الكتاب: الأربعين في الجهاد
المؤلف: المقرئ
الجزء:
الوفاة: ٦١٨
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: بدر عبد الله البدر
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٣
المطبعة:
الناشر: دار ابن حزم - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

كتاب
الأربعين
في الجهاد والمجاهدين
تأليف
عفيف الدين أبي الفرج محمد بن عبد الرحمن المقرئ
(517 - 618 ه)
ويليه
كتاب الأربعين العشارية
تأليف
الحافظ أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي
(725 - 806 ه)
حققهما وخرج أحاديثهما
بدر بن عبد الله البدر
دار ابن حزم
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
1413 ه - 1992 م
دار ابن حزم
للطباعة والنشر والتوزيع بيروت - ص. ب: 6366 / 14
2

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا فضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله.
أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي
محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة،
وكل ضلالة في النار.
وبعد، فهذا كتابان جديدان ضمن سلسلتنا التي بدأنا إصدارها تحت
اسم " من الأجزاء الحديثية، كتب الأربعينات "، والتي أصدرنا منها " كتاب
الأربعين حديثا " للآجري، وكتاب " الأربعين من مسانيد المشايخ العشرين عن
الأصحاب الأربعين " لأبي سعد القشيري، وقد نشرتهما مكتبة المعلا بالكويت،
وقد تأخر نشر الكتابين اللذين بين يدي القارئ الكريم، فقد أنهيت تحقيقهما
منذ ما يربو على الأربع سنوات، وذلك لظروف خارج إرادتنا ليقضي الله أمرا
كان مفعولا، فيسر الله عز وجل الآن نشرهما، فلله الحمد والمنة.
3

فكما يسر الله نشرهما أرجو أن ييسر الاستفادة منهما وأن يجعلهما في
صالح أعمالنا وأن يتقبلهما منا يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم.
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكتبه
بدر بن عبد الله البدر
في الثامن والعشرين من ذي العقدة
من سنة 1412 ه
4

كتاب
الأربعين
في الجهاد والمجاهدين
تأليف
عفيف الدين أبي الفرج محمد بن عبد الرحمن المقرئ
(517 - 618 ه)
5

[...]
6

ترجمة المصنف
عفيف الدين أبو الفرج، محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز
الواسطي السفار المقرئ.
ولد سنة 517 بواسط.
قدم بغداد، وروى عن عدة من مشايخها، واشتغل بالتجارة مدة،
وعاد إلى واسط وأقام بها، ثم قدم بغداد، وحدث بها في سنة أربع وثمانين
و خمسمائة، وخرج إلى الشام وحدث في طريقه، وأقام بدمشق مدة يقرأ
عليه، ورجع إلى الموصل و استوطنها.
كان يكتب لنفسه و يكتب له: " خادم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
من مشايخه:
1 - أبو جعفر النقيب، أحمد بن محمد بن العزيز بن علي بن إسماعيل
العباسي المكي. (468 - 554 ه). السير (20: 331 - 332).
2 - أبو الوقت، عبد الأول بن عيسى بن شعيب عن إبراهيم بن إسحاق
السجزي. (458 - 553 ه). السير (20: 303 - 311).
3 - أبو ياسر الطحان، عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي ياسر عبد الوهاب بن
علي بن أبي حبة البغدادي (516 - 588 ه). السير (21: 227 - 228).
4 - أبو المعالي، عمر بن بنيمان البغدادي.
(؟ - 563 ه). السير (20: 475).
5 - أبو المظفر بن التريكي، محمد بن أحمد بن علي بن الحسين الهاشمي
العباسي. (470 - 555 ه). السير (20: 359).
7

6 - أبو الفتح ابن البطي، محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان
البغدادي الحاجب. (477 - 564 ه). السير (20: 481 - 438).
7 - أبو منصور، مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن الحصين الشيباني.
(؟ - 555 ه). السير (20: 362). 8 - أبو المظفر بن الشبلي، هبة الله بن أحمد بن محمد، البغدادي القصار
الدقاق. (470 - 557 ه). السير (20: 393 - 394).
من تلاميذه:
1 - أبو المحامد القوصي، إسماعيل بن حامد بن عبد الرحمن بن مرجى بن
المؤمل الأنصاري. (574 - 653 ه). السير (23: 288 - 289).
2 - تاج الدين، عبد الوهاب بن زين الأمناء الحسن بن محمد بن الدمشقي.
(ت 660). الشذرات (5: 302).
3 - أبو الخطاب بن خليل: محمد بن أحمد بن خليل السكوني الأندلسي.
(؟ - 652 ه). السير (23: 299).
4 - أبو عبد الله الدبيثي: محمد بن سعيد بن يحيى بن علي بن حجاج
الواسطي الشافعي. (558 - 637 ه). السير (23: 68 - 69).
5 - زكي الدين أبو عبد الله البرزالي: محمد بن يوسف بن محمد بن أبي
يداس الإشبيلي: (577 - 636 ه). السير (23: 55 - 57).
أقوال العلماء فيه:
قال المنذري: الشيخ الأجل.
وقال الذهبي: الشيخ المقرئ، له اعتناء ما بالحديث، وتعرف
سماعاته.
توفي في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة و ستمائة
بالموصل، ودفن بها.
مصادر ترجمته:
ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي (2: 42 - 43).
8

التكملة لوفيات النقلة للمنذري (3: 47 - الترجمة 1817).
سير أعلام النبلاء (22: 159).
تاريخ الإسلام (ص 381 - 382 - الطبقة الثانية والستون).
المختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي (1: 68)، وجميعها
للذهبي.
9

مصادر المصنف في كتابه
أسند المصنف جل أحاديثه من طريق بعض أصحاب المصنفات
الحديثية، وهم:
1 - مالك بن أنس [ت 179] روى عنه الحديث رقم (32).
2 - أحمد بن محمد بن حنبل [ت 241] روى عنه الأحاديث (12،
16، 20، 24، 26، 28).
3 - عبد بن حميد [ت 249] روى عنه الحديث رقم (9). 4 - أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الدارمي [ت 255] روى عنه
الأحاديث (5، 13، 17، 21، 25، 29، 31، 33، 35، 36، 38، 40).
5 - محمد بن إسماعيل البخاري [ت 256] روى عنه الأحاديث (1،
7، 11، 15، 19، 23، 27).
6 - الحسن بن عرفة [ت 257] روى عنه الحديث رقم (10).
7 - مسلم بن الحجاج: روى عنه الأحاديث (34، 37، 39).
8 - عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي [ت 317] روى عنه
الحديث رقم (2).
9 - سليمان بن أحمد الطبراني [ت 360] روى عنه الحديث رقم (4).
10 - محمد بن الحسين الآجري [ت 360] روى عنه الحديث رقم (8).
11 - محمد بن جعفر بن محمد بن الهيثم الأنباري [ت 360] روى
عنه الحديث رقم (18).
10

12 - محمد بن عبد الرحمن المخلص [ت 393] روى عنه الأحاديث
(2، 14، 30).
13 - علي بن محمد بن عبد الله بن بشران [ت 415] روى عنه
الحديث رقم (32).
14 - أحمد بن عبد الله أبو نعيم الأصبهاني [ت 430] روى عنه
الحديث رقم (4).
15 - عبد الملك بن عبد الله بن بشران [ت 430] روى عنه الحديث
رقم (8).
11

إثبات نسبة الكتاب لمصنفه
و وصف النسخة الخطية ومنهج التحقيق
أولا: إثبات نسبة الكتاب لمؤلفه:
لم أجد فيما اطلعت عليه من المصادر التي ترجمت للمصنف ذكرا
لهذا الكتاب، وحتى الذين ترجموا له لم يذكروا له أي مصنف له.
ولكن ورد في أخر النسخة الخطية سماعان لبعض العلماء لهذه
النسخة، فنذكر بعضهم علس سبيل المثال:
1 - أبو بكر النشبي، محمد بن علي بن المظفر بن القاسم الدمشقي
(591 - 670 ه) ترجمه الذهبي في " العبرة " (5: 294) وعنه ابن العماد
في " الشذرات " (5: 333).
2 - أبو الفضائل، مجد الدين، يوسف بن محمد بن عبد الله المصري
الدمشقي، (640 - 685 ه) ترجمه الذهبي في " معجم الشيوخ " (2:
392) وقال: " الإمام المحدث، الصالح، المجود البارع، بقية السف ".
و ترجمه كذلك في " العبر " (5: 356) إلا أنه ذكر فيه أنه توفي سنة
(687 ه)، وقال فيه: " الكاتب المجود المحدث البارع ".
3 - أبو محمد الغساني، عبد الله بن يحيى (ت 682 ه) ترجمه
الذهبي في " العبر " (5: 338) وقال: " المحدث المتقن... صار من أعيان
الطلبة مع العبادة والتواضع ".
4 - أبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي علي بن عمر، الكردي
الحميدي (620 ه).
12

ترجمه المنذري في " التكملة " (3: 97) وقال: " القاضي الأجل
الفقيه... كان فاضلا وقورا، ذا سمت حسن ".
ثم إن في آخر النسخة كذلك سماعا على المؤلف، و تحته خطه
مصححا له.
ثانيا: وصف النسخة الخطية:
توفرت لدي صورة عن النسخة الخطية من هذا الكتاب، و أصلها
محفوظ في دار الكتب الظاهرية كما في فهرس المنتخب من مخطوطات
الحديث للشيخ الألباني (ص 190)، و هي تقع في تسع ورقات، في كل
ورقة وجهان، و خطها لا بأس به، إلا أن في بعض المواضع سواد لم يمكني
من قراءة بعض الكلمات، والبعض الآخر استطعت قراءته بصعوبة، فلله
الحمد و المنة.
ثالثا: منهج التحقيق:
أخرج المصنف جل أحاديث كتابه من طريق أصحاب بعض
المصنفات الحديثية - كالبخاري في " صحيحه "، ومسلم في " صحيحه "
كذلك، و الدارمي في " مسنده "، و كذا آخرين، فكان لزاما علي أن أعزو
الحديث إلى مظانه من تلك المصادر، وبعض الأحاديث أخرجها من طريق
أصحاب مصنفات آخرين لم أتمكن - في الوقت الحاضر - العزو إليها،
كالحافظ المخلص محمد بن عبد الرحمن، وكالحافظ أبي القاسم
عبد الملك بن بشران، والصنف الثالث من الأحاديث أسندها بأسانيد لنفسه.
هذا، و كذلك عزوت أحاديث إلى مصادر أخرى من كتب السنة غير
التي أسند أحاديث من طريقها، مع الكلام على أسانيدها - ما لم تكن في
" الصحيحين " - وذكرت متابعات لها وشواهد و ذلك إن اقتض المقام ذلك.
مستأنسا بأقوال أهل العلم في الحكم على أسانيد أحاديثه.
13

ثم ذيلت الكتاب بفهرسين الأول أحاديث الكتاب، والثاني للأعلام
الذين ورد ذكرهم في أسانيد و متون الأحاديث.
هذا، وأرجوا من العلي القدير أن أكون موفقا في عملي، راجيا منه
قبوله، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
14

صورة الورقة الأولى من النسخة الخطية
ويظهر عليها اسم الكتاب
15

صورة الورقة الأولى من الكتاب
16

صورة آخر الكتاب
17

صورة السماعات في آخر النسخة الخطية
18

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المرجو عفوه، المخوف سطوه، المطلوب فضله، المأمول
طوله، أحمد حمد الشاكر لالآئه، المستزيد من نعمائه، وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ادخرها للفاقة، وأرجو النجاة بها في
الحاقة، وأشهد أن محمدا عبده المنتجب، ورسوله المنتخب، المبعوث إلى
كافة العجم والعرب، لإقامة الحجة وإزالة الريب، صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه صلاة يحلهم بها أعلى الرتب، وتدوم عليه وعليهم دوام أحقب.
وبعد، فلما رأى الفقير إلى عفو الله الراجي رحمته السائل مغفرته،
توفر همم سادة رواة الحديث على جمع الأربعينات في القديم والحديث،
رجاء موعود جزيل الاجر، وجليل الذخر، والاتصاف بالعلم في الآخرة، إذ
هو من أسنى الصفات الفاخرة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من حفظ على أمتي أربعين
حديثا من أمر دينها حشره الله يوم القيامة فقيها عالما " (1). أحب حبه لهم أن
يحشر في زمرتهم - وإن اعترف بالتقصير عن رتبتهم - بجمع أربعين حديثا
من رواياته وانتخبها من مسنداته جعلها في فضل الجهاد والمجاهدين
لما فيه من إعزاز الإسلام ونصرة الدين لتتوافر الدواعي عليه لمسيس الحاجة
.

