الكتاب: نزهة الناظر وتنبيه الخاطر
المؤلف: الحلواني
الجزء:
الوفاة: ق ٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: مدرسة الإمام المهدي (ع)
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٨
المطبعة:
الناشر: مدرسة الإمام المهدي (ع) - قم المقدسة
ردمك:
ملاحظات:

نزهة الناظر وتنبيه الخاطر
تأليف
الشيخ الجليل الحسين بن محمد بن الحسن بن الحلواني
من أعلام القرن الخامس
تحقيق ونشر
مدرسة الإمام المهدي عليه السلام
قم المقدسة 29
1

هوية الكتاب
كتاب: نزهة الناظر وتنبيه الخاطر
تأليف الشيخ الجليل الحسين بن محمد بن الحسن بن نصر الحلواني:
من أعلام القرن الخامس
تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام - قم المقدسة.
برعاية الحاج السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الأبطحي دامت بركاته.
باهتمام: الحاج السيد جلال طبيب بور، الأصفهاني.:
الطبعة الأولى المحققة.
المطبعة: مهر، قم.
التاريخ: ربيع الأول 1408 ه‍. ق.
العدد (1000) نسخة.
حقوق الطبع: كلها محفوظة لمؤسسة الإمام المهدي - قم المقدسة.
تلفون: 33060.

(1) بشارة المصطفى: 60، عنه البحار 38 / 199 ح 8.
2

نزهة الناظر وتنبيه الخاطر

(1) وهو محمد بن الحسن بن حمزة بن جعفر بن العباس بن إبراهيم بن جعفر بن إبراهيم بن
جعفر من أولاد جعفر بن أبي طالب الطيار، زوج ابنة المفيد، وخليفته، وتلميذ السيد المرتضى.
قال عنه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: 2 / 360: " كان من كبار علماء الشيعة
لزم الشيخ المفيد، وفاق في معرفة الأصلين والفقه على مذهب الإمامية، وزوجه المفيد
بابنته، وخصه بكتبه، وأخذ أيضا عن الشريف المرتضى، وكان عارفا بالقراءات. ذكره
ابن أبي طي... " مات سنة 465 ه‍ " ولكن النجاشي في رجاله: 316، والعلامة الحلي
في خلاصة الأقوال: 164 وابن حجر أيضا في لسان الميزان: 5 / 135 كما سيأتي
ذكروا في ترجمته أنه توفى في شهر رمضان سنة 463.
وفى هذا بحث نعرض عن ذكره لخروجه عن أصل الموضوع.
وقد أخطأ ابن حجر في اسمه حيث يقول: حمزة بن محمد الجعفري، أبو يعلى الطالبي "
والصحيح ما أثبتناه كما ذكر تلاميذه والراوين عنه وسائر من ترجم له.
واحتمال التصحيف في نسخ كتاب لسان الميزان. بعد لأنه ذكره في حرف الحاء.
علما أنه ترجم له أيضا في حرف الميم: 5 / 135 قائلا: " محمد بن الحسن بن حمزة
أبو يعلى الجعفري. أحد الأئمة الامامية ورعاتهم، وصهر بن النعمان روى عن صهره
الملقب بالمفيد، وتوفى في رمضان سنة 463 ببغداد، ذكره ابن النجار في الذيل ".
ترجم له أيضا في عمدة الطالب: 46.
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

المؤلف
هو الشيخ الثقة الجليل والحبر النبيل (أبو عبد الله الحسين بن محمد بن نصر
الحلواني) عالم، فاضل، محدث ثقة، من أجلاء أصحابنا المقدمين.
وسفره القيم (نزهة الناظر وتنبيه الخاطر) من خير كتاب اخرج للناس في
(أقوال الأئمة عليهم السلام الموجزة، وألفاظهم المعجزة، وحكمهم الباهرة، ومواعظهم الزاهرة)
فهو يحتوى (لمعا تنزه ناظرك، وتنبه خاطرك بها) كما قال قدس سره.
وهذا الكتاب حجة قاطعة على علمه الغزير، وتضلعه في الحديث ونبوغه في الأدب
وهو من العلماء المحدثين في عصر شيخ الطائفة الطوسي قدس الله سره
ومن تلاميذ السيد المرتضى علم الهدى، وهو أحد أفاضل الرواة عنه - كما يبدو
ذلك جليا في بعض أسانيد كتاب (بشارة المصطفى) تصنيف الشيخ الثقة عماد الدين
محمد بن أبي القاسم الطبري - حيث روى باسناده قال:
حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال:
حدثني أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عمر بن علي بن عمر بن زيد
عن عمه محمد بن عمر، عن أبيه، عن علي بن الحسين بن علي الرازي في درب
(مسلخگاه) بالري في ذي العقدة سنة ثمان عشرة وخمسمائة إملاءا من لفظه، قال:
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن نصر الحلواني في داره غرة
ربيع الاخر سنة احدى وثمانين وأربعمائة بكرخ بغداد إملاءا من لفظه قال:
حدثني الشريف الاجل المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم علي بن
الحسين الموسوي، رضي الله عنه في داره ببغداد في (بركة زلزل) في شهر رمضان سنة
تسع وعشرين وأربعمائة قال:
1

حدثني أبي الحسين بن موسى، قال:
حدثني أبي موسى بن محمد قال:
حدثني أبي محمد بن موسى قال:
حدثني أبي موسى بن إبراهيم قال:
حدثني أبي إبراهيم بن موسى، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال:
حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي بن الحسين قال:
حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " زينوا مجالسكم بذكر علي بن أبي طالب عليه السلام " (1) ومن هذا السند يمكننا استخلاص: أنه - قدس سره - بغدادي المسكن، إن لم يكن منها
وهو يروى عن السيد المرتضى في داره ببغداد سنة 439 ه‍
وروى عن الحلواني الرازي في داره التي هي في كرخ بغداد في سنة 481 ه‍
أي بعد مرور " 52 " سنة
وبالتالي فهو - قطعا - من علماء الشيعة القاطنين في هذه المدينة.
ومن المحتمل أنه غادرها متوجها إلى النجف الأشرف حدود 448 ه‍
إثر الفتنة التي وقعت بين الشيعة وأهل السنة في كرخ بغداد، والتي أحرقت فيها دار
شيخ الطائفة، وكتبه، وكرسيه الذي كان يجلس عليه للكلام، ثم عاد إليها بعد ذلك.
وإذا علمنا أن داره، ودار الشيخ الطوسي كانتا في كرخ بغداد، وأن دار الشيخ
كانت قبلة طلاب العلم ورواده حيث كانوا يقصدونه من شتى النواحي، ويختلف إلى
منتدى تدريسه فطاحل العلماء، وتخرج من حوزته الوسيعة، وفيوض كرسيه نوابغ
وأفذاذ ومشاهير علماء الحديث والفقه والتفسير وغيرها
وربما كان يبلغ عددهم ثلاثمائة من مجتهدي الخاصة وما لا يحصى من أهل العامة.
فلا بد أن يكون الحلواني أحد المترددين إلى مجلسه والمستفيدين من عبقريته
2

وعلومه ودروسه، واحتمال العكس بعيد.
وتتلمذ أيضا على يد الشيخ الجليل الشريف أبي يعلى محمد بن الحسن بن
حمزة الجعفري الطالبي (1) وهو أحد تلامذة الشيخ الجليل أبو القاسم علي بن الشيخ
المفيد حيث يروى عنه في أول " لمع من أقوال الامام صاحب الزمان " ص 147
ويروى عنه أيضا في كتابه " نهج النجاة في فضائل أمير المؤمنين والأئمة
الطاهرين من ذريته صلوات الله عليهم أجمعين "
ذكر ذلك ابن طاووس في كتابه اليقين: 140، وقال: من نسخة تاريخ كتابتها
جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وظاهر حالها أنه قد كتب في زمان
مصنفه، ولعله بخطه.. "

(1) وهو محمد بن الحسن بن حمزة بن جعفر بن العباس بن إبراهيم بن جعفر بن إبراهيم بن
جعفر من أولاد جعفر بن أبي طالب الطيار، زوج ابنة المفيد، وخليفته، وتلميذ السيد المرتضى.
قال عنه ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان: 2 / 360: " كان من كبار علماء الشيعة
لزم الشيخ المفيد، وفاق في معرفة الأصلين والفقه على مذهب الإمامية، وزوجه المفيد
بابنته، وخصه بكتبه، وأخذ أيضا عن الشريف المرتضى، وكان عارفا بالقراءات. ذكره
ابن أبي طي... " مات سنة 465 ه‍ " ولكن النجاشي في رجاله: 316، والعلامة الحلي
في خلاصة الأقوال: 164 وابن حجر أيضا في لسان الميزان: 5 / 135 كما سيأتي
ذكروا في ترجمته أنه توفى في شهر رمضان سنة 463.
وفى هذا بحث نعرض عن ذكره لخروجه عن أصل الموضوع.
وقد أخطأ ابن حجر في اسمه حيث يقول: حمزة بن محمد الجعفري، أبو يعلى الطالبي "
والصحيح ما أثبتناه كما ذكر تلاميذه والراوين عنه وسائر من ترجم له.
واحتمال التصحيف في نسخ كتاب لسان الميزان. بعد لأنه ذكره في حرف الحاء.
علما أنه ترجم له أيضا في حرف الميم: 5 / 135 قائلا: " محمد بن الحسن بن حمزة
أبو يعلى الجعفري. أحد الأئمة الامامية ورعاتهم، وصهر بن النعمان روى عن صهره
الملقب بالمفيد، وتوفى في رمضان سنة 463 ببغداد، ذكره ابن النجار في الذيل ".
ترجم له أيضا في عمدة الطالب: 46.
3

ولا يخفى أن في تاريخ كتابة النسخة تصحيفا، لعل صوابه " 475 ".
وليس هو صاحب كتاب " مقصد الراغب الطالب في فضائل علي بن أبي طالب
عليه السلام " كما نسبه إليه الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل: 2 / 100، وإثبات الهداة:
1 / 60. ووافقه في ذلك الشيخ آغا بزرگ الطهراني في الذريعة: 22 / 111.
فبعد تتبع أسانيد كتاب مقصد الراغب، واستقصاء مشايخه فيه تبين لنا أنه من
أعلام قرني السادس والسابع، حيث يروى في ص 20 - مخطوط - عن الشيخ أبى
حفص عمر بن محمد بن معمر بن أحمد البغدادي الدارقزي المؤدب المعروف ب‍
" ابن طبرزد " المولود سنة " 516 "، والمتوفى سنة " 607 ". (1)
ويروى في الصفحات: 24 و 129 و 200 عن الشيخ جمال الدين أبى الفرج
عبد الرحمان بن علي بن محمد بن علي ابن الجوزي التيمي البكري البغدادي
المولود سنة " 509 " أو " 510 " والمتوفى سنة " 597 " ه‍. (2)
ويروى كثيرا عن الشيخ المحدث أبى الخير " بدل " بن أبي المعمر بن إسماعيل
التبريزي، المولود بعد سنة " 550 " والمتوفى سنة " 636 ". (3)
ويروى في ص 28 وص 79 عن الشيخ حنبل بن إسحاق المكبر بجامع
الرصافة في سنة 604 ه‍. ويروى عن غيرهم من أعلام القرن السادس.
أضف إلى ذلك أنه ينقل في ص 102 عن كتاب " النهاية " للشيخ الطوسي
قدس سره المتوفى سنة 460 ه‍.
فهو ليس قريبا من عصر الصدوق كما ذكر شيخ الاسلام المجلسي حيث يقول
في البحار: 1 / 23: " وكتاب مقصد الراغب الطالب في فضائل علي بن أبي طالب

1) سير أعلام النبلاء: 21 / 507، وفيات الأعيان: 3 / 452.
2) سير أعلام النبلاء: 21 / 365، وفيات الأعيان: 3 / 140، الكامل لابن الأثير: 12 / 71.
3) سير أعلام النبلاء 23 / 62.
4

للشيخ الحسين بن محمد بن الحسن، وزمانه قريب من عصر الصدوق، ويروى كثيرا
من الاخبار عن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن هاشم:
علما أنه نقل بعض أخبار قضايا وأحكام أمير المؤمنين عليه السلام مرسلة مرة عن
إبراهيم بن علي بن إبراهيم، وأخرى عن علي بن إبراهيم.
وهو ليس من مشايخه لبعد الطبقة كما تقدم.
ونقول أيضا أن مؤلف مقصد الراغب ليس اسمه " الحسين بن محمد بن
الحسن " كما ذكروا.
وقد نشأ هذا السهو بسبب نقل مؤلف مقصد الراغب جملة من أقوال الأئمة
عليهم السلام موجودة في نزهة الناظر، ونقل في ص 178 تمام باب لمع من أقوال الإمام الحجة
بن الحسن عليهما السلام وخطبة نهاية الكتاب، والتي يقول فيها - مؤلف النزهة -:
" قال الحسين بن محمد بن الحسن - لما انتهى إلى هذا الفصل من كتابه:
إلهي أنت العالم بحركات الأعين.... "
وللبحث تتمة ودراسة مفصلة سنذكرها - إن شاء الله - في مقدمة كتاب مقصد
الراغب، والذي هو قيد التحقيق في مدرستنا. (1)
التعريف بنسخ الكتاب ومنهج التحقيق
اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على نسختين خطيتين وثالثة مطبوعة:
الأولى: هي النسخة المحفوظة عند حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد
الموحد المحمدي الأصفهاني - نزيل طهران - وهي بخط العالم الجليل الحاج السيد
أبو القاسم الصفوي الأصفهاني (3) - طاب ثراه - المتوفى في النجف الأشرف سنة

1) ترجم للمؤلف في أعيان الشيعة: 6 / 145، أمل الآمل: 2؟ 100، رياض العلماء:
2 / 80، معالم العلماء: 42، وغيره.
2) وهو الذي أكمل كتاب غاية القصوى في ترجمة " العروة الوثقى " لفقيه عصره سماحة آية
الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي - طاب ثراه - وكان قد بدأ بها المحدث الشهير
الشيخ عباس القمي. الذريعة: 12 / 14.
5

1370 ه‍. كما ذكر ذلك على ظهر الصفحة الأولى، ورمزنا لها ب‍ " أ ".
الثانية: هي النسخة المحفوظة في خزانة مخطوطات مكتبة المسجد الأعظم
بقم المشرفة، التي أسسها سماحة أستاذنا الأكبر أية الله العظمى المرجع الديني الأعلى
في عصره الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي طاب ثراه.
وعليها شروح وتعليقات بخط كاتبها. وتمتاز باحتوائها على أحاديث أكثر
من سابقتها. وهي ضمن المجموعة المرقمة " 2712 " الكتاب الثاني منها، يرجع
تاريخها إلى القرن الثاني عشر. ورمزنا لها ب‍ " ب ".
الثالثة: هي النسخة المطبوعة في مدينة مشهد المقدسة عن المطبوعة في
النجف الأشرف بتاريخ، 1404 ه‍. ورمزنا لها ب‍ " ط ".
وقد قابلنا الكتاب مع النسخ المذكورة، ومع بعض المصادر والجوامع ذات
العلاقة كالدرة الباهرة وبحار الأنوار ومستدرك الوسائل. مشيرين في هامش الصفحة
إلى بعض الاختلافات اللفظية الضرورية، مع توضيح لغوي موجز لبعض الألفاظ
الصعبة، وذكرنا في نهاية كل حديث المصادر التي نقلته.
تقدير وعرفان:
وإذ نختتم هذا السفر الأمجد - وقد وفقنا الله تعالى لاتمامه - نثني على تلك
القدرات والطاقات التي ساهمت في إنجازه، شاكرين لجهودها، حامدين الله تعالى على
توفيقه ومنه، ومنه الأجر والثواب، إنه نعم المولى ونعم المعين.
قم المقدسة - مدرسة الامام المهدى
السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الأبطحي الأصفهاني
6

الصفحة الأولى والأخيرة من نسخة - أ -
7

الصفحة الأولى والأخيرة من نسخة - ب -
8

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، حمد العارفين [به، العالمين] (1)
وصلى الله على المصطفى محمد وآله الطاهرين.
أما بعد فقد سطرت لك - أمتعني الله بك - من أقوال الأئمة من أهل البيت
عليهم السلام الموجزة، وألفاظهم المعجزة، وحكمهم الباهرة، ومواعظهم الزاهرة، لمعا
تنزه ناظرك بها، وتنبه خاطرك بها.
وحذفت الأسانيد حتى لا يخرج الكتاب عن الغرض المقصود في الاختصار.
وقدمت أمام كلامهم طرفا من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله، لتستدل به، وتعلم
أنهم من بحره الزاخر يغترفون، وعلمه الغامر يقتبسون
وأنه صلوات الله عليه الأصل المتبوع، وهم الأغصان والفروع
وأنه صلى الله عليه وآله مدينة العلم وهم أبوابها، وسماء الحكمة وهم أسبابها
وأنه معدن البلاغة وينبوعها، وهم زهرتها وربيعها
صلوات الله عليهم وسلامه، وتحيته وإكرامه
ولو جمع ما رواه أهل العدل عنهم لما وسعته الطوامير، ولا حوته الأضابير (2)
لأنهم بالحكمة ينطقون، وبالموعظة يتفوهون، ولكن اعتمدت قول أمير المؤمنين عليه السلام إذ قال:
" خذوا من كل علم أرواحه، ودعوا ظروفه، فان العلم كثير والعمر قصير ".
وقد وسمت كتابي هذا ب‍ " نزهة الناظر وتنبيه الخاطر "
وبالله تعالى التوفيق وهو حسبي ونعم الوكيل.

1) من " ب ".
2) " أ " و " ط " الأساطير.
9

طرف (1) من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله
في آدابه، ومواعظه، وأمثاله، وحكمه
1 - قال رسول صلى الله عليه وآله: من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا
ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. (2).
2 - وقال صلى الله عليه وآله: كلمة حكمة يسمعها المؤمن فيعمل بها خير من عبادة سنة. (2)
3 - وقال صلى الله عليه وآله: جالسوا العلماء وسائلوا الكبراء، وخالطوا الحكماء. (4)
4 - وقال صلى الله عليه وآله: الحزم أن تستشيروا إذا الرأي، وتطيعوا (5) أمره. (6)
5 - وقال صلى الله عليه وآله: احترسوا من الناس بسوء الظن. (7)
6 - وقال صلى الله عليه وآله جاملوا الأشرار بأخلاقكم (8) تسلموا من غوائلهم، وزايلوهم (9)

1) " ط " لمع.
2) أورده في أعلام الدين: 183 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 172 ضمن ح 8.
3) أورده في أعلام الدين: 183 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 172 ضمن ح 8.
4) روى نحوه الراوندي في نوادره: 26 بإسناده عن الكاظم، عن آبائه عليهم السلام، عنه
صلى الله عليه وآله، عنه البحار: 1 / 198 ح 5 وج 74 / 188 ح 14.
وأورده: الحراني في تحف العقول: 41 مرسلا، عنه البحار: 77 / 144 ح 40.
والطبرسي في مشكاة الأنوار ص: 134 مرسلا عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام
عنه صلى الله عليه وآله.
5) " ب " تطيع.
6) أورده في أعلام الدين: 184 (مخطوط) ضمن حديث، عنه البحار: 77 / 973 ضمن ح 8.
7) أورده في تحف العقول: 54 مرسلا، عنه البحار: 77 / 158 ح 42.
8) في أعلام الدين: بأخلاقهم.
9) " ب " وزايلهم، وفى أعلام الدين: وباينوهم.
10

بأعمالكم لئلا تكونوا منهم. (1)
7 - وقال صلى الله عليه وآله: استعينوا (2) على إنجاح الحوائج بالكتمان (3)، فان كل
ذي نعمة محسود. (4).
8 - وقيل: بأن لكل [ذي نعمة] (5) حسدة، ولو أن امرء (6) كان أقوم من
قدح لكان له من الناس غامز (7).
9 - وقال صلى الله عليه وآله: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم. (8)
10 - وقال صلى الله عليه وآله: تجافوا عقوبة ذوي المروات، فوالذي نفسي بيده إن
أحد هم ليعثر ويده في يد الله تعالى. (9).

1) أورده في أعلام الدين: 184 (مخطوط)
عنه البحار: 74 / 199 ذ ح 37 وج 77 / 173 ضمن ح 8
2) " ب " استبقوا.
3) أضاف في " ب " لها.
4) أورده في تحف العقول: 48، عنه البحار: 77 / 151 ح 98، وأورده في تنبيه الخواطر:
1 / 127 مرسلا.
5) ليس في " ب "
6) في أعلام الدين: المؤمن، وفى تنبيه الخواطر، أمرا.
7) أورده في أعلام الدين: 184 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 173 ضمن ح 8، وتنبيه
الخواطر: 1 / 9.
والقدح - بكسر القاف - السهم قبل أن ينصل ويراش.
وأغمز في الرجل أغمازا: استضعفه وعابه وصغر شأنه.
8) رواه الصدوق في أماليه: 20 ح 9 بإسناده عن أبي جعفر محمد بن علي، عن آبائه، عن
أمير المؤمنين عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
وأورده في أعلام الدين: 184 (مخطوط) عنه البحار: 77 / 173 ضمن ح 8.
والشهيد الأول في الدرة الباهرة: 17، عن البحار المذكور ص 166 ضمن ح 3.
9) روى نحوه الكليني في الكافي: 4 / 28 ح 12 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام
عنه الوسائل: 11 / 535 ح 3.
وأورد نحوه الشريف الرضى في المجازات النبوية: 157 ح 184 بلفظ " أقيلوا ذوي
الهيئات عثراتهم، فان أحدهم ليعثر، وان يده بيد الله يرفعها) ثم قال: وهذا القول مجاز
والمراد بذكر (يد الله) هاهنا معونة الله - تعالى وتقدس - ونصرته، فكأنه عليه الصلاة و
السلام أراد: أن أحد هم ليعثر، وأن معونة الله من ورائه تنهضه من سقطته، وتقيله من عثرته...
وأورد نحوه أيضا في نهج البلاغة: 471 ح 20، عنه البحار: 74 / 405 ح 3.
11

11 - وقال صلى الله عليه وآله: المشاورة حرز من الندامة، وأمن من الملامة. (1)
12 - وقال صلى الله عليه وآله: تجاوزوا (2) عن ذنب السخي فان الله تعالى آخذ بيده
13 - وقال صلى الله عليه وآله: ما أخاف على أمتي مؤمنا ولا كافرا، أما المؤمن فيحجزه
إيمانه، وأما الكافر فيدفعه كفره.
ولكني أخاف عليها منافقا يقول ما يعرفون، ويعمل ما ينكرون. (4)
14 - وقال صلى الله عليه وآله: إذا أراد الله بعبد خيرا جعل [معروفه و] (5) صنايعه في أهل
المحفاظ.
15 - وقال صلى الله عليه وآله: من رزقه الله، فبذل معروفه، وكف أذاه فذاك السيد.
16 - وقال صلى الله عليه وآله: أشد الاعمال ثلاثة:
ذكر الله عز وجل على كل حال، ومواساة الأخ، وإنصاف الناس من نفسك (6).

1) في التنبيه، وشهاب الاخبار: تجافوا
2) أورده في تنبيه الخواطر: 171، وشهاب الاخبار ح 498.
3) أورده في منية المريد: 45، وفيه لفظ (مشرك) بدل كافر عنه البحار: 2 / 110 ح 20
وأخرجه في مجمع الزوائد: 1 / 187 عن الطبراني في الأوسط والصغير.
4) أورده في منية المريد: 45، وفيه لفظ " مشرك " بدل " كافر " عنه البحار: 2 / 110 ح 20
وأخرجه في مجمع الزوائد: 1 / 187 عن الطبراني في الأوسط والصغير.
5) من " أ ".
6) رواه الطوسي في أماليه: 2 / 190 بإسناده عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام عنه
صلى الله وآله، عنه البحار: 69 / 404 ح 107.
وأورده في أعلام الدين: 121 (مخطوط) وفى تنبيه الخواطر: 1 / 59 وج 2 / 71
مرسلا عن علي عليه السلام.
12

17 - وقال صلى الله عليه وآله: الخلق الحسن يذيب الخطايا.
18 - وقال صلى الله عليه وآله: خمس من أتى الله عز وجل بهن أو بواحدة منهن أوجبت
له الجنة: من سقى هامة صادية، أو أطعم كبدا هافية (1) أو كسى جلدة عارية أو حمل
قدما حافية، أو أعتق رقبة عانية. (2)
19 - وقال صلى الله عليه وآله: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ
غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، وتدفع ميتة السوء، وتنفي الفقر. (3)
20 - وقال صلى الله عليه وآله: لا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا
عقل كالتدبير، ولا كرم كالتقوى، ولا قرين كحسن الخلق، ولا ميراث كالأدب ولا
فائدة كالتوفيق، ولا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كثواب الله عز وجل، ولا ورع
كالوقوف عند الشبهة، ولا زهد كالزهد في الحرام، ولا علم كالتفكر، ولا عبادة
كأداء الفرائض، ولا إيمان كالحياء والصبر، ولا حسب كالتواضع، ولا شرف
كالعلم، ولا مظاهرة كالمشورة.
فاحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، واذكر الموت، وطول البلى. (4)

1) في أعلام الدين: جائعة، والمعنى واحد.
2) أورده في أعلام الدين: 183 (مخطوط)، عنه البحار: 74 / 369 ح 59 وج 104 /
195 ح 16، ومستدرك الوسائل: 1 / 220 ح 7 وص 546 ح 5.
3) روى مثله الراوندي في نوادره: 50 بإسناده عن الكاظم، عن آبائه عليهم السلام، عنه
صلى الله عليه وآله، عنه البحار: 74 / 103 ضمن ح 61 وج 93 / 274 ح 1 وابن الكوفي في الجعفريات: 881 بإسناده عن الصادق.
عن آبائه عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله، عنه المستدرك: 2 / 638 ح 1.
وأورده في أعلام الدين: 183 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 172 ضمن ح 8.
وفى تحف العقول: 56 مثله، عنه البحار المذكور ص 159 ضمن ح 157.
4) روى قطعة منه البرقي في المحاسن: 16 ح 47، عنه البحار: 77 / 611 ح 7.
والصدوق في التوحيد: 375 ح 20 باسنادهما عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام
عنه صلى الله عليه وآله.
13

21 وقال صلى الله عليه وآله: إن الله يحب الوجه الطلق، ويبغض الوجه الباسر. (1)
22 - وقال صلى الله عليه وآله: أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك. (2)
23 - وقال صلى الله عليه وآله وسلم: عليكم بالرفق، فإنه ما خالط شيئا إلا زانه، ولا فارقه إلا
شانه. (3)
24 - وقال صلى الله عليه وآله وسلم: من كف غضبه، وبسط رضاه وبذل معروفه، ووصل
رحمه، وأدى أمانته، أدخله الله عز وجل يوم القيامة في نوره الأعظم. (3)
25 - وقال صلى الله عليه وآله: المؤمن غر كريم، والفاجر خب (5) لئيم. (6)
26 - وقال صلى الله عليه وآله من لم يتعز بعزاء الله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات
ومن لم ير أن لله عز وجل عنده نعمة (إلا في) (7) مطعم أو مشرب قل علمه وكثر جهله
ومن نظر إلى ما في أيدي الناس طال حزنه، ولم يشف غيظه. (8)
27 - وقال صلى الله عليه وآله لرجل قال له: أوصني يا نبي الله وأوجز: فقال صلى الله عليه وآله:
والطوسي في أماليه: 1 / 185 بإسناده عن أبي تراب من كتاب لوهب بن منبه.
وأورد قطعة منه في العقول: 6، عنه البحار: 77 / 61 ح 4.
وفى نهج البلاغة: 488 / 113، عنه البحار: 69 / 409 ح 122.

1) أورد نحوه في شهاب الاخبار ح 709 (قطعة).
2) أورده في عوالي اللئالي: 1 / 453 ح 187 وج 2 / 344 ح 9 وج 3 / 250 ح 1
عنه مستدرك الوسائل: 2 / 504 صدر ح 12
3) أورد نحوه في شهاب الاخبار ح 543، عنه مستدرك الوسائل: 2 / 337 ح 1
4) أورده في أعلام الدين: 143 (مخطوط) ضمن حديث، عنه البحار: 77 / 172 ضمن ح 8.
5) أي خداع.
6) أورده في جامع الأخبار: 100، وفى شهاب الاخبار ح 123، عنه البحار 67 / 283 ح 6.
7) " أ " و " ط " في، " ب " الا.
8) أورده في أعلام الدين: 183 (مخطوط)، وفيه: طال حزنه ودام أسفه. عنه البحار
77 / 172 ضمن ح 8.
14

عليك بالاياس مما في أيدي الناس فإنه الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر
الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما تعتذر منه.
ومن مشى منكم إلى طمع الدنيا فليمش رويدا.
ثم قال: زدني يا رسول الله.
فقال صلى الله عليه وآله حسن الخلق، وصلة الرحم، وبر القرابة، تزيد في الأعمار
وتعمر الديار، ولو كان القوم فجارا. (1)
28 - وقال صلى الله عليه وآله: أربع إذا كن فيك لم تبال ما فاتك من الدنيا.
حفظ أمانة وصدق حديث، وحسن خلق، وعفة في طعمة. (2).
29 - وقال صلى الله عليه وآله: لا تزال أمتي بخير ما لم تر الأمانة مغنما، والصدقة مغرما. (3)
30 - وقال صلى الله عليه وآله: إن الله يحب الأتقياء الأبرياء الأخفياء الذين إذا حضروا
لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، قلوبهم مصابيح الهدى، ينجون من كل

1) روى الطوسي (قطعة منه) في أماليه: 2 / 122 بإسناده عن الرضا، عن آبائه، عنه صلى الله عليه وآله
، عنه الوسائل: 11 / 322 ح 9، والبحار: 73 / 168 ح 4 وج 75 / 107 ح 8
وج 77 / 123 ح 27 وج 84 / 237 ح 16 ومستدرك الوسائل: 1 / 263 ح 10 و
ص 542 ح 2.
وأورد قطعة أخرى منه الديلمي في أعلام الدين: 184 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 172
ضمن ح 8.
وفى تنبيه الخواطر: 1 / 164.
2) الطمعة - بالكسر والضم - وجه المكسب.
أورده في تنبيه الخواطر: 1 / 9، والكراجكي في معدن الجواهر: 39.
والمولى الكاشاني في المحجة البيضاء: 5 / 243، وفيه: أخرجه أحمد وابن أبي
الدنيا والطبراني والبيهقي بأسانيد حسنة كما في الترغيب: 3 / 589.
3) أورده الجاحظ في البيان والتبيين: 2 / 10 مرسلا عنه صلى الله عليه وآله.
15

غبراء مظلمة. (1)
31 - وقال صلى الله عليه وآله: الذنب لا ينسى، والبر لا يبلى، وكن كيف شئت
فكما تدين تدان.
32 - وقال صلى الله عليه وآله: كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله
يحب إغاثة اللهفان. (2)
33 - وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما من أحد من المسلمين ولى أمرا فأراد الله به خيرا إلا
جعل الله معه قرينا (3) صالحا، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإن ذكر أعانه، وإن هم بشر
كفه، وزجره (4).
34 - وقال صلى الله عليه وآله: تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم، فإنه من أقبل على
الله عز وجل بقلبه جعل الله قلوب العباد منقادة إليه بالود (5) والرحمة، وكان إليه

1) أورده في أعلام الدين: 184 (مخطوط) عنه البحار: 77 / 172 ضمن ح 8.
وابن فهد الحلي في التحصين: 19 ح 34.
2) رواه الصدوق في الخصال: 1 / 134 ح 45 بإسناده عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم
السلام، عنه صلى الله عليه وآله، عنه البحار: 74 / 409 ح 10 وج 75 / 18 ح 5 وج
96 / 119 ح 20 وفي من لا يحضره الفقيه 2 / 55 ح 1682.
والكليني في الكافي: 4 / 27 ح 4 بإسناده عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، عنه
صلى الله عليه وآله
وأورده المفيد في الإختصاص: 234، عنه مستدرك الوسائل: 2 / 393 ح 12 وابن أبي
جمهور في عوالي اللئالي: 1 / 376 ح 101.
والقاضي القضاعي في شهاب الاخبار ح 91 (قطعة) و ح 93 (قطعة أخرى).
3) في أعلام الدين والعوالي: له وزيرا.
4) أورده في أعلام الدين: 184 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 173 ملحق ح 8.
وفى عوالي اللئالي: 1 / 284، عنه البحار: 77 / 164 ح 2.
5) " أ " و " ط " بالبر.
16

بكل خير أسرع. (1)
35 - وقال صلى الله عليه وآله: لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن
الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. (2).
36 - وقال صلى الله عليه وآله: اللهم لا ترني زمانا لا يتبع فيه العليم، ولا يستحيى فيه الحليم.
37 - وقال صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام وقد وجهه إلى وجه: قد بعثت بك
وأنا بك ظنين، فلا تدعن حقا إلى غد، فان لكل يوم من الله تعالى ما فيه، أبرز
للناس، وقدم الوضيع على الشريف، والضعيف على القوى، والنساء قبل الرجال
ولا تدخلن عليك (3) أحدا يغلبك على أمرك، وشاور القرآن، فإنه إمامك.
38 - وقال أمير المؤمنين: عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الايمان معرفة بالقلب
وإقرار باللسان، وعمل بالأركان. (4).

1) أورده في الدرة الباهرة: 17، عنه البحار: 77 / 166 ضمن ح 3.
2) أورده في الدرة الباهرة: 18، عنه البحار: 77 / 166 ضمن ح 3.
3) " ب " إليك.
4) رواه في صحيفة الرضا ح 3.
ورواه: الصدوق في أماليه: 221 ح 15، وعيون أخبار الرضا: 1 / 226 - 227 ح 1 -
ح 5 وج 2 / 28 ح 17.
والخصال: 1 / 178 - 179 ح 239 - ح 242.
والطوسي في أماليه: 1 / 379 وج 2 / 62 - 66 باسنادهما من عدة طرق إلى الرضا عليه السلام
وفى ج 1 / 290 باسناده إلى علي الهادي عليه السلام وفى ج 2 / 62 باسناده إلى محمد بن
صدقة ومحمد بن تميم، عن الكاظم عليه السلام، عنه البحار: 69 / 68 - 69 ح 21 - 25.
وأخرجه في ص 67 ح 19 عن العيون ج 2 وصحيفة الرضا.
والديلمي في أعلام الدين: 57 (مخطوط) مرسلا.
ورواه فخار بن معد، عن الرضا عليه السلام، عنه البحار: 10 / 367 ح 3.
ورواه ابن ماجة في سننه: 1 / 25 ح 65، والبيهقي في شعب الايمان: 12، والحافظ أبو
نعيم في أخبار أصفهان: 1 / 138 باسنادهم إلى أبي الصلت الهروي.
وأخرجه المتقى الهندي في كنز العمال: 1 / 19 ح 2 و 3 عن الطبراني باسناده إلى علي عليه
السلام، وعن الشيرازي في الألقاب باسناده إلى عائشة.
وأورده الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 9 / 385 في ترجمة عبد الله بن أحمد الطائي
وفى ج 11 / 46 في ترجمة عبد السلام الهروي.
وأورده في جامع الأخبار: 42 مرسلا. والرافعي في التدوين: 1 / 462.
والحراني في تحف العقول: 57، عنه البحار: 77 / 160 ح 166.
17

39 - وقال صلى الله عليه وآله: كرم الرجل دينه، ومروته عقله (1)، وحسبه عمله (2). (3)
40 - وقال صلى الله عليه وآله: شفاء العي السؤال (4)، وطاعة النساء ندامة. (5)
41 - وقال صلى الله عليه وآله: ما أعز [الله] (6) بجهل قط، ولا (7) أذل بعلم قط. (8)
42 - وقال صلى الله عليه وآله: من وعده الله عز وجل ثوابا فهو منجزه، ومن أوعده عقابا
على عمله فهو فيه بالخيار. (9)
على عمله فهو فيه بالخيار. (9)

1) " أ " و " ط " علمه.
2) " خ ل " علمه.
3) رواه الطوسي في أماليه: 2 / 203 بإسناده عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام، عنه
صلى الله عليه وآله، عنه البحار: - 1 / 94 ح 35.
4) " أ " اللسان. أورده في المجازات النبوية: 242 ح 283.
5) رواه الكليني في الكافي: 5 / 517 ح 4 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه
صلى الله عليه وآله، عنه الوسائل: 14 / 130 ح 2.
وأورده في تنبيه الخواطر: 2 / 33.
6) من " ب ".
7) " أ " وما.
8) رواه الكليني في الكافي: 2 / 112 ح 5 عن العدة مرفوعا إلى أبي عبد الله عليه السلام
عنه صلى الله عليه وآله، عنه الوسائل: 11 / 221 ح 6، والبحار: 71 / 404 ح 14.
وأورده الطبرسي في مشكاة الأنوار: 216 مرسلا، وفيه " بحلم " بدل " بعلم ".
9) رواه البرقي في المحاسن: 1 / 246 ح 243، عنه البحار: 5 / 334 ح 1، والصدوق
في التوحيد: 406 ح 3 باسناد هما عن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام، عنه صلى الله
عليه وآله، وأورده في تحف العقول: 48، عنه البحار: 77 / 152 ح 106.
وأخرجه في الوسائل: 1 / 60 ح 5 عن المحاسن والتوحيد.
18

43 - وقال صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى يبغض البخيل في حياته، والسخي بعد موته. (1)
44 - وقال صلى الله عليه وآله: حسن الظن بالله من عبادة الله. (2)
45 - وقال صلى الله عليه وآله: تهادوا تزدادوا حبا، وهاجروا تورثوا أبناءكم مجدا
وأقيلوا الكرام عثراتهم. (3).
46 - وقال صلى الله عليه وآله: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعملوا أن الله تعالى
لا يسمع [دعاء] (4) من قلب غافل لاه. (5)

1) أورده في أعلام الدين: 184 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 173 ضمن ح 8.
2) أورده في الدرة الباهرة: 18، عنه البحار: 77 / 166 ضمن ح 3.
3) " أ " و " ط " اقبلوا الكرام عزاءهم.
روى الشيخ جعفر بن أحمد القمي في جامع الأحاديث: 4 بإسناده عن جعفر بن محمد، عن
آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه وآله (قطعة) وفى ص 28 (قطعة أخرى).
وأورده في شهاب الاخبار: 446 مرسلا عن عائشة.
وروى نحوه الصدوق في من لا يحضره الفقيه: 299 ح 4067 عن الصادق عليه السلام
عنه الوسائل: 12 / 214 ح 10.
والكليني في الكافي: 5 / 144 ح 14 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه صلى الله
عليه وآله: عنه الوسائل المذكور ص 213 ح 5.
4) من " ب " وبقية المصادر.
5) رواه السمعاني في الأدعية المروية من الحضرة النبوية باسناده المتصل عن النبي صلى الله
عليه وآله، عنه البحار: 93 / 321.
وأورده الديلمي في أعلام الدين: 184 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 173 ضمن ح 8
وفى ارشاد القلوب: 152 (قطعة).
وفى تنبيه الخواطر: 2 / 237 مثله.
وأخرجه في مستدرك الوسائل: 1 / 364 ح 5 عن ابن طاووس في فلاح السائل نقلا عن
كتاب الأدعية للسمعاني.
19

47 - وقال صلى الله عليه وآله: الصمت حكم وقليل فاعله، ومن كان كلامه فيما لا يعينه
كثرت خطاياه. (1).
48 - وقال صلى الله عليه وآله لجابر: إن هذا الدين لمتين (2)، فأوغل فيه برفق، ولا
تبغض إلى نفسك عبادة الله، فان المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى، فأحرث
حرث من (3) يظن أنه لا يموت إلا هرما، واعمل عمل من يخاف أن يموت غدا. (4)
49 - وقال صلى الله عليه وآله: المجالس ثلاثة: غانم (5) وسالم، وشاجب (6)
فأما الغانم فالذي يذكر الله تعالى، وأما السالم فالذي يسكت، وأما الشاجب
فالذي يخوض في الباطل. (7)
50 - وقال صلى الله عليه وآله: خير جلسائكم من يذكر الله تعالى رؤيته، والجليس الصالح
خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء، وإملاء الخير خير من السكوت

1) أورد قطعة منه في تنبيه الخواطر: 1 / 104، والمحجة البيضاء: 5 / 192، وفيه:
أخرجه القضاعي عن أنس والديلمي في مسند الفرودس عن ابن عمر بسند ضعيف كما
في الجامع الصغير.
وأورد الطبرسي في مجمع البيان: 8 / 317 (قطعة منه)، عنه البحار: 13 / 425.
2) " أ " المبين، " ط " متين.
3) " أ " حرث.
4) روى نحوه الكليني في الكافي: 2 / 87 ح 6 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه
صلى الله عليه وآله، عنه الوسائل: 1 / 83 ح 7، والبحار: 71 / 213 ح 8.
وأورد قطعة منه في المجازات النبوية: 176، وفى شهاب الاخبار: ح 747.
5) " أ " و " ط " العالم، وكذا التي بعدها.
6) في الأصل: شاخب، وهو تصحيف.
7) أوردة في أعلام الدين: 183 (مخطوط)، عنه البحار: 74 / 189 ملحق ح 18
وفى المحجة البيضاء: 5 / 195، وفيه قال العراقي: أخرجه الطبراني وأبو يعلى من حديث أبي
سعيد الخدري.
وأورد نحوه في مشكاة الأنوار، 54 مرسلا عن الباقر عليه السلام.
20

