الكتاب: جزء أحاديث الشعر
المؤلف: عبد الغني المقدسي
الجزء:
الوفاة: ٦٠٠
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: إحسان عبد المنان الجبالي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٠
المطبعة:
الناشر: المكتبة الإسلامية - الأردن
ردمك:
ملاحظات:

أحاديث الشعر
عبد الغني المقدسي
الامام الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي
رحمه الله
المتوفى سنة 600 ه‍
تحقيق
خير الله الشريف
1

جميع الحقوق محفوظة للمحقق
الطبعة الأولى
1413 ه‍
أحاديث الشعر / تأليف عبد الغني المقدسي، تحقيق
خير الله الشريف. - دمشق: الشريف، 1993
. - 118 ص، 24 سم.
2

الإهداء
إلهي
يا ذا الجلال والكرام والعزة التي الاسلام
قد قال حبيبك: المرء من أحب
فاجعلني معك ومعه ومعهم في حرزك الملكين.
وأنتم أبي وأبي وأختي
أسبغ لكم - ما هبت الصباء سحابي عفوه ورضاه
وتعاورت جرعاء كم سكائب لطفه ورحمته ومغفرته
ما ذكره الذاكرون وغفل ذكره الغافلون..
3

تصدير
الشعر في الاسلام
من البديهي أن أي استدلال على فكره أو استنباط حكم يراد
إطلاقه على نص م النصوص مهما يكن موضوعه ينبغي أن يسفه
التحري عن لفظ هذا النص أولا، أو التثبت من صحته، ومن ثم
النظر في معناه وتفسيره، وما قاله من سبق لهم أن خاضوا غمار
البحث فيه ممن بلغوا رتبة الاستنباط، ثم استقراء ما جاء في باب
هذا النص أو مما يجري مجراه.
وهذه القاعدة جاءت في القرآن الكريم طلبا في قوله تعالى:
* (ولا نقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولا) * (الاسراء / 36).
فإذا فحصنا الآيات القرآنية التي تناولت الشعر والشعراء تبدى
لنا حكم فصل في هذا الموضوع.
ففي نطاق حرب المشركين للاسلام وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأوصاف
منها الجنون، وكان أعقلهم وأصحهم جسدا، ومنها السحر، وكان
خيرهم وأيمنهم نقيبة وأحسنهم أخلاقا، ومنها الكذب، وكان
- بشهادتهم - أمينهم وأصدقهم لهجة، ومنها الشعر وكان أبعدهم
عنه في الشكل والمضمون.
وقد أرادوا بهذه الصفات - وخصوصا الشعر - الاسراع إلى
تدارك أنفسهم وإنقاذ ما يستطيعون من جاهليتهم بعدما دهشوا
لمعجزة القرآن الباقية في لفظه ومعناه وترتيبه وهداه الذي * (لا يأتيه
5

البطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) * فصلت: 42)،
وكانوا أمة بلغت في ميدان البلاغة والبيان شأوا بعيدا تجلى في طرق
الكلام وأساليب التعبير عموما وفي هذا الشعر الراقي على وجه
الخصوص، فأضحى للكلمة وقعها وتأثيرها في نفوسهم وحافز
لردود أفعالهم، فبهتوا إذ تحداهم في ميدان براعتهم وحقل
خبرتهم، فقال عز وجل يصور مقالهم:
* (بل قالوا أضغث أحلم بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية كما
أرس الأولون * ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون) *
(الأنبياء / 5 - 6).
* (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * قل تربصوا فإني معكم من
المتربصين) * (الطور / 30 - 31).
* (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أينا لتاركوا
آلهتنا لشاعر مجنون) * (الصافات / 36 - 37).
فأجابهم:
* (فلا أقسم بما تبصرون * ومالا تبصرون * إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول
شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين * ولو
تقول علينا بعض الأقاويل * لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من
أحد عنه حاجزين) * (الحاقة / 38 - 47).
* (وما علمنه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين) *
(يس / 69).
* (هل أنبئكم على من تنزيل الشيطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون
السمع وأكثرهم كذبون * والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في
كل واد يهيمون * وأنهم يقولون مالا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا
6

الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون) * (الشعراء / 221 _ 227).
فقد استعمل في الآية الأولى (بل) التي للاضراب، وهي
بتكرارها تصور تخبطهم في تخير الصفة التي يريدون أن يعيبوا بها
النبي صلى الله عليه وسلم وما أوحي إليه، وتدرجهم العجيب في هذا التخبط،
وإصرارهم - مع وضوح البينة - على عدم الايمان.
ولما تكفل الله تعالى بالدفاع عن نبيه في أن وقت مكان نفى
عنه قول الشعر كما نفى عنه ريبة المبطلين، إذ جعله في احتراز عن
القراءة والكتابة، فقرر - وهو الذي قال لنبيه: * (وإنك لعلى خلق
عظيم) * (القلم / 4) - أن لا يخالط نبيه شائبة الشعر، وأنه لا يليق
بمصطفاه، وكان الشعر تحمل في الجاهلية الكثير من عادات
العرب، وفيها السيئة، وكان جبل بدمائهم، واختلط بعظامهم،
فصار مرآة عكست هذه العادات التي هي خصم لدود لنقاء الاسلام
وخصاله الحميدة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والهجاء المقذع
واللهو البغيض والمبالغة الكاذبة والأنانية والكبر والحمية الجاهلية
وغيرها من الموبقات.
ثم أتبع النفي بتأكيد العكس من ذلك، وهو أن هذا النبي الأمين
مرسل لتبليغ أمر جليل هو الاسلام، وموحى إليه بكتاب هو
كلام الله، وكفى بذلك نبلا وصدقا ووضوح غاية، وهذا كله مما
يناقض الشعر الذي بني على المبالغة ومطاوعة الهوى والخيال،
7

ومن ذلك ما أشار إليه الطحاوي عند ما قال: * (أعلم خلقه أنه بخلاف
ما قالوه، ثم أتبع ذلك بقوله: * (وما ينبغي له) *، إذ كانت المنزلة التي
أنزله إياها مع النبوة التي آتاه إياها المنزلة التي لم ينزلها أحدا من
خلقه سواه).
أما آية " الشعراء " فيتضح منها للشعر قسمان:
- شعر شيطاني: يمكن تسمية شعرائه غير ملتزمين، وهو الواقع
تحت قوله تعالى: * (والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد
يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون) * وهؤلاء ذكرهم ربنا مناسبة
لذكره عباد الرحمن في ختام سورة " الفرقان " السابقة للشعراء إذ
وصفهم بقوله: * (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلما) * (63) وقوله:
الذين هم على خلاف ذلك حين يكون شعرهم أقرب ما يكون إلى
اللغو الباطل وكلام الجاهلين، أضف إلى ذلك مناسبة ذكره
تعالى لكل أفاك أثيم تنزل عليه الشياطين، ومن أولئك الأفاكين هذا
النوع من الشعراء.
والملاحظ هنا (ال‍) الجنسية التي تفيد عموم النوع، وفيها دليل
على فساد المجتمع الجاهلي المتجلي في الشعر والشعراء، وهو أمر
طبيعي، فهم لسان حال مجتمعهم، يعسكون مباشرة حالته
الاجتماعية والأخلاقية كما هو معروف، وقد عكس الشعر من قبل
حالة المعاناة التي كان عليها من يعرفون بالصعاليك.
وإذا عرفنا ما كان عليه شعراء ذلك الوقت من غلبة قلة الدين،
8

والكذب وقذف المحصنات، وهجاء الأبرياء، والمغالاة في الذم
والمدح بما ليس موجودا في الممدوح أو المذموم، ومخالفة
القصد، والظلم والجور، وأيقاظ النعرات وتفريق الجماعات
وإذكاء روح العداوة، إلى غير ذلك من مفاسد جمعها البيان الإلهي
في الآية السابقة أدركنا سبب هذه المبالغة في ذم الشعر.
وهي مبالغة لم تقع على الشعر لذاته وإنما وقعت عليه لنتائجه،
فالشعر في الاسلام ليس يكره لذاته وإنما يكره لمتضمناته، وقد كان
عند العرب عظيم الموقع حتى قال قائلهم: (وجرح اللسان كجرح
اليد)، والشعر كما جاء في النصوص الصحيحة كلام حسنه
حسن وقبيحه قبيح مع تميزه عن الكلام العادي بسيرورته وبقائه،
لذلك جرت علي الشعر عند خروجه على القصد أحكام فقهية أشار
إليها الامام الشافعي وابن قدامة وغيرهما من الفقهاء فردت
شهادة الشاعر الذي يهجو المسلمين فيؤذيهم، ويكثر من إيذائهم،
والذي يمدح فيكثر الكذب المحض في مدحه، ومن يمشي بالوقيعة
والنميمة بين المسلمين ويستعلن بذلك، ومن يفسق ويفجر
بالتسبيب بامرأة معينة لا تحل له، ويكثر ذلك ويشهره.
- والقسم الثاني من الشعر هو ما يمكن أن نسميه شعرا رحمانيا،
وشعراؤه ملتزمون، وهو الواقع تحت قوله تعالى: * (ألا الذين آمنوا
وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا) *، فهو
المستثنى من القسم الأول، وينضوي تحته أكثر نصوص هذا
الكتاب، وفيه حض من الله تعالى للشعراء المؤمنين على قول
9

الشعر، ودليل على إباحته ومدح أهله المتصفين بالصفات الجميلة،
وتشجيع على الاخذ بالحق ورفض الظلم.
أما في السنة وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الاسلامي،
وهي ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو وصف أو تقرير، فقد
جاءت الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم يحض فيها
على قول الشعر الملتزم، ويستحسنه، ويستحث عليه، ويطلب منه
المزيد، ويصدقه، وينقد معناه، ويوجه هذا المعنى الوجهة
السلمية، ويثيب عليه، ويتمثل به، وهذا كله يوافق موافقة تامة
موقفه الحازم صلى الله عليه وسلم من الشعر غير الملتزم الذي لا يتق والمبادىء
السامية للاسلام الذي جاء في عدد قليل من الأحاديث وفي ما تابعه
عليه عدد من الصحابة، وقد قال الطحاوي في هذا الصدد: (لما
جاءت هذه الآثار متواترة بإباحة قول الشعر، ثبت أن ما ينهى عنه في
الآثار الأول ليس لان الشعر مكروه، ولكن لمعنى كان في خاص من
الشعر، قصد بذلك النهي عنه).
فإذا أنعمنا النظر في معاني الأحاديث القليلة التي تكلمت على
الشعر وجدنا أولا البخاري يرتب حديث " لان يمتلئ جوف أحدكم
قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " في باب (ما يكره أن يكون الغالب
على الانسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن)، فقد
استدل منه على حكم كراهة أن يغلب الشعر في الانسان على ما عداه
من واجباته الاسلامية فيلغيها ويصده عنها من جهة، ولأنه لا إفراط في
الاسلام ولا تفريط بل قصد واعتدال، وقال الطحاوي في الحديث
ذاته: (هو عندنا على الشعر الذي يملا الجوف، فلا يكون
10

