(وعجز الورى عن أن يجيئوا بمثل ما
* وصفناه معلوم بطول التجارب)
(تأبى بعبد الله أكرم والد
* تبلج منه عن كريم المناسب)
(وشيبة ذي الحمد الذي فخرت به
* قريش على أهل العلا والمناصب)
(ومن كان يستسقى الغمام بوجهه
* ويصدر عن آرائه في النوائب)
(وهاشم الباني مشيد افتخاره
* بغر المساعي وامتنان المواهب)
(وعبد مناف وهو علم قومه اشتطاط
* الأماني واحتكام الرغائب)
(وإن قضيا من كريم غراسه
* لفي منهل لم يدن من كف قاضب)
(به جمع الله القبائل بعد ما
* تقسمها نهب الأكف السوالب)
(وحل كلاب من ذرى المجد معقلا
* تقاصر عنه كل دان وغائب)
(ومرة لم يحلل مريرة عزمه
* سفاه سفيه أو محوبة حائب)
(وكعب علا عن طالب المجد كعبه
* فنال بأدنى السعي أعلى المراتب)
(وألوى لؤي بالعداة فطوعت
* له همم الشم الأنوف الأغالب)
(وفي غالب بأس أبي البأس دونهم
* يدافع عنهم كل قرن مغالب)
(وكانت لفهر في قريش خطابة
* يعوذ بها عند اشتجار المخاطب)
(وما زال منهم مالك خير مالك
* وأكرم مصحوب وأكرم صاحب)
(وللنضر طول يقصر الطرف دونه
* بحيث التقى ضوء النجوم الثواقب)
(لعمري لقد أبدى كنانة قبله
* محاسن تأبى أن تطوع لغالب)
(ومن قبله أبقى خزيمة حمده
* تليد تراث عن حميد الأقارب)
(ومدركة لم يدرك الناس مثله
* أعف وأعلى عن دنىء المكاسب)
(وإلياس كان اليأس منه مقارنا
* لأعدائه قبل اعتداد الكتائب)
(وفي مضر يستجمع الفخر كله
* إذا اعتركت يوما زحوف المقانب)
(وحل نزار من رياسة أهله
* محلا تسامى عن عيون الرواقب)
(وكان معد عدة لوليه
* إذا خاف من كيد العدو المحارب)
23