله بن عمر أخبره أن المسجد كان على عهد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم مبنيا باللبن والجريد وعمده قال مجاهد وعمده خشب
النخل فلم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بنائه في عهد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده قال مجاهد عمده خشبا
وغيره عثمان فزاد فيه زيادة كثيرة وساق بقية الحديث
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال انا محمد بن عبد الله بن
إبراهيم الشافعي قال ثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال ثنا أبو نعيم قال ثنا مالك
بن مغول عن أبي حنظلة قال سألت بن عمر كم صلاة السفر قال ركعتين
قلت وأين قول الله عز وجل فان خفتم ونحن آمنون فقال سنة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أو سنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد النيسابوري وأبو سعيد الحسين بن
عثمان الشيرازي قالا أنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني قال ثنا محمد بن
يوسف الفربري قال ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال ثنا علي بن عبد الله قال ثنا
سفيان عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال كان على ثقل
النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها قال
أبو عبد الله البخاري قال بن سلام كركرة (0)
باب في اتباع المحدث على لفظه وان خالف اللغة الفصيحة
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال انا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا العباس الأزهري يقول سمعت عبد الله بن
الحكم بن أبي زياد القطواني يقول سمعت أبا عبيد يقول لأهل الحديث لغة
216

ولأهل العربية لغة ولغة أهل العربية أقيس ولا تجد بدا من اتباع لغة أهل
الحديث من اجل السماع
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا يحيى بن أبي طالب قال انا عبد الوهاب بن عطاء قال انا بن
عون عن إبراهيم عن الأسود قال قلت لابن عمر كيف أصنع بيدي إذا سجدت
قال ارم بهما حوث وقعتا قال أبو نصر يعنى عبد الوهاب حوث لغة تميم
أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال انا أحمد بن إسحاق بن منجاب
الطيبي قال ثنا أحمد بن محمد بن شاكر الزنجاني قال ثنا الحسن بن علي الحلواني
قال ثنا عبد الرزاق قال انا معمر عن الزهري عن صفوان بن عبد الله بن صفوان
عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول ليس من امبر امصيام في امسفر
قلت أراد ليس من البر الصيام في السفر وهذا لغة الأشعريين يقلبون اللام
ميما فيقولون رأينا أولئك امرجال يريدون الرجال ومررنا بامقوم أي بالقوم
وهي لغة مستفيضة إلى الآن باليمن وفى الحديث ان أبا هريرة قال يوم الدار
طلب امضرب يريد طاب الضرب
أخبرنا بذلك حسن بن أبي بكر قال انا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم
البغوي قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا جرير بن
حازم عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قلت لعثمان وهو
محصور في الدار طاب امضرب يا أمير المؤمنين قال عزمت عليك لتخرجن فأطعت
أمير المؤمنين فخرجت
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن أحمد قال انا محمد بن علي
بن زيد الصائغ ان سعيد بن منصور حدثهم قال ثنا سفيان عن أبي الزنا عن
217

الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قلت لأخيك يوم
الجمعة والامام يخطب أنصت فقد لغيت قال أبو الزناد وهذه لغة أبي هريرة
إنما هي لغوت
أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان
قال ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب قال حدثني عبد
العزيز بن معاوية القرشي قال ثنا محرز بن وزر عن أباه وزرا حدثه عن أباه عمران
حدثه عن أباه شعيثا حدثه عن أباه عاصما حدثه عن أباه حصين بن مشمت حدثه
انه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبايعه على الاسلام وصدق إليه ماله وأقطعه
النبي صلى الله عليه وسلم مياها عدة منها إسناد وجراد ومنها السديرة ومنها
العتيرة ومنها الأصيهب ومنها المروت ومنها الثمادة وشرط النبي صلى الله
عليه وسلم لحصين بن مشمت فيما اقطعه إياه الا يباع ماؤه ولا يعقر مرعاه ولا
يعضد شجره فقال زهير بن عاصم
ان بلادي لم تكن املاسا * بهن خط القلم الا نقاسا
من النبي حين أعطى الناسا * فلم يدع لبسا ولا التباسا
وقال أبو نخيلة
أعوذ بالله وبالسري وبالكتابين من النبي * من حادث حل على عادى
قال الخطيب رواه أحمد بن عبدة الضبي عن محرز بن وزر فقال أن أن بدل
عن في كل المواضع وعبد العزيز ابدل في روايته من الهمزة عينا وهي التي يقال لها
عنعنة قيس على وجه الذم لها وهم معرفون بها
218

أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا محمد بن عباد قال ثنا سفيان عن عمرو قال
سمعت رجلا من أهل الأرض يقول سمعت أبدا لله بن إياس يقول إن الله لما خلق
إبليس نخر قال الخطيب أراد هذا الراوي ان يقول عبد الله فأبدل من العين همزة
وهذا خلاف لغة قيس في العنعنة
ومن الناس من يقلب في كلامه الراء غينا والقاف همزة كما فعل المذكور آنفا
في العين وهكذا من في لسانه عجمة يقلب القاف كافا والذال دالا
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل
بن إسحاق قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا ضمرة عن عثمان بن عطاء قال كان
مكحول رجلا أعجميا لا يستطيع ان يقول قل يقول كل قال ومكحول فكل ما
قال بالشام قبل منه
قلت أراد عثمان ان مكحولا كان عندهم مع عجمة لسانه بمحل الأمانة
وموضع الإمامة يقبلون منه ويعملون بخبره ولم يرد أنهم كانوا يحكون لفظه
والله أعلم
أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد
الله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا أبو معاوية قال الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن
طارق بن شهاب عن سلمان قال دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في
ذباب قالوا وكيف ذلك قال مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى
يقرب له شيئا فقالوا لأحدهما قرب قال ليس عندي شئ قالوا قرب ولو ذبابا فقرب
ذبابا قال فخلوا سبيله قال فدخل النار وقالوا للآخر قرب ولو ذبابا قال ما كنت
لأقرب لاحد شيئا دون الله قال فضربوا عنقه قال فدخل الجنة قال عبد الله قال
أبى قال أبو معاوية قال الأعمش دباب يعنى ان سلمان كان في لسانه عجمة
219

باب ذكر الرواية عمن كان لا يرى تغيير
اللحن في الحديث
أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد
الله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا معمر بسليمان الرقي أبو عبد الله قال ثنا زياد بن
خيثمة عن علي بن النعمان بن قراد عن رجل عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال خيرت بين الشفاعة أو نصف أمتي في الجنة فاخترت
الشفاعة لأنها أعم وأكفى أترونها للمتقين لا ولكنها للمتلوثين الخطاؤن قال
زياد أم أنها لحن ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو سعيد الأصمعي قال سمعت بن عون يقول أدركت
ستة ثلاثة منهم يشددون في الحروف وثلاثة يرخصون في المعاني وكان أصحاب
الحروف القاسم بن محمد ورجاء بن حياة ومحمد بن سيرين وكان أصحاب
المعاني الحسن والشعبي والنخعي
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على علي بن الحسين الكراعي حدثكم محمد
بن عمر بن بسطام قال ثنا بن قهزاد وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله قال ثنا
العلاء هو بن عمرو بن أيوب بن مدرك قال ثنا حفص بن غياث عن أشعث قال
كنت احفظ عن الحسن وابن سيرين والشعبي فأما الحسن والشعبي فكانا يأتيان
بالمعنى واما بن سيرين فكان يحكى صاحبه حتى يلحن كما يلحن
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري قال انا يحيى بن وصيف الخواص قال ثنا
أحمد بن علي الخزاز قال ثنا يحيى الحماني قال حدثني أبي عن الأعمش عن عمارة
بن عمير قال كان أبو معمر يحدث الحديث فيه اللحن فيلحن اقتداء بما سمع
220

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال انا
شاكر بن جعفر المعدل قال ثنا عمير بن مرداس قال ثنا محمد بن بكير قال ثنا عثا
قال ثنا الأعمش عن عمارة عن أبي معمر قال إني لاسمع الحديث لحنا فألحن اتباعا
لما سمعت
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرى قال ثنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن
محمد بن أبي هاشم قال ثنا محمد بن علي بن إسماعيل التوزي قال قال أبو زيد عمر
بن شبة قال لي عفان وأبو الوليد كان يزيد بن أبي عمر إذا حدث عن الحسن اعرب
وإذا حدث عن بن سيرين يلحن
أخبرنا أبو بكر البرقاني قرئ على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب وانا اسمع
حدثكم أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق قال ثنا عمرو بن محمد قال ثنا سفيان عن
إسماعيل بن أمية قال كنا نريد نافعا على أن لا يلحن فيأبى الا الذي سمع
حدثني محمد بن علي بن عبد الله يعنى الصوري قال انا أحمد بن محمد بن
القاسم بن مرزوق المعدل قال انا الحسن بن رشيق قال ثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال لا يعاب اللحن على المحدثين وقد كان إسماعيل بن أبي
خالد يلحن وسفيان ومالك بن أنس وغيرهم من المحدثين
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا عبد الله بن إسحاق البغوي قال انا علي بن
عبد العزيز قال ثنا أبو عبيد قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن
الحسن قال قال رجل لعثمان بن أبي العاص يا أبا عبد الله بنتمونا بونا بعيدا قال
وما ذلك قال تصدقون وتفعلون وتفعلون قال وانكم لتغبطونا بكثرتنا هذه
قال أي والله فقال عثمان والذي نفسي بيده لدرهم ينفقه أحدكم يخرجه من جهده
ويضعه في حقه أفضل في نفسي من عشرة آلاف ينفقها أحدنا غيضا من فيض قال
إسماعيل بنتمونا بالكسر وإنما هو بنتمونا
وأخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على محمد بن علي بن النضر
حدثكم علي بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا عبد الملك بن
221

عبد الحميد بن ميمون بن مهران قال سألت أحمد بن حنبل عن اللحن في
الحديث قال لا بأس به حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال
انا أحمد بن محمد بن هارون
الخلال قال انا عبد الله بن أحمد قال كان إذا مر بأبي لحن فاحش غيره وإذا كان لحنا
سهلا تركه وقال كذا قال الشيخ
قرأت على بشرى بن عبد الله الرومي عن أبي بكر بن مالك القطيعي قال
سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول ما زال القلم في يد أبى حتى مات ويقول
إذا لم ينصرف الشئ في معنى فلا بأس ان يصلح أو كما قال
قلت إذا كان اللحن يحيل المعنى فلا بد من تغييره وكثير من الرواة يحرفون
الكلام عن وجهه ويزيلون الخطاب عن موضعه وليس يلزم من اخذ عمن هذه
سبيله ان يحكى لفظه إذا عرف وجه الصواب بخلافه إذا كان الحديث معروفا
ولفظ العرب به ظاهرا معلوما ألا ترى ان المحدث لو قال لا يؤم المسافر المقيم
فنصب المسافر ورفع المقيم كان قد أحال المعنى فلا يلزم اتباع لفظه
وقد حدثني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال انا
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال كنا عند عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان
يوما وهو يحدثنا وأبو العباس بن سريج حاضر فقال عبدان من دعى فلم يجب فقد
عصى الله ورسوله ففتح الياء من قوله يجب فقال له بن سريج ان رأيت أن
تقول يجب بضم الياء فأبى عبدان ان يقول وعجب من صواب بن سريج كما
عجب بن سريج من خطائه
222

باب ذكر الحكاية عمن قال يجب أداء حديث رسول الله
صلى الله عليه وسلم على لفظه ويجوز
رواية غيره على المعنى
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد
الحافظ قال ثنا القاسم بن أبي صالح قال سمعت أبا حاتم يعنى الرازي يقول
سمعت سعيد بن عفير يقول قال مالك بن أنس كل حديث للنبي صلى الله عليه
وسلم يؤدى على لفظه وعلى ما روى وما كان عن غيره فلا بأس إذا أصاب المعنى
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبيد الله بن محمد العكبري قال ثنا حمز
بن القاسم الخطيب قال ثنا عمر بن مدرك قال ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني مولى
بني هاشم قال سمعت مالك بن أنس يقول ما كان من حديث رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فلا تعد اللفظ وما كان عن غيره فأصبت المعنى فلا بأس
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا
الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار عن معن قال سألت مالكا عن معنى الحديث
فقال أما حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأده كما سمعته واما غير ذلك
فلا بأس بالمعنى
باب ذكر الرواية عمن أجاز النقصان من الحديث
ولم يجز الزيادة
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال ثنا محمد بن سعيد يعنى بن الأصبهاني قال ثنا عبد الله بن المبارك عن
سيف عن مجاهد قال انقص من الحديث ولا تزد فيه
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال انا محمد بن أحمد بن
223

محمد المفيد ح وأخبرنا محمد بن علي الحربي قال ثنا علي بن عمر الحضرمي قال قال ثنا
خالد بن محمد الصفار قال سمعت يحيى بن معين يقول إذا خفت ان تخطئ في
الحديث فأنقص منه ولا تزد
ومن الحجة لمن ذهب إلى هذا المذهب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم
نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها قالوا وهذا يدل على أن النقصان منها
جائز إذ لو لم يكن كذلك لذكره كما ذكر الزيادة
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال انا
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن
الليث الجوهري قالا ثنا سويد بن سعيد قال ثنا الوليد بن محمد الموقري قال ثنا ثور
بن يزيد عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في حجة
الوداع نضر الله من سمع مقالتي فلم يزد فيها فرب حامل كلمة إلى من هو أوعى
لها منه
وقد قال كثير ممن منع نقل الحديث على المعنى ان رواية الحديث على النقصان
والحذف لبعض متنه غير جائزة لأنها تقطع الخبر وتغيره فيؤدى ذلك إلى ابطال معناه
وإحالته وكان بعضهم لا يستجيز أن يحذف منه حرفا واحدا
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن
الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن أحمد قال ثنا أبي قال ثنا
سفيان قال سمعت عبد الملك بن عمير يقول والله انى لأحدث بالحديث فما ادع منه
حرفا
وقال بعض من أجاز الرواية على المعنى ان النقصان من الحديث جائز إذا
كان الراوي قد رواه مرة أخرى بتمامه أو علم أن غيره قد رواه على التمام ولا يجوز
له ان لا يعلم ذلك ولم يفعله
وقال كثير من الناس يجوز ذلك للراوي على كل حال ولم يفصلوا
224

والذي نختاره في ذلك أنه إن كان فيما حذف من الخبر معرفة حكم شرط
وامر لا يتم التعبد والمراد بالخبر الا بروايته على وجهه فإنه يجب نقله على تمامه ويحرم
حذفه لان القصد بالخبر لا يتم الا به فلا فرق بين ان يكون ذلك تركا لنقل العبادة
كنقل بعض أفعال الصلاة أو تركا لنقل فرض آخر هو الشرط في صحة العبادة كترك
نقل وجوب الطهارة ونحوها وعلى هذا الوجه يحمل قول من قال لا يحل اختصار
الحديث
أخبرنا أبو مسلم جعفر بن باي الجيلي الفقيه قال ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم
بن علي المقرى بأصبهان قال ثنا عبد الله بن محمد الهمذاني قال ثنا زكريا بن يحيى
خياط السنة قال ثنا إسحاق بن راهويه قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت
الخليل بن أحمد يقول لا يحل اختصار حديث النبي صلى الله عليه وسلم لقوله
رحم الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه كما سمعه
وأخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا
إبراهيم بن محمد بن يعقوب قال ثنا زكريا بن يحيى السجزي قال سمعت إسحاق
بن إبراهيم الحنظلي قال سمعت النضر بن شميل يقول سمعت الخليل بن أحمد
يقول لا يحل اختصار الحديث لان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله امرأ
سمع مقالتي فأداها كما سمعها فمتى اختصر لم يفهم المبلغ معنى الحديث
أخبرني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي قال انا عبد الرحمن بن
عمر الخلال قال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال قال جدي كان مالك لا
يرى أن يختصر الحديث إذا كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قرأت على أحمد بن محمد بن غالب عن أبي الحسن الدارقطني قال ثنا بن
مخلد قال سمعت عباسا الدوري يقول سئل أبو عاصم النبيل يكره الاختصار في
الحديث قال نعم لأنهم يخطئون المعنى
حدثني محمد بن بن الحسين قال انا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر قال
225

انا أحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسي قال ثنا عبد الله بن جابر البزاز قال ثنا
جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح قال ثنا محمد بن عيسى بن الطباع قال قال لي
عنبسة قلت لابن المبارك علمت أن حماد بن سلمة كان يريد أن يختصر الحديث
فيقلب معناه قال فقال لي أو فطنت له
فإن كان المتروك من الخبر متضمنا لعبارة أخرى وأمرا لا تعلق له بمتضمن
البعض الذي رواه ولا شرطا فيه جاز للمحدث رواية الحديث على النقصان وحذف
بعضه وقام ذلك مقام خبرين متضمنين عبارتين منفصلتين وسيرتين وقضيتين لا
تعلق لإحداهما بالأخرى فكما يجوز لسامع الخبر الواحد القائم فيما تضمنه مقام
الخبرين اللذين هذه حالهما رواية أحدهما دون الآخر فكذلك يجوز لسامع الخبر
الواحد القائم فيما تضمنه مقام الخبرين المنفصلين رواية بعضه دون بعض فلا فرق
بين ان يكون قد رواه هو بتمامه أو رواه غيره بتمامه أولم يروه غيره ولا هو بتمامه
لأنه بمثابة خبرين منفصلين في أمرين لا تعلق لأحدهما بالآخر وكذلك لا يجوز
لسامع الخبر الذي يتضمن حكما متعلقا بغيره وأمرا يلزم في حكم الدين لا يتبين
المقصد منه الا باستماع الخبر على تمامه وكماله ان يروى بعضه دون بعض لأنه
يدخله فساد وإحالة لمعناه وسد لطريق العلم بالمراد منه فلا فصل في تحريم ذلك
عليه بين ان يكون قد رواه غيره مبينا أو هو مرة قبلها أو لم يكن ذلك لأنه قد
يسمعه ثانيا منه إذا رواه ناقصا غير الذي سمعه تاما فلا يصل بنصه إلى معناه وقد يسمع روايته له ناقصا من لم يسمع رواية غيره له تاما فلا يجوز رواية ما حل هذا
المحل من الاخبار الا على التمام والاستقصاء اللهم الا ان يروى الخبر بتمامه غيره
ويغلب على ظن راويه على النقصان ان من يرويه له قد سمعه من الغير تاما وانه
يحفظه بعينه ويتذكر بروايته له البعض باقي الخبر فيجوز له ذلك فان شاركه في
السماع غيره لم يجز وكذلك فإنه يجوز أن يرويه ناقصا لمن كان قد رواه له من قبل
تاما إذا غلب على ظنه انه حافظ له بتمامه وذاكر له فاما ان خاف نسيانه والتباس
الامر عليه لم يجز أن يرويه له الا كاملا
226

وقد كان سفيان الثوري يروى الأحاديث على الاختصار لمن قد رواها له على
التمام لأنه كان يعلم منهم الحفظ لهو المعرفة بها
أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الدينوري بها قال أنا أبو بكر أحمد
بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال انا الحسين بن محمد مأمون قال ثنا أبو أمية
محمد بن إبراهيم قال سمعت عبد العزيز بن أبان يقول علمنا سفيان الثوري
اختصار الحديث
وان خان من روى حديثا على التمام إذا أراد روايته مرة أخرى على
النقصان لمن رواه له قبل تاما ان يتهمه بأنه زاد في أول مرة ما لم يكن سمعه أو أنه
نسي في الثاني باقي الحديث لقلة ضبطه وكثرة غلطه وجب عليه ان ينفي هذه
الظنة عن نفسه لان في الناس من يعتقد في راوي الحديث كذلك انه ربما زاد في
الحديث ما ليس منه وانه يغفل ويسهو عن ذكر ما هو منه وانه لا يؤمن ان
يكون أكثر حديثه ناقصا مبتورا فمتى ظن الراوي اتهام السامع منه بذلك وجب
عليه نفيه عن نفسه
وإن كان النقصان من الحديث شيئا لا يتغير به المعنى كحذف بعض الحروف
والألفاظ والراوي عالم واع محصل لما يغير المعنى وما لا يغيره من الزيادة
والنقصان فان ذلك سائغ له على قول من أجاز الرواية على المعنى دون من لم
يجز ذلك
باب ما جاء في تقطيع المتن الواحد وتفريقه في الأبواب
قد تقدم القول من في الباب الذي قبل هذا بإجازة تفريق المتن الواحد في
موضعين إذا كان متضمنا لحكمين وهكذا إذا كان المتن متضمنا لعبادات واحكام
227

لا تعلق لبعضها ببعض فإنه بمثابة الأحاديث المنفصل بعضها من بعض ويجوز
تقطيعه وكان غير واحد من الأئمة يفعل ذلك
حدثت عن عبد العزي بن جعفر الحنبلي قال ثنا أحمد بن محمد بن هارون
الخلال قال أخبرني يزيد بن عبد الله الأصبهاني قال سمعت إسماعيل الغزال من
حملة العلم قال سمعت نعيم بن حماد يقول رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في
المنام فقال أنت الذي تبتر حديثي فقلت يا رسول الله ان حديثك ربما دخل في
أبواب فسكت عنى
حدثني الحسن بن أبي طالب قال ثنا عبد الله بن عثمان الصفار قال حدثني
محمد بن أحمد بن غزال الصفار قال حدثني محمد بن عبد الله الرازي قال ثنا أحمد
بن بشير بن غرقدة قال حدثني أبو علي الصفدي حدثني نعيم بن حماد قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي أنت الذي تقطع حديثي قال
قلت يا رسول الله انه يبلغنا عنك الحديث فيه ذكر الصلاة وذكر الصيام وذكر الزكاة
فنجعل ذا في ذا وذا في ذا قال فنعم إذا
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني محمد بن
هارون أبا الحارث حدثهم قال رأيت أبا عبد الله يعنى أحمد بن حنبل قد أخرج
أحاديث وأخرج حاجته من الحديث وترك الباقي يخرج من أول الحديث شيئا ومن
آخره شيئا ويدع الباقي
وقال الخلال أخبرني محمد بن هارون ان إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال
سألت أبا عبد الله عن الرجل يسمع الحديث وهو إسناد واحد فيجعله ثلاثة
أحاديث قال لا يلزمه كذب وينبغي ان يحدث بالحديث كما سمع ولا يغيره
228

باب ذكر الرواية عمن قال يجب تأدية الحديث على
الصواب وإن كان المحدث
قد لحن فيه وترك موجب الاعراب
أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكى قال انا محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا إسحاق يعنى بن راهويه قال انا
عيسى بن يونس قال قال رجل للأعمش إن كان بن سيرين ليسمع الحديث فيه
اللحن فيحدث به على لحنه فقال الأعمش إن كان بن سيرين يلحن فان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم لم يلحن يقول قومه
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال حدثني أبو سوار عبد الله بن محمد بن أحمد
الشابرنجي قال ثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد قال ثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي قال ثنا عيسى بن يونس قال شهد ت الأعمش قال له رجل ان بن سيرين
يسمع الحديث فيه اللحن فيحدث به على لحنه فقال الأعمش إن كان بن سيرين
يلحن فان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يلحن فقوموه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال أنا أبو بكر محمد بن
عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفارسي الخطيب
قال ثنا محمد بن الصباح البزاز قال ثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر قال لا بأس
بالحديث إذا كان فيه اللحن ان يعر به
أخبرنا علي بن أبي على البصري قال انا محمد بن العباس الخزاز وإسماعيل بن
سعيد المعدل قال ثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني أبي قال ثنا أبو
عبد الله الوراق قال ثنا أبو داود قال ثنا شريك عن جابر عن الشعبي قال قلت
فانى اسمع الحديث ليس باعراب فأعربه قال نعم
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال ثنا أبو القاسم منصور بن جعفر
229

الصيرفي قال حدثني المظفر بن يحيى الشرابي عن الحسين بن الفهم عن محمد بن
أبان عن شريك عن جابر قال قلت للشعبي أسمع الحديث ملحونا فأعربه قال
نعم
أخبرنا القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي قال أنا أبو يعقوب
إسحاق بن سعد النسوي قال ثنا الحسين بن سفيان قال ثنا صفوان يعنى بن
صالح قال ثنا الوليد يعنى بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول أعربوا الحديث
فان القوم كانوا عربا
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا أحمد بن إسحاق الطيبي قال ثنا الحسن بن علي
بن زياد قال ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد قال ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت
الأوزاعي يقول كانوا يعربون وإنما اللحن من حملة الحديث فأعربوا الحديث
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرى قال ثنا أبو طاهر بن أبي هاشم قال ثنا
محمد بن علي بن إسماعيل التوزي قال قال لنا أبو زيد عمر بن شبة قال لي عفان
قال لي حماد بن سلمة من لحن في حديثي فليس يحدث عنى
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن أحمد قال انا أحمد بن علي
الابار قال ثنا الحسن بن علي قال ثنا عفان قال قال لنا همام إذا حدثتكم عن قتادة
فكان في حديثه لحن فقوموه فإنه كان لا يلحن
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن
عبد الرحمن بن خلاد قال حدثني شيخ من أهل خراسان مر بنا حاجا عن الحسن
بن علي الحلواني قال ما وجدتم في كتابي عن عفان لحنا فعربوه فان عفان كان لا
يلحن وقال لنا عفان ما وجدتم في كتابي عن حماد بن سلمة لحنا فعربوه فان حمادا
كان لا يلحن وقال حماد ما وجدتم في كتابي عن قتادة لحنا فعربوه فان قتادة كان
لا يلحن
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا عبد الله بن عبد
230

الرحمن السكري قال ثنا زكريا الساجي قال ثنا الأصمعي قال سمعت حماد بن زيد
يقول من لحن في حديثي فليس يحدث عنى
قرأت على أبى بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال انا محمد بن
إسحاق الثقفي قال ثنا بن أبي رزمة قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال قلت
لعبد الله يعنى بن المبارك الرجل يسمع الحديث فيه اللحن يقيمه قال نعم
كان القوم لا يلحنون
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة الحافظ
النيسابوري بالري قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد المحفوظي يقول
سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم
يقول سمعت النضر بن شميل يقول كان عوف بن أبي جميلة رجلا لحانا قد
كسوت لكم حديثه كسوة حسنة
قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال انا محمد بن إسحاق الثقفي
قال سمعت أبا قدامة قال سمعت أبا عبيد يقول ما كتبت اللحن في كتابي وان لحن
المحدث فربما رأيت في كتابي اللحن فأتوهم انى انا الذي أخطأت
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال انا
أحمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا عباس بن محمد قال قيل ليحيى وهو بن معين
ما تقول في الرجل يقوم الرجل حديثه يعنى ينزع منه اللحن قال لا بأس به
أخبرنا محمد بن أبي جعفر قال ثنا محمد بن عدي البصري في كتابه قال ثنا
أبو عبيد محمد بن علي قال سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول كان أحمد بن
صالح يقوم كل لحن في الحديث
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا بن خلاد قال
ثنا عبد الله بن أحمد الغزاء قال ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميمون من ولد
ميمون بن مهران قال رأيت أحمد بن حنبل يغير اللحن في كتابه
231

وقال بن خلاد ثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول قال سألت الحسن
بن محمد الزعفراني عن الرجل يسمع الحديث ملحونا أيعربه قال نعم
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد
بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت علي بن المديني وذكر وكيعا
واللحن فقال كان وكيع يلحن ولو حدثت عنه بألفاظه لكانت عجبا كان يقول حتنا
مسعر عن عيشة
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال
حدثنا يعقوب بن سفيان قال انا الحميدي قال قال سفيان كان بن أبي خالد يقول
سمعت المستورد اخى بنى فهر يلحن فيه فقلت انا أخا بنى فهر
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا محمد بن أحمد الصواف قال ثنا عبد الله
بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا هشيم قال كان إسماعيل بن أبي خالد وقد لقى
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاحش اللحن كان يقول حدثني فلان
عن أبوه
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس قال انا بن مرابة
قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى يقول كان إسماعيل بن أبي خالد إذا
حدث عن قيس يقول حدثني قيس بن أبو حازم قلت ليحيى كان إسماعيل من
العرب قال كان مولى بجيلة
قلت أعلم أحدا حدث عن بن أبي خالد عن قيس فنسبه الا قال بن أبي
حازم وهذا جماع منهم ان إصلاح اللحن جائز والله أعلم قاله الخطيب
باب ذكر الحجة في إجازة رواية الحديث على المعنى
قال كثير من السلف وأهل التحري في الحديث لا تجوز الرواية على المعنى بل
يجب مثل تأدية اللفظ بعينه من غير تقديم ولا تأخير ولا زيادة ولا حذف وقد ذكرنا
بعض الروايات عمن ذهب إلى ذلك ولم يفصلوا بين العالم بمعنى الكلام وموضوعه
وما ينوب منه مناب بعض وما لا ينوب منابه وبين غير العالم بذلك وقد ذكر عن
232

بعض السلف انه كان يروى الحديث على المعنى إذا علم المعنى وتحققه وعرف القائم
من اللفظ مقام غيره وقال جمهور الفقهاء يجوز للعالم بمواقع الخطاب ومعاني
الألفاظ رواية الحديث على المعنى وليس بين أهل العلم خلاف في أن ذلك لا
يجوز للجاهل بمعنى الكلام وموقع الخطاب والمحتمل منه وغير المحتمل وقال قوم
من أهل العلم الواجب على المحدث ان يروى على اللفظ إذا كان لفظ ينوب
مناب معناه غامضا محتملا فاما إذا لم يكن كذلك بل كان معناه ظاهرا معلوما
وللراوي لفظ ينوب مناب لفظ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غير زائد عليه ولا ناقص منه ولا محتمل لأكثر من معنى لفظه صلى الله عليه وسلم جاز للراوي روايته
على المعنى وذلك يجوز نحو أن يبدل قوله قام بنهض وقال بتكلم وجلس بقعد
وعرف بعلم واستطاع بقدر وأراد بقصد وأوجب بفرض وحظر بحرم ومثل هذا مما
يطول تتبعه وهذا القول هو الذي نختاره مع شرط آخر وهو أن يكون سامع لفظ
النبي صلى الله عليه وآله وسلم عالما بموضوع ذلك اللفظ في اللسان وبأن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم لم يريد به ما هو موضوع له فان علم يجوزه به واستعارته له
لم يسغ له ان يروى اللفظ مجردا دون ذكره ما عرفه من قصده صلى الله عليه وآله
وسلم ضرورة غير مستدل عليه فإنه ان استدل به على أنه قصد به معنى من المعاني
جاز عليه الغلط والتقصير في الاستدلال ووجب نقله له بلفظ الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم لينظر هو وغيره من العلماء فيه
فأما الدليل على أنه ليس ذلك للجاهل بمواقع الخطاب وبالمتفق معناه
والمختلف من الألفاظ فهو أنه لا يؤمن عليه ابدال اللفظ بخلافه بل هو الغالب من
امره
وأما الدليل على أنه لا يجوز للعالم أيضا رواية المحتمل من اللفظ على المعنى
فهو
أنه إنما يرويه على معنى يستخرجه يستدل عليه وقد يتوهم ويغلط وقد
يصيب
ونحن غير مأمورين بتقليده وان أصاب فيجب لذلك روايته إياه على
اللفظ ليجتهد العلماء في القول بمعناه اللهم الا ان يقول الناقل العدل انى قد علمت
ضرورة قصد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمحتمل من كلامه إلى كذا وكذا وانه
233

أراد ذلك بعينه دون غيره فيقبل قوله ويزول حكم الاجتهاد في معنى اللفظ
وأما الدليل على جواز ذلك للعالم بمعناه فهو ما أخبرني أبو محمد عبد الله بن
أحمد بن إبراهيم بن شاذان الصيرفي قال انا أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن
الجهم الكاتب قال انا محمد بن جرير الطبري قال حدثني سعيد بن عمرو السكوني
قال ثنا الوليد بن سلمة الفلسطيني قال أخبرني يعقوب بن عبد الله بن سليمان بن
أكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال قلنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأبينا
أنت وأمنا يا رسول الله انا لنسمع الحديث فلا نقدر على تأديته كما سمعناه قال إذا
لم تحلوا حراما ولا تحرموا حلالا فلا بأس
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال ثنا أبو بكر الإسماعيلي املاء قال
أخبرني إبراهيم بن موسى البزاز قال ثنا صالح بن قطن بن عبد الله قال ثنا عبد
الرحمن بن مساور حدثنا الوليد بن سلمة حدثني يعقوب بن إسحاق بن عبد الله
بن أكيمة الليثي عن أبيه عن جده قال قلنا يا رسول الله انا نسمع منك الحديث
فقد فقدر على تأديته كما سمعنا قال إذا لتحرموا حلالا ولا تحلوا حراما وأصبتم المعنى
فلا بأس
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن زنجي أبو
القاسم الكاتب قال ثنا أحمد بن محمد بن نصير الضبعي قال حدثني أحمد بن محمد
بن غالب أبو عبد الله قال ثنا الحسن بن قزعة قال ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن
عن حبيب بن أبي مرزوق عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن مسعود قال سأل
رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله انك تحدثنا حديثا لا نقدر
أن نسوقه كما نسمعه فقال إذا أصاب أحدكم المعنى فليحدث
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي وأحمد بن أبي جعفر القطيعي قالا ثنا
الحسن بن القاسم الخلال قال ثنا أحمد بن عبد الله الوكيل قال ثنا علي بن مسلم
الطوسي قال ثنا محمد بن يزيد الواسطي عن اصبغ بن زيد عن خالد بن كثير عن
234

خالد بن دريك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تقول على ما لم أقل فليتبوأ بين عيني
جهنم مقعدا قيل يا رسول الله وهل لها من عينين قال ألم تسمع إلى قول الله
عز وجل إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا فأمسك القوم ان
يسألوه فأنكر ذلك من شأنهم وقال مالكم لا تسألوني قالوا يا رسول الله سمعناك
تقول من تقول على ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا ونحن لا نحفظ
الحديث كما سمعناه نقدم حرفا ونؤخر حرفا ونزيد حرفا وننقص حرفا قال
ليس ذلك أردت إنما قلت من تقول على ما لم يريد عيبي وشين الاسلام أو
شينى وعيب الاسلام
ويدل على ذلك أيضا اتفاق الأمة على أن للعالم بمعنى خبر النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وللسامع بقوله ان ينقل معنى خبره بغير لفظه وغير اللغة العربية
وأن الواجب على رسله وسفرائه إلى أهل اللغات المختلفة من العجم وغيرهم ان
يرووا عنه ما سمعوه وحملوه مما أخبرهم به وتعبدهم بفعله على ألسنة رسله سيما إذا
كان السفير يعرف اللغتين فإنه لا يجوز أن يكل ما يرويه إلى ترجمان وهو يعرف
الخطاب بذلك اللسان لأنه لا يأمن الغلط وقصد التحريف على الترجمان فيجب ان
يرويه بنفسه وإذا ثبت ذلك صح ان القصد برواية خبره وأمره ونهيه إصابة معناه
وامتثال موجبه دون إيراد نفس لفظه وصورته وعلى هذا الوجه لزم العجم
وغيرهم من سائر الأمم دعوة الرسول إلى دينه والعلم بأحكامه ويدل على ذلك أنه
إنما ينكر الكذب والتحريف على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتغيير
معنى اللفظ فإذا سلم راوي الحديث على المعنى من ذلك كان مخبرا بالمعنى المقصود
من اللفظ وصادقا على الرسول صلى الله عليه وسلم وبمثابة من أخبر عن كلام زيو
أمره ونهيه وألفاظه بما يقوم مقام كلامه وينوب منابه من غير زيادة ولا نقصان فلا
يعتبر في أن راوي ذلك قد أتى بالمعنى المقصود وليس بكاذب ولا محرف وقد ورد
235

القرآن بمثل ذلك فان الله تعالى قص من أنباء ما قد سبق قصصا كرر ذكر بعضها في
مواضع بألفاظ مختلفة والمعنى واحد ونقلها من ألسنتهم إلى اللسان العربي وهو
مخالف لها في التقديم والتأخير والزيادة والنقصان ونحو ذلك
وقد استدل المنكرون للرواية على المعنى بحصول الاتفاق على أن الشرع
قد ورد بأشياء كثيرة قصد فيها الاتيان باللفظ والمعنى جميعا نحو التكبير والتشهد
والاذان والشهادة وإذا كان كذلك لم ينكر أن يكون المطلوب بالحديث لفظه بعينه
ومعناه جميعا فيقال لهم وبأي وجه وجب الحاق رواية حديث رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بلفظه بالاذان والتشهد وغير ذلك مما يجرى مجراهما فلا يجدون
متعلقا في ذلك
ويقال أيضا لو أخذ علينا في رواية حديثه إيراد لفظه ومعناه لوجب ان يوقف
عليه توقيفا يوجب العلم ويقطع العذر كالتوقيف لنا على الاذان والتشهد وفى عدم
توقيف يحج مثله دلالة على فساد ما قلتم ثم يقال لهم ما الفصل بينكم وبين من قال
لما حصل الاتفاق على إباحة الترجمة في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وأوامره ونواهيه والاخبار عن جملة دينه وتفصيله وجب كذلك جواز روايته على
المعنى باللفظ العربي الذي هو أقرب إلى لفظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من
الأعجمي فلا يجدون لذلك مدفعا واحتجوا أيضا بقول النبي صلى الله عليه وآله
وسلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فأداه كما سمعه وبقوله للذي علمه إذا
اخذ مضجعه يقول آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت في
الكلمات المشهورة فقال الرجل وبرسولك الذي أرسلت فقال له النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وبنبيك الذي أرسلت قالوا لم يسوغ لمن علمه الدعاء مخالفة
اللفظ فيقال لهم اما الحديث الأول فهو حجة عليكم لأنه قد علل فيه ونبه على ما
يقول بقوله صلى الله عليه وآله وسلم فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه
236

ليس بفقيه والى من هو أفقه منه وكأنه قال إذا كان المبلغ أوعى من السامع وأفقه
وكان السامع غير فقيه ولا ممن يعرف المعنى وجب عليه تأدية اللفظ ليستنبط معناه
العالم الفقيه والا فلا وجه لهذا التعليل إن كان حال المبلغ والمبلغ سواء على أن رواة
هذا الخبر نفسه قد رووه على المعنى فقال بعضهم رحم الله مكان نضر الله ومن
سمع بدل امرأ سمع وروى مقالتي بدل منا حديثا وبلغه مكان أداه وروى
فرب مبلغ أفقه من مبلغ مكان فرب مبلغ أوعى من سامع ورب حامل فقه لا
فقه له مكان ليس بفقيه وألفاظ سوى هذه متغايرة تضمنها هذا الخبر وقد ذكرنا
طرقه على الاستقصاء باختلاف ألفاظها في كتاب أفردناه لها والظاهر يدل ان هذا
الخبر نقل على المعنى فلذلك اختلفت ألفاظه وإن كان معناها واحد والله أعلم
واما رد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الرجل في الحديث الثاني قوله
وبرسولك إلى وبنبيك الذي أرسلت فان النبي أمدح من الرسول ولكل واحد من
هذين النعتين موضع ألا ترى ان اسم الرسول يقع على الكافة واسم النبي لا
يتناول الا الأنبياء خاصة وإنما فضل المرسلون من الأنبياء لأنهم جمعوا النبوة والرسالة
معا فلما قال وبنبيك الذي أرسلت جاء بأمدح النعت وهو النبوة ثم قيده بالرسالة
حين قال الذي أرسلت وبيان آخر وهو أن قوله وبرسولك الذي أرسلت غير
مستحسن لأنه يجتزأ بالقول الأول ان هذا رسول فلان عن أن يقول الذي أرسله إذ
كان لا يفيد القول الثاني الا المعنى الأول وكان قوله وبنبيك الذي أرسلت يفيد
الجمع بين النبوة والرسالة فلذلك امره النبي صلى الله عليه وآله وسلم به ورده إليه
والله أعلم آخر الجزء السادس
237

بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر خيرا
قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي
باب ذكر من كان يذهب إلى إجازة الرواية على
المعنى من السلف وسياق بعض اخبارهم في ذلك
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال انا
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا مطلب بن شعيب الأزدي قال ثنا عبد
الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح ح وأخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن
عيسى الناقد واللفظ له قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا جعفر بن محمد
الفريابي قال حدثني أحمد بن صالح قال ثنا معن قال ثنا معاوية بن صالح عن العلاء
بن الحارث عن مكحول قال دخلنا على واثلة بن الأسقع فقلنا يا أبا الأسقع حدثنا
حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه وهم ولا نسيان فقال هل
قرأ أحد منكم الليلة من القرآن شيئا قالوا نعم قال فهل زدتم ألفا أو واوا أو
شيئا فقلت انا نزيد وننقص وما نحن بأولئك في الحفظ فقال هذا القرآن بين
أظهركم وأنتم تدرسونه بالليل والنهار فكيف ونحن نحدث بحديث سمعناه عن
239

رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أو مرتين إذا حدثتكم على معناه فحسبكم
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا محمد بن أحمد بن الحسن قال
ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن
معاوية بن صالح ح وأخبرنا محمد بن الحسين الناقد قال انا أحمد بن جعفر قال ثنا
جعفر الفريابي قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا معن ح وأخبرنا محمد بن علي بن الفتح
قال انا عمر بن إبراهيم المقرى قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا أبو
خيثمة قال ثنا معن بن عيسى عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن
مكحول عن واثلة بن الأسقع قال إذا حدثناكم وقال قتيبة إذا جئناكم بالحديث على
معنا فحسبكم
أخبرنا محمد بن علي الحربي قال ثنا علي بن عمر الحافظ قال ثنا عبد الله بن
سليمان بن الأشعث قال ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان قال ثنا كثير بن يحيى بن
كثير قال حدثني أبي قال ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال كنا
نجلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عسى أن تكون عشرة نفر نسمع
الحديث فما منا اثنان يؤديانه غير أن المعنى واحد
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا علي بن عمر الحافظ قال ثنا أحمد بن
محمد بن سلم قال ثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد بن المنذر عن جده هشام بن
عروة عن أبيه قال قالت لي عائشة رضي الله عنها يا بنى انه يبلغني انك تكتب عنى
الحديث ثم تعود فتكتبه فقلت لها أسمعه منك على شئ ثم أعود فأسمعه على غيره
فقالت هل تسمع في المعنى خلافا قلت لا قالت لا بأس بذلك
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا مالك بن إسماعيل هو
240

أبو غسان ح وأخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا محمد بن الحسن بن
كوثر البربهاري قال ثنا محمد بن سليمان بن الحارث قال ثنا أبو غسان قال ثنا
إسرائيل عن أبي حصين عن عامر عن مسروق عن عبد الله قال حدث حديثا فقال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أرعد وأرعدت ثيابه فقال أو شبيه
ذا أو نحو ذا واللفظ لحديث الحيري
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز قال ثنا
القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء قال ثنا علي بن شعيب قال
ثنا معن قال ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي الدرداء انه كان إذا
حدث الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فرغ منه قال اللهم إلا هكذا
أو كشكله
أخبرنا أبو محمد الحسين بن علي بن محمد بن أحمد بن بشار السابوري
بالبصرة قال ثنا محمد بن أحمد بن محمويه العسكري قال ثنا أحمد بن عثمان بن أبي
منصور السكوني قال ثنا محمد بن الوزير وعمرو بن عثمان قالا ثنا الوليد بن مسلم
عن عبد الله بن العلاء عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس ان أبا الدرداء كان
يحدث بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا فرغ منه قال هذا أو
نحو هذا أو شكله
أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا أبو قطن قال ثنا بن عون عن محمد
قال كان أنس إذا حدث حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ففرغ منه
قال أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا
حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله يعنى أحمد بن حنبل ح وأخبرنا بن رزق أيضا
قال انا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان
قالوا ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب
241

عن محمد بن سيرين قال كنت اسمع الحديث من عشرة المعنى واحد واللفظ
مختلف
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن
درستويه الفارسي قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان
قال كان عمرو بن دينار يحدث بالحديث على المعنى وكان إبراهيم من ميسرة لا
يحدثه الا على ما سمع
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا
الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال ثنا معاذ بن معاذ العنبري القاضي عن بن
عون قال كان الحسن والشعبي وإبراهيم يحدثون بالمعاني وكان القاسم بن محمد
ورجاء بن حياة وابن سيرين يحدثون كما سمعوا
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال انا
محمد بن إسحاق الثقفي قال ثنا إسحاق يعنى بن راهويه قال انا إسماعيل بن علية
عن بن عون قال كان الحسن والنخعي والشعبي يحدثون بالحديث مرة
هكذا ومرة هكذا فذكر ذلك لابن سيرين فقال إنهم لو حدثوا كما سمعوا كان أفضل
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي
حدثكم أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق قال ثنا أبو معمر عن سفيان قال كان
عمرو بن دينار وابن أبي نجيع يحدثان بالمعاني وكان إبراهيم بن ميسرة وابن طاوس
يحدثان كما سمعا
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن علي الوراق قال ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا
جرير بن حازم قال سمعت الحسن يحدث بالأحاديث الأصل واحد والكلام
مختلف
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال ثنا عمر بن محمد بن علي الناقد قال ثنا
عمر بن محمد بن نصر الكاغذي قال ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال ثنا حرب بن
242

ميمون قال ثنا هشام قال قيل للحسن يا أبا سعيد انك تحدثنا بالحديث اليوم
وتحدث من الغد بكلام آخر فقال لا بأس بالحديث إذا أصبت المعنى
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا
جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا المفضل بن غسان الغلابي قال ثنا عبد الله بن
جعفر الرقي قال ثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن الحسن قال لا بأس
بتقديم الحديث وتأخيره إذا أصبت المعنى
أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني قال انا محمد بن
إسماعيل الوراق قال انا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا علي بن الجعد قال انا
المبارك بن فضالة عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا ان يقدم أو يؤخر إذا أصاب
المعنى
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد المتوثي والحسن بن أبي بكر
الأشعري قالا ثنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي قال ثنا الحسن بن علي بن عفان
قال ثنا زيد بن الحباب عن الربيع بن صبيح عن الحسن قال لا بأس إذا أصيب
معنى الحديث
أخبرنا أبو الخير فرج بن الخضر بن جامع الجوهري قال ثنا أحمد بن علي بن
يحيى بن حسان بن سهيل الحرشي بالكوفة قال ثنا أبي قال ثنا وكيع عن مهدي بن
ميمون عن غيلان بن جرير قال قلت للحسن الرجل يسمع الحديث فيحدث به لا
يألو يكون الزيادة والنقصان قال فقال الحسن لا بأس به
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال انا الحسين بن
إدريس قال ثنا بن عمار قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا مهدى عن غيلان
قال قلت للحسن الرجل يحدث بالحديث لا يألو فتكون فيه الزيادة والنقصان قال
ومن يطيق ذلك
أخبرنا الحسين بن الفضل والحسن بن أبي بكر قالا انا علي بن محمد بن الزبير
243

قال ثنا الحسن بن علي بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب عن مهدي بن ميمون عن
غيلان المعولي قال سألت الحسن أسمع الحديث فلا آلو أن أحدث به كما سمعت
فأزيد فيه أو أنقص قال سبحان الله ومن يطيق ذلك
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الرقي قال ثنا روح بن
عبادة قال ثنا هشام بن أبي عبد الله عن شعيب بن الحبحاب قال انطلقت انا
وغيلان بن جرير إلى الحسن فقال له غيلان يا أبا سعيد الرجل يحدث بالحديث
فلا يحدثه كما سمعه يزيد فيه وينقص فقال الحسن إنما الكذب على من تعمده
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم حدثنا محمد بن علي الوراق حدثنا أبو نعيم حدثنا هشام الدستوائي
عن شعيب بن الحبحاب قال دخلت على الحسن انا وغيلان فقال يا أبا سعيد الرجل
يحدث بالحديث فيزيد فيه وينقص منه فقال إنما الكذب على من تعمده
أخبرنا البرقاني قال انا بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا
بن عمار قال ثنا المعافى عن مسعر عن عمرو بن مرة قال انا لا نستطيع ان نحدثكم
الحديث كما سمعناه ولكن عموده ونحوه
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الموصلي قال ثنا أبو يعلى أحمد بن علي قال ثنا بشر بن الوليد قال ثنا الحسن بن عياش
أخو أبى بكر بن عيا ش عن جعفر بن محمد قال إن رجلين يأتيان من أهل الكوفة
فيشددان على في الحديث فما أجئ به كما سمعته الا ان أجئ بالمعنى
أخبرني الحسين بن علي الطناجيري قال انا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ
قال ثنا الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني قال ثنا سلمة بن شبيب قال ثنا
عبد الرزاق قال قلت لسفيان الثوري حدثنا بحديث أبى الزعراء كما سمعت قال يا
سبحان الله ومن يطيق ذلك إنما نجيئكم بالمعنى
244

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال وأبو الفتح هلال بن
محمد بن جعفر الحفار قالا انا إسماعيل بن محمد الصفار قال قال أبو محمد
العباس بن عبد الله الترقفي سمعت الفريابي يقول سمعت سفيان يقول لو أردنا ان
نحدثكم بالحديث كما سمعناه وقال بن برهان كما سمعه ما حدثناكم بحديث
واحد
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل والحسن بن أبي بكر قالا انا علي بن محمد بن
الزبير قال ثنا الحسن بن علي بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب عن رجل عن سيف
المكي عن مجاهد قال انقص الحديث أحب إلى من أن أزيد فيه قال الحسن قال
زيد قال سفيان إذا ذهبت أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني
وأخبرني أبو نصر أحمد بن الحسين القاضي بالدينور قال أنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن إسحاق الحافظ قال ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال ثنا الحسن بن علي
بن عفان قال ثنا زيد بن الحباب قال سمعت سفيان الثوري يقول إن قلت لكم انى
أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني قال زيد يعني أنه يحدث على المعاني
أخبرنا الحسن بن الحسين بن العباس النعالي قال أنا أبو سعيد أحمد بن
محمد بن رميح النسوي قال ثنا محمد بن يوسف بن عاصم ببخارا قال ثنا المهنأ بن
يحيى قال سمعت عبد الرزاق يقول قال صاحب لنا لسفيان الثوري حدثنا كما
سمعت فقال لا والله ما إليه سبيل وما هو الا المعنى
أخبرنا أبو حازم الأعرج عمر بن أحمد بن إبراهيم الحافظ بنيسابور قراءة قال
أنا أبو محمد القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي قال انا محمد بن إبراهيم بن سعيد
البوشنجي قال سمعت بن بكير يقول ربما سمعت مالكا يحدثنا بالحديث فيكون
لفظه مختلفا بالغداة وبالعشي
وحدثنا أبو حازم املاء قال ثنا علي بن عيسى الماليني قال ثنا محمد بن
245

محمود بن خالد النسوي قال سمعت علي بن خشرم يقول كان بن عيينة يحدثنا فإذا
سئل عنه بعد ذلك حدثنا بغير لفظه الأول والمعنى واحد
قرأت على أبى بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال انا
محمد بن إسحاق الثقفي قال انا قتيبة قال كانوا يقولون الحفاظ أربعة إسماعيل
بن علية وعبد الوارث ويزيد بن زريع ووهيب كانوا هؤلاء يؤدون اللفظ
قال أبو رجاء قتيبة وكان حماد بن زيد يحدث على المعنى سئل عن حديث في النهار
كذا وكذا يغير اللفظ
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال انا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني قال ثنا
محمد بن إسحاق السراج قال سمعت عبيد الله بن سعيد بقول سمعت يحيى بن
سعيد يقول أخاف ان يضيق على الناس تتبع الألفاظ لان القرآن أعظم حرمة ووسع
ان يقرأ على وجوه إذا كان المعنى واحدا
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي قال قرئ على أبي إسحاق
المزكى وأنا اسمع سمعت أبا العباس ح وأخبرنا أبو حازم العبدي واللفظ له
قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت أبا العباس أحمد بن
محمد بن الأزهر يقول سمعت أزهر بن جميل يقول كنا عند يحيى بن سعيد ومعنا
رجل يتشكك فقال له يحيى يا هذا إلى كم هذا ليس في يد الناس أشرف ولا
اجل من كتا ب الله تعالى وقد رخص فيه على سبعة أحرف
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال انا
الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان قال ثنا سعيد بن رحمة
الأصبحي قال كان محمد بن مصعب القرقساني يقول أيش تشددون على أنفسكم
إذا أصبتم المعنى فحسبكم
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال ثنا أحمد بن
طاهر بن النجم الميانجي قال ثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال قلت لأبي زرعة إذا
246

سمعتك تذاكر بالشئ عن بعض المشيخة قد سمعته من غيرك فأقول ثنا أبو زرعة
وفلان وإنما ذاكرتني أنت بالمعنى والاسناد قال أرجو قلت فإن كان حديثا
طويلا قال فهذا أضيق قلت فان قلت حدثنا فلان وأبو زرعة نحوه فسكت (0)
باب ما جاء في إرسال الراوي للحديث
وإذا سئل بعد ذلك عن إسناده فذكره
هل يجوز لمن يسمعه ان يلفقه ويقدم الاسناد على المتن
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن يعقوب الأيادي قال ثنا أبو
بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا محمد بن الجهم قال ثنا يعلى بن
عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن الربيع بن خثيم قال من قال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد هو على كل شئ قدير عشرا كان
عدل أربع رقاب قيل من حدثك قال عمرو بن ميمون فلقيت عمرا فقلت من
حدثك فقال عبد الرحمن بن أبي ليلى فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى فقلت من
حدثك فقال أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال انا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال قال أبى سمعت سفيان يقول إذا كفى الخادم أحدك
طعامه فليجلسه فليأكل معه فإن لم يفعل فليأخذ لقمة فليروغها فيه فينا وله وقر
عليه إسناده سمعت أبا الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال حدثني أبو عبد الله قال ثنا شعيب بن حرب قال قال مالك كنا نجلس
إلى الزهري والى محمد بن المنكدر فيقول الزهري قال بن عمر كذا وكذا فإذا كان
247

بعد ذلك جلسنا إليه فقلت الذي ذكرت عن بن عمر من أخبرك به قال ابنه
سالم
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول سمعت أبا بكر الصغاني يقول سئل سعيد بن عامر عن الرجل
يسمع الحديث فيسمع الكلام قبل الاسناد فقال لا بأس ان يصير الاسناد قبل
الكلام
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال
قال ثنا أبو داود السجستاني قال سمعت أبا عبد الله سئل عن المحدث يذكر
الحديث يعنى فيقال من دون فلان فيقول فلان جائز قال نعم قلت يؤلفها
أعني الذي يسمع هكذا قال نعم يؤلفه وهل كان شريك يحدث الا هكذا كان
يذكر الحديث فيقول فلان فيقال عمن فيقول عن فلان
باب ما جاء في المحدث يروى حديثا ثم يتبعه بإسناد آخر
ويقول عند منتهى الاسناد مثله يعنى مثل الحديث المتقدم هل يجوز أن يروى
عنه الحديث الثاني مفردا ويساق فيه لفظ الحديث الأول أم لا
كان شعبة بن الحجاج لا يجيز ذلك وقال بعض أهل العلم يجوز ذلك إذا
عرف ان المحدث ضابط متحفظ يذهب إلى تمييز الألفاظ وعد الحروف فإن لم يعرف
منه ذلك لم يجز افراد الاسناد الثاني وسياق المتن فيه وكان غير واحد من أهل
العلم إذا روى مثل هذا يورد الاسناد ويقول مثل حديث قبله متنه كذا وكذا ثم
يسوقه وكذلك إذا كان المحدث قد قال نحوه وهذا هو الذي أختاره
أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن محمد الدمشقي قال انا جدي قال انا محمد بن
يوسف الهروي قال ثنا محمد بن حماد الطهراني قال انا عبد الرزاق قال قال الثوري
248

إذا كان مثله يعنى حديثا قد تقدم فقال مثل هذا الحديث الذي قد تقدم فان شئت
فحدث بالمثل على لفظ الأول قال عبد الرزاق وكان شعبة لا يرى ذلك
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنا أبو مسلم
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال ثنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال
ثنا صالح بن محمد البغدادي قال ثنا أبو بكر الأعين عن قراد عن شعبة قال فلان
عن فلان مثله ليس بحديث
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال انا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا عبد الله بن
محمد البغوي قال ثنا محمود بن غيلان قال سمعت وكيعا يقول قال شعبة مثله
ليس بحديث وقال سفيان مثله حديث وقال شعبة نحوه شك
أخبرنا أبو بكر أحمد بن عمر الدلال قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي
قال ثنا الحسن بن علي بن شبيب أبو علي المعمري قال ثنا محمود بن غيلان قال
سمعت وكيعا يقول قال سفيان إذا قال نحوه فهو حديث وقال شعبة نحوه
شك
ذكر أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس ان محمد بن حميد بن سهيل
المخرمي أخبرهم قال ثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبى قيل
لأبي زكريا يعنى يحيى بن معين يحدث المحدث بحديث ثم يحدث آخر في اثره فيقول
مثله يجوز لي انا ان اقص الكلام الأول في هذا الأخير الذي قال فيه المحدث
مثله قال نعم قلت له إنما قال المحدث مثله وكيف اقص انا الكلام فيه
قال هذا جائز إذا قال مثله فقصصت أنت الكلام الأول في هذا الأخير لا بأس
به
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا
أحمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
249

يقول إذا كان حديث عن رجل وحديث آخر عن رجل مثله فلا بأس ان يرويه
إذا كان مثله الا ان يقول نحوه
قلت وهذا القول على مذهب من لم يجز الرواية على المعنى فأما على مذهب
من أجازها فلا فرق بين مثله ونحوه والله أعلم
باب ما جاء في تفريق النسخة المدرجة
وتجديد الاسناد المذكور في أولها لمتونها
لأصحاب الحديث نسخ مشهورة كل نسخة منها تشتمل على أحاديث كثيرة
يذكر الراوي إسناد النسخة في المتن الأول منها ثم يقول فيما بعده وبإسناده إلى
آخرها فمنها نسخة يرويها أبو اليمان الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ونسخة أخرى عند أبي اليمان عن شعيب أيضا
عن نافع عن بن عمر ونسخة عند يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن
العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة ونسخة عند عبد الرزاق بن همام عن
معمر بن راشد عن همام بن منبه عن أبي هريرة وسوى هذا نسخ يطول ذكرها
فيجوز لسماعها ان يفرد ما شاء منها بالاسناد المذكور في أول النسخة لان ذلك بمنزلة
الحديث الواحد المتضمن لحكمين لا تعلق لأحدهما بالآخر فالاسناد هو لكل
واحد من الحكمين ولهذا جاز تقطيع المتن في بابين والأكثر على ما تقدم ذكرنا
له
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا
أحمد بن سعيد قال ثنا عباس بن محمد قال قال يحيى بن معين أحاديث همام بن منبه
لا بأس ان يقطعها
قرأت في أصل كتاب هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الذي سمعه من
250