فيه قرآن ولا تسبيح ولا غيره، فأما ما كان في جوفه القرآن والشعر
مع ذلك فليس ممن امتلأ جوفه شعرا، فهو خارج من قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فهو يحدد مفهوم الامتلاء الذي يستوجب
الكراهة بأن يكون الشعر هاجس المرء فقط ولا شيء غيره، فيذهل
عما سواه مما لا تقوم حياة المسلم إلا به، وقد أوضح ذلك وشرحه
الإمام النووي عندما قال: (المراد أن يكون الشعر غالبا عليه مستوليا
عليه بحيث يشغله عن القرآن وغيره من العلوم الشرعية وذكر الله
تعالى، وهذا مذموم من أي شعر كان، فأما إذا كان القرآن والحديث
وغيرهما، من العلوم الشرعية هو الغالب عليه فلا يضر حفظ اليسير من
الشعر مع هذا، لان جوفه ليس ممتلئا شعرا، والله أعلم، واستدل
بعض العلماء بهذا الحديث على كراهة الشعر مطلقا قليله وكثيره، وإن
كان لا فحش فيه، وتعلق بقوله صلى الله عليه وسلم: " خذوا الشيطان " وقال العلماء
كافة: هو مباح ما لم يكن فيه فحش ونحوه. قالوا: وهو كلام حسنه
حسن، وقبيحه قبيح. وهذا هو الصواب، فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم
العشر، واستنشده، وأمر به حسان في هجاء المشركين، وأنشد
أصحابه بحضرته في الاسفار وغيرها، وأنشده الخلفاء وأئمة الصحابة
وفضلاء السلف، ولم ينكره أحد منهم على إطلاقه، وإنما أنكروا
المذموم منه وهو الفحش ونحوه، وأما تسمية هذا الرجل الذي سمعه
ينشد شيطانا فلعله كان كافرا، أو كان الشعر هو الغالب عليه، أو كان
شعره هذا من المذموم، وبالجملة فتسميته شيطانا إنما هو قضية عين
تتطرق إليها الاحتمالات المذكورة وغيرها، ولا عموم لها، فلا يحتج
بها، والله أعلم).
11

وأما قول الصحابي في الحديث رقم (41): " ما أبالي ما أتيت
إذا... قلت شعرا من قبل نفسي " فهو يصب في نطاق موقف
النبي صلى الله عليه وسلم من الشعر المذموم الذي منبعه أهواء النفس الانسانية
المجبولة على الآفات والشهوات المهلكة، وهو يدل على عظم
الذنب الذي يقترفه المرء بقوله مثل هذا الشعر المائل مع الهوى تجاه
نفسه ومجتمعه عندما يحلق في خيالاته المهومة، ويتناسى واقعة
وما يفرضه عليه من التزام.
12

نظرة في الكتاب
لا غرو أن يبتدئ ترتيب أحاديث الشعر بكلمة (أصدق) ليؤسس
من البداية قواعد الشعر المتين التي تريد للشعر لا أن يكون صادقا
فحسب بل أن يكون أصدق أنواع الكلام سيرورة وبقاء، وهو الشعر
الذي يفضل سائر أنواع الكلام بها.
فالصدق بيت القصيد في كل تصرف يتصرفه المرء المسلم، فهو
المطلوب دائما في ميزان التعامل الصحيح، وهو مطلوب في
أسلوب التعبير الانساني، والشعر أداة من أدوات هذا التعبير.
ومما يطلب أيضا من شروط الشعر الاسلامي أن يوضع الشعر
في موضعه الصحيح فيكون وسيلة لا غاية، فإذا كان وسيلة لغاية
نبيلة نبل الشعر وعلا وازداد جمالا، وإذا كان غاية صار فارغا من
المعنى، وانقلب هيكلا يبدو للناظر حلو الشكل، ولكنه سرعان ما
يذوب عندما يوضع على محك الواقع.
والمتأمل هذه النصوص الحديثية الموجودة بين أيدينا يرى أمثلة
هذه الموضوعات المطلوبة من قائل الشعر واضحة، ولكن الشعر لا
يقتصر عليها، فإنها لا تعدو أن تكون نماذج تضرب للتمثيل لا
للحصر.
ولعل ترتيب الموضوعات على النسق الذي جاءت عليه في هذا
الكتاب له دلالته أيضا، فالمنافحة عن الله ورسوله تأتي في المقام
الأول بعد شرط الصدق، وهي حظيت بقصب السبق في الأوليات
الاسلامية هنا، ثم يأتي الحث عل العمل بالشعر ثانيا، والعمل أهم
ما يميز الانسان إذا اتخذ الاسلام الحق له دينا والتزم بما جاء به،
13

والنصوص الدالة على تميزه ذاك متوافرة كثيرة.
ومن أعظم ما يضطلع به الشعر من المنظور الاسلامي مهمة
تثبيت الناس على الحق، ومنهم الذين لا يجدون لهم عليه أعوانا في
خضم هائج من التيارات والغزو الفكري وغيره مما له القدرة على
التغيير البالغ السرعة نحو الأسوأ دون أن يتمكنوا من التنبه عليه
والحذر منه، وهؤلاء هم أحوج ما يكون أحدهم إلى عاصم يعصمه
من هذه التيارات التي هي قاب قوسين أو أدنى من إغراقه وإفراغه
من محتواه.
ثم تعطينا هذه النصوص اقتراحا لما يمكن أن يكون عليه
الموضوع الشعري من رقي وسمو فكري، وهو أجلى ما يمكن أن
يفيد منه الناس ويغنوا به تجاربهم الحياتية لتكون أشد تماسكا
وأجود إنتاجا، ألا وهو عصارة أيام الشاعر وصريح خبرته ومعاناته
وحكمته التي تمهد للآخرين طرقهم، وتذلل كثيرا من صعابهم،
وتقيهم الوقوع في المزالق التي وقع فيها أنداد لهم من قبل، هذه
الحكمة التي وصفت في القرآن الكريم بأنها خير كثير، ويدل
على هذا (من) التي للتبعيض في قول النبي ص: " إن من الشعر
حكمة ".
ولما كان الانسان بفطرته محتاجا للراحة من عناء ما يكسبه في
حياته، ولجبلته على الضعف والتعب اللذين لا يستطيع الفكاك منهما
لجا إلى الترويح عن نفسه في أوقات اتخذها لنفسه بين العمل
والعمل استعانة منه على بذل المزيد من الجهد والنصب والعمل،
وهذه الاستراحة في منظور الشرع الاسلامي يثاب عليها هذا الانسان
14

لأنه يتقوى بها على الطاعة، فإذا كان هذا الهدف من ورائه استعانته
بالشعر فقد وجد ذلك من صميم الشرع الحنيف.
وقد طالب هذا الشرع _ بعد أن أقر الشاعر على مبدأ كونه
شاعرا _ الشاعر أن يكون ملتزما بتلك الشروط الأولى التي وضع
أسسها من خلال تلك الأحاديث الشريفة بله الالتزام بكل من يمت
إلى تلك الشروط بصلة أو ما يتفرع منها، أو يتفق مع القواعد العامة
للشريعة ولا يخالفها.
وبسبب من وضوح الرؤية لدى الفرد المسلم وشمولها في كل
الميادين الحياتية كان من تحصيل الحاصل أن يكون تعبيره عما
يعتلج في نفسه أشد ما يكون وضوحا وجلاء، وأن يدعم هذا التعبير
بكل ما من شأنه أن يوصل سامعه إلى هدفه وإبلاغه رسالته التي
حملها ليؤديها حق الأعداء وأصدقه، ومن هنا كانوا يتمثلون بالشعر،
ويحلون كلامهم بكل جميل جلي من التعبير والبيان، لتكون
صورهم مقنعة لا شائبة فيها ولا زغل.
أما تحرجهم من قول الشعر فهو أولا بسبب ما كان من بغض
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث به للأسباب الطويلة التي مر بنا ذكرها،
وبسبب الحذر الذي يحيط به خوفا من الوغول فيه إلى مدى لا رجعة
فيه، ولوجود بديله الذي يرتبط بحياة المسلم ارتباطا وثيقا ألا وهو
كتاب الله الذي لا ريب فيه، وهو ما دعا لبيدا _ وكان من فحول
الشعراء _ إلى ترك الشعر والاعتصام به ملاذا امنا.
وكون الشعر أبغض الحديث إليه صلى الله عليه وسلم لا يعني منعه إطلاقا، بل
يعني فقط أن نفسه تعافه دون إلزام المسلمين ببغضه، ويدل على
ذلك موقفه من إنشاده وتمثله به وغير ذلك مما يدخل في الإطار
الذي ذكرناه والذي رسمه الله ورسوله.
15

وهكذا فإن مجمل الأحاديث الواردة في الكتاب تدل على أن
الشعر وقوله في الاسلام من الأمور المباحة التي لا خلاف في
إباحتها، ويطلب فيه ما يطلب في الكلام من انضباط بما قرره
الميزان الصحيح من الصيانة والرعاية والحق والخير والجمال، فإذا
دعت إليه الحاجة توجب اللجوء إليه أو صار مستحبا تبعا لأهميته
ولمقدار هذه الحاجة، فإذا أعقب ضررا امتنع وجر إثما على صاحبه
يتناسب مع ذلك الضرر، فليس هناك إذا تضارب في تقسيم المؤلف
الكتاب إلى بابين في مدح الشعر وذمه، لان هذا المدح والذم أتيا
مقيدين بمعنى أنهما لأنواع مخصوصة بكل منهما، والله ولي
التوفيق.
المحقق
16

ترجمة المؤلف
حياته:
هو عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور، تقي الدين أبو
محمد، يعرف بالحافظ.
ولد سنة 544 ه‍ في بلدة " جماعيل " من أعمال " نابلس "
بفلسطين، فنسب لذلك إلى " بيت المقدس ".
هاجر مع خاله الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي من
حكم الصليبيين، فنزل دمشق ثم صالحيتها، فنشأ يحفظ الحديث
ويتفقه بمذهب الامام أحمد.
قدم سنة 561 ه‍ إلى بغداد في أول رحلة مع ابن خاله وابن عمته
الشيخ الموفق، فأدركا خمسين يوما من حياة الشيخ عبد القادر
الجيلي الذي تفرس فيهما الخير والصلاح فأكرمهما وأنزلهما
مدرسته، وما كان يمكن أحدا من النزول بها، فكان الحافظ يقرأ
عليه كتاب " الهداية "، وكانت إقامتهما فيها نحو أربع سنين، ثم عادا
إلى دمشق.
ونزل إلى الجزيرة وحران، ثم رحل سنة 566 ه‍ إلى
الإسكندرية فأكثر فيها عن السلفي، وذهب إلى القاهرة ودمياط، ثم
عاد إلى دمشق.
وسافر ثانية إلى الإسكندرية سنة 570 ه‍ مارا ببيت المقدس،
ومكث فيها ثم عاد إلى دمشق.
وكانت رحلته الثانية إلى بغداد ثم إلى أصبهان بعد سنة
17

570 ه‍، وذهب إلى همذان والموصل، ثم عاد إلى دمشق.
وبعد تعرضه للابتلاء خرج من دمشق قاصدا القاهرة فمر ببعلبك
ونابلس.
بقي الحافظ مستقرا في مصر حتى توفي _ رحمه الله - سنة
600 ه‍، ودفن بسفح المقطم بالقرافة.
تزوج الحافظ بابنة خاله رابعة بنت أحمد بن محمد بن قدامة،
وهي أم أولاده: فاطمة، والعلماء محمد وعبد الله وعبد الرحمن،
وتسرى بمصر.
جمع الحافظ ضياء الدين المقدسي سيرة الحافظ عبد الغني
شيخه وزوج خالته، وجمع فضائله أيضا الفقيه مكي بن عمر بن
نعمة المصري.
حليته:
كان الحافظ عبد الغني ليس بالأبيض الأمهق، بل يميل إلى
السمرة، حسن الشعر، كث اللحية، واسع الجبين، عظيم الخلق،
تام القامة، كأن النور يخرج من وجهه، يستعمل السواك كثيرا حتى
كأن أسنانه البرد، قويا في بدنه، فيه حدة.
وكان سخيا، جوادا، مؤثرا بعشائه على الطوى، وبما تصل يده
إليه من دينار ودرهم سرا وعلانية، وفتح له بكثير من الذهب وغيره
فما كان يترك شيئا.
ما رآه أحد على تصونه وقلة مخالطته إلا أحبه، يزدحم عليه
الناس ويصطفون لرؤيته.
وهو من أصحاب الفراسة والكرامات، قد وضع الله له هيبة في
النفوس، حتى يخيل لمن دخل عليه أنه سبع، يأمر بالمعروف، ولا
18

