الكتاب: الأربعين البلدانية
المؤلف: ابن عساكر
الجزء:
الوفاة: ٥٧١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: محمد مطيع الحافظ - دار الفكر المعاصر - بيروت - لبنان / دار الفكر - دمشق - سورية
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: الطباعة ( أوفست ) مطبعة المستقبل بيروت
الناشر: قسم التحقيق والنشر - مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث - ص . ب ( ٥٥١٥٦ ) - دبي - الكتاب ٩٤١
ردمك:
ملاحظات: قسم التحقيق والنشر - مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث - ص . ب ( ٥٥١٥٦ ) - دبي - الكتاب ٩٤١ / لبنان - بيروت - ساقية الجنزير ، خلف الكارلتون ، ، س . ت ٥١٤٩٧ / ص . ب ( ١٣٦٠٦٤ ) هاتف ( ٨٦٠٧٣٩ ) تلكس : LE FIKR ٤٤٣١٦ / الصف التصويري : دار الفكر بدمشق / الطباعة ( أوفست ) مطبعة المستقبل بيروت

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الأربعين البلدانية
1

مطبوعات مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي
كتاب
الأربعين البلدانية
عن أربعين لأربعين في أربعين
الامام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله
ابن عساكر
الدمشقي الشافعي المتوفي سنة 571 ه‍
تحقيق
محمد مطيع الحافظ
دار الفكر المعاصر
بيروت - لبنان
دار الفكر
دمشق - سورية
3

قسم التحقيق والنشر
مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث
ص. ب (55156) - دبي
الكتاب 941
جميع الحقوق محفوظة
يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بأي من طرق الطبع والتصوير والنقل
والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها من الحقوق
إلا بإذن خطي من دار الفكر المعاصر
لبنان - بيروت - ساقية الجنزير، خلف الكارلتون،، س. ت 51497
ص. ب (136064) هاتف (860739) تلكس: LE FIKR 44316
الصف التصويري: دار الفكر بدمشق
الطباعة (أوفست) مطبعة المستقبل بيروت
4

بسم الله الرحمن الرحيم
أخذ مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي على عاتقه ومنذ قيامه أن يسهم
في خدمة التراث بما يقدر عليه من خلال أقسامه المتعددة خدمة للعلم والباحثين،
ذلك أنه كثر في السنوات الأخيرة نشر الكتب التراثية علي أيدي غير المتخصصين،
الذين لم يلتزموا في تحقيقهم أسلوبا علميا منهجيا، فظهرت في الأسواق طبعات
سقيمة لأسفار جليلة المضمون، تطاول أعمال المجلين من المحققين، أدت إلى اختلاط
الغث بالسمين وأساءت إلى المكتبة العربية.
ومن هنا كلف المركز لجنة من الأساتذة الخبراء أوكل إليها الاشراف على
شؤون التحقيق والنظر فيما يقدمه المحققون الأكفياء من أعمال وتقديم الصالح منها
للنشر.
ويوالي اليوم بالتعاون مع دار الفكر المعاصر نشر إصداراته فيقدم كتاب
(الأربعين البلدانية) لمؤلفه الامام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله
(ابن عساكر) الدمشقي، تحقيق محمد مطيع الحافظ.
نسأل الله أن يوفق المركز لخدمة التراث وأهل العلم إنه نعم المسؤول.
لجنة التحقيق والنشر في المركز
5

الاهداء
- إلى روح أستاذنا الدكتور شكري فيصل رحمه الله.
- لما له من فضل في نشر التحقيق العلمي المنهجي
- ولما له من اهتمامات خاصة بالحافظ ابن عساكر
- ولم له من أياد بيض على العالم والأدب وتربية الجيل
أهدي هذا الكتاب.
- راجيا المولى الكريم أن يجزيه عنا خير الجزاء.
6

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
لا يخفي ما للحافظ ابن عساكر من شهرة واسعة بفضل مكانته الرفيعة
وتأليفه العظيمة وطول باعه في العلم، شهد له كتاب الموسوعي (تاريخ مدينة
دمشق) الذي جمع مادة علمية غزيرة لا تتصل بتاريخ هذه المدينة وحسب بل وتمد
خيوطا وشيجة نحو تراث الأمة الذي تصب كثير من روافده عنده، ولا عجب في
ذلك، فهو حافظ متقن ورحالة مسند وعالم متميز أخذ عن أجلة الشيوخ.
وكتابه (الأربعين البلدانية) هذا يدل على تمكن الرجل وسعة علمه: فقد
جمع فيه أربعين حديثا عن أربعين شيخا من أربعين بلدة لأربعين صحابيا في
أربعين موضوعا.
وقد بدأ كتابه بمقدمة قيمة جعلها في موضوع فضل جمع أربعين حديثا عن
النبي صلى الله عليه وسلم شفعها ببيان طرق الحديث ودرجته مع ذكر أشهر من سبقه إلى الاهتمام
بجمع الأربعينات. ثم بدأ الكتاب بالمنهج الذي رسمه في مقدمته.
ولهذا فالكتاب طريف في فكرته من جهة تنوع أحاديثه، مسبوق إلى مثله
من ناحية اهتمامه بالأربعين من الأحاديث. وهو إلى ذلك يدل على سعة علم
ابن عساكر، خرجه في منهجية تفيد في علم الحديث وعلم التاريخ، وتعطي
صورة عن حرص علماء السلف على العلم وعلى الرحلة ولقاء الشيوخ.
7

وختاما أرجو أن أكون قد وفقت في إخراج الكتاب على النحو الذي أراده
له مؤلفه، سائلا المولى الكريم التوفيق والنفع وهو ولي التوفيق.
والحمد لله رب العالمين.
محمد مطيع الحافظ
رمضان المبارك 1411 ه‍ / نيسان 1991 م
دبي - الامارات العربية المتحدة
8

ترجمة المؤلف
هو أبو القاسم ثقة الدين علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين،
الشافعي، الدمشقي الحافظ.
ولد بدمشق في العشر الأخير من محرم سنة تسع وتسعين وأربع مئة.
نشأ في أسرة علمية فأبوه الحسن بن هبة الله، سمع الحديث وكان شيخا صالحا
توفي سنة 519 ه‍، وأخوه الأكبر صائن الدين هبة الله بن الحسن، الفقيه
الشافعي، المحدث توفي سنة 563 ه‍، وأخوه محمد بن الحسن القاضي. أنجب
أولادا وأحفادا كانوا أكثر أفراد بني عساكر.
أما أمه فهي من أسرة قاضيا بدمشق، وأخوها أبو المعالي محمد بن يحيى كان
قاضيا أيضا بدمشق وتوفي سنة 537 ه‍، وأخوها الاخر سلطان بن يحيى، عالم
بالحديث توفي سنة 530 ه‍.
في هذا الجو العلمي نشأ ابن عساكر، فسمع بإفادة أخيه صائن الدين،
وانتفع بصحبة جده لامه في النحو وغيره، وأخذ عن أخواله وسمع منهم، وسمع
بدمشق صحبة أخيه من أبي القاسم النسيب ت 508 ه‍، وسبيع بن قيراط المقرى
ت 508 ه‍، وأبي الحسن بن قبيس، وأبي طاهر الحنائي ت 510 ه‍،
وأبي محمد بن الأكفاني ت 524 ه‍.
ثم أخذ عن غيره من علماء دمشق، فسمع ما عندهم من التخريجات والاجزاء
9

الحديثية. وبعدها عقد العزم على الرحلة في طلب الحديث على عادة المحدثين في
طلب العلم، فغادر دمشق سنة 520 ه‍.
رحل إلى بغداد سنة 520 ه‍، وكان رحلة طويلة بقي فيها خمس سنوات
إلى سنة 525 ه‍ فسمع وحصل العلم، وسمع من هبة الله بن الحصين، وعلي بن
عبد الواحد الدينوري، وقراتكين بن أسعد، وأبي غالب بن البناء، وخلق
كثير (1).
وحج في سنة إحدى وعشرين، وسمع بمكة أبا محمد عبد الله بن محمد المصري
الملقب بالغزال، وبالمدينة من عبد الخلاق بن عبد الواسع الهروي.
ثم ارتحل إلى خراسان عن طريق أذربيجان في سنة تسع وعشرين
وخمس مئة، وسبب تأخره عن هذه الرحلة أنه كان ينتظر موافقة أمه، وكان
قصده من هذه الرحلة لقاء أبي عبد الله الفراوي، يحدثنا عن ذلك فيقول:
" وإلى الإمام محمد الفراوي كانت رحلتي الثانية لأنه كان المقصود بالرحلة في تلك
الناحية لما اجتمع فيه من علو الاسناد ووفور العلم (2) واسترم برحلته هذه أربع
سنوات، عاد بعدها إلى دمشق عن طريق بغداد سنة 533 ه‍.
تلقى ابن عساكر العلم على عدد كبير من الشيوخ من الرجال والنساء، أفرد
لهم كتابين: مشيخة للرجال، ومشيخة للنساء، نهج فيهما نهج المشيخات بإيراد
ترجمة موجزة للشيخ، ثم يبتع ذلك سند شيخه لحديث بنوي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والدارس لهذه المشيخة يتبين له الكثرة من الشيوخ، ولا يكون ذلك إلا
لصاحب رحلة واسعة، ويجد الأسانيد العالية لأنه أحسن اختيار الشيوخ،

(1) سير أعلام النبلاء 20 / 554 وانظر كتاب التبادل الثقافي حيث رسم له مؤلفه الأستاذ رياض
عبد الحميد مراد خريطة الرحلات.
(2) تبيين كذب المفتري 322.
10

ولا يتأتى ذلك إلا لصاحب فكر نير، وخبرة واسعة، واستطاع تحصيل
الإجازات الكثيرة التي ترفع منزلته.
ولما عاد إلى دمشق من رحلاته، أذن له شيوخه بالتدريس والتحديث،
فجلس في الجامع الأموي، فكانت له دروسه العامة والخاصة. وبني له السلطان
نور الدين محمود بن زنكي الشهيد مدرسته دار الحديث النورية، فأملي وحدث
وصنف المصنفات النافعة.
وكان له التلاميذ الكثيرون منهم:
ابنه القاسم، وأبو العلاء العطار، وأبو سعد السمعاني، ومعمر بن الفاخر،
وأبو المواهب بن صصرى، وأبو جعفر القرطبي، والقاسم بن صصرى، وقاضي
دمشق أبو القاسم بن الحرستاني، والحافظ عبد القادر الرهاوي، وابن أخيه
عبد الرحمن بن عساكر، وخلق.
ألف المؤلفات المتعددة من أشهرها:
- تاريخ مدينة دمشق: وهو في ثمان مئة جزء (الجزء عشرون ورقة)
فيكون في ستة عشر ألف ورقة. وقد قام مجمع اللغة العربية بدمشق بطبع عدد
من أجزائه، كما قامت دار الفكر بدمشق بطبع مختصره لابن منظور في 29 جزءا
بتحقيق عدد من المحققين.
- تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الامام الأشعري. طبع سنة 1347 ه‍،
وطبع مصورا بدمشق سنة 1978 م بدار الفكر.
- المعجم المشتمل على ذكر أسماء الشيوخ النبل، طبع بتحقيق الأستاذة سكينة
الشهابي بدار الفكر 1980 م.
- كشف المغطى في فضل الموطأ. طبع بمصر سنة 1954 م. وله طبعة
جديدة بتحقيقي ستظهر قريبا.
11

- الأربعون في الجهاد. طبع في دار الخلفاء للكتاب الاسلامي بالكويت.
- مجلس في ذم من لا يعمل بعلمه. ومجلس آخر في ذم قرناء السوء. طبعا
معا بعنوان: مجلسان من مجالس الحافظ ابن عساكر في مسجد دمشق. بتحقيق
محمد مطيع الحافظ بدار الفكر بدمشق سنة 1978 م.
- تبيين الامتنان بالامر بالاختتان بمصر، بدار الصحابة بطنطا سنة
1410 ه‍ / 1989 م.
- مشيخته (ذكر فيها شيوخه وعددهم 1300 شيخ بالسماع و 46 إنشادا
و 290 شيخا بالإجازة).
- وأفرد معجما للنساء اللاتي قرأ عليهن وهن بضع وثمانون امرأة، وعنوانه:
معجم النسوان.
- كما ألف معجم أسماء القرى والأمصار التي سمع بها.
وصفه
وصفه ابنه القاسم بقوله:
وكان مواظبا على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة، ويختم في
رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية، وكان كثير النوافل والأذكار،
يحيى ليلة النصف والعيدين بالصلاة والتسبيح، ويحاسب نفسه على لحظة تذهب
في غير طاعة، قال لي: لما حملت بي أمي رأت في منافها قائلا يقول: تلدين
غلاما يكون له شأن، وحدثني أن أباه رأى رؤيا معناها يولد لك ولد يحيي الله
به السنة. ولما عزم على الرحلة قال له أبو الحسن بن قبيس: أرجو أن يحيي الله
بك هذا الشأن (1).
سير أعلام النبلاء 20 / 562 (*)
12

قال الحافظ أبو المواهب بن صصرى:
لم أر مثله ولا من اجتمع فيه ما اجتمع فيه، من لزوم طريقة واحدة مدة
أربعين سنة، من لزوم الجماعة في الخمس في الصف الأول إلا من عذر، والاعتكاف
في رمضان وعشر ذي الحجة، وعدم التطلع إلى تحصيل الأملاك وبناء الدور، قد
أسقط ذلك عن نفسه، وأعرض عن طلب المناصب من الإمامة والخطابة، وأباها
بعد أن عرضت عليه، وقلة التفاته إلى الامراء ء وأخذ نفسه بالامر بالمعروف
والنهي عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم. قال لي: لما عزمت على التحديث
والله المطلع أنه ما حملني على ذلك حب الرئاسة والتقدم، بل قلت: متى أروي
كل ما قد سمعته، وأي فائدة في كوني أخلفه بعدي صحائف؟ فاستخرت الله
واستأذنت أعيان شيوخي ورؤساء البلد وطفت عليهم فكل قال: ومن أحق بهذا
منك؟ فشرعت في ذلك سنة ثلاث وثلاثين (وخمس مئة) (1).
قال السمعاني: أبو القاسم كثير العلم، غزير الفضل، حافظ متقن، دين
خير حسن السمت، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، صحيح القراءة، متثبت
محتاط جمع ما لم يجمعه غيره، وأربى على أقرانه، دخل نيسابور قبلي بشهر وسمع
مني، وسمعت منه (معجمه) وحصل لي بدمشق نسخة به، وكان قد شرع في
(التاريخ الكبير لدمشق). ثم كانت كتبه تصل إلى، وأنفذ جوابها (2).
شعره
ومما نظمه ابن عساكر قوله (3): (من المتقارب)
أيا نفس ويحك جاء المشيب * فماذا التصابي وماذا الغزل
تولى شبابي كان لم يكن * وجاء مشيبي كان لم يزل

(1) السير 20 / 565
(2) السير 20 / 567
(3) سير أعلام النبلاء 20 / 570، معجم الأدباء 13 / 86
13

كأني بنفسي على غرة * وخطب المنون بها قد نزل
فياليت شعري ممن أكون * وما قدر الله لي في الأزل
ومن شعره في مدح علم الحديث (1): (من الوافر)
ألا إن الحديث أجل علم * وأشرفه الأحاديث العوالي
وأنفع كل نوع منه عندي * وأحسنه الفوائد والأمالي
فإنك لن ترى للعلم شيئا * تحققه كأفواه الرجال
فكن يا صاح ذا حرص عليه * وخذه من الشيوخ بلا ملال
ولا تأخذه من صحف فترمى * من التصحيف بالداء العضال
وقال في مدح علم الحديث وأهله (2): (من الكال)
واظب على جمع الحديث وكتبه * واجهد على تصحيحه في كتبه
واسمعه من أربا به نقلا كما * سمعوه من أشياخه تسعد به
واعرف ثقات رواته من غيرهم * كيما تميز صدقه من كذبه
فهو المفسر للكتاب وإنما * نطق النبي حكاية عن ربه
وتفهم الاخبار تعلم حله * من حرمه مع فرضه من ندبه
وهو المبين للعباد بشرحه * سير النبي المصطفى مع صحبه
وتتبع العالي الصحيح فإنه * قرب إلى الرحمن تحظ بقربه
وتجنب التصحيف فيه فربما * أدى إلى تحريفه بل قلبه
واترك مقالة من لحاك بجهله * عن كتبه أو بدعة في قلبه
فكفى المحدث رفعة أن يرتضى * ويعد من أهل الحديث وحزبه