أبى على أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن
عبيد الله المنادى قال حدثنا أبو موسى الزرقي قال ثنا أبو هبيرة الدمشقي قال ثنا
أحمد بن شبويه قال قلت لوكيع المحدث يحدثني فيقول في أول الكتاب حدثنا
سفيان عن منصور ثم يقول فيما سوى ذلك وعن منصور أقول في كل حديث
حدثنا فلان عن سفيان عن منصور قال نعم لا بأس به
أخبرني أحمد بن محمد الروياني قال انا عثمان بن محمد المخرمي قال
أخبرني محمد بن يعقوب الأصم ان العباس بن محمد الدوري حدثهم قال سألت
يحيى بن معين عن حديث ورقاء بن عمر أنه كان يقول في أولها عن بن أبي نجيح
عن مجاهد فقيل له ترى بأسا ان يخرجها انسان فيكتب في كل حديث ورقاء عن بن أبي
نجيح عن مجاهد قال ليس به بأس
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال سألت أبا بكر أحمد بن إبراهيم
الإسماعيلي عن الاسناد المدرج فقال يجوز إذا جعل إسناد واحد لعدة من المتون
ان يجدد لكل متن إسنادا جديدا
الله عز وجلباب في المحدث يروى حديثا عن شيخ
ينسبه فيه ثم يروى بعده عن ذلك الشيخ
أحاديث يسميه فيها فلا ينسبه هل يجوز للطالب ان يذكر نسب الشيخ
في الأحاديث كلها إذا رواها متفرقة
قد أجاز أكثر أهل العلم ذلك منهم من قال الأولى ان يقول إذا أراد أن
ينسب الشيخ يعنى بن فلان وممن ذهب إلى هذا أحمد بن حنبل
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال
أخبرني عصمة بن عصام قال ثنا حنبل قال كان أبو عبد الله إذا جاء اسم الرجل غير
منسوب قال يعنى بن فلان
251

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن أحمد الأسفرائيني حدثكم
عبد الله بن محمد بن سيار قال سمعتهم يذكرون بالبصرة عن علي بن المديني قال إذا
حدثك الرجل فقال ثنا فلان ولم ينسبه فقل حدثنا فلان ان فلان بن فلان حدثه
وهكذا رأيت أبا بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني نزيل نيسابور يفعل وكان
أحد الحفاظ المجودين ومن أهل الورع والدين وسألته عن أحاديث كثيرة رواها لنا
قال فيها أبو عمرو بن حمدان أن أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي أخبرهم
وأنا أبو بكر بن المقرى ان إسحاق بن أحمد بن نافع حدثهم وأنا أبو أحمد الحافظ
ان أبا يوسف محمد بن سفيان الصفار أخبرهم فذكر لي ان هذه الأحاديث سمعها
قراءة على شيوخه في جملة نسخ نسبوا الذين حدثوهم بها في أولها واقتصروا في بقيتها
على ذكر أسمائهم
وكان غيره يقول في مثل هذا انا فلان قال انا فلان وهو بن فلان ثم يسرد
نسبه إلى منتهاه وهذا الذي استحسنه لان قوما من الرواة كانوا يقولون فيما أجيز لهم
أخبرنا فلان ان فلانا حدثهم فاستعمال ما ذكرت الا نفي للظنة وإن كان المعنى في
العبارتين واحدا
باب في جواز استثبات الحافظ ما شك فيه
من كتاب غيره أو حفظه رضي الله تعالى عنه
أخبرنا محمد بن بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا انا دعلج بن
أحمد قال انا وفى حديث بن رزق ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا أبو قدامة قال
سمعت بهز بن أسد يقول سمعت أبا عوانة يقول كنت اكتب عن قتادة فقال لا
252

تكتب فإنه احفظ لك فتركت فإذا شككت الآن نظرت في كتاب سعيد بن أبي
عروبة
قال الخطيب وينبغي لمن أراد استثبات غيره في شئ عرض له الشك فيه ان
لا يذكر العارض خوفا من أن يكون خطأ فيلقنه المسؤول ولكن يقول له كيف
حدثت كذا كذا ويذكر طرف الحديث حسب
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي قال انا حمزة بن محمد بن العباس قال
ثنا محمد بن الفضل القسطاني قال ثنا شيبان الابلي قال ثنا أبو هلال عن قتادة قال
إذا أردت ان تغلط صاحبك فلقنه
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرى قال انا عثمان بن أحمد بن
سمعان الرزاز قال ثنا هيثم بن خلف الدوري قال ثنا محمود بن غيلان قال ثنا
وهب بن جرير قال كان شعبة يجئ إلى أبى وهو على حمار فيقول كيف سمعت
الأعمش يحدث بحديث كذا وكذا فيقول أبى كذا وكذا فيقول شعبة هكذا والله
سمعت الأعمش يحدث به فيسأله عن أحاديث من أحاديث الأعمش فإذا حدثه
أبى يقول هكذا سمعت الأعمش يحدث به ثم يضرب حماره ويذهب
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول رأيت أحمد بن حنبل في
مجلس روح بن عبادة سنة خمس ومائتين يسأل يحيى بن معين عن أشياء يقول له
يا أبا زكريا كيف حديث كذا وكيف حديث كذا يريد أحمد أن يستثبته في أحاديث
قد سمعوها فكلما قال يحيى كتبه أحمد
قلت وكان بعض السلف يبين ما ثبته فيه غيره فيقول حدثني فلان وثبتني
فلان
253

باب ذكر بعض الروايات عمن قال ثنا
فلان وثبتني فلان رضي الله تعالى عنهما
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال انا إسماعيل بن محمد
الصفار قال ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال ثنا يزيد بن هارون قال انا عاصم
وثبتني شعبة عن عبد الله بن سرجس قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذا سافر قال اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور
ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال قال الدقيقي سمعت يزيد مرة
أخرى يقول سمعت عاصما وثبتني شعبة عن عبد الله بن سرجس ثم ذكر الحديث
أخبرنا علي بن أبي على البصري قال أنا أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم
الحازمي البخاري قال ثنا إسحاق بن أحمد بن خلف الأزدي الحافظ قال سمعت
صالح بن مسمار يقول ثنا شعيب بن حرب المدائني قال إسحاق وثبتني أبى عن
صالح عن سعيد بن السائب عن بن يامين عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لرجل خذ حقك في عفاف وافيا وغير واف
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق الثاني وعلي بن أحمد بن هارون النهرواني قالا
ثنا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي قال ثنا علي بن حرب قال ثنا
سفيان بن عيينة عن الزهري وثبته معمر عن بن الصعير قال أشرف النبي صلى الله
254

عليه وسلم على قتلى أحد فقال إني قد شهدت على هؤلاء فزملوهم بكلومهم
ودمائهم
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال أنا أبو سهل أحمد بن
محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا أبو إسماعيل الترمذي قال ثنا الحميدي قال
ثنا سفيان قال ثنا الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن
مخرمة قال اخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة
فلما كان بذي الحليفة قلد الهدى وأشعره وأحرم منها بعمرة فقال سفيان انتهى
حفظي من الزهري إلى هنا وكان طويلا فثبتني معمر قال فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم وبعث عينا له من خزاعة فلما كان بعين الاشظاظ أتاه عينه
الخزاعي فقال إن قريشا جمعوا لك جموعا وساق الحديث بطوله إلى آخره
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال انا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه إلينا
قال ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا
حامد يعنى بن يحيى قال ثنا سفيان قال شويب من أهل البصرة كان يجالسنا عند
الزهري يقال له درست قال أبو داود فرأيت في أصل عبد الوارث في غير موضع ثنا
أيوب وثبتنا درست
باب في من وجد في كتابه خلاف
ما حفظ عن المحدث
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بزياد
القطان قال ثنا إسحاق الحربي قال ثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا قتادة عن علي بن
زيد عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم انه اشترى قال همام في كتابي ثوبا وفى حفظي حلة بسبع
وعشرين ناقة
255

أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال انا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال
ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال ثنا علي بن الجعد قال انا شعبة عن الحكم عن
يحيى بن الجزار عن صهيب رجل من أهل البصرة عن بن عباس ان جارتين من
بنى عبد المطلب جاءتا تسعيان ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلى حتى
أخذنا بركبتيه قال شعبة وأنا احفظ من فيه ففرع بينهما وفى كتابي ففرق بينهما ولم
يقطع صلاته
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال انا
الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال ثنا عبد الرحمن عن شعبة عن أبي إسحاق
عن أبي عبيدة قال كان عبد الله يقول يبدأ أحدكم فيتشهد ثم يحمد الله ويمجده
ويثنى عليه بما هو له أهل ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يسأل
لنفسه قال قد أسقطت من كتابي ثم يصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ولكن حفظي هكذا شعبة الذي يشك
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال انا
الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا الحسن بن المثنى قال ثنا محمد بن خلاد الباهلي قال
ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر أنه كان يجمع بين العشاء
والمغرب إذ جد السير بعد ما يغيب الشفق ويزعم أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم كان يجمع بينهما قال يحيى حدثت بهذا الحديث ست عشرة سنة بمكة فكنت
أقول قبل ان يغيب الشفق ثم نظرت في كتابي فإذا بعد ما يغيب الشفق
أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق قال انا أحمد بن كامل
القاضي قال أنا أبو قلابة الرقاشي قال ثنا عبد الصمد يعنى بن عبد الوارث قال ثنا
هاشم الكوفي قال ثنا زيد الخثعمي عن أسماء بنت عميس قالت سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار
الاعلى بئس العبد عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال بئس العبد عبد
256

بغى وعتا ونسي المبدأ والمنتهى بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين بئس العبد
عبد يختل الدنيا بالشبهات بئس العبد عبد طمع يقوده بئس العبد عبد هوى
يضله قال أبو قلابة وجدت في كتابي بخطى ولم احفظه من المجلس بئس العبد
عبد تزيله الرغبة عن الحق
باب في أن الحافظ إذا نسي حديثا سمعه
من شيخ لم يجز له ان يرويه عنه
لكنه يرويه نازلا عمن ضبطه عن ذلك الشيخ
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال انا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي قال انا
معاذ بن المثنى قال ثنا أبي قال ثنا أبي عن شعبة عن منصور عن مجاهد سمع
حسان بن أبي وجز سمع عقار بن المغيرة بن شعبة عن أبيه عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم أنه قال م يتوكل من اكتوى أو استرقى قال وقد كان سمعه
مجاهد من عقار فلم يحكم حفظه
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله الأنماطي قال ثنا محمد بن المظفر قال ثنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن الهيثم الدلال الدوري قال ثنا أحمد بن عبدة الضبي قال
ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال سمعته
يحدث وحدثني عنه صاحب لي قال وانا لحديث صاحبي احفظ قال تزوجت أم
يحيى بنت أبي اهاب فدخلت عليها امرأة سوداء فزعمت أنها أرضعتنا جميعا فأتيت
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكرت له ذلك فأعرض عنى فتحولت وقلت يا
رسول الله انها كاذبة قال كيف بها وقد قالت دعها عنك
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال انا عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الفقيه
قال ثنا محمد بن سليمان قال ثنا علي بن عبد الله قال ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا
أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة قال حدثني عبيد بن أبي مريم عن عقبة بن الحارث
257

قال وقد سمعته من عقبة ولكني لحديث عبيد أحفظ ثم ساق نحو ما تقدم
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حجاج قال
ثنا شعبة عن منصور عن حيان عن سويد بن غفلة عن علي انه سئل عن امرأة
تركت زوجها وأمها فجعل لزوجها النصف ولامها الثلث ثم رد ما بقي على أمها
قال شعبة وقد سمعته من حيان فحدثت به سفيان فذهب سفيان إلى منصور
فحدثه فنسيته فسألت عنه منصورا فأخبرني به فحفظته من منصور وما أرى
منصورا سمعه من حيان قال أبى يقال له حيان صاحب الأنماط
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي قال انا إبراهيم بن أحمد بن جعفر
الخرقي قال انا عمر بن أحمد بن علي القطان قال ثنا محمد بن الوليد البسري قال ثنا
محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن صدقة قال سمعت بن عمر وسأله رجل فقال إني
أهللت بهما جميعا قال لو كنت اعتمرت كان أحب إلى ثم أمره فطاف بالبيت
وبالصفا وبالمروة وقال لا يحل منك شئ دون يوم النحر ثم إن شعبة نسي هذا
الحديث فقلت له انك حدثتني به قال إن كنت حدثتك به فهو كما حدثتك
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم قال انا الربيع بن سليمان قال انا الشافعي قال انا
عبد العزيز بن محمد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد قال
عبد العزيز فذكرت ذلك لسهيل فقال أخبرني ربيعة وهو عندي ثقة انى حدثته إياه
ولا احفظه قال عبد العزيز قد كان أصاب سهيلا علة أذهبت بعض عقله ونسي
بعض حديثه فكان سهيل بعد يحدثه عن ربيعة عنه عن أبيه
258

باب في أن السئ الحفظ لا يعتد من
حديثه الا بما رواه من أصل كتابه
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال انا أحمد بن محمد بن حسنويه الغوزمي
قال انا الحسين بن إدريس قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال سمعت
أحمد بن حنبل قال قال عفان ثنا همام يوما بحديث فقيل له فيه فدخل فنظر في
كتابه فقال ألا أراني أخطئ وانا لا أرى فكان بعد يتعاهد كتابه
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا انا دعلج بن
أحمد قال انا وفى حديث بن رزق ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا محمد بن المنهال
الضرير قال سمعت سفيان الرأس يسأل يزيد بن زريع ما تقول في همام فقال
كتابه صالح وحفظه لا يسوى شيئا
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال انا بن خميرويه الهروي قال انا الحسين بن إدريس
قال قال بن عمار شريك كتبه صحاح فمن سمع منه من كتبه فهو صحيح قال
ولم يسمع من شريك من كتابه الا إسحاق الأزرق
أخبرني بن الفضل قال انا دعلج قال انا أحمد بن علي قال ثنا مجاهد بن
موسى قال سمعت يحيى بن سعيد يقول إذا حدثكم المعتمر بن سليمان بشئ
فاعرضوه فإنه سئ الحفظ
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى قال انا محمد بن
إسحاق السراج قال سمعت عبيد الله بن جرير بن جبلة يقول قال أبو سلمة قال
وهيب حفظ إسماعيل بن علية وكتاب عبد الوهاب
259

باب فيمن خالفه احفظ منه فحكى
خلافه له في روايته
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال انا دعلج بن أحمد
قال ثنا يوسف القاضي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا شعبة عن الحكم عن
عبد الحميد عن مقسم عن بن عباس في الذي يأتي امرأته وهي حائض قال يتصدق
بدينار أو نصف دينار
وأخبرنا بن بشران أيضا قال انا دعلج قال ثنا عبد الله بن أحمد قال ثنا
عقبة بن مكرم العمى قال ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن الحكم عن عبد الحميد
عن مقسم عن بن عباس مثله موقوفا قال شعبة اما حفظي فمرفوع وزعم فلان
وفلان ان الحكم لم يرفعه فقلت يا أبا بسطام حدثنا بحفظك ودعنا من فلان
وفلان فقال ما أحب ان عمري في الدنيا عمر نوح وانى حدثت بهذا وسكت عن
هذا أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبى حاتم بن أبي الفضل
الهروي بها أخبركم محمد بن عبد الرحمن السامي قال ثنا علي بن الجعد ح وأخبرنا حمزة بن
محمد بن طاهر الدقاق قال انا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ح وأخبرنا علي بن أبي على
البصري قال انا جعفر بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول وعبيد الله بن
محمد بن إسحاق البزاز قالوا ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا علي بن
الجعد قال انا شعبة عن قتادة عن داود السراج عن أبي سعيد الخدري قال شعبة
وقال لي هشام وكان احفظ عن قتادة وأكثر مجالسة له منى هو عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة وان دخل الجنة
يلبسه أهل الجنة ولم يلبسه هو
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا
عبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية قال ثنا يعقوب بن شيبة قال ثنا علي بن المديني
قال ثنا سفيان حدثنا عاصم بن كليب عن أبي بكر بن أبي موسى قال أرسل على إلى
260

أبى موسى وهو جالس في رحبة أبى موسى فدعاه فقال نهاني رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ان اجعل الخاتم في هذه أو هذه وأشار سفيان إلى السبابة والوسطى
قال سفيان انا أقول عن أبي بكر بن أبي موسى وغيري يقول عن أبي بردة بن أبي
موسى قلت رواه سفيان الثوري وشعبة وأبو عوانة وأبو الأحوص وعمار بن رزيق
والمسعودي وخالد بن عبد الله وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس كلهم عن
عاصم بن كليب عن أبي بردة بن أبي موسى وهو الصواب والله أعلم
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال قال أبو بكر يعنى الحميدي قال سفيان ثنا الزهري عن عمرة
عن عائشة ان حبيبة بنت جحش استحيضت وذكر الحديث قال سفيان الذي
حفظت انا حبيبة بنت جحش والناس يقولون أم حبيبة
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز وأبو الفتح
هلال بن محمد بن جعفر الحفار قالا انا إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا عباس بن
محمد قال ثنا أبو معمر قال ثنا عبد الوارث قال حدثني حسين المعلم قال حدثني
عبد الله بن بريدة قال حدثني أبو عمران قال أبو معمر وعبد الصمد بن عبد الوارث
يقول في هذا حدثني أبو عمر وأنا أقول في هذا حدثني أبو عمران أنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا تبوأ مضجعه الحمد لله الذي كفاني
وآواني وأطعمني وسقاني ومن على فأفضل وأعطاني فأجزل الحمد لله على كل حال
اللهم رب كل شئ ومليك كل شئ ولك كل شئ أعوذ بك من النار
أخبرنا أبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال انا
أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا الفضل بن الحباب قال ثنا عبيد الله بن محمد بن
حفص قال ثنا عبد الرحمن بن حماد الطلحي عن طلحة بن يحيى عن أبيه عن
طلحة بن عبيد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير سبحان
الله قال هو تنزيه الله من السوء قال الفضل أخبرني بعض من خالفني ان إسناده
غير هذا ولم يحلني على حجة قاطعة وحفظته من فيه كما حدثت به
261

قلت قد رواه علي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن شاذان الجوهري عن
عبيد الله بن محمد بن حفص فزاد في إسناده رجلا
أخبرنيه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم القزويني قال أنا أبو
الحسين محمد بن هارون الثقفي ح وأخبرناه محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال انا
حامد بن محمد بن عبد الله الهروي قالا انا علي بن عبد العزيز ح وأخبرناه الحسن بن أبي
بكر قال ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان قال ثنا محمد بن شاذان
قالا ثنا عبيد الله بن محمد التيمي قال ثنا عبد الرحمن بن حماد قال ثنا حفص بن
سليمان قال ثنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تفسير سبحان الله فقال هو تنزيه الله عن
كل سوء لفظ حديث القزويني وعند عبيد الله بن محمد بن حفص عن
عبد الرحمن بن حماد عدة أحاديث بهذا الاسناد ولم يذكر فيها حفصا والله أعلم
باب القول فيمن كان معوله على الرواية
من كتبه لسوء حفظه وذكر
الشرائط التي تلزمه
اختلف أهل العلم أولا في الاحتجاج برواية من كان لا يحفظ حديثه غير
أن معوله على الكتاب فمنهم من لم يصحح ذلك ومنهم من صححه
أخبرني محمد بن الحسين القطان انا دعلج بن أحمد ح وأخبرنا محمد بن
عمر بن جعفر الخرقي قال انا أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال دعلج انا
وقال بن سلم ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا يونس بن عبد الأعلى قال ثنا أشهب
قال قلت لمالك الرجل يخرج كتابه وهو ثقة فيقول هذا سماعي الا انه لا يحفظ
قال لا يسمع منه قال يونس لأنه ان ادخل عليه لا يعرف
262

أخبرنا محمد بن المؤمل الأنباري قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن
محمد بن صالح الأبهري قال انا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن
عبد الله التجيبي قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال أشهب وسئل مالك أيؤخذ
ممن لا يحفظ وهو ثقة صحيح أيؤخذ عنه الأحاديث فقال لا يؤخذ منه أخاف ان
يزاد في كتبه بالليل
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال انا المروذي قال
قال أبو عبد الله لا ينبغي للرجل إذا لم يعرف الحديث ان يحدث ثم قال صار
الحديث يحدث به من لا يعرفه ثم استرجع
أخبرنا عبد الله بن علي بن حمويه الهمذاني بها قال انا أحمد بن عبد الرحمن
الشيرازي قال انا عبيد الله بن العباس الشطوي قال انا أحمد بن إبراهيم بن الوليد
الواسطي قال ثنا أبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن قال سمعت النفيلي يقول سمعت
هشيما يقول من لم يحفظ الحديث فليس هو من أصحاب الحديث يجئ أحدهم
بكتاب كأنه سجل مكاتب
قلت والسماع من البصير الأمي والضرير اللذين لم يحفظا من المحدث ما
سمعاه منه لكنه كتب لهما بمثابة واحدة قد منع منه غير واحد من العلماء ورخص فيه
بعضهم
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال ثنا إسماعيل بن علي الخطبي قال ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبى قلت ما تقول في سماع الضرير البصر قال
إذا كان يحفظ من المحدث فلا بأس وإذا لم يكن يحفظ فلا قال أبي قد كان أبو
معاوية الضرير إذا حدثنا بالشئ الذي يرى أنه لم يحفظه يقول في كتابنا أو في كتابي
عن أبي إسحاق الشيباني فلا يقول ثنا ولا سمعت قلت فالأمي قال هو
كذلك بهذه المنزلة الا ما حفظ من المحدث
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا أبو علي الصواف قال ثنا عبد الله بن
263

أحمد بن حنبل قال سألت يحيى بن معين قلت رجل ضرير البصر وسميت رجلا
وهو يحفظ أحاديث وأحاديث لا يحفظها قال لا تكتب اما يحفظ يعنى الذي
يحفظ ليس بشئ فعاودته فقال ليس بشئ فقلت ان اخذته من رجل ثقة ثم
أسأله فقال ليس بشئ
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا
أحمد بن سعيد السوسي قال ثنا عباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين وقيل
له الرجل الضرير يكتب له ويلقن بعد ويحفظ قال لا الا ان يكون قد حفظ من
فيه يعنى من في المحدث وقال العباس في موضع آخر قيل ليحيى بن معين الرجل
يلقن حديثه قال إذا كان يعرف إن ادخل عليه فليس بحديثه بأس وان لم يكن
يعرف إذا ادخل عليه وكأن يحيى كرهه قال يحيى هذا الكلام أو معنى هذا
الكلام
قال الخطيب رحمه الله ونرى العلة التي لأجلها منعوا صحة السماع من
الضرير والبصير الأمي هي جواز الادخال عليها ما ليس من سماعهما وهي العلة التي
ذكرها مالك فيمن له كتب وسماعه صحيح فيها غير أنه لا يحفظ ما تضمنت فمن
احتاط في حفظه كتابه ولم يقرأ الا منه وسلم من أن يدخل عليه غير سماعه
حازت روايته وسنذكر الحكاية عمن أجاز ذلك من السلف إن شاء الله تعالى
باب ذكر من روى عنه من السلف
إجازة الرواية من الكتاب الصحيح
وان لم يحفظ الراوي ما فيه
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي قال ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا
264

مطلب بن زياد قال ثنا محمد بن أبان قال قال الحسن بن علي لبنيه وبنى أخيه تعلموا
تعلموا فإنكم صغار قوم اليوم تكونون كبارهم غدا فمن لم يحفظ منكم فليكتب
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى قال ثنا
محمد بن إسحاق السراج قال سمعت مؤمل بن هشام يقول سمعت إسماعيل بن
علية يقول سمعت من يزيد الرشك أربعة أحاديث وكان يحدث من كتابه فقلت
هذا لا يحفظ فلم ارغب فيه وجاء شعبة وكتب كتبه عن معاذ العدوية
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظ بحلوان قال أنا أبو
بكر بن المقرى بأصبهان قال ثنا بن طلاب يعنى أبا الجهم أحمد بن الحسين
المشغراني قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مروان بن محمد يقول لا غنى
لصاحب حديث عن ثلاث صدق وحفظ وصحة كتب فان كانت فيه
ثنتان وأخطأته واحدة لم يضره إن كان صدق وصحة كتب ولم يحفظ ورجع إلى
كتب صحيحة لم يضره
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال انا عبد الله بن عدي الحافظ قال انا
جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت مروان
يقول ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى الحفظ والصدق وصحة الكتب فان
أخطأت واحدة وكانت فيه ثنتان لم يضره ان أخطأ الحفظ ورجع إلى صدق وصحة
كتب لم يضره قال وقال مروان طال الاسناد وسيرجع الناس إلى الكتب
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن
موسى قال قال الحميدي فأما من اقتصر على ما في كتابه فحدث به ولم يزد ولم
ينقص منه ما يغير معناه ورجع عما يخالف فيه بوقوف منه عن ذلك الحديث أو
عن الاسم الذي خولف فيه من الاسناد ولم يغيره فلا يطرح حديثه فلا يكون
265

ذلك ضارا في حديثه إذا لم يرزق من الحفظ والمعرفة بالحديث ما رزق غيره إذا
اقتصر على ما في كتابه ولم يقبل التلقين لأنني وجدت الشهود يختلفون في المعرفة بحد
الشهادة ويتفاضلون فيها كتفاضل المحدثين ثم لا أجد بدا من إجازة شهاداتهم
جميعا ولا يلزمني ان أرد شهادة من كان هكذا حتى يكون له من المعرفة ما لهذا
فهكذا المحدثون على ما وصفت لك
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال انا محمد بن
مخلد العطار قال سمعت جعفر الطيالسي يقول ينبغي للرجل ان يتزر بالصدق
ويرتدى بالكتب هكذا كان في كتاب بن مهدي ولم يجاوز جعفرا
وقد أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا علي بن عمر الدارقطني قال سمعت بن
مخلد قال سمعت جعفر الطيالسي يقول سمعت يحيى بن معين يقول ينبغي
للمحدث ان يتزر بالصدق ويرتدى بالكتب
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال ثنا عبد الله بن محمد
المزني الحافظ بواسط قال ثنا عبد الله بن أبي سفيان الموصلي قال سمعت عبد الله بن
خبيق الأنطاكي يقول لكل تاجر رأس مال ورأس مال المحدث الصدق
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا أبو بكر
محمد بن حميد بن سهل المخرمي قال ثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في
كتاب أبى بخط يده قال أبو زكريا يعنى يحيى بن معين وسئل عن الرجل يجد
الحديث بخطه لا بحفظه فقال أبو زكريا كان أبو حنيفة يقول لا يحدث الا بما
يعرف ويحفظ قال أبو زكريا وأما نحن فنقول انه يحدث بكل شئ يجده في كتابه
بخطه عرفه أو لم يعرفه
قلت قوله أولم يعرفه يعنى به أو لم يحفظه بعينه لأنه إذا صح عنده سماع ما
266

تضمن كتابه في الجملة جاز له التحديث منه فلا يحتاج إلى أن يعتبر سماعه لكل
حديث بانفراده على التفصيل والتعيين والله أعلم
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا عمرو عن أبي الشعثاء
قال الرجل أحق ان يغسل المرأة من أخيها قال سفيان كنت قد نسيت هذا حتى
وجدته مكتوبا عندي بخطى
أخبرنا محمد بن أبي على الأصبهاني قال ثنا محمد بن الطيب البلوطي قال
ثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال ثنا القاسم بن محمد المروزي قال انا عبدان قال
ثنا أبي عن شعبة عن عبد الله بن بشر الكاتب بحديث ذكره قال شعبة وجدته
مكتوبا ولا احفظه من فيه
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال انا محمد بن العباس الخزاز قال
ثنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى العنزي قال قال لي
عبد الله بن داود لا تقل لشئ تسأله انى لم أسمعه فانى ابتليت به سألني رجل مرة
قال سمعت من فلان قلت لا وذكر أحاديث فقال سمعت هذه منه قلت لا فبينا
انا اقلب كتبي ذات يوم إذ ذكرت مقال لي فجعلت أتمنى ان لا أراه عندي فإذا
الشيخ عندي ووجدت تلك الأحاديث عندي فقلت يا أبا عبد الرحمن تحدث عنه
فقال لو حدثت عنه ما كان على شئ فيما بيني وبين الله تعالى لان كتبنا أحفظ منا
وما أحب ان أحدث عنه بشئ
أخبرنا علي بن طلحة المقرى قال أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي
قال انا محمد بن محمد بداود الكرخي قال ثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش
قال ثنا أبو موسى الزمن قال قال لي عبد الله بن داود إذا ألقى عليك حديث لا
267

تحفظه فلا تقل ليس عندي فإنه ألقى على حديث فقلت ليس عندي ثم وجدته
فضربت عليه من كتابي
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن أحمد الأسفرائيني حدثكم
عبد الله بن محمد بن سيار قال ثنا محمود بن غيلان عن عبد الرزاق قال قال لي وكيع
أنت رجل عندك حديث وحفظك ليس بذاك فإذا سئلت عن حديث فلا تقل ليس
هو عندي ولكن قل لا احفظه
وأخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي القاسم بن النخاس حدثكم علي بن سليم
قال سمعت أبا موسى الزمن يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ونحن عنده
نفير فقال إن الرقعة لتقع في يدي كأني لم اسمعها ولولا أنها بخطى من
حديثي ما حدثت بها ثم اقبل علينا فقال أليس يصيبكم هذا فقلت له يا أبا سعيد
إذا أصابك هذا لا يصيبنا
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال انا محمد بن العباس الخراز قال انا
إبراهيم بمحمد الكندي قال ثنا أبو موسى قال أقبل علينا عبد الرحمن يعنى بن مهدي
ونحن عنده نفير فقال إن الرقعة تقع في يدي من حديثي ولولا أنها بخطى لم
أحدث منها بشئ ثم قال أليس يصيبكم هذا فقلت له يصيبك هذا لا يصيبنا
فقال نعم لولا أنها بخطى ما حدثت بها قال ومن شرط صحة الرواية من الكتاب
ان يكون سماع الراوي ثابتا وكتابه متقنا
باب القول فيمن وجد في كتابه بخطه
حديثا فشك هل سمعه أم لا
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا دعلج بن أحمد قال انا أحمد بن علي
الابار قال ثنا الحسين بن الحسن يعنى المروزي عن عبد الرحمن بن مهدي قال
وجدت في كتبي بخط يدي عن شعبة ما لم اعرفه وطرحته
268

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح والحسن بن أبي طالب قالا ثنا أحمد بن
إبراهيم بن الحسن البزاز قال ثنا الحسين بن محمد بن عفير قال ثنا أحمد بن سنان
قال سمعت عبد الرحمن يقول خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن الحكم
والحديث
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال ثنا علي بن الحسن
الرازي قال ثنا محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا أبي قال ثنا
حجاج بن محمد قال ثنا شعبة قال وجدت مذ ثلاثة أيام في كتاب عندي عن منصور
عن مجاهد قال لم يحتجم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو محرم ما أدرى كيف
كتبته ولا أذكر أنى سمعته
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي قال ثنا محمد بن ثابت قال ثنا
موسى بن حمدون قال سمعت أحمد بن عقبة يقول سمعت يحيى بن معين يقول من
لم يكن سمحا في الحديث كان كذابا قيل له وكيف يكون سمحا قال إذا شك في
الحديث تركه
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال سمعت أبا العباس
محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي
يقول كان مالك إذا شك في شئ من الحديث تركه كله
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا انا دعلج بن
أحمد قال انا وفى حديث بن رزق ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا الحسن بن علي
قال ثنا سعيد بن سلام العطار قال سمعت أبي يقول انى لأشك في الحرف الواحد
من الحديث فأدعه رأسا قلت إذا شك في حديث واحد بعينه انه سمعه وجب عليه اطراحه وجاز
له رواية ما في الكتاب سواه وإن كان الحديث الذي شك فيه لا يعرفه بعينه لم
269

يجز له التحديث بشئ مما في ذلك الكتاب
أخبرنا بن رزق وابن الفضل قالا انا دعلج قال انا وفى حديث بن رزق ثنا
أحمد بن علي الابار قال ثنا أبو عمار يعنى الحسين بن حريث المروزي قال سألت
علي بن الحسن الشقيقي هل سمعت كتاب الصلاة من أبى حمزة قال الكتاب كله
الا انه نهق حمار يوما فخفي على الحديث أو بعض حديث ثم نسيت أي حديث كان
من الكتاب فتركت الكتاب كله
أخبرنا أحمد بن محمد الكاتب قال انا محمد بن حميد المخرمي قال ثنا علي بن
الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبى بخط يده قال أبو زكريا وهو يحيى بن
معين أتينا حاتم بن إسماعيل بشئ من حديث عبيد الله بن عمر فلما قرأ علينا
حديثا قال أستغفر الله كتبت عن عبيد الله كتابا فشككت في حديث منها فلست
أحدث عنه قليلا ولا كثيرا
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال انا إبراهيم بن محمد بن
الفتح المصيصي قال سمعت بن أبي الخصيب وهو أبو بكر محمد بن أحمد يقول
سمعت يوسف بن مسلم يقول سمعت هيثم بن جميل يقول سمعت من شعبة
سبعمائة حديث فشككت في واحد منها تركتها كلها
ويجب على صاحب الكتاب ان يحتفظ بكتابه الذي سمع فيه فان خرج عن
يده وعاد إليه فقد توقف بعض العلماء عن جواز الحديث منه
أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا أحمد بن علي الابار قال سمعت
عبد الرحمن بن المبارك يقول سمعت مع عبد الرحمن بن مهدي من حماد بن زيد فقلت
يا أبا سعيد أعطني النسخة فقال يا صبي انا ادفع إليك كتابي قال فاستشفعت
عليه بإمام الحي فجاء فجلس حتى نسخته وأخذه
أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان قال أنا أبو
270

بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرى قال ثنا سلامة بن محمود بن عيسى القيسي
بعسقلان قال ثنا محمد بن خلف قال ثنا علي بن الحسن عن بن المبارك قال سمعت
انا وغندر حديثا من شعبة فباتت الرقعة عند غندر فحدثت به عن غندر عن
شعبة
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال سمعت الأنصاري يقول سمعت من داود بن أبي هند أحاديث ذكر
كثرة وسمع معي انسان فأخذه لينسخ وطالت غيبته عنى فتركته ولم ارو
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال أنا أبو بكر الإسماعيلي قال أريت
جدي إسماعيل بن العباس من كتبه كتابا بخطه فيه امالي فقلت له أليس هذا
خطك قال بلى فقال أقرأه على فذهبت أقول حدثك فلان لشيخه الذي حدثه
فقال لا تقرأ هكذا اقرأ ما في الكتاب قال ثنا فقلت لوالدي ما يضره أن أقرت عليه
واسمى شيخه فيكون لي فائدة فقال كتب غابت عنى أين كانت هذا الكتب
فقرأت عليه بلا تسمية شيخه
قال الخطيب والذي عندي في هذا انه متى غاب كتابه عنه ثم عاد إليه ولم
ير فيه اثر تغيير حادث من زيادة أو نقصان أو تبديل وسكنت نفسه إلى سلامته جاز
له ان يروى منه وعلى هذا الوجه يحمل كلام يحيى بن سعيد القطان في مثل هذه
المسألة
أخبرنا أبو سعد الماليني قال انا عبد الله بن عدي قال ثنا زكريا الساجي
قال ثنا عمرو بن علي قال قلت ليحيى بن سعيد قال لي سالم بن نوح ضاع منى
كتاب يونس والجريري فوجدتهما بعد أربعين سنة أحدث بهما قال يحيى وما
بأس بذلك
271

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن المديني قال وسمعت يعنى يحيى بن سعيد
يقول قلت لفضيل بن ميسرة أحاديث أبى جرير فقال سمعتها فذهب كتابي ثم
اخذته بعد ذلك من انسان
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا
حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله قال يحيى بن أبي بكير قال ثنا حماد عن
حميد أنه أخذ كتب الحسن فنسخها ثم ردها عليه
قال الخطيب وهكذا الحكم في الرجل يجد سماعه في كتاب غيره
أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال
سمعت بن عبد الوهاب الثقفي صاحب الرأي قال كان أبو حذيفة تابعا لأبي وسمع
من سفيان مع أبي وأخذ سماعه منى بعد موت أبى
وحدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني أحمد بن
الحسين بن حسان ان أبا عبد الله وهو أحمد بن حنبل سئل عن الرجل يكون له
السماع مع الرجل أله ان يأخذه بعد سنين قال لا بأس إذا عرف الخط
سألت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري عن رجل وجد سماعه
في كتاب من شيخ قد سمى ونسب في الكتاب غير أنه لا يعرفه فقال لا يجوز
له رواية ذلك الكتاب
ويجب ان يكون الكتاب الذي يحدث منه قد قوبل بأصل الشيخ الذي
يرويه عنه
272

باب المقابلة وتصحيح الكتاب
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال ثنا
الهيثم بن خارجة قال ثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن أبيه انه كان يقول
كتبت فأقول نعم عرضت كتابك قلت لا قال لم تكتب
أخبرنا أبو العلاء محمد بن الحسن بن محمد الوراق قال ثنا أحمد بن كامل
القاضي قال ثنا محمد بن هشام بن أبي الدميك قال ثنا أبو بكر الأعين قال ثنا عفان
عن أبان عن يحيى بن أبي كثير قال من كتب ولم يعارض كمن دخل الخلاء ولم
يستنج
أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد البلخي قال ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن
سليمان الحافظ ببخارا قال ثنا خلف بن محمد قال حدثنا محمد بن صخاب بن
خزيمة قال سمعت أبا محمد أفلح بن بسام يقول كنت عند القعنبي فكتبت عنه فقال
لي كتبت قلت نعم قال عارضت قلت لا قال لم تصنع شيئا
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني بها أخبرنا أحمد بن
عبد الرحمن الشيرازي أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد البزناني الفقيه حدثنا
أبو القاسم قال انا حماد بن أحمد السلمي قال ثنا مكي بن محمد النيسابوري قال ثنا
عبد الله بن محمد بن هانئ عن الأخفش قال إذا نسخ الكتاب ولم يعارض ثم نسخ
ولم يعارض خرج عجميا
ويستحب نظم جماعة السامعين في النسخة وقت قراءة المحدث لها وخاصة لمن
أراد النقل منها فإبراهيم بن عمر البرمكي حدثني عن عبد العزيز بن جعفر
الحنبلي قال ثنا أبو بكر الخلال قال انا علي بن محمد بن عبد الصمد المكي قال قلت
لأحمد بن حنبل ونحن في مجلس نسمع فيه الحديث وانا لا انظر في النسخة يا أبا
عبد الله يجزيني ان لا انظر في النسخة فأقول حدثنا مثل الصك إذا لم ينظر فيه
فيشهدون فقال لي لو نظرت في الكتاب كان أطيب لنفسك
ذكر محمد بن أبي الفوارس ان محمد بن حميد المخرمي أخبرهم قال ثنا علي بن
273

الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبى بخط يده قيل لأبي زكريا أرأيت ان
اجتمع قوم عند محدث فقرأ عليهم فنظر بعضهم في الكتاب وبعضهم لم ينظر هل
يجوز لهؤلاء الذين لم ينظروا ان يحدثوا بها قال أما عندي فلا يجوز ولكن عامة
الشيوخ هكذا كان سماعهم
أخبرني الحسن بن علي الجوهري قال انا محمد بن عمران الكاتب فيما اذن ان
نرويه عنه قال ثنا محمد بن مخلد قال سمعت أبا عبد الله محمد بن مسلم بن واره
يقول أنتم أهل بلد ينظر إليكم يجئ رجل يسألني في أحاديث وأنتم لا تنظرون فيها
ثم تكتبونها لا أحل لمن لم ينظر في الكتاب ان ينسخ منه شيئا أو نحو هذا الكلام
حفظته عن بن واره
أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال انا يعقوب بن سفيان قال انا
الفضل بن زياد قال وسمعت أبا عبد الله يقول قال عبد الرزاق لما قدم علينا سفيان
قال لنا ائتوني برجل يكتب خفيف الكتاب قال فأتيناه بهشام بن يوسف فكان هو
يكتب ونحن ننظر في الكتاب فإذا فرغ ختمنا الكتاب حتى ننسخه
قلت وإذا كان صاحب النسخة مأمونا في نفسه موثوقا بضبطه جاز لمن
حضر المجلس ان يترك النظر معه اعتماد عليه في ذلك
قرأت على الجوهري عن أبي عبيد الله المرزباني قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا
العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول كان بن أبي ذئب يحدث
فيقرأ عليهم كتابه ويلقيه إليهم فيكتبونه ولم ينظروا في الكتاب
ويجوز أيضا ترك النظر في النسخة رأسا حال القراءة إذا كان قد تقدم الراوي
وأما إذا لم يكن عورض بها فلا تجوز الرواية منها الا أن تكون نقلت من مقابلتها
بأصل الأصل ويلزمه أيضا بيان ذلك
أخبرنا أحمد بمحمد بن غالب الفقيه قال سألت أبا بكر إسماعيل هل
274

للرجل ان يحدث بما كتب عن الشيخ ولم يعارض بأصله فقال نعم ولكن لا بد أن
يبين انه لم يعارض لما عسى يقع من زلة أو سقوط
قلت وهذا مذهب أبي بكر البرقاني فإنه روى لنا أحاديث كثيرة وقال فيها
انا فلان ولم يعارض بالأصل
فصل
ومن سمع من الراوي ولم يكن له في الحال نسخة ثم نسخ من الأصل بعد
ذلك استحب له عرض ما نسخه على الراوي للتصحيح وإن كان قد قابل به لأنه
يحتمل ان يكون في الأصل خطأ ونقصان حروف وغير ذلك مما يعرفه الراوي ولعله
ان يكون أقره في أصله لان الذي حدثه به كذلك رواه وكره تغيير روايته وعول
فيه على حفظه له ومعرفته به
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال انا عبد الرحمن بن عمرو بن
البختري الرزاز قال ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال ثنا بشر بن عمر الزهراني
قال ثنا هشام بن سعد وسمعته وقرأته عليه وقوم
أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب قال ثنا أبو بشر
يعنى بكر بن خلف قال ثنا معاذ قال حدثني هشام بن حسان قال رأيت أيوب يقوم
لهم كتبهم بيده
أخبرنا علي بن محمد المعدل قال انا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا حسين بن محمد قال ثنا
جرير بن حازم عن أيوب قال قلت له كنت تكره ان تكتب الأحاديث عنك ثم
275

أراهم اليوم يعرضون الكتب عليك فتقومها لهم فقال إني على رأي الأول ولكن لما
كتبوا عنى كان أن يعرضوها على فأقومها لهم أحب إلى من أن ادعها في أيديهم
يعنى يقول لا يكتبوا عنى الخطأ
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي الطاهر الدقاق قال
انا أحمد بن سلمان النجاد قال انا محمد بن يونس قال حدثنا علي بن عبد الله قال
أتيت يحيى بن سعيد القطان فذكرت له عن شيخ ولم يعرفه فقلت يا أبا سعيد إنه في
أصل كتابه قال فلا يلتفت إلى أصل غير متقن الا إلى شعبة وسفيان الثوري
وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد آخر الجزء السابع
276

بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما
أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ الخطيب قال والحكم
لحفظ الحافظ المتقن على كتابه وكتاب غيره
حدثني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى قال ثنا
إسماعيل بن علي قال ثنا الكديمي قال سمعنا أحمد بن حنبل يقول قال لي يحيى بن
سعيد القطان اكتب عن أبي الوليد حديث شعبة وعن سليمان بن حرب حديث
حماد بن زيد فجئت انا وعلي بن المديني إلى سليمان فقلنا له يا أبا أيوب تحدثنا
بحديث حماد بن زيد من الكتاب قال ليس إلى الكتاب سبيل إنما كتبت كتابي من
حفظي وحفظي أصح من كتابي
أخبرني أبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز قال انا علي بن عمر
الحافظ قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا صالح بن أحمد قال ثنا علي بن المديني قال
سمعت سفيان يقول جاءني أبو خيثمة يعنى زهير بن معاوية منذ أكثر من خمسين
سنة فقال أخرج إلينا كتابك فقلت انا احفظ من كتابي إنما كتبت هذا من حفظي
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين
277

الأزدي قال ثنا أبو بكر المكي قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا الربيع بن يحيى عن
الثوري عن بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى الظهر
والعصر في غير خوف للرخصة قال محمد بن يونس ذكرته لابن المديني فأنكره
وقال إن كان حفظه قلت هو في أصله فقال أخر يا اخى اللعب لا تعبأ بأصل رجل
غير متقن فان رجلا كان يسمع معي وزاد في كتابه رجلا فرأيته في أصله بعد
عشرين سنة الزيادة فيه حافظ متقن أحب إلى من أصل غير متقن
باب ذكر ما يجب ضبطه واحتذاء الأصل فيه وما لا يجب من ذلك
الواجب على مذهب من منع من الرواية على المعنى ان يقيد الكتاب
ويضبطه ويتبع فيه ألفاظ الراوي وما في أصله الا اللحن المحيل للمعنى وما كان
بسبيله
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد التميمي
الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد هو بن يعقوب قال ثنا أبو زرعة يعنى الدمشقي قال
سمعت عفان يقول سمعت حماد بن سلمة يقول لأصحاب الحديث ويحكم غيروا
يعنى قيدوا واضبطوا ورأيت عفان يحض أصحاب الحديث على الضبط والتغيير
ليصححوا ما أخذوا عنه من الحديث
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي قال انا محمد بن
عبيد الله بن الشخير الصيرفي قال ثنا أبو بكر النخاس قال قال أبو السائب ذكر
لأبي نعيم رجل فقال ذلك ليس في كتابه شجاج يعنى النقط
حدثنا أحمد بن علي البادا لفظ قال أنا أبو بكر بن شاذان قال ثنا محمد بن
الحسين بن حميد بن الربيع قال ثنا محمد بن خلف التيمي قال حدثني محمد بن
278

كرامة العجلي قال سمعت أبا نعيم يقول إذا رأيت كتاب صاحب الحديث مشججا
يعنى كثير التغيير فأقرب به من الصحة
أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي قال انا أحمد بن محمد بن
عمران قال ثنا أبو بكر بن أبي داود قال ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال قال
الشافعي إذا رأيت الكتاب فيه الحاق وإصلاح فاشهد له بالصحة
ومما لا يتبع فيه الأصل ان يكون قد وقع فيه زيادة ألفاظ الوهم فيها ظاهر
فيجب حذفها وان كانت أصول الأحاديث صحاحا ورواتها عدولا ومن الصواب
حمل كلام مجاهد في إجازة النقصان من الحديث على هذا الوجه
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن علي الوراق قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان عن سيف
عن مجاهد قال انقص من الحديث ولا تزد فيه
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن أحمد الأسفرائيني حدثكم
عبد الله بن محمد بن سيار قال ثنا علي بن حجر عن بن المبارك عن سيف عن مجاهد
قال انقص من الحديث ان شئت ولا تزد فيه
فمن الأحاديث التي يجب حذف الألفاظ المزيدة فيها ما أخبرنا يوسف بن
رباح البصري قال ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو
يعلى حمزة بن إبراهيم قال ثنا أبو حفص الفلاس البصري سنة تسع وأربعين بسر
من رأى قال ثنا يحيى بن سعيد القطان قال انا عبد الملك بن جريج عن عطاء قال
أرسل بن الزبير إلى عبد الله بن عباس وكان الذي بينهما حسنا فقال إن هذا
العيد قد حضر وكيف اصنع قال فأرسل إليه عبد الله بن عباس ابدأ بالصلاة قبل
الخطبة ولا تؤذن ولا تقم قال فساء الذي بينهما فأذن وأقام وخطب قبل الصلاة
هكذا كان في أصل سماع يوسف بن رباح عن المهندس بخط الوراق وكان الذي
بينهما حسنا عليه السلام ونرى أن الوراق ظنه حسن بن علي فزاد من عنده عليه
279

السلام وإنما أخبر عطاء ان الحال كانت بين بن عباس وبين بن الزبير جميلة ولما
قرأناه علي بن رباح وقفته علي هذا الخطاء فأمر بالضرب علي عليه السلام
أخبرنا أبو أحمد بن محمد بن غالب البرقاني وأبو الحسن بشرى بن
عبد الله الرومي قالا انا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري قال انا أحمد بن الخليل
قال ثنا أبو النضر قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرس
الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء ومقعده من النار كما بين قديد ومكة وكثافة
جلده اثنان وأربعون ذراع بذراع الجبار كان في أصل سماع البرقاني بذراع الجبار
عز وجل وعليه تصحيح وهذا يدل على أنه كان في الأصل الذي نقل منه هكذا
ونرى أن الكاتب سبق إلى وهمه ان الجبا في هذا الموضع هو الله تعالى وكتب عز
وجل ولم يعلم أن المراد أحد الجبارين الذين عظم خلقهم وأوتوا بسطا في الجسم
كما قال تعالى ان فيها قوما جبارين
باب القول في تغير عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم إلى عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
هل يلزم ذلك
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال سمعت علي بن عمر بن أحمد الحافظ
يقول سمعت محمد بن مخلد يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول رأيت أبى
إذا قرأ عليه المحدث في الكتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال المحدث عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرب وكتب عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قلت وهذا غير لازم وإنما استحب أحمد اتباع المحدث في لفظه والا
فمذهبه الترخص في ذلك
280

أخبرنا أبو بكر أحمد بن فارس بن علي الحصري وأخبرني الحسن بن أبي
طالب قال أحمد انا وقال الحسن ثنا عبد الله بن عثمان بن محمد أبو محمد الصفا
قال ثنا علي بن محمد بن الجهم قال ثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال قلت لأبي يكون
في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيجعل الانسان قال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال أرجو أن لا يكون به بأس
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرئ على أبي القاسم عمر بن نوح البجلي وانا
اسمع حدثكم عبد الله بن سليمان قال انا أبى عن شيخ ذكره قال كان حماد بن
سلمة يحدث وبين يديه عفان وبه فجعلا يغيران النبي من رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فقال لهما حماد أما أنتما فلا تفقهان ابدا
باب في حمل الكلمة والاسم على الخطأ والتصحيف
عن الراوي ان الواجب روايتهما على ما حملا
عنه ثم يبين صوابهما
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا
دعلج بن أحمد قال انا موسى بن هارون قال أنا أبو همام بن أبي بدر قال حدثني
يحيى بن سعيد العطار الحمصي قال ثنا الحسن بن أيوب الحمصي قال رأيت
عبد الله بن بسر فوق رأسه شامة قال فقال قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لتدركن قرنا قال موسى هكذا في كتابي فوق رأسه وإنما هو في قرن رأسه ولست
ادرى ممن الوهم
أخبرنا ابنا بشران على وعبد الملك قالا انا حمزة بن محمد بن العباس قال ثنا
محمد بن غالب هو التمتام قال ثنا خالد بن أبي يزيد قال ثنا عبد الله بن جعفر عن
واقد بن سلامة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم مثل حديث قبله انه كان يقول إياكم والحسد فالحسد يأكل الحسنات كما
تأكل النار الحطب قال التمتام إنما هو وافد وأخطأ فيه خالد
281

أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن بشار السابوري بالبصرة قال انا محمد بن بكر بن
محمد بن عبد الرزاق التمار قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث
قال ثنا أحمد بن صالح قال ثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب
قال أخبرني عبد الرحمن وعبد الله بن كعب بن مالك قال أحمد كذا قال بن وهب
والصواب عبد الرحمن بن عبد الله
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى ين عبد الجبار السكري قال انا جعفر بن
محمد بن الحكم الواسطي قال انا أحمد بن علي الابار قال على الابار قال قلت لهشام بن عمار يا أبا
الوليد حدثكم صدقة عن عمر بن قيس عن عطاء عن أبي الدنيا قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من جاء إلى الجمعة فليغتسل فقال نعم قال أبو
العباس الابار ورأيت في حديث أهل حمص عن عمر بن قيس عن أبي الدرداء
وأظنه التزق في كتابه فصار عن أبي الدنيا
أخبرنا محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قال أنا أبو بكر الشافعي
قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا عمران بن بكار الحمصي قال ثنا علي بن عياش
قال ثنا شعيب بن أبي حمزة ان نافعا أخبره عن القاسم بن محمد عن عائشة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أصحاب هذه الصور يدعون يوم القيامة
يقال لهم أحيوا ما خلقتم قال موسى هكذا قال فيه هذا يدعون وإنما هو
يعذبون
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال أنا أبو بكر الإسماعيلي قال ثنا محمد بن
حنيفة بن ماهان أبو حنيفة املاء قال ثنا أبو الربيع خالد بن يوسف السمتي قال ثنا
عبد العزيز الدراوردي عن موسى بن متاح قال الإسماعيلي قاله أبو حنيفة بالتاء
وإنما هو مياح بالياء
282

قلت قول الإسماعيلي موسى بن مياح خطأ وإنما هو موسى بن مناح بالنون
وهو من أهل المدينة يروى عن أبان بن عثمان وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر
الصديق وحدث عنه إسماعيل بن أمية وعبد الواحد بن أبي عون
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال انا محمد بن العباس الخزاز قال انا
إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال ثنا بن أبي عدى
عن جعفر بن ميمون عن أبي تميمة السلولي قال أبو موسى هكذا قال بن أبي
عدى وإنما هو السلى عن أبي عثمان النهدي قال أبو موسى هكذا قال وإنما هو
عمرو البكالي قلت وقد أجاز بعض العلماء أن لا يذكر الخطأ الحاصل في الكتاب إذا
كان متيقنا بل يروى على الصواب
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي يعلى الطوسي قرئ على
إبراهيم بن عبد الله الزبيبي وأنت تسمع حدثكم محمد بن عبد الأعلى قال ثنا
خالد بن الحارث قال ثنا شعبة عن أبي سلمة قال سألت أنسا أكان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم يصلى في النعلين قال نعم قال بن غالب في كتاب أبي
يعلى سألت الحسن وقرأته أنا عليه أنسا
قلت وهذا الحديث محفوظ عن أبي سلمة عن أنس رواه عن شعبة معاذ بن
معاذ العنبري والنضر بن شميل وعبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن بشر العبد
وغيرهم فلم يختلفوا فيه وكذلك رواه القاسم بن زكريا المطرز عن محمد بن عبد الأعلى
الصنعاني عن خالد بن الحارث وهذا كله يدل على أن ما كان حصل في
كتاب أبي يعلى الطوسي من ذكر الحسن وهم متيقن مقطوع عليه فلا يعتبر به ولا
يلتفت إليه والله أعلم صلى الله عليه وسلم
283

باب ما جاء في تغيير نقط الحروف لما في ذلك
من الإحالة والتصحيف
إذا كان قد حصل في الكتاب بعض الحروف مضبوطا على الخطأ كالباء بنقطة
من فوقها وتجعل نونا وكالسين المهملة بنقط وما أشبه ذلك فقد اختلف أهل العلم
فمنهم من قال لا يجوز تغييره ومنهم من قال ذلك جائز
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت
القاسم بن أبي صالح يقول سمعت إبراهيم بن الحسين يقول سمعت مسددا يقول
سمعت عبد الله بن داود يقول إذا كان كتابي مقيدا لم التفت إلى ما يقول أصحاب
الحديث وإذا لم يكن مقيدا واتفقوا على شئ انتهيت إلى قولهم
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال ثنا
إبراهيم بن إسماعيل القارئ قال ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى قال سمعت
أبي يقول إذا وجدت في كتابك شيئا غير مقيد فلك أن تقوله على الصحيح وإذا
وجدته مقيدا ولم يكن على الصواب فليس لك أن تقول غير ما في كتابك من التقييد
الا بالشك
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس قال أنا إبراهيم بن محمد
الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى العنزي قال وسألت أبا الوليد عن رجل
أصيب في كتابه الحرف معجما على غير تعجيمه نحو التاء ثاء ونحو الخنساء
خيساء أو خنيس حبيش والناس يقولون الصواب وهو تصحيف قال يرجع إلى
قول الناس فان الأصل على الصحة وصاحبه قال الصواب وهو يحكي عنه الخطأ
هو الجاني عليه
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال ثنا عبد الصمد بن علي الطستي
قال ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار قال ثنا هشام بن عمار بن نصير
السلمي في سنة أربع وعشرين ومائتين قال ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت
284

الأوزاعي يقول لا بأس بإصلاح الخطأ واللحن والتحريف في الحديث
باب ما جاء في إبدال حرف بحرف
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن عيسى بن جعفر العطار قال ثنا نصر بن حماد قال ثنا
الربيع بن بدر عن عنبوانة عن الحسن عن أنس قال قلت يا رسول الله أين أضع
بصري في الصلاة فقال عند موضع سجودك يا أنس قال قلت يا رسول الله
هذا شديد لا أستطيع هذا قال ففي المكتوبة إذا قال أبو العباس الأصم بلغني أنه
يحتاج أن يكون عنطوانة ولكن كذا في كتابي
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال أنا
الحسين بن إدريس قال سمعت بن عمار يقول قال عبد الرحمن يعني بن مهدي
لقد رأيت في كتاب حرفا غلطا في الكتابة بن حمير وجدته بن حميل فكلما رأيته
أخذني الضحك حتى ضربت عليه قلت أراد بالضرب على اللام وصير بدلها راء
والله أعلم
باب ما جاء في إصلاح المحدث كتابه بزيادة
الحرف الواحد فيه أو بنقصانه الله تبارك وتعالى
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال أنا علي بن عمر الحربي قال ثنا محمد بن
صالح بن ذريح قال ثنا هناد بن السري قال ثنا عثمان بن زفر قال ثنا زهير بن
معاوية عن رجل سماه قال هناد في كتابي سعيد الطائي ولا أدري الخطأ مني أو منه
وإنما هو سعد عن أبي المدله عن أبي هريرة قال قلنا يا رسول الله أخبرنا عن الجنة ما
هو بناؤها قال لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك الأذفر وحصباؤها
اللؤلؤ والياقوت من يدخلها ينعم ولا يبؤس ويخلد ولا يموت لا يفنى شبابه ولا تبلى
ثيابه
285