تأخذه في الله لومة لاثم، إذا رأى منكرا لا يصبر عن إنكاره وتغييره
بيده أو بلسانه.
ولم يكن يضيع زمانه بلا فائدة، فكان شديد المحافظة على
وقته، متعبدا، متقيا لله، صائما، متهجدا.
وكان رقيق القلب، سريع الدمعة، إذا قرأ الحديث بكى فيبكي
الناس بكاء كثيرا، من حضر مجلسه مرة لا يكاد يتركه لكثرة ما
يطيب قلبه وينشرح صدره فيه.
يقول صاحبه الشيخ موفق الدين رحمه الله:
(كان الحافظ عبد الغني جامعا للعلم والعمل، وكان رفيقي في
الصبا وفي طلب العلم، وما كنا نستبق إلى خير إلا سبقني إليه إلا
القليل، وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وعداوتهم،
ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة، إلا أنه لم يعمر).
وقال عنه الإمام الذهبي:
(إمام عالم، حافظ كبير، صادق قدوة، عابد، أثري، متبع،
عالم الحفاظ، من أهل الدين والعلم والتأله والصدع بالحق).
حفظه وعلمه:
كان الحافظ عبد الغني أميرا للمؤمنين في الحديث، فكان يحفظ
أكثر من مئة ألف حديث، فإذا قرأ الحديث في جامع دمشق أحيانا
قرأه بالأسانيد عن ظهر قلب، ولكنه غالبا ما يحدث من كتاب بين
يديه خوفا من العجب.
فلم يكن بعد الدار قطني مثل الحافظ عبد الغني، ولم ير مثل
نفسه معاصرا له، فكان أوحد زمانه في علم الحديث، وأحفظ أهل
عصره، حتى أن السلفي لم يكن يقول لاحد " الحافظ " إلا له.
19

وهو متصف بالاتقان والتجويد، قيم بجميع فنون الحديث،
عارف بقوانينه وأصوله، وعلله، وصحيحه، وسقيمه، وناسخه،
ومنسوخه، وغريبه، وشكله، وفقهه، ومعانيه، وضبط أسماء رواته
ومعرفة أحوالهم.
ويدل على براعته في هذا كتاب " تبيين الإصابة لأوهام حصلت
لأبي نعيم في (معرفة الصحابة) "، وقد ذكر الذهبي في " سيره " في
ترجمة الحافظ أنه شاهد خط المديني على هذا الكتاب ما نصه:
(يقول أبو موسى عفا الله عنه: قل من قدم علينا يفهم هذا الشأن
كفهم الشيخ الامام عبد الغني المقدسي، وقد وفق لتبيين هذه
الغلطات، ولو كان الدار قطني وأمثاله في الاحياء لصوبوا فعله، وقل
من يفهم في زماننا ما فهم، زاده الله علما وتوفيقا).
شغله وإشغاله:
كان الحافظ مجتهدا على طلب الحديث، مشتغلا به طول
زمانه، يفضل الرحلة للسماع على الغزو وعلى سائر النوافل، فلم
يزل يجمع ويسمع ويكتب ويسهر ويدأب حتى ضعف بصره من
البكاء والنسخ والمطالعة.
وكان يكرم طلبته ويحسن إليهم، ويبر كل غريب يأتي للسماع
عليه، ولم يزل يسمع وينشر العلم، وإذا صار عنده طالب يفهم شيئا
أمره بالسفر إلى المشايخ بالبلاد، ويفرح لهم بسماع ما يحصلونه،
وبسببه سمع طلبته الكثير، لحثه إياهم وتحريضه لهم على الطلب.
فهو الذي خرج راوية الاسلام شيخ المحدثين أبا الحجاج
يوسف بن خليل الادمي الإسكاف ونشطه للارتحال إلى أصبهان.
وهو رحل أبناء الامام الحافظ أبا الفتح محمدا، والمصنف
20

الحافظ أبا موسى عبد الله، والفقيه المفتي أبا سليمان عبد الرحمن
إليها أيضا.
وهو سفر ابن أخته محمد بن عمر بن أبي بكر، وابن عمه علي
ابن أبي بكر.
وهو حرض الامام الجبل ضياء الدين المقدسي على السفر إلى
مصر ومعه ابنه أبو سليمان، وأوصى بهما الزين علي بن نجا في
رسالة بعثها إليه.
وسفر أبا الطاهر إسماعيل بن ظفر المنذري الامام المحدث
الصالح إلى أصبهان وزوده.
وأحيى الله به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة أخرى، فكان بعض
الناس يطلبون الحديث حسدا له لما يرون من حرصه وكثرة طلبه.
ابتلاؤه:
سأل الله الحافظ أن يرزقه مثل حال الامام أحمد، فرزقه صلاته،
ثم ابتلي بعد ذلك وأوذي، وكان له حاسدون أوغروا عليه صدر
العادل وكان يحبه، وتكلموا فيه، وأرسل بعضهم إليه يبذل في قتله
خمسة آلاف دينار.
وعندما ذهب الحافظ إلى أصبهان وألف كتابه " تبيين الإصابة "
الذي أظهر يه أخطاء شيخ الاسلام أبي نعيم الأصبهاني طلب
رؤساؤها هلاكه، فهرب منها خائفا يترقب.
ولما قدم الموصل سمع كتاب " الضعفاء " للعقيلي، وفيه ذكر
الإمام أبي حنيفة، فحبسه أهلها وأرادوا قتله، لكنه استطاع الخلاص
21

منهم.
وفي دمشق نشر الحافظ أحاديث النزول والصفات، وكان الوالي
لا يفهم شيئا كما قال الحافظ الضياء فرماه الحاسدون بالتجسيم،
وكان هو فيه حدة، فلم يداريهم كما كان يفعل رفيقه الشيخ الموفق.
وحين أكره للذهاب إلى مصر لحقوه، ونالوا منه، وتكاثروا عليه
حتى اعتقله الكامل مدة ثم أفرج عنه، وما زالوا به حتى أريد نفيه إلى
المغرب، ولكن الاجل أسرع إليه قبل ذلك.
وكان أن أجروا له عددا من المناظرات ليضايقوه، فتوسع
الحافظ في الرد على مناظريه بعبارات موهمة، فضلل بذلك العلماء
الحاضرين، ولم يتبع الأكمل في تعظيم الله عز وجل وتنزيهه، وهو
الوقوف مع ألفاظ الكتاب والسنة الذي هو مذهب الأول.
وقد أفتى بتكفيره بعض أئمة الأشاعرة ممن كفروه وكفرهم هو،
وكان على مقالته عدة من أهل الأثر والحنيفية وسائر الحنابلة، وكان
قصد الطرفين في هذه المناظرات وجه الله تعالى، رحمهم الله جميعا
وغفر لهم.
من معجم شيوخه:
_ الامام العلامة الحافظ الكبير الثقة شيخ المحدثين محمد بن
أبي بكر عمر بن أبي عيسى المديني أبو موسى حافظ المشرق في
زمانه صنف: " الطوالات " يخضع له في جمعه، و " ذيل معرفة
الصحابة " جمع فأوعى، والمغيث في غريب القرآن والحديث "
يدل على براعته في اللغة، و " عوالي " ينبئ بتقدمه في معرفة العالي
22

والنازل، وغيرها. ولد سنة 501 ه‍ وتوفي سنة 581 ه‍.
- الشيخ الامام العلامة المفتي شيخ الحنابلة ناصح الاسلام
نصر بن فتيان بن مطر النهرواني ابن المني الذي تصدر للعلم،
وتكاثر عليه الطلبة، ولد سنة 501 ه‍ وتوفي سنة 583 ه‍.
_ الامام العلامة نحوي وقته عبد الله بن بري أبو محمد المصري
من تصدر بجامع مصر للعربية، وتخرج به أثمة، وقصد من الآفاق،
كان عالما " بكتاب " سيبويه وعلله، قيما باللغة وشواردها، له
" جواب المسائل العشر "، و " حواش على الصحاح " ولد سنة
499 ه‍ وتوف سنة 582 ه‍.
_ الامام الحافظ المقرئ العلامة شيخ الإسلام، شيخ همذان بلا
مدافعة أبو العلاء الهمذاني الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن
حنبل، له " زاد المسافر " ولد سنة 488 ه‍ وتوفي سنة 569 ه‍.
_ الشيخ المحدث الثقة الخير عبد الله بن محمد أبو بكر بن
النقور، ولد سنة 483 ه‍ وتوفي سنة 565 ه‍.
_ الامام الحافظ البارع العابد إسماعيل بن محمد أبو الفرج
القومساني، ولد سنة 539 ه‍ وتوفي سنة 597 ه‍.
_ الشيخ الجليل الثقة المسند أحمد بن المقرب أبو بكر
الكرخي، كان دينا كيسا متوددا، توفي سنة 563 ه‍.
_ مسند العراق الشيخ الجليل العالم الصدوق محمد بن عبد
الباقي أبو الفتح ابن البطي، ولد سنة 477 ه‍ وتوفي سنة 564 ه‍.
_ الشيخ الامام العالم الفقيه المحدث مسند العصر خطيب
الموصل عبد الله بن أحمد أبو الفضل الطوسي البغدادي، ولد سنة
487 ه‍ وتوفي سنة 578 ه‍.
23

_ الشيخ الصالح الصوفي المعمر مسند عصره شيخ الطائفة أحمد
ابن أحمد بن ينال، الترك، ولد سنة 495 ه‍ وتوفي سنة 585 ه‍.
من طلبته:
_ الشيخ الامام العالم المفتي المحدث عبد الرحمن بن إبراهيم
أبو محمد البهاء المقدسي، ولد سنة 555 ه‍ وتوفي سنة 624 ه‍.
_ الامام المحدث الصادق الرحال النقال شيخ المحدثين راوية
الاسلام يوسف بن خليل أبو خليل أبو الحجاج الادمي الإسكاف، ولد سنة
555 ه‍ وتوفي سنة 648 ه‍.
_ الشيخ الامام الفقيه المحدث الأديب الرئيس إسماعيل بن
حامد أبو المحامد الشهاب القوصي، ولد سنة 574 ه‍ وتوفي سنة
653 ه‍.
_ الشيخ الامام المحدث المسند الرحال عبد الرحمن بن أبي
الفهم أبو محمد التقي اليلداني، ولد سنة 558 ه‍ وتوفي سنة
655 ه‍.
_ الامام المقرئ أحمد بن حامد أبو العباس الأرتاحي، ولد سنة
574 ه‍ وتوفي سنة 659 ه‍.
مؤلفاته:
أولا _ المطبوعة:
1 - عمدة الاحكام أو الاحكام الصغرى.
24

2 - محنة الامام أحمد بن حنبل.
3 - النصيحة في الأدعية الصحيحة.
4 - الدرة المضية في السيرة النبوية.
5 - حديث الافك.
ثانيا _ المخطوطة:
6 - الأحكم الكبرى.
25

7 - الاقتصاد في الاعتقاد.
8 - الكمال في معرفة الرجال.
9 - الجامع الصغير لاحكام البشير النذير.
10 - المصباح في عيون الأحاديث الصحاح.
11 - نهاية المراد من كلام خير العباد.
12 - الجواهر.
13 - الدعاء.
14 - الصلاة.
15 - تحفة الطالبين في الجهاد والمجاهدين.
16 - فضل شهر رمضان.
26