والسكوت خير من إملاء الشر. (1).
51 - وقال صلى الله عليه وآله: الامل رحمة لامتي، ولولا الامل ما أرضعت أم ولدا
ولا غرس غارس شجرا. (2)
52 - وقال صلى الله عليه وآله: لعمران بن الحصين (3) - وقد أخذ طرف عمامته - فقال:
يا عمران إن الله يحب الانفاق ويبغض الاقتار، فأنفق وأطعم، ولا تصبر صبرا فيعسر
عليك الطلب، واعلم أن الله يحب النظر (4) الناقد (5) عند مجئ (6) الشبهات، ويحب
السماحة ولو على تمرات ويحب الشجاعة ولو على قتل حية (7).
53 - وقال صلى الله عليه وآله: اتق المحارم تكن أعبد الناس (8) وارض بما قسم الله لك
تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك

1) روى في جامع الأحاديث: 7 بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام، عنه
صلى الله عليه وآله (قطعة)، وفى ص 14 بإسناده عن جعفر بن محمد... (قطعة أخرى)
عنه البحار: 71 / 293 ضمن ح 64.
وأورد قطعة منه في أعلام الدين: 183 (مخطوط)، عنه البحار: 74 / 189 ضمن ح 18
وفى شهاب الاخبار ح 802.
2) أورده في أعلام الدين: 193 (مخطوط)، عنه البحار: 7 / 173 ضمن ح 8.
3) هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف - صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله - أبو
نجيد الخزاعي. أسلم هو وأبوه وأبو هريرة في وقت واحد، سنة سبع.
له عدة أحاديث، وولى قضاء البصرة. انظر: سير أعلام النبلاء: 2 / 508 رقم 105.
4) " خ ل " البصير.
5) " ط " الفاقد، وفى أعلام الدين وشهاب الاخبار: النافذ.
6) " خ ل " هجرة.
7) أورد قطعة منة في شهاب الاخبار ح 707. مرسلا عن عمر بن حصين، وفيه " الشهوات "
بدل " الشبهات " عنه البحار: 64 / 269 ح 33 ومستدرك الوسائل: 2 / 57 ح 2.
وفى أعلام الدين: 183 (مخطوط).
8) " أ " و " ط " عبدا لله.
21

تكن مسلما، ولا تكثر الضحك، فان كثرة الضحك تميت القلب. (1).
54 - وقال صلى الله عليه وآله: إن هذه الأخلاق منائح من الله، فإذا أحب الله عبد أمنحه
خلقا حسنا وإذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا. (2)
55 - وقال صلى الله عليه وأله: من فتح له باب من الخير فلينتهزه (3) فإنه لا يدرى متى
يغلق عليه (4). (5)
56 - وقال صلى الله عليه وآله ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة على
بركته (6). (7)
57 - وقال صلى الله عليه وآله: ما استودع الله عبدا عقلا إلا استنقذه به يوما. (8)
58 - وقال صلى الله عليه وآله في حجة الوداع: المؤمن من آمنه الناس على أموالهم و
أنفسهم، والمسلم الذي سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في

1) أورده في تنبيه الخواطر، 1 / 5، والديلمي في ارشاد القلوب: 184.
2) أورده المفيد في الإختصاص: 220، عنه البحار، 71 / 394 ح 64، ومستدرك
الوسائل: 2 / 283 ح 20.
3) " أ " و " ط " فليتنزه.
4) " ب " عنه.
5) أورده في عوالي اللئالي: 1 / 289 ح 146، عنه البحار: 77 / 165 ومستدرك الوسائل:
2 / 350 ح 4. وفى شهاب الاخبار ح 329 مرسلا عن حكيم بن عمر.
6) في الكافي وعدة الداعي: ولده من بعده، وفى المحجة: تركته.
7) رواه الكليني في الكافي، 4 / 10 ح 5 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه الوسائل:
6 / 255 ح 3.
وأورده في عدة الداعي: 61 مرسلا عن الصادق عليه السلام، عنه البحار: 96 / 135
ضمن ح 68، ومستدرك الوسائل: 1 / 530 ح 27.
وأورده في المحجة البيضاء: 2 / 108 عنه صلى الله عليه وآله.
8) رواه الطوسي في أماليه: 1 / 55 بإسناده عن الرضا عليه السلام، عنه البحار: 1 / 88
ح 12 والعوالم: 2 / 24 ح 57 وص 37 ح 2.
وأورده في نهج البلاغة: 548 ح 407، عنه العوالم: 2 / 37 ح 1.
وفى روضة الواعظين: 6 مرسلا عن أمير المؤمنين عليه السلام.
22

طاعة الله تعالى، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب. (1)
59 - وقال صلى الله عليه وآله: تنكح المرأة لجمالها ومالها ودينها وحسبها، فعليك بذات
الدين تربت (2) يداك. (3)
60 - وقال صلى الله عليه وآله: إن من قلب ابن آدم في كل واد شعبة، فمن اتبع قلبه
بذلك الشعب لم يبال الله في أي واد أهلكه، ومن يتوكل على الله كفاه تلك الشعب. (4).
61 - وقال صلى الله عليه وآله: إنما الأمور ثلاثة: أمر استبان لك رشده فاتبعه، وأمر

1) أورده في أعلام الدين: 162 (مخطوط)
والمتقي الهندي في كنز العمال: 1 / 150 ح 748 نحوه.
2) " أ " و " ب " لاتربت. قال الجزري في النهاية.
" عليك بذات الدين تربت يداك " ترب الرجل إذا افتقر، أي لصق بالتراب. وأترب إذا استغنى
وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع
الامر به، كما يقولون قاتله الله. وقيل معناها لله درك. وقيل أراد به المثل ليرى المأمور
بذلك الجد وأنه ان خالفه فقد أساء. وقال بعضهم هو دعاء على الحقيقة، فإنه قد قال
لعائشة رضي الله عنها: تربت يمينك، لأنه رأى الحاجة خيرا لها، والأول الوجه، ويعضده قوله:
في حديث خزيمة " أنعم صباحا تربت يداك " فان هذا دعاء له وترغيب في استعماله ما
تعدمت الوصية، به ألا تراه قال أنعم صباحا. ثم عقبه بتربت؟ يداك. وكثيرا ترد للعرب
ألفاظ ظاهرها الذم، وإنما يريدون بها المدح كقولهم، لا أب لك ولا أم لك، وهوت
أمه، ولا أرض لك، ونحو ذلك.
3) روى (قطعة منه) الكليني في الكافي: 5 / 332 ح 1 بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام
عنه صلى الله عليه وآله، عنه وسائل الشيعة: 14 / 30 ح 2.
وأورد (قطعة منه) في التهذيب: 7 / 401 ضمن ح 9 عن ابن فضال: عن أبي جعفر عليه
السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
4) رواه ابن ماجة في سننه: 2 / 1395 ح 4166 عن عمرو بن العاص، وفيه " التشعب "
بدل " تلك الشعب ".
23

تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف عليك وأشكل فكله إلى عالمه. (1)
62 - وقال صلى الله عليه وآله: من أعطى أربع خصال فقد أعطى خير الدنيا والآخرة:
قلب شاكر، ولسان ذاكر، وبدن صابر، وزوجة صالحة. (2)
63 - وقال صلى الله عليه وآله: من خاف أدلج (3)، ومن أدلج بلغ المنزل. (4)
64 - وقال صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي إن من اليقين أن لا ترضى
بسخط الله أحدا، ولا تحمد (5) أحدا على ما آتاك الله [ولا تذم أحدا على ما ابتلاه
الله] (6)، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك، فان الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه
كراهة كاره (7). يا علي لا فقر أشد من الجهل (8). (9)
65 - وقال صلى الله عليه وآله: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم

1) رواه الصدوق في أماليه: 251 ضمن ح 11، وفى من لا يحضره الفقيه: 400 ضمن
ح 5858، والخصال: 1 / 153 ح 189 باسناده من عدة طرق عن أبي عبد الله، عن آبائه
عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله، عنها الوسائل: 18 / 118 ح 23
والبحار 2 / 258 ح 1.
2) رواه ابن الأشعث الكوفي في الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه
عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله، عنه مستدرك الوسائل: 2 / 354 ح 2.
3) " أ " و " ط " أربح، وكذا التي بعدها. وأدلج - بالتخفيف -: إذا سار من أول الليل
وبالتشديد: إذا سار من آخره.
4) رواه الترمذي في الصحيح: 4 / 633 باب 18 ح 2450 باسناده إلى أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وآله وأضاف في آخره " ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة ".
وأخرجه في كنز العمال: 3 / 142 ح 5885 عن النسائي والحاكم في المستدرك باسنادهما
عن أبي هريرة.
5) " ب " تحسد.
6) ليس في " ب " والمستدرك.
7) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 284 ح 9.
8) " أ " و " ط " العجب.
9) أورده في عوالي اللئالي: 4 / 73 ضمن ح 49، عنه البحار: 2 / 22 ضمن ح 66.
24

يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحرمت غيبته (1).
66 - وقال صلى الله عليه وآله: مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة (2)، ومشاورة
العاقل من الرجال توفيق من الله تعالى.
وإذا أشار عليك العاقل فإياك والخلاف، فان في ذلك الهلاك (3).

1) رواه في صحيفة الرضا ح 31، عنه الوسائل: 8 / 597 ح 2، وعن العيون: 2 / 30 ح
34 بالأسانيد الثلاثة، وعن الكافي: 2 / 239 ح 28 بإسناده عن سماعة بن مهران، عن
الصادق عليه السلام.
وأخرجه في الوسائل: 5 / 393 ح 9، والبحار: 75 / 236 عن الكافي.
وأخرجه في البحار: 70 / 1 ح 1 وج 75 / 93 ح 4 وص 252 ح 76 عن الصحيفة والعيون
والخصال: 1 / 208 بالاسناد إلى الرضا عليه السلام.
وفى الوسائل: 18 / 293 ح 15 عن الخصال والعيون، وفى الحديث 16 عن الخصال:
1 / 208 ح 29 باسناده إلى عبد الله بن سنان، عن الصادق نحوه، وعنه البحار: 70 / 1 ح 2
وفى ج 88 / 35 عنه وعن العيون.
ورواه ابن زهرة في أربعينه: 58 ح 9 بطريقين عن الرضا عليه السلام، عنه مستدرك
الوسائل: 3 / 214 باب 35 ح 9.
وأورده ابن فهد الحلي في عدة الداعي: 175 عن الصادق عليه السلام مرفوعا إلى النبي
صلى الله عليه وآله. وفى أعلام الدين: 60 عن سماعة بن مهران عن الصادق عليه السلام.
2) رواه الصدوق في أماليه: 58 ح 10، وثواب الاعمال: 160، والخصال: 1 / 5 ح 12
بطريقين عن الصادق، عن آبائه، عنه صلى الله عليه وآله، عنها البحار: 1 / 199 ح 2.
والكليني في الكافي: 1 / 39 ح 4 باسناده، عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
وأورده في أعلام الدين: 242 (مخطوط)، وفى مشكاة الأنوار: 108 مرسلا عن الصادق
عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله.
3) رواه البرقي في المحاسن: 2 / 602 ح 25 باسناده، عن الصادق عليه السلام عنه صلى الله
عليه وآله (بلفظ آخر)، عنه الوسائل: 8 / 426 ح 6، والبحار: 75 / 102 ح 27.
وأورده في مكارم الأخلاق: 339 مرسلا عن الصادق عليه السلام، عنه صلى الله عليه وآله
عنه ارشاد المستبصر: 49 ح 82.
25

67 - وقال صلى الله عليه وآله: كرم الرجل دينه، ومروته عقله، وجماله ظرفه، وحسبه خلقه (1).
68 - وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله مريضا من الأنصار: فلما أراد الانصراف أقبل عليه
فقال صلى الله عليه وآله: جعل الله ما مضى كفارة وأجرا وما بقي عافية وشكرا (2).
69 - وقال صلى الله عليه: أنظر إلى من تحتك، ولا تنظر إلى من فوقك، يطيب عيشك (3).
70 - وقال صلى الله عليه وآله: ليس بمؤمن من بات شبعان ريان، وجاره جائع ظمآن (4).
71 - وقال صلى الله عليه وآله: ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا و، ويجل عالمنا (5).
72 - وقال صلى الله عليه وآله: انظر ما تكره (6) أن يتحدث به عنك، فلا تعمل به إذا خلوت.
73 - وقال صلى الله عليه وآله: حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضا كم بالصدقة
وأعدوا للبلاء الدعاء (7).
74 - وقال صلى الله عليه وآله: من أخرجه الله عز وجل من ذل المعاصي إلى عز التقوى
أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا شرف.

1) رواه أحمد في مسنده: 2 / 365 عن أبي هريرة.
2) عنه مستدرك الوسائل: 1 / 96 ح 32.
وأورده في أعلام الدين: 184 (مخطوط)، عنه البحار: 77 / 173 ضمن ح 8
3) أورد نحوه في مشكاة الأنوار: 128 وروضة الواعظين: 525 مرسلا
وفى شهاب الاخبار ح 508 مرسلا عن أبي هريرة.
4) " ط " ظام. عنه مستدرك الوسائل: 2 / 179 ح 1 وج 3 / 90 ح 2.
5) رواه الكليني في الكافي: 2 / 165 ح 2 باسناده، عن الصادق عليه السلام، عنه الوسائل:
8 / 467 ح 3، والبحار: 75 / 138 ح 3.
وأورده في جامع الأخبار: 108 مرسلا، عنه البحار المذكور ص 37 ح 4.
وفى مشكاة الأنوار: 168 مرسلا عن ابن عباس. وفى روضة الواعظين: 548 مرسلا.
6) " أ " و " ط " تنكر.
7) أورده الشيخ المفيد في الإختصاص: 20 مرسلا
ورواه (بلفظ آخر) جعفر القمي في جامع الأحاديث: 10 بإسناده عن الرضا، عن آبائه
عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
26

ومن زهد في الدنيا ثبت الله تعالى الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره
داءها ودواءها وعيوبها (1)
75 - وقال صلى الله عليه وآله وسلم: التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لم يشكر القليل
لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله جل وعز.
والجماعة رحمة الفرقة عذاب (2).
76 - وقال صلى الله عليه وآله: اكفلوا لي ستة، أكفل لكم بالجنة:
إذا تحدث أحدكم فلا يكذب، [وإذا وعد فلا يخلف] (3) وإذا اؤتمن
فلا يخن، غضوا أبصار كم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم (4).
77 - وقال صلى الله عليه وآله: إن العفو لا يزيد العبد إلا عزا، وإن التواضع لا يزيد
العبد إلا رفعة، وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماء (5).
78 - وقال صلى الله عليه وآله: لا تلتمسوا (6) الرزق ممن اكتسبه (7) من ألسنة الموازين

1) أورده في أعلام الدين: 183 (مخطوط) مرسلا.
2) روى (قطعة منه) جعفر القمي في جامع الأحاديث: 29. بإسناده عن الرضا، عن آبائه
عليهم، عنه صلى الله عليه وآله.
وأورده الصدوق في من لا يحضره الفقيه: 4 / 380 ح 5815، عنه وسائل الشيعة: 11 /
542 ح 14.
3) ليس في " أ ".
4) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 85 ح 9.
وأخرجه في البحار: 77 / 167 ضمن ح 3، نقلا من خط الشيخ الجليل محمد بن علي الجبعي.
وأورده (بلفظ آخر) الكراجكي في كنزه: 184 عنه البحار المذكور ص 170 ضمن ح 7.
5) رواه (بلفظ آخر) الكليني في الكافي: 2 / 121 ضمن ح 1 باسناده، عن أبي عبد الله عليه السلام.
والمفيد في أماليه: 239 ضمن ح 2 بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام.
والطوسي في أماليه: 1 / 14 عن الشيخ المفيد، عنه البحار: 96 / 122 ح 27.
وأخرجه في الوسائل: 11 / 218 ضمن ح 1 عن الكافي وأمالي الطوسي.
6) " أ " و " ط " تكسبوا، " خ ل " تكتنسوا.
7) " أ " و " ط " أمكنه، " ب " اكنسه، وما أثبتناه كما في أعلام الدين.
27

ورؤوس المكاييل، ولكن من عند من فتحت عليه الدنيا (1).
79 - وقال صلى الله عليه وآله: أطل الصمت، وأكثر الفكر، وأقل الضحك، فان كثرة
الضحك مفسدة للقلب.
80 - وقال صلى الله عليه وآله: لا خير في عيش إلا لرجلين: عالم ناطق أو متكلم واع (2).
81 - وقال صلى الله عليه وآله: لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الاصرار (3).
82 - قال صلى الله عليه وآله: إن للقلوب صدا كصدأ النحاس فاجلوها بالاستغفار (4).
83 - وقال (5) الامام الزكي أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام: [سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله] (6) يقول: دع ما يريبك [إلى ما لا يريبك] (7) فان الحق طمأنينة والكذب
ريبة، ولن تجد فقد شئ تركته لله تعالى (8).

1) أورده في أعلام الدين: 183، عنه البحار: 103 / 86 ح 22 ومستدرك الوسائل:
2 / 467 ح 3.
2) رواه الراوندي في نوادره: 18 باسناده، عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام
عنه صلى الله عليه وآله: عنه البحار: 1 / 168 ح 3.
وأورده الكراجكي في كنزه: 240 مرسلا.
وفى أعلام الدين: 36 وص 98 مرسلا عن علي عليه السلام.
3) رواه الكليني في الكافي: 2 / 288 ح 1 بإسناده عن العدة، عن أبي عبد الله عليه السلام
عنه الوسائل: 11 / 268 ح 3.
وأورده في جامع الأخبار: وفى شهاب الاخبار ح 575، عنه مستدرك الوسائل:
2 / 319 ح 4.
وفى مشكاة الأنوار: 111 وص 156 مرسلا عن أبي عبد الله عليه السلام.
4) أورده ابن فهد الحلي في عدة الداعي: 249 مرسلا عن أبي عبد الله عليه السلام
عنه الوسائل: 4؟ 1198 ح 5.
وفى أعلام الدين: 183، عنه البحار: 77 / 172 ضمن ح 8.
5) " ط " و " خ ل " وكان.
6، 7) من " ب ".
8) رواه (باختلاف يسير) أبو نعيم في حلية الأولياء: 6 / 352 بإسناده عن ابن عمر، وفي
ج 8 / 264 بإسناده عن أبي الجوزاء.
28

84 - وقال صلى الله عليه وآله: شر ما في الرجل شح هالع، أو جبن خالع (1).
85 - وقال صلى الله عليه وآله: الزهد ليس بتحريم الحلال أو إضاعة المال، ولكن تكون
بما عند الله أوثق [منك] (2) بما عندك (3).
86 - وقال صلى الله عليه وآله: إذا سأل الله تعالى أحد كم فليكثر، فإنما يسأل جوادا
يجود (4) إذا استجدى، ويجيب إذا دعى.
87 - وقال صلى الله عليه وآله خلتان لا تجتمعان قى مؤمن: البخل وسوء الظن (5).
88 - وقال صلى الله عليه وآله: إياكم ومحقرات الذنوب، فان لها من الله طالبا (6).
89 - وقال صلى الله عليه وآله: خير كم الدافع عن عشيرته ما لم يأثم.
من سألكم فأعطوه، ومن استعاذ بكم فأعيذوه، ومن دعاكم بالله فأجيبوه ومن
أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فأثنوا عليه حتى تعلموا أنكم قد كافئتموه (7) (8).

1) رواه البيهقي في سننه 9 / 170، وأبو داود في سننه: 2 / 12 باسناد هما عن أبي هريرة.
وأورده في شهاب الاخبار ح 846 مرسلا عن أبي هريرة، عنه مستدرك الوسائل: 1 / 510 ح 22.
2) من " ب ".
3) أورده بلفظ آخر الديلمي في أعلام الدين: 183.
عنه البحار: 77 / 172 ضمن ح 8.
4) " أ " جواد الجود.
5) أورده في أعلام الدين: 183 (مخطوط)، وزاد في آخره، بالرزق، عنه البحار: 77
/ 172 ضمن ح 8.
6) رواه الكليني في الكافي: 2 / 288 ضمن ح 3 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام
عنه صلى الله عليه وآله.
عنه الوسائل: 11 / 245 ضمن ح 3، والبحار: 73 / 346 ضمن ح 31.
وأورده في ارشاد القلوب: 33، وفى شهاب الاخبار ح 640 مرسلا عن عائشة.
7) كذا في باقي المصادر. وفى النسخ: لم تكافئوه.
8) رواه بلفظ آخر ابن سعيد الأهوازي في الزهد: 31 ح 79. بإسناده عن أبي البلاد
يرفعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله، عنه الوسائل: 11 / 537 ح 5، والبحار 75 / 43 ح 8.
وابن الأشعث في الجعفريات: 152 باسناده، عن الصادق، عن آبائه عليهم
السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
وابن حنبل في مسنده: 2 / 68 عن ابن عمر.
وأورده في عوالي اللئالي: / 1 / 157 ح 135 وشهاب الاخبار ح 321 مرسلا.
29

90 - وقال صلى الله عليه وآله: المؤمن مؤلفة (1) ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف (2).
91 - وقال صلى الله عليه وآله: ما ظل قوم حتى يعطوا الجدل (3)، ويمنعوا العمل.
92 - وقال صلى الله عليه وآله: للبعض أصحابه (4): أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث
والوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار ورحمة اليتيم ولين
الكلام، ولزوم الايمان، والتفقه بالقرآن، وخفظ الجناح.
وأنهاك أن تكيد مسلما، أو تكذب صادقا، أو تطيع أثما، أو تعصى اماما عادلا.
وأوصيك بذكر الله تعالى عند كل حجر ومذر وأن تحدث لكل ذنب توبة
السر بالسر والعلانية بالعلانية (5).
93 - وقال صلى الله عليه وآله ويل للذين يجتنبون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود
الضأن من لين ألسنتهم، [كلامهم] (6) أحلى من العسل، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول
الله تعالى: أفبي (7) يغترون؟ أم على يجترؤون (8)؟ فوعزتي لأبعثن على أولئك

1) (أ) تألفه، وفى الكافي وتنبيه الخواطر: مألوف.
2) رواه الكليني في الكافي: 2 / 102 ح 17 باسناده، عن العدة عن أبي عبد الله، عن
أمير المؤمنين عليهما السلام، عنه الوسائل: 8 / 510 ح 2، والبحار: 71 / 381 ح 15.
وأورده ابن أبي الفوارس في تنبيه الخواطر: 2 / 25.
3) (أ) و (ط) الحذر.
4) هو معاذ بن جبل، أوصاه صلى الله عليه وآله بها عندما بعثه إلى اليمن.
5) أورده الحراني في تحف العقول: 26، عنه البحار 77 / 127، والديلمي في ارشاد
القلوب: 73.
6) من اعلام الدين.
7) (ط) أفي.
8) (ط) يتجبرون.
30

فتنة تذر الحليم منهم حيران (1).
94 - وكتب (2) صلى الله عليه وآله إلى بعض أصحابه (3) يعزيه:
أما بعد، فعظم الله جل اسمه لك الاجر، وألهمك الصبر ورزقنا وإياك
الشكر، إن أنفسنا وأموالنا وأهلينا من مواهب الله الهنيئة، وعواريه المستردة، نتمتع
بها إلى أجل معدود، ويقبضها لوقت معلوم، وقد جعل الله تعالى علينا الشكر إذا
أعطى، والصبر إذا ابتلى. وقد كان ابنك من مواهب الله تعالى (4) متعك به في
غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر مذخور إن صبرت واحتسبت، فلا تجمعن عليك
أن يحبط [جزعك] (5) أجرك، وأن تندم غدا على ثواب مصيبتك، فإنك لو قدمت
على ثوابها علمت أن المصيبة قد قصرت عنها، واعلم أن الجزع لا يرد فائتا، ولا
يدفع حزنا قضاء، الله، فليذهب (أسفك على) (6) ما هو نازل بك، فكأن قدر قد نزل
عليك، والسلام (7). (8)

1) أورده في أعلام الدين: 184، عنه البحار: 77 173 ضمن ح 8.
وروى نحوه جعفر بن أحمد القمي في جامع الأحاديث: 28 باسناده، عن موسى بن جعفر
عن آبائه عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
2) " خ ل " قال.
3) وهو معاذ بن جبل، وكان قد توفى له ولد، فاشتد وجده عليه، فبلغ ذلك النبي صلى الله
عليه وآله، فكتب إليه هذه التعزية.
4) زاد في " أ " و " ط " علينا.
5) من " ب ". وفى الأصل " يهبط " بدل " يحبط " والظاهر أنه تصحيف.
6) " أ " و " ط " أسهل، " ب " أسفل، وكلاهما تصحيف، وما في المتن كما في بقية المصادر.
7) كذا في مسكن الفؤاد وفى " أ " و " ب " فكان قدر بالقلم، وفى بعض المصادر: فكان قد
والسلام، وفى بعضها: والسلام.
8) رواه أبو نعيم في حلية أولياء: 1 / 242 بإسناده عن عبد الرحمن بن غنم، والشريف
العلوي الحسيني في التعازي: 12 ح 14 (مخطوط) بإسناده عن عاصم بن عمر بن
قتادة (مثله). وأورده الشهيد الثاني في مسكن الفؤاد: 75، عنه مستدرك الوسائل
1 / 128 ح 5 وعن التعازي.
وفي أعلام الدين: 184، عنه البحار 77 / 173 ضمن ح 8. وفى تحف العقول: 59.
31

95 - وقال صلى الله عليه وآله: الشهوة داء، وعصيانها دواء (1).
96 - وقال صلى الله عليه وآله: الحياء نظام الدين (2).
97 - وقال صلى الله عليه وآله: ما من ذنب إلا وله عند الله توبة، إلا ما كان سئ
الخلق، فإنه لا يتوب من ذنب إلا وقع فيما هو شر منه (3).
98 - وقال صلى الله عليه وآله: أوصيك بالدعاء فان معه حسن الإجابة، وعليك بالشكر
فان مع الشكر الزيادة، وإياك أن تبغض أحدا أو تعين عليه، وأنهاك عن البغي فان
من بغى عليه لينصرنه الله (4).
99 - وقال صلى الله عليه وآله: الاقتصاد في النفقة نصف العيش (5)، والتودد إلى الناس
نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم (6).
100 - وقال صلى الله عليه وآله: خير شبابكم من تشبه الشيوخ، وشر شيوخكم من
تشبه بالشباب (7).

1) أورده في أعلام الدين: 185 (مخطوط).
2) أورده في المجازات النبوية: 83 ح 73، وفيه " الايمان " بدل " الدين ".
3) رواه بلفظ آخر الحميري في قرب الإسناد: 22 باسناده، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليه
السلام، عنه الوسائل: 11 / 325 ح 8، والبحار: 73 / 296 ضمن ح 4.
والصدوق في من لا يحضره الفقه: 4 / 255 ضمن ح 5762 باسناده، عن جعفر بن محمد
عن آبائه عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله، عنه الوسائل: 11 / 324 ح 6.
4) أورد نحوه مرسلا في تحف العقول: 35، عنه البحار: 77 / 137 ح 3.
وفى البيان والتبيين: 2 / 11 (قطعة).
5) " ط " المعيشة.
6) أورده الكراجكي في كنزه: 287، عنه البحار: 1 / 224 ح 14 وج 104 / 73 ح 21.
7) روى الصدوق في معاني الأخبار، 401 ح 63 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
وأورده بلفظ آخر الديلمي في ارشاد القلوب: 41.
والطبرسي في مكارم الأخلاق: 116، عنه الوسائل: 3 / 355 ح 3، وفى مشكاة الأنوار: 170.
32

كم من أشعث أغبر ذي طمرين قد تمزقا على منكبيه، يتخلل الزقاق ويجتاز
الأسواق لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره، كعمار، وخباب (1).
إعرفوا (الحق لمن عرفه) (2) لكم وضيعا أو رفيعا (3)، يسروا ولا تعسروا (4) وإذا غضب أحدكم فليجلس. (5)
101 - وقال صلى الله عليه وآله: لا يوسع المجلس إلا لثلاثة: لذي سن لسنه، ولذي
علم لعلمه، ولذي سلطان لسطانه. (6)
102 - وقال صلى الله عليه وآله: ارحموا عزيز قوم ذل، وغنى قوم افتقر، وعالما يتلاعب
به الجهال (7).

1) رواه الصدوق في أماليه: 232 بإسناده عن أبي هريرة، عنه صلى الله عليه وآله، عنه البحار:
72 / 36 ح 29.
والطوسي في أماليه: 2 / 44 عن أبيه عن المفيد، عن الصدوق.
وأورده الطبرسي في مشكاة الأنوار: 80، وفى تنبيه الخواطر: 182، وفى روضة الواعظين:
349، والهيثمي في مجمع الزوائد: 10 / 264 باب " فيمن لا يؤبه له " جميعا بلفظ آخر.
2) كذا في كنز الكراجكي والبحار. وفى " أ " و " ط " المرء. " ب " لمن عرف.
3) أورده الكراجكي في كنزه. 283، عنه البحار: 78 / 93 ضمن ح 104.
4) أورده في شهاب الاخبار ح 425، وعوالي اللئالي: 1 / 381 ح 5.
5) روى مثله الكليني في الكافي: 2 / 302 ضمن ح 2 بإسناده عن ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام.
والصدوق في أماليه: 279 ضمن ح 25 باسناده، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام.
6) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 61 ح 6.
وأورده في مشكاة الأنوار: 206، وفى روضة الواعظين: 548.
7) رواه الحميري في قرب الإسناد: 32 بإسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام
عنه صلى الله عليه وآله (باختلاف يسير) عنه البحار: 2 / 41 ح 3.
وأورده في البيان والتبيين 2 / 14، وفى تحف العقول: 36 عنه البحار: 77 / 140 ح 16
والشهيد الأول في الدرة الباهرة: 18، عنه البحار: 2 / 44 ح 16
وأخرجه في البحار: 74 / 405 ح 2 عن قرب الإسناد، والدرة.
33

103 - وقال صلى إليه واله وسلم: الغنم سمنها معاش، وصوفها رياش (1).
104 - وقال صلى الله عليه وآله لجرير (2) بن عبد الله البجلي: إني أحذرك الدنيا، وحلاوة
رضاعها، ومرارة فطامها.
ثم قال: يا جرير أين تنزلون؟ قال: في أكتاف بيشة (3)، بين سلم وأراك
وسهل ودكداك (4)، شتاؤنا ربيع، وماؤنا لميع، لا يقام ماتحها (5)، ولا يعرف
سارحها ولا يجلس صالحها.
فقال صلى الله عليه وآله: ألا إن خير الماء الشبم (6)، وخير المال الغنم، وخير المرعى
الأراك والسلم، إذا أخلف كان لجينا (7) وإذا اسقط كان درينا (8) وإذا أكل
كان لبينا (9). (10)

1) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 54 ذ ح 3.
2) (ب) حريز، وكذا التي بعدها، وهو تصحيف.
3) بيشة: اسم قرية غناء واد كثير الأهل من بلاد اليمن. معجم البلدان: 1 / 529.
4) الدكداك: ما تلبد من الرمل بالأرض ولم يرتفع كثيرا، أي أن أرضهم ليست ذات
حزونة، والسلم: شجر من العضاه واحدتها سلمة - بفتح اللام - وورقها القرظ الذي يدبغ به.
أورده الجزري في النهاية: 2 / 128 (قعطة) وص 395 (قطعة).
والأراك في الال: شجر معروف، وهو أيضا شجر مجتمع يستظل به.
5) الماتح: المستقى من البئر بالدلو من أعلى البئر، أراد أن ماءها جار على وجه الأرض
فليس يقام بها ماتح. المصدر السابق: 4 / 291 (قطعة).
6) بكسر الباء - أي البارد. وبفتحها: البرد، ويروى بالسين والنون وهو المرتفع
الجاري على وجه الأرض، ونبت سنم أي مرتفع.
المصدر السابق: 2 / 441 (قطعة).
7) اللجين - بفتح اللام وكسر الجيم -: الخبط، وذلك أن ورق الأراك والسلم يخبط
حتى يسقط ويجف، ثم يدق حتى يتلجن. المصدر السابق: 4 / 235 (قطعة).
8) الدرين: حطام المرعى إذا تناثر وسقط على الأرض
المصدر السابق: 2 / 115 (قطعة).
9) أي مدرا للبن مكثرا له. المصدر السابق: 4 / 229 (قطعة).
10) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 54 ح 3.
34

105 - وقال صلى الله عليه وآله: لا يعرف الفضل [لأهل الفضل] (1) إلا ذوو الفضل (2).
106 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اصطنع الخير إلى من
هو أهله [ومن ليس من أهله] (3)، فإن لم تصب أهله فأنت أهله. (4)
107 - وقال صلى الله عليه وآله: من سقى مؤمن شربة ماء على ظمأ سقاه الله من الرحيق
المختوم في الجنة. (5)
108 - وكان عليه وعلى وآله السلام إذا خرج من بيته يقول: بسم الله اللهم إني
أعوذ بك من أن أزل (6) [أو أزل، أو أضل] (7) أو أضل، أو أظلم [أو أظلم، أو] (8)
أجهل أو يجهل على. (9)

1) من (ب).
2) أورده في شهاب الاخبار ح 756 مرسلا عن أنس.
3) من (ب).
4) روى نحوه الكليني في الكافي: 4 / 27 ح 6 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه
الوسائل: 11 / 528 ح 1.
وأورد نحوه في روضة الواعظين: 433، وشهاب الاخبار ح 517 مرسلا عن أبي
عبد الله عليه السلام.
5) روى مثله الكليني في الكافي: 2 / 201 ح 5، عنه الوسائل: 17 / 200 ح 1، والبحار:
74 / 373 ضمن ح 67.
والصدوق في ثواب الأعمال: 164 ضمن ح 2، عنه الوسائل: 6 / 332 ضمن ح 7
والبحار: 74 / 384 ضمن ح 98 باسنادهما عن علي بن الحسين عليهما السلام.
والطوسي في أماليه: 1 / 186 ضمن حديث بإسناده عن أبي قلابة، عنه صلى الله عليه وآله
عنه البحار: 74 / 383 ضمن ح 94 وج 96 / 173 ح 11.
وأورده (بلفظ آخر) ابن فهذا الحلي في عدة الداعي: 92، عنه البحار: 96 / 172 ح 8.
6) (خ ل) أضل. 7، 8) من (ب).
9) رواه الترمذي في سننه: 5 / 490 ح 3427، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 8 / 125
باسنادهما عن أم سلمة، عنه صلى الله عليه وآله: وأضاف في الحلية: رواه الثوري وشعبة
ابن منصور مثله.
35

109 - وقال صلى الله عليه وآله: طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وأنفق مالا جمعه في
غير معصية، وخالط أهل الفقه والرحمة، وأهل الفقر والمسكنة، طوبى لمن ذل في
نفسه، وصلحت سريرته، وحسنت خليقته (1) وأنفق الفضل [من ماله وأمسك
الفضل] (2) من كلامه، ووسعته السنة، ولم يتعدها إلى بدعة.
101 - وفى رواية أخرى: أيها الناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب
الناس، طوبى لمن حسنت خليقته، وصلحت سريرته، وعزل عن الناس شره
طوبى لمن تواضع في غير معصية وذل من غير مسكنة، وخالط أهل الفقه والرحمة
طوبى، لمن عمل بعلمه، وأنفق [الفضل من ماله، وأمسك الفضل] (3) في كلامه. (4).
111 - وقال صلى الله عليه وآله: صلة الرحم منماة للعدد، مثراة للمال، محبة للأهل، منسأة
في الاجل. (5)
112 - وقال صلى الله عليه وآله: أطهر الناس أعراقا أحسنهم أخلاقا.

1) كذا في (خ ل) وفى النسخ الثلاث: خلايقه.
2) ليس في (أ).
3) ليس في (أ).
4) أورد مثله: الشريف الرضى في نهج البلاغة: 490 ح 123.
والكراجكي في كنزه: 178، عنه البحار: 1 / 205 ح 31.
وأخرجه في البحار: 81 / 268 ضمن ح 27 عن النهج والكنز.
5) رواه الحميري في قرب الإسناد: 156 بإسناده عن الرضا عليه السلام، عنه البحار:
74 / 888 ذ ح 1.
وابن سعيد الأهوازي في الزهد: 41 ح 110 باسناده عنه صلى الله عليه وآله، عنه البحار
المذكور ص 102 58، مستدرك الوسائل: 2 / 639 ح 25.
وأورده في عوالي اللئالي: 1 / 255 ح 19 مرسلا.
وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير (حرف الصاد) عن الطبراني في الأوسط.
36

113 - وقال صلى الله عليه وآله 6 لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك. (1)
114 - وخطب صلى الله عليه وآله: فقال: أما بعد أيها الناس اتقوا خمسا من قبل أن يحللن
بكم: ما نكث قوم العهد إلا سلط الله عز وجل عليهم عدو هم، ولا بخس قوم الكيل
والميزان إلا أخذهم الله تعالى بالسنين ونقص من الثمرات، وما منع قوم الزكاة إلا
حبس الله عنهم قطر السماء، وما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلط الله تبارك وتعالى
عليهم الظالمين، ولا فشا في قوم الربا إلا ولى عليهم شرار هم. (2)
115 - وفى رواية أخرى أنه صلى الله عليه وآله قال: الذنوب تغير النعم، البغي يوجب
الندم، القتل ينزل النقم، الظلم يهتك العصم، شرب الخمر يحبس الرزق، الزنا
يعجل الفناء، قطيعة الرحم تحجب الدعاء عقوق الوالدين يبتر العمر، ترك الصلاة
يورث الذل، ترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر [يورث الخرس] (3). (4)
116 - وقال صلى الله عليه وآله: عليكم بالرفق فإنه ما خالط شيئا إلا زانه، ولا فارقه إلا شانه (5).

1) رواه الصدوق في أماليه: 188 ح 5، والمفيد في مجالسه: 269 ح 4، والطوسي
في أماليه: 1 / 31 باسنادهم عن واثلة بن الأسقع، عنه صلى الله عليه وآله، عنهم البحار:
75 / 213 ح 5 و 6.
وأورده في مشكاة الأنوار: 310، وروضة الواعظين 492 مرسلا عنه صلى الله عليه وآله.
وأخرجه في الوسائل: 2 / 910 ح 2 عن الصدوق والطوسي في أماليهما.
وفيها جميعا " فيرحمه " بدل " فيعافيه ".
2) أورده الكراجكي في كنزه: 272، عنه البحار: 78 / 457، وفى معدن الجواهر: 50.
والديلمي في ارشاد القلوب: 71، وفى أعلام الدين: 90 (مخطوط). والمتقي الهندي
في كنز العمال: 21 / 52 ح 335 جميعا عن ابن عباس بلفظ آخر.
3) بياض في " أ " وفى " ط " إلى قوله: يورث الذل، وكلمة " الخرس " مشوشة في " ب "
وكذا استظهرناها.
4) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 392 ح 4 إلى قوله: يورث الذل، وفى 629 (قطعة).
5) رواه بلفظ آخر: الشيخ جعفر بن أحمد القمي في جامع الأحاديث: 12 بإسناده عن موسى بن
جعفر، عن آبائه عليهم السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
والكليني في الكافي: 2 / 119 ح 6 بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام، عنه صلى الله عليه
وآله: عنه الوسائل: 11 / 214 ح 9، والبحار: 75 / 60 ح 25.
ومسلم في صحيحه: 4 / 2004 ح 78، والبيهقي في السنن الكبرى: 10 / 193 باسنادهما
عن عائشة: عنه صلى الله عليه وآله.
37

117 - وخطب صلى الله عليه وآله: فقال في خطبته: أحذركم يوما لا يعرف فيه لخير (1) أمد!
ولا ينقطع لشر (2) أبد، ولا يعتصم من الله أحد.
من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه ومن أصلح سريرته أصلح الله سبحانه علانيته
118 - وخطب صلى الله عليه وآله على ناقته العضباء فحمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم قال:
كأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الموت على غيرنا كتب، وكأن (الذي
يشيع) (3) من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون، نبوؤهم أجداثهم، ونأكل تراثهم
فكأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة، وأمنا كل جائحة (4)، ومن عرف الله

1) (أ) و (ط) بخير.
2) (أ) و (ط) بشر.
3) في أعلام الدين: ما نسمع.
4) الجائحة: الآفة.
أورده الديلمي في أعلام الدين: 205 (مخطوط) ضمن حديث.
عنه البحار: 77 / 175 ضمن ح 10.
والكراجكي في كنزه: 178 مرسلا ضمن حديث.
وروى نحوه الكليني في الكافي: 8 / 168 ضمن ح 190 بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام
عن جابر، عنه صلى الله عليه وآله، عنه الوسائل: 11 / 229 ضمن ح 2، والبحار المذكور
ص 131 ضمن ح 42.
وأورد نحوه الشريف الرضى في نهج البلاغة: 490 ح 122، عنه مستدرك الوسائل:
1 / 132 ح 2.
وفى تحف العقول: 29 مرسلا ضمن حديث، عنه البحار المذكور ص 125 ضمن ح 32.
38

خاف [الله] سمحت (1) نفسه عن الدنيا. (2)
119 - وخطب صلى الله عليه وآله بعد كلمات فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أيها الناس إن
لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، إن المؤمن بين
مخافتين، بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع به، وبين أجل قد بقي لا يدرى ما الله
قاض به، فليأخذ العبد من نفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشباب قبل الكبر
ومن الحياة قبل الموت. والذي نفس محمد بيده، ما بعد الموت من مستعتب، وما
بعد الدنيا إلا الجنة والنار. (3)
120 - ومن كلامه الموجز: الناس كلهم سواء كأسنان المشط، والمرء كثير
بأخيه، ولا خير في صحبة من لا يرى لك مثل الذي يرى لنفسه في قضاء حوائج الاخوان (4).
121 - وروى [عن] (5) ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله
عز وجل خلق خلفا لحوائج الناس يفزعون إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون غدا.