حدثنا أبو الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشي لفظا قال سمعت الحسن بن
إبراهيم بن يزيد القطان يقول سمعت جعفر بن درستويه يقول سمعت علي بن
المديني يقول مر بي حديث فاحتاج بعض الحروف إلى بعض فجعلت أتفكر أزيد
فيه الحرف أم لا فسمعت هاتفا يقول يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين فتركت الحرف
أخبرنا محمد بن المؤمل الأنباري قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري
قال ثنا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله التجيبي قال ثنا
عبد الله بن عبد الحكم قال قال أشهب قيل له يعني مالكا أرأيت حديث النبي
صلى الله عليه وآله وسلم يزاد فيه الواو والألف والمعنى واحد قال أرجو أن يكون
خفيفا
قرأت في أصل كتاب هبة الله بن الحسن الطبري الذي سمعه من أحمد بن
عمر بن محمد الأصبهاني عن أبي الحسين بن المنادى قال ثنا عبد الله بن أحمد بن
حنبل قال سألت أبي عن الرجل يسمع الحديث فيسقط من كتابه الحرف مثل اللام
ونحو ذلك أيصلحه فقال لا بأس به أن يصلحه
قال بن المنادى وكان جدي لا يرى بإصلاح الغلط الذي لا يشك فيه أنه غلط بأسا فإذا كان
غلط يتشكك فيه ضرب عليه ولم يذكره اسما كان أو كنية أو
كلاما في متن الحديث وكان يميل إلى الانتقاص ويتجافى الزيادة ألفيته
يفعل ذلك مع موسى بن هارون بن عبد الله البزاز ومع أبي القاسم بن الجبلي
وإبراهيم بن أورمة الأصبهاني وغيرهم من حفاظ الحديث
286

باب إصلاح سقوط الكلمة التي لا بد منها كابن
في النسب وأبي في الكنية ونحو ذلك
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة قال ثنا أبو
نعيم قال ثنا عبد السلام عن أبي خالد عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن
بحينة قال أبو نعيم إنما هو بن بحينة ولكنه قال بحينة قال مر بي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وأنا منتصب أصلى بعد طلوع الفجر فقال لا تجعلوا هذه الصلاة
كالصلاة قبل الظهر وبعده واجعلوا بينهما فصلا
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قال أنا محمد بن عمرو بن
البختري الرزاز قال ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن الدقيقي قال ثنا يزيد بن
هارون قال أنا شعبة عن قزعة قال أبو جعفر في كتابي قزعة والصواب أبي قزعة
ولكن لم أجد في كتابي أبي عن حكيم بن معاوية عن أبيه عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم أنه سأله رجل ما حق المرأة على زوجها قال أن يطعمها إذا طعم
ويكسوها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجر الا في البيت
قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر
الخلال قال حدثني أبو داود قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل وجدت في كتاب
حجاج عن جريج عن أبي الزبير عن جابر يجوز لي أن أصلحه بن جريج قال
أرجو أن يكون هذا لا بأس به
أخبرنا أحمد بن محمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا
سليمان بن إسحاق الجلاب قال سمعت إبراهيم الحربي يقول لزمت أحمد بن حنبل
سنتين فكان إذا خرج يحدثنا يخرج معه محبرة مجلدة بجلد أحمر وقلما فإذا مر بالسقط
في كتابه أصله تورعا أن يأخذ من محبرة أحد شيئا
287

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن
زياد القطان قال ثنا إسحاق يعني بن الحسن قال قال عفان بن مسلم لأحمد بن حنبل
كنا يوما عند عمران القطان فغلط في شئ فرددناه عليه فرمى بكتابه إلى رجل فقال
أصلح يا هذا فرأيت أبا عبد الله بعد ذلك يصف الكلام للناس عن عفان
أخبرنا أبو علي الحسن بن نصر بن الحسن الحنبلي قال أنا محمد بن عبد الله بن
الحسن الدقاق قال ثنا جعفر بن محمد بن نصير قال سمعت أبا العباس أحمد بن
مسروق يقول سمعت إبراهيم الحربي يقول سمعت خلف بن هشام البزار يقول
قلمي على كتابي من أربعين سنة أصلح فيه
أخبرني أبو الحسين علي بن حمزة بن أحمد المؤذن بالبصرة قال سمعت أبا
الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق الدقاق يقول سمعت الحسن بن عثمان يقول
سمعت أبا زرعة الرازي يقول أنا أصلح كتابي من أصحاب الحديث إلى اليوم
أنشدني أبو سعيد مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي قال أنشدني
يعقوب بن أحمد الأديب بنيسابور لنفسه
كم من كتاب قد تصفحته وقلت في نفسي صححته
ثم إذا طالعته ثانيا رأيت تصحيفا فأصلحته
باب الحاق الاسم المتيقن سقوطه في
الاسناد
إذا كان في الأصل حديث محفوظ معرو ف وقد سقط من إسناده رجل جار أن
يلحق بمكانه ويكتب في موضعه
مثال ذلك ما أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال
ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي املاء قال ثنا أحمد بن إسماعيل
288

قال ثنا مالك بن أنس عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عمرة بنت عبد
الرحمن يعني عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إلي
رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت الا لحاجة الانسان كان هذا الحديث في
أصل بن مهدي عن عمرة بنت عبد الرحمن انها قالت كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يدني إلي رأسه وقد سقط ذكر عائشة والحديث محفوظ يختلف على
مالك فيه أنه عن عمرة عن عائشة مع استحالة كون عمرة مدركة للنبي صلى الله
عليه وسلم وألحقنا فيه ذكر عائشة إذ لم يكن منه بد وعلمنا أن المحاملي كذلك رواه
وإنما سقط من كتاب شيخنا أبي عمرو قلت فيه يعني عن عائشة لأجل أن بن
مهدي لم يقل لنا ذلك وهكذا رأيت غير واحد من شيوخنا يفعل في مثل هذا
وقد أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال
سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول سمعت وكيعا يقول أنا
استعين على الحديث بيعني
باب ما جاء في من درس من كتابه
بعض الاسناد والمتن هل يجوز له
استدراكه من
كتب غيره
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي قال ثنا
أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز قال ثنا محمد بن عبيد بن أبي الأسد
قال حدثني أبو جعفر محمد بن منصور الطوسي قال سمعت شعيب بن حرب يقول
كلما درس بعض الاسناد فأكاد احم
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال انا محمد بن حميد المخرمي قال
289

ثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي قال أبو زكريا قلت لنعيم بن
حماد وكان لي أخا وصديقا كنا جميعا بالبصرة فلما قدمت مصر بلغني أن نعيم بن حماد
يأخذ كتب بن المبارك من غلام يكون بعسقلان قال أبو زكريا وقد رأيت هذا
الغلام وكان خاله سمع هذه الكتب من بن المبارك فجاءني نعيم يوما بمصر فقلت
له بلغني أنك تأخذ كتب بن المبارك من غلام سمعه خاله من بن المبارك فتحدث
بها فقال يا أبا زكريا من كنت أظن أنه يتوهم على شيئا من ذلك ما كنت أحسب
أنك أنت تتوهم علي شيئا من هذا إنما كتابي أصابه ماء فدرس بعضه فأنا انظر في
بيان هذا فإذا أشكل علي حرف نظرت في كتابه ثم أنظر في كتاب فأعرفها فإما أن
أكتب منه شيئا لا أعرفه أو أصلح منه كتابي فمعاذ الله
قلت وفي المحدثين من لا يستجيز أن يلحق في كتابه ما درس منه وإن كان
معروفا محفوظا وممن سمي لنا أنه كان يسلك هذه الطريقة أبو محمد عبد الله بن
إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز فان بعض كتبه احترق وأكلت النار من حواشيه
بعض الكتابة ووجد نسخ بما احترق فلم ير أن يستدرك المحترق من تلك النسخ
واستدراك مثل هذا عندي جائز إذا وجد نسخة يوثق بصحتها وتسكن النفس إليها
ولوبين ذلك في حال الرواية كان أولى وهو بمثابة استثبات الحافظ ما شك فيه من
كتاب غيره أو حفظه وقد تقدمت منا الروايات عن غير واحد من أهل العلم في
إجازة ذلك
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا
إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سألت عبد الله بن
داود عن الرجل يسمع الحديث فيذهب من عنده أو يذهب منه الشئ فيذكره
صاحب له يصير إليه قال نعم قال الله تعالى فتذكر إحداهما الأخرى
290

باب القول في المحدث يجد في أصل
كتابه كلمة من غريب اللغة غير مقيدة الله تبارك وتعالى
هل يجوز أن يسأل عنها أهل العلم بها ويرويها على ما يخبرونه به
أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر بن محمد البجلي قال أنا عمر بن
أحمد بن عثمان الواعظ قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال حدثني أبو
حاتم سهل بن محمد قال كان عفان بن مسلم يجئ إلى الأخفش وإلى أصحاب
النحو يعرض عليهم الحديث يعربه فقال له الأخفش عليك بهذا يعنيني وكان بعد
ذلك يجئ إلي حتى عرض علي حديثا كثيرا
حدثنا أبو حازم الأعرج بنيسابور املاء قال ثنا علي بن محمد بن مفلح
القزويني قال ثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بدمشق قال ثنا يزيد بن أحمد قال ثنا
عبد الرحمن بن يحيى قال ثنا الوليد بن مسلم قال كان الأوزاعي يعطي كتبه إذا كان
فيها لحن لمن يصلحها
أخبرنا محمد ين يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت يحيى بن
محمد العنبري يقول سمعت محمد بن أحمد بن منصور المروزي يقول سمعت
إبراهيم بن عبد الله الخلال يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول إذا سمعتم عني
الحديث فاعرضوه على أصحاب العربية ثم أحكموه
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري الحافظ
بالري قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد المحفوظي يقول سمعت أبا العباس
محمد بن إسحاق الثقفي يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم يعني بن راهويه غير مرة
يقول إذا شك في الكلمة ههنا فلان كيف هذه الكلمة
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أنا يحيى بن
المختار النيسابوري قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وسأله رجل فقال يا أبا عبد الله
291

الرجل يكتب الحرف من الحديث لا يدري أي شئ هو إلا أنه قد كتبه صحيحا
يريه انسانا فيخبره فقال بأس به
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال ثنا الحميدي قال قال سفيان كان سعيد يعني بن شيبان عالما بالعربية
سمعني وأنا أقول تعلق من ثمر الجنة فقال تعلق فقلت تعلق
أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال أنا أبو أحمد الحسن بن
عبد الله بن سعيد العسكري قال أنا أبو بكر بن دريد قال أنا الرياشي عن
الأصمعي قال كنت في مجلس شعبة فقال فيسمعون جرش طير الجنة فقلت
جرس فنظر إلي فقال خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منا قال أبو بكر يقال سمعت
جرس الطير إذا سمعت صوت منقاره على شئ يأكله وسميت النحل جوارس من
هذا لأنها تجرس الشجر أي تأكل منه والجرس الصوت الخفي واشتقاق الجرس من
الصوت والحس
حدثني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال ثنا علي بن عمر
الحربي قال ثنا أبو عبيد الله محمد بن عبدة القاضي قال ثنا إبراهيم بن الحجاج قال
ثنا عبد العزيز بن المختار قال ثنا صالح بن أبي الأخضر قال حدثني الزهري عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إذا أرفت الحدود فلا شفعة فقال لي الطبري سمعت أبا
محمد الباقي يقول ذكر لنا الداركي هذا الحديث في تدريسه في كتاب الشفعة فقال
إذا أزفت الحدود فسألت بن جني النحوي عن هذه الكلمة فلم يعرفها ولا وقف
على صحتها فسألت المعافي بن زكريا عن الحديث وذكرت له طرفه فلم استتم
المسألة حتى قال إذا أرفت الحدود والأرف المعالم يريد إذا بينت الحدود وعينت المعالم
وميزت فلا شفعة
292

باب القول فيمن سمع من بعض الشيوخ
أحاديث لم يحفظها ثم وجد الله تبارك وتعالى
أصل المحدث بها ولم يكتب فيه سماعه أو وجد نسخة كتبت عن الشيخ
تسكن نفسه إلى صحتها هل يجوز له الرواية منها عامة أصحاب الحديث يمنعون
من ذلك وقد جاء عن أيوب السختياني ومحمد بن بكر البرساني الترخص فيه
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال
ثنا يعقوب بن سفيان قال قال سليمان بن حرب قال حماد قرأ جرير بن حازم على
أيوب كتابا لأبي قلابة وقال قد سمعت هذا كله من أبي قلابة وفيه ما أحفظه وفيه ما
لا أحفظه قال وكان حماد ربما حدثنا بالشئ فيقول هذا مما في الكتاب
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال أنا محمد بن عدي بن زحر البصري في كتابه
قال ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال سمعت أبا داود يقول أخذ اللصوص
كتب محمد بن بكر البرساني فنسخها من كتب محمد بن عمرو بن جبلة
والذي يوجبه النظر أنه متى عرف أن الأحاديث التي تضمنتها النسخة هي
التي سمعها من الشيخ جاز له أن يرويها إذا سكنت نفسه إلى صحة النقل بها
والسلامة من دخول الوهم فيها والله أعلم
باب كراهة الرواية من كتاب
الطالب إذا لم يحضر الأصل
أخبرنا بشرى بن عبد الله الفاتني قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا
محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قلت لأبي عبد الله ما تقول في
الرجل يأخذ الأحاديث من كتاب الرجل المحدث فيصححها ثم يجئ بها فيدفعها
إليه فيقرؤها المحدث عليه وهو يعلم أنه لا يحفظها فقال ينبغي للناس أن يتوقوا
293

هذا ثم قال أبو عبد الله كان يحيى بن سعيد يعيب قوما يفعلون هذا ثم قال كان بن
جريج يحدثهم بما لا يحفظه وما كنا نحن نسمع من بن جريج الا من حفظه
قال أبو عبد الله فأدخل عليه انسان يعني على يحيى بسعيد فقال فلعل بن
جريج إنما حدثكم شيئا حفظه من كتب الناس ثم قال أبو عبد الله كان بن جريج
يحدثهم من كتب الناس سماع أبي عاصم وذكر عدة فقال الا أيام الحج فإنه كان
يخرج كتاب المناسك فيحدثهم من كتابه أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال سألت أبا بكر الإسماعيلي عن
المحدث إذا حدث من غير كتابه فقال إن كان يعلم أنه حديثه يحفظ ذلك لا
أدري قال جاز أو نحوه قلت له لا يحفظ ذلك ولكنه أعطى كتابا كتب عنه كتبه
رجل يثق المحدث به قال جائز أو نحوه من الكلام قلتفلم قلنا إن ذلك جائز
ومع هذا فلانا من الغلط والسقوط في المعارضة على من كتب عنه أو الزيادة فيه
بالسهو والغفلة قال مثله لا يأمن في كتاب نفسه قلت له الا أنه في كتابه أدى ما
كلف إذ قد عفى عن سهوه إذا بذل مجهوده فأما في كتاب غيره فلم يعف عن سهو
الكاتب عنه فسكت عني لم يزد على ما ذكرته الا أنه كان مقيما على تجويز ذلك إذا
وثق المحدث بضبط الكاتب عنه وإتقانه وصدقه
باب القول في تلقين الضرير ما في
أصل كتابه وروايته
قد تقدم القول منا أن بعض أهل العلم لا يجيز ذلك إذا لم يكن الضرير قد
حفظه في وقت سماعه ممن حدثه به وأجاز بعضهم إذا وثق الضرير بالملقن له
294

أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد الهروي قال ثنا أبو عبد الله
بن العباس العصمي املاء قال سمعت أبا الفضل يعقوب بن إسحاق الفقيه
يقول أنا صالح بن محمد البغدادي قال سمعت يحيى بن معين يقول ما رأيت أحدا
حفظ من وكيع فقال له رجل ولا هشيما قال وأين يقع حديث هشيم من حديث
وكيع فقال له رجل فاني سمعت علي بن المديني يقول ما رأيت أحدا أحفظ من
يزيد بن هارون قال كان يزيد بن هارون يحتفظ من كتاب كانت له جارية
تحفظه من كتاب قلت كان بصر يزيد بن هارون قد كف فلذلك كان يأمر جاريته
بتلقينه ويحفظ عنها
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخراز قال أنا
أحمد بن سعيد السوسي قال ثنا عباس بن محمد قال سمعت بعض أصحابنا يقول
كان موسى بن عبيدة أعمى وكانت له خريطة فيها كتبه وكان إذا جاءه انسان دفع
إليه الخريطة وقال أكتب منها ما شئت ثم يقرأ عليه
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا
محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت علي بن عبد الله يقول
قال لي أبو معاوية ما سمعت من الشيخ وحفظته عنه قلت حدثنا وما قرء علي من
الكتب قلت ذكر فلان
أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري قال أنا محمد بن عبد الله بن
القاسم قال أنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال ثنا جدي قال ثنا إسحاق بن أبي
إسرائيل قال كان أصحاب الحديث يلقنون عبد الرزاق من كتبهم فيختلفون في
الشئ فيقول لي كيف في كتابك فإذا أخبرته صار إليه لما يعرف ان كنت أتعب في
295

باب القول في القراءة على
المحدث وما يتعلق بها
ذهب بعض الناس إلى كراهة العرض وهو القراءة على المحدث ورأوا أنه لا
يعتد الا بما سمع من لفظه وقال جمهور الفقهاء والكافة من أئمة العلم الأثر إن
القراءة على المحدث بمنزلة السماع منه في الحكم
والأصل في ذلك ما أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشر
ان الواعظ قال أنا دعلج بن أحمد المعدل قال ثنا عمر بن حفص السدوسي قال ثنا
عاصم بن علي قال ثنا ليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ح وأخبرنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي واللفظ له قال سمعت أبا القاسم الآبندوني
يقول قرأت على علان يعني علي بن أحمد بن سليمان البصري حدثكم عيسى هو
بن حماد قال أنا الليث عن سعيد المقبري عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر أنه
سمع أنس بن مالك يقول بينما نحن جلوس في المسجد دخل رجل على جمل وأناخه
في المسجد ثم عقله ثم قال لهم أيكم محمد ورسول الله صلى الله عليه وسلم
متكئ بين ظهرانيهم فقلنا له هذا الرجل الأبيض المتكئ فقال له الرجل يا بن
عبد المطلب فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أجبتك قال له الرجل يا محمد إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجدن على في نفسك فقال له سل ما بدا لك فقال
الرجل نشدتك بربك ورب من قبلك آلله أرسلك إلى الناس
كلهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم فقال أنشدك الله آلله
أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اللهم نعم قال فأنشدك الله آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم نعم قال أنشدك الله آلله أمرك أن
تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اللهم نعم فقال الرجل آمنت بالذي جئت به وأنا رسول من ورائي وأنا
296

ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل قال أنا الحسن بن محمد بن
أحمد بن شعبة المروزي قال ثنا محمد بن أحمد بن محبوب قال ثنا أبو عيسى الترمذي
قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول قال بعض أهل العلم فقه هذا الحديث ان
القراءة على العالم والعرض عليه جائز مثل السماع واحتج بأن الاعرابي عرض على
النبي صلى الله عليه وسلم فأقر به النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال سمعت القاضي
أبا بكر محمد بن عمر بن الجعابي يقول سمعت أحمد بن محمد بن عبيدة النيسابوري
يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول ليس يروي عن النبي صلى الله عليه
وسلم في القراءة على العالم أو قال المحدث حديث أصح من حديث ضمام
أخبرنا أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري وأبو سعد الحسين بن عثمان
الشيرازي قالا أنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني ح وأخبرنا أبو عبد الله
الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب قال أنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن
حاجب الكشاني قالا ثنا محمد بن يوسف الفربري قال ثنا محمد بن إسماعيل
البخاري قال ورأي الحسن والثوري ومالك القراءة جائزة واحتج بعضهم في القراءة
على العالم بحديث ضمام بن ثعلبة قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم آلله أمرك أن
نصلي الصلوات قال نعم قال فهذه قراءة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أخبر ضمام قومه بذلك فأجازوه واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون
أشهدنا فلان وإنما ذلك قراءة عليهم ويقرأ على المقرئ فيقول القارئ أقرأني
فلان
أخبرنا عبد الملك بن محمد الواعظ قال أنا أحمد بن إسحاق بن ينجاب الطبي
قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا بشر بن الوليد الكندي القاضي ببغداد في منزله سنة
إحدى عشرة ومائتين قال أنا سلمة الأحمر عن عبد الكريم أبي أمية وهو بن أبي
297

المخارق البصري عن بن بريدة عن أبيه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم إني لاعلم آية ما نزلت على نبي بعد سليمان غير قال قلت أي آية هي
يا رسول الله قال أنا مخبرك بها قبل أن أخرج من المسجد قال فمشى ومشيت معه
حتى بلغ باب المسجد فأخرج رجلا وبقيت رجل قال فقلت نسي قال فالتفت إلي
وقال بأي آية تفتتح القرآن قال فقلت ببسم الله الرحمن الرحيم قال فقال لي هي
هي فصار قوله هي هي أخبارا وهذا بمنزلة الرجل يقرأ على الرجل الصك فيقول
أشهد عليه فيقول نعم ويقرأ على الفقيه الحديث فيقول أروي هذا عنك
فيقول نعم فجائز له أن يرويه عنه
قلت وهذا الكلام أحسبه كلام بشر بن الوليد والله أعلم وممن روى عنه
من الصحابة أن القراءة على المحدث بمنزلة السماع من لفظه علي بن أبي طالب و
عبد الله بن عباس وهكذا قال جماعة من التابعين والخالفين ونحن نسوق الروايات
عنهم في ذلك أن شاء الله تعالى (0)
باب ذكر الروايات عمن قال أن القراءة
على المحدث بمنزلة السماع منه
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل قال حدثني
إسماعيل بن علي الخطبي قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال ثنا يحيى الحماني
قال ثنا سلم بن سالم البلخي عن نوح بن أبي مريم عن أبي إسحاق عن الحارث عن
علي رضي الله تعالى عنه قال قراءتك على العالم وقراءة العالم عليك سواء إذا أقر لك
به
أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قال ثنا أبو سليمان
محمد بن الحسين الحراني املاء قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا محمد بن
خلف قال ثنا نعيم بن حماد قال سمعت نوح بن أبي مريم يعني أبا عصم يذكر عن
298

أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال سألنا عليا عن القراءة عليه فقال القراءة عليه
بمنزلة السماع منه
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي قال ثنا
عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق قال ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار
قال ثنا نعيم بن حماد قال ثنا نوح بن أبي مريم عن يزيد النحوي عن عكرمة قال
كان بن عباس في العلم بحرا ينشق له من الامر الأمور وكان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال اللهم ألهمه الحكمة وعلمه التأويل فلما عمى أتاه ناس
من أهل الطائف ومعهم علم من علمه أو كتب من كتبه فجعلوا يستقرئونه وجعل
يقدم ويؤخر فلما رأى ذلك قال إني قد تلهت من مصيبتي هذه فمن كان عنده علم
من علمي أو كتب من كتبي فليقرأ علي فان اقراري له به كقراءتي عليه قال فقرأوا
عليه
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال أنا منصور بن محمد الأصبهاني وأخبرنا
أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال قرئ على منصور بن محمد الأصبهاني وأنا
أسمع قال ثنا إسحاق بن أحمد زيرك قال ثنا محمد بن علي بن شقيق قال ثنا
علي بن الحسين بن واقد قال حدثني أبو عصمة عن يزيد النحوي عن عكرمة عن
بن عباس قال إني قد تلهت وان اقراري لكم كقراءتي عليكم
حدثني مسعود بن ناصر السجزي قال سمعت علي بن أحمد السرخاباذي
يقول سمعت أبا الحسين أحمد بن فارس يقول تله الرجل إذا تحيروا الأصل وله الا
أن العرب قد تقلب الواو تاء فيقولون تجاء والأصل وجاه
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الحراني المعدل قال
أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال ثنا يحيى بن صاعد قال
ثنا محمد بن سنان بن يزيد القزاز قال ثنا الحسين بن الحسن الأشقر عن سلم بن
سالم البلخي عن زياد بن أبي مريم عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس
299

قال قراءتك على العالم وقراءته عليك سواء هكذا قال عن زياد بن أبي مريم
والصواب نوح بن أبي مريم قاله الخطيب
أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر قال ثنا أبو سليمان محمد بن الحسين الحراني
قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال ثنا إسحاق بن الضيف قال ثنا إبراهيم بن
الحكم قال حدثني أبي عن عكرمة قال قال بن عباس اقرأوا علي فان قراءتكم علي
كقراءتي عليكم
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا أحمد بن علي
الابار قال ثنا صلت بن مسعود وأخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن
إبراهيم العاقولي قال ثنا محمد بن الحسين بن حفص قال ثنا عباد بن يعقوب قالا ثنا
داود بن عطاء عن هشام بن عروة عن أبيه قال عرض الكتاب والحديث سواء
أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال ثنا أبو الميمون عبد
الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو
قال حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم قال ثنا محمد بن شعيب قال أخبرني الوليد بن
أبي السائب قال رأيت مكحولا ونافعا وعطاء يقرأ عليهم الأحاديث
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال ثنا إبراهيم بن المندر قال ثنا مروان بن معاوية عن عاصم
الأحول قال عرضت على الشعبي أحاديث الفقه فأجازها
وأخبرنا بن الفضل قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن علي الابار قال
حدثني الحسن بن الصباح قال ثنا مروان عن عاصم قال قرأت على الشعبي أحاديث
فأجازها لي
أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا
إبراهيم بن المنذر قال ثنا داود بن عطاء مولى الزبير قال ثنا جعفر بن محمد وأخبرنا
عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن إبراهيم العاقولي قال ثنا محمد بن الحسين بن
300

حفص قال ثنا عباد بن يعقوب قال ثنا داود بن عطاء المديني عن جعفر بن محمد عن
أبيه قال عرض الكتاب والحديث سواء
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال حدثني أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال ثنا محمد بن الحسن
الواسطي قال ثنا عوف أن رجلا سأل الحسن فقال يا أبا سعيد منزلي نائي
والاختلاف يشق علي ومعي أحاديث فإن لم تكن ترى بالقراءة بأسا قرأت
عليك قال ما أبالي قرأت علي أو قرأت عليك وأخبرتك أنه حدثني أو حدثتك
به قال يا أبا سعيد فأقول حدثني الحسن قال نعم فقل حدثني الحسن
وأخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال ثنا أحمد بن عبد
الملك قال ثنا زهير قال قرأت على عبد الملك بن أبي سليمان وقرأ عبد الملك على أبي
الزبير وذكر أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال ما كنا نعفي السبال إلا في حج أو
عمرة
أخبرنا محمد بن محمد بن عثمان السواق قال ثنا عيسى بن حامد الرخجي
قال ثنا الهيثم بن خلف الدوري قال ثنا الحكم بن عمرو قال ثنا أبو مسهر قال ثنا
عبد الله بن العلاء بن زبر قال رأيت عمرو بن أبي الوليد يعرض على مكحول
يعني العلم
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال أنا
أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد
الرزاق قال أنا عبد الله بن عمر قال ما أخذنا عن بن شهاب الا قراءة كان
مالك بن أنس يقرأ لنا كان جيد القراءة
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال ثنا زيد بن بشر قال أخبرني بوهب أخبرني مالك قال رأيت بن
شهاب يقرأ عليه العلم
301

أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن إبراهيم العاقولي قال ثنا
محمد بن الحسين بن حفص قال ثنا عباد بن يعقوب قال ثنا داود بن عطاء المديني
عن بن أبي ذئب عن الزهري قال عر ض الكتاب والحديث سواء
قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال أنا
محمد إسحاق السراج قال ثنا حاتم الجوهري قال ثنا نوح بن يزيد المعلم قال
كنا عند إبراهيم بن سعد يوما فتذاكر أصحاب الحديث السماع فغضب إبراهيم بن
سعد قال لا تدعون تنطعكم يا أهل العراق العرض مثل السماع كان بن
شهاب يعرض عليه العلم فيجيزه
أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا إسماعيل بن محمد
الصفار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر قال رأيت
رجلا من بني أمية يقال له إبراهيم بن الوليد جاء إلى الزهري بكتاب فعرضه عليه
ثم قال أحدث بهذا عنك يا أبا بكر قال إي لعمري فمن يحدثكموه غيري
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرني عثمان بن أحمد حدثنا حنبل حدثني أبو
عبد الله حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال سمعت إبراهيم بن الوليد رجلا من بني
أمية يسأل الزهري وعرض عليه كتاب من علمه فقال أحدث بهذا عنك يا أبا بكر
قال نعم فمن يحدثكموه غيري
قال معمر ورأيت أيوب يعرض عليه العلم فيجيزه قال معمر وكان
منصور بن المعتمر لا يرى بالعراضة بأسا
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن علي الابار قال ثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي قال أنا عبد الله هو بن المبارك
عن معمر قال قرأت العلم على الزهري فقلت أحدث به عنك قال ومن حدثك
به غيري
أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال
قال علي يعني بن المديني بن جريج لم يسمع من بن شهاب شيئا إنما عرض له
عليه
302

أخبرنا محمد بن عمر النرسي قال نا أبو بكر الشافعي قال ثنا الهيثم بن مجاهد
قال ثنا أحمد بن الدورقي قال ثنا بن مهدي عن بشر بن السري قال قال بن أبي
ذئب ما سمعت عن الزهري شيئا قال وقال عبد العزيز بن أبي سلمة إنما كنت
أقول للزهري حدثك فلان بكذا وكذا فيقول نعم
أخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل
قال حدثني أبو عبد الله قال حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة قال سألت منصور أو أيوب عن القراءة فقالا
جيد يعني في الحديث
أخبرنا القاضيان أبو بكر محمد بن عمر بن إسماعيل الداودي وعلي بن
المحسن التنوخي قال محمد أنا وقال علي ثنا محمد بن المظفر الحافظ قال ثنا علي بن
أحمد بن سليمان قال ثنا أحمد بن سعيد الفهري قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا
محمد بن عبد الله الإسحاقي قال رأيت موسى بن عقبة في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم دخل الروضة حتى جلس إلى عبيد الله بن عمر فتبعته حتى
جلست معه فقال له عبيد الله بن عمر يغفر الله لك لم تعنيت إلي لو أرسلت إلي
لجئتك في منزلك قال إنه بلغني أنك تحدث عن نافع أحاديث لم أكن سمعتها منه
أحببت أن أعرضها عليك قال فأخرج صحيفة من كمه فيها أحاديث لنافع فقرأها
على عبيد الله بن عمر
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا
إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سمعت المعتمر يقول
قرأت على فضيل عن أبي حريز وقال أبو موسى سمعت خالد بن الحارث يقول
قرأت على هشام بن عروة وقال أيضا سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول قرأت
على مالك وقال سمعت حماد بن مسعدة يقول قرأت على هشام أخبرنا بن رزق وابن الفضل قالا
أخبرنا دعلج أنا وفي حديث بن
303

رزق قال ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا أحمد بن الدورقي قال ثنا عبد الرحمن بن
مهدي عن شعبة بن الحجاج قال القراءة عندي أثبت من السماع وكان يقول
قرأت على منصور بن المعتمر وقرأت على هشام بن عروة
أخبرنا الحسين بن عثمان الشيرازي قال أنا محمد بن المكي قال ثنا محمد بن
يوسف الفربري قال ثنا محمد بن إسماعيل قال سمعت أبا عاصم يذكر عن سفيان
الثوري ومالك أنهما كان يريان القراءة والسماع جائزا
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال حدثني عبيد الله بن موسى قال قال سفيان الثوري قراءتك على العالم
وقراءته عليك سواء قال عبيد الله فذكرت ذلك لشريك أسألت عن ذلك
شريكا فقال وهل هو الا سواء
أخبرنا محمد بن أبي القاسم الأزرق قال أنا محمد بن جعفر بن الهيثم البندار
قال ثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ قال ثنا زهير بن عباد قال ثنا عبد الله بن
المغيرة قال سألت سفيان الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن مغول عن قراءة
الحديث على العالم فقالوا القراءة عليه بمنزلة الحديث عنه
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن أحمد
الخطاب قال ثنا الحسن بن محمد البلخي قال ثنا حم بن نوح قال ثنا مكي بن
إبراهيم قال كان أبو حنيفة يرى القراءة على العالم وقراءته عليك سواء
أخبرنا عبيد الله قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن عبد الرحيم قال ثنا محمد بن
معاوية قال سمعت خارجة يقول سألت أبا حنيفة عن الرجل يقرأ على العالم
الحديث يحدث به عنه قال لا بأس بذلك
304

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميريه الهروي قال أنا
الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال سمعت المعافى وهو بن عمران يذكر عن
أبي حنيفة أنه كان يرى عرض الحديث مثل الصك يقرأ على الرجل فيشهد على
ذلك
أخبرنا بن رزق وابن الفضل قالا أنا دعلج قال أنا وفي حديث بن رزق ثنا
أحمد بن علي الابار قال ثنا عيسى بن حماد زغبة قال كنا نقرأ على ليث بن سعد ويقرأ
علينا وكان الامر عنده واحدا
أخبرنا أبو القاسم الأزهري والحسن بن علي الجوهري قالا ثنا محمد بن
العباس الخزاز قال ثنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال ثنا الحارث بن
محمد قال ثنا محمد بن سعد قال أنا محمد بن عمر قال سألت مالك بن أنس و
عبد الله بن عمر العمري وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد الحكيم بن عبد الله بن
أبي فروة وعبد الرحمن بن وثاب وأبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن قراءة الحديث
على المحدث أو حديثه هو به فقالوا هو سواء وهو علم بلدنا وقال بن سعد
أنا محمد بن عمر قال سمعت مالك بن أنس يقول عجبا لمن يريد المحدث على أن
يحدثه مشافهة وذلك إنما أخذ حديثه عرضا فكيف جوز ذلك للمحدث ولا يجوز هو
لنفسه أن يعرض عليه كما عرض هو
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان قال ثنا صالح بن أحمد
التميمي قال ثنا عبد الرحمن بن حمدان إملاء قال ثنا محمد بن علي قال ثنا أبو اليمان
جار الربيع بن سليمان ذكره عن أبيه قال لما قدم أمير المؤمنين يعني الرشيد المدينة
أتاه مالك بن أنس فسأله عن الحديث فقال أن العلم وأهله لأهل أن يوقروا فلا
تكن يا أمير المؤمنين أول من أذل العلم قال نعم ثم قال لبنيه صيروا إليه فصاروا
إليه فسألوه أن يحدثهم فقال أن أهل هذه البلدة يقرأ عليهم العلم كما يقرأ
الصبي على المعلم فإذا أخطأ أخذ عليه فرجعوا إلى أمير المؤمنين فأخبروه فدعاه
305

فقال يا أبا عبد الله أتوك فلم تحدثهم فقال يا أمير المؤمنين إنا أخذنا العلم عن
رجال منهم سعيد بن المسيب حتى ذكر بن شهاب وجماعة إنما كان يقرأ عليهم العلم
فقال أن في هؤلاء لقدوة وكان مؤدبهم يقرأ عليه وهم يسمعون
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع الصوفي وأبو علي الحسن بن أبي بكر
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالوا أنا محمد بن عبد الله
بن إبراهيم الشافعي قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا بن أبي أويس قال سئل
مالك عن حديثه أسماع هو قال منه سماع ومنه عرض وليس العرض عندنا بأدنى
من السماع
أخبرنا محمد بن الحسين بن أبي سليمان الحراني والحسن بن علي بن محمد
التميمي وأحمد بن عمر بن روح النهرواني قالوا أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد
الرحمن الزهري قال ثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبد
الحكم قال أنا بن وهب قال سمعت مالك بن أنس يقول قراءتك على العالم وقراءة
العالم عليك واحد أو قال سواء
أخبرني بن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن علي الابار قال ثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ح وأخبرنا محمد بن عمر
النرسي
أخبرنا أبو بكر الشافعي حدثنا الهيثم بن مجاهد حدثنا أحمد بن الدورقي
حدثني بن مهدي قال كنت أقرأ على مالك فأقول أتفهمه عني فيقول نعم فحدث
به عني ان شئت
حدثني علي بن أبي علي البصري قال هذا كتاب أبي ودفعه إلي فقرأت فيه
أنا علي بن إسحاق المادرائي قال ثنا محمد بن أحمد المكي عن الزبير بن أبي بكر
قال حدثني مطرف بن عبد الله قال سمعت مالكا يأبى أشد الاباء على من يقول أنه
لا يجزيه العرض ولا يجزيه الا السماع ويقول ما لك إذا قرأت على القارئ مسألة
306

من أقرأ ك أليس تقول فلان وهو لم يقرأ عليك إنما قرأت أنت عليه ولا ترى ذلك
يجزيك في الحديث وترى انه يجزيك في القرآن والقرآن أعظم وكيف لا تأخذ
الحديث عرضا وتريد أن لا تأخذ إلا سماعا وذلك المحدث إنما أخذه عرضا
فكيف جوز للمحدث أن يحدثك ما أخذه عرضا ولم تجوز لنفسك ان تعرض
عليه كما عرض هو
أخبرني عبيد الله بن يحيى السكري قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال
ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال قال يحيى بن معين سمعت
عبد الرزاق يقول سمعنا وعرضنا وكل سماع
حدثني محمد بن أبي الحسن قال انا محمد بن أحمد بن جميع قال انا محمد بن
مخلد قال سمعت أحمد بن محمد المقدمي يقول كنا إذا قلنا لابن أبي أويس اقرأ علينا
يقول ما أعجبكم أهل العراق قراءتك علي وقراءتي عليك سواء
وقد كان بعض أهل العلم يستحب السماع من لفظ المحدث ويختاره على
القراءة عليه وبعضهم كان يختار العرض والقراءة ويرى ذلك أفضل من السماع من
لفظ المحدث وأنا أسوق عمن روى عنه ذلك ما تيسر في هذا الموضع إن شاء الله
تعالى
رضي الله تعالى عنهما ذكر الرواية عمن كان يختار السماع من لفظ
المحدث على القراءة عليه
أخبرني القاضي أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد الرازي إجازة شافهني بها
قال أنا علي بمحمد بن عمر القصار قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ثنا أبي
قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت وكيعا يقول ما أخذت حديثا قط عرضا
قلت عندنا من أخذ عرضا قال من عرف ما عرض مما سمع فخذ منه يعني
السماع
307

أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا الحسن بن
أحمد الإصطخري قال قرى على العباس بن محمد قال سمعت أحمد بن حنبل يقول
لما خرجت على عبد الرزاق أخبروني أن معاذ بن هشام على الطريق فملت إليه
ومعي ثلاث ظهور مملوءا من حديثه فصادفته فقرأ علي شيئا وقال أنا عليل لا أقدر
على أكثر من هذا ولكن اقرأها علي فأبيت ووددت والله اني كنت قرأتها عليه
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال قال لي أبو أحمد الحافظ وهو محمد
بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري قال لنا أبو الحسين الغازي سمعت محمد
بن يحيى يقول سمعت إسحاق بن عيسى الطباع يقول لا أعد القراءة شيئا بعد ما
رأيت مالكا يقرأ عليه وهو ينعس
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال أنا محمد بن سليمان
البخاري الحافظ قال ثنا خلف بن محمد قال سمعت أبا بكر محمد بن يعقوب بن
يوسف البيكندي يقول سمعت علي بن الحسين يقول سمعت محمد بن سلام يقول
أدركت مالك بن أنس فإذا الناس يقرؤون عليه فلم أسمع منه لذلك
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال ثنا أبو
الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو قال ثنا أبو مسهر قال قدم
علينا ليث بن سعد وكان يجالس سعيد بن عبد العزيز فأتاه أصحابنا فعرضوا عليه
فلم أر أخذها عرضا حتى قدمت على مالك بن أنس
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال وقد كان قدم مطرف مكة معتمرا وكان منزله قريبا من منزل الحميدي
فمضيت إليه واستقبلني الحميدي فقال لي إلى أين قلت إلى مطرف نقرأ كتاب
الموطأ قال ولم تسمع الموطأ من عبد الله بن مسلمة بن قعنب قلت بلى قد سمعته
فقال لي انصرف إلى الطواف ولا تشتغل به فمشيت معه منصرفا إلى المسجد فقال إن
قعنب يختار السماع على القراءة فلما لم يمكنه ولم يتهيأ له فأقل أحواله أنه تثبت
308

في العرض على مالك وقلت أو قال لي وهو الذي قرأ على مالك وأهل المدينة يرون
العرض مثل السماع ويتهاونون بالعرض أيضا قلت له قد سمعت من وقف بابن
أبي أويس فقال له أرأيت ما تقول فيه حدثني مالك سمعته منه قال لا ولكن كان
يقرأ عليه ولقد كنت أحيانا أكون داخل الحجرة ويقرأ على مالك خارجا من الحجرة
وكان ذلك يجزي فقال الحميدي هذا يدلك على ما قلت لك فمنعني سماع الموطأ
من مطرف لهذا الذي ذكرت
أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي
بالبصرة قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي قال ثنا أبو خليفة قال سمعت
عبد الرحمن بن سلام يقول دخلت على مالك بن أنس وكان على بابه من يحجبه
وكان بين يديه بن أبي أويس وهو يقول حدثك نافع حدثك بن شهاب
حدثك فلان وفلان فيقول مالك نعم نعم فلما فرغت قلت يا أبا عبد الله عوضني
مما حدثته بثلاثة أحاديث تقرؤها علي قال أعراقي أنت أخرجوه عني
أخبرني علي قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا
إبراهيم بن محمد بن الشطن البغدادي قال ثنا عبد الله بن شبيب قال ثنا يعقوب
بن حميد بن كاسب قال حدثني عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون قال حضرت
مالكا وأتاه رجل من الصوفية فسأله عن ثلاثة أحاديث يحدثه بها فقال مالك
اعرضها ان كانت لك حاجة فقال يا أبا عبد الله ان العرض لا يجوز عندنا فقال له
مالك فأنت أعلم فأتاه مرارا كل ذلك يقول اعرضها ان كانت لك حاجة فيقول
العرض لا يجوز فلما أراد أن يقوم وثب إليه الصوفي فلزم مضربة كانت تحته ثم قال
ورب هذا القبر لا أدعها أو تحدثني بثلاثة أحاديث فقال مالك لرجل من جلسائه
يكنى أبا طلحة ليتك يا أبا طلحة دخلت بيني وبين هذا الرجل فاني أرى به لمما فقال
أبو طلحة ما أرى بالرجل لمما يا أبا عبد الله إن رأيت أن تحدثه بهذه الثلاثة
الأحاديث فقال مالك هات فقال الصوفي ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر فقال مالك حدثني الزهري عن أنس أن
309

النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر قال بن
شهاب ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ محرما ثم قال الصوفي
ان بن عباس سئل عن رجل له امرأتان أرضعت إحداهما غلاما والأخرى جارية
فقال مالك حدثني بن شهاب عن عمرو بن الشريد ان بن عباس سئل عن رجل
له امرأتان أرضعت إحداهما غلاما والأخرى جارية أيتناكحان قال لا قال يا أبا
عبد الله ان بن عمر سمع الإقامة وهو بالبقيع فقال مالك حدثني نافع عن بن
عمر أنه سمع الإقامة وهو بالبقيع فأسرع المشي
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال سمعت أبي يقول
جئنا إلى العباس بن محمد الدوري وقد اعتل أحسبه قال علة الموت ومع الوراقين
أجزاء كثيرة فسئل فقال اخرج إلى أصحاب الحديث فان رضوا أن يقرؤا هم فعلت
أو كما قال
رضي الله تعالى عنهما
ذكر الرواية عمن كان يختار القراءة على المحدث
على السماع من لفظه
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر قالا أنا القاضي أبو نصر
أحمد بن نصر بن محمد البخاري قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الزوزني قاضي
سجستان قال أنا أبو سعيد المستملي سليمان بن داود المهري قال حدثنا أبو طالب
هاشم بن الوليد قال ثنا أبو مقاتل السمرقندي حفص بن سلم عن سفيان الثوري
عن الأعمش عن أبي ظبيان عن علي بن أبي طالب قال القراءة على العالم أصح من
قراءة العالم بعدما أقر أنه حديثه
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن عبيد الله المنادى قال ثنا روح بن عبادة وأخبرنا علي
310

بن محمد بن علي الأيادي قال ثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي قال ثنا الحارث
بن محمد التميمي قال ثنا السكن بن نافع واللفظ لحديث روح قال ثنا عمران بن
حدير عن أبي مجلز قال قال بشير بن نهيك كنت أكتب بعض ما أسمع من حديث
أبي هريرة فلما أردت فراقه أتيته بالكتب فقرأتها عليه فقلت هذا سمعته منك قال
نعم
أخبرنا محمد بن عمر بن القاسم النرسي قال انا محمد بن عبد الله الشافعي
قال ثنا الهيثم بن مجاهد قال ثنا أحمد بن الدورقي قال ثنا بن مهدي قال قال شعبة
القراءة أثبت عندي من السماع وكان يقول قرأت على منصور وقرأت على هشام
بن عروة
أخبرنا الحسين بن محمد بن جعفر الرافقي إجازة قال انا أحمد بن كامل
القاضي قال ثنا أبو أحمد البربري قال حدثني علي بن حماد ح وأخبرني الحسن بن أبي
طالب قراءة قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا أحمد بن الحسن بن شقير قال ثنا أبو
أحمد البربري قال ثنا علي بن سهل وهو بن عفان قال سمعت عفان يقول
سمعت يحيى بن سعيد يقول إذا قرأت على المحدث كان أحب إلي لأنه يصح لي
كتابي
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي قال أنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال ثنا العباس بن يزيد
البحراني قال كان يحيى بن سعيد القطان يقول القراءة أشد علي من الاملاء لأني إذا
قرئ علي جعلت ذهني كله فيه قال الخطيب ذكر ت هذه الحكاية لأبي بكر
البرقاني فأعجب بها وسألني فكتبتها له
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن أحمد
المقرئ قال ثنا الحسن بن محمد البلخي قال ثنا حم بن نوح قال ثنا مكي بن
311

إبراهيم قال كان بن أبي ذئب يرى القراءة على العالم أفضل من قراءة العالم
عليك
وأخبرنا عبيد الله قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الرازي
قاضي قزوين قال ثنا محمد بن أيوب الرازي قال ثنا محمد بن سعيد بن سابق قال
قال أبو يوسف قال أبو حنيفة لان أقرأ على المحدث أحب إلي من أن يقرأ علي
أخبرنا علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا بن
خلاد قال ثنا أحمد بن إسحاق بن البهلول قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال
سمعت اسما عيل بن أبي أويس قال سألت مالكا عن أصح السماع فقال قراءتك
على العالم أو قال على المحدث ثم قراءة المحدث عليك ثم إن يدفع إليك كتابه
فيقول ارو هذا عني قال فقلت لمالك أقرأ عليك وأقول حدثني قال أو لم يقول
بن عباس أقرأني أبي بن كعب وإنما قرأ على أبي
وأخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن علي
الابار قال ثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما قرأت على
مالك بن أنس أثبت في نفسي مما سمعت منه قال وذلك أنه كان يذكر مرة
الكلام ومرة الاسناد
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا محمد بن المظفر الحافظ قال ثنا عبد الله
بن محمد بن جعفر القزويني قال ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سمعت
عبد الله بن مسلمة القعنبي يقول اختلفت إلى مالك ثلاثين سنة وما من حديث في
الموطأ الا ولو شئت قلت سمعته مرارا من مالك ولكني اقتصرت بقراءتي عليه لان
مالكا كان يذهب إلى أن قراءة الرجل على العالم أثبت من قراءة العالم عليه
أخبرنا أحمد بن روح النهرواني قال أنا المعافى بن زكريا الجريري قال ثنا
إبراهيم بن الفضل بن حيان الحلواني قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس
312

السراج قال سألت يحيى بن عبد الله بن بكير يحدثنا بحديث فأبى فقال له جعفر بن
عبد الواحد وكان إلى جانبه يا أبا زكريا أنه حديث حسن فقال إن كان حسنا
فستقرؤه فقال يا أبا زكريا اني أحب ان أسمعه منك فقال والله والله ولا أعلمه
الا قال ثلاثا لقراءتك علي أثبت عندي من قراءتي عليك وعند من تعلمت منه أعني
مالك بن أنس والليث بن سعد وابن لهيعة
والعلة التي احتج بها من اختار القراءة على المحدث على السماع من لفظه
ظاهرة لان الراوي ربما سها وغلط فيما يقرؤه بنفسه فلا يرد عليه السامع إما أنه
ليس من أهل المعرفة بذلك الشأن أو لان الغلط صادف موضع اختلاف بين أهل
العلم فيه فيتوهم ذلك الغلط مذهبه فيحمله عنه على وجه الصواب أو لهيبة
الراوي وجلالته فيكون ذلك مانعا من الرد عليه
وأما إذا قرئ على المحدث وهو فارغ السر حاضر الذهن فمضى في القراءة
غلط فإنه يرده بنفسه أو يرده على القارئ بعض الحاضرين من أهل العلم لأنه لا
يمنع من ذلك شئ في معنى الخلال التي ذكرناها عند قراءة العالم بنفسه والله
أعلم
قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال أنا
محمد بن إسحاق الثقفي قال سمعت الجوهري يعني حاتم بن الليث يقول
سمعت أبا الوليد وقرأ عليه رجل فقال له تظن أنك خففت عني لو قرأت انا كان
أحب إلي انك لتقرؤه وإني لأتحفظ ما تقرأ لئلا يسقط علي شئ قراءتك علي
أشد من قراءتي عليك
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا الحسن
بن علي قراءة قال ثنا أبو الدرداء الخراساني قال قال أبو الوليد إذا قرئ علي كان
أصح وذلك أني أجعل نهمتي فيه وقلبي فيه وإذا قرأت لم أفهم ما أقرؤه أو كلمة
غيره
313

أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا الحسن بن عبد
الرحمن بن خلاد قال ثنا عبد الله بن أحمد الغزاء قال ثنا يوسف بن مسلم قال قال
لي موسى بن داود القراءة أثبت من الحديث وذلك انك إذا قرأت علي شغلت
نفسي بالانصات لك وإذا حدثت غفلت عنك
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنا محمد بن عد البصري في كتابه
قال ثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري قال قلت لأبي داود وهو سليمان بن
الأشعث العباس بن الوليد بن مزيد سمع من أبيه فقال قال العباس سمعت من
أبي عرضت عليه والعرض أصح
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت
جعفر بن أحمد يقول سمعت أبا حاتم يقول القراءة على الشيخ أحب إلي من قراءة
الشيخ أما علمت أن القرآن يقرأ على المعلم آخر الجزء الثامن
314

بسم الله الرحمن الرحيم
رب سلم وسهل
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ قال أخبرنا أحمد بن محمد بن
غالب قال أنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال ثنا محمد بن عبد الرحمن
الدغولي أبو العباس قال ثنا عبد المجيد بن إبراهيم أبو الحسين قال كان أبو عبيد
القاسم بن سلام يقول القراءة علي أثبت لي وأفهم من أن أتولى القراءة أنا أو نحو
هذا
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد التميمي قال أنا أبو
عبد الله الحسن بن علي قال وجدت هذا الكلام في كتاب أحمد بن ضرار وأخبرني
من حضر معي انه قرأه في المجلس قال أحمد بن ضرار قرأت هذه الكتب على أبي
عبيد القاسم بن سلام وأخبرني أنه حديثه وكلامه واستؤذن في روايتها عنه قال
نعم ان شئتم وقال هو عندي بمنزلة السماع ولا يكون الحديث أشد من الشهادة فهو
بمنزلة الشهادة وقد تقول للرجل أشهد عليك بكذا وكذا فيقول نعم فهو واسع
لك أن تقول أقر عندي فلان بكذا وكذا وأنت لم تسمع منه الا نعم وكذلك جاء
كثير من السنن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يسأل عن الشئ فيأمر به أو
ينهى عنه وهو لم يلفظ به إنما تكلم بالجواب فصار ذلك سنة عنه بمنزلة ما تكلم به
سواء لا فرق بينهما قال أبو عبيد وكان حجاج عرض كتبا علي بن جريج أظنه
قال الا المناسك فإنه سمعه منه املاء وقال الحجاج قلت لابن جريج هذه الكتب
315

التي عرضتها عليك أحدث بها عنك قال نعم وقل حدثني بن جريج قال أبو
عبيد وأخبرنا أبو القاسم شيخ كان بمصر كان صديقا لنا كان سمع من الليث بن
سعد وابن لهيعة أنا عن الليث قال العرض عندي أصح من السماع انه إذا عرض
علي تحفظت وإذا حدثت فربما سهوت قال أبو عبيد وحدثوني بمصر أن نافعا
قال لليث سلني حتى أحدثكم فقال لا ولكني أعرضه عليك فعرضه عليه قال
أبو عبيد فحديث الليث عن نافع كله عرض قال وقال الليث أنا أسهو في السماع
ولا أسهو في العرض قال وسمعت أبا يوسف قال سألت أبا حنيفة عن رجل
عرض على رجل حديثا هل يجوز يحدث به عنه قال نعم يجوز أن يقول حدثني فلان وسمعت
فلانا وهذا مثل قول الرجل يقرأ عليه الصك فيقر به فيجوز لك
أن تقول أقر عندي فلان بجميع ما في هذا الكتاب وإنما سمعت نعم قال أبو
عبيد وكذلك قول أبي يوسف وهو قولي قال أبو عبيد حدثونا عن مالك بن أنس
أنه قال كيف ينكر أهل العراق العرض وهم يأخذون حديثنا ونحن قد عرضنا
قال وقال لي بن أبي ذئب احملوا العرض علي فما كان فيه من اثم ففي عنقي قيل
لأبي عبيد أليس العرض عند ك القراءة على المحدث قال نعم قال وثنا محمد
بن كثير قال سألت الأوزاعي عن العرض فقال قل كما كان هذا يريد أن تقول
حدثنا قال أبو عبيد وكان إسماعيل بن جعفر ربما قال في بعض حديثه هذا عرض
ثم يقول حدثني قال أبو عبيد كنا نسمع بن المبارك كثيرا يقول أخبرني وكنت
أرى أنه سمعه وحده حتى أخبروني أنه كان يقول إذا قلت حدثنا فقد حدث
كل واحد منا علي حياله فلهذا استجاز أن يقول
قلت قصد أبو عبيد في آخر هذا الكلام البيان أن قول الراوي حدثنا فيما
سمعه عرضا جائز وكذلك قوله أخبرني فيما سمعه مع الجماعة وفي ذلك خلاف بين
السلف نحن نذكره بعد في موضعه بمشيئة الله تعالى ومعونته
316

باب ما جاء في اقرار المحدث
بما قرئ عليه وسكوته وإنكاره
زعم بعض أصحاب الحديث وقوم من أهل الظاهر أن من قرأ على شيخ
حديثا لم يجز له روايته عنه الا بعد أن يقر الشيخ به
كما أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال ثنا
محمد بن عمرو بن البختري الرزاز املاء قال ثنا محمد بن يونس بن موسى قال
قيل لأبي عاصم وأنا أسمع حدثكم طلحة بن عمر عن عطاء وأصلحنا له
زوجه قال كان في لسانها طول قال أبو عاصم نعم قالوا فأما إذ سكت
الشيخ فلا يجوز للقارئ رواية ذلك الحديث
والذي نذهب إليه انه متى نصب نفسه للقراءة عليه وأنصت إليها مختارا
لذلك غير مكره وكان متيقظا غير غافر جازت الرواية عنه لما قرئ عليه ويكون
انصاته واستماعه قائما مقام اقراره فلو قال له القارئ عند الفراغ كما قرأت عليك
فأقر به كان أحب إلينا
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال انا محمد
بن صالح بن هانئ قال ثنا أحمد بن سلمة قال قال إسحاق يعني بن راهويه كنت
أقرأ على أبي أسامة فإذا فرغت من كل حديث قلت له كما قرأت عليك فيقول
نعم فقال لي ذات يوم يا هذا انك تريد بهذا أمرا
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال جاء رجل إلى الربيع بن سليمان فقال له كتب الشافعي التي
قرئ عليك أليس هو كما قرئ عليك وأخبرك به الشافعي فاغتاظ منه وقال له لا
وحلف بصدقة ماله في المساكين ان لا يقول له فإنه قد كان قال له ولنا غير مرة هو
كما قرئ علي وأخبرنا به الشافعي فجاءه الرجل من الغد واستشفع ببعض الناس
317

عليه وطلبنا إليه وبعض من حضر مجلسه فقال الربيع أقول لكم كما قرئ علي
وأنابه
الشافعي فلم يرض بذلك الرجل حتى قال له كما قرئ علي وأخبرنا به الشافعي
فأما إذا قرئت عليه أحاديث فأنكرها الشيخ فإنه لا يجوز له روايتها عنه
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا
أحمد بن سعيد بن مرابة حدثنا العباس بن محمد حدثنا أبو عاصم النبيل
الضحاك بن مخلد قال كنا عند سفيان بن عيينة فأتاه رجل فقال يا أبا محمد أقرأ
عليه أحاديث معي قال اقرأها قال فجعل يقرأ ويقرأ فلما فرغ قال هذه أحاديثك
أرويها عنك قال لا قال أليس قد قلت لي اقرأ قال سفيان بن عيينة ما حدثتك
انا بشئ أنت حدثت بها نفسك
وهكذا لو لم يكن الشيخ منتصبا للحديث فقرأ عليه بعض الطلبة حديثا
وهو مشغول القلب غير مصغ إلى السماع فإنه لا يجوز له روايته عنه
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه قال أنا أبو الميمون
البجلي ثنا أبو زرعة قال سمعت أبا مسهر يقول رأيت أصحابنا يعرضون على سعيد
بن عبد العزيز حديث المعراج عن يزيد بن أبي مالك عن أنس بن مالك فقلت يا
أبا محمد أليس حدثتنا عن يزيد بن أبي مالك قال ثنا أصحابنا عن أنس بن مالك
قال نعم إنما يقرؤون على أنفسهم
حدثني أبو الفضل محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبي بكر
محمد بن الطيب قال فان قيل هل يقوم اقرار المحدث بما قرئ عليه مقام لفظه
بالحديث قيل أجل فإنه إذا ثبتت عدالته زالت التهمة عنه في اقراره وانه لو
جوزنا عليه في اقراره بأنه سمع ما لم يسمعه أو لم يحدث به على وجه لخرج بهذه
318