وفيات الأعيان 3 / 310، سير أعلام النبلاء 20 / 569
(2) مقدمة عقد الجوهر الثمين (الأربعين العجلونية) ص 4
14

وفاته
توفي رحمه الله في رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة ليلة الاثنين حادي
عشر الشهد، وصلى عليه القطب النيسابوري، وحضر جنازته والصلاة عليه
السلطان صلاح الدين الأيوبي ودفن عند أبيه بمقبرة الباب الصغير.
ورثاه كثير من الشعراء والعلماء منهم تلميذه أبو علي الحسين بن عبد الله بن
رواحة الأنصاري الحموي بقصيدة أنشدها بجامع دمشق (1): (من الطويل)
ذرا السعي في نيل العلا والفضائل * مضى من إليه كان شد الرواحل
فقولا لساري البرق إني نعيته * بنار أسى أو سحب دمع هواطل
وتمزيق جلباب العزاء لفقده * بزفرة باك أو بحسرة ثاكل
فأعلن بها للركب واستوقف السرى * لقصاده من قبل طي المراحل
وقل غاب بدر التم عن أنجم الدجى * وأشرق منهم بعده كل آفل
وما كان إلا البحر غار ومن يرد * سواحله لم يلق غير الجداول
وهبكم رويتم علمه من رواته * فليس عوالي صحبه بنوازل
فقد فاتكم نور الهدى بوفاته * ونور التقى منه ونجح الوسائل
فيا لمصاب عمر سنة أحمد * وأحرم منها كل راو وناقل
فيا لمصاب عمر سنة أحمد * وأحرم منها كل راو وناقل
خلا الشام من خير خلت كل بلدة * بها من نظير للامام مماثل
وأصبح بعد الحافظ العلم شاغرا * بلا حافظ يهذي به كل بأقل
نمى للامام الشافعي مقالة * فأصبح يثني عنه كل مجادل
وأيد قول الأشعري بسنه * فكانت عليه من أدل الدلائل
وسد من التجسيم باب ضلالة * ورد من التشبيه شبهة باطل
أرى الاجر في نوحي عليه ولا أرى * سوى الاثم في نوح البواكي الثواكل

(1) معجم الأدباء 10 / 48
15

وليس الذي يبكي إماما لدينه * كباك لدنياه على فقد راحل
فيا قلب واصلة بأعظم رحمة * ويا عين فاسقيه بأغزر وابل
مضى من حديث المصطفى كان شاغلا * له باجتهاد فيه عن كل شاغل
لقد شمل الاسلام فيه رزية * وكان له بالنصح أفضل شامل
وأكمل تاريخا لجلق جامعا * لمن حلها من كل شهم وكامل
فأزرى بتاريخ الخطيب وقد غدا * بخطيته في الكتب أخطب قائل
ولم أر نقص الأرض يوما كنقصها * بموت إمام عالم ذي فضائل
أبا القاسم الأيام قسمة حاكم * قضى بالفنا فينا قضية عادل
بماذا أعزي المسلمين ولا أرى * عزاء سوى من قد مضى من أفاضل
عليك سلام الله ما انتفع الورى * بعلمك واستعلى على المتطاول
للتوسع في ترجمته يرجع إلى الكتب التالية:
1 - خريدة القصر (قسم شعراء الشام) 1 / 274 - 280 تحقيق د. شكري
فيصل.
2 - معجم الأدباء 13 / 73 - 87
3 - وفيات الأعيان 3 / 309 - 311
4 - تذكرة الحفاظ 4 / 1328
5 - سير أعلام النبلاء 20 / 554
6 - طبقات الشافعية للسبكي 7 / 215
7 - هدية العارفين 1 / 701
8 - مقدمة الجزء الأول من تاريخ دمشق تحقيق د. صلاح الدين المنجد.
16

8 - كنوز الأجداد 306.
10 - تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (الطبعة العربية) 6 / 69
11 - فهرس مخطوطات الظاهرية (المنتخب من مخطوطات الحديث 79 -
82).
12 - ابن عساكر في ذكرى مرور تسع مئة سنة على ولادته. طبع المجلس
الاعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية بدمشق.
13 - المحاضرات التي ألقيت في ذكري مرور تسع مئة سنة على ولادته، طبع
المجلس الاعلى أيضا.
14 - مقدمة مجلسان من مجالس الحافظ ابن عساكر في مسجد دمشق.
15 - مقدمة كتاب التبادل الثقافي من بلاد الشام وبلاد فارس تأليف رياض
عبد الحميد مراد.
أهمية الرحلة في طلب الحديث (1)
الرحلة في طلب العلم إحدى الركائز الأساسية في تحصيله، نشأت منذ انتشر
المسلمون في الأمصار، وبعد انتقال الصحابة رضوان الله عليهم في الأمصار
والبلدان، اتجه إليهم الناس يأخذون عنهم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحل
بعض الصحابة إلى بعضهم ليأخذوا عنهم، ولو كان ذلك حديثا واحدا أو ليتثبت
من لفظ حديث كما فعل أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه في رحلته من المدينة
المنورة إلى مضر حيث عقبة بن عامر رضي الله عنه، وبعد أن سمع منه حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل راجعا إلى المدينة المنورة.

(1) الرحلة في طلب الحديث 219.
17

وبهذه الطريقة تبعهم التابعون وتابعوهم في طلب الحديث وحفظه وتتبع
أعالي الأسانيد.
وكتب الرجال تحدثنا عن رحلات متعددة وكثير منها كان في سنوات
طويلة ومسافات بعيدة، وقلما نجد عالما مشهورا أو حافظا إلا ورحل فالامام
أحمد بن حنبل رحل مع صديقه يحيى بن حنبل من العراق إلى اليمن للسماع من
عبد الرزاق بن همام صاحب المصنف (1). أما أبو حاتم الرازي فيحدثنا عن رحلته
فيقول:
أو سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنوات، أحصيت ما مشيت
على قدمي زيادة على ألف فرسخ، ولم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ
تركته.
وأما ابن المقرى محمد بن إبراهيم فقال عن رحلته:
طفت الشرق والغرب أربع مرات، ودخلت بيت المقدس عشر مرات،
وحججت أربعا، أقمت خمسة وعشرين شهرا (2).
ومنهم أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الذي حدث عن رحلته فقال:
بلد الدم في طلب الحديث مرتين: مرة ببغداد ومرة بمكة، كنت أمشي
حافيا في الحر فلحقني ذلك، وما ركبت دابة قط في طلب الحديث، وكنت
أحمل كتبي على ظهري (3).
على أن هذه الآلام والمتاعب والصعاب والشدائد كانت عذبة ومحببة لما
يرجون من تحصيل الأجر والثواب ورضا الله عز وجل وعلو المنزلة في سبيل

المصدر نفسه 207
(2) تذكرة الحفاظ 3 / 974
(3) المصدر نفسه 4 / 1243
18

طلب العلم. يقول ابن الجوزي في ذلك: ولقد كنت في حلاوة العلم ألقى من
الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل لأجل ما أطلب وأرجو، كنت في زمان
الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث وأقعد على نهر عيسى
فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها، وعين همتي
لا ترى إلا لذة العلم (1).
أما ابن عساكر فإنه بعد أن تلقى العلم والحديث على كبار علماء بلدته
دمشق، وأجازوا له، عقد العزم على الرحلة للقاء الشيوخ ولتحصيل الاسناد،
والاجزاء الحديثية، وجمع طرق الأحاديث ومناظرة الرواة، فقد رحل رحلته
وغيرها من الفوائد الكثيرة، وهي سنة علماء الحديث وطلابه، فقد رحل رحلته
الأولى إلى بغداد سنة 520 ه‍، وحج سنة 521 ه‍، واستمر في هذه الرحلة خمس
سنوات.
وفي رحلته الثانية والتي استمرت أربع سنوات قصد خراسان، للقاء كبا
علمائها، ومنهم أبو عبد الله الفراوي في نيسابور، يقول عن ذلك:
(وإلى الإمام محمد الفراوي كانت رحلتي الثانية لأنه كان المقصود بالرحلة في
تلك الناحية لما اجتمع فيه من علو الاسناد ووفور العلم) (2).
أهمية الكتاب
أراد ابن عساكر أن يكون من الذين ورد في حقهم حديث: من حفظ
على أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله فقيها وكنت له يوم القيامة شفيعا
وشهيدا (3)، ولذلك فقد ألف عددا من الكتب التي تختص بالأربعين حديثا.

(1) الرحلة في طلب الحديث 219
(2) للتوسع في رحلة ابن عساكر انظر مقدمة كتاب التبادل الثقافي بين بلاد الشام وبلاد فارس
للأستاذ رياض عبد الحميد مراد.
(3) أورد ابن عساكر هذا الحديث ورواته في مقدمة كتابه هذا.
19

منها (الأربعون الطوال)، و (الأربعون في الابدال العوال)، و (الأربعون في
الجهاد، و (الأربعون البلدانية)، و (الأربعون حديثا من مسموعاته).
أما كتاب (الأربعين البلدانية) فتعود أهميته إلى أنه متعدد الجوانب
والفوائد، فهو بمثابة مشيخة صغرى له، وهو بيان لرحلته واسعة له، ومقدرة
فائقة دقيقة لهذا المنهج. ولا يستطيع أن يقوم بهذا العمل إلا من توفرت فيه
رتبة عالية من العلم، ورحلة واسعة، فقد استطاع أن يجمع لنا أربعين حديثا
عن أربعين شيخا من أربعين بلدة، لأربعين صحابيا في أربعين موضوعا.
منهج المؤلف
ذكر ابن عساكر في مقدمة كتابه، أن أحد أصحابه عثر على الأربعين التي
صنفها الحافظ أبي طاهر السلفي (1) ت 576 ه‍، وجعلها أربعين حديثا عن
أربعين شيخا، في أربعين مدينة، وطلب منه صاحبه أن يقتدي بسننه فأجابه
إلى ما التمس منه، وزاد على ما أتى به السلفي بأن جعلها عن أربعين من
الصحابة، وهي في أربعين بابا من العلم.
وكان من نهجه في صناعة كتابه هذا أن بدأه بمقدمة مفيدة، ذكر فيها منزلة
طالب علم وثوابه، وقيمة الرحلة في تحصيل النفيس من الحديث، وسماع العالي
منه، ثم بين أهمية التأليف في الأربعينات، وطرق جمعها في موضوع معين
أو موضوعات عدة، وذكر أشهر العلماء والمحدثين، الذين ألفوا في ذلك، ثم بين
منهجه في إيراد كل حديث من الأحاديث، وذكر بعد ذلك أحاديث متصلة
السند في الحث على حفظ أربعين حديثا من السنة، وأن من حفظها يكون فقيها
مستوجبا للشفاعة ودخول الجنة. ثم بين أنه بدأ بذكر الحرمين الشريفين، ثم
الشام والعراق وأصبهان ومدن خراسان، على أن من أراد التوسع برحلته فعليه

(1) انظر ترجمته في هامش مقدمة المؤلف.
20

الرجوع إلى مشيخته، وأن ذلك لا يتأتي إلا لذي رحلة واسعة، وصفاق آفاق
وجواب بلاد شاسعة، قد ادرع الأهوال وقطع الفراسخ، وأنفق الأموال في لقاء
المشايخ، واستهان الشدائد.
وقد بدأ كل حديث من الأربعين بذكر البلد، يعرفه تعريفا بسيطا، ثم
يذكر شيخه الذي تلقى عنه الحديث في هذا البلد، ذاكرا نسبه مع تعريف
بسيط به. والزمن الذي تلقى عنه الحديث، ثم يبين درجة الحديث وأحوال
نقلته، ويعرف برواته معرفا بكناهم وأنسابهم. وإذا ذكر حديثا للضرورة نازلا
أورده من وجه آخر عاليا. ويعرف بالصحابي راوي الحديث تعريفا موجزا.
ثم ختم كتابه فأنه قد دخل مدنا غير الأربعين التي ذكرها، وعدد بعضا
منها، ورجا الله أن يجعل رحلته في طلب العلم في سبيل الله.
مخطوطات الكتاب
اعتمدت في تحقيق الكتاب على نسختين:
1 - نسخة برلين: وهي برقم 1466، ومنه نسخة مصورة في الجامعة الأردنية
بعمان، وهي نسخة قيمة موثقة متصلة الاسناد بالمؤلف. وعليها مقابلة على أصل
ابن عساكر، فقد رواها عن ابن عساكر تلميذاه: أبو المكارم عبد الواحد بن
عبد الرحمن الأزدي الدمشقي، وأبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني. ورواها
عنهما أبو علي الحسن بن علي القلانسي، ووصلت في النهاية رواية عن القلانسي
إلى أبي الحسن علي بن محمد الختني.
وهذه تراجم رواة الكتاب في هذه النسخة:
رواة الكتاب
أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن عبد الواحد بن هلال الأزدي
الدمشقي
21

روى عن الحافظ ابن عساكر والأمير أسامة. قال أبو شامة المقدسي: سمع
عليه ابني محمد أجزاء بقراءتي وقراءة غيري. توفي في رجب سنة إحدى
وأربعين وست مئة.
ترجمته في ذيل الروضتين 173، شذرات الذهب 5 / 212، سير أعلام النبلاء
23 / 89
أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة العدل، السلماني
ولد سنة ثلاث وخمسين مئة، وحدث عن الحافظ ابن عساكر، وأبي
المعالي بن خلدون، روى عنه أبو محمد الحرائري، وأبو الفضل الذهبي، وابن
الخلال، والفخر بن عساكر، والعلاء بن البقال وعدة. كان من كبار شهود
دمشق، ملازما للجماعة، كثير التلاوة، بلغ التسعين. توفي في الثاني والعشرين
من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين وست مئة.
ترجمته في سير أعلام النبلاء 23 / 221، العبر 5 / 177، تذكرة الحفاظ 4 / 1432
أبو علي بدر الدين الحسن بن علي بن أبي بكر بن يونس، ابن الخلال
القلانسي
ولد سنة تسع وعشرين وست مئة في صفر، اعتنى به خال أمه الحافظ أبو
العباس بن الجوهري، فأسمعه الكثير واستجاز له، وتفرد في وقته، وأكثر عنه
الذهبي، وكان من خيار الشيوخ، دينا وقورا، حدث عنه ابن الخبار، وابن
العطار، وابن أبي الفتح، ورئيس المؤذنين أبو عبد الله الداني. توفي في ربيع
الأول سنة اثنتين وسبع مئة.
ترجمته في معجم الشيوخ للذهبي 1 / 211
أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الختني، الفقيه الزاهد التركي
ولد في حدود سنة سبعين وقدم دمشق صغيرا، فلازم الشيخ تاج الدين
22

الفراري، ثم ولده شهاب الدين، ولازم الاشتغال، وسمع من الفخر ابن البخاري
والواسطي، وجماعة، وكان ذا خير وتواضع،. مات في المحرم سنة 717 ه‍.
أما نسبه الختني فقد ورد في الشذرات، وفي العبر، والمعين في طبقات
المحدثين: (الجبني) بضم الجيم وتشديد الباء المفتوحة، نسبة إلى الجبن المأكول.
وفي مطبوع الدرر الكامنة: الختني.
وكذلك وردت في مخطوطاتنا ز.
ترجمته في ذيول العبر 4 / 46، المعين في طبقات المحدثين 231، معجم الشيوخ
2 / 43، الدرر الكامنة، 4 / 133، شذرات الذهب 5 / 45
وعلى هذه النسخة سماعات متعددة أوردتها في آخر الكتاب:
منها سماع على الشيخ كمال الدين عبد العزيز بن عبد المنعم الخبازي، بسماعه
من تلاميذ المؤلف: ابن المؤلف القاسم، وتقي الدين القرطبي،
وعبد العزيز بن شداد الجميري بحق سماعهم من المؤلف.
وكتب هذا السماع بجامع دمشق سبعين وست مئة.
وسماع آخر على أحمد بن مظفر النابلسي سنة ثمان وأربعين وسبع مئة
بدمشق.
وسماع آخر على محمد بن العماد بالمدرسة العمرية بدمشق سنة ست عشرة
وتسع مئة.
وسماع آخر على محمد بن إسماعيل الخباز. لم أستطع قراءة التاريخ.
والنسخة هذه في 39 ورقة طولها 31 سم وعرضها 18 سم، وفي كل صفحة
23

17 سطرا، كتبها صاحبها وراويها علي بن محمد الختني وهو عالم اشتغل بعلم
الحديث فروى عن الفخر بن البخاري المحدث المشهور وغيره.
كتبها في رمضان سنة 686 ه‍. بجامع دمشق من نسخة الحافظ أبي عبد الله
زكي الدين البرزالي المتوفى سنة 636 ه‍.
ثم إن صاحبها قابلها فقد ذكر في آخرها: قوبل بأصله المنقول عنه،
وكذلك قال: بلغ العرض والسماع ولله الحمد.
اعتنى ناسخها بضبطها بدقة كبيرة، استدرك بهامشها بعض الاستدراكات،
كما يبدو أنه وجه نسخة أخرى إذ يشير في الهامش إلى فروق مع نسخة أخرى.
وهذه النسخة هي نسخة ابن عساكر (انظر هامش الورقة 4 ب).
كل هذا يدلنا على القيمة الكبيرة لهذه النسخة.
وقد رمزت لهذه النسخة ب‍ (ز).
النسخة الثانية
هي نسخة مكتبة شهيد علي في تركيا (1) وهي في 32 ورقة، طول الصفحة
21 سم وعرضها 15 سم في كل صفحة 20 سطرا.
كتبها محمد بن إبراهيم بن خشنان الحلبي الكاتب المكنى بأبي حامد في ثاني
عشر صف سنة خمسين وثمانين وخمس مئة.
ولا نجد على النسخة أي سماع أو مقابلة، وقد وصلتني تنقص الورقتين
الأوليين. وقد رمزت لها ب‍ (م).