(1) ورد من حديث معاذ بن جبل، أخرجه الآجري في " الأربعين " (ص 135) وقد
ذكرنا الكلام عليه في التعليق عليه بما فيه غنية من إعادته هنا. وذكرنا كذلك أن
ابن الجوزي استوفى ذكر طرقه في " العلل المتناهية " (1: 111 - 121) ثم أعقبها
بالحكم على إسناد كل منها، فمن شاء راجعه هناك غير مأمور.
19

في هذا الوقت إليه، والله يعلن (1) الإسلام ويعليه ويذل الكفر ويوهيه، وهو
المسؤول العصمة من الخطأ والزلل، والتوفيق في القول والعمل، وهو حسبنا
عز وجل.

(1) كذا في الأصل، ولعل الصواب: " يعز ".
20

الحديث الأول
أخبرنا الشيخ الأجل الصالح الثقة المسند شيخ الوقت أبو الوقت
عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق السجزي الصوفي
الهروي رضي الله عنه قدم علينا بغداد قراءة عليه وأنا أسمع بمدرسة الشيخ
أبي النجيب السهروردي سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة أخبرنا الشيخ الإمام جمال الاسلام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوشنجي قراءة عليه وأنا أسمع
ببوشنج سنة خمس وستين وأربع مئة أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي الحموي في صفر سنة
ثلاث وثمانين وثلاثمئة أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف مطر الفربري سنة
ست عشرة وثلاثمئة أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن
إبراهيم بن المغيرة الجعفي مولاهم البخاري سنة ثمان وأربعين وسنة اثنتين
وخمسين وسنة ثلاث وخمسين ومئتين حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن
الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مثل المجاهد في سبيل الله - والله أعلم بمن يجاهد
في سبيله - كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه
أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة " (1).

(1) أخرجه البخاري في " صحيحه " (6: 6) بإسناده هنا، وأخرجه كذلك البيهقي في
" الشعب " (4: 9) عن علي بن محمد بن عيسى عن أبي اليمان - وهو الحكم بن نافع - به.
وأخرج النسائي (3124) وابن أبي عاصم في " الجهاد " (47) الشطر الأول منه عن
عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار عن شعيب - وهو ابن أبي حمزة - به.
وأخرج الشطر الأول منه كذلك عبد الله بن المبارك في كتابه " الجهاد " (11) وعنه
كل من النسائي (3127) وابن أبي عاصم (29) عن معمر عن الزهري به.
21

الحديث الثاني
أخبرنا الإمام العالم الثقة أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن
الشبلي البابصري قراءة عليه وأنا أسمع في ربيع الأول سنة أربع وخمسين
وخمس مئة ببغداد أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي
العباسي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن
العباس الذهبي الحافظ (1) حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
هو المنيعي سنة خمس عشرة وثلاثمئة حدثنا عبد الجبار بن عاصم أبو طالب
النسائي حدثنا بقية بن الوليد (-) (2) قال: حدثني عبد الله (3) بن ناسح (4)

(1) هو الحافظ المخلص.
(2) في الأصل كلمة غير واضحة، وليس رسمها يشبه أحد أسماء آباء بقية بن الوليد
المترجم في " التهذيب " للمزي (4: 192)، و هناك سقط لا شك فيه، فبقية يعد
من رجال الطبقة الثامنة من طبقات " التقريبة " لابن حجر، و هي الطبقة الوسطى من
أتباع التابعين الذين لم يدركوا أحدا من الصحابة قط، و عبد الله بن ناسح جزم
بصحبته بعض من ترجم له.
و حتى الآن لم أهتد إلى هذا السقط، و يمكن الاهتداء إليه إن شاء الله بالنظر في
بعض مصنفات المخلص و أبي القاسم البغوي فقد أخرج المصنف هذا الحديث
من طريقهما، و الله أعلم.
(3) في الأصل: " عبد الرحمن "، و التصويب من المصادر التي ترجمت له مثل " الجرح
والتعديل " (5: 184) و " تصحيفات المحدثين " للعسكري (3: 1076) و " تعجيل
المنفعة " (593).
(4) في الأصل غير منقوطة، و ما ضبطناه هو ما رجحه ابن حجر في " الإصابة "
(4: 249)، ولمعرفة الاختلاف في ضبطه يراجع " التعجيل " (593) و " الإصابة "
(4: 249) و " التبصير " (4: 1404).
22

الحضرمي قال: سمعت عتبة بن عبد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال فرمى رجل بسهم العدو، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من
صاحب هذا السهم فقد أوجب " (1).

(1) قلت: لا يمكن الحكم على إسناد الحديث نظرا لما ذكرناه من توقع السقط فيه،
وعزاه صاحب " كنز العمال " (11376) إلى ابن النجار، يعني في " تاريخه " وهو
غير موجود في الجزء المطبوع لينظر فيه مع العلم بأن باقيه مفقود.
ولكن متنه ثابت، فقد أخرج أحمد (4: 184) - وعنه الطبراني في " معجمه الكبير "
(ج 17 / برقم 305) - عن هشام بن سعيد قال: حدثنا الحسن بن أيوب الحضرمي
حدثنا عبد الله بن ناسح عن عتبة بن عبد السلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: " قوموا
فقاتلوا ". فرمى رجل منهم بسهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أوجب هذا ".
وتابع هشام بن سعيد عليه عصام بن خالد عند أحمد (4: 183) - وعنه الطبراني
(ج 17 / برقم 306)، ومحمد بن شعيب بن شابور عند الفسوي (2: 349 -
350)، وإسماعيل بن عياش عند ابن أبي عاصم (162)، بزيادة في آخره عند
أحمد والفسوي.
وذكر اللفظ الأول الهيثمي في " المجمع " (5: 270) وعزاه إلى أحمد والطبراني
وقال: " إسنادهما حسن ".
وذكر اللفظ الثاني (7: 14) وحسنه كذلك.
وذكره المنذري في " الترغيب و الترهيب " (2: 281) باللفظ الأول وحسنه كذلك،
ووقع في مطبوعته: " عقبة " بدلا من " عتبة " وهو خطأ.
23

الحديث الثالث: أخبرنا الشيخ الجليل سديد الدين بقية السلف الصالح أبو الوقت
عبد الأول بن عيسى بن شعيب الفروي قراءة عليه ببغداد وبها مات -
رحمه الله وإيانا - قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن أبي نصر الكوفاني (1)
الصوفي ويعرف بكاكو قراءة عليه وأنا أسمع سنة ست وستين وأربع مئة
وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد الشاهد التجيبي المعروف
بابن النحاس المصري بها حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن سليمان
العطار حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي معاوية حدثنا يزيد بن هارون
حدثنا يحيى بن سعيد أنه سمع أبا صالح ذكوان عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا أن أشق على أمتي - أو على المؤمنين - لأحببت أن لا
أتخلف خلف سرية تخرج أو تغزو في سبيل الله، ولا أجد سعة فأحملهم،
ولا يجدون سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي أو يقعدوا
بعدي فلوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا، ثم اقتل ثم أحيا،
ثم أقتل " (2).

(1) نسبة إلى كوفان قرية بهراة. كذا في " معجم البلدان " لياقوت (4: 490).
(2) أخرجه البخاري (6: 124) والنسائي (3151) عن يحيى بن سعيد القطان عن
يحيى بن سعيد الأنصاري به.
و أخرجه ابن المبارك في " كتاب الجهاد " (27) ومسلم (3: 1497) و البغوي في
" شرح السنة " (10: 350) عن يحيى بن سعيد الأنصاري.
وأخرجه البخاري (6: 16) و النسائي (3098) عن الزهري عن سعيد بن المسيب
(زاد النسائي: و أبي سلمة بن عبد الرحمن) عن أبي هريرة.
و أخرجه مسلم (3: 1496) و ابن ماجة (2753) والبيهقي في " السنن " (9: 157) عن أبي الزناد عن الأعرج عن
أبي هريرة به.
24

الحديث الرابع
أخبرنا الحاجب الأجل أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن
سلمان المعروف ابن البطي إجازة إن لم يكن سماعا وأكثر ظني أني
سمعته منه أخبرنا أبو الفتح حمد بن أحمد بن الحسن بن مهران الحداد
الأصبهاني أخبرنا الإمام أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسحاق أبو نعيم
الحافظ الأصبهاني سبط محمد بن يوسف أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني حدثنا أحمد بن عبد الوهاب حدثنا أبو اليمان حدثنا أبو بكر بن أبي
مريم عن عطيه (1) بن قيس عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الجهاد عمود الإسلام وذروة سنامه " (2).

(1) في " الحلية " (5: 154): " عن أبي عطية "، وهو خطأ.
(2) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (5: 154) بإسناده المذكور هنا.
و أخرجه أحمد (5: 234) و البزار في " المسند " (2 / ق 43 - 44) من طريقين عن
أبي بكر بن أبي مريم به.
قلت: و إسناده ضعيف، فيه أبو بكر بن أبي مريم، وهو ضعيف، كان قد سرق بيته
فاختلط، كذا في " التقريب " لابن حجر (7974).
وفيه علة أخرى، فقد قال البزار إثره: " و عطية بن قيس وحبيب بن عبيد لم يسمعا
من معاذ بن جبل ".
و أخرجه أحمد (5: 235، 246) و البزار (1653، 1654 - كشف الأستار)
والطبراني في " الكبير " (20: 63) بلفظ: " ذروة السنام منه - يعني الإسلام -
الجهاد في سبيل الله ". فهو شطر من حديث رواه أولئك مطولا، رووه من طريق
شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ.
وذكره الهيثمي في " المجمع " (5: 273 - 274) وقال: " فيه شهر بن حوشب وهو
ضعيف، وقد يحسن حديثه " 1. ه.
قلت: وقال عنه ابن حجر في " التقريب " (2830): " صدوق كثير الإرسال
والأوهام ".
وتابع شهرا عليه أيوب بن كريز عند الطبراني (20: 73). وأيوب هذا أورده البخاري في " تاريخه الكبير " (1: 421) و ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " (2: 256) ولم يذكرا له لا جرحا ولا تعديلا.
وأخرجه أحمد (5: 231) و النسائي في " الكبرى " كما بي " تحفة الأشراف "
للمزي (8: 399) و الترمذي (2616) وابن ماجة (3973) من طريق معمر عن
عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل - شقيق بن سلمة - عن معاذ به.
وقال الترمذي: " حسن صحيح ". و أعله الحافظ ابن رجب الحنبلي في " جامع
العلوم والحكم " (ص 255) بالانقطاع بين أبي وائل ومعاذ، وبترجيح رواية شهر
على رواية معمر.
و أخرجه ابن أبي شيبة في " الإيمان " (2) و محمد بن نصر المروزي في " تعظيم
قدر الصلاة " (197) وهناد في " الزهد " (1090) و الطبراني في " الكبير "
(20: ص 142، 144) والحاكم (2: 76، 412) من طريقين عن حبيب بن أبي ثابت
عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ. و صححه الحاكم ووافقه الذهبي.
قلت: ميمون بن أبي شبيب لم يسمع من معاذ. كذا قال أبو حاتم الرازي كما في
" الجرح والتعديل " (7: 234) و ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " (16) و غيرهما
من طريق شعبة عن الحكم قال: سمعت عروة بن النزال يحدث عن معاذ به، إلا
أن أحمدا في الموضع الأول لم يذكر لفظه لكنه أحال إلى رواية معمر المتقدم
ذكرها.
قلت: وعروة فيه جهالة، فقد قال الذهبي في " الميزان " (3: 65): " لا يعرف ".
ونقل المزي عن شعبة أنه أعله بالانقطاع بينه و بين معاذ، كذا في " تهذيب الكمال "
(ق 930) و " تحفة الأشراف " (8: 410).
والحديث ثابت بطرقه، والله أعلم.
26

الحديث الخامس: أخبرنا الشيخ الأجل الثقة عبد الأول بن عيسى بن شعيب أبو الوقت
الصوفي أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر البوشنجي بها
سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس
السمرقندي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا نعيم بن
حماد حدثنا بقية عن بحير عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن
معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قاتل في
سبيل الله - عز وجل - فواق ناقة وجبت له الجنة ".
وهي قدر ما يدر حلبها (1) لمن حلبها (1)