1) (خ ل) سخت. وما بين المعقوفين من باقي المصادر.
2) رواه الكليني في الكافي: 2 / 68 ح 4 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام.
عنه الوسائل: 11 / 173 ح 7، والبحار: 7 / 356 ح 3.
وأورده في تنبيه الخواطر: 2 / 185، ومشكاة الأنوار: 117 مرسلا عن أبي عبد الله عليه السلام.
وأورد الكراجكي في كنزه: 164 (قطعة)، عنه البحار: 77 / 169 ضمن ح 6.
3) أورده في أعلام الدين: 207 (مخطوط) مرسلا عن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله
عنه البحار: 77 / 177. ضمن ح 10.
4) رواه جعفر بن أحمد القمي في جامع الأحاديث: 29 بإسناده عن الرضا، عن آبائه
عليهم السلام عنه صلى الله عليه وآله وفيه، مثل الذي ترى له.
وأورده الحراني في تحف العقول: 368 مرسلا عن الصادق عليه السلام: إلى قوله:
لنفسه، عنه البحار: 78 / 251 ح 99.
والصدوق في من لا يحضره الفقيه: 4 / 379 ح 579 مرسلا (قطعة) والقاضي القضاعي
في شهاب الاخبار ح 153 (قطعة) و ح 158 (قطعة أخرى) عن أنس
5) ليس في (ب).
39

من عذاب الله عز وجل (1).
122 وقال قال النبي صلى الله عليه وآله: إن لله تبارك وتعالى عبادا تستريح الناس إليهم في حوائجهم، وادخال السرور عليهم، أولئك آمنون يوم القيامة. (2)
123 - وعن الرضا عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، عن النبي صلى إليه عليه واله قال:
من أجرى الله تعالى فرجا لمسلم على يديه، فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة. (3)
124 - وقال صلى الله عليه وآله إنما مثل أحدكم وأهله وماله وعمله كرجل له ثلاثة
إخوة فقال لأخيه الذي هو ماله حين حضرته الوفاة، ونزل به الموت: ما عندك؟ فقد
ترى ما نزل بي؟
فقال له أخوه الذي هو ماله: مالك عندي غنا ولا نفع إلا ما دمت حيا
فخذ منى الآن ما شئت، فإذا فارقتك فسيذهب بي إلى مذهب غير مذهبك وسيأخذني غيرك.
فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى أصحابه فقال: هذا الذي هو ماله فأي أخ ترون هذا؟
فقالوا: أخ لا نرى به طائلا.
ثم قال لأخيه الذي هو أهله، وقد نزل به الموت: ما عندك في نفعي والدفع
عني؟ فقد نزل بي ما ترى.
فقال: عندي أن أمرضك وأقوم عليك، فإذا مت غسلتك ثم كفنتك ثم حنطتك
ثم أتبعك مشيعا إلى حفرتك، فاثنى عليك [خيرا] (4) عند من سألني عنك، وأحملك

1) أورده بلفظ آخر، الراوندي في دعواته ح 242، عن الصادق عليه السلام، عنه
البحار: 74 / 318 ح 81.
والطبرسي في مشكاة الأنوار: 317 مرسلا عن الصادق عليه السلام، عنه صلى الله عليه وآله.
2) أورده في تحف العقول: 52، عنه البحار: 77 / 157 ح 134.
3) رواه الطوسي في أماليه: 2 / 199 بإسناده عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده
عنه صلى الله عليه وآله عنه البحار، 74 / 316 ح 74.
وأورده في أعلام الدين: 124 (مخطوط)، وفى تنبيه الخواطر: 2 / 74 مرسلا.
4) من (أ).
40

في الحاملين.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: هذا أخوه الذي هو أهله فأي أخ ترون هذا؟
قالوا: أخ غير طائل يا رسول الله.
ثم قال لأخيه الذي هو عمله: ماذا عندك في نفعي، والدفع عنى؟ فقد ترى ما نزل بي.
فقال له: أونس وحشتك، واذهب غمك، فأجادل عنك في القبر، وأوسع
عليك جهدي.
ثم قال صلى الله عليه وآله: هذا أخوه الذي هو عمله، فأي أخ ترون هذا؟ قالوا [هو] (1)
خير أخ يا رسول الله. قال: فالأمر هكذا (2).
125 - وقال صلى الله عليه وآله العلم وديعة الله في أرضه، والعلماء أمناؤه عليه، فمن عمل
بعلمه أدى أمانته، ومن لم يعمل بعلمه كتب في ديوان الله من الخائنين. (3).
126 - وقال صلى الله عليه وآله: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة
أخيه كان الله عز وجل في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عز وجل عنه كربة
من كربات [يوم القيامة] (4) ومن سر (5) مسلما سره (6) الله تعالى يوم القيامة (7).

1) ليس في (ب) والمستدرك.
2) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 354 ح 1.
3) أورده في الدرة الباهرة: 17 مرسلا، عنه صلى الله عليه وآله، عنه البحار: 2 / 36
ح 40 وج 77 / 166.
4) ليس في (أ).
5) (ب): ستر.
6) (ب): ستره.
7) رواه مسلم في صحيحه: 4 / 1996 ح 58، والترمذي في سننه: 4 / 34 ح 1426، وأحمد
في مسنده: 2 / 91 باسنادهم، عن سالم، عن أبيه عنه صلى الله عليه وآله وفيها (ستره).
41

لمع من
كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام
1 - قال عليه السلام بسم الله شفاء من كل داء، وعون لكل دواء. (1)
2 - وقال عليهم السلام خذا الحكمة أنى أتتك، فان الحكمة لتكون في صدر المنافق
فتلجلج في صدره حتى تخرج [فتسكن] (2) إلى صواحباتها (3) في صدر المؤمن (4)
3 - وقال عليه السلام: الهيبة خيبة، والفرصة تمرمر السحاب (5) والحكمة ضالة
المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق. (6)
4 - وقال عليه السلام: ما ترك الناس شيئا من دينهم لاستصلاح دنياهم الا فتح الله
عليهم ما هو أضر منه. (7).
5 - وقال عليه السلام: أعجب ما في الانسان قلبه، وله مواد من الحكمة وأضداد
من خلافها، فان سنح له الرجاء أذله الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص.
.

1) روى نحوه في بشارة المصطفى: 26 بإسناده عن كميل، عنه عليه السلام عنه البحار:
77 / 267 ضمن ح 1، وفى ص 412 ضمن ح 38 من البحار المذكور، عن تحف العقول: 171.
2) من نهج البلاغة.
3) (أ) و (ط) صويحباتها، (خ ل) صاحبها.
4) نهج البلاغة: 481 ح 79، عنه البحار: 2 / 99 ح 56.
5) أورده في نهج البلاغة: 471 ح 21 بلفظ: قرنت الهيبة بالخيبة، والحياء بالحرمان، والفرصة
تمرمر السحاب، فانتهزوا فرص الخير.
عنه الوسائل: 11 / 366 ح 3، والبحار: 71 / 337 ح 23.
6) نهج البلاغة: 481 ح 80 عنه البحار: 2 / 99 ح 57.
7) نهج البلاغة: 487 ح 106 عنه البحار: 70 / 107 ح 5.
وفى ينابيع المودة: 235
42

وإن ملكه اليأس قتله الأسف، وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وإن أسعده
الرضا نسي التحفظ، وإن غاله (1) الخوف أثقله (2) الحذر، وإن اتسع له الامر
استلبته العزة (3) وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع وإن أفاد مالا أطغاه الغنى، وإن
عضته (4) فاقة أشغله البلاء، وإن أجهده الجوع قعد به الضعف، وإن أفرط في
الشبع كظته البطنة، فكل تقصير به مضر، وكل إفراط له مفسد (5).
أقول: لو أن هذه الألفاظ كتبت بماء الذهب على ألواح الياقوت كان قليلا
لعظم قدرها، وجلالة خطرها، وفيها لمعتبر عبرة.
6 - وقال عبد الله بن عباس: ما انتفعت بكلام أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
كانتفاعي بكلام كتبه إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو:
أما بعد، فان المرء قد يسره إدراك ما لم يكن ليفوته، ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه
فليكن سرورك بما نلت من آخرتك، وليكن أسفك على ما فاتك منها، وما نلت من دنياك
فلا تكثر به فرحا، وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا، وليكن همك فيما بعد الموت. (6)
.

1) (أ) و (ط) ناله.
2) (خ ل) أشغله، وفى النهج وبقية المصادر: شغله.
3) كأنها بالاهمال والزاي، ويحتمل الاعجام والراء، والغرة: هي الاغترار والغفلة.
4) في النسخ الثلاث: غطته. وهو تصحيف.
5) رواه الكليني في روضة الكافي: 8 / 21 ضمن ح 4، بإسناده عن أبي جعفر، عنه عليه السلام.
وأورده في نهج البلاغة: 487 ح 108، عنه البحار: 70 / 60 ح 41.
وفى تحف العقول: 95، عنه البحار: 77 / 284 ضمن ح 1.
وهذه اللمعة هي من خطبته الغراء المعروفة ب (الوسيلة).
6) أورده في نهج البلاغة: 378 ح 22، عنه البحار: 8 / 634 (ط. الحجر).
وفى تحف العقول: 200، عنه البحار، 78 / 37 ح 4.
ومحمد بن طلحة في مطالب السؤول: 55، عنه البحار المذكور ص 7 ح 61.
والقندوزي في ينابيع المودة: 145
43

7 - وقال عليه السلام: لكل جواد كبوة، ولكل حكيم هفوة، ولكل نفس (1)
ملة: فاطلبوا [لها] (2) طرائف الحكمة. (3)
الكلمة أسيرة في وثاق صاحبها، فإذا تكلم بها صار أسيرا في وثاقها. (4).
أفضل المال ما قضى به الحق، وأفضل العقل معرفة الانسان بنفسه.
8 - وقال عبد الله بن عباس رحمه الله، وقد سمع أمير المؤمنين عليا عليه السلام
يخطب، ويقول في خطبته " اتقوا الله الذي إن قلتم سمع، وإن أضمرتم (5) علم
وبادروا (إلى الموت) (6) الذي إن هربتم أدرككم، وإن وقفتم (7) أخذكم، وإن
نسيتموه ذكركم ": كأنه قرآن (8) نزل من السماء. (9)
9 - وعن الحارث الهمداني أنه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: حسبك
من كمال المرء تركه مالا يحمد به، ومن حيائه أن لا يلقى أحدا بما يكره، ومن
عقله حسن رفقه، ومن أدبه علمه بما لابد له منه، ومن ورعه عفة (10) بصره، وعفة
بطنه، ومن حسن خلقه كفه أذاه، ومن سخائه بره لمن يجب حقه، ومن كرمه
إيثاره على نفسه، ومن صبره قلة شكواه، ومن عدله إنصافه من نفسه، وتركه

1) " أ " و " ط " نفيس.
2) من " ب ".
3) أورد نحوه في نهج البلاغة: 504 ح 197 (قطعة)، وفى تحف العقول: 316، عنه
البحار: 78 / 230 ح 8.
4) أورد نحوه في نهج البلاغة: 543 ضمن ح 381، عنه الوسائل: 8 / 531 ضمن ح 21
والبحار: 71 / 291 ضمن ح 62.
والصدوق في من لا يحضره الفقيه: 4 / 388 ضمن ح 5834.
والكراجكي في كنزه: 186.
5) " خ ل " أخبرتم.
6) " أ " الموت، " ط " للموت.
7) في النهج: أقمتم.
8) " أ " و " ط " لكان قرانا.
9) أورده في نهج البلاغة: 505 ح 203، إلى قوله: ذكر كم. عنه البحار: 70 / 283 ضمن ح 6.
10) في كشف الغمة، وأعلام الدين: غض.
44

الغصب عند مخالفته، وقبوله الحق إذا بان له، ومن نصحه نهيه لك عن عيبك
ومن حفظه جواره ستره لعيوب جيرانه، وتركه توبيخهم عند إساءتهم إليه
ومن رفقه تركه المواقفة على الذنب بين يدي من يكره المذنب وقوفه عليه
ومن حسن صحبته إسقاطه عن صاحبه مؤنة أذاه، ومن صداقته كثرة موافقته
ومن صلاحه شدة خوفه من ذنبه
ومن شكره [معرفته باحسان من أحسن إليه، ومن تواضعه] (1) معرفته بقدره
ومن حكمته معرفته بذاته، ومن مخافته، ذكر الآخرة بقلبه ولسانه
ومن سلامته قلة تحفظه لعيوب غيره، وعنايته باصلاح نفسه من عيوبه. (2)
10 - وقال عليه السلام: الدنيا دول، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان
منها عليك لم تدفع بقوتك، ومن انقطع رجاؤه مما في أيدي الناس استراح بدنه
ومن قنع بما رزقه الله قرت عيناه. (3)
11 - وقال عبد الله بن عباس: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول في خطبته.
أيها الناس إن الأيام صحائف آجالكم فضمنوها أحسن أعمالكم، فلو
رأيتم قصير (4) ما بقي من آجالكم لزهدتم في طويل، ما تقدرون (5) من آمالكم.

1) من " ب "
2) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 356 ح 10 وص 397 ح 12 (قطعة).
وأورده - باختلاف يسير - في كشف الغمة: 2 / 347 مرسلا عن الإمام الجواد، عنه
عليه السلام، عنه البحار: 78 / 80 ح 66، وفى أعلام الدين: 70 وص 182.
3) رواه - باختلاف يسير - الصدوق في الخصال: 1 / 258 ح 133 بإسناده عن أبي جعفر
عليه السلام، عنه البحار: 73 / 93 ح 72.
والطوسي في أماليه: 1 / 229 بإسناده عن الكاظم، عن آبائه، عن الرسول صلى الله عليه وآله
عنه البحار: 71 / 139 ح 29 وج 77 / 121 ح 22.
وأورده في تحف العقول: 40 مرسلا عن الرسول الله صلى الله عليه وآله، عنه البحار: 77 / 143
ح 33. وفى نهج البلاغة: 462 ضمن ح 72، عنه البحار: 8 / 635 " ط. الحجر ".
4) " أ " قصر.
5) " أ " و " ط " تعتذرون.
45

أيها الناس إن أمس أمل، واليوم عمل، وغدا أجل، فاعتبروا بمن في القبور
إلى يوم النشور، ممن موهت لهم الأمثال الاعمال، وأقحمتهم الآجال الأوجال.
أيها الناس إن ثمرة الحزم السلامة، وثمرة العجز الندامة، فقد روا قبل التقحم
وتدبروا قبل التندم، فيد الرفق تجنى ثمرة النعم، ويد العجز تغرس شجرة النقم.
12 - وقال عليه السلام: قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر أنفته
وصداقته (1) على قدر مروته، وعفته على قدر غيرته. (2).
13 - وقال عليه السلام: الظفر بالحزم والحزم با جالة الرأي: والرأي بتحصين السر (3).
14 - وقال عليه السلام: فرض الله تعالى الايمان تطهيرا من الشرك والصلاة تنزيها
من الكبر، والزكاة سببا (4) للرزق، والصيام ابتلاء لاخلاص الخلق، والحج
تقوية (5) للدين، والجهاد عزا للاسلام، والامر بالمعروف مصلحة للعوام، والنهى
عن المنكر ردعا للسفهاء، وصلة الرحم منماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء، و
إقامة الحدود إعظاما للمحارم، وترك شرب الخمر تحصينا للعقل، ومجانبة السرقة
إيجابا للعفة، وترك الزنا تصحيحا للنسب - وقيل: تحصينا - وترك اللواط
تكثيرا للنسل، والشهادات استظهارا على المجاحدات (6)، وترك الكذب تشريفا
للصدق، والسلام أمانا من المخاوف، والإمامة (7) نظاما للأمة، والطاعة

1) في النهج: صدقه.
2) أورده في نهج البلاغة: 477، عنه الوسائل: 11 / 200 ح 14، والبحار، 70 / 4 ح 2
ومستدرك الوسائل: 2 / 43 ح 5
3) أورده في نهج البلاغة: 477 ح 48، وفيه " الاسرار " بدل " السر " عنه البحار: 71 / 341
ضمن ح 14، وج 75 / 71 ح 16.
4) في النهج: تسبيا.
5) في النهج: تقربة.
6) مفردها مجاحدة، وهي الانكار والجحود. وفي " أ " و " ط " المجاهدات.
7) " أ " و " ط " والينابيع: الأمانة.
46

تعظيما للإمامة. (1)
15 - وقال عليه السلام: بكثرة الصمت تكون الهيبة، وبالنصفة يكثر المواصلون
لك (2) وبالافضال تعظم الاقدار، وبالتواضع تتم النعمة، وباحتمال المؤن (3)
يكون التودد، وبالسيرة العادلة تقهر المناواة، وبالحلم (4) عن السفه يكثر الأنصار عليه (5).
16 - وقال عليه السلام: إن للقلوب شهوة وإقبالا وإدبارا، فاتوها من قبل شهوتها
وإقبالها، فان القلب إذا أكره عمى. (6)
17 - وقال عليه السلام لبعض مواليه: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه
ما يغلبك (7) ولا تظن بكلمة خرجت من عند أحد سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا (8)

1) أورده في نهج البلاغة: 512 ح 252، عنه البحار: 6 / 110 ح 5 وعن مناقب ابن شهرآشوب.
والقندوزي في ينابيع المودة: 68 مرسلا.
2) " أ " و " ط " تكثرا المواصلات.
3) (أ) و (ط) المؤمن. وفى النهج (يجب السؤدد) بدل (يكون التودد).
4) (أ) بالحكم.
5) أورده في نهج البلاغة: 508 ح 224، عنه الوسائل: 8 / 531 ح 19، والبحار: 69 / 410
ح 126 وج 75 / 123 ضمن ح 21 (قطعة) وص 357 ضمن 71 (قطعة)، ومستدرك
الوسائل: 2 / 305 ملحق ح 4.
والقندوزي في ينابيع المودة 237 (قطعة).
6) أورده في نهج البلاغة: 503 ح 193، عنه البحار: 70 / 61 ضمن ح 41 وج 71 / 217
ضمن ح 22.
7) في الأصل: عنه بما تحبه. وهو ما يفقد الحديث معناه، إذ المراد: حتى يأتيك منه أمر لا
يمكنك تأويله. وما أثبتناه كما في المصادر.
8) رواه الصدوق في أماليه: 250 ضمن ح 8 بإسناده عن أبي جعفر، عن جده، عنه عليهم
السلام، عنه البحار، 75 / 196 ح 11.
والكليني في الكافي: 2 / 362 ح 3 بإسناده عن أبي عبد الله، عنه عليه السلام، عنه الوسائل:
8 / 614 ح 3، والبحار المذكور ص 199 ح 21.
والمفيد في الاختصاص: 221 بإسناده عن أبي الجارود يرفعه، عنه عليه السلام عنه البحار:
78 / 33 ضمن ح 113.
47

فإذا أردت أمرين فخالف أقربهما إلى الهوى، فان أكثر الخطأ مع الهوى. (1).
وإذا كانت لك إلى الله حاجة فابتدئ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله: فان الله تعالى
أكرم أن يسأل حاجتين فيقضى إحداهما ويمنع الأخرى (2).
ومن أحب الآخرة فليستشعر الصبر (3).
ومن أحب الحياة فليوطن نفسه على المصائب.
ومن ضن (4) بعرضه فليدع المراء. (5)
ومن أحب الرئاسة فليصبر على مضض الرئاسة.
ولا تسأل عما لم يكن، ففي الذي قد كان لك شغل. (6)
ومن الخرق (7) المعاجلة قبل الامكان، والأناة بعد الفرصة (8) والتأني (9)

1) أورده في نهج البلاغة: 526 ضمن ح 289.
2) أورده في نهج البلاغة: 538 ح 361، عنه الوسائل: 4 / 1138 ح 18، والبحار: 93 / 313
ح 18 ودرر الحكم: 143.
3) (خ ل) فليستعن بالصبر، وفي (أ) و (ط): بالصبر بدل (الصبر).
4) (أ) و (ب) ظن. وتضن به: أي تبخل، لمكانه منك وموقعه عندك.
5) أورده في نهج البلاغة: 538 ح 362، عنه الوسائل: 8 / 568 ح 9، والبحار: 75 / 212
ضمن ح 10.
والمراء: الجدل في غير حق، وفى تركه صون للعرض عن الطعن.
6) أورده في نهج البلاغة: 538 ح 364، عنه البحار: 1 / 223 ح 11.
7) (أ) و (ط) الخرف وهو - بالتحريك - فساد العقل من الكبر. والخرق - بضم الخاء -
الجهل والحمق.
8) أورده في البلاغة: 538 ح 363، عنه الوسائل: 11 / 367 ح 5، والبحار: 71 /
341 ضمن ح 14.
9) (أ) والتأنت، (ب) والتثبت.
48

نصف الظفر، كما أن الهم نصف الهرم. (1)
18 - وروى عن جابر (2) بن عبد الله قال: سمعت أمير المؤمنين عليا عليه السلام يقول:
إنكم في مهل (3)، من ورائه أجل، ومعكم أمل، يعترض دون العمل (4).
فاغتنموا المهل، وبادروا الاجل، وكذبوا الامل، وتزودوا من العمل.
هل من خلاص أو مناص؟ أو فوات (5) أو مجاز؟ أو معاذ، أو ملاذ أو ملجا أو منجى
أو لا؟ فأنى تؤفكون؟ (6)
19 - وروى أن أمير المؤمن عليه السلام رأى رجلا يصلى، وقد رفع يديه بالدعاء
حتى بان بياض إبطيه، ورفع صوته، وشخص ببصره، فقال عليه السلام: اغضض طرفك
فلن تراه، واحطط يدك فلن تناله، واخفض صوتك فهو أسمع السامعين.
20 - وقال الرضى - رضي الله عنه - سئل أبو جعفر الخواص الكوفي - وكان
هذا رجلا من الصالحين، ويجمع إلى ذلك التقديم (7) العلم بمتشابه القرآن وغوامض
ما فيه، وسرائر معانيه - عما جاء في الخبر [أنه] (8) (من أحسن عبادة الله في شبابه، لقاه الله
الحكمة عند شيبه).
[قال:] (9) كذا قال عز وجل (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما)
ثم قال تعالى (وكذلك نجزى المحسنين) (10) وعدا حقا، ألا ترى [أن] (11)
أمير المؤمن عليه السلام اجتهد في عادة الله صغيرا، فلم يلبث أن (12) صار ناطقا حكيما؟
فقال صلوات الله عليه.

1) أورد قطعة منه في نهج البلاغة: 495 ح 143، عنه البحار: 82 / 180 ضمن ح 25.
والكراجكي في كنزه: 287، عنه البحار: 78 / 93 ضمن ح 105.
2) (أ) و (ط) برير، وهو تصحيف. إذ لم يعد رجل من أصحاب علي عليه السلام بهذا الاسم.
3) (أ) محل.
4) (أ) الامل.
5) في التحف: فرار.
6) أورده في تحف العقول: 202، عنه البحار، 78 / 39 ح 15.
7) (ب) والخصائص: التقدم في 8 و 11) من (ب) والخصائص
9) من (خ ل) والخصائص.
10) القصص: 14
12) (ب) إلى أن.
49

رحم الله امرءا سمع حكما فوعى، ودعى إلى رشاد فدنا، وأخذ بحجزة هاد (1)
فنجا، قدم خالصا، وعمل صالحا، واكتسب مذخورا (واجتنب محذورا) (2) ورمى غرضا
وأحرز عوضا، كابر (3) هواه وكذب مناه، خاف ذنبه، وراقب (4) ربه، وجعل
الصبر مطية نجاته، والتقوى عدة وفاته، ركب الطريقة الغراء ولزم المحجة (5)
البيضاء، اغتنم المهل، وبادر الاجل، وقطع الامل وتزود من العمل (6).
[ثم] (7) قال أبو جعفر عليه السلام: فهل سمعتم أو رأيتم كلاما أوجز، أو وعظا أبلغ
من هذا، وكيف لا يكون كذلك وهو خطيب قريش ولقمانها.
21 - وقال عليه السلام: لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث: باستصغارها لتعظم
واستحكامها (8) التنشر، وتعجيلها لتهنأ (9).
22 - وفى رواية أخرى: لا يتم المعروف إلا بثلاث: بتعجيله وتصغيره
وتستيره، فإذا عجلته هناته، وإذا صغرته عظمته، وإذا سترته تممته (10).

1) (أ) وأخذ بحجزتها (ط) فأخذ بحجزتها، والحجزة - بالضم -: موضع شد الإزار
ومعقده، والمراد: الاقتداء والتمسك.
2) من (ب) والنهج والخصائص.
3) أي غالب وخالف.
4) (أ، ط) راغب.
5) (أ) الحجة. والمحجة جادة الطريق، أي وسطه
6) أورده بتمامه في خصائص أمير المؤمنين: 86، وفى نهج البلاغة: 103 الخطبة 76، عنه
البحار: 69 / 310 ح 31.
وفى مطالب السؤول: 59 عنه البحار: 77 / 336 ح 25، وفى تحف العقول: 208 (قطعة)
7) ليس في (أ)
8) في النهج: وباستكتامها.
9) نهج البلاغة: 485 ح 101، عنه الوسائل: 11 / 543 ح 3، والبحار: 74 / 318 ح 82.
10) روى مثله الكليني في الكافي: 4 / 30 ح 1 والصدوق في الخصال: 1 / 133 ح 143.
باسناديهما عن أبي عبد الله عليه السلام وزادوا عليه، وإن كان غير ذلك محقته ونكدته عنهما
الوسائل: 11 / 542 ح 1.
وأورده في مشكاة الأنوار: 58 مرسلا عن الكاظم عليه السلام: وأخرجه في البحار: 74 / 408 ح 8 عن الخصال.
50

23 - وقال عليه السلام: أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها أباط الإبل كانت لذلك
أهلا: لا يرجون أحد منكم إلا ربه: (1) ولا يخافن إلا ذنبه، [ولا يستحيين أحد إذا سئل
عن شئ وهو لا يعلم أن يقول لا أعلم] (2) ولا يستحيين أحد إذا لم يعلم الشئ أن
يتعلمه، و [عليكم] (3) بالصبر فان الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، ولا خير
في جسد لا رأس معه، ولا (في) إيمان لا صبر معه (4).
24 - وقال عليه السلام: من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر، ومن خاف
أمن، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، وصديق الجاهل في تعب (5).
قال الرضى - رضي الله عنه -: لو لم يكن في هذه الفقرة المذكورة إلا الكلمة
الأخيرة، لكفتني بها لمعة ثاقبة وحكمة بالغة، ولا عجب أن تفيض الحكمة من ينبوعها
وتزهو البلاغة في ربيعها.
25 - وجمع الحجاج بن يوسف أهل العلم وسألهم عن القضاء والقدر؟
فقال أحد هم: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:

1) (أ) أدبه.
2) من (ط)
3) من (ط)
4) نهج البلاغة 482 ح 82، وروى الصدوق مثله في الخصال: 1 / 315 ح 95 بإسناده عن
الشعبي، عن علي عليه السلام، عنهما البحار: 2 / 115 ح 10 وفي ح 96 - من الخصال
المذكور - بإسناده عن الرضا، عن آبائه، عن علي السلام، عنه البحار المذكور ص
114 ح 8.
وفى عيون أخبار الرضا: 2 / 43 ح 155 بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عليه السلام، ومثله في
صحيفة الرضا 178، عنهما ص 114 ح 9 من البحار المذكور.
وأورد مثله في جامع الأخبار: 135 مرسلا عن علي بن الحسين عليهما السلام، عنه البحار:
71 / 91 ح 46 وفى روضة الواعظين: 490 مرسلا عنه عليه السلام.
وأخرجه في البحار: 69 / 376 ح 27 و ح 28 عن العيون والخصال.
5) أورده في نهج البلاغة: 506 ح 208 إلى قوله علم، عنه الوسائل: 11 / 379 ح 6، والبحار
70 / 73 ح 27، وج 71 / 327 ضمن ح 25 (قطعة).
51

يا بن آدم من وسع لك الطريق، لم يأخذ عليك المضيق.
وقال آخر: سمعته عليه السلام يقول:
إذا كانت الخطيئة على الخاطئ حتما، كان القصاص (1) في القضية ظلما.
وقال آخر: سمعته عليه السلام يقول:
ما كان من خير فبأمر الله وبعلمه، وما كان من شر فبعلم الله لا بأمره.
فقال الحجاج: أكل هذا من قول أبى تراب؟ لقد أغرفوها من عين صافية. (2)
26 - وقال عليه السلام: يا بن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك الذي
أنت فيه، فان يكون بقي من أجلك فان الله فيه يرزقك.
27 - وقال عليه السلام لولده: إن الله عز وجل جعل محاسن الأخلاق وصلة بينه
وبين عباده، فيجب أحدكم أن يتمسك بخلق متصل بالله تعالى. (3)
28 - وقال عليه السلام: الناس عالم، ومتعلم، وأنشد متمثلا بهذين البيتين:
فكم من بهى قد يروق رواحه (4) * ويهجر (5) في النادي إذا ما تكلما
فقيمة هذا المرء ما هو محسن * فكن عالما إن شئت أو متعلما (6)
29 - وقال عليه السلام يعزى قوما: عليكم بالصبر، فان به يأخذ الحازم، واليه
يرجع الجازع (7).

1) (أ) القضاء.
2) أورد نحوه الكراجكي في كنزه: 170، وابن طاووس في الطرائف: 329، عنه البحار
5 / 58 ح 108
3) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 283 ح 19.
4) (ب) رواقه.
5) (ب) ويهجن.
6) (أما) ما كان محسنا.
7) أورده الديلمي في أعلام الدين: 185 (مخطوط)، عنه البحار: 82 / 88 ح 37 ومستدرك
الوسائل: 1 / 128 ح 2 (نقلا عن البحار).
والشهيد الثاني في مسكن الفواد: 27، عنه البحار المذكور ص 137 ضمن ح 22.
52

30 - وقال عليه السلام وقد رؤى عليه إزار مرقوع (1)، فقيل له في ذلك، فقال:
يخشع له القلب، وتذل له (2) النفس، ويقتدى به المؤمنون بعدي (3).
31 - وقال عليه السلام: أفضل رداء يرتدى به الحلم، فإن لم تكن حليما فتحلم، فإنه
قل من تشبه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم (4).
32 - وقال عليه السلام: الناس عاملان: عامل في الدنيا قد شغلته دنياه عن آخرته
ويخشى على من يخلف الفقر، ويأمنه على نفسه، فيفنى عمره في منفعة غيره، وآخر عمل
في الدنيا لما بعدها، فجاءه (5) الذي [له] (6) من الدنيا بغير عمل، فأصبح ملكا (7)
عند الله لا يسأل الله شيئا فيمنعه (8).
33 - وقال عليه السلام: اتقوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر، ولا
تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر (9).
34 - وقال عليه السلام: لأنسبن الاسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي

1) في النهج: خلق.
2) في النهج: به.
3) نهج البلاغة: 486 ح 103، عنه البحار: 8 / 738 ط. حجري، وج 41 / 59 ضمن ح 12.
4) أورده في أعلام الدين: 185 (مخطوط) عنه البحار: 68 / 93 ح 106.
5) (أ، ط): فنحاه.
6) من النهج وأعلام الدين.
7) في النهج: وجيها.
8) أورده في نهج البلاغة: 522 ح 269 باختلاف بسيط، عنه البحار: 73 / 131 ضمن
ح 135 و ح 93 / 360 ح 22.
وفى أعلام الدين: 185 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 93 محلق ح 106.
9) رواه في الكافي: 5 / 517 ح 5 بإسناده عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين عليهما السلام.
وفى الاختصاص: 221 بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام، عنه البحار: 78 / 33
ضمن ح 113، ومستدرك الوسائل: 2 / 553 ح 3.
وفى نهج البلاغة: 106 ضمن ح 80، عنه البحار: 8 / 446 ط. حجري، وج 103 / 228
ضمن ح 31، وأخرجه في الوسائل: 14 / 128 ح 2 عن الكافي والنهج.
53

فقال: الاسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق، والتصديق
هو الاقرار، والاقرار هو الأداء، هو العمل. وقد يكون الرجل مسلما
ولا يكون مؤمنا، [ولا يكون مؤمنا] حتى يكون مسلما.
والايمان إقرار باللسان وعقد بالقلب، وعمل بالجوارح (1).
35 - وقال عليه السلام: عجبت للبخيل (2) استعجل الفقر [الذي منه هرب، وفاته
الغنى الذي إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء] (3)، ويحاسب في الآخرة
حساب الأغنياء.
وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطقة وهو غدا جيفة.
وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله.
وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت.
وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى.
وعجبت لعامر دار الفناء، وتارك دار البقاء. (4)

1) روى قطعة منه البرقي في المحاسن: 1 / 222 ضمن ح 135، والقمي في تفسيره: 90
والكليني في الكافي: 2 / 45 ضمن ح 1، والطوسي في أماليه: 2 / 137 وفيه: العلم
بدل (العمل) جميعا بأسانيدهم من طرق، مختلفة عنه عليه السلام، عنها البحار: 68 / 310
- 311 ح 2 - 4.
وأورد قطعة منه في نهج البلاغة: 491 ح 125، عنه البحار المذكور ص 313.
وأخرجه في الوسائل: 11 / 141 ضمن ح 5 عن الكافي.
وروى قطعة أخرى منه الصدوق في عيون أخبار الرضا: 1 / 226 - 227 ح 1 - 5
باسناده من طرق متعددة عن علي عليه السلام، عن رسول اله صلى الله عليه وآله.
وتقدم ذيل الحديث بكامل تخريجاته في ص 17 ح 38.
2) زاد في (أ، ط): الذي.
3) من (ب) وبقية المصادر.
4) أورده في نهج البلاغة: 491 ح 126، عنه البحار: 72 / 199 ح 28، وفى أعلام
الدين: 185 (مخطوط) عنه البحار: 8 7 / 94 ح 107، وفى ارشاد القلوب: 192.
54

36 - وقال عليه السلام لسلمان الفارسي - رضي الله عنه -: إن مثل الدنيا مثل الحية:
لين مسها، قاتل، سمها، فأعرض عما يعجبك منها (1) فان المرء العاقل كلما صار
فيها إلى سرور أشخصه إلى مكروه، ودع عنك همومها إن أيقنت بفراقها (2).
37 - وقال عليه السلام: الصحة بضاعة، والتوافي إضاعة، والوفاء راحة.
38 - وقال عليه السلام: العفو عن المقر لا عن المصر (3).
39 - وقال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، اجتمع أمير المؤمنين عليه السلام وعمه
العباس (رضي الله عنه) ومواليهما في دور الأنصار لإجالة الرأي، فبدرهما (4) أبو سفيان
والزبير، وعرضا نفوسهما عليهما، وبذلا من نفوسهما المساعدة والمعاضدة لهما.
فقال العباس: قد سمعنا مقالتكما، فلا لقلة نستعين بكما، ولا لظنة نترك رأيكما
لكن لالتماس الحق (5)، فأمهلا نراجع الفكر، فان يكن لنا من الاثم مخرج يصر بنا
وبهم الامر صرير الجندب (6) ونمد أكفا إلى المجد لا نقبضها أو نبلغ المدى، وإن
تكن الأخرى فلا لقلة في العدد، ولا لوهن في الأيدي، والله لولا أن الاسلام
قيد الفتك لتدكدكت جنادل (7) صخر يسمع اصطكاكها من محل الأبيل (8).

1) (أ) عنها، وفى النهج: فيها.
2) أورده بلفظ آخر في نهج البلاغة: 458 ح 68، عنه البحار، 8 / 632 ط. حجري.
وفى الارشاد المفيد: 137، عنه البحار: 73 / 105 ح 101، وفى مطالب السؤول.
50، عنه البحار: 78 / 20 ح 80.
3) أورده في الدرة الباهرة: 20، عنه البحار: 78 / 89 ضمن ح 93.
4) (أ، ط) فبدأهما وبدر إلى الشئ: أسرع، وبدره: عاجله وسبقه.
5) (أ، ط) الخلق.
6) هو ضرب من الجراد، وقيل: هو الذي يصر في الحر. (النهاية: 1 / 306).
7) هو الشديد من كل شئ.
8) في شرح النهج: المحل الأعلى.
والأبيل: رئيس النصارى، وقيل: هو الراهب الرئيس، وقيل: هو الشيخ، وكانوا
يسمون عيسى عليه السلام: أبيل الابلين. (لسان العرب: 11 / 6).
55

قال: فحل أمير المؤمنين عليه السلام حبوته، وجثا على ركبتيه، وكذا كان يفعل إذا تكلم
فقال عليه السلام: الحلم زين، والتقوى دين، والحجة محمد صلى الله عليه وآله، والطريق الصراط.
أيها الناس رحمكم الله شقوا متلاطمات أمواج الفتن بحيازيم (1) سفن النجاة
وعر جوا عن سبيل المنافرة وحطوا تيجان المفاخرة، أفلج من نهض بجناح، أو استسلم
فأراح، ماء آجن (2)، ولقمة يغص بها آكلها، ومجتنى الثمرة في غير وقتها كالزارع في غير
أرضه والله (لو أقول لتداخلت أضلاع كتداخل أسنان دوارة الراحي) (3) وان أسكت
يقولوا: جزع ابن أبي طالب من الموت، هيهات بعد اللتيا والتي، والله لعلي آنس
بالموت من الطفل بثدي أمه، لكني اند مجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم
اضطراب الأرشية (4) في الطوى البعيدة.
ثم نهض عليه السلام فقال أبو سفيان: لشئ ما فارقنا ابن أبي طالب.
قلت: قد عرف أمر الصحيفة، وأمر المنافقين في يوم العقبة (5).
40 - كلام له عليه السلام لكميل بن زياد [النخعي - رضي الله عنه -.
عن الكلبي، عن أبي صالح، عن كميل بن زياد] (6) قال: أخذ بيدي

1) (أ) بجنازبكم، (ط) بمجارى.
والحيازيم: جمع حيزوم، وهو الصدر، وقيل: وسطه. وهذا الكلام كناية عن التشمير
للامر، والاستعداد له.
2) هو الماء المتغير الطعم واللون.
3) في النهج والمناقب والمطالب: فان أقل يقولوا: حرص على الملك.
4) الأرشية: جمع رشاء وهو الحبل. والطوى البعيدة: البئر العميقة.
5) روى ابن الجوزي في مناقبه (تذكرة خواص الأمة) 137 بإسناده عن ابن عباس
قطعة منه، عنه البحار: 28 / 233 ح 20.
وأورد - قطعة منه - في نهج البلاغة: 52 الخطبة 5، عنه البحار: 8 / 97 ط. حجري
وفى أعلام الدين: 182 (مخطوط) وفى مطالب السؤول: 59، عنه البحار: 77 / 332 ح 20
وفى شرح النهج: 1 / 73.
6) من (ب).
56

أمير المؤمنين فأخرجني الجبان إلى فلما أصحر (1) تنفس الصعداء ثم قال:
يا كميل بن زياد، إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها، فاحفظ عنى ما أقول
لك: الناس ثلاثة:
عالم رباني: ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق يميلون
مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.
يا كميل بن زياد العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال
والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الانفاق
يا كميل بن زياد معرفة العلم دين يدان به، [به] (2) يكسب الانسان الطاعة في
حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه
يا كميل بن زياد هلك خز ان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر
أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة
إن [ها] هنا لعلما جما - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة، بلى أصبت (3)
لقنا غير مأمون عليه، مستعملا آلة الدين للدنيا، ومستظهرا بنعم الله عليه عباده
وبحججه على أوليائه، أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه (4)، ينقدح الشك
في قلبه لأول عارض من شبهة، ألا (5) لاذا ولا ذاك أو منهوما باللذة سلس القياد
للشهوة، أو مغرما بالجمع والادخال، ليسا من رعاة (6) الدين في شئ، أقرب شئ
شبها بهما الانعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى لا تخلو الأرض
من قائم لله بحجة، إما ظاهرا مشهورا، أو خائفا، مغمورا، لئلا تبطل حجج الله وبيناته

1) أي صار في الصحراء والجبان: المقبرة.
2) من (ط) وبقية المصادر.
3) (ط) والنهج: أصيب. واللقن - بفتح اللام وكسر القاف - الفهم وحسن التلقن.
4) (أ، ب) أحيائه، وهو تصحيف. وأحنائه: جوانبه، مفردها: حنو.
5) (أ) اللهم.
6) (أ) دعاة.
57

وكم ذا وأين أولئك؟ أولئك - والله - الأقلون عددا الأعظمون قدرا، يحفظ الله
بهم حججه وبيناته، حتى يودعوها [نظراء هم، ويزرعوها في قلوب أشباههم] (1)
هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة (2) وباشروا روح (3) اليقين، واستلانوا ما استوعره
المترفون، وأنسوا ما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا بأبدان أرواحها متعلقة
بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، الدعاة إلى دينه، آه آه شوقا إلى رؤيتهم (4)
انصرف [يا كميل] (5) إذا شئت (6). 41 - ومن جملة وصيته للامام الزكي أبى محمد الحسن بن علي عليهما السلام:
يا بنى إني لما رأيتك قد بلغت سنا، ورأيتني أزداد وهنا، أردت بوصيتي إياك
خصالا منهن، إني خفت أن يعجل بي أجلى قبل أن أفضى (7) إليك بما في نفسي
وأن أنقص في رأى كما نقصت في جسمي، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى، وفتن
الدنيا، فتكون كالصعب النفور، فان قلب الحدث كالأرض الخالية ما القى فيها من
شئ إلا قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو (8) قلبك، ويشتغل لبك، لتستقبل
بجد رأيك ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كفيت مؤنة الطلب، وعوفيت

1) من بقية المصادر، وفى (أ) يودعها بدل يودعوها
2) (أ، ب) الصبر بدل (البصيرة) وفى الأمالي والخصال والغارات: حقائق الأمور.
3) (ب، ط) أرواح.
4) (أ، ب) إليهم.
5) من (ط) والنهج.
6) رواه الصدوق في الخصال: 1 / 186 ح 257، وفى كمال الدين 1 / 289 ح 2، من
عدة طرق رواه في أمالي المفيد: 247 ح 3، وفى أمالي الطوسي: 1 / 19، وفى الغارات:
1 / 147 بأسانيدهم إلى كميل بن زياد.
وأورده في نهج البلاغة: 495 ح 147، وفى روضة الواعظين: 14 مرسلا.
وأخرجه في البحار: 1 / 187 ح 4 وص 188 و ح 5 وص 189 ح 6 و 7 عن الخصال وتحف
العقول وأمالي الطوسي ونهج البلاغة.
7) (أ، ط) أمضى. أفضى: القى إليك.
8) (ب) يعتو.
58

من علاج التجرية فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه، واستبان لك ما أظلم علينا فيه.
(ومنها): ظلم الضعيف أفحش الظلم، وربما كان الداء دواء، والدواء داء
وربما نصح غير الناصح، وغش المستنصح.
وإياك والاتكال على المنى فإنها بضائع النوكى (1) والعقل حفظ التجارب
وخير ما تحدث به (2) ما وعظك، بادر الفرصة قبل أن تكون عظة (3) من الفساد
إضاعة (4) الزاد لا خير في معين مهين (5)، سيأتيك ما قدر لك. لا تتخذن عدو
صديقك صديقا فتعادي صديقك، أمحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة وإن
أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليك (6) لا يكونن أخوك على
قطيعتك أقوى منك على [صلته، ولا يكونن على الإساءة أقوى منك على] (7) الاحسان
(ومنها): الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك. ما أقبح
الخشوع (8) عند الحاجة، والجفا عند الغنى إنما لك عن دنياك ما أصلحت به مثواك.
استدل على ما لم يكن بما قد كان، فان الأمور أشباه، ولا تكونن ممن لا تنفعه
العظة إلا إذا بالغت في إيلامه (9)، فان العاقل يتعظ بالقليل، وإن البهائم لا تنفع (10)
إلا بالضرب الأليم، من ترك القصد (1) جار، من تعدى الحق ضاق مذهبه، ومن اقتصر
على قدره كان أبقى له، وربما أخطأ البصير قصده، وأصاب الأعمى رشده، قطيعة
الجاهل تعدل صلة العاقل، إذا تغير السلطان تغير الزمان، نعم طارد الهموم اليقين.