17 - أحاديث وأخبار وحكايات.
18 - مناقب النساء الصحابيات.
19 - فضائل عمر بن الخطاب.
20 - تلخيص الكنى للحاكم.
21 - المنتقى من كتاب الطبقات لأبي عروبة.
22 - جواب عن سؤال في الأئمة الأربعة.
23 - مسألة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء عليهم السلام ليلة الإسراء.
24 - أحاديث الأنبياء.
25 - أخبار الحسن البصري.
26 - أخبار الصلاة.
27 - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
28 - تحريم القتل وتعظيمه.
27

29 - الترغيب في الدعاء والحث عليه.
30 - كتاب التوحيد لله عز وجل.
31 - ذكر النار.
32 - ذكر الاسلام.
33 - رد النبي صلى الله عليه وسلم ابنته زينب على زوجها أبي العاص بالنكاح
الأول.
34 - الآثار المرضية في فضائل خير البرية.
ذكر في " السير " و " التذكرة " و " الهداية ".
36 - الأقسام التي أقسم بها النبي صلى الله عليه وسلم.
في " السير " و " الهداية ".
37 _ أربعين من كلام رب العالمين.
فيهما.
38 _ الأربعين.
في " السير " ثلاثة كتب بهذا العنوان.
39 _ الانساب.
في " الصلة " 117.
40 _ تبيين الإصابة لأوهام حصلت لأبي نعيم في " معرفة
28

الصحابة ".
في " السير " و " الهدية " و " الذيل ".
41 - درر الأثر.
في " السير " و " التذكرة " و " الهداية ".
42 - عدة الحكام في شرح عمدة الاحكام.
في " الهداية ".
43 - غنية الحفاظ في تحقيق مشكل الالفاظ.
في " السير " و " التذكرة " و " الايضاح ".
44 - اعتقاد الشافعي.
في " السير " و " الهداية ".
45 _ الصفات.
في " السير " و " التاج " و " الهداية ".
46 - مناقب الصحابة.
في " السير ".
47 - مناقب عمر بن عبد العزيز.
فيه.
48 _ اليواقيت في علم المواقيت.
في " السير " و " التاج " و " الهداية ".
49 - اليواقيت الفاخرة.
في " الكشف ".
50 - الإسراء.
في " التذكرة "، ولعله ما جاء في " الهداية " باسم: الأسرى.
51 - أشراط الساعة.
في " الصلة " 116.
52 - التهجد.
29

في " السير " و " التذكرة " و " الهدية ".
53 - الذكر.
في " التذكرة " و " الهدية ".
54 - ذكر القبور.
في " السير ".
55 - الرؤيا.
في " الصلة " 255.
56 - الروضة.
في " التذكرة " و " الهدية ".
57 - ذم الرياء.
في " السير ".
58 - ذم الغيبة.
فيه.
59 - الصلات من الاحياء إلى الأموات.
في " السير " و " التذكرة " و " الهدية ".
60 - الفرج.
فيها.
61 - فضائل الحج.
في " السير " و " الهدية ".
62 - فضل عشر ذي الحجة.
فيهما.
63 - فضل رجب.
في " السير " و " الصلة " 319.
64 - فضل مكة.
في الثلاثة.
30

65 - فضل الصدقة.
في " السير " و " الهدية ".
66 - وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
في " السير ".
من مصادر ترجمته:
1 - " المستفاد من ذيل تاريخ بغداد " لابن النجار ص 302.
2 - " التكملة لوفيات النقلة " للمنذري 2 / ت 778.
3 - " الذيل على الروضتين " لأبي شامة ص 46.
4 - " تذكرة الحفاظ " للذهبي 4 / 1372 - 1381.
5 - " سير أعلام النبلاء للذهبي 21 / 443 - 471.
6 - " البداية والنهاية " لابن كثير 13 / 42 - 43.
7 - " ذيل طبقات الحنابلة " لابن رجب 2 / 5 - 34.
8 - " طبقات الحفاظ " للسيوطي ص 485.
9 - " حسن المحاضرة " للسيوطي 1 / 354 - 480.
10 - " شذرات الذهب في أخبار من ذهب " لابن العماد
4 / 345 - 346.
وصف نسخ الكتاب:
آ - مخطوط بخط الحافظ عبد الغني المليح الشديد
السرعة في (15) ورقة ضمن مجموع رقم (3767) من الورقة
(102) حتى (116) في المكتبة العمرية الموجودة في مكتبة
الأسد بدمشق، في الصفحة الواحدة (10) أسطر، ترى فراغات
في بعض الصفحات تركها الحافظ ليملأها - ربما - فيما بعد.
يبدأ الحديث بذكر سنده وصولا إلى متنه، ثم يخرجه إن
أمكنه، ولعله يذكر رواية مخرجه، وقد يطلق عليه حكما.
31

ب - مطبوع في جمعية التمدن الإسلامي بدمشق سنة 1956
بتحقيق جميل سلطان، موجود في مكتبة الأستاذ الشيخ عبد
القادر الأرناؤوط حفظه الله، اعتمد محققه أصل الحافظ.
ج _ مطبوع في المكتبة الإسلامية بعمان سنة 1989 بتحقيق
إحسان عبد المنان الجبالي، اعتمد أيضا أصل الحافظ.
خطة التحقيق:
- خرجت الأحاديث والآثار ما أمكنني، وضبطت النصوص
والأعلام، وشرحت كلمات، وترجمت لرجال، ثم صنعت
فهارس متعددة.
- استدركت طائفة مما لم يذكره الحافظ في كتابه من أحاديث
الشعر، فخرجتها وأنزلتها منازل تدل على محتواها على طريقة
الحافظ إذ وضعها في بابين: ما يمدح وما يذم من الشعر.
_ أشرت في الحاشية إلى الخطأ والسقط في الأصل بعد إصلاح
الأول في النص، ووضع المعقوفتين للثاني، وتركت الإشارة إلى
أخطاء النسخة (ب) لكثرتها ولقدم تلك النسخة، والإشارة إلى
أخطاء النسخة (ج) لقلة مواضعها في متن هذه النسخة.
وكان من الأستاذ محمد نعيم العرقسوسي ما كان من يد سبقت
في إصلاح ما قومه من هنات، فجزاه الله خيرا كثيرا طيبا مباركا فيه.
والله أسأل أن يرزقنا التوفيق والاخلاص ودوام النعم وحسن
الختام، والحمد لله رب العالمين.
دمشق
ربيع الآخر 1413 ه‍
تشرين الأول 1992 م
خير الله الشريف
32

راموز النسخة الخطية الموجودة في مكتبة الأسد بدمشق بخط المؤلف
33

الله المستعان
حسبي الله ونعم والوكيل
الجزء فيه أحاديث الشعر
وقف مؤلفه الحافظ
عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي
على جميع المسلمين
مقره بالمدرسة الضيائية بقاسيون
35

بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم سهل
باب ما ورد في الشعر
[1] _ أخبرنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البغدادي بها: أخبرنا أبي أبو
المعالي ثابت بن بندار أخبرنا أبو
بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني
الخوارزمي: أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني
الإسماعيلي: أخبرني يحيى بن محمد والحسن قالا: حدثنا عبيد الله بن معاذ
العنبري _ نسبه الحسن _: حدثنا أبي (ح) وحدثنا القاسم: حدثنا محمد بن
المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قالا: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير،
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن،
37

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما قالت الشعراء بيتا هو أصدق من قولهم:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل».
وقال غندر: «إن أصدق بيت قالته الشعراء».
[2] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان: أخبرنا أبو الفضل أحمد
ابن الحسن بن خيرون. وأخبرنا يحيى بن ثابت بن بندار: أخبرنا أبي، قالا:
أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال: قرأت على ابن خميرويه:
أخبركم علي بن محمد بن عيسى: حدثنا أبو اليمان: أخبرني
38

شعيب عن الزهري أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن،
أنه سمع حسان بن ثابت الأنصاري يستشهد أبا هريرة: أنشدك الله،
هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«يا حسان أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم أيده بروح القدس».
قال أبو هريرة: نعم.
صحيح، رواه مسلم، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي اليمان.
[3] - أخبرنا أبو طاهر السلفي: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله الثقفي: حدثنا أبو
سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي بنيسابور: حدثنا محمد بن يعقوب
39

ابن يوسف الأصم: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي: حدثنا أبو
معاوية، عن أبي إسحاق، عن عدي بن ثابت،
عن البراء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان:
«أهج المشركين فإن جبريل _ عليه السلام _ معك».
[4] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان: أخبرنا أبو الفضل أحمد
بن الحسن بن خيرون. وأخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي، قالا: أخبرنا
البرقاني قال: قرأت على أبي العباس بن حمدان: حدثكم محمد بن أيوب:
أخبرنا أبو عمر الحوضي: حدثنا شعبة (ح) وأخبرنا عمرو بن مرزوق: أخبرنا
شعبة، عن عدي بن ثابت،
عن البراء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت:
«أهجهم، وهاجهم، وجبريل معك».
صحيح، رواه البخاري عن سليمان بن حرب، ومسلم عن عبيد الله بن معاذ
ابن معاذ عن أبيه، كلاهما عن شعبة.
[5] _ أخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي: أخبرنا البرقاني: أخبرنا الإسماعيلي:
40

حدثنا عمران: حدثنا عثمان: حدثنا عبدة، عن هشام،
عن أبيه:
ذهبت أسب حسانا عند عائشة فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[6] _ أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن السلمي الدمشقي بها: أخبرنا أبو القاسم
علي بن إبراهيم بن العباس العلوي: أخبرنا رشأ بن نظيف بن ما شاء الله: أخبرنا
الحسن بن إسماعيل. وأخبرنا محمد بن حمد بن حامد: أخبرنا علي بن الحسين
ابن عمر إجازة: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل: أخبرنا أبي: أخبرنا
أحمد بن مروان: حدثنا أبو قلابة وإبراهيم بن إسحاق
41

الحربي وإسماعيل بن إسحاق قالوا: حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حماد
بن سلمة: حدثنا حميد الطويل:
حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«جاهدوا المشركين بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم».
رواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل، ورواه النسائي عن هارون بن عبد الله
ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن يزيد بن هارون، وعن عمرو بن علي عن
عبد الرحمن بن مهدي، جميعا عن حماد.
[7] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون. وأخبرنا
يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي، قالا: أخبرنا البرقاني قال: قرأت على أبي العباس
بن حمدان: حدثكم محمد بن أيوب: أخبرنا أبو عمر الحوضي: حدثنا شعبة،
عن أبي إسحاق.
عن البراء قال:
42

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الأحزاب، وقد وارى التراب
بياض إبطيه وهو يقول:
والله لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا * [و]. إن أرادوا فتنة أبينا
[8] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون. وأخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي، قالا: أخبرنا البرقاني قال: قرأت
على أبي بكر الإسماعيلي: أخبركم _ وقرئ على ابن مالك وعلى البجلي
وأنا أسمع: حدثكم _ أبو خليفة: حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة: حدثنا
أبو إسحاق قال:
43

سمعت البراء يقول:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب يوم الأحزاب، وقد وارى
التراب بياض بطنه، _ وفي حديث البجلي: إبطيه _
[وهو يقول:]
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا [ولا صلينا]
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
[إن الأولى قد بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا]
رفع بها صوته.
وفي حديث ابن مالك: (حدثنا أبو إسحاق)، ولم يقل: (معنا).
صحيح متفق عليه، رواه البخاري عن عبدان عن أبيه، ومسلم عن بندار عن
غندر، وعن أبي موسى عن ابن مهدي، كلهم عن شعبة.
[9] - أخبرنا أبو المكارم المبارك بن محمد بن المعمر الباذرائي البغدادي
بها: أخبرنا أبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط: أخبرنا أبو علي بن
شاذان: حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد: أخبرنا الحسن بن
مكرم: حدثنا شبابة بن سوار: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق
قال:
سمعت البراء بن عازب يقول:
44