(1) في الدارمي: " وهو قدر ما تدر حلبها ".
(2) أخرجه الدارمي (2399) بإسناده المذكور هنا. وفيه بقية وهو ابن الوليد، وهو
مدلس، ولم يصرح بالتحديث.
وتابع بقية عليه إسماعيل بن عياش الحمصي عند أحمد (5: 235) وابن أبي
عاصم (136) والطبراني في " الكبير " (ج 20 برقم 203).
قلت: وإسناده حسن، فإسماعيل قد تكلم في روايته عن غير أهل بلده، وهو
حمصي وشيخه في هذا الإسناد وهو " بحير بن سعد " حمصي كذلك.
ولبقية بن الوليد إسناد آخر غير هذا. فقد رواه أبو داود (2541) - وعنه البيهقي في
" الشعب " (4: 23) - و ابن أبي عاصم (137) عن بقية عن عبد الرحمن بن ثابت بن
ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ به.
وتابع بقية عليه بن يحيى بن عبيد عند ابن حبان (4599 - الإحسان)،
وغسان بن الربيع عند الطبراني (ج 20 برقم 206) والبيهقي في " سننه "
(9: 170)، إلا أنهما ذكرا " كثير بن مرة " بين مكحول ومالك بن يخامر، وأما في
رواية البيهقي فلم يذكر.
قلت: سواء ذكر " كثير بن مرة " أو لم يذكر فالإسناد متصل، ولعل عدم ذكره من
أخطاء عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، فقد قال عنه ابن حجر في " التقريب "
(3820): " صدوق يخطئ، وتغير بآخره ". والله أعلم.
وورد الحديث عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر عن
معاذ. رواه عن ابن جريج كل من:
1 - عبد الرزاق (9534) وعنه كل من أحمد (5: 230، 244) و الطبراني (ج 20
رقم 204) و البيهقي في " سننه " (9: 170).
2 - روح بن عبادة عند أحمد (5: 244) و الترمذي (1657) والحاكم (2: 77)
وعنه البيهقي في " الشعب " (4: 23).
3 - حجاج بن محمد: أخرجه عنه النسائي (3141).
4 - الضحاك بن مخلد - وهو أبو عاصم -: أخرجه عنه ابن ماجة (2792) والبيهقي
في " الشعب " (4: 23).
و في جل تلك المصادر: " سليمان بن موسى حدثنا مالك بن يخامر ". و أما في
" التهذيب " للمزي في ترجمة سليمان (12: 93): " روى عن مالك بن يخامر
السكسكي، مرسل "، وفيه كذلك (12: 96): " قال ابن معين: سليمان بن موسى
عن مالك بن يخامر: مرسل ". فلعله لذلك تعقب الذهبي تصحيح الحاكم له
بقوله: " بل هو منقطع، فلعله من الناسخ ".
قلت: هذا يكون من الناسخ لو كان ذلك في " المستدرك " فقط، فكيف لو كان في
جل المصادر التي أخرجت الحديث من هذا الطريق؟!!.
فالصواب إثبات سماعه نظرا لثقة الرواة عنه، والمثبت مقدم على النافي كما هو
معلوم، و الله أعلم.
و إن قيل إن في إسناده ابن جريج وهو مدلس، يجاب بأنه صرح بالتحديث في
بعض المصادر المذكورة.
وقال ابن حجر في " النكت الظراف على تحفة الأشراف " (8: 414): " أثبت أبو
إسحاق الفزاري في روايته عن ابن جريج بين سليمان ومالك (رجلا)، أخرجه أبو
يعلى في مسنده من طريقه وابن حبان في صحيحه عنه. فقال: عن سليمان بن
موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر، عن أبيه " ا. ه.
قلت: والصواب رواية من تقدم لكثرتهم ولثقتهم، والله أعلم.
وفي الباب عن عمرو بن عبسة، أخرج حديثه أحمد (4: 387) وابن أبي عاصم
(138).
وأورده الهيثمي في " المجمع " (5: 275) وقال: " رواه أحمد، وفيه عبد العزيز بن
عبيد الله، وهو ضعيف ".
28

الحديث السادس
أخبرنا الشريف الاجل النقيب فخر الشرف نقيب النقباء أبو جعفر
أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن علي بن إسماعيل بن علي بن سليمان بن
يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم و (-) الخلفاء الراشدين عليهم السلام قراءة
عليه وأنا اسمع ببغداد أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن
الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الشافعي المكي قراءة عليه وأنا اسمع
في منزله في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة أخبرنا أبو
الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس العبقسي (1) المكي
حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الفضل المكي الديبلي (2)
حدثنا أبو صالح محمد بن أبي الأزهر المعروف بابن زنبور المكي مولى بني
هاشم حدثنا الحارث بن عمير عن حميد عن أنس بن مالك - رضي الله
عنه -، قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أجر (3) الرباط، فقال: " من رابط
حارسا من وراء المسلمين كان له مثل أجر من خلفه ممن صام وصلى " (4).

(1) نسبة إلى عبد القيس. كذا في " الأنساب " للسمعاني (9: 207).
(2) نسبة إلى ريبل، بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة من السند. كذا في
" الأنساب " (5: 439).
(3) في " كنز العمال ": " أحب "، وما هنا أصوب.
(4) أخرجه ابن النجار في " ذيل تاريخ بغداد " كما في " كنز العمال " (11337) من
طريق محمد بن زنبور به، وفيه: " من رابط ليلته حارسا ".
وأخرجه كذلك ابن زنجويه و الدارقطني في " الأفراد " كما في " الكنز " (10720).
قلت: وإسناد الحديث لا بأس به.
وللحديث شاهد عن سلمان مرفوعا ونصه: " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر
وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن
الفتان ".
أخرجه مسلم في " صحيحه " (3: 1520) وغيره، ويراجع لتخريجه التعليق على " الأربعين للآجري "، الحديث الثالث والثلاثون.
31

الحديث السابع
أخبرنا الشيخ العارف أبو الوقت عبد الأول بن شعيب بن
إبراهيم السجزي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن
محمد بن الظفر البوشنجي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه
الحموي أخبرنا محمد بن يوسف بن مطر أبو عبد الله الفريري أخبرنا
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو عبد الله الجعفي حدثنا أبو اليمان أخبرنا
شعيب عن الزهري قال: حدثني عطاء بن يزيد أن أبا سعيد - رضي الله
عنه - حدثه قال: قيل: يا رسول الله! أي الناس أفضل؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ". قالوا: ثم من؟
قال: " مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله عز وجل ويدع الناس من
شره " (1).

(1) أخرجه البخاري (6: 6، 11: 330 - 331) وعنه البغوي في " شرح السنة "
(10: 256).
وأخرجه عن أبي اليمان - وهو الحكم بن نافع - كل من أحمد (3: 88) وأبي عوانة
(5: 56) والبيهقي في " سننه " (9: 159) وفي " الشعب " (4: 8).
وأخرجه ابن أبي عاصم (36) عن بشر بن شعيب، وأبو عوانة (5: 56) عن
عثمان بن سعيد بن كثير، كلاهما عن شعيب - وهو ابن أبي حمزة به.
وتابع شعيبا عليه الأوزاعي، أخرجه عنه البخاري (6: 331) ومسلم (3: 1503)
والإسماعيلي كما في " التغليق " وابن حجر في " التعليق " (5: 174) عن محمد بن
يوسف الفريابي عن الأوزاعي به، ولفظه: " أي الناس الخير؟ " وفيه: " ورجل في
شعب " بدلا من: " ثم رجل ".
ثم قال البخاري: " تابعه الزبيدي، وسليمان بن كثير، والنعمان عن الزهري. وقال
معمر: عن الزهري عن عطاء - أو عبيد الله - عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال
يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد عن ابن شهاب عن عطاء عن بعض أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم " أ. ه.
قلت:
الزبيدي هو محمد بن الوليد، وروايته عند مسلم (3: 1503) وابن ماجة
(3978) والنسائي (3105) وابن أبي عاصم (35) وأبي عوانة (5: 55) وابن
حجر في " التغليق " (5: 175).
وسليمان بن كثير روايته عند أحمد (3: 56) وأبي داود (2485) وابن أبي
عاصم (37) - وإليه عزاه ابن حجر في " التغليق " (5: 176) - و أبي عوانة
(5: 56) والخطابي في " العزلة " (ص 10) والحاكم (2: 71)، وأخرجه ابن حجر
عن أبي داود (5: 175).
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي.
ورواية سليمان عند أبي داود والحاكم خالفت رواية الجماعة عن الزهري، فقيهما:
" أي المؤمنين أكمل إيمانا؟ "، وفي المصادر الأخرى موافقة لرواية الجماعة، وهو
الصواب، والله أعلم.
والنعمان - هو ابن راشد الجزري، وروايته عند أحمد (3: 16).
وتابعهم كذلك الوليد بن مسلم عند الترمذي (1660).
وأما رواية معمر بالشك فهي في " مسند أحمد " (3: 37) و " صحيح أبي عوانة "
(5: 56 - 57)، وأما روايته بذكر " عطاء " دون ذكر " عبيد الله " فهي في مسند
" عبد بن حميد " كما في " الفتح " (11: 332) و " الجهاد " لابن أبي عاصم كما في
التغليق " (5: 176)، وعن عبد بن حميد أسندها مسلم (3: 1503) وابن حجر
في " التغليق " (5: 176).
وأما رواية يونس - وهو ابن يزيد الأيلي - وصلها الذهلي كما في " الفتح "
(11: 332)، وابن وهب في " جامعه " كما في " الفتح " و " التغليق " (5: 176).
ويحيى بن سعيد هو الأنصاري وروايته وصلها الذهلي كما في " التغليق " (5: 177).
وابن مسافر - هو عدي - وروايته وصلها الذهلي كذلك كما في " التغليق " (5: 177).
وعلق عليه ابن حجر على قوله (عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) بقوله: " هذا لا
يخالف الرواية الأولى، لأن الذي حفظ اسم الصحابي مقدم على من أبهمه ".
33

الحديث الثامن
أخبرنا الشيخ الأمين الثقة الفاضل أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن
محمد بن الحصين الشيباني - رضي الله عنه - قراءة عليه وأنا أسمع بجامع
القصر ببغداد أخبرنا الحافظ أبو الحسين علي بن محمد بن علي بن العلاف
قراءة عليه حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن بشران الواعظ إملاء
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله المكي (1) حدثنا أحمد بن يحيى
الحلواني حدثنا الحكم بن موسى حدثنا الوليد بن مسلم عن عفير بن
معدان (2) حدثنا سليم (3) بن عامر عن أبي أمامة سمعه يحدث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة
مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة
الصلاة، وعند رؤية الكعبة " (4).

(1) هو الحافظ الآجري.
(2) في الأصل: " جعفر بن سعدان "، وهو خطأ، والتصويب من المصادر الأخرى التي
أخرجت الحديث والتي سيأتي ذكرها إن شاء الله.
(3) في الأصل: " سليمان " وهو خطأ، و التصويب من المصادر التي ترجمت له مثل
" التهذيب " للمزي (11: 344) و " التهذيب " لابن حجر (4: 166)، ومن المصادر
التي أخرجت الحديث.
(4) أخرجه الطبراني في " الكبير " (7713) عن محمد بن العباس المؤدب عن
الحكم بن موسى به.
وأخرجه الطبراني (7719) والبيهقي في " سننه " (3: 360) من طريقين عن
الوليد بن مسلم به.
وأورده الهيثمي في " المجمع " (10: 155) وقال: " وفيه عفير بن معدان، وهو
مجمع على ضعفه " أ. ه.
ونقل المناوي في " فيض القدير " (3: 258) عن ابن حجر أنه استغربه، وعزاه إلى
الحاكم، وهو غير موجود في مظانه من النسخة المطبوعة بين أيدينا، ولعله من
جملة الأحاديث التي سقطت من الكتاب، والله أعلم.
35

الحديث التاسع
أخبرنا عبد الأول بن عيسى السجزي أبو الوقت ببغداد أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد بن المظفر أبو الحسن الداودي أخبرنا عبد الله بن
أحمد أبو محمد السرخسي أخبرنا إبراهيم بن خزيم الشاشي حدثنا أبو
محمد عبد بن حميد بن نصر الكشي حدثنا سليمان بن داود عن
عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر بن حوشب حدثني عبد الرحمن بن غنم عن
معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي
بيده، ما شحب وجه ولا اغبرت قدم في عمل يبتغي (1) به درجات الجنة بعد
الصلاة المفروضة كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له
في سبيل الله أو يحمل عليها في سبيل الله عز وجل " (2).