انظر نوادر المخطوطات العربية، الجزء الأول، تأليف د. رمضان ششن ص 401
24

المنهج في التحقيق
اعتمدت في تحقيق الكتاب على النسخة الأولى، وجعلتها أصلا، لأنها تامة،
وعليها مقابلة على نسخة المؤلف، وعليها سماعات وروايات متعددة تصل إلى
المؤلف، وبينت الفروق في النسخة الثانية بالهامش.
ثم قمت بتخريج الآيات والأحاديث، وشرحت ما يحتاج إلى شرح توضيحا
للنص.
وبما أن الكتاب عن أربعين شيخا فقد ترجمت لهم، وعرفت بالمدن والقرى
التي زارها ابن عساكر، وأفضت في ذكر ذلك لتتضح معالم رحلته وما آلت إليه
هذه البلدان، وأحلت على تراجم الصحابة في الكتب المعتمدة.
عنوان الكتاب
جاء عنوان الكتاب أول نسخة ز: الأربعين عن أربعين من أربعين لأربعين
في أربعين.
أما نسخة م فصفحة العنوان مبتورة.
أما السماعات على النسخة ز فإننا نجد العبارة التالية تتكرر أكثر من مرة:
سمع الأربعين البلدانية.
كذلك ذكرها العلماء الذين ترجموا لان عساكر بالأربعين البلدانية.
ولذلك جعلت العنوان كالتالي:
كتاب
الأربعين البلدانية
عن أربعين من أربعين في أربعين
25

ورقة العنوان من النسخة الأولى (ز)
26

الصفحة الأخيرة من النسخة الأولى (ز)
27

الصفحة الأخيرة من النسخة الثانية (م)
28

كتاب
الأربعين البلدانية
عن أربعين من أربعين لأربعين في أربعين
تأليف
الامام الحافظ محدث الشام ناصر السنة أفضل المتأخرين وأوحد العلماء
ثقة الدين أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن
عبد الله بن الحسين بن عساكر الدمشقي الشافعي
قدس الله روحه ونور ضريحه
رواية
الشيخين العدل أبي المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن هلال
الأزدي
والمقرئ أبي بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة السلماني كلاهما
عنه
رواية
الشيخ أبي علي الحسن بن عي بن أبي بكر الخلال الدمشقي
عنهما
سماع
صاحبه الفقيه الصالح المقرئ أبي الحسن علي بن محمد بن
عبد الله الختني منه
تحقيق
محمد مطيع الحافظ
29

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أخبرنا الشيخ الجليل المسند الأصيل بدر الدين أبو علي الحسن بن علي بن
أبي بكر بن الخلال الدمشقي قراءة عليه وانا اسمع قال: انا الشيخان العدل
أبو المكارم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن هلال الأزدي قراءة عليه وانا اسمع سنة
أربع وثلاثين وست مئة والمقرئ أبو بكر عتيق بن أبي الفضل بن سلامة
السلماني قراءة عليه وانا اسمع في يوم الثلاثاء عاشر شهر رمضان سنة أربعين
وست مئة قالا: أخبرنا الشيخ الامام الحافظ شيخ الاسلام صدر الحفاظ
ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين
الشافعي رضي الله عنه قراءة عليه ونحن نسمع قال:
الحمد لله القاهر القادر القوي المتين الاله الفاطر الغافر الساتر الغني المعين
أحمده حمد معترف له بالإبداع فيه والايجاد والتكوين وأتوكل عليه توكل ذوي
الاخلاص واليقين واشهد ان لا اله الا هو ذو الفضل المتين واشهد ان محمدا عبده
ورسوله المختار للتبيين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي العقل الرصين
صلاة مقرونة بالمزيد والدوام إلى يوم الدين
اما بعد فإن الله سبحانه خلق خلقه من الطين وأنشأهم بقدرته كما شاء من
الماء المهين وجعلهم بحكمته وارادته نطفا في القرار المكين وأحسن
صورهم إذ صورهم غاية التحسين وخص أمة محمد عليه السلام بالفضل المستبين
وأرسل إليهم رسولا منهم أيده بالحجج والبراهين فعلمهم وفهمهم وأدبهم على
31

وجه التمرين وامر أمته المرحومة بطلب العلم ولو بالصين ليميزوا به إذا سمعوه
بين الغث والسمين ووعد الثواب لمن حفظه لأجل التبليغ والتلقين على أمته
أربعين حديثا من امر الدين حرصا على إرشادهم إلى اقتناء النفيس الثمين
وخوفا عليهم ان يثبتوا دينهم بالظن التخمين فيوقعهم ترك امتثال امره في
التغيير والتلوين فجدوا في اقتباسه في سائر الأوقات والأحايين أنه وطاروا في
التماسه الحثيث إلى البلدان كالعقبان والشواهين وعاشوا في الغربة وهو عيش الفقراء
والمساكين وتجوزوا في طلبة بأكل الخشن ولبس الثخين فرب عزيز صار في
غربته كالبائس المسكين ولم يشغلهم عن طلابه الإشتغال بالحوانيت والبساتين
ولم تلههم عن اكتسابه الشهوات وشم الرياحين وحملوه عن أربابه بالجد فيه
ورفض التهوين واستكثروا من السماع من العالم به الصادق الأمين / 3 أ /
وكتب القرين منهم لحرصه عليه عن القرين حتى أحكموا فيه وجوه التصحيح له
والتوهين ودونوه عن أئمتهم وشيوخهم الثقات احكم التدوين وزينوه للطالب
له بتصنيفهم صلى الله عليه وسلم وتأليفهم أبلغ التزيين ومكن الله لهم في نشره أحسن التمكين
ونسبوا لأجله إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتعيين فجعلهم الله سبحانه برحمته من
أصحاب اليمين وزوجهم بكرمه في دار كرامته بالحور العين فلما وقف علماؤهم
على ما حضهم نبيهم عليه بادر بعضهم إلى امتثال ما ندبهم إليه وصنف جماعة
منهم أربعينات سمعت منهم واشتهرت بهم ونقلت عنهم واختلفت مقاصدهم
في تصنيفها ولم يتفقوا على غرض واحد في تأليفها بل اختلفوا في جمعها
وترتيبها وتباينوا في عدها وتبويبها فمنهم من اعتمد على ذكر أحاديث
التوحيد واثبات الصفات لله عز وجل والتمجيد ومنهم من قصد ذكر أحاديث
الاحكام لما فيها من التمييز بين الحلال والحرام ومنهم من اقتصر على ما يتعلق
32

بالعبادات ويكون سببا لاكتساب القرب والطاعات ومنهم من اختار سلوك
طريق أصحاب الحقائق في إيراد أحاديث المواعظ والرقائق ومنهم من قصد
اخراج ما صح سنده وسلم من الطعن عند الأئمة موردة ومنهم من كان قصده
/ 3 ب / ومراده اخراج ما علا عنده اسناده ومنهم من أحب تخريج ما طال متنه
وظهر لسامعه حيث يسمعه حسنه إلى غير ذلك من الأنواع التي قصدوها
والاغراض التي سنحت لهم وأرادوها وكل منهم لم يأل في طلب الاجر ولم يقصر
في اقتناء الثواب والذخر وسمى كل واحد منهم كتابة بكتاب الا بعين فرحمة
الله ورضوانه عليهم أجمعين كما نشروا الدين وأظهروا الحق المبين وفيهم لمن
بعدهم أسوة وهم لمن اقتفى اثارهم القدوة
فمنهم:
محمد بن أسلم الطوسي الطابراني.
وأبو العباس الحسن بن سفيان النسوي الشيباني.
وأبو بكر محمد بن الحسن الاجري.
33

ومحمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي.
وأحمد بن الحسين بن علي البيهقي.
وأبو الخير زيد بن رفاعة الهاشمي.
وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي.
34

وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري.
وأبو القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري.
وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الخليل الماليني.
وأبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي الفلسطيني.
وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني.
وأبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ المهراني.
35

وأبو نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي.
وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الحنبلي.
وشيخانا:
أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي الشهرستاني.
وأبو سعد إسماعيل بن أبي صالح المؤذن الكرماني.
ولغير من سميت من قوم آخرين من المتقدمين من أصحاب الحديث
36

والمتأخرين في هذا المعنى ما كفى واغنى وقد وقع إلي من أربعيناتهم فقال نحو
الثلاثين ولولا خشية الإطالة لذكرت أسانيدها بالتعيين.
وقد جمعت أنا: الأربعين الطوال.
والأربعين في الابدال العوال.
والأربعين في الاجتهاد في إقامة فرض الجهاد.
ثم لما عثر بعض أصحابي وحبيب من أحبابي على الأربعين التي صنفها الشيخ
الإمام الحافظ بقية السلف ومقتدى أصحاب الحديث من الخلف أبو طاهر
أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني السلفي فسح الله في أجله وختم له بخير عمله
فإنه شيخ الجماعة والمقدم في هذه الصناعة وأعلى الجماعة سنا وأحسنهم في جمع
الحديث فنا وأقدمهم له سماعا
وأعظمهم فيه ارتفاعا وجعلها أربعين
37

حديثا عن أربعين شيخا في أربعين
مدينة أبان بها عن رحلة واسعة وأظهر
فيها رتبة عالية مبينة وسألني أن أقتدي
بسنته وأقتفي سبيله في صنعته
فأجبته إلى ما التمس من ذلك الغرض وجعلت سلوك / 4 ب /
سبيل ذلك
الشيخ كالشئ المفترض ولقد أحسن فيما قصد وأغرب فيما له اعتمد وزدت
على ما اتى به من الغرابة بأن جعلتها عن أربعين من الصحابة وهي إذا اعتبرت
تخرج في أربعين بابا كل حديث باب منها إذا جمع إليه ما يليق به صار كتابا
وبينت
صحيحها من معلولها وأبنت مقبولها من مرذولها ثنا وتكلمت على أحوال
نقلتها
وعرفت برواتها وحملتها وذكرت من أسمائهم وكناهم وأنسابهم ما لعلة
يخفى ليكون الانتفاع بها لمن أراد تحصيلها أوفى وتكون الاستفادة منها
أكمل وفوائدها
أعم وأشمل وإذا ذكرت حديثا للضرورة نازلا أوردته من
وجه آخر عاليا ليكمل لطالبه الابتهاج بحصوله ويصير لديه عزيزا غاليا
فإن لعلو الإسناد في القلب فرحة وقد عد بعض العلماء نزول الحديث قرحة
وقد قال بعض من رغب في الحديث وتحصيله أن قرب الإسناد قرب إلى الله وإلى
رسوله كما أخبرنا الشريف أبو الحسن زيد بن الحسن بن زيد بن حمزة بن
محمد بن موسى بن أحمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر الموسوي
الطوسي بطابران انا أبو الخير عبد الله بن مرزوق الهروي انا أبو الفضل
الطبسي بها انا محمد بن القاسم الفارسي ثنا أبو بكر محمد بن محمد الحافظ ثنا
أبو عبد الله المخضوب قال سمعت / 5 أ / محمد بن إبراهيم الحافظ يقول: سمعت
38

يحيى بن معين يقول:
الاسناد النازل قرحة في الوجه والاسناد العالي قربة إلى الله ورسوله
فأول ما ابدأ به ذكر أحاديث في الحث على حفظ أربعين حديثا من
السنة
وان من حفظها يكون فقيها مستوجبا للشفاعة ودخول الجنة ثم أردف ذلك
بذكر حديث حديث في كل بلد دخلته من سائر الآفاق من الحجاز والشام
وخراسان والجبال والجزيرة والعراق وأول ما ابدأ به ذكر الحرمين
الشريفين المعظمين المكرمين ثم الشام والعراق وأصبهان ومدن كور
خراسان إلى غير ذلك من الأمصار التي دخلتها في سائر الأقطار وقد أخرجت
لذكر ذلك معجما مفردا فمن وقف عليه وجد ذكرها فيه مقيدا ولا يتأتى
ذلك الا لذي رحلة واسعة وصفاق أفاق وجواب بلاد شاسعة قد ادرع
الأهوال وقطع الفراسخ وأنفق الأموال في لقاء المشايخ واستهان الشدائد
وانتهز الفوائد وقد رزقه الله سبحانه من ذلك ما يسره وسهل منه ما شاءه
وقدره فله الحمد على ما اعطى ومنح وله الشكر على ما من به وفتح والله
يعصمنا من
المباهاة ويعيننا من المنافسة والمراءاة فإنه الموفق للسداد والمعين
على بلوغ
المراد / 5 ب /
أ - أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين
39

الشيباني الكاتب ببغداد غير مره أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان
البزاز انا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه وأنا اسمع
ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا الفضل بن غانم ثنا
عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن أبي الدرداء رضي الله
عنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من حفظ على أمتي أربعين حديثا من امر دينها بعثه الله فقيها وكنت
له يوم القيامة شافعا وشهيدا "
ب - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف بن العلاف المقرئ في
كتابة إلي من بغداد ثم أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن
طاوس المقرئ امام جامع دمشق بها انا قاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر بن
بكران الحموي قالا انا أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران المعدل انا
أبو بكر محمد بن الحسين الاجري بمكة ثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار
ثنا أبو محمد جعفر بن محمد الخندقي وكان له حفظ ثنا محمد بن إبراهيم السائح
ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء عن
ابن عباس رضي الله عنهما عن معاذ بن جبل رضي الله عنه / 6 أ / قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
40

" من حفظ على أمتي أربعين حديثا من امر دينها بعثه الله يوم القيامة
في زمرة الفقهاء والعلماء "
ج - أخبرتنا أم الخير فاطمة بنت علي بن المظفر بن الحسن بن زعبل بن
عجلان المعلمة بنيسابور قالت أنبأ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن
عبد الغافر الفارسي التاجر أنبأ أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن
عبد الله بن سنان الحيري ثنا أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن العباس
الشيباني بنسا ثنا علي بن حجر ثنا إسحاق بن نجيح عن ابن جريج عن
عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم
القيامة ".
د - أخبرنا أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المعروف بالغازي
الحافظ بأصبهان انا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد المعدل أنبأ
أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ ثنا عبد الباقي بن قانع ثنا
الحسين بن إسحاق ثنا محمد بن حفص الحراني ثنا عبد الرحمن بن محمد
41