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وهو ينقل التراب حتى وارى
شعر صدره، وهو يرتجز بكلمة ابن رواحة:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الأولى قد بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا
ويمد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته.
[10] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون. وأخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي: أخبرنا البرقاني قال: قرأت على
أبي بكر الإسماعيلي، وقرئ على البجلي وعلى ابن مالك وأنا أسمع: أخبركم
الفضل بن الحباب: حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة: حدثنا أبو إسحاق
أن رجلا من قيس قال للبراء وهو يسمع: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم حنين؟ قال البراء: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفر، إن هوازن كانوا
قوما رماة، وإنا [لما] حملنا عليهم انهزموا، وإن القوم أقبلوا على
45

الغنائم، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة بيضاء _ وإن أبا سفيان بن
الحارث آخذ بلجامها _ وهو يقول:
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب
في حديث ابن مالك (حدثنا أبو إسحاق)، ولم أر في الرقعة عنه: (يوم
حنين).
صحيح متفق عليه، رواه البخاري عن قتيبة عن سهل بن يوسف، ورواه عن
بندار عن غندر، ورواه مسلم عن أبي موسى عن غندر، كلاهما عن شعبة.
[11] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن
خيرون. وأخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي: أخبرنا البرقاني، قال: قرأته
على أبي العباس بن حمدان: حدثكم محمد بن أيوب: أخبرنا محمد بن
كثير. وقرأته على أبي بكر الإسماعيلي: أخبركم أبو خليفة: حدثنا ابن
كثير: أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق:
سمعت البراء بن عازب، وجاءه رجل فقال: يا أبا عمارة،
46

أوليت _ وأبو خليفة: أوليتم _ يوم حنين؟ قال: أما أنا فأشهد على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يول، ولكن عجل سرعان القوم، وقد
رشقتهم هوازن، وأبو سفيان آخذ برأس بغلته البيضاء، وهو يقول:
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب
أبو خليفة لم يقل: (ولكن). وقال: (وأبو سفيان بن الحارث). والباقي
سواء.
صحيح، رواه البخاري عن ابن كثير، وهو محمد بن كثير.
[12] _ أخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي: أخبرنا البرقاني: أخبرنا
الإسماعيلي: حدثنا موسى بن حمدون العكبري، وأخبرني الحسن قالا:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: أخبرنا عبد الله، بن المبارك عن يونس، عن
الزهري: حدثنا أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن مروان بن
الحكم، عن عبد الرحمن بن عبد يغوث،
عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إن من الشعر حكمة».
صحيح، رواه البخاري عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري.
47

[13] _ أخبرنا أبو طاهر السلفي: أخبرنا الشريف أبو الفضل محمد بن عبد
السلام بن أحمد الأنصاري: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن
شاذان: حدثنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي: حدثنا محمد
ابن صالح: حدثنا محمد بن إسحاق اللؤلؤي: حدثنا غندر: حدثنا شعبة،
عن سماك، عن عكرمة،
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن من الشعر حكمة».
[14] _ أخبرنا سعد الله بن نصر بن سعيد: أخبرنا محمد بن أحمد بن علي
48

المقرئ: أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب: أخبرنا أبو علي
محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف: حدثنا بشر بن موسى: حدثنا
الحميدي: حدثنا إبراهيم بن ميسرة: أخبرني عمرو بن
الشريد،
عن أبيه قال:
كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي:
«هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟» قلت: نعم.
قال: «هيه»، فأنشدته بيتا، ثم قال: «هيه»، فأنشدته بيتا، فلم
يزل يقول: «هيه»، حتى أنشدته مئة بيت.
[15] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي: أخبرنا أحمد بن الحسن بن
49

خيرون. (ح) وأخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا البرقاني قال:
قرئ على أبي بكر بن سالم وأنا أسمع: حدثكم أبو مسلم الكجي إملاء
في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين ومئتين، قال: حدثنا أبو عاصم. عن
عبد الله بن عبد الرحمن، عن عمرو بن الشريد،
عن أبيه قال:
استنشدني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هل تروي من شعر أمية بن
أبي الصلت شيئا؟»، فاستنشدني فأنشدته مئة قافية، فجعلت كلما
مررت على بيت منها قال: «هيه» ثم قال: «استسلم في شعره».
صحيح، رواه مسلم عن يحيى عن معتمر، وعن أبي خيثمة عن
ابن مهدي، كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي.
] 16 [_ أخبرنا محمد بن محمد وحبيب بن إبراهيم: أخبرنا محمود بن
إسماعيل: أخبرنا أحمد بن محمد: حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب:
حدثنا عبد الله بن أحمد: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد: حدثني أبي:
حدثني أبو يونس القشيري: حدثنا سماك بن حرب.
أن عمرو بن رافع [حدثه [_ وكان مولى لأبي سفيان _
50

أن الشريد بينما هو يمشي بين منى والشعب في حجة
رسول الله صلى الله عليه وسلم التي حج، قال: وإذا وقع ناقة خلفي، فالتفت، فإذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرفني فقال: «الشريد؟» قلت: نعم. قال: «ألا
أحملك خلفي يا شريد؟». قلت: بلى يا رسول الله، _ قال: ما بي
إعياء ولا لغوب، ولكن ألتمس البركة في مركبي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم _ فقال: «يا شريد، هل معك من شعر أمية بن أبي
الصلت شيء؟» قلت: أنا أروى الناس. قال: «هات» فأنشدته،
فإذا سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت، وإذا قال: «إيه» أنشدته، حتى إذا
طال ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «عند الله علم أمية بن أبي
الصلت».
[17] _ أخبرنا عبد الله بن محمد والمبارك بن علي: أخبرنا عبد القادر بن
محمد. وأخبرنا عبد الحق: أخبرنا عمي، قالا: أخبرنا الحسن بن
علي: أخبرنا أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله: حدثني أبي رحمه الله: حدثنا
51

سليمان بن داود: حدثنا شريك،
عن سماك قال:
قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
نعم، فكان طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه يذكرون
عنده الشعر وأشياء من أمورهم فيضحكون، وربما يتبسم صلى الله عليه وسلم.
صحيح، رواه مسلم.
[18] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن محمد: أخبرنا
الحسن بن علي: أخبرنا أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله: حدثني أبي:
حدثنا أبو كامل، وأبو النضر قالا: حدثنا زهير:
حدثنا سماك بن حرب قال:
52

سألت جابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
نعم كثيرا، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى
تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، وكان يطيل الصمت، فيتحدثون،
فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون، فيتبسم صلى الله عليه وسلم.
[19] _ أخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي: أخبرنا أحمد بن محمد: أخبرنا
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد: حدثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي قال: أخبرنا عبد الله
ابن المبارك: أخبرنا يونس، عن الزهري،
عن الهيثم بن أبي سنان قال:
رأيت أبا هريرة يوم جمعة يقص قائما، فقال في قصصه: إن
أخا لكم كان لا يقول الرفث _ يعني عبد الله بن رواحة _ فقال:
وفينا رسول الله يتلو كتابه * إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا * به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه * إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
صحيح، رواه البخاري.
53

[20] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن محمد: أخبرنا
الحسن بن علي: أخبرنا أحمد بن جعفر: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل:
حدثني أبي: حدثنا هشيم: أخبرنا مغيرة، عن الشعبي،
عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة:
«... ويأتيك بالأخبار من لم تزود».
[21] _ أخبرنا أبو طاهر السلفي: أخبرنا الرئيس أبو عبد الله الثقفي: أخبرنا
54

أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي: أخبرنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي:
حدثنا عبد الله بن صالح: حدثني الليث. (ح) وأخبرنا أبو موسى، وأبو بكر
محمد بن أحمد بن محمد الجوزداني، وأبو علي حمزة بن أبي الفتح بن
عبد الله الطبري قالوا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن
المقرئ: أخبرنا أحمد بن عبد الله: حدثنا أبو بكر بن خلاد: حدثنا
أحمد بن إبراهيم بن ملحان: حدثنا يحيى بن بكير. (ح) قال أحمد بن
عبد الله: وحدثنا سليمان بن أحمد: حدثنا مطلب بن شعيب: حدثنا عبد الله
ابن صالح، قالا: حدثنا الليث بن سعد: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد
ابن أبي هلال، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة
ابن عبد الرحمن،
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«أهجوا قريشا فإنه أشد عليهم من رشق النبل».
فأرسل إلى ابن رواحة فقال: «أهجهم». فهجاهم فلم يرض،
فأرسل إلى كعب بن مالك، ثم أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما
55

دخل حسان قال: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه،
ثم دلع لسانه فجعل يحركه، ثم قال: والذي بعثك بالحق،
لأفرينهم به فري الأديم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل، فإن أبا
بكر أعلم قريش بأنسابها، وإن لي فيهم نسبا حتى يخلص لك نسبي».
فأتاه حسان، ثم رجع فقال: يا رسول الله قد خلص لي نسبك، والذي
بعثك بالحق لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قالت عائشة:
فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: «إن روح القدس لا يزال يؤيدك
ما نافحت عن الله ورسوله». قالت: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«هجاهم حسان فشفى واشتفى».
فقال حسان:
هجوت محمدا فأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدا برا حنيفا * رسول الله شيمته الوفاء
فإن أبي ووالده وعرضي * لعرض محمد منكم وقاء
ثكلت بنيتي إن لم تروها * تثير النقع موعدها كداء
ينازعن الأعنة مصعدات * على أكتافها الأسل الظماء
تظل جيادنا متمطرات * تلطمهن بالخمر النساء
فإن أعرضتم عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاء
56

وإلا فاصبروا لضراب يوم * يعز الله فيه من يشاء
وقال الله: قد أرسلت عبدا * يقول الحق ليس به خفاء
وقال الله: قد يسرت جندا * هم الأنصار عرضتها اللقاء
يلاقى من معد كل يوم * سباب أو قتال أو هجاء
فمن يهجو رسول الله منكم * ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا * وروح القدس ليس له كفاء
لفظ يحيى بن بكير وعبد الله بن صالح، من رواية مطلب بن شعيب عنه.
[22] _ أخبرنا أبو طاهر السلفي: أخبرنا أبو الحسن علي بن عثمان بن الخل:
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الحسين بن إسماعيل
57

المحاملي: أخبرنا دعلج بن أحمد بن دعلج: حدثنا محمد بن علي بن زيد
الصائغ، أن أحمد بن شبيب حدثهم: أخبرني أبي، عن يونس، عن ابن شهاب:
أخبرني عروة بن الزبير،
أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تدعو على من كان يقول هذه القصيدة:
يحدثنا الرسول بأن سنحيا * وكيف حياة أصداء وهام
فتقول عائشة: والله ما قال أبو بكر بيت شعر في جاهلية ولا في إسلام
قط، وما ارتاب في الله منذ أسلم، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر
في الجاهلية، ولكن قال هذه القصيدة رجل من بني كلب بن عوف،
وكان أبو بكر تزوج امرأة من بني كلب يقال لها: أم بكر. فلما هاجر
أبو بكر طلقها، فتزوجها ابن عمها هذا الكلبي الذي قال هذه
القصيدة رثى بها أهل بدر حين قتلوا:
58