(1) في " مسند عبد بن حميد ": " تبتغي ".
(2) أخرجه عبد بن حميد في " مسنده " (113).
وأخرجه ابن المبارك في " الجهاد " (31) وأحمد (5: 246) والبزار (1653 -
الكشف) والطبراني في " الكبير " (20: 63) عن عبد الحميد بن بهرام به.
وأورده الهيثمي في " المجمع " (5: 273 - 274) وقال: " رواه أحمد والبزار
والطبراني وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف، وقد يحسن حديثه ".
وإسناده ضعيف، فيه شهر بن حوشب، وهو كثير الأوهام كما في ترجمته من
" التقريب " لابن حجر (2830).
37

الحديث العاشر
أخبرنا الشيخ الثقة (-) المبارك بن محمد بن المبارك البصري
المواقيتي قراءة عليه وأنا أسمع بواسط سنة ست وخمسين وست مائة حدثني
الشيخ أبو سعد محمد (-) بن (-) الهمداني في (-) بني حرام حدثنا
أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن داسة إملاء حدثنا أحمد بن
عبد الله بن محمد بن الفضل حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا يحيى بن سعيد
حدثنا عبد الملك بن (-) (1) عن عطاء عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي
ذر - رضي الله عنه - قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته جالسا وحده،
فأحببت وحدته فدخلت فقال: " يا أبا ذر! قم فاركع ركعتين ". ثم التفت
إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟ قال: " خير موضوع ".
فقلت: يا رسول الله! أي العمل أحب إلى الله تبارك وتعالى؟ قال: " ايمان
به وجهاد في سبيل الله عز وجل " (2).

(1) كلمة غير واضحة في الأصل، وعبد الملك هو ابن عبد العزيز بن جريح كما سيأتي
من تخريج الحديث، فلعل الكلمة المذكورة هي: " ابن جريح "، لكن رسمها لا
يوحي بذلك.
(2) شطر من حديث يطلق عليه " حديث أبي ذر الطويل " أخرجه من هذا الطريق كل
من ابن حبان في " المجروحين " (3: 129 - 130) وابن عدي في " الكامل "
(7: 2699) وأبي نعيم (1: 168 - 169) والبيهقي في " الشهب " (1: 85 - 86)
جميعهم من طريق يحيى بن سعيد وهو العبشمي به.
والعبشمي هذا قال ابن حبان فيه: " شيخ يروي عن ابن جريح المقلوبات، وعن
غيره من الثقات الملزوقات، لا يحل الاحتجاج به إذا انفرد ".
قلت: فإسناد الحديث ضعيف، ويراجع الكلام عليه مطولا لبيان طرقه التعليق على
الحديث الأربعين من كتاب " الأربعين حديثا للآجري ".
ولكن أخرج البخاري في " صحيحه " (5: 148) ومسلم (1: 89) من حديث أبي
ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله! أي الأعمال أفضل؟ قال: " الإيمان بالله والجهاد
في سبيله ". واللفظ لمسلم.
وكذلك أخرجه آخرون، أوردتهم في التعليق على " خلف أفعال العباد " للبخاري
(156، 157).
38

الحديث الحادي عشر
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الصوفي أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد البوشنجي أخبرنا (-) أبو محمد عبد الله بن أحمد بن
حمويه بسرخس أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري حدثنا
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الامام حدثنا إسحاق حدثنا عفان حدثنا همام
حدثنا محمد بن جحادة اخبرني أبو حصين أن ذكوان حدثه أن أبا هريرة
حدثه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل يعدل
الجهاد. قال: " لا أجده " قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل
مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر "؟ قال: ومن يستطيع ذلك؟! قال
أبو هريرة: وإن فرس المجاهد ليستن في طوله فتكتب له حسنات (1).

(1) أخرجه البخاري (6: 4) بإسناده هنا.
وأخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (5: 333) - وعنه ابن أبي عاصم (27) -
وأحمد (2: 344) عن شيخهما عفان - وهو ابن مسلم - به.
وورد في " المصنف ": " حدثنا همام حدثنا عفان " وهو خطأ صوابه " حدثنا عفان
حدثنا همام ".
وأخرجه النسائي (3128) وابن منده في " الإيمان " (241) وأبو عوانة (5: 45)
والبيهقي في " سننه " (9: 157 - 158) وفي " الشعب " (4: 9) وابن عساكر في
" الأربعين في الحث على الجهاد " (8) من طرق عن عفان به.
تنبيه: تحرف اسم " عفان " في النسائي (3128): إلى " حماد "، والتصويب من
" تحفة الأشراف " للمزي (9: 436).
40

الحديث الثاني عشر
أخبرنا الشيخ الثقة أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب
البغدادي إذنا وكتب لنا بخطه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن
عبد الواحد بن الحصين الشيباني أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن
المذهب الواعظ أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني
حدثنا أبي - رحمه الله - حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رشدين (عن ابن
ثوبان) (1) عن زبان عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن امرأة اتته
فقالت: يا رسول الله! انطلق زوجي غازيا، وكنت أقتدي بصلاته إذا صلى
ويفعله كله، فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجع. فقال لها:
" أتستطيعين أن تقومي ولا تقعدي، وتصومي ولا تفطري، وتذكري الله ولا
تفتري حتى يرجع؟ " قالت: ما أطيق هذا يا رسول الله. فقال: " والذي
نفسي بيده لو أطقته (2) ما بلغت العشر من عمله حتى يرجع " (3).

(1) ما بين القوسين غير موجود في " المسند "، فالصواب حذفه.
(2) في " المسند ": " لو طوقتيه ".
(3) أخرجه أحمد في " المسند " (3: 439) بإسناده هنا.
وأخرجه الطبراني في " الكبير " (ج 20 برقم 441) عن محمد بن بأبي السري عن
رشدين به.
وأخرجه كذلك (ج 20 برقم 440) والحاكم (2: 73) من طريق خير بن نعيم عن
سهل بن معاذ به.
وأورده الهيثمي في " المجمع " (5: 274) وقال: " رواه أحمد والطبراني وفيه
رشدين بن سعد، وثقه أحمد وضعفه جماعة " أ. ه.
قلت: قد رواه الطبراني - كما تقدم - من غير طريقه، فكان على الهيثمي -
رحمه الله - أن ينبه على ذلك، فإسناد خير بن نعيم حسن لذاته، والله أعلم.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وذكره المنذري في " الترغيب " (2: 294) من رواية أحمد ولم يعزه إلى الطبراني.
وقال: " رواه أحمد بن رواية رشدين بن سعد، وهو ثقة عنده، ولا بأس بحديثه في
المتابعات والرقائق ".
41

الحديث الثالث عشر
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي فيما قرئ علينا وأنا
أسمع ببغداد أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي حدثنا
عبد الله بن أحمد أبو محمد السرخسي حدثنا عيسى بن عمر بن العباس
السمرقندي أبو عمران حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا عمرو بن
عاصم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم " (1).

(1) أخرجه الدارمي (2436) بإسناده هنا.
وأخرجه ابن عساكر في " الأربعين في الحث على الجهاد " (31) عن أربعة من
مشايخه منهم " عبد الأول بن عيسى " به.
وأخرجه أحمد (3: 124، 153، 251) والنسائي (3096، 3192) وأبو داود
(2504) وأبو يعلى (2875) - وعنه ابن حبان (4688) - والحاكم (2: 73)
والبيهقي (9: 20) والبغوي في " شرح السنة " (12: 378) من طرق عن حماد بن
سلمة به.
وقال الحاكم: " هذا الحديث صحيح على شرط ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي.
قلت: وهو كما قالا، وصححه النووي كذلك في " رياض الصالحين " (ص 515).
43

الحديث الرابع عشر
أخبرنا الشيخ أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي ببغداد
أخبرنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي أبو نصر أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن
العباس المخلص حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن بنت منيع حدثنا
عبد الجبار بن عاصم حدثني هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة بالرملة
ومسكنه بيت المقدس عن إبراهيم بن أبي عبلة عن جبير بن نفير عن
سلمة بن نفيل الكندي وكان قومه بعثوه وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا
أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تمس ركبتي ركبته مستقبل الشام بوجهه، مول إلى
اليمن ظهره، إذ أتاه رجل فقال: يا رسول الله! أذال الناس الخيل (1)، ووضعوا السلاح، وزعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذبوا، بل الآن جاء القتال. لا تزال فرقة من أمتي
يقاتلون على أمر الله يزيغ الله لهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم
الساعة أو حتى يأتي أمر الله. الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم
القيامة، وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث فيكم، وأنكم متبعي
أفنادا (2)، وعقر دار المؤمنين بالشام " (3).

(1) أذال الناس الخيل: الإذالة الإهانة، أي أهانوها واستخفوا بها بقلة الرغبة فيها،
وقيل: أراد أنهم وضعوا أداة الحرب عنها وأرسلوها.
(2) أي جماعات متفرقين قوما بعد قوم، واحدها فند. كذا في " النهاية " (3: 475).
(3) قال في " النهاية " (3: 271): " العقر: بضم العين وفتحها، أي أصلها وموضعها،
كأنه أشار به إلى وقت الفتن أن يكون بالشام يومئذ، آمنا بها وأهل الإسلام به
أسلم ".
والحديث أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (1 / 27 / 1) من طريقين عن
المخلص به.
وأخرجه الطبراني في " الكبير " (6357) وعنه ابن عساكر (1 / 27 / 1 - 2) عن
عباس بن إسماعيل عن هانئ به.
وأخرجه النسائي في المجتبى (3561) عن خالد بن يزيد بن صالح عن إبراهيم بن
أبي عبلة به.
وتابع إبراهيم بن أبي عبلة الوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
أخرجه عند أحمد (4: 14) والفسوي (1: 336 - 337) والطبراني (6358) وابن
عساكر (1 / 28 / 1) عن إبراهيم بن سليمان الأفطس، عن الوليد بن عبد الرحمن
الجرشي به.
قلت: وإسناد الحديث صحيح على شرط مسلم.
وأخرج قوله " عقر دار المؤمنين بالشام " كل من الحربي في " غريب الحديث "
(3: 991) والطبراني (6359) من طريق الوليد بن عبد الرحمن.
وأخرج الحديث ابن حبان (7263) وابن عساكر (1 / 27 / 2) عن داود بن رشيد
عن الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن
نفير عن النواس بن سمعان بن مرفوعا.
وخالف داود عليه أحمد بن عبيد عند ابن عساكر، وسليمان بن عبد الرحمن
الدمشقي عند ابن سعد (7: 427 - 428) فجعلاه من مسند سلمة بن نفيل، فيكونا
قد وافقا " محمد بن مهاجر " في روايته عن الوليد بن عبد الرحمن بجعله من مسند
سلمة بن نفيل، والله أعلم.
44

الحديث الخامس عشر
أخبرنا عبد الأول بن عيسى بن شعيب شيخ وقته أخبرنا عبد الرحمن بن
محمد ببوشنج أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السرخسي أخبرنا أبو
عبد الله محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل الجعفي حدثنا إسحاق
حدثنا محمد بن المبارك حدثنا يحيى بن حمزة حدثني يزيد بن أبي مريم
أخبرني عباية بن رفاعة بن رافع أخبرنا عبد الرحمن أبو عبس بن جبر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما أغبرتا قدما عبد في سبيل الله تبارك وتعالى فتمسه
النار " (1).