التهمة عن كونه عدلا ولاحتملت أمانته الكذب ووضع الحديث فان قيل فما
قولكم لو سكت فلم يقر ولم ينكر قيل يجب قبول حديثه والعمل به ويجوز روايته
عنه لان سكوته عما قرئ عليه مع علمه بأنه يحدث به عنه ويعمل به قائم مقام
اقراره به ولو علم أن بعض ما يقرأ عليه لم يسمعه ولا حدث به أو شك في ذلك
اقتضت العدالة والنصح في الدين إنكار ذلك لئلا يغتر بالعمل به والرواية له
عنه ولو احتملت أمانته السكت عما قرئ عليه مع العلم أنه لم يسمعه ولا حدث
به لاحتمل أن يقر بسماع ما لم يسمعه وكل ذلك ناقض لعدالته وإنما يجعل اقراره
به وسكته عن إنكاره بمنزلة نطقه متى كانت الحال سليمة من اكراه له على ذلك
وخوف ومتى كان سكته عن غير غفلة بل مع العلم والتيقظ لما قرئ عليه وان
عرض شئ مما ذكرنا لم يكن الاقرار منه والسكت قائما مقام النطق فأما إنكاره ان
يكون حدث بما قرئ عليه أو سمعه فلا يجوز الرواية له عنه ولا العمل به
فصل
وذهب بعض الناس إلى أن من سمع من شيخ حديثا لم يجزله أن يرويه عنه
الا بعد إذن الشيخ له في روايته وهذا القول يروى عن بشير بن نهيك
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا الحسن بن مكرم قال ثنا أبو عاصم عن عمران بن حديد عن
أبي مجلز عن بشير بن نهيك قال كنت آتي أبا هريرة فأكتب عنه فلما أردت فراقه أتيته
فقلت هذا حديثك أحدث به عنك قال نعم
وهذا غير لازم بل متى صح السماع وثبت جازت الرواية له ولا يفتقر ذلك
إلى اذن من سمع منه
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال ثنا علي بن الحسن بن شقيق قال ثنا عبد الله وهو بن المبارك قال قال
319

معمر قرأت العلم على الزهري قال فلما فرغت منه قلت أحدث بهذا عنك قال
ومن حدثك بهذا غيري
باب ما جاء في عبارة الرواية
عما سمع من المحدث لفظا
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قال ثنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العبا س بن محمد الدوري وأخبرنا محمد بن
الحسين بن الفضل القطان أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس العقبي قال ثنا عباس
بن محمد الدوري قال ثنا قراد أبو نوح قال سمعت شعبة يقول كل حديث ليس فيه
أنا وثنا فهو خل وبقل
أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال ثنا أحمد بن محمد بن يحيى
القصار قال ثنا أحمد بن عصام قال ثنا أبو داود الطيالسي قال سمعت شعبة يقول
كل حديث ليس فيه ثنا وأنا فهو خل وبقل
قلت ما يسمع من لفظ المحدث الراوي له بالخيار فيه بين قوله وسمعت وثنا
وأخبرنا وأنبأنا الا أن أرفع هذه العبارات سمعت وربما اتصل ذلك بجميع رجال
الاسناد في حديث واحد فيسميه أصحاب الحديث المسلسل
مثاله أني سمعت أبا الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري يقول سمعت أبا
بكر أحمد بن جعفر بن سلم الختلي يقول سمعت الفضل بن الحباب الجمحي يقول
سمعت عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم يقول سمعت محمد بن زياد يقول
سمعت أبا هريرة يقول سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم يقول الولد
للفراش وللعاهر الحجر
320

وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا بشر بن
موسى قال ثنا الحميدي قال قال سفيان كان لفظ الزهري إذا حدثنا عن أنس
سمعت
وليس يكاد أحد يقول سمعت في أحاديث الإجازة والمكاتبة ولا في تدليس ما
لم يسمعه فلذلك كانت هذه العبارة أرفع مما سواها
ثم يتلوها قول حدثنا وحدثني وقد يتصل ذلك في الحديث الواحد بجميع
الرجال المذكورين في إسناده
مثل ما حدثنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب
الأصم قال ثنا بحر بن نصر بن سابق وأحمد بن عيسى التنيسي قالا ثنا بشر بن بكر
قال ثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن
بن عوف قال حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من
اقتنى كلبا فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط الا كلب حرث أو ماشية
وإنما كان قول حدثنا اخفض في الرتبة من قول سمعت لان بعض أهل
العلم كان يقول فيما أجيز له حدثنا وروي عن الحسن أنه كان يقول ثنا أبو هريرة
ويتأول أنه حدث أهل البصرة والحسن منهم وكان الحسن إذ ذاك بالمدينة فلم يسمع
منه شيئا ولم يستعمل قول سمعت في شئ من ذلك
ثم قول أخبرنا وهو كثير في الاستعمال حتى أن جماعة من أهل العلم لم
يكونوا يخبرون عما سمعوه الا بهذه العبارة منهم حماد بن سلمة وعبد الله بن المبارك
وهشيم بن بشير وعبيد الله بن موسى وعبد الرزاق بن همام ويزيد بن هارون
321

وعمرو بن عون ويحيى بن يحيى التميمي وإسحاق بن راهويه وأبو مسعود أحمد بن
الفرات ومحمود بن أيوب الرازيان
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
أبا الحسن أحمد بن محمد العنزي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول
سمعت نعيم بن حماد يقول ما رأيت بن المبارك يقول قط حدثنا كأنه يرى
أخبرنا أوسع وكان لا يرد على أحد حرفا إذا قرأ
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال كتب إلي محمد بن إبراهيم بن عمران الجوزي
من شيراز يذكر أن عبد الرحمن بن أحمد الهمذاني حدثهم قال سمعت أبا حاتم
الرازي يقول لم يسمع عبيد الله بن موسى يقول ثنا كان يقول أخبرنا
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا أبو عبد الرحمن بن عمر بن أحمد
الجوهري بمرو قال قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أبي كنا عند عبد الرزاق وأنا
عن يمينه وإسحاق بن راهويه عن يساره وكان كثيرا ما يقرأ حدثنا حدثنا علم أنا
نحب ذلك ثم يرجع إلى عادته
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق قال أنا أبو بكر أحمد
بن سلمان النجاد قال قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي الناس يقولون
عن عبد الرزاق انا معمر وأنت تقول حدثنا قال كان يعلم أن قوله حدثنا أحب
إلينا وكان يقول لنا ذلك ثم يرجع فيقول انا
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال أنا دعلج بن
أحمد قال ثنا بن خزيمة قال سمعت محمد بن رافع قال كان عبد الرزاق يقول
أخبرنا حتى قدم أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه فقالا له قل حدثنا فكل ما
سمعت مع هؤلاء قال حدثنا وما كان قبل ذلك قال أخبرنا
322

أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال ثنا
الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان عن سلمة بن شبيب
قال سمعت أحمد بن حنبل يقول ثنا عبد الرزاق قال ثنا فلان فقلت يا أبى عبد الله
ان عبد الرزاق ما كان يقول حدثنا كان يقول أخبرنا فقال أحمد بن حنبل ثنا
وأنا واحد
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي بكر أحمد بن علي بن لآل
الهمذاني بها حدثكم عبد الرحمن بن حمدان الجلاب قال سمعت أبا حاتم يقول ما
سمعت عمرو بن عون يقول ثنا وكان يقول انا
حدثني علي بن عبد الغالب بن جعفر الضراب قال سمعت محمد بن أبي
الفوارس يقول هشيم ويزيد بن هارون وعبد الرزاق لا يقولون الا أنا فإذا رأيت
حدثنا فهو من خطأ الكاتب
ثم نبأنا وأنبأنا وهي قليلة في الاستعمال
أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا
الحسن بن مكرم قال ثنا أبو النضر قال ثنا أبو خيثمة عن سماك بن حرب قال أنبأني
جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب على المنبر قائما ثم
يجلس ثم يقوم فيخطب قائما فمن نبأك انه كان يخطب جالسا فقد كذب فقد والله
صليت معه أكثر من الفي صلاة
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل
بن إسحاق قال ثنا إبراهيم بن مهدي قال ثنا حماد بن زيد قال أنبأنا أيوب وأنبأنا
هشام وحسبك بهشام
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال قرأت في كتاب
جدي أحمد بن محمد بن شاهين قال ثنا بن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح
323

وسئل عن حدثنا وأخبرنا وأنبأنا فقال حدثنا أحسن شئ في هذا وأخبرنا دون
حدثنا وأنبأنا مثل أخبرنا
وقد قال بعض أهل العلم بالعربية هذه الألفاظ الثلاثة بمنزلة واحدة في
المعنى
وقال غيره حدثنا ونبأنا ادخل إلى السلامة من التدليس من أخبرنا وإنما استعمل من
استعمل أخبرنا ورعا ونزاهة لأمانتهم فلم يجعلوها للينها بمنزلة حدثنا
ونبأنا وان كانت نبأنا تحتمل ما تحتمله حدثنا وأخبرنا وبالجملة فان النية هي
الفارقة بين ذلك على الحقيقة وكان شيخنا أبو بكر البرقاني يقول فيما رواه لنا عن أبي
القاسم عبد الله بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالأبندوني سمعت ولا يقول حدثنا
ولا أخبرنا فسألته عن ذلك فقال كان الأبندوني عسرا في الرواية جدا مع ثقته
وصلاحه وزهده وكنت أمضي مع أبي منصور بن الكرجي إليه فيدخل أبو منصور
عليه وأجلس أنا بحيث لا يراني الأبندوني ولا يعلم بحضوري فيقرأ هو الحديث
على أبي منصور وأنا أسمع فلهذا أقول فيما أرويه عنه سمعت ولا أقول ثنا ولا أخبرنا
فان قصده كان الرواية لأبي منصور وحده
حدثني العلاء بن حزم الأندلسي قال أنا محمد بن الحسين بن بقال الهمذاني
قال أنا جدي عبد الغني بن سعيد الأزدي قال ثنا أبو الطاهر هو القاضي الذهلي
324

قال ثنا سهل بن أحمد الواسطي قال ثنا الرياشي عن الأصمعي قال سمعت
معتمر بن سليمان يقول سمعت أسهل على من حدثنا وأخبرنا وحدثني وأخبرني
لان الرجل قد يسمع ولا يحدث
قلت وقد ورد أصل لهذا في حديث
أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال أنا جعفر بن محمد بن علي الطاهري
قال ثنا أبو بكر النيسابوري قال ثنا محمد بن يحيى قال ثنا أبو عاصم عن بن جريج
قال حدثني بن أبي مليكة قال حدثني عقبة بن الحارث ثم قال لم يحدثني ولكني
سمعته يحدث قال تزوجت ابنة أبي أهاب فجاءت امرأة سوداء فقالت إني قد
أرضعتكما فأتيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسألته فأعرض عني ثم سألته
فأعرض عني ثم سألته فأعرض عني ثم قال في الرابعة أو الثالثة كيف بك وقد
قيل قال ونهاه عنها
كتب إلي أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة يخبرني أن أبا العباس الوليد
بن بكر الأندلسي حدثهم لفظا قال سمعت عمر بن المؤمل الحافظ بمصر يقول
سمعت بعض الحفا قال الوليد أنا نسيت اسمه يقول لا يختلف أصحاب ا
لحديث ان أصح مراتب السماع قول الراوي سمعت فلانا يقول سمعت فلانا
يقول املاء كان من لفظ الراوي أو قراءة أو مذاكرة إذا كان الناقل ثقة متقنا لأنها
سماعات من لفظه قال وكذلك حق هذا في لسان العرب ومثله في لسانها أيضا
قول الراوي حدثنا فلان قال ثنا فلان ومثله في لسانها أيضا قوله أخبرنا فلان
قال أخبرنا فلان وكذلك قوله أنبأنا فلان قال أنبأنا فلان وكذلك قوله خبرنا فلان ونبأنا
فلان وكذلك قال لنا فلان وكذلك قوله ذكر لنا فلان قال ذكر لنا
فلان كل هذه الألفاظ عند علماء اللسان عبارة عن التحديث مثل سمعت فلانا
قال سمعت فلانا وإنما الخلاف فيها بين علماء الشريعة في استعمالها من جهة العرف
والعادة لا من جهة الحكم
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال أنا عبد الله بن عدي الحافظ قال
كتب إلي محمد بن أيوب قال أنا أبو غسان يعني زنيجا قال كان بهز بن أسد يقول لا
تأخذوا الحديث عمن لا يقول ثنا
وقول المحدث ثنا فلان قال ثنا فلان أعلى منزلة من قوله ثنا فلان عن فلان
325

إذ كانت عن مستعملة كثيرة في تدليس ما ليس بسماع
أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان قال أنا أبو
بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرى قال ثنا سلامة بن محمود القيسي بعسقلان
قال ثنا أحمد بن الفضل قال سمعت بشر بن بكر يقول ذهب أهل العراق
بحلاوة الحديث يقولون عن فلان عن فلان ولا يقولون ثنا ولا أخبرنا
حدثني محمد بن علي الصوري قال سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول
حديث الأوزاعي وعمرو بن الحارث شهادات كله حدثني قال حدثني
وأما قول المحدث قال فلان فإن كان المعروف من حاله انه لا يروي الا ما
سمعه جعل ذلك بمنزلة ما يقول فيه غيره ثنا وإن كان قد يري سماعا وغير سماع
لم يحتج من رواياته الا بما بين الخبر فيه
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى
التميمي النيسابوري قال ثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفرائيني قال ثنا أحمد
بن محمد بن الحجاج أبو بكر المروزي بطرسوس قال قال أحمد بن حنبل في بن
وهب كان بعض حديثه سماعا وبعضه عرضا وبعضه مناولة وكان ما لم
يسمعه يقول قال حياة قال فلان وقال قد رأيت بن وهب ولم أكتب عنه ثم
كتبت عن رجل عنه
قلت والحكم الذي ذكرناه إنما فيمن روى غير سماع وكان ممن يجوز عليه
التدليس وأخذ الأحاديث من كل جهة فاما من كان يروي ما لم يسمعه غير أنه
أجيز له وعرف من حاله الاحتياط في أخذ ذلك من الجهات الموثوق بها فان حديثه
يحتج به وان لم يبين الخبر فيه على الأصل في تصحيح الإجازة
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال
ثنا الحسن بن سلام السواق قال ثنا عفان بن مسلم قال قال همام ما قلت قال قتادة
فانا سمعته من قتادة
326

أخبرنا أبو سعيد الحسين بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني قال ثنا
أبو بكر محمد بن عمر الحافظ قال ثنا هيثم بن خلف قال ثنا أبو بجير محمد بن جابر
المحاربي قال قال رجل لأبي أسامة قل حدثنا فقال فقدتك والله ان الحق ليثقل
علي فكيف أكذب لك
وممن كان لا يذكر الخبر في أكثر حديثه حجاج بن محمد الأعور فإنه كان
يروي عن بن جريج كتبه ويقول فيها قال بن جريج فحملها الناس عنه واحتجوا
برواياته لأنه قد كان عرف من حاله انه لا يروي الا ما سمعه
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سليمان قال أنا أبو بكر المقرى قال ثنا أبو بشر
الدولابي قال ثنا محمد بن أبي رجاء المصيصي قال ثنا شعيب بن حرب قال قال
شعبة لان أزني أحب إلي من أن أقول قال فلان ولم أسمع منه
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال ثنا سليمان بن حرب قال حدثني أبو النعمان قال قال حماد إني أكره إذا
كنت لم أسمع من أيوب حديثا أن أقول قال أيوب كذا وكذا فيظن الناس أني قد
سمعته منه
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا
الحسن بن عبد الرحمن القاضي قال قال بعض المتأخرين من الفقهاء كل من روى
من أخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم خبرا فلم يقل فيه سمعته ولا حدثنا ولا
أنبأنا ولا أخبرنا ولا لفظة توجب صحة الرواية إما بسماع أو غيره مما يقوم مقامه فغير
واجب ان يحكم بخبره وإذا قال حدثنا أو أخبرنا فلان عن فلان ولم يقل حدثنا
فلان ان فلانا حدثه ولا ما يقوم مقام هذا من الألفاظ احتمل أن يكون بين فلان
الذي حدثه وبين فلان الثاني رجل آخر لم يسمه لأنه ليس بمنكر أن يقول قائل
حدثنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكذا وكذا وفلان حدثنا عن مالك
والشافعي وسواء قيل ذلك فيمن علم أن المخاطب لم يره أو فيمن لم يعلم ذلك
منه لان معنى قوله عن إنما هو أن رد الحديث إليه وهذا سائغ في اللغة
327

مستعمل بين الناس قال وهذا هو العلة في المراسيل وقد نظم هذا المعنى بعض
المتأخرين شعرا فقال
يتأدى إلى عنك مليح من حديث وبارع من بيان
بين قول الفقيه حدثنا سفيان فرق وبين عن سفيان
قلت وأهل العلم بالحديث مجمعون على أن قول المحدث حدثنا فلان عن
فلان صحيح معمول به إذا كان شيخه الذي ذكره يعرف أنه قد أدرك الذي حدث
عنه ولقيه وسمع منه ولم يكن هذا المحدث ممن يدلس ولا يعلم أنه يستجيز إذا حدثه أحد شيوخه عن بعض من أدرك حديثا نازلا فسمى بينهما في الاسناد من
حدثه به ان يسقط ذلك ويروي الحديث عاليا فيقول حدثنا فلان عن فلان أعني
الذي لم يسمعه منه لأن الظاهر من الحديث السالم رواية مما وصفنا الاتصال وان
كانت العنعنة هي الغالبة على إسناده
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال لنا أحمد بن جعفر بن سلم
الختلي قال ثنا أحمد بن موسى الجوهري ح وأخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا
صالح بن أحمد التميمي قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قال ثنا الربيع بن
سليمان قال قال الشافعي رحمه الله حاكيا عمن سأله فقال فما بالك قبلت ممن لا
تعرفه بالتدليس ان يقول عن وقد يمكن فيه أن يكون لم يسمعه فقلت المسلمون
العدول أصحاء الامر في أنفسهم وحالهم في أنفسهم غير حالهم في غيرهم ألا ترى
اني إذا عرفتهم بالعدل في أنفسهم قبلت شهادتهم فإذا شهدوا على شهادة غيرهم لم
أقبل شهادة غيرهم حتى أعرف حاله ولم تكن معرفتي عدلهم معرفتي عدل من
شهدوا على شهادته وقولهم عن خبر أنفسهم وتسميتهم على الصحة حتى يستدل
من فعلهم بما يخالف ذلك فيحترس منهم في الموضع الذي خالف فعلهم فيه ما يجب
عليهم ولم نعرف بالتدليس ببلدنا فيمن مضى ولا من أدركنا من أصحابنا الا
328

حديثا فان منهم من قبله عمن لو تركه عليه كان خيرا له وكان قول الرجل سمعت فلانا يقول
سمعت فلانا وقوله حدثني فلان عن فلان سواء عندهم لا
يحدث واحد منهم عمن لقي الا ما سمع منه فمن عرفناه بهذا الطريق قبلنا منه
حدثني فلان عن فلان إذا لم يكن مدلسا ومن عرفناه دلس مرة فقد أبان لنا عورته
في روايته وليست تلك العورة بكذب فنرد بها حديثه ولا النصيحة في الصدق
فنقبل منه ما قبلنا من أهل النصيحة في الصدق فقلنا لا نقبل من مدلس حديثا
حتى يقول فيه حدثني أو سمعت قال الخطيب واختلفوا في المحدث إذا قال حدثنا
فلان قال أخبرنا فلان هل يجوز للطالب أن يقول في الرواية حدثنا أو حدثني بدل
أخبرنا وأخبرنا أو أخبرني بدل حدثنا أم لا فمنع من ذلك من كان يذهب إلى
أن اتباع الألفاظ في الرواية واجب واجازه من أباح التحديث على المعنى
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال ثنا علي بن بحر قال ثنا محمد بن الحسن الواسطي قال ثنا عوف قال
سألت الحسن قلت أقرأ عليك فأقول حدثنا الحسن قال نعم قال حنبل سألت
أبا عبد الله عن ذلك قال لا ولكن يقول قرأت وإذا قال الشيخ حدثنا قلت
حدثنا وإذا قال أخبرنا قلت أخبرنا تتبع لفظ الشيخ فإنما هو دين تؤديه
عنه ولا تقل لا خبرنا حدثنا ولا لحدثنا أخبرنا الا على لفظ الشيخ وهو أحب إلي
قال ولا بأس بالقراءة ولكن تبين ذلك
وأخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال ثنا علي يعني بن
المديني وأخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني قال قلت ليحيى وهو
بن سعيد القطان أنك تقول فلان قال حدثني فلان وقال حدثنا فلان فحدثني
وحدثنا عندك سواء قال لا ما هما سواء إذ قال حدثنا فلا يعجبني أن أقول
حدثني وربما قال حدثني فأشك فأقول قال حدثنا فاما إذا قال حدثنا فلا أستجيز
أن أقول قال حدثني قال حنبل سألت أبا عبد الله عن هذا الكلام فقال أبو عبد
329

الله اتبع لفظ الشيخ في قوله حدثنا وحدثني وسمعت وأخبرنا ولا تعده فإذا كانت
قراءة بينت القراءة وكذلك العرض ولا تغير لفظ الشيخ إنما تريد أن تؤدي لفظه
كما تلفظ به هو أسلم لك إن شاء الله تعالى
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال قيل لأبي بكر يعني الحميدي في حديث الزهري قال حدثني عروة
سمع كرز بن علقمة أخبرني أو حدثني فقال لا أعرف من حديث الزهري
حدثني الا في حديثين هذا وحديث الوسق قال ولم يكن من سفيان هذا تعمدا كان
يرى حدثني وأخبرني سواء
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري والحسين بن عثمان الشيرازي قالا أنا محمد
بن المكي الكشميهني وأخبرنا الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب أخبرنا إسماعيل
بن محمد بن أحمد بن حاجب قالا ثنا محمد بن يوسف الفربري قال ثنا البخاري
قال قال لنا الحميدي كان عند بن عيينة حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وسمعت واحدا
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت
أبا إسحاق إبراهيم بن محمد يقول سمعت أبا الوليد يقول حدثنا وأخبرنا
واحد
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال أنا محمد
بن صالح بن هانئ قال ثنا أحمد بن سلمة قال سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول أنا
وثنا وأنبأنا كله واحد
سمعت أحمد بن علي البادا يقول سمعت أبا بكر بن شاذان يقول سمعت
محمد بن الحسن بن مقسم يقول سمعت أحمد بن يحيى ثعلبا يقول حدثنا وأخبرنا
وأنبأنا في اللغة سواء أو كما قال
330

باب القول فيمن سمع حديثا
وحده هل يجوز أن يقول في روايته حدثنا
ومن سمع مع جماعة هل يجوز أن يقول حدثني
قرأت على محمد بن أبي القاسم الأزرق عن دعلج بن أحمد قال أنا محمد بن
إسحاق يعني بن خزيمة قال سمعت أحمد بن عبد الرحمن قال سمعت عمي يقول
إنما هو أربعة إذا قلت حدثني فهو ما سمعته من العالم وحدي وإذا قلت
حدثنا فهو ما سمعته مع الجماعة وإذا قلت أخبرني فهو ما قرأت على
المحدث وإذا قلت أخبرنا فهو ما قرئ على المحدث وأنا أسمع
قلت هذا هو المستحب وليس بواجب عند كافة أهل العلم
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال قرأت في كتاب جدي أحمد
بن محمد بن شاهين حدثنا بن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح وسئل عن الرجل يحدث عن
الرجل وحده يقول حدثنا قال نعم جائز هذا في كلام العرب
فعلنا وإنما هو الرجل وحده قيل لأحمد فسأله عن شئ وهو مع جماعة فحدثه به
يقول حدثني قال نعم جائز
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال
قال أنا سليمان بن الأشعث قال قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل إذا سمع
الرجل وحده يقول حدثنا فلان قال لا بأس
أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي قال أنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق
قال ثنا عمر بن محمد الجوهري قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قال أبو عبد الله وذكر
331

عبيدة بن حميد الحذاء فقال كان يقول في حديثه حدثني فلان قيل له أوليس هذا
جائزا ان يقول حدثني وهو ينوي أنه قد حدثه فيمن حدث ويقول أشهدني وقد
أشهد جماعة فظننت انه سهل في ذلك
قرأت على أبي بكر البرقاني عن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال أنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت أبا يحيى يعني محمد بن عبد الرحيم يقول سمعت
علي بن الحسن هبن شقيق قال قال عبد الله بن المبارك إذا حدث الرجل
القوم فليقل منهم حدثني
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا الحسين بن أحمد بن
صدقة قال ثنا بن أبي خيثمة قال ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ثنا علي بن
الحسن بن شقيق قال قال عبد الله بن المبارك في الرجل يسمع من المحدث في جماعة
لا بأس ان يقول أخبرني وحدثني لان المحدث قد أراده فيمن أراد
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا أبو
مزاحم موسى بن عبيد الله قال سمعت أبا يحيى الناقد يذكر عن بن زنجويه أبي
بكر عن معلي بن أسد قال قال يحيى بن سعيد القطان إذا كنت أنت تسائل الشيخ
وكان معك غيرك يسمع فلا بأس أن تقول حدثني أو كما قال
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا إبراهيم بن
محمد بن يحيى النيسابوري قال ثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي
السرخسي قال ثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي قال سمعت أبا حفص
عمرو بن علي يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول إذا كان أصل الحديث على
السماع فلا بأس أن يقول حدثني وحدثنا وسمعت وأخبرني وأخبرنا
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال أنا الحسن بن عبد
الرحمن الرامهرمزي قال ثنا موسى بن زكريا قال ثنا أبو حفص قال سمعت يحيى
يقول من سمع من الشيخ الحديث فلا يبالي ان يقول حدثنا وحدثني وأخبرنا
وأخبرني
332

أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال قال لنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل
حدثنا وأخبرنا وحدثني وأخبرني كله عندي سواء
باب القول في العبارة بالرواية
عما سمع من المحدث قراءة عليه
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبي بكر محمد بن
الطيب قال اختلف الناس في قارئ الحديث على الشيخ إذا أقر له به أو سكت عنه
سكوتا يقوم مقام اقراره به هل يجوز أن يقول سمعت فلانا يحدث بكذا أو حدثني
فلان بكذا أم لا يسوغ له ذلك فقال بعضهم يجوز له بغير تقييد وقال آخرون لا
يجوز أن يقول سمعت فلانا ولا حدثني ولا أخبرني وهذا هو الصحيح لان ظاهر
قوله سمعت يفيد أن المحدث نطق به وان القائل سمعته يحكي لفظه وذلك باطل
وأخبار بالكذب وكذلك ظاهر قوله حدثنا وأخبرنا لان ظاهر ذلك يفيد أنه نطق
وتحدث بما أخبر به وذلك ما لا أصل له وليس ببعيد عندنا جواز ذلك لمن علم
حاله أنه لا يقصد إيهام سماع لفظه واخباره وحديثه من لفظه وانه إنما يستعمل
ذلك على معنى انه قرئ عليه وهو يسمع وانه أقر به أو سكت عنه سكوت مقر به
إذا كان ثقة عدلا لا يقصد التمويه والالباس فأما ان عرف بقصد ذلك لم يقبل
حديثه ولم يسغ له ذلك
فان قيل فكيف يجب أن يقول قارئ الحديث إذا أراد أن يحدث به عمن قرأ
عليه قيل يجب أن يكون حدثنا وأخبرنا قراءة عليه ليرفع بذلك الايهام لسماعه منه
بلفظه
وهذا الذي ذكر القاضي وجوبه هو مذهب خلق كثير من أصحاب
الحديث
333

وقد قال محمد بن إدريس الشافعي وغيره يكفي الرواي أن يقول فيما سمعه
قراءة أخبرنا ولا يحتاج إلى أن يقول قراءة وقال جماعة من الأئمة البيان أولى فإن كان
سمع بقراءته يقول قرأت وإن كان سمع بقراءة غيره يقول قرئ وأنا
اسمع ولا يجوز أن يقول حدثنا ولا أخبرنا وأجاز قوم قول ذلك وأن يقول
أيضا سمعت ونحن نذكر أسماء من حفظ عنهم الروايات في ذلك بسياقها على
اختلافها إن شاء الله
باب ذكر الرواية عمن لم يجز أن يقول
فيما عرضه سمعت ولا حدثنا ولا أخبرنا
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال قرأت في كتاب
جدي أحمد بن محمد بن شاهين ثنا بن رشدين قال قيل لأحمد يعني بن
صالح فان قال في شئ قرأه سمعت قال لا يجوز أن يقول سمعت قال
وسمعت أحمد بن صالح يقول في أبي حفص التنيسي كأحسن المذهب وكان عنده
شئ سمعه من الأوزاعي وشئ عرضه عليه وشئ أجازه له وكان يقول فيما
سمع حدثنا الأوزاعي وكان يقول في الباقي انا الأوزاعي
أخبرنا محمد بن عمر ببكير المقرى قال انا أحمد بن جعفر بن محمد الختلي
قال سمعت أبا بكر جعفر بن محمد الفريابي يقول سمعت قتيبة يقول كنت عند
مالك بن أنس وكان حبيب يقرأ عليه فكلما فرغ من مجلس قمت إليه فقلت يا أبا
عبد الله هذا الذي قرئ عليك هو حديثك أعرفته نحدث به عنك فيقول لي
نعم وكان قتيبة يقول مالك ملك إلا شيئا سمعه من فيه
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا أنا دعلج
بن أحمد قال أنا وفي حديث بن رزق ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا محمد بن علي
334

قال ثنا أبي قال ثنا بن المبارك عن عوف قال إذا قرأ العالم على العالم فقال حدثني
فهي كذيبة
أخبرنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبي حدثني أبي قال ثنا عبد الله بن الحسن
الحراني قال ثنا خالد بن خداش قال قرأ رجل على حماد بن زيد الظهور البطن فلما
فرغ منه قال يا أبا إسماعيل أقول ثنا حماد بن زيد قال لا
وأخبرنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن أبي سعيد المقرئ قال
ثنا الحسين بن إدريس الهروي قال سألت عثمان بن أبي شيبة عن قراءة الحديث
على العالم إذا كان العالم يعرف ما يقرأ عليه قال حسن قلت أيجوز الاستعمال
بتلك الأحاديث قال شديدا إذا كان العالم يعرف ما يقرأ عليه قلت يقول أنا
قال كان بن المبارك يقول قرأت علي بن جريج يبينه لا يقول أخبرنا ثم قال
ولكن كان مخلد بن يزيد يحدثنا فيقول حدثنا وأخبرنا وسمعت فقال كلما قلت
أخبرنا فهو قراءة وكلما قلت حدثنا فهو سماع وهو الآن عندي مكتوب هكذا في الكتاب
باب ذكر الرواية عمن قال يجب
البيان عن السماع كيف كان
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ
قال سمعت أبا عبد الله بن بليل يقول سمعت عباسا الدوري يقول سمعت يحيى
بن معين يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول ينبغي للرجل أن يحدث الرجل كما
سمع فان سمع يقول ثنا وان عرض يقول عرضت وإن كان إجازة يقول أجاز
لي
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا محمد بن حميد المخرمي قال
ثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي عن يحيى بن معين قال
335

سمعت محمد بن كثير المصيصي قال سألت الأوزاعي عن الرجل يقرأ على الرجل
الحديث يقول حدثنا قال لا يقول كما صنع قرأت
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي بكر بن سلم حدثكم عبد
الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول إذا سمعت من المحدث فقل حدثنا
وإذا قرأت عليه فقل قرأت وإذا قرئ عليه فقل قرئ عليه وسمعت أبي
يقول وأحب إلى أن تبين كما كان إذا سمعت فقل حدثنا قال أبي وكنت اقرأ على
يحيى وعبد الرحمن قال وقلت لعبد الرحمن بن مهدي حدثني بحديث مالك قال
أحدثك بما سمعت وقرأت على مالك أو قرئ عليه قال أبي فقلت قد رضيت
فحدثني بما سمع من مالك وقرأت عليه ما قرأ وما قرئ له على مالك
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا
أحمد بن سعيد بن مرابة قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
يقول أرى إذا قرأ الرجل على الرجل أن يقول قرأت على فلان ولا يقول ثنا
وإذا قرئ على الرجل وهو شاهد فليقل قرئ على فلان وأنا شاهد يقول كما
كان
وكان شيخنا أبو بكر البرقاني يختار هذا المذهب ويعمل به وربما يشك في
الحديث هل قرأه هو أو قرئ وهو يسمع فيقول فيه قرأنا على فلان
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال قرأت في كتاب جدي أحمد
بن محمد بن شاهين قال ثنا بن رشدين قال قيل لأحمد بن صالح يسأل الرجل العالم
عن المسألة والرجل حاضر هل يقول من حضر سألنا فلانا قال أحمد لا بأس ويبينه
أحب إلي قيل لأحمد فيقرأ على العالم هل يقول من حضره قرأت على فلان قال
نعم لا بأس به ويبينه أحب إلي قيل لأحمد وقد قرئ على مالك فقال النفيلي قرأنا
على مالك فتبسم أحمد من ذلك وأعجبه قيل لأحمد فمن قرأ على العالم كيف يقول
336

قال يقول قرأت فقيل لأحمد فان قال حدثنا فقال لا ينبغي ان يقول الا كما
قرئ فان قال حدثنا فلم يكذب قيل لأحمد فان قال أخبرنا وأنبأنا قال هو
دون حدثنا
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرئ على أبي علي بن الصواف وأنا
أسمع حدثكم جعفر بن محمد الفريابي قال سألت محمد بن عبد الله بن نمير فقلت
جامع سفيان له أصل فقال نعم ولكنه قراءة على سفيان قال وكان وكيع
يقول إن عبيد الله بن موسى لم يسمع جامع سفيان من سفيان قال وكان عبيد الله
يقول ثنا سفيان قال وكان يعجب منه حتى كان بآخرة قال عبيد الله لم أسمع من
سفيان ولكن قرأنا عليه قلت وهذا يدل على أن مذهب وكيع فيما سمع قراءة أن لا
يقال فيه حدثنا ومذهب عبيد الله إجازة ذلك
أخبرنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبي قال ثنا الحسين بن صدقة قال ثنا أحمد
بن أبي خيثمة قال سمعت يحيى بن معين يقول كان الأوزاعي يحدث بالعرض
فيبين
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال قرأت على أبي بكر أحمد بن جعفر بن
سلم حدثكم عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا حجاج بن محمد
قال قلت لشعبة بن أبي ذئب يقول إني قرأت على الزهري فما ترى في ذلك
فقال ما أبالي قرأت مرة واحدة أو حدثني به عشر مرات أنه عندي في الفقه سواء
ولكن أحب إلي أن يبين
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا إبراهيم
بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سألت الأنصاري عن الرجل
يقرأ على الرجل يقول حدثني فلان قال لا ولكن يقول قرأت على فلان
أخبرنا أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس
الخزاز قال أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال قلت لإبراهيم الحربي انا
337

نسمع هذه التفاسير الطوال فيقرأ الشيخ الاسناد ونقرأ نحن المتون فكيف ترى أن
أقول حدثنا قال لا قل قرأت قلت له فإنه قد قرأ الاسناد وإنما قرأت انا المتن
فقال الكلام هو قرأه عليك أو أنت قرأته قلت انا قرأته قال فقل قرأت قلت له
فإذا قرأت على الشيخ أقول قرأت على فلان فقال لي نعم ولم تريد أن تقرأ على
الشيخ اليوم بضرب حلوقهم ويقرؤن قال إبراهيم قال عبد الرزاق قراءتي على
الشيخ وقراءته على واحد
حدثنا أبو بكر البرقاني قال كان أبو الفتح القواس لا يقول ثنا فلان إنما يقول
قرئ على فلان وهو يسمع وأنا اسمع قال وكان أبو عبد الله بن البغدادي لا
يقول قرئ على فلان وأنا أسمع إنما يقول قرئ على فلان وأنا حاضر قلت لأبي
بكر تورعا قال نعم
باب ذكر الرواية عمن قال في العرض
أخبرنا ورأي أن ذلك كافية
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا
إسماعيل بن محمد الصفار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد الرزاق قال
أخبرني من سمع بن جريج يقول قلت لعطاء أقرأ عليك الحديث فأقول أخبرني
عطاء قال نعم أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق
قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا علي وهو بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن
سعيد القطان قال قال بن جريج طرح لي نافع حقيبة فمنها ما قرأت ومنها ما سألت
قال يحيى فما قال سألت وقلت فهو مما سأله والقراءة أخبرني نافع ثم قال يحيى
هو أثبت من مالك في نافع أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق
النهاوندي قال أنا الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال ثنا أبو محمد الغزاء قال ثنا
جعفر بن عبد الواحد قال قال لنا يحيى بن سعيد القطان كان بن جريج صدوقا إذا
قال حدثني فهو سماع وإذا قال أخبرني أو أخبرني فهو قراءة وإذا قال قال فهو شبه
الريح
338

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال أنا أبو الحسين
عيسى بن حامد بن بشر القاضي قال ثنا العباس بن يوسف الشكلي قال ثنا
العباس بن الوليد بن مزيد قال ثنا أبي قال قلت لأبي عمرو الأوزاعي كتبت عنك
حديثا كثيرا فما أقول فيه قال ما قرأته عليك وحدك قل فيه حدثني وما قرأته على
جماعة أنت فيهم فقل فيه حدثنا وما قرأته علي وحدك فقل فيه أخبرني وما
قرئ على جماعة أنت فيهم فقل فيه أخبرنا وما أجزته لك وحدك فقل فيه
خبرني وما أجزته لجماعة أنت فيهم فقل فيه خبرنا
أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال ثنا محمد بن محمد بن عبد الله
المطوعي النيسابوري قال ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قال ثنا
عبد الله بن مخلد أبو محمد قال ثنا علي بن الحسن قال ثنا عبد الله يعني بن المبارك
عن أبي حنيفة قال لا بأس إذا قرأ العلم على العلماء فأخبر به لا بأس ان يقول
أخبرنا
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن محمد
الفامي النيسابوري يقول سمعت غسان بن أحمد يقول سمعت الربيع يقول سمعت
الشافعي يقول إذا قرأت على العالم فقل أخبرنا وإذا قرأ عليك فقل حدثنا
حدثني أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال أنا أبو
يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى السهمي بجرجان قال سمعت عبد الملك بن
محمد يعني أبا نعيم يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول
إذا قرأت على العالم فقل أخبرنا وإذا قرأ عليك العالم فقل حدثنا قال أبو نعيم
قلت للربيع بن سليمان هكذا يقول الشافعي وبه تقول أنت قال نعم إذا قرأت
على العالم فقل أخبرنا وإذا قرأ عليك فقل حدثنا
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
339

يعقوب الأصم قال سمعت العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وسئل كيف نقول
في الذي يقرأ عليك فقال قل أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أنا سليمان بن
الأشعث قال قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل كأن أخبرنا أسهل من
حدثنا قال نعم هو أسهل حدثنا شديد
ذكر لنا أبو بكر البرقاني أنا أبا حاتم محمد بن يعقوب الهروي قرأ على بعض
الشيوخ عن الفربري صحيح البخاري وكان يقول له في كل حديث حدثكم
الفربري فلما فرغ من الكتاب قال له أليس حدثكم الفربري بهذا الكتاب من
لفظه فقال الشيخ لا إنما سمعناه منه قراءة عليه فقال تسمعني أقول حدثكم
الفربري فلا تنكر علي ثم أعاد قراءة الكتاب كله وقال له في جميعه أخبركم
الفربري
أخبرني علي بن حمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال وقد يفرق بين حدثنا وأخبرنا بأن يقال جاءني
زيد فحدثني فيكون هذا كلاما كافيا قائما بنفسه وفائدته مجئ زيد إليك وكونه
للحديث عندك فإذا قلت جاءني زيد فأخبرني لم يكتف هذا الكلام بنفسه وكان
محتاجا إلى مخبر عنه يتعلق به ويروي هذا البيت باللفظين جميعا
وخبرتماني الموت بالقرى فكيف وهاتا رملة وكثيب
قال وفرق محمد بن الحسن بين قوله حدثنا وبين قوله أخبرنا فقال إذا
حلف الرجل فقال أي غلام لي أخبرني بكذا وكذا وأعلمني بكذا وكذا فهو حر
ولا نية له فأخبره غلام له بذلك بكتاب أو كلام أو رسول فقال إن فلانا يقول
لك كذا وكذا فان الغلام يعتق لان هذا خبر وإن أخبره بعد ذلك غلام له عتق
لأنه قال أي غلام لي أخبرني فهو حر ولو أخبروه كلهم عتقوا وإن كان عنى
حين حلف بالخبر كلام مشافهة لم يعتق واحد منهم الا أن يخبره بكلام يشافهه بذلك
340

الخبر قال وإذا قال أي غلام لي حدثني فهذا على المشافهة لا يعتق واحد منهم قال
وإذا حلف رجل لآخر ليخبرنه بكذا وكذا ولا نية له فأخبره بكتاب أو أرسل إليه
بذلك رسولا فقال إن فلانا يخبرك بكذا وكذا كان قد بر وكان هذا خبرا قال بن
خلال وحكى الطحاوي في رجل حلف لا يخبر فلانا بمكان فلان أو بما أسر إليه فلان
فأومأ بذلك برأسه أو قال لفلان تعال حتى أخبرك بمكانه فذهب به فوفقه عليه انه لا
يحنث حتى يخبره بكتاب أو برسالة الا إن نوى أن لا يوفى له فيكون على ما نوى
قال والإشارة مثل الخبر
باب ذكر الرواية عمن أجاز أن يقال
في أحاديث العر ض حدثنا ولا يفرق بين سمعت
وحدثنا وأخبرنا
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا يحيى بن
معين قال أنا محمد بن الحسن الواسطي قال أنا عوف أن رجلا أتى الحسن فقال يا
أبا سعيد إن منزلي ناء وإن الاختلاف يشق علي ومعي أحاديث من أحاديثك فإن لم
تكن ترى بالقراءة بأسا قرأت قال ما أبالي أقرأت علي فأخبرتك انه حديثي أو
حدثتك به قال فأقول حدثني الحسن قال نعم قل حدثني الحسن
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال ثنا محمد بن عمر
ان المرزباني قال ثنا محمد بن مخلد العطار قال ثنا أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا
يحيى بن معين ونعيم بن حماد قالا ثنا محمد بن الحسن الواسطي عن عوف قال قلت
للحسن أقرأ عليك الحديث فأقول حدثني الحسن قال إي لعمري فمن حدثك
غيري
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا علي بن إبراهيم المستملي قال ثنا
341

محمد بن سليمان بن فارس قال ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال قال لي محمد بن
سلام ثنا محمد هو بن الحسن الواسطي عن عوف عن الحسن قال إذا قرأ على
الرجل فلا بأس أن يقول حدثنا
أخبرني علي بن حمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا بن خلاد قال ثنا
عبد الله بن أحمد الغزاء قال ثنا محمد بن عبد الله بن حميد المكي قال ثنا بشر بن
عبيد قال ثنا عيسى بن شعيب عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري انه كان لا
يرى بأسا أن يقرأ الكتب على المحدث فإذا أقر بها قال حدثني فلان عن فلان بكذا
وكذا
أخبرنا الحسن بن أبي بكر الأشعري وأحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي
قالا أنا محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي قال ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم
القاضي قال حدثني أبو الوليد الطيالسي ح وأخبرنا بن الفضل القطان قال أنا
عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو الوليد هشام بن عبد
الملك وأخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا
إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال حدثني أبو الوليد
قال ثنا شعبة قال قرأت على منصور فقلت أقول حدثني منصور قال نعم
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سليمان المؤدب بأصبهان قال أنا أبو بكر بن
المقرئ قال ثنا أبو القاسم سلامة بن محمود بن عيسى بن قزعة المعروف بابن أبي
نعيم بعسقلان قال ثنا محمد بن حماد الطهراني قال أنا عبد الرزاق عن بن جريج
قال قلت لعطاء أقرأ عليك فكيف أقول قال قل حدثنا عطاء
وقال حدثنا الطهراني قال سمعت عبيد الله بن موسى يقول سمعت سفيان
الثوري يقول إذا قرأت على العالم فبأس أن تقول حدثنا
أخبرنا طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قال ثنا أبو سليمان محمد بن الحسين
342

الحراني قال ثنا بشر بن موسى بغزة قال ثنا محمد بن مهران قال سمعت عبيد الله بن
موسى يقول سمعت سفيان الثوري يقول إذا قرأت على العالم فلا بأس ان تقول
حدثنا
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال أنا ابن خلال قال
ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء قال ثنا أحمد بن حرب الموصلي قال ثنا زيد بن
أبي الزرقاء قال سمعت سفيان الثوري يقول في الرجل يقرأ على المحدث عشرة
أحاديث أو أكثر أو أقل أو مسائل أيقول سمعت فلانا قال نعم قلت فهل يسع
السامع أن يعترض حديثا من وسطها فيقول سألت سفيان عن كذا وكذا أو قال كذا
وكذا قال نعم إنما هي بمنزلة الشهادة
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنا محمد بن جعفر
التميمي بالكوفة قال أنا أبو بكر الصولي قال ثنا أبو العيناء قال قال أبو عاصم
سألت مالك بن أنس وابن جريج وسفيان الثوري وأبا حنيفة عن الرجل يقرأ على
الرجل الحديث فيقول حدثنا قالوا لا بأس به
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا
إسماعيل بن إسحاق وأخبرنا الحسن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد
الله بن زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا يعقوب بن أحمد بن
أسد قال ثنا أبو عاصم قال سألت مالكا وابن جريج وسفيان الثوري وأبا حنيفة عن
الرجل يقرأ الحديث على المحدث فيقول فيه حدثنا فلان فقالوا نعم قال أبو
عاصم هذان حجازيان وهذان عراقيان
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال أنا المعافى بن زكريا قال ثنا
عبد الله بن محمد بزياد النيسابوري قال ثنا الحسن بن محمد بن الصباح
الزعفراني ح وحدثني أبو طالب يحيى بن علي الدسكري قال أنا يوسف بن إبراهيم
السهمي بجرجان قال ثنا أبو نعيم بن عدي قال ثنا أبو علي الزعفراني قال ثنا أبو
343

يقطن قال قال لي مالك اقرأ علي وقل حدثنا زاد بن روح قال أبو قطن وقال لي
أبو حنيفة اقرأ علي وقل حدثنا
أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري قال ثنا علي بن الحسن الرازي قال
ثنا محمد بن الحسين الزعفراني ح وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا
الحسين بن أحمد بن صدقة قالا ثنا أحمد بن أبي خيثمة قال ثنا يحيى بن أيوب قال
سمعت أبا قطن قال قال أبو حنيفة اقرأ علي وقل حدثني لو رأيت عليك في هذا
شيئا ما أمرتك به
أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي قال أنا محمد بن أحمد المفيد قراءة عليه
قال ثنا محمد بن الحسن يعني الحارثي قال ثنا أبو ثور عن أبي قطن عمرو بن الهيثم
قال قال أبو حنيفة اقرأ علي وقل حدثنا وقال لي شعبة اقرأ علي وقل حدثنا
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال ثنا
جعفر بن محمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا بن مهدي قال كان الرجل
يقرأ علي مالك فيقول أقول ثنا فيقول نعم إن شاء الله
أخبرنا بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا أخبرنا دعلج بن أحمد
أخبرنا وفي حديث بن رزق حدثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا أبو طاهر عن بن
وهب قال سمعت مالكا وسئل عن الكتب التي تعرض عليك أيقول الرجل
حدثني قال نعم وكذلك القرآن أليس الرجل يقرأ على الرجل القرآن فيقول أقرأني
فلان فقيل له كنت تقرأ أنت العلم على أحد قال لا قال ما لك ولا كتبت في
هذه الألواح قط
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان
344

الباغندي قال ثنا إسحاق بن سويد الرملي قال ثنا بن أبي أويس قال سألت مالكا
فقلت يا أبا عبد الله ان الكتاب يعرض عليك فيحضر عرضه غير واحد فيجوز لي
ولمن حضر عرضه أن أقول حدثني مالك ولم أسمع منك شيئا وإنما عرض
عليك وأنا حاضر فقال نعم أو لست أسمعه إذا مر الخطأ رددته ثم قال لي مالك
على من قرأت القرآن فقلت على نافع بن أبي نعيم فقال أنت قرأت عليه أو هو
قرأ عليك فقلت بل أنا قرأت عليه فإذا أخطأت رد علي فقال لي أليس تحدث
القراءة عنه ولم تسمعها منه فقلت بلى فقال ذاك جائز
أخبرنا أبو بكر محمد بن المؤمل الأنباري قال أنا محمد بن عبد الله بن
محمد بن صالح الأبهري قال ثنا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن
عبد الله بن سيف التجيبي بمصر قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال وقال بن
وهب وابن القاسم سئل مالك فقيل له أرأيت ما عرضنا عليك أنقول ثنا قال
نعم قد يقول الرجل يقرأ على الرجل أقرأني فلان وإنما قرأ عليه ولقد قال بن
عباس كنت أقرأ على عبد الرحمن بن عوف فقيل له أفيعرض الرجل أحب
إليك أم تحدثه قال بل يعرضه إذا كان يتثبت في قراءته ربما غلط الذي يحدث
أو سها وان الذي يعرض أعجبها إلي في ذلك
حدثني محمد بن علي بن مخلد بن الحسين الوراق لفظا قال ثنا أبو سعيد
الحسن بن جعفر الحرفي قال سمعت الفريابي قال سمعت قتيبة يقول كنت في كل
مجلس أقوم إلى مالك فأقول هذا الذي قرأ عليك حبيب كما قرأ فيقول نعم
فأقول أقول ثنا مالك فيقول نعم
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال ثنا بن بكير قال لما عرضنا الموطأ على مالك قال له رجل من
أهل المغرب يا أبا عبد الله أحدث بهذا عنك فقال نعم قال وأقول حدثني مالك
345

قال نعم أما رأيتني فرغت نفسي لكم وتسمعت إلى عرضكم وأقمت سقطه
وزلله فمن حدثكم غيري نعم حدث بها عني وقل حدثني مالك
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني
الميموني قال قال لي أبو عبد الله كان إذا حدثنا يعني يحيى القطان عن عبيد الله قال
أخبرني نافع أو حدثني نافع كأن الامر عنده واحد في حدثنا وأخبرنا قلت لأبي
عبد الله فان هو حدثكم عن رجل بعينه كان يقول حدثني وأخبرني قال هو في
نفسه لا أدري
كتب إلي أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي يذكر أن خيثمة بن
سليمان الطرابلسي أخبرهم قال ثنا محمد بن هشام مستملي بن عرفة قال ثنا
أحمد بن الدورقي قال ثنا أبو خيثمة عن يحيى بن سعيد القطان قال أخبرنا وحدثنا
وسمعت واحد إذا أراد به السماع
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على أبي عمرو محمد بن الحسن الجوهري
بهراة قال سمعت محمد بن عبد الرحمن السامي يقول سمعت أحمد بن سعيد
الدارمي قال سمعت يزيد بن هارون والنصر بن شميل وأبا عاصم النبيل
ووهب بن جرير يقولون حدثنا وأخبرنا شئ واحد
وأخبرنا البرقاني أيضا قال أنا أبو عمرو محمد بن محمد بن الحسن الجوهري
بمرو قال سمعت محمد بن عبد الرحمن السامي يقول سمعت أحمد بن سعيد فذكر
مثله سواء
أخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت
أبا عمرو أحمد بن الحسن يقول سمعت إبراهيم بن أحمد يقول قال أحمد بن حنبل
حدثنا وأخبرنا شئ واحد
أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن
مقسم المقرئ قال سمعت ثعلبا يقول أخبرنا وحدثنا وأنبأنا سواء
346

حدثني محمد بن أبي الحسن الساحلي قال أنا يحيى بن علي بن محمد الحضرمي
قال ثنا محمد بن الحسن بن خالد الصدفي قال قال لنا أبو جعفر الطحاوي في معنى
حدثنا وأخبرنا أنه واحد قال الله تعالى يومئذ تحدث اخبارها قال تخبر
بأحاديثها
باب في من قرأ على المحدث إسناد حديث
وبعض متنه ثم قال وذكر الحديث
هل يجوز له رواية ذلك الحديث بطوله عنه
حدثني القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال سمعت أبا علي
الزجاجي الطبري يقول إذا كان الحديث طويلا فقرأ إسناده وبعض متنه ثم قال
وذكر الحديث بطوله أجزأ
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال سألت أبا بكر الإسماعيلي
عمن قرأ اسناد الحديث على الشيخ ثم قال وذكر الحديث هل يجوز أن يحدث
بجميع الحديث فقال لي البيان أولى ولكن إذا عرف المحدث والقاري ذلك
الحديث بطوله فارجو أن يجوز ذلك والبيان أولى أن يقول كما كان
كتب إلى أبو ذر عبد بن أحمد الهروي من مكة يخبر أن أبا العباس الوليد بن
بكر الأندلسي حدثه وذكر قراءة المحدث بأسانيد عدة أحاديث حتى إذا بلغ
صدور المتون قرأ منها مقدار ما يعرف به الحديث ثم أمسك عن قراءة باقيه ويقول
وذكر الحديث بطوله قال الوليد وهذا إنما يصلح إذا كان الرواي والطالب ممن
يعرف الأحاديث وكان الفرع مقابلا بالأصل أو كان مشهورا من الحديث لا يختلف
لفظه وينبغي في مثل هذا أن يقول وذكر الحديث إلى موضع كذا استظهارا من أن
يكون فيه زيادة في بعض الروايات ولا يكون في بعضها
347

باب الكلام في الإجازة وأحكامها
وتصحيح العمل بها
اختلف الناس في الإجازة للأحاديث فذهب بعضهم إلى صحتها ودفع ذلك
بعضهم والذين قبلوها أكثر ثم اختلف من قبلها في وجوب العمل بما تضمنت
الأحاديث من الاحكام فقال أهل الظاهر وبعض المتأخرين ممن تابعهم لا يجب
العمل بها لأنها جارية مجرى المراسيل والرواية عن المجاهيل وقال الدهماء من
العلماء انه يجب العمل بها ونحن نسوق ما تيسر من الروايات عنهم فيها وما
يتعلق بأحكامها ونذكر الأقرب إلى الصواب عندنا إن شاء الله
حدثني أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي قال سمعت أبا الحسن علي بن
أحمد بن إبراهيم السرخاباذي يقول سمعت أبا الحسين أحمد بن فارس بن حبيب
يقول معنى الإجازة في كلام العرب مأخوذ من جواز الماء الذي يسقاه المال من
الماشية والحرث يقال منه استجزت فلانا فأجازني إذا أسقاك ماء لأرضك ولماشيتك
قال القطامي
وقالوا فقيم قيم الماء فاستجز عبادة ان المستجيز على قتر
كذلك طالب العلم يسأل العالم أن يجيزه وعلمه فيجيزه إياه والطالب مستجيز
والعالم مجيز
ويقال أن الأصل في صحة الإجازة حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم
المذكور في المغازي حيث كتب لعبد الله بن جحش كتابا وختمه ودفعه إليه ووجهه
في طائفة من أصحابه إلى ناحية تحلة وقال له لا تنظر في الكتاب حتى تسير يومين
ثم انظر فيه
أخبرنا بذلك القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس
348

محمد بن يعقوب الأصم ح وقرأنا على أبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي عن أبي
العباس الأصم أيضا قال ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال ثنا يونس بن بكير
عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال بعث رسول الله
صلى عليه وآله وسلم عبد الله بن جحش إلى نخله فقال له كن بها حتى تأتينا
بخبر من أخبار قريش ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام وكتب له كتابا قبل أن
يعلمه أين يسير فقال اخرج أنت وأصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك
وانظر فيه فما أمرتك به فامض له ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على الذهاب
معك فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا فيه ان امض حتى تنزل نخلة فتأتينا من
أخبار قريش بما يصل إليك منهم فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب سمعا وطاعة من
كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي فاني ماض لأمر رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ومن كره منكم فليرجع فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد
نهاني أن استكره منكم أحدا فمضى معه القوم وساق بقية الحديث بطوله
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز وأبو
القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن المؤمن العطار قالا ثنا عثمان بن أحمد بن
عبد الله الدقاق قال ثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال ثنا أبي قال ثنا المعتمر بن
سليمان قال سمعت أبي يحدث عن الحضرمي عن أبي السوار عن جندب بن
عبد الله قال بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رهطا واستعمل عليهم
عبيدة بن الحارث قال فلما انطلق ليتوجه لكنه بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانه رجلا يقال له
عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأه الا بمكان كذا وكذا وقال لا
تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك فلما صار ذلك الموضع قرأ الكتاب
واسترجع فقال سمعا وطاعة لله ولرسوله وذكر بقية الحديث
واحتج بعض أهل العلم ممن كان يرى وجوب العمل بحديث الإجازة بما
اشتهر نقله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتب سورة براءة في صحيفة ودفعها
349

إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فاخذها منه ولم يقرأها عليه ولا هو أيضا قرأها حتى وصل إلى مكة ففتحها وقرأها
على الناس فصار ذلك كالسماع في ثبوت الحكم ووجوب العمل به
سألت أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قلت له ما ترى في الإجازة فقال
الإجازة صحيحة يحتج بها واستشهد بحديث عبد الله بن عكيم قال كتب إلينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو نعيم ما أدركت أحدا من شيوخنا
الا وهو يرى الإجازة ويستعملها سوى أبي شيخ فإنه كان لا يعدها شيئا
قلت أبو شيخ هو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني وممن
سمي لنا أنه كان يصحح العمل بأحاديث الإجازة ويرى قبولها من المتقدمين الحسن
البصري ونافع مولى عبد الله بن عمر وابن شهاب الزهري وربيعة بن أبي عبد
الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري وقتادة بن دعامة ومكحول الشامي
وأبان بن أبي عياش وأيوب السختياني وعبيد الله بن عمر بن حفص وهشام بن
عروة ويحيى بن أبي كثير ومنصور بن المعتمر وعبيد الله بن أبي جعفر
وحياة بن شريح وشعيب بن أبي حمزة وأبو عمرو الأوزاعي وابن أبي ذئب
ومالك بن أنس وعبد العزيز بن الماجشون وعبد الملك بن جريج وسفيان
الثوري والليث بن سعد ومعاوية بن سلام وسفيان بن عيينة وأبو بكر بن
عياش وأبو ضمرة أنس بن عياض ومحمد بن شعيب بن شابور وعبد الله بن
وهب وعبد الرحمن بن القاسم وأشهب بن عبد العزيز ومحمد بن إدريس
الشافعي وأبو اليمان الحكم بن نافع وأحمد بن حنبل والحسين بن علي
الكرابيسي ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل
البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري والعباس بن الوليد البيروتي وأبو زرعة
الدمشقي وإسماعيل بن إسحاق القاضي والحار ث بن أبي أسامة وعبد الله بن
أحمد بن حنبل ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري آخر الجزء التاسع
350

بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما
قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي قال
فأما من كان ينكر الإجازة ولا يعدها شيئا فانا ذاكرون من سمى لنا منهم
برواية ما حفظنا في ذلك عنهم
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن عبد الله بن إبراهيم بن
مصعب بن محمد بن شيبان الأصبهاني بها قال حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن
حيان قال ثنا محمد بن عبد الله بن رسته قال ثنا أبو معمر القطيعي قال ثنا بن يمان
عن سفيان عن بن جريج عن عطاء قال إن العلم سماع أراد عطاء والله أعلم
أن العلم الذي يجب قبوله ويلزم العمل بحكمه هو المسموع دوه غيره وظاهر
هذا القول يدل على أنه كان لا يعتد بالإجازة لخروجها عن حيز السماع والله
أعلم
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال ثنا علي قال وسألت يحيى ح وأخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن
351

أحمد بن الحسن الصواف قال ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثني علي بن
عبد الله المديني قال وسألته يعني يحيى بن سعيد عن حديث بن جريج عن عطاء
الخراساني فقال ضعيف قلت ليحيى أنه يقول أخبرني قال لا شئ كله
ضعيف إنما هو كتاب دفعه إليه
أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا
الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان قال ثنا يوسف بن مسلم
قال ثنا خلف بن تميم قال أتيت حياة بن شريح فسألته فأخرج إلى كتابا قال اذهب
فانسخ هذا واروه عني قلت لا نقبله إلا سماعا قال هكذا نفعل بغيرك فإن
أردته وإلا فذره قال فتركته
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
النضر محمد بن محمد الفقيه يقول سمعت صالح بن محمد الحافظ يقول الإجازة
ليست بشئ
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح العطار بأصبهان قال أنا أبو محمد
عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال ثنا الحسن بن محمد قلت أنا لعله
الداركي قال قال أبو زعرة وسئل عن إجازة الحديث والكتب فقال ما رأيت أحدا
يفعله فإن تساهلنا في هذا يذهب العلم ولم يكن للطلب معني وليس هذا من
مذهب أهل العلم
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا
أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب قال سئل إبراهيم بن
إسحاق الحربي عن المحدث يجيز للرجل الحديث يجوز أن يقال حدثنا فلان قال
الإجازة ليس هي عندنا شيئا إذا قال وثنا فقد كذب قال سليمان وسأل أبي أبا
إسحاق فقال له دفع إلي الحسن بن عبد العزيز جزءا فقال لي هذا الجزء نسخة بن
352

أختي وهو من حديثي فاروه عني فقال إبراهيم لأبي لا ترو عنه شيئا قال أبو
أيوب وسمعت إبراهيم يقول الإجازة والمناولة لا تجوز وليس هي شيئا
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال أنا أبو
بكر بن المقري بأصبهان قال ثنا لاحق بن الحسين قال ثنا عمر بن العباس الكاتب
قال ثنا عباس بن محمد الدوري قال حدثنا قراد أبو نوح قال سمعت شعبة يقول لو
صحت الإجازة بطلت الرحلة
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال انا محمد بن عبيد الله بن الفتح الصيرفي
قال انا عبد الوهاب بن أبي حية قال ثنا الفضل بن سهل قال ثنا أبو نوح عبد
الرحمن بن غزوان مرارا قال سمعت شعبة يقول كل حديث ليس فيه سمعت قال
سمعت فهو خل وبقل
أخبرنا محمد بن المؤمل الأنباري قال أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح
الأبهري قال ثنا عبيد الله بن الحسين الصابوني قال ثنا مالك بن عبد الله بن سيف
التجيبي قال ثنا عبد الله بن عبد الحكم قال قال بن وهب وابن القاسم سئل مالك
عن الرجل يقول له العالم هذا كتابي فاحمله عني وحدث بما فيه قال لا أرى هذا
يجوز ولا يعجبني ناس يفعلون ذلك وإنما يريد هذا الحمل يريد بذلك الحمل
الكثير بالإقامة اليسيرة وما يعجبني ذلك حدثني محمد بن علي بن عبد الله قال
حدثني عبد الغني بن سعيد الحافظ
وكتب لي بخطه قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن المسور قال ثنا الفضل بن
جعفر بن همام قال ثنا الحارث بن مسكين عن عبد الرحمن بن القاسم قال سألت
مالك بن أنس عن الإجازة فقال لا أرى ذلك وإنما يريد أحدهم أن يقيم المقام
اليسير ويحمل العلم الكثير
353

قد ثبت عن مالك رحمه الله انه كان يحكم بصحة الرواية لأحاديث الإجازة
فأما الذي حكيناه عنه آنفا فإنما قاله على وجه الكراهة ان يجيز العلم لمن ليس من
أهله ولا خدمه وعانى التعب فيه فكان يقول إذا امتنع من إعطاء الإجازة لمن هذه
صفته يحب أحدهم أن يدعى قسا ولم يخدم الكنيسة فضرب ذلك مثلا يعني ان
الرجل يحب أن يكون فقيه بلده ومحدث مصره من غير أن يقاسي عناء الطلب
ومشقة الرحلة اتكالا على الإجازة كمن أحب من رذال النصارى ان يكون قسا
ومرتبته لا ينالها الواحد منهم الا بعد استدراج طويل وتعب شديد
وكان مالك رحمه الله يشترط في الإجازة أن يكون فرع الطالب معارضا بأصل
الرواي حتى كأنه هو وأن يكون المجيز عالما بما يجيز به معروفا بذلك ثقة في دينه
وروايته وأن يكون المستجيز من أهل العلم وعليه سمته حتى لا يوضع العلم الا
عند أهله
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول سمعت الربيع بن سليمان يقول فاتني من البيوع من كتاب
الشافعي ثلاث ورقات فقلت له أجزها لي فقال لي ما قرئ علي كما قرئ علي
ورددها غير مرة حتى اذن الله في جلوسه فجلس فقرئ عليه وهذا الفعل من
الشافعي محمول على الكراهة للاتكال على الإجازة بدلا من السماع لأنه قد حفظ
عنه الإجازة لبعض أصحابه ما لم يسمعه من كتبه وسنذكر الخبر بذلك في
موضعه
فأما اعتلال من لم يقبل أحاديث الإجازة بأنها تجري مجرى المراسيل والرواية
عن المجاهيل فغير صحيح لأنه يعرف المجيز بعينه وأمانته وعدالته فكيف يكون
بمنزلة من لا يعرفه وهذا واضح لا شبهة فيه
354

باب ذكر بعض أخبار من كان يقول
بالإجازة ويستعملها
أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري قال ثنا محمد بن
عمران بن موسى الكاتب قال ثنا محمد بن مخلد العطار قال ثنا أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل الحساني قال سمعت محمد بن الحسن المزني الواسطي عن عوف الاعرابي
قال قال رجل للحسن ان عندي كتابك فأرويه عنك قال نعم
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا أبو ضمرة عن عبيد الله بن
عمر بن حفص قا أشهد علي بن شهاب انه كان يؤتى بالكتاب من كتبه فيتصفحه
وينظر فيه ثم يقول هذا حديثي أعرفه خذه عني
أخبرنا أبو سعيد الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم
يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول ثنا أبو
ضمرة ثنا عبيد الله بن عمر قال كنت أرى الزهري يؤتى بالكتاب ما قرأه ولا
قرئ عليه فيقال له نروي هذا عنك فيقول نعم
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا أحمد بن محمد بن
شيبة قال سمعت علي بن شعيب يقول سمعت أبا ضمرة يقول أشهد على عبيد الله
بن عمر أنه قال كان الزهري يؤتى بالكتاب فيقال نرويه عنك فيقول نعم ما
قرأه ولا قرئ عليه
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي وعلي بن أبي علي البصري قالا حدثنا إسحاق
بن سعد بن الحسن بن سفيان قال ثنا جدي قال ثنا حرملة بن يحيى قال ثنا بن
وهب قال ثنا سفيان وهو بن عيينة قال رأيت رجلا جاء إلى بن شهاب بكتاب فيه
355

أحاديث عن بن شهاب فقال له أحدث بهذا عنك فقال له بن شهاب نعم ولم
يقرأه عليه
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا أنا دعلج بن
أحمد قال ثنا أحمد بن علي الابار قال ثنا محمد بن عباد عن بن عيينة قال بن
جريج جاء إلى الزهري بأحاديث فقال أريد أن أعرضها عليك فقال كيف أصنع
بشغلي قال فأرويها عنك قال نعم واللفظ لابن رزق
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل قال ثنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال ثنا أبو قلابة قال ثنا عمي قال ثنا بن عيينة
قال كنت عند بن شهاب فجاء بن جريج ومعه ثلث قرطاس فيه حديث ظهرا
وبطنا فقال يا أبا بكر أروي هذا عنك قال نعم قال بن عيينة والله ما أدري
أيهما أعجب بن شهاب أبن جريج يقول له أروي هذا عنك فيقول نعم
قلت عجب سفيان كيف لم ينظر بن شهاب إلى المكتوب في القرطاس أهو
من حديثه أم لا وكيف استجاز بن جريج أن يسأله إجازة ذلك ولعل بن شهاب
كان قد عرف القرطاس بل عساه أن يكون هو كتبه فأغناه ذلك عن النظر فيه أو
كان يعتقد أن بن جريج لا يستجيز الا ما كان من حديثه لأمانة بن جريج عنده
والله أعلم
أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد المطرز قال أنا محمد بن أحمد بن
إسماعيل الواعظ قال ثنا محمد بن محمد بن أبي حذيفة الدمشقي قال ثنا أبو أسامة
الحلبي قال حدثني أبي قال ثنا أبو سعد عمر بن حفص الأنصاري عن عبد
الملك بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن بن شهاب الزهري دفع إلى بعض
أصحابه أحاديث من أحاديثه في طومار فقال هذه أحاديثي خذها فحدث بها
فقبل ذلك منه
356

أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا أبو حاتم محمد بن يعقوب بن إسحاق بن
محمود الهروي قال ثنا الحسين بن إدريس ح وأخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد
الوكيل قال أنا موسى بن عيسى بن عبد الله السراج قال ثنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي قالا ثنا المسيب بن واضح قال ثنا بن عياش عن عبيد الله بن عبيد
الكلاعي قال أعطاني مكحول دفترا فيه حلال وحرام فقال خذ هذا الدفتر فاروه
وحدث به عني قلت له كيف أرويه وأحدث به عنك وأنا لم أسمعه منك قال
بلى أنا أقول اروه وحدث به عني وتقول لم أسمعه منك واللفظ للباغندي
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ح
وأخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف قال أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال عبد الله ثنا وقال محمد حدثني جعفر بن كزال قال ثنا خالد بن خداش
قال ثنا يزيد بن زريع قال رأيت بن جريج جاء إلى أبان بن أبي عياش بكراسة
مطبقة فقال اروي هذه عنك قال نعم
أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال
ثنا سليمان بن حرب قال حدثني من رأى بن جريج جاء إلى أبان بن أبي عياش
بكتاب فقال هذا حديثك فاجزه لي قال نعم فأخذ الكتاب وذهب
أخبرنا أبو نعيم الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله المديني قال قال يحيى بن سعيد قال
هشام بن عروة جاء بن جريج بكتاب فقال هذا حديثك أرويه عنك قال قلت
نعم قال يحيى فقلت في نفسي ما أدري أيهما أعجب
أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا يعقوب قال ثنا عبد
الرحمن بن إبراهيم قال ثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة قال جاء بن
جريج بصحيفة مكتوبة فقال لي يا أبا المنذر هذه أحاديث أرويها عنك قلت نعم
فذهب فما سألني عن شئ غيرها
357

أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله قال ثنا يعقوب قال ثنا إبراهيم بن المنذر
قال ثنا يحيى بن الزبير بن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير قال طلبت من
هشام بن عروة أحاديث أبيه قال فاخرج إلي دفترا فقال في هذا أحاديث أبي صححته
وعرفت ما فيه فخذه عني ولا تقل كما يقول هؤلاء حتى أعرضه
أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلينا قال أنا أبو الميمون
عبد الرحمن بن عبد الله البجلي قال أنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري قال
ثنا صفوان بن صالح قال ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال دفع إلى
يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال اروها عني ودفع إلى الزهري صحيفة فقال اروها
عني
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري قال ثنا علي بن الحسن الرازي قال ثنا
محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا الحزامي قال ثنا
عبد الله بن وهب عن ليث بن سعد أن عبيد الله بن أبي جعفر كتب لي كتب
فحدثتها عنه ولم أعرضها عليه
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا
أحمد بن سعيد بن مرابه قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين
يقول حديث بن أبي ذئب عن الزهري في مناولة
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال ثنا
الحسن بن عبد الرحمن القاضي قال ثنا الساجي يعني زكريا بن يحيى قال ثنا هارون
الأيلي قال ثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد أن الليث بن سعد كان يجيز
كتب العلم لكل من سأله ذلك ولا يمتنع ويراها جائزة واسعة لمن أخذه وحدث
به
كتب إلي عبد الرحمن بن عثمان يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قال ثنا
358

أبو زرعة قال حدثني صفوان بن صالح قال ثنا عمر بن عبد الواحد قال دفع إلي
الأوزاعي كتاب بعد ما نظر فيه فقال اروه عني
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبو القاسم عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الله السراج قالا ثنا أبو العباس محمد ين يعقوب الأصم قال سمعت
العباس بن الوليد بن مزيد يقول سمعت بن شعيب يقول لقيت الأوزاعي ومعي
كتاب كنت كتبته من أحاديثه فقلت يا أبا عمرو هذا كتاب كتبته من أحاديثك قال
هاته قال وأخذه وانصرف إلى منزله وانصرفت أنا فلما كان بعد أيام لقني به لم
يقل السراج به فقال هذا كتابك قد عرضته وصححته قلت يا أبا عمرو فأروي
عنك قال نعم فقلت أذهب فأقول أخبرني الأوزاعي قال نعم قال أبو الفضل
العباس وأنا أقول كما قال الأوزاعي
أخبرنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي بأصبهان قال أنا
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا أبو زرعة الدمشقي قال ثنا أبو اليمان
الحكم بن نافع قال كان شعيب بن أبي حمزة عسرا في الحديث فدخلنا عليه حين
حضرته الوفاة فقال هذه كتبي قد صححتها فمن أراد أن يأخذها فليأخذها ومن
أراد ان يعرض فليعرض ومن أراد أن يسمعها من ابني فليسمعها فإنه قد سمعها
مني
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال ثنا أحمد بن
طاهر بن النجم قال ثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال سمعت أبا زرعة يقول لم
يسمع أبو اليمان من شعيب بن أبي حمزة الا حديثا واحدا والباقي إجازة
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن محمد بن
سليمان الباغندي املاء قال ثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي قال كنا عند
مالك بن أنس فأتاه صالح بن يوسف أو صالح بن عبد الله فقال يا أبا عبد الله
359

الصحيفة التي دفعتها إليك نظرت فيها فقام مالك فدخل ثم خرج فدفعها إليه
وقال قد نظرت فيها وهي من حديثي فاروها عني
أخبرنا أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال ثنا أبو العباس الوليد بن بكر
الأندلسي قال سمعت أبا ناصر محمد بن أحمد الملاحمي ببخارا يقول سمعت الوزان
يعني أبا بكر محمد بن حامد يقول سمعت سهل بن المتوكل يقول سمعت
إسماعيل ين أبي أويس يقول سمعت مالك بن أنس يقول السماع عندنا على ثلاثة
اضرب أولها قراءتك على العالم والثاني قراءة العالم عليك والثالث أن يدفع
إليك العالم كتابا قد عرفه فيقول لك اروه عني
حدثني أبو طالب يحيى بن علي الدسكري قال أنا أبو يعقوب يوسف بن
إبراهيم بن موسى السهمي بجرجان قال ثنا أبو نعيم بن عدي قال ثنا عباس بن
محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول أن عبد الله بن وهب قال
لسفيان بن عيينة يا أبا محمد الذي عرض عليك أمس فلان أجزتها لي قال
نعم
أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال
سمعت الحميدي يقول كنت أرى بن وهب يجئ إلى سفيان وكان يسكن في دار
كراء وله درجة طويلة فكنت أرى بن وهب يقف عند الدرجة فيقول لسفيان يا أبا
محمد هذا ما سمع بن أخي منك فأجزه لي فيقول سفيان نعم
أخبرنا محمد بن العلاء الدلال قال ثنا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا
محمد بن أبي سعيد الموصلي قال ثنا الحسين بن إدريس قال ثنا يعيش بن الجهم قال
سمعت أنس بن عياض يقول يا أهل العراق أنا وإياكم لعلي هدى أو في ضلال
مبين يعني المناولة والإجازة
أخبرني أبو محمد الحسن بن أحمد الخطيب الحربي قال ثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان أن العبا س بن يوسف الشكلي حدثهم قال ثنا جعفر بن محمد الشاشي قال
360

ثنا محمد بن يوسف اليماني قال ثنا يزيد بن أبي حكيم العدني قال كنا عند سفيان
الثوري بمكة فاختصم إليه المكيون والعراقيون في الإجازة فقضى للمكيين على
العراقيين بالإجازة فقالوا له يا أبا عبد الله كيف نقول قال قولوا ثنا
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه قال أنا عياش بن الحسن قال ثنا
محمد بن الحسين الزعفراني قال أنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي قال حدثني
داود بن علي قال قال لي حسين بن علي يعني الكرابيسي لما كانت قدمة الشافعي
الثانية أتيته فقلت له تأذن لي أن اقرأ عليك الكتب فأبى وقال خذ كتب الزعفراني
فانسخها فقد أجزتها لك فأخذتها إجازة
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال ثنا أبو بكر الخلال قال أنا
أحمد بن يحيى الأنطاكي قال ثنا حميد بن زنجويه قال لما رجعنا من مصر دخلنا على
أحمد بن حنبل فقال مررتم بأبي حفص عمرو بن أبي سلمة قال فقلنا له وما كان
عند أبي حفص إنما كانت عنده خمسون حديثا للأوزاعي والباقي مناولة فقال
والمناولة كنتم تأخذون منها وتنظرون فيها
قرأت على الحسين بن محمد أخي الخلال عن أبي سعد الإدريسي قال حدثني
محمد بن أبي سعيد قال ثنا محمد بن زكريا ين الحسين النسفي بسمرقند قال سمعت
أبا سعد أحمد بن عمر بن هارون البخاري يقول كنت عند أحمد بن حنبل فناوله
رجل مصري كتابا وقال له يا أبا عبد الله هذه أحاديثك ارويها عنك فنظر في
الكتاب كان عني فاروه
أخبرنا أبو علي الحسين بن يوسف بن محمد القصابي قال ثنا عمر بن أحمد بن
هارون المقرى قال ثنا محمد بن مخلد بن حفص قال قال لي عبد الله بن أحمد بن
حنبل ما أجاز أحمد لاحد شيئا الا جزئين لعباس المديني فجعل ينظر فيهما ثم
أجازهما له
361

حدثنا أبو حازم الأعرج عمر بن أحمد بن إبراهيم إملاء بنيسابور قال
سمعت عبد الرحمن بن محمد الإدريسي يقول سمعت أبا الحسن محمد بن عبد الله
الكاغذي يقول سمعت أبا طلحة منصور بن محمد الفقيه المروزي يقول سألت أبا
بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الإجازة لما بقي علي من تصانيفه فأجازها لي وقال
الإجازة والمناولة عندي كالسماع الصحيح
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن الباذا قال سمعت أبا بكر بن
شاذان يقول سمعت أبا بكر بن أبي داود سئل عن الإجازة فقال قد أجزت لك
ولأولادك ولحبل الحبلة الذي لم يولد يعني الذين لم يولدوا بعد
فصل
سألت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري عن الإجازة للطفل
الصغير هل يعتبر في صحتها سنه أو تميزه كما يعتبر ذلك في صحة سماعه فقال لا
يعتبر ذلك والقياس يقتضي على هذا صحة الإجازة لمن لم يكن مولودا في الحال
مثل أن يقول الراوي للطالب أجزت لك ولمن يولد لك فقلت له ان بعض
أصحابنا قال لا تصح الإجازة لمن لا يصح سماعه فقال قد يصح أن يجيز للغائب
عنه ولا يصح السماع منه لمن غاب عنه أو كلاما هذا معناه
قلت والإجازة إنما هي إباحة المجيز للمجاز له رواية ما يصح عنده انه حديثه
والإباحة تصح للعاقل وغير العاقل وليس تريد بقولك الإباحة الاعلام وإنما تريد به
ما يضاد الحظر والمنع وعلى هذا رأينا كافة شيوخنا يجيزون للأطفال الغيب عنهم من
غير أن يسألوا عن مبلغ أسنانهم وحال تمييزهم ولم ترهم أجازوا لمن لم يكن
مولودا في الحال ولو فعله فاعل يصح لمقتضى القياس أبا والله أعلم
362

باب في وصف أنواع الإجازة وضروبها
فاولها المناولة وهي أرفع ضروب الإجازة وأعلاها وصفتها أن يدفع المحدث
إلى الطالب أصلا من أصول كتبه أو فرعا قد كتبه بيده ويقول له هذا الكتاب
سماعي من فلان وأنا عالم بما فيه فحدث به عني فإنه يجوز للطالب روايته عنه
وتحل تلك الإجازة محل السماع عند جماعة من أئمة أصحاب الحديث
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي قال ثنا
محمد بن إسحاق بن خزيمة قال ثنا إبراهيم بن عيسى بن عبد الله يعرف بابن أبي
أيوب قال ثنا زياد بن يونس عن عثمان بن مكتل عن عبيد الله بن عمر أنه قال دفع
إلي بن شهاب صحيفة فقال نسخ ما فيها وحدث به عني قلت أو يجوز ذلك قال
نعم ألم تر الرجل يشهد على الوصية ولا يفتحها فيجوز ذلك ويؤخذ به
أخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم
الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا يحيى بن
معين سمعت أبا مسهر وذكر أصحاب الزهري فقال أحسن أهل الشام حالا من
عرض قال يريد أنها مناولة
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي أخبرنا أبو مسلم بن مهران
قال أنا عبد المؤمن بخلف النسفي قال قال أبو علي صالح بن محمد سماع بن
جريج عن الزهري كله عرض ومناولة
أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبي قال سمعت أحمد بن
إسحاق بن بهلول القاضي يقول تذاكرنا بحضرة إسماعيل بن إسحاق السماع فقال
إسماعيل بن إسحاق قال إسماعيل بن أبي أويس السماع على ثلاثة وجه القراءة
على المحدث وهو أصحها وقراءة المحدث والمناولة وهو قوله أرويه عنك وأقول
ثنا وذكر عن مالك مثل ذلك
363

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أنا المروزي قال
قال أبو عبد الله إذا أعطيتك كتابي وقلت لك اروه عني وهو من حديثي فما تبالي
أسمعته أو لم تسمعه فأعطانا المسند ولأبي طالب مناولة قال الخطيب بمثابة ما
ذكرنا أن يحمل الطالب إلى المحدث جزءا قد كتب من أصله أو من فرع نقل من
أصله فيدفعه إليه ويستجيزه إياه فيقول قد أجزته لك ويرده إليه الا أنه يجب على
الراوي أن ينظر فيه ويصححه إن كان يحفظ ما فيه وإلا قابل به أصل كتابه
أخبرني الحسن بن محمد الخلال قال ثنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا أبو
بكر الباغندي قال ثنا أبو نعيم الحلبي قال كنا عند مالك بن أنس فاتاه عثمان بن
صالح أو صالح بن عثمان فقال له يا أبا عبد الله الرقعة فأخرج رقعة فقال قد
نظرت فيها وهي من حديثي فأروها عني
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال قرأت على أبي بكر أحمد بن سلم
حدثكم عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ورأيت عبد الرحمن الطبيب جاء أبي
بجزئين فقال له اجزها فقال له ضعه فلما خرج قال لعبد الرحمن آتي غدا
فأخذ الكتابين فعرض بهما كتابه فأصلح له بخطه فلما صلح قال إن أحببت أن
تروي عني هذا فافعل أو كما قال أو على هذا المعنى
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال قرأت بخط
محمد بن يحيى يعني الذهلي للأصبهانيين بسم الله الرحمن الرحيم أتاني
سعيد بن عمرو أبو عثمان البرذعي بهذه الأحاديث المتضمنة هذه الرقعة وسألني ان
أجيزها ليوسف بن زياد ومحمد بن مهدي ومحمد بن يحيى بن منده ومحمد بن هارون
وأحمد بن علي بن الجارود ومحمد بن عبد الله بن ممك وعلي بن الحسن بن سلم وهذه
364

أحاديثي قد سمعتها من هؤلاء الرهط المسمين في هذه الرقعة فقد أجزتها لهم
فليرووها عني ان أحبوا ذلك وأحب كل واحد منهم على الانفراد فقد أبحت لهم
ذلك وكتبه محمد بن يحيى بخطه
فاما إذا رد المحدث إلى الطالب كتابه من غير أن ينظر فيه وأجاز له روايته
عنه فان ذلك لا يصح لجواز ألا يكون من حديثه أو يكون من حديثه الا أنه غير
صحيح قد أسقط في النقل بعض أسانيده أو متونه
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال سألت أبا عبد الله عن القراءة فقال لا بأس بها إذا كان رجل يعرف
ويفهم قلت له فالمناولة قال ما أدري ما هذا حتى يعرف المحدث حديثه وما
يدريه ما في الكتاب وكان أبو عبد الله ربما جاءه الرجل بالرقعة من الحديث
يأخذها فيعارض بها كتابه ثم يقرؤها على صحابها قال أبو عبد الله وأهل مصر
يذهبون إلى هذا وأنا لا يعجبني فاما القراءة فقد فعله قوم ورأوه جائزا وأنا أراه
حسنا جائزا قال وسيان أن يقول حدثنا وأخبرنا وقرأت قلت وأراه في قوله وأهل
مصر يذهبون إلى هذا أعني المناولة للكتاب وإجازة روايته من غير أن يعلم الراوي
هل ما فيه من حديثه أم لا والله أعلم
ولو قال الراوي للمستجيز حدث بما في الكتاب عنى أن كان من حديثي مع
براءتي من الغلط والوهم كان ذلك جائزا حسنا
أخبرني الحسن بن أحمد الحربي قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان ان
العباس بن يوسف الشكلي حدثهم قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت
عبد الله بن وهب يقول كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل يكتب هكذا على يديه
وأشار الربيع بيده فقال يا أبا عبد الله هذه الكتب من حديثك أحدث بها عنك
فقال له مالك إن كان من حديثي فحدث بها عني
365

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال ثنا محمد بن محمد بن
سليمان الباغندي قال ثنا إسحاق بن سويد الرملي قال ثنا بن أبي أويس عن
مالك بن أنس قال كان بن شهاب يؤتى بالصحيفة وأشار بإصبعيه الابهام والتي تليها
فيها أحاديث بن شهاب فيقال له وهي مطوية هذه أحاديثك فيقول نعم فيقال
له أيحدث بها عنك فنقول ثنا بن شهاب فيقول نعم قال مالك وما فتحها
بن شهاب ولا قرأها ولا قرئت عليه قال مالك ويرى ذلك بن شهاب جائزا
قلت قد يحتمل أن يكون قد تقدم نظر بن شهاب في الصحيفة وعرف
صحتها وأنها من حديثه وجاء بها بعد إليه من يثق به فلذلك استجاز الاذن في
روايتها من غير أن ينشرها وينظر فيها والله أعلم
ولو قال المحدث للطالب وقد أدخله إلى خزانة كتبه ارو جميع هذه الكتب
عني فإنها سماعاتي من الشيوخ المكتوبة عنهم وأحاله على تراجمها ونبهه على طرق
أوائلها كان ذلك بمثابة ما قدمنا ذكره في الصحة لأنه أحاله على أعيان مسماة
مشاهدة وهو عالم بما فيها وأمره برواية ما تضمنت من سماعاته فهو بمنزلة ما لو قال
رجل لرجل قد تصدقت عليك بما في هذا الصندوق أو بما اشتملت عليه هذه الصرة
والقائل صحيح العقد تام الملك لا دين عليه عالم بجميع ما ذكرناه مجملا ومفصلا
عارف بقيمته فقال المتصدق عليه قد قبلت ذلك منك فأمره أن يجوزه إلى ملكه
ففعل فان ذلك جائز صحيح لا شبهة فيه
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا
محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال سمعت أبا عبد الله يعني
أحمد بن حنبل يسأل عن أبي اليمان وكان الذي سأله عنه قد سمع منه فقال له أي
شئ تنبش على نفسك ثم قال أبو عبد الله هو يقول أنا شعيب واستحل ذلك
لشئ عجيب قال أبو عبد الله كان أمر شعيب في الحديث عسرا جدا وكان علي بن
عياش سمع منه وذكر قصة لأهل حمص أراها أنهم سألوه ان يأذن لهم أن رووا عنه
366

فقال لهم لا ترووا هذه الأحاديث عني قال أبو عبد الله ثم كلموه وحضر ذلك أبو
اليمان فقال لهم ارووا تلك الأحاديث عني قلت لأبي عبد الله مناولة فقال لو
كان مناولة كان لم يعطهم كتبا ولا شيئا إنما سمع هذا فقط فكان بن شعيب يقول
أن أبا اليمان جاءني فأخذ كتب شعيب مني بعد وهو يقول أخبرنا فكأنه استحل
ذلك بأن سمع شعيبا يقول لهم ارووه عني
ذكر كيفية العبارة عن الرواية
عن المناولة
أخبرني أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي في كتابه إلي وحدثنيه
محمد بن يوسف النيسابوري عنه قال أنا أبو الميمون البجلي قال أنا أبو زرعة قال
حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن عمرو بن أبي سلمة قال قلت للأوزاعي في
المناولة أقول فيها ثنا قال إن كنت حدثتك فقل فقلت أقول أخبرنا فقال
لا قلت فكيف أقول قال قل قال أبو عمرو وعن أبي عمرو
وقد كان غير واحد من السلف يقول في المناولة أعطاني فلان أو دفع إلي كتابه
وشبيها بهذا القول وهو الذي نستحسنه
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا عبيد بن يعيش قال ثنا
يونس بن بكير قال ثنا محمد بن إسحاق عن شيبة بن نصاح مولى أم سلمة عن
أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال دفع إلي أبو رافع كتابا فيه استفتاح
الصلاة قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قام في الصلاة كبر فقال وجهت وجهي
للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين وذكر بقية الحديث
367

أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج قال ثنا محمد ين
يعقوب الأصم قال ثنا أبو بكر الصغاني قال ثنا إبراهيم بن عرعرة قال دفع إلينا
معاذ بن هشام كتابا فقال هذا ما سمعت من أبي وكان فيه عن قتادة عن أنس أن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحرم في دبر صلاتي العشي
أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر قال أنا علي بن
عمر الحافظ قال ثنا أبو الطيب يزيد بن الحسن بن يزيد البزاز قال ثنا محمد بن
مسلم بن واره قال ثنا سعيد بن أبي مريم قال ثنا نافع بن يزيد أعطانيه وأنا شاك أن
أكون عرضته عليه أم لا قال حدثني بن غزية وهو عمارة بن غزية عن محمد بن
عبد الله بن عمرو بن عثمان أن أمه فاطمة بنت حسين حدثته أن عائشة رضي الله
تعالى عنها كانت تقول ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي مات
فيه قال لفاطمة يا فاطمة احني علي فحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت وهي
تبكي وعائشة حاضرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك بساعة
احني علي يا بنية فحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه تضحك وذكر تمام
الحديث
أخبرنا أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال ثنا علي بن
إسحاق المادرائي قال ثنا محمد بن عبيد الله المنادي قال ثنا يونس بن محمد قال ثنا
حماد بن سلمة قال أخذت هذا الكتاب من ثمامة بن عبيد الله بن أنس وساق
حديث الصدقات بطوله
أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال ثنا أبي قال وجدت في كتاب جدي ثنا
بن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح وسئل عن الإجازة فقال لا تجوز الإجازة
البتة الا أن يقول أعطاني فلان كتابا كما قال حماد بن سلمة أخذت عن ثمامة بن
عبد الله بن أنس فيقول هذا أعطاني فلان أو أجاز لي فلان ولا يقول فيه ثنا ولا
أخبرنا قيل لأحمد فان أعطاه كتابا لم ينظر فيه قال لا يجوز لا أن يعطيه كتابا قد
368

رآه ونظر فيه وعرفه قال أحمد أجاز مالك الإجازة مرة وكرهها مرة ولم يجزها
قلت فمذهب أحمد بن صالح أن المحدث إذا قال للطالب أجزت لك ان
تروي عني ما شئت من حديثي لا يصح ذلك دون أن يدفع إليه أصوله أو فروعا
كتبت منها ونظر فيها وصححها
وقد أجاز غير واحد من الأئمة ان يقال في المناولة أخبرنا وحدثنا
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال ثنا أبو العباس الوليد بن بكر
الأندلسي قال العلماء من أصحاب الحديث مجتمعون على تصحيح الإجازة
ووقوع الحكم بها واختلفوا في العبارة بالتحديث بها فقال مالك قل في ذلك ما
شئت من حدثنا أو أخبرنا وقال غيره قل أنبأنا وهو مذهب الأوزاعي وروينا
مثله عن شعبة وقال آخرون يقول أجاز لي وأطلق التحديث لا غير
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا
الحسن بن عبد الرحمن قال ثنا عبد الله بن أحمد بن معدان قال ثنا محمد بن
عبد الله بن حميد المكي قال حدثني بشر بن عبيد الدارسي قال ثنا صالح بن عمرو
عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا أن يدفع المحدث كتابه ويقول ارو عني جميع ما
فيه يسعه أن يقول حدثني فلان عن فلان
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال ثنا علي بن عمرو بن سهل الحريري قال
ثنا محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي قال حدثني جدي
أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة قال ثنا يحيى بن صالح قال كنت عند مالك بن أنس
جالسا فسأله رجل فقال يا أبا عبد الله الكتاب تقرؤه علي أو اقرؤه عليك أو تجيزه
لي فكيف أقول فقال له قل في ذلك كله ان شئت حدثنا مالك بن أنس
أخبرنا حمزة بن التميمي الزاهد بالقيروان قال ثنا أبو الغصن يعيش السوسي
369

إفريقي ثقة قال سمعت عون بن يوسف مغربي ثقة يقول سمعت عبد الله بن وهب
يقول كنت عند مالك بن أنس جالست فجاءه رجل قد كتب الموطأ يحمله في كسائه
فقال له يا أبا عبد الله هذا موطؤك قد كتبته وقابلته فأجزه لي فقال قد فعلت قال
فكيف أقول أخبرنا مالك أو حدثنا مالك قال له مالك قل أيهما شئت
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا محمد بن المظفر الحافظ قال ثنا محمد بن
محمد الباغندي قال ثنا أبو نعيم يعني الحلبي قال دخلت على مالك بن أنس ومعي
إسماعيل بن صالح فأخرج كتابا مشدودا فقال هذا كتابي قد نظرت فيه فاروه عني
فاني قد صححته فقال له إسماعيل فنقول ثنا مالك بن أنس قال نعم
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال أنا الحسن بن عبد
الرحمن قال ثنا الساجي يعني زكريا بن يحيى قال ثنا هارون بن سعيد الأيلي قال ثنا
أبو زيد بن أبي الغمر قال اجتمع بن وهب وابن القاسم وأشهب بن عبد العزيز
أني إذا أخذت الكتاب من المحدث أن أقول فيه
أخبرني أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ
قال سمعت القاسم بن أبي صالح يقول سمعت إبراهيم بن الحسين يقول سمعت
أبا اليمان الحكم بن نافع يقول قال لي أحمد بن حنبل كيف سمعت الكتب من
شعيب بن أبي حمزة قلت قرأت عليه بعضه وبعضه قرأه علي وبعضه إجازة لي
وبعضه مناولة فقال قل في كله
أخبرنا شعيب أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم الدينوري قال سمعت أبا الحسن
علي بن أحمد البيع الهمذاني بها يقول سمعت عبد الرحمن الجلاب يقول سمعت
إبراهيم بن الحسين فذكر نحوه وقال في آخره قل في كله ثنا ثنا
370

ذكر النوع الثاني من أنواع الإجازة
وهو أن يدفع الطالب إلى الراوي صحيفة قد كتب فيها إن رأى الشيخ أن
يجيز لي جميع ما يصح عندي من حديثه فعل فيقول له الراوي بلفظه قد
أجزت لك كلما سألت أو يكتب له ذلك تحت خطه في الصحيفة فيقرؤه عليه
فهذا النوع دون المناولة في المرتبة لأنه لم ينص في الإجازة على شئ بعينه ولا أحاله
على تراجم كتب بأعيانها من أصوله ولا من الفروع المقروءة عليه وإنما احاله على ما
يصح عنده عنه وهو في تصحيح ما روى الناس عنه على خطر لأنه لا يقطع على
صحة ما روى عنه الا بتواتر من الخبر وانتشار يقوم في الظاهر مقام التواتر وفي
باب المناولة التي قدمنا ذكرها يقطع على صحة رواياته فيها فيجب على الطالب
الذي أطلقت له الإجازة أن يتفحص عن أصول الراوي من جهة العدول الاثبات
فما صح عنده من ذلك جاز له أن يحدث به ويكون مثال ما ذكرناه من قول الرجل
قد وكلتك في جميع ما صح عندك انه ملك لي ان تنظر فيه على وجه الوكالة
المفروضة فان هذا ونحوه عند الفقهاء من أئمة المدينة صحيح ومتى صح عنده
وجوب الملك للموكل كان له التصرف فيه وكذلك فهذه الإجازة المطلقة متى صح
عنده في الشئ انه من حديثه جاز له أن يحدث به عنه
سألت أبا بكر البرقاني عن الإجازة المطلقة والمكاتبة قال هما شئ واحد في
ترك الاحتجاج بهما الا أن يدفع إلى الشيخ جزؤ من حديثه أو كتاب من كتبه فينظر
فيه فإذا عرفه وصح عنده ما فيه إجازة لصاحبه واذن له في روايته عنه فاما أن
يقول له قد أجزت لك حديثي فاروه عني ويطلق ذلك من غير تعيين له فليس
بشئ قال أبو بكر وكذلك إذا بعث إليه الشيخ كتابا قد نظر فيه وصححه وكاتبه
بأن يرويه عنه جاز ذلك وإذا كاتبه بأن يروي عنه حديثه من غير تعيين له فليس
371

بشئ أو كما قال قال الخطيب ولا أرى أبا بكر وهن إطلاق الإجازة الا لما في
تصحيح أحاديث الراوي من المشقة وعدم أمان الخطر في ذلك لا غير يدل على ما
ذكرته اني دفعت إليه ورقة قد كتبت فيها أسماء جماعة وسألته أن يجيز لهم أشياء
وعينت ذكرها ثم كتبت في أثرها وغير ذلك من سائر العلوم التي سمعها منثورة
ومصنفة وعلى سبيل المذاكرة وما جمعه وصنفه وتكلم عليه فكتبت في ظهر الورقة قد
استخرت الله تعالى جل اسمه كثيرا وأجزت لمن سمى في الصفحة قبل هذه جميع ما
صح لديهم من حديثي مما ذكروه ولم يذكروه أن يرووه عني على الإجازة إذا صح
لهم ذلك من أصولي وكتب أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي بيده
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال
ثنا سليمان بن إسحاق الجلاب قال سألت إبراهيم الحربي قلت كتاب الكلبي وقد
تقطع علي والذي هو عنده يريد الخروج فكيف ترى لي ترى ان أستجيزه وأسأله
ان يكتب به إلي قال لك قل له يكتب به إليك فتقول كتب إلي فلان والإجازة ليس
هي شيئا
قال الخطيب وقد ذكرنا فيما تقدم الرواية عن إبراهيم الحربي انه كان لا يعد
الإجازة والمناولة شيئا وها هنا قد اختار المكاتبة على إجازة المشافهة والمناولة ارفع من
المكاتبة لان المناولة اذن ومشافهة في رواية لمعين والمكاتبة مراسلة بذلك فأحسب
إبراهيم رجع عن القول الذي أسلفناه عنه إلى ما ذكره هاهنا من تصحيح
المكاتبة وأما اختياره لها على إجازة المشافهة فإنه قصد بذلك إذا لم يكن للمستجيز
بما استجازه نسخة منقولة من أصل المجيز ولا مقابلة به وهذا القول في معنى ما
ذكره لي البرقاني عند سؤالي إياه عن الإجازة المطلقة ونرى أن إبراهيم ذهب
إلى أن الإجازة لمن لم يكن له نسخة منقولة من الأصل أو مقابلة به ليس شيئا لان
تصحيح ذلك سماعا للراوي مقابلا بأصل كتابه وربما كان في غير البلد الذي
الطالب فيه متعذر الا بعد المشقة والمكاتبة بما يروى وإنفاذه إلى الطالب أقرب إلى
السلامة وأجدر بالصحة وأبعد من الخطر والله أعلم
372

ذكر النوع الثالث من أنواع الإجازة
وهو أن يكتب الراوي بخطه جزءا من سماعه أو حديثا ويكتب معه إلى
الطالب أني قد أجزت لك روايته بعد أن صححته بأصلي أو بعد أن صححه لي من
أثق به فهذا النوع شبيه بالمناولة لولا مزية المشافهة فإذا عرف المكتوب إليه خط
الراوي وثبت عنده انه كتابه إليه فله أن يروي عنه ما تضمن كتابه ذلك من
أحاديث ويكون بمنزلة كتاب القاضي في حكم يحكم به إلى قاض آخر في بلد بعيد
عنه فإنه إذا صح عنده بالبينة انه كتابه إليه فله أن يمضيه وكذلك المكتوب إليه
بالإجازة يجوز له أن يحدث بها على الشرط الذي قدمنا ذكره
أخبرنا علي بن القاسم الشاهد قال ثنا علي بن إسحاق بن محمد المادرائي قال
ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادى قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن قتادة عن
أبي عثمان النهدي قال أتانا كتاب عمر رضي الله عنه ونحن بآذربيجان مع عتبة بن
فرقد أما بعد فاتزروا وارتدوا وانتعلوا وقابلوا النعال وارموا بالخفاف
والسراويلات وعليكم بلبس أبيكم إسماعيل وإياكم وزي العجم واخشوشنوا
واقطعوا الركب وانزوا على الخيل نزوا وارموا الأغراض وإن رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى عن الحرير وأشار بأصبعه فما عتمنا انها الاعلام
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال أنا عثمان بن أحمد
الدقاق قال ثنا محمد بن أحمد بن النضر قال ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق
الفزاري عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا
له قال كتب إليه عبد الله بن أبي أوفي حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت
الشمس ثم قام في الناس فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا لله
373

العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم
منزل الكتاب ومجرى السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين قال ثنا
الحسن بن بشر قال حدثني أبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال كتبت سبيعة
الأسلمية إلى عبد الله بن عتبة تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمرها
بالنكاح بعد قليل من وفاة زوجها بعدما وضعت
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأ ت على إسحاق النعالي أخبركم عبد الله بن
إسحاق المدائني قال ثنا الحسن هو بن أحمد بن أبي شعيب قال ثنا مسكين بن بكير
عن شعبة قال كتب إلي منصور بحديث ثم لقيته فقلت أحدث به عنك قال أوليس
إذا كتبت إليك فقد حدثتك قال ثم لقيت أيوب السختياني فسألته فقال مثل
ذلك قال الخطيب وأستحب أن يكون الكتاب بخط الراوي ولا يلزمه ذلك بل إن
أمر غيره أن يكتب عنه ويقول في الكتاب وكتابي هذا إليك بخط فلان ويسميه
جاز وهذا كله من باب الاستيثاق فان فعل كان أثبت وان لم يذكر في الكتاب
اسم الكاتب له جاز والمقصود أن يثبت عند المكاتب ان ذلك الكتاب هومن
الراوي المجيز تولاه بنفسه أو أمر غيره بكتبه عنه
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال أنا أبو علي إسماعيل بن
محمد الصفار قال ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال ثنا يعلى بن عبيد قال ثنا
محمد بن سوقة عن محمد بن عبيد الله الثقفي عن وراد قال كتب المغيرة بن شعبة
إلى معاوية وزعم وزاد أنه كتبه بيده انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسم
قال إن الله حرم ثلاثا ونهى عن ثلاث عقوق الوالدة وابذ البنات ولا
وهات ونهى عن ثلاث قيل وقال وإضاعة المال والحاف السؤال
374

وإذا كان الكتاب بخط الراوي فإنه يبدأ فيه بنفسه فيقول من فلان بن فلان
إلى فلان بن فلان
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي البزاز قال ثنا أبو
عبد الله محمد بن خلد العطار قال ثنا سليمان بن توبة قال ثنا معلى بن منصور قال
ثنا هشيم قال ثنا منصور عن بن سيرين عن بن العلاء عن العلاء يعني بن
الحضرمي انه كتب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبدأ بنفسه
حدثني محمد بن أحمد بن علي الدقاق قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال
ثنا أبو محمد بن خلاد قال سمعت الحسن بن المثنى يقول سمعت سليمان بن حرب
يقول سمعت حماد بن زيد يقول كان الناس يكتبون من فلان بن فلان إلى فلان بن
فلان أما بعد
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا حنبل
بن إسحاق قال ثنا سريج قال ثنا حماد بن سلمة قال قال حميد وكان بكر بن عبد
الله يقول يكتب بسم الله الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان ولا يكتب لفلان
بن فلان
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل وهلال بن محمد بن جعفر الحفار
قال إبراهيم ثنا وقال هلال أنا الحسين ين يحيى ين عياش القطان قال ثنا أبو
الأشعث أحمد بن المقدام قال ثنا سليم بن أخضر قال ثنا بن عون عن محمد قال
ذكروا عند بن عمر أن رجلا كتب بسم الله الرحمن الرحيم لفلان فقال بن
عمر مه أسماء الله له قال الخطيب وان بدأ الكاتب باسم المكتوب إليه فقد كره
ذلك غير واحد من السلف واجازه بعضهم وكان أحمد بن حنبل يستحب إذا
كتب الصغير إلى الكبير ان يقدم اسم المكتوب إليه وكان هو رحمه الله يبدأ باسم من
يكاتبه صغيرا كان أو كبيرا
أخبرنا عبد الكريم بن أحمد الضبي قال ثنا خال أبي علي الحسين بن إسماعيل
375

المحاملي قال ثنا أبي قال ثنا محمد بمحمد بن عون قال ثنا معاذ بن معاذ قال كتبت
إلى شعبة فبدأت باسمه فكتب إلي ينهاني وزعم أن الحكم كان يكرهه
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا دعلج بن أحمد بن دعلج قال
ثنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن الحسين بن الترك قال سمعت أبا جعفر أحمد بن
سعيد الدارمي يقول كتب إلي أبو عبد الله أحمد بن حنبل لأبي جعفر أكرمه الله
من أحمد بن حنبل
أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرى قال أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال ثنا
عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال رأيت أبي إذا كتب يكتب إلى أبي فلان
بن فلان من أحمد بن محمد بن حنبل
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال ثنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل قال ثنا
أبو عمر الحوضي قال ثنا حماد بن زيد قال رأيت أيوب يكتب بسم الله الرحمن
الرحيم إلى عبد الله بن القاسم من أيوب بن أبي تميمة
قال حنبل سألت أبا عبد الله عن ذلك وكانت كتبه التي يكتب بها إلى فلان
بن فلان فقلت له وسألته فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كتب إلى
كسرى وقيصر وكتب كلما كتب على ذلك وأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وعمر كتب إلى عتبة بن فرقد فهذه السنة وهذا الذي يكتب اليوم لفلان محدث لا
أعرفه قلت فالرجل يبدأ بنفسه قال اما الأب فلا أحب الا أن يقدمه باسمه فلا
يبدأ ولد باسمه على والده والكبير السن كذلك يوقره به وغير ذلك لا بأس
وقد اختلفت ألفاظ أهل العلم في حكاية المكاتبة فمن أحسن ذلك ما حدثناه
أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن البادا بلفظه قال ثنا أبو عبد الله أحمد بن قانع
بن مرزوق القاضي قال ثنا الحسن بن المثنى بن معاذ قال ثنا عمي عبيد الله بن
376

معاذ قال كتب زكريا بن أبي زائدة وهو قاضي الكوفة إلى أبي وهو قاضي البصرة
من زكريا بن أبي زائد إلى معاذ بن معاذ سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي
لا إله إلا هو واساله أن يصلى على محمد عبده أما بعد أصلحنا الله وإياك بما أصلح
به الصالحين فإنه هو أصلحهم حدثنا العباس بن ذريح عن الشعبي قال كتبت
عائشة رضي الله عنها إلى معاوية رضي الله عنه أما بعد فإنه من يعمل بمعاصي
الله بعد حامده من الناس له ذاما والسلام قال حسن بن المثنى وأنا رأيت الكتاب
الذي كتبه بن أبي زائدة إلى أبي
أخبرنا محمد بن أحمد ين يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال حدثني أبو
أحمد الحافظ قال ثنا أحمد بن محمد بن الحسن قال ثنا أحمد بن يوسف السلمي قال
هذه نسخة كتاب أبي بكر بن عياش إلى يحيى بن يحيى بسم الله الرحمن الرحيم
من أبي بكر بن عياش إلى يحيى بن يحيى سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا
إله إلا هو أما بعد عصمنا الله وإياك بالتوفيق والسداد الذي يرضى لعباده
الصالحين وسلمنا وإياك من جميع الآفات جاءنا أبو أسامة فذكر انك أحببت أن
أكتب إليك بهذه الأحاديث فقد كتبها ابني املاء مني بها إليك فهي حديث مني لك
عمن سميت لك في كتابنا هذا فاروها وحدث بها عني فاني قد عرفت انك هويت
ذاك وكان يكفيك أن تسمع ممن سمعها مني ولكن النفس تطلع إلى ما هويت فبارك
الله لنا ولك في جميع الأمور وجعلنا ممن يهوى طاعته ورضوانه والسلام عليك
ويجب إذا كتب الراوي الكتاب ان يشده ويختمه قبل انفاذه لئلا يغير شئ
فيه وذلك أحوط وقد كان غير واحد من السلف يفعله
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال ثنا إبراهيم بن المنذر قال ثنا عبد الله بن الحارث المخزومي قال كتب بن
جريج إلى بن أبي سبرة وكتب إليه بأحاديث من أحاديثه وختم عليها
377

أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد الجصاص قال أنا محمد بن أحمد بن
الحسن الصواف قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال كتب إلي قتيبة بن سعيد قال
كتبت إليك بخطي وختمت الكتاب بخاتمي ونقشه الله ولي سعيد وهو خاتم
أبي يذكر أن الليث بن سعد حدثهم عن عقيل عن الزهري عن علي بن الحسين
ان الحسين بن علي حدثه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم طرقه وفاطمة فقال ألا تصلون قلت يا رسول الله إنما أنفسنا
بيد الله فإذا شاء ان يبعثنا بعثنا قال فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حين قلت له ذلك ثم سمعته وهو مار يضرب فخذه ويقول وكان الانسان أكثر
شئ جدلا
أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين الدينوري بها قال أنا أبو بكر أحمد
بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال أخبرني جعفر بن عيسى الحلواني قال ثنا
محمد بن عبد الله المخرمي قال ثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال كتب إلي مالك بن
أنس جواب كتابي إليه بلغني كتابك تذكر حديثا سقط عليك تسألني عنه حديث
عبد الله بن عمر وتسأل ان أكتب به إليك وما أحب إلي حفظك وقضاء حاجتك
وإرشادك إلى كل خير فإنك ممن أحب حفظه من إخواني وبقاء الود بيني وبينه وأرجو
وفاءه واستقامة مريرته وذلك حديث قد عرفته حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر
أن عبد الله بن عمر بال وهو بالسوق ثم توضأ وغسل وجهه ويديه ومسح رأسه ثم
رجع إلى المسجد فدعى إلى جنازة ليصلي عليها فدعا بماء فمسح على خفيه ثم صلى على
الجنازة قال إسحاق ثم لقيت مالكا بعد فسألته عن الحديث فحدثني به كما
كتب به إلي وكان نقش خاتمه حسبي الله ونعم الوكيل
ولو لم يكتب الراوي إلى الطالب شيئا من حديثه لكنه كتب إليه قد أجزت
لك أن تروي عني الكتاب الفلاني أو الحديث الفلاني كان في الصحة بمنزلة ما
ذكرناه آنفا قرأت بخط إسماعيل بن إسحاق القاضي إجازة قد كتبها لأحمد بن
378

إسحاق بن البهلول التنوخي نسختها بسم الله الرحمن الرحيم من إسماعيل بن
إسحاق إلى أحمد بن إسحاق بن بهلول سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا
اله إلا هو وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله أما بعد فقد أجزت لك كتاب
الناسخ والمنسوخ عن بن زيد بن أسلم وكتاب العلل عن علي بن المديني وكتاب
الرج على محمد بن الحسن وكتاب أحكام القرآن ومسائل بن أبي أويس عن مالك
والمسائل المبسوطة عن مالك فاحمل ذلك عني وكتب إسماعيل بيده
ذكر كيفية العبارة بالرواية عن المكاتبة الله تبارك وتعالى
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال أنا
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد قال قال لي الحسين بن محمد الشريكي سألت أحمد
بن منصور عن ذلك يعني الاخبار عن المكاتبة فقال أحبه إلى أن يقول كتب إلي فلان
حدثنا فلان وهذا هو مذهب أهل الورع والنزاهة والتحري في الرواية وكان
جماعة من السلف يفعلونه
أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحربي قال أنا حمزة بن محمد بن العباس قال
ثنا جعفر بن هاشم قال ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير قال ثنا حماد بن سلمة
قال أخبرنا أيوب السختياني قال كتب إلي والله نافع أن بن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي قال ثنا أبو
العباس محمد بيعقوب الأصم قال ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري
قال أنا إسحاق بن بكر عن أبيه عن جعفر بن ربيعة أن هشام بن عروة كتب إليه
يذكر عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الصلاة أول ما فرضت
379

ركعتين فزيد في صلاة الحضر وأقر ت صلاة السفر ركعتين هكذا قال ولم يذكر
بين عائشة وبين هشام أباه عروة
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا عبد الله بن إسحاق البغوي قال أنا أحمد
بن الهيثم قال ثنا سعيد بن داود الزنبري قال ثنا مالك قال كتب إلي كثير بن عبد
الله المزني يحدث عن أبيه عن جده عن مالك بن الحارث أنه قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فان له
من الاجر مثل من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن ابتدع
بدعة لا ترضي الله ورسوله فان عليه اثم من عمل بها من الناس لا ينقص ذلك
من آثام الناس شيئا
وذهب غير واحد من علماء المحدثين إلى أن قول ثنا في الرواية عن المكاتبة
جائز
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال ثنا سلم بن قادم قال ثنا بقية
قال حدثني شعبة قال قلت لمنصور إذا كتبت إلى أقول حدثني فقال إذا كتبت إليك
أليس قد حدثتك
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب
بن سفيان قال حدثني محمد بن وهب الحراني قال حدثني سكين بن عبد العزيز قال
ثنا شعبة قال كتب إلى منصور بحديث فلقيته فقلت أحدث به عنك قال أوليس
إن كتبت به إليك فقد حدثتك قال وسألت أيوب السختياني عن ذلك فقال
مثل ذلك وقال يعقو ب حدثنا محمد بن مصفي قال ثنا بقية عن شعبة عن أيوب
وغيره قال إذا كتب إليك العالم فقد حدثك
أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال أنا عبد العزيز جعفر الخرقي قال ثنا أبو
380

عمران موسى بن سهل الجوني قال ثنا عيسى بن حماد زغبة قال ثنا الليث قال ثنا
عبد الله بن عمر قال حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا ثلاثة نفر يمشون أخذهم المطر فأووا إلى
غار في جبل وذكر الحديث بطوله
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي قال أنا
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري الجوهري قال سمعت أبا زكريا
يحيى بن عثمان يقول سمعت أبا صالح يقول سمعت الليث بن سعد يقول أنبأني
أبو عثمان عبد الحكم بن أعين بهذا الكتاب عن عبد الله بن عمر العمري مختوما
بخاتمه ولم يسمع الليث من عبد الله بن عمرو إنما روايته عنه كتابة
قلت وحدث الليث أيضا عن بكير بن عبد الله بن الأشج عدة أحاديث قال
في كل واحد منها حدثني بكير وذكر أنه لم يسمع منه شيئا وإنما كتب إليه بتلك
الأحاديث وقد أوردنا بعضها في كتاب التفصيل لبهم المراسيل وسقنا الخبر عن
الليث بذلك
أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب قال ثنا يزيد بن
بشر قال أخبرني بن وهب قال أخبرني الليث قال أخذت من خالد بن يزيد كتبا لم
أعرضها عليه وأنا أحدث بها عنه قال بن وهب ولقد كان يحيى بن سعيد يكتب
إلي الليث بن سعد فيقول حدثني يحيى بن سعيد وكان هشام بن عروة يكتب إليه
فيقول حدثني هشام
أخبرني أحمد بن علي البادا قال أنا مخلد بن جعفر إجازة قال قال لنا أبو
حفص عمر بن الحسن قال لوين كتب إلي وحدثني واحد وإن كتب النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قد صارت دينا يدان بها والعمل بها لازم للخلق وكذلك ما
كتب به أبو بكر وعمر وغيرهما من الخلفاء الراشدين فهو معمول به ومن ذلك
كتاب القاضي إلى القاضي يحكم به ويعمل به
381

أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال أنا الحسن بن عبد
الرحمن عن بعض أهل العلم قال وأما الكتاب من المحدث إلى آخر بأحاديث يذكر
أنها أحاديثه سمعها من فلان كما رسمها في الكتاب فان المكاتب لا يخلو من أن
يكون على يقين من أن المحدث كتب بها إليه أو يكون شاكا فيه فإن كان شاكا فيه لم
يجز له روايته عنه وإن كان متيقنا له فهو وسماعه الاقرار منه سواء لان الغرض من
القول باللسان فيما تقع العبارة فيه باللفظ إنما هو تعبير اللسان عن ضمير القلب فإذا
وقعت العبارة عن الضمير بأي سبب كانت من أسباب العبارة إما بكتاب وإما
بإشارة وإما بغير ذلك مما يقوم مقامه فان ذلك كله سواء فقد روي عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ما يدل على أنه أقام الإشارة مقام القول في باب العبارة وهو
حديث الرجل الذي أخبره أن عليه عتق رقبة وأحضره جاريته وقال إنها أعجمية
فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أين ربك فأشارت إلى السماء قال من
أنا قالت أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعتقها
ذكر النوع الرابع من أنواع الإجازة
وهو أن يكتب المحدث إلى الطالب قد أجزت لك جميع ما صح ويصح
عندك من حديثي ولا يعين له شيئا كما عين في الإجازة المذكورة في النوع الثالث
فهذا النوع أخفض مرتبة من الإجازة بشئ مسمى وعلى المكتوب إليه فيه أمر أن
أحدهما وجوب تصحيح ما يسمى حديثا للمكاتب إليه بالإجازة كوجوب تصحيح
الوكيل توكيل التفويض ما يسمى ملكا للموكل فإذا صح له ذلك احتاج إلى أمر
آخر وهو أن يثبت عنده من الوجه الذي يعتمد عليه ان ذلك المحدث كتب إليه
تلك الإجازة ومثال ما ذكرناه شهادة الشهود باشهاد القاضي على كتابه إلى
القاضي ثم يصح للطالب التحديث كما يصح للقاضي الانفاذ وللموكل النظر
فهذا كله في القياس واحد وحكمه غير مختلف
382

ذكر النوع الخامس من أنواع الإجازة وهو أن يأتي الطالب إلى الراوي بخبر فيدفعه إليه ويقول له أهذا من
حديثك فيتصفح الراوي أوراق وينظر فيما تضمن ثم يقول له نعم هو من حديثي
ويرده إليه أو يدفع إليه الراوي ابتداء بعض أصوله ويقول له هذا من سماعاتي
فيذهب به الطالب فيحدث به عنه من غير أن يستجيز منه في الوجهين جميعا ومن
غير أن يقول له الراوي حدث به عني فهذا يكون صحيحا عند طائفة من أهل
العلم لو فعل غير أنا لم نر أحدا فعله وهكذا لو رأى الطالب في يد الراوي جزءا
ينظر فيه فقال له ما في هذا فقال له الراوي أحاديث من سماعي عن بعض شيوخي
فاستنسخه الطالب بعد من غير علم الراوي ثم حدث به عنه من غير استئذان له
في ذلك فهذا في الحكم بمثابة الذي قبله وقد مثله من قال أنه صحيح برجل جاء
إلى رجل بصك فيه ذكر حق فقال له أتعرف هذا الصك فيقول نعم هذا الصك
دين علي لفلان ما أديته بعد أو يقول له ابتداء في هذا الصك ذكر دين لفلان علي
أو يجد في يده صكا يقرؤه فيقول له ما في هذا الصك فيقول ذكر حق لفلان علي
وهو كذا وكذا ما أديته بعد والقائل مجد غيرها زل صحيح العقد ثم يسمعه الآخر
بعد ذلك ينكر ذلك الصك في مخاصمته فلانا الذي أقر له فان له أن يشهد على
المنكر بإقراره على نفسه بما في الصك لفلان المذكور دينا عليه وهذا مذهب مالك بن
أنس وغيره من أهل الحجاز وبه قال أصحاب الشافعي وفي نحو هذا قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم خيركم الذي يأتي بشهادته قبلان يسألها فإذا
جاز له أن يشهد بما سمع الاقرار به من غير أن يأذن له المقر في أدائه والشهادات
آكد من الروايات فلان يشهد على المقر بما يرويه من غير استئذانه في ذلك أولى
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال
ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا إبراهيم بن منذر قال ثنا عبد الله
383

بن وهب ومطرف قالا ثنا مالك بن أنس قال قال لي يحيى بن سعيد أكتب لي
أحاديث الأقضية من أحاديث بن شهاب قال فكتبت ذلك له قال فكأني أنظر إليه
في صحيفة صفراء فقيل لما لك يا أبا عبد الله أعرض ذلك عليك قال هو أفقه من
ذلك
أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان ح وأخبرني عبد الله بن أبي الحسين بن بشر
ان قال الحسن ثنا وقال الآخر أنا عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز قال
ثنا أبو برزة الفضل بن محمد الحاسب قال ثنا أبو الأصبغ محمد بن سماعه الرملي
قال ثنا مهدي بن إبراهيم قال ثنا مالك قال قال لي يحيى بن سعيد الأنصاري أكتب
لي ما سمعت من بن شهاب قال فكتبته في رق أصفر فأتيته به في المسجد فيما بين
المغرب والعشاء فدفعته إليه فقال رجل لمالك ما قرأته ولا قرأه عليك قال هو
كان أفقه من ذلك
أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا محمد بن عبد الله
بن إبراهيم الشافعي قال ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا
أبو زكريا يحيى بن معين قال قدم معاوية بن سلام على يحيى بن أبي كثير فأعطاه
كتابا فيه أحاديث زيد بن أبي سلام فرواه ولم يسمعه منه
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد البزاز الكرخي قال ثنا محمد بن
عبد الله بن العباس قال ثنا عبد الله بن عبد الرحمن السكري قال أنا أبو بكر
أحمد بن إسحاق العطار قال ثنا قاسم بن يزيد المقرى الوراق قال سمعت وكيعا
يقول لو أن رجلا دفع إلى رجل كتابا فقال له قد حدثتك بما فيه كان قد حدثه
آخر الجزء العاشر
384

بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الحادي عشر
رب زدني علما
قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب لفظا قال
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنا أبو مسلم عبد
الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران قال أنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال
سألت أبا علي صالح بن محمد البغدادي عن أحاديث أبي اليمان عن شعيب عن
الزهري فقال يقال لم يسمع أبو اليمان من شعيب ولا شعيب من الزهري ولكنه
كان كتاب فقلت لأبي علي يصحح الحديث من هذا الوجه فقال نعم
أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي قال ثنا بن
خلاد قال وقال بعض المتأخرين ممن يقول بالظاهر إذا دفع المحدث إلى الذي يسأله
ان يحدثه كتابا ثم قال قد قرأته ووقفت على ما فيه وقد حدثني بجميعه فلان بن
فلان على ما في هذا الكتاب سواء حرفا بحرف فان للقول له ما وصفنا ان يرويه
عنه فيقول حدثني أو أخبرني فلان أن فلانا حدثه ولا يقول حدثني فلان أن فلانا
قال حدثنا فلان ثم يسوق الحديث إلى آخره لان قوله حدثني فلان إن فلانا قال
حدثنا حكاية توجب سماع الألفاظ وهو لم يسمع الألفاظ وسواء إذا اعترف له بما
وصفنا ان يقول له قد أجزت لك ان ترويه أو لا يقول ذلك لان الغر ض إنما هو
سماع المخبر الاقرار من المخبر فهو إذا سمعه لم يحتج إلى أن يأذن له في أن يرويه
عنه ألا ترى ان رجلا لو سمع من رجل حديثا ثم قال له المحدث لا أجيز لك أن
385

ترويه عني كان ذلك لغوا وللسامع ان يرويه إجازة المحدث له أو لم يجزه فكذا أيضا
إذا أخبر أنه قد قرأه ووقف على ما فيه وأنه قد سمع من فلان كما في كتابه لم
يحتج أن يقول اروه عني ولا قد أجزته لك ولا يضره أن يقول لا تروه عني ولا أن
يقول لست أجيزه لك بل روايته في كلتا الحالتين جائزة
قال الخطيب وقد قال بعض أهل العلم لا يجوز لاحد أن يروي عن المحدث
ما لم يسمعه منه أو يجزه له وإن ناوله إياه مثل ما ذكرناه ومثلناه في أول النوع
الخامس وصحة الرواية لما نوول موقوفة على الإجازة
وممن ذهب إلى هذا المذهب القاضي أبو بكر محمد بن الطيب فان محمد بن
عبيد الله المالكي حدثني عنه قال فان قال ما وجه قول المحدث قد أجزت لك ان
تحدث بما صح عندك من حديثي وحدث عني بما في كتابي هذا وما الفرق بين أن
يقول ذلك وبين ان لا يقوله قيل الفرق بين ذلك وفائدة المناولة والإجازة ان
العدل الثقة إذا قال حدث عني بما في هذا الكتاب من حديثي وحدث بما صح
عندك من حديثي فقد أجزت لك التحديث به لم يجز في صفته ان يقول ذلك وهو
شاك فيما في كتابه ومرتاب به فلا يقول حدث بما صح عندك من حديثي الا
وهو في نفسه على صفة يجوز أن يحدث به عنه فإذا لم يقل ذلك لم يجز التحديث
لما ناوله ولم يجزه لأنه تناول الكتاب الذي يشك فيما فيه وقد يصح عند الغير من
حديثه ما يعتقد في كثير منه انه لا يحدث به لعلل في حديثه هو أعرف بها كما أنه قد
يشهد بالشهادة من لا يجوز عنده أن يقيمها ولا أن يشهد شاهد عليها وإذا شهد
على شهادته كان ذلك بمثابة أدائه لها وعلم أنها في نفسه على صفة يجوز إقامتها
فكذلك سبيل الإجازة والمناولة من العدل الثقة
386

باب الرواية إجازة عن إجازة
إذا دفع المحدث إلى الطالب كتابا وقال له هذا من حديث فلان وهو إجازة
لي منه وقد أجزت لك ان ترويه عني فإنه يجوز له روايته عنه كما يجوز ذلك فيما كان
سماعا للمحدث فأجازه له وقد كان أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس
النيسابوري سمع من محمد بن إسماعيل البخاري كتاب التاريخ الكبير غير
أجزاء يسيرة من آخره فإنه لم يسمعها وأجازها البخاري له ثم روى بن فارس
الكتاب وسمعه منه أبو الحسن علي بن إبراهيم المستملي المعروف بالنجاد سوى
ذلك القدر الذي لم يسمعه بن فارس من البخاري فان المستملي أخذه عن بن
فارس إجازة أيضا ثم روى المستملي ببغداد جميع الكتاب وسمعه منه كافة أهل
العلم من أصحاب الحديث وكتبه عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره بكماله وقرئ
عليه ما في آخره إجازة عن بن فارس عن إجازة البخاري له ذلك
وقرأ ت بخط أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الحافظ المعروف
بابن عقدة إجازة قد كتبها لأبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي الحافظ
المعروف بابن السقاء نسختها بسم الله الرحمن الرحيم من أحمد بن محمد بن سعيد
إلى أبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي
لا إله إلا هو وأسأله أن يصلي على محمد وعلى آله أما بعد فان أحمد بن عبد الله بن
آدم سألني ان أجيز لك ما سمعه من حديثي وما صح عندك من حديثي وقد أجزت
ذلك لك وكلما أجيز لي أو قول قلته أو شئ قرأته في كتاب وكتبت إليك بذلك
فاروه عن كتابي ان أحببت ذلك وكتب أحمد بن محمد بن سعيد بخطه في شوال
سنة خمس وعشرين وثلاثمائة
ذكر الخبر عمن نظم الإجازة شعرا
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال سمعت أبا أحمد الغطريفي يقول سمعت عمران
بن موسى السختياني يقول كتبت إلى أحمد بن المقدام بأحاديث وكتبت في آخر
الكتاب شعرا
387

كتابي إليكم فافهموه فإنه رسول إليكم والكتاب رسول
فهذا سماعي من رجال لقيتهم لهم ورع في دينهم وعقول
فإن شئتم فارووه عني فإنما يقولون ما قد قلته وأقول
ألا فاحذروا التصحيف فيه فإنما يحوي من تصحيفه المعقول
كذا رواه لنا أبو نعيم على فساد الشعر وقد حدثني عبيد الله بن أبي الفتح
الفارسي قال ثنا أحمد بن إبراهيم يعني بن شاذان قال ثنا حبشون الخلال قال ثنا
عمر بن الحسن بطريق مكة قال سألت أبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ان يجيز
لبعض إخوانه شيئا من حديثه قال فكتب إليهم على ظهر الكتاب
كتابي إليكم فافهموه فإنه رسول إليكم والكتاب رسول
فهذا سماعي من رجال لقيتهم لهم ورع مفهمهم وعقول
سماعي الا فاحكوه عني فإنكم تقولون ما قد قلته وأقول
الا فاحذورا التصحيف فيه فربما تغير عن تصحيفه فيحول
حدثني أبو جعفر محمد بن علي بن جعفر الوفراوندي بالكرج قال أنشدنا
الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري الثقفي قال أنشدنا أبو علي الحسين بن محمد
المقرى قال أنشدني أبو بكر بن مجاهد قال أنشدني محمد بن الجهم السمري
أتاني أناس يسألون إجازة كتاب المعاني والعجول مغفل
فقلت لهم فيه من النحو غامض وهمز وإدغام خفي ومشكل
وما فيه جمع الساكنين كليهما ونبر إليه قد يشار وينقل
ولا يؤمن التحريف فيه بطوله وتصحيف أشباه بأخرى تبدل
وأكره فيما قد سألتم غروركم ولست بما عندي من العلم أبخل
فمن يروه فليروه بصوابه كما قاله الفراء فالصدق أجمل
388

أخبرني علي بن أحمد المؤدب قال ثنا أحمد بن إسحاق قال أنا أبو محمد الحسن
بن عبد الرحمن بن خلاد القاضي قال كتب إلي بعض وزراء الملوك يسألني إجازة
كتاب ألفته فكتبت الكتاب إليه ووقعت عليه
يا أبا القاسم الكريم المحيا * زانك الله بالتقى والرشاد
وتولاك بالكفاية والعز * وطول البقاء والاسعاد
ارو عني هذا الكتاب فقد هذبت * ما قد حواه من مستفاد
وشكلت الحروف منه فقامت لك * بالشكل في نظام السداد جاء
مستخلصا لسبك المعاني * كالدنانير من يد النقاد
نظم شعر ونثر قول يروقان * كنور الرياض غب العماد
لا يعنيك بالهجاء ولا يشكل * في الخط بين صاد وضاد
وكأن السطو منه سموط بل * عقود يلحن في أجياد
فتحفظ ما فيه من ملح الآداب * واضبط طرائق الاسناد
واحذر اللحن في الرواية * والتحريف فيها والكسر في الانشاد
والقياس الجلي يوجدك الاخبار * في نشره على الافراد
باب القول في الرواية عن الوصية بالكتب
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال حدثنا
حنبل بن إسحاق قال حدثني أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال ثنا إسماعيل بن
إبراهيم قال ثنا أيوب قال أوصى لي أبو قلابة بكتب فأتيت بها من الشام فأعطيت
كراءها بضعة عشر درهما
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد قال مات أبو قلابة بالشام فأوصى
بكتبه لأيوب فأرسل أيوب فجئ بها عدل راحلة قال أيوب فلما جاءني قلت
389

لمحمد جاءني كتب أبى قلابة فأحدث منها قال نعم ثم قال لا آمرك ولا
أنهاك
أخبرنا بن رزق قال انا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصواف
وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا عفان
قال ثنا حماد عن أيوب قال قلت لمحمد ما ترى في كتب أبي قلابة قد جاءت
ارويها قال نعم قال ثم قال بعد ذلك لا آمرك ولا أنهاك
قلت يقال أن أيوب كان قد سمع تلك الكتب غير أنه لم يحفظها فلذلك
استفتى محمد بن سيرين عن التحديث منها ولا فرق بين ان يوصى العالم لرجل
بكتبه وبين ان يشتريها ذلك الرجل بعد موته في أنه لا يجوز له الرواية منها الا على
سبيل الوجادة وعلى ذلك أدركنا كافة أهل العلم اللهم الا ان يكون تقدمت من
العالم إجازة لهذا الذي صارت الكتب له بأن يروي عنه ما يصح عنده من سماعاته
فيجوز أن يقول فيما يرويه من الكتب أخبرنا أو حدثنا على مذهب من أجاز أن
يقال ذلك في أحاديث الإجازة مع أنه قد كره الرواية عن الصحف التي ليست
مسموعة غير واحد من السلف
أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ
قال أنا أحمد بن محمود قراءة ثنا محمد بن أبي هارون قال ثنا أحمد بن نصر قال ثنا
محمد بن مخلد الحمصي قال ثنا سويد عن حصين بن عبد الرحمن عن أبي عبد
الرحمن السلمي قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا وجد أحدكم كتابا فيه
علم لم يسمعه من عالم فليدع بإناء وماء فلينقعه فيه حتى يختلط سواده مع بياضه
أخبرنا محمد قال ثنا صالح قال ثنا أبو علي الحسن بن يزيد الدقيقي قال ثنا
عمر بن جعفر الطبري قال ثنا عبد الرحمن بن موسى قال ثنا الخليل بن سعيد قال
ثنا سليمان بن عيسى عن بن عون قال قلت لابن سيرين ما تقول في رجل يجد
الكتاب يقرؤه أو ينظر فيه قال لا حتى يسمعه من ثقة
390

أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال ثنا محمد بن أبي عمر قال ثنا سفيان قال سمعت عاصما يقول أردت أن
أضع عند بن سيرين كتابا من كتب العلم فأبى ان يقبل وقال لا يبيت عندي
كتاب
أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن علا لابار قال
حدثني أبو عمار يعني الحسين بن حريث قال سمعت وكيعا يقول لا ينظر في كتاب
لم يسمعه لا يأمن ان يعلق قلبه منه وأجاز جماعة الرواية عن الوجادة في الكتب الله تبارك وتعالى
ذكر بعض أخبار من كان من
المتقدمين يروي عن الصحف
وجادة ما ليس بسماع له ولا إجازة
أخبرنا الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال أنا أحمد بن سلمان النجاد الفقيه
قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا إسحاق بن محمد الفروي قال ثنا عبد الله بن
عمر عن نافع عن بن عمر أنه وجد في قائم سيف عمر بن الخطاب رضي الله عنه
صحيفة فيها ليس فيما دون خمس من الإبل صدقة فإذا كانت خمسا ففيها شاة
وفي عشر شاتان وفي خمس عشرة ثلاث شياه وفي عشرين أربع شياه فإذ
بلغت خمسا وعشرين ففيها ابنة مخاض وذكر الحديث بطوله
أخبرنا محمد بن الحسين قال أنا عبد الله بن جعفر قال أنا يعقوب بن سفيان
قال حدثني أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا مساور يعني الوراق عن أخيه
سيار قال قيل للحسن يا أبا سعيد عمن هذه الأحاديث التي تحدثنا قال صحيفة
وجدناها
أخبرنا بن رزق قال أخبرنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال ثنا علي
391

يعني بن المديني قال سمعت يحيى هو بن سعيد يقول قال التيمي ذهبوا بصحيفة
جابر إلى الحسن فرواها أو قال فأخذها وأتوني بها فلم أروها قلت ليحيى
سمعت هذا من التيمي فقال برأسه أي نعم
أخبرني بن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن علي الابار قال ثنا الحسن
يعني بن علي الحلواني قال ثنا عفان قال قال لي همام ين يحيى قدمت أم سليمان
اليشكري بكتا ب سليمان فقرئ على ثابت وقتادة وأبي بشر والحسن ومطرف
فرووها كلها وأما ثابت فروى منها حديثا واحدا
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله المديني قال قال يحيى رأيت في كتاب
عندي عتيق لسفيان حدثني عبد الله بن ذكوان أبو الزناد قال حدثني بن سعيد
قال حدثني أبو صالح مولى السفاح حديث زيد عجل لي وأضع لك قال هذا
يحيى من أجل توصيل إسناده حدثني قال حدثني
أخبرنا الحسين بن علي الطناجيري قال انا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا محمد
بن جعفر العسكري قال ثنا جعفر بن أبي عثمان قال سمعت علي بن المديني يقول
وائل بن داود لم يسمع من ابنه إنما كانت له صحيفة في بيته
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال ثنا
أحمد بن سعيد السوسي قال ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول
ثنا وكيع قال سمعت شعبة يقول حديث أبي سفيان عن جابر إنما هي صحيفة
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال أنا أبو مسلم بن مهران
قال أنا عبد المؤمن بخلف النسفي قال سألت أبا علي صالح بن مسلم البغدادي
عن عمرو بن شعيب فقال ثقة ولكن أحاديثه لا أدري كيف هي وأحاديثه صحيفة ورثوها
أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بمحمد بن عبد الله بن مهدي قال أنا أبو بكر
392

محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت سليمان بن حرب ح
وأخبرني عبد الله بن يحيى السكري قال انا محمد بن عبد الله الشافعي قال
ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر قال ثنا بن الغلابي واللفظ لحديث قال ثنا سليمان بن
حرب قال ثنا حماد عن قبيصة بن مروان بن المهلب عن أبي عمران الجوني قال كنا
نسمع بالصحيفة فيها علم فننتابها كما ينتاب الرجل الفقيه حتى قدم علينا ههنا آل
الزبير ومعهم قوم فقهاء
أخبرنا بن الفضل قال أنا دعلج أنا أحمد بن علي الابار قال ثنا أبو عبد الله بن
أخي بن وهب قال ثنا عمي قال ثنا حياة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب قال
أودعني فلان كتابا أو كلمة تشبه هذه فوجدت فيه عن الأعرج قال وكان يحدثنا
بأشياء مما في الكتاب ولا يقول أخبرنا ولا ثنا
باب الكلام في التدليس وأحكامه
التدليس للحديث مكروه عند أكثر أهل العلم وقد عظم بعضهم الشأن في
ذمه وتبجح بعضهم بالبراءة منه فمما حفظنا عمن كان يكرهه ويذمه
ما أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال أنا علي بن محمد
بن أحمد المصري قال ثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص قال سمعت أبي يقول
سمعت الشافعي يقول قال شعبة بن الحجاج التدليس أخو الكذب
أخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن
الحسين الأزدي قال ثنا الحسن بن علي قال ثنا بندار قال ثنا غندر قال سمعت شعبة
يقول التدليس في الحديث أشد من الزنا ولان أسقط من السماء أحب إلي من أن
دلس
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال أنا
الحسين بن إدريس قال ثنا بن عمار قال سمعت المعافى يقول سمعت شعبة يقول
393

لان أزني أحب إلي من أدلس فقلت له يا أبا مسعود ما تقول أنت في التدليس
قال أدنى ما فيه التزين
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد
بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت سليمان بن حرب يقول
سمعت جرير بن حازم يقول وذكر التدليس والمدلسين فعابه وقال أدنى ما يكون فيه
انه يرى الناس انه سمع ما لم يسمع وقال ثنا جدي قال سمعت الحسن بن علي
يقول سمعت أبا أسامة يقول خرب الله بيوت المدلسين ما هم عندي الا كذابون
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سليمان الأصبهاني المؤدب قال أنا أبو بكر بن
المقرى قال ثنا علي بن محمد الرقي قال ثنا الميموني قال ثنا خالد بن خداش قال قال
سمعت حماد بن زيد يقول التدليس كذب ثم ذكر حديث النبي صلى الله عليه
وآله وسلم المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور قال حماد ولا أعلم المدلس الا
متشبعا بما لم يعط
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا أحمد بن محمد بن عمران قال ثنا عبد
الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا أبو الربيع الزهراني قال كان بن المبارك يقول
لان نخر من السماء أحب إلي من أن ندلس حديثا أ
خبرنا أحمد بن محمد بن غالب قال لنا أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني عبد
الله بن محمد الفرهياني قال سمعت هاشم بن زهير أخا الفياض قال كان وكيع ربما
قال في الحديث حدثنا وربما لم يقل قال فقلنا لجار لنا يقال له أبو الوفاء كان لا
يحسن شيئا سله لم يقول في بعضه حدثنا ولا يقول في بعضه قال فتقدم إليه فسأله
قال فقال له وكيع أما وجد القوم خطيبا غيرك نحن لا نستحل التدليس في الثياب
فكيف في الحديث
أخبرنا أبو سعد الماليني قال أنا عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت عبد
الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن بكر بن الربيع بن مسلم امام مسجد أبي خليفة
394

يقول سمعت محمد بن موسى السواق يقول قال بن الشاذكوني لما حضرته الوفاة
اللهم ما اعتذرت فاني لا أعتذر أني قذفت محصنة ولا دلست حديثا قال عبد
الرحمن وذكر خصلة أخرى فنسيتها
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال أنا أحمد بن محمد بن عمران قال ثنا أحمد
بن محمد بن أبي حامد صاحب بيت المال قال سمعت عباسا الدوري يقول حدثني
بعض أصحابنا قال قال عبد الرزاق قدمت مكة فمكثت ثلاثة أيام لا يجيئني
أصحاب الحديث فمضيت وطفت وتعلقت بأستار الكعبة وقلت يا رب مالي أكذاب
أنا أمدلس انا قال فرجعت إلى البيت فجاؤني قال أبو بكر الخطيب والتدليس
على ضربين قد أفردنا في ذكر كل واحد منهما بشرحه وبيانه كتابا الا انا نورد في هذا
الكتاب شيئا منه إذ قد كان مقتضيا له
الضرب الأول تدليس الحديث الذي لم يسمعه الراوي ممن دلسه عنه بروايته
إياه على وجه يوهم انه سمعه منه ويعدل عن البيان بذلك ولو بين انه لم
يسمعه من الشيخ الذي دلسه عنه فكشف ذلك لصار ببيانه مرسلا للحديث غير
مدلس فيه لان الارسال للحديث ليس بإيهام من المرسل كونه سامعا ممن لم يسمع
منه وملاقيا لمن لم يلقه الا ان التدليس الذي ذكرناه متضمن للارسال لا محالة من
حيث كان المدلس ممسكا عن ذكر من بينه وبين من دلس عنه وإنما يفارق حاله حال
المرسل بإيهامه السماع ممن لم يسمع منه فقط وهو الموهن لامره فوجب كون هذا
التدليس متضمنا للارسال والارسال لا يتضمن التدليس لأنه لا يقتضي إيهام السماع
ممن لم يسمع منه ولهذا المعنى لم يذم العلماء من أرسل الحديث وذموا من دلسه
والتدليس يشتمل على ثلاثة أحوال تقتضي ذم المدلس وتوهينه فأحدها ما ذكرناه من
ايهامه السماع ممن لم يسمع منه وذلك مقارب الاخبار بالسماع ممن لم يسمع منه
والثانية عدوله عن الكشف إلى
الاحتمال ذلك خلاف موجب الورع والأمانة والثالثة ان المدلس إنما لم يبين من
395

بينه وبين من روى عنه لعلمه بأنه لو ذكره لم يكن مرضيا مقبولا عند أهل النقل
فلذلك عدل عن ذكره وفيه أيضا أنه إنما لا يذكر من بينه وبين من دلس عنه
طلبا لتوهيم علو الاسناد والانفة من الرواية عمن حدثه وذلك خلاف موجب العدالة
ومقتضى الديانة من التواضع في طلب العلم وترك الحمية في الاخبار بأخذ العلم
عمن أخذه والمرسل المبين برئ من جميع ذلك
ذكر شئ من أخبار بعض المدلسين
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي قال ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي
قال لم يسمع سعيد بن أبي عروبة من الحكم بن عتيبة شيئا ولامن حماد ولا من
عمرو بن دينار ولا من هشام بن عروة ولا من إسماعيل بن أبي خالد ولامن عبيد
الله بن عمر ولا من أبي بشر ولا من زيد بن أسلم ولا من أبي الزناد قال أبي وقد
حدث عن هؤلاء كلهم ولم يسمع منهم شيئا
أخبرنا علي بن محمد بن الحسن الحربي قال أنا عبد الله بن عثمان الصفار قال
أنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي قال ثنا عبد الله بن علي بن المديني قال
سألت أبي عن حديث رواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن بن جريج
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم عرضت على أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من ا
لمسجد قال بن جريج لم يسمع من المطلب بن عبد الله بن حنطب كان
يأخذ أحاديثه عن بن أبي يحيى عنه
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال أنا الحسين
بن إدريس قال سمعت بن عمار يقول كان أبو معاوية إذا ذهب في حاجة أوصى
396

من يترك عند الأعمش ان يتحفظ عليه ما يمر بعده قال فكان يجئ فيسأله عما مر
بعده قال فجئت يوما فذكروا لي أنه ذكر عن مجاهد من إيجاب المغفرة اطعام
المسلم السغبان قال فسألته عنه قال فقال أليس أنت حدثتني به عن هشام عن
سعيد العلاف عن مجاهد قال فقلت له فحدثني به فحدثه به قال بن عمار
فألقى الأعمش أبا معاوية وهشاما وسعيدا وقال مجاهد ثم قال بن عمار حدثنا أبو
معاوية عن هشام بن حسان عن سعيد العلاف عن مجاهد قال من إيجاب المغفرة
اطعام المسلم السغبان
أخبرنا محمد بن يوسف القطان النيسابوري قال أنا محمد بن عبد الله الحافظ
قال ثنا أبو الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي قال ثنا إبراهيم بن محمد المروزي قال
ثنا علي بن خشرم قال كنا عند سفيان بن عيينة في مجلسه فقال الزهر فقيل له
حدثكم الزهري فسكت ثم قال الزهري فقيل له سمعته من الزهري
فقال لا له أسمعه من الزهري ولا ممن سمعه من الزهري حدثني عبد الرزاق عن
معمر عن الزهري
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال أنا عمر بن محمد بن علي الناقد قال ثنا عبد الله بن ناجية قال ثنا أبو رفاعة عبد الله بن محمد بن حبيب القاضي قال ثنا
إبراهيم بن بشار الرمادي قال ثنا بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد
بن علي قال كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاءه مال لم يبيته ولم يقيله
قال فقال له رجل يا أبا محمد سماع من عمرو بن دينار قال دعه لا تفسده قال
يا أبا محمد سماع من عمرو
بن دينار قال ويحك لا تفسده بن جريج عن عمرو بن دينار قال يا أبا محمد سماع من بن جريج قال ويحك لم تفسده الضحاك
بن مخلد أبو عاصم عن بن جريج قال يا أبمحمد سماع من أبي عاصم قال
ويحك لم تفسده حدثني علي بن المديني عن الضحاك بن مخلد عن بن جريج عن
397

عمرو بن دينار قال بن عيينة تلوموني على علي بن المديني لما أتعلم منه أكثر مما
يتعلم مني
أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي قال أن محمد بن أحمد بن محمد
بن سليمان الحافظ ببخارا قال أنا علي بن محمد بن جعفر بن حرب الكناني السراج
قال ثنا محمد بن علي بن الحسين البلخي قال ثنا أبو بكر محمد بن سعيد بن قتيبة
بخاري الأصل قال ثنا محمد بن سهل بن طرخان يعرف بالكاتب قال ثنا محمد بن
سلام البيكندي قال ثنا عبد الله بن المبارك قال قلت لشريك بن عبد الله النخعي
تعرف أبا سعد البقال قال أي والله أعرفه عالي الاسناد أنا حدثته عبد
الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل عن عبد الله بن
مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الندم توبة فتركني
وترك عبد الكريم وترك زياد بن أبي مريم وحدث عن عبد الله بن معقل عن عبد
الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن علي
الابار قال ثنا أبو هشام قال ثنا يحيى بن آدم قال حدثت شابا من أهل الحديث عن
سفيان عن مجالد عن الشعبي عن شريح قال لا يقضى على الغائب قال فسمعت
هشام يذكره عن مجالد عن الشعبي قال فلقيت الشاب فقلت اربح الشاب حدثنا
هشيم عن مجالد عن الشعبي فقال الشاب هشيم والله عني عنك عن سفيان عن
مجالد عن الشعبي وقال الابار ثنا أبو عمار الحسين بن حريث قال سمعت الفضل
يعني بن موسى يقول قيل لهشيم ما يحملك على هذا يعني التدليس قال إنه أشهى
شئ
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال ثنا عبد
الله بن محمد البغوي قال حدثني أحمد بن زهير قال سمعت يحيى يقول الثوري أمير
المؤمنين في الحديث وكان يدلس
398

أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ قال ثنا الحسن بن علي
قال ثنا محمد بن يحيى الأزدي قال سمعت يزيد بن هارون
يقول قدمت الكوفة فما رأيت بها أحدا الا وهو يدلس الا مسعر بن كدام وشريكا
وأخبار المدلسين تتسع وقد ذكرت أسماءهم وسقت كثيرا من رواياتهم المدلسة في
كتاب التبيين لاسماء المدلسين فغنيت عن اعادتها في هذا الموضع
وقال فريق من الفقهاء وأصحاب الحديث أن خبر المدلس غير مقبول
لأجل ما قدمنا ذكره من أن التدليس يتضمن الايهام لما لا أصل له وترك تسمية من
لعله غير مرضي ولا ثقة وطلب توهم علو الاسناد وان لم يكن الامر كذلك
وقال خلق كثير من أهل العلم خبر المدلس مقبول لأنهم لم يجعلوه بمثابة
الكذاب ولم يروا التدليس ناقضا لعدالته وذهب إلى ذلك جمهور من قبل المراسيل
من الأحاديث وزعموا أن نهاية أمره أن يكون التدليس ليس بمعنى الارسال وقال بعض
أهل العلم إذا دلس المحدث عمن لم يسمع منه ولم يلقه وكان ذلك الغالب على
حديثه لم تقبل رواياته وأما إذا كان تدليسه عمن قد لقيه وسمع منه فيدلس عنه
رواية مال يسمعه منه فذلك مقبول بشرط أن يكون الذي يدلس عنه ثقة
وقال آخرون خبر المدلس لا يقبل الا أن يورده على وجه مبين غير محتمل
للايهام فان أورده على ذلك قبل وهذا هو الصحيح عندنا وسنذكر كيفية
اللفظ الذي يزيل عنه الايهام فيما بعد إن شاء الله تعالى
أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرى الواسطي قال ثنا عبد الرحمن
399

بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال
التدليس جماعة من المحدثين لا يرون به بأس وكرهه جماعة منهم ونحن نكرهه
ومن رأى التدليس منهم فإنما يجوزه عن الرجل الذي قد سمع منه ويسمع من غيره
عنه ما لم يسمعه منه فيدلسه يرى أنه قد سمعه منه ولا يكون ذلك أيضا عندهم
الا عن ثقة فاما من دلس عن غير ثقة وعمن لم يسمع هو منه فقد جاوز حد
التدليس الذي رخص فيه من رخص من العلماء
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال قال لنا أبو الفتح الأزدي الحافظ
قد كره أهل العلم بالحديث مثل شعبة وغيره التدليس في الحديث وهو قبيح ومهانة
والتدليس على ضربين فإن كان تدليسا عن ثقة لم يحتج ان يوقف على شئ وقبل
منه ومن كان يدلس عن غير ثقة لم يقبل منه الحديث إذا أرسله حتى يقول حدثني
فلان أو سمعت فنحن نقبل تدليس بن عيينة ونظرائه لأنه يحيل على ملئ
ثقة ولا نقبل من الأعمش تدليسه لأنه يحيل على غير ملئ والأعمش إذا
سألته عمن هذا قال عن موسى بن طريف وعباية بن ربعي وابن عيينة إذا
وقفته قال عن بن جريج ومعمر ونظرائهما فهذا الفرق بين التدليسين
حدثني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد
بن أحمد بن يعقوب قال ثنا جدي قال سألت يحيى بن معين عن التدليس فكرهه
وعابه قلت له أفيكون المدلس حجة فيما روى أو حتى يقول حدثنا وأخبرنا فقال
لا يكون حجة فيما دلس وقال حدث سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس
أيكون حجة فيما لم يقل حدثنا قال إذا كان الغالب عليه التدليس فلا حتى يقول
حدثنا قال علي والناس يحتاجون في حديث سفيان إلى يحيى القطان لحال الاخبار
يعني علي أن سفيان كان يدلس وأن يحيى القطان كان يوقفه على ما سمع مما لم
يسمع
قلت اللفظ الذي يرتفع به الايهام ويزول به الاشكال في رواية المدلس ان
يقول سمعت فلانا يقول ويحد ث ويخبر أو قال لي فلان أو ذكر لي أو حدثني وأخبرني
400

من لفظه أو حدث وأنا أسمع أو قرئ عليه وأنا حاضر وما يجري مجرى هذه
الألفاظ مما لا يحتمل غير السماع وما كان بسبيله
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا عثمان بن أحمد قال ثنا حنبل بن
إسحاق قال حدثني أبو عبد الله قال ثنا أبو داود قال قال شعبة كنت أعرف إذا
حدثنا قتادة ما سمع مما لم يسمع كان إذا جاء ما سمع قال ثنا أنس وثنا الحسن
وثنا مطرف وثنا سعيد وإذا جاء ما لم يسمع يقول قال سعيد بن جبير وقال أبو
قلابة
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال أنا دعلج قال أنا أحمد بن علي الابار قال
ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة قال كنت أنظر إلى فم
قتادة فإذا قال ثنا كتبت
وإذا قال حدث لم أكتب
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال علي بن المديني قال قال يحيى بن سعيد لم أكن اهتم لسفيان
أن يقول لمن فوقه قال سمعت فلانا ولكن كان يهمني أن يقول هو سمعت فلانا
وحدثني فلان
فإن قيل يجب أن لا تقبلوا قول المدلس أخبرني فلان لان ذلك لفظ
يستعمل في السماع وفي غيره فيقال أخبرني على معنى المناولة والإجازة والمكاتبة
يقال لا يلزم هذا لأنا قد بينا فيما تقدم ان قول حدثني وأخبرني فلان لفظ موضوع
ظاهره للمخاطبة وان استعمل ذلك فيما قرئ على المحدث والطالب يسمع وإنما
يستعمل أخبرني في المناولة والإجازة والمكاتبة اتساعا ومجازا فإن كان كذلك وجب
حمل الكلام على ظاهره المفيد للسماع ورفع اللبس والاشكال على أن المدلس إذا
قال أخبرني فلان وهو يرى استعمال ذلك جائزا في أحاديث الإجازة والمكاتبة
والمناولة وجب أن يقبل خبره لان أقصى حاله أن يكون قوله أخبرني فلان إنما هو
إجازة مشافهة أو مكاتبة وكل ذلك مقبول
فان قيل لم إذا عرف تدليسه في بعض حديثه وجب حمل جميع حديثه على
ذلك مع جواز أن لا يكون كذلك قلنا لان تدليسه الذي بان لنا صير ذلك هو
401

الظاهر من حاله كما أن من عرف بالكذب في حديث واحد صار الكذب هو
الظاهر من حاله وسقط العمل بجميع أحاديثه مع جواز كونه صادقا في بعضها
فكذلك حال من عرف بالتدليس ولو بحديث واحد فإن وافقه ثقة على روايته
وجب العمل به لأجل رواية الثقة له خاصة دون غيره
وربما لم يسقط المدلس اسم شيخه الذي حدثه لكنه يسقط ممن بعده في
الاسناد رجلا يكون ضعيفا في الرواية أو صغير السن ويحسن الحديث بذلك وكان
سليمان الأعمش وسفيان الثوري وبقية بن الوليد يفعلون مثل هذا
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد الدوري قال ثنا قبيصة قال ثنا سفيان
الثوري يوما حديثا ترك فيه رجلا فقيل له يا أبا عبد الله فيه رجل قال هذا
أسهل الطريق
قرأت في كتاب أبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي أخبرنا محمد
بن أحمد بن الفضل بن شهريار قال أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي
وذكر الحديث الذي رواه إسحاق بن راهويه عن بقية قال حدثني أبو وهب الأسدي
قال ثنا نافع عن بن عمر قال لا تحمدوا إسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة رأيه قال
أبي هذا الحديث له علة قل من يفهمها روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو
عن إسحاق بن أبي فروة عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وعبيد الله بن عمرو وكنيته أبو وهب هو أسدي وكان بقية بن الوليد كنى عبيد الله
ونسبه إلى بني أسد لكيلا يفطن له حتى إذا ترك إسحاق بن أبي فروة من الوسط
لا يهتدي وكان بقية من افعل الناس لهذا
واما ما قال إسحاق في روايته عن بقية عن أبي وهب حدثنا نافع فهو وهم
غير أن وجهه عندي ان إسحاق لعله حفظ عن بقية هذا الحديث ولم يفطن لما عمل
بقية من تركه إسحاق من الوسط وتكنيته عبيد الله بن عمرو فلم يفتقد لفظه بقية في
402

قوله ثنا نافع أو عن نافع قال الخطيب وقول أبي حاتم كله في هذا الحديث صحيح
وقد روى الحديث عن بقية كما شرح قبل أن يغيره ويدلسه لإسحاق
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا الحسين بن علي التميمي قال ثنا محمد بن
المسيب أبو عبد الله قال ثنا موسى بن سليمان قال ثنا بقية قال ثنا عبيد الله بن
عمرو عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن نافع عن بن عمر قال قال النبي
صلى الله عليه وآله وسلم لا تعجبوا لاسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة عقله
ويقال ان ما رواه مالك بن أنس عن ثور بن زيد عن بن عباس كان ثور
يرويه عن عكرمة عن بن عباس وكان مالك يكره الرواية عن عكرمة فاسقط
اسمه من الحديث وأرسله وهذا لا يجوز وإن كان مالك يرى الاحتجاج بالمراسيل
لأنه قد علم أن الحديث عمن ليس بحجة عنده وأما المرسل فهو أحسن حالة من
هذا لأنه لم يثبت من حال من أرسل عنه انه ليس بحجة
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال سمعت أبا
الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي يقول سمعت أبا سعيد عثمان بن
سعيد الدارمي يقول سمعت يحيى بن معين وسئل عن الرجل يلقى الرجل
الضعيف من بين ثقتين فيوصل الحديث ثقة عن ثقة ويقول أنقص من الحديث
وأصل ثقة عن ثقة يحسن الحديث بذلك فقال لا يفعل لعل الحديث عن كذاب
ليس بشئ فإذا هو قد حسنه وثبته ولكن يحدث به كما روى قال أبو سعيد كان
الأعمش ربما فعل ذا
وأما الضرب الثاني من التدليس هو أن يروي المحدث عن شيخ سمع
منه حديثا فغير اسما أو كنيته أو نسبه أو حاله المشهور من امره لئلا يعرف
والعلة في فعله ذلك كون شيخه غير ثقة في اعتقاده أوفى أمانته أو يكون متأخر
الوفاة قد شارك الراوي عن جماعة دونه في السماع منه أو يكون أصغر من الراوي
403

عنه سنا أو تكون أحاديثه التي عنده عنه كثيرة فلا يحب تكرار الرواية عنه يغير
حاله لبعض هذه الأمور وأنا أسوق من أخبار من كان يفعل ذلك بعض ما تيسر
إن شاء الله تعالى
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال ثنا أبي قال بلغني أن عطية
كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير فكان يكنيه بأبي سعيد فيقول قال أبو
سعيد وكان هشيم يضعف حديث عطية قلت الكلبي يكنى أبا النضر وإنما غير
عطية كنيته ليوهم الناس انه يروي عن أبي سعيد الخدري التفسير الذي كان يأخذه
عنه
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا أبو محمد علي
بن عبد الله بن المغيرة الجوهري قال ثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال حدثني الزبير
بن بكار قال حدثني رجل ثقة قال قال لي أبو الحسن المدائني أبو اليقظان هو سحيم
بن حفص وسحيم لقب واسمه عامر بن حفص وكان لحفص بن يقال له محمد
وكان أكبر أولاده فكنيته لنا به ولم يكن يكنى به وكان حفص أسود شديد السواد
يعرف بالأسود قال لي أبو اليقظان سمتني أمي خمسة عشر يوما عبد الله فإذا قلت حدثنا أبو اليقظان فهو أبو اليقظان وإذا قلت سحيم بن حفص وعامر بن حفص
وعامر بن أبي محمد وعامر بن الأسود وسحيم بن الأسود وعبد الله بن فائد وأبو
إسحاق المالكي فهو أبو اليقظان
حدثني القاضي أبو عبد الله الصيمري قال ثنا علي بن الحسن الرازي قال ثنا
محمد بن الحسين الزعفراني قال ثنا أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين يقول
كان مروان بن معاوية يغير الأسماء يعني على الناس يحدثنا عن الحكم بن أبي خالد
وإنما هو الحكم بن ظهير
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال ثنا يوسف بن أحمد بن يوسف
404

الصيدلاني بمكة قال ثنا محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال محمد بن سعيد
المصلوب يغيرون اسمه إذا حدثوا عنه فمروان الفزاري يقول محمد بن حسان
ويقول أيضا محمد بن محمد بن أبي قيس ويقول محمد بن أبي زينب ويقول محمد
بن أبي زكريا ويقول محمد بن أبي الحسن وقال بن عجلان و عبد الرحيم بن
سليمان محمد بن سعيد بن حسان بن قيس وبعضهم يقول عن أبي عبد الرحمن
الشامي ولا يسميه ويقولون محمد بن حسان الطبري وهذا كله محمد بن سعيد
المصلوب
أخبرني علي بن أبي الحسين الدقاق قال قرأت على الحسين بن هارون
الضبي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال سمعت عبد الله بن أحمد بن
سوادة أبا طالب يقول قلب أهل الشام اسم محمد بن سعيد الزنديق على مائة اسم
وكذا وكذا اسما قد جمعتها في كتاب وهو الذي أفسد كثيرا من حديثهم قال أبو
العباس بن سعيد محمد بن سعيد الأسدي أبو عبد الله الشامي ويقال أبو عبد
الرحمن المصلوب في الزندقة وقال عبد الرحيم يعني بن سليمان محمد بن غانم
قال أبو معاوية أبو قيس محمد بن عبد الرحمن وربما قال عبد الرحيم بن أبي
قيس ويقال الربضي ويقال الطبري ويقال محمد بن حسان ويقال محمد
بن عبد الرحمن روى عنه الثوري والحسن بن صالح وقال المقرى عن سعيد بن
أبي أيوب عن بن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس وهو هذا
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال ثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي قال ثنا أحمد بن
طاهر الميانجي قال ثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال قال أبو زرعة قلت لابن نمير
شيخ يحدث عنه الحماني يقال له علي بن سويد فقال لم تفطن من هذا قلت لا
قال هذا معلى بن هلال جعل الحماني معلى عليا ونسبه إلى جده وهو معلى بن هلال
بن سويد
وقد أخبرنا بحديث الحماني عنه أبو الحسن محمد بن عمر بن عيسى البلدي
405

قال أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الامام ببلد قال ثنا علي بن حرب قال ثنا
يحيى بن عبد الحميد قال ثنا علي بن سويد عن نفيع أبي داود عن جابر بن عبد الله
قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يغفر للمؤذن مد صوته ويشهد له يوم
القيامة كل من سمع صوته من شجر أو حجر أو مدر أو بشر أو رطب أو يابس
ويكتب له مثل أجر من صلى بأذانه وساق حديثا طويلا
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال سمعت أبا العباس محمد بن
يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن
معين يقول حديث من مات مريضا مات شهيدا كان بن جريج يقول فيه إبراهيم
بن أبي عطاء يكنى عن اسمه وهو إبراهيم بن أبي يحيى وكان قدريا رافضيا
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن علي
الابار قال ثنا بن أبي سكينة الحلبي قال سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يقول حكم
الله بيني وبين مالك بن أنس هو سماني قدريا وأما بن جريج فإني حدثته من مات
مرابطا مات شهيدا فحدث عني من مات مريضا ما ت شهيدا ونسبني إلى جدي من
قبل أمي إبراهيم بن أبي عطاء قلت هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي
واسم أبي يحيى سمعان مولى عمرو بن عبد نهم ويقال ان بن جريج أيضا روى عنه
فقال ثنا أبو الذئب وروى عنه محمد بن عمر الواقدي أحاديث كثيرة قال في بعضها
ثنا أبو إسحاق بن محمد وقال في موضع آخر ثنا أبو إسحاق الأسلمي وفي موضع
آخر أبو إسحاق بن أبي عبد الله وروى عنه عبد الرزاق بن همام فقال ثنا
الأسلمي بن محمد وروى عنه سعيد بن سليمان بن سعيد الأسلمي شيخ
ليعقوب بن محمد الزهر فقال حدثني أبو إسحاق بن سمعان وروى عنه مروان
بن معاوية فسماه عبد الوهاب المغربي وقد ذكرنا روايات هؤلاء المذكورين عنه
في كتابنا الموضح لأوهام الجمع والتفريق وذكرنا أيضا فيه روايات خلق كثير عن
قوم غيروا أسماءهم وأنسابهم المشهورة
406

فمنهم محمد بن محمد بن سليمان الباغندي كان يروي عن يحيى بن أبي
طالب فيقول ثنا عبد الله بن الزبرقان وعن محمد بن غالب التمتام فيقول ثنا عبد
الله بن غالب التمار
ومحمد بن المظفر الحافظ كان يروي عن أبي الحسين عمر بن الحسن الأشناني
فيقول ثنا عبد الله بن الحسن الشيباني وعن عبد الباقي بن قانع القاضي
فيقول ثنا عبد الله بن مرزوق
وأبو بكر محمد بن القاسم الأنباري كان يروي عن محمد بن خلف بن
المرزبان فيقول ثنا عبد الله بن خلف
وأبو عبيد الله المرزباني كان يروي عن محمد بن يحيى الصولي فيقول ثنا أبو
بكر الجرجاني
والحارث بن أبي أسامة حدث عن أبي بكر بن أبي الدنيا المصنف وقال ثنا
أبو بكر الأموي وقال في موضع آخر ثنا عبد الله بن عبيد وفي موضع آخر ثنا
عبد الله بن سفيان الأموي وفي موضع آخر ثنا أبو بكر بن سفيان الكوفي
وإبراهيم الحربي حدث عن علي بن داود القنطري فقال ثنا علي بن أبي
سليمان وحدث الحارث بن أبي أسامة عن أخيه محمد فقال ثنا محمد بن أبي
سليمان
وحدث أبو معاوية الضرير عن الحسن بن عمارة فقال ثنا عبد الله بن عبد
الرحمن شيخ كان في بجيلة
وبكار بن بشر الفزاري حدث عن علي بن غراب فقال ثنا علي بن عبد
العزيز وحدث عنه مروان بن معاوية فقال ثنا علي بن أبي الوليد
وحدث أبو بكر بن مجاهد عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني فقال ثنا عبد
407

الله بن أبي عبد الله وحدث أيضا عن محمد بن الحسن بن زياد النقاش فقال ثنا
محمد بن سندوروي أبو جعفر بن شاهين عن النقاش فقال ثنا محمد بن أبي
سعيد الموصلي
وحدث مروان بن معاوية الفزاري عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن
الحارث الفزاري فقال ثنا إبراهيم بن أبي حصن
وحدث أبو بكر بن أبي الدنيا عن إبراهيم بن سعيد الجوهري فقال ثنا
إبراهيم بن أبي عثمان وفي موضع آخر فقال ثنا أبو إسحاق الجزري
وحدث محمد بن محمد بن سليمان الباغندي عن إسحاق بن شاهين
الواسطي فقال ثنا إسحاق بن أبي عمرا
وحدث عبد الله بن أحمد بن حنبل عن إسحاق بن منصور الكوسج فقال
حدثنا إسحاق بن أبي عيسى وحدث أيضا عن زهير بن محمد بن قمير فقال ثنا
زهير بن أبي زهير وعن الحكم بن موسى فقال ثنا الحكم بن أبي زهير
وحدث يعقوب بن شيبة عن أحمد بن محمد بن حنبل فقال ثنا أحمد بن هلال
وروى قيس بن الربيع عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي فقال ثنا عمير مولى
عنبسة بن سعيد
وروى عبد الله بن عمر المعروف بمشكدانه عن أسيد بن زيد الجمال عن
عمرو بن شمر فقال ثنا أبو محمد مولى بني هاشم عن عمرو بن أبي عمرو
واستيفاء ما ورد في هذا المعنى يطول فمن أحب الوقوف عليه بكماله فلينظر
في كتابنا الذي قدمنا ذكره
حدثني العلاء بن حزم الأندلسي قال أنا محمد بن الحسين بن بقاء الهمذاني
قال انا جدي عبد الغني بن سعيد الأزدي قال ثنا أبو بكر الذارع قال ثنا علان قال
408

ثنا قبيطة قال ثنا أبو سعيد الحداد أحمد بن داود قال سمعت وكيعا يقول من كنى من
يعرف بالاسم أو سمي من يعرف بالكنية فقد جهل العلم
قال الخطيب وفي الجملة فإن كان من روى عن شيخ شيئا سمعه منه وعدل
عن تعريفه بما اشتهر من امره فخفي ذلك على سامعه لم يصح الاحتجاج بذلك
الحديث للسامع لكون الذي حدث عنه في حاله ثابت الجهالة معدوم العدالة ومن
كان هذا صفته فحديثه ساقط والعمل به غير لازم على الأصل الذي ذكرناه فيما
تقدم والله أعلم
باب القول في الرجلين يشتركان
في الاسم والنسب فتجئ
الرواية عن أحدهما من غير بيان
وأحدهما عدل والآخر فاسق
مثال ما ذكرناه ان إسماعيل بن أبان الغنوي شيكان بالكوفة غير ثقة
وإسماعيل بن أبان الوراق كان بها أيضا ثابت العدالة وعصرهما متقارب وقد ذكرهما
يحيى بن معين فقال فيما حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال ثنا أحمد بن إبراهيم بن
شاذان قال ثنا عثمان بن إسماعيل السكري قال سمعت عباس بن محمد يقول
سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن أبان الغنوي كذا ب لا يكتب حديثه
وإسماعيل بن أبان الوراق ثقة
وكان يعقوب بن شيبة بن الصلت قد كتب عنهما جميعا فلو ورد حديث
ليعقوب عن إسماعيل بن أبان لم يبين في الرواية أي الرجلين هو ولا عرف السامع
ما تميز ذلك من جهة العلم بشيوخهما والاستدلال بروايتهما وجب التوقف فيه وترك
العمل به لأنه لا يؤمن ان يكون رواية الغنوي الذي ثبت جرحه وقد بينا فيما
409

سلف انه لا يجوز العمل بخبر من لا يعرف عدالته ولا يؤمن أن يكون مجروحا
اللهم الا ان يكون يعقوب قد قال إنما أخبركم عن الثقة العد الذي له هذا
الاسم والنسب ولا اروي لكم عن الآخر شيئا فأما إذا لم يبين ذلك بوجه من
الوجوه ولا كان للسامع سبيل إلى التمييز فلا سبيل إلى العمل بالخبر لأجل ما ذكرناه
ومما يضاهي أمر إسماعيل بن أبان أن في رواة الحديث اثنين يقال لكل واحد
منهما إسماعيل بن مسلم وهما بصريان في طبقة واحدة وحدثا جميعا عن الحسن
البصري نزل أحدهما مكة فنسب إليها وكنيته أبو ربيعة وكان متروك الحديث
والآخر يكنى أبا محمد وهو ثقة وقد ذكرهما أيضا يحيى بن معين فقال فيما أخبرنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن
عبدوس الطرائفي يقول سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألته يعني يحيى
بن معين عن إسماعيل بن مسلم المكي فقال ليس بشئ قلت فإسماعيل بن مسلم
العبدي فقال ثقة
ويميز بينهما بان المتروك يعرف بالمكي والآخر يعرف بالبصري والعبدي
وبأن الضعيف يروي عنه سفيان الثوري ويزيد بن هارون وأبو عاصم النبيل
والثقة يروي عنه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع وأبو نعيم
فمن أشكل عليه أمرهما في حديث وروى له عن أحدهما فليميزه ببعض ما
ذكرنا وإلا وجب عليه التوقف عن العمل بذلك الخبر حتى يتضح له رضي الله تعالى عنه
باب القول في الرجل يروي الحديث
يتقن سماعه الا أنه لا يدري ممن سمعه
أخبرنا عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال
أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال أنا أبو موسى محمد بن المثنى قال حدثني سهل
410

يعني بن بكار قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد قال كنت أحدث الحسن
بالحديث فأسمعه يحدث به فأقول من حدثك فيقول لا أدري أنه ثقة
قال الخطيب قول على زيد كنت أحدث الحسن يعني انه كان يذاكره
بالحديث فيرويه الحسن بعد ولعل الحسن قد كان تقدم سماعه إياه من بعض
الرواة الا أنه لا يصح الاحتجاج بما هذه حاله لان الراوي للحسن مجهول
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال ثنا عثمان بن أبي شيبة قال ثنا بن إدريس عن شعبة عن عبد
الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال ثلاثة كانوا يصدقون من حدثهم أنس
وأبو العالية والحسن البصري أراد بن سيرين انهم كانوا يأخذون
الحديث عن كل أحد ولا يبحثون عن حاله لحسن ظنهم به وهذا الكلام قاله بن
سيرين على سبيل التعجب منهم في فعلهم وكراهته لهم ذلك والله أعلم
أخبرنا محمد بن الحسين قال أنا بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال
ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد عن بن عون عن محمد قال كان ههنا ثلاثة
يصدقون كل من حدثهم قال سليمان كأنه كره ذلك منهم
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرأ على القاضي أبي بكر محمد بن
الطيب قال ولا يقبل خبر من جهلت عينه وصفته لأنه حينئذ لا سبيل إلى معرفة
عدالته هذا قول كل من شرط العدالة ولم يقبل المرسل فأما من قال إن العدالة
هي ظاهر الاسلام فإنه يقبل خبر من جهلت عينه لأنه لا يكون الا مسلما ويجب
عليهم ان لا يقبلوا خبره حتى يعلموا مع إسلامه انه برئ من الفسق المسقط للعدالة
ومع الجهل بعينه لا يؤمن ان يكون ممن أصاب فسقا إذا ذكر عرفوه به
فصل
ولو قال الراوي حدثنا الثقة وهو يعرفه بعينه واسمه وصفته الا انه لم يسمه
لم يلزم السامع قبول ذلك الخبر لان شيخ الراوي مجهول عنده ووصفه إياه بالثقة
411