الأسدي ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله
رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله / 6 ب / عليه وسلم
" من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله بها قيل له: ادخل الجنة
من اي أبواب الجنة شئت ".
كذا قال لنا شيخنا الحراني وانما هو الحرامي بالميم من بني حرام
وهو كوفي.
ه‍ - أخبرنا بصوابه أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري الفرضي
الشاهد ببغداد وأبو محمد طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن الأسفراييني
الصائغ بدمشق قالا: ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي
قال: اخبرني محمد بن جعفر بن علان الشروطي ثنا سعد بن محمد بن إسحاق
الصيرفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبه ثنا محمد بن حفص الحرامي الكوفي
42

ثنا دحيم بن محمد الصيداوي النخاس ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن
زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من حفظ علي أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله بها قيل له ادخل من
أي أبواب الجنة شئت ".
كذا قال: " عن زر " بدلا من " أبي وائل شقيق بن سلمة " ودحيم هذا
هو عبد الرحمن بن محمد من بني صيدا: حي من بني أسد
لا من صيدا التي على
الساحل وهو كوفي أيضا وقد روي هذا الحديث أيضا عن علي بن أبي طالب
وعبد الله بن عمر بن الخطاب وأبي هريرة الدوسي وأبي سعيد الخدري
وأبي امامة / 7 أ / الباهلي وأنس بن مالك رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم في
أسانيد فيها كلها مقال ليس فيها ولا فيما تقدمها للتصحيح مجال لكن
الأحاديث الضعيفة إذا ضم بعضها إلى بعض اخذت قوة لا سيما ما ليس فيه اثبات
فرض.
و - واغرب من ذلك ما أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد بن
محمد بن أحمد بن يوسف الشحامي المعدل بنيسابور أنبأ الأستاذ أبو القاسم
عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك القشيري أنبأ الحافظ أبو عبد الله محمد بن
عبد الله الحاكم ثنا أبو علي الحسين بن محمد الصغاني بمرو ثنا أبو رجاء محمد بن
43

حمدويه ثنا العلاء بن مسلمة ثنا إسماعيل بن يحيى التميمي عن سفيان
الثوري عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أدى إلى أمتي حديثا واحد يقيم به سنة ويرد به بدعة فله الجنة ".
تابعه عبد الرحيم بن حبيب عن إسماعيل بن يحيى.
ز - واعجب من هذا واغرب ما قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن
حمزة بن الخضر بن العباس السلمي بدمشق عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب حدثني أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الدهستاني بصور انا أبو مسعود
أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي بدهستان أخبرنا / 7 ب / أبو أحمد محمد بن
أحمد بن يعقوب الزرقي بها - قرية من قرى مرو - ثنا أبو حامد أحمد بن
عيسى بن مهدي بن عيسى إملاء ثنا أبو أحمد محمد بن رزام ثنا محمد بن أيوب
الهنائي ثنا حميد بن أبي حميد عن عبد الرحمن بن دلهم عن ابن عباس
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من حفظ على أمتي حديثا واحدا كان له اجر أحد وسبعين صديقا
نبيا ".
لم اكتبه الا من هذا الوجه وهو يدخل في رواية الأكابر عن الأصاغر
ورواه غير محمد بن أيوب الهنائي عن حميد فقال: اجر اثنين وسبعين صديقا.
44

البلد الأول مكة [المكرمة]
حرسها الله تعالى وهي البلد الأمين.
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد إسماعيل بن صدقة بن الغزال المصري
45

نزيل مكة من لفظه في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وخمس وعشرين وخمس مئة بمكة في
الحرم المعظم تجاه الكعبة شرفها الله وعظمها من ناحية باب إبراهيم الخليل
عليه السلام ولقناه إياه وكان قد ثقل سمعه وذهب بصره وذكر لنا أنه سمع
من القضاعي وأبي الحسن بن مسكين وأبي القاسم الكحال وغيرهم.
قال أخبرتنا / 8 أ / المرأة الصالحة كريمة بنت أحمد المروزيه قراءة عليها
وأنا أسمع بمكة قالت: أنبا أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني قراءة عليه وأنا أسمع
أنبأ محمد بن يوسف الفربري ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا الحميدي عن
سفيان [هو ابن عيينة] ثنا يحي بن سعيد الأنصاري أنبا محمد بن إبراهيم
التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله
عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" انما الأعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله
وإلى رسوله فهجرته إلى الله والى رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها
أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
46

وقع إلي هذا الحديث عن البخاري من وجوه كلها في العدة إليه مثل هذه
الطريق لكنه وقع إلي أعلى من هذا بدرجتين من وجه اخر.
حدثنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين البغدادي إملاء وقراءة عليه
غير مره أنبأ أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز قراءة عليه وأنا اسمع سنة
سبع وثلاثين وأربع مئة أنبا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي
البزار ثنا عبد الله بن روح المدائني ومحمد بن رمح البزاز قالا ثنا يزيد بن
هارون ثنا يحي بن سعيد الأنصاري عن محمد بن إبراهيم التيمي انه سمع
علقمة بن وقاص / 8 ب / يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" انما الأعمال بالنية وانما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله والى
رسوله فهجرته إلى الله والى رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو
امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
هذا حديث صحيح من حديث أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن
نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن
كعب بن لؤي القرشي العدوي الفاروق رضي الله عنه وثابت من حديث
علقمة بن وقاص الليثي العتواري المدني عنه لم يروه عنه غير أبي عبد الله
محمد بن إبراهيم بن الحارث القرشي التيمي المدني واشتهر عنه برواية أبي سعيد
يحي بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني القاضي وهو مما انفرد به كل واحد من
هؤلاء عن صاحبه ورواه عن يحي العدد الكثير والجم الغفير.
وأخرجه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في أول صحيحه وتابعه
47

الأئمة على تصحيحه فأخرجه مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري
من طرق منها: عن أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني عن أبي
خالد يزيد بن هارون الواسطي وأبي عمر حفص بن غياث النخعي جميعا عن
يحي / 9 أ / فوقع لي موافقة في شيخ شيخه بعلو.
أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي الفقيه بنيسابور أنبا
أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي الحافظ أنبا أبو عبد الله الحافظ قال:
سمعت أبا عمر الأصبهاني يقول: سمعت سفيان بن هارون بن سفيان القاضي
يقول سمعت أحمد بن منصور الرمادي يقول سمعت البويطي يقول سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول:
يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم.
أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الله السنجي ومحمد بن محمد بن
الحارث الحارثي الجلبري حدثنا وأبو الفضل محمد بن سلمان بن الحسن بن عمرو الفنديني
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي ذر الجوياني السلامتي بمرو الشاهجان قالوا:
أنبا أبو بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه أنبا أبو الفضل منصور بن
48

نصر بن عبد الرحيم الكاغدي أنبا الهيثم بن كليب الشاشي قال سمعت أبا
عيسى الترمذي يقول وروى هذا الحديث فقال: قال عبد الرحمن بن مهدي:
ينبغي ان يدخل هذا في كل باب.
سمعت أبا عبد الله محمد بن الفضل الفراوي يقول سمعت أبا بكر أحمد بن
الحسين الحافظ يقول: سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول: سمعت أبا عبد الله
محمد بن يعقوب الحافظ / 9 ب / يقول سمعت محمد بن سلمان بن فارس
يقول: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي:
من أراد ان يصنف كتابا فليبدأ بحديث: الأعمال بالنيات.
49

البلد الثاني
مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم
وتسمى أيضا طابة
وكان اسمها في الجاهلية يثرب حرسها الله تعالى
أخبرنا أبو الفتوح عبد الخلاق بن عبد الواسع بن أبي عروبة عبد الهادي بن
50

أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي بقراءتي عليه بالمدينة في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الروضة بين القبر والمنبر ليلا في ليلة الجمعة الثامنة من المحرم
سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة وكان معنا حاجا.
أنبأ الشيخ الإمام الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي العميري الهروي بهراة، أنبا
أبو الحسن علي بن أبي طالب محمد بن أحمد بن إبراهيم الخوارزمي الشيخ الثقة في
ذي الحجة سنة أربع عشره وأربع مئة أنبأ أبو علي حامد بن محمد الرفاء قراءة
عليه ثنا أبو علي بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميره الأسدي ببغداد
ثنا عبد الله بن الزبير أبو بكر الحميدي / 10 أ / القرشي المكي ثنا سفيان بن
عيينة أبو محمد ثنا مسعر بن كدام عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن
ربيعه الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري قال:
سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: كنت إذا سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء ان ينفعني منه وإذا حدثني
غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته فحدثني أبو بكر الصديق رضي الله
عنه وصدق أبو بكر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ليس من عبد يذنب ذنبا فيقوم فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي
ركعتين ثم يستغفر الله الا غفر الله له ".
وأخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن
51

هوازن القشيري بنيسابور أنبأ أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الجنزروذي
الفقيه أنبأ أبو عمرو محمد بن أحمد حمدان الحيري.
وأخبرناه أبو سهل محمد بن أبي نصر بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه
الأصبهاني المزكي ببغداد قدمها حاجا أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن منصور بن
إبراهيم السلمي الخباز سبط بحرويه أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن
عاصم بن المقرئ الأصبهاني قالا:
أنبأ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى زاد ابن المقرئ ابن يحي بن
عيسى بن هلال / 10 ب / التميمي ثنا علي بن الجعد زاد ابن المقرئ ابن عبيد
الجوهري ثنا قيس بن الربيع ثنا عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعه عن
أسماء بن الحكم الفزاري عن علي رضي الله عنه قال:
كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله بما شاء منه فإذا
حدثني غيري وقال ابن المقرئ وإذا حدثني غيره لم أصدقه الا أن - وقال
ابن المقرئ - حتى يحلف. وزاد لي فإذا حلف زاد ابن المقرئ لي
وقالا: صدقته وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من مسلم يذنب ذنبا ثم يتوضأ ويصلي ركعتين ويستغفر الله الا غفر
له ".
هذا حديث محفوظ من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه واسمه
52

عبد الله ويقال: عتيق بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن
سعد بن تيم بن مرة بن كعب القرشي التيمي رضي الله عنه.
انفرد به عنه أمير المؤمنين أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي رضي الله
عنهما ولم يروه عنه غير أسماء بن الحكم الفزاري الكوفي.
أخرجه أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي عن أبي قديد عبيد الله بن
فضالة بن إبراهيم النسوي عن أبي بكر الحميدي.
وقع إلي عاليا من حديث أبي محمد قيس بن الربيع / 11 أ / الأسدي الكوفي
عن عثمان بن المغيرة فكأن شيخينا سمعاه من النسوي ومات سنة
ثلاث وثلاث مئة.
وقد أخرجه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني.
وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي.
وأبو عبد الرحمن النسوي في كتبهم عن أبي رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي
عن أبي عوانة الوضاح الواسطي عن عثمان بن المغيرة.
53

البلد الثالث
منى
وكانت مدينة بها آدر وسوق
ومسجدها مسجد الخيف مسجد شريف
أخبرنا أبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي ثم الهمذاني الفقيه
54

المعروف بابن قلابة بمنى في اليوم الثاني من أيام التشريق سنة إحدى وعشرين
وخمس مئة بقراءتي عليه.
أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن خشنام الصيدلاني بنيسابور أنبأ
الأستاذ الإمام أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي إملاء أنبأ أحمد بن
محمد بن يحي بن بلال ثنا يحي بن الربيع المكي ثنا سفيان بن عيينة عن
أيوب بن موسى عن نبيه بن وهب عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان
رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا ينكح المحرم ولا يخطب.
هذا حديث صحيح من / ب / حديث أمير المؤمنين أبي عبد الله أبي عمرو
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
ذي النورين القرشي الأموي رضي الله عنه.
انفرد به عن ابنه أبو سعيد أبان بن عثمان الفقيه المدني ولم يروه عنه غير
نبيه بن وهب العبدري المدني.
أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي
وأبي بكر بن أبي شيبة وعمرو بن محمد الناقد عن سفيان بن عيينة.
55

وأخرجه هو وأبو داود والنسائي من حديث مالك عن نافع مولى
ابن عمر عن نبيه.
وأخرجه أيضا مسلم عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن
أبيه عن جده عن خالد بن يزيد المصري عن سعيد بن أبي هلال عن نبيه
الفقيه المصري فكأن شيخنا أبا الحسن سمعه من مسلم بن الحجاج وقد مات في
سنة إحدى وستين ومئتين.
56

البلد الرابع
دمشق
وهي أم الشام وأكبر مدنه وهي من الأرض المقدسة
أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن
57

العباس بن الحسن بن الحسين وهو أبو الحسن بن علي بن محمد / 12 أ / بن
علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن
58

الحسين ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني الخطيب
قراءة عليه بدمشق غير مرة سنة سبع وخمس مئة.
أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي بن يحي بن سلوان المازني قراءة عليه أنبأ
أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي المؤذن قراءة عليه أنبأ أبو بكر
عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي ثنا أبو مسهر
عبد الأعلى بن مسهر ثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن
أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن جبريل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى انه قال:
يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما
فلا تظالموا يا عبادي انكم الذين تخطئون بالليل والنهار وانا الذي اغفر
الذنوب ولا أبالي فاستغفروني اغفر لكم يا عبادي كلكم جائع الا من
أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار الا من كسوت
فاستكسوني أكسكم يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على
أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي
59

لو أن / 12 ب / أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على اتقى قلب رجل منكم لم
يزد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا في
صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي
شيئا إلا كما ينقص البحر ان يغمس المخيط غمسة واحدة يا عبادي انما هي
أعمالكم احفظها عليكم فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك
فلا يلومن الا نفسه.
قال أبو مسهر: قال سعيد بن عبد العزيز:
كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
هذا حديث صحيح من حديث أبي ذر جندب بن جنادة ويقال:
جندب بن سكن ويقال: بزير بن جنادة وقيل غير ذلك الغفاري
رضي الله عنه. وثابت من رواية أبي إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني
الداراني قاضي دمشق عنه.
انفرد مسلم بإخراجه في صحيحه فأخرجه عن أبي بكر محمد بن
إسحاق بن جعفر الصاغاني عن أبي مسهر الغساني فقيه أهل دمشق.
فوقع لي موافقة بعلو في شيخ شيخه.
وحكي عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل أنه قال: ليس لأهل الشام
حديث أشرف من حديث أبي ذر هذا.
ورجال إسناده كلهم دمشقيون / 13 أ / إلى أبي ذر رضي الله عنه.
60

البلد الخامس
الكوفة
وهي كوفان من ارض العراق
مصرت في زمن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه
أخبرنا الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن
61

علي بن الحسين بن علي بن حمزه بن يحي بن الحسين بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الزيدي الكوفي الفقيه النحوي
بالكوفة بمحلة السبيع في مسجد أبي إسحاق السبيعي في ذي القعدة سنة إحدى
وعشرين وخمس مئة بقراءتي عليه.
أنبأ أبو الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن علان المعروف بابن الخازن المعدل
أنبأ القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي أنبأ أبو جعفر
62

محمد بن جعفر بن رباح الأشجعي ثنا علي بن منذر يعني الطريقي ثنا
محمد بن فضيل ثنا الأجلح عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي بن
أبي طالب رضي الله عنه.
انه خرج من باب القصر قال: فوضع رجله في الغرز فقال: بسم الله
فلما استوى على الدابة قال: الحمد لله الذي كرمنا وحملنا في البر والبحر
ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا سبحان الذي سخر
لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون / 15 ب / رب اغفر ذنوبي
انه ويغفر الذنوب الا أنت ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله ليعجب لعبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي انه لا يغفر الذنوب
الا أنت.
هذا حديث غريب من حديث أبي زهير الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني
الكوفي عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
القرشي الهاشمي رضي الله عنه تفرد به الأجلح واسمه يحي بن عبد الله الكندي
الكوفي عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي الكوفي عنه وانما
يحفظ من حديث أبي إسحاق عن أبي المغيرة علي بن ربيعة الأسدي الوالبي
الكوفي عن علي كذلك.
أخرجه أبو داود في سننه عن أبي الحسن مسدد بن مسرهد.
وأخرجه الترمذي والنسائي عن قتيبة بن سعيد جميعا عن أبي الأحوص
سلام بن سليم الحنفي الكوفي عن أبي إسحاق.
وأبو الأحوص احفظ من الأجلح وأوثق ورجال اسناده كلهم كوفيون.
63