(1) أخرجه البخاري في " صحيحه " (6: 29) وعنه ابن الأثير في " أسد الغابة " (3: 431).
وأخرجه أبو نعيم في " المستخرج " عن إسحاق - وهو ابن منصور - كما في " الفتح "
(6: 30).
وأخرجه البيهقي في " سننه " (9: 162) عن إسحاق بن زياد الخطابي عن محمد بن
المبارك به. والبيهقي قد أخرجه من طريق الإسماعيلي، وهذا في " مستخرجه " كما
في " الفتح " لابن حجر (6: 30).
وأخرجه أحمد (3: 479) والبخاري (2: 390) والنسائي (3116) والترمذي
(1632) وقال: " حسن صحيح " وابن أبي عاصم (112) وابن حبان (4586)
وأبو نعيم في " الحلية " (2: 8) والبغوي (10: 353) عن الوليد بن مسلم عن
يزيد بن أبي مريم بلفظ مقارب، وفي أوله قصة.
تنبيه: وقع في الترمذي: " بريد بن أبي مريم " بدلا من " يزيد بن أبي مريم "، وهو
خطأ من مراجع الكتاب، فالصواب يزيد كما صوبه ابن حجر في " الفتح " وكما في
" تحفة الأشراف " (7: 196)، وقد قال ابن حبان تلو روايته لهذا الحديث: " وكل
ما يروي الوليد من رواية الشاميين فهو يزيد بن أبي مريم، وما يكون من رواية
العراقيين فهو بريد ".
وقد أطال ابن أبي عاصم في كتاب " الجهاد " بذكر شواهد هذا الحديث (113،
115 - 120) فلتراجع هناك مع تعليقات محققه الفاضل.
46

الحديث السادس عشر
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب كتابة أخبرنا هبة الله بن
محمد بن عبد الواحد الحصيني أخبرنا أبو علي الحسن بن علي التميمي
الواعظ أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان أبو بكر حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد
الشيباني أخبرنا أبي حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر حدثنا أبو عقيل
عبد الله بن عقيل الثقفي (1) حدثنا موسى بن المسيب (2) اخبرني سالم بن أبي
الجعد عن سبرة بن أبي فاكه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن
الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام فقال له: أتسلم وتذر دينك ودين آبائك واباء آبائك؟ قال: فعصاه وأسلم (4)؟ ثم قعد له
بطريق الهجرة، فقال: تهاجر (5) وتذر أرضك وسمائك؟ وإنما مثل المهاجر
مثل الفرس في الطول. قال: فعصاه وهاجر. ثم قعد له بطريق الجهاد. قال: تجاهد؟ فهو جهد النفس والمال. أتقاتل (6) فتقتل فتنكح المرأة ويقسم
المال؟ قال: فعصاه فجاهد. (أحسب أبا النضر قال:) (7) فمن فعل ذلك

(1) في " المسند " (3: 483): " السقفي " وهو خطأ.
(2) في " المسند ": " موسى بن المثنى "، وفي " التهذيب " لابن حجر (5: 323):
" ثور بن المسبب "، وكلاهما خطأ.
(3) في " المسند ": " أبيك ".
(4) في " المسند ": " فأسلم ".
(5) في " المسند ": " أتهاجر ".
(6) في " المسند ": " فقال له: هو جهد النفس والمال، فتقاتل فتقتل ".
(7) ما بين القوسين بدلا منه في " المسند ": " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
48

منهم فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة ومن قتل كان حقا على الله (1)
أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة " (2).
رواه النسائي في كتابه عن إبراهيم بن يعقوب عن أبي النضر هاشم بن
القاسم وزاد فيه: " وإن وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة " (3).

(1) زاد في " المسند ": " عز وجل ".
(2) زاد في " المسند " الشطر الذي سيذكره المصنف معزوا إلى النسائي، فلا أدري وجه
اقتصار المصنف في عزوه للنسائي دون أحمد؟!.
والحديث أخرجه أحمد في " المسند " (3: 483).
وأخرجه البيهقي في " الشعب " (4: 21) من طريق هاشم بن القاسم.
(3) أخرجه النسائي (3134) وعنه ابن الأثير (2: 324 - 325).
وتابع هاشما عليه محمد بن فضيل عند البخاري في " تاريخه " (4: 187 - 188)
وابن أبي شيبة (5: 293) - وعنه كل من ابن أبي عاصم (13) والطبراني
(6558).
وتابعهما كذلك أبو خيثمة زهير بن حرب عند ابن حبان (4574).
وقد أشار ابن الأثير في " أسد الغابة " (2: 325) والمزي في " التحفة " (3: 264)
إلى رواية ابن فضيل، ثم ذكرا أن محمد بن عجلان رواه عن موسى عن سالم بن
أبي الجعد عن جابر بن أبي سبرة.
قلت: ورواية ابن عجلان هذه شاذة لمخالفته ثلاثة من الرواة عن موسى بن
المسيب، ولا سيما أن ابن عجلان فيه مقال من حيث حفظه.
وقد حسن إسناد النسائي الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (3: 31) ثم قال: " إلا
أن في إسناده اختلافا "، وقد بينا ذلك الاختلاف وأنه لا يضر، والله أعلم.
49

الحديث السابع عشر:
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى ببغداد أخبرنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد الداودي أخبرنا عبد الله بن أحمد السرخسي بها أخبرنا
عيسى بن عمر بن العباس أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي
حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي حدثنا صفوان بن عيسى عن ابن عجلان عن
القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما يجد الشهيد من ألم القتل إلا كما يجد أحدكم من ألم القرصة " (1).

(1) أخرجه الدارمي (2413) بإسناده المذكور هنا.
وأخرجه أحمد (2: 297) والترمذي (1668) وقال: " حسن صحيح " وابن ماجة
(2802) وابن أبي عاصم (190) وابن حبان (4636) من طريق صفوان بن عيسى
به، وفيها ما عدا ابن ماجة: " مس " بدلا من " ألم ".
وأخرجه النسائي (3161) عن حاتم بن إسماعيل عن ابن عجلان وهو محمد به،
ولفظه: " الشهيد لا يجد مس القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها ".
قلت: وتابع حاتما عليه سعيد بن أبي أيوب عند البغوي (10: 365) إلا أنه قال:
" كما يجد أحدكم ألم القرصة ".
قلت: وإسناد الحديث ضعيف، فإن ابن عجلان - وهو محمد - مدلس كما في
" طبقات المدلسين " لابن حجر (ص 106)، ولم يصرح بالتحديث في أي مصدر
من المصادر المتقدمة.
وقد رواه كذلك أبو نعيم في " الحلية " (8: 264 - 265) بقوله: " حدثنا أبو بكر
الآجري حدثنا جعفر الفريابي حدثنا المسيب بن واضح حدثنا أبو إسحاق عن ابن
عجلان عن القعقاع (في الأصل: عن أبي عجلان بن القعقاع، وهو خطأ) عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يجد الشهيد من القتل إلا كما
يجد أحدكم القرصة يقرصها ". ثابت مشهور من حديث القعقاع عن أبي صالح ".
قلت: وكأنه يلمح إلى تضعيف إسناده، وهو حري بذلك لضعف المسيب بن
واضح، وعنعنة واختلاط أبي إسحاق وهو السبيعي، والإسناد المتقدم يغني عنه.
ولكن للحديث شاهد من حديث أبي قتادة، أخرجه الطبراني في " الأوسط "
(282)، وإسناده حسن لغيره، وهو يقوي إسناد المصنف، والله أعلم.
50

الحديث الثامن عشر
أخبرنا الشيخان الثقتان أبو العباس أحمد وأبو المعالي عمر ابنا
بنيمان بن عمر (المستعمل؟) (-) كل واحد منهما لي بخطه ببغداد قالا:
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد (-) أبو بكر أحمد بن
محمد بن غالب الحافظ الخوارزمي البرقاني أخبرنا أبو بكر محمد بن
جعفر بن الهيثم الأنباري حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا محمد بن
سابق حدثنا مالك بن مغول قال أخبرنا الوليد بن العيزار عن أبي عمرو
الشيباني قال: قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أي العمل أفضل؟ قال: " الصلاة على وقتها ". قال: قلت: ثم أي؟ قال:
" بر الوالدين ". قال: قلت: ثم أي؟ قال: " ثم الجهاد في سبيل الله ". قال:
فسكت عني رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو استزدته لزادني (1).

(1) أخرجه البخاري (6: 3) عن الحسن بن الصباح عن محمد بن سابق.
وأخرجه البيهقي في " الشعب " (4: 11) عن أبي العباس محمد بن يعقوب عن
جعفر بن محمد بن شاكر به.
وأخرجه الطيالسي (256) وأحمد (3890، 4186) والبخاري في " صحيحه "
(2: 9، 10، 400، 13: 510) وفي " الأدب المفرد " (1) ومسلم (1: 90)
والنسائي (610) وعلي بن الجعد (484) وأبو عوانة (1: 63 - 64) والدارقطني
(1: 246) وابن منده في " الإيمان " (462) والحاكم (1: 188 - 189) والبيهقي
في " سننه " (2: 215) والبغوي في " شرح السنة " (2: 176) جميعهم عن شعبة
عن الوليد بن العيزار به.
وتابع شعبة عليه كل من:
1 - أبي يعفور العبدي - وهو عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس - عند مسلم
(1: 89 - 90) والترمذي (173) وأبي عوانة (1: 46) وابن أبي عاصم (23) وابن
منده (463).
2 - أبي إسحاق الشيباني - سليمان بن أبي سليمان - عند ابن أبي شيبة
(5: 285 - 286) - وعنه مسلم (1: 89) - وأبي عوانة (1: 64) وابن أبي عاصم
(22، 23) وابن منده (460).
3 - المسعودي - عبد الرحمن بن عبد الله - عند الترمذي (1898).
52

الحديث التاسع عشر
أخبرنا عبد الأول بن عيسى السجزي الشيخ العارف أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد البوشنجي أخبرنا عبد الله بن أحمد أبو محمد بن
حمويه أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر أخبرنا محمد بن إسماعيل
أبو عبد الله الجعفي أخبرنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا
جاء يوم القيامة، واللون لون الدم، والريح ريح المسك " (1).

(1) أخرجه البخاري (6: 20)، وهو في " الموطأ " (3: 35) وعنه أخرجه كل من ابن
حبان (4633) والبيهقي (4: 11) والبغوي (10: 349).
وأخرجه سعيد بن منصور (2571، 2572) وأحمد (2: 242) ومسلم
(3: 1493) والنسائي (3147) والبيهقي (9: 164) من طرق عن أبي الزناد به.
وأخرجه ابن المبارك في " الجهاد " (38) وأحمد (2: 422) من طرق عن الأعرج.
وأخرجه أحمد (2: 400، 531) والدارمي (2411) والترمذي (1656) وابن ماجة
(2795) من طريقين عن أبي هريرة.
54

الحديث العشرون
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله إذنا أخبرنا هبة الله بن محمد أبو القاسم
الشيباني قراءة عليه ببغداد أخبرنا الحسن بن علي الواعظ أخبرنا أحمد بن
جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال حدثنا
أبي - رحمه الله - حدثنا زكريا بن عدي حدثنا عبيد الله (1) بن عمرو عن
عبد الله بن (2) محمد بن عقيل عن عبد الله بن سهل بن حنيف أن سهلا -
رضي الله عنه - حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أعان مجاهدا في
سبيل الله أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته أظله الله - عز وجل - يوم لا
ظل إلا ظله " (3).