1) أي الحمقى، مفردها: أنوك.
2) (ب) حدث به وفى النهج: جربت.
3) في النهج: غصة.
4) (أ) وإضاعة من.
5) غير واضحة في (أ)، وهي بفتح الميم. الفقير.
6) في النهج إليها ان بدا له ذلك يوما ما.
7) من (ب) والنهج.
8) في النهج: الخضوع.
9) (أ، ب) بلغت في أمله.
10) (ط) تنتفع، وفى النهج: تتعظ.
11) أي الاعتدال.
59

(ومنها): يا بنى إياك ومشاورة النساء فان رأيهن إلى أفن (1) وعزمهن إلى
وهن، واقصر عليهن حجبهن فهو خير لهن، وليس، خروجهن بأشد من دخول من
لا يوثق به عليهن فان استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل، ولا تملك المرأة من أمرها (2) ما يجاوز نفسها فان ذلك أنعم لبالها، فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانة (3) ولا
تطمعها (4) أن تشفع لغيرها (5) وإياك والتغاير في غير موضع غيرة فان ذلك.
يدعو (الصحيحة منهن) (6) إلى السقم (7)، [والبريئة إلى الريب] (8). (9)
42 - وقال ابن عباس: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول
في وعظه لولده الحسين عليه السلام.
يا بنى عامل الناس بثلاث خصال [يجب عليهم بها المحبة] (10): إذا حدثت

1) أي النقص، ورجل أفين ومأفون: ناقص. النهاية: 1 / 57.
2) (أ) أمل لها.
3) القهرمان: الذي يحكم في الأمور، ويتصرف فيها بأمره
4) (أ، ب) تقطها، (ط) تعطها، وفى المحجة، تعاطيها.
وما أثبتناه كما في النهج. قال العلامة الخوئي في منهاج البراعة: عدم اجابتهن في الشفاعة
والوساطة للأغيار، فإنه يوجب توجههم إليهن، ويؤدى إلى فسادهن يوما ما.
5) (أ) حتى تشفع بغيرها.
6) (أ، ب) الصحة.
7) (أ) النقم.
8) من بقية المصادر.
9) أوردها في نهج البلاغة: 393 وص 402 - 405 رقم 31 ضمن وصية طويلة له عليه
السلام لابنه الحسن عليه السلام، كتبها إليه (بحاضرين) عند انصرافه من صفين، وفى
من لا يحضره الفقيه: 3 / 362 ح 13 (قطعة) وج 4 / 275 ح 10.
وفى تحف العقول: 68، عنه البحار: 77 / 217 ح 2، وفى كشف المحجة إلى ثمرة
المهجة: 157 الفصل 154 من كتاب الزواجر والمواعظ لأبي أحمد الحسن بن عبد الله
بن سعيد العسكري من ستة طرق، ومن كتاب الرسائل للكليني. وفى العقد الفريد 3 / 90.
10) من (ب).
60

فلا تكذب، وإذا أؤتمنت فلا تخن، وإذا وعدت فلا تخلف.
يا بنى إن استعطت أن تمنع نفسك أربعة أشياء لم ينزل بك مكروه أبدا. العجلة
والتواني واللجاج، واللعب. وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
وإياك ومصاحبة الكذاب فإنه يقرب عليك البعيد، ويبعد منك القريب.
وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يعقد بك أحوج ما تكون إليه.
يا بنى لا تقرب من لم تعرف منه خمسة أشياء، ولا ترجه لخير دنيا ولا آخرة:
من لم تعرف منه المخافة لربه، والنبل في نفسه، والحسن في خلقه، والكرم
في طبعه، والزيادة في مروته.
يا بنى أحي قلبك بالموعظة، وأمته بالزهد، وقوه باليقين وذلله بالموت
وحذره الدهر، وأصلح مثواك، وابتع آخرتك بدنياك، ودع القول فيما لا تعرف والسعي
فيما لا تكلف، وجد بالفعل، وتفضل بالبذل، وبادر الفرضة قبل أن تكون عظة.
43 - ومن جملة وصيته للامام الشهيد سيد شباب أهل الجنة أبى عبد الله
الحسين بن علي عليهما السلام: يا بنى أوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر (1)، وكلمة الحق
في الرضا والغضب (2)، وبالعدل على الصديق والعدو، وبالعمل في النشاط والكسل
والرضا عن الله في الشدة والرخاء.
(ومنها): يا نبي ما شر بعده الجنة بشر، وما خير بعده النار بخير، وكل
نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية.
(ومنها): [واعلم] (3) يا بنى من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره، ومن
سل سيف البغي قتل به، ومن حفر لأخيه بئرا وقع فيها، ومن هتك حجاب أخيه
انكشفت عورات بيته، ومن نسي خطيئته استعظم غيره، ومن أعجب برأيه

1) في مقصد الراغب: في الغيب والشهادة.
2) أضاف في المقصد والتحف (والقصد في الغنى والفقر).
3) من (ب) والتحف.
61

ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن سفه على الناس
شتم، ومن خالط العلماء وقر، ومن خالط الانزال حقر، ومن أكثر من
شئ عرف به.
(ومنها): إي بنى! الفكرة تورث نورا، والغفلة ظلمة، والجهالة (1) ضلالة.
والسعيد من وعظ بغيره، وليس مع قطيعة الرحم نماء، ولا مع الفجور غناء.
(ومنها): يا بنى العافية عشرة أجزاء: تسعة [منها] (2) في الصمت إلا بذكر الله
تعالى، وواحد في ترك مجالسة السفهاء.
(ومنها): يا بنى رأس العلم الرفق وآفته الخرق، كثرة الزيارة تورث الملالة.
والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم، وإعجاب المرء بنفسه يدل على ضعف عقله.
[(ومنها): يا بنى كم من نظرة جلبت حسرة، وكم من كلمة سلبت نعمة] (3).
(ومنها): يا بنى الحرص مفتاح التعب، ومظنة (4) النصب، من تورط في الأمور
بغير نظر في العواقب فقد تعرض للنوائب.
(ومنها): يا بنى لا تؤيس مذنبا، فكم من عاكف ذنبه ختم له بخير، وكم
من مقبل على عمله مفسد في آخر عمره صار إلى النار نعوذ بالله (من مثل فعله) (5).
(ومنها): يا بنى اعلم أنه من لانت كلمته وجبت محبته.
وفقك الله لرشدك وجعلك من أهل الخير برحمته إنه جواد كريم (6).

1) في التحف: الجداله.
2) ليس في (أ).
3) من (ب) والتحف.
4) (أ وط) والتحف: مطية.
والمظنة - بكسر الظاء - موضع الشئ ومعدنه، والنصب - بالتحريك - أشد التعب.
5) في التحف: منها.
6) أورده في تحف العقول: 88، عنه البحار: 77 / 236 ح 1، وفى مقصد الراغب:
63 (مخطوط).
62

44 - وقال عليه السلام: اتقوا من تبغض قلوبكم (1).
45 - وكتب عليه السلام إلى عبد الله بن عباس وهو بالبصرة: أتاني كتابك تذكر فيه
ما رأيت من أهل البصرة بعد خروجي منهم، وإنما ينقمون لرغبة يرجونها أو
عقوبة يخافونها، فارغب راغبهم، واحلل عقدة الخوف عن خائفهم بالعدل عليه
والانصاف له (2).
46 - وقال عليه السلام: قلب الأحمق في لسانه (3)، ولسان العاقل في قلبه (4).
47 - وقال عليه السلام: أكثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع (5)
48 - وقال عليه السلام لولده الامام الزكي أبى محمد الحسن بن علي صلى الله عليهما
[في] (6) وصية له إليه: يا بنى إن النفس حمصة (7) والاذن مجاجة، فلا تحث فهمك على
الالحاح على عقلك [وروح من عقلك] (8) فان لكل عضو من الجسد مستراحا.

1) أورده في الدرة الباهرة: 20، عنه البحار: 74 / 198 ضمن ح 34.
2) أخرجه في مصباح البلاغة: 1103 عن كتاب نصر بن مزاحم.
3) في النهج: فيه.
4) أورده في نهج البلاغة: 476 رقم 41، عنه الوسائل 11 / 223 ح 4، والبحار: 1 / 159
ح 33، وأورده في ينابيع المودة: 234.
5) أورده في نهج البلاغة: 507 رقم 219، عنه لوسائل: 11 / 322 ح 8، والبحار: 73 / 170
ضمن ح 7، وفى تنبيه الخواطر، 1 / 49، وينابيع المودة: 237 مرسلا.
6) من (ب).
7) في الأصل: خمصة.
والخمصة: الجوعة، وخمصه خمصا وخصوصا و [مخمصة: الجوع، جعله خميص البطن
قال ابن الجزري في النهاية:
/ 441: ومنه حديث الزهري (الاذن مجاجة وللنفس حمضة)
أي شهوة كما تشتهى الإبل الحمض. والمجاجة: التي تمج ما تسمعه فلا تعيه، ومع ذلك
فلها شهوة في السماع.
وقال في ج 4 / 298: وفى حديث الحسن (الاذن..) أي لا تعي كل ما تسمع وللنفس
شهوة في استماع العلم.
وما أورده ابن الأثير هو الصحيح.
8) من (ب).
63

49 - وقال عليه السلام: لو أن حملة العلم حملوه بحقه لأحبهم الله والملائكة
والمؤمنون من خلقه، لكن حملوه للدنيا فمقتهم الله، وهانوا على الناس. (1).
50 - وقال عليه السلام: تعلموا العلم، وتعلموا الحلم، فان العلم خليل المؤمن
والحلم وزيره، والعقل دليله، والرفق أخوه، والعمل رفيقه، والبر والده والصبر
أمير جنوده (2).
51 - ومن كلامه للحسن عليه السلام: [يا بنى] (3) على العاقل أن يعرف أهل زمانه
ويحفظ لسانه وينظر في شأنه وليس على العاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث.
مرمة (4) لمعاش، أو خطوة لمعاد أو لذة في غير محرم (5).
52 - وقال عليه السلام: ثلاثة من أبواب البر: السخاء وطيب الكلام، والصبر
على الأذى. (6)
53 - وسأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة فقال: أخبرنا عن الاخوان.
فقال عليه السلام: الاخوان صنفان: إخوان الثقة، وإخوان المكاشرة:

1) تحف العقول: 201 مرسلا، عنه البحار: 78 / 38 ح 10.
2) نحوه في تحف العقول: 55 مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله، عنه البحار: 77 / 158 ح 147
3) من (ب).
4) لمرمة - بالفتح - الاصلاح.
5) رواه البرقي في المحاسن: 2 / 345 ح 4 بإسناده عن الأصبغ بن نباته، عن علي عليه السلام
عنه الوسائل: 8 / 252 ح 9، وفى البحار: 76 / 222 ح 5 وعن نهج البلاغة: 545 رقم 390.
ورواه البرقي أيضا في ح 5 بلفظ آخر، عنه البحار المذكور ص 222 ح 6، والصدوق في
من لا يحضره الفقيه: 2 / 265 ح 2386 وفى الخصال: 1 / 120 ح 110 عن البحار المذكور
ص 221 ح 1 بأسانيد هما من عدة طرق عن أبي عبد الله عليه السلام.
عنهما الوسائل: 8 / 248 ح 1 و 2.
6) رواه في المحاسن: 1 / 6 ح 14 بإسناده عن أبي عبد الله، عنه عليهما السلام وفيه: سخاء
النفس، عنه الوسائل: 8 / 487 ح 14، والبحار: 71 / 89 ح 41 وص 311 ح 7 وص 354 ح 15
64

فأما أخوان الثقة فهم الكهف (1) والجناح، ولأهل والمال، فإذا كنت من
أخيك على (حد) (2) الثقة فابذل له مالك ويدك، وصاف من صافاه وعاد من عاداه
واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقل من
الكبريت الأحمر.
وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب منهم لذلك فلا تقطعن، ذلك منهم ولا
تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم وابذل، لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة
اللسان (3).
54 - وقال عليه السلام: توقوا البرد في أوله، وتلقوه في آخره، فإنه يفعل في
الأبدان كفعله في الأشجار، أوله يحرق وآخره يورق (4).
55 - وقال عليه السلام: ثلاث خصال مرجعها في كتاب الله تعالى على النفس (5):
البغي، والنكت والمكر، قال الله عز وجل (يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم) (6)
وقال سبحانه (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) (7)
وقال الله تعالى (ولا يحيق المكر السئ إلا بأهله) (8). (9)

1) في بعض المصادر الكف، وفى بعضها: كالكف. والكهف: هو الملاذ والملجأ.
2) من (ب).
3) رواه في الكافي: 2 / 248 ح 3 بإسناده عن علي عليه السلام، عنه البحار: 67 / 193 ح 3.
وفى مصادقة الإخوان: 2 بإسناده عن أبي جعفر الثاني عن علي عليه السلام: وفى الخصال:
1 / 49 ح 56 بإسناده عن جابر، عن أبي جعفر عنه عليهما السلام، عنهم الوسائل: 8 / 404 ح 1.
ورواه في الاختصاص: 245 بإسناده عن أبي جعفر عن علي عليه السلام، عنه البحار: 74 /
281 ح 2، وعن الخصال. وأورده في أعلام الدين: 59 (مخطوط).
4) نهج البلاغة: 419 رقم 128، عنه الوسائل: 5 / 161 ح 2، والبحار: 62 / 271 ح 68
5) (ب) الناس.
6) يونس: 23.
7) الفتح: 10.
8) فاطر: 43.
9) نحوه في معدن الجواهر: 48
65

56 - وقال عليه السلام في صفة الدنيا: ما أصف من (1) دار أولها عناء، وآخرها
فناء، في حلالها حساب، وفى حرامها عقاب: من استغنى فيها فتن (2) [ومن افتقر
فيها حزن، ومن ساعاها فاتته] (3) ومن قعد عنه واتته (4)، ومن أبصر بها بصرته
ومن أبصر إليها أعمته (5).
57 - وقال عليه السلام أيضا في صفة الدنيا - وقد سئل عنها -: إن الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها ودار موعظة
لمن
اتعظ بها، ومسجد أحباء الله، ومصلى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله
اكتسبوا فيها الرحمة، وربحوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها وقد آذنت (6) ببينها (7)
ونادت بقراقها، ونعت نفسها وأهلها، فمثلت ببلائها البلاد، وشوقتهم بسرورها
إلى السرور، راحت بعافية، وابتكرت بفجعة (8) ترغيبا وترهيبا وتخويفا
وتحذيرا، فذمها رجال غداة الندامة، وحمدها آخرون، ذكرتهم الدنيا فذكروا
وحدثتهم فصدقوا، وعظتهم فاتعظوا، فيا أيها الذام للدنيا، المغتر بغرورها
[المخدوع بأباطيلها أتغتر بالدنيا] (9) ثم تذمها؟ أنت المتجرم (10) عليها؟ أم هي
المتجرمة عليك؟ متى استهوتك؟ أم متى غرتك؟ أبمصارع آبائك من البلى؟ أم

1) (أ، ط) في.
2) (أ، ط) حزن.
3) من (ب) وبقية المصادر: وساعاها: جاراها سعيا.
4) (أ) ومن عمد عنه فاتته، وفى (ط): فاتته بدل (واتته) ومعناها: طاوعته.
5) أورده في نهج البلاغة: 106 ح 82، عنه البحار 73 / 133، وفى تحف العقول: 201
وفى تنبيه الخواطر: 1 / 137، و 2 / 9 باختلاف يسير.
6) (ط) آذنته.
7) (أ) ببنيها، (ب) بلينها. وبينها: بعدها وزوالها.
8) في بقية المصادر: بفجيعة، وابتكرت: أصبحت.
9) من النهج.
10) (أ، ط) المجرم، (ب) المحرم، وكذا ما بعدها، وما أثبتناه كما في المصادر، وتجرم عليه
ادعى عليه، والجرم - بالضم -: الذنب.
66

بمضاجع (1) أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك، وكم مرضت بيديك
تبغى لهما الشفاء، وتستوصف لهم الأطباء، لم ينفع أحدهم إشفاقك، ولم يستعف
[فيهم] (2) بطلبتك، قد مثلت لك بهم الدنيا نفسك، وبمصرعهم مصرعك (3).
58 - وقال عليه السلام: الدنيا دار ممر (4) إلى دار مقر، والناس فيها رجلان:
رجل باع نفسه فأوبقها (5)، ورجل ابتاع نفسه فأعتقها (6).
59 - وقال عليه السلام: طلاب العلم ثلاثة أصناف فاعرفوهم بصفاتهم ونعوتهم:
فطائفة طلبتها للمراء والجدال: وطائفة طلبتها للاستطالة (7) والختل، وطائفة طلبتها
للتفقه والعمل:
فأما صاحب المراء والجدال فمؤذ ممار، متصد للمقال في أندية الرجال فهو
كأس من التخشع (8) عار من التورع، فأعمى الله بصره (9) وقطع من آثار العلماء أثره.
وأما صاحب الاستطالة والختل فذو خب (10) وملق، مائل إلى أشكاله مضاد (11)

1) (أ، ط) بمصارع.
2) ليس في (أ)
3) رواه الحسين بن سعيد في الزهد: 47 ح 128 بإسناده عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه
السلام، عنه البحار: 73 / 125 ح 119، والطوسي في أماليه 2 / 207 بإسناده عن جابر
عنه عليه السلام. وابن عساكر في تاريخ دمشق: 3 / 214 بإسناده عن عاصم بن ضمرة.
وأورده الشريف الرضى في نهج البلاغة: 492 رقم 131، عنه البحار: 73 / 129 ح 135
واليعقوبي في تاريخه: 2 / 208، والمسعودي في مروج الذهب، 2 / 419 وابن الجوزي
في تذكرة الخواص: 162.
4) (أ، ط) مفر.
5) أي أهلكها.
6) أورده في نهج البلاغة: 493 رقم 133، عنه البحار: 73 / 130 ضمن ح 135 وفى كشف
الغمة 1 / 172، وفى تنبيه الخواطر: 1 / 75.
7) (ب) للاستصالة.
8) كذا في (خ ل)، وفى الأصل: التجميع.
9) (أ، ط) خبره.
10) بالكسر: الخدعة.
11) (ب) مضاه.
67

لأمثاله: وهو لجوابهم حاسم (1) ولدينه هاضم، فهشم من هذا خيشومه، وقطع
منه حيزومه (2).
وأما صاحب التفقه والعمل، فذو حزن وكآبة، كثيرا الخوف والبكاء، طويل
الابتهال والدعاء، عارف بزمانه، مقبل على شأنه مستوحش (3) من أوثق إخوانه
قد خشع في برنسه، وقام (4) الليل في حندسه، فشد (5) الله من هذا أر كأنه، وأعطاه
مما خاف أمانه (6).
60 - وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: تبعت أمير المؤمنين [على] عليه السلام
[وهو يريد المسجد] (7)، فتنفست (8) [الصعداء] (9) فالتفت إلى وقال: يا جابر ما هذا
التنفس على دنيا ملاذها خمس:
مأكول: ومشروب، وملبوس، ومركوب، ومنكوح
فألذ المأكول العسل، وهو ريق ذبابة
وألذ المشروب الماء، وكفى برخصه وإباحته

1) (ب) خاصم.
2) الخيشوم: الانف، والحيزوم، وسط الصدر.
3) (أ، ط) متوحش.
4) (أ، ط) طال.
5) (ب) فشدد.
6) رواه في الكافي: 1 / 49 ح 5 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه البحار: 83 / 195
والمستدرك: 1 / 204 ح 1 وج 2 / 63 ح 9 وص 98 ح 3 وص 325 ح 2.
وفى أمالي الصدوق: 502 ح 9، عنه البحار: 2 / 46 ح 4، وفى الخصال: 1 / 194 ح 269
باسناده من طريقين عنه عليه السلام، عنه البحار المذكور ص 47 ح 5.
وأورده مرسلا عن أبي عبد الله عليه السلام في أعلام الدين: 41 (مخطوط) ومشكاة الأنوار:
140، ومنية المريد: 46. جميعا باختلاف في اللفظ.
7) من (ب)
8) (ب) فتهتدت، ولعلها تصحيف فتنهدت، وهو اخراج النفس - بعد مدة - حزنا أو ألما.
والصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب.
9) من المطالب والبحار.
68

وألذ الملبوس الديباج، وهو لعاب دودة
وألذ المركوب الدواب وهي قواتل
وألذ المنكوح النساء، وهن مبال المبال وإنما يراد أحسن ما في المرأة
لا أقبح ما فيها. قال جابر: فانصرفت وأنا أزهد الناس في الدنيا (1)
61 - وقال عليه السلام: إن لله تعالى في كل نعمة حقا، فمن أداه زاده، ومن
قصر فقد عرض النعمة لحلول النقمة، فليراكم الله من النعم وجلين كما يراكم
عند المحق راجين. ومن وسع عليه ذات يده، فلم ير أن ذلك [من الله] (2) تمحيص
فقد (أمن مخوفا، ومن ضيق عليه ذات يوم فلم ير أن ذلك من الله تمحيص فقد
ضيع) (3) مأمولا.
واعلموا أن أصغر الحسد أكبر داء الجسد يبتدئ بجسده كالولد والوالد
ثم ينتقل عن الأقارب إلى الأباعد، فأعاذكم الله من الحسد والنكد (4). (5)
62 - وقال عليه السلام: يجب على الوالي أن يتعهد أموره، ويتفقد أعوانه، حتى
لا يخفى عليه إحسان محسن، ولا إساءة مسئ ثم لا يترك أحدهما بغير جزاء، فإنه
إن فعل (6) ذلك تهاون المحسن، واجترأ المسئ وفسد الامر، وضاع العمل.
وأخذ هذا القول إبراهيم بن عباس الصولي (7) فقال:

1) أورده في مطالب السؤول: 56 وفيه: ملاذ الدنيا سبعة: فأضاف إليها: المشموم والمسموع
عنه البحار: 78 / 11 ح 69. نحوه في تنبيه الخواطر: 140 مرسلا عنه عليه السلام.
2) من (ب) 3) (أ ط) منع، وما أثبتناه كما في (ب) 4) ب (ونكده.
5) أورد قطعة منه بلفظ آخر في نهج البلاغة: 537 رقم 358، عنه البحار: 5 / 220 ح 18
وج 73 / 383 ضمن ح 8.
وفى تحف العقول: 206 (قعطة)، عنه البحار: 78 / 43 ح 36، وقطعة أخرى في نهج البلاغة:
513 رقم 256 نحوه، عنه البحار 73 / 256 ضمن ح 28.
6) (ب) ترك.
7) هو ابن أخت العباس بن الأحنف. قال عنه الشيخ عباس القمي (ره) في الكنى والألقاب.
2 / 392 لا يعلم تقدم وتأخر من الكتاب أشعر منه. يروى من الرضا عليه السلام.
69

إذا كان للمحسن من الثواب ما ينفعه * وللمسئ من العقاب ما يقمعه
بذل المحسن ما عنده رغبه * وانقاد المسئ للحق رهبة
63 - وقال عليه السلام: أفضل الأمور التسليم إلى الله تعالى، والراحة إلى اليقين
وأين المهرب مما هو كائن؟ وإنما تنقلب في كف الطالب.
أيها الناس إنه رفعت لنا رأيه ومدت لنا غاية، فقيل في الراية [أن] (1) اتبعوها
وفى الغاية أن أجروا إليها ولا تعدوها.
64 - وقال عليه السلام: ما سألني أحد قط حاجة الا كان له الفضل على.
قيل: لم ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: لأنه يسألني بالوجه الذي يسأل به ربه.
65 - وقال عليه السلام أعز العز العلم لان به معرفة المعاد والمعاش، وأذل الذل
الجهل، لان صاحبه أصم، أبكم، أعمى، حيران.
66 - وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قيام الدنيا
بأربعة: عالم يستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف من التعلم، وغنى لا يبخل بمعروفه
وفقير لا يبيع دينه، فإذا لم يستعمل العلم علمه استنكف الجاهل من التعلم منه، وإذا
بخل الغنى بماله شره الفقير إلى الحرام، وفسدت الدنيا بكثرة الجهال والفجار (2).
67 - وقال عليه السلام: الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من
مكر الله، ولا يؤيسهم من روح الله، ولا يرخص لهم في معاصي الله تعالى (3).

1) من " ط ".
2) رواه في الخصال: 1 / 197 ح 5 بإسناده عن أبي جعفر، عنه عليه السلام، عنه البحار: 2 / 67 ح 9
وأورده في تفسير الإمام العسكري: 139 عن جابر، عنه البحار: 1 / 178 ح 59، وفى
نهج البلاغة: 541، عنه البحار: 2 / 36 ح 44، وفى روضة الواعظين: 9 عنه البحار: 1 /
179 ح 61 جميعا بلفظ آخر.
3) أورده في نهج البلاغة: 473 رقم 90، عنه البحار: 2 / 56 ح 34 وفى اعلام الدين: 49 وص
185 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 94 ح 108 وفى تحف العقول: 204 مثله.
ورواه بلفظ آخر في معاني الأخبار: 226 ح 1 بإسناده عن أبي جعفر عنه عليهما السلام
عنه البحار: 2 / 48 ح 8 وفى ح 9 منية المريد: 63، وج 92 / 210 ح 4.
وفى الكافي: 1 / 36 ح 3 عنه الوسائل: 4 / 829 ح 7 وعن معاني الأخبار.
70

لمع من
كلام الامام [الزكي أبى محمد] الحسن بن علي
" عليهم الصلاة والسلام "
1 - قال عليه السلام: المعروف ما لم يتقدمه مطل، ولم يتبعه من. (1)
2 - وقال عليه السلام: التبرع بالمعروف، والاعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد (2)
3 - وسئل عليه السلام: عن البخل؟
فقال: هو ان يرى الرجل ما انفقه تلفا، وما امسكه شرفا. (3)
4 - وقال عليه السلام: من عدد نعمه محق كرمه. (4)
5 - وقال عليه السلام: الوحشة من الناس على مقدار الفطنة بهم (5).
6 - وقال عليه السلام: الوعد مرض في الجود، والانجاز دواؤه. (6)

1) أورده في العدد القوية: 5 (مخطوط) عنه البحار 78 / 113 ضمن ح 7.
وفى الدرة الباهرة: 22 عنه البحار: 74 / 417 ضمن ح 38 وج 78 / 115 ضمن ح 11
ومستدرك الوسائل: 1 / 544 ضمن ح 5.
2) أورده في مقصد الراغب: 127 (مخطوط) وفيه: من السؤدد.
وفى العدد القوية: 5 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 113 ضمن ح 7.
3) أورده في العدد القوية: 5 (مخطوط) عنه البحار 78 / 113 ضمن ح 7.
وفى الدرة الباهرة: 22 عنه البحار: 74 / 417 ضمن ح 38 وج 78 / 115 ضمن ح 11
ومستدرك الوسائل: 1 / 544 ضمن ح 5.
4) أورده في العدد القوية: 5 (مخطوط) عنه البحار 78 / 113 ضمن ح 7.
وفى الدرة الباهرة: 22 عنه البحار: 74 / 417 ضمن ح 38 وج 78 / 115 ضمن ح 11
ومستدرك الوسائل: 1 / 544 ضمن ح 5.
5) أورده في العدد القوية: 5 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 113 ضمن ح 7.
وفى عدة الداعي: 218 مرسلا.
6) " أ، ط " دواء. أورده في العدد القوية: 5 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 113 ضمن ح 7.
71

7 - وفي رواية أخرى: الانجاز دواء الكرم. (1)
8 - وقال عليه السلام: لا تعاجل الذنب (2) بالعقوبة، واجعل بينهما للاعتذار طريقا. (3)
9 - وقال عليه السلام: المزاح يأكل الهيبة، وقد أكثر (4) من الهيبة الصامت. (5)
10 - وقال عليه السلام: المسؤول حر حتى يعد، ومسترق بالوعد (6) حتى ينجز (7)
11 - وقال عليه السلام: المصائب مفاتيح الاجر. (8).
12 - وقال عليه السلام: النعمة محنة، فان شكرت كانت كنزا (9) وإن كفرت صارت (10)
نقمة (11).
13 - وقال عليه السلام: الفرصة سريعة الفوت، بطيئة العود. (12).
14 - وقال عليه السلام: لا يعزب (13) الرأي إلا عند الغضب. (14).
15 - وقال عليه السلام: من قل ذل، وخير الغنى القنوع، وشر الفقر الخضوع. (15).
16 - وقال عليه السلام: كفاك من لسانك ما أوضح لك سبيل رشدك من غيك (16).
17 - وروى أن أمير المؤمنين عليه السلام قال للحسن بن علي عليهما السلام:
قم فاخطب لأسمع كلامك. فقام، وقال:

1) إضافة للمصدر السابق، أورده في الدرة الباهرة: 22، عنه البحار: 74 / 417 ضمن ح
38 وج 78 / 115 ضمن ح 11.
2) (ب) المذنب.
3) المصدر السابق.
4) في مقصد الراغب: أكرم.
5) إضافة للمصادر السابقة، أورده في مقصد الراغب، 127 (مخطوط).
6) في العدد: المسؤول.
7، 11، 12، 14، 15، 16) أورده في العدد القوية: 6 (مخطوط) عنه البحار: 78
/ 113 ضمن ح 7.
8) إضافة للمصدر السابق، أورده في مقصد الراغب: 127 (مخطوط)، وفى أعلام الدين:
185 (مخطوط)، عنه البحار المذكور ص 115 ح 12.
9) في العدد: نعمة.
10) (أ، ط) كانت.
13) (أ، ط) لا تقرب، " ب " تعزب، وفى العدد: لا يعرف، والظاهر أنها تصحيف، ويعزب: يغيب.
72

الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه، ومن سكت علم ما في ضميره، ومن عاش
فعليه رزقه، ومن مات فإليه معاده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلم.
أما بعد: فان القبور محلنا (1)، والقيام موعدنا، والله عارضنا.
إن عليا باب من دخله كان آمنا مؤمنا، ومن خرج عنه كان كافرا.
فقام إليه صلى الله عليه فالتزمه، وقال:
بأبي أنت وأمي (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم). (2)
18 - ومن كلامه عليه السلام: إن هذا القرآن فيه مصابيح النور، وشفاء الصدور، فليجل
جال (3) بصره، وليلجم الصفة قلبه، فان التفكير حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير
في الظلمات بالنور. (4)
19 - واعتل أمير المؤمنين عليه السلام بالبصرة، فخرج الحسن عليه السلام يوم الجمعة
فصلى الغداة بالناس وحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي (5) صلى الله عليه وآله. ثم قال:
إن الله لم يبعث نبيا إلا اختار له نفسا، ورهطا، وبيتا
والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق نبيا لا ينقص أحد من حقنا إلا نقصه الله من
عمله (6) ولا تكون علينا دولة إلا كانت لنا عاقبة، ولتعلمن نبأه بعد حين. (7).

1) (ب) محلتنا.
2) أورده في كشف الغمة: 1 / 572، عنه البحار: 78 / 112 ضمن ح 6، وفى مقصد الراغب:
127 (مخطوط)، وفى العدد القوية: 7 (مخطوط)، عنه البحار المذكور ص 114 ح 8.
3) (ب) حال.
4) أورده في كشف الغمة: 1 / 573، عنه البحار: 78 / 112 ضمن ح 6، وفى مقصد الراغب:
127 (مخطوط). وروى مثله في الكافي: 2 / 600 ح 5 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام
عنه الوسائل: 4 / 828 ح 1.
5) (ب) نبيه.
6) في العدد: علمه.
7) أورده في كشف الغمة: 1 / 537 مرسلا، وفى العدد القوية: 6 (مخطوط)، عنه البحار:
78 / 114 ح 9.
73

20 - ولما خرج حوثرة (1) الأسدي [على معاوية] (2) وجه معاوية لعنه الله إلى
الحسن عليه السلام يسأله (أن يكون المتولي لمحاربة الخوارج) فقال:
والله لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين، وما (3) أحسب ذلك يسعني (4)
فأقاتل عنك قوما أنت والله أولى منهم (5). (6)
21 - ولما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فخطب ونال (7) من أمير المؤمنين
علي عليه السلام فقام الحسن عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
إن الله تعالى لم يبعث نبيا إلا جعل له عدوا من المجرمين [قال الله تعالى
(وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين)] (8)
فأنا ابن علي بن أبي طالب، وأنت ابن صخر، وأمك هند، وأمي فاطمة
وجد تك قتيلة (9)، وجدتي خديجة
فلعن الله الأدنى منا حسبا، وأخملنا ذكرا، وأعظمنا كفرا، وأشدنا نفاقا.
فصاح أهل المسجد، آمين آمين. وقطع معاوية خطبته ودخل منزله. (10)

1) (أ) جويد، (ب، ط) جويذه، وفى أعلام الدين: حويرة وكلها تصحيف، والصحيح
ما أثبتناه في المتن كما ذكره ابن الأثير في الكامل: 3 / 410: حوثرة بن وداع بن مسعود
الأسدي وقال: تولى أمر الخوارج بعد مقتل ابن أبي الحوساء.
2) من الكشف.
3) (أ، ط) ولا.
4) (ط) يمنعني.
5) في الكشف: بقتالي منهم.
6) أورده في كشف الغمة: 1 / 573، والعدد القوية: 6 (مخطوط)، عنهما البحار:
44 / 106 ح 15.
7) (أ) فقال.
8) من (ب) والكشف، والآية: 31 من سورة الفرقان.
9) (أ، ب) قنبلة، وفى الاحتجاج: نثيلة، وفى مقصد الراغب: فنبلة، وما أثبتناه كما في (ط)
وبقية المصادر.
10) رواه أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين: 46 بإسناده عن حبيب بن أبي ثابت
عنه شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 46، ومنتجب الدين في أربعينه: الحكاية:
3 بإسناده عن حبيب. وأورده المفيد في ارشاده: 211، عنه البحار: 44 / 49 ضمن ح 5
والطبرسي في الاحتجاح: 1 / 420 مرسلا عن الشعبي، عنه البحار المذكور ص 90 ح 4
وفى كشف الغمة: 1 / 573 ومقصد الراغب: 128 (مخطوط)، والعدد القوية 6 (مخطوط).
74

22 - وقيل له عليه السلام: فيك عظمة.
قال: لا، بل في عزة، قال الله تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (1).
23 - وقال الشعبي: كان معاوية كالجمل الطب (2)، قال يوما والحسن عليه السلام
عنده: [أنا ابن بطحاء مكة] (3) أنا ابن بحرها جودا: وأكرمها جدودا، وأنضرها عودا.
فقال الحسن عليه السلام: أفعلى تفتخر؟!
أنا ابن أعراق (4) الثرى أنا ابن سيد أهل الدنيا، أنا ابن من رضاه رضا
الرحمن، وسخطه سخط الرحمن، هل لك يا معاوية من قديم تباهى به، أو أب
تفاخرني به، قل لا، أو نعم، أي ذلك شئت، فان قلت: نعم أبيت (5) وإن قلت:

1) أورده في كشف الغمة: 1 / 574، وفى العدد القوية 6 (مخطوط) عنهما البحار: 44 / 106
ح 15، وفى تحف العقول: 234، عنه البحار: 78 / 107 ح 14، وفى المناقب لابن شهرآشوب:
3 / 176، عنه البحار 43 / 338 ح 12، وفى مقصد الراغب: 128 (مخطوط).
وأخرجه في إحقاق الحق: 11 / 236 عن الزمخشري في ربيع الأبرار: 419 (المخطوط).
والآية: 8 من سورة المنافقين.
2) يعنى الحاذق بالضراب. وقيل الطب من الإبل: الذي لا يضع خفه الا حيث يبصر، فاستعار
أحد هذين المعنيين لأفعاله وخلاله أورده الجزري في النهاية: 3 / 110
3) من المناقب.
4) (ب) عروف، وفى المناقب والكشف: عروق.
قال الطريحي: وفى حديث أبي عبد الله عليه السلام: (انا ابن أعراق الثرى) أي: أصول
الأرض وأركانها من الأئمة والأنبياء كإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
ومحصله: أنا ابن خير أصول الأرض. (مجمع البحرين: 5 / 213)
وقال العلامة المجلسي (ره): رأيت في بعض الكتب أن عروق الثرى إبراهيم عليه السلام
لكثرة ولده في البادية، ولعله عليه السلام عرض بكون معاوية ولد زنا، ليس من ولد إبراهيم.
5) في الأصل: أتيت، وما أثبتناه كما في المصادر.
75

لا. عرفت (1). قال معاوية (فانى) (2) أقول: (لا) تصديقا لك. فقال الحسن عليه السلام متمثلا:
الحق أبلج ما يضل (3) سبيله * والحق يعرفه ذوو الألباب (4)
24 - وقال عليه السلام وقد أتاه (5) رجل فقال: إن فلانا يقع فيك.
فقال: أبقيتني في تعب، أريد الآن أن أستغفر [الله] (6 لي وله. (7)
25 - وقال عليه السلام: إن من أخلاق المؤمن قوة في دين (8) وكرما في لين
وحزما في علم، وعلما في حلم، وتوسعة في نفقة، وقصدا في عبادة، وتحرجا من
الطمع، وبرأ في استقامة، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، ولا يدعى
ما ليس له، ولا يجحد حقا هو عليه، ولا يهمز ولا يلمز ولا يبغي متخشع في الصلاة
متوسع في الزكاة شكور في الرخاء صابر عند البلاء، قانع بالذي له، لا يطمع
به الغيظ، ولا يجمح به الشح، يخالط الناس ليعلم، ويسكت ليسلم، يصبر إن بغى
عليه ليكون إلهه الذي ينتقم له. (9)
26 - وقال عليه السلام: تجهل النعم، ما أقامت، فإذا ولت عرفت. (10)
27 - وقال عليه السلام: إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس، فاجتهد أن لا يعرفك
فان أشقى الاعراض [به] (11) معارفه. (12)

1) في العدد: عرقت.
2) ليس في (أ) والكشف.
3) (أ) تخيل، (ب) بخيل، وفى المناقب والعدد: يحيل.
4) أورده في كشف الغمة: 1 / 575، وفى المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 186 من أخبار أبى
حاتم مثله، عنهما البحار: 44 / 103 ح 11، وفى العدد القوية: 6 (مخطوط).
5 (أ، ط) أتى.
6) من الكشف.
7) أورده في كشف الغمة: 1 / 575 مرسلا.
8) (أ، ط) الدين.
9) أورده في مقصد الراغب: 128 (مخطوط).
10) إضافة للمصدر السابق، أورده في أعلام الدين: 185 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 115
ضمن ح 12.
11) ليس في (أ)
12) أورده في أعلام الدين: 185 (مخطوط)، وفى الدرة الباهرة: 22، عنه البحار: 74 / 198
ضمن ح 34 ومستدرك الوسائل: 2 / 66 ح 3.
76

28 - وقال عليه السلام: لا تتكلف مالا تطيق، ولا تتعرض لما لا تدرك، ولا تعد
بما لا تقدر عليه، ولا تنفق إلا بقدر ما تستفيد، ولا تطلب من الجزاء إلا بقدر ما عندك
من العناء (1)، ولا تفرح إلا بما نلت من طاعة الله تبارك وتعالى، ولا تتناول إلا ما ترى
نفسك أهلا له
فان تكلف مالا تطيق سفه، والسعي فيما لا تدرك عناء، وعده مالا تنجز تفضيح
والانفاق من غير فائدة حرب (2) وطلب الجزاء بغير عناء سخافة، وبلوغ المنزلة
بغير استحقاق يشفى (3) على الهلكة (4).
29 - وقال عليه السلام - بعد وفاة أمير المؤمنين علي عليه السلام، وقد خطب، فحمد الله
وأثنى عليه وقال -: أما والله ما ثنانا عن قتال أهل الشام شك ولا ندم.
وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فشيبت السلامة بالعداوة، والصبر
بالجزع وكنتم في مبتدأ كم (5) إلى صفين، ودينكم أمام دنيا كم
وقد أصبحتم ودنياكم أمام دينكم، وكنا لكم وكنتم لنا، فصرتم الآن كأنكم علينا
ثم أصبحتم بعد ذلك تعدون قتيلين: قتيلا بصفين تبكون عليه، وقتيلا بالنهروان
تطلبون ثأره، فأما الباكي مخاذل، وأما الطالب فثائر
وإن معاوية قد دعا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة، فان أردتم (6) الموت رددناه
إليه، وحكمناه (7) إلى الله، وإن أردتم الحياة قبلناه، وأخذنا بالرضا.