غير معمول به ولا معتمد عليه في حق السامع لجواز أن يعرف إذا سماه الراوي
بخلاف الثقة والأمانة
باب في قول الراوي حدثت
عن فلان وقوله حدثنا شيخ لنا
لا يصح الاحتجاج بما كان على هذه الصفة لان الذي يحدث عنه مجهول عند
السامع وقد ذكرنا انه لو قال حدثنا الثقة ولم يسمه لم يلزم السامع قبول ذلك الخبر
مع تزكية الراوي وتوثيقه لمن روى عنه فبان لا يلزم الخبر عن المجهول الذي لم يزكه
الراوي أولى
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن
موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي وإن كان رجل معروفا بصحبة رجل
والسماع منه مثل بن جريج عن عطاء أو هشام بن عروة عن أبيه وعمرو بن
دينار عن عبيد بن عمير ومن كان مثل هؤلاء في ثقتهم ممن يكون الغالب عليه
السماع ممن حدث عنه فأدر ك عليه انه ادخل بينه وبين من حدث رجلا غير
مسمى أو أسقطه ترك ذلك الحديث الذي أدرك عليه فيه انه لم يسمعه ولم يضره
ذلك في غيره حتى يدرك عليه فيه مثل ما أدرك عليه في هذا فيكون مثل المقطوع
قلت وقل من يروي عن شيخ فلا يسميه بل يكنى عنه الا لضعفه وسوء
حاله
مثل ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بجعفر قال ثنا
الحسين بن عمر الضراب قال ثنا حامد بن محمد بن شعيب قال ثنا سريج بن
يونس قال ثنا مروان بن معاوية قال أخبرني شيخ عن حميد بن هلال العدوي عن
412

عبد الله بن مطرف قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أقل
الناس غفلة وكان إذا أمسى يقول أمسينا وأمسى الملك لله والعزة لله رب العالمين
أسألك من خير هذه الليلة نورها وبركتها وطهورها وهداها ومعافاتها وإذا أصبح
قال أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله والعزة لله رب العالمين أسألك من خير
هذا اليوم من نوره وبركته وطهوره وهداه ومعافاته وإذا رأى الهلال قال هلال
خير الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا وجاء بشهر كذا وكذا أسألك من خير
هذا الشهر نوره وبركته وهداه وطهوره ومعافاته قال سريج قيل لمروان سم الشيخ
قال قد أخذنا حاجتنا منه ونغطيه بهواه
باب الاحتجاج بخبر من عرفت عينه
وعدالته وجهل اسمه ونسبه
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال أنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا
عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا وكيع قال ثنا القاسم بن الفضل
قال حدثني ثمامة بن حزن القشيري قال سألت عائشة عن النبيذ فقالت هذه خادم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجارية حبشية فاسألها فقالت كنت انبذ
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سقاء عشاء فأوكيه عشاء فإذا أصبح شرب
منه
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي عن القاضي أبي بكر محمد بن الطيب قال
ومن جهل اسمه ونسبه وعر ف انه عدل رضا وجب قبول خبره لان الجهل باسمه لا
يخل بالعلم بعدالته
413

باب في الراوي يقول ثنا فلان أو فلان
هل يصح الاحتجاج بحديثه ذلك أن
كان كل واحد من الرجلين اللذين سماهما عدلا فان الحديث ثابت
والاحتجاج به جائز لأنه قد عينهما وتحقيق سماع ذلك الحديث من أحدهما وكلاهما
ثابت العدالة
ومثال ذلك ما أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي قال ثنا أبو
العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري بخوارزم قال أملى علينا أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم البوشنجي قال ثنا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى قال أنا أبو
إسحاق الفزاري قال ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء أو عن زيد بن
وهب أن سويد بن غفلة الجعفي دخل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه في
امارته فقال يا أمير المؤمنين اني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر بغير الذي هما له
أهل من الاسلام لأنهم يرون انك تضمر لهما على مثل ذلك وإنهم لم يجترئوا على
ذلك الا وهم يرون ان ذلك موافق لك وذكر حديث خطبة علي وكلامه في أبي بكر
وعمر رضي الله عنهم وقوله في آخره ألا ولن يبلغني عن أحد يفضلني عليهما الا
جلدته حد المفترى
قال أبو عبد الله البوشنجي هذا الحديث الذي سقناه ورويناه من الاخبار
الثابتة لأمانة حماله وثقة رجاله وإتقان آثريه وشهرتهم بالعلم في كل عصر من
اعصارهم إلى حيث بلغ من نقله إلى الإمام الهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه
حتى كأنك شاهد حول المنبر وعلي فوقه وليس مما يدخل إسناده وهم ولا ضعف
لقول الراوي عن أبي الزعراء أو عن زيد بن وهب لما لعله نوهمه شكا فيه وليس
مثل هذا الشك يوهن الخبر ولا يضعف به الأثر لأنه حكاه عن أحد الرجلين
وكل منهما ثقة مأمون وبالعلم مشهور إنما لو كان الشك فيه ان يقول عن أبي الزعراء
414

أو عن غيره كان الوهن يدخله إذ لا يعلم الغير من هو فأما إذا صرح الراوي
وأفصح بالناقلين انه عن أحدهما فليس هذا بموضع ارتياب تفهموا رحمكم الله
قال أبو بكر قد مثل أبو عبد الله البوشنجي الشك الذي يوهن الخبر بما أغنى
عن كلامنا فيه وبمثابته بل أشد وهنا منه ان يكون شك الراوي في سماعه الحديث
من زيد أو عمرو بعينهما وأحدهما ثقة والآخر ثابت الجرح
مثل ما أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي قال أنا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن الوليد قال أنا بن شعيب قال أخبرني
روح بن جناح عن عبد الملك بن حسين النخعي انه أخبرهم عن قزعة أو عن عطية
العوفي عن أبي سعيد الخدري أنه قال أصبنا سبي أوطاس وهو سبي حنين فأردنا أن
نتمتع بهن وقد كان بأيدي الناس منهن سبايا فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم عن ذلك فسكت ثم قال استبرئوهن بحيضة
وإنما كان هذا أشد وهنا من الحديث الذي يعين فيه أحد الرجلين وهو ثقة
ثم يقال أو غيره لان الغير الذي لم يسم لا يعرف أهو عدل أم لامع احتمال
حاله الامرين معا والحديث الذي ذكرناه آنفا سمي فيه رجلان أحدهما ثقة وهو
قزعة والآخر ثابت الجرح وهو عطية فقد ارتفعت الجهالة بعدالته وثبت العلم
بجرحه فحاله لا يحتمل الا الجرح وهو أسوأ حالا ممن احتمل الجرح وغيره
باب في المحدث يروي حديثا عن الرجلين أحدهما
مجروح هل يجوز للطالب أن يسقط اسم المجروح
ويقتصر على حمل الحديث عن الثقة وحده
مثال ذلك ما أخبرنا القاضي أبو بكر الحيري قال أنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال أنا عبد الله بن
415

وهب قال أخبرني بن لهيعة وابن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رمى جمرة العقبة أول يوم ضحى وهي
واحدة وأما بعد ذلك فبعد زوال الشمس
وهكذا لو كالحديث عن الليث بن سعد وابن لهيعة أو عن عمرو بن
الحارث وابن لهيعة فان بن لهيعة مجروح ومن عداه كلهم ثقة ولا يستحب
للطالب ان يسقط المجروح ويجعل الحديث عن الثقة وحده خوفا من أي يكون في
حديث المجروح ما ليس في حديث الثقة وربما كان الراوي قد أدخل أحد
اللفظين في الآخر أو حمله عليه
وقد سئل أحمد بن حنبل عن مثل هذا في الحديث يروى عن ثابت البناني
وأبان بن أبي عياش عن أنس فقال فيه نحوا مما ذكرنا
قرأت على إبراهيم بن عمر البرمكي عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو
بكر الخلال قال أخبرني حرب بن إسماعيل أن أبا عبد الله قيل له فإذا كان الحديث
عن ثابت وأبان عن أنس يجوز أن أسمي ثابتا وأترك أبانا قال لا لعل في حديث
أبان شيئا ليس في حديث ثابت وقال إن كان هكذا فأحب أن يسميهما وكان
مسلم بن الحجاج في مثل هذا ربما يسقط المجروح من الاسناد ويذكر الثقة ثم
يقول وآخر كناية يكنى به عن المجروح وهذا القول لا فائدة فيه لأنه إن كان ذكر
الآخر لأجل ما اعتللنا به فان خبر المجهول لا يتعلق به الاحكام وإثبات
ذكره وإسقاطه سواء إذ ليس بمعروف وإن كان عول على معرفته هو به فلم ذكره
بالكناية عنه وليس بمحل الأمانة عنده ولا أحسب الا استجاز إسقاط ذكره والاقتصار
على الثقة لأن الظاهر اتفاق الروايتين على أن لفظ الحديث غير مختلف واحتاط مع
ذلك بذكر الكناية عنه مع الثقة تورعا وإن كان لا حاجة به إليه والله أعلم آخر
الجزء الحادي عشر
416

بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما قال
أخبرنا الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال
باب فيمن سمع حديثا من رجلين فحفظه عنهما
واختلط عليه لفظ أحدهما بالآخر
انه لا يجوز افراد روايته عن أحدهما
أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق قال أنا أبو بكر محمد بن أحمد قال ثنا أبو
بكر محمد بن أحمد المفيد قال ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري قال ثنا علي بن
عبد الله بن جعفر قال ثنا سفيان قال سمعت من عبدة بن أبي لبابة وسمعته من عبد
الملك بن عمير سمعاه من وراد كاتب المغيرة بن شعبة قال كتب معاوية إلى المغيرة
أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال سفيان مرة
أي شئ كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا قضى صلاته قال كان
يقول إذا قضى الصلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
بيده الخير وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما
417

منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد قال سفيان سمعته من عبدة منذ تسع
وستين سنة وسمعته من عبد الملك فاختلط على هذا من هذا
واستحب لمن أصابه مثل هذا أن يبينه خوفا من أن يفرق الطالب روايته عنه
في موضعين يفرده في كل واحد منهما عن أحد الشيخين ظنا منه أنهما اتفقا في روايته
على لفظ واحد
باب القول فيمن روى حديثا ثم نسيه
هل يجب العمل به أم لا
مثال ذلك ما أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو
العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أنا الربيع بن سليمان قال أنا الشافعي قال أنا
بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي معبد عن بن عباس قال كنت أعرف
انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتكبير قال عمرو بن
دينار ثم ذكرته لأبي معبد بعد فقال لم أحدثكه قال عمر وقد حدثنيه قال وكان
من أصدق موالي بن عباس قال الشافعي كأنه نسيه بعد ما قد حدثه إياه
أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال ثنا
أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش المتوثي قال ثنا علي بن مسلم الطوسي قال
ثنا وهب يعني بن جرير قال أخبرنا شعبة قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم قال
كان زوج بريرة عبدا قال شعبة لقيته بواسط فسألته عنه فلم يعرفه
وقد اختلف الناس في العمل بمثل هذا وشبهه فقال أهل الحديث وعامة
الفقهاء من أصحاب مالك والشافعي وغيرهما وجمهور المتكلمين ان العمل به واجب
418

إذا كان سامعه حافظا والناسي له بعد روايته عدلا وهو القول الصحيح
وزعم المتأخرون من أصحاب أبي حنيفة انه لا يجب قبول الخبر على هذا
السبيل ولا العمل به قالوا ولهذا لزم اطراح حديث الزهري في المرأة تنكح بغير
اذن وليها وحديث سهيل بن أبي صالح في القضاء باليمين مع الشاهد لأنهما لم
يعترفا به لما ذكراه واعتلوا لذلك بما سنذكره بعد إن شاء الله
وقد أخبرنا بحديث الزهري أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران
المعدل قال أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان حدثنا أبو
إسماعيل الترمذي حدثنا زياد بن أيوب أبو هاشم حدثنا إسماعيل بن علية قال ثنا
بن جريج قال أخبرني سليمان بن موسى عن الزهري عن عائشة قالت قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا نكحت المرأة بغير إذن وليها فنكاحها باطل فان
أصابها فلها مهرها بما أصاب منها فان اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له
وقال بن جريج فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه وقال زياد بن
أيوب دلويه سقط علي في الحديث عروة لم أفهم من إسماعيل وعروة فيه
ثابت
وأما حديث سهل فأخبرناه الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل بن زياد
القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق قال ثنا يحيى الحماني قال ثنا عبد العزيز بن
محمد وسليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي
هريرة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قضى بشاهد ويمين قال عبد العزيز
فلقيت سهيلا فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه
والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه انه إذا كان راوي الخبر الذي نسيه عدلا
والذي حفظه عنه عدلا فإنهما لم يحدثا الا بما سمعاه ولو احتملت حالهما غير ذلك
لخرجا عن حكم العدالة وكان السهو والنسيان غير مأمون على الانسان ولا يستحيل
419

ان يحدثه وينسى انه قد حدثه وذلك غير قادح في أمانته ولا تكذيب لمن يري عنه
ولهذا كان سهيل بعد أن نسي حديثه وذكره له ربيعة يقول حدثني ربيعة عني
عن أبي ويسوق الحديث
أخبرناه عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران الواعظ قال ثنا
أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة
قال ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة قال ثنا أحمد بن محمد الأزرق قال ثنا الدراوردي عن ربيعة عن سهيل عن أبيه عن
أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قضى باليمين مع الشاهد قال
الدراوردي ثم أتيت سهيلا فسألته عن هذا الحديث فقال حدثني ربيعة عني عن أبي
ثم ذكره لي
وقد روى جماعة من أهل العلم أحاديث ثم نسوها وذكروا بها فكتبوها عمن
حفظها عنهم وكانوا يروونها ويقول كل واحد منهم حدثني فلان عني عن فلان بكذا
وكذا ويسوقون تلك الأحاديث وقد جمعناه في كتاب أفردناه لها
وهذا كله يدل على أنهم كانوا يجوزون نسيانهم تلك الأخبار وانه كان غير
مستحيل عليهم فلا يوجبون لأجله رد خبر العدل ولا القدح فيه
أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي قال ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال ثنا
محمد بن جعفر الراشدي قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل
ضعف الحديث عندك بمثل هذا أن يحدث الرجل الثقة بالحديث عن
الرجل فيسأله عنه فينكره ولا يعرفه فقال لا ما يضعف عندي بهذا فقلت مثل
حديث الولي ومثل حديث اليمين مع الشاهد فقال قد كان معتمر يروي عن
أبيه عن نفسه عن عبيد الله بن عمر قلت لأبي عبد الله من روى هذا عن معتمر
قال بعض أصحابنا بلغني عنه
أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي قال أنا علي بن عمر الحافظ
قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا جعفر بن أحمد بن سام قال قلت لأبي عبد الله حبيش
بن مبشر الفقيه حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نكاح الا
420

بولي قال يحيى بن معين يصححه فان اشتجروا فان السلطان ولي من لا ولي
له فقلت هذا من كلام عائشة فقال هذا من كلام النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ولو لم يكن هذا الحديث ما كان السلطان ولي من لا ولي له عند الناس
كلهم فقلت فابن جريج يقول سألت الزهري فلم يعرفه فقال نسي الزهري
هذا الحديث كما نسي بن عمر حديث صلاة القنوت وكما نسي سمرة حديث
العقيقة ولم يقل هذا عن الزهري غير بن عليه عن بن جريج كذا قال يحيى
بن معين
ويدل على صحة ما ذكرناه أيضا انه ليس من شرط العمل بالخبر ذكر راويه
له وعلمه بأنه قد حدث به لأنه لو كان كذلك لم يجب العمل بخبر المريض والمغلوب
على عقله والميت بعد روايته لأنه ليس أحد من هؤلاء يعلم أنه روى ما يروى
عنه فالسهو والنسيان دون هذه الأمور وأيضا فان أهل العلم كافة اتفقوا على
العمل باللفظ الزائد في الحديث إذا قال راويه لا أحفظ هذه اللفظة وأحفظ اني
رويت ما عداها وكذلك سبيل نسيانه لرواية جميع الحديث لأنه غير معصوم من
النسيان والراوي عنه ضابط عدل فوجب قبول خبره
فان قال المخالف قولنا في اللفظ الزائد كقولنا في جميع الحديث قيل هذا
شئ لا نعلم أحدا قال به فركوبه باطل ولو جاز ركوب ذلك لوجب جواز مثله
إذا قال الراوي لا أذكر أني رويت هذا الحديث على هذا الاعراب متى روى عنه
باعراب يوجب حكما ولو أسقط لم يوجب ذلك الحكم فلا خلاف في أن نسيانه
لاعراب لفظ الخبر لا يوجب رد الخبر
فان قال الفرق بين نسيان اللفظ من الحديث ونسيان اعرابه وبين نسيان
الحديث بأسره ان مثل نسيان اللفظ والاعراب يجوز في العادة ولا يجوز نسيان
الحديث بأسره
قيل أي عادة في ذلك بل المعتاد كون ذلك أجمع على طريقة واحدة وإنما
421

يختلف بأن نسيان جملة الحديث أقل من نسيان اللفظة منه وإذا كان الامر كذلك
ثبت ما قلناه
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال أنا عبد الله بن إسحاق البغوي
قال ثنا أبو زيد بن طريف قال ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال سمعت أبا خالد
الأحمر يقول سمعت الأعمش يقول سمعت من أبي صالح الف حديث ثم مرضت
فنسيت بعضها
أخبرنا بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال
ثنا أبو بكر يعني الحميدي قال ثنا أبو معاوية الضرير قال ثنا سفيان بن عيينة عن
بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى يوم تمور السماء مورا قال تدور دورا
فسألنا سفيان عنه فقال لا أحفظه
أخبرنا أبو القاسم الأزهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال أنا إبراهيم
بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سمعت رياح بن خالد يقول
لسفيان بن عيينة في مسجد الحرام سنة إحدى وتسعين يا أبا محمد أبو معاوية يحدث
عنك بشئ ليس تحفظه ووكيع يحدث عنك بشئ ليس تحفظه فقال صدقهم فاني
كنت قبل اليوم أحفظ مني اليوم
وقد اعتل المخالف بأن كمال العقل يمنع من نسيان جميع الحديث إذا ذكر أنه
حدث به في مجلس كذا في موضع كذا في وقت كذا وهذا باطل لان كل عاقل
يعلم بمستقر العادة ان كامل العقل ينسي ما هو أكثر من ذلك فلا يعتبر بهذه
الدعوى واعتل أيضا بأن الراوي إذا نسي الخبر ولم يذكر انه من سماه حرم عليه
العمل بموجبه وعمل غيره تبع لعمله به فإذا حرم عليه ذلك حرم على غيره فيقال
له ومن الذي يسلم لك ما ذكرت بل ما أنكرت من وجوب عمله إذا نسيه وأخبره به
العدل عنه فان هذا هو الواجب عليه على أن ما ذكره لو كان صحيحا لوجب إذا
حرم على العالم العمل بما كان أفتى العامي به إذا غلب على ظنه أن الحق في غير ما
422

أفتاه أن يحرم على العامي العمل بما أفتاه به وإذا حرم على الحاكم العمل بشهادة
الواحد حرم على الشاهد اقامتها وذلك باطل فسقط ما قاله صلى الله عليه وسلم
باب الكلام في إرسال الحديث ومعناه
وهل يجب العمل بالمرسل أم لا
لا خلاف بين أهل العلم ان إرسال الحديث الذي ليس بمدلس هو رواية
الراوي عمن لم يعاصره أو لم يلقه نحو رواية سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد
الرحمن وعروة بن الزبير ومحمد بن المنكدر والحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتادة
وغيرهم من التابعين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبمثابته في غير التابعين
نحو رواية بن جريج عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ورواية مالك بن أنس
عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ورواية حماد بن أبي
سليمان عن علقمة فهذه كلها روايات ممن سمينا عمن لم يعاصروه وأما رواية
الراوي عمن عاصره ولم يلقه فمثاله رواية الحجاج بن أرطاة وسفيان الثوري
وشعبة عن الزهري وما كان نحو ذلك مما لم نذكره والحكم في الجميع عندنا
واحد وكذلك الحكم فيمن أرسل حديثا عن شيخ لقيه الا انه لم يسمع ذلك
الحديث منه وسمع ما عداه
وقد اختلف العلماء في وجوب العمل بما هذه حاله فقال بعضهم انه مقبو
ويجب العمل به إذا كان المرسل ثقة عدلا وهذا قول مالك وأهل المدينة وأبي
حنيفة وأهل العراق وغيرهم وقال محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه وغيره
من أهل العلم لا يجب العمل به وعلى ذلك أكثر الأئمة من حفاظ الحديث ونقاد
الأثر واختلف مسقطو العمل بالمرسل في قبول رواية الصحابي خبرا عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم لم يسمعه منه
423

مثل ما أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني الحافظ بنيسابور قال
أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان قال أنا عمران بن موسى بن مجاشع قال ثنا
محمد بن خلاد قال ثنا معتمر عن أبيه قال حدثنا أنس قال ذكر لي ان النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال لمعاذ من لقي الله تعالى لا يشرك يعني به شيئا دخل
الجنة فقال يا نبي الله أفلا أبشر الناس قال لا اني أتخوف ان يتكلوا
فقال بعضهم لا تقبل مراسيل الصحابة لا للشك في عدالتهم ولا لان فيهم
من خرج عنها بجرم كان منه ولكن لأنه قد يروي الراوي منهم عن تابعي وعن
أعرابي لا تعرف صحبته ولا عدالته فلذلك يجب العمل بترك مرسله ولو قال لست
أروي لكم الا عن سماعي من الرسول الله صلى الله عليه وسلم أو من صحابي لوجب
علينا قبول مرسله
وقال آخرون مراسيل الصحابة كلهم مقبولة لكون جميعهم عدولا مرضيين
وان الظاهر فيما أرسله الصحابي ولم يبين السماع فيه انه سمعه من رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أو من صحابي سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم واما من
روى منهم عن غير الصحابة فقد بين في روايته ممن سمعه وهو أيضا قليل نادر
فلا اعتبار به وهذا هو الأشبه بالصواب عندنا
لما أخبرنا محمد بن أبي عمرو الصوفي بنيسابور قال ثنا أبو عبد الله محمد بن
يعقوب الشيباني الحافظ قال ثنا إبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسماعيل قالا ثنا أبو
كريب قال ثنا إسحاق بن منصور قال ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي
إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول ليس كلنا سمع حديث رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم كانت لنا ضيعة وأشغال وكان الناس لم يكونوا يكذبون يومئذ
فيحدث الشاهد الغائب
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
424

يعقوب الأصم قال ثنا يحيى بن جعفر قال أنا عبد الوهاب بن عطاء قال انا
إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن أنس بن مالك أنه قال ليس كل ما نحدثكم عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمعناه منه ولكن حدثنا أصحابنا ونحن قوم
لا يكذب بعضهم بعضا
ومن القائلين بقبول المراسيل من يقدم ما أرسله الأئمة من الصحابة والتابعين
ومن بعدهم على مسند من ليس في درجتهم اعتلالا بأنهم لا يرسلون الا ما ظهر
وبان واشتهر وحصل لهم العلم بصحته قال وانتشاره وظهوره أقوى من مسند
الواحد ومجرى مجراه ومنهم من يعمل بمراسيل كبار التابعين دون مراسيل
من قصر عنهم ومنهم من يقبل مراسيل جميع التابعين إذا استووا في العدالة
كذلك مراسيل من بعد التابعين ومنهم من يقبل مراسيل من عرف منه النظر في
أحوال يوخه والتحري في الرواية عنهم دون من لم يعرف بذلك
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا
يعقوب بن سفيان قال سمعت جعفر بن عبد الواحد الهاشمي يقول لأحمد بن
صالح قال يحيى بن سعيد مرسل الزهري شبه لا شئ فغضب أحمد وقال ما
ليحيى ومعرفة علم الزهري ليس كما قال يحيى
أخبرني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي قال أنا علي بن عمر الحافظ قال
ثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي قال ثنا أحمد بن عبد الله بن أبي
عتاب قال ثنا أحمد بن أبي شريح الرازي قال سمعت أبا عبد الله محمد بن إدريس
الشافعي الذاب عن أهل السنة والمنكر على أهل البدعة يقول إرسال الزهري عندنا
ليس بشئ وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم
أخبرنا محمد بن الحسين قال أنا بن درستويه قال ثنا يعقوب قال حدثني
الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبد الله وهو أحمد بن حنبل يقول مرسلات إبراهيم
425

النخعي لا بأس بها وليس في المرسلات شئ أضعف من مرسلات الحسن
وعطاء بن أبي رباح فإنهما يأخذان عن كل أحد
وأخبرنا محمد بن الحسن قال انا بن درستويه قال ثنا يعقوب قال قال بن
المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول مرسل مالك أحب إلي من مرسل سفيان
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة قال ثنا علي بن عبد الله بن المديني قال قال يحيى بن سعيد
مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير كان عطاء يأخذ عن كل
ضرب وقال يحيى مرسلات بن أبي خالد ليس بشئ ومرسلات عمرو بن دينار
أحب إلي قال يحيى وكان شعبة يضعف إبراهيم عن علي قال يحيى إبراهيم عن علي
أحب إلي من مجاهد عن علي قال بن المديني وسمعته يقول أول ما طلبت في
الحديث وقع في يدي كتاب فيه مرسلات عن أبي مجلز فجعلت لا أشتهيها وأنا يومئذ
غلام وسمعته يقول مالك عن سعيد بن المسيب أحب إلي من سفيان عن إبراهيم
قال وكل ضعيف قال وسمعته يقول سفيان عن إبراهيم شبه لا شئ لأنه لو كان
فيه انسان صاح به وقال يحيى مرسلات سعيد بن جبير أحب إلي من مرسلات
عطاء قلت ليحيى فمرسلات مجاهد قال سعيد أحب إلي قلت ليحيى
فمرسلات مجاهد أحب إليك أم مرسلات طاوس قال ما أقربهما
وسمعت يحيى يقول مرسلا ت أبي إسحاق عندي شبه لا شئ والأعمش
والتيمي ويحيى بن أبي كثير وقال يحيى مرسلات بن عيينة شبه الريح ثم قال يحيى
أي والله وسفيان بن سعيد قلت ليحيى فمرسلات مالك بن أنس قال هي أحب
إلي ثم قال يحيى ليس في القوم أصح حديثا من مالك
قال الخطيب والذي نختاره من هذه الجملة سقوط فرض العمل بالمراسيل
وان المرسل غير مقبول والذي يدل على ذلك أن إرسال الحديث يؤدي إلى الجهل
بعين راويه ويستحيل العلم بعدالته مع الجهل بعينه وقد بينا من قبل انه لا يجوز
426

قبول الخبر الا ممن عرفت عدالته فوجب لذلك كونه غير مقبول وأيضا فان العدل
لو سئل عمن أرسل عنه فلم يعد له لم يجب العمل بخبره إذا لم يكن معروف
العدالة من جهة غيره وكذلك حاله إذا ابتدأ الامساك عن ذكره وتعديله لأنه مع
الامساك عن ذكره غير معدل له فوجب ان لا يقبل الخبر عنه
فان قيل ليس الامر على هذا لان إرسال الثقة تعديل منه لمن أرسل عنه
وبمثابة نطقه بتزكيته
قلنا هذا باطل من وجوه أولها انه قد علم من حال العدول انهم يمسكون
عن تعديل الراوي وجرحه فإذا سئلوا عنه جرحوه تارة وعدلوا أخرى فعلم أن
امساكهم عن الجرح ليس بتعديل وكذلك امساكهم عن التعديل ليس بجرح
ويدل على ذلك أيضا انه لو ساغ ان يقال إن الامساك عن الجرح تعديل لساغ
ان يقال إن الامساك عن التعديل جرح
ويدل على فساد ذلك أيضا انه قد اتفق على أنه لا يقنع من المعدل للشهود
إذا سئل عنهم بالامساك عن جرحهم ولا يقنع في جرحهم بالامساك عن تعديلهم
دون إيراد لفظ يقع به ذلك
ويدل على أن الامساك عن المرسل عنه ليس بتعديل له انه قد يمكن ان يكون
الممسك غير عالم بحاله من عدالة أو جرح فيمسك عن الامرين للجهل بهما
وهذا مقتضى ظاهر الحال في الامساك عن جرحه وتعديله فسقط ما قالوه
وجميع ما ذكرناه يدل على فساد قول المخالف ان رواية العدل عمن أرسل عنه
تعديل له ولأنه لو كان الامر على ما ذكر لوجب إذا ترك المحدث الرواية عمن يعل
انه سمع منه مع علمه بثقته وذكره سماعه ان يكون ذلك جرحا ولما اتفق على فساد
هذا وأنه قد يترك العدل الرواية عمن يعرف عدالته جاز وصح أيضا أن يروي عمن
يعرف جرحه أو عمن لا يعرفه عدلا ولا مجروحا ولا أقل من هذه الرتبة فدل على
صحة ما ذكرناه على انا لو سلمنا للمخالف ما ادعاه من أن رواية العدل عمن
427

أرسل عنه ممسكا عن جرحه تعديل له وبمثابة لفظه بتزكيته وانه لم يرو عنه الا هو
مرضي عنده لم يجب علينا تقليده في ذلك لأنه يجوز ان نعرفه بالفسق وما يبطل
العدالة لو ذكره لنا وإنما نقبل تعديله إذا ذكر لنا الذي أرسل عنه وعرفنا عينه ولم
نعرفه نحن ولا غيرنا بجرح يسقط العدالة فاما ان نقبل تعديل من لا نعرف عينه
فذلك باطل فلو قال المرسل حدثني العدل الثقة عندي بكذا لم يقبل ذلك منه
حتى يذكر اسمه فلعلنا أو غيرنا نعرفه عند تسميته بخلاف العدالة فإذا لم يقبل
النطق بتزكية من لم يذكر عينه فان الامساك عن جرحه أو هي وأضعف
ويدل على ذلك أيضا ان شهادة شهود الفرع على شهادة شهود الأصل في
الحقوق لا تكفي في تعديل شهود الأصل وكان يجب علما ذكره المخالف ان تكفي
لان شهود الفرع إذا كانوا عدولا فلن يشهدوا عند الحاكم الا على شهادة عدول
عندهم يجب الحكم بشهادتهم ولما اتفق على أن ذلك لا يكفي بل يجب ان يعينوا
للحاكم شهود الأصل حتى يجتهد في عدالتهم لجواز أن يعرفهم الحاكم أو غيره
بخلاف العدالة لزم مثله فيما ذكرناه
فان قال فرق بين إرسال الخبر وبين الشهادة وهو أنه قد اقتصر في الخبر على
أخبرنا فلان عن فلان عن فلان ولم يجز مثل ذلك في الشهادة فلما جاز ان يقبل خبر
المخبر عمن يجوز أن يكون سمع منه ويجوز أن يكون حدث عنه ولم يقبل مثل ذلك
في الشهادة وجب افتراق الحكم في وجوب ذكر شهود الأصل ومن أرسل الثقة
عنه
قلنا لا يجب ما قلت من وجوه أحدها انه لو وجب افتراقهما لوجب افتراقهما
في وجوب معرفة كونهما عدلين حتى لا يجب تعديل المخبر عنه بلفظ ولا برواية عنه
وترك جرح له وإن كان لا بد من تزكية الشاهد
ولما لم يجب ذلك وكان من أمسك عن ذكره مجهول العين والعدالة سقط ما
ذكرت ولان قول القائل المعاصر لغيره الذي قد علم لقاؤه له وسماعه منه حدثنا فلان عن
428

فلان عن فلان قول ظاهر يقتضي ان شيخه الذي يحدث عنه قد سمع
ممن بعده بلا واسطة فان جاز أن يقول ثنا فلان عن فلان وبينهما رجل لم يذكره غير
أن ذلك يكون تجوزا وتوسعا وحذفا في الكلام وليس يجوز صرف الكلام عن ظاهره
بغير دليل فوجب لذلك حمله على ظاهره وارسال العدل عن غيره مع الامساك عن
ذكره ليس بجرح له ولا تعديل في جملة ولا تفصيل بل ظاهر الحال في ذلك أنه لا
يعرف حاله بشئ مما بيناه قبل فبان فساد قول المخالف
وإنما استجاز كتبة الحديث الاقتصار على العنعنة لكثرة تكررها ولحاجتهم إلى
كتب الأحاديث المجملة بإسناد واحد فتكرار القول من المحدث ثنا فلان عن سماعه
من فلان يشق ويصعب لأنه لو قال أحدثكم عن سماعي من فلان وروى فلان عن سماعه من فلان وفلان
عن سماعه من فلان حتى يأتي على أسماء جميع مسندي
الخبر إلى أن يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل حديث يرد مثل ذلك
الاسناد لطال وأضجر وربما كثر رجال الاسناد حتى يبلغوا عشرة وزيادة على ذلك
وفيه اضرار بكتبة الحديث وخاصة المقلين منهم والحاملين لحديثهم في الاسفار
ويذهب بذكر ما مثلناه مدة من الزمان فساغ لهم لأجل هذه الضرورة استعمال عن
فلان وليس بالعلماء والحكام ضرورة في ترك تزكية الرواة والشهود بل ذلك فرضهم
وسهل متأت منهم
وإذا كان الامر على ما ذكرناه وضح صحة ما ذهبنا إليه وفساد قول مخالفينا
أخبرنا محمد بن الحسين انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال
سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم دحيما قال ثنا الوليد قال كان الأوزاعي إذا حدثنا
يقول ثنا يحيى قال ثنا فلان قال ثنا فلان حتى ينتهي قال الوليد فربما حدثت كما
حدثني وربما قلت عن عن عن تخففنا من الاخبار
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن
موسى قال قال عبد الله بن الزبير الحميدي فان قال قائل فما الحجة في ترك الحديث
429

المقطوع والذي يكون في إسناده رجل ساقط وأكثر من ذلك ولم يزل الناس يحدثون
بالمقطوع وما كان في إسناده رجل ساقط وأكثر
قال عبد الله قلت لان الموصول وإن لم يقل فيه سمعت حتى ينتهي الحديث
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن ظاهره السامع المدرك حتى يتبين فيه غير
ذلك كظاهر الشاهد الذي يشهد على الامر المدرك له فيكون ذلك عندي كما يشهد
لادراكه من شهد عليه وما شهد فيه حتى اعلم منه غير ذلك والمقطوع العلم يحيط
بأنه لم يدرك من حدث عنه فلا يثبت عندي حديثه لما أحطت به علما وذلك كشاهد
شهد عندي على رجل لم يدركه انه تصدق بداره أو أعتق عبده فلا أجيز شهادته على
من لم يدركه
باب ذكر ما احتج به من ذهب إلى قبول
المراسيل وايجاب العمل بها والرد عليه
قال بعض من احتج بصحة المراسيل لو كان حكم المتصل والمنقطع مختلفا
لبينه علماء السلف ولألزموا أنفسهم التحفظ من رواية كل مرسل عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وبينوا ذلك لاتباعهم بل كالمنقطع عند أهل النظر أبين
حجة وأظهر قوة من المتصل فان من وصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بالاسناد إذا كان لما سمع مؤديا والى الأمة ما حمل مسلما وإذا قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان للشهادة قاطعا ولصدق من رواه له ضامنا
ولا يظن بثقة عدل ان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا لتلقيه
خبرا متواطئا وهذا الكلام غير صحيح فاما قوله لو كان حكم المتصل والمنقطع
مختلفا لبينه علماء السلف ولألزموا أنفسهم التحفظ من رواية كل مرسل عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وبينوا ذلك لاتباعهم فانا نقول إنهم قد بينوا اختلاف
المتصل والمنقطع هذا بن شهاب الزهري يقول لإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
430

ما أخبرنيه محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا أحمد بن علي
الابار قال ثنا علي بن حجر عن عتبة بن أبي حكيم قال جلس إسحاق بن أبي فروة
إلى الزهري فجعل يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فقال له الزهري ما لك قاتلك الله تحدث بأحاديث ليس لها
أزمة وروى عن غير بن شهاب شبيه بهذا المعنى
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا معاذ بن شعبة
البصري قال ثنا معتمر عن كهمس عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال ولقيت
هذا يعني الحسن لنهيته عن قوله قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحبت
بن عمر ستة أشهر فلم أسمعه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا
في حديث واحد
أخبرنا بن الفضل قال ثنا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيا قال
ثنا عثمان يعني بن أبي شيبة قال ثنا جرير عن رجل عن عاصم الأحول عن بن
سيرين قال لا تحدثني عن الحسن ولا عن أبي العالية بشئ فإنهما لا يباليان عمن
أخذا الحديث
حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري الأعرج قال أنا محمد بن عبد الله بن
محمد الحافظ قال أنا علي بن حمشاذ العدل قال سمعت محمد بن شاذان يقول
سمعت أحمد بن سعيد بن صخر يقول سمعت أبا إسحاق الطالقاني يقول سألت
بن المبارك قلت الحديث الذي يروي من صلى عن أبويه فقال من رواه قلت
شهاب بن خراش فقال ثقة عمن قلت عن الحجاج بن دينار فقال ثقة عمن
فقلت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال إن ما بين الحجاج بن دينار وبين
النبي صلى الله عليه وآله وسلم مفازة تنقطع فيها أعناق الإبل
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي حدثنا
أبو حنيفة الواسطي قال سمعت أحمد بن الفرج يقول سمعت مالك بن إسماعيل
النهدي يقول سمعت بن المبارك يقول طلب الاسناد المتصل من الدين
431

وقد كان أحمد بن حنبل يختار الأحاديث الموقوفات عن الصحابة على
المرسلات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال أنا أبو بكر الخلال قال أخبرني محمد بن
موسى ان إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال قلت لأبي عبد الله حديث مرسل عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم برجال ثبت أحب إليك أو حديث عن بعض
الصحابة والتابعين متصل برجال ثبت قال أبو عبد الله عن الصحابة أعجب
إلي
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا أبو عبيدة السري بن يحيى بن أخي هناد قال ثنا جعفر بن
محمد بن عمار القاضي قال حدث بن السماك وسأله انسان عن إسناد حديث فقال
هذا من المرسلات عرفا
أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد
الحافظ قال ثنا عبد الرحمن بن حمدان قال ثنا هلال بن العلاء قال سمعت أبي يقول
حمل أصحاب الحديث علي بن عيينة يوما فصعد فوق غرفة فقال له أخوه تريد أن
يتفرقوا عنك حدثهم بغير إسناد فقال انظروا إلى هذا يأمرني ان اصعد فوق البيت
بغير درجة قال صالح يعنى ان الحديث بلا إسناد ليس بشئ وان الاسناد درج
المتون به يوصل إليها
أخبرني أبو بكر محمد بن المظفر الدينوري قال ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكي قال ثنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قال سمعت أحمد بن نصر
المقرى يقول سمعت إبراهيم بن معدان يقول قال بن المبارك مثل الذي يطلب أمر
دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال ثنا أبو عيسى أحمد بن يحيى
بن محمد بن شاذان الجوهري قال ثنا جدي قال سألت علي بن المديني عن إسناد
432

حديث سقط علي فقال تدري ما قال أبو سعيد الحداد قال الاسناد مثل الدرج
ومثل لالمراقي فإذا زلت رجلك عن المرقاة سقطت والرأي مثل المرج
أخبرني أبو القاسم الأزهري قال أنا عبيد الله بن محمد النوري قال ثنا محمد
بن حمدويه المروزي ثنا أبو الموجه ح وأخبرنا محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح
بن أحمد الحافظ قال ثنا إبراهيم بن محمد البخاري قال أنا أبو الموجه محمد بن عمرو
بن الموجه قال أنا عبدان قال سمعت عبد الله هو بن المبارك يقول الاسناد
عندي من الدين لولا الاسناد لقال من شاء ما شاء ولكن إذا قيل له من
حدثك بقي
أخبرنا محمد بن عيسى قال ثنا صالح بن أحمد قال حدثني أبو أحمد القاسم
بن أبي صالح قال ثنا إبراهيم بن الحسين قال ثنا محمد بن إسماعيل الجعفري
قال حدثني عبد الله بن سلمة بن أسلم قال ما كنا نتهم أن أحدا يكذب على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمدا حتى جاءنا قوم من أهل المشرق فحدثوا عن
أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين كانوا عندهم بأحاديث لا نعرفها
فالتقيت انا ومالك بن أنس فقلت يا أبا عبد الله والله انه لينبغي لنا ان نعرف
حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن هو وعمن أخذنا فقال صدقت
يا أبا سلمة فكنت لا أقبل حديثا حتى يسند لي وتحفظ مالك بن أنس الحديث من
أيامئذ فجئت عبد الله بن الحسن في السويقة فقال يا بن سلمة بن أسلم ما
بلغني انك تحدث تقول حدثني فلان عن فلان قلت بلى خلط علينا شيعتكم
من أهل العراق وجاؤونا بأحاديث عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله
وسلم فحدثته بعض ما حفظت فعجب له وقال أصبت يا بن أخي فزادني في ذلك
رغبا
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان
قال انا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس قال ثنا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن حدثنا
433

عبد الرحمن بن الحكم بن بشير قال حدثني أبي قال سمعت عمرو بن قيس يقول
ينبغي لصاحب الحديث أن يكون مثل الصيرفي الذي ينقد الدراهم فان الدراهم
فيها الزيف والبهرج وكذلك الحديث
واما كتب أصحاب الحديث المراسيل والرواية لها فإنه على ضروب أحدها
لاستعمال ما تضمنت من الاحكام عند من رأى قبولها ووجوب العمل بها مع
اجماعهم على الفرق بينها وبين المسندات في الصحة والثبات ومنهم من يكتبها
على معنى المعرفة لعلل المسندات بها لان في الرواة من يسند حديثا يرسله غيره
ويكون الذي أرسله احفظ وأضبط فيجعل الحكم له
وقد قال أحمد بن حنبل بمثل هذا فيما حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال
ثنا أبو بكر الخلال قال أخبرني الميموني قال تعجب إلى أبو عبد الله ممن يكتب
الاسناد ويدع المنقطع ثم قال وربما كان المنقطع أقوى إسنادا أو أكثر قلت بينه لي
كيف قال يكتب الاسناد متصلا وهو ضعيف ويكون المنقطع أقوى إسنادا منه وهو
يرفعه ثم يسنده وقد كتبه هو على أنه متصل وهو يزعم أنه لا يكتب الا ما جاء عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم معناه لو كتب الاسنادين جميعا عرف المتصل من
المنقطع يعني ضعف ذا وقوة ذا
ومنهم من يكتبها مسند ويرويها مرسلة على معنى المذاكرة والتنبيه ليطلب
اسنادها المتصل ويسال عنه وربما أرسلوها اقتصارا وتقريبا على المتعلم لمعرفة
أحكامها كما يفعل الفقهاء الآن في تدريسهم فإذا أريد الاستعمال احتيج إلى بيان
الاسناد ألا ترى إلى عروة بن الزبير لما أنكر على عمر بن عبد العزيز تأخير الصلاة
وأرسل له خبر أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلاة
جبريل استثبته عمر بن عبد العزيز لحاجته إلى استعمال الخبر وقال له اعلم ما تقول
يا عروة فأبان له إسناده ليقطع بذلك عذره وكان ابتداء عروة عمر بالخبر على
434

سبيل المذاكرة والتنبيه ليسأل عمر عنه فلما احتيج إلى استعماله استثبته عمر فيه
فأسنده له
أخبرنا بذلك أبو الحسن محمد بن عمر الحطراني قال ثنا أبو العباس عمرو بن
هشام بن عمرو البلدي ببلد قال نا أبو محمد بكر بن سهل بن إسماعيل القرشي
قال ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي ح وأخبرنا بشري بن عبد الله الرومي قال أنا محمد
بن بدر قال أنا بكر بن سهل قال ثنا عبد الله بن يوسف قال انا مالك عن بن
شهاب ان عمر بن عبد العزيز اخر الصلاة يوما وهو بالكوفة فدخل عليه عروة بن
الزبير فأخبره ان المغيرة بن شعبة اخر الصلاة يوما وهو بالكوفة فدخل عليه أبو
مسعود الأنصاري فقال ما هذا يا مغيرة أليس قد علمت أن جبريل نزل فصلى
فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى فصلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ولم يذكر محمد بن بدر هذه الدفعة الأخيرة واتفقا فيما بعد ثم قال بهذا
أمرت فقال عمر لعروة اعمل ما تحدث يا عروة أو أن جبرائيل هو أقام لرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وقت الصلاة قال عروة كذلك كان بشير بن أبي مسعود
يحدث عن أبيه قال عروة ولقد حدثتني عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم كان يصلى العصر والشمس في حجرتها قبل ان تظهر
وقول المخالف ان المنقطع عند أهل النظر أبين حجة وأظهر قوة من
المتصل دعوى باطلة لان أهل العلم لم يختلفوا في صحة الاحتجاج بالمسانيد
واختلفوا في المراسيل أو لو كان القول الذي قاله المخالف صحيحا لوجب أن تكون
القصة بالعكس في ذلك وقد اختلف أئمة أهل الأثر في أصح الأسانيد وأرضاها
وإليهم المرجع في ذلك وقولهم هو الحجة على من سواهم فكل قال على قدر
اجتهاده وذكر ما هو الأولى عنده ونص على المسند دون المرسل فدل ذلك على
تنافيهما واختلاف الامر فيهما
435

ذكر المحفوظ عن أئمة أصحاب
الحديث في أصح الأسانيد
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا أبو حامد بن جبلة الصائغ النيسابوري قال
ثنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت محمد بن سهل بن عسكر قال سمعت
سليمان بن حرب يقول أصح الأسانيد أيوب عن محمد عن عبيدة عن علي رضي
الله عنه
وأخبرنا أبو نعيم قال ثنا أبو حامد قال حدثنا السراج قال سمعت محمد بن
سهل بن عسكر يقول سألت عبد الرزاق أي الاسناد أصح فقال الزهري عن
علي بن الحسين عن أبيه عن علي رضي الله تعالى عنه
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي قال ثنا محمد بن
عبد الله بن نعيم الضبي بنيسابور قال سمعت أبا الوليد الفقيه غير مرة يقول
سمعت محمد بن سليمان بن خالد الميداني يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي يقول أصح الأسانيد كلها الزهري عن سالم عن أبيه
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي
حدثكم أبو منصور يحيى بن أحمد بن زياد قال سألت يحيى بن معين قلت الافراد
أحب إليك أو التمتع أو القران قال الافراد وذكر إسناد عبد الرحمن بن القاسم
عن أبيه عن عائشة وقال ليس إسناد أثبت من هذا
وأخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم أبو العباس
436

السراج قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول أصح الاسناد مالك عن نافع عن بن
عمر
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن إسحاق
السراج قال سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن أصح إسناد فقال مالك عن
نافع عن بن عمر
أخبرنا البرقاني قال قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم تميم بن محمد
قال ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول منصور
عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله مثل هذه السارية
أخبرنا الحسن بن علي الطناجيري قال انا عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا
عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال ثنا الحسين بمحمد الطيالسي قال حدثني أبي
قال سمعت محمد بن أبي خالد قال سمعت بن المبارك يقول إذا جاءك سفيان عن
منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فكأنك تسمعه يعني من النبي صلى
الله عليه وآله وسلم
أخبرني علي بن محمد بن الحسين الدقاق قال أنا علي بن الحسين بن هارون
القاضي عن أبي العباس بن سعيد قال ثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن نوح
البلخي قال سمعت أبي يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول ما أجمع الناس على
شئ اجماعهم على هذا الاسناد سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن
عبد الله
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال أنا أبو بكر الخلال قال أنا
محمد بن زيد الهمذاني قال سمعت عبد الله بن حمدان الدينوري قال قال علي بن
المديني لأصحابه تعالوا حتى نذكر إسنادا من يذكر إسنادا من اليوم إلى النبي صلى
الله عليه وآله وسلم لم يختلف فيه قال قلنا أنت عن سفيان عن الزهري قال لا ان
437

ولا سفيان ولا الزهري قلنا فمن ليس ندري قال ولكني أدري حماد بن زيد
عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة
أخبرني محمد بن محمد بن عبد الواحد قال ثنا محمد بن عبد الله بنعيم
النيسابوري قال أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني عن بعض شيوخه
قال سمعت سليمان بن داود يقول أصح الأسانيد كلها يحيى بن أبي كثير عن أبي
سلمة عن أبي هريرة
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه قال انا
الحسين بن إدريس قال قال بن عمار قال وكيع لا أعلم في الحديث شيئا أحسن
إسنادا من هذا شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى فقلنا منصور
عن إبراهيم وأيوب عن أبي سيرين ومالك عن نافع عن بن عمر فقال لم
تصنعوا شيئا فقال يعني وكيع منصور كان يأخذ ألح عطاء قال وشعبة لم يكن يرى
السيف وعمرو بن مرة كذاك ومرة كذاك قال وعلقمة خرج مع علي والاسناد هو
شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى الأشعري
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي قال ثنا
أحمد بن إبراهيم بن الحسن قال ثنا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن عاصم المصري
بمصر املاء قال سمعت عبيد بن رجال يقول سمعت بن بكير يقول لأبي زرعة
الرازي يا أبا زرعة ليس ذا زعزعة عن زوبعة إنما ترفع السنن تنظر إلى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بين يديه ثنا مالك عن نافع عن بن عمر
وقول المخالف ان المرسل للحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قاطع
للشهادة وضامن بصدق من حدثه غير صحيح لأنه قد يعني بقوله قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فيما روى له وقد يعتقد أيضا القطع على قول من روى
له بوجه لا يوجب القطع ونحن غير متعبدين بتقليده في تحقيق القول بل يجب ان
نسأله من أين علم ذلك هذا قولنا في تابعي الصحابة فأما من بعد التابعين
وتابعي التابعين إذا قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
438

فالغلط إليهم فيما يستدلون به على قولهم أسرع فلا يجب تقليدهم وقد بينا فيما
تقدم ان خلقا من أهل العلم حدثوا عمن لا ترتضي أحوالهم وغيروا أسماءهم
وأنسابهم تدليسا للرواية عنهم ومثل ذلك غير مأمون على المرسل وأن يكون قصد
إسقاط ذكر الذي أرسل عنه خوفا من أن لا يكتب حديثه إذا سماه لضعف روايته
وسقوط عدالته
أخبرنا أبو سعيد الحسين بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب
بأصبهان قال ثنا أبو جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن معبد السمسار قال ثنا عمر بن
أحمد بن السني قال ثنا محمد بن غالب أبو يحيى العطار ح وأخبرني القاضي أبو العلاء
محمد بن علي الواسطي قال ثنا أبو القاسم عبد الله بن عتاب بن محمد بن
عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي قال أنا علي بن عبد الله بن مبشر قال ثنا أبو يحيى
محمد بن سعيد العطار واللفظ لابن السني عن أبي يحيى قال نصر بن حماد الوراق
قال كنا قعود على باب شعبة نتذاكر قال فقلت حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر قال كنا نتناوب رعاية الإبل على عهد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فجئت ذات يوم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم جالس
وحوله أصحابه فسمعته يقول من توضأ فأحسن الوضوء ثم دخل المسجد فصلى
ركعتين واستغفر الله غفر الله له قال فقلت بخ بخ قال فجذبني رجل من خلفي
فالتفت فإذا هو عمر بن الخطاب فقال الذي قال قبل أحسن قال من شهد أن لا
إله إلا الله وأني رسول الله قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت قال فخرج إلي
شعبة فلطمني ثم دخل ثم خرج فقال ما له قعد يبكي فقال له عبد الله بن إدريس
انك أسأت إليه فقال أما تنظر ما يحدث عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن
عبد الله بن عطاء عن عقبة انا قلت لأبي إسحاق من حدثك قال حدثني
عبد الله بن عطاء عن عقبة قلت سمع عبد الله بن عطاء من عقبة قال فغضب
ومسعر بن كدام حاضر فقال أغضبت الشيخ فقال مسعر عبد الله بن عطاء بمكة
فرحلت إلى مكة لم أرد الحج أردت الحديث فلقيت عبد الله بن عطاء فسألته فقال
439

سعد بن إبراهيم حدثني فقال لي مالك بن أنيس سعيد بالمدينة لم يحج العام فرحلت
إلى المدينة فلقيت سعدا فقال الحديث من عندكم زياد بن مخراق حدثني قال
شعبة فقلت أيش هذا الحديث بينا هو كوفي إذ صار مدنيا إذ رجع إلى البصرة
قال أبو يحيى هذا الكلام أو نحوه قال فرجعت إلى البصرة فلقيت زياد بن مخراق
فسألته فقال ليس هو من بابتك قلت حدثني به قال لا تريده قلت حدثني به قال
حدثني شهر بن حوشب عن أبي ريحانة عن عقبة قال شعبة فلما ذكر شهرا قلت
دمر على هذا الحديث لو صح لي مثل هذا الحديث كان أحب إلي من أهلي ومالي
ومن الناس أجمعين
أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقرى قال أنا عثمان بن أحمد بن
سمعان الرزاز قال ثنا هيثم بن خلف ح وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطي واللفظ
له قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد قال ثنا الهيثم بن خلف الدوري قال
ثنا محمود بن غيلان قال سمعت المؤمل ذكر عنده الحديث الذي يروى عن أبي عن
النبي صلى الله عليه وسلم في فضل القرآن فقال لقد حدثني رجل ثقة سماه قال
حدثني رجل ثقة سماه قال أتيت المدائن فلقيت الرجل الذي يروي هذا الحديث
فقلت له حدثني فاني أريد أن آتي البصرة فقال هذا الرجل الذي سمعناه منه هو
بواسط في أصحاب القصب قال فأتيت واسطا فلقيت الشيخ فقلت اني كنت
بالمدائن فدلني عليك الشيخ وإني أريد آتي البصرة قال إن هذا الذي
سمعت منه هو بالكلاء فأتيت البصرة فلقيت الشيخ بالكلاء فقلت له حدثني فاني
أريد أن آتي عبادان فقال إن الشيخ الذي سمعناه منه هو بعبادان فأتيت عبادان
فلقيت الشيخ فقلت له اتق الله ما حال هذا الحديث أتيت المدائن فقصصت
عليه ثم واسطا ثم البصرة فدللت عليك وما ظننت الا ان هؤلاء كلهم قد ماتوا
فأخبرني بقصة هذا الحديث فقال انا اجتمعنا هنا فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن
440

وزهدوا فيه وأخذوا في هذه الأحاديث فقعدنا فوضعنا لهم هذه الفضائل حتى يرغبوا
فيه
واستدل من أوجب قبول المراسيل والعمل بها بأنه لو لم يجب ذلك فيها لم
يكن لروايتها وجه وهذا خطأ ظاهر لأنه قد يروى من الاخبار ويسمع ما لا يعمل به
عند بعض العلماء ويعمل به عند غيره ويكتب أيضا ما العمل عند الكل على
خلافه للمعرفة به وقد يروى عن الضعفاء والمتروكين الذين لا يصح الاحتجاج
بأحاديثهم والتعلق بما ذكر المخالف لا وجه له
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال ثنا
إبراهيم بن محمد بن عوف قال ثنا محمد بن مصفى قال ثنا بقية قال قال لي
الأوزاعي تعلم من العلم ما لا يؤخذ به كما تتعلم ما يؤخذ به
أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد الروياني قال انا يوسف بن أحمد بن يوسف
الصيدلاني بمكة قال ثنا محمد بن عمر بن موسى العقيلي قال ثنا يحيى بن عثمان قال
ثنا نعيم بن حماد قال حدثني حاتم القاص وكان ثقة قال سمعت سفيان الثوري
يقول اني لأروي الحديث على ثلاثة أوجه أسمع الحديث من الرجل أتخذه دينا
وأسمع من الرجل أقف حديثه وأسمع من الرجل لا أعبأ بحديثه وأحب
معرفته
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله الواعظ قال ثنا دعلج بن أحمد قال ثنا
محمد بن نعيم قال حدثنا أبو أحمد محمود بن غيلان قال سمعت بن المبارك يقول
اني لاسمع الحديث فاكتبه وما من رأيي ان اعمل به ولا أن أحدث به ولكن
أتخذه عدة لبعض أصحابي ان عمل به أقول عمل بالحديث
ولو كان حكم المتصل والمرسل واحدا لما ارتحل كتبة الحديث وتكلفوا مشاق
الاسفار إلى ما بعد من الأقطار للقاء العلماء والسماع منهم في سائر الآفاق ومن
قبل قد سلك غير واحد من الصحابة هذه الطريقة في الرحلة للسماع حتى قال
441

عبد الله بن مسعود لو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله تعالى مني تبلغه الإبل لاتيته
ورحل أبو أيوب الأنصاري إلى مصر في سبب حديث واحد وكذلك جابر بن
عبد الله رحل إلى مصر أيضا في حديث حتى سمعه من عبد الله بن أنيس وقال
سعيد بن المسيب ان كنت لأسير في طلب الحديث الواحد مسيرة الليالي والأيام
ورحل الحسن من البصرة إلى الكوفة في مسألة
وقال الشعبي في حديث رواه إن كان الراكب ليركب إلى المدينة فيما دونه
وقال أبو العالية كنا نسمع الرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ونحن بالبصرة فما نرضى حتى نركب إلى المدينة فنسمعها من أفواههم
واستيعاب ما ورد في هذا المعنى يطول وقد ذكرناه في كتاب آخر بالأسانيد
التي أدته إلينا فلو كان المرسل يغني عن المتصل إذ هو بمثابته لما تعب القوم هذا
التعب كله ولا اعملوا المطي بالرحل وادخلوا المشاق على أنفسهم وتشددوا على من
سمعوا منه التشدد المأثور عنهم والنظر يدل على أنهم إنما فعلوا ذلك لافتراق
الحكم في الرواية بين الاتصال والارسال والله أعلم
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت أبا
بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح الفقيه الامام يقول
لو أن المرسل من الاخبار والمتصل سيان لما تكلف العلماء طلب الحديث بالسماع ولما
ارتحلوا في جمعه مسموعا ولا التمسوا صحته ولكان أهل كل عصر إذا سمعوا
حديثا من عالمهم وهو يقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذا وكذا لم
يسألوه عن إسناده وقد روينا عن جماعة من التابعين وأتباع التابعين كانوا يسألون
عن السنة ثم يقولون للتابعين هل من أثر وإذا ذكر الأثر قالوا هل من قدوة
وإنما يعنون بذلك الاسناد المتصل ولم يقتصروا على قول الزهري وإبراهيم قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يقتصروا من مالك والنعمان إذا قالا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
442