(1) في الأصل: " عبد الله " وهو خطأ، والتصويب من " المسند "، وهو " عبيد الله بن عمر
الرقي ".
(2) في الأصل: " عن "، وهو خطأ.
(3) أخرجه أحمد (3: 487) بإسناده المذكور هنا.
وأخرجه عبد بن حميد (470) عن زكريا بن عدي به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (7: 250) وابن أبي عاصم (94) والطبراني (5590)
والحاكم (2: 89 - 90) والبيهقي في " سننه " (10: 320) وفي " الشعب "
(4: 35) عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل.
وأخرجه الطبراني (5591) والحاكم (2: 217) وعنه البيهقي في " سننه "
(10: 320) عن عمرو بن ثابت عن عبد الله بن عقيل به.
وأخرجه ابن أبي عاصم (93) عن أبي داود عن عمرو بن ثابت إلا أن عنده:
" عبد الرحمن بن سهل ".
وأورده الهيثمي في " المجمع " (4: 241) وعزاه إلى أحمد وقال: " فيه عبد الله (في
الأصل: عبيد الله، وهو خطأ) بن سهل بن حنيف ولم أعرفه، وبقية رجاله حديثهم
حسن ".
ثم أورده أخرى (5: 283) وعزاه إلى أحمد والطبراني وقال: " وفيه عبد الله بن
سهل بن حنيف، ولم أعرفه، وعبد الله بن محمد بن عقيل حديثه حسن ".
وسكت الحاكم عن الحديث في الموضع الأول، وكذلك الذهبي، وقال في
الموضع الثاني: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "، وتعقبه الذهبي بقوله:
" قلت: بل عمرو رافضي متروك ".
قلت: تابع عمرو بن ثابت عليه زهير بن محمد كما تقدم، وقال الحسيني عن
عبد الله بن سهل - كما في " تعجيل المنفعة " (ص 151) -: " ليس بمشهور "، وتعقبه
ابن حجر بقوله: " قلت: صحيح حديثه الحاكم، ولم أره في ثقات ابن حبان، وهو
على شرطه ".
قلت: عبد الله بن سهل كذا ورد في بعض المصادر التي أخرجت الحديث والتي
تقدم ذكرها، وقد ورد في أخرى تسميته ب " عبد الرحمن " وهو هو، كما في ترجمة
سهل من " تهذيب الكمال " (12: 185) و " تهذيبه " (4: 251) وقال ابن حجر في
ترجمة سهل بن " الإصابة " (3: 198): " روى له ابناه أبو أمامة أسعد و عبد الله أو
عبد الرحمن ".
ولكنه كأنه فرق بينهما عندما ترجم لكل منهما ترجمة مستقلة (5: 13، 38) لكنه
جعلهما من القسم الثاني من الصحابة حسب تقسيمه لهم، وهم من الأطفال الذين
ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال ممن مات - صلى الله عليه وسلم - وهم
في دون سن التمييز.
وهذا يعني أن أحاديثهم مرسلة كما ذكر في مقدمة " الإصابة " (1: 4)، وهذا لا
يضر في هذا الإسناد لكون عبد الله أو عبد الرحمن يروي الحديث عن أبيه - سهل -
عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كان كذلك فيكون إسناد الحديث حسنا، والله أعلم.
55

الحديث الحادي والعشرون
أخبرنا الشيخ الثقة أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي قدم علينا
أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بوشنج أخبرنا أبو محمد عبد الله بن
أحمد بن حمويه بسرخس أخبرنا عيسى بن عمر أبو عمران حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن السمرقندي أخبرنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تكفل الله لمن خرج من بيته ولا يخرجه إلا جهاد في سبيل الله وتصديق
كلماته أن يدخله الجنة أو يرده إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من
أجر أو غنيمة " (1).

(1) أخرجه الدارمي (2396) بإسناده المذكور هنا.
وأخرجه مالك (3: 3) وعنه كل من البخاري (6: 220، 13: 441، 444 -
445) والنسائي (3122) وابن حبان (4591) عن أبي الزناد به.
وأخرجه سعيد بن منصور (2311) عن سفيان - وهو ابن عيينة - عن أبي الزناد به،
وأما سفيان الذي في إسناد المصنف فهو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه سعيد بن منصور (2312) وسلم (3: 1496) والبيهقي في " سننه "
(9: 175) من طرق عن أبي الزناد به.
57

الحديث الثاني والعشرون
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله أبو ياسر (-) أخبرنا أبو القاسم
هبة الله بن محمد الكاتب أخبرنا الحسن بن علي أبو علي أخبرنا أحمد بن
جعفر أبو بكر حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن الإمام أبي عبد الله أحمد بن
محمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا حسن بن موسى الأشيب حدثنا ابن لهيعة
حدثنا الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي عن
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أظل رأس
غاز (1) أظله الله يوم القيامة، ومن جهز غازيا في سبيل الله حتى يستقل
بجهازه كان له مثل أجره، ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له
بيتا في الجنة " (2).

(1) في الأصل: " غازيا "، وهو خطأ.
(2) أخرجه أحمد (376) بإسناده المذكور هنا.
وأخرجه مرة أخرى (126) وكذلك البيهقي في " الشعب " (4: 34 - 35) بلفظين
مقاربين للفظ المصنف عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد به أبي الوليد به.
وأخرجه دون ذكر بناء المسجد ابن أبي عاصم (92) عن يزيد به.
وأخرج ابن ماجة (2758) من طريق يزيد ذكر الغازي فقط.
قلت: وقال البوصيري في " مصباح الزجاة " (975): " هذا إسناد صحيح إن كان
عثمان بن عبد الله سمع من عمر بن الخطاب فقد قال في التهذيب أن روايته عنه
مرسلة ".
قلت: فإسناده ضعيف لانقطاعه، والله أعلم.
وإن قيل أن في إسناد المصنف " عبد الله بن لهيعة " وهو صدوق اختلط، يجاب عليه
أنه قد توبع كما في " المسند " وابن ماجة.
58

الحديث الثالث والعشرون
أخبرنا عبد الأول بن عيسى الصوفي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي أخبرنا عبد الله بن أحمد
الحموي أخبرنا محمد بن يوسف أبو عبد الله أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
إسماعيل الجعفي حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي
سلمة أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أنفق
زوجين في سبيل الله دعاه خزنة الجنة - كل خزنة باب - أي فل، هلم ".
قال أبو بكر - رضي الله عنه -: " يا رسول الله! ذاك الذي لا توى عليه (1).
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأرجو أن تكون منهم " (2).

(1) أي لا ضياع ولا خسارة، وهو من التوى: الهلاك. كذا في " النهاية " لابن الأثير
(1: 201).
(2) أخرجه البخاري (6: 48) بإسناده المذكور هنا.
وأخرجه البخاري كذلك (6: 304 - 305) ومسلم (2: 712 - 713) والبيهقي في
" البعث والنشور " (233) من طرق عن شيبان - وهو ابن عبد الرحمن - به.
وتابع يحيى - وهو ابن أبي كثير - عليه محمد بن عمرو عند ابن حبان (7: 76)
بلفظ مقارب.
ورواه الأوزاعي عن يحيى عن محمد بن إبراهيم التيمي قال: أنبأنا أبو سلمة به،
وأخرجه عنه النسائي (3184)، وأشار إليه ابن حجر في " الفتح " (6: 310).
وورد الحديث مطولا بذكر خصال أخرى، أخرجه مالك (3: 50 - 51) عن ابن
شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا به.
وعن مالك أخرجه كل من البخاري (4: 111) والنسائي (3183) والترمذي
(2674) وقال: " حسن صحيح "، وابن حبان (308)، وقد سقط ذكر " الزهري " من
" جامع الترمذي " (5: 614) طبعة الحلبي، والصواب إثباته كما في " تحفة
الأشراف " (9: 330) و " جامع الترمذي " بشرحه " تحفة الأحوذي " (4: 312).
وورد من طرق عن ابن شهاب به، أخرجه البخاري (7: 19) ومسلم (2: 711،
712) والنسائي في المجتبى (2238، 2439) وفي " الكبرى " كما في " تحفة
الأشراف " (9: 33) وابن حبان (3409، 2310، 6827) والبيهقي في " سننه "
(9: 171).
60

الحديث الرابع والعشرون
أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله ببغداد أخبرنا هبة الله بن محمد أبو القاسم
الكاتب أخبرنا الحسين بن علي الواعظ أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر
القطيعي أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد الذهلي حدثنا أبي حدثنا يزيد
أخبرنا محمد بن عمرو عن صفوان بن أبي يزيد عن حصين بن اللجلاج عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان
جهنم في منخري مسلم، ولا يجتمع الشح وإيمان في قلب رجل
مسلم " (1).

(1) أخرجه المزي في " التهذيب " (6: 523 - 533) من طرق عن حنبل بن عبد الله عن
أبي القاسم الكاتب به. وهو في " المسند " لأحمد (2: 256) بإسناده المذكور هنا،
وهو المقصود بقوله فيه: " أحمد بن محمد الذهلي ".
وأخرجه النائي (3114) عن يزيد - وهو ابن هارون - به.
وتابع يزيد عليه عنده (3114) عرعرة بن البرند وابن أبي عدي.
وتابعهم كذلك عبدة بن سليمان عند كل من: ابن أبي شيبة (5: 334) وهناد في
" الزهد " (467) إلا أن في الأول " صفوان بن سليم " بدلا من " صفوان بن أبي يزيد ".
وأخرجه أحمد (2: 342) عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو، إلا أن عنده:
" القعقاع بن اللجلاج ".
و أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (281) والنسائي (3110، 3112، 3115)
ومحمد بن نصر في " تعظيم قدر الصلاة " (460) وابن حبان (3240) وابن أبي
عاصم (121) والحاكم (2: 72) والبيهقي في " سننه " (9: 161) وفي " الشعب "
(4: 26 - 27) والبغوي (10: 354) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن صفوان
به، (سقط ذكر صفوان من ابن حبان) وفي بعضها " خالد بن اللجلاج "، وفي
الآخر: " القعقاع بن اللجلاج "، وفي الحاكم " أبو اللجلاج ".
وتابع سهيلا عبيد الله بن أبي جعفر عند النسائي (3115) وفي روايته: " أبو
العلاء بن اللجلاج ".
وهذه الاختلافات أشار إليها المزي في ترجمة حصين من " التهذيب " (6: 531 -
532) وكذلك ابن حجر في " تهذيبه " (2: 388) ولم يذكر " أبا اللجلاج " ضمن
هذه الاختلافات.
وحصين مجهول كما في ترجمة من " التهذيب " للمزي ولابن حجر، ويعل الإسناد
لذلك، والراوي عنه وهو " صفوان بن أبي يزيد " قال عنه ابن حجر في " التقريب "
(2944): " مقبول " يعني حيث يتابع وإلا فلين.
وأخرجه أحمد (2: 340) والنسائي (3109) وابن حبان (4587) والحاكم
(2: 72) من طرق عن الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط
مسلم ولم يخرجاه "، ووافقه الذهبي.
قلت: ولكن فيه علتان - الأولى: عنعنة محمد بن عجلان، فقد اتهم بالتدليس كما
في " طبقات المدلسين " لابن حجر (ص 106).
الثانية: مخالفة ابن عجلان لسائر الرواة عن سهيل لروايته بهذا الوجه، وروايتهم
على الوجه المتقدم.
ولكن الحديث ثابت، فقد أخرجه عبد الله بن المبارك في " الجهاد " (30) وهناد في
" الزهد " والطيالسي (443) وأحمد (2: 505) والترمذي (1633، 2311)
والنسائي (3108) والحاكم (4: 260) والبغوي (14: 364) من طرق عن
المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة عن أبي
هريرة مرفوعا به.
قلت: وهذا إسناد حسن. مسعودي هو " عبد الرحمن بن عبد الله " وهو وإن كان
صدوقا اختلط فإن الراوي عنه عند الحاكم هو " جعفر بن عون " وهو ممن روى عنه
قبل الاختلاط كما في " الكواكب النيرات " لابن الكيال (ص 293).
تنبيه: وقع في " تهذيب الكمال " للمزي (6: 553 - النسخة المطبوعة) في ترجمة
حصين بن اللجلاج هكذا: " ورواه النسائي عن مسدد عن أبي عوانة عن سهيل بن
هارون ومن طرق أخر " وصوابه: " ورواه النسائي عن شعيب بن يوسف عن يزيد بن
هارون ومن طرق أخر ". كذا على الصواب في " تهذيب الكمال " النسخة الخطية
(ق 299) و " سنن النسائي " (6: 14).
62

الحديث الخامس والعشرون
أخبرنا عبد الأول بن عيسى الصوفي الشيخ الصالح أخبرنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد ببوشنج أخبرنا عبد الله بن أحمد أبو أحمد السرخسي
أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر (1) بن العباس أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن
الدارمي أخبرنا عبد الله بن صالح حدثني يحيى بن أيوب عن هشام عن
الحسن عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة الرجل ستين
سنة " (1).