1) (أ، ط) الغناء، وكذا التي بعدها.
2) (خ ل) سرف، والحرب - بالتحريك - نهب مال الانسان وتركه لا شئ له.
3) (أ) سعى، (ط) يسعى. وأشفى على الشئ: أشرف.
4) أورده في مقصد الراغب: 128 (مخطوط) إلى قوله: تفضح، بدل (تفضيح)
5) (أ) مبتد آتكم، وفى أسد الغابة منتدبكم.
6) (ب) رأيتم.
7) في المصادر: حاكمناه.
77

فناده القوم: البقية البقية (1).
30 - وقال عليه السلام: أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة إذا ضاقت بالمذنب (2)
المعذرة (3).
31 - قيل: وأتاه عليه السلام رجل يسأله فقال عليه السلام: إن المسألة لا تصح (4) إلا
في غرم فادح، أو فقر مدقع، أو حمالة (5) مفظعة.
فقال الرجل: ما جئت إلا في إحديهن. فأمر له بمائة دينار.
ثم أتى أخاه الشهيد عليه السلام فقال له مثل الذي قال [له] (6) أخوه عليه السلام، ثم أعطاه
تسعة وتسعين دينارا، وكره أن يساوى أخاه عليه السلام.
ثم إن الرجل أتى عبد الله بن جعفر وأعطاه سبعة دنانير، ولم يسأله عنه شئ
فحدثه بقصته وما جرى (7) بينه وبينهما عليهما السلام.
فقال عبد الله: ويحك وأين تجعلني منهما؟ إنهما غرا العلم غرا (8).
32 - وسأل معاوية الحسن عليه السلام عن الكرم، والنجدة، والمروة؟

1) رواه ابن الأثير في أسدا لغابة: 2 / 13 بإسناده عن أبي بكر بن دريد وزاد في آخره:
فلما أفردوه أمضى الصلح.
وأورده في تحف العقول: 234 (قطعة عنه البحار: 78 / 106 ح 10 وفى أعلام الدين: 182
(مخطوط)، عنه البحار: 44 / 21 ح 5.
2) في الأصل: بالذنب. وما أثبتناه ما في الدرة الباهرة.
3) أورده في أعلام الدين: 186 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 115 ضمن ح 18، وفى الدرة
الباهرة، 22، عنه البحار المذكور ضمن ح 11
4) (أ، ط) لا تطيح، وفى التحف: لا تصلح.
5) " أ، ط " حالة. والحمالة: هي الدية والغرامة والكفالة.
6) من (ب).
7) (أ ط) بقصة ما جرى.
8) أورده في تحف العقول: 246 مرسلا عن الإمام الحسين عليه السلام (قطعة)، عنه البحار:
78 / 118 ح 9.
78

فقال عليه السلام:
أما الكرم فالتبرع بالمعروف، والاعطاء قبل السؤال، والاطعام في المحل
وأما النجدة فالذب عن الجار، والصبر في المواطن والاقدام في الكريهة
وأما المروة فحفظ الرجل دينه، وإحرازه نفسه من الدنس، وقيامه بضيعته (1)
وأداء الحقوق، وإفشاء السلام (2).
33 - وكان عليه السلام يقول في مواعظه لأوليائه ومواليه:
يا بن آدم عف عن محارم الله تعالى تكن عابدا وارض بما قسم الله سبحانه
[لك] (3) تكن غنيا، أحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وصاحب الناس
بمثل ما (4) تحب أن يصاحبوك [به] (5) تكن عدلا، إنه كان بين أيديكم أقوام
يجمعون كثيرا، ويبنون شديدا (6)، ويأملون أصبح جمعهم بورا، وعملهم
غرورا، ومساكنهم قبورا. يا بن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما
في يديك [لما بين يديك] (7)، فان المؤمن يتزود، والكافر يتمتع.
وكان يتلو بعد هذه الموعظة: (وتزودوا فان خير الزاد التقوى). (8)

1 ((ب) بضعته (خ ل) بصفته. والضيعة: الحرفة.
2) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 394 ح 15. وأورده في مقصد الراغب: 128 (مخطوط)
3) ليس في (أ) والكشف.
4) (ب) الذي.
5) من (أ) والكشف، وفى (ب) بمثله.
6) في الكشف مشيدا.
7) من الكشف.
8) أورده في كشف الغمة: 1 / 572، عنه البحار: 78 / 112 ضمن ح 6، وفى مقصد
الراغب: 128 (مخطوط)، وفى أعلام الدين: 186 (مخطوط) عنه البحار المذكور
ص 116 ضمن ح 12. والآية 197 من سورة البقرة.
79

لمع من
كلام الامام (الشهيد سيد شباب أهل الجنة أبى عبد الله)
الحسين بن علي عليهما السلام
1 - قال عليه السلام: من لم يكن لاحد عائبا لم يعدم مع كل (عائب) (1) عاذرا.
2 - وقال عليه السلام: شكرك لنعمة: سالفة يقتضى نعمة آنفة (2).
3 - وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال:
خرج الحسين عليه السلام يوما إلى أصحابه فقال: أيها الناس إن الله جل ذكره ما
خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه واستغنوا بعبادته عن عبادة من سواه.
فقال له رجل: يا بن رسول الله ما معرفة الله؟
قال عليه السلام: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته (3).
4 - وقال عليه السلام: لولا ثلاثة ما وضع ابن آدم رأسه لشئ: الفقر والمرض والموت (4).

1) من (ب).
2) أورده في مقصد الراغب: 136 (مخطوط) وفيه: سابغة بدل (سالفة).
3) رواه الصدوق في علل الشرائع: 1 / 9 ح 1، عنه البحار: 5 / 212 ح 1 وج 23 / 83 ح 22
والكراجكي في كنزه: 151 باسناده هما عن أبي عبد الله، عنه عليه السلام، عنه البحار:
23 / 93 ح 40.
وأورده في مقصد الراغب: 136 (مخطوط).
4) أورده في مقصد الراغب: 136 (مخطوط). وروى مثله في الخصال: 1 / 113 ح 89
بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله، عنه البحار: 5 / 316 ح 12، وأورد مثله في
معدن الجواهر: 36 مرسلا مثله.
80

5 - وخطب عليه السلام فقال: إن الحلم زينه، والوفاء (1) مروة، والصلة نعمة
والاستكبار صلف، والعجلة سفه، والسفه ضعف، والعلو (2) ورطة، ومجالسة
الدناة شين (3)، ومجالسة أهل الفسق ريبة (4).
6 - وخطب عليه السلام فقال: أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في
المغانم (ولا تحتسبوا بمعروف) (5) لم تعجلوه، واكتسبوا الحمد بالنجح، ولا
تكتسبوا بالمطل ذما، فمهما يكن لاحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها
فالله له بمكافاته، فإنه أجزل عطاء وأعظم اجرا.
(و) اعملوا ان حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملوا النعم
فتحوزوا نقما، واعلموا أن المعروف يكسب حمدا، و (6) يعقب أجرا، فلو رأيتم
المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ويفوق العالمين، ولو رأيتم
اللؤم رجلا رأيتموه سمجا مشوها تتنفر (7) منه القلوب وتغض (8) دونه الابصار
أيها الناس! من: جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من أعطى من (9)
لا يرجوه، وإن أعفى الناس من عفى عند قدرته، وإن أوصل الناس من وصل من

1) (أ، ط) الوقار.
2) في الكشف: الغلو.
3) (ب) شر.
4) أورد في كشف الغمة: 2 / 30، عنه البحار: 78 / 122 ح 5، وفى مقصد الراغب:
126 (مخطوط).
5) (ب) لا تحسبوا المعروف ان.
والاحتساب من الحسب، كالاعتداد من العد، والاحتساب في الأعمال الصالحة وعند
المكرهات هو البدار إلى طلب الاجر، وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع
البر، والقيام بها على الوجه المرسوم فيها طالبا للثواب المرجو منها.
6) (ب) أو.
7) (ب) يتنفز، وفى الكشف: تنفز. ونفزه: جعله ينفر.
8) في النسخ الثلاث: وتنغض. تنغض الشئ: تحرك واضطرب.
وما أثبتناه كما في المصادر. وغض طرفه: كسره، وأطرق ولم يفتح عينه.
9) (ب) ما.
81

قطعه، والأصول على مغارسها، بفروعها تسمو.
فمن تعجل (1) لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا، ومن أراد الله تبارك
وتعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه في كل وقت حاجة (2) وصرف عنه من بلاء
الدنيا ما هو أكثر منها، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة
ومن أحسن أحسن الله إليه، والله يحب المحسنين. (3)
7 - وقيل: لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه، لقى في ذلك العام
الحسين عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله هل بلغك ما صنعت بحجر وأصحابه من شيعة أبيك؟
قال: لا. قال: إنا قتلنا هم وكفناهم وصلينا عليهم.
فضحك الحسين عليه السلام ثم قال: خصمك القوم يوم القيامة، يا معاوية أما والله لو
ولينا مثلها من شيعتك ما كفناهم ولا صلينا عليهم، وقد بلغني وقوعك في أبى الحسن
وقيامك (به) (4) واعتراضك بني هاشم بالعيوب (5).
وأيم الله لقد أوترت غير قوسك، ورميت غير غرضك وتناولتها بالعداوة (6) من
مكان قريب، ولقد أطعت امرءا ما قدم إيمانه، وما (7) حدث نفاقه، وما نظر لك
فانظر لنفسك أودع (8).

1) (ب) يجعل.
2) (ب) حاجته.
3) أورده في كشف الغمة: 2 / 29 عنه البحار: 78 / 121 ح 4، وفى مقصد الراغب: 136
(مخطوط)، وفى أعلام الدين: 186 (مخطوط) قطعة عنه البحار المذكور ص 127 ح 11
وفى الدرة الباهرة 24 (قطعة).
4) من الكشف.
5) (أ) بالغيوب.
6) (ب) بالغداوة.
7) (أ، ط) ولا.
8) أورده في كشف الغمة: 2 / 30، وزاد في آخر: يريد عمرو بن العاص.
وفى الاحتجاج: 2 / 19 مرسلا عن صالح بن كيسان بلفظ آخر، وزاد في آخر، يعنى عمرو
ابن العاص. عنهما البحار: 44 / 129 ح 19.
وأخرج قطعة منه في الوسائل: 2 / 704 ح 3، والبحار: 81 / 298 ح 15 عن الاحتجاج.
82

8 - وقال أنس: كنت عند الحسين عليه السلام فد خلت عليه جارية بيدها طاقة ريحان
فحيته بها، فقال لها: أنت حرة لوجه الله تعالى.
فقلت: تحييك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها؟!
فقال: كذا أدبنا الله تعالى، قال (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن
منها أو ردوها) (1).
فكان أحسن منها عتقها. (2)
39 - وكتب إليه أخوه الحسن عليهما السلام: يلومه على اعطاء الشعراء فكتب إليه:
أنت أعلم منى بأن خير المال ما وقى العرض. (3).
10 - وكان من دعائه عليه السلام:
اللهم لا تستدرجني بالاحسان، ولا تؤد بنى بالبلاء. (4)
11 - وقال عليه السلام لمعاوية: من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم. (5)
12 - قيل: وتذاكروا العقل عند معاوية
فقال الامام الشهيد الحسين بن علي عليهما السلام: لا يكمل [العقل] (6) إلا باتباع الحق.
فتبسم معاوية [له] (7). وقال: ما في صدوركم إلا شئ واحد. (8)

1) النساء: 86
2) أورده في كشف الغمة: 2 / 31 عنه البحار: 44 / 195 ح 8، وفى المناقب لابن
شهرآشوب: 3 / 183 مرسلا عن أنس، عن الحسن عليه السلام، عنه البحار: 84 / 273 وفى
مقصد الراغب: 137 (مخطوط).
3) أورده في كشف الغمة: 2 / 31، عنه الوسائل: 15 / 262 ح 2.
4) أورده في كشف الغمة: 2 / 31 وفى مقصد الراغب: 138 (مخطوط)، وفى الدرة
الباهرة 24، عنه البحار: 78 / 127 ضمن ح 9.
5) أورده في الدرة الباهرة: 24، عنه البحار: 71 / 357 ضمن ح 21 وج 8 7 / 127 ضمن ح 9
6) من (ب).
8) أورده في أعلام الدين: 186 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 127 ضمن ح 11.
83

ولهذا قال الحسن البصري - وقد سئل عن العاقل - فقال: العاق من اتقى
الله وتمسك بطاعته.
فقال له رجل: فمعاوية؟
قال: تلك الشيطنة، تلك الفر عنة، ثم قال: ذلك شبيه بالعقل. (1)
وكذلك قال سفيان الثوري وقد سمع رجلا في مجلسه يقول: كان معاوية عاقلا
فقال: العقل لزوم الحق وقول الصدق.
13 - وقال الإمام عليه السلام: الأمين آمن، والبرئ جرئ، والخائن خائف
والمسئ مستوحش (2)، إذا وردت على العاقل لمة (3) قمع الحزن بالحزم، وقرع (4)
العقل للاحتيال.
14 - وقال عليه السلام: لا تصفن لملك دواء فإنه إن نفعه لم يحمدك، وإن ضره
اتهمك. (5).
15 - وقال عليه السلام: القدرة تذهب الحفيظة، المرء أعلم بشأنه.
16 - وتذاكروا عنده - صلوات الله عليه - إعتذار عبد الله بن عمرو بن العاص
من مشهده بصفين.
فقال عليه السلام: رب ذنب أحسن من الاعتذار منه. (6)
17 - وقال عليه السلام: مالك إن لم يكن لك كنت له، فلا تبق عليه، فإنه لا يبقى

1) (أ) العقل. روى مثله في المحاسن: 1 / 195 ح 15 والصدوق في معاني الأخبار: 239 ح 1
والكليني في الكافي: 1 / 11 ح 3 بأسانيدهم عن أبي عبد الله عليه السلام: وأخرجه في الوسائل:
11 / 160 ح 3 عن الكافي والمحاسن وفى البحار: 1 / 116 ح 8 عن المعاني والمحاسن
2) أورده في مقصد الراغب: 137 (مخطوط).
3) (ب) لممة.
4) (أ) فرع، (ب) فرغ.
5) أورده في أعلام الدين: 186 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 127 ضمن ح 11.
6) أورده في أعلام الدين: 186 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 127 ضمن ح 11.
84

عليك وكله قبل أن يأكك. (1)
18 - وقال عليه السلام: اصبر على ما تكره فيما يلزمك الحق، واصبر عما تحب
فيما يدعوك إليه الهوى. (2)
19 - وقال أبان بن تغلب: قال الامام الشهيد صلى الله عليه:
من أحبنا كان منا أهل البيت.
فقلت: منكم أهل البيت؟! فقال: منا أهل البيت، حتى قالها - ثلاثا -
ثم قال عليه السلام: أما سمعت قول العبد الصالح (فمن تبعني فإنه منى)؟
20 - وقيل، مر المنذر بن الجارود بالحسين عليه السلام فقال:
كيف أصبحت جعلني الله فداك يا بن رسول الله؟
فقال عليه السلام: [أصبحنا و] (3) أصبحت العرب تعتد على العجم بأن محمدا صلى الله عليه وآله
منها، وأصبحت العجم مقرة لها بذلك، وأصبحنا وأصبحت قريش يعرفون فضلنا
ولا يرون ذلك لنا، ومن البلاء على هذه الأمة أنا إذا دعوناهم لم يجيبونا، وإذا
تركنا هم لم يهتدوا بغيرنا. (4)
21 - وفى رواية أخرى أنه اجتاز به وقد أغضب (5) فقال:
ما ندري ما تنقم الناس منا، إنا لبيت الرحمة، وشجرة النبوة، ومعدن العلم. (6)
23 - وقال: ودعاه بعض أصحابه في جماعة منهم، فأكلوا، ولم يأكل الحسين عليه السلام
فقيل له: ألا تأكل؟ قال: إني لصائم ولكن تحفة الصائم.

1) أورده في الدرة الباهرة: 24، عنه البحار: 78 / 127 ضمن ح 9، وفى مقصد الراغب:
137 (مخطوط)، وفى أعلام الدين: 186 (مخطوط) مثله، عنه البحار، المذكور ص 128
ضمن ح 11.
3، 4) أورده في مقصد الراغب: 137 (مخطوط).
3) من (ب) والمقصد.
5) (ط) وقد أخطب.
6) أورده في مقصد الراغب: 138 (مخطوط).
85

قيل: وما هي؟ قال: الدهن والمجمر (1).
23 - ولما عزم عليه السلام المسير إلى العراق قام خطيبا، فقال:
الحمد لله وما شاء ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على رسوله (وآله) وسلم
خط (2) الموت على ولد آدم مخط (3) القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى (4)
أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه
كأني بأوصالي تقطعها (5) عسلان الفلوات (6)، بين النواويس وكربلا
فيملان منى أكراشا جوفا، وأجربة سغبا
لا محيص عن يوم خط بالقلم، رضى الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه
ويوفينا أجور (7) الصابرين
لن تشذ عن رسول الله صلى الله عليه وآله لحمة هي مجموعة له في حظيرة القدس تقر بهم
عينه، وينجز لهم (8) وعده، من (9) كان باذلا فينا مهجته، وموطنا على لقاء الله (10) نفسه فلير حل فانى راحل مصبحا، إن شاء الله (11).

1) أورده في كشف الغمة: 2 / 31، وفيه: دعاه عبد الله بن الزبير وأصحابه فأكلوا، عنه
البحار: 78 / 195 ح 9.
وفى مقصد الراغب: 138 (مخطوط) وفيه: قيل: انه دعى إلى طعام دعاه بعض أصحابه.
2) (أ، ب) والمقصد: حط، وما أثبتناه من (خ ل، ط).
3) (أ، ب) والمقصد: كحط.
4) (أ، ب) على.
5) (أ، ب) يتقطعها، وفى المقصد: يقطعها.
6) (ب) غسلان القلوب، وفى المقصد: يقطعها علاف القلوب. والعسلان: الذئاب.
7) (أ) جزاء.
8) (أ) بهم.
9) (أ) ومن، (ط) فمن. 10) (أ، ب) لقاءنا.
11) أورده في كشف الغمة: 2 / 29، وفى كتاب الملهوف: 25، عنهما البحار: 44 / 366
وفى مثير الأحزان: 41.
86

24 - وقال عليه السلام للفرزدق - لما سأله عن أهل العراق - في جواب قوله - أما
القلوب فمعك، وأما السيوف فمع بنى أمية عليك، والنصر من عند الله -
فقال عليه السلام: ما أراك إلا صدقت، إن الناس عبيد المال، والدين لعق (1) على
ألسنتهم يحوطونه ما درت (2) به معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون (3).
25 - وفى رواة أخرى أنه قال للفرزدق:
لله الأمر من قبل ومن بعد، وكل ساعة ربنا في شأن، إن نزل القضاء بما نحب
فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر
وإن حال القضاء دون الرجاء (فلم يتعد من الحق نيته، والتقوى سريرته) (4).
فقال له الفرزدق. أجل بلغك الله ما تحب، وكفاك ما تحذر (5).
26 - ولما نزل به عليه السلام عمر بن سعد لعنه الله، وأيقن أنهم قاتلوه، قام
عليه السلام في أصحابه خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
إنه قد نزل من الامر ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت (وتنكرت) (6)
وأدبر معروفها واستمرت (7)، حتى لم يبق منها إلا صبابة كصبابة (8) الاناء، وإلا
خسيس عيش كالكلأ الوبيل (9).

1) (أ، ب) لغو.
2) (ب) ما دارت.
3) أورده في كشف الغمة: 2 / 32، عنه البحار: 44 / 195 ضمن ح 9، وفى تحف العقول:
245، عنه البحار: 78 / 117 ضمن ح 1.
4) في المقتل: فلن يبعد من الحق بغيته.
5) رواه الخوارزمي في مقتل الحسين: 223 بإسناده عن أحمد بن أعثم الكوفي.
وأورده في مقصد الراغب: 138 (مخطوط).
6) من المصادر.
7) زاد عليها في كشف الغمة: حذاء، وفى الحلية المعجم والمقتل: وانشمرت أي تقلصت
فلم تحلب، وفى العقد الفريد، واشمأزت.
ولعل استمرت من المرارة أي صارت مرة (ضد الحلوة).
8) أي البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الاناء.
9) أي الوخيم، ضد الطري.
87

ألا ترون أن الحق لا يعمل به، والباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله
فانى لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما. (1)
27 - كان عليه السلام يرتجز ويقول يوم قتل:
الموت خير من ركوب (2) العار * والعار خير (3) من دخول النار
والله من (4) هذا وهذا جاري (5)
28 - وقال عليه السلام: ذرأ الله العلم (6) لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في
العقل، والشرف التقوى (7) والقنوع راحة الأبدان، من أحبك نهاك، ومن أبغضك
أغراك. (8)

1) رواه بهذا اللفظ وبغيره:
الطبري في تاريخ الأمم والملوك: 4 / 305 بإسناده عن عقبة بن أبي العيزاز، عنه عليه السلام.
وابن عبد ربه في العقد الفريد: 2 / 218، والطبراني في المعجم الكبير: 146 (مخطوط).
وأبو نعيم في حلية الأولياء: 2 / 39، عنه المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 224.
والخوارزمي في مقتل الحسين: 2 / 3، وابن عساكر في تاريخ دمشق (على ما في منتخبه:
4 / 333)، والذهبي في تاريخ الاسلام: 2 / 345 وفى سير أعلام النبلاء: 3 / 209، ومحب
الطبري في ذخائر العقبى: 149، قال: أخرجه ابن بنت منيع، وباكثير الحضرمي في
وسيلة المآل: 198، والزبيدي في الاتحاف: 10 / 320، جميعا باسنادهم عن محمد بن
الحسن، عنه عليه السلام.
وأورده في كشف الغمة: 2 / 32، وفى تحف العقول: 245، عنه البحار: 78 / 116
ضمن ح 1 وفى تنبيه الخواطر: 2 / 102، وفى مقصد الراغب: 138 (مخطوط)
وأخرجه في البحار: 44 / 192 ضمن ح 4 عن المناقب لابن شهرآشوب.
وأخرجه في إحقاق الحق: 9 / 415 وج 11 / 605 عن بعض المصادر أعلاه.
2) (ب) دخول.
3) في المناقب: أولى.
4) في المناقب: ما.
5) أورده في كشف الغمة: 2 / 32، وفى أعلام الدين: 186 (مخطوط)، عنه البحار:
78 / 128 ضمن ح 11، وفى المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 224، عنه البحار: 44 / 192
ضمن ح 4، وفى مقصد الراغب: 138 (مخطوط).
6) أعلام الدين: دراسة العلم.
7) (أ) والتقوى.
8) أورده في أعلام الدين: 186 (مخطوط)، عنه البحار. 78 / 128 ضمن ح 11، وفى
مقصد الراغب: 138 (مخطوط) قطعة. يأتي مثله ص 56 ح 50.
88

لمع من
كلام الامام أبى الحسن السجاد زين العابدين
علي بن الحسين عليهما السلام
1 - قال عليه السلام: لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال: شهادة أن لا إله الله
وحده لا شريك له، وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله، وسعة رحمة الله جل وعز. (1)
2 - وقال عليه السلام: خف الله جل ذكر لقدرته عليك، واستحى منه لقربه منك (2).
3 - وقال عليه السلام: لا تعادين أحدا وإن ظننت أنه لا يضرك، ولا تزهدن في
صداقته (3) وإن ظننت أنه لا ينفعك، فإنك لا تدري متى ترجو صديقك، ولا تدرى
متى تخاف عدوك، ولا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره، وإن علمت أنه كاذب.
وليقل عيب الناس على لسانك. (4)
4 - وقال عليه السلام: شهادة أن لا إله إلا الله هي الفطرة، وصلاة الفريضة هي
الملة، والطاعة لله هي العصمة. (5)

1) أورده ابن حمدون في تذكرته: 107، عنه كشف الغمة: 2 / 108، وإحقاق الحق: 9 / 480
وفى أعلام الدين: 186 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 160 ح 21 وفى مقصد الراغب:
148 (مخطوط). وأخرجه في البحار المذكور ص 159 عن نثر الدرر نقلا من التذكرة.
2) إضافة للمصادر السابقة - ما عدا مقصد الراغب - أورده في الدرة الباهرة: 26، عنه البحار:
71؟ 336 ح 22.
3) (ب) صداقة أحد.
4) أورده في الدرة الباهرة: 26، عنه البحار: 78 / 142 ضمن ح 5، وفى أعلام الدين: 186
(مخطوط) قطعة، عنه البحار المذكور ص 160 ضمن ح 21.
5) أورده في مقصد الراغب: 149 (مخطوط).
89

5 - وقال عليه السلام: من عتب على الزمان طال معتبه (1). (2)
6 - وقال عليه السلام: من مأمنه يوتى الحذر.
7 - وقال عليه السلام: إذا تكلفت غى (3) الناس كنت أغواهم.
8 - وقال عليه السلام: ترك طلب الحوائج إلى الناس هو الغني الحاضر. (4)
9 - وقال عليه السلام: أعجب لمن يحتمى من الطعام لمضرته، ولا يحتمى من
الذنب لمعرته (5). (6)
10 - وقال عليه السلام: إذا صليت فصل صلاة مودع، وإياك وما تعتذر منه
وخف الله خوفا ليس بالتعذير. (7)

1) (ب) طالت معتبته. والمعتبة - بالفتح والكسر - من الموجدة والغضب، والعتاب: مخاطبة
الا دلال، ومذاكرة: الموجدة.
2) رواه في عيون الأخبار: 2 / 53 ح 204 بإسناده عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين
عليه السلام ضمن حديث.
وأورده في الدرة الباهرة: 26، عنه البحار: 71 / 155 ضمن ح 69 وج 78 / 142 ضمن ح
5، وفى مقصد الراغب: 149 (مخطوط).
3) (أ، ط) عناء.
4) أورده في تحف العقول: 278 (مثله)، عنه البحار: 78 / 136 ضمن ح 12.
5) في الأصل: لمضرته، وما أثبتناه من بقية المصادر.
والمعرة: الأذى والجناية، والاثم والمساءة.
6) رواه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 184، وفى المشروع الروي: 1 / 41
وأورده الآبي في نثر الدرر (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 159 ضمن ح 10
والشبلنجي في نور الابصار: 157، عنهما إحقاق الحق: 12 / 116.
وروى نحوه الصدوق في أماليه: 152 ح 3 بإسناده عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام، عن
الرسول صلى الله عليه وآله، عنه البحار: 73 / 347 ح 24.
وأرده في تنبيه الخواطر: 2 / 243 نحوه.
7) أورده في نثر الدرر (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 159 ضمن ح 10.
وفى التذكرة: الحمدونية: 107، عنه إحقاق الحق: 19 / 480.
وفى مقصد الراغب: 149 (مخطوط)، وفى أعلام الدين: 186 (مخطوط) قطعة، عنه البحار
المذكور ص 160 ضمن ح 21.
90

11 - وقال عليه السلام - لما بلغه قول نافع بن جبير (1) في معاوية (كان يسكته) (2)
الحكم وينطقه العلم) - فقال عليه السلام: بل كان (3) يسكته الحصر، وينطقه البطر. (4)
12 - وقال عليه السلام: لكل شئ فاكهة، وفاكهة السمع الكلام الحسن. (5)
13 - وقال عليه السلام: من رمى فيهم، الناس بما فيهم، رموه بما ليس فيه
ومن لم يعرف داءه (6) أفسد دواؤه. (7)
14 - وقال عليه السلام: اللجاجة مقرونة بالجهالة، والحمية موصولة بالبلية
وسبب الرفعة التواضع. (8)
15 - وقال عليه السلام: لابنه محمد عليه السلام: كف الأذى، وفض (9) الندى

1) هو نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، كنيته أبو محمد، وقيل
أبو عبد الله القرشي النوفلي المدني. مات سنة 99 ه‍ انظر طبقات ابن سعد: 5 / 205.
2) (ب) يسكنه، وكذا التي بعدها.
3) (أ) قال.
4) أورده في أعلام الدين: 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 160 ضمن ح 21، وفى نثر الدرر
(مخطوط)، عنه البحار المذكور ص 158 ضمن ح 10 وفى كنز الكراجكي: 195، عنه
البحار المذكور ص 127 ضمن ح 10.
5) أورده في أعلام الدين: 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 160 ضمن ح 21.
6) (أ) ومن يعرق ذاته.
7) إضافة للمصدر السابق، أورده في الدرة الباهرة: 26 (قطعة).
8) أورده في مقصد الراغب: 148 (مخطوط) وفيه: المنية بدل (البلية).
9) (ب، ط) وقص. وفض الماء وافتضه: أي صبه. وفض الماء: إذا سال والندى: السخاء والكرم.
ولعله فض من فرق، الندى المجالسة (في النادي) (لسان العرب: 7 / 206 وج
15 / 315 - 316).
91

واستعن (1) على السلامة بالسكوت، فان للقول حالات تضره، واحذر لأحمق وإن كان
صديقا، كما تحتذر العاقل إذ كان عدوا، إياك ومعاداة الرجال، فإنك لن تعدم
مكر حكيم أو مفاجأة لئيم. (2)
16 - وقال عليه السلام: الحسود لا ينال شرفا، والحقود يموت كمدا، واللئيم يأكل
ماله الأعداء، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا. (2)
17 - وقال عليه السلام: لا تمنع من ترك القبيح وإن كنت قد عرفت به، ولا تزهد
في مراجعة الجهل (4) وإن كنت قد شهرت بتركه (5) وإياك والابتهاج بالذنب
فان الابتهاج به أعظم من ركوبه (6).
18 - وقال عليه السلام: الشرف في التواضع، والعز في التقوى، الغنى في القناعة. (7)
19 - وقال عليه السلام: ما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إليه. (8)

1) (أ، ط) استعد.
2) أورده في مقصد الراغب: 149 (مخطوط)، وفى نثر الدرر (مخطوط) قطعة، عنه البحار:
78 / 158 ضمن ح 10، وفى أعلام الدين: 187 (مخطوط) مثله، قطعة، عنه البحار المذكور
ص 160 ضمن ح 21.
3) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 328 ح 17. وأورده في مقصد الراغب: 149 (مخطوط).
4) (ب) الجميل.
5) في أعلام الدين: بخلافه.
6) أورده في أعلام الدين (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21.
وروى قطعة منه: المالكي في الفصول المهمة: 184 والشبلنجي في نور الابصار: 192
عنهما إحقاق الحق: 12 / 116.
وأورد قطعة منه ابن حمدون في تذكرته: 107، عنه إحقاق الحق: 19 / 480، وفى نثر
الدرر (مخطوط)، عنه البحار: المذكور ص 59 ضمن ح 10، وفى كشف الغمة: 2 / 108.
7) أورده في أعلام الدين: 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21 وفى مقصد
الراغب: 149 (مخطوط).
8) أورده في أعلام الدين 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21، وفى الدرة
الباهرة: 26، عنه البحار المذكور ص 142 ضمن ح 5 وج 71 / 155 ح 19.
92

20 - وقال عليه السلام: كثرة النصح تدعو إلى التهمة. (1)
21 - وقال عليه السلام: خير مفاتيح الأمور الصدق، وخير خواتيمها الوفاء. (2)
22 - وقال عليه السلام: يكتفى اللبيب بوحي الحديث، وينسى (ينبو - خ) البيان عن
قلب الجاهل، ولا ينتفع بالقول وإن كان بليغا مع سوء الاستماع وحسن المنطق. (3)
23 - وقال عليه السلام: أسعد الناس من جمع إلى خير منه عزما في طاعة الله تعالى.
24 - وقال عليه السلام: كل عين ساهرة يوم القيامة إلا ثلاث عيون:
عين سهرت في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين فاضت من خشية الله. (4)
25 - وقال عليه السلام: الكريم يفتخر (5) بفضله، واللئيم يفتخر بملكه (6)
26 - وقال عليه السلام لبعضهم: إياك والغيبة، فإنها إدام كلاب النار (7). (8)

1) أورده في الدرة الباهرة 26، عنه البحار: 75 / 66 ح 7.
2) أورده في أعلام الدين: 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21، وفى مقصد
الراغب: 149 (مخطوط)
3) أورده في التذكرة الحمدونية: 167، عنه إحقاق الحق: 19 / 486.
4) أورده في التذكرة الحمدونية: 167، عنه إحقاق الحق: 19 / 485، وفى أعلام الدين:
187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21، وفى مقصد الراغب: 149 (مخطوط).
5) في المصادر: يبتهج.
6) رواه النويري في نهاية الإرب: 3 / 205، عنه إحقاق الحق: 12 / 104.
وأورده في أعلام الدين: 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21
وفى الدرة الباهرة: 27، عنه البحار المذكور ص 143 ضمن ح 5.
7) (ب) والكشف: الناس.
8) رواه في ربيع الأبرار: 218 (مخطوط)، عنه إحقاق الحق: 12 / 113، وأورده في
أعلام الدين: 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21، وفى نثر الدرر
(مخطوط) عنه البحار المذكور ص 159 ضمن ح 10، وفى كشف الغمة: 2 / 108، ومقصد
الراغب: 149 (مخطوط).
93

27 - وقال عليه السلام: من اتكل على حسن اختيار الله جل وعزله، لم يتمن غير
الحال التي اختارها الله تعالى له. (1)
28 - وقيل: شاجره بعض الناس في مسألة من الفقه، فقال عليه السلام: يا هذا لو صرت
إلى منازلنا لأريناك آثار جبرئيل في رحالنا، أفيكون أحد أعلم بالسنة منا (2)
29 - وقال عليه السلام: أعظم الناس خطرا من لم ير الدنيا خطرا لنفسه. (3)
30 - وكان عليه السلام يقول في دعائه: اللهم إن الاستغفار لك مع الاصرار
على الذنب (4) لؤم، وإن تركي الاستغفار مع علمي ب‍ (سعة) رحمتك عجز، فكم تتحبب
إلى وأنت الغنى عنى، وكم أتبغض إليك وأنا الفقير إليك، فيا من إذا توعد عفا
وإذا وعد وفى، صل على محمد وافعل بي أولى الامرين بك. (5)
31 - وكان عليه السلام سقطت عنه سبع ثفنات (مثل ثفنات) (6) الإبل (من موضع
سجوده) (7) وكان إذا صلى يبرز إلى مكان خشن، فيتحفى ويتحسر (8) ويصلى فيه
وكان كثير البكاء قال: فخرج يوما في حر شديد إلى الجبان (9) ليصلى فيه
فتبعه مولى له، فوجده ساجدا على الحجارة - وهي خشنة حارة - وهو يبكى، فجلس

1) أورده في أعلام الدين: 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21.
2) أورده في أعلام الدين: 187 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21.
3) بهذا اللفظ وبغير رواه في العيون والمحاسن: 2 / 123 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام
عنه مستطرفات السرائر: 165 ح 10، والدينوري في عيون الأخبار: 2 / 331، وابن
الأثير في المختار في مناقب، الأخيار: 28، عنهما إحقاق الحق: 12 / 111.
وأورده في تحف العقول: 278، وفى نثر الدرر (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 158
ضمن ح 10.
4) (أ، ط) بالذنب.
5) صحيفة: 5 / 274 / 89.
6) من (ب).
7) ليس في (أ).
8) (أ، ط) فيستخفى.
9) الجبان والجبانة: الصحراء وتسمى المقابر، لأنها تكون في الصحراء، تسمية
للشئ بموضعه (النهاية: 1 / 236) وقيل: انها اسم جبل بالمدينة.
94

مولاه حتى فرغ، فرفع رأسه وكأنه غمس رأسه ووجهه في الماء من كثرة الدموع
فقال له مولاه: يا سيدي أما آن لحزنك أن ينقضى؟ فقال (له) (1) عليه السلام:
ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبي ابن نبي ابن نبي، وكان له
اثنا عشر ابنا، فغيب الله عنه واحدا منهم، فذهب بصره من كثرة بكائه عليه
واحد ودب ظهره من الحزن وشاب رأسه من الحزن، وكان ابنه حيا.
وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمى وسبعة عشر (2) من ولدهم مقتلين صرعى
فكيف ينقضى حزني؟! (3)

1) من (ب).
2) في أعلام الدين: وأعمامي وبنى عمى ثمانية عشر.
3) أورد مثله في مقصد الراغب: 149 (مخطوط)، وفى أعلام الدين: 187 (مخطوط)
عنه البحار: 78 / 161 ضمن ح 21.
وروى الراوندي في دعواته: 32 ح 68 بإسناده عن أبي عبد الله عنه عليهما السلام (قطعة)
عنه البحار: 46 / 108 ح 104.
95

لمع من
كلام الامام أبى جعفر محمد بن علي الباقر
عليهما السلام
1 - قال عليه السلام: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران
عليه السلام خرج يقتبس نارا فعاد نبيا مرسلا. (1)
2 - وقال عليه السلام لبعض شيعته:
إنا لا نغني عنكم - والله - (2) شيئا إلا بالورع وإن ولايتنا لا تدرك إلا بالعمل
وإن أشد الناس يوم القيامة (حسرة) (3) من وصف عدلا وأتى جورا (4)
3 - وقال عليه السلام: الأدب يكون باليد واكتسابا، فمن تكلفه قدر عليه.
والعقل حباء من الله تعالى يهبه لمن يشاء، فيمن تكلفه لا يزيده الا جهلا.
4 - وتصديق قوله عليه السلام: ما جرى على بزر جمهر وابن المقفع (وكانا) (5)
حكيمي الفرس يعتقدان أنهما أبوا العقل حتى جرى عليهما ما شاع في الدنيا خبره
وبقي على الأيام ذكره، من القتل الذريع والفعل الشنيع، فنسأل الله حسن التوفيق
وأن لا يكلنا إلى عقولنا فنضل، وإلى نفوسنا فنعجز، ولا إلى أحد فنضيع.