البلد السادس
بغداد
وفي تسميتها خمس لغات
وهي مدينة السلام وقبة الاسلام ودار الامام
أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن
64

الدينوري / 14 أ / ببغداد بباب خراسان في جمادي الآخرة سنة عشرين
وخمس مئة قراءة عليه وأنا أسمع وهو أقدم شيخ لقيته سماعا وسمع من الأمين
أبي محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله وأبي محمد الحسن بن محمد الخلال
الحافظ وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وكان شيخا مسنا لا يثبت تاريخ
مولده.
ثنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن القزويني إملاء
في مسجده يوم السبت السادس من شعبان سنة ست وثلاثين وأربع مئة
بالحربية له ثنا أبو بكر محمد بن علي بن سويد المؤدب في صفر سنة
خمس وسبعين وثلاث مئة ثنا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود التميمي
باذنه قراءة عليه ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا أبو المليح الرقي عن عبد الله بن
محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يطلع عليكم من تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة قال: فطلع
أبو بكر رضي الله عنه فهنيناه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلع عليكم من تحت هذا الصور رجل من الجنة فطلع عمر
رضي الله عنه فهنيناه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يطلع عليكم من
تحت هذا الصور رجل من أهل الجنة ثم قال: ان شئت جعلته عليا ثلاث
مرات فطلع علي رضوان الله عليه ".
65

هذا حديث محفوظ من حديث أبي عبد الله جابر بن عبد الله بن
عمرو بن حرام الأنصاري السلمي المدني. تفرد به عنه عبد الله بن محمد بن
عقيل بن أبي طالب الهاشمي وهو مليح من حديث أبي المليح الحسن بن عمر
ويقال: ابن عمرو الرقي [عن] ابن عقيل وقد رواه جماعة غيره.
66

البلد السابع
جي
وهي شهرستان مدينة أصبهان القديمة
ويقال انها من بناء ذي القرنين.
67

أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن
المديني المعروف بدولجه ذلك بقراءتي عليه بمدينة جي
أنبأ الشيخ الصالح أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر
القاري ببغداد أنبأ أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحي ثنا القاضي أبو
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء أنبأ محمد بن المثنى حدثني محمد بن
جعفر أنبأ شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
أن رجلا مات فدخل الجنة فقيل له ما كنت تعمل فاما ذكر واما
ذكر فقال اني كنت أبايع الناس وكنت انظر المعسر وأتجوز / 15 أ / في
السكة أو في النقد فغفر له.
فقال أبو مسعود رضي الله عنه وانا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبد الله حذيفة بن اليمان واسمه
حسيل بن جابر العبسي وأبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري
الخزرجي المعروف بالبدري رضي الله عنهما.
68

أخرجه أبو الحسين مسلم بن الحجاج في صحيحه عن أبي موسى محمد بن المثنى العنزي الزمن هذا فوقع لي موافقة.
69

البلد الثامن
أصبهان
وتعرف باليهودية
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن محمد بن علي
70

الأصبهاني الأديب المعروف بالخلال بقراءتي عليه بأصبهان في صفر سنة اثنتين
وثلاثين وخمس مئة
أنبأ أبو طاهر بن محمود بن أحمد بن محمود الثقفي الأديب أنبأ أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان بن المقرئ ثنا المفضل بن محمد بن
إبراهيم الجندي في مسجد الحرام ثنا صامت بن معاذ الجندي ثنا
عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ثنا سفيان الثوري عن صفوان بن
سليم عن عدي ابن عدي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل / 15 ب /
رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن
عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما
أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه ".
71

قال أبو سعيد الجندي قال لنا صامت:
ليس لمسألة منها جواب.
قال أبو بكر حدثنا به المفضل ونحن نطوف بالبيت الحرام.
هذا حديث غريب من حديث أبي عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة
الصنابحي عن أبي عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو الأنصاري الفقيه
رضي الله عنه. وعزيز من حديث أبي فروة عدي بن عدي بن عميرة الكندي
سيد أهل الجزيرة ولأبيه عدي ولعمه العرس بن عميرة صحبة عنه تفرد به
صفوان عنه.
72

البلد التاسع
مرو الشاهجان
قصبة خراسان وهي من بناء ذي القرنين
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين بن وهرة الهمذاني
73

الصوفي الواعظ بقراءتي عليه بمرو في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين
74

وخمس مئة أنبأ القاضي الشريف أبو الحسين محمد / 16 أ / بن علي بن محمد بن
75

عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله من لفظه ببغداد ثنا أبو الحسن
علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إسحاق بن إبراهيم بن علي بن
إسحاق الحربي السكري إملاء وكنت انا المستملي عليه في يوم الجمعة لثلاث
خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وثلاث مئة وقال لي قل لألحقن الصغار
بالكبار ثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا أبو زكريا يحي بن
معين ثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي
عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أحبوا الله عز وجل لما يغذوكم به من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا
أهل بيتي لحبي ".
هذا حديث حسن من حديث أبي العباس عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب القرشي الهاشمي رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وترجمان
القرآن وحبر هذه الأمة.
وعزيز من حديث ابنه أبي محمد ويقال أبو الحسن علي بن عبد الله تفرد
به عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن علي أبو الخلائف ولم نكتبه الا من حديث
عبد الله بن سليمان النوفلي عنه.
76

البلد العاشر
نيسابور
وتعرف بنشاوور
وهي أربرشهر مدينة عظيمة قديمة من مدن خراسان
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن مجمد الفراوي وأبو محمد
77

هبة الله بن سهل بن عمر السيدي الفقيهان وإسماعيل بن أبي القاسم
78

عبد الرحمن بن أبي بكر القارئ الصوفي بنيسابور بقرائتي عليهم سنة تسع
وعشرين وخمس مئة قالوا:
أنبأ الشيخ الصالح أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الزاهد [قراءة
عليه سنة ثمان وأربعين وأربع مئة] ثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد
السلمي أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا أبو عاصم [وهو
الضحاك بن مخلد النبيل] عن أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله
رضي الله عنه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة صهباء يرمي الجمرة لا ضرب ولا طرد
ولا جلد ولا إليك إليك.
هذا حديث محفوظ من حديث أبي عمران أيمن بن نابل المكي عن
قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي رضي الله عنه رواه عنه سفيان بن سعيد
الثوري وغيره من الأئمة.
أخرجه أبو عيسى الترمذي في جامعه عن أحمد بن منيع البغوي عن
مروان بن معاوية الفزاري.
79

ورواه النسائي عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه أبي يعقوب المروزي
الفقيه عن أبي سفيان وكيع بن الجراح بن مليح الرواسي جميعا عن أيمن.
رزقناه عاليا بحمد الله من حديث أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل عنه.
80

البلد الحادي عشر
هراة وهي مدينة من مدن خراسان
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني المؤدب
قراءة عليه بهراة في شعبان سنة ثلاثين وخمس مئة.
81

أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر النيسابوري بها ثنا أبو عمرو
إسماعيل بن نجيد الصوفي أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ثنا محمد بن
عبد الله الأنصاري وأبو عاصم النبيل قالا ثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن
جده [معاوية بن حيدة] رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك. قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك ثم
أباك ثم الأقرب فالأقرب.
هذا حديث حسن من حديث معاوية بن حيدة بن معاوية بن قشير بن
كعب القشيري رضي الله عنه تفرد به عنه ابنه حكيم بن معاوية ولم يروه
عنه الا ابنه بهز بن حكيم.
أخرجه أبو داود في سننه عن أبي عبد الله محمد بن كثير العبدي البصري
عن أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري.
82

وأخرجه أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي في جامعه عن
أبي بكر محمد بن بشار بندار عن أبي سعيد يحي بن سعيد / 17 ب / بن فروخ
القطان جميعا عن بهز.
رزقناه عاليا من حديث أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري
وأبي عاصم فكأن شيخنا حدث به عنهما.
83

البلد الثاني عشر
بوشنج
مدينة من ناحية هراة
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن
84

علي بن الحسين بن سعد بن عمرو بن سعد بن عمرو بن نصر بن عمرو القرشي
الزهري البوشنجي بقراءة عليه ببوشنج في ذي الحجة سنة ثلاثين وخمس مئة.
أنبأ أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي البوشنجي بها أنبأ
أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي ببوشنج أنبأ أبو إسحاق
إبراهيم بن خزيم الشاشي أنبأ أبو محمد عبد بن حميد الكشي أنبأ عثمان بن
عمر أنبأ شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف
رضي الله عنه:
ان رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله ان يعافيني فقال:
إن شئت أخرت ذلك فهو أعظم لأجرك وان شئت دعوت الله تعالى قال:
ادعه فأمره ان يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء:
اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد اني
توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه / 18 أ / فتقضي اللهم شفعة في.
هذا حديث حسن من حديث أبي عمرو عثمان بن حنيف بن واهب بن
العكيم الأنصاري رضي الله عنه انفرد به عنه عمارة بن خزيمة بن ثابت
الأنصاري المدني ولم يروه عنه الا أبو جعفر عمير بن يزيد بن حبيب بن خماشة
الأنصاري الخطمي المدني.
85

أخرجه أبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي عن أبي احمد
محمود بن غيلان المروزي عن أبي محمد عثمان بن عمر بن فارس البصري كما
أخرجناه ورواه روح بن عبادة عن شعبة بن الحجاج بن الورد أبي بسطام
العتكي وزاد فيه:
ففعل الرجل فبرأ.
أخبرناه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين أنبأ
أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب التميمي أنبأ أبو بكر أحمد بن
جعفر بن حمدان بن مالك الدقيقي ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن
محمد بن حنبل حدثني أبي ثنا روح ثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال:
سمعت عمارة بن خزيمة بن ثابت يحدث عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه:
ان رجلا ضريرا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله ادع الله ان يعافيني
فقال: ان شئت أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وان شئت دعوت لك؟
فقال: لا بل ادع الله لي قال فأمره ان يتوضأ وأن يصلي ركعتين وأن
يدعو بهذا الدعاء:
اللهم إني / 18 ب / أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة
يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي وتسعفني فيه
وتسعفه في.
قال: فكان يقول هذا مرارا ثم قال / بعد:
أحسب ان فيها فتشفعني فيه قال: ففعل فبرأ.
86

البلد الثالث عشر
بون
وتعرف بببنة مدينة من أعمال هراة ناحية باذغيس.
أخبرنا أبو نصر أسعد بن الموفق بن أحمد القايني اليعقوبي الحنيفي
الفقيه ببون بقراءتي عليه سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.
أنبأ القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي قراءة عليه
بقاين ثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه إملاء سنة أربع وأربع مئة
ثنا أحمد بن محمد الأعرابي ثنا سعدان بن نصر المخرمي ثنا سفيان بن عيينة
87

عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبي شريح الخزاعي
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل
خيرا أو ليصمت ". / 19 أ /
صحيح متفق على صحته من حديث أبي شريح خويلد بن عمرو بن
صخر ويقال: عمرو بن خويلد ويقال: هانئ بن عمرو ويقال كعب
الخزاعي رضي الله عنه.
أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف التنيسي وأبي الوليد هشام بن
عبد الملك الطيالسي البصري.
وأخرجه مسلم عن قتيبة بن سعيد الثقفي ثلاثتهم عن أبي الحارث
الليث بن سعد المصري الفقيه عن أبي سعد سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبري
عن أبي شريح الخزاعي بمعناه.
وانفرد مسلم باخراجه من حديث / أبي محمد نافع بن جبير بن مطعم القرشي
النوفلي عن أبي شريح فأخرجه عن أبي خيثمة زهير بن حرب ومحمد بن
عبد الله بن نمير عن أبي محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي المكي عن
أبي محمد عمرو بن دينار المكي عن نافع كما أخرجناه.
88

البلد الرابع عشر
بغ
ويقال لها أيضا بغشور
بين هراة ومرو من مدن خراسان
أخبرنا أبو المعالي عمر بن محمد بن عبد الله خطيب بغ وأبو الفضل
89

ليث بن أحمد بن مدوسة المقرئ وأبو عبد الله أحمد بن علي بن أبي جعفر
القفال وأبو نعيم المرتضى بن الحسن بن محمد السجزي وأبو محمد
عبد الرشيد بن محمد بن أحمد بن سعيد وكيل القاضي البغويون / 19 ب /
بقراءتي عليه ببغ سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة قالوا:
أنبأ القاضي أبو سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي بها أنبأ أبو محمد
عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي المروزي ببغ أنبأ أبو العباس محمد بن
أحمد بن محبوب المحبوبي المروزي التاجر بمرو أنبأ أبو عيسى محمد بن عيسى بن
سورة الترمذي الحافظ ثنا قتيبة ثنا الليث عن سعيد المقبري عن أبي
الوليد قال: سمعت خولة بنت قيس رضي الله عنها وكانت تحت حمزة بن
عبد المطلب رضي الله عنه تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن هذا المال خضرة حلوة من أصابه بحقه بورك له فيه ورب
متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة
إلا النار.
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال
والشريفة أم المجتبى فاطمة بنت ناصر بن الحسن الحسينية بأصبهان قالا:
90

أنبأ أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى بن شمة التاجر قراءة عليه
أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقرئ أنبأ محمد بن الحسن بن
قتيبة واللفظ له ومحمد بن زبان المصري قالا ثنا عيسى بن حماد أنبأ الليث بن
سعد عن سعيد عن عبيد أبي الوليد قال سمعت خولة بنت قيس بن
قهد وكانت تحت حمزة بن عبد المطلب / 20 أ / رضي الله عنه تقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن هذا المال خضرة حلوة فمن أصابه بحقه بورك له فيه ورب
متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة
إلا النار ".
هكذا أخرجه أبو عيسى في جامعه عن قتيبة وقال هذا حدث صحيح
وأبو الوليد اسمه عبيد ويلقب سوطا.
وأخرجه البخاري في صحيحه من وجه آخر عن خولة فرواه عن أبي
عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ البصري نزيل مكة عن سعيد بن أبي
أيوب المصري عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي الأسدي
المدني المعروف بيتيم عروة عن النعمان بن أبي عياش الأنصاري الزرقي عن
خولة بمعناه.
91

البلد الخامس عشر
سرخس
مدينة من مدن خراسان بين مرو ونيسابور.
أخبرنا أبو نصر محمد بن محمود بن محمد بن علي بن شجاع السرخسي
92

الشجاعي الفقيه الشافعي المعروف بسره مرد بقراءتي عليه بسرخس سنة إحدى
وثلاثين وخمس مئة.
أنبأ الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الرحمن القرشي السرخسي أنبأ أبو علي
زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز
البغوي ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي / 20 ب / طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال:
أذنب عبدي ذنبا فقال أي رب اغفر لي فقال تبارك وتعالى أذنب
عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال:
أي رب اغفر لي ذنبي فقال عز وجل: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر
93

الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي فقال
عز وجل أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب - فقال
عبد الأعلى: لا أدري في الثالثة أو الرابعة - فقال: اعمل ما شئت فقد غفرت
لك.
متفق على صحته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الدوسي رضي الله
عنه وقد اختلف في اسمه اختلافا كثيرا فقيل: كان اسمه في الجاهلية عبد شمس
فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن صخر وكان هذا أصح ما قيل تفرد به
عنه عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري المدني.
أخرجه البخاري في صحيحه عن أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر بن
جندل أبي إسحاق السلمي البخاري المعروف بالسرماري عن أبي عثمان
عمرو بن عاصم الكلابي عن أبي عبد الله همام بن يحي العوذي عن إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة المدني.
وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي يحي عبد الأعلى بن حماد بن نصر
النرسي عن حماد.
فوقع لي موافقة في شيخه فكأن شيخنا حدث به عن البخاري ومات سنة
ست وخمسين ومئتين.
94

البلد السادس عشر
أزجاه
مدينة من ناحية خابران
من نواحي أبيورد من خراسان.
أخبرنا الشريف أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن عمر بن محمد بن
عبد الله بن عمر بن محمد بن جعفر بن محمد بن حفص بن بكر بن سالم بن
95

عبد الله عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري الهروي الواعظ بأزجاه
وكان قاطنا بها بقراءتي عليه.
أنبأ أبو سهل نجيب بن ميمون بن علي الواسطي ثم الهروي بهراة أنبأ أبو علي
منصور بن عبد الله بن خالد بن أحمد الذهلي الخالدي الهروي أنبأ أبو محمد
حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان الطوسي بها ثنا عبد الرحيم بن منيب
المروزي ثنا إبراهيم بن رستم ثنا نوح بن أبي مريم عن الأعمش عن سالم بن
أبي الجعد عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" فضل العلم أفضل من فضل العبادة وخير دينكم الورع ".
هذا حديث غريب من حديث أبي عبد الله ويقال: / 21 ب / أبو
عبد الرحمن ثوبان بن جحدر ويقال: يجدد الألهاني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أصابه سبيا فأعتقه النبي صلى الله عليه وسلم.
تفرد به عنه سالم بن أبي الجعد واسم أبي الجعد: رافع الأشجعي الكوفي لم
نكتبه إلا من حديث أبي بكر إبراهيم بن رستم المروزي الحنيفي الفقيه وأصله
من كرمان عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم المروزي الجامع ولقب بذلك لأنه
جمع علوما جمة من الحديث والفقه والأدب عن أبي محمد سليمان بن مهران
الأسدي الكاهلي مولاهم الأعمش الكوفي عنه.
96

البلد السابع عشر
ميهنه
مدينة خابران من ناحية أبيورد
أخبرنا القاضي أبو نصر زهير بن علي بن زهير الحسن السرخسي
الخدامي قاضي ميهنة بها في رجب سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة
أنبأ أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف بن علي البوشنجي المعروف
97

بكلار ببوشنج أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحي بن
مخلد الأنصاري الهروي المعروف بابن أبي شريح ثنا أبو محمد يحي بن محمد بن
صاعد ببغداد ثنا إسحاق بن شاهين ثنا عبد الحكيم بن منصور عن
عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده وأيم
الله لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل ".
هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي عبد الله جابر بن
سمرة بن جنادة السوائي نزيل الكوفة رضي الله عنه وثابت من رواية
أبي عمر ويقال: أبو عمرو عبد الملك بن عمير الكوفي قاضيها عنه.
أخرجه البخاري في صحيحه عن قبيصة بن عقبة أبي عبد الله السوائي عن
سفيان الثوري وعن أبي سلمه موسى بن إسماعيل التبوذكي عن أبي عوانة
الوضاح وعن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن راهويه عن أبي عبد الله
جرير بن عبد الحميد الضبي الكوفي نزيل الري.
وأخرجه مسلم في صحيحه عن قتيبة بن سعيد أبي رجاء البغلاني عن
جرير ثلاثتهم عن عبد الملك.
وقع لنا عاليا من حديث عبد الحكيم بن منصور الواسطي عنه.
98

البلد الثامن عشر
طابران
قصبة طوس من نواحي نيسابور
أخبرنا أبو المكارم محمد بن أحمد بن المحسن الطوسي الطابراني الكاتب
بقراءتي عليه في داره بطابران في رجب سنة إحدى / 22 ب / وثلاثين
وخمس مئة
99

أنبأ أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف الميهني بطوس أنبأ
القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي الحيري ثنا أبو محمد
حاجب بن أحمد بن يرحم الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب المروزي ثنا
يزيد بن هارون ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن أبيه عن عنبسة بن
أبي سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تعني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها حرم على النار ".
هذا حديث محفوظ من حديث أبي عثمان ويقال: أبو الوليد عنبسة بن
أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي
الأموي عن أخته أم المؤمنين أم حبيبه رملة بنت أبي سفيان.
100

أخرجه الترمذي عن أبي الحسن علي بن حجر بن اياس السعدي المروزي
وأخرجه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في سننه عن أبي بكر
عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. جميعا عن يزيد بن هارون.
وأخرجه أبو عبد الرحمن النسائي عن / أبي حفص عمرو بن علي بن
بحر بن كنيز الفلاس الصيرفي البصري عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة الشعيري.
جميعا عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن المهاجر النصري الشعيثي
الدمشقي عن أبيه عن عنبسة.
وأخرجه أبو داود والنسائي / 23 أ / أيضا من حديث أبي عبد الله مكحول
الفقيه الدمشقي عن عنبسة.
101

البلد التاسع عشر
نوقان
من طوس
أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل بن أحمد النوقاني ويعرف بالبغدادي
بقراءتي عليه بنوقان في شعبان سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة
أنبأ القاضي الإمام أبو سعيد محمد بن سعيد بن محمد بن فرخزاد الطوسي
102

الفرخزاذي بنوقان ثنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه
الأصبهاني ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة حرسها الله ثنا
محمد بن سليمان بن ابنة مطر الوراق ثنا أبو معاوية ثنا موسى بن مسلم وهو
موسى الصغير عن هلال بن يساف عن أم الدرداء قالت:
قلت لأبي الدرداء رضي الله عنه: ألا تبتغي لأضيافك ما يبتغي الرجال
لأضيافهم؟ فقال: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ان أمامكم عقبة كؤودا لا يجوزها المثقلون " فأحب أن أتخفف لتلك
العقبة.
هذا حديث حسن من حديث أبي الدرداء عويمر بن زيد بن قيس
ويقال: عامر بن مالك ويقال: عويمر بن مالك الأنصاري الخزرجي
الحارثي حكيم هذه الأمة رضي الله عنه ومحفوظ من حديث امرأته /
أم الدرداء الصغرى / 23 ب / واسمها هجيمة ويقال: جهيمة بنت حيي الحميرية
الوصابية ويقال: الأوصابية الفقيهة عنه.
تفرد به هلال بن يساف (ويقال ابن اساف) أبو الحسن الكوفي
عنها.
وقع لنا عاليا من حديث أبي معاوية محمد بن خازم السعدي الكوفي
الضرير عن موسى الصغير وهو موسى بن قيس الحضرمي كوفي.
103

البلد العشرون
سابزوار
مدينة بيهق من نواحي نيسابور
أخبرتنا فاطمة بنت أبي نصر منصور بن محمد بن إسحاق البيهقية بقراءتي
عليها بسابزوار قالت: أنبأ الشيخ الزكي أبو مسلم عبد الله بن المعتز بن منصور
104

قراءة عليه من أصله أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الخفاف قراءة
عليه سنة تسعين وثلاث مئة ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي
السراج ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث هو ابن سعد عن سعيد بن أبي سعيد
عن عمرو بن سليم سمع أبا قتادة رضي الله عنه يقول:
بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت
أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صبية يحملها
على عاتقه فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه يضعها إذا ركع ويعيدها
إذا قام حتى قضى صلاته يفعل ذلك بها. / 24 أ /.
هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي قتادة الحارث
وقيل: النعمان وقيل عمرو بن ربعي بن بلذمة / الأنصاري الخزرجي السلمي
رضي الله عنه وثابت من رواية عمرو بن سليم بن خلدة الزرقي الأنصاري
المدني عنه.
أخرجه البخاري عن أبي الوليد الطيالسي وأخرجه مسلم وأبو داود
والنسائي عن قتيبة جميعا على الليث وأخرجه النسائي عن محمد بن صدقة
الجبلاني الحمصي عن محمد بن حرب الأبرش الحمصي عن محمد بن الوليد
الزبيدي عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم فكأن فاطمة
حدثت به عنه.
105

البلد الحادي والعشرون
خسروجرد
وهي قصبة بيهق القديمة من ناحية نيسابور
أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي
الخسروجردي قاضي خسروجرد بقراءتي عليه بها في شعبان سنة تسع وعشرون
106

وخمس مئة أنبأ القاضي الإمام أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي بكورة
طوس سنة ثمان وخمسين وأربع مئة ثنا الشيخ الصالح الثقة أبو طاهر محمد بن
عبد الرحمن بن العباس والمعروف بابن المخلص / 24 ب / إملاء ببغداد في جامع
المنصور سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة ثنا أبو القاسم البغوي مرتين إملاء
وقراءة ثنا يحي بن عبد الحميد الحماني ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي
عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده
عبد الرحمن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة
وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة
وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن
الجراح في الجنة. رضي الله عنهم أجمعين.
هذا حديث غريب من حديث أبي محمد عبد الرحمن بن عوف بن
عبد عوف بن عبد الحارث ويقال: ابن عبد بن الحارث بن زهرة بن
كلاب بن مرة القرشي الزهري أحد العشرة تفرد به عنه ابنه أبو إبراهيم
ويقال أبو عبد الرحمن حميد بن عبد الرحمن الفقيه.
أخرجه الترمذي والنسائي عن قتيبة بن سعيد الثقفي عن الدراوردي.
رواه أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري عن الدراوردي عن عبد الرحمن بن
حميد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ولم يذكر جده ورواه عمر بن
سعيد بن شريح المدني عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عن سعيد بن زيد
رضي الله عنه قال أبو عبد الله البخاري وهذا أصح.
107

البلد الثاني والعشرون
بسطام
وهي مدينة من مدن قومس
أخبرنا أبو الحسين محمد وأبو بكر عمر ابنا محمد بن محمد بن أحمد بن
108

محمد بن باذويه السهلكيان البسطاميان ببسطام وكان أبو الحسين خطيبها
بقراءتي عليهما في المحرم سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة قالا: أنبأ أبو الفضل
محمد بن علي بن أحمد السهلكي البسطامي بها أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن
الحيري ثنا محمد بن يعقوب الأصم ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا بقية ثنا
الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس أنه حدثه أنه سمع عروة بن الزبير يقول:
ثنا كرز بن علقمة الخزاعي رضي الله عنه قال:
أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل للإسلام من منتهى؟
قال: نعم فمن أراد الله به خيرا من عجم أو عرب أدخله عليه ثم تقع
فتن كالظلل يضرب بعضهم رقاب بعض فأفضل الناس يومئذ مؤمن معتزل في
شعب من الشعاب يتقي ربه ويدع الناس من شره.
تابع أبا يحمد بقية بن الوليد الكلاعي الحمصي على رواية هذا الحديث
هكذا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي عن أبي عمرو
عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي فقيه الشام عن عبد الواحد بن قيس
السلمي الدمشقي والد عمر بن عبد الواحد عن أبي عبد الله عروة بن
الزبير / 25 ب / بن العوام القرشي الأسدي عن كرز.
109

وقد رواه عن عروة أيضا أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن
عبد الله بن شهاب الزهري.
ورواه عن الزهري عقيل بن خالد ومعمر بن راشد وشعيب بن
أبي حمزه وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر المصري
ومعاوية بن يحيى الصدفي الدمشقي وأبو أيوب عبد الله بن علي الإفريقي
وغيرهم.
وحديث الزهري عن عروة أشهر من حديث عبد الواحد وأتم.
110

البلد الثالث والعشرون
دامغان
وهي مدينة من مدن قومس
أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور الدامغاني الرماني
111

الفقيه الشافعي بالدامغان بقراءتي عليه بها في رجب سنة تسع وعشرين
وخمس مئة.
أنبأ الشيخ الصالح أبو الفتح المظفر بن حمزه الجرجاني إملاء بجرجان ثنا
القاضي الإمام أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي الحيري في رمضان سنة تسع وأربع
مئة أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي سنة ست وثلاثين وثلاث مئة ثنا
عبد الله بن هاشم ثنا يحيى بن سعيد ثنا موسى الجهني عن مصعب بن
سعد بن أبي وقاص عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه:
أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فقال رجل من جلسائه:
كيف يكسب / 26 أ / أحدنا ألف حسنة؟ قال يسبح مئة تسبيحة فيكتب
له ألف حسنة وتكفر عنه ألف خطيئة.
هذا حديث صحيح من حديث أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص - واسمه
مالك بن أهيب - ويقال: وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي
112

الزهري رضي الله عنه أحد العشرة وثابت من رواية ابنه أبي زرارة
مصعب بن سعد عنه.
أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن مروان بن معاوية
الفزاري وعلي بن مسهر الشامي القرشي الكوفيين وعن محمد بن عبد الله بن
نمير الهمذاني الخارفي عن أبيه أبي هشام.
وأخرجه الترمذي عن محمد بن بشار بندار.
وأخرجه النسائي عن عمرو بن علي كليهما عن يحيى بن سعيد القطان أربعتهم
عن أبي عبد الله موسى بن عبد الله ويقال: ابن عبد الرحمن الجهني عن
مصعب بن سعد.
113

البلد الرابع والعشرون
سمنان
وهي مدينة من مدن قومس
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن الفرخان /
114

السمناني الفرخاني الصوفي بقراءتي عليه بسمنان في رجب سنة تسع وعشرون
وخمس مئة وقت دخولي إلى خراسان ومات رحمه الله / 26 ب / قبل أن أخرج
منها.
أنبأ الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري بنيسابور أنبأ
أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف أنبأ أبو العباس السراج أنبأ أبو معمر
إسماعيل بن إبراهيم بن معمر أنبأ الدراوردي وهو عبد العزيز بن محمد عن
يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن
عبد المطلب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد رسولا.
هذا حديث صحيح من حديث أبي الفضل العباس بن عبد المطلب بن
هاشم القرشي الهاشمي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وثابت من حديث عامر بن سعد بن
أبي وقاص الزهري أخي مصعب بن سعد المذكور في الحديث قبله عن العباس.
أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي عبد الله محمد بن يحي بن أبي عمر العدني
وأبي عبد الرحمن بشر بن الحكم بن حبيب العبدي النيسابوري عن أبي محمد
عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد الدراوردي المدني.
وأخرجه الترمذي عن قتيبة بن سعيد الثقفي عن الليث بن سعد جميعا
عن أبي عبد الله يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي المدني عن محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي عن عامر بن سعد. / 27 أ /
115

البلد الخامس والعشرون
الري
مدينة كبيره من مدن قهستان
أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن أبي القاسم بن عبد الرحمن الرازي
116

المعروف بالحصيري الفقيه الشافعي الضرير بقراءتي عليه بالري في المحرم سنة
117

اثنتين وثلاثين وخمس مئة أنبأ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان
الحافظ الأصبهاني بها ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني ثنا
أبو طاهر محمد بن الحسين بن الحسن القطان النيسابوري ثنا إبراهيم بن الحارث
البغدادي ثنا يحي بن أبي بكير الكرماني ثنا زهير بن معاوية الجعفي ثنا
أبو إسحاق عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخي جويرية بنت
الحارث رضي الله عنهما قال:
والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة
ولا شيئا الا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا جعلها صدقة.
كذا كنى القطان أبا طاهر وهو أبو بكر بلا شك.
118