(1) في الأصل: " محمد "، وهو خطأ.
(2) أخرجه ابن عساكر في " الأربعين في الحث على الجهاد " (13) عن مجموعة من
مشايخه منهم شيخ المصنف عن عبد الرحمن بن محمد الداودي به، وهو في " سنن
الدارمي " (2401) بإسناده المذكور هنا.
وأخرجه البزار (1666: الكشف) والطبراني في " الكبير " (18: 168) وفي
" الأوسط " - كما في " مجمع الزوائد " (5: 326) - والحاكم (2: 68) والبيهقي في
" سننه " (9: 161) وفي " الشعب " (4: 15) جميعهم عن أبي صالح - عبد الله بن
صالح - به.
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ". ووافقه
الذهبي.
وقال الهيثمي: " فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وثقه أحمد وغيره، وبقية رجاله
ثقات ".
قلت: كذا في " المجمع ": وثقه أحمد وغيره "، ولعل الصواب: " ضعف أمره " أو
" تكلم فيه " أو أي عبارة من عبارات الجرح، لأن أحمدا قال فيه: " كان أول أمره
متماسكا، ثم فسد بآخره، وليس هو بشيء ". وقال عبد الله بن أحمد: " سمعت أبي
يذكره يوما فذمه وكرهه "، وتراجع بقية أقوال العلماء فيه في ترجمته من " التهذيب "
للمزي (15: 101 - 106) و " التهذيب " لابن حجر (5: 256 - 261)، ولخص
الأقوال فيه بقوله في " التقريب " (3388): " صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه،
وكانت فيه غفلة ".
ولكن إعلال الحديث به مما لا ينبغي، فقد بين الحافظ في مقدمة " الفتح "
(ص 414) أن حديثه كان في أول أمره مستقيما، ثم طرأ عليه فيه تخليط، فما جاء
من رواية أهل الحذق مثل ابن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم فهو من
صحيح حديثه، وهذا منها - إلا أن يعل بعلة أخرى - فقد رواه عنه الإمام البخاري
عند ابن أبي عاصم في " الجهاد " (139).
وفي إسناده الحسن - وهو ابن أبي الحسن البصري - الراوي عن عمران، وقد
تكلم في سماعه من عمران، وجزم ابن المديني وأبو حاتم بعدم سماعه من عمران
كما في " الجرح والتعديل " (3: 40 - 41) و " التهذيب " للمزي (6: 122).
وعلى كل فهو مدلس، ولا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بسماعه ممن يروي
عنه.
وهشام هو ابن حسان قال عنه ابن حجر في " التقريب " (7289): " ثقة، من أثبت
الناس في ابن سيرين، وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل: كان يرسل
عنهما ".
وقال البزار تلو رواية للحديث: " لا نعلم رواه بهذا اللفظ، إلا عمران بن حصين،
ولا نعلم له طريقا أحسن من هذا، ولا رواه عن يحيى إلا أبو صالح، ولا عن
هشام إلا يحيى، ولا يعرف [إلا] من حديث هشام، ويحيى ثقة، وأبو صالح، فقد
روى عنه أهل العلم ".
ثم نقل عنه الهيثمي (1667 - كشف الأستار) أنه قال: حدثنا عمرو بن مالك حدثنا
يحيى بن سليم حدثنا إسماعيل بن سليمان المكي قال: سمعت الحسن يحدث عن
عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لموقف رجل في صف في سبيل الله
أفضل من عبادته في بيته ستين سنة ".
وأخرجه كذلك الطبراني (18: 180) والعقيلي في " الضعفاء " (1: 86) والخطيب
في " تاريخ بغداد " (10: 295) من طرق عن يحيى بن سليم عن إسماعيل بن
عبيد الله بن سلمان المكي به.
وبذلك تعرف خطأ ما ورد في إسناد البزار من ذكر " إسماعيل بن سليمان " فهو
" سلمان " وكذلك ما ورد في كلام البزار نفسه أنه لم يعرف إلا من حديث
هشام!!!.
وقال العقيلي بعد ذكره لحديث آخر تلو هذا الحديث: " الحديثان جميعا غير
محفوظان ".
وقال الذهبي في " الميزان " (1: 238) في ترجمة إسماعيل: " لا يعرف "، ونقله
عنه ابن حجر في " اللسان " (1: 419) ثم بين أن ابن أبي حاتم ترجم لإسماعيل
وأنه لم يذكر فيه لا جرحا ولا تعديلا، وأن ابن حبان ذكره في " الثقات ".
قلت: فعلى تجهيل الذهبي لإسماعيل يقوم تضعيف هذا الإسناد دون الالتفات إلى
توثيق ابن حبان لكونه متساهلا كما هو معلوم، وفي الإسناد كذلك يحيى بن سليم،
وهو صدوق سئ الحفظ، وفيه علة العنعنة من الحسن كما تقدم.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه أحمد (2: 446، 524) والترمذي
(1650) والبزار (1652 - كشف) والحاكم (2: 68) والبيهقي في " سننه "
(9: 160) وفي " الشعب " (4: 15) من طرق عن هشام بن سعد عن سعيد بن أبي
هلال عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبي هريرة مرفوعا به.
ولفظ البزار: " مقام أحدكم في سبيل الله خير له من مقامه في بيته ستين عاما أو
كذا عاما "، وورد في " جامع الترمذي ": " سبعين ".
وقال الترمذي: " حسن "، وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم
يخرجاه ". ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في " المجمع " (5: 279 - 280) وقال: " رواه البزار ورجاله ثقات ".
قلت: هشام بن سعد فيه مقال، ولكنه حسن الحديث، وهو ليس على شرط مسلم
بل روى له متابعة، وفيه كذلك عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وهو من رواة
أبي داود والترمذي والنسائي، ولم يرو له مسلم، فلذلك فلا يصح أن يقال أن
إسناد الحديث صحيح على شرط مسلم، بل الحديث إسناده حسن، والله أعلم.
تنبيه: وقع في سند الحديث عند الترمذي في " جامعه " - طبعة الحلبي - هكذا:
" عن سعد بن أبي هلال عن أبي ذباب ": وصوابه: " عن سعيد بن أبي هلال عن
ابن أبي ذباب "، وهو على الصواب في نسخة شرحه " تحفة الأحوذي " (3: 14).
64

الحديث السادس والعشرون
أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب البغدادي إذنا
أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني أخبرنا أبو علي الحسين بن
علي التميمي أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا أبو
عبد الرحمن عبد الله بن أحمد الشيباني حدثنا أبي حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة
عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سافروا
تصحوا، واغزوا تستغنوا " (1).

(1) أخرجه أحمد في " مسنده " (2: 380) بإسناده المذكور هنا.
قلت: وإسناده ضعيف، ابن لهيعة هو عبد الله صدوق اختلط وهو مدلس كذلك ولم
يصرح بالتحديث، وفيه كذلك دراج وهو أبو السمح، وفيه ضعف.
وذكره السخاوي في " المقاصد الحسنة " (549) وتبعه العجلوني في " كشف الخفاء "
(1455) بلفظ: " سافروا تربحوا، وصوموا تصحوا، واغزوا تغنموا "، ثم عزاه
لأحمد عن أبي هريرة، وهو ليس فيه بهذا اللفظ، إنما فيه بلفظ المصنف.
وعزاه السخاوي إلى أبي نعيم في " الطب النبوي " بلفظ: " اغزوا تغنموا، وسافروا
تصحوا ".
67

الحديث السابع والعشرون
أخبرنا الشيخ أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد بن المظفر أخبرنا عبد الله بن أحمد بسرخس أخبرنا
محمد بن يوسف أبو عبد الله حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم
الإمام أخبرنا علي بن حفص حدثنا ابن المبارك أخبرنا طلحة بن أبي سعيد
قال: سمعت سعيدا المقبري يحدث أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه -
يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا
بوعده، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة " (1).

(1) أخرجه البخاري (6: 57) بإسناده هنا وعنه البغوي في " شرح السنة "
(10: 388).
وأخرجه أحمد (2: 374) وابن حبان (4654) والبيهقي في " سننه " (10: 16) عن
عبد الله بن المبارك به.
وأخرجه النسائي (3582) والبيهقي (10: 16) وابن عساكر في " الأربعين في
الحث على الجهاد " (27) والطحاوي في " شرح معاني الآثار " (3: 274) - وعنه
المزي في " التهذيب " (13: 399 - 400) - من طرق عن عبد الله بن وهب عن
طلحة بن أبي سعيد به.
68

الحديث الثامن والعشرون
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله البغدادي كتابة أخبرنا أبو القاسم
هبة الله بن محمد بن عبد الواحد البغدادي أخبرنا أبو علي الحسن بن علي
اليماني أخبرنا محمد بن جعفر أبو بكر أخبرنا عبد الله بن أحمد أبو
عبد الرحمن حدثنا أبي - رحمه الله - حدثنا يزيد حدثنا المسعودي عن
الركين بن الربيع عن رجل عن خريم بن فاتك - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأعمال ستة، والناس أربعة، فموجبتان، ومثل بمثل
وحسنة بعشر أمثالها، وحسنة بسبع مئة. فأما الموجبتان فمن مات لا
يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار. وأما
مثل بمثل فمن هم بحسنة حتى يشعرها قلبه ويعلمها الله منه كتبت له
حسنة ومن عمل سيئة كتبت عليه سيئة، ومن عمل حسنة فبعشر أمثالها،
ومن أنفق نفقة في سبيل الله فحسنة بسبع مئة ضعف، وأما الناس فموسع
عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه
في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا والآخرة، وموسع عليه في الدنيا
والآخرة " (1).

(1) أخرجه أحمد (4: 321 - 322) بإسناده هنا.
وأخرجه ابن عساكر في " الأربعين في الحث على الجهاد " (33) عن شيخه أبي
القاسم هبة الله به.
وأخرجه أحمد (4: 346) عن أبي النضر - هاشم بن القاسم - عن المسعودي عن
الركين بن ربيع عن أبيه عن خريم به.
قلت: بذلك يتبين أن المقصود بالرجل المبهم في الإسناد الأول هو والد الركين،
وهو الربيع بن عميلة الفزاري.
والإسناد ضعيف، ففيه المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي،
وهو صدوق اختلط قبل موته. كذا في " التقريب " لابن حجر (3919). والراويان
عنه في المصادر المتقدمة هما يزيد بن هارون وأبو النضر هاشم بن القاسم، وهما
ممن سمع من المسعودي بعد اختلاطه، كذا في " الكواكب النيرات " لابن الكيال
(ص 287 - 288).
وتابع المسعودي عليه عمرو بن قيس عند الطبراني (4152).
قلت: ولعل ثمت انقطاع بين الربيع بن عميلة وخريم، فلم يذكر في ترجمتيهما
رواية للربيع عن خريم، كما في ترجمتيهما من " التهذيب " للمزي (9: 96 - 98،
8: 239 - 240) وغيره من المصادر، بل قد ذكر كما سيأتي راو بين الربيع
وخريم، وهو عم الربيع واسمه يسير بن عميلة.
فقد أخرجه أحمد (4: 345) وعنه كل من أبي نعيم في " الحلية " (5: 34 - 35)
وابن الأثير في " أسد الغابة " (2: 131) عن عبد الرحمن بن مهدي عن شيبان بن
عبد الرحمن عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه يسير بن عميلة عن خريم.
وتابع ابن مهدي عليه عبيد الله بن موسى عند الطبراني (4153).
وأخرج شطر النفقة في سبيل الله كل من ابن أبي شيبة (5: 318) وأحمد
(4: 345) والبخاري في " تاريخه " (8: 423) والترمذي (1625) وابن حبان
(4628) والحاكم (2: 87) والبيهقي في " الشعب " (4: 31 - 32) من طريق
زائدة بن قدامة عن الركين به.
وأخرج الطبراني (4155) الحديث كاملا عن ابن أبي شيبة به.
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم
بالركين بن ربيع، وهو كوفي عزيز الحديث، ويسير بن عميلة عمه، حدثني بصحة
ما ذكرت... ".
ثم أسند الحديث كاملا من طريق معاوية بن عمرو عن مسلمة بن جعفر بن بجيلة
عن الركين بن الربيع قال: حدثني عمي عن أبي يحيى خريم بن فاتك به.
وأخرجه عنه البيهقي في " الشعب " (4: 32).
وقال الذهبي: " مسلمة تعبت عليه فلم أعرفه ".
قلت: ترجمه كل من البخاري في " تاريخه " (7: 388) وابن أبي حاتم في
" الجرح والتعديل " (8: 267)، فقالا: " مسلمة بن جعفر البجلي الأحمسي "، وأشارا
إلى روايته عن الركين بن الربيع، ولم يوردا فيه جرحا ولا تعديلا، وقد روى عنه
خمسة من الرواة، كما في المصدرين المذكورين ولم يذكروا معاوية بن عمرو
ضمن الرواة عنه.
وأورده ابن حجر في " اللسان " (6: 33) وذكر أن ابن حبان أورده في " الثقات "،
ولم نهتد إليه في " الثقات " لابن حبان من النسخة المطبوعة.
وتابع مسلمة بن جعفر عليه - عبيدة بن عبد الرحمن عند البيهقي في " الشعب "
(4: 32).
قلت: وإسناد الحديث ضعيف عموما، فإن فيه " يسير بن عميلة "، قال عنه الذهبي
في " الميزان " (4: 447): " لا يعرف ".
69

الحديث التاسع والعشرون
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب أخبرنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد الداودي ببوشنج أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد
بسرخس أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر بن العباس أخبرنا عبد الله بن
عبد الرحمن أخبرنا الحكم بن المبارك (1) أخبرنا الوليد بن مسلم حدثنا
يحيى بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي - أمامة رضي الله
عنه - أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في
أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة " (2).