1) أورده في أعلام الدين: 188 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 188 ح 39.
2) في أعلام الدين: من الله.
3) من (ب) والمصدرين.
4) أورده في أعلام الدين: 188 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 188 ح 40، وفى مقصد
الراغب: 154 (مخطوط) و 5) من (ب).
96

5 - وقال عليه السلام: إذا علم الله تعالى من عبد حسن نية اكتنفه بالعصمة. (1)
6 - وقال عليه السلام: اشحنوا (2) قلوبكم بالخوف من الله تعالى
فان (لم) (3) تسخطوا شيئا من صنع الله تعالى يلم بكم، فاسألوا ما شئتم. (4).
7 - وقال عليه السلام: لا يصبر على المروة إلا صاحب طبع كريم.
8 - وكان عليه السلام يقول: معالجة الموجود أفضل من انتظار المفقود.
9 - وقال عليه السلام: من حاول أمرا بمعصية الله كان أقرب لما يخاف، وأفوت
لما يرجو.
10 - وقال عليه السلام: إياك والكبر، فإنه داعية المقت، ومن بابه تدخل النقم على
صاحبه، وما أقل مقامه عنده، وأسرع زواله عنه. (5)
11 - وقال عليه السلام: بإجالة الكفر يسدد الرأي المعشب (6)، وبحسن التأني تسهل
المطالب ويحفظ الجانب، ويقبل النفور، وبسعة الخلق تطيب المعيشة، وبكثرة
الصمت تكثر الهيبة، وبعدل المنطق تجئ (7) الجلالة، وبصالح الأخلاق تزكو
الاعمال، وباحتمال المؤن (8) تجب المودة (9)، وبالرفق والتودد تحبك القلوب
وبحسن اللفاء يألفك الثناء، وبايثارك على نفسك تستحق اسم الكرم، وبالصدق والوفاء
تكون للناس رضى، وبترك الاعجاب تأمن مقت ذوي الألباب وبترك مالا يعنيك يتم
لك الفضل، وبالتواضع تنال الرفعة.
12 - وقال عليه السلام: أمر الدين معقود بفرض عام، وواجب خاص، ومهمل مرسل

1) أورده في أعلام الدين: 188 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 188 ح 41، وفى مقصد
الراغب: 154 (مخطوط).
2) (ب) اسخطوا.
3) من (ب).
4) عنه مستدرك الوسائل: 1 / 367 ح 2 وج 2 / 292 ح 25.
5) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 329 ح 13.
6) (أ، ط) المعتب، (خ ل) المعشب.
7) (ب) تحب، وغير واضحة في (أ).
8) (ط) المؤمن
9) (ب) يجب التودد.
97

ومحدود مستقبل (1) و (2).
تفسير شريف للشريف أبى يعلى محمد بن الحسن الجعفري الطالبي (3) لذلك
الجواب - وبالله التوفيق -:
أما الفرض العام فهو المعرفة بالله تعالى لعموم اللطف بها لكافة المكلفين
والنظر إنما وجب وكان أول الواجبات لأجل أنه وصلة إليها، وأنه لا طريق إليها سواه
وأما الواجب الخاص فهو الشكر لله تعالى على خلقه (العبد) (4) وابتداء النعم
إليه وحباه، وأصول النعم التي هي الحياة والقدرة والشهوة التي لا تتم نعمة منعم إلا
بتقدمها، والعبادة تستحق بها، لان العبادة كيفية في الشكر، وذلك يخص المنعم عليه
وقد تلحق (بذلك) (5) الواجبات الشرعية التي يتعين فرضها على المكلف
ولا يقوم فعل الغير مقام فعله فيها كالطهارة والصلاة.
وأما المهمل المرسل فيحتمل أن يكون المراد به التفل، ومندوبات الشرع من
حيث كان للمكلف الاستكثار منها واستحقاق الثواب بذلك، ولا حرج عليه في تركها
ولا يذم بالعدول عنها، فسميت بالمهمل المرسل (من) (6) حيث لا تضييق فيها، ولا
عقاب يلحق بالانصراف عنها.
والمحدود المستقبل ما ضيق وأوجب ولم يجعل للمكلف فسحة في تركه
وتوعد على العدول (7) عنه بالعقاب. وليس يخرج أمر الدين عن هذا التقسيم على
طريق الجملة، وإن كان تفصيله يطول به الشرح.

1) في طبقات أعلام الشيعة: مستقيل.
2) عنه الشيخ أغا بزرگ طبقات أعلام الشيعة: 5 / 160 ضمن ترجمته للشريف أبو يعلى الطالبي.
3) قال عنه السيد ابن طاووس في فرحة الغري: 100: صهر الشيخ المفيد: والجالس
موضعه، انظر المصدر السابق: ورجال النجاشي: 316.
4) من (ب)
5) ليس في (أ).
6) ليس في (أ).
7) (أ، ب) العدل.
98

13 - وقال عليه السلام: توقى الصرعة خير من سؤال الرجعة. (1)
14 - وقال لابنه جعفر عليهما السلام: يا بنى إذا أنعم الله عليك بنعمة فقل: الحمد لله
وإذا أحزنك أمر فقل: لاحول ولا قوة إلا بالله، وإذا أبطأ عليك الرزق فقل: أستغفر الله. (2)
15 - وقال عليه السلام: له أيضا يا بنى إن الله تعالى. خبأ ثلاثة أشياء (في ثلاثة أشياء:
خبا) (3) رضاه في طاعته، فلا تحقرن من الطاعة شيئا، فلعل رضاه فيه
وخبأ سخطه في معصيته، فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه
وخبأ أولياء في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعل (ه) ذلك الولي. (4)
16 - وقال عليه السلام: إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار (5) وإن قوما
عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار. (6)
17 - وقال: صانع المنافق بلسانك، وأخلص ودك (7) للمؤمنين، وإن جالسك
يهودي فأحسن مجالسته. (8)

1) أورده ابن حمدون في تذكرته: 109، عنه كشف الغمة: 2 / 150، وإحقاق الحق.
19 / 498 وأخرجه في البحار: 78 / 187 ح 31 عن كشف الغمة.
2) أورده الغمة: 2 / 150 عنه البحار: 78 / 187 ح 30، وفى مقصد الراغب: 154
(مخطوط) وفيه: حزبك بدل (أحزنك).
3) ليس في (أ).
4) أورده في نثر الدرر (مخطوط) عنه كشف الغمة: 2 / 148، والبحار: 78 / 187 ح 27
وفى الدرة الباهرة: 28، عنه البحار المذكور ص 188 ح 32، وفى مقصد الراغب.
154 (مخطوط).
5) (أ) العبيد.
6) أورده في كشف الغمة: 2 / 150، عنه البحار: 78 / 187 ح 29 (قطعة)، وفى مقصد
الراغب: 154 (مخطوط).
7) (أ، ط) وذل، وفى التحف: مودتك.
8) رواه الحسين بن سعيد في الزهد: 22 ح 49، والمفيد في مجالسه: 185 ح 10 (من
طريقين) باسنادهما عن سعد بن طريف عنه عليه السلام، عنهما البحار: 74 / 161 ح 22
والصدوق في أماليه: 501 ح 8، وفى من لا يحضره الفقيه: 4 / 404 ح 5872، عنه
الوسائل: 8 / 541 ح 7 بإسناده عن الصادق عليه السلام.
وأورده في تحف العقول: 292، عنه البحار: 78 / 172 ح 1، وفى أعلام الدين، 188
(مخطوط)، عنه البحار المذكور ص 188 ح 42، وفى الاختصاص: 225 مرسلا عن
الصادق عليه السلام، عنه البحار: 74 / 152 ح 11، وفى مقصد الراغب: 154 (مخطوط).
99

18 - وقال الجاحظ: جمع الباقر عليه السلام: صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في
كلمتين، فقال عليه السلام:
صلاح شأن التعايش والتعاشر مثل (1) مكيال، ثلثاه فطنة (2) وثلث تغافل. (3)
19 - وقال عليه السلام: لرجل هنئ (4) بمولود: أسأل الله تعالى أن يجعله خلفا معك
وخلفا بعدك، فان الرجل يخلف أباه في حياته وموته. (5)
20 - وكان عليه السلام: يدعو ويقول: اللهم أعني على الدنيا بالغنى، وعلى الآخرة بالعفو. (6)
21 - وقال عليه السلام (لا عذر للمعتلي (7) على ربه و) لا توبة للمصر على ذنبه (8)
22 - وقال عليه السلام: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك
حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه.
إن على كل حق نورا، وما خالف كتاب الله تعالى فدعوه.
إن أسرع الخير ثوابا البر، وإن أسرع الشر عقوبة البغي وكفى بالمرء عيبا أن
ينظر من الناس ما يعمى عنه من نفسه، ويعير الناس بما لا يستطيع تركه، أو يؤذي

1) في المصادر: ملا.
2) (أ) مظنة.
3) أورده الجاحظ في لبيان والتبيين: 1 / 107، عنه كشف الغمة: 2 / 150، والدرة الباهرة:
28، وسفينة البحار: 2 / 422، وإحقاق الحق: 12 / 197، وأخرجه في البحار:
78 / 188 ح 33 عن كشف الغمة.
4) (أ، ب) هنأه.
5) أورده في كشف الغمة: 2 / 150.
6) أضافة للمصدر السابق، أورده في البيان والتبيين: 250 (ط. القاهرة)، عنه إحقاق الحق.
12 / 202، وفى مقصد الراغب: 154 (مخطوط).
7) (أ) للمعتل.
8) أورده في مقصد الراغب: 154 (مخطوط).
100

جليسه بما لا يعنيه (1). (2)
23 - وقال عليه السلام: الغلبة بالخير فضيلة وبالشر قبيحة (3). (4)
24 - وروى هشام (5) بن محمد، عن أبيه قال، قال لي أبو جعفر عليه السلام في
بعض ما شكوت إليه: استبر (6) من الشامتين بحسن العزاء عن المصائب. (7)
25 - قال: وسمعته عليه السلام: يقول: العبد من استعبدته المقابيح. (8)
26 - وقال عليه السلام: (ما عرف الخير من لم يتبعه، و) (9) ما عرف الشر من لم يتجنبه. (10)

1) (ب) يعيبه.
2) أورده في أعلام الدين: 188 (مخطوط)، وفيه: ويعير الناس بما لا ينفيه عن نفسه، أو
يتكلم بكلام لا يعنيه، عنه البحار: 78 / 189 ح 43.
ورواه العياش في تفسيره: 1 / 8 ح 2 بإسناده عن علي عليه السلام إلى قوله: وما خالف
كتاب الله فدعوه. عنه البحار: 2 / 165 ح 25، والوسائل: 18 / 126 ح 50 وأيضا في
ج 2 / 115 ح 150 (من تفسيره) من طريق آخر عن أبي عبد الله عليه السلام.
ورواه في المحاسن: 1 / 215 ح 102، وفى الكافي: 1 / 50 ح 9 باسناد هما عنه عليه
السلام (قطعة)، عنه الوسائل المذكور ص 112 ح 2.
وأورده في مقصد الراغب: 154 (مخطوط) وفيه: أو يؤدى حديثه إلى ما لا يعنيه وفى
التذكرة الحمدونية: 35 (قطعة)، عنه إحقاق الحق: 19 / 504.
3) من (خ ل)، وفى (أ، ط) قحفه، (ب) قحة، وفى الدرة جهل:
4) أورده في الدرة الباهرة: 28، عنه البحار: 78 / 188 ح 35.
5) في مقصد الراغب: همام، وهو تصحيف، وقد كان مولى للإمام الصادق عليه السلام على ما في رجال الشيخ: 331 رقم 28.
6) في المقصد: استتر. واستبر: أسلم وتخلص.
7) أورده في مقصد الراغب: 155 (مخطوط).
8) (أ، ط) المفاتيح.
9) من (ب) والمصدرين.
10) أورده في التذكرة المحدونية: 268، عنه إحقاق الحق: 19 / 497، وفى مقصد الراغب
: 155 (مخطوط).
101

27 - وقال عليه السلام: اعرف الخير لتعمل به، واعرف الشر لئلا تقع فيه.
28 - قال: وكان عليه السلام يقول:
أول الحزم المشورة لذي الرأي الناصح، والعمل بما يشير به.
29 - وقال عليه السلام: أخوك من واساك.
30 - وقال عليه السلام: من عمل بما يعلم، علمه الله تعالى ما لم يعلم. (1)
وقال جابر: دخلت على أبي جعفر عليه السلام - ونحن (جميعا ما قضينا - نسكنا، -
فقلت:) أوصنا يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال عليه السلام: ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف
غنيكم على فقير كم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه.
واكتموا أسرار كم ولا تحملوا الناس على رقابنا
وانظروا أمرنا وما جاء كم عنا، فان وجدتموه موافقا للقرآن فهو من قولنا
وما لم يكن للقرآن موافقا فقفوا عنده، وردوه إلينا حتى نشرح لكم ما شرح لنا. (3)
31 - واجتمع عنده عليه السلام: قوم من بني هاشم وغير هم.
فقال عليه السلام (لهم) (4): اتقوا الله شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وكونوا النمرقة (5)

1) أورده في أعلام الدين: 188 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 189 ح 44، وفى مقصد
الراغب: 155 (مخطوط).
2) في أمالي الطوسي وبشارة المصطفى، جماعة بعد ما قضينا نسكنا، فودعناه، وقلنا له.
3) رواه الطوسي في أماليه: 1 / 236 بإسناده عن جابر عنه عليه السلام، عنه الوسائل:
18 / 123 ح 42، والبحار: 2 / 235 ح 21 وج 52 / 122 ح 5 وج 74 / 225 ح 15
وج 78 / 182 ح 7، والطبري في بشارة المصطفى: 137 باسناده من طريقين عنه عليه
السلام، وأورده في أعلام الدين: 195 (مخطوط)، ومقصد الراغب: 155 (مخطوط).
4) من (ب).
5) (أ، ط) الفرقة.
قال الطريحي في مجمع البحرين: 5 / 242: وفى حديث الأئمة عليهم السلام (نحن
النمرقة الوسطى، بنا يلحق التالي..) استعار عليه السلام لفظ النمرقة بصفة الوسطى له
ولأهل بيته، باعتبار كونهم أئمة العدل، يستند الخلق إليهم في تدبير معاشهم ومعادهم.
ومن حق الإمام العادل أن يلحق به التالي المفرط المقصر في الدين، ويرجع إليه الغالي
المفرط المتجاوز في طلبه حد العدل كما يستند إلى النمرقة المتوسطة من على جانبيها.
ومثله في حديث الشيعة (كونوا النمرقة الوسطى).
102

الوسطى، يرجع إليكم الغالي، ويلحق بكم التالي.
قالوا: وما الغالي؟ قال: الذي يقول فينا مالا نقوله: في أنفسنا.
قالوا: فما التالي؟ قال: الذي يطلب الخبر فيزيد فيه خبرا (1)، إنه والله ما
بيننا وبين الله قرابة، ولا لنا على الله من حجة، ولا نتقرب (2) إليه إلا بالطاعة
من كان منكم مطيعا لله يعمل بطاعته نفعته ولا يتنا أهل البيت
ومن كان منكم عاصيا لله بمعاصيه لم تنفعه ولا يتنا، (ويحكم، لا تغتروا) (3) و (4)
32 - وقال له بعض شيعته: أوصني - وهو يريد سفرا - فقال له عليه السلام: لا تسيرن
شبرا وأنت حاقن، (5) ولا تنزلن عن دابتك ليلا لقضاء حاجة إلا ورجلك في خف.
ولا تبولن في نفق، ولا تذوقن بقلة، ولا تشمها حتى تعلم ما هي، ولا تشرب من سقاء
حتى تعلم ما فيه، واحذر من تعرف، ولا تصحب من لا تعرف. (6)

1) (ب) خيرا.
2) (أ، ط) نقرب.
3) كررها أربع مرات في (ب)، وفى المقصد ثلاث، وفى الكشف ذكر كلمة - ثلاثا -
4) أورده في أعلام الدين: 188 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 189 ح 45
وفى مقصد الراغب: 155 (مخطوط)
وروى نحوه في الكافي: 2 / 75 ح 6 باسناده عنه عليه السلام، عنه الوسائل: 11 / 185
ح 4، والبحار: 70 / 101 ح 6
وأورد نحوه في كشف الغمة: 2 / 148، وفى مشكاة الأنوار: 60 مرسلا عن عمرو بن
سعيد عنه عليه السلام، عنه البحار: 68 / 178 ح 36.
5) (ط، خ ل) حافى. والحاقن: الذي حبس بوله.
6) أورده في أعلام الدين: 188 (مخطوط) وفيه: ولا تسيرن الا مع من تعرف، عنه
البحار: 78 / 189 ح 46 وج 99 / 123 ح 10، وفى مستدرك: 1 / 41 ح 10 وج 2 /
44 ح 1 نقلا من البحار.
103

33 - وقال عليه السلام: تعلموا العلم، فان تعلمه حسنة، وطلبته عبادة، ومذاكرته
تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه (1) صدقة، لأهله قربة، والعلم منار (2)
الجنة وانس في الوحشة، وصاحب في الغربة، ورفيق في الخلوة، ودليل على السراء
وعون على الضراء، وزين عند الاخلاء، وسلاح على الأعداء، يرفع الله به قوما
ليجعلهم في الخير (3) أئمة يقتدى بفعالهم، ويقتص آثار هم، ويصلى عليهم كل
رطب، ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه. (4).
34 - وقال عليه السلام: إن طبائع الناس كلها مركبة على الشهوة (والرغبة) (5)
والحرص والرهبة، والغضب، واللذة ألا إن في الناس من قد دم (6) هذه الخلال
بالتقوى والحياء والأنف.
فإذا دعتك نفسك إلى كبيرة من الامر فارم ببصرك إلى السماء، فإن لم تخف
ممن فيها، فانظر إلى من في الأرض لعلك أن تستحى ممن فيها فان كنت لا ممن
في السماء تخاف، ولا ممن في الأرض تستحى، فعد نفسك في البهائم. (7)
35 - وقال عليه السلام: ما أقبح الأشر عند الظفر، والكآبة عند النائبة، والغلظة على
الفقير، والقسوة على الجار، ومشاحنة القريب، والخلاف على المصاحب (8)، و سوء

1) " ب، ط " وتعلمه.
2) (أ) مناره، والمنار: علم - بفتح اللام - الطريق.
3) (أ، ط) في الخير ليجعلهم، وفى أعلام الدين: فيجعلهم في الخير سادة وللناس، أئمة.
4) أورده في أعلام الدين: 189 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 189 ح 48.
وفى مقصد الراغب: 155 (مخطوط).
5) ليس في (أ).
6) (أ) ذم، (ط) ضم، وفى المستدرك: زم. والدمام: الطلاء، ودم الشئ: طلاه.
7) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 287 ح 4.
8) غير واضحة في (ب)، وفى المصدر: الصاحب.
104

الخلق على الأهل، (والاستطالة بالقدرة) (2) والجشع مع الفقر
والغيبة الجليس والكذب في الحديث، والسعي في المنكر، والغدر من السلطان
والخلف من ذي المروءة. (3)
36 - وقيل له عليه السلام: من أعظم الناس قدرا؟
قال عليه السلام: من لا يبالي في يد من كانت الدنيا. (4)
37 - وقيل له عليه السلام: من أكرم الناس نفسا؟ قال عليه السلام:
من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا. (5)
38 - وقال حمران بن أعين: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله سبحانه
وتعالى فضل الايمان على السلام بدرجة، كما فضل الكعبة على المسجد الحرام. (6)
39 - وقال عليه السلام: المروءة الفقه في الدين، والصبر على النوائب، وحسن
التقدير في المعيشة. (7)

1) (أ، ط) الأم.
2) بياض في (أ) وفى (ط) الاستطاعة بدل (الاستطالة).
3) أورده في التذكرة الحمدونية: 268، عنه إحقاق الحق: 19 / 499.
4) أورده في تنبيه الخواطر: 2 / 29 مرسلا عن الحسين بن علي عليهما السلام، وفى أعلام
الدين: 188 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 189 ح 47، وفى الدرة الباهرة: 28.
5) رواه في البيان والتبيين: 159 بلفظين:
الأول: لما قيل له: من أشد الناس زهدا؟
(قال): من لا يبالي الدنيا في يد من كانت.
والثاني: لما قيل له: من أعظم الناس قدرا؟
(قال): من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا. عنه - باللفظ أعلاه - إحقاق الحق: 12 / 201.
وأورده في كشف الغمة: 2 / 151، وفى الدرة الباهرة: 28 - 29، عنه البحار: 78 / 188
ح 36 بلفظ: وقيل له من أعظم الناس قدرا؟ قال: من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا.
6) رواه الكليني في الكافي: 2 / 52 ح 3، عنه البحار: 78 / 260 ح 17، والقمي في تفسيره:
90، عنه البحار المذكور ص 264 ح 22 باسناد هما عن حمران بن أعين عنه عليه السلام.
7) أورده في تحف العقول: 292، وفيه (الكمال كل الكمال التفقه) بدل (المروة الفقه)
عنه البحار: 78 / 172 ح 3.
وأخرجه في إحقاق الحق: 19 / 518 عن جامع بيان العلم وفضله، 73 عن الصادق عليه السلام.
105

لمع من
كلام الإمام الصادق أبى عبد الله جعفر بن محمد
عليهما السلام
1 - قال عليه السلام: المؤمن (من يدارى) (1) ولا يمارى. (2)
2 - وقال عليه السلام: من تطأ طأ للسلطان تخطاه، ومن تطاول عليه أرداه. (3)
3 - وقال عليه السلام: كل شئ يحتاج إلى عقل إلا شيئا واحدا.
فقيل: ما هو؟ فقال: الدول. (4)
4 - وقال عليه السلام: الاسترسال إلى الملوك من علامة النوك (5)، والحوائج فرض
فخذوها (6) عند إسفار الوجوه، ولا تعرضوا لها عند التعبيس والتقطيب. (7)
5 - وقال عليه السلام: لو علم سئ الخلق: أنه يعذب نفسه لتسمح في خلقه. (8)
6 - وقال عليه السلام: ما أرتج (9) امرؤ، وأحجم عليه الرأي، وأعيت به الحيل، إلا

1) (أ) لا داري. (ب، ط) لا يدارى. وما أثبتناه كما في أعلام الدين ومقصد الراغب.
2) أورده في أعلام الدين: 189 (مخطوط) عنه، وعن كتاب الأربعين في قضاء حقوق
المؤمنين (مخطوط) البحار: 78 / 277 ح 113، وفى مقصد الراغب: 158 (مخطوط).
3) أورده في مقصد الراغب: 8 15 (مخطوط).
4) أورده في مقصد الراغب: 8 15 (مخطوط).
5) بالضم (ويفتح أيضا كما في القاموس) الحمق.
6) (ب) فحدودها.
7) المصدر السابق، من قوله: والحوائج..
8) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 338 ح 9، إضافة للمصدر السابق.
9) (أ، ط) أربح، وارتج: اضطرب.
106

كان الرفق مفتاحه. (1)
7 - وقال عليه السلام: آفة الدين العجب والحسد والفخر. (2)
8 - وقال عليه السلام: من اعتدل يوماه فهو مغبون ومن كان غده شر يوميه فهو مفتون
ومن لم يتفقد النقصان في نفسه دام ومن دام نقصه فالموت خير له، ومن
أذنب من غير تعمد (3) كان للعفو أهلا. (4)
9 - وسئل عليه السلام عن الدقة؟ فقال عليه السلام: منع اليسير، وطلب الحقير 10 - وقال عليه السلام: لا تكمل هيبة الشريف إلا بالتواضع. (5)
11 - (وقال عليه السلام: لا يحفظ الدين الا بعصيان الهوى، ولا يبلغ الرضا الا
بخيفة أو طاعة). (6)
12 - وقال عليه السلام: من كان الحزم حارسه، والصدق جليسه، (7) عظمت
بهجته وتمت مروته.
ومن كان الهوى مالكه، والعجز راحته (8) عاقاه (9) عن السلامة، وأسلماه
إلى الهلكة. (10)

1) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 305 ح 13.
2) رواه في الكافي: 2 / 307 ح 5 عنه الوسائل: 11 / 293 ح 5 والبحار: 73 / 248 ح 5
وأورده في منية المريد: 163 مرسلا.
3) (ط) معتد، وفى أعلام الدين: عمد.
4) أورده في أعلام الدين: 189 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 277 ح 113
5) مقصد الراغب: 158 (مخطوط).
6) المصدر السابق: والحديث أثبتناه من (ب).
7) في الدرة: حليته.
8) في نسخ الأصل: راحمه، وما أثبتناه كما في المصادر.
9) (ب) ومقصد الراغب: عافاه.
10) أورده في الدرة الباهرة: 30، عنه البحار: 78 / 228 ح 102، ومستدرك الوسائل: 2 /
43 ح 8 (قطعة)، وفى مقصد الراغب: 158.
107

13 - قيل: وسأله بعض الملحدين، فقال: ما يفعل ربك في (هذه الساعة؟)
فقال) (1) عليه السلام: يسوق المقادير إلى المواقيت.
وسأل آخر فقال: ما فعل (ربك) (2) فقال عليه السلام: فسخ العزم، وكشف الغمر.
14 - وقال عليه السلام: اطلبوا العلم ولو بخوض اللجج، وشق المهج. (3)
51 - وقال عليه السلام: جاهل سخى أفضل (4) من ناسك بخيل. (5)
16 - وقال عليه السلام: ثلاثة لا يصيبون إلا خيرا: أولو الصمت، وتاركو الشر
والمكثرون ذكر الله عز وجل. (6)
ورأس الحزم (7) التواضع، فقال له بعضهم: وما التواضع؟ قال عليه السلام: أن ترضى
من المجلس بدون شرفك، وأن تسلم على من لقيت، وأن تترك المراد وإن كنت محقا. (8)
17 - وسئل عليه السلام: عن فضيلة لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه لم يشركه

1) بياض في (ط).
2) من (ب).
3) أورده في أعلام الدين: 189 (مخطوط) عنه وعن كتاب الأربعين في قضاء حقوق
المؤمنين (مخطوط) البحار: 78 / 277 ضمن ح 113، وفى مقصد الراغب 158 (مخطوط).
4) في أعلام الدين ومقصد الراغب: خير.
5) إضافة للمصدر: السابق أورده في جامع الأخبار: 131، وفيه شيخ (ناسك / خ) بخيل
عنه البحار: 71 / 356 ضمن ح 18 وفيه: سائح بخيل. والسائح: هو الصائم العابد.
وفى الدرة الباهرة: 30، عنه البحار المذكور: 357 ضمن ح 21 وج 78 / 228 ح 103.
6) عنه مستدرك الوسائل: 2 / أورده في مقصد الراغب: 185 (مخطوط) مثله.
7) في بعض المصادر: الخير.
8) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 306 ح 19
ورواه النويري في نهاية الإرب: 3 / 236، عنه إحقاق الحق: 12 / 271.
وأورده في مقصد الراغب: 158 (مخطوط)، وفى أعلام الدين: 189 (مخطوط) عنه
وعن كتاب الأربعين في قضاء حقوق المؤمنين (مخطوط) البحار: 78 / 277 ضمن ح 113
(قطعة) وفى الدرة الباهرة: 30، عنه البحار: 75 / 123 ح 20.
108

فيها غيره، عليه السلام: فضل الأقربين بالسبق، وسبق الأبعدين بالقرابة. (1)
18 - وقال عليه السلام: خذ من حسن الظن بطرف، تروج (2) به أمرك، وتروح
به قلبك. (3)
19 - وقال عليه السلام: المؤمن (الذي) (4)، إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق
وإذا رضى لم يدخله رضاه في باطل، والذي إذا قدر لم يأخذ أكثر مما له. (5)
20 - وقال عليه السلام: امتحن أخاك عند نعمة تتجدد لك، أو نائبة تنوبك.
21 - وقال عليه السلام: من حق أخيك أن تحتمل له الظلم في ثلاثة مواقف:
عند الغضب، وعند الذلة، وعند الهفوة (6).
22 - وقال عليه السلام: من ظهر غضبه ظهر كيده ومن قوى هواه ضعف حزمه.
23 - وقال عليه السلام: من أنصف من نفسه رضى حكما لغيره (7).
24 - وقال عليه السلام: من لم يقدم الامتحان قبل الثقة، والثقة قبل الانس أثمرت
مروته ندما.
25 - وقال عليه السلام: لا تتبع (8) أخاك بعد القطيعة وقيعة فيه، فتسد عليه طريق
الرجوع إليك ولعل التجارب أن ترده إليك. (9)

1) أورده في كشف الغمة: 2 / 203، عنه البحار 78 / 210 ح 90
2) في كشف الغمة: يرخ، وفى البحار: يروح. وراج الامر: أسرع، وروح قلبه أنعشه.
3) أورده في كشف الغمة: 2 / 208، عنه البحار: 78 / 209 ح 84.
4) ليس في (أ).
5) أورده في أعلام الدين: 189 (مخطوط)، عنه وعن كتاب الأربعين في قضاء حقوق
المؤمنين (مخطوط) البحار: 78 / 277 ضمن ح 113.
6) (أ، ط) الشهوة.
7) أورده في كشف الغمة: 2 / 205، عنه البحار: 78 / 206 ح 50، وفى مقصد الراغب:
158 (مخطوط) وفيه رضى حكم غيره.
8) (أ، ط) لا تبغ.
9) أورده في أعلام الدين: 182 (مخطوط) وفيه: فلعل التجارب ترده إليك، عنه البحار:
74 / 166 ضمن ح 31.
109

26 - وقال عليه السلام: لحظ الانسان طرف من خيره (1).
27 - وقال عليه السلام: أكرم نفسك عن هواك.
28 - وقال عليه السلام: العجب يكلم المحاسن، والحسد للصديق من سقم المودة
ولن تمنع (الناس) (2) من عرضك إلا بما تنشر عليهم من فضلك. (3)
29 - وقيل له عليه السلام: بم يداوى الحرص؟
فقال: لن تنتقم من حرصك بمثل القناعة.
30 - وكان عليه السلام يقول: اللهم إنك بما أنت له أهل العفو أولى منى بما
أنا له أهل (4) من العقوبة. (5)
31 - وقال عليه السلام: استحى من الله بقدر (قربه منك، وخفه بقدر) (6) قدرته عليك. (7)
وقال عليه السلام: كتاب الله عز وجل أربعة أشياء:
على العبارة، والإشارة واللطائف والحقائق
فالعبارة، للعوام، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء. (8)
32 - وقال عليه السلام: من سأل فوق قدره استحق الحرمان. (9)

1) (ب) خبره.
2) ليس في (أ)
3) أورد قطعة منه في نهج البلاغة: 507 ح 218، وعنه البحار: 74 / 163 ضمن ح 28.
4) (أ، ط) أهله.
5) أورده في الدرة الباهرة: 30، عنه البحار: 78 / 228 ح 104، وفى كشف الغمة: 2 / 206
6) من (ب).
7) تقدم بكامل تخريجاته ص 43 ح 2، مثله.
8) أورده في أعلام الدين: 189 (مخطوط)، عنه وعن كتاب الأربعين في قضاء حقوق
المؤمنين (مخطوط) البحار: 78 / 278 ضمن ح 113، وفى الدرة الباهرة: 31، عنه البحار:
92 / 103 ح 81.
9) أورده في أعلام الدين: 189 (مخطوط) عنه وعن كتاب الأربعين في قضاء حقوق المؤمنين
(مخطوط) البحار: 78 / 278 ضمن ح 113.
وفى الدرة الباهرة: 31، وفيه: من ينال فوق قدره، عنه البحار المذكور ص 228 ح 105
وفى عدة الداعي: 140، عنه البحار: 93 / 27 3 ح 11، ومستدرك الوسائل: 1 / 369 ح 8
وفى مقصد الراغب: 159 (مخطوط).
110

33 - وقال عليه السلام: العز أن تذل للحق إذا ألزمك. (1)
34 - (وقال عليه السلام: صلاح من جهل الكرامة في هوانه). (2)
35 - وقال عليه السلام: المسترسل موقى، والمحترس ملقى.
36 - وقال عليه السلام: من أكرمك فأكرمه، ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه. (3)
37 - وقال البرادي: قلت للمفيد الجرجرائي (4).
روى عن الصادق عليه السلام أنه قال: الحزم سوء الظن
وروى عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: من حسن ظنه روح قبله. فما هذه المضادة؟
قال: يريدون بسوء الظن أن لا تستتم (5) إلى كل أحد فتودعه (6) سرك
وأمانتك، ويريدون بحسن الظن أن لا تسئ ظنك بأحد أظهر لك نصحا، وقال لك
جميلا، وصح عندك باطنه، وهو مثل قولهم: احمل أمر أخيك على أحسنه حتى يبدو لك

1) أورده في الدرة الباهرة: 31، عنه البحار: 78 / 228 ضمن ح 105.
2) أورده في مقصد الراغب: 159 (مخطوط). والحديث من (ب).
3) أورده في أعلام الدين: 189 (مخطوط) عنه وعن كتاب الأربعين في قضاء حقوق
المؤمنين (مخطوط) البحار: 78 / 278 ضمن ح 113، وفى الدرة الباهرة: 31، عنه البحار
المذكور ص 228 ضمن ح 105 وج 74 / 167 ضمن ح 34.
4) (أ) قال للمقيت الجرجاني، (ط) قيل للمقيت الجرجاني، وفى (ب) الجرجواني بدل
(الجرجاني) وكلها تصحيف. وما أثبتناه كما في كتب التراجم.
راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء: 16 / 269 رقم 190، تاريخ بغداد: 1 / 346، ميزان
الاعتدال: 3 / 460، ولسان الميزان: 5 / 45.
وذكر الحموي في معجم البلدان: 2 / 123 قال: جرجرايا: بفتح الجيم، وسكون الراء
الأولى: بلد من أعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي.
5) (ب) تستنيم.
6) (أ ط) فتؤد.
111

ما يغلبك عليه. (1)
38 - وقال عليه السلام: من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع، والمعارضة قبل
أن يفهم والحكم بما لا يعلم. (2)
39 - وقال عليه السلام: من أدب الأديب دفن أدبه. (3)
40 - وقال عليه السلام: سرك من دمك، فلا يجرين في غير أوداجك. (4)
41 - وقال عليه السلام صدرك أوسع لسرك. (5)
42 - وقال عليه السلام: أولى الناس بالعفو أقدر هم على العقوبة
وأنقص الناس عقلا من ظلم من دونه، ومن لم يصفح عمن اعتذر إليه. (6)
43 - وقال عليه السلام: القادر (7) على كل شئ سلطان. (8)
44 - وقال عليه السلام: المستبد برأيه موقوف على مداحض الزلل. (9).
45 - (وقال عليه السلام: حشمة (10) الانقباض أبقى للعز من انس التلاق) (11)

1) أورده في مقصد الراغب: 159 (مخطوط).
2) أعلام الدين: 189 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 278 ضمن ح 113 وعن كتاب الأربعين
في قضاء حقوق المؤمنين، وفى الدرة الباهرة: 31، عنه البحار: 2 / 62 ح 4.
3) مقصد الراغب: 159 (مخطوط).
4) أعلام الدين: 189 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 278، وعن كتاب الأربعين في قضاء
حقوق المؤمنين.
والأوداج: ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح، واحدها ودج - بالتحريك -
(النهاية: 5 / 165).
5) المصدر السابق.
6) إضافة للمصدر السابق: أورده في الدرة الباهرة: 31، وفى مقصد الراغب 159 (مخطوط).
7) في الأصل: العادة والظاهر أنها تصحيف.
8) أعلام الدين: 189 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 278، وعن كتاب الأربعين في قضاء
حقوق المؤمنين.
والأوداج: ما أحاط بالعنق من العروق التي يقطعها الذابح، واحدها ودج - بالتحريك -
(النهاية: 5 / 165).
9) أعلام الدين: 190 (مخطوط) عنه البحار: 75 / 105 ضمن ح 41.
10) (ب) الحشيمة والحشمة - بالكسر - بمعنى الانقباض والاستحياء.
11) الدرة الباهرة: 31، وفيه التلافي بدل (التلاق)، عنه البحار: 78 / 228 ضمن
ح 105 والحديث من (ب).
112

46 - وقال عليه السلام: إياك وسقطة الاسترسال (1) فإنها لا تستقال. (2)
47 - وقال عليه السلام: القرآن (ظاهره) (3) أنيق، وباطنه عميق. (4)
48 - وقال عليه السلام: الهوى يقظان، والعقل نائم. (5)
49 - وقال عليه السلام: لا تكونن أول مشير، وإياك والرأي الفطير، وتجنب
ارتجال الكلام، ولا تشر على مستبد برأيه، ولا على وغد، ولا على متلون، ولا على لجوج.
وخف الله في مواقع (6) هوى المستشير، فإنما التماس موافقته لؤم، وسوء (7)
الاستماع منه جناية. (8)
50 - وكان عليه السلام يقول في سجوده: اللهم احفظ إقراري لك بالوحدانية
وإقراري إياك بالعبادة، ورجائي لك في الشدة).
51 - وقال عليه السلام: إن القلب يحيى ويموت، فإذا حي فأدبه بالتطوع، وإذا
مات فاقصره على الفرائض. (9)

1) قال الجزري: الاسترسال: الاستئناس والطمأنينة إلى الانسان، والثقة به فيما يحدث
به (النهاية: 2 / 223).
2) كشف الغمة: 2 / 205، عنه البحار: 78 / 206 ح 60 وفى مقصد الراغب: 159 (مخطوط)
وفى كنز الكراجكي: 194 عن علي عليه السلام مثله، عنه البحار المذكور ص 92 ح 99.
3) من (ب) والمصادر.
4) نهج البلاغة: 61 ضمن الخطبة: 18 وفى كشف الغمة: 2 / 205 عنه البحار: 78 / 206
ح 49 وفى مقصد الراغب: 159 (مخطوط)
5) الدرة الباهرة: 31، عنه البحار: 78 / 228 ضمن ح 105، وفى مقصد الراغب المذكور.
6) في الدرة: موافقة.
7) (أ) وبسوء.
8) الدرة الباهرة: 31 - 32، وفيه: وسوء الاسماع منه خيانة، عنه البحار: 75 / 104 ح 37
ومستدرك الوسائل: 2 / 66 ح 6 وفى أعلام الدين: 190 (قطعة) عنه البحار.
9) أعلام الدين: 190 (مخطوط)، والدرة الباهرة: 32، عنهما البحار: 87 / 47 ح 42
ومستدرك الوسائل: 1 / 177 ح 3 (نقلا من البحار).
113

52 - أنفذ أبو عبد الله كاتب المهدى رسولا إلى الصادق بكتاب منه يقول فيه:
وحاجتي إلى أن تهدى إلى من تبصيرك على مداراة هذا السلطان، وتدبير أمرى
كحاجتي إلى دعائك لي.
فقال عليه السلام لرسوله: قل له، احذر أن يعرفك السلطان بالطعن عليه في اختيار
الكفاة، وإن أخطأ في اختيار هم، أو مصافاة من يباعد منهم وإن قربت ألا واصر بينك
وبينه، فان الأولى تغريه بك، والأخرى توحشه منك، ولكن تتوسط (في) (1) الحالين.
واكتف بعيب من اصطفوا له، والامساك عن تقريظهم عنده، ومخالفة من أقصوا
بالتنائي عن تقريبهم، وإذا كدت فتأن في مكايدتك.
واعلم أن من عنف بخيله (2) كدحت فيه بأكثر من كدحها في عدوه، ومن
صحب خيله (3) بالصبر والرفق كان قمنا (4) أن يبلغ بها إرادته، وتنفذ (5) فيها مكائده.
واعلم أن لكل شئ حدا، فان جاوزه كان سرفا وإن قصر عنه كان عجزا، فلا
تبلغ بك نصيحة السلطان إلى أن تعادى له حاشيته وخاصته، فان ذلك ليس من حقه
عليك، ولكن الأقصى لحقه، والأدعى إليك للسلامة أن تستصلحهم (6) جهدك، فإنك
إذا فعلت ذلك شكرت نعمته، وأمنت حجته، وطلب عدوه عندك (7).
واعلم أن عدو سلطانك عليك أعظم مؤنة منه عليه، وذلك أنه تكيده في الأخص
من كفاية (8) وأعوانه فيحصى مثالهم، ويبلغ آثارهم، فان نكأه فيك (9) وسمك بعار
الخيانة والغدر، وإن نكأ نكاه (10) بغيرك ألزمك مؤنة الوفاء والصبر (والعنى) (11) و (12)

1) ليس في (ب) 2) (ب) عيف بحيلة.
3) (ب) جيلته.
4) أي خليقا وجديرا.
5) (ب) نفد.
6) أضاف في (ب) له.
7) (ب) عدوك عنده.
8) (أ، ط) كفايتة. والكفاة: الخدم الذين يقومون بالخدمة.
9) (أ، ط) تكافأك.
10) (أ، ط) نكأ.
11) من (أ)، وغير واضحة في (ب)
12) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 360 ح 7.
114

53 - وقال عليه السلام: يهلك الله ستة بستة: الأمراء بالجور، والعرب بالعصبية
والدهاقين بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق (1) بالجهل والفقهاء بالحسد. (2)
54 - وقال عليه السلام: لا تحدث من تخاف أن يكذبك، ولا تسأل من تخاف
أن يمنعك، ولا تأمن من تخاف أن يغدر بك.
ومن لم يؤاخ إلا من لا عيب فيه قل صديقه، ومن لم يرض من صديقه إلا
بايثاره إياه على نفسه دام سخطه، ومن عاقب على كل ذنب كثر تعبه. (3)
55 - وقال عليه السلام: دراسة العلم لقاح المعرفة، وطول التجارب زيادة في العقل
والشرف التقوى، والقنوع راحة الأبدان. (4)

1) معرب روستا، بمعنى القرية: والدهقان: رئيس الإقليم.
2) رواه في المحاسن: 1 / 10 ح 30 والخصال: 1 / 325، ح 14 والكافي: 2 / 162
ح 170 بأسانيدها عن أمير المؤمنين عليه السلام.
وأورده في تحف العقول: 220، والاختصاص: 227، وكشف الغمة: 2 / 206، والدرة
الباهرة: 32، وتنبيه الخواطر: 1 / 127، ومشكاة الأنوار، 149، مقصد الراغب:
159 (مخطوط) وأخرجه في الوسائل: 11 / 297 ح 6 عن الخصال والروضة وعقاب الأعمال
وفى البحار: 2 / 108 ح 10 عن الخصال وفى ج 72 / 190 ح 2، عن المحاسن والخصال
والاختصاص، وفى ص 198 ح 27 من البحار المذكور عن الدرة الباهرة.
وفى ج 73 / 252 ح 13، وص 289 ح 9 وج 75 / 171 ح 7 وص 339 ح 15 عن الخصال
وفى ج 78 / 207 ح 67 عن كشف الغمة، وفى مستدرك الوسائل: 2 / 320 ح 14
عن الدرة الباهرة.
3) أورده في أعلام الدين: 190 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 278 ضمن ح 113، وعن
كتاب الأربعين في قضاء حقوق المؤمنين، وقطعة منه في الدرة الباهرة: 32، عنه البحار:
74 / 180 ملحق ح 28، وفى تنبيه الخواطر: 1 / 73، ومقصد الراغب: 159 (مخطوط)
وفيها جميعا: ومن عاتب على كل ذنب كثر عتبه (معتبته).
4) تقدم مثله بكامل تخريجاته ص 42 ح 27 عن الإمام الحسين عليه السلام.
115

56 - وقال عليه السلام: مروة الرجل في نفسه نسب لعقبه وقبيلته. (1)
57 - وقال عليه السلام: من صدق لسانه زكى عمله، ومن حسنت نيته زيد في رزقه
ومن حسن بره بأهل بيته زيد في عمره. (2)
58 - وقال عليه السلام: لبعض شيعته يوصيه، لما أخبره أن السلطان قد قبله
وأقبل عليه: إعلم أن التشاغل بالصغير يخل بالمهم، وإقرار المهم بالشغل يأتي على
الصغير ويلحقه بالكبير، وإنما يمشي (3) بهاتين الخلتين السلطان الذي تحمله قلة الثقة على
ترك الاستكفاء، فيكون كالنهر بين الأنهار الصغار تنفجر (4) إليه عظام الأودية، فان تفرد
بحمل ما تؤدى إليه، لم يلبث أن يغمره فيعود نفعه ضرارا (5) فان تشيعه فجاز (6) تعلق
به حمل بعضا، فعاد جنابه خصبا.
فابدأ بالمهم، ولا تنس النظر في الصغير، واجعل للأمور الصغار من يجمعها
ويعرضها عليك دفعتين أو أكثر على كثرتها.