وقد وقع إلي هذا الحديث من وجه آخر أعلى من هذا الوجه:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث بن السمرقندي
وأبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي بن يوسف الرازي الصوفي ببغداد قالا: أنبأ
أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر الصريفيني الخطيب أنبأ أبو القاسم
عبيد الله بن محمد بن إسحاق / 27 ب / بن حبابة البزاز ثنا أبو القاسم
عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا علي بن الجعد أنبأ زهير عن
أبي إسحاق عن عمرو بن الحارث الخزاعي أخي جويرية بنت الحارث رضي الله
عنهما قال:
لا والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته دينارا ولا درهما ولا عبدا
ولا أمة ولا شيئا الا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا تركها صدقه.
هذا حديث صحيح من حديث عمرو بن الحارث بن أبي ضرار بن حبيب
الخزاعي المصطلقي رضي الله عنه وثابت من رواية أبي إسحاق السبيعي
عنه.
أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي إسحاق إبراهيم بن الحارث بن
إسماعيل البغدادي كما أخرجناه فوقع لي موافقة في شيخه بعلو.
وأخرجه هو والنسائي عن قتيبة بن سعيد عن أبي الأحوص سلام بن
سليم عن أبي إسحاق.
ورزقناه عاليا من حديث أبي الحسن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري عن
أبي خيثمة زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي الكوفي فكأن شيخينا
حدثا به عن البخاري.
119

البلد السادس والعشرون
زنجان (زنكان)
مدينة من مدن قهستان
أخبرنا القاضي أبو العلاء حمد بن مكي بن حسنويه الزنجاني الحسنوي
120

الفقيه الشافعي قاضي زنجان بها في جمادى الآخرة سنة تسع / 28 أ / وعشرين
وخمس مئة قراءتي عليه.
ثنا القاضي أبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه إملاء بأصبهان
ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي إملاء ثنا محمد بن يعقوب
الأصم ثنا أحمد بن الفرج الحمصي ثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد
عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن
سارية رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظهم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت
منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل يا رسول الله هذه
موعظة مودع فما تعهد إلينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع
والطاعة وان كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا
وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة
الخلفاء المهديين الراشدين عضوا عليها بالنواجذ.
هذا حديث حسن محفوظ من حديث أبي نجيح العرباض بن سارية
السلمي نزيل حمص.
أخرجه الترمذي عن علي بن حجر السعدي عن بقية بن الوليد عن
بحير بن سعد.
121

وأخرجه أبو داود عن أحمد بن محمد بن حنبل أبي عبد الله الشيباني
الإمام عن الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن
عبد الرحمن بن عمرو / 29 ب / وحجر بن حجر عن العرباض بمعناه.
وأخرجه أبو عبد الله بن ماجة القزويني عن أبي عمرو ويقال أبو محمد
عبد الله بن أحمد بن كثير بن ذكوان المقرئ امام جامع دمشق عن الوليد بن
مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر الربعي الدمشقي عن يحي بن أبي المطاع
قال: سمعت العرباض بنحوه.
122

البلد السابع والعشرون
أبهر
وهي مدينة من مدن قهستان
أخبرني أبو اليسر عطا بن نبهان بن محمد بن عبد المنعم الأسدي الأبهري
123

الشافعي الفقيه بقراءتي عليه بأبهر في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين
وخمس مئة ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي ببغداد
سنة تسع وسبعين وأربع مئة أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد
أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح المعروف بالصفار ثنا
الحسن بن عرفة بن يزيد أبو علي العبدي ثنا محمد بن خازم أبو معاوية
الضرير عن عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي عن عبد الله بن أبي مليكة عن
عائشة رضي الله عنها قالت:
لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر: ائتني بكتف حتى
أكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه (من) بعدي قالت: فلما قام
عبد الرحمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبى الله عز وجل والمؤمنون ان يختلف على
أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
هذا حديث محفوظ من حديث أبي محمد ويقال: أبو بكر عبد الله بن
عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي عن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة بنت
أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وقد تابع عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي
124

القرشي المليكي نافع بن عمر الجمحي وعبد العزيز بن رفيع المكيان فروياه عن
ابن أبي مليكة كما رواه عبد الرحمن وقد صح معنى هذا الحديث من رواية
عروة بن الزبير عن خالته عائشة رضي الله عنها،
وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي
عن يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد الزهري عن صالح بن كيسان عن
ابن شهاب الزهري عن عروة فكأن شيخنا سمعه من مسلم.
125

البلد الثامن والعشرون
تبريز وهي قصبة أذربيجان
أخبرنا القاضيان أبو الفضل محمد وأبو القاسم محمود أنبأ أحمد بن
126

الحسن بن علي الحداديان التبريزيان بقراءتي عليهما بتبريز في جمادى الأولى سنة
تسع وعشرين وخمس مئة قالا: أنبأ الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي بن
الحسن الزينبي ببغداد قال: قرئ / 29 أ / على أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن بن
127

العباس المخلص وأنا حاضر ثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ثنا أبو عبيد الله
المخزومي سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش ومنصور
عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
كنا نقول قبل أن يفرض التشهد: السلام على الله عز وجل السلام على
جبريل وميكائيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا فان الله عز وجل
هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك
أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
قال ابن صاعد: هكذا قال في أوله: كنا نقول قبل أن يفرض (علينا)
التشهد.
هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي عبد الرحمن
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ الهذلي حليف بني
زهرة بن كلاب البدري رضي الله عنه وثابت من رواية أبي وائل شقيق بن
سلمة الأسدي الكوفي عنه.
128

أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث سليمان بن مهران
الأعمش وأبي عتاب منصور بن المعتمر السلمي الكوفيين عن أبي وائل من
طرق.
وأخرجه النسائي في سننه عن سعيد بن عبد الرحمن كما أخرجناه وهو
ينفرد بقوله: / 30 أ / قبل ان يفرض التشهد. فإنها لفظة لم يأت بها غيره.
129

البلد التاسع والعشرون
مرند
وهي مدينة من مدن أذربيجان
أخبرنا أبو الفضل نعمة الله بن محمد بن منصور المرندي الفقيه بقراءتي
عليه بمرند في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وخمس مئة /
أنبأ أبو منصور هبة الله بن الصقر بن أحمد بن القاشاني المرندي بها أنبأ
130

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن بندار بن كاكا المرندي أنبأ أبو القاسم
عبيد الله بن عمرو بن محمد بن المنتاب ببغداد رحمه الله.
ح وأخبرناه عاليا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا
وأخوه أبو عبد الله يحيى ببغداد قالا ثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن
علي بن الأبنوسي أنبأ أبو الطيب عثمان بن عمرو بن محمد بن المنتاب قالا: ثنا
يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن المروزي أنبأ عبد الله بن
المبارك أنبأ وفي رواية أبي الطيب ثنا عبد الرحمن بن سليمان زاد
أبو الطيب: ابن الغسيل عن أسيد بن علي بن عبيد الساعدي عن أبيه عن
أبي أسيد [مالك بن ربيعة الساعدي] رضي الله عنه.
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمه رجل من بني سلمة وأنا عنده فقال: يا
رسول الله ان أبوي قد هلكا فهل بقي علي من برهما شئ فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أربعة / 30 ب / أشياء الصلاة عليهما والاستغفار لهما
وإنفاذ عهودهما من بعدهما وصلة رحمهما التي لا رحم لك الا من قبلهما
قال: وقال أبو الطيب فقال الرجل ما أكثر هذا وأطيبه يا رسول الله
قال فاعمل به.
وأخبرناه أعلى من هذا أبو غالب محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن
عثمان بن قريش السقلاطوني وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي
131

ببغداد قالا: أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور الكرخي ثنا أبو القاسم
عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح إملاء ثنا أبو القاسم عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء ثنا بشر بن الوليد الكندي ثنا
عبد الرحمن بن الغسيل.
ح أخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأصبهاني أنبأ أبو القاسم
إبراهيم بن منصور بن إبراهيم سبط بحرويه أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
المقرئ ثنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي ثنا بشر بن الوليد الكندي ثنا
ابن الغسيل عن أسيد بن علي عن أبيه علي بن عبيد عن أبي أسيد صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه وكان بدريا قال:
كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من الأنصار فقال:
يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شئ أبرهما به؟ فقال: خصال أربع:
الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما واكرام صديقهما في حياتهما
وصلة الرحم التي لا / 31 أ / رحم لك الا من قبلهما فهذا الذي بقي عليك.
هذا حديث حسن من حديث أبي أسيد مالك بن ربيعة بن
اليدي بن عامر بن عوف الأنصاري الخزرجي الساعدي البدري رضي الله
عنه تفرد به عنه علي بن عبيد الأنصاري الساعدي المدني وهو مليح من
حديث ابنه أسيد بن علي عنه وقد رواه عن علي بن عبيد بن سليمان بن
132

عبد الله بن عبد الرحمن نحو ما رواه أسيد وأسيد هذا بفتح الألف وأبو أسيد
بضمها وعبد الرحمن بن سليمان هو ابن عبد الله بن حنظلة ويكنى
أبا سليمان مدني وجد أبيه حنظلة بن أبي عامر الراهب هو الغسيل ولقب
بذلك لأنه قتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو جنب فغسلته الملائكة.
133

البلد الثلاثون
خوي
وهي مدينة من مدن أذربيجان
أخبرنا القاضي أبو الخير سعادة بن إبراهيم بن أحمد بن بكران الخوبي
الأديب بخوي بقراءتي عليه في داره في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين
وخمس مئة.
أنبأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حريز السلماسي بها أنبأ أبو مسعود
أحمد بن محمد البجلي أنبأ أبو النضر محمد بن أحمد بن سليمان الشر مغولي بها ح
وأخبرنا به عاليا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي بنيسابور أنبأ الشريف
أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري الهروي أنبأ أبو محمد
134

عبد الرحمن / 31 ب / بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري قالا:
أنبأ أبو جعفر محمد بن أحمد عبد الجبار ثنا أبو أحمد حميد بن زنجويه ثنا
يعلى بن عبيد ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لولا أن أشق على أمتي لأخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل ولأمرتهم
بالسواك عند كل صلاه "
فكان زيد بن خالد سواكه على أذنه بموضع القلم من أذن الكاتب لا يقوم
لصلاة الا استن ثم رده لموضعه.
هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الرحمن زيد بن خالد الجهني
رضي الله عنه ومحفوظ من حديث أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف
الزهري المدني الفقيه ويقال: اسمه كنيته عنه أخرجه أبو داود في سننه عن
أبي إسحاق إبراهيم بن موسى الرازي الفراء عن أبي عمرو عيسى بن يونس بن
أبي إسحاق السبيعي وأخرجه الترمذي عن أبي السري هناد بن السري التميمي
الكوفي عن عبدة بن سليمان الكوفي وقال صحيح وأخرجه النسائي عن أبي
أمية عمرو بن هشام الحراني عن محمد بن سلمة الحراني ثلاثتهم عن أبي بكر
محمد بن إسحاق بن يسار المدني مولى قيس بن مخرمة / القرشي وهو صاحب
المغازي.
135

البلد الحادي والثلاثون
/ 32 أ / جرباذقان
وهي مدينة من أعمال أصبهان
أخبرنا أبو علي أحمد بن إسماعيل بن أحمد وأبو جعفر محمد بن
عبد الواحد بن هبة الله وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرمقاني وأبو علي
حسكا بن أبي مسلم بن أحمد الكروكي الجرباذقانيون بقراءتي عليهم بجرباذقان
قالوا:
أنا أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة المحتسب الأصبهاني
بجرباذقان أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم التاجر أنا أبو
136

القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي ثنا عبيد الله بن رماحس القيسي
برمادة رملة سنة أربع وسبعين ومئتين. ثنا أبو عمرو زياد بن طارق وكان أتت
عليه عشرون ومئة سنة قال سمت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي رضي الله
عنه يقول:
لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي
والشاء أتيته فأنشدته أقول هذا الشعر: [من البسيط]
امنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن علي بيضة قد عاقها قدر * مشتت شملها في دهرها غير
أبقت لنا الدهر هتافا على حزن * على قلوبهم الغماء والغمر
ان لم تداركهم نعماء تنشرها * يا أرجح الناس حلما حين يختبر
أمنن على نسوة قد كنت ترضعها * إذ فوك يملؤه من محضها الدرر
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها * وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته * واستبق منا فإنا معشر زهر
إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت * وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه * من أمهاتك إن العفو مشتهر
يا خير من مرحت كمت الجياد به * عند الهياج إذا ما استوقد الشرر
إنا نؤمل عفوا منك تلبسه * هذي البرية إذ تعفو وتنتصر
فاعف عفا الله عما أنت راهبه * يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر
قال: فلما سمع هذا الشعر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لي ولبني
عبد المطلب فهو لكم.
137

وقالت قريش ما كان لنا فهو لله ولرسوله وقالت الأنصار ما كان لنا
فهو لله ولرسوله.
هذا حديث غريب من حديث أبي جرول ويقال أبو صرد زهير بن
صرد تفرد به عنه أبو عمرو زياد بن طارق الجشمي وقد رواه عن
عبيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد الجشمي جماعة غير سليمان منهم أبو محمد
الحسن بن زيد الحسن الجعفري وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن
الأعرابي البصري وأبو مسعود محمد بن إبراهيم بن عيسى المقدسي وهو معدود في
الأحاديث السباعيات.
138

البلد الثاني والثلاثون
همذان
وهي مدينة كبيره من بلاد الجبل
أخبرنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي المعروف ببديع الزمان
139

وأبو بكر هبة الله بن الفرج بن الفرج ابن أخت محمد بن الحسن الطويل
الهمذانيان بقراءتي عليهما بهمذان سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة قالا:
أنبأ أبو منصور بكر بن محمد بن علي بن حيد النيسابوري قدم علينا همذان
أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد الخفاف أنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن
إبراهيم الثقفي السراج ثنا هناد بن السري ثنا وكيع عن موسى بن علي بن
رباح عن أبيه قال: سمعت عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه يقول:
ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن وان نقبر
فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة
حتى تميل وحين تقرب للغروب حتى تغرب وقال غيره: وحين
تضيف.
هذا حديث صحيح من حديث أبي عامر ويقال أبو حماد ويقال:
140

أبو عمرو ويقال: أبو أسد ويقال: أبو سعاد عقبة بن عامر بن عبس
الجهني المصري رضي الله عنه. وثابت من رواية أبي عبد الله علي / 33 ب / بن
رباح بن قصير اللخمي المصري عنه.
أخرجه مسلم عن أبي زكريا يحي بن يحيى النيسابوري عن عبد الله بن
وهب.
وأخرجه الترمذي عن هناد بن السري عن وكيع جميعا عن موسى
فوقع لي موافقة عنه.
141

الباب الثالث والثلاثون
مشكان
وهي مدينة من أعمال همذان
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله المشكاني الخطيب
بقراءتي عليه بمشكان في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.
أنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن يونس النهاوندي قدم
علينا مشكان أنا القاضي أبو العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي أنا
القاضي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل ويعرف
بابن الأشقر ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري حدثني سليمان بن
عبد الرحمن حدثني الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق قالا ثنا الأوزاعي
حدثني شداد أبو عمار حدثني واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
142

" ان الله (عز وجل) اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى
قريشا من كنانة واصطفى هاشما من قريش واصطفاني من بني هاشم ".
أخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي / 34 أ / وأبو المظفر
عبد المنعم بن عبد الكريم قالا: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن
الجنزورودي أنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري أنا أبو يعلى أحمد بن
علي التميمي الموصلي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا الوليد بن
مسلم عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن أبي عمار عن واثلة بن الأسقع
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ان الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا
واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم "
هذا حديث صحيح من حديث أبي الخطاب ويقال: أبو قرصافة
ويقال: أبو الأسقع واثلة بن الأسقع بن عبد العزى الليثي نزيل دمشق.
وثابت من رواية أبي عمار شداد بن عبد الله الدمشقي مولى معاوية عنه
أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن سهم هذا فوقع لي موافقة في شيخه.
وأخرجه الترمذي عن محمد بن إسماعيل البخاري عن سليمان عن الوليد
وحده من غير ذكر شعيب فوقع لي موافقة أيضا.
143

البلد الرابع والثلاثون
روذراور
مدينة من كورة همذان
أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن يحي الروذراوري الفقيه بقراءتي
عليه / 34 ب / بروذراور سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة
أنبأ أبو بكر بن أبي الحسن محمد بن الحسين الطوسي بنيسابور أنا القاضي
أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الحرشي الحيري ثنا أبو العباس محمد بن
يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأموي أنا العباس بن الوليد أخبرني
144