ماذا بالقليب قليب بدر * من الشيزى تزين بالسنام
تحيي بالسلامة أم بكر * وهل لي بعد قومي من سلام
يحدثنا الرسول بأن سنحيا * وكيف حياة أصداء وهام؟
قالت عائشة: فنحلها الناس أبا بكر من أجل المرأة التي طلق أبو بكر.
[23] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن محمد: أخبرنا الحسن
ابن علي: أخبرنا أبو بكر بن مالك: حدثنا عبد الله: حدثني محمد بن أبي بكر
المقدمي: حدثنا أبو معشر البراء قال: حدثني صدقة بن طيسلة: حدثني معن
ابن ثعلبة المازني _ والحي بعد _ قال:
حدثني الأعشى المازني قال:
أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم فأنشدته:
يا مالك الناس وديان العرب * إني لقيت ذربة من الذرب
59

غدوت أبغيها الطعام في رجب * فخلفتني بنزاع وهرب
أخلفت العهد ولطت بالذنب * وهن شر غالب لمن غلب
قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «وهن شر غالب».
[24] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أبو طالب اليوسفي: أخبرنا أبو علي
التميمي: أخبرنا أبو بكر القطيعي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني
عباس بن عبد العظيم العنبري: حدثنا أبو سلمة عبيد بن عبد الرحمن الحنفي
قال: حدثني الجنيد بن أمين بن ذروة، [حدثني أبي أمين بن ذروة [، عن أبيه
ذروة بن نضلة، عن أبيه نضلة بن طريف،
أن رجلا منهم يقال له الأعشى، واسمه: عبد الله بن الأعور،
كانت عنده امرأة يقال لها معاذة، خرج في رجب يمير أهله من هجر
فهربت امرأته بعد ناشزا عليه، فعاذت برجل منهم يقال له: مطرف بن
بهصل بن كعب بن منيع بن دلف بن أهصم بن عبد الله بن الحرماز.
فجعلها خلف ظهره، فلما قدم لم يجدها في بيته، وأخبر أنها نشزت
عليه، وأنها عاذت بمطرف بن بهصل فأتاه فقال: يا ابن عم أعندك
60

امرأتي معاذة؟ فادفعها إلي. فقال ليست عندي، ولو كانت عندي لم
أدفعها إليك. قال: وكان مطرف أعز منه، فخرج حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فعاذ به، فأنشأ يقول:
يا سيد الناس وديان العرب * إليك أشكو ذرية من الذرب
كالذئبة الغبساء في ظل السرب * خرجت أبغيها الطعام في رجب
فخلفتني بنزاع وهرب * أخلفت العهد ولطت بالذنب
وقذفتني بين عيص مؤتشب * وهن شر غالب لمن غلب
قال: فشكا إليه امرأته وما صنعت به، وأنها عند رجل منهم يقال
له: مطرف بن بهصل، فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم: «إلى مطرف، انظر امرأة
هذا معاذة فادفعها إليه» فأتاه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فقرئ عليه، فقال لها: يا
معاذة، هذا كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فيك، وأنا أدفعك إليه. قالت: خذ لي
عليه العهد والميثاق وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يعاقبني. فيما صنعت فأخذ لها
ذلك عليه، ودفعها مطرف إليه، فأنشأ يقول:
لعمرك ما حبي معاذة بالذي * يغيره الواشي ولا قدم العهد
ولا سوء ما جاءت به إذ أزالها * غواة الرجال إذ يناجونها بعدي
[25] _ أخبرنا أبو موسى، وأبو طاهر معاوية بن علي بن معاوية الصوفي، وأبو
61

علي حمزة بن أبي الفتح بن عبد الله الطبري: أخبرنا الحسن بن أحمد بن عبد الله
ابن أحمد الحافظ: حدثنا سليمان بن أحمد: حدثنا عبد الله بن أحمد: حدثنا
زيد بن الحريش. (ح) وحدثنا محمد بن علي: حدثنا أبو عروبة الحراني: حدثنا
الحسن بن يحيى المروزي. (ح) وحدثنا أحمد بن يوسف: حدثنا البغوي:
حدثنا أحمد بن عباد الفرغاني، قالوا: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري:
حدثني يزيد بن عمرو بن مسلم الخزاعي: حدثني أبي،
عن أبيه قال:
كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته قول سويد بن عامر المصطلقي:
لا تأمنن وإن أمسيت في حرم * إن المنايا بجنبي كل إنسان
واسلك طريقك تمشي غير مختشع * حتى تلاقي ما يمني لك الماني
وكل ذي صاحب يوما مفارقه * وكل زاد وإن أبقيته فاني
والخير والشر مقرونان في قرن * بكل ذلك يأتيك الجديدان
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أدركت هذا لأسلم». فبكى أبي فقلت:
يا أبتاه، ما يبكيك من مشرك مات في الجاهلية؟ فقال: إني ما رأيت
62

من مشركة تلقفت من مشرك خير من سويد بن عامر.
رواه أحمد بن مروان المالكي في كتاب «المجالسة»، عن أحمد بن علي
الخزاز، عن هارون بن سفيان، عن يعقوب بن محمد الزهري.
[26] _ أخبرنا عبد الرزاق بن إسماعيل، والمطهر بن عبد الكريم: أخبرنا أبو
محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني: أخبرنا أبو نصر أحمد بن
الحسين بن محمد الدينوري: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن السني:
أخبرنا أبو يعلى: حدثنا سعيد بن أبي الربيع: حدثني رشيد أبو عبد الله: حدثنا
ثابت،
عن أنس قال:
63

مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على جوار من بني النجار وهن يضربن بالدف
ويقلن:
نحن جوار من بني النجار * يا حبذا محمد من جار
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك فيهن».
[27] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن محمد: أخبرنا الحسن
ابن علي: أخبرنا أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله: حدثني أبي رحمه الله: حدثنا
حسن بن موسى: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن
أبي بكرة،
أن الأسود بن سريع قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني قد حمدت ربي عز
وجل بمحامد ومدح وإياك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إن ربك عز
64

وجل يحب المدح، هات ما امتدحت به ربك عز وجل». _ قال: _
فجعلت أنشده فجاء رجل فاستأذن، أدلم، طوال، أصلع، أعسر،
أيسر، _ قال: _ فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم _ ووصف لنا أبو سلمة
كيف استنصته كما يصنع [بالهر] _، فدخل الرجل فتكلم ساعة ثم
خرج، ثم أخذت أنشده أيضا، ثم رجع فاستنصتني رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ووصفه أيضا، فقلت: يا رسول الله، من هذا الذي استنصتني له؟
فقال: «هذا رجل لا يحب الباطل، هذا عمر بن الخطاب».
[28] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن محمد: أخبرنا
الحسن بن علي: أخبرنا أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله: حدثني أبي رحمه
الله: حدثنا عفان: حدثنا حماد بن سلمة: أخبرنا علي بن زيد، عن عبد
الرحمن بن أبي بكرة،
عن الأسود بن سريع قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني قد حمدت ربي عز
65

وجل بمحامد ومدح وإياك. قال: «هات ما حمدت به ربك عز
وجل». _ قال: _ فجعلت أنشده فجاء رجل أدلم فاستأذن _ قال: _
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بين بين» _ قال: _ فتكلم ساعة ثم خرج _ قال: _
فجعلت أنشده _ قال: _ ثم جاء فأستأذن _ قال: _ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بين
بين» ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا _ قال: _ قلت: يا رسول الله، من هذا
الذي استنصتني له؟ قال: «هذا عمر بن الخطاب، هذا رجل لا يحب
الباطل».
[29] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن محمد: أخبرنا الحسن
ابن علي: أخبرنا أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله: حدثني أبي: حدثنا حسن بن
موسى: حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة،
عن الأسود بن سريع قال:
قلت: يا رسول الله، إني قد مدحت الله عز وجل بمدحة ومدحتك
بأخرى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هات وابدأ بمدحة الله عز وجل».
[30] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أبو طالب اليوسفي: أخبرنا أبو علي
66

التميمي: أخبرنا أبو بكر القطيعي: حدثنا عبد الله: حدثني أبي: حدثنا روح:
حدثنا عوف، عن الحسن:
حدثنا الأسود بن سريع قال:
قلت: يا رسول الله، ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي عز وجل؟
قال: «أما إن ربك يحب الحمد».
[31] _ أخبرنا أبو موسى، ومعاوية بن علي، وحمزة بن أبي الفتح: أخبرنا
الحسن بن علي: حدثنا أحمد بن عبد الله: حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم:
حدثنا جعفر بن محمد الصائغ: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل: حدثنا
67

مسعود بن سعد الجعفي، عن عطاء بن السائب، عن ابن عباد،
عن أبيه:
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية واقفا في موقف رآه بعد ما بعث
وقف فيه بعرفات، _ قال: _ وجاء رجل من بني ليث إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أنشدك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن كان أحد من الشعراء أحسن فقد أحسنت».
68

باب ما ورد في ذم الشعر
[32] _ أخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي: أخبرنا البرقاني: أخبرنا
الإسماعيلي:
أخبرني الحسن: حدثنا ابن نمير: حدثنا وكيع: حدثنا الأعمش. قال:
وحدثنا نصر بن علي: حدثنا ابن داود، عن الأعمش. وحدثنا عبد الواحد بن
غياث: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش. (ح)
وأخبرني عبد الله بن صالح: حدثنا الوليد بن شجاع: حدثنا أبو معاوية:
حدثنا الأعمش. وهذا حديث وكيع عن أبي صالح،
عن أبي هريرة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا».
وقال نصر: «قيحا خير من أن يمتلئ شعرا».
[33] _ أخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي: أخبرنا البرقاني: أخبرنا
69

الإسماعيلي:
أخبرني المنيعي: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
وحدثنا الهسنجاني وعمران قالا: حدثنا عثمان بن أبي شيبة _ لم يسمه
الهسنجاني _، قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى.
وحدثني أبو عمران: حدثنا الرمادي: حدثنا عبيد الله بن موسى: أخبرنا
حنظلة. (ح)
وحدثنا الهسنجاني: حدثنا محمد بن خلاد: حدثنا بشر بن السري. (ح)
قال: وحدثنا يحيى بن حبيب بن عربي: حدثنا روح بن عبادة. (ح)
وأخبرني أبو يعلى: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: حدثنا إسحاق بن
سليمان الرازي، عن حنظلة. قال: وحدثنا شجاع بن مخلد: حدثنا مكي بن
إبراهيم: حدثنا حنظلة. (ح)
وأخبرني الحسن بن سفيان: حدثنا دحيم: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا
حنظلة بن أبي سفيان. وهذا حديث عبيد الله بن موسى، عن سالم،
عن أبيه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
70

«لأن يمتلئ جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا».
وقال أبو يعلى:
«لأن يكون جوف ابن آدم مملوءا قيحا خير له من أن يكون مملوءا
شعرا».
وقال في حديث شجاع: سمعت سالما يقول: سمعت ابن عمر يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال مثله. وقال الوليد وروح: «جوف الرجل
قيحا». قال أبو عمران: «جوف أحدكم».
[34] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان: أخبرنا أبو الفضل
أحمد بن الحسن بن خيرون. (ح) وأخبرنا يحيى بن ثابت: أخبرنا أبي قالا:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال: قرأت على أبي العباس
بن حمدان: حدثكم محمد بن أيوب: أخبرنا مسلم: أخبرنا شعبة: حدثنا
قتادة. (ح) وقرأت على أبي محمد بن ماسي: حدثكم أبو مسلم الكجي: حدثنا
مسلم: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن محمد بن سعد،
عن سعد قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا _ زاد ابن أيوب: _ حتى يريه _ ثم
71