(1) في طبعة السيد هاشم اليماني من " سنن الدارمي ": " محمد بن المبارك " وهو خطأ،
والصواب كما في الدمشقية: " الحكم بن المبارك " وكما في إسناد المصنف عنه.
وهو مترجم في " التهذيب " للمزي " 7: 131 - 132).
(2) أخرجه الدارمي (2423) بإسناده المذكور هنا.
وأخرجه أبو داود (2503) وابن ماجة (2762) وابن أبي عاصم (99) والطبراني
(7747) والبيهقي في " سننه " (9: 48) وابن عساكر في " الأربعين " (20) من طرق
عن الوليد بن مسلم به.
قلت: وإسناده حسن. وقد صرح الوليد بن مسلم بالتحديث فيه، كما أخرجه
كذلك الروياني في " مسنده " (ق 217 / 2) وفيه تصريح شيخه وشيخ شيخه
بالسماع. فانتفت شبهة تدليسه لهذا الحديث، لأن الوليد يدلس تدليس التسوية.
ومن شرط قبول حديثه أن يصرح بالسماع في جميع طبقات السند.
72

الحديث الثلاثون
أخبرنا هبة الله بن أحمد بن محمد أبو المظفر ببغداد أخبرنا الشريف
محمد بن محمد بن علي الهاشمي أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس
الذهبي حدثنا عبد الله بن محمد الخراساني حدثنا خلف بن هشام حدثنا
العطاف بن خالد حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " غدوة في سبيل الله أو روحة في سبيل الله
خير من الدنيا وما فيها، وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما
فيها " (1).

(1) أخرجه أحمد (3: 433، 5: 337، 338 - 339) والترمذي (1648) والطبراني
(5835، 5836) من طرق عن العطاف بن خالد.
وأخرج الطبراني (6004) من طريق العطاف الشطر الأول منه.
وأخرج الشطر الأول منه من طريق سفيان عن أبي حازم به، كل من ابن أبي
شيبة (5: 284) وأحمد (3: 433، 5: 335) والبخاري (6: 14) ومسلم
(3: 1500) والدارمي (2403) وابن أبي عاصم (63) وأبي عوانة (5: 47)
والطبراني (5967 - 5969).
وأخرجه كذلك أحمد (3: 433) ومسلم (3: 1500) وابن ماجة (2756) وأبو
عوانة (5: 47) والطبراني (5797، 5856، 5892، 5954) من طرق عن أبي
حازم بالشطر الأول منه فقط.
وأخرجه كاملا عن أبي حازم كل من أحمد (3: 433، 5: 334، 337) والبخاري (6: 85، 11: 232) والطبراني (5842، 5861، 5959) والبيهقي
في " الشعب " (4: 39) والبغوي في " شرح السنة " (10، 351).
وأخرج البخاري (6: 319) عن علي بن المديني عن سفيان الشطر الثاني منه.
73

الحديث الحادي والثلاثون
أخبرنا عبد الأول بن عيسى قدم علينا بغداد مدينة السلام قراءة عليه
وأنا أسمع بها أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أخبرنا عبد الله بن أحمد أخبرنا
عيسى بن عمر السمرقندي أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو علي الحنفي حدثنا شعبة (1) عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من نفس تموت فتدخل الجنة فتود أنها رجعت إليكم
ولها الدنيا وما فيها الا الشهيد، فإنه ود أنه قتل كذا [وكذا] مرة، لما رأى
من الثواب " (2).

(1) في الأصل: " سعيد "، والتصويب من الدارمي، ومع ذلك فلم يذكر في ترجمتي
أبي علي الحنفي - وهو عبيد الله بن عبد المجيد، من " تهذيب الكمال " للمزي وشعبة
رواية أبي علي عن شعبة، فليضف إليهما هذا السماع.
(2) أخرجه الدارمي (2414) بإسناده المذكور هنا، وما بين المعقوفتين منه.
قلت: وإسناده حسن.
وأخرج البخاري (6: 32) ومسلم (3: 1498) من طريق شعبة مرفوعا: " ما أحد
يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد
يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة "، واللفظ
للبخاري.
وأخرجه أحمد (3: 126، 153، 278 - 279، 284) ومسلم (3: 1498)
والترمذي (1643) والبغوي (10: 363) بألفاظ مقاربة دون ذكر " عشر مرات ".
74

الحديث الثاني والثلاثون
أخبرنا الشيخان الثقتان العالمان أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن
محمد بن عبد (-) بن الحصين الشيباني وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن
أحمد الحاجب إجازة وسماعا قالا: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن
محمد ببغداد أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرنا محمد بن
عمرو أبو جعفر أخبرنا يحيى هو ابن جعفر أخبرنا إسماعيل بن عمر الواسطي
أخبرنا مالك بن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد - رضي الله عنه -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ساعات تفتح فيها (1) أبواب السماء، وقل ما يرد
على داع دعوته: بحضور النداء، والصف في سبيل الله تبارك وتعالى " (2).
75

الحديث الثالث والثلاثون
أخبرنا عبد الأول بن عيسى السجزي قدم علينا أخبرنا أبو الحسن
عبد الرحمن بن محمد البوشنجي بها أخبرنا عبد الله بن أحمد أبو محمد
السرخسي بها أخبرنا عيسى بن عمر أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي
أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد أخبرنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن
عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام
يخطب (1) فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر الجهاد فلم يدع شيئا أفضل منه
إلا الفرائض، فقام رجل فقال: يا رسول الله! أرأيت من قتل في سبيل الله،
فهل ذلك مكفر عنه خطاياه؟ قال (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، إذا قتل صابرا
محتسبا مقبلا غير مدبر إلا الدين، فإنه مأخوذ به كما زعم لي جبريل عليه
السلام " (3)
76

الحديث الرابع والثلاثون
أخبرنا الشيخ السيد الثقة الزاهد أحمد بن محمد بن عبد العزيز
العباسي قراءة عليه وأنا أسمع أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي الشيباني
الطبري أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي أخبرنا
محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن سفيان الفقيه أخبرنا الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن
مسلم النيسابوري - رحمه الله - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن
سعيد بن أبي سعيد عن عبد الله بن أبي قتادة - رضي الله عنه - [أنه] سمعه
يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله
والإيمان بالله أفضل الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! أرأيت إن
قتلت في سبيل الله تكفر (1) عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم،
إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر ". ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف قلت؟ " قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر
عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم، وأنت صابر محتسب مقبل
غير مدبر إلا الدين، فإن جبريل - عليه السلام - قال لي ذلك " (1).
77

[...]
78

الحديث الخامس والثلاثون
أخبرنا الشيخ الثقة عبد الأول بن عيسى ببغداد أخبرنا عبد الرحمن بن
محمد بن المظفر أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه أخبرنا
عيسى بن عمر السمرقندي حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا وهب بن
جرير حدثنا هشام عن يحيى عن أبي سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق عن
عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يدخل
الثلاثة بالسهم الواحد الجنة: صانعة يحتسب في صنعه الخير، والممد به،
والرامي به " (1).
79

[...]
80

الحديث السادس والثلاثون
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي بمدينة السلام أخبرنا أبو
الحسين عبد الرحمن بن محمد ببوشنج أخبرنا عبد الله بن أحمد بسرخس
أخبرنا أبو عمران بن عمر (1) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا
القاسم بن كثير قال: سمعت عبد الرحمن بن شريح يحدث عن عبد الله بن
سليمان أن مالك بن عبد الله مر على حبيب بن مسلمة أو حبيب مر على
مالك وهو يقود فرسا وهو يمشي، فقال له: اركب رحمك الله. قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من اغبرت قدماه في سبيل الله - عز وجل - حرمة الله
على النار " (2).
81

[...]
82

الحديث السابع والثلاثون
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن العباس المكي أخبرنا
الحسين بن علي الشيباني أبو عبد الله أخبرنا عبد الغافر بن محمد بن
عبد الغافر أخبرنا محمد بن عيسى العمروي أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه
حدثنا مسلم بن الحجاج الإمام حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا
سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يضحك الله إلى رجلين: يقتل أحدهما الآخر، كلاهما
يدخل الجنة ". قالوا: كيف يا رسول الله؟!! قال: " يقتل هذا فيلج الجنة،
ثم يتوب الله على آخر فيهديه إلى الإسلام، ثم يجاهد في سبيل الله - عز وجل - فيستشهد " (1).
83

[...]
84

الحديث الثامن والثلاثون
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي أخبرنا عبد الرحمن بن
محمد البوشنجي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد أخبرنا عيسى بن عمر بن
العباس أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا عبد الله بن يزيد حدثنا
ابن لهيعة عن مشرح قال: سمعت عقبة بن عامر - رضي الله عنه - يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في
سبيل الله - عز وجل - فإنه يجري له عمله حتى يبعث " (1).
85

[...]
86

الحديث التاسع والثلاثون
أخبرنا أبو العباس (1) أحمد بن محمد النقيب أخبرنا الحسين بن علي
الشيباني أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أخبرنا أبو عبد الله محمد بن
عيسى بن عمرويه أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه حدثنا مسلم بن
الحجاج القشيري حدثني محمد بن سهل التميمي حدثنا ابن أبي مريرم
أخبرنا نافع بن يزيد حدثني أبو هانئ قال: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من
غازية أو سرية تغزو فتغنم وتسلم إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما
من غازية أو سرية تخفق وتصاب إلا تم أجورهم " (2).
87

[...]
88

الحديث الأربعون
أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي السجزي قراءة عليه وأنا
أسمع أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر ببوشنج أخبرنا أبو
محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه بسرخس أخبرنا أبو عمران عيسى بن
عمر بن العباس السمرقندي أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن
بهرام الدارمي أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة عن عبد الله بن سلام قال: قعدنا نفر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتذاكرنا فقلنا: لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله -
عز وجل - لعملناه (1)، فأنزل الله عز وجل: (سبح لله ما في السماوات وما
في الأرض وهو العزيز الحكيم (1) يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا
تفعلون (2) كبر مقتا) حتى ختمها. قال عبد الله: فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى ختمها. قال أبو سلمة: فقرأها [علينا] ابن سلام. قال يحيى: فقرأها
علينا أبو سلمة. وقال الأوزاعي: فقرأها (2) علينا يحيى. قال محمد بن كثير:
فقرأها علينا الأوزاعي. قال الدارمي: فقرأها علينا محمد بن كثير. قال أبو
عمران السمرقندي: فقرأها علينا الدارمي. قال الحموي: فقرأها علينا
السمرقندي. قال الداودي (3): فقرأها علينا الحموي. قال أبو الوقت:
89

فقرأها علينا الداودي. قلت: فقرأها علينا أبو الوقت السجزي -
رحمه الله - (4).
90

آخر كتاب الأربعين، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا
محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلامه.
سمع جميع هذا الجزء وهو " أربعون حدثنا في فضل الجهاد
والمجاهدين " على مخرجه الشيخ الإمام الثقة عفيف الدين أبي الفرج
محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز المقرئ الواسطي أيده الله صاحبه الولد
أبو بكر محمد خبر (؟) الله بقراءة والده وهو مثبت للأسماء علي بن
المظفر بن القاسم النشبي والشريف بهاء الدين أبو القاسم بن سالم بن
91

سليمان العثماني الموسوي الحامد على الركوات المبرورة بدمشق
المحروسة والفقيه تاج الدين صديق بن رمضان بن علي الدمشقي الشافعي
وأخوه لأمه (-) الشيخ الصالح رمضان وعبد الرحمن ولد الشيخ المسمع
والشيخ (-) أبو البركات بن الحسين المعروف بالزاهد الدمشقي والشيخ
الصالح (-) الزاهد (-) بن محمود الحصكفي وجمال الدين
عبد الرحمن بن أبي الفضل بن (-) والشيخ الفقيه الزاهد سليمان بن
إبراهيم بن أبي عبد الله السعردي (-) بن ثعلب الفزاري، وصح لهم ذلك
وثبت في يوم الثلاثاء رابع عشر من (-) وتسعين وخمسمائة بمدينة دمشق
بمدرسة نور الدين محمود بن زنكي بسفح (-) والحمد لله رب العالمين.
92