1) كشف الغمة: 2 / 208، عنه البحار: 78 / 209 ح 82، وفى الدرة الباهرة: 32، عنه
البحار المذكور ص 228 ضمن ح 105.
2) رواه الكليني في الكافي: 2 / 105 ح 11 وج 8 / 219 ح 269، والصدوق في الخصال:
1 / 87 ح 21، والطوسي في أماليه: 1 / 250 بأسانيد هم عنه عليه السلام.
وأورده في تحف العقول: 295 وكشف الغمة: 2 / 208، والدعوات للراوندي: 127
ح 215 وأعلام الديلمي 89 وارشاد القلوب: 134 مرسلا.
وأخرجه في الوسائل: 1 / 39 ح 19 عن الخصال والكافي، وج 8 / 513 ح 2 عن الكافي
وفى البحار: 69 / 385 وج 103 / 225 ح 9 عن الخصال، وج 70 / 205 ح 15 عن
أمالي الطوسي، وج 71 / 8 ح 11 عن الكافي وج 78 / 209 ح 83 عن كشف الغمة.
3) (ب) يمنى.
4) (ط) تتفجر.
5) (أ) ضررا. والضرر: ابتداء الفعل، والضرار: الجزاء عليه، وقيل: الضرر: ما تضربه
صاحبك، وتنتفع به أنت، والضرار: أن تضره من غير أن تنتفع به. (النهاية: 3 / 81).
6) (أ، ط) فجار.
116

وانصب نفسك لشغل اليوم قبل أن يتصل به شغل غد، فيمتلئ النهر الذي
قدمت ذكره، وتلق كل يوم بفراغك فيما قد رسمته له من الشغل في أمس.
ورتب لكفاتك (1) في كل يوم ما يعملون في غد، فإذا كان في غد فاستعرض منهم
ما رتبته لهم بالأمس، وأخرج إلى كل واحد بما يوجبه فعله من كفاية أو عجز فامح
العاجز وأثبت الكافي.
وشيع جميل الفعل بجميل القول، فإنك لن تستميل العاقل بمثل الاحسان.
واجعل احسانك إلى المحسن، تعاقب به المسئ، فلا عقوبة للمسئ أبلغ من
أن يراك قد أحسنت إلى غيره، ولم تحسن إليه، ولا سيما إن كان ذلك منك، باستحقاق
فان المستحق يزيد فيما هو عليه، والمقصر ينتقل عما هو فيه.
وملاك أمر (2) السلطان مشاورة النصحاء، وحراسة شأنهم، وترك الاستقراء (3)
واستثبات (4) الأمور.
59 - وقال عليه السلام: تأخير التوبة اغترار، وطول التسويف حيرة والاعتلال
على الله عز وجل هلكة، والاصرار أمن (ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) (5). (6)

1) (أ، ط) لكفائك.
2) (أ، ط) امرة. وملاك الامر: قوامه الذي يملك به.
3 (ب) الاستقرار. واستقراء الأمور: تتبعها لمعرفة أحوالها وخواصها.
4) (أ، ط) استياب. واستثب في الامر والرأي: تأنى وشاور فيه، وفحص عنه.
أقول: الجملة الأخيرة لا تخلو من تكلف في المعنى، أو سقط بنحو، و (هلاك أمره) ترك..
أو لعلها تصحيف: وترك (الاستفزاز وانسياب) الأمور.
5) اقتباس من سورة الأعراف: 99.
6) تحف العقول: 456 ح 9 مرسلا عن الامام أبى جعفر الثاني عليه السلام عنه البحار: 6 /
30 ح 36، وفى الارشاد للمفيد: 318، عنه مشكاة الأنوار: 111، وفى كنز الكراجكي:
195، عنه البحار: 73 / 365 ح 97، وفى كشف الغمة: 2 / 178، عنه البحار: 78 / 209
ح 86 (نقلا من تذكرة ابن حمدون). وفى الدرة الباهرة: 19 مرسلا عن رسول الله
صلى الله عيه وآله.
117

60 - وروى أنه عليه السلام: قال وقد قيل بمجلسه: جاور ملكا أو بحرا.
فقال عليه السلام: هذا كلام محال، والصواب:
لا تجاور ملكا ولا بحرا، لان الملك يؤذيك والبحر لا يرويك (1).
61 - وقال عليه السلام لزرارة بن أعين: يا زرارة أعطيك جملة في القضاء والقدر؟
قال زرارة: نعم جعلت فداك.
قال: إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الخلائق، سألهم عما عهدا إليهم، ولم
يسألهم عما قضى عليهم. (2)
62 - وروى حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الناس في القدر
على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الله تعالى أجبر خلقه على المعاصي، فهذا قد أظلم الله
تعالى في حكمه فهو كافر.
ورجل يزعم أن الامر مفوض إليهم فهذا أوهن في سلطان الله فهو منافق.
ورجل يزعم أن الله تعالى كلف العباد ما يطيقون، ولم يكلفهم مالا يطيقون
فإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله تعالى فهو مسلم بالغ. (3)
63 - وقال عليه السلام لهشام بن الحكم: إن الله لا يشبه شيئا، ولا يشبه شئ، وكل

1) كشف الغمة: 2 / 203، عنه البحار: 78 / 210 ح 89، وفى الدرة الباهرة: 32، عنه البحار
المذكور ص 228 ضمن ح 106.
2) أورده المفيد في ارشاده: 317، والكراجكي في كنزه: 171، عنه البحار: 5 / 60 ح 111
وفى كشف الغمة: 2 / 178، والدرة الباهرة: 32، عنه البحار: 78 / 228 ضمن ح 106
ومقصد الراغب: 159.
3) رواه الصدوق في الخصال: 1 / 195 ح 271، والتوحيد: 360 ح 5 باسناده عنه عليه السلام
مثله عنهما الوسائل: 18 / 559 ح 10، والبحار: 5 / 9 ح 14.
وأورده في تحف العقول: 317 باختلاف يسير، عنه البحار: 78 / 255 ح 126، وفى
مقصد الراغب: 159.
118

ما وقع في الوهم فهو بخلافه. (1)
64 - وقال عليه السلام: ماكل من أراد شيئا قدر عليه، ولا كل من قدر على شئ
وفق له، ولا كل من وفق أصاب له موضعا (2) فإذا اجتمعت النية والقدرة والتوفيق
والإصابة فهناك تجب السعادة. (3)
65 - وقال عليه السلام: من أمل رجلا هابه، ومن قصر عن شئ عابه. (4)
66 - وقال عليه السلام لا يزال العز قلقا حتى يدخل دارا قد أيس أهلها مما في
أيدي الناس فيوطنها (5). (6)
67 - وقال عليه السلام: إن الزهاد في الدنيا نور الجلال عليهم، وأثر الخدمة
بين أعينهم. وكيف لا يكونون كذلك وإن الرجل لينقطع إلى بعض ملوك الدنيا فيرى
أثره عليه، فكيف لمن ينقطع إلى ملك الملوك (7) لا يرى أثره عليه؟ (8)
68 - وقال عليه السلام: صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة، قال الله تعالى
(والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب). (9)

1) رواه في التوحيد: 80 ح 36 باسناده عنه عليه السلام، عنه البحار: 3 / 299 ح 30 وفى ص
290 ح 4 مرسلا.
وأورده في الارشاد للمفيد: 317، عنه مشكاة الأنوار: 10، وفى كشف الغمة: 2 / 178
وارشاد القلوب: 167.
2) (أ، ط) من مظانه.
3) الارشاد للمفيد: 317، عنه مشكاة الأنوار: 332، وفى كنز الكراجكي: 195 عنه البحار:
5 / 210 ح 50، وفى كشف الغمة: 2 / 208، عنه البحار: 78 / 210 ح 87.
4) الدرة الباهرة: 32، عنه البحار: 78 / 228 ذ ح 106.
5) (ط) فيوطئها.
6) كشف الغمة: 2 / 205 مثله، عنه البحار: 78 / 206 ح 55.
7) في المصادر: إلى الله تعالى.
8) أعلام الدين: 190 عنه البحار: 78 / 278 ضمن ح 113، وعن كتاب الأربعين في
قضاء حقوق المؤمنين.
9) المصدر السابق، والآية: 21 من سورة الرعد.
119

69 - وقال عليه السلام: ما من شئ أحب إلى من رجل سلف منى إليه يد أتبعها
أختها وأحسنت ربها (1) لأني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل (2)
70 - وقال عليه السلم: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال:
وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه (الله) (3)
لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة. (4)
71 - (وقال عليه السلام:) إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل (5) أمير
جنوده والرفق أخوه، والبر (6) والده. (7)

1) في تفسر القمي: بها له، وفى البحار: 74: مربها.
2) رواه الكافي: 4 / 24 ح 5 باسناده عنه عليه السلام، عنه الوسائل: 6 / 320 ح 1، والبحار:
47 / 38 ح 42.
والقمي في تفسيره: 82، عنه البحار: 74 / 408 ح 4 وج 96 / 142 وأورده في كشف
الغمة: 2 / 205، عنه البحار: 78 / 206 ح 53 وفى الدرة الباهرة: 33، عنه البحار:
74 / 400 ذ ح 41
وأخرجه في المستدرك: 1 / 544 باب 37 ح 3 عن الاختصاص.
3) من (ب) والمصادر.
4) رواه الكليني في الكافي: 2 / 47 ح 1 وص 230 ح 2 باسناده من طريقين، والصدوق في
أماليه: 474 ح 17 وفى الخصال: 2 / 406 ح 1 باسناده من طريقين، وفى من لا يحضره
الفقيه: 4 / 354 مرسلا عن رسول الله صلى الله عليه وآله ضمن وصيته لعلي عليه السلام.
وأورده في تحف العقول: 361، والتمحيص: 66 ح 154، وروضة الواعظين: 344، و
أعلام الدين: 57، ومشكاة الأنوار: 77 مرسلا.
وأخرجه في الوسائل: 11 / 143 ح 9 عن الأمالي والفقيه: والكافي، وفى البحار: 67 /
268 ح 1 عن الكافي والخصال (بأسانيدهم) والتمحيص.
5) في بعض المصادر: الصبر.
6) في بعض المصادر: واللين.
7) نفس المصادر السابقة، باستثناء من لا يحضره الفقيه.
120

لمع من
كلام الإمام الكاظم أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام
1 - قال عليه السلام: وجدت علم الناس في أربع:
أولها: أن تعرف ربك.
والثانية: أن تعرف ما صنع بك من النعم.
والثالثة: أن تعرف ما أراد منك (1).
والرابعة: أن تعرف ما يخرجك من ذنبك (2). (3)

1) (ب، ط) بك.
2) في أكثر المصادر: دينك.
3) رواه في المحاسن: 1 / 233 ح 188، وفى الكافي: 1 / 50 ح 11، وفى معاني الأخبار:
394 ح 49، وفى الخصال: 1 / 239 ح 78، وفى أمالي الطوسي: 2 / 194 وص 265
من طريقين بأسانيدهم عن أبي عبد الله عليه السلام.
وأورده في الارشاد للمفيد: 317، وكنز الكراجكي: 99، ومعدن الجواهر: 43 مرسلا
عن الإمام الصادق عليه السلام، وفى كشف الغمة: 2 / 255 نقلا من تذكرة ابن حمدون وفى
الدرة الباهرة: 34 عنه عليه السلام، وأعلام الدين: 4 و 122، وتنبيه الخواطر: 2 / 73
ومشكاة الأنوار: 259، ومقصد الراغب: 161 (مخطوط) وأعلام القرن الخامس للآغا
بزرك. 160 ضمن ترجمته لمحمد بن الحسن الجعفري.
وأخرجه في البحار: 1 / 212 ح 6 عن المحاسن والمعاني والخصال والأمالي (بالطريقين)
وفى ج 78 / 328 ضمن ح 5 عن كشف الغمة، وفى إحقاق الحق: 29 / 551 عن التذكرة
الحمدونية.
121

تفسير ذلك: هذا مطابق لكلام جده الباقر عليه السلام ومعنا شاكل (1) معناه.
فالأولى: وجوب معرفة الله تعالى التي هي اللطف.
والثانية: معرفة ما صنع به من النعم التي يتعين عليه لأجلها (2) الشكر والعبادة.
والثالثة: أن يعرف ما أراد منه، مما أوجبه عليه أو ندبه إلى فعله، ليفعله على
الحد الذي أراد منه، فيستحق الثواب الذي عرضه (3) له.
والرابعة: أن يعرف الشئ الذي، يخرجه عن طاعة الله، ويستحق بفعله أو بتركه
العقاب فيجتنبه.
وهذا الخبر على الترتيب الذي ذكرناه مطابق للخبر المتقدم. (4)
2 - وقال عليه السلام: رحم الله عبدا تفقه، عرف الناس ولا يعرفونه.
3 - وقال عليه السلام: أولى العلم بك مالا يصلح لك العمل إلا به وأوجب العلم (5)
عليك ما أنت مسؤول عن العمل به، وألزم العلم لك ما دلك على صلاح قلبك، وأظهر
لك فساده (6)، وأحمد العلم عاقبة ما زاد في عقل العاقل. (7)
فلا تشغلن بعلم لا يضرك ولا تغفلن عن علم يزيد في جهلك تركه. (8)
4 - وقال عليه السلام: من تكلف ما ليس من عمله (9) ضاع علمه، وخاب أمله. (10)
5 - وقال عليه السلام: من ترك التماس المعالي لانقطاع رجائه فيها لم ينل جسيما، ومن

1) (ب) يشاكل.
2) (أ) لاظهار.
3) (أ، ط) عوضه.
4) أضاف في (ب) وكتب محمد بن الحسن الجعفري.
5) (ب) العمل.
6) (أ) قساوته.
7) في بعض المصادر: عملك العاجل.
8) أعلام الدين: 190، عنه البحار: 78 / 333 ح 9، وعدة الداعي 68، عنه البحار: 1 / 220
ح 54، وفى تنبيه الخواطر: 2 / 154، ومقصد الراغب: 161.
9) في المصدرين: علمه.
10) الدرة الباهرة: 34، عنه البحار: 1 / 218 ح 40، وفى مقصد الراغب: 161.
122

تعاطى ما ليس من أهله فاته ما هو من أهله، وقعد به ما يرجوه من أمله ومن أبطرته النعمة
وقره زوالها. (1) يعنى: أنه يغفل فيها عما يكسبه أجرا.
6 - وقال عليه السلام: المغبون من غبن عمره ساعة. (2)
7 - وقال عليه السلام: المعروف يتلوه المعروف غل لا يفكه إلا مكافاة أو شكر. (3)
8 - وقال عليه السلام: لو ظهرت الآجال افتضحت الآمال. (4)
9 - وقال عليه السلام: إذا أكبرت ذنوب (الصديق) (5) تمحق السرور به.
10 - وقال عليه السلام: رأس السخاء أداء الأمانة. (6)
11 - (وقال عليه السلام: من كثر ملقه، لم يعرف بشره). (7)
12 - وقال عليه السلام: قلة الشكر تزهد في اصطناع المعروف.
13 - وقال عليه السلام: من استشار لم يعدم عند الصواب مادحا، وعند الخطأ عاذرا. (8)
14 - وقال يونس بن بكير: حججت فلقيت الامام أبا الحسن موسى بن جعفر
عليهما السلام فقلت له: إني قد حظيت عند السلطان، وحفظت تدبير أمرى معه فيما يريده، فما

1) أخرجه في إحقاق الحق: 19 / 552 عن التذكرة الحمدونية.
2) رواه الصدوق في معاني الأخبار: 342 ح 2 بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام، عنه
الوسائل: 11 / 376 ح 4، والبحار 71 / 177 ح 19.
وأورده في مقصد الراغب: 161. وفيها: ساعة بعد ساعة.
3) الدرة الباهرة: 34، بلفظ: المعروف غل..، عنه البحار: 75 / 43 ضمن ح 10 وج
78 / 333 صدر ح 8، ومستدرك الوسائل: 2 / 397 ح 8.
4) الدرة الباهرة: 34، عنه البحار: 78 / 333 ضمن ح 8، وفى مقصد الراغب: 161.
5) من (ب) وفى (أ، ط) تمتحق بدل (تمحق).
والمحق: ذهاب الشئ كله حتى لا يرى له أثر. وأكبر الامر: رآه كبيرا، وعظم عنده.
6) مقصد الراغب: 161.
7) من (ب).
8) الدرة الباهرة: 34، عنه البحار: 75 / 104 ذ ح 37، ومستدرك الوسائل: 2 / 65 ح 6.
123

أحوجني (1) أن يبعثني على شئ يبغيه من جهتي. فقال لي:
إذا انفتح لك من (بين يدك) (2) ما يكسبك من السلطان الرضا، ويبعث (عليك) (3)
من العامة السخط، فلا يعدن خطأ أن يكون السلطان عنك راضيا، والعامة لك خصوما (4).
فان لسخط العامة نتاجا مرا، إن يعطيك (5) السلطان به أنساه ذلك ما حمده
منك ووكله بحفظ ما جنيته عليه، فعاد رضاه سخطا ونقما وعاد كدحك له عليك وبالا.
15 - وقال عليه السلام: من لم يكن له من نفسه واعظ، تمكن منه عدوه - يعنى الشيطان (6)
16 - وقال عليه السلام: من أتى إلى أخيه مكروها فبنفسه بدأ (7). (8)
17 - وقال عليه السلام: لا ترد وا على الملوك آراء، هم فإنها مقرونة بعمارة الأرض
وصحة الأبدان. (9)
18 - وقال عليه السلام: من ولده الفقر أبطره الغنى.
ومن لم يجد للإساءة مضضا، لم يكن للاحسان عنده موقع. (10)
19 - وقال عبد المؤمن: دخلت على الامام أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
وعنده محمد بن عبد الله بن محمد الجعفري فتبسمت إليه فقال لي:

1) (ب) أحوجه.
2) (ب) تدبيرك.
3) من (ب).
4) (أ، ط) حضورا.
5) (ب) يعصك.
6) أعلام الدين: 190، ومقصد الراغب: 161. وروى نحوه الصدوق في أماليه: 358
ح 2 بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام، عنه الوسائل: 8 / 425 ح 1، والبحار: 74 /
187 ح، 8 ونحوه في روضة الواعظين: 487 مرسلا.
7) كذا في المصادر: وفى الأصل: بدأها.
8) أعلام الدين: 190، عنه البحار: 78 / 333 ضمن ح ح 9، وفى مقصد الراغب: 161.
9) مقصد الراغب: 161.
10) الدرة الباهرة: 35، عنه البحار: 74 / 198 ضمن ح 34 وفيه: ولهه الفقر، وج 78 /
333 ضمن ح 8 وج 103 / 8 ح 18 (صدره) ومستدرك الوسائل: 2 / 424 ح 3 وفى
أعلام الدين: 190 عنه، البحار: 78 / 333 ضمن ح 9 (قطعة).
124

أتحبه؟ قلت: نعم وما أحببته إلا لكم.
فقال عليه السلام هو أخوك، والمؤمن أخو المؤمن لامه وأبيه وإن لم يلده أبوه.
ملعون من اتهم أخاه (ملعون من غش أخاه) (1) ملعون من لم ينصح لأخيه، ملعون من
استأثر على أخيه، وملعون من احتجب عن أخيه، ملعون من اغتاب أخاه. (2)
20 - وقال عليه السلام: قلة الوفاء عيب بالمروة. (3)
21 - وقال عليه السلام: ما استسب (4) اثنان إلا انحط الا على إلى مرتبة الأسفل. (5)
22 - وقدم على الرشيد رجل من الأنصار يقال له نفيع، وكان عريضا، (6) فحضر
يوما باب الرشيد ومعه عبد العزيز بن عمر (بن عبد العزيز) (7) وحضر موسى بن جعفر عليه السلام
على حمار له فتلقاه الحاجب بالإكرام والا جلال، وأعظمه من كان هناك، وعجل
(له) (8) الاذن. فقال نفيع لعبد العزيز:
من هذا الشيخ؟ قال: أوما تعرفه؟ هذا شيخ آل. أبى طالب هذا موسى بن جعفر عليه السلام.
فقال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم! يفعلون هذا برجل يقدر أن (9) يزيلهم عن
السرير! أما لئن خرج لأسوءنه.
فقال عبد العزيز: لا تفعل فان هؤلاء أهل بيت قلما تعرض (10) لهم أحد بخطاب

1) من (ب).
2) أعلام الدين: 69 وص 190، عنه البحار: 75 / 262 ح 70 وج 78 / 333 ضمن ح 9
وفى عدة الداعي: 174 عنه الوسائل: 8 / 563 ح 5، والبحار: 74 / 236 ضمن ح 38.
ومستدرك الوسائل: 2 / 369 ح 10.
وأخرجه في البحار: 74 / 232 عن قضاء الحقوق للصوري.
3) مقصد الراغب: 161.
4) استسب له: عرضه للسب وجره إليه. وفى بعض المصادر: تساب، وفى أخرى: استب.
واستب القوم: تشاتموا.
5) أعلام الدين: 190، عنه البحار: 78 / 333 ضمن ح 9، وفى الدرة الباهرة: 35، عنه
البحار المذكور ضمن ح 8.
6) (أ، ط) عريفا. والعريض: الذي بتعرض للناس بالشر.
7) من (ب).
8) من (ب).
9) (ب، ط) أنه.
10) (أ، ط) لم يتعرض.
125

إلا وسموه بالجواب سمة يبقى عارها عليه أبد (1) الدهر.
وخرج موسى بن جعفر عليه السلام، فقام إليه نفيع الأنصاري فأخذ بلجام حماره، ثم
قال له: من أنت؟ فقال: يا هذا إن كنت تريد النسب فانا ابن محمد حبيب الله، ابن
إسماعيل ذبيح الله، ابن إبراهيم خليل الله.
وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله عز وجل على المسلمين وعليك - إن
كنت منهم - الحج إليه.
وإن كنت تريد المفاخرة (2) فوالله ما رضى مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء
لهم حتى قالوا: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش، خل عن الحمار.
فخلى عنه ويده ترعد، وانصرف بخزي (3).
فقال له عبد العزيز: ألم أقل لك؟ (4)
23 - قيل: وحج الرشيد فلقيه موسى بن جعفر عليه السلام على بغلة فقال له الرشيد:
مثلك في حسبك ونسبك (وتقدمك) (5) يلقاني على بغلة؟ فقال:
تطأطأت عن خيلاء الخيل، وارتفعت عن ذلة العير (6) وخير الأمور أوسطها. (7)

1) (ب) مدى.
2) (ب) المنافرة. وفى بعض المصادر: وإن كنت تريد الصيب والاسم فنحن الذين أمر الله
بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة، يقول: (اللهم صل على محمد وآل محمد) فنحن آل محمد.
3) (أ) مخزي.
4) رواه المرتضى في أماليه: 1 / 274 ح 20 بإسناده عن أيوب بن الحسين الهاشمي
عنه مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3 / 431.
وأورده في أعلام الورى: 307 عن المرتضى (ره)، أعلام الدين: 191، عنه البحار:
48 / 143 ح 19 (وعن أمالي المرتضى) وج 78 / 176 ح 19. وأخرجه في حلية الأبرار:
2 / 274، ومدينة المعاجز: 452 عن إعلام الورى.
5) من المصادر:
6) في بعض المصادر: الحمير، وكلاهما بمعنى واحد، وفى مقصد الراغب بلفظ:
تطأطأت عن جلاميد الجبل، وارتفعت عن ذلة الفقر.
7) أعلام الدين: 191، عنه البحار: 64 / 175 ح 33 وج 78 / 334 ذ ح 9.
وفى الدرة الباهرة: 36، عنه البحار: 48 / 176 ذ ح 19 وج 76 / 292 ح 16
وفى مقصد الراغب: 162 (مخطوط).
126

لمع من
كلام الإمام الرضا أبي الحسن علي بن موسى بن جعفر
عليهم السلام
1 - قال عليه السلام: من رضى من الله تعالى بالقليل من الرزق، رضى منه بالقليل
من العمل. (1)
2 - وقال عليه السلام: من كثرت محاسنه، مدح بها، واستغن عن التمدح بذكرها. (2)
3 - وقال عليه السلام: من شبه الله تعالى بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهى
عنه فهو كافر. (3)
4 - وقال عليه السلام: من لم يتابعك على رأيك في إصلاحه، فلا تصغ إلى رأيه
لك، وانتظر به أن يصلحه شر، ومن طلب الامر، من وجهه لم يزل فان زل لم
تخذله (4) الحيلة. (5)

1) عنه العدد القوية: 61 (مخطوط)، وأورده في أعلام الدين: 191 (مخطوط) عنه البحار:
78 / 356 ح 12، وفى مقصد الراغب: 169 (مخطوط).
وأخرجه في البحار، المذكور ص 353 ضمن ح 9 عن العدد.
2) المصادر السابقة: باستثناء أعلام الدين.
3) إضافة للمصادر السابقة روى مثله الصدوق في التوحيد: 69 ح 25 بإسناده عن الإمام الرضا
عليه السلام، عنه الوسائل: 18 / 560 ح 16، والبحار: 3 / 299 ح 28، وأورده في الدرة
الباهرة: 37، عنه البحار: 78 / 356 صدر ح 10، وفى روضة الواعظين: 49.
4) كذا في المصادر، في الأصل تجد له.
5) إضافة للعدد القوية ومقصد الراغب أورده في الدرة الباهرة: 37 (قطعة)
عنه البحار: 71 / 340 صدر ح 13، وج 78 / 356 ضمن ح 10.
127

5 - وقال عليه السلام: لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة، ولا يعدم تعجيل
العقوبة مع ادراع البغي. (1)
6 - وقال عليه السلام ضربان: بالغ لا يكتفى، وطالب لا يجد. (2)
7 - وقال عليه السلام: طوبى لمن شغل قلبه بشكر النعمة (3). (4)
8 - وقال عليه السلام (لرجل) (5): لا تختلط بسلطان في أول اضطراب الأمور عليه.
يعنى (أول) (6) المخالطة. (7)
9 - وقال عليه السلام وقد سئل عن القناعة فقال:
القناعة تجمع إلى صيانة النفس وعز القدر طرح مؤونة (8) الاستكثار، والتعبد
لأهل الدنيا، ولا يسلك طريق القناعة إلا رجلان:
إما متعلل (9) يريد أجر الآخرة، أو كريم يتنزه عن لئام الناس. (10)
10 - وقال عليه السلام: كفاك ممن يريد نصيحتك بالنميمة ما يجد من سواء الحساب
في العاقبة. (11)

1) إضافة للمصادر السابقة: أخرجه في البحار: 67 / 186 ح 4 عن الدرة الباهرة.
2) عنه العدد القوية: 61 (مخطوط) وأخرجه في البحار: 78 / 353 ضمن ح 9 عن العدد.
3) (أ) النعم.
4) إضافة للمصادر السابقة: أورده في مقصد الراغب: 169.
5) من (ب).
6) من المصدر.
7) عنه العدد القوية: 61 (مخطوط) وأخرجه في البحار: 78 / 353 ضمن ح 9 عن العدد.
8) كذا في المصدر، وفى (أ، ط) مرض، وفى (ب) مؤمن.
والظاهر أنها تصحيف كلمة (مؤن) جمع مؤونة.
9) في المصدرين: متعبد.
10) إضافة للمصادر السابقة، أورده في أعلام الدين: 191 (مخطوط) قعطة.
عنه البحار: 78 / 357 ضمن ح 12.
11) عنه العدد القوية: 61 (مخطوط)، وأورده في مقصد الراغب: 169 (مخطوط)، وأخرجه
في البحار: 78 / 353 ضمن ح 9 عن العدد.
128

11 - وقال عليه السلام: الاسترسال بالانس يذهب المهابة: (1). (2)
12 - وقال عليه السلام: من صدق الناس كرهوه. (3)
13 - وقال عليه السلام: المسألة (4) مفتاح البؤس. (5)
14 - (وقال عليه السلام للحسن بن سهل في تعزيته (6): التهنئة بآجل الثواب، أولى
من التعزية على عاجل المصيبة). (7)
15 - وقال عليه السلام: إن للقلوب إقبالا وإدبارا، نشاطا وفتورا، فإذا أقبلت
أبصرت وفهمت، إذا أدبرت كلت وملت.
فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها. (8)
16 - وقال عليه السلام: لا خير في المعروف إذا أحصى (9). (10)
17 - وقال عليه السلام: للصوفية لما قالوا (له) (11): إن المأمون قد رد هذا (الامر) (12)

1) (أ، ط) النهاية.
2) عنه العدد القوية: 61، وأورده في أعلام الدين: 191 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 357
ضمن ح 12 وص 253 ضمن ح 9 عن العدد.
3) إضافة للمصادر السابقة، أورده في مقصد الراغب: 169.
4) في العدد: المسكنة.
5) إضافة للعدد القوية ومقصد الراغب: أورده في الدرة الباهرة: 37، عنه البحار: 78 / 356
ضمن ح 10، وج 96 / 157 ح 35، ومستدرك الوسائل: 1 / 451 ح 5.
6) في أعلام الدين: وقد عزاه بموت ولده.
7) المصادر السابقة، باستثناء البحار ج 96، والمستدرك. والحديث من (ب) وكان صدره
مشوشا، فأثبتناه من العدد.
8) عنه العدد القوية: 61، وعنه مستدرك الوسائل: 1 / 177 ح 4 وعن أعلام الدين: 192
(مخطوط)، وأورده في مقصد الراغب: 169.
9) في العدد: رخص. 10) أورده في العدد القوية ومقصد الراغب المذكورين.
11) من (ب).
12) من العدد.
129

إليك، وأنت أحق الناس به، (أنه) (1) يحتاج من يتقدم مثل تقدمك (2) إلى
لبس الصوف وما يخشن (3) لبسه.
فقال عليه السلام: ويحكم إنما يراد من الامام قسطه وعدله، إذا قال صدق، وإذا
حكم عدل، وإذا وعد أنجز (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من
الرزق) (4) إن يوسف الصديق لبس الديباج المنسوب بالذهب، وجلس على متكآت
(آل) (5) فرعون. (6)
18 - وسأله عليه السلام الفضل بن سهل أو غيره عن صفة الزاهد؟ فقال عليه السلام:
متبلغ بدون قوته، مستعد ليوم موته، متبرم بحياته. (7).
19 - وقال عليه السلام في تفسير قوله تعالى (فاصفح الصفح الجميل) (8) قال:
عفو بغير عتاب. (9)

1) من العدد، وفى (ب) نحتاج بدل (يحتاج).
2) في العدد: منك بقدمك، وفى نسخة من البحار: أن يتقدم منك تقدمك.
3) في الأصل: تحسن، وما أثبتناه من العدد.
4) الأعراف: 32: والآية وما بعدها ليس في (أ) وفيها: والخبر معروف.
5) من (ب).
6) عنه العدد القوية: 61 - 62 (مخطوط) وأورده في الدرة الباهرة: 37، عنه البحار: 10 / 315
ح 11 وج 70 / 118 ح 7، وأخرجه في البحار: 78 / 354 ضمن ح 9 عن العدد.
7) إضافة للمصادر السابقة، أورده في أعلام الدين: 192 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 357
ضمن ح 12، وفى مقصد الراغب: 169.
وبرم برما: سئم وضجر.
8) الحجر: 85.
9) إضافة لما سبق، رواه الصدوق في أماليه: 68 ضمن ح 4، وفى معاني الأخبار: 373 ح 1
وفى عيون أخبار الرضا: 1 / 229 ح 50 بإسناده عن ابن فضال، عن أبيه، عنه عليه السلام
وفى ص 276 ح 14 من الأمالي بإسناده عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام
عنها البحار: 71 / 421 ح 56، وفى ص 427 ح 74 عن الدرة الباهرة.
وأورده في تنبيه الخواطر: 2 / 156 مرسلا، وأخرجه في الوسائل: 8 / 519 ح 6 و 7 عن
المعاني والأمالي.
وأضاف في أعلام الدين: عفو من غير عقوبة ولا تعنيف ولا عتب.
130

20 - واتى المأمون برجل أراد أن يقتله، والرضا عليه السلام جالس، فقال:
ما تقول يا أبا الحسن؟
فقال عليه السلام: أقول إن الله تعالى ما يزيد (1) بحسن العفو إلا عزا. فعفا عنه. (2)
21 - قال: واتى المأمون بنصراني قد فجر بهاشمية، فلما رآه أسلم، فقال
الفقهاء: هدر الاسلام ما قبل ذلك. فسأل المأمون الرضا عليه السلام فقال:
اقتله فإنه ما أسلم حتى رأى البأس قال، الله عز وجل (فلما رأوا بأسنا قالوا
آمنا بالله وحده) إلى آخر الآية. (3)
22 - وروى عن بعض أصحاب الرضا عليه السلام أنه قال: دخلت إليه بمرو فقلت:
يا بن رسول الله روى لنا عن الصادق عليه السلام أنه قال: لا جبر ولا تفويض، بل أمر بين
أمرين فما معناه؟ فقال عليه السلام.
من زعم أن الله سبحانه يفعل أفعالنا ثم يعذ بنا عليها فقد قال بالجبر
ومن زعم أن الله تعالى فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه فقد قال بالتفويض
(والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض) (4) مشرك. فقلت: يا بن رسول الله فما أمر

1) في العدد: لا يزيدك.
2) عنه العدد القوية: 62 (مخطوط)، وأورده في أعلام الدين: 192 (مخطوط)، عنه البحار:
78 / 357 ح 10، وفى الدرة الباهرة: 38، عنه البحار المذكور ص 356 ضمن ح 12
وفى ص 352 منه ضمن ح 9 عن العدد.
3) أورده في كشف الغمة: 2 / 306، عنه البحار: 49 / 172 ضمن ح 9، وفى الدرة الباهرة:
38، عنه البحار: 10 / 351 ح 13، وفى مقصد الراغب: 169. والآية 84 من سورة غافر.
4) من (ب).
131

بين أمرين؟ فقال عليه السلام: وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به، وترك ما نهوا عنه. (1)
23 - وسأله عليه السلام الفضل بن سهل في مجلس المأمون فقال:
يا أبا الحسن الخلق مجبورون؟ فقال عليه السلام: الله أعدل من أن يجبر ثم يعذب.
قال: فمطلقون (2)؟ قال: الله أحكم من أن يهمل عبده، ويكله إلى نفسه (3)
24 - وفى بعض الروايات: إن بعض الناس سأل الرضا عليه السلام: فقال:
يا بن رسول الله أتقول: إن الله تعالى فوض إلى عباده أفعالهم؟
فقال عليه السلام: هم أضعف من ذلك وأقل.
قال: فأجبر هم؟ قال عليه السلام: هو أعدل من ذلك وأجل.
قال فكيف تقول؟ قال عليه السلام: أقول: أمرهم ونهاهم، وأقدرهم على ما أمرهم
به، ونهاهم عنه وخيرهم، فقال عز من قائل:
(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) (4) وقال سبحانه:
(فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) (5) وقال تعالى وعدا ووعيدا:
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذره شرا يره) (6). (7)

1) عنه العدد القوية: 62، بلفظ:.... فقال عليه السلام.
من زعم أن الله فوض أمر الخلق والرزق إلى عباده فقد قال بالتفويض.
قلت: يا بن رسول الله والقائل به مشرك؟
فقال: نعم، ومن قال: بالجبر فقد ظلم الله تعالى...
وأورده في مقصد الراغب: 169 (مخطوط)، وأخرجه في البحار: 78 / 354 ضمن
ح 9 عن العدد.
2) في الأصل: فمطلق.
3) إضافة للعدد القوية، أورده في الطرائف: 330، عنه البحار: 5 / 59 ح 110
وأخرجه في البحار: 78 / 354 ضمن ح 9 عن العدد.
4) التوبة: 105.
5) الكهف: 209.
6) الزلزلة: 7 و 8.
7) إضافة للعدد القوية، أورده في مقصد الراغب: 170 (مخطوط).
132

20 - وقال عليه السلام: اصحب السلطان بالجد (1) والصديق بالتواضع، والعدو
بالتحرز، والعامة بالبشر. (3)
26 - وقال عليه السلام: الايمان فوق الاسلام بدرجة، والتقوى فوق الايمان بدرجة
(واليقين فوق التقوى بدرجة) (3) ولم يقم (4) بين العباد شئ أثقل (5) من اليقين. (6)
27 - وسئل عليه السلام: عن المشية والإرادة؟ فقال:
المشية كالاهتمام بالشئ، والإرادة إتمام ذلك الشئ. (7)
28 - وقال عليه السلام: الاجل آفة الأمل، والعرف ذخيرة الأبد، والبر غنيمة الحازم
والتفريط مصيبة ذوي القدرة، والبخل يمزق العرض، والحب داعى المكاره
وأجل الخلائق وأكرمها اصطناع (8) المعروف، وإغاثة الملهوف وتحقيق أمل الآمل
وتصديق رجاء الراجي، والاستكثار من الأصدقاء في الحياة والباكين (9) بعد الوفاة (10)

1) في المصدرين: بالحذر.
2) إضافة للعدد القوية، أورده في الدرة الباهرة: 38، عنه البحار: 74 / 167 ذ ح 34
وج 78 / 356 ضمن ح 10.
3) من المصادر.
4) في المصادر: يقسم.
5) في بعض المصادر: أقل، وفى أخرى: أفضل.
6) إضافة للعدد القوية، رواه الحميري في قرب الإسناد: 155، عنه البحار: 70 / 171
ح 21، والكليني في الكافي: 2 / 51 ح 2 من طريقين، عنه البحار المذكور ص 36 1 ح
2، وص 139 ح 5، باسنادهم عنه عليه السلام.
وأورده في تحف العقول: 358، ومقصد الراغب: 170 (مخطوط).
7) إضافة للعدد القوية ومقصد الراغب، أورده في أعلام الدين: 192 (مخطوط) عنه البحار:
78 / 357 ضمن ح 12، وفى الدرة 38، وفيه: والإرادة أمام ذلك، عنه البحار
المذكور ص 356 ضمن ح 10، وج 5 / 126 ح 75.
8) (أ) اصطلاح.
9) في أعلام الدين: يكثر الباكين.
10) المصادر السابقة باستثناء الدرة الباهرة.
133

لمع من
كلام الإمام الجواد أبى جعفر محمد بن علي الرضا
عليهما السلام
1 - قال عليه السلام: كيف يضيع من الله كافله؟ وكيف ينجو من الله طالبه؟ ومن
انقطع إلى (غير) (1) الله وكله الله إليه، ومن عمل على غير علم أفسد أكثر مما يصلح. (2)
2 - وقال عليه السلام: القصد إلى الله تعالى بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح
بالاعمال. (3)
3 - (وقال عليه السلام: من أطاع هواه، أعطى عدوه مناه) (4).