قال: _ خير له من أن يمتلئ شعرا».
صحيح، رواه مسلم عن أبي موسى وبندار، عن غندر، عن شعبة
[35] _ أخبرنا أبو طاهر السلفي: أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن علي
المقرئ، وأبو ياسر محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الخياط، وأبو بكر أحمد
ابن علي بن الحسين الصوفي قالوا: حدثنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن
عبد الله بن بشران: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي:
حدثنا ابن أبي مسرة: حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا سفيان الثوري، عن إسماعيل
بن أبي خالد، عن عمرو بن حريث،
عن عمر بن الخطاب:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا».
[36] _ أخبرنا عبد الله بن محمد، والمبارك بن علي: أخبرنا عبد القادر بن
محمد. وأخبرنا عبد الحق: أخبرنا عمي، قالا: أخبرنا الحسن بن علي: أخبرنا
أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله: حدثني أبي: حدثنا قتيبة: حدثنا ليث،
72

عن ابن الهاد، عن يحنس مولى مصعب بن الزبير،
عن أبي سعيد الخدري قال:
بين نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج إذ عرض شاعر
ينشد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خذوا الشيطان _ أو: أمسكوا الشيطان _، لأن يمتلئ جوف
رجل قيحا خير من أن يمتلئ شعرا».
صحيح، رواه مسلم.
[37] _ أخبرنا أبو موسى، وأبو طاهر معاوية بن علي بن معاوية الصوفي،
وأبو علي حمزة بن أبي الفتح بن عبد الله الطبري: أخبرنا أبو علي الحسن
ابن أحمد بن علي المقرئ: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ: حدثنا أبو
عمرو بن حمدان: حدثنا الحسن بن سفيان: حدثنا بشر بن آدم: حدثنا
يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا واصل بن يزيد بن مالك السلمي ثم
الناصري: حدثنا أبي وعمومتي،
عن جدي مالك بن عمير قال:
شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح، وخيبر والطائف، فقلت: يا
73

رسول الله، إني امرؤ شاعر، فأفتني في الشعر. فقال: «لأن يمتلئ ما
بين لبتك إلى عانتك قيحا خير من أن يمتلئ شعرا» _ قال: _ قلت:
يا رسول الله، فامسح عني الخطيئة. _ قال: _ فمسح يده على رأسي،
ثم أمرها على كبدي، ثم على بطني، حتى إني لأحتشم من مبلغ يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فلقد عمر مالك حتى شاب رأسه ولحيته، ولم
يشب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأسه ولحيته.
[38] _ أخبرنا محمد بن عبد الباقي: أخبرنا أحمد بن الحسن بن خيرون: أخبرنا
الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان: أخبرنا عبد الله بن جعفر: حدثنا يعقوب
ابن سفيان: أخبرنا حميد بن الربيع: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو الجهم، عن
الزهري، عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار».
[39] _ أخبرنا أبو طاهر السلفي: حدثنا الشريف أبو الفضل محمد بن عبد
74

السلام بن أحمد الأنصاري: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن
شاذان: أخبرنا أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله الهروي: حدثنا محمد، هو
ابن صالح، هو ابن الأشج: حدثنا محمد بن إسحاق اللؤلؤي: حدثنا هشيم:
أخبرنا أبو الجهم، عن الزهري، عن أبي سلمة،
عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«امرؤ القيس مذكور في الدنيا منسي في الآخرة، بيده لواء الشعراء
إلى النار».
رواه أحمد عن هشيم كذلك.
[40] _ أخبرنا المبارك بن علي، وعبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن
محمد. (ح) وأخبرنا عبد الحق: أخبرنا عمي، قالا: أخبرنا الحسن بن علي:
أخبرنا أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله: حدثني أبي: حدثنا خلف بن الوليد:
حدثنا ابن عياش _ يعني إسماعيل _، عن عبد الله بن دينار أو غيره،
عن أبي حريز مولى معاوية قال:
75

خطب الناس [معاوية [بحمص فذكر في خطبته: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم سبعة أشياء، وإني أبلغكم [ذلك [وأنهاكم عنه:
النوح، والشعر، والتصاوير، والتبرج، وجلود السباع، والذهب،
والحرير.
[41] _ أخبرنا عبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن محمد: أخبرنا الحسن
بن علي: أخبرنا أحمد بن جعفر: حدثنا عبد الله: حدثني أبي: حدثنا عبد الله بن
يزيد: حدثنا حياة: أخبرنا شرحبيل بن شريك المعافري،
أنه سمع عبد الرحمن بن رافع التنوخي يقول: أنه سمع عبد الله بن
عمرو بن العاص يقول:
ما أبالي ما أتيت _ أو ما أبالي ما ركبت _ إذا أنا شربت ترياقا _ أو
قال: علقت تميمة _ أو قلت شعرا من قبل نفسي.
المعافري يشك: (ما أبالي ما ركبت)، أو: (ما أبالي ما أتيت).
[42] _ أخبرنا المبارك بن علي، وعبد الله بن محمد: أخبرنا عبد القادر بن
76

محمد. وأخبرنا عبد الحق: أخبرنا عمي: أخبرنا الحسن بن علي: أخبرنا أحمد
ابن جعفر: حدثنا عبد الله:
حدثني أبي رحمه الله: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا قزعة بن سويد
الباهلي، عن عاصم بن مخلد، عن أبي الأشعث الصنعاني.
قال أبي: حدثنا الأشيب فقال: عن أبي عاصم، عن أبي الأشعث،
عن شداد بن أوس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من قرض بيت شعر بعد العشاء الآخرة لم تقبل له صلاة تلك
الليلة».
[43] _ أخبرنا محمد بن محمد، وحبيب بن إبراهيم: أخبرنا محمود بن
إسماعيل: أخبرنا أحمد بن محمد: أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب: حدثنا
علي بن إسحاق الوزير الأصبهاني: حدثنا محمد بن منصور الجواز المكي:
حدثنا يعقوب بن محمد الزهري: حدثنا أبو صخر واصل بن يزيد السلمي
الناصري: حدثني أبي وعمومتي،
77

عن جدي مالك بن عمير،
أنه شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وخيبر، والطائف، وكان رجلا
شاعرا فقال: يا رسول الله، أفتني في الشعر. فقال: «لأن يمتلئ ما
بين لبتك إلى عانتك قيحا خير من أن يمتلئ شعرا» قلت: يا
رسول الله، امسح على رأسي. فوضع يده على رأسي فما
قلت بعد ذلك بيت شعر. ولقد عمر مالك حتى شاب رأسه ولحيته وما
شاب موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه الطبراني كذلك، وهو حديث غريب.
78

استدراك
زيادة على كتاب الحافظ عبد الغني
ثالثا _ باب حكم الشعر والرخصة فيه
[44] _ عن عائشة (رض) قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشعر
فقال:
«هو كلام فحسنه حسن، وقبيحه قبيح»
أخرجه أبو يعلى في «مسنده» برقم (4760) = 8 / 200، والدارقطني في
«سننه» 4 / 155، والبيهقي في السنن الكبرى» 10 / 239، وقال الهيثمي في
«المجمع» 8 / 122: (فيه عبد الرحمن بن ثابت وثقه دحيم وجماعة وضعفه ابن
معين وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح).
[45] _ عن ابن عباس قال: (والشعراء يتبعهم الغاوون) فنسخ من
ذلك واستثنى، فقال: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله
كثيرا).
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» برقم (871) = 2 / 329، وأبو داود في
«سننه» برقم (5016) = 4 / 304، وانظر «الناسخ والمنسوخ» للنحاس
ص 203، 204، وقول القيسي في «الإيضاح» ص 337.
79

[46] _ عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أعلم بشعر،
ولا فريضة، ولا أعلم بفقه، من عائشة.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6095، 6099) = 8 / 516،
وأبو نعيم في «الحلية» 2 / 49.
[47] _ قال أبو نوفل بن أبي عقرب: سألت عائشة: هل كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسامع عنده الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه.
أخرجه أحمد في «المسند» 6 / 134، وابن أبي شيبة في «المصنف» برقم
(6142) = 8 / 534، والبيهقي في «السنن الكبرى» 10 / 245، وقال الهيثمي
في «المجمع» 8 / 119: (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح).
[48] _ عن أبي سلمة قال: لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين
ولا متماوتين، وكانوا يتناشدون الشعر في مجالسهم، ويذكرون أمر
جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم على شيء من دينه دارت حماليق عينيه
كأنه مجنون.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6109) = 8 / 523.
[49] _ عن أبي الحسن البراد قال: لما نزلت هذه الآية: (الشعراء
يتبعهم الغاوون) جاء عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وحسان
ابن ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون، فقالوا: يا رسول الله،
أنزل الله هذه الآية، وهو يعلم أنا شعراء، فقال: «اقرؤوا ما بعدها:
(إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات): أنتم، (وانتصروا): أنتم».
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6102) = 8 / 518، والطبري في
80

«جامع البيان» 19 / 129 _ 130، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» 5 / 99.
[50] _ عن مطرف بن عبد الله قال: خرجت مع عمران حصين إلى
الكوفة، فكان لا يأتي إلا أنشدنا فيه الشعر، ثم قال لي: إن الشعر
كلام، وإن من الكلام حقا وباطلا.
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» 2 / 310، وعبد الرزاق في «المصنف»
برقم (19740) = 11 / 5، وابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6088) =
8 / 513، والبيهقي في «السنن الكبرى» 10 / 240.
[51] _ وعنه قال: صحبت عمران من الكوفة إلى البصرة، فما أتى
علي يوم ألا أنشدنا فيه الشعر، ويقول في ذلك: إن لكم في المعاريض
لمندوحة عن الكذب.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6114) = 8 / 525، والطبراني
في «المعجم الكبير» برقم (201) = 18 / 106 وقال الهيثمي في «المجمع»
8 / 130: (رجاله رجال الصحيح). والمعاريض: أساليب التورية.
والمندوحة: السعة.
[52] _ عن عكرمة قال: كنت أسير مع ابن عباس ونحن منطلقون إلى
عرفات، فكنت أنشده الشعر ويفتحه علي.
أخرجه أبن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6087) = 8 / 513. ويفتحه:
يصححه.
[53] _ عن كثير بن أفلح قال: كان آخر مجلس جلسنا فيه مع زيد بن
ثابت مجلسا تناشدنا فيه الشعر.
81

أخرجه ابن الأنباري في «الوقف والابتداء» برقم (128) = 1 / 108، وابن
أبي شيبة في «المصنف» برقم (6089) = 8 / 513، والبيهقي في «السنن
الكبرى» 10 / 240.
[54] _ عن أبي خالد الوالبي قال: كنت أجلس مع أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلهم لا يذكرون إلا الشعر حتى يتفرقوا.
أخرجه ابن الأنباري في «الوقف والابتداء» برقم (127) = 1 / 107، وابن
أبي شيبة في «المصنف» برقم (6078) = 8 / 510.
82

رابعا _ باب إنشاد الشعر
[55] _ عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء وعبد الله
وعبد الله بن رواحة آخذ بغرزه، يرتجز يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله
قد أنزل الرحمن في تنزيله
بأن خير القتل في سبيله
أخرجه البزار: انظر «كشف الأستار» رقم (2099) = 2 / 455، وقال
الهيثمي في «المجمع» 8 / 130: (رجاله رجال الصحيح)، وانظر ديوان عبد الله
ابن رواحة ص 101.
[56] _ عن حميد سمع أنسا رضي الله عنه يقول: خرج رسول الله صلى عليه وسلم
إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم
يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع
قال:
«اللهم إن العيش عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة»
فقالوا مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا
أخرجه البخاري برقم (4099) = 7 / 392، ومسلم برقم (1803) =
3 / 1432.
83