أخبرنا محمد بن الحسين القطان انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان
قال حدثني بن نمير قال ثنا بن إدريس قال سمعت الأعمش يقول جالست
إياس بن معاوية فحدث بحديث فقلت عمن تذكر هذا فضرب لي مثل رجل من
الخوارج فقلت أنى تضرب هذا المثل تريد أن اكنس الطريق بثوبي فلا ادع بعرة
ولا خنفساء الا حملتها
حدثني الحسن بن أبي طالب قال ثنا علي بن عمرو الحريري قال ثنا أبو صالح
عبد الرحمن بن سعيد الأصبهاني قال ثنا رسته يعني عبد الرحمن بن عمر قال سمعت
الأصمعي يقول حضرت بن عيينة وأتاه أعرابي فقال كيف أصبح الشيخ يرحمه
الله فقال سفيان بخير بحمد الله قال ما تقول في امرأة من الحاج حاضت قبل
ان تطوف بالبيت فقال تفعل ما يفعل الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت فقال هل
من قدوة قال نعم عائشة حاضت قبل ان تطوف بالبيت فأمرها النبي صلى الله
عليه وآله وسلم ان تفعل ما يفعل الحاج غير الطواف قال هل من بلاغ عنها
قال نعم حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة بذلك قال الاعرابي
لقد استسمنت القدوة وأحسنت البلاغ والله لك بالرشاد
باب في مراسيل سعيد بن المسيب ومن
يلحق به من كبار التابعين
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال أنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم في
كتابه قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول
أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال حدثني الفضل بن زياد قال سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل يقول
443

مرسلات سعيد بن المسيب أصح المراسيل
أخبرنا القاضي طاهر بن عبد الله الطبري قال أنا أبو طاهر محمد بن عبد
الرحمن المخلص قال ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف قال حدثنا المزني قال قال
الشافعي وإرسال بن المسيب عندنا حسن
قال الخطيب اختلف الفقهاء من أصحاب الشافعي في قوله هذا منهم من
قال أراد الشافعي به ان مرسل سعيد بن المسيب حجة لأنه روى حديثه المرسل في
النهي عن بيع اللحم بالحيوان وأتبعه بهذا الكلام وجعل الحديث أصلا إذ لم يذكر
غيره فيجعل ترجيحا له وإنما فعل ذلك بهذا الكلام وجعل الحديث تتبعت فوجدت كلها
مسانيد عن الصحابة من جهة غيره
ومنهم من قال لا فرق بين مرسل سعيد بن المسيب وبين مرسل غيره من
التابعين وإنما رجح الشافعي به والترجيح بالمرسل صحيح وإن كان لا يجوز أن يحتج
به على اثبات الحكم وهذا هو الصحيح من القولين عندنا لان في مراسيل سعيد
ما لم يوجد مسندا بحال من وجه يصح وقد جعل الشافعي لمراسيل كبار التابعين
مزية على من دونهم كما استحسن مرسل سعيد بن المسيب على من سواه
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب قال أنا أحمد بن جعفر بن محمد بن
سلم قال ثنا أحمد بن موسى الجوهري ح وأخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز
الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال ثنا محمد بن حمدان الطرائفي قال ثنا
الربيع بن سليمان قال قال الشافعي المنقطع مختلف فمن شاهد أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم من التابعين فحدث حديثا منقطعا عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم اعتبر عليه بأمور منها ان ينظر إلى ما أرسل من الحديث فان
شركه فيه الحفاظ المأمونون فأسندوه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمثل
معنى ما روى كانت هذه دلالة على صحة من قبل عنه وحفظه وإن انفرد بإرسال
حديث لم يشركه فيه من يسنده قيل ما ينفرد به من ذلك ويعتبر عليه بأن ينظر
444

هل يوافقه مرسل غيره ممن قبل العلم عنه من غير رجاله الذي قبل عنهم فان
وجد ذلك كانت دلالة تقوي له مرسله وهي أضعف من الأولى وإن لم يوجد ذلك
نظر إلى بعض ما يروى عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولا
له فان وجد يوافق ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت هذه
دلالة على أنه لم يأخذ مرسله الا عن أصل يصح إن شاء الله تعالى
قال الشافعي رحمه الله وكذلك ان وجد عوام من أهل العلم يفتون بمثل معنى
ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يعتبر عليه بان يكون إذا سمي من
روي عنه لم يسم مجهولا ولا مرغوبا عن الرواية عنه فيستدل بذلك على صحته فيما
يروى عنه
قال الشافعي ويكون إذا شرك أحدا من الحفاظ في حديث لم يخالفه فان
خالفه ووجد حديثه انقص كانت في هذه دلائل على صحة مخرج حديثه ومتى
خالف ما وصفت أضر بحديثه حتى لا يسع أحدا منهم قبول مرسله وإذا وجدت
الدلالة لصحة حديثه بما وصفت أحببنا ان يقبل مرسله ولا نستطيع ان نزعم ان
الحجة تثبت به ثبوتها بالمتصل وذلك أن معنى المنقطع مغيب يحتمل ان يكون حمل
عمن يرغب عن الرواية عنه إذا سمي وان بعض المنقطعات وإن وافقه مرسل
مثله فقد يحتمل ان يكون مخرجهما واحدا من حديث من لو سمي لم يقبل وان
بعض قول أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا قال برأيه لو وافقه لم يدل
على صحة مخرج الحديث دلالة قوية إذا نظر فيهما ويمكن ان يكون إنما غلط به
حين سمع قول بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوافقه ويحتمل مثل
هذا فيمن يوافقه من بعض الفقهاء
فأما من بعد كبار التابعين الذين كثرت مشاهدتهم لبعض أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فلا أعلم منهم واحدا يقبل مرسله لأمور أحدها انهم
أشد تجوزا فيمن يروون عنه والآخر أنهم يؤخذ عليهم الدلائل فيما أرسلوا
445

بضعف مخرجه والآخر كثرة الإحالة في الاخبار وإذا كثرت الإحالة كان أمكن
للوهم وضعف من يقبل عنه
باب ذكر الفرق بين قول الراوي
عن فلان وان فلانا فيما يوجب
الاتصال والارسال
أخبرنا محمد بن الحسين بن محمد المتوثي قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال
ثنا حامد بن سهل الثغري أبو جعفر قال ثنا معلى بن أسد قال ثنا وهيب عن أيوب
عن نافع عن بن عمر عن عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أينام أحدنا
وهو جنب قال ليتوضأ ثم لينم
وأخبر عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا جعفر بن محمد بن
أحمد بن الحكم الواسطي قال ثنا موسى بن هارون قال ثنا بن نمير قال ثنا أبي قال
ثنا عبيد الله عن نافع ان بن عمر قال يا رسول الله صلى الله عليك أيرقد أحدنا
وهو جنب قال نعم إذا توضأ ظاهر الرواية الأولى يوجب ان يكون من مسند عمر
من مسند عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ونظير ما ذكرناه حديث جابر في دخول سليك المسجد والنبي النبي صلى الله عليه
وآله وسلم يخطب فأمره ان يصلي ركعتين
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري قال ثنا أبو محمد
حاجب بن أحمد الطوسي قال ثنا محمد بن حماد قال ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن
أبي سفيان عن جابر قال جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة وهو يخطب يعني النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فجلس فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء
446

أحدكم يوم الجمعة والامام يخطب فليصل ركعتين خفيفتين ثم ليجلس
وأخبرني أبو محمد عبد الله بن أبي الحسين بن بشران المعدل قال أنا محمد بن
الحسن بن علي اليقطيني قال حدثني أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن إسماعيل
البجلي برأس العين قال ثنا إسحاق بن زريق حدثنا إبراهيم بن خالد المؤذن قال ثنا
الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن السليك قال قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والامام يخطب فليصل ركعتين
خفيفتين ثم ليجلس
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال ثنا أبو بكر الخلال قال أنا سليمان بن
الأشعث قال سمعت أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل قال كان مالك زعموا يرى
عن فلان وان فلانا سواء
وذكر أحمد مثل حديث جابر أن سليكا جاء والنبي صلى الله عليه وآله وسلم
يخطب وعن جابر عن سليك انه جاء والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب
قال وسمعت أحمد قيل له ان رجلا قال عروة ان عائشة قالت يا رسول الله
وعن عروة عن عائشة سواء قال كيف هذا سواء ليس هذا بسواء
قلت وتأثير الخلاف بين اللفظين إنما يتبين في رواية غير الصحابي مثل ما ذكره
أحمد من رواية عروة عن عائشة
وان عائشة
ومثله أيضا ما أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني قال ثنا أبو الحسن
محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة السليطي بنيسابور قال ثنا أبو الفضل
جعفر بن محمد بن الحسين بن الترك قال ثنا يحيى بن يحيى قال ثنا سليمان بن بلال
عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت قلت وا رأساه وا رأساه فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك فقالت
عائشة وا ثكلاه والله اني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك
447

معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل أنا وا رأساه
لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى
المتمنون ثم قال يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون
وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور قال أنا
بشر بن أحمد بن بشر الأسفرائيني قال ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الذهلي وأبو
زكريا يحيى بن محمد بن غالب النسوي قالا ثنا يحيى بن يحيى قال ثنا سليمان بن
بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول قالت عائشة وا رأساه
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذاك لو كان وأنا حي ثم ساق الحديث
مثل ما تقدم سواء الا أن فيه ثم قلت يا نبي الله وذكر بشر أن الحديث على لفظ
إبراهيم بن علي فلفظ الحديث الأول يوجب لاسناده الاتصال والثاني يوجب
الارسال آخر الجزء الثاني عشر
448

بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الثالث عشر
رب سهل وسلم
قال الامام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب رحمه الله تعالى
باب القول فيما روى من الاخبار
مرسلا ومتصلا هل يثبت ويجب
العمل به أم لا
مثال ذلك ما أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الصياد قال ثنا أحمد بن
يوسف بن خلاد قال ثنا الحارث بن محمد التميمي قال ثنا الحسن بن قتيبة قال ثنا
يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نكاح الا بولي
أخبرناه أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي قال ثنا أحمد بن
خالد الوهبي قال ثنا إسرائيل ح وأخبرنا أبو سعيد أيضا وأبو الحسن علي بن محمد بن
محمد بن عثمان الطرازي قالا ثنا أبو العباس الأصم قال ثنا أحمد بن عبد الحميد
الحارثي قال ثنا طلق بن غنام قال ثنا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن أبي
449

بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نكاح الا
بولي
وقال طلق ثنا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله
أخبرنا أبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن عبد الله البزاني بأصبهان قال أنا
عبد الله بن الحسن بن بندار المديني قال ثنا أسيد بن عاصم قال حدثنا الحسين بن
حفص قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي بردة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم لا نكاح الا بولي
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق قال أنا أحمد بن سلمان
النجاد قال ثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال ثنا محمد بن جعفر غندر قال ثنا
شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا
نكاح الا بولي
وكان يونس بن أبي إسحاق السبيعي وابنه إسرائيل وقيس بن الربيع يروون
هذا الحديث عن أبي إسحاق مسندا متصلا وكان سفيان الثوري وشعبة بن
الحجاج يرويانه عن أبي إسحاق مرسلا
فقال أكثر أصحاب الحديث ان الحكم في هذا أو ما كان بسبيله للمرسل
وقال بعضهم إن كان عدد الذين أرسلوه أكثر من الذين وصلوه فالحكم
لهم وقال بعضهم إن كان من أرسله أحفظ من الذي وصله فالحكم للمرسل
ولا يقدح ذلك في عدالة الذي وصله
ومنهم من قال لا يجوز أن يقال في مسند الحديث الذي يرسله الحفاظ انه
عدل لان إرسالهم له يقدح في مسنده فيقدح في عدالته
450

ومنهم من قال الحكم للمسند إذا كان ثابت العدالة ضابطا للرواية فيجب
قبول خبره ويلزم العمل به وان خالفه غيره وسواء كان المخالف له واحدا أو
جماعة
وهذا القول هو الصحيح عندنا لان إرسال الراوي للحديث ليس بجرح لمن
وصله ولا تكذيب له ولعله أيضا مسند عند الذين رووه مرسلا أو عند بعضهم الا
أنهم أرسلوه لغرض أو نسيان والناسي لا يقضى له على الذاكر وكذلك حال
راوي الخبر إذا أرسله مرة ووصله أخرى لا يضعف ذلك أيضا له لأنه ينسى
فيرسله ثم يذكر بعده فيسنده أو يفعل الامرين معا عن قصد منه لغرض له في
أخبرني الحسن بن أبي طالب قال ثنا طاهر بن محمد بن سهلويه النيسابوري
قال ثنا أبو حامد الشرقي قال ثنا حاتم بن يونس الجرجرائي قال قلت لأبي الوليد الطيالسي ما تقول في النكاح بلا ولي قال لا يجوز قلت ما الحجة في ذلك قال قال ثنا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال لا نكاح الا بولي قلت لأبي الوليد إن شعبة والثوري
يرسلانه قال فإسرائيل تابع قيسا
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد الوكيل قال أنا أبو علي
الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة المروزي قال ثنا محمد بن أحمد بن محبوب قال ثنا
أبو عيسى الترمذي قال حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا
نكاح الا بولي حديث فيه اختلاف رواه إسرائيل وشريك بن عبد الله وأبو عوانة
وزهير بن معاوية وقيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورواه أسباط بن محمد وزيد بن حباب عن
يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ورواه أبو عبيدة الحداد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي
بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه ولم يذكر فيه عن أبي
إسحاق وقد روى عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي صلى الله
451

عليه وآله وسلم أيضا وروى شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نكاح الا بولي وقد ذكر بعض أصحاب سفيان
عن سفيان عن أبي موسى ولا يصح رواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق عن
أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نكاح الا بولي
عندي أصح لاسماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة وإن كان شعبة والثوري
أحفظ وأثبت من جميع هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق هذا الحديث فان رواية
هؤلاء عندي أشبه لان شعبة والثوري سمعا هذا الحديث من أبي إسحاق في مجلس
واحد
ومما يدل على ذلك ما حدثنا محمود بن غيلان قال ثنا أبو داود قال أنا شعبة
قال سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق سمعت أبا بردة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نكاح الا بولي
قال نعم فدل هذا الحديث ان سماع شعبة والثوري هذا الحديث في وقت واحد
وإسرائيل هو أثبت في أبي إسحاق
أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال سمعت
أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت محمد بن هارون المكي يقول
سمعت محمد بن إسماعيل البخاري وسئل عن حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن
أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا نكاح الا بولي فقال
الزيادة من الثقة مقبولة وإسرائيل بن يونس ثقة وإن كان شعبة والثوري أرسلاه فان
ذ لك لا يضر الحديث
باب بيان حكم الحديث يختلف على
رواية في قوله حدثني وبلغني
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد
المصري قال ثنا محمد بن إسماعيل قال ثنا أبو صالح قال حدثني الليث قال حدثني
يزيد بن أبي حبيب عن عراك انه بلغه ان نوفل بن معاوية قال سمعت رسول الله
452

صلى الله عليه وآله وسلم يقول من الصلاة صلاة من فاتته فكأنه وتر أهله
وماله فقال بن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول هي
صلاة العصر وهكذا رواه عيسى بن حماد زغبة عن الليث بن سعد
أخبرناه القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الله الدينوري
بها قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني قال أنا أبو عبد الرحمن النسائي
قال انا عيسى بن حماد زغبة قال ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك انه
بلغه ان نوفل بن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من
الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله قال بن عمر سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول هي صلاة العصر
وقد خالف الليث جعفر بن ربيعة فرواه عن عراك كذلك ان نوفلا حدثه
به
وتابعه محمد بن إسحاق فرواه عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك كذلك
أما حديث جعفر فأخبرناه محمد بن الحسين القطان قال أنا محمد بن أحمد بن
الحسن الصواف قال ثنا محمود بن محمد يعني المروزي قال ثنا إبراهيم بن
عبد الله هو الخلال قال أنا عبد الله قال ثنا حياة بن شريح ح وأخبرنا القاضي أبو
نصر أحمد بن الحسن الدينوري قال أنا أبو بكر بن السني قال أنا أبو عبد الرحمن
النسائي قال انا سويد بن نصر قال أنا عبد الله هو بن المبارك عن حياة بن
شريح قال أنا جعفر بن ربيعة ان عراك بن مالك حدثه أن نوفل بن معاوية حدثه
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله
وماله هذا آخر حديث سويد وزاد إبراهيم قال عراك وأخبرني عبد الله بن عمر
453

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من فاتته صلاة العصر فكأنما
وتر أهله وماله وأما حديث بن إسحاق فأخبرناه القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين قال
انا أحمد بن محمد بن إسحاق قال أنا أبو عبد الرحمن النسائي قال أنا عبيد الله بن
سعد بن إبراهيم قال ثنا عمي قال ثنا أبي عن محمد بن إسحاق قال حدثني يزيد بن
أبي حبيب عن عراك بن مالك قال سمعت نوفل بن معاوية يقول صلاة من فاتته
فكأنما وتر أهله وماله قال بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي
العصر والحكم يوجب القضاء في هذا الحديث لجعفر بن ربيعة بثبوت ايصاله
الحديث لثقته وضبطه ورواية الليث ليس تكذيبا له لجواز أن يكون عراك بلغه هذا
الحديث عن نوفل بن معاوية ثم سمعه منه بعد فرواه على الوجهين جميعا والله
أعلم
باب قول التابعي
حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ولم يسم هل يكون ذلك حجة
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال أنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال قال
أنا محمد بن علي بن محمود قال ثنا أبو بكر الأثرم قال قلت لأبي عبد الله يعني
أحمد بن حنبل إذا قال رجل من التابعين حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله
عليه وآله وسلم فالحديث صحيح قال نعم
أخبرنا أبو بكر البرقاني قال أنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي قال
أنا الحسين بن إدريس قال وسألته يعني محمد بن عبد الله بن عمار إذا كان الحديث
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيكون ذلك حجة قال
نعم وإن لم يسمه فان جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلهم حجة
454

باب في قول التابعي عن الصحابي
يرفع الحديث وينميه ويبلغ به ورواية
أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي املاء بنيسابور قال أنا أبو
أحمد الحافظ قال أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال ثنا جدي أحمد
بن منيع قال ثنا مروان بن شجاع الخصيفي عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال الشفاء في ثلاثة شرطة محجم ولعقة من عسل وكية من
نار وأنهى أمتي عن الكي رفع الحديث
حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال أنا أبو بكر الخلال قال أخبرني محمد بن
علي بن محمود قال ثنا الأثرم ان أبا عبد الله قيل له فإذا قال يرفع الحديث فهو عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فأي شئ
أخبرنا بشرى بن عبد الله قال أنا محمد بن بدر قال ثنا بكر بن سهل قال ثنا
عبد الله بن يوسف قال أنا مالك بن أنس عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن
سعد الساعدي أنه قال كان الناس يؤمرون ان يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه
اليسرى في الصلاة قال أبو حازم لا أعلم الا أنه ينمى ذلك قال مالك يرفع
ذلك
أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد القرشي الهروي قال أنا أبي قال
ثنا أبو يزيد حاتم بن محبوب السامي قال ثنا عبد الجبار بن العلاء العطار قال ثنا
سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به قال الناس تبع
لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان
قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا علي يعني بن المديني قال حدثنا سفيان
455

عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية تقاتلون قوما صغار الأعين ذلف
يعني الانف كأن وجوههم المجان المطرقة قلت لسفيان عن أبي الزناد ونعالهم
الشعر قال أراه قد قاله
كل هذه الألفاظ كناية عن رفع الصحابي الحديث وروايته إياه عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
ولا يختلف أهل العلم ان الحكم في هذه الأخبار وفيما صرح برفعه سواء في
وجوب القبول والتزام العمل
باب في الحديث يرفعه الراوي تارة ويقفه
أخرى ما حكمه
حدثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطيب الدسكري لفظا بحلوان قال أنا أبو
بكر بن المقرى بأصبهان قال أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال ثنا محمد بن
سهل هو بن عسكر قال ثنا عبد الرزاق قال أنا معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه
عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ائتدموا بالزيت
وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة قال بن عسكر فقال له فتى من أهل
مرو يقال له أحمد بن سعيد هذا الحديث كنت لا ترفعه قال ذلك على ما حدثنا
وهذا على ما نحدث
اختلاف الروايتين في الرفع والوقف لا يؤثر في الحديث ضعفا لجواز أن
يكون الصحابي يسند الحديث مرة ويرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ويذكره مرة أخرى على سبيل الفتوى ولا يرفعه فحفظ الحديث عنه على الوجهين
456

جميعا وقد كان سفيان بن عيينة يفعل هذا كثيرا في حديثه فيرويه تارة مسندا مرفوعا
وقفه مرة أخرى قصدا واعتمادا وإنما ليكن هذا مؤثرا في الحديث ضعفا مع ما
بيناه لان إحدى الروايتين ليس مكذبة للأخرى والاخذ بالمرفوع أولى لأنه أزيد كما
ذكرنا في الحديث الذي يروي موصولا ومقطوعا وكما قلنا في الحديث الذي ينفرد
راويه بزيادة لفظ يوجب حكما لا يذكره غيره ان ذلك مقبول والعمل به لازم والله
أعلم أخبرني أبو عبد الله الحسين بن عمر بن محمد بن عبد الله القصاب قال ثنا
أحمد بن جعفر بن حمدان املاء قال ثنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة قال ثنا
بندار قال ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا شعبة عن السدي عن مرة عن عبد الله
قال وإن منكم الا واردها قال يردونها ثم يصدرون بأعمالهم قال عبد الرحمن
فقلت لشعبة ان إسرائيل حدثني عن السدي عن مرة عن عبد الله عن النبي صلى
الله عليه وسلم فقال شعبة قد سمعته من السدي مرفوعا ولكني عمدا أدعه
باب في الحديث يروي عن الصحابي
قال قال هل يكون مرفوعا
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري قال ثنا شاذان قال أنا
شعبة قال أخبرني إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال لا يصلي أحدكم
وهو يجد الخبث هكذا قال شاذان
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل قال أنا محمد بن عمرو بن البختري
الرزاز قال ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان قال أنا زيد بن الحباب قال أنا أبو المنيب
العتكي عن بن بريدة عن أبيه قال قال الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا
أخبرنا محمد بن عمر النجار أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد
الخرقي حدثنا محمد بن عبدة بن حرب القاضي قال ثنا أزهر بن مروان قال ثنا عبد
457

الوارث قال ثنا أيوب عن محمد عن أبي هريرة قال قال إذا اشتد الحر فأبردوا عن
الصلاة فان شدة الحر من فيح جهنم
قرأت في أصل كتاب دعلج بن أحمد ثم أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن
غالب البرقاني قال أنا أبو الحسن بن صغيرة قال حدثنا دعلج قال ثنا موسى بن
هارون بحديث حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هرير قال قال الملائكة
تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه قال موسى إذا قال حماد بن زيد والبصريون
قال قال فهو مرفوع
قلت للبرقاني أحسب ان موسى عني بهذا القول أحاديث بن سيرين خاصة
فقال كذا تحسب
قلت ويحقق قول موسى هذا ما أخبرناه بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر
قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا يحيى بن خلف قال ثنا بشر بن الفضل عن خالد
قال قال محمد بن سيرين كل شئ حدثت عن أبي هريرة فهو مرفوع
فالحديث الأول الذي عن أبي هريرة والحديث الذي بعده عن بريدة على ما
ذكره موسى بن هارون ليسا مما يعد مرفوعا وإنما شبه فيهما بالرفع وقد وردا من غير
الطريقين اللذين ذكرناهما مرفوعين
الله تعالى باب في حكم قول الصحابي
أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بكذا ونهى عن كذا
هل يجب حمله على أنه سمع ذلك منه أو يجوز كونه رواية عن غيره عنه
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال أنا أبو عبد الله
458

الحسين بن يحيى بن عياش القطان قال ثنا زهير بن محمد قال ثنا عبد الرزاق عن
معمر عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه قال أمر النبي صلى الله عليه وآله
وسلم بقتل الوزغ وسماه فويسقا
أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن عبد الواحد بن محمد بن الحباب الدلال قال أنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا محمد بن يونس قال ثنا سعيد بن
عامر عن شعبة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم عن صيام أيام التشريق
اختلف الناس فيما ذكرناه وما هو مثله فقال أكثر العلماء الواجب في ذلك
حمله على أن الصحابي سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال قوم
يجوز أن يكون سمعه منه ويجوز كونه راويا له عن غيره والا ظهر هو القول
الأول وكذلك قول الصحابي حد ث أو أخبر أو قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فهو بمثابة قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بكذا وينهى
عن كذا والدليل عليه انه إذا قال هذه الأقاويل من عرفت معاصرته لرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وسماعه منه وتلقيه عنه وجب ان يكون ظاهر قوله مقتضيا
لسماع ذلك منه وإن حاز أن يكون قد حدث عنه ومن حمل ذلك على أنه مروي له
عنه يحتاج إلى دليل لأنه خلاف ظاهر الحال ويدل عليه أيضا ان الذي يقتضيه
ظاهر العدالة ان لا يقول الراوي من الصحابة أمر رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بكذا أو قال كذا الا وهو عالم متحقق لقول ما أضاف إليه وإذا روى له
الواحد والاثنان ذلك لم يكن عالما ولا متحققا لامره وقوله بل يجوز التوهم والظن فيه
فلا يجوز إضافة أمر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغلبة ظن فصار الظاهر من قول الصحابي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكذا علمه بأنه أمر وذلك
لا يحصل له بخبر الواحد الا أنه يلزم على هذا تجويز تواتر الاخبار عليه فيحصل
عالما بأنه أمر له من جهة التواتر وإن لم يكن سمع الامر منه ولا شك في أن بين قوله
459

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يأمر بكذا وبين قوله أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بكذا فرقا وإن ذكره للسماع لا يحتمل سواه وقوله أمر بكذا يحتمل اخباره
بالامر كما يحتمل سماعه وإن كان الظاهر ما قلناه من السماع صلى الله عليه وسلم
باب في حكم قول الصحابي أمرنا بكذا
ونهينا عن كذا ومن السنة كذا
هل يجب حمله على أمر الرسول الله صلى الله عليه وسلم ونهيه أو يجوز كونه أمرا
ونهيا له ولغيره
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا يحيى بن أبي طالب قال أنا عبد الوهاب بن عطاء قال أنا بن
عون عن حميد بن زاذويه عن أنس بن مالك قال أمرنا أو قال نهينا أن لا نزيد
أهل الكتاب على وعليكم
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري قال ثنا محمد بن يعقوب
الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني قال أنا عبد الوهاب قال ثنا بن عون عن
محمد بن سيرين أن أنس بن مالك قال نهينا ان يبيع حاضر لباد
أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا عبد الخالق بن
الحسن المعدل قال ثنا محمد بن سليمان بن الحارث قال ثنا مسلم بن إبراهيم
الأزدي قال ثنا شعبة بن الحجاج عن مسعر بن كدام عن وبرة بن عبد الرحمن عن
همام بن الحارث عن عبد الله بن مسعود قال إن من السنة الغسل يوم
الجمعة
قال أكثر أهل العلم يجب أن يحمل قول الصحابي أمرنا بكذا على أنه أمر
460

الله ورسوله وقال فريق منهم يجب الوقف في ذلك لأنه لا يؤمن ان يعني بذلك
أمر الأئمة والعلماء كما أنه يعني بذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والقول الأول أولى بالصواب
والدليل عليه ان الصحابي إذا قال أمرنا بكذا فإنما يقصد الاحتجاج لاثبات
شرع وتحليل وتحريم وحكم يجب كونه مشروعا
وقد ثبت انه لا يجب بأمر الأئمة والعلماء تحليل ولا تحريم إذا لم يكن ذلك
أمرا عن الله ورسوله وثبت ان التقليح لهم غير صحيح وإذا كان كذلك لم يجز ان
يقول الصحابي أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا ليخبر بإثبات شرع ولزوم حكم في الدين
وهو يريد أمر غير الرسول ومن لا يجب طاعته ولا يثبت شرع بقوله وانه متى أراد
أمر من هذه حاله وجب تقييده له بما يدل على أنه لم يرد أمر من يثبت بأمره شرع
وهذه الدلالة بعينها توجب حمل قوله من السنة كذا على أنها سنة الرسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم
فان قيل هل تفصلون بين قول الصحابي ذلك في زمن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم وبين قوله بعد وفاته قيل لا لأنا لا نعرف أحدا فصل بين ذلك
فأما إذا قال ذلك من بعد الصحابة فلا يمتنع ان يعني بذلك أمر الأئمة بذلك
الشئ وأمرهم حجة يجب اتباعها ويحرم مخالفتها وإن كان قد قالوه رأيا واجتهادا ولم
يسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه شئ فاجماع الأئمة على التحليل
والتحريم يثبت به الحكم كأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد يفصل بين
القائل لذلك من الصحابة وبين القائل له ممن بعدهم بأن القائل من الصحابة
وقد جعل له بحق معاصرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلقيه عنه والسماع
منه ومن بعده فليس كذلك فيحتمل أن يريد به أمر رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ويحتمل ان يريد به أمر غيره من أئمة الدين وأيضا فإنه إذا حمل قول القائل
أمرنا بكذا على أنه أمر من الأئمة بذلك الشئ فإنه قد تضمن ذلك كون النبي
صلى الله عليه وآله وسلم آمرا به لأنه قد ثبت أنه قد أمر بفعل ما اجتمعت الأمة
على الامر به ونهى عما نهت عنه وإنما يمنع من حمل ظاهر الرواية على أنه أمر من لا يثبت
بأمره ونهيه حكم من شرع ولا يجب به العمل وليس هذه حال أمر الأئمة بالشئ
461

باب في حكم قول الصحابي كنا نقول كذا
ونفعل كذا على عهد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم
هل يكون شرعا
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال انا إسماعيل بن علي
الخطبي قال ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال ثنا بشر بن شعيب بن
أبي حمزة أبو القاسم قال حدثني أبي عن الزهر قال أخبرني سالم بن عبد الله ان
عبد الله بن عمر قال انا قد كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي
أفضل أمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعده أبو بكر ثم عمر ثم
عثمان
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب الأصم قال ثنا يحيى بن أبي طالب قال أنا عبد الوهاب بن عطاء قال أنا
سعيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال كنا نفعله على عهد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يعني العزل
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي عمران البيع بالدينور
قال أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ قال أنا أبو عبد الرحمن
النسائي قال أنا عيسى بن حماد قال أنا الليث عن يزيد عن عبد الله بن عبد الله بن
عثمان ان عياض بن عبد الله بن سعد حدثه أن أبا سعيد الخدري قال كنا
نخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاعا من تمر أو صاعا من شعير
أو صاع أقط لا نخرج غيره
قول الصحابي كنا نقول كذا ونفعل كذا من ألفاظ التكثير ومما يفيد تكرار
الفعل والقول واستمرارهم عليه فمتى أضاف ذلك إلى زمن النبي صلى الله عليه
462

وآله وسلم على وجه كان يعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا ينكره وجب
القضاء بكونه شرعا وقام اقراره له مقام نطقه بالامر به ويبعد فيما كان يتكرر قول
الصحابة له وفعلهم إياه ان يخفى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقوعه ولا يعلم به ولا يجوز في صفة الصحابي ان يعلم إنكارا كان من النبي صلى
الله عليه وآله وسلم في ذلك فلا يرويه لان الشرع والحجة في إنكاره لا في فعلهم
لما ينكره وراوي ذلك إنما يحتج بمثل هذه الرواية في جعل الفعل شرعا ولا
يمكن في صفته رواية الفعل الذي ليس بشرع وتركه رواية إنكاره له الذي هو
الشرع فوجب ان يكون المتكرر في زمن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع
اقراره شرعا ثابتا لما قلناه
ومما يدل على ذلك ما أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل أحمد بن
محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال ثنا
سليمان بن حرب قال ثنا يزيد بن إبراهيم عن عمرو بن دينار قال قال بن عمر كنا
لا نرى بكراء الأرض بأسا حتى حدثنا رافع بن خديج ان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم نهى عن كراء الأرض فكان بن عمر يقول لقد نهى بن خديج عن
أمر نافع لنا
أفلا ترى ان بن عمر لم يستجز ان يذكر ما كانوا يفعلونه من استكراء
الأرض الا بالجمع بينه وبين حديث رافع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في
النهي عنه
ومتى جاءت رواية عن الصحابة بأنهم كانوا يقولون أو يفعلون شيئا ولم يكن
في الرواية ما يقتضي إضافة وقوع ذلك إلى زمن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم لم يكن حجة فلا دلالة على أنه حق الا ان يعلم جواز ذلك من جهة
الاجتهاد فيحكم به وإن علم أنه مذهب لجميع الأئمة وجب القطع على أنه شرع
ثابت يحرم مخالفته ويجب المصير إليه
463

باب القول في حكم الخبر يرويه
المحدث تارة زائدا وأخرى ناقصا
إذا كان المحدث قد روى خبرا فحفظ عنه ثم أعاد روايته على النقصان من
الرواية المتقدمة وحذف بعض منه فان الاعتماد على روايته الأولى والعمل بما
تقتضيه الزم وأولى
أخبرنا محمد بن علي بن الفتح الحربي قال أنا عمر بن إبراهيم المقرى قال ثنا
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا أبو خيثمة قال ثنا حفص بن غياث قال ثنا
عاصم عن أبي عثمان قال قلت له انك تحدثنا بالحديث فربما حدثتناه كذلك وربما
نقصته قال عليك بالسماع الأول
وإن كان لما أعاد روايته زاد في متنه وذكر ما لم يورده في الدفعة الأولى
فالحكم يتعلق بالرواية المتأخرة دون المتقدمة والعلة في الموضعين جميعا ان الزيادة
مقبولة من العدل ويحتمل ان يكون تعمد اختصار الحديث والحذف منه لما رواه
ناقصا وأورده في الدفعة الأخرى بكماله فلا تكون إحدى الروايتين مكذبة
للأخرى كما ذكرناه في رواية الحديث مرفوعا تارة وموقوفا أخرى ان ذلك لا يؤثر
ضعفا فيه
الله عز وجل
باب القول في حكم خبر العدل إذا انفرد برواية زيادة فيه لم يروها غيره
قال الجمهور من الفقهاء وأصحاب الحديث زيادة الثقة مقبولة إذا انفرد
بها ولم يفرقوا بين زيادة يتعلق بها حكم شرعي أو لا يتعلق بها حكم وبين زيادة
توجب نقصانا من أحكام تثبت بخبر ليست فيه تلك الزيادة وبين زيادة توجب
464

تغيير الحكم الثابت أو زيادة لا توجب ذلك وسواء كانت الزيادة في خبر رواه راويه
مرة ناقصا ثم رواه بعد وفيه تلك الزيادة أكانت الزيادة قد رواها غير ولم يروها
هو
وقال فريق ممن قبل زيادة العدل الذي ينفرد بها إنما يجب قبولها إذا أفادت
حكما يتعلق بها وأما إذا لم يتعلق بها حكم فلا وقال آخرون يجب قبول الزيادة من جهة اللفظ دون المعنى
وحكى عن فرقة مما ينتحل مذهب الشافعي انها قالت تقبل الزيادة من الثقة
إذا كانت من جهة غير الراوي فأما إن كان هو الذي روى الناقص ثم روى
الزيادة بعد فإنها لا تقبل
وقال قوم من أصحاب الحديث زيادة الثقة إذا انفرد بها غير مقبولة ما لم
يروها معه الحفاظ وترك الحفاظ لنقلها وذهابهم عن معرفتها يوهنها ويضعف أمرها
ويكون معارضا لها
والدي نختاره من هذه الأقوال ان الزيادة الواردة مقبولة على كل الوجوه
ومعمول بها إذا كان راويها عدلا حافظا ومتقنا ضابطا
والدليل على صحة ذلك أمور أحدها اتفاق جميع أهل العلم على أنه لو
انفرد الثقة بنقل حديث لم ينقله غيره لوجب قبوله ولم يكن ترك الرواة لنقله ان كانوا
عرفوه وذهابهم عن العلم به معارضا له ولا قادحا في عدالة راويه ولا مبطلا له
وكذلك سبيل الانفراد بالزيادة
فان قيل ما أنكرت ان يكون الفرق بين الامرين انه غير ممتنع سماع الواحد
الحديث من الراوي وحده وانفراده به ويمتنع في العادة سماع الجماعة لحديث واحد
وذهاب زيادة فيه عليهم ونسيانها الا الواحد بل هو أقرب إلى الغلط والسهو منهم
فافترق الأمران قلت هذا باطل من وجوه غير ممتنعة
465

أحدها ان يكون الراوي حدث بالحديث في وقتين وكانت الزيادة في أحدهما
دون الوقت الآخر ويحتمل أيضا ان يكون قد كرر الراوي الحديث فرواه أولا
بالزيادة وسمعه الواحد ثم اعاده بغير زيادة اقتصارا على أنه قد كان أتمه من قبل
وضبطه عنه من يجب العمل بخبره إذا رواه عنه وذلك غير ممتنع وربما كان الراوي
قد سها عن ذكر تلك الزيادة لما كرر الحديث وتركها غير متعمد لحذفها ويجوز أن
يكون ابتدأ بذكر ذلك الحديث وفي أوله الزيادة ثم دخل داخل فأدرك بقية الحديث
ولم يسمع الزيادة فنقل ما سمعه فيكون السامع الأول قد وعاه بتمامه
وقد روى مثل هذا في خبر جرى الكلام فيه بين الزبير بن العوام وبين بعض
الصحابة
أخبرناه أبو الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة قال ثنا علي بن
إسحاق المادرائي قال ثنا جنيد بن حكيم قال حدثنا مصعب يعني بن عبد الله
الزبيري قال ثنا الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن
عروة عن عبد الله بن عروة عن أبيه قال سمع الزبير رجلا يحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فلما فرغ الرجل من حديثه قال له الزبير هل سمعت هذا
من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال نعم قال صدقت ولكنك كنت
يومئذ غائبا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث عن رجال من أهل
الكتاب فجئت في آخر الحديث ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث
فحسبت انه يحدث عن نفسه هذا ومثله يمنعنا من الحديث عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم
وكذلك روى عن زيد بن ثابت أنه قال لرافع بن خديج في روايته عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم النهي عن كراء المزارع
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل وأبو الفتح هلال بن
محمد بن جعفر الحفار قال إبراهيم حدثنا وقال هلال انا الحسين بن يحيى ين
466

عياش القطان قال حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قال ثنا يزيد بن زريع
عن عبد الرحمن بن إسحاق ح وأخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد
الواحد الهاشمي قال ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي قال ثنا أبو داود
سليمان بن الأشعث قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا بن علية قال أبو داود وثنا
مسدد قال ثنا بشر يعني بن المفضل المعني عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي
عبيدة بن محمد بن عمار عن الوليد بن أبي الوليد عن عروة بن الزبير قال قال زيد
بن ثابت يغفر الله لرافع بن خديج انا والله أعلم بالحديث منه إنما أتاه رجلان قال
مسدد من الأنصار ثم اتفقا قد اقتتلا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن كان
هذا شأنكم فلا تكروا المزارع زاد مسدد فسمع قوله تكروا المزارع
واللفظ لحديث أبي داود ويجوز
أن يسمع من الراوي الاثنان والثلاثة فينسى اثنان منهما الزيادة
ويحفظها الواحد ويرويها ويجوز أن يحضر الجماعة سماع الحديث فيتطاول حتى
يغشى النو بعضهم أو يشغله خاطر نفس وفكر قلت في أمر آخر فيقتطعه عما سمعه غيره وربما عرض لبعض سامعي الحديث أمر يوجب القيام ويضطره إلى ترك
استتمام الحديث وإذا كان ما ذكرناه جائزا فسد ما قاله المخالف
أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر الامام بأصبهان قال ثنا سليمان بن أحمد بن
أيوب الطبراني قال ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قال سليمان وثنا معاذ
بن المثنى قال ثنا محمد بن كثير قال ثنا سفيان عن جامع بن شداد أبي صخرة
المحاربي عن صفوان بن محرز المازني عن عمران بن حصين قال اتى نفر من بني
تميم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم فقالوا قد
بشرتنا فأعطنا فرئي ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء نفر من
أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث ببدء الخلق والعرش فجاء رجل
فقال يا عمران راحلتك فقمت فليتني لم أقم
467

ويدل أيضا على صحة ما ذكرناه ان الثقة العدل يقول سمعت وحفظت ما لم
يسمع الباقون وهم يقولون ما سمعنا ولا حفظنا وليس ذلك تكذيبا له وإنما هو
أخبار عن عدم علمهم بما علمه وذلك لا يمنع علمه به
ولهذا المعنى وجب قبول الخبر إذا انفرد به دونهم ولاجله أيضا قبلت الزيادة
في الشهادة إذا شهدوا جميعا بثبوت الحق وشهد بعضهم بزيادة حق آخر وبالبراءة
منه ولم يشهد الآخرون
واما علة من اعتل في ترك قبولها ببعد ذهابها عن الجماعة وحفظ الواحد لها
فقد بينا فسادها فيما تقدم وجواز ذلك من غير وجه
وأما فصل من فصل بين أن تكون الزيادة موجبة لحكم أو غير موجبة له فلا
وجه له لأنه إذا وجب قبولها مع ايجابها حكما زائدا فبأن تقبل إذا لم توجب زيادة
حكم أولى لان ما يثبت به الحكم أشد في هذا الباب
ومن الأحاديث التي تفرد بعض رواتها بزيادة فيها توجب زيادة حكم
ما أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني الحافظ بنيسابور قال أنا أبو
عمرو بن حمدان قال ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه قال حدثنا أبو كريب قال
ثنا بن أبي زائدة عن سعد بن طارق قال حدثني ربعي بن حراش عن حذيفة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضلنا على الناس بثلاث جعلت
صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا
إذا لم نجد الماء وذكر خصلة أخرى قوله وجعلت تربتها لنا طهورا زيادة لم
يروها فيما أعلم غير سعد بن طارق عن ربعي بن حراش فكل الأحاديث لفظها
وجعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا عثمان بن أحمد الدقاق قال ثنا الحسن بن
468

مكرم بن حسان قال ثنا عثمان بن عمر قال ثنا مالك بن مغول عن الوليد بن
العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة في أول وقتها ثم
أي قال الجهاد في سبيل الله قلت ثم أي قال بر الوالدين
قوله في أول وقتها زيادة لا نعلم رواها في حديث بن مسعود الا عثمان بن
عمر عن مالك بن مغول وكل الرواة قالوا عن مالك الصلاة لوقتها
وأما فصل من فصل بين أن تكون الزيادة في الخبر من رواية رواية بغير زيادة
وبين أن تكون من رواية غيره فإنه لا وجه له لأنه قد يسمع الحديث متكررا تارة
بزيادة وتارة بغير زيادة كما يسمعه على الوجهين من راويين وقد ينسى
الزيادة تارة فيرويه بحذفها مع النسيان لها والشك فيها ويذكرها فيرويها مع الذكر
واليقين وكما أنه لو روى الحديث ونسيه فقال لا أذكر أني رويته وقد حفظ عنه ثقة
وجب قبوله برواية الثقة عنه فكذلك هذا وكما لو روى حديثا مثبتا لحكم وحديثا
ناسخا له وجب قبولهما فكذلك حكم خبره إذا رواه تارة زائدا وتارة ناقصا وهذه
جملة كافية
باب في وجوب اطراح المنكر والمستحيل من الأحاديث
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا علي بن
محمد بن أحمد المصري قال ثنا يحيى بن أيوب العلاف قال سمعت يحيى بن بكير
يقول حدثني زين بن شعيب المعافري عن أبي شريح عن شراحيل بن يزيد عن
مسلم بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون
دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تعرفوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم
469

وإياهم ان يضلوكم أو يفتنوكم قال يحيى بن بكير وكان مالك بن أنس
يعجب بزين بن شعيب المعافري
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال ثنا أبو العباس محمد
يعقوب الأصم قال ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني بمصر قال حدثني إدريس بن يحيى
عن بكر بن مضر عن عمارة بن غزية عن عبد الملك بن سعيد بن سويد عن أبي
أسيد أو عن أبي حميد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا سمعتم
الحديث عني تعرفه قلوبكم وتلين له أشعاركم وأبشاركم وترون انه منكم قريب فأنا
أولاكم به وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم
وترون انه منكم بعيد فانا أبعدكم منه
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال ثنا أبو العباس محمد بن نصر بن
مكرم المعدل وأحمد بن إبراهيم بن شاذان قالا ثنا أبو بكر بن أبي داود قال ثنا
المسيب بن واضح قال ثنا سليم أبو مسلم المكي وهو بن مسلم عن يونس بن يزيد
عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ما حدثتم عني مما تعرفونه فخذوه وما حدثتم عني مما تنكرونه فلا
تأخذوا به قال فإني لا أقول المنكر ولست من أهله صلى الله عليه وآله
وسلم
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل قال ثنا أحمد بن كامل القاضي قال
ثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال ثنا محمد بن عبيد يعني المحاربي قال ثنا
صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال سيأتيكم عني أحاديث مختلفة فما جاءكم
470

موافقا لكتاب الله وسنتي فهو مني وما جاءكم مخالفا لكتاب الله تعالى
وسنتي فليس مني
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق البزاز قال أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن
سنقة بقراءتي عليه قال ثنا الحسن بن الطيب الشجاعي قال ثنا قتيبة قال ثنا
الربيع عن سيار أبي المنهال عن أبي العالية قال لا تقوم الساعة حتى يمشي إبليس في
الطرق والأسواق فيقول حدثني فلان عن فلان عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم بكذا أو كذا
أخبرني محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد قال أنا أحمد بن علي
الابار قال حدثني عبد الرحيم بن خازم البلخي قال ثنا الحكم الخاستي قال سمعت
حماد بن زيد يقول وضعت الزنادقة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثنى
عشر الف حديث
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه قال ثنا محمد بن خلف بن
جيان الخلال قال ثنا الحسين بن إسماعيل قال ثنا أبو أمية الطرسوسي قال ثنا
سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن جعفر بن سليمان قال سمعت المهدي
يقول أقر عندي رجل من الزنادقة انه وضع أربعمائة حديث فهي تجول في أيدي
الناس
أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل قال أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه
قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو نعيم قال ثنا سفيان عن أبيه قال قال الربيع بن
خثيم ان من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار نعرفه وإن من الحديث حديثا
له ظلمة كظلمة الليل ننكره
471

كتب إلينا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي وحدثناه محمد بن يوسف
النيسابوري عنه قال ثنا أبو الميمون البجلي قال ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو
النصري قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال ثنا الوليد بن مسلم قال سمعت
الأوزاعي يقول كنا نسمع الحديث ونعرضه على أصحابنا كما نعرض الدرهم
الزائف فما عرفوا منه أخذناه وما أنكروا منه تركناه
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج بن أحمد ثنا أحمد بن علي الابار
قال قال أبو غسان يعني زنيجا قال جرير كنت إذا سمعت الحديث جئت به إلى
المغيرة فعرضته عليه فما قال لي القه ألقيته
باب ذكر ما يقبل فيه خبر الواحد وما لا يقبل فيه
خبر الواحد لا يقبل في شئ من أبواب الدين المأخوذ على المكلفين العلم بها
والقطع عليها والعلة في ذلك أنه إذا لم يعلم أن الخبر قول رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم كان أبعد من العلم بمضمونه فأما ما عدا ذلك من الاحكام التي
لم يوجب علينا العلم بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قررها وأخبر عن الله عز
وجل بها فان خبر الواحد فيها مقبول والعمل به واجب ويكون ما ورد فيه شرعا
لسائر المكلفين ان يعمل به وذلك نحو ما ورد في الحدود والكفارات وهلال
رمضان وشوال وأحكام الطلاق والعتاق والحج والزكاة والمواريث والبياعات
والطهارة والصلاة وتحريم المحظورات
ولا يقبل خبر الواحد في منافاة حكم العقل وحكم القرآن الثابت المحكم
والسنة المعلومة والفعل الجاري مجرى السنة كل دليل مقطوع به وإنما يقبل به فيما
لا يقطع به مما يجوز ورود التعبد به كالاحكام التي تقدم ذكرنا لها وما أشبهها مما لم
نذكره
472

باب القول في تعارض الاخبار وما يصح
التعارض فيه وما لا يصح
حدثت عن أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الحافظ
قال سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول لا أعرف انه روى عن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثان بإسنادين صحيحين متضادان فمن كان
عنده فليأت به حتى أؤلف بينهما
حدثني محمد بن عبيد الله المالكي انه قرئ على القاضي أبي بكر محمد بن
الطيب قال الاخبار على ضربين ضرب منها يعلم أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم تكلم به إما بضرورة أو دليل ومنها مالا يعلم كونه متكلما به وكل
خبرين علم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تكلم بهما فلا يصح دخول التعارض
فيهما على وجه وإن كان ظاهرهما متعارضين لان معنى التعارض بين الخبرين والقرآن
من أمر ونهي وغير ذلك أن يكون موجب أحدهما منافيا لموجب الآخر وذلك يبطل
التكليف ان كانا أمرا ونهيا وإباحة وحظرا أو يوجب كون أحدهما صدقا والآخر
كذبا ان كانا خبرين والنبي صلى الله عليه وآله وسلم منزه عن ذلك أجمع
معصوم منه باتفاق الأمة وكل مثبت للنبوة وإذا ثبت هذه الجملة وجب متى علم أن
قولين ظاهرهما التعارض ونفي أحدهما لموجب الآخر أن يحمل النفي والاثبات
على أنهما في زمانين أو فريقين أو على شخصين أو على صفتين مختلفتين هذا ما لا بد
منه مع العلم بإحالة مناقضته صلى الله عليه وآله وسلم في شئ من تقرير الشرع
والبلاغ وهذا مثل ان يعلم أنه قال الصلاة واجبة على أمتي وقال أيضا ليست
بواجبه أو الحج واجب على زيد هذا وهو غير واجب عليه وقد نهيت عن الفعل
ولم انه عنه وهو مطيع لله فيه وهو عاص به وأمثال ذلك فيجب أن يكون المراد
بهذا أو نحوه انه آمر للأمة بالصلاة في وقت وغير آمر لها بها في غيره وآمر لها بها إذا
473

كانت متطهرة ونهيها إذا كانت محدثة وآمل لزيد بالحج إذا قدر وغير آمر إذا لم
يقدر فلا بد من حمل ما علم أنه تكلم به من التعارض على بعض هذه الوجوه
وليس يقع التعارض بين قوليه الا بان يقدر كونه آمر بالشئ وناهيا عنه لمن أمر به
على وجه ما امره به وذلك إحالة في وصفه
باب القول في ترجيح الاخبار
ما أوجب العلم من الاخبار لا يصح دخول التقوية والترجيح فيه لان
المعلومين إذا تعارضا استحال تقوية أحدهما على الآخر إذ العلوم كلها تتعلق بسائر
المعلومات على طريقة واحدة لا يصح التزايد والاختلاف فيها
واما ما لا يوجب من الاخبار دخول التقوية والترجيح
فيها إذا لم يمكن الجمع بينها في الاستعمال لتعارضها في الظاهر وإنما يصبح دخول
الترجيح فيما لأنها تقتضي غلبة الظن دون العمل والقطع ومعلوم ان الظن يقوي
بعضه على بعض عند كثرة الأحوال والأمور المقوية لغلبته فصح بذلك تقوية أحد
الخبرين على الآخر بوجه من الوجوه فتارة بكثرة الرواة وتارة بعدالتهم وشدة
ضبطهم وتارة بما يعضد أحد الخبرين من الترجيحات التي نذكرها بعد إن شاء الله
وكل خبر واحد دل العقل أو نص الكتاب أو الثابت من الاخبار أو الاجماع أو
الأدلة الثابتة المعلومة على صحته وجد خبر آخر يعارضه فإنه يجب اطراح ذلك
المعارض والعمل بالثابت الصحيح اللازم لان العمل بالمعلوم واجب على كل
حال
أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال أنا محمد بن نعيم الضبي قال ثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه البخاري قال ثنا عبد العزيز بن حاتم قال ثنا علي
بن الحسن بن شقيق قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول إجماع الناس على شئ
474

أوثق في نفسي من سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن
مسعود
فمما يوجب تقوية أحد الخبرين المتعارضين وترجيحه على الآخر سلامته في
متنه من الاضطراب وحصول ذلك في الآخر لان الظن بصحة ما سلم متنه من
الاضطراب يقوي ويضعف في النفس سلامة ما اختلف لفظ متنه
وإن كان اختلافا يؤدي إلى اختلاف معنى الخبر فهو آكد واظهر في اضطرابه
وأجدر أن يكون راويه ضعيفا قليل الضبط لما سمعه أو كثير التساهل في تغيير لفظ
الحديث وإن كان اختلاف اللفظ لا يوجب اختلاف معناه فهو أقرب من الوجه
الأول غير أن ما لم يختلف لفظه أولى بالتقديم عليه
فان قيل يجب أن تكون رواية الزيادة في المتن اضطرابا قلنا لا يجب ذلك لأنه
في معنى خبرين منفصلين على ما بيناه وإن عرف محدث بكثرة الزيادات
في الأحاديث التي يرويها الجماعة الحفاظ بغير زيادة وسبق إلى الظن قلة ضبطه وتساهله
بالتغيير والزيادة قدم خبر غيره عليه
ومما يوجب ذلك أيضا ان يكون سنده عاريا من الاضطراب وسند الآخر
مضطربا واضطراب السند أن يذكر راويه رجالا فيلبس أسماءهم وانسابهم ونعوتهم
تدليسا للرواية عنهم وإنما يفعل ذلك غالبا في الرواية عن الضعفاء
وقد يرجح أحد الخبرين بان يكون مرويا في تضاعيف قصة مشهورة متداولة
معروفة عند أهل النقل لان ما يرويه الواحد مع غيره أقرب في النفس إلى الصحة
مما يرويه الواحد عاريا عن قصة مشهورة
وقد يرجح أيضا بضبط راويه وحفظه وقلة غلطه لا الظن يقوى بذلك
أخبرنا محمد بن جعفر بن علان الوراق قال أنا أبو الفتح محمد بن الحسين
الأزدي قال ثنا أبو يعلى أحمد بن علي قال ثنا الحارث بن سريج قال سمعت عبد
الرحمن بن مهدي يقول إنما يستدل على حفظ المحدث إذا لم يختلف عليه الحفاظ
475

ويرجح أيضا بأن يقول راويه سمعت فلانا ويقول راوي الآخر كتب
إلى فلان لان المخبر عن السماع والتلقي إذا كان ضابطا أبعد عن الغلط فيما
سمعه والآخر يخبر عن كتاب يجوز دخول التحريف والغلط فيه
ويرجع أيضا بأن يكون أحدهما منسوبا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ومرفوعا إليه والآخر مختلفا فيه فيروي تارة مرفوعا وأخرى موقوفا لان ما كان
مختلفا فيه أمكن ان لا يكون مرفوعا ولا يمكن مثل ذلك فيما أجمع انه عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
ويرجع بان يكون أحدهما قد اختلف النقلة على راويه فمنهم من يروي عنه
الحديث في اثبات حكم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم من يرويه عنه
في نفى ذلك الحكم والآخر لم يختلف نقلته في أنه روى أحدهما
ويرجح بأن يكون راوي الخبر من هو صاحب القصة والآخر ليس كذلك
وهذا نحرواية ميمونة بنت الحارث قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ونحو حلالان فوجب تقديم خبرها على خبر بن عباس ان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم تزوجها وهو محرم لأنها اعرف بالقصة
ويرجح بان يوافق مسند المحدث مرسل غيره من الثقات فيجب ترجيح ما
اجتمع فيه الاتصال والارسال على ما انفرد عن ذلك
ويرجح بان يطابق أحد المتعارضين عمل الأمة بموجبه لجواز أن تكون عملت
بذلك لأجله ولم تعمل بموجب الآخر لعلة فيه
ويرجح بكثرة الرواة لاحد الخبرين لان الغلط عنهم والسهو أبعد وهو إلى
الأقل أقرب ويرجح بان يكون رواته فقهاء لان عناية الفقيه بما يتعلق من الاحكام
أشد من عناية غيره بذلك
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المروروذي قال ثنا محمد بن
476

عبد الله بن محمد الحافظ بنيسابور قال ثنا أبو الطيب محمد بن أحمد المذكر قال ثنا
إبراهيم بن محمد المروزي عن علي بن خشر قال قال لنا وكيع أي الاسنادين أحب
إليكم الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن
علقمة عن عبد الله فقلنا الأعمش عن أبي وائل فقال يا سبحان الله الأعمش
شيخ وأبو وائل شيخ وسفيان فقيه ومنصور فقيه وإبراهيم فقيه وعلقمة
فقيه وحديث تداوله الفقهاء خير من أن يتداوله الشيوخ
أخبرني علي بن أبي علي البصري قال ثنا محمد بن خلف بن محمد الخلال قال
ثنا محمد بن هارون بن حميد قال ثنا إبراهيم بن سعيد قال سمعت وكيعا يقول
حديث الفقهاء أحب إلي من حديث المشايخ
ويرجح بأن يكون أحد الخبرين خارجا على وجه البيان للحكم والآخر ليس
كذلك وهذا نحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيما إهاب دبغ فقد
طهر ولم يفصل بين جلد ما يؤكل لحمه وما لا يؤكل فهو مقدم على ما روى
عنه من نهيه عن جلود السباع ان تفترش لأنه لم يقصد بذلك النهي بيان نجاستها
بل يجوز ان يكون نهى عذلك لان في افتراشها خيلاء وتشبها بملوك الأعاجم
وليس في الخبر تصريح بنجاستها فوجب تقديم خبر الدباغ
أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن حيان قال ثنا
عبد الله بن محمد بن يعقوب قال ثنا أبو حاتم يعني الرازي قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى
قال قال لي محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله الأصل قرآن وسنة فإن لم
يكن فقياس عليهما وإذا اتصل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وصح الاخذ منه فهو سنة والاجماع أكبر من الخبر المفرد والحديث على
477

ظاهره فإذا احتمل المعاني فما أشبه منها ظاهره أولاها به وإذا تكافأت الأحاديث
فأصحها إسنادا أولاها وليس المنقطع بشئ ما عدا منقطع بن المسيب ولا يقاس
أصل على أصل ولا يقال لأصل نم وكيف
وإنما يقال للفرع لم فإذا صح قياسه على الأصل صح وقامت به الحجة
في آخر نسخة صف نقلا عن خاتمة الأصل الذي نقلت عنه ما لفظه هذا آخر كتاب الكفاية في علم الرواية والحمد لله رب العالمين والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين
478