1) من (ب).
2) أعلام الدين: 192 (مخطوط) عنه البحار عنه البحار: 78 / 364 صدر ح 5، وفى الدرة الباهرة:
39، عنه البحار المذكور ص 363 صدر ح 4، وج 71 / 155 ح 69.
وفى مقصد الراغب: 172 (مخطوط).
وروى قطعة منه في المحاسن: 1 / 198 ح 23، عنه مشكاة الأنوار: 134، وفى الكافي:
1 / 44 ح 3، عنه الوسائل: 18 / 12 ح 13 باسناديهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله
وأخرجه في البحار: 1 / 208 ح 7 عن المحاسن والدرة.
3) الدرة الباهرة: 39، عنه البحار 78 / 364 ضمن ح 4، وفى مقصد الراغب: 173 (مخطوط)
ومشكاة الأنوار: 257 عن الصادق عليه السلام مثله. وأخرجه في البحار: 70 / 60 ح 40
عن نوادر الراوندي.
4) الدرة الباهرة: 39، عنه البحار: 78 / 364 ضمن ح 4، وفى مقصد الراغب: 173
والحديث من (ب).
134

4 - وقال عليه السلام: من استغنى كرم على أهله. فقيل له: وعلى غير أهله؟ فقال:
لا إلا أن يكون يجدي عليهم نفعا، ثم قال عليه السلام للذي قال له: من أين قلت؟
قال: لأن رجلا قال في مجلس بعض الصادقين: إن الناس يكرمون الغنى وإن
كانوا لا ينتفعون بغناه! فقال: ذلك لان معشوقهم عنده. (1)
5 - وقال عليه السلام: من هجر المداراة قاربه (2) المكروه، ومن لم يعرف المصادر
أعيته الموارد، وإنما تكون الشهوات من ضعف القلب، ومن انقاد إلى الطمأنينة
قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة، والعاقبة المتعبة (3). (4)
6 - وقال عليه السلام: قد عاداك من ستر عنك (5) الرشد اتباعا لما تهواه (6)
ومن عتب من غير ارتياب أعتب من غير استعتاب. (7)
، - وقال عليه السلام: راكب الشهوات لا تستقال عثرته. (8)
8 - وقال عليه السلام: اتئد (9) تصب، أو تكد. (10)

1) مقصد الراغب: 173 (قطعة)، وفى غرر الحكم: 2 / 691 ح 1218 (قطعة).
2) (ب) قارنه.
3) (أ، ط) المعتبة.
4) أعلام الدين: 192، عنه البحار: 78 / 364 ضمن ح 5، وفى الدرة الباهرة: 39،
عنه البحار المذكور ضمن ح 4 وج 71 / 340 ضمن ح 13، وفى مقصد الراغب: 73.
وفيها جميعا: ومن لم يعرف الموارد أعيته المصادر.
5) (أ) عليك.
6) (أ) إلى الهوى.
أعلام الدين: 192 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 364 ضمن ح 5، وفى مقصد الراغب: 173.
7) الدرة الباهرة: 39، عنه البحار: 74 / 181 ضمن ح 28 وج 78 / 364 ضمن ح 4
وفى مقصد الراغب: 173.
8) أعلام الدين: 192، عنه البحار: 78 / 364 ضمن ح 5، وفى الدرة الباهرة: 39، عنه
البحار المذكور ضمن ح 4، وج 70 / 78 ذ ح 11، وفى مقصد الراغب: 172.
9) (أ، ط) ابتدئ (ب) ابتدأ، وما أثبتناه من المصدر. واتئد في أمرك: تثبت، تمهل
وترزن فيه، والتؤدة: الرزانة. وكاد: قارب.
10) الدرة الباهرة: 40، عنه البحار: 71 / 340 ح 13 وج 78 / 364 ضمن ح 4.
135

9 - وقال عليه السلام: الثقة (بالله) (1) ثمن لكل غال وسلم إلى كل عال (2).
10 - وقال عليه السلام: إياك ومصاحبة الشرير، فإنه كالسيف المسلول، يحسن
منظره ويقبح أثره. (3)
11 - وقال عليه السلام: الحوائج تطلب بالرجاء وهي تنزل بالقضاء، والعافية (4)
أحسن عطاء. (5)
12 - وقال عليه السلام إذا نزل القضاء ضاق الفضاء. (6)
13 - وقال عليه السلام: لا تعادين أحدا حتى تعرف الذي بينه وبين الله تعالى، فإن كان
محسنا لم يسلمه إليك، فلا تعاده، وإن كان مسيئا فان علمك (7) به يكفيكه فلا تعاده. (8)
14 - وقال عليه السلام: لا تكن وليا لله في العلانية عدوا (له) (9) في السر. (10)
15 - وقال عليه السلام: التحفظ على قدر الخوف والطمع على قدر السبيل. (11)
16 - وقال عليه السلام: سوء العادة كمين لا يؤمن، وأحسن من العجب بالقول

1) من (ط) والمصادر.
2) أعلام الدين: 192 (مخطوط)، عنه البحار: 78 / 364 ضمن ح 5، وفى الدرة الباهرة:
40 عنه البحار المذكور ضمن ح 4، وج 1 / 218 ح 41.
3) أعلام الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 364 ضمن ح 5، وفى الدرة الباهرة:
40، عنه البحار المذكور ضمن ح 4، وج 74 / 198 ضمن ح 34، ومستدرك الوسائل:
2 / 66 ح 4 وص 387 ح 7، وفى مقصد الراغب: 173 (مخطوط).
4) (ب) العاقبة.
5) أعلام الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 365 ضمن ح 5: وفى مقصد الراغب:
173، بلفظ: أنت تطلب الرجاء، وقد نزل القضاء.
6) إضافة لما تقدم، أورده في الدرة الباهرة: 40، عنه البحار: 78 / 364 ضمن ح 4.
7) (ط) عملك.
8) أعلام الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 365 ضمن ح 5، وفى مقصد الراغب: 173
9) من (ط). 10 و 11) نفس المصدرين السابقين.
136

أن لا يقول، وكفى بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة. (1)
7 1 - وقال عليه السلام: عز المؤمن غناه عن الناس. (2)
18 - وقال عليه السلام: نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر. (3)
19 - وقال عليه السلام: لا يضرك سخط من رضاه الجور. (4)
20 - وقال عليه السلام: من لم يرض من أخيه بحسن النية لم يرض بالعطية. (5).
21 - وقال عليه السلام: الأيام تهتك لك (الامر عن) (6) الاسرار الكامنة. (7)
22 - وقال عليه السلام: ما شكر الله أحد على نعمة أنعمها عليه إلا استوجب بذلك
المزيد قبل أن يظهر على لسانه. (8)
23 - وقال عليه السلام: تعز عن الشئ إذا (9) منعته بقلة صحبته إذا أعطيته. (10)

1) الدرة الباهرة: 40 (قطعة) عنه البحار: 75 / 380 ذ ح 42، وج 78 / 364 ضمن ح 4.
2) أعلام الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 65 3 ضمن، ح 5، وفى الدرة الباهرة:
40، عنه البحار المذكور ص 364 ضمن ح 4 وفيه (غنى) بدل (عز) وج 75 / 380
ذ ح 42، ومستدرك الوسائل: 1 / 543 ح 5.
3) إضافة إلى أعلام الدين ومقصد الراغب: أخرجه في البحار: 71 / 53 ح 84، وج 78
/ 364 ضمن ح 4 عن الدرة الباهرة: 40.
4) إضافة إلى أعلام الدين ومقصد الراغب: أخرجه في البحار، 75 / 380 صدر ح 42،
وج 78 / 364 ضمن ح 4 عن الدرة الباهرة: 40.
5) إضافة إلى أعلام الدين ومقصد الراغب، أخرجه في البحار: 74 / 181 ضمن ح 28 وج
78 / 364 ضمن ح 4 عن الدرة الباهرة: 40.
6) ليس في (ط) وفى (أ، ب) الا من عن، والظاهر أنها تصحيف لما أثبتناه في المتن.
7) أعلام الدين: 193، عنه البحار: 78 / 365 ضمن ح 5، ومقصد الراغب: 173
8) روى مثله الطوسي في أماليه: 2 / 192 بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام عنه، البحار:
71 / 53 ح 83. وأورده في أعلام الدين: 122 (مخطوط)، وتنبيه الخواطر: 2 / 71
(مثله) مرسلا عن أمير المؤمنين عليه السلام، ومقصد الراغب: 173.
9) (أ، ط) ان.
10) أورده الكراجكي في كنزه: 194 مرسلا عن أمير المؤمنين عليه السلام: وفى أعلام
الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 365 ذ ح 5.
137

لمع من
كلام الامام أبى الحسن علي بن محمد بن علي الرضا
عليهم السلام
1 - قال عليه السلام: من رضى عن نفسه كثر الساخطون عليه. (1)
2 - وقال عليه السلام: المقادر تريك ما (2) لم يخطر ببالك. (3)
3 - وقال عليه السلام - مما رواه الغلابي - (4): الثناء (5) الغلبة على الأدب، ورعاية الحسب
4 - وقال عليه السلام: شر من المرء رزية سوء الخلف. (6)
5 - وقال الغلابي: وسألته عن الحلم؟ فقال عليه السلام:
هو ان تملك نفسك وتكظم غيظك، ولا يكون ذلك إلا مع القدرة (7)
6 - قال: وسألته عن الحزم، فقال عليه السلام: هو أن تنتظر (8) فرصتك، وتعاجل ما أمكنك (9)
7 - وقال: وسمعته عليه السلام يقول: الغنى قلة تمنيك، والرضا بما يكفيك، والفقر

1) أعلام الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 369 صدر ح 4، صدر ح 4، وفى الدرة الباهرة: 41
عنه البحار المذكور صدر ح 3، وج 72 / 316 ح 24.
2) (أ) من.
3) إضافة لاعلام الدين، أورده في مقصد الراغب: 174 (مخطوط)
4) (أ، ط) الغلامي، وكذا ما بعده.
5) (ب) السناء.
6) مقصد الراغب 174 (مخطوط) بلفظ: شر من الرزية سوء الخلف.
7) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 304 ح 17 إضافة للمصدر السابق.
8) في المستدرك: تنهز.
9) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 350 ح 3 إضافة لمقصد الراغب المذكور.
138

شره النفس وشدة القنوط، والدقة (1) اتباع اليسير، والنظر في الحقير. (2)
8 - وقال عليه السلام: من أقبل مع أمر، ولى مع انقضائه. (3)
9 - وقال عليه السلام: راكب الحرون (4) أسير نفسه، والجاهل لسانه. (5)
10 - وقال عليه السلام: الناس في الدنيا بالأموال، وفى الآخرة بالاعمال. (6)
11 - وقال عليه السلام: المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحل (7) العقدة الوثيقة
وأقل ما فيه أن تكون (المغالبة، والمغالبة) (8) أمتن أسباب القطيعة. (9)
12 - وقال عليه السلام: العتاب مفتاح التقالي (10)، والعتاب خير من الحقد. (1 1)
13 - وقال عليه السلام لبعض الثقاب عنده - وقد أكثر من تقريظه -: أوك (12) على ما
في شفتك، فان كثرة الملق (13) تهجم على الظنة، وإذا حللت من أخيك في (محل) (14)
الثقة، فاعدل عن الملق إلى حسن النية. (15)

1) أي الخساسة.
2) الدرة الباهرة: 41، عنه البحار: 75 / 109 ح 12، 78 / 368 ضمن ح 3.
3) أعلام الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 369 ضمن ح 4.
4) في الدرة: الحروب. والفرس الحرون: الذي لا ينقاد، وإذا اشتد به الجرى وقف.
5) إضافة للمصدر السابق، أورده في الدرة في الدرة الباهرة: 41، عنه البحار: 78 / 368 ضمن
ح 3، وفى مقصد الراغب: 174.
6) إضافة للمصدر السابق، أورده في الدرة في الدرة الباهرة: 41، عنه البحار: 78 / 368 ضمن
ح 3، وفى مقصد الراغب: 174.
7) (ب) وأعلام الدين: يحلل.
8) (أ، ط) المغالطة، وغالبه مغالبة: قاهره ونازعه.
9) المصدر السابق باستثناء الدر الباهرة.
10) القلى: البغض. وفى البحار: الثقال.
11) المصدر السابق باستثناء الدر الباهرة.
12) من الايكاء بمعنى ربط رأس القربة، والوكاء: ما يشد به الكيس وغيره.
قال الجزري من النهاية: 5 / 223: وفى حديث الزبير (انه كان يوكى بين الصفا والمروة
سعيا) أن لا يتكلم، كأنه أوكى فاه فلم ينطق.
13) في المصدر: الثناء.
14) من المصدر.
15) الدرة الباهرة: 41، عنه البحار: 73 / 295 ح 4، وج 78 / 369 ضمن ح 3.
139

14 - قال يحيى بن عبد الحميد الحماني: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول لرجل
ذم إليه ولدا له، فقال له: العقوق (ثكل من لم يثكل). (1) (2)
15 - وقال عليه السلام: المصيبة للصابر واحدة، وللجازع اثنتان. (3)
16 - وقال عليه السلام: الحسد ما حق الحسنات، والزهو جالب المقت، والعجب (4)
صارف (5) عن طلب العلم، داع إلى التخبط (6) في الجهل، والبخل أذم الأخلاق
والطمع سجية سيئة. (7)
17 - وقال عليه السلام: مخالطة الأشرار تدل على شرار من يخالطهم، والكفر للنعم (8) إمارة البطر، وسبب للغير، واللجاجة مسلبة للسلامة، ومؤدية إلى الندامة، والهزوؤة
فكاهة (9) السفهاء، وصناعة الجهال، والتسوف (10) مغضبة للاخوان (11) ومورث الشنآن
والعقب (12) يعقب القلة، ويؤدى إلى الذلة. (13)

1) كذا في المصادر، وفى الأصل: يكل من لم يتكل. وثكل. وثكل ابنه: فقده
2) أعلام الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 369 ضمن ح 4، وفى الدرة الباهرة: 41
عنه البحار المذكور ضمن ح 3، وج 74 / 84 صدر ح 95 ومستدرك الوسائل: 2 / 631
ح 28، وفى مقصد الراغب: 174 (مخطوط).
3) المصادر السابقة، وأخرجه البحار: 78 / 369 ضمن ح 2 وج 82 / 88 ح 38 عن الدرة
الباهرة.
4) في الدرة العجز.
5) (ب) صادف. وصدف: انصرف ومال.
6) (ب) التخمط. وتخمط الرجل: تكبر أو غضب. وفى الدرة بلفظ (راع إلى المقت) وفى
البحار (داع إلى الغمط والجهل) والغمط: احتقار الناس.
7) الدرة الباهرة: 41 - 42، عنه البحار: 1 / 94 ح 36 (قطعة) وج 78 / 369 ضمن ح 3
ومستدرك الوسائل: 1 / 17 ح 15 (قطعة).
8) (أ) للمنعم.
9) في الأصل: وكاهة. وهو تصحيف.
10) (ب) الترف. والتسويف: المطل والتأخير.
11) (أ) للا قران.
12) في المصادر: العقوق. يقال: عقبهم - مشددا ومخففا - وأعقبهم إذا اخذ منهم عقبى وعقبة
وهو أن يأخذ منهم بدلا عما فاته (النهاية: 3 / 269)
13) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 386 ح 2 (قطعة) وأورد قطع منه في أعلام الدين: 193
(مخطوط) عنه البحار: 78 / 369 ضمن ح 4، وفى الدرة الباهرة: 42، عنه البحار المذكور ضمن ح 3، وج 75 / 147 ح 20، ومستدرك الوسائل: 2 / 631 ذ ح 28.
140

18 - وقال عليه السلام: في موعظة لبعض أصحابه: السهر ألذ للمنام، والجوع يزيد
في طيب (1) الطعام. (2) (يحثه على قيام الليل، وصيام النهار). (3)
19 - وقال عليه السلام: اذكر مصرعك بين يدي أهلك، لا طبيب يمنعك ولا حبيب
ينفعك. (4)
20 - وقال عليه السلام: اذكر حسرات التفريط، تلذ بقديم (5) الحزم. (6)
21 - وقال عليه السلام: ما استراح ذو الحرص. (7)
22 - (وقال عليه السلام: الغضب على من لم تملك عجز، وعلى من تملك لؤم) (8)
23 - وقال عليه السلام: صناعة الأيام السلب، وشرط الزمان الإفاتة (9)
والحكمة لا تنجع في الطبائع الفاسدة. (10)
24 - وقال عليه السلام: الأخلاق تتصفحها المجالسة. (11)

1) (ب) أزيد في طلب.
2) أعلام الدين: 193 (مخطوط) عنه البحار 78 / 369 ضمن ح 4، وفى الدرة الباهرة:
42، ومقصد الراغب: 174 (مخطوط).
3) (ب) ومقصد الراغب: يبعثه على صوم النهار، وقيام الليل. وفى أعلام الدين: يريد به الحث.
4) المصدر السابق استثناء الدرة الباهرة.
5) في المصدر: بأخذ تقديم، وفى (أ): تكد بدل (تلذ).
6) المصدر السابق استثناء الدرة الباهرة.
7) عنه مستدرك الوسائل: 2؟ 336 ح 11، وأورده في مقصد الراغب: 174
8) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 326 ح 18.
وأورده في أعلام الدين: 193 (مخطوط) قطعة، عنه البحار: 78 / 370 ضمن ح 4. والحديث
من (ب).
9) (أ، ط) الإقامة، وأفاته إفاتة الامر: جعله يفوته، ويذهب به عنه.
10) أورده في مقصد الراغب: 174 (مخطوط) وفى أعلام الدين: 193 (مخطوط) قطعة
عنه البحار: 78 / 370 ضمن ح 4.
11) عنه مستدرك الوسائل: 2 / 356 ح 6، وفيه: المجانسة بدل (المجالسة).
141

25 - وقال عليه السلام: من لم يحسن أن يمنع، لم يحسن أن يعطى. (1)
26 - وقال عليه السلام: خير من الخير فاعله، وأجمل من الجميل قائله، وأرجح
من العلم حامله، وشر من الشر جالبه، وأهول من الهول راكبه. (2)
27 - وقال عليه السلام: إياك والحسد فإنه يبين فيك، ولا يبين (3) في عدوك. (4)
28 - وقال عليه السلام: إذا كان زمان العدل فيه أغلب (من الجور) (5) فحرام أن تظن
بأحد سوءا حتى تعلم (6) ذلك منه، وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل، فليس لأحد
أن يظن بأحد خيرا حتى يبدو ذلك منه. (7)
29 - وقال عليه السلام: للمتوكل في جواب كلام بينهما:
لا تطلب الصفا ممن (8) كدرت عليه، (ولا الوفاء ممن غدرت به) (9) ولا
النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه، فإنما قلب غيرك لك كقلبك له. (10)
30 - وقال عليه السلام لما سأله المتوكل، فقال له: ما يقول بنو أبيك (11) في العباس؟

1) أورده في مقصد الراغب: 175 (مخطوط).
2) أعلام الدين: 194 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 370 ضمن ح 4، وفى مقصد الراغب:
175 (مخطوط).
3) في المصدر: يعمل.
4) إضافة للمصدر: السابق، أخرجه في مستدرك الوسائل: 2 / 7 32 ح 15 نقلا من البحار
عن أعلام الدين.
5) ليس في (أ)، وفى (ط) من السوء، وكذا التي تأتي.
6) (أ، ط) فليس لأحد أن يظن بأحد سوءا حتى يعلم.
7) إضافة لا علام الدين: أورده في الدرة الباهرة: 42، عنه البحار: 75 / 197 ح 17
وج 88 / 92 ح 56.
8) (أ، ط) فيمن وكذا التي تأتي.
9) من أعلام الدين.
10) إضافة لاعلام الدين، أورده في الدرة الباهرة: 42، عنه البحار: 74 / 181، وص 182 ح 8.
11) كذا في أعلام الدين، وفى الأصل: أخيك. والعباس: هو العباس بن عبد المطلب.
142

(قال: ما يقولون في رجل فرض الله طاعته على الخلق) (1) وفرض الله طاعة
العباس عليه؟ (2)
31 - وقال عليه السلام: ألقوا النعم (3) بحسن مجاورتها، والتمسوا الزيادة منها (4)
بالشكر عليها، واعلموا أن النفس أقبل شئ لما أعطيت، وأمنع شئ لما سئلت
فاحملوها على مطية لا تبطئ (5) إذا ركبت، ولا تسبق إذا تقدمت، أدرك من سبق
إلى الجنة، ونجا من هرب إلى النار. (6)
لمع من
كلام الامام أبى محمد الحسن بن علي العسكري
عليهما السلام
1 - قال عليه السلام: لا يعرف النعمة إلا الشاكر، ولا يشكر النعمة الا العارف. (7)
2 - وقال عليه السلام: من مدح غير المستحق للمدح فقد قام مقام المتهم. (8)
3 - وقال عليه السلام: إدفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك، فان لكل يوم
خبرا (9) جديدا، والالحاح في المطالب يسلب البهاء إلا أن يفتح لك باب تحسن

1) من (ب).
2) أخرجه في البحار: 78 / 370 ضمن ح 4 عن أعلام الدين.
3) كذا في المصدرين، وفى (أ، ب) العلم، وفى (ط) العلوم.
4) في أعلام الدين: فيها.
5) (أ) تبقى.
6) أورده في مقصد الراغب: 175 (مخطوط) وقطعة في أعلام الدين: 194 (مخطوط)
عنه البحار 78 / 470 ضمن ح 4، ومستدرك الوسائل: 2 / 399 ح 2.
7) أورده في أعلام الدين: 194 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 378 ضمن ح 4 وفى مقصد
الراغب: 175 (مخطوط).
8) أورده في أعلام الدين: 194 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 378 ضمن ح 4 وفى مقصد
الراغب: 175 (مخطوط).
9) في أعلام الدين وعدة الداعي: رزقا، وفى مقصد الراغب: خيرا.
143

الدخول، فيه فما أقرب الصنع (1) من الملهوف، وربما كانت الغير (2) نوعا من أدب (3)
الله عز وجل.
والحظوظ مراتب، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنها تنال في أوانها
والمدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك (4) فيه فثق بخيرته (5) في أمورك، ولا
تعجل حوائجك في أول وقتك فيضيق قلبك، ويغشاك القنوط.
واعلم أن للحياء مقدارا، فان زاد على ذلك فهو ضعف، وللجود مقدارا، فان
زاد على ذلك (6) فهو سرف (وللحزم مقدارا، فان زاد على ذلك فهو جبن) (7)
وللاقتصاد مقدارا، فان زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة مقدارا فان زاد (عليها) (8)
فهو التهور. (9)
4 - وقال عليه السلام: للقلوب خواطر من الهوى، والعقول تزجو وتزاد (10)
(و) في التجارب علم مستأنف، والاعتبار يفيد الرشاد، وكفاك أدبا لنفسك تجنبك ما
تكره (11) من غيرك. (12)

1) في أعلام الدين: الصنيع، وكلا هما بمعنى الاحسان.
2) أي تغير الحال، وانتقالها عن الصلاح إلى الفساد.
3) في الأصل: آداب.
4) كذا في أكثر المصادر، وفى الأصل: لك.
5) (أ، ط) بخبرته.
6) (ب) عليه.
7) من (ب).
8) من مقصد الراغب.
9) إضافة للمصدرين السابقين، أورده في عدة الداعي: 124 - 125 عنه البحار: 93 /
372 ضمن ح 16، وأخرجه في البحار: 103 / 26 ح 35، ومستدرك الوسائل: 2 / 418
ح 8 عن أعلام الدين، أورده في الدرة الباهرة: 43 (قطعة) عنه البحار: 69 / 407
ح 115، وج 78 / 377 صدر ح 3. جميعا باختلاف يسير.
10) (ب) نزاد، وفى مصدر الراغب: ترى، وفيه: القلوب بدل (العقول).
11) أضاف في (أ ط) لغيرك.
12) إضافة إلى مقصد الراغب أورد قطع منه في الفقيه، 4 / 388 عن أمير المؤمنين عليه السلام، عنه
الوسائل: 11 / 223 ح 2، وفى الدرة الباهرة: 43، عنه البحار: 78 / 377 ضمن ح 4.
144

5 - وقال عليه السلام: احذر كل ذكى (1) ساكن الأطراف (2)
6 - وقال عليه السلام: لو عقل أهل الدنيا خربت. (3)
7 - وقال الغلابي: سمعت الامام أبا محمد الحسن بن علي عليهما السلام يقول:
خير إخوانك من نسي (4) ذنبك إليه. (5)
8 - وقال عليه السلام: أضعف الأعداء كيدا من أظهر عداوته. (6)
9 - وقال عليه السلام: حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن. (7)
10 - وقال عليه السلام: أولى الناس بالمحبة من أملوه. (8)
11 - وقال عليه السلام: من آنس بالله استوحش من الناس. (9)
12 - وقال عليه السلام: من لم يتق وجوه الناس لم يتق الله. (10)
13 - وقال عليه السلام: جعلت الخبائث في بيت، وجعل مفتاحه الكذب. (11)

1) (أ، ط) وعدة الداعي: زكى، وفى البحار: 47: ذكر.
2) إضافة إلى عدة الداعي، والدرة الباهرة، وأعلام الدين، أخرجه البحار: 74 / 198 ذ ح 34، وفيها جميعا (ساكن الطرف) أي ساكن العين لا يطرف.
3) إضافة للمصادر السابقة، أورده في مقصد الراغب: 176 (مخطوط).
4) في الدرة: نسب، وأضاف في أعلام الدين: وذكر احسانك.
5) أعلام الدين: 194 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 379 ضمن ح 4، في الدرة الباهرة:
43، عنه البحار المذكور: 377 ضمن ح 3، وج 74 / 188 ح 15.
6) إضافة للمصدرين السابقين، أورده في مقصد الراغب: 176 (مخطوط).
7) إضافة لمصدر السابق: أخرجه في البحار: 1 / 95 ح 37 عن الدرة الباهرة.
8) المصدر السابق باستثناء الدرة الباهرة.
9) بالإضافة إلى أعلام الدين
والدرة الباهرة، أورده في عدة الداعي: 194، عنه البحار: 70 / 110 ح 11، وعن الدرة الباهرة
وزاد في أعلام الدين وعدة الداعي: وعلامة الانس بالله الوحشة من الناس.
10) أخرجه في البحار: 71 / 336 ذ ح 22، وج 78 / 377 ح 3 عنه الدرة الباهرة 43.
11) بالإضافة إلى اعلام الدين والدرة الباهرة، أورده في جامع الأخبار: 173، عنه البحار:
72 / 263 ذ ح 48، وأخرجه في البحار المذكور ح 46، ومستدرك الوسائل: 2 / 100
ح 11 عن الدرة الباهرة.
145

14 - وقال عليه السلام: إذا نشطت القلوب فأودعوها، وإذا نفرت فودعوها. (1)
15 - وقال عليه السلام: اللحاق بمن ترجو خير (2) من المقام مع من لا تأمن شره. (3)
16 - وقال عليه السلام: من أكثر من المنام رأى الأحلام. (4)
يعنى: إن طلب الدنيا كالنوم، وما يظفر (5) به كالحلم. (6)
17 - وقال عليه السلام: الجهل خصم، والحلم حكم، ولم يعرف راحة القلب من
لم يجرعه الحلم غصص الغيظ. (7)
وقال أبو بكر المفيد رحمه الله: كانت هذه صورته (8) عليه السلام.
18 - وقال عليه السلام: ما أدرى ما خوف امرئ ورجاؤه، ما (9) لم يمنعاه من
ركوب شهوة إن عرضت له، ولم يصبر على مصيبة إن نزلت به.
19 - وقال عليه السلام: من ركب ظهر الباطل (10) نزل به دار الندامة. (11)
20 - وقال عليه السلام: المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة، والأرزاق المكتوبة لا
تنال بالشره (12) والمطالبة تذلل للمقادر نفسك.

1) أعلام الدين والدرة الباهرة المذكورين.
2) (ب) خيره خير.
3) إضافة للمصدر السابق، أورده في مقصد الراغب: 176 (مخطوط) وأخرجه في البحار:
74 / 198 ح 34، ومستدرك الوسائل: 2 / 67 صدر ح 5 وص 387 ح 8 عن الدرة الباهرة.
4) أخرجه في البحار: 61 / 190 ح 56، وج 78 / 377 ضمن ح 3 عن الدرة الباهرة: 43.
5) في الدرة: وما يصير منها.
6) ذكر في حاشية (ب) ما لفظه: ويحتمل ابقاؤه على معناه الظاهر من غير تأويل فتأمل.
أقول: ان كلامه عليه السلام هو من قبيل إجاعة اللفظ، واشباع المعنى وظاهر، الكلام
وما ينطوي عليه من عمق رائع واضح لمن تبصر.
7) أعلام الدين: 194 (مخطوط) وفيه (غصص الصبر والغيظ) عنه البحار: 78 / 379
ضمن ح 4، وفى الدرة الباهرة: 44، عنه البحار المذكور ص 377 ضمن ح 3، وفى ح 3، وفى مقصد
الراغب: 176 (مخطوط).
8) (خ ل) سيرته.
9) (أ، ط) من. 10) (أ) الباطن، وهو تصحيف.
11) أعلام الدين: 194 (مخطوط) عنه البحار: 78 / 379 ضمن ح 4.
12) أضاف في أعلام الدين: ولا تدفع بالامساك عنها.
146

واعلم أنك غير نائل بالحرص إلا ما كتب لك. (1)
21 - وقال عليه السلام: إذا كان المقضى كائنا فالضراعة لماذا؟ (2)
22 - وقال عيه السلام: نائل الكريم يحببك إليه، ونائل اللئيم يضعك لديه. (2)
23 - وقال عليه السلام: من كان الورع سجيته (4)، والافضال جنيته (5)، انتصر
من (6) أعدائه بحسن الثناء عليه، وتحصن (7) بالذكر الجميل من وصول نقص إليه. (8)
لمع من
كلام الإمام الحجة بن الحسن بن علي (9) عليهم السلام
أخبرني الشيخ أبو القاسم علي بن محمد بن محمد المفيد رحمه الله، قال:
حدث أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله، قال: حدثنا أبو علي محمد
ابن همام قال حدثني جعفر (بن محمد بن مالك الفزاري، قال حدثنا محمد بن

1) إضافة للمصدر السابق، أورده في مقصد الراغب: 176 (مخطوط) وأخرجه في البحار:
103 / 26 ح 36 عن أعلام الدين (قطعة).
2) إضافة لمقصد الراغب، أورده في الدرة الباهرة: 44، وفيه: كامنا بدل (كائنا) عنه
البحار: 78 / 378 ضمن ح 3.
3) إضافة للمصدرين السابقين، أورده في أعلام الدين: 194 (مخطوط) عنه البحار:
78 / 379 ضمن ح 4، وأخرجه في أعيان الشيعة: 2 / 42 عن الدرة الباهرة. وفى بعضها
بلفظ: نائل الكريم يحببك إليه، ويقربك منه، ونائل اللئيم يباعدك منه، ويبغضك إليه.
4) في الدرة: تهيته.
5) (ب) جنيبته. وعلق في هامشها ما لفظه: ظاهر الحال يقتضى العكس في الفقرتين فتأمل.
وفى الدرة: حبيبته، وفى أعيان الشيعة: حليته وفى أعلام الدين: والكرم طبيعته، وفى
مقصد الراغب: والأفعال الزكية جبلته.
وجنى الثمرة جنيا وجنى: تناولها من شجرتها، وأجنت الأرض: كثر جناها.
6) (أ) على. وانتصر من عدوه: انتقم منه، وانتصر على خصمه: ظهر عليه.
7) (أ، ط) يخص، وفى الدرة: تخصص.
8) المصادر السابقة.
9) ذكر العنوان باختلاف يسير في نسختي (أ، ب).
147

جعفر) (1) بن عبد الله، قال: حدثني أبو نعيم، محمد بن أحمد الأنصاري، قال:
كنت حاضرا عند المستجار بمكة، وجماعة يطوفون بها زهاء ثلاثين رجلا
لم يكن (فيهم) (2) مخلص غير محمد بن القاسم العلوي.
فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة من سنة ثلاث وتسعين (3)
ومائتين، إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزار ناصع (4) محرما فيه، وفى
يده (5) نعلان.
فلما رأيناه قمنا هيبة له وإجلالا، فلم يبق منا أحد الا قام فسلم عليه، حتى
جلس متوسطا، ونحن حوله، ثم التفت يمينا وشمالا، فقال:
أتدرون ما كان أبو عبد الله عليه السلام يقول في دعاء الالحاح؟ فقلنا: وما كان يقول؟ قال:
كان يقول: (اللهم إني أسألك باسمك الذي تقوم به السماء، وبه تقوم الأرض، وبه
تفرق بين الحق والباطل، وبه تجمع بين المتفرق و (به) (6) تفرق بين المجتمع، وقد
أحصيت به عدد الرمال، وزنة الجبال، وكيل البحار أن تصلى على محمد وآل
محمد، وأن تجعل لي من أمرى فرجا ومخرجا).
قال: ثم نهض، ودخل الطواف، فقمنا لقيامه حتى انصرف، وانسينا (7) أن

1) من المصادر. راجع رجال الخوئي: 14 / 246 رقم 9969 وج 17 / 363 رقم 11964.
2) من (ب).
3) (ب، ط) ثلاثين. وهو خطا، لان ولادة مولانا صاحب الزمان (عج) سنة ست
وخمسين بعد المائتين.
4) (أ) ناصح، (ب) ناضح.
قال ابن طاووس (سألت عنها بعض أهل الحجاز، فذكر أنه يجلب من اليمن ثياب
يقال لها (ناصح) تعمل تارة بيضاء وتارة بيضاء وتارة ملونة).
وفى لسان العرب: 8 / 355 (الناصع: البالغ من الألوان، الخالص منها الصافي أي
لون كان وأكثر ما يقال في البياض. ونصع لوثه نصاعة ونصوعا. اشتد بياضه وخلص).
والناصح: الخالص.
5) في الأصل: رجليه.
6) من المصادر.
7) (أ) نسينا.
148

نذكر أمره، وأن نقول: من هو؟ وأي شئ هو؟ إلى الغد في ذلك الوقت، فخرج
علينا من الطواف، فقمنا له كما قمنا بالأمس، وجلس متوسطا، (1) ونظر يمينا وشمالا، وقال:
أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام بعد صلاته (2)؟
قلنا: وما كان يقول؟ قال: كان يقول:
إليك رفعت الأصوات، ولك عنت الوجوه، ولك خضعت الرقاب
وإليك التحاكم (3) في الاعمال، يا خير من سئل، وخير من أعطى يا صادق يا بار
يامن لا يخلف الميعاد، يامن أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة.
يامن قال (ادعوني استجب لكم) (4) يامن قال (وإذا سألك عبادي عنى فانى
قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) (5)
يامن قال (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) (6)
[لبيك وسعد يك، ها انا بين يديك المسرف وأنت القائل:
(لا تقنطوا من رحمة الله] (7) إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) (8)
ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء، وقال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه السلام
يقول في (سجدة الشكر)؟ قلنا: ما كان يقول؟ قال: كان يقول:
(يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا جودا وكرما، يامن لا يزيده كثرة الدعاء
إلا سعة وعطاء (9)، يامن لا تنفد خزائنه، يامن له خزائن السماوات والأرض يا من له
خزائن ما دق وما جل الهى، لا تمنعك إسائتي من إحسانك أن تفعل بي ما أنت أهله.
فأنت أهل الجود والكرم والتجاوز، [يا رب] (10) يا الله لا تفعل بي ما أنا أهله

1) (ب) مجلسه منبسطا.
2) في المصادر: صلاة الفريضة.
3) كذا في المصادر وفى (أ، ط) تحكم، وفى (ب) تحتكم.
4) غافر: 60.
5) البقرة: 186.
6) الزمر: 53.
7) ليس في (أ) وبعض المصادر.
8) الزمر: 53.
9) (أ، ط) عطايا. 10) من (ب) وفى بعض المصادر: يا الله.
149

فانى أهل العقوبة قد استحققتها لا حجة لي، ولا عذر [لي] (1) عندك أبوء لك بذنوبي
كلها كي تعفو عني، وأنت أعلم بها منى، وأبوء لك بكل ذنب أذنبته، وبكل خطيئة
أخطأتها، وبكل سيئة عملتها
رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم).
وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه، وعاد من الغد في [ذلك] (2) الوقت، ففعلنا
كفعلنا فيما مضى، فجلس مجلسه متوسطا، ونظر يمينا وشمالا، وقال:
كان علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام يقول في سجوده في هذا الموضع
- وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب -:
(عبيدك بفنائك، فقيرك بفنائك، مسكينك بفنائك [سائلك بفنائك] (3) يسألك
مالا يقدر عليه غيرك)
ثم نظر يمينا وشمالا ونظر إلى محمد بن القاسم العلوي وقال: يا محمد:
أنت على خير إن شاء الله. - وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر -.
وقام فدخل الطواف، فما بقي أحد منا إلا والهم ما ذكر من الدعاء، وانسينا أن
نذكر أمره إلا في آخر يوم (4) فقال بعضنا: يا قوم أتعرفون هذا الرجل؟
فقال محمد بن القاسم: هذا والله صاحب زمانك عليه السلام فقلنا: كيف يا أبا على؟
فذكر أنه منذ سبع سنين يسأل الله تعالى ويدعوه أن يريه صاحب الزمان عليه السلام، قال:
فبينما نحن عشية عرفة، فإذا أنا بالرجل بعينه يدعو بدعاء عرفة، وعرفته وسألته ممن هو؟
فقال: من الناس.
فقلت: من أي الناس؟ من عربها أو من مواليها؟ فقال: من عربها.
فقلت: من أي عربها؟ فقال: من أشرفها. فقلت: من هم؟ من بني هاشم.

1) من المصادر.
3) من (ب).
4) كذا في المصادر: وفى الأصل اليوم.
150

قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من أعلاها ذروة، وأسناها رتبة.
فقلت: ممن (1) هم؟
قال: ممن فلق الهام، وأطعم الطعام، وصلى بالليل والناس نيام.
فعلمت أنه علوي، فأحببته (2) على العلوية، ثم فقدته من بين يدي فلم أدر كيف
مضى؟! فسألت عنه القوم الذين كانوا حولي: أتعرفون هذا العلوي؟
فقالوا: نعم، يحج معنا كل سنة ماشيا. فقلت: سبحان الله، والله ما أرى به أثر مشى
وانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه، فنمت ليلتي تلك، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله
فقال لي: يا محمد أرأيت طلبتك؟ فقلت: من ذلك يا سيدي؟
فقال: الذي رأيته عشيتك هو صاحب زمانك. فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه على
أن لا يكون أعلمنا [ذلك] (3) فذكر أنه كان ينسى أمره إلى الوقف الذي حدثنا فيه. (4)

1) (أ، ط) من.
2) كذا في المصادر، وفى الأصل: فأجبته.
3) من بعض المصادر.
4) رواه الصدوق في كمال الدين: 2 / 470 ح 24 بثلاثة طرق، اثنان منها إلى أبي نعيم
الأنصاري الزيدي، والثالث إلى أبي جعفر محمد بن علي المنقذي الحسيني.
عنه البحار: 94 / 187 ح 12 وعن الكتاب العتيق الغروي، وعنه أيضا مستدرك
الوسائل: 2 / 399 ح 3.
ورواه الطوسي في الغيبة: 156 بطريقين الأول: عن علي بن عائذ الأنصاري: عن الحسن
ابن وجناء النصيبيني، عن أبي نعيم المذكور، والثاني: عن جماعة عن التلعكبري بهذا السند،
عنه البحار: 95 / 175 ح 7، ومستدرك الوسائل: 1 / 343 ح 3.
ورواه ابن طاووس في فلاح السائل: 179 بأربعة طرق، والطبري في دلائل الإمامة:
298 بإسناده عن أبي الحسين بن هارون التلعكبري عن أبيه بهذا السند، وفيه، إبراهيم
ابن محمد بن أحمد الأنصاري.
عنه البحار: 52 / 6 ح 5، وعن الغيبة ووردت قطع منه في مصباح المتهجد: 40، ومصباح
الكفعمي: 24، والبلد الأمين: 12
وأورده القندوزي في ينابيع المودة: 465، عنه إحقاق الحق 19 / 706.
151

قال الحسين بن محمد بن الحسن، لما انتهى إلى هذا الفصل من كتابه -:
(إلهي أنت العالم بحركات الأعين، وخطرت الألسن ومضمرات (1) القلوب
ومحجوبات الغيوب، إن كنت تعلم أنني أردت بجمع ما في (هذا) الكتاب مرجو
ثوابك، وأشفقت من مخشى عقابك فصل على نبيك نبي الرحمة محمد وآله
الطاهرين، اغفر لي ذنوبي كلها صغيرها وكبيرها، واجعل هؤلاء السادة الأبرار، والأئمة
الأخيار شفعائي إليك يوم عرضي عليك، برحمتك يا أرحم الراحمين).
هذا آخر الكتاب وبه تم الغرض الذي قصدته من إثبات طرف من كلام رسول
الله صلى الله عليه وآله، ولمع من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من ولده عليهم السلام
حسب ما كنت شرطته من الايجاز.
فمن آثر زيادة التمسها من الكتب التي رواها الثقات من أهل العدل عنهم، فإنه
يجد فيها ما تسمو إليه همته.
على أن الذي أورده فيه تبصرة المبتدى وتذكرة المنتهى، وكفى (2) عن كتب
(ابن المقفع) و (علي بن عبيدة الريحاني) و (سهل بن هارون) وغير هم.
ومن تصفح كتب الريحاني ورسائله عرف أن جميعها منقولة من خطبهم
ورسائلهم ومواعظهم وحكمهم وآدابهم صلوات الله عليهم. ولو وفق هذا الفاضل
ونسب كلام كل إمام إليه لكان أوفى لاجره، وأبقى بذكره (3) إياها.
وصلى الله على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله: (ثم الكتاب، والحمد لله أولا وآخرا)
أقول: وله الحمد فيما أنجز بتوفيقه ومننه من تحقيق الكتاب وطبعه ونشره
بمناسبة حلول الذكرى السنوية للمصيبة العظمى - أم المصائب - باستشهاد الرسول
الأعظم صلى الله عليه وآله التي هزت الاسلام وفتحت أبواب الاخطار والشرور، على الشريعة المقدسة
السمحاء فجعت الأمة الاسلامية جمعا - في شهر صفر 1408 ه‍ ق الموافق ل‍ 1366 ه‍ ش.
(مدرسة الامام المهدى - السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الأبطحي)

1) (أ) في مضمرات.
2) (ب) غنى.
3) (ب) لذكره.
152