خامسا _ باب التمثل بالشعر
[57] _ عن جندب بن سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في فنكبت إصبعه
فقال:
«هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت»
أخرجه البخاري برقم (6147) = 10 / 537، ومسلم برقم (1796) =
3 / 1421، وانظر ديوان عبد الله بن رواحة ص 87، وديوان أبي بكر الصديق:
ص 127.
[58] _ عن عروة بن الزبير، عن عائشة قال: كانت تتمثل هذين البيتين
من قول لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم * وبقيت في خلف كجلد الأجرب
يتأكلون مشيحة وخيانة * ويعاب قائلهم وإن لم يشغب
أخرجه ابن المبارك في «الزهد» ص 61 وفيه: (قالت: فكيف لو أدرك لبيد
قوما نحن بين ظهرانيهم، قال الزهري: وكيف لو أدركت عائشة من نحن بين
ظهرانيهم اليوم؟).....، وابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6091) =
8 / 514، وذكره ابن حجر في «المطالب العالية» برقم (2574) = 2 / 400،
وانظر ديوان لبيد بن ربيعة ص 153، ويتأكلون: يأكل بعضهم بعضا، ومشيحة:
غيرة وضيقا، ويشغب: يجور عن الطريق.
[59] _ عن عائشة قالت: تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضي:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
84

فقال أبو بكر: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد في «المسند» برقم (5673)، وابن أبي شيبة في «المصنف»
برقم (6118) = 8 / 526، والبزار: انظر «كشف الأستار» رقم (2393) =
3 / 124 وقال: (إسناده حسن)، وقال الهيثمي في «المجمع» 8 / 272:
(رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات)، والشعر لأبي طالب (رض): انظر «السيرة» لابن
هشام 1 / 295، «وطبقات فحول الشعراء» لابن سلام رقم (286) = ص
204، وثمال اليتامى: غياث لهم وعماد، يقوم بأمرهم ويطعمهم ويسقيهم.
[60] _ عن عائشة قالت: كان عمر يتمثل بهذا البيت:
إليك تعدو قلقا وضينها * معترضا في بطنها جنينها
مخالفا دين النصارى دينها
أخرجه الشافعي في «الأم» 2 / 234 عن عروة، وابن أبي شيبة في
«المصنف» برقم (6092) = 8 / 515، ونسب ابن هشام الرجز في «السيرة»
2 / 223 إلى ابن أحد رؤساء نجران أسلم وقاله في حجة له، وكذا في «الروض
الأنف» للسهيلي 3 / 3. والوضين: بطان عريض من جلد أو شعر، وقلق: من
هزالها.
[61] _ عن عائشة قالت: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حم
أصحابه، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر يعوده، فقال: «كيف تجدك يا
أبا بكر؟» فقال أبو بكر:
كل امرئ مصبح في أهله * والموت أدنى من شراك نعله
ودخل على عامر بن فهيرة فقال: «كيف تجدك؟» فقال:
وجدت طعم الموت قبل ذوقه * إن الجبان حتفه من فوقه
85

كالثور يحمي جلده بروقه
قالت: ودخل على بلال فقال: «كيف تجدك؟» فقال:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل
أخرجه أحمد في «المسند» 6 / 222، والبخاري برقم (3926) = 7 / 362
و (1889) = 4 / 99، والموطأ 2 / 890، والحميدي في «مسنده» برقم (223)
= 1 / 109، بزيادة أبيات عامر، وابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (8690) =
8 / 514. ونقل الكاندهلوي في «أوجز المسالك» 14 / 42، 43، 45 أن الرجز
الذي تمثل به الصديق لحنظلة بن سيار قاله يوم ذي قار، وأن ما تمثل به عامر
لعمرو بن أمامة، وما تمثل به بلال لبكر بن غالب الجرهمي أنشده لما نفتهم
خزاعة من مكة. والروق: القرن، وإذخر وجليل: نبتان بمكة طيبا الرائحة،
ومجنة: موضع، وشامة وطفيل: جبلان بمكة.
[62] _ عن ابن سيرين قال: قال علي بن أبي طالب (ع) للمرادي:
أريد حياته ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد
أخرجه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» 3 / 34، وابن أبي شيبة في
«المصنف» برقم (6084) = 8 / 512، وانظر ديوان عمرو بن معد يكرب ص
107.
[63] _ عن ابن شبرمة قال سمعت الحسن يتمثل هذا البيت:
يسر الفتى ما كان قدم من تقى * إذا عرف الداء الذي هو قاتله
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6110) = 8 / 524.
[64] _ عن عاصم قال: ما سمعنا الحسن يتمثل ببيت من شعر قط إلا
86

هذا البيت:
ليس من مات فاستراح بميت * إنما الميت ميت الأحياء
ثم قال: وصدق والله، إنه ليكون حيا وهو ميت القلب.
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6098) = 8 / 517، وأبو نعيم
في «الحلية» 2 / 143، وذكره العجلوني في «كشف الخفاء» برقم (2138) =
2 / 220 وقال: (رواه الديلمي عن ابن عباس، وهو مشهور من قول الحسن
وغيره متمثلا به). والبيت لعدي بن الرعلاء في «معجم الشعراء» رقم (86)
ضمن (9) أبيات. وانظر: «معجم شواهد العربية» لهارون. والحسن
البصري» لابن الجوزي ص 47.
87

سادسا _ باب الاستدلال بالشعر
[65] _ عن ابن عباس قال: إذا قرأ أحدكم شيئا من القرآن فلم يدر ما
تفسيره فليلتمسه في الشعر فإنه ديوان العرب.
أخرجه ابن الأنباري في «الوقف والابتداء» برقم (93، 120) = 1 / 61،
101، والبيهقي في «السنن الكبرى» 10 / 241 وقال: (هذا هو الصحيح
موقوف).
[66] _ وعنه أنه كان يقرأ: (دارست) ويقول:
دارس كطعم الصاب والعلقم
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6124) = 8 / 528، وذكره
السيوطي في «الدر المنثور» 3 / 38، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو، انظر
«السبعة» لابن مجاهد ص 264، قوله تعالى _ الأنعام / 105: (وليقولوا درست
ولنبينه لقوم يعلمون).
[67] _ عن عامر بن شراحيل: (فإذا هم بالساهرة) قال: بالأرض،
ثم أنشد أبياتا لأمية:
وفيها لحم ساهرة وبحر * وما فاهوا به أبدا مقيم
أخرجه ابن الأنباري في «الوقف والابتداء» برقم (105) = 1 / 69، وابن أبي
شيبة في «المصنف» برقم (6097) = 8 / 516، وانظر ديوان أمية بن أبي الصلت
ص 475.
[68] _ عن سعيد بن جبير قال: (القانع): السائل، ثم أنشد أبيات
88

شماخ وقال:
لمال المرء يصلحه فيغني * مفاقره أعف من القنوع
أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6096) = 8 / 516، وذكره
السيوطي في «الدر المنثور» 4 / 363، وانظر ديوان الشماخ بن ضرار الذبياني
ص 221، والمفاقر: وجوه الفقر.
89

سابعا _ نقد الشعر
[69] _ عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صدق أمية في شيء من شعره
فقال:
رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر للأخرى وليث مرصد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق»، وقال:
والشمس تطلع كل آخر ليلة * حمراء يصبح لونها يتورد
تأبى فما تطلع لنا في رسلها * إلا معذبة وإلا تجلد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق».
أخرجه أحمد في «المسند» برقم (2314)، وقد صحح العلامة أحمد شاكر
إسناده، وابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (6064) = 8 / 505، وأبو يعلى في
«مسنده» 4 / 365، وأورده الهيثمي في «المجمع» 8 / 127، وقال: (رجاله
ثقات إلا إن ابن إسحاق مدلس)، وكذا ابن حجر في «المطالب العالية» برقم
(2573) = 2 / 399. والأبيات في ديوان أمية بن أبي الصلت ص 365، وجاء
في «الحيوان» للجاحظ 6 / 222: (قالوا: وقد جاء في الخبر أن الملائكة منهم
من هو في صورة الرجال، ومنهم من هو في صورة الثيران، ومنهم من هو في
صورة النسور، يدل على ذلك تصديق النبي صلى الله عليه وسلم لأمية بن أبي الصلت حين
أنشد: البيت).
[70] _ عن عائشة قالت: سمع النبي صلى عليه وسلم نساءهم يقولون في عرس:
وأهدى لها كبشا * تنحنح في المربد
وزوجك في النادي * ويعلم ما في غد
90

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يعلم ما في غد إلا الله، ألا قلتم:
أتيناكم أتيناكم * فحيانا وحياكم»
أخرجه الطبراني في «المعجم الصغير» برقم (335) _ 1 / 144، وقال
الحاكم في «المستدرك» 2 / 185: (صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)
ووافقه الذهبي، والبيهقي في «السنن الكبرى» 7 / 289، والبزار برقم (2108)
= 3 / 5، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 8 / 129: (رجاله رجال الصحيح).
[71] _ عن عمر بن الخطاب أنه قيل له: هذا غلام بني فلان الشاعر،
قال: فقال له: كيف تقول؟ قال:
أودع سلمى أن تجهزت غازيا * كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
قال عمر: صدقت.
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» برقم (20508) = 11 / 267، والبخاري
في «الأدب المفرد» برقم (1238) = 2 / 663، وانظر ديوان سحيم عبد بني
الحسحاس ص 16 قصيدة في واحد وتسعين بيتا كان المفضل الضبي يسميها
الديباج الخسرواني.
[72] _ عن ضرار بن الأزور قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أمدد يدك
أبايعك على الإسلام. قال ضرار: ثم قلت:
تركت القداح وعزف القيان * والخمر تصلية وابتهالا
وكري المحبر في غمرة * وحملي على المسلمين القتالا
فيا رب لا أغبنن صفقتي * فقد بعت أهلي ومالي بدالا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما غبنت يا ضرار».
أخرجه أحمد في «المسند» 4 / 76، والطبراني في «المعجم الكبير» برقم
91

(8132 _ 8133) = 8 / 355 _ 356، والحاكم في «المستدرك» 3 / 238، 620
وصححه الذهبي، وفيه زيادة بيت:
وقالت جميلة بددتنا * وطرحت أهلك شتى شمالا
وقال الهيثمي في «المجمع» 9 / 391: (رواه الطبراني، وقال: في الإسناد
محمد بن سعيد الباهلي، والضعيف قرشي، والله أعلم. ورواه الطبراني
بإسنادين في أحدهما محمد بن سعيد بن زياد الأثرم، وهو ضعيف، وفي ثقات
ابن حبان محمد بن سعيد بن زياد، ولم يقل الأثرم، فإن كان هو فقد وثق وإلا
فهو الضعيف، وفي الآخر من لم أعرفه)، وأيضا 8 / 126.
[73] _ عن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو ينشد ويقول:
ألا هل أتى غسان عنا ودونهم * من الأرض خرق حوله يتتبع
تجالدنا عن حرمنا كل فخمة * كردف لها فيها القوانس تلمع
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يا كعب بن مالك». فقال كعب: تجالدنا عن
ديننا كل فخمة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم «نعم يا كعب».
ض المشاهد قد دميت إصبعه فقال
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» برقم (192) = 19 / 97 وفيه:
(يتقعقع)، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 8 / 124: (رواه الطبراني وإسناده
حسن)، والقوانس: أعالي بيضات الحديد.
92