عقبة يعني ابن علقمة البيروتي أخبرني الأوزاعي حدثني يحي بن أبي كثير
حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
(الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم
البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألتني
عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك أو قال: أحد غيرك قال: " هي الرؤيا
الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له ".
هذا حديث غريب من حديث أبي الوليد عبادة بن الصامت بن قيس
الأنصاري الخزرجي البدري النقيب رضي الله عنه أخرجه ابن ماجة القزويني
في سننه عن علي بن محمد الطنافسي عن وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي عن
علي بن المبارك اليمامي عن يحي بن أبي كثير اليمامي كما أخرجناه.
ورواه حرب بن شداد القصاب وعمران بن داود القطان عن يحي عن
أبي سلمة قال: نبئت عن عبادة وكأنه أصح.
وأخرجه أبو عيسى الترمذي هكذا في جامعه عن / 35 أ / محمد بن بشار
عن أبي داود الطيالسي عن حرب وعمران.
145

البلد الخامس والثلاثون
أسداباذ
وهي مدينة من نواحي همذان
حدثني أبو الفضل عبد الملك بن سعد
بن تميم بن أحمد بن عنتر التميمي
الأسداباذي إملاء من لفظه بأسداباذ أنا أبو عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن
146

محمد بن جعفر الأصبهاني السلماني بجرباذقان أنا محمد بن عبد الله الضبي أنا
سليمان بن أحمد ثنا إدريس بن جعفر العطار ثنا يزيد بن هارون أنا
شعبة عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو
رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أربع من كن فيه كان منافقا خالصا وان كانت فيه خصلة منهن كانت
فيه خلة من النفاق حتى يتركها: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا
ائتمن خان وإذا خاصم فجر ".
هذا حديث صحيح (متفق على صحته) من حديث أبي محمد
عبد الله بن عمرو بن العاص القرشي السهمي رضي الله عنه.
وثابت من حديث أبي عائشة مسروق بن عبد الرحمن وهو الأجدع
الهمداني الكوفي عنه.
أخرجه البخاري من طرق منها: عن بشر بن خالد العسكري عن محمد بن
جعفر غندر عن شعبة / 35 ب /.
وأخرجه مسلم من طرق منها عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه
كلاهما عن الأعمش سليمان بن مهران عن عبد الله بن مرة عن مسروق.
147

البلد السادس والثلاثون
حلوان
وهي مدينة آخر حد العراق
أخبرني أبو يعقوب يوسف بن بكران بن بزان بن محمد الشهرزوري
خطيب حلوان بقراءتي عليه بحلوان
148

أنا أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن نصر بن إسحاق بن غانم القرميسيني
اللخمي وأنبأ أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد البزاز المروزي بمرو قالا ثنا
أبو بكر أحمد بن علي المعروف بالشيرازي أنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ النيسابوري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان
الرملي ثنا سفيان بن عيينة عن عاصم عن زر بن حبيش قال:
أتيت صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه فقال لي ما جاء بك؟
قلت: ابتغاء العلم قال: فأن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما
يصنع قلت: حك في نفسي المسح على الخفين وكنت امرءا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتك لأسألك هل سمعت في ذلك
شيئا؟ قال نعم كان
يأمرنا إذا كنا سفري أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن
/ 36 أ / من نوم غائط ولا بول الا من جنابة.
149

قال أبو يعقوب وذكر الحديث وأتمه لنا أبو المعالي قال:
فبينا نسير معه في سفر إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري: يا محمد
يا محمد فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم كنحو من صوته هاؤم قال: الرجل يحب القوم
ولما يلحق بهم قال: المرء مع من أحب قال وبينما يحدثنا فقال إن
بالمغرب بابا عرضه أربعون أو قال سبعون سنه فتحه الله عزه وجل للتوبة
لا يغلقه حتى تطلع الشمس منه.
هذا حديث حسن من حديث أبي مريم زر بن حبيش الأسدي
الكوفي عن صفوان بن عسال المرادي عديد بني جمل من مراد نزيل
الكوفة رضي الله عنه.
أخرجه الترمذي عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن سفيان بن
عيينة. وقال: حسن صحيح.
وأخرجه النسائي مختصرا بذكر المسح عن قتيبة بن سعيد عن سفيان.
وأخرجه أبو عبد الله بن ماجة كذلك عن أبي بكر بن أبي شيبة عن
سفيان.
150

البلد السابع والثلاثون
أرجيش
وهو من فرج إرمينية بين خلاط وخوي.
حدثني أبو مسعود محمود بن أبي شجاع اليزدي الواعظ شاب / 36 ب / كان
يسمع معنا الحديث ببغداد من لفظه بأرجيش.
151

أنا أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن الشروطي بهمذان ثم لقيت أبا القاسم
الشروطي بنيسابور فسمعته منه أنا الشيخ أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن
إسحاق بن منده الأصبهاني أنا أحمد بن محمد بن المرزبان ثنا محمد بن
إبراهيم بن يحي الجزوري ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا عبيد الله بن عمرو
عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه قال:
قال عمر لصهيب رضي الله عنهما: أي رجل لولا خصال ثلاث فيك
قال: وما هن؟ قال اكتنيت وليس لك ولد وانتميت إلى العرب وأنت من
الروم وفيك سرف في الطعام قال: أما قولك اكتنيت ولم يولد لي فان
رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى وأما قولك اني انتميت إلى العرب وأنت من
الروم فاني رجل من النمر بن قاسط سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام
قد عرفت نسبتي وأما قولك في سرف في الطعام فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
خياركم من أطعم الطعام.
هذا حديث محفوظ من حديث أبي يحي صهيب بن سنان بن عبد عمرو
النمري المعروف بالرومي رضي الله عنه وكان من السابقين الأولين عرف عنه
بابنه حمزة بن صهيب.
أخرجه أبو عبد الله بن ماجة في سننه عن أبي بكر عن أبي شيبة / 37 أ /
عن يحي بن أبي بكير أبي زكريا العبدي الكوفي قاضي كرمان عن أبي المنذر
زهير بن محمد العنبري الخراساني عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب
العقيلي.
152

وأخرج النسائي معناه عن محمد بن يحي بن محمد بن كثير الحراني عن
سعيد بن حفص بن النفيلي الحراني عن موسى بن أعين الحراني عن
عيسى بن يونس عن الضحاك بن عبد الرحمن عن عطاء بن أبي مسلم
الخراساني عن أبي محمد سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي المدني
الفقيه قال: قال عمر لصهيب فذكره وقال النسائي هذا حديث منكر
فكأنني لما علوت فيه عن أبي القاسم لقيت النسائي وسمعته منه.
153

البلد الثامن والثلاثون
الأنبار من العراق
وهي مدينة على شاطئ الفرات من ناحية الجزيرة
أخبرنا الأستاذ أبو الفوارس خليفة بن محفوظ بن أبي يعلى محمد بن علي
الأنباري المقرئ المؤدب بقراءتي عليه بالأنبار في مسجده في ربيع الأول سنة
154

خمس وعشرين وخمس مئة عند رجوعي من بغداد في الرحلة الأولى
أنا الشيخ العدل أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب المعروف
بابن الأخضر الأنباري بها أنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال
ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك الدقاق ثنا الحسن / 37 ب / بن سلام
السواق ثنا عبيد الله بن موسى أنا يونس بن أبي إسحاق عن عامر عن
عروة بن المغيرة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
كنت معه في سفر فنزل فاتبعته بأداوة فأفرغت عليه وعليه جبة من
صوف من جباب الروم فذهب ليخرج يده من كم الجبة فلم يستطع
فادرعها ادراعا من أسفل الجبة فغسل ذراعيه حتى إذا بلغ الخفين أهويت
لأنزعهما فقال: مه دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما ثم توضأ.
155

أخبرناه عاليا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبو نصر أحمد بن
عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن رضوان وأبو غالب أحمد بن الحسن بن
أحمد بن البنا ببغداد قالوا أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري أنا
أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا
أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي عن عروة بن المغيرة بن
شعبة عن أبيه رضي الله عنه قال:
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر فقال: أمعك ماء؟ قلت
نعم فنزل عن راحلته فمشى حتى توارى عني في سواد الليل ثم جاء
فأفرغت عليه من الأداوة فغسل يديه ووجهه وعليه جبة من صوف فلم
يستطع أن يخرج ذراعيه منها حتى أخرجهما من أسفل الجبة وغسل ذراعيه
ومسح برأسه / 38 أ / ثم أهويت لأنزع خفيه فقال دعهما فاني أدخلتهما
طاهرتين فمسح عليهما.
هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي عبد الله المغيرة بن
شعبة بن أبي عامر الثقفي رضي الله عنه وكان يكنى أبا عيسى فغير
أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه كنيته وقال إن عيسى لا أب له.
156

وثابت من حديث ابنه أبي يعفور عروة بن المغيرة عنه.
أخرجه البخاري عن أبي نعيم الفضل بن دكين هذا وأخرجه مسلم عن
محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه جميعا عن أبي يحيى زكريا بن أبي زايدة
خالد ويقال هبيرة الكوفي الهمداني مولاهم عن أبي عمرو عامر بن شراحيل
الشعبي الكوفي الفقيه.
فوقع لي موافقة في شيخ البخاري بعلو.
157

البلد التاسع والثلاثون
رحبة مالك بن طوق
وهي مدينة على شاطئ الفرات مما يلي الشام
أخبرنا القاضي أبو علي الحسن بن أبي منصور سعيد بن أحمد بن عمرو بن
158

المأمون الجزري الفقيه الشافعي قاضي جزيرة ابن عمر بقراءتي عليه بالرحبة
سنة خمس وعشرين وخمس مئة
أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن علي بن البسري البندار قراءة عليه
ببغداد أنا أبو طاهر بن محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص ثنا عبد الله بن
محمد بن عبد العزيز / 36 ب / ثنا لوين ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق
عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب رضي الله عنه قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل أعمله يقربني
من الجنة ويباعدني من النار قال: اعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم
الصلاة وتؤدي الزكاة وتصل ذا رحمك. فلما أدبر الرجل قال: ان تمسك بما
أمرته دخل الجنة.
هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي أيوب خالد بن
زيد بن كليب الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه وثابت من رواية أبي عيسى
موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي عنه.
159

اتفق البخاري ومسلم والنسائي على اخراجه من حديث عثمان بن
عبد الله بن موهب عن موسى.
وانفرد مسلم باخراجه من حديث أبي الأحوص عن موسى فرواه عن
يحيى بن يحيى وأبي بكر عن أبي الأحوص
فوقع لي بدلا عاليا بحمد الله.
160

البلد الأربعون
الرافقة
وتعرف اليوم بالرقة وهي مدينة على شاطئ الفرات من الجزيرة
أخبرنا أبو الطيب أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حبيب السلمي
161

المقدسي الواعظ امام جامع الرافقة به بقراءتي عليه في المحرم / 39 أ / سنة تسع وعشرين وخمس مئة
ثنا الشيخ الامام امام الحرمين أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري الفقيه
بمكة حرسها الله في المسجد الحرام سنة سبع وثمانين وأربع مئة وأخبرنا
أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر
162

القارئ بنيسابور قالوا أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي بنيسابور أنا
أبو سهل بشر بن أحمد الأسفرايني ثنا أبو سليمان داود بن الحسين بن عقيل
البيهقي بخسروجرد ثنا يحيى بن يحيى بن عبد الرحمن التميمي أنا هشيم عن
أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين
ينصرف: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله
رب العالمين.
هذا حديث غريب من حديث أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان
الأنصاري الخدري رضي الله عنه انفرد به عنه أبو هارون عمارة بن جوين
العبدي البصري عنه وقع إلي عاليا من حديث أبي معاوية هشيم بن بشير
الواسطي عن أبي هارون.
163

[خاتمة]
هذا آخر الأربعين حديثا، عن أربعين شيخا، من أربعين مدينة لأربعين
من الصحابة، في أربعين بابا.
وقد دخلت / 39 ب / مدنا غير ما ذكرت، منها ما سمعت به شيئا نازلا، أو
إنشادا، أو لم يتفق لي فيها سماع شئ كبعلبك وتدمر وعرض والرصافة
وماكسين ورأس العين، ودنيسر، وماردين، وأرزن،
164

وبدليس، وخلاط، وهيت، وعانة، والحديثة، وخوار الري،
ومزينان، بأمين، وبورجان، وقرميسين،
165

وقاشان، وكنكور
والله يجعل ترحالي في طلب العلم في سبيله، ومقربا إليه وإلى رسوله.
والحمد لله حق حمده، وصلواته على خير خلقه، محمد نبيه وآله وصحبه، وسلم
تسليما كثيرا.
كتبه العبد الضعيف علي بن محمد الختني أصلحه الله تعالى.
قوبل بأصله المنقول منه.
بلغ العرض والسماع ولله الحمد.
واتفق الفراغ منه في شهر الله المعظم رمضان سنة ست وثمانين وست مئة
بجامع دمشق المحروسة من نسخة الحافظ أبي [عبد الله] البرزالي أحسن الله
إليه.
وفي آخر النسخة م:
وأتى على آخره نسخا أفقر عباد الله إلى رحمته محمد بن إبراهيم بن خشنام
الحلبي الكاتب المكنى بأبي حامد في ثاني عشر صفر سنة خمس وثمانين وخمس مئة.
والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله أجمعين وصحبه السادة
الأكرمين.
166

السماعات على نسخة ز
على صفحة العنوان:
ولد الحافظ ابن عساكر في المحرم سنة تسع وتسعين.
وتوفي في رجب سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
على صفحة العنوان:
الحمد لله رب العالمين وعبد فقد قرأ على سيدنا... كريم الدين أبي الفضل
محمد بن محمد بن محمد بن العماد... الشافعي فسح الله تعالى في كاتبه محمد...
اليوسفي... جميع هذه الأربعين البلدانية وجميع الكلام على الأحاديث بإجازة
المسمع:... المسندة أم الفضل هاجر المقدسية وفاطمة وعائشة.... بإجازتهم
من.... الذهبي بسماعه من القاسم بن مظفر بن عساكر...
فسمعها ولد كاتبه محمد بن محمد اليوسفي... وكانت القراءة بالمدرسة
العمرية... وذلك في يوم السبت المبارك ثاني عشر من شهر ذي الحجة الحرام
آخر شهور سنة ست عشرة وتشع مئة.
الحمد لله صحيح ذلك كتبه محمد بن العماد.
سماع على الورقة 2
الأربعين البلدانية لأبي القاسم بن عساكر على الشيخ كمال الدين
عبد العزيز بن عبد المنعم بن الخضر الخبازي بسماعه من الشيخ الثلاثة أبي محمد
القاسم بن المخرج، وتقي الدين... بن علي بن أبي بكر القرطبي وأبي محمد
عبد العزيز بن شداد بن تميم الجميري بسماعهم من المصنف بقراءة أبي الفداء
167

إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن الخبار: ولداه أمة العزيز زينب ومحمد في...
وذلك في يوم الجمعة سادس عشر شهر ربيع الأول سنة سبعين وست مئة بجامع
دمشق، وأجاز لهم المسمع رواية ماله رواية والحمد لله رب العالمين وصلى الله على
محمد وآله وسلم.
سمعها على الشيخ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز عن
ابن عبد بسنده بقراءة كاتب السماع محمد بن... اللخمي: سعيد بن عبد الله
الذهلي يوم الثلاثاء سادس ربيع الأول سنة سبع وأربعين [و...].
سماع على الورقة 2 ب
سمع جميع هذه الأربعين البلدانية تخريج الحافظ أبي القاسم بن عساكر على
الشيخ الامام الحافظ أبي العباس أحمد بن مظفر بن أبي محمد بن النابلسي...
بأصل سماعه عن شيوخه الستة بسندهم، وصح ذلك في مجالس آخرها يوم الخميس
تاسع عشر شعبان من سنة ثمان وأربعين وسبع مئة بدمشق.
168